المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 شباط/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february05.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

إِنَّ مَا تَزْرَعُهُ أَنْت، لا يَحْيَا إِلاَّ إِذَا مَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعتير حالة قادة الأحزاب الشركات العائلية والتجارية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

براغ تفرج عن لبناني أوقف في قضية تهريب أسلحة

الجيش يبادر لكن عرسال يحرّرها... أهلها؟

جلسة 8 شباط تستنسخ سابقاتها "التيار الوطني" وفرنجية يُقاطِعان و"القوات" تشارك/منال شعيا/النهار

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 4 شباط 2016

ماذا ناقش مدير أمن الدولة مع البطريرك الراعي؟

بري التقى وفدا من الجهاد الاسلامي وعرض مع فياض وشري موضوع اجراء الانتخابات البلدية

لقاء بكركي الدبلوماسي: وعد جدي بفك ارتباط الرئاسة بأزمات المنطقة ومسعى مزدوج خارجي وداخلي لتذليل عقبــــات الاستحقــــاق

الجيش اللبناني لن يسمح لـ»حزب الله» باحتلال عرسال بذريعة خطر «داعش»/حميد غريافي/السياسة

نصف مليار دولار مساعدات اميركية للجيش في الـ2016 وثناء على دوره

لقاءات سياسية سرية لباسيل لتسويق ترشيح عون في جولة اوروبيـــة

سلام يحذر العالم من تهديد النازحين للامن وبكركي تستنفر الدبلوماسيـــة

النائب مروان حماده من الرياض: للسلام اللبناني رمزية خاصة لأنه يحمل اسم الطائف

محكمة التمييز العسكرية أرجأت جلسة متابعة محاكمة سماحة الى 18 الحالي

الوفاء للمقاومة رحبت بتأمين مستلزمات اجراء الانتخابات البلدية ودعت الى تعزيز دعم الجيش

 لقــاءات باسيل لفتـــح ابواب بعبدا امــام عون: تشاور مع العريضي واجتماع مع كاتشيا وزيارة للفاتيكان

 لذكــرى 14 شــباط بعد خاص ومسـتوى الحضــور يحمـل دلالات والحريري يتمسك بالتسوية ومحاولات دق اسفين بينه وبين فرنجية لن تنجح

"المسـتقبل" لا يعتبر مصالحة معراب ردا على تسـوية باريس نفرّق بين دعم التقارب ودعم الترشيح: حاورنا عون ولم ننجح

قاطيشا: “القوات تشارك بوفد رفيع في مهرجان “14 شباط”

الراعي يلتقي كتلة نواب زحلة وقرعة وسفيرة هولندا

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عبود: "الإمارات" ليست فقط في "المال" بل في الضمان والمطار والمرفأ و"لن نرضى بأي قانون لا يضمن انتخاب النائب مـن أكثرية مَـن يمثل"

قليموس يضع اللمسات الاخيرة على لائحة توافقية تمثيلية جامعة والانسـجام وتأييـد بكركـي القـاعدة الاسـاس للمجلس الجديـد

السجالات الطائفية" إلى الـــواجهة مجـــددا/الهبر: خائفون على الوجود المسيحي والتصعيد آتٍ/جنجنيان: التقصير موجــود ومطالبنا لبنانية محقة

حوري: رفض احالة ملف سماحة الى المجلس العدلي لا يفيد البلد

عراجي: المعطيات لا توحي بانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 8 شباط

قاسم: كنا وما زلنا واضحين رئاسيا ولم نعد وعدا إلا والتزمنا به

عقيلة الشيخ يعقوب من مسجد الصفا: أقفلوا كل الابواب ولم يكترثوا لنصرة الحق

السيدة الاولى في الارجنتين زارت سفارة لبنان والعنداري سلمها دعوة من باسيل لزيارة لبنان والمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية

الراعي في رسالة الصوم: الكنيسة حريصة على فصل الدين عن الدولة وأليس الصوم هو حل قيود الشر وإطلاق المسحوقين؟

ندوة عن رسالة البابا فرنسيس لزمن الصوم والكلمات حثت على أعمال الرحمة ماديا وروحيا واستكمال المصالحات

سلام من لندن: لبنان غير قادر على تمويل احتياجات النازحين ونجاح المؤتمر مرهون بتطبيق الالتزامات المتبادلة بين الحكومة والشركاء الدوليين

زعيتر: لا قيامة للبنان إلا بجناحيه المسيحي والمسلم والحديث عن انتقائية في إنجاز ملفات الأشغال فيه الكثير من التجني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أوباما في مسجد داخل أميركا للمرة الأولى: استهداف الإسلام هو استهداف لكل الأديان وندد بالخطاب البغيض ضد المسلمين

ألمانيا: توقيف جزائريين للإشتباه بصلتهما بالمتطرفين أحدهما تدرب على استخدام السلاح في سورية

واشنطن تطالب موسكو بوقف فوري لحملة الضربات الجوية في سورية واتهمتها بالسعي مع النظام لحل عسكري

أولوية المملكة هزيمة الإرهاب سواء جاء عبر جهات كـ»القاعدة» و»داعش» أو كان برعاية إيران ووكلائها

السعودية: اعتقال 40 متطرفاً في خمسة أيام بينهم 10 مصريين

كاتب وباحث كشف تفاصيل وأدلة تؤكد أن «الحرس الثوري» الإيراني يتاجر في المخدرات

الرئيس الجزائري يستقبل ولي العهد السعودي

الأمم المتحدة تطالب إيران بوقف انتهاكات حقوق الطفل والأقليات

طهران تتعهد تعزيز برنامجها الصاروخي

قوات الأسد و»حزب الله» و»الحرس الثوري» دخلت نبل الزهراء و40 ألف مشرد جراء الهجوم على ريف حلب الشمالي

"لومونـد": مأسـاة اللاجئيـن مسـتمرة ومؤتمر المانحين يعني المزيد من الضحايا

"اندبندنت":لا أمل بحصول تقدم في سوريا

"الوفاق" الايرانية: جنيف 3 بداية انكسار جبهة الارهاب في سوريا

موسكو أكدت تنفيذ غارات على 875 هدفا ارهابيا في سوريا منذ مطلع الشهر الحالي

فابيوس طالب روسيا والنظام بوقف الغارات وحصار المدن في سوريا

كيري ولافروف: لتكون فترة تعليق المفاوضات السورية اقصر ما يمكن

الجبير: الايرانيون مرحب بهم لاداء مناسك الحج والعمرة في المملكة

البرلمان الاوروبي اتهم داعش بتنفيذ ابادة للايزيديين والمسيحيين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن «حزب الله» والمخدرات وتبييض.. التمويل/علي الحسيني/المستقبل

لبنان «المحتل» في قلب المواجهة/نديم قطيش/ الشرق الأوسط

عندما يطور ميشال عون اختصاصه ويوسّع نشاطه/خيرالله خيرالله/العرب

"حزب الله" للمجتمع الدولي: لا نتاجر بالممنوعات/منير الربيع/المدن

هزيمة" 14 آذار/حـازم الأميـن/لبنان الآن

هل يخسر عون آخر امل على الحياة وتخسر القوات اللبنانية الدنيا والآخرة/نقولا ناصيف/الاخبار

الخلافات الدولية أنهكت المفاوضات قبل انطلاقها فدْرلة العراق كأمر واقع بوابة للدويلة العلوية/روزانا بومنصف/النهار

الخلافات الدولية أنهكت المفاوضات قبل انطلاقها فدْرلة العراق كأمر واقع بوابة للدويلة العلوية/روزانا بومنصف/النهار

القصر المهجور...إلى أمد بعيد/أنطون شعبان/النهار

على المسيحيّين أن يبقوا متناحرين للسطو على حقوقهم/الخوري اسكندر الهاشم/النهار

الانتخابات الرئاسيّة خلطت الأوراق في 8 و14 والانتخابات النيابيّة المقبلة قد تغيّر التحالفات/اميل خوري/النهار

عون تلقى نصائح مؤثرة بالإنفتاح على الحريري.. و”حزب الله” لا يمانع عودته رئيساً للحكومة/وسام أبو حرفوش/الراي الكويتية

الدعم الكلامي/أحمد الأسعد

موجز مساهمة د.حارث سليمان – في حلقة "بموضوعية" على تلفزيون Mtv بتاريخ 3/2/2016

قبل فوات الأوان/فارس سعيد

8 شباط في روزنامة الكتائب موعد أساسي لتأكيد صحة الخيار/بيار عطاالله/النهار

حزب الله الضعيف و8 اذار المشتّته/وسام الامين/جنوبية

حزب الله" للمجتمع الدولي: لا نتاجر بالممنوعات/منير الربيع/المدن

عندما تختفي أكياس الذهب والفضة عند السيد/عماد قميحة/لبنان الجديد

من حقيبة النهار الديبلوماسية جنيف: الأسد يخسر في السلم وفي الحرب/عبد الكريم أبو النصر/النهار

ماذا يقول العماد عون بعد عقد على التفاهم مع حزب الله/خاص العهد/فاطمة سلامة

الخلافات الدولية أنهكت المفاوضات قبل انطلاقها فدْرلة العراق كأمر واقع بوابة للدويلة العلوية/روزانا بومنصف/النهار

طهران تتهم واشنطن بمحاولة اغتيال سليماني/الحياة

أهداف موسكو وواشنطن في الحرب السورية/راغدة درغام/الحياة

إيران وشطحاتها الاستراتيجية/محمد عبدالعزيز منير/الحياة

كيف تخسر 12 بليون دولار/حسام عيتاني/الحياة

أبعد من الدويلة العلوية/وليد شقير/الحياة

الإرهاب الروسي – الإيراني… وقصف بلا حدود/داود البصري/السياسة

هل تؤثر الاستثمارات الغربية في أداء إيران في المنطقة/ثريا شاهين/المستقبل

ويلٌ لإيران وتركيا من «سوريا المفيدة» وكردستان/أسعد حيدر/المستقبل

أينما تطلع آية الله شرقًا لا يلق إلا الفراغ/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

إنجيل القدّيس لوقا12/من33حتى40/: ""قالَ الربُّ يَسوع: «بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم. لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!»."

 

إِنَّ مَا تَزْرَعُهُ أَنْت، لا يَحْيَا إِلاَّ إِذَا مَات

"رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من35حتى45/: "يا إخوَتِي، رُبَّ قَائِلٍ يَقُول: كَيْفَ يَقُومُ الأَمْوَات، وَبِأَيِّ جَسَدٍ يَعُودُون؟ أَيُّهَا الجَاهِل، إِنَّ مَا تَزْرَعُهُ أَنْت، لا يَحْيَا إِلاَّ إِذَا مَات. وَإِنَّ مَا تَزْرَعُهُ هُوَ غَيْرُ الجِسْمِ الَّذي سَيَكُون، بَلْ هُوَ مُجَرَّدُ حَبَّةٍ مِنْ قَمْحٍ أَوْ مِنْ نَوْعٍ آخَر. لكِنَّ اللهَ يُعْطِيهَا جِسْمًا، كَمَا يَشَاء، يُعْطِي كُلَّ حَبَّةٍ مِنَ البُذُورِ جِسْمًا خَاصًّا بِهَا. وَلَيْسَتِ الأَجْسَامُ كُلُّهَا مِنْ نَوْعٍ وَاحِد، بَلْ لِلإِنْسَانِ جِسْم، وَلِلحَيَوَانِ جِسْمٌ آخَر، وَلِلطَّيْرِ جِسْمٌ آخَر، ولِلسَّمَكِ جِسْمٌ آخَر. وَهُنَاكَ أَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ وأَجْسَامٌ أَرْضِيَّة، لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّةِ نَوْع، ومَجْدَ الأَرْضِيَّةِ نَوْعٌ آخَر. مَجْدُ الشَّمْسِ نَوْع، ومَجْدُ القَمَرِ نَوْعٌ آخَر، ومَجْدُ النُّجُومِ نَوْعٌ آخَر، لأَنَّ كُلَّ نَجْمٍ يَخْتَلِفُ بِالمَجْدِ عَنْ نَجْمٍ آخَر. كَذَلِكَ تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات: يُزْرَعُ الجَسَدُ في الفَسَاد، فَيَقُومُ في غَيْرِ الفَسَاد. يُزْرَعُ في الهَوَان، فَيَقُومُ في المَجْد. يُزْرَعُ في الضُّعْف، فيَقُومُ في القُوَّة. يُزْرَعُ جَسَدًا أَرْضِيًّا، فَيَقُومُ جَسَدًا رُوحَانِيًّا. إنْ كَانَ يُوجَدُ جَسَدٌ أَرْضِيّ، يُوجَدُ أَيْضًا جَسَدٌ رُوحَانِيّ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعتير حالة قادة الأحزاب الشركات العائلية والتجارية

الياس بجاني/04 شباط/16

**الرابطة المارونية مسورنة منذ سنوات وهي تزال على حالها اللاماروني واللالبناني واللاديموقراطي ورؤسائها كافة من زلم المحتل وشمعتهم وديع الخازن

**لا نزال على قناعتنا الراسخة القائلة وطبقاً للممارسات أن نهاد المشنوق هو نسخة سنية لميشال عون الماروني وقد يكون أخطر منه بمرات كونه اعلامي

*هم أنفسهم من عطل فاعلية القرارين 1559 و1701 يوم بكوا وجالوا على عواصم الغرب مدعين ان سلاح حزب الله هو شأن داخلي. هم انفسهم يسعون اليوم لنجدة نواب حزب الله بنكياً ومالياً بزيارتهم لأميركا.

**كارثة إذا كانت المقاومة اللبنانية يلي عمرها 2000 سنة صارت بنظر ومفهوم القوات اللبنانية التي يرأسها د.جعجع حصرياً هي مثاليات وما بتطعمي خبز.... خبرونا شو منقول لكل لشهداء يلي ضحوا بحياتون على خلفية المثاليات الوطنية والإيمانية والوجودية؟ معقولي لهون وصلنا !!!

**من يعادي ويصالح ويشتم ويمجد بفرمان من رئيس حزبه الشركة التجارية هو مجرد ببغاء بوقي وصنجي لا أكثر ولا أقل.

**سجل كل رئيس حزب من أحزاب لبنان الشركات حافل بالإرتكابات على مختلف أنواعها وبالتالي نبش ملفاتهم أمر سهل للغاية وفي أي وقت وكما هو حاصل حالياً.

**إن مستوى التخاطب التخويني والنابش للقبور والملفات بين زلم أحزاب 14 آذار اللبنانية والمسيحية منها تحديداً هو دركي وسطحي وفيه كم كبير من الغباء.

**انبطحت أحزاب 14 آذار اللبنانية كافة واستسلمت لمشروع حزب الله وارتضت بفتات التنفيعات وتركت للحزب الأمن والستراتيجيا وقرار الحرب والسلم ...أحزاب تعتير.

**نواب لبناننا الذي يحتله حزب الله مدفوع ثمنهم النيابي سلفاً من دول ومافيات مالية وهم يعترفون علناً أن قرارهم ليس بيدهم وينتخبون رئيس غب طلب اسيادهم.

**كم هو صعب على اللبناني الحر والحي بضميره وحاسة نقده والعقل والبصيرة ان يحترم اي رئيس حزب من أحزاب وطننا الشركات التجارية والعائلية.

** لا رأياً حراً ولا تحليلاً موضوعيا ولا ولاءً ثابتاً للإعلامي الموظف كصنج وبوق وقداح ومداح لدى رئيس حزب من أحزابنا الشركات التجارية.

**الكاتب تاشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

براغ تفرج عن لبناني أوقف في قضية تهريب أسلحة

العرب/06 شباط/16/براغ - أطلقت السلطات التشيكية سراح اللبناني علي طعان فياض الموقوف في براغ بناء على طلب من الولايات المتحدة منذ العام 2014 للاشتباه به في قضية تهريب أسلحة. وذكر مصدر من أجهزة الأمن اللبنانية أن إطلاق سراح فياض تم بموجب اتفاق أتاح أيضا الإفراج عن خمسة رعايا تشيكيين خطفوا في يوليو 2015 في لبنان. وغادرت رحلة خاصة على متنها التشيكيون بيروت بعيد ظهر الخميس، ومن المتوقع وصولها إلى براغ في وقت لاحق، بحسب وزارة الخارجية التشيكية.وكان فياض الذي يحمل أيضا الجنسية الأوكرانية، أوقف بناء على طلب من واشنطن التي اتهمته بـ”التآمر ضد الولايات المتحدة” وطالبت بترحيله. وأعلنت المتحدثة باسم المحكمة ماركيتا بوتشي أن “وزير العدل روبرت بليكان اتخذ، الخميس، قرارا بعدم السماح بترحيل فياض إلى الولايات المتحدة وبناء عليه تم إطلاق سراحه على الفور”. وكانت الخارجية التشيكية أعلنت، الإثنين، أن التشيكيين أفرج عنهم في لبنان بعملية غامضة وهم “أحياء وبصحة ممتازة”.

 

الجيش يبادر لكن عرسال يحرّرها... أهلها؟

المصدر: خاص – "النهار"/5 شباط 2016/بدّلت عملية الجيش النوعية في عرسال معطيات المعركة وجعلت المبادرة في يد المؤسسة العسكرية، ونقلت وحداته من وضع الدفاع الى وضع الهجوم، الأمر الذي تحتاج اليه وحدات الجيش المنتشرة في تلك الجبهة وعند تخومها الحدودية في مواجهتها المتصاعدة مع المسلحين التكفيريين الذين يحتلون جرود عرسال وراس بعلبك وصولاً الى القاع. لكن أهم ما في عملية الجيش النوعية أنها المواجهة الاولى بين وحدات الجيش ومسلحي "داعش" داخل البقعة التي يسيطرون عليها، وهو ما يعني توجيه رسالة واضحة الى التكفيريين مؤداها أن المبادرة في يد الجيش. وقد أشعرت العملية أهالي عرسال وتلك المنطقة بأن الجيش يمسك بزمام الامور فعلياً على الجبهات ولا حاجة الى الهلع من إمكان دخول "داعش" الى عرسال كما جرت العادة في بلدات وقرى سورية عدة آخرها في دير الزور. لا تخفي أوساط عسكرية حقيقة الوضع داخل عرسال الحدودية، وتصفه بأنه "سيئ بكل المعايير نتيجة وجود آلاف اللاجئين السوريين، وتنوع التنظيمات المسلحة وتعدد مرجعياتها، الامر الذي تسبب بحال من الفلتان الامني والفوضى غير المسبوقة التي يصبح معها التكهن بطبيعة ما سيجري مستقبلاً وما يعد له تنظيم "داعش" او "النصرة" في دائرة التحليل والتكهنات و"السيناريوات المفبركة". وتشي إعادة رسم مشهدية ما جرى في عرسال بأن المسلحين الذين يعانون ظروفا صعبة في الجرود نتيجة الإجراءات الامنية والحصار القاسي من جهة، والظروف المناخية من جهة أخرى، يحتاجون الى التواصل الدائم، وتالياً مدّ نفوذهم الى المخيمات في عرسال وضواحيها، والتي تشكل ما يشبه قواعد خلفية وبيئة حاضنة للمسلحين. وكان من الطبيعي أن يقع الصدام بداية بين "النصرة" المقيمة في عرسال و"داعش" الباحثة عن الدعم والتموين والإمداد بكل أشكاله، ثم مع الجيش الذي لا تتوقف مدفعيته وأسلحته الصاروخية عن التعامل مع تحركات المسلحين بحزم، مشكّلة ما يشبه الجدار الناري في مواجهة حركة "داعش" و"النصرة". والارجح بحسب الاوساط، أن المجموعة التي استهدفها الجيش بعمليته كانت تحضر لاستهداف الوحدات المنتشرة في عرسال بعملية خطف أو تفجير، نظراً الى الطبيعة الهجومية للاسلحة المصادرة، ومنها أحزمة ناسفة وقنابل. ويبدو أن "داعش" يدرك أن الوضع مختلف في 2016 عنه في 2014، سواء لجهة جهوزية الجيش ووحداته أو قدرته على المبادرة، لذا قرر الاستعاضة عن الهجمات الواسعة بعمليات سريعة وخاطفة. وفي انتظار انتهاء التحقيق مع موقوفي "داعش"، يبدو لافتا كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن أن أحداً لا يستطيع تحرير عرسال إلا أهلها!

 

جلسة 8 شباط تستنسخ سابقاتها "التيار الوطني" وفرنجية يُقاطِعان و"القوات" تشارك

منال شعيا/النهار/5 شباط 2016

أيام تفصل عن 8 شباط: موعد الجلسة الـ35 لانتخاب رئيس للجمهورية. وبين 7 كانون الثاني الفائت، آخر موعد لجلسة انتخاب، و8 شباط المقبل: اكثر من شهر وأكثر من حدث مفصلي. رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رشح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون. رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه بقي مصرا على ترشيحه. رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لا يزال عند مرشحه النائب هنري حلو. رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يعلن موقفه الرسمي العلني بعد، وإن بات التباعد بينه وبين عون امرا واقعا. الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بقي عند التزامه "الأخلاقي والسياسي" مع عون، ولم ينكر مواصفات الرئيس لفرنجيه، الامر الذي فسّره البعض بأنه لا يريد انتخابات وبالتالي لا رئيس قريبا. على هذه الخلاصة، ستقفل جلسة الاثنين المقبل، ولن تحمل الى اللبنانيين اي رئيس، وذلك رغم "البوانتاج" الدقيق الذي قال بري ان عددا كبيرا من القوى اكبت عليه قبيل جلسة 8 شباط، ورغم حسم الاصوات التي احتسبها فرنجيه لنفسه سلفا، قائلاً إنه يحوز 70 صوتا. فالنواب الـ86 لن يدخلوا القاعة العامة، وهو النصاب القانوني لجلسة الانتخاب. وبري لن يعلن افتتاح الجلسة، بل سيحدد موعدا جديدا لجلسة ستحمل الرقم 36. صحيح ان ما قبل 18 كانون الثاني ليس كما قبله، الا ان حدث معراب، على اهميته الشكلية، لن ينتج رئيسا للبنان. فجميع السياسيين، حتى هذا اليوم، ليسوا سوى اطراف يقومون بردود فعل لا اكثر، واللاعب الاساسي حدّد موقفه: لا انتخابات، لا بل هو دعا الى عدم الاستعجال. هذا ما أكده نصرالله في خطابه الاخير. من هذا المنطلق، قد لا تختلف صورة جلسة 8 شباط عن سابقاتها، سواء من حيث الحضور أو المقاطعة. اذ يبدو ان كتلة "التيار الوطني الحر" ليست في صدد الحضور، تماما على غرار كتلة "الوفاء للمقاومة"، ومعنى ذلك ان خلط الاوراق عبر لقاء معراب لن يترجم في السياسة: كان شيكا بلا رصيد. حتى ان كتلة "لبنان الحر الموحد" نفسها لن تحضر، بعد الموقف الأخير الذي اعلنه فرنجيه، وهو انه لن يشارك في حال غياب كتلة "الوفاء"، الأمر الذي يعني ان لا جلسة. ويخطئ من يعتقد أن مشهد الحضور والغياب على الأقل سوف يختلف، وفي هذا الصدد يقول لـ"النهار" أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ابرهيم كنعان إن "الاجماع المسيحي تحقق الآن، وعبّرت غالبية المسيحيين عن رأيها بعد اتفاق معراب، وبالتالي على الأطراف الآخرين ان يأخذوا هذا االتطور في الاعتبار، فلا يجوز تجاهله، بل لا بد من التعامل معه بجدية".

وفي رأي كنعان، حتى اللحظة: "لم نلمس اي روحية حقيقية في طريقة هذا التعاطي، مع العلم ان ثمة عملا في هذا الاتجاه، الا انه لم يترجم بعد، ولم نصل الى انضاج الاتفاق". وهل يعني هذا الكلام ان على "الفريق الآخر" إعلان تأييد عون للرئاسة؟ يجيب كنعان: "لطالما قالت الكتل الإسلامية الوازنة ان على المسيحيين ان يتفقوا اولا على مرشح، وعند ذلك نذهب الى الانتخاب. اليوم، حصل هذا التفاهم، فلماذا لم يترجم بعد؟". اي ان كتلة "التيار الوطني" لن تنزل الى مجلس النواب يوم الاثنين؟ يردّ كنعان: "مشاركتنا رهن التعاطي الآخر واحترام الارادة المسيحية". في المقابل، يؤكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا حضور نواب "القوات" الجلسة، ويقول لـ"النهار": "بالطبع، سنحضر. ما من جديد طرأ على موقفنا، نحن التزمنا الدستور وليس الشخص، ولا نزال". وهل يعني ذلك، ان ثمة تغيرا في مرشحكم، يجيب: "بالطبع لا. في السابق كان مرشحنا معروفاً وكنا نشارك، واليوم أيضا، تغير المرشح لكن حضورنا لن يختلف. هذا في صلب اللعبة الديموقراطية". وعما اذا كان يتمنى توافر النصاب القانوني للجلسة، لا سيما ان هناك قنوات للاتصال بالحليف الجديد وهو العماد عون، يجيب زهرا: "لن يكون هناك نصاب، ولا جديد سيغيّر نتيجة الجلسة عن سابقاتها. سنكون امام المشهد نفسه. ولا اعتقد ان نواب "التيار الوطني الحر" سيحضرون". الا ان "تيار المستقبل" سيحضر بالتأكيد. ويقول عضو كتلة "نواب المستقبل" النائب عمار حوري لـ"النهار": "مشاركتنا مؤكدة، ومرشحنا ايضا معروف". ليس ما سيغيّر المعادلة الانتخابية في 8 شباط إذاً، وعيد مار مارون لن يكون هذه السنة، في حضور رئيس للجمهورية، والفراغ سيطوي حكما عامه الثاني ولا من يستعجل!

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 4 شباط 2016

الخميس 04 شباط 2016

النهار

يتأخر دفع الرواتب في مشاريع تديرها وزارة الشؤون الاجتماعية مع مؤسسات دولية بسبب تأخر الاعتمادات.

تبيّن أن 1400 عائلة في الدامور لم تقبض كامل مستحقاتها من صندوق المهجّرين مما أبقى العودة ناقصة بعد 40 سنة على التهجير.

قال وزير حالي إن المرشّح الشمالي للرئاسة تكلّم كمن يطلق النار على قدميه.

أبدت مصادر كنسية ارتياحها الى تصرّف الوزير وائل أبو فاعور وردة فعله الحكيمة تجاه ملاحظات بكركي.

السفير

لوحظ أن تقشف معظم الدول الخليجية انعكس سلباً على مؤسسات وشخصيات لبنانية في المجالين السياسي والاجتماعي.

تم إطلاق فضائية دينية يشرف عليها أحد رجال الدين الذين كانوا موقوفين في أحد السجون العربية وذلك بدعم من دولة خليجية قررت اعتماد الموجات نفسها لتلفزيون تم حظره من قبل الدولة المذكورة.

تردد أن الطابع الاجتماعي غلب على زيارات شخصيات لبنانية لدولة خليجية كبرى في الأيام الأخيرة.

المستقبل

يقال

إن تكرار النائب وليد جنبلاط انتقاده التعطيل الإيراني للاستحقاق الرئاسي عَكَس مدى الاستفزاز الذي شعر به جراء تعرّض الأمين العام لـ"حزب الله" لموقفه على نحوٍ لم يخلُ من أبعاد شخصية.

اللواء

يُبدي دبلوماسي غربي تشاؤماً من نتائج جنيف-3، في ضوء النتائج الميدانية، ويعتبر المؤتمر تقطيعاً للوقت..

إعتذر نائب في كتلة كبرى عن الكلام في هذه المرحلة، حرصاً على مصداقية التعاطي مع المرحلة الصعبة..

يتميّز نجل قطب سياسي بمقاربة متباينة عن والده في التعاطي مع المطالب الشعبية في منطقته؟!

الجمهورية

قال قطب سياسي بارز إنه ما زالت تنتابه شكوك حول جدّية تأييد تيار سياسي بارز لترشيح أحد المرشحين الأقوياء.

تُراهن قيادات سياسية على التحرّر من الخيارات الراهنة المطروحة في شأن الإستحقاق الرئاسي في حال لم يتمّ الإتفاق على إنجازه في هذه المرحلة.

تذمَّر تيّار شمالي من تصريحات أحد كوادره خصوصاً أنه طلب منه الإلتزام بعدم الظهور الإعلامي وعدم الادلاء بتصريحات سياسية منذ نحو بضعة أشهر.

البناء

سأل نائب بارز زميلاً له في كتلة منافسة عن مدى تأثّر لبنان بالنجاحات التي يحققها الجيش السوري والمقاومة في الميدان ضدّ المجموعات الإرهابية المسلحة، فطمأنه إلى أنّ التأثّر أمر طبيعي، لكنه حتماً لن يكون على شكل مكاسب سياسة، بل سينعكس مزيداً من إراحة الوضع الداخلي على المستوى الأمني، وهو ما يفتح المجال واسعاً أمام المسؤولين لكي يقوموا بما عليهم من واجبات، لا سيما على صعيد إنجاز الاستحقاقات بشكل يريح المواطنين على كلّ المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية…

 

ماذا ناقش مدير أمن الدولة مع البطريرك الراعي؟

النهار/5 شباط 2016/كسائر زياراته للمسؤولين السياسيين والروحيين، زار المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة يرافقه العميد بيار سالم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وعلمت "النهار" أن قرعة عرض مع الراعي الأوضاع الأمنية في البلاد، وتطرق الى المهمات التي يقوم بها الجهاز والصعوبات التي تواجهها المديرية في هذه الفترة وأوضاعها وعملها. وكان البطريرك مستمعاً، ووعد بإيلاء الموضوع اهتماماً خاصاً وبمتابعته مع المرجعيات المعنية حرصاً على المديرية وسائر الأجهزة الامنية وتفعيل عملها ودعمها في ظل الأوضاع الأمنية الدقيقة التي تعيشها البلاد. يذكر أن قضية الخلاف في المديرية العامة لأمن الدولة بين المدير العام ونائبه ما زالت تتفاعل. فهي لم تعد قصة مدير ونائب مدير والصلاحيات والتواقيع بينهما، في ظل وجود قوانين تنظم العلاقة بينهما وطريقة تسيير شؤون المديرية. وفي هذا السياق، تتوقف مصادر عند تجميد وزارة المال غالبية المعاملات المالية والنفقات السرية للمديرية، وعند تجميد رئيس الحكومة (المديرية تتبع له مباشرة) كل بريد أمن الدولة وحركة الاتصالات. فهل يجوز تدفيع المديرية الثمن لأسباب شخصية والامعان في فرض حصار وتضييق مالي وسياسي عليها؟ وتسأل المصادر عينها: بعدما رفع مجلس المطارنة أمس الصوت من أجل عدم إلحاق الغبن بالمسيحيين في ادارات الدولة ومؤسساتها، لا على قاعدة الطائفية، بل من اجل عدم المس بموجبات الصيغة الوطنية في وظائف الدولة والمؤسسات العامة، وبعدما تنادى السياسيون المسيحيون الى احترام صيغة العيش المشترك والشراكة الحقيقية، هل يصار فعلاً الى تصحيح الخلل في إدارات الدولة ومؤسساتها، ومنها المديرية العامة لأمن الدولة؟

 

بري التقى وفدا من الجهاد الاسلامي وعرض مع فياض وشري موضوع اجراء الانتخابات البلدية

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم، في عين التينة، الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح على رأس وفد من قيادة الحركة، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك وعضو المكتب السياسي محمد الجباوي، وجرى الحديث حول التطورات الراهنة على الساحة العربية والساحة الفلسطينية خصوصا، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات قتل وقمع وانتهاكات من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. واستقبل الرئيس بري، بعد الظهر، النائب علي فياض والنائب السابق امين شري وعرض معهما موضوع اجراء الانتخابات البلدية والتنسيق القائم بين حركة "أمل" و"حزب الله" في هذا المجال تمهيدا لإجراء هذه الانتخابات في موعدها في ايار المقبل.

 

لقاء بكركي الدبلوماسي: وعد جدي بفك ارتباط الرئاسة بأزمات المنطقة ومسعى مزدوج خارجي وداخلي لتذليل عقبــــات الاستحقــــاق

المركزية- لم يبدد مسلسل الاخفاقات المتوالي فصولا منذ دخول الاستحقاق الرئاسي مدارالفراغ في 25 ايار 2014 آمال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بوضع حد لهذا الواقع وانتخاب رئيس للبلاد، فهو، كما تقول مصادر قريبة من الصرح لن يدخل اليأس الى قاموسه على رغم سقوط المحاولات والمبادرات الواحدة تلو الاخرى امام رفض فريق نيابي في قوى 8 آذار تأمين نصاب الجلسات الانتخابية مشترطا تزكية مرشحه والا! وتعتبر ان اللقاءات التي يجريها الراعي مع سفراء الدول الخمس الكبرى والمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي بمشاركة السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشيا والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وآخرها امس، في اجتماع حمل الرقم 4 في سجل التواصل البطريركي- الدبلوماسي بهدف عرض جوانب الازمة الرئاسية وحض حكومات هذه الدول على مساعدة لبنان في تخطي العقبات والعراقيل الحائلة دون انجاز الاستحقاق وانتخاب رئيس في أسرع وقت، خير دليل الى القناعة الكنسية المارونية بضرورة استمرار الجهود على مختلف المستويات وعدم الخضوع الى واقع الحال الخطير او التسليم به. وتفيد أن البطريرك تمنى على الدبلوماسيين بذل الممكن من خلال الطلب الى حكومات بلادهم العمل على فصل ازمة الرئاسة اللبنانية عن ازمات دول الشرق الاوسط المعقّدة خصوصا ان بعضها قد لا ترى حلوله النور قبل سنوات، وغير معقول ولا مقبول استمرار ربط الاستحقاق به. وسمع الراعي، كما تقول المصادر، وعدا جديا من الدبلوماسيين في هذا الاتجاه واجراء الاتصالات مع حكوماتهم في اسرع وقت لتحريك قنوات اتصالاتها الدولية علّها تفلح في محاولة فك ارتباط لبنان بالخارج، على ان يعودوا بالجواب في اجتماع يعقد في وقت غير بعيد. وفي حين يتردد ان السفراء تسلموا مذكرة أصدرتها بكركي بدأوا بمناقشتها، تشير المصادر الى ان التحرك الدبلوماسي لن يقتصر على الخارج فحسب بل سيكون لهؤلاء دور على المستوى الداخلي يتمثل بمحاولة اقناع النواب مقاطعي الجلسة بضرورة العودة عن قرارهم وتأمين نصاب الجلسة الانتخابية ما دام المرشحان الرئاسيان من صلب فريق 8 آذار ومن يفز من بينهم يشكل مكسبا كبيرا لمشروع هذا الفريق السياسي ولا داعي بعدما حسمت الخيارات، للتردد او الاستمرار باطاحة فرص انتخاب رئيس بات وجوده اليوم ضرورة اكثر من اي وقت مضى، وسط المحاذير الدولية والتحذيرات من هز الاستقرار على الساحة الداخلية بفعل موجة الارهاب المتمادية والمتمددة في الاتجاهات كافة.وتوضح المصادر ان بعض الدبلوماسيين ينظر بكثير من الاستغراب الى موقف قوى 8 اذار، ويسأل ماذا تريد بعد؟ فالرئاسة حسمت لمصلحتها وفريق 14 اذار سحب مرشحيه متبنيا ترشيحات فريقها السياسي ان بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري الذي سوّق "التسوية الباريسية" المباركة خارجيا او رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بخطوة ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، وهو أمر كان بالامس القريب مثابة حلم لدى الكثير من اللبنانيين، فأين المنطق في عدم اقتناص نواب 8 آذار الفرصة والمسارعة الى تأمين نصاب اول جلسة انتخابية لتكريس فوزهم عمليا؟

 

الجيش اللبناني لن يسمح لـ»حزب الله» باحتلال عرسال بذريعة خطر «داعش»

حميد غريافي/السياسة»/05 شباط/16

أكد مرجع سياسي لبناني في باريس أن الأسباب الحقيقية وراء بطء تنفيذ صفقة أسلحة المليارات الثلاثة السعودية الى لبنان من فرنسا، تكمن في اتفاق الرياض وباريس وحلفائهما على انتظار «تطورات عسكرية دراماتيكية في لبنان وعلى حدوده الشرقية مع سورية»، بين «حزب الله» وجماعات سنية لبنانية انطلاقاً من محاولة الحزب جذب بلدة عرسال في البقاع الاوسط الى دائرة الصراع المسلح العنيف مع تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة». ونقل السياسي اللبناني عن مسؤولين في الخارجية الفرنسية لـ»السياسة» اعتقادهم «ألا تتأخر اسرائيل لما بعد الصيف المقبل لمهاجمة لبنان، محاولة القضاء على ترسانة «حزب الله» الصاروخية التي باتت تهدد مدنها وقواعدها العسكرية والنفطية والاقتصادية، لذلك عملت حكومة بنيامين نتانياهو بكل ما تملك من نفوذ مع حكومة فرنسوا هولاند لتوخ الحذر و»البطء الشديد» في تسليح الجيش اللبناني بأسلحة متطورة قد تغريه بالمشاركة، الى جانب «حزب الله» في اي مواجهة مستقبلية في منتصف الصيف المقبل مع الدولة العبرية، وهكذا تكون المصالح الاسرائيلية والارهابية لـ»داعش» و»القاعدة» وجماعاتهما، التقت مرة اخرى في لبنان بعد سورية والعراق». ويعتقد مسؤولو الخارجية الفرنسية ان «إقدام عصابات «داعش» الأسبوع الماضي على تصفية قوات «جبهة النصرة» واحتلال غالبية مواقعها المنتشرة على الحدود اللبنانية – السورية، القريبة من بلدات عرسال والقاع ورأس بعلبك وطليا، قد تعتبر في نظر المخططين العسكريين اللبنانين والدوليين، خطوة متقدمة جداً لـ»داعش» نحو غزو عرسال وتلك القرى المسيحية الاخرى، ناهيك عن امكانية مهاجمة القرى اللبنانية الشيعية العشر المتداخلة مع الاراضي السورية في الشمال، الا ان قادة عسكريين وساسة لبنانيين بينهم نواب ووزراء، يحذرون قيادة الجيش اللبناني من ان تؤخذ على حين غرة بنوايا حسن نصرالله وجماعاته الشيعية لاحتلال عرسال». وطمأنت أوساط روحية مسيحية وسنية لبنانية قوى «14 آذار» في بيروت خلال عطلة نهاية الاسبوع المنصرم، إلى «أن القيادة متنبهة جداً لخطط «حزب الله» ونواياه حيال عرسال، وقد أوصلت اليه عبر جماعاته الاستخبارية التحذيرات من المساس بعرسال أو بأي منطقة سنية أو مسيحية اخرى بحجة الدفاع عنها من الارهابيين». لكن تلك الاوساط «نبهت قيادة الجيش اللبناني من أن يأخذ «داعش» تحركات «حزب الله» حول عرسال على محمل الاحتلال القريب لها، فيعمد الى مهاجمة كل مراكز الجيش اللبناني التي تغطي تواجد الحزب الايراني في المرتفعات الجبلية الشرقية اللبنانية او بعضها، وهذا قد يتسبب بحرب طاحنة ينجح فيها «حزب الله» بجر الجيش اللبناني لمشاركته تصفية «الغزاة الارهابيين السنة» والسيطرة نهائياً على تلك القرى».

وفي بيروت، أكدت معلومات موثوقة لـ»السياسة» من مصادر ميدانية، أن الجيش اللبناني تمكن بمباغتته المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لـ»داعش»، فجر أول من أس، من إحباط مخطط إرهابي كبير كان يعدّ له هذا التنظيم أكبر وأوسع من هجومه على مراكز الجيش في 2 أغسطس 2014، خاصة أنه تم خلال العملية التي حصلت قتل واعتقال مجموعة قيادية بارزة في «داعش» كانت تضع الخطط العملانية للاعتداء على مراكز للجيش واحتلال مناطق في عرسال ومحيطها، بالتنسيق والتعاون مع خلايا نائمة في عدد من مخيمات النازحين السوريين المحيطة بالبلدة.

وكشفت المعلومات أن الجيش وضع يده على تفاصيل المخطط الإرهابي الذي كان «داعش» ينوي تنفيذه ضد عرسال ومحيطها، خاصة بعدما دانت له السيطرة الميدانية على الجرود بعد سيطرته على مراكز «جبهة النصرة» في جرود عرسال والقلمون السوري، مشيرة إلى أن الجيش وبعد كشفه هذا المخطط، بدأ حملات دهم واسعة في مخيمات النزوح السوري في عرسال وجوارها وفي مناطق البقاع لاعتقال أعضاء في خلايا إرهابية نائمة على صلة بتنظيم «داعش» وبالقادة والعناصر الذين تم اعتقالهم في الساعات الماضية. وفي سياق تحصين مواقعه لمواجهة المسلحين وما يخططون له، استقدم الجيش أمس، راجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة إلى مراكزه في البقاع الشمالي، في حين نفذت وحداته عمليات دهم لأماكن سكن عدد من السوريين في منطقة التحويطة ببيروت.

وفي هذا السياق، تتابع النيابة العامة العسكرية الإشراف على التحقيقات الأولية الجارية مع الموقوفين الذين ألقى الجيش القبض عليهم في وادي الأرانب بعرسال. وكان القيادي في تنظيم «داعش» خالد محمد السالم الملقب بـ»الحوت» توفي في أحد مستشفيات البقاع وهو كان أصيب خلال الاشتباكات التي جرت مع الجيش اللبناني في عرسال. وأشارت معلومات «السياسة»، إلى أن القياديين في «داعش» الذين أوقفهم الجيش يشكلون صيداً ثميناً بالنظر إلى أهميتهم العسكرية داخل التنظيم الإرهابي، وهذا بالتأكيد سيساعد في عملية التفاوض مع «داعش» لمبادلتهم مع العسكريين اللبنانيين التسعة المخطوفين لدى هذا التنظيم، في حال عاد هذا الموضوع إلى الواجهة مجدداً وتم تحريك قنوات التفاوض بين الطرفين. وكانت قيادة الجيش لفتت إلى أنه وبعد التدقيق في هوية الموقوفين، تبين أن أسماءهم هي على الشكل الآتي: فريد حسن المنصور، مدين فريد المنصور، مسعود محمد بكير، حسن حسين عمر، محمد خالد الساعود، محمد سهيل نجم، محمد جمعة الشافي، محمد أحمد الجبي، فراس نواف زيدان، محمود علي جمعة، فراس عمر عمر. وهؤلاء جميعهم سوريون ينتمون إلى مجموعة الإرهابي أحمد محمد أمون.

 

نصف مليار دولار مساعدات اميركية للجيش في الـ2016 وثناء على دوره

لقاءات سياسية سرية لباسيل لتسويق ترشيح عون في جولة اوروبيـــة

سلام يحذر العالم من تهديد النازحين للامن وبكركي تستنفر الدبلوماسيـــة

المركزية- نحو لندن توجهت انظار الداخل ترقبا لنبأ سار قد يتمخض عنه مؤتمر المانحين، ما دامت أنباء الداخل لا تسرّ، فالرئاسة عالقة في شباك الصراع الاقليمي وخلافات محادثات جنيف السورية ومجلس الوزراء الذي أقلع بعد توقف فرضته شروط "الامر الواقع"، يعقد جلساته وسط حقول الغام الملفات الخلافية ويتهيأ "لواقعة" احالة ملف الوزير السابق ميشال سماحة الى المجلس العدلي الاسبوع المقبل، حيث كل فريق "على سلاحه" في ما الرئيس تمام سلام يجهد لابعاد "الكأس المرة" عن حكومته المرممة حديثا. اما السجالات الطائفية فضيف جديد ثقيل على مسرح التجاذبات يملأ الساحة بالمؤتمرات الصحافية لتبرير ممارسات يدرجها الفريق المسيحي في خانة الهيمنة على حقوقه.

نصف مليار دولار للجيش: بيد ان المشهد القاتم سياسيا لا ينسحب على الواقع الامني الذي يسجل انجازات شبه يومية في مجال اجتثاث الارهاب وضرب شبكاته وخلاياه النائمة على مستوى الوطن من خلال عمليات نوعية تفضي في كثير من الاحيان الى توقيف الرؤوس الكبيرة والعقول المدبّرة لمخططات الارهاب كما حصل امس في عملية عرسال، حيث كانت المجموعات الإرهابية أعدّت سيناريو شديد الخطورة، وحددت ساعة الصفر لتنفيذه فجر امس ، إلا أن الجيش أحبطه في الوقت المناسب ،بحسب ما افادت المعلومات.

ودعما لجهود الجيش الجبارة ، علمت "المركزية" ان واشنطن ابلغت العماد جان قهوجي ، قائد الجيش" الذي يزور الولايات المتحدة الاميركية في اطار زياراته الدورية للتشاور مع المسؤولين في مكافحة الارهاب ووضعهم في صورة الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسة العسكرية في حربها ضده، انها خصصت 400 مليون دولار من ضمن موازنتها لعام 2016 كمساعدات عسكرية للجيش اللبناني الذي تقدّر ما يبذله في سبيل منع الارهاب من التمدد الى لبنان وهي ابلغت العماد قهوجي رضاها عن هذا الاداء المتميز والمشهود له واكدت ضرورة ابقاء الجيش بعيدا من التجاذبات السياسية.

جونز يهنئ الجيش: وتماشيا مع هذه الاجواء، هنأ القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت ريتشار جونز الجيش اللبناني بالإنجاز الذي حققه والعملية النوعية التي نفذها في عرسال امس ، معتبرا خلال لقائه وزير الدفاع سمير مقبل انه بلغ مرتبة عالية من التقدم ومؤكدا إستمرار التعاون بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية وبذل الجهود لتسريع عملية تسليم الذخائر والمعدات المطلوبة للجيش.

سلام في لندن: أما في لندن، حيث انطلق مؤتمر الجهات المانحة لسوريا، فوجّه الرئيس سلام نداء الى المجتمع الدولي ناشده فيه مساعدة لبنان في تحمل عبء النزوح السوري، مؤكدا عدم قدرته على تمويل الحاجات الإنسانية للاجئين، ومحذرا من ان لبنان سيصبح في وقت قريب عاجزا عن منع انطلاق موجات من النازحين الى شواطئ بعيدة، مع كل ما تمثّله من تهديد للأمن والاستقرار. وبدا سلام حازما في التأكيد على "انه لا يمكن القبول إلا بوجود موقت للاجئين السوريين في لبنان والحل الحقيقي للأزمة في سوريا هو اتفاق سياسي"، داعيا جميع الشركاء الدوليين الى "تطبيق حزمة من الالتزامات المتبادلة مع الحكومة اللبنانية وترجمتها بدعم فاعل ذي نتائج ملموسة". وسجلت على هامش المؤتمر اجتماعات لسلام ابرزها مع ملك الاردن عبدالله الثاني ونظرائه التركي داود أوغلو والالمانية انجيلا مركيل والبريطاني دايفيد كاميرون والناروجية ارنا سلبورغ .

الراعي: على خط آخر، وفي ضوء العقم الرئاسي التام، تحرك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مجددا على خط المساعي بعدما كان طرح الملف بجوانبه كافة في الفاتيكان، فاستقبل امس سفراء الدول الخمس الكبرى والمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي بمشاركة السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشيا والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، في لقاء هو الرابع من نوعه بهدف البحث في سبل اسهام دولهم في وضع حد للفراغ . وتمنى الراعي على الدبلوماسيين بذل ما يمكن مع حكومات دولهم لفك ارتباط الازمة الرئاسية بملفات المنطقة الشائكة. وكشفت مصادر قريبة من بكركي لـ"المركزية" انهم وعدوا البطريرك بمراجعة حكوماتهم في أسرع وقت لتحريك قنوات اتصالاتها الدولية علّها تفلح في محاولة فك ارتباط لبنان بالخارج ، على ان يعودوا اليه بالجواب في اجتماع يعقد في وقت غير بعيد .

باسيل يتوسط لعون: وفي وقت تراوح المبادرات الرئاسية مكانها، علمت "المركزية" ان رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل أطلق مروحة اتصالات واسعة بعيدة من الاضواء، هدفها تسويق ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون. وفي السياق، عقد اليوم لقاء مطول وسرّي في قصر بسترس جمع باسيل بالوزير السابق والنائب غازي العريضي تم خلاله استعراض الأجواء الرئاسية والأوضاع السياسية الداخلية والدولية. وأشارت مصادر مطلعة لـ"المركزية" الى ان العريضي لم يحمل معه رسالة معينة من زعيم المختارة، وأن زيارته استطلاعية فقط. الى ذلك، أفيد ان اللقاء الذي جمع اليوم باسيل بسفير الفاتيكان غابريال كاتشيا يصب في الاطار عينه، في حين تردد ان لقاءه السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي هدفه التحضير لزيارة محتملة لوزير الخارجية الى روما في النصف الثاني من الشهر الجاري. كما يلتقي باسيل غدا السفير الفرنسي إيمانويل بون لوضعه في أجواء الحركة السياسية الداخلية والاتصالات لدعم ترشيح العماد عون للرئاسة. وتأتي لقاءات باسيل عشية جولة يعتزم القيام بها الى عدد من العواصم الاوروبية.

هجوم زعيتر: على خط آخر وفي اطار السجال الطائفي حول الحقوق المسيحية، شن وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر هجوما لاذعا على من اسماهم بالـ"بكائين على ما لم يحصل والناعين على ما لم يحدث".

ولفت الى ان "الرئيس نبيه بري الذي يشهد له القاصي والداني، والحركة التي يقود "حركة امل" ما هكذا تُكافأ، ولا هكذا يُرد لها الجميل، وهي لا تسأل جزاء ولا شكورا. ولا يظنن أحد أنه بفعله وقوله التحريضي يجعلنا نحيد قيد انملة عما تعلمنا في مدرسة الامام الصدر، بل هذا يزيدنا إصراراً على حمل أمانة خدمة اللبنانيين، كل اللبنانيين، عسى أن يكتشف الناس يوماً من هم خدام الشعب ومن هم تجار الطوائف".

