المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 شباط/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february12.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك، وكَثِيرُون هُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون مِنْهُ؛

وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل"

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة وعنوانها/ما هي مبررات استسلام جعجع والحريري… و”حزب الله” لم ينتصر

تحية للواء اشرف ريفي وألف لا لموقف الرئيس الرئيس الحريري الذمي/الياس بجاني

إلى من يريد تخزين زبدة فكر الإعلام الملالوي الممانع: تمتعوا بعبقرية ناصر قنديل ع محطة ال أو تي في /الياس بجاني/11 شباط/16

مسامير وتغريدات تحكي خطورة استدارة الدكتور جعجع الاستسلامية/الياس بجاني/11 شباط/16

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قضم صامت لاراضي المسيحيين.. وهم يبكون على الاطلال

مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري يطمئن «8 آذار»: الميزان العسكري لصالح النظام

فيديو لعناصر من “حزب الله” يستهزئون بقوات الأسد و”المنار”

مصادر قيادية في “14 آذار”: لا مجال لحوار سعودي – إيراني بشأن الرئاسة والراعي لن يدعو الأقطاب لموارنة إلا إذا اتفقوا على رئيس

الخلافات الوزارية تطرح تساؤلات عن التعاطي مع التحديات الأوروبيون: لا للتوطين و"لا شيك على بياض" حيال المطالب/ريتا صفير/النهار

نائب فرنسي التقى الجميّل وعون وجعجع حاملاً رسالة بلاده أن "توافقوا على رئيس"

اتفاق "التيار" و"القوات" لا يحسم فرعيّة جزين في منطقة لها عائلاتها ونكهتها الخاصة/بيار عطاالله/النهار

تعاون الأجهزة الأمنية يحبط مخططات إرهابية خطر "داعش" جدي والأنظار إلى جرود عرسال/عباس الصباغ/النهار

احتمال ترشيح فرنجية الأحد يُشغل قواها الخلافات تزنّر 14 آذار... و"ماذا حلّ بنا؟"/رضوان عقيل/النهار

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 11 شباط 2016/سلام غادر الى ميونيخ

مجلس الوزراء أقر 50 مليون دولار لترحيل النفايات وسلفة لأوجيرو

ريفي ينسحب من جلسة مجلس الوزراء لعدم البحث في ملف سماحة

الحريري: موقف ريفي لا يمثلني

المطران بولس صيّاح: الحضور المسـيحي فـي الدولة مهم لرسـالة لبنان وبكركي تستعيض عن اجتماع الغد بلقاءات فردية مع الوزراء

الذكرى...والذكريات/أحمد الأسعد

قواتي مع حزب الله/حـازم الأميـن/لبنان الآن

بري: فرصة الحل بالحوار السعودي الإيراني ... والطائف كرس ما هو أسوأ من الطائفية

هل تعمل واشنطن وموسكو في الكواليس لتسـوية شاملة للمنطقة؟ لبنان ليس جزءا من الصفقة ومساع دولية لتحييده وانجاز "الرئاسة"

 الكونغرس لن يحدد موعدا للوفد النيابي قبل توضيح هدف الزيارة وبري "علــى الخـط" لحمايـة مصـالح اللبنانييـن المغتربيـن

سـبحة الانجازات الحياتية تكر تباعا في مجلس الوزراء

ملف ســماحة يفجّر العلاقة بيـن الحريـري وريفـي

سلام الى ميونخ ولقاء كيري- لافروف "لوقف النار" غدا

صقر ادعى على 13 شخصا بينهم لبنانيان في جرم الانتماء الى داعش

بري استقبل سفير اذربيجان وخير ووفد مهرجانات لبنان مخزومي: الانتخابات البلدية خطوة مهمة

فارس سعيد: لتيار استقلالي يرفض الوصاية الايرانية كما رفضنا السورية

حوري: حجم خلافنـا مـع "القـوات" الرئاسـة فقـط و14 آذار باقية وايران تصادر"الاستحقاق" عبر حزب الله

الحملة ضد المخدرات فـي الجنوب تعطي ثمارها: توقيف أهم متعاطي الحشيشة وعدد من المروّجين

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي استقبل سفير أوستراليا وحلو وموفد بطريرك موسكو والمحامية كيروز

ضاهر طالب بتعيين عضو مجلس أعلى للجمارك: الواردات انخفضت 200 مليون دولار ولن نسكت عن مخالفة القانون والتوازن الوطني

شـبطيني: زيادة الايرادات بإقرار الموازنة ولمعالجة مسألة التعيينات "بالتفاهم والتوافق"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مندوب خامنئي: مكاسبنا من الاتفاق النووي مجرد "بالونات وسكاكر"

الحــرب الســـورية: 11 بالمئة قتلوا أو أصيبوا

 "إندبندنت": ضغط خليجي لبدء عمليات برية في سوريا

الايرانيون احيوا الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار الثورة

السعودية: مقتل ستة موظفين في إطلاق نار بإدارة تعليم

طهران تنوي إعدام خمسة ناشطين أحوازيين وروحاني يدعو إلى تغيير “لغة الثورة” في إيران

مقتل 54 إيرانياً بسورية في 10 أيام

قوات التحالف تتجمع حول سورية تمهيدا لبدء الحرب البرية بمشاركة 50 ألف جندي وأسطولين بحريين غربيين

قوات النظام السوري على مشارف تل رفعت والأكراد يسيطرون على مطار منغ

ميونيخ: محادثات محورها اقتراح روسي لوقف إطلاق النار في سورية ومحمد بن سلمان شارك في اجتماع وزراء دفاع دول التحالف بحث الاقتراح السعودي

الأمم المتحدة تحذر من مجاعة في حمص

وفد منها في طهران لتحسين العلاقات ومساع لتخفيف وطأة مواقف موسى أبو مرزوق و«حماس» تكلف القيادي محمد نصر بالعمل على احتواء الأزمة مع إيران

"الأطلسي" يرسل مجموعة سفن إلى بحر ايجه للمساهمة في وقف تدفق المهاجرين وأردوغان يحذر من نفاد صبر تركيا ويهدد بإغراق أوروبا باللاجئين

السعودية تستضيف أول اجتماع للتحالف الإسلامي في مارس

مصر: ضبط معسكر لتدريب «الإخوان» على تنفيذ الاغتيالات والسيسي يلقي خطاباً أمام البرلمان غداً

طهران تفاخر بإمساكها القرار السياسي السوري وقالب حلوى إيراني جمع المفتي وبثينة شعبان يحرج “سانا”

العربي الجديد : نتنياهو يتراجع عن سياسة إقصاء الاتحاد الأوروبي فلسطينياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التاريخ الذي نعيش/الكولونيل شربا بركات

بين المختار شهدان والقبلة الفاعورية/أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

14 آذار لإنقاذ نفسها بمعارضة الوصاية البديلة خلط الاوراق السياسية أربك القواعد وبدّد الثقة/روزانا بومنصف/النهار

حسن نصرالله والكذب الإيراني/ميرفت سيوفي/الشرق

سعد الحريري: عُد إلى لبنان/علي الأمين/جنوبية

حزب الله يهدد كارول معلوف… فهل غادرت لبنان خوفا على حياتها/نسرين مرعب/جنوبية

هل يُعقل أن تكون كلمة إيران في "الرئاسة" أعلى من كلمة أي دولة صديقة وشقيقة/اميل خوري/النهار

إصرار روسي على إبادة الشعب السوري/داود البصري/السياسة

نصيحة فابيوس الأخيرة/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الثورة الإيرانية التي لم تنتج سوى الخاسرين/أمير طاهري/الشرق الأوسط

إقامة دولة تلائم الأسد/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الصراع على سوريا والمبادرة السعودية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

أموال للشعب السوري لا تغطي العجز الأوروبي/خيرالله خيرالله /العرب

المغرب والمناهج الدينية/إدريس الكنبوري/العرب

من حقيبة النهار الديبلوماسية حقائق الاتفاق الأميركي - الروسي في سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

موسكو وطهران تلعبان «بالنار» الكردية على حساب تركيا/أسعد حيدر/المستقبل

مؤتمر لندن.. الكويت والأردن في الواجهة/خيرالله خيرالله/المستقبل

هل تُعيد واشنطن النظر في تنازلها لموسكو في سوريا/ثريا شاهين/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

 

أدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك، وكَثِيرُون هُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون مِنْهُ؛

إنجيل القدّيس متّى07/من13حتى27/: "قالَ الربُّ يَسوع: «أُدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك، وكَثِيرُون هُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون مِنْهُ؛ ومَا أَضْيَقَ البَابَ وأَحْرَجَ الطَّرِيقَ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الحَيَاة، وقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَجِدُونَهُ. إِحْذَرُوا الأَنْبِيَاءَ الكَذَبةَ الَّذينَ يَأْتُونَكُم بِلِبَاسِ الحُمْلان، وهُمْ في بَاطنِهِم ذِئَابٌ خَاطِفَة. مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم: هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَب، أَو مِنَ العَوْسَجِ تِين؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُثْمِرُ ثِمَارًا جَيِّدَة. أَمَّا الشَّجَرَةُ الفَاسِدَةُ فَتُثْمِرُ ثِمَارًا رَدِيئَة. لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا رَدِيئَة، ولا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا جَيِّدَة. كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَّار. فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم. لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لي: يَا رَبّ، يَا رَبّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوات، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات. كَثِيرُون سَيَقُولُونَ لي في ذلِكَ اليَوْم: يَا رَبّ، يَا رَبّ! أَمَا بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنا الشَّيَاطِين، وبِٱسْمِكَ عَمِلْنَا كَثيرًا مِنَ الأَعْمَالِ القَدِيرَة؟ فَحِينَئِذٍ أُعْلِنُ لَهُم: مَا عَرَفْتُكُمُ البَتَّة. إِبْتَعِدُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْم! فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ويَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً حَكِيْمًا بَنَى بَيْتَهُ عَلى الصَّخْرَة. وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وفَاضَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّ أَسَاسَهُ بُنِيَ عَلى الصَّخْرَة. وكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً جَاهِلاً بَنَى بَيْتَهُ عَلى الرَّمْل. وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وجَرَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَسَقَط، وكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيْمًا.»

 

وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل"

"رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى14/: "يا إخوَتِي، نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا. فَأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَقْتَدُوا بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ بيْنَكُم مُقْلِقِين، ولا أَكَلْنَا الخُبْزَ مَجَّانًا مِنْ أَحَد، بَلْ كُنَّا نَعْمَلُ بِتَعَبٍ وكَدّ، لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحدٍ مِنْكُم، لا لأَنَّهُ لَيْسَ لنا سُلْطَان، بَلْ لِكَي نُعْطِيَكُم أَنْفُسَنَا مِثَالاً لِتَقْتَدُوا بِنَا. فإِنَّنَا، لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُوصِيكُم بِهذَا: إِذا كَانَ أَحدٌ لا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَل، فعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ لا يَأْكُل! وقَدْ سَمِعْنَا أَنَّ بَعضًا مِنُكم يَسْلُكُونَ سُلُوكًا مُقْلِقًا، ولا يَعْمَلُونَ شَيئًا، لكِنَّهُم يَعْمَلُونَ مَا لا يَعْنِيهِم. فَنُوصِي أَمثَالَ هؤُلاء، ونُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الخَير. وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل"!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة وعنوانها/ما هي مبررات استسلام جعجع والحريري… و”حزب الله” لم ينتصر/12 شباط/16/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%AD/

 

تحية للواء اشرف ريفي وألف لا لموقف الرئيس الرئيس الحريري الذمي

الياس بجاني/11 شباط/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/11/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A3%D9%84%D9%81-%D9%84/

كم هو صغير الرئيس سعد الحريري في السياسة وفي المواقف، وكم هو ذمي واستسلامي وسطحي، وكم هو غير جدير بالقيادة.

تماماً وعلى نقيض فروسية اللواء أشرف ريفي الواضح والشفاف والوطني والشجاع في كل مواقفه اليوم كرر الحريري تخاذله في سياق مسلسل ادمان الإستسلام لحزب الله المجاني ووقف بتخاذل ضد اللواء ريفي وتبرأ من موقفه الشجاع داخل مجلس الوزراء.

اليوم مرة جديدة أكد اللواء ريفي صدقه ووطنيته بانسحابه من جلسة مجلس الوزراء احتجاجاً على تقصير المجلس باحالة قضية المجرم ميشال سماحة على المجلس العدلي وفي نفس الوقت أكد الحريري ضعفه وطبيعته الإستسلامية وكتب على صفحتة التوتيرية أن ريفي لا يمثله.

ألف تحية للواء ريفي اللبناني الأصيل والسياسي الملتزم بكل قواعد وثوابت ثورة الأرز

المواطن القابل بوضعية الزلمي والتابع وجعجع استسلما لحزب الله ورضخا لإرادته وتخليا عن ثورة الأرز.

مصيبة لبنان الكبرى تكمن في تعاسة طاقمه السياسي التاجر والنرسيسي. طاقم لا يحترم لا المبادئ والهوبرجي هو عبد ذليل باع نفسه  وارتضى أكل التبن والنوم في الزرائب.

صاحب المبادئ والحر لا يستسلم لأمر واقع الإحتلال الإيراني للبنان. للأسف الحريري ولا دماء الشهداء.

 

إلى من يريد تخزين زبدة فكر الإعلام الملالوي الممانع: تمتعوا بعبقرية ناصر قنديل ع محطة ال أو تي في

الياس بجاني/11 شباط/16

شمعة أبواق وصنوج إعلام وثقافة ربع الممانعة والمقاومة والتحرير ناصر قنديل عامل مقابلة ع ال أو تي في، ع تلفزيون الملالي والساقط ميشال عون.

نعم، ما غيرو عون الشارد والنرسيسي الذي بقدرة قادر وعلى خلفية المصالح الذاتية، وعملاً بثقافة دفن كل المبادئ، أصبح هذا اللاعون حليفاً للدكتور جعجع بعد أن قرر هذا الأخير أن يتشبه برفيقه ال 14 آذاري التعتير "سعد الحريري" ويستسلم معه ومثله لحزب الله والقبول صاغراً باحتلاله تحت حجة الواقعية والتقية والذمية والنكايات السياسية العقيمة .

عملياً، وقعت المصيبة ووقع جعجع مع عون والحريري في قفص السيد وتخلوا متضامنين بفجور ووقاحة عن ثورة الأرز والتحقوا بالملالي وبمشروعهم الإرهابي واللاغي لكل ما هو لبنان ولبناني، كما هو حال القنديل ناصر وباقي القناديل التي زيتها إيراني.

فرصة لا يجب تفويتها ويلا يا عشاق وعبدة وصنوج المستسلمين لحزب الله، سارعوا وشاهدوا القنديل وتمتعوا بجواهره...

والله يلعن هيك زمن محل وبؤس قناديله لا تجلب لنا غير الظلمة والعتمة.

 

مسامير وتغريدات تحكي خطورة استدارة الدكتور جعجع الاستسلامية

الياس بجاني/11 شباط/16

واقع الحال المعاش في لبنان يؤكد 100% فشل الطاقم السياسي الماروني الديني والزمني. طاقم نرسيسي غلب مصالحه الخاصة على مصالح الطائفة والوطن.

ميشال عون كارثة مارونية كاملة الأوصاف أخلاقياً ووطنياً وإيمانياً ومصداقية. هو نموذج لا إنساني لكل ما هو موت ضمير وتخدر وجدان وعدم وفاء وتلون.

عُرّف عن د. جعجع بأنه رجل المبادئ والمقاومة والصمود إلا أن استدارته الأخيرة والسير وراء عون الشارد سوريا وإيرانياً شوهت صورته وضرت مصداقيته.

استدارة د.جعجع غير مفهومة وغير مبررة ومناقضة 100% لكل قيم ومبادئ وتاريخ ونضال القوات اللبنانية .إنها باختصار انتحار مجاني وضرب من الجنون.

محزنة ومعيبة مشهديات نفاق وذمية تولي نواب وقياديين من القوات اللبنانية الدفاع بغباء عن ارتكابات عون وتبرير التحالف معه بحجج سخيفة ومرضية ومذلة.

أخطر ما في استدارة د.جعجع الاستسلامية أنها شوهت صورة المقاومة المقدسة ونحرت تضحيات الشهداء وسفهت كل ما هو مبادئ وقيم وعنفوان وصمود وصدق.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قضم صامت لاراضي المسيحيين.. وهم يبكون على الاطلال

ليبانون ديبايت - لارا الهاشم/2016 - شباط - 11

تعيش المنطقة من حولنا تحولات تهدد وجود الاقليات وحضورهم كجزء اساسي من حضارة هذا الشرق. وعلى وقع الخطر التكفيري الالغائي وارتسام معالم خارطة جديدة، تتصاعد المخاوف على مصير مسيحيي لبنان الذين فقد جزء كبير منهم تجذره بأرضه لاسباب كثيرة منها الخوف من تكرار تجارب الحرب او عدم التأقلم مع الجوار وغيرها. لم تأت هذه المخاوف من عدم، ولعل بعض الارقام والوثائق التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" حول عمليات بيع وشراء الاراضي التي تتم في الجنوب، هي خير دليل على واقع الهجرة الذي قد يصح يوما ما تعميمه على معظم المناطق المختلطة. ففي اخر احصاء اجراه بعض ابناء بلدة مغدوشة المسيحية في قضاء الزهراني حول بيع الاراضي فيها، تبين ان من اصل 3.420.808 مترا مربعا، باع ابناء البلدة 505.174 مترا مربعا اي ما يوازي ال 15% من المساحة العامة للاراضي. اما في مزرعة المطرية التي تشكل حيا من احياء مغدوشة فقد باع المسيحون 193.499 مترا مربعا من اصل 23.989 مترا مربعا اي ما يعادل ال 3% من المساحة العامة. لتشكل نسبة الاراضي المباعة في مغدوشة من مسيحيين لمسلمين 18% من المساحة العامة. اما المالكون الجدد فهم بحسب رئيس حركة الارض اللبنانية طلال الدويهي من ابناء الغازية الشيعية الذين يعمدون على شراء الاراضي الواقعة على اطراف البلدة والمحاذية لبلدتهم (الخط الاصفر في الخارطة اعلاه)، ما يثير شكوكا حول نية في قضم الاراضي وتحويل مغدوشة الى حي من الغازية يقول الدويهي. نموذج اخر عن خسارة الاراضي، يحصل في بلدة دير ميماس في قضاء مرجعيون لكن بشكل مختلف. في تلك البلدة اشترى معن حلاوي من بلدة كفركلا قطعة ارض قرب كنيسة للروم الكاثوليك في البلدة وتقدم من البلدية بطلب رخصة بناء في العقار 1594 المذكور. البلدية رفضت منحه الرخصة كونه من خارج البلدة وترافق ذلك مع موجة احتجاجات شعبية محلية. على الرغم من طلب وزارة الداخلية الى البلدية منح الترخيص تمسكت الاخيرة برفضها، وفي 2 كانون الاول 2015 خاطبت وزارة الداخلية محافظ النبطية طالبة منه الايعاز الى قائمقام مرجعيون منح صاحب العلاقة الترخيص اللازم استنادا الى احكام المادة 135 من قانون البلديات وذلك في حال استمرار البلدية بالتمنع عن اعطاء التصريح. الايعاز اثار حفيظة اعضاء المجلس البلدي واسِفت بلدية دير ميماس لوضع اليد على صلاحياتها وتجاوز موقعها في منح رخص البناء او حجبها، وردت في بيان بأن البلدية تعمل مع المجلس الاعلى للتنظيم المدني على وضع مخطط توجيهي عام للبلدة منذ حوالى السنتين. واعتبرت ان تجاوز رغبة ابناء البلدة والكنيسة والبلدية المنتخبة، يتنافى مع مصالح ابنائها وحقهم الدستوري في صون العيش المشترك عبر الحفاظ على خصوصيتهم. كما اكد البيان ان البلدية لن تعدم وسيلة للحفاظ على حقوق ابنائها وصولا الى الاستملاك. يقول الدويهي ان الخلل يعود الى عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تقدم في ال 1997 بمشروع قانون لالغاء حق الشفعة بين الناس والابقاء عليه بين الشركاء في العقار عينه والغاء براءة الذمة. ادرج المشروع يومها ضمن الموازنة لتمريره كما يقول الدويهي الذي ينقل عن كثير من النواب قولهم انهم صوتوا على مشروع الموازنة برمته من دون الاطلاع على تفاصيل النصوص. ومنذ الغاء حق الشفعة لم تعد الاولوية في الشراء لابن البلدة بالسعر المتداول ومع الغاء براءة الذمة انحسر دور البلدية بمنح افادات محتويات من دون حق الاشراف على عمليات البيع والشراء. اذا المطلوب اليوم بحسب المتابعين هو تعديل هذا القانون ليعود الى ما كان عليه. لكن قبل الوصول الى ما قد يبدو حلما بعيدا، افليس واجبا اولا على المسيحيين التمسك باراضي جدودهم، عوضا عن البكاء على الاطلال؟

 

مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري يطمئن «8 آذار»: الميزان العسكري لصالح النظام

بيروت – خاص: 12/02/16/علمت «السياسة» من مصادر موثوقة تسنى لها الاطلاع على أجواء اللقاء الذي جمع في منزل سفير النظام السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وسفيري إيران وروسيا ووزير المال علي حسن خليل والنواب محمد رعد وأسعد حردان ووليد سكرية، أن الجعفري أكد للحاضرين الذين ينتمون إلى قوى «8 آذار» أن الحملة العسكرية للنظام مدعوماً من الطيران الروسي و»الحرس الثوري» الإيراني و»حزب الله» ستستمر حتى تحرير مدينة حلب وريفها بالكامل ممن زعم أنهم «إرهابيون»، وصولاً إلى الحدود التركية لقطع الإمدادات نهائياً عن هؤلاء ومنع وصول المساعدات العسكرية لهم من جانب الأتراك. وادعى جعفري، في محاولة لطمأنة حلفاء نظام دمشق في لبنان، أن الميزان العسكري على الأرض أصبح لصالح جيش النظام، وأن الوضع الميداني سيسمح له بتحقيق انتصارات عدة في المرحلة المقبلة ستكون لها انعكاسات مباشرة على الوضع في سورية وعلى لبنان أيضاً. ودعاهم إلى التمسك بوحدتهم وعدم التفريط بالإنجازات التي حققوها، مشدداً على أن النظام السوري لن ينسى التضحيات التي بذلها «حزب الله» في الدفاع عن السيادة السورية.

 

فيديو لعناصر من “حزب الله” يستهزئون بقوات الأسد و”المنار”

12/02/16/دمشق – وكالات: كشفت تسجيلات مصورة وجدت على هواتف قتلى لعناصر من “حزب الله” في ريف حلب، معلومات مثيرة، حيث أن عناصر الحزب يستهزئون بقوات نظام الأسد ويكذبون قناة “المنار”، الناطقة بلسان حزبهم في لبنان. وتظهر مقاطع فيديو استهزاء عناصر الحزب بقوات نظام الأسد وتكذيب قناة “المنار” في مسألة تمكن جيش النظام من الوصول إلى ريف حلب الشمالي والجنوبي، وتشرح كيفية وصولهم مع الميليشيات العراقية إلى ريف حلب باستعمال المناظير الليلية. وتؤكد المقاطع الدور الكبير لميليشيا “حزب الله” والميليشيات العراقية في معارك ريف حلب، حيث يوضح أحد عناصر الحزب في الفيديو كيف تمكنوا من السيطرة على بلدة وتلة بريف حلب، معترفاً أن هناك منازل سيطرت عليها ميليشيات عراقية، إذ قال “هدول البيوت بإيدي العراقية”. يشار إلى أن الثوار يتصدون منذ نحو شهرين لهجوم واسع تشنه الميليشيات الإيرانية على ريف حلب الجنوبي، ومنذ نحو أسبوعين على ريف حلب الشمالي، في حين تشير وسائل إعلام النظام و”حزب الله” وإيران إلى أن قوات الأسد هي من تقاتل في حلب وريفها. وتدحض مقاطع الفيديو المصورة واعترافات أسرى العناصر الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين هذه الادعاءات، نافين أي وجود لعناصر جيش الأسد في المعارك. ويقدر العدد الإجمالي التقريبي للمليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب الأسد بنحو مئة ألف مقاتل أجنبي، يقودهم قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني.

 

مصادر قيادية في “14 آذار”: لا مجال لحوار سعودي – إيراني بشأن الرئاسة والراعي لن يدعو الأقطاب لموارنة إلا إذا اتفقوا على رئيس

12/02/16/بيروت – “السياسة”/أكدت مصادر قيادية في قوى “14 آذار” لـ”السياسة”، أن المملكة العربية السعودية ليست في وارد فتح أي حوار مع إيران قبل أن تبادر هذه الأخيرة إلى تصحيح مسار علاقاتها مع الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها وانتهاج سياسة واضحة لا تثير العداء مع أحد، مشيرة إلى أن كل الحوارات السابقة التي كانت قائمة بين المملكة والدول الخليجية وبين إيران، لم تجد نفعاً وكانت تستغلها طهران لتعزيز تدخلها في شؤون جيرانها الخليجيين، وبالتالي فإن لا مجال لفتح صفحة جديدة بين الدول الخليجية وإيران، إلا إذا عادت هذه الأخيرة إلى جادة الصواب وأقلعت عن سياسة خلق الفتن والاضطرابات في بلدان الجوار. وشددت المصادر على أن لا مجال الآن لأي حوار بين الرياض وطهران بشأن الملف الرئاسي، حتى تقتنع طهران بضرورة الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي في لبنان والطلب من “حزب الله” وحليفه ميشال عون بتأمين نصاب جلسة الانتخاب ليكون للبنان رئيس في 2 مارس المقبل.

وفي هذا الإطار، أكد عضو “كتلة المستقبل” النائب محمد الحجار “أننا جهدنا لجعل الانتخابات الرئاسية لبنانية لبنانية ولكن للأسف لم ننجح في ذلك للسبب المعروف والذي يحاول البعض أن يغطي عليه بالحديث عن ضرورة حصول حوارات خارجية وتحديداً سعودية – إيرانية، من دون إغفال أهمية مثل هكذا حوارات لأنها تريح الأجواء في المنطقة، ولكن هذا لا يعني أنه لن تكون هناك انتخابات رئاسية إن لم يكن هناك حوار سعودي إيراني، فالكل يعلم أن الذي يعطل اليوم الانتخابات الرئاسية هو “حزب الله” بطلب مباشر من القيادة الإيرانية، وما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني منذ أيام لهو أبلغ دليل على كيفية استغلال إيران أزمات المنطقة وافتعال مشكلات في المنطقة لتحسين أوراقها التفاوضية وفي ما يتصل بالبازار الذي تقوم به لتوسيع نفوذها الإقليمي في المنطقة العربية، وهذا ما هو حاصل الآن، حيث تتدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية للأسباب نفسها كذلك التي تجعلها تمنع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان”. واعتبر الحجار أن ذكرى 14 فبراير التي أطلقت شرارة انتفاضة الاستقلال و”14 آذار”، عزيزة على قلوب جميع اللبنانيين وستبقى في ذاكرتهم ووجدانهم، لافتاً إلى أن “14 آذار” ليست ملكاً لفريق بعينه، “وإنما هي مشروع لن نتراجع عنه، وإن كانت هناك تباينات واختلافات في بعض قياداتها، لكننا حريصون على تجاوز ذلك لتبقى الفكرة حيّة وتتحول إلى واقع ملموس في مشروع الدولة الذي لن نتوقف يوماً عن المطالبة به”. وأشار إلى أن “تيار المستقبل” ذهب إلى دعم النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والقبول بهذا الأمر “رغبة منا بإنهاء الشغور الرئاسي وإعادة توحيد المؤسسات، لكن يبدو واضحاً اليوم، أنه إذا كان “حزب الله” مصراً على رهن الرئاسة واستمرار اعتقالها تنفيذاً للمشيئة الإيرانية، فلا ميشال عون ولا فرنجية بإمكانهما حل هذه المشكلة، طالما بقي هذا الموقف من “حزب الله” وطالما أن المرشحين الاثنين ما زالا حتى اليوم متفقين مع “حزب الله” على هذا التعطيل”.

في سياق متصل، أكدت معلومات لـ”السياسة”، أن البطريرك بشارة الراعي لن يدعو الأقطاب الموارنة إلى أي اجتماع في بكركي، إذا لم يكونوا متفقين على دعم أحدهم للرئاسة وإبلاغ ذلك إلى كل المعنيين بالاستحقاق الرئاسي وعلى رأسهم “حزب الله” و”تيار المستقبل”، مشيرة إلى أنه وبعد عدم التزام الأقطاب بما تعهدوا به، فإن البطريرك لن يكون مسروراً بأي اجتماع بعد اليوم، إذا لم يكلل بالاتفاق على مرشح من الأربعة أو من خارجهم إذا اقتضى الأمر. وعُلم أن البطريرك الراعي ألغى الاجتماع الوزاري المسيحي الذي كان مقرراً اليوم في بكركي لإبعاد الصبغة الطائفية عنه، لكنه لن يتخلى عن تحفظه على أداء بعض الوزراء في وزاراتهم وإخلالهم بالتمثيل الطائفي فيها وإنه مستمر في اتصالاته مع المعنيين لإصلاح هذا الخلل.

 

الخلافات الوزارية تطرح تساؤلات عن التعاطي مع التحديات الأوروبيون: لا للتوطين و"لا شيك على بياض" حيال المطالب

ريتا صفير/النهار/12 شباط 2016

مع احتدام الخلافات داخل مجلس الوزراء والتي جسّدها بالامس انسحاب وزير العدل اشرف ريفي من الجلسة على خلفية التعاطي مع ملف الوزير السابق ميشال سماحة، ترتسم اكثر من علامة استفهام حول كيفية مقاربة الحكومة لما تبقى من ملفات خلافية، ولا سيما منها المالية، في ضوء "الأرقام المقلقة" التي تضمنتها ورقة لبنان الى "مؤتمر المانحين لدعم سوريا" في لندن الاسبوع الماضي. فيما شهد المؤتمر تعهدات من دول الاتحاد الأوروبي تجاوزت الـ 3 مليارات اورو لمساعدة السوريين داخل سوريا واللاجئين والمجتمعات المضيفة في بلدان الجوار للسنة الجارية، بقيت حصة لبنان "مبهمة" في هذا الخصوص، رغم اعلان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان لبنان طلب من المجتمع الدولي 11 مليار دولار اضافية لمساعدته في مواجهة الاعباء المترتبة عن الازمة. واللافت ان كلام الرئيس سلام يتزامن مع اخذ ورد بين اللاعبين الدوليين والمحليين حيال كيفية انخراط اللاجئين في الدول المضيفة ولا سيما على مستوى سوق العمل، الامر الذي يجعلهم اقل اعتمادا على المساعدات الخارجية. كما ان هذه المواقف جاءت غداة اجتماع ضم رئيس الحكومة ومجموعة من الوزراء والديبلوماسيين اضافة الى مسؤولين من الامم المتحدة، تخللته مناقشة المطالب اللبنانية في هذا الشأن.

وتنوه مصادر ديبلوماسية اوروبية باقتراح المطالب الذي تقدم به لبنان، مذكرة بان الورقة اللبنانية الى المؤتمر حددت اولويات، ضمنها دعم التعليم ومساندة البلديات على مستوى البنى التحتية ، الى تقديم قروض تنازلية وخلق وظائف. الان المصادر نفسها "تنأى بنفسها" عن اتخاذ موقف من هذه الاقتراحات ، ملاحظة ان المجتمع الدولي في صدد النظر في المطالب و"لن يقدم شيكا على بياض" في هذا الخصوص. ويتقاطع هذا الكلام مع اعلان السفير البريطاني هيوغو شورتر ان المجتمع الدولي "في صدد رصد كيفية تصرف البلدان مع الأموال وكم هي ناشطة في تنفيذ المشاريع".

واذا كان دخول الازمة السورية عامها السادس، يبرز اهمية الشروع في اعداد مشاريع على المدى الطويل، انطلاقا مما بينته الورقة اللبنانية، فان المصادر الديبلوماسية الاوروبية تنفي احتمال ان تتولى الدول والجهات المانحة تخصيص تمويل للاعوام الخمسة المقبلة. نفي آخر تسوقه هذه المصادر حيال نية المجتمع الدولي توطين لاجئين في لبنان، مدرجة المواقف الدولية الداعية الى تعزيز فرص تعليم الاولاد وفتح آفاق العمل للاجئين في قطاعات محددة في اطار تحسين اوضاع هذه المجموعات في انتظار الحل السوري.

وفي اطار شرحها للاولويات التي تضمنتها "الورقة اللبنانية"، تذكر المصادر الديبلوماسية الاوروبية بان العمل في مجال التعليم يشمل راهنا اطلاق مشروع "R.A.C.E 2" قبل حلول سنة 2017، ما يعني تعزيز فرص تعليم الاولاد السوريين، فيما تركز مساندة المجالس البلدية على تطوير الخدمات المقدمة الى السكان ولا سيما في مجال النفايات والصحة والكهرباء والمياه. ووقت تتحدث المصادر الديبلوماسية الاوروبية عن "تقبل" لبناني للمطالب التي تقدم بها المجتمع الدولي عكسه موقف الحكومة في هذا الخصوص، تكشف عن توجه حكومي لالغاء الرسوم المالية المفروضة على تجديد اقامات اللاجئين (200 دولار سنويا)، علما ان هذه الخروق وغيرها كانت شكلت محور تقارير صادرة عن المنظمات الدولية ابرزها "منظمة العفو الدولية" و"هيومان رايتس ووتش". وتعليقا على "تنوع" السياسات التي باتت تعتمدها دول اوروبية حيال اللجوء والتي عكسها اتجاه عدد من الدول كالمانيا والدانمارك واسوج والنمسا الى تعليق العمل باتفاق "شنغن"، في شكل موقت، ترد المصادر"بان هذه التوجهات قائمة وفقا لحالات الطوارئ"، مشيرة الى ان هذه النقطة تخضع لنقاش جدي بين دول الاتحاد الاوروبي، تزامنا مع تطوير سياسات الاندماج. اما في شأن المفاوضات الجارية مع تركيا والتي تركز على الحد من تدفق اللاجئين في اتجاه اوروبا، فتحرص المصادر الاوروبية على التنويه بالزخم الذي اكتسبته هذه المناقشات منذ تشرين الثاني الماضي، غير انها تلفت، في المقابل، الى ان قرار الاتحاد الاوروبي دعم انقرة بـ 3 مليارات اورو يبقى رهن بروز خطوات عملية من الجانب التركي في مجال اللجوء.

