المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 شباط/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february09.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مار مارون مغامر روحيّ رائد/البطريرك مار نصر الله بطرس صفير

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من23حتى30/إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس03/من10حتى17/فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: كلمة وجدانية في ذكرى القديس مارون وفي أحوال قادتنا التعيسة

الموارنة في ذكرى شفيعهم ومؤسس كنيستهم/الياس بجاني

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية في معاني وعّبر إثنين الرماد وشرح لمفهوم الصوم

إثنين الرماد/الأب جورج صغبيني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عالم متعدد الأقطاب/عبد الحميد بيضون/فايسبوك

الجلسة إلى 2 آذار وحرب يقترح تعديلاً دستورياً

لبنان يدخل موسوعة غينيس من بوابة بعبدا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 8/2/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاثنين الواقع في 8 شباط 2016

فابيوس يعمل لـ"خرق" في الرئاسة اللبنانية قبل مغادرته "الخارجية" وهولاند في صدد تعديلات وزارية وعينُه على الانتخابات المرتقبـة!

غمـوض مريب لفّ صفقة تحرير التشيكيين الخمســة ومن هم الخاطفون؟ وهل منعت قوى "الامر الواقع" توقيفهم؟

جونز: الولايات المتحدة أكبر المانحين للبنان/سلام يلتقي وفداً مــن اهالـي عرسـال

8 آذار تحاول اقناع فرنجية بالانسحاب من "التسوية الباريسية" المفخخة: الحريري على محك النيات في 14 شـباط لاعلان الترشيح رسـميا والا!

الخامسة والثلاثون: المرشِحون حضروا والمرشَحون غابوا والـ36 الى 2 آذار

موفدون من معراب الى السعودية والسنيورة:التواصل مع القوات لم ولن ينقطع

بكركي تسـتنفر واميـركا تدعم وخليــــل يعد ملفــــات للمراجعــة

الإمارات: محاكمة مجموعة مرتبطة بـ»حزب الله» اللبناني

رسالة من «حزب الله» لفرنجية لإعادة النظر في ترشيحه

قلق سعودي على لبنان من التداعيات الخطيرة لاستمرار الفراغ الرئاسي

اجتماع بكركي الجمعة "صرخـة" لتصويـب خلل التوازن فــي الدولـة ووثائقي يعرض واقع الحضور المسيحي ودعوة لطرحه على طاولة الحوار

 سليمان: أي إشارات ننتظر لندرك الأخطار المحدقة بالبلاد؟

«الكتائب» يطالب عون وفرنجية بالانسحاب

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سامي الجميل مستاء لعدم انتخاب رئيس:الكتل السياسية سقطت وحان وقت المحاسبة

حرب: نحضر لاقتراح قانون يعتبر النائب مستقيلا في حال تغيبه عن 3 جلسات

حرب عرض الإستحقاق الرئاسي ووضع المسيحيين مع المطران مطر

السنيورة: من يقاطع هو المسؤول عما آل اليه موضوع الانتخاب عدوان: ليتفاهم حزب الله مع فرنجية حتى يبقى عون مرشحا اساسيا

سفير ايران: لا نتدخل في شؤون لبنان ورئاسته وعلى دول المنطقة التحرك لدرء الارهاب التكفيري

ماروني: "القوات" حلفاؤنا ولا قطيعة مع "المستقبل" و حوارنا مع حزب الله مستمر وسنحضر "14 شباط"

هيئة التنسيق: إضراب عام الخميس في حال زيادة سعر البنزين

خطة أمنية لمكافحة المخدرات جنوباً "تجار المـوت" يسـتهدفون الطلاب

خليل الـى اميركا لشـرح تداعيات "الاجراءات الماليـة": ملف يؤكد التقيد بالقوانين والفصل بين المقاومة والتطرف

اكثر من موفـد قواتـي في الاسـبوع يزور الرياض: المملكة مع التوجه المسيحي العام ولا فيتو على عون

سليمان يحذر من تداعيات التعطيل

حوري: الرئاسة مصادرة من قبل ايران ونصرالله يكرر حجج التعطيـل نفسـها

بو حبيب: عن اقفال "مركز عصام فارس للدراسات": لا خلافات وراء الخطـوة ومدة التمويل انتهــت

الرابطة المارونية: لا خلافات بين المرشحين والمنافسة الديموقراطية ستبقى حتما في إطارها الأخوي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المعارضة السورية تطلب توضيحات بشأن تصريحات لكيري عن “تصفيتها”

جيش الأسد يواصل تقدمه نحو الحدود التركية وقوات شيشانية تساعد الروس في اختيار أهدافهم والأكراد يوسعون مناطق سيطرتهم في شمال سورية

5238 برميلاً متفجراً منذ بدء التدخل الروسي

أنقرة وبرلين تطلبان مساعدة حلف شمال الأطلسي لوقف تهريب المهاجرين

العراق ينشر آلاف الجنود تمهيداً لاستعادة الموصل

ميليشيات عراقية مدعومة من إيران تهدد بقتل العسكريين الأميركيين ومعلومات عن إحباط الاستخبارات الأميركية عمليتين لخطف جنود في معسكر بسماتة جنوب شرق بغداد

حكومة العبادي تتخوف من عودة المواجهة بين واشنطن وطهران في ظل استمرار الحرب مع داعش

مقتل شخصين برصاص الجيش الأردني حاولا التسلل من الأراضي السورية

إيران تؤكد مشاركتها في محادثات ميونيخ

قمة بحرينية – روسية في سوتشي والمحادثات تناولت التعاون والأوضاع الإقليمية

تجدد الاشتباكات بين «النصرة» و«داعش»

ديلي تلغراف": قوات بريطانية تتدرب في الأردن علـــى التوغــل شــــرق اوروبــا

"اندبندنت": تجربة كوريا الصاروخية بداية عصر جديد من "حرب النجوم"

"وول ستريت جورنال": واشنطن تعتبر موقف انقرة مـن الأكراد عقبـة بمحاربـة "داعش"

اوباما في القمة العالمية للحكومات من دبي عبر الفيديو: ندعو الدول العربية لتأليف حكومات جامعة

إيران حذرت من عواقب أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا من دون موافقة حكومة دمشق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان إلى أين؟: الأخطار والاحتمالات/عصام خليفة/النهار

بئس الموارنة/النهار/عقل العويط

الحسيني لـ "النهار": للنائب حقّ التغيّب عن جلسة الانتخاب لا بديل من الطائف إلا الطائف وحان الوقت لرئيس انتقالي/هدى شديد/النهار

اللاانتخاب.. عماد «ديموقراطية حزب الله/علي رباح/المستقبل

المحاصصة في الوظائف ولغة العقل/غسان حجار/النهار

الرئاسة تنتظر الحرب في سوريا/علي حماده/النهار

كلام لطهران عن رئيس "يمتلك تجربة المؤسسات" "يأس" من اللبنانيين يترك المشهد الرئاسي خاوياً/روزانا بومنصف/النهار

لا عودة للفلسطينيين إلا بإقامة دولة لهم ولا عودة للسوريين إلا إذا انتهت الحرب/النهار/اميل خوري

الوجه الحقيقي لـ"الطائف": دولة برأسين وجيشين/نواف كبارة/النهار

في المألوف الإيراني/علي نون/المستقبل

من جريدة اللواء/مقابلة مطولة مع النائب السابق سمير فرنجية: مشروع حزب الله انتهى ولكن هذا لا يعني أن مشروعي انتصر

الرئاسة بانتظار الفَرَج السوري/جريدة اللواء – صلاح سلام

الحريري في 14 شباط.. لن ينعزل سنياً/محمد شبارو/المدن

هل سيتحوّل لبنان إلى إمبراطورية لآل عون/ لبنان الجديد

مكاري: علاقة الحريري وجعجع "عاطلة" و14 آذار تفتَّتت عون لن يتنازل ولو لـ "جبران عون" وحظوظ فرنجيه ضعيفة/رضوان عقيل/النهار

هذا أبرز ما قاله أسيرا حزب الله لـ «كارول معلوف»/بتول الحسيني/جنوبية

150 ألف جندي اسلامي في سوريا والصدام السعودي الايراني قادم/خاص جنوبية

جدران وخنادق/نديم قطيش/المدن

لا حل أميركيا قريبا في العراق/د. ماجد السامرائي/العرب

الدخول السعودي البري إلى سوريا: حماية الاعتدال في الشرق/علي الأمين/العرب

لماذا سيدخل السعوديون إلى سوريا/أحمد عدنان /العرب

طائفيو العراق وأسوار وخنادق التقسيم الطائفي/داود البصري/السياسة

إيران: «التكليف الشعبي» ضد «رسم« النتائج خامنئيّاً/أسعد حيدر/المستقبل

يوم استقبل الروس الأسد منفيًا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

السعودية والتدخل البري في سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مار مارون مغامر روحيّ رائد

البطريرك مار نصر الله بطرس صفير

إنّ المرحلة التاريخيّة التي عاش فيها مار مارون في شمال سوريا وقبله القدّيس أنطونيوس الكبير في مصر، والواقعة ما بين القرنين الثالث والخامس، هي مرحلة تحوّلات كبرى في مسار الكنيسة إذ أصبحت المسيحيّة ديانة الأمبراطوريّتين الرومانيّة والبيزنطيّة في الغرب وفي الشرق. يومها، انبلج "تاريخ أصفياء الله"، "وكان مارون أوّل من غرس حديقة النسك في المنطقة" عبر مغامرة روحيّة رياديّة أطلقها القدّيس أنطونيوس وجسّدها القدّيس مارون ومؤدّاها: أنّ نفوسًا مؤمنة وجدت أنّها غير قادرة على إدراك الكمال داخل المجتمع: إمّا لأنّه وثنيّ، وإمّا لأنّه مسيحيّ بالمظهر فقط، ولهذا قرّروا ترك العالم لكي يلاقوا الله مباشرةً وعاموديًّا، وفي العراء. وهذا هو المعنى الحقيقيّ للتجربة النسكيّة والديريّة التي انتشرت آنذاك وشكّلت طوال قرون، النموذج الأهمّ للحياة المكرّسة. ... وعمد تيّار الحبساء إلى تجسيد القداسة المسيحيّة بفضل حفنة من المختارين والأصفياء القادرين والمتحمِّسين على حمل الرسالة الإنجيليّة في صفائها الأوّل. فأصبح الناسك أو الراهب العائش في الزهد والتقشّف والحامل حرارة الإيمان بالله شأن مار مارون، هو المدافع لا عن حقوق الكنيسة وإبراز تفوّق الإيمان المسيحيّ فحسب، بل المؤكّد على أنّ الشخص البشريّ الّذي من أجله تجسّد الله إنسانًا بشخص يسوع المسيح هو حامل لقيم أكثر أهمّيّة حتّى من الحياة. نفسها.

 

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من23حتى30/إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير

قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد». وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

 

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس03/من10حتى17/فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون

يا إخوَتِي، لَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمي، وسِيرَتي، وقَصْدي، وإِيْمَاني، وأَنَاتي، ومَحَبَّتي، وثَباتي، وٱضْطِهَادَاتي، وآلامي، كَالَّتي أَصَابَتْنِي في أَنطَاكِيَةَ وإِيقُونِيَةَ ولِسْترَة، وأَيَّ ٱضْطِهَاداتٍ ٱحْتَمَلْتُ! ومِنْ جَميعِهَا نَجَّاني الرَّبّ! فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون. أَمَّا النَّاسُ الأَشْرَارُ والمُشَعْوِذُونَ فَإِنَّهُم يَتَمَادَوْنَ في الشَّرّ، مُضَلِّلِينَ الآخَرِينَ وهُم أَنْفُسُهُم مُضَلَّلُون. أَمَّا أَنْتَ فَٱثْبُتْ على مَا تَعَلَّمْتَهُ وأَيْقَنْتَهُ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَهُ، وأَنَّكَ مُنذُ الطُّفُولَةِ تَعْرِفُ الكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ القادِرَةَ أَنْ تُصَيِّرَكَ حَكِيمًا في سَبيلِ الخَلاصِ بِالإِيْمَانِ في الْمَسِيحِ يَسُوع. فَالكِتَابُ كُلُّهُ إِنَّمَا اللهُ أَلْهَمَهُ، وهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيم، والتَّوْبِيخ، والتَّقْوِيم، والتَّأْدِيبِ في البِرّ، لِيَكُونَ رَجُلُ اللهِ كامِلاً، مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: كلمة وجدانية في ذكرى القديس مارون وفي أحوال قادتنا التعيسة

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/08/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/
بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: كلمة وجدانية في ذكرى القديس مارون وفي أحوال قادتنا التعيسة/09 شباط/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.saint%20maroun015..mp3
بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: كلمة وجدانية في ذكرى القديس مارون وفي أحوال قادتنا التعيسة/09 شباط/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.saint%20maroun015..mp3

 

الموارنة في ذكرى شفيعهم ومؤسس كنيستهم

الياس بجاني/09 شباط/16

نحتفل نحن الموارنة اليوم في لبنان وبلاد الانتشار بالذكرى السنوية لأب ومؤسس كنيستنا وشفيعنا القديس مارون. إنها مناسبة عطرة وفرحة وهي عصارة ونتاج واستمرارية لـ 1600 سنة من النضال الإيماني والشهادة للحق والصبر والعطاء من تاريخ أمتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية السريانية. في هذه المناسبة نرفع الصلاة خاشعين طالبين تقوية إيمان وصبر وعزيمة أفراد شعبنا ورعاتنا، ونسأل الله بشفاعة أبينا مارون وسيدة لبنان أمنا مريم العذراء أن يقي وطن الأرز وأهله شر الحروب والصراعات والاضطرابات وأن يبقيه وطناً لرسالة المحبة والتسامح والتعايش وقبول الآخر والحريات والديموقراطية والمساواة والإخاء.

أبينا مار مارون هذا الناسك الذي عاش في القرن الرابع في جبال قورش شمال إنطاكية ما زال حيّا في قلوبنا وعقولنا والوجدان نحن أبنائه الموارنة، واليوم نحتفل بذكراه ليس فقط في لبنان حيث مركزنا الديني والوطني، بل في كل أنحاء العالم حيث تقيم جالياتنا وتنتشر. يجب ألا ننسى تحت أي ظرف أن حياة أبيا القديس مارون كانت حياة تقشف فكان يكتفي باليسير مما يحتاج إليه الناس في دنياهم من قليل الطعام والشراب واللباس، ولهذا سلك طرق التقوى والإيمان والتواضع والعطاء وقد حرم نفسه ما كانت تشتهيه، وهذه هي الطرق الوعرة التي سار عليها الأبرار والقديسون كافة. كان محور حياته مركزا على الصلاة والتعبد والتأمل والإماتة، ولذلك اعتزل الدنيا وأقام تحت خيمة من شعر تقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

كان الناس يأتون إليه ليسألوه صلاته وبركته، فيصرف أفكارهم عنه ليوجهها إلى الله مصدر كل خير وينبوع كل صلاح، وهذا هو نمط الأبرار فلا يجتذبون الناس إليهم ليظهروا صفاتهم الحسنة، ويمتدحوا أعمالهم الباهرة، بل ليحملوهم على الإقبال على الله. قاوم وتحدى مغريات العالم وأباطيله فشاع صيت قداسته، فكتب إليه القديس يوحنا فم الذهب من منفاه يقول له: "إن روابط المحبة والمعزة التي تشدني إليك تجعلني أراك كأنك حاضر أمامي, وفي الواقع إن ما تتميز به نظرة المحبة، إنما هو اجتيازها المسافات ومرور السنوات لا يضعفها وددت لو أني راسلتك بتواتر لكن المسافات شاسعة والمسافرين قلائل, لكني أريد أن تتأكد أني لا أفتأ أذكرك، لأنك تحتل في قلبي مركزا رفيعا فلا تبخل علي بإخبارك، والأنباء عن صحتك تفرحني جدا على الرغم من بعد الشقة, وتعزيني في منفاي ووحدتي وتسر نفسي سرورا كبيرا بمعرفتي انك في صحة جيدة, واعز طلب عندي أن تصلي من اجلي هكذا يخاطب القديسون القديسين، فيما هم يتراسلون". طبعت روحانيته وشهادته كنيستنا المارونية فحملت اسمه ونبتت مثل السنبلة من حبة القمح.

إنها كنيسة أمة وقضية ورسالة، وقد احتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة وشهدت ولا تزال لروحانية أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال وسوف تبقى منفتحة على الشعوب والحوار ومتمسكة بتراثها السرياني المشرقي العريق وبهويتها المميزة.

ما أحوجنا نحن الموارنة إلى الوعي الإيماني والوحدة والتضامن في هذه الأيام الشديدة الوطأة.

ما أحوجنا إلى نبذ الأحقاد والابتعاد عن الأنانية والأنا.

ما أحوجنا رعاة وقادة وأفرادا أن نأخذ من أبينا مارون الأمثولة، وهي ألا يعيش كل منا لنفسه، بل أن يفكّر في غيره من الناس ويبادر إلى مساعدتهم.

كم حولنا اليوم من أناس نكبتهم الأيام، فلم يقووا على مواجهة النكبة، وهم في اشد الحاجة إلى من يمد لهم يد العون لينهضوا من كبوتهم.

هذا ويستحيل على الوطن، أي وطن أن يقوم، أن لم يضافر أبناؤه جهودهم لينهضوه، وقد آن الأوان ليقلع كل ماروني منا وكل لبناني عن أنانيته والتفكير في مصلحته الخاصة الضيقة من مواقع ومراكز وكراسي ونفوذ، اعتقاداً منه انه ينجو بنفسه منفرداً.

والواقع الحالي البائس الذي لا سبيل إلى إنكاره، هو أننا كلبنانيين، موارنة وغير موارنة جميعاً نبحر في مركب واحد مثقوب بنتيجة قلة الإيمان والأنانية وخور الرجاء وعدم الخوف من الله.

مصيرنا واحد فإذا غرق المركب غرقنا معا،ً وإذا نجونا نجونا معاً. هذا إذا كنا حقاً نخاف الله ويوم حسابه الأخير ليس ظاهراً فحسب، بل فولاً وفعلاً، مهما كانت التضحيات كبيرة.

ونحن نستذكر حياة وصفات وعطاءات وطهارة أبنا مارون لا بد وأن نسأل، هل يُعقل أن يصل حال التخلي عند بعض القيادات المارونية الدينية والزمنية إلى حد الانقلاب على كل ثوابت صرحنا البطريركي التاريخية، هذا الصرح الوطني والإنساني الكبير الذي أُعطي له مجد لبنان؟ وأيعقل أن يكون هؤلاء القادة الموارنة فعلاً من أتباع كنسية أبنا القديس مارون وهم يقدسون سلاح الاحتلال الإرهابي، ويتحالفون معه، ويضربون عرض الحائط باستقلال وسيادة وطن الأرز وبرسالته الحضارية والتعايشية، طمعاً بمواقع ومنافع ذاتية وعلى خلفيات الحقد والكراهية والانتقام والأنا؟ إنه بالفعل زمن أغبر هذا الذي وصلنا إليه، ويصح بهؤلاء القادة دينيين وزمنيين على حد سواء قول النبي اشعيا: "هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني كثيراً، فباطلاً يعبدونني، وهم يعلمّون تعاليم البشر".

نسأل الرب أن يؤتينا جميعاً أن نتفهم تعاليم أبينا مارون، وان نعمل بوحيها، فنرص الصفوف، ونوحد الكلمة مع جميع إخواننا اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار ونتعاون متكاتفين بمحبة وتجرد على إعادة وطن الأرز والقداسة إلى سابق عهده في البحبوحة والازدهار في ظل سلام دائم وعادل وشامل.

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا تضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

نهنئ أهلنا الموارنة وعموم اللبنانيين بهذا العيد، ونصلي معهم لينعم علينا الرب وعليهم بنعم الاقتداء بفضائل صاحب العيد وبكل ما اتصف به من خشية لله وتجرد عن أباطيل الدنيا ومحبة للناس وتواضع وتفاني.

ونخص في صلاتنا اليوم من أجل التوبة والرجوع إلى حظائر الحقيقة والحق قيادات مارونية دينية اسخريوتية فاجرة في ممارساتها وفكرها وخطابها.

وأيضاً نخص قيادات سياسية ذاقت مرارة العزلة والنفي والإهانة، إلا أنها لم تتعظ يوم تحرر الوطن بفضل قرابين أبناء أمتها وتضحياتهم، فعادت إلى ممارسة المسؤوليات بنرجسية فاقعة ومكر مركزة وجهتها على الكراسي والنفوذ وعبادة المال.

للإسخريوتيون هؤلاء نصلي لعلهم يتوبون ويعودون إلى الطريق القويم ويؤدون الكفارات، وإلا فحسابهم يوم الحساب الذي لا بد أنه آت حيث يكون البكاء وصريف الأسنان.

ونختم مع قول بولس الرسول (رومية12/من15حتى18): "إفرَحُوا مَعَ الفَرِحينَ وابْكُوا معَ الباكينَ. كونوا مُتَّفِقينَ، لا تَتكَبَّروا بَلْ ِاتَّضِعوا. لا تَحسبوا أنفُسَكُم حُكماءَ. لا تُجازوا أحدًا شرّاً بِشَرٍّ، واجتَهِدوا أنْ تعمَلوا الخَيرَ أمامَ جميعِ النّاسِ. سالِموا جميعَ النّاسِ إنْ أمكَنَ، على قَدْرِ طاقَتِكُم".

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية في معاني وعّبر إثنين الرماد وشرح لمفهوم الصوم

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/08/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86-3/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وجدانية في معاني وعّبر إثنين الرماد وشرح لمفهوم الصوم/08 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20ash%20monday%20all.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وجدانية في معاني وعّبر إثنين الرماد وشرح لمفهوم الصوم/08 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20ash%20monday%20all.mp3

 

إثنين الرماد

الأب جورج صغبيني/ راهب لبناني ماروني

كان اليهود يذرون الرماد على رؤوسهم واجسادهم ويبكون وينوحون على خطاياهم من اجل تطهير الجسد من الخطايا ولتذكير هذا الجسد بانه من تراب والى تراب يعود… وذلك قبل البدء باي صوم للتكفير عن خطاياهم…

بقيت هذه العادة عند المسيحيين لكنها اخذت الرماد من حرق اغصان الزيتون المقدسة من شعنينة السنة السابقة ليباركها الكاهن صباح الاثنين ويمسح جباه المؤمنين التائبين الصائمين بصليب لنبدأ صومنا بتوبة حقيقية تليق بايماننا المسيحي….. اذكر يا إنسان أنك من التراب وإلى التراب تعود …

اثنين الرماد هو اليوم الأول من الصوم.

قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.

أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ، لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.

يوم الإثنين يبدأ الصوم المبارك

نرسم اشارة صليب من التراب على جباهنا لنتذكر وحتى لا ننسى اننا نحن البشر:

الى التراب تعود الجبلة الأولى

وإلى الله تعود نسمة الحياة التي نفحها الله الخالق في التراب.

فالمسيح صام في البرية أربعين يوماً وأربعين ليلةً عبرةً ومثالاً… لبدء بشارته ومقاومة إبليس، ونحن بالصوم نقهر التجارب ونتغلب على إغواءات الشيطان الكثيرة والمغرية…

بالصوم تبدأ مسيرة الصلاة والصدقة والله يكافئ ويجازي.

الرب يقول على لسان النبي يوئيل: «قدسوا صوماً نادوا باعتكاف… مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم»(يوئيل1: 14 و2: 13).

لنصم صوماً مقبولاً، لا عن الطعام والشراب فحسب بل عن الشر والآثام…

ولتصمْ أفكارنا عن معاندة الله، وألسنتنا عن الكلام الباطل بحقّ أخينا الإنسان، وأجسادنا عن الشهوات، ولنُخضع إرادتنا للـه حتى يكون صومنا مقبولاً، كما يقول الرب على لسان النبي إشعيا: «أليس هذا صوماً اختاره، حلَّ قيود الشر، فكّ عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً… أليس أن تَكسِرَ للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك… حينئذ تدعو فيجيب الرب، وتستغيث فيقول هاأنذا».(أش58: 6ـ 12).

اليوم “إثنين الرماد”، نرسم علامة الصليب بالرماد على جباهنا. ونبدأ مسيرة الصوم الكبير. سبعة أسابيع نتأمّل فيها أن الله لا يعنيه البياض واللحم والطعام وما يدخل الفمّ بقدر ما يعنيه ما يخرج من الفم.

الصوم مهم، لكن الأهم منه هو أن نلجم فمنا ولساننا عن السُباب والكذب والإفتراء والنميمة…

الصوم رحلة لكن ليس في المجهول، بل في الذات لضبط تجارب أنانيتنا وشهواتنا ورغباتنا التي لا تنتهي في برّية وادي الدموع في دنيا الشقاء هذه. كما على مثال المسيح في البرية مُجَرَّبَاً من الشيطان.

اليوم نبدأ مسيرة الصوم لنَعْبُر به التجارب والآلام حاملين الصليب كما عصا موسى في مراحل حياتنا لنصل بحمايته إلى مجد القيامة.

فمع رشّ الرماد على جباهنا نثبّت أنظارنا إلى القيامة، قيامة التراب بجسد روحاني وإلا لكان إيماننا باطلا وصيامنا باطلا…

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عالم متعدد الأقطاب

عبد الحميد بيضون/فايسبوك/08 شباط/16

الجميع احتج على الاحادية القطبية اي اعتبار الولايات المتحدة هي القطب الوحيد صاحب الارجحية في القرارات السياسية والأمنية لحل المشكلات والتحديات الكبرى التي تواجه العالم ولاحقت تهمة التفرد في اتخاذ القرارات البيت الأبيض الى درجة جعلت اوباما ينسحب بسياسته الخارجية من كل أنحاء العالم ومن كل مشاكل العالم مما حفّز بوتين وخامنئي وميم كونغ اون على استعراض عضلاتهم الضامنة أصلاً مستفيدين من تردد وتقوقع اوباما وادارته٠

المهم أصبحنا اليوم كما يحلو لهؤلاء القول في عالم متعدد الأقطاب فيه مشاركة حقيقية فما هو هذا العالم:

الولايات المتحدة يحكمها هواة بدءاً من اوباما مروراً بكيري وصولاً الى متعصبي حزب الشاي٠

روسيا تحكمها "المافيا البوتينية" والفساد غير المسبوق.

الصين تحكمها فوائض العملات الصعبة التي تبحث عن استثمارات خارجية.

أوروبا تحكمها الديون والمخاوف والبطالة والعنصرية٠

الهند يحكمها هاجس النمو الاقتصادي رداً على الفقر المدقع.

البرازيل يحكمها توسع الفساد٠

اما ايران فتحكمها ميليشيات الحرس الثوري والباسيج وتحكمها القومية المريضة وطبعاً الفساد٠

يبقى العالم العربي وهو محكوم بالاستبداد وانعدام الكرامة وغياب المواطنية والميليشيات المذهبية والاجهزة الأمنية التي توازي الميليشيات في وحشيتها وارهابها ومحكوم أيضاً بالجهل وإقفال باب الاجتهاد حتى صار الدين مدرسة للكراهية والاحقاد على البشر جميعاً وعودة الى البربرية٠

من يقبل بهذه التعددية القطبية؟

 

الجلسة إلى 2 آذار وحرب يقترح تعديلاً دستورياً

 وكالات/٨ شباط ٢٠١٦/ارجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، للمرة الخامسة والثلاثين، الى الساعة الاولى من بعد ظهر يوم الاربعاء في 2 آذار المقبل، بسبب عدم اكتمال النصاب. وقد وصل عدد النواب الى جلسة 58 نائبا فيما كان عدد الحضور في الجلسة السابقة 36 نائبا. وقد حضر نواب كتل: 'المستقبل، 'القوات” اللبنانية، 'التنمية والتحرير”، 'الكتائب” و”اللقاء الديمقراطي” اضافة الى النواب المستقلين. وسجل غياب نواب كتل: 'المردة”، 'القومي السوري الاجتماعي”، 'حزب الله 'و”التيار الوطني الحر” ونائبي حزب 'البعث العربي الاشتراكي”. بعد الجلسة، علّق رئيس حزب 'الكتائب” النائب سامي الجميل قائلاً: 'الامتحان اليوم ليس للنواب بل للرأي العام إذا كان على استعداد للمحاسبة او لا”. بدوره، قال رئيس 'حزب الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون: 'يجب ان نضع دفتر شروط لرئيس الجمهورية فلا يمكن ان نسمح لأي كان ان يصبح رئيساً.” أما وزير الاتصالات بطرس حرب اعتبر أنها 'المرة الـ35 لانتخاب رئيس ولكن يبدو ان هذا المجلس يجب ان يتحول إلى هيئة احتفالية لتنصيب رئيس يعين خارجاً.” وأضاف: 'لن نبصم ولن نشارك في احتفالية تنصيب رئيس ونحن متمسكون بأن يبقى لبنان دولة ديمقراطية ونأسف ان يكون هناك فريقاً سياسياً متمسكاً بالتعطيل”، متابعاً: 'نحضر اقتراح تعديلا دستوريا ينص على حضور النواب كافة الجلسات وإلا يعتبر مستقيلاً حكماً”. ولفت نائب رئيس حزب 'القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان الى أن خطوتين يجب ان تترافقا لانتخاب رئيس للجمهورية الأولى على 'حزب الله” ان يتفاهم مع رئيس 'تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لينسحب لمصلحة العماد عون والثانية هي ضرورة تفاهم العماد عون مع مكونات '14 آذار” وخصوصاً 'المستقبل” و”الكتائب” للوصول إلى انتخابه رئيساً”.

 

لبنان يدخل موسوعة غينيس من بوابة بعبدا

العرب/09 شباط/16/بيروت – أرجأ مجلس النواب (البرلمان) اللبناني، الإثنين، للمرة الـ35، جلسة انتخاب رئيس جديد للبلاد، إلى يوم 2 مارس المقبل. وعزا رئيس المجلس، نبيه بري، تأجيل الجلسة، لعدم اكتمال النصاب القانوني، حيث حضر 58 نائبا، بينما النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يتطلب حضور 86، على الأقل من أصل 128 إجمالي عدد النواب. وكان من الممكن في هذه الجلسة بالذات تأمين النصاب لولا قيام حزب الله بحض كتل مقربة من زعيم تيار المردة سليمان فرنجية على مقاطعتها. ويوجد مرشحان فعليان لرئاسة الجمهورية وهما زعيم المردة سليمان فرنجية ورئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وكلاهما من تحالف 8 آذار الذي يقوده حزب الله. ويبدو أن الحزب ولعدة اعتبارات يرى أنه لا مجال في الظرف الحالي لانتخاب رئيس للجمهورية رغم تداعيات الأمر الكارثية على البلد. فحزب الله ينتظر ما ستسفر عنه التطورات الميدانية في سوريا التي يرى أنها تصب في صالحه لحد الآن، ويرنو إلى انتصار معسكره هناك وهو ما سيمكنه من فرض أجندته على الساحة اللبنانية، والقائمة أساسا على تغيير النظام الحالي وفرض نظام يحكم من خلاله سيطرته على البلاد.

ويرى مراقبون أن الحزب لم يعد يرغب في انتهاج منطق “لا غالب ولا مغلوب” والذي دفعه سابقا إلى القبول بالمشاركة في حكومة تمام سلام. والنقطة الأخرى التي تجعل من الحزب يرفض رئيسا حاليا للبلاد هي رفضه تولي رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لمنصب رئاسة الحكومة في ظل النظام القائم. وكان الأمين العام للحزب حسن نصرالله قد صرح قبل ذلك أنه لا يمكن القبول بوصول رئيس للجمهورية في ظل عدم وجود توازن بين صلاحيات الأخير ورئاسة الحكومة. ويقول متابعون إن استمرار القوى السياسية في لبنان في التعامل بمراهقة سياسية وعدم اتخاذ موقف عملي وحاسم تجاه نوايا حزب الله، سيجعل البلد رهينة هذا الحزب ومن خلفه راعيته طهران. وتحرك، الاثنين، نشطاء من المجتمع المدني مطالبين النواب بالامتثال للمصلحة الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية. ووزع هؤلاء منشورات على المارة والسيارات عند مدخل وسط المدينة التجاري، تحت عنوان “مبروك دخول لبنان موسوعة غينيس للأرقام القياسية”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 8/2/2016

الإثنين 08 شباط 2016 الساعة 22:34

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خمس وثلاثون جلسة نيابية والنصاب لم يكتمل والانتخاب الرئاسي لم يحصل والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا عن الجلسة السادسة والثلاثين في الثاني من آذار؟

أوساط سياسية قالت ان الوضع مستمر على حاله من صعوبة لبننة الانتخاب بسبب الانقسام الحاصل بين فريقين حيال مرشحين اثنين وتبدل التحالفات بين كل من هذين الفريقين الأمر الذي يستدعي تشاورا وطنيا واسعا حول انسحاب أحد المرشحين أو البحث عن مرشح يستقطب الجميع.

اضافت الاوساط نفسها: أن حركة فرنسية فاتيكانية منتظرة في وقت قريب باتجاهات أميركية وسعودية وإيرانية نحو مرشح لا يكون على خصومة مع اي من الافرقاء السياسيين وذلك لتأمين استمرار الدولة ومؤسساتها واعادة الثقة داخليا ودوليا بلبنان.

على أن تأتي في مطلع العهد حكومة كل لبنان وتعمل على تحصين البلد امنيا ونهوضه اقتصاديا وخلق فرص عمل للبنانيين.

وترقب الاوساط السياسية اربع خطوات:

- الأولى الخميس بحوار المستقبل وحزب الله حول ديمومة الاستقرار.

- الثانية الأحد المقبل وخطاب الرئيس سعد الحريري الذي سيحدد فيه مواقف ثابتة من الشؤون المطروحة.

- الثالثة الحوار الوطني الموسع برئاسة الرئيس نبيه بري الذي سيتناول سبل تفعيل العمل المؤسساتي.

- الرابعة تشاور واسع يطلقه البطريرك الماروني باتجاه الفاعليات المسيحية وايضا باتجاه مراجع اسلامية.

إذن جلسة الانتخاب الرئاسي لم يكتمل نصابها كالعادة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

في الجلسة الخامسة والثلاثين، لقنت الديمقراطية اللبنانية العالم درسا جديدا في المادة وتحديدا في كيفية انتخاب رئيس من دون انتخابه، الصورة سريالية حقا اشرف على تظهيرها رئيس المجلس نبيه بري شخصيا، معظم الشرائح كانت حاضرة ولكن بما لا يؤمن انتخاب رئيس وفي غياب ميشال عون وسليمان فرنجية وكتلتيهما وعرابهما حزب الله، وضبطت اللعبة بما لا يتجاوز بتوصية حزب الله القائلة بأن الرئاسة لم تنضج بعد.

اذا الحضور النيابي كان شكليا ولتأمين الفولكلور لا الانتخاب، توازيا سجلت حلقات نقاش وضحكات صفر بين حلفاء الامس وبين انصاف اعداء اليوم وسط التسليم بعدم جدواها بفعل تضارب المصالح والغايات، وبينما الضبابيات تسود شكل احتفال الرابع عشر من شباط حضورا ومضمونا سياسيا ذكرت اوساط قواتية بأنها سمعت موقفا سعوديا حاسما يجزم ان المملكة ضد الفراغ وهي تؤيد ما يتفق عليه المسيحيون ولا فيتو لديها على اي من المرشحين الثلاثة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

المشهد يتكرر في مجلس النواب، يغيب النصاب عن جلسة انتخاب الرئيس، فتتأجل الجلسة الى الثاني من اذار، لم تختلف جلسة الثامن من شباط عن سابقاتها فهل رسب تفاهم معراب امام اول اختبار؟ لا نواب التيار الوطني الحر حضروا الى الجلسة كنواب القوات ولا نواب القوات قاطعوا الجلسة تضامنا مع التيار، تماما كما حال غياب كتلة لبنان الحر الموحد ومشاركة نواب المستقبل الداعمين لترشيح النائب سليمان فرنجية.

لم تبدل التفاهمات الجديدة ولا الترشيحات من تموضعات الكتل النيابية بين 8 و 14 اذار، فيما كانت كعادتها كتلة التنمية والتحرير ملتزمة بحضور كل الجلسات يتقدمها رئيسها رئيس المجلس نبيه بري الذي كان اول الواصلين الى ساحة النجمة اليوم.

انتظار نيابي من دون نصاب، حضر المرشحون وتغيب المرشحان، فتكرست التموضعات السياسية الى حد اتهام حزب الكتائب المرشحين برفض ممارسة الحياة الديمقراطية، القوات هربت هذه المرة من انتقاد المتغيبين كما كانت تفعل بعد كل جلسة، ورمى نائبها جورج عدوان الكرة في ملعب حزب الله مطالبا اياه بالتفاهم مع فرنجية لينسحب لمصلحة عون، لكن لا تقتصر المطالبة القواتية هنا بل تتعداها لضرورة تفاهم الجنرال مع مكونات 14 اذار وتحديدا تيار المستقبل، في الشكل لم تبتعد القوات عن حلفائها بدليل اجتماع عدوان مع الرئيس فؤاد السنيورة واستعداد القوات للمشاركة في ذكرى 14 شباط.

المسارات مفتوحة على كل الاحتمالات، فيما الانظار الداخلية والخارجية ترصد ما يحصل في ريف حلب، الجيش السوري يتقدم، والحديث عن التدخل العربي او التركي في سوريا باق الى حدود محاربة داعش اي في المناطق الشرقية، فماذا يجري دوليا؟ وهل تحكم لعبة الميدان مسار المفاوضات السورية واللعبة الاقليمية؟

في لبنان اهتمام شعبي باقتراح زيادة الضريبة على صفيحة البنزين، الرئيس بري رفض طرح زيادة خمسة الاف ليرة ليبقى النقاش مفتوحا حول نسبة اقل ستنظر بها الحكومة في اجتماعاتها بعد تقديم رؤية وزارة الطاقة والمياه المعنية، لكن النقابات رفعت راية الرفض فهدد الاتحاد العمالي العام بالمواجهة وطالبت هيئة التنسيق بالاضراب ما يعني ان يومي الاربعاء والخميس سيشهدان نقاشا حكوميا معيشيا ماليا نقابيا مفتوحا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

المنطقة لا تزال تتأرجح على الصفيح الساخن للتدخل الايراني العسكري في سوريا المصحوب بالغارات الروسية الكثيفة التي جعلت من حلب ارضا محروقة ودفعت باهلها الى الهجرة باتجاه الحدود التركية.

اما في لبنان فالاستحقاق الرئاسي ينام اسيرا تحت عباءة ديكتاتورية حزب الله الذي لا يزال يقاطع مع حلفائه الجلسة الخامسة والثلاثين للانتخاب بانتظار تامين ما يسميه الحزب الظروف لنجاج مرشحه النائب ميشال عون.

فرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حضر الجلسة ارجأها الى الثاني من آذار المقبل بعدما اقتصر عدد النواب في المجلس على 58 نائبا.

في وقت كان رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة يؤكد ان الخروج من المأزق الرئاسي يكون عبر الانصياع للعملية الديمقراطية الحقيقة، لافتا الى ان حزب الله والتيار الوطني الحر هما من جر البلاد الى هذا المازق وعلى قاعدة اما أن تنتخبوا مرشحنا والا ليس هنالك من انتخابات.

في سوريا الطائرات الروسية تواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين في حلب بالتوازي مع تحضيرات تقوم بها قوات النظام، بدعم من روسيا والحرس الثوري وحزب الله في محاولة للدخول الى مدينة داريا في ريف دمشق.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يبدو أن النصاب الميثاقي والسياسي والدولي، بدأ يتجه نحو الاستكمال، لانتخاب رئيس رئيس، لجمهورية جمهورية، في وطن يكون فعلا وطنا... فلحسن الحظ أن قضية مصيرية، مثل بقاء الجمهورية أو زوالها، باتت في أيدي الحكماء، لا سواهم... فالسعودية تدأب على التأكيد يوما بعد يوم أن لا فيتو لديها، وأن هاجسها اتفاق اللبنانيين... فيما إيران أبلغت أهل الكوكب كافة، شرقا وغربا، أن قرار الرئاسة اللبنانية لبناني... وفي الأيام الماضية، أضيف إلى تلك المواقف حرص فاتيكاني، وتشجيع بطريركي، وتجاوب أميركي كبير، مع ضرورة تكريس التسوية الميثاقية الكبرى لانتخاب رئيس للجمهورية... مؤشرات التفاؤل كثيرة: منها الكلام الصحفي المتكرر بأقلام أعمدة سعودية معبرة... ومنها إطلالات رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، على وسائل إعلام سعودية رسمية... ومنها أيضا كلام قريبين من الرئيس سعد الحريري قبل يومين، عن انعدام الفيتوات وانفتاح القنوات... وصولا إلى ابتعاد المتضررين عن المشهد الإيجابي الذي بدأ ينسج بهدوء وروية... الصورة في ساحة النجمة اليوم لم تشذ عن هذا السياق. فالحضور ارتفع من 36 في الجلسة السابقة، إلى 58 نائبا اليوم. لا نشاذ ولا شواذ. بل إدراك كامل أننا بتنا على الطريق الصحيح. لم يعد يلزم الأمر إلا بركة صغيرة. والرئيس نبيه بري خير من يدرك ذلك. فنقل الموعد من شفاعة مار مارون في 9 شباط، إلى شفاعة مار يوحنا مارون في 2 آذار. عل ذكرى البطريرك الأول، تأتي بالرئيس الأقوى... وإلا فالموعد عشية الآلام أو مع القيامة. المهم أن الاتجاه صار محسوما... وما تبقى مسألة وقت. وهو الوقت الذي يأمل، لا الوقت الذي ينتظر، كما تقول الأغنية الفرنسية... على أمل أن ينشد جميع اللبنانيين نشيد الفرح... فلنبدأ من ساحة النجمة، بعد ثلاثين ثانية فقط.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

حتى شفاعة مار مارون لم تعن اللبنانيين على انتاج رئيس.. فزمن الصوم عن الرئاسة لم تنهه حتى الجلسة الخامسة والثلاثون..

بوقفة جديدة امام سدة الاستحقاق، اعاد الجميع رسم المشهد الانتخابي قبل التطورات، ليقتنعوا بان منطق الشفافية السياسية، والتمسك بالحقوق الديمقراطية يغني عن التكهنات والكثير من التحليلات..

وللمرة الخامسة والثلاثين بات على الجميع الاقتناع بضرورة ترتيب الاوراق الرئاسية وفق الوقائع السياسية، لانتاج رئيس ينقل البلاد من الفراغ الرئاسي الى الفلاح الوطني.. لا رش البنزين النفطي والسياسي على شتى الملفات وزيادة منسوب التوترات..

انتهت جلسة انتخاب الرئيس بلا نصاب، والموعد الجديد في الثاني من آذار.. اما ثاني الملفات الذي يهدد باحراق الهدوء الحكومي الملحوظ، فهو الاصرار على التمويل من جيب المواطنين، مع سعي مستقبلي لتمرير ضريبة على البنزين تحت عدة عناوين، بينها انتخاب البلديات وترحيل النفايات وتمويل متطوعي الدفاع المدني..

