المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 شباط/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february22.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم. لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم

كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

كنا بعون واحد في محور إيران وأمسينا بعون وجعجع معاً في نفس المحور/الياس بجاني

جعجع: طفح كيل المملكة من تصرفات لبنانيين وعلى الحكومة الاجتماع لانقاذ "ما تبقّى" من الهبة/النهار

تحية من القلب للواء ريفي على موقفه السيادي، والخزي والعار للمستسلمين من 14 آذار لاحتلال حزب الله/الياس بجاني

بيان 14 آذار وعدم مصداقية القوات والمستقبل المتحالفين مع حلفاء حزب الله/الياس بجاني

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سلام: سنتّخذ الموقف الرسمي والمسؤول وباسيل لم يشاورني أبداً بشأن موقفه في جدة

قيادات 14 آذار: نحمل حزب الله وحلفاءه مسؤولية المشكلة مع السعودية وعلى الحكومة الاجتماع فورا لتأكيد التزام لبنان بالإجماع العربي

الحريري بعد اجتماع 14 آذار: على مجلس الوزراء اتخاذ موقف واضح غدا وإلا سيكون لنا كلام آخر

بن عمر من السعودية: لعدم التفرقة في طرد العونيين وأنصار حزب الله لان جميعهم يعملون ضد مصلحة المملكة

الحكومة تترنح بعد استقالة وزير العدل رفضاً لهيمنة “حزب الله”

التيار الوطني الحر" يعيد إثارة البيان الوزاري "حزب الله": عندما صُنفنا إرهابيين سكتوا/عباس الصباغ/النهار

الهبة السعودية تثخن جراح الحكومة والجيش أول الخاسرين/رضوان عقيل/النهار

القرار السعودي.. "فيتوات" رئاسية

المعركة ضد النفوذ الإيراني إنطلقت: الحكومة والحوار في خطر

سامي الجميل: وضع «حزب الله» يده على المؤسسات يمنع انتخاب رئيس

تحركات شعبية دعماً للسعودية

مرجع بارز يحض سلام على زيارة الرياض

وزير خارجية البحرين: على لبنان أن يختار بين اتنمائه للعرب والتعايش مع الإرهابي العميل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/2/2016

شمعون: الطائفية في بلادنا هي السبب الأساسي لكل الحروب وهي التي رسمت الدويلات بعيدا من الدولة

"حزب الله" و"الوطني الحر" في احضان ولاية الفقيه... ماذا بعد القرار السعودي/خالد موسى/ موقع 14 آذار

وزير العدل اللواء أشرف ريفي يعلن استقالته من الحكومة

المسار اللبناني: مؤيدي وأنصار الشهيد رفيق الحريري ليسوا تابعين لحزب أو تيار شمولي

سليمان: علاقة لبنان بالسعودية لا ترتبط بأي بدل

جلسة استثنائية لمجلس الوزراء غدا لبحث الامور الطارئة

جعجع: أحيي ريفي على موقفه

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

التقدمي: جنبلاط لم يدل بأي تصريح لصحيفة العربي الجديد

الراعي: عدم انتخاب رئيس يؤدي إلى هدم الدولة ونقدر جهود الإرادات الطيبة لترميم العلاقات مع الدول الصديقة

 زهرا: الاختلاف في النظرة الى الرئاسة لا يعني تفاقم الخلافات

حرب يتمنى على السعودية العودة عن قرارها: على الحكومة تحمل مسؤولياتها والتزام التضامن العربي

 سلامه: الغافي أكدت استيفاء لبنان كل الشروط المطلوبة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وسلاح الدمار الشامل

 قاووق: الكرامات قبل المكرمات ولن نتخلى عن مسؤولياتنا مهما كانت الضغوط السياسية والإعلامية والاقتصادية

نضال طعمة: لمصلحة من دخولنا في محور يستعدي الدول العربية؟

الراعي رعى مسرحية دينية لرابطة الأخويات: وصلت الرسالة الى أعماق قلوبنا

دريان: نناشد خادم الحرمين والقيادة السعودية عدم التخلي عن لبنان في محنته

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بان يدعو لعقد قمة إنسانية في اسطنبول

مقتل 68 إيرانياً في سورية خلال أسبوع

مستشار خامنئي: سنتدخل في اليمن بدعم روسي

هجوم مسلح على معسكر لـ»الحرس الثوري» في إيران

الأسد يريد أن يذكر بعد عشر سنوات باعتباره «منقذ سورية»

مقتل 50 «داعشيا» خلال تقدم جيش الأسد في حلب

207 قتلى بتفجيرات ضربت مناطق النظام في حمص والسيدة زينب

«سيلفي» طيار تركي مع مقاتلتين سعوديتين يشعل «تويتر»

الحكومة التركية تتخذ إجراءات أمنية جديدة بعد اعتداء أنقرة

الرياض: محاكمة 32 تجسسوا لصالح إيران

وزير الداخلية البحريني: أسقطنا مخططات إيران لنشر الفوضى والفتن

الشرطة توقف مسلحاً قتل سبعة في ميتشيغن

فوز ساحق لترامب … كلينتون تنعش حملتها وجيب بوش ينسحب

العربي الجديد: موافقة المعارضة السورية على الهدنة المؤقتة شروط وضمانات

كيري يعلن عن اتفاق موقت لوقف الاعمال العدائية في سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القرار ليس وليد ساعته والسلطة كانت تعرف ولم تتحرك مخاوف من ترك السعودية لبنان للنفوذ الإيراني/سابين عويس/النهار

لبنان لن يكون إيرانياً/ساطع نور الدين/المدن

أنظروا: إنه ترشيح ميشال عون يحترق/علي الأمين/جنوبية

حكاية حسن": رسالة سياسية سعودية وعربية.. فمن يسمع/بتول خليل/المدن

يداعبون" الانهيار/ نبيل بومنصف/النهار

الاتفاق العابر على انتخاب رئيس لا يكفي وتوحيد السياسة الخارجية يكون بتحييد لبنان/النهار/اميل خوري

ا حل مع دول الخليج دون رئيس جديد! أسوأ الخفة السياسية الترويج لبديل إيراني/روزانا بومنصف/النهار

هل يعود لبنان للدولة/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عندما يصبح لبنان مستعمرة إيرانية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لقاء معراب/النهار/ميشال هليّل

حزب الله» وسياسة التسبب بقطع الأرزاق/مصطفى علوش/المستقبل

حزب الله» مسألة لبنانية وإقليمية دولية في آن/وسام سعادة/المستقبل

حزب الله" مدعو إلى اللبننة ووزير الخارجية إلى الاستقالة/نايلة تويني/النهار

معركة موقع لبنان/ غسان شربل/الحياة

السعودية تقرع الجرس للبنان/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

لبنان ضيّع الطريق/ جمال بنون/الحياة

هل يسلّمون بالأسد والبغدادي رابحين وحيدين/ جورج سمعان/الحياة

المأزق التركي/خيرالله خيرالله /العرب

أزمة أوباما مع «تانغو» المنطقة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

السعودية وتجفيف منابع الإرهاب الإيراني في الشرق/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم. لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم

"إنجيل القدّيس يوحنّا08/من21حتى27/:"قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم. لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم». فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء. لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم».

ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب."

 

كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف

"رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس04/من09حتى16/:" يا إخوَتِي، صادِقَةٌ هيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بِكُلِّ قَبُول: إِنْ كُنَّا نَتْعَبُ ونُجَاهِد، فذلِكَ لأَنَّنَا جَعَلْنَا رجَاءَنا في اللهِ الحَيّ، الذي هُوَ مُخلِّصُ النَّاس أَجْمَعِين، ولا سِيَّمَا المُؤْمِنِين. فأَوْصِ بِذلكَ وعَلِّمْهُ. ولا تَدَعْ أَحَدًا يَسْتَهِينُ بِحَداثَةِ سِنِّكَ، بَلْ كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف. وَاظِبْ عَلى إِعْلانِ الكَلِمَةِ والوَعْظِ والتَّعْلِيم، إِلى أَنْ أَجِيء. لا تُهْمِلِ المَوْهِبَةَ الَّتي فِيك، وقَد وُهِبَتْ لَكَ بالنُّبُوءَةِ معَ وَضْعِ أَيْدِي الشُّيُوخِ عَلَيك. إِهْتَمَّ بِتِلْكَ الأُمُور، وكُنْ مُواظِبًا عَلَيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ واضِحًا لِلجَمِيع. إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَٱثْبُتْ في ذلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

كنا بعون واحد في محور إيران وأمسينا بعون وجعجع معاً في نفس المحور

الياس بجاني/22 شباط/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/21/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%83%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%88%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/

عملياً، لا قيمة ولا معنى لمواقف الدكتور جعجع المرتفعة النبرة لجهة الأزمة مع السعودية طالما أنه علنية وممارسات ومواقف لا يزال حليفاً لعون ويقف وراء ترشيحه لمواقع رئاسة الجمهورية، في حين أن عون مباشرة وعبر صهره ونواب كتلته لا يزال في قلب 08 آذار والأكثر التصاقاً بحزب الله وبمرجعيته الإيرانية وبمشروع إيران التوسعي اللاغي للبنان الكيان والرسالة والتعايش والحريات والمعادي لكل العرب، وهو أي النائب ميشال عون يفاخر ويجاهر بهذه المواقف ويريد أن يُبقى على سلاح حزب الله إلى حين زوال إسرائيل.