 

نائب فرنسي التقى الجميّل وعون وجعجع حاملاً رسالة بلاده أن "توافقوا على رئيس"

النهار/12 شباط 2016/ناقش الرئيس أمين الجميّل مع أمين سر لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي غواندال رويار التطورات السياسية في لبنان، في مقره في "بيت المستقبل". وبعد اللقاء، أبدى رويار قلق فرنسا حيال الأوضاع في لبنان، وقال: "أنا هنا في زيارة رسمية وسألتقي القيادات. عرضنا المبادرات التي تمكن لبنان من ان يكون له رئيس للجمهورية. فالبلد يواجه وضعا طارئا واستثنائيا منذ اشهر طويلة ولا يمكن أن يستمر هذا الوضع". وهل تدعم فرنسا مرشحا معينا وهل يحمل رسالة ما؟ قال: "الرسالة هي رسالة الرئيس فرنسوا هولاند الذي اعلن ان فرنسا تتمنى ايجاد اتفاق شامل بين الأفرقاء اللبنانيين للتمكن من انتخاب رئيس وحضور النواب الى المجلس. يجب ان يكون هناك اتفاق مسبق مع جميع الأطراف". واضاف: "نحن لا نتدخل في الأسماء، فهذا شأن اللبنانيين والنواب في اختيار مرشحهم االتوافقي. نقول باتفاق شامل يمكّن من سير عجلة البلاد ودولة القانون والرئاسة فيه. أرى ان الأشهر تمر ومن غير المقبول ان تستمر الأمور على هذا المنوال، فلبنان بحاجة الى رئيس لتفعيل دور المؤسسات فيه". وعن الهبة السعودية لتسليح الجيش، قال: "ان فرنسا ملتزمة تنفيذ اتفاق "دوناس" ويكب وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان شخصيا على هذا الملف. تم توقيع عدد من الاتفاقات عام 2015 مع المؤسسات الفرنسية، والأولوية هي لتسليم الجيش اللبناني نحو 240 آلية عسكرية في الأسابيع المقبلة على ان تسلم البقية في الحد الأقصى عام 2017". وأضاف: "الاتفاق ليس العنصر الوحيد للتعاون العسكري بين فرنسا ولبنان الذي يزداد قوة بين البلدين. ففرنسا حاضرة في القوة الدولية وتؤدي دورا مهما في الجنوب. كما ان هناك تعاونا عسكريا الآن مع الجيش في منطقة عرسال. فالشق المهم هو التعاون بين الجيشين اللبناني والفرنسي، ونحن حرصاء على نوعية هذا التعاون". ثم زار رويار رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون. ومساء زار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، في حضور مدير مكتبه السيد إيلي براغيد. وبعد اللقاء الذي استغرق ساعتين، قال رويار: "أحمل رسالة فرنسا التي هي في الوقت عينه رسالة الرئيس هولاند، ونحن نأمل في توافق عاجل على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية باعتبار أن لبنان يمر بوضع متأزم وطارئ، فالرسالة بسيطة ومعروفة ولا يزال الرئيس هولاند يكررها منذ أشهر وأستغل فرصة هذه الزيارة الرسمية لتبادُل الأفكار مع الأفرقاء السياسيين في لبنان حيال هذه الأزمة".

 

اتفاق "التيار" و"القوات" لا يحسم فرعيّة جزين في منطقة لها عائلاتها ونكهتها الخاصة

بيار عطاالله/النهار/12 شباط 2016

اتفاق "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" على مرشح واحد في جزين لملء المقعد الشاغر بوفاة النائب ميشال حلو، لا يعني ان رجل الاعمال المخضرم امل ابو زيد اصبح نائباً حكماً رغم صداقته المديدة مع العماد ميشال عون، ذلك ان لمدينة جزين ومنطقتها نكهة خاصة ومناخاً شعبياً مميزا تحتاج مقاربته الى الهدوء والروية قبل الاسترسال في التحليل وبناء المعطيات. تتصل الانتخابات في جزين بعوامل كثيرة منها المحلية والعائلية البحتة، والتي تبدأ بتمسك ابناء المدينة بالمقعد الماروني ليكون من حصة ابناء بلدتهم، ومنها العوامل السياسية التي تبدأ من الصراع المستحكم بين القوى المارونية على الامساك بناصية الرأي العام الذي يصعب التكهن برد فعله في منطقة جزين التي قدمت فطاحل الى المجلس النيابي ابرزهم جان عزيز وادمون رزق وغيرهما. وهكذا تبدو كثرة المرشحين للانتخابات الفرعية لملء المقعد الماروني الشاغر امراً مفروغاً منه، ويمكن استطراداً تعداد مجموعة من الاسماء التي تجد في نفسها الاهلية الكاملة لملء هذا المقعد، وتبدأ من ميشلين المعوشي ارملة النائب الراحل ميشال حلو، والنائب السابق سمير عازار، ثم رجل الاعمال امل ابو زيد، ومنه الى أمين ادمون رزق، ثم الجنرال المتقاعد صلاح جبران، وكميل سرحال، وروني عون، واخيراً وليس آخراً مرشح "القوات اللبنانية" المحامي انطوان سعد، عدا عن لائحة طويلة من الاسماء التي لم يعلن اصحابها ترشحهم حتى الساعة، مع الاخذ في الاعتبار ان عدد المرشحين في انتخابات 2009 بلغ 22 مرشحاً، تنافسوا على الفوز بأصوات 29225 مقترعا من اصل حوالى 50 الفاً يشكلون الكتلة الناخبة في دائرة جزين. لكن ما بين 2009 و2016 مساحة كبيرة من الزمن وفقدان الحماسة وخلط كبير للاوراق بحيث انقلبت كل التحالفات والتفاهمات. وفي تحليل المتابعين للوضع في جزين، ان ثمة خمس قوى اساسية تصنع الانتخابات في المدينة: "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والكتائب والمستقلون وكتلة الناخبين الشيعة الموزعة بين حركة "امل" في غالبيتها و"حزب الله"، وتالياً فان اتفاق مكونين من الخمسة لا يحسم أمر المعركة بل يترك ظلالاً واسعة وعلامات استفهام كبيرة، وسيكون على المرشح أمل ابو زيد الفوز برضى ثلاثة مكونات سياسية وعائلية لكي يتمكن من حسم الأمر لمصلحته. واستطراداً فان "التيار الوطني الحر" الذي يقوده النائب زياد أسود في جزين، هو صاحب الكتلة الناخبة الاكبر في المنطقة وقد حاز 53 في المئة من اصوات الناخبين في دورة 2009، لكن تلك الارقام ما عادت تنطبق على معادلة 2016 خصوصاً اذا تحالف المستقلون (سمير عازار) مع الكتائب والناخبين الشيعة (حركة "أمل"). وبكلام آخر فان كتلة "التيار" الناخبة لا تؤهله لحسم المعركة منفرداً مع "القوات"، لاسباب عدة اهمها الحاجة الى اقناع قسم لا بأس به من ناخبي "التيار الوطني الحر" في مدينة جزين بالاقتراع لمرشح من خارج حزبهم ومن خارج مدينتهم، وايضاً اقناع الناخبين غير الحزبيين في جزين المدينة بالاقتراع لمرشح من خارج مدينتهم التي يعتبرون النيابة حقاً لها. يضاف الى ذلك الحاجة الماسة الى استنهاض الحماسة للانتخابات الفرعية برمتها، وتأمين عناوين جذابة للحملة، في موازاة ترشح "عونيين" للانتخابات الفرعية ايضاً. لكن يبقى الاهم ان الامور تحتاج الى الكثير من الروية من قيادتي "التيار" و"القوات" في منطقة تلعب فيها العوامل القروية والعائلية والخدماتية الضاربة عميقاً في تكوينها دوراً كبيراً في حراكها السياسي وتشكّل قواها.

 

تعاون الأجهزة الأمنية يحبط مخططات إرهابية خطر "داعش" جدي والأنظار إلى جرود عرسال

عباس الصباغ/النهار/12 شباط 2016

اكتشاف الجيش اللبناني عبوتي طرابلس اول من أمس واستمرار حملات توقيف العناصر المنتمية إلى الجماعات الارهابية أو المتعاونة وملاحقة الفارين تشي بأن الخطر الارهابي لا يزال مخيماً على لبنان. يسجل للأجهزة الامنية اللبنانية تعاون غير مسبوق منذ اكثر من عامين في ملاحقة الشبكات والخلايا الارهابية في اكثر من منطقة. ويكشف مرجع امني لـ"النهار" ان هذا التعاون الفريد وخصوصاً بين مخابرات الجيش والأمن العام وفرع المعلومات، يحمي لبنان من الخطر الإرهابي او على الاقل يقلل هذا الخطر، ويشير الى يقظة الاجهزة الامنية في ملاحقة الخلايا النائمة وتلك التي تحاول ارتكاب تفجيرات او جرائم شبيهة، ويذكر بالانجاز الأمني في كشف سائر اعضاء شبكة برج البراجنة. ويلخص كلام المرجع الامني المشهد العام في البلاد، الا ان استمرار المواجهات بين الجماعات الإرهابية المسلحة في جرود عرسال وخصوصاً بين تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" يزيد الأخطار الامنية، وليس احباط الجيش محاولة تسلل لمجموعة من "داعش" قبل ايام وقتل جميع افرادها وأسرهم الا دليلاً على حجم خطر تلك الجماعات على البلدات البقاعية وعلى الجيش. وبحسب مصادر ميدانية يكمن جوهر الصراع بين "داعش" و"النصرة " في السيطرة على مخيمات النازحين السوريين التي تضم مئات الشبان وبينهم الكثير من المراهقين الذين يسعى التنظيمان إلى استمالتهم وتجنيدهم وتكليفهم بأعمال ارهابية في لبنان وربما في سوريا. وليست مصادفة ان يكون الانتحاريان الاخيران في برج البراجنة وكذلك بعض اعضاء خلايا "داعش" الذين وقعوا في قبضة الاجهزة الامنية من هؤلاء الشبان السوريين، عدا ان المجموعات الإرهابية تلعب على وتر الاهمال الذي يحوط تلك المخيمات والاحوال السيئة للنازحين مما يسهل عملية التجنيد. وفي السياق يذكر احد النواب ان الاهمال والحرمان في مناطق لبنانية اخرى منها الشمال، وغياب الدولة عن تلك المناطق، عوامل تساهم في دفع عشرات الشبان إلى الالتحاق بالجماعات الارهابية، ولم يعد سراً ان العشرات منهم يقاتلون في صفوف "داعش" في الرقة السورية. في المحصلة تعزو مصادر ميدانية ما تحقق إلى النشاط اللافت للاجهزة الامنية ومساعدة بعض الاجهزة الخارجية عبر السفارات في لبنان وتزويدها السلطات أسماء إرهابيين محتملين مما يساعد في تجنيب لبنان الأخطار الامنية، عدا ان التقنية المتقدمة التي باتت في حوزة بعض الاجهزة تساهم الى حد كبير في تفكيك الخلايا وملاحقتها ومن ثم توقيفها. وفي المقابل يؤكد بعض المواكبين لعمل الاجهزة الأمنية ان "المسألة لا تزال في بداياتها، لأن الجماعات الارهابية التي تتلقى الخسائر خارج الحدود اللبنانية وخصوصاً في سوريا تحاول استعادة زمام المبادرة عبر تنفيذ تفجيرات في اكثر من منطقة، وان كانت مناطق نفوذ "حزب الله" لا تزال الاكثر جذباً لهذه التفجيرات، وما الاجراءات الأمنية الاخيرة التي اتخذها الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع استعادة الجيش السوري وحلفائه السيطرة على بلدات عدة في ريف حلب الشمالي سوى مؤشر إلى جدية الخطر الإرهابي.

 

احتمال ترشيح فرنجية الأحد يُشغل قواها الخلافات تزنّر 14 آذار... و"ماذا حلّ بنا؟"

رضوان عقيل/النهار/12 شباط 2016

لا احد يحسد قوى 14 آذار في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، على الحال التي وصلت اليها بفعل مساحات التباعد الشاسعة والجدران العالية التي ارتفعت في ما بين أطرافها، مع استمرار عجزها عن تقديم رأي موحد حيال الاستحقاق الرئاسي. ولم تنفع كل محاولات "عمليات التجميل" لحجب الضوء عن خلافاتها، ولا سيما بين تيار"المستقبل" و"القوات اللبنانية" من دون تقليل أهمية الانتقادات التي تطاول الاخيرة من جهات اخرى مثل حزب الكتائب ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وحلقة المستقلين في التحالف ولا سيما الوزير بطرس حرب. ولم تنجح جهود منسق الأمانة العامة لـ14 آذار وحارس محرابها الدكتور فارس سعيد في جمع ما تبقى من عناصر مشتركة بين هذه القوى التي تخوض قواعدها حروبا مفتوحة في ما بينها. ولا يقوم سعيد بهذه المهمة على شكل مهمة متطوع في الصليب الاحمر لرأب الصدع بين هذه القوى ومعالجته، بل من اجل الحفاظ على الاهداف التي اقيمت عليها مبادىء 14 آذار وتضحياتها وشلال الدم الذي قدمته. ومن يشارك في الحلقات الداخلية الضيقة في صفوف هؤلاء الافرقاء، يستمع الى جملة ملاحظات قاسية يرددونها في حق بعضهم، في مؤشر يظهر دلالات التباعد بين هذه القوى. ولن تخفي وجوه المشاركين في ذكرى الرئيس رفيق الحريري هذه المشهدية بعد غد، ولا سيما عندما يلقي الحريري كلمته سواء عبر الشاشة او اذا حضر الى بيروت. وستكون المفاجأة في الحالين مشاركة الدكتور سمير جعجع– أو من يمثله –الذي سيسرق الأضواء اذا حضر على غرار عادته وسيجلس عندها في الصف الامامي الأول، ولن يكون بعيدا من مقعد ممثل فرنجية الذي سيمثله الوزير روني عريجي او الوزير السابق يوسف سعادة. ولا تكشف دوائر "القوات" عن مشاركة جعجع او عدمه لاسباب أمنية ومعطيات تخص الرجل. وسيقارب الحريري الملف الرئاسي بالطبع، مع ترجيح عدم اعلانه ترشيح فرنجية في ذكرى اغتيال والده، لأنه اذا فعل فسيصدم قيادات 14 آذار المسيحية سواء من كان في قاعة "البيال" او خارجها. وفي معلومات لـ" النهار" ان ثمة من صارح الحريري في الأيام الاخيرة معتبرا انه: "أخطأ بتأييده فرنجية وترشيحه للرئاسة"، الأمر الذي اعطى جعجع ذريعة استثنائية وحضه على تجرع كأس ترشيح عون من معراب. وتحذر جهات في 14 آذار من أن تقديم الحريري اشارات ايجابية حيال فرنجية في المهرجان سيدفع شخصيات مسيحية مناوئة لرئيس "تيار المردة" الى المغادرة وقفل الصفحة مع "تيار المستقبل". وعلى رغم هذا المناخ السوداوي الذي يخيم فوق منازل 14 اذار، ثمة من لا يزال يأمل في تقديم مشهد جامع الأحد على أساس الوقوف في وجه الوصاية الايرانية والاستمرار في الاعتراض على سياسات "حزب الله" في الداخل وسوريا. وبعد وصول البلاد الى الجدار الرئاسي المسدود، يمارس افرقاء 8 آذار "رياضة استرخاء سياسية"، على رغم عدم توحيد رؤيتهم بين عون وفرنجية. وثمة من يردد لدى هذا الفريق ان الحريري اخذ يفكر جديا بتأييد عون وانه سيتراجع في نهاية المطاف عن خياره تأييد فرنجية، وان قنوات الاتصال بين الحريري و"الجنرال" ليست مقطوعة، في حين تظهر كل المعالم ان لا رئيس للجمهورية قريبا. وفي المقابل ينشط "حزب الله" في التحرك بين الرابية وبنشعي بعيداً من الأضواء، ومن دون إفصاح عن حصيلة هذه المساعي في انتظار الكلمة النهائية التي سيرسو عليها الحريري حيال الملف الرئاسي الذي يشغله، وهو لم يقرر حتى الآن التمسك بخيار فرنجية او التحرر منه وسط الحصار المسيحي الذي يطوقه من الرابية ورفاقه في 14 آذار الذين سيتساءلون الأحد في ما بينهم: "ماذا حل بنا؟". ويرد سياسي غير معجب بـ 8 آذار على هذه النقطة بالقول ان 14 آذار فقدت دورها وتوازنها السياسي ليس في الشهرين الاخيرين، بل عندما خسرت مظلتين كبيرتين دينية وسياسية، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، والنائب وليد جنبلاط. وهذا ما اثبتته السنون الاخيرة في مسيرة هذا الفريق.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 11 شباط 2016

الخميس 11 شباط 2016

النهار

ناشد مواطن من بر الياس البقاعية وزراء ونواباً وضع حد لتصرفات مساعد مدير عام أمني لإقدامه على عرقلة عمل القضاء والتدخل بهدف الاستفادة الشخصية.

شكا سفراء من غياب الترجمة في حفل أقيم على شرف سفاراتهم ولم يفهموا شيئاً مما قيل.

أثار تنظيم الجلوس في المقاعد الأمامية في قداس مار مارون اشكالات تم التدخل غير مرة لحلّها.

استغرب مسؤول كنسي قول قيادي في "حزب الله" إن انتخاب عون يتم عندما تتوافر ظروف انتخابه ولم يقل ما العمل إذا لم تتوافر.

السفير

استغربت مصادر روحية عدم صدور نعي رسمي من مجلس ملّي بوفاة أحد علمائه المؤسسين ممن كان لهم دور أساس في انتخاب أول رئيس لهذا المجلس.

عقد في بيروت مؤخرا مؤتمر شاركت فيه حوالي خمسين مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني العربي (غير الحكومية) برعاية مؤسسة اميركية بهدف البحث في كيفية تفعيل دورها اقليميا!

رصدت لقاءات دورية بين مسؤولين في تنظيم ينتمي الى "8 آذار" وشخصيات سلفية شمالية.

المستقبل

يقال

إنّ موظفاً كبيراً في البنك الدولي كشف في مجلس خاص على هامش مؤتمر مهم في احدى العواصم العربية أنّه سبق أن حمل في حقيبته إلى لبنان قبل عدّة أشهر موافقتين من البنك احداهما بقيمة 450 مليون دولار للكهرباء وأخرى بمليار دولار للسكة الحديد، غير أنّ المسؤولين اللبنانيين لم يتجاوبوا مع القرضَين بسبب التعطيل في مجلسَي النواب والوزراء و"لأسباب أخرى".

اللواء

تردّد أن تغريدات قطب سياسي في الخارج، تكشف عن حجم الاعتراض على توجه حزب بارز لفرض مرشحه على غرار ما حصل عام 1982

تبنى نائب شوفي مطالعة مرجع نيابي بحق رئيس حزب مسيحي، واعتبر أنها جاءت في مكانها الطبيعي!

تزايدت المخاوف في الـ 48 ساعة الماضية على خلفية تداعيات حرب برية إقليمية - دولية تسرّع التسوية في سوريا أو تعقدها؟!

الجمهورية

قالت بعض الأوساط إن الإحتفالية الأساسية لمناسبة دينية حصلت في بلد مجاور لأن رئيس الجمهورية لتلك البلد حضر بينما يغيب الرئيس عن إحتفال لبنان.

تحاول بعض النخب إثبات حضورها في إستحقاق إنتخابي يخصّ إحدى المؤسسات بعد مصالحة القوّتين الكبرَيين في الطائفة، ما عرقل التوافق في الإنتخابات بعض الشيء.

إعتبر بعض الأوساط أنه وعلى رغم عدم عمل المؤسسات بشكل طبيعي، إلّا أن إستحقاقين ما زالا يضبطان الساحة الداخلية

البناء

عَُلم أنّ مسؤولاً سابقاً يعاني ضائقة مادية شديدة مهدّد بالمثول أمام القضاء على خلفية عدم سداده ديوناً مستحقة عليه، بعضها ذو طابع جنائي، لدائنيه وهم كثر. وأشار مقرّبون من المسؤول السابق إلى مفاوضات حثيثة تجري بينه وبين الدائنين بوساطة مسؤولين عرب لتسوية القضية قبل وصولها إلى المحاكم أو إثارة الموضوع إعلامياً بصورة واسعة، ما يؤثِّر على السمعة السياسية والشخصية للمسؤول السابق الذي هو في الوقت نفسه رئيس تيار سياسي..

 

سلام غادر الى ميونيخ

الخميس 11 شباط 2016 /وطنية - غادر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم بيروت الى ميونخ للمشاركة في مؤتمر ميونخ للامن.

 

مجلس الوزراء أقر 50 مليون دولار لترحيل النفايات وسلفة لأوجيرو

الخميس 11 شباط 2016

وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر اليوم في السراي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. وبعد الجلسة، أذاع وزير الإعلام رمزي جريج المعلومات الرسمية الآتية:

"بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسة عند الساعة العاشرة والنصف قبل ظهر يوم الخميس الواقع فيه الحادي عشر من شهر شباط 2016 في السراي الحكومي، برئاسة دولة الرئيس وفي حضور الوزراء.

في مستهل الجلسة أبدى دولة الرئيس أسفه لما يحصل أحيانا من تسريب لمداولات المجلس نهاية جلساته، متمنيا أن تلحق التصريحات التي يرغب الوزراء في الإدلاء بها بعد تلاوة مقررات مجلس الوزراء من الناطق باسم الحكومة.

بعد هذه الملاحظة أشار دولة الرئيس الى أن هناك موضوعا هاما من خارج جدول الاعمال يتعلق بموضوع ترحيل النفايات وان العقد المتعلق بهذا الترحيل أصبح جاهزا للتوقيع وانه يقتضي تأمين التمويل اللازم للتنفيذ. وبعد مناقشة هذا الموضوع، حيث أكد الوزراء مواقفهم السابقة منه، كرر المجلس الموافقة على اعطاء سلفة الى مجلس الانماء والاعمار قدرها خمسون مليون دولار اميركي، من اجل تمويل الترحيل المذكور، على ان يباشر دون ابطاء اطلاق الخطة المستدامة لمعالجة النفايات ووضعها موضع التنفيذ.

وعلى الأثر، انتقل المجلس الى البحث في بعض المواضيع الطارئة وسائر البنود المدرجة في جدول الاعمال. وبعد المناقشة والتداول، اتخذ المجلس القرارات اللازمة في شأنها، وأهمها:

1- إعطاء هيئة اوجيرو سلفة لدفع الرواتب قيمتها 138 مليار ليرة لبنانية.

2- الموافقة على مباشرة المتعاقدين للتدريس بالساعة عملهم في الثانويات والمدارس بالساعة عملهم في الثانويات والمدارس الرسمية منذ بداية العام الدراسي 2015 و2016 لتدريس جميع المواد بما فيها الاجرائية وقبل تصديق عقودهم من المراجع المختصة.

3- تسديد بدلات الأتعاب للمتعاقدين للتدريس بالساعة من الساعات المنفذة قبل تصديق عقودهم وفقا للاصول موازية للتعويض القانوني المحدد لهم ومن الاعتمادات المرصودة في البند 13- رواتب المتعاقدين، وذلك بموجب قرارات تصدر عن وزير التربية والتعليم العالي.

وأرجئ البحث في سائر البنود الى الجلسة المقبلة التي ستعقد عند الساعة العاشرة من قبل ظهر الخميس المقبل".

 

ريفي ينسحب من جلسة مجلس الوزراء لعدم البحث في ملف سماحة

الخميس 11 شباط 2016 /وطنية - انسحب وزير العدل اشرف ريفي من جلسة مجلس الوزراء، احتجاجا على عدم البحث في بند إحالة جريمة ميشال سماحة على المجلس العدلي، للجلسة الثالثة على التوالي. وصرح عند المغادرة: "هناك قوة سياسية تحاول ان تعطل وتؤجل هذا البند، وبصفتي وزيرا للعدل أعطي أولوية لهذا البند المهم، لذا اصررت على ان اناقش هذا الموضوع قبل اي موضوع آخر، وانا معني بإقامة العدالة واحقاق الحق. هناك نية لتعطيل هذا البند لكسب الوقت، علما أنه يتعلق بالامن الوطني والعيش المشترك". واضاف: "يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ونحن عشية ذكراه ال11، ذهبنا الى القضاء الدولي باعتبار ان هناك منظمومة دولية قضائية استثنائية لا نثق بها ولا نعتبر انها يمكن ان تؤمن لنا العدالة". وأكد أنه يعمل مع وزارته على خيارات أخرى في هذا الملف، مضيفا: "لدينا خيارات في وزارة العدل نحضرها وسنطلعكم عليها، لقد سجلت انسحابي واتفهم رئيس الحكومة ورأيه ونيته ووطنيته، وأدرك جيدا أن بعض القوى السياسية تحاول تعطيل هذا البند، رغم أن البند مدرج على جدول الاعمال، وهذه القوى تحاول للاسبوع الثالث على التوالي أن تطرح بنود ليست على جدول الأعمال مضيعة للوقت".

 

الحريري: موقف ريفي لا يمثلني

١١ شباط ٢٠١٦/فايسبوك/علّق الرئيس سعد الحريري، عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، على انسحاب وزير العدل أشرف ريفي من جلسة مجلس الوزراء احتجاجا على عدم تحويل ملف ميشال سماحة الى المجلس العدلي، وقال: "موقف الوزير ريفي لا يمثلني، ولا يزايدنّ أحد علينا بإغتيال وسام الحسن، او محاكمة سماحة، فكل من ارتكب جريمة سينال عقابه". وكان ريفي قد صرّح للإعلاميين: "لدينا خيارات عدة وسنفاجئ بها اللبنانيين من أجل إقامة العدالة في قضية سماحة، وكل الاجراءات التي سنتخذها هي قانونية وستكون مفاجئة للبنانيين". أضاف:ان قضية سماحة لم تصل الى الحكم المبرم ويحق لمجلس الوزراء احالتها الى المجلس العدلي. وسجلنا موقفا اعتراضيا اوليا مع وزراء الكتائب والمستقبل" وختم بالقول: "سنقيم العدالة والا لن يقوم الوطن ولن نستسلم حتى احقاقها".

 

المطران بولس صيّاح: الحضور المسـيحي فـي الدولة مهم لرسـالة لبنان وبكركي تستعيض عن اجتماع الغد بلقاءات فردية مع الوزراء

المركزية- تعليقاً على قرار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الغاء الاجتماع الوزاري الذي كان مُقررًا غداً في بكركي للبحث في مسألة الحضور المسيحي في الادارات العامة والوزارات، اوضح النائب البطريركي المطران بولس صيّاح ان "الراعي سيستعيض عن الاجتماع بلقاء كل وزير في الحكومة على حدة". واذ اكد عبر "المركزية" ان "بكركي والاحزاب المسيحية ومؤسسة "لابورا" تتابع ملف الحضور المسيحي في المؤسسات العامة"، رفض المعلومات التي تحدّثت عن ان "بكركي تعرّضت لضغوط سياسية من اجل إلغاء الاجتماع الوزاري غداً"، فاشار الى ان "بكركي لا تخضع للضغط". ولفت الى اننا "نكتفي الان بما اُثير اخيراً حول مسألة الحضور المسيحي في الدولة والغُبن اللاحق بهم في التوظيف اضافة الى البرامج التلفزيونية التي خصصت حلقات لمناقشة المسألة وتدعيمها بنشر ارقام وعرض وثائق". وشدد المطران صيّاح على ان "الحضور المسيحي في الدولة مهم وضروري ليس فقط للمسيحيين وانما للمسلمين للحفاظ على رسالة لبنان القائمة على العيش المشترك".

 

الذكرى...والذكريات

أحمد الأسعد/11 شباط/16

بعد أيام قليلة يستذكر اللبنانيون ذكرى الجريمة التي استهدفت رجلاً كبيراً هو رفيق الحريري.في ١٤ شباط هذه السنة، لن تكون ذكرى الشهيد وحدها هي المؤلمة، بل كذلك سيكون مؤلماً أن ما أعقب استشهاده لم يعد سوى...ذكريات. بحلوها النضالي وبمرّ استشهاد عدد من الشخصيات اللبنانية، سنتذكر تلك المرحلة بحسرة. محزن أن يكون التحالف السياسي الذي انبثق من ثورة الأرز، قد وصل إلى ما وصل إليه اليوم من تناحر وتناقض، وأن يكون انحدر إلى هذا الدرك من التنازلات. إن المشهد اليوم يوحي أن كل التضحيات تبخرت وراحت سدىً. لقد تحولّت ذكريات الماضي الى كابوس الحاضر.

فلبنان اليوم اصبح في قبضة المحور الإيراني اكثر من اي وقت مضى. و للأسف لم تتعلم احزاب الرابع عشر من آذار شيئا" من اخطاء الماضي التي اوصلت البلد الى ما هو عليه اليوم. لا تملك هذه القوى شيئا" من الرؤيا أو المواجهة أو حتى الخطة البديلة ، بل تقبع منتظرة تغيير ما في اوضاع المنطقة علّه ينعكس ايجابا"على لبنان. و لكن كيف و لماذا و ما هي الأرضية التي هيئتها هذه الأحزاب لكي تستطيع ان تقطف ثمرة اي تغيير قد يحصل في المنطقة؟ الجواب لدى قوى الرابع عشر من آذار هو :" لا نعلم". كالتلميذ الذي يدرس لكي ينجح في الإمتحان، على هذه الأحزاب ان تواجه المحور الإيراني ضمن رؤية واضحة و خطة عملية بغية النجاح بإقتلاع لبنان من هذا المحور . و بإنتظار قوى سياسية قادرة على تحمّل تلك المسؤولية، يمرّ استشهاد رفيق الحريري كذكرى من ذكريات الماضي بدلا" من ان يكون عبرة للحاضر و للمستقبل

 

قواتي مع حزب الله

حـازم الأميـن/لبنان الآن/11 شباط/16

على شرفة المطعم التي رحت أقصدها للتدخين أثناء تناولي العشاء في شارع "مونو" على أطراف الأشرفية، كان ثلاثة رجال يفعلون ما أفعل، أي يغادرون طاولة عشائهم قاصدين شرفة المُدخنين. وفي مساحة التدخين هذه جرى تعارف عابر. إنهم مارون ومارون وطوني. ثلاثتهم رجال أعمال من أبناء الطبقة المتوسطة العليا، ليسوا حزبيين لكنهم ليسوا بعيدين عن خط الانقسام اللبناني، أي 8 و 14 آذار. ووفقاً لهذه القسمة التي فقدت قيمتها، فهم أقرب إلى "14 آذار" منهم إلى 8 آذار. مارون من بكفيا وتربط عائلته علاقة صداقة مع الكتائب، ومارون الثاني من جل الديب وهو أقل انشغالاً بالسياسة من صديقيه، لكنه لا يحب ميشال عون على ما قال. أما طوني فكل ما قاله أنه مع "14 آذار".أبدى الأصدقاء الثلاثة غبطة بسبب لقاء معراب بين ميشال عون وسمير جعجع. مارون (بكفيا) قال ما يدفع إلى الاستغراب، اذ أنه تمنى أن يكتمل هذا اللقاء بلقاء مع حزب الله، فينشأ تحالف، الهدف منه حماية الأقليات، على ما كرر الرجل أكثر من مرة. حاولتُ من جهتي أن أدفع بالكلام إلى ما يساعد على فهم ما قصده، لا سيما وأن الرجل ليس عونياً، ومن المفترض أن لا تشكل له عبارة "تحالف الأقليات" إغراء. لا، ليس "داعش" هو ما بلور قناعة مارون بـ"تحالف الأقليات"، على رغم أنه استحضرها لدى سؤالي عن شعوره بضرورة نشوء "تحالف أقليات". الأرجح أن الفكرة تعود إلى ما هو سابق على "داعش"، لكن الأخيرة جاءت واستنهضته. والأرجح أيضاً أن سمير جعجع، عندما أقدم على خطوة ترشيح ميشال عون، كان التقطت إشارات عن استيقاظ أقلوية كانت نائمة أو مُخدرة في وجدان مسيحيين ليسوا بعيدين عن منطقة نفوذه الشعبي والعاطفي. والـ"أقلوية" هنا هي غريزة دفاعية غائرة ولا تنطوي بالضرورة على فعل سياسي. لا شك أن حزب الله، كنموذج للقوة والسلطة، يُغري ضعفاءه ويستدرجهم للتماهي معه. وقابلية الجماعات الأهلية للتماهي مع القوة والسلطة تصبح أقوى في لحظات عجزها وضعفها. أما في لحظة هزيمتها فيصبح التماهي استلاباً كاملاً.

حزب الله، يمنع انتخاب رئيس (مسيحي) للبنان، ومارون على يقين من ذلك. وتيار المستقبل، الحليف المفترض، تلقى هزيمة بحسب ما قال مارون. والأمر لا يتعلق بانتهازية ترى في القوي حليفاً أكثر فعالية وفائدة، فنحن هنا لا نتحدث عن أحزاب تبحث عن مصالحها في تحالفات مع الأقوياء، بل عن أفراد في جماعات أهلية (مارون ومارون وطوني)، وعن أفراد في أقليات أهلية أيضاً، أي أن غريزة البقاء تشتغل لديهم على نحو مضاعف عن اشتغالها في وجدانات الجماعات الأخرى. ليس المشهد في وعي مارون ومارون وطوني هو أن حزب الله يمنع انتخاب رئيس للبنان على رغم اقتناعهم بأنه يمنع انتخاب رئيس، بل المشهد الآن هو أن هناك قوة سائدة هي حزب الله وهناك قوة منكفئة هي تيار المستقبل. والقوة السائدة هي امتداد لخطاب أقلوي بلغ ذروته في مقولة "الدفاع عن لبنان عبر القتال في سوريا". يجب عدم استبعاد هذه المعادلة عن الأسباب المُفسرة لخطوة ترشيح سمير جعجع ميشال عون، على أن لا يعني هذا التفسير إدانة للخطوة، بل محاولة استيعاب لمعنيي النصر والهزيمة.

 

بري: فرصة الحل بالحوار السعودي الإيراني ... والطائف كرس ما هو أسوأ من الطائفية

نهارنت/11 شباط/16/رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "قوى 14 آذار لم تعد نفسها، ولا قوى 8 آذار نفسها كذلك"، وقال: "تفرّق الجميع او يكادون واختلفوا على المرشحين. الا ان ذلك لم يفضِ الى حسابات ايجابية او مخرج للمأزق الرئاسي. بل ضاعف الخلافات". وأضاف بري: "يبدو ان ترياق انتخاب رئيس للجمهورية لم يعد لبنانيا. راهنا طويلاً على الحل اللبناني من اجل ابقاء الاستحقاق في هذا النطاق، بيد انه فشل". وأشار بري الى ان الافرقاء المحليين اختبروا في الاستحقاق خيارات شتى عبثاً ... وقال: "الرئيس سعد الحريري جرّب اولاً مع سمير جعجع، ثم مع العماد ميشال عون، ثم مع سليمان فرنجية. سمير جعجع جرّب مع نفسه مرشحاً، ثم طالب بمرشح توافقي، واصبح الآن مع العماد عون. لوليد جنبلاط مرشحه". ولفت الى أنه "لم يعد معروفاً اي حل آخر يمكن ان يُطرح بعد"، معربا عن اعتقاده بأن "الفرصة الوحيدة التي يقتضي انتظارها تكمن في الحوار السعودي ــــ الايراني". واعتبر بري أن "ما يجري اليوم من مواقف متناقضة بين الافرقاء من هنا وهناك، والانقسام الحاصل الذي جعل كل طرف في مكان، يجعلني اقول انه الجنون والانفصام. بل انها العصفورية نفسها". وختم بري: "صنعنا نظاماً سياسياً من اجل ان يحمينا، فاذا به مرة بعد مرة ينهكنا ويدخلنا في انقسامات. انه مرض الطائفية. اتفاق الطائف بدوره كرّس هذه الطائفية وما هو اسوأ حتى ... ونحن الآن ندفع ثمن نظام الطائفية الذي نتمسك به ويفتتنا، طائفية تارة ومذهبية طوراً".

