المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 شباط/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february19.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا

زَعَمُوا أَنَّهُم حُكَمَاء، فإِذَا بِهِم جُهَلاَء! وٱسْتَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ المُنَزَّهِ عَنِ الفَسَادِ بِشِبْهِ صُورَةِ إِنْسَانٍ فَاسِد، وطُيُورٍ وذَوَاتِ أَرْبَعٍ وزَحَّافَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني: الرئيس الحريري والدكتور جعجع للأسف استسلما لإرهاب حزب الله وتخليا عن ثورة الأرز/خلف أحمد الحبتور: أيها اللبنانيون…لا تستسلموا/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أيها اللبنانيون…لا تستسلموا/خلف أحمد الحبتور/السياسة

 «حزب الله» أنشأ سجوناً سرية في سورية لا سلطة للأسد عليها ومقتل 17 من الميليشيات الإيرانية في حماة وحلب

فتفت لـ»السياسة»: «حزب الله» تخلّى عن عروبته… وخطابه تسعير للفتنة والحريري متمسك بانتخاب رئيس مهما كلّف الأمر

مأتم لمارسلينو زاماطا في الاشرفية وريفي يعد بالاقتصاص من القتلة

جيروزاليم بوست”: نصرالله ينشغل في تصريحاته بالهجوم علينا وحزبه مشغول بالقتال في سوريا

فارس سعيد: ما بقي من 14 اذار روحها ومبادئها

ماذا تلقى الجنرال عون من هدايا في عيده الـ81/نسرين مرعب/جنوبية

فارس خشان: الحريري يفكر بمنع اسقاط لبنان

النفايات تثير غضب الكتائب العائد حزباً مطلبياً سامي الجميّل يراكم شكوكاً وتقارير عن التقصير/ايلي الحاج/النهار

حامل الرسائل الإيرانية/ أحمد الأسعد

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 شباط 2016

الحريري عرض الأوضاع مع زواره حماده: أتوقع أن تكون فرص فرنجيه الأقوى

بري استقبل دبور وأبرق الى السيسي معزيا بهيكل وغالي جونز: زيارة الوفد البرلماني اللبناني الى اميركا فرصة لتقوية العلاقات

لم تعد أميركا شيطاناً أكبر

مجلس الوزراء وافق على طلب تنفيذ مشروع تقاطع جل الديب سلام: المطامر الصحية حل بديل إذا سقط الترحيل

 المنظمات الشبابية: لإجراء الانتخابات الطلابية في اللبنانية وفق القانون النسبي

إرجاء محاكمة سماحة الى 23 الحالي بسبب وعكة صحية الهاشم: قانونيا لا يمكن احالة هذه القضية الى المجلس العدلي

صقر ادعى على 14 شخصا بينهم 5 موقوفين

السفير المصري زار جعجع: المصالحة المسيحية لمصلحة استقرار لبنان

الراعي عرض مع وفد الرابطة المارونية الحضور المسيحي في وظائف الدولة والتحضيرات لانتخابات الرابطة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ماروني: ترحيل النفايات متعثر والحل بالعودة الى المحارق

حوري: بوابة الحل تبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية

 زهرمان :الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس ستكون كسابقاتها

جلسة عمل بين الراعي والرابطة المارونية في بكركي

الراعي التقى وفدا من الاوقاف الايرانية محمدي:مسيحيو ايران يعيشون مع اخوتهم المسلمين في حال من الوحدة

الوفاء للمقاومة: للعودة الى المطامر الصحية المؤقتة والتفاوض مع اليونان وقبرص بشأن المنطقة الخالصة

أهالي جل الديب علقوا اعتصامهم بعد قرار مجلس الوزراء تأمين كامل تمويل بناء جسر

قاسم: ليفتح النواب المجلس ويشرعوا وأما الأمور الأخرى فلها وقتها

الانماء والاعمار: لم نوقع أي عقد يتعلق بترحيل النفايات ونتقيد بالبرنامج الزمني المحدد في قرار مجلس الوزراء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أنباء متضاربة عن ضربات إسرائيلية على موقع للنظام

500 مقاتل سوري غالبيتهم من «الإخوان» دخلوا من تركيا إلى أعزاز لمنع سقوطها/الحسكة: مقتل 15 مدنياً في غارات للتحالف

قمة مغربية – فرنسية تقر تعزيز التعاون الأمني ومكافحة التطرف

وصول سفينة حربية روسية تحمل صواريخ إلى ميناء طرطوس

تركيا تحمل أكراد سورية ونظام الأسد مسؤولية الاعتداء الإرهابي بسيارة مفخخة في أنقرة و28 قتيلاً بتفجير في العاصمة... ورفع التأهب في اسطنبول

7 آلاف قتيل و155 ألف جريح في 2015 في المراكز المدعومة من «أطباء بلا حدود»

حماس” تأمل فتح صفحة جديدة مع إيران وإسرائيل اعتقلت الشيخ رائد صلاح

أوباما سيزور كوبا في الاسابيع المقبلة

المقاتلات الكندية نفذت الغارة الأخيرة ضد داعش قرب بغداد

البابا غادر المكسيك في ختام زيارة تاريخية استمرت خمسة ايام

هولاند واردوغان يدعوان الى استئناف المفاوضات حول سوريا

 العربي الجديد : محور إسرائيلي ألماني لمواجهة المبادرة الفرنسية لحل الدولتين

الامم المتحدة تأمل ايصال مساعدات الى كل المناطق المحاصرة في سوريا خلال اسبوع

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اتفاق معراب يتجاوز الرئاسة ويؤسس لدولة وفق منطق الشراكة/ألين فرح/النهار

مرحلة طواها الزمن على عكس الذاكرة/الصحافي جوزف المتني/النهار

ليكون شوكة في خاصرة العرب/نديم قطيش /الشرق الأوسط

عندما يتجاهل نصرالله التقارير الداعمة للأسد/علي رباح/المستقبل

"حزب الله": عودة الحريري لن تحرك الملف الرئاسي/منير الربيع/المدن

نصرالله يسقط فتوى خامنئي/نديم قطيش/المدن

«مرشد الجمهورية» والهروب من الداخلي إلى الإقليمي/ربى كبّارة/المستقبل

الحريري ليس في وارد تغيير موقفه دعماً لعون التعطيل مجدداً في 2 آذار في مرمى المعطلين/روزانا بومنصف/النهار

ليس كل قوي مسيحيّاً يصير رئيساً بل كل قوي وطنيّاً ليستطيع أن يحكم/اميل خوري/النهار

مقاطعون وميثاقيون/نبيل بومنصف/النهار

نصرالله بين إيران وإسرائيل/أحمد عدنان /العرب

سعد الحريري.. البحث عن تسوية منخفضة تحت سقف مرتفع/محمد قواص/العرب

نفايات «بلاد الأرز» الحائرة/حسام عيتاني/الحياة

نووي نصرالله وعروبة سعد الحريري/شادي علاء الدين/العرب

الميكافيلية الحريرية في مفهوم الوفاء للحلف والحلفاء/عبدو شامي

لبنان الكبير أم لبنان سوريا المفيدة/أنطوان قربان/النهار

حقارة الحلف الروسي الإيراني الفاشي/داود البصري/السياسة

لا قيادة للامن الداخلي قبل تفعيل جهاز امن الدولة/سيمون أبو فاضل/الديار

نقاش صحي في الكويت محوره الترشيق/خيرالله خيرالله /العرب

من حقيبة النهار الديبلوماسية بوتين لن ينقذ الأسد ولا سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

توتر إيران إزاء أي مبادرة عربية/وليد شقير/الحياة

موسكو للعرب: إيران أول حلفائنا/راغدة درغام/الحياة

كثرة الملالي وتراجع الدين/أمير طاهري /الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا

"إنجيل القدّيس متّى18/من23حتى35/: "قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن. فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن. وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك. فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك. فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ. ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى. حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟! وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه.

هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

 

زَعَمُوا أَنَّهُم حُكَمَاء، فإِذَا بِهِم جُهَلاَء! وٱسْتَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ المُنَزَّهِ عَنِ الفَسَادِ بِشِبْهِ صُورَةِ إِنْسَانٍ فَاسِد، وطُيُورٍ وذَوَاتِ أَرْبَعٍ وزَحَّافَات

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة01/من18حتى25/: "يا إخوَتِي، إِنَّ غَضَبَ اللهِ يُعْلَنُ مِنَ السَّمَاءِ على كُلِّ كُفْرٍ وَظُلْمٍ يَفْعَلُهُ النَّاس، الَّذينَ يَحْبِسُونَ الحَقَّ في الظُّلْم؛ لأَنَّ مَا يُعْرَفُ عَنِ اللهِ ظَاهِرٌ لَهُم، فَٱللهُ أَظْهَرَهُ لَهُم؛ فَإِنَّ مَا لا يُرَى مِنَ الله مُنْذُ خَلْقِ العَالَم، أَيْ قُدْرَتَهُ الأَزَلِيَّةَ وأُلُوهَتَهُ، تُدْرِكُهَا العُقُولُ مِنْ خِلاَلِ مَخْلُوقَاتِهِ، لِذلِكَ فَإِنَّهُم لا عُذْرَ لَهُم؛ لأَنَّهُم، بِرَغْمِ مَعْرِفَتِهِم لله، مَا مَجَّدُوهُ ولا شَكَرُوهُ كَمَا يَلِيقُ بِالله، بَل تَاهُوا في أَفْكَارِهِم البَاطِلَة، وأَظْلَمَتْ قُلُوبُهُمُ الغَبِيَّة. زَعَمُوا أَنَّهُم حُكَمَاء، فإِذَا بِهِم جُهَلاَء! وٱسْتَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ المُنَزَّهِ عَنِ الفَسَادِ بِشِبْهِ صُورَةِ إِنْسَانٍ فَاسِد، وطُيُورٍ وذَوَاتِ أَرْبَعٍ وزَحَّافَات. لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ في شَهَوَاتِ قُلُوبِهِم إِلى النَّجَاسَة، تَحْقيرًا لأَجْسَادِهِم فيمَا بَيْنَهُم. هُمُ الَّذينَ أَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالكَذِب، فَٱتَّقوا المَخْلُوقَ وعَبَدُوهُ بَدَلَ الخَالِق، الَّذي هُوَ مُبَارَكٌ إِلى الدُّهُور. آمين."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني: الرئيس الحريري والدكتور جعجع للأسف استسلما لإرهاب حزب الله وتخليا عن ثورة الأرز/خلف أحمد الحبتور: أيها اللبنانيون…لا تستسلموا

الياس بجاني/18 شباط/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/18/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%AC/

الرئيس الحريري والدكتور جعجع للأسف استسلما لإرهاب حزب الله وتخليا عن ثورة الأرز

في الواقع مهما حاول كل من الدكتور جعجع والرئيس الحريري ومعهما كل من يعمل في حزبيهما تبرير فعلتهما الشنيعة بالخضوع لمبدأ مغلوط يقول أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون من 08 آذار، فإن ما أقدما عليه من تنازلات لا يمكن فهمه أو تفسيره بغير الإستسلام الكلي لإرهاب حزب الله والخضوع لإرادته والتنازل الطوعي عن كل مبادئ وقيم وتضحيات شهداء ثورة الأرز. الحرية لا تعني الإستسلام للشر والأشرار والمقاومة لا تعني القبول بمبدأ الإستسلام .

في أسفل مقالة لكاتب من الإمارات هو خلف أحمد الحبتور ينادينا نحن أبناء شعب لبنان العظيم أن لا نستسلم …وهذا ما يجب أن يقوم به كل حر من أهلنا وفي مقدمهم الدكتور جعجع والرئيس الحريري المطلوب منهما اليوم وليس غداً العودة عن ترشيع عون وفرنجية والإعتذار من لبنان واللبنانيين والشهداء وتأدية الكفارات عن فعلتهما الشنيعة.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

أيها اللبنانيون…لا تستسلموا

خلف أحمد الحبتور/السياسة/18 شباط/16

لقد أشاح المجتمع الدولي عينيه عن السيطرة الإيرانية على لبنان. ولم تلقَ المناشدات لمساعدة هذا البلد العربي من أجل التخلص من ميليشيا مسلّحة خاضعة للأوامر الإيرانية، آذاناً صاغية، لأن القوى العالمية تعتبر أن هذا البلد المتوسطي الصغير لا يتمتع بقدر كافٍ من الأهمية الستراتيجية بما يستدعي تدخلاً عسكرياً. وما يزيد الطين بلة أن «حزب الله» وإيران، الراعية الأكبر للإرهاب في العالم، شُطِبا من قائمة التهديد الاميركية. والآن فيما تتودّد الولايات المتحدة وأوروبا إلى إيران على حساب العالم العربي السنّي وميزان القوى في المنطقة، ليس مستغرباً أن يختار بعض القادة في قوى «14 آذار» المصالحة مع «حزب الله» من أجل وضع حد للجمود. لقد اصطدمت المفاوضات المستمرة منذ 19 شهراً من أجل انتخاب رئيس جديد، بحائط مسدود لأن «حزب الله» لا يقبل بأي مرشح غير متعاطف مع أجندته. الشهر الماضي، خاب ظنّي عندما رأيت رئيس الهيئة التنفيذية في حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، الذي لطالما كان عدواً لـ«حزب الله»، يستسلم عبر دعم ترشيح ميشال عون، حليف «حزب الله» والجزّار السوري بشار الأسد، لرئاسة الجمهورية، في حين يدعم رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري ترشيح سليمان فرنجية الموالي أيضاً للأسد.

لقد ارتكبا خطأ! اليوم الذي يختار فيه اللبنانيون العبودية ويفقدون إرادتهم باستعادة السيطرة على بلادهم سيكون اليوم الذي يُغرَز فيه سكّين في قلوب كل من يحبون لبنان، وأنا منهم. لا أريد أن أكون مجحفاً في الحكم عليهما. فجعجع والحريري يحبّان وطنهما، وأكثر ما يريدانه هو رؤيته حراً وأبياً، لكن في غياب المساعدة الفعلية والملموسة، يبدوان أشبه بمن يقارع طواحين الهواء. وصل الحريري اخيرا إلى لبنان بعد طول غياب، حيث شارك في تجمّع في ذكرى اغتيال والده. وقد قال مخاطباً الحشود: «لن نسمح لأحد بجر لبنان إلى خانة العداء للسعودية ولأشقائه العرب». أضاف: «لن يكون لبنان تحت أي ظرف من الظروف ولاية إيرانية. نحن عرب، وعرباً سنبقى». قبل عام، كانت هذه الكلمات القوية الوقع لتُعتبَر مجرد خطاب ملهِم من دون أي جوهر حقيقي. لكن الوضع مختلف الآن.

لقد تمت السيطرة على لبنان بالقوة، ووحدها القوة كفيلة بتحطيم النير الإيراني. إلى جانب «حزب الله»، القوة الأخرى الوحيدة هي الجيش اللبناني، لكن لسوء الحظ، لقد جرى اختراقه وهو ليس قادراً على النهوض بالمهمة. إلا أن الوضع لم يعد ميؤوساً منه على ضوء الصحوة العربية في وجه المخاطر التي تهدّد وجودنا.

أوجّه الرسالة الآتية إلى اللبنانيين الأخيار الذين يمقتون أن يُعامَلوا كأزلام خاضعين لإيران: لا تستسلموا. تحلّوا بالتفاؤل وكونوا أقوياء على الدوام. تأهّب، أيها الشعب اللبناني العظيم، المتمسّك بجذوره وثقافته العربية، والذي كان في ما مضى منارة لنا جميعاً، تأهّب إذاً لاستعادة السيطرة على بلادك! يجب أن يكون أبناء شمال لبنان الذين أثبتوا جدارتهم وأظهروا شجاعة كبيرة، مصدر إلهام لجميع الباقين. وأنتم، يا أهل بيروت، عليكم أن تقفوا في وجه الأزلام المأجورين لدى إيران والجبناء الذين نصّبوا أنفسهم قادة، والذي تخلّوا عن مبادئهم من أجل الجلوس على الكرسي وما يرافقه من ترف وبهرجة.

يلوح واقع جديد في الأفق. لقد تنبّهت الدول العربية ذات الأغلبية السنّية، وعلى رأسها السعودية، إلى الخطر الذي تمثّله إيران للمنطقة، وبدأت تتسلّم زمام المبادرة بنفسها، كما شهدنا في البحرين التي أعيد الاستقرار إليها بفضل التدخل السعودي- الإماراتي، وفي اليمن حيث شُنَّت عملية «عاصفة الحزم» لتطهير الأراضي العربية من الخونة والإرهابيين الموالين لإيران. الحرية في متناول يدَيك، وعندما تطرق بابك، كن مستعداً لاستقبالها والتمسّك بها.

تؤدّي المملكة العربية السعودية دورها القيادي المستحَق – بدعم من دول الخليج وتركيا ومصر وعدد كبير من الدول الأخرى – ليس فقط كمدافعة عن العقيدة الدينية إنما أيضاً عن البلدان الشقيقة. أنا ممتنٌّ للملك سلمان بن عبد العزيز على شجاعته وحسن هدايته، وأودّ أن أوجه التحية الى العاهل السعودي الذي منحنا ما يحملنا على رفع رؤوسنا عالياً من جديد – وأعتزّ كثيراً بأن بلادي، الإمارات العربية المتحدة، تقف إلى جانب المملكة العربية السعودية يداً واحدة وقلباً واحداً. الرياض التي تفرض وجودها بحزم أخيراً باتت تمسك بزمام القرار. ربما تخلّت إدارة أوباما عن مطالبتها برحيل الأسد، وذلك تحت تأثير الضغوط من موسكو، لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مصرّ على موقفه بأنه في حال فشلت محادثات السلام، يجب إزاحة الأسد «بالقوة». مجدداً، ربما اعتُبِر هذا الكلام مجرد تفكير بالتمني قبل بضعة أشهر، لكن الآن تبدو العزيمة السعودية واضحة مثل عين الشمس، مع التقارير عن إرسال المملكة قوات وطائرات حربية إلى قاعدة إنجرليك الجويّة التركية استعداداً لتنفيذ اجتياح بري قد يشارك فيه 150000 جندي. سوف تُشفى سورية من السرطانات المتعددة التي تعاني منها جرّاء جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، والفظائع الإرهابية، وممارسات المتطفلين المسلّحين الإيرانيين، كي يتمكّن ملايين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم للعيش بسلام. أنا من أشدّ المؤمنين بأنه ينبغي على اللبنانيين أن يستعدّوا لمستقبل أفضل، بعيداً من التأثير الإيراني. سوف تُحطَّم القيود التي تجرّ لبنان نحو القعر. وسوف يتم، عاجلاً وليس آجلاً، التحرر من نير «حزب الله» أو أي قوة احتلال أو قوة ترهيبية أخرى داخلية أو خارجية. تذكروا كلامي جيداً، سنرى قريباً أولئك الذين يُقال لهم زعماء في لبنان يغادرون البلاد هرباً من غضب الشعب لأنهم يبيعونه إلى قوة أجنبية طامعة. ويحدوني الأمل بأن أرى لبنان المتحرر من قبضة «حزب الله»، ينعم بالازدهار كما في الستينات ومطلع السبعينات من القرن الماضي عندما كان مستقلاً بكل ما للكلمة من معنى. أتوق إلى اليوم الذي ستتجلّى فيه الهوية اللبنانية الحقيقية التي سرقتها قوى خارجية، وذلك في مناخٍ من حرية التعبير. أرغب في أن أسير في شارع الحمرا وأنا أتنعّم بأجواء البهجة والمرح التي كانت تسود سابقاً في لبنان، من دون أن يكون هناك حاجة بعد الآن إلى المخبرين، قبل أن أتوجّه نحو دمشق لزيارة مرقد صلاح الدين الأيوبي، ومن ثم إلى حمص للصلاة عند ضريح خالد بن الوليد – وكلاهما من المحاربين الأكثر شجاعة في التاريخ العربي. هذا ليس حلماً مستحيلاً، بل سيتحوّل واقعاً في وقت قريب، شرط أن يحسن اللبنانيون الاختيار بين الخضوع لعصابة من الدمى الذين تحرّكهم إيران أو فرصة استعادة إرثهم العريق بمساعدة الدول الصديقة لهم.

 

«حزب الله» أنشأ سجوناً سرية في سورية لا سلطة للأسد عليها ومقتل 17 من الميليشيات الإيرانية في حماة وحلب

شباط 19/16/دمشق – وكالات: كشفت مصادر المعارضة السورية أن «حزب الله» اللبناني أنشأ سجوناً سرية في سورية لتعذيب معارضي النظام، مستغلاً نفوذه الواسع الذي استمده من نظام بشار الأسد بكل الطرق. وذكر موقع «السورية نت» الإلكتروني المعارض في تقرير، أن «حزب الله» شيد سجونه الخاصة، سيما في مناطق نفوذه الكبيرة كريف حمص وريف دمشق، مشيراً إلى أن أبرزها موجود في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق ومزارع الأمل بالقنيطرة والصنمين داخل الفرقة التاسعة في درعا، فيما أشهرها في منطقة تل كلخ، الذي يطلق عليه البعض اسم «الثقب الأصفر»، وآخرون اسم «سجن الحزب». ونشر الموقع شهادات تفيد أن خطورة معتقل «الثقب الأصفر» السري تكمن بأن من يدخل إليه يعتبر مفقوداً، ولا تفلح أي ضغوطات في إقناع ميليشيات الحزب بفك أسره، وإن كان مصدرها نظام الأسد نفسه. وأوضح أن الأرض السورية باتت مباحة لكل ميليشيات إيران الشيعية وأذرعها في المنطقة، فيما بدأ يعلو الامتعاض حتى من موالين للنظام من الطوائف الأخرى غير الشيعية. وأفادت تقارير إعلامية أن ريف حمص الغربي وسط سورية، بات يتحول إلى شبيه الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث تبسط الميليشيات نفوذها وسيطرتها على كامل مفاصل الحياة، «فتتدخل في كل شيء وأي شيء، في طرق التدريس وإدارة المشافي وحتى حفلات الزفاف». من جهة ثانية، قتل عنصر من «الحرس الثوري» الإيراني يدعى فخر الدين تقوي، بالإضافة إلى ثمانية أفغان من ميليشيات «فاطميون»، وثمانية باكستانيين من ميليشيات «زينبيون»، خلال معارك مختلفة ضد قوات المعارضة في ريف حماة وريف حلب الشمالي، شمال سورية. وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن تقوي، الذي ذهب متطوعاً إلى سورية، قتل خلال معارك ضد المعارضة، من دون أن تحدد مكان مصرعه، فيما نشرت وكالات إيرانية أسماء القتلى الأفغان، مشيرة إلى أنهم دفنوا في مدن إيرانية مختلفة، كملارد وکرج وبردسير کرمان و دليجان. أما بالنسبة للقتلى الباكستانيين، فذكرت وكالة «دفاع برس»، التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، أسماء أربعة منهم. سياسياً، دافع وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان عن التدخل الروسي في سورية، واستمرار قصف المدنيين واستهداف المعارضة المعتدلة. وقال دهقان في حديث لقناة «روسيا-24» التلفزيونية، حيث يزور موسكو حالياً، إن «تواجد روسيا بسورية أدى إلى تغيير توازن القوى، وبغض النظر عن العملية التي جرت وعن نتائجها، كانت للإجراءات الروسية بحد ذاتها نتائج إيجابية»، متجاهلاً قتل مئات المدنيين والتحذيرات الدولية لروسيا، بسبب فرط استخدام الأسلحة الفتاكة ضد المدنيين.

 

فتفت لـ»السياسة»: «حزب الله» تخلّى عن عروبته… وخطابه تسعير للفتنة والحريري متمسك بانتخاب رئيس مهما كلّف الأمر

شباط 19/16/يروت – «السياسة»: لا يبدو من المعطيات الراهنة، أن «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» في وارد التجاوب مع دعوات رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري لتأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ36 المقررة في 2 مارس المقبل، حيث كشفت معلومات لـ»السياسة» من أوساط رفيعة في تكتل «التغيير والإصلاح»، أن لا نصاب في الجلسة الرئاسية المقبلة، طالما أن لا توافق على انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وطالما أن هناك من لا يزال يعرقل وصول الرجل إلى قصر بعبدا، مشيرة إلى أن استمرار النائب سليمان فرنجية في المعركة الرئاسية لن يغير في الأمر شيئاً، فإما أن يعترف الجميع بأحقية عون بالرئاسة وإما لا رئيس، ما يعني أن الفراغ سيطول أكثر مما يتصور البعض. وفي هذا الإطار، اعتبر عضو «كتلة المستقبل» النيابية النائب أحمد فتفت، أن تجاهل الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله، في خطابه الأخير الثلاثاء الماضي، كلياً الوضع الداخلي والانتخابات الرئاسية، يعني أن القرار الإيراني وعند «حزب الله» يؤكد أن المصلحة اللبنانية ليست أولوية وبالتالي فإن التعطيل ما زال قائماً. وقال لـ»السياسة»، إن الرئيس الحريري والنائب فرنجية يعملان على تسوية لإدارة الأزمة وتمرير الوقت الصعب على لبنان، بالمحافظة على الدولة والناس، في موازاة تمسك كل طرف بحلفائه، نافياً ما ذكر عن جولات سيقوم بها وفد من «تيار المستقبل» على المرشحين للرئاسة. ودعا فتفت إلى عدم ربط تفعيل الحكومة بالاستحقاق الرئاسي، أي أن ينصب الاهتمام على الأداء الحكومي في مقابل استمرار الفراغ، لأن لذلك مخاطر ويفهم منه أن تفعيل العمل الحكومي وكأنه تعويض عن الرئاسة وهو ليس كذلك، لأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يبقى الأهم، مشدداً على أن «حزب الله» غير مهتم بالمصلحة الوطنية، بل إنه يدافع عن المصالح الإيرانية في المنطقة، لا بل إنه تخلى عن عروبته وأصبح يتحدث كلاماً يسعر الفتنة السنية-الشيعية ويعمد إلى قلب الحقائق في موضوع إسرائيل، في ظل تقاطع المصالح بين إسرائيل وإيران، «ولذلك لا أعتقد أن «حزب الله» يتأثر بأي ضغط داخلي للسير في الانتخابات الرئاسية، لأنه لا يحرج في كل ما يقوم به». وفي إطار لقاءاته، استقبل الحريري، أمس، النائب مروان حمادة الذي أشار إلى أن رئيس «المستقبل» أخرج الحركة السياسية من جمودها وفتح الأبواب لانتخاب الرئيس وانتظام عمل المؤسسات، مبدياً تفاؤله بمناخات ملائمة الأسبوع المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية. وقال إن جلسة 2 مارس المقبل، ستكون مفصلية لناحية الحضور الذي سيكون بمثابة إعلان نوايا. كما التقى الحريري السفيرين الكويتي والألماني عبد العال القناعي ومارتن هوس وسفيرة كندا ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وكان الحريري زار ليل أول من أمس، رئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر عين التينة، حيث أكد بعد الزيارة، ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية مهما كلّف الأمر، مشيراً إلى أنه لم يتكلم مع النائب فرنجية في مسألة توليه رئاسة الحكومة، لكنه لفت إلى أنه إذا طلب منه أن يتولى هذه الوظيفة فسيتولاها.

 

مأتم لمارسلينو زاماطا في الاشرفية وريفي يعد بالاقتصاص من القتلة

النهار/19 شباط 2016/ودعت عائلة زاماطا واهالي الاشرفية، ضحية "الزعران والامن الفالت" مارسلينو الذي فارق الحياة اثر تعرضه للاعتداء والهجوم من شخصين كانا على متن دراجة نارية صغيرة الحجم في ساحة ساسين في الاشرفية، حين أقدم أحدهما على تسديد طعنات من سكين الى مارسلينو. ونقل الجثمان من مستشفى رزق في اتجاه مطرانية الروم الكاثوليك في المتحف للصلاة عن روحه، في موكب مهيب ترافق مع اطلاق مئات الاسهم النارية والمفرقعات التي سمعت اصداؤها في أرجاء العاصمة. وصدر عن وزير العدل أشرف ريفي البيان الآتي: "لوالد مارسيلينو زاماطا وأهله أقول كما قلت لزوجة جورج الريف: كوالد يتحسس معاناة الأهل جراء خسارة أبنائهم وهم يقتلون غدرا وظلما على يد المجرمين وقطاع الطرق، وكمؤتمن على العدالة، ومن موقع المسؤولية والواجب القانوني والأخلاقي والوطني، مع أن شيئا لا يعوض الخسارة الكبيرة، أعدهم بالاقتصاص من القتلة على قدر فظاعة الجريمة التي ارتكبوها".

 

“جيروزاليم بوست”: نصرالله ينشغل في تصريحاته بالهجوم علينا وحزبه مشغول بالقتال في سوريا

وكالات/١٨ شباط ٢٠١٦/علّقت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، على خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي ألقاه الثلاثاء أمام أنصاره، وهاجم فيه إسرائيل، وقالت إنه “ينشغل في تصريحاته بالهجوم علينا على الرغم من أن حزبه مشغول في القتال في سوريا”. وأضافت أن سبب ذلك يعود إلى أنه “يسعى إلى حشد التأييد الشيعي وراءه، ومحاولة منه لتحسين صورة الحزب الباهتة في العالم العربي السني”. وأكدت أن ذلك يعلل خطاب حسن نصر الله المعادي لإسرائيل، مشيرة إلى أنه يحاول أن يظهر حزب الله على أنه الطرف الوحيد الذي يقف في وجه إسرائيل، وليس العرب السنة.

 

فارس سعيد: ما بقي من 14 اذار روحها ومبادئها

الجديد/١٨ شباط ٢٠١٦/ رأى منسق الامانة العامة لـ"قوى 14 اذار" فارس سعيد أن ما بقي من 14 اذار هو روح 14 اذار والمبادئ التي شكلت المساحة المشتركة بين كل قوى 14 اذار وجمهور 14 اذار. وقال، في حديث إلى محطة "الجديد": "في اليوميات السياسية، القوى السياسية داخل 14 اذار قد تتباين مع بعضها البعض وفقا للعبة النفوذ والسلطة. الا ان هذه القوى لا تزال بالخيارات الاساسية في 14 اذار". وجدد التأكيد ان هناك ثلاثة خيارات اساسية لدى قوى 14 آذار، هي: خيار اتفاق الطائف والعيش المشترك في لبنان، ثانيا التزام الخيار العربي في وجه تمدد النفوذ الايراني في المنطقة وليس فقط في لبنان، وثالثا خيار الثورة السورية في وجه النظام السوري". واعتبر أن "عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان ليست لها صفة ادارية او تنظيمية، بل صفة رمزية بوجود جانب من الذي يمثل رمزيا وحدة هذا البلد".

 

ماذا تلقى الجنرال عون من هدايا في عيده الـ81؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 19 فبراير، 2016

اليوم لم يكن عادياً في الرابية فعائلة الجنرال منهمكة في عيده، شانتال تسأل جبران "شو منهدي بيي"، فيجيبها الصهر المدلل "حبيبتي بيك بدو بعبدا من وين بجبله بعبدا"... أما كلودين فتهمس لروكز “يا شامل ما فينا نجيبله متل كرسي بعبدا وقتية”، ليبتسم العميد منكتاً ” شو بدك الليلة بدل ما ناكل كاتو ناكل توووووووووت” الكل منذ ساعات الصباح منهمكاً، الزوجة ناديا والإبنة ميراي مشغولتان بتحضير قالب حلوى برتقالي، والكل في المنزل الكبير يعمل على التحضير والتزيين وعلى صفّ زجاجات النبيذ الفاخر ، فعلى كل المهام أن تنجز الليلة بدقة فالعماد عون لا يقبل الخطأ. عند الساعة الثانية دقّ باب الجنرال وبدأت المعايدات، أول هدية وصلت ممّن هي؟ من حليف تفاهم العشر سنوات حزب الله، هو غلاف صغير به صورة للقصر الجمهوري وبطاقة كتب عليها “بعيد ميلادك المية يا عون ان شا الله بتكون بعبدا… نحن معك” والتوقيع حزب الله. بعدها بأقل من ساعة دقّ الباب ثانية، وهذه المرة الطرد من معراب، وكان عبارة عن صورة للحريري وفرنجية معاً ورسالة مضمونها “بعيد ميلادك المية بس تقنعهم أنا عوعدي وبنتخبك… حبيبك جعجع” عند الساعة الخامسة وصلت ثلاث رسائل معايدات، الأولى من بري وهو طرد به رصاصة واحدة ورسالة صغيرة محتواها” بديش انتخبك لو حطوا الفرد براسي بس عقبال المية” الثانية من فرنجية و تتضمن الحروف الأبجدية ومحتواها ” رجاع للباء ليكون في ألف، والي عمره 50 بيجي رئيس بال70 قبل الي عمره 81 … تعيش وتاخد بعبدا” آخر الرسائل والثالثة هي من الحريري، تباطأ الجنرال بفتحها لربما ظنّ بها تنازلاً له و صكّ بيع لمنصب الرئاسة، غير أنّها تضمنت الصورة التي التقطت بـ 14 شباط وجملة مختصرة ” 14 آذار قوات ومستقبل، والحكيم رشحك بس انا مش رح جيبك، تعيش وتتحالف”. مزّق الجنرال عون الرسائل جميعها، همس لنفسه “مش رح خليهم ينكدوا عيدي” ارتدى البزّة البرتقالية وإنتظر تجمع العائلة، كل شيء تمّ تجهيزه، إنّها الساعة تشير إلى ما قبل المنتصف بدقيقة. لم يتسع القالب لواحد وثمانين شمعة تمّ الاكتفاء بالرقم وبشمعة واحدة، اقترب ميشال عون أغمض عينيه، هي الأمنية نفسها تمناها العام السابق والذي سبقه والذي سبق ما سبقه…. “بدي بعبدا … يا عدرا… يا شفيعي… يا مار مارون…. عطوني بعبدا” ثم أطفأ شمعته وأقل من لحظة والباب يدق. الجميع يتفاجأ، عون يقول لنفسه ” شو هالله هيدا استجبلي دغري” يصلّب يشكر، يأتي كنعان وهو من تولّى مبادرة رؤية القادم، وبيده ورقة، يسأله الجنرال “من مين يا برهوم”، ليجيبه ” هي من البيك” يقول ميشال عون لنفسه “جنبلاط الحل عند جنبلاط” يأخذ الرسالة بلهفة يفتحها عدة كلمات يقف صامتاً الغضب على وجهه ماذا قال له وليد بك؟؟

قال له “بس يجي صلاح الدين عبساط الريح انت عبعبدا بتجي رئيس”

 

خشان: الحريري يفكر بمنع اسقاط لبنان

الجديد/١٨ شباط ٢٠١٦/ أوضح الصحافي فارس خشان أنَّه عندما سمع الرئيس سعد الحريري "يقول هذا الكلام (في البيال)، انا كشخص معتاد على اسلوب الرئيس سعد الحريري وكيف يتحدث مع اقرب الحلفاء اليه الى ما هنالك، الرئيس الحريري عمليا يتحدث بهذه الطريقة بهذه المونة ولديه هذا النوع من اللطشات".