نشير هنا وطبقاً للوقائع المدونة والمعلنة أن عون قد نقض كل البنود العشرة التي وقع عليها مع د.جعجع وموقف صهره باسيل، وزير الخارجية المعادي للسعودية الأخير خير مثال من رزم مواقف من نفس العيار.

المطلوب من د. جعجع وهو صاحب التاريخ النضالي والمقاوم المشرّف عدم استغباء عقول اللبنانيين وعدم استنساخ ممارسات وفكر وثقافة وتحالفات وخطاب عون بعد توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله سنة الفين وستة حيث من يومها تخلى عون هذا عن كل قيم ومبادئ وثوابت ثورة الأرز والتحق بمحور إيران-سوريا ولا يزال في عمق عمقه، إلا أنه في خطابه التعموي والشعبوي والإستغبائي يدعي باطلاً أنه سيادي ويعمل من أجل لبنان ومسيحييه، مع أن مشروع إيران التوسعي هو نقيض لكل ما هو لبنان ولبناني.

اليوم إذا أردنا الرد على كل مواقف د.جعجع ما بعد تحالفه مع عون، وهي مواقف عالية النبرة لفظياً فقط ولكنها دون محتوى سيادي، فنحن لا نحتاج لأي جهد لأنه هو نفسه يرد على نفسه من خلال مجلدات من أقواله ومقابلاته وخطبه وتحديداً مشروعه المكتوب لرئاسة الجمهورية ما قبل تحالفه الرئاسي والانتخابي مع عون.

منذ العام  الفين وستة وعون عون يرد على عون ويعري مصداقيته واليوم للأسف يسلك د. جعجع نفس طرق عون في استغباء عقول وذكاء اللبنانيين وهو سيرد على نفسه.

صراحة، ما كنا أبداً نريد للدكتور جعجع هذا المنحى العوني الهوى والنوى، إلا أن الفرصة لا زالت سانحة له وأمامه للعودة إلى ذاته وإلى تاريخه النضالي المشرّف وفك كل ارتباطاته التحالفية بعون حليف حزب الله رقم واحد.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

جعجع: طفح كيل المملكة من تصرفات لبنانيين وعلى الحكومة الاجتماع لانقاذ "ما تبقّى" من الهبة

النهار/22 شباط 2016

http://newspaper.annahar.com/article/314518-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D8%B7%D9%81%D8%AD-%D9%83%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86--%D9%88%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%A8%D9%82%D9%89-%D9%85%D9%86

عزا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قرار المملكة العربية السعودية وقف مساعداتها الى الجيش والقوى الامنية الى فريق لبناني يهاجم السعودية "على الطالع والنازل".

كلام جعجع جاء خلال ندوة بعنوان "التوعية البلدية"، وقال:"شئنا أم ابينا، ضاعت 3 مليارات ونصف مليار دولار على لبنان، اي ان كل مواطن لبناني خسر حوالى 1000 دولار". ولفت الى ان "المملكة كانت في طليعة من أيد وصول الرئيس بشير الجميل الى سدة الرئاسة عام 1982، كما كان لها الفضل الكبير في التوصل الى اتفاق الطائف وفي ما بعد إعادة إعمار لبنان، ومن ثم تقديم المساعدات في حرب تموز عام 2006".

وسأل: "طوال هذه الفترة، لم تتأثر العلاقة اللبنانية - السعودية، فلماذا اليوم؟ ببساطة، حصل أمران هما: أولا أن فريقا لبنانيا يهاجم السعودية "على الطالع والنازل" وفي شكل مستمر ولأسباب لا علاقة لها بلبنان"، مضيفاً: "لماذا هذا التهجم على حكام المملكة العربية السعودية؟ على نظامها؟ وسياستها الخارجية؟".

واذ استغرب "الأصوات التي علت من داخل الحكومة احتجاجا على القرار السعودي"، شدد على ان "الحكومة كان يجب ان تتدخل باعتبار انه من ضمن السياسة العامة للسيادة اللبنانية انه لا يستطيع فريق لبناني أن يتفرد بسياسة خارجية خاصة به". واعتبر ان "الشعرة التي قصمت ظهر البعير هي انه حين حصل التعدي على السفارة السعودية في طهران وعلى القنصلية السعودية في مشهد قامت القيامة في كل العالم، حتى الرئيس الايراني حسن روحاني ومرشد الثورة علي خامنئي استنكرا هذين الاعتداءين، فكل حكومات الأرض دانت هذين الحادثين إلا الحكومة اللبنانية تحت غطاء النأي بالنفس". واضاف: "حين رأت السعودية أن التهجم مستمر ضدها بينما كان رد فعل الحكومة اللبنانية السكوت التام، اتخذ المسؤولون السعوديون هذا القرار".

ورد على "حزب الله" من دون أن يسميه والذي برر موقف السعودية بنقص السيولة لديها بالقول: "هذا تفسير أسوأ بكثير مما حصل. بالأمس وهبت السعودية مصر 20 مليار دولار كمساعدات، وهذا يعني أنه طفح كيل المملكة من تصرفات بعض اللبنانيين والحكومة التي يبدو أنها غير موجودة".

وامل من "المسؤولين في المملكة التريث في هذا الخصوص"، مطالبا "الحكومة اللبنانية بالاجتماع فورا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الهبة". وقال: "يجب ان تلتئم الحكومة وتوجه طلبا رسميا الى "حزب الله" بالامتناع عن مهاجمة المملكة العربية السعودية تحت طائلة تنفيذ قانون العقوبات اللبناني، فضلا عن وجوب تشكيل وفد رفيع المستوى قوامه نصف الحكومة مع رئيسها لزيارة المملكة والطلب منها اعادة استئناف مساعداتها الى لبنان، وإلا تعتبر الحكومة مقصرة".

الى ذلك، ورداً على تصريح الرئيس سعد الحريري من أنه مستمر بترشيح النائب سليمان فرنجيه وعلى سمير جعجع سحب ترشيحه للعماد ميشال عون، علّق جعجع عبر "تويتر" قائلا: "بتمون شيخ سعد، بس شو رأيك تعمل العكس؟".

 

تحية من القلب للواء ريفي على موقفه السيادي، والخزي والعار للمستسلمين من 14 آذار لاحتلال حزب الله

الياس بجاني/21/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/21/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8-%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%84/

لأن الإنسان موقف، ولأن لا صوت يعلو على صوت الحق، ها هو اللواء اشرف ريفي ينتفض على حالة الاحتلال الإيرانية للبنان بواسطة ذراعه العسكرية والإرهابية والمذهبية والدموية المسماة “حزب الله”، ويعلن بجرأة وفروسية استقالته من حكومة الرئيس تمام سلام، حكومة الخنوع والركوع واللاحكم واللا قرار، وذلك بعد أن امتنع عن المشاركة في استقبال الرئيس الحريري في طرابلس احتجاجاً على رزم مواقفه الاستسلامية، وفي نفس الوقت ومن خلال استقالته يقول اللواء ريفي وبشكل غير مباشر للراكعين وللمستسلمين لهذا الاحتلال من الذين يأخذون ثورة الأرز رهينة وفي مقدمهم قادة أحزاب 14 آذار، يقول لا لهيمنة هذه الأحزاب الشمولية الشركات على 14 آذار، هذه الأحزاب المملوكة من أفراد يتحكمون بقرارها ولا صوت فيها يعلو على صوتهم التسلطي والديكتاتوري.