 

هل تعمل واشنطن وموسكو في الكواليس لتسـوية شاملة للمنطقة؟ لبنان ليس جزءا من الصفقة ومساع دولية لتحييده وانجاز "الرئاسة"

المركزية- في حين يكثر الحديث عن تسوية شاملة مقبلة على المنطقة تحاك خطوطها اليوم بتروٍّ على يد الاميركيين والروس بعيدا من الاضواء، على أن تظهر مفاعيلها تباعا اثر وضع التسوية السورية على السكة، تنفي أوساط دبلوماسية غربية ما يشاع عن صفقة أميركية – روسية حول المنطقة، كما تستبعد أوساط سياسية عربية مقيمة في واشنطن حصول اتفاق كهذا نظرا الى انهماك الادارة الاميركية بالانتخابات الرئاسية التي انطلقت فصولها التمهيدية في عدد من الولايات، وانصراف وزير الخارجية جون كيري الى مواكبتها تماما كما الرئيس باراك اوباما الذي يحاذر حاليا القيام بأي خطوة قد تنعكس سلبا على المعركة وحزبه ومرشحه الديموقراطي وتصب في صالح الجمهوريين. الا ان مراقبا دبلوماسيا مقيما في باريس لا يسقط من حساباته امكانية قيام صفقة دولية واقليمية حول المنطقة انطلاقا من التسوية السورية، لكنه يعتبر ان احدا لا يملك معطيات حولها وقد ازداد أفقها ضبابية اثر تعثر المفاوضات التي انعقدت منذ ايام في جنيف في شأن سوريا في مراحلها التمهيدية ما اضطر المبعوث الاممي ستيفان دي مستورا الى تأجيلها حتى الخامس والعشرين من الجاري لتذليل العقد التي برزت منعا لافشال المفاوضات. غير ان الاخفاق حتى اليوم في إقناع الجانبين السوريين بالجلوس مجددا الى الطاولة سيما بفعل رفع موسكو سقف الاعمال العسكرية في سوريا مسهّلة استرجاع النظام مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة، اعتبرته واشنطن والرياض كما المعارضة السورية عملا تصعيديا لا يساعد في الحل المنشود بل يدفع الى مزيد من التعقيد. ففي حين ناشدت الولايات المتحدة روسيا وقف اطلاق النار فورا، اعلنت السعودية ودول اسلامية سنية تأليف قوة عسكرية للتدخل في سوريا لمحاربة داعش ومنظمات متطرفة أخرى، الامر الذي اعتبره وزير الخارجية السورية وليد المعلم عملا عدوانيا ضد الدولة السورية، في حين حذرت روسيا وايران من خطورة الخطوة وتداعياتها على الوضع في سوريا والمنطقة التي قد تدفع في اتجاه الحرب. ويعتبر المراقب الدبلوماسي ان المعلومات حول صفقة اميركية روسية اذا كانت صحيحة، فهذا لا يعني انها ستحصل غدا او في المدى المنظور، فحل الازمة السورية ليس سهلا ويرجح أن يأخذ وقتا وقد يمر بمطبات كثيرة. ويشير الى معلومات تفيد بان الجانب الاميركي اتفق مع السعودية وتركيا على قيام حكومة انتقالية في سوريا تحال اليها كامل صلاحيات الرئيس وتعمل على تعديل الدستور ووضع قانون جديد للانتخاب وعلى اجراء انتخابات نيابية وقيام نظام برلماني ينتخب على اساسه النواب رئيس الجمهورية، على أن توزع السلطة على المكونات السياسية كما هي الحال في لبنان، وتُعطى كل طائفة ومذهب مناصب وفق حجمه من دون تضخم وبعيدا من تسلط فئة على اخرى. ويلفت الى ان "هذه الصيغة التي تبحث اليوم خلف الابواب المغلقة قد تنسحب على الازمة في العراق واليمن وغيرها من الدول التي تشهد صراعات ذات خلفية مذهبية، بحيث لا يطغى مكون على الاخر وتحفظ حقوق الأطراف الداخلية كلها وفق احجامها، مع التشديد على ضرورة وضع حدّ لأي نفوذ اقليمي طاغ لاي دولة على ساحة دولة اخرى وفرض احترام سيادة واستقلال دول المنطقة.

في المقابل، يلفت الدبلوماسي الى ان "لبنان ليس في صلب الصفقة العتيدة، اذ ثمة محاولات حثيثة لتحييد ساحته نظرا للخصوصية التي يتمتع بها لانه البلد الوحيد في المنطقة الذي يرأسه مسيحي. وفي اطار هذه الجهود، يتم السعي الى تحرير الاستحقاق الرئاسي العالق في عنق الزجاجة من شباك الصراع الاقليمي المستعر". ويوضح ان "ما يعمل عليه اكثر من طرف دولي هو انتخاب رئيس من خارج الاصطفافات السياسية، لا يعدّ انتخابه انتصارا لفريق على الاخر"، مشيرا الى ان "الحل الافضل يكون بالاتيان برئيس لا يعادي لا السعودية ولا ايران، رئيس يحظى بدعم سياسي وشعبي يرضى به الجميع ويكون على تواصل مع الجميع وليس رئيسا من طرف واحد". ويكشف ان هذه المعايير تم بحثها مع الرئيس الايراني حسن روحاني عندما زار الفاتيكان وفرنسا، حيث اثار المسؤولون في الدولتين مخاوف من تداعيات محاربة الارهاب في ظل الفراغ الرئاسي وتفكك وتحلل مؤسسات الدولة، واعربوا عن خشيتهم من انتقال الارهابيين في ظل هذه الوضعية الشاذة، الى لبنان". انطلاقا من هنا، يفيد الدبلوماسي ان "المسؤولين الغربيين يكثفون اتصالاتهم مع القوى الاقليمية المؤثرة في لبنان ولا سيما ايران، ويناشدونها لعب دور ايجابي يساعد على انجاز الاستحقاق سيما بعدما تبين اثر الجلسة الانتخابية رقم 35 ان حزب الله لا يريد انتخاب رئيس".

ويؤكد الدبلوماسي اخيرا ان فرنسا تستعجل انتخاب رئيس صنع في لبنان والرئيس فرنسوا هولاند يحاول ان يكون هذا الملف حاضرا ضمن حملته الانتخابية، انطلاقا من العلاقات المميزة بين لبنان وفرنسا وقد يوفد قريبا جيروم بونافون الى ايران بعد الانتخابات الايرانية لاستئناف البحث في موضوع الرئاسة انطلاقا من ابداء ايران رغبة في تحييد الملف عن الصراعات، وتوقع أن يلجأ حزب الله المحشور بين مبادرتي الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع، الى حوار مع "المستقبل" لعرض الملف توصلا الى اتفاق على الشراكة الحقيقية في السلطة.

 

 الكونغرس لن يحدد موعدا للوفد النيابي قبل توضيح هدف الزيارة وبري "علــى الخـط" لحمايـة مصـالح اللبنانييـن المغتربيـن

المركزية- من المقرر ان يزور وفد برلماني لبناني يضم النواب ياسين جابر وباسم الشاب ومحمد قباني والان عون وروبير فاضل، واشنطن، بين الثاني والعشرين والخامس والعشرين من شباط الجاري، للبحث في القانون الذي صدر عن الكونغرس الاميركي بالاجماع والهادف الى محاصرة "حزب الله" ماليا حيث يفرض عقوبات على كل التعاملات المشتبه فيها، علما انها لا تشمل عناصر الحزب فحسب، بل التجار والمقربين منه أيضا. ويندرج القانون المذكور في خانة الجهود الاميركية لمحاربة الارهاب وتجفيف موارده. وفي حين سارع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الى دعوة المصارف الى عدم الانصياع للإرادة الأميركية، معتبرا ان العقوبات الاميركية تضيّق الخناق على القطاع المصرفي في لبنان، كشفت اوساط سياسية في واشنطن عبر "المركزية" أن ما تحدث عنه نصرالله في غير مكانه كون القانون يستهدف موارد تمويل "حزب الله" في العالم، لا البنوك اللبنانية، مشيرة الى ان المواقف التي صدرت عن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة والتي وضعت الامور في نصابها واكدت التزام لبنان بالقوانين والمعايير الدولية، تركت ارتياحا لدى المسؤولين الاميركيين. انطلاقا من هنا، تتحدث الاوساط عن فتور اميركي حيال زيارة الوفد النيابي اللبناني، ترجم حتى اليوم برفض الكونغرس مقابلة النواب اللبنانيين سيما وانه حتى اللحظة لم يحدد موعدا للزيارة، على رغم توسط الخارجية الاميركية بناء لطلب القائم بالاعمال الاميركي في لبنان ريتشارد جونز، والسفارة اللبنانية في واشنطن، لتسهيل اللقاء. أما انعدام الحماسة فسببه حسب الاوساط ان القانون أقرّ وهو واضح جدا، والكونغرس يرفض أي نقاش فيه، كما يخشى ان يكون هدف الوفد اللبناني الدفاع عن "حزب الله" وتبرئة ساحته. وفي حين يطالب مسؤولون في الكونغرس النواب اللبنانيين بتوضيح الغاية من زيارتهم، تفيد مصادر نيابية "المركزية" أن هدفنا ليس محاولة سحب القانون الاميركي او السعي لاعادة النظر به، بل اننا سنشرح القوانين التي أصدرها مجلس النواب مؤخراً في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال، وسنسلّم المسؤولين في الكونغرس والإدارة الأميركية النصوص التي وضعها مصرف لبنان في إطار سياسة الحكومة اللبنانية الملتزمة في بيانها الوزاري مكافحة الإرهاب. كما سندعو الجانب الاميركي الى عدم تحميل لبنان اكثر من طاقته وتفهم اوضاعنا الصعبة سيما في ظل عبء النازحين السوريين.

في المقابل، تقول المصادر ان رئيس مجلس النواب نبيه بري شجّع على تشكيل الوفد اللبناني الى واشنطن لسببين رئيسيين. أولا، الحرص على التوضيح بأن رواتب وزراء ونواب حزب الله المودعة في المصارف اللبنانية مصدرها الخزانة اللبنانية فقط وبالتالي لا مبرر لمعاقبة المصارف التي تودع فيها. ثانيا، خشيته من أن يصبح اللبنانيون المغتربون سيما في افريقيا محط ملاحقة وتضييق وان يتهموا زورا بتمويل الارهاب، فتضرب مصالحهم في الخارج. وقد استعجل الرئيس بري التحرك بعد موجة التوقيفات التي طاولت لبنانيين اثر صدور القانون الاميركي، في فرنسا وأفريقيا وغيرها من الدول، بعد ان تبين انهم يساهمون في تمويل "حزب الله". أما زيارة وزير المال علي حسن خليل الى الولايات المتحدة، فتختلف عن زيارة الوفد النيابي ويبدو تحقيقها أسهل، وستشكل مناسبة يعرض فيها خليل مع عدد من المسؤولين الاميركيين لموقف الحكومة الرسمي من القانون الاميركي ويؤكد خلالها التزام لبنان المعايير المالية والمصرفية الدولية.

 

سـبحة الانجازات الحياتية تكر تباعا في مجلس الوزراء

ملف ســماحة يفجّر العلاقة بيـن الحريـري وريفـي

سلام الى ميونخ ولقاء كيري- لافروف "لوقف النار" غدا

المركزية- على أهمية الملفات الحياتية التي أقرها مجلس الوزراء بموافقته على اعطاء سلفة مالية بقيمة 50 مليون دولار لمجلس الانماء والاعمار لتمويل ترحيل النفايات، وأخرى بقيمة 138 مليار ليرة الى هيئة اوجيرو لدفع الرواتب وأقرار صرف تعويضات التعاقد للاساتذة، فان الجلسة الحكومية الثانية هذا الاسبوع لم تمضِِ على خير، بعدما "بلغ سيل وزير العدل أشرف ريفي الزبى" واستنفد ملف احالة الوزير السابق ميشال سماحة الى المجلس العدلي صبره، فانسحب حتى أشعار آخر... يبقى رهن ادراج الملف بندا اول على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء، في استعادة لسيناريو " الشرط العوني" بادراج التعيينات العسكرية بندا اول قبل اقرارها الذي استلزم صولات وجولات من النقاش السياسي قبل ان يفرج "الفريق البرتقالي" وحليفه حزب الله عن جلسات الحكومة السلامية.

بين الحريري وريفي: ولم تقتصر شظايا الانفجار" الريفي" الذي شهد تضامنا كنائبيا على مجلس الوزراء فحسب، بل بلغت الرياض وفجرّت "الاحتقان" "المستقبلي الداخلي" حيث سارع الرئيس سعد الحريري الى الرد على "وزير المستقبل" معتبرا عبر تويتر "ان موقف وزير العدل لا يمثلني ولا يزايدنّ احد علينا بإغتيال رئيس فرع المعلومات السابق وسام الحسن او محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة، فكل من ارتكب جريمة سينال عقابه". وجاء الرد على خلفية موقف ريفي بعد انسحابه اثر مطالبته ببدء النقاش في ملف سماحة مقابل تأكيد رئيس الحكومة تمام سلام ضرورة بت الملفات الحياتية الملحة اولا، حيث قال "سجلنا موقفا اعتراضيا اوليا مع وزراء الكتائب والمستقبل وكوني وزير عدل أصرّيت على مناقشة بند سماحة قبل أي بند آخر لكن هناك من يحاول تعطيل هذا البند". وأعلن ان "لديه خيارات عدة قانونية سيفاجئ بها اللبنانيين من أجل إقامة العدالة ، موضحا انه يمكن الذهاب في اتجاه المحكمة الجزائية الدولية، او اللجوء الى القضاء الكندي كون سماحة يحمل الجنسية الكندية، او اللجوء الى احدى الدول التي اعطيت اجازة صلاحية دولية بمتابعة الجرائم المتعلقة بالارهاب".

مجلس الوزراء: في غضون ذلك، تفادى مجلس الوزراء لليوم الثاني على التوالي الخوض في مسألة رفع سعر صفيحة البنزين تحت وطأة ضغط الشارع والهيئات العمالية والنقابية التي لوحت بالاضراب والتظاهر، اذا أقرّت اي زيادة، ونجح في تخطي ملفين شائكين كانا موضع خلاف في جلسة الامس، فأعطى سلفة لهيئة اوجيرو لدفع الرواتب. وأقر صرف تعويضات التعاقد للاساتذة. غير ان الجلسة "المنتجة" لم تمرّ بهدوء، حيث أثار عقد ترحيل النفايات الذي طرح من خارج جدول الاعمال، بعد ان بات جاهزا للتوقيع ويقتضي تأمين التمويل اللازم للتنفيذ، سجالا بعد اعتراض وزراء التيار الوطني الحر ورفضهم توقيع المرسوم وفق ما أعلن وزير التربية الياس بو صعب، فتدخل رئيس الحكومة، داعيا الجميع الى تحمل مسؤولياتهم مهددا برفع الجلسة. وانتهى السجال باقرار سلفة مالية بقيمة 50 مليون دولار لمجلس الانماء والاعمار لتمويل ترحيل النفايات. وفي هذا الاطار، أشار رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسرالى أن توقيع عقود ترحيل النفايات سيتم خلال يومين وأن سلفة الـ 50 مليون دولار هي دفعة اولى لستة أشهر محددا الوجهة بروسيا. ولم يتطرق المجلس الى ملف جسر جل الديب، علما ان اهالي المنطقة كانوا لوحوا بقطع الطريق صباح غد اذا لم يبحث الملف. سلام الى ميونيخ: وعقب الجلسة، غادر سلام بعد الظهر بيروت متوجها الى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونخ للامن العالمي الذي سينعقد في دورته الـ 51 لتعزيز سلمية الصراعات والتعاون والحوار الدولي الذي تنظمه

مقاطعة بافاريا الالمانية ويستمر يومي الجمعة والسبت.

ولا ليرة: اما خارج السراي فلم يكن الوضع افضل حال، فالاحتجاج سيد الموقف في الشارع تحت شعار "ولا ليرة" الذي رفعته مجموعات الحراك الشعبي مواكبة لجلسة مجلس الوزراء، بعدما بات البعض ليلته في خيم نصبها في ساحة رياض الصلح. وحذر هؤلاء من محاولة فرض اي ضريبة عشوائية تطاول عامة الناس، ودعوا الحكومة الى كشف الجوانب الغامضة مما أسموه "صفقة الترحيل"، مطالبين بتفعيل اجهزة الرقابة.

لقاءات فردية: في سياق اخر، وبعدما كانت بكركي تتحضّر لاجتماع موسّع غداً للبحث في مسألة الحضور المسيحي في الادارات والمؤسسات العامة، الا انه اُلغي بطلب من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "لئلا يُفهم منه انه تجمّع طائفي ضد طوائف اخرى" ، اشار النائب البطريركي المطران بولس صيّاح عبر "المركزية" الى ان "الراعي سيستعيض عن الاجتماع بلقاء كل وزير في الحكومة على حدة"، رافضاً المعلومات التي تحدّثت عن ان "بكركي تعرّضت لضغوط سياسية من اجل إلغاء الاجتماع، فبكركي على حدّ تعبيره، لا تخضع للضغط".ولفت الى اننا "نكتفي الان بما اُثير اخيراً حول مسألة الحضور المسيحي في الدولة والغُبن اللاحق بهم في التوظيف اضافة الى البرامج التلفزيونية التي خصصت حلقات لمناقشة المسألة وتدعيمها بنشر ارقام وعرض وثائق".

ترطيب أجواء: في الاثناء، وفي انتظار ما سيقوله الرئيس الحريري الاحد المقبل في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وسط ترقب لما اذا كان سيعلن ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية رسميا، تستمر الجهود والوساطات بين بنشعي والرابية لمحاولة تقريب المسافات بين فرنجية ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون . وفي هذا السياق، جاء لقاء مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم والعميد شامل روكز وطوني سليمان فرنجيه بدعوة من النائب اميل رحمه حول مأدبة غداء في احد مطاعم العاصمة، ومع ان اوساط المجتمعين دعت الى عدم تضخيم اللقاء، فان مصادر سياسية متابعة أشارت الى انه يندرج في خانة الوساطات الناشطة بين الحليفين المسيحيين المتباعدين في فريق 8 آذار.

وفد نيابي الى الكونغرس؟ على خطّ آخر، وفي حين يستعد وفد نيابي لبناني للتوجه الى واشنطن في 22 شباط الجاري، للبحث في قانون العقوبات التي فرضها الكونغرس الاميركي على "حزب الله" ومن يتعاملون معه، تحدثت اوساط سياسية في واشنطن لـ "المركزية" عن فتور اميركي حيال زيارة الوفد النيابي اللبناني، ترجم حتى اليوم برفض الكونغرس مقابلة النواب اللبنانيين سيما وانه حتى اللحظة لم يحدِّد المسؤولون في الكونغرس موعدا لاستقبالهم. أما انعدام الحماسة، فسببه حسب الاوساط ان القانون أقرّ وهو واضح جدا، والكونغرس يرفض أي نقاش فيه، خصوصا اذا كان هدف الوفد اللبناني محاولة الدفاع عن "حزب الله" وتبرئة ساحته، وهو يدعو الوفد اللبناني الى توضيح اسباب زيارته.

كيري – لافروف: أقليميا، وفي حين يتهدد التصعيدُ العسكري الروسي في سوريا، والذي غطى عمليات خاضها النظام وحزب الله لاسترجاع مناطق كانت في يد المعارضة، مستقبلَ المفاوضات في جنيف، كما التسويةَ التي يسعى الجانبان الاميركي والروسي الى ارسائها لوقف النزاع في سوريا، أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري خلال اتصال هاتفي، على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وضمان الوصول الإنساني للمناطق المحاصرة في سوريا. واذ لفت لافروف الى أن روسيا طرحت مقترحات في شأن تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا وتنتظر ردا من القوى الدولية، تحدثت معلومات عن لقاء مرتقب بين الرجلين بعد اجتماع مجموعة فيينا المقرر في ميونيخ غدا، والمنتظر ان يشهد على الهامش ايضا لقاء سعوديا –ايرانيا، علما ان المتحدث باسم التحالف العربي أحمد العسيري اكد ان موقف السعودية بالمشاركة البرية ضد "داعش" نهائي.

 

صقر ادعى على 13 شخصا بينهم لبنانيان في جرم الانتماء الى داعش

الخميس 11 شباط 2016 /وطنية - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على ثلاثة عشر شخصا بينهم لبنانيان القى الجيش القبض عليهم في وادي الارانب في جرم الانتماء الى تنظيم "داعش" بهدف القيام بأعمال ارهابية، وتشكيل مجموعات مسلحة للاعتداء على الجيش والقتل ومحاولة القتل. وقد تمكن الجيش من قتل اثنين من قيادي "داعش" في المنطقة. واحال الموقوفين مع الملف الى قاضي التحقيق العسكري الاول.

                                     

بري استقبل سفير اذربيجان وخير ووفد مهرجانات لبنان مخزومي: الانتخابات البلدية خطوة مهمة

الخميس 11 شباط 2016 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، في عين التينة رئيس حزب "الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي وعرض معه الاوضاع الراهنة. واشار مخزومي في بيان بعد اللقاء، الى انه "بحث مع الرئيس بري في "الأوضاع والتطورات الداخلية. ووضعه في أجواء لقاءاته الأسبوع الماضي مع المسؤولين الكبار في العالم، في لندن وباريس والجهود التي يبذلها لنقل صورة إيجابية عن لبنان، ونيله عضوية "معهد التوقعات الاقتصادية لدول المتوسط" ((IPEMED. واعتبر أن "الرئيس بري واسطة العقد بين القوى السياسية المتنافرة وله دور كبير في فتح أبواب الحوار بين اللبنانيين وإبعاد شبح الفتنة عن الشارع". واشار الى انه جرى "التطرق إلى الأوضاع الإقليمية"، وحض على "ترميم العلاقات اللبنانية مع مختلف عواصم الدول النافذة عربيا وعالميا وإقليميا، بشكل يدعم الاقتصاد اللبناني الهش ويفسح المجال أمام الاستثمارت الضرورية جدا لتأمين فرص عمل للشباب. وهذا يتطلب التوقف عن السجالات والصراعات حول القضايا الإقليمية، وعدم تعريض الاقتصاد اللبناني للهزات والعاملين في الخليج. ونذكر بأن البيان الوزاري يعد بوحدة الصف والمحافظة على لقمة عيش المواطن". كما أكد "ضرورة إنجاز موازنة 2016 لتحسين صورة لبنان أمام العالم"، مجددا "التأكيد على أهمية الاهتمام بالوضع المعيشي والاجتماعي والصحي، خصوصا في ظل المخاوف من تفشي الأمراض بسبب النفايات". ولفت إلى أنه "تطرق أيضا مع الرئيس بري إلى الإنتخابات البلدية والاختيارية"، مثنيا على "إقرار تمويلها، لكنه رأى ضرورة إجرائها ودعوة الهيئات الناخبة". وإذ لفت إلى أن "هنالك متسع من الوقت لتعديل قانون الانتخاب البلدي بما يفسح المجال أمام أوسع تمثيل للادارات المحلية بشكل سليم ومتطور، حث مجلس النواب على القيام بدوره بسن قانون للانتخابات النيابية يعتمد النسبية ويشكل ضمانة للتغيير الذي يتوق إليه الشعب اللبناني، وخصوصا الشباب عبر الانتخابات النيابية، وطمأنتهم على دورهم في بناء الوطن".

شوكوروف

وكان بري استقبل سفير اذربيجان الجديد في لبنان آغا سليم شوكوروف بحضور المستشار الاعلامي علي حمدان، ونقل له دعوة رسمية من نظيره الاذربيجاني لزيارة اذربيجان.

لجنة المهرجانات

واستقبل ظهرا وفد لجان المهرجانات الدولية في لبنان الذي ضم: رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط ولؤي غندور، زلفا بويز (زوق مكايل)، نايلة دو فريج (بعلبك)، رلى عاصي (صور)، رينيه فرام (جونيه)، بيار زيادة (اهدن)، ولورا لحود (البستان). وعرض الوفد لدور ونشاط المهرجانات الدولية وبعض المشاريع المتعلقة بها".

خير

كما استقبل رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير.

 

فارس سعيد: لتيار استقلالي يرفض الوصاية الايرانية كما رفضنا السورية

الشرق/١١ شباط ٢٠١٦

 أكد منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد ان 14 شباط 2005 يبقى في ذاكرة جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، تاريخا تأسيسيا لحدث جديد توصل في حياتنا الوطنية لشيء يشبه ربما التواريخ التأسيسية الكبرى التي سبقت من 1920، 1943، 1989 في مسار بناء هذا البلد، لافت الى أن "استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحّد اللبنانيين ولم يفرقهم". وقال سعيد، في حديث الى إذاعة "الشرق": "زعماء كبار ربما بحجم الرئيس الشهيد رفيق الحريري استشهدوا خلال الحرب الاهلية، انما في كل مرة كان يحصل استشهاد كان لبنان يشهد انقسامات ودمّ ومزيدا من العنف، قد يكون الاستثناء الوحيد بين الزعماء الكبار هو رفيق الحريري الذي، مع استشهداه، وحّد جميع اللبنانيين على ان هذا الاستشهاد هو ظلم ما بعده ظلم من قبل النظام السوري، وما تبين لاحقا أن هناك علاقة لحزب الله ايضا في موضوع التنفيذ او في موضوع أخذ القرار لاغتيال الرئيس الشهيد". أضاف: "هذا الاستشهاد أعطى درسا لكل الاجيال القادمة ولكل من يعمل في السياسة اليوم وبعد ألف عام، ان الانجازات الوطنية الكبرى، كخروج الجيش السوري من لبنان، لا يمكن ان تتم الا من خلال وحدة جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين". وأوضح أنه "يتبيّن بعد 11 عاما من الاغتيال ما كانت أهدافه الاساسية، التي بدأت بمنع رفيق الحريري وقرنة شهوان آنذاك ووليد جنبلاط بخوض معركة 2005"، وأشار الى أن الأهداف لا تنتهي عند هذا الأمر، وتبين معنا ان اعدام صدام حسين في 2004 في العراق واغتيال رفيق الحريري في 2005 في بيروت رفع الحواجز "السنية" لتمدد النفوذ الايراني حتى وصل الى البحر الابيض المتوسط، دخلت ايران بنفوذها مرتكزة على الطائفة الشيعية في العراق وعلى النظام العلوي في سوريا وعلى حزب الله في لبنان، وبالتالي شكّل هذا المثلث الارضية الحقيقية المحلية لنفوذ ايران في المنطقة". وتابع: "كان أملنا في العام 2005 ان يشبه حزب الله اللبنانيين. وبعد 11 عاما تسعى الطوائف واللبنانيين ليشبهوا هم حزب الله، وبالتالي فان فشلنا ليس بترشيح النائب سليمان فرنجية او ميشال عون لرئاسة الجمهورية، بل الفشل الحقيقي اننا لم نتمكن كلبنانيين من جمع انفسنا حول مشروع قيام الدولة في لبنان". وشدد على "من عطّل قيام الدولة في لبنان جزئيا هو "حزب الله" الذي حاول ان يفرض نموذجا على جميع اللبنانيين وان يقول لهم عليكم ان تكونوا مثلي". وختم بالقول: "كما انطلقنا مع استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 بتكوين انتفاضة استقلالية سلمية ديمووقراطية، نريد أيضا إعادة تكوين تيار استقلالي يرفض الوصاية الايرانية كما رفضنا الوصاية السورية".

 

حوري: حجم خلافنـا مـع "القـوات" الرئاسـة فقـط و14 آذار باقية وايران تصادر"الاستحقاق" عبر حزب الله

المركزية- يحيي لبنان الأحد المقبل الذكرى الحادية عشرة لإغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكنها هذه المرة مطعمة بتغيرات سياسية جذرية أحدثتها الأزمة الرئاسية، ليس أقلها "تسوية باريس" واتفاق معراب اللذين دفعا البعض إلى الحديث عن انفراط عقد 14 آذار على وقع الاختلافات الكبيرة بين بعض أفرقائها. أين تيار المستقبل من الحراك السياسي المستجد في البلاد؟ كيف يستشرف مستقبل 14 آذار في ضوء الهواجس على وجودها؟ وكيف ينظر إلى الاستحقاق الرئاسي عقب الفشل الـ 35 في انتخاب الرئيس العتيد؟ في معرض الاجابة عن هذه الاسئلة، أكد عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري لـ "المركزية" أن "14 آذار وليدة انتفاضة الاستقلال التي لا تخضع لأي حزب سياسي لأنها الناس الذين نزلوا في 14 آذار 2005 إلى ساحة الشهداء. لذلك، فهي باقية على رغم ما يظهر من خلافات بين مكوناتها. علما أنها ليست المرة الاولى التي يختلف فيها أفرقاء 14 آذار، إلا أن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا".

وعن استمرارية 14 آذار في ضوء الخلاف الواضح بين المستقبل والقوات، شدد حوري على أننا "نختلف مع القوات على الرئاسة فقط، وهذا حجم الخلاف فقط لا غير". وعما يحكى عن "جمود" أصاب تسوية باريس، ذكّر أن "الرئيس الحريري لم يطرح "مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية"، بل إنه أيد ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية"، داعيا إلى أن "ننتظر ونرى ما سيقوله الحريري في كلمته الأحد المقبل". واعتبر حوري أن "الرئاسة اللبنانية مصادرة من ايران عبر حزب الله، لاستخدامها كورقة ضغط اقليمية، لذا علينا الانتظار حتى جلاء هذه الورقة على مستوى المنطقة". وفي ما يتعلق بحوار المستقبل – حزب الله الذي يعقد مساء اليوم جلسته الـ 24 في عين التينة، أعلن حوري أن "ما دام الخلاف مع حزب الله قائما، سيستمر حوارنا معه لأنه هدف اساسا إلى تخفيف الاحتقان في الشارع، ولأننا مختلفون مع الحزب".

 

الحملة ضد المخدرات فـي الجنوب تعطي ثمارها: توقيف أهم متعاطي الحشيشة وعدد من المروّجين

المركزية- وصلت خطة مكافحة المخدرات جنوبا الى النبطية حيث تمكنت القوى الامنية من توقيف 3 من متعاطي الحشيشة. وابلغ مصدر امني "المركزية" ان الخطة تأخذ اشكالا متعددة للوصول الى تجار ومتعاطي ومروّجي ومزارعي المخدرات للاطباق عليهم حتى في الاوكار التي يتخذونها مقار للتجارة والبيع او التعاطي، مؤكدا ان القوى الامنية اطبقت الليلة الماضية على اثنين من أهم متعاطي الحشيشة في منطقة تول التي يتوارى فيها العشرات من المروجين والتجار والمتعاطين. وأشار المصدر إلى ان القوى الأمنية، أوقفت في منطقة النبطية ومنذ بداية العام الجاري، اكثر من 60 شخصا من متعاطي ومروجي ومصنعي المخدرات.ولفت إلى أن دورية من مفرزة استقصاء الجنوب في قوى الامن الداخلي أطبقت في تول على اللبنانيين م.م وع. ح. وهما من سكان بلدة الدوير وذلك لاقدامهما على تعاطي حشيشة الكيف في بلدة داخل سيارة من نوع "هوندا سيفيك" قبل احراقها عمدا، إضافة احراق دراجة نارية. وقد سلم الموقوفان إلى مكتب المخدرات في الجنوب. واوقفت دورية أخرى من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في بلدة زفتا، ع. ح. لتعاطيه حشيشة الكيف وسلم إلى مخفر درك النبطية. وابلغ المصدر ان مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب تمكن من توقيف حوالى 12 شخصا في مدينة صيدا بجرم تعاطي المخدرات، قبل ان يتمكن من الوصول الى المروج الذي زودهم بها وتوقيفه. وكشف ان معظم الموقوفين الـ12 بجرم التعاطي هم تلامذة مدارس (أي دون السن القانونية) وطلاب جامعات، لافتا إلى أنه، وبعد التحقيق معهم وتحريات حول مصدر المخدرات التي حصلوا عليها، نفذت قوة من مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب مداهمة لأحد الأماكن في محلة وادي الزينة حيث تمكنت من توقيف المروّج ويدعى غ.ر. وبوشرت التحقيقات تحت اشراف القضاء المختص.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي استقبل سفير أوستراليا وحلو وموفد بطريرك موسكو والمحامية كيروز

الخميس 11 شباط 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي النائب هنري حلو، في زيارة تهنئة بعيد القديس مارون، وكانت مناسبة لعرض شؤون الساعة بالاضافة الى موضوع الشغور في رئاسة الجمهورية والمشهد المؤلم في عيد القديس مارون بغياب رئيس للجمهورية، وأمل حلو أن "يتم انتخاب رئيس في أسرع وقت". والتقى البطريرك الراعي المحامية جومانا كيروز المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية التي أطلعت البطريرك على عمل مؤسستها التي تعنى بمساعدة اللبنانيين المغتربين في اميركا على الأصعدة التربوية والصحية وغيرها، بالاضافة الى المساعدة في تعلقهم بجذورهم وبوطنهم الأم لبنان، مشيرة إلى أن "هذا العمل يكون بالتنسيق مع مؤسسة كاريتاس لبنان". كما استقبل سفير اوستراليا غلين مايلز وتم عرض الأوضاع الراهنة والعلاقات الثنائية. والتقى الراعي ايضا موفد بطريرك موسكو كيريل الأول الأب أرسيني وكان عرض للعلاقات بين الكنيستين الأورثوكسية والكاثوليكية.

 

ضاهر طالب بتعيين عضو مجلس أعلى للجمارك: الواردات انخفضت 200 مليون دولار ولن نسكت عن مخالفة القانون والتوازن الوطني

الخميس 11 شباط 2016 /وطنية - عقد النائب خالد ضاهر مؤتمرا صحافيا في منزله بطرابلس، تناول فيه الأوضاع الراهنة واستهله بالقول: "بداية لا بد من توجيه الشكر إلى قوى الأمن الداخلي ومفرزة الإستقصاء في الشمال على إمساكها بعدة شاحنات تحمل بضائع مهربة آتية من سوريا إلى لبنان. وكنت أتمنى أن تستطيع مفارز الجمارك والقوى المولجة بهذا الدور القيام بذلك ولكني أعلم علم اليقين وبعد بحث وتدقيق وسؤال وجواب أن هنالك نقصا في العديد والعدة وهنالك عرقلة لهذا القطاع بعدم تزويده بالآليات المناسبة وبالعدد المناسب. ويكفي أن يكون في طرابلس كشاف واحد في حين أن الحاجة هي إلى أكثر من ستة كشافين، وهو بدوره يقوم بمهام رئاسة الدائرة وبعدة وظائف في آن واحد". أضاف: "قد نختلف في السياسة، وتحدث نكايات في السياسة من أجل الوظائف والمواقع ولكن ان يصل هذا الأمر إلى ضرب القطاع الأهم الذي يرفد الخزينة بالأموال، وأكثر من 70 في المئة من عائدات الخزينة هي تأتي من الجمارك، فهذه المؤسسة وعرقلتها وتخريبها فيه عمل إجرامي لا يمكن لنا أن نسكت عنه. والأمر الخطير الذي دفعني إلى هذا الكلام هو التحذير من الممارسات المدمرة التي يقوم بها رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد نزار خليل بحق هذه المؤسسة وبحق الشعب اللبناني. ويكفي أن أورد لكم أن واردات الجمارك إنخفضت عام 2015 عن العام الذي سبقه 200 مليون دولار. وطبعا كلكم يعلم ان العميد نزار خليل كان رئيسا للمحكمة العسكرية، وهو الذي أطلق سراح من هو متهم بقتل الضابط سامر حنا بعد ستة أشهر بكفالة مالية بسيطة، إضافة إلى الأحكام الجائرة والتي تطال الإسلاميين وتقديم الخدمات في هذا المجال إلى حزب وإلى فريق سياسي معين". وتابع: "قبل أن يتولى العميد خليل رئاسة المجلس الأعلى للجمارك وعندما كان مديرا فنيا في القصر الجمهوري من العام 2012 إلى 2014، أوعز بشن حملة على الجمارك واستغل ما عندها من نقص في الإدارة وفي عدد الموظفين لضربها وتشويه صورتها تمهيدا لسيطرته عليها فيما بعد. والحقيقة أن الوضع لم يعد يحتمل، فهناك وضع يد على المطار (مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت) بالكامل والمسؤولون يقولون انه لم تعد لهم علاقة وفق التسلسل الإداري بالمدير العام أو بالمسؤول الإقليمي، وإنما أصبحت العلاقة مباشرة بالرئيس الأعلى للجمارك وذلك في مخالفة صريحة لصلاحياته، بل أكثر من ذلك هنالك تنسيق وتعاون وتسهيل من قبله للمهربين. وإذا أردت أن أذكر ما تم تهريبه وما تم الإمساك به، فهناك أمر عجيب وتدخل مباشر من العميد خليل لتخفيض الغرامات على المهربين وعلى أبواب الضاحية يتم إمساك 17 شاحنة ويتم الضغط ليكون العدد هو شاحنة واحدة فيها مخالفة. والأنكى أن من يقومون بعملية ضبط هذه المخالفات وهذه التهريبات من ضباط مسؤولين وعناصر، بدل من أن تتم مكافأتهم وتكريمهم تجري محاسبتهم".