ارجاء محاكمة سماحة: على خط آخر، ارجأت محكمة التمييز العسكرية محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة الى 18 شباط الجاري الحالي لاستكمال استجوابه في جرم نقل المتفجرات من سوريا إلى لبنان، بعد جلسة عقدتها اليوم برئاسة القاضي طاني لطوف الذي طرح على سماحة اسئلة كانت وجهت اليه سابقا، كما تم التركيز على الاتصالات التي كان يجريها بالمخبر ميلاد كفوري. وفي حين بدا سماحة متوتراً وحاول اكثر من مرة التهرب من الاجابة، عدّد مجددا الأهداف التي كان ينوي ضربها ومنها الإفطارات والنائب خالد ضاهر وشقيقه وعدد من المشايخ اضافة الى مخازن ذخيرة قيادات أساسية في الجيش الحر.

التشيكيون الى بلادهم: من جهة ثانية، أسدل الستار اليوم على ملف التشيكيين الخمسة الذين كانوا خطفوا في لبنان، مع إقلاع الطائرة التشيكية التي وصلت مساء امس الى بيروت، من مطار رفيق الحريري بعد الظهر، ناقلة هؤلاء الى براغ، وسط استغراب واسع للصمت المطبق والتكتم الشديد ازاء تفاصيل عملية الخطف كما الافراج الذي تم بسرية مطلقة.

 

النائب مروان حماده من الرياض: للسلام اللبناني رمزية خاصة لأنه يحمل اسم الطائف

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - شارك النائب مروان حماده في الرياض، في ندوة بعنوان "الملك عبد الله بن عبد العزيز في ذاكرتهم"، ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، في دورته الثلاثين. وقال: "سلام من شاهد على عهد بل على عهود من هذه الدائرة المباركة التي تحرك فيها عبد العزيز الكبير ليذود عنكم في الجزيرة وعنا في الوطن الأوسع. سلام على خادم الحرمين الشريفين واولياء عهده الاول والثاني حماهم الله وظفر نضالهم ووثق خطاهم. سلام المحبة والرجاء لكم جميعا من لبنان، حيث السلام مهدد والاستقرار مزعزع والمؤسسات على كف عفريت. سلام من القطر الاصغر الى شقيقه الاكبر. فلهذا السلام اللبناني رمزية خاصة لانه لا يزال يحمل، على رغم المؤامرة الصفوية والشعوبية الزاحفة ، إسم مدينة عربية سعودية عريقة: الطائف. فمن الطائف ومن هذه الربوع وتحت هذه الرعاية عدنا بفضلكم الى الصفاء، الى الطمأنينة، الى الوحدة.مذذاك ومجتمعنا يقارب قول جبران خليل جبران عن "الويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين" وكما يبقى لبنان، على حد قول زميل عزيز، محاطا بالمخمل السعودي، تبقى السعودية مصونة في قلوب اللبنانيين ولو رقص بعضهم على النغم الايراني".

أضاف: نحن مدعوون مرة جديدة هذا العام الى مهرجان وطني للتراث والثقافة نقيم، نحلل، نشهد ،ونتبادل الافكار والاراء في ظل رعاية كريمة وسامية وفي ذكرى لا تقل كرامة وسموا عن سابقاتها حيث تتصل براحل دعم في عهده الاصطفاء الوطني الطبيعي والمعهود لآل سعود.

لعل الرثاء الامثل للملك عبدالله بن عبد العزيز، رحمه الله، نجده ونحن نعدد الشهادات المثمنة للانسان ولرؤيته ولحكمته، نجده في المرآة المتواصلة للمواقف الثابتة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. فعندما يؤكد الملك على ثوابت المملكة، فهو يعطي للملك الراحل ولأسلافه حتى المؤسس الكبير للدولة المجسدة للاسلام في جذوره وللعروبة في اصولها شهادةً فوق كل الشهادات وثناء وابراء فوق كل الثناءات والبراءات.

اليوم وفي بداية مداخلتي أريد امام هذا الحفل المميز، بمستوياته الوطنية والقومية والثقافية، أن أؤكد وقوف لبنان الى جانب الحق والاصالة. الحق العربي والاصالة الوطنية. فمهما صدر عن بعض الاصوات النشاز وفي لحظات تخل لا اكثر ولا اقل، نحن جزء من هذا الكل في حقه واصالته وحزمه العاصف".

وأكد أن "الفروسية من صفات وفضائل المملكة التي أنشأها عبد العزيز الكبير. بل انشئت المملكة اصلا تحت بيارق الايمان والفروسية. تحتها رفرفت رايتا المؤسس، وبهما حلق أولاده وأحفاده ومناصروه ومحبوه وشعبه، فحفرت المملكة لها في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا، عربا ومسلمين، مكانة خاصة مميزة لا توصف بالولاء السياسي ولا تنعت بالالتزام الايديولوجي. مكانة لها عمقها وخصوصيتها في تجاوز غير مألوف للحدود والكيانات والفئات والاحزاب. هذه العلاقة تشبه علاقة الدم. وكأننا عائلة واسعة، رحبة، رقيقة، جامعة، محبة. علاقة مستمرة بعد ألفية كاملة وقرون عديدة بين مصدر الرسالة الشريفة ومقلع الرجال الشرفاء الذين انتشروا لينشروها. هذه العلاقة، هذا الرابط الفريد جسده بعض ممن سبقوا الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله ويجسده اليوم ويرسخه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حماه الله وأطال بعمره. ولعل شهادة ذاكرتنا بالملك عبدالله شهادة لا يزال يلفها مع الكثير من الحزن على رحيله، شعور بالاعتزاز على معايشته ومواكبته كما التعاطي والتفاعل مع سياساته ومبادراته واطلالاته. لبنان يشهد على ذلك: عبدالله بن عبد العزيز، رحمه الله، لم يكن في ربوعنا وفي قلوبنا شخصا عاديا أو ملكا عاديا. فالصفات الشخصية من رجولة واباء، من شجاعة وعفوية كانت دائما تجبل وتميز مواقفه وفق النهج السعودي الراسخ فتعطيه بعدا انسانيا أسس ثقافة كاملة للدفاع عن حقوق العرب والمسلمين ، ثقافة لا تخلو من النزعة الى الهجوم اذا اقتضى الامر،ولا تخشى السعي الى السلام اذا توافرت الظروف. ميزان الموقفين عند الملك عبدالله كما عرفناه في لبنان وغير لبنان: الكرامة، ثم الكرامة ، وبعدها الكرامة ، ودائما الكرامة. كريم في تعاطيه مع شعبه، كريم في تعامله مع الاشقاء، كريم في اقباله على الغير، مهما كان غريبا او بعيدا".

وقال: "عندما تلتقي أبا متعب تشعر انك التقيت الامة. عندما تصافحه كأنك مسكت بيد الأمة. شعور عميق بالطمأنينة الى الحاضر والتفاؤل بالمستقبل ينتابك ولا يفارقك . يلفك الامان، وهو يشع به المحيط ويتوزع في البيئة.

للملك عبدالله، رحمه الله، محطات كثيرة دمغت تاريخنا. صولات وجولات في ذاكرتنا، الخاصة والعامة، اللبنانية والعربية، السياسية والاجتماعية. من محطة الصيفيات "الجبلية" في فندق مونتانيا في عاليه حيث تحلق حوله زعماء البلاد وبسطاؤها على حد سواء، يلقون في مجلسه الواسع الترحاب ذاته والاهتمام عينه. لا طوائف ولا طبقات عنده. ولا سدود ولا جدران حوله.اليد ممدودة على الدوام، القلب مفتوح على الجميع والابتسامة خارقة باستمرار لسمات رجولته في المظهر والطلة.هذه الصفات لا بد ان اتوقف عندها في محطة اخرى لانها تشير الى مواقف المملكة المجردة من أية نزعة فئوية او طائفية: فبعد المساهمات السخية في اعادة اعمار لبنان إثر الحرب الاهلية أذكر وأتذكر تداعيات حرب 2006 في لبنان. فبينما جاهر الفريق الذي دفع بنا الى صدام مدمر مع العدو، دون موافقة الحكومة أو حتى إعلامها، جاهر نفس الفريق الفاجر بعدائه للمملكة العربية السعودية ولم يوفر احدا من مقاماتها . على رغم ذلك سارعت الرياض الى إعادة اعمار الجنوب والبنى التحتية جسورا ووحدات سكنية ومستشفيات كما قامت بدعم الوضعين الاقتصادي والمالي للبلد. جميعكم يعلم ان المملكة تحتل منذ عقود المرتبة الاولى بين دول العالم في تقديم الهبات والمساعدات والقروض وفي تقديم التبرعات النقدية والعينية والمساهمات في مؤتمرات الدعم الدولية للبنان. واليوم للنازحين من سوريا الحبيبة الى ربوعنا".

أضاف: "الملك عبدالله رحمه الله تابع زخم النهج المعتمد حتى اليوم من قبل الشقيقة الكبرى. لذلك نشعر بالاسى وحتى بالخجل عندما نشاهد ونسمع عملاء النظامين السوري والايراني يستهدفون المملكة ويشجعون على التدخل في شؤونها ويحاولون ضرب استقرار اشقائنا العرب ، غير مبالين لا بالمصالح اللبنانية ولا بالاخوة العربية.من هنا فان ما نفضي به اليوم، في هذه الاحتفالية المميزة، ليس مجرد شهادة بشخص رحل عنا منذ عام. جئت اليكم من لبنان ومن جبل لبنان تحديداً حاملاً بريد امتنان الاشقاء والاحباء الى الذين يزودون منذ حوالي قرن من الزمن وبوعي خلقي وسياسي نادر عن جزيرتنا العربية وعن مشرقنا العربي وعن وطننا الاوسع وعن امتنا الاسلامية.فمن عبد العزيز الكبير، المؤسس والمشيد، والمحطات تتواصل بروحية واحدة من ابناءه الى احفاده في رحلة هادفة الى الخير والوحدة، الكل يحمل قدره مع الحياة والموت على كفه".

وتابع حماده: "مررت لماما على فصول من علاقة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز بلبنان الذي حل عليه ضيفا مباركا ومصطافا مميزا لينسج فيه علاقات مثمرة مع رجال الفكر والادب والسياسة.ان اصحاب السمو أبناء الراحل الكبير يذكرون تلك الصيفيات الجميلة في جبل لبنان، يذكرون، ولو كانوا أطفالا آنذاك، مجالس والدهم المسائية في عاليه ومآدبه العامرة في بيروت التي تحولت الى جزء من الحياة السياسية اللبنانية والعربية ووسعت شبكة العلاقات السعودية، الرسمية وغير الرسمية ، لتشمل قادة وممثلي جميع التيارات والمشارب والايديلوجيات المتحالفة معكم احيانا والمتصادمة احيانا اخرى على امتداد وطننا العربي. من كمال جنبلاط اليساري الى كميل شمعون اليميني الى صائب سلام الوسطي الى رشيد كرامي الناصري، الجميع كان يتدافع لمناقشة الامير ومجالسته. هذه الروحية ورثها عبدالله وأورثها. ففي لحظات التصدي البطولي للاجتياح الفارسي، نتذكر الملك الراحل من خلال كل مبادرة وحركة ومناورة يقدم عليها اليوم خادم الحرمين الشريفين ومعه اصحاب السمو الملكي ولي العهد وولي ولي عهده والفريق المجند معهما لتولي هذه المهام. يستوحون من عبدالله بن عبد العزيز فروسية المواقف ويحضنونها بجدارة وحكمة في الاقدام الذي تميز به، على مد الزمن والعهود، قادة آل سعود. وفيما القيادة الحالية تخوض معركة الوجود العربي على امتداد الامة من اليمن الى حدود سوريا والعراق ، ومن البحرين الى اقاصي المغرب والصحراء، عبر مصر وليبيا وفلسطين تستوقفني في هذه الشهادة محطتان من ابرز محطات الدبلوماسية العربية السعودية والتي جمعت الدهاء والمبادىء في بوتقة واحدة كان من حظنا، نحن ابناء، هذا الجيل، ان عاصرناها وفي بيروت بالذات. أعني أولا مبادرة بيروت العربية التي عنونت في حينها مبادرة الامير عبدالله بن عبد العزيز ، مبادرة ترجمت حرص المملكة العربية السعودية على انقاذ فلسطين من الغاصب الاسرائيلي من جهة ومن المنافق الاقليمي من جهة اخرى. مبادرة قصد بها الملك الراحل بحزمه المعهود وعراقة وزير خارجيته المغفور له الامير سعود الفيصل، محاصرة النفوذ اليهودي في اميركا وروسيا والغرب بطروحات متقدمة، مبدعة، ذكية، قاطعة. مبادرة كسب لها شبه اجماع عربي واسكت من خلالها الاصوات المدعية الممانعة والتي كانت ولا تزال ترفع اعلام الرفض للسلام العادل لتمارس في الوقت ذاته التعطيل المبرمج لاي تضامن عربي من اجل استعادة الحقوق ولو بالقوة. كنت يومها جالسا في مقاعد وفد لبنان الذي كان يرأسه الشهيد رفيق الحريري عندما حاول بشار الاسد في خطاب استفزازي تعطيل القمة ومنع المأساة الفلسطينية في انتفاضتها المباركة ورغم حصار وتدمير جنين من الحضور معنا عبر الفيديو بالصوت والصورة. مذذاك والثعبان الايراني يطل برأسه في بعض قممنا ومؤتمراتنا عبر نظام القمع الشعبوي والمذهبي في دمشق وادواته في لبنان وغير لبنان. يومها وبعد انسحاب تاريخي مدو من الجلسة، عاد الامير عبدالله الى قاعة فندق فينيسيا في بيروت في اطلالة رائعة محاطة بالتصفيق الحاد، لينكفئ الاسد ويتراجع رئيس لبنان المعين اميل لحود ويصوت على المبادرة العربية ويسمح لفلسطين بأن تطل علينا بكل قساوة مشاهد الضفة الغربية الجريحة".

ولفت الى أن "قمة بيروت العربية عام 2002 نموذج لا يزال حيا، لأن المبادرة لم تمت ولو مات مطلقها. والمملكة لم تتراجع عن نصرة الحق الفلسطيني في استعادة الاراضي المحتلة عام 1967 وتحرير القدس وإعلانها عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة وعودة اللاجئيين الى ديارهم. طبعا لو اعطيت هذه المبادرة فرص النجاح آنذاك لما كنا اليوم نحتج على كل استيطان ونبكي كل شهيد ونقلق لكل انقسام".

وتحدث عن "محطة ثانية لا تقل دراماتيكية. ربيع 2007: الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة ونحن اعضاء فيها محاصرة في قصر بيروت الحكومي من جحافل حزب الله وحلفائه. الوضع دقيق، الطوق يزداد وبوادر الاجتياح للسراي تظهر من الصخب والتسلح في الخارج. فجأة يرن جرس الهاتف. يرد السنيورة ويصرخ: الملك عبدالله من الرياض. خلال لحظات تغير الجو، انقلب المزاج. الملك يصر على التحدث الى كل وزير الواحد تلو الآخر قائلا: حكومة لبنان خط أحمر، السرايا الحكومية خط أحمر وهي جزء من حصانتنا وكرامتنا. ويضيف: أبلغت الرئيس بري، استنفرت مفتي الجمهورية، نبهت قائد الجيش. لا تقلقوا، لا تتراجعوا. بهذه اللفتة الكريمة ودون طلقة نار تغير ميزان القوى بين محاصر ومحاصر. هذه هي المملكة، هؤلاء هم ملوكها. هكذا يكون الرجال. ودارت الايام. ونحن نقاوم مع المملكة الحبيبة الجريمة المتمادية على أمتنا. تجمعنا معها، افرادا وشعوبا، قيما ومبادىء، وحدة وتضامنا. ومع الايام أقيمت مصانع الارهاب وصدرت الينا موجة من الاجرام المتمادي الذي شخصه عبدالله باكرا ووعد بقطع دابره".

وقال: "ها هي القيادة الحالية تعمل على معالجة اسبابه ومظاهره على حد سواء. ولم يترك عبدالله بفعل تربيته السعودية الاصيلة فرصة لاظهار حسن النية وصفاء المشاعر وصدق المواقف سعياً وراء تضامن عربي اخترقته انظمة التبعية لايران بكل الاساليب. خرقته بالاجرام كما فعلت عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ثم بالنفاق عندما تظاهرت بالحرص على اعادة التوازن الى الحالة اللبنانية الممزقة لتنقض بعد ذلك على كل ما انجزناه في الطائف من ميثاق جديد يضمن استقلال وعروبة وديمقراطية لبنان. واخيرا بتعميم القتل والدمار والتشريد في سوريا الحبيبة والعراق الغالي واليمن العزيز وبحرين اللؤلؤة وغزة المجاهدة . من لا يذكرالملك عبدالله يصرخ في وجه الاسد بعد اغتيال الرئيس الحريري : لماذا قتلته؟.ثم يقول يوم التعزية في حي الورود في الرياض " انها جريمة لصوص حسبي الله ونعم الوكيل . وان شاء الله يفضح الذي ارتكبها".اليوم ايها الاخوة كل شيء مفضوح وها هو سلمان بن عبد العزيز يصد هجمة البرابرة الجدد المستهدفين الارض والعقول والمقدسات. بين ذكرى واخرى قد تتغير الاسماء فهذه سنة الحياة . ولكن امام المشهد الجديد لا بد من ان نقول للمملكة الحبيبة وملكها المفدى اننا لم نتغير. لبنان هو هو. لا تنظروا الى الرحالين. ولا تصدقوا المنافقين. ولا تتواصلوا مع الخونة ولا تصفحوا للمجرمين. كنتم في كل العهود الى جانبنا في السراء والضراء. رعايتكم حمتنا، كرمكم انقذنا، استضافتكم غمرتنا، جهودكم وحدتنا، حميتكم وصبركم اثمرا عندنا ميثاقاً وتوازناً وفوق كل شيء وفاءً.

اضاف: في ذكرى رحيل عبدالله وفي ذكرى تولي سلمان اقولها ، امام هذا الحفل العريق، باسم كل اللبنانيين قد لا نملك الكثير سوى عقولنا وزنودنا وقلوبنا . ثقوا انهم لكم ومعكم. لبنان بكل فئاته ، حتى التي تمر احياناً بحالات اللاوعي الموقت والتخلي الآني وعبادة السلاح وشياطينه هو سيف المملكة، الوفي لذكرى الاسلاف في هذه العائلة التي اختارها الله لتعيد توحيد الجزيرة بكل مناطقها وحماية اطرافها بكل اجزائها ومناصرة عروبتنا في كل اقطارها ورعاية الاسلام في كل قاراته. ان الملك عبدالله كان يدرك ان الامن القومي العربي وأمن الخليج لا ينفصلان .وقد لاقى في بعض القادة اللبنانيين من كان، ولو من منطلق سياسي مختلف، من يشاطره نفس الهموم وذات الغايات. ولا استطيع، اليوم ،الا الربط بين واقعين وواقعتين : معركة لبنان في الستينات والسبعينات والمستمرة حتى اليوم ومعركة السعودية الضاربة جذورها في عمق التاريخ والمستمرة ايضا حتى اليوم".

وختم حماده: "بالنسبة للبنان كانت المعركة للحفاظ على القرار الوطني اللبناني المستقل، وقد استشهد كمال جنبلاط صديق عبدالله لانه رفض، امام حافظ الاسد، ادخال لبنان في ما سماه آنذاك "السجن العربي الكبير". القرار الوطني المستقل هو ولا يزال المستقل عن الاطماع الاسرائيلية في الارض وعن الاطماع البعثية والايرانية في الهيمنة .سقط على هذه الدرب كثيرون ولا نزال نناضل لانتزاع حرية الارض وحرية القرار. بالموازاة ولو على صعيد اكبر وبآفاق اوسع ، تخوضون هنا منذ عقود هذه المعركة الاستقلالية والقومية الكبرى ان سميتوها في زمن السلم مبادرة بيروت أو في زمن الحرب عاصفة "الحزم" . لا فرق. انها معركة العروبة في كل مكان وفي كل حين. رحم الله من كان ملهما للجنادرية منذ نشأتها وأطال الله بعمر من يرعاها ويرعانا اليوم".

 

محكمة التمييز العسكرية أرجأت جلسة متابعة محاكمة سماحة الى 18 الحالي

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - افاد المندوبة القضائية في "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم ان محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طوني لطوف وحضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي شربل أبو سمرا، ارجأت الى 18 الجاري لمتابعة محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة ومتابعة إستجوابه، وذلك بعد أن إستمهل لتقديم مذكرة يظهر فيها أين إستدرجه ميلاد كفوري". وخلال إستجوابه وصف سماحة "المعابر التي كان يسلكها بأنها غير شرعية، وهي معابر يسلكها المدنيون، واصفا إستهداف المدنيين بالمتفجرات بعمل إرهابي، وأن علاقته مع كفوري كان يسودها الحذر". وبعدما إستمهل سماحة لتقديم المذكرة، وجه القاضي لطوف كتابا للمرة الاخيرة الى شركة "أن.تي.سي" لتسليمه داتا الاتصالات الى المحكمة.

 

الوفاء للمقاومة رحبت بتأمين مستلزمات اجراء الانتخابات البلدية ودعت الى تعزيز دعم الجيش

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - دعت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان عقب اجتماعها اليوم تلاه النائب حسن فضل الله، "الحكومة الى تعزيز دعم الجيش اللبناني وتأمين كل ما يلزم له للتصدي للارهاب". وجددت التأكيد أن "العدو الاسرائيلي هو الخطر الدائم والوجودي على بلدنا". واذ هنأت الكتلة "سوريا قيادة وجيشا وشعبا على ما حققته من انجازات ميدانية، وكان آخرها فك الحصار على النبل والزهراء في حلب"، اشارت الى ان "المجريات الميدانية تصب الى استعادة سوريا لعافيتها بعد الحرب التكفيرية التي جرت على ارضها". ورحبت "بما جرى من توافق لاعادة عمل الحكومة ولضرورة اعادة تفعيل عملها لتأمين المطلبات الحياتية واليومية للمواطنين". كما رحبت ب "تأمين المستلزمات الضرورية لاجراء الانتخابات البلدية" وايدت "المطالب المحقة لمتطوعي الدفاع المدني".

 

 لقــاءات باسيل لفتـــح ابواب بعبدا امــام عون: تشاور مع العريضي واجتماع مع كاتشيا وزيارة للفاتيكان

المركزية- تنشط حركة اتصالات رئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل في اتجاه الخصوم والحلفاء في مسعى بعيد من الأضواء لجمع الأطراف السياسيين حول تأييد رئيس تكتل "تغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. فبعد استقبال باسيل مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري نهاية الاسبوع الماضي في لقاء صباحي لم يعلن عنه رسميا، عقد اليوم لقاء مطول وسرّي في قصر بسترس جمع باسيل بالوزير السابق والنائب غازي العريضي تم خلاله استعراض الأجواء الرئاسية والأوضاع السياسية الداخلية والدولية. وتطرق البحث بحسب ما قالت مصادر مطلعة لـ"المركزية" الى الاتصالات السياسية التي يجريها التيار "الوطني الحر" لدعم ترشيح عون الى رئاسة الجمهورية والانفتاح على الافرقاء السياسيين في سبيل دعم هذا الترشيح. ولفتت المصادر الى ان العريضي لم يحمل معه رسالة معينة من زعيم المختارة، وزيارته هدفت الى استطلاع الاجواء على ان يعود بحصيلة لقائه مع باسيل إلى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، علما ان الاخير ليس على نفس موجة حماسة الرئيس بري بالنسبة الى جلسة الثامن من شباط، موضحة ان خيارات جنبلاط السياسية لم تحسم بعد، لأنه يعتبر ان الظروف ليست ناضجة خارجيا وبالتالي فإن الجلسة المقبلة "ستلحق بأبنائها". كذلك جاء لقاء باسيل بسفير الفاتيكان غابرييل كاتشيا في سياق الاتصالات التي تندرج ضمن اﻹستحقاق الرئاسي، حيث أكد الأخير ضرورة ملء الفراغ الرئاسي. كذلك بحث باسيل مع السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي في التحضيرات للزيارة المحتملة للوزير باسيل لروما وحاضرة الفاتيكان في النصف الثاني من الشهر الجاري.

ويلتقي باسيل غدا السفير الفرنسي إيمانويل بون لوضعه في أجواء الحركة السياسية الداخلية والاتصالات لدعم ترشيح العماد عون للرئاسة .

 

 لذكــرى 14 شــباط بعد خاص ومسـتوى الحضــور يحمـل دلالات والحريري يتمسك بالتسوية ومحاولات دق اسفين بينه وبين فرنجية لن تنجح

المركزية- تحلّ الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط هذا العام، في ما تمرّ قوى 14 آذار في مرحلة صعبة تكاد تكون الأدقّ منذ نشأتها في العام 2005 . فالفريق الاستقلالي الذي اختلفت مكوناته مرارا، تارة في التحالفات الحكومية وأخرى في النظرة الى طاولات الحوار وطورا في رؤياها لقانون الانتخاب، كبرت الهوة بينها في شكل لافت في الاشهر الماضية تحت وطأة التباين في مقاربتها لسبل ملء الفراغ المتحكم بالرئاسة الاولى. فأعلن الرئيس سعد الحريري فجأة تأييده ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وأعقب الخطوة التي تركت تصدعات كبيرة في صفوف 14 آذار اعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع دعمه رسميا لترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، في حين اعترض جزء ثالث من الآذاريين على المبادرتين، رافضا الاذعان أمام تعطيل 8 آذار المستمر للانتخابات الرئاسية، ما رسم أكثر من علامة استفهام حول ما تبقى من هيكل 14 آذار ومصير التحالف السياسي هذا. وستشكل محطة 14 شباط، حسب مصادر سياسية محايدة، مؤشرا الى مستقبل الحلف الآذاري، لافتة الى ان للاحتفال الذي سيقام في البيال بعدا خاصا هذا العام، داعية الى ترقّب المناسبة أكان من حيث شكلها أو المضمون. ففي المشهدية، وفيما وجّه "المستقبل" وكما في كل عام، الدعوات الى الاطراف السياسيين كافة ، يجب رصد الحضور ومستواه، لانه سيحمل دلالات بالغة. ففيما مشاركة "القوات اللبنانية" محسومة في الذكرى، يبقى ترقب من سيمثلها، هل يُنتدب وفد للمشاركة، أم يحضر جعجع شخصيا، متخطيا الخلاف الرئاسي مع الحريري، مذكرة بأن رئيس "القوات" كان شارك شخصيا في ذكرى استشهاد الوزير محمد شطح التي تلت "لقاء باريس" الشهير. وتفيد اوساط قواتية "المركزية" ان مستوى التمثيل قيد الدرس اليوم، مجددا التأكيد على أن "ما يجمع 14 آذار أكبر بكثير مما يفرقها". أما في المضمون، فتشير مصادر "المستقبل" عبر "المركزية" الى أن كلمة الحريري ستركز في شكل اساس على الملف الرئاسي لانه موضوع الساعة. وفي حين ذكّرت بأن رئيس التيار الازرق لطالما بادر خلال خطاباته في ذكرى استشهاد والده الى طرح مبادرات انقاذية للاستحقاق الرئاسي لكنها قوبلت دوما بتصلب من 8 آذار، لفتت الى ان الاخير سيجدد في 14 شباط تمسكه بالتسوية الباريسية، مشيرة الى ان مسعاه هذا يصب في خانة التنازلات التي يقدّمها لصالح الخير العام وفي اطار سعيه الدؤوب للخروج من الشغور الرئاسي. وتتحدث المصادر عن محاولات حثيثة تخوضها جهات فاعلة في 8 آذار، لدق اسفين بين الحريري من جهة وفرنجية من جهة أخرى، حيث تسعى لإقناع الاخير بأن الحريري غير جدي في دعمه بدليل انه لم يقدم على ترشيحه رسميا، وتحثه انطلاقا من هنا على الانسحاب من الملعب الرئاسي. غير ان المصادر المستقبلية تؤكد ان هذه المحاولات لن تنجح، فقنوات التواصل بين بيت الوسط وبنشعي مفتوحة دائما حتى ان الحريري أرسل وفدا الى بنشعي وضع فرنجية في أجواء لقاء مدير مكتبه نادر الحريري مع الوزير جبران باسيل لئلا تفسر الخطوة على غير حقيقتها، كما أن فرنجية يعلم مدى جدية الرئيس الحريري في دعمه ولئن لم يعلن ترشيحه رسميا، مؤكدة ان تراجع الحريري عن مبادرته أمر غير وارد اليوم.

 

"المسـتقبل" لا يعتبر مصالحة معراب ردا على تسـوية باريس نفرّق بين دعم التقارب ودعم الترشيح: حاورنا عون ولم ننجح

المركزية- على رغم الفتور الذي تركه اعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تأييده ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، على العلاقة بين معراب وبيت الوسط، إلا ان التواصل بين الطرفين لم ينقطع، والقنوات مفتوحة لاعادة ترتيب الاوراق بينهما فيتم إبراز ما يتفقان عليه وينظم الخلاف في المسائل التي لا يلتقيان عليها، وتردد في هذا السياق أن وزير السياحة ميشال فرعون كان نشط على خط معراب – الرياض لتقريب وجهات النظر. وفي موقف لافت من المشهدية التي عاشتها معراب في 18 كانون الثاني الماضي، يقول مقربون من تيار "المستقبل" لـ"المركزية" إن مبادرة جعجع الى دعم عون، وإن أعقبت التسوية التي طرحها الرئيس سعد الحريري عبر تأييده ترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، إلا أننا لم ننظر اليها كردة فعل سلبية من جعجع تجاه خطوة الحريري. فرئيس "القوات" كان سأل أكثر من مسؤول في التيار الازرق عن رأيه في ترشيح عون، ما يعني ان الفكرة كانت تراوده منذ مدة لكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة لطرحها سيما بعد توقيع ورقة "إعلان النيات"، مضيفة "جعجع رجل محنك سياسيا، كما أنه صاحب رؤيا ولا يغرق بالآني، وبالتالي فانه أراد من لعب طابة ترشيح عون، التصويب على قانون الانتخاب، لكن أيضا على طابة "المصالحة المسيحية"، فهي الاهم في حساباته، ذلك أنه المستفيد الاكبر منها على المدى البعيد وسيقطف ثمارها مستقبليا لأنها ستجعله الوريث الاول لشعبية العماد عون في الشارع المسيحي، وهذا ما أقرّ به خصوم "الحكيم" قبل حلفائه.

انطلاقا من هنا، تتابع أوساط "المستقبل"، "فاننا حرصنا على الترحيب بالمصالحة العونية – القواتية، كما نرحب بأي تقارب بين الاطراف المحليين، غير أننا نؤكد ان دعم "المصالحة" شيء ودعم ترشيح عون للرئاسة شيء آخر، فثمة فرق شاسع بين المسألتين". وتذكّر في هذا السياق، بأن الحريري كان انفتح سابقا على العماد عون وحاول التفاهم معه حول رزمة من العناوين، الا ان المفاوضات بين الطرفين لم تكن مثمرة وبلغت حائطا مسدودا، فتوقفت لأن عون لم ينجح يومها في توفير التغطية المسيحية لترشيحه كما لم يفلح في تأمين غطاء مكونات سياسية أخرى، سائلة "ما الذي تبدّل حتى يعود الحريري الى دعم خيار العماد عون اليوم؟ خاصة أنه تواصل مع فرنجية والتزم التسوية الباريسية"، مشيرة الى ان الحريري لمس خلال تواصله مع زعيم "المردة" أن الاخير صادق وشفاف وواضح وجريء ويقدم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى. وإزاء دعوة "الجنرال" الحريري الى الالتزام بما كان تعهد به لناحية تأييده اذا نال غطاء مسيحيا لترشيحه، تقول المصادر إن "المردة" و"الكتائب" وعددا كبيرا من المستقلين المسيحيين لا زالوا يعترضون على خيار عون، ما يعني أن لا اجماع مسيحيا عليه، كما ان الحريري متمسك بالتسوية طالما ان زعيم المردة مرشح، والمطلوب من العماد عون اقناع الاخير بالانسحاب لصالحه.

وتعتبر اوساط سياسية محايدة عبر "المركزية" ان الاهم في خطوتي الحريري وجعجع، هو أنهما أربكتا "حزب الله"، وأسقطتا ورقة التين الاخيرة التي كان يتلطى خلفها. فبعد ان أصبحت المنافسة محصورة بمرشحين من 8 آذار، لم يحرك ساكنا لتسهيل انتخاب أي منهما، وسيستمر في مقاطعة جلسات الانتخاب ولن ينزل الى البرلمان في 8 شباط، ما يضعف موقفه أمام الرأي العام. وتعتبر ان نقطة ايجابية أخرى قد تنتج عن مبادرتي الحريري وجعجع، تكمن في تعطيلهما وصول اي من عون وفرنجية، وبالتالي فتح الباب أمام البحث عن مرشح توافقي من خارج نادي الزعماء الاربعة.

 

قاطيشا: “القوات تشارك بوفد رفيع في مهرجان “14 شباط”

اللواء/أكّد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ، العميد المتقاعد وهبه قاطيشا ، أن “القوات” ستشارك بوفد رفيع في مهرجان “14 شباط” ، وأن ما من أحد يعرف ما إذا كان رئيس الحزب سيشارك شخصياً أم لا ، بسبب إحاطة تنقلاته بالكتمان لدواع أمنية. وقال قاطبشا لصحيفة “اللواء”: نحن لسنا في قطيعة مع تيّار “المستقبل” رغم الخلاف على الملف الرئاسي، وسنشارك على مستوى “14 آذار”.

 

الراعي يلتقي كتلة نواب زحلة وقرعة وسفيرة هولندا

المركزية- أثنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على دور جهاز أمن الدولة في هذه الفترة الدقيقة التي يمر بها لبنان، لافتا الى "أهمية التعاون من أجل تكامل العمل الأمني بين كافة الأجهزة"، وذلك خلال استقباله قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، مدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة يرافقه العميد بيار سالم مقدمين التهنئة بعيد مار مارون. ثم التقى البطريرك الراعي سفيرة هولندا في لبنان أستير سومسون التي أشارت بعد اللقاء الى "ضرورة ان تتوجه مختلف الأحزاب السياسية الى البرلمان لإنتخاب رئيس للجمهورية لأن من المهم جدا ان يكون للبنان رئيس للجمهورية. كما نثني على الدور الذي يقوم به البطريرك ولا سيما عند الجماعة المارونية لإيجاد حل لمسألة التعطيل". ثم استقبل وفد كتلة نواب زحلة الذي ضمّ طوني ابو خاطر، جوزيف المعلوف، ايلي ماروني، عاصم عراجي، وشانت جنجيان. بعد اللقاء قال ابوخاطر "نحن كتلة نوّاب زحلة، والمعروف عن هذه الكتلة أنّها مكوّن من مكونات 14 آذار، بمختلف شرائحه. لقد كانت زيارتنا اليوم الى الصرح للأخذ بمشورة صاحب الغبطة حيال عدد من الملفّات المهمة في هذا البلد، ومنها المعضلة التي تتمثّل بانتخاب رئيس للجمهورية والمطبّات والمصاعب التي نمرّ بها. وكانت أفكار غبطته نيّرة. ولقد طرحنا وجهة نظرنا حيال الموضوع وسيتم البحث لاحقاً بأمور القينا عليها الضّوء". وأضاف "كذلك لقد بحثنا في أمور الظّلم اللاّحق بالمسيحيين في مراكز الدولة، لأنه لا يمكننا إلاّ أن نكون متساوين مع بعضنا البعض للحفاظ على الميثاقية بأقل حدّ. وتطرقنا الى مواضيع تخص منطقة زحلة وقضاءها على الصعيدين الراعوي والإنمائي".

ومن زوار الصرح الشيخ عماد الخازن وفؤاد عبيد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عبود: "الإمارات" ليست فقط في "المال" بل في الضمان والمطار والمرفأ و"لن نرضى بأي قانون لا يضمن انتخاب النائب مـن أكثرية مَـن يمثل"

المركزية- رأى الوزير السابق فادي عبود أن "الظروف البالغة الدقة التي يمر بها لبنان، تحتّم التعامل مع أي فريق يعتبر نفسه مغبوناً أو خائفاً، بحكمة وانفتاح وعطف ومحبة"، وقال "إننا نعوّل على وزير المال علي حسن خليل في تبديد مخاوف فئة معينة في المجتمع قبل أي شيء آخر، ونرغب في التعاون معه حتى النهاية، ليكون الإصلاح شاملاً لا انتقائياً، خصوصاً أنني على ثقة بأن تفكير الوزير خليل ليس طائفياً أو مذهبياً". ولفت عبود لـ"المركزية"، إلى "الكلام عن رفض "الإمارات" في الوزارات"، وقال: نعرف أن هناك إمارات في السفارات، والصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، ووزارة الخارجية، ومطار بيروت، ومرفأ بيروت، ومئات المدراء العامين ورؤساء المصالح حوّلوا مواقعهم إلى إمارات بكل ما للكلمة من معنى. وإذا كنا نريد دخول عالم الإصلاح فنحن مع هذا التوجّه 100 في المئة، على أن يشمل كل الإمارات وليس إمارة واحدة، وأن يكون من ضمن خطة وطنية شاملة. وإذا كان المطلوب اعتماد مبدأ "الموظف المناسب في المكان المناسب" في كل الوظائف فهذا موضوع آخر بحاجة إلى ورشة كبيرة تبدأ بالإصلاح وتحديداً من مطار بيروت. وعن إجراء المداورة في دوائر وزارة المال والذي لمح إليه الوزير خليل في مؤتمره الصحافي أمس، قال: إذا كانت المداورة ستشمل كل المناصب في الدولة، فنحن نؤيّد هذه الخطوة 100 في المئة. وهنا أستشهد بما يحصل في مطار بيروت الذي يفترض أن يؤمّن للدولة مداخيل تزيد أضعاف وأضعاف عن الأموال التي تحصّلها منه حالياً، والكلام عن عدم قدرة الدولة عن تأمين مبلغ 40 مليون دولار لتحديث المعدات في المطار، هو كلام مرفوض، لأن خدمات السوق الحرة وحدها قادرة على توفير نحو 100 مليون دولار سنوياً، لكن لا نعلم إلى أين تذهب هذه الأموال. مصالحة معراب: وعما إذا كانت "مصالحة معراب" ستطمئن الفئة المسيحية إلى مواقعها في الإدارات العامة، قال عبود: بالتأكيد، إنها تصبّ في هذا الإتجاه، إذ قرر المسيحيون اليوم الخروج من الذمية، وذلك لا يتم إلا بقناعة الآخرين بأن مبدأ الذمية يجب أن يكون بعيداً من فكر اللبنانيين، لأن المسيحيين هم في ذمة لبنان وليس فئة. قانون الإنتخاب: وعما إذا تم التوافق على قانون انتخاب نيابي موحّد، قال: إن قانون الإنتخاب هو أساس التعامل مع المسيحيين. وما دمنا نعتمد في الإنتخابات على التقسيم الطائفي والمذهبي، فيجب على كل نائب أن يحصل على أكثرية الأصوات التي يمثلها، وهذا المبدأ يجب تعميمه. أما الإصلاح الاساسي فيكمن في النسبية، إنما أيضاً على الأخيرة أن تراعي التمثيل المذهبي والطائفي برغم أننا ضد هذا المفهوم إنما لا مفرّ منه في لبنان حالياً. من هنا، لن نرضى بأي قانون لا يضمن انتخاب النائب ممّن يمثل، وبالتالي على النائب أن يحصل على أكثرية أصوات الناخبين الذين يمثلهم وليس الأقلية. وأي قانون يراعي هذا المبدأ بشفافية فنحن نقبل به. مغارة جعيتا: وفي المقلب الآخر، لفت عبود رداً على سؤال، إلى أهمية تأمين السلامة العامة في مغارة جعيتا، "ومعايير السلامة واضحة أبرزها تأمين عناصر منقذة و"سترات النجاة" حيث أماكن المياه، وكان هناك تقصير في هذا المجال أدى إلى حادثة الوفاة"، وقال: عندما توليت وزارة السياحة، أرسلنا مندوبي شركةBureau Veritas للتأكد من عناصر السلامة العامة والإجراءات المعتمدة في المغارة، لكن لم يتم التعاون إطلاقاً في هذا الموضوع، وتحوّلت مغارة جعيتا إلى "جمهورية" تسنّ قوانينها ولا تخضع للقوانين اللبنانية. حان الوقت اليوم لاسترجاعها كجزء من جمهورية لبنان. وأعلن أنه يؤيّد أن "يتولى القطاع الخاص إدارة المغارة، إنما بإشراف وزارة السياحة".

 

قليموس يضع اللمسات الاخيرة على لائحة توافقية تمثيلية جامعة والانسـجام وتأييـد بكركـي القـاعدة الاسـاس للمجلس الجديـد

المركزية- مع حسم الاتفاق المبدئي على نقيب المحامين السابق انطوان قليموس من كل القوى المارونية كرئيس جديد للرابطة بعد انتهاء الولاية الراهنة، بات مؤكدا ان الساعات الاربع والعشرين المقبلة وفي الحد الاقصى بداية الاسبوع المقبل ستُقفل على لائحة من أعضاء جدد ضمن سلة متكاملة. واذ تتكثف المشاورات واللقاءات يوميا لبحث التفاصيل، اعلن نقيب المحامين السابق انطوان قليموس لـ"المركزية" "ان اللائحة ليست جاهزة بعد للاعلان عنها وان كل الامور قيد الدرس". وقال "من غير الممكن ان اسمح لنفسي بتسمية لائحة ثابتة تضم الاسماء التي يتم تداولها اعلاميا، لان الملف قيد الدرس واللائحة قيد الانجاز، وتحتاج الى وقت كي تستوفي العوامل الاساسية، فنحن في صدد لائحة توافقية وليس معركة انتخابية". اضاف "نريد الوصول الى أمور حاسمة مرتبطة بمبادئ، والعمل يتم على انجاز لائحة ترضي اكبر قدر ممكن من التطلعات المارونية، ونعمل على افضل ما هو متوفر لدينا من امكانات". وعزا قليموس ارجاء المؤتمر الذي كان مقررا عقده في بكركي غدا الى موعد يحدد لاحقا، لان اللائحة لم تنجز بعد". وتوجه بالشكر الى رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه للموقف الذي اتخذه والذي يدل على اخلاقية عالية في التعاطي بالشأن العام وتحديدا الشأن الماروني، وشكر كذلك النائب نعمة الله ابي نصر على الدعم الذي وفره ولا يزال لإنجاز اللائحة". واعلن ان دعم المبادئ الاساسية التي من اجلها يريد الوصول الى رئاسة الرابطة المارونية والمتمثلة بدعم الوجود المسيحي في الادارات العام، يتطلب كفوئين يتمتعون بعصب ويمكن الاستناد اليهم للسير بهذه المهمة". من جهة اخرى اشارت مصادر متابعة لـ"المركزية" الى ان التوافق سيّد الموقف على النقيب قليموس لرئاسة الرابطة بعد ان اعلن رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه دعمه الكامل له. واعلنت ان الاسماء المتداولة للعضوية تبقى مجرّد طروحات، لان باب الترشيحات لم يُقفل بعد ولا يزال الوقت سانحا من اجل ترشيحات جديدة. وبانتظار بلورة الامور، فان مروحة الاتصالات تعمل من كل جانب بهدف تدوير الزوايا وصولا الى لائحة توافقية تمثيلية تضم كفوئين وتلاقي ارتياحا وطنيا جامعا ومارونيا داخل الرابطة. الى ذلك، علمت "المركزية" ان النجاح بات محسوما للائحة التي يرأسها قليموس، وهي تضم اعضاء سيحظون برضى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي كان تمنى ان يكون الانسجام بين رئيس الرابطة وأعضائها العنوان الاساس لتتمكن من تأدية مهامها بنجاح.  كما علم ان المجلس العام الماروني الداعم للائحة قليموس من شأنه ان يوفر الفوز لها لان غالبية اعضاء المجلس هم أعضاء في الرابطة. وفي السياق، علم ان العنصر النسائي سيكون لافتا في المجلس الجديد وان اجماعا مؤكّدا بات متوافرا لكل من المرشحات عليا بارتي، ميشلين ابو سمرا وكارلا شهاب.

 

"السجالات الطائفية" إلى الـــواجهة مجـــددا/الهبر: خائفون على الوجود المسيحي والتصعيد آتٍ/جنجنيان: التقصير موجــود ومطالبنا لبنانية محقة

المركزية- لم يكن ينقص لبنان الذي تعج ساحته الداخلية بالملفات الشائكة سوى السجالات ذات الطابع الطائفي لتزيد من هشاشة النسيج اللبناني وتعيد إلى الأذهان المخاوف على المناصفة والتوازنات الطائفية والمؤسسات السياسية والعيش المشترك، في ظل الخلافات الكبيرة التي قد تثيرها أي قضية تصب في هذا الاطار، وآخرها قضيتي التعيينات، وزارة المال وحصص المناطق المسيحية من موازنة وزارة الأشغال، ما دفع الوزيرين المعنيين إلى توضيح موقفيهما. فكيف تقرأها الأحزاب المسيحية وهل ستتحرك في اتجاه حلحلة محتملة؟ الهبر: في معرض إجابته عن هذه الاسئلة، ذكّر عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر عبر "المركزية" أن "وزير الأشغال أرسل العام الماضي النسبة الكبرى من الأموال للنبطية والهرمل (وهي مناطقه).

أما وزير المال، فقد أوضح القضية أمس، علما أن الموظفة المعنية بها تملك معرفة متقدمة في ملف الضرائب والمكلفين، وهذا المركز يعود إلى المسيحيين، أي أن مسيحيين يجب أن يشغلوه بعد ترقية أحد الموظفين". وأشار الهبر إلى "سابقة حصلت. وأنا أقول إن المسيحيين خرجوا من الدولة بعد مقاطعة انتخابات 1992، وبذلك، خرجوا تلقائيا من الوطن، وهو ما أدى إلى إضعافهم نسبيا داخل الدولة. كل هذا أدى إلى قلق على الوجود المسيحي في لبنان، خصوصا في ظل الشغور الرئاسي. كل هذه الأمور تحتاج برنامجا واضحا لتمتين وتحصين الوجود المسيحي، والأجواء تتجه نحو التصعيد".

جنجنيان: من جهته، أكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب شانت جنجنيان لـ "المركزية" أيضا أن "لا دخان من دون نار. لذلك، لو لم يكن هناك اجحاف، لم تكن الصرخة لتعلو. فعلى سبيل المثال، يعاني قضاء زحلة اجحافا حقيقيا. ذلك أننا طلبنا من الحكومات المتعاقبة إنجاز عدد من المشاريع في منطقتنا، ولم نلق سوى الوعود، علما أننا لم نتوقف يوما عن المطالبة بهذا الأمر، سواء أكان لقرانا أو لمنطقتنا. وهنا، أذكر أن سبق أن وعدنا باعتماد يخصص لطريق الفرزل، ثم اكتشفنا أنه صرف في مكان آخر، كذلك الأمر بالنسبة إلى البناء الجامعي الموحد (علما أن التمويل والأرض متوفران).

وعن الخطوات المسيحية المقبلة خصوصا على وقع إعلان معراب، لفت جنجنيان إلى أن "من الطبيعي أن يؤثر حلفنا مع التيار الوطني الحر على خطواتنا المقبلة في هذا الاطار. لكن هذا الأمر ليس حزبيا، بل هو مطلب لبناني محق. من المؤكد أننا نفتخر بأحزابنا، خصوصا في قضاء زحلة الذي يجمع كل التلاوين السياسية والشرائح الاجتماعية"، معربا عن أسفه "لأن تطغى صبغة طائفية على الموضوع، لكنه قبل كل شيء احجاف وتقصير من قبل المسؤولين". وختم مشددا على أننا نسأل الحكومة (كما فعلنا مع سابقاتها) عن كل الأمور المنضوية في هذا الملف، ولا نتلقى ردا بحجة أن الحكومة لا تجتمع. كل ما نقوله هو "طفح الكيل"، وما داموا لا يجيبون على أسئلتنا النيابية، سنسألهم عن طريق الاعلام وسنستخدم كل الأسلحة".

 

حوري: رفض احالة ملف سماحة الى المجلس العدلي لا يفيد البلد

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - اعتبر النائب عمار حوري في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5" انه "يفترض من حيث المبدأ ان يحيل مجلس الوزراء ملف المجرم الوزير السابق ميشال سماحة بالاجماع الى المجلس العدلي نظرا لخطورة الأعمال الارهابية الموجودة في هذا الملف".

ورأى "ان تمنع البعض في الإحالة لا مبرر له"، موضحا "ان المادة 53 واضحة لجهة إحالة هكذا ملف الى المجلس العدلي ". وقال :"اذا كان الرفض سياسيا فإن هذا لا يفيد البلد"، لافتا الى ان "قرار مقاطعة الجلسات الوزراية سيقيم حسب الموقف الذي سيتخذ وسيبنى على الشيء مقتضاه".

وتمنى حوري ان "ينتخب رئيس للجمهورية في الجلسة المقررة، لكن كل المؤشرات تشير الى ان الموضوع مؤجل وتم مصادرته من قبل ايران وعلى لسان حزب الله الذي قال بشكل واضح اما ان ينتخب من نسميه واما لا جلسة".

 

عراجي: المعطيات لا توحي بانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 8 شباط

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - رأى النائب عاصم عراجي في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3" "ان المعطيات لا توحي بانتخاب رئيس للجمهورية، في جلسة 8 شباط"، عازيا السبب الى "تحفظ بعض الكتل على الحضور الى ساحة النجمة، في حال لم تكن ضامنة فوز النائب العماد ميشال عون غير المتوفر حاليا". وفي ملف احالة الوزير السابق ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، اكد "انه من المفترض ان يؤخذ قرار كبير على مستوى البلاد، إذا لم تحل قضيته على المجلس العدلي"، لافتا الى "ان حكم محكمة التمييز كان غير منطقي، حيث ان الجميع عبر عن رفضه لتخلية سبيله"، ومشيرا إلى أن "الخوف هو أن تتباطأ الحكومة في إحالة الملف، وتستبق المحكمة الامر وتصدر قرارها المبرم بحق سماحة".