يبقى إن الرجال، الرجال هم من يقفون مواقف شجاعة في أوقات الصعاب الشدائد، واللواء ريفي هو من خامة وطينة هؤلاء.

نسأل: ألا يوجد في داخل أحزاب 14 آذار من هم من خامة وطينة وشجاعة اللواء ريفي لينتفضوا كما هو فعل، ويعيدوا ثورة الأرز و14 آذار إلى مسارهما السيادي والمقاوم والرافض الاستسلام لاحتلال وهيمنة وبلطجة حزب الله ؟؟.

وهل كل السياسيين والإعلاميين والمثقفين والناشطين والنواب والوزراء في أحزاب 14 آذار المسيحية والمسلمة على حد سواء هم مع انحرافات واستدارات قادة هذه الأحزاب المعيبة لجهة قبولهم المذل بأمر واقع احتلال وهيمنة حزب الله وبتسليم رئاسة الجمهورية لأدواته وأبواقه؟

تحية من القلب للواء أشرف ريفي الذي فتح بقوة وجرأة ووطنية الطريق علنية لكل من هو غير مقتنع داخل 14 آذار باستدارتي الرئيس الحريري والدكتور جعجع ليقول لا وليعلن هذه اللا بصوت عال….

صوت وموقف يحترمان شعار لبنان أولاً ودماء الشهداء وعقول وذكاء اللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

بيان 14 آذار وعدم مصداقية القوات والمستقبل المتحالفين مع حلفاء حزب الله

الياس بجاني/21 شباط/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/21/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8-%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%84/

معظم السياسيين الذين شاركوا اليوم في اجتماع 14 آذار هم عملياً  وواقعاً معاشاً لا ينتمون لها بعد أن تخلوا عن ثوابتها وتحديداً المستقبل والقوات.

مواقف جعجع المرتفعة النبرة لا قيمة لها ما دام حليفاً لعون الأداة في يد حزب الله. افضل من يرد على جعجع اليوم هو جعجع نفسه قبل تحالفه مع عون.

بيان 14 آذار ليس على مستوى الحدث. المسؤول عن غضب السعودية هو الحريري وجعجع المتحالفين مع حزب الله من خلال ادواته عون وفرنجية ومعهما سلام.

بيان 14 آذار محزن وفيه تعميم غير مقبول وهو ليس على مستوى الحدث وكان يجب تسمية باسيل وعون وجعجع ومعهما الحريري والمشنوق وسلام المتحالفين مع حزب الله.

الحريري وجعجع وكل من رضخ لهيمنة حزب الله وفي مقدمهم سلام والمشنوق يتحملون المسؤولية. بيان 14 آذار استسلامي. 14آذار السياسيين ماتت.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سلام: سنتّخذ الموقف الرسمي والمسؤول وباسيل لم يشاورني أبداً بشأن موقفه في جدة

الحياة/22 شباط/16Lيعقد مجلس الوزراء اللبناني قبل ظهر اليوم جلسة استثنائية بناء لدعوة رئيسه تمام سلام للبحث في «الأمور الطارئة». واستقبل سلام زواره في منزله كما جرت العادة كل أحد، وأجرى مجموعة من الاتصالات للتشاور مع عدد من القيادات. وقال في دردشة مع الصحافيين وأمام زواره: «لا يمكن أن نسكت وأن لا نتحرك أمام ضيم وزعل المملكة العربية السعودية وبالتالي علينا أن نؤكد تضامننا معها بداية في ما تواجهه مع العرب وبالنيابة عن العرب وهذا يجب أن لا يكون هناك لبس فيه». وأكد سلام «أننا مع الإجماع العربي ولا يمكن أن نكون خارج هذا الإجماع حتى وإن في غفلة من الزمن أو لحظة ما اتخذ موقف باتجاه آخر وهذا لا يمكن أن يكون من سياستنا الثابتة المبنية، على الحرص على الأخوة العربية، والمملكة هي الأخ الأكبر للعرب جميعاً بل وللمسلمين». وأضاف: «نتطلع إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كأب ووالد وحاضن ليس فقط للعروبة بل في شكل خاص للبنانيين ولبنان. ومآثر وآثار المواقف والإجراءات السعودية تجاه لبنان على مدى السنين لم يكن فيها إلا كل الخير بكل الوسائل والظروف وفي يقيني أن المملكة ودول الخليج عموماً لم ولن تتخلّى عن لبنان واللبنانيين وهم يعرفون جيّداً ويميّزون جيداً بين من يحاول أن يعكّر صفو العلاقة وسموّها، وبين من يعمل ليلاً نهاراً على تأصيل هذه العلاقة وتعزيزها بدءاً من المواطن الفرد انتقالاً إلى القيادات والمسؤولين الذين يحرصون على المملكة ودول الخليج كما يحرصون على لبنان». وأوضح سلام لزواره أنه دعا إلى جلسة لمجلس الوزراء صباح اليوم، «لاتخاذ الموقف المناسب الرسمي والمسؤول بما لا يفسح في المجال للشكّ في بوضوح موقف لبنان و»ننتظر إلى الغد (اليوم) ليتّضح هذا الأمر». وعندما سئل سلام عما سيكون عليه الموقف إذا اعترض «حزب الله» على التضامن مع المملكة، أجاب زوّاره بالقول: «ليتحمّل الجميع مسؤولياتهم. أنا كرئيس للحكومة وناطق باسمها وفي هذا الظرف الصّعب مسؤول مع حكومتي عن تحصين البلد وصيانة علاقاته مع إخوانه العرب». وقيل لسلام من قبل زواره: «لكن الموقف السعودي يعترض على مصادرة «حزب الله» القرار اللبناني». فأجابهم: «عندما تمّت دعوتنا إلى المشاركة في التّحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب اتّخذنا موقفاً فورياً وعلى مسؤوليَّتي الشخصية بالانضمام إلى هذه الدّعوة وتمّ انتقادي من بعضهم لكني لم أتنازل أو أتراجع». وقيل له: «إن وزير الخارجية جبران باسيل قال إنه اتَّخذ موقف النأي بالنفس بالتشاور معك». فرد بالقول: «إن موضوع التشاور من قبل الوزير باسيل يتم استعماله كأنّه يتم على كل صغيرة وكبيرة. ولنكن واضحين في هذا الصّدد وفي الموقف الذي اتّخذ في اجتماع منظّمة التّعاون الإسلامي في جدّة لم يحصل تشاور معي لا من قريب أو بعيد وأُخذ الموقف بعيداً عنّي كلياً أما في اجتماع الجامعة العربية فحصل تشاور واقعي في شأن مسألة ذكر «حزب الله» في البيان معي، لكن هذا لم يمنع تأييدنا القرار الصادر عن الجامعة (إدانة الاعتداء على سفارة السعودية وقنصليتها)». وتابع سلام: «بالتالي فإن الإشارة دائماً إلى حصول تغطية كاملة للموقف (الذي اتخذته الخارجية) لم يحصل أبداً، وعليه فإن الموقف كان على الدوام بالانسجام مع الإجماع العربي في شأن ما تعرّضت له المملكة من اعتداء سافر على سفارتها وقنصليتها وهذا موقفٌ لا يمكن أن يكون لدينا لبسٌ فيه».

