المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 شباط/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february14.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس01/من35حتى45/عجيبة شفاء الأبرص

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة06/من12حتى23/ولا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

زرائب واغنام ومعالف وتبن وحبال/الياس بجاني

بالصوت والنص وفيديو/مقابلة مع الإعلامي علي حمادة تتناول وضعية 14 آذار وذكرى 14 شباط/تعليق في نفس السياق للياس بجاني

ملخص مقابلة علي حمادة مع تلفزيون ال أم تي في: حسابات "حزب الله" غير لبنانية بعكس عون وفرنجية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/2/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 13 شباط 2016

الحجيري يناشد عبر “السياسة” سلام وقهوجي إنقاذ عرسال/الجراح: من غير المسموح التعرض لها بسوء

الجيش اللبناني يحبط محاولة تسلل إرهابيين إلى مواقعه في جرود عرسال

شعبة المعلومات حررت المواطن اسامة معوض والقت القبض على 5 من الخاطفين

بيضون: إيران أشعلت حرباً مذهبية لتفتيت العراق والعالم العربي

ريفي: لن نتراجع حتى نرى من اغتالوا الحريري وراء القضبان

فارس سعيد: "14 آذار" حاجة

 بري بخير

جعجع عبر تويتر: الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن ندعك تغتال مرتين

عون خارج الحسابات المستقبلية وجعجع للحريري: لن ندعك تُغتال مرتين

حزب الله لـ14 آذار: نقاطع الانتخابات لمنع تمرير حيلتكم وتحقيق هدفنا

الوفد النيابي الى اميركا نهاية الاسبوع المقبل وخليل مطلــــــع آذار

كرم: نحاور "حزب الله" عندما يكون جاهزا لاستراتيجية لبنانية ونشـــارك في احتفال البيال لأننــا فــي أصل 14 آذار

الاستحقاق في مراوحة حتى اشعار آخر وعوامل عدة قد تكسر الستاتيكو: تخلي الحريري عن التسوية لصالح عون أو انسحاب أحد المرشَحَين بثمن

الرياشي: إذا حضر جعجع ذكرى اغتيال الحريري سيكون الترحيب أكبر

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

التوتر يخيـم على عين الحلوة مجددا: قنابل يدوية على وقع تجنيد "الدواعش"

اهتمام اوروبي باجتماع مجموعة الدعم للقضية الفلسطينية في الربيع والمؤتمـر الدولـي بعيـد المنـال وفرنسـا تعيـن مبعوثـا خاصـا

باسـيل من ميونيخ الى بروكسـل فرومـالبحث الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان

عودة ترأس قداسا لراحة نفس فؤاد بطرس: كم نحن بحاجة إلى أمثاله ممن يكون ولاؤهم لوطنهم وحده

قاسم في ذكرى استشهاد مغنية والموسوي وحرب: نريد رئيسا يطمئننا ويدعم المقاومة ولبنان وما نفعله لهذا الهدف مشروع ومبرر

انطوان سعد دعا حزب الله إلى لبننة قراره وتسهيل انتخاب رئيس

كنعان: اتفاق معراب انقاذي للبنان ولا معركة اعلامية مع فرنجية و90% من المسيحيين يؤيدونه ويباركونه

"اجتماع أصحاب الفنادق مع سـلام إيجابي"/كنعان: ننتظر لقاء فرعون لعرض المطالب

بدنا نحاسب: محكوم بتهمة العمالة للعدو الصهيوني على علاقة بالشركة الفائزة بعقد ترحيل النفايات

علوش من حلبا: تناسينا سلاح حزب الله ووجهنا قوانا ضد بعضنا بعضا داغر: أيدنا جعجع لأنه مرشح 14 اذار ولدينا اشكال بانتخاب غيره لاختلافنا سياسيا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس في المكسيك محطته الثانية وإعلان تاريخي لزعيمي الكاثوليك والأرثوذوكس لإنقاذ مسيحي الشرق

الصحف السعودية تقرع طبول الحرب في سورية

أنقرة: السعودية أرسلت طائرات الى تركيا ويمكن أن تطلق عملية برية لمحاربة «داعش» بسورية

واشنطن دعت موسكو لتغيير أهدافها وباريس طالبتها بالكف عن استهداف المدنيين

مطالبات بتحقيق المحكمة الجنائية في جرائم ضد الإنسانية بسورية

هولندا تعتزم الانضمام إلى “مجموعة الدعم الدولي لسورية”

معارض سوري: روسيا تستعد لحملة عسكرية على ريف حمص الشمالي

القاهرة: نعمل مع واشنطن لتحقيق الاستقرار في المنطقة

السيسي يسلم سلطة التشريع للبرلمان ويدعو لدولة مدنية حديثة وأكد أن مصر تواجه تحديات تثير القلق وطالب العالم بتضافر الجهود لدحر الإرهاب

رجوي: أموال المعاملات مع نظام «الولي الفقيه» تصرف على الإرهاب يستخدمها الحرس الثوري في حروب المنطقة

أنقرة: طلائع سعودية وصلت..وضرب "الوحدات الكردية" في ريف حلب

كيري: ازمة الهجرة تشكل تهديدا شبه وجودي على اوروبا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لعنة اغتيال رفيق الحريري/خيرالله خيرالله/العرب

لبنان أيام عبدالعزيز خوجة/أحمد عدنان/العرب

«14 شباط».. بأعلى الصوت/علي الحسيني/المستقبل

11 عاماً.. والرفيق باقِ في قلب الوطن/أسباب اغتيال الحريري تتكشّف «أكثر فأكثر/ثريا شاهين/المستقبل

رفيق الحريري الآن/شادي علاء الدين/العرب

ريفي-الحريري:قراءة مغايرة/محمد علي مقلد/المدن

اشتباك الحريري-ريفي: أوهام الانقسام/نذير رضا/المدن

"جماعة 14 شباط"/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

حارث سليمان لـ«المستقبل»: إيران تعمل لتثبيت إمبراطوريتها ونصرالله ربح جائزة لكنه يؤجل تسلمها/علي الحسيني/المستقبل

"داعش".. إثبات الذات عبر الخاصرة اللبنانية/منير الربيع /المدن

ريفي.. وراثة تيار متصدع/نادين مهروسة/المدن

حلم رفيق الحريري يؤرق جميل السيّد: الجلّاد لا يكون ضحيّة/فايزة دياب/جنوبية

ماذا قال خطباء 14 شباط قبل عشر سنوات/خاص جنوبية

التيار المتشدد في إيران يخشى على عرشه من الاعتدال/د. سالم حميد/العرب

الاسد ليس للابد/ساطع نور الدين/المدن

نهاية كارثية لحزب البعث السوري/داود البصري/السياسة

الآخر المهزوم والنقد الذاتي/حسام عيتاني/الحياة

بين «الخضوع» و«الشيزوفرانيا»/بول شاوول/المستقبل

الأسد وأوباما والوهم/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس01/من35حتى45/عجيبة شفاء الأبرص

"قَامَ  يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك. ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ، ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ». فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ». وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين.

وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!». فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَٱطْهُرْ!». وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ. فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً، وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم». أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان."

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة06/من12حتى23/ولا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله

"يا إخوَتِي، لا تَمْلِكَنَّ الخَطيئَةُ بَعْدُ في جَسَدِكُمُ المَائِت، فَتُطيعُوا شَهَوَاتِهِ. وَلا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وٱجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله. فلا تَتَسَلَّطْ عَلَيْكُمُ الخَطِيئَة، لأَنَّكُم لَسْتُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة. فَمَاذَا إِذًا؟ هَلْ نَخْطَأُ لأَنَّنَا لَسْنَا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة؟ حَاشَا! أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى المَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ. فَشُكْرًا للهِ لأَنَّكُم بَعْدَمَا كُنْتُم عَبيدَ الخَطيئَة، أَطَعْتُم مِنْ كُلِّ قَلْبِكُم مِثَالَ التَّعْلِيمِ الَّذي سُلِّمْتُمْ إِلَيْه.

وَبَعْدَ أَنْ حُرِّرْتُم مِنَ الخَطِيئَة، صِرْتُم عَبيدًا لِلبِرّ. وأَقُولُ قَوْلاً بَشَرِيًّا مُرَاعَاةً لِضُعْفِكُم: فَكَمَا جَعَلْتُم أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ في سَبِيلِ الإِثْم، كَذلِكَ ٱجْعَلُوا الآنَ أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لَلبِرِّ في سَبيلِ القَدَاسَة. فَلَمَّا كُنْتُم عَبيدَ الخَطِيئَة، كُنْتُم أَحْرَارًا مِنَ البِرّ. فأَيَّ ثَمَرٍ جَنَيْتُم حِينَئِذٍ مِنْ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتي تَسْتَحُونَ مِنْهَا الآن؟ فإِنَّ عَاقِبَتَهَا المَوْت. أَمَّا الآن، وقَدْ صِرْتُم أَحراَرًا مِنَ الخَطِيئَةِ وعَبيدًا لله، فإِنَّكُم تَجْنُونَ ثَمَرًا لِلقَدَاسَة، وعَاقِبَتُهَا الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة. لأَنَّ أُجْرَةَ الخَطِيئَةِ هِيَ المَوت. أَمَّا مَوْهِبَةُ اللهِ فَهيَ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ في المَسيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

زرائب واغنام ومعالف وتبن وحبال

الياس بجاني/13 شباط/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/13/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D8%BA%D9%86%D8%A7%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%81-%D9%88%D8%AA%D8%A8%D9%86-%D9%88/

للأسف تعشعش بيننا ومعنا في الوطن وبلاد الاغتراب أعدد كبيرة من “الزقيقي” و”الزلم” المزخرفين والمتباهين بشالات وأزرار وفولارات.

هؤلاء عقول ما في بروسون. روسون فارغة من غير الغباء والهبل والجهل والتسطح الفكري والعقم الاخلاقي والخور الإيماني ومرض التبعية وعاهات الذل والانبطاح.

هؤلاء عار علينا نحن الموارنة تحديداً وعلى المسيحيين ولبنان عموماً.

هودي جماعة روح روح وتعا تعا وفوت وضهار وقعود ووقاف، وكل يلي بيهمون تلميع سراميون ونفخة الصدر والصور ولو مع عمهم لاسيفورس ومع الشارد المون جنرال ومع زلمو والعصي والمرتزقة تبعو.

هؤلاء عار على مار يوحنا مارون وعلى كبيرنا البطريك صفير وعلى روح وذكرى بشير وإهانة لفكر جبران ومالك.

هؤلاء من هالك إلى مالك ومنهما إلى قباض الأرواح.

هودي كلون سواسة وما في فرق لا بين يلي بالوطن منون ولا يلي بالإغتراب لأنو طينتون وعجينتون ومركبات عقولون العفنة واحدة.

ما بيعرفوا يفرقوا بين الحر والتابع ولا بين الادمي والحرامي ولا بين السيادي والعميل ولا بين الشخص والقضية لأنو ما عندون لا بصر ولا بصيرة.

هودي هني حملة الزرار والشالات والفولار والتعتير وأكيد عرفتون.

بيحبوا الزرائب وبيعشقوا الحبال ويتلذذون بأكل التبن من المعالف. وقمح من هودي الزمر بدك تاكلي يا حني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

بالصوت والنص وفيديو/مقابلة مع الإعلامي علي حمادة تتناول وضعية 14 آذار وذكرى 14 شباط/تعليق في نفس السياق للياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/13/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5-%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85/

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة مع الإعلامي علي حمادة تتناول وضعية 14 آذار وذكرى 14 شباط/تعليق في نفس السياق للياس بجاني/13 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/ali%20hmade%20elias.13.02.16.mp3

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة مع الإعلامي علي حمادة تتناول وضعية 14 آذار وذكرى 14 شباط/تعليق في نفس السياق للياس بجاني/13 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/ali%20hmade%20elias.13.02.16.wma

فيديو/مقابلة مع الإعلامي علي حمادة تتناول وضعية 14 آذار وذكرى 14 شباط/تعليق في نفس السياق للياس بجاني/13 شباط/16/اضغط هنا لمشاهدة الفيديو
https://youtu.be/ngQ12ZWtLS0

 

ملخص مقابلة علي حمادة مع تلفزيون ال أم تي في: حسابات "حزب الله" غير لبنانية بعكس عون وفرنجية

موقع 14 آذار/16/١٣ شباط ٢٠١٦

رأى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" علي حمادة "أننا لن نجلد انفسنا ونقول ان الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري او حالة 14 اذار تم تبديدها فهذا غير صحيح، يجب ان لا ننسى ما تعرضت له القوى الاستقلالية في البلد، فلم يسبق وتعرضت له اي مكونات سياسية منذ نشوء هذا الكيان منذ عام 1926. وذكّر ، في حديث إلى محطة "MTV"، بـ"ما تعرضت له قوى "14 آذار" من اغتيالات، حصار، وسلاح على الارض، انقلابات سياسية ودستورية وحصار ل 66 نائبا في فنادق وبقلاع امنية، المجلس النيابي تم اقفاله تحت شعارات مدة 17 شهر او 18 شهر، رئاسة الحكومة حوصرت لمدة سنة ونصف، رئيس حكومة محاصر بمئات الالاف من المتظاهرين وخلفعم مسلحون، وسلسلة الاغتيالات واخرها اغتيال الوزير محمد شطح الذي كان حمامة سلام".-+

وقال: "عند مراجعة المسار نقول جيدا ان من بقوا ما زالوا موجودين، رئيس حكومة لبنان، واحد اقطاب الحياة السياسية اللبنانية وابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري 5 سنوات خارج لبنان لدواعي امنية تم اخراجه، واخر الدلالات على هذه الحالة الامنية او هذا الضغط الهائل الذي تعرضت له القوى الاستقلالية الرئيس الحريري من 3 اسابيع خرج احدهم ليقول له ممنوع العودة الى لبنان وهو قطب نيابي اساسي اي النائب محمد رعد، ويمثل حالة مسلحة"، لافتاً إلى ان هناك "محاكمات لخمسة من القياديين الامنيين في حزب الله".

وعن ترشيح سليمان فرنجية وميشال عون، أوضح ان هناك اراء عدة في هذه المسألة داخل تيار المستقبل و14 اذار، هناك رأي يقول ان الترشيحين خطأ لانهما لاقطاب في 8 اذار وعملياً هذه القوى بشكل او بآخر من دون التقليل من مكانة المرشحين وحجمهما التمثيلي مرجعهما حزب الله".

أضاف: "يعني عملياً هو ترشيح رئيس جمهورية يجاهر المرشحان بالقول انهما ينتميان الى تجمع يقوده حزب الله واحدهم يقول لنصرالله انت سيد الكل والثاني يقول يجب ان يدخل الجميع في ورقة تفاهم مع حزب الله وورقة التفاهم هي لغم كبير في السيادة اللبنانية، وهناك وجهة نظر اخرى تعطي مبررات لما سمي بمبادرة دعم ترشيح وليس ترشيحا، مبادرة الرئيس الحريري التي هي مبادرة لمعالجة الفراغ الرئاسي عبر الترشيح".

وتطرق إلى ذكرى 14 شباط والحضور ودعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فقال: "بالحضور لا مشكلة، وبالطبع وجهت أول دعوة لجعجع، لا نريد ان نكذب على الناس هناك جو لم يكن موجوداً بين الرئيس الحريري وجعجع ولكن لم ينشب خلاف ولم تنشب عداوة، والقواعد منفتحة على بعضها، وما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي لا تعكس حقيقة العلاقة بين الطرفين، وعلى العكس جعجع هو الذي يدعي الى الذكرى، فرفقة الدم والنضال مستمرة وربما تستمر بأشكال اخرى، وقد يكون هناك اختلاف بمحطة معينة وثم يكون اتفاق في محطة ثانية، وهذا ينطبق على كل الحلفاء مثل الوزير اشرف ريفي، هو يدعي لا يحتاج الى دعوة". وعن تداعيات انسحاب ريفي من الجلسة، شدد على أن "الحادثة التي جرت على خلفية مجلس الوزراء بينه وبين الرئيس الحريري هذه لا تفسد العلاقة العميقة ولا تفسد ما بين اشرف ريفي وسعد الحريري، هناك خلاف ليس سراً حول مسألة الترشيحات الرئاسية وحول المواقف السياسية التي يتخذها اللواء ريفي مرات تخرج عن اطار المتفق عليه داخل تيار المستقبل علماً ان اشرف ريفي ليس منتظماً في تيار المستقبل اي ليس حزبياً ، هو صديق تيار المستقبل وعماد من اعمدة هذا التحالف العريض الاستقلالي وكان ولا يزال مرشح الرئيس سعد الحريري والتيار داخل الحكومة".

وذكّر بـ"الخلاف بين جنبلاط ومروان حمادة وانفصلا عن بعضها في مسألة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي ثم تطورت الامور الى لطشات في الاعلام وبالبيانات وثم عادا مثلما كانا وعاد اللقاء الديمقراطي كما كان في السابق ورجع جنبلاط وحمادة افضل مما كانا، هناك محطات في الحياة السياسية يجب ان لا نحولها الى دراما وان لا نقف عندها، كما احدى الصحف الصفراء بالامس كتبت "يتمرد على سيده" لا ليس سيده، اذا انتم لديكم اسياد فهو ليس سيده، لم يدع لا رفيق الحريري يوماً ولا ابنه سعد الحريري الذي هو قائد هذه المجموعة انهما سيدان لأحد، "اذا معودين على السياد فابقوا عندهم، غيركم لا يوجد لديه سيد".

واسترسل: "لا يمكنني ان اقول تصرف ريفي صحيحا او لا، لكن يمكنني القول ان الانسحاب من مجلس الوزراء ضمن فريق واحد مفترض ان يكون بالتشاور مع المجموعة التي ينتمي اليها هذا الوزير اذا كان تيار مستقبل، مع الرئيس الحريري او بالتشاور مع الرئيس السنيورة، هذه خطوة كبيرة، والانسحاب يجب ان يكون من الممثلين الاربعة، هذه الخطوة لم تكن منسقة ولن يتم مراجعة الرئيس الحريري فيها ويفترض موضوع الانسحاب ان يكون بالتشاور، لان له تداعيات كبيرة اكبر من قضية المتعلقة بوسام الحسن او موضوع سماحة، ما بين سعد الحريري واشرف ريفي لا يمكن لاحد ان يدخل بينهما".

وإذ كرر أنه تم دعوة الجميع لحضور وقائع الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الحريري، أعلن أن حزب الله غير مدعو، مذكراً بأن "هناك انفتاحاً على حزب الله في الحوار لربط نزاع وليس حوارا بين حلفاء ولا حوارا بذكرى رفيق الحريري ان نرى ممثلين عن حزب الله حاضرين، افضل شيء ممكن ان يقدمه حزب الله في هذه الذكرى هو تسليم المتهمين المعتبرين قديسين".

وعن كلمة الرئيس الحريري واحتمال ترشيح فرنجية او اعطاء اشارات ايجابية تجاه تبني ترشيح عون، لفت إلى ان "سعد الحريري اولاً سيخوض بالذكرى وثانياً بما يتعلق بقوى 14 اذار قبل الرئاسة ان هذا التحالف العريض هناك تمسك به، رغم وجود تباينات وشقوق داخل هذا الجسم لكن هناك ارادة سياسية وارادة عميقة لدى الرئيس الحريري بلم الشمل وان يعمل اضعاف مضاعفة للحفاظ على هذا الجسم".

وتابع: "وثالثاً في ما يتعلق بمسألة الرئاسة سيكون هناك اصرار على اتمام الاستحقاق الرئاسي، وفي ما يتعلق بالمبادرة هي وجهة نظر، لم نجد طريقة اخرى لانهاء الشغور الرئاسي الذي يؤدي الى انهيار المؤسسات وتفريغها وزوال الدولة اللبنانية، والدليل على ما يقوله، وهذه وجهة نظر سياسية لدى التيار بالنسبة لترشيح فرنجية وعون، الاثنان مرشحان ولم يفتح الباب، لماذا؟ معتبراً أن حزب الله جعل الباب مغلقا".

ورأى ان "نصرالله قال نعلم ولكم الحق ان تمارسوا حقكم بعدم الحضور كما مارسنا ذلك، حزب الله يقول هذا المرشح صوتوا له، والا نغلق المجلس، قدمت 14 اذار تنازلات وقالت له لديك مرشحان احدهما تسميه نور العين والاخر لديه اسم طويل عريض لا اعلم ما سيمي عون وقلنا لك واحدا من الاثنين وانت تقول لا".

وزاد: "رشحوكم 14 اذار يا حضرة النائب فرنجية ويا حضرة النائب عون، و لا احد منكم يجرب ان يتنازل ويساهم بفتح المجلس او بخرق هذا الجدار، هناك شيء غير معقول وهناك امر سوريالي اكان من جهة فرنجية الذي من واجباته ان ينزل الذي تم ترشيحه ويقول ان له 70 صوتا، انزل لتظهر هذه الاصوات السبعين في الترشيح والجنرال عون يجب على من وقف خلفه ان يقول له قمنا ب 34 دورة بمجلس النواب، وجعجع قام بمؤتمرات صحفية عند انتهاء كل دورة، وكان القاسم المشترك بكل الدورات في المؤتمرات الصحفية هي ادانة التعطيل والقول إنه يجب ان يفتح المجلس، عند اول مرة رشح واحد من 8 اذار هذا المرشح لم ينزل الى المجلس النيابي".

ورأى انه "لا بد من لقاء جدي وعميق بين الحريري وجعجع وهذا واجباتهم ولا حق لهم ان لا يجلسوا وان ما سيخرج 14 اذار من كبوتها هو اقرار القوى السياسية " تيار المستقبل، قوات، كتائب" وغيرها انه لنا معركة اساسية لا تزال مستمرة، الحالة المليشيوية متفشية والجيش غير النظامي والسلاح غير الشرعي موجود والدولة في قلب الدولة موجودة والتورط في سوريا مستمر والهجوم على ما تبقى من مكونات الدولة ومؤسساتها مستمر وهناك حمام دم في المنطقة، لدينا مواجهة في لبنان يجب ان تتذكروا ان هناك مواجهه اساسية وهذه المواجهة لا تحل بترشيح هذا او ذاك، الحل في البلد بوضعية حزب الله، هل يستمر على ما هو او تتم تعديل صيغة حزب الله ويتحول الى حزب سياسي".

ونصح "جعجع والحريري باتخاذ قرار مناسب مع هذا الذي يقوم به حزب الله، والخروج من الترشيحات" بكل بساطة، وابقيا البلد قائماً وتبقى الحكومة فعالة والوزراء يعملون بين بعضهم، واخرجا من الترشيحين وعودا الى موقف من 14 اذار، نصرالله لم يأخذ هذه الفرصة ويعتبر ان يريد ان يأخذ اكثر واكثر هو حر، وسامحونا يا عون وفرنجية مع محبتنا واحترامنا لكما نعيد النظر في الترشيحات ونقدم ورقة اخرى هي ورقة ترشيح التسوية، لا يمكننا ان نقدم اكثر من ذلك، وايضاً ليست مسؤولية الحريري او جعجع او الرئيس امين الجميل وبقية الحلفاء ان يكونوا وحدهم ضنين بموضوع ملأ الشغور واتمام الاستحقاق".

وأشار إلى ان "الرئيس نبيه بري قال هناك 3 مرشحين، حسناً افتحوا المجلس وليربح من يربح، اعطى موقفا من احسن المواقف التي يمكن ان تعطى، نصرالله قال المجلس مغلقا ونحن نريد عون ولكن نقول لفرنجية لا تنسحب، معلومات فرنجية ان حزب الله معه وليس مع عون لكن الحزب تارك عون ليفقد الامل".

وختم: "معلومات عون معاكسة تماماً انهم معه ومستمهلينه ليحققوا مزيدا من المكاسب على الصعيد الداخلي على اثر تحقيق نصر حاسم على الارض السورية، الحقيقة عن حسن نصرالله وانا بتقديري حزب الله لا يعطي سره لاحد لا لعون ولا لفرنجية ولا لـ 14 اذار، حساباته ليست لبنانية، على عكس بقية الاطراف، فرنجية وعون حساباتهما لبنانية".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/2/2016

السبت 13 شباط 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يطلق كل من الرئيس سعد الحريري غدا، والسيد حسن نصرالله الثلاثاء، مواقف من شأنها ان تضيء على مسار الوضع السياسي في البلد، لاسيما ما يتعلق بموضوع الانتخاب الرئاسي.

ولم يعرف بعد، ما إذا كان الرئيس الحريري، سيلقي كلمته بعد ظهر غد في البيال، بحضور شخصي أم سيوجهها عبر الشاشة، إلى جمهور تيار "المستقبل" الذي سيحتشد مع المراجع والشخصيات في الذكرى الحادية عشر لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.

وقد صدر العديد من المواقف السياسية، في مناسبة الذكرى، برز فيها تأكيد الرئيس أمين الجميل على "ثورة الأرز" التي لعب فيها الرئيس الشهيد دورا مهما. فيما قال الدكتور سمير جعجع للرئيس الشهيد: لن ندعك تغتال مرتين.

في مجال آخر، أكد المكتب الاعلامي لرئيس المجلس النيابي، ان الرئيس نبيه بري بصحة جيدة، ويزاول عمله كالمعتاد.

أمنيا، برز تحرير شعبة المعلومات المواطن أسامة معوض، وتوقيف خاطفيه الخمسة الذين كانوا طلبوا فدية عالية بقيمة مليون دولار.

في الخارج، لم يعلن حتى الآن عن آلية تنفيذ اتفاق القوى الدولية في مؤتمر الأمن في ميونيخ، حول وقف الحرب في سوريا. وقد لفت المراقبين تشكيك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإمكانات وقف إطلاق النار، وقول نظيره الأميركي جون كيري إن القضاء على "داعش" سيستغرق طويلا، وان لا حل بوجود الرئيس بشار الأسد.

نبقى في ميونيخ لنشير إلى ان الرئيس تمام سلام سيقدم قبل ظهر غد، أمام مؤتمر الأمن الدولي، مداخلة حول الوضع في لبنان. الرئيس سلام تابع لقاءاته في ميونيخ، وشرح لنظيره الفرنسي الوضع الراهن في ظل الشغور الرئاسي، وبحثا في مواجهة الارهاب في الداخل وعلى الحدود الشرقية للبنان. سلام التقى رئيس بولندا ووزيرة الدفاع الالماني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ماذا سيقول الرئيس سعد الحريري غدا؟.

تبدو المهمة الأولى لم الشمل بعد التصدعات السياسية التي حصلت. لكن الحريري لن يتنازل عن الانفتاح الوطني، ولا عن الحوار ضابط الاستقرار. أما المبادرة حول رئاسة الجمهورية، لا دخول بالأسماء ولا التفاصيل. لكن هذا لا يعني أيضا تراجعا ولا تغييرا في الطروحات.

طروحاتنا اللبنانية لم ترتق إلى حد بت مسألة الرئاسة، لكنها تسير حكومة وتحافظ على الآمان السياسي في عز التحولات الاقليمية.

اهتمامات اللبنانيين تنصب أيضا حول ملف نفايات يطول ويطول، من عقدة إلى إخبار، إلى سؤال: ماذا سيحصل؟، هل تفرمل معلومات حملة "بدنا نحاسب" قرار الترحيل؟.

الناشطون انطلقوا من سرية الصفقة، وقدموا معلومات لم تعرف دقتها بعد، ولا امكانية تأثيرها على الشركة المعنية، بإنتظار ما ستظهره الأيام المقبلة، فتبقى السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات.

الاحتمال الخارجي الوحيد هو أن المتغيرات السورية الميدانية ترسم المعادلة الاقليمية. لكن أنقرة مهدت لدخولها الحرب بالأصالة هذه المرة، بعد فشل الوكيل. رئيس الوزراء التركي توعد الأكراد بضربة عسكرية، على وقع استعدادات سعودية- تركية للحملة الجوية في شرق سوريا.

الأميركيون والروس مصرون على وقف للنار نهاية الأسبوع. لكن موسكو رفعت من سقفها السياسي إلى حد أنها ربطت كل مسارها العسكري بمعركة الجيش السوري. وذهب سيرغي لافروف إلى تحديد فرص نجاح وقف النار حتى الآن بـ 49 في المئة.

بين الكر والفر السياسي دوليا، يرصد مسار الشمال السوري، بعدما أصبح الجيش قريبا من الحدود مع تركيا، وتمدد الأكراد على مساحات واسعة أقلقت أنقرة. فماذا بعد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

سبقت التطورات الميدانية، المنابر السياسية والتحليلات الاعلامية، حول الساحة السورية. تقدم متسارع للجيش السوري والحلفاء، زاد من أرق الأطلسي والتابعين له على الدوام.

وقبل ان تكتمل الطلعات الاعلامية والتهويلية للقوات التركية والسعودية، المحتمية بقاعدة انجرليك الأطلسية، أعلن وزير الخارجية الروسية رسوب قرار وقف اطلاق النار في سوريا بمعدل تسعة وأربعين من مئة.

وعلى معدل التصريحات وما يحكى عن قصف تركي مصحوب بنبرة عالية من التهديد والوعيد بحق الأكراد، فإن المشهد يتدحرج بصورة متسارعة، يبقى الصوت الأعلى فيه لانجازات الجيش السوري إلى الآن.

استعاد الجيش بلدة الطامورة في ريف حلب الشمالي، وأشرف بالنيران على معاقل المسلحين في بلدتي حيان وعندان، مصحوبا بتقدم كردي لامس اعزاز، ما عز على التركي وحليفه السعودي واقع المسلحين المأساوي.

وإلى الواقع اللبناني، حيث عز وجود انفراج ولو بملف النفايات. فمع الحديث عن اتمام المسار اللوجستي للتصدير، ارتفع صوت بيئي من روسيا قد يعيق الترحيل. جمعيات قدمت طلبا إلى الحكومة الروسية عن عدم مطابقة النفايات اللبنانية للمواصفات البيئية، وبالتالي فإن نفاياتنا غير مرحب بها على الأراضي الروسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

غدا الرابع عشر من شباط. وهو يأتي وسط تباين واضح بين مكونات الرابع عشر من آذار حول الاستحقاق الرئاسي، وتحديدا بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع. وانطلاقا من هذا التباين ثمة ترقب لمهرجان الذكرى غدا، إن على مستوى الحضور أو على مستوى الكلمات. وإن كانت المعلومات ترجح ان لا يحضر الحريري شخصيا، بل يلقي كلمته عبر شاشة عملاقة، كما يكتفي جعجع بوفد يمثله. أما كلمة الحريري فلن تتضمن على الأرجح ترشيح فرنجية، بل ستكتفي بمواقف من الاستحقاق ومن المبادرة الباريسية.

هذا سياسيا، أما على الصعيد العسكري، فقد علمت الـ MTV ان لبنان تمكن عبر الزيارة التي قام بها العماد جان قهوجي إلى أميركا، من تحقيق مكسب مهم للجيش اللبناني، تمثل في نيل موافقة مبدئية على رفع التمويل المخصص للجيش من 70 مليون دولار إلى 150 مليون دولار. كما ان دوائر القرار في العاصمة الأميركية، أبدت اعجابها بأداء الجيش في محاربة الارهاب، واعتبرته حليفا أساسيا في محاربة "داعش".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إداريا تقع بيروت الصغرى بين جسر النهر على المدخل الشمالي للمدينة وبين السمرلند جنوبا، في حين ان "سوليدير" الكبرى باتت تمتد من مرفأ بيروت وحتى الرملة البيضاء. معادلة القضم والهضم، لا تتوقف عن إدهاش المهتمين بالتعرف إلى آخر ما توصلت اليه ابتكارات الفساد، وفزلكات الخوات والتلاعب بالقوانين وصرف النفوذ.

سيبدأ اللبنانيون بالتعود على ان "سوليدير"، عاصمة لبنان وليس بيروت. سيكون لها قوانينها وبوليسها. ولم لا، قد تطبع عملتها الخاصة، وترفع علمها وتسن شريعتها، وتفرض تأشيرة دخول على الراغبين بزيارتها، وتنشىء المعابر ونقاط التفتيش، وتنقب عن النفط في مياهها الاقليمية، وتبلط البحر لتوسيع حدود سلطنتها، وترسل انكشاريتها لهدم السان جورج، وافلات التنين على من تبقى من مؤمنين بالقضاء على الوحش.

الحوض الأول تابع في سياق النشرة، و6 و6 مكرر بين ميشال سماحة ورفعت عيد، المحكمة العسكرية امتصت النقمة عليها بتخلية سماحة، من خلال انزال عقوبة الاعدام مخففة إلى المؤبد بحق رفعت عيد، وبقي عميد حمود حرا طليقا بريئا من كل عيب وخاليا من كل ذنب.

وفي النفايات، تعثر وتأخر. وفي السياسة، ترقب لكلمة الحريري في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري. والثلثاء كلمة للسيد نصرالله في ذكرى القادة الشهداء. وفي المناسبتين، ينتظر المسيحيون من الخطابين التلاقي مع وحدة موقفهم لانهاء الأزمة.

أما الحدث الذي يستحق دموع الفرح وفرح المحبة، فهو العناق بعد الافتراق، ألف سنة من الانشقاق في عين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، كأمس الذي عبر. الكنيسة المستقيمة الرأي والكنيسة الجامعة، كيريل وفرنسيس، مليار ونصف مليار كاثوليكي وأرثوذكسي حققوا وصية المسيح لتلاميذه: كونوا واحدا كما أنا والأب واحد.

في الصلاة الأرثوذكسية، يتضرع المؤمنون إلى والدة الاله صارخين: ابعدي عن الكنائس الانشقاق. زمن الانشقاق شارف نهايته، وجسد المسيح سيعود واحدا لمواجهة التنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

... وكأن لسان حالهم يقول: "ذكرى بأي حال عدت يا ذكرى". غدا 14 شباط 2016، تبدأ السنة الثانية من العقد الثاني على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا الجمهورية بخير ولا 14 آذار، ولا 8 آذار أفضل حالا.

في 14 شباط 2005 لم يكن الثمن أقل من خروج السوري من لبنان. بعد أحد عشر عاما باتت الأمنيات خروج النفايات. الحقائق قاسية ولكن لا بد من قولها، فبعد أحد عشر عاما، أين الجمهورية؟ أين الدستور؟ أين الحياة البرلمانية؟ أين السلطة الاجرائية؟

المشهد في البيال غدا، ستطغى عليه السوداوية السياسية: اجتماع على الفراغ، فرئاسة الجمهورية شاغرة، والحكومة هجينة بين تولي السلطة الاجرائية مجتمعة وبين ان يكون كل وزير رئيسا، ومجلس النواب غائب ومغيب، أما الجميع فيستعيضون عن الديمقراطية بالتمديد.

أيا كان الموقف الذي سيتخذ غدا، فإنه لن يحجب الحقيقة المدوية: الجمهورية ليست بخير. ولأنها كذلك فإن عينة من جمهورية العصابات، ظهرت اليوم، الخطف على الفدية عاد اليوم، لكن شعبة المعلومات كانت بالمرصاد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

غدا سيقول الرئيس سعد الحريري ما لا يجرؤ غيره على قوله، هنا أو هناك، أو هنالك.

غدا سيقدم الحريري نموذجا عن رؤية صادقة لمستقبل هذا الوطن المستحيل، إلا بالتسويات، والعاصي على التفتيت، بوحدة أبنائه، والذي يقف حجر عثرة كبيرا في حنجرة الولي الفقيه، فيما يحاول ابتلاع المنطقة بالحروب والدماء والحديد والنار والتهويل.

غدا سيكرر سعد رفيق الحريري تجديد بوصلة 14 شباط و14 آذار. البوصلة التي تدل على الخصوم، من دون عداوة دائمة، ومن دون تفريط بلبنان واستقراره ووحدته. البوصلة التي تدل على الحلفاء، من دون الذوبان فيهم، أو الانفكاك عنهم. البوصلة التي تدل على لبنان، إذ يحاول بعض قادته جره إلى مستنقع الدم السوري، والذي سيصر ابن الشهيد رفيق الحريري، على حمايته وإبعاد هذه الكأس عنه.

غدا سيقول سعد رفيق الحريري: إن لبنان عربي الهوى والهوية، عربي الوجه والجسد والروح، ولا يمكن إلا أن يكون عربيا، وإنه سيستمر في مد يده وملاقاة الخصوم على منتصف الطريق، ريثما ينتهون من رحلات الدم التي ستطبع وجوههم ووجوه أحفادهم قرونا طويلة.