 

قاسم: كنا وما زلنا واضحين رئاسيا ولم نعد وعدا إلا والتزمنا به

الخميس 04 شباط /2016 /وطنية - اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها خلال لقاء سياسي، في حسينية الحوراء الغبيري، انه كنا وما زلنا واضحين جدا في مسألة رئاسة الجمهورية في لبنان، لم نقل يوما كلامين، ولم نعد وعدا إلا والتزمنا به، ولم نغير القواعد التي تحدثنا عنها والتي نعتبرها لمصلحة لبنان، و"حزب الله" قادر على التعبير عن موقفه وهو يعبر دائما في المحطات المختلفة، وقد عبر سماحة الأمين العام عن موقف "حزب الله" من الرئاسة بتفصيل ووضوح، ولا حاجة لأن يتنطح البعض ويقول الحزب ما لم يقله ويدعي أن موقف الحزب مخالف لما ينطق به، نحن أصدق بما نقول ونمتلك الجرأة الكافية لنتحدث عن رأينا، فمن يقول أننا لا نريد رئاسة الجهورية مخطىء وواهم، لأن المشكلة كما أصبحت واضحة للجميع أن دولة إقليمية اسمها السعودية تتدخل في كيفية إجراء الرئاسة ومن يمكن أن يصل ومن لا يمكن أن يصل، إذا الفريق الآخر يخضع للاملاءات الخارجية ويعطل الرئاسة المحلية الداخلية التي يتوافق عليها اللبنانيون، فلا تحملوا غيركم مسؤولية أعمالكم". تابع قاسم "في الأسبوع الماضي انعقد مجلس الوزراء بعد طول غياب، والحمد لله كانت جلسته الأولى والثانية منتجة ووضعت سكة المعالجة في مجلس الوزراء على الطريق الصحيح لمتابعة شؤون الناس، نحن لا نرى أي مبرر لعدم انعقاد مجلس النواب، بل ندعو كل الأفرقاء السياسيين أن يعقدوا الجلسات التشريعية لما فيها مصالح حقيقية للناس تعطلت لسنة ونصف تقريبا من دون أي مبرر وبذرائع واهية، في الوقت الذي يستطيع المجلس النيابي أن يشرع وفي آن معا أن يراقب الحكومة وأن يراعي مصالح الناس، هذا لا يعني أن لا ننجز الاستحقاق الرئاسي فالاستحقاق الرئاسي له مسار والمجلس النيابي له مسار آخر ولا معنى للربط بينهما".

واضاف "نحن مع إجراء الانتخابات البلدية في موعدها، وخلال الأسبوعين الماضيين شكلنا اللجان المركزية في المناطق من أجل إدارة العملية الانتخابية، ومساعدة البلدات المختلفة لانجاز هذا الاستحقاق، واتفقنا ك"حزب الله" مع حركة "أمل" على أن تكون اللوائح مشتركة، وأن نطبق الاتفاق نفسه الذي طبقناه في دورة الانتخابات البلدية السابقة، أي أن نتعاون في ما بيننا من أجل أن يتمثل الفريقان "حزب الله" وحركة "أمل" وأن تتمثل العوائل والقوى والفعاليات الموجودة في البلدات المختلفة، والأولوية لفعاليات البلدات المختلفة وإن شاء الله تعالى نكون من المساهمين في إنجاح وإنجاز الانتخابات البلدية في موعدها المقرر".

وهنأ قاسم الشعب اللبناني والشعب السوري والعرب والمسلمين بالتحرير الذي حصل في منطقة حلب وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، "لأن هذا العمل النبيل يؤدي إلى إراحة الناس في تلك المنطقة كما ارتاح الناس في البلدات التي تحررت سابقا من التكفيريين الذين ارتكبوا كل أنواع الإجرام والأذية والقهر والقتل في مواجهة الناس رجالا ونساء وأطفالا، وهذا التحرير يدخل في سجل الخطوات العديدة التي حصلت والتي ستحصل إن شاء الله تعالى وإلى المزيد من التحرير من التكفيريين في سوريا". ورأى "ان المعارضة السورية ذهبت إلى جنيف "رجل إلى الأمام وأخرى إلى الخلف"، ولا نعلم ما الذي يريدونه، يريدون التفاوض أو لا يريدون!! يريدون النقاش حول مستقبل سوريا أو أنهم ممنوعون من ذلك!! على كل حال من تسمية وفد المعارضة تعرفون النتيجة، اليوم في كل وسائل الإعلام يقولون: "وفد معارضة الرياض السورية، يكفيكم هذه الوصمة أنكم وفد الرياض لتكونوا قد خسرتم مسبقا قبل أن تبدأوا خصوصية تمثيلكم لسوريا، أنتم تمثلون السعودية وقطر وتركيا ولا تمثلون الشعب السوري، وعلى كل حال كم تساوون في الميدان في مقابل هذه الجحافل الموجودة هناك؟"

واردف قاسم "لقد ثبت للعالم بأن تدخلنا ك"حزب الله" في سوريا كان في محله، لأن هذا التدخل أدى إلى منع التكفيريين من أن يسيطروا على هذا البلد ثم يمتدون بعد ذلك إلى لبنان وإلى المنطقة ويصبح الدمار والخراب في كل مكان تصل إليه أيديهم، الحمد لله لقد كانت مساهمتنا إيجابية، وهؤلاء أصيبوا بالخزي ويجب أن نبقى في الميدان وأن لا نترك الساحة لهؤلاء الذين تحولوا إلى أداة تريد أن تخرب لمصلحة الغرب وبعض العرب، إلى أصحاب مشروع خطر والآن بدأوا يكتشفون ذلك، الحمد الله الذي بصرنا الطريق إلى التحرير والعزة والكرامة قبل أن يرى الآخرون بعضا من نور هذا الطريق منذ سنوات".

وختم قائلا "لا يوجد في المنطقة، بحسب رأينا، صراع مذهبي بين القوى المختلفة، كل الصراع في المنطقة صراع سياسي، كل الصراع في المنطقة بين مشروع يخدم إسرائيل ومشروع يخدم المقاومة، كل الصراع في المنطقة مبني على قاعدة جماعة تريد أن ترهن بلدها للمستكبرين وجماعة تريد تحرر بلدها منهم، والذين يروجون لمذهبة الصراع هم فريقان: المستبدون والمهزومون لأنهم بذلك يحاولون تضليل بعض عامة الناس الذين لا يدركون الحقائق فيسوقونهم إلى مشاريعهم المتهورة والخاطئة والمنحرفة". وحيا الجيش اللبناني الذي حقق إنجازا مهما في مواجهة إحدى الخلايا التكفيرية في منطقة عرسال ، آملا "أن يكون الوضع دائما في وضع حد لهؤلاء التكفيريين من أن يؤثروا في ساحتنا بعد أن قلمت أظافرهم وسددت لهم ضربات كثيرة بجهود ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة".

 

عقيلة الشيخ يعقوب من مسجد الصفا: أقفلوا كل الابواب ولم يكترثوا لنصرة الحق

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - قالت عقيلة الشيخ محمد يعقوب الحاجة امتثال، في بيان، من مكان إعتصامها في مسجد الصفا في رأس النبع،التي كانت بدأته منذ ثلاثة أيام تيمنا بالامام السيد موسى الصدر، تحت شعار "إما نعيش على هذه الارض أحرارا أو نموت في باطنها ابرارا": "لقد أقفلوا الابواب وسبل الارض بعد محاولة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى لمدة أسبوعين للعمل مع الثنائية الشيعية السياسية من دون جدوى لاخلاء سبيل نجلي البكر النائب السابق حسن يعقوب من معتقله السياسي، وكنت أعلم سلفا أن من لم يهتز له جفن برفع الغطاء السياسي والموافقة على إعتقال نجل الشيخ محمد يعقوب ومن ثم عدم المبالاة باعتصامي وصيامي في المسجد، ثم دخولي المستشفى ومشاهدة النساء سبايا والعائلة مشردة، فكيف بهم أن يكترثوا لمطالبة أو نداء من هنا أو هناك؟ لكن أردنا أن نلقي الحجة عليهم لكي يهتدوا على ما ائتمنوا، ولكن على من تقرع مزاميرك يا داود؟ فلقد أسقطوا كل الحجج غير مكترثين لنصرة الحق ورفع المظلومية، والله يمهل ولا يهمل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون".

 

السيدة الاولى في الارجنتين زارت سفارة لبنان والعنداري سلمها دعوة من باسيل لزيارة لبنان والمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - أعلنت السفارة اللبنانية في الارجنتين في بيان اليوم، أن "السفير اللبناني في الأرجنتين أنطونيو العنداري طلب موعدا من السيدة الأولى جوليانا عواضة ليسلمها الدعوة إلى مؤتمر الطاقة الاغترابية في لبنان الذي سينعقد في 5-6-7 أيار، وإذ به تفاجأ بها تطلب أن تلتقي به في السفارة اللبنانية، وبتواضع لافت سألته إذا كان موعد التوقيت مناسبا. وقامت السيدة الاولى بزيارتها إلى مقر السفارة، وتوقفت لدقائق عند الباب الداخلي لمبنى السفارة، متذكرة بعضا من طفولتها حين كانت تزور مع أهلها باستمرار عائلة سفير لبنان السابق جهاد مرتضى وتلعب مع أولاده في الباحة الداخلية". ثم عقد السفير العنداري إجتماعا مع السيدة عواضة ورحب بها في بيتها الثاني، وسلمها دعوة من الوزير جبران باسيل لزيارة لبنان والمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية إذا سمح برنامجها، واضعا نفسه بتصرفها لتسهيل كل ما يجعل زيارتها إلى بلدها الثاني زيارة تساعد في تعميق العلاقات اللبنانية - الأرجنتينية. وتطرق الحديث إلى شؤون ثنائية تهم نشاط السفارة والجالية اللبنانية في الأرجنتين. وأبدت عواضة كل إيجابية في هذا الموضوع ورغبتها في مشاركتها في أي نشاط ترعاه السفارة، كما وتم الاتفاق على التنسيق الدائم معها في هذا المجال". ورحبت عواضة ب"تلبية دعوة السفارة إلى غداء يقام على شرفها لسيدات من المجتمع الأرجنتيني واللبناني وزوجات أعضاء السلك الدبلوماسي في المستقبل القريب". وقدم السفير نسخا عن بعض ما نشرته الصحف اللبنانية من صور ومقالات حولها باللغة العربية يوم الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، وقد سرت عواضة جدا بها ووعدت بضمها إلى مجموعتها الخاصة. ودام الاجتماع حوالي 40 دقيقة، أنهته السيدة الاولى بإرسال تحياتها إلى آل عواضة في لبنان، متمنية للبنان وشعبه كل الخير والسلام والازدهار".

 

الراعي في رسالة الصوم: الكنيسة حريصة على فصل الدين عن الدولة وأليس الصوم هو حل قيود الشر وإطلاق المسحوقين؟

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي "رسالة الصوم الكبير ويوبيل سنة الرحمة"، جاء فيها:

"إلى إخواننا السادة المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات

والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وسائر أبناء كنيستنا المارونية وبناتها

في لبنان وبلدان الانتشار الأحباء،

السلام والبركة الرسولية

مقدمة

1.الصوم الكبير ويوبيل سنة الرحمة مناسبتان تشكلان "الزمن المقبول لدى الله". فالصوم الكبير زمن مميز من السنة يهيئ المؤمنين للعبور الفصحي إلى حياة جديدة من خلال ثلاثة متكاملة: الصلاة وسماع الكلام الإلهي من أجل ترميم العلاقة الشخصية مع الله، والصيام والقطاعة من أجل ترويض الإرادة وترميم العلاقة مع الذات الإنسانية والمسيحية، وأعمال المحبةوالرحمةمن أجل ترميم علاقة الأخوة والتضامن مع الفقراء والمتألمين. يوبيل سنة الرحمة يجعل من الصوم الكبير زمنا قويا للاحتفال برحمة الله، واختبارها وعيشها معه توبة وارتداد قلب، ومع الناس أفعال حنان وتضامن وغفران. وعبور الباب المقدس يرمز إلى رغبة في القلب والإرادة للبلوغ إلى الرحمة، ولالتزام أن نكون رحماء تجاه الآخرين، كما الله هو رحوم معنا. مسيرة الصوم الكبير وعبور الباب المقدس في سنة الرحمة يذكراننا بأننا في حالة حج على وجه الأرض، وحالة مسافرين نحو هدف منشود، هو سعادة الحياة التي نجدها في الله، على ما كتب القديس أغسطينوس: "لقد خلقتنا لك يا رب. ويظل قلبنا قلقا ومضطربا حتى يرتاح فيك".

الفصل الأول

الصلاة وسماع كلام الله

2. قبل أن يعبر الرب يسوع من حياته الخفية في الناصرة إلى حياته العلنية والبدء برسالته الخلاصية، لجأ إلى الصلاة والصوم أربعين يوما في البرية. فاستمع في أعماق قلبه إلى كلام المزامير والأنبياء، مكتشفا أكثر فأكثر إرادة الآب، وتمكن بقوة الكلام الإلهي من الانتصار على تجارب الشيطان الثلاث . والمزمور الذي كان يتلوه كل يوم "كلامك مصباح لخطاي ونور لسبيلي"، جعله يجد الكلام الإلهي الملائم للانتصار على كل واحدة من التجارب الثلاث. "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله"، بهذه الكلمة الإلهية من كتاب تثنية الاشتراع، انتصر يسوع على تجربة إنهاء صومه بتحويل الحجارة إلى خبز، لكونه إلها قديرا. لم يستعمل يسوع قدرته هذه، لكي يواصل صيام التوبة والتكفير عن جميع خطايا البشر. "مكتوب أيضا: لا تجرب الرب إلهك"، كلمة إلهية ثانية لجأ إليها يسوع من كتاب المزامير ، لكي ينتصر على تجربة العجب بالنفس، واستغلال جودة الله لمنافع شخصية فالشيطان لجأ في تجربته إلى كلام إلهي من كتاب المزامير: فإذا ألقى بنفسه من شرفة الهيكل إلى أسفل "يوصي الله ملائكته به، وعلى أيديهم يحملونه، لئلا تصطدم رجله بحجر".

"للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد"، استلهم يسوع هذه الكلمة الإلهية من الوصية الأولى من وصايا الله العشر، للانتصار على تجربة الخيانة بعبادة آلهة غير الله، من أجل مكاسب ومطامح. فالشيطان وعد يسوع بإعطائه جميع ممالك الدنيا ومجدها إذا جثا ساجدا له.

3. لقد علمنا الرب يسوع الكثير في انتصاره على التجارب الثلاث:

بقوة الصلاة وسماع كلام الله، انتصر يسوع على تجربة إعلان نفسه إلها بعلامة حسية هي تحويل الحجر إلى خبز، لئلا يضحي بنهج إخلاء ذاته من أجل خلاص البشر. إنها تجربة الخبز والمال والسلطة، التي يتعرض لها عالمنا، مشككا بالله وبقدرته:"أين هو الله؟ ما هي قدرته أمام قدرة البشر؟" هكذا يتساءل المشككون عابدو خيرات الأرض والمال والسلطة. ويتساءلون:"ماذا تفعل لكم الكنيسة؟ إنها عديمة القدرة على سد حاجات الناس المادية، بل عديمة التأثير على السياسيين والإقطاعيين والرأسماليين.

"الجيل الشرير يطلب آية". لكن الله، المتجلي في يسوع المسيح والكنيسة، جسده السري، لا يعرفان بالآيات الحسية بل بالإيمان والحب. إن أسياد الدول النافذين المتسلطين على شعوبهم، وغير الآبهين بحالات فقرهم وحرمانهم وتبددهم "مثل خراف لا راعي لها"، هؤلاء لم يحولوا الحجارة إلى خبز، بل على العكس أعطوا شعوبهم حجارة بدلا من الخبز. أما يسوع فحول الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه، طعاما سماويا يسند حياة البشر كل يوم، من أجل تعزيز عالم أفضل قائم على التضحية والمحبة والعطاء. فتكثر ثروات الأرض وتشبع جميع سكانها، جيلا بعد جيل

قال الأب اليسوعي الألماني Alfred Delp، قبل أن يقتله النازيون:"الخبز مهم، والحرية أهم، أما ما هو أهم من الكل فهي الأمانة التي لا تخدع أبدا" .

ب. وعلمنا الرب يسوع، بانتصاره على التجربة الثانية، كيفية الانتصار على تجربة الادعاء والعجب بالنفس، التي تسمح للشخص بشرح كلام الله على هواه. فالشيطان المحتال لجأ إلى كلام إلهي في المزمور 91، لكي يخضع يسوع لهذه التجربة، فيلقي بنفسه من أعلى شرفة الهيكل، فتحمله ملائكته لئلا يصاب بضرر. كم من الناس واللاهوتيين والمعلمين والباحثين وأصحاب الايديولوجيات يجتزئون كلام الكتب المقدسة ويفسرونها وفقا لمصالحهم ومن أجل بلوغ أهدافهم! فيزرعون الشك في النفوس حول حقيقة الله، ومضامين الوحي الإلهي، وتعليم الكنيسة، ويحتلون مكان الله.

أما يسوع فاتخذ صورة عبد، وأطاع حتى الموت على الصليب، المعروف بخشبة العار، من أجل فداء البشرية جمعاء، وانحدر إلى ظلمة الأموات، وأشع عليهم نوره الخلاصي. فتجلت محبة الله ورحمته اللامتناهية لكل انسان. وبدلا من أن يرمي بنفسه من أعلى شرفة الهيكل ليظهر عظمته للبشر، مناقضا كل نهج التواضع، "رفعه الله من ظلمة الموت إلى أعلى السماوات، وأعطاه اسما يفوق جميع الأسماء، لكي تجثو له كل ركبة في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، ويشهد كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب، تمجيدا لله الآب.

ج.التجربة الثالثة، تجربة الحصول على السلطة ولو بالاستعباد للشيطان وبفقدان الحرية والكرامة الشخصية، هي تجربة مغرية، كما سابقتاها، فالمسيح أتى ليملك على العالم، ويجعل منه ملكوت الله، المميز بالاخوة والعدالة والسلام. لكن ثمن هذه السلطة الشاملة الخضوع، عقلا وإرادة وحرية، للشيطان. سلطة مع عبودية في آن. سيادة على الناس وعبودية للشيطان.

لكن يسوع أصبح ملك الكون، أرضا وسماء، من نوع آخر وبوسيلة أخرى هي موته وقيامته. لذلك قال:"لقد أعطيت كل سلطان في السماء وعلى الأرض" . سلطانه خلاصي، إذ "ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ وماذا يعطي فداء عن نفسه؟" .

إن الكنيسة حريصة دائما على الفصل بين الدين والدولة، بين الإيمان والسلطة، لئلا يضع الإيمان ذاته في خدمة السلطة، ويخضع لمقاييسها.

4. لا ينفصل سماع كلام الله عن الصلاة. فالله يكلمنا كاشفا لنا ذاته وإرادته وتصميمه الخلاصي، ونحن بالصلاة نجيبه ممجدين وشاكرين، ملتزمين ومستغفرين، مستلهمين ومعتصمين، ملتمسين ومتشفعين. الصلاة هي التماس الله، بل استعطاء الله، كما يقول القديس أغسطينوس . ولذا تفترض التواضع أساسا لها ومدخلا. فالمتكبر والمكتفي بذاته وبما يمتلك لا يستطيع أن يصلي، ويعتبر الوقت المعطى للصلاة ضياعا. يسوع ينتظرنا في حاجاتنا، ليقول لكل واحد وواحدة منا ما قاله لتلك المرأة السامرية التي جاءت تستقي ماء من البئر:"لو تعرفين عطية الله!" .

5. زمن الصوم الكبير هو زمن سماع كلام الله من أجل تثقيف الايمان. ولهذه الغاية تقام رياضات روحية في الرعايا والأديار والمدارس والمؤسسات. فنطلب من الواعظين أن يتناولوا في عظاتهم مضمون هذه الرسالة الراعوية، وبراءة يوبيل سنة الرحمة، ورسالة البابا فرنسيس للصوم الكبير. إننا نبارك كل المساعي والجهود التي نظمت مواضيع عظات الصوم لهذه السنة، وجمعت بين الصيام الكبير ويوبيل الرحمة. ونشير إلى البرامج التي تبثها وسائل الاعلام، ولا سيما تلفزيون "تلي لوميار"/ نور سات"، و"تيفي تشاريتي"، وإذاعة "صوت المحبة".

الفصل الثاني

الصيام والقطاعة والإماتات

6. رافقت ممارسة الصيام والقطاعة والأماتات حياة الكنيسة منذ نشأتها، كتعبير خارجي حسي عن التوبة الداخلية، وتكفير عن الخطايا والآثام، وترويض للذات على الصمود في وجه تجارب الحياة ومغرياتها، وكوسيلة ملائمة للصلاة، ورفع العقل والقلب إلى الله، للاستنارة منه ولالتماس النمو في الفضائل. وتكتمل هذه الممارسة بالالتزام أعمال المحبة والرحمة تجاه كل من هم في حاجة إليها. ومعلوم أنها ممارسة مطلوبة من قبل الله في الكتب الموحاة، وأن جميع الأديان تعيشها وتحافظ عليها جيلا بعد جيل.

الرب يسوع نفسه مارس الصوم، منقطعا عن الطعام طيلة أربعين يوما وأربعين ليلة، استعدادا لبدء رسالته الخلاصية. وأوصانا بأن نصوم من دون تظاهر كاذب، بل بانسحاق قلب أمام الله، وبإصلاح في المسلك .

7. أيام الصيام تقتضي منا العيش بالصلاة والخلوة مع الذات، والابتعاد عن ضجيج العالم، من أجل الإصغاء لإرادة الله، ومحاسبة حياتنا ومسلكنا في ضوء إرادته ورسومه ووصاياه. إن الذين بحثوا عن الله بالصوم والصلاة وجدوه، ووجدوا معنى وجودهم وغايته، كما وجدوا الأجوبة على تساؤلاتهم الكثيرة.

في أيام الصوم، ننتصر على شهوات الحياة الثلاث التي تكلم عليها يوحنا الرسول، وانتصر عليها الرب يسوع عندما جربه الشيطان، كما رأينا. فكانت شهوة الجسد ومتطلباتها المتمثلة بتجربة تحويل الحجارة إلى خبز لسد جوعه، وشهوة العظمة وكبرياء الحياة المتمثلة بتجربة إلقاء نفسه من على شرفة الهيكل بحماية الملائكة التي تأتي وتحمله فلا يصطدم بحجر، وشهوة العين ورغباتهاالمتمثلة بتجربة الحصول على ممالك الدنيا. يعود هذا الانتصار إلى التعمق في كلام الله الذي بواسطته كان يدحر يسوع تجارب الشيطان، هذا يعني أن الصوم يقتضي، إلى جانب الصلاة، التشبع من كلام الله من خلال التأمل في الكتب المقدسة، والمشاركة في سماع مواعظ الصوم، وإيجاد وقت، ولو وجيزا في النهار، للتأمل في نص من الإنجيل، شخصيا أو جماعيا، في العائلة أو في جماعة منظمة. والصيام ضروري لثباتنا في الإيمان الذي به نتغلب على جميع مصاعب الحياة ومحنها. عندما شفى يسوع صبيا مصابا بالصرع وممسوسا من الشيطان، سأله تلاميذه: "لماذا عجزنا نحن عن شفائه؟"، فأجاب: "هذا الجنس من الشياطين لا يطرد إلا بالصوم والصلاة". أجل، زمن الصوم هو الوقت المناسب للثبات في الإيمان، الذي من دونه نبقى سريعي العطب، ومثل قشة يتجاذبها الريح.

8. إن شريعة الصيام توجب الامتناع عن الأكل والشرب من نصف الليل حتى الظهر، مع إمكان شرب الماء، وتوجب القطاعة عن أكل اللحم والبياض في أيام الجمعة كإماتة تذكرنا بألآم المسيح وموته لفدائنا.

أ- في زمن الصوم الكبير لسنة 2016

يمتد الصيام اليومي والقطاعة أيام الجمعة من اثنين الرماد (8 شباط) حتى سبت النور ظهرا (26 أذار). باستثناء كل يوم سبت وأحد، ما عدا سبت النور، بموجب القوانين الرسولية. فيوم السبت تذكار الخلق، ويوم الأحد تذكار القيامة، أما سبت النور فتذكار اليوم الذي كان فيه الخالق تحت الثرى، فلا يحسن فيه الابتهاج. وأيضا باستثناء الأعياد الآتية: مار مارون (9 شباط)، ومار يوحنا مارون (2 أذار)، والأربعين شهيدا (9 أذار)، ومار يوسف البتول (19 أذار).

ونوصي بالقطاعة عن أكل اللحم مع الصيام طيلة الأسبوع الأول من الصوم الكبير وأسبوع الآلام.

ب- في مدار سنة 2016

إننا نوصي بالمحافظة على العادة التقوية، وهي ممارسة القطاعة بالامتناع عن أكل اللحم فقط: في صوم عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس من الاثنين 20 إلى الثلاثاء 28 حزيران، وصوم عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء من الاثنين 8 إلى السبت 13 آب، وصوم عيد ميلاد الرب يسوع من الجمعة 16 إلى ظهر السبت 24 كانون الأول.

د - تفسيحات

بما أن القوانين الكنسية توجب إلزامية الصيام والقطاعة، فإننا نفسح من إلزاميتها: للمرضى والمسنين والأشخاص الذين يتناولون أدوية مزمنة، وأؤلئك الذين يقومون بأعمال مضنية تتعدى فترة الظهيرة، شرط أن يتناولوا بكمية قليلة، ويعوضوا بإماتات أخرى والصلاة وأعمال المحبة والرحمة.

ونلفت الانتباه إلى أن القانون 883 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية يسن في فقرته الأولى على إمكان المسيحيين، الموجودين في بلدان الانتشار وخارج النطاق البطريركي، من إتباع القواعد المعتمدة في أماكن وجودهم. ويسن في فقرته الثانية على أنه يسمح للعائلات التي ينتمي فيها الزوجان إلى كنيستين مختلفتين ذات حق خاص بالمحافظة على ما ترسمه إحدى هاتين الكنيستين.

هـ- سر التوبة والمصالحة

بما أن ممارسة الصيام والقطاعة والإماتات هي تعبير عن توبة القلب الداخلية، يجب أن تكتمل بممارسة سر التوبة والمصالحة، إما إفراديا، وإما في ليتورجيات توبة جماعية تستوجب الاعتراف الشخصي بالخطايا، والحلة السرية الفردية.

إننا نطلب من كهنة الرعايا تخصيص الأوقات اللازمة لكي يتمكن أبناء رعاياهم وبناتها من قبول نعمة هذا السر المقدس الذي يؤهلهم للعبور، مع فصح المسيح، إلى حياة جديدة.

الفصل الثالث

أعمال المحبة والرحمة

9. شددت الكتب المقدسة على أن ترافق ممارسة الصوم والقطاعة والصلاة بأعمال المحبة والرحمة. فآشعيا النبي يدعونا إلى ذلك، منذ خمسماية سنة قبل المسيح، معطيا المعنى الحقيقي للصوم:

"أليس الصوم الذي أفضله هو حل قيود الشر وفك قيود النير، وإطلاق المسحوقين أحرارا؟ أليس هو أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين بيتك؟ واذا رأيت عريانا أن تكسوه وألا تتغاضى عن لحمك؟ حينئذ يبزغ كالفجر نورك، ويضمد جرحك سريعا، ويسير برك أمامك، ومجد الرب يجمع شملك. حينئذ تدعو فتستجيب الرب، وتستغيث فيقول هاءنذا. وإذا تخليت عن لقمتك للجائع وأشبعت النفس الذليلة، يشرق نورك في الظلمة، ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر. ويهديك الرب على الدوام، ويشبع نفسك في الأرض القاحلة، فتصير كجنة ريا وكينبوع مياه لا تنقطع مياهه" .

10. إن سنة الرحمة هي بامتياز "سنة الخير المرضية لدى الله" التي أعلنها الرب يسوع، ذات سبت في هيكل الناصرة، عندما قام ليقرأ من كتاب آشعيا النبي آية تختصر ما جاء في نبوءته المذكورة. لكنها تمتاز عنها بأن النبوءة تمت في شخص يسوع المسيح، صانع الرحمة والعدالة والحرية. يورد لوقا الانجيلي هذه الحادثة كالآتي:

"جاء يسوع الى الناصرة حيث تربى ودخل المجمع بحسب عادته يوم السبت و قام ليقرأ فدفع اليه سفر أشعيا النبي و لما فتح السفر وجد الموضع المكتوب فيه: "روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين وأرسلني لاشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين أحرارا، وأكرز بسنة الرب المقبولة".

11. أجل، إنها سنة الرحمة، يكتب البابا فرنسيس في "براءة يوبيل الرحمة"، "سنة أعلنها الرب، ونحن نريد أن نعيشها في السنة المقدسة التي تحمل معها غنى رسالة يسوع التي يتردد صداها في كلمات النبي، أعني: حمل كلمة ومبادرة عزاء للفقراء، وإعلان تخلية سبيل المأسورين ضمن أشكال جديدة من عبوديات المجتمع المعاصر، وإعادة البصر إلى العاجزين عن الرؤية بسبب الانغلاق على ذواتهم، وإعادة الكرامة الى المحرومين منها. فلتكن عظات يسوع وكلماته وأفعاله مرئية في أعمالنا" .

ويدعونا البابا فرنسيس إلى القيام بأعمال رحمة جسدية ومادية يعددها في كل من براءة الدعوة إلى "يوبيل الرحمة"، ورسالته بمناسبة الصوم الكبير. فأعمال الرحمة الجسدية هي: إطعام الجائع، وسقي العطشان، وإلباس العريان، واستقبال الغريب، والعناية بالمريض، وزيارة السجين. وأعمال الرحمة الروحية هي: إرشاد العائشين في الشك، وتعليم الجهال، وتنبيه الخطأة والضالين، وتعزية الحزانى، ومغفرة الإساءات، واحتمال الأشخاص، والصلاة إلى الله من أجل المرضى والأموات. على كل هذه الأعمال سندان في مساء الحياة.

12. ويضيف البابا فرنسيس في براءة يوبيل الرحمة، معددا مساحات أعمال الرحمة الجسدية والروحية:

"في هذه السنة المقدسة، يمكننا أن نختبر كيف نفتح قلوبنا على من يعيشون في الضواحي الوجودية التي يخلقها غالبا العالم المعاصر بطريقة مأسوية. كم هي كثيرة في عالم اليوم أوضاع الألم وانعدام الثبات! كم من الجراح المطبوعة في أجساد أشخاص كثيرين لا صوت لهم، لأن صراخهم اضمحل وانطفأ بسبب لامبالاة الشعوب الغنية! في هذا اليوبيل تدعى الكنيسة أكثر من أي وقت مضى للاعتناء بهذه الجراح ومداواتها بزيت العزاء وتضميدها بالرحمة ومعالجتها بالتعاضد والعناية الواجبة. دعونا لا نقع في فخ اللامبالاة التي تذل، وفي الاعتياد الذي يخدر النفس ويمنع من اكتشاف الجديد. لنفتح أعيننا كي نرى بؤس العالم، وجراح العديد من الإخوة والأخوات المحرومين الكرامة، لنشعر بأننا مدعوون الى الاصغاء الى صرخة المساعدة التي يطلقونها. فلنشد بأيدينا على أيديهم، ولنجذبهم إلينا كي يشعروا بحرارة حضورنا وصداقتنا وأخوتنا. فلتصبح صرختهم صرختنا، ولنكسر معا حاجز اللامبالاة التي غالبا ما تسود وتخفي الخبث والأنانية" .

13ز إننا نحيي كل الذين واللواتي يقومون بأعمال محبة ورحمة، جسدية وروحية، مادية ومعنوية، تجاه ذوي حاجة، عبر مبادرات تقوم بها الأبرشيات والرهبانيات والرعايا، والمدارس والجامعات والمستشفيات، والمؤسسات الاجتماعية، والأخويات والحركات الرسولية. ونثمن أعمال المنظمات الخيرية، وبخاصة كاريتاس-لبنان، والبعثة البابوية، وجمعية مار منصور دي بول، وأمثالها، منظمة الصليب الأحمر.

وندعو إلى دعم "حملة كاريتاس- لبنان السنوية في زمن الصوم الكبير، التي هي جهاز الكنيسة الاجتماعي والانمائي، وتعمل باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان.

الخاتمة

14. صوم وصلاة وتوبة وأعمال محبة ورحمة. هذا هو "الزمن المقبول لدى الله"، زمن الصوم الكبير، الذي يكتسب قيمة يوبيلية في "سنة الرحمة". إنه زمن العبور إلى الرحمة والغفران، اللذين هما جوهر الله وعطيته للإنسان لكي يستطيع أن يعيش مع أخيه الإنسان بفرح وتعاون وسلام.

إن بين أيديكم، من أجل حسن هذا "الزمن المقبول" للتأمل والتوجيه والالتزام: براءة البابا فرنسيس بعنوان:"وجه الرحمة"، التي دعا فيها إلى يوبيل الرحمة، وقد افتتحه، ونحن أيضا، في 8 كانون الأول 2015، ورسالته لمناسبة صوم 2016 في موضوع:"أريد رحمة لا ذبيحة"(متى 9: 13) -"أعمال الرحمة في مسيرة اليوبيل"، وكتيب "يوبيل سنة الرحمة في الكنيسة المارونية"، الذي أصدرته اللجنة البطريركية المارونية لسنة الرحمة، وفيه توجيهات عن الباب المقدس في الأبرشيات والنيابات البطريركية، واحتفالات على صعيد الكرسي البطريركي، واقتراحات عملية للأبرشيات. هذا الكتيب هو خير دليل لعيش سنة الرحمة.

ونضع بين أيديكم هذه الرسالة الراعوية لصوم 2016. نرجو تلاوتها مقاطع على المؤمنين في قداسات الأحد، والعودة إليها وإلى الوثائق المذكور أعلاه في العظات ورياضات الصوم.

18. نسأل الله أن يساعد الجميع على أن يفتحوا قلوبهم للنعم السماوية التي تفيض في هذا "الزمن المقدس"، بفضل الأصوام والصلوات، وممارسة سر التوبة، ومبادرات المصالحة، وأعمال المحبة والرحمة، بشفاعة أمنا مريم العذراء، "أم الرحمة". للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، كل مجد وشكر وإكرام، الآن وإلى الأبد، آمين.

عن كرسينا في بكركي في أول شباط 2016

الكاردينال بشاره بطرس الراعي

بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق".

 

ندوة عن رسالة البابا فرنسيس لزمن الصوم والكلمات حثت على أعمال الرحمة ماديا وروحيا واستكمال المصالحات

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - عقدت ظهر اليوم ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام عن رسالة قداسة البابا فرنسيس لزمن الصوم "إنما أريد الرحمة لا الذبيحة" (متى 9، 13)، ومواعظ الصوم، شارك فيها رئيس أساقفة بيروت للموارنة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس عام جمعية الآباء المرسلين اللبنانيين الاب مالك بو طانيوس، رئيس مزار سيدة لبنان حريصا الأب يونان عبيد، وفي حضور رئيس مؤسسة لابورا الأب طوني خضرا، والأب انطوان عطالله، والإعلاميين والمهتمين.

مطر

بداية، رحب المطران مطر بالحضور، وقال: "يسعدنا أن نلتقي بكم في صبيحة هذا اليوم المبارك الذي فيه نستعد مع أيام هذا الأسبوع للبدء بزمن الصوم المقدس، هو زمن مبارك يقع ليتورجيا وطقسيا بين عيدي الميلاد والفصح". اضاف: "في هذا الزمن نذكر بصورة خاصة ربنا يسوع المسيح وهو ينشر إنجيل السلام في الأرض المقدسة منذ 2000 سنة، يعلم كلام الله، يلقي بذار هذه الكلمات في القلوب وفي الربوع، يشفي المرضى، يدعو للتوبة، يهيء لمجيء ملكوت الله. فنحن مدعوون في هذا الزمن إلى أن نتلقى من جديد كلمة الله، أن نتأمل به أن يدخل في حياتنا ويجددها لأن كلام الله هو حياة وتجديد. وفي المناسبة نعود إليه إن كنا عنه بعيدين بتوبة صادقة، ندرك أننا لا نستطيع أن نكون قريبين من الله إن لم نكن قريبين من بعضنا البعض، وبهذا يصبح الصوم زمن توبة وزمن رحمة". وتابع: "قداسة البابا فرنسيس أطلق هذا العام "سنة الرحمة"، وقال "أن الرب هو رحمة والرحمة هذه تزورنا وتغيرنا وبالاحرى أن نصبح رحومين بعضنا تجاه بعض، هذا الصوم سنحيا فيه الرحمة مثلما عاشت العذراء مريم رحمة الله فيها، هذه الرحمة سنحياها بعضنا مع بعض بأعمال رحمة مادية وروحية فنؤاسي بعضنا بعضا ماديا وروحيا ونبني كنيسة على هذا الحب وعلى الرحمة الإلهية بالذات".

عبيد

ثم قدم الأب يونان عبيد كتاب مواعظ الصوم 2016 تحت عنوان "رحماء كالآب" منشورات الرسل، فقال: "بناء على رغبة مجمع الأساقفة والموارنة، قمت بإعداد مواعظ الصوم، تحت عنوان "رحماء كالآب"، ويتضمن الكتاب سبعة فصول موزعة على سبعة أيام الأسبوع:

- اليوم الأول "صوم يسوع" يتحدث عن مفهوم يسوع للصوم، فالصوم لا يقوم على الأكل والشرب، بل على علاقة حب بين العريس والعروس، وخصوصا عندما يركز الصائم على الرب ويعطيه الأولوية.

- اليوم الثاني "فرنسيس بابا الرحمة"، في هذا التأمل أتوقف عند النقاط الرئيسية لدعوته الى يوبيل الرحمة الإستثنائي، بعنوان "وجه الرحمة"، والتي حكي عنها الكثير.

- اليوم الثالث: "أريد رحمة لا ذبيحة" في هذا التأمل يشرح موقف يسوع من المرأة الزانية،الذي أوقف رجمها وملأها برحمته. وما قام به يسوع، إنه طلب من المرأة ألا تعود الى الخطيئة، لأن رحمة الله هي نور عظيم من الحب والحنان.

- اليوم الرابع "كونوا رحماء"، والتشبه بالمسيح الرحوم، والخوف من الدينونة.

- اليوم الخامس "أفعال الرحمة السبعة في مثل السامري الصالح"، يدعونا السامري في هذه القصة الى أن نجعل من عائلاتنا، ومؤسساتنا أماكن مضيافة في خدمة الحياة، لأن كل إنسان أمام المسيحي هو قريب. وما يصنع القريب هو الخروج إليه، وعيش علاقة الرحمة معه. إذهب أنت أيضا واصنع معه الرحمة.

- اليوم السادس: "ابن أصغر ورحمة أكبر"، إن التركيز في هذا المثل، يطال الأب. فهو المحبة في ينبوعها وكمالها. يحنو على ابنه العائد من بعيد، ويرفق بالإبن المقيم الغاضب، ليربح الإثنين، ويجمعهما تحت سقفه وفي سر محبته. هذه هي رحمة أبينا السماوي الفاعلة في حياتنا.

اليوم السابع: " مريم، أم المراحم "، تدعونا لنتشبه بها خلال سنة الرحمة هذه، وتحثنا لنردد صدى صوتها يوميا في الكنيسة: "تعظم نفسي الرب... لأنه صنع بي عظائم ورحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه".

ابو كسم

وفي الختام، تحدث الخوري أبو كسم، فقال: "قداسة البابا فرنسيس أعلن هذه السنة "سنة الرحمة"، زمن الصوم هو زمن الرحمة، زمن المصالحة مع الذات ومع الآخر، وزمن التوبة، يتوب فيه كل إنسان عن كل خطيئة وكل نقص، ويجعل من هذا الزمن زمن تفكير وتأمل بعد توبة حقيقية واعتراف بضعفه".

اضاف: "باب الرحمة واسع جدا، ونحن كمؤمنين مسيحيين كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين مدعوون في هذا الزمن لعدم تضييق باب الرحمة في حياتنا، وعلينا كل يوم صوم أن نفتح باب الرحمة، ونتأمل بإنجيل الغني والعازار، فالرب سيحاسبنا على قلة الرحمة، ولنر بكل إنسان وجه يسوع المسيح المتألم المظلوم".

واكد ان "الرحمة ليس بالمساعدة فقط، بل بالكلام، بتعزية محزون، بمؤاساة موجوع، بمساعدة إنسان بحاجة للمساعدة، كل هذه الأعمال علينا القيام بها خلال زمن الصوم". وقال: "زمن الصوم هو زمن المصالحة، لنتصالح مع ذاتنا أولا برفع الحقد والتشفي والتحدي والأعمال التي تبعدني عن أخي الإنسان، ونحن كمسيحيين عشنا منذ اسبوعين زمن مصالحة بين حزبين كبيرين في لبنان بعد خلاف مستحكم، هذه المصالحة تخدم كل الشعب اللبناني. نستهجن كيف أن بعض وسائل الإعلام كانت ضد هذه المصالحة كأنه ممنوع علينا أن نتصالح، نحن مع استكمال هذه المصالحة بين جميع المسيحيين كما جاء أمس في بيان المطارنة الموارنة لتضميد كل الجراح والعودة لك إنسان حقوقه، فالمصحالة تبني والخلاف يهدم، وندعو الجميع إلى استكمال هذه المصالحات لنصل إلى فجر القيامة".

وتابع: "وأخيرا زمن الصوم هو زمن التوبة، هو أن أعرف ضعفي، أن أتوب، التوبة عن التجني وتشويه الحقائق واستعمال سلاح سلطتي ومركزي وسلاح إعلامي لأدمر الآخر، وللأسف اليوم هناك حملة مركزة على الكنيسة وعلى المسيحية وعلى رجالات الكنيسة، نحن نسأل ما هدفها، من وراءها، ومن تخدم؟".

وقال: "قداسة البابا يدعو جميع المسيحيين على مختلف مسؤولياتهم أن يحكموا ضمائرهم وخصوصا رجال الإعلام، فالإعلام اليوم هو مفتوح على كل العالم، فمن غير المسموح أن نعتدي على كرامات الناس، ومن غير المسموح التجريح في الجسم الكهنوتي في الكنيسة. نحن مدعوون لحفظ وجه الكنيسة التي هي أمنا وهي الحضن الذي يجمعنا، مهما تجبرنا وتكبرنا، ومهما نملك من سلاح، فالسلاح الأقوى هو الصلاة والصلاة هي سلاح الكنيسة".

وختم بالقول "أدعو كل المؤتمنين على وسائل الإعلام وخصوصا المسيحيين منهم، إلى ترميم ما جرحتم من كرامات الناس".

 

سلام من لندن: لبنان غير قادر على تمويل احتياجات النازحين ونجاح المؤتمر مرهون بتطبيق الالتزامات المتبادلة بين الحكومة والشركاء الدوليين

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - اكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في كلمته التي القاها اليوم في مؤتمر المانحين في لندن، "ان المأساة التي أصابت السوريين ودفعت اعدادا هائلة منهم الى النزوح هربا من المذبحة الدائرة في بلادهم، لم تقتصر آثارها عليهم وحدهم، بل تعدتهم لتطال شعوبا وبلدانا أخرى".

وقال سلام: "الفقر والبؤس اللذان حملهما مليون ونصف مليون نازح سوري الى لبنان، فاقما الفقر والبؤس الموجودين اساسا في بلدنا، وساهما في توليد آفات ناجمة عن الاكتظاظ الهائل والظروف غير السليمة التي يعيش فيها النازحون، في بلد يعاني اصلا من محدودية الامكانات وضعف الخدمات. ومع ذلك، فإن شعب لبنان وحكومته، اللذين يعتبران أن وجود النازحين السوريين على الارض اللبنانية لا يمكن أن يكون الا موقتا، تعاملا مع الوافدين بما يفوق ما تفرضه المعاهدات الدولية وما تقتضيه القيم الاخلاقية وحقوق الانسان". اضاف: "بطبيعة الحال، كان لذلك ثمن كبير دفعه الاقتصاد اللبناني.. ارتفاع ملحوظ في نسب البطالة والفقر، وتراجع لنسبة النمو الى الصفر، فضلا عن نقص حاد في كل شيء.. من عدد المقاعد في المدارس الى الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الى امدادات الكهرباء والمياه وغيرها". وقال سلام: "لقد مضى وقت طويل قبل أن يعي العالم أن أزمة سوريا لن تنتهي سريعا وأن يعترف بأن المطلوب هو دعم طويل الأمد. لقد مضى وقت طويل قبل الاعتراف بأن المساعدات الانسانية المحدودة لا تشكل حلا. لقد مضى وقت طويل لإدراك ان المساعدة المخصصة للتنمية هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع الأزمة، لأنها تفتح آفاقا اقتصادية وتخلق فرص عمل، بما يؤدي الى تأمين مصادر دخل للنازحين مع الحفاظ على كرامتهم في آن.وهذا الأمر من شأنه أن يخفف تدريجيا من الحاجة الى التقديمات ذات الطابع الخيري". ورأى "ان هذا المؤتمر يجب ان يكون مناسبة للتأكيد على ان الحل الوحيد للأزمة السورية حل سياسي، وهو طريق مليء بالمصاعب التي رأينا نموذجا منها في جنيف أمس؛ كذلك مناسبة للتأكيد بأن النهاية الوحيدة لمأساة النازحين تكمن في عودتهم الى حياتهم الطبيعية في بلدهم"، وقال: "يجب على العالم أن يدرك ان هناك خطرا فعليا من تدفق موجات نزوح جديدة الى ما هو أبعد من دول الجوار السوري، وأن يتنبه الى عدم تحويل تجمعات النازحين الى أرض خصبة للارهاب". وأكد سلام "ان هذه الوقائع يجب ان تدفع مؤتمرنا نحو إدخال التغييرات اللازمة على المقاربة المعتمدة حتى الآن وإدخال تحسينات على آليات المساعدة، عبر تفعيل نظام التعهدات الحالي وإيجاد طرق جديدة تضمن دفع المساهمات بصورة فعلية". وقال: "ان ما ندعو اليه، سيداتي وسادتي، هو نوع من تعاقد.. أي رباط يترجم التعهدات المعلنة إلتزاما أخلاقيا، والإلتزام الأخلاقي دعما فاعلا ذا نتائج ملموسة. إنني أعني بذلك مشاريع وبرامج وفرص عمل ومقاعد في المدارس وحملات تلقيح، وسقوفا تقي من المطر والبرد، وبسمة على وجوه الأطفال. نعم، ايها السيدات والسادة، هذه هي المعايير التي نأمل أن تعتمدوها في مساعداتكم لنا". وأعلن سلام "ان لبنان غير قادر وحده على تمويل هذا العبء الهائل. إن الاحتياجات الانسانية السنوية لا تحظى بالتمويل الكافي، ما يعني نقصا في مقاعد الاطفال في المدارس وضمورا يوميا في الحصة الغذائية للنازح. إن لبنان سيصبح في وقت قريب عاجزا عن منع انطلاق موجات من النازحين الى شواطىء بعيدة، مع كل ما تمثله من تهديد للأمن الاستقرار". واكد ان "هذا المؤتمر يجب أن يشكل نقلة في الاستجابة الدولية للأزمة. الوقت الى نفاد، وجميعنا يلمس خطورة الوضع". وقال: "إن لبنان يعتبر أن نجاح مؤتمرنا هذا مرهون بتطبيق حزمة من الالتزامات المتبادلة بين الحكومة اللبنانية وجميع الشركاء الدوليين"، داعيا الى "أن نرتقي جميعا الى مستوى التحدي ونتعالى على الاعتبارات الضيقة"، ومعتبرا "ان زيادات متواضعة في الميزانية قد تساعد فيحفظ التوازن الاجتماعي وصون القيم الاجتماعية لعقود طويلة". وختم: "إنه ليس أوان المساومات..إنه أوان التعاطف والتفهم والرؤية..إنه قبل كل شيء أوان الشجاعة".

 

زعيتر: لا قيامة للبنان إلا بجناحيه المسيحي والمسلم والحديث عن انتقائية في إنجاز ملفات الأشغال فيه الكثير من التجني

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - عقد وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر في مكتبه في الوزارة بعد ظهر اليوم، مؤتمرا صحافيا تناول فيه جوانب الواقع الوظيفي لوزارة الاشغال وموضوع الانماء المتوازن. مؤكدا انه "لا قيامة للبنان ولا ازدهار وقوة لبلدنا الحبيب إلا بجناحيه المسلم والمسيحي فهو بلد نهائي لجميع أبنائه"، لافتا الى انه "كان بوده ان لا يدخل في سجال طائفي ومذهبي ضيق ومقيت، ولكن يبدو ان ما جرى ويجري في هذه الايام، ينبطق عليه القول " ضربني وبكى سبقنى واشتكى". وقال: "كلامي الذي سأعلنه أمامكم، ليس للرد على أحد، خاصة المراجع الروحية العليا التي نجل ونحترم، والتي ضللها بعض السياسيين والموظفين والمنتفعين، ولكي أضع أمام اللبنانيين جميعا الحقائق والأرقام وحتى بالأسماء عند الضرورة وبالوثائق "ان لجهة الوظائف في وزارة الأشغال العامة والنقل أو لجهة الانماء وتوزيعه في المناطق". اضاف: "في زمن انقلاب المعايير، حيث الفاجر يأكل مال التاجر، وفي استعراضية مشينة، يستهدف أبطالها اللعب على عصب، ظننا أننا تجاوزناه ألا وهو عصب الطائفية الذي تسبب بخراب البلد. وفي منطق، أصحابه غير مقتنعين به، لو اختلوا بأنفسهم في ساعة ضمير وتجل. تطل علينا في هجمة محمومة تفتقر الى أدنى مستوى من المصداقية جوقة نعي لحقوق الطوائف والجماعات، البكاؤون على ما لم يحصل والناعون على ما لم يحدث. ونحن الذين لا ترشق منازلنا بحجارة لأنها شيدت من مقالع الإنتماء الوطني وصدق الممارسة التي تستهدي وتسترشد بما أصبح آيات في الفعل الوطني وهي التي نصها وخطها ومارسها إمامنا القائد السيد موسى الصدر، رائد التعايش الإسلامي - المسيحي والحامي له، وهو الذي تعرفه كل أديرة لبنان وكنائسه كما مساجده إماما للوطن الواحد الموحد أرضا وشعبا ومؤسسات، وأمينا على ميراثه يقف الأخ دولة الرئيس نبيه بري الذي قدم الكثير وتجرع الكثير من أجل طمأنة المكون الذي يدعي اليوم البعض من قادته مظلومية متوهمة".