وسئل: «إلى أي حد يمكن أن يذهب «حزب الله» في موقفه ضدّ المملكة؟»، فأجاب: «هذا أمرٌ يجب أن يُسأل عنه «حزب الله» لكن في هذه الأجواء نحن مستمرّون في اتّخاذ الخطوات التي توضح الأمور ونأمل بأن تتفهّمنا المملكة وأملنا كبير بصاحب القلب الكبير الملك سلمان بن عبد العزيز الذي لم يترك يوماً أو مناسبة إلاّ واحتضن لبنان. ونناشد هذا الإنسان الكبير والأب الكبير للجميع أن يعيد النّظر بموقف المملكة ويساهم معنا في تحصين لبنان». ونقل زوار سلام عنه قوله حول الخطوات التي يمكن اتّخاذها لمعالجة الموقف «سندرس مستلزمات إعادة الثّقة مع المملكة ودول الخليج وسنتواصل مع هذه الدّول لتأتي الخطوات متلازمة مع هذا التّواصل». وأشار إلى «حصول تواصل مع المسؤولين السعوديين» لكنّه تحدّث عن أن «المعلومات تأتينا بالتّداول عن الزّعل والضّيم الذي تشعر به المملكة والعلاقة الوثيقة والتاريخية معها مرّت بكثير من الظّروف، وإخواننا في المملكة كانوا بكل الحالات يحضنون لبنان ونحن نعوّل على ذلك». وعن تأثير هذه الأزمة وغيرها من الأزمات في مصير الحكومة، ذكّر سلام بـ «أننا قلنا منذ زمن إن تداعيات الشغور الرئاسي تتراكم سلبياً وتظهر تدريجياً وبمحطات وأشكال مختلفة ولا يمكن أن يُدار البلد في ظل هذه الأجواء المتوترة والنّزاع والاختلاف بين القوى السياسية». وعن كيفية تأمين المساعدات التي يحتاجها الجيش، قال: «المساعدة السعودية مبنية أساساً على حاجات الجيش في مواجهة الإرهاب وحفظ أمن البلد ونأمل بأن تمر هذه الغيمة العابرة ويحصل عليها».

 

قيادات 14 آذار: نحمل حزب الله وحلفاءه مسؤولية المشكلة مع السعودية وعلى الحكومة الاجتماع فورا لتأكيد التزام لبنان بالإجماع العربي

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - عقدت قيادات "قوى 14 آذار" عند السادسة والربع من مساء اليوم، اجتماعا في "بيت الوسط"، حضره الرئيس سعد الحريري، الرئيس فؤاد السنيورة، وزيرا السياحة ميشال فرعون والشؤون الإدارية نبيل دو فريج، النواب: رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون، جورج عدوان ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أحمد فتفت، أنطوان سعد، جان أوغاسبيان، جمال الجراح، جوزيف معلوف، خالد زهرمان، خضر حبيب، بدر ونوس، رياض رحال، زياد القادري، سمير الجسر، سيبوه قلبكيان، سيرج طورسركيسيان، شانت جنجنيان، طوني بو خاطر، عاصم عراجي، عمار حوري، فؤاد السعد، فادي كرم، كاظم الخير، محمد الحجار، مروان حمادة ومعين المرعبي، منسق الأمانة العامة ل"قوى 14 آذار" الدكتور فارس سعيد والأعضاء، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري، وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية.

بيان

استمر الاجتماع حتى الثامنة والربع مساء، تلا بعده الرئيس السنيورة بيانا باسم المجتمعين جاء فيه:

"إن العلاقات اللبنانية العربية هي الآن في خطر. يعيش اللبنانيون اليوم ظروفا بالغة الخطورة والقلق. إذ إضافة إلى تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية وانكشاف المؤسسات، بدءا من عدم انتخاب رئيس منذ 21 شهرا، أتت أزمة توتر العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لتزيد عليهم أخطارا على أخطار.

وإذا استمر حزب الله وحلفاؤه من خلال السلاح غير الشرعي في تغليب مصلحة ايران على مصلحة لبنان العليا، فإن ذلك سينال من دوره وانتمائه وحضوره العربي وهو سيطال حكما الأمن الاجتماعي والمعيشي لمئات الآلاف من العائلات اللبنانية، من كل الطوائف، والعاملة في دول الخليج.

هذه الدول التي فتحت لنا ابوابها جميعا في كل المراحل الصعبة وكانت أفضل سند لنا، لم تحتل يوما شبرا من أرضنا اللبنانية، ولم تساهم يوما في أي تسليحٍ لغير الشرعية اللبنانية، أرسلنا اليها خيرة شبابنا، وأعطتنا في المقابل أفضل فرص النجاح والخير. وهي قد ساهمت في إنهاء الحرب اللبنانية برعايتها لاتفاق الطائف، الذي أعاد الاستقرار، وعمل الدولة والمؤسسات، وأعانت لبنان في إعادة الإعمار في التسعينات، ومرة أخرى بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006.

أمام هذا الواقع المأساوي، وانطلاقا من مسؤولية 14 اذار في الدفاع عن المصلحة اللبنانية اولا، وحماية علاقة لبنان بالدول العربية والصديقة ثانيا، تؤكد هذه القوى على النقاط الآتية:

1- تحمل قوى 14 آذار، حزب الله وحلفاءه ومن يسير في ركابه مسؤولية افتعال هذه المشكلة الخطيرة وغيرها من المشكلات، كما مسؤولية ضرب استقرار لبنان المالي والأمني والمعيشي. كما أنها تكرر المطالبة بانسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا والمنطقة التزاما بسياسة النأي بالنفس.

2- تطلب قوى 14 آذار من الحكومة اللبنانية احترام الدستور وقرارات الشرعية الدولية كما تطلب منها الاجتماع فورا لاتخاذ موقف واضح وصارم، يؤكد التزام لبنان بالتضامن والإجماع العربي ورفض اي تعرض او انتهاك لسيادة اي دولة عربية.

3- تكرر قوى 14 آذار تأييدها الكامل للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في رفضهم المس بسيادة او استقلال أية دولة عربية، وهي ترفض تحويل لبنان الى قاعدة يتم استخدامها من اجل معاداة اية دولة عربية، او التدخل في شؤونها الداخلية، كما تؤكد قوى 14 آذار رفضها ان يتحول لبنان الى ضحية سياسية واقتصادية وثقافية لاية دولة وبصورة خاصة دولة تحاول بسط نفوذها على الدول العربية".

 

الحريري بعد اجتماع 14 آذار: على مجلس الوزراء اتخاذ موقف واضح غدا وإلا سيكون لنا كلام آخر

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - رأى الرئيس سعد الحريري ان "البيان الوزاري لم يحترم، وكنا واضحين في موضوع النأي بالنفس، ولكن اليوم لم يعد جائزا، أن يكون لبنان خارج الإجماع العربي الموجود". وقال في دردشة مع صحافيين عقب اجتماع قوى "14 آذار" في "بيت الوسط": "ان المطلوب من مجلس الوزراء غدا، موقف واضح، وإلا سيكون لنا كلام آخر". وردا على سؤال، حول موقف وزير الخارجية جبران باسيل في هذا الشأن، قال: "باسيل لم ينسق موقفه مع رئيس الحكومة تمام سلام، و"شلبنة" الأمور بهذه الطريقة لم تعد تنفع. فحتى المرشد الأعلى للجمهورية الإيراني علي خامنئي نفسه، دان الأمر وكذلك فعل العراق". وردا على سؤال عن ان الهبة السعودية "كانت متوقفة منذ مدة"، قال: "هذا الكلام ليس صحيحا، إذ إنه كان من المنتظر وصول بعض المعدات بين شهري نيسان وايار المقبلين، ولكن بفضل الذكاء الواسع لبعض السياسيين اللبنانيين، وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم". وعما إذا "كانت تركيبة لبنان تسمح برفع سقف المواقف السياسية"، أجاب: "طبعا، طالما أن هناك حزبا يقاتل في سوريا". وأكد ختاما، أنه "سيكون هناك تفعيل لاجتماعات 14 آذار لما فيه مصلحة لبنان".

 

بن عمر من السعودية: لعدم التفرقة في طرد العونيين وأنصار حزب الله لان جميعهم يعملون ضد مصلحة المملكة

النهـــــــار/2016-02-22/علق الكاتب والمحلل السياسي السعودي سعد بن عمر في اتصال مع”النهار” بالقول ان “المملكة العربية السعودية لم تأل جهداً في مساعدة لبنان شعباً وحكومة، ولكن عندما تفاجأت أن ما تقدمه يقابل بمواقف مناهضة، فهذا شيء لا يرضاه السياسي ولا المواطن على المستوى الشعبي، لذلك عندما فوجئت بمواقف سياسيين لبنانيين في مواقع المسؤولية، او باجراءات وقرارات اتخذوها ضد المملكة، اقلها ما حصل في مؤتمر الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي، التي وايّ تكن تفسيراتها، فإنها واضحة أنها ضد المملكة وضد أمنها، واعتقد أن هذه القرارات اما غير مسؤولة أو متعمدة للاساءة إلى المملكة، لذلك فمن حق الأخيرة أن تتحفظ عما تقدمه من مساعدات من ميزانيتها لدولة القائمون على رأسها يناصبونها العداء”.