ورداً على سؤال في حديث الى محطة الجديد، عن الصورة التذكارية في البيال وكأنها رسالة مباشرة من الرئيس سعد الحريري الى الدكتور سمير جعجع، أجاب: "علينا ان نتفق ما هو المأخذ على الصورة تحديدا، وعلى اي نقطة في الصورة. وعلينا ان نتفق على الامر واذا كنت تتحدث عن برمة الظهر فيجب ان نضع الفيلم ونرى ان برمة الظهر هي لقطة من فيلم كامل وبالتالي الجميع داير ظهره الى الاخر لانه كانت اخر مشهد من الصورة".أضاف: "أما بالنسبة الى العلاقة بين الرئيس الجميل اوبين حزب الكتائب والرئيس سعد الحريري انا شخصيا من دون ان اكشف ولا سر ومن خلال مراقبتي لتطورات الامور وفق ما كانت تحصل على الاقل اخر17 شهر ، واخر 17 شهر عمليا في نوع من التفاهم الواضح بين حزب الكتائب وبين تيار المستقبل. وعمليا هم معا على طاولة الحوار وعمليا هم معا بالحكومة وعمليا هم بعد لقاء سليمان فرنجيه سعد الحريري مع حفظ الالقاب سامي الجميل اجتمع مع الرئيس الحريري مرتين والرئيس الجميل كان على تداول مع الرئيس الحريري". أما عن خيارات الرئيس سعد الحريري الجديدة في السياسة وهل يمكن ان تعيدكم الى لبنان؟ فقال: "ليس بالضرورة ان تعيدنا الى لبنان لان الرئيس سعد الحريري لا يفكر باعادتنا الى لبنان بل هو يفكر كما يقول وفق ادبياته ووفق الذي نحن نكتشفه وهو يتحدث معنا او نسمعه لاننا نعرفه ونعرف اندفاعاته ونعرف كلامه وهو يعمل خيرا لاعادة لبنان وعدم السماح باسقاط لبنان وهو لا يفكر لا بموضوع فارس خشان ولا بموضوع عقاب صقر ولا بموضوع سعد الحريري بل هو يفكر بمنع اسقاط لبنان اوبمنع اسقاط التيار الذي يمثله في لبنان". أضاف: "وهو يعتبر اننا اليوم نعيش ازمة وجود ولا نعيش ازمة سياسية وبالتالي علينا قدر المستطاع ان نخفف خطر لهذا الوجود، يكون هذا هو الخيار وايضا الدكتور جعجع اخذ نفس الخيار ولكن اخذه من ناحية ثانية من دون ان يذهب الى خيار سليمان فرنجيه ذهب الى خيار ميشال عون والاثنان سعد الحريري وجعجع يفكران بالاضطرار ولا احد من الطاقم السياسي في لبنان يفكر بالرفاهية او بالاصح او بالامثل او بالاحسن او بالاجدى بل يفكروا بهؤلاء المرشحين الذين هم مرشحين اضطرار". وتابع: "هناك قوة طاغية مثل "حزب الله"، قوة طاغية بالامن وبالعسكر وبالادارة وبمجلس النواب وقوة طاغية بالمثل غير الصالح و7 ايار نموذجا وهي تفرض شروطها عليك وهم يحاولوا وانا شخصيا فارس خشان لا يعجبني لا سليمان فرنجيه ولا مياشل عون كمرشحيين لكن انا لست ناخبا ولست صانعا للقرار ولست احد صناع القرار ولكن هم يفكروا في كيفية انقاذ الوضع".

 

النفايات تثير غضب الكتائب العائد حزباً مطلبياً سامي الجميّل يراكم شكوكاً وتقارير عن التقصير

 ايلي الحاج/النهار/19 شباط 2016

عندما انفجر غاضباً النائب الشاب رئيس الكتائب سامي الجميّل وهو خارج من جلسة الحوار الوطني بعد ظهر الأربعاء بسبب الفضيحة التي انتهت إليها محاولة تسفير النفايات المتراكمة منذ 7 أشهر إلى روسيا، كان قد استعاد اقتناعاً تكوّن لديه تدريجاً بأن "مافيا" متشعبة ولا تعوزها القحة تواظب على التلاعب بهذه القضية الخطيرة، غايتها الصريحة تحقيق أرباح بعشرات ملايين الدولارات، لا تكترث لحياة الناس وصحتهم، ولا لبيئة بلغ تلوثها الفضاء الخارجي، لا تكترث للبنان في وجوده. كان النائب الجميّل قرأ مانشيت "النهار" عن تزوير شركة "شينوك" مستندات روسية قدمتها إلى "مجلس الإنماء والإعمار" في اليوم الأخير الذي حددته الحكومة للشركة كي تثبت موافقة بلد المقصد على استقبال نفاياتنا في أرضه، أي يوم 9 شباط الماضي، وقرأ تصريحات مسؤولين روس معنيين بالقضية يؤكدون في وكالة أنباء رسمية (تاس) وغيرها أن تواقيعهم قد زوّرت، وأنهم لم يوافقوا وغير وارد أن يوافقوا كما تبين لاحقاً على "العرض" اللبناني. لكنّه على ما ذكرت مصادر كتائبية أراد التأكد من المسؤولين اللبنانيين مما حصل فعلاً، فأجرى سلسلة واسعة من الإتصالات واللقاءات شملت أيضاً خبراء في الملف تابعوه بتفاصيله الدقيقة، وذلك من قبل أن تندلع الأزمة بإقفال مطمر الناعمة في تموز 2015، وما كان يجب أن يُفاجأ المعنيون بإقفاله لكنهم لم يصدقوا تحذيرات رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والمهل التي أعطاها شهراً تلو شهر. تركوا الأزمة تتفاعل وتتجمع ولم يفعلوا شيئاً. حتى بعدما تراكمت النفايات جبالاً في الشوارع والأودية وتحت الجسور لم يفعلوا شيئاً. في حين كانت "المافيا" تخطط وتقدم خطة تلو خطة في موازاة خطط الحكومة لعلها تنفذ بالتلزيم في نهاية المطاف. مساعدو رئيس الكتائب يعدّون له تقارير يومية عن تطوّر هذه الأزمة. تقارير مفصلة عن عدد الذين أصيبوا بأمراض في الصدر وعوارض ضيق تنفس غريبة استدعت نقلهم إلى المستشفيات. عن امتلاء أسرة بعض المستشفيات وغرفها بمرضى يعانون بمعظمهم المعاناة نفسها بسبب تلوث رهيب يحمله الهواء، مع روائح كريهة باتت تغطي مناطق ذات كثافة سكنية عالية، روائح يشمها الواصل إلى لبنان فور أن يفتح باب الطائرة وإن كان موصولاً مباشرة إلى نفق المطار، روائح كريهة ترافقه إلى مقصده وإن بتفاوت بين محلة ومحلة. كل ذلك والسياسيون لاهون ويلهون الناس بالسياسة المجردة. أسبوع لأخبار باريس ولقاء الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية والحديث عن ترشيحه. أسبوع للقاء معراب وتأييد "القوات" للنائب ميشال عون مرشحاً للرئاسة. أسبوع لاحتفال "البيال" وتحركات الرئيس الحريري ولقاءاته سعياً وراء رئاسة تبتعد أكثر كلما أطل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطاب تلفزيوني. والمستشفيات تمتلئ.

التقارير المفصلة تعرض تقويماً يومياً للمعلومات المتوافرة عن المعالجة المستحيلة لأزمة النفايات والإتجاهات التي تسلكها ولا توصل إلى مكان. ليس عن عبث أن لا مكان محدداً قدمه أصحاب العروض والمبشرون بالترحيل. السنغال بل سييراليون بل الصومال، الكونغو وربما غانا أوغينيا، كل مرة كانت سلطات تلك الدول تنفي علمها وموافقتها عندما تتناهى إليها أخبار لبنان. الأرجح أن "المافيا" كانت تخطط لرمي أكداس النفايات الهائلة في بحر أو محيط ما. آخر همها الإتفاقات الدولية الحامية للبيئة البحرية وصيت لبنان. لكن أكثر دافع للغضب بحسب مصادر كتائبية أن كل ما حصل تعود أسبابه إلى عدم قيام "مجلس الإنماء والإعمار" بواجبه من زمن بعيد، من أيام إنشاء "سوكلين" وانطلاقها في عملها حتى اليوم مع تبيان أن المجلس لم يكتشف رغم دوائره القانونية حقيقة "شينوك" بل فضيحتها. ولهذه تتمة طويلة من الشكوك عند الكتائب الذي يبدو عائداً حزباً مطلبياً كما كان زمن النشأة، وسيتحرك بعد رفع الصوت.

 

حامل الرسائل الإيرانية

 أحمد الأسعد/الخميس 18 شباط 2016

بدا من الخطاب الأخير السيد حسن نصرالله أن لدى حزب الله إنشغالات إقليمية كثيرة لا تسمح له بتخصيص بعض الوقت لإنهاء الأزمة الداخلية المستمرة منذ سنة ونصف سنة. فالحزب منشغل هذه الأيام بإيصال الرسائل الإيرانية إلى السعودية وتركيا، بأن تدخلهما العسكري في سوريا سيؤدي إلى حرب إقليمية أو حتى عالمية.وطبعاً، يستمر الحزب منهمكاً بخوض المعارك في سوريا دفاعاً عن نظام الأسد. أما داخليا،ً فهو مرتاح لأنه مطمئن إلى أن من يواجهه فريق منقسم، متخاذل، وغير قادر على اتخاذ قرار جريء. لقد جاء خطاب السيد حسن ليبيّنكم أنّ لبنان لا يعني شيئاً بالنسبة للحزب، إلا بمقدار ما يخدم أجندة النظام الإيراني. فالحزب مكلّف بمهمة أكبر من لبنان، وهي مهمة تحقيق التوجعات والأهداف الإيرانية . مرة جديدة، ظهر حزب الله على حقيقته، وهو أنه الأداة الأولى للنظام الإيراني، والناطق باسمه، ومنفّذ سياساته، ومتعهد تحقيق حلمه ببناء امبراطوريّة في الشرق الأوسط. و"حزب الله" هو ساعي بريد النظام الإيراني، تارة يوصل الرسائل مختومة بالدم، وتارةبالشتائم والتهجمات والحملات. وهذه المرّة الرسالة موجّهة إلى الملكة العربية السعودية، وها هوالسيد حسن يقوم بدوره على أكمل وجه، فيسلّم هذه الرسالة  عبر واحد من خطاباته العظيمة... الحزب مرتاح في الداخل، لأن خصمه يقدّم له أثمن الخدمات، ولذلك يتفرغ الحزب لفتح المعارك العسكرية والسياسية مع  الدول الشقيقة والصديقة، ومعاداتها وتوجيه التهم إليها، والمزايدة عليها. من هنا، لم يكن غريباً على الإطلاق تجاهل السيد حسن تماماً دعوة الرئيس سعد الحريري للنزول إلى مجلس النواب وانتخاب واحد من المرشحين الثلاثة.والحزب يتجاهل أصلاً نداءات قسم كبير من اللبنانيين لترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها، من خلال الكفّ عن مقاطعة الجلسات، وانتخاب واحد من المرشحين الثلاثة. أما فريق 14 آذار، فمرتبك وحائر وعاجز، لا يتجرأ على تبني خيارات تقلق راحة حزب الله، وتعيد خلط الأوراق لإخراج البلد من دوامةالفراغ.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 شباط 2016

الخميس 18 شباط 2016

النهار

تشكو إحدى نقابات المهن الحرة مماطلة وزير معني في التصديق على نظامها الداخلي الجديد منذ أشهر.

نفى مسؤول إعلامي إيراني أن يكون لبلاده دور في التدخل المباشر في لبنان وقال: "هاتوا الأدلة والوثائق والاثباتات".

قال نائب مستقل إن التحالفات في الانتخابات البلدية والاختيارية تختلف عن تلك التي تتم في الانتخابات النيابية وبالتالي لا تعبّر عن تزايد شعبية الافرقاء او تناقصها.

هدّد العماد عون في مجلسه الخاص بوضع "فيتو" على ترؤس الحريري الحكومة المقبلة.

السفير

لوحظ أنه غداة بث برنامج تلفزيوني حكاية المواكب الباهضة الثمن، عمد أحد الوزراء الجدد إلى إخفاء موكب من 3 سيارات جديدة، ثمن الواحدة منها 150 الف دولار وذلك في مستودع البناء الذي يقطنه.

رجح مسؤول رسمي أن يكون تطيير صفقة ترحيل النفايات الى روسيا مرتبطا بتطيير عمولات بعض الوسطاء اللبنانيين والروس!

تسعى دولة خليجية لمعالجة مشكلة بين دولة عربية ودولة إقليمية بسبب الموقف من دور تنظيم إسلامي دولي وذلك تمهيداً لعقد مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في عاصمة الدولة الإقليمية.

المستقبل

يقال

إن ديبلوماسياً مخضرماً تساءل في مجلس خاص: "ما سرّ عدم تعرّض إيران لأي ضربة داعشية منذ ظهور التنظيم الإرهابي وحتى الآن، والذي يحصر ضرباته بالدول العربية السنّية المناوئة لطهران والنظام السوري؟".

اللواء

تردّد أن دولة كبرى، لها تأثير مباشر على الوضع في سوريا، تدعم وصول مرشّح من 8 آذار إلى بعبدا، ولن يمر بالتفاهم الثنائي..

نقل عن مسؤول إعلامي إقليمي قوله أن لبلاده مآخذ تعدّ ولا تحصى على رئيس دولة مصيره على بساط البحث..

ترددت معلومات عن صفقة تقف وراء الوصفة الموحدة، وتساءلت عمّا إذا كانت ستستمر إذا حصل تغيير حكومي؟

الجمهورية

لاحظت إحدى المرجعيات، أن معظم الوزراء الذين تتشاور معهم في ملف ميثاقي تريد معالجته، يتنصّلون من المسؤولية ويحاولون إلقاء التهمة على الجهة المقابلة وتبرئة وزاراتهم.

تتّجه بعض الشخصيات والأحزاب الى ترشيح شخصية دبلوماسيّة الى رئاسة الرابطة المارونية في حال أغلقت أبواب التوافق.

قال نائب في "14 آذار" إنّ تياره يُحاسَب الآن على أساس أنه يخالف إجماع داخل طائفة بدعم مرشّح رئاسي، بينما هذا الواقع لم يكن موجوداً عند القيام بهذه الخطوة.

البناء

قلّل قيادي في "قوى 14 آذار" من شأن دعوة الرئيس سعد الحريري الأمانة العامة للقوى المذكورة إلى إجراء مراجعة نقدية لواقع هذا الفريق، في ظلّ الخلافات المستحكمة بين أطرافه، والفشل الذي يُمنى به على المستوى السياسي، وأشار القيادي إلى "أن لا جدوى من هذا الأمر، إذ سبق أن حاولنا القيام بمثل هذه الخطوة، لكننا اصطدمنا بتشبّث كلّ حزب بمواقفه وإصراره على الاستمرار بأدائه المعتاد، وباءت كلّ المحاولات بالفشل"…

 

الحريري عرض الأوضاع مع زواره حماده: أتوقع أن تكون فرص فرنجيه الأقوى

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري صباح اليوم في "بيت الوسط" النائب مروان حماده الذي قال على الأثر: "خارج الزيارات الشخصية، هذا اللقاء مع الرئيس الحريري هو لتأكيد اعتزازنا بعودته، هذه العودة التي لم تكن ليتولى رئاسة مجلس الوزراء، ولكن تولى في قلوب اللبنانيين وفي الواقع السياسي اللبناني رئيس الحركة السياسية اللبنانية، وقد أخرج هذه الحركة من جمودها وفتح أبوابا في اتجاه انتخاب رئيس وانتظام المؤسسات بعودته ووجوده وبقاؤه معنا وبالطبع مشاركته في الثاني من آذار المقبل في جلسة المجلس النيابي، ستكون كلها بمثابة تحريك حقيقي لما نصبو إليه. وأنا متفائل بأن أوضاع المنطقة على سخونتها الحالية ستوفر خلال أسابيع قليلة، المناخات التي تأتي برئيس للبنان وبحكومة جديدة وبنهاية لهذه المأساة التي نعيش، في كل مشاكلنا السياسية والأمنية والاجتماعية، وطبعا الصحية".

سئل: إذا أنت متفائل بانتخاب رئيس قريبا؟

أجاب: "لا أضع كل الآمال في جلسة الثاني من آذار، لكنها ستكون مفصلية، والحضور فيها مفصلي، وهو إعلان نيات أساسي للرأي العام اللبناني وللعالم كله أن في لبنان من يريد فعلا الخروج من الأزمة والاهتمام بشؤون هذا البلد ووضعه في منأى مما يجري حوله".

سئل: هل سيكون الرئيس العتيد سليمان بك فرنجيه؟

أجاب: سليمان بك فرنجيه هو أحد المرشحين الثلاثة وسيقرر النواب في تأمين النصاب أولا واقتراعهم من سيكون الرئيس المقبل. أتوقع أن تكون فرص الوزير فرنجيه الأقوى، وهي كذلك حتى الآن، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك مرشحين آخرين، ونحن حتى الآن نؤيد زميلنا العزيز النائب هنري حلو، الذي هو بالطبع منفتح على كل التسويات الممكنة شرط أن تكون هذه التسويات ضامنة للوفاق اللبناني ولوحدة لبنان ومؤسساته وللخط الوطني اللبناني المستقل".

سئل: في حال بقي كل فريق على موقفه فلن يكون هناك رئيس للجمهورية في المدى المنظور، هل يمكن أن نشهد مبادرة من النائب وليد جنبلاط بدعم أحد المرشحين غير المرشح هنري حلو؟

أجاب: "وليد جنبلاط لم يكن يوما جامدا في حركته السياسية، وما أخذ عليه في أمكنة كثيرة هو بالنتيجة دليل على أن السياسة ليست جمودا بل حركة مستمرة، ولولا هذه الحركة، ولولا الحركة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري في السنة الماضية وتلك التي قبلها، بتسهيل تأليف الحكومة ثم بتسهيل فتح الحوار مع العماد عون ثم مع الوزير فرنجيه، كل ذلك يعني أن الجمود في السياسة ممنوع والتكيف ضروري".

السفيرة الكندية

وكان الحريري استقبل السفيرة الكندية ميشيل كامرون في حضور مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري وعرض معها الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

السفير الألماني

والتقى أيضا سفير المانيا مارتن هوث في حضور نادر الحريري.

بعد اللقاء قال هوث: "لقد كان اللقاء، وهو الاول مع الرئيس الحريري، جيدا، حيث كانت مناسبة لتقديم التعازي في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال والده، وكذلك مناسبة للاعراب عن تقدير المانيا لعودته الى لبنان في هذه المرحلة الدقيقة".

وأضاف: "تطرق اللقاء الى العديد من القضايا المحلية والاقليمية، بما في ذلك المأزق الرئاسي في لبنان، والعلاقة بين مختلف الأحزاب والفئات السياسية اللبنانية والوضع في سوريا والتوتر الحالي في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية".

وتابع: "تمنيت التوفيق للرئيس الحريري في جهوده للمساهمة في تخطي الازمة الحالية في لبنان، وفي هذا الصدد شددت على نظرتنا الى الوضع بأنه ينبغي تخطي المأزق الحالي من خلال تعاون جميع الاطراف والجهات المعنية على ذلك ووضع حل لبناني يعني "حل صنع في لبنان" من أجل السماح للدولة ومؤسساتها باستئناف دورها في خدمة المواطن اللبناني، وفي هذا الصدد، تدعو المانيا البرلمان اللبناني لأداء دوره على النحو المتوخى في الدستور والى الشروع في انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن. وأشرت ايضا الى ما نعتبره مصلحة مشتركة لكل من المانيا ولبنان الا وهو البحث عن سبل ووسائل لتحقيق قدر من التقارب بين المملكة العربية السعودية وايران، وأكدت في هذا المجال ان اي حل في لبنان يحظى بدعم هاتين الدولتين الاقليميتين الهامتين يمكن ان ينبثق منه اشارة ايجابية محتملة على الصعيد الاقليمي".

وختم: "أخيرا وضعت الرئيس الحريري بصورة الجهود الكبيرة التي تبذلها ألمانيا للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في لبنان".

السفير الكويتي

كذلك استقبل الحريري السفير الكويتي عبد العال القناعي في حضور السيد نادر الحريري، وكان عرض لمجمل التطورات والعلاقات بين البلدين.

إبراهيم

كذلك التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد.

معوض

ثم استقبل رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض وبحثا في آخر المستجدات.

رسالة

ووجه الحريري رسالة إلى وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان مارك آيرولت مهنئا إياه بمنصبه الجديد.

 

بري استقبل دبور وأبرق الى السيسي معزيا بهيكل وغالي جونز: زيارة الوفد البرلماني اللبناني الى اميركا فرصة لتقوية العلاقات

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، القائم بالاعمال سفارة الولايات المتحدة الاميركية السفير ريتشارد جونز، بحضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى البحث في الاوضاع الراهنة. وبعد اللقاء، قال جونز: "كان لقاء مثمرا للغاية مع الرئيس بري، وقد بحثنا في قضايا عديدة ذات الاهتمام المشترك وفي التطورات الراهنة والتعاون بين البلدين. وكانت فرصة للبحث في الزيارة التي سيقوم بها الوفد البرلماني اللبناني للولايات المتحدة، ونحن نرحب بهذا الوفد وهذه الزيارة التي تعتبر فرصة لتقوية العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة على المستوى الحكومي والشعبي، والاطلاع على التحديات التي تواجه لبنان". أضاف: "نحن نقدر ونحترم هذا الوفد البرلماني اللبناني الذي يمثل اعضاؤه كتلا نيابية سياسية من 8 و14 آذار، ونتطلع الى اجراء محادثات مثمرة حول الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية. وستشمل محادثات الوفد المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزينة وعددا من اعضاء الكونغرس الاميركي. ونحن نفهم اهتمام الوفد اللبناني بمناقشة مضاعفات تطبيق الولايات المتحدة لقانون منع تمويل حزب الله على لبنان. كما نرحب بهذه المحادثات ونتطلع الى مواصلة التعاون القوي بين بلدين ضد تمويل الارهاب. منذ فترة طويلة لم يزر مثل هذا الوفد البرلماني الولايات المتحدة، ونأمل ان تكون هذه الزيارة الاولى من سلسلة زيارات في الاسابيع والاشهر والسنوات المقبلة". وتابع: "كانت فرصة ايضا للبحث في موضوع الانتخابات البلدية في لبنان التي يجري التحضير لها. وأكدت لدولة الرئيس بري ان الولايات المتحدة تدعم جهوده وجهود الاخرين لتقوية وحماية الديمقراطية اللبنانية، وان اجراء هذه الانتخابات هو طريق مهم لتحقيق ذلك".

دبور

وكان بري استقبل ظهرا، سفير دولة فلسطين أشرف دبور، وعرض معه التطورات الراهنة والوضع الفلسطيني.

الاغا

وبعد الظهر، استقبل عضو اللجنة التنفيذية رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الاغا ودبور وأمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، وتناول الحديث موضوع وكالة "الانروا" وضرورة القيام بدورها وواجبها تجاه اللاجئين الفلسطينين، وكذلك التطورات على الساحتين الفلسطينية والعربية.

برقيات

على صعيد آخر، أبرق رئيس مجلس النواب الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معزيا بوفاة الاعلامي الكبير محمد حسنين هيكل، وجاء في البرقية: "بإسمي وبإسم مجلس النواب اللبناني نقدم لسيادتكم ولجمورية مصر العربية أحر التعازي بخسارة الهرم الاعلامي الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل، الذي عايش المراحل والتحولات الكبيرة في المنطقة منذ نكبة فلسطين الى ثورة يوليو الى ثورة يونيو، وعلمنا الثقة بقدرة شعوبنا على صناعة المستقبل والانتصار لمشروع مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ومواجهة محاولات تقسيم المقسم ووضعنا بين مطرقة الارهاب وسندان العدوانية الصهيونية. ان خسارتنا للاستاذ الكبير هي خسارة للرادار الذي كان يملك موهبة رؤية الواقع ويملك نظرة استباقية للامور بما يمكننا من ان ننتبه لما يتربص بالمستقبل. اننا سنحفظ على الدوام أدبيات الراحل الكبير كقاموس مرجع لكافة الاحداث والتحولات، آملين معه ان "لا تبقى الديمقراطية في عالمنا العربي غائبة عن أوطاننا وأن لا يبقى سلامها مفقودا". أسكن الله معالي الاستاذ الراحل محمد حسنين هيكل فسيح جنانه، وألهمكم وحكومة وشعب مصر وعائلة الفقيد الصبر والسلوان".

"الاهرام"

كما بعث ببرقية مماثلة الى رئيس تحرير وأسرة صحيفة "الاهرام" المصرية، معزيا بالفقيد الكبير.

تعزية بغالي

من جهة اخرى، أبرق بري الى الرئيس المصري معزيا بوفاة الامين العام السابق للامم المتحدة الدكتور بطرس غالي.

 

لم تعد أميركا شيطاناً أكبر

ابن الضاحية/جنوبية/ 17 فبراير، 2016/حتى في الضاحية إستبدلوا فكرة العداء لأميركا بفكرة العداء لآل سعود مع البقاء على العداء لإسرائيل. لقد ملأ مؤيدوا حزب الله جدران الأبنية الخارجية بعشرات الشعارات المنادية بالموت لآل سعود. إن أصداء ما حدث في إيران لم يتوقف عند حدود طهران وقم ومشهد بل لقي رواجاً واسعاً داخل المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الله في لبنان كما لو أنهم جزء مُتأثِّر في تفاصيل الإتفاق. إن نمطية العداء وأزليته كشفت بعد الإتفاق النووي الإيراني ـ الأميركي أن لا عداوة تستمر إلى أجل غير مسمى. فمنذ شهر وللآن أثبت الفكر الذي إستعدى أميركا لفترات طويلة قدرته في خلق خطوط التودد والتواصل مع من انجز إحتلال العراق وساند لعشرات السنين الكيان الإسرائيلي. إن أفكارا كهذه لم تعد تستلهم كثيراً جمهور المقاومة في لبنان؛ لا تفاصيل المجازر التي إرتكبتها أميركا في أفغانستان والعراق ولا مسألة دعمها لإسرائيل. علينا أن لا نسغرب مرور طريق منهاتن في الضاحية الجنوبية أو عند أطراف الجنوب. حصل أن نادت إيران بالموت لأميركا لأكثر من ثلاث عقود من الزمن وسنترقب المزيد في السنوات القادمة. والأهم من هذا كله: “من شو بتشكي أميركا وأحباب أميركا”?.

 

مجلس الوزراء وافق على طلب تنفيذ مشروع تقاطع جل الديب سلام: المطامر الصحية حل بديل إذا سقط الترحيل

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، برئاسة الرئيس تمام سلام. بعد الجلسة التي استمرت نحو خمس ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: "بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الاسبوعية عند العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الخميس الواقع فيه 18 شباط 2016 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء. في مستهل الجلسة، أعاد دولة الرئيس التأكيد، كما في كل جلسة، على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت، لأن استمرار الشغور يعوق عمل كل المؤسسات الدستورية ويلحق ضررا بالغا بالبلاد. بعد ذلك أثار دولة الرئيس من خارج جدول الأعمال موضوع النفايات باعتبار أن عقد الترحيل تأخر توقيعه بسبب عدم تقديم الشركة المنوي التعاقد معها لبعض المستندات المطلوبة. ثم قدم دولة الرئيس عرضا للمراحل المختلفة التي مر بها هذا الملف، وصولا الى اضطرار الحكومة الى اعتماد الترحيل تحت ضغط الضرورة، في موازاة مباشرة تنفيذ الخطة المستدامة لمعالجة النفايات. وشرح دولة الرئيس ظروف اختيار شركة واحدة تم اختيارها والتفاوض معها لتتولى هذا الترحيل. وبعدما كشفت الشركة عن الجهة التي تنوي تصدير النفايات اليها، ظهرت معطيات تفيد أن هناك مشكلة حول موافقة هذه الجهة على تصدير النفايات اليها، ويفرض على مجلس الوزراء استعراض احتمالات بديلة في حال فشل خيار الترحيل. وعلى الأثر، جرت مناقشة مستفيضة أبدى خلالها الوزراء وجهات نظرهم بصدد الموضوع، تم التوافق على أنه، في حال سقوط قرار الترحيل بسبب عدم تقديم المستندات المطلوبة من الشركة خلال المهلة المعطاة لها التي تنتهي يوم غد، لا بد من العودة الى الخيار الذي كان قد سبق لمجلس الوزراء أن أقره في 9/9/2015 وهو اعتماد المطامر الصحية كحل بديل، وعلى هذا الأساس دعيت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة هذا الملف الى الاجتماع قبل ظهر يوم السبت المقبل في 20 من الشهر الجاري لاتخاذ القرارات المناسبة. ثم انتقل مجلس الوزراء الى بحث بعض المواضيع الواردة على جدول أعمال الجلسة، فتمت مناقشتها وبنتيجة التداول اتخذ المجلس القرارات اللازمة بشأنها وأهمها:

1- الموافقة على طلب مجلس الانماء والاعمار تنفيذ مشروع تقاطع جل الديب ضمن الاعتماد المرصود له حاليا.

2- الموافقة على تنظيم الدورة 33 للمؤتمر الاقليمي للفاو خلال الفترة من 18-22/4/2016".

 

 المنظمات الشبابية: لإجراء الانتخابات الطلابية في اللبنانية وفق القانون النسبي

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - جددت المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية تأكيد "أهمية إجراء الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية بعد توقف دام سبع سنوات من دون مبررات مقنعة"، مطالبة رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين ب"المضي قدما بقراره الذي أبلغه للمدراء حول ضرورة إجرائها هذا العام".

وإذ شددت المنظمات في بيان، على أن "الانتخابات هي من الحقوق المكتسبة للطلاب، تمنحهم فرصة الدفاع عن مصالحهم والمطالبة بحقوقهم، وتنمي لديهم حس المسؤولية والديمقراطية"، دعت مجلس الجامعة الى "تحمل مسؤولياته في البدء بتنظيم الانتخابات الطلابية وفق القانون النسبي الذي يفسح المجال لمشاركة الجميع ويضمن تمثيل كل القوى"، آملة أن "تفضي هذه الانتخابات إلى تشكيل الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية ليأخذ دوره الطبيعي كممثل لصوت الطلاب في مجلس الجامعة". وأهابت ب"جميع القوى والفاعليات الشبابية والتربوية والنقابية دعم قرار إجراء الانتخابات بما يسهم في النهوض بالجامعة اللبنانية جامعة الوطن".

 

إرجاء محاكمة سماحة الى 23 الحالي بسبب وعكة صحية الهاشم: قانونيا لا يمكن احالة هذه القضية الى المجلس العدلي

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - أرجأت محكمة التمييز العسكرية التي انعقدت اليوم برئاسة القاضي طاني لطوف، وحضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي شربل ابو سمرا، الى 23 الحالي، متابعة محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة بسبب وعكة صحية ألمت به نقل على اثرها الى مستشفى "اوتيل ديو".

بعد الجلسة، أشار وكيل سماحة المحامي صخر الهاشم الى ان "الجلسة كانت مخصصة لطرح ممثل النيابة العامة التمييزية اسئلته على سماحة"، لافتا الى أن الاخير "كان يعاني من المرض منذ يومين ورفض الدخول الى المستشفى وأصر على الحضور الى الجلسة لعدم طرح تساؤلات حول غيابه عنها".

وقال: "أثناء طرح القاضي ابو سمرا أسئلته على سماحة أصيب الاخير بوعكة صحية وهو يعاني أساسا ضعفا في شرايين القلب، وتعرض لهبوط في الضغط وخلل في معدل السكري فنقل الى مستشفى اوتيل ديو لمتابعة العلاج. وسنقدم يوم الاثنين المقبل تقريرا طبيا الى المحكمة بعد الحصول عليه من الطبيب، عما اذا كانت حال سماحة الصحية تسمح له بحضور الجلسة المقبلة ام لا". ولفت الى أنه "بعد انتهاء النيابة العامة التمييزية من طرح اسئلتها سيقدم الدفاع مطالبه". وردا على اسئلة الصحافيين، قال الهاشم: "أؤكد لكم ان الوزير سماحة لم يتهرب يوما من المحاكمة، وهو يصر على الدفاع عن نفسه حتى النهاية وبقوة. وهناك امور كثيرة ستظهر في هذا الملف الى حين صدور الحكم. ونحن على ثقة تامة بما يقوم به الدفاع". أضاف: "ان حضور ميلاد كفوري للشهادة وارد، وأتمنى ان يحضر، ولكن في الوقت الحاضر هو محمي ومختف ولا احد يعرف عنه شيئا". وتابع: "من الناحية القانونية المحض لا يمكن احالة هذه القضية الى المجلس العدلي، ونحن لا نخاف المجلس العدلي ولنا الثقة التامة به فهو يتألف من خمسة قضاة كبار. نحن سنتقدم بطلب الاستماع الى شهادة ميلاد كفوري وعدد من الضباط والشهود". وأكد أن "الاخطاء الشكلية ستثار في المرافعة". وقال: "نحن كنا طلبنا تعيين لجنة من الخبراء من الجيش اللبناني للكشف على المتفجرات لتحديد ما اذا كانت معدة للتفجير ام لا".

 

 صقر ادعى على 14 شخصا بينهم 5 موقوفين

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم، ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أدعى على 14 شخصا بينهم خمسة موقوفين ومن بين المدعى عليهم: ابو مالك التلة، ابو البراء، ابو عائشة، ابو طاقية، ابو عبيدة والملقب ب"الكويتي" في جرم الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح بهدف القيام بأعمال ارهابية والهجوم على مراكز الجيش في عرسال والمشاركة في القتال ضده وتأليف جمعية شرعية والحكم بذبح الجنديين حمية وبزال وتفخيخ سيارات. واحال الموقوفين مع الملف الى قاضي التحقيق العسكري الاول.

 

السفير المصري زار جعجع: المصالحة المسيحية لمصلحة استقرار لبنان

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، السفير المصري الدكتور محمد بدر الدين زايد، في حضور السكرتير الأول في السفارة المصرية نادر زكي ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات بيار بو عاصي. وعقب اللقاء، وضع السفير المصري الزيارة "في إطار الحرص المتبادل بيننا وبين الدكتور جعجع على التواصل والتشاور الدائم، باعتبار أن هناك علاقات وثيقة، كما نؤكد دوما، بين مصر وكل اللبنانيين وكل الطوائف والقوى السياسية، فمصر منفتحة على الجميع وحريصة على مستقبل لبنان، وحزب القوات اللبنانية هو حزب رئيسي في الساحة اللبنانية وهناك حرص مصري على الاستماع الى وجهات نظر الدكتور سمير جعجع وحزب القوات". وهل يحمل مبادرة مصرية ما حول الملف الرئاسي، قال زايد: "هناك مبادرات عديدة مطروحة، لكن مصر تهمها ثوابت معينة، أي الانتهاء من الفراغ الرئاسي والحفاظ على لبنان وتأكيد القيم وطبيعة المجتمع اللبناني التي ننظر إليها وكأنها امتداد لمصر، إذ هناك في مصر أكبر وجود مسيحي في الشرق الأوسط، وصيغة التعايش المصرية المسيحية-الاسلامية تناظرها صيغة التعايش اللبنانية، فإن حرصنا على عروبة لبنان تنطلق من هذه الصيغة، ومن هنا نأمل أن تسفر المبادرات المطروحة عن وصول لبنان الى ما تريده له مصر من استقرار وازدهار والنأي بنفسه عن التفاعلات الاقليمية". وعن قراءته للمصالحة المسيحية التي حصلت في معراب، أجاب: "مصر يسعدها ويهمها أن يكون هناك تفاهم بين كل طوائف الشعب اللبناني، ومن الطبيعي اننا ننظر باهتمام وتقدير الى كل مصالحة داخلية، ونعتبر أن المصالحة المسيحية بالتحديد تصب في مصلحة الاستقرار في لبنان".

رابطة مخاتير كسروان - الفتوح

من جهة أخرى، استقبل جعجع رابطة مخاتير كسروان-الفتوح برئاسة جو ناضر في حضور عضو المجلس المركزي شوقي الدكاش ومنسق "القوات" في كسروان-الفتوح جوزف خليل. بعد اللقاء، قال ناضر: "زرنا معراب لإطلاع الدكتور جعجع على عمل الرابطة وللتهنئة بالمصالحة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التي انعكست ايجابا وارتياحا على الشارع اللبناني والمسيحي خاصة". واشار ناضر الى أنه "تم البحث مع الدكتور جعجع في عمل الرابطة داخل الصندوق التعاوني للمختارين في لبنان ومشروع قانون ضمان المختار بعد انتهاء ولايته".