ولفت الى ان الرئيس بري "الذي يشهد له القاصي والداني، والحركة التي يقود حركة امل، ما هكذا تكافأ، ولا هكذا يرد لها الجميل، وهي لا تسأل جزاء ولا شكورا. ولا يظنن أحد أنه بفعله وقوله التحريضي يجعلنا نحيد قيد انملة عما تعلمنا في مدرسة الامام الصدر، بل هذا يزيدنا إصرارا على حمل أمانة خدمة اللبنانيين، كل اللبنانيين، عسى أن يكتشف الناس يوما من هم خدام الشعب ومن هم تجار الطوائف".

وتابع: "إن الحديث عن انتقائية في إنجاز ملفات الأشغال الخاصة بالقرار رقم 66/2012 كما في توزيع اعتمادات الموازنة والتحيز لمنطقة دون أخرى بل أكثر من ذلك، الحديث عن استثناء المناطق المسيحية من تلك الأشغال فيه الكثير من التجني والبعد عن الواقعية والأخطر ما تم ذكره منذ يومين حول اتهام مكون واحد بالتحكم بالأمور المالية وبالتالي الإنمائية. إن هذا التعبير ينطوي على معان خطرة فإن كان لمختلف الأطراف والتوجهات ممن تعمل بالحقل العام الحق في استخدام التكتيكات والأساليب المختلفة لتحصيل المكاسب السياسية أو الشعبية والإنتخابية، فليس لأحد الحق في لبنان باستخدام النعرات الطائفية التقسيمية من أجل هذه المكاسب". واردف: "لا أنكر أني قد أوليت محافظة بعلبك -الهرمل اهتماما خاصا بالنظر الى الحرمان المزمن والمتراكم كما جرد جبيل وعكار وأقاصي الجنوب. ولا انكر أني قد أوليت منطقة الضنية أيضا اهتماما خاصا حيث لا طرقات لبعض القرى والأرياف. كما لا أنكر أني قد أوليت خلال العام 2015 كما العام السابق عروس البقاع زحلة بكامل مناطقها عناية خاصة حيث نالت 50% من حصة محافظة البقاع. وأنه في مطلع هذا العام قد خصصت ما نسبته 20% من موازنة الوزارة لمشروع واحد في منطقة واحدة هي جبل لبنان، في قلب جبل لبنان، في المتن إلا إذا كانت هذه المنطقة لا تعتبر من المناطق المسيحية. هذا المشروع خصص تحديدا لمعالجة الإنهيار الخطير في منطقة الضبية والذي لم يتم تأمين اعتماداته من احتياطي الموازنة في العام الفائت بسبب عرقلة أعمال مجلس الوزراء في حينه. عندها وللأسف اضطررت الى استعمال هذه الكلمات الطائفية التي لم نعتد عليها في حركة أمل يوما، ولم نفرق يوما بين مسلم ومسيحي في عملنا، وبين منطقة وأخرى، بين مذهب وآخر". وأكد زعيتر ان "هذه الأشغال ليست منة من أحد أبدا بل هي حق من حقوق كافة شرائح المجتمع اللبناني وواجب على الدولة تأمينها دون أي تفرقة أو تمييز. وبالعودة قليلا الى الأرقام وكيفية توزيع الإعتمادات، سأعطي مقارنة بسيطة حول توزيع اعتمادات الأشغال عن العامين 2014 و2015 وهي الفترة التي توليت فيها الوزارة لتاريخه:

محافظة جبل لبنان بسائر أقضيتها من جرد جبيل حتى أعالي الشوف مرورا بالمتن والتي تشكل مساحتها من إجمالي مساحة لبنان حوالى 18% نالت الإعتمادات التالية: عن العام 2014: حوالى 63 مليار ل.ل.

عن العام 2015: حوالى 24.8 مليار ل.ل.

أي ما مجموعه: حوالى 87.8 مليار ل.ل.

في حين أن محافظة بعلبك - الهرمل والتي تشكل مساحتها من إجمالي مساحة لبنان حوالى 27% والتي أوليتها اهتماما خاصا، نالت الإعتمادات التالية:

عن العام 2014: حوالى 46.4 مليار ل.ل.

عن العام 2015: حوالى 25.8 مليار ل.ل.

أي ما مجموعه: حوالى 72.2 مليار ل.ل.".

واعرب عن اسفه " لاستعمال المفردات الطائفية، فالأقضية التي تعتبر مسيحية بإمتياز، على سبيل المثال: قضاءا زغرتا وبشري، نالا في العامين 2014 و2015 من اعتمادات الأشغال ما مجموعه: 25.8 مليار ل.ل. أي أن هذين القضاءين المسيحيين نالا مجمل ما نالته محافظة بعلبك - الهرمل خلال العام 2015. أيضا وبالحديث عن الإنماء المتوازن، سبق لمجلس الوزراء بموجب قراره رقم 99 تاريخ 22/5/2014 أن خصص مشاريع إنمائية في مختلف المناطق لتنفيذها عبر مجلس الإنماء والإعمار بقيمة إجمالية حوالى 756 مليار ل.ل. تم توزيعها كالآتي :

المحافظة قيمة المشاريع (مليون د.أ.)

جبل لبنان 168.2

بعلبك - الهرمل 27

الجنوب والنبطية 89.5

الشمال وعكار 96

البقاع 64".

وسأل "عن أي تحيز وعن أي غبن يتحدثون؟ نعم قد أكون ألحقت بعض الغبن فأعتذر من أهل بعلبك - الهرمل وعكار لأني لم أستطع رفع كامل الحرمان المزمن عنهم، هذه الأرقام أتحمل مسؤوليتها على صعيد كل مشروع في كل قرية وعلى كل طريق وفي كل قضاء وإن كانت للبعض الوقاحة في اتهامنا بالطائفية والتحيز نقول: فليتجرأ وليعرض مآثره في توزيع اعتمادات وزارته وكيفية إدارته لإنماء مناطق لبنان كافة، وكنا نأمل من المراجع التي نحترم ونجل من أصحاب الشأن، من الزملاء، أن نسأل عن حقيقة موضوع الوضع الوظيفي في هذه الوزارة، عن حقيقة ما قمنا به أو الإفتراءات التي نسبت إلينا".

وقال: "لم نقم بإجراء تعيينات في إدارات الوزارة، بل تم إجراء تكليفات ومناقلات هدفت الى تفعيل عمل الإدارة لا سيما في موضوع الطيران المدني وملء الشواغر في المراكز، هذه التكليفات والمناقلات اعتمدت مبادىء الكفاءة والجدارة وضمان حسن وانتظام سير العمل وأيضا مراعاة ما يسمى مقتضيات الوفاق الوطني لا سيما تحديدا حفظ مراكز الطائفة المسيحية الكريمة كما سنفصل لاحقا مرغمين.

أولا: مراكز الفئة الأولى: يوجد في وزارة الأشغال العامة والنقل أربع مديريات عامة حاليا، تتوزع مراكز الفئة الأولى فيها كالآتي:

مركزان للطائفة المسيحية (بالتكليف)

مركزان للطائفة السنية وبالتالي فإنه لا يوجد تمثيل للطائفة الشيعية حاليا في هذه الفئة خلافا لما كان معتمدا في فترات سابقة.

ثانيا: مراكز الفئة الثانية الفنية المشغولة بالأصالة أي بالتعيين في الوزراة في مختلف وحدات الوزارة هناك 9 مراكز فئة ثانية (فنية) مشغولة بالأصالة موزعة كالآتي:

الطائفة الشيعية 1

الطائفة السنية 3

الطائفة الدرزية 1

الطائفة المسيحية 4

نرى هنا من هي الطائفة المهمشة في التعيين بالأصالة.

ثالثا: في المديرية العامة للطرق والمباني هناك 14 مركزا للفئة الثانية الفنية و18 مركزا فئة ثالثة فنية. والملاحظة الأساسية هنا ان الموظفين المؤهلين للترفيع من الفئة الثالثة الى الفئة الثانية والذين يستوفون شروط الترفيع عددهم 41 موظفا وموزعين كالتالي: المسلمون 37 موظفا، والمسيحيون 4 موظفين فقط، وبالتالي هناك تفاوت كبير بين الطوائف في عدد الموظفين الذين التحقوا بالوظيفة العامة وتدرجوا ليستوفوا شروط الترفيع الى الفئة الثانية حيث كما نعلم لا تعيين للفئة الثانية من خارج الملاك. ورغم ذلك، حاليا يوجد في هذه المديرية 4 وظائف فئة ثانية للمسيحيين قمت أنا بتعيين 3 منهم:

رئيس مصلحة التصميم والبرامج ( مديرية الطرق )

رئيس مصلحة الإنشاءات ( مديرية الطرق )

رئيس مصلحة الدروس (مديرية المباني ) / طلب لاحقا إعفاءه من هذه الوظيفة.

أما على صعيد موظفي الفئة الثالثة الفنية في المديرية العامة للطرق والمباني، فإن للطائفة المسيحية 5 وظائف من أصل 15 وظيفة مشغولة، والأهم أنه من بين هذه الخمسة وظائف قمت أنا بتعيين 4 موظفين منهم:

دائرتا المشاريع والأشغال (طرق)

دائرتا المشاريع والمنهجية (مباني)

وهي من أهم الدوائر في عمل الوزارة حتى لا يتم الحديث عن نوعية وصلاحيات الوحدات الإدارية، مع الإشارة الى انه في مديرية المباني لم يكن للطائفة المسيحية أي مركز على مستوى الفئة الثالثة سابقا.

رابعا: المديرية العامة للنقل البري والبحري، لم تجر أي تعيينات في هذه المديرية في عهد الحكومة الحالية بل جل ما حصل أنه تم استبدال رئيس دائرة معين بالتكليف بآخر ومن نفس الطائفة، علما بأن وظيفة الفئة الثانية الوحيدة في هذه الإدارة مشغولة بالأصالة للطائفة المسيحية.

خامسا: المديرية العامة للتنظيم المدني لم تجر أي تعيينات في هذه المديرية على مستوى الفئة الثالثة. وهناك مركزان للفئة الثانية للطائفة المسلمة تم إجراء مداورة فيما بينهما.

سادسا: المديرية العامة للطيران المدني، تم إجراء تعديلات ومناقلات في هذه المديرية العامة شملت أكثر من 30 مركزا على مستوى مختلف الفئات أبرزها:

على صعيد الفئة الثانية:

يوجد 12 مركزا إضافة الى 4 مراكز كنائب رئيس مطار. بالنسبة لتوزيع المراكز الإثني عشر فقد حافظت الوزارة على التوزيع السابق المعتمد وهو كالآتي:

مسيحي شيعي سني درزي الإجمالي: 5 4 2 1 12، أي تم إجراء مداورة ولكن مع المحافظة على التوزيع الطائفي. اما بالنسبة لتوزيع مراكز نائب رئيس المطار وعددها أربعة، التوزيع القائم سابقا كان على الشكل التالي:

مسيحي شيعي سني الإجمالي: 1 2 1 4، ولكن بعد إجراء تعديلات ومناقلات، تم زيادة حصة الطائفة المسيحية على حساب الطائفة الشيعية بحيث أصبح التوزيع كالتالي:

مسيحي شيعي سني الإجمالي: 2 1 1 4".

وتابع: "باختصار الوضع الوظيفي في مختلف الوحدات الإدارية التابعة للوزارة مع تكرار أسفي لاستخدام هذه العبارات الطائفية والمذهبية، ومع التأكيد على منهجية عملنا القائمة على أنه لا قيامة للبنان ولا ازدهار وقوة لبلدنا الحبيب إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، فهو بلد نهائي لجميع أبنائه".

أضاف: "ان الالية التي يتم فيها التلزيم لم ابتدعها بل اعتمدت منذ العام 2010 بالتنسيق مع التفتيش المركزي ووزارة المالية والمعنيين، هذه الآلية تحقق وفرا ماليا والسرعة في التلزيم والتنفيذ وهي الأنجح، وأي ملف يتم تلزيمه وفقا لهذه الآلية المعتمدة فإن مراقب عقد النفقات مندوب وزارة المالية موجود في الوزارة وقبل توقيعه على الملفات لا نستطيع المضي بأي ملف. ان الملفات التي تذهب الى ادارة المناقصات ورغم تعاون رئيس الهيئة ويسرع بالملفات الضرورية، ولكن تبقى عدة اشهر لتلزيمها".

وأكد زعيتر ان "الانتخابات البلدية ستحصل والاعتمادات اللازمة لها توفرت وليس هناك من سبب لتأجيلها، وكنت أتمنى ان تكون صرخة اليوم محقة خصوصا على صعيد وزارتي الأشغال العامة والنقل والمالية، وشاءت الصدف ان نكون من فريق واحد وأبوابنا مفتوحة للجميع ولا شيء مخبأ بحوزتنا. الوزير قزي وهو صديق وزميل، كان عليه ألا يعتمد الورقة التي وزعها على الاعلام، وأنا ناقشته بها خلال جلسة مجلس الوزراء وقلت له بأني حاضر لأثبت لك ان هذه الورقة هي جزء من عمل متكامل، والوزير قزي انسان صلب ومتابع وله تاريخه والكل يشهد له".

وقيل له: يقال ان التعيينات التي جرت في المطار بدل المدير العام دانيال الهيبي من نفس الفئة وإيلي خوري رئيس مصلحة لم تقم بتعيينه ولا تمر عليه اي معاملة وجميع المصالح الفعالة بيد المسلمين، والتلزيمات تعرض على شركات محددة دون اي آلية أو شفافية؟

أجاب: "بالنسبة الى التلزيمات ليس لي اي علاقة بها وتتم من قبل لجان، لا يوجد تلزيمات تتم الا بإدارة المناقصات إلا على سبيل المثال استثناء وحيد تحديث الرادار الشركة الكندية، هناك بعض التجهيزات في المطار حصرية لبعض الشركات لا يوجد غيرها. أما بالنسبة للاجتماعات فهي تحصل مع كل المعنيين في مديرية الطيران المدني من رؤساء الاقسام والدوائر والمصالح والمدير العام ورئيس المطار ونوابه". وتمنى ان "تستكمل التعيينات كاملة في كل الوزارات اللبنانية وفي طليعتها وزارة الأشغال العامة والنقل وفي المطار تحديدا، أكان الهيئة الوطنية للطيران أو كل الوظائف الشاغرة"، مشيرا الى ان "الشغور في وزارة الأشغال العامة والنقل يتجاوز 70%". وقال: "أما موضوع التوازن فهو موضوع آخر وأنا أعمل في الوزارة اليوم ضمن الموجود لدينا. وفي ما يعود للمطار انتظرت حوالي السنة أتابع وأراقب ما يجري ولكن دون جدوى عندها اتخذت القرار بالتعيينات. أما في ما يعود للفئة الأولى في المديرية العامة فهي للمذهب السني. وأصر على وزارات العمل والطاقة والاقتصاد والخارجية ان يعلنوا ويكشفوا ويكونوا جريئين وشجعان كما سجعان عن الموظفين وانتماءاتهم الطائفية والمذهبية التي لديهم".

أضاف: "منطقة البترون كانت حصتها عام 2015 مليار و700 وعام 2014 3 مليارات و600. ان موازنة وزارة الأشغال ليست للبلديات انما لصيانة وتأهيل الطرق الدولية والرئيسية والأساسية، وما نعطيه للبلديات ليس مطلوبا منا. هل تعلمون ان الجسر الذي تم تحته حرق النفايات سيكلف الوزارة بحدود الملياري ليرة وهو من ضمن كسروان؟". وتابع: "أما بالنسبة للهبة السعودية فهي مجمدة حاليا وعلينا تأمين الاعتمادات اللازمة لتجهيز المطار. والرئيس سلام حدد جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الموضوع المالي نهار الاربعاء لتأمين الاعتمادات المطلوبة الملحة والضرورية من خلال طروحات تتم من قبل الوزراء. ان مطار رفيق الحريري الدولي هو لكل اللبنانيين وليس لوزيري النقل والداخلية".

سئل: لماذا لا تكون هناك ضرائب على الاملاك البحرية؟

أجاب: "هذا المشروع نتابعه منذ سنوات وأدعو الجميع الى مناقشة هذا الموضوع من قبل كل الكتل النيابية، انما للاسف الغياب عن الجلسات التشريعية هو الذي يمنع إقرار عدة مشاريع ومن بينها هذا المشروع".

وختم: "الاولى، القرى المسيحية في بعلبك الهرمل قبل أي قرى اخرى لأنها محرومة اكثر من الشيعي والسني. يكفي متاجرة بالطائفية والمذهبية، هذه جريمة نرتكبها بحق الوطن ولبنان، وهذا وطن لكل ابنائه".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أوباما في مسجد داخل أميركا للمرة الأولى: استهداف الإسلام هو استهداف لكل الأديان وندد بالخطاب البغيض ضد المسلمين

05/02/16/بالتيمور (الولايات المتحدة) – وكالات: ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي زار مساء أول من أمس مسجداً في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ توليه منصبه، بالخطاب «البغيض» الذي يستهدف المسلمين، مؤكدا أن «الإسلام لطالما كان جزءاً من الولايات المتحدة». وخلال هذه الزيارة في بالتيمور بولاية ميريلاند (شمال شرق) التي تأتي قبل تسعة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، غمز أوباما خصوصاً من قناة المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب وبن كارسون اللذين يخلطان «بين الأعمال الأرهابية الفظيعة وديانة بمجملها». ورغم أنه سبق ان زار مساجد في مصر وماليزيا واندونيسيا اثناء توليه مهامه، لكنها المرة الاولى التي يزور فيها أوباما مسجداً في الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأميركي في خطابه امام افراد المجموعة الاسلامية في بالتيمور «سمعنا في الآونة الاخيرة خطابا غير مبرر ضد المسلمين الاميركيين، تصريحات لا مكان لها في بلادنا»، معتبرا انه «من غير المفاجىء تالياً ألا تزداد المضايقات والتهديدات بحق المسلمين الاميركيين». وأكد أوباما أن التهجم على ديانة ما هو تهجم «على كل الديانات»، مذكراً بأن الكاثوليك واليهود كانوا أيضاً عرضة للتهجم في التاريخ الأميركي. وفي إشارته إلى ضرورة عدم الخلط بين «جزء صغير من المسلمين ينشر رؤية منحرفة للإسلام» و»غالبية كبرى من مسلمي العالم الذين يرون في دينهم مصدراً للسلام»، دعا هؤلاء إلى التنديد بشدة بهذا الانحراف عن الدين. وتأتي هذه الزيارة التي ترتدي طابعاً رمزياً كبيراً بعد أكثر من ستة اعوام على خطاب اوباما في القاهرة في يونيو 2009 الذي دعا فيه الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي.

ومنذ ان اقترح ترامب منع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة بشكل موقت، يندد الرئيس الاميركي باستمرار بالسعي لاستغلال خوف الاميركيين ويحذر من تعميم نمطي غير بناء. وقال في مطلع يناير الماضي أمام مجلسي الكونغرس «حين يقوم سياسيون بإهانة المسلمين، فهذا الأمر لا يجعلنا أكثر أماناً»، مضيفاً «إنها خيانة لواقعنا كبلد». وقال جوش ارنست الناطق باسم البيت الابيض ان المسجد «هو المكان المناسب للقول بوضوح انه لا يحق لاي شخص سواء كان مرشحا ام لا، أن يظن بانه مخول بتهديد حرية الاديان». وبحسب مركز «بيو» للأبحاث فإن نحو 3,3 ملايين مسلم يقيمون في الولايات المتحدة ويشكلون نحو 1 في المئة من اجمالي السكان. ويرتقب ان تتضاعف هذه النسبة بحلول العام 2050. وفي هذا السياق، قال أوباما، أول من امس، «أنتم لستم مسلمين أو أميركيين، أنتم مسلمون وأميركيون. ليس عليكم الاختيار بين إيمانكم ووطنيتكم».

 

ألمانيا: توقيف جزائريين للإشتباه بصلتهما بالمتطرفين أحدهما تدرب على استخدام السلاح في سورية

05/02/16/برلين – أ ف ب: أعلنت شرطة برلين، أمس، أنها أوقفت ثلاثة أشخاص خلال عملية واسعة النطاق استهدفت جزائريين كان بعضهم يقيم في مراكز للاجئين للاشتباه بتحضيرهم هجوماً على ارتباط بتنظيم «داعش». وأوضح متحدث باسم شرطة برلين، أنه تم توقيف اثنين من الجزائريين المطلوبين، وقد صدرت بحق أحدهما مذكرة توقيف عن السلطات الجزائرية للاشتباه بانتمائه الى تنظيم «داعش». وأشار المتحدث إلى أنه تم توقيف امراة في رينانيا شمال فستفاليا لأسباب مختلفة. من جانبه، قال المتحدث باسم الشرطة شتيفان ريدليش لشبكة «ان-24» الاخبارية، إن الجزائريين كانوا يقيمون في مراكز للاجئين في رينانيا شمال فستفاليا وسكسونيا السفلى. وأضاف «تعاونا على أفضل وجه مع زملائنا في رينانيا شمال فستفاليا وسكسونيا السفلى، وجرت مداهمة مراكز اللاجئين حيث كان المشتبه بهم يقيمون». وأوضحت مصادر في أجهزة الأمن الألمانية أن المشتبه به الرئيس المعتقل وهو جزائري في الـ35 من العمر كان يقيم في مركز للاجئين في مدينة اتندورن الصغيرة على مسافة 80 كلم من كولونيا (غرب). وأضافت إنه جرت مداهمة مركز للاجئين في هانوفر (شمال غرب) عاصمة سكسونيا السفلى.وأوضحت شرطة برلين في بيان، أنه يشتبه بأن المطلوبين الأربعة أعدوا لـ»عمل خطير يهدد أمن الدولة»، مضيفة إن أحد الرجلين الموقوفين تدرب على استخدام السلاح في سورية، أما الرجل الثاني الذي أوقف في مداهمات في برلين، فيشتبه بأنه زور وثائق. واستهدفت المداهمات في العاصمة أربعة شقق وموقعي عمل، فيما ذكر شاهد عيان أنه رأى شرطيين ملثمين يخرجون من مبنى في حي كرويتسبرغ وهم يقتادون مشتبها به أخفي وجهه. وتمت تعبئة مجموع 450 شرطيا بعضهم من عناصر الوحدات الخاصة لتنفيذ هذه العملية الواسعة النطاق، وفق المتحدث. وجرت الإعتقالات في وقت يصل موسم المهرجان في غرب البلاد وخصوصاً في رينانيا شمال فستفاليا الى ذروته اعتبارا من أمس مع نزول آلاف الأشخاص المتنكرين إلى الشوارع ولا سيما في كولونيا. والعام الماضي، استقبلت ألمانيا نحو 1,1 مليون لاجئ بينهم 430 ألف سوري هاربين من النزاع في بلادهم وقد وصلوا إلى هذا البلد بعد رحلة طويلة وخطيرة. وتواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقادات متزايدة لاتباعها سياسة الأبواب المفتوحة للاجئين. دي ميستورا أرجأ المفاوضات إلى 25 فبراير كي لا تتهم الأمم المتحدة بتغطية التصعيد الروسي فابيوس اتهم موسكو ونظام الأسد بنسف جهود السلام وأردوغان اعتبر أن لا فائدة من المحادثات

 

واشنطن تطالب موسكو بوقف فوري لحملة الضربات الجوية في سورية واتهمتها بالسعي مع النظام لحل عسكري

05/02/16/عواصم – وكالات: طالبت الولايات المتحدة، أمس، روسيا بوقف فوري لحملة الضربات الجوية التي تنفذها في سورية، غداة فشل محادثات السلام بين أطراف النزاع السوري التي أطلقتها الأمم المتحدة في جنيف، نتيجة التصعيد الميداني الكبير في حلب وعدم جدية النظام في تلبية مطالب المعارضة المتعلقة بالشق الإنساني. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه خلال حديث «صريح» مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ذكر روسيا بقرار مجلس الامن الدولي الداعي الى وقف إطلاق نار فوري في سورية لافساح المجال امام ايصال المساعدات الى المدن المحاصرة. واضاف على هامش مؤتمر المانحين في لندن، أمس، «روسيا لديها مسؤولية، كما كل الاطراف الاخرى، باحترام» هذا القرار، مشيراً إلى انه اتفق مع لافروف «على وجوب بحث كيفية تطبيق وقف اطلاق النار».وشدد على ضرورة ان يسمح النظام السوري وحلفاؤه وكذلك فصائل المعارضة بوصول المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وكيري عبرا عن اسفهما لتعليق محادثات السلام السورية، وأعربا عن أملهما في أن تكون فترة توقفها «أقصر ما يمكن». وفي موقف أكثر حدة، اتهم كيري، في بيان، النظام السوري وحليفته روسيا بالسعي الى «حل عسكري» للنزاع، وذلك بعيد تحقيق قوات النظام مدعومة بغارات روسية تقدماً نوعياً في محافظة حلب شمال البلاد وتعليق محادثات جنيف. وقال إن «مواصلة الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري -مدعومة بالغارات الروسية- على مناطق تسيطر عليها المعارضة … أظهرت بوضوح الرغبة (لدى النظام وموسكو) بالسعي الى حل عسكري بدلا من اتاحة المجال امام التوصل الى حل سياسي»، مضيفاً «ندعو النظام السوري وداعميه الى وقف قصفهم للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ولا سيما حلب». وصدر بيان كيري بعيد بيان أول اصدرته وزارته بشأن الغارات الروسية، واتسم بلهجة عنيفة، بتحميله هذه الغارات «جزئياً» المسؤولية عن إفشال مفاوضات جنيف.

وأكدت الخارجية الاميركية في بيانها ان الغارات التي تشنها الطائرات الروسية في مدينة حلب ومحيطها «تستهدف بشكل شبه حصري» المجموعات المسلحة المعارضة ومدنيين بدلا من ان تستهدف «داعش، العدو المشترك للمجتمع الدولي بأسره». واضافت انه «من الصعوبة بمكان أن نتخيل كيف لغارات ضد اهداف مدنية ان تساهم بأي شكل كان في عملية السلام التي نحاول العمل عليها حالياً»، مشددة على أن هذه الغارات يجب أن تتوقف «ليس في نهاية المطاف بل فوراً، وليس لاحقاً بل حالاً». وربط بيان الخارجية بين هذه الغارات وبين قرار دي ميستورا تعليق المفاوضات بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف حتى 25 فبراير الجاري. بدورها، عبرت فرنسا عن موقف مماثل على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس الذي قال «أعبر عن دعم فرنسا الكامل لقرار المبعوث الدولي … تعليق المفاوضات التي يبدو واضحا ان لا نظام بشار الاسد ولا داعميه يريدون المساهمة فيها بحسن نية، ناسفين بالتالي جهود السلام».

ودان بشدة «الهجوم الوحشي الذي يشنه النظام السوري بدعم من روسيا لتطويق وخنق حلب وسكانها البالغ عددهم مئات الآلاف». وأمس، أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه لا طائل من محادثات جنيف فيما تواصل قوات النظام وروسيا هجماتهما.وقال في كلمة ألقاها في بيرو نشرها موقع الرئاسة التركية «روسيا تواصل قتل الناس في سورية. ما جدوى مثل هذا التجمع من أجل السلام؟ ما جدوى محادثات السلام هذه؟»، مضيفاً انه «في أوضاع يستمر فيها قتل الاطفال لن يكون لمحاولات من هذا القبيل أي دور سوى تسهيل الأمور على الطاغية». من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في افتتاح مؤتمر لندن، أمس، «لن نتمكن من بلوغ حل طويل المدى للازمة في سورية إلا مع انتقال سياسي وعلينا مواصلة العمل في هذا الاتجاه رغم الصعوبات»، فيما أكدت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أن كل الاطراف المعنية عليها مسؤولية الاتفاق على وقف اطلاق النار لكن نظام الأسد هو المسؤول الأول عن ذلك.

بدوره، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المشارك في تنظيم المؤتمر ان تعليق محادثات جنيف «يثبت الى أي حد الانقسامات عميقة»، مضيفاً «انه امر مثير للصدمة ان تنسف المراحل الاولى للمحادثات بسبب عدم تأمين وصول مساعدة انسانية وتصعيد مفاجىء في القصف والانشطة العسكرية في سورية».

وكان دي ميستورا اعلن مساء أول من أمس عن تعليق المفاوضات المتعثرة في جنيف حتى 25 فبراير الجاري بسبب الحاجة الى «القيام بمزيد من العمل». من جهتها، أعلنت المعارضة السورية ان وفدها لن يعود إلى جنيف إلا بعد تلبية مطالبها الإنسانية، في حين زعم نظام دمشق أن «الشروط المسبقة» للمعارضة هي التي أفشلت المفاوضات. وفي السياق، كشف مسؤول بارز في الأمم المتحدة، طالباً عدم كشف هويته، ان دي ميستورا علق المحادثات بسبب التصعيد العسكري الروسي الذي يهدف الى «إذلال» المعارضة. وقال «أعتقد أن المبعوث الخاص قرر تعليق المحادثات لأن المنظمة الدولية لا تريد أن يربط بينها وبين التصعيد الروسي في سورية الذي يثير مخاطر بتقويض المحادثات برمتها».

 

أولوية المملكة هزيمة الإرهاب سواء جاء عبر جهات كـ»القاعدة» و»داعش» أو كان برعاية إيران ووكلائها

05/02/16/الرياض – وكالات: التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الجنادرية مساء أول من أمس، وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، حيث جرى بحث في أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، وتطورات الأحداث في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن اللقاء حضره كبرا المسؤولين السعوديين والسفير الألماني لدى المملكة. كما اجتمع ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في الرياض مع وزير الخارجية الألماني، حيث جرى بحث روابط العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها، إلى جانب مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني عقب محادثاتهما أمس في الرياض، اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير النظام السوري بتعقيد الوضع في محادثات جنيف، مرجعاً تعليق هذه المحادثات إلى «عدم جدية النظام في التجاوب مع المبعوث الاممي (ستيفان دي ميستورا) وعدم التجاوب مع طلب إدخال مساعدات إنسانية إلى سورية وفك الحصار عن المدن». وأكد أن تكثيف العمليات العسكرية الروسية في سورية استهدف استفزاز المعارضة. وقال الجبير «المبعوث الأممي وصل إلى قناعة أن النظام (السوري) ليس جاداً في المحادثات، ومن الأفضل أن تجمد المفاوضات في الوقت الحالي لبحث هذا الأمر معهم في الأيام المقبلة»، معتبراً أن تصعيد العمليات العسكرية الروسية حمل قراءتين، هما «استفزاز المعارضة أو تحقيق أكبر نتائج على الميدان قبل وقف إطلاق النار». وفي ما يتعلق بتأثير الأزمة السياسية بين إيران والسعودية على الحجاج الإيرانيين، أكد وزير الخارجية السعودي أن التوتر بين المملكة وإيران لا علاقة له بالحج، وأن سياسة المملكة في الحج لن تتغير، وستقدم جميع التسهيلات للحجاج الإيرانيين في موسم الحج. وقال «المملكة تسخر كل إمكاناتها من اجل تسهيل وصول المعتمرين والحجاج إلى بيت الله الحرام وهذا يشمل الحجاج الإيرانيين، موضوع الأزمة السياسية بين المملكة وإيران لا علاقة لها على الإطلاق في ما يتعلق بالحج أو المعتمرين». وأكد مجدداً أن الأزمة مردها إلى السياسات العدوانية الإيرانية على مدى 35 عاماً، مضيفاً «إذا غيرت إيران سياستها وأساليبها مع المملكة ودول المنطقة في ما يتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب ومحاولة إشعال الفتنة الطائفة فإن العلاقات ستتحسن».

من جانبه، أكد شتاينماير أن المحادثات الرامية للتوصل لحل سياسي في سورية صعبة لكنها ليست بلا أمل. وقال «خلال الايام المقبلة يجب علينا أن نتحدث مع روسيا وسنفعل.. بشأن كيفية تحقيق تقدم وخاصة على الصعيد الانساني»، مشيراً إلى أنه ستكون هناك فرصة لاجراء مزيد من المحادثات بين الوزراء في ميونيخ الاسبوع المقبل على هامش مؤتمر أمني سنوي. من جهة أخرى، أكد الجبير، في مقال نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية، أمس، أن «الذين يتهمون المملكة بدعم العنف والتطرف والإرهاب، فشلوا في إدراك دور المملكة القيادي في مكافحة الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء العالم، كما غاب عن ذهنهم أنه من غير المنطقي وغير العقلاني أن لا تتبوأ المملكة صدارة الدول الُمكافِحة لآفة الإرهاب». وأضاف ان «المملكة كانت هدفا للإرهاب من عدة جهات كلٌ منها لديه دوافعه الخاصة، والتي سعت إلى زعزعة استقرار البلاد وترويع الشعب السعودي، لذلك فإن أولوياتنا ومصلحتنا الوطنية تقتضي هزيمة الإرهاب سواء جاء عبر جهات كتنظيم القاعدة أو داعش، أو كان إرهاباً ترعاه دولة إيران ووكلاؤها. الأمر الذي شكل لدى المملكة دافعا أمنيا – مثلها مثل أي بلد آخر- للعمل نحو وقف التجنيد والتمويل والفكر المتطرف الذي يغذي العنف والإرهاب». وأشار إلى أن «سفاحي داعش أعلنوا أن أحد أهم أهدافهم هو الاستيلاء على السعودية، تلا ذلك قيامهم خلال العام 2015 بشن هجمات على أربعة مساجد في الدمام والقطيف وأبها ونجران، مما تسبب بمقتل 38 وإصابة 148». وأكد الجبير أن إيران استخدمت الإرهاب كأداة في سياستها الخارجية منذ قيام الثورة العام 1979، «واستُهدفت المملكة طوال هذه السنين من قبل الإرهاب الذي يرتكبه وكلاء إيران».

وإذ ذكر بالإجراءات الحازمة التي اتخذتها السعودية لمكافحة الإرهاب وبمشاركتها العسكرية في التحالف الدولي ضد «داعش»، شدد الجبير على أن «الإرهاب يظل آفة عالمية، عانت من ويلاته العديد من الدول، ومن غير المعقول أن تتغاضى المملكة أو تدعم أولئك الذين يهدفون إلى تدميرها وبما يتنافى مع عقيدتنا وقيمنا وهويتنا الوطنية، وقد تصدت المملكة للإرهاب بكل عزم وحزم ومثابرة. لذلك فإن اتهام المملكة بالتراخي أو حتى التواطؤ، في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتمويله، أمر غير مسؤول ويتنافى مع حقيقة الأمور.

 

السعودية: اعتقال 40 متطرفاً في خمسة أيام بينهم 10 مصريين

سفرت العمليات الاستباقية للجهات الأمنية السعودية عن الإطاحة بـ40 متهما في قضايا ذات صلة بالإرهاب والجماعات المتطرفة، وذلك خلال خمسة أيام بينهم 10 مصريين. وذكرت صحيفة «الوطن» السعودية، أمس، أن قائمة المتهمين الـ40 المعتقلين ضمت 27 سعودياً، و10 مصريين، إضافة إلى متهمين من اليمن وواحد من الأردن، وجاءت خلال الفترة من 29 يناير الماضي إلى 2 فبراير الحالي. وتم اعتقال أربعة متهمين في 29 يناير الماضي، وهم ثلاثة سعوديين وأردني، فيما أسفرت الجهود الأمنية عن الإطاحة بـ10 متهمين في 30 يناير الماضي جميعهم سعوديون. وفي 31 يناير، انضم إلى قوائم المطاح بهم بقضايا الإرهاب خمسة متهمين جميعهم من الجنسية السعودية، فيما شهد 1 فبراير الجاري اعتقال 15 متهما، وهم 10 مصريين، وأربعة سعوديين، ويمني. وفي 2 فبراير الجاري، انضم إلى قوائم المتورطين بقضايا الإرهاب ستة متهمين وهم خمسة سعوديين ويمني. -

 

كاتب وباحث كشف تفاصيل وأدلة تؤكد أن «الحرس الثوري» الإيراني يتاجر في المخدرات

05/02/16/كشف الباحث والكاتب الإيراني مجيد محمدي، في مقال نشره موقع «تقاطع» أحد أهم المواقع الناطقة بالفارسية، عن دور «الحرس الثوري» في تجارة المخدرات، التي يبلغ حجمها في إيران ما لايقل عن ثلاثة مليارات دولار. وطرح الباحث عدداً من التساؤلات، منها هل «الحرس الثوري» بحاجة لتجارة المخدرات؟ وهل ثمة موانع عقائدية للحرس تحول دون قيامه بتجارة المخدرات؟ هل «الحرس الثوري» يمتلك الإمكانيات التي تؤهله للقيام بتجارة المخدرات؟ وأخيراً هل توجد أدلة وشواهد تكشف ضلوع الحرس في هذه التجارة القذرة؟ وحسب الباحث، فإن «الحرس الثوري» وقوات التعبئة، خاصة «فيلق القدس» بحاجة لمصادر مالية كبيرة لتنفيذ مختلف الخطط في إيران والمنطقة، «الأمر الذي يجعلنا لا نصدق أن لا ضلوع لهم في هذه التجارة، سيما أن أنشطة النظام الإيراني العسكرية ودعمه نظام الأسد و»حزب الله» والحوثيين لم يتوقف رغم العقوبات الدولية، الأمر الذي يجعل «الحرس الثوري» يبحث عن مصادر مالية إضافية من قبيل الإتجار بالمخدرات، علاوة على الميزانية التي يقرها مجلس الشورى الإيراني». وأشار الباحث، بحسب ما أورد موقع «العربية» الالكتروني أمس، إلى سيطرة «الحرس الثوري» وخاصة «فيلق القدس» على معظم سوق المواد المهربة في البلاد، متسائلاً «كيف يمكن أن يغض الطرف عن الاتجار بالمخدرات المربح جداً في بلد يخضع بالكامل لهذا الجهاز العسكري، لذا لا يمكن أن تتم عمليات التهريب بهذه السهولة والانسيابية أمام أعين «الحرس الثوري» لولا الضوء الأخضر منه». وأضاف «عندما تقوم القوى اليسارية في أميركا اللاتينية وحركة طالبان في أفغانستان بالاستثمار في تجارة المخدرات، فما الذي يمنع تيارات شيعية تعيش في نفس الأجواء من الابتعاد عن هذا الأمر؟» وقال الباحث «إن اليسار في أميركا اللاتينية يهرب المخدرات إلى الولايات المتحدة بهدف تدمير الإمبريالية، لذا من الطبيعي أن يغض زملاؤهم الشيعة الطرف عن تهريب المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا عبر الأراضي الإيرانية، خاصة أن النظام الإيراني يشرع وقف العمل بالتوحيد وبإقامة الصلاة لو اقتضت ضرورة حفظ وصيانة النظام عليه، كما أنه ليس من الصعب الحصول على فتوى شرعية من المراجع تجيز الاتجار بالمخدرات، ومعلوم أن المراجع لم تحرم الأفيون كما لم تحرم المواد الصناعية المخدرة». وأورد الباحث شواهد على ضلوع «الحرس الثوري» في الاتجار بالمخدرات، مذكراً بتصريح مدعي عام إيران الأسبق دري نجف آبادي في مقابلة مع صحيفة «رسالت» الناطقة بالفارسية بتاريخ 2 أغسطس 2008، حيث قال «لو استمرت البلدان الغربية في تحدي إيران في مجال الطاقة الذرية، بإمكان إيران أن تسمح بعبور المواد المخدرة ليس عبر الأراضي الإيرانية بل عبر البحر ونقاط أخرى لأنه لا داعي لكي نكافح نحن تهريب المخدرات ونقدم الشهداء في الوقت الذي تزرع أفغانستان آلاف الهكتارات من خشخاش الأفيون». وفي 17 نوفمبر2011، كشف ضابط «الحرس الثوري» المنشق سجاد حق بناه في مقابلة مع صحيفة «تايمز» أن الإتجار بالمخدرات وتهريبها أصبح أمرا منتشراً بين قادة «الحرس الثوري» في إيران، وأن البعض من هؤلاء القادة ضالع بشكل مباشر في ذلك. وبحسب سجاد حق بناه، فإن «الحرس الثوري» يستلم الأفيون المهرب من أفغانستان ويحوله إلى هيرويين ومورفين في داخل إيران، ثم يقوم بتهريبه بمساعدة العصابات الإجرامية إلى مختلف أنحاء العالم.

 

الرئيس الجزائري يستقبل ولي العهد السعودي

05/02/16/الجزائر – الأناضول: استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، مساء اول من امس، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. ولم تكشف الرئاسة الجزائرية عن فحوى اللقاء الذي جرى بقصر الرئاسة في العاصمة الجزائرية، لكنها أكدت أن زيارة ولي العهد السعودي تأتي في اطار التعاون الجزائري – السعودي. وجاءت زيارة الأمير محمد بن نايف، بعد نحو شهر من زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى الجزائر في 31 ديسمبر من العام الماضي. وأعلن الجبير بعد محادثات أجراها مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة «وجود تطابق في الآراء في معظم الأمور الثنائية والإقليمية بين الجزائر والسعودية».

 

الأمم المتحدة تطالب إيران بوقف انتهاكات حقوق الطفل والأقليات

05/02/16/جنيف – واس: طالبت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، أمس، إيران بالوقف الفوري للانتهاكات والتمييز في مجال حقوق الطفل والأقليات الدينية والعرقية واللغوية، داعية إلى تقديم المسؤولين عن هذه الانتهاكات للمساءلة. كما طالبت اللجنة إيران باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة المشكلات التي يعاني منها الأطفال الإيرانيون وتعوق تمتعهم بحقوق الطفل بموجب الاتفاقية الدولية التي وقعت عليها إيران والتزاماتها القانونية الدولية بما في ذلك احترام حق الطفل في الحياة وحمايته من التعذيب وعدم التمييز من بين أمور أخرى. ودعت طهران أيضاً إلى القيام على وجه السرعة بتغيير قوانينها وسياساتها التي تنطوي على التمييز ضد الفتيات والأطفال من الأقليات العرقية وضمان حصول جميع الأطفال على حقوقهم بغض النظر عن الجنس أو العرق أو المعتقد، معربة عن قلقها إزاء عدم تقديم إيران للجنة الميزانية الموجهة لحقوق الطفل ضمن موازنتها العامة، وطالبتها بالتعاون مع منظمة «اليونيسيف» ووقف اضطهاد المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الطفل.

 

طهران تتعهد تعزيز برنامجها الصاروخي

05/02/16/طهران – رويترز: أكد القائد العام للجيش الايراني عطاء الله صالحي، أمس، أن بلاده ستواصل تطوير برنامجها الصاروخي وينبغي عدم اعتباره تهديداً للدول المجاورة والصديقة، على حد قوله. ونقلت وكالة أنباء «فارس» الايرانية عن صالحي قوله إن «القدرة الصاروخية لايران وبرنامجها الصاروخي ستصبح أقوى. لا نهتم ولا ننفذ القرارات الصادرة ضد ايران وهذا ليس انتهاكا للاتفاق النووي»، مضيفاً إن «برنامجنا الصاروخي ليس تهديداً لاصدقائنا لكنه تهديد لاعدائنا. على اسرائيل أن تعي ماذا يعني ذلك». ورفعت أغلب العقوبات المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه مع القوى الكبرى، لكن العقوبات المفروضة على برنامجها الصاروخي مازالت قائمة. ووفقاً لقرار مجلس الامن الدولي الذي صدر في 20 يوليو الماضي لدعم الاتفاق، فإن ايران مازالت «مدعوة» للامتناع عن العمل على صواريخ باليستية مصممة لحمل رؤوس نووية لمدة تصل الى ثماني سنوات.

 

قوات الأسد و»حزب الله» و»الحرس الثوري» دخلت نبل الزهراء و40 ألف مشرد جراء الهجوم على ريف حلب الشمالي

05/02/16/دمشق – ا ف ب، رويترز: نزح نحو أربعين الف شخص من بلدات بريف حلب الشمالي في شمال سورية، منذ بدء قوات النظام السوري هجومها في المنطقة بغطاء جوي روسي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، أمس، «نزح نحو أربعين الف شخص من بلدات ريف حلب الشمالي منذ بدء قوات النظام هجومها في المنطقة الاثنين» الماضي، مضيفا ان النازحين «توجهوا نحو مناطق عفرين واعزاز قرب الحدود التركية وريف حلب الغربي». وبحسب عبد الرحمن، فإن «الالاف من النازحين الذين توجهوا الى منطقة اعزاز موجودون في بساتين قرب الحدود التركية بعدما لم يتمكنوا من اجتياز الحدود المقفلة». ويتواجد «النازحون الى عفرين وريف حلب الغربي وتحديداً الى دارة عزة والاتارب في العراء او داخل بيوت السكان»، وفق عبد الرحمن، الذي شدد على «ضرورة تقديم مساعدات انسانية عاجلة من المنظمات الدولية الى هؤلاء النازحين باعتبار ان إمكانيات سكان المناطق التي توجهوا إليها لا تسمح باغاثتهم». كما قتل 21 مدنياً، أمس، جراء ضربات نفذتها طائرات روسية على احياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة المعارضة في مدينة حلب. وقال عبد الرحمن «قتل 21 مدنيا بينهم ثلاثة اطفال جراء ضربات روسية استهدفت ستة احياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب»، مضيفا ان «جثث اربعة من القتلى على الاقل متفحمة»، والحصيلة مرشحة للارتفاع لوجود جرحى «في حالات خطرة». وبدأت قوات النظام بدعم جوي روسي هجوماً في ريف حلب الشمالي الاثنين الماضي وتمكنت من السيطرة على بلدات عدة كانت تحت سيطرة الفصائل الاسلامية والمقاتلة وابرزها «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).

وأتاح هذا التقدم لقوات النظام كسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ العام 2012 وقطع طريق امداد رئيسية للفصائل المقاتلة يربط بين مدينة حلب وريف حلب الشمالي باتجاه الحدود التركية. وأمس، دخل جيش النظام والمقاتلون الموالون له بلدتي نبل والزهراء اللتين كانتا محاصرتين منذ نحو ثلاث سنوات. وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن «احتفالات حاشدة في ساحات بلدتي نبل والزهراء استقبالا لوحدات الجيش والقوات المسلحة وابتهاجا بفك الحصار عن البلدتين»، فيما بث تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام صوراً ذكر أنها حصرية لقوات النظام والمقاتلين المتحالفين معها وهم يدخلون البلدتين. وتظهر المشاهد الحشود وهي تعانق الجنود وعناصر المقاتلين الذين اطلقوا النار في الهواء عند وصولهم ابتهاجاً. وبحسب المرصد، فإن المقاتلين الذين دخلوا نبل والزهراء هم من جيش النظام ومقاتلي «حزب الله» و»الحرس الثوري» الإيراني. وبفعل التقدم الميداني، تمكنت قوات النظام من قطع طريق الامداد الرئيسية على مقاتلي المعارضة الموجودين في الاحياء الشرقية من مدينة حلب، وباتت تحاصر هؤلاء من كل الجهات، باستثناء منفذ صغير الى شمال غرب المدينة صعب السلوك وخطر. ويعد هذا التقدم، وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «الابرز لقوات النظام في محافظة حلب منذ العام 2012»، ومن شأنه ان «يهدد مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة داخل مدينة حلب». من جهته، أكد مصدر في جيش النظام أن هذا الجيش سيفرض طوقا كاملا على المقاتلين في حلب قريباً، قائلاً «إذا أكمل الجيش عملياته من اتجاه الزربة غربا وشمالا وأكمل عملياته من اتجاه نبل والزهراء غربا وجنوبا يتم قطع كل طرق الامداد وهذا الموضوع (سيتم) قريباً».

 

"لومونـد": مأسـاة اللاجئيـن مسـتمرة ومؤتمر المانحين يعني المزيد من الضحايا

المركزية- خصصت صحيفة "لوموند" الفرنسية حيزا هاما لمأساة اللاجئين خصوصا الأطفال، وذلك في اليوم الذي تستقبل فيه لندن مؤتمر الدول المانحة لسوريا، فعنونت "رغم برد الشتاء وازدياد المخاطر ما زال اللاجئون والمهاجرون يبحرون من اجل اللحاق بأوروبا"، مشيرة الى ان "أعدادهم فاقت 55 ألفا في كانون الثاني"، لافتة الى ان ما يحصل يعني المزيد من حوادث الغرق والمزيد من الضحايا".وعلقت الصحيفة على أعداد النازحين السوريين العالقين على الحدود الأردنية، الذين وجدوا الباب موصدا، وقد تجتوز عددهم 15 ألفا وهم في مجملهم من الهاربين من جحيم حلب وحمص ودير الزور.

 

 "اندبندنت":لا أمل بحصول تقدم في سوريا

المركزية- نشرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية مقالا افتتاحيا تناول المحادثات السورية في جنيف، واشار إلى "مواصلة القوات الحكومية هجماتها على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة". ولفتت إلى أنه "لا أمل في حصول أي تقدم في سوريا عندما يستعمل الرئيس السوري بشار الأسد المفاوضات لشن هجمات وحشية على حلب"، مفيدةً أن "المؤلم في محادثات السلام السورية في جنيف، التي علقتها الأمم المتحدة، أنها حتى إن توجت باتفاق بين جميع الجهات فإن الحرب الأهلية لن تتوقف". وأشارت إلى أن "السبب هو أن فصيلين من الفصائل الثلاثة الضالعة في النزاع وهما تنظيم "داعش" الارهابي والأكراد، اللذان يسيطران على ثلثي مناطق البلاد، لا يشاركان في المحادثات" ورأت أن "لا يمكن أن يدعى التنظيم إلى المفاوضات، وسيواصل القتال كما أن الأكراد سيستمرون في مواجهة التنظيم". وأفادت أن "حظوظ التوصل إلى أي اتفاق تضاءلت بعدما استغل الأسد وداعموه الروس محادثات جنيف لشن هجوم كبير على مدينة حلب، شمالي البلاد، بهدف قطع طرق الإمداد عن المعارضة المسلحة، على ما يبدو".

 

"الوفاق" الايرانية: جنيف 3 بداية انكسار جبهة الارهاب في سوريا

المركزية- كتبت صحيفة "الوفاق" الايرانية بعنوان "جنيف ۳ بداية انكسار جبهة الارهاب في سوريا"، اشارت فيه الى ان الازمة السورية شهدت خلال الاشهر الاربعة الماضية صعودا وهبوطا وشدا وتراخيا اثبتت وصول دعاة الحرب فی سوريا الى الطريق المسدود، وان قبولهم بمفاوضات جنيف ۳ کان خيارا اجباريا ومريرا للحيلولة دون انهيار الارهابيين، فهؤلاء يريدون الان کسب الوقت لخلق ادوات جديدة لهم. ولفتت الى "ان اميركا التی يئست من حلفائها باتت تساوم اليوم روسيا، وان السعودية التي کانت تريد ادخال الارهابيين الى المفاوضات جوبهت برفض سوري وايراني وروسي وباتت راضخة للقرار الدولی رقم ۲۲54 في قضية الفصل بين الارهابيين والمعارضين السوريين". وأعلنت "ان قضية تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لم تعد مطروحة في اجتماعات جنيف ۳، وان المطروح الان هو حکومة الوحدة الوطنية، وهذا ما کان النظام السوری يقترحه منذ البداية. ما يعني ان جنيف ۳ سيتحول الى بداية لفصل سياسي جديد في الازمة السورية يشهد هزائم ميدانية للارهابيين وحماتهم.