غدا 14 شباط، المناسبة- الزلزال، التي منها خرج مستقبل مختلف للبنان، خال من وصاية الأشقاء، وطمع الأعداء. مناسبة ستظل تدل العالم كله، على أنه في لبنان قاتل ومقتول، وسيف وعنق، والعنق يقاتل السيف باللحم الحي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تحل الذكرى وقد "انفخت" الدف وتفرق العشاق. الرابع عشر من شباط سيجمع الرابع عشر من آذار، لكنه لن يرمم ما تصدع من زوايا التحالف. والطريق إلى البيال لن تعيد زمان الوصل إلى بيت الوسط.

غدا ستحضر الياقات الرسمية. ستلبي النخبة الدعوة، ووراءها سيصطف الكوادر، إذ إن الثورة المخملية لم تعد تحتمل وجود القواعد الشعبية وأبناء الشوارع المنسية الذين ملأوا ساحاتها أرقاما.

غدا تحل الذكرى الحادية عشرة، ولم يبق من ثورة الاغتيال إلا بقايا شعارات على جدران الحرية والسيادة والاستقلال.

عشية ذكرى اغتيال مؤسس تيار "المستقبل"، الانشقاق يهدد البيت الأزرق، وإن كحل بمقولة "العين ما بتعلى على الحاجب". في ليالي الشمال الحزينة، صور الشهيد شاهدة على انقلاب الصورة. وفي البيال انقلاب في الوجوه، فرنجية وعون وجعجع على رأس ال"ليستة"، وجهت إليهم دعوات الحضور، وإذا لم يحتلوا شخصيا الصف الأمامي فبالممثلين عنهم.

أما الغائب الأكبر فسيكون إعلان الترشيح للرئاسة. وإن كان هذا الاستحقاق مادة الخطاب الدسمة. لكن الدسم الرئاسي لا يطبخ على نار محلية، ومهما قيل فيه فإن متمماته تستخرج من مواد أولوية لاتفاق إقليمي لم يبلغ مستوى النضج بعد، وإن لاحت بوادره من ميونيخ، حيث قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: لا يوجد أي شيء في منطقتنا يمنع ايران والسعودية من العمل معا، لتحقيق مستقبل أفضل لنا جميعا. وأضاف: إن المتطرفين يشكلون تهديدا لاشقائنا في السعودية، مثلما يمثلون تهديدا لباقي المنطقة، ونحن مرتبطون بمصير مشترك.

ولأن الإرهاب عدو مشترك، من يدري فمن اجترح نصرا نوويا لبلاده، قد يرسم بكلامه الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، بتوحيد الإسلام سنة وشيعة، اقتداء بلقاء الكنيستين الشرقية والغربية، بعد شقاق دام ألف عام. وتحت الشمس ما من مستحيل.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 13 شباط 2016

السبت 13 شباط 2016

النهار

دخل حزب سياسي نافذ على خط التجديد لمشروع مقدمي الخدمات في الكهرباء مشترطاً الدخول شريكاً قبل تجديد العقود.

تبيّن أن انتقاد النائب وليد جنبلاط لهدم مبنى اعتبره أثرياً قبل أيام كان رسالة غير مباشرة لأحد نواب حزبه الشريك في المبنى.

قال خبير مالي إن الأسماء المتهمة بتبييض الأموال صحيحة، أما نسبتها الى "حزب الله" ففيها بعض الشكوك.

احتدم الخلاف بين نقيب إحدى المهن الحرة وأعضاء في مجلس النقابة بسبب إصرار الأول على نقل أموال من مصرف الى آخر.

السفير

قال قيادي حزبي في "14 آذار" إن بلدة عرسال تدفع ثمن الصراع على السلطة بين "الأبوات" في عرسال!

طلب مرجع روحي من جهة رسمية إجراء مقارنة شهرية بين مداخيل دائرة كبار المكلفين في وزارة المال، اعتباراً من الأول من شباط 2016.

يتردّد أن بعض القانونيين يدرسون إمكان إيجاد "تخريجة" جديدة للتمديد لمدير المخابرات العميد ادمون فاضل، بعدما استنفد قانونياً سنوات التمديد.

المستقبل

يقال

إن مرجعاً روحياً بارزاً طلب من سفراء معتمدين في لبنان خلال لقائه بهم الأسبوع الماضي، أن تضغط دولهم على "حزب الله" من أجل أن يُفرج عن الاستحقاق الرئاسي ويعمل لإكمال النصاب في المجلس النيابي والوصول الى انتخاب رئيس.

اللواء

تخوَّف دبلوماسي غربي أن يأتي رئيس صدامي للجمهورية على صفيح ساخن، إذا تفاقم الوضع الميداني في سوريا؟

يؤخذ على رئيس نقابة (ordre) إبقاء مستخدمين لسنوات في مراكز تعيينهم، الأمر، الذين يجعلونهم يتصرّفون، كموظفين، بيروقراطياً ونفعياً!

تردّدت معلومات أن غداء وسط العاصمة الذي جمع نجل مرشّح رئاسي مع ضابط متقاعد ترك تأثيراً سلبياً على "تفاهم ثنائي" مسيحي حديث العهد!

الجمهورية

طُلب مِن مرجعيّة روحيّة كبيرة التريُّث في عقد اجتماع كان مُقرّراً مُقابل وعد تلقّاه بحلّ الأمور التي سبّبت الأزمة بهدوء.

طلبت جهة سياسية من مؤسسة إستطلاع للرأي إعداد دراسة حول نسبة التأييد التي لا يزال يتمتع بها إتفاق المصالحة بين طرفين بعد مرور أسابيع من دون أن تظهر مؤشرات إيجابية على الهدف الذي من أجله أنجزت المصالحة.

يُحاول أحد الفاعليات في منطقة جزين إفشال إتفاق حصل بين حزبه وحزبٍ آخر حول الإنتخابات الفرعية المقرّرة لدوافع شخصية.

البناء

بعد السجال "التويتري" الذي دار بينهما في أعقاب جلسة مجلس الوزراء ما قبل الأخيرة على خلفية رواتب الأساتذة المتعاقدين، شوهد وزير المال علي حسن خليل ووزير التربية الياس بو صعب يتناولان الغداء في مطعم "السلطان ابراهيم"، وذلك بدعوة من خليل ابراهيم صهر الرئيس نبيه بري، وفي حضور مستشاره أحمد بعلبكي.

 

الحجيري يناشد عبر “السياسة” سلام وقهوجي إنقاذ عرسال/الجراح: من غير المسموح التعرض لها بسوء

14/02/16/بيروت – “السياسة”/ناشد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري عبر “السياسة”، رئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي، العمل على فك الحصار عن البلدة، البالغ عدد سكانها الأصليين 40 ألف نسمة، إضافة إلى 120 ألف نازح سوري. واعتبر أن الأهالي يعيشون ظروفاً صعبة للغاية، لم يسبق لهم أن عاشوا مثلها من قبل، في ظل الحصار المفروض عليهم من قبل “حزب الله”، بنسبة 70 في المئة، ومن تنظيم “داعش” بنسبة 30 في المئة، مشيراً إلى أن أرزاق الناس مقطوعة بسبب الحصار، وكاشفاً بأن سلام وقهوجي وعدا وفد الأهالي الذي التقاهما برفقة عضو “كتلة المستقبل” النائب جمال الجراح، معالجة المشكلة، لكن لغاية الآن لم يتبدل شيء على الأرض. وتساءل “إلى متى يبقى الأهالي محاصرين في بيوتهم، فيما هم يعيشون من مقالع الحجارة والمزروعات على أنواعها، بما فيها بساتين الفاكهة والخضار من الأنواع كافة، ولا يستطيع أحد الوصول إلى أملاكه، منذ نحو سنتين؟”، مطالباً “حزب الله” فك الحصار عن البلدة، وترك الوضع الأمني فيها على عاتق الجيش اللبناني وحده. واستبعد الحجيري فرضية الضغط على عرسال لتهجير سكانها، لأن أهلها لا يمكن أن يتركوا بلدتهم تحت أي ظرف، وهم على استعداد للموت في سبيلها، وهي عصية على كل من تسوله نفسه التعرض لها بسوء. وقال إن “ما نطالب به هو فك الحصار لا أكثر ولا أقل، لأن من حق الناس أن تعيش وأن تذهب إلى أرزاقها دون منة من أحد”. في هذا السياق، طمأن النائب الجراح في اتصال مع “السياسة”، أن الرئيس سلام وعده خيراً بشأن عرسال، متوقعاً حل المشكلة بوقت قريب، لأن لا أحد يقبل استمرار الحصار على المدينة، ومن غير المسموح التعرض لها بأي سوء.

 

الجيش اللبناني يحبط محاولة تسلل إرهابيين إلى مواقعه في جرود عرسال

بيروت – «السياسة»: 14/02/16/أحبط الجيش اللبناني محاولة تسلل بعض الإرهابيين في جرود عرسال، باتجاه مواقعه المتقدمة في المنطقة، حيث عمل على استهداف تحركاتهم بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصورايخ، بهدف شلها في وادي الخيل والسلسلة الشرقية من جبال لبنان. وقالت مصادر مطلعة إن الجيش استطاع إحداث أضرار كبيرة بمراكز «جبهة النصرة» في منطقة اللزاب ووادي الخيل في جرود عرسال. على صعيد آخر، أصدرت المحكمة العسكرية قرارها بالحكم على رفعت عيد، بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة في ملف أحداث باب التبانة وجبل محسن، كما حكمت على أحمد سليم ميقاتي بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات في قضية الانتماء إلى مجموعة مسلحة، والمشاركة في جولات القتال بين باب التبانة وجبل محسن، فيما أعلنت إبطال تعقب كلاً من زياد علوكي وسعد المصري. إلى ذلك، أعلن الأمن العام اللبناني توقيف (ع.ي) لتورطه بنقل أحد منفذي التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف منطقة برج البراجنة. وأقدم مجهولون على إلقاء قنبلتين في الشارع الفوقاني في مخيم «عين الحلوة»، مقابل أحد المكاتب الأمنية ولم يبلغ عن إصابات.

 

شعبة المعلومات حررت المواطن اسامة معوض والقت القبض على 5 من الخاطفين

السبت 13 شباط 2016 Lوطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جبيل جورج كرم ان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي تمكنت بعد رصد دقيق من تحرير المواطن اسامة معوض الذي خطف صباح اليوم على طريق عام بلدة غرزوز في جبيل، والقت القبض على 5 من الخاطفين واحالتهم الى التحقيق. وكان الخاطفون اتصلوا بذويه طالبين فدية بقيمة مليون دولار اميركي لاطلاق سراحه.

 

بيضون: إيران أشعلت حرباً مذهبية لتفتيت العراق والعالم العربي

السبت 13 شباط 2016/أكد الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أن «لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت لحظة بدء الحرب المذهبية في لبنان»، مشيراً إلى أن «إيران في تلك اللحظة كانت تشعل في المنطقة حرباً مذهبية من أجل تفتيت العراق والعالم العربي بشكل أساسي». وقال بيضون في حديث إلى إذاعة «الشرق» أمس: «إيران لا تحتمل وجود دولة قوية عند حدودها، لذلك كان الغرض هو إضعاف الدولة في العراق عبر اللعب على الوتر المذهبي وإضعاف الدولة في سوريا وفي لبنان». واعتبر أن «النظام الإيراني الذي استحضر هذه النكبة على العالم العربي أصبح «على آخر نفس»، كما أن الانتخابات الإيرانية المقبلة تشير إلى التغيير». أضاف: «إيران اليوم تريد أن تبقى في سوريا، وعليها أن تبقى خاضعة لمنطق أن أمن إسرائيل هو الأولوية. ويبدو أن الروس حصلوا على كلام من رئيس النظام السوري بشار الأسد فحواه أنه على استعداد للمضي معهم نحو اتفاقية سلام بمعنى إغلاق الجبهة معهم ومع لبنان بالشروط التي يريدونها». ورأى أن «رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بانعطافته الأخيرة كشف الغطاء الأمني عن الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط»، سائلاً: «كيف يمكن الحديث عن مصالحة مسيحية - مسيحية كاملة في وقت ليس هناك من مصالحة بين بشري وزغرتا؟».

 

ريفي: لن نتراجع حتى نرى من اغتالوا الحريري وراء القضبان

غرّد وزير العدل أشرف ريفي عبر حسابه على “تويتر” في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قائلاً: “في ذكرى اغتيالك أيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري نقول: مستمرون ولن نتراجع حتى نرى من أمر وخطط ونفّذ اغتيالك وراء القضبان”.

 

فارس سعيد: "14 آذار" حاجة

 ١٣ شباط ٢٠١٦/وكالات/عشية ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، قال منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعَيد لـ"النهار"، في خلاصة للقاءاته واتصالاته المعلنة وغيرالمعلنة في الرياض وبيروت قبل ذكرى 14 شباط، "إن ما يجري في سوريا حرب عالمية مصغّرة وأكبر من محاولات اللبنانيين فصل وضع بلادهم عن الوضع السوري": وصف تأييد مرشحين للرئاسة قريبين من "حزب الله" بأنه "كان تنازلاً لمحاولة رشوة هذا الحزب وإيران ولكن تبيّن أن المسألة غير ناضجة لديهما، ولا قدرة لدى أحد على كسر قرارهما احتجاز رئاسة الجمهورية حتى يضطر الجميع إلى الموافقة على شروطهما".

كما رأى أن "حزب الله يريد تفاهماً مع المسلمين السُنّة على مستقبل النظام في لبنان وتوزيع الحكم فيه". ولاحظ أن "حوار تيار "المستقبل" و"حزب الله" هو الذي يدير لبنان حالياً"، مؤكدا أن "14 آذار بصرف النظر عن تنظيماتها لا تزال تشكل حاجة لمواجهة الأخطار الكبيرة المحتملة، والناس لا يزالون مع هذه الحركة الإستقلالية ويدعون الزعماء للعودة إليها". وجزم بأن "كل الأطراف سوف يشاركون في مناسبة إحياء 14 شباط الوجدانية والعاطفية والتأسيسية، وستسودها الرصانة السياسية". وعشية هذا الاحتفال، زار سعيد "بيت الوسط" وفق "الجمهورية" وعرضَ مع مدير مكتب الحريري السيّد نادر الحريري التطوّرات والأوضاع العامة والمواقف المنتظرة غداً.

 

 بري بخير

المركزية- جاءنا من المكتب الاعلامي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري ما يلي: ينفي المكتب الاعلامي كل الشائعات التي اثيرت حول صحة الرئيس بري ويؤكد انها غير صحيحة وانه يزاول نشاطه كالمعتاد.

 

 جعجع عبر تويتر: الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن ندعك تغتال مرتين

السبت 13 شباط 2016 /وطنية - غرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر"، لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، قائلا: "الرئيس الشهيد رفيق الحريري: لن ندعك تغتال مرتين

 

عون خارج الحسابات المستقبلية وجعجع للحريري: لن ندعك تُغتال مرتين

حزب الله لـ14 آذار: نقاطع الانتخابات لمنع تمرير حيلتكم وتحقيق هدفنا

الوفد النيابي الى اميركا نهاية الاسبوع المقبل وخليل مطلــــــع آذار

المركزية – وسط غياب كامل لمعطيات جديدة تتصل بالازمات السياسية المتدحرجة وانعدام فرص احداث تغيير في "الستاتيكو" المتجدد المتحكم بالاستحقاق الرئاسي في ضوء تمترس كل من مرشحَي 8 آذار خلف ترشحه محصّنا بالجهات السياسية الداعمة من فريق 8 آذار، لا يبدو مشهد ذكرى 14 آذار الذي يحييه تيار المستقبل غدا سيقدم اي جديد على مستوى تغيير قواعد اللعبة ،وجلّ ما ينتظره المراقبون تأكيد الرئيس سعد الحريري الذي تستبعد اوساط "المستقبل" حضوره الشخصي الى بيروت، تمسكه بالتسوية الباريسية والتذكير بالمبادرات التي قدمها منذ الفراغ الرئاسي وصولا الى لقائه ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية الى جانب التطرق الى الوضع الاقليمي والتمسك بثوابت " المستقبل" المعلنة وثورة الارز التي تفتقد هذا العام الى لحمتها بفعل السهام الرئاسية وشظايا الترشيحات.

واذ تجزم اوساط "المستقبل" لـ" المركزية" ان أي تبديل في مشهد الترشيحات لن يتم لكون رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون غير وارد في حساباتنا الرئاسية تضيف ان "كلمة الحريري غداً ستتناول التباينات الرئاسية داخل "14 آذار" اضافة الى سلاح "حزب الله" ومشاركته في الحرب السورية. ".اما بالنسبة الى الحضور، فاكدت ان "مكوّنات "14 آذار" ستشارك جميعها في الاحتفال، و"القوات اللبنانية" التي يغيب رئيسها لاسباب أمنية، ستتمثل بوفد نيابي وحزبي كبير .اما من جهة الفريق الاخر، فاكد ان "تيار المردة" سيُمثّل بالوزير روني عريجي و"التيار الوطني الحر" باحد وزرائه في الحكومة".وعن العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، كشفت ان "التواصل السياسي "مقطوع"، لان العماد عون بمواقفه ومواقف الوزير جبران باسيل الاخيرة يزيدان مساحات التباعد بين "المستقبل" و"الوطني الحر".ولفت في السياق، موقف لجعجع في ذكرى اغتيال الحريري اكتفى فيه بالقول " لن ندعك تغتال مرتين".

نفقات انتخابية: وفي السياق الانتخابي، اعلن مصدر نيابي في "المستقبل" ان "التيار" بدأ يُعدّ العدة للانتخابات البلدية التي اقرّ مجلس الوزراء مرسوم تمويلها"، ولفت الى ان "زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى الرابية امس هدفت الى التشاور مع العماد عون في الاستحقاق البلدي، كما ان جلسة الحوار الثنائي بين "المستقبل" و"حزب الله" التي عُقدت امس الاول تطرّقت ايضاً الى استحقاق الانتخابات البلدية في الربيع المقبل".

واليوم اصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مرسوما بفتح اعتماد قدره 31 مليار ليرة لبنانية بهدف تغطية نفقات إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في كل المناطق اللبنانية، العام 2016، والانتخابات النيابية الفرعية في قضاء جزين".

قاسم، المشروع والمبرر: من جهة أخرى، ولليوم الثاني على التوالي واصل نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حملته على قوى 14 آذار من بوابة الرئاسة ، مبررا مقاطعة الجلسات الانتخابية بالحق المشروع للوصول الى الهدف، فسأل لماذا يتحايلون علينا ويحاولون رمي الكرة في ملعبنا لانتخاب رئيس للجمهورية، نحن نريد رئيسا على رأس السطح، واسم الرئيس معلن بالنسبة إلينا على رأس السطح، وهم يريدوننا أن ننزل إلى المجلس النيابي ليقوموا بحيلة معينة، فيختارون في الخفاء من يريدونه خوفا من إعلانه علينا، لأننا لن نقبل إلا ما اخترنا، وهنا نقول لهم إذا لا تتحايلوا علينا، نحن نعرفكم وأنتم تعرفون بأننا نعرفكم، وإذا سألتمونا إذا كنا نريد رئيسا للبنان، نقول نعم، ولكن لن نقبل بأي رئيس، بل نريد الرئيس الذي يطمئننا، ويحمي لبنان، ولا يباع ولا يشترى، ونريد الرئيس الذي يكون له موقف صلب في دعم المقاومة ودعم لبنان، والذي يرفع رؤوسنا ولا يطعننا في ظهورنا، فإن هذا حق لنا، وإن كل ما نفعله من أجل الوصول إلى هذا الهدف هو مشروع ومبرر".

وفي ميونخ ، التقى رئيس الحكومة تمام سلام نظيره الفرنسي مانويل فالس وعرضا للعلاقات الثنائية والتطورات في لبنان والمنطقة، كما استعرض المستجدات مع وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فاندر لاين.

باسيل الى بروكسيل وروما: على خط آخر، ينتقل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل غدا من ميونخ إلى بروكسل حيث سيجتمع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على مأدبة غداء عمل الاثنين المقبل يتم في خلالها عرض التطورات الاقليمية. وأفاد مصدر مطلع "المركزية" ان البحث في الإجتماع سيركز على الوضع السياسي والاقتصادي الهش في لبنان وما يصيب مؤسساته من خلل وشغور وتعطيل لا سيما في سدة الرئاسة، اضافة الى الأعباء والخسائر التي يتكبدها جراء النزوح السوري في ضوء وجود نحو ثلث عدد سكانه من اللاجئين ،وسبل المساعدة على أثر مؤتمر لندن الذي أقر مساعدات للبنان عبر قروض وهبات مشروطة.

وعلمت "المركزية" ان باسيل سيعقد على هامش مأدبة الغداء لقاء ثنائيا مع نظيره الفرنسي الجديد جان مارك ايرلوت على ان يتوجه الثلثاء إلى روما للقاء كبار المسؤولين.

القرار الأميركي:الى ذلك، تتهيأ الأجواء الداخلية للجولة المرتقبة للوفد النيابي إلى الولايات المتحدة الأميركية الذي يضمّ النواب ياسين جابر، باسم الشاب، ألان عون وروبير فاضل، بهدف مناقشة العلاقات المالية بين البلدين، خصوصاً في ضوء القرار الصادر عن الكونغرس الأميركي الذي يقوّض "حزب الله" مالياً، برغم نفي أحد أعضاء الوفد أن تكون اللقاءات مع مسؤولي الإدارة الأميركية والكونغرس، ستتطرق إلى القرار الأخير.

في الموازاة، كشف النائب فاضل لـ"المركزية" عن "تحديد موعد مبدئي للزيارة الأميركية نهاية الأسبوع المقبل"، نافيا ان يكون "الكونغرس رفض إعطاء مواعيد للوفد اللبناني."

في غضون ذلك، أفادت مصادر في وزارة المال "المركزية" أن موعد زيارة الوزير علي حسن خليل إلى الولايات المتحدة لم يتحدّد بعد، مرجّحة أن يكون بين نهاية شباط الجاري ومطلع آذار المقبل، وذلك بعدما أوضح خليل أن "الدولة اللبنانية على مستوى المجلس النيابي والحكومة والقطاع الخاص، بادرت الى إطلاق تحرك على المستوى الدولي من أجل توضيح موقفها وموقعها في معركة مكافحة الإرهاب وتمويله".

حل سياسي او خيارات صعبة: أقليميا، ينشغل العالم بمتابعة التطورات المتسارعة في الميدان السوري، في حين يرجَّح أن يزيد أي تدخل بري تُقدم عليه السعودية أو تركيا، المشهدَ تعقيدا في سوريا خصوصا والمنطقة عموما. وعلى وقع الغارات الروسية التي تواصلت رغم اتفاق القوى العظمى في ميونيخ أمس على وقف الاعمال القتالية في سوريا، لفت وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى ان "الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للازمة السورية، فإما حل سياسي او خيارات صعبة".

حرب باردة: وفي حين اعتبر نظيره الروسي سيرغي لافروف ان "فرص نجاح وقف إطلاق النار في سوريا بحلول الأسبوع المقبل هي 49%"، أشار رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف، الى أن العالم دخل مرحلة الحرب الباردة، في ظل ما يحصل اليوم على الساحة الدولية. لكنه رأى في مداخلة في ميونيخ، أن لا داعي لتخويف أحد بالحديث عن عملية برية في سوريا. وإذ أكد ضرورة التعاون بين موسكو وواشنطن لإعادة الوضع في سوريا إلى طبيعته، لفت الى ان بلاده لا تطمح إلى تحقيق أهداف سرية في سوريا، وإنما إلى حماية "المصالح الوطنية". وفي معرض رده على انتقادات غربية باستهداف المدنيين، أكد أن لا وجود لأدلة على ضلوع الطائرات الروسية في قتل مدنيين بسوريا.

 

كرم: نحاور "حزب الله" عندما يكون جاهزا لاستراتيجية لبنانية ونشـــارك في احتفال البيال لأننــا فــي أصل 14 آذار

المركزية- بعد 11 عاما على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وولادة حركة 14 آذار، عصفت الرياح الرئاسية القوية التي أحدثها تفاهم معراب واجتماع باريس الشهير بهذا التحالف، بعدما ظهرت إلى العلن الاختلافات بين مكوناته (وخصوصا تيار المستقبل والقوات اللبنانية)، واضعة في دائرة الضوء شكوكا حول إمكان استمراريته. وبينما يراهن كثيرون على كلمة الرئيس سعد الحريري غدا في البيال لإعادة لم الشمل، تبرز تساؤلات عن احتمالات الحضور القواتي في احتفال الغد ومستقبل العلاقة بين الجانبين. وفي السياق، أكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فادي كرم عبر "المركزية" أننا "سنكون موجودين غدا في الذكرى لأننا في أصل هذه الحركة وناسها". وأشار كرم إلى "اختلافات مع تيار المستقبل في ملف الرئاسة. غير أن أسس 14 آذار وثوابتها وأهدافها ما زالت نفسها بين كل أطراف هذا التحالف". وفي ما يتعلق بالكلام الكثير عن حوار على خط معراب الضاحية بعد التفاهم مع العماد ميشال عون، شدد على أن "كل الحوارات تؤدي إلى أمور ايجابية. ولكن حوارات القوات اللبنانية تقوم على ثوابت متينة. وعندما تتوافر ظروف مناسبة لنجلس مع حزب الله إلى طاولة واحدة، لن نتلكأ أبدا. والظروف المناسبة تعني أن الحزب يجب أن يكون جاهزا للتفاهم على استراتيجية لبنانية"، معتبرا أن "الاستحقاق الرئاسي أحد الملفات التي تحل عندما يقرر حزب الله العودة إلى "لغته "اللبنانية". وفي ما يتعلق بالسجال حول الحضور المسيحي في إدارات الدولة، لفت إلى أن "هذه المسألة تحتاج حلا. ذلك أنه لا يعقل أن نستمر في دفع ثمن الخلل الكبير الذي حصل خلال فترة الوصاية السورية، ونحن، كأحزاب مسيحية، سنتصرف إزاء هذا الأمر لكننا نفضل التفاهم والتلاقي والتعاطي الايجابي من قبل الجميع، بدلا من الثورة".وعما يحكى عن احتمال تحالف عوني- قواتي في انتخابات جزين الفرعية، أشار كرم إلى أن "هذه الأمور تحتاج إلى بحث معطيات المعركة الانتخابية. ونأمل ان ينضم كل الأفرقاء السياسيين إلى نجمي تفاهم معراب (جعجع وعون)، خصوصا في ظل الوضع المأزوم راهنا".

 

الاستحقاق في مراوحة حتى اشعار آخر وعوامل عدة قد تكسر الستاتيكو: تخلي الحريري عن التسوية لصالح عون أو انسحاب أحد المرشَحَين بثمن

المركزية- بات شبه مؤكد أن الرئيس سعد الحريري سيعلن في خطابه المنتظر غدا، في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في البيال، موقفا من الاستحقاق الرئاسي يكرّر فيه تمسكه بالتسوية الباريسية التي تبنّى بموجبها ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. كلام رئيس تيار "المستقبل" لن يحمل أي مفاجآت على هذا الصعيد، اللّهم الا اذا خالف كل التوقعات التي ترجّح منذ أكثر من أسبوعين أن يجدد تمسكه بورقة المبادرة التي أطلقها! واذا كان إعلان الحريري رسميا ترشيح فرنجية مستبعدا، فإن مجرد بقاء زعيم التيار الازرق على موقعه على خارطة الاصطفافات السياسية "الرئاسية"، وعدم انتقاله الى ضفة داعمي ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، بعد أن بات السباق محصورا بين الاخير وزعيم "المردة"، سيُدخل الاستحقاق في مرحلة جديدة، حسب أوساط نيابية مستقلة، تكون سمتاها الاساسيتان الجمود والركود، مضيفة أن الانتخابات الرئاسية ستنتقل رسميا بعد 14 شباط الى حالة "ستاتيكو" يصعب التكهن في مدّتها. وفي معرض شرحها لاسباب الواقع هذا، تقول الاوساط لـ"المركزية" إن العماد عون الذي أراحه تفاهم معراب ودعم القوات اللبنانية له، كما تمسُّك "حزب الله" بترشيحه الى النهاية وفق ما أعلن أمينه العام السيد حسن نصرالله، يشعر اليوم بأن حظوظه الرئاسية الى ارتفاع. لكن العامل الأقوى الذي يجعل عون مطمئنا أكثر من أي وقت مضى، جذوره اقليمية، وسوريّة تحديدا، حيث أن التقدم الذي تحقّقه قوات النظام مدعومة من الطيران الروسي في الميدان، يقرأه "الجنرال" بايجابية مطلقة لانه يرى فيه مؤشرا الى ان الامور تسير لصالحه... أمام هذا المشهد، تقول الاوساط ان عون ليس في وارد التنحي ويعوّل اليوم على عامل الوقت الكفيل، في نظره، بإيصاله الى قصر بعبدا. في الضفة الاخرى، لا يبدو رئيس "المردة" أقلّ إصرارا على مواصلة السباق الرئاسي. وتشير الاوساط الى أن فرنجية، كما يصفه المقربون منه، ليس من النوع الذي يلين أو يتراجع بسهولة. وعليه، فانه سيتحصّن في المرحلة المقبلة، بأكثرية الاصوات التي يحظى بها في البرلمان، على قاعدة "كيف ينسحب من يملك 70 صوتا لصالح من له 40"، ليستمرّ في ترشيحه. وتقول الاوساط ان "حزب الله"، مايسترو 8 آذار، الذي قرر المضي في التزامه "الرئاسي" مع العماد عون وأعلن مقاطعة جلسات الانتخاب الى حين التوصل الى اتفاق يحمل "الجنرال" الى سدة الرئاسة، ليس في وارد التوسط لدى فرنجية، لاقناعه بالانسحاب لصالح عون، وبالتالي فان تعطيل النصاب الانتخابي مستمر تماما كما المراوحة.وفي حين تشير الى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حاسم في عدم انتخاب العماد عون ويدعم فعليا فرنجية، ما يزيد 8 آذار إرباكا، تتحدث الاوساط عن أكثر من طرح قد يكسر الستاتيكو الرئاسي، منها احتمال تراجع فرنجية، بيضة القبان في المعادلة، عن ترشيحه، لكن مقابل ثمن ما، سيتظهر في الوقت المناسب، علما ان ثمة مساعي تبذل اليوم لجمع عون وفرنجية. إقتناع عون باستحالة وصوله الى بعبدا، وبالتالي تنحيه مقابل ثمن أيضا، قد يكون اشتراطه تسمية المرشح الجديد ويكون من خارج الاقطاب الموارنة الاربعة. وأخيرا، احتمال تخلي الحريري عن تسوية باريس بعد أن يلمس انها لن تضع حدا للشغور، واعلانه دعم ترشيح عون، ما يضع "حزب الله" أمام امتحان جدية التزامه بتأييد الجنرال، حسب الاوساط.

 

الرياشي: إذا حضر جعجع ذكرى اغتيال الحريري سيكون الترحيب أكبر

LBCI/ أوضح رئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي ان رئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع لديه اعتبارات أمنية خاصة على قياسها يعرف كيف يتحرك، وعلى ضوئها يُقرر ان كان سيحضر الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ام لا.وأكد، في حديث عبر الـLBCI، انه “اذا حضر جعجع سيكون الترحيب اكبر والتصفيق اكثر لان من دفع من عمره وحياته وفريقه السياسي تضحيات بهذا الحجم لا يمكن ان يخسر ثقة اي مواطن لبناني حتى اذا كان عدوه، فكيف اذا كان حليفه وصديقه”. وشدّد على أن “تيار “المستقبل” هو بالنسبة لـ”القوات” حليف استراتيجي ومن خلال تجسيده للاعتدال الاسلامي، يُجسد مطلب عقائدي لـ”القوات” والشريك الحيوي الطيبعي لقيام لبنان ولمنطقة مشرقية يكون لبنان نموذج لها”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

التوتر يخيـم على عين الحلوة مجددا: قنابل يدوية على وقع تجنيد "الدواعش"

المركزية- عاد مخيم عين الحلوة الى دائرة الضوء الامنية من بوابتي عودة القاء القنابل اليدوية الليلية في احياء في المخيم بهدف ضرب الاستقرار والهدوء الذي ينعم به منذ مدة طويلة باجماع سياسي بين القوى الوطنية والاسلامية الموجودة في المخيم، ومن بوابة عريضة منذ اندلاع المعارك في سوريا وهي ارسال المقاتلين ليقاتلوا الى جانب تنظيم "داعش" ضد النظام السوري وحزب الله، ما يطرح جملة تساؤلات حول الوضع الامني في المخيم واحتمالات تفجره في اي لحظة وانقسام المجموعات الموجودة على ارضه بين مؤيد ومعارض لما يجري في سوريا. وابلغ مصدر فلسطيني في المخيم "المركزية" ان الطابور الخامس الذي لم يرق له استقرار الوضع الامني في المخيم باجماع قياداته، عاد ليبث روح التفرقة من جديد بين ابناء المخيم، لافتا إلى ان خفافيش الليل القوا فجر اليوم قنبلتين يدويتين في الشارع الفوقاني – مفرق سوق الخضار قرب مكتب القوة الامنية المشتركة، في ما يمكن اعتباره "رسالة تفجيرية". وعلى رغم من انهما لم تؤديا الى وقوع اصابات، الا انهما تركتا شظايا معنوية لكونهما القيتا قرب مكتب القوة الامنية المعنية بأمن المخيم. ونبه المصدر إلى أن ما يؤشر إلى النوايا التخريبية ان هذه المجموعات المتخفية بلباس الدين تسعى إلى اغراق المخيم في اتون من الصراعات والاقتتال الداخلي وهو امر لن تسمح له الفصائل والقيادات الفلسطينية الجادة بحفظ امن المخيم وجواره اللبناني من ضمن معادلة كرستها العلاقات اللبنانية – الفلسطينية المشتركة. وشدد المصدر عبر "المركزية على أن "منذ فترة طويلة لم يعد يخرج مقاتلون من المخيم للقتال مع "داعش" او غيره في سوريا، علما أنه في بداية المعارك، خرج عدد لا يتخطى اصابع اليد وقتل منهم ما يقرب الـ 4 مؤخرا وعندما اثيرت قضية اختفاء احمد الجنداوي وتبين للقيادات الفلسطينية انه توجه للقتال في سوريا، وما رافق ذلك من بلبلة تتبعنا الامر وعلمنا علم اليقين أن "داعش" بدأ يغزو المخيم بأعداد قليلة قابلة للنمو، ولاحظنا ان هناك اشخاصا من التيارات الاسلامية المتشددة في المخيم توفرارضية خصبة لـ"داعش" في المخيم، وترسل شبانا من ابنائه الى سوريا للقتال في سوريا مع المعارضة . وأشار المصدر إلى أن "بعد توجه الجنداوي الى سوريا تبين لنا ان ما يقارب الـ17 شخصا من ابناء المخيم توجهوا الى مدينة الرقة السورية عبر تركيا للقتال والالتحاق بـ " داعش" حيث يتولى جمال رميض الملقب بالشيشاني وهلال عمر هلال عملية التجنيد وتقديم الاغراءات، حيث يقدمان لعائلة كل شخص يذهب إلى سوريا والقتال فيها ما يقارب الـ20 الف دولار، ومن ثم يزوجان كل من يصل للقتال الى سوريا امراة من داعش وكل 15 يوم قتال فترة راحة ومبلغ 5 الاف دولار لمدة اسبوع .

وحذر المصدر من ان هذا التجنيد يضع المخيم وابناءه في دائرة الاستهداف من قبل الموالين لسوريا وهو امر قد يهددنا، مشددا على ضرورة تأمين فرص عمل لابناء المخيم تليق بهم، خصوصا نتيجة تخفيض الاونروا لتقديماتها للشعب الفلسطيني، مؤكدا ان هذا الأخير يعيش في ظل ازمات متتالية هي التي تدفع شبابه إلى الموت المجاني في سوريا.

