المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 شباط/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february15.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا

لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

لماذا يرفع الرئيس الحريري سقوف مواقفه وفجأة يتراجع ويتركها تنهار/الياس بجاني

14 آذار القبلات والفرح والحضور الجامع اليوم ... هل تعود إلى ذاتها وتخرج من عاهات الإستسلام والفرقة والتفرد/الياس بجاني

مسامير وتغريدات تحكي عقم  وفشل قادة أحزاب 14 آذار/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الحريري- جعجع في البيال ومصير14آذار/فارس خشان

مصادر «14 آذار»: «حزب الله» لا يريد لا عون ولا فرنجية

ليكن الله في عون فارس سعَيد/ايلي الحاج/النهار

حوار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" قائم والخطوط مفتوحة مع الرابية/ألين فرح/النهار

بيان كاثوليكي مشترك يرحب بلقاء البابا والبطريرك كيريل

جنبلاط من عين التينة: فلننزل إلى المجلس نتفق مع كلام الحريري في "البيال"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/2/2016

هذه حقيقة ذهاب بشير الجميل الى سوريا

فرنجية اتصل بالحريري معزيا بوالده ومهنئا بسلامة العودة

سلام في ذكرى 14 شباط: رؤية رفيق الحريري نبراس لكل حريص على قيام مجتمع يسوده الاعتدال والتعايش

الحريري بحث مع جنبلاط الاوضاع العامة والتطورات

علي الامين زار ضريح الحريري: هكذا شخصية تبقى حاضرة في ذاكرة شعبها

فارس سعيد: ما قام به الحريري محاولة ناجحة لاعادة لم الشمل اللبناني - اللبناني

سليمان: نحن والحريري ضدر الارهاب والتعصب والمحاور ومع الدولة فقط

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحاج حسن: فريق 14 آذار مصر على عدم لبننة الحل

 جان عبيد في ذكرى الحريري: نجدد الود والوفاء

رئيس البرلمان العربي بعد لقائه دريان: الدول العربية لن تتحول في أي حال إلى فارسية

كنعان والرياشي في لقاء الوحدة المسيحية: إعادة حقوق الطائفة استعادة للدولة وللشراكة الوطنية

مجلس امناء الكاثوليك المشرقيين واللقاء الكاثوليكي: ماذا بقي لرئيس الجمهورية من صلاحيات وتاثير لكي يكون وجوده حلا لجميع مشاكلنا؟

فتفت: ملف الرئاسة سيستغرق وقتا طويلا وسياسة الابتزاز تمارس في لبنان على كل الصعد

الراعي: النواب يرتكبون خطيئة جسيمة بالتعطيل والتصلب بالمواقف وإهمالهم واجب الانتخاب

باسيل يشارك في لقاء مجلس وزراء الإتحاد الاوروبي في بروكسل لبحث تداعيات الأزمة السورية على لبنان

ميشال معوض: 14 آذار خسرت يوم فرطت بثلاثية السيادة والشراكة والعدالة

بارود: بكركي على مسافة واحدة من الجميع والفراغ الرئاسي طويل

فنيش: الثورة الإيرانية لم تبتعد عن أهدافها والمتضررون منها كثر

يزبك: لن نسمح بان يحصل في لبنان ما حصل في اليمن والبحرين ولا يمكن لاحد ان يحل مشاكلنا الا نحن بانفسنا

رعد: في لبنان اكثر من مليون ونصف نازح سوري يشكلون قنبلة موقوتة ومخيمات تتسلل اليها قوى الارهاب التكفيري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«رعد الشمال» بقيادة السعودية المناورة الأكبر بتاريخ المنطقة

الجيش الإسرائيلي يقتل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية واستمرار فتح معبر رفح لليوم الثاني

الجبير: رحيل الأسد مسألة وقت وروسيا ستفشل في إنقاذه من السقوط/سويسرا ترعى المصالح السعودية في طهران والمصالح الإيرانية في الرياض

تشديد على أهمية الدور العربي في مواجهة الارهاب والسنة والأكراد يؤيدان نشر قوات سعودية وإماراتية بالأنبار ونينوى

تركيا تقصف لليوم الثاني مناطق الأكراد في شمال سورية وصالح مسلم رفض مطلبها بسحب مقاتليه من مواقع قرب الحدود

حجاب: موسكو تحمي «داعش» وتواصل قتل الشعب السوري

مقتل جنرال إيراني رفيع في سورية

سقوط خمس قذائف سورية شمال الأردن من دون وقوع إصابات

أولمرت أول رئيس حكومة يدخل السجن في اسرائيل

“إخوان الأردن” يفكون ارتباطهم التنظيمي بالجماعة في مصر

الامم المتحدة: 11 الف ضحية مدنية في افغانستان العام 2015

 زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي: الرئيس المقبل يجب ان يختار من يخلف القاضي سكاليا وليس اوباما

30 قتيلا في هجومين لبوكو حرام على قريتين في شمال شرق نيجيريا

وزير الخارجية السعودي: روسيا ستفشل في انقاذ الاسد

المطران ابراهيم في رسالة إلى بان كي مون: خطط مواجهة العنف في الشرق الأوسط بطيئة وقرارات الأمم المتحدة غير مطبقة خصوصا في فلسطين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يريدونه حقاً؟/ نبيل بومنصف/النهار

الحريري يثبت موقعه ويحشر الحلفاء والخصوم يلملم "قوى 14 آذار"ولا يسقط تبايناتها/سابين عويس/النهار

نحن هنا شهادة للشرق"/منير عقيقي/النهار

يكونُ لنا وطن.../ميشال هليّل/النهار

11 عاماً بعد الحريري في طموحات الهيمنة لبنان يفقد شبكات الأمان وسوريا تحترق/روزانا بومنصف/النهار

اغتيال الحريري محطة تأسيسية للإستقلال الثاني/شارل جبور/موقع القوات

حقارة الإرهاب الروسي/داود البصري/السياسة

أكراد وخرائط/غسان شربل/الحياة

سياسة التوازن في الكويت على إصبع قدم واحدة!/جورج سمعان/الحياة

سباق نحو سورية في الأمر الواقع الجديد/جميل مطر/الحياة

أي شرق أوسط جديد تطبخه الحروب:هل بتقاسم مناطق النفوذ أم بتقسيمه/اميل خوري/النهار

الثمن الذي يطلبه بوتين في سوريا/خيرالله خيرالله/العرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا

إنجيل القدّيس متّى06/من22حتى24/: "قالَ الربُّ يَسوعُ: «سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام! لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال."

 

لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم

"رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى13/: "يا إخوَتِي، لَقَدْ عَادَ طِيمُوتَاوُسُ مِنْ عِنْدِكُم إِلَيْنَا، وبَشَّرَنَا بإِيْمِانِكُم ومَحَبَّتِكُم، وبِأَنَّكُم تَذكُرُونَنَا عَلى الدَّوَامِ ذِكْرًا طيِّبًا، وَأَنَّكُم مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِنَا كَما أَنَّنَا نَحْنُ مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِكُم. لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم. وإِنَّنَا الآنَ نَحْيَا، بِمَا أَنَّكُم أَنْتُم ثَابِتُونَ في الرَّبّ. فَأَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطيعُ أَنْ نُؤَدِّيَ إِلى اللهِ مِنْ أَجلِكُم، عَنْ كُلِّ الفَرَحِ الَّذي نَفْرَحُهُ بِكُم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا؟ ونَحنُ نَطلُبُ إِلَيهِ بإِلْحَاحٍ لَيْلَ نَهَار، أَنْ نَرَى وَجْهَكُم، ونُكَمِّلَ مَا نَقَصَ مِنْ إِيْمَانِكُم. عَسَى أَنْ يُقَوِّمَ طَرِيقَنَا إِلَيكُمُ اللهُ أَبُونَا نَفْسُهُ، ورَبُّنَا يَسُوع! وَلْيَجْعَلْكُمُ ٱلرَّبُّ تَزِيدُونَ وتَفِيْضُونَ مَحَبَّةً بَعضُكُم لِبَعْضٍ وَلِلجَمِيع، كَما نَحْنُ نُحِبُّكُم! وَلْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

لماذا يرفع الرئيس الحريري سقوف مواقفه وفجأة يتراجع ويتركها تنهار!!

الياس بجاني/14 شباط/16

على المستوى الشخصي نحن نرى في الرئيس سعد الحريري أنساناً متواضعاً وأكثر من رائع، وبالتأكيد معتدل وقريب من القلب وصادقاً.

إلا أننا للأسف في المقلب الآخر نرى أن سعد الحريري السياسي هو شخص متقلب، وقليل الخبرة، وغير حر في قراراته، كما أن معرفة ضئيلة جداً بطبيعة لبنان واللبنانيين وبتركيبة وطن الأرز المجتمعية وبتاريخه.

من هنا بتنا نخاف من رفع سقوف مواقفه في مواجهة حزب الله ونظام الأسد كما فعل أمس في الكلمة التي ألقاها في البيال بالذكرى ال 11 لاغتيال والده، وكما فعل أيضاً في محطات مفصلية عديدة منذ  حل مكان والده الشهيد.

سعد الحريري السياسي لم نعد قادرين على الثقة به أو الركون إلى مواقفه، وبالتأكيد عدم التأسيس والاتكال على وعودة والشعارات التي يرفعها.

بتنا نخاف من سقوف سعد الحريري السياسي ولا ننتظر منها عملاً بالتجارب السابقة، غير الكوارث الاستسلامية.

الرجل ومنذ العام 2005 دائما وفجأة يهبط من الأعالي بمواقفه ووعوده وعهوده إلى ما هو تحت وتحت التحت وينقض على ما كان فاخر به ورفع سقوفه.

الحجج للاستدارات دائماً هي هي من مثل نحن أم الصبي، الخوف على البلد واستقراره اقتصاده والأمثلة كلها في المحصلة كارثية مخيبة للآمال ولم تؤدي إلا إلى المزيد من تراجع وتفكك 14 آذار السياسيين والأحزاب وإلى تقدم محور الشر السوري-الإيراني وتمدده وازدياد هيمنته الإرهابية والغزاوتية على كل لبنان، وفي الداخل السوري حيث يشارك شبيحته هناك في قتل أحرار سوريا.

إن اخطر ما يقوم به الرئيس الحريري ومنذ اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري عام 2005 أنه يرفع سقوفه حتى السماء وما أعلى منها بمواجهة سوريا وإيران وحزب الله، وفجأة يتراجع ويتنازل ويلحس كل عنترياته والوعود تاركاً هذه السقوف المرتفعة تسقط على رؤوس اللبنانيين مما يؤدي باستمرار إلى ضياع فرص استرداد السيادة والاستقلال وتحرير الوطن من إرهاب محور الشر.

 إنه وبنتيجة هذه الزئبقية في مواقف الرئيس سعد الحريري فإن 14 آذار على مستوى القيادات والأحزاب ليست فقط مفككة ومشلعة ومكوناتها تتناحر مع بعضها البعض، بل هي قد ماتت وشبعت موتاً.

نتمنى لو أن الرئيس الحريري لا يرفع أي سقف من سقوف مواقفه إلا إذا كان واثقاً من قدرته على الحفاظ عليها والالتزام بها.

للأسف حتى الآن ليس هذا هو حال الرئيس، ولهذا يزداد حزب الله وقادته فجوراً واستكباراً وتمددا وقتلاً واغتيالات وعدم اكتراث بكل 14 آذار.

رحمة بلبنان وباللبنانيين هذا المسلسل الزئبقي للرئيس الحريري ولمن يتحكم بقراراته وصعوداً أو نزولاً يجب أن يتوقف.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

14 آذار القبلات والفرح والحضور الجامع اليوم ... هل تعود إلى ذاتها وتخرج من عاهات الإستسلام والفرقة والتفرد!!!

الياس بجاني/14 شباط/16

كل التمني ان يكون ما نراه بغبطة وسرور اليوم في الاحتفال بالذكرى 11 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري من حضور لافت على كل المستويات ومن كل الشرائح مع الفرح والقبلات والحماس، نتمنى أن تكون مشهدية اليوم ال 14 آذارية الوطنية صادقة وعقلانية ومبنية على أسس وطنية ومشروع مستقبلي وغير آنية وتنتهي مع انتهاء الاحتفال.

عاطفياً مفرح ومشجع جداً أن نرى الرئيس الجميل وولده سامي والدكتور جعجع وزجته وكل طاقم 14 آذار السياسي العابر للطوائف في مكان واحد يتبادلون القبلات والعناق مع الرئيس سعد الحريري..

ولكن في الواقع المعاش وفي العقلانية وفي متطلبات الصمود هل تستمر هذه المشهدية وتثمر وطنياً في الصمود وفي المقاومة وفي الوقوف بصلابة وعناد ودون تنازلات في وجه الاحتلال الإيراني ومشروع الملالي!!! هذا هو السؤال.

 

مسامير وتغريدات تحكي عقم  وفشل قادة أحزاب 14 آذار

الياس بجاني/14 شباط/16

**الطاقم السياسي والحزبي اللبناني الذي يحتفل اليوم في ذكرى 14 شباط قد تخلى عن دماء الشهداء وباع مبادئ ثورة الأرز واستسلم للمحتل الإيراني وركع.

**المقاومة ليست ركوع ولا استسلام ولاصفقات ولا تنازلات وتشاطر وعبثية وبيع وشراء كما هو حال قادة الأحزاب في 14 آذار. هؤلاء هم أعداء 14 آذار.

**ثورات الشعوب لا تموت وإن خرج منها جماعات السياسة والأحزاب النفعيين وخانوها.

**14آذار الناس باقية أما 14 آذار الأحزاب والسياسيين فانتهت إلى غير رجعة.

**ليس مهماً ما سيقوله الحريري اليوم ولا ما قاله جعجع لأنهما تخليا عن ثورة الأرز  وعن 14 آذار واستسلاماً لحزب الله وانضما عملياً ل 08 آذار

**المطلوب وبعد أن خرجت القوات وتيار المستقبل من 14 آذار والتحقتا عملياً ب 8 آذار عون ونصرالله أن يعاد احياء تجمعات وطنية على صورة ومثال تجمع قرنة شهوان.

**ليس مهماً بأي شكل من الأشكال ماذا سيقول سعد الحريري لأنه تخلى عن روحية 14 شباط واستسلم لحزب الله واثبت أنه غير جدير بالقيادة ولا جدير بالثقة.

**بؤس مواطن غنمي يقدس سياسي أو رئيس حزب ويعطيه الأفضلية على الوطن والمواطن ودماء الشهداء.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

Hariri’s Speech of Today/نص كلمة الرئيس سعد الحريري (عربي/انكليزي) في ذكرى استشهاد والده/اضغط هنا

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/14/hariris-speech-of-today%D9%86%D8%B5-%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A7/

 

‏الحريري- جعجع في البيال ومصير14آذار

فارس خشان/فايسبوك/15 شباط/16

لولا مشكلة الـ"أنا" لكانت الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري أعطت كلّا من ‏سعد الحريري وسمير جعجع ما يحتاج إليه كل منهما في الشارع الآخر، بعد "الترشيحين المغضوب عليهما".

صحيح أن سعد الحريري إستعاد زخما في شارعه، ولكنه بطريقة تعاطيه مع ‏سمير جعجع كرّس الهوة التي تفصله عن الشارع "القواتي"، وصحيح أن سمير_جعجع الذي لا يحتاج إلى تزخيم في شارعه، قد حاول في حضوره الشخصي مداواة بعض الخدوش مع الشارع الآخر، ولكنه خرج يغطّي الإستياء من الحريري، بضحكات يفهم من الأجواء المحيطة به بأنها "نيوب الليث بارزة".

وقد طغت "لطشة" الحريري حول مصالحة جعجع وميشال عون، كما إحاطة نفسه بالصورة النهائية بأمين الجميل من جهة وبسامي الجميل من جهة أخرى، على ما عداها من المسائل المهمة التي طرحها الحريري في خطابه الذي تميّز بالمصارحة والمكاشفة أمام "شهود المرحلة".

وهذه المشهدية كان يمكن تفاديها لو أن الحريري وجعجع تمكنّا في وقت سابق لاحتفال "بيال" من أن يجتمعا معا، ويغسلا قلبيهما.

ومعلوم أن العلاقة بين الحريري وجعجع ليست على خير ما يرام، ولكل منهما مجموعة مآخذ على الآخر، في وقت تحسّنت العلاقة بين الحريري والجميل، منذ سارا معا، من دون جعجع، مشاركة في الحكومة وفي طاولة الحوار في المجلس النيابي، كما عقدا أكثر من اجتماع مصارحة، بعد "الحوار الإيجابي" بين الحريري و#سليمان_فرنجية.

وقد عكس خطاب الحريري هذه الإشكالية، عندما دعا في خطابه إلى إجراء مراجعة نقدية لتحالف 14 آذار الذي يقال عنه رسميا إنه مهزوز فيما يقال عنه، في الكواليس، إنه يُنازع.

وإذا كانت ال"إيغو" قد منعت المصارحة المطلوبة بين الحريري وجعجع، بعدم تقدم أي منهما خطوة نحو لقاء ثنائي بينهما، إلّا أن الإشارات الصادرة عن الشخصيتين المحوريتين في تحالف 14 آذار، أظهرت حسن طويتهما، فجعجع ذهب إلى الـ"بيال" حتى لا يسمح باغتيال #‏رفيق_الحريري مرة ثانية، كما غرّد عشية الإحتفال، والحريري دعا إلى أخذ صورة جامعة لإعطاء إشارة إلى أن 14 آذار مستمرة، حتى لو كانت بحاجة إلى مراجعة نقدية.

وإذا ما جرى استثمار "حسن الطوية"، فإن 14 آذار قادرة على الخروج مجددا، ولو بصيغة مختلفة، حيث لا تُفسد الخلافات التكتية الأهداف الإستراتيجية وحاجة كل طرف إلى الآخر.

ولكن، في حال طغت "الأنا المجروحة" على "النيات الطيّبة"-وهذا ما تعكسه تعليقات المتعاطفين على مواقع التواصل الاجتماعي وما بدأ بعض خصوم "المستقبل" و"القوات" باستثماره-فإن ما يحكى عن واقع 14 آذار في الكواليس سيصبح واقعا ملموسا.

 

مصادر «14 آذار»: «حزب الله» لا يريد لا عون ولا فرنجية

بيروت – «السياسة»:15/02/16/أكدت مصادر قيادية في «14 آذار» لـ»السياسة» أن قول «حزب الله» ان مرشحه الأول هو النائب ميشال عون وانه ليس في وارد الطلب من حليفه النائب سليمان فرنجية الانسحاب لمصلحة الأول «مردود ويعكس بوضوح قراراً عند الحزب بعدم اجراء الانتخابات الرئاسية». واعتبرت أن الحزب لو أراد فعلاً إجراء الانتخابات الرئاسية ويعمل فعلاً لا قولاً لايصال عون للرئاسة كما يدعي، لكان تمنى على فرنجية ان ينسحب لمصلحة عون وانتهى الأمر وانتخب الأول رئيساً، لكن يبدو ان الحزب يجيد لغة المراوغة ولديه إصرار على عرقلة الانتخابات، ولذلك فهو غير جاد في الملف الرئاسي من خلال استمرار دعمه عون من جهة، وعدم استعداده للطلب من فرنجية الانسحاب من جهة أخرى، وبالتالي فهو لا يريد أياً منهما للرئاسة. وأشارت الى ان «حزب الله» يراهن على ان رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري سيقتنع في نهاية المطاف بتأييد عون للرئاسة الأولى، وبالتالي لا مشكلة لدى الحزب وعون في إطالة أمد الفراغ لشهور اضافية حتى تحقيق هدفه بانتخاب عون رئيساً للجمهورية.

 

ليكن الله في عون فارس سعَيد

ايلي الحاج/النهار/15 شباط 2016

الخبر قد يكون مؤسفاً لأبناء "ثورة الأرز" بعدما تهلّلت وجوههم فرحاً بالصورة الجامعة لقادتهم الأحباء على منصة "البيال". لن تفيد أي مراجعة نقدية للذات إذا كان من يفكر في الإقدام عليها والإنخراط فيها راسخ الإعتقاد متأكداً أنه لم يرتكب خطأً يستوجب عدم تكراره والاكتفاء بوضع الحق على غيره وإرضاء نفسه بالإدعاء أن الآخرين فهموه خطأً، لا بل ويتجنون عليه بتفسير مواقفه وأفعاله بغير ما هي، والزعم أن هؤلاء هم الملومون، أما هو فمواقفه وقراراته ناصعة البياض لا غبار عليها. أي طالب سنة أولى علم نفس يعرف أن من يريد تقويم اعوجاج في نفسه يحتاج إلى إدراك مدى الخطأ الذي ذهب إليه، وأي كاهن يعلم بأن الإعتراف بين وقت وآخر لا يغيِّر سيرةً في حال لم يكن المعترف مدفوعاً بتوبة عميقة. ذا كان الإقتناع بأن الآخرين على خطأ منطلق المراجعة النقدية الداخلية عند كل معني بالدعوة التي أطلقها من "البيال" أمس الرئيس سعد الحريري إلى "تيار المستقبل" وكل قوى 14 آذار، فلا ضرورة لهذه المراجعات لأنها ستكون مزيداً من تضييع وقت. الأمانة العامة لقوى 14 آذار التي سمّاها الرئيس الحريري، وخصّ بالذكر منسقها الدكتور فارس سعَيد، تحتفظ على رفوفها بمجلدات من خلاصات الخلوات والندوات المقفلة والمشاورات والدراسات والمشاريع والتصوّرات والرؤى، دبّج معظمها وراجعها الأستاذ سمير فرنجية ورفاقه وكلها ذهبت هباءً وأدراج الرياح عند كل محطة توقف عندها أفرقاء "التحالف". لا شك أن فرنجية - الذي يفكّر وينظّر ويكتب - تساءل مراراً بينه وبين نفسه، وعلناً في الأشهر والأسابيع الماضية أكثر من أي وقت، عمّا هو هذا التحالف الذي يهتز ويكاد يقع عند أول اختلاف على مقعد نيابي أو وزاري، أو عند تشكيل أي حكومة ووضع كل بيان وزاري، وكل حدث سياسي كبير في البلاد؟ ما نفع المراجعات النقدية الداخلية وغير الداخلية إذا كان كل طرف في التحالف لا يعدم ذريعة لتبرير تفرده في القرار والذهاب به بعيداً من منطلق حساباته ومصالحه الذاتية، أو من تطلع إلى ما يكسَب في طائفته وما يرضيها، وكيف يحقق نقاط تقدم على حلفاء وخصوم له فيها، وإن على حساب كل ما تقدم من شهادات تخضبت بدم وخيبات تلو خيبات؟

بصريح العبارة أكثر: بالأمس في الذكرى العاشرة لـ"انتفاضة الإستقلال" المجيدة (2015)، نظمت الأمانة العامة لقوى 14 آذار خلوة لـ"ترتيب الذاكرة" ضمنتها عرضاً بالتواريخ المتسلسلة لأهم الأحداث التي مر بها لبنان والقوى المتحالفة. تبيّن من العرض أن التفرد بالقرار ولو على خطأ أحياناً، وطغيان المصالح الحزبية، والرغبة في تكبير الأحجام والأدوار على حساب الحلفاء الآخرين كما على حساب المستقلين، أو "غير المنتمين إلى أحزاب"، كانت من أبرز أمراض الحركة الإستقلالية. خلصت الخلوة إلى توصيات من بينها إنشاء "المجلس الوطني لقوى 14 آذار". ماذا حصل بعد "ترتيب الذاكرة"؟ الأرجح أن المعنيين بالموضوع لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءته حتى، لا بل أن أطرافاً في قوى 14 آذار بدوا كمن فقدوا ذاكرتهم وهم يتعصبون في تأييد ترشيح رمزين من الطرف الآخر (8 آذار) الذي يقولون إنهم يواجهونه عاقدي العزم على إحباط مخططاته ومشاريعه المسيئة للبنان، ولفكرة وجود دولته في الأساس.

لذلك ولغيره من الأسباب، قبل الخوض في المراجعات النقدية الداخلية يتوجب على المعنيين بها الإجابة بينهم وبين أنفسهم أولاً عن أسئلة محددة، وإلا "فبلاها" وليذهب الجميع إلى انفصال يظل أفضل كلما كان عاجلاً:

الرئيس الحريري: هل سأظل أفاجئ رفاقي وحلفائي بقرارات تعنيهم جداً، وأعلم أنها "تخرج بعضهم من ثيابه"، مثل دعم النائب سليمان فرنجية للرئاسة، وقبل ذلك العديد من الخطوات المشابهة؟

الدكتور سمير جعجع: هل سأظل أغلّب كل مدة "النزعة المسيحية" على التحالف الوطني اللبناني الواسع، وأتخذ من خطأ يرتكبه حليفي المسلم الرئيسي عذراً ومبرراً لارتكاب خطأ أعظم في حق كل من أيّد "ثورة الأرز" وأهدافها النبيلة؟

في أي حال، ليكن الله في عون الدكتور فارس سعَيد. يبدو "ما في غير طَنسا بهالجيش".

 

حوار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" قائم والخطوط مفتوحة مع الرابية

ألين فرح/النهار/15 شباط 2016

فاجأ الرئيس سعد الحريري المتابعين بعودته الى لبنان للمشاركة في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري في البيال. أراد ايصال رسائل بالجملة الى الحلفاء والخصوم، خصوصاً بعد دعمه ترشيح النائب سليمان فرنجية. فريق 14 آذار، بكل مكوناته، حضر الذكرى، وتمثلت "القوات اللبنانية" بوفد تقدمه رئيس الحزب سمير جعجع، بعدما تكهّن كثيرون بعدم حضوره في ظل التباين بين الحريري وجعجع حول الملف الرئاسي. كما حضر "التيار الوطني الحر" كالسنة الفائتة، ممثلاً بالنائب إدغار معلوف وفي حضور الوزير الياس بو صعب. هذه السنة، حضر للمرة الأولى الوزير روني عريجي ممثلاً رئيس تيار "المردة". مبادرتا الحريري وجعجع ما زالتا قائمتين، وقد صبّتا صوب فريق 8 آذار. يرفض المعنيون بمبادرة ترشيح العماد ميشال عون تجاهلها، ويتساءلون عن جدوى دعوة الحريري العماد عون في ما مضى إلى الاتفاق مع جعجع، وبعدما اتفقا، دعم فرنجية. كما يرفضون الربط بطرف غير مسيحي مع تقدير دور كل الاطراف، قبل اتفاق المسيحيين أنفسهم، وخصوصاً ان كل الاطراف طالبوا المسيحيين بالاتفاق وتحديداً عون وجعجع. ع ذلك، تكرر "القوات" انها تحاول تقريب وجهات النظر بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" للاتفاق على الاستحقاق الرئاسي، فالحوار مطلوب بين كل الافرقاء للوصول الى بر الامان الوطني. بعد 18 كانون الثاني، عاد التواصل بين "المستقبل" و"التيار الوطني"، الذي كان بدأ منذ اكثر من سنة. ويقول مصدر معني إن الحوار قائم بين الطرفين وثمة تواصلاً والخطوط مفتوحة. لكن لا معلومات بعد يمكن نشرها من باب التأكيد أو تحقيق خرق ما، والأكيد أن التواصل ليس على حساب أحد.