 

موسكو أكدت تنفيذ غارات على 875 هدفا ارهابيا في سوريا منذ مطلع الشهر الحالي

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - اعلن سلاح الجو الروسي، اليوم، تنفيذ غارات على 875 "هدفا ارهابيا" في سوريا في "الايام الثلاثة الاخيرة" وخصوصا في منطقة حلب في شمال شرق سوريا. وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية ان "الطائرات الحربية الروسية نفذت في الايام الثلاثة الاخيرة من الاول حتى الثالث من شباط 237 طلعة ضد 875 هدفا ارهابيا" في مناطق حلب واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور".

 

فابيوس طالب روسيا والنظام بوقف الغارات وحصار المدن في سوريا

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "روسيا والنظام السوري بوقف الغارات وحصار المدن في سوريا بهدف استئناف محادثات السلام في جنيف". واعلن فابيوس في لندن حيث يشارك في مؤتمر الدول المانحة لمساعدة ضحايا النزاع السوري: "ان الهجوم الوحشي الذي يشنه نظام الاسد بدعم من روسيا ينسف المحادثات". وقال ان "فرنسا تطالب باحترام قانون حقوق الانسان الدولي ورفع كل الحصارات عن السكان ووقف الغارات".

 

كيري ولافروف: لتكون فترة تعليق المفاوضات السورية اقصر ما يمكن

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - عبر وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف عن اسفهما لتعليق محادثات السلام السورية واعربا عن املهما في ان تكون فترة توقفها "أقصر ما يمكن"، كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم. وقالت الوزارة في بيان :ان "الوزيرين عبرا خلال اتصال هاتفي بينهما عن اسفهما لتعليق المحادثات في جنيف واتفقا على بذل الجهود اللازمة لكي تكون فترة تعليقها اقصر ما يمكن".

 

الجبير: الايرانيون مرحب بهم لاداء مناسك الحج والعمرة في المملكة

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - اعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم، في الرياض ان "الايرانيين مرحب بهم لاداء مناسك الحج والعمرة في المملكة"، على رغم التوتر بين البلدين, وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره الالماني فرانك والتر شتاينماير: "في ما يتعلق بالحجاج والمعتمرين الايرانيين لن تتغير سياسة المملكة، كل مسلم مرحب به في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمملكة ستسهل كل شيء ممكن من أجل وصول المعتمرين والحجاج، وهذا يشمل الحجاج الايرانيين". واضاف ان "موضوع الازمة السياسية بين المملكة وبين إيران لا علاقة له على الاطلاق بما يتعلق بالحج أو المعتمرين". وندد ب"السياسات العدوانية" لايران مشيرا الى "سياساتها وأساليبها وتعاملها مع المملكة ودول المنطقة في ما يتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب ومحاولة جلب الفتنة".

 

البرلمان الاوروبي اتهم داعش بتنفيذ ابادة للايزيديين والمسيحيين

الخميس 04 شباط 2016 /وطنية - دعا البرلمان الاوروبي المجتمع الدولي، اليوم، الى "اتخاذ اجراءات عاجلة لمواجهة "المذبحة المتعمدة" للاقليات الدينية والاتنية التي ينفذها تنظيم "داعش" في العراق وسوريا والتي وصفها ب"ابادة". واكد النواب الاوروبيون في قرار اتخذوه في ستراسبورغ ان "التنظيم يرتكب ابادة للمسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات الدينية والاتنية" في العراق وسوريا. وندد القرار "بشدة بانتهاكات التنظيم الموصوفة لحقوق الانسان التي ترقى الى جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب". وشدد على "الحاجة الى اتخاذ اجراءات ليصنفها مجلس الامن الدولي على انها اعمال ابادة". وطالب النص الاتحاد الاوروبي بتعيين "ممثل خاص دائم لحرية الديانة والمعتقد" داعيا اعضاء مجلس الامن الى "تأييد التوجه الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم التنظيم المتشدد في العراق وسوريا". وقال النائب الاوروبي السويدي لارس اداكتاسان الذي طرح القرار: "انه قرار تاريخي. فقد وجه نواب منتخبون من 28 دولة يمثلون اكثر من 500 مليون شخص رسالة واضحة الى الدول الاعضاء والى المفوضية الاوروبية والى المجتمع الدولي للتحرك تماشيا مع مبدأ مسؤولية حماية" الاقليات الاتنية والدينية التي يستهدفها التنظيم المتطرف.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن «حزب الله» والمخدرات وتبييض.. التمويل

علي الحسيني/المستقبل/05 شباط/16

لا يكاد يمر اسبوع إلا ويتصدر فيه اسم «حزب الله» لوائح الإتهامات الدولية والتي حفلت في الفترة الأخيرة بمجموعة قرارات تدين الحزب وتضعه في مصاف الجماعات الخارجة على القانون الدولي مثل إتهامه بتبييض الأموال وتجارة المخدرات، يُضاف اليهما اتهامه بالمتاجرة بالأعضاء البشرية في سوريا بالتكافل والتضامن مع كل من النظامين السوري والإيراني، وتأتي هذه القرارات او الإتهامات في وقت تُشاع فيه الأخبار حول المأزق المالي الذي يُعاني منه الحزب منذ ثلاثة أشهر وربما أكثر بحيث كثرت التسريبات عن توقف رواتب العناصر بمن فيهم المتواجدون على جبهات القتال في سوريا. بعد أقل من شهر تقريباً على صدور قرار لمجلس الشيوخ الأميركي القاضي بفرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تسهل تعاملات «حزب الله» أو تغسل أموالاً عائدة اليه، كشفت دائرة مكافحة المخدرات الأميركية ودول اوروبية خلال الأيام الماضية، تورطا آخر لـ«حزب الله» في تجارة المخدرات وتبييض الأموال من خلال ذراع للحزب ينشط في أوروبا بالتعاون مع عصابات المخدرات في كولومبيا، والقبض على أربعة من المسؤولين الكبار في الحزب في أوروبا، بينهم محمد نور الدين، الذي يدير الشؤون التجارية الخارجية للحزب. كل هذه الامور تحوّلت إلى نقمة غير مُعلنة داخل بعض أوساط بيئته والتي لم تعد ترى في جزء غير قليل من تركيبة الحزب السياسية والأمنية، سوى مجموعات من رجال الأعمال الذين أصبحت لديهم مشاريعهم وتجاراتهم الخاصة البعيدة عن أي عمل «مقاوم» أو حتّى إلى «العقيدة» التي يُقتل الشُبّان لأجلها في سوريا وغيرها.

في زمن الحرب بين اللبنانيين، كان الجميع متهماً إمّا بالإرهاب أو بتسهيل تجارة المخدرات أو بسرقة السيارات وتفخيخها أو القيام بإغتيالات، لكن اليوم وفي زمن السلم نوعاً ما، تحوّل جزء كبير من الإتهامات هذه صوب «حزب الله» نظراً للإرتكابات المتكررة التي يُمارسها بحق أبناء بلده وبحق جيرانه القريبين منه والبعيدين، من ضمنها الإنقلابات والتحريضات التي يسعى لإحداثها، أو من خلال إشتراكه في حروب تزيد من الأعباء والتكاليف المادية والمعنوية بحق جزء كبير من بيئته وجمهوره اللذين بدأا يسألان في المجالس الخاصة، عن طفرة الإرتكابات والتجاوزات في المناطق التي يعيشان فيها من دون أن يتمكنا من رفع الصوت أو الإعتراض على الحالة المُهيمنة والمفروضة عليهما والتي تصل بهم في معظم الأحيان إلى عدم القدرة على الإبلاغ عن تجّار مخدرات أو عصابات سرقة يتواجدون ضمن المنطقة او الشارع الواحد خشية أن يكون «السند» مرجعية ما في قوى الامر الواقع. الصرخة في الضاحية الجنوبية، هي نفسها تُسمع في العديد من مناطق البقاع لا سيما بعلبك الهرمل. زائر هاتين المنطقتين لا بد وأن يشعر بفائض القوّة تتميّز بها فئة عن أخرى بسبب الدعم الحزبي. هنا لا ماء ولا كهرباء كما بقيّة مناطق لبنان وربما اكثر، والاعتراض لدى القيّمين على «المربعات الأمنية»، لا إجابة شافية له سوى «أنكم أبناء بيئة مُقاومة ولا تحتاجون إلى هذه الكماليات». ومن هنا يبدأ طريق البحث عن طرق بديلة غير مشروعة للتمثل بفائض قوّة جهات حزبية نافذة تبدو وكأنها اختزلت كل احتياط الدولة من «الفيول» لإنارة منازلها ومصالحها والشوارع المحسوبة عليها.

لا يريد أبناء البقاع وتحديداً بعلبك، العودة إلى زراعة المخدرات بأي شكل من الأشكال، لكن في المقابل هم يطالبون الدولة بأن يسري مفعول قراراتها على الجميع من دون أي تمييز وليس على فئة محددة، في إشارة منهم إلى التعمية التي تمارسها الدولة عن الزراعة المستمرة لنبتة الحشيشة من قبل مسؤولين كبار في «حزب الله» من دون أن يجرؤ أي عنصر أو ضابط على مُساءلتهم، وأكثر من ذلك يؤكد الأهالي أن هناك معملين على الأقل في منطقتي بعلبك والهرمل مخصّصين لتصنيع بعض أصناف المخدرات، ومعروفي المكان، ويجري العمل فيهما بشكل منتظم وكأنهما يحوزان «رخصة» من «الدويلة» تُجيز لهما ذلك.

لقد أفقرنا «حزب الله» وأعادنا مئة سنة إلى الوراء». جملة لا تزال تُسمع عن لسان كل بقاعي لدى اجابته عن الحالة الاجتماعية التي يمر بها أبناء منطقته. يؤمنون جميعاً بقدرات «حزب الله» الأمنية والتجسسية وبأنه لو أراد أن يبيّض كل الشوائب ويمنع جميع الإرتكابات والمخالفات التي تُسيء إلى المنطقة وأهلها، لتمكّن من ذلك في خلال 24 ساعة. لكن برأي البعض، فإن من مصلحة الحزب تفريخ أجيال جديدة من المرتكبين في مجالات عدة، لكي تبقى الإتهامات بعيدة عن أزلامه والمحسوبين عليه، وفي رأي هؤلاء أن الأزمة السورية وانزلاق الحزب فيها، ضاعف من حجم هذه الارتكابات وعلى رأسها تجارة المخدرات لا سيما حبوب «الكابتاغون» في ظل العجز المادي الذي يُعاني منه نتيجة تقليص المساعدات الإيرانية في الفترة الأخيرة بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها الاخيرة من جرّاء الحصار الإقتصادي المفروض عليها.

من خلال الجبهات المتنقلة والإرتكابات المتعددة التي دأب السير عليها، لم يعد «حزب الله» يجرّ طائفة فقط بالسير معه نحو المجهول، بل هو أيضاً يأخذ بلداً بأكمله إلى مشروع موعود بالهزيمة والإنكسار ومنغمس في وحول الصفقات وآخرها ما نشره موقع «تقاطع»، أحد أهم المواقع الناطقة بالفارسية، والذي كشف عن دور «الحرس الثوري الإيراني» وقوات التعبئة في «فيلق القدس» في تجارة المخدرات بسبب تنفيذ مختلف الخطط المُكلفة في ايران والمنطقة لاسيما دعم نظام الأسد و«حزب الله» والحوثيين. في المقابل فإن كل هذه التجاوزات بالنسبة إلى الحزب، ما عادت تؤثر بطبيعة عمله وأنشطته التي يمارسها في طول البلاد وعرضها من دون حسيب او رقيب ومن دون ان يُعير أي أهمية للتأثيرات الجانبية التي تنتج عن أفعاله وارتكاباته، والتي تُغرق البلد وتزيد من أزماته وتشويه صورة أبنائه الذين يُلزمهم بتحمل تبعات أفعاله وإنزلاقاته ليعود ويخرج بعدها ببيانات استنكار يمدح فيها نفسه ويضع الإجراءات والقرارات المتخذة بحقه في خانة العداء لخط «المقاومة».

 

لبنان «المحتل» في قلب المواجهة

نديم قطيش/ الشرق الأوسط/05 شباط/16

يُتهم لبنان، الدولة التي تحتلها عمليًا ميليشيا مذهبية مرتبطة بالمشروع التوسعي الإيراني، بالانهزام، في لحظة التصادم المباشر بين إيران والعرب منذ انطلاق عاصفة الحزم في اليمن! ويُتهم بأنه بات في الخندق المعادي للعرب ومصالحهم.. هذان اتهامان وليسا اتهامًا واحدًا. من غرائب لبنان، التي يبدو واضحًا أن العرب ما عادوا يحتملون التعامل معها، أن موقف وزير في «تجمع حكومات لبنان» لا يعبر عن موقف الدولة. وهذه أحجية في علم الدول والسياسة والعلاقات الدولية. لنتفق إذن. لبنان ليس دولة إلا في الحدود الدنيا لمفهوم الدولة، وأحيانًا أقل! وما بقي من انتمائه إلى صنف الدول، محتل ومغلوب على أمره، ومُتنازع، ليس فقط بين أقطاب الصراع الكبير في المنطقة، بل بين هويات وطنية متناقضة ومتعارضة! أي ادعاء آخر، يعقد النقاش حول السياسة العربية، والخليجية تحديدًا، والسعودية على وجه أدق، تجاه لبنان، ويغشي الرؤية والأهداف والأدوات الواجب اعتمادها لأي سياسة! ومن علامات الغشاوة الآن وارتباك السياسة حيال هذا الوطن الصغير، الدعوات إلى مقاطعته ومقاطعة أهله، والافتراض الظالم أن لبنان مقصر في المواجهة مع إيران ومشروعها! الحقيقة أن لبنان، اللبناني والعربي، تصدر منذ عام 2005 المعركة التي يخوضها العرب مباشرة في اليمن وسوريا وجزئيًا في العراق. ومنه بدأ مسلسل الأثمان الفادحة، حين قرر «المشروع الإيراني» إزاحة رفيق الحريري بما هو صمام أمان عروبة البلد، مفتتحًا أعنف وأطول حرب استنزاف على الوطنية اللبنانية منذ عام 1943!

من المفيد تذكر فداحة الأثمان التي دفعها ويدفعها لبنان، فالنخبة السياسية والإعلامية والأمنية التي جرى تصفيتها لم تقتل عبثًا، بل في السياق الدقيق للمواجهة مع المشروع الإيراني لوضع اليد على لبنان منذ إطاحة نظام صدام حسين عام 2003، وهو مسلسل بدأ بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2004. بعد أقل من شهر على استقالته من الحكومة اللبنانية رفضًا لتمديد ولاية رئيس الجمهورية إميل لحود، وما بدا واضحًا آنذاك أنه بداية فصل غير مسبوق من المواجهة اللبنانية مع نظام الأسد (وإيران). ومضى مسلسل الترويع المغطى سياسيًا بالكامل من حزب الله بعد اغتيال الحريري، لفرض الاستسلام على اللبنانيين، فكان اغتيال الصحافي سمير قصير والقيادي اليساري جورج حاوي في 2005، بفارق ثلاثة أسابيع، بعد صدور القرار الأممي 1595 الذي قضى بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال الحريري. وفي 12 ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه وبفارق ساعات قليلة عن تقديم رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس تقريره الثاني إلى مجلس الأمن، طال الاغتيال الصحافي جبران تويني. وكان سبق اغتيال تويني بأسابيع قليلة صدور القرار الأممي 1636 الذي وسع عمل لجنة التحقيق وأعطاها الحقوق والسلطات نفسها في سوريا تمامًا كما في لبنان!!

وبينما كان عام 2006 يشهد تصعيدًا في المواجهة السياسية حيال إقرار نظام المحكمة الخاصة بلبنان، بعد أن كلف مجلس الأمن الأمين العام للأمم المتحدة التفاوض مع الحكومة اللبنانية بشأنها، اغتيل الوزير بيار أمين الجميل في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2006، بعد أيام على رسالة الحكومة للمنظمة الدولية تتضمن الموافقة على مشروع المحكمة.وكرت السبحة. اغتيل النائب وليد عيدو في 13 يونيو (حزيران) 2007، والنائب أنطوان غانم في 19 سبتمبر (أيلول) 2007، بعد أسابيع على صدور القرار الأممي 1757 القاضي بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان. كما بدا أن اغتيالهما، بعد اغتيال تويني والجميل، يندرج في مشروع تقليص الأكثرية في المجلس المنتخب عام 2005، على خلفية معركة الانتخابات الرئاسية. ثم طاول الاغتيال ومحاولاته الشخصيات الأمنية المركزية في التحقيق في جريمة اغتيال الحريري، وأبرزهم الضابط وسام عيد الذي تدين له المحكمة بكشف شبكة الاتصالات التي استخدمت في مراقبة واغتيال الحريري.

وفي ذروة الصراع بين إيران والسعودية في سوريا سقط كل من الوزير محمد شطح واللواء وسام الحسن، بغية الإمعان في إنهاك الحالة الوطنية التي يشكلها الرئيس سعد الحريري وضرب مرتكزات فريقه السياسي والأمني! سقط كل هؤلاء في سياق مشروع مواجهة محدد لا يختلف في عمقه عن مشروع المواجهة الدائر الآن! والمصارحة توجب القول إن من بين ما أضعف الحالة السياسية التي انتمى «الشهداء» إليها، ما يتجاوز الملاحظات على ضعف كفاءة هنا وموهبة هناك. ولعل أبرز الأسباب، إلى الاغتيال، يتصل بمبادرة الـ«سين سين» التي هندستها الرياض، وكان من نتائجها القاتلة زيارة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق! لا يقال هذا الكلام من باب رفع المسؤولية أو التنصل، بل من باب الإقرار الضروري بالوقائع، المؤدي وحده إلى دقة في تشخيص الواقع السياسي ووضع استراتيجيات مواجهته. أُضعف، لبنان، لبناننا ولبنان العرب، «بالتجريب فيه»، ويزداد ضعفه الآن بالإهمال والعزوف الغاضب عنه وتركه عمليًا فريسة كاملة للمشروع الإيراني!

لم يقصر لبنان في المواجهة! وهو اليوم في صلبها ولو كان ضعيفًا. أختم بما ختمت به الأسبوع الماضي. الغضب مشروع، لكنه ليس بديلاً عن المشروع. عودوا إلى لبنان.

 

عندما يطور ميشال عون اختصاصه ويوسّع نشاطه

 خيرالله خيرالله/العرب/05 شباط/16

طوّر النائب المسيحي اللبناني ميشال عون اختصاصه مع مرور الوقت ووسّع نشاطه إلى خارج الأراضي اللبنانية. كان اهتمامه في الماضي محصورا بتهجير اللبنانيين، خصوصا المسيحيين منهم، من بلدهم. صار الآن مختصا في تهجير اللبنانيين من البلدان التي يعملون فيها خصوصا في الدول العربية الخليجية.

في القاهرة، لم يكن وزير الخارجية اللبناني، التابع لميشال عون، سوى وزير للخارجية الإيرانية لدى طرح موضوع إدانة الهجوم الذي تعرّضت له السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد. وفي جدة، في اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي، كان الموقف اللبناني متخاذلا، من وجهة النظر العربية، بتوجيهات من وزارة الخارجية في بيروت. كان منتظرا أن تعتمد وزارة الخارجية اللبنانية موقفا مختلفا يتماشى مع الموقف العربي العام الذي أدان السياسة الإيرانية وممارسات “حزب الله”. لم يعد لدى أي طرف عربي أي وهم حيال السياسة الإيرانية من جهة، والدور الذي يلعبه “حزب الله” من خلال وجوده في الحكومة اللبنانية، في خدمة طهران من جهة أخرى. لم يكن مطلوبا من الوزير اللبناني الذهاب بعيدا في الاعتراض على السلوك الإيراني وذلك لاعتبارات لبنانية معروفة من بينها أن دويلة “حزب الله” أقوى من الدولة اللبنانية. لا يمرّ يوم إلّا ويكشف “حزب الله” أنّه الدولة في لبنان. كان آخر دليل على ذلك إطلاق المدان ميشال سماحة الذي اعترف بالصوت والصورة أنه نقل متفجرات من سوريا لتنفيذ تفجيرات واغتيالات في لبنان. كان مفترضا بوزير الخارجية مراعاة مصلحة اللبنانيين العاملين في الخليج، خصوصا المسيحيين منهم، ما دام هذا الوزير على رأس التيار العوني، أي تيار ميشال عون، الذي يشكو، صباحا مساء، من هضم حقوق المسيحيين في لبنان ومن أنّه مصمّم على استعادة هذه الحقوق! هناك نحو نصف مليون لبناني في دول الخليج العربية. الأكثرية في السعودية. تأتي بعد ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين. هناك أيضا عدد لا بأس به في سلطنة عُمان التي تراعي إيران إلى حد كبير، لكنها اتخذت في القاهرة وجدة موقفا ينسجم كلّيا مع الموقف العربي العام. أكثر من ذلك، حرص وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، وهو من أصول أفغانية، على عدم قطع شعرة معاوية مع العرب الآخرين، خصوصا مع السعودية. ربّما جاء الجعفري إلى بيروت للاعتذار من وزير الخارجية اللبناني على عدم الذهاب إلى النهاية في مسايرته خلال اجتماع القاهرة. ليس سرّا أن العراق مستعمرة إيرانية بكلّ ما في معنى الكلمة، لكنّ بغداد حافظت على هامش صغير للمناورة، خصوصا بعد اعتراف كبار المسؤولين الإيرانيين، على رأسهم “المرشد” علي خامنئي بأن ما حصل في حق السفارة السعودية كان “خطأ”.

لا شكّ أنّ دولة كبيرة وعاقلة مثل المملكة العربية السعودية تأخذ في الاعتبار الوضع اللبناني وتتفهّم ما يتعرّض له لبنان من ضغوط إيرانية، في ظل غياب الدعم العربي لكلّ من يسعى إلى مقاومة المشروع التوسعي ذي الطابع المذهبي الذي تنفّذه طهران. يمكن للمملكة أن تتفهم أيضا أن وزير الخارجية اللبناني، إنما هو موجود في هذا الموقع لأنّ التيّار الذي ينتمي إليه متخصص في الإساءة إلى اللبنانيين ومصالحهم، داخل لبنان وخارجه، وذلك منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي عندما كان ميشال عون في قصر بعبدا، وصولا إلى سيطرة “التيّار” على وزارة الخارجية وتحويلها إلى دائرة تابعة لـ”حزب الله” أو للخارجية الإيرانية.

تاريخ ميشال عون حافل بالإساءة إلى اللبنانيين، خصوصا إلى المسيحيين. من لديه أدنى شكّ في ذلك يستطيع العودة إلى الحروب التي خاضها ميشال عون مع اللبنانيين الآخرين، مسلمين ومسيحيين، عندما أصبح رئيسا لحكومة مؤقتة إثر انتهاء عهد الرئيس أمين الجميّل في خريف العام 1988.

كانت مهمة ميشال عون كرئيس للحكومة المؤقتة، وقتذاك، تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ما الذي فعله عون؟ قصف المناطق ذات الأكثرية الإسلامية في بيروت. انتقل بعد ذلك لخوض حروب مع “القوات اللبنانية” التي كانت لا تزال ميليشيا منتشرة في المناطق ذات الأكثرية المسيحية. هجّر أكبر عدد من المسيحيين من لبنان في تلك الفترة، وأدخل الجيش السوري إلى بعبدا ووزارة الدفاع وتسبب من حيث يدري أو لا يدري باغتيال الرئيس المنتخب رينيه معوّض الذي فجّر النظام السوري موكبه في بيروت الغربية في نوفمبر 1989 بعدما أصبح هدفا سهلا لأجهزته. منع ميشال عون الرئيس المنتخب من الوصول إلى قصر بعبدا، حيث كان في استطاعته حماية نفسه، وذلك بحجة رفضه اتفاق الطائف الذي كان رينيه معوّض قادرا على تطبيقه بطريقة متوازنة إلى حدّ ما. نفّذ ميشال عون كل المطلوب منه كي تكون هناك وصاية سورية كاملة على لبنان طوال خمسة عشر عاما. ولمّا انتهت الوصاية السورية إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في العام 2005، انتقل ميشال عون إلى وضع نفسه في خدمة الوصاية الإيرانية من منطلق كرهه لكلّ من هو سنّي في المنطقة ولأسباب أخرى يخجل المرء من ذكرها.

في سياق الخدمات التي قدّمها ميشال عون لإيران ولا يزال يقدّمها لها، نراه الآن يُستخدم أداة في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. واستخدم في العامين 2006 و2007، في تهجير قسم آخر من المسيحيين اللبنانيين عندما شارك في الاعتصام الذي قام به “حزب الله” في وسط بيروت بهدف التغطية على جريمة اغتيال رفيق الحريري والجرائم الأخرى التي تلتها من جهة، وضرب الاقتصاد اللبناني من جهة أخرى. هل من يريد أن يتذكّر عدد المؤسسات التي أغلقت أبوابها بسبب هذا الاعتصام الطويل؟ هل من يريد أن يتذكّر عدد اللبنانيين الذين هاجروا نتيجة هذا الاعتصام الذي قضى على الآلاف من فرص العمل كانت متوافرة للمسيحيين خصوصا؟ هذا غيض من فيض أفضال ميشال عون على لبنان واللبنانيين، واختصاصه في تهجير المسيحيين من بلدهم. المؤسف في الأمر، أن هناك مسيحيين مازالوا يتبعون هذا الرجل الذي يحظى بدعم “حزب الله” ليكون رئيسا للجمهورية. في الواقع، يتذرع “حزب الله” بميشال عون لتعطيل مؤسسة رئاسة الجمهورية. من هذا المنطلق ومن هذه الوقائع غير القابلة للدحض، ليس مستغربا إذن أن يكون موقف وزارة الخارجية معاديا لكلّ ما هو عربي، من دون أن يعني ذلك أن الردّ الخليجي يكون بإبعاد لبنانيين يعملون في دول معيّنة. مثل هذا الإبعاد هو ما يطمح إليه ميشال عون وتياره، وما تريده إيران ممثلة بـ”حزب الله” لا أكثر ولا أقل. إذا كان من سياسة إيرانية في لبنان، فإن هذه السياسة تقوم هذه الأيّام على عزل الوطن الصغير عن محيطه العربي وعن الخليج العربي تحديدا. وهذه سياسة بدأ تنفيذها على الأرض بإشراف حكومة “حزب الله” التي شكّلها السنّي نجيب ميقاتي في العام 2011. ما نشهده اليوم استمرار لهذه السياسة التي لا يكون الردّ عليها بمعاقبة لبنان واللبنانيين، بل بالمزيد من الدعم الخليجي والمزيد من الاحتضان العربي للبلد الواقع تحت السيطرة الكاملة لميليشيا مذهبية، ولكن لا يزال فيه من يقاوم الظلم والوصاية الجديدة.

 

"حزب الله" للمجتمع الدولي: لا نتاجر بالممنوعات!

منير الربيع/المدن/الخميس 04/02/2016

أعلنت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية قبل فترة اعتقال أعضاء ينتمون إلى "حزب الله" بتهمة "استخدام أموال مخدرات لشراء أسلحة في سوريا"، عبر بيع المخدرات وخصوصاً "الكوكايين" في الولايات المتحدة وأوروبا لشراء أسلحة في سوريا، إلا أنها لم تذكر تاريخ ومكان اعتقالهم، على الرغم من أن البيان ربط بين بعض من ألقي القبض عليهم بخلية أوروبية لشبكة جرى اعتقالها الأسبوع الماضي. في لبنان، لا معطيات رسمية بهذا الشأن، لكن "حزب الله" ينفي بشكل كامل كل الإتهامات التي توجه إليه في هذا السياق، ويعتبرها من ضمن الحملة التي تشنّ عليه على صعيد دولي، وهي حرب لا تختلف عن حربه مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. لكن في المقابل، تلفت مصادر مطلعة عبر "المدن" إلى أنه في السنوات الأخيرة الماضية تقلّصت حرية حركة التجار، والأشخاص الذين هم على علاقة بـ"حزب الله"، بمعنى أنه لم يعد بمقدورهم التحرك بالطريقة التجارية التي كانوا يعملون بها في السابق، لا سيما أن عمليات المراقبة مشددة للغاية. وتعتبر المصادر أن أحد أبرز العناوين التي دفعت بالقوى الدولية إلى التشديد في المراقبة على عمليات تهريب الأموال، هي قضية سقوط طائرة كوتونو الشهيرة والتي كانت محملة بالاموال. اليوم تشتد هذه الضغوط وعمليات الرصد أكثر فأكثر، لتشمل مختلف الأشخاص المقربين من الحزب أو هم على علاقة معه، وتشمل العقوبات كل الشركات التي لها علاقة بأشخاص مقربين من "حزب الله"، في كل دول العالم، لا سيما أن الأمر لم يعد يقتصر على أميركا أو أوروبا فقط، لا بل وصل إلى أميركا اللاتينية وأفريقيا، ولبنان بالطبع بموجب العقوبات التي تعتزم فرضها الإدارة الأميركية على المصارف أو الشركات أو الأشخاص الذين يتعاملون مع الحزب. وتشير مصادر قريبة من الحزب لـ"المدن" إلى أن "كل هذه الإتهامات هي باطلة، وهي جزء من مراحل استهداف الحزب ومنظومته القيمية والأخلاقية"، وتقول: "لا يمكن لحزب الله أن يلجأ إلى هكذا أعمال من شأنها أن تدمّر كل ما بناه على مدى ثلاثين عاماً، لا سيما أن ما يتهم به الحزب يأتي في سياق تدمير المجتمعات بطريقة ممنهجة، وهذا بعيد كل البعد عن الحزب وثقافته السياسية والدينية". وتؤكد المصادر أن طريقة حصول على الحزب التمويل لا تتم عبر شركات أو مصارف أو أعمال تجارية. ولكن ماذا عن الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم واعترفوا بتجارتهم بالمخدرات، أو بضلوعهم بعمليات تبييض الأموال؟ في هذا السياق، تشير المصادر إلى أن "هؤلاء الأشخاص ليسوا أعضاء في حزب الله، بل قد يكونون من الطائفة الشيعية، وهناك آخرون من الطوائف الأخرى، يتعاطون بهذه التجارة الممنوعة والمحرمة، ولكن إعتبارهم أعضاء بالحزب هو نوع من الحرب المستمرة التي تتعرض لها المقاومة".

وعن الأسماء التي صدرت مؤخراً، تلفت المصادر إلى أن كل هؤلاء خارج "حزب الله"، ولا علاقة للحزب بهم، وإنما قد يكون ثبت للإدارات التي أجرت هذه التحقيقات، بأن هؤلاء الأشخاص المتمولين لربما قد تبرعوا بمبالغ من ثرواتهم لجمعيات أهلية أو منظمات لها علاقات جيدة مع الحزب، وبالتالي هم اعتبروا أنهم يمولون "حزب الله"، وهذا غير صحيح. وتضيف المصادر إن "هؤلاء الأشخاص المعروفين داخل بيئتهم ربما بأنهم حصلوا على أموال عن طريق تجارات غير شرعية، يريدون تبييض صفحتهم والظهور بأنهم حريصون على بيئتهم ومجتمعهم، وبالتالي يلجؤون إلى التكفير عن هذه الذنوب عبر التبرعات وتمويل بعض المشاريع الخيرية، ولكن هم قطعاً لا يدعمون الحزب وهو لا يستفيد منهم". وفي هذا السياق، تكشف مصادر "المدن" عن مساع عديدة يقودها الحزب بنفسه أو عبر بعض الحلفاء في الداخل اللبناني أو عبر بعد الدول الصديقة لإيران، من أجل توضيح هذا الأمر"، وترفض المصادر الكشف عن الخطوات التي يعتزم الحزب اتخاذها لأجل إعادة الأمور إلى نصابها، وتضعها في إطار الإجراءات السرية التي إذا ما حكي عنها يفشل مسعاها.

 

"هزيمة" 14 آذار

حـازم الأميـن/لبنان الآن/04 شباط/16

يشهد لبنان انهياراً كاملاً لأيّ مقاومة تُعيق تقدّم حزب الله إلى كل المواقع فيه. سعد الحريري في الخارج وهو لن يعود إلا بموافقة من الحزب. قوى "14 آذار" تقدّمت بمرشّحين لرئاسة الجمهورية كلاهما قريب من الحزب وبعيد كل البعد عن القوى التي تولّت ترشيحه. لا بل هي تقدّمت بترشيحهما لقناعتها بأن لا رئيس للجمهورية من خارج الدائرة التي تُرضي الحزب. الأمن العام اللبناني يتولّى التوسّط في صفقة تبادل بين الحكومة التشيكية التي تُوقِف وسيطاً للحزب بطلب من الولايات المتحدة الأميركية، وبين خاطفي التشيكيين الخمسة، فيكشف (الأمن العام) عن وظيفةٍ له تتمثّل في إدارة ملفات الحزب الخارجية، وما يتعلّق منها بالمهام التي تحتاج علاقات ومفاوضات لا يمكن للحزب تولّيها نظراً لأنه حزب أولاً، ولأنه مُدرَج على لوائح عقوبات دولية ثانياً، ولأن الصفقة تقضي بأن لا يؤتى على ذكر دور للحزب في عملية اختطاف الرعايا التشيك. ذاك أن من خطفهم كان مجرد عصابة!

وفي هذا السياق يمكن مثلاً إدراج تصريح وزير الداخلية الأخير عن أن "عرسال بلدة محتلّة، لكن أهلها هم من يحررها"، وأن يتبنّى الوزير معادلة "عرسال محتلة"، فهو يلتزم بما دأب حزب الله على تكراره منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويمكن طبعاً إدراج فضيحة خطف هنيبعل معمر القذافي في هذا السياق، ذاك أن السيارة التي عبرت فيه النقاط الحدودية الرسمية كانت سيارة "مقاومة" لا تخضع للتفتيش على النقاط الحدودية. أما واقعة الإفراج عن ميشال سماحة فيجب أن تُزيل أي شك عن حقيقة الهزيمة وعن وضوحها، وما الضجيج الذي أُثير حولها سوى صورة من حال النكران، لا بل اقتراب النكران من مستويات هذيانية سريرية غالباً ما يُصاب بها من يعجزون عن الإقرار بهزيمتهم. الأمر لا يحتاج للكثير من الفطنة حتى يختبر اللبنانيون هذه الحقيقة، وعدم إعلان "14 آذار" استسلامها يُضاعف من حجم التراجيديا، ذاك أن لامتناع الجماعة عن الإقرار بالهزيمة وظيفة نفسية أكثر منها سياسية. إنّها نوع من النكران الذي نمارسه كل يوم حين نُذهل بواقعة تكشف حجم نفوذ حزب الله. هناك مرشحان قريبان من الحزب، لكن الأخير لا يريدهما لأنه أصلاً لا يريد رئيساً. يا لهول ما اكتشفنا. للذهول هنا وظيفة "نكرانية"، إذ إنّ ممارسيه يدفعون عبره عن أنفسهم مهمة الاعتراف بانتصار الحزب. ما جرى للرعايا التشيك أيضاً أذهلنا واستدرج أصواتاً مستهولة. الذهول يعني أننا نقول لأنفسنا إن ما جرى هو الاستثناء وإن القاعدة هو أن لبنان لا يشهد مثل هذه الأفعال عادةً، وأننا ما زلنا جزءاً من منظومة العلاقات الطبيعية بين الدول. لا، لم نعد كذلك. علينا أولاً أن نعترف أمام أنفسنا بهذه الحقيقة، ولكي نعترف بذلك علينا أن نعلن هزيمتنا. يجب أن نكفّ عن الذهول، وأن تتحوّل الوقائع المذهلة إلى وقائع عادية. لا بل علينا أن نُذهل من تردد حزب الله من التقدّم أكثر، وأن نسأل أنفسنا عن أسباب إبقائه على بعض المقاهي التي تشهد تذمراً. والحال أنّ لنكران الهزيمة وظيفة أخرى، سياسية هذه المرة، فعدم إعلان الإستسلام يؤمّن للقوى المهزومة مواقعاً ما زالت نُخَبها بحاجة إليها. فوزير "14 آذار" لن يبقى وزيراً إذا ما اعترفت هذه الجماعة بهزيمتها، وكذلك الرئيس والنائب والناشط. ثم إنّ حزب الله بدوره لا يريد من مناوئيه إعلان هزيمتهم، ذاك أنه ما زال يحتاج خصوماً يُسهّلون عليه تقدّمه إلى مزيد من الوقائع. فهم النصاب الوهمي لتوازن يدّعيه، ناهيك عن أنّ النصر يكفّ عن كونه فعلاً مستمراً إذا ما أعلن خصوم الحزب هزيمتهم. فهل تتخيلون حزب الله من دون انتصارات؟ "14 آذار" تقدّمت بمرشّحين لرئاسة الجمهورية كلاهما قريب من حزب الله

 

هل يخسر عون آخر امل على الحياة وتخسر القوات اللبنانية الدنيا والآخرة؟

نقولا ناصيف / الاخبار 4 شباط 2016

تُحمَّل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 8 شباط اكثر من وسعها. يوحي افرقاء بأنها الاخيرة في سلسلة 34 جلسة سبقتها في عمر الشغور، ويجزم آخرون بأنها رقم اضافي ليس الا. بيد ان الضجة التي تحوط بالاستحقاق، كأن الانتخاب وشيك، تستحق الملاحظة. لم يتوخ كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري اكثر من بوانتاج يتولاه اكثر من طرف استعداداً لجلسة 8 شباط لانتخاب رئيس الجمهورية، سوى اظهار عجلة هؤلاء الى تغليب خيارهم النائب سليمان فرنجيه، واعتقادهم بأن في وسعهم الاقتراع له، آخذين في الحسبان ــــ تبعاً للعدّ الذي أجروه مرة تلو اخرى ــــ ان نصاب الثلثين المطلوب لالتئام الجلسة متوافر. يذهب فريق تيار المستقبل في حساباته الى التعويل على بوانتاج يتضمن معطيات منها:

ــــ كتلة رئيس المجلس (13 نائباً) لم تتخذ بعد موقفاً معلناً وصريحاً بتأييد ترشيح فرنجيه او الرئيس ميشال عون او معارضة اي منهما. لكنها، باصرار بري، شاركت في مواعيد كل جلسات الانتخاب بلا استثناء، في تمييز واضح عن موقف حزب الله المقاطع اياها. وهي ستحضر مجدّداً.

ــــ كتلة النائب وليد جنبلاط (11 نائباً) رغم تنكّبها مرشحها النائب هنري حلو، الا ان حضورها الحتمي بمرشحها او من دونه، تبعاً لما قد يقرره رئيسها، يساهم في توفير نصاب الثلثين، ويعززه سياسياً اكثر منه حسابياً.

ــــ كتلة القوات اللبنانية (8 نواب)، بمرشحها المناوىء لمرشح هذا الفريق وهو عون، لم تنقطع عن مواعيد الجلسات الـ34 المنصرمة، وتتمسك بلا توقف بحضّ النواب على التوجه فوراً الى البرلمان، ما يحيل مقاطعتها جلسة محتملة لانتخاب فرنجيه محرجاً ومربكاً لها حيال كل ما قالته قبلا، الا اذا ارادت مقاطعة رديفة لمقاطعة عون.

ــــ كتلة حزب الكتائب (5 نواب) التي ترفض على التوالي المرشحين المعلنين لانتمائهما الى ما سماه رئيس الحزب النائب سامي الجميل «مشروع 8 آذار»، من دون ان تجهر في المقابل بترشيح الرئيس امين الجميل، لا تكف عن المناداة بحضور الجلسات.

ــــ كتلة المرشح فرنجيه (4 نواب) اذ انسلخت منذ اندلاع خلاف رئيسها مع عون عن اجتماعات تكتل التغيير والاصلاح واستقلت بنفسها، ما يجعل حضورها الجلسة خلافاً للمرات السابقة كلها حتمياً، آملة في ان تخرج بانتخاب رئيسها رئيسا للجمهورية.

أضف الى الكتل هذه، اكبرها اصحاب البوانتاج، كتلة المستقبل التي تضم 36 نائباً. ناهيك بترجيح هذا الفريق انضمام كتل صغيرة او نواب مستقلين الى هذا الكمّ من الاصوات حضوراً او اقتراعاً، بما يتجاوز ثلثي مجلس النواب وتالياً توفير انتخاب فرنجيه في احدى دورتي الاقتراع الاولى او الثانية. بين هؤلاء مَن في عداد قوى 8 آذار كنائبي الحزب السوري القومي الاجتماعي التحق اخيراً بتأييد فرنجيه، او مستقلين يتفاوت اقترابهم من تيار المستقبل او خلافهم معه كنواب شماليين في طرابلس وعكار (6 نواب)، الى اولئك اللصيقين بقوى 14 آذار (واحد على الاقل).

يفضي هذا البونتاج ــــ وهو لما يزل على الورق ــــ الى ارتياحهم الى فرض انتخاب فرنجيه، وانهاء الشغور الرئاسي بإعدام فرصة وصول عون الى رئاسة الجمهورية. في الحسابات نفسها:

ــــ يخسر عون اخيراً ونهائياً آخر امل على الحياة في ما قاتل في سبيله منذ عام 1988.

ــــ تخسر القوات اللبنانية الدنيا والآخرة بالرضوخ لانتخاب المرشح الخصم والعدو حتى، وقد خسرت معه تحالفها مع الرئيس سعد الحريري وصداقتها للسعودية.

ــــ يتخلص حزب الله بمقاطعته الجلسة من عبء حمل عون على اكتافه بعد طول انتظار، من دون ان يحرم جلسة الانتخاب ميثاقيتها، في ظل وجود توأم الثنائية الشيعية رئيس مجلس النواب، ودونما الايحاء بأن الرئيس الجديد سمّاه السنّة وفرضوه. ما يتيح انضمام الافرقاء جميعاً ــــ ما خلا الخاسرين المفترضين ــــ الى العهد الجديد.

على نحو استعراضي هوليودي يُمرر ــــ او يُظن في مثل سيناريو كهذا ــــ انتخاب الرئيس بلا تدخّل خارجي، بإرادة محلية واوسع مشاركة وطنية، بمرشح ذي حيثية في طائفته يرضي بكركي، بديموقراطية انتخاب مثالية.

ليس هذا فحسب ما يدور في فلك البوانتاج المتداول. ثمة ما يصير الى تداوله في حلقات فريق الانتخاب ان باب المفاجآت مشرّع على احتمال تقلّص عدد النواب الحاضرين، ومن ثم يهدّد ــــ ربما ــــ الثلثين بفارق صوت او اثنين في احسن الاحوال، خصوصا ان رئيس المجلس قال على الملأ واعاد تكراره ما قاله مساء الثلثاء امام زواره انه يدخل الى القاعة فور إخطاره بحضور ثلثي النواب على الاقل، عانياً بذلك نصاب الالتئام، على ان تجري دورتا الاقتراع الاولى والثانية او التي تليهما في ظل نصاب الثلثين نفسه حضوراً.

اتاحت هذه المخاوف لبعض هذا الفريق الاجتهاد بالقول ان نصاب التئام مجلس النواب هو النواب الاحياء هذه المرة. مغزى التبرير ان الثلثين يتدنيان من 86 نائباً الى 85 نائباً (وهو في الواقع 84،6) بعد وفاة نائب جزين ميشال الحلو، ما يقلل اذ ذاك وقع مفاجآت تبقى في باب الترجيح.

واقع الامر لا يبدو بمثل هذه السهولة. رغم وفاة نائب، لا يزال نصاب الثلثين نفسه عملاً بما ينص عليه قانون الانتخاب الذي يحدد عدد اعضاء مجلس النواب بـ128 نائباً، وتطبيقاً لاحكام القانون رقم 11 الصادر في 8 آب 1990 بتوقيع الرئيسين الياس هراوي وسليم الحص، الذي ينص:

«بصورة استثنائية، وحتى اجراء انتخابات فرعية او عامة وفقاً لقانون الانتخاب، وبالنسبة الى النصاب المقرر في الدستور، يُعتبر عدد اعضاء مجلس النواب الاعضاء الاحياء». رمى هذا القانون الى وضع حد لقاعدة درجت في البرلمان بين عامي 1980 و1990، مع تناقص عدد النواب بالوفاة او الاغتيال، ما جعل النصاب عرضة للتلاعب والتحرك كلما غاب نائب او غُيّب. نوقش اقتراح القانون في جلسة 31 تموز 1990، ونصّ على تحديد عدد اعضاء مجلس النواب بـ70 نائباً، بحيث ينبثق النصاب المنصوص عليه في الدستور من هذا العدد، على ان الرقم 70 هو العدد النهائي لاعضاء مجلس النواب حينذاك. الا ان مناقشات النواب، وأخصهم نصري المعلوف ومحمد يوسف بيضون وبطرس حرب الى وزير العدل ادمون رزق، افضت الى ابدال عدد 70 نائباً بعبارة «النواب الاعضاء الاحياء». على ان القانون حدد سريانه حتى موعد اول انتخابات نيابية فرعية او عامة، يجري بعدذاك الاعتداد بعدد النواب الذين يحددهم قانون الانتخاب الجديد. بعد سنتين حدد اول قانون انتخاب صدر بعد الحرب، حزيران 1992، عدد اعضاء مجلس النواب بـ128. مذذاك يُحتسب كل نصاب ينص عليه الدستور لجلسات البرلمان (سواء المادة 34 للاشتراع او المادة 49 لانتخاب الرئيس او المواد 77 و78 و79 لتعديل الدستور وسواها) عملاً بما اورده قانون الانتخاب وهو 128 نائباً. لا اكثر ولا اقل.

 

الخلافات الدولية أنهكت المفاوضات قبل انطلاقها فدْرلة العراق كأمر واقع بوابة للدويلة العلوية!

 روزانا بومنصف/النهار/5 شباط 2016

تكشف مصادر ديبلوماسية انه لم يكن مقدرا لانطلاق المفاوضات في جنيف بين النظام والمعارضة السورية ان ينجح لا في 25 شباط ولا في 29 منه بعد ارجائها من الموعد الاول، ولا تعتقد انها قد تنجح في اي وقت قريب. فبعض المواقف التي يعبر عنها رؤساء الديبلوماسية في دول مؤثرة تكشف رأس جبل الجليد في الخلافات الدولية التي لا تسمح تاليا باقلاع المفاوضات الثنائية ولو عبر وساطة الامم المتحدة. فعدا عن ان روسيا افتعلت عراقيل حول المعارضة وتشكيلتها بالاصالة عن نفسها وبالنيابة عن النظام السوري تحت عنوان كبير ترفعه هو ترك السوريين يقررون مصيرهم بانفسهم فيما تؤمّن هي بقاء النظام وتقضي على خصومه، بدا لافتا الموقف البريطاني حيث سأل وزير الخارجية فيليب هاموند ما اذا كانت روسيا ملتزمة عملية سلام ام انها تستخدمها كورقة توت لمساعدة الاسد على اقامة دويلة علوية في شمال غرب سوريا. وحاولت الديبلوماسية الاميركية ان توجه عتبا قاسيا الى روسيا في هذا الاطار في ضوء اتهامها مرارا بأن القصف الروسي يستهدف القضاء على معارضي الاسد وليس على تنظيم "الدولة الاسلامية "، الا ان الولايات المتحدة لم ترفع الصوت تلويحا او تهديدا بوقف المفاوضات للضغط على روسيا، لا بل بدا الموقف الاميركي مطواعا ومتناغما مع الموقف الروسي في محطات عدة وكأن العتب على استهداف المعارضة هو من اجل تسجيل موقف ليس الا. ومع ان القرار 2254 اتى نتيجة توافق اميركي - روسي وقدم خريطة طريق مبدئية للمفاوضات، فان كل الاجتماعات التي عقدها مجلس الامن كشفت مدى اختلاف وجهات النظر في مقاربة المفاوضات، في الوقت الذي كان يخشى ان يؤدي التوتر السعودي - الايراني الاخير الى تعطيل المفاوضات، فبدت العقدة مع روسيا اكثر منها مع الدول الاقليمية. فمن جهة هناك عجز الامم المتحدة التي تملك معلومات دقيقة ليس عن تجويع مضايا وحصارها بل عن كل المدن والبلدات التي يحاصرها النظام، فيما يقول وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان مجلس الامن قدم 113 طلبا للنظام من اجل السماح بعبور مساعدات انسانية الى المناطق المحاصرة ولم يلب سوى 13 منها. وثمة من يعتبر ان التكتيك الذي يعتمده النظام يرقى الى مستوى جريمة حرب وان المساعدات الانسانية حق تضمنه القوانين الدولية. فاذا صح هذا الامر، وهو كذلك، فهل يتم التعامل معه بالطلب الى النظام ان يمتنع عن ذلك ام بمقاضاته ايضا امام المحاكم الدولية او التلويح والتهديد بذلك كوسائل ضغط من اجل ارغامه على منع التجويع وقتل المعتقلين ووقف الحصار؟ ووقت يعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون هذه النقاط معتبرا انها جريمة حرب، توافق واشنطن مثلا وتضغط على المعارضة من اجل ان يكون ذلك من ضمن التفاوض المفترض مع النظام وكأنما ثمة تجاهلا متعمدا ان النظام وداعميه، اي روسيا وايران، سيستخدمان هذا التكتيك على طول الخط وكل مدة المفاوضات من دون القدرة على تغيير اي شيء. وتتحدث المصادر عن خلافات بين اعضاء مجلس الامن لجهة اعطاء حق للمعارضة بضرورة فك الحصار وتقديم المساعدات الانسانية كبادرة حسن نية، في حين يعارض بعض هؤلاء الاعضاء. ومن غير المحتمل تبعا لذلك ان يسمح التجاذب بانعقاد المفاوضات كبداية. وحيال العجز الذي واجهته الامم المتحدة، إن في ادخال المساعدات الى مضايا او سواها، اكتفى مجلس الامن باللجوء الى تكثيف اجتماعاته لاظهار مدى الاهمية التي يعلقها على هذه المسألة لعلها تشكل ضغطا على النظام وعلى حلفائه من دون طائل.