وقال ضاهر: "المجلس الأعلى للجمارك يتكون من ثلاثة أعضاء هم عضو شيعي وعضو مسيحي وعضو سني، والآن العضو السني قد تقاعد ووفق الأصول القانونية هذا المجلس لا يستطيع التصرف في غياب أي من مكوناته، فلا بد أن يكون الثلاثة موجودين والقرارات تؤخذ بموافقة الجميع. والعميد خليل يستغل تقاعد العضو السني ويقوم بعملية خطيرة جدا متجاوزا القانون حتى تجاوز مجلس الخدمة المدنية الذي كانت له مواقف في هذا الموضوع، وكذلك تجاوز ديوان المحاسبة الذي له هو الآخر موقف في هذا الموضوع في العام 2013 برفض أن يمارس العميد خليل وبغياب أي عضو، صلاحياته التي سبق أن أعلنت في عهد رئيس مجلس الخدمة المدنية الوزير خالد قباني في العام 2011. إذا نحن أمام محاولة خطيرة جدا تؤدي إلى ضرب هذا القطاع وخسارة 200 مليون دولار والآتي أعظم. وسأعطي أمثلة، فعندما يصبح المطار محمية لحزب الله من خلال ممارسات العميد خليل وتفريغ المطار من أي مسؤول سني أو مسيحي ومحاولة الهيمنة على المطار يصبح سائبا ويتفشى التهريب من وإلى المطار من دون أي ضوابط لأن هنالك تآمرا لإفراغ المطار من أي عنصر آخر يقوم بعمليات توقيف هذه التهريبات". أضاف: "الأمر الأخطر هو ما قام به العميد نزار من خلال توقيف العمل بالنظام العشوائي، ففي كل بلدان العالم يتم فحص 30 في المئة من الكونتينيرات القادمة من الخارج بشكل عشوائي، والآن يجري فحص كل الكونتينيرات مئة في المئة مما يعني زيادة التكاليف على التجار وتأخير في توزيع البضائع وتهريب للبضائع إلى خارج لبنان. وما يحصل الآن هو كالتالي: فبتوجيه البضائع من مرفأ بيروت إلى مرفأ طرابلس، وبوجود كشاف واحد في المرفأ الأخير يتم توجيه هذه البضائع إلى سوريا وتهريبها ودفع خمسة آلاف دولار للفرقة الرابعة في جيش النظام السوري وخمسة آلاف أخرى لحزب الله والمهربون يأخذون بعض الفتات، وتأتي البضائع من ثم من مرفأ اللاذقية وطرطوس إلى حمص - القصير والهرمل ثم تأتي مهربة إلى داخل لبنان". وتابع: "أنا أحذر من خطورة هذا الموضوع، وطول عمرها هذه البضائع من دخان وسيكار وعطور وغيرها تخرج من لبنان إلى سوريا والآن تأتي مهربة من سوريا إلى لبنان، وبهذه الطريقة التي تلحق الخسارة بالخزينة اللبنانية وبالشعب اللبناني وتقدر بمئات الملايين من الدولارات، وفي ذلك إضرار بالغ بخزينة الدولة وبمصالح اللبنانيين. لذلك فنحن أمام إستهداف واضح لأهم مورد للخزينة اللبنانية وهي تشكل 70 في المئة من الواردات كما أشرت. والمطلوب من الجميع مواجهة الإستهداف لهذا القطاع، ولا أريد هنا أن أذكر تهريب اجهزة الهاتف الخليوي عن طريق هذا القطاع عبر مرفأ بيروت وتهريب المشتقات البترولية والتلاعب بنسبة الأوكتان ومحاولة طي هذا الملف، وكذلك إيراد كل القضايا التي أعرفها، ولكن هنالك إستهداف ليس لفئة من اللبنانيين بل لكل اللبنانيين ولخزينة كل اللبنانيين، واستهداف علاقة قطاع الجمارك بأكثر من خمسين ألف مؤسسة وشركة كبرى في لبنان، وإستهداف دور هذا القطاع لمصلحة من؟".

وقال: "بصراحة إن كل ما يجري في هذا القطاع هو لمصلحة فريقين: العصابات في سوريا والعصابات في لبنان، لذلك لا بد من موقف حاسم في هذا الموضوع، ولذلك نتوجه إلى رئيس الحكومة دولة الرئيس تمام سلام وإلى الحكومة مجتمعة وإلى الرئيس نبيه بري وإلى الجنرال ميشال عون وإلى الوزير وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل، ان أنقذوا إقتصادكم وأنقذوا خزينتكم، فالموضوع لم يعد محتملا. هنالك أيضا ضرب للميثاقية وللتوازن في المواقع الإسلامية والمسيحية، وكلنا يسمع بالأصوات المسيحية المعترضة على التجاوزات في بعض المواقع. وأنا أؤكد على هذا الموضوع بأن هنالك تجاوزا على مواقع للمسلمين وللمسيحيين، في إطار محاولة للهيمنة على أموال البلد وسرقتها". أضاف: "لم يعد بإستطاعنا ان نسكت عن هذه الأمور المخالفة للقانون والأعراف وللتوازن الوطني، فالأمر أصبح بحاجة لمعالجة سريعة وأطالب الحكومة بتعيين عضو مجلس أعلى للجمارك وانتظام الأمر في قطاع الجمارك لا سيما وأن العميد خليل يلجأ إلى تكليف شخص لم يبق له في السلك الوظيفي إلا القليل حتى يكون من يخلفه بالتكليف مواليا له. فهل الدولة غائبة إلى هذا الحد عما يجري في هذا القطاع؟ هذا بين يدي الجميع وبين يدي لجان التنسيق النقابية الذين يطالبون بزيادة الرواتب للموظفين، في حين أن اموال الشعب اللبناني تهدر بهذه الطريقة. لذلك أرفع الصوت وأطالب بتوقيف العميد نزار خليل عند حدوده وعدم التوغل في الإستيلاء على السلطات أو تجاوز القوانين في الإدارة في ظل غياب موظفين لا بد من وجودهم في ممارسة الأعمال ولتستقيم الأمور في الإدارات الرسمية".

وختم: "هناك أمر آخر يتعلق بالموضوعات التي يجري مناقشتها في مجلس الوزراء، وكذلك إنسحاب معالي الوزير أشرف ريفي من الجلسة لأن المجلس لم يحل قضية المجرم ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، وبالتالي هذا الأمر فيه ضرب للعدالة التي نحرص على وصولها إلى مجراها الطبيعي، وأن نصل إلى حقوقنا كشعب لبناني، وكل ذلك سيكون لنا موقف منه في القريب العاجل رفضا لهذا التصرف لأننا نريد العدالة ولا نريد أكثر من ذلك".

 

شـبطيني: زيادة الايرادات بإقرار الموازنة ولمعالجة مسألة التعيينات "بالتفاهم والتوافق"

المركزية- لليوم الثاني على التوالي، اكملت حكومة "المصلحة الوطنية" برئاسة رئيسها تمام سلام قطف ثمار جهود اعادة تفعيل محرّكاتها بإقرار سلسلة بنود "ضرورية ومُلحة" اهمها الموافقة على اصدار سلفة خزينة بقيمة 50 مليون دولار لمجلس الانماء والاعمار من اجل تنفيذ خطة ترحيل النفايات، واعطاء هيئة "اوجيرو" سلفة لدفع الرواتب وصرف تعويضات التعاقد للاساتذة، الا انها وبعد 3 جلسات متتالية منذ الاسبوع الماضي لم تبحث في ملف احالة قضية ميشال سماحة الى المجلس العدلي بطلب من وزير العدل اشرف ريفي، ما دفع الاخير الى الانسحاب وتعليق مشاركته في جلسات لاحقة حتى وضع القضية بندا اوّل على جدول الاعمال. وفي السياق، اوضحت وزيرة المهجّرين اليس شبطيني ان "مجلس الوزراء لم يتطرّق الى مسألة زيادة الضرائب والرسوم لتمويل نفقات الخزينة"، ولفتت الى ان "اي زيادة للنفقات لا يُمكن ان تتم الا من خلال اقرار مجلس الوزراء الموازنة وسريعاً".

واشارت عبر "المركزية" الى ان "اقرار مجلس الوزراء سلفة خزينة بقيمة 50 مليون دولار لتمويل خطة ترحيل النفايات امر جيّد لبداية نهاية الازمة على رغم الكلفة المرتفعة، الا انها تبقى افضل الحلول حالياً بعد سقوط خطة المطامر"، موضحةً ان "هذه السلفة رُصدت منذ بداية الازمة، اي انها لا تُرتّب زيادة ايرادات لتغطيتها"، واملةً "في انتهاء هذه الازمة سريعاً". وعن انسحاب ريفي من الحكومة، أوضحت شبطيني "انه طلب من الرئيس سلام احالة ملف سماحة الى العدلي، الا ان سلام وحرصاً منه على متابعة البحث في ملفات معيشية مُلحّة كإعطاء هيئة "اوجيرو" سلفة لدفع الرواتب وصرف تعويضات التعاقد للاساتذة طلب من ريفي وضع الملف جانباً الى حين الانتهاء من اقرار ملفات معيشية ضرورية، لان الملف شائك ويتطلّب مناقشة طويلة، لكن ريفي انسحب من الجلسة وقرر عدم العودة الى حضور جلسات الحكومة قبل ان يُدرج بند احالة ملف سماحة على رأس جدول الاعمال".من جهة ثانية، ايّدت شبطيني قرار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الغاء الاجتماع الوزاري الذي كان دعا اليه الوزراء المسيحيين والذي كان مقرراً عقده غداً في بكركي للنظر في مسألة التعيينات الادارية في مؤسسات الدولة"، لان على حدّ تعبيرها لا "يجوز ان يُفهم الاجتماع على انه "تجمّع طائفي" ضد طوائف اخرى" كما افاد المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض"، رافضةّ القول ان "الراعي تعرّض لضغوط سياسية دفعته لالغاء الاجتماع". وشددت على ضرورة "معالجة مسألة التعيينات بالتفاهم والتوافق كما نصّ الدستور وليس بالتهجّم على طوائف اخرى تعتبر نفسها تُعاني ايضاً من غُبن وتهميش في مراكز ومواقع معيّنة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مندوب خامنئي: مكاسبنا من الاتفاق النووي مجرد "بالونات وسكاكر"

المركزية- انتقد حسين شريعتمداري، مندوب المرشد الإيراني علي خامنئي، ما تروجه حكومة الرئيس حسن روحاني عن "انتصار نووي". وقال متهكماً عبر صحيفة "كيهان" المقربة من النظام، إن "مكاسبنا من الاتفاق النووي مجرد بالونات هوائية وسكاكر"، معتبراً "أن الاتفاق النووي ليس فتح الفتوح، وليس فيه أي معجزة كما يتشدقون". وحذر من "أهداف الأميركيين في التوغل في إيران عقب الاتفاق النووي"، حسب وصفه، مستشهداً بكلام المرشد علي خامنئي، الذي قال إن الأميركيين "يبحثون عن موطئ قدم لهم داخل إيران من خلال الانتخابات".ويرى المتشددون في إيران أن الاتفاق النووي لم يحقق أي مكاسب لإيران رغم التنازلات الكبرى التي قدمتها للغرب. وفي هذا السياق، قال النائب عن التيار الأصولي المتشدد جواد كريمي قدوسي، وهو عضو في اللجنة الأمنية النيابية إن "بعد تنفيذ الاتفاق النووي، لم تتم معالجة مشكلات الناس المعيشية والاقتصادية، بل واجهنا تراجعاً في بعض المؤشرات الاقتصادية، وهذا ما يبعث على القلق". وأكد في مقابلة مع وكالة "تسنيم"، أن مشكلة البطالة ما زالت مستمرة، وأن زيارات روحاني إلى إيطاليا وفرنسا والعقود التجارية التي أبرمها لن تحل هذه المشكلة".

 

الحــرب الســـورية: 11 بالمئة قتلوا أو أصيبوا

المركزية- لفتت صحيفة "غارديان" البريطانية، في مقال بعنوان "تقرير النزاع في سوريا: 11 في المئة من التعداد السكاني قُتلوا او اُصيبوا"، إلى ان "الصراع في سوريا ادى إلى مقتل 470 الف سوري، فيما اضحت المؤسسات الطبية غير موجودة بسبب التأثير الكارثي للحرب المتواصلة منذ 5 سنوات"، موضحة ان "عدد القتلى يُعادل نحو ضعف العدد الذي ظلت الأمم المتحدة تذكره قبل ان تتوقف عن الإحصاء منذ 18 شهراً". واشارت الصحيفة الى ان "11 في المئة من التعداد السكاني للبلاد ماتوا او اصيبوا خلال الحرب التي نشبت منذ آذار 2011"، وان عدد المصابين بلغ 1.88 مليون شخص، كما ان متوسط عمر الفرد انخفض من 70 عاماً إلى 55.4 عاماً في عام 2015"، مقدرة الخسائر الاقتصادية في سوريا بـ255 مليار دولار.

 

 "إندبندنت": ضغط خليجي لبدء عمليات برية في سوريا

المركزية- اعتبرت صحيفة "اندبندنت"، في مقال بعنوان "السعوديون يريدون إرسال قوات إلى سوريا"، ان "في ظل استمرار هروب آلاف السوريين من حلب في اتجاه تركيا، فإن دول الخليج وتركيا يدفعون بقوة لإرسال قوات برية إلى سوريا، من اجل إنشاء منطقة آمنة في بلد يُعاني من ويلات الحرب"، لافتة إلى ان "القمة الدولية التي سُتعقد في ميونيخ ستنظر في الاقتراحات المميزة التي تقدمت بها السعودية، وتتمثل بتوليها قيادة الجيوش التي سترسل إلى سوريا". واوضحت الصحيفة ان "دول الخليج تضغط بقوة لبدء العمليات البرية في سوريا، وان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون مع زملائهما من حكومات غربية سيجتمعون مع مسؤولين سعوديين وخليجيين واتراك لمناقشة توسيع العمليات بعد ازدياد حدة العنف من قبل النظام السوري المدعوم بالضربات الجوية الروسية". واشارت "اندبندنت" إلى ان "البحرين والإمارات عرضتا إرسال قوات برية إلى سوريا"، موضحة ان "الأتراك والسعوديين عقدوا اجتماعات ثنائية لمناقشة هذا الاقتراح"، ولافتةً إلى ان "تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الهاربين من حلب في اتجاه تركيا، دفعها للتفكير بإنشاء منطقة آمنة".

 

الايرانيون احيوا الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار الثورة

الخميس 11 شباط 2016 /وطنية - بدأ الايرانيون اليوم احياء الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية عبر تظاهرات ضخمة في وسط طهران والمدن الكبرى بحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الرسمي. وفي العاصمة تدفق مئات الاف الاشخاص من عشر نقاط مختلفة الى ساحة ازادي (الحرية) حيث سيلقي الرئيس حسن روحاني خطابا في مناسبة ذكرى الثورة التي اطاحت نظام الشاه محمد رضا بهلوي. وحمل العديد من المتظاهرين لافتات كتب عليها "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل" فيما اعاد آخرون تمثيل وقائع احتجاز ايران للبحارة الاميركيين في منتصف كانون الثاني الماضي في الخليج. وبث التلفزيون الايراني امس اشرطة فيديو لهؤلاء البحارة وبعضهم يذرف الدموع.

 

السعودية: مقتل ستة موظفين في إطلاق نار بإدارة تعليم

12/02/16/الرياض – وكالات: أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، أن مسلحاً قتل ستة موظفين في إدارة التعليم بمحافظة جازان جنوب المملكة بإطلاق النار عليهم، في هجوم وصفته بـ«الاجرامي». وقال المتحدث باسم الوزارة منصور التركي ان الحادث الذي أدى الى اصابة شخصين آخرين بجروح وقع في محافظة جازان، موضحاً أن القتلى هم من الموظفين الحكوميين. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة جازان المقدم محمد الحربي، في بيان، أن دوريات الأمن في محافظة الداير باشرت بلاغا عن قيام أحد مراجعي إدارة التعليم بالمحافظة بإطلاق النار على عدد من الموظفين «وهم يؤدون مهامهم مما نتج عنه مقتل ستة منهم وإصابة اثنين آخرين». وأكد الحربي أنه تم إلقاء القبض على مرتكب الجريمة، مشيرا إلى أن الجهات الامنية المختصة بشرطة منطقة جازان باشرت إجراءات الضبط الجنائي للجريمة وإحالة المقبوض عليه للجهات المختصة بالتحقيق معه -

 

طهران تنوي إعدام خمسة ناشطين أحوازيين وروحاني يدعو إلى تغيير “لغة الثورة” في إيران

12/02/16/طهران – وكالات: أحيا الايرانيون، أمس، الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية عبر تظاهرات ضخمة في وسط طهران والمدن الكبرى تخللتها هتافات مناهضة للولايات المتحدة. وجاءت هذه التجمعات الضخمة بعد شهر على رفع العقوبات الدولية عن ايران وقبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية الحاسمة للرئيس حسن روحاني الذي يأمل في الحصول على غالبية من النواب، المؤيدين لسياسة الانفتاح التي يعتمدها والاصلاحات، في مجلس الشورى الذي يهيمن عليه حالياً المحافظون. وفي كلمة له أمام مئات الآلاف في ساحة أزادي (الحرية) بطهران، قال روحاني، إن لغة الثورة لابد أن تتغير في إيران، حيث أنها باتت الآن تعني المشاركة والمصالحة، وعرض المنتجات المحلية للمنافسة في الأسواق العالمية. وفي انتقاد للمحافظين المتشددين، أكد الرئيس الايراني أن الثورة هي ملك للشعب بـأكمله وليس لمجموعة سياسية معينة، مشيرا أن “بعض المجموعات تعتبر أن الثورة الإيرانية ملك لها وحدها، ولا تعتبر غير المنتمين إليها ثوريين، في حين أن الحركات السياسية الثلاث الكبرى في إيران، المعتدلين، والمحافظين، والإصلاحيين، جميعهم ثوريون”. وبشأن انتخابات مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، المزمع إجرؤهما في 26 الجاري، قال روحاني “نحن على أعتاب انتخابات هامة جدا ستحدد مستقبلنا، وان تصويتنا سيكون تصويت أمل وحكمة والدفاع عن حقوق الشعب واعمار البلاد على اساس الحوار. وسيقول لا لهؤلاء الذين لا يحترمون القانون ويسعون الى المواجهة”. وفي ما بدا محاولة لنفي مقتله في سورية، شارك الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” المكلف بالعمليات الخارجية سيما في سورية والعراق، في المسيرة بحسب الصور التي نشرتها وكالات انباء إيرانية. من جهة أخرى، أعلنت السلطات القضائية الإيرانية أنها ستعدم خمسة من الناشطين العرب الأحوازيين من سكان مدينة الحميدية على الملأ، هم قيس عبيداوي وحمود عبيداوي ومحمد حلفي ومهدي معربي ومهدي سياحي. ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، عن رئيس دائرة القضاء في إقليم الأحواز فرهاد افشار نيا قوله إنه سيتم تنفيذ حكم الإعدام بشكل علني وقريباً بحق الناشطين المذكورين. وأضاف إنه لا يمكنه التنبؤ بشأن هذا الملف، وربما ستتأخر مراجعته إلى السنة المقبلة، لكن نظراً لتأييد حكم الإعدام من قبل الجهات المعنية ستصادق المحكمة العليا عليه أيضاً، “وسيتم تنفيذه أمام الملأ”. من جهتها، استنكرت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية، في بيان نشره موقع “العربية.نت” الإخباري، أحكام الإعدام الصادرة ضد الناشطين، مشيرة إلى أنهم “اعتقلوا في أبريل العام 2015، في مدينة الحميدية وأجبروا على الإدلاء بالاعترافات القسرية التي انتزعت منهم تحت التعذيب في زنزانات دائرة الاستخبارات الإيرانية في الأحواز أمام كاميرات قناة “برس تي في” بعد نحو شهرين من اعتقالهم”. وأوضحت أن المخابرات الإيرانية اتهمت الناشطين بالضلوع في اغتيال أحد ضباط “الحرس الثوري” قبل خمس سنوات، مضيفة إن المخابرات سبق أن اعتقلت أربعة أشخاص بنفس الاتهام، وحكم على أحدهم بالسجن المؤبد، وعلى الآخرين بالنفي والسجن لمدة عشرين عاماً. وطالبت كل المنظمات والجهات المعنية بحقوق الإنسان أن تضغط على إيران لوقف تنفيذ الإعدام بحق الناشطين الأحوازيين، كما طالبت بإعادة المحاكمة وتشكيل محاكمة عادلة وعلنية ومنح المتهمين حق الدفاع عن أنفسهم، وتوفير فريق دفاع مستقل لهم.

 

مقتل 54 إيرانياً بسورية في 10 أيام

12/02/16/إسطنبول – الأناضول: ارتفع عدد العسكريين الإيرانيين الذين لقوا مصرعهم خلال القتال إلى جانب النظام السوري، ضد قوات المعارضة، في الأيام العشرة الأخيرة إلى 54 قتيلاً. وأعلنت وكالات أنباء إيرانية رسمية وشبه رسمية، أول من أمس، إتمام عمليات دفن 54 جثماناً في مناطق عدة بالبلاد، لعسكريين رفيعي المستوى من قوات “الحرس الثوري” الإيراني آتية من سورية. وذكرت أسماء جميع القتلى الإيرانيين، بينهم قيادات رفيعة المستوى في “الحرس الثوري”، في مقدمهم قائد “كتيبة الإمام رضا المدرعة” العميد محسن كاجريان، الذي عثر على جثته الأسبوع الماضي، عقب معارك مع قوات المعارضة في حلب شمال سورية.

 

قوات التحالف تتجمع حول سورية تمهيدا لبدء الحرب البرية بمشاركة 50 ألف جندي وأسطولين بحريين غربيين

12/02/16/لندن – كتب حميد غريافي/تستعد دول من التحالفين الدولي والإسلامي لعقد «اجتماع طارئ» في الرياض بقيادتي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبحضور تركيا ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي ودولة مغاربية لوضع «أحجار الزوايا الأربع» لبناء تحالف بري دولي تنضم إليه خمس من الدول الاوروبية وكندا واستراليا، هدفه حسب الاميركيين والسعوديين «الانتهاء من اسطورة «داعش» وما يتفرع عنها في كل من سورية والعراق، ووضع حد نهائي للوجودين العسكريين الايراني واللبناني التابع له وللميليشيات العراقية في سورية، ومن ثم إنقاذ السوريين من القمع الروسي الدخيل على المنطقة».

وقال نائب بلجيكي في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ لـ»السياسة» امس ان نفي تركيا وبعض الساسة الاميركيين وجود خطة لانشاء منطقة امنة على الحدود التركية – السورية بطول نحو 90 كيلومتراً وعمق يتراوح ما بين 20 و35 كيلومتراً داخل الاراضي السورية، «ليس نفيا جاداً بل محاولة لتهدئة خواطر الروس في سورية، فيما تؤكد معلوماتنا الاطلسية من جنيف ان لقاء الرياض قد يتخذ قراراً بتنظيم حملة برية قوامها نحو 50 ألف جندي عربي واسلامي وغربي، تدخل سورية من مختلف الجهات، بمساندة اسطولين جوي وبحري في المتوسط، في الوقت الذي تخترق فيه قوات تركية بطائراتها ودباباتها وبطاريات صواريخها المضادة للدبابات والطائرات «المنطقة الآمنة» في شمال سورية». وقال النائب الاوروبي ان الاسراع في اعلان «المنطقة الآمنة» على الحدود التركية في سورية يؤكد العمل على البدء بإنشاء التكتل العربي الدولي البري «لتطويق تنظيم داعش، وبعد ذلك تصبح مناطق النظام السوري مفتوحة أمام الحرب الجديدة، فيما تصاب الغارات الروسية والسورية الجوية بالشلل التام إذا تحاشت ضرب مناطق المعارضة التي سينتقل معظمها الى داخل تلك المنطقة الامنة». وبحسب البرلماني البلجيكي، ستنتشر القوات العسكرية الخليجية إلى جانب فيلق عسكري اميركي من أربعة آلاف جندي في سورية «قبل ان يحقق الطيران الروسي نصرا كاسحا على المعارضة السورية المعتدلة والمتطرفة قرب حدود تركيا، ما من شأنه أن يعرقل قيام المنطقة الامنة التي يمكن ان تستوعب الى جانب مقاتلي المعارضات المتعددة نحو مليون لاجئ سوري انتقلوا خلال الايام القليلة الماضية للعيش داخل اراضيهم على الحدود التركية في مخيمات محروسة من الاتراك، ما اعطى انطباعا حقيقاً بأن هذه المنطقة الامنة بدأت تأخذ شكلها هناك». وكشف النائي عن أن «إشعال الروس بطائراتهم وصواريخهم نيران جهنم في حلب والشمال بشكل خاص، والوصول الى خط تماسهم مع الاتراك من دون اي تردد او رادع خلال الاسبوعين الماضيين، يسابق التكتل الدولي العربي الجديد لشن حرب برية بآلاف الجنود المشاة ومئات الدبابات التي بدأت تتجمع في الدول الخليجية القريبة من الحدود العراقية والسورية، كما ان هناك حاملتي طائرات وصواريخ بالستية اميركية وفرنسية على اهبة الاستعداد لعبور السويس الى البحر الابيض المتوسط للمشاركة ف

 

قوات النظام السوري على مشارف تل رفعت والأكراد يسيطرون على مطار منغ

12/02/16/دمشق – وكالات: باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث خاض الطرفان أمس، اشتباكات على بعد ثلاثة كيلومترات منها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن قوات النظام والمسلحين الموالين لها مع استمرار تقدمها في ريف حلب الشمالي بغطاء جوي روسي، باتت على مشارف مدينة تل رفعت، حيث تخوض اشتباكات عنيفة ضد الفصائل الإسلامية والمقاتلة في بلدة كفرنايا، التي تبعد ثلاثة كيلومترات عنها، مشيراً إلى أن الفصائل المعارضة تسيطر منذ العام 2012، على تل رفعت التي تبعد مسافة عشرين كيلومتراً عن الحدود التركية، وهي أبرز معاقلها في ريف حلب الشمالي إلى جانب مارع واعزاز. وأضاف إن تل رفعت تعرضت لغارات جوية شنتها الطائرات الروسية، موضحاً أن تقدم قوات النظام باتجاهها جاء في إطار هجوم واسع بدأته مطلع فبراير الجاري، بدعم جوي روسي في ريف حلب الشمالي، حيث تمكنت بموجبه من استعادة السيطرة على قرى وبلدات عدة من الفصائل المعارضة، وقطع طريق إمداد رئيسي يربط مدينة حلب بريفها الشمالي باتجاه تركيا، وبالتالي تضييق الخناق على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب. وأشار إلى أن قوات النظام تسعى للتقدم باتجاه الشمال للسيطرة على تل رفعت، ومن ثم اعزاز في محاولة «للوصول إلى الحدود التركية ومنع أي تسلل للمقاتلين أو دخول للسلاح من تركيا». من جهة أخرى، تمكن المقاتلون الأكراد والفصائل العربية المتحالفة معهم من السيطرة ليل أول من أمس، على مدينة منغ ومطارها العسكري بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة، التي كانت سيطرت على المطار في أغسطس العام 2012، لتفقد المعارضة بذلك آخر مطار عسكري تحت سيطرتهم في محافظة حلب. وقالت مصادر المعارضة إن معاقلها الرئيسية في الريف الشمالي لحلب هي مدن وبلدات إعزاز وتل رفعت ومارع، وباتت تواجه «خطر السقوط» مع مواصلة القوات الموالية للوحدات الكردية العمل على قطع الطرق الواصلة بين المعاقل الثلاثة، مضيفة إن مارع محاصرة من قبل «داعش» من ثلاث جهات، وتل رفعت محاصرة كذلك من ثلاث جهات من قبل قوات النظام والوحدات الكردية ومقاتلي «داعش». على صعيد متصل، أعلنت الأمم المتحدة أمس، أن نحو 51 ألف مدني نزحوا منذ بدء الهجوم الذي شنه النظام السوري في الأول من فبراير الجاري، بدعم من الطيران الروسي على المتمردين في محافظة حلب. وقال المفوض الأعلى للأم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في بيان، أمس، إنه «منذ شن القوات الحكومية الأسبوع الماضي، هجومها على محافظة حلب نزح نحو 51 ألف مدني، في حين يتعرض 300 ألفاً للحصار».

 

ميونيخ: محادثات محورها اقتراح روسي لوقف إطلاق النار في سورية ومحمد بن سلمان شارك في اجتماع وزراء دفاع دول التحالف بحث الاقتراح السعودي

12/02/16/ميونخ (ألمانيا)، بروكسل – وكالات: عقد مساء أمس في ميونيخ اجتماع هام لمجموعة الدول الـ17 المعنية بالأزمة السورية، جرت خلاله محادثات ركزت بشكل أساسي على اقتراح روسي لوقف إطلاق النار في سورية، وعلى سبل إنقاذ عملية السلام التي انطلقت في جنيف. وقبيل الاجتماع، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده طرحت مقترحات بشأن تنفيذ وقف إطلاق النار في سورية وتنتظر رداً من القوى الدولية، فيما قال نائبه غينادي غاتيلوف «نحن مستعدون لمناقشة الاجراءات المتعلقة بوقف لإطلاق النار في سورية»، مشيراً إلى أن محادثات السلام في جنيف قد تستأنف قبل 25 فبراير الجاري.

من جهته، قال مسؤول غربي ان الاقتراح الروسي يقضي بوقف إطلاق النار في الأول من مارس المقبل، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة لديها بواعث قلق تجاه بعض عناصر الاقتراح. ويشن النظام السوري منذ مطلع الشهر الجاري هجوماً واسعاً مدعوماً بميليشيات تقودها إيران وغطاء جوي من الطيران الروسي على الفصائل المعارضة المسلحة في شمال حلب، الأمر الذي أدى إلى توقف محادثات السلام غير المباشرة التي انطلقت في جنيف بين ممثلين عن النظام وآخرين عن المعارضة، وجعل موعد استئنافها المفترض في 25 الجاري أمراً غير مؤكد.

وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه سيطلب من الروس أعمالا ملموسة، قائلاً في لهجة تحذيرية «إذا كان الهدف من الكلام هو الكلام فقط للتمكن من استئناف القصف، فإن أحدا لن يقبل بذلك». واضافة الى حضور كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، فإن ممثلين عن نحو 15 دولة شاركوا أيضاً في لقاء ميونيخ بينهم وزيرا الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والسعودي عادل الجبير. وعقد الاجتماع مساء أمس اثر سلسلة من اللقاءات، أبرزها بين الجبير وكيري ووفد الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية. ووسط آمال ضعيفة بالتوصل إلى حل لإنهاء الحرب في سورية، أكد محللون أن المفاوضات معقدة بسبب الموقف الروسي المتشدد وضعف هامش المناورة لدى الدول الغربية. وقال الخبير جوزيف باحوط من مؤسسة كارنيغي في واشنطن «لا يزال كيري يعتقد ان في امكانه الحصول على شيء من شخص (لافروف) يكذب عليه بوقاحة منذ عامين». واضاف «لا شيء نتوقعه من الاميركيين. انه مجرد كلام فارغ … أصبحوا طرفا لم يعد يتمتع باي مصداقية»، مؤكدا ان «الخطة البديلة الوحيدة هي اخذ الاقتراح السعودي بإرسال قوات على الارض على محمل الجد». وفي حال فشل العملية السياسية، فإنه ليس لدى الغربيين اي خطة بديلة ما لم يقرروا فعلاً المواجهة المباشرة مع الروس على الارض. وقال كميل غران مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية في باريس «ان الذهاب الى سوريا اليوم، هو الذهاب الى حيث يوجد احتمال بالدخول في مواجهة مع الروس» الامر الذي لا يريده الاميركيون ولا الاوروبيون. واضاف غران ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلعب على هذه النقطة ويضغط على الاوروبيين المنقسمين ازاء مشكلة اللاجئين الذين يصلون الى حدودهم بمئات الالاف. كما ان هناك توترا بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها الذين يعتقدون ان واشنطن مستعدة لتقديم تنازلات كثيرة قبل أشهر من انتهاء ولاية باراك اوباما. وتزامناً مع اجتماع ميونيخ، التقى وزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في بروكسل لتعزيز سبل مواجهة التنظيم، الذي يستفيد حسب واشنطن من تقدم قوات النظام على حساب الفصائل المسلحة المعارضة. وترأس الوفد السعودي إلى الاجتماع الذي عقد في مقر حلف شمال الأطلسي، ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، حيث جرت دراسة الاقتراح السعودي بإرسال قوات برية للمشاركة في الحرب على «داعش» تحت راية التحالف الدولي. وعلى هامش الاجتماع الذي ناقش الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وخطة العمل الدولية المشتركة لمكافحة الإرهاب، التقى الأمير محمد بن سلمان، في اجتماعات منفصلة، وزراء دفاع كل من بريطانيا مايكل فالون، وإيطاليا روبرتا بينوتي، وأميركا اشتون كارتر، وألمانيا أورسولا در لاين. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال اللقاءات استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك والدول، خاصة في الجوانب الدفاعية، إلى جانب تبادل الآراء بشأن عدد من الموضوعات المطروحة على جدول أعمال اجتماع التحالف. وأشاد الوزراء بالخطوة الرائدة التي أقدمت عليها المملكة، بإنشاء تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، مؤكدين أن ذلك سيكون داعماً للجهود الدولية لمحاربة الجماعات الإرهابية على رأسها تنظيم «

 

الأمم المتحدة تحذر من مجاعة في حمص

12/02/16/داعش». جنيف – رويترز: أعلنت الأمم المتحدة أمس، أن الهجوم العسكري الذي شنه النظام السوري والقوات المتحالفة معه قطع خطوط الامداد عن 120 ألفاً في شمال محافظة حمص منذ منتصف يناير الماضي، ويهدد بحدوث مجاعة ووفيات نتيجة نقص الرعاية الصحية. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير، أن «هناك أنباء بشأن زيادة حادة في نقص الغذاء والسلع الأساسية والمواد الطبية والوقود في المنطقة، وبعد قطع مسارات الإمداد غير المنتظمة التي ظلت تستخدم حتى منتصف يناير الماضي، تباع المواد الغذائية التي لا تزال غير متوافرة بأسعار أعلى بكثير عن أسعارها الفعلية»، متوقعاً تفاقم المجاعة خلال الأسبوعين المقبلين. وأشار الى أن هناك عجزاً أيضاً في المواد الطبية الأساسية وأن مرضى الغسيل الكلوي في ريف حمص لا يمكنهم الحصول على علاج ينقذ حياتهم، فيما توفي 14 من 34 مريض سرطان في المنطقة، بسبب نقص الرعاية الصحية. وأوضح أن انقطاع خطوط الإمداد منع وصول إمدادات الغذاء الى ريف حمص، حيث يعاني 12٫7 في المئة من الأطفال و25 في المئة من النساء الحوامل من سوء تغذية متوسط أو حاد. يشار إلى أن آخر قافلة مساعدات أرسلتها الأمم المتحدة وصلت إلى ريف حمص الشمالي في أكتوبر العام 2015، وتحاول الأمم المتحدة منذ ذلك الوقت إرسال إمدادات إضافية، لكنها لا تستطيع الحصول على موافقة.