“وخزة ابرة”

“القرار كوخز ابرة لمريض، واللبنانيون يعرفون جيداً من يقدم لهم مساعدات في اوقات الازمات” بحسب بن عمر الذي اضاف انه “على مدى الخمسين سنة الماضية، وقفتالمملكة الى جانب بلدهم وستقف الى جانبه، لكن هناكحاجة الى مراجعة السياسة مع المسؤولين اللبنانيين وتنوير بعضهم الذين قد تغيب عنهم مصلحة لبنان، وذلكعلى عكس ايران التي لم تقدم للبنان شيئا سوى صواريخ الى حزب الله صواريخ، وبيوتا الى بعض مسؤوليه، ومن حق الدولة السيادي ان تتصرف بما تمليه عليها مصلحتها والظروف في المنطقة، واللبنانيون لهم موقع خاص في قلوب السعوديين بصفة عامة، لكن ان نخدع ونسكت كي يقال اننا في غفلة فهذا شيء لا نرضاه”.

خلفية امنية

وعن قرار الترحيل الذي يتم تداوله، اشار بن عمر إلى أن “من يعمل ضد الدولة سواء لبناني او من اي جنسية كانت، هو شخص غير مرحب به، وهي قاعدة لدينا منذ فترة، وانا اعتقد أن كل قرارات الترحيل التي صدرت سواء من المملكة او من دول أخرى لا بد من أن يكون لها خلفية أمنية”. واضاف “بعض الاحزاب توظف هؤلاء الاشخاص لصالحها، فيواجهون قرار ترحيلهم، يربطون الامر بخلفيةانسانية، وفي الواقع الاحزاب هي التي قطعت في ارزاقهم”. وقال “دعيت الى معاملة منتسبي التيار العوني كمعاملة اتباع حزب الله، لأن كلا التيارين يعملون ضد مصلحة المملكة”.

الحكومة تترنح بعد استقالة وزير العدل رفضاً لهيمنة “حزب الله”

بيروت – “السياسة” والوكالات:/22 شباط/16/بدا أمس أن الحكومة اللبنانية تترنح على خلفية القرار السعودي بإجراء مراجعة شاملة للعلاقات مع لبنان، إذ أعلن وزير العدل أشرف ريفي استقالته من منصبه فيما لوح وزير الداخلية نهاد المشنوق باتخاذ موقف مماثل. وقال ريفي، الذي تجمعت حشود من المؤيدين أمام منزله في طرابلس تأييداً لموقفه، في بيان “أيها اللبنانيون، لم اعتد على التهرب من المسؤولية، بل تحملتها في أصعب الاوقات، وسأبقى إلى جانبكم اناضل في سبيل وحدة لبنان وسيادته وكرامته، لكنني لن أقبل بأن أتحول الى شاهد زور، ولن اكون غطاء لمن يحاولون السيطرة على الدولة والمؤسسات. لذلك اتقدم منكم ومن رئيس الحكومة تمام سلام باستقالتي، وأنا على عهد شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز، باق، في مواجهة الدويلة”. واعتبر أن لبنان “يمر بواحدة من أصعب المراحل التي عاشها في تاريخه الحديث، جراء أزمة وطنية تسببت بها قوى الامر الواقع، التي تكاد تطبق على الدولة ومؤسساتها. وقد أدى سلوك هذه القوى الى إدخال الدولة في مرحلة التفكك والفراغ، وصولا الى تشويه الهوية الوطنية وتعريض سيادة لبنان واقتصاده ومستقبله وعلاقاته الدولية والعربية لأفدح الاخطار”، مشيراً إلى أن “العبث بالدولة ومؤسساتها وصل الى مستويات خطيرة، وامام التعطيل الذي فرضه حزب الله وحلفاؤه داخل الحكومة وخارجها، بدءاً من الفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات الدستورية اللبنانية وضرب الحياة السياسية، مروراً بعرقلة إحالة ملف احالة ميشال سماحة الى المجلس العدلي في محاولة سافرة إحكام السيطرة على القضاء عبر المحكمة العسكرية، وليس انتهاء بتدمير علاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية، وسائر الاشقاء العرب للمرة الأولى في التاريخ اللبناني الحديث”. وأكد ريفي أن “حزب الله” استعمل هذه الحكومة “في سياق ترسيخ مشروع الدويلة، حيث أراد تحويلها الى أداة من ادوات بسط سيطرته على الدولة وقرارها. وفي هذا الاطار يأتي ما فعله وزير الخارجية جبران باسيل في جامعة الدول العربية، ليعطي مثلاً صارخاً، عن ممارسات دويلة حزب الله، التي لا تقيم اعتباراً للبنان ومصلحته. فقد تجرأ بطلب من حزب الله على الاساءة للسعودية، وصوّت ضد الاجماع العربي، وامتنع عن ادانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران. والمؤسف أن احداً من المعنيين لم يلجم هذا التصرف المعيب، الذي ادى الى تخريب علاقة لبنان بأقرب الاصدقاء اليه وهي المملكة العربية السعودية وسائر الدول العربية. انني ومن موقع المسؤولية الوطنية، وكمواطن لبناني حريص على بلده، اعلن رفضي التام لهذه الاساءة، واطالب الحكومة بالحد الادنى بتقديم اعتذار للسعودية وقيادتها وشعبها، لا بل ادعوها الى الاستقالة، قبل ان تتحول الى اداة كاملة بيد حزب الله. واؤكد اننا سنبقى لبنانيين عرباً، وأن المملكة ستبقى بالنسبة لنا، البلد الصديق الذي وقف معنا في احلك الظروف، وأن قيادتها ستبقى بالنسبة لنا، عنواناً للوفاء والشهامة العربية الاصيلة”. وفي تصريحات صحافية، قال ريفي “إذا اعتقد حزب الله أنه انتصر هو واهم”، مشددا على أن “الاتصال مع “تيار المستقبل” لم ينقطع رغم وجود تباين في الافكار”. وأضاف انه “علينا أن نقدم اعتذاراً للسعودية والأشقاء العرب الذين خالفنا إجماعهم، ونقوم بما يمليه عليه ضميرنا لإعادة ترتيب العلاقات مع السعودية”. واعتبر أن “حزب الله يحاول تحقيق دويلة إيرانية في لبنان، ويجب أن نقلب الطاولة بوجهه ولن نكون شهود زور على الدويلة الإيرانية”، مؤكداً “اننا جزء من العالم العربي ولن نسمح لـ”حزب الله” بالتحكم في الدولة اللبنانية”. من جهته، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق أن اليوم “سيكون هناك موقف كبير من بيروت في حضور كل القيادات والجهات المعنية، في مقدمهم رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري للتعبير عن عروبة لبنان ووفاء غالبية اللبنانيين للسعودية والإمارات والكويت”. وألمح في تصريح صحافي إلى أن خيار الاستقالة من الحكومة هو أحد الخيارات الخاضعة للمناقشة، لكنه استدرك قائلاً “أولا يجب أن ندخل إلى مجلس الوزراء لكي نناقش سياسة لبنان الخارجية ثم نقرر الخطوة المطلوبة”. وقال “لن نقبل بأن يكون لبنان شوكة في خاصرة العرب ولن نستسهل ولن نتخلى عن عروبتنا بسبب هذا السلاح أو ذاك الحزب بل سنقاوم ونقاوم وإن شاء الله سيكون النصر للعروبة”، مؤكداً أن “العرب سيرون منا كل عرفان بالجميل سياسياً وواقعياً وعملياً”.وفي حين أفادت معلومات أن وزيرة المهجرين أليس شبطيني ستستلم وزارة العدل بالوكالة بعد استقالة ريفي، وجه رئيس حزب “القوات” سمير جعجع التحية الى الأخير على “موقفه ومن دون أي حسابات سياسية لأنه في مكان ما على احدهم أن يأخذ موقفاً إلى ما آلت إليه الأمور من العلاقة مع السعودية وموضوع محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة”، معتبراً أن “بعض النقاط تفرض على الشخص أن يأخذ موقفا”. ولفت الى أن “تركيبة الحكومة معروفة إلى أين ستؤدي”، متمنيا أن “تؤخذ هذه الاستقالة بعين الاعتبار وممنوع على أحد أن يفسد علاقة لبنان مع الدول الصديقة”. وفي حين يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية، صباح اليوم الاثنين، للبحث في السياسة الخارجية، أبدت مصادر حكومية لـ”السياسة” مخاوفها من ان يعمد وزراء “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” إلى عرقلة اي توجه لدى الحكومة لاصدار بيان داعم للمملكة العربية السعودية ومندد بالمواقف التي تستهدفها سواء من جانب “حزب الله” او غيره من فريق “8 آذار

 

التيار الوطني الحر" يعيد إثارة البيان الوزاري "حزب الله": عندما صُنفنا إرهابيين سكتوا

عباس الصباغ/النهار/22 شباط 2016

تداعيات القرار السعودي وقف الهبتين للجيش والقوى الأمنية تتفاعل، ولا يبدو أنها ستتوقف عند حرمان الجيش السلاح الفرنسي لمواجهة الإرهاب، إنما ستطال مفاصل السياسة الداخلية والخارجية، وسط دعوات الى المداورة في وزارة الخارجية ورفض "حزب الله" تحميله تبعات القرار السعودي.