 

اهتمام اوروبي باجتماع مجموعة الدعم للقضية الفلسطينية في الربيع والمؤتمـر الدولـي بعيـد المنـال وفرنسـا تعيـن مبعوثـا خاصـا

المركزية- في موازاة الجهود الدولية الحثيثة المبذولة على خط ارساء تسوية سياسية للازمة السورية والدفع نحو وقف مسلسل العنف الدموي المستمر منذ نحو خمسة اعوام يبرز اهتمام دولي بملف الصراع العربي- الاسرائيلي المزمن بعدما تراجعت في الآونة الاخيرة وتيرة المساعي التي كانت نشطت في اتجاه ارساء حل الدولتين بفعل الانهماك بالازمة السورية وتداعياته الارهابية والتركيز على سبل مكافحة الارهاب المتمدد والقضاء على تنظيم "داعش" وأخواته. وتكشف اوساط دبلوماسية عربية لـ"المركزية" ان الاتصالات التي تدور بين بعض عواصم القرار المعنية بالملف تتمحور حول ضرورة التوصل الى حل منطقي يرضي الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني على رغم الصعوبات الكبيرة التي تعترض هذا المسار، لان الهدف الكامن في انهاء الصراع لا يمكن ان يتحقق اذا جاءت التسوية لمصلحة فريق على حساب الاخر. وتبعا لذلك، تقول ان الولايات المتحدة الاميركية تتابع القضية عن كثب، وأولتها اهتماما بالغا منذ سنوات حيث كلفت منذ بداية عهد الرئيس باراك اوباما مبعوثا إلى الشرق الأوسط هو جورج ميتشيل صانع اتفاق السلام التاريخي في ايرلندا الشمالية، ومع انها انكفأت نسبيا في المرحلة الاخيرة مع انشغالها بسائر أزمات المنطقة الا انها ملتزمة جديا بالقضية الفلسطينية وعملية السلام مع الاطراف الواجب ان تجتمع مجددا للبحث في قضايا الوضع النهائي لمجموعة نقاط ابرزها : مصير القدس واللاجئين والحدود النهائية والامن والمستوطنات التي تشكل العقدة الاكبر في ظل استمرار بنائها بما يشكل تهديدا جديا لخيار حل "الدولتين. وتتحدث الاوساط عن توجه فلسطيني لاعتماد واحد من سلسلة خيارات في هذا السياق، فاما عقد مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية والنزاع المزمن على غرار ما يجري بالنسبة الى الازمة السورية من خلال مؤتمرات "جنيف1 و2 و3" او اللجوء الى مجلس الامن الدولي بهدف اصدار قرار شامل حول هذا الصراع، وإلا فاعتماد مجلس الامن من أجل إصدار قرار لمنع بناء المستوطنات. في المقابل، تشير الاوساط الى ان دولا اوروبية أخرى تنشط على هذا المحور أيضا، وتستعد لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للقضية الفلسطينية في الربيع المقبل،الا انها تستبعد نجاح الجانب الفلسطيني في انتزاع اي قرار من مجلس الامن في ضوء استخدام بعض الدول المؤيدة لاسرائيل حق الفيتو. وعلى رغم استبعاد فكرة عقد مؤتمر دولي راهنا، بيد ان بعض دول اوروبا ومن بينها فرنسا كما تضيف الاوساط ستعين مبعوثا خاصا لها في شأن مؤتمر مماثل، بعدما أعلن عنه وزير الخارجية السابق لوران فابوس واشار آنذاك الى ان رد الفعل الاسرائيلي ازاء الطرح جاء اقل من المتوقع، كاشفة ان باريس قد تلجأ الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ما لو أخفقت المساعي نحو عقد مؤتمر دولي لحل الازمة. وحذرت الاوساط من انفجار واسع اذا لم يتم ارساء حل للقضية، خصوصا ان المراقبين الدوليين يرصدون تناميا واسعا للتطرف في المجتمع الاسرائيلي وتقدما لطرح اقامة دولة اسرائيلية واحدة وتجاهل الدولة الفسطينية، علما ان هذه القضية بالذات هي السبب الرئيسي في الكثير من مشكلات وازمات المنطقة.

 

باسـيل من ميونيخ الى بروكسـل فرومـالبحث الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان

المركزية- ينتقل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الأحد من ميونيخ إلى بروكسل حيث سيجتمع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على مأدبة غداء عمل الاثنين يتم خلالها عرض التطورات اقليميا. وفي هذا الإطار، أفاد مصدر مطلع "المركزية" ان البحث في الإجتماع سيركز على الوضع السياسي والاقتصادي الهش في لبنان وما يصيب مؤسساته من خلل وشغور وتعطيل لا سيما سدة الرئاسة، فضلا عن الأعباء التي تقع على كاهله نتيجة وجود ثلث سكانه من اللاجئين، وسبل المساعدة على أثر مؤتمر لندن الذي أقر مساعدات للبنان عبر قروض وهبات مشروطة. وأوضح المصدر ان باسيل سيفصّل خلال غداء العمل، برنامج "Step" الذي يقوم على مبدأ تأمين فرص عمل مؤقتة للسوريين في المجالات التي لا يعمل فيها اللبنانيون وتنمية الموارد البشرية اللبنانية عبر مشاريع تؤمن للمواطن اللبناني فرص عمل دائمة. وأشار الى ان ليس هناك من تعارض بين طرح المانحين ووزارة العمل التي وضعت لائحة بالمهن المسموح للسوريين ممارستها. وأكد ان ما يهم لبنان هو دعم اقتصاده عبر مشاريع زراعية وأخرى انمائية تهدف إلى جلب الاستثمارات والتخفيف من الأثقال الاقتصادية. وعلمت "المركزية" ان باسيل سيعقد على هامش مأدبة الغداء لقاء ثنائيا مع نظيره الفرنسي الجديد جان مارك على ان يتوجه الثلثاء إلى روما للقاء كبار المسؤولين هناك.

 

عودة ترأس قداسا لراحة نفس فؤاد بطرس: كم نحن بحاجة إلى أمثاله ممن يكون ولاؤهم لوطنهم وحده

السبت 13 شباط 2016

وطنية - أقيم قداس في كنيسة القديس نيقولاوس في الاشرفية، لراحة نفس الوزير السابق فؤاد بطرس، ترأسه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في حضور فاعليات وحشد من المصلين. وألقى المطران عودة عظة جاء فيها: "يحدثناالنص الإنجيلي الذي تلي على مسامعنا عن إنسان مسافر سلم أمواله إلى عبيده وسافر، وقد أعطى أحدهم خمس وزنات والثاني وزنتين والثالث وزنة واحدة ليعملوا بها ويثمروها. للوهلة الأولى يتساءل المرء لما التمييز بين العمال وأين العدل في هذا التوزيع، الجواب بسيط. إن الإنسان المسافر يمثل في هذا المثل الرب يسوع الذي يوزع المواهب والنعم على الذين أسكنوه في قلوبهم، لكنه يوزعها بحسب طاقاتهم ولا يحمل أحدا أكثر مما يحتمل. أما أصحاب الوزنات فهم البشر في العالم، وقد جعل الرب كما يقول بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس البعض رسلا والبعض معلمين أو أنبياء أو ذوي مواهب، ما يعني أن الوزنة تعطى بحسب المقدرة لا بسبب ظلم العاطي. الرب لا يظلم الإنسان ولا يحمله أكثر من طاقته بل هو يعطيه ما يمكنه من العمل الحسن الذي يعطي النتيجة الصالحة. ولا يقل أحد لا أملك سوى وزنة واحدة لا أقدر أن أعمل بها شيئا. أنت لست أفقر من الأرملة التي أعطت الفلسين الوحيدين اللذين كانا معها فاستحقت أن تدخل فرح ربها ولست أقل علما من بطرس ويوحنا اللذين كانا أميين من عامة الشعب ومع ذلك قبلا في السماء لأنهما أظهرا غيرة كبيرة وعملا كل شيء بمحبة وتفان من أجل المصلحة العامة". واردف: "ما من شيء محبب لدى الله أكثر من أن نعيش ونعمل من أجل المصلحة العامة. "إن الإيمان من دون أعمال ميت" (يع 2 20). والفشل لا يأتي من قلة الوزنات بل من الكسل والتراخي. الله يعطينا وقتا وقدرات ومواهب وغير ذلك من الموارد بحسب طاقتنا وينتظر منا أن نستثمرها بحكمة وننميها في أعمال صالحة. نحن مسؤولون عن استخدام ما أعطانا إياه الرب استخداما جيدا والقضية ليست كم لنا بل ماذا نفعل بما لنا. "ومن له يعطى ويزاد" كالذي أعطي خمس وزنات وربح خمس وزنات أخر فأعطاه الرب أكثر "ومن ليس له فالذي له يؤخذ منه" كذاك الذي أعطي وزنة واحدة فطمرها وعندما عاد سيده أعادها له كما هي فأخذها منه وأعطاها لمن معه العشر وزنات".

ولفت عودة الى "ان فؤاد بطرس الذي نصلي من أجل راحة نفسه كان من الذين أعطوا وزنات كثيرة لأن طاقته على العمل والإنتاج كانت كبيرة. كان إنسانا عصاميا عفيف اللسان ونظيف الكف. ولقد منحه الله عقلا نيرا وشخصية قوية وفكرا راجحا، بالإضافة إلى ثقافة عالية ونظرة ثاقبة وحكمة ودراية وروية وغيرها من الصفات التي جعلت منه إنسانا إستثنائيا من أحكم حكماء لبنان، إستعمل كل الوزنات الممنوحة له من أجل خير وطنه وتقدمه وازدهاره واستقراره. كان صريحا وصادقا في مواقفه حازما في قراراته لا تعنتا بل قناعة منه أن من واجب من يعمل في الحقل العام أن لا يساير أو يساوم وأن عليه وضع المصلحة العامة قبل كل مصلحة، بل التخلي عن المصلحة الخاصة من أجل الخير العام".

وأردف: "هكذا كان فؤاد بطرس مستقيما ذا أخلاق وأنفة لم يستجد منصبا ولا ساير مطالب جماهيرية من أجل منفعة شخصية. كانت الوزارة بالنسبة له كالوزنة وسيلة للخدمة لا لمصلحة أو منفعة ولم يستغل قط وجوده في الحكم من أجل أن يأخذ شيئا، بل كان عفيفا نظيف الكف، ما جعل مواقفه محترمة وأفعاله مقدرة من الجميع.

فؤاد بطرس كان أمينا للبنان وكان عنيدا في دفاعه عن لبنان ومصالحه وحقوقه. لم يعرف الخوف أو التذلل. لم يتحيز لفئة أو حزب بل انحاز إلى وطنه فقط وعمل من أجله في أحلك مراحل تاريخه الحديث وأعطاه بلا حساب.

كان من أكثر وزراء الخارجية تميزا وقد عرفت الدبلوماسية في عهده تألقا لم تعرفه مع غيره. كان وزير خارجية بلد صغير لكنه كان يتصرف كند للكبار لأنه كان مؤمنا ببلده وبما كان يقوم به من أجله فاستحق محبة الجميع واحترامهم".

وأضاف: "الكلام عن فؤاد بطرس يطول ولا يوفيه حقه. حسبه أن الرب المخلص الذي أعطاه الوزنات التي يستحقها سوف يقول له "نعما أيها العبد الصالح الأمين. قد وجدت أمينا في القليل فسأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح ربك".

في هذا الظرف الحالك الذي يعيش فيه وطننا لبنان، كم نحن بحاجة إلى أمثال فؤاد بطرس ممن يكون ولاؤهم لوطنهم وحده ويضعون مصلحته فوق مصالحهم وانتماءاتهم ويعملون من أجل انتشاله من الحضيض الذي يرتع فيه بأمانة وإخلاص وتفان وصدق وعدم تبعية أو استزلام أو ارتباط".

وقال: "كم نحن بحاجة إلى وزراء لا يهدأون بل يجعلون وزاراتهم خلايا عمل متواصلا لا محل فيها للمتهاون أو المرتشي أو المستزلم.

كم نحن بحاجة إلى نواب يعرفون واجباتهم ويقومون بها على أفضل وجه من أجل الحفاظ على نظامنا الديموقراطي سليما عوض تعطيل الديموقراطية من أجل غايات.

كم نحن بحاجة إلى أحزاب هدفها المصلحة العامة عوض المصالح الصغيرة الخاصة، أحزاب تجمع اللبنانيين تحت عناوين وطنية صافية وتناضل من أجل قضايا وطنية محقة وعادلة تخدم الجميع.

كم نحن بحاجة إلى زعماء يحبون بعضهم بعضا ويحبون أولا لبنان واللبنانيين فيعملون من أجل خيره وخيرهم ولو على حساب مصالحهم الخاصة.

كم نحن بحاجة إلى مواطنين يعتمدون الصدق والإخلاص والتفاني والتضحية ويطلبونها من حكامهم مواطنين ومسؤولين يحترمون الأنظمة ويطبقون القوانين ولا ينظرون إلى الدولة على أنها قطعة حلوى للتقاسم.

كم نحن بحاجة أن يثمر الجميع وزناتهم مهما كانت قليلة أو كثيرة شاكرين الرب على كل شيء وعاملين بحسب وصاياه ومشيئته. عندها فقط يتحقق حلم فؤاد بطرس بلبنان بلدا مشعا في محيطه قدوة في الديموقراطية والعدالة والمساواة والعمل والإبداع".

 

قاسم في ذكرى استشهاد مغنية والموسوي وحرب: نريد رئيسا يطمئننا ويدعم المقاومة ولبنان وما نفعله لهذا الهدف مشروع ومبرر

السبت 13 شباط 2016

وطنية - أحيا "حزب الله" الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القائد عماد مغنية والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب، خلال احتفال حاشد في مجمع الشهيد القائد عماد مغنية في بلدة طيردبا، في حضور نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، معاون رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ عبدالكريم عبيد، رئيس أساقفة صور للطائفة المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، كاهن رعايا بنت جبيل للروم الكاثوليك الأب وليم نخلة، والد الشهيد مغنية ووالدته، وفد من عائلة الشهيد حرب، ووفود مثلت مختلف الأحزاب والقوى والفصائل الوطنية والفلسطينية ولفيف من رجال الدين من مختلف الطوائف وفاعليات وشخصيات أمنية وعسكرية واجتماعية وتربوية وثقافية ورؤساء وأعضاء مجالس واتحادات بلدية واختيارية وعوائل شهداء وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

افتتح الاحتفال بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، وكانت وقفة مع النشيد الوطني ونشيد الحزب ووصلة إنشادية لفرقة الحرية التي قدمت نشيد "أوبريت قادة وحكاية".

ثم، ألقى قاسم كلمة جاء فيها: "في مناسبة ذكرى القادة الشهداء من المفيد أن نتعرض لعدد من النقاط التي تمس ساحتنا والتي ترتبط مباشرة برؤيتنا وجهادنا وقناعاتنا في هم المقاومة الإسلامية وحزب الله وهذا العمل النبي. أولا، استطاعت المقاومة الإسلامية في فترة زمنية قصيرة أن تحقق مجموعة من الانتصارات المتتالية التي أوصلت إلى هزيمة كبيرة لإسرائيل لم تكن تتوقعها، ولم يكن العالم يتوقعها، إنتصرنا على إسرائيل سنة 1993، وانتصرنا على إسرائيل سنة 1996، وخرجت إسرائيل من لبنان مهزومة وتحررت الأرض سنة 2000، ثم كان العدوان الكبير والحرب الكبيرة على لبنان في سنة 2006، واعترفت إسرائيل بهزيمة مدوية لم تر مثلها في تاريخها".

أضاف: "هذه إنجازات حققتها المقاومة الإسلامية بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، واستطاعت أن تنقلنا من حالة إلى حالة، هنا ليس النصر مقتصرا على النصر العسكري، فهناك نصر سياسي وثقافي وأخلاقي، لأن مجموعة من المتغيرات حصلت في وضع بيئتنا وشعبنا، وفي وضع عدونا والمؤيدين له، ويكفي فخرا للمقاومة أنها حققت ثلاثة أمور كإنجازات بارزة، أولا كرست المقاومة بأن إسرائيل محتلة ومنعت شرعنة احتلالها وأسست لزوالها إن شاء الله من الوجود، وثانيا هزمت إسرائيل التي كان يقال عنها بأنها لا تقهر، وإذ بها تجر أذيال الخيبة في مواجهة عدد قليل من المجاهدين بإذن الله تعالى، وثالثا بدأنا نشهد نهضة معنوية على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، وأملا عند المقاومين الفلسطينيين بأن هزيمة إسرائيل ممكنة، وأن علينا أن نبني مستقبلنا على قاعدة إمكانية التغيير، فإسرائيل ليست قدرا، بل حالة عابرة لا بد من أن تزول ليستعيد الفلسطينيون أرضهم، وليستعيد العرب والمسلمون حقوقهم، فبإمكان إسرائيل أن تطيل زمان احتلالها اعتمادا على الدعم الدولي والامكانات التي تعطى لها من كل جانب، ولكن لم يعد بإمكانها أن تثبت وجودها، فلا مستقبل لها في منطقتنا مع وجود المقاومة".

وتابع: "من هنا نحن نؤكد دائما أن استمرارية المقاومة مطلوبة من أجل أن نحقق الأهداف التي بدأنا تحقيقها، وليكن معلوما، أن هذه المقاومة التي انتصرت لم تتوقف عند انتصاراتها، بل بنيت على قاعدة أن تستمر في هذه الانتصارات، ولذا كانت المقاومة تخرج من كل حرب أقوى من الحرب السابقة، وكانت تؤدي أداء في كل معركة أفضل من المعركة السابقة، والآن لو قدر لإسرائيل أن تخوض حربا جديدة فإنها سترى ما لم تره في السابق، وسنواجهها مواجهة قوية مؤثرة مغيرة للمعادلات، لأننا عملنا على تجهيز أنفسنا وساحتنا بما يتناسب مع تطور الإمكانات، وبما يتناسب مع المشروع الكبير".

وقال: "اليوم جهوزية المقاومة أفضل من أي وقت مضى، ولولاها لاعتدت إسرائيل مرارا وتكرارا، ليس من كرم أخلاق إسرائيل أن تبقى من سنة 2006 إلى سنة 2016، أي لمدة عشر سنوات دون أن تقوم باعتداءات على لبنان، بشكل مباشر ضد القادة والمقاومين، والسبب في ذلك أن إسرائيل تخشى من ردة فعل، وهي تعلم أن جهوزية المقاومة قوية وقادرة على مواجهة التحديات، فقد أنهت المقاومة إمكانية استثمار لبنان كجزء من مشروع الاحتلال، فهناك من كان يفكر أن يكون لبنان مسرحا للتوطين، إلا أن هذا المشروع قد سقط، أو أن يكون بعض جنوب لبنان جزءا من المستوطنات الإسرائيلية، وكذلك سقط هذا المشروع، أو أن يتحكموا بقيادات وسياسات لبنان من أجل أن يساعدهم في مشروعهم، وسقط هذا المشروع أيضا، ولم يعد بإمكان إسرائيل أن تستثمر في لبنان، أو أن تستخدمه منصة لأعمالها ولجرائمها المختلفة".

أضاف: "المقاومة في لبنان مستمرة في عملها وفي جهادها ضمن هدفين كبيرين لا تنازل عنهما، الأول تحرير الأرض المحتلة والثاني حماية لبنان من إمكانية غزو إسرائيل، وكلاهما من وجهة نظرنا هدف دفاعي، ونحن سنحافظ على أسباب القوة حتى تحقيق هذين الهدفين بالكامل، فلن نستجدي الدول الكبرى، لا لتعيد لنا أرضا في شبعا أو كفرشوبا، ولا لتحمينا من إسرائيل، ولا لتجعل حدودا في حدود الاعتداء ورسم خطوط المنطقة، بل سنتوكل على الله، ونعتمد على بنادقنا، ولن نفرط بتنامي قوتنا مهما كلف ذلك من تضحيات، لأننا نعتبر أن الواجب يدعونا لأن نحافظ على هذين الهدفين هدف التحرير وهدف الحماية، وهذا لا يحصل إلا بسواعد المقاومين".

وتابع: "ثانيا، ونحن في أجواء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، نؤكد أن الثورة في إيران بهذا الانتصار ثبتت مفاهيم تحررية وعزيزة، حيث واجهت منظومة الأفكار والسياسات الاستكبارية، كما واجهت التبعية للغرب، وأيضا حماية المصالح الإسرائيلية، وكذلك واجهت التخلف، حيث كانت هذه العناوين الثلاثة تطبع كل المنطقة حتى لا تتمكن من الحركة ولا من التغيير ولا من العطاء، ومن هنا فقد استطاعت إيران بثورتها أن تعيدنا إلى أصالة الإسلام، وأصبحنا نعرف نور الإسلام الحق ببركة توجيهات الإمام الخميني "قده" والإمام الخامنئي "حفظه الله"، كما أصبحنا نعرف معنى الإسلام العزيز الأصيل الصافي الذي لا يميل لا للشرق ولا للغرب، ببركة هذه الثورة الإسلامية المباركة، وهي التي علمتنا كيف نقاوم الاحتلال ونرفع رؤوسنا عاليا، وهي التي حققت تقدما علميا جعلها في مصاف الدول الكبرى التي تقف لتعقد اتفاقا مع أكبر ست دول في العالم، وهي في المقلب الآخر، ليجري الاتفاق بينها وبينهم كند معترف به على مستوى الدول الكبرى، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير ومكانة عظيمة، فهذه الثورة الإسلامية أعطت نموذجا مشرقا لكل العالم الحر ولكل صاحب ضمير ولكل من يقرأ بعقله وقلبه ونور الإيمان، ولذا فإننا نجدها الآن تمثل الرمز والقوة، ولنا الفخر أن نكون في حزب الله جزءا من مشروع المقاومة والعزة الذي تقوده إيران الإسلام، لأنه مشروع للانسانية وللمسلمين والعرب وفلسطين ولكل حر ضمير يحمل لواء الحق ويريد سعادته الدنيوية".

وقال: "الأمر الثالث، قدم الآخرون نموذجا عن الإسلام هو النموذج التكفيري وهذا النموذج أساء للاسلام إساءات لا يمكن أن تساويها أي إساءات أخرى، فقد كان هدف هذا النموذج التكفيري تيئيس الناس من المشروع الإسلامي، إلا أن المقاومة كشفته وكسرت شوكته، ليصبح في الموقع المنبوذ عالميا، وهنا أذكركم بأننا عندما كنا نقول إن التكفيريين وباء وخطر على البشرية، كان العالم المستكبر وعدد من الدول العربية والإقليمية يدعمونهم وبدافعون عنهم، إلى أن ذاقوا منهم ما ذاقوا، وهي البداية وليست النهاية، فاضطروا إلى أن ينبذوهم على الأقل من الناحية الإعلامية والناحية السياسية، ولكننا اكتشفناهم قبل الآخرين وواجهناهم قبل الآخرين، فقالوا لنا كيف تواجهونهم، فهؤلاء أقوياء ولا يخافون ويقتلون، وقلنا القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، فكسرناهم حيث لم يكسرهم أحد، وطردناهم حيث لم يطردهم أحد، وحققنا إنجازات كبيرة، لنكشف أنهم ضعفاء أمام أبطال يقولون ربنا الله ثم استقاموا، فاندحروا من مواقع كثيرة في سوريا والعراق ولبنان، وكل ذلك تحقق ببركة المقاومة وليس بسبب أي اتجاه آخر في هذا العالم، أنا أقول لكم أمرا قد يكون مستغربا، عن داعش ومعها كل جماعة التكفير ضعفاء وليسوا أقوياء، لأن قوتهم هي من الدعم الدولي، فهذا الدعم يزول عند عدم القدرة على الاستثمار، والآن لم يعودوا قادرين على الاستثمار من خلال هؤلاء الذين بدأوا بالتوجه إليهم، فهذا الوحش الذي ربوه اتجه إليهم الآن مجددا، ولذا نحن اليوم نشهد تراجعا مستمرا ومتواصلا للاتجاه التكفيري إلى أن يسقط سقطة كبيرة إن شاء الله مع مرور الزمن، وبالتالي هذا الرعب الذي أرادوه في مواجهتنا تحول لهم لأن من كان مع الله لا يرعبه أحد على وجه الأرض، فنحن الذين نرعب أعداء الله تعالى، وقد حصل ذلك ببركة المجاهدين وإن شاء الله تتالى الانتصارات".

أضاف: "رابعا وأخيرا، وفي الشأن اللبناني الداخلي، فلماذا يتحايلون علينا ويحاولون رمي الكرة في ملعبنا لانتخاب رئيس للجمهورية، فنحن نريد رئيسا للجمهورية على رأس السطح، واسم الرئيس معلن بالنسبة إلينا على رأس السطح، وهم يريدوننا أن ننزل إلى المجلس النيابي ليقوموا بحيلة معينة، فيختارون في الخفاء من يريدونه خوفا من إعلانه علينا، لأننا لن نقبل إلا ما اخترنا، وهنا نقول لهم إذا لا تتحايلوا علينا، فنحن نعرفكم وأنتم تعرفون بأننا نعرفكم، وإذا سألتمونا إذا كنا نريد رئيسا للبنان، نقول نعم، ولكن لن نقبل بأي رئيس، بل نريد الرئيس الذي يطمئننا، ويحمي لبنان، ولا يباع ولا يشترى، ونريد الرئيس الذي يكون له موقف صلب في دعم المقاومة ودعم لبنان، والذي يرفع رؤوسنا ولا يطعننا في ظهورنا، فإن هذا حق لنا، وإن كل ما نفعله من أجل الوصول إلى هذا الهدف هو مشروع ومبرر".

وتابع: "ثم قالوا ولكن انزلوا إلى المجلس النيابي، فهل يظنون أننا أولاد صغار وهل هي لعبة، فيقولون لنا انزلوا وهم يختارون ويقولون هذه لعبة ديمقراطية، سأقول شيئا رغم أنه ليس من الجيد أن نعترف هذا الاعتراف، بصراحة نحن لم نكن نعلم بأن مقاطعة المجلس النيابي تساعد على إنجاز موقف سياسي مهم، أنتم يا جماعة 14 آذار علمتمونا مقاطعة المجلس النيابي، أنتم قاطعتموه من أجل عمال الكهرباء، لأنكم لا تريدون إنصافهم ولا تحويل التعاقد إلى تفرغ، فغبتهم عن المجلس النيابي من أجل منع هذا الأمر أن يتحقق لإعطاء بعض الأموال لبعض الناس المستحقين في أن ينتقلوا من التعاقد إلى التفرغ، إذا كان لقضية ثانوية محدودة قاطعتم وأعطيتم لأنفسكم عذرا في ذلك، فكيف بقضية كبيرة مثل قضية رئاسة الجمهورية؟ على كل حال قولوا لنا لماذا تقاطعون اليوم جلسات المجلس النيابي للتشريع، فيما التشريع يمس كل بيت في لبنان سواء السني أو الشيعي أو المسيحي أو الدرزي، ومن كل الأطياف، فلماذا لا تعقد جلسات المجلس النيابي قالوا بحجة أنه لا يجتمع لانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن انتخاب رئيس الجمهورية واحدة من وظائف المجلس النيابي، هناك وظائف أخرى للمجلس النيابي في التشريع وفي محاسبة الحكومة وفي إقرار القوانين".

وختم قاسم: "تفضلوا وانزلوا إلى المجلس النيابي للقيام بواجباتكم، فهم لا يرون ما يفعلونه في أنهم يضرون كل المجتمع اللبناني بعدم التشريع، أي كل الناس في لبنان، ويحاولون رمي التهم على الآخرين، بينما الواقع يؤكد أن كل شيء عندهم ولكنهم يهربون من المسؤوليات، فيما نحن لا نهرب، بل نقول علنا ما نريد، وعليه فإنه إذا أردتم رئيسا، فتعالوا نختار الرئيس الواقعي الذي ينقذ لبنان، اذ أن صفاته معروفة واسمه معروف".

 

انطوان سعد دعا حزب الله إلى لبننة قراره وتسهيل انتخاب رئيس

السبت 13 شباط 2016 /وطنية - أكد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب انطوان سعد ان "المبادرة الرئاسية التي حملها الرئيس سعد الحريري وحظيت بدعم رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط وقوى أساسية في لبنان وغيرها من المبادرات والتسويات السابقة وضعت في ثلاجة القرار الايراني الذي لا يريد للبنان ان ينجز استحقاقه الرئاسي بانتظار تغيرات اقليمية ما او ثمن ما، وخصوصا بعد ان اعطي المشروع الفارسي جرعة دولية عبر إلغاء العقوبات عن ايران". واعتبر خلال استقباله رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات في راشيا ان "الساحة العربية لن تكون لقمة سائغة للمد الفارسي ولمشروع إلحاق لبنان بمحور طهران وسوريا التي يتعرض شعبها لأبشع مؤامرة دولية، تجلت في هذا التدخل الروسي الفاضح لانقاذ النظام السوري من سقوط مؤكد"، وأسف "للصمت الدولي على القتل المنهجي للشعب السوري والتهجير الذي تعرضت له مدينة حلب وضواحيها وتتعرض لتدمير مريب ومخجل". ودعا حزب الله الى "فك الارتباطات بالخارج ولبننة قراره وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لحماية ما تبقى من مؤسسات"، لافتا الى ان "ذكرى استشهاد ضمير لبنان الرئيس رفيق الحريري تعيدنا الى ممارسته السياسية الشريفة وحرصه على المؤسسات والدولة وعلى لبنان، واغتياله كان لضرب مشروع الدولة وانهيار المؤسسات ونسف خط الاعتدال ونهج العلم". وقال: "ما يحصل على مستوى ترهل المؤسسات ومؤشرات التراجع الاقتصادي، سببه هذا الكباش والانقسام السياسي حول الوضع السوري من جهة وتدخل اطراف واحزاب لا سيما حزب الله في تلك الحرب القائمة، واسهام بعض القوى السياسية في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية وفي مقدمهم نواب تكتل التغيير والاصلاح ونواب حزب الله الذين يعرقلون النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة ميشال عون او لا احد. القرار الخارجي بانتخاب رئيس جديد لم يصدر بعد وهواجس النائب جنبلاط مردها الى هذه الضبابية التي تسود في عواصم القرار وما رافق ذلك من مواقف كثرت فيها الاقوال وتقلصت بها الأفعال في لحظة إقليمية حساسة تحتاج الى أوسع تضامن عربي ودولي مع المملكة العربية السعودية حاملة لواء العروبة في وجه المشروع الفارسي التوسعي". ولفت الى "أهمية تفعيل عمل مجلس الوزراء لمعالجة قضايا الناس وحماية الاقتصاد"، مشددا على "ضرورة إقرار الموازنة العامة لحماية مالية الدولة وتأمين ايرادات مالية من المرافق الكبيرة التي تنهب، وليس من جيوب الفقراء وعرق جبينهم"، منوها "بقرار الحكومة في تثبيت متطوعي الدفاع المدني"، داعيا الى "إنصاف الاساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الاساسي والثانوي وتثبيتهم".

 

كنعان: اتفاق معراب انقاذي للبنان ولا معركة اعلامية مع فرنجية و90% من المسيحيين يؤيدونه ويباركونه

السبت 13 شباط 2016 /وطنية - رأى امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان "ان مصالحة معراب اصبحت اساسية في استحقاقات اساسية، وأن 90% من المسيحيين يؤيدون ويباركون هذا الاتفاق" مشددا على "ان هذه المبادرة انقاذية للبنان" ولافتا الى انها "قد تكون الفرصة الاخيرة لكي ننقذ عيشنا المشترك ووحدة بلدنا ودولتنا بمفهوم الدستور والميثاق، فالموضوع ليس تحديا بل يجب ان ينظر اليه بايجابية، ف18 كانون الثاني كان يوما جديدا ومفاعيله جديدة، فهي سابقة في لبنان ان يتفق الموارنة والمسيحيون على رئيس". وأضاف في حديث الى الى اذاعة لبنان الحر: "ان الحوار والتواصل حول الرئاسة قائمان، فهمنا الاول الاستحقاق الرئاسي".وحول زيارته ورئيس جهاز التواصل والاعلام في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي بكركي، قال كنعان: "اخذنا قرارا ان نتواصل مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع بدء الحوار وان نضعه في اجوائنا خصوصا عندما تكون الامور ايجابية كما اننا مع القوات نسعى بالعمل الذي نقوم به ان نكون على تواصل مع الجميع"، مشيرا الى "ان ليس هناك معركة اعلامية مع النائب سليمان فرنجية".وشدد على شجاعة رئيس حزب القوات سمير جعجع قائلا: "لا احد يستطيع ان ينكره"، مشيرا الى "ان الايجابيات التي اظهرها يجب ان تقرأ جيدا ومن جميع الاطراف". وردا على سؤال حول ما اذا تعذر وصول العماد عون للرئاسة فهل يتحلى بالشجاعة ويرشح الدكتور جعجع، قال: "لا عون ولا جعجع يقبلان الدخول بأي فرضية، فنحن عقدنا العزم ولا رجعة الى الوراء كما ان ترشيح عون لم يكن ردة فعل بل بدأ الموضوع يطبخ منذ سنة والنصف". وحول موقف القوات من عدم مشاركة تكتل "التغيير والاصلاح" في جلسة 8 شباط، قال كنعان: "لكل منا اسلوبه وذلك لم يشكل نقطة خلاف بيننا". اضاف: "المواقف التي اطلقت قبلا من قبل الرئيسين سعد الحريري ونبيه بري حول ضرورة الاجماع المسيحي يجب ترجمتها الآن". وردا على سؤال حول مشاركة التيار في ذكرى 14 شباط قال: "سيكون لنا تمثيل غدا فتلك المناسبة نفصلها عن السياسة". وعن التعيينات رأى كنعان "ان مشكلة الموضوع المسيحي مزمنة في كل الادارات ومنذ التسعينيات فهي كيانية ميثاقية"، داعيا الى "ان يكون الهدف تصحيح الخلل".

 

"اجتماع أصحاب الفنادق مع سـلام إيجابي"/كنعان: ننتظر لقاء فرعون لعرض المطالب

المركزية- أوضح الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق وديع كنعان أن زيارة مجلس النقابة الجديد الى رئيس الحكومة تمام سلام "كانت إيجابية بعدما وعد خيراً بالنسبة إلى المطالب التي تم رفعها إليه وفد المجلس"، وكشف لـ"المركزية" عن انتظار المجلس "الإجتماع بوزير السياحة ميشال فرعون للبحث في هذه المطالب" التي وصفها بـ"المحقة وتساعد في المحافظة على استمرارية هذه المؤسسات في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البلد، علماً أن الوزير فرعون يؤيّد هذه المطالب ويدعمها".واعتبر كنعان أن "الوضع الفندقي اليوم على المحك"، وقال: نعاني من خطر فعلي داهم على مؤسساتنا لأن الأزمة طالت، وبالتالي إذا عادت الامور الى طبيعتها وعاد النشاط الى القطاعات السياحية، فالقطاع الفندقي بحاجة إلى ما بين ثلاث وخمس سنوات لتجديد نفسه بعدما شهد حركة أقل من عادية برغم أننا من الرائدين في هذا القطاع في المنطقة. وطالب رداً على سؤال، بـ"ضرورة مساعدة بعض المؤسسات الفندقية التراثية والعريقة، وهي وجه لبنان التاريخي لأن الظروف تعاكسها"، لافتاً إلى أن "برغم الأوضاع الصعبة ما زالت هذه المؤسسات تدفع مستحقاتها من الرسوم والضرائب وتحافظ على اليد العاملة الفنية لديها، وهي اليوم تدفع فاتورة الأوضاع السياسية برغم أن اسمها ارتبط بإسم لبنان". وأمل كنعان في أن "يشهد لبنان ازدهاراً سياحياً لأنه قادر على التأقلم سريعاً وعودة الحياة إلى هذا القطاع الذي ما زال يعاني منذ أكثر من خمس سنوات، خصوصاً أن الوزير فرعون يبذل جهوداً مكثفة لتأمين النجاح للسياحة الريفية و"طريق الفينيقيين" وغيرهما.

 

بدنا نحاسب: محكوم بتهمة العمالة للعدو الصهيوني على علاقة بالشركة الفائزة بعقد ترحيل النفايات

السبت 13 شباط 2016

وطنية - أعلنت حملة "بدنا نحاسب" خلال مؤتمر صحافي، شارك فيه أعضاء "شباب اصلاح النظام" و"الحراك المدني الديمقراطي" و"طلعت ريحتكم"، أن أعضاءها "تمكنوا بعد بحث لم يدم أكثر من 48 ساعة، من معرفة بعض الأمور عن "شركة شينوك التي ستقوم بترحيل النفايات"، منها ان علاقة تربط الشركة بالمدعو م. ع. ع. الذي "صدرت بحقه احكام بتهمة العمالة للعدو الصهيوني"، وبأنه يعمل وسيطا لاحدى الشركات الاسرائيلية، ومعروف بصداقته لرئيس وزراء العدو الأسبق أرييل شارون والحالي بنيامين نتنياهو، وله صور فوتوغرافية مع أوري لوبراني.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته الحملة في ساحة رياض الصلح، في حضور ناشطين منها ومن: "شباب اصلاح النظام"، "الحراك المدني الديمقراطي"، و"طلعت ريحتكم"، وتحدث خلاله عضو "بدنا نحاسب" هاني فياض، وبجانبه الناشط جورج عازار، كما تم توزيع بيان بمعلومات الحملة وملاحظاتها ومطالبها.