 

وفد منها في طهران لتحسين العلاقات ومساع لتخفيف وطأة مواقف موسى أبو مرزوق و«حماس» تكلف القيادي محمد نصر بالعمل على احتواء الأزمة مع إيران

12/02/16/«السياسة» – خاص/كشفت معلومات خاصة لـ»السياسة» عن أن حركة «حماس» تسعى لتحسين علاقاتها مع إيران واحتواء الأزمة بين الجانبين، بهدف استئناف الدعم المالي الذي كانت تقدمه طهران للحركة في السابق. وقالت مصادر مقربة من المكتب السياسي لـ»حماس» انه تم تكليف القيادي البارز محمد نصر بالعمل على تطويق الأزمة التي عصفت بالعلاقات مع طهران، في ضوء الإنعدام الكلي للثقة بين القيادي موسى أبو مرزوق وبين سعيد ايزدي قائد الوحدة الفلسطينية في «قوة القدس» التابعة لـ»الحرس الثوري» الإيراني في لبنان، مشيرة إلى أن محمد نصر كان في السابق مسؤولاً عن العلاقات بين «حماس» وايران إلى حين تمت إقالته من منصبه. وأضافت المصادر ان الخلافات بين «حماس» وايران تعود جذورها الى قبل نحو ثمانية أشهر وتحديداً في شهر يونيو من العام الماضي، خلال اجتماع على مائدة إفطار مع التنظيمات الفلسطينية، حيث انتقد حينها أبو مرزوق بشدة التصرفات الايرانية، وأيضاً التنظيمات الفلسطينية التي ترتبط بعلاقات مع ايران على الرغم من علمها بأن طهران تشكل خطراً فادحاً على الغالبية السنية في العالمين العربي والاسلامي. وبحسب المصادر، فإن تصريحات أبو مرزوق في الاجتماع المذكور وصلت بسرعة الى مسامع سعيد ايزدي وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقات بين ايران و»حماس»، حيث يرفض ايزدي إجراء أي اتصال بين جهات ايرانية وبين موسى أبو مرزوق أو ممثلي الحركة. وكشفت المصادر لـ»السياسة» أنه تم تكليف محمد نصر بتنسيق اجتماع عاجل مع سعيد ايزدي بهدف إصلاح ذات البين مع موسى أبو مرزوق، لكن ايزدي ما زال يرفض ذلك بشدة، مشيرة الى ان الحركة تعمل على أكثر من خط لترميم علاقاتها مع ايران التي ما زالت تعتبرها قيادة «حماس» مسندها الأول والأساسي. في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن وفداً من «حماس» وصفته بأنه «رفيع المستوى» يترأسه عضو المكتب السياسي للحركة أبو عمر محمد ناصر وصل إلى طهران، أول من أمس، للمشاركة في احتفالات «ذكرى انتصار الثورة الإيرانية» التي اقيمت أمس. وأفادت وكالة أنباء «إيسنا» الإيرانية شبه الرسمية، أن وفد «حماس» يضم كلاً من محمد ناصر وماهر عبيد عضوي المكتب السياسي، ومسؤول العلاقات الدولية أسامة حمدان، وممثل «حماس» في طهران خالد قدومي. واستندت وسائل الإعلام الإيرانية ومنها وكالة أنباء «تسنيم» القريبة من «الحرس الثوري» الإيراني إلى تقرير قناة «الميادين» نقلاً عن مراسلها في طهران أن وفد «حماس» سيلتقي كبار المسؤولين الإيرانيين بعد الانتهاء من احتفالات ذكرى انتصار الثورة. يشار إلى أن تسجيلاً مسرباً ظهر قبل أسابيع، تضمن هجوماً عنيفاً من قبل موسى أبو مرزوق على إيران، نافياً بشدة أن الأخيرة تقدم الدعم للمقاومة الفلسطينية خاصة منذ العام 2009. وفي التسجيل، يتحدث أبو مرزوق مع أحد الأشخاص، ويعلّق على تصريحات إيرانية عن دعم المقاومة، ويشير إلى دور إيراني سيئ في اليمن. في سياق متصل، يسعى وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون لإعادة جثماني جنديين من الجيش الاسرائيلي تحتجزهما «حماس» في قطاع غزة، منذ الحرب الأخيرة، وذلك «ضمن أي اتفاق مستقبلي لتطبيع العلاقات مع تركيا». وقال مسؤول رفيع لصحيفة «هآرتس» إن يعالون طرح هذا المطلب خلال محادثات داخلية بخصوص اتفاق المصالحة المتبلور بين إسرائيل وتركيا، فيما أشارت الاذاعة العبرية إلى أن سويسرا استضافت أول من أمس جولة جديدة من المحادثات بين تل أبيب وأنقرة سعياً للتوصل إلى اتفاق مصالحة.

 

"الأطلسي" يرسل مجموعة سفن إلى بحر ايجه للمساهمة في وقف تدفق المهاجرين وأردوغان يحذر من نفاد صبر تركيا ويهدد بإغراق أوروبا باللاجئين

12/02/16/أنقرة، بروكسل – ا ف ب، رويترز: لليوم الثاني على التوالي، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، تصريحاته النارية المتعلقة بالأزمة السورية، لكن هذه المرة من بوابة أزمة اللاجئين، حيث هدد بإرسالهم إلى أوروبا، مندداً بشدة بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية أمام عشرات آلاف النازحين السوريين الذين هربوا إثر هجوم النظام وحلفائه على حلب. وجاءت تصريحات أردوغان في خطاب ألقاه أمام مجموعة من رجال الاعمال في أنقرة، غداة توجيهه انتقادات غير مسبوقة للولايات المتحدة على خليفة دعمها أكراد سورية، معتبراً أن سياساتها حوّلت المنطقة إلى “بركة دماء”. وقال الرئيس التركي، أمس، “إن كلمة “أغبياء” ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا ان الطائرات والحافلات متواجدة هنا من دون سبب. سنقوم بما يلزم”، في إشارة إلى آلاف السوريين المحتشدين على الحدود التركية، بعدما فروا من مناطقهم إثر الهجوم الواسع لقوات النظام السوري بغطاء جوي روسي. وأكد أردوغان صحة تسريبات صحافية عن حديث دار بينه وبين رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بشأن مصير المهاجرين، حيث هدد أردوغان بإغراق الدول الاوروبية بالمهاجرين في حال لم تتسلم بلاده المبلغ الكافي لايوائهم على اراضيها. وقال الرئيس التركي “أنا فخور بأنني قلت ذلك. دافعنا عن حقوق تركيا واللاجئين وقلنا لهم (الاوروبيين): نحن آسفون سنفتح الأبواب وسنقول وداعاً للمهاجرين”. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق في 3 فبراير الجاري على سبل تمويل صندوق مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات يورو لقرابة 2,7 مليون لاجىء سوري يقيمون على الاراضي التركية، مقابل الحصول على مساعدة أنقرة لوقف تدفق المهاجرين الى أوروبا. وفي خطابه الناري، أمس، حذر أردوغان من أن صبر تركيا بدأ ينفد إزاء الأزمة في سورية، داعياً الأمم المتحدة لبذل المزيد من الجهود لمنع ما وصفه بأنه “تطهير عرقي”. وقال في هذا السياق “هناك احتمال أن تصل الموجة الجديدة من اللاجئين الى 600 ألف شخص اذا استمرت الضربات الجوية”، مضيفاً ان تركيا لديها معلومات بأن قوات مدعومة من ايران في سورية تنفذ “مذابح شرسة”. وشدد على أنه لا يمكن حل الازمة السورية من دون إقامة مناطق آمنة، وأنه ينبغي السعي لإيجاد سبل لابقاء السوريين في بلادهم. وفي بروكسل، أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، أن مجموعة بحرية للحلف بقيادة ألمانية ستتوجه “بسرعة” الى بحر ايجه “للمساعدة في مكافحة تهريب البشر” الذي يمارسه مهربو المهاجرين. وقال ستولتنبرغ، خلال تقديمه المهمة البحرية الهادفة لمواجهة ازمة المهاجرين ووافق عليها الحلف من حيث المبدأ امس، ان قائد القوات الحليفة في اوروبا الجنرال الاميركي فيليب بريدلوف “يأمر في هذه اللحظة المجموعة البحرية الدائمة بالتوجه الى بحر ايجه بلا تأخير وبدء نشاطات المراقبة فيه”. وأكد ستولتنبرغ انه لا يزال يجب ان تتشكل هذه المهمة البحرية رسمياً، وتحديد اجراءات تقاسم المعلومات مع خفر السواحل التركي واليوناني وكذلك مع وكالة “فرونتكس” الاوروبية لمراقبة الحدود.

وأوضح ان المهمة لا تتضمن “ضبط او اعادة سفن مهاجرين” وانما تأمين “معلومات ومراقبة ضرورية لمكافحة تهريب البشر والشبكات الاجرامية بالتعاون مع خفر السواحل الوطني والاتحاد الاوروبي”. كما سيكثف حلف شمال الاطلسي “عمليات المراقبة وتقاسم المعلومات” بشأن ما يحصل على الحدود التركية-السورية.

وعملية المراقبة على الحدود هذه هي الاولى لحلف شمال الاطلسي، المنظومة العسكرية الدفاعية، الذي رفض حتى الآن التدخل مباشرة في أسوأ أزمة هجرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وكان وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر أعلن أن الحلف الاطلسي مستعد لدعم عملية مراقبة بحرية في بحر ايجه تطالب بها ألمانيا واليونان وتركيا، والمشاركة فيها أيضاً بهدف المساهمة في مواجهة ازمة الهجرة. وقال كارتر في ختام اجتماع لوزراء دفاع حلف الاطلسي في بروكسل، صباح أمس، “ان حلف شمال الاطلسي وكل الاطراف المتواجدة هنا عبرت عن رغبة الحلف في دعم هذه العملية والمشاركة فيها”. وكانت ألمانيا وتركيا واليونان طلبت رسمياً، مساء اول من امس، من شركائها في حلف شمال الاطلسي وضع “آلية مراقبة في بحر ايجه” بهدف تحديد “رؤية واضحة للوضع على الساحل التركي” حيث تتزايد انشطة مهربي المهاجرين، وذلك عبر تقاسم المعلومات. وقال وزير الدفاع الاميركي ان “هذه الدول الثلاث اكدت ضرورة تحرك حلف الاطلسي سريعا والولايات المتحدة موافقة تماما على ذلك لأن ارواح بشر هي على المحك”. واضاف ان اقتراح الدول الثلاث يقوم على اساس “توسيع العملية البحرية لحلف الاطلسي في المتوسط”، التي تقودها حالياً ألمانيا بهدف مواجهة ازمة الهجرة الحالية.

 

السعودية تستضيف أول اجتماع للتحالف الإسلامي في مارس

12/02/16/الرياض – وكالات: أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستستضيف أول اجتماع للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في شهر مارس المقبل. وذكرت قناة “الإخبارية” الفضائية السعودية ليل أول من أمس، أن “المملكة ستستضيف اجتماع التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب في مارس المقبل”، من دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل. وكانت السعودية أعلنت في 14 ديسمبر العام 2015، تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادتها، يضم 34 دولة، على أن يتم في العاصمة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب، وتطوير البرامج والآليات اللازمة لذلك، فيما أعلنت عشر دول تأييدها للتحالف. وبحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، آنذاك، فإن التحالف جاء “انطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداء لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، أيا كان مذهبها وتسميتها، التي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً، وتهدف إلى ترويع الآمنين”. وذكر موقع “العربية نت” الإخباري أن التحالف يضم 34 دولة، منها 17 دولة عربية، إضافة إلى أندونيسيا التي أشارت إلى أنها ستنضم للحلف بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، مشيراً إلى أن التحالف لقي تأييداً دولياً كبيراً. وذكرت شبكة “سي أن أن” في تقرير أمس، أن الإجتماع يعتبر الأول من نوعه ويتزامن مع تأكيد المملكة استعدادها لإرسال قوات برية لمقاتلة تنظيم “داعش” في سورية، موضحة أن التحالف بقيادة السعودية سيعمل عبر تنسيق ودعم جهود الدول أمنياً ومعلوماتياً وتطوير الأساليب التي تحارب الإرهاب.

وأشارت إلى أن التحالف يمتلك مقومات بشرية وعسكرية ضخمة ويشمل ملياراً و31 مليون نسمة من 35 دولة، بينهم نحو أربعة ملايين عسكري، ونحو خمسة ملايين جندي احتياط. وأوضحت أن التحالف يمتلك أيضاً نحو 2500 طائرة حربية، ضمنها مقاتلات وقاذفات صواريخ والطائرات الاعتراضية، إضافة إلى نحو 21 ألف دبابة متنوعة المواصفات و461 مروحية، ونحو 44 ألف مركبة قتالية أي مدرعات، كما أنه يضم دولة نووية، هي باكستان. وسبق للإعلان عن التحالف أن تسبب بموجة من ردود الفعل، خصوصاً من إيران والقوى المتحالفة معها، التي بقيت خارج التحالف.

 

مصر: ضبط معسكر لتدريب «الإخوان» على تنفيذ الاغتيالات والسيسي يلقي خطاباً أمام البرلمان غداً

12/02/16/القاهرة – وكالات: ضبطت أجهزة الأمن المصرية معسكراً لتدريب أعضاء جماعة «الإخوان» في صحراء أسوان على شن هجمات إرهابية واغتيال شخصيات عامة. وقال مصدر أمني في تصريحات صحافية، أمس، إن «الإخوان» أنشأت معسكراً لتدريب بعض كوادرها وأنصارها بمنطقة صحراوية بمحافظة أسوان على الحدود مع السودان لتنفيذ هجمات إرهابية واغتيال شخصيات عامة وأمنية وعسكرية، مشيراً إلى أن قوات الأمن توجهت إلى معسكر واعتقلت أفراده الذين كوّنوا خلية إرهابية. وأوضح أن القيادات التي تدرب أفراد المعسكر من قيادات «الإخوان» وأنهم كانوا يهدفون إلى توزيع هؤلاء العناصر بعد تدريبها في المحافظات لتنفيذ عملياتهم التي تستهدف إرباك أجهزة الأمن وإنهاك الاقتصاد وتأليب الشعب، مضيفاً أنه صدرت تعليمات من قيادات في الجماعة باختيار العشرات من أعضاء العمليات النوعية ممن يمتلكون قدرات ومهارات خاصة لتدريبهم على الاغتيالات والقنص وتفجير المنشآت من بعد.

من جهة أخرى، دمر الجيش نفقاً خرسانياً كبيراً في شمال شرق سيناء على الحدود مع قطاع غزة. وقال المتحدث العسكري العميد محمد سمير في بيان، أمس، إن قوات الجيش الثاني الميداني دمرت نفقاً خرسانياً بعرض 120 سنتيمتراً على عمق تسعة أمتار وبطول 35 متراً مزود بعدد من الكابلات الكهربائية وكابلات الإنارة، إضافة إلى خطي تليفون بمنطقة الدهلية بمدينة رفح الحدودية. وأوضح أن النفق كان يستخدم في أعمال التهريب للأفراد والأسلحة والذخائر على الحدود مع قطاع غزة. كما تمكنت قوات الجيش الثالث الميداني من ضبط مخزنين للأسلحة والذخائر خاصين بالعناصر الإرهابية أحدهما بمنطقة وادي الفهد جنوب شرق جبل الخرم، حيث عثرت في أحد المخزنين على نحو 125 كيلو غراماً من المواد شديدة الانفجار التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة. في سياق منفصل، أنهت الأمانة العامة لمجلس النواب استعداداتها للجلسة الخاصة التي يلقي فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي خطاباً أمام أعضاء مجلس النواب غداً السبت.

وذكرت الإذاعة الداخلية للبرلمان، أمس، أن هذه الجلسة ستعقد غداً، مشيرة إلى منح العاملين بالأمانة العامة للمجلس إجازة في هذا اليوم، باستثناء العاملين الحاملين للتصاريح الخاصة لحضور الجلسة.وفي هذا السياق، توقعت مصادر برلمانية أن يلقي السيسي خطاباً شاملاً يتطرق فيه إلى أهم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه بلاده. وقالت المصادر إن خطاب السيسي الأول في البرلمان سيتضمن ضرورة التنسيق بين السلطات خصوصاً في مجال إعداد التشريعات والقوانين، وبرامج الحكومة لخفض معدلات الفقر وتحسين ظروف الاستثمار وموقف الاقتصاد وحجم الأعباء والديون، إضافة إلى أزمة سد النهضة ومواقف مصر الخارجية وعمليات مكافحة الإرهاب في سيناء.

 

طهران تفاخر بإمساكها القرار السياسي السوري وقالب حلوى إيراني جمع المفتي وبثينة شعبان يحرج “سانا”

12/02/16/دمشق – وكالات: تجنبت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية “سانا” نشر صورة لقالب حلوى، وهو يقطع بيد مفتي البلاد أحمد بدر الدين حسون ومستشارة رئيس النظام بثينة شعبان ورئيس وزرائه وائل الحلقي ووزير دفاعه فهد جاسم الفريج ورئيس مجلس نوابه جهاد اللحام، داخل مبنى السفارة الإيرانية بدمشق، احتفالاً بذكرى الثورة الإيرانية الـ37 في حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة بالمناسبة. وذكر موقع “العربية نت” الإخباري، أول من أمس، أن الوكالة اكتفت بنشر صورة عادية تجمع الأسماء المشار إليها، عدا صورة المفتي التي لم تظهر في الصورة الجماعية الرسمية، ومن دون قالب الحلوى الذي لم تنشره الوكالة، تجنباً منها للحرج الذي يمكن أن يحدثه اجتماع أركان نظام الأسد حول قالب حلوى لتقطيعه، بوجوه ضاحكة وتسابقٍ لوضع الأيدي على السكين التي ستقطع الحلوى قبل تقديمها للحاضرين، في الوقت الذي تمر فيه بلادهم بأكبر مأساة شهدتها عبر تاريخها. وأضاف إن وسائل إعلام قريبة من النظام السوري، نشرت أمس، صورة لقالب الحلوى الذي وضعت عليه صورة للعلم الإيراني، وجمع حوله غالبية أركان النظام السوري. وذكرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام السوري، أن الاحتفال الذي أقامته السفارة الإيرانية في دمشق، شارك فيه “كبار مسؤولي الدولة”، في حين نقلت “سانا” قول رئيس الوزراء السوري بالمناسبة، إن إيران “قلعة مقاومة للمشاريع المعدة لها من قبل إسرائيل وأميركا”، مشيداً “بصبر وحكمة القادة الإيرانيين”. على صعيد آخر، أكد نائب القائد العام لـ”الحرس الثوري” الإيراني العميد حسين سلامي أن “إيران تمسك حالياً الأرض والقرار السياسي في سورية، لصالح نظام بشار الأسد”، وبذلك تعلن إيران أنها قوة محتلة لسورية، وتتحمل مسلسل القتل والمجازر اليومية وتشريد ملايين السوريين. ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، عن سلامي قوله في اجتماع لمسؤولي “الباسيج” الطلابي، أول من أمس، “إننا نمسك الآن بزمام التطورات الميدانية لصالح السلطة السياسية في سورية”، مضيفاً إن “إيران هي من فرضت وتفرض بشار الأسد في سورية رغم وجود القوى العظمى”. وزعم أن إيران تمسك بزمام التطورات الميدانية، وكذلك القرار السياسي في سورية. وأشار إلى أن “مجموعات فلسطينية وحزب الله والحشد الشعبي في العراق وقوات الدفاع الوطني في سورية وأنصار الله (الحوثيين) في اليمن، هم العمق الستراتيجي لإيران، ويديرون الجبهات ضد أعدائها”.

 

العربي الجديد : نتنياهو يتراجع عن سياسة إقصاء الاتحاد الأوروبي فلسطينياً

الخميس 11 شباط 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : كشفت تقارير إسرائيلية، نُشرت في اليومين الماضيين، عن إطلاق محادثات واتصالات سرية بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، بشأن إعادة العلاقات بين الطرفين إلى ما قبل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إقصاء الاتحاد الأوروبي ومؤسساته عن كل ما يتعلق بالملف الفلسطيني و"المفاوضات". ويبدو أن نتنياهو، قد قرر تغيير سياسته الحالية تجاه دول الاتحاد الأوروبي ككل، خصوصاً في ظل انخفاض وتراجع احتمالات إطلاق مبادرة فرنسية لاستصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن تحديد جدول زمني لمفاوضات إسرائيلية-فلسطينية، وفي حال تعثرها الاعتراف بدولة فلسطين كدولة تحت الاحتلال. وذكرت القناة الإسرائيلية الأولى أخيراً، أنه تم إجراء اتصالات إسرائيلية سرية مع الاتحاد الأوروبي، مع الإشارة إلى أن الاتحاد وعلى الرغم من أنه لا يزال مصّراً على مسألة تحديد موقع صناعة المنتجات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية، إلا أنه يعرض على إسرائيل في المقابل تعويضاً مقابل استئناف التنسيق بينه وبين إسرائيل بشأن المسار "الإسرائيلي الفلسطيني". ويبدو أن القرار الإسرائيلي نابع أيضاً من توصّل نتنياهو إلى قناعة أنه لا يمكنه مواصلة مساعي الفصل بين الاتحاد الأوروبي ومجلس وزراء خارجيته ككل، وبين "الدول الصديقة داخل الاتحاد"، أو استمرار الاعتماد على مواقف دول أوروبية صغيرة، تعارض إصدار قرارات شديدة اللهجة وتفرض "تعديلاً على نصوص الاقتراحات" (ضد إسرائيل)، كما حدث في الاجتماع الدوري الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن هذه الدول الصديقة لإسرائيل مثل اليونان وقبرص وبولندا ورومانيا، قد تُغيّر موقفها إذا تعرضت لضغوط أوروبية بفعل حاجتها لدعم الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي. وكشفت صحيفة "هآرتس" في هذا السياق، أن إطلاق الاتصالات السرية في الشهر الأخير بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، تسنّى بعد اللقاء الذي جمع في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، نتنياهو، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد وصلت إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، هيلغا شميدت، المستشارة الأولى لموغيريني، حيث أجرت اتصالات ومحادثات سياسية مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد ومسؤولين إسرائيليين آخرين.

وتحاول إسرائيل من خلال هذه الاتصالات، تخفيف حدة التوتر مع الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في كل ما يتعلق بالبناء الإسرائيلي في المستوطنات، وإصرار الاتحاد الأوروبي على وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية من جهة، وضمان بقاء دولة الاحتلال في صورة التحركات الجارية داخل الاتحاد الأوروبي، لتفادي تكرار ما حدث على صعيد المفاوضات الغربية مع إيران، حيث وجدت إسرائيل نفسها بعيدة عن دائرة التأثير والقرار. وعلى الرغم من اعتماد إسرائيل الدائم على دعم الولايات المتحدة لها، وخصوصاً في استخدام حق النقض في مجلس الأمن، إلا أن سياسة إسرائيل منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدم إقامة أي اتصال مع الاتحاد الأوروبي في الشأن الفلسطيني، والتوتر بين إسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي على خلفية ملاحقة اليمين الإسرائيلي لجمعيات اليسار المموّلة أوروبياً، والسعي لإقرار قانون خاص بهذه الجمعيات تحت مسمى الشفافية، زاد على ما يبدو من تدهور صورة إسرائيل العامة في الدول الأوروبية، وساهم في تغذية وتعزيز حركة المقاطعة الدولية. ويحاول نتنياهو بموازاة استعادة هذه العلاقات، من خلال الاتصالات السرية، تحقيق مكاسب سياسية لإسرائيل، وتفادي قرارات أوروبية أكثر شدة، في حال أصر على سياسة إقصاء الاتحاد الأوروبي عن المسار الفلسطيني، قد تصل إلى استصدار قرار ينص صراحة على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية، سواء تلك المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس أم تلك المقامة في أراضي هضبة الجولان المحتلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التاريخ الذي نعيش

الكولونيل شربا بركات/11 شياط/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/11/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%86%D8%B9%D9%8A/

لا نزال نعيش في الشرق الأوسط تاريخا يبعد في الزمن حتى يلاقي بدايات البشرية المتحضرة، ففي لغاتنا المحكية ترقد بعض التعابير التي تعود ربما إلى السومارية القديمة أول الكلام المدون، وفي صلاتنا اليومية كلمات ترددت في هياكل الكنعانيين منذ الألف الثاني قبل المسيح، وفي اسماء الأماكن والقرى آلهة ساد احترامها دهورا وتنقّل اعتبارها بين شعوب وديانات.

إذا ما تتبعنا الألواح السومرية التي اكتشفت في ما بين النهرين نجد كلمات بقي استعمالها في لغتنا اليومية مثل فعل "شولح" الذي يعني رمى بعيدا وهو مركب من كلمة "شو" التي تعني اليد و"لح" التي تعني نظف أو غسل، ولا نزال نستعمل الأخيرة في العامية بشكلها الأساسي ومعناها السومري أي عملية الغسل "لح اديك" (أغسل يديك). ومن السومرية وألواح كتاباتها نتعرف على "ال" وهي مفردة استعملت للدلالة على الاله وكل ما يقع تحت لوح "ال" يصبح ما نسميه اسم علم أي اسما للتعميم ويعني النوع وقد اعتمدت تسميت "ال" هذه بال التعريف وهذه الطريقة دخلت اللغة الكنعانية وشبيهاتها ولكن مع "ها" بدل "ال" ما يجعلنا نتساءل عن "ها" هذا هل هو اسم اله مهم باهمية "ال" ليعتمد في التعريف؟

استنادا على ما تقدم سوف نحاول استيضاح ما يقوله القرآن الكريم عن ابراهيم الخليل فهو يسميه "أول الموحدين" فماذا وحّد ابراهيم وهل تعرّف إلى الاله الواحد كما نفسره أم أنه وحّد فعلا بين تسميتين تخصان الاله أو الالوهة في مناطق مختلفة ليجعل منهما تسمية واحدة للاله المعبود وبذلك وحّد العبادة لمنطقتين تنقّل بينهما معتبرا أن الاله أكبر من أن يحصر في مكان أو منطقة. وهو إذا مزج بين التسميتين "ال" التي تعني العالي أو الساكن في السماوات (ساكن العالي كما يسميه الرحباني) وبين "ها" وهو الصوت الذي يصدر عن النفس ويتعلق بالروح فهو معطي الأرواح أو مصدر الحياة لأنه عندما ينقطع هذا ال"ها" او النفس تنعدم الحياة. فأبرام الذي كان يعبد ككل الآراميين "ال" والذي سمى ابنه الأول "اسمع ال" وحفيده يعقوب تكنى ب"اسرى ال" كان تعرّف على "ها" أو "ياه" وتعبّد له قبل أن يوحّد تسمية الأثنين ولذا فهو نسب إلى معبوده الجديد أولا "ها" أو "ياه" وأصبح اسمه "ابرام- ياه" أو "ابراميه" وهذا الأسم بالذات لا يزال موجودا في اسم قرية لبنانية جنوبية من قرى شرق صيدا "ابراميه" ثم ككل التسميات في المنطقة قلبت الأحرف الأخيرة "ميه" إلى "هيم" ليصبح اسمه الجديد ابراهيم.

وابراهيم هذا سكن حرّان أي حوران اليوم ما هو إلى الشرق من جبل الشيخ أو الحرمون واسم ابيه "تارح" أو "تارخ" بحسب النسب في العهد القديم وهو أيضا مزكور في اساطير أوغاريت الكنعانية تحت اسم امير "قرت ابليم" مدينة القمر والتي تقع إلى الشرق من بحيرة "قنارت" أي بحيرة طبريا أو بحر الجليل (اسطورة اقهات بن دانيال). وتارخ هذا يذكرنا بالتاريخ وهو المتابع "لدورة القمر" قدر أن يربط الأحداث المروية بزمن حدوثها، على ما يبدو، لتختلف عن الأسطورة ( من سطر او كتب) وهي عملية تدوين الحدث بحد ذاته من دون ذكر الزمن بينما يصبح التأريخ رواية الأحداث التي وقعت مرتبطة بزمن محدد.

وابراهيم بحسب التوراة انتقل من حران إلى الغرب وبعدما اشتبك مع "ملوك" محليين قدّم العشر ل"ملك صادق" كاهن شلم أو "سلم". و"خربة سلم" و"مجدل سلم" قريتين جنوبيتين تقعان إلى الشرق من قبر "النبي صديق" الذي لا يزال يزيّن مقامه بالقبة البيضاء تلك التلة الجميلة شرق مستشفى تبنين ومنه اشتق اسم قرية صديقين الجنوبية.

وبالعودة إلى التعابير والأسماء الني استمرت طيلة آلاف السنين نجد، وأيضا شرق تبنين، اسم "صفد البطيخ" الذي يقول عنه المؤرخ الدكتور يوسف الحوراني بأنه "صب دو بتاح" أو "صفد الفتاح" وهي غير صفد المدينة التي تقع في شمال اسرائيل وتسمى "صفد العلي" واسمها الأساسي "صب دو عليون" ومعنى كلمة "صب" هو العرش أو المقام أما "دو" فهي سابقة الألوهة عند الكنعانيين وهي التي اصبحت في اللاتينية "ديو" وفي اليونانية "تيو". إذا صفد اللبنانية هي صفد الفتاح أي عرش أو مقام "ال- فتاح"، وهو من "الكبيروس" وهم التسعة الكبار في الديانة الكنعانية وقد انتقلت عبادته إلى مصر بنفس الأسم "بتاح" وكان الفينيقيون يضعونه على مقدمة سفنهم، وهو أيضا من اسماء الله الحسنى "الفتاح" ونستعمله بحياتنا اليومية "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم". وصب نجدها أيضا في "صف الهوى" على مدخل بنت جبيل والتسمية هي "صب ال- هوى" أي مقام "ال – هوى" وهو نفسه "ها" الذي ذكر سابقا، على ما يبدو، وصفته الأساسية "المحبة" ولا تزال كلمة "الهوى" في لغتنا تعني الحب. إذا اله ابراهيم هو اله (ال-ها) محب يسكن في العالي وهو "ال-اله" الأسم العلم الذي يلخص الالوهة كاملة ومن هنا التوحيد.

وفي الحديث على "ها" أو "ياه" لا بد لنا من ذكر بيت ياحون التي تقع بين صف الهوى وتبنين وهو اسم مركب من "ياه" الكنعاني و"أون" الأموري الذي يقابل بعل عند الكنعانيين وذلك للدلالة على تمازج سكاني وحضاري بين ديانتين. وإذا كان بعل هو القابض على الصواعق (النار اللاهية)، كما "زوس" عند اليونانيين، وهو الذي يرسل المطر ليسقي الأرض (إني ارسلك إلى الأرض التي يسقيها الرب ولا حاجة لك لتسقيها برجلك بعد اليوم، هكذا قال الله لموسى) بينما يفجّر "أون" اله الخير الأموري الينابيع من الأرض، ونحن نسمي حتى اليوم بالعربية النبع بالعين (عين أو عون). إذا بيت "ياه- أون" ترمز إلى فترة التأثير الأموري على هذه المنطقة وتمازجها مع الكنعانية بينما "برع شيت" التي تقع إلى الشرق منها تحمل الأسم الأرامي التوراتي لأبن آدم الثالث "شيت" في اسطورة الخلق الأرامية والتي يوردها العهد القديم في سفر التكوين.

وبالعودة إلى صب نجد تفسيرا لما نردده في صلاتنا المسيحية كل يوم "انت الرب القوي اله الصباؤوت" والصباؤوت هي الجمع ل"صب" إذا الهنا هو اله كل العروش أو المقامات التي يحق لها التكريم وهو الأوحد وقد استعمل العبريون هذه التسمية في كتب الأنبياء. وبما اننا ذكرنا هذا المقطع من الصلاة المسيحية فلنكمل إلى تعبير "هوشعنا في العلى" وكلمة هوشعنا انتقلت إلى اللاتينية كما هي "Osana" و "هو – شع – نا" تعني الاله "هو" الذي أنارنا أو "شع" علينا نوره.

ولا بد لنا ونحن على أبواب عيناتا وهي التي تقع شمال صف الهوى من التذكبر بكنعانية الأسم وهي سميت على اسم الربة "عناة" ولا تزال باللهجة المحلية تدعى "عنيثا" وعناة هذه هي التي تقاتل "موت" الذي قتل البعل (وتحرقه بالنار وتذريه بالمذراة)، كما تقول الأسطورة وهي نفسها انتقلت عبادتها كالكثير من عبادات الكنعانيين إلى اليونان وأصبحت معبودتهم الرئيسية "أثينا" ("عنيثا" و"عثينا" بتغيير مكان حرف الثاء).

وإلى الجنوب من عنيثا وعلى تلة جميلة يقع هيكل أبولون وديانا الذي كان بني في القرن الأول للمسيح كما يقول ارنست رونان عالم الآثار الفرنسي الذي أخذ منه لوحة تمثل هذين اللاهين (وهي موجودة في متحف اللوفر بفرنسا وقد أهدى المتحف بلدة عين إبل نسخة عنها) وأبولون هذا بحسب الميثولوجيا اليونانية هو اله مشرقي من بيئة رعوية وهو يرمز اليه بشخص يجر الشمس بعربته (للدلالة على مشرقيته) ويحمل بيده قيثارة الرعيان للدلالة على المجتع الرعوي الذي يمثله وهنا لا بد من أن نبحث في اسم عين إبل المشتق من "عين أو "أون" و"آبل" فيصبح "اون-آبل" وآبل هو هابيل ابن آدم بحسب الأسطورة الآرامية التي انتقلت الينا مع العهد القديم وهو الراعي الذي سميت كل المراعي على اسمه في ابل السقي وأبل القمح وآبل الهوى وأبيلينة وعين ابل وهنا وكما بيت ياحون يمتزج اسمه مع أون الآموري وتذكر التوراة بأن الآموريين سكنوا "شعلبين" وهي تلة "شلعبون" التي تقع بين عين ابل وصف الهوى شمال "الدوير" الذي بني عليه هيكل ابولون وديانا. إذا "أون- آبل" أو آبل - أون" هي نفسها التي أصبحت باليونانية "ابولون".