يشكل الموقف السلبي للولايات المتحدة ازاء محاولة تطويع مطالب المعارضة للرغبة الروسية من اجل انعقاد المفاوضات باي ثمن تحت طائلة عدم ازعاج روسيا التي ترفع السقف عاليا، إن في شروطها على المعارضة او في استمرار استهداف القوى المعارضة في سوريا، خيبة امل تضاف الى خيبة الامل المحيطة بالمواقف الاميركية من الازمة السورية. اذ مجددا هناك انتصار لمنطق ان من يقف مع روسيا يكسب وتدافع عنه روسيا بكل ما تملك من قوة، في حين ان من يراهن على الولايات المتحدة او دعمها تحت عناوين تتصل بحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية انما يخطىء خطأ جسيما لان الولايات المتحدة تخذل دوما من يعتمد عليها خصوصا مع ادارة الرئيس باراك اوباما التي يعتبر مراقبون كثر في المنطقة ان سياسته افتقدت الاخلاقيات المبدئية التي قال بها قادة عهود رئاسية اخرى. فبين الحدين الاقصيين اللذين تعامل بهما اوباما مع الازمة السورية اي حتمية انزال جنود اميركيين وهو ما كرر مرارا انه يرفضه في ظل سياسته سحب الجنود الاميركيين من مناطق النزاع في العالم او ترك القيادة في الشأن السوري كليا لروسيا، يؤخذ عليه عدم استخدام وسائل ضغط تملكها الولايات المتحدة من اجل منع روسيا من التحكم بمسار المفاوضات بدلا من النظام السوري، او مساعدة له على تركيز نفسه وتدعيم سلطته، او من اجل عدم تحطيم المعارضة وانهائها انطلاقا من ان ذلك لن ينهي الحرب في سوريا في اي حال بل يمد بعمرها وبمآسي شعبها ودول الجوار ما لم تقتطع روسيا فعلا دويلة علوية لبشار الاسد بدأت تتشكل اكثر فاكثر على الارض انسجاما مع كونفيديرالية عراقية بدأت تجد طريقها اكثر الى الواقع مع تزايد الاقتناع بانه الخيار الوحيد المحتمل للعراق.

 

لا قضاء من دون ضمير القاضي

أسعد الخوري/النهار/5 شباط 2016

بعد انحسار المواقف التصعيدية ضد المحكمة العسكرية، لا بدّ من كلام هادئ ورصين على دور هذه المحكمة المهم في مرحلة صعبة وحسّاسة من تاريخ لبنان، فهي تؤدي أدوارًا رئيسية في محاكمة العمــلاء والإرهابيين، وتماثلها محاكم عسكرية في معظم دول العالم. لقد عملت باستمرار بشكل عادل ووفق القوانين الدستورية على محاكمة مجموعات كبيرة من العملاء والإرهابيين بالسرعة الممكنة التي ترافقت دومًا مع الإلتزام الكامل بالقوانين اللبنانية. لكن "مشكلة" المحكمة العسكرية، رئيسًا وأعضاء، أنها لا "تخضع" للسياسة ولا للمداخلات السياسية، وتأتي أحكامها انطلاقًا من قناعة أعضائها ووفق ما يمليه الضمير والقانون، إذ "لا قضاء من دون ضمير القاضي وتجرّده"، كما يقول كبار علماء القانون في العالم. كانت محاكمة الإرهابي ميشال سماحة قمة في التزام القانون، حيث التزم أعضاء المحكمة العسكرية ورئيسها القاضي طوني لطوف المعايير القانونية والقضائية دون سواها، بل أن القاصي والداني يسجّل قدرة المحكمة على التعامل مع هذا الملف الأمني الدقيق والشائك وفق القانون، دون الالتفات الى أي كلام في السياسة الذي تمليه الأهواء السياسية والحزبية. كان التجرّد والضمير والقانون لدى هؤلاء القضاة الشجعان العوامل التي أصدرت الحكم، حيث تستمر محاكمة سماحة انطلاقًا من هذه المعايير دون سواها. وكان لافتًا ما قاله النائب أحمد كرامي على طاولة الحوار الوطني في الجلسة الأخيرة خلال مناقشة موضوع سماحة، إذ نوّه برئيس المحكمة العسكرية قائلاً: "أنا أعرف جيدًا القاضي طوني لطوف، إنه آدمي وقبضاي". "شهادة" النائب كرامي بالقاضي لطوف ليست وحيدة، ولا منفصلة عن سيرة هذا القاضي العادل والنزيه والقبضاي فعلاً، حيث سيرته في القضاء مشرّفة، وهو الذي لم تؤثر في أحكامه تدخلات سياسية أو غيرها. هذا القاضي الذي أمر، قبل سنوات، بتوقيف وزير للزراعة، رغم كل المداخلات والوساطات، سجّل في تاريخ القضاء اللبناني عملاً كبيرًا. لقد سجن القضاء اللبناني وزيرًا فاسدًا. هو حكم قضائي إستثنائي في لبنان!

 

القصر المهجور...إلى أمد بعيد!

أنطون شعبان/النهار/5 شباط 2016

صحيح أنّ الساحة اللبنانية هي خارج دائرة الإشتعال الإقليمي، ليس كرمى لسواد عيوننا بالطبع، بل لأنّ امتداد اللهيب إلى لبنان ليس من شأنه أن يخدم ما يراد للمنطقة نظراً الى الوجود المسيحي فيه الذي لمّا يزل وازناً، ولربّما لا يمكن شطبه بيسر وسهولة، كما في سوريا والعراق، وذلك خشية تحول الصراع طائفياً بين مسلم ومسيحي، مما قد يؤدي إلى توحيد المسلمين، في حين أنّ المطلوب بإلحاح هو تسعير الفتنة المذهبية الإسلامية الدامية بأعلى مستويات العنف والإرهاب وإثارة الأحقاد الدفينة بين المسلمين وصولاً إلى تفكيك دول المحيط الإسرائيلي الإسلامية العربية ولربّما زوالها كدول أو إعادة تشكيلها على قاعدة دينية مذهبية أو اتنية، حيث يلزم تحمل بذور تفتيتها غب الطلب والمراد، وذلك كما صار واضحاً خدمة لمصالح الدول الاستعمارية في استغلال ثروات المنطقة وإبعاد إسرائيل عن دائرة الصراع مع العرب والمسلمين الغارقين في أحقادهم ونعراتهم وحروبهم الهمجية الوحشية والمتعطّشين للعق دماء بعضهم بعضاً إلى أمد بعيد. وأما الواقعة الكثيرة الدلالات حول تحييد إسرائيل فهي ما بثّه الإعلام السوري إثر اغتيال سمير القنطار، فبسحر ساحر وبمسحة رسول تصبح إسرائيل خلافاً للدارج منذ سنين خارج دائرة العداوة والعدوان حتى ولو أغارت وقتلت...! وأما عدّة الشّغل لإتمام المطلوب على الحامي جداً فهي اجتثاث كل ما من شأنه أن يوحّد ويجمع كإعادة بعث الخطاب القومي ومفرداته التي صارت من التاريخ البعيد الذي لا عودة له، كما العلمنة والديموقراطية وحقوق الإنسان، وتحييد العنصر السياسي المسيحي عن المعادلات القائمة جميعا، إن لم يكن متيسّراً شطبه وإلغاؤه.

إشارة الإنطلاق التي اعتمدتها أنظمة المنطقة الديكتاتورية كانت في إثارة أعلى درجات العنف والظلم والإستبداد والنّعرة الدينية المذهبية استيلاداً للإرهاب في أعلى مستوياته ذريعةً للتّدخّل الخارجي. وما يجري تحديداً على الساحة السورية قلب الفتنة النابض (سقى الله أيام العروبة) من التدخل الإيراني إلى الغربي إلى الروسي وصولاً إلى التحالف الإسلامي يندرج في سياق الهدف الأساس ألا وهو رسم مواقع النفوذ والسيطرة والمصالح الدولية وتحديدها، وإعادة تشكيل خرائط الكيانات السياسية المصطنعة خدمة لذلك. وأما مضمون هذا التّدخّل مهما تعدّدت جهاته فهو تقديم ما يلزم عن كثب للمحافظة على إطالة أمد الفتنة، وتسعير نار المحرقة بدعم أطرافها عند الحاجة لإقامة التوازن في ما بين طرفي الصراع الأساسيين "داعش" من جهة والنظام الحاكم في سوريا من الجهة الأخرى (وما ينسحب على سوريا ينسحب على العراق بالتأكيد). فـ" داعش" والنظام بالتساوي على القلم والمسطرة هما في حماية المتدخّلين وحفظهم وصونهم لإطالة عمريهما المديدين، وليس صدفة أن تحتشد كل هذه القوى وآلتها الحربية الفائقة القوة والتطور باسم محاربة "داعش"، وتبقى هذه سعيدة وقوية وتحقق انتصارات ومكاسب! صحيح أنّ امتداد النار الإقليمية إلى لبنان ليس مطلوباً الآن، ولكن الصحيح أيضاً أننا في لبنان لسنا خارج هذا العالم الإقليمي المراد تفتيته بإطالة أمد محرقته. فمن هنا لا يبدو أنّ ثمّة مصلحة للأطراف الخارجية المؤثرة وصاحبة القرار في وصول الرئيس المسيحي إلى قصر بعبدا. ما دام الحكم الثنائي السني والشيعي واستمرار انقسام القوى المسيحية السياسية بين طرفيه يؤدي المطلوب بالتمام والكمال في الغطس في المستنقع الإقليمي وتسعير محارقه. فما هي الحاجة إلى المجازفة بوصول هذا الرئيس الذي يتعذّر حكمه فعلياً وتسيير عجلة مؤسسات هذا الحكم واستعادة شيء من هيبة الدولة من دون توسل الحياد الإيجابي عن صراعات الإقليم وتبريد التوترات المذهبية الإسلامية ليكون فعلاً رمز استقلال البلد ووحدته الوطنية. كاد اللبنانيون "الغلابى" منذ فترة يعدّون القراديات والأهازيج لاستقبال الرئيس الآتي على حصان أبيض إلى القصر المهجور على دق النوبات وقرع الطبول، لكن سرعان ما صدمهم الواقع وأعادهم إلى رشدهم بأنّ هذا "المنام" لن يصير واقعاً إلى أمد بعيد.

 

على المسيحيّين أن يبقوا متناحرين للسطو على حقوقهم

الخوري اسكندر الهاشم/النهار/5 شباط 2016

لا يحق للمسيحيين أن يجتمعوا أو يتضامنوا وخصوصاً الموارنة منهم، فهذا أمرٌ غير ميثاقي وغير وطني ولا يجوز غض النظر عن هذا الامر الفظيع، لأنّه يلحق الأذى بما تبقى من الوطن والدولة. على الموارنة أن يبقوا متخاصمين منقسمين، وعلى الآخرين السطو على حقوقهم وشل قدراتهم، بهذا يستقيم الوطن والميثاق. يحق للطوائف الإسلامية اللبنانية الكريمة أن تقدّم من تشاء وترغب إلى السلطة والادارة من دون أن يكون لأحد الحق في الاعتراض أو إبداء الرأي، أمّا إذا تعلّق الأمر بالمسيحيّين، وتحديداً بالموارنة، فعلى الآخرين أن يقرّروا عنهم أو على الأقل أن يشتركوا في تقديم الأسماء بعد غربلتها، وإلا ستكون الاعتراضات مدوّية ومجلجلة. اتفق الآباء الأوائل مسلمين ومسيحيين على جعل لبنان وطناً للجميع موزّعين الحصص على كل طوائفه ومجموعاته، وهذا ما سمّوه الميثاق الوطني أو الصيغة، وكان القصد من ذلك إبراز وجه لبنان الإنساني الجامع وإظهار الطوائف اللبنانية حلقات متضامنة ومتجانسة في بناء مجتمع مركّب ومتعدّد تحت سقف الحرية والعدالة والأخاء. الآباء الأوائل عملوا جادين على إرساء التوازن بين الجماعات وجعل لبنان أنموذجاً متقدّماً لما تكون عليه المنطقة العربية من دون أن يخرجوه من التضامن مع محيطه، عاملين على إبقائه صلة وصل بين المتخاصمين العرب، جاعلين وحدة وطنهم واستقراره وأمنه خطاً أحمر. لم يكن الميثاق لعبة سخيفة ولم تكن الصيغة متخلفة عن ركب التطور والتقدم، لقد أكّد صنّاعها أنهم أذكياء بما يكفي، وأن نظرهم يذهب الى البعيد لأنّهم أدركوا جيداً واقع حال هذه المنطقة وما تحتويه من عصبيات ونزاعات وروح قبلية متجذرة، وهذا كلّه يشكّل عائقاً أساسياً للتقدّم والتطوّر واللحاق بركب الدول التي تعطي أبناءها ما يستحقونه من رعاية وعناية. إنّ الشلل الحاصل في البنية السياسية الوطنية يعود بمعظمه إلى اللحاق بعصبيات هذه المنطقة وعدم إيلاء الشأن الوطني ما يستحقه من معالجة واهتمام. لم تستطع اسرائيل هدم الصيغة اللبنانية، بالرغم من محاولاتها الجادة والمستمرة، لكن استطاع بعض اللبنانيين ضرب هذه الصيغة من الداخل يوم تناسوا أن لوطنهم الحق في الحياة، وأنّ لأبنائه الحق في العيش الكريم وبسلام. إنّ تدمير الميثاق والصيغة تم بأيدٍ لبنانية خرجت عن المواثيق والأعراف وقيم العدالة والسلام وأرست قواعد سلوك لا تليق حتى بقطّاع الطرق والخارجين عن القانون. لقد اُهمل البيت الوطني واُهملت حقوق أبنائه في الصحة والسعادة والتعليم، وتحوّل هذا البيت مكبّاً لكل شذاذ الآفاق ومخيماً فسيحاً يرتاده الأقربون والأبعدون من دون رقيب أو حسيب، ناهيك عن العروض المغرية لشراء مدنه وجباله وسواحله. إنني لا أطالب بعودة صلاحيات ونقل سلطات من هنا إلى هناك، انني أشدّد على عودة الممارسة السياسيّة والوطنية الى نطاق الاخلاق والأسس الإنسانية، إلى معاملة الناس بالعدل والاحترام، إلى الكيل بمكيال واحد، إلى إعطاء الدولة الحق في مزاولة مهنتها كأم وراعية ومعلمة، إلى وقف السرقات والنهب المنظّم الموصوف، إلى ردع التعدّي على قوانينها وأنظمتها، الى مراقبة مناهج الدراسة في مدارسها، إلى ابعاد المذهبية والطائفية عن موظفيها وأمنييها.

ليس المسيحيون أم الصبي، جميع طوائف لبنان وجماعاته هم أيضاً أم الصبي. لا يمكن ربط لبنان بمصير المنطقة المحيطة به، ثم القول علينا العمل على قيامة الوطن والدولة. هذا أمر مستحيل وعلى العقّال في المجموعات اللبنانية المسلمة، خصوصاً، اقناع المتطرّفين بأنّ الضرر كبير خاصة بعد فتح شهيّات الدول الكبرى وقتل كل المبادرات الرامية الى إخراج هذه المنطقة من آتون النار والدمار. الضرورة ملحّة في جمع أقطاب لبنان لإرساء قواعد لعبة جديدة، طموحها الأول وقف انهيار الدولة والوطن، وإعادة تصويب اللعبة القاتلة باتجاه إحياء نقاط القوة وهي كثيرة. نحن لا نتوهّم مطلقاً أن الرئاسة الأولى ستستعيد الوطن وتوقف سرقة الدولة، لنا مع رؤساء الجمهورية تجربة مرة، فمعظمهم اغفل القسم وغيّب الإصلاح ولم يعر اهتماماً بأبناء طائفته. وبالرغم من هذه التجربة المرّة نبقى على موعد مع رئيس يضع برنامج عمل ويشرك اللبنانيين باعادة ترميم واعادة بناء الثقة وطرح الموضوعات الملحّة بكل جدية وشجاعة، فإن نجح كان الأمر خيراً، وإن لم ينجح فيترك حتماً بصماته، الى أن تأتي نخبة سياسية يسكنها الله ويسكنها هاجس الإنسان. حينها تكون قيامة الدولة والوطن.

 

الانتخابات الرئاسيّة خلطت الأوراق في 8 و14 والانتخابات النيابيّة المقبلة قد تغيّر التحالفات...

اميل خوري/النهار/5 شباط 2016

إذا كانت الانتخابات الرئاسيّة قد خلطت الأوراق بحيث انها فرّقت أصدقاء وقرّبت بين أخصام، فان الانتخابات النيابية المقبلة قد تغيّر التحالفات، وما الخلاف على قانون جديد لها سوى بداية الصراع على السلطة، إذ أن كل حزب وكل تكتّل يحاول أن يكون القانون في مصلحته ويؤمّن له الفوز بأكثرية المقاعد كي يستطيع التحكم برئيس الجمهورية وبتشكيل الحكومات وبالمصادقة على المشاريع التي يريد في مجلس النواب. إن قانون الانتخابات النيابية سواء تم إقراره قبل الانتخابات الرئاسية أو بعدها هو الموضوع الأهم. ويحاول "حزب الله" ومن معه، نظراً إلى أهميته أن يربط بين الاتفاق عليه والاتفاق على رئيس الجمهورية. حتى إذا ما جاء هذا القانون في مصلحة الحزب ومن معه، يسهل عندئذ انتخاب الرئيس ويفعل العكس إذا لم يكن مقبولاً منه. ذلك أن قانون الانتخاب سيعيد تكوين السلطة وهو ما لا يستطيعه مجرد انتخاب رئيس. لذلك فإن "حزب الله" ومن معه يهتم بقانون الانتخابات النيابية أكثر من اهتمامه بانتخاب رئيس للجمهورية بدليل أنه أبدى استعداده للتخلّي عن سلّة المطالب إذا ما انتخب الرئيس الذي يريد أن يضمن عندئذ الحصول على هذه السلة، ولا يتخلّى عنها إذا انتخب رئيس غير مقبول منه، لا بل لن يسهل انتخاب هذا الرئيس ويعود إلى المطالبة بانتخابات نيابية قبل الرئاسية لأن نتائجها هي التي تقرر أي رئيس يصلح للبنان، وتقرّر شكل الحكم والنظام فيه. والسؤال المطروح هو: هل يظل "حزب الله" ومن معه يماطل في انتخاب رئيس للجمهورية الى أن يتم الاتفاق على قانون جديد للانتخابات وإقراره في مجلس النواب، حتى إذا كان مقبولاً منه سهّل انتخاب أي رئيس لأنه يراهن عندئذ على الفوز بأكثرية المقاعد النيابية، وهي الأكثرية التي تحكم تطبيقاً للديموقراطية العددية التي تصبح مقبولة ولا تعود ثمة حاجة إلى تطبيق الديموقراطية التوافقية.

أما السؤال الآخر وهو مهم: كيف ستكون التحالفات الانتخابية في ضوء القانون الجديد إذا ما تم التوصّل إلى اتفاق عليه ولم يفرض استمرار الخلاف عليه تمديداً ثالثاً لمجلس النواب وربما رابعاً إذا ظل كل حزب يريده أن يكون على قياسه وليس على قياس الوطن؟

الواقع أن التحالفات القائمة حالياً قد لا تصلح لخوض انتخابات نيابية، ليس على اساس قانون جديد فحسب، بل على أساس ما تكون عليه صورة الوضع في المنطقة. هل تكون على أساس تسوية شاملة للأزمات فيها، أم تكون صورة لتوتّرات شديدة تطيل أمد الحروب فيها وقد لا يستطيع لبنان أن يظل بعيداً من تداعياتها؟ إن الانتخابات النيابية المقبلة قد تجرى محلياً بين طرف يريد إقامة دولة قوية لا دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها، وطرف يريد دولة لا تلغي السلاح خارجها إلا بعد تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وبعد القضاء على التنظيمات الارهابية بمختلف أشكالها وهوياتها. هذا محلياً، أما عربياً وإقليمياً وكان لا يزال الصراع قائماً بين المحاور في المنطقة، فإن أحزاباً قد تعيد النظر في تحالفاتها الحالية وفي تموضعها. فـ"التيار الوطني الحر"، مثلاً، لا يستطيع أن يظل متحالفاً مع "حزب الله" ومع "القوات اللبنانية" في آن واحد بل عليه أن يختار بين هذا التحالف أو ذاك واعتماد سياسة خارجية واحدة في أي تحالف يختاره. فالتقارب بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في موضوع الانتخابات الرئاسية شيء والتحالف في الانتخابات النيابية التي قد ترسم نتائجها وجه لبنان شيء آخر. فإذا لم يكن للناس رأي في الانتخابات الرئاسية لأنها تخص القادة والنواب كوكلاء عنهم، فإن لهم رأياً في الانتخابات النيابيّة عندما يؤيّدون لوائح لها سياستها ولوائح لها سياسة أخرى، ولا يمكن تشكيل لوائح واحدة لأحزاب لا يجمعها خط سياسي واحد. لذلك لا بد من الانتظار لمعرفة هل تجرى الانتخابات النيابية قبل الرئاسيّة إذا استمر تعطيل جلسات الانتخابات الرئاسيّة، وأي قانون جديد ستجرى الانتخابات النيابية على أساسه؟ هل ستتغيّر صورة الوضع في المنطقة فيتوقف صراع المحاور بتسوية ما، أم أن هذا الصراع سيستمر ويزداد حدّة ويكون له انعكاس على الداخل اللبناني بحيث تقوم تحالفات على أساس مواقف جديدة سواء من السياسة الداخلية أو من السياسة الخارجية؟ وهل تعود الأكثرية النيابيّة التي تنبثق من الانتخابات المقبلة هي التي تحكم والأقلية تعارض، أم تظل الأقلية تشارك الأكثرية في الحكم باسم الديموقراطية التوافقية التي لا تمكّن أحداً من أن يحكم من جرّاء الخلافات بين الأفرقاء حتى على الأمور الصغيرة تطبيقاً لسياسة النكايات والكيديّة وليس خدمة لمصلحة الوطن.

 

عون تلقى نصائح مؤثرة بالإنفتاح على الحريري.. و”حزب الله” لا يمانع عودته رئيساً للحكومة

وسام أبو حرفوش/الراي الكويتية/شباط 04/16

رغم الإعتقاد السائد في بيروت ان جلسة البرلمان الـ 35، المقررة لإنتخاب رئيس للجمهورية الإثنين المقبل، لن تؤدي الى الإفراج عن الرئيس العتيد، “المخطوف” منذ نحو 20 شهراً، فإن الحراك السياسي استمر على أشده في ضوء التطورات المفاجئة التي شهدها الملف الرئاسي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وأدت الى خلط أوراق على نحو عاصف، تصدعت معها التحالفات التي قسمت البلاد الى معسكري “8 و14 آذار” على مدى عقد من الزمن. وتمثلت الوقائع المفاجئة التي حرّكت المياه الرئاسية الراكدة بالمبادرة غير الرسمية لزعيم تيار “المستقبل” سعد الحريري بترشيح النائب من “8 آذار” اللصيق بـ”حزب الله” والنظام السوري سليمان فرنجية ، ورد حليف الحريري رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع بتبني مرشح “حزب الله” والمحسوب على المحور السوري – الإيراني العماد ميشال عون، ومن ثم إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تمسكه بعون كمرشح وحيد وبفرنجية كحليف، يحرص على عدم التفريط به.

ورغم الإنطباع بأن موقف نصرالله شكل إشارة الى رغبة “حزب الله” بتمديد الفراغ الرئاسي، خصوصاً عندما رد على محاولات “حشره” بالقول أنه لا يملك، لا الرغبة ولا القدرة، على حمل حلفائه للتصويت عنوة للعماد عون ، فإن المحركات السياسية لم تطفأ مع إستمرار المساعي الـ”ما فوق” عادية لجس نبض أطراف الداخل، كما الخارج، حيال الحصان الرئاسي الذي لم يعد في الإمكان إعادته الى الحظيرة. أوساط واسعة الإطلاع في بيروت كشفت لصحيفة “الراي” عن أن نصائح مؤثرة أسديت لزعيم “التيار الوطني الحر” العماد عون بضرورة الإنفتاح على “تيار المستقبل” والحريري لأن من شأن كسب تأييده تأمين النصاب السياسي والدستوري لانتخاب عون الذي يحظى بدعم “حزب الله” و”القوات اللبنانية” وأطراف أخرى، مشيرة الى ان نجاح عون في التفاهم مع الحريري يفتح أمامه أبواب قصر بعبدا الرئاسي. ولم تستبعد هذه الأوساط أن يكون “حزب الله” طلب من عون إعادة الحرارة الى قنوات الإتصال مع الحريري، خصوصاً بعدما أسقط نصرالله اقتراحه بالحاجة المسبقة لاتفاق على سلة متكاملة من ضمنها الرئاسة، وذلك إنطلاقاً من ان الرئيس صار حتماً من “8 آذار”.

وأعربت أوساط سياسية، على صلة بالحراك الرئاسي، عن أعتقادها بأن تطوراً على جانب من الأهمية طرأ أخيراً من شأنه تعزيز حظوظ عون. وقالت هذه الأوساط لـ”الراي” ان “حزب الله”، كما العماد عون ، لن يمانعا بأن يكون الحريري رئيساً للحكومة إذا انتخب عون رئيساً للجمهورية، بل أنهما سيلبيان رغبة زعيم “المستقبل” بالعودة على رأس الحكومة. وأعربت الأوساط عينها عن اعتقادها بان خصوم الحريري يعتبرون ان ما من خيار امام تحقيق رغبته بالعودة الى السلطة الا قبوله بعون رئيساً، لأن السياسة لا ترتبط بالعلاقة الشخصية او الصداقات بل بالمصالح، وتالياً فإن تغليب المصلحة المشتركة بين عون والحريري من شأنه جعل الصورة التذكارية على أدراج قصر بعبدا في موعد لم يعد بعيداً. واستناداً الى هذه المعطيات الجديدة، فإن الأنظار تتجه الى ما سيكون عليه موقف الحريري، الذي لم تصدر عن فريقه أي إشارة توحي بتراجعه عن ترشيح فرنجية، وسط ترقب ما سيقوله زعيم “المستقبل” في الحفل الذي يقام في 14 شباط الجاري، في الذكرى الـ 11 لإغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وكان الحريري، الذي تلقى إتصالاً من عون، بعيد ترشيح الأخير من رئيس حزب “القوات اللبنانية”، أوفد مدير مكتبه نادر الحريري للقاء صهر عون الوزير جبران باسيل ، وهو اللقاء الذي كسر الصمت بين الطرفين من دون ان يبدل من الوقائع السياسية على ضفاف الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً بعدما أصبحت طريق عون الى القصر الرئاسي تمر حكماً عبر الحريري. ولفتت في السياق عينه حركة عون في اتجاه السعودية، التي قيل الكثير عن أنها لطالما وضعت “فيتو” أمام تسهيل وصوله الى الرئاسة كونه “مرشح إيران”. وعبّرت هذه الحركة عن نفسها بإيفاد عون الوزير الياس بو صعب الى سفارة المملكة في بيروت وبالجهد الذي بذله باسيل لإعادة تصويب الموقف الملتبس من الإعتداء على السفارة السعودية في إيران. ورغم ايحاءات في بيروت عن ان “حزب الله” أعطى “إشارة خضراء” للعماد عون للتفاهم مع الحريري ورفع الفيتو عن عودته الى رئاسة الحكومة، فإن أوساطاً بارزة في “المستقبل” كانت أبلغت الى “الراي” قبل أيام قليلة ان الموقف حاسم من رفض وصول عون الى الرئاسة، وان خياراتهم ستكون مفتوحة في هذا الِشأن، في إشارة تضمر حد بلوغ مقاطعة أي جلسة يمكن ان تأتي بعون رئيساً.

وبعدما عددت هذه الأوساط “الأسباب الموجبة” لرفض “المستقبل” السير بزعيم “التيار الوطني الحر”، ذكرت بأنه يوم فاوض الحريري عون تجنباً لسقوط البلاد في الشغور الرئاسي قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، قوبل الأمر باعتراضات واسعة وحازمة داخل “المستقبل” وفي كتلته البرلمانية، وتالياً فإنه “غير وارد تغيير موقفنا”. وبعدما أشيع عن مقاربة جديدة لـ”حزب الله” حيال الملف الرئاسي والموقف من الحريري، بعدما كان الحزب متهماً بوضع الرئاسة في الثلاجة الى أجل غير مسمى ولأهداف داخلية وإقليمية، طرحت اسئلة عن مواقف اللاعبين الإقليميين والدوليين من الاستحقاق الذي غالباً ما قيل أنه يُصنع في الخارج. وثمة من يعتقد في بيروت ان شيئاً ما لم يتغير في المنازلة السعودية – الإيرانية الدائرة في عموم المنطقة، لكن ما تغير هو الموقف الدولي، وخصوصاً الأميركي الذي يزداد إنفتاحاً على إيران، وتالياً فمن غير المستبعد ان يصيب وهج هذا الإنفتاح ملفات المنطقة ومن بينها لبنان.

 

الدعم الكلامي

أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني/04 شباط/16

 ماذا يفعل العماد ميشال عون بعد في فريق 8 آذار؟

لا التوجهات السياسية لهذا الفريق هي التوجهات الطبيعية للعماد، ولا تبعيته الإقليمية للنظامين السوري والإيراني تنسجم مع تاريخ العماد عون وتطلعات قاعدته، ولا حتى هذا الفريق يوفّر للعماد عون ما يتطلع إليه من دعم في سعيه إلى رئاسة الجمهورية.

فها هو مرشح آخر ينافسه من أهل بيت 8 آذار، وها هو الحليف الشيعي لحزب الله يتنصل منه كمرشح، أما الحزب نفسه، فيواصل وللسنة الثانية على التوالي وبنجاح كبير، فيلم إعلان تأييده العماد عون، من دون أن يترجم ذلك بالنزول إلى مجلس النواب لانتخابه!

فجأة، هكذا، ومن دون سابق إنذار، بات حزب الله يريد إقناع الناس بأنه ينضح ديموقراطيةً! يريد إقناع اللبنانيين بأنه لا يمارس إطلاقاُ أي ضغط على حلفائه، وبالتالي لن يطلب من أي منهم انتخاب العماد عون!

حزب 7 أيار الذي اجتاح شبّيحته و"قمصانه السود" شوارع بيروت، يستخف بعقول اللبنانيين عندما يسعى إلى إقناعهم بأنه أصبح نموذجاً في الديموقراطية!

على كل حال، قد يكون حزب الله فعلاً نموذجاً في الديموقراطية، ولكن...الإيرانية! تلك التي يتغنى بها السيد حسن نصرالله ويبدي إعجابه الشديد بها ويريد أن يتمثل بها لبنان. ديموقراطية قمع المعارضين، ديموقراطية الإقامات الجبرية، والسجون، وطبعاً ديموقراطية "مجلس صيانة الدستور"، والإستنسابية في قبول الترشيحات للانتخابات أو منعها. ومجدداً نقول: على كل مكونات 14 آذار أن تحذو حذو القوات اللبنانية في تبني ترشيح العماد عون، والإتيان به رئيساً لن يغفر حتماً لفريقه الحالي طعنته...ودعمه الكلامي!

 

موجز مساهمة د.حارث سليمان – في حلقة "بموضوعية" على تلفزيون Mtv بتاريخ 3/2/2016

بداية أوّد اوجه تحية ل كارول معلوف على شجاعتها ومهنيتها العالية، واعرف انها تلبّست شخصية لاجئة سورية ورافقت اللاجئين في البحر حتى تكتب عن معاناتهم، وهذا السبق الصحفي يزيد اعجابي بها، وهي تتمتع بمهنية عالية وانحياز واضح الى حرية الشعب السوري وبشجاعة عالية لا استطيع الا الانحناء أمامها. التكفير أو التكفيريين هو مصطلح معناه، تكفير الآخر، أي كل فكرة شمولية ترمي خصمها بأبشع الرذائل، وهذه نعوت تتعلق بالموقف من القضية، فاذا كنت انا مع قضية ما، فكل من يقاتلني أكفره، وبالتالي مسألة التكفير وجهة نظر فاذا كنت اعتبر النظام السوري نظاما مستبدا وبالتالي كل من يقف الى جانب هذا النظام هو تكفيري، واذا كنت مع النظام اكفّر خصومه. فكلنا تكفيريون، كل يكفر الآخر، لأننا ننتمي الى منظومة الاستبداد الفكري، فالعطل الاساسي في منطقتنا منذ المماليك وحتى اليوم هوالاستبداد أي عدم الاعتراف بالآخر أي بالحقيقة، وبنسبية الحقيقة وتتفيه حقيقة الاخر مقدمة لالغائه، وبالتالي لا يوجد تكفيري اكثر من الآخر طالما اننا لا نسمح بالتعددية السياسية وقبول الآخر، وبالتعاقب على السلطة، ونمكن المجتمع من أن يعبر عن حراكه بطريقة تنقلب فيها السلطة بين اكثريات تصبح اقليات واقليات تصبح اكثريات.

اما عن المجازر فهل المجازر التي يقوم بها الطيران الروسي ليست مجازر، وهل المجازر التي حصلت في مضايا ليست بمجازر وهل حصار معضمية الشام ليس بجرائم حرب وهل رمي البراميل المتفجرة ليس بجرائم حرب، فالحرب ليس فيها ملاك وشيطان فكل من يشترك في الحرب تتلطخ يديه بالدماء.

الوضع في سوريا ان هناك نظام استبدادي بدأ مع حافظ الاسد الاب وانتقل مع بشار الاسد الابن، وخلال 45 سنة جرى تخريب الاجتماع السياسي السوري وضرب كل مكونات الحراك السياسي وتمت استباحة كل موارد البلاد النفطية والاقتصادية والاجتماعية، وقام هذا النظام بذبح اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والاردنيين وضمن دورا اقليميا عبر زعزعزة استقرار الدول المجاورة، وأشرف من خلال المتطوعين العرب بعد احتلال العراق من قبل الاميركيين عام 2003 على تطويع وتجميع كل المتشددين العرب وارسلهم الى العراق حتى يكونوا تكفيريين، والسؤال اذا من يكون يحارب الارهابيين أهو الذي سلحهم ودربهم وارسلهم الى العراق؟ انا متضامن مع الجيش اللبناني بكل افراده، مع كل جندي يدافع عن لبنان من محمد حمية الى آخر جندي يدافع عن لبنان وداخل لبنان ومن اجل سيادة لبنان والعلم اللبناني، وكل ما هو خارج الحدود هو مخالف لسيادة لبنان وللقانون الدولي،وليس صحيحا انه لولا ذهاب حزب الله الى سوريا لما كنا ننعم بأمن واستقرار، ورأيي أنا انه لولا ذهاب حزب الله الى سوريا لسقط بشار الاسد ولما كان هناك لا نصرة ولا داعش، ولكان الشعب السوري انتصر والازمة السورية انتهت دون دمار كل مدن سوريا وكنا نعيش في احسن حال.

ان تدخل حزب الله فس سوريا فشل في حماية الاسد ثم حدث تدخل الميليشيات العراقية التي لم تكف للمهمة فاتت الميليشيات الافغانية وقطاعات من الحرس الثوري الايراني والتي لم تكف ايضا فأتى التدخل الروسي حتى وصلنا اليوم الى هنا وهراء ان ندعي سيلا من الانتصارات الوهمية.

أنا اعرف يوميات الحرب اللبنانية التي استمرت اكثر من 15 سنة حيث كان هناك في كل منقلب سياسي أو اقليمي ينتصر فريق على آخر، ثم يعود هذا الفريق لينهزم ثم تأتي تطورات اخرى وتغير المعادلة، فسوريا حربها طويلة والحسم العسكري فيها مستحيل وحزب الله يتعرض لاستنزاف مستمر، والحكمة تقضي بأن ينسحب الحزب اليوم والآن وليس غدا، وفي ذلك مصلحة للبنان ولشبابنا في الحزب.

في سجون سوريا "الداخل مفقود والخارج مولود" وهذا الكلام يعرفه كل سوري، حدث هذا على مدى  اربعين عاما،  انا اتعاطف مع امهات هؤلاء الاسرى ومع اخواتهم واقول انهم مظلومون أولا لأنهم ذهبوا الى معركة خاطئة وثانيا لآنهم كانوا عونا للظالم على المظلوم، وثالثا لأنهم يقاتلون من يدافعون عن بيوتهم واراضيهم. لقد فقدوا حريتهم منذ اشهر تماما كما فقد ملايين المواطنين السوريين حرياتهم في ظل نظام الاسدين خلال اربعين سنة.  نحن هنا لنقاش الأفكار، لا أن نتقاذف كلاما فيه شتائم ولا نقضيها (بهورة) واعلان عنتريات لا اساس لها، أما قصة الارهاب والتكفير وقصة داعش والنصرة، فحقيقة الامر فيها ولفهمها علينا ان نلجأ الى نظرية في العلوم تسمى "الاستنساخ" أي كيف نستنسخ كائنا طبقا لكائن آخر، حيث يأتون بغلاف خلية ما يضعون داخلها مواصفات ورائية لخلية اخرى فيأتي الغلاف شيء بينما السلوك شيء آخر، وهذا ما فعلته ايران وهي التي خلقت داعش والنصرة.

فحين انظر الى داعش اراها تحمل فكرا وهابيا والنصرة كذلك اما حين انظر الى عمل داعش وما تقوم به يوميا، ارى ان كل مصادر قوتها هو من محور الممانعة وكل اعمالها توقيتا وتوجيها لخدمة الممانعة. وسأعدد لك عدد من الشواهد بما لا يدع مجالا للشك، اذ ان كل عناصر قوة داعش والتكفير قد اعطيت اما من نظام الاسد او من نظام نوري المالكي، حيث تم الافراج عن 550 عنصرا تكفيريا من سجون المالكي وعن 350 عنصرا من سجون عدرا في سوريا، والمتطوعون العرب الذين استقدمهم النظام السوري بعد احتلال العراق حيث دربهم وسلحهم وارسلهم الى العراق كما ارسل شاكر العبسي الى لبنان، وتم تسليم الموصل بكل ما فيها، حيث انتصر 700 مقاتل تابع لداعش على 40 الف جندي عراقي من جيش المالكي وقد تركوا سلاحا اميركيا حديثا بقيمة مليار ونصف مليار دولار اضافة الى مليار دولار تركوا كنوزا في البنك المركزي في الموصل، التحقيقات في مجلس النواب العراقي كشفت ان اسقاط الموصل تم باوامر من نور المالكي، أما شركة تويوتا فقد صرحت انه يوجد عشرة الاف سيارة تويوتا باعتها للمالكي يوجد 6 آلاف منها بيد داعش.

صحيفة دير شبيغل الالمانية نشرت تحقيقا يثبت كيف قام احد البعثيين السابقين من جماعة صدام حسين بالاتفاق مع المخابرات السورية وعلى اوراق وزارة الدفاع السورية باقامة شبكة من الروابط والمخابرات التي تشكل العصب التنظيمي لداعش والنصرة. عمليات داعش في سيناء باسقاط الطائرة المدنية الروسية سهلت التدخل الروسي في سورية، عملياتها في فرنسا اسقطت اصرار فرنسا على رحيل الاسد، عمليات في اليمن تستهدف حكومة عبد الهادي منصور وحلفاء السعودية ولا تستهدف الحوثيون وجماعة علي عبدالله صالح.

اذن المسألة أن ما قامت به كل من ايران وسوريا هو استدراج للغرب كي يكون هناك جسر تواصل وتحالف بينهما، فايران هي التي تدعش السنة في العراق، والحشد الشعبي ليس اقل وحشية وشراسة من داعش.

ويوجد استرتيجية ايرانية، والنظام الايراني هو نظام شيطاني يجيد الاستراتيجية كصناعة السجاد فهو يقوم بحياكة سلسلة من القطب المخفية والدقيقة  والمتوالية لكن  الرسمة النهائية تبقى مجهولة ولن نستطيع ان نتعرف الى الرسمة المنوي رسمها الا بعد ست سنوات، بهذه الطريقة قامت ايران بتجنيد الشيعة العرب الذين يدفعون اثمانا باهظة في مخطط ايران الامبراطوري. وايران تدعش السنة لكي يأتي الغرب ويكلفها مع نظام الاسد بمحاربة الارهاب.

فلولا داعش، هل كان يحلم نوري المالكي او قاسم سليماني بأن تأتي اميركا لكي تشرف عليه وتعطيه غطاء جويا بطائراتها وهو يدخل الانبار مدمرا المدن العراقية.

اذا هذا الذي يدعي بأنه يحارب التكفيريين هو لايحاربهم بل هو يمارس دور الاطفائي المهووس الذي يصنع الحرائق لكي يكلفه الغرب باطفائها.

عندما كان حزب الله يقاتل اسرائيل كنا معه كلنا، ولكننا نختلف معه في دعمه لنظام مستبد وبالتالي عندما يقاتل الحزب اسرائيل يكون حزبا مقاوما اما عندما يذهب الى الشام يكون حزبا محتلا. وأبلغ تشبيه له في سورية هو انه كجيش لحد متعامل مع الاحتلال الايراني لسورية.

واذا اردنا الدفاع عن المقاومة يجب علينا تنزيهها عن الاستبداد، لأن المقاومة هي فعل انحياز الى الحرية والحق، انحياز لحرية الوطن والمواطن.

ساوجز هذا القسم بعدة برقيات:

البرقية الاولى أنه من اصل 4500 غارة شنها الطيران الروسي في سوريا فقط 300 غارة كانت على داعش والبقية على المعارضة.

البرقية الثانية في سوريا الروس واسرائيل ينسقان جوا وحزب الله وايران والنظام السوري على الارض، وعندما يكون التنسيق مع الاسرائيلي على هذا المستوى حرام ان نقارنه بنقل جريح في الجولان الى المستشفى.

ظهر جليا منذ 5 سنوات وحتى الان ان الحامي الحقيقي لنظام الاسد هما اوباما ونتنياهو، والذي يجري الآن ان ايران والسعودية تتنافسان فيما بينهما على تغيير جدول اعمال المنطقة من نضال من اجل الحرية في مواجهة الاستبداد الى صدام بين اصوليتين سنية وشيعية تتنافسان على التشدد وعلى حرب لا تنتهي.

بالنسبة لعرسال يجب الحديث عن ما يجري في عرسال في ظل الضخ الاعلامي والاقاويل الكثيرة التي لا تعكس حقيقة ما يجري على ارض عرسال.

ففي عرسال حواي 60 الى 70 الف لاجىء سوري أتوا من المناطق التي "انتصر" فيها حزب الله وهجر اهلها ( القصير يبرود والفليطة وكل القلمون).ونتيجة لانتصار الحزب لجأ ابناء تلك المناطق الى جرود عرسال، فاقاموا عدة تجمعات، اناس يعيشون في البلدة الكبيرة المساحة ويجب التمييز بين البلدة عرسال وخراجها او جردها، فعرسال البلدة شيء ومقالع عرسال شيء آخر وبساتينها شيء آخر ايضا.

وعندما نسمع في الاعلام عن اشتباكات في عرسال فأهل عرسال لا يسمعون بهذه الاشتباكات الا عبر الاعلام فقط، وهم فقط يسمعون بالحرب والاشتباكات عندما يقصف الجيش بالمدفعية على المسلحين، والجيش يسيطر على كامل البلدة، واذا ما حصل اي هجوم على الجيش سيقف اهل عرسال الى جانب الجيش ضد المسلحين. اهل عرسال مشهود لهم ببطولاتهم وكانوا رأس حربة في المقاومة الوطنية اللبنانية في كل مراحل القتال في الجنوب وكانوا رأس الحربة في الجيش حيث يوجد حوالي 3 آلاف من ابناء عرسال في الجيش اللبناني. ولا يوجد اي سبب يمنع من دخول الجيش الى عرسال لانه اصلا فيها.

اهل عرسال يدفعون ثمنا باهظا نتيجة هذا الضخ الاعلامي المغرض، ففي نطاق آخر حاجز للجيش اللبناني يوجد فقط 10 بالمئة من مقالع عرسال ضمن نطاقه، و90 بالمئة من المقالع التي هي الباب الاول للارتزاق لابناء البلدة ضمن نطاق المسلحين وهذه المقالع هي مغلقة ولا يتستطيع الصعود اليها اهلها، اضافة الى وجود بين 10 و12 الف لاجىء سوري بين الجيش والمسلحين. وكل قصة عرسال وهذا التحريض لأنه تم تهجير بلدة طفيل اللبنانية المتداخلة مع الحدود السورية، لأنه هناك استثمارات ايرانية في منطقتي الزبداني ومضايا، آلاف الهكتارات التي تم شراؤها من قبل الايرانيين، والتهجير الذي يتم في القلمون وصولا الى ريف الزبداني له طابع استيطاني، وبالتالي لا يمكنك أن تقول لي انك مقاومة وتتمتع بتفوق اخلاقي وتهجر السوريين من بيوتهم.

 

قبل فوات الأوان

فارس سعيد/ الخميس 04 شباط 2016

جاء «اتفاق الطائف» عام 1989 ليؤكّد، شكلاً ومضموناً، جملةً من الأمور هي في أساس أيّ اتفاق يمكن أن ينعقد بين اللبنانيين للخروج من الحرب وإعادة البناء على قاعدة العيش المشترك الذي يلخّص معنى لبنان.

وبصرفِ النظر عن العوامل الخارجية والملابسات التي رافقَت هذا الاتّفاق، فقد اعترف «الطائف» وللمرّة الأولى بصورة واضحة بالطابع النهائي للكيان اللبناني (وطناً نهائياً لجميع أبنائه)، وأكّد ضرورةَ استعادة الدولة سلطتَها على كامل التراب اللبناني بقواها الذاتية، ومن جهة أخرى كرَّسَ الاتفاق انتماءَ لبنان إلى محيطه العربي ومنَحَ المسلمين توازناً جديداً في السلطة توكيداً للمشاركة والتكافؤ.

إنّ التعامل مع اتفاقٍ ميثاقي من نوع «اتفاق الطائف»، على قاعدة «موازين قوى متغيّرة»، داخلية أو خارجية، هو تعاملٌ خاطئ يضرب الاتفاق في الصميم؛

أوّلاً، لأنّ الاتفاق ألغى الحاجة لأيّ «ثنائية طائفية مرجّحة» في الصيغة، خصوصاً بعد إقرار مبدأ المناصَفة وما تَرتّب عليه من إصلاحات سياسية ودستورية، كما ألغى مسألة الاستقواء بالعدد، لأنّ مثلَ هذا الاستقواء يُفسِد الشراكة.

لقد أثبَتت التجربة أنّ الثنائية الدرزية المارونية انتهَت بحربٍ أهلية في 1840-1860، ولم نتجاوزها عملياً إلّا بمصالحة الجبل في العام 2001 من خلال زيارة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير إلى الشوف.

والثنائية المارونية السنّية التي قامت في العام 1943، انتهت بحربٍ أهلية بدأت عام 1975 وتنقّلت بأشكالٍ مختلفة من مرحلة إلى أخرى لتنتهي بـ«اتفاق الطائف» التاريخي.

أمّا الثنائية التي ظنّت أنّها حكمت لبنان خلال الوصاية السورية، فقد انتهَت باستشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 وبتوحُّد معظم اللبنانيين في ساحة 14 آذار.

اليوم، نرفض الاستقواءَ بالعدد ونرفض الاستقواءَ بالخارج، كما نرفض الاستعلاءَ الذي يمارسه البعض من خلال تنصيب نفسِه «وصاية جديدة» على أنقاض الوصاية القديمة.

موحّدين، مسلِمين ومسيحيين، سنواجه كلّ مَن يدّعي إدارةَ شؤوننا من خلال سلاحه أو عضَلاته أو استقوائه بالخارج.

موحّدين، مسلِمين ومسيحيين، سنواجه هواجسَ كلّ طائفة وكلّ جماعة وكلّ فرد.

لأنّه ليس من علاجٍ مسيحي لشكوى المسيحيين،

وليس من علاجٍ شيعي لخوف الشيعة في المنطقة،

وليس من علاجٍ سنّي لآفة الأصولية والتطرّف،

وليس من علاجٍ درزي لعقدة الخوف على الوجود،

فإمّا أن ننجوَ موحّدين وإمّا أن نغرقَ فرادى.

موحّدين، مسلِمين ومسيحيين، سندافع عن الطائف ضامناً وحيداً للعيش المشترك.