وعدد فياض أبرز المعلومات التي تم الحصول عليها "خلال تحري ناشطي الحملة" عن م. ع. ع.، مستندين إلى "تقارير قضائية دولية" بأنه "متهم بقبض مبالغ مالية من شركة "اوش -زيف"، لمساعدتها على تقديم الرشاوى للحصول على عقود مع الدولة الليبية، والامر امام الاجهزة القضائية والرقابية في الولايات المتحدة، التي تتهم بالاضافة اليه مدير شركة "اوش- زيف" مايكل كوهين".

أضاف فياض إن "شركة "اوش - زيف"- حقيبة مالية كبيرة 43 مليار دولار- اسسها الصهيوني دانيال اوش الذي يترأس جمعية " iSRAL rigHT bith" او "تشجيع الولادة"، التي تشجع الشباب على السفر الى اسرائيل وتنظيم رحلات لهذه الغاية".

كما ذكر ان م. ع. ع. "متهم بقضايا فساد عبر شركة "SOMA" التي يديرها في مجالي النفط والغاز في الصومال، وللمصادفة شركة "soma" تعمل على مسح الشواطئ الصومالية تحت غطاء صفقة سرية مثيرة للجدل، لم تمر عبر مجلس النواب الصومالي، الامر الذي سمح لجمعيات الفساد مثل " Sof" بفتح تحقيق كبير بالموضوع".

وذكر أيضا انه "متهم بجرم التعامل مع العدو الاسرائيلي الصادر عن المحكة العسكرية الدائمة 13/11/1995، ويوجد بحقه اكثر من تدبير توقيف بتواريخ مختلفة، بتهم التعامل مع العدو الاسرائيلي والخيانة. ولا يدخل الى الاراضي اللبنانية ويدير كل اعماله من خارج لبنان". ووصفه بأنه "كارتيل من المافيا العالمية المتخصصة في جمع المال على حساب الشعوب"، مضيفا "اما عن باقي الشركاء فحديث اخر والحملة تحتفظ بمعلوماتها حول فسادهم وصفقاتهم، وعلى الدولة ان تتحرك وتكشف للرأي العام من هؤلاء".

أعلن ان "هذه الاخبارات هي برسم الشعب اللبناني، المجلس النيابي، ومجلس الوزراء مجتمعا الذي وقع على هذا العقد، والهيئات الرقابية من ديوان المحاسبة، هيئة التفتيش المركزي، القضاء العدلي والعسكري، القضاء المالي، القضاء الاداري، الكتل النيابية التي تحمل على عاتقها الهم الوطني والامن القومي وحملة مقاطعة داعمي اسرائيل في لبنان".

وطالب الحكومة ب"توضيح حول هذا الأمر، فإذا كانت المعلومات صحيحة عليها ان تعلن ذلك، واذا كانت خاطئة، عليها ان توضح ارقام الصفقة، واين وجهة النفايات".

ومما جاء في بيان الحملة الذي حمل عنوان "السرية والغموض..عرف السبب، بطل العجب": "كنا نتساءل ومعنا معظم اللبنانيين عن سبب هذا التكتم والسرية المحيطتان بالصفقة، وطبعا فإن ما تبادر الى ذهننا، هو وجود صفقات فساد كبرى جديدة على جري العادة، لكن بعض الأمور التي بدأت تتكشف هو ألأخطر من ذلك بكثير، لقد توفرت لدينا معلومات عن علاقة قوية تربط ما بين شركة "شينوك" التي قررت الحكومة منحها عقد الترحيل بعيدا عن أعين الهيئة الرقابية وبين المدعو م. ع. ع. ومن المعلوم أن الأسماء التي جرى تداولها عن شركة "شينوك"، لا تشير الى م. ع. ع. على الإطلاق ولا نعلم سبب ذلك".

وأضاف إلى الاتهامات المذكورة أعلاه إن م. ع. ع. "كان يعمل وسيطا لإحدى الشركات الإسرائيلية، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل إن الرجل معروف بصداقته أرييل شارون ونتنياهو، ولديه صور فوتوغرافية علنية مع الصهيوني أوري لوبراني، وهي صداقة لم تتعزز لولا الخدمات الجليلة التي قدمها الرجل للعدو ضد مصالح شعبه ووطنه وأمنه".

ودعا الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى "التحقيق فورا بهذه المعطيات"، كذلك الحكومة اللبنانية إلى "تجميد العمل بالمرسوم الذي أقرته، ريثما ينجلي التحقيق من قبل الجهزة الأمنية".

وإذ اعتبر أن "الفساد ساهم بتدمير دول من حولنا، وهو من أخطر الأمراض التي تفتك بالمجتمعات والأوطان وأكثرها قدرة على تحطيم المناعة الوطنية"، رأى أن "التواطؤ على صحة اللبنانية وأموالهم بحجج واهية، قد أصاب هذه المرة صمام أمانهم، ولعل ذلك عبرة لمن يعتبر".

وأكد أن "شؤون الدول لا تدار بمثل هذه الخفة، والسياسة ليست شطارة، ولا هي مجال لألعاب الأكروبات وتبويس اللحى، بل هي في المقام الأول مسؤولية"، مستغربا "ضعف المناعة الوطنية على صعيد مجلس الوزراء، الذي تجلى بالتوقيع الأعمى على أمر ضبابي يلفه كل هذا الغموض".

وطالب بيان الحملة بإيضاح النقاط التالية في ملف ترحيل النفايات:

1- "الحكومة قررت عمليا منح نفايات صالحة للتدوير، تعتبر ثروة مالية ودفع مبالغ فوقها من اجل زيادة ثروة بعض رجال الاعمال، مع شبهة وجود عمولة دسمة من هذه الصفقة وهذا هدر للمال العام. وأنها خالفت القانون وخرقت مواد اخطر بكثير من بعد المواد التي يقبع بسببها الاف اللبنانيين في السجون.

2- لم تمر صفقات الترحيل بهيئة الرقابة المتخصصة مثل ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي وهو بذلك انفاق غير قانوني، فلم تكلف به هيئة ادارة المناقصات (اجراء مناقصات وتلزيم عروض قانونية) بل جرى تكليف مجلس الانماء والاعمار وذلك مخالفة صريحة للاصول. تكليف جهة لا يحق لها قانونيا قبول التكليف، علما انه يوجد العديد من القضايا المتعلقة بمجلس الانماء والاعمار امام الهبئة الرقابية وكلها تتصل بهدر المال العام.

3- ان الصفقة لم تشمل النفايات المتراكمة منذ 45 يوما، اي النفايات الصالحة للتدوير واستخراج الطاقة، بينما قررت الحكومة ان تترك النفايات القديمة السامة والخطيرة ذات العصارة الخطيرة على الطبيعة والانسان (تصريحات شهيب ان 25 بالمئة من النفايات ستبقى في الشارع.

4- الحكومة تصرفت بأموال الصندوق البلدي المستقل (50 مليون دولار) ولا تعرف الحكومة من اين ستوفي باقي اموال كلفة الترحيل (قانونا لا يحق للحكومة اللبنانية التصرف بأموال الصندوق البلدي المستقل المودعة كأمانة لدى المصرف المركزي) ان المبلغ الذي تقرر دفعه لاصدقاء بعض المسؤولين فوق قيمة النفايات نفسها هو اكبر من المبلغ الذي طلبته شركات اخرى على الاقل ولقد تم رفضها دون مبرر واضح.

5- ان جميع عناصر التسعير غير واضحة وغير شفافة ولا يوجد الية جدية وموثوقة للتوزين وهو ما يزيد من حجم الفساد في هذه العملية، والفضيحة انه ليس الرأي العام وحده يجهل تفاصيل الصفقة المشبوهة، بل وزراء في الحكومة (تصريحات الياس ابو صعب، سامي الجميل".

وأعلنت الحملة ختاما أن بحوزتها "ملفات هامة أيضا مع أسماء"، وأنها "لن تنتظر حتى لا نهاية".

 

علوش من حلبا: تناسينا سلاح حزب الله ووجهنا قوانا ضد بعضنا بعضا داغر: أيدنا جعجع لأنه مرشح 14 اذار ولدينا اشكال بانتخاب غيره لاختلافنا سياسيا

السبت 13 شباط 2016

وطنية - نظم اقليم عكار في حزب "الكتائب اللبنانية"، ومنسقية "تيار المستقبل" في منطقة الجومة السهل الشفت- عكار، ندوة سياسة بعنوان "مشروع لبناني"، في قاعة المطالعة والتنشيط الثقافي في بلدية حلبا، تحدث فيها عضو المكتب السياسي ل"تيار المستقبل" الدكتور مصطفى علوش وعضو المكتب السياسي لحزب "الكتائب" سيرج داغر، في حضور النائبين نضال طعمة ورياض رحال، محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، الشيخ خالد اسماعيل ممثلا مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، الاب نايف اسطفان ممثلا المطران باسيليوس منصور، منسقي "تيار المستقبل" في عكار خالد طه وعصام عبدالقادر، منسق حزب "القوات اللبنانية" في عكار الدكتور نبيل سركيس، محافظ "الجماعة الاسلامية" في عكار محمد هوش، رئيس مالية عكار كارلوس عريضة ممثلا باسامة الزعبي، رئيس دائرة كهرباء عكار غسان خوري، رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار زاهر كسار، امين سر مجلس "حقوق عكار" خالد الزعبي، رؤساء بلديات ومخاتير ومحازبين. بعد النشيد الوطني، القى رئيس اقليم حزب "الكتائب" في عكار روبير نشار كلمة، رحب فيها بالحضور، ودعا إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على "روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الذكرى ال 11 على اغتياله"، موجها التحية إلى "أرواح الشهداء: بيار الجميل، جبران تويني، انطوان غانم، محمد شطح، اللواء وسام الحسن وشهداء ثورة الارز"، معاهدا على "الاستمرار بالنضال دفاعا عن سيادة واستقلال لبنان ولتحقيق العدالة مهما طال الزمن".

علوش

ثم تحدث علوش مستهلا مداخلته بالقول: "انه الرابع عشر من شباط، فالجرح اليوم اندمل واصبح مجرد ذكرى من قبل من نسوا واخرين لم ينسوا، ولكن تاقلموا، وبقيت قلة تتحسس ندبة الجرح في كل يوم وفي كل محطة، فهؤلاء الذين لم ينسوا رفيق الحريري بقيت صوره في بيوتهم، اكثر بكثير من مجرد ذكرى لعزيز راحل، انهم الحالمون بوطن على شاكلة حلم رفيق الحريري، هم الساعون الى الفرح والمستقبل الامن، وهم الذين لم يتمكنوا من التسوية مع التطرف، وهم انفسهم من يرون كيف يتشارك من احب ومن كره رفيق الحريري اليوم في قتله في ذكراه الحادية عشرة، وهم ايضا من يعانون من عناد مرضي، بأن لا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر". وإذ لفت الى ان "مرجعية رفيق الحريري ووجوده في حياتنا وقضية اغتياله، تشكل لنا معالم طريق معنوية واخلاقية وانسانية وسياسية"، أكد أن "هناك 4 ركائز مترابطة ومتشابكة كانت تشكل نهج رفيق الحريري وهي:

1- حرية المبادرة والسعي والابداع والفكر والمعتقد التي تقف عند حرية الاخرين.

2- قانون تعاقدي مدني يرعى الحريات، ويضع الحدود لتماسها كما انه يلزم الحاكم برضى المحكوم من خلال العملية الديمقراطية، التي تحافظ على حقوق الاقليات السياسية وغير السياسية. ويلزم الحاكم بقواعد وضوابط مؤسساتية تمنعه من التسلط او مخالفة القانون حتى ان كان برضى المحكومين.

3- تكافل اجتماعي تحت سلطة القانون يعطي الفرصة للجميع للعلم والعمل والرعاية والتطوير، كوسيلة وحيدة للتخفيف من حدة الفروق الاجتماعية، وبالتالي الحفاظ على النمو والاستقرار.

4- السلام كهدف اسمى بحد ذاته، وهو الضمانة الاهم لصون الحرية والقانون وتامين التكافل الاجتماعي لان الحروب تلغي كل القوانين".

وقال: "في ذكراه اليوم نقول لا بد من العودة الى الثورة الكبرى، التي اطلق استشهاده شرارتها. ان يوم الرابع عشر من اذار المجيد، ولا اظن ان هذه المبادئ العامة تحتاج لصفة طائفية او هوية مذهبية، لكي تكون برنامجا وطنيا عاما، يمكنه ان يعبر الحدود الاسطورية والوهمية بين اللبنانيين، منذ ان بدا حلم المثلث الرحمات البطريرك الياس الحويك بالتحقق يوم اعلان لبنان الكبير"، لافتا الى ان "هذا التاريخ المثقل بالهواجس الممزوجة بالاحلام، ليس محصورا بطائفة دون اخرى. فالمسيحيون مهجوسون بالحرية والامان، والمسلمون مهجوسون بمنعة وقوة الامة ووحدتها...هواجس هواجس، لا وطن لها، فالهواجس لا تصنع الاوطان، ولا يمكن انشاء وطن لمجرد علاج الهواجس".

ومستعرضا التاريخ القريب والبعيد، قال: "لقد تمادينا في اهمال الحالة الشاذة، التي ضربتنا منذ نشأتنا، وسميناها تعددية، في حين انها مرض تقسيمي. وظننا تفاؤلا، ان يوم 14 اذار كان بداية تحول رعايا الطوائف في لبنان الى مواطنين لبنانيين، لكن سرعان ما زال سحر ذلك اليوم التاريخي، وعدنا الى نغمة الهواجس الطائفية والاحباط الطائفي والتهميش الطائفي والاستقواء الطائفي والتعسكر المذهبي والهيمنة المذهبية".

وخلص الى القول: "تناسينا سلاح حزب الله، لعجزنا عن مواجهته، ووجهنا قوانا ضد بعضنا بعضا، في حين ان السلاح غير الشرعي، هو سالب كل شيء بتهديده المستمر لحقوق الجميع في السياسة والاستقرار والامان الاجتماعي، وبغباء حطمنا كل الاحلام التي بنيناها في اذار، وهدرنا كل الدماء التي بذلها شهداء لم تفرقهم طوائفهم، اعتقدنا انها ستكفر عن خطايانا الاصلية، لنقوم في اليوم الثالث مواطنين فقط، من دون طوائفنا"، معتبرا أنه على "قيادة 14 اذار اليوم، ان تعود عن المشاريع المرتجلة المسماة مبادرات لا جدوى منها، الا احباط الناس، واشعارها بالغثيان والضعف، وعلينا العودة فقط الى ثورتنا المجيدة، التي احدثت المعجزة في العام 2005، وخلقتنا امة موحدة بهاجس واحد اسمه الحرية والمواطنة".

داغر

ثم كانت مداخلة لداغر، استهلها بالترحيب بالجميع، معرفا بالفكرة "التي دفعت بالاساس لعقد هذا اللقاء، لشرح مشروع حزب الكتائب، وهو مشروع لبناني. وحول افكار حزب الكتائب، وماذا يريد في هذه الاوقات، وكانت افكارنا تتجه دائما نحو كلام مبسط واضح، نتبادل الافكار والرؤى مع اصدقائنا في تيار المستقبل، ومع اصدقائنا الحاضرين، وما قاله الدكتور علوش اليوم هام للغاية". وقال: "ان النقاش الصريح هو الطريق الاسلم نحو بناء الدولة، اذا كنا مقررين ان نبني دولة، والا فان التكاذب على بعضنا بعضا واضحة نتائجه المبهرة، التي تحققت خلال المئتي سنة الاخيرة، وما وصلنا اليه اليوم من واقع معروف".

اضاف "لماذا اسمينا المشروع: مشروع لبناني؟ اولا لانه ليس مشروعا شخصيا، يعني اننا في حزب الكتائب، لا نريد ان يكون عندنا رئيس حزب مفدى، اذكى من الجميع، وهو دائما على حق، وهو الافهم دائما منا جميعا، وليس هدفنا ابدا، ان يكون رئيس الحزب مرشحا ليكون رئيسا للجمهورية في لبنان، وان يكون اهم زعيم في لبنان. نحن الان في حزب الكتائب، نفتش ونبحث عن فريق عمل، عنده القدرة والرغبة والجراة ان يناقش وان يكون هناك زعيم اقتنع بان لا يكون زعيما، وان يعود انسانا عنده القدرة على الاستماع والمناقشة والحوار، ونصل معه الى قرار مشترك، ولا اعتقد بان قياداتنا اظهرت في العشرين سنة الاخيرة، انها اذكى من شعبنا، او اذكى من مسؤولينا ونوابنا". وأكد أن "الرئيس الذي لا يريد ان يسمع، هو لا يجب ان يكون رئيسا، الا على نفسه، ولقد اظهرنا هذا الشيء في الاستحقاق الرئاسي، لان رئيس حزبنا السابق، كان من المفترض ان يكون مرشحا، ونحن في الحزب، كما هو معلوم، لم نصر ولم نتمسك ولا للحظة واحدة بالترشيح، وذهبنا الى تاييد الدكتور سمير جعجع، الذي كان هو مرشح 14 اذار، ولم يكن لدينا اي اشكال بهذا المعنى. اما الان فلدينا اشكال في انتخاب غير الدكتور جعجع، لاننا نختلف معه بالسياسة، وهذا كلام سنحدث فيه لاحقا. لكن الاكيد ليس تمسكا باي مركز معين".

ورأى أن "فترة تاليه السياسيين، يجب ان تنتهي باسرع وقت، ومفهوم الزعامة والعظمة يجب ان ينتهي باسرع وقت، ذلك اننا في العام 2015، ولسنا في العام 1800. واي شاب موجود في هذه الصالة مطلع اكثر بكثير من السياسيين، وقادر ان يحلل ويبدع ويعطي رايه، ولاجل ذلك نعم المشروع هو لبناني وليس شخصيا. هو مشروع لبناني لانه ليس مشروعا طائفيا، وانا مسرور جدا، ان يكون هناك اجتماعا كتائبيا في حلبا، ونبحث ككتائبيين وكتيار المستقبل، وفي هذا الحضور الغني المتنوع مشاريع وطروحات فكرية وسياسية ووطنية، وهذه كلها ثمار ونتائج لثورة 14 اذار وتفاعلاتها الحية، حيث هناك تفاعل كبير بيننا وبين مختلف القوى السياسية، ومع الجماعة الاسلامية ثمة نقاش متواصل نكتشفهم ويكتشفونا. وهذا امر ما كان ليحصل قبل 14 اذار، وفي كل مرة نفتح هكذا حوارات نكتشف اننا نشبه بعضنا اكثر بكثير، مما نحن نفكر". وقال: "لم يعد مقبولا ان يكون حزب الكتائب، مجرد حزب مسيحي يطرح امورا وطنية، لانه من غير الممكن ان تجلس وتفكر بنفسك، وتجترح حلولا لنفسك ولغيرك، ولكي تصل الى حل وطني عليك ان تفتح نقاشا وطنيا. من هنا نحن فخورون جدا ان هناك اقبالا كبيرا، هذا احد اهدافنا، لانتساب اشخاص من طوائف اخرى الى حزب الكتائب، وهذا امر ممتاز وبات من غير المقبول ان يبقى كل واحد منا في مربعاته الطائفية، وعلينا ان نفكر معا، وان لا يفرض كل واحد منا افكاره على غيره". أضاف "حزب الكتائب اليوم، ليس طموحه ان يبقى حزبا مسيحيا، يأتي من منطلق مسيحي ليناقش مع الاخرين، ونحن طموحنا ان نكون حزبا وطنيا، ومن هذا المنطلق نفتح النقاش مع الاخرين وهذه ليست بالخطوة السهلة، وعلينا ان نتحلى بالجراة والشجاعة، ونحن لسنا حزبا طائفيا، وليس لدينا مشروع طائفي، ونحن ايضا لسنا مشروعا اقليميا ولا دوليا ولن نكون، ونحن لبنانيون وطنيون"، مشيرا إلى أن "هناك الكثير من اللبنانيين مؤمنين بلبنان اولا، ويمارسون هذا الامر يستشهدون لاجل ذلك، ويناضلون في هذا السبيل، مثل كثيرين من قيادات 14 اذار، ولكن هناك بعض الناس الذين يقولون بلبنان اولا، الا انهم ينضمون الى احلاف اقليمية وتحالف اقليات في المنطقة، وانا لا اعرف كيف يكون هذا الشيء جزءا من لبنان اولا، عندما يساعدون على بقاء نظام سعى لتدمير لبنان اولا، واننا نتطلع اليوم، ماذا يفعل بالسوريين، وننسى ماذا فعل في الاشرفية وفي زحلة وفي طرابلس، وننسى ماذا فعل في كل محل حل فيه، بحجة انه اليوم قد اظهر حرصه على الاقليات". واكد ان "حزب الكتائب لا يرى نفسه مشروع اقليميا، ولا يريد ان يكون مشروعا اقليميا، ولا نرى ان هذا الدور على حزب الكتائب ان يلعبه اليوم. ولا يجوز كلما تخاصم طرفان اقليميان ان نتصارع نحن في لبنان لاجلهما او بسببهما. علينا ان نكون وطنييين اولا، وكيف بامكاننا ان نكون "مشروع لبناني" بامتياز، بتوسيع مساحة الحوار في ما بيننا، وبان نتصارح على قاعدة انتمائنا الوطني، ولما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين كل اللبنانيين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس في المكسيك محطته الثانية وإعلان تاريخي لزعيمي الكاثوليك والأرثوذوكس لإنقاذ مسيحي الشرق

14/02/16/مكسيكو، روما – وكالات: دعا بابا الكاثوليك فرنسيس وبطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل في إعلان تاريخي مشترك بينها، أمس، المجتمع الدولي إلى وقف هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط، مؤكدين ضرورة العودة إلى المفاوضات لحل الصراع فيه. وبثت إذاعة الفاتيكان، مساء أول من أمس، الإعلان الذي صدر في ختام لقاء فرنسيس وكيريل في مطار خوسيه مارتي في العاصمة الكوبية هافانا. وجاء في الإعلان «إن أنظارنا ترنوا في المقام الأول إلى هذه المناطق من العالم، ومنها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تتعرض عائلات وقرى وبلدات إخواننا وأخواتنا في المسيح للإبادة، كما تدمر كنائسهم، وتنهب مقدساتهم بوحشية، وتدنس آثارهم». وأكد الإعلان «إننا نلاحظ مع الأسف في سورية والعراق ودول الشرق الأوسط الأخرى الهجرة الجماعية للمسيحيين من الأرض التي انتشرت منها عقيدتنا، وحيث عاشوا منذ عهد الرسل، جنباً إلى جنب مع الطوائف الدينية الأخرى». وأضاف «لذا فنحن ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمنع طرد المزيد من المسيحيين من الشرق الأوسط، ونرفع صوتنا دفاعاً عن المضطهدين، معربين عن تعاطفنا مع معاناة المؤمنين من الأديان الأخرى، الذين باتوا من ضحايا الحرب الأهلية والفوضى والعنف الإرهابي». ولفت الإعلان إلى أنه «في سورية والعراق، تسبب العنف بحصد أرواح الآلاف وترك الملايين من الناس بلا مأوى ولا مورد، ولهذا فنحن نحض المجتمع الدولي على توحيد صفوفه لوضع حد للعنف والإرهاب وفي الوقت نفسه، للمساهمة من خلال الحوار في سرعة إعادة بناء السلم الأهلي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع للكثير من اللاجئين في البلدان المجاورة». ووجه الإعلان نداءً لإطلاق سراح مطراني حلب للروم الأرثوذكس بولس اليازجي والسريان الأرثوذكس، يوحنا إبراهيم، المختطفين منذ العام 2013. وبعد اللقاء غادر فرنسيس، أمس، هافانا حيث وصل إلى محطته الثانية بالمكسيك، ثاني أكبر بلد كاثوليك بالعالم في زيارة تدوم حتى 18 فبراير الجاري. وكان في استقبال البابا الرئيس انريك بينيتو والسيدة الأولى انجليكا ريفيرا، حيث احتشدت في مدرج المطار جموع غفيرة على وقع موسيقى وأغاني فرق المارياتشي، ثم توجه البابا إلى السفارة البابوية على متن عربته الشهيرة «باباموبيل» التي اخترقت الحشودالمصطفة على طول الطريق ترحيباً بالضيف الكبير وهي تنشد «فرنسيس أخو الشعب المكسيكي»، في ثاني أكبر بلد كاثوليكي في العالم. واستقبل بنيتو البابا في القصر الوطني، قبل أن يترأس الأخير قداساً في كاتدرائية سيدة غوادلوبي المزار الذي يستقبل أكبر عدد من المؤمنين في العالم. ووجود البابا في هذا المكان سينهي فصلاً من توتر العلاقات بين الجانبين. وقال سفير المكسيك لدى الفاتيكان ماريانو بالاسيو الكوسير إنه «لفترة طويلة في القرن التاسع عشر وجزء كبير من القرن العشرين، كانت العلاقات مع الفاتيكان متوترة وبلغت حد الصدام» بعد صدور القوانين المناهضة للكنيسة من قبل الحكومة التي انبثقت عن الثورة. يشار إلى أن اللقاء الذي جمع فرنسيس وكيريل يعد من وجهة نظر تاريخية، أول اتصال بين المرجعين منذ العام 1054 ميلادي، حيث لم يلتق رئيسا كنيستي روما وموسكو منذ نحو ألف عام عندما وقع الانشقاق الكبير بين كنائس الشرق والغرب بسبب اختلاف الفكر الفقهي الديني، إضافة إلى منافسة السلطة الكنسية بين بطريرك القسطنطينية (ممثلا الكنائس الشرقية) وبين بابا روما في الغرب، الذي أصر على أن يكون الرئيس الأعلى لجميع كنائس الأرض.

 

الصحف السعودية تقرع طبول الحرب في سورية

السياسة/14/02/16/خصصت الصحف السعودية مساحات واسعة في صفحاتها الرئيسية للتحدث عن تدخل بري محتمل في سورية خلال الفترة المقبلة. وذكر موقع “أورينت نت” الإلكتروني أن صحيفة “الجزيرة” عنونت “لارجعة عن البرية في سورية،.. وولي ولي العهد أعطى الأميركيين فكرة عن التحالف الإسلامي”، ولم تكتف الصحيفة بالعنوان، بل كتبت في افتتاحيتها “قادمون يا سورية”.من جهتها، نشرت صحيفة “عكاظ” على صفحتها الأولى مقالاً بعنوان “تحالف دولي لدحر داعش وتعزيز استقرار المنطقة”، مشيرة إلى أن استقرار المنطقة لن يتم إلا بتدخل بري في سورية ومحاربة التنظيم. بدورها، خصصت صحيفة “الشرق الأوسط” العنوان الرئيسي للتحدث عن إرسال قوات سعودية إلى سورية، وعنونت “واشنطن.. القوات السعودية والإماراتية للتدريب..، وتحرير الموصل والرقة”. ولم تشذ صحيفة “الوطن” عن خط باقي الصحف السعودية، وعنونت على صفحتها الأولى “العميد عسيري، .. قرار المملكة المشاركة بقوات عسكرية في سورية لا رجعة فيه”.

 

أنقرة: السعودية أرسلت طائرات الى تركيا ويمكن أن تطلق عملية برية لمحاربة «داعش» بسورية

واشنطن دعت موسكو لتغيير أهدافها وباريس طالبتها بالكف عن استهداف المدنيين

14/02/16/عواصم – وكالات: أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، أن أنقرة والرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم «داعش» في سورية، مؤكدا ارسال السعودية طائرات حربية الى قاعدة «انجيرليك» الجوية في تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي لمحاربة متشددي «داعش» بسورية. ونقلت صحيفتا «يني شفق» و»خبر ترك» عن جاويش أوغلو قوله «اذا كانت هناك ستراتيجية (ضد تنظيم داعش) فسيكون من الممكن حينها ان تطلق السعودية وتركيا عملية برية». وأضاف «يقول البعض إن تركيا مترددة في المشاركة في مكافحة داعش لكن تركيا هي من يقدم مقترحات ملموسة»، لافتاً إلى أن السعودية «ترسل طائرات الى تركيا (قاعدة انجرليك)، وصل (مسؤولون سعوديون) للاطلاع على القاعدة، وحتى الان ليس واضحا كم عدد الطائرات التي ستصل». وأكد «أنهم (السعوديون) قالوا، اذا لزم الامر يمكننا ايضا ارسال قوات، السعودية تظهر تصميما كبيرا في مكافحة الارهاب في سورية». وبشأن إذا كانت السعودية سترسل قوات الى الحدود التركية للتدخل في سورية، قال جاويش أوغلو «هذا أمر يمكن أن يكون مرغوبا، لكن ليس هناك خطة، فالسعودية ترسل طائرات وقالت ،عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية، يمكننا ان نرسل جنوداً».

يشار إلى أن «انجرليك» قاعدة رئيسية لعمليات قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف مع طائرات بريطانية وفرنسية واميركية تشن غارات داخل سورية انطلاقا من هذه القاعدة. في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه من الممكن حل المشكلات الإقليمية، من خلال التعاون مع السعودية، وتركيا. وأكد ظريف عدم وجود أي مشكلة في المنطقة لا يمكن حلها عبر المفاوضات، مضيفاً «يمككنا بالتعاون مع إخوتنا السعوديين، والأتراك، لحل المشكلات الإقليمية». وفي إطار مواصلة الضغوط على روسيا لوقف عملياتها العسكرية في سورية، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، موسكو إلى «تغيير الاهداف» العسكرية في سورية، موضحا أن الازمة السورية وصلت الى «مرحلة مفصلية» بين الحرب والسلم مع امكانية التوصل الى وقف لاطلاق النار خلال أسبوع. وأضاف كيري خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ إن «الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة». وأكد أن الولايات المتحدة ستساعد أوروبا في مواجهة ازمة الهجرة التي تشكل «تهديدا شبه وجودي» للقارة، محذراً من فشل اتفاق الهدنة في سورية. كما رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر، مساء أول من أمس، أن الرئيس السوري بشار الاسد «واهم» اذا كان يعتقد ان هناك حلا عسكريا للنزاع في بلده. إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، روسيا بوقف استهداف المدنيين في سورية. وقال فالس خلال كلمته بمؤتمر ميونيخ، «فرنسا تحترم روسيا ومصالحها، لكن عليّ أن أقول بحضور رئيس وزراء روسيا دميتري مدفيديف، إنّ على بلاده وقف استهداف المدنيين في سورية، من أجل خلق أرضية مناسبة لإحلال السلام في هذا البلد». وشدد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سورية، وإيجاد الأرضية المناسبة لإحلال السلام فيها، من أجل وقف تدفق اللاجئين نحو القارة الأوروبية. وأضاف إنّ التهديدات «الإرهابية» ما زالت تحوم حول عددٍ من الدول الأوروبية، من بينها فرنسا، معربًا عن اعتقاده بإمكانية حدوث هجمات إرهابية خلال الفترة المقبلة. وأشار فالس إلى استحالة مكافحة تنظيم «داعش» بالطرق الديبلوماسية، لافتاً إلى أنّ القضاء على التنظيم سيستغرق وقتاً طويلاً. في المقابل، قال رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، إنّ «بلاده والغرب، ينزلقان نحو مرحلة جديدة من الحرب الباردة»، مشيرًا إلى أنّ سياسات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المتبعة تجاه موسكو، «لا تتسم بالودية». وأوضح في كلمة أمام مؤتمر ميونخ أنّ بلاده «ستستمر في العمل على إحلال السلام في سورية»، لافتًا إلى أنه لا بديل عن التفاوض لإنهاء الأزمة السورية، «ولا ينبغي أن يكون هناك تهديد بإرسال قوات برية جديدة إلى سورية». وأكد أن «روسيا لا تستهدف المدنيين، ولا يوجد دليل يثبت صحة الادعاءات الفرنسية»، معتبراً أن التعاون المنتظم بين روسيا والولايات المتحدة سيكون ضرورياً»، ومضيفاً إنه لا يرى أي داعٍ لإخافة الجميع بعملية برية في سورية. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن فرص نجاح وقف اطلاق النار في سورية بحلول الاسبوع المقبل 49 في المئة.

 

مطالبات بتحقيق المحكمة الجنائية في جرائم ضد الإنسانية بسورية

14/02/16/الرباط – أ ف ب: طالب فريق خبراء يعمل في إطار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مجلس الأمن بتكليف المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في احتمال حصول جرائم ضد الإنسانية في سورية. وعقد «الفريق الأممي المعني بالاختفاء القسري وغير الطوعي»، الذي يضم خمسة خبراء من المغرب وكندا وكوريا الجنوبية والارجنتين وليتوانيا، اجتماعاً في الرباط، أول من أمس، ودرس 600 حالة اختفاء قسري في 43 بلداً. وقال أحد أعضاء الفريق أرييل دوليتزكي إن «الوضع في سورية مقلق للغاية، ونعتقد أن هناك جرائم ضد الإنسانية تم ارتكابها في هذا البلد، ونود أن يقوم مجلس الأمن بإحالة المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية». من جهتها، قالت الرئيسة والمقررة الخاصة للفريق حورية إسلامي عن الوضع في العراق وسورية، «نحن قلقون جداً، قاعدة بياناتنا تضم 16 ألف حالة من العراق، أما سورية فعدد الحالات قليل جداً، لكن لا يعكس الوضع الحقيقي، نحن نتابع الوضع عن كثب وقلقون من عدم قدرة العائلات على التقدم بشكاوى».

 

هولندا تعتزم الانضمام إلى “مجموعة الدعم الدولي لسورية”

14/02/16/لاهاي – الأناضول: أعلنت هولندا أمس، عزمها الانضمام إلى “مجموعة الدعم الدولي لسورية”، التي تسعى لايجاد حل للأزمة السورية. وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز إن بلاده ستنضم إلى “مجموعة الدعم الدولي لسورية”، المؤلفة من 17 دولة، مشيراً إلى أن مشاركة بلاده في المشاورات المتعلقة بالأزمة السورية يعد أمراً في غاية الأهمية.وأوضح أن قرار بلاده بشأن الانضمام إلى قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” في سورية، الذي صدر الأسبوع الماضي، ليس له تأثير على انضمامها إلى المجموعة. يشار إلى أن “مجموعة الدعم الدولي لسورية” تضم 17 دولة، بينها تركيا والولايات المتحدة وروسيا إلى جانب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وتهدف لايجاد حل سياسي للأزمة السورية.

 

معارض سوري: روسيا تستعد لحملة عسكرية على ريف حمص الشمالي

14/02/16/دمشق – وكالات: أعلن مصدر عسكري معارض، أمس، أن قوات النظام السوري مدعومة بسلاح الطيران الروسي تستعد لشن حملة عسكرية جديدة على ريف حمص الشمالي، الخاضع لسيطرة المعارضة خلال اليومين المقبلين. وقال المصدر في تصريحات صحافية طالباً عدم ذكر اسمه، إن الحملة المتوقعة ربما ستكون «الأشد شراسة في مسعى من روسيا، والنظام السوري لإحراز تقدم في ريف حمص الشمالي، قبل سريان قرار وقف إطلاق النار، الذي تم الاتفاق عليه في اجتماع ميونيخ». وأضاف إن فصائل المعارضة كافة حالياً في حالة استنفار وترقب للتصدي لأية محاولة للتقدم من قبل القوات النظامية، مشيراً إلى أن محاور الاشتباك المتوقعة في حال البدء بتنفيذ العملية سيكون من جهة بلدة تير معلة بشمال حمص وقرية حربنفسه بريف حماه الجنوبي، المحاذية لريف حمص الشمالي. ولفت إلى أن القوات النظامية وبمساندة الطيران الحربي الروسي تحاول منذ نحو 25 يوماً التقدم باتجاه قرية حربنفسه، وسط اشتباكات عنيفة ويومية مع فصائل المعارضة، من دون إحراز أي تقدم إلى جانب محاولات للقوات ذاتها التقدم من جهة قرية كيسين بريف حمص الشمالي من دون إنجازات ميدانية. إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن قوات النظام تستعد للتقدم صوب الرقة معقل تنظيم «داعش» في الوقت الذي واصلت فيه الطائرات الروسية المتحالفة مع النظام قصف بلدات واقعة تحت سيطرة المعارضة شمال حلب. وذكر المرصد أن قوات الحكومة على بعد كيلومترات من الحدود الإقليمية للرقة بعد تحقيق تقدم سريع شرقاً على طول طريق سريع صحراوي في الأيام الماضية من بلدة اثريا شمال شرق حماة.