 

الراعي عرض مع وفد الرابطة المارونية الحضور المسيحي في وظائف الدولة والتحضيرات لانتخابات الرابطة

الخميس 18 شباط /2016/وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في بكركي جوزفين ابي غصن أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ترأس اجتماعا مع وفد من الرابطة المارونية ضم رئيس الرابطة سمير ابي اللمع والرؤساء السابقين للرابطة الوزير السابق ميشال اده ورئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه وحارث شهاب. وتم التداول في الشؤون الوطنية العامة، ولا سيما استحقاق رئاسة الجمهورية والحضور المسيحي في وظائف الدولة والتحضيرات الجارية لانتخاب رئيس الرابطة المارونية الشهر المقبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ماروني: ترحيل النفايات متعثر والحل بالعودة الى المحارق

الخميس 18 شباط 2016

وطنية - اعتبر النائب ايلي ماروني في حديث لاذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5 "ان البحث داخل جلسات الحوار في المرحلة الاخيرة ذهب نحو الملفات التي يمكن للحكومة معالجتها، وبالتالي فقد ابتعدت عن جدول الاعمال الذي على اساسه جرى عقد الجلسات".

وردا على سؤال حول المداخلة الدستورية التي قدمها رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في جلسة الحوار امس الاربعاء، قال ماروني :"بالاضافة الى ملاحظاته حول عمل مجلس الانماء والاعمار خصوصا في ملف النفايات، انتقل الجميل الى ملف الرئاسة بهدف تصويب البوصلة واعادة هذا الملف الى واجهة البحث، وبعد الحديث عن اهمية هذا الموضوع اعطى الجميل الحق الدستوري والقانوني والشرعي للنائب بتعطيل نصاب الجلسات انما انطلق من مقاربة جديدة، بمعنى اذا كان التعطيل من اجل الحفاظ على الميثاقية فهو مقبول لانه يهمنا الحفاظ عليها، لكن بما ان هناك مرشحين مدعومين من كل الطوائف، ويقولان أن لديهما الحيثية المسيحية، فالتعطيل لم يعد دستوريا وميثاقيا بل اصبح تخريبا ومقاطعة وموقفا سياسيا يلحق الضرر بالدستور والميثاق، من هنا دعا الجميل المرشحين ونوابهم الى النزول الى الجلسة المقبلة لانه لا يجوز استمرار المقاطعة في وقت الوضع المالي والاقتصادي والسياسي بطريقه الى الانهيار السريع".

وعن جلسة مجلس الوزراء، اشار ماروني "الى ان الكتائب طرحت منذ اليوم الاول لازمة النفايات اعتماد اللامركزية من خلال اعطاء البلديات مخصصاتها ودعمها لاقامة المطامر البيئية والمحارق التي تعتبر من افضل السبل للتخلص من النفايات والامراض"، مضيفا:"عندما طرح موضوع الترحيل وافقت الكتائب على الامر من اجل الوصول الى الخلاص".

وقال:"رئيس الحكومة تمام سلام تطرق في جلسة الحوار الى التعثر الحاصل في ملف الترحيل واشار الى انه اعطى مهلة 24 ساعة تنتهي اليوم للشركة المتعهدة لكي تقدم الاوراق والمستندات التي تؤكد موافقة روسيا الرسمية".

واذ رأى ان عملية ترحيل النفايات باتت متعثرة، استبعد ماروني "اللجوء الى هذا الحل"، مشيرا الى ان "الحل هو بالعودة الى طرح الكتائب وطمر النفايات في المطامر الموجودة والذهاب الى المحارق واعطاء البلديات كامل حقوقها".

 

حوري: بوابة الحل تبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - شدد النائب عمار حوري في حديث الى "إذاعة الشرق" على "تغير المشهد السياسي في بيروت لا سيما بعد عودة الرئيس الحريري"، مشيرا إلى أن "الركود حركه الرئيس الحريري بداية كانون الأول بعد لقائه في تشرين الثاني الوزير سليمان فرنجية ". ولفت إلى أنه "لم يمض على وجوده في لبنان أكثر من 72 ساعة وكانت لقاءاته وإطلالاته غنية بالمضمون والتفاصيل والخطوات الإيجابية بدءا بكلمته في البيال في ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري مرورا بكل الإستقبالات والزيارات التي قام بها، وإن هذه المروحة العريضة من الإتصالات التي أكدت مرة جديدة أن بوابة الحل في لبنان تبدأ من إنتخاب رئيس الجمهورية وأن هذا الإنتخاب سيؤدي إلى تفعيل عمل المؤسسات الدستورية وإلى إعادة ترييح البلد إقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا ومن كل النواحي". وعن مشاركة الوزير فرنجية في جلسة الإنتخاب رأى النائب حوري أنه "من المبكر جدا الحديث عن جلسة الثاني من آذار موعد جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، لكن في الشق المتعلق بالرئيس الحريري وردا على سؤال حول أن الرئيس الحريري لن يترك لبنان قبل إنتخاب رئيس قال: "إن الرئيس الحريري يغادر ويعود دائما لكن من الواضح هذه المرة وجود تصميم على معالجة عدد من الملفات خلال وجوده في بيروت، لقد أحدث الرئيس الحريري تغييرا إيجابيا وصدمة إيجابية وهذا إنعكس على الناس إرتياحا". أما عن تفسيره لعدم ذكر السيد نصر الله في خطابه لموضوع إنتخاب رئيس قال: "ربما في مكان ما حزب الله محرج تجاه حليفه العماد ميشال عون الذي قدم له الكثير ولم يتمكن من إيصاله إلى الرئاسة، من ناحية ثانية ربما يتجنب المزيد من الإحراج وما من شيء يضيفه على مواقفه السابقة خصوصا في هذا الملف حيث قال سابقا إن هذا الملف مصادر لمصلحة إقليمية حتى كلام الرئيس الحريري بأن حزب الله يتريث يصب في خانة الحرج الذي يعانيه حزب الله". وعن وجود ملامح أمل في إنتخاب رئيس في جلسة الثاني من آذار أكد أن "كل جهد الرئيس الحريري يصب في هذا الإتجاه"، مشيرا إلى أن "التعقيدات تزداد ولا تتراجع، ملاحظا تعقيدا كبيرا في كل الأمور وتصميما على محاولة تأمين النصاب السياسي حيث من الصعب في لبنان إنتخاب رئيس في غياب النصاب السياسي". ورأى في دعوة الرئيس الحريري إلى "مراجعة ذاتية بأنها خطوة جريئة تسجل للرئيس الحريري حين يطالب بمراجعة ذاتية نقدية سواء على مستوى تيار المستقبل أو على مستوى 14 آذار"، مضيفا "نحن مجموعة ديمقراطية وليس شمولية وهناك أخطاء ويجب أن يتم نقاش داخلي حقيقي بشأنها " . وعن إمكان "تغيير الحريري والمستقبل رأيهما لصالح ميشال عون أوضح أن "دعم الوزير فرنجية أتى في سياق منطقي وقراءة كاملة"، مكررا الدعوة إلى "لبننة الإستحقاق الرئاسي في لبنان لأنه هو الحل".

 

 زهرمان :الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس ستكون كسابقاتها

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - رأى النائب خالد زهرمان في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3": ان "الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية ستكون كسابقاتها، لان حزب الله والتيار الوطني الحر لا يريدان انتخاب رئيس في الوقت الحاضر الا العماد ميشال عون"، لافتا إلى أن "كلمة توافق مسيحي غير دقيقة امام شريحة من المكونات المسيحية لا تريد عون". واعتبر زهرمان "ان هناك عوامل خارجية تؤثر على انتخاب الرئيس لا تساعد على اتمام الاستحقاق في الوقت الحالي" وفي ما خص الكلام على اعتماد المطامر كحل لأزمة النفايات، رفض زهرمان "تحميل منطقة واحدة عبء نفايات كل لبنان"، مؤكدا "فشل الدولة الذريع في معالجة هذا الملف".

 

جلسة عمل بين الراعي والرابطة المارونية في بكركي

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - اعلنت الرابطة المارونية في بيان انه "استكمالا للتحرك الذي يقوم به رئيس الرابطة النقيب سمير أبي اللمع بالتعاون مع الرؤساء السابقين للرابطة، سيقوم وفد الرابطة بعقد جلسة عمل مع غبطة البطريرك الماروني عشية هذا اليوم في بكركي للتداول حول الاستحقاق الانتخابي للمجلس التنفيذي المقرر في 19 آذار المقبل والتطرق الى ورقة التوصيات التي سلمها رئيس الرابطة الى البطريرك منذ ايام والصادرة عن المؤتمر الذي عقد في 15 و16 كانون الثاني الماضي والتي تتضمن وجوب الاسراع في ايلاء الادارة العامة الاهتمام البالغ إن لجهة الكفاءة والانتاجية وإن لجهة اعادة التوازن الميثاقي الى الفئتين الثانية والثالثة في ادارات الدولة كافة".

 

الراعي التقى وفدا من الاوقاف الايرانية محمدي:مسيحيو ايران يعيشون مع اخوتهم المسلمين في حال من الوحدة

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من منظمة الاوقاف والشؤون الخيرية في الجمهورية الاسلامية الايرانية برئاسة رئيس المنظمة الشيخ علي محمدي، في حضور السفير محمد فتحعلي، وتم عرض للاوضاع العامة.

محمدي

بعد اللقاء قال الشيخ محمدي: "كانت فرصة طيبة وثمينة للغاية جمعتنا مع صاحب الغبطة حيث تحدثنا معه حول الكثير من الامور والمسائل ذات الاهتمام المشترك، وتحدثنا ايضا حول العلاقات الثنائية الطيبة الموجودة لحسن الحظ بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية الشقيقة".

واضاف: "اكدنا خلال اللقاء قناعاتنا المشتركة، ان اتباع كافة الديانات السماوية السمحاء انطلاقا من الاسس الانسانية والاخلاقية التي تبنى عليها سواء اكانوا من المسيحيين والمسلمين فبامكانهم ان يعيشوا الى جانب بعضهم في شتى انحاء المعمورة في حالة من الوئام والتكاتف والتلاحم والانسجام، وعبرنا لغبطته ايضا عن ان الجمهورية الاسلامية الايرانية استنادا الى دستورها، واستنادا الى تعاليمها الاخلاقية والانسانية توفر الحياة الكريمة والشريفة واللائقة لكافة الايرانيين، وبطبيعة الحال للاخوة المسيحيين الذين يعيشون مع اخوتهم المسلمين في حالة من الوحدة والمحبة والاحترام المتبادل، ونحن نعتقد ان احترام الحق الانساني والوجود البشري هو ما يعبر عنه هذا الامر تحديدا، وهذا الامر نحن نعتمده انطلاقا من المعايير الاعلامية والاخلاقية التي نعتمدها على الدوام".

 

الوفاء للمقاومة: للعودة الى المطامر الصحية المؤقتة والتفاوض مع اليونان وقبرص بشأن المنطقة الخالصة

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها. وعرضت الكتلة، بحسب بيان اصدرته، "اوضاع لبنان وتطورات الأحداث في سوريا والمنطقة، فرأت في خطاب الأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصر الله بذكرى القادة الشهداء، ما يؤكد الحاجة لمقاربة المسائل المطروحة داخليا وإقليميا، في ضوء رؤية استراتيجية وطنية واضحة وتقدير سليم لأولوية المخاطر ولأهمية الفرص المتاحة للحفاظ على استقرار لبنان ولتعزيز قدراته وحماية مصالحه وسيادته". ودعت الى "تشدد الدولة في حماية سيادتها الوطنية والالتزام بموجبات ذلك في كل الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والمصرفية كما في العلاقات الخارجية والاتفاقات والمعاهدات"، مؤكدة ان "معادلة الجيش والشعب والمقاومة تثبت يوما بعد يوم جدواها وقدرتها على حماية لبنان والدفاع عنه بوجه المخاطر والتهديدات المعادية". من جهة أخرى، عبرت الكتلة عن "بالغ حزنها واحساسها بفداحة الخسارة التي اصابت مصر والعالم العربي برحيل عميد الاعلام والصحافة وكبير صناع الرأي العام العربي ومواقفه القومية، الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي أدى دورا تنويريا ونهضويا رائدا في مرحلة تاريخية ازدحمت فيها الصراعات والاصطفافات الاقليمية والدولية وشكلت فيها مصر مركز الثقل الوازن لتكريس حضور وفاعلية العرب والانتصار لقضايا الشعوب المحقة، المشروعة والعادلة وفي طليعتها قضية فلسطين". وتقدمت من "مصر وشعبها ومن عائلة الراحل الكبير بأحر التعازي بفقده، سائلة المولى عز وجل أن يلهم أمتنا السداد وأن يمكنها من تعزيز وحدتها وقدرتها لمواجهة الصعاب والتحديات". وناقشت الكتلة البنود الواردة على جدول أعمال جلستها، واكدت ان "الواجب الوطني يقضي لفت انتباه الحكومة رئيسا وأعضاء وتوجيه عنايتهم الى الاتفاق الذي عقد بين الكيان الصهيوني وبين حكومتي قبرص واليونان بشأن مد أنبوب نفط من فلسطين المحتلة الى أوروبا".

وابدت "خشيتها من أن يقع الانبوب في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، لا سيما في ظل الاعتداء الصهيوني عليها بما تفوق مساحته 860 كلم2، وفي ظل عدم وجود اتفاق مبرم بين لبنان وقبرص بشأن تحديد المنطقة الخاصة بكل منهما"، داعية "الحكومة الى اتخاذ الاجراءات الاستباقية للحؤول دون وقوع المحظور في هذا الأمر، والى الاستفادة من فرصة الحاجة القبرصية الملحة، وذلك من أجل إعادة التفاوض مع الجانب القبرصي بما يصحح الخلل - الخطيئة التي ارتكبت في 17/1/2007. إن هذا الامر يستدعي إلفات حكومتي اليونان وقبرص الى المخاوف اللبنانية، وضرورة الشروع في مفاوضات جدية لإستعادة الحقوق السيادية اللبنانية". واعربت عن اسفها "للمآل المخيب الذي بلغه مسار ترحيل النفايات"، داعية "الحكومة للعودة الى مسار المطامر الصحية المؤقتة في الأقضية والمحافظات، مؤكدة "ضرورة الاسراع في تنفيذ قرار مجلس الوزراء باعتماد خطة التفكيك الحراري وتحويل النفايات الى طاقة". واعلنت الكتلة عن "تضامنها مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لجهة رفضهم تقليص وكالة الأونروا لخدماتها الانسانية وخصوصا في المجال الصحي والاستشفائي، ولا تخفي شكوكها حول الدوافع السياسية المريبة لهذا التوجه والتدبير". وابدت "ارتياحها لسير التحضيرات الجارية لدى "حزب الله" وحركة "أمل" وفق تفاهمهما لخوض الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها المقرر".

 

أهالي جل الديب علقوا اعتصامهم بعد قرار مجلس الوزراء تأمين كامل تمويل بناء جسر

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في المتن يولا الهيبي، أن أهالي منطقة جل الديب أعلنوا تعليق اعتصامهم الذي كان مقررا عند السادسة من مساء اليوم، إثر قرار مجلس الوزراء الذي أكد تأمين كامل تمويل بناء جسر جل الديب على شكل "U" كمدخل للمتن، وأكدوا استمرار متابعتهم لموضوع الجسر الى حين البدء بالتنفيذ الفعلي.

 

قاسم: ليفتح النواب المجلس ويشرعوا وأما الأمور الأخرى فلها وقتها

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - ألقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في احتفال تأبيني في مجمع المجتبى، وقال: "يتحدثون عن بناء الدولة، والاهتمام بأن تكون قوية منتظمة تستطيع أن تسير بشكل صحيح، ويرفعون شعارات كثيرة، لكن لا نجد في الواقع الأعمال البناءة التي تؤيد فكرة دعوة البعض إلى الدولة وإقامة الدولة على أسس سليمة. في اعتقادنا أن الدولة القوية القادرة العادلة ترتكز على أمور ثلاثة لا بد من توافرها، ومن يعمل على هذه الطريق يكون من دعاة بناء الدولة:

أولا: لا بد أن نعمل على حماية بلدنا من الأعداء، وأن ندافع لنحرر أرضنا ونستعيد تراب وطننا ونبقى في حماية حدودنا بعيدا عن إي انتماء وارتباط سياسي يهيئ للعدو قدرته على أن يكرر احتلاله أو أن يحقق أهدافه، والحمدلله يسجل لحزب الله أنه حرر وأنجز تحرير سنة 2000 واستطاع أيضا أن يمنع تحقيق أهداف العدوان الإسرائيلي ويلحق به الهزيمة سنة 2006، ولا أعتقد أن في لبنان فريقا أنجز ما أنجزه الحزب بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة خلال العقود الأخيرة.

ثانيا: لا بد أن يكون العمل تحت سقف القانون، أي أن هناك قوانين مرعية الإجراء، فينجح الإنسان بحسب القانون ويفشل الإنسان بحسب القانون ويأخذ حقه بحسب القانون ويؤدي واجباته بحسب القانون. نحن أكثر الناس الذين إلتزمنا القوانين المرعية الإجراء وقبلنا أن ندخل في الانتخابات النيابية والبلدية مرة نربح ومرة نخسر ومرة نحقق إنجازات ومرة لا نحقق ما نرغب فيه، ونحن قابلون بنتائج الإجراءات القانونية، والدولة تدخل إلى المناطق المختلفة فتجني الضرائب وتأخذ ما لها وفي أحيان كثيرة لا تقوم بما عليها، ومع ذلك نلتزم الضوابط القانونية، وهذه علامة الثانية تعطى لنا.

ثالثا: تفعيل عمل المؤسسات مؤشر من مؤشرات الدولة، نحن ندعو إلى تفعيل عمل المؤسسات وعملنا بجهد لتنطلق الحكومة بعد التعقيدات التي منعتها من القيام بعملها لفترة من الزمن، ونحرص على إنجاز إنتخابات رئاسية، لكن لأننا نقدم مطالب موضوعية ومنطقية يؤخر الآخرون هذا الانتخاب الواضح في ثماره وفي نتائجه إذا تم اختيار المنهج الذي قبلنا به. وهنا أسأل لماذا لا تنعقد جلسات المجلس النيابي لإقرار المشاريع المختلفة التي لها علاقة بسلسلة الرتب والرواتب ومشاريع المياه والكهرباء والقوانين التي تحل مشاكل الناس وتشكل ضمانا لحسن عمل الحكومة؟ نحن ندعو كل نواب الأمة الى أن ينزلوا إلى المجلس النيابي لإقرار كل القوانين من دون وضع حدود وضوابط، تارة تحت عنوان الانعقاد من أجل أمور إستثنائية وتارة الانعقاد بمقدار الضرورة، هذه كلها لا وجود لها في الدستور لا من قريب ولا من بعيد، الموجود هو أن ينعقد المجلس النيابي لإقرار المشاريع والقوانين. البعض يقول لا نريد أن تنعقد جلسات إلا بعد انتخاب الرئيس، إذا إختلفنا على رئاسة الجمهورية لماذا نعطل مصالح الناس في البلد؟ ولماذا لا نقرر المشاريع الأخرى؟".

ودعا "نواب الأمة وكل الحريصين الى أن يفتحوا المجلس النيابي ليشرع وأما الأمور الأخرى فلها وقتها ولها طريقة أدائها".

أضاف: "لطالما قلنا إننا نريد لبنان مستقلا وكل الناس يعرفون أن لا طائفة ولا حزب في هذا البلد إلا وله علاقات خارجية وسياسية ومالية ودولية، ومن لم يكن كذلك فليقف ويقل ذلك لنرمه بالحجر. كل العالم لديهم علاقات وارتباطات خارجية وانتماءات سياسية مختلفة، ونحن نعتبر أن هذا الأمر طبيعي ومشروع ولا يوجد مشكلة، فكل إنسان لديه علاقات، بل نحن ندعو الى أن يكون للبنان علاقات عربية وإسلامية ودولية مع كل الدول التي تدعم حقوقنا ومتطلباتنا، سواء قدمت ذلك من خلال الموقف السياسي أو المالي أو الإعلامي أو ما شابه، لكن على أن تدعمنا بما نريد، أما أن يستخدموا لبنان مسرحا لهم فهذا الأمر مرفوض".

وتابع: "كل مشكلتنا مع الطرف الآخر أنه يريد لبنان ولاية سعودية، ونحن نريده للبنانيين، وهذه هي المشكلة. الكل يعلم أن الانتخابات الرئاسية كانت عقدة في مرحلة من المراحل لأن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قال وقتها لا لرئيس الجمهورية، وكل الناس تعرف أنه كانت لدى السيد سعد الحريري نية بنسبة ما أن يعالج المسألة، لكن الأوامر الملكية منعته من ذلك، هل هذه وطنية؟ هل من الوطنية أن تكون الأوامر من الخارج وأن تكون مرتبطة بالمصالح السعودية؟ بينما لا يسجل علينا وعلى الكثيرين أننا استمعنا إلى أوامر ونفذنا بما يخالف مصلحة لبنان، بل كنا دائما نقول رأينا في الوقت المناسب ونتحدى أن يسجل أحد أننا نلبي أغراض الآخرين وأهدافهم".

ورأى أن "القوى السياسية اليوم في لبنان منقسمة إلى مشروعين: مشروع منسجم مع مشروع المقاومة الذي يمر عبر سوريا ويصل إلى إيران ويمتد إلى كل مقاومة في المنطقة، ومشروع آخر يمر عبر السعودية ويصل إلى أميركا ويتناغم مع داعش ويعجب إسرائيل بالحد الأدنى، هذا هو الخلاف بين المشروعين، ولكل مشروع مبررات. قالوا لنا لا تتدخلوا في سوريا، لكن هل نحن وحدنا من تدخل في سوريا؟ كلا المشروعين تدخل في سوريا، ولكن ماذا نفعل إذا كان المشروع الأميركي هو من تدخل في سوريا أولا وفشل، وجماعته كانوا يبنون على النجاح ليعدلوا الكفة ويغيروا المعادلة في لبنان؟ نشكر الله لأن مشروعنا نجح في سوريا وتمكنا من تحقيق إنجازات لنصبح أقوى ومنتصرين وموفقين، وهذا إنعكس إيجابا على لبنان".

وسأل: "ماذا نفعل إذا جاءنا التوفيق من الله لمشروعنا ولم يأت لمشروعهم؟ يقولون لنا إنكم تتدخلون في سوريا ونحن لم نكن وقتها نتدخل، ولكن الحفاضات وعلب الحليب من كان يرسلها إلى سوريا؟ هذا بالحد الأدنى، عدا الموقف السياسي، عدا دعم داعش والنصرة وحماية التكفيريين و"لطفالله واحد" و"لطفالله الثاني" في ميناء طرابلس، عدا الأموال التي كانت تذهب، وعدا وجود النائب في المجلس النيابي الممثل لهذا المشروع في تركيا والذي كان يدفع الأموال لهذه القوى الموجودة هناك، كل هذا ألا يسمى دعما؟ هذا دعم عسكري لا دعم سياسي ولا ثقافي واجتماعي، ونحن على رأس السطح قلنا إننا ذاهبون إلى سوريا من أجل أن نحمي المشروع الذي يحمي لبنان، وبالفعل نجحنا في حماية هذا المشروع بدليل أنهم لطالما قالوا: تدخلكم في سوريا سيلهب لبنان، وتبين أن تدخلنا في سوريا حمى لبنان، لماذا لم يلتهب لبنان خلال خمس سنوات؟ لا يعتقدن أحد أن هذا من كرم أخلاق جماعة التكفيريين، بل لأنه قد قطعت أيديهم عن الاقتراب من لبنان، فأصبح لبنان بمنأى عن تأثيراتهم".

وختم: "إرادتنا أن يكون لبنان مستقرا، وإرادتهم كانت أن يخربوا لبنان من البوابة السورية، وبدأوا يهددوننا على الحدود، ولكن خسروا هناك ولم يتوفقوا ولم يصلوا إلى لبنان، فقد كان محميا ببركة قتالنا في سوريا. إذا عرضنا الأمور بالأرقام والأدلة سيتبين تماما أننا نعمل للحق، وسنستمر إن شاء الله بما يرفع شأن أمتنا ويحمي لبنان من أعدائه".

 

 الانماء والاعمار: لم نوقع أي عقد يتعلق بترحيل النفايات ونتقيد بالبرنامج الزمني المحدد في قرار مجلس الوزراء

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - اعلن مجلس الانماء والاعمار في بيان انه "ردا على اللغط الذي أحاط بملف النفايات مؤخرا، أصدر المجلس البيان التالي: "دأب البعض، منذ فترة، على توجيه جملة من الاتهامات إلى مجلس الإنماء والإعمار وكنا نتجنب الرد عليها ونحاول توضيح الأمور بالقنوات الرسمية. إلا أن بعض التصاريح في 17/2/2016 تجاوز كل الحدود حيث تم اتهام المجلس بتغطية الفساد والسرقة والفشل بعبارات مثل "بوطة" وغيرها. لذلك، وحفاظا على كرامة وسمعة هذه المؤسسة العامة وجميع العاملين فيها، يهمنا أن نوضح ما يلي:

- إن مجلس الإنماء والإعمار هو مؤسسة عامة تتبع لمجلس الوزراء وتنفذ المشاريع التي يكلفها بها. وهذه المؤسسة خاضعة لرقابة ديوان المحاسبة المؤخرة وهي المكلفة بالتعامل مع مؤسسات التمويل الدولية التي تعتمد آليات خاصة للرقابة والإشراف. وبالتالي، فإن التشهير المجاني بهذه المؤسسة يسيء إلى صورة الدولة اللبنانية وسمعتها.

- في ملف إدارة النفايات، يقتصر دور مجلس الإنماء والإعمار على تنفيذ المشاريع في حال تكليفه بذلك من قبل مجلس الوزراء. وتجدر الإشارة إلى أن خيار الترحيل حظي بإجماع القوى السياسية ولم يتول مجلس الإنماء والإعمار أية مهام متعلقة به إلا بعد تكليفه بذلك من قبل مجلس الوزراء في 21/12/2015، بموجب القرار رقم 1 الذي كلف مجلس الانماء والاعمار بالتعاقد مع شركتين محددتين وفقا لشروط مالية وفنية وقانونية محددة بصلب قرار مجلس الوزراء. ولتاريخه، لم يوقع مجلس الإنماء والإعمار أي عقد مع أية جهة يتعلق بترحيل النفايات. وقد تقيد المجلس بالبرنامج الزمني المحدد في قرار مجلس الوزراء.

- إننا ندعو من يرغب بالإطلاع على أية معلومات تتعلق بعمل مجلس الإنماء والإعمار إلى أن يطلبها مباشرة من المجلس بدلا من التشهير غير المستند إلى أية حقائق وذلك حفاظا على انتظام سير العمل في المؤسسات وحفاظا على سمعة وكرامة العاملين فيها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أنباء متضاربة عن ضربات إسرائيلية على موقع للنظام

شباط 19/16/دمشق – أ ف ب، رويترز: تضاربت الأنباء بشأن تعرض موقع تابع لجيش النظام السوري جنوب دمشق، ليل أول من أمس، لضربات صاروخية إسرائيلية. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن موقعاً تابعاً لجيش النظام تعرض لثلاث ضربات صاروخية إسرائيلية، مشيراً إلى أن قوات النظام في منطقة جبل المانع بجنوب العاصمة دمشق، قرب الطريق المؤدية إلى درعا، «تعرضت لقصف إسرائيلي». وأشار إلى أنه «لم يتضح ما إذا كان داخل الموقع المستهدف عناصر من حزب الله اللبناني». من جهته، قال شاهد عيان يقطن قرب منطقة جبل المانع إنه سمع دوي قصف وشاهد أعمدة دخان كثيفة ترتفع من المكان. في المقابل، نفى مصدر عسكري تابع للنظام، أمس، استهداف أي موقع داخل سورية بضربات اسرائيلية. يشار إلى أن إسرائيل نفذت منذ بدء النزاع في سورية غارات ضد أهداف للجيش السوري أو لـ»حزب الله» اللبناني.

 

500 مقاتل سوري غالبيتهم من «الإخوان» دخلوا من تركيا إلى أعزاز لمنع سقوطها/الحسكة: مقتل 15 مدنياً في غارات للتحالف

شباط 19/16/دمشق – ا ف ب، رويترز: يستعد نحو 500 مقاتل سوري للانضمام الى جبهات القتال ضد الاكراد في محافظة حلب شمال سورية، غداة دخولهم من تركيا الى تلك المنطقة التي تشهد منذ بداية الشهر الجاري معارك عنيفة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر المقاتلون الـ500، اول من امس، الحدود التركية – السورية ودخلوا مدينة اعزاز، اهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «المقاتلين دخلوا من محافظة ادلب (غرب) عبر معبر اطمة الى الاراضي التركية ومنها عادوا ودخلوا الى ريف حلب الشمالي عبر معبر باب السلامة»، وبالتالي تفادوا المرور من مناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد او قوات النظام للوصول الى مبتغاهم. وينتظر ان يتوجه هؤلاء الى جبهات القتال في ريف حلب الشمالي وخصوصا لمواجهة «قوات سورية الديمقراطية»، وهي عبارة عن تحالف عربي كردي، نجح خلال الفترة الماضية بالسيطرة على مناطق ستراتيجية عدة من ايدي الفصائل الاسلامية والمقاتلة. وبين هؤلاء مقاتلون اسلاميون، وغالبيتهم من فصيل «فيلق الشام»، المدعوم من أنقرة، بحسب المرصد، الذي اشار الى انهم دخلوا الى حلب محملين بالاسلحة. وقال الخبير في الشؤون السورية توماس بييريه ان «فيلق الشام يعد الجناح العسكري لجماعة الاخوان، المقربة من تركيا»، معتبراً أن قدومهم الى ريف حلب الشمالي قد يساهم في تحصين أعزاز، لكنه قد يكون غير كاف لاستعادة ما خسرته الفصائل لصالح «قوات سورية الديمقراطية»، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. وقال بييريه ان «من شأن تلك التعزيزات ان تساهم في منع سقوط اعزاز، ولكن بالنظر الى استفادة وحدات حماية الشعب الكردية من الغارات الجوية الروسية، أشك ان يكون من الممكن اخراجها من المناطق التي سيطرت عليها خلال الايام الماضية». وكانت «قوات سورية الديمقراطية» سيطرت على مطار منغ العسكري ومدينة تل رفعت، احد معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة، مستفيدة من الغارات الروسية. وعلى جبهة اخرى، سيطر جيش النظام على بلدة كنسبا، آخر معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة، في ريف اللاذقية الشمالي (غرب)، وفق ما اورد الاعلام الرسمي. وأفاد المرصد السوري أن الاشتباكات لا زالت مستمرة في البلدة مؤكدا ان قوات النظام سيطرت على الجزء الأكبر منها. وتتيح السيطرة على كنسبا لقوات النظام التقدم نحو منطقة جسر الشغور في محافظة ادلب المجاورة، التي تسيطر عليها الفصائل الاسلامية والمقاتلة بالكامل باستثناء بلدتين. في سياق متصل، قتل 15 مدنياً، أمس، في غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في مناطق واقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في محافظة الحسكة شمال شرق سورية.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 15 مدنياً، بينهم ثلاثة اطفال، في غارات للتحالف الدولي استهدفت اربع قرى واقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في ريف الحسكة الجنوبي»، مشيراً الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع. وترتفع بذلك حصيلة القتلى المدنيين في غارات للتحالف الدولي في ريف الحسكة الجنوبي خلال ثلاثة ايام الى 38، بعد مقتل ثمانية مدنيين الاربعاء الماضي في منطقة الجاير (جنوب غرب) و15 آخرين الثلاثاء الماضي في مدينة الشدادي، معقل التنظيم المتطرف في تلك المنطقة. وإلى جانب المدنيين، أسفرت غارات التحالف الدولي عن مقتل تسعة عناصر من تنظيم «داعش» أمس و26 آخرين اول من امس.

 

قمة مغربية – فرنسية تقر تعزيز التعاون الأمني ومكافحة التطرف

شباط 19/16/باريس، الرباط – وكالات: بحث العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خلال لقائهما بباريس، في التعاون الثنائي، وخصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها الوضع في ليبيا. وذكر الديوان الملكي المغربي، في بيان مساء أول من أمس، أن العاهل المغربي أجرى، في إطار زيارة عمل وصداقة إلى فرنسا، محادثات مع هولاند، بقصر الإليزيه «توسعت لتشمل إثر ذلك وزراء الخارجية والبيئة ومستشاري العاهل المغربي والرئيس الفرنسي وسفيري البلدين». وأضاف الديوان إن هذه الزيارة تجسد العلاقات الثنائية الممتازة، وتعزز مداها الستراتيجي وتوجهها للارتقاء بشكل دائم إلى شراكة طموحة ومتعددة الأبعاد. وشكر هولاند العاهل المغربي، على «الالتزام الشخصي»، من أجل إنجاح مؤتمر «كوب_21»، الذي انعقد في باريس في نوفمبر الماضي، تحت مظلة «روح نداء طنجة» لاحترام البيئة، الموقع بين الجارين المتوسطيين، في سبتمبر الماضي، خلال زيارة هولاند الرسمية، إلى المغرب. ومن أجل عمل تضامني وقوي لفائدة المناخ، وفي إطار روح نداء طنجة في 20 سبتمبر 2015، أعطى العاهل المغربي والرئيس الفرنسي تعليماتهما لوضع خريطة طريق مشتركة للحفاظ على التعبئة، وتعزيز التنسيق بهدف مصادقة جميع الدول الأعضاء، على اتفاق باريس وضمان نجاح مؤتمر «كوب 22»، في مدينة مراكش المغربية، بين 7 و18 نوفمبر المقبل. وتطرق الجانبان إلى القضايا الإقليمية وخصوصاً الملف الليبي، الذي يطرح تحديات كبرى على الأمن بالمنطقة المغاربية وغرب المتوسط، حيث أشاد هولاند بالدور الأساسي للمغرب في المسار، الذي تم إطلاقه تحت إشراف الأمم المتحدة، والذي توج باتفاق الصخيرات لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ودعا الجانبان، مجلس النواب الليبي إلى الإسراع في منح ثقته لهذه الحكومة الجديدة قصد رفع التحديات المطروحة بليبيا والمنطقة. وأشادا بالتقدم الجيد للورشات التي تم إطلاقها خصوصاً في المجالين الاقتصادي والثقافي، كما عبرا عن ارتياحهما للتعاون الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وبحثا مجالات جديدة للتعاون المعزز، خصوصاً في مجال الأمن ومحاربة التطرف، والثقافة، والعيش المشترك والتعاون الثلاثي الأطراف في أفريقيا. وأعربا عن ارتياحهما للزخم الجديد الذي يطبع العلاقات بين البلدين، وجددا إرادتهما مواصلة مشاوراتهما، خصوصاً من خلال تعزيز آليات التعاون المنتظم، بشكل يقوي العلاقات بين المغرب وفرنسا في إطار من الاستدامة والتميز. وعقب المحادثات في الاليزيه، توجه العاهل المغربي وهولاند إلى معهد العالم العربي، حيث قدم لهما مشروع المركز الثقافي المغربي بباريس. كما أشرفا على حفل التوقيع على اتفاقية بين مديرية الوثائق الملكية ومتحف وسام التحرير تتعلق بتنظيم معرض في أكتوبر المقبل بمجمع ليزانفاليد حول المغرب بمناسبة تخليد الذكرى 60 للاستقلال. إثر ذلك، زار الملك محمد السادس، المعرض المخصص لـ«أسطورة أوزيريس» الذي يعرض للمرة الأولى نحو 250 قطعة وعملاً من التراث العالمي، التي كانت مدفونة في قاع المياه منذ العصور القديمة، وكذلك أربعين تحفة من متاحف القاهرة والإسكندرية.