وإذ نذكر ما ورد في سفر القضاة في العهد القديم عن "شعلبين" التي تقع في سبط "آشير" وسكنها الآموريون نعود إلى ما تبقى من التسميات الكنعانية لنعرف بأن هذه المنطقة من جنوب لبنان كانت تكثر فيها عبادة اللالهة المؤنسة بدءا من "ربة لاتين" بالقرب من عديسة ونسميها "رب تلاتين" (وهي ربة النهر لاتين ليتاني أو ليطاني) إلى "عناة" التي ذكرنا سابقا إلى أشيرة التي يقع هيكلها على تلة جنوب عين ابل (أشيرتا أو شرتا) ولا تزال تسمية "خلة الست" تطلق على الوادي الذي يقع غرب هذه التلة كما نجد مرتفع "اميه" بالقرب من دبل ويذكرنا ب"ام – ياه" وإذا تابعنا غربا نصل إلى المرتفع الأجمل والذي يتوسطه ما يسمى بقصر "بلاط" "بعلة" وبقربه مقام "أم الزينات" ثم "أم عفيه" بالقرب من طير حرفا وأخيرا على الشاطيء تقع "أم العمد" وكل هذه التسميات أو الهياكل مخصصة لللالهة المؤنسة "عشتار" أو أشيرة ولذا فقد سماها العبريون بلاد أشير أو سبط آشير وهي مع انتشار المسيحية فيها تحولت إلى بلاد البشارة لتحل العذراء محل كل الالهة المؤنسة وفي هذه دلالة على احترام المرأة في هذه المنطقة في التقاليد المحلية وقد يكون تكريم السيدة زينب من قبل ابناء المنطقة الشيعة، الذين حملوا هذا التراث، عملية استمرار للموروث بشكل يلائم الدين الذي قبله هؤلاء مع أبو ذر الغفاري.

 

بين المختار شهدان والقبلة الفاعورية

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

فصل أول

من له أذنان سامعتان فليسمع!

كان ياما كان في قديم الزمان، مختار في ضيعة كفرعدّان واسمه شهدان. بعدما فاز بالمخترة على أثر معركة حامية الوطيس، مارس مهماته في مرحلة أولى باستقامة ودماثة، وتعاطى مع جميع أبناء الضيعة بالمساواة، وقصد ذلك على قاعدة “أتمسكن لأتمكّن”، لكنه بعد حين، راح يغلّب مصلحته الشخصية ومصالح الأقربين، وفي ظنه أنه يعزز فرصته لولاية ثانية. على أن حسابات الحقل “ما صاقبت” على حسابات البيدر، فخسر المعركة الانتخابية أمام شاب طموح كان في الأصل من مؤيديه. ومنذ تلك الساعة، لم يبلعها المختار السابق شهدان، ومازال يتصرف وكأنه المختار الفعلي، ولا يوفر مناسبة إلا ويتنطح فيها بروايات انتصاره القديم المدوّي، وبما قدمه لأهل الضيعة من خدمات جلّى وجليلة، وبأنه مازال الأقوى والأوفى والأعرف. وعندما يُجابَه بالحقيقة، وبأن الزمن تحوّل عن الأوّل، وبأن المختار الولد “رجاّل وقدها وقدود”، وأن غالبية الاهالي في مكان وهو في مكان آخر، يكابر ويداور ويسعى إلى رمي الشكوك في النفوس، وزرع الشقاق بين الناس، وقذف المختار الشاب بأقذع الصفات، مؤمناً بأن التاريخ سيعيد نفسه، ويعيدُه إلى المخترة، فيتمختر ويتبختر على غرار صديقه دونكيشوت، وكأنه يتمرن على استعادة القيادة والريادة. هي قصة المختار شهدان ، وهو في الاصل “معلّم نجارة”، لكنه ترك النجارة ويعيش بالكاد كفاف يومه، و”بياخد على خاطرو” إذا ناداه أحدهم معلم شهدان، لأنه المختار، والمخترة عنده قرار، شاء أم أبى أهل الدار. اليوم، عندنا في السياسة نماذج عن المختار الخسران معلم شهدان، ولكم أن تحزروا وأن تحذروا!

فصل ثان

مع اقتراب عيد سان فالنتان، وتحذير الوزير بوفاعور من “التبويس” درءاً لمخاطر انتقال فيروس الـ H1N1، لا بأس من فسحة صغيرة لبعض القبلات الخطيرة في التاريخ. ونسأل: كيف يمكن التغاضي عن قبلة يهوذا التي سلّم بها السيد المسيح؟ وكيف يمكن نسيان القبلات العفوية الحارة بين الجنود الأميركيين والفرنسيين والفتيات الباريسيات لدى تحريرهم العاصمة الفرنسية من الإحتلال الألماني؟ أما القبلة الأشد غرابة، فهي عندما أطبق الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف بفمه على فم نظيره الألماني الشرقي إريك هونيكر في برلين العام 1970 ، وما أثارته من جدل! في الفن، وفي النحت تحديداً، القبلة الأشهر هي تحفة النحات الفرنسي رودان المعروفة ب القبلة أو le baiser ، وهي من وحي قبلة العاشقين باولو وفرانشيسكا في ملحمة الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالي الكبير دانتي. أما في الرسم، فإن اللوحة الأكثر شهرة عن القبلة، هي للرسام النمساوي غوستاف كليمت، وهي معروضة في قصر بلفيدير الامبراطوري في فيينا، علماً أنها قبلة رجل على خد امرأة لا أكثر. قيل في القبلة: إن المرأة لا يمكن أن تسلّم شفتيها إلا لمن تحب، لأن القبلة مفتاح الروح والجسد، وإلا تفقد صدقيتها مع نفسها ولدى الآخرين. في أي حال، معالي بو فاعور، أعطى مبرراً لمن لم تصبه إنفلونزا الحب والرغبة كي يتهرّب من قبلة، قد تكون قسرية أو للمسايرة أو للخداع أو للتمثيل. والسلام.

 

14 آذار لإنقاذ نفسها بمعارضة الوصاية البديلة خلط الاوراق السياسية أربك القواعد وبدّد الثقة

روزانا بومنصف/النهار/12 شباط 2016

يستسهل سياسيون كثر الكلام على أزمة قوى 14 آذار عشية إحياء الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، استنادا الى تفجر هذه القوى وتشرذمها على أثر توجه اثنين من أركانها، أحدهما الى دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، والآخر الى دعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة. الاستسهال يتم على خلفية أن المؤشرات المنذرة بذلك تحصل منذ سنتين، وهناك شخصيات قاطعت اجتماعات 14 آذار لعدم رغبتها في تغطية الاحزاب الكبيرة التي تأخذ الكل بجريرتها. يضاف الى ذلك أن الناس تعبت من الاصطفاف بين فريقي 14 و8 لانه يقسم البلد سياسيا ويمنع قيامته. والازمة حقيقية لان جمهور هذه القوى الذي يشكل مبادئ 14 آذار لم يقتنع بأي من الترشيحين، ايا تكن الاسباب السياسية لذلك، لانه لم يتم احترام القواعد الشعبية بالحد الادنى، وتم الذهاب من النقيض الى النقيض في تحول سياسي لـ180 درجة يبرر المصالحة بين الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون، لكن لا يبرر دعم ترشيحه للرئاسة، كما يبرر انفتاح الرئيس سعد الحريري على النائب فرنجية لكن من دون دعمه للرئاسة ايضا، وفي خانته رصيد يحتاج الى مزيد من الوقت لإقناع الرأي العام اللبناني بأنه جرى في ظروف معينة او ان الظروف السياسية تملي براغماتية سياسية.

ويروي سياسيون مطلعون ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري اقترح انتخاب النائب فرنجية عام 2004 بدلا من التمديد لإميل لحود، وحاول إقناع بشار الاسد بذلك من دون طائل، إذ أصر الاخير وفي معرض تحديه التهديد الاميركي - الفرنسي بقرار في مجلس الامن حول احترام سوريا اجراء انتخابات رئاسية حرة، على التمديد للحود في ظل التهديدات المعروفة التي ساقها عن تكسير لبنان فوق رأس الحريري والنائب وليد جنبلاط. وليس أكيدا أن هذه الرواية تدعم خيار الحريري، باعتبار أن والده سبق أن لجأ الى هذا الاحتمال، او انها تسجل عليه مأخذا اضافيا انطلاقا من مدى ارتباط فرنجية بالرئيس السوري، لكن المزيد من التشرذم وقطع طريق العودة الى ما كان بين قوى 14 آذار، وهذا ما يخشاه كثر، باعتبار أن جعجع انما رشح عون ليس اقتناعا به، باعتبار ان الاقتناع لا يولد بين ليلة وضحاها، وجعجع لم يكن مرة مقتنعا بعون رئيسا، باستثناء ما بعد كشف نية الحريري بدعم فرنجية، لكن من اجل تعطيل هذا الدعم. واستمرار الحريري على خياره في مقابل استمرار جعجع على خياره، سيبقي الازمة كبيرة وعلى توترها بين هذه القوى.

أزمة 14 آذار المشرعة تغطي على التأزيم الذي لا ينحصر واقعيا فيها، بل يطاول وفق مصادر سياسية مراقبة البلد ككل بأبرز أطرافه، أكان العماد عون الذي ينبغي ان يجيب عن اسئلة فعلية حول عدم رغبة الحزب في المونة على فرنجية لسحب ترشيحه، خصوصا بعدما حظي بدعم خصمه المسيحي له، او "حزب الله" نفسه. والكلام ليس على اساس 6 و6 مكرر بحيث ان الكلام على الازمة الكبيرة في 14 آذار ينبغي ان ينسحب على قوى 8 آذار. لكن هذه الاخيرة يتواجه بها مرشحان كانا يجلسان ايضا الى طاولة واحدة، فيما الحزب، وان كان حظي بترشيحين من حلفائه، الا انه في رأي المصادر المعنية، وهي ليست من خصومه، يعاني متغيرات طاولته جوهريا تبعا لتدخله في سوريا، حيث الانتصار لم يعد انتصارا له بمقدار ما تأخذ روسيا الواجهة ايضا في انقاذها النظام اخيرا من الانهيار وبطلب من ايران لتدخلها بعدما عجزت هذه الاخيرة عن متابعة ذلك وحدها. وهذا ما يجعل من روسيا ايضا شريكة في الرئاسة اللبنانية على عكس ما تشيع انطباعات عن انخراط اميركي في موضوع الرئاسة، وهي التي ينقل عن مسؤوليها الذين يتابعون الوضع في لبنان عدم ميلهم أصلا الى وصول اي مرشح من الاربعة الذين كرسوا انفسهم المرشحين الاقوياء، بغض النظر عن احتمال مآل الامور في النهاية. وفيما يتصدر التطورات اخيرا التقاط النظام السوري أنفاسه بعد التدخل الروسي، فإن سوريا لم تعد هي التي تحمل الحزب، بل هو الذي يحمل النظام في ظل مخاوف حقيقية ودائمة من فتنة سنية - شيعية تشعلها التطورات الميدانية هناك.

كثر رغبوا في كسر الاصطفافات بين قوى 14 آذار وخصومها، خصوصا ان المحور الاساسي الذي نشأت حوله القوتان كان موضوع تدخل سوريا ووصايتها على لبنان. أما وقد باتت سوريا في مقلب آخر ولم تعد مؤثرة ولن تعود كذلك قبل عقود، حتى لو أبقي الاسد في السلطة حماية لمصالح ايرانية او روسية، فإن جوهر الاصطفاف تغير. ولكن هل أفقده ذلك علة وجوده؟ البعض لا يرى ذلك ما دامت ايران ورثت النظام السوري في لبنان عبر الحزب وسيطرته على مفاصل الحياة السياسية في لبنان. وهو ما لا يزال يجمع عليه من كانوا أركانا في 14 آذار، فكان الموضوع في صلب البيان الاخير لكتلة "تيار المستقبل". لكن عشية ذكرى اغتيال الحريري تبدو خسارة 14 آذار جسيمة للبنان، لأنها لا تعني خلطا سياسيا للاوراق والتحالفات، وان كانت تترجم بذلك، بل لان 14 آذار كانت اصطفافا عابرا للطوائف من جهة ولانها كانت تعطي زخما للشباب للدفاع عن قضية لبنان من جهة اخرى. والخطورة الكبيرة ان تفقد هذه القوى ايمان الناس بها واهتزاز ثقتهم بقياداتها، كما يقول كثر، لانها وضعت مصالحها الشخصية امام مصالح الوطن شأنها شأن جميع الآخرين في هذا الاطار.

 

حسن نصرالله والكذب الإيراني

ميرفت سيوفي/الشرق/12 شباط/16

»الجمهورية الإسلامية في ايران، لم تتخلَّ ولا في يوم من الأيام عن حلفائها، ولا يوم من الأيام باعتهم أو فرضت عليهم خياراً ولا يوم من الأيام أمرتهم بأمر، ولا يوم من الأيام سخّرتهم لمشروع إيراني خاص بها، هذا لم يحصل، والذي لديه شاهد فليأتِ به»، قليلون الذين يتذكّرون اليوم هذا الكلام لأمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي قاله في مقابلة لقناة «الإخباريّة» السوريّة في 6 نيسان العام 2015، يوم الإثنين الماضي جاء الردّ على نفي نصرالله لاستخدام إيران الدّماء العراقيّة والسوريّة، ودماء شيعة لبنان التي أُريقت في لبنان وفي سوريا ولا تزال تارة لحساب المشروع الإيراني النووي، وتارة لحساب الأجندة الإيرانية ومخططاتها في المنطقة، والردّ عليه جاء من إيران نفسها وعلى لسان رئيس جمهوريّتها حسن روحاني الذي تحدّث بصراحة عن فوائد الأوراق الأمنية العراقيّة والسوريّة في المفاوضات النووية. من يتذكر اليوم ما قاله نصرالله من غزلٍ في التفاوض الإيراني مع مجموعة الـ 5+1، ومن يتذكّر التبجيل والتطبيل والتزمير لإيران عندما قال في تلك المقابلة: «تجربة التفاوض على الملف النووي الإيراني يجب أن يُتخذ منها العبرة وتُدرس وتُـحلل ويُستخلص منها دروس ونتائج لكلّ الدول والحكومات والشعوب أيضاً التي تتفاوض على قضايا محقة، عندما نتكلم عن مفاوضات»، في كلمته صباح الاثنين الماضي، وخلال مراسم تكريم المفاوضين الإيرانيين، أكّد روحاني ما ظلّ اللبنانيون يتحدّثون عنه منذ حرب تموز العام 2006، ودأب حسن نصرالله على تكذيبه والادّعاء أنّ من يتهمون الحزب بالعمل لمصلحة الأجندة الإيرانيّة هم كتبة مستأجرون ـ وقد كذّبت الأيام الماضية هذا الادّعاء مع انكشاف الشبكة الإعلامية الكبرى التي تعمل لصالح إيران في لبنان ـ فقد قال روحاني بالحرف الواحد: «لو لم يقاتل جنرالاتنا في بغداد وسامراء والفلوجة وتكريت والرمادي، وكذلك في دمشق وحلب، ولولا بسالة قوات (النظام) والحرس الثوري والشرطة ووزارة الاستخبارات، لما كان لدينا الأمان لنفاوض بهذا الشكل الجيد»!!

تباهى حسن نصرالله في لقائه على الإخباريّة السوريّة بأنّ «الإيراني رفض أيّ نقاش في أيّ ملف غير الملف النووي، لأنّه عندما يفتح الملفات الثانية فإنه سوف يُضغط عليه، وسوف يصير على حساب أصدقائه وحلفائه» بل وقال: «أنظري إلى إيران عندما جلست تفاوض دائماً كان يقال في لبنان إنّ الإنتخابات الرئاسية في لبنان موقوفة على المفاوضات النووية، وسوريا مرتبطة بالمفاوضات النووية والوضع في البحرين مرتبط بالمفاوضات النووية والوضع في العراق والوضع في فلسطين.. نحن منذ اليوم الأول نتيجة معلوماتنا وليس تحليلاً من بعيد، نحن سألنا الإخوة الإيرانيين في أعلى المستويات وقالوا: التفاوض هو فقط على الملف النووي ونقطة على أوّل السطر، لا نتكلّم عن شيء آخر غير الملف النووي، لا نتكلّم عن لبنان ولا عن سوريا ولا عن العراق ولا عن البحرين ولا عن فلسطين ولا عن النّفط ولا عن الغاز ولا عن شيء آخر، وخلال السنوات الماضية كان الأميركيّون دائماً يُصرّون على إدخال ملفات أخرى على الطاولة، الإيراني كان يرفض»!! وجاء كلام الرئيس الإيراني ليكذّب كلام نصرالله، إذ تحّدث الأوّل عن المكاسب التي حقّقها المفاوض الإيراني بفضل «وجود مستشارينا العسكريين في كلّ من العراق وسوريا، وفّر هامشاً أمنياً لإيران، لإجراء المفاوضات النووية مع القوى السداسية الدولية»، وتجاهل روحاني في كلمته الإشارة إلى فضل حزب الله ودماء مقاتليه التي تُراق على مذبح المصالح الإيرانيّة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكثير من دول المنطقة العربيّة، بالطبع لأنّ هذه الدّماء تحصيل حاصل وهؤلاء ليسوا أكثر من «جنود» في جيش الوليّ الفقيه!!

في 6 نيسان العام 2015 تحدّث حسن نصرالله وفي تلك المقابلة عن الإنجاز الإيراني في الاتفاق النووي وجلس وحَسَبَ المليارات التي سيُفرج عنها لصالح إيران، والمضحك أنّ حزبه وقبل أقل من سنة على هذه الأوهام يعيش أزمة مالية خانقة، ونوّاب حزبه يتحدّثون عن مؤامرة انهيار العراق والتخوّف على إيران وحلفائها بفعل المؤامرة السعودية التي تدفع باتجاه انهيار سعر النّفط، يومها تواضع نصرالله وتحدّث عن الاتفاق النووي الإيراني فقال: «نحن نرى فيه إنجازاً كبيراً بالتأكيد مثلما قال كثيرون، العدوّ والصديق والخصم والحاسد والمحبّ، الإثنين قالوا إنّ هذا الإتفاق إذا استمرّ فمعناه أنه سيعزّز من قوّة وحضور إيران وتأثير إيران في المنطقة»، وأفضل من كذّب كلام نصرالله هذا هو مندوب المرشد الإيراني علي خامنئي، حسين شريعتمداري في صحيفة «كيهان» الذي قال قبل يومين: «إنّ الاتفاق النووي ليس فتح الفتوح، وليس فيه أيّ معجزة كما يتشدّقون»، بل وانتقد ما تروّجه حكومة روحاني حول «انتصار نووي» إيراني، وقال متهكّماً إنّ «مكاسبنا من الاتفاق النووي مجرّد بالونات هوائيّة وسكاكر»!! نعم، هي مجرّد بالونات هوائيّة وسكاكر دفع ثمنها اللبنانيّون قتلى بالآلاف، وتدفع ثمنها الطائفة الشيعيّة في لبنان خيرة شبابها ليس دفاعاً عن سوريا، ولا عن بشار الأسد، ولا عن المقامات، ولا عن القرى الشيعيّة في سوريا، كلّ هذا الكلام أكذوبة كبرى، الحقيقة أنّ كلّ هذه الدماء تُراق ما بين لبنان وسوريا، وكلّ هذا التدمير الممنهج للدّولة اللبنانيّة ولرئاسة الجمهوريّة هو دفاعٌ عن مصالح إيران في المنطقة، وكلّ هذا ليس أكثر من بالونات هوائيّة وسكاكر بالنّسبة لإيران، إنّه الدّم الهباء ولكن بطعم السكاكر!!

 

سعد الحريري: عُد إلى لبنان

علي الأمين/جنوبية/ 12 فبراير، 2016

في الذكرى الحادية عشر لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يترقب كثيرون ماذا ستحمل من جديد هذا العام. فهل سيخرج رئيس تيار المستقبل بمواقف تُعيد شدّ العصب المستقبلي وما تبقى من قوى 14 آذار وروحها؟ أم أنّ الأحد المقبل لن يضيف شيئاً على السبت وستمرّ الذكرى ويتلاشى مشهد الحفل من دون أن يغير في الواقع السياسي المحكوم بتعطيل الإستحقاق الرئاسي وغيره؟ ليس سعد الحريري من يتحمل مسؤولية تعطيل الإنتخابات ولا فريق 14 آذار عموماً، الذي صار فِرَقاً، لكن متفقة على النزول إلى المجلس النيابي في كل جلسة انتخاب دعا اليها رئيس مجلس النواب منذ نحو عامين تقريباً. التعطيل يأتي من الجهة الأخرى. هذا ما أثبتته الوقائع، حتى في المشهد الأخير الذي رسمه الحريري عبر اقتراح تسمية الوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، أي تبنّى مرشحاً من الفريق الآخر، ومن الأربعة الذين أضفت عليهم بكركي صفة المرشحين الشرعيين الاقوياء. اقرأ أيضاً: ريفي ينقلب على الحريري؟ أو هي خلافات طرابلسية؟ موقف الحريري هذا كشف إلى حدٍّ بعيد خطة تعطيل الطرف الآخر لإنتخابات الرئاسة. فما بدا أنّه كرم حريري تجاه خصومه، انكشف مع انقشاع غبار تسمية فرنجية أنّ القصة في مكانٍ آخر. أي في ملعب حزب الله الذي لا يجد في تمديد الفراغ الرئاسي ما يعطل من نظام مصالحه الإقليمي والمحلي. لا بل وفّر له الفراغ الرئاسي والتعطيل فرصاً أوسع لحرية الحركة من دون أن يتحمّلَ أعباء تجاوز شروط الدولة، والدولة المعلّقة هي المظلّة الملائمة لحماية دويلة حزب الله وتمددها ولتعزيز نفوذها.ماذا سيقول سعد الحريري في الذكرى الحادية عشر لجريمة اغتيال والده؟ ولأنّ اغتيال الرئيس الحريري ليس جريمةً جنائية بل جريمةً سياسية استهدفت لبنان، فالردُّ عليها كان دائماً تحدٍّ يتصل بمصير الوطن والدولة قبل القضية العائلية أو الشخصية. واليوم أكثر من أيّ وقت مضى فإنّ التحدي أشدّ وأقسى. فكيف سيخاطب الحريري جمهور المستقبل واللبنانيين عموماً؟ وما هي خطته لمواجهة هذا التعطيل المتمادي للمؤسسات الدستورية واستحقاقاتها؟ وما هي خطة المواجهة للمخاطر التي تحيط باللبنانيين من داخلهم قبل الخارج؟ لعلّ ما ينتظره اللبنانيون، وجمهور تيار المستقبل من سعد الحريري، أن يكون بينهم أولاً، أن يبدأ المواجهة باتخاذ قرار العودة إلى لبنان، إذ أنّ من يقدّم نفسه قائداً في معركة استعادة سيادة الدولة واستنهاض الدولة من التداعي والإنهيار، تتطلب حضوراً يومياً، وعملاً دؤوباً، وجرأةً في المواجهة. فالمنقذون لأوطانهم لا يمكن إلاّ أن يكونوا رأس حربة المواجهة، وأن يقدموا الأمثولة للآخرين في التصدي وفي الصمود وفي الإيثار. خمسُ سنوات تقريباً مرّت على خروج الرئيس الحريري من لبنان، وهذا بحدّ ذاته أحدث فراغاً لم يستطع أركان تيار المستقبل ملأه، بل بدا أنّ هذا الغياب القسري للحريري فرصة لمناوئيه وللساعين إلى إبقائه خارج لبنان، فقاعدته يتناتشها حزب الله بسراياه السنية، وبخصومه، من بقاع عبد الرحيم مراد إلى طرابلس نجيب ميقاتي وما بينهما بيروت وصيدا. وبدا أنّ الحريري مستعجل لإنتخاب رئيس أكثر من استعجاله للتواصل مع جمهوره. سعد الحريري، الشاب الطموح، يتيم الأب والوطن، والذي تملأ أخبار إفلاسه، مالياً وسياسياً، صالونات مناصريه قبل خصومه، مطالب بأن يسمع للناس، وأن يفعل ما بوسعه: أن يكسرَ يًتم الوطن بالعودة إلى لبنان، وليصارح ناسه بأنه سيكون بينهم وأنه سيحارب باللحم الحي، وليتوقف عن الاستسلام. لن ينتخب رئيسٌ إلاّ بتعليمة إيرانية، وفي هذه الأثناء عُدْ إلى لبنان يا شيخ سعد، قبل أن تصير العودة مثل قلتها.

       

حزب الله يهدد كارول معلوف… فهل غادرت لبنان خوفا على حياتها؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 11 فبراير، 2016

الأمر لم يتوقف عند حد التحريض على الزميلة كارول معلوف في مواقع مناصرة لحزب الله. فها هو الثلاثاء موقع العهد التابع لحزب الله ينشر مقالاً تحت عنوان "فتاة ’النصرة’.. وأخلاقيات المهنة". مقال وصف مقابلة معلوف بأنها "استنطاق" وأنّها أجرتها بطلب من "جبهة النصرة" وأنّ الإعلامية قد حققت سكوباً وإنّما على حساب المبادئ القانونية والأخلاقية والانسانية. لم تكتفِ كاتبة المقال ميساء مقدم عند هذا الحد، بل استشهدت بالرؤيا القانونية للدكتور عمر نشابة، وهو الكاتب السابق في جريدة “الأخبار” والاستشاري في المحكمة الدولية، الذي نزعت صلاحياته منذ عامين بتهمة تحقير المحكمة من خلال نشره موادا سرية في الإعلام. المقال انتقد كارول ومهنيتها وانتقد حتى برنامج بموضوعية، وأشار أنّه ليس من حق الإعلام استنطاق الأسرى. كما تضمن تهديدا مبطناً اتهمها بأنّها “تروج للعدو”. هذا العدو الذي يقاتله حزب الله ويحلل دم مقاتليه وإعلامييه. فما حكم المروج للعدو والذي يقف معه “في حربه النفسية”، بحسب مقال حزب الله التحريضي؟ أليس القتل؟ هذا المقال لا بد من التوقف عنده من منطلقين، الأول اتهام كارول بأنّها عاملت الأسرى بعدائية وهذه تهمة أول ما يدحضها الفيديو و “الكيميا” بين الإعلامية والأسيرين والتواصل السلس. الإعلامية كارول معلوف تنشر مقابلة الأسرى أما الثاني فهو الفبركة واختلاق البدع لأجل إدانة كارول بدلا من شكرها، فكارول صنعت ما عجز عنه الحزب خلال ما يقارب ثلاث أشهر مضت، وطمأنت أهالي الأسيرين عنهما، والأحق بالكاتبة “ميساء مقدم” أن تتوجه لحزب الله وأن تسأله عن الأسير موسى كوراني وعن مصيره؟ فالتصويب على كارول من قبل إعلام الحزب لن ينفع، التقرير قد عرض والحقائق قد ظهرت، وبدلاً من انهماك مناصري وإعلاميي حزب الله في إنتاج المانشيتات السينميائية ضد معلوف، فليأتوا أولاً بخبر واحد عن كوراني وعن المفاوضات ومن ثم ليتحدثوا عن التقرير ما شاؤوا. ولكن للأسف هذه استراتيجية الحزب وهذه سياسة من معه، فحينما لا يملكون حجة يرجمون من يقول لهم “حجتكم ها هي هنا” وهذا ما قالته معلوف وما أثارته. وقبل الطعن بمهنية معلوف كونها ذهبت الى مناطق خاضعة لجبهة النصرة، نذكر الحزب وذاكرة الحزب وذاكرة إعلامه، أنّ الزميلة ندى أندراوس وفريق عمل LBCI قد سبق توجهزا وقاموا بتغطية صحافية في منطقة أعزاز حيث كان المخطوفون الشيعة لدى الحيش السوري الحر، وأيضاً قناة “الجديد” قد سبق وأرسلت كل من المراسلتين يمنى فواز ونوال بري إلى أعزاز… لكن في جمهورية الموز الخاضعة للولي الفقيه والمرشد الأعلى لجمهورية لبنان السيد حسن نصر الله، كن مع حزب الله وقاتل من شئت، لكن إذا خاصمته أمامك إما النفي، أو التهديد الذي قد يصل حد القتل.

 

هل يُعقل أن تكون كلمة إيران في "الرئاسة" أعلى من كلمة أي دولة صديقة وشقيقة؟

اميل خوري/النهار/12 شباط 2016

هل يعقل أن تكون كلمة إيران في الانتخابات الرئاسية فوق كلمة كل دولة شقيقة وصديقة للبنان، ولا يكون لأي منها، ولا سيما أميركا وروسيا، قدرة التأثير عليها لفصل أزمة انتخاب الرئيس عن أي أزمة في المنطقة ولا تظل مصرّة على ربطها بها حتى وإن استمر لبنان يعاني سياسياً وأمنياً واقتصادياً من جرّاء استمرار الشغور الرئاسي إلى أجل غير معروف، وهذا ما جعل البطريرك الكاردينال الراعي يقول في عظته لمناسبة عيد مار مارون: "إن لبنان في حاجة إلى رجال دولة حقيقيين"، وان يقول راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر في عظته في المناسبة ذاتها: "ان كرامتنا الوطنية تحتّم علينا ألا نربط هذا الاستحقاق بأي موقف أو بأي موقع أو بأية إرادة خارج حدود لبنان". الواقع أن الدول الشقيقة والصديقة لو أنها كانت تريد فعلاً رئيساً للبنان لما كان في مقدور إيران وحدها الحؤول دون ذلك أيّاً تكن الغايات والاهداف بما فيها إقامة جمهورية جديدة ووضع نظام ودستور جديدين لها يكونان أكثر إنصافاً في توزيع الصلاحيات على السلطات الثلاث. إن ربط حل أزمة الانتخابات الرئاسيّة بحل أزمات دول المنطقة ربما يعود إلى أن لدى الدول الكبرى رغبة في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، إمّا بتقاسم النفوذ وإمّا بتقسيمها إذا تعذّر الاتفاق على التقاسم، وهل يكون لبنان من ضمن هذه الخريطة التي تُرسم أم يبقى خارجها؟ الجواب عن هذا السؤال يتوقف على تطوّر الأوضاع في عدد من دول المنطقة، ولا سيما في سوريا، ليأخذ لبنان الشكل الذي تتخذه سوريا تأكيداً لما تكرّر قوله في الماضي عن وحدة المسار والمصير... لذلك لا يمكن منذ الآن معرفة ما إذا كان مصير لبنان سيكون فعلاً من مصير سوريا أو العكس بعد حل الأزمة السورية، وأنه لا بد من الانتظار لانتخاب رئيس للبنان تكون صورته على صورة لبنان الجديد ويكون أهلاً لمثل هذه المرحلة، وإلاّ فإن انتخاب رئيس منذ الآن وقبل معرفة ما سوف تستقر عليه الأوضاع في عدد من دول المنطقة، ولا سيما في سوريا، سوف يجعله رئيساً للبنان كسائر الرؤساء الذين سبقوه، عاجزاً عن اقامة الدولة القوية مع بقاء السلاح خارجها، وعاجزاً عن جعل سلطتها تمتد على كل أراضيها ولا تبقى أي منطقة خارج هذه السلطة، ليصير في الإمكان تطبيق القانون على الجميع ومن دون أي تمييز، وسيف العدالة يطاول كل مرتكب ولا ملاذ له في أي منطقة في لبنان. وانتخاب رئيس في ظل الوضع الراهن يخضعه لسؤال ينقسم المرشحون للرئاسة حوله وهو: هل توافق على بقاء سلاح المقاومة وعلى استخدام هذا السلاح بقرار من الدولة أو من قيادة المقاومة وحدها؟ والانقسام في الاجابة عن هذا السؤال يحول دون الاتفاق على مرشح للرئاسة يكون لديه جواب يرضي كل القوى السياسية الأساسية في البلاد، لأن لبنان لا يزال يواجه اليوم ما كان يواجهه عندما كان خاضعاً للوصاية السورية التي كانت تأتي بالرئيس الذي يجيب عن أسئلتها بما يرضيها مثل سؤال: هل توافق على بقاء القوات السورية في لبنان؟ وكانت الوصاية السورية تمتلك في مجلس النواب اللبناني أكثرية تنتخب الرئيس الذي تريده وكذلك تشكيل الحكومات، في حين أن إيران لا تمتلك هذه الأكثرية بل تمتلك بديلاً منها أكثر ضرراً هو تعطيل انتخاب الرئيس بغية ترك الأبواب مفتوحة على فراغ شامل يذهب بلبنان إلى المجهول... لذلك فإن انتظار ما ستنتهي اليه التطوّرات في المنطقة، ولا سيما في سوريا، يجعل الدول المعنية بوضع لبنان قادرة على اختيار رئيس تكون صورته ملائمة لصورة لبنان الجديد ولا يواجه ما واجهه رؤساء سابقون من عقبات وعراقيل وانقسامات حالت دون قيام الدولة القوية المنشودة، وعلى أمل أن تزيل التطوّرات في المنطقة، وخصوصاً في سوريا، أسباب وجود سلاح خارج الدولة ليصير في الإمكان اقامة الدولة القوية التي تقع عليها وحدها مسؤولية صد أي عدوان وتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانيّة التي تحتلها اسرائيل، وليست مسؤولية أي حزب بمفرده ولا أي طائفة بعينها.  وعندما يصبح لبنان في هذا الوضع الجديد، يصير في إمكان الدول الشقيقة والصديقة أن تضع له إطار حياد يجنبه تداعيات صراعات المحاور وارتداداتها عليه، هذا الحياد الذي يضمن استقراراً سياسياً وأمنياً واقتصادياً دائماً وثابتاً له، ولا يعود ثمة عذر أو حجة لأي حزب أو طائفة في لبنان للخروج على هذا الحياد، كما حصل بالنسبة الى "اعلان بعبدا" والى سياسة "النأي بالنفس".

 

إصرار روسي على إبادة الشعب السوري

داود البصري/السياسة/12 شباط/16

أحداث الأيام والساعات الأخيرة من تكثيف للقصف الروسي المدمر وتركيز الضربات على اللاجئين والمدنيين، واستعمال أسلحة تدميرية جديدة، والإمعان في إستهداف المدنيين، جميعها وسائل إرهاب إجرامية لجأ لها بوتين وهو يوجه ضرباته التدميرية للشعب السوري الحر.