ويضيف متابعون ان ثمة اعادة قراءة لما جرى بعد مبادرة الحريري الرئاسية حيال فرنجية، وهي دائماً براغماتية ومرتبطة الى حد بعيد بحسابات الحريري السلطوية التي تبدأ بالعودة وصولاً الى السرايا الحكومية. وهذا ما يجعل "المستقبل" لا يحسم في الموضوع الرئاسي حالياً قبل استنفاد كل الوسائل التي تمكّنه من التموضع. فلم يعلن الحريري ترشيحه فرنجية رسمياً، وبالتالي لم يخسر حليفه الذي يمثل الحيثية المسيحية القوية في صفوف 14 آذار أي جعجع، ودعا المرشحين الثلاثة، اي العماد عون وفرنجية والنائب هنري الحلو للنزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس، علماً ان البوانتاج لم يحسم يوماً اسم رئيس الجمهورية في لبنان. كما حاول لملمة صفوف 14 آذار داعياً إياها الى مراجعات نقدية بهدف اعادة اللحمة وللتأكيد على ثوابت قيامها. أمل متابعو الاستحقاق الرئاسي ان تفتح عودة الحريري صفحة جديدة في لبنان عموماً وفي الملف الرئاسي تحديداً عله يشهد حلحلة ما، متطلعين الى بقائه في لبنان، على رغم هجومه العنيف على "حزب الله" وسياسته في الداخل والخارج. مع ذلك، من المبكر الحديث عن جلسة 2 آذار المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، فلا دلالات ولا اي اشارات بعد اليها، في انتظار التواصل في الموضوع الرئاسي، وفي انتظار ما ستؤول اليه أوضاع المنطقة ميدانياً، وخصوصاً في سوريا.

 

بيان كاثوليكي مشترك يرحب بلقاء البابا والبطريرك كيريل

النهار/15 شباط 2016/رحب بيان للهيئة التنفيذية لـ"مجلس أمناء الروم الملكيين الكاثوليك المشرقيين" والمجلس التنفيذي لـ"اللقاء الكاثوليكي" باللقاء التاريخي بين رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وعموم الروسيا للأرثوذكس كيريل، معتبراً إياه "بداية عملية لإزالة الخطأ التاريخي الحاصل قبل ألف عام، ويساهم بقوة في تجذير مسيحيتنا المشرقية كما يدعم مسيحيتنا الكونية". ودعَوا إثر اجتماعهما "الأشقاء الموارنة على اختلاف مستوياتهم، روحيين وزمنيين، لتنقية رؤيتهم الوجودية وخلافاتهم المعيبة التي أضرت بهم وبنا وجوداً وارادة ونمواً وتجذراً". وانتقد "الجعجعة والنواح والشكوى عبر وسائل الاعلام، في شأن خسارة المسيحيين لمواقعهم الوظيفية في القطاع العام"، متهماً "المشتكين النواحين" بأنهم "مسؤولون عن متابعة اوضاع المسيحيين في القطاع العام منذ حوالى عشرة أعوام".

 

جنبلاط من عين التينة: فلننزل إلى المجلس نتفق مع كلام الحريري في "البيال"

النهار/15 شباط 2016/التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مساء أمس، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يرافقه الوزير وائل أبو فاعور، في حضور وزير المال علي حسن خليل. إثر اللقاء، قال جنبلاط: "يستنتج المرء بعد مخاض طويل وجلسات عدة وطويلة للحوار، توصلنا في النهاية إلى تحديد مواصفات رئيس الجمهورية وإلى نتائج ايجابية. واليوم مطروح علينا انتخاب رئيس جمهورية، وهناك ثلاثة مرشحين، فلنتفضل وننزل الى المجلس النيابي ولتكن اللعبة ديموقراطية، وهذا أمر بسيط. الحوار الذي أرساه الرئيس نبيه بري نجح، وتوصلنا الى هذه النتيجة، وتبقى الترجمة الدستورية الديموقراطية". وسئل عن عودة الرئيس سعد الحريري، فأجاب: "ممتازة، وقد سمعنا كلامه في احتفال "البيال" وكان أيضا ممتازا ويفتح الطريق على اللعبة الديموقراطية التي نؤيدها. ونحن نتفق مع كلامه

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/2/2016

الأحد 14 شباط 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

صورة جامعة لقيادات قوى الرابع عشر من آذار، توجت احتفال البيال، وقبلات لونت خلافات السياسة بين أركانها، رافقت الافتتاح.

وفي احتفال البيال لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بق سعد الحريري البحصة، على حد تعبيره، وفند موقفه والمبادرة التي طرحها بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، نافيا ان يكون قد أعطى وعدا للعماد عون قبل ذلك بدعم ترشيحه، وكاشفا عن توافق بين مكونات 14 آذار على دعم ترشيح الرئيس الجميل، وانسحاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" لصالح الجميل في حال انه حظي بدعم قوى الثامن من آذار، معتبرا ان خطوة ترشيح فرنجية أدت إلى مصالحة "القوات" و"التيار الوطني الحر".

كلام الحريري الذي يرتقب ان يحرك المياه الرئاسية الراكدة داخليا، رافقته مواقف انتقادية لموقع "حزب الله" في الأزمات الاقليمية، من العلاقة المتوترة بين ايران والسعودية إلى المشاركة في الحرب السورية.

وفور انتهاء احتفال البيال، عقد اجتماع في مقر الرئاسة الثانية بين الرئيس نبيه بري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط.

في الخارج، وفي ختام مؤتمر ميونيخ، مطالبة أميركية لروسيا في اتصال بين رئيسي البلدين بتحييد المعارضة السورية المعتدلة عن الضربات الجوية. وفيما اتفقت القوى الكبرى على وقف محدود للأعمال القتالية بعد نهاية الأسبوع، كررت تركيا استهداف المواقع الكردية في سوريا، متجاوزة المطالبة الفرنسية بوقف الغارات.

وكان من اللافت تشكيك اسرائيل في نجاح تنفيذ الاتفاق الدولي لوقف الأعمال القتالية في سوريا، مدعية على لسان مسؤوليها أن التقسيم الطائفي للبلاد يبدو محتوما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ذكرى أليمة يستعيدها اللبنانيون في يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

في الشكل لم احتفال ال"بيال" شمل قوى 14 آذار فقط في الصورة. وفي الجوهر رسخ التباعد السياسي بين قياداتها.

الرئيس سعد الحريري ثبت إلتزامه بتأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، إنطلاقا من عدم القدرة لا على انتخاب الدكتور سمير جعجع، أو فرض التوافق على الرئيس أمين الجميل، وعدم وجود أي وعد بترشيح العماد ميشال عون.

أعطى الحريري لقوى 14 آذار ما يريدون في الشكل، وقال له في المضمون: الأمر لي. في خطابه ترحيب بخطوات "الحكيم"، وفي تفاصيل الكلام رسائل مباشرة وصلت إلى رئيس "القوات" الذي بدا معنيا بكل إشارة سياسية أرسلها الحريري. فماذا بعد بق البحصة؟.

التواصل السياسي الداخلي مفتوح، ومن هنا يأتي اللقاء في عين التينة بين الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.

في الخارج، مؤشرات عسكرية- سياسية تبدأ من ريف حلب. الأتراك واصلوا استهداف أكراد سوريا، ما أثار اعتراض الأميركيين والروس واحتجاج دمشق. الجيش السوري واصل التقدم نحو الحدود التركية، رغم إرسال مئات المسلحين من ريف إدلب إلى المناطق المحاذية لحدود ريف حلب مع تركيا، من أعزاز إلى تل رفعت. لكن المعادلة الميدانية لن تغيرها التكتيكات المسلحة، بعد التوافق الدولي والتقدم السوري لضرب المسلحين.

الاشتباك الإقليمي تواصل بصمت. وفي مؤشراته أيضا مناورة عسكرية في السعودية تحت إسم "رعد الشمال"، تجمع دولا إسلامية، لكن ترجمتها لن تكون إلا ضد تنظيم "داعش".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بكثير من العجز عن اتمام الحسابات الصحيحة، وامعانا بصب الزيت على نار الحرب في المنطقة، انطلقت المدفعية التركية لاستهداف ريف حلب الشمالي.

محاولة تدخل تفجيرية لا تقرأ إلا اعترافا من انقرة بأن انجازات الجيش السوري في الريف الحلبي، تعطل مشروعها التمددي في الأراضي السورية، وتفقده الأمل بالحياة ولو على متر سوري واحد.

دخلت تركيا ساحة المغامرة العسكرية، وفتحت قاعدة "انجرليك" أمام الطائرات السعودية، ومهدت للرياض سبل تصريف عنترياتها وتهديدها بالحرب البرية على سوريا بحجة محاربة "داعش".

في هذا المشهد، تكثر الأسئلة: أي سقف سيحدده الأميركي للتهور السعودي؟ وهل سيكون الاميركي نفسه أعقل المجانين في هذه الجولة من الحرب المستعرة في سوريا؟ وماذا عن شكل الرد السوري والروسي على حد سواء، في حال قررت الرياض المضي بمغامرتها؟.

في المنطقة تتسع مغامرات النظام السعودي، والبحرين ساحة تشهد، في ذكرى ثورتها السلمية المستمرة، على جرائم "درع الجزيرة" بحق الحراك السلمي المتواصل. خمسة أعوام مرت، وثورة الشعب البحريني لا تزال تصدح برفض الممارسات الجائرة، وبالمطالبة بحقوق مشروعة، وانتخابات ديموقراطية، واطلاق سراح معتقلي الرأي والرموز والهامات الوطنية من السجون.

في مثل هذا اليوم، قال البحرانيون كلمتهم. التحفوا السلمية في تحركهم. ورفعوا الصوت ضد الظلم. ويوما بعد يوم يصبحون أكثر تمسكا بحقوقهم واصرارا على نيلها، وهم سينالونها حتما ولو بعد حين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كما في حياته، جمع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذكرى استشهاده، كل عائلة الرابع عشر من آذار، لكن التحدي ان تعود هذه الحركة الاستقلالية من شتات آذاراتها إلى اذارها الواحد الجامع، لمواصلة مسيرة العبور إلى الدولة، حماية للبنان الدولة من مخاطر الضياع.

سعد الحريري في بيروت، كما هو أمر ضروري، بمجرد حضوره أعاد النبض إلى الحياة السياسية، فهل يبقى لتزخيم عمل المؤسسات وتعزيز اللحمة الوطنية في مواجهة محاولات التطييف والمذهبة؟ هل يبقى للبننة الاستحقاق الرئاسي، والتعجيل في العمل لملء الفراغ القاتل في قصر بعبدا؟.

من المبكر التكهن، فهو اكتفى اليوم بتوصيف الواقع الرئاسي المأزوم. لكنه فتح اللعبة، فلم يرشح سليمان فرنجية وسلم بترشيح ميشال عون. وأكد ان النزول إلى البرلمان هو الطريق الأقصر والأسرع إلى انهاء حال الشغور وحال الانقلاب على الدولة. وما هو أكيد أكثر، انه أعاد الحياة إلى الرابع عشر من آذار، وهو لن يكتفي على ما يبدو بالصورة الجامعة لقياداتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

سمع سعد الحريري أغنية "زوروني كل سنة مرة"، فطبقها، وعاد إلى لبنان للمشاركة في ذكرى الرابع عشر من شباط، بعد عام من الغربة الطوعية. لكن الحريري لم يسمع نصيحة الوزير وائل ابو فاعور، فأكثر من القبلات مع الحضور، إلا، إذا كانت هذه القبلات تندرج في اطار الضرورية، لدحض الكلام على فتور داخل جبهة الرابع عشر من آذار، التي عادت فالتقطت في ختام الاحتفال صورة تذكارية شاملة.

مشهدية البيال أتت مختلفة بدلالاتها هذا العام. البيت الأزرق بدا مكتمل النصاب، فحضر أشرف ريفي، وحتى خالد ضاهر. الحضور "القواتي" سجل أرفع المستويات: سمير جعجع شارك شخصيا، مع رصد العناق الحار مع الحريري، بعدما فرقت الترشيحات الرئاسية خيارات الحليفين. أما الحضور العوني فكان للعام الثاني على التوالي، عبر ممثل العماد ميشال عون ووزراء ونواب من "التغيير والاصلاح". فيما حضر للمرة الأولى ممثل عن سليمان فرنجية.

هذا في الشكل، أما في المضمون، فلم يرشح الحريري فرنجية بالمباشر، بل أقرن سرد تجربته مع باقي الأقطاب الموارنة، بالاعلان عن الاتفاق الباريسي مع زعيم "المردة". غير ان الحريري الذي رحب بمصالحة معراب، كان واضحا بالتأكيد انه لا يخشى وصول أي شريك في الوطن إلى الرئاسة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الذكرى الحادية عشرة للرئيس رفيق الحريري: الذكرى للرئيس رفيق الحريري والاحتفال للرئيس سعد الحريري. الجميع كانوا حاضرين، من الرابع عشر من آذار إلى الثامن من آذار. أما الغائب الأكبر فكان "حزب الله"، لكنه حضر بقوة سواء في كلمة سعد الحريري أو في كلمة عريف الاحتفال.

الرئيس الحريري لم يرشح النائب سليمان فرنجية بالاسم، لكن في سياق كلمته أكد ان مرشحه هو سليمان فرنجية، بعدما روى تباعا تراجع امكانية انتخاب الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون، وبعدما تعذر التوافق على مرشح توافقي، وكانت لافتة كلمته "لن نخشى وصول أي شريك في لبنان يلتزم الطائف والدستور".

الحريري رحب بمصالحة معراب، لكنه توجه مباشرة إلى الدكتور جعجع، متمنيا لو ان هذه المصالحة تمت قبل 28 عاما.

قبلات حارة بين الرئيس سعد الحريري وقيادات الرابع عشر من آذار، لم تستثن أحد ممثلي العماد عون الوزير الياس بو صعب، ولا الوزير روني عريجي ممثل النائب سليمان فرنجية، ولا تيمور جنبلاط الذي حضر فيما والده وليد جنبلاط كان مجتمعا بالرئيس بري.

أما في ختام الاحتفال، فصورة تذكارية لقيادات الرابع عشر من آذار. لكن ما سيتذكره اللبنانيون ليس هذه الصورة، بل صورة التباينات داخل الرابع عشر من آذار، الذي لم ينجح احتفال اليوم في ازالتها، والتناقضات مع "حزب الله" التي تجعل من احتمال انتخابات الرئاسة قليلة جدا، وإن طالب الرئيس الحريري بالنزول إلى مجلس النواب وليربح من يربح، مع العلم الأكيد ان هذه الأمنية لن تتحقق.

 

هذه حقيقة ذهاب بشير الجميل الى سوريا

 "النهار" ف. ع.

13 شباط 2016 | 14:08

لم تعد هناك حدود او ضوابط اعلامية تمنع كل من حصل على معلومة اخبارية او تاريخية من نشرها قبل التأكد من صحتها. وهذا ما يميز بعض المؤسسات الاعلامية القليلة التي ما زالت تتوخى الدقة قبل نشر اي معلومة، فكيف اذا كانت تطاول رئيسا للجمهورية قاتل واستشهد لتحرير لبنان من الاحتلال السوري، ليحضر من يقول ان #بشير_الجميل ذهب الى السوريين كي ينصبوه رئيسا للجمهورية. حتى اخصام بشير لم يصدقوا ما ورد في برنامج بثته قناة "الميادين" عن الحرب اللبنانية الاسبوع الفائت، وقالت فيه ان الجميّل زار عشية الانتخابات الرئاسية في العام 1982 الرئيس السوري الراحل #حافظ_الاسد وطلب منه موافقته على انتخابه رئيساً للجمهورية. ليس لان خصومه لا يريدون تشويه صورته، انما لعلمهم انه من سابع المستحيلات ان يكون بشير الجميل قد قام بهذه الخطوة عشية الاستحقاق الرئاسي ومن عاشر المستحيلات ان يكون الاسد رشح بشير للرئاسة.

"طجليطة"

"طجليطة" بهذه العبارة بادر مستشار #بشير_الجميل ورفيقه الوزير السابق كريم بقرادوني للتعليق على الراويات التي عرض في البرنامج على "الميادين". وقال:" اولا الرجل السوري الذي تم الاستناد الى كلامه لا اعرفه ولم اسمع به في حياتي .وانا اعرف جميع المسؤولين السوريين في تلك الحقبة وكل ما قاله مغالطات و"طجليطة" وخالط شعبان برمضان". واوضح ان " ما قاله عن ذهاب بشير الى نهاريا غير صحيح فهو زارها بعدما اصبح رئيسا للجمهورية حيث التقى مناحيم بيغين ولم يتفق معه وليس قبل ذلك كما قال(الراوي السوري) وان والد بشير الشيخ بيار انتظره ليصل من نهاريا وذهبا الى سوريا، وعندما كان يذهب الى اسرائيل كان يتوجه الى تل ابيب وفي المرة الاخيرة كرموه واستقبلوه في نهاريا".

أخبار ذات صلة

الكتائب ومؤسسة بشير يردان على " الاختلاقات الرخيصة "

الاسد ضد ترشيح بشير

وعن ترشيح حافظ الاسد لبشير الى الرئاسة، رفض بقرادوني هذه المعلومات جملة وتفصيلا. وقال :"ما قاله عن ترشيح الاسد لبشير قصة لا تصدق، على العكس الاسد كان ضد ترشيح بشير للرئاسة ويريد رئيسا يوافق عليه المسيحيون، ولكن من غير الوارد ان يقبل ببشير، وهذا الكلام الذي اعلنه مستغرب جدا ولا اعلم من اخبره به".

بشير زار سوريا مرتين

ولم ينف بقرادوني زيارة بشير سوريا، واكد انه زارها مرتين الاولى في 1977 والثانية في 1981. واوضح ان "هدف الزيارة الاولى لبشير كان في بداية العام 1977 كان التعاون مع السوريين لانهاء الوجود الفلسطينيين في البقاع، وحصل ذلك بدعوة من المسؤول عن الجيش السوري في لبنان انذاك الفريق ناجي جميل للقاء بشير والتنسيق معه بشأن تعاون الجيش اللبناني الموجود في زحلة والتابع للجبهة اللبنانية وطلائع الجيش اللبناني التابع لسوريا الموجودة في البقاع والتابعة لسوريا بهدف القضاء على الوجود الفلسطيني في البقاع". واضاف "ذهبت مع بشير الى #الشام حيث التقينا جميل والزيارة لم تدم اكثر من ساعتين وزرنا سوق الحميدية، وكانت اول زيارة لبشير الى سوريا".

الزيارة الثانية

وعن الزيارة الثانية لبشير الى #سوريا، قال #بقرادوني :" االثانية حصلت في العام 1981 ورافق والده الشيخ بيار بشأن موضوع اصر عليه والده وهو ان يتدخل الرئيس حافظ #الاسد لحل مشكلتهما مع اغتيال طوني فرنجية ولم يتطرق الموضوع الى رئاسة الجمهورية".

يعلم كثر من المقربين من بشير واخصامه ان الرجل لم يكن لديه اي شيء يخجل به او يرفض ان يعلنه طوال محطات مسيرته. ويبدو ان بشير في قبره يقلقهم وحتى هذه المحاولة الرخيصة والمستغربة سقطت مثل سابقاتها، وعلى الاقل عند محبي بشير.

 

فرنجية اتصل بالحريري معزيا بوالده ومهنئا بسلامة العودة

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - اتصل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية برئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، معزيا بذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، ولتهنئته بسلامة العودة الى لبنان.

 

 سلام في ذكرى 14 شباط: رؤية رفيق الحريري نبراس لكل حريص على قيام مجتمع يسوده الاعتدال والتعايش

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - رأى رئيس الحكومة تمام سلام في بيان اننا "في الذكرى الحادية عشرة للجريمة النكراء التي غيرت وجه لبنان، نفتقد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل ما مثله وحققه وعمل من اجله طيلة حياته التي كرسها في سبيل بلاده وشعبه"، معتبرا ان "الرؤية التي حملها رفيق الحريري للبنان، يجب ان تكون نبراسا يهتدي به كل حريص على قيام مجتمع لبناني تسوده قيم الاعتدال والتعايش الرحب والسلم الاهلي، ودولة لبنانية قوية تتسع لكل ابنائها وتواكب بهم ومعهم انجازات العصر". واضاف: "إنني في هذه الذكرى الأليمة، ووسط الأزمة السياسية الخانقة التي نمر بها، أدعو جميع القيادات اللبنانية المسؤولة الى التفكر في ما آلت اليه أمورنا والى بذل كل الجهود للخروج من الحالة البائسة التي نتخبط فيها، والانخراط بنوايا صادقة في مسيرة استعادة لبنان بصورته المشرقة التي ارادها رفيق الحريري". وختم سلام متوجها لعائلة الرئيس الحريري بالقول: "في الرابع عشر من شباط، أتقدم بالتحية من عائلة الراحل الكبير ومحبيه ومن كل الاوفياء لنهجه، وأشد على أيدي حامل الأمانة دولة الرئيس سعد الحريري، وأؤكد ان لبنان لن ينسى من جعله هاجسه الأول والأخير، ودفع حياته في سبيله".

 

الحريري بحث مع جنبلاط الاوضاع العامة والتطورات

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - استهل الرئيس سعد الحريري لقاءاته ظهر اليوم في "بيت الوسط" باستقبال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، في حضور نجله تيمور والسيد نادر الحريري، وتناول اللقاء الأوضاع العامة وآخر التطورات.

 

علي الامين زار ضريح الحريري: هكذا شخصية تبقى حاضرة في ذاكرة شعبها

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - زار العلامة السيد علي الأمين ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في ذكرى استشهاده، وأهدى الفاتحة إلى روحه وأرواح رفاقه الشهداء. وقال في تصريح في المناسبة: "في الذكرى الحادية عشرة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ما زال اللبنانيون يشعرون بالفراغ الكبير الذي حصل باستشهاد الرجل الذي جسد لهم الأمل بقيامة دولة المؤسسات والقانون بعد انتهاء الحرب اللبنانية باتفاق الطائف، حيث كان الرئيس الراحل من المساهمين الأساسيين في تحقيقه حرصا منه على وحدة الوطن والشعب، وقد تميز أداؤه السياسي بالعمل الدؤوب على إعادة الإعمار والبناء وإنهاء تداعيات الحرب وآثارها النفسية والإقتصادية على كامل الأراضي اللبنانية، وكانت مواقفه الوطنية عابرة لحدود الطوائف والمناطق هادفة إلى بناء الدولة العصرية الحديثة، وهذا ما جعل منه شخصية يتجاوز حضورها وتأثيرها حدود الساحة الداخلية إلى الساحة الإقليمية والدولية، وقد حظي بثقة واحترام الكثير من قيادات الدول وأنظمتها، وقد وظف هذه المكانة التي استحقها بجدارته وحسن إدارته وسيرته لمصلحة وطنه لبنان، وكان شعاره في ذلك ( لا أحد أكبر من وطنه ). وبعد كل ذلك الأداء الذي تمتاز به رجالات الدولة الأكفاء، وبعد كل تلك المواقف الزاخرة بالوطنية والإنسانية، كان من الطبيعي جدا أن يفتقد اللبنانيون برحيل الرئيس الحريري رجل الدولة الذي عز نظيره وأمل الشعب وعماد الوطن ورمز الوحدة الوطنية والإعتدال، وهكذا شخصية نادرة تبقى حاضرة في ذاكرة شعبها مقياسا تقاس بها الرجال وعطاءاتها وأدوارها".

 

فارس سعيد: ما قام به الحريري محاولة ناجحة لاعادة لم الشمل اللبناني - اللبناني

 المستقبل/١٤ شباط ٢٠١٦/لفت منسق الأمانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد، الى أنَّ الدعوة التي سمعها اليوم من الرئيس سعد الحريري "هي دعوة لاعادة قراءة حقيقية ولتوحيد القراءة السياسية بين كل اطراف 14 اذار، فأمامنا حرب كونية تجري ولسوء الحظ اليوم جميع اللبنانيين ينظرون الى هذه الحرب وتداعياتها كل من مربعه الطائفي". وقال في حديث الى محطة المستقبل: "هناك فريق يعتبر انه سيربح في سوريا وبالتالي سيربح في لبنان وهناك فريق يعتبر انه سيخسر في سوريا وعليه ان يعوض في لبنان، هناك فريق يراهن على دور ايران اكبر في المنطقة وبالتالي دور له اكبر في لبنان كل هذه المواضيع يجب ان تطرح داخل 14 اذار من اجل توحيد القراءة السياسية وبعدها يتم الحديث عن مواضيع لها علاقة بترتيب الوضع التنظيمي". أضاف: "الاختلافات بالقراءات السياسية بين اللبنانيين عميقة وكبيرة جدا، اليوم ما قام به سعد الحريري هو تكملة لما كان يقوم به رفيق الحريري قبله اي محاولة وناجحة لاعادة لم الشمل اللبناني - اللبناني من اجل استقبال تداعيات ما يحدث في سوريا والمنطقة من مساحة وطنية مشتركة اسمها 14 اذار ". وختم: "14 اذار مدعوة الى المراجعة والى هذا القدر من القراءة السياسية ومن المسؤولية السياسية امام اللبنانيين"

 

سليمان: نحن والحريري ضدر الارهاب والتعصب والمحاور ومع الدولة فقط

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - قال الرئيس ميشال سليمان، في تغريدة عبر "تويتر"، لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري: "في الذكرى الـ11 للإستشهاد، نحن وسعد رفيق الحريري معا ضد الإرهاب، ضد التعصب، ضد المشاريع الخارجية للبنان، ضد المحاور، مع انتخاب رئيس للجمهورية، مع الدستور، مع إعلان بعبدا، مع العلاقات الخارجية ومع الدولة.. الدولة فقط".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحاج حسن: فريق 14 آذار مصر على عدم لبننة الحل

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - رأى وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن ان "لبنان يتأثر بما يجري في المنطقة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، ومن نزوح سكاني إذ وصل عدد النازحين السوريين ما يعادل ثلث سكان لبنان، وهذا له الأثر الاقتصادي والامني والاجتماعي، وللاسف ان فريق 14 آذار كان يبني على الحرب الإقليمية وخسارة المقاومة وبقيت الرهانات على إحداث تغيير جوهري وإسقاط النظام في سوريا وتغيير واقع المنطقة". وقال خلال احتفال تأبيني أحياه "حزب الله" في بلدة ايعات، في حضور النائب اميل رحمة وقيادات من الحزب: "ان هذا الفريق مصر على عدم لبننة الحل، فيما يهمنا ان يكون الحل لبنانيا - لبنانيا من دون أي رهانات او تغيرات، وإذا كنتم ترغبون بالحل فتفضلوا لحل لبناني - لبناني، بعيدا عما يجري في المنطقة لان ما يجري هو لصالحنا وليس لصالحكم، وهنا اهمية شهدائنا في انهم منعوا التكفيريين من ان يحققوا اهدافهم في لبنان والمقاومة مع الجيش اللبناني ومع فئات كبيرة وقفوا بوجه هذا المشروع وأسقطوه. واليوم بفضل هذه التضحيات نعيش الأمن والامان وأصبحت التهديدات في حدها الأدنى بفضل تدابير الجيش اللبناني وتضحياته". ورأى أن "ما يجري في المنطقة ليس ربيعا عربيا او من اجل الديموقراطية او حقوق بعض الناس، فكل هذه الشعارات خادعة وهي من اجل اعادة ترتيب المنطقة وفق المنظور الأميركي الاسرائيلي المتحالف مع بعض الدول العربية والاوروبية، وهم يبذلون من اجل ذلك المال والإعلام والفضائيات والمؤسسات ومراكز التفكير". وسأل: "من الذي يسمح بنقل الأموال وانتقالها وآلاف الإرهابيين وشراء آلاف السيارات؟ كل ذلك يجري وفق مخطط استفاقت فيه النعرات المذهبية والطائفية والعرقية والقبلية وهذا المشروع اصبح اليوم في مأزق نتيجة صمود المقاومة والانتصارات الميدانية التي تحققت في اللاذقية ونبل والزهراء ودرعا ودخل قادة هذا المشروع بحالة من الهيستيريا وبدأوا بالتصريحات التصاعدية وما بدأت به المقاومة سيستمر بوجه هذا المشروع الإرهابي التكفيري الممول من اسرائيل وبعض الدول العربية".