من جهته، أعلن التلفزيون السوري أن وحدات الجيش باتت تسيطر على قرية الطامورة وصارت قوات الجيش تشرف على كامل بلدة حيان والأجزاء الشمالية الغربية لبلدة عندان حول حلب. يشار إلى أن التقدم صوب الرقة سيمنح الحكومة السورية من جديد موطئ قدم في المحافظة للمرة الأولى منذ العام 2014. في غضون ذلك، قتل 76 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين في كمين نصبه فصيل «جيش الاسلام» قبل أسبوع في الغوطة الشرقية لدمشق. وذكر المرصد السوري أن عدداً من مقاتلي «جيش الاسلام»، نصبوا الأحد الماضي كميناً لنحو 240 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين الذين كانوا بصدد شن هجوم على منطقة تل الصوان، معتبراً أن الكمين هو «الأكبر ضد قوات النظام السوري في هذا النزاع» المستمر منذ نحو خمس سنوات. وأوضح أن الكمين أوقع 76 قتيلاً، بينهم 45 قتلوا في إطلاق نار و31 آخرين جراء الغام وضعها مقاتلو «جيش الإسلام» أثناء الاشتباكات. على صعيد متصل، تصد قوات المعارضة المسلحة، أمس، لمحاولة قوات رئيس النظام بشار الأسد مدعومة بالميليشيات الشيعية التقدم باتجاه جمرك درعا البلد القديم، وقتلوا العشرات منها. وقالت مصادر متقاطعة إن عناصر النظام حاولت التقدم باتجاه الجمرك من محور بنايات سجنه عبر الطريق الحربي، لكن الثوار تصدوا لها للقوات المهاجمة بالرشاشات الثقيلة، ما أوقع العشرات منها بين قتيل وجريح. وأعلنت غرفة «البنيان المرصوص» أول من أمس، تدميرها لثلاث دبابات وقتل 21 عنصراً من النظام، بعد محاولة الأخيرة التقدم على محوري حي المنشية وقطاع القاعدة العسكرية، كما استهدف الثوار المربع الأمني في المدينة بصواريخ من نوع «فيل».

 

القاهرة: نعمل مع واشنطن لتحقيق الاستقرار في المنطقة

14/02/16/واشنطن – أ ش أ: أكد السفير المصري في واشنطن ياسر رضا أن مصر والولايات المتحدة تعملان معاً لتحقيق الاستقرار والأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، منوهاً بالجهود الدولية التي قادتها بلاده للتوصل لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل في العام 2014.

وأوضح رضا خلال لقائه مع مئة عضو من مجلس الشؤون الدولية وعدد من رؤساء ومديري الشركات الأميركية الكبرى، وأعضاء من الكونغرس ورؤساء وأساتذة جامعات ومديري عدد من مراكز الأبحاث، أن مصر تنسق حالياً مع المجتمع الدولي لإنهاء التدهور الأمني وتداعياته الإنسانية في كل من سورية وليبيا، فضلاً عن جهودها في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، الذي بات يهدد دول العالم ولا يرتبط بدولة أو منطقة بعينها. وشدد خلال كلمة تناول فيها العلاقات الستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، على التعاون بين البلدين للقضاء على ظاهرة التطرف في ضوء دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني، ليتواكب مع مستجدات العصر ويعالج مشكلة التطرف، مشيراً إلى مشاركة مصر في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش». وأضاف إن جماعة «الإخوان» إرهابية ولا تمت للإسلام بصلة، وإنها لجأت إلى العنف والإرهاب بعد فشلها في الحكم، مشيراً إلى أن قياداتها لا زالت تحرض علانية على اغتيال القضاة ورجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين.

 

السيسي يسلم سلطة التشريع للبرلمان ويدعو لدولة مدنية حديثة وأكد أن مصر تواجه تحديات تثير القلق وطالب العالم بتضافر الجهود لدحر الإرهاب

14/02/16/القاهرة – وكالات: أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، تسليم سلطة التشريع للبرلمان المنتخب، مؤكداً أهمية تضافر جهود العالم لدحر “الإرهاب” الذي يمثل “الخطر الأكبر على الحضارة الإنسانية” وتهديداً “لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها”. وبدأ السيسي كلمته بدعوة نواب البرلمان بالوقوف دقيقة حداد على أرواح رجال الجيش والشرطة الذين قتلوا في هجمات المتشددين. وقال في مستهل كلمته بحضور كبار رجال الدولة “أعلن أمامكم ممثلي الشعب انتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائي فرضُه علينا الظرف السياسي”.

وأكد “أن الدولة المصرية استعادت بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها”، مشيراً إلى سلسلة الهجمات المسلحة التي تواجهها البلاد منذ عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 وتتبناها جماعات متطرفة منها الفرع المصري لتنظيم “داعش”. ولفت إلى “أن هناك من هو متربص ولا يريد أن يكون هذا البلد (مصر) استثناء في هذه المنطقة المضطربة”، داعياً إلى “أن تكون مواجهة الإرهاب “وفق رؤية متكاملة وعلى أعلى مستوى من التنسيق بين دول العالم” مع ضرورة أن تراعي كذلك “الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية”.

ورأى “أن ما يواجه هذا الوطن من تحديات يجعل القلق والتخوف أمراً مشروعاً ولكن حجم الإنجاز غير المسبوق يجعل من الأمل أمراً حتمياً وفرضاً وطنياً”، مشيراً إلى “أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر تفرض على الجميع مسؤولية تاريخية وأداء استثنائياً تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات”. وأضاف “إننا جابهنا معاً موجة عاتية من إرهابٍ غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن، لكن بفضل من الله ثم بإرادة وطنية لا تلين وبصمود الشعب العظيم استطعنا أن نكسر شوكة تنظيمات الإرهاب في الحدود الغربية وسيناء ولازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخ”. وشدد على أن مصر “لن تألو جهداً في السعي نحو التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات في سورية وليبيا واليمن وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي كانت وما زالت قضية شعب مصر”. وأكد عزمه المضي قدماً في بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة وإصرار مصر على مواصلة الحرب على الإرهاب بلا هواده، مشيراً إلى دور القوات المسلحة والشرطة في حماية الدولة ومؤسساتها. ولفت إلى تدشين مجموعة من المشروعات الضخمة من بينها قناة السويس الجديدة، والبدء في تنفيذ شبكة طرق وموانئ جديدة والعمل في مشروع إنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء في منطقة الضبعة شمال غرب مصر خلال الأسابيع المقبلة وكذلك مشروع استصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان. وحدد السيسي في الكلمة التي قوبلت بالتصفيق مرات عدة أولويات عمل مجلس النواب في الفترة المقبلة، قائلاً “أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني على رأس أولوياتكم وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامكم”. ولفت إلى “أن النواب وصلوا إلى مقاعدهم نتيجة انتخابات برلمانية شهد لها العالم واستكمل المصريون خريطة المستقبل يوم قرروا استعادة الوطن ممن أرادوا استغلاله لمصالحهم الضيقة وأهدافهم المنحرفة فكان رد المصريين عليهم ثورة مباركة كانت ثمارها هذا المجلس”، في إشارة إلى ثورة 30 يونيو ضد جماعة “الإخوان” التي هيمنت على السلطة. وأشار إلى الكم الكبير من التمثيل الحزبي والمستقل داخل البرلمان والتمثيل غير المسبوق للمرأة والأقباط والمعاقين والشباب.من جهته، أكد رئيس مجلس النواب علي عبد العال أن البرلمان عازم على أن يواجه جميع المشكلات التي يواجهها المجتمع بصفته السلطة التشريعية التي تجسد إرادة الشعب، والتي تعبر عن جميع طموحاته وأحلامه. وقال عبد العال بعد افتتاح جلسة البرلمان “إنه لمن دواعي سرورنا مشاركة السيسي في هذا الجلسة التي تتواكب مع مرور 150 عاماً على بدء الحياة النيابية في مصر”. في سياق منفصل، أحبطت الأجهزة الأمنية، أمس، محاولة هروب لعدد من المتهمين من داخل قسم شرطة الحوامدية بالجيزة.

 

رجوي: أموال المعاملات مع نظام «الولي الفقيه» تصرف على الإرهاب يستخدمها الحرس الثوري في حروب المنطقة

السياسة/14/02/16/أكدت زعيمة المعارضة الإيرانية في المنفى مريم رجوي أن الرئيس حسن روحاني ليس معتدلاً، مشيرة إلى أن أموال جميع المعاملات مع النظام في الجمهورية الإسلامية تصرف من قبل «الحرس الثوري» على الإرهاب والحرب في الشرق الأوسط وإثارة اللاأمن في أوروبا». جاء موقف رجوي في مؤتمر استثنائي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عقد بعنوان «سياسة الحزم ضد إيران، دفاع عن المقاومة الإيرانية» بالمقر العام للمعارضة في شمال باريس، أول من أمس. وقالت رجوي في بيان، تلقت «السياسة» نسخة منه، أمس، إن «البعض في الغرب يدعون إلى أن التعامل مع روحاني سيؤدي إلى اعتدال النظام، فيما لا يوجد أي اختلاف من حيث التطرف بين روحاني و(المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي) خامنئي». وأضافت «خلال الـ37 عاماً الماضية كان له ضلع في كل جرائم هذا النظام، لكنه حتى لو ان يوجد لديه أي اختلاف، فإنه لا يمتلك القوة والقدرة في هذه الحكومة، لذلك فإن توقيع أي اتفاق مع روحاني هو بمثابة عون ومساعدة للولي الفقيه». وأشارت إلى أن «نصف الإنتاج الداخلي تحت تصرف الولي الفقيه وقوات الحرس (الثوري)، وإزاء ذلك فإن أي ارتفاع في المعاملات التي تتم مع إيران فإن الطرف الآخر لذلك هو الشر كات التابعة لخامنئي وقوات الحرس، حيث ستصرف قوات الحرس هذه الأموال على الإرهاب والحرب في سورية وفي النهاية فإنهم يعرضون أمن أوروبا نفسها للخطر». ولفتت إلى تحذيرها من خطر الاستبداد الديني الحاكم في إيران، مضيفة «إن تهديد هذا النظام في داخل إيران يتجسد في انتهاكات حقوق الإنسان، فيما يتمثل بالمنطقة في عدم الاستقرار أي استمرار الحرب والقتل في سورية والعراق واليمن ولبنان، وفي العالم فإنه يتجسد في نشر الإرهاب». وأشارت إلى أنه بالنسبة إلى «الجماعات المتطرفة سواء من الشيعة أم السنة فإن للنظام الإيراني دوراً أساسياً في تغذيتها وتقويتها لأن هذه الجماعات عميلة لنظام طهران أو أنها تتحد تلقائياً وعملياً معه، كما أن الإرهاب تحت اسم الإسلام يستمد أسباب استمراره وبقائه من هذا النظام».

 

أنقرة: طلائع سعودية وصلت..وضرب "الوحدات الكردية" في ريف حلب

المدن - عرب وعالم | السبت 13/02/2016/قصفت المدفعية التركية مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية، المكون الأبرز في تحالف "قوات سوريا الديموقراطية" المدعوم أميركاً، في المناطق التي تقدمت إليها في ريف حلب خلال الأيام الماضية. وشمل القصف مدينة أعزاز، وبلدة عفرين، ومطار منغ العسكري، الذي دخلت إليه "قوات سوريا الديموقراطية"، الجمعة، بعد تمهيد جوي روسي، استهدف مواقع المعارضة في المنطقة. تأتي هذه التطورات عقب ساعات من إعلان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن بلاده ستقوم بعمل عسكري ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، لما يمثله نشاطهم على الحدود مع سوريا من تهديد للأمن القومي التركي. من جهة ثانية، أرسلت السعودية قوات ومقاتلات إلى قاعدة أنجرليك في تركيا. ونقلت صحيفة "الاندبندت" البريطانية عن وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، إن السعودية "أعلنت عزمها التصدي لتنظيم داعش"، وأكدت جاهزيتها "لإرسال طائرات وجيش". وأضاف "نحن أكدنا في كل اجتماعات التحالف على ضرورة وضع استراتيجية واسعة وهادفة للحرب ضد التنظيم الإرهابي داعش. لو كانت لدينا مثل هذه الاستراتيجية لاستطاعت تركيا والسعودية البدء بعملية برية".ويعد إرسال قوات وطائرات سعودية إلى تركيا الخطوة العملية الأولى بعد إعلان المملكة مؤخراً عن نيتها خوض عملية برية عسكرية داخل سوريا، تحت مظلة التحالف الدولي، لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي وقت لاحق، أعلنت الإمارات العربية المتحدة نيتها الاشتراك مع السعودية، شرط أن تقود واشنطن هذه العملية في سوريا. وفي تصريحات للتلفزيون التركي، قال جاوش أوغلو إن "القوات السعودية الآن في مرحلة الإعداد والاستكشاف في القاعدة على أن يتم إرسال المزيد من المقاتلات السعودية". واعتبر أنه من المبكر الحديث عن شنّ عملية برية. وأكد "أن هذا الأمر غير مخطط له الآن، فالسعودية ترسل الآن مقاتلات، لكن إذا اقتضت الحاجة لعملية برية سيتم إرسال جنود". وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قد قال في مقابلة مع وكالة "فرنس برس"، الليلة الماضية، إنه لا يستبعد تدخلاً برياً من قبل السعودية وتركيا شمال سوريا. وأضاف أن المعركة التي أطلقتها قواته بدعم جوي روسي وبري إيراني، تهدف إلى قطع الطريق بين حلب وتركيا لوقف إمدادات "الجماعات الإرهابية"، وأكد أن بلاده ستتعامل مع هذا الأمر إن حدث. إلى ذلك، بحث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس التركي، في لقاء مغلق الجمعة، الأزمة السورية. وقالت وكالة أنباء "الأناضول" إن اللقاء الذي جرى في اسطنبول، استمر 90 دقيقة. وأضافت الوكالة أن أمير قطر اجتمع لاحقاً مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ، وبحثا "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتنميتها في كافة المجالات"، كما "استعراضا آخر مستجدات الأوضاع على الساحة السورية".

 

كيري: ازمة الهجرة تشكل تهديدا شبه وجودي على اوروبا

السبت 13 شباط 2016 /وطنية - أعلن وزير خارجية اميركا جون كيري، ان الولايات المتحدة ستساعد اوروبا في مواجهة ازمة الهجرة التي تشكل تهديدا شبه وجودي لاوروبا. وقال: "ان الولايات المتحدة تدرك طبيعة هذا التهديد شبه الوجودي على الحياة السياسية والاجتماعية في اوروبا".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لعنة اغتيال رفيق الحريري

خيرالله خيرالله/العرب/14 شباط/16/

بعد يومين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005، كتبت هذا المقال الذي صدر في صحيفة “الرأي” الكويتية تحت عنوان “أزمة النظام السوري”. صار في الإمكان الآن تغيير العنوان الأصلي، علما أنّه لا يزال صالحا، ووضع عنوان آخر هو: لعنة اغتيال رفيق الحريري.

كان المقال الإشارة الواضحة الأولى، أقلّه من وجهة نظري، إلى عمق الأزمة التي يعاني منها النظام والتي جعلته في حال هروب مستمرّة إلى الأمام وصولا إلى ما وصل إليه اليوم. يمارس في هروبه الشيء الوحيد الذي يعرف عمله، أي القتل. هنا نص المقال الذي لا يزال صالحا إلى اليوم في جانب منه. ما تغيّر حجم المجازر المرتكبة مع تركيز خاص من النظام وحلفائه القتلة على الشعب السوري المظلوم. ما تغيّر أيضا أنّ الطرف الذي تولّى تنفيذ الاغتيال بات معروفا من دون أن يعني ذلك أن النظام السوري بعيد عن الجريمة:

“كان لبنان الحقيقي كله في وداع رفيق الحريري. لبنان البشر. فقد كان رفيق الحريري الذي مات شهيدا، على درب رياض الصلح وكمال جنبلاط والمفتي حسن خالد وغيرهم من الكبار، زعيما وطنيا من طراز نادر لم يعرف لبنان مثيلا له في تاريخه. كان أيضا أحد أولئك الكبار الذين آمنوا بلبنان وعروبته وبأنه وطن متميز في منطقة أكثر ما تحتاج إليه هو العيش المشترك بين الأديان والطوائف والقوميات والمذهبيات. كان رفيق الحريري قبل كلّ شيء إنسانا ورجلا منفتحا يؤمن بلبنان والعروبة ولا يمكن مقارنته سوى بكبار الزعماء الذين عرفهم لبنان، وعلى رأسهم رياض الصلح بطل الاستقلال.

اغتالوا الجسد لا المشروع

ذهب رفيق الحريري إلى أبعد ما ذهب إليه رياض الصلح، نظرا إلى أنه كان عليه العمل على استعادة لبنان استقلاله وإعادة بناء ما دمرته حروب اللبنانيين وحروب الآخرين على أرض لبنان في آن. لعل إحدى أهم ميزات شخصية رفيق الحريري أنه كان يتطور باستمرار. كان رجلا متواضعا يسعى إلى التعلّم يوميا. كان من الزعماء العرب القلائل الذين يستطيعون قول عبارة: لا أعرف. كان يقول لا أعرف في حين يعتقد كثيرون أنهم يعرفون كل شيء. مكنته تلك الميزة من أن يكون مختلفا. لم يكن رفيق الحريري، الذي حسده كثيرون على نجاحه، شخصا عاديا في أيّ مقياس من المقاييس. ولذلك كان عليه أن يصطدم في نهاية المطاف بالنظام في سوريا بعدما سعى بكل ما يستطيع إلى استعادة لبنان لاستقلاله بما يخدم مصالح البلدين ويخدم سوريا أولا. كانت مشكلة الرئيس رفيق الحريري في أنه استطاع استيعاب المعطيات الإقليمية وما تعنيه عبارة مصلحة البلدين في وقت لم يكن في دمشق من يريد أن يجاريه في ذلك. لم يعد في دمشق من هو قادر على استيعاب أن لبنان المعافى خدمة لسوريا وأنّ ما يقال عن وحدة المسارين لا تعني بالضرورة إملاءات سورية على لبنان وأن أفضل ما يخدم سوريا ولبنان في آن التوصل إلى تفاهم بينهما خصوصا أنه ليس طبيعيا ولا منطقيا أن تنتصر برلين الشرقية على برلين الغربية، وهو ما أثبته التاريخ بالفعل وليس بمجرد القول. ليس رحيل رفيق الحريري خسارة للبنان فحسب، بل خسارة لسوريا أيضا، لذلك كان الأجدر بسوريا المحافظة عليه بكل ما تمتلك من وسائل وأدوات بعيدا عن أيّ نوع من السياسات الغبية التي لا يمكن إلا أن ترتد عليها. بصراحة، كان الأجدر بسوريا السعي إلى المحافظة على رفيق الحريري كي تتمكن من تجاوز الأزمة التي تمر فيها. والأزمة التي تمر فيها سوريا هي أزمة نظام يعتقد أنه لاعب إقليمي في حين أنه لا يمتلك أيّ ورقة تمكّنه من أن يكون لاعبا على هذا المستوى.

على العكس من ذلك، يحرم اغتيال رفيق الحريري سوريا من إحدى أهم أوراقها. والمعني بذلك أنه يحرمها من رجل عربي حقيقي يؤمن بكل ما هو في مصلحة العرب عموما وسوريا خصوصا. أكثر من ذلك كان رفيق الحريري قادرا على أن يفتح أبواب العالم في وجه سوريا في حين أن ليس في دمشق هذه الأيام من هو قادر على التوجه إلى العالم أو مخاطبته. إن النظام السوري ليس قادرا في أيّ شكل على حل أزمته في ظل غياب رفيق الحريري، مثلما أن اغتيال كمال جنبلاط لم يساعده في أيّ شيء في المدى الطويل. لقد أمّن له اغتيال كمال جنبلاط هدنة استمرت بضع سنوات لكن اغتيال هذا الزعيم اللبناني العربي والعروبي والتقدمي ما لبث أن ارتد عليه وبالا في لبنان وسوريا، وتبين مع مرور الوقت أنه إذا كان المطروح اعتبار لبنان دولة مصطنعة فإن الكيان السوري سيكون كله في مهب الريح متى مورست سياسات تقوم على هذا الطرح. لم يكن رفيق الحريري، الذي حسده كثيرون على نجاحه، شخصا عاديا في أيّ مقياس من المقاييس. ولذلك كان عليه أن يصطدم في نهاية المطاف بالنظام في سوريا بعدما سعى بكل ما يستطيع إلى استعادة لبنان لاستقلاله بما يخدم مصالح البلدين ويخدم سوريا أولا

بكلام أوضح إن لبنان وجد ليبقى وإذا كان البلد وطنا مصطنعا ودولة مصطنعة فإن الدول والكيانات في المنطقة ليست في حال أفضل منه بكثير.. إن لبنان هو باختصار دولة طبيعية حضارية ذات تجربة ديمقراطية متفوقة على كل دول المنطقة من دون أيّ استثناء بما في ذلك إسرائيل. كان اغتيال رفيق الحريري تعبيرا عن إفلاس النظام السوري غير القادر على القيام بأيّ إصلاحات داخلية من جهة أو استيعاب المتغيرات الإقليمية والدولية من جهة أخرى. فقد هذا النظام من حيث يدري أو لا يدري والأرجح أنه لا يدري، أحد الذين خدموه في المحافل الدولية ودافعوا عنه من منطلق أنه مؤمن بكل ما هو عربي ومعاد لكل ما هو إسرائيلي. فقد كوفئ الرجل بطريقة شنيعة على الخدمات التي قدمها للبنان وسوريا والقضية العربية، تطبيقا للمثل الفرنسي القائل: هناك خدمات كبيرة إلى درجة لا يمكن الرد عليها إلا بنكران الجميل.

لن يجلب اغتيال رفيق الحريري لسوريا سوى مزيد من العداوات والمتاعب. والأكيد أن الطريق إلى استعادة الجولان لا يمر ببيروت بل يمر بالخروج من بيروت، التي قد تكون بالمفاهيم الضيقة، لدمشق أهم بكثير من الجولان. الأكيد أيضا أن التمسك ببيروت لا يعفي المسـؤولين السوريين، جميع المسؤولين السوريين من طرح سؤال في غاية البساطة هو الآتي: لماذا هذا الإصرار على استجلاب قرارات مثل القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن والتصرف بطريقة لا تعبّر سوى عن نهج سياسي لا أفق له. آن أوان اعتراف النظام السوري بأن الجريمة التي ارتكبت في حق لبنان بغض النظر عمن ارتكبها لا تغتفر، وأن بعض التعويض يكون بالاعتراف بأن دم رفيق الحريري، الذي روى أرض لبنان وأعاد الحياة إلى لبنان، يمكن أن يعيد الحياة إلى سوريا في حال قررت الانسحاب من لبنان والانصراف إلى معالجة أزمة النظام فيها. فإذا كان من مشكلة حقيقية تتعلق ببنية الدولة والمجتمع وتركيبته فـإن هذه المشكلة في سوريا وليست في لبنان، ذلك أن لبنان خطا خطوة أولى على طريق معالجة أمراضه الكثيرة. وكانت البداية في الاعتراف بهذه الأمراض، وهو اعتراف لا بد منه إذا كان مطلوبا الوصول إلى نتائج ملموسة. كان رفيق الحريري صمام أمان لسوريا ولبنان في آن. كان رجلا. وكان رجل دولة. كان رجلا لا يؤذي أحدا، أعطى الكثير الكثير للبنان وسوريا. لقد روى دمه لبنان والأمل بأن يروي هذا الدم سوريا فيخرجها من محنتها ويكون بذلك أدى رسالته العربية الأصيلة. إن الله سميع مجيب”.

لبنان أيام عبدالعزيز خوجة

أحمد عدنان/العرب/14 شباط/16/

نتحدث عن ظرفين متقاربين هذه الأيام، مرور 11 عاما على انتفاضة الاستقلال في لبنان التي فجرها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، ومباشرة د. عبدالعزيز خوجة لعمله سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في المغرب، والرابط المشترك بين المناسبتين أن خوجة كان سفيرا للمملكة في لبنان إبان ثورة 14 آذار، وهذه فرصة للتذكير بالتاريخ. وصل خوجة إلى بيروت بعد ثلاث سفارات ناجحة: تركيا وروسيا والمغرب، وصل مخدوعا باستقبال بيروتي دافئ. توقعها استراحة محارب بعد مسيرة دبلوماسية ثقيلة، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، اشتعلت أزمة التمديد للرئيس اللبناني الموالي لسوريا (إميل لحود) ووقعت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كان (خوجة) قد التقى (الحريري) قبل الاغتيال بأسابيع وحذره من استهداف “الجيران”، رد (الحريري) “الوطن ليس فندقا، سأبقى في لبنان، ويسعدني أن أموت في سبيله كما عشت من أجله”. براكين الدنيا انفجرت في لبنان بعد 14 فبراير 2005. دشّن اللبنانيون ربيع العرب بخروجهم المليوني إلى ساحة الشهداء مطالبين بإنهاء عهد الوصاية السورية ومحاسبة قتلة الشهيد الحريري. استقالت حكومة عمر كرامي بعد خطب نارية من نواب المعارضة في البرلمان وعلى رأسهم بهية الحريري ومروان حمادة الذي قال نصا “أنظر إلى مقاعد الحكومة ولا أرى أحدا”. عاد ميشال عون من المنفى وخرج سمير جعجع من السجن، والأهم إجراء أول انتخابات نزيهة في لبنان منذ الحرب الأهلية أفضت إلى تمكن تيار السيادة والاستقلال من السلطة. كانت ثورة الأرز محظوظة -داخل لبنان- برجلين، أحدهما زعيم الجبل وحكيم الطوائف المشرقية وليد جنبلاط، والثاني عبدالعزيز خوجة. والأهم أن أنها حظيت برجلين خارج لبنان هما عبدالله بن عبدالعزيز ثم الرئيس المصري حسني مبارك. ما كانت لسوريا أن تخرج لولا موقف وليّ العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أثناء زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الرياض بعيد اغتيال (الحريري)، قال القوي السعودي – الذي أصبح ملكا فيما بعد- لطاغية دمشق “إما الانسحاب الكامل من لبنان وإما قطع العلاقات”.

السندباد السعودي

لن ينسى وليد جنبلاط لقاءه بحسني مبارك في خضم ثورة الأرز يوم قال له “بشار الأسد مجرم وسيعاقب على إرهابه”، ولن ينسى لقاءه مع رفيق الحريري بعد زيارته لبشار، تراهنا على من سيغتال منهما أولا، وتعاهدا على نصرة أحدهما الآخر حيا وميتا. كان خوجة وجنبلاط يعلمان أن قرار الاغتيالات صدر في دمشق وطهران مع تكليف (حزب الله) بآلية القتل والتنفيذ، حينها ارتأى (جنبلاط) تركيز اتهامه السياسي على من أصدر القرار لحماية البلد من فتنة سنية-شيعية تاركا كشف المنفذين لتوقيت آخر. لكن ماكينة القتل لم تتوقف، اجتمع خوجة بالسيد حسن نصر الله وأبلغه أن المعلومات المؤكدة كشفت أن تفخيخ السيارة التي استهدفت الحريري تم في الضاحية (معقل الحزب الإلهي) محذرا من مغبة الإرهاب وبأن المملكة لن تسكت، رد أمين عام (حزب الله) “سنحرق البلد إذا استهدفتمونا”. قال (خوجة) “لا أحد يريد إحراق لبنان، اِلجم قتلتك وحاسبهم بيدك وانضو في العملية السياسية، التفاهم أولى من الإحراق، لا أحد يريد أن ينصر إسرائيل ولا أحد يريد إلغاء الآخر”. لم تبد أيّ بوادر تشير إلى أن (حزب الله) يريد التفاهم، سافر خوجة إلى الرياض تلبية لاستدعاء العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وكان موضوع الاجتماع واحدا، المحكمة الدولية، تسرّبت فكرة المحكمة إلى الساحة اللبنانية فواجهها (حزب الله) بتعطيل الحكومة عبر اعتكاف وزرائه غير مرة، حينها لم يتحمل (جنبلاط) ما يجري فأطلق صرخته المدوية “تم تفخيخ السيارة التي استهدفت الحريري بسلاح الغدر في الضاحية” فرد عليه (حزب الله) “لو كان الغدر رجلا فهو وليد جنبلاط”.

يتذكر (خوجة) جيدا لحظة وصول ديتليف ميليس إلى لبنان، المحقق الدولي الأول في جريمة اغتيال الحريري، يتذكر استقالة القادة الأمنيين المسؤولين سياسيا عن اغتيال الحريري. لا ينسى تلك الليلة التي زار فيها أحد الضباط منزله متهما زملاءه باغتيال الحريري. ولا ينسى الليلة التي تلتها حين حضر ضابط آخر ليبرّئ نفسه -أيضا- ويتهم البقية.

كانت الحلقة تضيق على (حزب الله) في لبنان، وتضيق على إيران وسوريا في المنطقة، حينها افتعل (حزب الله) حرب تموز عام 2006. وقتها واجه خوجة أصعب اختبار في حياته الدبلوماسية، فقد صرحت المملكة بأن ما فعله (حزب الله) “مغامرة غير محسوبة”. كان مطلوبا من (خوجة) أن يحافظ على اتصالاته بـ”حزب الله” رغم موقف المملكة الحاد. وجد (خوجة) أن المكاشفة هي الحل، استقل سيارته واتجه إلى المخبأ الخاص للسيد حسن نصرالله، كان الاجتماع ساخنا ومع ذلك انتهى كما يريده (خوجة). العلاقة بين (خوجة) ونصرالله معقدة للغاية. أهم إنجاز حققه خوجة -على هامش حرب تموز- تظهير قرار انتشار الجيش في الجنوب اللبناني لأول مرة منذ حربي 1948 و1967. بعد حرب تموز، واجه (خوجة) ثلاث أزمات خطرة، حرب النهر البارد وحصار السراي وأحداث أيار. كانت الحرب التي أعلنها تنظيم (فتح الإسلام) ضد الجيش مؤامرة كادها بشار الأسد بهدف سيطرة الإرهاب على طرابلس الشمال عاصمة السنة المعادية له. كان ردّ الدولة اللبنانية حاضرا بقرار شجاع من الرئيس فؤاد السنيورة حربا على الإرهاب. أمر العاهل السعودي بدعم الجيش اللبناني وبتغطيته سياسيا. نجحت سياسة المملكة ونشاطات (خوجة) لأنها عبّرت عن الحقيقة، ولأنها تلقت مصادقة -غير مقصودة- من الأمين العام لـ(حزب الله) الذي أعلن في أغبى تصريح سياسي “النهر البارد خط أحمر” مناصرا (فتح الإسلام) ضد الجيش، فانكشف كل شيء. انطلقت أعمال المحكمة الدولية. كان خوجة وهو يسمع الادعاء يتهم عناصر من حزب الله باغتيال رفيق الحريري ورفاقه من شهداء ثورة الأرز يتذكر نصيحته لحسن نصرالله "لا أحد يريد إحراق لبنان"

مؤتمر الرياض

بعد حرب تموز، عطل الوزراء الشيعة حكومة السنيورة بذريعة تشكيل حكومة وحدة وطنية. كان هدف (حزب الله) الحقيقي تعطيل القرار السياسي بالاستيلاء على نصاب الثلث زائد واحد، ومن أجل ذلك حشد أنصاره في ساحة رياض الصلح. استطاع الحزب الإلهي تعطيل المفاصل الأساسية في البلاد، فطغى الفراغ على سدة الرئاسة الأولى، والانتخابات النيابية أصبحت مهددة. لجأ (خوجة) حينها إلى صديقه الخاص نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني. توصل الصديقان إلى أن لبنان بحاجة إلى اتفاق مرحلي يخرجه من الأزمة ويعيده إلى اتفاق الطائف. وهنا بزغت فكرة “مؤتمر الرياض”. هدف المؤتمر إلى: تحقيق الإجماع على المحكمة الدولية، إقرار قانون انتخابي نيابي جديد ودائم ثم التوافق على رئيس جمهورية ووضع قواعد ثابتة وواضحة لتشكيل الحكومات. وضع الصديقان تفاصيل كل بند في المؤتمر وحلوله المقبولة من كل الأطراف، لكن الطعنة جاءت لـ(خوجة) من أقرب الحلفاء، السنيورة ثم سعد الحريري. علاقة (خوجة) بـ (بري) تكشف أهم مزاياه كدبلوماسي، أي قدرة بناء الثقة والاحترام مع الخصوم وتسخير ذلك من أجل بلاده. كشف الرئيس بري -غاضبا- مشروع مؤتمر الرياض الموؤود، فعلق (خوجة) المغتاظ من حلفائه “الرئيس بري وضع النقاط على الحروف”. العلاقة بين (خوجة) و(بري) عجيبة. في مجلس خاص قال (خوجة) “كانت اجتماعاتي

مع الرئيس بري دقيقة دائما، نتحدث بثقة وبصدق وبأوراق مكشوفة، لذلك كانت العلاقة بناءة ومستقرة على الدوام حتى في أحلك الظروف”. ربما عرف (بري) طموح النائب العوني عباس الهاشم لرئاسة مجلس النواب بعد انتخابات 2005 وعلم كيف سقط ذلك الترشيح لبنانيا ودوليا بعد اجتماع خاص جمع خوجة مع أمين عام (حزب الله). لم ينعقد مؤتمر الرياض وتمادى (حزب الله) في طغيانه. اكتشفت السلطات اللبنانية أن الحزب الإلهي زرع كاميرات مراقبة في المطار كما اكتشفت شبكة اتصالات سلكية للحزب خارج مسرح العمليات. أمرت الحكومة اللبنانية بمصادرة الكاميرات وإقالة مدير المطار وتفكيك شبكة الاتصالات. غضب (حزب الله) واحتل بيروت وروّع الجبل وقتل العشرات، فكانت النتيجة اتفاق الدوحة الذي أنهى الأزمة ظاهريا. انتهى مؤتمر الدوحة بتسهيل انتخاب ميشال سليمان رئيسا. كانت 14 آذار رشحت للرئاسة نسيب لحود وبطرس حرب، و8 آذار رشحت ميشال عون لرئاسة الجمهورية. حاول عمرو موسى (أمين جامعة الدول العربية) التوفيق بين الفريقين لكن جهوده باءت بالفشل. الرعاية العربية لـ14 آذار، اعتمدت خطة احتياطية بتوثيق الاتصالات بقائد الجيش وبطل معركة النهر البارد عبر رئيس المخابرات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، لذلك تمكن سعد الحريري من مباغتة الجميع حين أعلن عن مرشح أخير لا يمكن رفضه. بعد فشل مباحثات موسى وسقوط ميشال إدّه مرشح بطريرك السيادة الاستقلال نصرالله صفير، جاء ميشال سليمان رئيسا. 14 آذار لم ولن تموت والأيام بيننا، ساحة الشهداء أهم من قصر بعبدا وأهم من السراي الحكومي، شعب 14 آذار فوق أحزابها وساستها ومصالحهم وصفقاتهم، ومن لم يخف بشار الأسد لن يخشى حسن نصرالله وخامنئي، عودوا إلى الشارع تتّحدوا ويصطف العالم خلفكم ويتلاشى خصومكم، عشتم وعاش لبنان

ذكريات خوجة اللبنانية

في خضم الأزمة اللبنانية تعرض (خوجة) لأكثر من محاولة اغتيال سلمه الله من شرها ولم يعلن إلا عن واحدة، كانت تلك المحاولات نهاية علاقته المباشرة بحسن نصرالله!. من ذكريات خوجة اللبنانية، تعجّبه من الزعامة الأسطورية لوليد جنبلاط التي تستطيع أن تنقل فورا طائفة بأسرها من اليمين إلى اليسار من دون تمهيد أو تفسير وبلا توقف. الحواسيب العملاقة في رأس فؤاد السنيورة ورباطة جأشه الماسية، الدهاء اللافت لميشال المر الذي سماه مرة “ميشال بن أبي سفيان” في إشارة إلى داهية العرب معاوية، التحفظ المتوجس إزاء سمير جعجع الذي تحول إلى إعجاب واحترام نظير العقل المنظم والصلابة المبدئية، الدهشة البالغة من جان عبيد المسيحي الذي يحفظ القرآن كاملا ويعرف عن الإسلام أكثر من بعض المسلمين، التركيبة النادرة للرئيس عمر كرامي الذي كاد يغطي حصار السراي لولا اتصال (خوجة) به “أنا حزين لأن شقيق رشيد كرامي سيسلم قرار بلاده للأجنبي” لحظتها انتفض كرامي صارخا “والله لا يمكن” ولم يذهب إلى ساحة رياض الصلح كما كان مخططا.