في المنطقة، ورغم المتطوعين لخدمة داعش واخواته في السياسة والدبلوماسية والميدان، فان انجازات الجيش السوري والحلفاء متواصلة وفق المعد لها من حسابات..

من الشمال الحلبي الى جنوب درعا، خلطت تطورات الميدان الحسابات الاقليمية والدولية، اخرست منابر المسلحين الا عن الاستغاثات، فضجت منابر حلفائهم بالعنتريات، املا برفع المعنويات.. اما ترجمة المواقف والاحلاف العسكرية والتدخلات الميدانية فمتروكة للايام..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

حضر ناخبون وغاب مرشحون، ديمقراطية على الطريقة اللبنانية، لكنها غير مفاجئة لاحد، فالانتخابات عمليا تجري خارج قاعة البرلمان، فيما يقتصر الدور في القاعة على دوران صندوقة الاقتراع على النواب لينتخبوا من تقرر انتخابه خارج القاعة، واخر مرة تمتع النواب بهذا الترف الانتخابي كان في ايار 2008 اما الجلسات الحالية والتي بلغ عددها خمسا وثلاثين جلسة فلم تحظ بصندوقة الاقتراع سوى في الجلسة الاولى التي انعقدت منذ نحو عشرين شهرا، ولان الجلسة كانت شكلية فقد ارجأها الرئيس نبيه بري الى الثاني من اذار، واذا لم تتبدل المعطيات فان جلسة اذار ستنضم الى سابقاتها.

وفي الانتظار تعود الملفات القديمة الجديدة الى الواجهة، بدءا من ملف النفايات مرورا بملف توفير الاموال لبعض المشاريع وهنا تقفز الى الواجهة قضية الضريبة على صفيحة البنزين، فهل تشعل هذه القضية جلستي مجلس الوزراء الاربعاء والخميس؟ ام يتم تواطؤ وزاري على تبريرها.

* مقدمة نشرة أخبارر "الجديد"

الأولى بعد الرابعة والثلاثين جلسة هالكة لاقت حتفها بضربة غياب قاتلة للنصاب على أن يتمدد هذا الوضع إلى الثاني من آذار موعد الجلسة المقبلة ثمانية وخمسون نائبا حضروا للتمريك والتصريح وإبداء المواقف وهم يدركون أن اللعبة الديمقراطية تجيز لهم كل أنواع "طق الحنك" السياسي وتظهر النواب الحاضرين على صورة النواب الملتزمين وغيرهم ممن قاطع يصبح معطلا فاتكا بالبلد ورئيسه لكن الحقيقة هي غير ذلك كله والروايات السياسية تحكي قصة تعطيل بالتكافل والتضامن بين كل الأفرقاء ولا أحد منزها ولانتشال الجلسات من الرهن النيابي وجعل الحضور الزاميا كان اقتراح الوزير بطرس حرب الذي أعلن أنه يحضر اقتراح تعديل دستوري ينص على حضور النواب الجلسات كافة وإلا يعتبر النائب المتغيب مستقيلا حكما لكن حكمة الشيخ بطرس الدستورية أول من ستطير الشيخ سعد وبمفعول رجعي وليس على المستوى النيابي فحسْب بل سيعتبر الحريري مستقيلا حكما من البلد وناس تمهلْ يا شيخ الدستوريين فاقتراحك يردي زعيم المستقبل وينزع عنه وعن بعض نوابه الصفة النيابية أما عن التعديل الثاني المتعلق باستمرار الرئيس على الكرسي إلى حين انتخاب رئيس آخر فإنه كفيل بجعل منطقة بعبدا محتلة بعد أن يصبح رئيسها مختلا جالسا في جمهورية أبدية والهلوسات النيابية لا تنضب في ساحة برلمان يتسلى نوابه بنا فيقدمون اقتراحات هي أقرب إلى التجلي كبدعة النائب دوري شمعون بوضع دفتر شروط لرئيس الجمهورية كي لا ننتخب أيا كان وربما يضيف عليها إخضاع الرئيس لامتحان مجلس الخدمة المدنية أو إمراره في " كولوكيوم سياسي " يضمن تأهله إلى أول طريق الحازمية تمهيدا لوصوله إلى نهائيات قصر بعبدا نائب جاء ليقترح وأخذ ليشتم كعبارة "فشروا" وآخرون توزعوا بين المنبر النيابي ومنابر الشاشات التلفزيونية ليعلنوا أن المعطل هو السيد حسن نصرالله أو المرشد الأعلى للبنان كما سماه النائب أحمد فتفت لكن إذا كان نواب المستقبل قد أصيبوا بالتهابات نيابية لا يعالجون منها الا بالانتخاب فلماذا لم يحضرْ زعيمهم الجلسة لماذا لم يتدحرج سعد على وجه الانتخاب من الرياض إلى ساحة النجمة ليدعم مرشحه وقبل هذا السؤال نعود إلى الأصل لماذا لم ينطق الحريري حتى اليوم باسم سليمان فرنجية مرشحا نحن نعلم الناس تعلم والله أيضا يعلم أن زعيم المستقبل يريد هذا الرجل لذلك الكرسي وربما انتابه الخجل من مسحييي لبنان بأن يعلن زعيم سني اسم مرشحهم الماروني وقد يكون الحريري قد فاتح فرنجية بأن بادر أنت إلى الترشح ثم أدعمك بمواقف لكن لتارخيه لم تحصلْ لا هذه ولا تلك إذ لم يقدم الحريري على ترشيح فرنجية ولم يدعم الترشيح لدى أعلانه فما الحكمة من ورائها وكيف ارتضى فرنجية بهذا الوضع الذي سيسمح للحريري يوما ما بأن ينكر إقدامه على أي تبن.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاثنين الواقع في 8 شباط 2016

الإثنين 08 شباط 2016

النهار

جدّد الرئيس حسين الحسيني اقتراحه بانتخاب رئيس انتقالي للبنان لمدّة سنة.

يعتقد مسؤول أمني سابق بأن الخطر على حياة ميشال سماحة بات أقوى من أي وقت مضى.

السفير

سجل تطور إيجابي في اتصالات تدور منذ فترة بين قيادات من تنظيم في قوى "8 آذار" وشخصيات سلفية.

تتحدث قيادات فلسطينية عن "شغب" تمارسه جهة عربية لعرقلة تحسن طرأ على علاقة تنظيم فلسطيني مع دولة اقليمية.

تبيّن أن المواطن الكويتي الذي حرره فرع المعلومات كان محتجزاً في قفص حديدي على سطح أحد المباني.

المستقبل

يقال

إن مرجعاً نيابياً حمّل رجل دين مقرّباً من مرجع روحي رسالة "عتب" بسبب الحملة التي تُخاض ضد وزيرين من كتلته على خلفية تشكيلات واعتمادات "رغم أن خطوات حصلت في وزارات أخرى والتزمنا الصمت إزاءها".

اللواء

لوحظ غياب وزير الشؤون الاجتماعية، المعني بملف النازحين السوريين، عن الوفد اللبناني إلى مؤتمر المانحين في لندن!

تساءل قطب سياسي عن مبررات خطة وزير التربية إلى مؤتمر الدول المانحة، والتي اختصرت الدعم المطلوب للبنان بمبالغ تؤمن التعليم للأطفال السوريين!

بعث مرشّح رئاسي موفداً خاصاً إلى عاصمة إقليمية حاملاً رسالة بضرورة التدخل لدى بعض الحلفاء وتأمين فوزه بالرئاسة بأكثرية "محترمة"!

الجمهورية

أبلغ نائب بيروتي رئيس حزب مسيحي أنه سيصوِّت الى جانب القطب الذي دعمه لرئاسة الجمهوريّة.

توقّع أكثر من وزير أن يسلك ملف حياتي طريق الحل على طاولة مجلس الوزراء ترجمةً للتوافق السياسي الحاصل.

تساءلت أوساط سياسية ما إذا كان الزعماء الموارنة سيحضرون مناسبة هامة للطائفة يُقام الإحتفال الأساسي لها في العاصمة.

البناء

سئل مصرفي كبير عن "المعجزة" التي تقف خلف القطاع المصرفي اللبناني، والتي تجعله يواصل النموّ والتقدّم والتطوّر وتحقيق الأرباح، في حين تسجّل المؤشرات الاقتصادية كلّها في لبنان تراجعاً ملحوظاً؟ فأجاب: عصر المعجزات ولّى منذ زمن بعيد جداً، وقطاعنا المصرفي يكابد ظروفاً تشغيلية صعبة للغاية، وما تسمّونه "معجزة" سببها انتشار العمل المصرفي اللبناني في العديد من الدول العربية والأوروبية، بحيث تصل نسبة النشاط الخارجي لبعض المصارف إلى 42 في المئة، الأمر الذي يؤدّي إلى تحسين نتائجه العامة.

 

فابيوس يعمل لـ"خرق" في الرئاسة اللبنانية قبل مغادرته "الخارجية" وهولاند في صدد تعديلات وزارية وعينُه على الانتخابات المرتقبـة!

المركزية- قبيل مغادرته منصبه على رأس "الخارجية" الفرنسية في 22 شباط الجاري لاسباب صحية، يجهد الوزير لوران فابيوس لتحقيق خرق في جدار الازمة الرئاسية اللبنانية، حيث يزمع إيفاد مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في "الكي دورسيه" السفير جيرار بونافون الى ايران في الايام المقبلة لبحث الملف اللبناني مع المسؤولين في طهران. وينطلق فابيوس في مسعاه من "رغبة" بالمساعدة لمسها الجانب الفرنسي لدى الرئيس الايراني حسن روحاني خلال زيارته باريس منذ أيام، حيث أبدى ليونة واستعدادا لدى الجمهورية الاسلامية للتفاوض حول الرئاسة اللبنانية.

وفي هذا السياق، تردد أن موعد زيارة الدبلوماسي الفرنسي الى ايران قد يكون بعد ظهور نتائج انتخابات مجلسي الشورى والخبراء في 26 شباط الجاري، والتي ستحسم الصراع بين الجناحين المتنافسين في طهران أي المعتدلين برئاسة روحاني والمحافظين ويمثلهم الحرس الثوري الايراني، لان اتضاح الصورة في الجمهورية الاسلامية سيتيح له العودة بنتائج ملموسة، علما انه سيعمل أيضا على خط تقريب وجهات النظر بين ايران والسعودية كون الجهتين نافذتين في لبنان والمنطقة، ولتقاربهما او تباعدهما صدى في بيروت وسواها من الدول العربية كالعراق واليمن وسوريا...

واذا كان فابيوس يسعى الى تسجيل إنجازات في هذين المجالين في الربع الساعة الاخير الذي يمضيه في الخارجية، تاركا لخلفه إكمال المهمة التي مهّد لها، فان اوساطا دبلوماسية عربية مقيمة في باريس تكشف لـ"المركزية" ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لم يحسم بعد اسم وزير خارجيته الجديد، والتكهنات كثيرة في هذا المجال حيث يقال ان من الاسماء المطروحة لتولي الحقيبة ميشال سابان وزير المال، ماري سول توران وزيرة الصحة واليزابيت غيغو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية. غير ان المرشحة الاقوى يبدو انها المرشحة السابقة للرئاسة سيغولين رويال زوجة هولاند سابقا، ذلك ان هولاند الذي يعمل لتعزيز قواعده الشعبية عشية الانتخابات الرئاسية التي سيخوضها مجددا مرشحا عن الحزب الاشتراكي، في وجه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أو رئيس الحكومة السابق الان جوبيه المتقدم حسب استطلاعات الرأي على ساركوزي، بتعيينه رويال- الاشتراكية ايضا- على رأس الكي دورسيه، يقطع عليها الطريق لخوض غمار الانتخابات الرئاسية بعد أن لوحت برغبتها في ذلك، ويشد بالتالي عصب الاشتراكيين لدعمه مجددا في السباق الى الاليزيه. ولن تقتصر التعديلات في الحكومة الفرنسية على منصب الخارجية، بل ان ترميمها سيشمل اكثر من حقيبة. وسيعمد هولاند خلاله الى تطعيمها بشخصيات وازنة تعزز موقعه الانتخابي في الشارع الفرنسي. وتشير المصادر الى ان هولاند سيحتفظ برئيس حكومته ايمانويل فالس وببعض الوزراء لكنه سيستعين بطاقات شابة وبالعنصر النسائي أيضا حفاظا على التوازن الذي يحرص عليه في توزيع الحقائب بين الرجال والنساء، والذي اختلّ اثر استقالة وزيرة العدل كريستيان توبيرا احتجاجا على مشروع ينوي هولاند عرضه على الحكومة ينص على حق الدولة بسحب الجنسية الفرنسية ممن يمتلك جنسيتين اذا ما أدين بالارهاب او بالضلوع بأعمال أمنية. ويترقب الفرنسيون التغيير الحكومي العتيد ذلك انه سيساهم الى حد كبير في تحديد خياراتهم الانتخابية، سيما بعد ان رفع هولاند شعار محاربة الارهاب ورفض الرضوخ له. وتكشف الأوساط ان الرئيس الفرنسي قد يبت اسم وزير الخارجية الجديد قبل منتصف الجاري بحيث يتم ترميم الحكومة قبل 22 شباط أي مع مغادرة فابيوس مكتبه.

 

غمـوض مريب لفّ صفقة تحرير التشيكيين الخمســة ومن هم الخاطفون؟ وهل منعت قوى "الامر الواقع" توقيفهم؟

المركزية- في اطار صفقة "غامضة" بقيت تفاصيلها طي الكتمان، تم تحرير التشيكيين الخمسة الذين خطفوا في لبنان في تموز 2015، مقابل إطلاق سراح اللبناني علي فياض الذي أوقف في براغ عام 2014 بناء على طلب من السلطات الاميركية التي تتهمه بعقد صفقات سلاح وتهريبها الى منظمات تعتبرها السلطات الاميركية ارهابية أو معادية، ومنها منظمة "فارك" الكولومبية. أكثر من علامة استفهام وتعجّب تركتها المقايضة التي حصلت، في أوساط 14 آذار التي تحدثت مصادر نيابية فيها لـ"المركزية" باستغراب بالغ عن انعدام المعلومات في شأنها وعن "تعمّد" عدم وضع الرأي العام في حقيقتها، حسب تعبيرها. وقالت "علمنا من وسائل الاعلام ان المخطوفين أطلقوا في منطقة الكسارات في بلدة ميدون البقاعية وتم تسليمهم الى الأمن العام اللبناني"، مضيفة "راجت ظاهرة الخطف سيما في البقاع في الآونة الاخيرة، الا ان عمليات تحرير المخطوفين والتي يتولاها الجيش تارة وشعبة المعلومات طورا، عادة ما يعقبها توضيح رسمي يصدر عن الجهاز المعني يفنّد تفاصيل العملية، الا أن ذلك لم يحصل هذه المرة ولم يتم الكشف عن حقيقة الصفقة التي تمت من قبل اي من الأجهزة الأمنية المختصة، ما يثير الريبة". وفي حين سألت "من هي الجهة الخاطفة؟ ولماذا لم يتم القاء القبض عليها بعد ان خطفت أجانب موجودين على الاراضي اللبنانية"؟ تخوّفت المصادر من أن تكون "قوى الامر الواقع" أو الجهات الحزبية الفاعلة بقاعا والتي حمت الخاطفين على حدّ تعبيرها، قد دخلت على خط المقايضة، فوجهت الخاطفين الى أحد الأجهزة لا سواه لإتمام الصفقة، وضمنت لهم عدم توقيفهم بعد تسليمهم التشيكيين، معتبرة انه إن كان ذلك صحيحا، فهي فضيحة جديدة تضاف الى سجل الممارسات الناتجة عن قيام دويلات الى جانب الدولة". الجسر: من جهته، أسف عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر، بصفته رئيسا للجنة الدفاع النيابية، عبر "المركزية" للطريقة التي حصلت فيها عملية الافراج عن التشيكيين وتسليمهم الى الامن العام من دون معرفة ما حصل او الجهة الخاطفة.

واذا كانت السلطات التشيكية قررت عدم تلبية طلب الولايات المتحدة تحويل علي فياض اليها وأرسلته الى لبنان ضمن صفقة استرجاع مواطنيها، فإن فياض أوقف في مطار رفيق الحريري الدولي فور وصوله الى بيروت بموجب مذكرة من الانتربول الدولي بتهمة الاتجار بالسلاح .وقد نفّذ اليوم عدد من أصدقائه وأهاليه وقفة تضامنية معه أمام قصر العدل احتجاجاً على توقيفه وتحويله إلى النيابة العامة، مطالبين بإطلاق سراحه. في المقابل، عاد التشيكيون الخمسة وهم محام وصحافيان ومترجم بالاضافة الى شخص خامس جرى التكتم على هويته، تردد انه ضابط استخبارات تشيكيّ، الى بلادهم... وتسأل الأوساط الآذارية: هل انتهت قضية خطفهم عند هذا الحد؟ أم أن الاجهزة الرسمية ستتابعها على نار هادئة حتى توقيف المتورطين فيها، فتستعيد الدولة هيبة فقدتها عند الخطف من جهة وعند عدم القاء القبض على الخاطفين من جهة ثانية؟

 

جونز: الولايات المتحدة أكبر المانحين للبنان/سلام يلتقي وفداً مــن اهالـي عرسـال

المركزية- عرض رئيس الحكومة تمام سلام في السراي، مع القائم بأعمال السفارة الاميركية السفير ريتشارد جونز، تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة، بعد اللقاء قال جونز: "كان اللقاء مثمرا وبحثنا في موضوع مشاركته في مؤتمر لندن للمانحين، وتحدثنا عن المساعدات الانسانية، ونحن نتطلع قدما للعمل مع الحكومة اللبنانية لتحقيق أهداف عدة بناء على مقررات مؤتمر لندن الذي قدمت خلاله الولايات المتحدة مبلغا اضافيا قدره مئة وثلاثة وثلاثين مليون دولار للمساعدات الانسانية التي سوف تستعمل في لبنان، كذلك أكثر من مئتين وتسعين مليون دولار للمساهمة الانمائية والتي سوف تستعمل لأغراض التعليم في لبنان والاردن".

أضاف: "ان الولايات المتحدة من أكبر المانحين للبنان وهي قدمت له اكثر من مليار دولار للمساعدات الانسانية من خلال مكاتب اللاجئين والمساعدات الاميركية منذ عام 2012. كذلك فإن المساعدات الاضافية ستدعم المؤسسات والجمعيات والمجتمعات اللبنانية التي تستضيف اللاجئين وتأمين الدعم لهم من خلال تأمين الاغذية والحاجات الضرورية والمساهمة في عملية التعليم. إضافة الى الدعم الانساني فإن الولايات المتحدة ملتزمة دعم القوى العسكرية اللبنانية لمساعدتها في محاربة المجموعات المتطرفة، ونحن نتطلع الى تقوية الشراكة بيننا وبين القوى الامنية اللبنانية، ولهذا السبب فإن لبنان أصبح يشكل سادس بلد يتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة الاميركية في العالم، فقد قدمنا للبنان أكثر من مليار واربعمئة مليون دولار كمساعدات عسكرية منذ عام 2005".

وختم: "سررنا بزيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي لواشنطن والتي أكدت العلاقة الامنية المتبادلة، ونحن نتطلع الى زيارات يقوم بها برلمانيون لبنانيون ووزير الاقتصاد آلان حكيم، ونؤمن بأن هذه الزيارات تساعد الولايات المتحدة على فهم حاجات لبنان حتى تكون مساعدتنا للبنان وشعبه وفق حاجاتهم".

وفد عرسالي: واستقبل سلام عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح برفقة وفد من أهالي بلدة عرسال برئاسة نائب رئيس البلدية أحمد الفليطي، وفي حضور رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير.

بعد اللقاء تحدث الجراح فقال: "تشرفنا بلقاء الرئيس سلام لعرض مطالب ومشكلات ومعاناة أهالي عرسال. ونشكره على سعة صدره وعلى الجهد الذي يبذله والوقت الذي يخصصه لعرسال وأهلها من أجل حل مشاكلاتهم".

أضاف: "نحن نعرف معاناة أهالي عرسال كفلاحين وأصحاب مصالح بسبب موقع البلدة الجغرافي والضغوط التي يتعرضون لها من كل الجهات، فهناك جزء كبير من عرسال محتل من مسلحي حزب الله، ما يمنع الناس من الوصول إلى أرزاقهم وبساتينهم، وهناك أيضا معاناة في مصالحهم وأرزاقهم الواقعة في وادي حميد لجهة دخول أهالي البلدة إليها والعمل فيها أو خروجهم والمضايقات التي يتعرضون لها، إضافة الى بعض الإشكالات التي تختلق داخل عرسال من بعض الناس المرتبطين بجهات أصبحت معروفة، ومحاولة الإيحاء أن عرسال بلدة مستباحة من المسلحين وبالتالي يجب معاقبتها ومعاقبة أهلها من خلال حرمانها من موارد عيشها ورزقها ومن خلال الضغط على أهلها". وتابع الجراح: "عرضنا كل هذه الأمور بشكل تفصيلي مع رئيس الحكومة ومع اللواء خير لمساعدة أهالي عرسال للحفاظ على وجودهم في عرسال وعلى حياة كريمة داخل البلدة، ذلك من خلال تمكينهم من الوصول إلى بساتينهم وأرزاقهم ورفع المعاناة اليومية عنهم عند توجههم يوميا إلى أرزاقهم خاصة أننا اليوم أمام بداية الموسم الزراعي". وختم: "طلبنا من الرئيس سلام ومن اللواء خير المساعدة في إيجاد الحلول لهذه القضايا من أجل إبقاء أهالي عرسال ضمن الدولة وللدولة، وتحديدا للجيش اللبناني، فأهالي عرسال اختاروا خيار الدولة والوقوف الى جانب الجيش اللبناني، وعلى الدولة والجيش أن يقفا إلى جانبهم". ومن زوار السراي الوزير السابق جهاد أزعور.

 

8 آذار تحاول اقناع فرنجية بالانسحاب من "التسوية الباريسية" المفخخة: الحريري على محك النيات في 14 شـباط لاعلان الترشيح رسـميا والا!

المركزية- لا تسقط اوساط 8 آذار من حساباتها الانتخابية ان تكون اهداف تنازل قوى 14 آذار عن مرشحها الرئاسي وتبني ترشيحات 8 آذار، على رغم اهمية الخطوة بالنسبة الى هذا الفريق، من ضمن سيناريو توزيع ادوار وضع معدّوه نصب اعينهم تسديد ضربة موجعة الى لحمة ووحدة "مشروع الممانعة" الذي تجمعه قضية سامية على مستوى الوطن والمنطقة، بعدما عجزت كل المحاولات السابقة عن تفكيك مكوناته وشرذمتها. وتقول الاوساط لـ"المركزية": ليس خافيا على أحد ان المحاولة نجحت جزئيا في احداث تصدع بين بنشعي والرابية أضيف الى حال التوتر الدائم بين الرابية وعين التينة وغذتها بعض التراشقات الكلامية العنيفة بين بعض مكونات 8 آذار التي سارعت المواقع القيادية الى لجمها ومنع شراراتها من التمدد، بدليل ان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية اوعز الى مناصريه الخميس الماضي بالتزام الهدوء وعدم الانجرار الى السجالات العقيمة المؤذية. لكنها تؤكد ان فريق 8 آذار لا يقف مكتوف اليدين ازاء ما جرى وانه يعمل على رد الصاع صاعين من خلال جملة خطوات يجري العمل عليها، بدأت بمحاولة اقناع زعيم "المردة" بلا جدوى "التسوية الباريسية" ما دامت لم تقرن القول بالفعل بمعنى ان الرئيس سعد الحريري لم يعلن بعد مرور اكثر من شهرين على لقاء باريس ترشيح فرنجية علنا، وكل ما يشاع عن انها تحظى بغطاء اقليمي ودولي مجرد فقاقيع صابون لا تخدم الا مصلحة مطلقيها القاضية بدق اسفين في وحدة 8 آذار وتحديدا بين فرنجية ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الذي يبقى مرشحنا الرسمي، واذا كان من غطاء خارجي فهو يغطي "الترشيح المفخخ والكمين المنصوب لعون وفرنجية معا" تقف خلفه المملكة العربية السعودية، المعلوم ان كل خطوات الحريري منسقة معها، وفرنسا التي سارع رئيسها فرنسوا هولاند بعد التسوية الى الاتصال بفرنجية لاكمال عناصر "التفخيخ" وضمان نجاحه.

وتدليلا الى صوابية هذا الاعتقاد لدى 8 آذار، تفيد الاوساط ان الحريري لو كان جادا في "التسوية" لكان الى اعلان تبني ترشيح فرنجية، شاور حلفاءه وسوّق الترشيح في فريق 14 آذار لعدم احداث النقزة التي احدثتها وتبديد فرص انتخاب فرنجية، كاشفة أن الوفد الايراني الذي زار باريس اخيرا صارح الجانب الفرنسي بهذا الجو واعتبر ان السعودية تقف وراء الخطوة لتفتيت قوى 8 آذار واستهداف "حزب الله"، وهي سعت الى الهدف نفسه بتوجيهها دعوة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة الرياض، اعتذر عن تلبيتها واعدا بانجازها حينما يصبح الوقت مناسبا، ليقينه بأن المملكة تريد من خلالها خلق شرخ في العلاقة بين حركة "أمل" و"حزب الله". وفي جلسة الحوار الثنائي الاخيرة بين "حزب الله" و"المستقبل" توضح اوساط 8 آذار، ان وفد الحزب استفسر عن تسوية باريس وسمع تأكيدا يقارب الجزم، بأن الخطوة محض محلية ولا تقف خلفها اي جهة اقليمية او دولية، وان احدا لم يطلب من الرئيس الحريري القيام بها. وتشير الى ان نيات المستقبل ستكون على المحك ازاء "التسوية"، فإما يعلن الحريري ترشيح فرنجية علنا في ذكرى 14 شباط لدحض وجهة نظرنا، والا فأي كلام آخر يبقى "زائفا" يكشف النيات المبيتة. في المقابل، تؤكد مصادر قوى 14 آذار ان دعوة الحريري لترشيح فرنجية علنا، محاولة مكشوفة من 8 آذار لتكريس الشقاق بين بيت الوسط ومعراب و"ضربة معلم" تحاول تسديدها في شباك مكونات" ثورة الارز" التي ولئن اهتزت فليست تقع لان القضية الوطنية الوجودية التي تجمعها ابعد باشواط مما يجمع مكونات 8 آذار من مصالح فئوية وغايات وصولية لكل مكون الى هدفه. وتعتبر ان السيناريو الذي يسوّق له فريق 8 آذار الهدف منه إخفاء حقيقة عرقلة ايران و"حزب الله" للانتخابات الرئاسية ومحاولة تحميل الحريري والسعودية مسؤولية عدم انجاز الاستحقاق. وتشير الى ما تحاول مكونات من هذا الفريق تسويقه لجهة صفقة بين الحريري وفرنجية رافقت التسوية يحرص الرجلان على عدم الكشف عنها، وهو أمر ينفيه فرنجية بنفسه نفيا قاطعا.

 

الخامسة والثلاثون: المرشِحون حضروا والمرشَحون غابوا والـ36 الى 2 آذار

موفدون من معراب الى السعودية والسنيورة:التواصل مع القوات لم ولن ينقطع

بكركي تسـتنفر واميـركا تدعم وخليــــل يعد ملفــــات للمراجعــة

المركزية- كرّست الجولة الخامسة والثلاثون الانتخابية الرئاسية معادلة "اللامنطق اللبنانية" الفريدة في العالم. المرشِحون من ضفة قوى 14 آذار المتصدّعة حضروا جميعا الى القاعة بحماسة لانتخاب مرشَحيهم، والمرشَحون على ضفة 8 آذار المصابة بشظايا الترشيحات المتضادة لم يحضروا. مفارقة غريبة عجيبة لا يمكن لاي دولة ان تشهد مثيلها. فالجلسة الرئاسية التي ميزها حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري شخصيا بعد انقطاع هي الاولى بعد "خطوة معراب" والرابعة منذ "التسوية الباريسية"، لكن لا تسوية باريس قلبت مفهوم المقاطعة ولا ترشيح معراب غيّر المشّهد او حمل حلفاء مرشحها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون على تأمين النصاب الانتخابي بحجة توفير ظروف انتخابه من خلال انسحاب "المنافسين" وعلى قاعدة حزب الله "حين يحين وقتها نقطفها" . مشاورات نيابية: واستنادا الى السيناريو المشار اليه، ارجأ الرئيس بري جلسة الانتخاب الى الثاني من آذار المقبل بعدما اقتصر عدد النواب في المجلس على 58 نائباً في ما النصاب المطلوب لانعقاد الجلسة هو 86 نائبا. وكما سيناريو اللا نصاب، كذلك مشهد الحلقات النيابية التشاورية التي لم تفتقدها قاعات المجلس بين النواب من فريق 14 آذار الذين تسلطت الاضواء في اتجاههم لا سيما نواب القوات والمستقبل لتلمس ما اذا كان الابتعاد رئاسيا أبعدهم نيابيا، بيد انه تبين ان اللقاءات نفسها تكررت واجتمع كما العادة الرئيس فؤاد السنيورة مع النواب جورج عدوان وبطرس حرب وجمال الجراح. وأكد السنيورة على الاثر"إن التواصل مع القوات اللبنانية لم ولن ينقطع يوما. في ما اعلن حرب انه "يعمل على تعديل دستوري يوجب رئيس الجمهورية استكمال مهامه لحين انتخاب رئيس جديد".اما عدوان فقال: ان "القوات كانت تأمل بعد مبادرة معراب ان تشهد جلسة اليوم انتخاب رئيس. وعلى "حزب الله" التفاهم مع النائب سليمان فرنجية لينسحب لمصلحة العماد عون لأنه المرشح الأساسي لهذه القوى خصوصاً بعد مقاطعته اليوم". اما الخطوة الثانية فهي ضرورة تفاهم العماد عون مع مكونات "14 آذار" وخصوصاً "المستقبل" و"الكتائب" للوصول إلى انتخابه رئيساً.

ابو فاعور: وفي سياق متصل، زار وزير الصحة وائل ابو فاعورعين التينة موفدا من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. واعلن بعد لقائه الرئيس بري "ان الامور لا تزال غير ناضجة لانتخاب رئيس ويجب الاستفادة من المناخ الايجابي على صعيد العمل الحكومي".

معراب – السعودية: وليس بعيدا من المقلب الرئاسي، نقلت اوساط مطلعة على العلاقة بين معراب والمملكة العربية السعودية معلومات لـ"المركزية" استقتها من مصدر قواتي، اشارت الى حركة موفدين قواتيين كثيفة في اتجاه المملكة تفوق احيانا الاثنين او الثلاث شخصيات في الاسبوع، كاشفة ان أخرهم تبلغ منذ يومين الموقف السعودي تجاه الترشيحات الرئاسية كالآتي: اولا ان المملكة العربية السعودية يهمها إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت، لان الفراغ المزمن على مدى اكثر من عام وثمانية أشهر واخفاق القوى السياسية في التوصل الى انتخاب رئيس هو أسوأ ما يمكن ان يصيب لبنان في هذه المرحلة بالذات. وثانيا "لا فيتو سعوديا على اي من المرشحين للرئاسة، النواب سليمان فرنجية وهنري حلو وميشال عون، لان المملكة تضع في أعلى قائمة نظرتها الى الانتخابات الرئاسية في لبنان على مر التاريخ القرار المسيحي الذي لا يمكن ان تقف ضده او ضد أي توجه مسيحي عام، واذا ما قرر المسيحيون الاتفاق على العماد عون، فهي لن تمانع وصوله الى سدة الرئاسة.

بكركي تسنتفر: في سياق اخر، تستعد بكركي لاستضافة اجتماع وزاري موسّع ظهر الجمعة المقبل، للبحث في وضع الحضور المسيحي في الادارات العامة والوزارات، متابعة لملف "الخلل في توزيع المراكز" الذي فُتح على مصراعيه اثر المناقلات التي اجراها اخيراً وزير المال علي حسن خليل في وزارته ونفقات وزارة الاشغال على مناطق لبنانية عدة لا تراعي مبدأ "الانماء المتوازن".واوضحت مصادر معنية بالملف لـ "المركزية" ان "الاجتماع "صرخة" ليس للتصويب نحو وضع طائفة مُعيّن او استهداف وزير مُحدد انما لتصحيح الخلل في الادارات العامة والحفاظ على التوازن"، واشارت الى ان "الاجتماع سيتضمّن عرض فيلم وثائقي عن واقع الحضور المسيحي في الادارات العامة في السنوات العشر الاخيرة وحتى اليوم، وبناءً على ما سيتم عرضه سنطلّع على رأي الوزراء المشاركين في الاجتماع عمّا هو حاصل في المؤسسات العامة وفي الوزارات من "تهميش وغُبن" للمسيحيين". وشددت المصادر على ضرورة ان "يُدرج ملف الحضور المسيحي في الادارات العامة كبند اساسي على طاولة الحوار الوطني في جلسته المُقررة في 17 الجاري في عين التينة لتصحيح مسار "التوظيف" في القطاع العام انطلاقاً من تعزيز دور مجلس الخدمة المدنية في اجراء مباراة الدخول الى الوظيفة العامة وإعتماد مبدأ الكفاءة بدلاً من المحسوبيات الطائفية والحزبية".

جونز في السراي: من جهة ثانية، جدد القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز التزام بلاده دعم لبنان في حربه ضد الارهاب، فلفت عقب لقائه رئيس الحكومة تمام سلام الى أن "الولايات المتحدة تتطلع الى تقوية الشراكة ما بيننا وبين القوى الامنية اللبنانية، ولهذا السبب فإن لبنان أصبح يشكل سادس بلد يتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة الاميركية في العالم، وقد قدمنا للبنان أكثر من مليار واربعمئة مليون دولار كمساعدات عسكرية منذ عام 2005"، مضيفا "سررنا بزيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي لواشنطن التي أكدت العلاقة الامنية المتبادلة، ونحن نتطلع الى زيارات يقوم بها برلمانيون لبنانيون ووزير الاقتصاد، ونؤمن بأن هذه الزيارات تساعد الولايات المتحدة على فهم حاجات لبنان حتى تكون مساعدتنا للبنان وشعبه وفق حاجاتهم". وكانت نتائج مؤتمر لندن للمانحين حضرت أيضا في لقاء سلام – جونز حيث اوضح الاخير ان " الولايات المتحدة قدمت خلاله مبلغا اضافيا قدره مئة وثلاثة وثلاثون مليون دولار للمساعدات الانسانية التي سوف تستعمل في لبنان، كذلك أكثر من مئتين وتسعين مليون دولار للمساهمة الانمائية والتي سوف تستعمل لأغراض التعليم في لبنان والاردن". خليل الى واشنطن: وكان جونز التقى اليوم وزير المال علي حسن خليل وتم التطرق الى التحضيرات الجارية لزيارة خليل المرتقبة الى الولايات المتحدة والمباحثات التي سيجريها مع المسؤولين الاميركيين. وعلمت "المركزية" ان وزير المال ينكب حاليا على التحضير لملف يظهر في وضوح تقيد لبنان الرسمي والقطاع المصرفي فيه بكل القوانين المالية وفي مقدمها الرامية الى مكافحة التبييض والتهريب وتجفيف المصادر المالية للمنظمات الارهابية، لافتا في هذا السياق الى ضرورة التمييز والفصل بين حركات التحرير والمقاومة والتنظيمات المتطرفة.

 

الإمارات: محاكمة مجموعة مرتبطة بـ»حزب الله» اللبناني

09/02/16/أبوظبي – وام: نظرت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا بدولة الإمارات أمس، عدداً من القضايا المتعلقة بأمن الدولة. ووجهت المحكمة في قضية مرتبطة بـ»حزب الله» اللبناني لثلاثة متهمين من الجنسية العربية والكندية اتهامات بإنشاء وإدارة مجموعة ذات صفة دولية داخل الدولة. وبعد توجيه الاتهام، أنكر جميع المتهمين التهم التي وجهت إليهم. وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى جلسة 15 فبراير الجاري، لسماع أقوال شاهد الإثبات بطلب دفاع المتهمين. ومثل المتهمون أمام المحكمة بحضور بعض ذويهم وثلاثة من دفاعهم بالإضافة إلى وسائل الإعلام في الدولة، وممثل عن السفارة الكندية لدى الدولة.

 

رسالة من «حزب الله» لفرنجية لإعادة النظر في ترشيحه

يروت – «السياسة»:09/02/16/كشفت معلومات لـ«السياسة» أنّ وفد «حزب الله» الذي التقى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، الجمعة الفائت، أبلغه كلاماً واضحاً لا لبس فيه، بأنه مرشحه الأول والأخير لرئاسة الجمهورية، وأنّ لا انتخابات رئاسية، ما لم يكن عون هو الرئيس المرتقب في قصر بعبدا، وأنّ ما جاء على لسان أمينه العام حسن نصر الله بخصوص رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، لا يمكن إعطاؤه بعداً يصل إلى حد تأييد ترشيحه للرئاسة، بطريقة تجعل فرنجية يبني حساباته على قاعدة أنه أوفر حظاً من عون، ما يفرض على «حزب الله» أن يتبنى الوقوف إلى جانبه في نهاية الأمر، في الوقت الذي أراد «حزب الله» من هذه الزيارة، أن تكون بمثابة رسالة لفرنجية أيضاً، كي يعيد النظر بمواقفه والعودة إلى بيت الطاعة، لأن الجهة المخولة بترشيحه هي فريقه السياسي أي «8 آذار» وتحديداً «حزب الله»، وليس الرئيس سعد الحريري ولا أي فريق آخر. واضافت المعلومات ان «حزب الله» لم يخف امتعاضه من تفرد فرنجية بالذهاب إلى باريس، لعقد صفقة ترشيحه مع الحريري. وفي حسابات الحزب، وبعيداً من لغة الأحجام بين عون وفرنجية، باعتبار الأول يرأس أكبر كتلة نيابية مسيحية، وأنّ فرنجية ونوابه إسطفان الدويهي وسليم كرم وإميل رحمة، كانوا أعضاءً في تكتل «التغيير والإصلاح»، حتى تعليق مشاركتهم في اجتماعاته، فإنه قادر على إقناع رئيس النظام السوري بشار الأسد بتبني دعم عون في الوصول إلى رئاسة الجمهورية بديلاً عن فرنجية، خاصة أنّ مشروع عون لا يتوقف عند حدود العلاقة مع النظام السوري، بل يتعداه ليصل إلى إيران، سيما أنّّ وزير الخارجية جبران باسيل، سجّل أكثر من خرق في مخالفته للإجماع العربي والإسلامي والوقوف إلى جانب إيران، وعليه فإنّ «حزب الله» ليس بصدد التخلي عن عون، لأن ما يوفره له من دعم سياسي، لا يمكن أن يوفره له أحد غيره، خاصة بعد كلامه الأخير، عن أنه يؤيد سلاح «حزب الله» حتى زوال إسرائيل.

 

قلق سعودي على لبنان من التداعيات الخطيرة لاستمرار الفراغ الرئاسي

بيروت – «السياسة»:09/02/16/مرت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية الـ35، أمس، كسابقاتها، ولم يشفع لها تحقيق المصالحة المسيحية-المسيحية ودعم «اتفاق معراب» لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية في اكتمال النصاب، بحيث لم يحضر سوى 58 نائباً من أصل 86 وهو النصاب القانوني المطلوب لافتتاح جلسة الانتخاب. وفيما تم تحديد 2 مارس المقبل موعداً للجلسة الـ36، أبدى رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل أسفه لحضور نواب لانتخاب مرشحين يرفضون ممارسة الديمقراطية، معتبراً أن الكتل السياسية سقطت في الامتحان، في حين تحدث الوزير بطرس حرب عن اقتراح تعديل دستوري يلزم النواب في حضور جلسات انتخاب الرئيس، فيما طالب النائب دوري شمعون بدفتر شروط للرئيس. وكان اللافت في جلسة الأمس، حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ساحة النجمة، إلى جانب عدد كبير من نواب كتلة «التحرير والتنمية»، إضافة إلى حضور نواب من «تيار المستقبل» ونواب حزبي «الكتائب» و»القوات اللبنانية» و»اللقاء الديمقراطي» والنواب المسيحيين المستقلين، في حين كانت المفارقة غياب المرشحين البارزين للرئاسة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، فيما حضر كما في كل مرة مرشح «اللقاء الديمقراطي» النائب هنري حلو. وردّ النائب مروان حمادة على قول «حزب الله» إنه يريد قطف الرئاسة، قائلاً إن الرئاسة ليست للقطف بل للانتخاب»، في وقت قاطع الجلسة نواب «حزب الله» وتكتل «التغيير والإصلاح» و»المردة» و»الطاشناق» و»القومي» و»البعث» والنائب طلال أرسلان الجلسة.

وسجّل على هامش الجلسة التي لم تنعقد تشاور بين رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة والوزير حرب، كما سجّلت خلوة بين السنيورة والنائب جورج عدوان. في سياق متصل، نقل سياسيون عادوا من المملكة العربية السعودية في الساعات الماضية، أن الرياض تنظر بعين القلق على الوضع في لبنان، في ظل استمرار الفراغ الرئاسي الخطير المترافق مع انهيار ما تبقى من مؤسسات دستورية في البلد، على وقع إمعان أطراف لبنانية مدعومة من قوى إقليمية بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية ومحاولتها فرض الرئيس على اللبنانيين، متجاهلة دور مجلس النواب في انتخاب الرئيس العتيد الذي يجب أن يكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. وقال هؤلاء لـ»السياسة» إن «المسؤولين السعوديين يرون أن هناك مخاطر تتهدد لبنان إذا استمر البعض في وضع العصي في إطارات العجلة الرئاسية كما هو حاصل الآن، من خلال إصرار «حزب الله» على انتخاب النائب ميشال عون أو لا انتخابات في لبنان، في محاولة لفرض أمر واقع على اللبنانيين الذين يجب أن يختاروا رئيسهم بملء إرادتهم وليس أن يرغموا على انتخاب شخص بعينه، لأن هذا الأمر ليس في مصلحة البلد ومن شأنه أن يزيد الأوضاع تعقيداً وإرباكاً ويفتح الأبواب أمام احتمالات شتى يصعب التكهن بنتائجها»,. كما نقل زوار المملكة عن مسؤولين في الجالية اللبنانية استياءهم البالغ من ممارسات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومخاوفهم من ارتدادات سلبية لهذه الممارسات على أوضاعهم، مطالبين الحكومة اللبنانية باتخاذ كل ما من شأنه إعادة تصويب موقف وزير الخارجية واتخاذ الموقف الذي يتناسب مع مصالحهم في المملكة وفي الدول الخليجية الأخرى. ومن مجلس النواب، أشار عضو «كتلة المستقبل» عمار الحوري، أمس، إلى أنه ليس صحيحاً أن وضع اللبنانيين في دول الخليج بخير بعد موقفي الوزير باسيل، لافتاً إلى أن الأخير كان يطالب دائماً على طاولة مجلس الوزراء بموقف رسمي من الحكومة ليتبناه. وطالب الحوري الحكومة باتخاذ موقف سريع باتجاه مجلس التعاون الخليجي، استباقاً لمخاطر تحوم في الأفق. إلى ذلك، أكد القائم بالأعمال الأميركي في لبنان ريتشارد جونز بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، التزام بلاده بدعم القوى العسكرية اللبنانية لمساعدتها في محاربة المجموعات المتطرفة.