 

 جان عبيد في ذكرى الحريري: نجدد الود والوفاء

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - رأى الوزير السابق جان عبيد في ذكرى 14 شباط ان "اعمق الكلمات تعجز عن إيفاء الرفيق الشهيد رفيق الحريري حقه، سيظل كصديق وصادق ووفي ووطني وعربي، مالئا الوجدان والذاكرة والضمير والقلب. حياته ومماته وخلوده في قمة العبر والاعتبار، ونحن، وكل من عرفه ورافقه وأحبه وعمل معه، سيظل بالنسبة إلينا معينا لا ينضب لعائلته الصغرى في بيت الحريري ولعائلته الكبرى لبنان وللاوفياء والشجعان في أمته العربية الوفية. اليك ايها الصديق الخالد نجدد الود والوفاء والاستمرار في المصير اللبناني العربي الاستقلالي والمشترك. مهما طال الطريق وعظمت التحديات والتضحيات".

 

رئيس البرلمان العربي بعد لقائه دريان: الدول العربية لن تتحول في أي حال إلى فارسية

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان على رأس وفد. بعد اللقاء، قال الجروان: "زيارة البرلمان العربي لسماحته على قدر من الأهمية لما له من دور في إرساء الأمن والاستقرار والهدوء والتوازن في لبنان وفي الوطن العربي، كذلك اطلعناه على بعض الأمور التي أخذناها في زيارتنا، ولا شك أن الأمن العربي المشترك والتواصل بين كل مكونات الشعب اللبناني والشعب العربي بصورة عامة، وأيضا الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم المساعدات لضيوف لبنان، إخواننا السوريون، وكذلك دور لبنان المهم جدا في احتضان إخواننا السوريين النازحين بسبب الإرهاب الأعمى، أيضا البرلمان العربي سوف يتناول في جلساته المقبلة الدور المهم جدا الذي يقوم به لبنان ويقوم به المفتي دريان في تعزيز أواصر الأخوة والمحبة والسلام بما يخص المكون المهم جدا في لبنان وفي الوطن العربي بصورة عامة".

سئل: كيف تنظرون إلى الوضع في لبنان في غياب رئيس للجمهورية؟

أجاب: "في الواقع هذه من التحديات التي نحن نراها في الوطن العربي وهو تحد خطير جدا، فبلد مثل لبنان لما يتمتع به من سمعة كبيرة جدا إن كان على المستوى الدولي أو على الداخل العربي، فهذا الفراغ لا بد من أن يملأ وبالخروج منه يخطو لبنان خطوة جديدة وإيجابية، ونحن ندعو الشعب وكل مكونات الشعب إلى أن يتجاوزوا هذه المرحلة وأن نغلب مبدأ ال "نحن" وليس مبدأ ال"أنا"، وأن نرتقي بما عهدنا من ثقافة وعلم وسمعة لبنان، لا بد من أن نكون على قدر المسؤولية".

سئل: هل تعذرون لبنان عن خروجه عن الإجماع العربي أخيرا؟

أجاب: "في الواقع هناك ظروف عدة أدت إلى ما أدت اليه وبالطبع نحن لا نقتنع بها، فهناك ضغوط خارجية دخلت في الشق اللبناني، لكن نحن مؤمنون جدا بكفاءة الشعب اللبناني ومكوناته المتعايشة والمتحابة، كما هناك بعض الدول التي تحاول أن تخترق هذه الوحدة وتحاول أن تشق الصف اللبناني، ولكننا في العالم العربي نعول على بنات وشباب لبنان بكل مكوناته، ونحن دعاة سلام للشعب اللبناني بكل طوائفه وكل مكوناته، كما ندعو إلى علاقات مع الجيران ولكننا لا نسمح بالتدخل في الشأن الداخلي للوطن العربي. نحن نمثل الشعب العربي وندعو إلى علاقات متميزة ولكن ليست علاقات سيطرة، علاقات متميزة من ناحية الاستقرار والهدوء والتنمية والإعمار، هذا الشيء مرغوب به، ونحن نطالب به أصلا، حتى لو كان من الإيرانيين أو من الأتراك أو من الأفارقة، بما يخص إخواننا من الشيعة هم عرب ونحن نحبهم ويحبوننا، ولكن لا نسمح بأن من يأتي لأن يصنف هؤلاء بأنهم من جنس آخر غير عن الجنس العربي".

وختم: "إيران لن تستطيع أن تسحب لبنان إلى أن يكون في يوم من الأيام إيرانيا، فلبنان بلد عربي، وسوريا بلد عربي، والعراق بلد عربي، وكل الدول دول عربية ولن تتحول في أي حال من الأحوال إلى دولة فارسية. نحن نؤمن بالجيرة، هم الجيران إلى يوم القيامة، نحترمهم ونحبهم ونمد يدنا لهم بأن تكون العلاقة علاقة إنسانية. نحن مسلمون ولكن التدخل السلبي مرفوض".

 

كنعان والرياشي في لقاء الوحدة المسيحية: إعادة حقوق الطائفة استعادة للدولة وللشراكة الوطنية

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - نظمت هيئة جل الديب في "التيار الوطني الحر" اللقاء الأول من نوعه بعد اتفاق الثامن عشر من كانون الثاني 2016 بعنوان "الوحدة المسيحية آفاق وتوقعات"، تحدث فيه امين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان، رئيس جهاز التواصل والاعلام في "القوات اللبنانية" ملحم الرياشي، واداره الإعلامي جورج قرداحي، وحضرته فعاليات نيابية وسياسية وحزبية وبلدية واجتماعية وروحية، ومسؤولون في "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر".

بعد ترحيب وتعريف من منسق الهيئة طارق الحجل، تحدث قرداحي، فوصف كنعان والرياشي "بالفارسين الشجاعين اللذين نجحا حيث فشل كثيرون، فتمكنا بتكليف ومباركة ومتابعة العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع من طي صفحة وفتح صفحة أخرى، قوامها التفاهم والشراكة"، لافتا في هذا السياق الى "مسعى حاول القيام به منذ سنوات مع الاباتي بولس نعمان، لكن الظروف لم تسمح له بأن يتكلل بالنجاح"، مهنئا كنعان والرياشي على النجاح الذي تحقق بالمثابرة والإصرار.

كنعان

وتحدث كنعان فقال: "لطالما جرت دعوتنا على مدى سنوات ما بعد الطائف الى الاتفاق، وقد ترددت هذه الدعوات داخل لبنان وخارجه، ومن قلب البيت المسيحي وخارجه. ولطالما اعتبر كثيرون ان السبب الأساس لمشكلة الحضور المسيحي في المؤسسات والإدارات، هو الخلاف المسيحي-المسيحي، لاسيما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لما للحزبين من تمثيل وحضور على مساحة الوطن".

أضاف: "من هذا المنطلق، نتذكر كيف أن كثيرين دعوننا الى الاتفاق، مؤكدين انهم سيسيرون وراءنا، وبأنهم سيحترمون ارادتنا في الرئاسة، وفي تشكيل الحكومات وقانون الانتخاب والتعيينات. وبعد عودتنا الى لبنان من المنفى، وخروجنا من السجن، تمت دعوتنا الى وضع رؤية وطنية مشتركة، نحدد من خلالها نظرتنا، وما سنقوم به، في ضوء المحاور المختلفة، وسئلنا عن مدى قدرتنا على تنظيم أي خلاف تحت عنوان وطني كبير. وهل باستطاعة المسيحيين في لبنان، ان تكون لهم، بالرغم من التنوع، رؤية واحدة للدولة وسياساتها الخارجية والمالية والاجتماعية".

وقال: "في ظل كل الصراعات في لبنان والمنطقة، فالتحدي الأصعب، كان ان نصل الى هذه الرؤية المشتركة، وان نستطيع ان نحقق حيث فشل الآخرون. واليوم، فالجميع يرى كيف أن هذا التفاهم اوجد تصدعات داخل الثامن والرابع عشر من آذار، لان التفاهمات الحاصلة، لم تكن قائمة على رؤية صلبة، وقواسم مشتركة حقيقية".

وأكد كنعان أن "التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رفضا بدء مشوارهما معا الا بالمصالحة"، وقال: "نحن لم نصل الى التفاهم على الرئاسة منذ عام ونصف، بل تحاورنا منذ البداية، وتوصلنا الى اعلان نيات في 2 حزيران 2015، وقد شكل مبادئ، تمكنا من خلالها من ان نطوي صفحة اليمة، وان نرعى علاقتنا المستقبلية".

واعتبر من هذا المنطلق ان اعلان النيات "شكل الرؤية اللبنانية والمشروع اللبناني للإصلاح على المستويات كافة. وهو لم يأت في البداية ليقول من سيكون الرئيس، وقد انتقدنا على ذلك في حينه، وكيف سنتقاسم الحصص الوزارية والإدارية. بل هو مقاربة وطنية وسيادية لنظرتنا الى الدولة والجيش وعلاقتنا بالمحيط والمجتمع الدولي، وللطائف وما نفذ وما لم ينفذ منه. وما حققناه أهلنا لنؤسس عليه علاقة مستقبلية او تحالفات مسيحية مسيحية، لا لاقصاء سوانا، من المسيحيين او المسلمين، بل اردنا تحالفا يأخذنا الى مساحة مشتركة مع الآخر في الوطن، على أساس الرؤية الواضحة".

وأشار الى أن "الثامن والرابع عشر من آذار باتوا من الماضي كطرح يستطيع ان يعيش، لا كقناعات كنا في أساسها، فالخطوة نحو الامام تتطلب وضع تصور مشترك جامع. وعلى هذا الأساس حصل لقاء الثامن عشر من كانون الثاني، بعد مسار طويل من البحث المعمق والتفكير المشترك الذي بدأ باسقاط الدعاوى، حتى توصلنا الى ارساء قواعد لهذه العلاقة، لأننا نريد لهذا الطريق ان يشكل مسارا لسنوات الى الامام، ليكون حضورنا اكبر وافعل ونتمكن من ان نتحمل المسؤوليات التي يطالبنا الناس بتحملها".

وسأل كنعان: "هل هذا المشروع هو 8 او 14 آذار؟ وهل هو مشروع سعودي او إيراني او أميركي؟" ليجيب: "هذا اللقاء لم يحصل في باريس والرياض والشام او طهران، بل في لبنان ومن خلال مصلحة لبنانية تأخذ في الاعتبار الإمكانات اللبنانية، لان الحكم رؤية، لتأمين سلامة المجتمع اللبناني، والسعي المشترك الى تطوير القدرات اللبنانية. وهذا هو المشروع اللبناني الذي يرتكز الى قوة تمثيلية وشعبية حازت على 68% من تأييد اللبنانيين وحوالى التسعين بالمئة من المسيحيين".

وبعد هذا العرض، لفت كنعان الى التوقعات فقال:

1 - بالنسبة الينا، هذا هو المسار الصحيح لتصحيح التمثيل والشراكة التي اختلت منذ الطائف. فلا يمكن ان تكون شريكا من دون ان تتمكن من تجميع نفسك، وقد شهدنا على ذلك على مدى سنوات. ونحن لا نريد ثنائيات لنأخذ مكان احد، ولكن، وان كانت هناك ثنائية تؤمن مساحة للجميع وتوصل الى الشراكة، فلا عقد لدينا على هذا الصعيد. فالمشروع ليس مشروع سلطة، وهدفنا الوصول الى انتخاب رئيس ميثاقي، هو الأقوى اليوم، بفعل تمثيله وتمثيل القوات اللبنانية ودعمها له. وهذا الرئيس سيكون مؤتمنا على تنفيذ رؤية، ولا يأتي من فراغ.

2 - الشروع في الإصلاحات على المستويات كافة الوطنية والإدارية والوطنية.

3 - تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية على ارضه، وبسياسة خارجية مستقلة ترفض التوطين الفلسطيني، وتعمل لاعادة النازحين السوريين وتعتبر إسرائيل دولة عدوة.

4 - اللامركزية الإدارية الموسعة. ففضيحة النفايات صلبطة على صلاحيات مجتمعنا الأهلي والبلديات وسحب صلاحيات ووضعها في الإدارة المركزية من دون وجه حق.

5 - قانون انتخاب عادل يؤمن المناصفة الفعلية".

وختم كنعان: "اتفقنا نعم، ولكن لا ضد احد، او على حساب احد، ولا نسعى لمواجهة احد. بل نمد اليد مسيحيا ووطنيا. وهذا الاتفاق ليس حصريا بين حزبين، بل نريد جعل مبادرتنا جامعة، فهل من مبرر لعدم تلقفها واحتضانها لانقاذ الصيغة ولبنان؟".

الرياشي

بدوره، أشار الرياشي الى أن "المشككين لم يكونوا بقلة، وقد اقتنع كثيرون من بينهم بعدما وصلت السفينة الى الشاطئ"، لافتا الى أن "في منطق تطويب القديسين في الفاتيكان، فالمشكك يسمى بمحامي الشك، او محامي الشيطان. من هنا، ومنذ بداية حوارنا المشترك، كان المشككون يحفزوننا اكثر فأكثر على الإنجاز، بعد ثلاثين عاما من الصراع الدموي والسياسي داخل العائلة الواحدة. حتى انه، طوال السنوات السابقة، واذا ما وقع اشكال في جل الديب مثلا، تتردد اصداؤه في بلدان العالم حيث ينتشر القواتيون والعونيون. لذلك، يمكن القول إن ما حصل في معراب شكل زلزالا حقيقيا، تردداته مستمرة وستستمر، ورئاسة الجمهورية في هذا السياق، تشكل محطة من محطات، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد".

أضاف: "بعدما وصلنا الى الحصاد، علينا الا ننسى ليالي الانتظار. فصحيح اننا طوينا صفحة الاقتتال، ولكن من الضروري والمفيد الا ننساها، حتى نتعظ منها، والفضل في هذا السياق، لكل من سعى وحاول، على مدى سنوات، حتى حققنا ما حققناه اليوم".

وقال الرياشي: "الشيء الأساسي والأكيد، ان جدار الفصل الذي كان قائما بين القوات والتيار سقط الى غير رجعة. وكما سقطت جدارات عنصرية كبيرة، وعاد رافعوها ليبنوا معا من اجل الذين رحلوا، فنحن اليوم سنبني معا، واثقين بأن الشهداء هم بخور حياتنا الجديدة ولولاهم لم نبق هنا لكي نتصالح معا".

وتطرق الرياشي الى مسألة اسقاط الدعاوى، مشيرا الى أن "القدح والذم والتقاذف عبر الاعلام سقط الى غير رجعة، واي شواذ بات يظهر كالنقطة السوداء على ثوب العروس. وحماية هذا الثوب باتت اليوم مسؤولية الجميع".

وتابع: "صحيح اننا انتظرنا كثيرا، ومررنا بمراحل ضعف بالسياسة، حيث طبقت الاتفاقات بحسب موازين القوى، أي على حسابنا. اما اليوم، فمفهوم السيادة سيتحول من مفهوم مطلق الى مسقط على الواقع، والشراكة لن تكون محاصصة على حساب المسيحيين، بل محاصصة مدنية بمشاركة المسيحيين وحضورهم في السلطة. وفي هذا الاطار، فاستعادة الحقوق جزء أساس من استعادة الشراكة الحقيقية في السلطة".

وأكد "ضرورة احترام التنوع في ما بيننا، واعتبار ان الديموقراطية حق للافرقاء، حتى المتصالحين. وفي ضوء هذه الديموقراطية علينا ان نفهم اننا ولدنا معا لنحيا معا ونموت معا والا لن يبقى لبنان". وقال: "ومن اليوم فصاعدا، ممنوع ان يهاجر شبابنا، او ان يبقوا بلا مسكن او عمل او علم، او بلا حلم لان من ليس لديه حلم لا يبقى ولا يستمر. ولتحقيق ذلك لا بد من إرساء مفهوم الدولة وبنائها".

وأكد الرياشي أن "المكونين المسيحيين اتفقا على التعلم من الماضي ليبنوا معا المستقبل، لا ضد احد، بل ليضم التوافق الجميع، وبقدر ما اتسع بقدر ما يصبح لبنان اكثر قوة". وختم: "لقد رمينا الشباك في الأعماق وصبرنا ووجدنا سمكا كثيرا، والباقي مطلوب من الجميع".

أسئلة واجوبة

وردا على سؤال عن الانتخابات البلدية وإمكان التحالف فيها، توقع كنعان اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، مشددا على تمسك التيار الوطني الحر باجرائها، مشيرا الى امكان التحالف بين التيار والقوات، الامر الذي بات واردا في ضوء التفاهم، لا على الصعيد البلدي فقط، بل في أي استحقاق آخر، وقال: "سنسعى لان نكون معا مع احترام خصوصيات القرى والبلدات. وسنتحالف حيثما نستطيع ونتنافس ديموقراطيا في اماكن أخرى".

وعن الاستحقاق الرئاسي قال الرياشي: "لا يمكن ان احدد تاريخا، ولكن، لدي شعور بأن العماد ميشال عون سينتخب رئيسا في الثاني من آذار. وهناك نية لدى كل شركائنا في الوطن لاحترام المعادلة القائمة والقائلة بأن عندما يتفق المسيحيون على مرشح، فعلى الطوائف الأخرى تبني مرشحهم".

وهل من خطوات لرأب الصدع بين التيار والمردة قال كنعان: "لا بد من التوضيح بداية، أن التيار والمردة ليسا على عداء. وعلى الجميع ان يعلم ان اي اتفاق بين مكون مسيحي وآخر، لا يجب ان يكون على حساب أحد او ضد احد. فالاتفاق المسيحي على رؤية مشتركة يعزز الشراكة. ونحن نأمل في استكمال هذا التفاهم وطنيا ومسيحيا، ما يعزز الوصول الى الشراكة الوطنية الحقيقية". وهل سيسعى التيار الى مصالحة بين "حزب الله" و"القوات" قال كنعان: "إن التفاهم بين كل الاطراف اللبنانية مطلوب في هذه المرحلة، اذا اردنا تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. ونحن لن نتأخر اذا سمحت الظروف بتحقيق ذلك بين القوات وحزب الله، وسنكون مسرورين".

 

مجلس امناء الكاثوليك المشرقيين واللقاء الكاثوليكي: ماذا بقي لرئيس الجمهورية من صلاحيات وتاثير لكي يكون وجوده حلا لجميع مشاكلنا؟

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - ناقشت الهيئة التنفيذية لمجلس امناء الروم الملكيين الكاثوليك المشرقيين والمجلس التنفيذي للقاء الكاثوليكي، خلال اجتماع بحث الاوضاع العامة والتطورات الجارية على كافة الصعد. واصدر المجتمعون بيانا رحبوا فيه ب "اللقاء التاريخي بين قداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس وبطريرك موسكو وعموم روسيا للارثوذكس كيريل. في خطوة تعكس روحانية الاثنين والكنيستين في توجه نحو وحدة المسيحية الكونية في تنوعها وغناها ببركة الروح القدس ووحدانية المسيح وارادة الاله الرب". واضافوا: "هذا اللقاء التاريخي يشكل بداية عملية لازالة الخطأ التاريخي الحاصل قبل الف عام ويساهم بقوة في تجذير مسيحيتنا المشرقية، كما تدعم مسيحيتنا الكونية امام احابيل الشيطان العدو اللدود للكنيسة عبر اتباعه في كل مكان وزمان. مع تمنياتنا وصلاتنا لاستكمال الخطوة نحو الهدف المنشود نتمنى ونصلي لكي يتوحد المسيحيون في لبنان والمشرق. لقاء قداسة البابا فرنسيس وغبطة البطريرك كيريل حافز لنا للوحدة والتجذر والايمان". واعتبروا ان "الاتفاق بين مجلس امناء الروم الملكيين الكاثوليك المشرقيين واللقاء الكاثوليكي على انشاء وحدة مشتركة للتخطيط والدراسات مهمتها متابعة الاحداث والتطورات ووضع الخطط والبرامج على مستوى لبنان والمشرق". كما دعوا "الاشقاء الموارنة على مختلف مستوياتهم روحيين وزمنيين لتنقية رؤيتهم الوجودية وخلافاتهم المعيبة التي اضرت بهم وبنا وجودا وارادة ونموا وتجذرا، وهل الخلاف او التهافت على كرسي محاصر ودون صلاحيات يستحق التضحية بالوجود والكيان وفرض الذات؟".

وطالبوا بالكف عن "تعمية الناس بالقول والعمل بان وجود رئيس للجمهورية يحل كل المشكلات فماذا بقي لرئيس الجمهورية من صلاحيات وتاثير لكي يكون وجوده حلاً لجميع مشاكلنا؟ هل وجدنا حلولا لنفاياتنا وانتخاباتنا وامننا ونمونا وتوافقنا واقتصادنا ... بوجود رؤساء كانوا موجودين؟ كلام حق يراد به باطل عبر نقل الخلاف الى الجانب المسيحي فقط وتحميل المسيحيين مسؤولية ما يجري لانهم مختلفون وعندما يتفقون يتلقون السهام من كل حدب وصوب. الا ان المصيبة ان العديد من المسيحيين الذين يتولون المناصب يشاركون بالجريمة عن جهل او عن قصد غير بريء"، معتبرين ان "الجعجعة والنواح والشكوى عبر وسائل الاعلام صم اذ اننا طوال الايام الاخيرة الماضية عن خسارات المسيحيين لمواقعهم الوظيفية في القطاع العام. والمشتكون النواحون هم بالسنتهم المسؤولون عن متابعة اوضاع المسيحيين في القطاع العام منذ حوالى العشر سنوات، الا يكون الاستنتاج المنطقي بانهم هم المسؤولون عما آلت اليه اوضاع المسيحيين في الوظيفة العامة؟ فاما انهم مقصرون باداء مهمتهم واما انهم مخطئون في انشطتهم، او انهم مراؤون فقط لاظهار الذات ولمصالح شخصية دون رؤية ودون تخطيط ودون عمل فاعل ودون جذور ودون التزام. وفي كل ما سيق تقتضي محاسبتهم وتنحيتهم".

واتهموا في الوقت نفسه من قصر في هذا الشأن بأنهم "افتعلوا مشكلة على رئاسة دائرة، ولم يفتحوا افواههم على مراكز من الفئة الاولى اهم واشمل. اليس اللجوء الى رجال الدين من قبل ممثلي احزاب سياسية يقال انها فاعلة اقرار بعجزها وعدم قدرتها وفشلها في ما كان يجب ان تفعله منذ عشر سنوات حتى اليوم؟ وذلك اضافة لما فعله وسببه ممثلو الطوائف المسيحية منذ ما بعد الطائف؟ كلامنا هذا لا يعفي مسؤولي الطوائف الاخرى، اما بصمتهم عما يتعرض له الشريك المسيحي واما بتسببهم لما يتعرض له من اقصاء واستغلال ظروف وتحجيم ووضع يد. وهم انفسهم من كان يشتكي ويطالب ويحارب ويصم اذان الجميع من اجل المشاركة والحقوق ورفع الهيمنة ينسون او يتناسون. في الحالتين تصرفات تدعو الى القلق". وختم البيان: "الحل نراه اولا واخيرا بفدرالية طوائف تحترم بعضها وتتشارك في السراء والضراء، وقبل كل شيء، بالوطنية والقيم والوجود المشترك في امتداد لتاريخنا المشترك نحو مستقبل مشترك في سلام يتخطى الفئوية والارهاب والتعصب في وحدة انسانية تظللها وحدة الاله". كما اتفق المجتمعون على تنفيذ الرؤية المشتركة، من خلال خطة مرحلية تتضمن اجتماعات مشتركة وانشطة متعددة الاتجاهات والمستويات لتحقيق الاهداف الموضوعة.

 

فتفت: ملف الرئاسة سيستغرق وقتا طويلا وسياسة الابتزاز تمارس في لبنان على كل الصعد

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت على "ان ما هدف اليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كل مراحل حياته لا يزال هو المحرك الاساسي في "تيار المستقبل".

فتفت وفي حديث الى اذاعة "صوت لبنان" (93.3)، قال: "رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الحقيقة كانت مبنية على ما يجري في المنطقة وعلى توازنات معينة، وبالتاكيد الحرب السورية وتطورات الوضع الاقليمي اثرت كثيرا على ما يجري في لبنان وعلى الرغم من ذلك بقي لبنان في ضمير الكثير من اللبنانيين، لبنان اولا ولبنان قبل كل شيء، هناك الحد الادنى من العيش المشترك وعلينا ان نحافظ على امن لبنان بالرغم من البركان الذي يتخبط به المحيط. وأعتقد ان رؤية رفيق الحريري اذا اردنا ان نعتبرها لبنانية في حد ذاتها لا تزال في ضمير الناس ولا تزال في حلم الناس، وبالتاكيد في السياسة اثر عليها كثيرا ما يجري في المنطقة". اضاف: "المؤسف انه تم تدمير منهجي لرؤية رفيق الحريري الانمائية والاقتصادية في البلد، ما ادى الى تراجع كبير بالاقتصاد اللبناني نتيجة حملة سياسية شنت بهدف الغاء فكرة رفيق الحريري من تاثيره على الشعب اللبناني، ولكن نلاحظ ان الشعب اللبناني يكتشف اليوم كم كان لدى رفيق الحريري تطلعات لمصلحة اللبنانيين ومصلحة الشعب اللبناني كافة بكل فئاته. وكم كان ضمانة للبنان وربما للمحيط لدرجة اننا نتساءل هل كان اغتياله هو المقدمة ليحصل ما حصل في كل المنطقة؟ وهل اغتياله كان لمحاولة اغتيال روح هذا البلد وامكان ان يكون ننعم بعيش مشترك حقيقي في البلد وان تتعاون كل الاطراف وهذه اسئلة محقة". تابع: "حصل هجوم منهجي على مشروع رفيق الحريري الاقتصادي الذي نهض بالبلد والذي بنى الوسط وبنى المستشفى والمطار والجامعة والطرقات الخ... للاسف نجد ان هناك اطرافا سياسية ليس فقط تنكر بل تحاول ان تدمر هذه الطروحات التي لولاها لما كان هناك لبنان نهائيا. وللاسف والكلام ليس لي بل للنائب ياسين جابر من انه حتى لم نستطع صيانة ما فعله رفيق الحريري وما بناه رفيق الحريري ونحن وغيرنا لا ننكر اننا مخطئون ببعض الاماكن وبعض التعاطي السياسي انما احيانا المواطن او المراقب يرى جهة معينة من اللوحة ولا يرى كل اللوحة متكاملة ومدى التاثيرات الخارجية والاقليمية ومدى الضغوط احيانا تاخذ القرار الى مكان صعب". الى ذلك، اوضح فتفت ان "المشكلة الكبيرة التي تعاني منها قوى 14 آذار انه كان لديها وهما بأنها انتصرت وبدأت الحفاظ على خطها الاستراتيجي الا انها اختلفت في التكتيكات والسلطة وصولا الى المس بجوهر الالتزامات تجاه السيادة اللبنانية احيانا، وانا لا استثني اي أحد، فالكل مارس الأخطاء". وأكد "ان الرئيس سعد الحريري لا يستطيع ان يلعب دور الامين العام لحزب الله السيد نصرالله في 8 آذار لأسباب عدة، وأهمها ديموقراطية 14 آذار، والاختلاف الاساسي في طريقة التفكير بين فرقاء 14 آذار".

وقال: "الفرق بين حزب الله والافرقاء الآخرين في البلد انه يقوم بتخطيط استراتيجية مستمرة لأسباب عقائدية ومستندة الى من يدعمه بشكل دائم ومستمر في خطه الاستراتيجي، مع الاخذ في الاعتبار اننا وصلنا الى تهديد البنية التحتية للبنان، مثلا مشروع القانون الارثوذكسي للانتخابات النيابية. كما وان الرئيس سعد الحريري ومن خلال عودته الى لبنان سيحاول ترميم ما تصدع داخل قوى 14 آذار". وعن ملف الرئاسة الاولى وعملية تفعيل الحكومة، قال فتفت: "ملف الرئاسة سيستغرق وقتا طويلا، ومن الواضح ان لا قرار اقليمي بأن يكون هناك رئيس جمهورية وحزب الله يعتبرها ورقة مهمة في يده".

وختم مؤكدا ان "تفعيل الحكومة ضرورة دائمة وسياسة الابتزاز تمارس في لبنان على كل الصعد، الا ان الكل رأى ان هذا الامر لا يمكن ان يستمر".