لم تتردد قوى 14 آذار وفي مقدمها "تيار المستقبل" في تحميل "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر" المسؤولية عن حرمان لبنان مليارات الدولارات السعودية، وكان لافتا تحذير وزير الداخلية نهاد المشنوق من أن الآتي أعظم، في إشارة الى إجراءات سعودية محتملة قد تضر بمصالح لبنان.

"حزب الله" الذي أصدر بياناً شديد اللهجة في عبارات قليلة، عزا وقف الهبة السعودية الى أسباب غير متعلقة بالمواقف اللبنانية في المحافل الخارجية. وقالت مصادره لـ"النهار" إنه "عندما صنفت الرياض الحزب منظمة إرهابية لم يعلّق معظم المزايدين اليوم، كأنهم يقبلون ذلك التصنيف لطرف سياسي أساسي في لبنان". وكررت أن القرار السعودي ليس جديداً لأن وقف الهبة اتخذ منذ أشهر طويلة، مذكرة بمواقف لقائد الجيش العماد جان قهوجي والنائب وليد جنبلاط، فضلاً عما كشفته بعض وسائل الاعلام منذ أسابيع. وتخشى تلك المصادر أن يكون القرار السعودي وما سيليه من إجراءات قد تطال مصالح بعض اللبنانيين في الخليج مقدمة لإنهاء الهدنة الداخلية، وتستدرك أن "ما حصل في السعديات في توقيت مريب يشي بأن شيئاً ما يحضر للداخل اللبناني". إذاً الأوضاع الداخلية بحسب تلك المصادر الى مزيد من التعقيد، وليست الجلسة الاستثنائية للحكومة اليوم إلا ضمن هذا السياق. وبحسب معلومات لـ"النهار" فإن "التيار الوطني" سيعيد التذكير بما طالب به الوزير باسيل لجهة اجتماع حكومي وإصدار بيان لتحديد موقف لبنان من بعض المسائل الخارجية في حال تعذر تعديل البيان الوزاري. وفي السياق نفسه، تردّ مصادر وزارية بأن تعديل البيان الوزاري دونه صعوبات سياسية ودستورية، لأن الحكومة التي نالت ثقة البرلمان وفق ما تضمنه البيان لا تستطيع تجاوز السلطة التشريعية وتعديله من دون العودة الى البرلمان لتجديد الثقة على أساس البيان الجديد، عدا عن أن غياب رئيس الجمهورية يجعل الأمور أكثر تعقيداً. أما عن مطالبة وزير التنمية الادارية نبيل دو فريج بالمداورة في حقيبة الخارجية فتقول مصادر "التيار الوطني" إن اتخاذ القرارات العشوائية والذهاب الى المزايدات السياسية لا ينفع، ولا يمكن تحميل الوزير باسيل المسؤولية، خصوصاً أنه نسق مواقفه مع سلام قبل اتخاذ المواقف في المحافل العربية والاقليمية". بدوره يقول أحد أعضاء كتلة "المستقبل" لـ"النهار" ان "باسيل خدع رئيس الحكومة وأطلق مواقف مغايرة لما تم التوافق عليه حول الإجماع العربي". وبالعودة الى مواقف "حزب الله" من الازمة مع الرياض فإن نائبا في كتلة "الوفاء للمقاومة" يذكر بما ردده قبل أعوام وقبل الحرب في اليمن ومواقف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من "العدوان على اليمن"، ويؤكد أن الرياض تعمد الى ابتزاز الحزب نظراً الى وجود عشرات آلاف اللبنانيين في الخليج، وتحديداً في السعودية، وبينهم مناصرون للمقاومة، وبالتالي تعمد الى التلويح بإبعادهم على غرار ما تمارسه الامارات العربية المتحدة منذ سنوات وقبل الازمة السورية". ويقول: "إذا كانت تهددنا بلقمة عيش جمهور المقاومة في السعودية والخليج فلا مشكلة لدينا في استيعاب تلك التداعيات".

 

الهبة السعودية تثخن جراح الحكومة والجيش أول الخاسرين

رضوان عقيل/النهار/22 شباط 2016

جاء القرار السعودي وقف المساعدات العسكرية للجيش والاجهزة الامنية وعدم حصولها على الهبتين الماليتين، ليثخن جراح الحكومة وافرقائها الذين لا يتفقون ولو على حل ازمة النفايات، فكيف اذا كان الموضوع هو في التعاطي مع سياسات الرياض وطهران حيث لا تلتقيان على اكثر من ملف في أزمات المنطقة؟

حل هذا التطور ليعمق سوداوية المشهد الداخلي، علما ان جهات في 8 آذار كانت ترى ان المملكة لن تستمر في إيصال الهبة الى نهاياتها ولا سيما الـ 3 مليارات دولار المخصصة لتسليح الجيش الذي يواجه تحديات كبيرة وسيكون اول الخاسرين. وستنضم كتلة النار الجديدة هذه الى رزمة السجالات والردود المتبادلة، ولا سيما بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" الذي سارع الى الرد على السعودية، في وقت يحمله مناوئوه في الداخل مسؤولية القرار السعودي. وستكون لهذه الردود انعكاسات داخلية على ملف انتخابات الرئاسة، ولا سيما ان الرئيس سعد الحريري يعتبر ان الحزب ووزير الخارجية جبران باسيل يتحملان مسؤولية ما وصلت اليه الامور وتبخر كل الامال التي بنيت لتسليح الجيش وتمكنه من بناء استراتيجية عسكرية تمكنه في حماية البلد وجبه الاعتداءات التي تهدد اهله. وينطلق المعارضون لسياسة السعودية وطريقة تعاطيها الاخير مع لبنان باتهامها بتأليب الرأي العام اللبناني ضد "حزب الله" والاشارة الى ان كل الاخطار تأتي من البوابة الايرانية. ويأتي تجميد الهبتين، في وقت يعمل فيه الحريري على تأمين النصاب النيابي المطلوب في جلسة انتخاب الرئيس في 2 آذار المقبل وسعيه الدؤوب لجمع اكبر عدد من النواب ليظهر للجميع مدى صدق كتلة "المستقبل" وتصميمه على انتخاب رئيس اليوم قبل الغد واحراج كل من لا يحضر الى المجلس وخصوصا نواب كتلتي "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" الذين لن يتوجهوا الى ساحة النجمة في هذا اليوم. ويفعل الامر نفسه مرشح الحريري النائب سليمان فرنجية. وعلى سيرة فرنجية، فإن عون لا يوجه اي اشارة سلبية ضد حليفه نائب زغرتا، الذي لا يوفره العونيون في القيادة والقواعد في مجالسهم من سهام النقد واتهامه بالوقوف ضد اجماع الكتلة الكبرى من المسيحيين. ويواصل عون على جاري عادته في الاشهر الاخيرة عقد اجتماعه الاسبوعي مع حلقة من السياسيين "المقربين جداً"، بعيداً من الاعلام حيث يتم تداول اخر المستجدات وتشريح الملف الرئاسي وخريطة التحالفات الجديدة والمرور بالطبع على الازمة السورية. وتم التوقف اخيرا امام ما يدور من معارك في حلب واريافها التي تشهد تقدما للجيش السوري. ويتحدث كل من التقى عون في الايام الاخيرة ان الرجل يتعاطى ببرودة واعصاب هادئة حيال التقارب الذي تم بين الحريري وفرنجيه ولا يخشى الجلسة المقبلة في ساحة النجمة. ولم يفاجأ الجنرال بقرار وقف الهبة السعودية،وان لا خوف على الاقتصاد. وسمع هذا الاطمئنان من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وتوجه الى من سائله بالقول " لا تخافوا على مصير الليرة" ومن دون ان ينفي التحديات الاقتصادية التي يواجهها البلد. وفي منظار الرئاسة تبقى انظار عون على حركة الحريري الذي سيكتشف – بحسب تحليل الاخير - ان جلسة الانتخاب المقبلة ستكون على غرار سابقاتها وانه لن يستطيع إيصال فرنجية الى القصر الجمهوري في بعبدا وان الحريري سيعود للبحث معه في هذا الملف العالق، ولا سيما ان الاتصالات لم تنقطع بينهما بواسطة باسيل والسيد نادر الحريري اضافة الى العلاقة الخاصة التي يحرص الوزير نهاد المشنوق على الحفاظ عليها مع الجنرال الذي ينطلق من مسلمة – قبل ان يحظى بتأييد سمير جعجع - ويؤمن بها وهي ان الانتخابات تمر في الرابية ومهما طالت رحلة السفر الرئاسي الى بعبدا.