 

وصول سفينة حربية روسية تحمل صواريخ إلى ميناء طرطوس

شباط 19/16/موسكو – د ب أ: أعلن قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود الأميرال الكسندر فيتكو عن وصول السفينة الحربية الروسية «زيليني دول»، إلى ميناء طرطوس، أمس، لتنفيذ المهام المطروحة عليها هناك. وذكرت وكالة الانباء الروسية «سبوتنيك» أن مدير جهاز الإعلام التابع للأسطول الروسي في البحر الأسود فياتشيسلاف تروخاتشوف، أوضح في وقت سابق أن السفينة الصاروخية الصغيرة «زيليني دول» وكاسحة الألغام البحرية «كوفروفيتس»، غادرتا قاعدة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم إلى البحر المتوسط. كما أشار مصدر عسكري، في حديث لـ»سبوتنيك» قبل أيام، إلى أن السفينة «زيليني دول» تحمل صواريخ «كاليبر». من جهة أخرى، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، أمس، عن اعتقال 14 شخصاً في منطقة موسكو في إطار قضية تزوير جوازات سفر لعناصر تنظيم «داعش». وأفادت عن توقيف عصابة إجرامية دولية تخصصت في إصدار جوازات سفر مزورة لمسلحين سافروا بشكل غير شرعي إلى سورية بهدف المشاركة في القتال إلى جانب «داعش».

 

تركيا تحمل أكراد سورية ونظام الأسد مسؤولية الاعتداء الإرهابي بسيارة مفخخة في أنقرة و28 قتيلاً بتفجير في العاصمة... ورفع التأهب في اسطنبول

شباط 19/16/أنقرة – ا ف ب، الأناضول، رويترز: حملت تركيا، أمس، المتمردين الأكراد على أرضها وأبرز فصيل كردي سوري مسؤولية تفجير بالسيارة المفخخة استهدف قافلة عسكرية في أنقرة، مساء أول من أمس، موقعاً 28 قتيلاً، في تطور من شأنه أن يزيد حدة التوتر في سورية المجاورة. واستهدف التفجير القوي خمس حافلات تنقل عسكريين أثناء توقفها عند إشارة المرور في وسط العاصمة، ما أدى إلى مقتل 28 وإصابة 61 آخرين بجروح، وهو من أكثر الهجمات دموية في السنوات الماضية ضد جيش تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي. كما قتل أمس ستة جنود أتراك على الأقل في هجوم على قافلتهم في جنوب شرق تركيا، نسبته مصادر أمنية الى المتمردين الاكراد كذلك. وقال رئيس الوزراء احمد داود أوغلو، أمس، إن «هذا الهجوم الارهابي نفذته عناصر من المنظمة الارهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سورية»، مضيفا ان الشرطة أوقفت تسعة اشخاص في إطار تحقيقها، فيما ارتفع العدد لاحقاً إلى 14. واضاف «اسم منفذ الاعتداء صالح نصار وقد ولد في العام 1992 في مدينة عمودا بشمال سورية … وشاركت وحدات حماية الشعب، التنظيم الارهابي في تنفيذ الاعتداء»، متوعداً بأن المنفذين «سيدفعون ثمناً».واعتبر أوغلو أن وحدات حماية الشعب الكردية هي أحد أدوات النظام السوري، «وبالتالي فإن النظام السوري مسؤول بشكل مباشر عن هجوم أنقرة، وتحتفظ تركيا بالحق في اتخاذ كافة التدابير ضده». في المقابل، سارع ممثلون عن الطرفين المتهمين إلى نفي تورطهما، حيث قال صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، «ننفي اي ضلوع في هذا الهجوم»، وان «هذه الاتهامات مرتبطة بشكل واضح بمحاولة التدخل في سورية». وأضاف «أستطيع أن أؤكد أن وحدات حماية الشعب لم تطلق رصاصة واحدة على تركيا… انها لا تعتبر تركيا عدواً». بدوره، نفى المسؤول في حزب العمال الكردستاني جميل بايك ضلوع حزبه في التفجير. لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفض ذلك، قائلاً انه «رغم قول من يرأسون حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني انه لا صلة لهم بهذا فإن المعلومات التي حصل عليها وزير داخليتنا ووكالات استخبارتنا ثبت أنهم هم من فعلها». وبعد ساعات على وقوع الاعتداء، شن الطيران الحربي التركي غارات على اهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بناء على معلومات استخباراتية أفادت عن وجود عشرات المقاتلين بينهم قيادي في المنطقة، كما أكد الجيش، فيما أعلن أوغلو ان 70 مقاتلاً قتلوا في الغارات. في سياق متصل، أعلن والي إسطنبول واصب شاهين، أمس، عن رفع الإجراءات الأمنية في إسطنبول إلى أعلى مستوى.

وقال في تصريحات صحافية «إننا على أعلى درجة من الحيطة والحذر، منطلقين في ذلك من خبراتنا السابقة مع الأحداث المشابهة، ومن المعلومات الاستخباراتية التي وصلتنا». ودعا المواطنين إلى التحلي بالهدوء وعدم الاستسلام للفزع، مشيراً إلى أن الهدف الأصلي للإرهابيين هو نشر الفزع والرعب بين المواطنين وخلق مناخ من الاضطراب والخوف. ووقع الهجوم اول من امس في منطقة يقع فيها مقر رئاسة أركان الجيش والبرلمان التركي ومكاتب رئيس الوزراء. وأظهرت الصور ان حافلتين على الاقل احترقتا بالكامل فيما سمع دوي الانفجار في مختلف انحاء المدينة وتسبب بذعر لدى السكان. ودفع التفجير برئيس الوزراء لإلغاء زيارة كانت مقررة الى بروكسل أمس لبحث ازمة الهجرة في اوروبا، كما ألغى الرئيس رجب طيب اردوغان زيارة الى اذربيجان. ولاقى التفجير الإرهابي موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية، وسط تأكيد من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالتضامن المطلق مع تركيا.

 

7 آلاف قتيل و155 ألف جريح في 2015 في المراكز المدعومة من «أطباء بلا حدود»

شباط 19/16/باريس – ا ف ب: أحصت منظمة «أطباء بلا حدود» سبعة آلاف قتيل ونحو 155 ألف جريح العام 2015 في سبعين مرفقاً طبياً تدعمها في سورية نتيجة النزاع المدمر المتواصل منذ خمس سنوات. وذكرت المنظمة، في تقرير صدر أمس، أن هذه الحصيلة «تعكس الوضع الكارثي في سورية»، متوقفة عند التدخلات العسكرية الخارجية المتزايدة في البلاد، ومشيرة الى ان «اربع دول من اصل الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن منخرطة عسكرياً في النزاع». وأكدت المنظمة غير الحكومية ان هذه الحصيلة «مدعاة للقلق» لأن «المستشفيات والعيادات السبعين الموقتة والمدعومة من اطباء بلا حدود تشكل فقط جزءا صغيرا من المرافق الطبية في سورية». وأوضحت أن العدد الكبير للقتلى والجرحى المسجل في التقرير يمثل «الذين تمكنوا من الوصول الى المرفق الطبي ولا يشير الى الذين لم ينجحوا في الوصول»، مرجحة ان «يكون الوضع الفعلي على الارض اسوأ مما يصفه التقرير». وشدد التقرير بالتالي على ان هذه الاعداد ما هي إلا «نموذج صغير نسبياً عن مدى الاضرار الحقيقية الناجمة عن الحرب». ويشكل الاطفال 40 في المئة من الضحايا والنساء 30 في المئة، ما يشير بحسب المنظمة، إلى ان «المناطق المدنية تتعرض باستمرار للقصف الجوي وغيره من اشكال الهجوم». وأوضح التقرير ان النسبة العالية من الوفيات والاصابات المسجلة «تتزامن مع الهجمات العسكرية وتدخل القوات الجوية الروسية والبريطانية والفرنسية التي انضمت الى حملات القصف في سورية». وأفاد عن «94 هجوما جويا وقصفا مدفعيا على 63 مرفقا طبيا مدعوما من اطباء بلا حدود» العام 2015، ما تسبب بدمار كامل لـ12 منها وأدى الى سقوط 81 موظفا في الطواقم الطبية المدعومة من المنظمة بين قتيل وجريح. وركز التقرير بنسخته العربية على المناطق المحاصرة في سورية، مشيرا الى «اصابات جماعية» ناتجة خصوصاً عن حالات قصف مكثف.

 

“حماس” تأمل فتح صفحة جديدة مع إيران وإسرائيل اعتقلت الشيخ رائد صلاح

شباط 19/16/غزة – د ب أ، الأناضول: أعربت حركة “حماس” أمس، عن تطلعها لفتح “صفحة جديدة” من التعاون مع إيران. وذكرت في بيان، أن وفداً من قادتها اختتم ليل أول من أمس، زيارة إلى طهران، استمرت ثمانية أيام، وشهدت لقاءات “ناجحة”، حيث التقى الوفد خلال زيارته مسؤولين إيرانيين، في مقدمهم رئيس البرلمان علي لاريجاني، وأمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني. وقال مسؤول العلاقات الدولية في “حماس” أسامة حمدان إن الزيارة “جاءت تلبية لدعوة للذكرى 37 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران”، مؤكداً أن الوفد “وجد دعماً وتأييداً للمقاومة والانتفاضة في فلسطين”. وأعرب عن أمله في “أن تكون الزيارة مقدمة لصفحة جديدة من التعاون بين حماس وإيران”، مشيراً إلى أن أجواء اللقاءات بالقيادات الإيرانية “كانت إيجابية جداً، وهناك استعداد واضح لتعزيز العلاقات بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني”. وترأس وفد “حماس” عضو مكتبها السياسي محمد نصر، وضم كلاً من مسؤول العلاقات الدولية أسامة حمدان وممثلها في طهران خالد القدومي، إلى جانب وفد مشكل من تسعة فصائل فلسطينية. وكانت العلاقات بين “حماس” وإيران توترت منذ العام 2011، على خلفية موقف الحركة من الأزمة في سورية، واتخاذها موقفاً معارضاً للنظام السوري. في سياق آخر، أعلنت “حماس” أمس، أنه لا يوجد لديها أي ترتيبات لإجراء انتخابات جديدة لقيادتها في الوقت الراهن. ونفت في بيان “مزاعم وشائعات تداولتها بعض وسائل الإعلام أخيراً بشأن انتخابات داخلية وشيكة للحركة”، مؤكدة أنها “مزاعم كاذبة”. وأشارت إلى أنه “لا يوجد أصلاً أي ترتيبات في الوقت الحاضر لانتخابات الحركة لأن موعدها لم يحن بعد”. كما نفت أي تدخل من الدول أو الأطراف المختلفة في موضوع انتخابات الحركة، أو أي شأن من شؤونها. وكانت تقارير إعلامية أفادت أخيراً أن هناك “خلافات” داخل الحركة بشأن ترشح رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل من عدمه لولاية جديدة له في انتخابات وشيكة لقيادة الحركة. على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس، رئيس “الحركة الإسلامية” الشيخ رائد صلاح، ورئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في إسرائيل محمد بركة، خلال تواجدهما في مستشفى العفولة، حيث يخوضان إضراباً مفتوحاً عن الطعام، تضامناً مع المعتقل الفلسطيني الصحافي محمد القيق. وقال شهود عيان إن قوات من الشرطة اعتقلت الشيخ صلاح وبركة، من أمام الغرفة التي يرقد فيها القيق، المضرب عن الطعام لليوم الـ87 على التوالي. إلى ذلك، اقتحمت قوات إسرائيلية أمس، مؤسسات أهلية عربية وأغلقتها. وقال شهود عيان إن قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية، اقتحمت مكاتب كل من مؤسسة “يوسف الصديق لرعاية الأسری”، في مدينة أم الفحم، و”الصدقة الجارية” بالناصرة، و”زهرة الكرمل” في مدينة حيفا، فيما اعتقلت مدير “يوسف الصديق” فراس عمري.

 

أوباما سيزور كوبا في الاسابيع المقبلة

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - اعلنت "وكالة فرانس برس" ان "الرئيس الاميركي باراك اوباما سيزور كوبا في الاسابيع المقبلة". اضافت : "غدا الخميس ستعلن الادارة عن زيارة سيقوم بها الرئيس خلال الايام المقبلة الى اميركا اللاتينية، ولا سيما الى كوبا". وتتوج هذه الزيارة التقارب التاريخي الذي حصل بسرعة قياسية بين الولايات المتحدة وكوبا، البلدين العدوين سابقا واللذين يبلغ عمر الخلاف بينهما نصف قرن. وآخر رئيس اميركي زار، اثناء توليه الرئاسة، الجزيرة الواقعة قبالة سواحل ولاية فلوريدا هو كالفين كوليدج وذلك في العام 1928. وكان البلدان اعلنا في كانون الاول عن بدء عملية تقاربهما والتي سرعان ما توجت في تموز باستئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد انقطاع استمر نصف قرن من الزمن. وسبق لاوباما ان اعرب مرارا عن رغبته في زيارة كوبا قبل انتهاء ولايته في كانون الثاني 2017 لكنه لفت الى ان "هذه الزيارة التاريخية لن تكون ممكنة الا في حال تسجيل تقدم فعلي على صعيد الحريات الفردية في الدولة الشيوعية". وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري زار هافانا في آب لاعادة افتتاح السفارة الاميركية.

 

المقاتلات الكندية نفذت الغارة الأخيرة ضد داعش قرب بغداد

الخميس 18 شباط 2016/وطنية - أعلنت كندا أن مقاتلاتها من طراز "إف -18" نفذت آخر غارة لها ضد داعش قرب بغداد، منهية بذلك مهمتها في إطار التحالف الدولي ضد المتطرفين في سوريا والعراق، تنفيذا لوعد انتخابي قطعه رئيس الوزراء جاستن ترودو. ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" الفضائية اليوم، عن وزارة الدفاع الكندية قولها :"إن هذه الغارة الأخيرة استهدفت موقعا قتاليا للتنظيم المتشدد قرب مدينة الفلوجة، في حين أن آخر طلعة لهذه الطائرات جرت الاثنين الماضي، ولكن لم تتخللها أي غارة".وكان ترودو أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده ستوقف ضرباتها الجوية التي تستهدف داعش في سوريا والعراق وستعيد مقاتلاتها الست إلى البلاد بحلول 22 شباط الحالي.

 

البابا غادر المكسيك في ختام زيارة تاريخية استمرت خمسة ايام

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - غادر البابا فرنسيس امس المكسيك منهيا زيارة تاريخية استمرت خمسة ايام واختتمها بقداس عابر للحدود غير مسبوق شارك فيه عشرات آلالاف من المؤمنين على جانبي الحدود المكسيكية -الاميركية، ندد خلاله الحبر الاعظم ب"المأساة الانسانية للهجرة القسرية".

وفي ختام حفل وداع رسمي اقيم في مطار سيوداد خواريز في شمال المكسيك وشارك فيه الرئيس انريكي بينا نييتو، لوح البابا من على سلم طائرته مودعا الجماهير، قبل ان تقلع به الطائرة عائدة الى الفاتيكان. وقال رأس الكنيسة الكاثوليكية في عظته: "لا يمكن ان نتجاهل الازمة الانسانية التي دفعت في السنوات الاخيرة آلاف البشر الى الهجرة، سواء عبر القطارات او الطرقات السريعة او حتى سيرا على القدمين، مجتازين مئات الكيلومترات عبر الجبال والصحارى والطرقات الوعرة". واضاف :"ان هذه المأساة الانسانية الناجمة عن الهجرة القسرية هي اليوم ظاهرة عالمية". وشارك في القداس عشرات الاف المؤمنين الذين تجمعوا على جانبي خط الحدود الفاصل بين مدينة سيوداد خواريز المكسيكية ومدينة إلباسو الاميركية. وفي الجانب المكسيكي من خط الحدود شارك اكثر من 200 الف مؤمن في هذا القداس الاخير للحبر الاعظم خلال زيارته الى المكسيك واول قداس على الاطلاق يترأسه حبر اعظم على الحدود بين بلدين.

 

هولاند واردوغان يدعوان الى استئناف المفاوضات حول سوريا

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره التركي رجب طيب اردوغان، اليوم، الى "استئناف المفاوضات بين السوريين، كما اعلنت الرئاسة الفرنسية بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين. واضاف البيان ان هولاند واردوغان "يدعوان الى استئناف المفاوضات بين السوريين" التي توقفت مطلع شباط. واوضح انهما اتفقا ايضا على "ضرورة تطبيق قرار مجلس الامن الدولي وبيان مجموعة الدعم الدولية لسوريا الصادر اتخذ في 11 شباط في ميونيخ، ولا سيما الجانب الانساني منه". واكد البيان ان الرئيس الفرنسي "شدد ايضا على اهمية القيام بعملية انتقالية سياسية جديرة بالثقة". وأبلغ هولاند نظيره التركي ايضا ب "قلق فرنسا الكبير حيال تدهور الوضع في حلب حيث يؤدي استمرار عمليات القصف التي يقوم بها النظام وحلفاؤه الى زيادة معاناة الناس". وخلص البيان الى القول ان الرئيسين يتفقان على ضرورة التوصل الى حل للحرب في سوريا، وعلى "ارادتهما المشتركة في مكافحة الارهاب"، فيما اسفر انفجار سيارة مفخخة أمس عن 28 قتيلا في انقرة. ووجه الرئيس هولاند تعازيه الى نظيره التركي بعدما انتقد الانفجار ووصفه بأنه "اعتداء غاشم".

 

 العربي الجديد : محور إسرائيلي ألماني لمواجهة المبادرة الفرنسية لحل الدولتين

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : شكّلت التصريحات، التي أدلت بها المستشارة الألمانية،أنجيلا ميركل، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الأول الثلاثاء، تتويجاً لسياسة حكومة الاحتلال، في الدعوة إلى التوصّل إلى حلول اقتصادية وتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين، في المرحلة الحالية. كما أن تصريحات ميركل، وخصوصاً قولها إن الوقت الحالي ليس أوان حل الدولتين، بل يجب التقدّم تدريجياً في هذه العملية، كانت بمثابة تحوّل في السياسة الخارجية الألمانية تجاه الشأن الفلسطيني، وتراجُع عن تبنّي الموقف الأوروبي العام بضرورة تبني حل الدولتين والسعي إلى دفع مثل هذا الحل، باعتباره أيضاً، وفق تصريحات ألمانية سابقة، ضمانة لبقاء إسرائيل دولة ذات أغلبية يهودية. وجاءت التصريحات المذكورة، في سياق الجلسة السادسة المشتركة للحكومتين الألمانية والإسرائيلية، والتي انطلق أولها، في العام الماضي، بمناسبة مرور خمسين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وألمانيا في عام 1965. وتُعتبر التصريحات الألمانية أيضاً، بما تعكسه من تحوّل ألمانيا إلى دولة مساندة لسياسة نتنياهو الرافضة للتقدّم في المفاوضات مع الفلسطينيين، بمثابة مكسب سياسي ودبلوماسي مهم لحكومة الاحتلال.

وتشهد إسرائيل بعد تصريحات زعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، بأنه لا يمكن في المرحلة الحالية التوصل إلى حل الدولتين، نوعاً من الاصطفاف المؤيد حالياً لطروحات نتنياهو بعدم تقديم الملف الفلسطيني على غيره، بحجة عدم وجود شريك فلسطيني من جهة، والاستفادة من الأوضاع العاصفة في الوطن العربي، وتغوّل نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الوعي الأوروبي والعالمي، باعتباره الخطر الأول الذي ينبغي مواجهته حالياً، بجهد دولي مشترك، من جهة ثانية، ليزيد ذلك من تهميش الملف الفلسطيني، وسط الحديث عن مشاكل إقليمية ونزاعات دموية، وتأجيج النزاع الحالي بين الدول العربية وإيران لجهة تصويره بالحرب بين السنّة والشيعة. ويبدو أن نتنياهو تمكّن من استغلال الأوضاع الإقليمية إلى جانب ردة الفعل الحاصلة في ألمانيا تجاه قضية اللاجئين السوريين، ونجح بتوظيف ذلك في الحلبة الأوروبية ككل لتفتيت الموقف الأوروبي المعلن بشأن المفاوضات وحل الدولتين، ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي، عبر التعويل، وفق تصريحات لنتنياهو نفسه خلال عودته من ألمانيا، على موقف الحكومات الرسمية للدول الأوروبية، وليس المنظمات غير الحكومية، باعتبار أن الحكومات الرسمية لأوروبا تلتزم برفض مقاطعة إسرائيل.

مع ذلك لا يمكن عزل تصريحات ميركل عن كونها تعكس أيضاً نوعاً من التوجّه الجديد في سياسات إسرائيل الأوروبية، لجهة الاستعانة بمكانة ألمانيا وقوتها الاقتصادية في الكتلة الأوروبية لمواجهة المبادرة الفرنسيةالداعية إلى مؤتمر دولي للسلام، يعقبه في حال فشله اعتراف بدولة فلسطين المحتلة.

وقد أوضح نتنياهو في هذا السياق، أن الموقف الألماني ليس وحيداً عملياً، ذلك أن مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، كانت قد أبلغته في اتصال هاتفي قبل أيام، أن الاتحاد لا يُعِدّ لمبادرة جديدة، مما يعني عملياً، إذا أضيف إلى ذلك التحفّظ الأميركي الواضح من المبادرة الفرنسية، وأد المبادرة حتى قبل إطلاقها بشكل رسمي وفعال. ويسعى نتنياهو من خلال تعزيز أواصر التحالف مع ألمانيا، ليس فقط إلى مواجهة المبادرة الفرنسية، وإنما أيضاً إلى استغلال النفوذ الألماني لمنع تبلور موقفٍ معادٍ لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في ظل التأثير الألماني على سياسات دول أوروبية صغيرة، أو أقل شأناً في تأثيرها الدولي وأقل اهتماماً بالشأن الشرق أوسطي والقضية الفلسطينية، مثل رومانيا وبولندا، إضافة إلى التكتل الحوض متوسطي المُشكّل أخيراً بين إسرائيل واليونان وقبرص.

ومن الواضح أن هذا التحالف السياسي مع ألمانيا، يأتي مكمّلاً للتنسيق الأمني الوثيق بين ألمانيا وإسرائيل، وتزويد ألمانيا لإسرائيل بخمس غواصات متطورة من طراز "دولفين" قادرة على حمل رؤوس نووية يصل مداها إلى 1500 كيلومتر، وعلى ضرب مناطق مختلفة في إيران، لا سيما منشآتها النووية، وقواعدها الصاروخية، من مياه الخليج العربي. وقد تحوّلت هذه الغواصات، باعتراف قادة الجيش الإسرائيلي، الشهر الماضي، إلى "الذراع الطويلة" لجيش الاحتلال، وحلت في هذا السياق مكان سلاح الجو، في كل ما يتعلق بضرب الأهداف البعيدة (مثل إيران). ويرتبط هذا المحور الألماني، قبل كل شيء، باستمرار توظيف إسرائيل المحرقة النازية ومشاعر الذنب الألمانية، لابتزاز برلين ليس فقط مادياً، إذ دفعت ألمانيا لغاية الآن نحو 65 مليار دولار كتعويضات للناجين من المحرقة النازية، وإنما أيضاً عسكرياً وسياسياً. وكانت إسرائيل قد ابتزت ألمانيا وحصلت على قرار ألماني بتمويل بناء غواصتين لصالح إسرائيل في عام 1991 في حرب الخليج الأولى. فبعد أن تبين أن شركات ألمانية زودت العراق بأسلحة متطورة، وكانت شريكة في مشروع العراق للأسلحة الكيماوية، اضطر المستشار الألماني آنذاك، هولميت شميت، إلى الالتزام بتمويل بناء غواصتين لصالح إسرائيل. ويضاف إلى ذلك صعود ونجاح ميركل منذ عام 2005 بالتغلب على المستشار العمالي الاشتراكي، غيرهارد شرودر، في الانتخابات الألمانية، مرة تلو الأخرى، واعتماد سياسة خارجية موالية لإسرائيل، وإن كانت تلتزم بالموقف الأوروبي العام في الشأن الفلسطيني. وكانت ألمانيا تحت قيادة ميركل أول من أعلنت قطع العلاقات مع حكومة "حماس" في القطاع عام 2006، ما لم تعترف الحركة بحق إسرائيل في الوجود وتتنازل عن الكفاح المسلح وتلتزم باتفاقيات أوسلو. وقد زارت ميركل إسرائيل منذ انتخابها أول مرة ولغاية الآن ست مرات، حصلت خلالها على دكتوراه فخرية من الجامعة العبرية في القدس المحتلة عام 2007، وعلى وسام رئيس الدولة في فبراير/شباط من عام 2014.

 

الامم المتحدة تأمل ايصال مساعدات الى كل المناطق المحاصرة في سوريا خلال اسبوع

الخميس 18 شباط 2016 /وطنية - أملت الامم المتحدة، اليوم، ان "تتمكن من ايصال المساعدات الى كل المناطق المحاصرة في سوريا خلال اسبوع بعد الاجتماع الثاني في جنيف لفريق العمل المعني بوصول المساعدات الانسانية الى سوريا". وقال يان ايغلاند كبير مستشاري مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا للصحافيين: "ان 114 شاحنة نقلت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية مساعدات الى 80 الف شخص في خمس مناطق محاصرة". واضاف اثر لقاء مع ممثلي الدول ال17 في مجموعة الدعم الدولية لسوريا: "ناقشنا المرحلة المقبلة وهي الوصول الى باقي المناطق المحاصرة كلها. وينبغي ان نتمكن من تحقيق ذلك قبل الاجتماع المقبل الذي سيعقد بعد اسبوع". وتابع ان الامم المتحدة "تريد ايصال مساعدات الى دير الزور التي يحاصرها تنظيم "داعش" ولا يزال فيها زهاء 200 الف شخص. وتابع ان برنامج الاغذية العالمي "لديه خطة ملموسة الآن" تقوم على القاء مساعدات انسانية فوق المدينة المحاصرة وان هذه العملية تحظى بدعم الولايات المتحدة وروسيا. وقالت روسيا ان طائرات شحن تابعة لها اوصلت مساعدات انسانية الى احياء تخضع لسيطرة النظام في دير الزور الاسبوع الماضي. واوضح ان "توزيع المساعدات في الساعات ال24 الماضية تم بفضل اتفاق توصلت اليه مجموعة الدعم الدولية الاسبوع الماضي في ميونيخ".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اتفاق معراب يتجاوز الرئاسة ويؤسس لدولة وفق منطق الشراكة

ألين فرح/النهار/19 شباط 2016

لا رئيس للجمهورية من دون توافق. قالها أول من أمس سليمان فرنجية من "بيت الوسط". الى الآن لا توافق، وبالتالي لا انتخاب رئيس في جلسة 2 آذار، ولا أحد يراهن على أي شيء آخر. ولا يمكن تخطّي الاتفاق لانتخاب رئيس، رغم الجدل حيال ميثاقية حضور جلسات الانتخاب. خطابا الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله واضحان لجهة ارتفاع حدّة الصراع في المنطقة، وإذا كان فريق 14 آذار يتهم فريق 8 آذار بأنه أدخل الاستحقاق الرئاسي الى قاعة الانتظار، فإن الفريق الثاني يتّهم 14 آذار، وتحديداً الحريري، بأنه عطّله. الاستحقاق في مرحلة الانتظار، وخير دليل صمت الرئيس نبيه برّي الذي يعتبر أكثر تعبيراً من أي وقت مضى. "هو صمت استراتيجي، إذ إن برّي يعرف جيداً أن المنحى الذي اتخذه الصراع في المنطقة ستكون له ارتداداته على لبنان. والرئيس برّي الذي يملك دهاء سياسياً، يقارب الامور مقاربة استراتيجية، وهو يلتزم الخطوط الحمر التي وضعها السيد نصرالله في خطابه، اقتناعاً وليس إذعاناً"، وفق وصف أحد سياسيي 8 آذار. نبرة نصرالله المرتفعة تجعل هذا السياسي يقول: "إذا أرادوا رئيساً قوياً وميثاقياً فهو موجود، أما إذا أرادوا رئيساً تسووياً وفق مفهومهم ويؤمّن لهم وضع اليد على البلد فهو مرفوض. أما تطبيق الميثاق والدستور فيبدأ من الرئاسة". وتحت عنوان احترام الميثاق تخاض "معركة" من نوع آخر، عنوانها "المسيحيون يريدون الشراكة في النظام" لا أكثر ولا أقل. بعيداً من الطائفية، يسأل مؤيدو اتفاق معراب لماذا اختزال الميثاقية عند حدود المسيحيين؟ هذه الشراكة سلبت من المسيحيين منذ عام 1992، وجاء اتفاق معراب بين العماد ميشال عون وسمير جعجع لإعادتها، فقوبلت برفض وانزعاج وردود قاسية، علماً أن كل مواقف التجميل التي صدرت بعد التهكمات لن تنفع في تلميع أي صورة أخرى. في نظر مناصريه، لم يعتد جعجع أن يتلقى مثل هذه "اللطشة" في مناسبة عامة من دون أن تترك أثراً في وجدانه وعلى صعيد القرار. أما "تكتل التغيير والاصلاح"، فحمل ردّه عنوان الشراكة الفعلية وإرادة الشعب، والأخطاء والمخالفات والأخطار التي تؤدي إلى ضرب العيش المشترك ووحدة الوطن، "فالمسيحيون ليسوا أتباعا، بل هم شركاء كاملون في السلطة". طرفا الاتفاق يتحركان على صعيد تحقيق الميثاق والصيغة والعيش المشترك، وبالتالي بناء الدولة وتثبيت الرئيس القوي، رغم موقفهما المختلف من حضور جلسات الانتخاب. فاتفاق معراب ثابت ومستمر ويجري العمل على تعزيزه أكثر. وفي معلومات "النهار" أن ثمة تحضيراً للقاء أو عمل كبير بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لتأكيد هذا الاتفاق. ويؤكد النائب ابرهيم كنعان لـ"النهار" ان الاتفاق أبعد من الرئاسة، "بل هو رؤية مشتركة لبناء دولة وفق منطق الشراكة الفعلية بين اللبنانيين، ولرسم خيارات استراتيجية للمسيحيين في لبنان والمنطقة". بمعنى آخر يشكّل خريطة طريق طرحتها القوتان المسيحيتان الأكبر، ولا تستثني أحداً، وتعبّر عن هاجس مشترك. كما يعتبر رؤية عابرة للاصطفافات الحالية بين 8 و14 آذار، وتكمن قوته في أنه للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف، تبنّى مرشحاً ميثاقياً للرئاسة يجسّد حالة مسيحية ووطنية لا لبس فيها. وهي المرة الاولى يثبت المسيحيون أنهم قادرون على المبادرة في ما يتعلق بالميثاق، وهذا ما جعل القوى الاقليمية والدولية تتعامل مع هذا الاتفاق كمبادرة لبنانية صرفة وليست عدائية حيال الشركاء في الوطن.

 

مرحلة طواها الزمن على عكس الذاكرة

الصحافي جوزف المتني/النهار/19 شباط 2016

أعدّ الصحافي الأستاذ شربل مارون فيلماً وثائقياً عن: "الدامور بين الأمس واليوم"، بتكليف من بلدية الدامور. عرض الفيلم يوم السبت 30/1/2016 على محطّة "MTV" في حلقة خصّصها الصحافي وليد عبود ضمن برنامج "بموضوعية" لمناسبة مرور أربعين عاماً على ذكرى تهجير الدامور. واستضاف في الحلقة كلاّ من الرئيس السابق للرهبانية المارونية اللبنانية الأباتي بولس نعمان ورئيس بلدية الدامور المحامي شارل غفري والقيادي السابق في حزب الكتائب المحامي ايلي قرداحي والقيادي السابق في الحزب الشيوعي منير بركات. من المؤكّد أن لبلدية الدامور أهدافاً من تحقيق هذا الفيلم الوثائقي. حدّد رئيسها بعضها في مواقفه المسجّلة في الوثائقي وفي سياق الحوار مع عبّود، أتوقّف عند اثنين من الأهداف التي أعلنها:

أولاً - وصف الأستاذ غفري ما جرى في الدامور قبل 40 عاماً بالمجزرة، معتبراً أن التاريخ لم ينصف البلدة ولا شهداءها، وأغفل التاريخ عنها هذا التوصيف ( أي المجزرة ) المرتبط مثلاً بصبرا وشاتيلا والأرمن و...

ثانياً - تحدّث غفري عن المحافظة على الأرض من خلال:

أ ‌- عدم البيع.

ب‌ - استرداد بعض العقارات التي بيعت لغير أبناء الدامور.

ت‌ - التصميم التوجيهي Eco touristique للدامور.

حاول المعدّ من خلال المعطيات والمعلومات والوثائق المجمّعة تظهير الرسالة المبتغاة من الفيلم وهذين الهدفين في 30 دقيقة:

- الهدف الأول ( 23 دقيقة تقريباً ) تأريخ وعرض المأساة الأليمة جدّاً التي حلّت بأبناء الدامور عام 1976 عند التهجير وما رافقه ولحقه من ويلات ونكبات وعذابات. فكانت شهادات معبّرة لأفراد مفجوعين، ذكّرت المشاهد بمرحلة ماضية ملطّخة بالدماء، ملفوفة بالسواد، وجارحة في الصميم. مرحلة طواها الزمن على عكس الذاكرة.

- الهدف الثاني ( 7 دقائق تقريباً ) من خلال سرد بدء مسيرة العودة مع استحداث الدولة وزارة للمهجّرين في الدامور، وصولاً إلى ابراز أهمية التصميم التوجيهي القائم حالياً في السهل والآخذ بالاعتبار السياحة البيئية فقط إلى جانب طبيعة السهل الزراعية.

أعتقد أن الأستاذ شربل مارون نجح في هذا الفيلم الوثائقي بمعالجة الهدفين الآنفي الذكر.

ولكنّ ما لفت الانتباه إلى أن الكثيرين من أبناء الدامور، أثناء التهجير وبعد العودة، حقّقوا حيثما استقرّوا في لبنان والخارج نجاحات باهرة، وبرعوا في ميادين ابداعيّة وعلمية وثقافية واكاديمية وتربوية وطبية وهندسية وصناعية وتجارية ووظيفية ومهنية واعلامية عديدة.

في غاية الأهمية أيضاً توضيح وقائع تاريخية مبنية على أربع محطات زمنية متداخلة ومختلفة في آن:

1976 : تهجير أبناء الدامور وحرق البلدة قبل أربعين عاماً من الآن.

1976 - 1990: 15 عاماً فترة التهجير لأبناء الدامور.

1991 - 2016: 25 عاماً على العودة ( ولو كانت غير مكتملة ولكنّها واقعة ).

1976 - 2016: أربعون عاماً على ذكرى تهجير أبناء الدامور. وأربعون عاماً أيضاً على استقرار أبناء الدامور في مناطق لبنانية خارج بلدتهم وفي بلاد المهجر. تتضمّن هذه الفترة كذلك سنين التهجير (15 عاماً) وسنوات العودة (25 عاماً).

يتماشى هذا التفسير مع ما يذكره التاريخ عن حرب "المئة يوم" التي وقعت في الأشرفية عام 1978. ومع ما يكتبه المؤرّخون عن حرب "المئة عام" (116 عاماً بالتحديد) التي وقعت بين الملوك الفرنسيين والملوك الانكليز بين عامي 1337 و 1453.

يتجمّد نقاش المعنيّين عند مسألة العودة بحدّ ذاتها. مقاربة هذا الملفّ حيوية بمقدار الانتقال الفعلي والعملي إلى مرحلة طرح التحدّي الأكثر الحاحاً وهو كيفية تطوير الدامور اقتصادياً وتحريرها انمائياً واجتماعياً.