 

8 شباط في روزنامة الكتائب موعد أساسي لتأكيد صحة الخيار

بيار عطاالله/النهار/5 شباط 2016

اعتباراً من الاول من شباط، بدأ حزب الكتائب العد العكسي للجلسة الـ35 لانتخاب رئيس للجمهورية. وهذه الجلسة بالذات ليست كسابقاتها لجهة التنافس بين مرشحي 8 و14 آذار، أي سمير جعجع وميشال عون، بل هي جلسة كاملة الاوصاف بمرشحين من عتاة الموارنة، وتالياً يراهن الكتائب على أن الجلسة المقبلة ستؤكد صحة مواقفه لجهة عدم صوابية السير في خيار معراب وتأييد العماد ميشال عون، من دون ترسيم معالم واضحة لهذه المبادرة التي ستكون نهار الاثنين المقبل أمام لحظة الحقيقة التي لا بد من تظهيرها، وفحواها أن اتفاق نقيضين لا يصنع وحدة حقيقية، بل الاصح اجتماع كلمة المسيحيين اولاً على رؤية واضحة ومشروع وخريطة طريق الى كرسي الرئاسة الاولى في بعبدا. لم يوفر حزب الكتائب حجة ولا منطقا لتوضيح موقفه مما جرى في معراب، إن لجهة الاعلان تكراراً عن تأييد الكتائب للمصالحة المسيحية وأن الحزب غير معني بهذه المصالحة، لأنه لم يحمل السلاح ضد العماد ميشال عون ولا ضد "القوات اللبنانية"، أو لجهة الاعلان تكراراً عن تأييد الطريق الى الوحدة المسيحية بمعايير مختلفة، أولها احترام الآخرين وعدم تحويل مشروع الوحدة الى "حرب إلغاء للآخرين". ورغم الترحيب الذي قوبلت به هذه المواقف لدى قسم من الاحزاب والهيئات والكتل المسيحية في سياق الحملة المضادة لـمعراب، فإن التأثير المعنوي لكلمتي الوحدة والمصالحة اللتين أطلت بهما المبادرة الرئاسية، يلقى صداً اكثر لدى فئات واسعة من الرأي العام المسيحي ترى وتسمع وتعاين يومياً فصول التطاول على الحضور المسيحي والسعي الدؤوب للانتقاص من الشخصية المسيحية المعنوية. وبهذا المعنى، تلقف الكتائب ما جرى في وزارة المال من قضم لمركز رئيس دائرة كبار المكلفين، وبادر الى الدعوة الى التحرك مع الاحزاب المسيحية الاخرى لكي تثبت أنها معنية كلها بالملفات المسيحية، من منطلق الشراكة الوطنية، أسوة بطرفي تفاهم معراب وأكثر. والامر يحتاج من الكتائب ليس الا الصراخ فحسب احتجاجاً على ما جرى في وزارة المال وما يجري في غيرها، بل أيضاً الانتباه الشديد الى ما يجري على مستوى قانون الانتخاب، حيث يحتاج الكتائب الى الواقعية السياسية قليلاً في هذا الملف، إذ لم يحسم خياراته بين اقتراحات النسبية والاكثرية وحجم الدوائر، وصولاً الى الدائرة الفردية التي تبقى حلم كل "الاقليات" في لبنان في سعيها الى عدم الغرق في بحر الاكثريات وتأمين إيصال ممثليها الحقيقيين الى مجلس النواب، أو كما قال البطريرك صفير مرة، "64 يعني 64 ". ينتظر الكتائب ما سيكون عليه موقف "القوات" من عدم نزول نواب "التيار الوطني الحر" الى مجلس النواب الاثنين المقبل، والرأي بحسب كتائبيين أن هذه الواقعة المقبلة قريباً سوف تؤدي الى وضع النقاط على حروف ما جرى لجهة صوابية موقف الصيفي في الاعتراض على بند دعم ترشيح العماد عون وما جرى في معراب، وتقديم المصالح على المصالحة، من دون الاخذ في الاعتبار وضع بنود خريطة طريق مبدئية للسير بها الى الرئاسة الاولى. ولكن في جميع الاعتبارات، فالامور بخواتيمها والامتحان لجدية ما جرى هو نهار الاثنين المقبل، ويستمر التواصل بين الصيفي ومختلف القوى السياسية تحت عنوان وضع "خريطة طريق رئاسية"، ربما يعجز فؤاد شهاب عن تنفيذها، في ما لو بعث حياً، وسط هذه الظروف الصعبة. لكن الاهم بالنسبة الى سامي الجميل هو حفظ المبدئية والتمسك بالميثاقية وعدم احباط الشباب مرة جديدة.

 

حزب الله الضعيف و8 اذار المشتّته !

وسام الامين/جنوبية/4 فبراير، 2016

فوجىء اللبنانيون في الاسابيع الاخيره بمدى ضعف حزب الله على الساحة اللبنانية وانحسار نفوذه وسطوته حتى على حلفائه. حزب الله لم يعد يستطيع الضغط على حليفه التاريخي سليمان فرنجية كي يسحب ترشيحه الرئاسي لمصلحة الحليف الوفي للمقاومة ميشال عون، ولا حتى ان يطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري شريكه الاضعف في الثنائية الشيعية ان لا يتمادى ويتباهى يوميا ببقاء دعمه لترشيح فرنجية، اما الاكثر قسوة في هذا المشهد الانقسامي فهو تفلت وئام وهاب واطاحته بالالتزام السياسي تجاه الحلفاء وخروجه عن كل ضابط اخلاقي بمهاجمته تيار المردة وامينة سره فيرا يمين بعبارات مقذعه.

خاب امل الموالين للحزب، وتنفس معارضوه الصعداء، لقد ضعف الحزب وتشتت قوى 8 اذار اخيرا، وعاد التوازن الطائفي والتجاذبات استقرت على انقسام عند الجميع. غير ان هذا المشهد لم ينطل على العارفين بتكتيكات حزب الله ومرجعيته ايران. فهذا المشهد هو ” المطلوب” تماما، انها مسرحية مستهلكة عنوانها “تأجيل الانتخابات الرئاسية”، وبطلها “حزب الله الضعيف” ويشارك في التمثيل وئام وهاب وسليمان فرنجية ونبيه بري وغيرهم من اقطاب 8 اذار.

 

حزب الله" للمجتمع الدولي: لا نتاجر بالممنوعات!

منير الربيع/المدن/الخميس 04/02/2016

أعلنت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية قبل فترة اعتقال أعضاء ينتمون إلى "حزب الله" بتهمة "استخدام أموال مخدرات لشراء أسلحة في سوريا"، عبر بيع المخدرات وخصوصاً "الكوكايين" في الولايات المتحدة وأوروبا لشراء أسلحة في سوريا، إلا أنها لم تذكر تاريخ ومكان اعتقالهم، على الرغم من أن البيان ربط بين بعض من ألقي القبض عليهم بخلية أوروبية لشبكة جرى اعتقالها الأسبوع الماضي. في لبنان، لا معطيات رسمية بهذا الشأن، لكن "حزب الله" ينفي بشكل كامل كل الإتهامات التي توجه إليه في هذا السياق، ويعتبرها من ضمن الحملة التي تشنّ عليه على صعيد دولي، وهي حرب لا تختلف عن حربه مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. لكن في المقابل، تلفت مصادر مطلعة عبر "المدن" إلى أنه في السنوات الأخيرة الماضية تقلّصت حرية حركة التجار، والأشخاص الذين هم على علاقة بـ"حزب الله"، بمعنى أنه لم يعد بمقدورهم التحرك بالطريقة التجارية التي كانوا يعملون بها في السابق، لا سيما أن عمليات المراقبة مشددة للغاية. وتعتبر المصادر أن أحد أبرز العناوين التي دفعت بالقوى الدولية إلى التشديد في المراقبة على عمليات تهريب الأموال، هي قضية سقوط طائرة كوتونو الشهيرة والتي كانت محملة بالاموال. اليوم تشتد هذه الضغوط وعمليات الرصد أكثر فأكثر، لتشمل مختلف الأشخاص المقربين من الحزب أو هم على علاقة معه، وتشمل العقوبات كل الشركات التي لها علاقة بأشخاص مقربين من "حزب الله"، في كل دول العالم، لا سيما أن الأمر لم يعد يقتصر على أميركا أو أوروبا فقط، لا بل وصل إلى أميركا اللاتينية وأفريقيا، ولبنان بالطبع بموجب العقوبات التي تعتزم فرضها الإدارة الأميركية على المصارف أو الشركات أو الأشخاص الذين يتعاملون مع الحزب. وتشير مصادر قريبة من الحزب لـ"المدن" إلى أن "كل هذه الإتهامات هي باطلة، وهي جزء من مراحل استهداف الحزب ومنظومته القيمية والأخلاقية"، وتقول: "لا يمكن لحزب الله أن يلجأ إلى هكذا أعمال من شأنها أن تدمّر كل ما بناه على مدى ثلاثين عاماً، لا سيما أن ما يتهم به الحزب يأتي في سياق تدمير المجتمعات بطريقة ممنهجة، وهذا بعيد كل البعد عن الحزب وثقافته السياسية والدينية". وتؤكد المصادر أن طريقة حصول على الحزب التمويل لا تتم عبر شركات أو مصارف أو أعمال تجارية.

ولكن ماذا عن الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم واعترفوا بتجارتهم بالمخدرات، أو بضلوعهم بعمليات تبييض الأموال؟ في هذا السياق، تشير المصادر إلى أن "هؤلاء الأشخاص ليسوا أعضاء في حزب الله، بل قد يكونون من الطائفة الشيعية، وهناك آخرون من الطوائف الأخرى، يتعاطون بهذه التجارة الممنوعة والمحرمة، ولكن إعتبارهم أعضاء بالحزب هو نوع من الحرب المستمرة التي تتعرض لها المقاومة". وعن الأسماء التي صدرت مؤخراً، تلفت المصادر إلى أن كل هؤلاء خارج "حزب الله"، ولا علاقة للحزب بهم، وإنما قد يكون ثبت للإدارات التي أجرت هذه التحقيقات، بأن هؤلاء الأشخاص المتمولين لربما قد تبرعوا بمبالغ من ثرواتهم لجمعيات أهلية أو منظمات لها علاقات جيدة مع الحزب، وبالتالي هم اعتبروا أنهم يمولون "حزب الله"، وهذا غير صحيح. وتضيف المصادر إن "هؤلاء الأشخاص المعروفين داخل بيئتهم ربما بأنهم حصلوا على أموال عن طريق تجارات غير شرعية، يريدون تبييض صفحتهم والظهور بأنهم حريصون على بيئتهم ومجتمعهم، وبالتالي يلجؤون إلى التكفير عن هذه الذنوب عبر التبرعات وتمويل بعض المشاريع الخيرية، ولكن هم قطعاً لا يدعمون الحزب وهو لا يستفيد منهم". وفي هذا السياق، تكشف مصادر "المدن" عن مساع عديدة يقودها الحزب بنفسه أو عبر بعض الحلفاء في الداخل اللبناني أو عبر بعد الدول الصديقة لإيران، من أجل توضيح هذا الأمر"، وترفض المصادر الكشف عن الخطوات التي يعتزم الحزب اتخاذها لأجل إعادة الأمور إلى نصابها، وتضعها في إطار الإجراءات السرية التي إذا ما حكي عنها يفشل مسعاها.

 

عندما تختفي أكياس الذهب والفضة عند السيد

عماد قميحة/لبنان الجديد/04 شباط/16

 أتقن حزب الله استعمال سلاح المال على جبهة "المؤلفة قلوبهم" من سياسيين وإعلاميين وأصحاب رأي وفي أوساط العامة من الجمهور والبسطاء، تماماً كما أبدع في استعمال السلاح الحربي على الجبهات القتالية، بالخصوص في السنوات العشرة الأخيرة مع ارتفاع أسعار النفط وبفضل خلق منابع مالية خاصة تكاد تضاهي بحجمها تلك الواردة من المال الإيراني الحلال.  لم يخفِ حزب الله يوماً فائض الثراء عنده، بل وقف سماحة السيد في أحد خطبه ليعلن على الملأ كله بأنّ ما يمتلكه من ثروة وخزائن ما أنّ مفاتيحه لتنؤ بالعصبة أولي القوة، ولم يبخل الحزب بإغداق تلك الأموال يُمنة ويسرى، حتى صار الإقتراب من صفوف الحزب فضلاً عن العمل داخله يكاد يكون حلم من أحلام الشباب يغنيه عن التفكير بالسفر والهجرة أو حتى عن إكمال تعليمه. وكنا إلى الأمس القريب نسمع قصصاً وروايات هي أقرب ما تكون إلى القصص الخيالية عن أثرياء جدد انتقلوا سريعاً من حالة الفقر إلى حالة البحبوحة بمجرد نقل ولاءاتهم وإعلان الطاعة للحزب، وصار من السهولة بمكان تمييز الشيخ الشيعي الموالي لحزب الله من غيره أو بأن تعرف حجم مسؤولية أي شاب تلتقيه على الطريق من خلال نوع السيارة التي يقودها أو الثياب التي يرتديها، فبقدر ظهور النعمة على محياه تعرف فوراً بأنّه ينتمي إلى حزب الله. 

هذه الحالة للأسف آخذة بالإنحسار تدريجياً، ويحل محلها في الأونة الأخيرة أخبار تتحدث عن ضائقة مالية كبيرة يمرّ بها الحزب، يؤكدها يومياً حالة من النفور والإشمئزاز يعبر عنها مقربون يعملون في الدوائر القريبة من الحزب لم يحصلوا على مستحقات لهم منذ أشهر.  يعزو مراقبون أسباب هذا "الطفر" لخفض أسعار النفط في إيران وبأنّ الأزمة الحقيقية هي ما تواجهه إيران من ضيقة اقتصادية تنعكس تلقائياً على الحزب. وإن كنت لا أستبعد دور الأزمة الإقتصادية في إيران إلاّ أنني لا أتصور أنّ موازنة حزب مهما كبر حجمه ستشكل عائقاً أمام دولة بحجم إيران مرّت عليها أزمات أكبر بكثير مما هي عليه اليوم بدون أن يؤثر ذلك على تكاليف "تصدير ثورتها"، وهذا قد يأخذنا إلى القول بأنّ "الحنفية" الايرانية إنما تسكّر هذه المرة، بقرار وعن سابق تصور وتصميم.  معلوم أنّ إيران كغيرها من الدول المانحة، لا تسمح للجهات والأطراف المدعومة باستعمال مالها لإنشاء مؤسسات وشركات إنتاجية حتى تبقى ممسكة هي بناصية الجهة الممنوحة ومتمكنة من قرارها ( وهذا ما يفسر خلو الجنوب أو الضاحية والبقاع من أيّ مؤسسات انتاجية)، وبالتالي فإنّ تقليص الموازنة المالية من قبل إيران، مترافقاً هذا الشحّ الإيراني مع الهجمة الأميركية والقرارات العقابية المتعلقة بالبنوك والأفراد المتهمين بعلاقتهم المالية مع الحزب قد يوحي بأنّ هذه الخطوات وتزامنها قد تكون من ضمن الشروط غير المعلنة للإتفاق النووي.  فيكون المراد إذن من كل ذلك إنّما هو تهيئة الحزب للمرحلة الجديدة التي رسمتها إيران لنفسها على أنغام ضحكات كيري ظريف، لأنّ الدور المناط بالحزب لم يعد يشكل حاجة استراتيجية لها، بعدما وصلت إلى ما كانت تبتغيه، على قاعدة أنّ الإنفاق يكون بحسب الحاجة، والمطلوب في المرحلة القادمة هو عودة الحزب إلى حجمه الطبيعي بدون أيّ انتفاخ غير مستحب ايرانياً. لا شكّ بأنّ حزب الله المفلس أو الطفران هو حتماً غير حزب الله الثري، وهذا التحول سنتلمسه عند الحلفاء المفترضين قبل الخصوم، ولعلّ واحدة من أهم هذه المؤشرات هي تضعضع فريق ما كان يسمى بـ8 آذار، وما الحرب الإعلامية بين وهاب ويمين إلا بداية هذا التفلت غير المعهود بسبب فقدان هذا الفريق الواضح " للمايسترو" وضابط الإيقاع الذي كان يلعبه على الدوام سماحة السيد حسن، بفضل ما كان ينثره على الأتباع والحلفاء من أكياس الذهب والفضة. وسيختفي حتماً ولو بشكل تدريجي تماسك هذا الفريق ويختفي معه كل الشعارات الكاذبة عن القضية والمحور والعروبة والممانعة وما إلى ذلك، مع اختفاء رنين تلك الأكياس .

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية جنيف: الأسد يخسر في السلم وفي الحرب

عبد الكريم أبو النصر/النهار/5 شباط 2016

"العملية التفاوضية الجديدة لحل الأزمة السورية التي يرعاها المبعوث الأممي ستافان دو ميستورا في جنيف وتشرف عليها الدول المؤثّرة تتحكّم في أعمالها وتوجّهاتها حقيقتان أساسيّتان هما: الأولى أنه ليس ممكناً وقف الحرب وتحقيق السلام في سوريا عن طريق التعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد بل إن من الضروري والحيوي اشراك المعارضة المعتدلة في الجهود الديبلوماسية لأنها الطرف الأساسي الذي يمثل الشعب المحتج. والحقيقة الثانية أن نظام الأسد في مأزق على رغم الدعم الروسي – الإيراني الكبير له، إذ انه سيخسر في السلم وفي حال انخراطه جدّياً في العملية التفاوضية والموافقة على تنفيذ متطلّباتها، وسيخسر في الحرب في حال انقلابه على العملية التفاوضية ومواصلته القتال". هكذا اختصر مسؤول دولي معني مباشرة بملف الأزمة السورية الوضع، وقال: "بالنسبة إلى الحقيقة الأولى يظهر بوضوح أن السلام لن يتحقّق في سوريا في غياب المعارضة المعتدلة عن طاولة المفاوضات ومن غير منحها الدور الأساسي الذي تستحقه في عملية حل الأزمة، ذلك أن القرارات والتفاهمات الدولية تنص بوضوح على أن الحل السياسي الدائم للأزمة يتطلّب مفاوضات في إشراف دولي بين ممثلي النظام والمعارضة والوقائع تظهر أن نظام الأسد عاجز عن وقف الحرب التي فجّرها وعن حل الأزمة وأن الاكتفاء بالتعاون معه يطيل الحرب ويلحق المزيد من الكوارث بالبلد ويغذّي الارهاب. والمقصود بالمعارضة المعتدلة المشروعة هي تلك التي اجتمعت الغالبية العظمى من تنظيماتها وأحزابها وفصائلها وشخصياتها في الرياض في كانون الأول الماضي وشكلت هيئة عليا للمفاوضات برئاسة رياض حجاب ووفداً متكاملاً للتفاوض مع ممثلي النظام، واتّفقت على مشروع سياسي موحّد للمفاوضات. وقد حاولت القيادة الروسية إضعاف هذه المعارضة أو اختراقها إذ وضعت قائمة تضم 14 شخصاً موالين لها وطالبت بضمهم إلى وفد المعارضة الحقيقية أو تشكيل وفد مستقل منهم يتقاسم مع وفد الرياض وعلى قدم المساواة مهمّة التفاوض مع النظام. لكن هذه المحاولة الروسية فشلت، إذ ان دو ميستورا رفض اقتراح موسكو مدعوماً في ذلك من أميركا والدول الحليفة لها وأكد رسمياً أن المعارضة المنبثقة من اجتماعات الرياض هي الممثل الشرعي الحقيقي لقوى المعارضة وهي التي ستتفاوض وحدها مع وفد النظام. وفي المقابل دعا دو ميستورا معارضي موسكو الى جنيف بصفة شخصية على أساس أن يكونوا مستشارين له لكنهم لن يشاركوا في المفاوضات مع النظام".

وأضاف المسؤول الدولي: "بالنسبة إلى الحقيقة الثانية فإن الأسد يجد نفسه أمام خيارين يؤدي كلاهما الى إنهاء حكمه. الخيار الأول أن ينخرط في العملية التفاوضية الجديدة مع المعارضة وينفذ المطالب الدولية استناداً إلى ما أكّده دو ميستورا خطياً ورسمياً وباقي الدول المعنيّة من أن المفاوضات ستجري على أساس تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي ينص حرفياً على الآتي: "إن الوسيلة الوحيدة لإيجاد حل دائم للأزمة السورية هي عملية سياسية تهدف إلى التطبيق الكامل لبنود بيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012 الذي تبنّاه قرار مجلس الأمن الرقم 2118، وخصوصاً تشكيل هيئة حكم انتقالي تمتلك السلطات التنفيذية الكاملة على أساس القبول المتبادل" بين النظام والمعارضة. وينص بيان جنيف على ضرورة انتقال السلطة إلى نظام جديد تعددي ديموقراطي يحقّق التطلّعات المشروعة لكل مكوّنات الشعب السوري. الخيار الثاني هو ان يرفض الأسد أو يتهرّب من تنفيذ هذه المطالب الدولية فتتواصل حينذاك الحرب وتتلقّى قوى المعارضة المزيد من الدعم العسكري. وفي أي حال ستكون هذه الحرب عبثية وستلحق المزيد من الكوراث بسوريا ولن يستطيع الأسد الانتصار فيها لأن الانتصار الحقيقي ليس عسكريّاً بل يتطلّب امتلاك القدرة على حكم سوريا مجدداً وتوحيد شعبها واعادة بنائها وإيجاد الحلول لمشكلاتها الهائلة. والنظام المتمسك بالقوة وحدها والمعزول إقليمياً ودولياً على أوسع نطاق والمنهك إلى أقصى حد وفي كل المجالات عاجز عن تحقيق هذه الأهداف، الأمر الذي يعني أن تواصل الحرب سيقود في مرحلة ما إلى إنهاء حكم الأسد". وخلص المسؤول الدولي إلى القول: "نظام الأسد خاسر في السلم وفي الحرب فلن تنقذه العمليات الحربية أياً يكن حجمها ولن تنقذه مفاوضات جنيف التي علّقها دو ميستورا إلى 25 شباط الجاري من أجل الإفساح في المجال لتدخّل دولي جدّي يصحّح مسارها".

 

ماذا يقول العماد عون بعد عقد على التفاهم مع حزب الله؟

خاص العهد/فاطمة سلامة

04 شباط/2016

http://www.alahednews.com.lb/120889/76/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%AF-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D9%82%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%9F#.VrOkRtIrKUk

لم تبدّل السنوات العشر والظروف الاستثنائية التي مرّ بها لبنان من متانة التفاهم الذي وقّعه حزب الله و"التيار الوطني الحر". أعوام على اللقاء الاستثنائي الذي شهدته كنيسة مار مخايل تقاسم خلالها الحزبان السراء والضراء. كُثر حاولوا دق إسفين الخلافات بين "رفقاء الدرب" وحماة المقاومة لكنّ الفشل كان حليفهم. لا حارة حريك نكثت بالعهود ولا الرابية بدّلت مواقفها. بقي السيد صادق الوعد والجنرال صامداً لإيمانه بصوابية التفاهم الإستراتيجي. عشرُ سنوات سمان شهدتها العلاقة الثنائية التي لم ينل منها المصطادون في الماء العكر. كُثر حاولوا التشكيك بها، فبقيت "شوكة" في عيون الحاسدين والهاوين لسياسة   "نقل البارودة من كتف الى كتف". العلاقة بين الحزبين أكبر من كل المتربصين كما يؤكّد الجنرال العماد ميشال عون في مقابلة مع موقع "العهد". وفق حساباته، الثقة كبيرة جداً بين الطرفين. الشك لا يتسلل عندما نتحدّث عن قائد استثنائي كسماحة السيد. أساساً لا يتصوّر الجنرال هذه الفكرة مطلقاً. الاثنان في شركة واحدة. إنها شركة التضحيات.

وهنا نص المقابلة:

س. كيف تجدون لبنان بعد عشر سنوات على التفاهم بينكم وبين حزب الله؟

لا يمكن أن نرى لبنان بعد عشر سنوات الا من خلال المرحلة التي عاشها. المرحلة لم تكن هينة أبداً. كانت مفعمة بالصعاب. عام ٢٠٠٦ اندلعت حرب تموز وكانت نتيجتها طبعاً الانتصار. وفي قراءة تحليلية عند اندلاع الحرب، ألحّ عليّ السؤال عن الغاية منها لدى الإسرائيليين، فإسرائيل تركت لبنان عام 2000 ولا يمكن أن يكون هدفها بعد ست سنوات العودة إليه، وتوصلت الى الاستنتاج التالي:  غاية إسرائيل عام 2006  لم تكن احتلال الارض، وإلا لبقيت فيها، غايتها هي إحداث مشاكل داخلية بين اللبنانيين لضرب المجتمع اللبناني من الداخل،  من هنا أصدرنا موقفنا السريع وحذرنا الشعب اللبناني خطر أي خلل في الداخل. وأطلقت النداء الشهير وهو "سنين من الحروب مع الخارج ولا ساعات من حرب في الداخل"، فتنبه اللبنانيون وأطلقنا في اليوم التالي باسم التكتل نداء آخر في نفس المضمون، وبالفعل حدثت موجة وعي للجميع وابتعدوا عن المشاكل وأضحت اهتماماتنا كيف سنؤوي الناس ونساعدهم لتجاوز الظرف الاستثنائي، هذا في مرحلة الحرب.

وفي مرحلة أخرى سابقة، كانت موجة التكفير الخطيرة جدا قد بدأت في العراق في أواخر عام 2005. حينها قاد أبو مصعب الزرقاوي هذه الحركة ضد الشيعة. التكفير يعني السكين، ونحن مجتمع ننفعل أو نتفاعل مع الشرق الاوسط. سلبية هذه المسألة تخلق انفعالات. كان علينا دائماً أن نحاول حتى ولو طلعت الحرارة في لبنان أن لا تندلع النار. بالفعل بعدما قطعت هذه المرحلة، وبدأت اليوم نهايات الحرب في سوريا، أعتقد أننا نجحنا رغم أن الأوضاع الاقتصاية  تأثرت كثيراً حتى باتت أزمة خصوصاً خلال السنتين الأخيرتين. استطعنا ان نحافظ على لبنان نسبياً رغم بعض الخسائر التي أتت عبر السيارات المفخخة. الحمد لله الحرب تنتهي ولا زلنا نعالج بقاياها. اكيد المراحل القاسية والتجربة والموقف المنسجم مئة بالمئة مع موقف المقاومة خلق لحمة قوية وكبيرة بين الشيعة والمسيحيين.

س. لماذا لم ينضم الى هذا التحالف أي فريق آخر خاصةً أنكم فتحتم الباب أمام الجميع؟

مع الأسف عندما وضعنا التفاهم على الطاولة في 6 شباط دعونا الجميع لكي يقرأوه ويطلعوا عليه وإضافة التعديلات اذا استلزم الأمر. سعينا الى اتفاق لبناني بين كافة المكونات. ولكن للأسف رفضته الأطراف الأخرى حينها. الامتعاض من التفاهم حدا ببعض المتربصين الى نعته بالاتفاق الشيعي -الماروني ضد السنة في بعض الصحف. حكمَ فوراً أن الغاية منه العدائية، والحقيقة عكس ذلك تماماً، كانت هناك عدة مواضيع  لبنانية يمكن أن نتفاهم حولها. وبالفعل، معظم بنود هذا التفاهم طُرحت على طاولة الحوار واتفقنا عليها. بقي هناك بعض القضايا لم ينفذ مثل البند الرابع وهو بناء الدولة والسير باتجاه المواطنة. ليس المهم كيف نفكر اتجاه الآخر، المهم أن يتجاوب الآخر مع تفكيرنا أيضاً ولكنه لم يتجاوب للأسف.

س. ما هي ميزة هذا العام بعد عشر سنوات على الذكرى وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان؟ بمعنى هل نستطيع القول إن أفضل تجليات التفاهم تبلور هذا العام وسنرى ثماره قريباً؟

أكيد هذه العلاقة أقوى من التشكيك، لأنها مرت باختبارات قاسية جداً.  خيرت بين الرئاسة وفك الارتباط مع حزب الله. حينها قلت "الوحدة الوطنية أهم من رئاسة الجمهورية"، وهذا الكلام لم يعد سراً. هذا الموضوع بالنسبة لي محسوم. هناك قصايا وطنية تسمو كالوحدة الوطنية، وأمن الوطن كما حصل عام 2006. هذه الامور مرتكزات وطنية لا لعب فيها. أمن الوطن ووحدة الشعب اللبناني. لا يستطيع لأي شخص أن يرى الجنوب يُقصف وهو في مكان آمن. هذا الوطن جسم واحد، إذا ضُرب الشمال يجب أن يتوجع الجنوب وإذا ضرب الجنوب يجب أن يتوجع الشمال وكل المناطق. إما أن نكون مواطنين متضامنين أو أن نكون سكاناً وليس مواطنين.

س. ما هي أهم ثمار هذا التفاهم؟

الأمن من أهم ثمار هذا التفاهم. الوطن يحتاج الى الأمن والاستقلالية وحرية القرار. الأخيرة ليست متوفرة عند البعض،. هم يشعرون بالتزامات مع الآخرين أما نحن فحررتنا من ضغط اسرائيل واميركا التي كانت ضدنا. بقينا صامدين على استقلاليتنا وواقفين لمصلحة وطننا.

الى أي مدى كرّس التفاهم نموذجاً للحوار يحتذى به كأفضل علاقة ثنائية بين حزبين في السياسة اللبنانية؟ تفاهمكم مع القوات يأتي في هذا السياق.

مع الوقت، بدأ بناء الثقة بيننا وبين القوات. أُجريت الاحصاءات مؤخراً وعبّر خلالها 86 % من المسيحيين عن ترحيبهم بهذا التفاهم. أيضا الإحصاء اعطى ارجحية لرئيس الجمهورية العتيد. بما معناه أن هذا النموذج مستحب من جميع اللبنانيين التواقين الى التفاهم، الا طبعاً من يسعى الى السيطرة على الفريق الآخر إذا توافرت له بعض القوى. أعتقد أنّ هذه القوى أصيبت بعجز شامل لدى محاولتها تهميش  فئة أخرى.

س. البعض انتقد وصفك للعلاقة التي تجمعك بسماحة السيد بـ " انا والسيد واحد وهناك تكامل وجودي بيننا" معتبرين أنها تفقدك من رصيدك الشعبي. ما ردكم؟

كمواطنين نعم، أنا والسيد واحد.  في الايام الصعبة نتصرف أحيانا بنفس الطريقة، حتى دون أن نتكلم مع بعضنا البعض. نؤمن بنفس المضمون حول معاني سيادة الشعب والوطن، وحرية الرأي والموقف. أين العيب فيما أقوله "أنا والسيد واحد"؟

س. ما هي الكلمة التي توجهها للأمين العام لحزب الله سماحة السيد نصر الله في هذه الذكرى؟

كانت ساعة مباركة عندما التقينا، وأمنت أموراً إيجابية جداً للبنانيين. أهم أمر أمنهم وحياتهم في هذه المرحلة الصعبة. نقدّر تضحيات الشباب الذين قاتلوا سواء على الأرض اللبنانية أو الحدود والذين أوقفوا الارهاب، وإن شاء الله قريباً نرى السلام في دول الجوار وشعوبنا.

س. صف لنا سماحة السيد نصرالله

هناك الكثير من الصفات التي يتميّز بها سماحة السيد، نستطيع اختصارها بعبارة "القائد الاستثنائي".

س. ما هي ردة فعلك عندما تسمع عبارات من قبيل أن حزب الله سيتخلى عن العماد عون وأن العلاقة متوترة بين الحزبين؟

لا أعطي أهمية أبداً. هذا الكلام لا يخلق لدي شكاً. هناك ثقة كبيرة جدا بين الحزبين. لا سمح الله أن يحصل ذلك، لا أتصوره أبداً مع سماحة السيد حسن. الاتفاق لم يبنَ على مصلحة بل على تضحيات مشتركة. عندما نقف الى جانب بعضنا البعض خلال الحرب والطائرات تواصل قصفها، ما هي المصلحة؟. هناك مصلحة عامة أكبر من الاثنين، هي مصلحة وطن وشعب. من هنا لا نستطيع تخيل العلاقة ضعيفة. نحن لا نختلف على أمور مادية. لسنا شركة تجارية بل شركة تضحيات.

س. ما هي الكلمة التي توجهها، جنرال، لجمهور المقاومة والتيار الوطني الحر في هذه الذكرى؟

مرت أيام صعبة على الحزبين. والظروف الصعبة جعلتنا نتكاتف وأسست لوحدة وطنية صامدة. لولا التضامن والتعاون وانسجام الحزبين بهدف واحد لما كنا واجهنا الصعوبات وللعب بعض القوى بالرأي العام. لكن لا أحد يستطيع أن يغير قناعاتنا.

س. هل من كلمة توجهونها الى اللبنانيين عموماً والى الأطراف السياسية المختلفة في هذه الذكرى؟

للبنانيين نتمنى أن يفكروا بمصلحة الوطن، والخروج من الصراعات السياسية والتفكير بمصلحة الوطن. لا نستطيع أن نقول نريد مصلحة لبنان وننتخب الفاسدين. لا نستطيع أن نسعى وراء مصلحة لبنان وننتخب المتخاذلين عن مصلحة لبنان، وهذا أضعف الايمان. يجب ان ننسجم مع أنفسنا لنبني وطناً لأن الفقر اذا عم لبنان يعم الجميع ولا يقتصر على طائفة محددة. السلام عندما يعم في الوطن، يعم على الجميع. البرهان على ذلك المثل السيئ الذي نراه في سوريا والذي لم يترك مذهباً دينياً. هذا الخطر الهمجي الذي قتل الجميع. لا يستطيع الانسان الا ان يتضامن مع وطنه من أجل وحدة الوطن والسلام في الوطن واحترام الاخر، وحرية معتقده، وحق الاختلاف الذي يولّد التقدم. لو كنا جميعنا مستنسخين لما كان لدينا تنوع في حداثة الحياة ولكانت طريقة عيشنا متشابهة مع العصر الاول في كل شيء.

وإلى الاطراف السياسيين، أدعو أن يعمَّم نموذج تفاهمنا مع حزب الله. يقال اليوم إننا نتحاور ولكننا "نتخانق". الحوار له أصوله: يبدأ بالإقرار أن هناك مشكلة، والإقرار بأن المشكلة تحتاج حلاً، وتوفر إرداة الحل. هذه الأمور الثلاثة إذا لم توجد لا يطلق على الحوار الشكلي اسم حوار ولا نصل الى حل. البعض يأتي مسبقاً الى الحوار حاملاً قضية يريد ربحها، هذا لا يجوز. من هنا، علينا جمع الافكار للوصول الى حل. السلم للجميع وليس مهماً من اشترك في تعميمه  الحل يكون للجميع ولا يعود مهماً من أعطى أكثر ومن أخذ، الوطن كلّه يأخذ. حتى اليوم كل الحوارات التي شاركت فيها تضم مواجهات أكثر من حوارات. هناك اعتقادات مسبقة وهذا مرفوض. على كل فرد منا أن تكون لديه المرونة لسماع الآخر، عندها يصبح الحل مريحا للجميع.

كلمة أخيرة

كل عام وأنتم بألف خير. الحمد لله، وإن شاء الله سيكون هذا التفاهم مثالاً للأجيال القادمة ليفتخروا به عبر التاريخ، ويتعلموا كيف تكاتف هذان الحزبان لإنقاذ الوطن من مشاكله، ويكملوا الطريق باتجاه الخير

 

الخلافات الدولية أنهكت المفاوضات قبل انطلاقها فدْرلة العراق كأمر واقع بوابة للدويلة العلوية!

 روزانا بومنصف/النهار/5 شباط 2016

تكشف مصادر ديبلوماسية انه لم يكن مقدرا لانطلاق المفاوضات في جنيف بين النظام والمعارضة السورية ان ينجح لا في 25 شباط ولا في 29 منه بعد ارجائها من الموعد الاول، ولا تعتقد انها قد تنجح في اي وقت قريب. فبعض المواقف التي يعبر عنها رؤساء الديبلوماسية في دول مؤثرة تكشف رأس جبل الجليد في الخلافات الدولية التي لا تسمح تاليا باقلاع المفاوضات الثنائية ولو عبر وساطة الامم المتحدة. فعدا عن ان روسيا افتعلت عراقيل حول المعارضة وتشكيلتها بالاصالة عن نفسها وبالنيابة عن النظام السوري تحت عنوان كبير ترفعه هو ترك السوريين يقررون مصيرهم بانفسهم فيما تؤمّن هي بقاء النظام وتقضي على خصومه، بدا لافتا الموقف البريطاني حيث سأل وزير الخارجية فيليب هاموند ما اذا كانت روسيا ملتزمة عملية سلام ام انها تستخدمها كورقة توت لمساعدة الاسد على اقامة دويلة علوية في شمال غرب سوريا. وحاولت الديبلوماسية الاميركية ان توجه عتبا قاسيا الى روسيا في هذا الاطار في ضوء اتهامها مرارا بأن القصف الروسي يستهدف القضاء على معارضي الاسد وليس على تنظيم "الدولة الاسلامية "، الا ان الولايات المتحدة لم ترفع الصوت تلويحا او تهديدا بوقف المفاوضات للضغط على روسيا، لا بل بدا الموقف الاميركي مطواعا ومتناغما مع الموقف الروسي في محطات عدة وكأن العتب على استهداف المعارضة هو من اجل تسجيل موقف ليس الا. ومع ان القرار 2254 اتى نتيجة توافق اميركي - روسي وقدم خريطة طريق مبدئية للمفاوضات، فان كل الاجتماعات التي عقدها مجلس الامن كشفت مدى اختلاف وجهات النظر في مقاربة المفاوضات، في الوقت الذي كان يخشى ان يؤدي التوتر السعودي - الايراني الاخير الى تعطيل المفاوضات، فبدت العقدة مع روسيا اكثر منها مع الدول الاقليمية. فمن جهة هناك عجز الامم المتحدة التي تملك معلومات دقيقة ليس عن تجويع مضايا وحصارها بل عن كل المدن والبلدات التي يحاصرها النظام، فيما يقول وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان مجلس الامن قدم 113 طلبا للنظام من اجل السماح بعبور مساعدات انسانية الى المناطق المحاصرة ولم يلب سوى 13 منها. وثمة من يعتبر ان التكتيك الذي يعتمده النظام يرقى الى مستوى جريمة حرب وان المساعدات الانسانية حق تضمنه القوانين الدولية. فاذا صح هذا الامر، وهو كذلك، فهل يتم التعامل معه بالطلب الى النظام ان يمتنع عن ذلك ام بمقاضاته ايضا امام المحاكم الدولية او التلويح والتهديد بذلك كوسائل ضغط من اجل ارغامه على منع التجويع وقتل المعتقلين ووقف الحصار؟ ووقت يعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون هذه النقاط معتبرا انها جريمة حرب، توافق واشنطن مثلا وتضغط على المعارضة من اجل ان يكون ذلك من ضمن التفاوض المفترض مع النظام وكأنما ثمة تجاهلا متعمدا ان النظام وداعميه، اي روسيا وايران، سيستخدمان هذا التكتيك على طول الخط وكل مدة المفاوضات من دون القدرة على تغيير اي شيء. وتتحدث المصادر عن خلافات بين اعضاء مجلس الامن لجهة اعطاء حق للمعارضة بضرورة فك الحصار وتقديم المساعدات الانسانية كبادرة حسن نية، في حين يعارض بعض هؤلاء الاعضاء. ومن غير المحتمل تبعا لذلك ان يسمح التجاذب بانعقاد المفاوضات كبداية. وحيال العجز الذي واجهته الامم المتحدة، إن في ادخال المساعدات الى مضايا او سواها، اكتفى مجلس الامن باللجوء الى تكثيف اجتماعاته لاظهار مدى الاهمية التي يعلقها على هذه المسألة لعلها تشكل ضغطا على النظام وعلى حلفائه من دون طائل.

يشكل الموقف السلبي للولايات المتحدة ازاء محاولة تطويع مطالب المعارضة للرغبة الروسية من اجل انعقاد المفاوضات باي ثمن تحت طائلة عدم ازعاج روسيا التي ترفع السقف عاليا، إن في شروطها على المعارضة او في استمرار استهداف القوى المعارضة في سوريا، خيبة امل تضاف الى خيبة الامل المحيطة بالمواقف الاميركية من الازمة السورية. اذ مجددا هناك انتصار لمنطق ان من يقف مع روسيا يكسب وتدافع عنه روسيا بكل ما تملك من قوة، في حين ان من يراهن على الولايات المتحدة او دعمها تحت عناوين تتصل بحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية انما يخطىء خطأ جسيما لان الولايات المتحدة تخذل دوما من يعتمد عليها خصوصا مع ادارة الرئيس باراك اوباما التي يعتبر مراقبون كثر في المنطقة ان سياسته افتقدت الاخلاقيات المبدئية التي قال بها قادة عهود رئاسية اخرى. فبين الحدين الاقصيين اللذين تعامل بهما اوباما مع الازمة السورية اي حتمية انزال جنود اميركيين وهو ما كرر مرارا انه يرفضه في ظل سياسته سحب الجنود الاميركيين من مناطق النزاع في العالم او ترك القيادة في الشأن السوري كليا لروسيا، يؤخذ عليه عدم استخدام وسائل ضغط تملكها الولايات المتحدة من اجل منع روسيا من التحكم بمسار المفاوضات بدلا من النظام السوري، او مساعدة له على تركيز نفسه وتدعيم سلطته، او من اجل عدم تحطيم المعارضة وانهائها انطلاقا من ان ذلك لن ينهي الحرب في سوريا في اي حال بل يمد بعمرها وبمآسي شعبها ودول الجوار ما لم تقتطع روسيا فعلا دويلة علوية لبشار الاسد بدأت تتشكل اكثر فاكثر على الارض انسجاما مع كونفيديرالية عراقية بدأت تجد طريقها اكثر الى الواقع مع تزايد الاقتناع بانه الخيار الوحيد المحتمل للعراق.

 

طهران تتهم واشنطن بمحاولة اغتيال سليماني

الحياة/05 شباط/16

موسكو – «الحياة»، رويترز – أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، أن طهران وموسكو وقّعتا بالأحرف الأولى عقوداً بقيمة 40 بليون دولار، مشيراً إلى أن بلاده تعتزم شراء أسلحة جديدة من روسيا.تزامن ذلك مع اعتبار قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي، أن قرارات مجلس الأمن حول البرنامج الصاروخي لبلاده «تناقض» الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، مشدداً على أن إيران ستطوّر هذا البرنامج. في الوقت ذاته، اتهم رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي الولايات المتحدة بمحاولة اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري». في موسكو، أشار ولايتي إلى أن إيران وروسيا وقّعتا في الأشهر الماضية بالأحرف الأولى عقوداً قيمتها نحو 40 بليون دولار، بما في ذلك مشاريع لهندسة الطاقة وللسكك الحديد، لافتاً إلى أنها «جاهزة للتطبيق». وأضاف أن إيران تناقش بيع نفط لشركة «روسنفت» الروسية، مشيراً إلى أنه ناقش مشاريع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما الأربعاء. وتابع أن طهران مهتمة بالحصول من موسكو على قرض لمشاريع خطوط السكك الحديد وهندسة الطاقة النووية في إيران.وأعلن ولايتي في ختام زيارته موسكو، أن «إيران ترغب في شراء كميات إضافية من الأسلحة من روسيا»، وزاد: «ترغب الحكومة الروسية في الاستجابة لهذه الطلبات. أخذنا في الاعتبار كل ذلك، يجب أن يتفهم الجانبان بعضهما بعضاً». وكان بوتين وصف العلاقات مع طهران بأنها «استراتيجية»، وشدد خلال لقائه ولايتي على «ضرورة تطوير التعاون في كل المجالات واستثمار كل الطاقات». أما مستشار خامنئي، فأشار إلى «مسار لا عودة عنه في تعزيز التعاون الاستراتيجي» مع موسكو، معتبراً أن ذلك «سيساهم في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم».في غضون ذلك، اعتبر صالحي أن قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالبرنامج الصاروخي الإيراني «تناقض» الاتفاق النووي، مشدداً على أن بلاده «غير ملزمة بتنفيذها». وأضاف: «هذا البرنامج سيزداد قوة ودقة. لا نولي اهتماماً بالقرارات ضد إيران، وهذا الأمر لا يُعد انتهاكاً للاتفاق النووي». ورأى أن «قدرات التسلّح الإيرانية لا تشكّل أي تهديد للدول الصديقة والمجاورة»، لافتاً إلى أنها «وسيلة ردع لأعداء إيران، وعلى الكيان الصهيوني أن يعي جيداً معنى هذا الكلام. زوال هذا الكيان لن يكون إلا بالمقاومة».

إلى ذلك، سخر فيروزآبادي من «إشاعات حول استشهاد قاسم سليماني»، معتبراً أن هدفها «إقلاق الشعوب التي تكنّ له محبة خاصة»، إذ «يحظى بشعبية عالية على كل الجبهات في دول مسلمة»، حيث «يعلّم فن القيادة والحرب، وهو قادر على التصدي لأشد الأعداء». ووصف سليماني بأنه «واحد من الرموز الأمنية» في إيران، مشيراً إلى أنه «تمكّن خلال ساعة، من إعداد قواته والحؤول دون تقدّم داعش في كردستان العراق». ونبّه إلى أن «الأعداء يحاولون رسم مكائد له»، محذراً من أن «الأميركيين يحاولون استهداف سليماني، من أجل تسكين روعهم منه». واستدرك أن «رعاية إلهية تحيط» بقائد «فيلق القدس»، مضيفاً أنه يحظى بـ «حماية جيدة، وهو موجود في أماكن آمنة جداً»، حيث «سيواصل باقتدار طريقه لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها».

 

أهداف موسكو وواشنطن في الحرب السورية

 راغدة درغام/الحياة/05 شباط/16

لا تخفي روسيا أهدافها في حربها السورية ولا تتنصّل من تحالفاتها مع إيران وميليشياتها ومع نظام بشار الأسد. موسكو قررت منذ البداية أن الحرب في سورية هي الحرب الروسية على «الإرهاب الإسلامي» ولن تتوقف عنها قبل إعلان الانتصار. وبقرار من رئيسها فلاديمير بوتين لن تتقهقر روسيا في الساحة السورية مهما كلفتها هذه المعركة ومهما حصدت من أرواح سورية. فهي باتت حرباً وجودية منذ أن اندلع ما سمي «الربيع العربي» ودفع الإسلاميين إلى السلطة، الأمر الذي وجدت فيه موسكو تهديداً قومياً لها ولمصالحها الاستراتيجية. تحالفها مع طهران يتعدى مجرد توافقهما على تثبيت بشار الأسد في السلطة، إذ إن موسكو تعتبر الإرهاب الإسلامي سنياً محضاً وتجد في الحليف الشيعي سنداً لا غنى عنه في الحرب على «الإرهاب السني»، كما تراه. مغامرتها في خوض حرب سورية أتت أيضاً بناء على استنتاجاتها بأن الولايات المتحدة توافقها الرأي ضمناً، وهي شريك صامت معها، وعند الحاجة واشنطن جاهزة لهزّ العصا وقلب المعادلات. وهذا تماماً ما حدث خلال أسبوع جولة المفاوضات الأولى بين وفد النظام في دمشق ووفد المعارضة السورية بموجب «عملية فيينا» ذات الملكية الروسية والتنفيذ الدولي. فلقد رافقت مساعي بدء المفاوضات عمليات قصف مكثفة للطيران الروسي على مواقع المعارضة السورية رفضت موسكو إيقافها، بل أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف أن روسيا لن تتوقف عن القصف في سورية حتى هزيمة «الإرهابيين».

إدارة أوباما ما زالت في ظل انبهارها بإيران وهي متأهبة لغض النظر عن كل ما يمكن لها تمريره بلا محاسبة لإيران داخل سورية، إرضاءً لموسكو فيما أنظارها منصبة على الانتخابات الإيرانية والمعركة الطاحنة بين المعتدلين من الملالي والمتشددين منهم بزخم «الحرس الثوري» الذي يشرف على الحرب الإيرانية في سورية. هذه الانتخابات بالغة الأهمية ومن الضروري التوقف عندها لقراءة ما في طيّاتها لإيران نفسها كما للعلاقات الإيرانية – السعودية وللمشاريع والطموحات الإقليمية كما يراها المعتدلون والمتشددون في إيران. قبل ذلك، وتوقفاً عند محطة جنيف الأولى في عملية فيينا، حسناً فعلت الهيئة العليا للمفاوضات السورية بتوجهها إلى جنيف تلبية لدعوة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بغض النظر أن أتت المشاركة مبعثرة أو رضوخاً لضغوط أميركية وإقليمية. لقد تمكنت بوجودها في جنيف من تسليط الأضواء على تصعيد القصف الروسي بتزامن مع التصعيد الديبلوماسي، من خلال مغالاة وفود المعارضة الموالية للنظام ومن خلال الوفد الرسمي للنظام الذي جعل من جولة المفاوضات فرصة للسخرية بدلاً من إبداء الجدية لنقل سورية من الكارثة إلى المعافاة.

إعلان دي ميستورا تعليق المفاوضات لثلاثة أسابيع قبل انطلاقها يعكس صعوبة إطلاق المفاوضات، وسط استراتيجية تصعيد القصف الميداني والضغط السياسي على المعارضة السورية. استراتيجية التعجيز هذه كان يجب أن تلقى مواقف شجاعة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه ستيفان دي ميستورا، في دعوة علنية واضحة لروسيا للكف عن هذه الاستراتيجية. كلاهما تقاعس فيما كان عليهما الإقدام من أجل إنجاح جهود الأمم المتحدة ومن أجل إبعاد التهمة التي تلاحقهما بأنهما يغضّان النظر عن التجاوزات الإيرانية والروسية وتجاوزات النظام بصورة تقوّض الثقة بحيادهما وبقدرة الأمين العام على القيادة الأخلاقية. واقع الأمر أن روسيا وإيران هما طرفان مباشران في الحرب السورية. بالمقابل، إن الداعمين للمعارضة السورية يتنصّلون منها عسكرياً وسياسياً بذريعة «داعش» و «جبهة النصرة» تارة وبحجة إنجاح المفاوضات السياسية تارةً أخرى. خلاصة الأمر أن الولايات المتحدة حيّدت نفسها في الحرب السورية، ميدانياً، وأعطت الغطاء لروسيا وإيران للتصرف كما تقتضي الحاجة في سورية، والدول الإقليمية الداعمة للمعارضة السورية تقدم دعماً هزيلاً لها مقارنة بالدعم الروسي الإيراني للنظام ميدانياً وسياسياً وديبلوماسياً.

موازين القوى، ميدانياً، تزداد تكريساً لاحتمالات تقسيم سورية وبقاء بشار الأسد في كرسي ما. البرنامج الذي وضعته «المجموعة الدولية لدعم سورية» للمرحلة الانتقالية «مفرط في التفاؤل» وفق دي ميستورا، كما جاء في وثيقة نشرتها «الحياة». فهو اعتبر أنه من غير الممكن إجراء الانتخابات بعد 18 شهراً أي بحلول كانون الثاني (يناير) 2018. وهذا يعني أن البرنامج الزمني سيطول في حال كان سلمياً، وأن البرنامج الزمني الفعلي في غياب الحل السياسي سيطيل الحرب السورية كثيراً. وهذا سيزيد تورط روسيا وإيران في مستنقع مكلف جداً لاسيما في زمن انخفاض أسعار النفط والغاز وانهيار قيمة العملة الروسية وفي زمن الامتناع الأميركي عن التورط ميدانياً وتشجيع الآخرين على التدخل إذا شاؤوا. واشنطن ليست في وارد إيقاف طهران أو موسكو عن تحالفهما في سورية ولا هي في وارد التدخل في استراتيجية روسيا القائمة على تغيير موازين القوى على الأرض لمصلحة النظام وعلى حساب المعارضة السورية المسلحة التي تزعم إدارة أوباما أنها تدعمها. إدارة أوباما مصرّة على توطيد التهادن مع إيران وتقول أنها تراهن على صفوف الاعتدال لتنقل السياسة الإيرانية إلى سياسة ودّية نحو الولايات المتحدة. إنها غير قلقة من العلاقة التحالفية بين موسكو وطهران ولا يقلقها تمويل روسيا مشاريع اقتصادية نووية في إيران. فالكعكة الإيرانية، وفق الفكر الأميركي، ستكون لاحقاً جاهزة للاستفادة منها، ولا عجلة الآن سوى للاستثمار في إيران استراتيجياً ومراقبة الانتخابات.