وواصل رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط تغريداته، فسأل «أين هو الرئيس؟ في أي كوكب؟» تعبيراً عن صعوبة انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور.

 

اجتماع بكركي الجمعة "صرخـة" لتصويـب خلل التوازن فــي الدولـة ووثائقي يعرض واقع الحضور المسيحي ودعوة لطرحه على طاولة الحوار

المركزية- يُعقد تحت قبّة بكركي ظهر الجمعة المقبل لقاء وزاري موسّع على مستوى الوزراء المسيحيين في الحكومة واعضاء اللجنة النيابية المُكلّفة من بكركي ومؤسسات معنية للبحث في وضع الحضور المسيحي في الوزارات والمؤسسات العامة ولا سيما بالنسبة الى الغبن الحاصل فيها، وتحديداً في المواقع الإدارية من الفئتين الثانية والثالثة، وذلك لمتابعة ملف الخلل في توزيع المراكز في الوزارات والادارات الرسمية والذي فُتح على مصراعيه اثر المناقلات التي اجراها اخيراً وزير المال علي حسن خليل في وزارته ونفقات وزارة الاشغال على مناطق لبنانية عدة لا تراعي مبدأ "الانماء المتوازن"، ما استدعى "عاصفة مواقف" مُنددة من قوى سياسية عدة بما حصل. وفي السياق، اوضحت مصادر معنية بالملف لـ"المركزية" ان "الاجتماع "صرخة" ليس للتصويب نحو وضع طائفة مُعيّن او استهداف وزير مُحدد وانما لتصحيح الخلل في الادارات العامة والحفاظ على التوازن"، واكدت اننا "نريد من خلال اجتماع بكركي إخراج الموضوع من مُستنقع "المتاريس الطائفية" ووضعه في سياق تطبيق القوانين والالتزام بها، والعودة الى الميثاقية والمشاركة التي بُني لبنان على اساسها". واشارت المصادر الى ان "الاجتماع سيتضمّن عرض فيلم وثائقي عن واقع الحضور المسيحي في الادارات العامة في السنوات العشر الاخيرة وحتى اليوم، وبناءً على ما سيتم عرضه سنطلّع على رأي الوزراء المشاركين في الاجتماع عمّا هو حاصل في المؤسسات العامة وفي الوزارات من "تهميش وغُبن" للمسيحيين". واعتبرت ان "الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر ""أخطآ" في تصويب الموضوع وصوّراه على انهما المستهدفان من ورائه، لكن ما حصل في وزارة المال مع نقل الموظفة باسمة انطونيوس وارقام وزارة الاشغال المتعلّقة بالمشاريع الانمائية والتي تُراعي مبدأ "الانماء المتوازن" دليل الى "الواقع المُزري" للحضور المسيحي في الدولة". ولفتت المصادر الى ان "مجلس شورى الدولة اصدر اكثر من 7 مطالعات حول مراكز مهمة في الدولة عُيّن فيها موظفون بطريقة "غير شرعية" بدلاً من الموظفين الاصليين، لكن للاسف الوزراء المعنيون بهذه المراكز لم يتجاوبوا مع قرارات المجلس بإعادة الموظفين الاصليين الى مراكزهم"، وشددت على "اهمية تطبيق القوانين والالتزام بها والا فان رقعة "المزرعة" الى اتّساع على حساب دولة القانون". وشددت المصادر على ضرورة ان "يُدرج ملف الحضور المسيحي في الادارات العامة كبند اساسي على طاولة الحوار الوطني في جلسته المُقررة في 17 الجاري في عين التينة لتصحيح مسار "التوظيف" في القطاع العام انطلاقاً من تعزيز دور مجلس الخدمة المدنية في اجراء مباراة الدخول الى الوظيفة العامة وإعتماد مبدأ الكفاءة بدلاً من المحسوبيات الطائفية والحزبية".

وسألت المصادر "الى اين نأخذ البلد اذا لم نلتزم بالقوانين ولا نُطبّق الاحكام القضائية ولا نحترم الميثاقية؟ كيف نُطمئن الشباب للدخول الى الوظيفة العامة واختيار الكفوء منهم لا المحسوب طائفياً وحزبياً على زعيم سياسي مُعيّن؟

 

 سليمان: أي إشارات ننتظر لندرك الأخطار المحدقة بالبلاد؟

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - أسف الرئيس ميشال سليمان لتأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في ظل وجود ثلاثة مرشحين معلنين، محذرا من "التداعيات السلبية للتمادي في تطيير النصاب وبالتالي التمادي في التعطيل غير المنطقي وغير الديموقراطي وغير المقبول". وسأل خلال استقباله وزيرة المهجرين أليس شبطيني ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي: "أي إشارات علينا أن ننتظر لندرك الأخطار المحدقة بالبلاد نتيجة تغييب الموقع الأول الذي من شأنه رعاية لبنان والعمل على تحييده عن الصراعات وبذل الجهود لضمان أمنه وسلامة أراضيه ونسج أفضل العلاقات مع الخارج من المحيط إلى الخليج، إضافة إلى دور رئيس الجمهورية الريادي في الحفاظ على مقتضيات الوفاق الوطني في المؤسسات كافة؟"وبحث سليمان في الأوضاع الدولية والاقليمية مع السفير البابوي غبريالي كاتشا، والسفير المصري محمد بدر الدين زايد والسفير الروماني فيكتور مرسيا، يرافقه مستشار السفارة الأول كونستانتين بولياركا.

 

«الكتائب» يطالب عون وفرنجية بالانسحاب

 بيروت - «الحياة» /09 شباط/165

كرس فشل الجلسة الـ35 للبرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية، نتيجة تعطيل النصاب من قبل «حزب الله» وحلفائه وكتلتي المرشحَيْن الأساسيين للرئاسة، زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، القناعةَ لدى القوى السياسية كافة بأن الشغور الرئاسي في لبنان سيستمر ردحاً آخر من الزمن بعدما مضى أكثر من 20 شهراً على الفراغ في المنصب الأول في السلطة التنفيذية. ومع أن عدد النواب الحاضرين أمس تميز بارتفاعه (58 من أصل 128) قياساً إلى روتين الجلسات السابقة التي انتهت إلى تطيير النصاب، فإن المستجدات التي طرأت منذ الجلسة السابقة قبل زهاء الشهر، بتبني حزب «القوات اللبنانية» ترشيح عون بعدما قرر زعيم «المستقبل» سعد الحريري تأييد فرنجية، دفعت الكتل النيابية الرافضة تعطيل النصاب والمؤلفة من قوى 14 آذار وكتلة رئيس البرلمان نبيه بري، إلى تكثيف حضورها لرمي مسؤولية استمرار الفراغ على قوى 8 آذار، على رغم حصولها على تنازل من 14 آذار لمصلحة رئيس من صفوفها.  وشهدت ردهات البرلمان لقاءات بين نواب كتلة «المستقبل» ورئيسها فؤاد السنيورة، وبين نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان بعد افتراقهما في الشأن الرئاسي، بدعم الأولى فرنجية وتبني «القوات» عون. واشترك الاثنان في تحميل «حزب الله» مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس فيما ضم السنيورة عون إلى معرقلي إنهاء الفراغ الرئاسي، بينما طالب عدوان «حزب الله» بالتفاهم مع فرنجية حتى يبقى عون مرشحاً أساسياً. ولم تحضر كتلة فرنجية، التزاماً بامتناع «حزب الله» عن حضور جلسة البرلمان. وبدا أن مفاعيل التحولات التي قام بها كل من «المستقبل» و «القوات» في الشهرين الماضيين لإحداث اختراق في جدار الشغور الرئاسي أخذت تتضاءل، خصوصاً أن «حزب الله» لم يحسم الموقف فبقي على دعمه عون من دون أن يطلب من فرنجية الانسحاب، وأن كتلاً نيابية كان الفريقان يعولان على استمالتها، فرملت اندفاعها، مثل كتلة «اللقاء النيابي الديموقراطي» بزعامة النائب وليد جنبلاط، فتمسكت بدعم مرشحها النائب هنري حلو. أما حزب «الكتائب»، الذي كانت أوساط «المستقبل» تترقب تأييده خيار فرنجية، فأعلن رئيسه أول من أمس في حديث تلفزيوني، أن الحزب لن ينتخب عون ولا فرنجية، وطالبهما مكتبه السياسي أمس بوضوح بـ «العزوف عن الترشح» لمصلحة «أي مرشح يحتكم إلى الدستور»، قاصداً بذلك مرشحاً ثالثاً. ويتطلع الوسط السياسي اللبناني إلى إحياء الذكرى الـ11 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري الأحد المقبل والكلمة التي سيلقيها الحريري في هذا المجال. وعلمت «الحياة» من مصادر قيادية في «المستقبل»، أن زعيمه لن يعلن دعمه رسمياً ترشيح فرنجية كما كان يتوقع البعض، مع استمراره ضمناً في التأكيد على خيار رئيس «المردة». وذكرت أنه سيقدم رؤيته للأوضاع التي يمر فيها البلد وسيعرض سلسلة الوقائع حول الجهود التي بذلها من أجل إنهاء الفراغ الرئاسي منذ أن قام باتصالاته مع عون في نهاية العام 2014 وبداية العام الماضي، ثم الاتصالات التي قام بها مع النائب فرنجية منذ الصيف الماضي وصولاً إلى لقائهما في باريس قبل أكثر من شهرين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سامي الجميل مستاء لعدم انتخاب رئيس:الكتل السياسية سقطت وحان وقت المحاسبة

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - عقد النائب سامي الجميل مؤتمرا صحافيا اليوم، بعد تأجيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، محاطا بالنائبين نديم الجميل وفادي الهبر، وأبدى استياءه وغضبه "الشديدين لتعطيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية"، وقال: "نريد ان نعبر عن اسفنا الشديد للاستخفاف بموقع رئاسة الجمهورية على رغم كل هذا الحراك السياسي فما زلنا اليوم في جلسة لم يكتمل نصابها ولم يحضر فيها الا مرشح واحد ( هنري حلو). والمؤسف ان اكثرية النواب حضروا اليوم لانتخاب مرشحين اثنين رافضين ان يمارسوا الحياة الديموقراطية، وهذا امر مؤسف وليس فقط جاؤوا لانتخاب مرشحين غير موجودين في الجلسة وليس في القاعة، انما جاؤوا لينتخبوا لرئاسة الجمهورية اشخاصا يريدون ان يكونوا مؤتمنين على الدستور وعلى الديموقراطية وهم رفضوا ان يمارسوا الديموقراطية ويحترموا الدستور. وامام هذا المشهد لا يسعنا إلا ان نعبر عن غضبنا واستيائنا وأسفنا لما وصلت اليه الحياة الديموقراطية في لبنان. وإن شاء الله يرى الرأي العام اللبناني الحقيقة لان الانتخاب ليس للنواب اليوم وانما للكتل السياسية التي سقطت في الامتحان. فالامتحان اليوم هو للرأي العام اذا كان فعلا قادرا على المحاسبة ومستعدا ان يحاسب او غير مستعد او حان الوقت لأن نحتكم الى الديموقراطية وان نتقبل النتائج سواء أكانت لمصلحتنا او لغير مصلحتنا وليس دائما الانسان يربح في السياسة او يخسر انما الاهم ان يلتزم الحياة الديموقراطية والدستور وعملية الانتخاب السرية المنصوص عليها في الدستور والتي تمارس في لبنان منذ اكثر من 80 عاما، والتي قدمتها اليوم بشكل مؤذ جدا لكرامة اللبنانيين".

 

حرب: نحضر لاقتراح قانون يعتبر النائب مستقيلا في حال تغيبه عن 3 جلسات

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - اعلن وزير الاتصالات بطرس حرب، بعد تأجيل جلسة انتخاب الرئيس، "انها المرة الخامسة والثلاثين التي نأتي فيها الى المجلس النيابي لننتخب رئيسا للجمهورية، ويبدو ان هذا المجلس المخصص لانتخاب الرئيس يجب ان يتحول الى هيئة احتفالية فقط لا غير، دورها الوحيد ان تبصم على قرار يتخذ خارج المجلس ويبن رئيس الجمهورية وشغلتنا ان نعمل حفل تنصيب له". وقال حرب: "نحن متمسكون بأن يبقى المجلس النيابي هو مصدر السلطات في لبنان، يقترع وينتخب رئيس الجمهورية، واذا كان المطلوب منا المجيء للبصم على قرار يتخذ خارج المجلس فنحن لن نبصم ولن نشترك في احتفالية تنصيب اي شخص لا يوافق عليه ولا ينتخبه مجلس النواب، وهذه نظرية، بانه لن تتم انتخابات طالما هناك اكثر من مرشح، هذه نظرية مرفوضة منا وتسقط ميزة لبنان بأنه الدولة الوحيدة في العالم العربي، الدولة الديموقراطية، نحن متمسكون بان يبقى لبنان دولة ديمقراطية، بان تبقى الية انتخاب رئيس الجمهورية والانتخابات البلدية مستمرة، نخوض معارك من اجل ذلك". اضاف: "نأسف لوجود فريق سياسي ما يزال متمسكا بموقفه بتعطيل جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية وابقاء البلاد في حال فراغ. نتيجة هذا الامور، توصلنا بعد التشاور مع بعض القوى الحليفة الى الاقتناع بأنه يجب ان يصار الى تعديل في النصوص الدستورية التي ترعى هذا الامر، من اجل ذلك نحن نحضر اقتراح تعديل دستوري ينص على امرين:

الاول: اعتبار ان على كل نائب حضور جلسات مجلس النواب، وفي حال تغيب عن حضور ثلاث جلسات دون عذر شرعي يعتبر هذا النائب مستقيلا، وهو مجبر على ان يحضر كل الجلسات اذا اراد الحفاظ على نيابته.

الثاني: لتفادي استمرار القوى السياسية في مواقفهم، نضع ضمن الاقتراح امرا يقول ان يستمر رئيس الجمهورية في متابعة مهامه حتى انتخاب رئيس جديد، وهذا لكي تعرف القوى السياسية انها اذا لم تنتخب رئيسا للجمهورية، هناك رئيس جمهورية مستمر، اضافة الى ان هناك مراعاة لما يسمى وجود القوى السياسية في السلطة ولا سيما القوى المسيحية، لاننا لا نستطيع ان نعيش في لبنان ونقول ان هناك توازنا في لبنان وميثاقا يحترم وميثاقية محترمة في لبنان اذا لم يكن هناك رئيس جمهورية للبنان، حيث سيصبح لنا سنتين، دون رئيس".

واكد "اننا سننكب على اعداد هذا الاقتراح قريبا جدا نحن والقوى السياسية الحليفة لنا وسنوقع هذا الاقتراح ونقدمه الى مجلس النواب بغية تعديل الدستور لهذه الغاية".

وختم آملا ان لا تحصل كل هذه الامور، وان تغير القوى السياسية التي تعطل انتخاب رئيس الجمهورية رأيها وتتفضل الى مجلس النواب وننتخب في مجلس النواب، ومن ينال الاكثرية الدستورية المطلوبة يكون هو رئيسا للجمهورية".

شمعون

من جهته، أعلن النائب دوري شمعون من مجلس النواب: "احب ان اضيف نقطة على ما قاله الشيخ بطرس حرب الذي اوافقه على كل ما قاله. يا ليتنا نستطيع ان نفكر في ان نضع دفتر شروط لرئيس الجمهورية. فليس من يخطر في باله ان يكون رئيسا للجمهورية يتقدم للمنصب، علينا التفكير بهذا الموضوع قليلا".

 

حرب عرض الإستحقاق الرئاسي ووضع المسيحيين مع المطران مطر

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - بحث وزير الإتصالات بطرس حرب مع رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والفراغ في موقع رئاسة الجمهورية بعد فشل اكتمال النصاب في الجلسة الخامسة والثلاثين اليوم، بسبب مقاطعة فريق من النواب الحضور، وانعكاس ذلك سلبا على البلاد بشكل عام وخصوصا على الواقع المسيحي. وتناول حرب خلال زيارته مطرانية بيروت للموارنة بعد ظهر اليوم، أوضاع المسيحيين في الوزارات والإدارات العامة". وتمنى المطران مطر على وزير الإتصالات "إصدار طابع بريدي باسم مدرسة الحكمة في بيروت لمناسبة مرور 140 سنة على تأسيسها، ولما لها من فضل على لبنان في تخريج أجيال من الشخصيات البارزة في تاريخ الوطن، خصوصا وأنها خطت خطوة متقدمة وأصبحت جامعة من الجامعات المميزة في لبنان".

 

السنيورة: من يقاطع هو المسؤول عما آل اليه موضوع الانتخاب عدوان: ليتفاهم حزب الله مع فرنجية حتى يبقى عون مرشحا اساسيا

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - عقد في مجلس النواب اجتماع ضم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان جرى خلاله التطرق الى الوضع الراهن من مختلف جوانبه، قال بعده السنيورة: "كما ترون الجلسة ال 35 انعقدت وحضر 58 نائبا ورأينا من قاطع ومن الذي كان يقاطع طوال الفترة الماضية، ومن هو المسؤول عما آل اليه موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا الامر طبيعي ان من يقاطع، واقولها بالاسم ان التيار الوطني الحر وكذلك حزب الله، هما مسؤولان". قيل له: مرشحكم تيار المرده ايضا غاب عن الجلسة اجاب: "ماشي والمرده مش ما قاطع"، هو مسؤول عما تصل اليه الامور، وهذا الامر اصبح يمس بحياة المواطنين وايضا بمستقبل الدولة وبانتظام العمل الحكومي، هذا الامر احببت ان اكون واضحا فيه". اضاف: "اما النقطة الثانية وهي تتعلق بالدفاع المدني فلنكن واضحين هناك قانون صدر وعندما يصدر قانون، من يرضى ومن لا يرضى في النهاية عليه ان يلتزم بالقانون، الآن المسؤولية بما يختص بالدفاع المدني هي مسؤولية وزير الداخلية ووزير المالية ليريا ماذا تستطيع الدولة ان تتحمل في هذا الخصوص، هناك قانون صدر في هذا الشأن وعلينا ان نرى كيف سيطبق". وتابع: "اما في موضوع ضريبة البنزين فنحن في نظام ديمقراطي وهناك حكومة واناس مسؤولون في الحكومة لهم وزارات معنية فمن يحدد حاجة الدولة او عدم حاجتها لاي موارد اضافية؟ وزارة المالية هي من تقول، فبالتالي هي الاعرف الى اين وصل الوضع المالي للدولة وهل بامكانها ان تتحمل اعباء اضافية وكيف يمكن تدبير التمويل اللازم لذلك، فأي كلام اخر من اي شخص اخر ليس له قيمة، فلندع وزارة المالية تتولى هذه المسؤولية وهي من يقول، واذا اردنا ان لا يحصل كلام، اناس يتحدثون في الغرفة شيء وخارجها شيء اخر، فليتحمل كل واحد مسؤولياته وبالتالي هناك وزارة مالية هي من يتحمل".

قيل له: انت من اقترح الخمسة الاف ليرة على البنزين؟

اجاب: "انا نائب وكل نائب له الحق بالادلاء برأيه، وفي النهاية من هو المعني مباشرة في هذا الشأن هو وزير المالية وطبيعي وزير الطاقة معني لكن وزير المالية هو المعني الاول".

وختم السنيورة قائلا: فلتتحمل وزارة المالية مسؤوليتها في هذا الملف".

قيل له: لكن هناك حملة عليك بأنك وكأنك لا تزال وزيرا للمالية؟

اجاب: "انا نائب ويمكن لكل نائب ان يدلي برأيه، بالنهاية من هو المعني مباشرة في هذا الشأن هو وزير المالية ويمكن ان يكون وزير الطاقة بالطبع معني بملف المجروقات ولكن المعني الاول وزير المالية".

وردا على سؤال حول وجود نظرة مختلفة ضمن فريق "المستقبل" قال السنيورة: "اعتقد انه لا يزال هناك العديد من النقاط المشتركة وهناك تفاهم على كل الامور".

عدوان

ثم تحدث النائب جورج عدوان فقال: "طبعا الموضوع الاساسي الذي اريد ان اتحدث فيه اليوم يتعلق برئاسة الجمهورية وعدم اكتمال النصاب، وكنا نأمل وبعد المبادرة التي اطلقتها القوات اللبنانية ان تكون جلسة اليوم قد اوصلتنا الى انتخاب رئيس للجمهورية، وسبق وقلنا اننا اليوم وكون المرشحين هما من فريق 8 اذار او على الاقل مدعومين منه، لكي اكون ادق في كلامي، وبالتالي العماد عون الذي منذ بداية الطريق ومنذ سنة ونصف السنة الى اليوم كان مرشحا ومؤيدا من قبل 8 اذار والمرشح الاساسي لهذا الفريق، وقد اوضح سماحة السيد حسن نصر الله ان عون هو مرشح هذا الفريق منذ البداية ولا يزال وسيبقى، وبالتالي اقول اليوم هناك أمران يؤديان الى الانتخاب واحد منهما اساسي يجب ان يتم في اسرع وقت وهو ان يتفاهم حزب الله مع النائب سليمان فرنجية حتى يبقى العماد عون هو المرشح الاساسي ل 8 اذار وهذه هي الخطوة الاساسية وهذا هو الدور الذي يفترض ان يلعبه حزب الله وبنوع خاص عندما يأتي فرنجية ويقول انا لا انزل الى الجلسة الا اذا نزل حزب الله وحزب الله لن ينزل لانه يريد ضمان وصول عون وبالتالي يفترض على حزب الله ان يلعب دورا مع فرنجية لكي نتوصل الى انتخاب رئيس".

اضاف: "اما الخطوة الثانية الضرورية فهي تتعلق بالتفاهم بين المرشح العماد ميشال عون وبين تيار المستقبل والمكونات التي يضمها فريق 14 اذار ومنها حزب الكتائب لان تفاهم العماد عون مع تيار المستقبل هو خطوة ضرورية لانجاح واجراء الانتخابات الرئاسية لان البلد لم يعد يحتمل تردي الوضع المالي".

وتابع: "اما الموضوع الثالث والمرتبط بهذا السباق فهو الاجتماع الذي حصل اليوم مع بعض نواب تيار المستقبل وانتهى بخلوة مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة وهذا الاجتماع جاء ليؤكد ان كل الاشاعات التي كانت تتحدث عن انفصام وعن عدم تواصل، واعتقد ان الرئيس السنيورة صرح بأننا ما زلنا معه على تواصل يومي لن ينقطع ولا يمكن ان ينقطع هذا التواصل لاننا نحن وتيار المستقبل ندافع عن نفس المبادىء".

وقال: "طبعا تطرق الحديث الى ما يمكننا ان نفعله لتأمين التقارب الذي يؤدي الى انتخابات رئاسية ونحن كقوات لبنانية سنبقى نسعى لكي يكون هناك حوار بين العماد ميشال عون ومكونات 14 اذار لان هذا الحوار من شأنه ان يساهم مساهمة جدية بالوصول الى الانتخابات الرئاسية".

اضاف: "الموضوع الاخير الذي اود التطرق اليه في ظل اعتصام عناصر الدفاع المدني الذين يبذلون التضحيات ويتعبون ويتعذبون من اجلنا ومن اضعف الايمان تثبيتهم وهناك قانون اقر في المجلس النيابي ويفترض ان يوضع موضوع التنفيذ وهذا من مسؤولية الحكومة فقط، ومن هنا اقول ان الوضع المالي ينفصل في عمق الفكرة عن موضوع الدفاع المدني، فهو ينفصل لان الوضع المالي يتعلق بمالية الدولة ككل ولا نستطيع ان نتحدث عن مالية الدولة بالمفرق، وما نعمله اننا كلما احيل مشروع ما الى الحكومة ننظر الى المشروع وكأنه مستقل لوحده، ونطرح مثلا سلسلة الرتب والرواتب فنتحدث عنها وكأنها شغلة مستقلة لوحدها وبحاجة الى تأمين التمويل وكذلك بالنسبة للدفاع المدني والمياومين والكهرباء اعتذر لاقول بأن هذه ليست دولة وليست حكومة ولا يمكننا ان نتحدث بعد كل هذا عن قيام الدولة".

وتابع عدوان: "طالما نحن لا نضع موازنة عامة للدولة ونقرها وتظهر مدى عجز الدولة وحجم مديونيتها وماذا يمكننا ان نعمل وكم نستطيع ان نجمع ضرائب، والى اين ستذهب هذه الضرائب وماذا يمكننا ان نفرض ضرائب، وكم يتحمل المواطن حتى لا تساهم اكثر فاكثر بتدني الوضع المالي، اذا اكملنا هذا الطريق وهو الان في مكان خطير جدا وسيزداد خطورة، وفي النهاية دائما يبقى الانسان صاحب الدخل المحدود والانسان المسكين الذي هو ما دون مستوى خط الفقر هو من يتحمل اعباء من دون ان يكون هناك ت تقديمات من الدولة مقابل هذه الاعباء، ولا يكون هناك توازن".

واردف: "اليوم عندما نتحدث عن السلسلة فقط لاعطي مثلا فقد تحدثنا عن مدخول يقارب الاربعمئة والخمسمئة مليونا ضريبة على المصارف التي تربح ثلاثة مليارات ونصف المليار، اين اصبح هذا الموضوع قبل ان نفكر ان نزيد ضريبة ليرة على هذا الانسان المسكين وهذه المبالغ ضريبة المصارف ماذا ننتظر كي نجمعها. هذا المبلغ لا نستطيع ان نجمعه الا اذا قدمت موازنة عامة نبحث فيها كل المواضيع والامور ومن ضمنها سلسلة الرتب والرواتب التي هي حق عندما نتحدث عن توازن المداخيل والمصاريف. الطريق الوحيد لانصاف الناس هو ان نضع موازنة لنرى الى اين نحن ذاهبون ونبدأ بتأمين تلك الاموال من الاماكن التي يمكن ان نجبيها ممن يمكن ان يتحملها".

وقيل لعدوان: كان للنائب سامي الجميل موقف واضح وانه مستعد ان يبحث اكثر من ورقة النوايا، ولكن ما هو رأي تيار المستقبل؟

اجاب: "هناك تعليقان اولا بالامس انا طرحت ان نتشارك نحن مع حزب الكتائب في عمق المبادىء المشتركة معهم، فالنقاط العشر التي اقررناها مع العماد عون ارتكزت على تلك المبادىء وبالتالي انا لا استغرب ابدا من النائب الجميل ان ينضم الى هذا النقاش وانا اكرر استعدادنا لكي نجلس جميعا نحن مع العماد عون وحزب الكتائب ونناقش كل هذه المواضيع بهدف تحسينها لكي يكون هناك تسوية حول العماد عون وحول المبادىء السيادية، فهذا هو دورنا وسنقوم به، وانا متأكد بأن هناك استعدادا من كل الافرقاء، اما في ما يتعلق بتيار المستقبل فهم لا يزالون عند مطالبتهم بترشيح النائب سليمان فرنجية ولهذا اعتقد ان هناك امرين يفترض ان يسيرا معا واحد يقوم به حزب الله وواحد نحن نقوم به واعتقد ان هذا من شانه تسهيل انتخاب الرئيس".

سئل: كيف تتبنى القوات اللبنانية انتخاب العماد عون علما ان عون وفرنجية يلتزمان بما يقرره حزب الله؟

اجاب عدوان: "انا اولا بكل محادثاتنا مع العماد عون ولا اريد ان اقدم حكما مسبقا، فانا لم أر ان لدى العماد عون التزامات مسبقة بالمواضيع، وهو ناقش معنا النقاط العشر وهي كلها نقاط سيادية ونحن كقوات لبنانية اي خروج عن تلك المبادىء لن نسير بها، فاذا انتخب العماد عون مثلا او انتخب النائب فرنجية وفي اي مرحلة من المراحل اذا اراد التيار الخروج عن اي نقطة من النقاط العشر فنحن لن نسايره بذلك لان موقفنا واضح ولن نقبل بحكومة تسمح بأن تكون خارج تلك المبادىء مع اي موقف من المواقف في المجلس النيابي، لا نقبل ان نكون خارج هذه المبادىء، ونحن تلتزم بهذا الاتفاق، فاذا خرج لا سمح الله غيرنا عن تلك المبادىء يكون هو الذي خرج لكن لا ارى ذلك لان لا شيء كان يلزم او يجبر العماد عون ان يلتزم بتلك النقاط، وكان بامكانه ان يقول لنا، انا لا استطيع ان اتفق معكم على اقفال الحدود مع سوريا ذهابا وايابا او تطبيق كل نقاط الحوار والتي من ضمنها ترسيم الحدود والمحكمة الدولية وضبط المخيمات الفلسطينية".

سئل: لماذا لم تمونوا على مرشحكم العماد عون لحضور هذه الجلسة فهل يعقل ان يكون هناك مرشح ولا يحضر الجلسة؟

اجاب عدوان: "نحن ما نستطيع ان نفعله هو طرح هذا الموضوع لأن كل واحد ينظر اليه من زاويته، ونحن بالطبع تحدثنا مع العماد عون عن حضور الجلسة ونحن نلتزم وجئنا ببعض الاسئلة ومنها هل سنشارك في احتفال 14 شباط، هذه اسئلة مفروغ منها و14 شباط هي مناسبة لنا كقوات لبنانية والرئيس رفيق الحريري استشهد من اجل المبادىء التي نناضل من اجلها نحن وبالتالي فهذه مناسبة نحن معنيون بها شأننا شأن تيار المستقبل ويمكن ان يكون هناك مسلمات وكل واحد منا يقوم بما يخدم قضيته".

 

سفير ايران: لا نتدخل في شؤون لبنان ورئاسته وعلى دول المنطقة التحرك لدرء الارهاب التكفيري

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - أكد السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي، في لقاء صحافي في السفارة، في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران، "اننا لا نتدخل بأي شكل من الاشكال في الشؤون الداخلية اللبنانية وخصوصا في الملف الرئاسي"، منبها الى ان "التدخلات الخارجية إن حدثت تزيد المشكلة تعقيدا"، وان "الجمهورية الاسلامية تتصرف بطريقة شفافة للغاية يشهد لها القاصي والداني". ولفت الى ان "الجمهورية الاسلامية، منذ لحظة تأسيسها، كانت دوما صادقة وجدية في مواجهة القوى الارهابية والمتطرفة التي تهدد دول المنطقة"، مشيرا ان "في إمكانها ان تقدم دعما لا يستهان به الى دول المنطقة في مواجهة الخطر الإرهابي والتكفيري". وتابع: "اننا نواجه مجموعة من القوى الارهابية والتكفيرية وكل ما قامت به يزيد الشرخ في دول المنطقة، ولدينا اقتناع راسخ بان هذا الخطر داهم ويتهدد الجميع، لذا فكل دول المنطقة يجب ان تتحرك بشكل منسجم ومتكاتف لدرء هذا الخطر الذي يتهدننا جميعا". ولفت الى "اننا اذا عرضنا التاريخ الاسود للجماعات الارهابية فهذا في ذاته يجب ان يدفع دول المنطقة الى ان تتحد لجبه هذا الخطر مجتمعة"، آملا ان "تتحد كل قوى المنطقة لجبه الخطر التكفيري". واشار الى ان الجمهورية الاسلامية "أعلنت في خطاب الرئيس روحاني انها تريد ان تعمل من اجل عالم خال من العنف والتطرف".اضاف: "نعتقد ان دول العالم والمنطقة وصلت في نهاية المطاف الى نتيجة هي ان الارهاب يستهدف كل العالم وليس منطقة بذاتها، لذا ينبغي ان تنسجم دول المنطقة في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف ويمكن ان تتحرك هذه الدول من دون تدخل الخارج".

وأمل ان "تتمكن كل دول المنطقة من حل كل المشكلات السياسية، الأمر الذي يتيح لنا ان نسخر الطاقات لمواجهة العدو الاساسي للمنطقة وهو العدو الصهيوني"، لافتا الى ان "هذه هي النقطة الاساسية التي يؤكدها سماحة الامام السيد علي الخامنئي بأن لا تنسوا اتجاه البوصلة الأساسي التي تؤكد مواجهة العدو الأساسي وهو العدو الصهيوني". واكد ان "القوى الارهابية والتكفيرية والمتطرفة هي من افرازات الكيان الصهيوني".

نار الفتنة في سوريا

وسأل: "لماذا لم يصل لقاء جنيف الى النتائج المتوخاة عندما نرى ان الجيش السوري والمقاومة في سوريا يحققان الانجازات الملموسة؟ لو سمحنا بوصول يد التكفير الى نبل والزهراء هل كانت سترتدع عن ارتكاب المجازر؟".وقال: "الرأي العام في المنطقة يسأل: لماذا عندما تستطيع مجموعة بشرية ان تتحرر من خطر ارهاب وتكفير يرتفع الصوت لدى هذا الطرف او ذاك؟". ولفت الى ان "ايران اكدت دوما ان الشعب السوري هو الذي يحدد مصيره بيده، وعندما نعرض الأزمة نرى ان صمود سوريا، قيادة وجيشا وشعبا ومقاومة، يجعلنا نستطيع القول ان سوريا قد حجزت لنفسها بطاقة ذهبية في التاريخ المشرف في مواجهة الإرهاب والتكفير". اضاف: "اننا نسأل دوما: لو لم تكن هناك تدخلات خارجية هل كانت استمرت الأزمة السورية 5 سنوات؟ من هي الدول التي ساهمت في اذكاء نار الفتنة في سوريا ما ادى الى تهجير هذا العدد من الشعب السوري؟". واشار الى ان "الازمة السورية وصلت الى هذه المرحلة الدامية بعد تدفق المقاتلين الاجانب ونرى مدى التسليح واحدث التقنيات من اجل اذكاء نار الفتنة". ورأى انه "ينبغي لنا ان نأخذ في الاعتبار مصالح المنطقة. عندما نقارب موضوع العلاقات الايرانية - السعودية"، مشيرا الى ان "التطورات التي يمكن ان تطرأ والتحركات التي يتم الحديث عن التحضير لها في سوريا في ما لو حصلت ستزيد من المشكلات التي تعانيها المنطقة حاليا وتزيد من تعقيد الاوضاع".

العلاقة مع لبنان

وأكد ان "في إمكاننا ان نغتنم الفرصة السانحة لتعزيز العلاقات واعتقد ان هناك مجموعة من المزايا التفاضلية الموجودة بين ايران ولبنان"، واضاف اننا "طوال الاشهر الماضية تمكنا من تمهيد الاجواء لارسال 3 وفود لبنانية الى ايران توجت بانعقاد اللجنة المشتركة الايرانية - اللبنانية، ونحن نقوم بالعديد من الخطوات لتفعيل الاتفاقات وقد زار وزير الاقتصاد اللبناني حديثا ايران في اطار تفعيل هذه الاتفاقات". واكد ايضا "استعداد ايران لتسليح الجيش، وقال: "عرضنا لا يزال قائما وهو من دون شروط مسبقة ومن دون مقابل، والسؤال في هذا الاطار يفترض ان يوجه الى الجانب اللبناني". وقال: "نحن لا نتدخل بأي شكل من الاشكال في الشؤون الداخلية اللبنانية وخصوصا في ملف رئاسة الجمهورية"، منبها الى ان "التدخلات الخارجية تزيد المشكلة تعقيدا، الجمهورية الاسلامية تتصرف بطريقة شفافة للغاية يشهد لها القاصي والداني، ومن يتهمنا عليه ان يقدم دليلا على تدخلنا". اضاف: "ندعم جبهة المقاومة في كل المجالات، ونحن اعلنا ذلك ولم نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة اخرى، وسماحة السيد القائد وفخامة الرئيس يعتقدان ان كل شعب من الشعوب وكل دولة وصلت الى النضج الذي يؤهلها لحل مشكلاتها". ورأى ان "الحلول في لبنان ينبغي ان تقارب من دون تدخل خارجي لأن هذا التدخل الخارجي يعقد المسألة ونعتقد ان الطاقات السياسية اللبنانية في إمكانها ان تجد الحل الناجع لكل المشكلات العالقة في لبنان". وأوضح ان "التضحيات الجسام التي قدمها لبنان ادت الى تكريس المعادلة الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة"، ونعتقد ان التضحيات في مواجهة قوى التكفير والارهاب ستسجل في سجل الشرف للشعب اللبناني العزيز".

اليمن

ولفت الى ان "الحل الوحيد في اليمن هو قيام حوار يمني تحت اشراف محايد من الامم المتحدة، وان الكل يرى ان اليمن يتعرض لهجوم غاشم ويستغرب كيف تمكن من الصمود".

الانتفاضة

ولاحظ ان "الهبة والانتفاضة البطولية الفلسطينية مستمرة والشعب الفلسطيني ينتفض للدفاع عن حقوقه المهدورة بفعل الاعتداءات السافرة للكيان الصهيوني"، وشدد على "أننا جميعا مطالبون بان ندعم الإنتفاضة الباسلة ضد العدو الاسرائيلي ونساندها وان التاريخ لن يرحمنا اذا قصرنا في ذلك".

ذكرى انتصار الثورة

وعن ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، قال: "اذا اردنا ان ندرك أهمية ما قام به الامام الخميني فعلينا ان ندرك الظروف التي كانت قائمة بحيث كان الشاه يتسلط على القرارات وعلى الحوزات العلمية ولم يخطر له ان تظهر شخصية مثل شخصية الامام الخميني الذي طرح خطابا جامعا. كان الامام يعتقد ان الثروات والخيرات موجودة في هذه المنطقة وخصوصا مع وجود النخب وهي تستطيع ان تلبي حاجات المنطقة والعالم، ولا يوجد اي اكتشاف علمي الا وكان لأبناء تلك المنطقة دور فيه".

اضاف: "الشعب الايراني كان يتطلع الى الشخص الذي يخلصه من الذل والقسوة، فخطاب الامام كان يستقطب كل شعوب المنطقة والعالم، وفي تلك الظروف كان الامام مشهورا ومعروفا عالميا لأن خطابه كان يستند الى مبادئ الاسلام المحمدي الاصيل وثوابته، والذي في إمكانه ان يتجاوب مع المطالب المحقة لكل شعوب العالم، لهذا السبب نحن نشاهد ايران في الانجازات العلمية بسبب متابعتها هذا الخطاب، ونرى انها تحتل المرتبة الثالثة في العالم تكنولوجيا". ولفت الى انه "على رغم كل العقوبات والحظر والحرب التي فرضت علينا فنحن في مرحلة اكتفاء ذاتي وخصوصا في ما يتعلق بالنخب وايران تحتل مرتبة عالية في المجالات العلمية واخر هذه الانجازات الطاقة النووية السلمية". وختم: "ان انجاز الاتفاق النووي تم بعد مفاوضات لم تكن سهلة. نحن استطعنا ان نحافظ على مواردنا وان نبني علاقات. ان هذا الانجاز الكبير برسم المنطقة برمتها".

 

ماروني: "القوات" حلفاؤنا ولا قطيعة مع "المستقبل" و حوارنا مع حزب الله مستمر وسنحضر "14 شباط"

المركزية- أطل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أمس ليضع النقاط على حروف اتفاق معراب، وتسوية باريس، فاعتبر أن زعيمي المستقبل والقوات سعد الحريري وسمير جعجع "استسلما لـ "حزب الله" و8 آذار بترشيح كل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية". كل هذا يضع تحت المجهر تساؤلات عن مستقبل العلاقة الكتائبية مع معراب وبيت الوسط، خصوصا أن مواقف الجميل الرئاسية تأتي عشية ذكرى 14 شباط، ووسط مخاوف على استمرارية 14 آذار. وفي السياق، ذكّر رئيس كتلة الكتائب ايلي ماروني في حديث لـ "المركزية" أنني كنت في معراب منذ يومين، وكان لي تصريح، ولا قطيعة مع أحد، بل على العكس القوات حلفاؤنا ولا يزالون، والاختلاف في الملف الرئاسي "لا يفسد للتاريخ قضية". وعما يحكى عن أن مواقف النائب الجميل أظهرت استعجالا قواتيا ومستقبليا في الملف الرئاسي، نبّه ماروني إلى أن الحقيقة يجب ألا تحزن أحدا. الشيخ سامي عبّر عن موقفه وموقف حزب الكتائب، علما أن هذا موقفنا منذ البداية. نعتبر أن المرشحين (عون وفرنجية) شكّلا صدمة. وتاليا، فإنها تستلزم وقتا ليستوعب الشخص أن أحدهم رشح خصمه لرئاسة الجمهورية. ففي خطوة كهذه، أنا أسلم خصمي رأسي، وهذا ما يحتاج وقتا. ثم إننا حزب مستقل لنا ثوابتنا ومبادئنا وكياننا، ونتخذ مواقفنا انطلاقا من كل هذه الأمور". وأكد أننا "سنحضر ذكرى 14 شباط، لأننا لسنا في قطيعة مع المستقبل، إضافة إلى أن الذكرى تعني لنا كثيرا. فنحن شركاء في الدماء، واستشهاد الرئيس رفيق الحريري ذكرى لا تمحى من قلوبنا. وتعليقا على السجال حول الحضور المسيحي في الادارات الرسمية، شدد على أن "المزيد من الغبن بحق المسيحيين في إدارات الدولة أمر مرفوض. وهذا السجال، إن عاد وانطلق، فليتحمل مسؤوليته من يسبب هذا الغبن"، معربا عن اعتقاده أن "اللبنانيين باتوا أكثر وعيا من الانخراط في حرب طائفية. لكن من المؤكد أن المسيحيين يشعرون اليوم بالخوف والقلق على وجودهم". وختم ماروني مطمئنا إلى أن "حوارنا مع حزب الله مستمر بوتيرة بطيئة".

 

هيئة التنسيق: إضراب عام الخميس في حال زيادة سعر البنزين

وكالات/دعت هيئة التنسيق النقابية في اجتماع حضره جميع مكونات الهيئة، الى الاضراب العام والشامل يوم الخميس المقبل “في حال إقدام مجلس الوزراء يوم الاربعاء على إقرار الزيادة المطروحة على سعر صحيفة البنزين”. وأصدرت بيانا جاء فيه: “في ما يبدو تخليا بالكامل عن المواطن عند أغلب أطراف الطبقة الحاكمة، عمد بعض أطراف هذه الطبقة الى العمل لإقرار زيادة على صحيفة البنزين بذريعة عجز الخزينة”. واشارت الى ان “مقولة عجز الخزينة غير مبررة قانونا لغياب الموازنة للسنة الحادية عشرة على التوالي ولعدم إقرار قطع الحساب، مما يحول دون معرفة حجم المدخول وحجم المصروف.إننا نعتقد ان مداخيل الدولة كافية لاقرار حقوق جميع اللبنانيين اصحاب الدخل المحدود، خصوصا أن الدولة وفرت بحكم انخفاض أسعار البترول عالميا ما يزيد على 1000 مليار ليرة لبنانية في الكهرباء وحدها، ووفرت من خلال الدعم الذي تأمن لقطاع التربية والتعليم ما يوازي هذا المبلغ أيضا”. اضافت: “لكل ذلك، فإن هيئة التنسيق النقابية تجد نفسها مضطرة، في حال إقدام مجلس الوزراء يوم الاربعاء المقبل على زيادة سعر صحيفة البنزين، الى اعلان الاضراب العام والشامل يوم الخميس الواقع فيه 11 شباط الجاري في جميع المدارس والثانويات الرسمية والخاصة والمعاهد المهنية والادارات والمؤسسات العامة والبلديات”.ودعت “جميع القطاعات النقابية الى لقاء يعقد الساعة 12 ظهر يوم الخميس في قصر الاونيسكو لتبحث في الخطوات اللاحقة”. وأكدت “تمسكها بحقها في سلسلة الرتب والرواتب، ودعم مطالب كل مكون من مكوناتها دون استثناء”.