 

القرار السعودي.. "فيتوات" رئاسية

المدن - سياسة | الأحد 21/02/2016

القرار السعودي.. "فيتوات" رئاسية لا لوصول من يعبر عن وجهة النظر الإيرانية...

قالت السعودية كلمتها بوضوح. في الموقف الداعي الى اعادة النظر بالعلاقة مع لبنان، نتيجة الهيمنة الإيرانية، ثمة "فيتو" مستتر وضعته المملكة على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، قد يحول دون وصوله إلى قصر بعبدا، حتى لو استند الى دعم مسيحي بدأ يخفت.

ليلة الجمعة – السبت كانت صادمة في أروقة الرابية. الموقف السعودي، ضرب مباشرة على وتر "التيار الوطني الحر"، خصوصاً أنه شريك أساسي في سياسات لبنان الخارجية، أو بالأحرى الأداة التنفيذية، والمسهل لإستمرار السطوة الإيرانية على القرار اللبناني.

أدرك "التيار" سريعاً أن الحملة الماضية ضد رئيس "التيار"، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، كانت تعبر ضمناً عن وجهة نظر سعودية واضحة، وأن كل الحجج التي ساقها عون، حاصراً الرفض السعودي، بوزير الخارجية السعودية السابق الأمير سعود الفيصل، ليست حقيقة، خصوصاً أن القرار أشار بوضوح الى "فيتو" يتخطى الأشخاص ليعبر عن موقف المملكة شبه الرسمي. حتى بيان الخارجية اللبنانية، لم يصدر ليعبر عن موقف الحكومة اللبنانية، أو الدولة، بل جاء في سياق تبريري، ومحاولة للتأكيد على أن "التيار" ليس طرفاً، بل يحاول المواءمة بين "الوحدة الوطنية" و"التضامن العربي"، رامياً الكرة في ملعب "البيان الوزاري" وضرورة التوافق بين القوى السياسية على ماهية السياسية الخارجية، وسياسية النأي بالنفس.  الثابت أن الموقف السعودي، أعاد خلط الأوراق رئاسياً، وحقق قوة دفع على هذا الصعيد، تضاف الى قوة الدفع التي حققتها عودة الرئيس سعد الحريري، وأوصلت رسالة واضحة، ترفض وصول من يعبر عن سياسات إيران في لبنان، وحليف "حزب الله" إلى سدة الرئاسة. وفي السياق ذاته، يضع البعض "اللطشة" الثانية التي وجهها الحريري لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والتي دعاه فيها الى سحب دعمه لعون، خصوصاً أن جعجع لطالما كرر في الماضي أن السعودية لا تضع "فيتو" على عون، كما حاول في المرة الماضية تبرير موقف باسيل، عبر دعوته الحكومة الى التوافق على معنى سياسة النأي بالنفس، لكنه هذه المرة عاد الى حضن الموقف السعودي، محملاً "حزب الله" حصراً المسؤولية. وإن لم يحمل جعجع "التيار الوطني الحر" مسؤولية ما حصل، إلا أنه فعلياً، بدا كمن يؤكد أن "التيار" لم يلتزم بالبند الذي تحدث عن علاقات لبنان الدولية والعربية، في البيان الذي أعلن عنه خلال تبني جعجع لعون في معراب مؤخراً. وفي الشق الرئاسي أيضاً، تذكّر مصادر مطلعة في "المستقبل" ل"المدن" بما تردد سابقاً عن الفرق بين عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، في إشارة الى أن عون حليف "حزب الله" وإيران، بينما فرنجية حليف نظام بشار الأسد المنهار، كما تذكر أيضاً بحديث فرنجية الأخير خلال مقابلته مع برنامج "كلام الناس" لجهة العلاقة التاريخية بين آل سعود وآل فرنجية. وتعتبر أن هذا الشق تحديداً فسر بوضوح خلال الأزمة الأخيرة. وفيما يستمر الحريري، مدعوماً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، في محاولة الضغط على النواب، للمشاركة في جلسة 2 آذار المقبل، لإنتخاب الرئيس، وعلى الرغم من أن صورة الجلسة لا تزال ضبابية، إلا ان الأكيد أن الدعوات الصادرة لإستقالة الحكومة، والإستياء السعودي من موقف رئيسها تمام سلام، بعد ان دعم باسيل، سيشكل وفق معلومات "المدن" ضغطاً إضافياً لجهة ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة لبنانية جديدة، لتجاوز الأزمة. لكن في المقابل، لا يخفي البعض أن ما حصل قد يؤدي الى مزيد من التعقيد على المستوى الرئاسي، خصوصاً أن "حزب الله"، وفق ما يقول مصدر مقرب منه لـ"المدن"، يعتبر أن القرار السعودي هو قرار مواجهة، يحرج أولاً تيار "المستقبل"، كما انه يقطع الطريق كلياً على فرنجية، ويدفعه حكماً الى التمسك أكثر بعون.

 

المعركة ضد النفوذ الإيراني إنطلقت: الحكومة والحوار في خطر!

المدن - سياسة | الأحد 21/02/2016

المعركة ضد النفوذ الإيراني إنطلقت: الحكومة والحوار في خطر! ريفي لـ"المدن": خطو الإستقالة غير منسقة مع أحد ولن نكون شهود زور

دخل لبنان في الساعات الماضية، إثر القرار السعودي بإعادة النظر في العلاقة بين الدولتين، مرحلة جديدة من المواجهة مع المشروع الإيراني في لبنان، وبدا واضحاً أن عودة الرئيس سعد الحريري، وإن كانت رفعت أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، جاءت وفق أجندة مواجهة واضحة لم تعرف بعد معالمها.

في الساعات الماضية التي استنفرت فيها قوى "14 آذار" وتيار "المستقبل" لمواجهة، ما أسماه المصدر المسؤول في الخبر الذي نشرته وكالة "واس"السعودية بمصادرة "حزب الله" لقرار لبنان، بدا أن ما حاول الحريري فعله، لجهة ترميم قوى "14 آذار"، وشد عصب شارعه، واعادة الروح الى تياره، حققه الموقف السعودي، وأكتملت العدة لإطلاق مرحلة جديدة لمواجهة النفوذ الإيراني سلمياً وسياسياً. حتى الساعة لا وجهة محددة للتصعيد من قبل "14 آذار" وتيار "المستقبل"، على الرغم من تصريح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، لجهة ترقب تحرك كبير في بيروت يعيد لبنان الى عروبته، لكنه في المقابل لا تخفي أوساط مطلعة لـ"المدن" أن التحرك سيتمحور حول ثلاثة مسارات متكاملة، أولها خلال إجتماع قوى "14 آذار"، وثانيها بحث جدي داخل تيار "المستقبل" لجهة جدوى استمرار الحوار مع "حزب الله" وضرورة وقفه، وثالثها ضغط على مستوى الحكومة.