بعد انتخابات عام 2009 تفاءل (خوجة) بصديقه المفضل سعد الحريري رئيسا للوزراء “لقد اختمر سعد، تأثرت حين رأيته يتقدم شعبه في جنازة الشهيد وليد عيدو قائلا للناس أنا معكم ولكم وبكم، إنه نقيّ ومخلص، لقد احترمته وأكبرته حين تحرر من رهبة الموت”! حين تولى (خوجة) وزارة الثقافة والإعلام، لم يتحرر تماما من أعباء الملف اللبناني، كانت الانتخابات اللبنانية على الأبواب. أكد (خوجة) للقيادة السعودية بأن الانتخابات ستنتج نصرا حاسما لقوى 14 آذار، سعد العاهل السعودي بصوابية وزيره ودعاه على طائرته الخاصة في رحلة من الرياض إلى جدة ليبلغه رؤية المملكة للمرحلة المقبلة. علم الوزير بالمهمة الجديدة، مرافقة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله إلى دمشق تلبية لدعوة بشار الأسد. طلب الأسد الاجتماع بـ(خوجة) على انفراد، جلس الخصمان 4 ساعات متوالية، بدأ الاجتماع بقول الأسد “قالوا لي إنك خبير بالشأن اللبناني، أنا أعرف لبنان أكثر منك”. رد (خوجة) “إن معرفتي المتواضعة بلبنان لا تضاهي معرفة سيادتكم، لكنها كافية للانتصار الكاسح في الانتخابات”. لم ينس بشار إجابة خوجة، زار العاهل السعودي دمشق بعدها بأشهر وعقد اجتماعا مغلقا مع الرئيس السوري ثم توجها إلى المأدبة المفتوحة، وقبل الجلوس توجه بشار إلى (خوجة) مباشرة ليقول له “game over يا عبدالعزيز”، ابتسم (خوجة).

مرت الأشهر وقامت الثورة السورية ليخسر بشار لبنان وسوريا نفسها. ولعل (خوجة) وهو يتابع أخبار الرئيس السوري يود الاتصال عليه ليقول له “game over يا بشار”. شهدت تلك الفترة ضياع البوصلة من قائد ثورة الأرز وليد جنبلاط. أعلن خروجه من تيار 14 آذار. كان (خوجة) برفقة الملك في إجازة بالمغرب. كلفه العاهل السعودي بالتوجه إلى لبنان للقاء (جنبلاط). حين وصل الوزير العتيد إلى المختارة قال له الزعيم “أريد أن أحمي طائفتي، والمملكة مكانها في القلب”. غادر (خوجة) قصر المختارة مشفقا على صديقه القديم ومتفهما له، لقد دخلت علاقته بالرياض في ثلاجة، ذهب وليد جنبلاط إلى دمشق، هاجم حسني مبارك بلا رحمة لدرجة احتفاله بسقوطه في ثورة 25 يناير. لكنه لم يمسّ الرياض مطلقا لأنها في وجدانه. أعادت الثورة السورية لجنبلاط نصف البوصلة، وبقي النصف الآخر أسيرا في ذكرى اعتداء (حزب الله) على الجبل في أحداث أيار.

انطلقت أعمال المحكمة الدولية. كان (خوجة) وهو يسمع الادعاء يتهم عناصر من (حزب الله) باغتيال رفيق الحريري ورفاقه من شهداء ثورة الأرز يتذكر نصيحته لحسن نصرالله “لا أحد يريد إحراق لبنان”. أذكّر بهذا التاريخ لأتساءل: ماذا فعل اللبنانيون بأجمل أيامهم وأحلامهم؟ مرت 11 عاما على انتفاضة الاستقلال، أولى ثورات ربيع العرب وربما آخرها. كان لبنان حديث العالم ورفيق الحريري هو العنوان، مئات الألوف من اللبنانيين في ساحة الشهداء بلا طوائف وبلا أحزاب، كانوا لبنانيين فقط، ربما لأول ولآخر مرة في تاريخ لبنان الحديث، كان جبران تويني يشدو بقسمه الخالد “نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين إلى أبد الآبدين، دفاعا عن لبنان العظيم”. وكانت جموع اللبنانيين من مختلف الشرائح تردد رغم أنف الوصاية البعثية وسلاح حزب الله “حرية، سيادة، استقلال”. تكرر المشهد لسنوات في ساحة الشهداء بزخم أقل، تبعثر ساسة 14 آذار وهجروا جمهورهم الذي يصحح أخطاءهم، هناك من ترك لبنان وهناك من اختار طائفته، والخصوم يتباهون باغتيال قوى 14 آذار التي قالت آخر مرة في ساحة الشهداء “لا لسلاح حزب الله” وسبقت ربيع العرب بالشعار الترياق “نعم للدولة وللاعتدال”. 14 آذار لم ولن تموت والأيام بيننا، ساحة الشهداء أهم من قصر بعبدا وأهم من السراي الحكومي، شعب 14 آذار فوق أحزابها وساستها ومصالحهم وصفقاتهم، ومن لم يخف بشار الأسد لن يخشى حسن نصرالله وخامنئي، عودوا إلى الشارع تتّحدوا ويصطف العالم خلفكم ويتلاشى خصومكم، عشتم وعاش لبنان.

 

 «14 شباط».. بأعلى الصوت

علي الحسيني/المستقبل/14 شباط/16

أحدث الرابع عشر من شباط العام 2005 يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري، تحوّلاً جديداً في تاريخ لبنان الحديث والمنطقة بعدما أعاد فتح الطريق نحو الحريّة والعدالة بعد سنوات من الظلم والاستبداد والممارسات الكيديّة التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه بحق اللبنانيين لعقود من الزمن، فكان أن خرج نظام الوصاية مذموماً رغم حجم الفاجعة التي خلّفها وراءه والتي ما زالت تتردد مفاعيلها حتىّ اليوم. هو يوم من تاريخ لبنان شكّل مرحلة تأسيسية لانتفاضة شعبية غير مسبوقة أدت بعد شهر من وقوع جريمة العصر إلى نضوج سياسي ووعيّ جماهيري شكّلا قيامة أو حركة جديدة في البلد تحت عنوان «الرابع عشر من آذار» والتي أتت كردة فعل عفوية على خروج قوى الثامن من آذار لتوجيه الشكر إلى النظام السوري تحت شعار استفزازي لأكثر من ثلثيّ الشعب اللبناني عنوانه: «شكراً سوريا»، ولتبقى «14 آذار» قائمة حتى يومنا هذا في وجدان الأحرار وهي التي ما زال يسلك قادتها طريق الدم على الرغم من مرور إحدى عشرة سنة على قيامتها. انتصرت الدماء التي سقطت في يوم «عرس الشهادة» في14 شباط على جلاديها وسيوفهم المضرجة بدماء اللبنانيين، ومع هذا لم يتم التعامل بذهنية ثأرية لا من قبل أولياء الدم ولا من أصحاب الخط الوطني الواحد مع حلفاء نظام الوصاية بل ربما الركن الاساسي في هذا الخط، على غرار ما قام به هؤلاء في عدة مناسبات ابتداء من أيار 2008 ولغاية اليوم سواء في العسكر أو السياسة، فالاثنان وجهان لعملة واحدة هي السلاح غير الشرعي الخارج عن سيطرة الدولة وجيشها.في كل عام، يتجذّر تاريخي 14 شباط و14 آذار أكثر فأكثر في عقول الوطنيين على الرغم من انحسار مشهدية الحشود على الطرقات لأسباب أصبحت معروفة للقاصي والداني والتي تُشبه في العديد من جوانبها التصريح الذي استفاق عليه اللبنانيون في صبيحة 13 آذار الذي أطلقه الرئيس السابق إميل لحود والذي حذّر فيه من تفجيرات قد يتعرض لها المتظاهرون الذين قرروا يومها إحياء ذكرى مرور شهر على جريمة العصر في محاولة بائسة تهدف إلى تخويفهم من التجمع في ساحة الشهداء (ساحة الحريّة) وبالقرب من ضريح الحريري ورفاقه الشهداء. شباط هذا العام هو نفسه شباط 2005. ثوابت ترتكز على أسس العيش المشترك والمضي معاً نحو هدف واحد هو جعل لبنان دولة ذا سيادة وحرية واستقلال رغم الانقسام الحاد حول طريقة تطبيق أو تكريس هذه الأسس، وفي الوقت الذي ينشد فيه فريق الأمن والأمان وإبعاد لبنان عن العواصف التي تُحيط به، يُصرّ فريق آخر على المجازفة بأرواح فئة وركن أساسي من أركان البلد لصالح أنظمة ديكتاتورية قمعيّة ما زالت ترفض الاعتراف بلبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وما زالت تعمل على تفكيكه وتقسيمه إلى دويلات وزرع الفتن بين أبناء البلد الواحد وشرذمتهم وجعلهم طوائف متناحرة. في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الأبرار، المخضَّبة بدماء التضحية والشهادة، سيبقى هذا التاريخ أساساً ومحركاً لاستمرار انتفاضة الاستقلال التي جمعت مكونات الشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين على هدف إنهاء وصاية النظام الأمني السوري - اللبناني، ومهدت الطريق لقيام تحالف ثابت في العقيدة والثوابت، ففي منتصف نهار الرابع عشر من شباط 2005، دوى انفجار ضخم هزّ بيروت أودى بحياة هامة كبيرة في الوطن العربي، وفي 14 شباط من هذا العام، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قائمة رغم غياب المُتهمين عنها، ومع هذا فلا بد أن تشهد قاعة المحكمة يوماً، حدثاً استثنائيّاً يتمثّل بصوت يعم القاعة وهو يصرخ بأعلى الصوت.. محكمة.

 

11 عاماً.. والرفيق باقِ في قلب الوطن/أسباب اغتيال الحريري تتكشّف «أكثر فأكثر»

ثريا شاهين/المستقبل/14 شباط/16

اليوم الذكرى الحادية عشرة، لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رجل الاعتدال والتطوير والتنمية. اللبنانيون كانوا يدركون معنى اغتياله، لكن الآن وفي ظل ما يحصل، هناك إدراك أكبر لماذا تم اغتياله، وكلما مرّت السنين على ذلك، تظهّرت المخاطر التي تلفّ البلد، والتي ارتبطت بالأساس بسبب اغتياله.

وتذكّر مصادر سياسية بارزة بأن الرئيس الشهيد وقف حاجزاً ضد الطائفية والمذهبية، وكذلك ضد التوسع الإقليمي لبعض الأطراف، مدافعاً عن لبنان أولاً. لم يكن الرئيس الشهيد مع أن يتقاتل الأفرقاء من جراء الممارسة السياسية حول منصب فئة ثالثة. كما أنه لم يكن إلى جانب أن تعطي القيادات اللبنانية الأولوية للتكتيك بدل إعطائها للاستراتيجية، لأن عقله كان استراتيجياً، وكان يولي الاهتمام الأساسي للأمور الاستراتيجية على المصالح الصغيرة. كل هذا بين الأطراف أدى إلى ولادة 14 آذار في مواجهة أجندة «حزب الله» الخطرة حيث السعي للهيمنة على مقدرات الدولة وقراراتها، وإن كان هناك خلافات يومية حول المصالح السياسية وحول السلطة. واليوم نشهد مشروعاً إقليمياً لوضع اليد على لبنان. إنه المشروع الإيراني، الأمر الذي يعيد طرح السؤال لماذا تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ الأسباب وراء اغتياله بدت واضحة على مدى 11 سنة أعقبت هذا الاغتيال في ظل الوضع اللبناني وفي المنطقة. داخلياً كانت محاولة لاغتيال الاعتدال ليس في لبنان فحسب، إنما في المنطقة. اليوم وفي ظل موجات التطرّف والتطرّف المضاد، كأن من يريد بلبنان أن يتحوّل إلى ساحة صراع ولا يمكن أن يتم تحقيق ذلك في ظل وجود الرئيس الشهيد. ويبذل الرئيس سعد الحريري جهوداً مكثفة للحفاظ على تراث الاعتدال. وعلى الرغم من المحاولات الجدية له والمبادرات القوية والشجاعة، نجد على الساحة اللبنانية تطرّفين، لأن للبعض مصلحة في أن يكون هناك تطرّف مقابل للتطرّف الأصلي القائم على أساس تحقيق مشاريع غريبة في لبنان. ومسار الأحداث منذ الاغتيال يدلّ على أن الساحة انكشفت أمام شتى أنواع التطرّف. وهذا ما نشهده أيضاً في المنطقة.

حرص الحريري الأب على الاعتدال تجسّد أيضاً من خلال الممارسة، حيث أن دار الفتوى التي يشعّ منها نور الاعتدال، جرت مقاربة مسارها بوصفها السند على أساس أنها العامل المساعد لبث هذا الاعتدال وترسيخ معانيه. والحريري الابن كان حريصاً على المصالحة التي حصلت، وانتخاب المفتي عبداللطيف دريان الذي يقوم بنقلة نوعية في هذا المجال لا سيما وأن تفعيل مؤسسات دار الفتوى، لما لها من ثقل ديني، يُساهم في منع التطرّف، وفي التوجيه نحو الاعتدال. الجميع يقرّ ويعترف أن الشهيد الحريري لم يكن له فقط التأثير على مستوى الداخل في أن يكون حاجزاً منيعاً أمام التطرّف، بل أيضاً انسحب ذلك على دوره الإقليمي. وعدا عن موضوع الاعتدال، يرى اللبنانيون ما يحصل الآن بالنسبة إلى مؤسسات الدولة، حيث هناك أطراف كأنها تحمل معولاً لتفتيتها، في حين أن الرئيس الشهيد كان حريصاً على تفعيل دورها والتشديد على منعتها. واللبنانيون أدركوا أسباب الاغتيال لا سيما المرتبطة بأغراض التعطيل على كل مستويات مؤسسات الدولة. وأخيراً بذل الرئيس سعد الحريري جهوداً لعقد جلسة لمجلس النواب ولو واحدة لإقرار المشاريع الملحة، على الرغم من كل الهجمات في كل الاتجاهات. بعد 11 سنة على الاغتيال، ترى مصادر ديبلوماسية، أن المحكمة الخاصة بلبنان خطت خطوات متقدمة، بمعنى القضاء الدولي، ولو كان البعض يعتبر أن الفترة طويلة، إلا أن المحاكمات التي نشهدها تؤكد على مسار قضائي سليم للتوصل إلى نتائج تدل على المتهمين والمتورطين، والمحكمة هي المؤسسة القضائية ذات الصلاحية في إعلان المجرم الحقيقي والمشتركين والمتورطين والمخططين لارتكابها. المسار القضائي بات في منتصف الطريق، وسيأتي اليوم الذي ستُكشف فيه الحقائق كاملة من خلال عمل المحكمة الرصين والقضائي البحت، والصارم، والتدقيق العلمي والمنهجي. وفي الانتظار، ستصدر قرارات اتهامية جديدة حول المخططين والمحرّضين، ومن يُحاكم الآن هي المجموعة المنفّذة.إن مسار «حزب الله» في عملية الامتناع عن تسليم المتهمين وعدم قبول التحقيق في القضية من أصلها، وعدم الذهاب إلى القضاء، يقيناً منه أنها ستصل إلى الحقيقة. وعندما وصلت إلى جزء منها، من خلال المتهمين الأربعة، جاء موقف الحزب ليقول إنهم «قدّيسون». وهذا يؤكد صحّة أن الحزب منذ البداية هو ضد المحكمة، لسبب أنه يريد قضاءً مماثلاً لتعامل القضاء العسكري مع جرائم الوزير السابق ميشال سماحة.

 

رفيق الحريري الآن

شادي علاء الدين/العرب/14 شباط/16/

يبدي أعداء مشروع رفيق الحريري حرصا كبيرا على تجديد الاغتيال في كل مناسبة تتاح لهم. يتمادون أكثر مع كل محاولة جديدة، ويتفنّنون في محاولة منح محاولات اغتيالهم المتجددة طابعا حاسما ونهائيا. لا تكاد تمر فرصة أو مناسبة من دون استغلالها للتصويب على هذا الرجل، وعلى ذكراه وما أسس له.

يعلم جماعة الممانعة الأسدية الإيرانية، ومنتجو المجازر في كل مكان في المنطقة، أن مشاريعهم لا يمكن أن يكتب لها النجاح، من دون أن تتم المهمة التي تبدو مستحيلة، وهي إنجاز اغتيال رفيق الحريري. يبدو هذا الرجل عصيّا على الاغتيال، وليس هذا الكلام شعرا، بل إن ما يخرجه من مغالاة الشعرية يمكن تلمسه بوضوح في ما يقوم به أعداء مشروعه حتى هذه اللحظة، فلو كان رفيق الحريري قد مات فعلا، فلماذا كل هذا الحقد الذي لا يعني سوى أن هناك موتا لم ينجز، ولا يبدو قابلا للإنجاز.

حب الحريري حيّ لا يموت

كل هذا الحقد على رفيق الحريري الذي يظهر في سياق لا يتناغم مع ما يدّعيه المحور الممانع من انتصارات، يقول إن وعي الانتصارات كان ولا يزال وسيبقى وعيا زائفا، لأنه غير متصل ببناء مستمر قادر على النمو والتطور انطلاقا من قوة الفكرة والمشروع، وإنه مهما بدا نهائيا ليس سوى لحظة تقيم في العابر، والزائل والمؤقت.

هنا يكمن الخطر الكبير الذي يمثله رفيق الحريري ولا يزال، والذي يتحدد في أنه أسّس لزمن مكتمل المعالم قابل للنفاذ من أسر اللحظة واللحظوية. لم يكن من قبيل العبث أن يسمي تياره “تيار المستقبل”، في لحظة كانت جلّ تسميات الأحزاب في لبنان تنطلق من سيكولوجيا ماضوية وتبني عليها، وكانت هذه الماضوية مرتبطة بتواريخ استمدت شرعياتها ووجودها من لحظة الحرب والدمار. بعد انقضاء كل هذه الفترة على لحظة الاغتيال يظهر لنا أنها كانت مجرد مرحلة من مراحل حياة رفيق الحريري، لأن الرجل لا يموت إلا بموت مشروعه. لعل كل ما يقال عن انهيار مشروع الاعتدال وتفكّكه وصعود النزعات الطائفية وغلبتها التي تعني أن لا دور مستقبليا لتيار المستقبل، تدحضه وتخفف من قدريّته وقائع تقول إن العالم كله يستنجد بالاعتدال الآن لدحر التطرف، الذي كان تعاميه عنه من أبرز الأسباب التي سمحت بنموّه وتطوره.

أمر آخر تجدر الإشارة إليه في ذكرى الحريري يتعلق بالعناوين التي تفشّت في نفوس الشعوب العربية إثر الإعلان عن عاصفة الحزم، فلقد تزامن انطلاق عاصفة الحزم مع شعور عام في وسط شعوب المنطقة بعودة عنوان العروبة إلى الواجهة كمحدد عام لسيكولوجيا الجماهير، وهو عنوان متصل بإسلام منفتح، ومناهض للإسلاموية، ومتصل بالزمن، والهوية والتراث. رفيق الحريري كان ولا يزال علامة ناصعة ومميزة في تاريخ وعي العروبة لذاتها، والصورة الأكثر قدرة على إنتاج حضور عربي عابر للحدود. كان حضوره في أيّ مكان يستحضر صورة ذلك العربي المسلم المتصل بالزمن والحداثة، والتي لا يمكن أن تلتصق بها صور التطرف والإرهاب التي نشهد صعودها حاليا.كان هذا الرجل وحده حربا متواصلة وشرسة ضد الإرهاب، حيث أن دوره وثقله، كان قادرا على تشكيل حالة متنامية وتفاعلية من التنمية، والتسويات، والتوازنات لا تترك مجالا للفكر المتطرف ليجد أرضا خصبة يبني عليها مسرح مجازره ورعبه.

الآن وفي لحظة بات فيها انتزاع الشرعية في العالم لا بد له أن يمر من بوابة الحرب على الإرهاب التي ضاعت مفاهيمها، حتى باتت إرهابا موازيا يتحالف مع الإرهاب الذي يحاربه. الآن وفي هذه اللحظة تحديدا تبرز أهمية ومشروع رفيق الحريري الذي كان يؤمن أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأنه علينا مكافحة وجود الداء وليس شراء الدواء بأثمان باهظة الكلفة.

 

ريفي-الحريري:قراءة مغايرة

محمد علي مقلد/المدن/السبت 13/02/2016

حيث تسود أنظمة الاستبداد، على أنواعها، وتضيق حدود الحرية، ينحصر الاختيار دائما بين اثنين، ويتحول إلى اصطفاف. مع أو ضد. تأييد أو اعتراض. ثم يتشخصن الاصطفاف ويتحول إلى التحاق وتبعية . هكذا هي الحال في القضايا الكبرى وفي الأحزاب. عبد الناصر اختصر القضية القومية بشخصه، وتجسدت القضية الفلسطينية ومقاومتها بياسر عرفات. حتى الاحزاب كانت تربط أمجادها بأشخاص، فإن هم انطفأت جذوتهم ماتت أحزابهم. كل الاصطفافات الحديثة في لبنان مشتقة من الأنقسام الأصلي 14آذار أو 8آذار. الباقي كله تفاصيل. أما القديم منها فيرقى إلى الاختيار بين قومي ووطني، دستوري أو كتلوي( انقسام حزبي)، نهج أو حلف(مرحلة الرئيس فؤاد شهاب)، حركة وطنية أو جبهة لبنانية( بداية الحرب الأهلية). بلية هذه الانقسامات شخصانيتها،إذ يصير الشخص هو رمز الاصطفاف لا القضية، و تستبدل القضايا الكبرى برموزها، وتبلغ حماسة الأتباع ذروتها ويتحول انحيازهم إلى تعصب للزعيم فيحيطونه بهالة من القداسة، وتختفي خلف هذا الحب الأعمى كل المثالب والسلبيات والنواقص، ويتحول الرمز إلى أيقونة أو ملاك وخصمه إلى شيطان، وينتفي، إذذاك، أي احتمال لتسوية ممكنة، ثم لا تلبث أن تتفاقم الخصومة ويأخذ الخلاف أو الاختلاف، أياً تكن درجته، شكل الحرب الأهلية، ولو من غير دماء.

رفيق الحريري لم يكن مجرد شخص عبر في تاريخ لبنان. بل هو سرعان ما تحول إلى ظاهرة، عنوانها النهوض الاقتصادي وإعادة البناء، ثم انقسم اللبنانيون غداة اغتياله، رأى فيه بعضهم رمزاً للسيادة الوطنية بأعمق معانيها، بينما راح بعضهم الآخر يعمق العداوة مع ضريحه ومع تاريخه، وكان من الطبيعي أن يشكل إرثه السياسي مادة انقسام هي الأخرى، واختلاف على كيفية الحفاظ على النهج والاستمرار به، ربما كانت حرب التغريدات  آخر تعبير انقسامي بين نهج تسووي يقوده سعد الحريري ويؤيده آخرون ونهج مبدئي يقوده، على نحو خاص، أشرف ريفي، ويتعاطف معه معظم جمهور تيار المستقبل.

منطق النهج التسووي متماسك حول نقطة واحدة هي العمل على استبعاد خيار الانفجار العسكري، لكنه لم يحسن تقديم التنازلات ولا اختيار اللحظة المناسبة، فهو يبدو كأنه ينشد السلم بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب المبادئ. فضلا عن أن التضحيات التي حالت دون انفجار الحرب الأهلية، بما هي مواجهة بين تنظيمات مسلحة، بدت كأنها استسلام من غير مواجهة. بدءا من زيارة لسعد الحريري إلى دمشق حل فيها ضيفاً على النظام المتهم بقتل والده، إلى إرغام الأغلبية على الرضوخ لمنطق الأقلية في تشكيل الحكومة، إلى ترشيح ميشال عون ثم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وكلاهما من فريق الثامن من آذار، كلها مواقف ومبادرات لم تكن مقنعة لجمهور كان في كل مرة يرتضيها على مضض، ولم تكن تلك المبادرات لتمر من غير خسائر داخلية. بعض هذه الخسائر كان ضروريا ليؤكد تيار المستقبل دوره الاعتدالي( التخلي عن خالد الظاهر مثلا)، لكنها غير قابلة للتعويض داخل الطائفة السنية التي تشعر بقهر يمارسه عليها حزب الله ومن خلفه إيران.  إخلاء ميشال سماحة بقرار قضائي من المحكمة العسكرية لم يكن حدثاً عادياً. بل هو بمثابة الفضيحة. المتضامنون مع ريفي أكثر عددا من المغتبطين بتغريدة سعد الحريري. لكن التضامن و الغبطة المستندان إلى عصبية سنية ضد حزب الله أو إلى عصبية حزبية لزعيم تيار المستقبل يسيئان للقضية، لأنهما تعبير نموذجي عن الثنائيات المغلوطة  والاصطفافات والانقسامات والعصبيات. بديلا عن ذلك لا بد من الوقوف إلى جانب القضية لا إلى جانب الشخص، ولا بد من التخلي عن الشحن المذهبي كما عن التنازلات المجانية، إذ لا تستقيم القضية إلا بالعمل على تكريس سلطة الدولة والقانون والقضاء بعيدا عن تدخل السياسيين، وعلى تحصين السلم الأهلي و وتعزيز نهج التهدئة والاعتدال.

 

اشتباك الحريري-ريفي: أوهام الانقسام

نذير رضا/المدن/الجمعة 12/02/2016

القراءة الهادئة للتجاذب بين الرئيس سعد الحريري، ووزير العدل أشرف ريفي في "تويتر"، تنفي كل الأوهام التي تتحدث عن صراع على زعامة الشارع الطرابلسي، او انقسام في البيت الواحد. خلفيات الاشتباك، سياسية صرف، مرتبطة بالموقف الذي سيعلنه الحريري في ذكرى استشهاد والده في 14 شباط المقبل، وهو ما بدا أنه احتجاج مسبق من وزير العدل، ينقذه من إحراج ربما سيشعر به بعد اعلان موقف الحريري. غير أن مساحة التجاذب، حين تتخطى الاطر السياسية في البيت الواحد، وتعرج على فضاء إلكتروني عام، تتيح لكل رواد هذا الفضاء، الانخراط على مستوى التأييد، أو الرفض، بالبناء على الفعل، أو نقيضه، والمشاركة ليصبح المغردون جزءاً منه على مستوى الصناعة أو الدحض. هذا ما تحقق فعلاً إثر تغريدة الحريري "الحاسمة"، والرد عليها من قبل ريفي. فلو بقي النقاش في اطاره السياسي، على شكل بيانات أو تصريحات، أو حتى تسريبات صحافية، لما فتح مجالاً للرد، والانقسام، والتدخل "غير الرسمي" من مناصرين وأحلاف ومنشقين، يمثلون أنفسهم بالشكل، ويعبرون عن مواقف ترصد المزاج السياسي العام. في هذا التجاذب الإلكتروني، سقطة سياسية، تظهّر الخلاف الى السطح، وتفتح الباب للأسئلة والاحتمالات. هل انشق ريفي؟ هل تمرّد؟ هل انخرط الحريري في تسوية اقليمية؟ هل يساوم الحريري على دم وسام الحسن؟ أو على حرية ميشال سماحة؟ انتشرت تلك الاسئلة بسرعة، وفق ايقاع الانقسام الفوري، المستند الى حسابات غير واقعية. ظهرت تحت وسم (هاشتاغ) #اشرف_ريفي_يمثلني، وانخرط فيه مغردون عرب، لا يعرفون من ماهيات السياسة اللبنانية ودهاليزها إلا موقف المزايدة. وفُتحت شهية التلميحات الى انقسام في "المستقبل"، رغم أن التجاذب برز منذ ترشيح زعيم التيار، للوزير الاسبق سليمان فرنجية، وبقي ناراً تحت الرماد، إلى أن ظهر في موقف ريفي "غير المنسق مع باقي وزراء التيار"، ورد الحريري في "تويتر"، ليكشف أن قناة الاتصال الهاتفية بينهما باردة، ما دفعهما للتصعيد في المكان غير المناسب.

في الواقع، تبدو الاحتمالات المطروحة في "تويتر"، مجافية للحقيقة، وتقرب الى مستوى الاوهام، بما يتخطى كونها افتراضات حقيقية. فلا الحريري سيساوم على دم الحسن، ولا ريفي يزايد على زعيمه. لكنها تكشف حجم المناكفات على خلفيات سياسية، هي مرتبطة حصراً بموقف الحريري الذي سيعلنه في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الأحد المقبل. أكبر الترجيحات ستكون مرتبطة بالموقف من الملف الرئاسي، سواء لترشيح فرنجية، وهو المرجح، أو ترشيح ميشال عون، وكلاهما سبب في تصعيد ريفي الذي يرفض الترشيحين. وتُقرأ هذه الزاوية، في حجم التعاطف مع ريفي تحت الوشم نفسه من قبل جمهور قريب من حزب "القوات" اللبنانية الذي يُعد أبرز الرافضين لترشيح فرنجية. حين يصف الحريري موقف ريفي بـ"المزايدة"، فإنه يقطع الطريق على أي استثمار لمواقف محتملة، ربما سيدلي بها ريفي كردٍّ على مواقف الحريري بعد يومين، لجهة علاقة فرنجية بالنظام السوري، او علاقة عون بإيران وحزب الله، وسط شبهة أمنية لدى ريفي بأن المسؤول عن اغتيال الحسن، ليس بعيداً عن المحور السياسي الخصم له، وأن اطلاق سراح سماحة، يعود الى ضغوط مارسها المحور نفسه. لكن الاشتباك سيهدأ، بدليل إحجام جمهور "المستقبل" عن الاصطفاف، وتنتهي مفاعيله بعد ذكرى 14 شباط، بعودة ريفي من اعتكافه الحكومي.. لضرورات تسيير مصالح اللبنانيين.

 

"جماعة 14 شباط"

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/13 شباط/16

كانت عبارات "ثورة الأرز" و"انتفاضة الاستقلال" و"قوى 14 آذار" ثقيلة الوطأة على معارضيها وأعدائها، فراحوا يبحثون عن تسميات وألقاب جديدة على سبيل التحقير بحسب ظنّهم. وارتأوا أنّ عبارة "جماعة 14 شباط" هي الأكثر نيلاً من خصومهم، فبالغوا في استخدامها في خطبهم وكتاباتهم ونشرات أخبارهم وبرامجهم الساخرة، على مدى سنوات، بهدف تشويه أساس نضال هذه "الجماعة". في اعتقادهم أنّ نسبة "ثورة الأرز" إلى 14 شباط يحطّ من قدرها ومستواها، ويحوّلها إلى مسألة وفاة شخص، أو مناسبة عائليّة ومذهبيّة ضيّقة. وفاتهم أنّ استشهاد رفيق الحريري كان تتويجاً لنضال عريق، وصاعقاً لانتفاضة وطنيّة كانت تنتظر إشارة الانطلاق. وعشيّة الذكرى الحادية عشرة لهذا الحدث الوطني، يتبيّن مدى خطأ "8 آذار" في تكوينها كردّ على 14، بينما تكمن حقيقة "14 آذار" في ما هو أعمق في الزمان والمكان، منذ تشكّل الرفض الأوّل لأيّ وصاية أو احتلال قبل 40 عاماً، ثمّ في المحطّات التأسيسيّة الأربع التي سبقت الاستشهاد بين 2000 و 2005: نداء بكركي، مصالحة الجبل، لقاء قرنة شهوان، البريستول. المعنى العميق لسقوط رفيق الحريري يكمن في نقل القضيّة اللبنانيّة من مستوى النضال الجزئي بطابعه المسيحي إلى نضال كلّي بطابعه الوطني العابر للطوائف.

لم يتمّ اغتياله لأنّه رجل أعمال وأموال، أو لأنّه شخصيّة سنيّة لبنانيّة عربيّة دوليّة مرموقة، أو لأنّه خاض مهمّة الإعمار بعد الحرب، أو شاكس في السياسة اليوميّة والحكومة والخصومات على النفوذ. بل لأنّه تحوّل إلى حالة استقلاليّة سياديّة لبنانيّة في وجه الوصاية والاحتلال، تماماً مثل رموز كبرى سبقته إلى المصير نفسه نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: كمال جنبلاط وبشير الجميّل ورينه معوّض. وقبلهم وبعدهم عشرات الشهداء من القادة والشخصيّات السياسيّة والروحيّة وأهل الفكر والرأي. هنا ينعقد سرّ 14 شباط، وتالياً 14 آذار 2005. إنّه السرّ الكامن في وحدة دماء الشهداء، هذه الدماء التي تقاطعت وامتزجت بدم الحريري ومن سقط بعده. وهو هذا السرّ نفسه ما يجعل الحالة السياديّة باقية، ولو على ترنّحٍ واهتزازات قويّة وخطيرة. فالملفّ الرئاسي بترشيحاته الضريرة باعد بين مكوّنات "ثورة الأرز"، وقبله ملفّات أُخرى كثيرة بدءاً من زيارة دمشق تحت رعاية الـ"س - س"، مروراً بقانون الانتخاب، ووصولاً إلى تشكيل الحكومة الراهنة.

والخروج من صفوفها بدأ منذ انطلاقتها، سواء بمؤسّسين بارزين فيها أو بتشكيلات فرعيّة. والخلافات البينيّة بين مكوّناتها، وداخل كلّ مكوّن، لا تُعدّ ولا تُحصى، وليست قضيّة الوزير أشرف ريفي أوّلها ولا آخرها. هذا التباعد شديد الأذى على تماسك "14 آذار" وتفاعلها كجسم سياسي واجب الوجود لمصلحة لبنان، لكنّ الأساس القائم على معنى شهاداتها أمتن من كلّ هذه الارتجاجات. وليس من المبالغة القول إنّها باقية، ولو خارج إرادة المتصارعين في بيتها. وسيبقى منها ما ومن يحمل رايتها، وفي طليعة هؤلاء أهلها الأقحاح، من الناس الطيّبين الأحرار الذين لم ينزلوا تكراراً إلى ساحة الحريّة من أجل هذا الزعيم أو هذا الحزب وذاك، ولا من أجل أجندة رئاسيّة هنا ومصلحة انتخابيّة هناك، وتقويم كلام هنالك. وهؤلاء المصابون بالإحباط من نزاعات قياداتهم وسوء إدارتها وتباين مصالحها، جاهزون للتحفّز من جديد، وإعادة بناء الانتفاضة على أسسها الصحيحة. والخطيئة الكبرى التي ترتكبها هذه القيادات هي التوهّم باستمرارها قويّة شعبيّاً وسياسيّاً خارج التحالف السيادي، أو بأنّها قادرة بسهولة على نسج تحالفات جديدة تجافي نهجها ومبادئها. أمّا المتهافتون على نعي "14 آذار" في 14 شباط، فلا يدركون عمق العلاقة الوطنيّة بين المناسبتين. وسيظهر لهم أنّ ما كانوا يعتبرونه قدحاً وذمّاً أو نقيصة في تسميتهم الشهيرة "جماعة 14 شباط" هو عنوان بقائها وديمومتها. أليست "جماعة" في توصيفهم؟ نعم، الجماعة تعبير إنساني إجتماعي تعني الجمع والتضامن، بل تعني أكثر وأعمق في مفهومها الديني التكويني في الإسلام والمسيحيّة، فهنا الكنيسة جماعة المؤمنين، وهناك الإسلام "أهل الجماعة". وكما كانت لحظة 14 شباط ثمّ 14 آذار تاريخيّة جامعة عابرة للطوائف، هكذا تبقى وتُعيد إنتاج نفسها. فما جمعه لبنان لا يفرّقه إنسان.

 

حارث سليمان لـ«المستقبل»: إيران تعمل لتثبيت إمبراطوريتها ونصرالله ربح جائزة لكنه يؤجل تسلمها

علي الحسيني/المستقبل/13 شباط/16

لا يختلف إثنان على حجم المخاطر التي تتهدد لبنان اليوم من جرّاء الإنقسامات السياسيّة الحاصلة فيه وعلى رأسها ملف رئاسة الجمهورية، تماماً كما هو حجم التهديد في المنطقة التي تشهد حروبا مذهبية وطائفية تشتعل نيرانها في أكثر من بلد عربي. وفي ظل هذا اللهيب تعمل ايران على أكثر من محور لتثبيت «إمبراطوريتها» الموعودة من خلال إذكاء نار الفتنة، سواء بشكل مُباشر منها، أو من خلال «حزب الله» الذي يخوض معركة إنتحار في سوريا تحت حجج تتبدّل أسبابها وظروفها بحسب سير معركة المصالح هناك.

في قراءة للواقع السياسي المتعلّق بأزمة الفراع الرئاسي، يُشير الباحث والمُحلّل السياسي حارث سليمان إلى أن «الأحداث والتطورات التي حدثت على الساحة اللبنانية منذ أن أعلن الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية وترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للجنرال ميشال عون، جعل «المعركة« عبارة عن تنافس بين مرشحين من فريق الثامن من آذار، لكن المستغرب هو موقف حزب الله الذي اعتبر نفسه منتصرا لكنه فعليّاً امتنع في المقابل عن التصويت لأحد المرشحين»، لافتاً إلى أن « موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بهذا الخصوص، يُشبه كمن اشترى ورقة «يا نصيب» رابحة لكنه يرفض صرفها، أي يرفض استلام الجائزة ظنّاً منه أن الآتي سوف يُربحه أكثر».