 

خطة أمنية لمكافحة المخدرات جنوباً "تجار المـوت" يسـتهدفون الطلاب

المركزية- ابلغ مصدر امني في الجنوب "المركزية" ان خطة امنية تنفذها وحدات قوى الامن الداخلي في الجنوب وتستهدف بائعي ومروجي ومتعاطي المخدرات، وخلال اسبوع، اوقفت القوى الامنية اكثر من 12 شخصا بين بائع ومروج ومتعاط بينهم فلسطينيون وسوريون ولبناني كان يحاول نقل حشيشة الكيف الى احد قصور العدل في الجنوب.واشار المصدر إلى انه، ومنذ مطلع العام أوقف حوالي 60 شخصا من المتعاطين والمروجين للمخدرات بينهم فلسطينيان اوقفا قرب مستشفى دلاعة في صيدا لحيازتهما حبوبا مخدرة ومنها الكبتاغون، فضلا عن آخرين في مناطق مختلفة ما بين صور وصيدا والنبطية وهم يروجون لحشيشة الكيف. ولفت إلى أن الجمعيات الاهلية تلعب دورا توعويا وارشاديا من خلال معالجة المدمنين صحيا ونفسيا والعمل على اعادتهم بعد شفائهم من آثار هذه الآفة الى مجتمعاتهم كمواطنين، مشيرا إلى ان لهذه القضية بعدين امني واخلاقي وان هناك آليات واقتراحات يجري تنفيذها في قمع التجار والمتعاطين والمروجين تطبيقا لبنود اتخذها مجلس الامن الفرعي في الجنوب وبقيت ذات طابع سري للاطباق على اوكار المصنعين والمنتجين. وأدت هذه الخطة الى اشاعة اجواء من الاستقرار والطمانينة والارتياح لدى السكان على مصير ومستقبل اولادهم وابعادهم عن الانحلال الاخلاقي . واعتبرت مصادر معنية بهذا الملف عبر "المركزية" ان آفة المخدرات تشكل خطرا يقوض اسس ومتانة المجتمع اللبناني وتؤدي الى التفكك الأسري والضياع، مشيرة الى تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بين فئات عمرية محددة لا سيما في المدارس والثانويات والجامعات ما دفع مجلس الامن الفرعي جنوبا إلى دق ناقوس الخطر للقضاء على هذه الآفة، منوها بالخطوات الامنية الاستباقية التي تقوم بها الدولة في سبيل ايقاف تجار الموت وسوقهم إلى العدالة وانزال اقسى العقوبات بهم .

 

خليل الـى اميركا لشـرح تداعيات "الاجراءات الماليـة": ملف يؤكد التقيد بالقوانين والفصل بين المقاومة والتطرف

المركزية- يزور وزير المال علي حسن خليل قريبا الولايات المتحدة الاميركية للقاء نظيره وزير الخزانة الاميركي جاكوب ليو والبحث معه في الاجراءات التي اتخذتها بلاده في حق "حزب الله" في اطار قانون مكافحة الارهاب وتبييض الاموال، والتي رأت اوساط سياسية ومصرفية لبنانية أنها تضيق على حرية التعامل المالي والمصرفي في لبنان. وافادت المعلومات ان خليل الذي حصل على موافقة رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام للقيام بهذه الزيارة، ينكب مع فريقي الجانبين والوزارة على التحضير لملف يظهر في وضوح تقيد لبنان الرسمي والقطاع المصرفي فيه بكل القوانين المالية وفي مقدمها الرامية الى مكافحة التبييض والتهريب وتجفيف المصادر المالية للمنظمات الارهابية لافتا في هذا السياق الى ضرورة التمييز والفصل بين حركات التحرير والمقاومة والحركات المتطرفة. واشارت المعلومات الى ان خليل سيوضح لنظيره الاميركي وسواه من المسؤولين الذين يلتقيهم تداعيات المواقف والاجراءات الاميركية على لبنان والتي انسحبت خوفا على مجمل تعاملاته المالية وطالت حتى بعض النواب علما ان عددا منهم رفض توطين رواتبه خشية تفسيرها اميركياً في غير محلها. خليل – جونز: وكان خليل التقى اليوم القائم بأعمال السفارة الأميركية ريشارد جونز، وبحث معه في المستجدات مع التركيز على ثنائية العلاقات بين البلدين ونتائج مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن الاسبوع الماضي لمساعدة النازحين السوريين. وتم التطرق الى التحضيرات الجارية لزيارة خليل المرتقبة الى الولايات المتحدة والمباحثات التي سيجريها مع المسؤولين الاميركيين.

 

اكثر من موفـد قواتـي في الاسـبوع يزور الرياض: المملكة مع التوجه المسيحي العام ولا فيتو على عون

المركزية- وسط الكمّ الهائل من التسريبات والمعلومات التي ترمى يوميا في بازار التجاذبات السياسية حول الموقف السعودي من الترشيحات الرئاسية اللبنانية، بين من يسوّق لمباركة المملكة "التسوية الباريسية" التي طرحت رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مرشحا يحظى بغطاء اقليمي ورفضها المطلق لترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، وبين من ينفي ضلوعها في اي ترشيح او دعم مرشح ضد آخر، أفادت اوساط سياسية مطلعة على تفاصيل العلاقة بين القوات اللبنانية والقيادة السعودية منذ خطوة معراب التي رشحت عون "المركزية" ان هذه العلاقة لم تنقطع لا بل استمرت وبوتيرة أسرع من السابق، حتى ان حركة الموفدين من معراب الى الرياض بلغت احيانا ثلاث شخصيات في الاسبوع الواحد، كاشفة أن أخرهم كان منذ يومين، وعقد لقاءات مع المسؤولين. ونقلت الاوساط عن بعض زوار معراب "ان الموقف السعودي الذي أبلغ الى الموفد القواتي أخيرا يرتكز الى نقطتين:

- يهم المملكة العربية السعودية إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت، لان الفراغ المزمن على مدى اكثر من عام وثمانية أشهر واخفاق القوى السياسية في التوصل الى انتخاب رئيس هو أسوأ ما يمكن ان يصيب لبنان في هذه المرحلة بالذات، حيث المنطقة كلها مشتعلة .

- لا فيتو سعوديا على اي من المرشحين للرئاسة، النواب سليمان فرنجية وهنري حلو وميشال عون،لان المملكة تضع في أعلى قائمة نظرتها الى الانتخابات الرئاسية في لبنان على مر التاريخ القرار المسيحي الذي لا يمكن ان تقف ضده او ضد أي توجه مسيحي عام، واذا ما قرر المسيحيون الاتفاق على العماد عون، فهي لن تمانع وصوله الى سدة الرئاسة". وتبعا لذلك، تفيد الاوساط ان كل ما يسرب عن سوء او انقطاع العلاقات بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والمسؤولين في الرياض لا يمتّ الى الحقيقة بصلة.

 

سليمان يحذر من تداعيات التعطيل

المركزية- اعرب الرئيس العماد ميشال سليمان عن اسفه لتأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في ظل وجود ثلاثة مرشحين معلنين، محذراً من التداعيات السلبية للتمادي في تطيير النصاب وبالتالي التمادي في التعطيل غير المنطقي وغير الديمقراطي وغير المقبول. وسأل خلال استقباله وزيرة المهجرين أليس شبطيني ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، "أي إشارات علينا أن ننتظر لندرك الأخطار المحدقة بالبلاد نتيجة تغييب الموقع الأول الذي من شأنه رعاية لبنان والعمل على تحييده عن الصراعات وبذل الجهود كافة لضمان أمنه وسلامة أراضيه ونسج أفضل العلاقات مع الخارج من المحيط إلى الخليج، إضافة إلى دور رئيس الجمهورية الريادي في الحفاظ على مقتضيات الوفاق الوطني في المؤسسات كافة؟ وبحث الرئيس سليمان الاوضاع الدولية والاقليمية مع كل من السفير البابوي في لبنان غبريالي كاتشا، السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد والسفير الروماني في لبنان فيكتور مرسيا يرافقه مستشار السفارة الاول كونستانتين بولياركا.

 

حوري: الرئاسة مصادرة من قبل ايران ونصرالله يكرر حجج التعطيـل نفسـها

المركزية- رأى النائب عمار حوري في حديث اذاعي" انه "وفق المعطيات المتاحة في شأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فان "المشهد يتكرر"، ووصف "ما يحصل بأنه مزيد من الإعتداء على الدستور وعلى الديموقراطية وعلى حق الناس في مؤسسات دستورية مستقرة في ان يكون لها رئيس وأن يكون وجوده خطوة لإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية وإعادة تفعيل الحياة الإقتصادية والإجتماعية والسياحية في البلد". اضاف :"للأسف تتكرر الصورة اليوم والتعطيل مستمر"، واشار إلى أن "الحجج واضحة وهي نفسها على لسان السيد حسن نصر الله، وأن هذه الورقة مصادرة من قبل إيران إلى حين الوصول إلى تسويات إقليمية معينة". وتابع: "بعض اللبنانيين ينجرفون في هذه المغامرة ويسيرون في ظل هذا الركب الذي لم يوفر جهدا لتدمير الدولة اللبنانية ولتدمير الحياة السياسية في لبنان أملين في الوصول لاحقا إلى شكل من أشكال المؤتمر التأسيسي وإعادة توزيع الصلاحيات داخل السلطة في لبنان".

واعتبر "إن استمرار البعض في مجاراة حزب الله في هذا التعطيل سيوصلنا إلى المزيد من المخاطر، وللأسف فإن المسرح سيسقط على رؤوس الجميع". وتمنى على الجميع "المشاركة في الجلسة، وقال: "نحن لا نعطي تبريرات لأحد، لدينا 3 مرشحين والمنطق يقول إن عليهم التوجه إلى جلسة الإنتخاب وغير ذلك من الواضح أن الصورة لا تستقيم"، مشيرا إلى "ما ردده البطريرك من دعوة الجميع بالتوجه إلى المجلس النيابي لإنتخاب رئيس"، وموضحا " ان القادة الموارنة الأربعة أعلنوا ترشيحهم من بكركي وكان هذا برعاية البطريرك". وقال: "أن وسيلة تأييد هذا المرشح أو ذاك، هي صندوق الإقتراع في المجلس النيابي، وعدم حصول هذا الإقتراع يصبح تعيينا ونحن نرفضه بكل أشكاله"، مشيرا الى اننا "نفتخر في لبنان بأنه الواحة الديموقراطية الوحيدة في هذا الشرق، لكنهم يريدون إنهاءها وهذا ما لم نقبل به". اضاف: "أن حزب الله يحاول أن يخترع حججا واهية في محاولة منه لتغطية الفشل السياسي الذي وقع فيه في موضوع إنتخاب رئيس".وختم حوري: ان "ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ذكرى جامعة، هذه الجريمة المدوية لا يمكن إلا أن تكون نقطة التقاء وجمع، وهذا ما يسعى إليه دائما الرئيس سعد الحريري الذي يعد كلمته التي سيوجهها الأحد المقبل، لذلك لا بد من تراكم المعطيات إلى أن نصل إلى كلمته.

 

بو حبيب: عن اقفال "مركز عصام فارس للدراسات": لا خلافات وراء الخطـوة ومدة التمويل انتهــت

المركزية- في حزيران 2007، انشأ نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" ليكون مؤسسة مستقلة وطنية وحيادية، ومنبرا مفتوحا أمام رجال الفكر والمثقفين من مختلف التيارات السياسية ليعبروا عن آرائهم بحرية وينشروا أفكارهم ويساهموا في نشر التوعية ألسياسية. غير أن فارس اتخذ في نهاية العام الماضي قرارا قضى بإقفال المركز الكائن في سن الفيل. وبعدما نزل الخبر كالصاعقة في أوساط الأكاديميين والخبراء والباحثين، كثر الحديث عن أن خلافات بين أعضاء المركز تقف وراء إقفاله على رغم تعدد نشاطاته الثقافية، والذي أتى في وقت تجهد فيه مختلف الدول لإنشاء مراكز مماثلة لمواكبة وتحليل الأحداث السياسية المتسارعة، أكد مدير المركز، سفير لبنان السابق في واشنطن عبد الله بو حبيب لـ"المركزية" أن "المركز انشء لمدة 9 سنوات انتهت، وهذا كل ما في الأمر. ذلك أن الدعم كان متوفرا لمدة 9 سنوات وانقضت هذه المدة، لكن ليس من خلافات في هذا الشأن".

إشارة إلى أن المركز كان ينظم محاضرات دورية مع شخصيات سياسية وفكرية لبنانية وينسق بحكم انواع النشاطات التي ينفذها والاهداف التي يعمل من اجلها، مع مركز فارس للدراسات الخاصة ببلدان الحوض الشرقي للبحر المتوسط في جامعة تافتز الاميركية بالاضافة الى ما يعرف عالميا بسلسلة محاضرات عصام فارس التي استضافت محاضرين بارزين مثل الرؤساء جورج بوش وفاليري جيسكار ديستان ومارغريت تاتشر وبيل كلينتون ومع معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الاميركية في بيروت.

 

الرابطة المارونية: لا خلافات بين المرشحين والمنافسة الديموقراطية ستبقى حتما في إطارها الأخوي

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - اعلن رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع في بيان، انه "مع قرب موعد إجراء إنتخابات المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، وعلى الرغم من البيانات الصادرة مؤخرا عن المجلس التنفيذي والتي تمنت على وسائل الإعلام مواكبة هذا الإستحقاق عبر إستيفاء المعلومات الرسمية من مقرر لجنة الإعلام في الرابطة أنطوان قسطنطين، قامت مؤخرا بعض وسائل الإعلام بنشر معلومات وتعليقات وإيحاءات عن خلافات حصلت بين المرشحين لعضوية المجلس التنفيذي، إلى إشاعات عن وجود مراكز قوى في الرابطة تحاول الإستئثار بتأليف اللوائح". اضاف: "ان الرابطة المارونية، وإزاء هذه المعلومات والأخبار والتعليقات، وعلى قلة تأثير هذا النوع من الإعلام على النخبة المارونية التي تضمها الرابطة، يهمنا التأكيد بأن المنافسة الديموقراطية بين المرشحين ستبقى حتما في إطارها الأخوي الصرف، وإذا توصل المرشحون إلى توافق حول رئيس وأعضاء مجلس تنفيذي، ستكون الجمعية العمومية بلا شك داعمة لهذا التوجه ومؤازرة لعمل المجلس خلال ولايته". وختم: "الرابطة المارونية ومجالسها المتعاقبة ستبقى جامعة للمنتسبين إلى صفوفها، مهما يحاول البعض التشكيك بأعمالها أو النيل من مواقفها الصلبة وإنجازاتها المستمرة وإتزانها الدائم في مقاربة القضايا المصيرية بروح المواطنة اللبنانية الصادقة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المعارضة السورية تطلب توضيحات بشأن تصريحات لكيري عن “تصفيتها”

السياسة/09/02/16/طالب المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض نعسان آغا، توضيحاً من وزارة الخارجية الأميركية بشأن تصريحات نقلتها تقارير متطابقة عن وزير الخارجية جون كيري قيل إنه أدلى بها في حوارات جانبية على هامش مؤتمر المانحين في لندن في الخامس من الشهر الجاري. واعتبر نعسان آغا أنها “من أخطر التصريحات كونها تعكس لوماً على المعارضة السورية في إيقاف المفاوضات”، مستبعدًا ما قاله كيري لأنه “يعرف تفاصيل ما حدث”. وأضاف “إن تصريحاته العلنية تؤكد أنه يلوم روسيا التي صعدت القصف ويلوم النظام الذي رفض القبول بالتوقف عن الحصار وإطلاق سراح المعتقلين ووقف القصف العشوائي للمدنيين”، مؤكداً أن “كيري يعلم أن النظام رفض التفاوض من حيث المبدأ وتحدث عن دردشات .. ومحادثة”. واستبعد نعسان آغا ما نسب إلى كيري عن تحذيره المعارضة من خطة النظام وحلفائه لتصفيتها خلال ثلاثة أشهر، قائلاً “أستبعد أن يقول كيري ذلك، لأنه سيكون محبطاً لكل الجهود الدولية التي ما زالت تسعى لعقد جولة ثانية من المفاوضات”. وأضاف “نتمنى أن نسمع توضيحاً من الخارجية الأميركية بشأن تلك التصريحات غير الرسمية، وقد نسب بعضها إلى معارض سوري يقال إنه سمع الحديث الجانبي، ونسب بعضها الآخر إلى ناشطين في ميدان الإغاثة لم يذكروا أسماءهم”. وكان ناشطون حضروا اجتماعات مؤتمر لندن نقلوا عن وزير الخارجية الأميركي قوله إن المعارضة ستتعرض “للإبادة أمام وقع القصف العنيف المتوقع أن تشهده سورية خلال الأشهر المقبلة”، ما يعني تخلي أميركا الكامل عن المعارضة السورية العسكرية. وأشار تقرير لموقع “عين الشرق الأوسط” الى أن كيري اجتمع بناشطين سوريين، وقال لهم “إنه يتوقع 3 أشهر أخرى من القصف الذي سينهك المعارضة”، وتحدث “عن اقتراب هزيمة المعارضة السورية بشكل كامل خلال الفترة المقبلة”. ولفت الى أن القصف الروسي الأسوأ لم يأتِ بعد، “وسيكون هناك 3 أشهر من الجحيم”، محملاً المعارضة مسؤولية فشل المفاوضات في جولة جنيف الأخيرة، وشدد أنه سيتم اقتلاع المعارضة السورية خلال ثلاثة أشهر. وعندما توجه أحد الناشطين المشاركين في المؤتمر باللوم الى كيري من تصرفات واشنطن وعدم ردعها الروس، ردّ كيري بالقول “لا تلمني أنا، اذهب وألقِ اللوم على معارضتك”، كما قال لاحدى الناشطات السوريات، “ماذا تريدين مني أن أفعل؟ أن أحارب روسيا”. وفي السياق نفسه، أفادت التقارير عن رسالة أميركية إلى بشار الأسد في أكتوبر من العام الماضي، مفادها أن الولايات المتحدة لا تريد إطاحته لكن عليه الكف عن رمي البراميل المتفجرة لتستطيع تسويقه.

 

جيش الأسد يواصل تقدمه نحو الحدود التركية وقوات شيشانية تساعد الروس في اختيار أهدافهم والأكراد يوسعون مناطق سيطرتهم في شمال سورية

09/02/16/دمشق – رويترز، ا ف ب: واصل جيش النظام السوري، أمس، تقدمه نحو الحدود التركية، في هجوم كبير تدعمه روسيا جواً وإيران براً. ولعبت الميليشيات المدعومة من ايران دوراً رئيسياً على الارض فيما كثفت الطائرات الروسية ما يصفه المعارضون بسياسة “الأرض المحروقة” التي مكنت قوات النظام من العودة لمناطق ستراتيجية في شمال سورية، للمرة الاولى منذ أكثر من عامين. وقال عبد الرحيم النجداوي من جماعة “لواء التوحيد” المعارضة “كل وجودنا مهدد وليس فقط خسارة مزيد من الارض”، مضيفاً “هم يتقدمون ونحن ننسحب. في وجه هذا القصف العنيف.. علينا أن نخفف من خسائرنا”. وأكدت معلومات متقاطعة أن قوات النظام وحلفاءها باتوا يبعدون نحو خمسة كيلومترات تقريباً عن بلدة تل رفعت الخاضعة لسيطرة المعارضة، وهو ما يجعلهم على بعد نحو 25 كيلومتراً من الحدود التركية. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن جيش النظام والاكراد يواصلان تقدمهما في شمال سورية ويقتربان من معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي كما من الحدود التركية. وأوضح أن وحدات حماية الشعب الكردية نجحت في السيطرة على قرى وبلدات عدة خلال الايام الماضية في ريف حلب الشمالي، كان آخرها قريتي مرعنار والعقلمية القريبتين من مطار منغ العسكري بالاضافة الى قرية دير جمال. وكان الأكراد سيطروا قبل ذلك على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامور، لتصبح الفصائل الاسلامية والمقاتلة بين “فكي كماشة” قوات النظام والاكراد، وفق المرصد السوري ومصدر عسكري من النظام. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “اشتباكات محدودة كانت تدور بين الاكراد ومقاتلي الفصائل تنتهي باتفاق على انسحاب الفصائل بطلب من أهالي القرى المعنية تجنباً لاستهدافها من قبل الطيران الروسي” الداعم لقوات النظام، مضيفاً ان الاكراد يهدفون الى “توسيع مناطق سيطرتهم” في ما يطلقون عليه “مقاطعة عفرين”. وأعلن الاكراد في سورية في العام 2013 إقامة ادارة ذاتية موقتة قسموها الى ثلاث مقاطعات: الجزيرة (الحسكة)، وعفرين (ريف حلب)، وكوباني (عين العرب). وسمّيت هذه المناطق “روج آفا”، أي غرب كردستان بالكردية. بدوره، يتقدم جيش النظام باتجاه تل رفعت احدى اهم معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي التي تبعد مسافة 20 كيلومتراً عن الحدود التركية. وسيطر جيش النظام، مساء أول من أمس، بحسب مصدر عسكري، على قرية بكفين التي تبعد خمسة كيلومترات عن تل رفعت. وأوضح عبد الرحمن ان “قوات النظام تتقدم باتجاه الشمال للسيطرة على تل رفعت ومن بعدها اعزاز وهدفها الوصول الى الحدود التركية لمنع اي تسلل للمقاتلين او دخول للسلاح من تركيا”. ومنذ بدء هجومه قبل أسبوع، استعاد جيش النظام بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، وكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجح في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا. وفي ضوء ذلك، نجحت قوات النظام بتضييق الخناق اكثر على الاحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش نحو 350 ألف مدني، وفق المرصد السوري. كما لم يبق امام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض ايضا لقصف جوي في شمال غرب المدينة باتجاه محافظة ادلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل الاسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين. ودفع الهجوم حول مدينة حلب عشرات الالاف من السكان للفرار باتجاه تركيا التي تأوي بالفعل أكثر من2.5 مليون سوري، وهو أكبر تجمع للاجئين في العالم. وأفاد أحد سكان بلدة أعزاز أن القصف الروسي المكثف في اليومين الماضيين على بلدتي عندان وحريتان شمال غرب حلب دفع آلافاً آخرين للفرار. في سياق متصل، كشفت قناة تلفزيون روسية حكومية ان قوات شيشانية موالية للكرملين متواجدة على الارض في سورية، لجمع معلومات عسكرية من داخل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” تستخدمها القوات الجوية الروسية في تحديد أهداف القصف. وقال رئيس الشيشان المدعوم من روسيا رمضان قديروف ان المنطقة أرسلت كذلك ضباط مخابرات ليتسللوا بين صفوف التنظيم المتشدد وعملاء سريين للتدريب الى جانب المقاتلين منذ بداية الحرب في سورية. وجاء في تقرير للتلفزيون الذي عادة ما تعكس تغطيته وجهة نظر الكرملين “أقيمت -حسب ما قاله رمضان قديروف- شبكة تجسس موسعة داخل داعش”. وأضاف التقرير “أُرسل أفضل المقاتلين في الجمهورية (الشيشانية) الى هناك (سورية). انهم يجمعون معلومات عن هيكل تنظيم الارهابيين وعددهم ويحددون الاهداف للقصف ويوثقون نتائجه”. وجاءت هذه التصريحات في اطار اعلان عن فيلم تلفزيوني وثائقي سيبث غداً الأربعاء على قناة “روسيا 24 الحكومية. وعرضت القناة في الاعلان لقطات لمعسكر تدريب في الشيشان ذكرت انه المكان الذي تدرب فيه الجنود العاملون في سورية حالياً. وأظهرت اللقطات مئات من الجنود المدججين بالسلاح وصفاً من عربات الدفع الرباعي ورجلا يطلق النار من مسدسه مرات عدة، فيما بدا كدورة تدريبية خاصة عن القتال في المدن.

 

5238 برميلاً متفجراً منذ بدء التدخل الروسي

09/02/16/اسطنبول – الأناضول: أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير، أمس، أن حصيلة البراميل المتفجرة التي ألقاها النظام على المحافظات السورية، بلغت 5238 برميلاً على الأقل، وذلك منذ بداية التدخل الروسي في 30 سبتمبر 2015، وتسببت بمقتل نحو 189 شخصاً، بينهم 36 طفلاً و26 سيدة. وبحسب التقرير، فإن «عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي للنظام، خلال يناير الماضي، بلغت نحو 1428، منها 1123 برميلاً متفجرا على ريف دمشق، و127 على مدينة حلب، و80 على درعا، و70 على حمص، و24 على حماة، وبرميلان على اللاذقية والقنيطرة». وذكر التقرير أن «القصف خلال الشهر نفسه أدى إلى مقتل نحو 22 مدنياً، بينهم 7 أطفال، و4 سيدات، منهم 15 في مدينة حلب، 4 في درعا، تلاها ريف دمشق بنحو 3 مدنيين»، مضيفاً «تضررت مدرسة واحدة، ومركز للدفاع مدني». وأفاد التقرير، أنه «تمّ في بعض الحالات توثيق استخدام القوات الحكومية براميل متفجرة تحتوي على غازات سامة، ويعتبر ذلك خرقاً لقراري مجلس الأمن، رقم 2118 الصادر في 27/ 9/ 2013، ورقم 2209 الصادر في 6/ 5/ 2015».

 

أنقرة وبرلين تطلبان مساعدة حلف شمال الأطلسي لوقف تهريب المهاجرين

09/02/16/أنقرة – وكالات: أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، أن أنقرة وبرلين ستطلبان الأسبوع الجاري، خلال اجتماع حلف شمال الأطلسي مساعدة لمواجهة مهربي المهاجرين على طول السواحل التركية بهدف وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا. وقالت ميركل في ختام زيارة لأنقرة، التقت خلالها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، «سنستفيد من فرصة لقاء وزراء دفاع حلف الأطلسي لبحث الاحتمالات، وبأي شكل يمكن للحلف أن يساعد في مجال مراقبة البحر لدعم عمل الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس)، وخفر السواحل الأتراك». وعبرت عن صدمتها للمعاناة البشرية للسوريين العالقين على الحدود السورية – التركية، موجهة انتقادات حادة لروسيا والنظام السوري بسبب الغارات الجوية على مدينة حلب شمال سورية. وأوضحت أن روسيا بذلك تنتهك قراراً صادراً من الأمم المتحدة يحظر شن هجمات على السكان المدنيين، مضيفة إن بلادها وتركيا تطالبان روسيا بالالتزام بالقرار الأممي. من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن نحو 30 ألف مدني سوري يحتشدون على الحدود التركية التي لا تزال مغلقة، بعدما هربوا من الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري منذ أسبوع في محيط مدينة حلب. وقال «يحتشد نحو 30 ألف سوري حالياً في منطقة قريبة من الحدود التركية»، مضيفاً «بالتأكيد وكعادتنا دوماً سنلبي حاجات أشقائنا السوريين ونقبلهم، عندما سيكون ذلك ضرورياً»، لكنه حذر من أن بلاده التي تؤوي أصلا 2.7 مليون سوري لن تتحمل لوحدها «كامل العبء» المترتب على استقبال لاجئين. وفي ما يتعلق بأزمة المهاجرين، قال أوغلو إنه وميركل متفقان على «التعاون بشكل أفضل» في مكافحة شبكات المهربين وتسهيل عمل «فرونتكس»، مضيفاً إن التطورات الاخيرة في سورية محاولة للضغط على تركيا وأوروبا في قضية الهجرة. وأشار إلى أن تركيا ستطلع الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، على المشروعات الأولية التي تعتزم تنفيذها بعد أن حصلت على مساعدات قدرها ثلاثة مليارات يورو من الاتحاد بهدف كبح تدفق المهاجرين الى أوروبا عبر تركيا. وكانت أنقرة وبروكسل وقعتا أواخر نوفمبر العام 2015، «خطة عمل» تقضي بتقديم مساعدة أوروبية بقيمة ثلاثة مليارات يورو إلى السلطات التركية مقابل التزامها بمراقبة حدودها بشكل أفضل ومكافحة المهربين. -

 

العراق ينشر آلاف الجنود تمهيداً لاستعادة الموصل

09/02/16/بغداد – أ ف ب: نشر العراق آلاف الجنود في قاعدة عسكرية بحدوده المالية، استعداداً لعمليات استعادة مدينة الموصل معقل تنظيم «داعش». وقال ضابط برتبة عميد ركن في الجيش العراقي لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم ذكر عن اسمه، أمس، إن «وحدات من قوات الجيش بدأت تصل إلى قاعدة عسكرية قرب قضاء مخمور لبدء عملية عسكرية نحو الموصل». ولفت إلى أن الهدف الأول للعملية هو قطع إمدادات «داعش» بين الموصل ومناطق كركوك والحويجة من جهة، والموصل وبيجي في صلاح الدين من جهة أخرى، مضيفاً إن «هناك ثلاثة ألوية متمركزة في هذه القاعدة حالياً ومن المقرر وصول 4500 جندي آخر من الفرقة 15 إلى القاعدة لتدخل التحضيرات لاستعادة الموصل في مرحلة جديدة». من جهته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول إن «الجيش يجري استعدادات من ناحية الجنود والمعدات والتجهيز لتحرير نينوى».

 

ميليشيات عراقية مدعومة من إيران تهدد بقتل العسكريين الأميركيين ومعلومات عن إحباط الاستخبارات الأميركية عمليتين لخطف جنود في معسكر بسماتة جنوب شرق بغداد

حكومة العبادي تتخوف من عودة المواجهة بين واشنطن وطهران في ظل استمرار الحرب مع داعش

بغداد – باسل محمد:/09/02/16/توعدت مليشيات شيعية عراقية في مقدمها «عصائب الحق» وكتائب «حزب الله» العراقي و»جيش المختار» و»منظمة بدر» باستهداف القوات الأميركية التي عززت من تواجدها في العراق في الأسبوعين الماضيين. وأصدرت مجموعات تابعة لميليشيات شيعية تسمي نفسها بأسماء مختلفة منها «جند السماء» و»فرق الموت» و»أنصار الحسين» تهديدات بقتل وخطف جنود أميركيين بسبب التعزيزات التي قررتها وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» للتواجد في العراق. إلى ذلك، قال قيادي كردي بارز في الحزب «الديمقراطي الكردستاني» برئاسة مسعود بارزاني لـ»السياسة»، «إن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد تهديدات الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران بشأن خطف وقتل عسكريين أميركيين لأن هذا النوع من التهديدات كان واقعاً حقيقياً ما بين العامين 2006 و2009». وأضاف «إن عشرات وربما المئات من جنود القوات الأميركية قتلوا على يد ما يسمى مجاميع خاصة عراقية يدعمها الحرس الثوري الإيراني آنذاك»، مشيراً إلى «أن بعض المسؤولين الأميركيين بحثوا هذا الملف مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يحاول على ما يبدو منع حدوث أي مواجهة بين الفصائل الشيعية العراقية والعسكريين الأميركيين». وأكد القيادي الكردي أن القوات الأميركية في شمال وغرب العراق التي ارتفع عددها من ثلاثة آلاف عنصر إلى نحو أربعة آلاف عنصر في الأيام الماضية اعتمدت عدداً من التدابير الوقائية لمواجهة تهديدات الميليشيات». وأوضح أن من بين هذه التدابير «تشكيل قوة خاصة من الجيش العراقي، تكون معنية بتأمين أي تحركات لعسكريين أميركيين في جبهات القتال ضد تنظيم داعش، لأن الميليشيات يمكنها خطف الجنود الأميركيين عندما يتواجدون في مناطق بعيدة عن المدن وخلال تحركاتهم بين المناطق في العراق».وأشار إلى أن المناطق التي يمكن أن تكون خطرة على حياة العسكريين الأميركيين من قبل الميليشيات، تضم بغداد وأطراف محافظة الأنبار إلى الغرب التي يتواجد فيها عناصر قوات الحشد الشيعية وعناصر للمليشيات، مضيفاً إن مناطق تماس بين محافظتي كركوك وديالى شمال وشمال شرق العراق تعد منطقة خطرة على سلامة العسكريين الأميركيين. ولفت إلى أن الاستخبارات الأميركية أجهضت عمليتين مفترضتين لخطف جنود أميركيين في معسكر بسماية، جنوب شرق بغداد، وهي منطقة تتحرك فيها ميليشيات شيعية مسلحة، حيث وقع الحادثان منذ نحو شهر أي قبل تعزيز القوات الأميركية الأخير. ولم يستبعد أن يكون وراء تحرك الميليشيات العراقية لخطف أو قتل عسكريين أميركيين، دور لـ»الحرس الثوري» الإيراني الذي يدعم هذه الميليشيات وتربطه معها صلات ستراتيجية سواء في العراق أو سورية.

وحذر من أن خطف أو قتل جنود أميركيين من قبل ميليشيات سيؤدي إلى تطورين خطيرين الأول، ربما يتعلق برد فعل أميركي يسمح بشن غارات على مواقع قوات الحشد وهي مواقع مكشوفة ومعلومة للمراقبة الجوية الأميركية، مضيفاً «إن التطور الثاني يتمثل في أن أي مس بسلامة العسكريين الأميركيين معناه انهيار الهدنة غير المعلنة بين واشنطن وطهران في العراق وهذا الأمر لا تتحمله الحكومة العراقية في ظل استمرار الحرب مع داعش». وكشف «أن بارزاني نصح العبادي بضبط قوات الحشد الشيعية مع تعزيز التواجد العسكري الأميركي، وعدم التهاون مع هذا الملف لأن وقوع حوادث قتل وخطف لعسكريين أميركيين سيخلق مشكلات للحكومة العراقية على المستويين السياسي والأمني، حيث سيكون داعش المستفيد الأول من هذه الحوادث». وأضاف إن مقربين من بارزاني نصحوا مسؤولين إيرانيين بخطورة تورط عناصر الميليشيات العراقية في أعمال ضد العسكريين الأميركيين، لافتاً إلى «أن العبادي لا يملك النفوذ القوي داخل الميليشيات العراقية وهذه هي نقطة ضعف الرجل، كما أن بعض هذه الميليشيات ساهمت في صعود العبادي نفسه إلى رئاسة الوزراء في بغداد، وبالتالي فإنه لا يستطيع التصدي لها بطريقة فعالة». وأشار إلى أن الموقف الإيراني يرتكز على مراقبة الوضع السوري ليقرر التعامل مع موضوع الميليشيات والعسكريين الأميركيين في العراق وفق حساباته في حال إذا رغبت طهران بالضغط على واشنطن في العراق من أجل غاية في سورية».

 

مقتل شخصين برصاص الجيش الأردني حاولا التسلل من الأراضي السورية

09/02/16/عمان – كونا: قتلت قوة من الجيش الاردني، مساء اول من امس، شخصين حاولا التسلل من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية ضمن مجموعة من الاشخاص المجهولين يحملون كمية كبيرة من المواد المخدرة. ونقلت وكالة الانباء الأردنية عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله ان مجموعة من الأشخاص حاولوا التسلل عبر الحدود قادمين من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية محملين بمواد مخدرة. واوضح المصدر انه تم “تطبيق قواعد الاشتباك المعمول بها على حدود المملكة ما أدى الى مقتل شخصين وضبط المواد التي كانت بحوزة المجموعة وقبل دخولهم أراضي المملكة”، الا انه لم يكشف عن مصير بقية المجموعة. وحذر المصدر من “أن أي شخص يقترب من حدود المملكة وبطريقة غير مشروعة سيلقى المصير نفسه”. وتمتد الحدود السورية-الأردنية على مسافة 375 كيلومتراً، وتشهد محاولات اختراق بين الحين والآخر تعلن عنها السلطات الأردنية.

 

إيران تؤكد مشاركتها في محادثات ميونيخ

09/02/16/طهران – د ب أ: أكدت إيران، أمس، مشاركتها في المحادثات التي ستعقد في مدينة ميونيخ الألمانية الخميس المقبل في 11 الجاري بشأن سورية.وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية جابر أنصاري إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيشارك في الاجتماع. ومن المقرر أن تجرى المحادثات التي ستعقد في إطار ما يسمى بـ»صيغة فيينا» بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والسعودية ودول أخرى قبيل مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن.

 

قمة بحرينية – روسية في سوتشي والمحادثات تناولت التعاون والأوضاع الإقليمية

09/02/16/موسكو – وكالات: عقدت في سوتشي، أمس، قمة جمعت العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحث خلالها الجانبان في تعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين وقضايا الإرهاب والأوضاع الإقليمية والدولية. ووصف بوتين البحرين بأنها «شريك مهم» لبلاده في منطقة الخليج والشرق الأوسط، مؤكداً حرص بلاده على بحث تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط مع الجانب البحريني، بالتزامن مع ما وصفه بالظروف المعقدة. وقال إن موسكو والمنامة تعملان على بلورة آليات التعاون الثنائي في سبيل تطوير العلاقات الثنائية التي تجمع روسيا بالبحرين، مشدداً على أن البلدين يستحدثان آليات جديدة للتعاون الثنائي رغم الصعوبات الاقتصادية. وأضاف إنه رغم الوضع الصعب في القطاع الاقتصادي، «إننا نواصل استحداث الآليات الضرورية لتعاون روسيا ومملكة البحرين». وأعرب بوتين عن سروره لاستقبال أصدقائه من الشرق الأوسط في سوتشي وسعادته بهذه الفرصة لبحث العلاقات الثنائية والوضع في العالم، وبالدرجة الأولى التطورات الإقليمية. من جانبه، وجه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى الشكر للرئيس الروسي على الدعوة لزيارة روسيا، مشيراً إلى أنها فرصة جيدة لتبادل الآراء بشأن المسائل المتعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية وتأمين المصالح المشتركة، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالتطورات في الشرق الأوسط. وأعرب عن ثقته في قدرة البلدين على تجاوز الصعوبات الاقتصادية الراهنة، مؤكداً انفتاح المنامة على التعاون مع موسكو. وأعرب ملك البحرين عن تمنياته بالنجاح لروسيا في تنظيم كأس العالم لكرة القدم في العام 2018. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد محمد آل خليفة، إن «العلاقات في مجال الرياضة تتعزز، وأن الملك يتمني كل التوفيق والنجاح لروسيا في تنظيم كأس العالم في العام 2018». وكان ملك البحرين وصل إلى سوتشي، أول من أمس، في ثالث زيارة له إلى روسيا، حيث كانت أولى زياراته خلال العام 2008، أعلن حينها خططاً مستقبلية لتطوير العلاقات بين البلدين. في سياق متصل، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» ليل أول من أمس، إن المحادثات بين العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشمل طائفة واسعة من القضايا الثنائية والملفات الدولية والإقليمية، في مقدمها الملف السوري، مؤكداً حرص البحرين على تعزيز التعاون العسكري والتجاري مع روسيا، وعلى ضرورة التنسيق السياسي بين موسكو والمنامة. واستعرض مواقف بلاده من إيران، والحملة العسكرية في اليمن، ومؤتمر المانحين لمساعدة اللاجئين السوريين.

 

تجدد الاشتباكات بين «النصرة» و«داعش»

بيروت – «السياسة»:09/02/16/تجددت الاشتباكات العنيفة بين «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» في وادي الدب جنوب شرق قلعة الحصن في جرود عرسال المحاذية للحدود السورية. وفي السياق، أفادت المعلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، بعدما تجددت الاشتباكات بين الجانبين عقب فشل مفاوضات حول اطلاق سراح الأسرى بينهما. وساد الهدوء الحذر مناطق الزمراني، وحرف وادي الدب، ووادي الخيل، وخربة حمام في جرود عرسال. إلى ذلك، أكدت والدة النائب السابق الموقوف حسن يعقوب، أن حكام الشيعة في لبنان لم يحفظوا الأمانة وخذلوا الحق، بل خانوا الأمانة التي أسس لها وتركها الشيخ محمد يعقوب في غيابه، مشيرة إلى أنه «عندما نهضنا بالأمر في قضية تغييب الشيخ محمد يعقوب، نكثت جماعة ومرقت أخرى، بل أكثر من ذلك اعتدوا علينا لكي نسكت فخافوا وسجنوا ابني البكر، لأنهم يريدون إبقاء الأمانة حبراً على ورق والهدف هو فقط أن ننسى أن هناك مغيبين».

 

"ديلي تلغراف": قوات بريطانية تتدرب في الأردن علـــى التوغــل شــــرق اوروبــا

المركزية- اشارت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية نقلاً عن مصادر في الجيش البريطاني الى ان "سلطات بريطانيا ستجري قريبا اكبر تدريبات عسكرية منذ سنوات في الأردن بغية التدرب على نشر سريع لقوة تضم 30 الف جندي، في محاكاة لعملية تشبه توغلا في شرق اوروبا".

واوضحت الصحيفة وفق المصادر ان "ما يربو عن 1600 جندي سيتوجهون إلى الأردن للتدرب على عملية توغل بنطاق مماثل للحملة الأخيرة في العراق"، لافتةً الى ان "تلك التدريبات لا تبدو كأنها تتعلق بمكافحة الإرهاب وتحديداً تنظيم "داعش" على الإطلاق، بل ترمي إلى التأكد من قدرة لندن على إرسال قوة عسكرية كبيرة بأسلحة ثقيلة إلى شرق اوكرانيا في حال نشوب مواجهة بين روسيا وحلف "الناتو".

 

"اندبندنت": تجربة كوريا الصاروخية بداية عصر جديد من "حرب النجوم"

المركزية- افادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تعليقاً على تبعات إطلاق بيونغ يانغ صاروخا بعيد المدى على سبيل التجربة ان "التجربة الكورية والتى تثير المخاوف في شرقي اسيا، خصوصاً كوريا الجنوبية علاوة على الولايات المتحدة الأميركية وهما الجانبان المعنيان بمحادثات سريعة لبحث إمكانية نقل منظومة صاروخية دفاعية إلى المنطقة رغم معارضة كل من روسيا والصين لهذا الأمر". واوضحت الصحيفة ان "المنظومة المعنية هي "تي اتش إيه إيه دي" او "ثاد" ستشكل بداية لعصر جديد من "حرب النجوم" في منطقة شرق اسيا حيث انها قادرة على إصابة الصواريخ بعيدة المدى على ارتفاع يصل إلى نحو 150 كيلومتراً"، مشيرة الى ان "كوريا الجنوبية كانت دوما تتعامل بفتور مع الإصرار الأميركي على نقل المنظومة الصاروخية إلى اراضيها بتكلفة تبلغ بضعة مليارات من الدولارات وكانت احدى اهم نقاط التردد الكوري الرفض الصيني لدخول هذه المنظومة إلى منطقة شرق اسيا على اعتبار انها ستشكل نقطة قوة للولايات المتحدة ضد الصين". ولفتت الصحيفة الى ان "التعامل الفاتر للصين مع التجربة النووية الرابعة لكوريا الجنوبية في السادس من كانون الثاني الماضي علاوة على تجربة اطلاق الصاروخ الأخيرة اقنعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غون هاي بالحاجة الملحة لنقل المنظومة في اسرع وقت ممكن".