 

الراعي: النواب يرتكبون خطيئة جسيمة بالتعطيل والتصلب بالمواقف وإهمالهم واجب الانتخاب

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد شفاء الأبرص في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ولفيف من الكهنة، في حضور حشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "ان شئت فأنت قادر ان تطهرني":(مر1: 40)، قال فيها: "في هذا الأحد الثاني من الصوم، بدأ يسوع عملية التغيير في الإنسان، بشفاء أبرص، من بعد أن أعلن، من خلال تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة في عرس قانا، أنه جاء "ليجعل كل شيء جديدا" (رؤيا21: 5). هذا الأبرص الذي شوه جسده المرض بقروحه، شفاه يسوع بحنانه ولمس يده. وهو يمثل كل واحد وواحدة منا شوهته، في داخله، حالة الخطيئة والتزام الشر. زمن الصوم الكبير ويوبيل سنة الرحمة هما "الزمن المقبول" للمثول أمام المسيح بإيمان ذاك الأبرص، والتماس الشفاء بواسطة خدمة الكنيسة المؤتمنة على كلمة الإنجيل الهادية، ونعمة سر التوبة الشافية. ونلتمس: "يا رب، إن شئت، فأنت قادر أن تطهرني" (مر1: 40). أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونرحب بكم جميعا، راجين أن ننال، من فيض رحمة الله بالمسيح، نعمة الشفاء الجسدي والروحي والمعنوي. فرحمة الله وحنانه يفوقان كل تشويهات البشر. عندما التمس الأبرص شفاءه، "تحنن يسوع عليه ومد يده ولمسه" (الآية 41). لقد تخطى يسوع بمبادرته هذه أحكام الشريعة التي كانت توجب على الأبرص الخروج من بين الجماعة والعيش بعيدا عن الناس، لأن مرضه معد (راجع أحبار 13: 45-46). في المزمور الخمسين نصلي: "إرحمني يا الله كعظيم رحمتك، وبكثرة رأفتك امح مآثمي". يسوع المنزه عن كل خطيئة، والقدوس، لا تدنسه خطايا البشر، بل تتقدس به. في الواقع، عندما لمست يده الأبرص، "زال برصه حالا، وطهر" (الآية 42).

وتابع: "اننا نقدم هذه الذبيحة المقدسة ذبيحة شكر لله، الذي دبر بعنايته اللقاء التاريخي الاخوي، وقد جرى امس الاول بين قداسة البابا فرنسيس وغبطة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا. ونشكره على الاعلان المشترك الذي وقعاه. ونصلي من اجل ان يلتزم بتطبيقه جميع المعنيين في الكنيسة والعائلة، في المجتمع والدولة، كما الاسرة الدولية والحكام الاقليميون والمحليون. واننا نقدر جدا ما خصا به بلدان الشرق الاوسط ومسيحييها من اهتمام لاحلال السلام، وانهاء الحروب والنزاعات بالحوار والتفاوض، ولعودة النازحين واللاجئين والمخطوفين الى ديارهم واوطانهم".

وقال: "ليست الخطيئة محصورة بالشأن الروحي، أي بمخالفة وصايا الله وتعليم الإنجيل والكنيسة، والتي يسقط فيها كل واحد وواحدة منا. ولا مجال لشفائه إلا بالتوبة والمصالحة مع الله والذات والكنيسة، التي ننالها في سر الاعتراف والتوبة، حيث تمسنا يد كلمة المسيح ونعمته الموكولتين إلى خدمة الكنيسة، يوم سلم كهنة العهد الجديد هذا السلطان: "خذوا الروح القدس، من غفرتم خطاياه غفرت، ومن أمسكتموها عليهم، أمسكت" (يو 20: 22-23).

وتابع: "لكن الخطيئة هي أيضا مخالفة للواجب والنقص في إتمامه، أكان الواجب عائليا بما يستوجب من احترام وحب وتعاون بين الزوج والزوجة، والوالدين وأولادهم؛ أم كان كنسيا ويلزم البطريرك والأسقف والكاهن والمكرس والمكرسة بالقيام بالواجب الروحي والراعوي الذي سلم إليهم بنعمة خاصة؛ أم كان واجبا في المجتمع والدولة: في الإدارة العامة والمجلس النيابي والحكومة والقضاء والأمن".

أضاف: "إننا نحيي كل الملتزمين بواجبات حالتهم. لكننا مهما التزمنا نبقى دائما دون المطلوب. وقد أوصانا الرب يسوع في الإنجيل التزام هذه الروحية: "إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: نحن خدام لا نفع منا، وما فعلنا إلا ما كان يجب علينا فعله"(لو17: 10).

وقال: "أود أن أذكر الذين يعملون في الحقل السياسي ونواب الأمة، أنهم يرتكبون خطيئة جسيمة عندما يهملون واجب العمل من أجل توفير الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل مواطن، والذي يحققونه بنشاطات التشريع والإجراء والإدارة. وهو خطيئة جسيمة بسبب ما ينتج عن هذا الإهمال من ضرر بالمواطنين وبالبلاد معيشيا واقتصاديا وإنمائيا؛ وترتكبها الكتل السياسية والنيابية بإهمال واجب انتخاب رئيس للجمهورية بأي طريقة كان هذا الإهمال، مباشرة أو غير مباشرة، بتعطيل الجلسات الانتخابية، أو بالتصلب في المواقف، أو برفض أي تفاهم، أو بالتقاعس عن إيجاد حل. فهم بذلك يفككون أوصال الدولة، ويتسببون بتزايد الفساد، وانتشار الفوضى في مؤسسات الدولة، وإفقار المواطنين وحرمانهم من حقوقهم الأساسية وتهجيرهم إلى خارج وطنهم. أجل انها خطيئة جسيمة قدام الله والناس".

أضاف: "إن الكنيسة، عبر الأصوام والصلوات وأعمال المحبة والرحمة بواسطة مؤسساتها وأبنائها وبناتها، تصلي من أجل عودة الجميع إلى التوبة والتجدد بكلمة الإنجيل ونعمة الأسرار المقدسة".

وتابع: " في ذكرى اغتيال رئيس الحكومة المغفور له رفيق الحريري الحادية عشرة، نجدد مشاعر التعزية لزوجته واولاده، وبخاصة نجله دولة الرئيس الشيخ سعد، ولاصدقائه ومحبيه الكثر. ونذكر معه بالصلاة كل الشهداء ولاسيما من بينهم رؤساء جمهورية ورجال دولة ودين، سائلين الله ان يقبل دماءهم المراقة على مذبح الوطن، ويجعلها صوت ضمير يدعو جميع الافرقاء السياسيين الى شد أواصر الوحدة الوطنية في كنف دولة قادرة بمؤسساتها الدستورية وموحدة في رؤيتها الداخلية والاقليمية والدولية".

وقال: "عندما شفى يسوع الأبرص، طلب إليه إظهار شفائه للكاهن (الآية 14). فبحسب شريعة موسى كان على كاهن العهد القديم إعلان حالة البرص وإصدار الأمر بفصل المصاب عن حياة الجماعة. وفي حال شفائه أوجبت الشريعة أن يؤتى به إلى الكاهن، خارج إقامة الجماعة، لكي يتحقق من شفائه، يأمر بعودته إلى الحياة وسط الجماعة (أحبار 13: 45-46).

احترم يسوع هذه الشريعة، ورفعها إلى كمالها في سر التوبة، شريعة العهد الجديد. يحضر الخاطىء أمام الكاهن، ممثل رحمة الله، ويعترف بخطاياه. والكاهن يتفحص توبته ويحله من خطاياه بسلطانه الإلهي. وهكذا يتصالح التائب مع الله ومع الجماعة ومع الكنيسة، وقد أساء إليهما بخطيئته وأفعاله السيئة".

وتابع: "أما الأبرص الذي شفي فكان عليه بحسب الشريعة أن "يقدم لله قربان الشكر عن طهره" (الآية 44). إن قربان الشكر بامتياز، الذي نقدمه نحن لله عن شفاء نفوسنا بنعمة الغفران، هو ذبيحة يسوع التي تقدمها الجماعة المؤمنة المتصالحة في يوم الأحد. ونضم إليها قرابين أصوامنا وأفعال المحبة والرحمة، وقبول الآلام والأوجاع والامراض مضمومة إلى آلام المسيح الخلاصية".

وختم الراعي: "كما أن الأبرص "خرج وأذاع خبر رحمة يسوع له" (الآية 45)، علينا نحن أيضا أن نقر برحمة الله الغنية بعطاياها، ونشهد لها بأفعالنا ومبادراتنا ومواقفنا، بحيث يجعلها كل واحد وواحدة منا ثقافته الخاصة ورسالته، ثقافة الرحمة والغفران.

ولنرفع في هذا الصيام المبارك ويوبيل سنة الرحمة نشيد المجد والتسبيح لله "الغني بالرحمة"، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

هذا، وإتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بالبطريرك الراعي مودعا قبيل مغادرته إلى الخارج للقاء بعض المسؤلين في باريس والفاتيكان. وكانت مناسبة للبحث في الأوضاع الداخلية وعقدة الإستحقاق الرئاسي.

 

باسيل يشارك في لقاء مجلس وزراء الإتحاد الاوروبي في بروكسل لبحث تداعيات الأزمة السورية على لبنان

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - وصل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى بروكسل، حيث يلبي دعوة رئيسة السياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغوريني للمشاركة في لقاء مع مجلس وزراء الاتحاد، لمناقشة الوضع في لبنان والازمة السورية وتداعياتها، والمراحل التي قطعتها الاتصالات الهادفة الى استئناف مفاوضات جنيف. وكان باسيل حضر جلسة لمؤتمر ميونيخ للامن، حيث ألقى رئيس الحكومة تمام سلام كلمة لبنان، كما شارك في مؤتمر وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم سوريا، وفي افتتاح مؤتمر "ميونيخ للامن، وأجرى لقاءات مع عدد من نظرائه وبعض المسؤولين الدوليين.

وسيفتتح وزير الخارجية المبنى الجديد للسفارة اللبنانية مساء اليوم في بروكسل، كما سيلتقي غدا اضافة الى مجلس وزراء خارجية الاتحاد، كل من نظيريه القبرصي واليوناني والنائب الاول لرئيس المفوضية الأوروبية.

 

ميشال معوض: 14 آذار خسرت يوم فرطت بثلاثية السيادة والشراكة والعدالة

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - أشار رئيس حركة "الإستقلال" ميشال معوض، في الذكرى الـ11 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى أن الفاعلين "ظنوا أنهم باغتيال الحريري ينهون نبض النزعة الاستقلالية وإرادة المقاومة للوصاية السورية، فولد في 14 شباط 2005 "انتفاضة الاستقلال"، وقادت اللبنانيين الى معجزة التوحد في 14 آذار 2005"، مضيفا "تمكن اللبنانيون بوحدتهم من تحقيق الحلم في 26 نيسان 2005، فكان جيش الاحتلال السوري وأجهزة استخباراته خارج لبنان". وقال: "بعد 11 عاما نخجل في هذه الذكرى المهيبة. فقد فرطنا بإنجازات كبيرة، أهمها وحدتنا وتماسكنا كلبنانيين، وكقوى عابرة للطوائف. وتمكنوا منا ليس لقوتهم بقدر ما هو لضعفنا، وها نحن نكاد نعود الى المربع الأول، أي الى ما قبل الـ2005". وأضاف: "في الذكرى الـ11 لاغتيال الحريري، نستذكر لماذا اغتالوه كي لا ننسى، اغتالوه عندما اقتنع أنه من المستحيل فصل قرار الدولة في إدارة الاقتصاد والإنماء عن القرار السيادي. فلا يمكن الحديث عن نمو اقتصادي وزيادة فرص العمل وإنجاز البنى التحتية والتخطيط لمشاريع مستقبلية من دون الإمساك بالقرارات السيادية والأمنية، ومن دون وجود جيش واحد وسلاح واحد وسلطة واحدة تملك حصرا قرارات الحرب والسلم. والدولة الخاضعة للوصاية، لن يمكنها أن تكون سيدة على قراراتها الاقتصادية والمالية والاجتماعية، ولا على قرارات السياسة الداخلية والخارجية والدفاعية والأمنية. وأيقن رفيق الحريري بالتالي أنه لا مفر من خوض معركة السيادة انطلاقا من الشعار الذي رفعه قبيل اغتياله بأشهر قليلة: "لا يمكن أن يحكم لبنان من دمشق". فقد اغتالوه عندما أيقن أن لا خلاص للبنان إلا بالشراكة المسيحية - الإسلامية الحقيقية، فأرسل ممثليه الى لقاءات البريستول ليمد يد الشراكة الوطنية الى لقاء "قرنة شهوان"، انطلاقا من قاعدة الشراكة الحقيقية والندية وليس من قاعدة التبعية. اغتالوه أيضا لأنه يمثل صورة الاعتدال الإسلامي، وتحديدا أكثر الاعتدال السني، لأنه لا يمكن التجييش لتطرف سني إلا بضرب الاعتدال، ولأن التطرف الشيعي يحتاج عضويا الى تطرف سني ليبرر وجوده".وتابع: "بعد 11 عاما على 14 شباط 2005، يتأكد لنا أننا خسرنا الكثير، لأننا قبلنا أن نفرط بثلاثية مقدسة شكلت أسس تحالف قوى "14 آذار": السيادة والشراكة والعدالة.

فرطنا بالسيادة يوم تقاعسنا في الإصرار على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، فخضعنا لشروط "حزب الله" ومعادلاته الداخلية والإقليمية، وفرطنا بالشراكة في كل مرة كان يعتبر أي طرف من أطراف "14 آذار" أنه يحق له أن يقرر عن المجموعة، ووفق حساباته الفئوية، وعلى حساب لبنان. فالشراكة بين قوى "14 آذار" لم تكن يوما ترفا إنما عنصر القوة والمناعة في وجه مشاريع محور الممانعة. ولم تكر سبحة خسارات هذه القوى إلا عندما تفككت، كذلك نفرط اليوم بالعدالة بعدم الضغط بكل قوانا لإحالة قضية ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، حتى لا نشجع استمرار الجريمة المنظمة وتصدير الإرهاب الأسدي الى لبنان".

وأردف: "اليوم بكل أسف، وفي الذكرى الـ11 لاغتيال الحريري، نفتقد الرؤية والإرادة اللتين تصنعان المعجزات. نفتقد الذي "علم وعمر وحرر"، وجعل حجم لبنان إقليميا ودوليا بحجم اللاعبين الكبار، رغم وجود سلطة الوصاية، في حين أصبحنا بعد 11 عاما خارج كل المعادلات الإقليمية والدولية".

وختم: "رب قائل إننا لا نعرف قيمة الشخص إلا بعد أن نفقده.. رفيق الحريري اشتقنالك".

 

بارود: بكركي على مسافة واحدة من الجميع والفراغ الرئاسي طويل

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - أشار وزير الداخلية السابق زياد بارود الى "أن بكركي على مسافة واحدة من كل أبنائها، ومن غير المناسب أن يتم الايحاء بأنها تفضل مرشحا على آخر". وقال:"إن بكركي ليست مؤسسة دستورية فهي تعمل على تسهيل الاستحقاق الرئاسي، ولا يمكنها أن تحل محل مجلس النواب".

وشدد على أنه "ليس المطلوب رئيسا وسطيا من دون أن يكون بإمكانه حسم الأمور في الملفات الشائكة، وليس المطلوب أيضا شخصا توافقيا من دون أن يتمتع بتمثيل قوي"، لافتا الى أن "الاستحقاق الرئاسي ليس استحقاقا رقميا والمشكلة لم تعد في شخص الرئيس بقدر ما تكمن في إقرار سلة متكاملة تبدأ من موقف لبنان من الأزمة السورية، مرورا بقانون الانتخاب والحكومة وكل ما يرافق ذلك". وإذ اعتبر أن الشغور الرئاسي لا يزال طويل الأمد، استطرد قائلا: "لكن لا شيء يمنع حصول خرق للمراوحة القائمة وانتخاب رئيس للجمهورية، الأمر الذي يريح البلد بشكل كبير، ليس لأن الرئيس قادر على ابتكار العجائب أو لأن صلاحياته هائلة، بل لأنه يستطيع بكل بساطة، أن يشكل هذا الموقع الجامع" مضيفا "لذلك أتخطى شخص رئيس الجمهورية، لأتطرق الى دوره، وأسأل عن خارطة الطريق التي ينوي تنفيذها"، مؤكدا أنه "لا بد من أجوبة على كل الأسئلة المطروحة وحسمها من قبل المرشح للرئاسة، قبل وصوله الى قصر بعبدا".

وتعليقا على اقتراح القانون الذي وعد الوزير بطرس حرب بتقديمه، رأى بارود أن "تعديل الدستور صعب جدا في هذه اللحظة السياسية، لكنه أمر جدير بالبحث، لأنه يمكن أن يؤدي الى سد الثغرات الدستورية"، موضحا "إن التعديل لا يعني بالضرورة إلغاء مفاعيل اتفاق الطائف، ولا الدخول في صراع صلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أو مجلس الوزراء"، لافتا إلى "وجود ثغرات في الدستور على مستوى الآليات وإدارة النزاع، وعلى مستوى تسهيل الحياة السياسية والدستورية". وعما اذا كانت الانتخابات البلدية ستحصل في موعدها، سأل بارود: "هل تعني كل القوى السياسية كل ما تقوله في ما يتعلق بهذا الملف؟ وهل يريد الجميع فعلا إجراء هذه الانتخابات؟". تابع: "وفي حال أنجزنا الانتخابات البلدية ودخلنا زواريب القرى والبلدات، وبين المواطن وأخيه، فما الذي سيبرر عندها عدم إنجاز الانتخابات النيابية؟" وقال: "برأيي إن الحالة الأمنية، والتي سبق أن بررت التمديد للمجلس النيابي، لا تستدعي التمديد، وبالتالي لا تحول دون حصول الانتخابات البلدية في موعدها، على أن نبحث في اليوم التالي، في سبل إجراء الانتخابات النيابية وتقصير التمديد الذي يمتد حتى آخر العام 2017". وإذ رأى أن "وزير الداخلية، بمسؤوليته الوطنية والدستورية، سيدعو الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات البلدية، وسينشر قرار الدعوة قبل المهلة المحددة"، لفت بارود إلى "انه اذا لم يحصل حدث أمني كبير، فسنذهب الى إجراء الانتخابات البلدية". وانتقد بارود ما أثير عن فرض ضريبة على صفيحة البنزين لتمويل الانتخابات البلدية، سائلا: "هل المطلوب ضرائب جديدة نحملها للمواطنين من جراء أخطاء اقترفتها السلطة السياسية بعدما عجزت عن إقرار الموازنة وقطع الحساب لسنوات؟ أم أن المطلوب هو تنظيم الحياة المالية للبلاد، بشكل يضبط الهدر والانفاق؟". وعن موقف وزير العدل اشرف ريفي من قضية الوزير السابق ميشال سماحة، اعتبر بارود أن"موقفه مبدئي وكأنه واجب عليه أن يتصرف في هذا الاطار، كون الموضوع ارتبط باغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن". وإذ لفت الى أنه "لا يمكن سحب ملف سماحة من القضاء اللبناني الذي يضع يده عليه، لنقله الى صلاحية أخرى أجنبية"، أوضح أنه "اذا كان هناك اعتراض على مسار معين، فذلك يتم تصويبه عبر اجراءات قانونية وقضائية"، مشيرا الى "أن لدى الوزير ريفي فريقا من القضاة الممتازين والقادرين على تفنيد هذه المواضيع".

من جهة أخرى، اعتبر بارود أن "الحضور المسيحي في الادارات الرسمية، يتخطى العدد والأرقام ومواقع معينة وصولا الى دور المسيحيين في لبنان وسبل المحافظة عليه"، داعيا الى "النظر الى ما هو أبعد من التعيينات والمناقلات الادارية، وحسم الشراكة التي يجب أن تكون قائمة في البلد"، مشددا على أن "هذه الشراكة يجب أن تكون استراتيجية أكثر مما هي تكتيكية، وهنا تكمن المشكلة". وختم متمنيا "أن يحصل خرق في الملف الرئاسي يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، ولكنه عاد فاستطرد: "غير أنني لا أرى حاليا أي بصيص نور، لأن الموضوع بات يرتبط بالخارج. فبعد أن كنا قادرين على تحقيق خرق داخلي لرئاسة الجمهورية، يبدو اليوم أن الخارج قد عاد ودخل الى الخط بقوة، فعادت المعادلة الاقليمية لتضع مرة جديدة كل جهودها في هذه المسألة".

 

فنيش: الثورة الإيرانية لم تبتعد عن أهدافها والمتضررون منها كثر

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن "الثورة الإسلامية الإيرانية حافظت ولا تزال منذ اليوم الأول على كل الشعارات والمبادىء التي رفعتها، رغم الحرب التي فرضت عليها لمدة 9 سنوات، والحصار والعقوبات وعمليات التآمر والاغتيالات التي أصابت الصف الأول بمعظمه من قيادات الثورة، فكانت الشعارات الأساسية التي حملها الناس بكل بساطة وعفوية هي "الاستقلال والحرية وجمهورية إسلامية"، ويتفرع عنها الارتباط بالإسلام ودعم قضايا المستضعفين ونصرة الحق، ويتفرع عنها بشكل أساسي مواجهة الكيان الصهيوني ودعم حركات التحرر والمقاومة، وعدم القبول بعودة أي نوع من الهيمنة الأميركية على إيران". وقال خلال لقاء سياسي أقامه مركز الإمام الخميني والقسم الثقافي في "حزب الله" في قاعة مركز الإمام الخميني في بلدة قانا الجنوبية: "الثورة لم تسقط رغم كل ما تعرضت له لأنها منبثقة من إرادة الشعب، ومتمسكة بشعاراتها، فالصلة بين قيادة ثورة وشعب لا تأتي بالعمق ما لم يختبر الشعب مصداقية القيادة، وعندما يجد الشعب أن قادة الثورة يستشهدون ويثبتون على ما يطرحونه من مواقف ومبادىء وشعارات وسياسات وأهداف، فإن الصلة تقوى مع القيادة مهما عظمت التضحيات". وشدد على أن "الثورة لم تبتعد عن أهدافها الأساسية، بل بقيت محافظة بكل الظروف الصعبة على مسألة استقلال القرار وحرية الشعب ورسوخ الجمهورية الإسلامية، إلا أن المتضررين منها كثر، وأبرزهم أميركا التي هي أول المتضررين، إذ خسرت موقعا استراتيجيا، وثانيا يأتي الكيان الصهيوني الذي خسر بالتبعية أو بشكل مباشر قوة دعم لمشروعه بمستوى نظام الشاه، واستبدلت سفارته بسفارة لفلسطين، ومن ثم تأتي الدول العربية الرجعية التي وجدت لكي تكون حارسة على تخلف أمتنا، وعائقا أمام نهضة الأمة ووحدتها وتحررها، فمنذ اليوم الأول وقفت لتكيد وتتآمر على هذه الثورة، ووقفوا لينصبوا أمام الثورة وخطها وفكرها ونهجها الحواجز والعوائق، تارة باسم القومية وطورا باسم المذهبية، ولكن الحقيقة أنهم يخشون على مكانتهم وسلطتهم، لأن هذا الانبثاق الجديد لروح إسلامية جديدة أبهرت العالم وجعلته منشغلا على امتداد أكثر من عشر سنوات، يبحث عن هذا الفكر الذي نجح في تحقيق هذا الإنجاز، ويخشون أن تلتفت شعوبهم إلى هذا الدين الذي يعطي للشعوب دورها وحقها في الاختيار والمحاسبة والمساءلة".

ورأى أن "ما بذله الشعب الإيراني في مواجهة نظام الشاه يمكن الشعوب الأخرى من إقامة أنظمة حرة مستقلة بالاعتماد على الموارد الطبيعية وإرادة الناس، إلا أن هذا النموذج سيكون مخيفا لسلطات، إما أنها تمسك بالسلطة من خلال طغمة عسكرية قامت بانقلاب وفرضت سطوتها بالحديد والنار على الشعب، وإما من خلال أسر ارتكزت في حكمها على دعم القوى الغربية وعلى فكر متخلف يخدر الناس". وختم: "إن الفكر الوهابي هو فكر كان الوسيلة لإطفاء مشروعية على سلطة آل سعود، وتحريم أي خروج على سلطة الحاكم حتى لو كان فاسدا وظالما ومجرما وقاتلا، وبالتالي عندما تخرج ثورة لديها هذه المفاهيم وتقيم دولة وتقارع أميركا وتسقط نظام الشاه، فبالتأكيد هم سيخشونها".

 

يزبك: لن نسمح بان يحصل في لبنان ما حصل في اليمن والبحرين ولا يمكن لاحد ان يحل مشاكلنا الا نحن بانفسنا

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "أن أيدينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة لجميع اللبنانيين، ونقول لهم جميعا تعالوا، لأنه لا يمكن لأحد أن يحل مشاكلنا إلا نحن بأنفسنا، من خلال الحوار والتفاهم والثقة، لا من خلال التعطيل وإلقاء التهم من هنا وهناك، فنحن لن نسمح للبنان أن يتحول إلى مزرعة خليجية يعبث فيها العابثون، ولن نسمح أن يجري فيه ما جرى في اليمن أو كما يجري في البحرين وغيرهما من مناطق أخرى، بل يجب أن نحافظ على هذا البلد الأنموذج الذي واجه إسرائيل بكل عزة وشرف وكرامة، وحقق إستقلاله وسيادته، كما يجب أن نحافظ على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي تحقق السيادة والتحرير". كلام يزبك جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لل"شهيدين المجاهدين" علي أحمد ركين وأحمد علي بيضون في حسينية بلدة الشهابية الجنوبية، في حضور لفيف من علماء الدين، وعدد من القيادات الحزبية وفاعليات وشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، وقد تخلله تلاوة قرآنية، ومجلس عزاء حسيني للشيخ إبراهيم بلوط، وعرض فيلم لوصايا الشهداء. وأكد يزبك: "سنكون حيث ما يقتضي الواجب أن نكون، سواء في تحرير كفريا والفوعة، أو في كل مكان فيه مظلوم ينتسب لأهل البيت، فنحن لا ننطلق من مذهبية ولا من طائفية، وإنما نواجه الظلم، وأما الذي يتحرك بطائفية أو بمذهبية لا بد من أن نردعه عن أنفسنا"، لافتا إلى "أن الأمور تنقلب يوما بعد آخر، فالانتصارات التي تتحقق اليوم والتي هي بفضل دماء الشهداء غيرت المعادلة، واستطاع مجاهدو المقاومة الإسلامية قلب الموازين التي كان يراهن عليها العالم من حال إلى حال، كما أن هذا تحقق بفضل البصيرة والرؤية الحكيمة والإرادة والعزيمة والتجارة الحقة مع الله سبحانه وتعالى، وهو الذي سوف يحقق المزيد من الانتصارات مهما حاولوا أن يفعلوا هنا وهناك، حيث أن كل الإرهاصات التي تجري اليوم في العالم، تشير إلى قرب الفرج وقيام دولة الحق للإمام المهدي المنتظر".

وشدد على "أن كل المؤامرات التي تحاك لإبعادنا عن فلسطين لن تبعدنا عنها مهما كان الثمن، وسنعبد الطريق إليها مهما كانت الصعاب، لأنها يجب أن تعود إلى قلب الأمة الإسلامية، وكذلك يجب أن يسقط كل المتآمرين عليها وعلى الإسلام من خلال الرؤية الصائبة"، مشيرا إلى "أن إمامنا الخميني كان يقول اليوم طهران وغدا فلسطين، وقال أيضا إسرائيل غدة سرطانية يجب أن تقتلع من الوجود، وكذلك إمامنا السيد موسى الصدر كان يتحدث عن فلسطين بأنها هي حق مطلق وإسرائيل شر مطلق، وحض المؤمنين على قتالها بأظافرهم وأسنانهم، وهذه هي رؤيتنا وتعاليمنا في حزب الله والمقاومة، سواء تآمر من تآمر وحاول من حاول أن يفتعل ما يفتعل، فلن يكون في مقدور أحد أن يضع سدا بيننا وبين فلسطين، بل سنكمل الطريق، لأن المقدسات لا تطهر إلا على أيدي المؤمنين".