ويضيف: «هذا في التشبيه، أمّا في السياسة فإن الامر مُختلف تماماً، لأن في لبنان ثمة باطن وظاهر، فالظاهر أن حزب الله يؤيد الجنرال عون والباطن أن في لبنان يوجد ثلاثة مرشحين. الأول الجنرال عون والثاني النائب فرنجية والثالث هو الفراغ وهذا الأخير هو مرشح الحزب الفعلي«، معتبراً أن «حزب الله ينحاز الى الخيار الثالث لأن لديه أجندة إقليمية يضعها فوق الأولويات اللبنانية ويعتبر أن ورقة الرئاسة اللبنانية ورقة يجب ضمها إلى ملف التفاوض بين إيران والغرب وبالتالي فإن الافراج عن الرهينة أي، رئاسة الجمهورية، لا يمكن ان يتم إلا من أجل تعويم شرعية حليفه بشار الأسد في سوريا لدى الدول الغربية. ومن هنا يصح القول أن البحث الحقيقي عن رئاسة الجمهورية يجب أن يتم في ايران التي تعطل هذا الإستحقاق مقابل فدية تُدفع في قصر المهاجرين في سوريا«.

ويرى سليمان أن «حزب الله هو حزب لديه نوّاب في البرلمان اللبناني ولديه جمهوره وأفراده لبنانيون، لكن أولوياته وأجندته السياسية ليست لبنانية وهو ليس حزبا يُشبه بقيّة الاحزاب اللبنانية. حزب الله هو حزب أمن لديه حزب وليس حزبا لديه أمن تماماً مثلما يُقال بأن إسرائيل هي جيش لديه دولة وهذا الأمن الذي يمتلكه الحزب هو جزء من الهيكلية الأمنية والعسكرية للحرس الثوري الإيراني«، موضحاً أنه «عندما يضع الحرس الثوري أولوية إستنهاض حكم بشار الأسد وحماية النظام السوري، تماما ستكون أولوية الحزب هي نفسها وعلى رأسها الموت من اجل الاسد والتضحية بطائفة بأمها وأبيها لأجل نظامه وحكمه. كل قضية ايرانية هي قضية اولى لحزب الله«.

وعن ذهاب «حزب الله« الى سوريا استدراكا للخطر «التكفيري»، يلفت سليمان إلى أن «هذا كلام مردود على حزب الله بالوقائع والتواريخ، فعندما ذهب الحزب الى سوريا لم يكن هناك شيء اسمه داعش الذي تأسس بعد سنة من دخول الحزب الى سوريا. إذاً، لا يستطيع أن يخبرنا الحزب أو أن يخدع اللبنانيين بأنه ذهب لقتال داعش، بل ذهب لحماية الأسد ونظامه وهذا ما أثبتته الوقائع والأحداث«، مشيراً إلى أن «الحزب بدأ بفبركاته هذه بأنه ذاهب لحماية القرى الشيعية ومساعدة المواطنين على الحدود اللبنانية - السورية ثم تحوّل إلى حماية مرقد السيدة زينب، وكأن هذا المرقد كان طيلة الف وأربعمائة عام بحاجة إلى حماية الحزب او أمثاله. ثم بعدها طالعنا بحكايات وخبريات حتى رأيناه يُقاتل اليوم في حمص وفي حلب وريفيهما».

ويتابع: «الحقيقة أن حزب الله يلبّي طلباً ايرانياً لحماية الاسد ضمن معركة تخوضها ايران طابعها مذهبي وتستعمل الشيعة العرب فيها وقودا لها. وفي مجال آخر تسعى ايران الى رمي السُنّة في أحضان داعش أي انها تُدعشن السُنّة لكي تضعهم في خانة الإرهاب أمام دول الغرب تماما كما فعلت في العراق، علما أن سُنّة العراق هم الذين أخرجوا الاحتلال الاميركي من بلادهم وليست ايران وسوريا، ثم هم من قاتلوا تنظيم القاعدة عبر ما عرف يومها بتنظيم «الصحوات» وهزموه لتقوم بعدها ايران بقتل زعماء وقادة الصحوات لاحقا».

وفي قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول: «في الواقع أن أحدا لم يكن يتصوّر أن تقوم إيران بكل ما قامت به من حرب مفتوحة سنّية - شيعية تمتد من خرم شهر إلى الناقورة. ففي لحظات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم يتبادر إلى فكر أحد أن هذا الاغتيال هو جزء من مخطط كبير، لكن اليوم إذا استعدنا قراءة ما جرى منذ العام 2005 الى الآن نستطيع ان نستنتج أن لجوء ايران ونظام الأسد إلى اغتيال الحريري وهنا تُصبح الأداة التي استُعملت عملاً تفصيليّاً، كان عملاً تأسيسيّاً لهذا الفالق الزلزالي الذي أراد تخريب المجتمعات العربية بين شيعة وسنة وقيام إيران بمد نفوذها عبر هذا الخلل الاجتماعي الكبير في المنطقة العربية من خلال إثارة النعرات المذهبية والطائفية».

ويُشير سليمان إلى أنه «إذا أردنا ان نستعيد مشهد اغتيال الرئيس الحريري عبر كل هذا الشريط نقول بكل راحة بال بأن إغتياله كان عملا تأسيسيّاً في إثارة هذه الفتنة التي ادارتها إيران وبنت عليها كل مخططها. أمّا أن تسألني لماذا رفيق الحريري، فهذا الرجل كان شخصيّة كبيرة منفتحة على كل المذاهب والطوائف، كما كان يلعب أدواراً كبيرة بنزع فتائل التوتر والتفجير ولذلك لم يُقتل لذنب اقترفه أو لثأر، بل قُتل لمنعه من أن يلعب دوراً في مواجهة المخطط الامبراطوري الايراني الذي شهدنا فصوله بعد رحيل الحريري«، لافتاً إلى أنه «ومنذ غياب الرئيس الشهيد جرت مياه كثيرة في هذا النهر، فلم نعد نستطيع أن نُرجع عقارب الساعة إلى الوراء. رفيق الحريري كان يُدرك في المرحلة الاخيرة من عمره حجم المخاطر وكان يُريد ان يدرأ الخطر عن لبنان وجعله خارج الصراع والخطر، لذلك أخذ عليه الكثيرون بانه كان يبرع بتدوير الزوايا لكنه في الحقيقة كان يحاول ان يُبعد البلد عن هذا الإنفجار الذي ما زلنا نعيش آثار إرتداداته«.

ويعود سليمان الى كلام نصرالله عن «انتصارات« حزب الله في سوريا، ويوضح «نعم هناك تقدم لهذا الحلف الايراني والميليشيات العراقية ونظام الاسد بدعم روسي في شمال حلب، لكن ذلك تم بدعم اساسي من الاكراد المدعومين من الاميركيين والروس، لكن المعركة لم تصل الى خواتيمها وتركيا لن تقف مكتوفة الايدي خصوصا في ظل الكلام عن تدخل سعودي وربما عربي - باكستاني«، مؤكداً أن «حزب الله وايران يلعبان بالنار والحزب تحديداً دخل في مستنقع لا يعرف كيف يخرج منه. أما بشار الأسد الذي يتمتع بحصانة ما تمنع انهياره لغاية اليوم وهو الذي اختبأ وراء الإرهاب، لن يطول بقاؤه إذ ان لا إنتصار على الإرهاب من دون رحيله ونهايته أصبحت مرسومة وإن كانت تتطلب مزيداً من الدم والصبر والوقت«.

ويرى أن «إيران تريد أن تُقيم امبراطوريتها على مساحة الوطن العربي وهي التي نجحت طيلة أربعين عاما في تمددها هذا من خلال شبكات مذهبية وإقتصادية وعسكرية وطائفية، لكن اليوم هناك استفاقة عربية جديدة جاءت عقب عاصفة الحزم في اليمن«، مشدداً على أن «مواجهة هذا المشروع تكون من خلال تجمع عربي - إسلامي على رأسه مصر والسعودية والعراق والدول الخليجية، وحتّى وإن كانت هذه الإستفاقة متأخرة نوعاً ما، إلا أن مواجهة هذا التمدد ليست بالمستحيلة من دون أن ننسى ضرورة قيام الدول العربية بمشروع إدماج الشيعة العرب بمجتمعاتهم من كل النواحي والاتجاهات«.

 

"داعش".. إثبات الذات عبر الخاصرة اللبنانية!

منير الربيع /المدن/ السبت 13/02/2016

كثررت في الفترة الأخيرة البيانات، الصادرة عن قيادة الجيش أو عن قوى الأمن الداخلي والأمن العام، التي تفيد بإلقاء القبض على أشخاص مرتبطين بتنظيم "داعش"، أو قياديين في التنظيم. وتركّزت هذه التوقيفات في ثلاث مناطق أساسية، أولاً في البقاع ومحيط عرسال، ثانياً في طرابلس، وثالثاً في مدينة صيدا وفي محيط مخيم عين الحلوة تحديداً. بناء على هذه البيانات والتوقيفات، لا تخفي مصادر عسكرية بارزة لـ"المدن" خشيتها من تغلغل التنظيم أكثر في الداخل اللبناني، لكنها تؤكد أنها على أتم جهوزيتها لمواجهة ذلك، وإلقاء القبض على المجموعات، وتفكيك الشبكات، قبل الشروع في تنفيذ مخططاتها، والدليل هو الدقة الإستخباراتية والمتابعة الدقيقة لهؤلاء. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأجهزة الأمنية تترقب كل الإحتمالات، لا سيما أن تقاريرها الخاصة، تتقاطع مع تقارير دولية وصلت إليها، تفيد بأن التنظيم يسعى بجدية، أكثر من أي وقت مضى، لإحداث خرق في لبنان، وفي أكثر من منطقة، للإيحاء بأنه لا يزال قوياً، وقادراً على التوسع، لكن حتى الآن ليس هناك ما يشير الى ان "داعش" يخطط للسيطرة على مناطق جغرافية، بل فقط تنفيذ عمليات تزعزع الداخل اللبناني وتثبت وجوده وقدرته على التنفيذ. لكن أيضاً الإحتمال الأول على الرغم من انخفاضه يبقى  في الحسبان، لا سيما إذا ما تطور الوضع في القلمون السوري بين "داعش" و"النصرة"، أو في ريف حمص بين الجيش السوري وحلفائه مع التنظيم، في هاتين الحالتين قد يقترب التنظيم أكثر صوب الأراضي اللبنانية، مرغماً من جهة وساعياً من جهة أخرى، فهو يريد تجنّب الدخول في معارك طاحنة مع "النصرة"، وبالتالي سيسعى إلى دخول جزء من الأراضي اللبنانية، كما انه سيضطر إلى الهروب من الضربات الجوية التي قد توجه إليه من الطيران السوري أو الروسي، وستكون وجهته لبنان. وتحسباً لكل الإحتمالات، تضع شخصية عسكرية رفيعة عبر "المدن" ما جرى بالأمس من إجراءات اتخذها الجيش في البقاع، وتمثّلت بإغلاق جميع المعابر غير الشرعية وأزالت جميع الجسور الحديدية، في محلة حوش السيد علي على الحدود السورية اللبنانية لجهة الهرمل، في هذا السياق. وفي ما يتعلّق بالخرق الثاني، أي خرق متقطع لعدد من المناطق اللبنانية، فإن التنظيم يفعل كل ما يقدر عليه لتحقيق ذلك، وتقول مصادر عسكرية لـ"المدن" إن عملية برج البراجنة المزدوجة كانت إشارة بارزة وقاطعة بأن التنظيم بدأ فعلياً بالتخطيط لتنفيذ عملياته في لبنان، وهذه كانت العملية الأولى التي يتبناها داعش رسمياً على الأراضي اللبنانية. وربطاً بهذه الحالة، تفيد التقارير الأمنية، بأن التنظيم استقطب العديد من الشبان اللبنانيين من الشمال تحديداً للإنخراط في صفوفه، وأيضاً هو يستقطب بعض الشباب المنضوين في تنظيمات إسلامية متطرفة داخل المخيمات الفلسطينية، وتشير مصادر مطّلعة على هذا الأمر لـ"المدن" إلى انه في السابق، كان هؤلاء الشباب يتوجهون إلى تركيا للقتال مع داعش في سوريا أو العراق، اما اليوم فيبدو أن ثمة أموراً تتغير، إذ أن الذين يذهبون إلى الالتحاق بالتنظيم يتلقون دورات تدريبية ويعودون إلى لبنان، ومن بين هؤلاء معظم الذين ألقي القبض عليهم مؤخراً. في هذا السياق، تشير مصادر "المدن" إلى أنه منذ أسبوع، توجه أكثر من عشرة أشخاص من مخيم عين الحلوة إلى تركيا، ومنها إلى الرقة للإلتحاق بداعش. وكذلك أيضاً هناك مجموعة من الشبان توجهت من الشمال إلى هناك، وترجّح المصادر أن هؤلاء لن يبقوا هناك بل من المفترض أن يعودوا إلى لبنان لا سيما أن هناك عدداً من الشبان الطرابلسيين كانوا في صفوف التنظيم سابقاً وعادوا إلى مناطقهم في الشمال، وتضع المصادر ذلك في سياق السعي لتنفيذ عمليات معينة حين تقتضي الحاجة، أو لتسهيل بعض الأمور لأشخاص آخرين لهم علاقة في التنظيم، وتشير المصادر إلى أن لبنان قد يعتبر اليوم هدفاً للتنظيم، لا سيما أنه يسعى إلى إنشاء قيادة له أو أشخاص لديهم صفة قيادية لتوجيه بعض المجموعات التي أصبحت مرتبطة بهم.

 

ريفي.. وراثة تيار متصدع!

نادين مهروسة/المدن/السبت 13/02/2016

كشف الخلاف الأخير بين الرئيس سعد الحريري ووزير العدل أشرف ريفي حقيقية العلاقة بين أبناء الصف الواحد، وبدأ اللواء السابق كمن يحاول حمل راية قوى "14 آذار"، التي تخلى عنها الجميع، خصوصا أنه لطالما عبّر عن امتعاضه من سياسات تيار "المستقبل" الانبطاحية، ومن نهجه التسووي والتنازلي.

في الخطوط السياسية العريضة، كما في الأمور التفصيلية، يصرّ ريفي على إظهار نفسه متمايزاً عن تيار "المستقبل"، وعن الحريري، وهذا ما يثير حفيظة قيادات "المستقبل"، الذين يعتبرون أن اللواء يتعاطى مع الأمور بشكل عسكري حاسم، غير قابل للتنازل أو السياسة، فيما يذهب آخرون إلى وصف ما يقوم به بالمزايدة على ولّي الدم. لا ينطلق ريفي من الحسابات الضيقة ولا الحسابات المصلحية الشخصية. وهذا ما يؤكده في أوساطه، وفق ما تشير مصادر "المدن"، لأنه يعتبر أن ما يقوم به مبني على قناعات أرساها الرئيس رفيق الحريري، وهو وفي لهذا الخط والنهج، وغير مستعد للمساومة، أياً تكن المكاسب السياسية التي قد تجنى من التنازلات. مع إطلاق الحريري لمبادرته الرئاسية بترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، كان ريفي أشرس المعارضين، وأول من أطلق النار علناً على هذه المبادرة، واصفاً إياها بالإنتحار السياسي. قبل ان يباغت بإطلاق سراح ميشال سماحة. وعلى الرغم من البعد الشخصي لهذه القضية بالنسبة إلى ريفي، إلا أنه يؤكد أن ما يقوم به هو دفاعاً عن الناس، وعن كرامة فريقه السياسي وعن الدماء التي هدرت أو كانت ستهدر. وينفي أن تكون مواقفه تنطلق من حسابات شخصية، لكن هذا الامر لا يستقيم بالنسبة إلى المستقبل الذي يرى فيه طموحاً لأكثر من مجرد مقعد وزاري.

عمليا، يوسّع ريفي مروحة علاقاته السياسية، هو أكثر المنزعجين من تخلّي كتلة "المستقبل" عن عضوية النائب خالد الضاهر، وبعد عام على هذا التخلي، وفي التاريخ نفسه، أعلن الحريري بأن مواقف ريفي لا تمثّله، ما اعتبر تخلياً عن وزير العدل.

في هذا السياق، علمت "المدن" أن ريفي يعمّق من علاقاته في مختلف المناطق اللبنانية، مع الأطراف التي تعترض على نهج "المستقبل"، وهو على تواصل دائم مع الضاهر، كما ان علاقته ممتازة مع "القوات اللبنانية". ويشير الضاهر لـ"المدن" إلى أن ريفي هو خير من يتكلم بلسان الناس وهمومهم، الذين ملوا من التسويات والتنازلات، ويريدون من يحقق لهم طموحاتهم وآمالهم.

وفيما كان الضاهر يعتزم تقديم دعوى ضد سماحة أمام محكمة مدنية تتخذ الطابع الشخصي، يقول لـ"المدن" إن ريفي طلب منه التريّث بتقديمها بسبب بروز معطيات جديدة في شأن الاجراءات التي ينوي اتّخاذها، علماً ان فريق المحامين الذي كلّفه اعدادها انتهى منها.

وتلفت مصادر "المدن" إلى أن ريفي يسعى إلى تفجير مفاجأة على هذا الصعيد، كما على صعد أخرى، قد تتعلق باغتيال اللواء وسام الحسن، كان يتكتم عنها سابقاً نزولاً عند رغبة رئاسة التيار.

كل هذه الحركة يترصدها "المستقبل"، ويعتبر أن ريفي يحضّر لزعامة سنية. ويقول أحد نواب "المستقبل" في الشمال ل"المدن" أنه "ليس جديداً على ريفي أن يطمح الى تشكيل حالة سياسية مستقلة ليس في الشمال فقط بل في كل لبنان، وهو انطلق فيها من طرابلس، وأخذ في التوسع باتجاه الضنية وصولاً إلى عكار، كما يسعى إلى فتح خطوطه البقاعية وباتجاه المناطق الأخرى. وتشير مصادر "المدن" إلى أن ريفي أطلق منذ مدة عدداً لا بأس به من التجمعات الشبابية من حوله، كـ"شباب اللواء ريفي"، "اللواء ريفي_قطاع المرأة"، وبعض المجموعات الأخرى التي تعنى بتقديم المساعدات لشرائح مجتمعية فقيرة. ولكن من أين يأتي بالتمويل؟ يقول النائب الشمالي إنه "في البداية كانت لديه أبواب مالية مفتوحة خليجياً، لكنها الآن توقفت، إلا أن لديه بعض المال، وهو مستعد للتصرف باللحم الحي بغية مساعدة الناس".

والأهم من ذلك كله، فإن ريفي يرتكز في تحركاته ومشاريعه، على شعبوية أساسية تلقى قبولاً متميزاً في صفوف الناس، لأنه لم يغير موقفه، ولم يساوم، وهو مطلوب من قبل الاجهزة السورية والمتعاونين معها في لبنان، منذ ان عين عام 2005 منسقا الى جانب لجنة التحقيق الدولية، بالإضافة إلى نجاحه في تركيب فريق أمني أنجز الكثير طوال السنوات الماضية. وابعد من الساحة السنية يرى البعض أنه كما يسعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى احتكار تمثيل 14 آذار مسيحياً، فإن ريفي يسعى إلى اقتحام الساحة السنية، ووفق هذا التقاطع، يتحدث البعض عن امكانية تعميق التنسيق بين الطرفين الممتعضين من الحريري، والمتطابقين في الرؤى والتوجهات.

 

حلم رفيق الحريري يؤرق جميل السيّد: الجلّاد لا يكون ضحيّة…

فايزة دياب/جنوبية/ 13 فبراير، 2016

عشية الذكرى الحادية عشر لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اختار اللواء السابق جميل السيد بأن ينشر حوارا من نسج خياله بينه وبين الشهيد، وفي الحوار أظهر السيّد نفسه وكأنّه الحريص على سمعة وإرث الحريري بوجه من يتاجرون بدمه على حدّ تعبيره.

جميل السيّد الذي طارد أنصار الحريري قبيل استشهاده، وأوقفهم بتهمة توزيع الزيت على المناصرين كمساعدات كان يقدّمها الحريري لفقراء بيروت. وكان قد اعتبرها أنّها بمثابة رشاوى انتخابية استخدمها وحلفائه آنذاك للتشهير والنيل من سمعة الرئيس الشهيد، قرّر السيّد أن يحاضر بالعفّة ويتهم ورثة الشهيد والذين ناضلوا ودفع منهم حياته ثمنا لمعرفة الحقيقة وقدّموها فداءً للوطن والقضية، بأنّهم خانوا الشهيد وأهدروا دمه. اللافت أنّه في الحوار الوهمي الذي نشره السيّد على صفحته الخاصة على موقع تويتر، أقرّ أنّه من مدرسة القمع والقتل والاجرام التي تستخدم أبشع الوسائل لفرض سياستها عندما قال «دولة الرئيس! هيئتك مصدق انو نحنا منبعت على الاخرة! اصلاً انا بطلت بالامن . بس ما بنكر هالصيت، لانو بلاه ما بكون الواحد عندو مستقبل سياسي بهيك بلد… ». واستمّر جميل السيّد بحواره الافتراضي حيث قال للحريري أنّ «جماعتك بتيار المستقبل ما كان بدهم انو نحنا نحقق باغتيالك وما كان عندهم مصلحة يعرفوا مين قتلك. بنظرهم هني واسيادهم برات لبنان انو لازم يكون قاتلك اما سوري او شيعي من حزب الله، والا ما بتظبط المؤامرة.» إلاّ أنّ السيد نسي أنّ الأجهزة الأمنية التابعة للوصاية السورية على لبنان آنذالك هي من عبثت بمسرح الجريمة، على الرغم من طلب قاضي التحقيق العسكري الأول في تلك الفترة رشيد مزهر بحماية مسرح الجريمة نظراً لأهميته في التحقيق. جميل السيدومن المعلوم أنّه بعد منتصف الليل، وبطريقة مفاجئة قرّر جميل السيّد ورفاقه نقل سيارات موكب الرئيس رفيق الحريري المحترقة من مسرح الجريمة في عين المريسة الى ثكنة الحلو، فيما أوقفت الضجة الاعلامية المرفقة بتهديدات دولية عمليات ردم حفرة التفجير. كذلك تمّ إعادة قطعتين الى حفرة الجريمة كانت قد أخذتا منها، وقيل إنها للسيارات. استكمل السيّد مسرحيته الاعتباطية بالتهكّم على الشهداء والأحياء، فقال «وسام الحسن صار عندك فوق. بشرفي مش نحنا بعتناه. اسأله عن السنيورة والريفي وميرزا وغيرهم وعن محمد زهير الصديق وشهود الزور. القصة كلها معو، بخبرك شو صار وكيف بفركوها…». وبهذا أخطأ اللواء بحق نفسه وجماعته الممانعين خطأً جسيما، فكان عليه أن لا يفتح قضية شهود الزور التي تدينه وفريقه، فلم ننس بعد كيف أسقط حزب الله حكومة الرئيس سعد الحريري بحجة قضية «الشهود الزور»، ليشكلوا حكومة اللون الواحد مؤلفة حصريا من معسكر الثامن من آذار وكان حزب الله الآمر الناهي فيها، إلاّ أنّهم لم يتطرقوا إلى قضيّة شهود الزور لأنهم يعرفون تمامًا أنّها تدينهم قبل غيرهم، فضلوع النظام السوري بإرسال شهود زور الى المحكمة الدولية أصبح مكشوفا وواضحا.

 

ماذا قال خطباء 14 شباط قبل عشر سنوات؟

خاص جنوبية 13 فبراير، 2016

ما بين 14 شباط 2006، و14 شباط 2016، مرحلة سياسية كاملة، كانت خاضعة لتداعيات محلية وإقليمية ولإختراقات أمنية ولسلطة السلاح.. في وقفة نستعيد بها أهم الكلمات التي طوّبت ما بين ذكرى الاستشهاد الأولى وما بين الذكرى العاشرة 2015، نجد أن الخطاب السياسي قد تلوّن بحيثيات وبتحالفات وبإصطفافات جديدة وبإعادة التموضع في السلطة. 14 شباط 2006، كانت الخطابات عالية اللهجة، الحريري في هذا اليوم وصّف الحشود التي توّجهت لساحة الشهداء، بأنّ حضورها هو على عمليات الإغتيال، وعلى جرائم التفجير، وعلى الغرف السوداء التي تخطط للفتنة بين اللبنانيين. معتبراً أنّ قوى 14 آذار هي ضمانة لبنان ومستقبله الديمقراطي، معتبراً أنّ لبنان أكبر من أيّ حزب وأنّهم سوف يقطعون اصابع الفتنة إذ لا مكان للمجرمين والمخربين ولا مكان في لبنان لأدوات النظام الأمني ولرموزه، ولا مكان لمن يبيع شرف لبنان ولا لقتلة رفيق الحريري وشهداء الحرية. وتوّجه الحريري في خطابه مطالباً بسحب رمز الوصاية من بعبدا ” ايميل لحود” ومؤكداً على عدم المساومة على الشهداء.

وليد جنبلاط ألقى كلمة عالية اللهجة وجّه به تحية للشهيد الحريري واصفاً اياه المارد العربي والقائد الدولي، وخاطب بشار الأسد بوصفه “طاغية الشام هو ورفاقه وحلفائه”، وبأنّهم قلة عابرة مجرمة حاقدة، والتسامح معها مستحيل. كذلك أطلق جنبلاط شعار “يا بيروت بدنا الثار من لحود والبشار، وياحاكم دمشق انت العبد المأمور ونحن الاحرار”، مشدداً على سلطة الدولة ورافضاً لحجة مزارع شبعا وللمحور السوري-الإيراني، ولمصادرة الوطن من رمز العمالة والارتهان القابع في بعبدا.

الدكتور سمير جعجع قال في كلمته أنّهم اعتقدوا بقتل الشهيد يخنقون فيهم الروح، ليخاطب الجماهير المحتشدة قائلاً:”جئنا نقول لهم بئسا لكم أيها البائسون، نحن هنا، هنا كنا وهنا سنبقى وقوات الجحيم لن تقوى علينا”. وأكد للبنانيين أنّ مسيرة الحق والحقيقة والحرية انطلقت، ولن يقف في وجهها شيء، فكونوا مستعدين، مردفاً بمقولته التي تداولت كثراً: “نحن نعرف تماما ان البحر امامنا والعدو وراءنا، لكن لن يرف لنا جفن، لن نرتاح، لن نستكين حتى النهاية، نحن هنا، وهنا سنبقى، سلاما على من يحب السلام”.

في 14 شباط 2007، شكر الشيخ سعد المشاركين والذين وصفهم بالأبطال، مؤكداً التمسك بالمحكمة الدولية وبمعرفة من يقف وراء اغتيال رفيق الحريري وكل الشهد

وأضاف: “بعد عامين على اغتيال رفيق لبنان نقف اليوم أمام ساعة الحقيقة في ساحة الحقيقة، وأمام الاستحقاق المصيري لقيام المحكمة الدولية، رغم محاولة الانقلاب على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ورغم محاولة شل البلاد من وسط عاصمتها إلى مطارها”.

جعجع من جهته أكد في كلمة له رفض الرضوخ، قائلاً: “الخيل والليل والبيداء تعرفنا, نموت واقفين لكننا لن نركع..”، وأكد أنّهم لن يقبلون بأي سلاح خارج الجيش اللبناني، كما توّجه إلى النظام السوري قائلاً له: “عين لبنان تقاوم مخرزك وسوف تظل تقاومه”. وخاطب لحود:”ما من ظالم أو طاغية أو مستبد ومستأثر إلا وأخذ التاريخ حقه منه، عطل وعرقل وتآمر ما شئت، لكنك سترحل”

وليد بك جنبلاط، تضمنت كلمته هجوماً على سوريا الأسد، وتأكيداً على عدم الخوف لا من التهديد ولا من صواريخ حزب الله، وتوجّه إلى السيد حسن مطالباً اياه بإعطاء الصواريخ والمدافع إلى الجيش اللبناني أما التبن والشعير فللحفاء.

و وصف بشار الاسد بـ :” يا طاغية دمشق، يا قرداً لم تعرفه الطبيعة، يا افعى هربت منها الأفاعي، يا حوتاً لفظته البحار، يا وحشاً من وحوش البراري، يا مخلوقاً من أنصاف الرجال، يا منتجاً اسرائيليا على أشلاء الجنوب واهل الجنوب، يا كذاباً وحجاجاً في العراق ومجرما ًوسفاحا في سورية ولبنان”

في 14 شباط 2008 ، تضمنت كلمة الحريري، إشارة إلى يد الغدر والإجرام والإرهاب التي اغتالت لبنان بإغتيال الشهيد، وبأن لبنان لن يركع وأنّ رفيق الحريري باقٍ، وتطرق إلى موضوع رئاسة الجمهورية وبأنّ يكون للبنان رئيساً.

وتابع في كلمته معتبراً أنّ لبنان يتعرض لمحاولة إغتيال مستمرة من النساء والرجال وصولاً لنهر البارد واغتيال الأكثرية النيابية بتصفية الأعداد واغتيال حكومة السنيورة بتصفية شبابها، واغتيال ضمير لبنان بالتطاول على البطريرك ما نصر الله بطرس صفير.

كما وصف الحريري في كلمته الأسد ونظامه بالمنتج الاسرائيلي الذي يسمي نفسه نظاما في دمشق،والذي يضمن للعدو منذ 34 سنة الهدوء التام والسلم الثابت على أرض الجولان العربي السليب، ويمنع شعبه البطل من أي مقاومة أو محاولة لتحرير أرضه الطاهرة

واتهم هذا المنتج الاسرائيلي بتنفيذ حلم العدو الاسرائيلي بجر المقاومة إلى حرب أهلية تنتحر فيها وتقضي معها على نموذج لبنان.

سعد 14 شباط

أما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فإستهل كلمته بالعبارة التالية: “قلتم بالشر المستطير، وبالويل والثبور وعظائم الأمور، فها نحن جئناكم. جئناكم نقول:أهلا بكم وبشركم وبويلكم وثبوركم وعظائم أموركم. أنسيتم أنه “تصغر في عين العظيم العظائم.”

ودعا الشعب اللبناني إلى عدم الخوف لا من فجورهم ولا من إجرامهم، مشيراً إلى أنّ المحكمة لآتية ورافضاً للغوغائية للفوضوى وللتعطيل والتهديد والوعيد والحرمان من بعبدا.

وقال لهم:” من خاض غمار التاريخ وأحداثه، ومن واكب شعبه على مر العصور وفي أصعب المحن، لن تقوى عليه زمرة فتيان. من أعطي مجد لبنان، لن يقوى عليه من أعطي مال إيران، وخنجر الشام.”

وتوجه جعجع في كلمته إلى الجنوب قائلاً له “كم من الجرائم ترتكب بإسمك” داعياً حزب الله أن يحب وطنه وأن يشاركهم في كل القرار ومنها قرار السلم والحرب، كما أشار إلى أنّ ما يقومون به من تعطيل هو بهدف رمي لبنان في فم الأسد ولكن “خسئوا”.

وليد بك جنبلاط خاطب بدوره الشهداء، ثورة الأرز، وتحدى الغدر والأشرار، و وصف الثلث المعطل بالمدرم وثلث الإجرام السياسي والاغتيال، و وصف حال الفريق الأخير بأنه يسعى لتسليم لبنان إلى ريف دمشق إلى عالمه، عالم الشر الأسود الايراني-السوري.

مضيفاً أنّ اختصاص بشار وحلفاؤه علم الأشلاء الحية والميتة، وأنّهم أشلاء يعيشون في جهنم

هذه الكلمات التي شهدت ذكرى رفيق الحريري قبل 7 أيار 2008، فكيف أسقطت هذا اليوم الأسود لبنانياً والمجيد حزبياً ثقله على المرحلة التي تلت، وكيف تغيرت المنابر الحريرية.

 

التيار المتشدد في إيران يخشى على عرشه من الاعتدال

 د. سالم حميد/العرب/14 شباط/16/

لمن سترجح الكفة

تنتظر إيران في 26 فبراير الجاري حدثا انتخابيا مهما كانت انعكاساته قد ظهرت على المشهد السياسي الإيراني منذ شهور، ورفعت من حدة الصراعات السياسية والمناوشات الحزبية خاصة بين التيار المتشدد المدعوم من الحرس الثوري وبيت خامنئي من جهة والتيارين الإصلاحي والمعتدل من جهة أخرى.

وهذا الحدث الانتخابي يمثل ساحة للصراعات بين الطرفين بهدف حصول كل تيار على أكبر قدر من المقاعد في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) ومجلس خبراء القيادة.

ويرجح أن تزيد هذه الانتخابات والنتائج التي ستسفر عنها من حدة الانقسامات وربما اندلاع احتجاجات شعبية في البلاد كما حدث في الانتخابات الرئاسية عام 2009 عندما فاز محمود أحمدي نجاد.

وتأتي هذه الانتخابات في وقت يقترب فيه التيار المعتدل إلى الإصلاحي ليشكلا قاعدة تحالف ضد المتشددين.

وستكون الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء القادمة الوقود الذي ربما سيشعل أزمة داخلية في إيران، وخاصة بعد الضربة الاستباقية التي وجهها مجلس صيانة الدستور المسيطر عليه من قبل المتشددين للإصلاحيين والمعتدلين حين رفض أهلية 99 بالمئة من مرشحي التيار الإصلاحي.

وكان محمود علوي وزير الاستخبارات الإيراني قد صرح منذ فترة “من الممكن أن يصاحب عقد انتخابات مجلس الخبراء ومجلس الشورى اضطرابات وبلبلة ويجب إدارتها، وقد تم إبلاغ المسؤولين العامين في المحافظات كلها بأن عليهم إدارة أيّ شيء يمس أمن النظام”.

وما يخيف المتشددين من هذه الانتخابات هو أنها قد تكون سببا في زيادة نفوذ الإصلاحيين في وجه الزعيم الديني الذي يعتبر أعلى سلطة في البلاد، ولهذا فهم ينظرون لهذه الانتخابات على أنها مرحلة مصيرية بالنسبة إليهم، لذلك يجب عمل المستحيل لتفادي سقوطهم، خاصة أن الاتفاق النووي الذي تم بين إيران والغرب سيصب في مصلحة التيار الإصلاحي، وربما يمهد لتغيير النظام، لأن وصول المعتدلين إلى رئاسة مجلس خبراء القيادة سيحوّل مهمة هذا المجلس من الشكلية الحالية التي تضفي فقط شرعية للمرشد الإيراني وتؤيد أنشطته، إلى مهنته الأساسية بتنفيذ سلطة الإشراف على المرشد وتعيينه وعزله.

وهذا الوضع مع مرور الوقت سيقلب النظام الحالي في إيران، أو تصطدم التيارات في الداخل ما يجعل الوضع يزداد تعقيدا، ويجلب المزيد من الأزمات والاحتجاجات.

تفاديا لذلك، بدأ المتشددون والحرس الثوري بوضع الخطط ضد أيّ طرف قد يساعد على صعود خصمهم الإصلاحي المعتدل، ومن بين هذه الخطط قيام الحرس الثوري باعتقال 170 شخصا دفعة واحدة ودون علم السلطات القضائية، إضافة إلى اعتقال 5 صحافيين في طهران، وغيرهم من الكتاب والشعراء أيضا، حتى اعتبرت من أكبر حملة اعتقال بعد عام 2009، على الرغم من دعوة العديد من المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية حسن روحاني الحرس الثوري إلى التزام الحياد في الانتخابات.

ومنذ فترة كان قد تم الكشف عن مشروع تديره استخبارات الحرس الثوري بقيادة حسن طائب يسمى بــ “المقرات الآمنة” وهي بيوت سرية تهدف إلى إفشال مشاريع حكومة حسن روحاني.

إضافة إلى جميع ذلك فإن المتشددين والحرس الثوري يشنون هجوماً إعلامياً على المعتدلين والإصلاحيين، ووصل الأمر بينهم إلى التهديد والوعيد والتخوين، والانتخابات القادمة سيكون لديها وقود يزيد من حدة الصراعات بين هذه التيارات بشكل أكبر، وهو البدء بتطبيق الاتفاق النووي وفتح الأبواب أمام التعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران والدول الغربية، وهو محور الخلاف الحالي بين التيارات المتنازعة في إيران.