 

"وول ستريت جورنال": واشنطن تعتبر موقف انقرة مـن الأكراد عقبـة بمحاربـة "داعش"

المركزية- ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية ان "واشنطن تعتبر موقف انقرة من الأكراد إحدى العقبات الرئيسة في تسوية الأزمة السورية ومحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي"، مشيرة إلى ان "بحسب مسؤولين اميركيين، فإن موقف تركيا العدائي من المقاتلين الأكراد في سوريا الذين يعتبرون من اكثر حلفاء واشنطن فعالية في مكافحة "داعش"، يقوّض الجهود الرامية إلى القيام بأعمال قتالية اكثر نشاطاً ضد هذا التنظيم". ولفتت الصحيفة إلى ان "انقرة ابلغت الولايات المتحدة اكثر من مرة ان اكراد سوريا يسلّمون اسلحة لحزب "العمال الكردستاني" الذي يستعملها في تركيا، بينما تعتبر واشنطن هذه الاتهامات عديمة الأساس"، واشارت الى ان "موضوع تهريب الأسلحة مطروح اثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تركيا واكد مسؤولون اتراك بعد ذلك ان انقرة مستعدة لقصف حلفاء واشنطن في سوريا في حال استمرار تهريب الأسلحة".

 

اوباما في القمة العالمية للحكومات من دبي عبر الفيديو: ندعو الدول العربية لتأليف حكومات جامعة

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الدول العربية، اليوم، الى "تشكيل حكومات جامعة يتمثل فيها جميع الاطراف لضمان الامن في المنطقة التي تشهد اضطرابات". وفي كلمة في اليوم الافتتاحي للقمة العالمية للحكومات التي تعقد في دبي عبر الفيديو، قال: "عندما تستثمر الحكومات فعلا في مواطنيها وتعليمهم ومهاراتهم وصحتهم، وعندما تحترم حقوق الانسان، فان الدول تصبح اكثر سلاما وازدهارا ونجاحا". اضاف مخاطبا المشاركين في القمة: "كما شاهدنا في الاضطرابات التي تجتاح الشرق الاوسط وشمال افريقيا، فانه عندما لا ترتقي الحكومات بمواطنيها، فان هذه وصفة لعدم الاستقرار والنزاع". واوضح اوباما انه "ناقش مع زعماء الدول الخليجية الست العام الماضي في كمب ديفيد، كيف ان الامن الحقيقي والدائم يتطلب تشكيل حكومات جامعة تخدم جميع المواطنين". ودعا رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم في القمة القادة الى "تشكيل حكومات تمثل الجميع"، وقال "ان الحوكمة الجيدة هي اساس التقدم". واشار الى ان "العديد من دول العالم تصبح اكثر هشاشة ما يجعل القيادة المستندة الى المساواة والحوكمة الجيدة اكثر اهمية". وقال اوباما: "لاحظوا انه في انحاء المنطقة والعالم فان الذين تبنوا الاصلاحات من بينكم واستثمروا بحق في حياة شعوبهم سيبقون شركاء واصدقاء للولايات المتحدة".

ويشارك في القمة اكثر من ثلاثة الاف شخص من 125 بلدا من بينهم عدد من قادة العالم وكبار الخبراء. وتستمر القمة ثلاثة ايام.

 

إيران حذرت من عواقب أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا من دون موافقة حكومة دمشق

الإثنين 08 شباط 2016 /وطنية - حذرت إيران اليوم من عواقب أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا دون الحصول على موافقة من الحكومة في دمشق، مشيرة إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة في هذا البلد. وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر الأنصاري - حسبما نقلت قناة "برس تي في" الإيرانية - :إن "الأزمة السورية هي نتيجة لتدخل بعض القوى الإقليمية والدولية التي ترغب في فرض سياساتها على الحكومة والشعب السوري". وأكد الانصاري على "أهمية عدم انتهاك السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال للدول التي تعاني من أزمات"، مشددا على أن "إتخاذ أي تدابير دون موافقة حكومات هذه الدول من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الأوضاع وزيادة التوتر".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان إلى أين؟: الأخطار والاحتمالات

عصام خليفة/النهار/9 شباط 2016

سننطلق من واقع التهديدات التي تعاني منها الدولة اللبنانية كوجود سياسي، وسنحاول ان نطرح الاحتمالات، على الصعيد السياسي، انطلاقاً من تلك التحديات.

أولاً: أخطار داهمة

ان كل مواطن مدرك يلاحظ بوضوح العوامل او المظاهر المهددة لاستقلال الدولة اللبنانية:

1 - عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ 25 أيار 2014، وعدم وجود مؤشرات لانتخاب رئيس في القريب العاجل.

2 - احجام مجلس الوزراء عن الاجتماع لأسباب مختلفة، مع ما يترتب على ذلك من انعكاس على مصالح المواطنين.

3 - تقاعس مجلس النواب، الذي مدّد لنفسه مرتين، عن الاجتماع الا بشكل استثنائي وضمن شروط وشروط مضادة.

4 - تفكك الإدارة العامة، وتفشي مظاهر الفساد في مفاصلها، والامعان في التهرب من إقرار سلسلة الرتب والرواتب.

5 - عدم تقوية الجيش ومختلف القوى الأمنية عدة وعدداً وسلاحاً ورواتب، ومحاولة إدخالها في زواريب السياسات الضيقة.

6 - تفاقم ازمة جمع النفايات وانكشاف ضلوع اطراف مختلفة في السلطة باستغلال هذه القضية لتأمين المكاسب المالية على حساب المواطن.

7 - تدفق ما يزيد عن مليوني مهجّر سوري وفلسطيني الى مختلف المناطق اللبنانية الامر الذي اوجد ضغطاً على الاقتصاد والمجتمع ومؤسسات القطاعين العام والخاص. مع استمرار هجرة اكثر من 84 ألف لبناني الى الخارج سنوياً.

ان هذا التدفق، الذي لا نظير له في أي مكان في العالم، يحمل خطر تغيير هوية الدولة اللبنانية، واحتمال تقويض مقوماتها باعتبار ان الديموغرافيا توجه التاريخ.

وفي موازاة الأوضاع الداخلية المتفاقمة ماذا يحصل في الإقليم العربي المحيط؟

1- استمرار الزلزال السوري.

2- استمرار الانهيار للعراق دولة ومجتمعاً واقتصاداً، وبروز تفكيك مشوه لمكونات بلاد الرافدين.

3- وجود خطر فعلي على كل دول المنطقة من "تنظيم الدولة الإسلامية" الذي تعدى ارهابه المشرق العربي.

4- استمرار أنظمة القمع والاستبداد في قهر شعوبها زاعمة انها أنظمة علمانية، وطرح الخيار بينها وبين الإرهاب الداعشي!!

5- المنظومة الإقليمية التي تسعى إيران الشيعية ان تهندسها تحت وصايتها بما يخدم مصلحتها وفقاً لحساباتها الخاصة. في المقابل ثمة كتلة سنيّة تتزعمها المملكة العربية السعودية – ومعها الى حد كبير مصر ودول الخليج وتركيا – تتجابه مع الخطة الإيرانية.

6- ان تحلل كيانات الدول في المشرق وتفككها الى وحدات طائفية وقبلية ومذهبية، وانهيار مفهوم الحدود وسيادة الدول على اقاليمها الجغرافية، يصب ولا شك في مصلحة المشروع الصهيوني الذي يقضم ارض فلسطين من خلال الاستيطان ويرفض تطبيق القرارات والاتفاقيات الدولية.

7- في مؤتمر نظمته جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية، قال مدير المخابرات الفرنسية برنار باجوليه: "ان الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى الى غير رجعة... واشك ان يعود مجدداً". وابدى مدير الـCIA جون برينان وجهة نظر قريبة من وجهة نظر نظيره الفرنسي.

8- المسؤول السابق للمخابرات الألمانية اوغست هانينغ يعتقد "انه يجب علينا التفكير في رسم حدود جديدة للشرق الأوسط" وان اللاجئين الذين أتوا الى لبنان، في اكثريتهم "سيبقون فيه".

9- إزاء ديناميات الانهيار الداخلي، وإزاء توقعات مسؤولي المخابرات في العالم، هل تستطيع الدولة اللبنانية ان تنجو من لهيب المنطقة؟ ام ان هذا اللهيب سيطاولها بنيرانه انطلاقاً من ان لبنان وسوريا هما توأمان سياميان وعندما مات الأول مات الثاني؟

وهل ان المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى اقتصرت على هذا الموضوع ام انها تطرقت الى ترتيبات تتعلق بتوزيع مناطق النفوذ؟

ثانياً: احتمالات مطروحة

هناك احتمالات عدة يمكن ان يتجه نحوها لبنان. وذلك مرهون بديناميات القوى الاجتماعية في الداخل، وتحولات السياسات الإقليمية والدولية في الخارج.

الاحتمال الأول: اذا كانت الإيجابية الأساسية لهذه الصيغة انها أوقفت الحرب وابقت الدولة اللبنانية موحدة، فإن من سلبياتها الكبرى انها شرّعت إدارات الدولة امام اعداد غفيرة من الأشخاص الذين لم يدخلوا على قاعدة الكفاءَة او من خلال مجلس الخدمة المدنية، بل دخلوا لأنهم ينتمون الى هذا الزعيم او ذاك، في ظل الوصاية السورية، ودون مراعاة التوازن الوطني المطلوب، والذي ميّز الحقبة الشهابية.

ومن السلبيات ايضاً صدور مرسوم التجنيس – بدل القانون الذي نص عليه اتفاق الطائف- الامر الذي اوجد واقعاً جديداً لم يحصل مثيل له في أي مجتمع آخر (تجنيس 90 الفاً دفعة واحدة) ومن السلبيات وقوع المجتمع والاقتصاد تحت وطأة دين عام يصل الى 80 مليار دولار، والى دولة بدون موازنة منذ العام 2005. ان شلل المؤسسات حالياً هو حافز للتفكير في معالجة أسباب الخلل الحاصل في الصيغة القائمة.

الاحتمال الثاني: اذا كانت الحروب السورية المندلعة ستوصل، كما صرح زاسبكين السفير الروسي في لبنان، الى نظام فيديرالي في سوريا. فإن في لبنان من يطالب بتخطي صيغة الطائف، ورفض التقسيم، والدعوة الى الفيديرالية التي تضمن حقوق الجميع ومساواتهم دون استثناء. ثمة مؤسستان تؤمنان شروط النجاح لهذا التوجه: المجلس الفيديرالي الذي يمثل الوحدات الفيديرالية ويدافع عن حقوقها تجاه السلطة المركزية والمحكمة العليا التي تبت بكل النزاعات والاختلافات في تفسير الدستور والقوانين بين السلطة المركزية والسلطات الاتحادية.

الاحتمال الثالث: اذا تفاقم الصراع الشيعي – السني ووصل الى حد الصدام المسلح فإن نتائجه ستكون وخيمة على وجود الدولة اللبنانية. وكما يحصل في سوريا فإن المناطق اللبنانية يمكن ان تشهد عمليات فرز سكاني تحصل على وقع عمليات إرهاب وترويع جماعية. في هذا السياق يمكن ان تغذي إسرائيل هذا الصراع وتحقق مخططاتها بتعديل حدودها الشمالية في اتجاه أعالي جبل الشيخ ومياه الليطاني، وتقوم هي الأخرى بعمليات تهجير جماعية.

الاحتمال الرابع: العلمانية الشاملة اذا كانت تعني استقلالية الدولة والمجتمع ومؤسساتهما وقوانينهما، وقضاياهما، وسلطاتهما عن المؤسسات والقوانين والسلطات الدينية. والاستقلالية هنا تعني الحياد الإيجابي الذي يجعل كل طرف يعتبر ويقدر الآخر وقيمه وإمكان مساهمته في اكتمال الانسان.

مع العلمانية الشاملة يصبح هناك أولوية للانتماء الوطني للبنان على الانتماء الطائفي، وتتعمق الوحدة الوطنية الشعبية، بدل الاتحاد الفيديرالي بين المجموعات الطائفية. وتتوسع السيادة الوطنية وتنتفي عن لبنان أي صفة دينية او طائفية معينة. وهذه العلمانية الشاملة تساعد على إقامة العدالة الاجتماعية الفعلية، وتساعد على ممارسة الحرية الفعلية، وتساهم في تأصيل الديموقراطية الصحيحة.

هذا التوجه هو الحل الأمثل، وهناك قوى اجتماعية مؤيدة له على امتداد المجموعات اللبنانية. لكن ليس هناك من ينسق بين هذه القوى فتستمر القوى الطائفية المرتبطة بالقوى الخارجية، هي الأكثر تأثيراً.

ان الميثاق الوطني اللبناني المكتوب (عام 1938) هو المرجعية التي تعلو على الدستور اللبناني، وهو الأساس الذي يشكل القاعدة في تحديد مستقبل لبنان. وان الخروج على أسس هذا الميثاق هو دخول للشعب اللبناني في المجهول.

لبنان الى أين؟ لبنان الى حيث أراده كبار المؤسسين: الى الاستقلال والوحدة والسيادة ضمن كامل حدوده، والى الحياد بين العرب اذا اختلفوا والى تأييدهم اذا اجتمعوا، والى الابتعاد عن سياسة المحاور شرقاً وغرباً، والى العلمانية الشاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وممارسة الحرية وتحقيق الديموقراطية المتكاملة المضامين. لبنان الحوار ورفض العنف واحترام حقوق الانسان وقيادة النهضة والتقدم في عالمنا العربي الأوسع.

استاذ جامعي (أقسام من مقالة طويلة)

 

بئس الموارنة!

النهار/عقل العويط/9 شباط 2016

لا يهمّني الجدل التاريخي والديني المحيط بشخص مارون الناسك. أحتفظ بصورته الروحانية الراسخة في الأذهان، وهي كافية لكتابة هذا المقال، ولمساءلة الموارنة عموماً، وخصوصاً كنيستهم، ورجال دينهم ودنياهم، وطبقتهم السياسية والاجتماعية والمالية، عما يربطهم بهذا القديس، زهده، إيمانه، ورسالته. سأتفادى التعميم. ثمّة بالتأكيد موارنة قدّيسون، الآن، من أهل الروح والقلب، يتعمشقون بالإيمان، والقيم، والأخلاق، والحرية. ثمّة بينهم أهل دنيا، عقلانيون، مدنيون، علمانيون، دولتيون، من أصحاب العقل والمعرفة والرحابة الروحية والإنسانية. هؤلاء قلّة، للأسف، على كثرتهم. لأن الكَذَبة والمرائين والفرّيسيين من الموارنة يشغلون الواجهات الروحية والسياسية والمجتمعية، ويصادرون الناسك مارون، ومارونيته، ويشوّهون كل ما يتصل بهذا الاجتهاد الإيماني، وبتجلياته وتفاعلاته في الأرض المشرقية الأولى. هؤلاء الذين يحتفلون، اليوم، بالناسك مارون، ويقيمون المباهج والمراسم، ويحتلّون الشاشات والإذاعات والصحف، فلنسمِّ واحداً منهم، واحداً فقط، هو على صورة مارون هذا. شخصياً، أجهر أن لا أحد من هؤلاء يستحقّ هذه الصورة. إنهم والغون في الصغائر، والأحقاد، والتسابق على الأمجاد الحقيرة، والارتكابات، وأنواع الفساد، والموبقات كلّها. ولا ورع. قد كان زمنٌ ليس ببعيد، يتشرّف فيه المرء بأن يكون مارونياً، أكان من أهل الدين أم الدنيا. أما في هذا الزمن اللئيم، فأقول بصوتٍ غاضبٍ، ممزوجٍ بالقهر، إن المرء لا يتشرّف البتة، بأن يكون مارونياً، على غرار موارنة أهل الدين والدنيا هؤلاء، مع تفادي التعميم طبعاً. لأنهم – وهذا أقوله على مسؤوليتي المعنوية – يقيمون في قحط رهيب. قد كان الموارنة قبل زمن ليس ببعيد يُحتَذَون، لبنانياً وعربياً، في كل شيء، في الحرية، في الثقافة، في حراسة سلّم القيم والمعايير، في الإيمان بالدولة، والقانون، وفي النزاهة. ترى، ألا يزال هذا الاحتذاء قائماً؟ هل ثمّة، بعد، مَن في سرّه وعلنه، يحترم هؤلاء الموارنة، في ما آل إليه مصيرهم؟! ليس مطلوباً من الموارنة، اليوم، أن يكونوا أهل زهد ونسك، بالمعنى الحرفي للكلمة. مطلوبٌ منهم أن يكونوا موارنة من أهل العقل والدولة والرؤيا والبصيرة والحكمة والرقيّ والرفعة الأخلاقية والفكرية والثقافية فحسب. هذا عن الموارنة في الحيّز العام للسياسة والمجتمع، أما عن الموارنة في الحيّز الديني والكنسي البحت، فأترك الكلام للمسيح نفسه، وخصوصاً كلامه عن القلوب والقبور المكلّسة والأقوال والأفعال، لأنه ينطبق أيّما انطباق على القائمين بالأمر. ونقطة على السطر! هذا ليس وعظاً. إنه، في يوم الناسك مارون، استحضارٌ له، ولفرنسيس الزاهد المتقشف، أسقف روما، ورصدٌ لبعضٍ من واقع الحال الماروني. فيا لبئس الموارنة!

 

الحسيني لـ "النهار": للنائب حقّ التغيّب عن جلسة الانتخاب لا بديل من الطائف إلا الطائف وحان الوقت لرئيس انتقالي

هدى شديد/النهار/9 شباط 2016

يؤيّد الرئيس حسين الحسيني وجهة نظر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن من حقّ النائب، من حيث المبدأ، مقاطعة الجلسات النيابية الانتخابية وغير الانتخابية. ويقول في حديث الى "النهار": "إن الحصانة النيابية تمنح النائب حرية القول وتعطيه حصانة دائمة على الاقوال، ودستورنا نص على ذلك في المادة ٣٩، كما نصّ على الحصانة في المادة ٤٠ ولكن على الأفعال: فإذا ارتكب النائب جريمة او فعلاً يعاقبه القانون، فلا حصانة للنائب بذلك. وبالتالي في حضور الجلسات العامة، هو يتمتّع بحرية أفعال عدّة: الحضور والموافقة والمعارضة والامتناع عن التصويت، والغياب هو نوع من أنواع الامتناع. والكثير من الناس فكّر في إجبار النائب على الحضور ورُفِض هذا الامر لتعارضه مع حريّة النائب. الواقع أن لديه حرّية مطلٰقة بما في ذلك الغياب".

ويتابع الحسيني: "هل هذا الغياب او هذه المواقف متوافقة أو تلبي رغبات من انتخب النائب سواء لبٰتها او لم تلبّها؟ فالحساب يأتي في الانتخاب".

وعن الخلاف في وجهات النظر بين من يقول بضرورة أن يشرّع المجلس ومن يقول إن المجلس هيئة انتخابية لا يحق له التشريع، يعتبر الرئيس الحسيني أن "الموضوع بالنسبة الى وضعنا الحالي مختلف، ذلك أن المجلس غير شرعي، سواء بعد انتخابه بموجب قانون مخالف للدستور أو في ما بعد بالتمديد غير الشرعي مرتيـن، مما يجعله "مجلساً واقعياً، إذ لا فراغ في السلطة، فللمجلس، بنظره، صلاحية واحدة في حالتنا الحاضرة هي إقرار قانون انتخاب وفقاً للدستور وإجراء الانتخابات النيابية، وعندها تولد الشرعية مجددا، والمجلس المنتخب يستطيع أن ينتخب رئيساً شرعياً للبلاد".

لا يوافق الرئيس الحسيني من يقول إن المجلس هيئة انتخابية ولا يحق له التشريع، ويقول: "هذا ليس صحيحاً. يصبح سلطة انتخابية فقط عند التئام المجلس في جلسة للانتخاب. يحقّ له أن يشرّع، ولكن لكونه غير شرعي، له صلاحية العمل على استعادة الشرعية من خلال الانتخاب، لأن الشعب هو مصدر السلطات. وحتى لو لم يكن هناك رئيس للجمهورية، فالحكومة هي حكومة واقعية موجودة، وتحلّ مكان رئيس الجمهورية في غيابه. ومعنى ذلك أنه يجب وضع قانون انتخاب وفقاً للدستور، وتحديداً النظام النسبي والصوت التفضيلي".

وعن القانون المختلط الذي تبحث فيه اللجان النيابية واحدة بعد أخرى، يقول الحسيني: "القانون المختلط غير شرعي وغير دستوري، لأنه يخلط بين الاكثري الذي لا يحقٰق صحّة التمثيل السياسي لكل فئات الشعب، والنظام النسبي المنصوص عليه في الدستور، والذي من شأنه أن يضمن صحة التمثيل السياسي لكل فئات الشعب". ولمن يقول إن اتفاق الطائف بات فاقداً الصلاحية بعد تقييد المؤسسات وانحلالها، وإننا في صدد مؤتمر تأسيسي، يسأل "عرَّاب الطائف": "عندما اجتمع في معراب "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، ماذا قالوا؟ ألم يقولوا بالتزام مقدٰمة الدستور واتفاق الطائف؟ ما معنى ذلك؟"

ويجيب الحسيني جازماً: "إننا نحتاج الى إجماع لبناني وإجماع عربي وإجماع دولي ليحلٰ مكان اتفاق الطائف. وفي رأيي أن لا بديل من اتفاق الطائف إلا اتفاق الطائف".

ومن المسؤول عن تغييب الدستور وعن الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى وانحلال المؤسسات؟ الحسيني عند رأيه في أن "سلطة الامر الواقع التي استولت على المؤسسات هي المسؤولة، وكل من شارك في هذه السلطة مسؤول عن افتقاد المؤسسات للشرعية وتعريض البلاد لكل الأخطار".

لا يخوض الحسيني في الاسماء، ويكتفي بالقول: "كل من شاركوا في السلطة من ١٩٩٢ الى اليوم مساهمون في تدمير البلد ومؤسساته الدستورية". ويعيد سائله الى كلمته عندما استقال من المجلس عام ٢٠٠٨ احتجاجاً على ما وصفه بـ"هذا التمزيق" للدستور. يومها "قلت إن هذه الطبقة تريد دولة بلا مؤسسات ووطناً بلا مواطنين". ويرى أن عدم إقرار موازنة عامة منذ عشر سنوات "يجعل السلطة استبدادية لأنها تغيٰب سبيل المراقبة والمحاسبة. فالموازنة هي الأداة للمراقبة والمحاسبة، وفي غيابها تصبح السلطة استبدادية بشكل مطلق".

وتعليقاً على نيّة المسؤولين رفع الضريبة على سعر صفيحة البنزين تأميناً لواردات تحتاج اليها مالية الدولة، يذكٰر الحسيني بأن "الموازنة هي التي تشرٰع الجباية والإنفاق، وفي غيابها تصبح الجباية استبدادية واستنسابية والإنفاق استسابيا وغير شرعي والمجلس فاقد الشرعية أصلاً".

لماذا إذاً اللجوء الى الترقيع في عمل المؤسسات؟ من وجهة نظر الرئيس الحسيني أنه "هروب من المرحلة الانتقالية التي تمكّن من إقرار القوانين التطبيقية الخمسة:

أولاً- قانون الانتخاب.

ثانياً- قانون تنظيم اعمال مجلس الوزراء.

ثالثاً- قانون الدفاع ومجلس الدفاع الأعلى الذي يظهر صلاحيات رئيس الجمهورية بالنسبة للسلطة التنفيذية والدفاع.

رابعاً- قانون تحقيق السلطة القضائية المستقلّة الشاملة الحاكم والمحكوم.

خامساً- قانون الخطة الشاملة للإنماء المتوازن.

فعند تطبيق هذه القوانين نصبح امام مؤسسات الدولة الشرعية.

من هنا، يعتبر الحسيني أنه "جاء وقت اقتراحه انتخاب رئيس للجمهورية انتقالي لمدّة سنة على الأكثر، يُقَرٰ خلالها قانون الانتخاب وتجرى الانتخابات النيابية، وعند ذلك تنتهي مدّة الرئيس الانتقالي نعم يحتاج الاقتراح الى تعديل للدستور بهدف استعادة الشرعية للمؤسسات الدستورية، وإلا فنكون من عام ١٩٩٢ الى اليوم نملأ الفراغ بالفراغ".

 

اللاانتخاب.. عماد «ديموقراطية حزب الله

علي رباح/المستقبل/09 شباط/16

ليس ثمة ما يدعو الى المفاجأة في تأجيل الجلسة الـ35 لانتخاب رئيسٍ للجمهورية الى الثاني من آذار المقبل. ففي كلام الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد نصرالله وتصريحات كوادر حزبه خارطة طريق واضحة لنسف الانتخابات وجلساتها بانتظار الفرصة المناسبة للبدء بتطبيق «الديموقراطية الحديثة» نسخة «حزب الله« 2016 والتي تشترط «انتخاب« النائب ميشال عون! جلسة أمس مرّت كسابقاتها. لا شيء أوحى بأن الأسابيع الماضية شهدت مبادرات ومصالحات واتّفاقات. لم يكتمل النصاب القانوني المقدّر بثلثي أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128). حضر 58 نائباً («المستقبل» و»الاشتراكي» و»القوات» و»الكتائب» و»المستقلين» وبعض نواب «التنمية والتحرير»)، وغاب نواب «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» وتيار «المردة» والحزب «القومي» وحزب «البعث». مقاطعة «حزب الله» وحلفائه الجلسة، رغم أن المرشّحَين (عون والنائب سليمان فرنجية) هما من صلب «8 آذار»، كما قال نصرالله في خطابه الأخير، والذي اعتبره انتصاراً لخط الممانعة، يطرح تساؤلات مشروعة عن المانع الحقيقي الكامن خلف عدم نزول هذا الفريق الى البرلمان. عن هذه التساؤلات، يقول مصدر واسع الاطلاع لـ»المستقبل»، إن «أسباباً كثيرة تمنع حزب الله ومحوره من انتخاب رئيس للجمهورية. فإلى جانب انتظار الحزب تكريس تقدّمه والجيش السوري والميليشيات الأخرى على الجبهات السورية، لفرض شروط «المنتصر إلهياً» في الداخل، إلّا أن عاملاً جديداً أعاد حسابات حزب الله في ما يتعلّق بالرئاسة». ويضيف أن «الحراك الرئاسي الأخير، بمعزل عن جديّته، أخذ منحى تقاسم السلطة بين رئيسٍ للجمهورية يفرضه حزب الله مقابل رئيس للحكومة تأتي به قوى 14 آذار. إلّا أن ورقة التفاهم بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعون خلطت هذه الأوراق وفتحت نقاشاً داخل الحزب حول المكسب الذي يمكن أن يحرزه الحزب بإيصال عون الى بعبدا. فعون ما قبل ورقة التفاهم مع القوات ليس كما بعدها، و»ما بتوفي مع الحزب» أن يوصل رئيساً بات يُعبّر عن ثنائية مسيحية وليس عن حزب الله بالمعنى الأحادي. ما يعني أن الحزب وفق هذه المعادلة، بات يرى أن بوصول عون الى الرئاسة أصبح شريكاً مع جعجع، وبالتالي «بيطلع من المولد بلا حمّص!»وكعادته، حمّل «حزب الله» الذي قاطع الجلسة مسؤولية التعطيل لمَن حضرها! واستبق نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الجلسة مؤكداً أن «البكاء على الأطلال وتضييع المزيد من الوقت ورمي تهم التعطيل على الآخرين لا ينتج رئيساً». داعياً الأفرقاء الى «دراسة الوضع جيّداً»! وقد رأت مصادر لـ»المستقبل» في ذلك «تلويحاً بالإنجازات الميدانية لحزب الله والجيش السوري على الجبهات». باعتقاد المصادر، أن «حزب الله ليس بوارد إنعاش النظام السياسي الحالي عبر الموافقة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهو، أي الحزب، يترقّب نتائج المعارك الميدانية في سوريا، والتقدّم الذي يحرزه محور الممانعة بفعل سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها روسيا، لفرض تسوية وأجندة جديدة في لبنان من موقع «المنتصر» تطال بنيان النظام السياسي برمّته». السيّد نصرالله الذي فخر في خطابه الأخير بـ»الديموقراطية الإيرانية» وبـ»35 انتخابات» جرت في طهران في 37 سنة، هو نفسه السيّد الذي عطّل 35 جلسة لانتخاب رئيس لبناني في أقل من عامين! فإذا كان الحزب صادقاً في أنه لا يضغط على حلفائه فهذا جيّد. لا أحد يطلب منه ان يأتي بحلفائه مكسوري الأيدي للتصويت لعون. يكفي أن يتكرّم بفضل بسيط، أن لا يكسر أيدي حلفائه إذا فكّر أحدهم بإكمال النصاب من دون إذن. هل هذا كثير على «نور عيونه» فرنجية وعلى «حليفه الاستراتيجي» عون؟

 

المحاصصة في الوظائف ولغة العقل

 غسان حجار/النهار/9 شباط 2016

اؤيد الدولة المدنية التي تحدث عنها المطران الراحل غريغوار حداد، المنطلقة من علمانية لا تناقض الدين وتحاربه. هي تحترم الدين وهو يقبلها. علمانية في التعامل تؤدي الى دولة مدنية تساوي بين ابنائها في الفرص والواجبات. علمانية غير ملحدة تحترم خيار الانسان في علاقته بربه. لكننا والحال طائفية مذهبية الى العظم في لبنان، نجد انفسنا اسرى "الصيغة" التي قامت على تحالف الاقليات والطوائف والمذاهب، وبالتالي تقاسم الحصص في الوظائف والمسؤوليات العامة. واذا كان الموارنة أفادوا من ظروف قيام لبنان الكبير، وجعلوا لأنفسهم امتيازات، وظلموا مسيحيين قبل المسلمين، فان هؤلاء الاخيرين، في مرحلة ما بعد الحرب، تجاوزوا منطق العدد الذي صار في مصلحتهم، واكد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان المناصفة مبدأ لا يخضع للتعداد، وهو ما كرره نجله الرئيس سعد الحريري بقوله "أوقفنا العد"، وهو الموقف الذي اكده مراراً الرئيس نبيه بري عبر تمسكه بالطائف. والمناصفة مصلحة لكل الاطراف، للمسلمين الذين، بالمحافظة على المسيحيين، انما يضمنون بقاء لبنان الحضاري المتعدد المتنوع، وللمسيحيين كضمانة لوجودهم ومشاركتهم الفاعلة في السلطة رغم تناقصهم العددي المستمر. وما دامت المناصفة قائمة، والجميع ينفي سعيه الى مثالثة او ما شابه، فان تقاسم الوظائف هو تالياً حق، وليس منة من أحد، والمطالبة بها حق ايضا. لكن الوقوع في فخ اللحاق بوظيفة او بموقع بعينه خطيئة في ذاته، لان دور المسيحيين لن يكون مرتبطا برئاسة دائرة المكلفين في وزارة المال او اي موقع مشابه، بل بمجمل العدد، وبالصلاحيات، وبالدور الذي يؤديه المسيحيون بناة نهضة، وحراس هيكل المؤسسات، وحماة الدستور. هكذا يكون دورهم الفاعل والحاجة والضرورة. ومعالجة الخلل الحاصل في وزارة او في اخرى يتم بهدوء. وبعد استنفاد الفرص، تكون المواجهة المباشرة المثبتة بالوقائع والارقام والجداول، لا ببيانات ملتبسة، وربما يذهب بها الى المراجع القضائية لنقض قرارات تتناقض والصيغة ومبدأ العيش المشترك. ما حصل الاسبوع الماضي كان "دعسة ناقصة" تحتاج الى تصويب. وما حكي عنه في وزارات المال والاشغال والصحة والشؤون خطير جدا اذا كان صحيحاً، ويجب المضي به الى النهاية. اما اذا كان ما ابرزه بعض الوزراء حقيقياً، او فيه جزء من الحقيقة، فيجب الاعتذار لبعضهم، كي لا تضيع الحقيقة. والمطالبة بالحقوق ليست اثارة مذهبية بل حق قانوني ودستوري، ويجب إعمال العقل فيه كي لا تتعمق الهوة المذهبية. ولعل صوت العقل في هذه الاثارة كان وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي اطل من البطريركية الكاثوليكية ليقول: "كلي رجاء ألا يبالغ المسيحيون في التعبير عن المظلومية، كما ارجو ألا يبالغ المسلمون في القفز فوق موجبات الحد الطبيعي الذي يشعر المسيحيين بشراكة عادلة". وختم سائلا: "اين تصرف الحقوق الصغيرة اذا اندثرت اسس الدولة وطار الكيان؟".

 

الرئاسة تنتظر الحرب في سوريا؟

 علي حماده/النهار/9 شباط 2016

جاءت الجلسة الخامسة والثلاثون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية على نحو سابقاتها، إذ أدت مقاطعة نواب ٨ آذار بمن فيهم مرشحاها المدعومان من أكبر أحزاب قوى ١٤ آذار، "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية"، إلى عدم اكتمال النصاب، وبالتالي عينت جلسة مقبلة مطلع آذار المقبل. ويطرح الفشل الجديد في إتمام الاستحقاق الرئاسي سؤالا حقيقيا عن السبب الذي يحدو بـ"حزب الله" الذي يقود قوى ٨ آذار الى عدم حسم الموضوع والقبول بالنزول الى مجلس النواب لانتخاب واحد من ثلاثة مرشحين، ولينجح من ينجح على ما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أخيراً، متخوفاً من فوات فرصة "قطف" ثمرة رئاسة الجمهورية. فبعيداً عن خطاب "حزب الله" الممجوج عن "الاخلاق" في السياسة والتزام تأييد الجنرال ميشال عون، نسأل ما المانع من النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس من بين ثلاثة مرشحين، وخصوصا ان الفائز، مع تسليم كل من "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية"، لا بد أن يكون أحد مرشحي الحزب وحلفائه الاقليميين، اي الجنرال ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه. أكثر من تفسير لـ"تباطؤ" "حزب الله" واسترخائه في موضوع حسم الخيار الرئاسي: الاول أنه بعدما ارتاح الى تسليم أكبر القوى الحزبية في ١٤ آذار بحصر الترشيح بمرشح من ٨ آذار، يرى أن الحكمة من استخدام عامل الوقت في مرحلة ينتظر فيها تحقق نتائج "ايجابية" في الحرب الدائرة في سوريا تسهل له في المستقبل القريب بتعزيز ما يعتبره "انتصاراً" سياسياً تاماً في لبنان، ليس فقط عبر انتخاب رئيس للجمهورية من صفوفه، بل بما يتعداه الى فرض "صيغة" سياسية جديدة في المعادلة الحكومية رئيسا وتشكيلا. بناء عليه، يريد الحزب ليس فقط قبض "جائزة اللوتو" بمرشح واحد، بل قبض كل الجوائز! التفسير الآخر أن "حزب الله" يرى أن انتخاب الجنرال عون رئيساً لا يبخس حق "نور العين"، أي مرشحه الآخر سليمان فرنجيه، بل إن الإتيان بعون اليوم، وهو في سن متقدمة نسبيا، قد يمنحه صدقية مسيحية بعدما استحصل الاخير على تأييد أكبر خصومه، "القوات اللبنانية"، ولن يحرمه إيصال مرشحه الثاني مستقبلا، وربما قبل انقضاء ولاية عون المتقدم في السن. التفسير الثالث أن "حزب الله" يدعم عون قولا، وفرنجيه فعلا، وبالتالي فهو يمرر الوقت في انتظار أن ييأس عون من الانتظار، ويقبل بفرنجيه لكونه لا يمثل تهديداً فعلياً لزعامته الراسخة في جبل لبنان، والمنتشرة خارجه ايضا. أكثر من تفسير، لكن القاسم المشترك بينها هو أن "حزب الله" انتزع صفة الناخب الاكبر في البلد بعدما سلم له خصومه بهذه القدرة، وذهبوا الى لعبة الاختيار بين مرشحي "حزب الله" ومن خلفه حلفاؤه الاقليميون. لكن يبقى ان نعرف اين يتجه الوضع في سوريا، ولا سيما ان التصعيد الكبير الاخير لمحور موسكو - طهران لم تبدأ مواجهته الفعلية على الارض من المحور المقابل الذي تتزعمه السعودية وتركيا، وسط غياب وتواطؤ اميركي مع موسكو. كما أنه ينبغي معرفة مصير التهدئة في الساحة اللبنانية في الوقت الذي تشتعل فيه جميع جبهات المنطقة على نحو غير مسبوق!

 

كلام لطهران عن رئيس "يمتلك تجربة المؤسسات" "يأس" من اللبنانيين يترك المشهد الرئاسي خاوياً

 روزانا بومنصف/النهار/9 شباط 2016

على رغم انه لم يكن متوقعا لجلسة 8 شباط المحددة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ان تختلف عن سابقاتها من الجلسات الـ34 التي لم تنجح في تأمين النصاب لانتخاب الرئيس العتيد نظرا الى التمهيد الذي استبقها بأن الموضوع الرئاسي عاد الى الثلاجة او ان الامور لم تنضج بعد مما افسح امام اعادة ضخ الحياة في عمل الحكومة، الا انها حظيت بأهمية سياسية واعلامية بناء على التطورات التي سبقتها لا سيما منها اعلان معراب ووجود مرشحين من قوى 8 آذار حيث نجح خصوم هذه القوى في رمي مسؤولية التعطيل في خانتها من دون منازع. وترسم مصادر معنية صورة المشهد كما بات عليه راهنا بالاتي:

ان النائب سليمان فرنجيه مهم جدا للرئيس السوري بشار الاسد ولا احد يمكن ان يضاهيه لديه. لكن النائب فرنجيه ليس اهم من "حزب الله" بالنسبة الى الاسد في الوقت الراهن وهو الذي مده اساسا بأسباب البقاء والاستمرار ولا يزال يدعمه. ان النائب فرنجيه هو حليف للحزب ولكنه ليس اهم من العماد عون بالنسبة اليه في المرحلة الراهنة انطلاقا من التغطية المسيحية المهمة التي يوفرها الاخير للحزب، في حين لا يستطيع ان يوفر فرنجيه تغطية شعبية مماثلة حتى مع وصوله رئيسا اذا كانت الارض مسيحيا معارضة او غير داعمة له في حال لم يكن عون في جو التراجع عن ترشحه للرئاسة.

ان ترشيح فرنجيه احرج حلفاء الحزب ولا سيما ايران بعد عودة التوتر بينها وبين المملكة السعودية. فوفق معلومات مراجع رسمية فان نافذة امل ظهرت فعلا في شهر تشرين الثاني الماضي بامكان النفاد بانتخاب رئيس للجمهورية لولا ان العلاقات عادت فساءت بين ايران والمملكة على خلفية اعدام الشيخ نمر النمر واحراق السفارة السعودية في طهران، وعلى خلفية استعجال داخلي ادى الى احراق طبخة الرئاسة خصوصا مع اهمال جانب مهم منها وهو الذي يتصل بطرفين مسيحيين جمعتهما "المصيبة" بترشيح فرنجيه فالتقيا على تصليب موقفهما. لم يقل الايرانيون مرة صراحة بأنهم يسيرون بالانتخابات الرئاسية لكن فيما سرت انباء في بيروت عن لقاء عقد بين وزيري الخارجية الايراني والسعودي محمد جواد ظريف وعادل الجبير على هامش اجتماع فيينا حول سوريا، لم ينف مساعد وزير الخارجية الايراني أمير حسين عبد اللهيان الذي زار بيروت انذاك هذا الامر بل قال لهذه المراجع ان الجانبين الايراني والسعودي قطعا شوطا وتم البدء في تأليف لجان امنية وسياسية لبحث الخلافات الثنائية وتحدث عبد اللهيان عن اهتمام السعودية بسبب التأخير متحدثا عن تفاصيل في هذا الاطار. لكنه اضاف يومها بأن الخلافات السعودية الايرانية كثيرة وان الجانبين اتفقا على وضع لبنان جانبا والاستعداد لدعمه ومساعدته. وهي عبارة فهمتها هذه المراجع يومها بمساعدة لبنان على الوقوف على رجليه اي انجاز الانتخابات الرئاسية بحيث فهم تحرك النائب فرنجيه ولقائه الرئيس سعد الحريري انه لم يأت من فراغ بل اعتمادا على ضوء اخضر في هذا الاطار. وزاد صدقية هذه التطورات انذاك اطلالة لوزير الخارجية العماني في ما يتعلق بلعب عمان دورا على خط تخفيف التوتر بين السعودية وايران وابلاغ عبد اللهيان الذين التقاهم في بيروت انه يعتزم التوجه الى عمان حيث يساعد المسؤولون العمانيون في مسألة اللقاءات مع السعوديين. كانت هناك نية فعلية لاتاحة المجال للبنان ان يتنفس تبعا للتقارب بين الجانبين الاقليميين، وحين انتهى التقارب توقفت المسألة الرئاسية في لبنان.

في الاونة الاخيرة سمع كلام نقل عن مسؤولين ايرانيين يوحي بذرائع جديدة لم تكن تستعين بها ايران سابقا في معرض الدفاع عن خيار الحزب في دعم عون. وابرز هذه الذرائع يتمثل في ضرورة ان يكون الرئيس يمتلك تجربة المؤسسات في اشارة الى الزعيم العوني الاتي من مؤسسة الجيش بعدما عاد موضوع الرئاسة الى المربع الاول في ضوء التوتر السعودي الايراني من جهة وفي ضوء اعطاء السعودية الضوء الاخضر لفتح حوار مع النائب فرنجيه واحتمال دعمه للرئاسة كما في ظل اولويات اخرى لدول المنطقة مع تطورات ميدانية في بعض الدول التي تحولت ساحات حرب لا سيما في سوريا. وهذان الامران لاحظ ديبلوماسيون معنيون انهما دفعا بلبنان بعيدا من واجهة الاهتمامات المباشرة لديها حتى اشعار اخر. ما اوقع جميع الافرقاء في مأزق الانتظار المفتوح على تطورات قد تساهم في تبديل المشهد الرئاسي كليا حين يحين اوانه. ذلك علما ان هناك عاملا اضافيا قد يكون ساهم في تخفيف الحماسة الاقليمية وربما السعودية تحديدا نتيجة ما يعتبره كثيرون الانقلاب المسيحي الذي خربط التوازن السياسي الذي كان قائما عبر اصطفافي 8 و14 آذار والحسابات من اجل اجراء الانتخابات بحيث قد تكون السعودية وربما اكثر من ايران حذرة في مقاربة الملف الرئاسي اللبناني في المدى المنظور. وهذا العامل لا يجوز الاستهانة به لان هذه الدول لا تتقبل بسهولة عدم تقبل مساعدتها متى قدمتها خصوصا متى كان العجز اللبناني طامحا الى هذه المساعدة. وهؤلاء الديبلوماسيون لا يجدون مستغربا ان الدول الاقليمية قد لا تود ان تسمع بلبنان او انتخاباته الرئاسية قريبا ما قد يدفع الافرقاء اللبنانيين اما الى انجاز انتخاباتهم وحدهم اذا استطاعوا الى ذلك سبيلا او ان يهتموا بتفعيل عمل الحكومة على الاقل لان الخارج ادار اذنه الصماء لضغوط لبنانية لا تتعدى مفاعيل القنبلة الصوتية !