 

 رعد: في لبنان اكثر من مليون ونصف نازح سوري يشكلون قنبلة موقوتة ومخيمات تتسلل اليها قوى الارهاب التكفيري

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد انه "عبثا حاول البعض أن ينأى بنفسه عن تأثيرات الأزمة التي حصلت في جوارنا على الداخل اللبناني، لكن من أين له أن ينأى بنفسه ولدينا في لبنان أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري يشكلون قنبلة موقوتة، ولدينا مخيمات للنازحين تتسلل إليها قوى الإرهاب التكفيري وتحاول أن تستنزفها، وأن توظفها لمصلحة المشروع الذي تريد تحقيقه في سوريا تخريبا وتدميرا وإضعافا للدولة وتفسيخا للجيش وإسقاطا لموقع سوريا الممانع في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة". وقال رعد جاء خلال لقاء سياسي مع رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات منطقة البقاع الغربي في قاعة الوحدة الوطنية في حسينية بلدة سحمر: "نحن بكل ثقة نقول بأن قوى التآمر على المنطقة والقوى المحلية التي راهنت على مشروع إسقاط المنطقة وعزل قوى المقاومة ودولها عن بعضها البعض هذه القوى تبوء اليوم بخيبة كبرى وبخسارة رغم كل المال الذي أنفقته ورغم كل المساحات التي تطاولت عليها وتمادت فيها لكنها اليوم تبدو وكأنها علقت داخل الشرنقة وتحاول أن تخرج نفسها منها ولا تستطيع، كما يحدث الآن مع من مارس أبشع عدوان على اليمن، وكمن أراد أن يوظف بعض القوى المحلية لمصلحة مشروعه فسقط مع هذه القوى التي لم تستطع أن تخدم مشروعه". وختم: "في لبنان، الإستقرار الذي يبدو الآن هو نقطة الضوء المضيئة في البلد، فهذا الإستقرار الداخلي هو في حد ذاته نتاج القوى القادرة المقاومة والممانعة التي ليس من مصلحتها على الإطلاق أن تحدث في لبنان فوضى واضطراب وكل الذين يسعون في اتجاه التوتير المذهبي والطائفي والمناطقي يمتون بصلة ما إلى المشروع الأمريكي السعودي الصهيوني الذي يريد تخريب الأوضاع وتوتير الساحات".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«رعد الشمال» بقيادة السعودية المناورة الأكبر بتاريخ المنطقة

15/02/16/الرياض – واس: تشهد المملكة العربية السعودية خلال الساعات القليلة المقبلة وصول القوات المشاركة في التمرين العسكري الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة «رعد الشمال». ففي مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن، شمال المملكة، سيتم تنفيذ هذا التمرين الذي يعد المناورة العسكرية الأكبر من حيث عدد الدول، إذ تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة»، وهذه الدول هي: المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، البحرين، السنغال، السودان، الكويت، المالديف، المغرب، باكستان، تشاد، تونس، جزر القمر، جيبوتي، سلطنة عمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، موريشيوس، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة». ويشكل «رعد الشمال»، التمرين العسكري الأكبر من نوعه من حيث عدد الدول المشاركة، والعتاد العسكري النوعي من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة منها طائرات مقاتلة من طرازات مختلفة تعكس الطيف الكمي والنوعي الكبير الذي تتحلى به تلك القوات، فضلاً عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى لجيوش الدول الـ20 المشاركة. يمثل تمرين «رعد الشمال» رسالة واضحة إلى أن المملكة وأشقاءها وإخوانها وأصدقاءها من الدول المشاركة تقف صفاً واحداً لمواجهة كافة التحديات والحفاظ على السلام والإستقرار في المنطقة، إضافة إلى التأكيد على العديد من الأهداف التي تصب جميعها في دائرة الجاهزية التامة والحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم. ويرى المحللون أن تمرين «رعد الشمال» يؤكد أن قيادات الدول المشاركة، تتفق تماماً مع رؤية المملكة العربية السعودية في ضرورة حماية السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

الجيش الإسرائيلي يقتل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية واستمرار فتح معبر رفح لليوم الثاني

15/02/16/القدس – الأناضول: استشهد ثلاثة فلسطينيين قصَّر أمس، برصاص الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية. وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان، “قام مشتبه عربي الهوية، بتنفيذ عملية طعن ضد أفراد قوة من شرطة حرس الحدود جنوب بيت لحم، فقام أحد أفراد القوة بإطلاق عيارات نارية بدقة تجاهه، ما أدى لمقتله”، مضيفة إن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات في صفوف جنودها. من جانبه، قال مصدر أمني فلسطيني إن الفتى يدعى نعيم صافي (17 عاماً)، استشهد في بلدة العبيدية، قرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، عند حاجز عسكري. وكان قاصران آخرين استشهدا في الضفة الغربية، برصاص الجيش الإسرائيلي، وهما نهاد رائد واكد (15 عاماً)، وفؤاد مروان واكد (15 عاماً)، من بلدة العرقة غرب جنين شمال الضفة الغربية، بدعوى مهاجمتهما جنود إسرائيليين على حاجز عسكري، فيما أشارت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، إلى عدم وجود صلة قرابة بينهما. زعم الجيش الإسرائيلي في بيان، أن الشابين “كانا يرميان حجارة على آليات” لدى مرورها قرب بلدة العرقة، مضيفاً إنه “عندما وصل الجنود إلى المكان، أطلق عليهم أحد المهاجمين النار، فردوا بإطلاق النار، ما أدى إلى قتلهما”. على صعيد آخر، واصلت السلطات المصرية أمس، لليوم الثاني على التوالي، فتح معبر رفح البري في كلا الاتجاهين، لسفر الحالات الإنسانية في قطاع غزة وعودة العالقين في الجانب المصري. وقال مصدر في هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية بغزة، إن السفر كان مخصصاً للطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات والجوازات الأجنبية، مضيفاً إن السلطات المصرية سمحت بإدخال كميات من مواد البناء إلى قطاع غزة. ن جانبها، ذكرت الهيئة في بيان، أن 726 مسافراً من المرضى والطلبة وحاملي الإقامات والجوازات الأجنبية، غادروا أول من أمس، قطاع غزة، فيما عاد 595 فلسطينياً كانوا عالقين في الجانب المصري. في سياق متصل، ناشد المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم السلطات المصرية بتمديد العمل في معبر رفح لأيام إضافية، للتخفيف من حجم الأزمة القائمة، وإنقاذ الوضع الكارثي في قطاع غزة في ظل تراكم نحو 25 ألف حالة إنسانية بحاجة ماسة للسفر. ي مصر، قال مصدر أمني إن مطار القاهرة ما زال يستقبل مئات الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى قطاع غزة، فيما تعمل طواقم أخرى على تسهيل سفر الآتين من معبر رفح إلى خارج البلاد. على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، إن الاتحاد الأوربي يرفض مقاطعة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، مضيفاً إن إسرائيل اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على إعادة العلاقات بينهما إلى المسار السليم. وقال “في المكالمة الهاتفية التي أجريتها خلال نهاية الأسبوع الماضي، مع مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، سمعت منها أن الاتحاد الأوروبي يرفض مقاطعة إسرائيل بأي شكل من الأشكال”. أضاف إن موغريني وصفت قرار “وسم منتجات المستوطنات”، بأنها خطوة غير ملزمة، ولا تعكس الموقف الأوروبي حيال الحدود النهائية لدولة إسرائيل. وأوضح “بطبيعة الحال هذا لا يعني أنه لن تحدث هناك احتكاكات، لأن هناك أشياء لا نتفق عليها، مع دول معينة داخل الاتحاد الأوروبي، لكن هناك دول تدعمنا وهي ليست قليلة”.

 

الجبير: رحيل الأسد مسألة وقت وروسيا ستفشل في إنقاذه من السقوط/سويسرا ترعى المصالح السعودية في طهران والمصالح الإيرانية في الرياض

15/02/16/الرياض – وكالات: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، أن روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري، «ستفشل في إنقاذ» رئيس النظام بشار الاسد، وأن رحيل الأخير عن الحكم هو «مسألة وقت». وفي مؤتمر صحافي مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر، عقب محادثاتهما في الرياض، قال الجبير «في حال ان العملية السياسية فشلت … القتال سيستمر والدعم للمعارضة سيستمر، والدعم للمعارضة سيكثف، وفي نهاية الامر بشار الاسد سينهزم». وأضاف «عندما بدأت الأزمة استعان بشار الاسد بالشبيحة لقتل الاطفال واغتصاب النساء وقتل الابرياء وتدمير المنازل، ولم يقدر ان يهيمن على شعبه. استعان بجيشه وفشل، استعان بالايرانيين الذين ارسلوا الحرس الثوري، وفشل. استعان بميليشيات شيعية … وفشلوا في انقاذ بشار الاسد. الآن استعان بروسيا، وستفشل في إنقاذ بشار الاسد».وشدد الجبير على أن «من المستحيل أن رجلا مسؤولا عن قتل 300 الف من الابرياء وتشريد 12 مليون من شعبه وتدمير بلاده، مستحيل ان يبقى»، مضيفاً إنها «مسألة وقت، وباذن الله عاجلا ام آجلا، سيسقط هذا النظام وسيفتح المجال لبناء سورية الجديدة من دون بشار الاسد».كما دعا روسيا إلى «تقليص وايقاف عملياتها الجوية ضد المعارضة السورية المعتدلة»، وان يفتح النظام «المجال لادخال المساعدات الانسانية الى جميع أنحاء سورية وبشكل فوري، ويوقف الضربات العسكرية ضد الابرياء المدنيين … بشكل فوري، وينخرط في العملية السياسية للبدء في المرحلة الانتقالية السياسية».

وإذ جدد موقف المملكة بضرورة رحيل الأسد بالطرق السياسية أو العسكرية والعمل فوراً على تنفيذ اتفاق ميونيخ، أكد الجبير أن المملكة مستمرة في الاضطلاع بواجبها تجاه الشعب السوري ولن تقف مكتوفة الايدي امام عمليات القتل والتشريد التي يرتكبها النظام. وبشأن توقيت بدء عملية برية في سورية، أكد وزير الخارجية السعودي ان توقيت إرسال قوات سعودية الى سورية مرتبط بما يقرره التحالف الدولي وكذلك تحديد حجم هذه القوات والمهمات الموكلة اليها ضمن التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وبشأن العلاقات مع إيران، أعلن الجبير أن المملكة قبلت عرضاً تقدمت به سويسرا لرعاية مصالح ايران في الرياض وكذلك رعاية المصالح السعودية في طهران. وقال في المؤتمر الصحافي ان المملكة قبلت العرض السويسري للتسهيل على المواطن الايراني اداء مناسك الحج والعمرة، مشيرا الى انه «عرض محدود لم يصل الى مستوى الوساطة بين البلدين». وأكد أن «اعادة العلاقات مع ايران لابد ان تتم بإيجابية بين الطرفين ولا يمكن اعادة العلاقات ما لم تتوقف ايران عن ممارساتها العدوانية تجاه المملكة وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة». من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية السويسرية، في بيان أمس، أن سويسرا ستمثل مصالح السعودية في ايران ومصالح ايران في السعودية بعد قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، استقبل في وقت سابق، وزير الخارجية السويسري والوفد المرافق له، حيث جرى استعراض العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين البلدين، بحسب وكالة الأنباء السعودية. من جهة أخرى، أكد العميد الركن أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، انتشار قوات جوية سعودية بطواقمها في قاعدة انجرليك التركية، في إطار التحالف الدولي لمحاربة «داعش».

وقال عسيري، في تصريحات لقناة «العربية» الفضائية، ليل اول من امس، «ان هناك إجماعاً من قبل قوات التحالف لبدء عمليات برية في سورية، والمملكة ملتزمة في هذا الإطار»، مشيراً إلى أن خبراء عسكريين سيجتمعون خلال الأيام المقبلة لبحث «التفاصيل والخطط العملياتية والتكتيكية».

وأضاف إن وجود قوات جوية سعودية في قاعدة إنجرليك «يأتي ضمن مخرجات اجتماع التحالف الدولي محاربة داعش في بروكسل – قبل يومين- والذي ذكرت فيه المملكة أنها ستكثف الجهود الجوية لمحاربة داعش، وهذا الانتشار يأتي في طار ترجمة ما تم الاتفاق عليه»، معتبراً أن «إعادة الانتشار بهذه السرعة يؤكد على قوة واحترافية القوات الجوية السعودية». ونفى عسيري وجود قوات برية سعودية في تركيا، موضحاً أن «القوات المتواجدة الآن عبارة عن طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية الجوية السعودية، بطواقمها، لتكثيف العمل الجوي، إضافة إلى ما تقوم به المملكة من مهام مستمرة من خلال القواعد الجوية السعودية في الأراضي السعودية». وأكد أن انتشار القوات الجوية السعودية في تركيا، يأتي في إطار التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، وليس في إطار اتفاقات ثنائية. ورداً على سؤال عما إذا كانت تلك المشاركة الجوية تنبئ بقرب تدخل بري في سورية، قال عسيري إن «اجتماع بروكسل ناقش هذا الجانب، والمملكة أعلنت أنها مستعدة للمشاركة، والاتفاق على المستوى الستراتيجي ظهر في البيان عقب الاجتماع، وهناك إجماع من قبل قوات التحالف لبدء عمليات برية على الأرض، والمملكة ملتزمة في هذا الإطار». وفي تصريحات إلى قناة «الجزيرة» القطرية، قال عسيري إن جزءاً من الطائرات السعودية وصل القاعدة التركية، اول من امس، وسيصل جزء آخر خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أنها ستكون «جاهزة عملياتياً في القريب العاجل». وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو أعلن في وقت سابق أول من أمس أن الرياض وانقرة يمكن ان تشنا عملية برية ضد «داعش» في سورية، بحال وجود «ستراتيجية» ضد التنظيم.

 

تشديد على أهمية الدور العربي في مواجهة الارهاب والسنة والأكراد يؤيدان نشر قوات سعودية وإماراتية بالأنبار ونينوى

السياسة/15/02/16/بغداد – باسل محمد/أكد قيادي بارز في اتحاد القوى العراقية، وهو أكبر تكتل سياسي سني في البرلمان، لـ «السياسة» أن السنة والأكراد يؤيدان نشر قوات سعودية وإماراتية في محافظتي الأنبار غرباً ونينوى شمالاً، بهدف محاربة تنظيم «داعش». وشدد القيادي على أن محاربة «داعش» في العراق لا تقل أهمية عن محاربته في سورية، وبالتالي توجد حاجة ميدانية حقيقية لدعم القوات العراقية على الأرض في محافظتي الأنبار ونينوى، مشيراً إلى أن نشر قوات سعودية وإماراتية في سورية سيشجع على نشر هذه القوات في المحافظتين، سيما أن هذه القوات الخليجية تملك أسلحة متطورة ولديها خبرات واسعة في توجيه الضربات الجوية، خاصة بعد حرب اليمن ضد ميليشيات الانقلابيين. وأكد أن الاستعانة بقوات سعودية وإماراتية ضد «داعش» تصرف منطقي لأن العراق جزء من جامعة الدول العربية، معتبراً أن القوات العربية أفضل بكثير من قوات آتية من روسيا أو ايران أو حتى الولايات المتحدة، وهذا أمر يجب أن تستوعبه قوى التحالف الشيعي التي تقود حكومة حيدر العبادي. وبحسب معلومات القيادي، فإن السنة والأكراد بحثا بصورة جدية احتمال اللجوء الى طلب المساعدة من قوات من الخليج العربي ومصر في مدن الأنبار ونينوى، لأن الحرب على «داعش» فيهما خطيرة وربما تستغرق وقتاً طويلاً إذا لم تقدم المساعدة للجيش العراقي من قبل قوات من الخارج. ورجح أن يكون العبادي ناقش موضوع نشر قوات عربية من دول الخليج ومصر والأردن لدعم الجيش العراقي مع مسؤولين أميركيين، لأن واشنطن متحمسة لهذا التطور وترى أنه ضروري، لكن العبادي يواجه محاذير من تحالفه الشيعي ومن ايران ومن روسيا، كما أنه لا يستطيع أن يتصرف لوحده في هذا الموضوع لأنه يخشى من سحب الثقة منه من قبل القوى السياسية الشيعية. ورأى القيادي السني أنه من الخطأ أن يتصور البعض من الأوساط السياسية بأن الجيش العراقي لا يحتاج الى دعم بري مهم من الخارج، معتبراً أنه لو كان لا يحتاج هذا الدعم لما تأخرت عملية تحرير الموصل كل هذا الوقت ولما بقيت مناطق واسعة من الأنبار تحت سيطرة «داعش»، كما أنه من الخطأ السياسي أن يثير نشر قوات عربية من السعودية أو الإمارات في العراق غضب أحد، مشيراً إلى أن من بين قرارات القمة العربية الأخيرة تشكيل قوات عسكرية عربية للتصدي للإرهاب.

وانتقد المعارضين من القوى العراقية لنشر قوات عربية في العراق لمحاربة «داعش»، مستغرباً كيفية السماح لإيران بمحاربة التنظيم في العراق وسورية و لا يسمح للعرب بذلك، لافتاً الى أن نشر قوات سعودية وإماراتية كسيناريو محتمل في المدن العراقية سيكون ضمن قيادة عسكرية عربية كما هو مقرر في قرارات جامعة الدول العربية.

 

تركيا تقصف لليوم الثاني مناطق الأكراد في شمال سورية وصالح مسلم رفض مطلبها بسحب مقاتليه من مواقع قرب الحدود

15/02/16/أنقرة، دمشق – ا ف ب، الأناضول، رويترز: لليوم الثاني على التوالي، واصلت تركيا، أمس، استهدافها مناطق واقعة تحت سيطرة الاكراد في محافظة حلب بشمال سورية، وذلك غداة اعلان استعدادها للتحرك عسكرياً ضد هؤلاء ورغم دعوة واشنطن أنقرة الى وقف هذا القصف.

وأسفر القصف المدفعي التركي عن مقتل مقاتلين اثنين واصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان في «قوات سورية الديمقراطية»، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس. من جهتها، أوردت وكالة «الأناضول» التركية حصيلة مختلفة، ونقلت عن مصادر مقربة من الحكومة التركية تأكيدها سقوط 35 قتيلاً و15 جريحاً في صفوف القوات الكردية جراء القصف التركي، في حين ذكرت شبكة «ان تي في ان» أن القوات التركية أسرت ثلاثة عناصر يشتبه بأنهم ينتمون الى «حزب الاتحاد الديمقراطي» في كيليس، من دون مزيد من التفاصيل. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «القصف المدفعي التركي اشتد بعد منتصف الليل ثم بات متقطعا، ويتركز على مناطق سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية خلال الايام الماضية بين مطار منغ العسكري وبلدة دير جمال» الى جنوب الشرق منه. وأكدت وكالة «الأناضول» قصف الجيش التركي لمواقع الاكراد، موضحة أن مواقع لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في جوار مدينة اعزاز السورية بمحافظة حلب قصفت بقذائف الهاون من الجانب التركي للحدود. وذكر الاعلام التركي ان دوي القصف كان مسموعاً بوضوح عند المعبر الحدودي المجاور لمدينة كيليس التركية. ومساء اول من امس، بعد ساعات من اعلان انقرة استعدادها للتحرك عسكرياً ضد المقاتلين الاكراد، بدأت المدفعية التركية قصف مواقع سيطرة هؤلاء في ريف حلب الشمالي. وأكد رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو ان الضربات تأتي «عملاً بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في أعزاز ومحيطها التي تشكل تهديدا». وتعتبر انقرة «حزب الاتحاد الديمقراطي»، الحزب الكردي الاهم في سورية، وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب الكردية» فرعاً لـ «حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه «ارهابيا» ويشن تمرداً منذ عقود ضد الدولة التركية. ويثير تقدم القوات الكردية غرباً بمحاذاة الحدود السورية وتحديداً نحو مدينة اعزاز قلق أنقرة. وقال نائب رئيس الوزراء التركي يلتشين اكدوغان ان تقدم المقاتلين الاكراد التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الى الغرب من نهر الفرات في سورية يشكل «خطاً أحمر» بالنسبة لانقرة، مضيفاً «إنها مسائل تتعلق بالأمن القومي التركي. ان تركيا ليست أمة تنظر الى ما يجري مكتوفة اليدين». من جهتها، دعت الولايات المتحدة أنقرة إلى وقف القصف والمقاتلين الاكراد إلى «عدم استغلال الفوضى السائدة للسيطرة على مزيد من الاراضي»، معربة عن قلقها ازاء الوضع في شمال حلب ومؤكدة «العمل على وقف التصعيد من كل الأطراف». في المقابل، دان نظام دمشق القصف التركي المستمر للاراضي السورية وطالب الامم المتحدة بالتحرك لوضع حد لما وصفته بـ»الجرائم التركية». وأفاد بيان لوزارة خارجية النظام أن «الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة ارض سورية وسلامتها الاقليمية، وتطالب مجلس الامن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والامن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي». من جهته، رفض رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم مطلب تركيا بانسحاب المقاتلين التابعين لحزبه من مواقع قرب الحدود، مؤكداً أن السوريين سيتصدون لأي تدخل تركي في البلاد. وقال مسلم لوكالة «رويترز» انه ليس من حق تركيا التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، مشيراً إلى أن القاعدة الجوية التي قصفها الجيش التركي، أول من أمس، كانت تقع تحت سيطرة «جبهة النصرة» ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، حتى تمكنت وحدات حماية الشعب التابعة للحزب من انتزاعها الاسبوع الماضي. وأكد رفضه الطلب التركي بالانسحاب من مناطق شمال حلب، متسائلاً «هل تريد أنقرة أن تبقى جبهة النصرة هناك أو أن تأتي قوات النظام… تحتلها»؟، في إشارة إلى مطار منغ العسكري والمناطق المحيطة به. وأضاف مسلم انه إذا تدخلت تركيا في سورية ستجد «كل الشعب السوري في مواجهتها».

 

حجاب: موسكو تحمي «داعش» وتواصل قتل الشعب السوري

15/02/16/ميونخ – أ ف ب: انتقد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لفصائل المعارضة السورية رياض حجاب بشدة أمس، الاتفاق بين القوى الكبرى الذي ينص على وقف الأعمال العدائية في سورية، لأنه يسمح باستمرار عمليات القصف الروسية، التي تقتل الشعب السوري، معتبراً أن «من يحمي داعش اليوم هو روسيا». وقال حجاب أثناء مؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ، «قبل يومين أو ثلاثة أيام رأينا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري يخرجان لإعلان أن روسيا لن توقف الأعمال العسكرية في سورية، … هل هو حقاً موقف مقبول بالنسبة للمجتمع الدولي؟».

وأضاف «تعودنا على المؤتمرات والعبارات التي تبعث على الأمل، لكننا بحاجة للفعل، والفعل الوحيد الذي أراه هو أن روسيا تقتل مدنيين»، رافضاً الإفصاح عما إذا كان يؤيد التزام مقاتلي المعارضة بالاتفاق. وأكد أن الشعب السوري بات يشعر بالخذلان من المجتمع الدولي أمام استمرار القصف الروسي، مضيفاً إن «المعارضة السورية باتت موحدة وقادرة على العمل المشترك»، وأنه تم اتخاذ «قرار بالسير في الحل السياسي للوصول إلى الانتقال السياسي». وينص الاتفاق الذي أعلنه لافروف وكيري الخميس الماضي، على وقف الأعمال العدائية بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين. لكن عمليات القصف التي تقوم بها روسيا والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد الجماعات التي تعتبر ارهابية على غرار تنظيم «داعش» يمكن أن تتواصل. في سياق متصل، انتقد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري جون ماكين أمس، اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية، معتبراً أنه لن يؤدي إلا إلى تعزيز «العدوان العسكري الروسي». وقال إن الاتفاق «يتيح مواصلة الهجوم على حلب طوال أسبوع»، مضيفاً «إنه يطلب من مجموعات المعارضة وقف المعارك، لكنه يتيح لروسيا الاستمرار في قصف الإرهابيين، أي الجميع بحسب مفهومها للمعارضة، بمن فيهم المدنيون». وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أشرك طيرانه في سورية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، لم يوافق بالصدفة الآن على الهدنة. وقال «سبق أن رأينا هذا المشهد في أوكرانيا، فروسيا تدفع بآلتها العسكرية المتفوقة، وتغير المعطيات الميدانية…، وتفاوض على اتفاق للحفاظ على ما كسبته في الحرب، ثم تختار لحظة استئناف المعارك». وأشار إلى أن اتفاق ميونيخ «لا يلزم العسكريين الأميركيين والروس فقط بأن يتجنبوا الاصطدام بين طائراتهم في الأجواء السورية، بل يلزمهم أيضاً بتنسيق تحركاتهم، الأمر الذي كانت واشنطن ترفضه حتى الآن». وخلص ماكين الى القول إن «بوتين ليس مهتماً بشراكة معنا، إنه يريد تعزيز نظام الأسد، وأن يجعل من روسيا مجدداً قوة عظمى في الشرق الأوسط، إنه يريد تعميق أزمة المهاجرين لتقسيم الحلف الأطلسي ونسف المشروع الأوروبي».

 

مقتل جنرال إيراني رفيع في سورية

15/02/16/طهران – وكالات: قتل جنرال إيراني رفيع يدعى رضا فرزانة الخميس الماضي على يد قوات المعارضة بمعارك في سورية. وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، أمس، أن فرزانة وهو جنرال متقاعد شارك في الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينات وكان يشغل سابقاً منصب قائد الفرقة 27 في «الحرس الثوري» الإيراني، قتل خلال مهمة استشارية بعد 40 يوماً من وصوله إلى سورية. كما قتل سبعة عناصر من ميليشيات «الباسيج» التابعة لـ «الحرس الثوري» الإيراني بمعارك شمال حلب في سورية.

 

سقوط خمس قذائف سورية شمال الأردن من دون وقوع إصابات

15/02/16/عمان – أ ف ب: سقطت خمس قذائف أطلقت من الجانب السوري في لواء الرمثا المتاخم للحدود السورية على شمال الأردن من دون وقوع إصابات. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن “قذيفتين سقطتا مساء السبت (أول من أمس) في الحي الشرقي للرمثا إحداهما بالقرب من مسجد الفلاح، والأخرى في سهول منطقة الشجرة، جراء الاشتباكات التي تجري في سورية”. ونقلت الوكالة عن مدير شرطة لواء الرمثا العقيد عمار القضاة قوله إن “ثلاث قذائف كانت سقطت في منزلين ولم تتسببا بأي إصابات”، مشيراً إلى أن “إحداها اخترقت جدار إحدى الغرف واستقرت فيها والثانية في ساحة منزل والثالثة في سور المنزل”. وأوضحت الوكالة أن “رجال الأمن العام والدفاع المدني هرعوا إلى مكان سقوط القذائف، فيما أصيب الأهالي بالفزع”. وغالباً ما تسقط قذائف على لواء الرمثا بسبب الاشتباكات التي تدور بين فترة وأخرى في الجانب السوري.