المحافظة على الأرض هدف سام ومقدّس، وإنما يدخل سريعاً في حسابات الربح والخسارة إذا لم تستثمر هذه الأرض بالطريقة الفضلى ذات الفائدة الكبرى التي تساعد صاحبها على المحافظة عليها. أمّا من يؤيّد عرقلة عمليات البيع، عليه التوضيح ماذا يقصد بأدائه هذا.إذا كان الهدف ابقاء البلدة على هويّتها المسيحية تثبيتاً للموارنة وتعزيزاً لمبدأ العيش المشترك في الجبل، وتتويجاً لها عاصمة للشوف والجنوب المسيحي.

ولكن ماذا عن سهل الدامور؟ ألا يوجد فيه مالكون كبار من الدروز والشيعة والسنّة؟ وهل هناك سعي لاسترجاع هذه الأملاك أيضاً كما حصل في الضيعة؟

هل يأخذ المعنيّون في الاعتبار أن مئات الدونمات في سهول صور والبقاع وعكار تعود ملكيتها لمسيحيين؟وأن المؤسسات الصناعية والانتاجية والسياحية والتجارية والعمرانية قد انتشرت في هذه السهول إلى جانب طابعها الزراعي؟

ما زال البعض يقيس العودة بالأرقام والنسب المئوية. في الكورة وزغرتا وبشري مثلاً، تفرغ قرى بنسبة 80 الى 90% طوال العام، لأن معظم أهلها يعيشون في المهجر. ورغم ذلك، فإنّ هذه القرى التي تتداخل فيها الحركة العمرانية مع بساتين الزيتون والفاكهة والخضار مبنية ومشيّدة وتتفاعل مع محيطها عبر حركة اقتصادية وصناعية وتجارية ومصرفية وسياحية وخدماتية وتربوية ناشطة على مرّ الأيّام وأشهر السنة...

 

ليكون شوكة في خاصرة العرب!

نديم قطيش /الشرق الأوسط/19 شباط/16

لم يوفَّق «تيار المستقبل» في اختيار عنوان للمهرجان السنوي إحياءً لذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، كما وفِّق هذا العام.. «معك حق، واليوم أكثر»، قال جمهور رفيق الحريري له في ذكرى استشهاده الحادية عشرة قبل أيام. هذه البداهة التي شكّلت المشروع السياسي الوليد من رحم جريمة الاغتيال، لم تكن بداهة قبل اغتيال الحريري. ولا قَبِلَ بها خصومه بعد اغتياله، إلى أن بات مشروع رفيق الحريري هو سفينة نجاتهم من حصيلة تجربتهم البائسة. يكفي التدقيق في الكلام الإيراني اليوم عن التنمية والنهوض وفرص العمل لإدراك حجم استنساخ تجربة الحريري بعد قتله!تتضاعف في ضمير المقيم خارج لبنان وعقله دقة هذا الشعار، لا سيما حين يعقبه كلام للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بات يعد مادة هذيان كاملة. يقول نصر الله: «نحن أمام انتصارات لمحورنا وفشل للآخرين وهزائم متلاحقة للغير»! لا يرف له جفن وهو يتحدث عن الانتصار في بلد جُرح أو قُتل أكثر من عشرة في المائة من سكانه ودُمر أكثر من نصفه وهُجّر منه ودُفع للنزوح فيه ثلثا عدد السكان، وبات كل شعبه يحتاج للمعونات الدولية للبقاء على قيد الحياة! قتل رفيق الحريري لأنه تجربة حية، في الإعمار، والنهوض الاقتصادي والاجتماعي، وبناء الإنسان، وهي تجربة لا يمكن لها إلا أن تعري تجربة الانتصارات الموصولة التي حققها حزب الله ومحوره السوري - الإيراني، ولم ينفك يعد بمثلها «لقرون آتية»، كما قال نصر الله حرفيًا!!

حبذا لو يتسنى للبنانيين أن يتابعوا بؤس خطاب الانتصارات والمقاومة من إمارة دبي، أو لكي أكون واقعيًا في التوصيف، من كوكب دبي، الذي باتت تقاس المسافة عنه ليس بساعات الطيران، بل بسنوات ضوئية من الابتكار والمثابرة والرؤية! ذات مرة اتصل رفيق الحريري بالصحافي جهاد الزين، معلقًا على مقال للزين قارن فيه بين بيروت ودبي التي وقّع فيها الروائي باولو كويلو آنذاك واحدة من روايته، وبادره بالقول: «دبي بتستاهل المديح. فينا نمدحها من دون إهانة بيروت!».بالطبع، لا تنطبق كلمة إهانة على ما كتبه جهاد الزين يومها، لكنه فائض غيرة الرجل على بلاد تعامل معها كأنها بيته. ما يهين بيروت، ولبنان واللبنانيين في الواقع هو خطابات النصر البائسة التي يتحفنا بها محور المقاومة، من دون تقديم دليل واحد عليها إلا حجم الدمار الهائل الذي لم يمسس حتى الآن أجهزة بث خطابات نصر الله!.. «أنا أخطب، إذن أنا منتصر» هي فلسفة منتصري الممانعة في خرائب لبنان وسوريا واليمن والعراق، وغيرها.

لا يستطيع اللبناني إلا أن يسأل: ماذا لو كانت قررت الإمارات العربية المتحدة وحكومة دبي أن تنخرط في مشروع مقاومة في الخليج لتحرير جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى التي تحتلها إيران منذ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1971؟ لا شك أن هذه الجزر تفوق مساحتها ست مرات «إمبراطورية مزارع شبعا» التي يتخذها حزب الله ذريعة لاستمرار المقاومة، وهي تفوقها أهمية استراتيجية بالنسبة لأمن الإمارات وعمقها البحري! لنتخيل للحظة ميليشيا إماراتية، تعيش جنبًا إلى جنب الجيش الإماراتي، أو أن فصيلاً رفض سياسة الإمارات حيال هذه الجزر وانتقد سياسة النهوض الاقتصادي، وقرر أن «الدولة غائبة»، وأنه بوسعه إطلاق مسيرة مقاومة مسلحة لتحرير الجزر!! لنتخيل هذا الأمر ونفكر بكوكب دبي اليوم! قبل أيام استضافت دبي «القمة العالمية للحكومات» بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثًا وأكثر من 70 جلسة مختلفة، تخللتها كلمة للرئيس الأميركي باراك أوباما عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. تعددت العناوين، لكن جدول أعمال القمة تصدره الهم الرئيسي؛ كيف تخرج المنطقة من أسر الحكومات الفاشلة والدول الفاشلة التي لا تهدد نفسها وشعوبها وحسب، بل تشكّل عامل تهديد لأي تجربة ناجحة في محيطها ومداها! وبأي سرعة ينبغي أن تخرج للتعامل مع الموجة الكبيرة الحاملة إلينا عالمًا جديدًا بكل تفاصيله، بقيمه وأدوات إنتاجه وتحدياته واختصاصاته. لا شيء بديهي في النقاشات المندلعة في كوكب دبي، في الوقت الذي نغرق فيه في لبنان في الدفاع عن بداهة بسيطة نقولها في ذكرى الحريري «معك حق، واليوم أكثر».

بداهةٌ ثانيةٌ مرعبةٌ شكّلت إحدى رسائل خطاب سعد الحريري في المناسبة، حين قال: «نحن عرب، وعربًا سنبقى»؛ فحين تصير البديهيات موضع نزاع وسجال يكون الانهيار قد ضرب عميقًا، وعميقًا جدًا، ويكون الفشل، الاجتماعي والسياسي والدولتي، الذي هجست به قمة دبي، قد غدا واقعًا فجًا وفاقعًا لا تخطئه عين.

لبنان رفيق الحريري، كان يُعد ويستحق أن يكون شريكًا في نهضة العرب وإنتاج جديدهم، وأن تكون دبي المشرق كما هي دبي اليوم بيروت الخليج! يخيّل إليّ أن من قتل رفيق الحريري فهم مشروعه أكثر مما فهمه أنصار هذا المشروع. ومن قتله قتل معه أشياء كثيرة؛ شجاعة الأمل بغد أفضل وهوية عربية جديدة عنوانها النجاح. أتذكر رفيق الحريري في دبي وأنا أستمع إلى حسن نصر الله، وتخطر لي عبارة نوري السعيد الجارحة التي ما كانت تصح يومها وتصح اليوم عن لبنان. قتلوا الحريري ليكون لبنان «شوكة في خاصرة العرب»!

 

عندما يتجاهل نصرالله التقارير الداعمة للأسد

علي رباح/المستقبل/19 شباط/16

رفع الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله اصبعه من جديد. عاد الصراخ والتهديد والوعيد، وعاد كوب «الليموناضة» ليحتلّ يمين الطاولة. كل تلك المشهدية ليست جديدة، وإن تراجعت في الشهور القليلة الماضية بحكم ضبابية المشهد الميداني السوري. أما وقد أحرز محور المقاومة والممانعة «انتصارات كبيرة» في سوريا، بحسب السيّد، فلا بأس من أن يعود الى التهديد والصراخ على وقع تزايد المعلومات عن استعدادات تركية-سعودية لشنّ هجوم عسكري في الشمال السوري. هذا في المشهدية الأولى. أما الجديد والأخطر في خطاب «الوفاء للقادة الشهداء»، فهو حديث سماحته الموجّه لـ»الشارع السني» في العالم العربي، الذي يعمل قادته على «إبرام تحالفات مع الكيان الصهيوني»، على حدّ زعمه، في محاولة لإعادة إحياء مشروعيته بعد أن سقطت منه وسقط منها بفعل قيادته لحروب «الولي الفقيه» بوجه العرب. على خطى بثينة شعبان التي صرخت في مؤتمر «جنيف1» متوجّهة الى «المجتمع الدولي» بالقول، «ألستم مسيحيين»؟، في محاولة لحثّ العالم على التحالف مع الأسد بوجه «إرهابٍ يهدّد الأقليات»، على حدّ زعمها، خاطب نصرالله الشارع السني بالصرخة نفسها: «أليست إسرائيل هي من قتلت أهل السنة واحتلت أرضهم في فلسطين»؟! وتساءل: «ماذا فعل الصهاينة بأهل السنّة منذ احتلال فلسطين الى اليوم؟ هل يقبل أهل السنة صديقاً لهم كإسرائيل؟ هل يقبلون صديقاً يحتل أرضاً سنيّة؟ هل تصادقون كياناً ارتكب المجازر بحق أهل السنة؟ هل تصادقون كياناً هجّر الملايين ممن يعيشون اليوم في الشتات»؟

يعلم السيّد أن أحداً من الشعوب العربية والسنيّة التي رفعت صوره في القاهرة والأردن ودول الخليج خلال عدوان تموز عام 2006، لن يرضى بمصادقة إسرائيل أو التحالف معها. لكن أحداً من هذه الشعوب لن يرضى أيضاً بأن تكون إيران، التي فاقت ميليشياتها، الكيان الصهيوني إجراماً، وغزت الأراضي العربية وجاهرت باحتلال 4 من عواصمها ونكّلت بشعوبها، بديلاً وشرطياً على المنطقة. وبما أن نصرالله وجد نفسه مضطراً لاستخدام بعض «الأدبيات الجديدة»، فلتستخدم أيضاً (بحكم الاضطرار طبعاً) لمقاربة ملفات المنطقة. لماذا على العرب السنّة أن يسلموا بالثنائية التي يعرضها عليهم نصرالله: إما إيران وإما إسرائيل؟ ماذا قدّمت إيران للعرب عموماً وللسنّة خصوصاً لكي يقبلوها زعيماً ومرشداً على المنطقة، ويفترضوا أنها بالفعل نقيض العدو الأصلي؟ إسرائيل قتلت وهجّرت سنّة فلسطين؟ صحيح، لكن إيران فعلت أضعاف ذلك في سوريا والعراق، وليس في هذا تقليل من الجرائم الإسرائيلية. (لا تفوت الإشارة هنا إلى أن نصرالله رأى في عاصفة الحزم التي قادتها السعودية في اليمن جريمة لم تقترف إسرائيل مثلها، فهل كان ذلك تبريراً لإسرائيل!) لا ينتبه كثيرون الى أن القرى التي يريد «حزب الله» إخلاءها من سكانها الأصليين في سوريا ربما تفوق مساحة فلسطين بأكملها، أو بالحد الأدنى مساحة الأراضي المحتلة عام 1948. لا ينتبه كثيرون إلى أن عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية والأردنية وحدها يعادل ثلاثة أضعاف الفلسطينيين الذين هجّرتهم إسرائيل الى المخيّمات لتُقيم كيانها الغاصب على أرضهم في 1948. حتى أن العرب باتوا يقارنون بين مجازر الكيان الصهيوني ومحور «الممانعة» بحق أهل السنة. بين بشار الأسد وأرييل شارون. بين الحصار الإسرائيلي لـ»غزة» وحصار النظام السوري و«حزب الله« لحمص ومخيّم اليرموك والغوطة ومضايا والزبداني. بين حصار بيروت وحصار «القصير» على يد «مجاهدي» سماحته، هناك حيث أكل الناس ورق الشجر. يقارنون أيضاً بين تصريحات رئيس الكيان الصهيوني الإرهابي شيمون بيريز عقب ارتكاب إسرائيل مجازرها، وتصريح بشار الأسد المتهكّم عن «طناجر الضغط» حين سأله مراسل الـ»بي بي سي» عن البراميل المتفجّرة، وحتى تصريح سماحته الذي قال: «ما في شي بحمص»! يقارنون بين الأسرى المحرّرين من معتقلات العدو (ومنهم من خرج حاملاً شهادة دكتوراه)، والشهيد حمزة الخطيب (13 عاماً) الذي خرج من أحد سجون «نظام المقاومة» في سوريا جثّة منتفخة بُتِرَ عضوها الذكري! بين مجزرة «دير ياسين» (360 شهيداً) ومجازر النظام السوري وعموم محور «المقاومة والممانعة» في بانياس والحولة والخالدية وكرم الزيتون والبياضة وحلب وحماه ودرعا ودوما وغيرها من المذابح اليومية. يقارنون بين عدوان تموز الذي أوقع، بكل مآسيه ووحشيته، 1200 شهيد خلال 33 يوماً، ومجزرة الكيماوي في الغوطة التي راح ضحيّتها اكثر من 1466 من سنّة سوريا الذي لا يتحمل القلب الضعيف للسيّد «نسمة هواء» عليها. بين 7822 شهيداً فلسطينياً سقطوا منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 حتى عام 2013 (بحسب علا عوض، رئيسة الإحصاء الفلسطيني)، وأكثر من نصف مليون شهيد سوري سقطوا في 5 سنوات! بين 196 فلسطينياً استشهدوا في سجون الكيان الصهيوني الإرهابي منذ عام 1967 (بحسب وزارة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية) وأكثر من 358 شهيداً من اللاجئين الفلسطينيين في سجون الأسد خلال 4 أعوام.

في تبريره للمواجهة مع السعودية وتركيا، «عملاء الكيان الصهيوني»، كما وصفهم، استشهد نصرالله بالصحافة الإسرائيلية ليؤكّد أن «العدو الصهيوني يعتبر وجود الجماعات الإرهابية في سوريا أفضل من بقاء النظام السوري القائم حالياً»، لأن النظام السوري، بحسب سماحته، «يشكّل خطراً على مصالح إسرائيل في المنطقة»! لكن سماحته بدا انتقائياً في متابعته للصحافة الإسرائيلية! هل مرّ على السيّد تقرير لـ»هآرتس» تحت عنوان «الأسد ملك لإسرائيل»؟ يتحدّث التقرير عن «حالة من القلق يعيشها الإسرائيليون من احتمال سقوط الأسد التي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم «الشعارات»! هل مرّ على سماحته تقرير آخر لـ»هآرتس» تحت عنوان «الديكتاتور العربي المفضل لدى إسرائيل هو الأسد»؟ وماذا عن أن «الأسد المقاوم» الذي يشكّل خطراً على إسرائيل ومصالحها، أعرب في رسالة خطية عام 2010 عن استعداده للتوصّل الى اتفاق سلام مع إسرائيل! هذا ما قاله حرفياً جون كيري لمجلة «نيويوركر» والذي نقلته الصحافة الإسرائيلية! وماذا عن المعارضة السورية «التكفيرية» التي تعمل على حماية المصالح الإسرائيلية؟ هل يعلم السيّد الذي يواجه «الحرب الكوينية» ان «الشيطان الأكبر» توعّد هذه المعارضة بإبادتها خلال 3 أشهر؟ لماذا؟ لأنها انسحبت من «جنيف 3» ورفضت الشروط الروسية- اإيرانية- الأميركية! هل يعلم سماحته أن «الشيطان الأكبر» قطع الدعم عن «لواء المعتصم» المعارض في ريف حلب الشمالي؟ لماذا؟ لأن هذا الفصيل الذي يتلقى دعماً أميركياً «مشروطاً» بقتال داعش حصراً، صدّ هجوم قوات الأسد و«حزب الله« قبل وصولهما الى بلدتي نبل والزهراء «المقاومتين«!

هذا ليس كلّ شيء. حتى أن السيّد اتّهم السعودية وتركيا ومن خلفهما إسرائيل بالعمل على تقسيم سوريا! من المؤكّد أن شيئاً لا يُكذّب عن الكيان الصهيوني الذي يرتاح في منطقة تعجّ بالدويلات الطائفية المتناحرة. لكن من ينفّذ مشروع التقسيم في سوريا؟ فليخبر سماحته جمهوره المغيّب، عن الصفقة الإيرانية المعلنة لإخراج 40 ألفاً من شيعة الفوعة وكفريا من ريف إدلب باتجاه دمشق ومحيطها مقابل تهجير السنة من الزبداني ومضايا والشريط الحدودي باتجاه الشمال السوري! لماذا هجّر نصرالله، الحريص على وحدة سوريا، أهالي «القصير» والقلمون وحمص، حتى بات الشريط الحدودي مع لبنان خالياً إلا من بعض المجموعات السنيّة المحاصرة الى أن ترفع راية الاستسلام؟

أن يصوّر نصرالله أزمة سوريا بأنها مجرد صراع بين «أصدقاء» إسرائيل من السنة وأعدائها من الشيعة، فهذه قبل كل شيء، جناية طائفية، وإن أتت في معرض اتهام الآخرين بتلك الجناية. خمس سنوات من القصف والموت تحت التعذيب والاغتصاب والترانسفير المذهبي، يخرج بعدها نصرالله ليقنع أهل الطفل حمزة الخطيب بأنه قُتِل وشُوّهت جثته، لا لشيءٍ إلا لأن الحكام السنة يحبون إسرائيل ويريدون «الصداقة» معها ضد المظلومين الشيعة! ليس هذا إلا المضمون الحقيقي للنفخ في كير المذهبية، الذي بلغ حداً غير مسبوق في إلصاق تهمة الصداقة لإسرائيل بطائفة بكاملها، ثم يطرح نفسه مخلصاً للشيعة منها، وللسنة أنفسهم من هذا العار! لا معنى بعد ذلك للتمييز المفتعل بين السنة وحكامهم. هو يعلم تمام العلم موقف الغالبية السنية التي يحاربها ويهدم المدن على رؤوسها، ويستهدفها بمشاريع التهجير الطائفي.

 

"حزب الله": عودة الحريري لن تحرك الملف الرئاسي!

منير الربيع/المدن/الخميس 18/02/2016

لا يحمّل "حزب الله" الحراك الداخلي بعد عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان أكثر مما يحتمل، خصوصاً أنه يتعاطى مع هذه العودة بشيء من الواقعية، ولا يعتبر أن بإمكانها تغيير الأمور وخلط الأوراق، على خلاف كل الأجواء التي يصرّ البعض على تعميمها، عبر التأكيد أن الحريري عاد حاملاً الحلول لمختلف الأزمات وعلى رأسها الإستحقاق الرئاسي. يعتبر الحزب، وفق ما تقول مصادره لـ"المدن" أن "كل الأجواء الإحتفالية بعودة الحريري، لا تخرج عن سياق جوقة التصفيق والتبرير لعودته، والإيحاء بأنه أتى لتحريك الملف الرئاسي، والعمل على حلّه، خصوصاً أنه في المرة السابقة جاء بحجة الهبة السعودية البالغة مليار دولار، أما اليوم فالمبرر هو العمل لانتخاب رئيس للجمهورية". في هذه الخانة يضع الحزب كل ما يحكى عن سعي "المستقبل"، والضغط لحضور جلسة الإنتخاب في 2 آذار المقبل، وتأمين النصاب اللازم لإنعقاد الجلسة. وهذا ما يعتبره الحزب "غير ممكن"، وبالتالي "الجلسة المقبلة ستلحق بسابقاتها"، لأن "القصة" اكبر من لبنان، الذي "يقف على حبال إنتظار التطورات الإقليمية"، تماماً مثل أوحى خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير. في هذا السياق، تشير المصادر إلى أن "ما يجري في أصغر بلدة في ريف حلب الشمالي أهم واكبر من كل التحركات والجلسات والاجتماعات والخطابات"، وعليه "تقف المنطقة أمام مشهدين، إما أن تنفجر في مختلف المناطق في سوريا وتتوسع، أو الإتجاه إلى نسج بعض الحلول التي لن تكون نهائية". على الرغم من هذه الصورة القاتمة، إلا أن الحزب مقتنع بضرورة "إبعاد الوضع اللبناني عن الخارج، خصوصاً أنه حتى لو سقطت حلب فلن ينتخب رئيس للجمهورية، واذا تأخر سقوطها لن ينتخب"، وبالتالي "أخطأ "المستقبل" في الحساب، عندما اعتبر أنه بمجرد طرح اسم رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، فإن الحزب سيقبل فوراً". يحيل النقاش في الملف الرئاسي في أروقة الحزب فوراً الى تطورات المنطقة، وخصوصاً  الموقف التركي - السعودي في سوريا، الذي استحوذ على أغلب خطاب نصرالله الأخير. وتشير المصادر إلى أن "هناك حاجة لتدخل السعودية وتركيا في سوريا، بعد ان منيتا بهزيمة ميدانية، خصوصاً في حلب، سيما أن أي جلوس الى طاولة المفاوضات يحتاج إلى أوراق والمفاوضة على أساسها". لكن وعلى الرغم من هذه الصورة إلا أن "التدخل السعودي - التركي لا يزال مستبعداً، خصوصاً أن هذه الخطوة قد تشكل مدخلاً إلى حرب إقليمية"، وهو ما عبر عنه صراحة نصرالله، بالنيابة عن إيران والمحور الذي تمثله. وتقول المصادر إن "هناك اعتقاداً بأنهم فهموا الرسالة، وتلقفوها، ولذلك بدأوا باتخاذ مواقف تراجعية". وتستند المصادر إلى تشخيص الواقع هناك، خصوصاً الاختلاف في الرؤى بين تركيا والسعودية، إذ أن معركة تركيا هي مع الأكراد، بوصفهم خطراً يتهددها، وإذا ما استطاعت إنشاء منطقة آمنة او قطع الطريق على الأكراد فهي لن تكون بحاجة للتدخل، وهذا يختلف عن أهداف السعودية التي تريد من سوريا أهدافاً كبرى، عنوانها الأساسي إسقاط النظام. وبالتالي لن تدخل السعودية في معركة برية إلا بمعيّة قوات تركية، وتركيا حتى الآن مترددة إزاء هذا الأمر، خصوصاً أنه ليس هناك غطاء من الولايات المتحدة الأميركية، التي تشدد على ضرورة احتواء الأمر، وتخفيف حدة التشنج، ومنع حصول أي تطور دراماتيكي للأوضاع.

 

نصرالله يسقط فتوى خامنئي

نديم قطيش/المدن/الخميس 18/02/2016

ما إن كشف المعارض الايراني علي رضا جعفرزاده عام 2002 عن البرنامج النووي الايراني  حتى بدأ اللوبي الايراني السياسي والاعلامي الحديث عن فتوى أصدرها المرشد على خامنئي تحرم إمتلاك السلاح الذري. لم تنشر هذه الفتوى يوماً. قيل إنها فتوى شفهية، وحين عرضت ايران ايداعها الامم المتحدة كوثيقة، تبين أنها ستودع نصاً عن الفتوى وليس الفتوى نفسها! مع ذلك إستثمرت طهران بنجاح “حدوتة” الفتوى واستخدمتها كواقٍ اخلاقي وقيمي في معركتها النووية. وقال عنها الرئيس الايراني حسن روحاني إنها «أكثر أهمية بالنسبة إلينا من بنود معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والبروتوكول الملحق بها». حتى إدارة إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما وقعت في حبائلها فصار الرجل يكرر الحديث عن الفتوى كمؤمن متحمس إلتزم المذهب الجعفري الإثني عشري للتو! هيمنت “الحدوتة”، وغيبت وقائع مهمة وصلبة توضح الكثير حول طموحات ايران النووية. من ذلك ما كشفه قبل أشهر الرئيس الايراني الأسبق هاشمي رفسنجاني ونقلته وكالة الأنباء الإيرانية عن أن إيران “فكرت في السعي لامتلاك القدرة على الردع النووي حين بدأت برنامجها النووي في الثمانينيات خلال الحرب مع العراق”. صحيح ان رفسنجاني يتحدث عن حقبة سبقت الفتوى المزعومة، لكن مجرد تفكير ايران في امتلاك السلاح النووي، يعطي فكرة عن “البراغماتية الفقهية” لنظام الملالي، ويضع فتوى خامنئي، إن صح وجودها، في إطار الدعاية السياسية، او التقاطع بين السياسي والديني بالحد الأدنى! المفارقة أن تعرية الفتوى جاءت من حيث لا يحتسب أحد! ففي خطاب له قبل ايام قال أمين عام حزب الله حسن نصرالله، إن "الصهاينة يخشون في أي حرب مقبلة من أن تستهدف المقاومة حاويات الغاز في حيفا ما يؤدي لمقتل وإصابة 800 ألف إسرائيلي، ويعتقدون ان الضرر يعادل ما تحدثه قنبلة نووية”. لم تخفِ الصياغة الذكية للموقف هذا والتي تحيل الى ما يعتقده الاسرائيلي وما يفكر فيه، وليس ما ينويه حزب الله ويضمره، لم تخفِ، المقصد العسكري الاستراتيجي والذي يقول: لدينا سلاح نووي ومستعدون لإستخدامه! موقف كالموقف الذي اعلنه نصرالله، لا يدخل فقط في سياق دعاية الردع او التعبئة. إذ لا قيمة لموقفه، الاول من نوعه حيال اسرائيل، ان كان ملتزماً فتوى خامنئي المزعومة والتي تنطبق على السلاح النووي أو ما يوازيه على ما افترض! فهو إما يعلن تنصله من الفتوى وحيثياتها او يشير ضمناً الى أن الفتوى غير موجودة او غير ملزمة.  الى ذلك، إنطوى الكشف النووي على سقطة سياسية وأخلاقية مريعة، حين بدا ان نصرالله مستعد لقتل 800 الف اسرائيلي، معظمهم من المدنيين بالتأكيد، من دون ان يقيم اي اعتبار لا لصورة المقاومة ولا لاخلاقية معركتها، لكن الاخطر هو انه شرّع لاسرائيل في المقابل ذبح المدنيين اللبنانيين بمقاييس مماثلة، وهم الذين لا تزال تحميهم نسبياً مندرجات تفاهم نيسان 1996 التي تلزم اسرائيل وحزب الله بـ “عدم كون المدنيين هدفاً للهجوم تحت أي ظروف، وعدم استخدام المناطق المدنية الآهلة والمنشآت الصناعية والكهربائية قواعد إطلاق للهجمات”. نصرالله لن يضرب ما هدد بضربه على الارجح. ايران الوليدة بعد الاتفاق النووي تخوض معركة مختلفة عنوانها ادارة الحروب الاهلية في دول العرب! لكن فداحة الادعاء التي ظهرت في الخطاب، اصابت نصرالله واصابت المقاومة، واصابت خامنئي، بإشعاعات، “خطاب الأمونيا”، وعرضت لبنان واللبنانيين لخطر لم يسبق له مثيل.

 

«مرشد الجمهورية» والهروب من الداخلي إلى الإقليمي

  ربى كبّارة/المستقبل/19 شباط/16

غيّب الامين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله الشأن الداخلي عن خطابه الاخير، وكأنه يوحي بأنه سبق له ان قال كلمته ومشى في الشأن الرئاسي، وتتلخص حصرا بضمانة وصول حليفه النائب ميشال عون، وإلا فالفراغ مستمر حتى حسم الاوضاع الضبابية في الاقليم، الذي صال وجال في فضائه باعتبار محوره الممتد من ايران الى روسيا يحقق انتصارات حاسمة في سوريا. وفيما يحتل ملء الفراغ الرئاسي الذي مضى عليه عشرون شهرا اولوية سائر القوى السياسية، خصوصا مع عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت وجهوده «كزعيم فعلي» لتحقيق نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، وفق سياسي لبناني سيادي، لان الاهم حاليا «حماية لبنان» من اللهيب المستعر في المنطقة خصوصا مع انخراط «حزب الله» المستمر في الحرب السورية الى جانب الاسد. فقد تجاهل نصر الله، باعتبار نفسه «مرشد الجمهورية» وزعيما اقليميا عابرا للحدود، خشبة الخلاص التي مدّها له الحريري عندما رفض ان يقال ان الحزب لا يريد الانتخابات الرئاسية انما «يستمهل»، وتأكيده ان تيار «المستقبل» لن يقاطع اية جلسة انتخاب وهي الذريعة التي سبق لنصر الله ان تلطى خلفها حتى لا يؤمن نصاب انتخاب عون بعد ان تبنت ترشيحه «القوات اللبنانية«. فنصر الله المتحكم عمليًا بالساحة المحلية، عبر سلاحه والتعطيل، لم يجد مرجعية لتوصيف الملفات الاقليمية غير تقارير اسرائيلية مفادها «ان نكون اصدقاء مع السنة العرب»، والتي القى بثقلها على حكام عرب وشخصيات لم يجد اسما واحدا منها ليعرضه، وهو ما يرى فيه المصدر نفسه دليل ارباك وهروب الى الامام ومحاولة لشد عصب الطائفة التي ترزح تحت وطأة الخسائر البشرية في سوريا. ومن ابرز حججه على التواطؤ «تطابق بين الادبيات الاسرائيلية وبعض الإعلام العربي خصوصا السعودي والخليجي» متناسيا مثلا ان وزير الاستخبارات الايراني السابق حيدر مصلحي سبق له ان استشهد بقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سيطرة ايران على اربع عواصم عربية.

فقد جال وصال نصر الله في فضاء الانتصارات الوهمية فيما الجهود تنصبّ على خفض سعير الفتنة الشيعية-السنية المستشرية في المنطقة جراء عنجهية ايران. واتى كلام نصر الله بتركيزه على «اهل السنة» وتواطؤ حكامهم مع اسرائيل كمن يصب الزيت على النار، وخصوصا أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان محطة تأسيسية لفرض هذه الفتنة كما تبين لاحقاً. وخشية تطورات المنطقة بعد التمهيد لتدخل محتمل بري تركي- سعودي لمحاربة «داعش»، تحت مظلة التحالف الدولي، حاول نصر الله التقليل من اهمية هذه المستجدات التي لوحت روسيا بأنها قد تؤدي الى حرب عالمية. وقد تناسى كل حملة التشكيك التي شنها محوره قبل عام بشأن إمكان التدخل السعودي العسكري في اليمن.فحملته المتجددة على السعودية شملت هذه المرة تركيا ايضاً، ووضعتهما الى جانب اسرائيل في السعي للتخلص من بشار الاسد. وقد شدد على ان اسرائيل تسعى لازاحة الرئيس السوري باعتباره «عمود خيمة المقاومة» متناسيا انها لطالما سعت مداورة للحفاظ على من أمّن مصالحها على مدى عقود عبر هدوء جبهة الجولان، باستثناء العنتريات اللفظية ومنها مؤخرا اطلاق المقاومة من هذه المنطقة من دون ان تنفذ حتى الآن عملية واحدة. لقد اعطى نصر الله في خطابه اولوية لموقع اسرائيل، ملوحا بامتلاك ما يشبه القنبلة النووية بسبب صواريخه التي بإمكانها ان تطال مخازن غاز الامونيا في حيفا، في محاولة لاحياء مقاومة لم تنفذ اية عملية ضد الدولة العبرية منذ العام 2006 وحتى لم تثأر لكبار منها اغتالتهم تلك الدولة مؤخرا من سمير القنطار الى نجل عماد مغنية.

 

الحريري ليس في وارد تغيير موقفه دعماً لعون التعطيل مجدداً في 2 آذار في مرمى المعطلين

 روزانا بومنصف/النهار/19 شباط 2016

يشارك جميع رؤساء البعثات الديبلوسية الاجنبية الذين قصدوا "بيت الوسط" للقاء الرئيس سعد الحريري، في الضغط من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الجلسة المقبلة لمجلس النواب في 2 آذار، من خلال إعلانهم فور خروجهم عن ضرورة انتخاب رئيس وإنهاء الفراغ الذي بات يسيء بقوة الى البلد في مقابل موقف أخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لم يرد فيها على المبادرة التي اطلقها الحريري في ذكرى اغتيال والده، فيما دعا نائبه الشيخ نعيم قاسم الى فتح مجلس النواب للتشريع فقط وترك الأمور الأخرى، أي انتخاب رئيس جديد، الى وقت لاحق. هذه النقطة وحدها تفيد أن الانتخابات الرئاسية ليست على رادار الحزب، أكان بسبب انتظار انفتاح سعودي مطلوب على إيران أو بسبب انتظار انتهاء التموضع في سوريا، في ظل اشتداد التجاذب الاقليمي الدولي حول المعارك الحاصلة هناك، أو لأن الوضع الحالي في لبنان، أي غياب رئيس للجمهورية، يناسب الحزب أكثر في ظل المعادلة الحكومية القائمة. في أي حال، في المدة الفاصلة عن موعد 2 آذار، لا يتوقّع أن تخفت حماسة الحريري لاستمرار الضغط في هذا الاتجاه، في ظل مواقف غير متغيرة لاكثرية نيابية من شأنها أن تحدث فرقا كبيرا في حال لبى غالبية الافرقاء الدعوة الى المشاركة في جلسة الانتخاب. فالرئيس نبيه بري لا يزال على موقفه من دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية، وفق ما فهم من اللقاء الذي عقد بينه وبين الرئيس الحريري، فيما يسري الامر نفسه بالنسبة الى النائب وليد جنبلاط وكتلة "المستقبل"، بمشاركة الحريري نفسه على الأرجح. وإذا التزم حضور الجلسة كل من "القوات اللبنانية"، عملا بمبدأ عدم المقاطعة، والاحزاب المسيحية الاخرى باستثناء كتلة النائب ميشال عون، وحضر المرشح سليمان فرنجية، فإن الكرة ستكون في ملعب الحزب وحليفه العوني أكثر من أي وقت مضى. ومن المهم في هذا السياق أن يحضر فرنجية، لأنه قد لا يود ان يرى ضغطا من الحريري في اتجاه انتخابه ومشاركة مباشرة منه في الجلسة، في مقابل عدم حضوره، لأن ذلك سيعطي مؤشرا سلبيا جدا. هذا المشهد وحده كفيل بتأمين غالبية مضمونة لانتخاب فرنجية، هي موجودة راهنا، ولو التزمت "القوات" دعم عون، الأمر الذي يفترض ان يوجه رسالة قوية مجددا الى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" مفادها أن الامور ليست في مصلحته. فالرهان على ان يغير الرئيس الحريري على الاقل موقفه من دعم فرنجية الى رئاسة الجمهورية لا يبدو في محله. واستقبال فرنجية في "بيت الوسط"، ثم احتمال توجه الحريري الى المشاركة في جلسة 2 آذار لا يسمحان بالرهان على أن الحريري قد يغير موقفه في وقت قريب أو حتى لاحقا، على رغم تأكيده أنه في حال انتخاب عون رئيسا، سيكون أول من سيهنئه. لكن سيكون من غير الواقعي الرهان على تغيير على هذا الصعيد، أقله من جهة الحريري، وفق ما أوحى بعض الرهانات اخيرا. والكرة تاليا ستكون في ملعب الحزب، إذا شاء أن يضغط في اتجاه حلفائه لتعديل مواقفهم من انتخاب عون أو من اجل ان يسحب فرنجية ترشيحه، في ظل تساؤل عن الكلفة المترتبة على ضغوط من أجل انتخاب عون. فمن جهة هناك ضغوط ستطاول حكما الرئيس نبيه بري، وتاليا النائب وليد جنبلاط بالتواتر للعلاقة التي تربطه ببري، ومن جهة أخرى ستسري الضغوط على فرنجية في مقابل عدم كسب تغيير موقف الحريري الحاسم والنهائي في عدم انتخاب عون، حتى لو انسحب فرنجية وفق ما تقول بعض المعلومات. فهل هذه الضغوط اكبر كلفة او اقل كلفة من اقناع عون نفسه بأن لا حظوظ لديه بانتخابه رئيسا؟ وهل التغطية المسيحية التي يوفرها عون للحزب لن تتأمن عبر انهاء الفراغ وعودة مؤسسات البلد الى استئناف نشاطها؟

المعلومات المتوافرة على أكثر من مستوى تفيد أن جلسة 2 آذار لن تثمر انتخابا للرئيس، لكنها من غير المستبعد أن تزيد إحراج المعطلين للرئاسة بغض النظر عن اهتمام هؤلاء المعطلين بذلك او ايلائهم اي اعتبار لانعكاساته على الرأي العام. لكن من غير المستبعد ان يثير ذلك انزعاجا كبيرا على قاعدة ان الحريري قد يكون سجل بخطوته دعم ترشيح فرنجية والحركة الناشطة التي قام بها من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، ما لم يسجله أي فريق آخر، خصوصا أنه أظهر حرصه الكبير على إنهاء الفراغ الرئاسي لموقع مسيحي، وأقدم على مبادرة ترشيح خصم له في نهاية المطاف، ومحسوب على قوى 8 آذار، فيما يسمح له المنطق الديموقراطي بأن يفضل مرشحا على آخر، ومن المرجح ان تكون له أسبابه في المقابل فان الحزب لم يسجل انه قدم لهذه المسالة اي شيء باستثناء التمسك بدعم ترشيح العماد عون والتمترس خلفه مع رفض مناقشة هذا الموضوع لاكثر من سنة و8 اشهر. يضاف الى ذلك ان الكرة لا تزال في ملعب الافرقاء المسيحيين وفي راي البعض ان اتفاق معراب شهد انتكاسة مهمة لجهة ان اتفاق فريقين مسيحيين لم يستطع ان يغير قيد انملة في المشهد السياسي، وهذا له انعكاساته السلبية في محصلة الامور. وثمة شكوك في أن يتم صرفه في أكثر من إطار الفريقين المسيحيين المعنيين في افضل الاحوال. كما ان الصراع على الرئاسة لم يمنع في مقابل مصالحة تاريخية من جهة ان تثير انقسامات مسيحية من جهة اخرى.