 

لا عودة للفلسطينيين إلا بإقامة دولة لهم ولا عودة للسوريين إلا إذا انتهت الحرب

النهار/اميل خوري/9 شباط 2016

عندما لجأ الفلسطينيون بأعداد كبيرة الى لبنان، لم تهتم السلطات اللبنانية بتوزيعهم بينها وبين سوريا ظناً منها أنه لا بد من أن يعودوا الى ديارهم من خلال التوصل الى حل لقضيتهم. لكن هذا اللجوء مضى عليه حتى الآن أكثر من 60 سنة ولم يتم التوصل الى هذا الحل، وظل الشعار المرفوع هو شعار "العودة الى الوطن"، وإذ لا وطن ولا دولة على رغم اجراء عدد لا يحصى من المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، وعلى رغم عقد اتفاقات أهمها اتفاق أوسلو، وعلى رغم تلك القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية. وكان لا بد من أجل تخفيف أعباء اللجوء الفلسطيني عن لبنان إنشاء "وكالة غوث للاجئين الفلسطينيين"، ولا أحد يعرف متى تتوقف عن تقديم المساعدات فتنفجر مشكلة اجتماعية في لنبان تهدد كيانه. ولم يكتف اللاجئون الفلسطينيون بمساعدات وكالة الغوث بل راحوا بعد طول إقامة في لبنان يطالبون بحقهم في العمل في كل المجالات حتى في المهن الحرة، وراحوا مع الوقت يشكلون جزءاً من السياسة الداخلية وورقة مؤثرة في الانتخابات النيابية بانحيازهم الى هذا الفريق اللبناني او ذاك. وقد بلغت مراحل اندماجهم في المجتمع اللبناني مع الجيل الثاني والثالث الفلسطيني في لبنان حدَّ تحويل المخيمات معسكرات وثكناً تتكدس فيها الأسلحة من مختلف العيارات، وراح هذا السلاح يعتدي على المواطنين وعلى سلطة الدولة وسيادتها. ولم يحل ما سمّي "اتفاق القاهرة" دون حصول حرب لبنانية - فلسطينية تحوّلت حرب الآخرين على أرض لبنان ودامت 15 سنة... وعندما لم تتحقق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم اتفق اللبنانيون على ان يدرج في مقدمة دستور الطائف النص الآتي:

"أرض لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين. فلكل لبناني الحق في الإقامة على أي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين". فهل يكفي هذا النص الدستوري لحماية لبنان من التجزئة والتقسيم والتوطين اذا لم يحصل الفلسطينيون على وطن ودولة فيصبح التوطين عندئذ امراً واقعاً وبديلاً من الوطن؟ والسؤال الذي يطرح ولا جواب عنه هو: الى أين عودة الفلسطينيين ولا أرض لهم ولا ديار بعد أن تكون إسرائيل قد استكملت قضمها ببناء مستوطنات عليها، ولا مجتمع دولي يعيد الحق المشروع الى أصحابه ويقيم ولو شبه دولة للفلسطينيين تكون قابلة للحياة؟ إن الشعب اللبناني عندما تمر أمامه صورة اللجوء السوري بكل مراحله، يتذكر الصورة نفسها مع اللجوء الفلسطيني ويخشى إذا طال على أرضه وتعذّر التوصل الى حل للوضع في سوريا أن يواجه مشكلة التوطين السوري كما يواجه مشكلة التوطين الفلسطيني.

إن لبنان يسعى الآن جاهداً الى الحصول على مساعدات للاجئين السوريين اليه، وهي مساعدات لم يحصل إلا على القليل القليل منها، ولا أحد يعرف ماذا يحل بلبنان اذا تقلصت هذه المساعدات أو توقفت، عدا أن ما يثير التساؤلات في المساعدة التي تقررت في مؤتمر لندن وبلغت ما يقارب 11 مليار دولار، هو تحديد مدتها حتى سنة 2020، وكأن لا حل للوضع في سوريا في الأمد القريب فتصبح عودة اللاجئين اليها شبيهة، لا سمح الله، بعودة اللاجئين الفلسطينيين. فالحرب في سوريا، حتى اذا انتهت، فإن إعادة إعمار ما تهدم فيها وإعادة بناء المنازل المدمرة تحتاج الى وقت.

لقد أقام المجتمع الدولي دولة لإسرائيل على أرض فلسطين ليحل قضية غير محقة على حساب قضية محقة، وبات يخشى أن يحل هذا المجتمع المشكلة السورية على حساب اللاجئين السوريين بتقسيمها، وربما على حساب لبنان، ولا يعود ينفع الاعتراض والاحتجاج بشتى الوسائل كما اعترض على توطين اللاجئين الفلسطيين بنص في مقدمة الدستور يربط حصول هذا التوطين بتجزئة لبنان وتقسيمه... فما همَّ إسرائيل إذا حصل ذلك؟!

 

الوجه الحقيقي لـ"الطائف": دولة برأسين وجيشين

نواف كبارة/النهار/9 شباط 2016

بغض النظر عن كل ما جاء من اصلاحات دستورية في اتفاق الطائف والتي اعتبرها كثيرون خطوة نوعية في اتجاه تحديث الحياة السياسية في لبنان ونقل المجتمع اللبناني الى مرحلة المواطنة وتجاوز الطائفية، فإن الواقع الحقيقي للاتفاق هو انه انشأ سلطة تنفيذية برأسين ودولة لبنانية بجيشين.

فبعد سحب صلاحيات رئيس الجمهورية المنصوص عليها في دستور ما قبل الطائف منه وتحويلها الى مجلس الوزراء مجتمعاً، كان لا بد من اعطاء جائزة ترضية للطائفة التي يُنتخب منها رئيس الجمهورية الا وهي الطائفة المارونية. قامت هذه الجائزة على اعطاء رئيس الجمهورية الحق بحضور وترؤّس جلسات مجلس الوزراء متى شاء، وكذلك حقه بالاطلاع على جدول اعمال جلسات مجلس الوزراء مما يعني عملياً حق الرئيس بترؤّس كل جلسات مجلس الوزراء وتحديد مسار النقاشات فيها (عند ترؤّس الجلسات) ومشاركة رئيس مجلس الوزراء في وضع جدول اعمال كل جلسات المجلس.

إن النتيجة الطبيعية لهذا التداخل في الصلاحيات هو ان السلطة التنفيذية قد اصبحت عملياً برأسين يتوقف مصير عمل الحكومة على مدى التوافق او عدم التوافق بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة في ادارة شؤون الدولة. لقد اعطى هذا الواقع الدستوري سلطة الوصاية السورية، وبعد تهميشها للقوى المسيحية الحقيقية (التيار العوني والقوات اللبنانية) منذ اوائل التسعينات، القدرة على استغلال هذا التداخل بين الموقعين من اجل الحصول على اكبر قدر من التنازل من الرئاستين.

اما اليوم، وبعد انسحاب سوريا من لبنان والمطالبة بانتخاب رئيس مسيحي قوي التمثيل داخل طائفته، فإن هذا يعني عملياً انه سيكون هناك استنفار دائم داخل الطائفة السنية لكي يكون رئيس الحكومة الاقوى تمثيلاً داخل طائفته في مواجهة رئيس الجمهورية القوي والثابت في موقعه لمدة ست سنوات. الى جانب ذلك سيقوم رئيس الجمهورية بالتدخل في كل شاردة وواردة في عمل السلطة التنفيذية بحجة استعادة حقوق المسيحيين وتحسين شروط مشاركتهم في السلطة مما سيدفع الى بروز توترات دائمة في عمل السلطة.

من طرفٍ آخر، خرجت الطائفة الشيعية عملياً من دون تحقيق تغيير ايجابي حقيقي في موقعها في السلطة نتيجة لاتفاق الطائف. فهذه الطائفة كانت الميليشيات الخارجة من صلبها (والمتحالفة مع ايران وسوريا) القوى المقاتلة الاساسية لاسرائيل والميليشيات المسيحية في فترة الثمانينات مما ساهم محلياً بالوصول الى اتفاق الطائف. الا ان خسارة ايران امام العراق عام 1988 وبداية انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1989 قد اضعفتا كلا من سوريا وايران وحدتا من قدرتهما على فرض ارادتهما على المفاوضات الآيلة الى اتفاق الطائف.

لقد حصلت الطائفة السنية (التي لم يُقاتل احدٌ من ابنائها منذ اوائل الثمانينات) على حصة الاسد في دستور ما بعد الطائف نتيجة تحويل كل السلطات الى مجلس الوزراء مجتمعاً مما يعني عملياً ان رئيس الحكومة هو الذي سيتحكم بعمل السلطة التنفيذية. وجاء تعويض الطائفة الشيعية عن محدودية ما حصلت عليه دستورياً بابقاء السلاح في يدها بحجة مقاومة اسرائيل مقابل سحب السلاح من باقي الميليشيات القائمة آنذاك. وجاءت التحولات التي تلت حرب الخليج الثانية لتعدّل ميزان القوة لمصلحة سوريا وايران مما عزز القدرة القتالية للقوى الشيعية وبصورة خاصة "حزب الله". وبعد انسحاب اسرائيل من لبنان سنة 2000 نتيجة لاعمال المقاومة بقيادة "حزب الله"، تم الابقاء على سلاح الحزب وتعزيزه بحجة تحرير مزارع شبعا (وهي اراضٍ لم تكن يوماً مرسومة في ذاكرتنا الجماعية كأراضٍ لبنانية محتلة). وبذلك فإن ما لم تحصل عليه الطائفة الشيعية دستورياً عوضت عنه ببناء قوتها الذاتية العسكرية.

بناء على كل ما سبق فإن الواقع الحقيقي لتطبيق اتفاق الطائف هو انتاج سلطة تنفيذية برأسين ودولة بجيشين. لذا فإن اي اصلاح حقيقي للدولة والدستور لا بد من ان يبدأ بالتعاطي مع هذا الواقع وهذا يتطلب تنازلات حقيقية من الجميع. فالتداخل في الصلاحيات بين الرئاستين الاولى والثالثة يعني ان السلطة التنفيذية ستبقى في حالة توتر وضعف وبالتالي لا بد من فصل التداخل بين السلطتين. ومن طرفٍ آخر، فإن وجود جيشين في الوطن يعني ان الدولة ستبقى مرتهنة لارادة القوة الأقوى عسكرياً مما يمنع التلاحم الوطني ويدفع الى استمرار توالد التوترات بين الطوائف بسبب هذا الوضع.

في ظل عدم نضوج الشعب اللبناني حتى هذه اللحظة لتخطي الواقع الطائفي في اتجاه دولة المواطنة الكاملة، فان الحل الوحيد الممكن هو تحرير مواقع الرئاسات من هيمنة اي طائفة معينة عليها واعتماد مبدأ المداورة في السلطة بين كل الطوائف بعد اعادة النظر في الصلاحيات لانتاج سلطة فاعلة وقوية. ان القبول بهذا الحل يتطلب تخلي الموارنة عن احتكارهم لرئاسة الجمهورية مقابل قانون انتخابي اكثر تمثيلا لهم وحقهم في الحكم بالتساوي مع الطوائف الاخرى. اما على صعيد الطائفة السنية، فإن قبول السنة ان لا تكون رئاسة الحكومة دوماً من حصة الطائفة سيكون مقابل توحيد السلاح وابقاء السلطة التنفيذية برأس واحد وتبوؤ ممثل الطائفة اي منصب رئاسي بما في ذلك رئاسة الجمهورية. وفي ما يخص الطائفة الشيعية، فان اقتناع "حزب الله" بتسليم سلاحه للدولة وبناء جيش قوي لن يكون ممكناً الا مقابل حصول ممثل الطائفة الشيعية على الحق في الحكم بالتساوي مع كل الطوائف الاخرى. ان المداورة في تسلم المواقع الرئاسية بين الطوائف سيخفف من الاحتقان الطائفي ويغير طبيعة اللعبة السياسية في لبنان الى الافضل. ان ميزان القوى الاقليمية والمحلية لا يساعد في الوقت الحاضر على الوصول الى تبني هذا الحل نظراً لتعاظم دور "حزب الله" الاقليمي على اثر تدخله في سوريا الا انه لا بد من بداية بحث الافكار الجديدة حول مستقبل النظام اللبناني اذ ان الشلل مرشح لمزيد من الاحتقان والتأزم.

 

في المألوف الإيراني

علي نون/المستقبل/09 شباط/16

لا تخرج ردود الفعل الإيرانية على إعلان السعودية استعدادها للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب في سوريا عن مدوّنة السلوك المألوفة والمعروفة والتي تنطلق من جذر محاولة بناء حيثية نفوذ عبر تحطيم المحيط العربي وليس عبر الوسائط الطبيعية الذاتية، أكانت هذه في العلوم أو الثقافة أو الفنون أو الاقتصاد..الخ. من ذلك الجذر الذي تفترض طهران انه يعطيها «الحق» في التدخل في الشؤون السورية واليمنية والعراقية واللبنانية والبحرينية وغيرها، تتفرع مواقف قادة «الحرس الثوري» لتصل في قمة «تجلياتها» الى توجيه «تحذير» الى السعودية من «مغبة التدخل في سوريا»، باعتبار أن سوريا هي جزء من أقاليم إيران! وأهلها هم جزء من مكوناتها البشرية! وذلك «منطق» بُنيَ بدأب على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأوصل في نتيجته الى استحالة افتراض شيء آخر غير «ملاقاة» أصحابه في منتصف الطريق، طالما ان إنكسار الميزان صار أكبر من محاولة تجليس دفّتيه على قاعدة التوازن والاعتدال! وطالما أن لغة إيران، حتى إشعار آخر، لا تشتمل سوى في الشكل على مصطلحات الأمن والسلام ووحدة حال شعوب المنطقة وأقوامها تحت عنوان الإسلام الجامع من جهة، وترابط المصالح من جهة ثانية! ومفارقات المواقف الإيرانية في عمومياتها تشبه تلك الخاصة بالتفاصيل.. إذ إن الغريب أن تنزعج طهران الى هذا الحد، من الموقف السعودي برغم انه أدرج الاستعداد للتدخل البري في سوريا، في سياق محاربة الإرهاب! وتحت مظلة تحالف دولي واسع النطاق! وواقع الحال، هو أن إيران لا تزال في حالة صدمة من إحباط انقلابها في اليمن، وقبل ذلك من إحباط محاولتها الخطيرة في البحرين.. ثم من عجزها عن «إعادة الأمن والاستقرار» الى سوريا تحت قيادة «الدكتور» بشار الأسد برغم الأثمان الباهظة التي تكبدتها.. ولذلك تملأ الفضاء هذا الأيام بالكلام الكبير لأنها قد تكتشف مجدداً، أن صدمتها في سوريا قد تكون من أكبر الصدمات في تاريخها!.. والله أعلم!

 

من جريدة اللواء/مقابلة مطولة مع النائب السابق سمير فرنجية: مشروع حزب الله انتهى ولكن هذا لا يعني أن مشروعي انتصر

http://www.aliwaa.com/Article.aspx?ArticleId=274903

الاثنين 08 شباط 2016

سمير فرنجية لـ«اللواء»: مشروع حزب الله انتهى ولكن هذا لا يعني أن مشروعي انتصر

الاثنين,8 شباط 2016 الموافق 29 ربيع الآخر 1437هـ

بقلم د. عامر مشموشي وكارول سلوم

الرئيس لن يأتي إيرانياً بل من خارج الإصطفافات والحزب استخدم عون للتعطيل

14 آذار تراجعت ولا يمكن  اختزالها بـ3 أو 4 أشخاص وهذا خطأ كبير

8 آذار في أزمة كبرى والشعبية السياسية ليست أذكى من المارونية السياسية

{ هناك دعوة قريبة للقاء سيّدة الجبل وأدعو للتواصل مع المسيحيّين في العالم العربي

{ اليوم العالم يفتش عن التجربة اللبنانية وعلى 14 آذار طرح مشروع سلام

يملك النائب السابق سمير فرنجية من «جمالية» الكلام وواقعيته الكثير، وحين يسرد الوقائع السياسية والتاريخية في لبنان، تستوقفك لحظات وفرص كان في الإمكان الاستفادة منها أو العودة إليها للتصويب والمراجعة.

لم يتعب القيادي في قوى الرابع عشر من آذار من محاولات لترميم هذه القوى مجدداً وها هو اليوم يحاول بلورة تُصوّر ما مع المستقلين من دون أن يجزم ما إذا كان هناك من إمكانية للسير به أم لا، طبعاً المطلوب بالنسبة له استخلاص العبر والعمل كقوى مشتركة على حماية لبنان والانطلاق نحو مشروع جديد، اما أي كلام عن موضوع توحيد المسيحيين فلا معنى له ما لم يحصل تواصل مع المسيحيين في العالم العربي.

لا يُطلق المواقف لمجرد اطلاقها بل يسعى لأن تكون بمثابة رسائل للجميع في لبنان وهو الذي يُدرك أن الظرف دقيق والمرحلة خطرة ولذلك فإنه يتوجه إلى سياسيِّي الفريقين بمجموعة مطالب محقة وغير مستفزة لأن عنوانها الأوّل والأخير مصلحة لبنان ومنع انتقال شرارة الأحداث الخارجية إليه.

وعن أخطاء قوى الرابع عشر من آذار، يتكلم بصراحة ويعدد الأسباب التي أدّت إلى تراجع دور هذه القوى ودخول الخلافات إليها وذلك في جردة تقييم لها، وهو لم يعلن انهاءها ليقينه بأنه عليها تجديد نفسها إذا كان المجال متاحاً لذلك.

بمنطق المثقف السياسي والقارئ لمستقبل الأوضاع، يطل فرنجية ليطلع الرأي العام على حقائق رئيسية من الضروري أن ترافق الحياة اليومية للمواطنين، لأنها جزء لا يتجزأ من هذه الحياة وهي مُرَّة في بعض الأحيان، لكن قد تصبح حلوة إذا كانت الرغبة قوية بصياغة المشروع الجديد الحامي للبنان.

في حوارنا معه، كان الوقت يسابقنا وكنا على درجة عالية من الاصغاء لما يقوله، وتمنينا ألا ينتهي الحديث الشيِّق معه، حول الرئاسة ووضع قوى الرابع عشر من آذار والخطابات الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله والدور المستقبلي للقوى السياسية في لبنان، تمحور اللقاء معه، وفي ما يلي نصه:

تراجع دور 14 آذار

{ نحن على مشارف الرابع عشر من شباط والمشهد كما نراه بأن  حال قوى الرابع عشر من آذار سيئ جداً، ويكاد يكون الأسوأ، ولم  تعد هذه القوى موحدة بل أضحت عدّة أفرقاء، كيف تقرأ هذا المشهد وأنت أحد أقطاب هذه القوى؟

- مما لا شك فيه أن وضع 14 آذار بدأ يتراجع منذ زمن ليس ببعيد، وهو تراجع لأن هذه القوى فقدت الرؤية والمبادرة، واستمرينا لسنوات في حال من ردّات الفعل على فعل الآخرين. ومعلوم أن موقع ردة الفعل هو موقع خاسر. عندما أتت الفرص أضعناها، وإحدى هذه الفرص هي فرصة انتخابات العام 2006، حيث أنهتها محاولة السين - سين، وقبل ذلك كانت هناك فرص صغيرة وكبيرة لم نعرف اقتناصها بل فوتناها. وهذا التراجع أدى إلى لحظة من اللحظات لقيام هذا الخلاف الغريب، حيث ان قطبين أساسيين من 14 آذار مختلفان على ترشيح قطبين من 8 آذار. الصورة تبدو سوريالية بهذا المعنى، اليوم وصلنا إلى هذه  الحالة، فهل إن 14 آذار قادرة على تجديد نفسها؟ هذا السؤال الكبير مطروح اليوم. برأيي أن المطلوب حصول أمرين: الأول يتعلق بإقرار قوى 14 آذار بأنها أخطأت في مراحل معينة، وهذا  الخطأ نتحمله جميعاً. والأمر الثاني يتصل ببلورة رؤية لها علاقة بالتطورات الحاصلة في المنطقة. هل إن 14 آذار في هذا الجو.. أقوللا، هل ان هناك من شعور بأن الوضع في 14 آذار أضحى صعباً جداً، نعم، هناك شعور بذلك لدى الجميع، خصوصاً ان جمهور 14 آذار يختلف عن جمهور 8 آذار، فجمهور 8 آذار هو جمهور حزبي، في حيّن ان جمهور 14 آذار هو جمهور مدني، ولا يتبع زعيماً، وبالتالي لا يمكن التعاطي مع هذا الجمهور من دون المشاركة معه والتواصل معه. هذه هي أزمة 14 آذار. صحيح ان 14 آذار في أزمة كبيرة ولكن 8 آذار في أزمة أكبر ولكنها غير معلنة.

أعتقد ان حزب الله وإيران لم ينتصرا، وبالنظر  إلى الوضع في سوريا، فحتى لو حقق النظام بمساعدة روسيا تقدماً في منطقة، أعتقد أن النظام الروسي غير قادر على إعادة الأوضاع إلى ما  كانت عليه في سوريا، وبالتالي فإن دور روسيا، قاعدة أساسية للمشروع الإيراني في المنطقة انتهى. أما متى ننتقل بسوريا إلى سلطة أخرى، فأعتقد أن المسألة ما هي إلا أشهر، وإذا لم تسر المفاوضات الآن، فبالإمكان أن تسير لاحقاً وبعد شهرين، في هذه الصورة فإن حزب الله هو خاسر، لكن لسنا برابحين وهذه هي المفارقة، المشروع الذي نواجهه خاسر، ولكن في لحظة خسارته، لم نجد أنفسنا منتصرين.

دعوة لاستخلاص العبر

{  السيّد نصر الله قال في خطابه الأخير انه منتصر داخلياً بدليل ان قطبين في 14 آذار يتسابقان لترشيح قطبين من 8 آذار ، كما قال عن تنظيم الخلافات في 8 آذار، في حين ان 14 آذار تعاني من خلاف قوي، وبدا الأمر وكأن السيف مسلط فوق الرأس، فما هو قولك؟

- على هذا المستوى هناك خلاف وهذا الخلاف ليس ببعيد عن الحقيقة، لكن الأمر الذي لم يتحدث عنه السيّد نصر الله هو الأزمة الأخرى، أي أزمة المشروع العام الذي هو جزء أساسي منه، فلا يخبرني انه منتصر في لبنان، في حين اننا نبحث كم سيبقي نظام بشار الأسد، إذا كان هناك من طلب أتوجه به إلى جماعتنا فأقول يجب أن تستخلصوا العبر وتعملوا على بناء رؤية جديدة. وهذا الطلب يجب أن يتوجه إلى السيّد نصرالله لاستخلاص العبر عندها أوفر عليّ وعليك. دعونا نعود إلى هذا البلد بشروط هذا البلد، أقول هذا الكلام  في لحظة تهدد فيه المخاطر لبنان، والفتن موجودة، إذا أكملنا في حروبنا في سوريا فسنصبح في مواجهة مباشرة بين جيشنا وداعش والنصرة، وهناك أزمة اللاجئين السوريين وتهديد لأولادنا المنتشرين في الخليج، كما ان هناك أزمة اقتصادية واجتماعية يومية. المطلوب من جماعتنا استخلاص العبر، والمطلوب أيضاً من حزب الله استخلاص العبر، وما من أحد «أشطر» من الآخر في هذا البلد. كل الأفرقاء اعتبروا، في لحظة ما، انهم منتصرون، واعتبروا ان الآخرين ليسوا كذلك.

مشروع سلام لـ14 آذار

{ قلت اننا نعيش في ردة فعل، لكن بين 14 آذار هناك ردة فعل، وهذه استراتيجية أضحت معتمدة..؟

- لقد تمّ اختزال حركة كاملة بـ3 أو 4 أشخاص، وهذا خطأ كبير، هناك خلافات على أمور صغيرة لها علاقة بالسلطة، وحاولنا ان يكون هناك دور للمستقلين، فقاموا علينا، ولا أقصد كل الأحزاب بل بعضها. في تاريخ لبنان، كنا محكومين بتكتلات سياسية عابرة للطوائف، صحيح أن حصة ما يسمى بالإقطاع السياسي في العائلات كانت كبيرة، لكن المسألة الطائفية لم تكن أساسية، وكانت الكتل مختلطة. ما بعد العام 1958 ولا سيما بعد العام 1967 تم تطييف الحياة السياسية لدرجة ان العام 1969 كان أول محطة أدخلتنا إلى العام 1975، وكل الطوائف حاولت لعب نفس اللعبة، أي أنها تدافع عن المصلحة العامة وتعزل الآخرين. الشيعية السياسية ليست أذكى من المارونية السياسية، والبلد لا يحكم من قبل فريق. هذه هي من أبسط قواعد اللعبة، وبالتالي فإن استخدام الطوائف من قبل الأحزاب الطائفية لتحسين موقعها في السلطة، أمر شبع منه المواطن اللبناني، وها هو يدفع ثمنها لبنان غالياً، كما ان هناك مخاطر تُهدّد بلدنا. وأقول لا يمكن لقوى 14 آذار أن تجدد لنفسها إلا إذا طرحت مشروع مع بعد تجاوز المرحلة الحالية،  وقالت انها تحمل مشروع سلام لهذا البلد، وأريد أن أعمل به مع كل النّاس من دون استثناء. والمطلوب من 14 آذار وتحديداً من تيّار المستقبل أن يتحدث مع حزب الله حول كيفية منع الفتنة، وجعل هذا البلد نموذجاً لحل هذه المشكلة الموجودة في الخارج في الحد الأدنى، وإذا فرطت الأوضاع في مكان ما، فلن يبقى أحد ما ليخبر بما حصل. قانون الانتخاب على سبيل المثال هو موضوع  ثانوي وسلامة البلد هي المسألة الأساسية، فيجب ألا نسمح لتداعيات المنطقة أن تصل إلينا، وندفع ثمنها. والفكرة بأن كل كتلة تريد أن تربح مقاعد نيابية من هنا وهناك هي دون المستوى السياسي المطلوب.

{ هل هناك من تقبّل لهذه الفكرة التي تحدثت عنها؟ وهل ان المجال مفتوح لتسويقها؟

- ما من فكرة أخرى داخل 14 آذار، وهنا يأتي دور المستقلين غير المرتبطين بإطار ضيّق وحزبي، أما إذا كان سيُصار إلى السير بها أم لا فهذا موضوع آخر.

{ الصرخة التي نسمعها منك سمعناها قبل عام ولم تقم جبهة 14 آذار لأن المتحكمين بـ14 آذار كانوا ضدها ولم يستفيدوا من هذه الصرخة وانتقلوا من انحدار إلى آخر، إلى أن وصلوا إلى هذه المرحلة...

- دعوني أقول أن هناك رغبة لدى الناس للقيام بأمر ما، سمّوها 14 آذار أو غير ذلك، لأن التسمية ليست مهمة، ومن خلال الاتصالات التي أقوم بها وجدت ان هناك أناساً على استعداد للقيام، وقريباً سنعمل على بلورة شيء محدد في هذا الإطار.

لبنان .. العيش المشترك

{ هل هناك من فرص نجاح لذلك؟ وما هو البديل عن عدم نجاح ذلك؟

- إذا لم نفعل شيئاً سندخل إلى الخراب بكل تأكيد، ونحن كلبنانيين لا ندرك قيمة أنفسنا، فلبنان قدّم نموذجاً استثنائياً وهو البلد الوحيد الذي قامت فيه تجربة العيش المشترك، ولبنان هو البلد الوحيد الذي يتشارك فيه المسلمون والمسيحيون بإدارة سلطة واحدة. كلمة العيش المشترك لم تعن للأوروبيين أي شيء، وبدأت تعنيهم منذ عامين، حيث كلف  الاتحاد الأوروبي قيادات أوروبية سابقة لوضع نص من أجل أوروبا العيش المشترك، وهذه هي المرة الأولى التي تلفظ في القرن الواحد والعشرين. اليوم هناك تفتيش عن التجربة اللبنانية، لكننا لا ندرك قيمتها. هناك ممن داخل 14 آذار، يتحدث عن حقوق المسيحيين وحقوق  المسلمين.. نحن لا نعرف كيفية الإضاءة على ما يُؤكّد هذه التجربة الفريدة. هناك نصان صدرا حول الحريات الدينية. ولم أر أحداً في 14 آذار قال «برافو»، وهناك نص يتصل بالأقليات الدينية في العالم العربي في مؤتمر مراكش، ولم أر أحداً في14 آذار لفت الانتباه إليه. ما يحصل في البلاد سائر في الاتجاه السليم بالنسبة إلى تطوّر الوعي لدى المواطنين. أريد أن  أذكر انه في شهر آب قام العماد عون بعملية تعبئة طائفية استثنائية عنوانها «حقوق المسيحيين»، ونظم التيار الوطني الحر وقتها 3 تظاهرات، في التظاهرة الأولى حضر 140 شخصاً وفي الثانية أقل من 1000 شخص وفي الثالثة 5000 شخص. هذا هو الزعيم الأول لدى المسيحيين، وهذه هي قدراته على التعبئة، لم يعد يعني هذا الكلام الناس، والمؤسف انه عوضاً عن أن تستفيد 14 آذار من التطور الحاصل، ذهبت في اتجاه آخر. سلطة حزب الله تقول انها قادرة على حسم كل شيء، لكن المشروع  انتهى، ولكن لا يعني ان مشروعه انتهى ومشروعي هو من ربح، انتهى مشروعه. برأيي يجب أن ندعو لمشروع ما بعد التطورات التي حصلت، ويجب أن نرى كيف علينا ان ننظم حياتنا المشتركة في هذا البلد. وإذا أرادت 14 آذار العودة، فلا بد لها من أن تعود وفق هذه القاعدة.

حزب الله ومأزق الحرب

{ يتحدث السيّد نصر الله عن استكبار وكأنه هو من يُحدّد كل شيء في لبنان..

- إذا رأى وضع 14 آذار، فقد يكون هو المنتصر، خصوصاً انها تعاني من التفكك والغياب وإذا نظرنا من حيث الشكل فإن  المرشحين الرئاسيين من جماعته سواء ميشال عون أو سليمان فرنجية، ومن حقه عند ذلك القول انه المنتصر، لكن حزب الله خاض حرباً ليس في مقدوره الخروج منها وحليفه الأساسي محكوم بالانهيار، والتعبئة السنية - الشيعية موجودة. في ظل كل ذلك ليس هو المنتصر، إذا كان قادراً على الانتصار في سوريا فنقول انه المنتصر. أما الكلام الآخر فلا طعم له.

{ لكنه يعتبر انه وحزب الله أصبحا أكبر من لبنان وجزءاً من اللعبة الإقليمية..

- لكن ذلك مكلف له أكثر بكثير مما لو بقي في لبنان، اليوم إذا أردت أن أؤذي حزب الله فسأقول له لا تنسحب من سوريا وسأتمنى أن  يبقى بسوريا. هو يخوض حرباً ويدرك تماماً انه لن ينتصر فيها. كل التضحيات التي يقدمها تهدف إلى تأخير سقوط هذا النظام، لكن بقاء هذا النظام غير مطروح. أعتقد ان حزب الله نجح في لعبة إجرامية أي جعل من سوريا فيتنام إيران على حساب الشعب السوري وجعل منها الآن فيتنام روسيا، وهناك اليوم استعانة بالأفغان والباكستانيين لإرسالهم إلى سوريا، ما أقوله هو انه لا بدّ من وضع عقلنا في رؤوسنا.

لتحرك مسيحي مع العالم العربي

{ كيف تقرأ تحرّك مُنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد اليوم؟

- هناك موقف عائلي في ما هو حاصل بالنسبة إلى الترشيحات، وبالنسبة إلى قول سمير جعجع عن التوحيد بين المسيحيين، فعادة كلمة توحيد الطوائف تستخدم بشكل معكوس. هناك كمية تعابير، وتوحيد القرار في طائفة معينة، يعني أنهم مسرورون في الدخول في نظام ديكتاتوري. اجتمع الدكتور سعيد ببعض النواب المستقلين في جو  البحث عن خطاب آخر. وأتصور ان هناك دعوة قريبة للقاء سيّدة الجبل، وسيكون لقاءً مسيحيا لبلورة رؤية أخرى. عوضاً عن رؤية صورة المصالحة التي كانت إيجابية من جانب واحد وهي وقف الاحتكام إلى ما حصل منذ 30 عاماً، المطلوب من الفريقين اللذين يتحدثان عن مصالحة حقيقية إعادة فتح الدفاتر، ولا يعني ذلك تبادل القبلات امام الإعلام، لكن انطلاقاً من هنا، فإنه في الجو المسيحي، لا بدّ من تحرك مختلف باتجاه التواصل مع المسيحيين الموجودين في العالم العربي وتحديد دور المسيحيين في بناء العالم الجديد، على ان يكونوا همزة وصل مع الغرب والفاتيكان حول هذه الرؤية الجديدة للعالم العربي، لكن القصة لم تعد محلية، ووقع ما يحصل عندنا غريب لدى الغرب. والمسألة ان هناك أزمة مجتمعية في الغرب. وهذا النظام الذي فتح المجالات امام الجميع للعمل والتقدم وبسبب التراجع الاقتصادي لم يعد قادراً على تقديم شيء وهناك مجموعات تستهويها فكرة العنف.

شراكة المسيحيين والمسلمين

{ اليوم هناك تشبيه للمصالحة التي حصلت بالعودة إلى الحلف الثلاثي أو صيغة منقحة بحيث أتت ثنائية بدلاً من أن تكون ثلاثية؟

- الحلف الثلاثي قام ضد تجربة إصلاحية قادها الرئيس فؤاد شهاب ومن يتحدث اليوم عن رئيس قوي، فذاك كان رئيساً ضعيفاً، لكن الرئيس شهاب بنى مؤسسات لا تزال فعّالة حتى اليوم، ولم تنته ولايته بحرب أهلية، اما القبضايات الذين أتوا ادخلونا في حرب أهلية أو ربع حرب أهلية أيام بشارة الخوري أو حرب أهلية أيام سليمان فرنجية الجد، هم يعيدون الأمور وكأن وحدة الطائفة هي كل شيء عملياً، ولكن ما من شيء اسمه وحدة الطائفة ولا هم أصحاب مشروع، إذ ان كل واحد يتحدث نقيض الآخر في هذا الموضوع. المسألة ليست مسألة توحيد بل ان هذه الطائفة تحمل رسالة في تاريخ الموارنة، هناك تاريخ مهم هو تاريخ 1736، حيث انعقد مجمع ماروني في اللويزة اتخذ قراراً قبل 50 عاماً من الثورة الفرنسية بفرض إلزامية التعليم، وأوصى بتعليم الأولاد وبإطعام الجميع وإيجاد مأوى، ولولا هذه الخطوة لما كان وضع الموارنة مميزاً، وهناك ميزة عندنا في لبنان وهي ميزة التنوع غير الموجود في العالم وهي شرط أساسي لتطوير المجتمع.

ولا بدّ من لعب دور انطلاقاً من ذلك. وتجربة الانكماش اوصلتنا إلى الحرب، لم يخرجوا منها الا بشيء اسمه الإحباط. وهناك رجل واحد ساهم بإخراجهم من هذه الحالة الا وهو البطريرك صفير الذي أعطى رسالة إلى المسيحيين، وعندما منحهم هذا الدور قال لهم لا تلعبوه بمفردكم بل مع شريكم في الوطن، هذه هي الرسالة والمسيحيون يتباهون اليوم.. لكن ماذا فعلوا؟ وها هو الإنجاز الذي حققوه هذه الفترة؟ ما هو الإنجاز الذي اقدم عليه العماد ميشال عون؟ كان من الممكن ان يساهم في معارضة الوجود السوري لكنه عندما عاد، برّر المرحلة السابقة، في حين ان بإمكان قرنة شهوان القول انها انجزت، الأوّل كان في الخارج والآخر كان في السجن. ولم يدركا انه لو لم يكن هؤلاء الناس موجودين، لما عاد الأوّل ولما خرج الآخر من سجنه، لقد عادا لأن هذا الجو المسيحي الذي اطلقه البطريرك هو من سمح بهذا التواصل مع المسلمين وبهذه التعبئة وهي لحظة 14 شباط، ثم خوض معركة مشتركة، والباقي كلام لا طعم له.

رئيس طبيعي للبنان

{ في آخر تغريدة لجنبلاط يقول ان الرئيس المقبل آتٍ على سجادة إيرانية، فما هو رأيك؟

- بسبب ترشيح الاثنين، ظهرت الأمور وكأن الرابح هو الذي ينال رضى إيران، لكن برأيي، وكما هي الأمور سائرة، فإنه لن يأتي ايرانياً بل رئيساً طبيعياً ليس من 14 آذار وقد لا يكون من 8 آذار، وسنعود بذلك إلى فكرة رئيس يساهم بنقل البلاد من حالة الرحالة وسيكون من خارج الاصطفافات، وأتصور ان حزب الله استخدم ميشال عون للتعطيل، ولا يمكن نقل لبنان من موقع إلى موقع، ولا يمكن للبنان ان يخرج عن الإجماع العربي ويجب الا يخرج أبداً عن ذلك.

 

الرئاسة بانتظار الفَرَج السوري..؟

جريدة اللواء – بقلم صلاح سلام

الجلسة النيابية اليوم، التي تحمل الرقم 35 في مسلسل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، ستمرّ مثل سابقاتها: بلا مفاجآت، بلا نصاب، بلا انتخابات... وكأن قرارات تحديد الجلسات الانتخابية، والإصرار على تعطيلها، أصبحا جزءاً من روتين الحياة السياسية المتعثرة في البلد!

لا مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية، ولا ردّة فعل معراب بتبني ترشيح النائب ميشال عون، ولا حتى إصرار «حزب الله» على تأييد ترشيح «جنرال» الرابية لرئاسة الجمهورية، استطاعت أن تحقق الخرق المنشود في مأزق الاستحقاق الرئاسي، وتدفع به على طريق بعبدا، بعد سنة وتسعة أشهر من الشغور في المنصب الدستوري الأوّل للجمهورية! وبغض النظر عن موعد الجلسة الانتخابية 36، سواء أكان عاجلاً أم آجلاً، فلا تبدو في الأفق القريب بوادر انفراج فعلي في الأزمة الرئاسية، نظراً لتمسّك الأطراف الداخلية بمواقفها المتناقضة والمتباعدة من جهة، إلى جانب احتدام الاشتباك الإقليمي - الدولي في المنطقة، وما قد يحمله من تطورات دراماتيكية على الساحة السورية، من جهة أخرى. رهانات الأطراف السياسية اللبنانية على حلفاء الخارج، وربط الاستحقاقات الدستورية، وخاصة الانتخابات الرئاسية، بنتائج الصراعات الإقليمية، زادت الوضع الداخلي تعقيداً، وشلّ قدرة اللبنانيين على التحكم بمسار خلافاتهم وأزماتهم، الأمر الذي أوصل البلد إلى الحالة الراهنة من العجز والتعطيل والشلل.ولا نبالغ إذا قلنا أن الاهتمام اللبناني بتطورات الميدان السوري، تقدّم على متابعة العديد من الملفات المحلية، على اعتبار ان الاستحقاقات اللبنانية المفصلية، أصبحت أكثر ارتباطاً بحركة مفاصل الحرب المشتعلة في سوريا، والتي لها طابع حرب إقليمية - دولية، يوماً بعد يوم، خاصة بعد التدخل الروسي السافر، وجهر طهران بمناصرتها للنظام عبر ميليشيات لبنانية وعراقية وإيرانية وأفغانية!

ومن المتوقع أن تزداد الحرب السورية اشتعالاً، بعد انهيار محادثات جنيف في جلساتها الأولى، فضلاً عن رفع حدة ومساحة القصف الجوي الروسي لمواقع المعارضة السورية في مختلف المواقع المحيطة بالمدن السورية الرئيسية، وعدم إعطاء الأولوية في المواجهة العسكرية لتنظيم «داعش»، وكأن هدف التدخل الروسي أصبح القضاء على المعارضة المعتدلة، وليس المشاركة في ضرب «داعش» على نحو ما أعلن أكثر من مسؤول روسي مؤخراً. ولأنه من غير المقبول أن تبقى روسيا اللاعب الأوّل والأكبر في سوريا، بعدما تكشفت حقيقة الدور الروسي في الدفاع عن مواقع النظام وحليفه الإيراني، فإن الحديث عن تشكيل قوات عربية وإسلامية للتدخل البري في سوريا، يعني أن مرحلة التفرّد الروسي في السيطرة على مجريات الأمور الميدانية، قد بدأت بالأفول، وأن ثمة عوامل عسكرية وميدانية أخرى، تستعد للدخول إلى سوريا، لتحقيق التوازن المطلوب على الأرض، وحماية وحدة سوريا، من مخططات التقسيم والتشظي، تحت مسميات خبيثة، كان آخرها شعار: «سوريا المفيدة»! والكلام الروسي - الإيراني عن «سوريا المفيدة»، والتي تضم المناطق الرئيسية، والأقل تضرراً، والشريط الذي يؤمّن التواصل بين العاصمة دمشق والساحل السوري وعاصمته اللاذقية، ينطوي على تهديدات بالغة الخطورة، على مستقبل سوريا، سواء بالنسبة للسير بمخططات التقسيم، أو حتى تحسباً لسلسلة حروب جديدة، تتداخل فيها الخطوط الداخلية، مع التدخلات الخارجية، وقد تؤدي إلى مواجهات عسكرية مباشرة بين المَحاور المتصارعة على الأرض السورية. وعلى ضوء تلك التوقعات المتشائمة للنيران السورية المشتعلة، تصبح الرهانات اللبنانية على نتائج الميدان السوري، أكثر خطورة، على اعتبار أن ساعة الحسم في سوريا ما زالت بعيدة، وأن مجريات الأمور باقية بين كرّ وفرّ، إلى أن يُصار إلى توافق دولي على الكعكة السورية. فهل لبنان قادر بوضعه المتهاوي الراهن، على أن يتحمّل المزيد من التعطيل لدور الدولة ومؤسساتها، وعدم إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب فرصة ممكنة؟

ليس من السهل التكهن بقدرة البلد على تحمّل فترة مديدة من التعطيل السياسي، والاختلال الدستوري، في ظل تفاقم الأزمات الحياتية، من أزمة النفايات إلى مشكلة البطالة المتزايدة، والجمود الاقتصادي الخانق، إلى حالة الإفلاس التي تطبق على الخزينة، وتهدّد ما تبقى من سمعة لبنان المالية، داخلياً ودولياً.

أما في حال إصرار الفريق المؤيد للعماد ميشال عون على الاستمرار في نهج التعطيل، وصولاً إلى فرض عون رئيساً على اللبنانيين بالإكراه، وبقوة السلاح، فهذا يعني أن الرئاسة الأولى ليست هي المستهدفة وحسب، بل النظام السياسي برمته، وعموده الفقري المتمثل باتفاق الطائف، والدستور الحالي المنبثق عنه.