 

أولمرت أول رئيس حكومة يدخل السجن في اسرائيل

15/02/16/القدس – أ ف ب: يدخل إيهود أولمرت السجن اليوم، ليصبح بذلك أول رئيس حكومة إسرائيلي ينفذ هذه العقوبة، بعد الحكم عليه بالسجن 19 شهراً مع النفاذ، بتهمة الفساد وعرقلة عمل القضاء. وسيحضر أولمرت (70 عاماً)، الذي ترأس الحكومة بين العامين 2006 و2009، إلى سجن معسياهو في الرملة بوسط إسرائيل، لينضم هناك إلى الرئيس الأسبق موشيه كاتساف، الذي يمضي في هذه المؤسسة عقوبة السجن سبع سنوات بتهمة الاغتصاب. وسيمضي أولمرت 18 شهراً وراء القضبان لرشاوى تقاضاها في إطار المشروع العقاري الضخم “هوليلاند” في القدس، عندما كان رئيساً لبلدية القدس بين العامين 1993 و2003، وشهراً عن تهمة عرقلة عمل القضاء، حيث حاول إقناع سكرتيرته السابقة شولا زاكن بعدم الإدلاء بشهادتها ضده. من جانبها، ذكرت سلطات السجون الإسرائيلية أن أولمرت، العضو السابق في حزب “ليكود”، الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، سيسجن في الجناح رقم 10 من السجن، وهو جناح خاص من 18 مكاناً “مخصصاً لاستقبال سجناء لا يمكن وضعهم بين باقي السجناء لأسباب مختلفة”. وأشارت إلى أنه “عندما يدخل أولمرت السجن، فإن مسؤولية حمايته ستنتقل من الشين بيت الى أجهزة السجن”، مضيفة “بسبب مهامه السابقة يمكن أن يتعرض لتهديدات مختلفة ويكون في خطر”.

 

“إخوان الأردن” يفكون ارتباطهم التنظيمي بالجماعة في مصر

15/02/16/عمان – الأناضول: أعلن عضو مجلس شورى جماعة “الإخوان” مراد العضايلة في الأردن تعديل مادة في نظام الجماعة الداخلي، تفك بموجبه ارتباطها بـ”إخوان” مصر. وقال العضايلة في تصريح صحافي، أمس، إن المجلس عدّل نص المادة الأولى في النظام التي تشير إلى أن “الإخوان في الأردن فرع من تنظيم الجماعة، الذي أسسه حسن البنا في القاهرة”، ليكون تعريفها جماعة “الإخوان” في الأردن. وبشأن مبررات هذا التعديل وتوقيته، قال العضايلة “إنه تعديل شكلي، حيث فقد كان هذا التعريف موجوداً منذ تأسيس “الإخوان” في الأردن العام 1945، والمقترح بهذا التعديل موجود على أجندتها منذ ثلاث سنوات، إلا أن طبيعة الاختلافات التي شهدتها الجماعة في فترات سابقة، لم تسهم في تحقيق غالبية المؤيدين للقرار الشوري داخلها، إذ يتطلب القرار موافقة ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم 53 عضواً. وأضاف “إننا ما زلنا على فكر حسن البنا، والقرار لا يعني مطلقاً أن هناك إملاءات كانت تفرض على الجماعة في الأردن من مكتب الإرشاد بالقاهرة، فقراراتنا مستقلة في المملكة”. وأوضح أن “المجلس أجرى تعديلات أخرى على نظامه الداخلي، من بينها إلغاء شرط دفع الاشتراكات المالية للأعضاء، كي يتمكنوا من انتخاب أعضاء مجلس الشورى، الأمر الذي سيفتح الباب أمام الآلاف من كوادر الإخوان للتصويت في انتخاب المجلس الذي يختار بدوره المراقب العام في موعد أقصاه 30 أبريل المقبل”.

 

الامم المتحدة: 11 الف ضحية مدنية في افغانستان العام 2015

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - اعلنت الامم المتحدة اليوم في حصيلتها السنوية للنزاع في افغانستان، سقوط 11000 ضحية مدنية بين قتيل وجريح في العام 2015، اي اكثر ب4% من العام 2014.

وهناك طفل بين كل 4 ضحايا، وامرأة بين كل 10 ضحايا، بحسب التقرير الذي يورد ارقاما مفصلة وصفها الممثل الخاص للامم المتحدة نيكولاس هيسوم بانها "غير مقبولة".

 

 زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي: الرئيس المقبل يجب ان يختار من يخلف القاضي سكاليا وليس اوباما

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - أعلن زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الاميركي ان "الرئيس المقبل، وليس باراك اوباما، هو من يجب ان يختار العضو الجديد في المحكمة الاميركية العليا، المنصب البالغ الحساسية الذي شغر السبت بوفاة القاضي انتونين سكاليا".

وقال السناتور ميتش ماكونيل في بيان انه "يجب ان تكون للشعب الاميركي كلمة في اختيار القاضي المقبل في المحكمة العليا وعليه فان هذا المنصب يجب ان يظل شاغرا الى ان يصبح لدينا رئيس جديد".

 

30 قتيلا في هجومين لبوكو حرام على قريتين في شمال شرق نيجيريا

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - قتل 30 شخصا على الاقل في هجومين شنهما مسلحون من حركة بوكو حرام الاسلامية المتمردة على قريتين نائيتين في شمال شرق نيجيريا.

 

وزير الخارجية السعودي: روسيا ستفشل في انقاذ الاسد

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان "روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري، ستفشل في انقاذ الرئيس بشار الاسد"، مؤكدا ان "رحيل الاخير عن الحكم هو مسألة وقت".

 

المطران ابراهيم في رسالة إلى بان كي مون: خطط مواجهة العنف في الشرق الأوسط بطيئة وقرارات الأمم المتحدة غير مطبقة خصوصا في فلسطين

الأحد 14 شباط 2016 /وطنية - أعلن راعي أبرشية الروم الكاثوليك في كندا المطران ابراهيم ابراهيم، في بيان أنه "سلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون"، في لقاء جمعهما في مونتريال، "رسالة عرض فيها هموم أبناء الجالية اللبنانية والعربية في كندا، وقلقهم الشديد على مستقبل أوطانهم الأم ومصيرها".

وأشاد ابراهيم في البيان ب"مواقف الحكومة الكندية وقرارها استقبال 25 ألف لاجئ سوري"، مضيئا على "الأوضاع الصعبة للنازحين السوريين في لبنان، وكذلك اللاجئين الفلسطينيين، مما يحمل وجودهم مخاطر آنية ومستقبلية". ودعا الأمم المتحدة ودول العالم إلى "العمل سريعا لإعادتهم إلى أوطانهم، بحسب مبادئ الإعلان العالمي لحقوق وكرامة الانسان". ورأى أن "العنف المخيم على دول الشرق الأوسط، والحروب المدمرة والهجمات القاتلة أدت إلى سقوط مئات آلاف الضحايا"، لافتا إلى ان "خطط المواجهة بطيئة وقرارات الأمم المتحدة غير مطبقة، خصوصا تلك المتعلقة بفلسطين"، داعيا إلى "وقف العنف بكل أشكاله حفاظا على حياة الأبرياء".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يريدونه حقاً؟

 نبيل بومنصف/النهار/15 شباط 2016

ثمة حقيقة تمليها مهابة الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وهي ان الاهتزاز العميق الذي الحقته قوى ١٤ آذار بنفسها في مسألة الترشيحات الرئاسية تشكل من حيث الهدف الأبعد لإنهاء الفراغ الرئاسي المتمادي ما يماثل جوانب اساسية في سيرة الرئيس الحريري الأب حين كان يتوغل بعيدا في التنازلات من أجل حماية النظام وتثبيت الطائف. لم تكن مآخذ كثر من الرافضين لترشيح ركنين من ٨ آذار لتحجب هذه الحقيقة ولو اختلفت الرؤية والحسابات حيال النتائج الواقعية لمبادرة الرئيس سعد الحريري حتى قبل عودته امس الى بيروت ومضامين كلمته في احتفال البيال من ان الهدف الاكبر لمبادرته الاخيرة المثيرة للجدل هو انهاء تداعيات الفراغ القاتل. ومع ذلك ترانا مع كثيرين نتوقف تكرارا ًامام مفارقة توغل الشريك الآخر في انتخاب الرئيس العتيد "حزب الله" في نهج تصح معه شكوك متعاظمة في ان يكون راغباً حتى في إيصال مرشحه المعلن. وعلى رغم اننا كنا من المقتنعين بان خيار تمسك الحزب بالجنرال عون هو خيار ثابت واستراتيجي فعلا ترانا اليوم بالذات نتساءل هل كنا على الضفة الخاطئة فيما تحفز مجريات موقف الحزب شكوك المشككين في صدقية هذا الاتجاه والتمييز بين المعلن والمضمر فيه. ثمة ما يتجاوز الشكوك التلقائية في اتجاهات الحزب حين يصبح السلوك العلني الثابت في تسويق "المرشح" الذي لا رئيس سواه اشبه بأمر عمليات منمق يسوغ الإملاء الفرضي بما يناهض تماما ما ذهب اليه ركنان أساسيان في قوى ١٤ آذار في محاكاة الحزب عبر ترشيح العماد عون والنائب سليمان فرنجية. اذ كيف يستوي الكلام عن "المرشح" المعرَّف بالألف واللام قطعا لدابر وجود مرشح سواه بانه سيكون رئيس الجمهورية اللبنانية المتحدة والموحدة الناهضة من عثارها فيما يراد فرضه بنمط الإملاء القسري تحت وطأة استمرار الفراغ الابدي؟ وحتى لو سلمنا جدلا بان امكان فرض "المرشح" رئيسا سينجح في نهاية المطاف، فأي رئيس واي رئاسة وأي حكم من روح الدستور ونصه سيكون للبنان فيما هو آت من إرادة استقواء كهذه؟ يحفز الكلام المتكرر اخيراً للرجل الثاني في "حزب الله " الشيخ نعيم قاسم، المتميز دوما بعدم استخدامه اطلاقا القفازات والمنمقات، على الانجراف مع اصحاب الظنون المشككة في ان يكون الحزب يريد فعلا "الرئيس المرشح على رأس السطح" إياه وهي ظنون ستأخذ مجرى تصاعدياً بعد الآن بطبيعة الحال. ولكن اين المعنيين المباشرين بهذا التجويف العلني المثبت لآخر طقوس الديموقراطية ونظام الطائف بل للديموقراطية التوافقية نفسها التي تتخذ من اعلاء "المرشح" مطية لكل ما يساور الأظناء من مخاوف وشكوك وهواجس كبرى اكثر من مشروعة؟".

 

الحريري يثبت موقعه ويحشر الحلفاء والخصوم يلملم "قوى 14 آذار"ولا يسقط تبايناتها

 سابين عويس/النهار/15 شباط 2016

كما في استشهاده قبل ١١ عاماً، أطلق الرئيس الشهيد رفيق الحريري شرارة الحركة الاستقلالية، كان لا بد للرئيس سعد الحريري أن يستعين بالذكرى، لتشكل عودته الى بيروت تثبيتاً مباشراً للمواقف التي عكف على إعلانها منذ تفجر الصراع الايراني - السعودي، وتورط " حزب الله" في المستنقع السوري، ومذ وُصِمَت مبادرته لترشيح النائب سليمان فرنجية بأنها تخلٍ عن الحلفاء. فنجح في خطاب مدروس ومتماسك في إزالة اللغط والالتباس حول مبادرته الرئاسية، واستعاد جمهوره، وشد عصبه مثبتا أن الحريرية السياسية لم تنته، وان لا مكان لزرع الشكوك والشروخ داخل تياره. حشر الحلفاء كما الخصوم في الملف الرئاسي بكشفه بعض خبايا تحركات المرشحين، مضيقاً الخيارات بين مرشحي بكركي، باستثناء مرشحه سليمان فرنجية. م يكن رفيق الحريري في حاجة إلى الوقوف مكان نجله من على منصة البيال ليدعو قوى ١٤ آذار إلى تجاوز تبايناتها، فذكراه الحادية عشرة التي حلت أمس وسط حال من الوهن والتفكك أصابت أقطاب الحركة الاستقلالية، كانت كفيلة بدفع الجميع الى النزول والمشاركة. هكذا كانت حال رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي أضفى حضوره تأكيدا على تمسك قوى ١٤ آذار بثوابت ثورة الأرز. وهكذا كانت ايضا حال الوزير أشرف ريفي الذي أرخت مشاركته ارتياحاً في الاوساط المستقبلية بأن الحريري الشهيد يبقى فوق كل الاعتبارات والسقف الذي تحتكم تحته كل الخلافات والحسابات. وإذا كان الحريري الابن أعاد التجديد على الثوابت السياسية التي التزمها في الشأن الاقليمي كما في الملفات الداخلية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي، مؤكدا عدم تراجعه عن مبادرته حيال فرنجية، من دون ان يذهب بعيدا في تحدي الحلفاء عبر تبني ترشيحه علنا، فإن دعوته الصادقة إلى قوى ١٤ آذار لتجاوز تبايناتها وإجراء مراجعة داخلية لن تكون كافية ما لم تقترن بخطوات عملية تعزز هذا المسار، وبرغبة مماثلة لدى الحلفاء في ملاقاة الحريري على الضفة الثانية من الطريق. د تشكل الصورة الجامعة لأقطاب الحركة الاستقلالية التي دعا الحريري حلفاءه لالتقاطها معا، خطوة أولى تسحب من يد الفريق الخصم، الغارق بدوره في حال من التشكيك والتفكك، هدية مجانية التي كان قدمها إليه جعجع بترشيحه العماد ميشال عون للرئاسة، او تلك التي قدمها إليه ايضا ريفي بصدامه الأخير مع الحريري، لكن هذه الصورة وعلى أهميتها ورمزيتها، لن تغير في واقع التباينات التي برزت اخيراً بين فريق 14 آذار نتيجة تراكم أخطاء وتباعد فرضته ظروف قسرية وتطورات خارجية مرتبطة بتطور المشهد الاقليمي، مما أثر في وحدة هذا الفريق وتماسكه. على المقلب الرئاسي، نجح الحريري في حشر جعجع عندما ذكره بترشيحه للرئيس أمين الجميل، أو بتأخره ٢٨ عاماً في إتمام المصالحة المسيحية، مع ما كانت لتوفره على البلاد لو حصلت قبلاً. كما حشره في ترشيحه لعون، خصوصاً ان ثمة معلومات تشير الى ان جعجع كان وعد الأخير في تعطيل نصاب الجلسة الماضية، اذا سلكت الجلسة طريق الانتخاب. لم يتخل الحريري عن ترشيح فرنجية، وإن لم يسمه، بل وضعه في مقدم المرشحين، محرجا بكركي في خياراتها بين الأقطاب الأربعة الذين سمتهم او اختيار مرشح من خارجهم. على مقلب الخصوم، حشر الحريري " حزب الله"، دافعا به نحو المجلس النيابي بعدما دعاه مع كل القوى الاخرى للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس ينهي الفراغ. يدرك الحريري جيدا ان مرشح "حزب الله" هو الفراغ، وهو بدعوته هذه، رمى في مرمى الآخرين، ليفتح البلاد على مشهد سياسي جديد يؤكد فيه ان غيابه عن لبنان لا يجعله يفقد موقعه لاعباً أكبر وأساسياً، لا يمكن تجاوزه!

 

نحن هنا شهادة للشرق"

منير عقيقي/النهار/15 شباط 2016

(...) السؤال الجدي الآن: هل نحن مقتنعون ومؤمنون بدورنا وبأننا بناة هذا الشرق ولسنا نزلاء وسُياح فيه؟ وإذا كان الجواب إيجاباً فكيف السبيل إلى ذلك؟ هذا هو السؤال الذي جهد الأب حايك في صوغه مراراً وتكراراً. ولم يتوقف عند هذا الحد بل قدّم الإجابات عبر فهم ومعرفة القديس مار مارون، وماهية المارونية ومعاناتها المديدة مع الشرق والغرب، حتى انه استشرف قبل عقود ما آل إليه حالنا من صراعات انفجرت في المشرق، كما هو حاصل منذ 2011 ، وحذّر من هذا الخطر، في ما يشبه الرؤيا، من "أن نهاية الموارنة هي بَدء نهاية المسيحيَة المشرقية، ونهاية المسيحية المشرقية هي حكمٌ بالإعدام على كلّ الإتنيات والكيانات الثقافية التي تمثل خير حظوظ الشرق للخروج من عصوره الوسطى حيث يخشى عليه كل ساعة من الغرق فيها". و إن "مشروعَ إبادة الموارنة أو مشروع تهجيرهم أو مشروع تعطيلهم ثقافياً وسياسياً واجتماعياً، يُشكل اغتيالاً للمشرق، وخصوصاً للعروبة والمسلمين (....)"

أُعطتنا المارونية الأمانة على لبنان المشبع بروح الإيمان وقيم المسيح ومساعدة الآخرين، وها هو يتحول شبه غيتوات متناحرة، ويسلك مساراً لا قعر مرئياً له من السمسرة والمتاجرة. كما أنه صار مكباً للسلع الغذائية الفاسدة والمشعة، وصار مطمراً للنفايات، ورقعة للوقوف على اعتاب السفارات لتوسّل الحلول، أو تأشيرات الهجرة إلى الغرب. قساوته علينا لم تكن أقل وطأة من شرق يسوده الاستبداد وشياطين العنف والقتل والذبح.

نعم، فعلنا ذلك كله بالتكافل مع شركائنا في الوطن. فعلنا ذلك لأن من ادار شؤون وطن اللبان والبخور، أقنع نفسه وحاول أن يبث في روحنا فكرة أن البلد ساحة للنهب وتناتش الحصص التي تنتهي في جيوب الأثرياء فيزدادون ثراء ، فيما متوسطو الحال، هذا اذا لم تزل هذه الطبقة، والفقراء يغرقون أكثر فأكثر في بحور العوز والحاجة. هكذا خان الجميع الأمانة التي لم تكن أمانة سياسية ولا جغرافية فحسب، بل أمانة الفضاء الروحي والأخلاقي والكرامة والأرض والحرية. وقبل الخيانة هناك العجز المتمادي فصولاً وأشكالاً في معالجة مأساة لبنان واستمراره في قلب جغرافيا سياسية إقليمية جعلتها، والاستبدادات والأوليغارشيات العربية والظلاميات الدينية، أرضاً للقتل والسبي والإغتصاب والذبح وتدمير التعليم واللغات والحضارات الانسانية. ولنا هنا أن نستشهد لنسترشد بما قاله المطران حميد موراني الذي ذهب أبعد من الأب ميشال حايك، حين قال في واشنطن عام 1980 "القضية الجوهرية ليست في أن تبقى للمارونية أرض أو لا تبقى، بل في أن تبقى المارونية أرضاً، أي قاعدة ثابتة ومنطلقا فعّالاً ". إن المارونية، مارونيتنا الصادقة تحتّم علينا المبادرة لا الانتظار، والفعل لا رد الفعل، فها نحن اليوم أمام انهيار المشرق، وهل بتنا ندرك أننا أمام حرب اسلامية - اسلامية تشبه حرب الثلاثين عاماً بين البروتستانت والكاثوليك، وأننا لسنا بعيدين عنها، بل سقطنا وأُسقطنا على فوهة بركانها؟ ماذا علينا القيام به لوقف حمّام الدم؟ هذا السؤال حضني على طرح هذا الكتاب، إذ نادى الأب حايك بحلم "وطن تعددي تتلاقح فيه الثقافات والحضارات والأديان، وطن لا تذويب فيه أو إلغاء للذاتيات".

كما أن ما أوُجب طرح مثل هذا السؤال هو تذكير الاب حايك بأن الموارنة "كانوا أول من استقدم فكرة الوطن الى الشرق، وأول من غامر بانشاء وطن على غير الأسس التيوقراطية المألوفة منذ الماضي السحيق.... فهم يمدون يدهم الى مكونات هذا اللبنان من الدروز والسنة والشيعة ، والى سائر الطوائف في سبيل تجسيد تلك الفكرة المبدعة وإقامة ذلك الوطن الفريد". ذه هي المارونية القادرة على حمايتنا لا البحث عند هذا وذاك عن ضمانات، فنحن البناة ونحن الأصل، ووجودنا ليس رهناً بحقد من هنا أو بمغامرة من هناك. ووجودنا بمارونيتنا الديموقراطية الرافضة للتيوقراطية والعقليات الإلغائية توجب علينا المبادرة إلى البناء الجدي للدولة المتنوّعة والحرّة. الدولة الفريدة في المشرق التي يديرها المسيحيون والمسلمون. دولة "الرسالة" على ما قال البابا يوحنا بولس الثاني في السينودس المنعقد من أجل لبنان. هل نحن قادرون على بث الروح المارونية التي نادى بها الأب حايك، أي مارونية الفضاء والمبادرة الى منع الحرب أقله في لبنان لنقدم تجربة مُغرية للمشرق، وبالتالي وقف تمدد نيرانه نحونا؟. نحن هنا في لبنان والمشرق لسنا عدداً بقدر ما نحن قيمة وضمانة للآخرين، فنحن هنا لنبقى شهادة للتعدد الإنساني، ولسنا أقلية في حاجة الى أي "حماية مشبوهة"، لأن من ادّعوا حمايتنا والخوف علينا كانوا يحمون ويخافون على مصالحهم، وهكذا يقول الأب حايك "نحن هنا لنبقى شهادة للشرق، شهادة على التعدّد الإنساني ودعوة مستمّرة إلى الحرّية. واختباراً للقاء الروحي وإرادة التجدّد والإبداع، لا إمتيازات لنا إلا بما نتميّز به من مبررات في تجميل الأرض والفكر والروح". إذاً،

عميد متقاعد

 

يكونُ لنا وطن...

ميشال هليّل/النهار/15 شباط 2016

حين تكون كراسي الزعماء والقادة والرؤساء تحت سلطة القانون.

حين لا تكون لكل جماعة رئيسها ولكل طائفة جيشها ولكل منطقة نظامها الخاص، وخصوصياتها...

حين لا نضطر للرحيل عند حصول خلاف ولا للاحتفال عند حدوث اتفاق.

حين لا يصير رجال الدين نجوماً ولا أماكن العبادة صروحاً.

حين ننتظر الانتخابات لأننا لا نعرف نتائجها.

حين يشعر المواطن الضعيف والمهمّش والمجهول بأن الأمر له.

حين تصير الأحزاب أحزاباً.

حين لا يصير المسؤولون والمديرون ورؤساء البلديات وآخرون... أغنياء فجأة.

حين تكون العدالة الاجتماعية فوق كل اعتبار.

حين ندخل الادارات من دون خوف ونُجري المعاملات بلا تردّد.

حين لا نعرف أحداً... ونصِل.

حين هم لا يصلون.

حين يقف المتنفذون عند حدّهم، ويقف الجنود عند الحدود.

حين نبني المدرسة والمتجر والمعمل، خصوصاً معامل فرز النفايات قبل القصر البلدي.

حين نحترم إشارة السير.

حين لا تطغى أعداد المحازبين والمناصرين والمغالين على المستقلين.

حين لا نتدخل في الأمور العسكرية.

حين لا نرتدي الثياب العسكرية.

حين ننتخب بلا نكاية ونختار من دون "مواصفات".

حين ينتهي "المحافظ الخادم والضابط العبد والقاضي السَمسار".

حين لا نكتفي بالتحدث عن الفساد ونحن ندفع أو نقبض رشوة.

حين لا نكون تابعين.

حين نكون مواطنين.

 

11 عاماً بعد الحريري في طموحات الهيمنة لبنان يفقد شبكات الأمان وسوريا تحترق

روزانا بومنصف/النهار/15 شباط 2016

ارتبط اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل 11 عاماً بجملة عوامل باتت تجد تفسيراتها العميقة في ما يحصل راهنا في لبنان وجواره. فالصراع على السلطة في لبنان ومنع انزلاقها من يد النظام السوري وجد صداه في الحرب التي يخوضها النظام منذ خمس سنوات دفاعا عن موقعه والذي بات مدعوما من قوى دولية واقليمية بما يفسر الى حد كبير الدفاع المستميت لروسيا من اجل تأمين الحصانة لبشار الاسد من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري لدى اقرار تشكيلها في مجلس الامن الدولي. لاحقا كان اغتيال النظام لسوريا بأسرها بمثابة تعبير عن عنجهية ومكابرة لديه في مقاربة الامور استهلت على نحو متهور في التمديد قسرا للرئيس اميل لحود في خريف 2004 وعدم الاتعاظ من تجربة ودرس قاسيين كلفا النظام ما عمل على تثبيته خلال ثلاثين عاما من محاولة السيطرة على البلد الجار الصغير.ثم تبين ان هذا المنحى التدميري ترجم في عدم الرغبة في اظهار اي مرونة في التعامل مع مطالب بسيطة في مطلع العام 2011 كانت وفرت على سوريا انهيارها الكبير وربما تقسيمها. لم يخف الحريري الاب في آخر اللقاءات معه عشية اغتياله ان التهديدات التي وجهت اليه من اجل التمديد للحود حملت صراعا على السلطة لم يشأ فيه الاسد مشاركة او تنازعا عليه من اي جانب او فريق في لبنان فيما هو، اي الحريري، اقر ايضا بانه سعى الى امتلاك السلطة ايضا. جسد عجز النظام عن تحجيم الحريري انه كان يساهم في زيادة رصيده كلما استهدفه ما بدا ان النظام سيسلك طريقا طويلة خاسرة اذا استمرت المعركة بينهما. عشية اغتيال الحريري خاض النظام عبر عهد لحود ما عرف بمعركة زيت الزيتون مع الحريري الذي خرج منها رابحا بجدارة وامتياز، الامر الذي كان يؤهله لحصد اغلبية في المجلس النيابي في الانتخابات التي كانت على الابواب ما كان سيضعف سوريا في لبنان متى خسرت القدرة على التحكم بمجلس النواب الذي جهد حلفاء النظام للسيطرة عليه بعد خروج القوات السورية على رغم فوز قوى مناهضي النظام بالغالبية النيابية والتي يعتقد انها الشرط الضروري لفك اسر الرئاسة اللبنانية راهنا بضمان الغالبية مسبقا بقانون انتخابي يضمن لحلفاء النظام هذه الغالبية. فالصراع وإن بات مرتبطا بامتدادات اقليمية خطيرة فانه لا يزال يدور على امكان السيطرة على السلطة في لبنان عبر حلفاء للنظام ورثوه في لبنان ويسعون الى ضمان موقع الرئاسة كما في زمن الوصاية السورية بفرض مرشح وحيد لا امكان للمناقشة حوله وبقانون انتخابي يضمن الاكثرية النيابية وحكومة باتت اشبه بمجلس امن مصغر لكل من افرقائه حق الفيتو الذي يمنع الاتفاق على اي قرا ر الا بالاجماع.

كان في ذلك السعي من جانب الحريري لانتزاع جزء من استقلالية القرار اللبناني تهديدا مباشرا لسلطة النظام السوري والتي ربطها بالتمديد لمن اعتبره الرئيس الأوثق له في قصر بعبدا والذي كان سيفسح في المجال امام تمرد اكبر لو تساهل حياله او لو تجاوب مع النداءات الدولية لترك اللبنانيين ينتخبون رئيسهم بانفسهم. جسد الحريري امكان تحرر السلطة في لبنان من سوريا ولو جزئيا. فالرجل خطا خطوة خطيرة ومهمة جدا حين رفد المعارضة المسيحية لاستمرار الوجود السوري وعدم اعادة انتشار هذا الاخير وفقا لاتفاق الطائف ببعد اسلامي وطني بحيث غدا يشكل تهديدا مباشرا لهذه السلطة. اقر ذلك بنفسه في اللقاء عشية اغتياله. توافرت مع تضافر جملة عناصر حول الحريري كل العوامل الممهدة لانتزاع لبنان من مخالب النظام السوري: وفاق وطني اسلامي مسيحي يمكن ان يبدد كما ظهر لاحقا في تظاهرة 14 آذار اي حاجة لاستمرار الوجود العسكري السوري في لبنان والذي كان يرفع ذريعة التهويل بامكان عودة اللبنانيين الى التقاتل في ما بينهم وان الوجود السوري هو الذي يمنع ذلك. اثار الحريري جنون النظام السوري حين اثنى على كلام البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير حول حتمية الانسحاب السوري من لبنان بقوله لـ"النهار" يومذاك "إن كلام البطريرك هو بطريرك الكلام ". ففتح عليه ابواب الجحيم.