 

ليس كل قوي مسيحيّاً يصير رئيساً بل كل قوي وطنيّاً ليستطيع أن يحكم

اميل خوري/النهار/19 شباط 2016

متى يكون القول إن هذا الشهر أو ذاك هو موعد انتخاب رئيس للجمهورية، ومع انتخابه يبدأ ربيع لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وهل يؤشر الى ذلك تسارع التطورات في سوريا على الأرض وعدم تطرّق الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى موضوع الانتخابات الرئاسية، وقول الرئيس سعد الحريري إن "الحزب" ليس ضد إجراء الانتخابات انما يستمهل اجراءها؟ فاذا صح هذا التصور فان هيئة الحوار الوطني مدعوة للبحث في موضوع الانتخابات الرئاسية من دون سواه من المواضيع، خصوصاً أنه كان على رأس جدول أعمالها منذ الجلسة الأولى. وحسناً فعل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بطلب العودة إليه لأن لا شيء أكثر ضرورة منه. لقد كان مطلوباً مسيحياً أن يكون أحد الأقطاب الموارنة الأربعة مرشّحاً للرئاسة الأولى، وقد استجاب الرئيس الحريري ذلك بترشيح النائب سليمان فرنجية، واستجاب الدكتور سمير جعجع بدوره أيضاً فرشّح العماد ميشال عون، لكن تبيّن من ردود الفعل أن أياً منهما قد لا يضمن الفوز بالأكثرية النيابية التي تضمن فوزه ميثاقياً إذا ظل "تيار المستقبل" يعارض انتخاب العماد عون و"القوات اللبنانية" ومعها "التيار الوطني الحر" يعارضان انتخاب فرنجية. لذلك بات الخروج من أزمة الانتخابات الرئاسيّة يتطلب إمّا النزول إلى المجلس لتنتخب الأكثرية أيّاً من المرشحين: عون، فرنجية، هنري حلو، وإما الاتفاق على مرشّح تسوية وتوافق يكون أهلاً لتحقيق الوفاق الوطني الشامل في البلاد. والبحث عن مثل هذا المرشح لم يكن ممكناً قبل تجربة حظوظ الأقطاب الموارنة الأربعة لأن أيّاً منهم ما كان ليقبل بمرشح من خارج ناديهم قبل أن يجرّبوا حظوظهم. أما وقد تم ذلك وظهر أن أي مرشح من قوى 14 آذار لا يحظى بتأييد قوى 8 آذار، ولا مرشّح من هذه القوى يحظى بتأييد قوى 14 آذار، فالعماد عون لم يحظَ بتأييد "تيار المستقبل" والنائب فرنجية لم يحظَ بتأييد "القوات اللبنانية" والدكتور جعجع لم يحظَ عندما كان مرشحاً بتأييد قوى 8 آذار، فلم يبقَ والحالة هذه سوى البحث عن مرشح تسوية كما تألفت حكومة التسوية برئاسة تمّام سلام بعد تقديم تنازلات متبادلة. و"الرئيس التسوية" هو ذاك الذي لا يشكّل انتخابه كسراً لأحد كما قال السيد نصرالله نفسه. أوَلم يحن الوقت بعد شغور رئاسي مضى عليه 19 شهراً تقريباً للبحث عن مرشح تسوية من خلال اتصالات ولقاءات يجريها الرئيس نبيه بري لاستمزاج آراء كل القوى السياسية الأساسية في البلاد، أو من خلال اتصالات ولقاءات يجريها الرئيس الحريري مع حلفائه، وتتويج هذه الاتصالات باجتماع يضم الرئيس بري والرئيس الحريري والرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط والدكتور جعجع والسيد نصرالله، لغربلة أسماء المرشحين المقبولين الذين لا يشكل انتخاب أيّ منهم كسراً أو غلبة لأحد؟ أفلا تسهل التطورات المتسارعة على الأرض في سوريا التوصل الى اتفاق على مرشح، أو أقلّه الاتفاق على لائحة مرشحين مستقلين ينتخب النواب بالاقتراع السري أحدهم بالأكثرية المطلوبة؟ وبذلك يكون لبنان قد احترم النظام الديموقراطي وأحكام الدستور ولم يحاول الاحتيال عليهما كقول البعض إن من يمثلون المسيحيين تمثيلاً صحيحاً هم المؤهلون وحدهم للرئاسة الأولى من دون الأخذ في الاعتبار رأي الشريك الآخر الذي احترمه "الحلف الثلاثي" الذي كان يضم كميل شمعون وبيار الجميل وريمون إده، وكان يمثل أكثر بكثير من أي حلف مسيحي حالي، ليس بالقول بل بالفعل الذي تأكّد في الانتخابات النيابية التي اكتسح فيها الحلف كل المقاعد النيابية في محافظة الجبل، ولم يستطع رغم ذلك أي ركن من أركانه ضمان فوزه في الانتخابات الرئاسية بسبب موقف الشريك المسلم لأن هذا ما يقضي به الميثاق الوطني وهو أساس العيش المشترك والوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

 

مقاطعون وميثاقيون!!

 نبيل بومنصف/النهار/19 شباط 2016

لعل احدا لم يتنبه الى مفارقة تتسع لرمزية معبرة وهي ان النائب سليمان فرنجية حل ضيفا محتفى به بحرارة في بيت الوسط عشية العيد الـ٨١ للعماد ميشال عون الذي كان يقطع قالب الحلوى في بيت الوسط نفسه قبل سنة تماما. لا تشكل هذه المفارقة ميزة تفوق لأحد المرشحين الحصريين حتى أشعار آخر ما دام معلوما ان لا رئيس جمهورية سينتخب قريبا. لا تقلل هذه الحقيقة اهمية المعطى المسيحي الذي يتسلح به المرشحان كل من حيثيته الشخصية ولكن هذا المعطى المسيحي بات الآن امام إشكالية مزدوجة في ظل معادلة يمتنع معها النائب فرنجية من حضور جلسات الانتخاب الا بتوافق مع حلفائه القدامى فيما يطرح العماد عون مفهوم المرشح "الميثاقي" حاصرا الصفة بشخصه. وهي معادلة لم تعرفها بطبيعة الحال اي سابقة او تجربة رئاسية. ذلك ان التزام رئيس "المردة" عدم حضور الجلسات الانتخابية الا بالتنسيق مع "حزب الله" سيغدو عمليا نقطة الفرملة لاندفاع الرئيس سعد الحريري نحو تحكيم المنطق الدستوري السوي في الاحتكام الى اللعبة الديموقراطية التي رفع لواءها بقوة منذ عودته الى بيروت بحيوية فائضة. وهو بعد كانت تفتقده الأزمة خصوصا ان الحريري ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع تجاوزا مبدئيا على الاقل أخطر فجوات التباينات بينهما بالاحتكام الى المبدأ الديموقراطي نفسه بترك سباق الخيارات الحرة يأخذ مجراه. فماذا تراه سيكون بعد ٢ آذار اذا حصل المتوقع وقفزت الى المشهد صورة حضور يستنسخ نفسه وتعطيل يستعيد نمطه وغاب المرشح الذي يخوض داعموه معركته ؟ في المقابل وبما يماثل من التعقيد تتصاعد نغمة اعتبار التوافق العوني - القواتي حسما نهائيا لمقولة ان الغالبية المسيحية الساحقة اختارت مرشحها الذي بات متسلحا بكونه المرشح "الميثاقي" وان المنتظر من زعيم المستقبل ان يسلم بالارادة المسيحية وعدم السباحة عكس تيارها الجارف. والحال ان اطلاق هذه المعادلة ينطوي على كثير من الالتباس ولو ان ثمة حقيقة لا تجادل في الحجم التمثيلي لـ"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". ولكن ذلك لا يعني حتمية التسليم بأن المرشح الأكثر "قوة " هو المرشح الاوسع ميثاقية. في اطلاق هذه المعادلة ثمة اقتراب بل التصاق بحجة "حزب الله" نفسه في اشتراط التسليم بالعماد عون رئيسا وإلا لا انتخابات. ثم انه في المعطى الدستوري ليس هناك من سلطة شرعية تناقض العيش المشترك بمعنى ان الدستور لا يشترط ولا يلحظ عامل توافق قوتين ليصبح المرشح ميثاقيا لان مفهوم الميثاقية يلزم التوافق الاوسع مدى في نصاب الثلثين اولا. فكيف سيستوي الحضور الدؤوب غير المنقطع لنواب "القوات اللبنانية" لجلسات الانتخاب مع هذا المفهوم الميثاقي فيما يدأب مرشحهم والنواب العونيون على مقاطعتها ؟

       

نصرالله بين إيران وإسرائيل

 أحمد عدنان /العرب/19 شباط/16

الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، ربما يكون الخطاب الأكثر إثارة للشفقة في تاريخه. هو خطاب يدين خطاب صاحبه وخطه السياسي، من دون أن يخدش بخصوم محور الممانعة لبنانيا وعربيا. دعونا نتأمل المناسبة جيدا، ذكرى استشهاد أو اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية، أشارت بعض المصادر إلى أنه مهندس العلاقة بين تنظيم القاعدة وبين إيران وحزب الله، عاد اسمه إلى التداول هذه الأيام بعد اعتقال محمد نور الدين الموقوف خارج لبنان بتهمة تبييض الأموال والاتجار بالمخدرات، يعمل نور الدين في مكتب باك “قسم العمليات التجارية لجهاز الأمن الخارجي في حزب الله” المخصص لتمويل نشاط الحزب الإلهي، وقد أسس هذا المكتب عماد مغنية المطلوب في العشرات من الدول بسبب خطف الطائرات وتفجير سفارات واستهداف مدنيين، ولا أعلم كيف يجتمع الله والمخدرات في حزب واحد إلا إذا كانت هناك صلة لإيران.

فلنتأمل مضمون الخطاب، لقد خلا من أي إشارة إلى لبنان، وهذا غير مستغرب من حزب إيراني، لبنان بالنسبة إليه حيز جغرافي لا أكثر. وإذا انتقلنا إلى التفاصيل تتضاعف المأساة، لقد ذكرنا نصرالله بجرائم إسرائيل في فلسطين “السنية” وفق نص نصرالله، ثم أكمل مترجيا العرب والسنة ألا يفضلوا إسرائيل على إيران.

دعونا نتأمل هذه الزاوية التي أثارها نصرالله نفسه، المقارنة بين إيران وإسرائيل، والحقيقة نحن أمام دولتين متشابهتين إلى درجة كبيرة، فكلاهما يصح تصنيفه في إطار الدولة الدينية، إيران هي الجمهورية الإسلامية، وإسرائيل مع تصاعد تأثير القوى الإسلاموية في العالم اختارت أن تكون “الدولة اليهودية” بدلا من “دولة لليهود”، وهذه ملاحظة لا تربط فقط بين إسرائيل وإيران، بل تشير أيضا إلى التحالف الموضوعي بين إسرائيل وبين قوى الإسلام السياسي، فمن جانب من الجوانب، كلا الطرفين، الدولة الصهيونية والإسلام السياسي وعلى رأسه إيران وحزب الله، يمنحان شرعية الوجود والتطرف لبعضهما البعض.

وإذا أكملنا منظار التشابه بين إيران وإسرائيل، سنلاحظ أنهما تنظران بدونية إلى جنس العرب، كما أنهما تحملان نفس الهم التوسعي، مع ضرورة الإشارة إلى نقطة مثيرة، أن إسرائيل تراجعت عن التعريف الكلاسيكي للتوسع “السيطرة على الأرض”، إلى تعريف أكثر حداثة “السيطرة على الزمن”، وليس أدل على ذلك مشروع الجدار الفاصل في الأراضي المحتلة، هذا الجدار أعلن موت الحلم الأسطوري “دولة من النيل إلى الفرات”، لكنه بلا شك لم يقتل بعد مشروع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. يلاحظ نصرالله أن النبرة العدائية العربية إزاء إسرائيل تقلصت وتحولت إلى نصيب إيران، وكلامه دقيق، لكن هذا التحول لا يدين العرب، بل يدين إيران حصرا. عدد نصرالله جرائم إسرائيل من تجويع وتهجير وتطهير عرقي، وما ذكره حقيقة ناقصة، فما فعلته إسرائيل ضد “السنة” الفلسطينيين في الماضي، تفعله إيران اليوم عبر حزب الله والحرس الثوري وميليشيات الحشد الشعبي في لبنان والعراق وسوريا، نذكر السيد بد يالي في العراق، ومضايا والقصير والزبداني في سوريا، والطفيل وعرسال في لبنان، إضافة إلى اغتيال شهداء ثورة الأرز واستهداف بيروت والجبل في أحداث 7 مايو، هذه نماذج من جرائم إيران ونصرالله وحزبه، لن نتحدث عن تفجيرات الخبر ومحاولة اغتيال أمير الكويت ومشروع نمر النمر الميليشيوي وخلايا التجسس في دول الخليج واستهداف الدولة اليمنية وتعطيل الدولة اللبنانية، إننا نتحدث عن إجرام حاضر مطابق لإجرام إسرائيل في الماضي، بل إن بعض الجرائم الإيرانية لم تجرؤ عليها إسرائيل، بالتأكيد لم تتوقف إسرائيل عن إجرامها وإرهابها إلى يومنا هذا، لكنها اليوم من حيث الكم تتضاءل أمام جرائم إيران وإرهاب أذنابها. يؤسفني أن أبلغ أمين عام الحزب الإلهي، أن جرائم حزبه ودولته الراعية في لبنان وفي العالم العربي، لم تسحب منه فقط الصفة اللبنانية التي تحتقرها أدبيات الحزب وشعاراته، بل سحبت منه العروبة وألغت حقه في الحديث عن قضية شريفة كالقضية الفلسطينية. ليس مسموحا أن يتحدث نصرالله عن السنة، وهو يتخذ الحرب على الإرهاب شماعة لإبادتهم وتهجيرهم وتجويعهم، لقد ذكرني بالمثل المصري “يقتل القتيل ويمشي في جنازته”. يزعم أمين الحزب الإلهي أن الموقف السعودي والإسرائيلي واحد في سوريا، ولو كان كلامه صحيحا لما ظل بشار الأسد ولما كان بوتين ونتنياهو على أتم تنسيق، يكفي أن نتذكر تصريح رمز أسدي هو رامي مخلوف “بقاء الأسد من أمن إسرائيل”. إيران تسير اليوم على منهج إسرائيل، تستنسخ التجربة الإسرائيلية في العراق وسوريا ولبنان، ومن حسن الحظ أنها فشلت في اليمن، ولا أتوقع أن تنجح في سوريا، والمؤسف حقا أن أفعالها شرعت وجود إسرائيل وجملت صورتها. إيران هي إسرائيل الثانية وما يسمى بحزب الله أو بالحرس الثوري أو بالحشد الشعبي، استنساخ متأخر لعصابات الهاجانا وإرجون التي قامت على إرهابها الدولة الصهيونية، إيران وأذنابها أسوأ من إسرائيل، وهذا ليس ثناء على الصهاينة ودولتهم، إنما مذمة لإيران وحزب الله إلى يوم يبعثون.

       

سعد الحريري.. البحث عن تسوية منخفضة تحت سقف مرتفع

محمد قواص/العرب/19 شباط/16

أيا تكن ردود الفعل التي تداعت عن خطاب الرئيس سعد الحريري، فإن الحدث في وقعه وصداه ينتمي إلى فريق 14 آذار عامة، وإلى البيت المستقبلي في شرفتيْه، الحزبية أو تلك التي تظللها الحريرية بشكل عام. لم يحرك الخطاب لدى الخصوم جديدا، ذلك أنهم لم يتفاجأوا من تأكيد الرجل على ثوابت تعادي خيارات دمشق الأسد وطهران خامنئي في لبنان، وبالتالي فإن ردودهم لن تحمل أيضا أي لافت من حيث دفاعهم المستميت عن مزاج العاصمتين “الممانعتين”، لا سيما في عزّ المعركة السورية الراهنة.يطلّ سعد الحريري مخاطبا بالدرجة الأولى “ربعه” لتسويق رؤاه لإنقاذ الجمهورية وموقع الرئاسة فيها، بغية تمرير ما كان مستحيلا في خياره الزغرتاوي، تحت عنوان المصلحة الوطنية العامة، وليس مصلحة بيته السياسي بالمعنى الحزبي الضيّق. والحقّ يقال إن الرجل أثبت أنه الزعيم الأول والأخير لتيار المستقبل، بحيث يظهر بطلا للرواية والعرض، فيما يتراجع الطامحون إلى أدوار ثانوية خلفية. وفي ترجّل الحريري إلى المسرح اللبناني يأخذ الجميع علما بما يمثّله حضور الرجل في أفقه المحلي، كما في آفاقه الإقليمية والدولية. في التفاصيل الرمزية لمشاهد مهرجان البيال مناسبة لإعادة رسم الحلف الآذاري الذي تشكّل على عجل تخصّبه انفعالية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. جرت مراقبة الطقوس التي سبقت الخطاب، وتلك التي تلته، أكثر من تفحّص مضمون الخطاب نفسه. بدا مشهد المصافحات وإيقاع الحفاوة ومظاهر البرودة وتبادل القبلات، مؤشراً على المزاج الهابط على قوى 14 آذار، كما على مستقبل ديمومة ذلك التحالف الذي بات متعدد الأغراض متباين المصالح.

في الشفافية أن يظهر جليا ذلك التباين بين شخص الحريري وشخص سمير جعجع. وما بين اللقاء والمصافحة والخطاب والنهاية، مرر العرضُ حبكة درامية لا تشي، رغم صعوبة بعض مشاهدها، إلا بعتاب بين أحبة، لا بإرهاصات انفصال.

ولئن اعتبر الخبثاء أن ما بعد نهاية العرض، أظهر تعمدا من قبل الحريري على تثبيت أولويات تحالفه داخل الصفّ المسيحي ضمن الصورة التذكارية لـ”14 شباط 2016”، فإن “المستقبل” و”القوات” حرصا على التعبير عن ودّ رسمي يواكب “الحرد” غير الرسمي الذي أفرجت عنه وسائل التواصل الاجتماعي، ذلك أن ستريدا جعجع زوجة “الحكيم” لم تر في “لطشات” الحريري إلا تعبيرا عن “ستايل” وليس أكثر من ذلك. وفق ذلك “الستايل” نزل الحريري في معراب مُسكتا بسحر دوامة الثرثرة حول أزمة بينه وبين “الحكيم”. ألقى الحريري الكرة داخل بيته الصغير (المستقبل) وبيته الكبير (14 آذار). اختراق الرابية وزغرتا لصفوف التحالف السيادي ترك أضرارا تهددُ بتصدّع الحلف الذي دفع غاليا ضريبة الدم دفاعا عن خيارات شكّلت انقلابا في البيولوجيا السياسية – الثقافية للكيان اللبناني. وربما كلمة تصدّع لا تعبّر جديا عن جسامة المعضلة، ذلك أنه حين ترشّح القوى الرئيسية في التحالف صقرين من صقور 8 آذار من التحالف المضاد، تُطرح أسئلة وجودية حول لزومية 14 آذار ومبررات استمراره. يدركُ سعد الحريري جدية الارتباك الذي سببه غيابه وسهولة المعالجات التي يوفّرها حضوره. بدا عناقه للوزير أشرف ريفي قلبا سريعا لصفحة فتحتها رياح طارئة، فيما بدت دعوته إلى انعقاد ورشة مراجعة داخل الحلف الكبير اعترافا بأن صيغ التآلف الانفعالي لم تعد مجدية في موسم إخراج الدفاتر وجدل المحاصصة داخل النظام السياسي اللبناني الراهن والمستجد وفق غبار المعركة السورية، كما أن التوتر الذي أفرج عنه القواتيون تعقيبا على خطاب الحريري عكس تصدعا داخل الحلف الآذاري وانخفاض مناعته، بحيث يبدو سهلا انقلاب الحلفاء إلى خصوم.

لا بد أن المراقبين قد رصدوا همّة عالية أفرج عنها خطاب الحريري مرتفع النبرة وعالي السقف. تكشف الكلمات عن صلابة في الموقف لا تحتمل اجتهادات في كل ما له علاقة بثوابت تعظيم دور الدولة وتقزيم الظواهر الميليشياوية. وتكرر السطور موقفا حازما ضد نظام دمشق، كما ضد محاولات فرض وصاية إيرانية بديلة على لبنان. يرفع الحريري لواء العروبة عنوانا عريضا في تفسير موقف عائلته السياسية من تحوّلات المنطقة، سواء في انتقاد أداء إيران وأتباعها في ما عبثت به داخل العراق وسوريا ولبنان واليمن، أو في الدفاع عن موقف المملكة العربية السعودية التي قابلها الموقف الدبلوماسي اللبناني الرسمي بانتهازية صبيانية.

من داخل براكين المنطقة يتقدم سعد الحريري بخطاب ليست فيه حيادية أو رمادية. يلقي الرجل كلماته في قلب بيروت بحضور سفير العاهل السعودي، بما يضفي إشارة إضافية على موقع الرجل الإقليمي. ينشر الحريري مواقفه متواكبة مع “رعد الشمال” الذي يشغل القوى الدولية قبل الإقليمية، ومتزامنة مع انتقال الطائرات السعودية (والخليجية) نحو أنجرليك التركية من ضمن الاستعدادات المعلنة للتدخل البري في سوريا، ويأتي توقيتها وسط لهفة عبّر عنها الكرملين بإعلانه زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز لموسكو، مقابل نفي يشبه التحفّظ صدر عن الرياض، على ما يرجح أن تعبيرات الحريري المحلية تأتي متّسقة مع ورشة كبرى تعيد رسم توازن المنطقة برمتها.

قد تمثّل عودة الرجل مناسبة لإعادة الحيوية للحراك السياسي الداخلي، حتى بالنسبة لحزب الله وحلفائه. وربما في تجاهل السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير لحدث العودة تأملٌ له استعدادا لإعادة التموضع تجاهه. وفي تقديم سعد الحريري لأوسع أشكال المرونة في عدم ممانعته وصول أي مرشح لبعبدا طالما هو ملتزم بدستور الطائف وقواعد العيش المشترك، يفتح الرجل إمكانات الوصل مع كافة الشركاء في الوطن (لا سيما حزب الله) للبننة الاستحقاق الرئاسي وتوطينه محليا، على الرغم من الهوة التي تفصل بينهم في امتداداتهم الإقليمية. وإذا ما أكد الحريري أن مداولاته مع الوزير سليمان فرنجية هي تماما تلك التي أفصح عنها الأخير تلفزيونيا، فذلك يعني أن الحريري يعتبر، كما فرنجية، موضوع سلاح حزب الله إقليمي المآل، لا طائل من مقاربته محليا، وأن العلاقة مع الحزب تحكمها شروط علاقة إيران مع العالم العربي عامة، ومع السعودية ودول الخليج خاصة. بيد أن الحدث الحريري الراهن يستمد أهميته ومعاني مظاهره من مسألة العودة النهائية للرجل إلى لبنان. تحدد أمر ذلك بجدية مسارات الرجل وتيار المستقبل وتحالف 14 آذار. وإذا ما كان الحلفاء وأهل البيت قد تفهّموا الغياب السابق، فإن هامش التسامح في ذلك بدا أنه يتقلّص، ما يجعل من مسألة العودة واحتمالات المنفى محددات باتت تنال من المستقبل السياسي للرجل زعيما للمدرسة التي بناها والده. وإذا ما كان الانطباع الحالي يوحي بأن إقامة الحريري طويلة، فيبدو أن ذلك غير كاف في نظر جمهوره الذي تعب من هجرة زعيمه وإقاماته العرضية بينه. في خطاب سعد الحريري الأخير مناداة لذكرى الوالد الراحل. لم يبدأ عهد سعد الحريري بعد، فما الرجل إلا امتداد لأبيه وما قراره الوطني إلا مستوحى من تراث والده. في كل لحظة يتساءل الابن ماذا كان سيفعل الأب لو كان مكانه. في كلمات خطابه الأخيرة يتسرّب كم أن الرجل زاهدٌ في الزعامة التي هبطت عليه في ليل أسود، وكم أن حضوره هو ضريبة دم تخليدا لطموحات أب آمن، واغتيل بسبب ذلك الإيمان، بأن يجعل من بلده منارة منيعة مستقلة.

يوما ما سيطوي الابن صفحة أبيه ويبدأ بكتابة كتابه الخاص. عندها يبدأ عهده..

 

نفايات «بلاد الأرز» الحائرة

 حسام عيتاني/الحياة/19 شباط/16

داعبت فكرة تصدير النفايات مخيلة اللبنانيين فترة. يليق ببلاد الأرز ان تكون خالية من المهملات وأن توكل عبء معالجة بقاياهم المنزلية الى من يمتلك وقتاً وموارد يصرفها في علاج ما تخلف من استهلاك اللبنانيين سلعهم ومآكلهم وشتى امور حياتهم.اول ما حملته الإشاعات عن التصدير جاء بعد اسابيع قليلة من اندلاع أزمة النفايات في تموز (يوليو) الماضي. قيل يومها ان لبنان سيصدر نفاياته الى ألمانيا والسويد. اعتز اللبنانيون مثلما اعتزوا يوم استقبلوا الانتداب الفرنسي بأبيات الزجل عن «فرنسا أم الدنيا عموم. اعتزوا يا لبنانيي». صحيح ان بلدك سيقع تحت الاحتلال، لكنه الاحتلال الفرنسي المتحضر. وصحيح انك عاجز عن ايجاد حل لمشكلة ببساطة مشكلة نفاياتك المنزلية لكنك ستصدرها الى دولتين غربيتين صناعيتين. لم يدم اعتزاز اللبنانيين طويلاً. لقد تبين أن السويد وألمانيا تستوردان نفايات لكن ضمن شروط صارمة لاستخدامها لتوليد طاقة نظيفة. وبين النفايات التي تسمح لها الدولتان المذكورتان بدخول اراضيها وبين حالة النفايات اللبنانية، بون شاسع تجوز مقارنته بالبون الفاصل بين لبنان وكل من السويد وألمانيا. ثم جاء من يقول ان زبالتنا ستُصدر الى دول افريقية. تقبل اللبنانيون هذه النكسة على مضض. لا بأس. فإن كنا لسنا في مصاف الدول الأوروبية الصناعية، نبقى في كل الأحوال افضل من الدول الإفريقية وأكثر تقدماً وسنرسل لها نفاياتنا لتدفنها في اراضيها الشاسعة. ثم إن أفضالنا سبقت نفاياتنا الى تلك البلدان البائسة وصدّرنا لهم ثلة من المهاجرين الذين حققوا نجاحات باهرة في عوالم التجارة والاقتصاد والأعمال. لكن، لسوء الحظ، تبين أن ما من دولة افريقية على استعداد لإيواء نفاياتنا. في هذه الأثناء ظهرت شركات غامضة بدأت تروّج فكرة «الترحيل» الى جهة مجهولة وانتشر خبر تحميل مخلفات اللبنانيين ضمن حاويات وإرسالها بحراً من دون ان يفصح اي من مروجي هذه الأخبار عن الوجهة الأخيرة للنفايات. وبعد المرور في مقرات شركات وهمية تتخذ من منازل ريفية في قرى هولندية مقرات لها، ورد ان روسيا تبرّعت بقبول مهملات بلاد الأرز وأن الإجراءات القانونية والإدارية قطعت مراحل متقدمة. الخيبة كانت وفية في صداقتها للبنانيين. ذلك أن الإجراءات الإدارية المذكورة تكشّفت عن عملية تزوير تشبه تهريب سلع من خلال الرشوة واستغلال الفساد في لبنان وروسيا التي تدخلت هيئاتها الرسمية والبيئية للقول ان ما من شيء حقيقي في الصفقة المأمولة التي كانت ستكلف اللبنانيين اضعاف ما سيكلفه اي مشروع للتخلص من النفايات محلياً. تضرّر «الإيغو» اللبناني من تكرار الفشل. وبعد جولة على الدول الصناعية ودول العالم الثالث وعلى المقاطعات الروسية، وجد اللبنانيون انفسهم وحيدين مع نفاياتهم. الى اين المفر؟ الإمارات اللبنانية المتعايشة ترفض مخلفات بعضها بل تسعى الى إلقاء ما تنتجه من مهملات في الإمارات المنافسة، ما ينعكس سلباً على التعايش والوحدة الوطنيين وعلى علاقات الطوائف الكريمة. إذاً، لا بد من العودة الى فكرة المطامر «الوطنية والصحية». تشي هذه الفضيحة اليومية المستمرة منذ ثمانية شهور ليس فقط بالمدى الذي بلغه تفكّك الدولة اللبنانية وهزال سلطتها وإمساكها بسيادتها وبالانتصار الضمني (وربما النهائي) للطوائف والمناطق والعائلات على الدولة، بل أيضاً بالمدى الخطر الذي وصلت إليه عزلة اللبنانيين عن العالم، كآليات عمل ومؤسسات وأجهزة رقابية وقانونية، قبل أن يكون مظاهر وتقليداً شكلياً وسطحياً. وعلى هذه العزلة يُبنى مستقبل الأجيال.

 

نووي نصرالله وعروبة سعد الحريري

شادي علاء الدين/العرب/19 شباط/16

بذل السيد نصرالله في خطابه الأخير جهودا جبارة لإقناع الكون كله بقدراته العسكرية الهائلة، والتي تشكل في مجموعها ما يعادل قنبلة نووية يمكن الحصول عليها عبر إطلاق بضعة صواريخ على حاويات مادة الأمونيا في حيفا. هذا المعطى يعني بالنسبة إلى السيد أن لبنان يملك قنبلة نووية نظريا، وإن كان لا يملكها فعليا. لا نفهم لماذا لم يجد السيد نفسه معنيا بعد أن كشف عن هذا التفصيل شديد الأهمية بالركون إلى النهج الإيراني في التصرف، أي محاولة إجراء اتفاق مع الغرب والعالم يعيد إنتاج صورته، ويخرجه من دائرة التوصيفات الإرهابية، ويسمح بضخ الاستثمارات إلى لبنان مقابل التخلّي عن مثل هذا الطموح النووي. لماذا لا يعتمد السيد مثل هذا الخيار خصوصا أن النووي الخاص به زهيد الثمن والكلفة قياسا إلى الكلفة الضخمة للمشروع النووي الإيراني، الذي كلف مليارات الدولارات وتخلت عنه إيران صاغرة مقابل صيغة تسمح للنظام بالبقاء والاستمرار. لا يبدو السيد مهتما بمثل هذه المقايضة. عملية الغوص في قلب خطابه تظهر بوضوح شديد أن النووي الفعلي الذي يسعى إلى تخصيبه ما هو إلا الحرص الشديد والواضح على صناعة حرب سنية شيعية. تستجيب هذه الفتنة المشتهاة لحالة إيران بعد الاتفاق النووي، حيث أن ما يفرضه من انفتاح على العالم يهدد بإسقاط جدران التجهيل والخوف وحجب المعلومات، ويمنع تاليا نشوء إمبراطورية الرعب والترهيب. هكذا ومن باب الحاجة الملحّة إلى العدو الذي يستبدل شيطنة أميركا التي لم تعد ممكنة، بات من الضروري خلق عدو يمكن استعماله لخلق حالة رعب ضخمة، من شأنها إسكات كل الأصوات المطالبة بالخبز والحرية في إيران خاصة، وفي الوسط الشيعي عامة.