ومثل هذا الاحتمال، يُعيد حديث «المؤتمر التأسيسي» إلى دائرة الضوء من جديد، الأمر الذي يُرجّح كفة المراهنين على حدث، أو أحداث أمنية كبيرة، من شأنها أن تقلب الطاولة السياسية رأساً على عقب، وتفرض على كل الأطراف اللبنانية الرضوخ إلى «اتفاق إذعان» جديد، يحمل ختم «المؤتمر التأسيسي»!

الجلسة النيابية ستكون مثل سابقاتها: لا معنى، لا لون، ولا حدّ أدنى من النهكة الديمقراطية، التي تُشير إلى وجود نظام سياسي ديمقراطي! والاستحقاق الرئاسي سيبقى أسير التعطيل الممنهج، إلى أن تظهر علامات الفرَج من الميدان السوري!

 

الحريري في 14 شباط.. لن ينعزل سنياً!

محمد شبارو/المدن/الإثنين 08/02/2016

تحول تيار "المستقبل" تدريجياً إلى خلية نحل، استعداداً للذكرى الـ11 لإغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، التي ستقام في "البيال"، كالعادة، على الرغم من الأزمة المالية المستمرة فصولاً، وتأثيراً سلبياً على "التيار"، على مستوى القواعد الحزبية، والقواعد الشعبية.

لم تمنع هذه الأزمة "التيار" من احياء الذكرى المحورية بالنسبة له. الإستعدادت بدأت تأخذ شكلها النهائي، ووحدها كلمة الرئيس سعد الحريري، على الرغم من النقاشات الداخلية حولها، والزيارات المكوكية الى الرياض، لا تزال أسيرة الحلقة الضيقة من الحريري، في مرحلة تعتبر في أوساط "المستقبل" استثنائية على المستوى الداخلي والأقليمي على حد سواء. الشق الأقليمي من كلمة الحريري، وحده يبدو ثابتاً. لن يقدم الحريري جديداً، في الحديث عن العمق العربي للبنان، واصطفاف "المستقبل" الى جانب المملكة العربية السعودية، لكنه سيخصص حيزاً للهجوم على سياسيات وزارة الخارجية اللبنانية، لإصطياد عصفورين بحجر واحد، أولها التأكيد على التزام لبنان بالتوافق العربي، وثانيها التصويب على البنود العشرة، التي اقرت خلال تبني رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الرئاسي، وخصوصاً البند المخصص لسياسات لبنان الخارجية والتزامه القرارات الدولية، والإجماع العربي.

في الشق السياسي الداخلي، أيقن "المستقبل" كما غيره من الطبقة السياسية، أن المرحلة السياسية المقبلة، هي مرحلة الإصطفافات الطائفية والمذهبية. ينظر "التيار"، الذي يعتبر نفسه عابراً للطوائف، إلى الحركة المسيحية الأخيرة ، التي تتحدث عن غبن على صعيد الإنماء لبعض المناطق المسيحية، وعلى صعيد الوظائف في إدارات الدولة، بعين الريبة، خصوصاً أن هذه المعركة تفرض على الجميع المشاركة فيها، نظراً لحساسيتها الشعبية، ومن ضمن المشاركين بكركي، وحزب "الكتائب اللبنانية". وعلى الرغم من أن هذه المعركة، فتحت مع وزراء حركة "أمل"، خصوصاً وزير المال علي حسن خليل، ووزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، إلا أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق دخل على خطها، خصوصاً أن "المستقبل" يعتبر أن هذه المعركة موجهة ضده كما ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري. هذا المشهد بالنسبة لـ"المستقبل" يأتي إستكمالاً لحدث معراب، والحديث عن الثنائية المسيحية، ومحاولة فرض واقع جديد سياسي، يمكن هذا الثنائي، من الإستحواذ على كل المواقع المحسوبة على الطوائف المسيحية في الدولة، من رئاسة الجمهورية، الى مقاعد المجلس النيابي، وصولاً الى نصف مقاعد أي حكومة مقبلة، وحتى على صعيد المجالس البلدية.

هذا الواقع سيحتل حيزاً من خطاب الحريري، وإن بطريقة مبطنة، خصوصاً أن "المستقبل" يشعر بانه بات عملياً بين فكي كماشة، بما ان المشهد السياسي الجديد، لا يخدم سوى "حزب الله"، ونظرية حلف الأقليات، وشعارات تعديل "الطائف"، او نسفه حتى، مثل الحديث عن "المؤتمر التأسيسي"، ومبدأ "المثالثة".

الرد عملياً على هذا المشهد، وفق ما يقول من زار الحريري مؤخراً، يكمن في تأكيد تمسك الحريري بإتفاق "الطائف" أولاً، وكل ما أفرزه من صيغ، لجهة العيش المشترك، أو المناصفة، ليس بمفهومها الطائفي، وفق ما يفسره عون – وحتى جعجع – بل بمفهومها الوطني العام.

يرى "المستقبل" أن جعجع، وعلى مدار الأعوام الماضية، ومنذ طرح قانون "اللقاء الأرثوذكسي"، حاول حشر "المستقبل"، لفرض قاعدة أساسية، تقول بأن تيار "المستقبل" يمثل الطائفة السنية، ضمن تحالف "14 آذار"، وأن "القوات اللبنانية" تمثل الطوائف المسيحية ضمن هذا التحالف، والتعاطي سياسياً وفق هذا التصنيف.

وعليه يقول البعض في تيار "المستقبل" إن خطاب الحريري هذا العام سيكون أحد أهم الخطابات، خصوصاً أنه في السنوات الماضية، رفض تقليد "حزب الله"، وفي هذا العام سيرفض تقليد أي شكل من أشكال الإنعزال الطائفي، والتقوقع المذهبي، أو الفرز العددي، انسجاما مع ثوابت "التيار"، وثوابت رفيق الحريري، وبالتالي سيعيد التأكيد على المبادئ العابرة للطوائف. يعود البعض الى الماضي، خلال الحديث عما قد يحمله خطاب الحريري، خصوصاً على الساحة السنية، ويؤكد أن "المستقبل"، بطبيعة الحال، يمثل جزءاً كبيراً من هذه الطائفة، إلا أنه يرفض التقوقع ضمنها، وعليه، علمت "المدن" أن كل المساعي السابقة لتقريب وجهات النظر ضمن الساحة السنية مجمدة، خصوصاً أن "المستقبل" على الرغم من ترحيبه بأي تقارب، إلا أنه يرفض جره الى هذا الملعب. وعلى الرغم من رفض التقوقع ضمن الطائفة السنية، او الإنعزال الطائفي، إلا أن الحريري، ومن خلفه "المستقبل"، سيعيد الترحيب بالمصالحات، وضرورة فتح الحوارات، والتشديد على تشجيع التقارب بين الأفرقاء، وهدم المتاريس، لأن في ذلك صورة رفيق الحريري، إن لجهة الحوار، أو لجهة الإنتماء الطائفي، خصوصاً أنه "لم يكن سنياً في يوم من الأيام"، على الصعيد السياسي، وهنا "حيث لا يجرؤ الآخرون".

 

هل سيتحوّل لبنان إلى إمبراطورية لآل عون؟

 لبنان الجديد/08 شباط/16

 حتى الآن، لم يظهر أي حزب سياسي على الساحة اللبنانية بالحلّة الجديدة التي يدّعي بها ويحملها في خطاباته إن كان من الجانب الديمقراطي أو الإصلاحي التغييري. فمن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي استبدّ بالأمانة العامة منذ عهد طويل حتى الآن مرورًا برجال السياسة الذين تنحوا عن مقاعدهم الوزارية أو النيابية وسلّموا الأمانة أيضًا إلى أبنائهم رغم أن في جعبتهم العديد والعديد من الخطابات السياسية التي تنادي بحق المواطن في الديمقراطية والحقّ في سعي المواطن نحو بناء مستقبل جديد. ومن ضمن هذه الأحزاب حزبًا لطالما إعتبر أن شعار التغيير والإصلاح سيتيح المجال لرئيسه السابق  بالوصول إلى رئاسة الجمهورية غير آبه أن اللبناني بات مقتنعًا بأن الديمقراطية ليست سوى إسمًا مزيّفا تستخدمه الطبقات السياسية لتمرير ما تفعله من أخطاء بحق اللبناني وأعضاء حزبها. وإن كان من المفترض أن يكون شعار التيار الوطني الحرّ مرآة تعكس ما بداخله من نوايا إلّا أنّ ما يقدم عليه رؤوس الهرم يدلّ على مدى التزوير والتزييف اللذين يحيطان بهالة هذا التيار. وإذ أنّنا نشجّع كلّ ما يدلّ على الديمقراطية الحقيقية إلاّ أنّ ما يقوم به التيار الوطني الحر بدءًا من تعيين وزير الخارجية جبران باسيل رئيسًا للتيار الوطني الحر علمًا أن هذا الأمر كان مرفوضًّا من عدة أعضاء وبالتالي كان هناك صراع على هذا المنصب إلا أنه ما كان على ميشال عون إلا التصرّف تبعا للآية القرآنية  "الأقربون أولى بالمعروف" وصولًا إلى المعلومات التي تمّ تداولها اليوم والتي تفيد بأن  السيّدة ميراي عون هاشم، ابنة العماد ميشال عون، تنوي الترشّح الى عضويّة المكتب السياسي للتيّار الوطني الحر، من خارج الأعضاء الذين يحقّ لرئيس "التيّار" أن يعيّنهم.

وبما أن التيار في لبنان يمشي على طريقة التوريث السياسي فإنه من المتوقع للسيدة عون الوصول إلى عضوية المكتب السياسي وبذلك يتحوّل التيار الوطني الحر إلى تيار محصور بآل عون دون إفساح المجال لأي تغيير حقيقي إصلاحي. والإختلاف بين  التيار الوطني الحر والأحزاب الأخرى يكمن في الإسم الذي يحمله هذا الحزب والطريقة التي يقدّم بها نفسه إلى اللبنانيين على أنّ رئيسه السابق هو المخلّص الوحيد لهم في ظل تنامي الصراع السياسي على رئاسة الجمهورية باعتبار أنه واحد من ثلاثة مرشحين، وانطلاقا من هنا فإن النقطة المهمة التي يجب أن نطرحها الآن والمتمثلة  في حال استطاع الأخير احتلال كرسي الرئاسة، هل سيمدّد لنفسه وسيحوّل لبنان إلى إمبراطورية آل عون تحت شعار "التغيير والإصلاح" سؤال برهن التطورات السياسية.

 

مكاري: علاقة الحريري وجعجع "عاطلة" و14 آذار تفتَّتت عون لن يتنازل ولو لـ "جبران عون" وحظوظ فرنجيه ضعيفة

رضوان عقيل/النهار/9 شباط 2016

لم يتوجه نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الى جلسة الانتخاب أمس. بقي في دارته في الرابية يراقب المشهد "لأن المرشحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه لم يتكلفا عناء الذهاب الى ساحة النجمة". ويبقى مكاري من أول العارفين بطريقة الرئيس سعد الحريري وأسلوبه في السياسة، بعد تجربته الطويلة مع والده رفيق الحريري. ويقول إنه خبر السياسة وأتقن فنونها أكثر بعد اغتيال صديقه. ويشرح الأسباب التي دفعت الحريري الى السير بفرنجيه للرئاسة. فقد كان مكاري في مقدم الحلقة المصغرة من 14 آذار التي "استدعاها" الى الرياض بعد خياره. وعندما تحدث عن قبوله بفرنجيه "بعد مرور 33 جلسة من دون نتيجة"، كان لا بد من إحداث خرق ما للخروج من النفق الرئاسي. ولم يتلق ومن كان معه طرح السير بفرنجيه بالتصفيق. ويعود مكاري الى الحريري الاب الذي خطا خطوات عكس اقتناعاته مرات عدة حفاظا على مصلحة البلد، مؤكدا أن موافقة الابن على فرنجيه لن تكون أصعب من تسليم الاب بالتمديد لإميل لحود. ويغوص في المعطيات التي دفعت الحريري الى ترشيح فرنجيه على أساس الضوء الأخضر الذي تلقاه من السعودية واميركا، وان ايران و"حزب الله" في طبيعة الحال لن يعارضا حليفهما فرنجيه. وفي تلك الجلسة عند الحريري، صارح مكاري أحد الحضور بصعوبة اتخاذ قرار بترشيح فرنجيه، وبأن حظوظ نجاح هذه العملية "أقل من خمسين في المئة"، مع تشديده على تأييد ابن زغرتا، انطلاقا من الصداقة القديمة والعلاقات الشخصية التي تجمعهما منذ أيام سليمان الجد، والتي توقفت بعد اغتيال الحريري، ما عدا بعض الاحاديث بينهما "على الواقف" في جلسات الحوار والمناسبات الاجتماعية. وكان حدس مكاري يشير الى أن عون وجعجع سيتفقان وسيعطلان الطريق الرئاسية لفرنجيه، وهذا ما حدث بالفعل. لا يشكك مكاري في لبنانية فرنجيه ومارونيته. ولم يتلق باستغراب حديثه عن العلاقة التي تربطه والرئيس بشار الاسد. ولا يقلل من أهمية اجتماع قوتين مسيحيتين بحجم عون وجعجع لقول كلمتهما في الاستحقاق الرئاسي وتعطيله، من دون أن يملكا في الوقت نفسه القدرة على انتخاب رئيس. ويشكل الاثنان قوتين وازنتين لا يستهان بهما، لكنهما لا يختصران حضور التمثيل المسيحي. ويسجل لهما أنهما قطعا الطريق على فرنجيه "الذي باتت حظوظه ضعيفة". وفي رأيه أن جعجع سجل نقاطا عدة في البيئة المسيحية وأصبح "شريكا مضاربا" لعون في الانتخابات النيابية، من البترون وصولا الى جزين. ويجزم بأن السعودية لن تستطيع الاستغناء عن جعجع، لكنه يصف علاقة الحريري وجعجع بـ "العاطلة" والقابلة في الوقت نفسه للترميم. وإذ يقرّ بأن العلاقات بين أفرقاء 14 آذار "تفتتت"، ولولا وجود السيد حسن نصرالله في 8 آذار لحدث الامر نفسه، يؤكد أن "القوات اللبنانية" هي التي ساهمت في إبعاد قوى مسيحية عدة اضافة الى المستقلين عن 14 آذار، وهي من تتحمل هذه المسؤولية وليس سعد الحريري. وماذا بعد؟ يرى مكاري أن المخرج هو قبول الحريري بترشيح عون، أو انتظار مستجدات في المنطقة، ولا سيما في سوريا. ويعتقد أن عون في المقابل لن يتراجع ولن يتنازل عن الرئاسة حتى لو كان "لابنه جبران عون، أي لصهره الوزير جبران باسيل، وهذا شأنه، وربما كان على حق". ولم تخل الجلسة من تسجيل مكاري ملاحظات على "حزب الله" واعتراضا على وصف فرنجيه لنصرالله بـأنه "سيد الكلام" بعد إطلالته الاخيرة، إذ بدا هذا الوصف كأنه "بين سيد وعبد، وهو ما لا يليق بمرشح للمنصب الاول في البلاد". يقول "دولة الرئيس" كلمته من دون قفازات، ويمشي. ويبدو متحررا أكثر بعد تصميمه على مغادرة الحياة النيابية التي جربها ربع قرن ولم ينتم خلالها الى الطبقة السياسية التقليدية، ولم يندم. وكان مكاري قد استقبل وفدا من رابطة متخرجي كلية الاعلام برئاسة الزميل عامر مشموشي.

 

هذا أبرز ما قاله أسيرا حزب الله لـ «كارول معلوف»

بتول الحسيني/جنوبية/ 8 فبراير، 2016

لم يسمح حزب الله لكارول معلوف بعرض المقابلة المصورة كاملة ضمن برنامج بموضوعية يوم الأربعاء وإنما أتاح لقناة الـMTV وللإعلامي وليد عبود عرض 7 دقائق فقط لا غير، اليوم قامت الإعلامية كارول معلوف بعرض المقابلة كاملة عبر قناتها "يوتيوب"، فماذا سيكون ارتداد ذلك على معلوف؟ وما الموقف الذي سيتخذه حزب الله بعد قرار العرض الذي تحدى كل ضغوطاته وتهديداته؟ قلنا سابقاً، أنّ خيفة حزب الله من هذه المقابلة تندرج تحت المضامين التي صرّح بها الأسيران والتي تكشف الكثير من اللبس والغموض واللغط حول حقيقة الحرب السورية، وكيفية تعبئة المقاتلين، وماذا يصوّر لهم الحزب وما هي الإغراءات المقدمة والضغوطات التي يتعرضون لها لينخرطوا في هذه المعركة إدارياً أو عسكرياً. وفي قراءة لهذه المقابلة نستعرض أهم ما جاء بها على لسان الأسيرين، فأكثر ما شددا عليه أكثر من مرة هي المعاملة الحسنة التي تلقوها من عناصر جبهة النصرة مؤكدين على أنّ الإصابات التي تعرضوا لها هي لحظة الكمين، وممّا صرّحا به أنّ الخلفية التي صوّرت لهم لبنانياً عن جبهة النصرة أنّهم جماعة تكفيرية وإرهابية. وفي توضيح أكثر لواقعهم الشيعي والأفكار التي يتم إقناعهم بها، سردا “أنّ الشباب الشيعة يتم تحضيرهم ابتداء من عمر الست سنوات في الكشافة ثم يتدرجون أكثر ليتعمقون في الأمور الإسلامية الثقافية وتفاصيلهم والتي تختلف من مرحلة إلى أخرى، حيث يزيد الغوص في الأمور العقائدية عن الشيعة والأئمة وموضوع الخلافة التاريخي، وعن العبادات و واجب التعلق بأهل البيت.”

وتابعا أنه “بعد ذلك تبدأ مرحلة التعبئة والتي هي عبارة عن دورات ثقافية وعسكرية”، وأشار إلى أنّ عام 2006 وحرب تموز قد شجعت العديد من الشباب الشيعي على الإنتساب إلى الحزب، وأنّ ولاء التبعية الشيعية في لبنان هو لحزب الله فالعقيدة قبل الوطن. وأما عن ذهابهم إلى سوريا، فأكدا أنّهم لا يملكان الخيار فهناك “إمضاء” بالطاعة الكاملة وإن رفضا الأموار سوف يواجهان بالتالي العديد من المشاكل، مع توجيههما اللوم بشكل مباشر على القيادة التي أرسلتها إلى منطقة غير آمنة مما تسبب في عملية الأسر. وفي سياق المقابلة، أكدا أنّهما بعد معايشة الواقع السوري رصدا العديد من المغاطات، وكان السؤال الموجه لحزب الله وللمنغمسين في الحرب السورية: “أين مراكز داعش والنصرة التي تدعي البيانات الصادر أنّ الطيران الروسي يقصفها؟” ليردفا أنّه قد تمّ الشباب الشيعي أنّ توجههم لسوريا إنّما هو لإنقاذ الشعب حيث أنّ معظم المقاتلين هم ليسوا بسوريين وإنما بسجناء الدول العربية الذين بعد سيطرتهم على المنطقة ستكون خطوتهم الثانية لبنان، لذا لا بد لحزب الله من خطوة استباقية تحمي الحدود والطن.

وأضافا “أنهم قد رسخّوا في المفاهيم أنّ تدخل الحزب هو حماية للمناطق الشيعية (ريف قصير مثلاً) من المجازر والسبي”، وأشارا إلى أنّ قراءتها للواقع السوري ولتدخل حزب الله تغيرت بعدما توسع الحزب في معركته من القصير والقلمون إلى العمق السوري، يضاف إلى ذلك الأمر الأهم وهو ما تبين لهما عند الأسر أن من يقاتل في سوريا هو السوري ابن أرضه، وأنّ ما نقله حزب الله عن أنّ الهدف هو مساعدة الشعب السوري على مواجهة المحتلين والمرتزقة، ليس بالأمر الصحيح،وأكدا أنّ الأمور تحتاج لتوضيح وإعادة نظر، فالصورة الإعلامية هي مغالطة وغير صحيحة. وكانت الإشارة ضمن الحوار إلى مفهوم “الدفاع المقدس” والذي تبين فيما بعد لهما غير واقعي فما يقوم به الحزب في سوريا هو أجندة سياسية، إذ ما علاقة التدخل العسكري في إدلب وحلب هذه المفهوم، كما صرّحا أن عديد الجيش النظامي في القتال قليل واستخدامه إعلامي بأغلبه أو كدليل في المناطق، بينما إدارة المعركة عند الإيراني الذي هو من يقسم المهام بين حزب الله وسرايا العراق والأفغان، في حين الطيران الروسي والتغطية النارية هي جزء أساسي في العمليات.

وعن وجود ضباط روس في الساحة السورية وعملية تنسيق، أوضح الأسيران أنّ لا علم لهما وأنّ هذا الأمر على مستوى القيادات وبالتالي إن تواجدوا فلن يكون أمامهما. وأشارا أيضاً إلى الصورة التي كانت لديهما عن جبهة النصرة والتي اكتشفا نقيضها فيما بعد، فلحظة الأسر توقعا أن يتم ذبحهما، غير أنّ الجبهة قامت بمعالجتمها ونقلهما إلى مكان آمن ولم يسء أحد لهما في المعاملة. وعمّا إن كان تصريحهم هذا تحت الضغط و بالتوقف عند ازداوجية تصريح البعض اثناء الأسر وبعده، استشهد الأسيران بالجندي اللبناني الذي أكد للإعلام مراراً وتكراراً بعد الإفراج عنه أنّ ورفاقه عوملوا بشكل جيد في فترة إقامتهم لدى الجهة.

وشدداً أنّ هناك صورة مشوهة بالمكانين عقائدياً، الأولى، وهي صورة سيئة وغير واقعية نقلها بعض الشيعة لجبهة النصرة والسنة، ومحورها أنّه لدى أبناء الطائفة الشيعية حقداً على السنة والصحابة، ومن هؤلاء الذين يساهمون بالتشويه بعض المشايخ الشيعة الذين يصدرون أشرطة فيديو يتوجهون بها بالسب للسنة وللصحابة في حين أن أغلب المراجع الشيعة تحرم هذا الفعل.

أما الصورة الثانية وهي التي تصل للشيعي ومحورها أنّ السنة والنصرة يكرهون الائمة ونسل الامام علي والشيعة ولديهم هوس بهذا الموضوع، وهي صورة مغالطة وغير حقيقة.

وعن موضوع حماية المقامات والذي تحجج به الحزب في حربه هذه على الرغم من أنّها موجودة وليست بوليدة اللحظة ولم يتعرض لها أحد من قبل، كانت الإجابة أنّ ذريعة الحزب في كونها محمية سابقاً تندرج تحت حجة أنّه لم يكن السنة في تلك المرحلة هم المسيطرون والحاكمون في هذه المناطق.

وأكد الأسيران في ختام المقابلة، أنّ حرب حزب الله على سوريا غير مبررة لا لهم ولأي أجنبي، معربين عند ندمهم لأن المعركة هي في الحقيقة معركة إقليمية تريد لهذا الوقع أن يستمر. وأشارا أن التفكير السياسي والعقائدي لدى حزب الله كان يتجه نحو الدفاع عن نظام الأسد وبشار الذي كان يحمي ضهر المقاومة، إذ كان يصوّر أنّ الحرب ضد النظام هي حرباً اسرائيلية، مع التنويه أن أكثر ما يؤلمهم اليوم هو تذكير البعض لهما بما صنعه حافظ الأسد وبشار الأسد بهم وبالجنوب اثناء الوصاية. واعتبرا أنهما ضحية المصالح وضحية التأثر بالشعارات والتعبئة الضخمة، محملين المسؤولية في أسرهما “لأنفسهما أولاً” ولحزب الله ثانياً الذي أتى بهما إلى سوريا ولم يؤمن لهما الحماية. هذا هو مضمون المقابلة، وهذه أهم النقاط التي أوضحها الأسيران لكارول معلوف عن ذهابهما إلى سوريا، فكيف سيواجه الواقع الشيعي المنغمس بالحرب السورية هذه التفاصيل وكيف سيتعامل الحزب مع هذه التصريحات التي تمظهرت إعلامياً وبإعترافات أسيريه.

ليظل السؤال الأهم وأمام ما يتم تداوله عن عملية لمبادلة الأسرى، هل ستتغير هذه الأقوال عند الإفراج عن الأسيرين وعودتهما إلى الحاضنة الشيعية؟ أم سيتخذان نهج مخطوفي الجيش اللبناني والذين أغلبهم ظلّوا على الموقف الواحد قبل الأسر وبعده؟

 

150 ألف جندي اسلامي في سوريا والصدام السعودي الايراني قادم…

خاص جنوبية 8 فبراير، 2016

اذا صحت المعلومات الاتية من السعودية بانه يتم تجهيز 150 الف جندي مسلم من مصر والاردن والامارات وبورما وماليزيا واندونيسيا وباكستان ومصر والسودان والسينغال ودول غيرها، لمحاربة داعش والدخول عبر شمال تركيا الى سوريا، فان ذلك سوف يعني تمدّدا واضطراما مضاعفا للحرب السورية لتصبح عسكرية مباشرة بين ايران والسعودية بعد ان كانت بالوكالة، ولتضع روسيا وتركيا على شفير مواجهة أيضا.

تبدأ المملكة العربية السعودية مناورات “رعد الشمال” خلال 24 ساعة، ويشارك فيها الآلاف من القوات السعودية والخليجية والمصرية والسودانية والأردنية في مناورات برية وبحرية وجوية، بحسب ما ذكرت تقارير صحافية.

وتتزامن تلك المناورات مع إعلان السعودية ودولة الإمارات استعدادهما لإرسال قوات برية في اطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة «داعش» في سوريا، لتوجه وعلى ذمة الصحافة الخليجية، “الضربة القاضية على «داعش» كونها تأتي من البيئة التي صادر قرارها. أي من البيئة السنيّة. وإنها الأقدر على حرمانه من ملاذاته وتفكيك قاموسه وجاذبيته وآلته العسكرية” .

واقترحت السعودية توزيع الـ 150 ألف جندي على الشكل الآتي:

50 الف جندي مصري ، 25 الف جندي سعودي، 5 الاف جندي اماراتي، 3 الاف جندي اميركي، 4 الاف جندي فرنسي وبريطاني، 15 الف جندي باكستاني، 15 الف جندي ماليزي ،10 الاف جندي اندونيسي، 5 الاف جندي من بورما، 15 الف جندي تركي، 5 الاف جندي سوداني، 3 الاف جندي سنغالي، 500 طائرة حربية ، 500 طوافة عسكرية، 3000 دبابة، 10000 الية مدرعة، 5000 مدفع مع الياتهم، اسلحة صاروخية وتجهيزات لوجستية

وكانت ايران قد قررت منذ الأيام الأولى للحرب إرسال مستشارين عسكريين لمساعدة القوات الحكومية، واعترفت لاحقا بتكثيف وجودها العسكري، وزادت دعمها السياسي والعسكري والاقتصادي للقيادة السورية، ودفعت بآلاف من مقاتلي حزب الله من اللبنانيين والعراقيين والأفغان من أجل التدخل لمساعدة الحكومة في وجه “التكفيريين”.

الموقف الاميركي من هذه الخطوة واضح، مجيء 250 ضابطاً اميركياً وجندياً من القوات الخاصة الى سوريا الى مناطق الاكراد يعني التحضير لهذه العملية، وان واشنطن التي رحبت بتشكيل تلك القوة الاسلامية، ستنسق مع الاكراد في العملية العسكرية التي ستدخل فيها هذه القوات الى مناطق كردية مثل الحسكة والقامشلي ودير الزور وادلب ومعرة النعمان وجسر الشغور المحاذية للحدود التركية، وسراقب ومناطق تقع بين حلب واللاذقية.

الرئيس التركي اردوغان كان حذّر وقال لواشنطن: عليكم الاختيار بين تركيا واكراد سوريا، ولن نقبل اي تعاون اميركي – كردي لان ذلك هو خطر على تركيا. لذلك حصل خلاف تركي ـ اميركي في شأن الاكراد لكن ذلك لا يمنع من ان يفتح الاكراد مناطقهم لقوات 150 الف جندي التي ستدخل الى سوريا ولا نعرف الحدود الجغرافية التي ستدخلها والى اين ستصل، وهل تقوم بحرب مع الجيش السوري وحزب الله والايرانيين، وماذا سيكون موقف الطيران الروسي عند هذه النقطة اذا اشتركت اميركا وفرنسا وبريطانيا في قصف جوي ضد معاقل داعش وجبهة النصرة وقوى اخرى، وشاركت الاكراد في احتلال الاراضي واجتاح الـ 150 الف جندي مناطق من سوريا بين حلب واللاذقية، ومعرة النعمان وجسر الشغور وسراقب والحسكة والقامشلي لان الطيران الروسي يقوم بغارات في هذه المناطق فهل يصطدم بالطيران الاميركي الذي يصل عديده الى عدد كبير مع الطائرات الفرنسية والبريطانية والعربية ويصل عددها الى 500 طائرة مقابل 70 طائرة روسية موجودة في اللاذقية.

ماذا سيكون موقف موسكو في هذا المجال؟ هل تصطدم بالطائرات التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ام تتجنب الحرب مع اميركا والتحالف الدولي.

وهذا السؤال مطروح لان روسيا عندما دخلت الى سوريا قالت انها لبت نداء من الشرطة الشرعية برئاسة الرئيس بشار الاسد والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقول انه ينفذ قرارا من مجلس الامن لمحاربة القوى الارهابية التكفيرية في سوريا ويقصفها جويا والان قد ينتقل الى العمل البري وهذا ما تريده الدول العربية بقيادة السعودية من اجل السيطرة على مناطق في سوريا ووضع الرئيس بشار الاسد امام امر واقع للتفاوض، على اصلاحات دستورية يتم سحبها من يده واعطاؤها لمجلس الوزراء المؤلف من المعارضة والموالاة التابعة له. واذاك تكون السعودية قد حققت هدفا في رأيها، هي انحسار الوجود الايراني في سوريا، فهل ستقبل ايران ذلك ام انها سترسل قوات من الحرس الثوري بأعداد كبيرة وتقاتل القوى التابعة للتحالف الدولي والتابعة للسعودية ودول اسلامية ولا تسمح لهم بالسيطرة واحتلال اراض سورية جديدة.

 

جدران وخنادق

نديم قطيش/المدن/الإثنين 08/02/2016

“العام المسطح” الذي كتب عنه المعلق الاميركي الأكثر شهرة، توماس فريدمان، ولد بحسبه في ١١ تشرين الثاني ١٩٨٩ من رحم هبوط جدار برلين الذي شق العاصمة الالمانية برلين، شاطراً إياها بين “كوكبي” الحرب الباردة، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية. بعد إنهيار الجدار بستة أشهر أصدرت شركت مايكروسوفت برنامج “ويندوز ٣” أحد أبرز اصداراتها للبرامج التشغيلية. “ويندوز”تعني بالعربية نوافذ، ما أتاح لملك المعادلات الثاقبة، فريدمان، أن يصيغ عبارته الشهيرة عن العالم الوليد بعد إنتهاء الحرب الباردة أنه عالم “تسقط فيه الجدران وتُفتح فيه النوافذ”!!  بات الجدار، منذ هذه المعادلة، المحدد الأول لمن هم داخل العالم المسطح الجديد ومن هم خارجه. ولعل الإتحاد الأوروبي، في القارة التي سقط فيها الجدار الأول، شكل الكيان الجغرافي الأكثر تجسيداً لفكرة سقوط الجدران، بالتوازي مع إنفتاح العالم الافتراضي الذي تقوده اليوم شركات مثل أبل وغووغل وغيرهما!  صحيح أن التبسيط، الذي هو سمة لمعات فريدمان، يمتحن اليوم في أوروبا نفسها، نتيجة الانتكاسات الكبيرة التي يعانيها الإتحاد حدوداً وعملةً وهويةً ونزعات إنفصالية، وآخرها تبني برلمان كتالونيا قبل اشهر قليلة قرارا يطلق العملية التي تهدف إلى إقامة جمهورية مستقلة لكتالونيا في إسبانيا في 2017. لكن الصحيح أيضاً أن هذا يندرج في سياق عملية تصحيح جارية داخل “العالم المسطح” الذي تعبر منطقتنا يومياً عن حدة الإنفصال عنه والعيش المرعب خارجه!

عودة الى الجدار!

بغداد، المدينة التاريخية المسورة التي تخلت عن أسوارها، تعود الى عقلية الجدار، الذي يختصر الكثير من سجالات المدينة ومصيرها وهويتها وصراعاتها اليوم. قبل أيام أكدت الحكومة العراقية أنها ماضية في بناء “سور أمني” لضمان عدم حصول خروقات أمنية واستغلال مزارع محيطة بالعاصمة لهذا الغرض”.

مشروع السور والخندق الذي باشرت قيادة عمليات بغداد تنفيذه يمتد في محيط يبلغ250 إلى 300 كيلومتر، ويهدف الى السيطرة على حركة الداخلين إلى العاصمة العراقية في محاولة لحفظ الأمن، تمهيداً لمعركة الفلوجة الثالثة”. لكن منتقديه لا سيما من القوى السنية ترى فيه “مؤامرة مذهبية” تهدف الى اقتطاع أجزاء من الأنبار، وضمها إلى العاصمة وبابل. المفارقة أن المدينة المسورة تاريخياً والمفتوحة في الداخل، هي مدينة يُعترض فيها على السور في محيطها فيما تبدو أقل حدة حيال الاسوار الاصغر التي تمزق احياءها الداخلية لا سيما أحياء الدورة والسيدية والكاظمية والغزالية والشعلة، دعك عن خندق البشمركة في نينوى وكركوك. ورغم رفض رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، خطط الجيش لبناء جدار إسمنتي حول بغداد الا أن المشروع لا يزال مثار سجال عميق حول هوية العاصمة وهوية العراق برمته!  بموازاة “سجال أسوار بغداد” والاسوار والخنادق داخل البلد الواحد أنجزت تونس، قبل ايام ايضاً، خندق وحاجز ترابي يمتد على نحو 200 كيلومتر مع الحدود الليبية، من رأس جدير على ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى الذهبية في الجنوب الغربي للبلاد! يضاف ذلك الى الجدار السعودي اليمني الذى أنشأته المملكة العربية السعودية على الحدود اليمنية السعودية، وهو مصمم ليمتد على مسافة 2000 كلم من البحر الأحمر غربا وحتى حدود سلطة عمان شرقا. ومثله الجدار على الحدود السعودية العراقية الذي شرعت السعودية في بنائه منذ العام 2006  بطول 885 كلم. أو الجدار الفاصل بين بين مصر وقطاع غزة والذي يستهدف الارض وما تحتها من أنفاق! وحيث لا جدران حقيقية ترسم حدود نزاعات الهوية، يشكل البشر مادة جدران العزل إما تكتيلاً لهم ووصلاً لمناطقهم وإما تقطيعاً وتهجيراً.  ولعل سوريا هي المكان الأمثل “للبشر الجدار”، كما حصل ويحصل في رسم حدود “سوريا المفيدة” وإمتداد حدودها بموازاة لبنان، او ما يحصل مع الاكراد في الشمال والشمال الشرقي للبلاد. تهجير الزبداي والتجمعات السكانية السنية في القصير ويبرود يدخل في عملية تعديل “الجدار السني”. إستماته الاكراد لوصل كوباني والحسكة والقامشلي بعفرين هو في العمق بناء جدار كردي وسد الخروق فيه على الحدود التركية السورية!   أما لبنان فجدرانه هي الأكثر تجريداً ومجازية بين ما يبنى على ارض الواقع في مدن العرب! مع ذلك فهو لا يقل إنخراطاً عن غيره في إنفجار الهويات والمجتمعات الحاصل في المنطقة! قانون اللقاء الارثوذوكسي، هو في العمق بناء جدران فصل بين أصوات الناخبين اللبنانيين يمنع إختلاط الطوائف ويرسم حدود تفاعلها! المعاني العميقة للسجال حول إنتخابات الرئاسة يصب في الإتجاه نفسه! إنها بلاد كاملة من الجدران والخنادق … والهويات القاتلة!

 

لا حل أميركيا قريبا في العراق

د. ماجد السامرائي/العرب/09 شباط/16

تجري خلال هذه الأيام تسريبات صحافية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مفادها أن هناك تحركات عسكرية أميركية داخل العاصمة العراقية، غايتها إحكام السيطرة الأمنية ومنع محاولات الاختراق التي قد تستهدف مقر أكبر سفارة أميركية في العالم من قبل داعش أو الحرس الثوري الايراني، وتضيف تلك التسريبات بالقول إن القوات الأميركية تحاول تشديد السيطرة على القادة السياسيين الشيعة داخل المنطقة الخضراء. دلالة هذه التسريبات تشير إلى ما وصل إليه الوضع العراقي من احتقان سياسي وأمني، وتفكك وانهيار سيطرة متعاطي السياسة وماسكي السلطة في بغداد رغم التعبئة الإعلامية للميليشيات المسلحة، ويرتبط كل ذلك بالوضع المتوتر الذي يسود محيط العراق، مما يشير إلى حصول تحولات في بنية الأوضاع الجيوسياسية لبلدين مهمين هما العراق وسوريا.

لقد خضع العراق منذ عام 2003 لوضع سياسي وأمني شاذ بسبب الاحتلال العسكري الذي انتهى شكليا عام 2011، في حين دخلت سوريا بذات العام حربا دموية متواصلة نتيجة ثورة الشعب ضد الاستبداد والدكتاتورية، في مفارقة تقول إن الأميركان حين اجتاحوا العراق عسكريا واحتلوه وأسقطوا نظامه السياسي برروا ذلك من أجل إسعاد شعب العراق بعد إنهاء الدكتاتورية والاستبداد وحكم حزب البعث، في حين أصبحت حماية نظام دمشق (الاستبدادي البعثي) ضرورة أمنية واستراتيجية.

ورغم اعتراف الأميركان بأن سياستهم في إنشاء النظام الطائفي في العراق كانت غير حكيمة، بل وصل الأمر بباراك أوباما إلى حد اعترافه بأن إزاحة صدام عن الحكم كان خطأ استراتيجيا لكنهم، وهم القادرون، لم يصححوا تلك الأخطاء الكبيرة، ولعل أكبر حدث شكل دليلا صارخا على ما وصل إليه نظام الحكم في عهد نوري المالكي هو اجتياح تنظيم داعش عام 2014 واحتلاله لثلث أراضي العراق بعد ثلاث سنوات من انسحاب القوات الأميركية وفق قرار أوباما القاضي بالابتعاد عن المناطق الملتهبة وعدم الاندماج الميداني فيها، وتركها لتداعيات الحروب والنزاعات العرقية والطائفية. مما دفع الأميركان للقيام بعملية استئصال فردي وجزئي لرئاسة الحكم الشيعي بطريقة “الإزاحة والإحلال” حين جاؤوا بحيدر العبادي وفق رؤية ملزمة له تقود إلى تخفيف الاحتقان والتوتر الطائفي الذي استهدف العرب السنة في عهد المالكي وأدى إلى كوارث سياسية وإنسانية كبيرة، مع أن الأميركان عارفون بأن العبادي هو من حزب المالكي، لكنهم توقعوا ومعهم الكثير من المراقبين بأن السلطة قد تدفعه إلى إجراءات جدية تؤهله لكي يصبح زعيما وطنيا لكل العراقيين، وبذلك يسجل سابقة للحكم الإسلامي الشيعي في المنطقة.

لكن رغم مرور سنة ونصف السنة على حكمه لم يحصل ذلك التغيير المنشود، بسبب هيمنة النفوذ الحزبي الشيعي ومافيات الفساد، والعبادي يعيش حاليا أزمات داخلية مع رفاق دربه وشركاء مذهبه، ولم يتمكن من اتخاذ خطوات جريئة رغم التشجيع الشعبي والمرجعي الشيعي لمحاربة إمبراطورية الفساد، ولم يحاسب ناهبي المال، وظل مفتونا بخطاباته الناعمة البعيدة عن المعالجات الجدية، ولم يكترث الأميركان بهذا الانهيار الذي وصل إليه العراق الذي لا يحتاج سوى إلى بيان رسمي لهذه النهاية الحتمية. وهم مهتمون، حسب تصريحاتهم، بالقضاء على داعش، ويدعمون حكومة العبادي في هذا الغرض. ورغم أنهم اليوم يعرفون جيدا ماذا يحدث في الأروقة الداخلية للأحزاب الطائفية الحاكمة، ولم يعودوا بحاجة إلى أحمد جلبي جديد حين كانت معلوماتهم حول العراق سياحية. فقد أصبحت لديهم مراكز استخبارية قادرة على المتابعة والرصد من مركز سفارتهم أو مراكز التجسس المنتشرة من شمال العراق إلى جنوبه، إضافة إلى مصادر المعلومات البشرية من قبل متعاطي السياسة الشيعة والسنة، من قادة وصغار وتابعين، فالجميع مُخبرون “مزدوجو الولاء أو أحاديوه” متبرعون بالمعلومات الصغيرة والكبيرة، بعد أن غابت جميع الحصانات الوطنية والأخلاقية، لقاء السلطة والمال والجاه، وهي بضاعة يقدمها الأميركان طالما أنها ليست من جيبهم وإنما من ضلع شعب العراق وآلامه. أما قصة ازدياد نفوذ إيران في العراق، والتي تشكل أكثر وجوه المشكلة تعقيدا، فالأميركان راضون عليها. الإيرانيون لا يخفون ذلك. بتاريخ 5 فبراير 2016 استغرب علي أكبر صالحي رئيس لجنة الطاقة الإيراني في لقاء تلفزيوني من استنكار النفوذ الإيراني في العراق، وأن المعارضين العراقيين كانوا يعيشون في إيران وبعد أن جاءت الولايات المتحدة واقتلعت صدام حسين جاء هؤلاء إلى الحكم، وتساءل صالحي “هل نخاصم الحكومة العراقية التي كانت معارضة لإيران ونقول لها لا تسمحي بأن يكون لنا نفوذ؟”.

وإذا كان الأميركان يتحججون بمشكلة وجود داعش في العراق تمنعهم من الحل السياسي، فإن وظيفة هذا التنظيم سواء أكانت بندقية مستأجرة، أو كيانا مرموقا لتخريب كل من العراق وسوريا أولا ثم المنطقة، فاحتلاله لهذه المساحة الواسعة يشير إلى تبلور نظام إقليمي جديد بديل لسايكس بيكو. وإلا فلماذا لا يكون هذا الاجتياح دافعا للأميركان لإعادة النظر بسياستهم في العراق التي أنتجت إلى جانب النفوذ الإيراني تغّول داعش في المنطقة، ولو كانوا جديين في القضاء على هذا التنظيم، ولو لم يكن له دور ميداني مفصلي يخدم مصالح النفوذ، لباشروا الحل السياسي الجذري للعراق، وبذلك ينحسر ويتلاشى وجود داعش.