يجدر الاقرار بأن رفيق الحريري الآتي من خارج الطبقة السياسية التقليدية التي اطبقت على لبنان في زمن الحرب انشأ حالة فريدة احبها كثر وانزعج منها او خاف منها كثر. لكن واقع الامرسواء بالنسبة الى من احبه او لم يحبه انه شكل رافعة للبنان بعد الحرب الطويلة التي عصفت به. فحمل بشخصه عنوان الثقة باقتصاد لبنان وامكان قيامته ولذلك حملت قدرته وارادته على اعادة تأهيل البلد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وانمائيا قدرا كبيرا من الانتقادات والاعتراضات لاعتبارات متعددة بعضها حقيقي مبني على مقاربات سياسية او اقتصادية مختلفة وبعضها الآخر مفتعل خشية ان يكون الانقاذ الاقتصادي بابا لانقاذ سياسي يخرج لبنان من رهن طويل. فبات لبنان بعد اغتيال الحريري مفتقدا ايضا الموقع الدولي الذي استعاده الاخير عبر علاقاته البسيطة والمعقدة في الوقت نفسه مع كبار زعماء العالم مع ان السياسة الخارجية للحريري الاب لم تتمرد على النظام السوري، كما افتقد ثقة ابنائه بمستقبله. والحال التي وصل اليها لبنان منذ اغتيال الحريري على كل الصعد تشهد للرجل بما كان يرفض خصومه الاقرار له به اي تشكيله شبكة امان لمؤسسات البلد واستقراره الاقتصادي والمالي وامكانية مفتوحة على استعادة البلد جزءا من استقلاله، الى جانب بقائه محور اهتمام دولي يستميت راهنا للحصول على البعض منه.

 

اغتيال الحريري محطة تأسيسية للإستقلال الثاني

شارل جبور/موقع القوات/14 شباط/16

تشكل بعض المحطات الوطنية مناسبة لإعادة التذكير برمزيتها وأهميتها وتظهير مؤشراتها ودلالاتها، ومن بين تلك المحطات استشهاد الرئيس رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥ والذي يحيي لبنان ذكراه الحادية عشرة.

أحدث اغتيال الحريري زلزالاً غير مسبوق لبنانياً بتردداته المحلية والخارجية، إذ انه الاغتيال الأول من نوعه الذي يفضي إلى الآتي:

أولاً، تنديد دولي واسع بالجريمة الإرهابية، ودعوة إلى محاسبة مرتكبيها ومعاقبتهم.

ثانياً، استنفار محلي استثنائي لمواجهة القتلة ودعوة إلى خروج الجيش السوري من لبنان.

ثالثاً، تزخيم المعارضة التي وحدت صفوفها على قاعدة وطنية مسيحية – إسلامية، وقد يكون من الاغتيالات النادرة التي تؤدي إلى مزيد من الوحدة لا الشرذمة.

رابعاً، قيام محكمة دولية لكشف الحقيقة، وهذه الخطوة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، وأهميتها تكمن في إرساء العدالة وعدم الإفلات من العقاب في دول اعتادت على ممارسة الجريمة السياسية كوسيلة للتخلص من الخصوم بعيداً عن أي محاسبة ومساءلة.

خامساً، انطلاق دينامية شعبية استثنائية بعناوين وطنية سيادية توجت بتظاهرة مليونية في ١٤ آذار ٢٠٠٥.

سادساً، الطرف الذي اغتال الحريري اعتقد انه سيقطع عبر هذا الاغتيال الطريق أمام أي تغيير في المشهد السياسي كان يقوده الحريري، فإذا بهذا الاغتيال يسرِّع هذا التغيير بالشكل الذي يؤدي إلى إخراج الجيش السوري من لبنان.

فاغتيال الحريري شكل محطة تأسيسية للاستقلال الثاني ولبنان الجديد الذي توحدت فيه الأهداف المسيحية والإسلامية وقادت إلى إخراج الجيش السوري من لبنان والذي كان يستحيل خروجه لولا هذا التلاقي الوطني الذي أسقط ذريعة النظام السوري بأن خروجه يعيد الاقتتال الداخلي، فيما وجوده كان قوة تحريض طائفية ومذهبية تبريرا لاستمرار تحكمه بلبنان ووصايته عليه.

ولكن المفاعيل الوطنية الكبرى لاغتيال الحريري لم تأت من فراغ، بل جاءت في ظل ظروف دولية وإقليمية ومحلية مؤاتية وتكمن في الآتي:

١- على المستوى الدولي: أحداث ١١ أيلول ٢٠٠١ أدت إلى تبديل واشنطن سياستها الخارجية من الانكفاء لشؤون الداخل إلى الاهتمام بملفات الخارج، حيث أعلن الرئيس جورج بوش مواجهة الإرهاب في عقر داره تحت عنوان نشر الديموقراطية وتعميمها، وتزامنت الهجمة “البوشية” على المنطقة مع تقاطع فرنسي مؤيد لسياسات واشنطن في ظل رئاسة جاك شيراك الصديق الشخصي للرئيس رفيق الحريري، والذي كان تذكيراً فقط استاء جدا من إزاحة الحريري عن الحكم في أولى حكومات الرئيس إميل لحود إلى درجة انه كان على استعداد لقطع العلاقات بين باريس وبيروت.

٢- على المستوى الإقليمي: إسقاط نظامي طالبان في أفغانستان وصدام حسين في العراق أشعر النظام السوري بان دوره اقترب، خصوصاً مع صدور القرار ١٥٥٩ لاحقاً، الا ان كل الأنظمة في المنطقة تخوفت من “دومينو افيكت” ينسحب عليها، فساد القلق داخل دوائرها، لأن أحدا لم يكن يعلم بحدود الهجمة الأميركية وسقفها.

٣- على المستوى المحلي: فتح الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار من العام ٢٠٠٠ اللعبة السياسية الداخلية على مصراعيها في ظل رفض “لبناني-سوري” أي كلام عن خروج الجيش السوري قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي، وبالتالي شرّع الانسحاب الإسرائيلي المطالبة بالانسحاب السوري، وقد تزامن هذا الانسحاب مع وفاة الرئيس حافظ الأسد في الشهر التالي من العام نفسه وتسلُّم نجله بشار الذي لا تربطه علاقة جيدة بالحريري والنائب وليد جنبلاط، وكان حاول منذ استلامه الملف اللبناني في العام ١٩٩٨ ان يعوِّم الفريق الأمني على حساب الفريق السياسي وان يدجِّن الثنائي الحريري – جنبلاط حتى لا يحصل أي تلاقٍ بينهما مع الحالة المسيحية الرافضة أصلاً للسيطرة السورية على لبنان.

وفي الوقت الذي نجحت فيه انتخابات العام ٢٠٠٠ بكسر جزئي للحظر السياسي السوري، فك البطريرك مار نصرالله بطرس صفير “عقدة الألسن” من خلال نداء مجلس المطارنة الأيلولي الذي فتح الباب أمام بيانات من الوزن نفسه في التوقيت ذاته، غير ان هذا البيان الأول الذي دعا إلى خروج الجيش السوري وندد بالنظام الأمني شكل دينامية سياسية محلية غير مسبوقة أفضت إلى تشكيل لقاء “قرنة شهوان” في أول تجمع سياسي معلن تتبناه بكركي رسمياً عبر إيفادها المطران يوسف بشارة لترؤس اجتماعاته، ومن ثم زيارة البطريرك لجبل لبنان الجنوبي في مصالحة تاريخية ورسالة جنبلاطية إلى السوريين بان خياراته المحلية مفتوحة، ونشوء معارضات أخرى تقاطعت مع “القرنة” وصولا إلى اجتماعات “البريستول” التي كانت تضم ممثلين عن جنبلاط والحريري تحضيرا لانتخابات العام ٢٠٠٥ بغية الفوز بالأكثرية النيابية لجعل مركز القرار في بيروت وليس في دمشق.

وما يجدر التوقف عنده في كل هذا المشهد المحلي ان “القوات اللبنانية” شكلت العصب الفعلي للمعارضة المسيحية التي كانت تفتقد إلى الحضور الشعبي الذي وفرته “القوات”، وهيأت بنضالها منذ اعتقال الدكتور سمير جعجع الظروف المحلية لولادة المعارضة، ولعبت دوراً أساسياً إلى جانب البطريرك الماروني في حثه على قيادة المعركة الاستقلالية والذي حول بكركي إلى مركز ثقل المعارضة في مواجهة دمشق، وبالتالي يستحيل الكلام عن لحظة استقلالية في العام ٢٠٠٥ من دون التذكير بانطلاقتها الفعلية من زنزانة وزارة الدفاع التي شكلت أول موقف استقلالي رافض للأمر الواقع، وولّدت اندفاعة قواتية نحو كسر قيود السجن الصغير-الكبير.

فاغتيال الرئيس الحريري جاء في ظل كل هذه العوامل الدولية والإقليمية والمحلية مجتمعة، أي في وضع متحرك جداً، وكاسر للجمود، وبالتالي أدى عصف الاغتيال إلى دفع الأمور قدما نحو التغيير الجذري. وما يجدر التذكير به والتوقف عنده ان الرئيس الحريري نجح، على رغم الوصاية السورية، في تحويل لبنان إلى محط اهتمام المجتمعين الدولي والعربي، الأمر الذي أزعج نظام الوصاية و”حزب الله” الذي كان يريد ان يبقى لبنان هامشياً وثانوياً استبعاداً لأي اهتمام بالبعد السيادي، وبالتالي دور الحريري أعاد الاعتبار للدور اللبناني والاهتمام الدولي بلبنان، ومهد أيضاً لولادة الاستقلال الثاني الذي لا يمكن أن يتحقق إلا على حساب دويلة “حزب الله”. ويبقى أن الشهيد الحريري كان المساهم الأبرز في قيادة أكبر تحوّل في مزاج الطائفة السنية نحو اللبننة، الأمر الذي تفجّر في انتفاضة الاستقلال، وساهم في تثبيت ركائز البنيان اللبناني.

فلكل ما تقدم من اعتبارات وأسباب، فإن مناسبة استشهاد الحريري عدا عن كونها محطة وطنية تأسيسية للاستقلال الثاني، تبقى جامعة لكل مكونات ١٤ آذار بما يتجاوز كل التباينات الرئاسية وغيرها. فالثابت هو ما أنجزه الحريري في حياته واستشهاده، والمتحول هو التباينات التي سرعان ما ستتبدد على صخرة الحرية والسيادة والاستقلال.

 

حقارة الإرهاب الروسي

داود البصري/السياسة/15 شباط/16

في تصريح مثير للقرف والغثيان ويؤشر على سقوط قيمي وأخلاقي كبير، أعلن رئيس الوزراء الروسي ميدفيف أنه لادلائل حقيقية على قصف الطائرات الروسية لأهداف مدنية في المدن السورية! يقول هذا القول وهو يعلم علم اليقين أن وكالات أنباء العالم أجمع قد نشرت صور الخراب والدمار الكبير والموت الشامل الذي ضرب المدن السورية وقتل الآلاف من أبناء ذلك الشعب المنكوب، وصرع مئات الأطفال والنساء والشيوخ من الذين لاعلاقة لهم بداعش ولا ماعش ولا داحس!الروس يكذبون حتى الثمالة بعد أن تورطوا في سفك دماء الأبرياء، وهي مهمة إرهابية إجرامية أدمنوها منذ أيام القياصرة وصولا لأيام الشيوعيين وتطهيرات ستالين التي قتلت الملايين من أبناء روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى، كما أن للروس خبراتهم الإرهابية وتاريخهم في سحق الشعوب في جورجيا والشيشان وما مأساة العاصمة الشيشانية غروزني ببعيدة عن الأذهان! ولا ننسى عدوانهم على الشعب الأوكراني ولا حروبهم العدوانية ضد الشعب الفنلندي الصغير الذي لقنهم درسا قاسيا في الهزيمة، ولن ينسى التاريخ هزيمتهم المرة وجيفهم المتراكمة في جبال ووديان أفغانستان وما تكبدوه من خسائر هناك أطاحت بالستار الحديدي السوفياتي وأرسلته لمزبلة التاريخ! إن الروس ورثة القياصرة والسوفيات يرتكبون اليوم جريمة تاريخية عظمى بحق الشعب السوري وهي جريمة تختلف عن جرائم الماضي كونها موثقة بالصوت والصورة ويعرفها كل العالم، لكن رئيس الحكومة الموسكوفية المافيوزية وبخفة غريبة يرفض الإعتراف بالحقيقة العارية والمكشوفة للجميع، ويعتبر جثث أطفال السوريين المتراكمة مجرد أوهام وربما حرب إعلامية وهو بذلك ينتهج نفس المنهج الشيوعي المنقرض الذي كان يسبح في بحار الأكاذيب والذي تسبب في سقوط الإمبراطورية السوفياتية رغم أسنانها النووية وسلاحها الجبار. روسيا المافيوزية اليوم رغم وسائل الفتك والتدمير التي تمتلكها ليست باٌقوى من روسيا السوفياتية ولا أشد حصانة ومناعة بل العكس هوالصحيح، فالسير في طريق الإرهاب الدولي وقتل السوريين بالجملة والمفرق ومساعدة نظام فاشي إرهابي بشع يعبر عن هزيمة نفسية وأخلاقية كبرى سترتد نتائجها عليهم قريبا، ربما يستطيعون محو مدن وقرى سورية كاملة من الوجود، وربما يستأصلون الآلاف من السوريين الأحرار، ولكنهم في جميع الأحوال لن يتمكنوا أبدا من إعادة عقارب الساعة للوراء لما قبل يوم 15 مارس 2011 تاريخ إنطلاق الثورة السورية!

سيهزمون ورب الكعبة، وسيدفعون الأثمان مضاعفة، فما النصر إلا صبر ساعة، وقد صبر السوريون أكثر من نصف قرن، وفجروا ثورة يقاتلها اليوم جميع الأشرار في العالم وسينتصرون رغما عن أنوف الطغاة والقتلة والمجرمين وبوتين ورهطه وجمعه اللعين! من يرفض الإعتراف بجرائمه ضد الإنسانية اليوم لن يستطيع فعل ذلك غدا بكل تأكيد، فالثورة السورية منتصرة بإذن الله ونظام بشار يعيش تداعيات العد التنازلي لنهاية بشعة سيدفع النظام المجرم خلالها كل حساب السنين وعذاباتها دفعة واحدة، سيتمنون الموت ولن يروه! وكلما يزداد الإرهاب الروسي تجذرا وفاشية، كلما اقتربت ساعة الخلاص، لأن الانتقام من المدنيين تعبير فظ عن حالة إفلاس وفشل كارثي سيدفع الروس وحلفاءهم الإيرانيين القوى المتجحفلة معهم للإنسحاب خاسئين من مسرح التاريخ، فنصر الشعوب المظلومة حتمية تاريخية وعدالة آلهية لن يستطيع الطغاة والقتلة الوقوف بوجهها مهما امتلكوا من وسائل الدمار والتخريب والقتل الشامل، فالله متم لنوره، والإصرار الروسي على إنكار جرائمهم لن يغير من حقائق الميدان شيئا، فلا عودة أبدا لعقارب الساعة للوراء، ففي النهاية لايصح إلا الصحيح، وهاهي سورية تتحرر بالعزم والحزم العربي السعودي الذي قلب الموائد على أعداء الشعوب والقتلة. سورية تتحرر رغم أنف الروس وحلفائهم من شذاذ الآفاق… والله أكبر على الطغاة والمجرمين وقتلة الشعوب.

 

أكراد وخرائط

غسان شربل/الحياة/15 شباط/16

بدأ الفصل الجديد من حياة الأكراد في الشرق الأوسط بـ «زيارة سرية» وقرار باغتنام «الفرصة التاريخية». كانت الزيارة من قماشة ما يُعرف في عالم الأجهزة الأمنية بـ «زيارة سرية». لا خبر ولا صورة ولا دليل ولا أثر. لا تأشيرة دخول ولا تأشيرة خروج. لا اسم في مقر الإقامة. ولا قدرة للإعلام على رصد ما يجري.

كان ذلك في ربيع 2002. في إطار من السرية الكاملة دعت وكالة الاستخبارات الأميركية زعيمي الأكراد في العراق جلال طالباني ومسعود بارزاني إلى زيارة حساسة لإبلاغهما «أمراً شديد الأهمية» وشددت على إحاطة الرحلة بستار كامل من الكتمان. تمنت أيضاً ألا يصطحبا غير نفر قليل من المساعدين الموثوقين.

في مطار فرانكفورت انتظرت طائرة طالباني وبارزاني وثلاثة من معاونيهما. انتهت الرحلة في «المزرعة» أي المعسكر السري لـ «سي آي أيه» في لانغلي مقر الوكالة قرب واشنطن. لم يكن اللقاء بروتوكولياً ولم تُحدد أي مواعيد مع كبار المسؤولين لمنع الإعلام من التقاط ما يُخطط. اقتصر الحضور من الجانب الأميركي على مسؤولين فاعلين من البيت الأبيض والخارجية والدفاع والاستخبارات. كانت الرسالة الأميركية واضحة. الأمر لا يتعلق هذه المرة بمناورة أو تهديد. الحرب آتية وستقتلع نظام صدام حسين.

لم تكن القصة بسيطة على الإطلاق. طالباني تربطه علاقات قوية بإيران التي تعتبر أميركا «الشيطان الأكبر». وبارزاني دائم الشكوك بالوعود الأميركية ولم ينس «الدور القذر» الذي لعبه هنري كيسنجر في اتفاق الجزائر بين الشاه وصدام حسين والذي تحول نكبة للثورة الكردية في السبعينات.

وعلى رغم المخاوف والشكوك وما يكتنف علاقتهما من مرارات ومنافسات اعتبر الزعيمان أن على الأكراد عدم إضاعة «فرصة تاريخية». اتفقا على رهن أي تعاون مع الأطراف الأخرى في المعارضة بموافقتها على قيام عراق فيديرالي، وهكذا ولد إقليم كردستان العراق في دستور عراق ما بعد صدام. كانت الزيارة السرية الشرارة التي أيقظت رغبة الأكراد في ترجمة حلم قديم. بل عشرة أعوام ذهبت لإجراء حوار مع رئيس الإقليم. لفتني وجود علمين يرفرفان فوق المبنى: علم العراق وعلم الإقليم. رأيت بارزاني مرتاحاً فقد حقق ما تعذر على والده الملا مصطفى تحقيقه. شعرت أن فصلاً جديداً في قصة الأكراد قد بدأ. وأن الكردي في تركيا وسورية وإيران سيقول لماذا لا يحق لي أيضاً أن أقيم تحت علمين. لدى اندلاع الحريق السوري شعر أكراد سورية أن الفرصة التاريخية قد جاءت. إصرار «داعش» على استهدافهم وفر لهم تعاطفاً دولياً غير مسبوق. معركة كوباني (عين العرب) أعطت شرعية لوجودهم العسكري وتطلعاتهم. التعاطف الأميركي معهم ليس سراً. وموسكو وافقت على افتتاح ممثلية لهم. كلامهم اليوم صار واضحاً وقاطعاً. «لا عودة إلى سورية القديمة. سورية الجديدة يجب أن تكون الجمهورية السورية فقط أي ديموقراطية واتحادية ولا هيمنة فيها لأي مكون». هدت الشهور الماضية يقظة الحلم لدى أكراد تركيا. مدن وبلدات تصر على الإدارة الذاتية وتقاوم محاولات الجيش إخضاعها. لماذا لا يحق للكردي التركي ما يحق للكردي السوري؟ ومن يدري فقد نسمع السؤال نفسه لاحقاً من أكراد إيران. لم يسبق لرجب طيب أردوغان أن شعر بالقلق الذي يساوره اليوم. يشعر بالندم لأن حزبه رفض السماح للقوات الأميركية باستخدام الأراضي التركية لإسقاط صدام. هذا الموقف أتاح لأكراد العراق انتهاز الفرصة. لم يعد الأمر الآن يتعلق فقط بمستقبل سورية والتوازنات فيها وحولها بل صار يتناول مستقبل تركيا نفسها. كل الخيارات صعبة وخطرة. يقلبها بين يديه كمن يلعب بالقنابل. لم يحرك العالم ساكناً حيال تدخل إيران الميداني في سورية. العالم نفسه يطالب تركيا بالامتناع عن أي تدخل. لا باراك أوباما يريد. ولا حلف شمال الأطلسي يرغب. ولا قرار مجلس الأمن يتيح. وقاذفات فلاديمير بوتين تكسر ظهر المعارضة وتتحين الفرصة لإذلال تركيا. عدم التدخل قد يسهل انتقال النار إلى الدار. التدخل بلا مظلة يعني المجازفة بإقامة طويلة في الحريق الكبير. يتابع أردوغان التطورات ويرجع متوتراً. كأن القرن الحالي يعتذر من الأكراد عما ارتكبه بحقهم القرن الماضي. قبل مئة عام رسمت الخرائط في غياب الأكراد وعلى حسابهم. توزعوا أقليات مقهورة في أربع خرائط. وتنافست حكومات أربعة بلدان في محاولات طمس هويتهم ومصادرة حقوقهم. الآن على الخرائط أن تأخذ تطلعات الأكراد في الاعتبار إذا أرادت الاستقرار وتفادي النزاعات التي لا تنتهي. نه المخاض الدموي الطويل. القصف التركي لمواقع كردية داخل الأراضي السورية يكشف حجم المخاوف التي تراود أنقرة. يشعر السلطان أن القيصر يحاول التلاعب بوحدة تركيا نفسها على رغم إقامتها تحت قبعة الأطلسي. إذا اختار السلطان قلب الطاولة سنشهد أهوالاً جديدة في حياة الشرق الأوسط الرهيب.

 

سياسة التوازن في الكويت على إصبع قدم واحدة!

 جورج سمعان/الحياة/15 شباط/16

تقيم الكويت في جغرافيا معقدة. يحكم مواقفها وسياستها موقع جيوستراتيجي على خط تماس حار يزداد سخونة. فتبدو من بعيد كأنها لا تقف على ساق واحدة، بل على إصبع قدم واحدة. لن تسقط وإن لاح أنها تشارف على السقوط. لا تعتمد الحياد أو سياسة النأي بالنفس كما يتراءى لبعضهم. بل تحرص على مراعاة التوازن في الداخل والخارج. ولا ضير إن رتب عليها هذا الحرص شيئاً من البرودة مع هذا الطرف أو ذاك. ترى إلى هذا خيراً لها من اندفاع قد ينعكس سلباً، ويخلف نتائج لا قدرة لها على تحملها. فهي تراقب بخوف وحذر النيران المستعرة حولها في الإقليم، في ظل ظروف وأخطار قل نظيرها تنذر بحرب عالمية لا تبقي ولا تذر. وهاجسها الأول الأمن وسبل حماية جبهتها الداخلية. وتخوض، في الوقت عينه، تجربة لم تألفها من قبل: البحث المحموم عن ثقافة اقتصادية ومالية وضرائبية جديدة تقيها آثار التقلبات في أسعار النفط وتحافظ على الأمن الاجتماعي في هذه الظروف الدقيقة.

لا تساوم الكويت على عضويتها في مجلس التعاون لدول الخليج. ولا تتساهل في التزاماتها عضواً فاعلاً. ولا يغيب عن ذاكرة مواطنيها، وهم يحتفلون بعد أيام بالذكرى الخامسة والعشرين لعيد التحرير، ما قدم أشقاؤهم في المجلس، إلى جانب معظم العرب الآخرين والعالم، أثناء الغزو العراقي بلادَهم وخلال معركة التحرير. لكن خريطتها الديموغرافية الداخلية لا تسمح بسياسات جذرية أو مواقف راديكالية. ولا يمكنها المساهمة في شد حبل التوتر على وقع ما يجري في المنطقة. هناك كتلة وازنة تعلي الصوت في مواجهة إيران واندفاعها في أكثر من بلد عربي. وفي المقابل أقلية، أياً كانت نسبتها، لا تخفي مشاعرها القريبة من الجمهورية الإسلامية. إلى هذا الواقع الشعبي والاجتماعي يحسب الحكم حساباً دقيقاً لموقع البلاد على خط التماس البحري مع الجار الشرقي، والبري مع الجار العراقي شمالاً. وتعرف مدى التماهي بين موقفي الجارين وحضور طهران الطاغي في بغداد. وتكاد حال الكويت تشبه حال أوروبا الغربية أيام الحرب الباردة بين الجبارين. تقيم على تخوم المواجهة وحدودها إذا تصاعد التوتر الإقليمي وانفجر. ستكون من أبرز الساحات.

ولكن، إزاء هذه الحسابات، لا تتهاون الكويت حيال الأمن. لا مجال للمساومة والموازنة. لم تتردد الأجهزة الأمنية والقضائية في معالجة صارمة لـ «خلية العبدلي». وأبعد من الاستقرار المحلي، لم تلق إيران تجاوباً من جارتها الغربية عندما تمنت على أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح التوسط بينها وبين المملكة العربية السعودية. كيف تتوسط وهي أيضاً لها اعتراضاتها على تدخلات طهران في أكثر من بلد عربي؟ بل استدعت الحكومة سفيرها من طهران تعبيراً عن تضامنها مع الرياض التي تعرضت سفارتها وقنصليتها للحرق والتخريب. وعندما استدعى الأمر المساهمة في «عاصفة الحزم»، لم تتردد في إرسال طائرات وآليات مدرعة وجنوداً للمرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة والمشاركة في ردع تدخلات الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح عبر هذه الحدود. لم تنخرط في الميدان العسكري داخل اليمن. موقف دفاعي يمليه عليها ميثاق مجلس التعاون، فضلاً عن «دَين» سعودي أيام الغزو. أما في الأزمة السورية فموقفها مختلف. منذ البداية عبرت، عن موقف محايد، أو آثرت الابتعاد تاركة للسوريين أن يحلوا قضيتهم من دون أي تدخل. لكنها عوضت ذلك، كعادتها، بانخراطها في المجال الإنساني ومعالجة نتائج الحرب. واستضافت المؤتمرين الأول والثاني للمانحين لرفع المعاناة عن النازحين في الداخل السوري وفي دول الجوار.

هذا التوازن في قياس الكويت سياستها جنّبها ارتدادات زلازل الصراع المذهبي والحروب الأهلية في المنطقة، وإن لم يوفرها الإرهاب كغيرها من الدول في الجوار القريب والبعيد. وليس هذا التحدي الوحيد الذي يلقي بثقله على الساحة الداخلية. هناك تدني أسعار النفط التي دفعت الحكومة ومجلس الأمة وكل الهيئات الاقتصادية والمالية إلى التحرك لمعالجة العجز في الموازنة العامة. لم تعد اللعبة السياسية التقليدية ومشاحناتها، والتي أدت في السنوات الأخيرة إلى مجلس النواب أكثر من مرة، هي الطاغية. هي تحت الرماد أو في إجازة. لا تسمح الظروف الضاغطة بترف العودة إلى الصراع المكشوف على مختلف الصعد، في أوساط النخبة الحاكمة التي تبحث عن دورها في المسقبل، أو في الوسط السياسي بين المعارضة والحكومة، على جاري العادة. علماً أن التفاهم والتنسيق بين السلطتين التنفيذية والاشتراعية ساعدا على تحريك عجلة عدد من المشاريع. ويتوقع أن يترجما بالتوافق على خطة لإعادة النظر في سياسة «الدعوم» للمحروقات والكهرباء والمياه والطبابة في الخارج وغير ذلك من خدمات. إنها فرصة نادرة بعد عقود من اعتماد المواطن والمقيم على الدعم الرسمي الذي جعل فئة من العامة تعتقد، في ظل الأزمة الحالية لتمويل العجز، بأن «رفاه المواطن» جزء من مسؤولية الحكم نص عليها الدستور!