المهمة كانت شديدة الصعوبة. السيد وجد نفسه إزاءها مضطرا إلى الاعتراف بضرورة استعمال أدبيات غير مناسبة للتحدث عن الموضوع السني، وربطه بإسرائيل التي تعلن على الدوام أن الأخطار الوجودية والأساسية التي تهدّد كيانها، إنما تعود بشكل حصري إلى إيران وحزب الله. لذا فإنها تسعى لرد هذه الأخطار عبر الحلف مع السنة الذي بات ممكنا أكثر وأكثر، بعد الانخراط السني الفاشل في الحرب السورية. يأتي السيد على ذكر السنة مرارا وتكرارا وينسب إليهم مجموعة من العناوين التي تضعهم في حالة تكامل وجودي مع إسرائيل. يتجنب بشكل لا يمكن أن لا يكون مقصودا ذكر كلمة العرب، أو الإشارة بأيّ شكل من الأشكال إلى مفردة العروبة، وذلك على عكس التحديد الواضح والصريح للهوية في خطاب سعد الحريري في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي ربطها بالعروبة بشكل حصري ونهائي.مفارقات حادة تبرز أمام النظر حيث أن الزعيم السني الأبرز في لبنان سعد الحريري ألقى خطابا يكاد يكون خاليا من ذكر السنة وحافلا بالتأكيد على أولوية العروبة في تحديد الهوية، في حين أن نصرالله الزعيم الشيعي الأبرز في لبنان أسرف في ذكر السنة وشيطنتهم إلى حد كبير، وعمد إلى تغييب مفردة العروبة من خطابه. كل هذا يعني أن إيران وصلت عبر مراكز الدراسات التي تعطي المعلومات للسيد نصرالله إلى قناعة راسخة، مفادها أن العروبة تشكل الخطر الوجودي والأساسي على إيران ومشاريعها، لأنها تشكل فعليا بنية قومية متخيلة عابرة للحدود والدول. مفهوم القومية كما يراه بندكت أندرسن يتحدد في “أنها جماعة سياسية متخيلة حيث يشمل التخيل أنها محددة وسيدة أصلا”. مفردة “متخيلة” لا تعني أنها لا توجد سوى بالخيال، بل إنها ليست جماعة يعرف أفرادها بعضهم بعضا كما في العائلة، لكنها متصورة، حيث يمكن أن ينتمي المرء عبر القومية إلى مجموعة من ملايين الأشخاص الذين يتشارك معهم الانتماء القومي، من دون أن يرتبط بهم بروابط مباشرة. الجماعة المتخيلة ليست خيالية، بل هي جماعة واقعية في فعلها، وتأثيرها، ومن خلال واقعية الأدوات التي تستعملها في التعبير عن نفسها. إصرار حزب الله على نفي العروبة من التداول في خطاب السيد، يجد تفسيره في المعطى الذي يقول إن الجماعة المتخيلة تزداد صلابة وقوة كلما تفككت الجماعات المباشرة التي تقع الطائفة على رأسها، حيث أن الإطار الواسع والعام، والذي يشكل الجسد المؤسس للجماعة المتخيلة، يقوم بمهمة تعويضية وجامعة، تكمن مهماتها في إقامة جماعة سياسية تسعى نحو الوحدة والسيادة. هنا نصل إلى لبّ المعادلة التي تشكل المفصل الأساسي للمشروع الذي عبر عنه السيد نصرالله في خطابه، حيث أن العروبة بوصفها جماعة متخيلة تتلاشى وتندثر مع نمو وصعود الطائفة. نصرالله يستدعي إذن السنة كطائفة في محاولة للقضاء على العروبة التي تذوي وتتفكك بالطائفية. الخطير في مفهوم العروبة أنه قادر على سلب إيران امتدادها في المنطقة، وحرمانها من التحول إلى الناطق الرسمي باسم الشيعة في كل العالم كما تحاول أن توحي حاليا، لأنها تنطوي على ذلك البعد الذي يجمع بين السنة والشيعة في إطار ثقافي وسياسي وتاريخي وواقعي موحد. هذا الفرق بين نووي إيران ونصرالله القائم على الطائفية ونووي الحريري القائم على العروبة.

 

الميكافيلية الحريرية في مفهوم الوفاء للحلف والحلفاء

عبدو شامي/18 شباط/16

 لا نزال مع خطاب الرئيس سعد الحريري الأخير، فالخطاب دَسِم لدرجة أعجزتنا عن إيفاءه حقه في مقالة واحدة، إذ فضلاً عن الفنون الهابطة التي حواها والتي أفردنا لها المقالة السابقة، زاد الخطاب دسامة تجرٌّؤ الحريري على البوح بالسرِّ الكامن خلف طعناته الغادرة لحليفه الحكيم ولثورة الأرز وصولاً الى الطعنة القاتلة بترشيحه الأسدي الثامن آذاري سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؛ فما هو هذا السرّ يا ترى؟

سرّ طعنات الحريري الغادرة لحلفائه هو مفهومه للوفاء والحلف والحلفاء؛ فبمراجعة لتعريف "الحِلْف" في معاجم اللغة العربية نجدها متفقة على إعطائه معاني: "الميثاق والعهد والتناصر والاتفاق". وهو في معجم مصطلحات اللغة العربية المعاصر: "معاهدة على التعاون والتكاتف والاتفاق والتناصر تُعقد بين طرفين أو أكثر من الدول أو الجماعات في المجال العسكري أو السياسي أو الاقتصادي أو غيرها من المجالات". وبما أن الحِلف عهد فالوفاء به واجب وهو ما نصّت عليه الأديان السماوية والقوانين الوضعية فضلاً عن الإخلاق والآداب، طبعًا بضابط جوهري هو أن يكون الأمر المتحالف عليه مباحًا وإلا كان التحالف على ما هو ممنوع ممنوعًا وفض حلفه واجبًا. وأي تحالف يقضي على أطرافه بالحد الأدنى الاتفاق على الثوابت والمبادئ والأهداف والمصالح المشتركة التي قام عليها حِلفهم والوفاء لها والحفاظ عليها كي تنطبق عليهم تسمية "حلفاء"؛ فلا يحق لأحدهم التنازل عن المبدأ المتحالف عليه أو العمل ضده أو الإضرار بحليفه وإلا اعتُبر ناقضًا للحلف وفعله غدر وخيانة. نعم، ثمة أشياء تقبل المرونة والاختلاف والتمايُز بين الحلفاء، لكن ذلك يقتصر على جزئيات لا تمس الأسس والمبادئ والمصالح المشتركة التي قام عليها التحالف.

هذا تعريف الحِلف في اللغة وفي الاصطلاح السياسي، وهذه ضوابطه وحكم الوفاء به في الدين والقانون والعقل والأخلاق... فما هو مفهومه لدى الشيخ سعد؟

برر الحريري غدره بـ14آذار وبمرشحها للرئاسة وترشّيحه فرنجية فكشف مفهومه للحلف قائلاً: "ويعطونا دروسًا بالوفاء للحلفاء، نعم، الوفاء للحلفاء جميل، لكن ما نفع الوفاء إذا كان على حساب مصلحة لبنان، وإذا كان هدفه استمرار الفراغ؛ الوفاء الأصلي هو الوفاء للبنان، لأن الوفاء للبنان هو أساس الوفاء للحلفاء ولكل اللبنانيين".

مفهوم مخيف وخطير، فالوفاء للحلفاء ليس مسألة جمال وقبح لأنهما نسبيان بين الناس إنما مسألة وجوب وإلزام؛ والوفاء للحلف ليس مسألة نفعية مصلحية خاصة إنما مسألة كلمة وعهد ومبدأ وأخلاق تتخللها تضحيات من أجل المصلحة العامة للحلف ومبادئه؛ وبما أن الحريري اعتمد على الجمال والنفع والمصلحة الخاصة بات عنده الوفاء بالحلف غير نافع -أي الغدر به مسموح بل مطلوب- إذا تعارض مع تلك المصلحة. قد يعترض أحدهم قائلاً إن هذا التحليل باطل لأن الحريري قيّد المصلحة بمصلحة لبنان لا بمصلحته الشخصية، وردًا على ذلك نقول:

"مصلحة لبنان" مصطلح برّاق ولشدة لمعانه يُعمي الأبصار والبصائر عن إدراك ضلال الفكرة الذي سِيق ضمنها. فهل تحالف 14آذار الذي ادعى الحريري مرة أنه "لا يفرّقه عنه إلا الموت" قائم على ما يتعارض مع مصلحة لبنان كي يسمح لنفسه الغدر به، أم إن مبادئ الحرية والسيادة الاستقلال التي هي لب وجوهر هذا التحالف هي المصلحة اللبنانية بذاتها؟! وهل الوفاء للحليف المرشح لرئاسة الجمهورية وفقًا لبرنامج 14آذاري وطني بامتياز أصبح يهدف الى استمرار الفراغ وبالتالي الغدر به واجب؟! أليست اللعبة ديمقراطية و"لينزل كل فريق بمرشحه الى مجلس النواب حيث سنبارك للفائز" كما قال يقول الحريري نفسه اليوم بعد صفقة فرنجية؟!

هل مصلحة لبنان في السين-سين وفي الاعتذار من الأسد وفي تشريع سلاح الحزب الإرهابي وتغطية إرهابه بحكومة ائتلافية وبلعب دور الصحوات وتقديم كل التسهيلات لتحويل لبنان ولاية إيرانية وصولاً الى ترشيح وتسويق شخصية أسدية 8آذارية للرئاسة تتويجًا لـ11 سنة متواصلة من التنازلات المخزية والتقلُّبات المفاجئة بعد رفع السقوف العالية والطعنات السامة والغادرة بحق الحلف والحلفاء والشهداء كلها تمّت تحت ستار "مصلحة لبنان" فيما هي حقيقة مصلحة الحريرية السياسية للبقاء في السلطة أيًا كان الثمن ومصلحة الوصي الإقليمي عليها المملكة السعودية؟!

لقد شكّل نيكولا ميكافيلي (1469-1527) نقطة تحوّل خطيرة في تاريخ الفكر السياسي، حيث جعل في كتابه "الأمير" مبدأه السياسي الأول: "الغاية تبرر الوسيلة" مهما كانت الوسيلة منافية للدين والأخلاق، وذكر في الفصل الثامن من كتابه أنه ينبغي للأمير أن يحافظ على العهد حين يعود ذلك عليه بالفائدة فقط. أما إذا كانت المحافظة على العهد لا تعود عليه بالفائدة فيجب عليه حينئذ أن يكون غدّارًا، ماكرًا مكر الذئب ضاريًا ضرواة الأسد. وبناء على ذلك يبدو أن 14آذار ذهبت ضحية وفريسة الميكافيلية الحريرية في مفهوم الوفاء والحلف والحلفاء.

 

لبنان الكبير أم لبنان سوريا المفيدة؟

 أنطوان قربان/النهار/18 شباط/16

انعقد مجلس النواب للمرة الألف من أجل منح الجمهورية اللبنانية ركنها المؤسسي والدستوري، أي انتخاب رئيس للجمهورية. انعقد المجلس للمرة الألف من دون جدوى. لا شك في أن مطلقي الجِن، أي النواب الذين يرفضون النهوض بواجبهم ولا يؤمّنون النصاب، يتحمّلون المسؤولية الجرمية الثقيلة للعبتهم الوضيعة، لعبة الخداع المبتذلة، التي تقوم على السخرية من الخصم السياسي عبر القول له: “أنا أمسك بذقنك وأنت تمسك بذقني ولنرَ من يصمد أكثر”. منذ اجتاز رأس الحربة الإيراني في لبنان، “حزب الله”، الحدود لقتال الشعب السوري، إلى جانب طاغية دمشق، كان يجب أن نفهم بوضوح أنه في نظر الأمبراطورية الفارسية الصاعدة، لا وجود للبنان السيد والمستقل، وليست حدوده الدولية مع سوريا سوى ترسيم إداري على أبعد تقدير.

فكّر النواب المسيحيون لا سيما الموارنة منهم، الذين هم أسرى نرجسيتهم، وشجاراتهم التافهة، وسعيهم الوضيع خلف النفوذ والسلطة، في أن يتذاكوا على الإيرانيين. لقد قبلوا طوعاً وعن سابق تصور وتصميم بأن يؤدّوا دور مطلقي الجِن. فقد غطّوا وساهموا إلى درجة كبيرة في التعطيل المؤسسي منذ عام 2006. اعتقدوا أنه بإمكانهم انتزاع بعض المنافع التي قد يتركها لهم سيد الرقصة، أي “حزب الله”، بدافع الشفقة أو الرحمة. فعلوا ذلك تحت ستار شعارات بائسة ومخادعة: حقوق المسيحيين أو حماية الأقليات. الهدف الوحيد وراء هذا الكم الهائل من خطاب الكراهية والانقسام هو تقويض الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف، وهو الهدف الأساسي لإيران وسواها من القوى التي تريد إعادة رسم معالم المشرق والشرق الأوسط. مسخرة قيام الزعيمَين في فريق 14 آذار بترشيح المارونيَّين في فريق 8 آذار هي دعابة سمجة من أسوأ ما يكون، لأن كلَيهما يعلمان أن الفراغ هو الاستراتيجية المفضّلة في السياق الحالي.

يدرك أصحاب المنطق السليم أن الرهانات الحقيقية للفراغ اللبناني مرتبطة بالمصالح الاستراتيجية والمالية التي يؤمّنها منجم احتياطات الغاز والنفط في الحوض الشرقي للمتوسط. تشير بعض التقديرات إلى أن احتياطي الغاز اللبناني قد يؤمّن نحو 15 في المئة من احتياجات أوروبا. ليس للحقوق والامتيازات العائدة لمجموعة مسيحية – مارونية ما أو لشخصية معينة، غريبة الأطوار ومتقدّمة في السن، أي ثقل في مقابل هذه المصالح.

يتّضح أكثر فأكثر أن لبنان 1920 يواجه خطر الزوال في زوبعة النيران التي تُلهب المشرق. تحدّثت خرائط الشرق الأوسط الجديد التي نُشِرت عام 2004، عن “لبنان الموسّع” الذي يمتدّ من اللاذقية إلى الناقورة على واجهته البحرية. اليوم، مع التغييرات الجارية على الأرض، والنزوح الكثيف للسوريين، ودمار المدن السورية الأساسية، يجري الحديث أكثر فأكثر عن “سوريا مفيدة” تضم “لبنان الموسّع”، وشريطاً طويلاً من الأراضي السورية يحدّه، انطلاقاً من الحدود التركية، نهر العاصي، وسهل الغاب الكلسي، وحماه وحمص، ويمتد حتى سلسلة جبال لبنان الشرقية وصولاً إلى مرتفعات الجولان، ويشمل أيضاً دمشق والسويداء. هذا الكيان الذي يلوح في الأفق لا يشبه بشيء لبنان حيث استطاعت البنية المارونية – الدرزية التاريخية أن تتوسّع نحو ميثاق تعاقدي للتعايش المسيحي – الإسلامي. بل إنه جيب كونفيدرالي أو فيديرالي لتحالف الأقليات الذي نسمع عنه كثيراً منذ بداية أعمال العنف في سوريا.

روح 14 آذار 2005 هي الروح المواطنية للبنان 1920، الحر السيد المستقل، حيث أرسى اتفاق الطائف السلم والهدوء عام 1989. لبنان الموسّع ليس لبنان الطائف حيث لا يرتدي الوزن الديموغرافي للمكوّنات المختلفة أي أهمية. هذا الكيان الجديد الذي ستكون عاصمته حكماً دمشق، هو مشروع حروب مستمرة. سوف يتقاتلون على أصغر جذع شجرة تحت ذريعة أنه جزء من حقوق هذه الفئة أو ذاك المذهب الديني. وسوف يذبحون بعضهم بعضاً للسيطرة على أصغر موقع، وللأسباب نفسها.

هل ما زال بالإمكان إنقاذ لبنان، لبنان حدود 1920، لبنان ميثاق 1943، ولبنان اتفاق الطائف؟ هل ما زال بالإمكان مواجهة المشروع الشيطاني للتقسيم على أساس الهوية؟ الجواب هو المسؤولية التاريخية للمسيحيين، لا سيما الموارنة منهم، الذين يقبلون اليوم بأن يؤدّوا دوراً غير مشرّف يجعل منهم أزلاماً تابعين للمشروع الإيراني-الأسدي-الروسي الذي يُفيد على ما يبدو من التواطؤ الغربي والعربي – التركي.

هل ما زال بالإمكان تجنّب الأسوأ؟ نعم. يكفي، كما قال مساء أمس (الأربعاء 10 شباط) الرئيس السابق ميشال سليمان لبولا يعقوبيان، أن يتحرّر النواب المسيحيون من وهم ميشال عون ويتوجّهوا إلى مجلس النواب لتأمين النصاب والتصويت بطريقة ديموقراطية. من سيكون الرئيس العتيد؟ ليست لهذا الأمر أية أهمية على الإطلاق. المهم هو أن يحصل لبنان على ركنه المؤسسي، حتى لو اضطُرّ الأمر إلى انتخاب البوّاب أو القندلفت في أقرب كنيسة. المهم هو إنقاذ لبنان في حدوده وصيغة العيش المشترك التي يتميّز بها. المهم هو منع تحوّل لبنان سلسلة من المحافظات في سوريا المفيدة أو لبنان الموسّع.

*استاذ جامعي وكاتب

 

حقارة الحلف الروسي الإيراني الفاشي

داود البصري/السياسة/19 شباط/16

الاستهتار والبلطجة العسكرية العدوانية الروسية شجعت قادة الجيش والحرس الثوري الإيراني على التبجح والادعاءات الكاذبة، ورسم البطولات الوهمية التي يحاولون من خلالها إعطاء انطباعات مغلوطة تتفادى حجم خيبتهم الكبرى، وسقوطهم الأخلاقي المريع، وانحدارهم نحونهايات متوحشة مؤشرة على البؤس والحقد الذي يطبع نفوسهم. فحجم الجرائم الشنيعة التي باتت مسجلة على أيدي هذا التحالف العدواني الشرير، قد فاقت كل ماعداها حتى ضمن مقاييس جرائم النازيين التي هزت العالم وغيرت خارطة الدنيا لقد ارتكب التحالف الروسي- الإيراني جرائم بشعة بحق السوريين لن تنساها شعوب المنطقة، رغم وقوف العالم المنافق أمامها موقف المتفرج البليد وهو يحصي جثث السوريين المحترقة. فوزير دفاع النظام الإيراني العميد حسين دهقان يتبجح بأن التدخل الروسي في النزاع السوري ولحماية النظام قد غير موازين القوى، ودهقان أضحى كتلك القرعاء التي تتباهى بشعر بنت أختها، لقد قدم النظام الإيراني خسائر بشرية مروعة لم تدم أنوفهم فقط، بل حطمت مراكزهم العصبية واستنزفت قدراتهم، حتى أصيبوا بالهستيريا وهم يحشدون ويجمعون كل مرتزقة الأرض من العملاء لنصرتهم، لقد أضحى واضحا بأن الإيرانيين بعد هزيمتهم الكبرى في سورية وبعد خسارتهم البشرية العالية جدا والمكلفة التمسوا الانقاذ والنجدة من حليفهم المافيوزي الروسي الذي ساندوه في مواقف سابقة وهم اليوم أحوج لمساعدته لهم في حل أزمتهم الدموية المستعصية في الشام، لقد كان الانهيار العسكري الإيراني في سورية مقدمة حقيقية لسقوطهم الأخلاقي والعسكري في عموم الشرق، ففرقهم وعصاباتهم الارتزاقية التي جلبوها من لبنان والعراق وأفغانستان وكل وحدات حرسهم الثوري ومستشاريهم لم تستطع الصمود أمام الغضبة الشعبية السورية التي جعلت أرض سورية الحرة الطاهرة محرقة حقيقية لهم ولأطماعهم وأوهامهم الصفوية الحاقدة. قطعان الذئاب والضباع الإيرانية تحاول اليوم اكتساح مواقع السوريين الأحرار من خلال الغطاء الجوي الإرهابي الروسي الذي يمارس فعلا انتقاميا حاقدا يقف العالم امامه بصمت جبان، وحتى مجلس الأمن الدولي يقف مواقفا مشبوهة في نصرة الإرهاب السوري-الإيراني ولايطالب بانسحاب المعتدين بل يضغط على الجانب التركي المدافع عن أمنه القومي ضد عصابات كردية ممولة ايرانيا وروسيا، كل المفاهيم باتت مقلوبة في الحالة السورية، وهذا الحلف العدواني الروسي- الإيراني الحقير يصيب في مقتل كل ادعاءات النظام الإيراني الكاذبة حول نصرة المستضعفين والوقوف مع المسلمين، تاريخهم أسود، لقد وقفوا مع أرمينيا ضد أذربيجان، وساندوا المافيا الروسية في مواقع عدة ليثبتوا همجيتهم وعداهم للإسلام الحقيقي ولكل الأحرار.

الحلف الروسي- الإيراني ما هو إلا محاولة بائسة للالتفاف على حقائق تحرر الشعوب من الهيمنة، والنظام الإيراني سيظل مكشوفا ومفضوحا بعد أن تورط في سفك دماء المسلمين من خلال التعاون الفظ والشرير مع الحالة الإرهابية الروسية. لن يمنعوا نور الله أبدا، وسيهزمون شر هزيمة، وستتحدث بهزيمتهم المدوية الأجيال، معركة الحلف المافيوزي الروسي- الإيراني هي معركة مصيرية حاسمة ستتقرر بعدها الكثير من المعطيات فأسلحتهم الجبارة فشلت في التقدم واجتياح مناطق المعارضة، وخسائرهم المادية والبشرية قد بلغت الذروة مهددة بانهيارهم.

وفضيحتهم تاريخية أخزاهم الله، حلف عدواني بائس حقير تأسس على الباطل وبأهداف شيطانية لا يمكن أن يستمر بل سيهزم وينسحب خاسئا من مسرح التاريخ. وثمة حقيقة عليهم الاعتراف بها بأن الثورة السورية لم تهزم رغم محاولات تشويهها الكونية وهي ستنتصر وتذل الطغاة وتغير وجه الشرق التعيس بأسره… الشعوب الحرة لن تهزم قد تنتكس مرحليا ولكنها ستنتصر في نهاية المطاف وهذا الحلف المافيوزي الروسي الإيراني هو أو هي من بيت العنكبوت.. وسينصر الله من ينصره، واللعنة على الطغاة والمجرمين وسافكي دماء الشعوب المظلومة.

 

لا قيادة للامن الداخلي قبل تفعيل جهاز امن الدولة

سيمون أبو فاضل/الديار/18 شباط/16

قرار ترشيح كل من رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري لرئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية وكذلك ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون هو قرار لم يبق مفتوحا على الفراغ الرئاسي القائم، اذ لدى كل من الحريري وجعجع قناعة بأن «حزب الله» يريد الفراغ الرئاسي كخطوة نحو الجمهورية الثالثة، ولذلك كان تنافسهما على ترشيح أقطاب «8 آذار» لرئاسة الجمهورية، اذ ان قلق الحريري من تداعيات الفراغ هو الهاجس ذاته الذي يشاركه اياه جعجع، رغم ما ادى هذا الترشيح من خلاف تبعه تنقية العلاقة بينهما على انقاض «14 آذار» .

فكل من الحريري وجعجع أراد من موقعه أن يذهب الى أقصى الحدود في استدراج «حزب الله» ودفعه نحو انتخاب رئيس للجمهورية، فبادر رئيس المستقبل في اتجاه فرنجية فيما عمد رئيس القوات لترشيح عون، على قاعدة انه سيكون على حزب الله أن يحسم الأمر، بمعالجة الاشكال القائم بين حلفائه أي عون وفرنجية ليربح رئيسا للجمهورية حليف له فقاطع حزب الله في الجلسة الانتخابية الاخيرة كما دائما تضامنا مع عدم حضور عون وكذلك كان موقف فرنجية، بحيث لم يشكل ترشيح المستقبل والقوات للثنائي من الاقطاب الاربعة خرقا في المسار الرئاسي. ففي منطق الحريري، ان استحالة وصول عون الى بعبدا يفترض بحزب الله عدم خسارته لدخول حليفه فرنجية لتولي رئاسة البلاد، لكن الاخير لم يشارك في الجلسة السابقة، لكنه لن يفوت عليه حسب المعلومات المشاركة والاقتراع لذاته في هذه الجلسة.

وفي حين، أتى ترشيح جعجع لعون تقوية لأوراق الأخير عند «حزب الله» بحسب منطق جعجع، بما قد يدفع حزب الله الى سحب فرنجية لصالح عون، لاعتبار محور الممانعة أن انتخاب عون رئيسا للجمهورية يترجم فوز هذا المحور، على وقع الاحداث السورية والاقليمية. وبذلك يكون الحزب استدرج عن غير رغبة لحماية النظام الحالي بانتخابه رئيسا للجمهورية.

الا ان بقاء الاستحقاق دائرا على الفراغ نتيجة موقف المرشحين عون وفرنجية. اذا ما تبع الجلسة الماضية سلسلة جلسات انتخابية لم توصل لإنتاج رئيس للبلاد، فان ذلك وبحسب المراقبين قد يدفع بكل من الحريري وجعجع وبعد اقتناعهما بان مبادرتيهما لم تؤد الى اسقاط الفراغ لان يكون لديهما مع عدة قوى سياسية خيارا موحدا بعد استنفاد الرهان على عون وفرنجية، لكون هاجس اسقاط الطائف لا يزال مخيما، بحيث أدت محاولات حمايته من خلال ترشيحات الحريري وجعجع لهذا الخلاف الواسع الذي ظهر الى العيان وشكل عشاء معراب وضعه في الثلاجة حتى يعود في محطات لاحقة تشكل تباينا واسعا بينهما.

وفي هذا الاطار، يبقى هاجس اسقاط النظام الحالي محور قلق مسيحي واسع، وأن القلق من نقل البلاد الى نظام جديد هو هاجس يجول في ذهن غير الموارنة. بحيث يكشف مصدر في المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك بأن وفدا من هذه الهيئة برئاسة الوزير ميشال فرعون سيجول نهاية الاسبوع الحالي على الاقطاب الموارنة الاربعة حاملا تخوفه من تداعيات الفراغ الرئاسي خصوصا أن المثالثة في حال حصولها ستضيق الخناق على كل المسيحيين وتكون عندها حصة الطوائف الارمنية وكل من الارثوذكس والكاثوليك والاقليات من ضمن الثلث المسيحي، بما يعني ان المسيحيين سيتآكلون وفق صيغة ستؤدي الى اندثارهم ديموغرافيا واندحارهم سياسيا. ويقول وزير مسيحي حزبي، بان لا مؤشرات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لانعدام اية معطيات تدل على دخول حزب الله على تسوية الامر بين حليفيه عون وفرنجية، خصوصا ان كلام فرنجية بعد زيارته الحريري في بيت الوسط دل على مضيّه في الترشح وعدم الانسحاب امام عون بما يعني ان الافاق مغلقة حتى حينه لكون رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو لانتخاب رئيس في ظل مقاطعة عون وحزب الله. وكشف الوزير الحزبي، بان تفاهما توصل اليه الوزراء المسيحيين في الحكومة بعدم التوقيع على تعيينات مجلس قيادة قوى الامن الداخلي، قبل تفعيل جهاز امن الدولة، اذ كان جرى التفاهم ابان تعيينات اعضاء المجلس العسكري بان يقابل هذا الموقف عرقلة مدير عام جهاز امن الدولة اللواء جورج قرعة من قبل مساعده العميد محمد الطفيلي، وتعهد كل من بري ورئيس الحكومة تمام سلام والوزيرين نهاد المشنوق وعلي حسن خليل بمعالجة الأزمة التي نوقشت على طاولتي الحوار والحكومة لكن أيا من الوعود لم تطبق حتى حينه. لذلك يتابع الوزير ان شُل جهاز امن الدولة يقابله تجميد تعيينات مجلس قيادة قوى الامن الداخلي، وانه بوجود الرئيس الحريري في لبنان مفترض ان يتم التوصل الى تسيير عمل الجهاز لا سيما ان الرئيس سلام يتعاطف مع بري، يضاف الى ذلك تحريضا يمارسه الأمين العام السابق لمحلس الوزراء سهيل بوجي نظرا لعلاقة «ما» تربطه بالطفيلي، بحيث يمارس بوجي التحريض على قرعة معطلا بذلك دور رئاسة الحكومة وهو امر لن يقبل به الحريري، لكونه يرفض ان تكون رئاسة الحكومة اسيرة حسابات خاصة على حساب الامن القومي ويتم تعطيل جهاز امني في هذه المرحلة.

 

نقاش صحي في الكويت محوره الترشيق

 خيرالله خيرالله /العرب/19 شباط/16

هناك في الكويت هذه الأيّام نقاش صحّي، في شأن خفض الدعم عن بعض السلع التي تعني المواطن المعتاد على مستوى معيّن من العيش في بلد فيه طبقتان فقط. الطبقة المتوسّطة والطبقة الغنيّة. هناك بكل بساطة نقاش يتّسم بالشفافية محوره ترشيق الموازنة وأجهزة الدولة بغية التخلّص من الوزن الزائد المتمثّل في البيروقراطية والدعم المفتوح لبعض السلع والخدمات. جاء هبوط سعر النفط ليعيد إلى الواجهة موضوعا قديما لم يوضع على سكّة التطبيق سابقا مع ارتفاع سعر النفط من جهة، وخضوعه للتجاذبات السياسية داخل مجالس الأمة (مجالس النوّاب) السابقة من جهة أخرى. في تلك المجالس، كانت المعارضة تسيطر على النقاش السياسي وتتحكّم به. اعتمدت المعارضة في الماضي خطابا شعبويا مزايدا من باب “لا نرضى بمسّ لجيوب المواطنين”. الآن لم يعد من يستطيع أن يزايد. هناك واقع لا مفرّ من التعاطي معه بوجود أمير الدولة الشيخ صُباح الأحمد الذي عرف دائما كيف يستخدم القوة الناعمة من أجل إفهام المواطنين أين تكمن مصلحتهم ومصلحة الكويت. بعد عشر سنوات على تولي الشيخ صباح شؤون البلد، يقول رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في جلسة نيابية مخصصة لخفض الدعم “قدرنا اليوم، مجلسا وحكومة، تحمّل الأخطاء. قلناها إننا دولة تبيع نفطا وتعطي رواتب. يجب أن نخرج بحلول. علينا إلزام الحكومة ولا نريد الكذب على المواطن. جيبه سيمسّ”. ذهب الغانم إلى حدّ القول “إن الرواتب ارتفعت أكثر من الموازنات. إنّه انتحار”.

ليس هناك من يريد أن ينتحر في الكويت في عهد صُباح الأحمد. على من لم يقتنع في الماضي بأنّ لا مجال لتفادي رفع الدعم، وإن بشكل تدريجي، عن بعض السلع والخدمات العامة من الكهرباء إلى الوقود، التعاطي مع الأرقام. توصيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدراسات التي أجرتها مؤسسات عالمية مختصة في غاية الوضوح. كانت هناك دائما دعوة إلى إصلاحات في مجال الدعم. لكنّ مزايدات المعارضة وارتفاع سعر النفط كانت تجمّد كلّ تلك المحاولات. كان هناك تأجيل لاستحقاقات لا مجال لتفاديها في نهاية المطاف. اليوم تغيّرت الأمور في الكويت. أسعار النفط في مستويات متدنّية وموازنة 2016 – 2017 سجّلت عجزا بأكثر من اثني عشر مليار دينار (نحو أربعين مليار دولار)، هذا إذا بقي سعر النفط على حاله في بلد تبتلع رواتب موظّفيه في القطاع العام غالبية الموازنة. بدأ الكلام الجدّي عن تحرير بعض أسعار الطاقة في مقدّمها البنزين والكهرباء ولكن بطريقة تناسب الكويت. على سبيل المثال، ليس طبيعيا أن يدفع صاحب الشقّة مثل صاحب الفيلا أو المجمّع التجاري. هناك وعي داخل المجتمع الكويتي لهذا الواقع الذي فرض نفسه. هذا الواقع دفع نوّابا وهيئات اجتماعية وكتابا ووزراء إلى المطالبة بوقف الهدر الحاصل في الوزارات والمؤسسات، والانصراف إلى محاربة الفساد. أكثر من ذلك، هناك دعوات إلى أن لا تكون صفقات السلاح والطائرات، التي تقدّر بالمليارات، أهمّ من صفقات الدواء والغذاء. هناك دعوات من الناس العاديين ومن مسؤولين على كلّ المستويات إلى وقف الصرف على شركات حكومية خاسرة مثل “الخطوط الجوّية الكويتية” وطرحها على القطاع الخاص.

عندما قال رئيس مجلس الأمّة إنّ “جيب المواطن سيمسّ”، لا تضحكوا عليه. كلامه العلني أمام النوّاب في مجلس الأمّة يستتبع ما قاله أمير الدولة في لقاء مع رؤساء التحرير للصحف عن أنّ “دولة الاهتمام بالمواطن من المهد إلى اللحد لا يمكن أن تستمرّ”. بالنسبة إلى الشيخ صُباح، على الكويتي إدراك أن هناك مصاعب مالية واقتصادية ضخمة تستدعي تغيير ثقافة الاستهلاك والدعم، مشيرا إلى أنّ “هناك من يضيء أنوار منزله وكأنّه قصر فرساي”. حجم الوفر المتوقّع من ترشيد الدعم على سلع البنزين والكهرباء والماء سيشكّل نسبة لا بأس بها من الفاتورة الحكومية التي تؤثر على العجز في الموازنة. تقدّر شركة “ارنست يونغ” حجم الترشيد بنحو ثلاثة مليارات دينار، وهو مبلغ كبير يترتّب على موازنة الدولة الكويتية. في عشر سنوات، حاول صُباح الأحمد وضع الكويتيين أمام مسؤولياتهم. هناك تحدّيات من نوع جديد تواجه الدولة. تحتاج هذه التحدّيات إلى من يسعى إلى جعل المواطن يتفهّم طبيعتها وأهمّيتها ومدى خطورتها على مستقبل البلد وعلى الأجيال الجديدة. لعب صُباح الأحمد في العام 1990 دورا محوريا في استعادة الكويت بعد الاحتلال العراقي. كان إلى جانب الأمير الشيخ جابر الأحمد ووليّ العهد الشيخ سعد العبدالله في إدارة الحرب التي استهدفت تحرير الكويت من ذلك المجنون المليء بكلّ أنواع العقد الذي حلم يوما بجعل الكويت رهينة أحلامه المريضة.

في عشر سنوات، استطاع صُباح الأحمد قيادة السفينة وأخذ الكويت إلى شاطئ الأمان، بدءا بتكريس الاستقرار السياسي بعد سنوات من التذبذب على كلّ صعيد والعلاقة المتوترة بين الحكومة، أيّ حكومة، ومجلس الأمّة. لم يكن من همّ لدى مجلس النوّاب في مرحلة معيّنة سوى إسقاط الحكومة وكأن إسقاط الحكومات ومنعها من تنفيذ برامجها وتسخيف الوزراء هدف بحدّ ذاته. استطاع صُباح الأحمد أن يكون قائد السفينة. كان “النوخذة” في مواجهة العواصف الداخلية والإقليمية. حافظ في الوقت ذاته على التجربة الديمقراطية في الكويت، ذلك أنّه يبقى أفضل من يعرف تركيبة المجتمع وطبيعته. نقل المواجهة بين الحكومة ومجلس الأمّة إلى تعاون بينهما في كلّ المجالات، بما يخدم الكويت، شعبا ومؤسسات، في مرحلة دقيقة تمرّ فيها كلّ المنطقة. هناك استحقاقات جديدة أمام الكويتيين يفرضها الهبوط في أسعار النفط. الأكيد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الشفافية بعيدا عن المزايدات الرخيصة. من حسن حظ الكويت أنّ أيّا من الأطراف السياسية لم يسع إلى استغلال الوضع الاقتصادي ومسألة رفع الدعم. وقف الجميع في حال تهيّب أمام العجز الذي تعاني منه الموازنة. نعم، ستمسّ جيوب الكويتيين. هناك بكل بساطة مرحلة جديدة دخلها البلد. لم يخف صُباح الأحمد الحقيقة عن مواطنيه. صارحهم بكلّ ما عليه مصارحتهم به. أمّن لهم الاستقرار السياسي. لن تعود حاجة إلى إسقاط للحكومة كلّ شهر أو شهرين أو ستّة أشهر. لم تعد حاجة إلى انتخابات نيابية مرّتين في السنة. اختار الكويتيون الاستقرار في مواجهة عالم جديد ومنطقة جديدة ستولد من رحم الأحداث التي يمرّ بها الشرق الأوسط والخليج. قدر الكويت أن تتكيّف مع الواقع والأحداث. هل أفضل من صُباح الأحمد بتجربته الطويلة من يمكّن الدولة من تجاوز هذه المرحلة البالغة الخطورة على كلّ صعيد وفي كلّ مجال؟

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية بوتين لن ينقذ الأسد ولا سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار/19 شباط 2016

"الاتفاق الأميركي - الروسي على وقف الأعمال العدائيّة في سوريا وإنشاء ممرّات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في ظل رقابة دوليّة وإشراف واشنطن وموسكو والذي دعمته في ميونيخ "المجموعة الدولية لدعم سوريا" المؤلّفة من 17 دولة، يعكس حرص القيادة الروسية على التعاون مع أميركا وحلفائها بقطع النظر عن تنفيذ هذا الاتفاق أو عدمه. فالقيادة الروسية تبدو في ذروة تفوّقها وسطوتها في سوريا، لكّنها في الواقع ليست منتصرة، إذ انها قوية عسكرياً وضعيفة سياسياً وهي أقدمت على تصعيد عملياتها الحربية بعدما فشلت في تحقيق أربعة أهداف أساسيّة في مفاوضاتها مع الإدارة الأميركية وحلفائها". هذا ما قاله لنا مسؤول أوروبي في باريس وثيق الاطلاع على تطورات الصراع بين حلفاء نظام الرئيس بشار الأسد وخصومه. وأوضح المسؤول ان القيادة الروسية فشلت في تحقيق الأهداف الأساسية الآتية:

- أولاً: فشلت القيادة الروسية في إقناع أميركا والدول الحليفة لها بقبول بقاء الأسد في السلطة والموافقة على تغييرات شكلية أو جزئية في نظامه لن تمس جوهره وتركيبته الأساسية، إذ أن هذه الدول تمسّكت بضرورة رحيل الأسد والمرتبطين به والانتقال من طريق المفاوضات إلى نظام جديد تعددي من أجل إنجاز حل سياسي شامل وحقيقي للأزمة السورية. وضمن هذا النطاق كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمسؤول دولي انه قال للرئيس فلاديمير بوتين في لقائهما الأخير "إذا كنت تحاول مع حلفائك إبقاء الأسد في مكانه فإن الحرب لن تتوقف وستشهد سوريا تزايداً كبيراً في أعداد الإرهابيين وأعمال العنف وسيكون من الصعب جداً الحفاظ على هذا البلد موحّداً ومتماسكاً". ونشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية هذا الكلام الذي يتمسك به كيري على رغم التطوّرات العسكرية الأخيرة، كما أن الرئيس باراك أوباما على اقتناع بأن رحيل الأسد شرط ضروري لإنهاء الحرب وإعادة توحيد البلد والشعب والقضاء على الإرهاب.