إن إدارة أوباما لم تزل غير جادة بمثل هذا الحل، وأوباما معجب بالفتح الاستراتيجي الذي أنجزه في الاتفاق النووي لإعادة إيران إلى مكانتها السابقة عند البيت الأبيض الأميركي رغم النظام الأديولوجي القائم في طهران، ولا يهمه مصير العراق المتدهور وصعود نفوذ إيران. وقد نفى أوباما وجود أي قوة في أمن الخليج غير إيران. أي أن الأمن الإقليمي يقوم على “مسؤولية ثلاثية أميركية إسرائيلية إيرانية”، بحسب قوله، وبذلك أخرج السعودية من اللعبة. ولذلك وقفت إدارة أوباما ضد وجود حلف عربي أو تأسيس قوة عربية عسكرية مشتركة من مصر ودول مجلس التعاون الخليجي. وما نسمعه من تسريبات تتناول مشاريع وتوجهات أميركية لتغيير جذري في العراق، مازالت عند حدود الكلام، وهي أقرب إلى نشاطات العلاقات العامة منها إلى البرنامج العملي القريب، ولعلهم يصرحون أو يهمسون، بأن المشكلة التي يواجهونها في العراق هي غياب البدائل السياسية للديناصورات الطائفية الحالية التي رهنت نفسها لسرقة مال الشعب العراقي كله وخصوصا من العرب السنة. وهذه حجج غير مقنعة، فلو فتحوا عيونهم الخالية من الأغراض المصلحية لوجدوا نماذج كثيرة من الشخصيات الوطنية العراقية الليبرالية النزيهة والمؤمنة بحل ديمقراطي لا يفرق بين شيعي وسني وكردي وعربي. الأميركان يهملون التعامل مع هؤلاء الوطنيين ظنا منهم بأنهم معادون لأميركا، أو لأنهم معوِقون لمشاريع تفكيك العراق وشرذمته، وهو هدف يرغبه الأميركان. إلا أن تحركاتهم العسكرية النشطة في العاصمة وعلى أطراف نينوى والتي تصاحب اقتراب معركة الموصل التي سيقودونها بلا حشد شيعي، ممكن أن تُحسَم على صفحاتها الكثير من المشاكل السياسية العالقة في كل من العراق وسوريا. وقد تتبلور حقائق على الأرض تحسم مصير العرب السنة سواء بإقليم مستقل أو متواصل داخل العراق، وعندها سنعرف ماذا يريد الأتراك والإيرانيون، وأين موقع السعودية في كل ذلك.

 

الدخول السعودي البري إلى سوريا: حماية الاعتدال في الشرق

علي الأمين/العرب/09 شباط/16

أعلنت المملكة العربية السعودية قبل أيام استعدادها للتدخل العسكري بريّا في سوريا من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. جاء الموقف السعودي غداة تأجيل أو فشل مفاوضات جنيف 3 بين النظام السوري والمعارضة السورية، بسبب إصرار النظام، وحلفائه الروس والإيرانيين، على عدم وقف الضربات الجوية التي تستهدف المدنيين في أكثر من منطقة. وتزامن الموقف السعودي مع التقدم الذي بدأ بتحقيقه النظام السوري وحلفاؤه في شمال سوريا، وفي ريف اللاذقية، وسط مؤشرات تؤكد بالملموس أنّ الهدف هو ضرب المعارضة المعتدلة وتدمير مناطق نفوذها وقتل وتهجير أكبر عدد من المدنيين السوريين، إلى جانب تهميش المواجهة مع المجموعات الموصوفة بالإرهاب وتحديدا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. الموقف السعودي الذي رحّبت به المعارضة السورية على لسان رئيس ائتلافها خالد خوجة، أبدت وزارة الدفاع الأميركية بدورها ترحيبها به، فيما حذرت إيران على لسان رئيس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، المملكة العربية السعودية منه، معتبرة أنّه في حال حصوله سيؤدي إلى “تفجير المنطقة وحتى السعودية”.

لكن يبقى سؤال أساسي: ما هي الأسباب التي دفعت السعودية إلى إطلاق مثل هذا الموقف؟ وما هي الأهداف التي تسعى إليها؟ وهل هي مجرد رسالة تحذيرية موجّهة إلى إيران وسوريا أم تنطوي على خطوة فعلية يجري التمهيد لها دوليا في سياق الحرب على داعش؟

بداية لا بدّ من الإشارة إلى أنّ السياسة السعودية لم تتخذ موقفا ضد التدخل الروسي الجوي في سوريا، بل تعاملت مع هذا التدخل بحيادية منذ انطلق خلال صيف العام الماضي. وسبقت هذا التدخل ورافقته اتصالات بين الدولتين على أعلى المستويات، من بينها زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا التي توّجها بلقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. على أنّ قُرّاء الموقف السعودي من التدخل الروسي في ذلك الحين، بدا لهم أنّه ظنّ الدخول الروسي العسكري سيكون على حساب النفوذ الإيراني. وربما قدّرت السياسة السعودية أنّ سبل التفاهم مع الروس تبقى متاحة أكثر ممّا هي مع القيادة الإيرانية التي تخوض سلسلة مواجهات غير مباشرة مع السعودية سواء في اليمن أو العراق وحتى في لبنان.

كما أنّ روسيا، التي طالما أبدت حرصا وتمسكا شديدين بنفوذها ونافذتها السورية على المتوسط، لم تشكل بذلك مصدر قلق كبير للسعودية ولا للمعارضة السورية عموما، في مقابل الدور الإيراني الذي تشكل سوريا حلقة من حلقاته عبر الأسد، تمتد من إيران إلى اليمن والعراق ولبنان. وبالتالي راهنت السعودية على أن يوفر الروسي أرضيةً لحوار داخلي، ويمهد لانتقال السلطة بشرط الرعاية الروسية وبتهميش الدور الإيراني. لكن المفارقة برزت من واشنطن حين ألحت الأخيرة على أن تكون إيران طرفا في أي مباحثات دولية وإقليمية بشأن سوريا.

الغارات الجوية الروسية التي ترافقت مع تنسيق صريح ومعلن مع إسرائيل قام على أساس حماية الاستقرار على الحدود الجنوبية لسوريا مع إسرائيل، ومنع حزب الله من القيام بأيّ عمل عدائي ضد إسرائيل من جنوب سوريا، ترافق أيضاً مع تنسيق روسي – إيراني على الأرض. إذ وفّر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، إلى جانب قوات النظام السوري، القوة البرية التي تمددت في أكثر من منطقة سورية. ومعركة حلب وأريافها مؤخرا شكّلت النموذج لهذا التنسيق، فضلا عن مناطق ريف اللاذقية التي شهدت نموذجا للتنسيق داخل محور النظام وحلفائه. لكن هل السعودية جادّة في تدخلها البري؟

ربما أدركت السعودية أنّ روسيا راغبة في القضاء على المعارضة المعتدلة والمعترف بها دوليا، وتركت تنظيم الدولة الإسلامية خارج أهدافها إلى حدّ بعيد، ودائما بسبب اعتبارها أنّ الصراع في سوريا هو بين نظام شرعي وجماعات إرهابية. وساهم المزيد من الانكفاء التركي عن الصراع السوري، بفرض تحديات جديدة على المملكة التي وجدت نفسها في موقع التحدي. إذ أنّ ما يقترحه الميدان عليها هو إما أن تكون شاهدة زور خلال عملية القضاء على المعارضة السورية المعتدلة بالنيران الروسية والإيرانية، وبالتالي زيادة نفوذ تنظيم داعش في سوريا، أو المبادرة إلى القيام بخطوات عسكرية تعيد الاعتبار من خلالها إلى الدور العربي في سوريا من خلال دعم خيار الاعتدال السوري الذي يرفض إرهاب الأسد وحلفائه من جهة، وإرهاب داعش من جهة ثانية.

السعودية معنية بحماية خيار الاعتدال والوسطية، وذلك لأنّها تدرك أنّ التطرف الذي يطلقه إرهاب النظام السوري على شعبه، هو سيف مسلط على المنطقة العربية عموما. فإرهاب داعش لا يشكل خطرا داهما في البيئة الشيعية ولا على النظام السوري، لأنّ تنظيم الدولة الإسلامية يضع في سلم أولوياته البيئة السنية، تلك التي يسعى إلى السيطرة عليها والتحكم بخياراتها. لذا لم يغير هذا التنظيم من برنامج أهدافه حين ركّز عملياته العسكرية داخل هذه البيئة سواء في العراق أو في سوريا، وفي المملكة العربية السعودية التي تعرضت للعدد الأكبر من العمليات الإرهابية من قبل هذا التنظيم، بخلاف إيران التي لم يُظهر تنظيم داعش وأقرانه أيّ إشارة إلى أنّها، أو إسرائيل وحتى روسيا، تشكّل أهدافا حيوية له. لذا ذهب الموقف السعودي مباشرة إلى عنوان الإرهاب، الذي بدا ثانويا في الأهداف الروسية والإيرانية في سوريا. وهو موقف يستهدف التأكيد على أولوية ضرب الإرهاب، وتوجيه رسالة دعم إلى الاعتدال وخياراته في سوريا، ومحاولة توجيه رسالة للأميركيين، لا سيما الرئيس باراك أوباما، تذكّره بما قاله عشية الدخول الأميركي إلى العراق لمواجهة داعش، حين قال إنّ إنهاء داعش يتطلب عملية سياسية تنهي الأسباب التي توفّر البيئة الحاضنة لهذا التنظيم. وقال أوباما حينها، في لقاء شهير مع الصحافي الأميركي توماس فريدمان، إنّ “القوات الأميركية يمكن أن تنهي تنظيم داعش خلال أسابيع لكن من سيستلم وراءنا؟”. بمعنى أنّه لا بدّ من تسوية سياسية تشكل حاضنة لخيار مواجهة الإرهاب وأسبابه التي هي بالدرجة الأولى تتصل بفشل العملية السياسية في الدولة الوطنية. خيار الاعتدال هو خيار الوسطية وهو أصعب الخيارات، وليس كما قد يفهم البعض أنّه خيار الهروب أو سبيل الضعيف… على العكس تماما. ذلك أنّ الوسطية هي رسالة الإسلام في جوهرها، تلك الفضيلة التي تنبذ من جانبيها رذيلتيْن: الوسطية هي كما فضيلة الشجاعة، بين رذيلتي التهور والجبن، وكما فضيلة الكرم، بين رذيلتي البخل والإسراف. الوسطية هي الخيار الصعب. من هنا فإنّ معركة تثبيت خيار الاعتدال في المنطقة العربية تحتاج إلى مواجهة التطرف بوجهيه، الاستبدادي الذي تمثله أنظمة القهر والاستبداد والإقصاء، كما هو الحال في نموذج النظام السوري. ومواجهة التطرف الديني والمذهبي بوجهيه، السني والشيعي، الذي يصادر المجتمع الدين والمذهب من أجل النفوذ والسلطة ولو على ركام الدولة والمجتمع والدين.

 

لماذا سيدخل السعوديون إلى سوريا

أحمد عدنان /العرب/09 شباط/16

قبل أسابيع قصيرة، في هذه الصحيفة، كتبت مقالة بعنوان “عام سلمان”، أطالب فيها بدخول الجيش السعودي إلى صنعاء وصعدة في اليمن، كما طالبت الجيش بالدخول إلى سوريا، وبعض النخبة السعودية لامني على هذه المقالة. حين كتبت في هذه الصحيفة قبل أشهر طوال “دقت طبول الحرب” انطلقت بعدها بفترة وجيزة عملية عاصفة الحزم، يبدو أن حدسي السياسي لم تنته صلاحيته، فقبل أيام صرح العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع بأن صنعاء على الأبواب، وأكد على جاهزية الجيش السعودي للدخول إلى سوريا تحت مظلة التحالف الدولي لمحاربة داعش، وقد أطلقت دولة الإمارات تصريحا مشابها، وتبع ذلك شمال المملكة مناورات “رعد الشمال”. أستطيع القول الآن إن السياسة السعودية تسير في الطريق الصحيحة، لسنوات طوال تركنا إيران تعبث داخل المحيط العربي من بوابة الميليشيات، حصل ذلك في لبنان والعراق وسوريا واليمن، والنتائج كارثية، وما لجأت السعودية للتخلي عن نزعتها المحافظة إلا بعد أن طفح الكيل، وقد ثبت بحكم التجربة أن التعامل الأنجع مع إيران يعتمد على منطق القوة، ومن المهم هنا أن نتذكر مقولة نيكسون “يجب أن يدرك أعداؤنا أننا نتحول إلى مجانين حين تتعرض مصالحنا للخطر”. لماذا دخلنا اليمن؟ ميليشيا الحوثي استهدفت الدولة وأرادت خنق المملكة وغيرها من بوابة باب المندب، وما شهدته الحدود الجنوبية من مناوشات أثبتت صوابية الخيار العسكري السعودي، ودخول صنعاء المنتظر أو تسلمها سلما، يعزز أوراق التفاوض السياسي للدولة اليمنية كما يعزز أوراق التفاوض السعودية إقليميا، ودخول صعدة، الذي أتمناه، سيجعل عاصفة الحزم آخر الحروب في اليمن، فالتهاون مع وجود الجيب الحوثي الإيراني يعني أننا أمام احتمالات تصعيدية مستقبلا ضدنا وضد الدولة اليمنية، وهذا ما لا يريده أحد.

حالة سوريا تشابه حالة اليمن وربما أخطر، فبقاء الأسد يعني بالضرورة استحواذ إيران نهائيا على سوريا، وإضعاف المعارضة يعني قطعا تقوية داعش وليس القضاء عليه، ولو انتصرت إيران في سوريا فإن هدفها المقبل هو المملكة من الشمال بعد أن حاولت استهدافها من الجنوب، واستهداف المملكة إيرانيا هو ببساطة استهداف لدول الخليج كلها، إيران دخلت إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان فانصرف أهل هذه الدول لقتال بعضهم بعضا، والميليشيات الطائفية تكاثرت كالبكتيريا قاضمة المواطنة والدولة والسلم الأهلي وجوهر الأديان، تخيل أن ما جرى في هذه البلدان سيحصل في دول الخليج، إنها النهاية، وتحدي الوجود تتضاءل أمامه الخسائر وأعداد الضحايا.

ماذا لو انتصر داعش في سوريا؟ النتيجة أسوأ بكثير، لن تكون دول الخليج وحدها مهددة، ستصبح مصر كذلك في قلب الخطر، سيضع داعش نصب عينيه ثلاثة منابر، الأزهر والحرمين الشريفين، تخيل أن أبا بكر البغدادي سيلقي خطبة الجمعة في مكة أو في المدينة أو في جامع الأزهر، لن أقول إن الدول العربية والإسلامية ستغرق في الجحيم، بل إن الكرة الأرضية برمتها ستصبح نموذجا محاكيا لجهنم، وفي طريق داعش إلى المنابر الثلاثة ستزول الحدود، سيصبح وجود دول كالأردن ولبنان وما تبقى من سوريا والعراق جزءا من الماضي، فضلا عن أن الحدود بين دول الخليج ووجودها نفسه لا محل له في قاموس الدواعش، أي أن مشاهد الذبح والحرق والتهجير والسبي ستنتقل من تلفاز المواطن الخليجي إلى جوف منزله والعياذ بالله. قد يأتي من يقول فلنتحالف مع الروس للقضاء على داعش، وهذه نظرية بلهاء، فالروس بقصد أو بلا قصد يدعمون داعش، فالشعب السوري الذي مقت بشار الأسد وإيران وبغض حزب البعث، حين تلغي من خياراته المعارضة المعتدلة وعلى رأسها الجيش الحر، فأنت تدفعه قسرا إلى داعش، لك أن تتخيل كراهية السوريين لإيران وبشار وهم يفضلون داعش، أعداد اللاجئين والقتلى من الشعب السوري تغني عن كل حديث من الأساس.

هل الروس وبشار وإيران وحزب الله حاربوا داعش بالفعل؟ أتحدى رصد جبهة واحدة بين داعش وبين محور الممانعة وروسيا، بل على العكس، يعمل داعش كسد منيع بين الثورة السورية وبين نظام الأسد إلى حد الدفاع العسكري، وفي المقابل فإن روسيا ومحور الممانعة يدللان الدواعش باستهداف خصومهم، تدخل حزب الله في سوريا فتعاظم داعش، وتدخلت روسيا فاستقر الدواعش، ولنا في حلب، الخالية من داعش مطلقا، المثل الناصع، إنهم يدمرون حلب ويتركون المناطق التي يحكمها داعش من دون أن يقصفوها بحجر فضلا عن البراميل والصواريخ، وهذا غيض من فيض عن صلات مباشرة وغير مباشرة بين محور الممانعة والدواعش، انسحابات الجيش السوري لمصلحة داعش موثقة كما في الرقة مثلا، وشراء النظام السوري للنفط من داعش مثبت، ولا ننسى أن اضطهاد السنة المبرمج في العراق وفي لبنان من طرف إيران وحلفائها دعم الدواعش بصورة كبيرة، وأظن ذلك متعمدا، والملفت حقا أن داعش هدد السعودية عمليا غير مرة، ولم يزعج إيران، إذا أزعجها، بغير الخطب الرنانة.

بشار الأسد وإيران في موقع الأبوة للإرهاب من الأساس، قادة القاعدة يلجؤون إلى إيران، وبشار الأسد مارس الإرهاب عبر مخابراته أو عبر عملائه أو عبر القاعدة في لبنان وفي العراق، ولا أنسى ما يسمى بحزب الله الذي لم يوفر أي إرهاب ضد اللبنانيين والعرب ابتداء بتفجيرات الخبر واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وليس انتهاء بتعطيل الدولة اللبنانية وقتل السوريين واستهداف دول الخليج، والحرس الثوري والحشد الشعبي تفرغا لإبادة عرقية ضد السنة ولاستباحة سيادة الدول العربية. حين نتذكر هذه الحقائق نكتشف أن التدخل العسكري ليس مجرد ضرورة، بل قد يلومنا البعض على تأخر نسبي.

إن انتصار إيران في سوريا، يعني تحويل السنة جميعا إلى دواعش، وإذا سلمنا من ذلك، فإن تكاثر الميليشيات الشبيهة بالحوثي وحزب الله والحشد الشعبي لن يرحمنا، وإذا انتصر داعش لن يوفرنا أيضا، لذلك حين ندخل لمحاربة داعش فنحن نحارب أيضا بشار الأسد وحزب الله وإيران، ومواجهتنا مع إيران وأتباعها هي مواجهة مع الإرهاب أيضا، لأن ما تفعله ايران من استهداف السنة وضرب قيمة الدولة وتأجيج الغرائز الطائفية واستيلاد الميليشيات يشعل التطرف في حديقتنا الداخلية إلى حدود قصوى لن تبقي ولن تذر. ببساطة وبوضوح، الحرب على داعش هي كذلك حرب على بشار الأسد وإيران، فنصرة طرف على طرف ستقوي الطرفين مجتمعين بسبب علاقتهما الموضوعية والعضوية، أي أن الدخول إلى سوريا يعني ضرب الإرهاب والممانعة معا، وكلاهما وجهان لعملة واحدة تشكل خطرا صارخا على حاضرنا ومستقبلنا، بذلنا جهدنا بالسياسة، لكن المجتمع الدولي يبارك ضمنا إبادة السنة ودهس إيران للعرب ولدولهم، أصدر عادل الجبير تحذيره مرة تلو مرة “إما تنحي الأسد وإما العمل العسكري” ولم يصدق أحد، وقبله حذر الملك عبدالله من خطورة التهاون مع الإرهاب ولم يسمع أحد، والملك سلمان أعلنها بصراحة “لا نريد أن نتدخل في شؤون أحد ولا نريد أن يتدخل أحد في شؤوننا، وسندافع عن العرب والمسلمين”، وأتمنى أن يتوفر وقت متاح، لو راجع المجتمع الدولي قناعاته، لتنجز السياسة ما سيداويه الكي. الدخول إلى سوريا اليوم يغني عن سقوطنا دولا ومجتمعات في الغد، مواجهة مؤلمة يخوضها جيشك خارج الحدود بديل لمواجهة قاصمة في قلب الحدود، كلنا يكره الحرب لكننا أمام معركة وجود ومصير، وعلى الجميع تحمل المسؤولية، ومن ليس معي فهو ضدي، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

طائفيو العراق وأسوار وخنادق التقسيم الطائفي

داود البصري/السياسة/09 شباط/16

للفشل والترهل والضياع أساليب ومنهج عمل واضح يعبر عن نفسه من خلال الإجراءات العقيمة الفاشلة التي تلجأ لها سلطة الطوائف العراقية في معالجة الأزمات الطارئة والمستمرة في بلد يعيش وسط البركان وتعتاش حكومته على الأزمات المستمرة. مع كل تطور عسكري أو سياسي أو أمني في العراق “تبتدع” السلطة العاجزة إجراءات مثيرة للسخرية، وتعتمد على صيغ أمنية وعسكرية متهالكة تعبر عن إفلاس فكري وقيادي ومعلوماتي مثير للرثاء، فالسلطة تواصل المضي بعيدا في مسلسل الفشل الذريع، وفي ظل هزائمها المستمرة لا تجد مناصا من ابتداع حلول مأسوية لقضايا شائكة فشلت في إدارة أوراقها ومعالجة ملفاتها المستعصية. الحكومة اليوم وبتصفيق وتشجيع من أحزاب التحالف الوطني الحاكم الطائفية قد شرعت في بناء خندق بعمق مترين وعرض ثلاثة امتار ولمسافة 100 كيلومتر حول العاصمة بغداد لحمايتها، كما يقولون من هجمات وغارات تنظيم الدولة والسؤال يتمحور حول فاعلية العمليات العسكرية في الأنبار إذا كانت قد فشلت في توفير الأمن والحماية للطرق الرابطة مع العاصمة بغداد؟ وكيف يتحدثون عن انتصارات عسكرية حاسمة فيما يقومون بتنفيذ اجراءات دفاعية الطابع تعود لتكتيكات العصور الوسطى وبناء التحصينات من خلف الخنادق، بل لعصور ما قبل الوسطى، ولأيام النزاع بين أثينا وأسبارطة في العهد الهيليني؟

أي عقلية إدارية متخلفة تلك التي تسير الأمور في العراق ؟ وأي ستراتيجية عسكرية يتم التخطيط لها عبر استحضار مخلفات فكر العصور الوسطى لتطبيقه في قلب القرن الحادي والعشرين.

لقد بلغت العدمية والمسخرة في العراق حدودها الكارثية القصوى وأضحت منهجا بائسا يعبر عن بؤس وضحالة وعدمية فكر من يحكمون العراق اليوم ليلقون به وبشعبه في مهاوي الردى؟، والخندق العميق المحفور والمعزز بكاميرات المراقبة لا يمكن له أبدا أن يحمي أحدا في العمق البغدادي بل إنه يكرس مبدأ التقسيم والضم والالحاق وإعادة بناء المواقع الطائفية للأسف، وهو خندق مسور يذكرنا بسور العزل العنصري في فلسطين المحتلة ويستنسخ من تلك التجربة الفاشية الصهيونية إطارا جامعا مانعا لحالة التقسيم والتشطير العراقية التي يسعى إليها البعض من غلاة الطائفيين في العراق والساعين لبناء واقع طائفي ممزق مريض تهشم من خلاله كل الجهود الوطنية المخلصة لاعادة بناء العراق على أسس توحيدية سليمة ومنطقية، من الواضح حتى لمن لا يفهم بأن أسوار بغداد الجديدة هي خطوة مركزية في بداية تنفيذ سيناريو تقسيمي أسود من خلال عزل بغداد عن حزامها البشري وتحويلها لجزيرة طائفية خاصة بمكون معين،وهو تصرف يتماشى مع ما أقدمت عليه حكومة كردستان من حفر خندق مماثل يعزل اقليم كردستان عن محيطه ضمن مسلسل رسم الخرائط الستراتيجية الجديد، وسعي البعض للمضي بعيدا في تنفيذ حلم ومخطط تقسيم العراق وتشطيره وجعله نسيا منسيا وجزءا من الماضي وهو ما يهدد التوزان الستراتيجي في الشرق القديم بأسره. ويبدو أن سياسة الأسوار والخنادق قد باتت من مستلزمات وأدوات العملية السياسية الكسيحة في العراق التي وصلت لنهايات كارثية مقرفة تبشر بسيادة عصر الفوضى المطلقة، فعندما تعجز الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تم صرف مليارات الدولارات عليها وعلى تجهيزاتها عن توفير الأمن للمواطن العراقي، لابد لمافيات الظلام ولأهل الأجندات المشبوهة التحرك وتلك وأيم الله قاصمة الظهر، وطعن في قلب الوجود العراقي واستهانة بدماء شهداء العراق الذين سقطوا دفاعا عن وحدته الوطنيةوبقائه، الحكومة العراقية التي تعيش اليوم إرهاصات التغيير الداخلي تتصرف بتخبط واضح في ظل عدم وجود ستراتيجية عسكرية وأمنية واضحة وتسوير العاصمة أمر يحمل دلالات تراجع عسكري مهين لا بد أن ينعكس على الوضع الطائفي العراقي الهش، فإدارة الأزمة العراقية الطاحنة تحتاج لمقاربات أمنية وعسكرية محترفة وليس لتخبطات قادة الميليشيات الطائفية الذين أساءوا للقيم والأعراف العسكرية والمهنية، وعبر كل تاريخ الحروب العراقية منذ أن تأسست بغداد في عهد المنصور العباسي لم يتم حفر الأسوار والخنادق، بل كانت المواجهة عبر الإستعدادات المعروفة، كل ما يجري من إجراءات حكومية هو مجرد حالة عبثية لمرحلة ميتافيزيقية من الفشل القيادي، وهي مرحلة زائلة لا محالة لكونها خارج أي تصنيف منطقي، سيظل العراق موحدا رغم الصعوبات الراهنة وستسقط أسوار الفوضى والترهل، فالأسوار الحصينة والقلاع المتينة لا تحمي الخائفين والفاشلين!

 

إيران: «التكليف الشعبي» ضد «رسم« النتائج خامنئيّاً!

أسعد حيدر/المستقبل/09 شباط/16

أميركا «العدو»، كانت الحاضر الأول في خطاب المرشد آية الله علي خامنئي أمام قادة وضباط سلاح الطيران. لم ينقص في هذا الخطاب السنوي تقليداً لخطاب الإمام الخميني، سوى هتاف سلاح الطيران «الموت لأميركا». لم يكن هذا التشدّد الخامنئي سوى «الشجرة» التي يراد منها أن تخفي «غابة» الانتخابات التشريعية والخبراء. المرشد يريد أن تأتي نتائج الانتخابات كما «هندسها» مع «مجلس صيانة الدستور»، وبلا مفاجآت كما حصل في الانتخابات الرئاسية عندما فاز حسن روحاني على مرشحي التشدّد بمن فيهما مرشحه علي ولايتي ومرشح «الحرس الثوري» جليلي. تهديد الشعب الإيراني بالغزو الأميركي، هو برأي خامنئي وكل المتشددين أفضل سلاح لإحداث «تسونامي» شعبي على صناديق الاقتراع لإسقاط مرشحي الاعتدال والوسط والإصلاحيين. المرشد لم يعد يمكنه في زمن الاتفاق النووي التحذير من خطر «الحرب الخشنة»، فاستعاض عنها بـ»الحرب الناعمة« التي تهدف الى «تجريد النظام والشعب الإيراني من أي عنصر من عناصر القوة»، أما أهم «سلاح» يستخدمه «العدو» في هكذا حرب «الابتسامة وهي ترتكب أبشع الأعمال لذلك ينبغي اتخاذ الحيطة والحذر من هكذا عدو». أما أبرز «سلاح» لمواجهة هذه «الحرب»، فهي كما حدث في شطب نصف المرشحين من مجمل المرشحين بحيث لا يبقى سوى عدد محدود للجبهة التي تجمع «الروحانيين» و»الرفسنجانيين» و»الإصلاحيين»، وبالتالي لا يمكن لهذه الجبهة الفوز بالأغلبية في مجلس الشورى والخبراء. الشيخ هاشمي رفسنجاني المستهدف الكبير من حرب التصفية ردّ على المرشد دون أن يسميه. بدايةً طلب من الشعب الإيراني «تخييب« التوترات الاستفزازية واتخاذ انتخاب حسن روحاني مثالاً ضد التهديد والخطر، والعمل على:

[ استكمال الملحمة السياسية لعام 2013 (انتخاب روحاني رئيساً للجمهورية) في انتخاب أعضاء معتدلين وأوفياء لمبادئ الثورة، والإمام الخميني (لم يشر الى خامنئي والوفاء له).

[ «التصويت لمرشحي الشعب بنسبة عالية لأن الأعضاء المنتخبين وحسب تناسب الأصوات ستكون لهم القدرة على اتخاذ القرارات». ما يؤشر إليه رفسنجاني هو حصول النواب الفائزين من جبهة المعتدلين، على «التكليف الشعبي الواسع» في مواجهة «الرسم الخامنئي».

رسم مسارات الانتخابات عند «المصفاة الدستورية» ولا التهديد بـ»شبح العدو الأميركي». توجد «آلة« متكاملة لفرض مسارات فوز المتشددين، «نصف» فوز وليس بالضربة القاضية، لأن إبقاء الهدوء والمحافظة على الحد الأدنى من الموافقة الشعبية يفرض ذلك. «الحرس الثوري» دخل على مسار التهديدات بالمواجهة الشاملة، «رأس الحربة» في هذا الهجوم يقوم به الأدميرال فدوى قائد البحرية الذي قال: «وتيرة المواجهة مستمرة وستبقى كذلك». «الحرس الثوري» يريد المحافظة على وجوده» في السلطة عبر استمرار صيغة «الكيبيه» تحت «عمامة» المرشد. بهذا يحرّك العملية السياسية التي تضمن له مصالحه، من دون أن يتحمّل مسؤولية ما يحصل وما ينتج عن ذلك.

المتابعون للمسارات الحالية للانتخابات وما توحيه مستقبلاً، يرون أن النظام الإيراني سيشهد تعديلاً طفيفاً ولكن مهمّاً بحيث يبقى «الأمن« من اختصاص «الحرس الثوري» بعيداً عن أسماء القادة ومن يبقى منهم ومن يبعد أو يرَحل الى «مكتب» المرشد. وأن التشريع سيكون للمحافظين ضمن مجلس الشورى الذي سيشهد تعديلاً في توزيع القوى داخله، ومن أبرز هذه التعديلات أن المتشددين لن يشكلوا الأغلبية المطلقة لكنهم سيبقون قوة راجحة، أما التنفيذ فسيكون للمعتدلين الذين نجحوا في تنفيذ سياسة المفاوضات وصولاً الى توقيع الاتفاق النووي، وسيكون على روحاني ومعتدليه في الحكومة المقبلة «معالجة حال الركود وتوجيه الأرصدة نحو الانتاج الصناعي والزراعي».

طبعاً المعتدلون بقيادة الثنائي رفسنجاني روحاني، بعد استبعاد حسن الخميني، لن يستسلموا لهذا الرسم وكأنه قضاء وقدر. بداية فإن إبعاد حسن الخميني ومعه صهره مرتضى اشراقي ليس لأسباب انتخابية كما يجري تعليله بأن إيران تهتم بالجغرافيا وليس بالتاريخ. من مبادئ هذا الاهتمام، لا مكان للوراثة والورثة حتى لا يشكلوا بالاسم التاريخي الذي يحملونه «مركز قوى» حاضراً ومستقبلاً، وأن المظاهر المؤكدة لهذا التوجه أن أبناء خامنئي خصوصاً مجتبى «الرجل القوي» حالياً في مكتب والده المرشد، سيخرج من الصورة بعد غياب والده.

إذاً على ماذا يعتمد المعتدلون والوسطيون والإصلاحيون؟

[ اتحاد هذه القوى في لائحة واحدة، تضم وجوهاً من الصف الثالث بعد استبعاد الأسماء الكبيرة، بحيث «يكون وجودها هو المهم وعملها متحداً بإدارة متمرّسة وعارفة وهادفة بقلب الموازين».

[ أن المتشددين متفرقون على ثلاث لوائح وليست واحدة. الأكثر تشدداً يقودها آية الله «الطالباني» محمد مصباح يزدي، والثانية بقيادة «المؤتلفة«، والثالثة «جمعية مضحي الثورة». ويبدو جلياً أن «بيت» المرشد يعي الخطر ولذلك قال حداد عادل (تربطه مصاهرة عائلية مع خامنئي) «ان المنافسة ليست سهلة«.

ما يزيد من صعوبة ودقة وضع «المتشددين«، أن علي لاريجاني، يقود لائحة رابعة مستقلة في قُم. ويبدو أن لاريجاني يفكر أولاً في استعادة موقعه رئيساً لمجلس الشورى المنتخب، وفتح الباب على مصراعيه أمام انتخاب شقيقه رئيس الهيئة القضائية آية الله صادق لاريجاني مرشداً خلفاً لخامنئي عندما تدق ساعة الاختيار. من بعيد تبدو النتائج في الانتخابات التي ستجرى في 26 شباط الجاري «مظهرَة» فما رُسم قد رسم. لكن واقعياً ما زالت النتائج معلقة على الاقبال الشعبي وتقلبات المزاج الشعبي أمام صناديق الاقتراع، وما سيحدث من مناورات وتحالفات في الدقائق الأخيرة كما حدث في 72 ساعة قبل انتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية.

 

يوم استقبل الروس الأسد منفيًا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/09 شباط/16

ظهر كتاب لفاروق الشرع نائب الرئيس السوري، المختفي منذ عام 2012، والذي لا يُعرف مكانه بعد، إن كان مدفونًا في ستة أقدام تحت الأرض أو محبوسًا في بيته. وسأعود لاحقًا للحديث عن الكتاب، إنما الذي استوقفني، حديثه عن دور موسكو في حسم الحكم في دمشق! الشرع يسرد حكاية كيف وافقوا على استقبال رفعت الأسد، المنازع على الحكم. مما يعني اليوم أنه لن يكون غريبًا على الروس تكرار احتواء الأزمة السورية، ومنح بشار الأسد ممرًا أو منفى دائمًا. القصة كما يرويها الشرع، أنه سبق للروس أن تدخلوا في شأن الخلاف بين الرئيس حافظ الأسد وشقيقه رفعت، عندما وقع نزاع على الحكم في عام 1984، بعد أن دخل حافظ في غيبوبة إثر أزمة صحية طارئة. رفعت، قائد سرايا الدفاع، حاول خلال الفراغ الرئاسي أن يمارس دوره القيادي، وانشقت دمشق بسبب نزاع بين العلويين على الحكم حتى استيقظ حافظ من غيبوبته وسط عاصمة على وشك الاقتتال. السوفيات بعثوا مندوبًا عنهم، حيدر علييف، نائب رئيس الوزراء، الذي طلب لقاء رفعت لمعرفة ما يجري داخل النظام، ولم يرفض حافظ تدخلهم، وفق رواية الشرع، الذي يقول إن الأسد أرسله مرافقًا لعلييف، طبعًا لمعرفة ما يدور من حديث مع رفعت. بعدها، رقى حافظ أخاه إلى منصب نائب الرئيس، وخفض سلطاته. يقول الشرع إن حافظ حاول ان يوجد مخرجًا كريمًا لشقيقه، والحقيقة أنه أراد أن يتخلص منه بعد أن صار طرفًا ومنافسًا على الحكم. فقد كان بإمكانه الإبقاء على رفعت نائبًا للرئيس. «قمت، وبطلب من الرئيس، بإيجاد مخرج لائق لرفعت في ابعاده عن سوريا، وذلك بالاتصال مع السفير الفرنسي لترتيب زيارة رسمية له كنائب للرئيس ومن ثم لبقائه هناك في باريس.. رفضت الخارجية استقبال رفعت، عدت وطلبت ذلك من جديد، وانتظرنا لكن الفرنسيين لم يغيروا يومئذ من موقفهم، وتسبب ذلك في التوتر بيننا وبينهم».

يروي الشرع أنه لجأ للحليف السوفياتي، «اتصلت مع فلاديمير يوخين السفير السوفياتي في دمشق لهذا الهدف». وكان يوخين في ما عدا أنه سفير دولة صديقة، يعرف من دون اي شك مشكلة رفعت وفصول الأزمة الثقيلة، كما ان القادة السوفيات سيما نائب رئيس مجلس الوزراء السوفياتي علييف كان في صورة المشكلة بشكل مباشر ابان زيارته دمشق. ولهذا جاء رد السوفيات سريعًا، «رحبوا بالطلب» وقرر حافظ إرسال رفعت في زيارة رسمية بصفته نائبًا لرئيس الجمهورية «بكامل المراسم، مع كبار الضباط الآخرين»، لتكون رحلة الوداع مع نحو 70 من ضباطه للإقامة منفيًا في أوروبا إلى اجل غير مسمى.

رفعت تعاون وارتضى الخروج من سوريا كلها حلاً للمشكلة، إلا أن حافظ لم يشأ أن يترك الأمور دون أن يسيطر على تفاصيلها الصغيرة. فأرسل موظفه المخلص، الشرع، معه في الطائرة إلى موسكو.. وأرسل قيادات أمنية أيضًا، التي كانت تقل أيضًا ضباط رفعت الكبار «لقضاء فترة استجمام إجباري في موسكو». ويقول الشرع إن موسكو وافقت على احتوائهم». وفي الطائرة حدثت مشادات أكثرها من شفيق فياض مع رفعت، ووصلت إلى حد إشهار السلاح.. ولم تهدا إلا بتدخل العميد الخولي، «فاستبدلت الاتهامات بعناق ومصافحات جاءت متأخرة مقارنة مع ما حصل من تهديدات متبادلة عند مداخل دمشق قبل بضعة أسابيع». وأدار الكرملين العملية بمهارة، فاستقبل في مطار موسكو رفعت بشكل رسمي بروتوكوليًا بوصفه نائبًا للرئيس، وعقدوا محادثات رسمية. ويروي الشرع أن رفعت كان ينقل تفاصيل اللقاء إلى أخيه حافظ بما فيها النكات والأخبار الهامشية، وكذلك ما صرح به للتلفزيون الروسي. وكيف تدخل في صياغة التصريح بتصرف «ومع ان رفعت يتقن الحديث بلغة سليمة، فان ما كنت اخشاه ان ياخذ الروس بتصرف ما يناسبهم او ان يبوح رفعت بما هو غير مناسب حول الأزمة». في تلك الأزمة الخطيرة، كان رفعت يملك قوة على الأرض في دمشق، وتحالفات مع قيادات عسكرية مهمة، وكان بإمكانه خلال غيبوبة أخيه حافظ أن يستولي على الحكم، لكن رفعت لم يفعل. وحتى عندما طلب منه حافظ أن يغادر البلاد أذعن، والتزم بتعهده ألا يثير مشكلات ضد النظام. مبادرة موسكو آنذاك هي التي أنقذت النظام من الفوضى والاقتتال. وعندما نتذكر تلك الأحداث الخطيرة اليوم نرى الفارق بين موسكو الأمس وموسكو اليوم، وأسد الأمس وأسد اليوم. بشار الأسد، رئيس النظام، ارتكب أعظم كارثة سياسية وإنسانية في منطقة الشرق الأوسط. وصار إبعاده ضرورة منذ خمس سنوات، بعد أن عالج الأزمة بالقتل والدمار واستحالت المصالحة بعدها. واستمرار بقائه سيؤدي إلى كوارث أعظم للنظام السياسي، وعائلته، وطائفته، والبلاد، والمنطقة بل والعالم كله بسبب تنامي الإرهاب. ولو أن الروس فعلوا ما فعلوه في عام 1984، وأيدوا الدعوات إلى إجباره على التنحي، لكانوا منعوا الكارثة. وفي النهاية سيكتشف الجميع أن الأسد لا يستطيع الاستمرار في الحكم رغم كل هذا الدعم، والحرب عنه بالنيابة، لأن نظامه أصبح محطمًا. ولو يلعب الروس دورًا إيجابيًا في ما تبقى من زمن الأزمة، ويساندون إقصاء الأسد، فإنهم بذلك سيرممون ما تبقى من سوريا، ومن صورتهم، وينهون هذه المأساة الكبرى.

 

السعودية والتدخل البري في سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط/09 شباط/16

على أثر إعلان المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي استعداد الرياض لإرسال قوات برية لقتال «داعش» في سوريا انطلق نقاش، وجدال، هذا عدا عن ارتباك سياسي إقليمي، وتحديدًا من قبل إيران، حول هذه الخطوة، وهو ما تزايد مع إعلان الإمارات استعدادها للانضمام مع السعودية لمقاتلة «داعش» في سوريا. وأول من استشعر جدية هذه الخطوة، أي إرسال قوات برية سعودية إماراتية إلى سوريا لمقاتلة «داعش» هو النظام الأسدي، وإيران، والجماعات المحسوبة عليهما، ولذلك هدد حزب الله العراق السعودية، لكن السؤال هنا هو: لماذا استشعر الأسد، وإيران، وأتباعهما، أهمية هذه الخطوة، وماذا عمن يحاولون الفهم أكثر، وهنا أتحدث عن الجادين، وليس المختفين خلف أستار مختلفة، حيث لم تعد التقية شيعية، بل إن التقية باتت سنية أيضًا؟ المؤكد أن هناك تساؤلات منها، مثلاً: كيف يمكن نجاح التدخل البري من دون غطاء جوي؟ وهل هذا يعني أن التحالف الدولي، وبقيادة أميركا، سيشكل الغطاء الجوي؟ وهل من قواعد اشتباك؟ مثلاً، ماذا لو تواجهت القوات الحليفة مع حزب الله في سوريا؟ وماذا لو حاصرت القوات الحليفة، والقوات البرية العربية «داعش» من جهة، وكان حزب الله، والقوات الإيرانية يحاصرونهم من ناحية أخرى، فكيف سيفسر ذلك مع ارتفاع المنسوب الطائفي في المنطقة؟

أسئلة حقيقية، لكن السؤال الأهم الآن، والذي يجب أن يطرح، لماذا لا تُشرح أبعاد هذه الخطوة؟ وما الهدف منها؟ مثلاً، ما أعلن الآن عن استعداد لتدخل بري بسوريا سمعته قبل ثلاثة أشهر من مصدر عربي رفيع المستوى، لكنني اعتقدته عصفًا ذهنيًا، أو مجرد أفكار، لكن اليوم نحن الآن أمام تصريح سعودي - إماراتي - بحريني، فماذا عن الأزمة السورية نفسها؟ ماذا عن مستقبل الأسد؟ وماذا عما تفعله روسيا هناك؟ والحقيقة، وهذه مرافعة لمن يدافع عن بشار الأسد بشكل مبطن، ومن باب «التقية السنية» فإن السعودية، مثلاً، لا تتهور، ولا تنهج منهج العداء، ولا تعلن عن حروب غير مبررة، فالحرب أساسًا معلنة في منطقتنا منذ عام 1979. ومن لا يراها فإن لديه خللاً حقيقيًا، أو هو من جماعة «التقية السنية». إيران تهددنا في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والبحرين، وحتى في دولنا، ولديها ميليشيات مسلحة، وتتباهى، أي إيران، بأنها تحتل أربع عواصم عربية وهي بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء. إيران هي الطرف الذي أعلن الحرب، ومنذ الثورة الخمينية المشؤومة، وليس أحدًا آخر. وعليه يبقى هنا سؤال مهم، وهو: لماذا لا يصار إلى تحرك دبلوماسي عربي حقيقي، بل قل انتفاضة، لنعرف من معنا، ومن ضدنا في قصة سوريا؟ ماذا عن مصر، وقطر، وتركيا والأردن؟ ولماذا لا تُشرح لنا دوافع التدخل البري العربي، فهل هو مبادرة، أم جزء من خطة تحظى بدعم دولي؟ وماذا عن المواجهة مع إيران، وروسيا، وما هو مصير الأسد؟ شرح يحيّد المتشكك، ويدعم المتفق، ويحجّم الخصوم.