الانتخابات الإيرانية ستحصل في 26 الشهر الجاري، إنما النتائج لن تُعرف، على الأرجح، قبل مضي 6 أسابيع بسبب عيد «النوروز» الذي يعطّل تقليدياً البلاد. سينتخب الإيرانيون نوّاب «مجلس الشورى» الذي يملك المتشددون فيه حالياً حوالى 200 مقعد من أصل 295، وأعضاء «مجلس الخبراء» الذي ينتخب مرشد الجمهورية الإسلامية الجديد. المرشد الحالي علي خامنئي أمضى حوالى 25 سنة في السلطة بين رئيس ومرشد للجمهورية، وهو كما يقول الخبراء، مريض بالسرطان درجة رابعة ويخضع للعلاج على أيدي إيرانيين وألمان. وخامنئي تحدث لأول مرة، قبل شهرين تقريباً، عن قيام المجلس بانتخاب خليفته مما فُسِّر بأنه إشارة إلى ضعف وضعه الصحي. يتشكّل «مجلس الخبراء» من 88 شخصاً علماء بالفقه ويتم انتخابه لمدة 8 سنوات من قِبَل الشعب وذلك في يوم انتخاب مجلس الشورى. كان الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني يرأس «مجلس الخبراء» ثم أُبعِدَ عن الرئاسة لمصلحة محمد جنتي الذي توفي وخَلفه محمد يزدي. ويعتبر مجلس خبراء القيادة الإيرانية الهيئة الأساسية في النظام.

وفق خبير وثيق الاطلاع بالداخل الإيراني، إن الصراع على خلافة خامنئي يقع بين المتشددين الذين يرون في اقتراح تعيين «هيئة» تخلف المرشد إضعافاً لولاية الفقيه. «الحرس الثوري» رفض قطعاً ما من شأنه تقليص نفوذ ولاية الفقيه وهو يخوض معركة طاحنة مع المعتدلين.

معسكر المعتدلين يضم هاشمي رفسنجاني والرئيس الحالي حسن روحاني وكذلك حسن الخميني حفيد الخميني، ويسمى معسكر الوسطيين. الإصلاحيون، ومن أبرزهم الرئيس السابق محمد خاتمي، يقفون مع معسكر المعتدلين والوسطيين.

معسكر المتشددين يملك حالياً مفاتيح السلطة وقائده الحقيقي هو خامنئي. من أصل حوالى 200 نائب لمصلحة المتشددين، هناك، وفق الخبير نفسه، كتلة يُطلَق عليها اسم «كتلة الصخرة» وتضم حوالى 80 نائباً وهي الكتلة التي تمثّل عملياً «الحرس الثوري».

موضع مهم في الصراع بين المعسكرين هو «مجلس صيانة الدستور» الذي يعيّن أعضاءه خامنئي ويضم 6 مدنيين و6 رجال الدين واسمه في إيران، وفق الخبير، «المصفاة»، إذ إن النظام يستخدمه لإبعاد من لا يريده عن السلطة. «المصفاة» أبعدت عدداً كبيراً من المرشحين الإصلاحيين منهم حسن الخميني الذي رفض دخول امتحان الفقه لأنه أكثر كفاءة ممّن يمتحنه لأنه يدرّس الفقه لآيات الله.

الخبراء يقولون أن من المستحيل أن يحصل رفسنجاني على منصب ولاية الفقيه لأنه صدامي، وهو نفسه يقول أنه ليس مهتماً بالفشل وانما بالحصول على أكثر من مليون صوت ليكون صاحب السلطة الشعبية. يضيف الخبراء أن للرئيس الحالي حسن روحاني الحظ في أن يصبح خليفة خامنئي كمرشد للجمهورية. فإذا تقرر ذلك، يستقيل حسن روحاني من الرئاسة ويتم انتخاب رئيس جديد. وللسجل، يذكر الخبراء أن الأسماء الثلاثة الأخرى التي يتم تداولها كخليفة محتمل في موقع المرشد هي: آية الله جوادي آملي، آية الله صادق لاريجاني، وآية الله محمود الهاشمي الشاهرودي، وهو، كما يُقال الأهم علماً انما مشكلته أنه يخفي «ويُلحِن». ويذكر أيضاً اسم آية الله محمد مصباح يزدي الذي يُعتبر متشدداً للغاية. يقول الخبراء أنه لو عاد الأمر إلى الإصلاحيين فإنهم يريدون رفسنجاني رئيساً لـ «مجلس الخبراء» الذي ينتخب مرشد الجمهورية. رفسنجاني هو حالياً رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» الذي يعالج الخلافات، مثل تلك التي بين «مجلس صيانة الدستور» و «مجلس الخبراء». عاد الرئيس حسن روحاني من باريس بعد جولة أوروبية. وكتب زملاء في مقارنة بين عودة الخميني من باريس في أول شباط (فبراير) إلى طهران متأبطاً خط الثورة. روحاني قوي شعبياً، بل هو ربما الأقوى في إيران. خبراته في مواقع القرار منذ أن ترأس وفد المفاوضات النووية مع الأميركيين عام 2003 وقطع بذلك الطريق على أي غزو أميركي أو اسرائيلي، إلى وصوله للرئاسة جعلت منه لدى أكثرية الرأي المحلي والإقليمي والدولي رجل دولة. الذين يعرفونه عن كثب يؤكدون أن فكر حسن روحاني يصب في الخطوط الاستراتيجية للدولة الإيرانية، عكس شهية قادة خط الثورة الإيرانية للهيمنة الإقليمية. فإذا أسفرت الانتخابات الإيرانية عن صوت واضح للشعب الإيراني بأنه يريد خط الدولة، ستحدث نقلة نوعية في المسيرة الإيرانية، لاسيما بعدما تمكّن الاعتداليون والإصلاحيون من إنجاز «اتفاق نووي» تاريخي رفع العقوبات عن إيران ومكّن رئيسها من جولة أوروبية عاد إلى شعبه منها بعقود مهمة لعملية البناء وليس بوعود عنترية عنوانها التدمير والدمار.

 

إيران وشطحاتها الاستراتيجية

 محمد عبدالعزيز منير/الحياة/05 شباط/16

كلما كانت الدولة قوية تفوقت شروط أمنها على شروط أمن الآخرين. إنه مبدأ مونرو الذي أعلن وصاية واشنطن على أميركا اللاتينية قبل نحو قرنين، وهو مبدأ غير قابل للاستنساخ في منطقتنا العربية سواء من قوى دولية أو إقليمية. وتقع الكوارث حينما تظن بعض القوى أن بإمكانها التعامل مع محيطها الإقليمي عبر الاستعلاء الاستراتيجي عبر التحرش الأمني والعسكري بدل تحويل مقومات القوة عاملَ استقرار ودفاع مشروع عن المصالح. وتشير تجارب المنطقة العربية والشرق الأوسط إلى أن ميل بعض الدول إلى صنع عدو والتعاطي مع هذه الفكرة عبر تكريس الموارد وشحذها يفضي إلى عواقب وخيمة يدفع ثمنها في المقام الأول الشعب وليس النظام الحاكم. من هنا، فإيران ترتكب حالياً خطأ بالغاً في حساباتها الاستراتيجية، يقوم على ظنٍ مجافٍ للواقع بأنها الوحيدة التي تملك عناصر القوة في المنطقة، وأن تحقيق شطحاتها الاستراتيجية ممكن الآن. ويمكن القول بوجود عوامل ثلاثة تشجع إيران على هذه الشطحات، يتعلق الأول ببنية النظام الدولي، حيث الاستراتيجية الأميركية التي سماها أوباما الصبر الاستراتيجي، تقوم على الخلط بين مجموعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والإعلامية والعسكرية لتحقيق الأهداف الأميركية مع تأجيل ترتيب الأداة العسكرية لتصبح الأخيرة في منظومة الأدوات، مع التركيز على آسيا ومراقبة الصعود السلمي للصين. تعتقد طهران أن هذه الاستراتيجية تعني إطلاق يدها لتحقيق طموحاتها، وهو تفكير يبتعد كثيراً من المنطق والقراءة الموضوعية للواقع لأسباب عدة، أهمها أن رؤية أوباما لا تلزم خليفته في البيت الأبيض، وأن تراجع دور واشنطن النسبي في قيادة العالم يعني إفساح المجال لقوى دولية جديدة للمساهمة في صنع القرار، بينها الصين التي ربما تكون القوة الأكثر تفهماً في العالم لأهمية منطقة الخليج والحاجة لضمان الاستقرار فيها. بالإضافة إلى إدراك حلفاء واشنطن الآسيويين الأهمية الجيوستراتيجية للمنطقة التي تضم أهم منابع النفط في العالم، بالإضافة إلى الممرات البحرية الحيوية.

فضلاً عن ذلك، فالمنطقة ذاتها قادرة على استخدام مقوماتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية للتصدي لأية مغامرة جديدة والدفاع عن مصالحها.

أما العامل الثاني، فيرتبط بنتائج التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، حيث تعتقد طهران أن الاتفاق يعني السماح لها بلعب دور إقليمي متزايد على حساب قوى المنطقة. وهذه قراءة خاطئة هي الأخرى، بل من الأجدى عند تقييم هذا الاتفاق التفكير ملياً في حجم الأموال التي تم إهدارها على إقامة برنامج نووي سري ثم التخلص منه تحت تهديد العقوبات الدولية. وهي مغامرة كلفت طهران ولا شك عشرات بلايين الدولارات وهو مبلغ يفوق بالتأكيد الـ55 بليوناً المتوقع إيقاف تجميدها. وحريٌّ بإيران أن تفكر في ضخ هذا المبلغ لتجديد بنيتها التحتية المتهالكة في قطاعات عدة، لاسيما قطاع النفط، إذ يهدد تراجع مستوى البنية النفطية قدرتها على الحفاظ على حصتها السوقية عالمياً. كما ينبغي على صناع القرار العمل على تحسين الظروف المعيشية والتفكير في أن الشباب الإيراني يحدوه الأمل بأن يرى دولته تعيش بسلام وسط جيرانها. والغريب أن التحركات الإيرانية لجذب الاستثمارات العالمية تتعارض مع محاولات التمدد السياسي المحكومة بالفشل في العالم العربي، ولا يمكن للاستثمارات أن تتدفق على بلد تحيط بنياته شكوك كثيرة، ما يؤثر في أي قرار بالاستثمار فيه.

أما الورقة الثالثة التي تحاول إيران استخدامها فورقة شيعة الخليج والعالم العربي عموماً، على رغم أن النظرة الفاحصة إلى بنية المجتمع الإيراني تشير إلى أن استخدام هذه الورقة ليس في مصلحة طهران بأي حال. فالمجتمع الإيراني لا يتسم بالتجانس العرقي ولا حتى المذهبي، حيث يتكون من خليط من الفرس والأذريين والعرب والأكراد والتركمان، فضلاً عن التنوع الديني والمذهبي القائم والذي يطرح مسألة حقوق السنّة الإيرانيين الذين يتعرضون لملاحقات مستمرة بسبب تمسكهم بهويتهم المذهبية ورفضهم الاستجابة لحركة التشييع. وهذا فضلاً عن ارتفاع نسبة البطالة وتدهور مستوى المعيشة في مناطق السنّة، على رغم أن إقليم الأهواز ينتج نحو 70 في المئة من إجمالي إنتاج إيران من النفط. الخلاصة، أنه إذا كانت واشنطن قد شعرت بعد عقد من تدخلها العسكري في أفغانستان والعراق، بأن أذرعها امتدت أطول من اللازم ورتبت عليها أعباءً متزايدة على المستويات السياسية والاقتصادية والأخلاقية، فحريٌّ بإيران أن تعتبر هي الأخرى فتركز على أوضاعها الداخلية بدل البحث عن مغامرات جديدة محكومة بالفشل مقدماً.

 

كيف تخسر 12 بليون دولار

حسام عيتاني/الحياة/05 شباط/16

في بلد لا تستطيع فيه إدارة رسمية شراء قلم رصاص من دون أن تمر بسلسلة طويلة من المنتفعين والسماسرة وفارضي الخوات باسم قوى الأمر الواقع، يطلب وزير التربية اللبناني الياس بوصعب من المانحين الدوليين 12 بليون دولار للتعامل مع ازمة اللاجئين السوريين. لو كانت الحكومة اللبنانية زبوناً يتقدم للحصول على قرض من مصرف محلي، سيتعين على موظفي المصرف النظر في تاريخها المالي وصدقيتها وقدرتها على سداد القرض المطلوب وفوائده. مؤكد أن احتلال لبنان المركز 123 من اصل 168 دولة ادرجتهم المنظمة الدولية للشفافية في تقريرها الأخير، لن يشجع أي مصرف على تسهيل القرض. بيد أن هذه ستكون أصغر مشكلات الحكومة. فلبنان يعيش منذ عشرة أعوام في برزخ سياسي ينعكس انكماشاً سنوياً على اقتصاده الذي يحاول مصرف لبنان المركزي تحسين صورته بالقول إن نموه يبلغ الواحد في المئة، النسبة الكافية لإنقاذ ماء الوجه، فيما الوقائع تقول غير ذلك.

وإذا قرر موظف ما التدقيق في السجلات المالية للحكومة لوجد فوضى عارمة في قوائم الواردات والصادرات وفي الجبايات وتحصيل الضرائب والانفاق العام وسط غياب مزمن لموازنة الدولة. تكاد المؤسسات الرسمية ان تتوقف عن العمل بسبب تفشي الفساد والنهب العلني للموارد فيما تفرض اطراف الطوائف السياسية هيمنتها من دون خجل على كل مفاصل الإدارة. فضيحة النفايات المستمرة منذ تموز (يوليو) الماضي تكفي لايضاح كيفية عمل النظام الاقتصادي – السياسي في لبنان. تراكم النفايات على نحو لم يشهده لبنان في تاريخه وانتشار الأمراض السارية والمعدية التي يجري التعتيم الاعلامي على خطورتها، لم يخرج من آليات تقاسم الغنيمة بين ممثلي الطوائف. وما زالت مهملات اللبنانيين ترتفع جبالاً جديدة في انتظار الاتفاق على توزيع الحصص بين الزعامات والشركات التابعة لها. أضف الى ذلك غياب الرقابة التشريعية المفترضة من مجلس نيابي لا يجتمع وهيئات قضائية واقعة تحت قبضة النفوذ السياسي وما يدخل في هذا الباب من وجوه التفكك والتحلل والانهيار. على هذه الخلفية يقول رئيس الوزراء تمام سلام ان لبنان لم يعد يحتمل الأعباء التي يشكلها وجود اكثر من مليون لاجئ سوري. ويحدد وزير التربية بوصعب الرقم المطلوب لإنقاذ لبنان من هذا العبء بـ 12 بليون دولار – فقط لا غير- تُدفع على خمس سنوات. السؤال البديهي الذي سيطرحه اي دائن للبنان: ما هي الضمانات التي يملكها هذا البلد لإيصال المساعدات الى مستحقيها من اللاجئين ... سينتظر الدائن طويلاً قبل ان يجيب اي مسؤول حكومي لبناني. يكفي سماع شهادات اللاجئين عن إذلالهم اليومي في الدوائر الرسمية اللبنانية من دون استثناء، ويكفي ان يقارن بين الإذلال المقصود الذي بات عماد سياسة غير معلنة تمارسها الحكومة اللبنانية ضد اللاجئين، وبين مستوى الفساد الخرافي في دوائر الدولة حتى يدرك حجم المغامرة التي ستُقدم عليها اية دولة مانحة تحركها خشيتها من استمرار تدفق اللاجئين اليها، بتوفير المساعدات المطلوبة من حكومة بيروت. بكلمات ثانية، ومع التشديد على حقيقة الصعوبات التي ترافق وجود اللاجئين السوريين في لبنان، إلا أن الحس السليم يقول بأولوية إقفال ابواب الهدر والفساد اللبنانية قبل مد اليد للتسول. ذلك ان ما نعرضه على المانحين ليس سوى طريقة مضمونة لخسارة 12 بليون دولار.

 

أبعد من الدويلة العلوية

 وليد شقير/الحياة/05 شباط/16

تأجيل انطلاقة المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف - 3 هو نسخة طبق الأصل عن إفشال جنيف - 1 وجنيف -2. وكما حصل في المحاولتين السابقتين، وافق النظام السوري على التفاوض على أمل نسف أسسه وتأجيل الحل السياسي. أما الهدف البعيد فهو نسف هذا الحل لتكون النتيجة الواقعية بقاء بشار الأسد في السلطة من دون تغيير في تركيبة سلطته. وإذا كان إفشال المحاولتين السابقتين تم لإعطاء المزيد من الوقت لإيران كي تعدّل ميزان القوى على الأرض فإن تأجيل جنيف - 3 هو لإعطاء المزيد من الوقت لموسكو كي تواصل تعديل ميزان القوى الميداني بالتحالف مع إيران والميليشيات المتعددة الجنسية التابعة لها. فالمعلومات الواردة من دوائر القرار أن القيادة الروسية طلبت، أثناء المناقشات بينها وبين الإدارة الأميركية حول إمكان تنفيذ بعض مطالب المعارضة بفك الحصار عن مدن وقرى وبوقف النار أثناء التفاوض، إعطاءها المزيد من الوقت لترتيب الأمور تمهيداً لولوج هاتين النقطتين. وواشنطن وافقت على الطلب الروسي، تحت غطاء تصريحات وزير خارجيتها جون كيري بأن مطالب المعارضة بفك الحصار وعمليات التجويع ووقف النار وقصف المواقع المدنية، محقة. وسرعان ما بدا أن هذه التصريحات والوعود بالأخذ بمطالب المعارضة، لإقناعها بالمجيء الى جنيف هي رياء جديد من جانب الأميركيين، وعدم ممانعة من قبلهم في أن تواصل موسكو سياسة الأرض المحروقة بقصفها المجنون لمناطق المعارضة المعتدلة بموازاة قصف رمزي للمناطق التي يسيطر عليها «داعش». كان واضحا قبل موعد جنيف - 3 أن وقف النار متعذر، لأن تفاهمات واشنطن وموسكو لم تشمل أي جهد لتنفيذ الفقرة المتعلقة بوضع آلية لوقف النار في القرار الدولي الرقم 2254. فكيف يمكن وقف النار من دون تحديد وسائل فرضه وسط فوضى القتال الجاري وإذا لم يشمل إنزال مراقبين له أو قوات فصل في بعض الأماكن. وهذا ما يتجنب الدب الروسي مناقشته وتتواطأ معه الإدارة الأميركية في عدم الإقدام عليه. إلا أن التطورات الميدانية التي تعجل الآلة العسكرية الروسية الوحشية في تحقيقها أخذت تكشف عن أهداف تتعدى ما قاله وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن أن روسيا تساعد الأسد على إقامة دولة علوية على الساحل السوري. وإذا كان هذا هو الهدف الأدنى لموسكو لتثبيت نفوذها في سورية، وسبق أن طلبت من إسرائيل عبر علاقتها الخاصة بها عدم التخريب على قيام دويلة كهذه، فإن موسكو باتت تطمح الى أكثر من ضمان الدويلة و «سوريا المفيدة» تحت سيطرتها وإدارة نظام الأسد، فتوسع قوات الأخير مع الميليشيات الإيرانية والعراقية و «حزب الله» تحت الغطاء الجوي الروسي بات يشمل إدلب وحلب وجسر الشغور، ولا يقتصر على ضمان أمن اللاذقية وريفها والساحل والطريق إليها من دمشق. النتائج الميدانية للأيام القليلة الماضية تكشف أن الوقت المستقطع الذي طلبته موسكو هدفه استعادة معظم المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة وصولاً الى حلب في الشمال، بهدف تقزيم الدور التركي في سورية، وإلغاء المعارضة والفصائل المعتدلة بهدف إعادة النظر بتركيبة الوفد المفاوض مع النظام، وإبقاء المناطق التي تسيطر عليها في مناطق محدودة على الحدود مع العراق، وترك المناطق الشرقية والشمالية الشرقية بعهدة «داعش»، بحجة أن تطهيرها يتم لاحقاً، بحيث تصبح مناطق سيطرة النظام أكبر بكثير من دويلة الساحل. فالمؤشرات الميدانية تدل الى أنه سيترك للنظام والقوات الإيرانية قضم ما تستطيعه من الجنوب ومحافظة درعا، في ظل الإحجام الأردني عن دعم «الجيش الحر» والفصائل المقاتلة، فضلاً عن تطهير ريف دمشق من أجل ضمان الطريق بين الأخيرة ولبنان كممر إيراني الى البحر المتوسط. خذل «أصدقاء سورية» الشعب السوري للمرة العاشرة، سواء لجهة الدعم العسكري أو لجهة التفاوض على العملية السياسية، بما يمهد لإطالة الحرب السورية سنوات أخرى. وبات على المعارضة أن تبحث عن إستراتيجية جديدة لإدارة موقعها في المحنة السورية الطويلة.

 

الإرهاب الروسي – الإيراني… وقصف بلا حدود

داود البصري/السياسة/05 شباط/16

كان من الواضح لجميع المهتمين بالشأن السوري أن محادثات جنيف الثالثة مجرد حالة عبثية مصيرها الفشل الذريع، وهو ما تحقق، ميدانيا وفعليا، مع لجوء الوسيط الدولي دي ميستورا لتعليق المباحثات حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري لمحاولة حل العديد من المعضلات التي تواجه المباحثات العبثية أصلا وعديمة الجدوى، ولعل أهم أسباب الفشل هو الموقف العدواني الروسي الذي لم يكتف بحماية النظام السوري المجرم في ربع الساعة الأخير من حياته، بل تحول الاتحاد الروسي لبلطجي وشبيح دولي من خلال دخول الطيران والجيش الروسي في حرب إبادة مباشرة وممنهجة ضد الشعب السوري، وفي محاولة فرض إرادته حتى على قوى المعارضة السورية، وفي إصراره على مواصلة القتل والتدمير وعدم إتاحة المجال لأي هدنة تحقن الدماء وفي أسلوب فاشي فج يهدف لاستغلال المباحثات لإحداث متغيرات على الأرض تقوي ورقة النظام التفاوضية من خلال المزيد من التدمير ومحاولات السيطرة على الأراضي التي بحوزة قوى المعارضة وفرض وقائع ميدانية جديدة قد تغير الموقف برمته، وهي مهمة قذرة يقوم بها الروس بالتعاون مع النظام الإيراني وعصابات حرسه الثوري وبقية العصابات الطائفية العراقية واللبنانية والأفغانية وغيرهم من المرتزقة، وحثالات الأرض الأخرى.

لقد كان وزير الخارجية الروسي لافروف واضحا في تأكيد وتأصيل المنهج الروسي العدواني من خلال إعلانه تصميم الروس على مواصلة الضرب العنيف وإيذاء المدنيين واستعمال القوة المفرطة وبوحشية وفاشية تفوق وحشية النازيين في قصف الثوار الاسبان منتصف ثلاثينات القرن الماضي، بل ان مجزرة «الغورنيكا» التي خلدها الرسام الاسباني الشهير بابلو بيكاسو باتت تتضاءل أمام المذابح الروسية للمدن والقرى السورية، وبوحشية ليس لها ما يبررها ويشرح أوضاعها الحاقدة سوى الروح الفاشية التي تميز القيادة الروسية، وهي تصطف مع أعتى وأبشع نظام إرهابي في تاريخ المنطقة وتحاول تصفية حساباتها مع «الناتو» وبقية الأوروبيين من خلال دماء الشعب السوري.الولايات المتحدة وهي نظريا القوة الكبرى الأولى في العالم تقف عاجزة تماما ومستسلمة بوضوح أمام الإصرار النازي الروسي على التدمير من خلال سلاح الجو المتطور الذي حول الأرض السورية لحقول موت جديدة تسخر من العالم الحر، ومن القوى التي تدعي دفاعها عن السلام والإنسانية.الروس أثبتوا بشكل رسمي ومؤكد وموثق أن البلطجة المتوحشة هي العقيدة التي تحكم سلوكيات الدول الكواسر، وإن العالم بأسره يقف عاجزا أمام تحديات الآلة العدوانية الروسية التي باتت تسحق الشعوب من دون أن تخشى شيئا وتساندها العصابات الإيرانية التي رغم خسائرها الميدانية الكبيرة لم تتوقف عن قتل السوريين ومحاولة تعويم نظام دمشق. لقد كانت تصرفات وتصريحات وأحاديث مندوب النظام السوري بشار الجعفري تعبر خير تعبير عن وقاحة مفرطة معمدة بثقة بأن العالم قد استسلم للإرهاب الأسدي- الروسي- الإيراني، وبأن كل الجهود الديبلوماسية القائمة ليست سوى إطار عبثي لتغطية جريمة يومية ويسحق خلالها السوريون دون رحمة، كما تنفذ خطط استرجاع المدن والقرى في الشمال السوري من قبضة المعارضة وتحت ظلال المباحثات التي لا تمتلك أي مصداقية ولا جدية ولا يعول عليها أحد في تحقيق أي نتيجة، وقد أمسى واضحا أيضا أن الحلول السياسية في ظل الإصرار على التدمير وفرض منهج إرهابي ابتزازي على قوى المعارضة السورية هي مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء.

لاجدوى من التفاوض مع الإصرار الإرهابي الروسي- الإيراني على كسر إرادة الثورة والثوار وإشاعة الحرب الكاذبة ضد الإرهاب المزعوم بعد أن أثبتت الأحداث والتطورات الميدانية اليومية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الإرهابي الأول في العالم يتبعه نظام الملالي الإيراني المشارك الفاعل في جريمة قتل السوريين! أما الغرب وعلى رأسه زعيمة العالم الحر المشغولة هذه الأيام في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية فهو مجرد شاهد يرى كل شيء ويكتفي بإحصاء الجثث وإطلاق رسائل الاستنكار والشجب والعويل كأي أرملة مكلومة. المبادرة العسكرية والسياسية باتت بأيدي قادة الحلف الإرهابي الروسي- الإيراني، والمعارضة السورية الحرة لم تعد تمتلك من خيارات واقعية سوى الذهاب لآخر الشوط والحرب حتى النهاية بإيمان المجاهدين المناضلين المؤمنين بالله وبقضية شعبهم، فالحمل في النهاية لا ينهض به إلا أهله، وقد أكدت الوقائع ان لا بديل عن المقاومة حتى كسر العنجهية والعدوانية الروسية، وهو ما سيتحقق في نهاية المطاف رغم الكلفة الإنسانية الرهيبة. المباحثات لا جدوى منها، والعدوان الروسي لن يتوقف، بل سيزداد بلطجة، وإذا لم يكن من الموت بد، فمن العار أن تموت جبانا! أما الموقف العربي الرسمي فهو مخز لحد الفضيحة… فلا حول ولاقوة إلا بالله… وطاب الموت يا عرب!

 

هل تؤثر الاستثمارات الغربية في أداء إيران في المنطقة؟

ثريا شاهين/المستقبل/05 شباط/16

بعد بدء تنفيذ الاتفاق النووي بين الغرب وايران، اين اصبح ما كان يؤمل به من حوار دولي مع طهران حول حلحلة ملفات المنطقة، وهل ستستجيب لحلول وسطية؟ مصادر ديبلوماسية بارزة، اوضحت أن دعوة ايران الى المؤتمرات الدولية ـ الاقليمية حول الحل في سوريا تمّت، وهذا كان بمثابة اختراق، حيث لم يكن ليحصل ذلك من قبل. وعندما حصلت لقاءات دولية مع ايران على مستوى رفيع لا سيما من خلال زيارتي الرئيس حسن روحاني الى كل من باريس وروما اخيراً، طُلب من روحاني المساهمة في حلول في ملفات المنطقة ومن بينها ملف الرئاسة اللبنانية. الا ان مواقف ايران لا تزال هي ذاتها بما خص لبنان والمنطقة. لم يبدأ حوار مع ايران بمعنى تفاوض مباشر مع نتائج واضحة، الا انه خلال اية لقاءات تعقد بينها وبين المسؤولين الغربيين يتم بحث امكان ان تسلك ايجابياً في قضايا المنطقة. في ما خص البحث الغربي مع ايران حول سوريا، بدا لدبلوماسيين معنيين ان موقف طهران اكثر تصلبا من موقف روسيا. روسيا في ادائها تعمل على جبهات عدة، فهي تعمل على ان تكون وسيطة للحل عبر الأخذ والرد والبحث مع الاميركيين والخليج ومصر وكافة الأطراف ذات الصلة بالوضع السوري، وكذلك مع الأطراف السورية. وعلى جبهة أخرى هي تقصف داخل سوريا لدعم استمرار النظام اطول مدة ممكنة. في النتيجة، ايران وروسيا تسلكان عملياً السلوك ذاته، لكن روسيا توزع ادوارها بين اظهار الوساطة من جهة واظهار الحزم على الارض من جهة اخرى. لكن ايران تعبر بتصلب وتسلك بتصلب. هذا هو الفارق. في كل المباحثات الدولية مع ايران لم يحصل اي تقدم، حول كل الملفات، وفقاً للمصادر. هي ترى نفسها تتقدم في المنطقة. في العراق هناك الحشد الشعبي الذي يضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي لتحقيق ما يريد. وفي لبنان الوضع واضح وحلفاؤها اللبنانيون يعطلون الانتخابات الرئاسية وفي سوريا لديها من يقاتل لدعم النظام حتى الآن لم تقبل ايران بالحلول الوسط كما كان الغرب يتوقع. ايران تريد انتصارات عبر الميليشيات التابعة لها. ولن يكون هناك حل الا بهزيمة في مكان ما في المنطقة. في اليمن تستغل ايران الأداء الخليجي لتلعب اللعبة التي يحب الغرب ان يسمعها، لغة الانسانية، وكأن ليس من قتل وضحايا مدنية في اي مكان آخر لا سيما في سوريا. حاولت ايران، بحسب المصادر، المقايضة بين لبنان وسوريا من جهة، واليمن من جهة أخرى، لكن لم يتم قبول عربي بهذه الرغبة. العرب والخليج يتكبدون تضحيات كبيرة لكي لا يحصل تنازل في سوريا، وليس لتقديم اي ملف لايران على طبق من فضة.

وتكشف المصادر، ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، يدرك جداً كيف يفاوض ويقوم بالعلاقات العامة التي تناسب الغرب. انما في اهدافه الحقيقية فان التشدد الايراني هو الذي يطغى. الأوروبيون قالوا عنه وعن فريقه التفاوضي ايام التفاوض حول انهاء الملف النووي، انه اخطر فريق تفاوضي نجح في التفاوض، ولم تعد ايران معزولة، لكنها في الوقت نفسه ابقت على سكوتها في المنطقة كما هو. الغرب، وفقاً للمصادر يعوّل الآن على الاستثمارات في ايران. اي ان يشكل الخوف الايراني على مصير الاستثمارات عاملاً مهماً لعقد صفقات لحلول وسطية معها حول ملفات المنطقة، لكن مثلما هي تخاف على استثماراتها، الغرب يخاف ايضا على استثماراته هناك. وبالتالي ليس مضموناً ان يؤثر موضوع الاستثمارات على الموقف السياسي الايراني، ايران تريد المنطقة كلها.

ما تغير بعد التوقيع على «النووي» هو مشاركة روسيا العسكرية في الحرب السورية الى جانب النظام. هذا يمكن اعتباره تغييرا على الارض. كذلك صدور القرار 2254، الذي يحمل جمعاً بين مواقف متناقضة كانت اتخذت حول سوريا، ثم الاصرار الاميركي ـ الروسي على انطلاق التفاوض على الرغم من كل المعوقات، حيث المهم جلوس الطرفين معاً وتحديد اولويات البحث والتفاهم حولها وانطلاق التفاوض لا يعني التوصل الى نتيجة. الدخول الروسي الى سوريا، وفق مصادر ديبلوماسية، ادى الى اعادة تموضع عسكري حيث انه لم يعد بالامكان عزل السياسة عن العسكر. هل هذا يعني ان تغييرا ما في السياسة سيحصل، وما مصير الرئيس السوري؟ من المؤكد، ان لا دور مستقبلياً له في سوريا، لكنه حاليا يجلس عبر ممثلي النظام على طاولة التفاوض حول المستقبل. في هذه الاثناء، لم تعد ايران، كما تجد نفسها، مضطرة للقيام بأي شيء في المنطقة من اجل حلحلة الملفات. انها تتابع مبادراتها، والمبادرات الروسية، وهي ستبقى على توجهها هذا، في انتظار تبلور الوضع السوري، وعلى اساسه يتحرك الوضع في كل من لبنان واليمن. لبنان مربوط من جانب ايران بالوضع السوري وبالوضع في المنطقة، وهذا ليس مفيداً للبلد وليس لمصلحته. ايران ستناقش الوضع في المنطقة من خلال حوارها المفتوح مع الغرب، لكنها ليست تحت الضغط للقيام بحل ما لملفاتها، وهي تعمل، وفق اعتقادها ان الوقت لصالحها. هناك زيارات متبادلة غربية ـ ايرانية حصلت اخيراً، والأهم فيها ان ايران باتت سوقاً كبيراً امام الغرب، وهي تحتاج الى كل انواع الاستثمارات. وبالتالي، ليس هناك من ضغط دولي على ايران، التي باتت شبه حليف للغرب لا سيما في محاربة «داعش».

 

ويلٌ لإيران وتركيا من «سوريا المفيدة» وكردستان

أسعد حيدر/المستقبل/05 شباط/16

«القيصر» فلاديمير بوتين، «شيشَن» سوريا. ليس مهماً بالنسبة إلى «القيصر«، ماذا سيبقى من سوريا، المهم ان ينتصر، ويبقى الرئيس بشار الاسد. لم يكن بوتين «يشيشن« سوريا، لو لم تكن إيران شريكة مباشرة له، والرئيس باراك اوباما «حارس» هيكل الصمت وترك الوقت للوقت ليفعل فعله، ويصوغ الحاضر مقدمة لرسم مسار المستقبل. وزارة الدفاع الروسية أعلنت رسمياً، بما يشبه إعلان انتصار ان الطيران الروسي في سوريا شن 900 غارة خلال ثلاثة ايام. الجيش الروسي حوّل سوريا الى ميدان ليدرب قواته، ويريد ان يكسر قاعدة قديمة بأن «الطيران لا يحقق الانتصار». بالمبدأ هذا صحيح، لكن في الواقع ان طائرات «السوخوي» تحلّق في فضاء لا يهدّده سلاح الدفاع الجوي. وعلى الارض مع «مستشارين» روس اعلن مقتل احدهم رسمياً مع أن غيره قتل قبل اليوم، والآلاف من الميليشيات الايرانية (قتل امس الجنرال قجاريان) واللبنانية والعراقية والافغانية والباكستانية وغيرهم وعدة آلاف من بقايا الجيش السوري الذين ارتفعت معنوياتهم مع كل غارة روسية قاتلة. واستناداً الى متابعات ميدانية، فان الروس يضربون السوريين بأنواع جديدة من الاسلحة لاختبارها، ومنها قنابل تحفر في الارض، خصوصاً حيث توجد خنادق ومغارات، حوالى ثلاثين متراً قبل ان تنفجر مدمرة كل شيء، وقنابل عندما تنفجر تقذف عدة قنابل موزعة على دائرة واسعة لتدمر وتقتل أكثر، إضافة الى أحدث أجهزة المراقبة والتنصت المتصلة بشبكة من الاتصالات والأقمار الصناعية، كل ذلك وغيره يجري وبمساندة وحدات «كومندوس» روسي متمرس. أخطر من كل هذه الاسلحة الروسية المتطورة، كانت وما زالت «سياسة اطالة الصراع» التي نفذت ببراعة وبلا رحمة. كل يوم اضافي من هذه الحرب الطويلة كما ترى قوى سورية وطنية معارضة يهدف الى:

[ افراغ الثورة من مضمونها في طلب الحرية والكرامة والديموقراطية.

[ نشر الفوضى المسلحة المسيرة خارجياً والمرتبطة بقوى إن لم تطعها لا تمدها بالمال والسلاح.

[ ترك القوى الارهابية تتضخم لتصبح خطراً يضع مقولة «الأسد او داعش« هي الحل المقبول دولياً.

كل ذلك، للوصول الى مرحلة ييأس فيها الثوار والمنظمات لينصاعوا للحلول التي تتفق عليها القوى الكبرى من دون الأخذ بما يريده الشعب السوري.

ولا شك ان اسباب العلة ليست كلها خارجية. ذلك ان «الائتلاف» الذي يقود عملياً المعارضة، تحول لأسباب كثيرة الى «عبء» على الثورة وقد حان الوقت للعمل للتحول الى «رافعة» للثورة، ولذلك «يحتاج الى اصلاح عميق وجذري حتى لا تنتج «الانتصارات» الجارية للروس والايرانيين والاسد انتصاراً دائماً«. وهذا يتطلب، باعتراف قوى سورية معارضة، عملاً وطنياً حقيقياً متحرراً من تسجيل النقاط والمواقع، وهدفه قيام سوريا الحرة من الوصاية الاجنبية.

الانتصارات التي يحققها تحالف موسكو وايران والاسد برضى اسرائيلي وصمت «اوبامي» يشبه الموافقة ليست نهائية، لأن سوريا ارض كل الحروب حيث كل شيء فيها متحرك ومتغير. ما هو قائم اليوم، قد لا يكون غداً. وصول ادارة اميركية جديدة سواء كانت ديموقراطية برئاسة هيلاري كلينتون او جمهورية، ستنفذ سياسة مختلفة وليس بالضرورة انقلابية، عن «السياسة الاوبامية»، تفرض قواعد جديدة على الصراع وادوار الآخرين من قوى عظمى ووسطى ووسيطة. وصول صاروخ ارض جو الى ايدي المعارضة السورية يفرض تعاملاً مختلفاً يحد من حرية الطيران الروسي. ايضاً حصول ولو تغيير محدود في ايران وليس بالضرورة انقلابياً، يحدث فرقاً كبيراً لأنه سيؤدي الى تعاملات مختلفة مع دول الجوار العربية وأخذ موافقتها في الاعتبار. ايضاً أي تدخل تركي مباشر ولو محدود على الارض السورية يفتح آفاقاً واسعة على الصراع في سوريا، حيث خطر مواجهة روسية تركية قائم ويطرح سؤالاً كبيراً ماذا عن الحلف الأطلسي؟

السؤال الكبير القائم في ظل الغارات الروسية هو ماذا يريد «القيصر» من الحرب؟ هل يريد تثبيت حدود «سوريا المفيدة» تحت ولاية الاسد؟.

بوضوح شديد إقامة «سوريا المفيدة» ولو موقتاً، فكيف اذا استمرت طويلاً، تفتح الباب، امام التمدد الى البقاع اللبناني جغرافياً وفي احسن الاحوال عودة النفوذ السوري الى اقوى مما كان في بيروت. لكن في الوقت نفسه تنتج تثبيتاً لحدود «كردستان السورية»، التي حتى بدون استقلال ناجز، تلد عاجلاً أو آجلاً طموحاً قابلاً للتنفيذ لقيام اقليم كردي سوري «مستقل« على الطريقة الكردية العراقية. المسار الكردي العراقي الذي وصل الى مشارف إعلان الاستقلال.

«سوريا المفيدة» و»دولة كردستان» القائمة عملياً في العراق، والمرسومة في سوريا، تشرّع الغاء اتفاقية سايكس- بيكو وتطرح مباشرة مشروعاً لتقسيم المنطقة كلها. اكبر المتضررين ليس الضعفاء اي السوريين والعراقيين فقط وانما تركيا وايران.

علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني اكد وعي الدولة الايرانية لهذا الخطر وان كان قد حصره في العراق فقال: «اذا حصل تقسيم بالعراق فانه سينتقل الى باقي دول المنطقة».

الكشف عن الداء وسببه لا يكفي. معالجته تكون بكل الوسائل قبل ان يستفحل. تركيا وايران تملكان وسائل المعالجة من موقع الخطر القومي، وهو أولاً في وقف الحرب خارج الانتصار والهزيمة، لانهما يعمقان الاحقاد والاستقواء فينتجان التطرف وتنفيذ سياسة «عليَّ وعلى أعدائي».

 

أينما تطلع آية الله شرقًا لا يلق إلا الفراغ

أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 شباط/16

كثيرا ما تساءل المسؤولون الأجانب الذي عملوا مع إيران منذ استيلاء الملالي على السلطة في البلاد حول من في حقيقة الأمر يملك مقاليد الأمور في طهران. لاحظ كريس باتن، الذي شغل ذات مرة منصب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن المسؤولين الإيرانيين الذين تعامل معهم كانوا في أغلب الأحيان يبدون مثل «الممثلين» الذين يقومون بدور الوزراء في الحكومة. وعلى مدى عقود، توصل العشرات من المسؤولين من مختلف أنحاء العالم إلى ذات الاستنتاج عقب التعامل المباشر مع المسؤولين في طهران، ومن بينهم رجال يحملون السمة الرفيعة لرئيس الجمهورية. والانطباع المتحقق لدى أولئك القوم هو أن إيران تعمل من خلال حكومتين في آن واحد: إحداهما هي «حكومة الواجهة» المقدمة للعالم الخارجي، والأخرى هي «حكومة الظلال» التي تمتلك السلطات الفعلية والحقيقية. ولقد تعزز ذلك الانطباع كثيرًا خلال الأسبوع الماضي عندما طار علي أكبر ولايتي، الذي يشغل منصب المستشار الخاص للسياسة الخارجية لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، إلى موسكو، فيما وصفه الرجل بنفسه حين قال: «مهمة للشروع في الاستراتيجية الجديدة للجمهورية الإسلامية»، التي وصفت إعلاميا بـ«التطلع شرقا». كانت رحلة السيد ولايتي إلى موسكو مثيرة للاهتمام لعدد من الأسباب نوجزها فيما يلي:

أولا، جاء ميقات الزيارة الرسمية في أعقاب زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى روما وباريس، تلك التي بعثت برسالة مفادها أن الجمهورية الإسلامية تسعى لتعزيز الروابط الوثيقة مع الديمقراطيات الغربية. ومن المقرر أيضا للسيد روحاني أن يتوجه لزيارة النمسا وبلجيكا في وقت لاحق من هذا الشهر.

كذلك، لم يدع السيد روحاني فرصة إلا واستغلها ليبعث بإشارات ودودة إلى إدارة الرئيس أوباما في واشنطن.

ولقد أشاد روحاني بالرئيس الأميركي واصفا إياه بقوله: «رجل ذكي ومدرك لعواقب الأمور»، ويزعم أنه تربطه بالرجل علاقة «رسائلية» خاصة. ولقد أشار روحاني إلى العالم اليوم بأنه مثل قرية صغيرة وأميركا هي «زعيم القرية». وبالتالي فمن الأهمية بمكان بالنسبة للجمهورية الإسلامية أن تسعى لإقامة علاقات جيدة مع «الزعيم». وفي واقع الأمر، فلقد منحت الأوساط السياسية الإيرانية في طهران روحاني وحاشيته لقب «فتيان نيويورك»، وهم الفصيل المتفرع عن النظام الخميني الذي يأمل في مضاهاة الصين الشيوعية تحت حكم دينغ شياو بينغ، من خلال تكوين علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة مع الحفاظ في نفس الوقت على نظام الحزب الواحد الحاكم القمعي في الداخل. وكان الأب الروحي لذلك الفصيل هو الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني، وهو «المفاوض الداهية» الذي فتح أول قناة سرية للاتصالات مع واشنطن في عام 1984، مما أدى بمرور الوقت إلى الكشف عن فضيحة «إيران غيت» في عهد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان. ومنذ ذلك الحين، تابعت الإدارات الأميركية المتعاقبة ما تحول حتى الآن إلى خرافة كبيرة في الداخل الإيراني: أي مساعدة التيار «المعتدل» بزعامة رفسنجاني على الإطاحة بمعسكر «الصقور» الحاكم الذي يرأسه خامنئي، وإغلاق فصل الثورة الإسلامية من التاريخ الإيراني المعاصر، وتحويل الجمهورية الإسلامية إلى نظام مستبد جديد يُعنى بشؤونه الخاصة من دون الخوض في الكثير من المتاعب مع الولايات المتحدة وحلفائها.

خلال الـ150 عاما الماضية، كانت كيفية تحقيق التوازن ما بين مختلف القوى الخارجية المعادية هي الشغل الشاغل للزعماء في إيران. وفي ذروة الإمبريالية الأوروبية، كانت النخبة الإيرانية منقسمة على ذاتها بين «عشق الإنجليز» و«الولع بالروس»، أو الخيار ما بين «الطاعون» و«الكوليرا».

وفي خمسينات القرن الماضي، ومع غروب شمس الإمبراطورية البريطانية وتحول روسيا إلى الاتحاد السوفياتي، كانت النخبة الإيرانية أيضا منقسمة على ذاتها ما بين موالاة الأميركيين وموالاة الروس. بدأ محمد مصدق، الذي شغل منصب رئيس الوزراء الإيراني لفترة وجيزة، حياته السياسية مولعًا بالولايات المتحدة، ولكن انتهى به الحال حالمًا بما سماه «التوازن السلبي»، وهو ما يعني بلغة أهل السياسة البقاء على مسافة واحدة من الغرب والشرق على حد سواء. ولخداع أنصار مصدق، الذين أقام الرجل معهم تحالفًا تكتيكيًا في مواجهة الشاه، رفع آية الله الخميني في ذلك الوقت شعارًا رنانًا يقول: «لا شرقية ولا غربية».

ومن زاوية الممارسة العملية، رغم ذلك، وصم الخميني الولايات المتحدة بأنها العدو الأكثر خطورة على آيديولوجيته الجديدة وواصفًا الاتحاد السوفياتي بالخطر الأقل تهديدًا عليها. وكان السبب في ذلك، وبالنسبة للكثير من الإيرانيين، أن الولايات المتحدة كانت شديدة الجاذبية من المناحي الثقافية، والعلمية، والاقتصادية، وحتى السياسية، في حين كان الاتحاد السوفياتي لا يتمتع بذات الجاذبية في استمالة حتى التيار الشيوعي الإيراني، الذي كان أتباعه في أغلب أمرهم من أنصار ماو، أو تروتسكي، أو كاسترو. بارك الخميني الهجمات التي نالت من السفارة الأميركية في طهران واحتجاز الرهائن الدبلوماسيين فيها، ولكنه عارض تمامًا اتخاذ نفس الإجراءات المعادية قبالة الاتحاد السوفياتي. ولقد دعا الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف لاعتناق المذهب الشيعي من الإسلام، وأعتقد أن النزعة المعادية للولايات المتحدة كافية تمامًا لتوطيد أواصر العلاقات ما بين موسكو وطهران.

كان خامنئي على بينة من كل ذلك.

وهو السبب وراء سعيه الدؤوب لاقتلاع «فتيان نيويورك» من جذورهم قبل فوات الأوان. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حالما كان «فتيان نيويورك» يطربون ويرقصون على أنغام «الاتفاق النووي» مع أوباما، طار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، وانطلق مباشرة إلى قصر خامنئي، متجاهلاً روحاني ورفسنجاني تمامًا. وكان بعد ذلك الاجتماع، الذي وصفه السيد ولايتي بأنه «بداية عهد جديد»، أن خرج علينا خامنئي بعبارة «التطلع شرقًا» الجديدة. فهل في وسع خامنئي احتواء «فتيان نيويورك» في سياق المحور الإيراني - الروسي الجديد المناوئ للولايات المتحدة؟ تشترك طهران مع موسكو في عدد من الأهداف؛ إذ ترغب كل منهما في الاستفادة من التراجع الأميركي في المنطقة في ظل إدارة الرئيس أوباما، والتأكد من عدم عودة الولايات المتحدة إلى الساحة الإقليمية في الشرق الأوسط كقوة مهيمنة وحاسمة. وترغب كلتا الدولتين، في هذا السياق، في احتفاظ بشار الأسد بمنصبه في سوريا، وإن كان لا يحكم إلا جيبًا صغيرًا متبقيًا من بلده، ولأطول فترة ممكنة. كما ترغبان في تعزيز النفوذ الذي تتمتع به إيران، وبدرجة أدنى روسيا، في العراق ولبنان مع بسط نفوذ سياسي مماثل على بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وتحدث ولايتي، في موسكو يوم الاثنين، عن روسيا وإيران بوصفهما «حاميتي السلام والاستقرار» في منطقة غامضة وغير محددة المعالم، تلك التي تمتد من أواسط آسيا إلى شمال أفريقيا وحتى المحيط الأطلسي. وتكمن المشكلة الحقيقية في انخفاض كبير لشعبية روسيا في الداخل الإيراني، في حين أن هناك عددًا ضئيلاً للغاية من المواطنين الروس ممن يهيمون عشقًا بالجمهورية الإسلامية. وفي حين أن تركيا استقبلت أربعة ملايين سائح روسي في عام 2015 فإن «السياحة الحلال» التي تروّج لها وسائل الإعلام الإيرانية لم تفلح إلا في اجتذاب بضعة آلاف من السائحين الروس. والتجارة المشتركة ما بين الدولتين الجارتين في أدنى مستوياتها بسبب أنه ليس لدى روسيا شيء مما تحتاج إيران لشرائه، كما أن الإيرانيين ليس بمقدورهم صرف أنظار الروس عن المنتجات الغربية بحال. هناك تقليد إيراني - روسي قديم يمتد عبر قرون طويلة من الشكوك المتبادلة، وكان أحد تأثيرات ذلك التقليد فشلهما سويًا، بعد مرور 25 عامًا من المفاوضات الثنائية، في إقرار نظام قانوني مشترك بشأن بحر قزوين. ولأكثر من 25 قرنًا من الزمان، كانت «النظرة التاريخية» الإيرانية تتطلع صوب الغرب، في حين كانت روسيا، الوافدة الجديدة على تاريخ العالم كدولة قومية ذات سيادة، تيمم ناظريها شطر الغرب كذلك منذ القرن التاسع عشر على أدنى تقدير. وأخيرا، فإن النزعة المعادية المجردة لكل ما هو أميركي ليست كافية بحال لبناء استراتيجية عالمية جديدة بالنسبة إلى إيران أو روسيا. ومناورة «التطلع شرقا» الخامنئية ليست إلا فشلاً ذريعًا حتى قبل ترجمتها واقعيًا إلى سياسات راسخة وملموسة.