فلعقود زمنية طويلة ظلت معاناة الشعب السوري مخفية عن الرأي العام العالمي الذي كان لايبالي بما يدور خلف أسوار معتقلات الفروع المخابراتية الرهيبة التي أمعنت قتلا ودمارا وتشريدا بالسوريين وقواهم السياسية والمجتمعية منذ الإنقلاب الفاشي الأسود للجنة العسكرية في الثامن من مارس 1963 الذي فتح على السوريين بوابة جهنم، وأدخلهم في نفق دكتاتوري إستبدادي حافل بالتصفيات والدماء لم يزل مستمرا حتى اللحظة!، لقد قدم السوريون قرابين وتضحيات في صراعهم مع النظام الإستبدادي الذي ضيع الأرض والكرامة وتسبب بهزائم ثقيلة عانى منها الوطن والإنسان السوري الذي تحول لحقل تجارب لسياسات فاشلة وعقيمة بدأت مع الإشتراكية العوراء وأنتهت بالإستغلال التام لخيرات الوطن السوري وتحول النخبة الحاكمة لحوت إقتصادي أفقر السوريين ودفعهم للهجرة، وجعل منهم أداة طيعة للإستغلال والنهب، لقد مارس أحرار سورية أدوارهم النضالية والكفاحية وقدموا ما يستطيعون في مقاومة النظام الفاشي الذي كان يعتاش على الشعارات الوهمية والمخادعة للصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي بينما حقيقته كانت غير ذلك تماما وحيث شهدت سوريا إنتفاضات وتحركات جماهيرية عارمة فتحت خلالها السجون والمعتقلات الرهيبة وأبيدت أجيال كاملة من السوريين في أحداث 1964 و1966 و1968 و1970 و1978 و1980 و1982… وصولا لإنفجار الثورة الشعبية السورية في الخامس عشر من مارس 2011؟، وهي ثورة عبرت عن كل عذاب السنين، وفضحت المستور، وكانت إستفتاء جماهيريا حاسما ورافضا للنظام القمعي الذي حرص على توجيه رسائل الموت بتقطيع أطراف وأصابع أطفال درعا ثم قتل الأطفال كالطفل حمزة الخطيب الذي تناساه العالم اليوم وآلاف أخرى من الشهداء واليوم حينما تتحدث المنظمات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان عن جرائم النظام فهي لاتضيف جديداً بقدر ماتوثق حقائق كان يعرفها العالم المنافق لكنه يغض البصر عنها لمصالح معروفة للجميع، اليوم سقط القناع عن المجرمين وتوضحت حقائق مروعة لايمكن أن تظل أبد الدهر طي النسيان أوالتجاهل، فمحرقة الإنسان السوري على يد النظام الفاشي تؤكدها طبيعة النظام الإستخبارية بفروعه التعذيبية المرقمة والمشفرة، وكانت لي شخصيا تجربة مريرة في دخول تلك السراديب والمعتقلات لذلك أعرف جيدا معاناة السوريين الرهيبة التي لايتصورها بشر في هذا الكوكب وهذا الزمن، واليوم وبدلا من أن يقف المجتمع الدولي والدول الكواسر وقفة إنسانية مسؤولة لتضميد جراح السوريين وشد أزرهم نرى طائرات الإرهاب الروسي تحرق جثث الأطفال وتمارس عمليات الإبادة الشاملة، وتوفر للنظام غطاء دوليا لإرهابه وجرائمه!، لقد بلغت الوحشية الروسية مبلغا صعبا بعد أن تحول الشعب السوري بأسره ليكون هدفا مباشرا لآلة الحرب الإرهابية الروسية التي تعمد لحرب إبادة شاملة للبشرية ذهب ضحيتها الأطفال والمدنيون ولم تراع فيها قواعد الإشتباك ولا أي إلتزامات أخلاقية!، إنها الحرب البربرية المتوحشة التي يمارسها الروس بهدف الإنتقام من الشعب السوري، وقد أسفرت حملات الإبادة الجوية الوحشية في القاطع الشمالي من العمليات حول مدينة حلب عن نتائج متوحشة ومؤلمة لدمار شامل يتفرج عليه العالم ولا يتدخل لوضع حد للمأساة الإنسانية الرهيبة في أقذر وأشنع حرب إبادة مصادق عليها دوليا للأسف ما يحصل مريع ويؤكد بأن حكومة موسكو فقدت أخلاقياتها المفترضة بالكامل وباتت تمارس عمليات بلطجة وجرائم ضد الإنسانية متذرعة بتبريرات سقيمة حول محاربة الإرهاب بينما تمارس الآلة العسكرية الروسية أبشع أنواع الإرهاب؟ الذي لم تقف بوجهه أية قرارات دولية ملزمة بالدفاع عن الإنسانية التي تنتهك يوميا، العدوان البربري على الشعب السوري تكفل به الروس والإيرانيون وعصاباتهم الإقليمية التي باتت تتنقل بحرية في الشرق القديم لتمارس القتل والإبادة في مشهد بربري يعيدنا لأحط عصور التوحش والبدائية، الشعب السوري يتعرض لحملات إبادة ممنهجة، وقد آن الأوان لأن تقف الدول الكبرى موقفا أخلاقيا متناسبا مع شعاراتها ومبادئها الديمقراطية المعلنة، كفى قتلا وإرهابا بحق المدنيين والأطفال، فسورية في طريق الإبادة الشاملة والعالم في غيبوبة أخلاقية للأسف .. وتلك قاصمة الظهر؟ من ينجد المحرومين؟

 

نصيحة فابيوس الأخيرة

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/12 شباط/16

يقال إن كلام المسؤولين بعد ترك مناصبهم لا جمرك عليه في الغالب، وكأنه نوع من إراحة الضمير أو مجرد وجهة نظر لا قيمة لها في الواقع العملي. يقال هذا، لكن لا ريب في أن كلام بعض المسؤولين له قيمة مضافة، خاصة إذا كان لهذا المسؤول أثر مستمر في الواقع، عبر نشاطه الإعلامي أو الاستشاري.

قبل أيام تزامن وزير الخارجية الفرنسي المغادر، لوران فابيوس، في نقد السياسات الأميركية مع نقد المبعوث الدولي السابق الأخضر الإبراهيمي. فابيوس شكك في مدى التزام الولايات المتحدة بحل الأزمة السورية، وقال إن سياستها «الغامضة» تساهم في «زيادة المشكلة». وأضاف أنه لا يتوقع أن يغير الرئيس الأميركي باراك أوباما موقفه في الشهور المقبلة. هذا كان نقد فابيوس، ولا يسع المراقب إلا أن يتفق مع هذه القراءة، فسببٌ رئيسيٌ في تدهور الأوضاع الأمنية، ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل في العالم كله، هو سياسة، أو لا سياسة بالأحرى، الرئيس أوباما في العالم، وهو الأمر الذي أتاح للرئيس الروسي «القبضاي»، بوتين، المبادرة في العالم، ومزاحمة أميركا في أماكن غير متوقعة. بالنسبة للأخضر الإبراهيمي في مقابلة له مع «ميديا بارت» الفرنسي، فإن «داعش» هي «الابن غير الشرعي لأميركا وإيران». والحق أن سياسات أميركا الحالية، في عهد أوباما، تعتبر أسوأ من سياسات سلفه الرئيس بوش الابن؛ ذلك أن السلف كان يملك المبادرة، ولو أدت إلى نتائج خطيرة، لكنه يبادر، بينما الخلف أوباما فقير الرؤية ولا يملك حلولاً إبداعية للمشكلات الكبرى في المنطقة، ولذلك يفضل السكون واللاحركة بدعوى القيادة من الخلف أو عدم توريط أميركا في الحروب الخارجية. الذي حصل بسبب هذه «اللاسياسة» هو توريط أميركا ومعها العالم عبر خلق الفراغ الخطير، ثم ترك الفرصة لفيروسات قاتلة مثل «داعش» والميليشيات الشيعية التابعة لإيران، والآن روسيا، ولاحقًا محاولة علاج هذه الآثار الضارة بمزيد من السلاح والمال والسياسة، بينما لو كان التدخل مبكرًا، لكان أقل تكلفة وأنجع أثرًا. لا شك أن سياسات الرئيس أوباما هي التي أدت، ضمن أسباب أخرى طبعًا، إلى ما نشهده حاليًا من كوارث أمنية وسياسية واجتماعية ورّطت العالم كله، ومنه أوروبا التي تعاني من مشكلات اللاجئين السوريين والمخاطر الأمنية الداعشية، بسبب مرض السياسة الأميركية في سوريا. فرنسا كانت من البداية تحاول التأثير على أميركا من أجل التدخل النافع، للغرب طبعًا، في سوريا، ولكن لا صدى ولا أثر لذلك كله، مع صمم أوبامي عنيد وفقير.

 

الثورة الإيرانية التي لم تنتج سوى الخاسرين

أمير طاهري/الشرق الأوسط/12 شباط/16 

في نفس هذا الوقت من كل عام تمطرني وسائل الإعلام من مختلف دول العالم بسيل من الطلبات للمشاركة في احتفالات بذكرى الثورة الخمينية التي اندلعت في إيران عام 1979.  وبما أنني لا أستطيع إخفاء مشاعري، أصبح الجميع يعرف أنني دائمًا أتحدث عن تلك المناسبة بغضب. ما أغضبني هو أن إيران أقدمت في، لحظة جنون تاريخي، على المغامرة بتعليق مستقبلها على آيديولوجيا نصف ناضجة صاغها ملالي من أنصاف المتعلمين. ما أغضبني هو أن الخميني وأتباعه من الماركسيين الزائفين ورطوا إيران في أطول حرب في تاريخنا حصدت أرواح مليون إيراني وعراقي. ما أغضبني هو الإعدامات الجماعية التي حصدت في بعض الأحيان الآلاف في عطلة واحدة لنهاية الأسبوع. إلا أنني هذا العام عند تنقلي من أستوديو لآخر «لتقييم نتائج» استيلاء الثورة الخمينية على الحكم، أشعر بالأسى أكثر من إحساسي بالغضب. ربما كان عامل السن هو ما جعلني أكثر ميوعة في المواقف.

أو ربما لأنه في السنوات الأخيرة تواصلت بشكل أكبر مع الشباب الإيرانيين، منهم شباب لم يشهد عودة آية الله لممارسة هوايته في الإعدام الجماعي. ففي زمن آية الله لممارسة تلك الهواية، كان تعداد سكان إيران 38 مليون نسمة، والآن وصل العدد إلى 80 مليونًا، ومالت كفة الميزان السكاني تجاه المستقبل، لا الماضي. وحوالي ثلثي الشعب الإيراني اليوم إما أنهم لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما تولى الملالي الحكم أو كانوا أطفالاً غير مدركين للخداع الذي يمارسه الكبار. لا نستطيع القول إن دماء الأطفال يجب أن تكفر عن خطايا الآباء. فبالنسبة للجيل الجديد من الإيرانيين، فإن عراكي مع آية الله الراحل وخليفته الثمانيني ينطوي على مفارقة تاريخية لا تخلو من غرابة. الجيل الجديد لا يرغب في الأشياء التي رغب فيها آباؤهم، فهم لا يبالون بالآيديولوجيا ولا يقتربون من العالم الحديث، العالم الذي لم يلعبوا دورًا في صنعه، وداخلهم مزيج من الافتتان والشك. يتطلعون لأن يصبحوا جزءًا من هذا العالم الإبداعي رغم فوضويته، وبمجرد أن ينالوا فرصة ضئيلة سوف يظهرون قدرتهم على المساهمة في تطوره. ولذلك أشعر بالأسى لهذا الجيل الجديد المجبر على كبح قدرته على الإنتاج والعيش تحت مستوى قدراتهم لأن النظام الخميني المفلس أخلاقيًا بنى جدارًا حولهم. أظهر هؤلاء الناس الذين ينتمون لنفس الجيل والذين استطاعوا الخروج من إيران مواهب وطاقات نالت الإعجاب. فنحو 45 في المائة من مهندسي وكالة ناسا من أصول إيرانية. وكشف وزير الصحة الإيراني الدكتور هاشمي أن عدد الأطباء الإيرانيين في الولايات المتحدة وكندا يفوق عدد الأطباء في الجمهورية الخمينية. فعلى مدى عقود، عانت إيران من أكبر جفاف في العقول في التاريخ، حسب دراسة أجراها البنك الدولي. ولذلك أشعر بالأسى للشعب الإيراني المحروم من تلقي خدمات أبنائه. هؤلاء الذين يعيشون في إيران محرومون أيضًا من فرصة بذل أقصى طاقتهم وإخراج طاقتهم الكامنة. في مهنتي الصحافية، أستطيع أن أحدد بعض تلك الطاقات في الإعلام الإيراني اليوم، وهو أنه لو أتيح للإيرانيين الحد الأدنى من الحرية فسوف نرى إنتاجًا يرتقى لأعلى مستوى. فسبب وضعهم الحالي هو أنهم لم يحصلوا على أدنى قدر من الحرية، ولذلك اشعر بالأسى لحالهم. لدينا في إيران أناس لو أنهم حصلوا على الفرصة، فسوف ينتجون أدبًا، ومسرحًا، وسينما، وفنًا بمستوى راقٍ. المشكلة هي أنهم مجبرون على الالتزام بمعايير الرقابة وإلا فالسجن، وفى النهاية النفي سيكون مصيرهم. لذلك أشعر بالأسى لهم، بينما بقيتنا محرومون من ثمار النابغين منهم. أشعر بالأسى على وزارة الإرشاد الإسلامي التي تحاول تحريم استخدام بعض الكلمات في الأدب، وبدأت ذلك بإعداد قائمة حوت 38 كلمة.

أشعر بالأسى للأقليات الدينية والعرقية غير المسموح لها بالحد الأدنى من الحرية التي نعموا بها لقرون. ليس كل الإيرانيين مسلمين، وليس كل المسلمين شيعة، وليس كل الشيعة من الاثني عشرية، وليس كل الإثني عشرية متشددين، وليس كل الراديكاليين خمينيين، وليس كل الخمينيين بأنصار لآية الله علي الخميني الذي اعتبروه «قائدًا للأمة الإسلامية». ونظرًا لاحتكارهم للسلاح والمال، فإن أقلية صغيرة من الملالي والعسكريين قامت باحتجاز الشعب كرهينة. أشعر بالأسى لنحو 230 ألف معتقل في سجون الجمهورية الإسلامية ولنحو 6.5 مليون إيرانى جرى اعتقالهم في السجون الإسلامية على مدار العقود الأربعة الماضية.

أشعر بالأسى لمير حسين موسوي وزوجته زهرة رانهارد ومهدي كروبي، وكلهم خمينيون متحمسون، كلهم قُدر لهم قضاء ما تبقى من أعمارهم تحت الإقامة الجبرية من دون محاكمة. أشعر أيضًا بالأسى لأبو الحسن بني صدر، أول رئيس للجمهورية الخمينية، الذي خارت قواه في المنفي، كذلك خلفاؤه الثلاثة هاشمي رفسنجاني، ومحمد خاتمي، ومحمود أحمدي نجاد لحرمانهم من جوازات السفر ومنعهم من مغادرة إيران. أشعر بالأسى لعائلات 100 ألف رجل وامرأة جرى إعدامهم من قبل الملالي، منهم 200 قتلوا منذ فاز الرئيس حسن روحاني «وأبناء نيويورك» بنصيب من السلطة. لكن أرجو أن تسامحوني لأنني أشعر أيضا بالأسى لروحاني الذي اعترف تكتيكيًا بأنه ممثل يؤدى دور الرئيس في حين أن السلطة الفعلية تكمن في مكان آخر. فحسب كبير قضاة إيران صادق لاريجاني الأسبوع الماضي، «سُلطات الرئيس غامضة في دستورنا الإسلامي. فأن تلقبه برئيس السلطة التنفيذية أمر موضع تساؤل». أشعر بالأسى لحكومة تنفق جزءًا من دخل إيران بمقتضى إذن من مجموعة 5+1، وتقيم «احتفالات متزامنة» عندما يأمر الرئيس أوباما بالإفراج عن جزء ضئيل من أصول البلاد «المجمدة». روحاني اعتبر تلك الإهانة «فتحًا مبينًا»، ويزعم أن ذلك بمثابة «أكبر نصر إسلامي». أشعر بالأسى لذلك.

أوجد الخميني نظامًا جعل فيه الجميع خاسرين، حتى هو نفسه، فجسده محفوظ في ضريح فخم تكلف بناؤه 150 مليون دولار أميركي. باستثناء أطفال المدارس الذين ينقلون في حافلات لمشاهدة الضريح بالقوة، فإن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شاتينماير، نادرًا ما يزور أحد هذا المكان. بالنسبة للإيرانيين، أصبحت كتابات آية الله الراحل، خاصة قصائده، مضحكة أشبه ببمن يلقي النكات. أخيرًا، وأرجو ألا تتضايقوا منى، أشعر بالأسى حتى على المرشد الأعلى الذي يعتبر أيضًا الخاسر الأكبر في نظام خسر فيه الجميع، حتى الفائز منهم خسر. فمنذ عام 1989، لم تطأ قدمه مكانًا خارج إيران، ولا يجرؤ على زيارة 25 ولاية من إجمالي 3 ولاية إيرانية خوفًا من الاغتيال. لا يستطيع السفر خارج البلاد لأن هناك إنذارًا أحمر صادرًا من البوليس الدولي ضده لتورطه في قتل المنشقين الإيرانيين الأكراد في برلين. هو سجين الماضي، ناهيك عن أوهامه الخاصة.

 

إقامة دولة تلائم الأسد

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/12 شباط/16 

التصريح الأخير للمبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، بتحميل نظام بشار الأسد مسؤولية تعطيل المفاوضات، لا يرتقي إلى مستوى الجرائم والأحداث الخطيرة في سوريا التي ازدادت هذه الأيام. وما نسمعه منه أقل مما هو متوقع من الأمم المتحدة ومبعوثها، ومن الحكومات الكبرى، وكذلك الحكومات العربية المعنية حيال ما يحدث من تطهير طائفي متعمد، وتغيير ديموغرافي صريح، وعمليات قتل وتشريد تستهدف مئات الآلاف من المدنيين في مناطق مكتظة سكانيًا. تصريحه أيضًا لن يلطف من هول الصدمة حول محاولة الإبقاء على الأسد إلى أكثر من عامين مقبلين، وتوقيت الحل السياسي تفاوضيًا، ليتلاءم مع مسرحية نهاية فترة رئاسة الأسد في ربيع 2018. فافتراض بقاء الأسد حاكمًا يلغي الحاجة إلى التفاوض. الأسد، شخص يفترض أن يحاكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب من أبشع ما عرفناه في التاريخ الحديث، لا أن يكافأ بالإبقاء عليه تحت علم الأمم المتحدة! سلسلة وعود كاذبة انخرط فيها الوسطاء منذ البداية، ففي عام 2013 قيل للسوريين انتظروا عامًا حتى موعد نهاية الأسد حتى يكمل فترة رئاسته، ويكون التغيير دستوريًا من أجل حفظ ماء وجه الأسد. وعندما جاء الموعد أجرى الأسد انتخابات مزورة، ونصب نفسه رئيسًا من جديد، واستمر في القتل والتشريد. الآن، مشروع المفاوضات يجعل الأسد يستمر حتى ربيع عام 2018، أي يتم توقيتها لتستمر إلى موعد الانتخابات. طبعًا، لا أحد يتذكر تلك الكذبة الأولى الآن، لأن الأكاذيب صارت كثيرة. مثلاً قيل للمعارضة، اقبلوا بمفهوم «المحافظة على النظام» حتى يمكن تبني مشروع إقصاء الأسد، وبذلك نتجنب انهيار ما تبقى من الدولة، وحتى لا تتكرر غلطة الأميركيين في العراق الذين اعتقلوا كل القيادات وسرحوا كل الجيش والأمن. المعارضة قبلت بالعرض، وأعلنت استعدادها للمشاركة في حكومة مع عدوها النظام، لكن من دون الأسد. ثم قيل لها لا بد أن تتواصلوا وتتفاوضوا مع الروس، لأنهم طرف فاعل، ومن خلالهم يمكن الانتقال إلى مرحلة تفاوضية تنهي الأزمة. المعارضة ذهبت إلى موسكو ولم يسمعوا هناك سوى التهديدات. وكان تعليق أحد المشاركين، ماذا بقي في سوريا حتى نخشى عليه من التهديد؟ وعندما أعلنت الحكومة الأميركية مشروعها محاربة تنظيم داعش، طالبت المعارضة بمشاركتها في قتال التنظيم باعتباره شرطًا للتعاون معها عسكريًا وسياسيًا، قبلت المعارضة. الأميركيون هادنوا التدخل العسكري الروسي وحربهم في الجو والإيراني على الأرض ضد المعارضة المعتدلة. كان ما يقلق الحلفين المتنافسين هو كيفية تنظيم العمليات العسكرية في سماء سوريا حتى لا تقع حوادث بينهما. كل ما حصل عليه السوريون من العمليات ضد «داعش» هجوم الروس على المناطق المدنية، وزيادة في الإغاثة الغربية من البطانيات والأغذية للاجئين. سلسلة الوعود الكاذبة واللامبالاة هذه ستنجح في تحقيق أمرين خطيرين، الأول زيادة المأساة الإنسانية بمضاعفاتها المتعددة، والثاني انتشار الإرهاب الذي ينمو سريعًا نتيجة الفراغ والفوضى والغضب. ويخطئ السياسيون عندما يتعاطون مع الأزمة السورية على أنها مجرد قضية متفرعة من تشابكات العلاقات المتوترة في منطقة الشرق الأوسط. الحرب في سوريا في الأصل قضية قائمة بذاتها وليست جزءًا من الصراع العربي الإيراني، أو السني الشيعي، أو الروسي الأميركي. وهذا لا ينفي أن سوريا أصبحت ساحة لصراعات متعددة. أزمة سوريا جذورها محلية، وهذا تاريخها بإيجاز. ولد نظام الأسد من منتجات الحرب الباردة ومحسوب على المعسكر السوفياتي، وبعد سقوط السوفيات لم يستطع أن يتغير أو يتطور. ثم صار وضعه أصعب بعد موت مهندس النظام، وضابط إيقاعه، أي مؤسسه حافظ الأسد عام 2000. تولى بعده ابنه بشار، الذي درس سنة واحدة في طب العيون، وفشل في إدارة الدولة. وفي عام 2011 واجه انتفاضة شعبية، مع بقية الأنظمة العسكرية الأمنية في المنطقة مثل مبارك مصر، وزين العابدين في تونس، والقذافي في ليبيا، وصالح في اليمن. وبالتالي فإن قراءة الأزمة السورية على أنها نتاج صراع عربي مع إيران، أو نزاع مذهبي غير دقيقة، هي مضاعفات مباشرة لانهيار النظام وليست سبب الانتفاضة عليه. وبالتالي سيكون من المستحيل الإبقاء على الأسد إلا في حال إعادة مبارك للحكم في مصر أو ابن القذافي إلى ليبيا. من أجل الإبقاء على الأسد في دمشق قام الروس والإيرانيون بذبح ثلث مليون إنسان، وتشريد اثني عشر مليونًا آخرين، وتدمير عشرات المدن. وهم الآن يحاولون طرد نصف الشعب السوري من مناطقهم لبناء دولة مكوناتها الإثنية تلائم قدرة الأسد الذي ينتمي إلى طائفة نسبتها من السكان عشرة في المائة فقط. فأي جنون هذا؟ وكيف تقبل حكومات المنطقة السكوت عن هذه المهزلة والمأساة الخطيرة؟!

 

الصراع على سوريا والمبادرة السعودية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/12 شباط/16

قال العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي إنّ الجيش السعودي مستعدٌّ للمشاركة في حربٍ برية على «داعش» في سوريا. ثم أوضح هذا التصريح اللافت وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري عندما قال في المؤتمر الصحافي في خاتمة المحادثات إنّ السعودية مستعدة لإرسال قوات أرضية إلى سوريا لمكافحة «داعش»، لأنّ الملك سلمان بن عبد العزيز يستبطئ الحرب ضد «داعش». وستكون القوات السعودية، إنْ تقرر إرسالُها، من ضمن التحالف الدولي المكوَّن من 65 دولة بقيادة أميركية. والمفهوم أنّ هذه المبادرة سوف تُناقش بشكل جدي في مجموعة دول دعم الشعب السوري قريبًا. وما أيدت المبادرة السعودية دولة أخرى من الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش» غير دولة الإمارات، وبنفس الشروط السعودية. ما الذي يعنيه ذلك؟ الذي يعنيه أنّ المشهد السوري يوشك أن يضيع على الشعب السوري وعلى العرب، وأن الصراع منذ ثلاث سنوات على الأرض السورية يدور بين إيران وتركيا، ولا دور للعرب فيه غير الدعم المالي لبعض كتائب الثوار. والسعودية تحاول للمرة الثانية - بعد المشاركة بالطيران في التحالف الدولي - أن تُصبح طرفًا في المشهد السوري، يدعم المعارضة، ويسهم في صون وحدة سوريا، وعودتها إلى الاستقرار والانتماء العربي.

لقد استقدم الطرف الإيراني خلال العام 2015 المزيد من قوات الحرس الثوري، وثمانية إلى عشرة آلاف من ميليشيا حزب الله. أما الميليشيات الشيعية الأخرى الأفغانية والعراقية فتكاد تصل إلى الثلاثين ألفًا عددًا. وما استطاعت إيران وميليشياتها تعديل ميزان القوى، لأنّ قوات النظام السوري تكاد تختفي من المشهد. ولذلك فقد قرر الإيرانيون والسوريون منذ صيف العام 2015 الاستغاثة بموسكو التي كانت تراقب المشهد عن كثب، وتنظر في مصالحها فيما لو سقط نظام الأسد، وهل يحكم الثوار، أم يصبح المشهد مثل ليبيا؟ وفي الحالتين، لن يكون ذلك لصالح روسيا. وارتأت الأطراف الثلاثة أخيرًا أن يزور الأسد موسكو ويطلب المساعدة رسميًا. وبعدها تشاور الروس مع الأميركيين، باعتبار أنهم سيتدخلون لمقاتلة «داعش» بعد أن أثبتت هجمات التحالف الدولي أنها غير فاعلة أو غير كافية، وليس في سوريا فقط؛ بل في سوريا والعراق! كانت الاستخبارات الأميركية قد رصدت الاستعدادات الروسية المحمومة، فاجتمع الأطلسي، وارتأت أكثرية أعضاء الحلف أنها لا تستطيع الاعتراض على التدخل الروسي إن كان بطلبٍ من السلطات السورية وبقصْد مقاتلة «داعش». إنما المشكلة أنّ روسيا لا يمكن أن تقبل التنسيق القريب مع القيادة الأميركية، ولذلك فالأرجح أن الهدف الحقيقي ليس مقاتلة «داعش»، بل ضرب الثوار الذين يتقدمون على حساب الأسد. أما «داعش»، فمنذ قصة تدمر التي انسحب منها عمليًا فإنه لا يتقدم بل يتراجع تكتيكيًا حينًا أمام قوات الأسد، وأحيانًا أمام الكتائب الكردية. وهو لا يتقدم منذ عام إلا على حساب الثوار المعتدلين إن استطاع. هذه الإيضاحات التي قُدّمت من جانب أمنيي واستراتيجيي الناتو، دفعت تركيا عضو الحلف إلى الذهاب إلى أنّ الناتو ينبغي أن يعترض لا أن يسكت عن التدخل. وبعد نقاشٍ طويلٍ جرى الاتفاق على الانتظار إلى أن يحدث التدخل، وعلى أميركا وتركيا بالذات إجراء محادثات مع الرئيس الروسي ووزير خارجيته للتحقق من النوايا، والتحفظ إن اتضح أنّ الروس لا يضربون «داعشا».

لكنّ موقف الأميركيين كان ضعيفًا، وكذلك الأتراك، وليس في مواجهة روسيا وحسب، بل وفي مواجهة إيران، ومواجهة نظام الأسد. فالأميركيون كفّوا منذ العام 2013، رغم مقررات حنيف-1، عن العمل حقيقة لإزاحة بشار. ثم إنهم لم يعترضوا على التدخل الإيراني بالعسكر والميليشيات لا قبل الاتفاق النووي ولا بعده. ويضاف إلى ذلك أنهم لم يستخدموا على الأرض في سوريا طوال قرابة السنتين غير ميليشيات حزب العمال الكردستاني، التي تعتبرها تركيا والولايات المتحدة معًا تنظيمًا إرهابيًا (!). فليس لدى الولايات المتحدة غير اعتبارٍ واحدٍ لا تحيد عنه وهو مكافحة الإرهاب الداعشي، وإرهاب «النصرة»، وأحيانًا التنظيم الوهمي المسمَّى تنظيم خراسان! وما وجدت معتدلين لمكافحة «داعش» بزعمها غير أكراد حزب العمال. كما لم تجد مخلصًا في العراق غير قوات البيشمركة ضد الإرهاب. وهكذا فلو كانت الولايات المتحدة على يقين أنّ بوتين سيضرب المعتدلين فهذا لا يعنيها، وستُسرُّ إن تلقّى منه «داعش» بعض الضربات! بل الذي يبدو أن الولايات المتحدة ما اعترضت بل دعمت ميليشيات حزب العمال التي تنسّق مع الروس على الأرض وتتقدم نحو مناطق خصوم الأسد وليس ضد «داعش»! وموقف تركيا كان ضعيفًا حتى قبل التدخل الروسي. فصحيح أنها تتحدث ضد نظام الأسد منذ العام 2012، لكنها اكتفت بالسماح للذين يريدون مقاتلة نظام الأسد بالدخول إلى سوريا: كيف تأتمن على حدودها «داعشا» والتركستانيين و«النصرة» والميليشيات الإيرانية وسائر الشياطين التي تتجول عبر الحدود؟ حتى الرئيس الشيشاني البوتيني العظيم قديروف يقول الآن إنه اخترق الحدود التركية وعمل ضد تركيا وضد الثوار وقوات الناتو! لدى تركيا ملايين السوريين، وبينهم عشرات ألوف التركمان الهاربين، لماذا لم تفعل ما فعلته إيران؟ تهيئة ميليشيا ضخمة تركمانية وعربية وإدخالها إلى سوريا من اللاجئين عندها، بدلاً من ترجّي الولايات المتحدة للموافقة على منطقة آمنة، يحميها الطيران الأميركي، وهو ما لم توافق عليه واشنطن، لأنها لا تريد التدخل ولو لأسبابٍ إنسانية! المهم أنّ الروس تدخلوا وطغوا على المشهد. وأكبر المتضررين بعد الشعب السوري: تركيا. ولذلك فإنّ العلاقات التركية - السعودية تحسنت كثيرًا أيام الملك سلمان بن عبد العزيز. وصار هناك دعمٌ لوجهة نظر الأتراك بالتدخل البري وبالمنطقة الآمنة ليس من الجانب العربي فقط؛ بل ومن الجانب الأوروبي، لأنهم لا يريدون مزيدًا من اللاجئين عندهم عبر تركيا! ضرورات التركي إذن ضرورات أمنية. أما الضرورات العربية فهي ضرورات إنسانية واستراتيجية. تركيا لا تريد إيران وميليشياتها على حدودها ولا الميليشيات الكردية. وهي لا تستطيع ضربها خوفًا من الطيران الروسي. أما العرب فيريدون الوجود على الأرض السورية - بعد أن حلّقوا في أجوائها - لحماية الشعب السوري ما أمكن، وللحفاظ على عروبة سوريا وانتمائها من «داعش» ومن الميليشيات المتأيرنة مثل الأفغان وحزب الله والحرس الثوري. قصة سوريا مثل قصة العراق وأفظع لجهات القتل والتهجير والفقد والافتقاد العربي. فهل يمكن فعل شيء لتجنب الأسوأ. هذا ما تحاول السعودية وتحاول الإمارات القيام به. ويا للعرب!

 

أموال للشعب السوري لا تغطي العجز الأوروبي

خيرالله خيرالله /العرب/12 شباط/16

كان مؤتمر لندن للمانحين مفيدا إلى حد كبير. يكفي أن المؤتمر المخصص لدعم الشعب السوري كشف إلى أي حد أوروبا عاجزة عن لعب دور في الصراع الدائر في سوريا في ظل السياسة التي تتبعها إدارة باراك أوباما. كشف المؤتمر، في واقع الحال، حدود الدور الأوروبي… حتى لا نقول العجز الأوروبي.

ثمّة وعي دولي وأوروبي بأبعاد الأزمة السورية والنتائج المترتبة عليها. هذا الوعي يفسّر الحماسة الألمانية والبريطانية والنرويجية للتبرع بسخاء من أجل بقاء اللاجئين السوريين في البلدان التي استضافت أكبر عدد منهم، وهي لبنان والأردن وتركيا. في المؤتمرات السابقة التي استضافتها الكويت، كانت معظم التبرّعات تأتي من الدول العربية، على رأسها الكويت نفسها. وكانت التبرّعات السخيّة للكويت من بين الأسباب التي دفعت الأمم المتحدة إلى تكريم أمير الدولة، الشيخ صُباح الأحمد، ومنحه لقب “القائد الإنساني”. لم تعد نار الأزمة السورية تكوي سوريا والجوار المباشر، امتدّ الحريق إلى أوروبا التي تسعى حاليا إلى منع النار، نار الإرهاب خصوصا، من الانتقال إليها. في الوقت الذي كان المؤتمر منعقدا، كان رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو يثير مسألة استمرار تدفّق السوريين الهاربين من حلب ومحيطها في اتجاه بلده. هناك بالفعل رغبة روسية وإيرانية في الاستجابة لما يريده النظام، أي تهجير أكبر عدد من السوريين من سوريا. شاركت الكويت في مؤتمر لندن بعدما كانت استضافت المؤتمرات الثلاثة السابقة المخصصة لمساعدة الشعب السوري المظلوم. كان صُباح الأحمد دقيقا في توصيفه للوضع السوري وذلك عندما قال إن “المأساة الإنسانية في سوريا لن تنتهي إلا بحلّ سياسي يحقن الدماء ويعيد الاستقرار إلى عالمنا”، مضيفا أنّ “آثار هذه الكارثة المدمّرة لم تقتصر على إقليمنا الذي يعاني حاليا من تبعاتها، بل تجاوزته لتصل إلى قارات أخرى ومنها أوروبا التي وفد إليها اللاجئون بأعداد كبيرة طلبا للأمن والعيش الكريم، كما انتقلت إليها المنظّمات الإرهابية التي انطلقت من بؤر التوتّر لتمارس أعمالها الإجرامية الدنيئة في بعض الدول الأوروبية”.

تطرّق أمير الكويت إلى مسألة في غاية الأهمّية هي مستقبل الأطفال السوريين حينما قال “إنّنا مطالبون بالتفكير في فلسفة جديدة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين واللاجئين عبر اعتماد برامج وخطط توفّر لهم فرصا للتعلّم وتحفظ الأطفال من ضياع حقّهم فيه”. تعود أهمّية مؤتمر لندن إلى الجهد الذي بُذل من أجل إيجاد مقاربة شاملة للأزمة السورية، ولكن من الناحية النظرية فقط. هذا ما دفع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الإعلان عن تبرّع بمبلغ مليارين وثلاثمئة مليون يورو تذهب للسوريين والدول المحيطة. كانت هناك أيضا تبرعات سخية من بريطانيا بلغت مليارا ومئتي مليون جنيه إسترليني ومن نرويج التي قدّمت مليارا ومئة وسبعين مليون يورو، فيما اكتفت الولايات المتحدة بتقديم ثمانمئة وتسعين مليون دولار.

بات على أوروبا أن تدافع عن نفسها. بات عليها المحاربة على جبهتين؛ الأولى منع اللاجئين من الوصول إليها، والأخرى مواجهة روسيا وإيران اللتين تعملان على إبقاء النظام، أقلّه صوريا، من أجل متابعة عملية تفتيت سوريا وتهجير السوريين. بدا واضحا من الكلمات التي أُلقيت في مؤتمر لندن، أن تركيا تشعر بتهديد مباشر لها وأن من الصعب أن تبقى متفرّجة على ما يدور على حدودها. كذلك، بدا واضحا أن الأردن من الدول القليلة التي تعرف كيف تدافع عن مصالحها وعن مصالح شعبها. يدلّ على ذلك حضور الملك عبدالله الثاني إلى لندن وإلقائه كلمة أعطت بعدا آخر للمؤتمر. مرّة أخرى، أظهر عبدالله الثاني كم هو بعيد النظر، وكم هو قادر على النظر إلى الأزمة السورية من زاوية مختلفة، إذ قال “إننا نلتقي اليوم في هذا المؤتمر للمانحين تحت شعار دعم سوريا والمنطقة. إلا أنني على قناعة بأن اجتماعنا يتجاوز في أهدافه قياس مستوى استعدادنا لتقديم المساعدة والدعم فقط”. وأضاف أنّ “الأساليب التقليدية لمعالجة الأزمات ما عادت، وبكل وضوح، ناجعة في مواجهة التحديات الخطيرة التي نواجهها. بناء عليه، نحن في حاجة إلى عمل أوسع نطاقا وأكثر جرأة”. ليست لدى الأردن عقدة التوطين وما شابه ذلك، هو الذي استقبل مئات الآلاف من اللاجئين من كلّ دول المنطقة، بما في ذلك أولئك الذين أتوا إليه من فلسطين والعراق. لذلك دعا إلى “نهج يعطي الأولوية لتمكين اللاجئين واعتمادهم على الذات، بدل الاتكال على المساعدات”.