- ثانياً: فشلت القيادة الروسية في إقناع أميركا وحلفائها بقبول تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم معارضين يختارهم الأسد على أساس أن تكون هذه الخطوة مدخلاً إلى الحل السياسي، بل أن الأميركيين وحلفاءهم تمسّكوا بضرورة انتقال السلطة إلى نظام جديد وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام والمعارضة وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتنفذ خطوات تكرس التغيير الكبير في سوريا.

- ثالثاً: فشلت القيادة الروسية في أن تفرض على الدول الأخرى تشكيلة الوفد المعارض المفترض فيه أن يتفاوض مع النظام، إذ انها سعت إلى ضم معارضين مرتبطين بها إلى وفد المعارضة الحقيقية المنبثق من اجتماعات الرياض، أو تشكيل وفد معارض ثان خاضع لها من أجل إضعاف دور المعارضة في المفاوضات. لكن أميركا والدول الحليفة لها أحبطت هذه الخطة وشدّدت على أن الحل السياسي للأزمة يتطلّب منح المعارضة الحقيقيّة المنبثقة من اجتماعات الرياض دوراً أساسياً في العملية التفاوضية مع النظام.

- رابعاً: فشلت القيادة الروسية في اقناع أميركا بضرورة إشراك النظام السوري في الحرب ضد "داعش" والإرهابيين، إذ ان الإدارة الأميركية رفضت وترفض التعاون والتنسيق مع الأسد في هذا المجال وفي أي مجال آخر، وهي تقود تحالفاً دولياً يخوض هذه الحرب التي ستشهد قريباً تكثيفاً لنشاطاتها بعد انضمام قوات بريّة سعودية وعربية إليها على الأرض السورية من غير الحصول على موافقة النظام.

وخلص المسؤول الأوروبي إلى القول: "إن هذا الفشل دفع القيادة الروسية الى محاولة حسم الصراع عسكريّاً. لكن روسيا لن تستطيع إنجاز الانتصار الذي تريد ولن يستطيع بوتين إنقاذ الأسد وسوريا وهذا مرّده إلى ثلاثة عوامل: أولاً، إن روسيا تقاتل مع إيران دفاعاً عن نظام أثبت عجزه عن معالجة مشاكل السوريين وعن إلحاق الهزيمة بالمعارضين بقدراته الذاتية وعن الإمساك بالبلد. ثانياً، إن القيادة الروسية لن تستطيع مهما فعلت أن تفرض على الدول الأخرى وعلى السوريين الحل السياسي الذي تريده. ثالثاً، إن القيادة الروسية ستجد نفسها، من غير التعاون مع أميركا وحلفائها، على رأس بلد منهار مفتت وممزّق ومقيّد ومكبّل بالكوارث المادية والبشرية والإنسانية وبخسائر هائلة في كل المجالات. وهذا ليس انتصاراً لروسيا وإيران بل يلقي على هاتين الدولتين مسؤوليات وتحدّيات بالغة الخطورة أكبر بكثير من قدراتهما على تسويتها ومعالجتها تمهيداً لإخراج سوريا من الجحيم".

 

توتر إيران إزاء أي مبادرة عربية

 وليد شقير/الحياة/19 شباط/16

تعيب طهران وحلفاؤها على المملكة العربية السعودية، ان إعلانها الاستعداد لإرسال قوات برية لمحاربة «داعش» في سورية، في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب، وتعتبر أن هدف الإعلان السعودي أن «يكون لها موطئ قدم في سورية»، كما قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه قبل 4 أيام. لا حرج لدى القيادة الإيرانية في أن تهدد الرياض رداً على مبادرتها هذه آخذة عليها السعي الى دور في بلاد الشام، سواء في قتال «داعش»، أم في الحل السياسي للأزمة السورية، فيما هي، الجهة غير العربية، تصادر حق التدخل وتصعيد الحرب وانتهاك سيادة دول عربية والسعي الى قلب موازين قوى داخلية وتنصيب أتباع وتقويض مقومات الدولة ومؤسساتها في هذه الدول، تحت شعار «المقاومة»، وبحجة محاربة الإرهاب. ولا حرج أيضاً لدى طهران في ادعائها محاربة «داعش»، فيما المعارك التي تخوضها، وفق مواقفها المعلنة، تهدف الى حماية بشار الأسد من السقوط أمام الفصائل المعارضة المسلحة المتحاربة هي الأخرى مع «داعش»، من ريف دمشق ومحيطها، الى درعا جنوباً وريف حلب شمالاً، تاركة مع الميليشيات التي استقدمتها، مناطق سيطرة «داعش» لحالها حيث يعبث التنظيم المتوحش بحياة السوريين مثلما تفعل هذه الميليشيات في سائر المناطق التي تدخلت فيها. تحت ستار احتكار محاربة مزعومة لـ «داعش»، يكمل التدخل الإيراني مصادرة قرار الشعب السوري بالانعتاق من نظام مستبد، تحكّم برقابه لعقود، ويساهم في تحويل الصراع الدائر الى حرب أهلية طاحنة تدمّر الدولة والنسيج الاجتماعي والديموغرافي لمصلحة دور طهران الإقليمي. فالنفوذ الذي يتغنى به الرئيس الإيراني حسن روحاني حين قال أثناء جولته الأوروبية الأخيرة إن «أميركا لا تستطيع تسوية أي مشكلة في المنطقة من دون نفوذ إيران أو كلمتها»، بلغ حد مصادرة قرار النظام السوري نفسه، هو هذا «النفوذ» الذي استدعى التدخل الروسي الصيف الماضي بالنيابة عن بشار الأسد، حين كادت المعارضة (غير الداعشية) تسيطر على مناطق عدة تزيل ورقة التين التي تتستر بها طهران للإبقاء على وجودها المباشر في بلاد الشام. وهو النفوذ نفسه الذي صعّد الكراهية بين السوريين ورفع درجة الاستنفار المذهبي، وأدى الى المزيد من الدمار والتهجير وقتل المدنيين بلا رحمة، بمساعدة فلاديمير بوتين. أليس هذا النفوذ، هو الذي صنع «داعش» في العراق واستقدمها الى سورية فبات عنوان مقاتلتها غطاء للفتك بالشعب السوري؟

تزداد طهران وحلفاؤها توتراً كلما فاجأتها السياسة السعودية الجديدة بالانخراط في الصراع على النفوذ والأدوار في المنطقة، بخطوات أو مبادرات جديدة. هكذا ارتفعت لهجة التهديدات للرياض من الجانب الإيراني إثر القرار السعودي مواجهة ذراعهما الحوثية في اليمن، بعدما كان السيد نصرالله وجه انتقادات شديدة للخليجيين، وبعدما عاب عليهم أنهم هم الذين «تركوا الساحة فملأت إيران الفراغ»... فالجموح الإيراني ما زال يتكل على مرحلة العقود السابقة من الانكفاء العربي حيال سعي طهران إلى الامتداد في الإقليم. وأصحاب الجموح هذا قامت حساباتهم على هذا الانكفاء، وما زالوا يرفضون التسليم بتحوله الى انخراط فعلي واستعداد لدفع أثمان المشاركة في الحروب والقتال مع ما تتطلبه من تضحيات بدل الاستغراق في حال الرخاء وتفادي الانغماس في التحديات. الذروة الجديدة للتوتر الإيراني مع الاستعداد السعودي للمشاركة في قوات على الأرض لمحاربة «داعش»، مع أنها مشروطة بموافقة التحالف الدولي، وأمامها صعوبات يقع على عاتق الرياض تذليلها بالاشتراك مع واشنطن وتركيا، تعود الى تصدّر الدولة «السنية» الأبرز محاربة التطرف السنّي الذي أخذ يمس الاستقرار داخل المملكة. وهو تطور يأتي في سياق الاستعاضة عن التلكؤ الأميركي في خوض غمار هذه الحرب على الأرض، ويسقط حجة واشنطن بأن على الدول السنية أن تأخذ دورها في هذه الحرب. ولم يجد السيد نصرالله للتعمية على هذا التطور الجوهري، سوى السعي الى لصق تهمة «قبول الصداقة مع إسرائيل» ببعض السنة، لمجرد أن مسؤولاً إسرائيلياً سابقاً تحدث عن آماله في هذا المجال. حققت طهران طموحات وتقدماً على الأرض في سورية، في الآونة الأخيرة لكنها في كل مرة تعمل على قطف ثمارها السياسية تجد ما يعاكس النفوذ الذي تحدث عنه روحاني، وما بشر به نصرالله من «انتصارات» قريبة في اليمن وسورية (منذ 2011) وكل مكان، من دون نتيجة. وهو لذلك يتوعد بأنه سيستمر في الحروب «في العقود الآتية وحتى القرون الآتية»، كما قال، «لتحقيق الانتصارات».

 

موسكو للعرب: إيران أول حلفائنا

 راغدة درغام/الحياة/19 شباط/16

سينعقد المنتدى العربي – الروسي على المستوى الوزاري في موسكو الأسبوع المقبل، في خضّم المعركة على سورية، وسط ارتفاع وتيرة التوتر الروسي – التركي وتضارب الحديث عن قوات برية سعودية وخليجية جاهزة لدخول الساحة السورية. وزير الخارجية الروسي سيكون واضحاً تماماً في رسم الأطر الاستراتيجية للسياسة الروسية في الشرق الأوسط وسيصرّ على جدول أعمال قد لا يرتأي الوزراء العرب أنه يتناسق مع الأولويات العربية. فسيرغي لافروف لن يلطّف خطابه السياسي لمجرد أنه يستضيف المنتدى، ذلك لأن الخطوط العريضة للسياسة الروسية نحو منطقة الشرق الأوسط، كما وضعها الرئيس فلاديمير بوتين، غير قابلة للأخذ والعطاء من وجهة نظر موسكو. فإذا كان في ذهن الوزراء العرب إحداث تغيير جذري في السياسات الروسية، فسيجدون أمامهم حائظ الممانعة وربما الاستنكار لأن الأمر يتعلق بالمصالح القومية الروسية. المزاج الروسي يتّسم هذه الأيام بالعناد والتصلّب، انما في الديبلوماسية الروسية من يعتقد أن هناك مداخل لتليين العلاقات مع الدول الخليجية بالرغم من تصدّع العلاقات في شأن سورية. ويرى هؤلاء أن بناء علاقات مميزة مع مصر استثمار ضروري للديبلوماسية الروسية وبات جزءاً من أهدافها في الشرق الأوسط. وفي ذهنها أيضاً تركيا. وتصر على مركزية الفوز في معركة حلب مهما كان الثمن. وتستخف بما يسمى «التحالف الدولي» ضد «داعش» في سورية وتكاد تتشدَّق بما تصفه «باللافاعلية». وتنبّه كل من يريد أن يفهمها ويفهم سياستها لمنطقة الشرق الأوسط إلى أن علاقاتها مع إيران لن يشوبها ضرر مهما قيل ومهما حدث.

أمام هذا الوضوح، بمَ يذهب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى موسكو؟ وهل هناك من أجندة عربية واحدة في المنتدى العربي – الروسي، أم أن الوزراء العرب سيحملون خلافاتهم الى العاصمة الروسية ويغادرونها بلا أي انجاز؟ لعله من المفيد قبيل المنتدى أن يوفق الوزراء العرب بإدراك ما يجول في ذهن الديبلوماسية الروسية أمنياً واستراتيجياً. سورية تشكل نقطة خلاف أساسية، عسكرياً بالذات، في ضوء الإصرار الروسي على حسم معركة حلب لمصلحتها ولمصلحة النظام في دمشق. فوفق المصادر الروسية الوثيقة الاطلاع، لا توقف عن الغارات ولا تردد في أية إجراءات عسكرية برية بالشراكة مع النظام وحلفائه من ميليشيات، الى حين تأمين الفوز بحلب وقطع الطريق على التواصل مع تركيا. هذه الاستراتيجية عسكرية لا تراجع عنها تحت أي ظرف كان، بل ان موسكو ازدادت تمسكاً بها نتيجة رفع تركيا التوقعات بهجوم بري، ما لبثت أن خفضتها بعد أيام. موسكو ترى أن قطع التواصل بين سورية وتركيا يقطع الإمدادات التي تتهم أنقرة بأنها تمدّها الى التنظيمات الإرهابية التي تتعدى «داعش» و «جبهة النصرة» وفق المفهوم والتعريف الروسيين. وترى أن إعادة سيطرة النظام السوري على حلب ترفع معنوياته وتمكّنه من خوض بقية المعركة الروسية ضد التنظيمات الإسلامية التي تصنّفها ارهابية. إذاً، حلب محطة حيوية في الاستراتيجية الروسية ولن تتوقف عن قصفها، لا من أجل «عملية فيينا» السياسية التي ولّدتها روسيا، ولا خوفاً من ردود الفعل الأوروبية أو الأميركية.

التباين واضح بين ردود الفعل الأوروبية الأكثر حدة من الأميركية، أقلّه لأن أوروبا تخشى على نفسها من السياسة الروسية وإفرازاتها بتدفق اللاجئين إليها. الديبلوماسية الروسية تشير الى ما تسميه بالتوافق الروسي – الأميركي على «خطة طريق» في سورية، تغض النظر عن علاقات «الحرب الباردة» بين البلدين في أكثر من محطة، بما فيها الشرق الأوسط. «عملية فيينا» للبرنامج السياسي والزمني لوقف النار والانتخابات تشكل جزءاً من خريطة الطريق كما تراها موسكو. أما عندما يتعلق الأمر بالحرب على «داعش» و «النصرة» وغيرها، فإن لدى الديبلوماسية الروسية مآخذ وأجندا مختلفة. فأولاً، إن المعركة على تعريف من هو إرهابي ومَن هو معارضة سورية مسلحة ليست سوى مسألة ألفاظ. وجهة النظر الروسية الحقيقية هي أن النظام القائم في دمشق برئاسة بشار الأسد هو النظام الشرعي وأن المعارضة المسلحة ليست شرعية لأنها تتحدى النظام الشرعي. وبالتالي، مَن هو إرهابي ومَن هو معارضة ليس سوى جزء من المطاطية الديبلوماسية الضرورية، وليس أمراً جدّياً. ليس جدّياً لأن موسكو ترى كيف تتعامل واشنطن مع المعارضة السورية المسلحة التي تشكك فيها تارة، وتعد بتسليحها تارة، تتشبث بها يوماً وتتملص منها في اليوم التالي.

ثانياً، تنظر الديبلوماسية الروسية الى التعهدات الأميركية بسحق «داعش» في سورية بأنها خالية من الجدية والفاعلية لأن تحقيق ذلك، في اعتقاد موسكو، ليس ممكناً سوى عبر النظام في دمشق وحلفائه على الأرض. وبالتالي، إن الخلاف بين المفهوم الأميركي والمفهوم الروسي لمتطلبات سحق «داعش» مختلفان جذرياً – أحدهما يراه ممكناً عبر التخلص من بشار الأسد لأنه يمثل عقبة أمام الحشد السنّي الضروري لسحق «داعش»، والآخر يراه ممكناً فقط عبر بشار الأسد والميليشيات الداعمة له بغطاء القصف الجوي الروسي. لهذا السبب لا ترحب موسكو بالقوات العربية البرية حتى ولو أتت لسحق «داعش» في الساحة السورية، تحت لواء القيادة الأميركية للتحالف الدولي. إنها متمسكة حتى النهاية بنظام الأسد ولن تقبل بدخول قوات عربية الى سورية في حرب ضد «داعش» لأنها تخشى على مصير الأسد. موسكو لا تأبه باتهامها بأنها تقصف المعارضة وليس «داعش». لا تأبه بالانطباع بأنها لا ترحب بالمعونة العربية في الحرب على «الإرهاب السنّي» المتمثّل في «داعش» وغيره خوفاً من أن يؤدي ذلك الى إسقاط النظام أو إضعاف الأسد.

هناك رأيان حول الانخراط العربي الميداني في سورية، السعودي والإماراتي والمتعدد الجنسية العربية والإسلامية: رأي يقول ان لا مناص من توفير القوات البرية العربية – الإسلامية لتكون «الأقدام على الأرض» التي لن تتقدم بها الولايات المتحدة، وإلا، فإن روسيا وإيران والنظام في دمشق سيربحون المعركة على سورية كلياً وستنقرض المعارضة السورية. الرأي الآخر يقول، ان هذا فخ توريط لا ضرورة للسعودية أو الإمارات أو غيرها أن تقع فيه لأن واشنطن ستورّط وتهجر في منتصف الطريق، كعادتها، ولأنه فات الأوان على أي تغيير في المعادلة السورية بعدما تدخلت روسيا ميدانياً وقررت حسم الموازين العسكرية لمصلحة النظام.

ثم هناك العنصر التركي والعنصر الكردي. واشنطن تؤيد الأكراد وتسلحهم في العراق بصفتهم «الأقدام على الأرض» للتحالف ضد «داعش»، تتعاطف مع الطموحات الكردية انما ليس لدرجة إنشاء دولة كردية مستقلة تجمع كرد العراق وسورية وإيران وتركيا... أقله ليس الآن. وأنقرة تعتبر تحقيق هذا الحلم خطّاً أحمر لأنه يقضم أجزاء كبيرة من تركيا، والرئيس رجب طيب أردوغان عازم على مواجهة التنظيمات الكردية السورية إذ يعتبر بعضها إرهابياً والآخر حليفاً لنظام الأسد في سورية. وروسيا سعيدة بمساهمات الكرد العسكرية لمصلحة النظام في دمشق ولمصلحة استراتيجيتها في سورية، وهي تراهن على أن واشنطن ستضغط على أنقرة لتخفف حدة تهديداتها بالتدخل البري في سورية ملاحقة للأكراد. تراهن على أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) لن ينجرّ ولن يتورط بالرغم من أن تركيا عضو فيه وهناك التزامات بموجب ميثاقه. تراهن على الفتور الأميركي في انتقاد سياساتها في سورية كعامل مؤثر في تخفيف وطأة تصاعد الاحتجاج الأوروبي ضد الدور الروسي والقصف الروسي وسياسات التهجير الى أوروبا والتي يعتقد البعض أن موسكو تتعمدها قصداً وليست مجرد إفرازات طبيعية للعمليات العسكرية.

في كل هذا، تنظر الديبلوماسية الروسية الى الخريطة ذات العلاقة بتركيا في سورية بنظارات العداء المتبادل بين بوتين وأردوغان اللذين يوصفان بالقيصر والسلطان. كما ينظر كل منهما الى نفسه والى طموحاته الشخصية والقومية. انما هناك، بالتأكيد، عناصر تتعدى طبيعة الرجلين وتدخل في خانة التوجهات الأيديولوجية والدينية لكل منهما، إذ يرى بوتين أن صعود الإسلام السياسي السنّي بالذات يشكل خطراً على روسيا، وهو يجد في أردوغان محطة توليد للإسلام السياسي معتدلاً كان أو في غاية التطرف. أما أردوغان، فإنه تصوّر نفسه سلطان الإسلام السياسي لإعادة بسط النفوذ العثماني في كامل المنطقة العربية. استثمر غالياً في سورية وتصرّف بعنجهية، فساهم جذرياً بما آلت اليه الأوضاع من كارثة على سورية وأصبح اليوم في مواجهة مع عنجهية التدخل العسكري الروسي والذي هو عنصر حاسم أيضاً في المأساة السورية.

الفارق أن روسيا تعتبر نفسها منتصرة في المعركة السورية وتعتمد الخطوط الحمر لإنذار تركيا وتحذيرها من المواجهة معها في الأراضي السورية. أما تركيا فإنها تبدو متعثرة واعتباطية وخاسرة أمام روسيا في سورية. تركيا تبدو أيضاً خاسرة في مصر التي جعلت منها أولى محطات توليد صعود الإسلام السياسي الى السلطة عبر «الإخوان المسلمين». فلقد لاقى مشروع «الإخوان المسلمين» حتفه بأسرع مما كان متوقعاً وحل مكانهم في مصر حكم معادٍ كلياً لأحلام أردوغان بإحياء العثمانية. فتلقى فلاديمير بوتين هذه الخسارة ليجعل من مصر موقعاً حيوياً في الاستراتيجية الروسية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

مصر، وفق المصادر الديبلوماسية الروسية نفسها، تشكل حالياً إحدى أهم الركائز في السياسة الخارجية الروسية تلي في مراتب الأهمية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، انما تسبق الدول الخليجية العربية.

فموسكو تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية مركزية لها في إطار التحالفات الإقليمية – الدولية، ووفق الديبلوماسية الروسية إن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقة استراتيجية بعيدة المدى. نقطة على السطر. أي، بغض النظر عما إذا تحكّم الملالي المعتدلون بإيران أو الملالي المتشددون و»الحرس الثوري»، فموسكو تعتبر طهران أهم علاقة ثنائية لها في كامل الشرق الأوسط، أعجب ذلك عرب الخليج أو أغضبهم، تعايشوا معه أو عارضوه.

ما في ذهن الديبلوماسية الروسية يشمل – الى جانب الأولوية الحاسمة لطهران يليها علاقة استراتيجية مع مصر – تطوير الحوار مع السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى على أساس مفهومين أساسيين هما: أولاً، إن العلاقة الروسية – الإيرانية ثابتة واستراتيجية وتحالفية، انما ذلك لا يمنع من إقامة علاقات قابلة للتطوير بين روسيا والدول الخليجية العربية بغض النظر عن اختلافاتهم في شأن سورية. ثانياً، إن العلاقة الأميركية – الخليجية الآخذة في التراجع وانعدام الثقة تمثل نافذة على علاقات نوعية جديدة بين موسكو ودول خليجية.

بكلام آخر، إن في ذهن الديبلوماسية الروسية إحداث نقلة في العلاقات عبر بوابة تسليح الدول الخليجية. فموسكو تجد فائدة مشتركة في سوق السلاح، إذ انها قاعدة اقتصادية واستراتيجية لها وتشكل، من وجهة نظرها، وسيلة للدول الخليجية المستاءة من واشنطن لتقول لها أن لديها خياراً آخر.

إضافة الى ذلك، إن ما يريده الرئيس فلاديمير بوتين لروسيا يتعدى الفوز بسورية والذي هو بحد ذاته ذو منافع استراتيجية واقتصادية وسياسية له، ولعلاقاته التحالفية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولتعهده بالقضاء على الإرهاب السنّي بعيداً عن المدن الروسية. ما يريده بوتين هو تثبيت روسيا في خريطة الشرق الأوسط لاسيما أن الفرصة سانحة اليوم مع انحسار الاهتمام الأميركي بالمنطقة في عهد الرئيس باراك أوباما. فالديبلوماسية الروسية، كما يراها الرئيس بوتين، تنظر الى واشنطن باستمرار من منظور الحرب الباردة بغض النظر إن كانت العلاقات معها اليوم علاقات شراكة فعلية في سورية.

الديبلوماسية الروسية لا ترى في سياساتها أية مغامرة أو أي إحراج، مهما تعاظمت الكلفة الإنسانية في سورية أو تزايد الكلام عن تورط في مستنقع أو في استنزاف في معركة طويلة الأمد مع «داعش» و «القاعدة» وأمثالهما. أكثر ما ستقدمه لدول مجلس التعاون الخليجي هو غض النظر عما يحدث في اليمن بلا تدخل مباشر لمصلحة الموقف الإيراني هناك. أما سورية، فإن الخطوط العسكرية والسياسية واضحة وستبلغها الديبلوماسية الروسية الى الديبلوماسية العربية في المنتدى في موسكو. فعسى أن يتوجه الوزراء العرب الى اللقاء بالوضوح والصراحة، بغض النظر إن كان خيارهم المواجهة الجدية أو التأقلم مع ما فرضته روسيا عبر تدخلها عسكرياً في الساحة السورية كأمر واقع استراتيجي أهدافه بعيدة المدى بأولويات إيرانية.

 

كثرة الملالي وتراجع الدين

أمير طاهري /الشرق الأوسط/19 شباط/16

في افتراضاته حول تحولات الرأسمالية، تصور كارل ماركس مرحلة يتجه النظام فيها صوب الطلاق الكامل ما بين الإنتاج والأرباح. بعبارة أخرى، أنك تجني الأرباح من دون إنتاج أي شيء على الإطلاق. وبمعنى من المعاني، فإن ذلك قد حدث بالفعل. فاليوم، على سبيل المثال، القيمة السوقية لعلامة «نايكي» التجارية هي أعلى بكثير من قيمة كل المصانع التي تنتج بضائع الشركة في جميع أنحاء العالم. فهل يمكن للمعادلة التي سحبها ماركس على رأس المال أن تنسحب مرة أخرى على العمل؟ بعبارة أخرى أيضا: كيف تكون الحال عند كسب كثير من الأموال من دون إنتاج أي سلع؟ ينتقل شرف اختراع هذه النسخة من النبوءة إلى الإيرانيين.. حسنا، إلى بعض من الإيرانيين على أفضل تقدير. لأكثر من عشر سنوات لم يكن الاقتصاد الإيراني قادرًا على خلق فرص العمل الكافية لموازنة الانفجار السكاني لفترة الثمانينات من القرن الماضي. وعلى الرغم من مستويات الهجرة العالية فإن النتيجة الملموسة كانت ارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة، التي يبلغ متوسطها الحالي 13 في المائة. وبالنسبة إلى شريحة (16 - 25) العمرية من المواطنين الإيرانيين، تقترب نسبة البطالة من 20 في المائة، حتى تحولت البطالة إلى ما يشبه الخلفية الدرامية لكل مجال من مجالات الحياة الإيرانية المعاصرة، من الزراعة إلى التصنيع، مرورا بقطاع الخدمات العامة.

وهناك قطاع، رغم ذلك، وبعيدًا عن تعرضه للتدمير الممنهج لفرص العمل، قد شهد طفرة في خلق مزيد من الوظائف. وذلك القطاع هو الصناعة الدينية، وهي الماكينة الخفية التي تنتج الملا تلو الملا من الطامحين في اللقب والرتبة الدينية الرفيعة.

وآخر التقديرات تشير إلى أن عدد رجال الدين، ونعني بهم الملالي الحاليين والطامحين منهم (أي الطلاب) من مختلف الفئات، يقترب من 500 ألف ملا، مما يعني، ومن حيث الأرقام فقط، أن الهيئة الدينية الإيرانية تفوق في عددها تعداد قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج (تعبئة المحرومين) مجتمعين.

ويعد وزن الأرقام تقديرًا أفضل عندما نتذكر أن الصناعة النفطية، التي تمثل 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، و40 في المائة من الميزانية الوطنية، لا يعمل فيها إلا ثمانون ألف موظف فقط. كما أن مقارنة ذلك الرقم مع عدد الأطباء العاملين في إيران، ويبلغ عددهم 18 ألف طبيب، وفقًا لوزير الصحة الإيراني الدكتور محسن هاشمي، تكشف عن كثير من المعاني. ويقول الدكتور هاشمي إن البلاد في حاجة إلى عشرة آلاف طبيب جديد لتجسير الفجوة الناجمة عن الأطباء الذين غادروا البلاد إلى المنفى. وبسبب ذلك فإن كثيرًا من الشباب الإيراني الصغير الذي يقرر الانضمام إلى فئة رجال الدين، وتأمين مكان له في قطار السلطة المرموق وبأقصر الطرق وأوجزها، لا يعد من قبيل المفاجأة بحال. في كل نظام حاكم، فإن المكون المهيمن على السلطة يجتذب مثل هذه الطاقات على الدوام. وفي الأرجنتين، على سبيل المثال، كان الحكم العسكري الممتد لعقود طويلة قد أدى إلى تضخم الجيش الوطني، إلى درجة أن عدد الجنرالات والعمداء في الجيش يكفي عشر دول مجتمعة.

كما أن هناك، مع ذلك، مجموعة من المشكلات تتعلق بالوضع الإيراني.

والمشكلة الأولى تكمن في أن إجراءات انضمام الناس إلى رجال الدين تتسم بكثير من الفوضى، على أقل تقدير.

وفئة رجال الدين الشيعة التقليديين تطبق قواعد صارمة ونظامًا معقدًا لترشيح واختيار أولئك الذين يرغبون في الانضمام إلى صفوفها.

ومن الطبيعي، فإن الطالب الطامح في ذلك سوف يبدأ بدراسة العلوم الدينية في سن السادسة أو السابعة، ويستمر في ذلك لمدة عشر سنوات أو اثنتي عشرة سنة متوالية، قبل انتقاله وقبوله في دراسة المناهج التي يشرف عليها رجل دين شيعي كبير.

ويخرج، خلال هذه العملية، ثلثا المتقدمين أو يتجهون نحو مهن أخرى غير رجل الدين. أما الباقون فسوف يواجهون عشرين عامًا أخرى من الدراسة الصارمة، قبل أن يطأوا بأقدامهم أعتاب الدرجات الوسطى من السلم الديني، ويحصلوا على لقب حجة الإسلام. والحصول على لقب آية الله قد يستغرق أربعين عامًا من الدراسة المتواصلة، وبالتالي فإن لقب آية الله العظمى لن يكون محفوظًا إلا لحفنة قليلة من رجال الدين في جيل من الأجيال.

وحتى ذلك الحين، لم يشعر العلماء بالراحة أبدًا مع مثل هذه الألقاب الدينية. على سبيل المثال، في أربعينات القرن الماضي، كان سيد كاظم العصار، أحد أعظم علماء جيله من الشيعة، كان يسخر من أولئك الذين يستخدمون لقب «حجة الإسلام» ناهيكم بلقب «آية الله». وأشار إلى أن مجمل التاريخ الإسلامي وحتى عام 1920 لم يكن به إلا عالم واحد يحمل لقب «حجة الإسلام»، وهو الفيلسوف اللاهوتي محمد الغزالي المتوفى عام 1111م.

واليوم، رغم ذلك، فإن الرحلة نحو لقب «حجة الإسلام» أو حتى لقب «آية الله» و«آية الله العظمى» قد تستغرق بضعة أشهر، إن لم تكن أسابيع على أكثر تقدير.

وفي عام 1978، كان علي أكبر بهرماني، والملقب باسم هاشمي رفسنجاني، يعمل مقاولاً للبناء في جنوب شرقي إيران ومن دون أي طموحات دينية تُذكر.

وبحلول عام 1978، عندما كانت الثورة الخمينية في أوج اشتعالها، ارتدى الرجل زي رجال الدين، وأوعز إلى رفاقه بأن يلقبوه باسم حجة الإسلام. بعد ذلك، وفي وقت ما من فترة التسعينات، بدأ أصدقاؤه في وصفه باسم آية الله، وفي عام 2007 رقى نفسه بنفسه إلى مرتبة «آية الله العظمى».

أما حفيد الخميني البالغ من العمر 42 عامًا، فقد فعل ما هو أفضل من ذلك. ففي عام 2012 كان مجرد طالب يدرس علوم الدين أثناء إدارته أعمال العائلة التجارية الكبرى، بما في ذلك ضريح آية الله الخميني المهيب في طهران. وفي عام 2014 تحول إلى حجة الإسلام لدى حاشيته وشركائه في الأعمال. وفي عام 2015، كان الملصق الذي يعلن عن رحلته إلى غولستان، وهي المحافظة الشمالية الشرقية من البلاد، يسوّق لرتبته الدينية الجديدة، ألا وهي آية الله. وبحلول عام 2016، كان المروّج الرئيسي له، رفسنجاني، يشير إليه بوصف «العلامة» (أي الرجل الذي يعرف كل شيء)، وهو اللقب الذي لم يمنح إلا لرجل دين واحد خلال مائتي عام مضت، وهو العلامة الطباطبائي.

ومن المؤكد أن الناس أحرار في اتخاذ ما يروق لهم من ألقاب وأسماء، بما في ذلك الدكتور وآية الله العظمى، ما دام أنهم لا يستخدمون هذه الألقاب غير المكتسبة باعتبارها وسيلة لتأمين منافع أو مزايا نقدية أو عينية من الخزانة العامة.

إذا تلقى الملالي التمويل من القطاع الخاص، أي من خلال آليات السوق مثل غيرهم من المشاهير من لاعبي كرة القدم أو نجوم السينما، فلن يكون هناك أساس للشكوى، وسوف يكونون جزءًا من الصناعة الترفيهية، حيث يبيعون شيئًا يريد شخص ما ابتياعه بأمواله الخاصة.

ولكن المشكلة في هذه الحالة إذا صرفنا أبصارنا عن بضعة آلاف من رجال الدين التقليديين الذين لا يزالون متمسكين بالأساليب القديمة، فإن أغلب نصف المليون ملا إيراني يتكسبون أموالاً جيدة جدًا من الخزانة العامة للدولة، ولا ينتجون شيئًا في المقابل.

وهم لا يخضعون لأي فحص أو مراجعة من أي شكل، ناهيكم بإجراءات الترخيص نفسها. إذا ما أردت قيادة سيارة للأجرة في تبريز يتعين عليك المرور عبر سلسلة عقيمة من الأطواق البيروقراطية. لكن إذا رغبت في أن تكون حجة الإسلام فكل ما تحتاجه هو لحية مطولة، وخياط جيد، ومهارة ربط العمامة.

والأسوأ من ذلك، أنهم لا يقومون حتى بمهمة رجل الدين التي تفرض عليهم دراسة الدين وتعليمه للناس وتلقينهم مختلف القيم والأخلاق.

فأغلب الملالي في إيران يقطعون أوقاتهم في الظهور على شاشات التلفاز، والخروج بتصريحات سياسية مختلفة تتعلق بالبلاد وبالخارج، أو لعلهم يعملون مثل وسطاء من ذوي النفوذ في الصفقات التجارية. فليس لديهم، تبعًا لذلك، إلا القليل من الوقت لأجل الدين.

ليس لديّ من اعتراض على الشباب الطموح الذين يسعى وراء المسار السريع للسلطة والثروة، لكن اهتمامي منصب على أنهم يفعلون ذلك على حساب الناس، ويقللون من قيمة الإيمان ويجعلونه عرضة للسخرية والمهانة.

في الشهر الماضي، أعرب رفسنجاني نفسه عن تراجع الإسلام في داخل الجمهورية الإسلامية. ولا عجب في ذلك. فكثير من الملالي يعني القليل من الدين.