تدني أسعار النفط مناسبة لنقلة نوعية وسياسة إصلاح واسعة وشاملة في مجالات الاقتصاد والمال وخطط التنمية، كما عبر وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود. ودعا إلى ثقافة جديدة بعد عقود ساد فيها مفهوم لدى المواطن والمقيم أن الخدمات كل الخدمات مجانية. رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك يعي أن حكومته في وضع لا تحسد عليه. لكنه مطمئن إلى التعاون مع النواب. فالكل يعي أن مهمة الإصلاح تحدٍّ شاق ولا حلول سحرية. ومجلس الأمة يطالب الحكومة بالقرار المناسب، كما عبر رئيسه مرزوق الغانم، وإلا اتجهت البلاد نحو الإفلاس. ولكن، كيف التوفيق بين ما يدعو إليه من قرارات «تحفظ دخل المواطن وجيبه»، وإجراءات الترشيد ورفع الدعوم، وهي وصفة ليست مرغوبة شعبياً في أي بلد؟ وزير المال نائب رئيس الوزراء أنس الصالح أكد أن التقشف لا مفر منه. ويكاد الكويتيون يجمعون على وجوب وقف اللجوء إلى صناديق الاحتياط، حماية لمصالحهم وتأمين الأجيال المقبلة. وحذرت غرفة التجارة والصناعة من استهلاك الاحتياطات لتمويل العجز لأن ذلك سيحرم البلد من دخل استثمارها ويزيد من العجز في السنوات المقبلة، ويجعل عملية الإصلاح أكثر عسراً وتكلفة. وحذرت الغرفة من خطورة التردد والتأخير في إعادة هيكلة الاقتصاد جذرياً بصرف النظر عن أسعار النفط. لقد ولت سنوات الرفاه والمرحلة تقتضي الترشيد والتقشف. لكن ثمة أصواتاً ترتفع منادية بأن معالجة الأزمة تبدأ بوقف الهدر في المرافق العامة قبل وقف الدعم عن المواطنين. أمير الدولة بدأ بديوانه فأمر بخفض موازنته. الرسالة واضحة لا تحتاج إلى شرح. جريدة «القبس» تحدثت بالخط العريض عن «تسونامي هدر يعصف بملياري دينار». وسألت: «ترفعون الرسوم فمتى توقفون الهدر والفساد؟». خطة الحكومة لمواجهة الأزمة موضوع نقاش بينها وبين مجلس الأمة الذي يتوقع أن يقر الإجراءات الجديدة مطلع الشهر المقبل. لكن هذا النقاش أضاف مادة جديدة إلى الجدل السياسي المحتدم في الديوانيات والمنابر الاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعي. وكانت أوساط معنية باستقرار البلاد تأمل بمبادرة تساعد على خفض الاستياء أو التوتر الذي قد يسود بعض الأوساط نتيجة توجه الكويت إلى وداع «دولة الرعاية» والرفاه المجاني. علماً أن الكويت ليست الأكثر تضرراً بين الدول من تدني أسعار النفط، ولديها خيارات كثيرة متاحة وبدائل ووسائل مفتوحة، وإن آلمت ذوي الدخل المحدود وصغار الموظفين. وإن قدمت مادة إلى بعض السياسيين من «منتهي الصلاحية» كما عبر مرزوق الغانم. ي أي حال، لا يغيب عن طبقة من المثقفين والسياسيين أن الفرصة ربما متاحة لمصالحة لتعميق الاستقرار، بعد سنوات من المواجهة بين أهل الحكم وفئة من المعارضة انتهت بسجن أحد رموزها مسلم البراك. يرى بعضهم أن أمير البلاد صبر طويلاً على خطاب سياسي غير معهود بنبرته، لكنه لا يعدم ميزة الحسم والشدة عندما تقتضي الأوضاع. وقد فعل. وهو يدرك جيداً أن موت السياسة في بلد حيوي مثل الكويت ليس في مصلحة الديموقراطية وتقاليد البلاد وعلاقاتها الاجتماعية. وكان بعضهم ينتظر مبادرة للعفو عن البراك وغيره. لكن ثمة إجراءات دفعت الأخير إلى التصلب. علماً أنه كان على المعارضة أن تدرك، قبل الوصول إلى ما وصل إليه الأمر، أن المغالاة والتصعيد جلبا لها أضراراً. فهل تتعظ؟ إلى تنفيس الاحتقان الداخلي، تبدو الحاجة ملحة إلى إصلاح سياسي لتهدئة التنافس وضبط الطموحات السياسية في وسط النخبة الحاكمة. وإلى عقد اجتماعي جديد يفتح الطريق أمام كل الفئات والطبقات للحفاظ على بلد صغير وسط منطقة عاصفة، فلا تبقى قلة من الكويتيين تعيش كأن البلاد التي اجتازت أكبر أزمة في تاريخها إبان الغزو، يمكن أن تتعرض لما هو أدهى وأخطر. التوازن في التعامل مع الخارج والداخل يجب تعزيزهما بالمصالحة والإصلاح السياسي والاقتصادي لتترجل الكويت عن إصبع قدم واحدة... وتقف على ساقين ثابتتين.

 

سباق نحو سورية في الأمر الواقع الجديد

 جميل مطر/الحياة/15 شباط/16

عادت تدق طبول الحرب العالمية الثالثة، حرب لا أحد مستعداً لها، ولا أحد يريدها، وإن نشبت فسيكون السبب هو هذه الفوضى العارمة في العلاقات بين الدول، إقليمية كانت أم دولية. التهديد الذي أطلقه رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف بينما يناقش وزراء دفاع الناتو فكرة التدخل في حرب سورية لا يجب أن يؤخذ إلا على أنه تحذير للغرب والعرب من أن الساحة السورية لم تعد تحتمل أجانب على الأرض أكثر مما هم فيها الآن، وأن إضافة جيوش جديدة تؤدي حتماً إلى أخطاء في حسابات القادة العسكريين، تؤدي بدورها إلى صدامات غير متوقعة ولا مطلوبة. الحرب العالمية يمكن أن تنشب بينما العالم إذا استمر تدهور الوضع في الشرق الأوسط على ما هو عليه، حالة حرب الجميع ضد الجميع، هذه العبارة التي وردت على لسان زعيم روسيا لا يجب أن نأخذها كإهانة للعرب، بقدر ما يجب أن نعتبرها تحذيراً من رئيس دولة عظمى إلى زعماء دول إقليمية بأن الفوضى الناشبة في الشرق الأوسط سوف تتسبب في تدمير ما حققته شعوب المنطقة من تنمية أو تقدم. تكشف تصريحات قادة روسيا والناتو والتصريحات الأخيرة لوزير دفاع أميركا عن أن مرحلة مهمة في الوفاق الروسي الغربي تكاد تصل إلى نهايتها. نذكر جيداً كيف تطورت العلاقات بين الغرب وروسيا في أعقاب نهاية الحرب الباردة. جاءت فترة تبادل فيها الطرفان إجراءات بناء الثقة، فلا حرب ولا تهديد بحرب ولا استعداد مكثف لها. تعهد الناتو بأن لا يقيم قواعد في دول أوروبية شرق خط انهار أودر/ نس/ دانوب، وتعهدت روسيا بعدم التدخل في شؤون هذه الدول، بمعنى آخر تعهد الطرفان الروسي والغربي بأن يكون التنافس على شرق أوروبا سلمياً وأن لا تسعى دول الناتو إلى إقامة علاقات تهدد أمن روسيا ومصالحها. ثم تغيرت الأوضاع في أوروبا كما في غيرها من أقاليم العالم، توقفت إجراءات بناء الثقة، استأنف الغرب محاولات جديدة لجذب دول شرق أوروبا للانضمام لمنظماته مثل الاتحاد الأوروبي وإقامة علاقات مع حلف الناتو، وعادت روسيا تضغط على هذه الدول وتتدخل في شؤونها بعد أن تأكدت من أن الغرب، وبالتحديد الولايات المتحدة، لم يتوقف عن التدخل. كذلك انتهت مرحلة الشفافية العسكرية بين الناتو وروسيا، وضعفت الثقة وتعددت التهديدات المتبادلة، وفي عام ٢٠٠٨ أعلنت روسيا وقف العمل باتفاقية الحد من الأسلحة التقليدية، وعادت تنظم مناورات عسكرية واسعة من دون استئذان مسبق من الناتو كما قضت الاتفاقية، هذه التطورات وغيرها عجلت بوقوع خلل في التوازن الاستراتيجي بين الغرب وروسيا، وبخاصة بعد أن أصبحت القوات الروسية أكثر قدرة على الحركة وأسرع في حشد القوات في شكل يسمح لروسيا بمفاجأة الغرب عسكرياً في أي مكان في شرق أوروبا قبل أن يجد الوقت اللازم لصد الهجوم المقبل من روسيا.

تصور كثيرون أنه في ظل التوتر القائم والمتصاعد بين روسيا والغرب، أن تخرج من اجتماعات الناتو الأخيرة في بروكسيل واجتماعات قادة الأمن والدفاع والسياسة والخارجية، خطط وبرامج تتمتع بالصدقية اللازمة لإقناع شعوب أوروبا الشرقية، وبخاصة دول البلطيق الثلاث وبولندة بجدية الناتو في استعادة الثقة والاطمئنان إلى القارة. خاب أمل من امتلك هذا التصور حين اكتشفوا أن قادة الناتو قرروا تكليف ثلاث سفن صغيرة مراقبة وتتبع المراكب والقوارب التي تحمل لاجئين من السواحل التركية إلى اليونان في بحر ايجة، والهدف هو كشف حقيقة وطبيعة التجارة في البشر. تقرر أيضاً، وهذا قرار مهم شكلاً، زيادة عدد قوات الناتو التي «تزور» دول شرق أوروبا وتقيم فيها فترات قصيرة بالتناوب. هذا القرار كان القصد منه توجيه إشارة إلى موسكو بأن الناتو غير مستعد بعد لتصعيد التوتر من طريق إقامة قواعد دائمة في تلك الدول، ولكنه تحت الضغط من جانب دول شرق أوروبا يجد نفسه مضطراً لرفع درجة استعداداته، كذلك انضمت أميركا إلى هذه الجهود المتواضعة بإعلان آشتون كلارك وزير دفاعها بأن بلاده سوف تضيف زيادة مالية محدودة في موازنتها المخصصة للإنفاق على قواتها في أوروبا، ولم يذكر أنه قرر زيادة عدد الجنود الأميركيين في أوروبا، وهو العدد الذي لا يتجاوز ٣٠٠٠٠ جندي بعد أن كان خلال الحرب الباردة يتجاوز ٣٠٠.٠٠٠. بمعنى آخر، وفي ظل حل التوتر الشديد من روسيا والناتو، لم تحاول إدارة أوباما إدخال تغير ولو بسيط في سياستها الدفاعية الدولية، بل على العكس أصرت على تأكيد استمرار خطة التهدئة في أوروبا والانسحاب المتدرج من المسؤوليات الأطلسية.

من المهم بمكان الاعتراف بأن الصراع على سورية، أو في سورية، بات يؤثر في العلاقات عند القمة الدولية بأكثر مما أثرت أزمة أوكرانيا. أوكرانيا، ساحة محرمة عسكرياً على الغرب بحكم التصاقها بروسيا، مثلها مثل غيرها من مساحات الجوار الروسي. أما سورية فساحة مختلفة. سورية ساحة مفتوحة لكل من شاء أن يدير فيها صراعات إقليمية أو دولية، ولكل من شاء أن ينشب فيها حرباً طائفية أو مذهبية أو أيديولوجية. الساحة في سورية تعج بالفعل بالمغامرين من كل جهة وتوجه. بات جائزاً لدول الإقليم، والدول الكبرى، أن تجند أو تؤجر ما شاءت من مرتزقة ودول محتاجة، لتتحارب في ما بينها شرط ألا تجر معها الدول الممولة والمخططة إلى ساحات القتال.

حتى أنه حين قررت الدول الكبرى تشكيل حلف عسكري من عشرات الدول لمحاربة «داعش»، لم تحاول دولة واحدة من هذه الدول النزول بقواتها إلى الأرض. استمرت الحرب بالقصف البحري واقتتال بين ميليشيات وحكومة دمشق مولتها بنفسها ومع أطراف خارجية أخرى. إلا أنه عند اللحظة التي أعلنت فيها دول بعينها عزمها انزال قوات برية على أرض سورية، ثم عندما خرج مسؤول في حلف الأطلسي يعلن عزم الحلف التدخل في الحرب، لم تسكت موسكو، وما كان يمكن أن تسكت. موسكو، كغيرها من العواصم التي أرسلت طائراتها إلى أجواء سورية بحجة محاربة «داعش»، لم تجعل «داعش» هدفها الوحيد، كان هدفها دعم نظام الحكم في دمشق تماماً كما كان لعواصم أخرى أهداف أخرى. تدرك موسكو أن ساعة الحسم بالنسبة إلى مستقبل سورية قد حانت، وهي أيضاً ساعة الحسم بالنسبة إلى لمكانة روسيا الدولية وساعة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط. خريطة تتضمن إعادة تعريفه وتحديد حدوده الخارجية والداخلية وتوزيع مناطق النفوذ فيه. الأمر المؤكد والواضح في أذهان صانعي السياسة في روسيا، أن موسكو يجب أن تكون «طرفاً مؤسساً» في بناء نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط، وأنها لا يجوز أن تضيع الفرصة لتثبيت مواقعها التي استثمرت فيها كثيراً، ولن تسمح لأطراف إقليمية أو دولية بأن تستغل الإرهاب، و»داعش» في شكل خاص، لإخراج روسيا من سورية والانفراد بصنع هوية جديدة لسورية، ومن خلال هذه الهوية السورية الجديدة صنع تعريف جديد للشرق الأوسط. ا أظن أن روسيا ستتراجع أو تتنازل عن أي مكسب إقليمي جنته من وراء حملتها «الجوية» في سورية، قد تكون في حاجة إلى فترة قصيرة أخرى، شهر مثلاً، لتفرض أمراً واقعاً جديداً في سورية، ومن خلاله تفرض مستقبلاً لها في الشرق الأوسط. الصراخ الصادر من أنقرة سواء بهدف تحفيز دول الاتحاد الأوروبي والناتو على تصعيد التدخل في سورية لن يجدي، ولن تجدي كذلك محاولات مقايضة اللاجئين السوريين المحتجزين لديها بموقف أوروبي وعالمي معادٍ للأكراد عموماً والسوريين بخاصة، ولن تجدي مشاعر المرارة الشديدة لدى حلفاء أميركا والمنطقة، وإن كشفتها عبارة أردوغان الشهيرة «واسألوا السعودية». فالواضح أن الناتو والدول الغربية منفردة ومنها أميركا، ليست مستعدة بالدرجة الكافية للانسياق وراء قوى إقليمية في مغامرة قد تفضي فعلاً إلى حرب عالمية ثالثة.

 

أي شرق أوسط جديد تطبخه الحروب:هل بتقاسم مناطق النفوذ أم بتقسيمه؟

 اميل خوري/النهار/15 شباط 2016

كثرت تكهنات المحللين السياسيين والديبلوماسيين واختلفت توقعاتهم حول أي شرق أوسط جديد سيقوم بعد كل ما يجري فيه: هل تقوم فيه دول تعتمد النظام الفيديرالي لتعذّر العودة إلى النظام الشمولي، أو حتى اعتماد النظام الديموقراطي مع صعوبة العودة الى التعايش بين مختلف الأديان والأعراق والاتنيات، أم تقوم فيه دول مذهبية وعرقية كحلٍ بات لا بد منه؟ ثمة من يقول إن استمرار الحروب الداخلية في عدد من دول المنطقة من دون التوصل الى وقفها لا بحل سياسي ولا بحل عسكري معناه أن تقسيم دول فيها آتٍ لا محالة، وقد لا يتم ذلك إلا بعد تدمير كامل كل دولة معرضة للتقسيم. ففي لبنان استمرّت الحرب 15 سنة، وعندما فشلت خطة تجزئته أو تقسيمه خدمة لاسرائيل أُخضع لوصاية سورية دامت 30 عاماً. وإذا كانت إسرائيل لم تربح تقسيم لبنان كما كانت تتوخّى فانها ربحت التخلّص من الفلسطينيين المسلحين فيه ومن عملياتهم الفدائية بنقلهم من لبنان إلى تونس. وإذا كانت الحرب في سوريا لم تحقق تقسيمها إلى الآن، وهو ما تتمناه اسرائيل، فقد تحقق تدمير جزء كبير منها لا قيامة لها منه إلا بعد سنوات طويلة، فتكون اسرائيل قد ارتاحت من همّ السلاح الكيميائي السوري. ولو أن الدول الكبرى تريد حلاً لسوريا لكانت اتفقت على هذا الحل وفرضته على جميع السوريين، موالين ومعارضين، ولم تلجأ إلى سياسة المماطلة والتسويف وإضاعة الوقت في جدل على تشكيل الوفود التي لها حق التفاوض، ولما كانت تبحث عن حل لمشكلة اللاجئين والنازحين السوريين الى دول الجوار ومنها الى دول الاغتراب بتوفير المساعدات اللازمة لهم ليبقوا حيث هم، بل كانت تعالج أسباب هذا اللجوء وليس نتائجه وعلى طريقة ذاك الحاكم الذي أقام مستشفى عند كوع خطر عوض أن يوسع الكوع ليمنع وقوع الحوادث فيه... ولو إن الدول الكبرى تريد حلاً في العراق لما استمرت الحروب السياسية والحزبية والمذهبية تواصل تدميره فترتاح اسرائيل من إمكان عودته دولة قوية بعدما دفعت ثمن ازدياد قوتها باسقاط نظام صدام حسين بتهمة أنه يمتلك أسلحة دمار شامل ثبت في ما بعد أن لا وجود لها، وهي حرب قد تستمر الى أن يتم تقسيم العراق. وفي انتظار ذلك تنعم اسرائيل بالراحة والاطمئنان. ولو أن الدول الكبرى كانت تريد حلاً في ليبيا لما تركت الحروب مستمرة فيها الى أن تصبح لا حل لها إلا بالتقسيم، بل كانت فرضت الحل بالقوة كما أسقطت نظام القذافي بالقوة. ولو أن الدول الكبرى تريد تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة لما كانت أصرّت على منع ايران من انتاج السلاح النووي، بل كانت خيّرت اسرائيل بين جعل ايران دولة نووية تتوازن معها بالقوة العسكرية فيتحقق توازن الرعب أو التسليم بتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، لا أن تعطي ايران ما تريد من دور ونفوذ في المنطقة في مقابل منع حصولها على السلاح النووي لجعل إسرائيل ترتاح وتطمئن الى أمنها وحتى الى جودها. الى ذلك، يمكن القول إن لا أحد يعرف حتى الآن أي صورة ستكون لعدد من دول المنطقة لمعرفة أي صورة ستكون للبنان: هل ستحصل تغييرات جغرافية تنعكس على لبنان، أم أن التغييرات ستكون في الأنظمة وداخل الحدود وليس في الحدود بحيث تكون شبيهة بنظام لبنان الذي يحقق التعايش بين المذاهب والاتنيات، أو بنظام آخر يقضي على هذا التعايش؟ وهل يظل القادة في لبنان ينتظرون تظهير صورة عدد من دول المنطقة ليعرفوا صورة لبنان، أم أنهم يجدون الفرصة سانحة لتأكيد اتفاقهم على تحييده عن صراعات المحاور لأنه السبيل الوحيد الذي يحمي وحدته الوطنية ويصون استقلاله وسيادته وحرية قراره، ولا يظلون منقسمين في مواقفهم بين شرق وغرب أو بين شرق وشرق وغرب وغرب ولبنان يعاني وأبناؤه يهاجرون أو يهجَّرون؟!

 

الثمن الذي يطلبه بوتين في سوريا

خيرالله خيرالله/العرب/15 شباط/16

ليس أكيدا أنّه يمكن فرض وقف لإطلاق النار في سوريا، خصوصا أن روسيا لا تزال تعتقد أن وقف النار لا يعني وقف قصفها لحلب والمناطق المحيطة بها. تستخدم روسيا حجة اسمها “داعش” للتهرّب من الاعتراف بأنّها جزء لا يتجزّأ من الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. يظلّ المطروح، في غياب وضوح ما اتفق في شأنه وزيرا الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأميركي جون كيري في ميونيخ، ما الذي تريده روسيا من خلال حملتها العسكرية في سوريا؟كلما مرّ يوم، يتبيّن أن هدف الحملة التي بدأت في أيلول ـ سبتمبر الماضي يتمثّل في المساهمة في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري ولا شيء آخر غير ذلك. عدم الوضوح لا يعني غياب الثمن الذي يطالب به فلاديمير بوتين. ما حقّقته الحملة الروسية إلى الآن، جعل قوات المعارضة المعتدلة في تراجع على جبهات عدة، خصوصا في منطقة حلب. فضلا عن ذلك، استطاع القصف الروسي تهجير عشرات آلاف السوريين وقطع خطوط الإمداد للثّوار.

يحصل ذلك في وقت ليس ما يشير إلى أن تركيا قادرة على مساعدة السوريين، خصوصا بعد التهديد الروسي بلعب الورقة الكردية. ترافق ذلك مع استعداد إيراني لحشد قوّات على الحدود التركية في حال إقدام الرئيس رجب طيب أردوغان على خطوة ما في اتجاه إقامة “منطقة آمنة” داخل الأراضي السورية يلجأ إليها الهاربون من جحيم حلب والمناطق المحيطة بها. اعتاد فلاديمير بوتين على سياسة هجومية، خصوصا أنّه لم يجد يوما من يقف في وجهه. وصل إلى الرئاسة خلفا لبوريس يلتسن بفضل هذه السياسة التي مارسها أوّلا في الشيشان أواخر العام 1999 وبداية العام 2000. ما تعرّضت له العاصمة الشيشانية، غروزني، في غضون ثلاثة أشهر، لم تتعرّض له أي مدينة في العالم، بما في ذلك مدن ألمانية، مثل دريسدن أو برلين، خلال الحرب العالمية الثانية. بنى بوتين كلّ حياته السياسية على غياب من يقف في وجهه. انتقل الآن إلى ممارسة هذه السياسة في سوريا بعد نجاحه في أوكرانيا. استطاع أن يفعل هناك ما يشاء بدءا بضمّ شبه جزيرة القرم. اكتشف الرئيس الروسي أن الأوروبيين لا يريدون أي مواجهة من أيّ نوع، وأن إدارة باراك أوباما تكتفي بالتصعيد الكلامي. عندما يتطلّب الوضع الإقدام على أفعال، كلّ ما تفعله واشنطن هو التلطي بالموقف الروسي من جهة، والسعي إلى إيجاد أعذار لتصرّفات فلاديمير بوتين بغض النظر عن الجرائم التي يرتكبها من جهة أخرى… بما في ذلك إسقاط طائرة ركّاب ماليزية في الأجواء الأوكرانية. اكتفى الأميركيون والأوروبيون بفرض عقوبات على روسيا بسبب ما فعلته في أوكرانيا. هذه العقوبات لم تمنع بوتين من الذهاب إلى سوريا، والإمساك بما يعتقد أنّه ورقة مساومة قويّة يستطيع استخدامها مع الغرب.

في الواقع، إن الورقة الأساسية التي يمسك بها الرئيس الروسي هي رأس بشّار الأسد. هل هناك من هو على استعداد لدفع الثمن الذي يطلبه الرئيس الروسي؟ كشف مؤتمر لندن للمانحين الذي خصص لجمع مساعدات للشعب السوري وللدول التي تؤوي لاجئين أو نازحين سوريين مدى العجز الأوروبي. تبرّعت ألمانيا وبريطانيا والنرويج بسخاء في المؤتمر بغية تغطية عجزها عن الإقدام على أي خطوة على الأرض. كانت أوروبا تتبرّع، فيما كانت الطائرات الروسية تشارك الميليشيات المذهبية التابعة لإيران و”شبيحة” بشّار الأسد في تهجير الشعب السوري من أرضه، وقتل النساء والأطفال وضرب قوات المعارضة المعتدلة!

في نهاية المطاف، هل هناك من يريد دخول لعبة بوتين، خصوصا أن الشرط الأول لوقف الحرب في سوريا هو الانتهاء رسميا من النظام القائم؟ بات معروفا أنّ لا وجود للنظام، ولو صوريا، من دون الدعم الروسي والإيراني. النظام انتهى، لكنّ واجهته لا تزال قائمة وترسل وفدا إلى جنيف للتفاوض مع المعارضة أو من أجل عدم التفاوض معها… عاجلا أم آجلا، سيكتشف فلاديمير بوتين أن سوريا ليست الشيشان. الشعب السوري ليس الشعب الشيشاني، من دون أن يعني ذلك أي تقليل من شأن الشيشان. لكنّ الواقع الشيشاني شيء، والواقع السوري شيء آخر، خصوصا الواقع الجغرافي.

برّر بوتين الحملة العسكرية في سوريا للمواطنين الروس بقوله إنّها لا تكلّف الخزانة أموالا إضافية. قال، بالحرف الواحد، إن الأموال المرصودة للتدريبات والمناورات العسكرية تصرف في هذه الحرب التي توفّر أفضل حقل تجارب للجيش الروسي! مثل هذا الكلام مخصّص للاستهلاك الداخلي في روسيا. هذا يفرض العودة إلى السؤال الأساسي: هل هناك من هو مستعد لدفع الثمن الذي يطلبه بوتين؟ من الصعب أن يكون هناك من هو مستعدّ لذلك، خصوصا أن الوقت لا يعمل لمصلحة روسيا ذات الاقتصاد الهشّ الذي يعتمد، أوّلا وأخيرا، على تصدير الغاز والنفط وأسعارهما. المؤسف أن ليس هناك من يستطيع تلبية مطالب بوتين الذي لا يستطيع بدوره التراجع. ليس هناك من هو مستعد لدفع الفاتورة الروسية التي تبدأ بالقرم وأوكرانيا، والقبول بالسيطرة على حقول الغاز في سوريا، ومنع تحوّل الأراضي السورية ممرا للغاز الآتي من الخليج والذي يمكن أن يجد له زبائن في أوروبا.

فوق ذلك كلّه، ليس هناك من يقبل رفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب سياستها في أوكرانيا. من يدفع ثمن الخروج من المأزق الذي أوقع فيه بوتين روسيا؟ الثمن يدفعه الشعب السوري الذي يجد نفسه في وضع فريد من نوعه. العالم كلّه متآمر عليه. روسيا لا تستطيع التراجع وإيران الحريصة على “حزب الله” تعرف أن خروجها من سوريا سيفقدها الجسر الذي تمرّ عبره إلى لبنان. أما الولايات المتحدة، فليس ما يمنعها من التفرّج، إلى ما لا نهاية، على قتل السوريين وتفتيت الكيان السوري. ما ينطبق على الإدارة الأميركية، ينطبق على إسرائيل التي تنسّق يوميا مع روسيا بعدما توصلت إلى التفاهمات المطلوبة معها. ألم يذهب بنيامين نتانياهو إلى موسكو للقاء بوتين عشية بدء الحرب الروسية على الشعب السوري؟ يبقى سؤال واحد: كم المدّة التي يحتاجها الاقتصاد الروسي ليكتشف بوتين أنّه في حاجة إلى إعادة النظر في الثمن الذي يطلبه، وأن لا مجال آخر أمامه غير التفاوض الجدّي على رأس بشّار؟

ليس بعيدا اليوم الذي سيجد الرئيس الروسي، ومعه إيران، أنّ لا خيار آخر غير التفاوض مع المملكة العربية السعودية ودول نفطية أخرى من أجل إيجاد طريقة لرفع أسعار النفط والغاز.هذا اليوم الذي قد يعود فيه الرئيس الروسي إلى رشده لا يبدو بعيدا. لذلك ليس صدفة الإعلان عن زيارة سيقوم بها لموسكو الشهر المقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز. يترافق الإعلان عن موعد الزيارة مع كلام كثير عن استعداد سعودي لخفض الإنتاج النفطي مليون برميل يوميا، على أن تفعل روسيا الشيء ذاته وذلك من دون المساس بحصة السعودية في السوق العالمية. الحصّة من السوق هي النقطة الأهمّ بالنسبة إلى الرياض، في وقت تعمل إيران على تحقيق اختراق في هذا المجال. هل هذه الخطوة الأولى على طريق إعادة فلاديمير بوتين النظر في الثمن الذي يريده من خلال تدخّله في سوريا… مع ما يعنيه ذلك من عودته إلى أرض الواقع؟