كذلك دعا إلى الإجابة عن سؤال “لماذا يجدر منح الأردن أهمّية خاصة دون دول العالم الأخرى المحتاجة للدعم؟”. وأوضح “أنّ الأردن ليس بلدا فقيرا يطلب الدعم، بل هو معطاء وكريم بسخاء. لكن لكم أن تتخيّلوا لو أن الأردن تصرّف بطريقة مغايرة ولم يسمح للاجئين بدخول بلدنا على مدار العقود الماضية. ماذا سيكون أثر ذلك على المنطقة الآن وعلى السلم والأمن العالميين؟”. كذلك قال “إننا نعيش اليوم واقعا مفاده أن واحدا من كلّ خمسة أشخاص يعيشون في الأردن هو لاجئ سوري، وهذا يوازي استيعاب المملكة المتحدة لسكان بلجيكا جميعا (..) أكاد أجزم أنّه لا توجد دولة نامية أخرى ساهمت أكثر من الأردن في حفظ الأمن العالمي”. كان مؤتمر لندن نقطة تحوّل، خصوصا أنه جاء بعد أربعة وعشرين ساعة من تعليق لقاء جنيف 3 نتيجة إمعان روسيا في البحث عن حلّ عسكري في سوريا. هناك بداية لبحث جدي في تأثير الأزمة السورية على السلم والأمن العالميين. نجح عبدالله الثاني في لفت أوروبا إلى هذا الأمر، وذلك من منطلق الضغوط التي تعرّضت لها دول القارة أخيرا.هناك للمرّة الأولى بوادر تفهّم لحقيقة أن إيجاد حلّ في سوريا يساهم في القضاء على الإرهاب. ولكن هل من يريد حلا في سوريا؟

لا ينمو الإرهاب إلا في ظل الفقر وغياب الاستقرار. ليست صدفة أن الأردن لم يحافظ على استقراره إلا لأنه، على خلاف النظام السوري، لم يستثمر في الإرهاب ويشجّعه ويسعى إلى استغلاله. على العكس من ذلك دخل باكرا في مواجهة مباشرة مع الإرهاب بكلّ أنواعه. هل من يتذكّر أن الأردن لعب دورا بارزا في القضاء على “أبومصعب الزرقاوي” في داخل العراق، وذلك قبل أن يبدأ الكلام عن “داعش” وما شابه “داعش”؟ بعد مؤتمر لندن، هناك ظهور يترافق مع عجز على الأرض، لوعي أوروبي حقيقي بأهمّية مساعدة اللاجئين السوريين والسعي إلى بقائهم غير بعيدين عن سوريا. ما هي الخطوات السياسية التي ستتبع ذلك؟ المال يمكن، من دون أدنى شكّ، أن يكون عاملا مساعدا. لكنه ليس العامل الحاسم. هل في استطاعة أوروبا حمل الإدارة الأميركية على لعب دور أكثر فاعلية في التخلص من النظام السوري؟ من دون خطوة من هذا النوع، ستظلّ المساعدات المالية، مهما بلغ حجمها، مجرد مسكّن لا أكثر. المال ليس حلا. في غياب الحل، ستكون الحاجة الدائمة إلى مؤتمرات مثل مؤتمر لندن تغطي العجز عن الذهاب إلى لبّ المشكلة الذي يكمن في الانتهاء من النظام السوري ولا شيء غير ذلك!

 

المغرب والمناهج الدينية

إدريس الكنبوري/العرب/12 شباط/16

بعد أزيد من عقد من الزمن على إطلاق مشروع إعادة هيكلة الحقل الديني في المغرب، أطلق العاهل المغربي محمد السادس مبادرة جديدة تتعلق بإصلاح مناهج التعليم الديني في البلاد، من أجل تشذيبها والتركيز فيها على قيم التسامح والاعتدال، تلك القيم التي طبعت المدرسة المغربية على مدى التاريخ، وكانت مصدر إشعاع لهذه المدرسة على الصعيد الأفريقي، انطلاقا من مؤسسة جامع القرويين، التي عدت لزمن طويل رمزا للتسامح الإسلامي، فبلغ صيتها القارة الأوروبية، إلى درجة أن علماء من ديانات أخرى قرروا الرحلة إليها لتلقي المعارف، كالفيلسوف اليهودي القرطبي موسى بن ميمون، خلال القرن الثاني عشر الميلادي، أثناء إقامته القصيرة بمدينة فاس. تندرج هذه المبادرة ضمن مساريْن: المسار الأول يرتبط باستراتيجية إصلاح السياسة التعليمية بشكل عام في المغرب، فقد سبق للملك محمد السادس أن وجه انتقادات عدة إلى قطاع التعليم، وضرورة إصلاح المدرسة المغربية، وربط المناهج والمقررات الدراسية مع الاحتياجات الوطنية والتنموية؛ إذ يجب التذكير بأن الخطاب الملكي في أغسطس 2013 كان قد أكد على أن وضعية التعليم في المغرب قد تراجعت عما كانت عليه قبل عشرين عاما، وفي ضوء الإرادة الملكية لإصلاح القطاع تم إنشاء المجلس الأعلى للتعليم؛ كما أن خطاب أغسطس 2015 حمل نفس الدعوة إلى الإصلاح الجذري لهذا القطاع؛ وانطلاقا من هذا فإن مبادرة إصلاح مناهج ومقررات التعليم الديني تعد جزءا من إصلاح المنظومة التعليمية بشكل عام، وعقلنة وترشيد مناهج التدريس، وفي القلب منها مناهج التعليم الديني.

أما المسار الثاني فهو مسار يرتبط بالخطة العامة لإصلاح وإعادة هيكلة المجال الديني في المملكة، التي انطلقت منذ عام 2002 وهمّت بوضع مؤسسات جديدة وإصلاح وتطوير مؤسسات قائمة وتوسيع المجالس العلمية، وإنشاء المجلس العلمي لمغاربة أوروبا ومجلس الجالية المغربية بالخارج، وكان من بين الركائز التي اهتمت بها تلك الخطة إصلاح التعليم العتيق، حيث صدر ظهير ملكي بشأنه عام 2002، وتوالت المراسيم والقرارات الوزارية المرتبطة بتنزيل القوانين المنظمة لهذا القطاع. وتبتغي هذه المبادرة الجديدة للإصلاح الخوض في مضامين المقررات الدراسية، بعد أن تم وضع الضوابط القانونية التي تؤطر المؤسسات المهتمة بالتعليم الديني وتحفيظ القرآن. من الضروري القول إن صورة المغرب في الخارج، وخصوصا في أوروبا خلال السنوات الماضية، قد طبعها نوع من الازدواجية؛ فمن جهة شكل المغرب نموذجا للبلد العربي المسلم الذي استطاع أن يفتح مبكرا ملف الإصلاح الديني، مسنودا بالشرعية التي تتمتع بها المؤسسة الملكية ذات الخلفية الدينية، بوصف الملك أميرا للمؤمنين؛ ومن جهة ثانية ارتبط المغرب في وسائل الإعلام الغربية بالتفجيرات الإرهابية، من حيث كون عدد من تلك الأحداث كان من ضمن المتورطين فيها مغاربة؛ بل إننا لا نكاد نجد عملية إرهابية حصلت فوق التراب الأوروبي تخلو من وجود بصمات لمغاربة فيها، هذا علاوة على عدد المغاربة المتطرفين الذين التحقوا بصفوف الجماعات المسلحة في سوريا، وخاصة تنظيم "الدولة الإسلامية"، إذ تشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد هؤلاء يقدر بنحو 1500 شخص. وقد تضاربت هاتان الصورتان المتناقضتان، الأمر الذي جعل المغرب أمام خيار وحيد، وهو مباشرة تغييرات جدية في سياسته الدينية، سواء في الداخل عبر الآليات المؤسساتية الموجودة، كالمجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أو في الخارج عبر آليتي مجلس الجالية المغربية بالخارج والمجلس العلمي لمغاربة أوروبا، وتستكمل هذه الورشات بفتح ملف الإصلاح في المناهج الدينية، سعيا وراء تحصين المناهج الدراسية من مخاطر التطرف ومزالق الغلو الديني، وصناعة جيل جديد متشبع بالقيم الدينية الحضارية. بيد أن المغرب، الذي يواجه خطرا لا يقل عن خطر التطرف، هو خطر الانفصال في أقاليمه الجنوبية، يبدو أنه حرص على أن يربط بين الاثنين؛ وهو ما يفهم من إطلاق الملك لمبادرة إصلاح المناهج الدينية في المدرسة الوطنية من مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء. ويعد هذا الربط رسالة قوية إلى الانفصاليين في الداخل والخارج، مفادها أن هناك ربطا بين الشرعية الدينية والشرعية السياسية، وبين الوحدة المذهبية الدينية والوحدة الترابية للبلاد.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية حقائق الاتفاق الأميركي - الروسي في سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار/12 شباط 2016

مسؤول غربي بارز وثيق الصلة بالملف السوري شدّد في لقاء معه في باريس بعد تأجيل اجتماعات مؤتمر جنيف الى أواخر الشهر الجاري على "ان الادارة الأميركية لن تواصل التعاون مع القيادة الروسية في سوريا من أجل ضمان تغطية سياسية دولية – اقليمية لعملياتها الحربية الواسعة النطاق التي تستهدف المدنيين وقوى المعارضة المعتدلة وتتركز على دعم حرب نظام الرئيس بشار الأسد ضد شعبه المحتج، إذ ان الاتفاق بين واشنطن وموسكو يستند الى قاعدة أساسية هي ان الحرب لن تحل الصراع السوري وان من الضروري العمل معاً من أجل وقفها لأنها لن تحقق النصر الحقيقي لأي طرف، ومن أجل دفع الأفرقاء المعنيين الى التعاون جدياً وانجاز الحل السلمي للأزمة وإنهاء "الكارثة السورية التي لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية" كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأوضح المسؤول الغربي أن الاتفاق الأميركي – الروسي غير المعلن رسمياً والذي اطلعت عليه جهات أوروبية وإقليمية رسمية يتضمّن خصوصاً المسائل الأساسية الآتية:

- أولاً: لم تتفق واشنطن وموسكو على بقاء الأسد ونظامه لأن لدى الادارة الأميركية اقتناعاً تاماً بأن رحيل الأسد وقيام نظام جديد تعددي يضمن الحقوق والمطالب المشروعة للغالبية وللأقليات شرطان أساسيان ضروريان لوقف الحرب وانجاز السلام والاستقرار وتعزيز فرص القضاء على تنظيم "داعش" والارهابيين.

- ثانياً: اتفقت واشنطن وموسكو على ضرورة العمل معاً من أجل انجاز الحل السياسي الحقيقي الشامل للأزمة ودفع الأفرقاء المعنيّين إلى السير في هذا الاتجاه، إذ أن الأميركيين يرفضون تكرار تجربة العراق في سوريا وليسوا راغبين في إسقاط نظام الأسد من طريق القوة العسكرية، خصوصاً انه يدمّر ذاته بذاته، بل يريدون الحفاظ على مؤسسات الدولة مع التشديد على ضرورة إجراء تغييرات وإصلاحات مهمّة فيها تنسجم مع متطلّبات الانتقال إلى مرحلة السلام والتفاهم بين السوريين. وتعهّد الروس للأميركيّين دفع الأسد إلى قبول متطلّبات الانتقال إلى مرحلة السلام من غير الاعلان صراحة عن ذلك.

- ثالثاً: اتفقت واشنطن وموسكو على ضرورة إيجاد الظروف المناسبة لإطلاق عملية جنيف التفاوضية والسير فيها إلى النهاية والتعاون من أجل تجاوز العقبات التي تعترضها، ويشمل ذلك تشجيع الأفرقاء وخصوصاً النظام على وقف الاستهداف العشوائي للمدنيين ورفع الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية الى المحتاجين ووضع حد لسياسة التجويع وتخفيف حدة القتال تدريجاً وصولاً إلى وقف الحرب وحل الأزمة من طريق التفاوض بين ممثلي النظام والمعارضة المعتدلة.

- رابعاً: اتفقت واشنطن وموسكو على أن نجاح مفاوضات جنيف يتطلب تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي يطالب بالتطبيق الكامل لبيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012 وينص على ضرورة الانتقال السلمي للسلطة الى نظام جديد يحقق التطلّعات المشروعة لجميع السوريّين وعلى تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام والمعارضة وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتضمن الحفاظ على مؤسسات الدولة. وستعمل هيئة الحكم على صوغ دستور جديد وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية تعدّدية حرة وشفافة في إشراف وادارة الأمم المتحدة ضمن المهلة المحدّدة في القرار 2254. وقد رفضت واشنطن فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية بديلاً من هيئة الحكم.

- خامساً: اتفقت واشنطن وموسكو على مناقشة مصير الأسد في مرحلة لاحقة بعد إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات، إذ أن الأميركيين على اقتناع بأن مصيره سيحسم بسهولة أكبر بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

- سادساً: اتفقت واشنطن وموسكو على أن مرحلة ما بعد الحرب مهمة جداً ويجب الإعداد لها منذ الآن وانها تتطلّب تعاوناً جدياً دولياً واقليمياً واسعاً ومساعدات مالية ضخمة من أجل حل المشكلات الهائلة وفي كل المجالات التي تواجهها سوريا وأبرزها اعادة البناء والاعمار وتسوية مشكلة ملايين المهجرين والمشردين وتوحيد السوريين وتحقيق السلم الأهلي. ووقف إطلاق النار ليس كافياً لانهاء الحرب، بل يجب إنقاذ سوريا من كوارثها من أجل طي صفحة الحرب.

وخلص المسؤول الغربي إلى القول: "ان محادثات جنيف ستنهار وتفشل عملية السلام السورية ما لم تنفذ القيادة الروسية التزاماتها بصفتها راعية عملية التفاوض مع أميركا وما لم تحترم موسكو مضمون اتفاقها مع واشنطن وتتعاون معها جدياً من أجل العمل على انقاذ سوريا وليس حماية نظام الأسد من السقوط. فالتمسّك ببقاء الأسد ونظامه بقطع النظر عن الثمن الباهظ الذي يدفعه السوريّون وعن تدمير سوريا يقود الى حرب طويلة يخسر فيها الجميع ولن تحقق للقيادة الروسية فيها أي مكاسب حقيقية".

 

موسكو وطهران تلعبان «بالنار» الكردية على حساب تركيا؟

أسعد حيدر/المستقبل/12 شباط/16

من يريد أن يشعل النار في تركيا؟

سؤال كبير وخطير ولكنه واقعي جداً، رغم أن تركيا هي دولة اقليمية كبرى لها حضورها ودورها الفاعل والمؤثر في الاستراتيجية الدولية فإن ما يحرقها يحرق المنطقة. تركيا شكلت طوال الحرب الباردة التي استمرت قرابة نصف قرن «الجدار الحديدي» الذي حمى أوروبا الغربية من الاتحاد السوفياتي والشيوعية.

تقف تركيا حالياً على «حافة السكين». ان تقدمت دخلت في مواجهات مجهولة النتائج، وإن تراجعت فقدت كل دور، واضطرت الى التقوقع وخسرت كل ما ربحته مع «الأردوغانية» في التحول الى «الرقم الراجح» في معادلات منطقة الشرق الأوسط.

«القيصر» يريد الانتقام من «السلطان»، هذا ليس سراً. السؤال: الى أي مدى يبدو فيه «القيصر» مستعداً للذهاب اليه دون تعريض كل استراتيجيته للخطر خصوصاً أن أحد الخيارات المطروحة، في الحرب السورية حالياً «الحرب الواسعة»، أو ما يشبه الحرب العالمية المباشرة؟. الدخول في أي مواجهة عسكرية مع تركيا يضع الحلف الأطلسي أمام خيارين لا ثالث لهما: أي مساندة تركيا وبالتالي مواجهة روسيا، أو الامتناع عن أي رد فعل، فتخسر تركيا الحرب ويكون الحلف الأطلسي قد أطلق على نفسه الرصاص، إن لم يُقتل يُشلّ وتعلن وفاته «سريرياً«، فتتغير كل المواجهات وتمسك موسكو بالقرار من الشرق الأوسط الى أوروبا كل أوروبا وبطبيعة وبفعل الترددات والتراجعات في آسيا الوسطى. بهذا يكون «القيصر» قد استعاد ما يراه حقاً لموسكو وربما أكثر... ولتغرق واشنطن في التجارة والاقتصاد مع الصين و»النمور» الآسيوية، علماً أن أسواقاً ضخمة مثل أسواق دول مجموعة «البريكس» مفتوحة أمام موسكو.

«القيصر» والمرشد» خامنئي سواء عن سابق تصور وتصميم، أو بفعل «شهية» الانتصارات، يتابعان تعاونهما في سوريا، وصولاً الى محاصرة تركيا من شمال سوريا باللاجئين السوريين الهاربين من نار القصف الجوي الروسي، أو العجز عن الحركة فإذا هو قبل بهم فتلك كارثة انسانية وسياسية، وإن فتح الحدود باتجاه أوروبا، فكل الاحتمالات واردة. في الحالتين تركيا أصبحت أسيرة وضحية لتسونامي ضحايا الحرب الأسدية الروسية الايرانية. لم يعد من المبالغة الكلام عنها بهذا التحديد خصوصاً ان لوران فابيوس ودّع وزارة الخارجية الفرنسية بعد تعيينه رئيساً للمجلس الدستوري بكلام خارج عن قيود الديبلوماسية فيتحدث عن «تواطؤ« الروس وإيران في الوحشية المخيفة لنظام الأسد وان «الصمت الأميركي« دفع الروس والإيرانيين الى فهم «اللعبة» والمضي في خطتهما المشتركة رغم تباعد الأهداف بينهما. وسط هذا «اللعب« الدامي والمنظم، تكمن نواة فوضوية منتجة لمتناقضات لا يمكن حتى الآن استيعاب دوافعها ولا تحديد نتائجها. من ذلك أن موسكو فتحت ممثلية لأكراد سوريا فيها. وقد وصفت سينا محمد ممثلة «غرب كردستان» في دول أوروبا وأميركا، افتتاح الممثلية في موسكو بأنه حدث تاريخي، وانه الخطوة الأولى على طريق افتتاح ممثليات لأكراد سوريا في فرنسا والمانيا والسويد والولايات المتحدة الأميركية».

بعيداً عن «شرعية« حق الأكراد أو عدمه في بناء كيان لهم يحقق الحلم الكردي القومي في اقامة «دولة كردستان الكبرى«، فإن الموقف الروسي يبدو عصيًّا على القراءة والفهم. ذلك أن دعم موسكو أكراد سوريا بهذه الطريقة يتناقض كلياً مع وحدة سوريا ودولتها، فهل تفعل ذلك بالتنسيق مع بشار الأسد تمهيداً للاكتفاء بـ»سوريا المفيدة»؟ ماذا عن تركيا؟ هل وصل الأمر بموسكو في ظل صمت أميركي مترافق مع دعم سياسي وتسليحي للأكراد الى درجة تشريع حرب انفصالية كردية في تركيا مما يشرعها أمام «حرب أهلية» فيها مفتوحة على الأخطار؟ الأتراك كائناً من كان يحكمهم لن يتحملوا ضرب اقتصادهم والعمل على قطع ما يعادل «أرجلهم» من «الجسد» التركي. وماذا عن ايران هل وصلت بقرارها في ربح الحرب في سوريا الى درجة المخاطرة بقبول اغراق تركيا في حرب أهلية مع الأكراد، علماً ان أكراد ايران لن يجلسوا مكتوفي الأيدي أمام إغراء تحقيق طموحهم بالاستقلال الناجز أو الذاتي، بعد ولادة «كردستان العراق وكردستان سوريا وهم السباقون الذين أقاموا «جمهورية مهاباد» الكردية عام 1946؟ يقال إن «المكتوب يقرأ من عنوانه». في الشرق الأوسط اليوم، ومع تعدد العناوين يزداد غموض «المكتوب». التناقضات ضخمة ومتداخلة الى درجة ان فك الحروف منها قبل النصوص معقد جداً خصوصاً أن الأغلبية المطلقة منها مغمسة بدماء الشعب السوري.

 

 مؤتمر لندن.. الكويت والأردن في الواجهة

خيرالله خيرالله/المستقبل/12 شباط/16

كشف مؤتمر لندن للمانحين وعياً دولياً لأبعاد الأزمة السورية والنتائج المترتبة عليها. هذا الوعي يفسّر الحماسة الاوروبية للتبرع بسخاء من أجل بقاء اللاجئين السوريين في البلدان التي استضافت أكبر عدد منهم وهي لبنان والأردن. في المؤتمرات السابقة التي استضافتها الكويت، كانت معظم التبرّعات تأتي من الدول العربية، على رأسها الكويت نفسها. وكانت التبرّعات السخيّة للكويت من بين الأسباب التي دفعت الامم المتحدة الى تكريم امير الدولة الشيخ صُباح الاحمد ومنحه لقب «القائد الانساني». لم تعد نار الأزمة السورية تكوي سوريا والجوار المباشر، امتدّ الحريق الى اوروبا التي تسعى حالياً الى منع النار، نار الإرهاب خصوصاً، من الانتقال إليها. في الوقت الذي كان المؤتمر منعقداً، كان رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو يثير مسألة استمرار تدفّق السوريين الهاربين من حلب ومحيطها في اتجاه بلده. هناك بالفعل رغبة روسية وايرانية بالاستجابة لما يريده النظام، أي تهجير أكبر عدد من السوريين من سوريا.

شاركت الكويت في مؤتمر لندن بعدما كانت استضافت المؤتمرات الثلاثة السابقة المخصصة لمساعدة الشعب السوري المظلوم. كان صُباح الاحمد دقيقاً في توصيفه للوضع السوري وذلك عندما قال إن «المأساة الانسانية في سوريا لن تنتهي الّا بحلّ سياسي يحقن الدماء ويعيد الاستقرار الى عالمنا»، مضيفاً أنّ «آثار هذه الكارثة المدمّرة لم تقتصر على إقليمنا الذي يعاني حالياً من تبعاتها، بل تجاوزته لتصل الى قارات أخرى ومنها أوروبا التي وفد اليها اللاجئون بأعداد كبيرة طلباً للأمن والعيش الكريم، كما انتقلت اليها المنظّمات الإرهابية التي انطلقت من بؤر التوتّر لتمارس أعمالها الإجرامية الدنيئة في بعض الدول الأوروبية».

تطرّق أمير الكويت الى مسألة في غاية الأهمّية هي مستقبل الاطفال السوريين قال: «إنّنا مطالبون بالتفكير في فلسفة جديدة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين واللاجئين عبر اعتماد برامج وخطط توفّر لهم فرصاً للتعلّم وتحفظ الاطفال من ضياع حقّهم فيه».تعود أهمّية مؤتمر لندن الى الجهد الذي بذل من أجل إيجاد مقاربة شاملة للأزمة السورية. لا بدّ من الاعتراف قبل كلّ شيء ببداية وعي أوروبي لحجم الأزمة وللتهديد الذي تتعرّض له القارة. هذا ما دفع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى الاعلان عن تبرّع بمبلغ مليارين وثلاثمئة مليون يورو تذهب للسوريين والدول المحيطة. كانت هناك أيضاً تبرعات سخية من بريطانيا بلغت ملياراً ومئتي مليون جنيه استرليني ومن نروج التي قدّمت ملياراً ومئة وسبعين مليون يورو، فيما اكتفت الولايات المتحدة بتقديم ثمانمئة وتسعين مليون دولار. بات على اوروبا ان تدافع عن نفسها. بات عليها المحاربة على جبهتين؛ الاولى منع اللاجئين من الوصول اليها والاخرى مواجهة روسيا وإيران اللتين تعملان على إبقاء النظام، أقلّه صورياً، من اجل متابعة عملية تفتيت سوريا وتهجير السوريين. بدا واضحاً من الكلمات التي القيت في مؤتمر لندن أن تركيا تشعر بتهديد مباشر لها وأن من الصعب أن تبقى متفرّجة على ما يدور على حدودها. كذلك، بدا واضحاً أن الأردن من الدول القليلة التي تعرف كيف تدافع عن مصالحها وعن مصالح شعبها. يدلّ على ذلك حضور الملك عبدالله الثاني الى لندن وإلقاؤه كلمة اعطت بعداً آخر للمؤتمر. مرّة أخرى، أظهر عبدالله الثاني كم هو بعيد النظر وكم هو قادر على النظر إلى الأزمة السورية من زاوية مختلفة، إذ قال: «إننا نلتقي اليوم في هذا المؤتمر للمانحين تحت شعار دعم سوريا والمنطقة. إلّا أنني على قناعة بأن اجتماعنا يتجاوز في أهدافه قياس مستوى استعدادنا لتقديم المساعدة والدعم فقط». أضاف: «إنّ الأساليب التقليدية لمعالجة الأزمات ما عادت وبكل وضوح ناجعة في مواجهة التحديات الخطيرة التي نواجهها. بناء عليه، نحن في حاجة إلى عمل أوسع نطاقاً وأكثر جرأة». ليست لدى الأردن عقدة التوطين وما شابه ذلك، هو الذي استقبل مئات آلاف اللاجئين من كلّ دول المنطقة، بما في ذلك أولئك الذين أتوا إليه من فلسطين والعراق. لذلك دعا إلى «نهج يعطي الأولوية لتمكين اللاجئين واعتمادهم على الذات، بدل الاتكال على المساعدات». كذلك دعا إلى الإجابة عن سؤال: «لماذا يجدر منح الأردن أهمّية خاصة من دون دول العالم الأخرى المحتاجة للدعم؟»، أوضح «أنّ الأردن ليس بلداً فقيراً يطلب الدعم، بل هو معطاء وكريم بسخاء. لكن لكم أن تتخيّلوا لو أن الأردن تصرّف بطريقة مغايرة ولم يسمح للاجئين بدخول بلدنا على مدار العقود الماضية . ماذا سيكون أثر ذلك على المنطقة الآن وعلى السلم والامن العالميين؟». كذلك قال: «إننا نعيش اليوم واقعاً مفاده أن واحداً من كلّ خمسة أشخاص يعيشون في الأردن هو لاجئ سوري، وهذا يوازي استيعاب المملكة المتحدة لسكان بلجيكا جميعاً (...) أكاد أجزم أنّه لا توجد دولة نامية أخرى ساهمت أكثر من الأردن في حفظ الأمن العالمي».

كان مؤتمر لندن نقطة تحوّل، خصوصاً أنّه جاء بعد أربع وعشرين ساعة من تعليق لقاء جنيف - 3 نتيجة إمعان روسيا في البحث عن حلّ عسكري في سوريا.

هناك بداية لبحث جدي في تأثير الأزمة السورية على السلم والأمن العالميين. نجح عبدالله الثاني في لفت أوروبا إلى هذا الأمر وذلك من منطلق الضغوط التي تعرّضت لها دول القارة أخيراً. هناك للمرّة الأولى بوادر تفهّم لحقيقة أن إيجاد حلّ في سوريا يساهم في القضاء على الإرهاب. لا ينمو الإرهاب إلّا في ظل الفقر وغياب الاستقرار. ليس صدفة أن الأردن لم يحافظ على استقراره إلّا لأنّه، على خلاف النظام السوري، لم يستثمر في الإرهاب ويشجّعه ويسعى إلى استغلاله. على العكس من ذلك دخل باكراً في مواجهة مباشرة مع الإرهاب بكلّ أنواعه.

هل من يتذكّر أن الأردن لعب دوراً بارزاً في القضاء على «أبو مصعب الزرقاوي» في داخل العراق وذلك قبل أن يبدأ الكلام عن «داعش» وما شابه «داعش»؟

بعد مؤتمر لندن، هناك ظهور لوعي حقيقي في أوروبا لأهمّية مساعدة اللاجئين السوريين والسعي إلى بقائهم غير بعيدين عن سوريا. ما الخطوات السياسية التي ستتبع ذلك؟ المال يمكن، من دون أدنى شكّ، أن يكون عاملًا مساعدًا. لكنه ليس العامل الحاسم.

هل في استطاعة أوروبا حمل الإدارة الأميركية على لعب دور أكثر فاعلية في التخلص من النظام السوري؟ من دون خطوة من هذا النوع، ستظلّ المساعدات المالية، مهما بلغ حجمها، مجرّد مسكّن لا أكثر. المال ليسّ حلّاً. في غياب الحلّ، ستكون الحاجة الدائمة إلى مؤتمرات مثل مؤتمر لندن تغطي العجز عن الذهاب إلى لبّ المشكلة الذي هو النظام السوري ولا شيء غير ذلك!

 

هل تُعيد واشنطن النظر في تنازلها لموسكو في سوريا؟

ثريا شاهين/المستقبل/12 شباط/16

السؤال الذي تطرحه مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، هو هل ستستمر الولايات المتحدة على موقفها بالنسبة الى التدخل العسكري في سوريا، ام ان تعديلاً ما سيطرأ على الموقف من الآن وحتى انتهاء ولاية الرئيس باراك اوباما؟ وتؤكد المصادر نفسها الحاجة الماسة الى فعل شيء ما من الدول الداعمة للمعارضة السورية المعتدلة، بعد الهجوم على حلب بالتزامن مع انطلاق التفاوض السوري السوري في جنيف، والذي ارجئ الى 25 شباط الجاري، بعد الفشل الذي واجهه. كما تؤكد ان هناك خطراً حقيقياً من ان تؤدي العمليات العسكرية الى القضاء على ابرز معاقل المعارضة المعتدلة، اذا لم يحصل تدخل فعّال وقوي، وهو الامر الذي لا يزال محور نقاش عميق وبعيد عن الاضواء بين الدول المعنية بدعم المعارضة. فهل يُترك لروسيا ان تقوم بما تريده، ام لا؟ لا سيما وانه اذا استمرت العمليات فقد يستعيد النظام ومعه الروس وايران معظم المناطق التي تحتلها هذه المعارضة، باستثناء مناطق «داعش» و»النصرة»، وهي في الاساس مناطق صحراوية، فهل سيتم الدخول في حرب؟ وما سيكون عليه رد فعل روسيا؟ وما الذي سيقوم به الاميركيون؟

من غير الواضح، وفقاً للمصادر، ما اذا كانت الادارة الاميركية ستطور موقفها، خصوصاً انها ومن خلال التفاوض، لم تلمس ان النظام وداعميه سيجدون الحل، كما انهم لن يكتفوا بالمناطق العلوية، بل سيعملون لاستعادة السيطرة على المناطق التي كان النظام يحكمها. من الصعب استعادتها كلها، لكن ما الذي ستقوم به الدول لدعم المعارضة حيث صمودها في خطر وهي تواجه النظام وروسيا وايران و»حزب الله» والميليشيات الافغانية والعراقية؟ وهناك 12 مليون سوري خارج سوريا وعشرات الالوف في السجون داخل سوريا، فضلاً عن «داعش» حيث هناك صراع معها. هناك نقاش بين الدول حول امكانات الرد وكيف، اذ انه من الصعب التراجع خصوصاً في هذه المرحلة، ريثما يتم فعل شيء يغير الواقع على الارض. من غير الواضح ما اذا كان سيحصل تبدل في الموقف الاميركي، اذ ان كل المجازر في سوريا حصلت في عهد الادارة الحالية، ولا تزال تصر على عدم التدخل.

الاميركيون استجابوا لكل الطروح الروسية ولم يقاوموا الروس ابداً. وكل همهم وجود عملية سياسية قائمة بغض النظر عن نتائجها، لذا قدموا تنازلات قوية للروس، لانهم اعتقدوا انه في الحد الادنى ستحصل تطورات في سوريا تغير الوضع على ان تطوّر الامور نفسها في وقت لاحق، فما يحصل هو انه حتى العملية السياسية فشلت، وجرى الهجوم على حلب في مرحلة التفاوض. اتهم النظام المعارضة بأنها منظمات ارهابية، وان ليس لديها اي تأثير على الارض، ويسمح بإدخال من يحارب في مناطقها، من اجل ان لا تُعطى شرعية لها على مناطقها. وهو يريد ايضاً ان يتفاوض مع معارضة تابعة للنظام، لكي تسير الأمور كما يرغب. انما المعارضة الفعلية موجودة وتنبثق من خلال اجتماع الرياض، والتي تمثل الجميع، لكن النظام لا يريد التفاوض معها واعتبر انها «أشباح». كما أن أي مكاسب للنظام على الحدود مع تركيا تعتبر مصدر انزعاج كبير لأنقرة. واشنطن لا تريد أن تقوم بأي شيء. فهي تقدم تنازلات للروس مقابل عملية سياسية مصيرها غامض. ولا تعتقد المصادر ان هناك تآمراً أميركياً روسياً من تحت الطاولة، انما إن وجد هذا التآمر أو في ظل هذه التنازلات فالنتيجة واحدة. ما فاجأ الدول هو التصعيد العسكري على حلب بهذا الشكل، وهي أكبر معقل للمعارضة، والمعارضة المعتدلة تخيف النظام ومن وراءه أكثر مما تخيفهم «النصرة» و»داعش»، لذا تمت مهاجمتها. وتتوقع المصادر، أن يبقى الوضع الراهن سائداً على مدى الأشهر المقبلة. حتى إن الأسلحة النوعية لم تعد تنفع للدفاع عن المعارضة، هناك استياء خليجي كبير من الواقع السوري، وأي لجوء للقوة مع الروس يحتاج الى مساعدة أميركية، لأنه من دون الأميركيين من الصعب حصول فارق. ومع كل منظومة الصواريخ الروسية، فليس هناك ما يوازيها سوى المنظومة الصاروخية الأميركية. إيران بكل قوتها، واجهت نقصاً في سوريا، وجاءت بالعراقيين والأفغان لمساندتها. هناك سيناريو يمكن أن يحصل، وهو أن تقوم المعارضة بعمليات صغيرة ومحدودة داخل مناطق النظام أو التي قد يستولي عليها. ويساعدها في ذلك ان الناس معها ولذلك لا يمكن للطرف الآخر أن يمكث طويلاً فيها. وهذا يشكل أحد الاحتمالات، وأي تنصل أميركي من دعم المعارضة يطرح علامات استفهام حول قدرة الدول الأخرى على إحداث فرق. وتستبعد المصادر، ان تحمل الجولة الثانية من التفاوض السوري السوري في 25 الجاري، أية مقومات للنجاح. اذا لا اتفاق داخليا ولا اقليميا ولا دوليا حول الوضع السوري. فقط وزيرا خارجية كل من الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف يلعبان بالمنطقة. والسؤال هو على أية جهة يضغط الأميركي، على الروسي أو على الايراني؟ واشنطن قدمت تنازلات في سوريا، لأنه بالنسبة لها المهم أن ينعقد التفاوض. فأما واشنطن غير قادرة على الضغط، أو أنها لا تريد، أو أنه لم يعد لديها وسائل ضغط، فهي لن تقاتل في سوريا، أي لن ترسل جنوداً للقتال على الأرض، في حين أن روسيا جاءت بكل جيشها وعتادها.