ولفتح المجال أمام الحرس الثوري لمزيد من الاعتقالات، أعطى المرشد علي خامنئي الضوء الأخضر للقوات الأمنية باعتقال كل معارض أو شخصية بارزة من خلال تركيزه الأخير على كلمة “النفوذ” والتخوف من اختراق العدو لإيران، وصرح أن هدف هذا الاختراق الرئيسي هو المسؤولون والنخب بهدف تغيير أفكارهم ومعتقداتهم، وأن الولايات المتحدة الأميركية تستخدم الجنس والمال وأساليب الحياة الغربية لاختراق نخبة صانعي القرار في إيران، وهو ما يعني أن كل مسؤول في إيران قد يجد نفسه متهما بالخيانة ومساعدة العدو على اختراق إيران.

هذا الخلاف الداخلي في إيران والذي أخذ يتصاعد في الآونة الأخيرة بسبب قرب الانتخابات وتوقيع الاتفاق النووي، في الحقيقة هو قائم على خلفية أيديولوجية ولكن تحت غطاء سياسي واقتصادي، وهو ما يظهر عمق هذه الأزمة، وسيبقى هذا الخلاف يتصاعد مع اقتراب الانتخابات التشريعية لمجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة المزمع عقدها هذا الشهر، وسيستمر المتشددون توجيه الانتقاد وشن الحرب الإعلامية على روحاني وحكومته.

وستكون الحصة الكبرى من هذا الهجوم الإعلامي مركزة على نتائج الاتفاق النووي وخطورته على الداخل الإيراني، وهو ما ظهر جليا في تصريح سابق لقائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري الذي قال فيه إن الاتفاق مع الغرب هو بمثابة فتح الباب أمام “تخريب مبادئ الجمهورية الإسلامية”، وأكد على وجود خلاف أيديولوجي مع حكومة روحاني، التي انتقد إيمانها بالليبرالية وثقتها بالغرب.

ومع اقتراب الانتخابات تظهر جليا المخاوف الحقيقية لطهران أيضا من زيادة نفوذ رجال الأعمال الذين يقيمون علاقات قوية مع الغرب، والذين يصفهم الحرس الثوري الإيراني بقنوات نفوذ أجنبي في الداخل الإيراني، ولهذا قام بحملة اعتقالات وسطهم للحد منهم من جهة، ووضع يده الاقتصادية على الفراغ الذي سيتركه هؤلاء فور اعتقالهم من جهة أخرى.

 

الاسد ليس للابد

ساطع نور الدين/المدن/السبت 13/02/2016

الأرجح ان أجراس الانذار دقت في كل من موسكو وطهران بعدما  أوحى الرئيس السوري بشار الاسد في حديثه الصحافي الاخير مع وكالة “فرانس برس” ان الحرب في سوريا، التي تقترب من دخول عامها السادس، ما زالت في بدايتها، وهي مرشحة للاستمرار وقتاً طويلاً..حتى استعادة جميع الاراضي السورية.

كلفة الحرب السورية، البشرية والمالية، كانت ولا تزال أحد أهم ألغازها. العبء المالي الرئيسي يقع على إيران، التي تقدم كل سنة ما يصل الى أربعة مليارات دولار لتمويل النظام ودعم آلته العسكرية وبنيته الإقتصادية. وهو بالمناسبة ضعف المبلغ الذي تقدمه دول الخليج العربي الى معارضي النظام وخصومه سنوياً. بينما تتحمل روسيا الان العبء العسكري الذي تقدر كلفته بنحو مليار دولار منذ نهاية ايلول سبتمبر الماضي حتى اليوم، اي ما يزيد على ملياري دولار سنويا. من وجهة نظر إيرانية، الدفاع عن نظام الاسد هو بمثابة حماية للنظام في طهران وللداخل الايراني، حسبما قال المرشد آية الله علي خامنئي وعدد من كبار المسؤولين الايرانيين أخيراً، في سياق المعركة الانتخابية الحالية. ما يعني ان الكلفة المالية بسيطة، برغم انها كانت ولا تزال مثيرة للجدل في بعض الاوساط الايرانية التي تفضل إنفاق هذه المليارات على مشاريع التنمية او مكافحة الفقر في إيران. من وجهة نظر روسية، أفصح الرئيس فلاديمير بوتين نفسه اكثر من مرة، أن الكلفة المالية زهيدة، وهي بمثابة إقتطاع جزء من النفقات السنوية المخصصة لمناورات القوات الروسية، التي تتخطى في الاصل عشرة مليارات دولار . الحرب في سوريا هي مجرد مناورة جوية وصاروخية روسية، تشبه أي مناورة تجرى في منطقة الاورال او في سيبيريا اوفي اقصى الشرق الروسي، ولا تختلف عنها سوى انها تستخدم ذخيرة حقيقية وأهدافاً حية، ليس لها حساب في البورصة الروسية التي إستعادت احلام الدولة العظمى، وأوهام القياصرة الروس. معركة شمالي حلب الحالية، نموذجية في هذا السياق. يخوضها الروس من الجو والايرانيون على الارض، فيما يبدو جيش النظام دليلاً او حتى شاهداً على بعض الجبهات. وها هو رئيسه اليوم يدعو الجانبين الروسي والايراني الى المزيد من المعارك الطويلة، ويوضح ان حلب المدينة ليست الهدف، بل الحدود مع تركيا. فهو يدرك أن معركة المدينة نفسها يمكن ان تكلف أكثر من مئة ألف قتيل من الجانبين، حسب تقدير الخبراء العسكريين الذين يميلون الى الاعتقاد ان حلب باتت مثل مدينة بنغازي الليبية التي حُظرت على جيش معمر القذافي..ويعتبرون ان الحملة العسكرية الروسية والايرانية الراهنة تهدف فقط الى توجيه ضربة قاسية الى الدور والنفوذ التركي في سوريا اليوم، وغداً أيضاً. الاسد يحدد في حديثه الاخير جدول أعمال مفرط في الطموح. استعادة الاراضي السورية كافة الى حضن النظام هي اشبه بوهم لا يمكن ان يراود حتى النظام المقبل.  والاهم من ذلك ان الامر يقع الان على عاتق الروس والايرانيين الذين يدعوهم للبقاء والقتال سنوات في سوريا..ربما حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة التي أكد انه لا يزال يراها بعيدة جداً، وصرح بانه لم يفكر بقرار خوضها بعد. حسب التقدير السابق للأكلاف المالية والسياسية، يمكن لروسيا وإيران ان تواصلا القتال  الى ما لا نهاية، او على الاقل الى حين موعد انتهاء ولاية الاسد الرئاسية الحالية في العام 2021، من دون تردد او إرهاق.  هيبة البلدين ونفوذهما الاقليمي والدولي هي العنوان الرئيسي لحربهما السورية، فضلا عن كونها خط دفاع رئيسي عن نظاميهما وعن حدودهما بل وعن أمنهما الداخلي. يؤمن الاسد بانه، ونظامه، باتا عقدة مستعصية في النظام الاقليمي والدولي. هذا ما يوحي به كلامه الاخير ونداؤه الى الروس والايرانيين، الذي سيطلق المزيد من النداءات المقابلة، ويقرع المزيد من طبول الحرب.. لان بوتين يخاطر مرتين، مرة عندما ينتهك حدود الصراع مع تركيا ومرة أخرى عندما يعمق التحالف مع إيران، ويرفع معها مستوى المقامرة على الاسد وعلى سوريا. جزم الاسد في حديثه الاخير، وربما للمرة الاولى، بانه لن يبقى الى الابد، ولن يورث النظام: العد التنازلي لن يكون صعباً..لا في موسكو ولا في طهران.  

 

نهاية كارثية لحزب البعث السوري

داود البصري/السياسة/14 شباط/16

يشكل تاريخ حزب البعث في نشأة ونشاط الحركة القومية العربية الحديثة منعطفا مهما وحساسا لريادته في الانقلابات العسكرية ولسيطرته المطلقة على بلدين مركزيين من بلدان الشرق الأوسط، وحيث ادى ذلك الحزب أدوارا فاعلة حددت مصير كل من العراق وسورية في مواقف تاريخية صعبة ومعقدة وكارثية أيضا!

لعل أكثر الأطراف التي وقع عليها إضطهاد وظلم الأنظمة السياسية العربية التي حكمت باسم الشرعية الحزبية في العالم العربي هو حزب البعث العربي الاشتراكي بفرعيه السوري والعراقي، أقول هذا القول من واقع رصد التجربة السياسية والمسيرة التاريخية لذلك الحزب وقياداته التاريخية منذ أن تأسس في العام 1947 وحتى اليوم، وحيث كان له دور كبير في أحداث المشرق العربي، وكان حاضرا في منعطفات تاريخية عديدة هزت الشرق العربي في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي قبل أن يتراجع ذلك الحزب القومي نحو نهايات إنزواء وتراجع وإنحسار مؤسفة تعبر عن الخلل الفكري والتنظيمي وحالة الشلل والتصلب الشراييني الذي أصابته وجعلته يخرج خاسرا من حلبة النزاع والتطور التاريخي في الشرق. لقد تهيأت لحزب البعث فرص تاريخية لم تتهيأ لبقية الأحزاب في العالم العربي، إذ تمكن من القفز على السلطة والتحكم في أهم بلدين من بلدان الشرق الأوسط وهما العراق وسورية اللذان حكما للنهاية باسم حزب البعث والذي رغم كونه حزبا وحدويا على المستوى القومي بشعاراته وأهدافه وبرامجه لم يستطع التوحد داخليا بل ظل وجوده يشكل حالة انفصالية وانشقاقية مؤلمة في الواقع العربي، انتهت اليوم للأسف نهايات تراجيدية محزنة، فقد حملت الأنباء اخيرا قيام الرئيس السوري والذي ورث قيادة حزب البعث السوري أيضا ضمن التركة الرئاسية والعائلية! بحل القيادة القومية والتي تشكل الذراع التبشيرية للحزب على المستوى القومي، رغم عدم فاعلية تلك القيادة التي كان وجودها مجرد ديكور لحزب حاكم، لكنه واقعيا لايحكم شيئا حتى نفسه، فقيادة البعث القومية السورية ظلت لسنوات طويلة في عهد حافظ الأسد معزولة ولا يجتمع بها أحد، وهي تضم بعثيين عراقيين ويمنيين وتوانسة وفلسطينيين، وليس لها وهج إعلامي كالذي كان متوفرا في قيادة البعث القومية العراقية، التي كانت تضم أسماء مؤسسة للحزب من أمثال الأمين العام ميشيل عفلق ومنيف الرزاز وشبلي العيسمي والياس فرح، وغيرهم من قادة تلك الأيام البعثيين وبعضهم كمنيف الرزاز ذهب ضحية صراعات حزبية داخلية؟ لقد انتهى دور حزب البعث في السلطة منذ العام 1966 وتحديدا في الثالث والعشرين من فبرايرمن ذلك العام حين أطاحت اللجنة العسكرية للحزب بالقيادة الشرعية لتؤسس نظامها العسكري/الحزبي الخاص الذي دخل منذ ذلك التاريخ في تصفيات دموية مروعة كان حزب البعث أول ضحاياها المباشرين بعد أن أزيح عمليا من سدة السلطة وظل مجرد يافطة إعلامية لحكم عسكري انقلابي أدى في النهاية لسيطرة واحدة من عصابة الإنقلاب الفاشي، وتحويل النظام لمزرعة عشائرية يلعب بها آل الأسد ويصولون. لقد قالها الشاعر الفلسطيني الشهيد كمال ناصر صراحة:

«لم يبق للبعث عندي ما أغنيه ودعته وسأبقى العمر أبكيه»!

مأساة حزب البعث، هي مأساة أمة وشعوب حاولت الخروج من شرنقة الاستبداد والتخلف، فوقعت في شرك استبداد مرعب وهيمنة ديكتاتورية مثيرة للقرف، وبقيام بشار بإنهاء القيادة القومية التي كانت مجرد تشكيل وطلاء خارجي وهمي، فإنه يطلق رصاصة الرحمة على ما تبقى من حزب للبعث في سورية وينهي وجوده المشلول أصلا على المستوى القومي، وينحاز بشكل واضح لخياراته الطائفية التي أوردت سورية مورد الهلاك، فالمرحلة السورية المقبلة وبعد التدخل الإيراني الواسع لم يعد فيها لذلك الحزب القومي أي دور ولا أي بريق، بل ان غالبية القاعدة البعثية الجماهيرية قد تشتت وتفرقت وانضم بعضهم لقوى الثورة.

القيادة القومية للبعث أضحت حملا ثقيلا على نظام تعرى بالكامل وانسلخ من هويته القومية التي كان يتشدق بها لأسباب مصلحية وانتفت لها الحاجة حاليا؟، وهو مايؤكد حقيقة أن حزب البعث رغم وجوده العلني وشعاراته وقياداته لم يعد يحكم.

أين الرفيق عبد الله الأحمر نائب الأمين القطري؟ وأين بقية الرفاق في القيادة القطرية ؟ لقد تبخر كل شيء وعاد النظام لحاضنته الطائفية وأطلق رصاصة الرحمة على الحزب الذي ساد ثم باد وأضحى دمعة في التاريخ السوري الطويل، ولا عزاء للبعثيين وهم يحصدون الريح بعد أن زرع النظام العاصفة، وبعد أن أرتضوا تحويل ذلك الحزب القومي لضيعة عائلية تتوارثها العائلة الذهبية. في نهاية حزب البعث طوي صفحة لحقبة طويلة من التاريخ السوري والعربي المعاصر بكل آمالها وأحلامها وكوابيسها!

 

الآخر المهزوم والنقد الذاتي

 حسام عيتاني/الحياة/14 شباط/16

في الأزمنة الصعبة كهذه التي نعيش، يحسُن توجيه سهام النقد في المعارك السياسية والأيديولوجية إلى الخصم. من الأفضل تسليط الأضواء على تناقضاته وعثراته وارتباك سلوكه السياسي وأكاذيبه، مقابل التقليل من شأن الأخطاء التي يرتكبها الفريق الذي ننتمي إليه أو نواليه والسعي إلى إبقاء أي حديث عنها ضمن دائرة مغلقة. بيد أن سهولة المهمة الأولى، أي كشف ضلال العدو والتصويب عليه، تغري بالمبالغة في أدائها والمضي فيها إلى حدود الأبلسة الكاملة ونزع كامل الصفات الإنسانية والعقلانية عنه وإلحاقه بمعسكر الشر الخارج على أطر السلوك البشري السليم. وهذه ممارسة لها أساس راسخ في التاريخ ولا يكاد أي صراع شهده العالم يخلو منها، فالعدو متوحش ومتخلف وكافر ولاأخلاقي وقضيته غير عادلة وليس له من الصواب في خطابه أدنى نصيب. هو مهزوم سلفاً في الميدان الأيديولوجي من قبل أن يبدأ الصراع معه. مهزوم «بآخريته»، لأنه آخر، على ما كان يقول مهدي عامل. تقدم لنا صحافة اليوم عروضاً مسهبة على هذه الحقيقة، ففي الوقت الذي يشعر فيه القارئ أن القوى التي يخاصمها مكونة من شياطين ومجرمين وقطاع طرق، يغفل تماماً عن أن هؤلاء ليسوا نادرين في الصف الذي يواليه، وأن من بديهيات الصراعات منذ ظهور آدم على الأرض توزع الحق والباطل على أطراف الصراع والتباسهما، ما يتيح اللجوء إلى أساليب لا تقل التباساً وشبهة. وثمة أجهزة ومؤسسات تتخذ من العمل في المناطق الرمادية بين الحق والباطل نهجاً ثابتاً لها من دون أن تضطر إلى تقديم مبررات أخلاقية إلى جمهورها، مستندة إلى ذرائعية سياسية محضة. المهمة الصعبة تكمن في القدرة على رؤية موضوعية للصراعات الدائرة وارتفاع أو هبوط معانيها السياسية والقيم التي تخدم ومدى احتواء أهدافها على النبل أو الضعة. تبرز هنا مسألة ثانية: ما هي معايير النبل؟ ومن يحددها؟ وكيف يمكن اكتشافها والسير على هديها؟ الحال أن الثورات العربية قد فاقمت غموض هذه الأسئلة وزادت من صعوبة التمييز بين الأولويات. وفي مقابل الكمية الهائلة مما كُتب عن الثورات وتفاصيلها وخلفيات القوى المشاركة فيها وتلك التي عملت على قمعها وإجهاضها، نجد ضآلة لافتة للانتباه في تقييم المضامين السياسية للثورات. واحد من أسباب هذه الندرة تعود إلى بعض من خجل مؤيدي الثورات من المآلات التي وصلت إليها (في طورها الحالي على الأقل، مع التسليم بأن الثورات عملية تاريخية طويلة المدى). خجل من كشف الثورات لعمق التصدعات في البنى الاجتماعية والاقتصادية العربية والعجز عم علاجها. وخجل من الاعتراف بالضعف الشديد للمشاركين في الثورات في دفعها نحو الخروج من هيمنة القوى التقليدية والخيارات المقفلة الموزعة بين العسكريين وبين الإسلاميين والعجز عن عقد مصالحات تاريخية بين مكونات المجتمعات العربية، ما دام انتصار إحداها على الآخر على طريقة الثورة الفرنسية، لا يبدو وارداً في الظرف الحالي. توجيه النقد إلى أعداء الثورات العربية، المحليين والخارجيين، وتحمليهم أسباب الاستعصاء الحالي، يبقىان نصف الحقيقة، التي يجب البحث عن نصفها الآخر في أماكن أقرب من روسيا وإيران وأميركا. ولا ينقلب النقد الذاتي جلداً للذات إلا عند افتقار النقد إلى طريق للتحول إلى فعل سياسي ذي أثر على الواقع.

 

بين «الخضوع» و«الشيزوفرانيا»

  بول شاوول/المستقبل/14 شباط/16

كأنما صارت فرنسا اليوم بلاد «العجائب» والغرائب، بعدما كانت منارة الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة وأفكار «ثورتها» التي شعت على القرن العشرين. فكأنها باتت على تشرذم «تحفيري» عمودي باطني لا مجرد تشرذم افقي. وهذا بالذات ما يجعلها هشة اليوم، مترددة، وَجِسة، خائفة، أرهبها حزب ارهابي هو داعش بمجزرتيه «المُبينتين» المُدانتين، بكل لغة ولسان وفكر وانسانية. لكن، جزء من هذا الواقع يعود إلى ما أسماه الروائي الكبير هولبيك «الخضوع» (عنوان روايته الأخيرة) فمن ناحية، ها هي فرنسا متهيبة من ضربتين موجعتين اصابتاها، لتعلن حالة الطوارئ التي ارتفعت أصوات كثيرة ضدها، لأنها تمس أسس «الجمهورية» وقيمها والحريات الشخصية وصولاً إلى السياسية. ضربتان كادتا تحطان بلاد «ديغول» أرضاً، لتشده وتفقده ذاكرتها وماضيها وسط انهيار فكري فلسفي لا سابق له، وكذلك في خضم وقوع الجسم السياسي (والثقافي) في ثقافة الخوف ولا سيما في مستنقع «العنصرية» و«الكانتونية» الدينية والاثنية لتحول كل ما يجري فيها إلى جهة واحدة ضد «الاسلام» . صحيح اننا ندين ما ارتكبه «داعش» (وهو لا يوفر لا سوريا ولا العراق ولا لبنان ولا السعودية ولا أي مسلم يعارض جنونه) لكن لا أحد من المكونات الاجتماعية العربية الليبرالية واليسارية والمدنية خلط بين الإسلام كدين وتعاليم وقيم وبين «داعش». هناك تنظيم ارهابي اسمه «داعش» شارك في انجابه النظام السوري وغزو أميركا للعراق وولاية الفقيه وصولاً إلى روسيا بوتين. ففرنسا ليست وحدها المستهدفة، وليست هي التي قدمت وحدها ضحايا هذا التنظيم؛ فهو حالة شبيهة بالقاعدة «وبحزب الشاي» في أميركا، وبالمرشحين للرئاسة ترامب وكروز و»الجبهة الوطنية» (لوبان) وبكُتّاب وسياسيين ومفكرين كرئيس الحكومة «الس» وهنري ليي (الصهيوني العنصري). والفيلسوف فانكافروت والصحافي التافه ايريك زيمور وبروكنر بأفكارهم التقسيمية وتبنيهم حرب «الهويات» وتنزيههم اسرائيل من جرائمها ليصوّبوا كلهم على الاسلام كتاريخ ونص وكلمة ومفهوم وكدين وكحضارة. فوبيا مرضية معلنة. وكم يبدون جهلاء في أموره ونصوصه.

لكن هؤلاء وسواهم من اعلاميين والذين يرفعون شعار «مكافحة الارهاب» باتوا يرون كل شيء عربياً واسلامياً بعين واحدة» والمتابع للصحافة الفرنسية لا بد من أن يلاحظ ان معظم هؤلاء (أو بعضهم) ومنذ مدة بدأوا يغيرون وجهتهم «النقدية» واستهدافاتهم وهواجسهم بحيث حذفوا اسم بشار الأسد من لائحة الارهاب بعدما كانوا يصرون على كتابتها بأحرف كبيرة. بل راح بعضهم يطالب الحكومة الفرنسية بالتنسيق مع النظام السوري لمكافحة الارهاب. يا للعجب! ويبررون ذلك بقولهم: ما دمنا تعاونا سابقاً مع ستالين لمواجهة هتلر فلماذا لا نتعاون مع النظام السوري لمواجهة «داعش»: وقد مهّد النظام السوري لذلك بإدانته مجزرتي «داعش» في باريس! (رائع)، وبأنه جاهز لتسليم فرنسا وثائق ومعلومات استخبارية تفيدهم في مكافحتهم، لكن لقاء انسحاب القوة الفرنسية من سوريا والموافقة على بقائه في السلطة. جيد! انها سياسة التنكر والخضوع (التي اتبعها اوباما) للارهاب نفسه: ومتى كان الارهاب يُكافح الارهاب؟ او متى كان القاتل يقاضي القاتل؟ ونظن انه من خلال ما استشففنا فان لغة المسؤولين تغيرت! امتثلوا لابتزاز أكبر نظام وحشي في المنتصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم.

[السجاد لروحاني

واستمراراً في تأكيد هذا النمط الجديد في مقاربة فرنسا للنزاعات في الشرق الأوسط (وحتى في افريقيا سابقاً ونتذكر دورها المتواطئ في رواندا الذي أدى إلى مجازر أودت بمليوني روندي) فها هي تفرش السجاد الأحمر للرئيس الإيراني روحاني في زيارته الأخيرة لها. كان حدثاً احتفل به الاعلام الفرنسي وبعض السياسيين. والطريف المؤلم انه خلال زيارة الرئيس الايراني متحف الكابيتول غطى المسؤولون كل المنحوتات العارية لكي لا يجرح عُري هذه الروائع الفنية عيني ذي التُقى والورع. تنازلوا عن ارثهم كُرمى لإيران ولخامنئي الذي اعدم نحو 200 ألف إيراني منهم قُصّر خلال السنوات الماضية. احتفلوا بهذا التيوقراطي الفاشي، كما لم تحتفل الضاحية الجنوبية في لبنان بزيارة الرئيس الأسبق أحمدي نجاد. فاذا كان «حزب الله»، ذو النزعة الاستبدادية المذهبية، رحب بذلك الرئيس المختل، فلأنه مجرد أجير ومملوك عند دولته ومرشده. فالحزب المرهون للفرس يقدم فرائض طاعته لرئيس ارهابي موصوف. واذا كان «حزب الله« هو أصلاً ظاهرة خضوع ايديولوجي مذهبي فماذا عن بلاد العلمانية؟ فلماذا لا يشيح الرئيس الفارسي مثلاً بنظره عن المنحوتات العارية بنفسه، بدلاً من ان تغطى وكأن فرنسا باتت خجولة بها، وتقدم «آيات» الاعتذار.

[رجال الأعمال

وإذا كان علينا أن نفهم ما وراء هذا السلوك المشين المعلن فيجب ان نذكر ان رجال الأعمال الفرنسيين، وبعدما اسقطت العقوبات عن ايران وباتت جاهزة «للانفتاح» تراكضوا وتهافتوا وتسابقوا على زيارتها، باعتبارها باتت سوقاً جديدة للاستثمار: انه الخضوع الآخر الذي يفسّر عدم «احراج» الرئيس المؤمن روحاني بمرأى المنحوتات العارية. فالموقفان مرتبطان وهذا يوضح الأسافل التي وصلت إليها انواع التكالب الاقتصادي الذي تعانيه فرنسا وأوروبا. (وقد كافأ الإيرانيون فرنسا بصفقة طائرات). رموا بعض فُتات للحكومة الفرنسية.

[السعودية

لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد تغلغلت ظاهرة الخضوع في الاعلام المرئي والمكتوب. واذا استثنينا بعض التعليقات المنتقدة لزيارة روحاني، فإن من اطلع على الصحافة الفرنسية في الأشهر الماضية يكتشف انها ركزت في المقابل، على مهاجمة المملكة السعودية، وتراجعت عن مواجهة إيران (باستثناء بعضها مثل(لوموند ديبلوماتيك في عددها الأخير). نبشوا فجأة، في بواطن النظام السعودي، ووضع المرأة ثم فتحوا ملفات الأصوليات المتعاقبة، وصولاً إلى «داعش» والربيع العربي وتخصيصاً سوريا ليُحملوا المملكة مجمل المسؤوليات. لكن ان يُشطب كل نقد لدور ايران الارهابي في العالم العربي- الاسلامي وما ارتكبته من جرائم في الداخل، وتخريب في الخارج وتكفير وتخوين وضرب الحياة السياسية وسجن مؤسسي الجمهورية الاسلامية ككروبي وموسوي، فهذا خارج منظور الصحافة الديموقراطية في فرنسا. وان يحذف النظام الاستبدادي اسم المرشح حسن الخميني (حفيد مفجر الثورة) ومعه مئات بتدخل من الحرس الثوري المرتبط مباشرة بمرشد الخراب، فهذا لا يستحق ان يتوقف عنده أحد من عباقرة الصحافة والاعلام! لكن «يُسلط الضوء» وبطريقة سخيفة على اعدام ارهابي عميل لإيران في السعودية ويحجب كل مساوئ نظام الملالي (كالإعدامات اليومية حتى لقُصّر ودون سن الرشد) وكذلك للجرائم التي يرتكبها في سوريا والعراق واليمن وصولاً إلى لبنان وتذكيراً باتهام ربيبه حزب الله باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورموز 14 آذار فهذه مسائل أقل من عادية، ولا ترقى إلى مسميات الجريمة وان تحاول ايران عبر عصابتها اللبنانية تدمير الدولة وتهديد الكيان وممارسة الترهيب والارهاب بسلاح الدولة الفارسية فهذه الأمور يمكن أن تؤجل ربما إلى ما بعد هرولة رجال الأعمال إلى «جنة الاستثمار» الإيرانية!

[اسرائيل

أكثر: في «غيبوبتها» المقصودة تحاول وسائل الاعلام الفرنسية وبعض السياسيين ان تتجاهل قصورها في استيعاب الدور الإيراني في تنسيقها مع اسرائيل نتنياهو وروسيا بوتين واستراتيجيتهما في تدمير المكونات الأساسية لركائز هذه الدولة وتقسيمها وتهجير مكون اساسي هم السنة العرب في لعبة ديموغرافية خطرة (في سوريا) لم نشهد لها مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية. تهجير «الأكثريات» الشعبية من سوريا من خلال تدمير المدن والقرى وايقاع مئات ألوف الضحايا. كأنه بيت القصيد في مخططات اسرائيل ايران روسيا، ويعني ذلك تغيير وجه المنطقة كلها بالقوة الخارجية وبالعنف والمجازر والكيماوي والبراميل المتفجرة والسوخوي.....

اذاً« قالوا فلنركز على السعودية« لأنها الدولة العربية الاسلامية الكبرى التي ما زالت صامدة وموحدة ومواجهة. فلنصوب اليها سهامنا وسلاحنا واعلامنا لتبرير كل ما تهيء له اسرائيل وبلاد فارس. فالحوثيون يرتكبون يومياً اعتداءات على الحدود السعودية وتفجيرات ارهابية داخلها. وهذا ما يفعله الحرس الثوري وحزب الله وروسيا في سوريا! كأن الاعلام الفرنسي بات في آخر المطاف، لعبة «سياسية» صغيرة لا تخطئ صغارته في مواقفه فقط بل تطاول المستويات المهنية والفكرية إلى درجة بات فيها القارئ المطلع يضحك من تحاليل هؤلاء «الجَهَلة» بالأمور ويسخر من مجافاتهم الأصول الحرفية والاخلاقية وانحيازاتهم الساخرة.

[الارهاب الصهيوني

ففي الوقت الذي نرى ان اغلفة المجلات وصفحات الجرائد الأولى تمتلئ بالملفات والتحاليل والمقالات المركزة ضد السعودية فها هي، والى احتفالها بمجيء «المخلص المنتظر» روحاني تتواطأ مع الارهاب الصهيوني الذي لا يكف عن قتل المدنيين واعتقال المناضلين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. لقد تناسى هؤلاء الذين اصيبوا بالزهايمر السياسية ان فلسطين أرض محتلة وتقر لها القوانين الدولية مقاومة المحتل. قرأنا في السابق بعض الانتقادات الموجهة إلى الارهابي نتنياهو، لكن بعد حين، توقف هؤلاء. وعمدوا في الوقت نفسه إلى اتخاذ مواقف مشينة تدين شباب «الهبة» الفلسطينية احتجاجاً على مصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم وبناء المستوطنات عليها وتصفهم «بالإرهابيين». فالدفاع عن الأرض المحتلة ارهاب مدان والعدوان الصهيوني على المتظاهرين دفاع مشروع عن النفس.

[الاحتفال بكتاب ليي

إذاً الاعلام الفرنسي، يترك جانباً، جرائم اسرائيل وايران والنظام السوري وبوتين ويصوب على السعودية من ناحية، وعلى المقاومين الفلسطينيين من ناحية أخرى. وبين هذا «التمييز السياسي» واكاد أقول العنصري ها هو يحتفل بطريقة قل نظيرها بكتاب «الفيلسوف» الصهيوني ليي الجديد «روح اليهودية» (عن كراسيه). وقد افردت الصحافة المكتوبة عشرات الصفحات وبضعة ملفات ومقابلات لهذا الكتاب الذي وصل بمؤلفه الحد الى اعتبار اليهود جزءاً أساسياً من تكوين أميركا، ومن اقرار دستور فرنسا ومن حيوية العالم ومن سلامه بل وانهم أي اليهود هم الذين صنعوا فرنسا. هذيان، اعاد الكاتب إلى التوراة باعتبارها كعنصر هي الأساس الأولى في الأديان. (وهو من جوقة مهاجمي الاسلام كجوهر موجود) متوقفاً عند موسى وعند بعض رموز ملمومات هذا الكتاب. ومتوغلاً في بواطن التوراة مختاراً ما يخدم فكرة «شعب الله المختار» ليؤكد «علمانيته» و»عقلانيته» ومفاهيمه النقدية الوضعية! هذا التهليل المفرط بكتاب برنار هنري ليي يقابله نوع من العنصرية تجاه القرآن (وحتى الانجيل والكاثوليك عند بعضهم) والاسلام عموماً على امتداد تاريخهم. ولم نقرأ تعليقا نقدياً على هذا الكتاب سوى آيات التكريم «العلمية» ولا ملاحظة ولا لكن... ولا أي تفكيك لخطابه «الخرافي» الذي يراد منه اعطاء معنويات ليهود فرنسا الذين اعلنوا «ان فرنسا لم تعد بلداً آمناً لهم» اشارة إلى «الارهاب» الاسلامي. بل ولا احالة أو سؤال عن علاقة الصهيونية اليوم بالوضع «الأيديولوجي» والسياسي والاجتماعي والارهاب في ظل تنامي التطرف الديني وصعود المتطرفين وانحسار اليسار. كأنه مديح الخراب الفكري في بلاد ديكارت والتعصب المذهبي في بلاد ولتير (المعروف بمقاومته للتعصب) والكانتونية الاثنية في بلاد فكتور هيغو. وهذا لم يفاجئنا كثيراً: فالمثقفون الفرنسيون سبق ان وقعوا في مثل هذه الترهات عندما أيدت طلائعهم «الثورة الثقافية» لماوتسي تونغ (سارتر، سيمون دي بووار ، باديو ، فيليب سولرز...) ودكتاتورية ستالين (اراغون مجده بقصائده وكذلك بول ايلوار ولا ننسى جورج مارشيه والشيوعيين) وصفقوا لوحشية «الخمير» والجنرال بول بوت... وصولاً إلى الثورة الخمينية التي احتفل بها الفيلسوف الكبير ميشال فوكو وتبعه أو قلده في ذلك بعض «المثقفين اللبنانيين والعرب»!

حاولنا في هذا الحيز المحدود تقديم الصورة الراهنة لفرنسا والسياسة والثقافة والصحافة. انها لم تعد فرنسا التي عهدناها. بل باتت رديفاً لصحافة العالم الثالث، واشكال خضوعه وامتثاله وتخلفه.

الصحافة الفرنسية، كما نتابعها، هي اليوم صحافة واقعة بين الامتثال والتخلف.. والشيزوفرانيا! ويا للأسف!

 

الأسد وأوباما والوهم

طارق الحميد/الشرق الأوسط/14 شباط/16

يقول مجرم دمشق بشار الأسد إنه يسعى إلى استعادة كامل الأراضي السورية عسكريًا، لكن ذلك يتطلب وقتًا طويلا، بحسب تصريحاته لوكالة الصحافة الفرنسية. وردت الخارجية الأميركية على تصريحاته تلك بالقول: «إنه واهم إذا كان يعتقد أن هناك حلا عسكريًا للصراع في سوريا». فمن الواهم هنا؟

الحقيقة أننا أمام مجموعة من الواهمين، سواء الإدارة الأميركية، وكذلك الأسد، أو حتى الروس، والإيرانيون. بالنسبة للأميركيين، ولكي يعي الأسد أنه واهم، فلا بد من أفعال حقيقية على الأرض في سوريا، وليس تصريحات، ومواقف دبلوماسية هشة، مثل ما نتج عن مؤتمر ميونيخ. الأفعال، والقوة، هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن يفهمها الأسد، وليس التصريحات عن بعد. نعم الأسد واهم، خصوصًا عندما يتحدث عن محاربة الإرهاب، واستعادة الأراضي السورية كاملة، بينما من يتحدث ويقرر عن نظامه هو وزير خارجية روسيا، وليس رجال النظام! الأسد قابع في جحر ما، وتحت وصاية روسية إيرانية، ويتحدث عن الحاجة لوقت طويل لاستعادة كامل الأراضي السورية، فهل ستتحمل روسيا التبعات العسكرية هذه إلى وقت طويل؟ وهل ستسمح إدارة أوباما الغارقة بالوهم أيضًا بأن تسرح وتمرح روسيا في سوريا هكذا؟ والوهم لا يتوقف عند حد الأسد، والإدارة الأميركية، بل إن ما تفعله روسيا، ومعها إيران، هو وهم، فهل ستمر جريمتهما النكراء هذه في حلب، وغيرها، مرور الكرام؟ هل يعقل أن تعبر هذه الجريمة دون ثمن؟ دون أحقاد طائفية؟ ودون تأجيج مذهبي؟ هل يعقل أن ينسى التاريخ هذه الجريمة التي ترتكب في سوريا من قبل الروس والإيرانيين، والأسد؟ هل يعقل أن تمر هذه الجريمة دون أن تشعل جذوة الإرهاب لجيل آخر، وأسوأ من جيل «القاعدة»، وتنظيم داعش؟ ولذا فإن الأسد ليس وحده الواهم في الأزمة السورية، بل كثر، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي الذي فعل كل شيء ليتهرب من استحقاق الأزمة السورية، وكما قالت المحاورة في المناظرة الأميركية الديمقراطية بين هيلاري كلينتون، وبيرني ساندرز، حين سألت المتنافسين: هل يعقل ألا يكون للقوى الأكبر على الأرض، أميركا، موقف من الجرائم التي تحدث في سوريا؟ تهرب أوباما، ومنذ أربعة أعوام، عقّد الأزمة السورية، وكل يوم تأخير يزيد من تعقيدها، ويزيد من الثمن الذي سيدفع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هناك، وفي المنطقة ككل. فما هو حادث الآن يعني أن التطرف هو الكاسب الأكيد في المنطقة، وليس الروس، ولا الإيرانيين، ولا الأسد الذي سينتهي بلا قيمة، وكما هو الآن، فلولا الروس لكان الآن في وضع آخر يشبه نهايته المتوقعة.خلاصة القول هي أن الواهمين هم من يعتقدون أن بإمكانهم إنهاء الأزمة السورية بـ«حسن نية» روسيا، أو تعاون إيران، أو من خلال قاعات المؤتمرات، خصوصًا أن الطائرات الحربية الروسية، والميليشيات الشيعية الإيرانية، ترتكب مجازر وجرائم مروعة بحق السوريين في حلب، وغيرها.