وعلمت "المدن" أن الضغط على الحكومة أدى الى الدعوة التي اعلن عنها لإجتماع طارئ يعقد الإثنين لبحث سياسة لبنان الخارجية. لكن وزير العدل أشرف ريفي إستبق الجلسة بإعلان استقالته، لأن "الوضع لم يعد يحتمل". خطوة ريفي لا تزال غامضة لجهة إذا ما كانت تحظى بغطاء من الحريري، أو أنها خطوة منفردة، إلا ان البعض لا يخفي أن الخطوة ليست بعيدة عن توجهات "المستقبل"، خصوصاً بعد الدعوات العلنية لإستقالة الحكومة، من قبل أكثر من قيادي في "14 آذار"، لكن في المقابل ثمة من يسجل على ريفي مزايدة في شق الدفاع عن السعودية ضد النفوذ الإيراني، واستباق الموقف الموحد لتيار "المستقبل" وقوى "14 آذار"، على الرغم من أن الحريري لن يدخل في هذه المرحلة في أي سجال داخلي.

وأكد ريفي لـ"المدن" أن خطوته جاءت انسجاماً مع مبادئه، ولم تأت بالتشاور أو التنسيق مع أحد، مشيراً إلى أن "الأمر لم يعد يحتمل بعد ان أصبح البلد مطية لـ"حزب الله" ودويلته"، مذكراً بأن بند إحالة قضية ميشال سماحة الى المجلس العدلي وبعد 4 أسابيع لم يجرؤ أحد على مناقشته. مضيفاً: "لن نكون شهود زور". وإذا كان الموقف من الحوار لا يزال قيد البحث، إلا أن الموقف من الحكومة يبدو أكثر تصلباً، خصوصاً أن البعض ينقل عن المملكة استياءاً كبيراً من رئيسها تمام سلام، وهو ما يدفع عملياً اوساطه الى التزام الصمت، بإنتظار جلسة الإثنين، التي قد تحمل عوامل تفجيرية، بما أن المطلوب منها بات يتخطى قدرتها على الإستمرار، على الرغم من أن البعض يعمل على خط المواءمة بين وحدة الحكومة، ومحاولة معالجة ترسبات القرار السعودي، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلى الرغم من الموقف السعودي الواضح تجاه الحكومة، وحديث البعض عن رفع الغطاء عن الحكومة، إلا أن مصادر وزارية مقربة من سلام تؤكد لـ"المدن" أن السعودية ليست عاتبة عليه، وأنه تلقى اتصالاً هاتفياً من السفير على عواض العسيري بعد المقابلة التلفزيونية الأخيرة شكره خلاله على موقفه، لكن المصادر لا تخفي تخوفها من جلسة الحكومة الإستثنائية، معتبرة أن عقدها في هذه الظروف غير الناضجة تسرع واضح، داعية إلى إنتظار مشاركة وزراء "حزب الله" من عدمها، خصوصاً أن عدم المشاركة قد يعني السماح للحكومة بمعالجة الأمر، والمشاركة قد تعني أن الحكومة ستتعرض لخضة داخلية كبيرة. وعلمت "المدن" أن إجتماع قوى "14 آذار" سيحدد توجهات هذا الفريق، ليس على الصعيد العام فقط، وكيفية مواجهة محاولات "حزب الله" المتكررة لربط لبنان بالمحور الإيراني، بل أيضاً على صعيد الموقف من الحكومة، خصوصاً في حال رفض "حزب الله" التجاوب مع الخطوات الداعية، إلى منع الهيمنة الإيرانية. ويستذكر البعض في تيار "المستقبل" ما سمي بـ"المقاومة المدنية اللبنانية" التي أعلن عنها رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، في تشييع محمد شطح في العام 2014، والتي فشلت قبل تطبيقها، لكن اليوم الظروف مغايرة، وفق المصادر، خصوصاً أنه بات في المنطقة مشروع عربي واضح بقيادة السعودية، وهو ما كرره المشنوق في حديثه الأخير، عندما تحدث عن مقاومة المشروع الإيراني في لبنان، ورفض أن يكون لبنان شوكة في خاصرة العرب.

وعلى الرغم من تحميل البعض قوى "14 آذار" وتيار "المستقبل" مسؤولية ما حصل ويحصل في لبنان، وسيطرة "حزب الله" عليه، إلا أن مصادر هذه القوى ترى عبر "المدن" أن في ذلك الكثير من التحامل، خصوصاً أن هذا الفريق واجه المشروع الإيراني منذ العام 2005 بـ"اللحم الحي"، وسط سياسات عربية متضاربة، خصوصاً في مرحلة ما يسمى بـ"السين – سين"، وصولاً الى أزمة تيار "المستقبل" المالية مؤخراً، لكنها في المقابل، تؤكد أن هذه القوى جاهزة للمواجهة متى توفر الدعم والغطاء العربي، وهو عملياً ما تتحضر له هذه القوى، وستتضح صورته في الساعات المقبلة.

دار الفتوى على خط التصعيد!

وبإنتظار التطورات المتسارعة، دخلت المؤسسة الدينية على خط الصراع، مع إعلان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن "التطاول على السعودية أو أي دولة خليجية هو فتنة"، وذلك بعد ساعات على زيارة الحريري الى دار الفتوى، وعلى العشاء الذي جمعه بالمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في بيت الوسط، كما علمت "المدن" انه عقد في الأيام الماضية أكثر من إجتماع في السفارة السعودية مع رجال دين من الطائفة السنية.

 

سامي الجميل: وضع «حزب الله» يده على المؤسسات يمنع انتخاب رئيس

السياسة/22 شباط/16/أكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل «اننا على تشاور دائم وتواصل مع فريق 14 آذار لصياغة موقف قوي جدا يعيد الامور الى نصابها في الحكومة»، داعياً «رئيس الحكومة تمام سلام الى أن يتخذ تدابير واذا لم يتم معالجة هذا المشاكل سنجتمع نحن ورئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري لنتخذ الخطوات اللازمة». وأوضح الجميل في حديث تلفزيوني ان «لدينا خطوة تحذيرية من قبل 14 اذار، وهذه الخطوة ستكون واضحة … وبناء على جلسة الحكومة التي ستحصل غداً (اليوم) سيكون لنا موقف أيضاً»، مشيراً الى انه «كان من المفترض ان ننتخب رئيساً وتشكيل حكومة جديدة لكن وضع «حزب الله» يده على المؤسسات يمنع انتخاب الرئيس، فمن سنتين وهو يمنعنا من انتخاب الرئيس بتعطيل الجلسات وبالتالي هذه الحكومة فقدت كل شرعيتها». ولفت الى أن «قرار اسقاط الحكومة ليس سهلا اذا ما كنا حريصين على المؤسسات الدستورية»، مشدداً على «اننا حذرنا مرارا وتكرارا من محاولة زج لبنان بالصراع السوري، فهذا التصعيد بدخول «حزب الله» في المواجهة الاقليمية وزج اسمه بالصراع اليمني والعراقي والسوري خطير جداً».

 

تحركات شعبية دعماً للسعودية

بيروت – السياسة/22 شباط/16»:علمت «السياسة» أن تحركات سياسية وشعبية ستشهدها بيروت اليوم دعماً للمملكة العربية السعودية وتضامناً معها في مواجهة حملات «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» التي تستهدفها، حيث من المقرر أن تنظم تظاهرات واعتصامات مؤيدة للمملكة والدول الخليجية في مواجهة ممارسات «حزب الله» وإيران، كما ستلقى كلمات لقيادات في «تيار المستقبل» و«14 آذار» مستنكرة الحملة الظالمة التي تطال المملكة، وداعية الحكومة اللبنانية الى اتخاذ قرار حاسم وحازم برفض ممارسات «حزب الله» وحلفائه ضد الاشقاء الخليجيين الذين لم يقصروا في مساعدة لبنان وشعبه منذ عشرات السنين.

 

مرجع بارز يحض سلام على زيارة الرياض

السياسة/22 شباط/16/تعليقاً على القرار السعودي القاضي بتجميد هبة الـ4 مليارات دولار لتسليح الجيش والقوى الامنية اللبنانية، دعا مرجع بارز عبر “السياسة”، أمس، رئيس الحكومة تمام سلام إلى المبادرة على الفور بإجراء الاتصالات اللازمة مع القيادة السعودية من أجل تحديد موعد للقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى يمثل كافة القوى السياسية التي تتشكل منها الحكومة باستثناء وزراء “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” من اجل توضيح موقف لبنان بشكل علني حيال كل القضايا والمشكلات والتصرفات غير المسؤولة التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل بمعارضته الاجماع العربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب.

 

وزير خارجية البحرين: على لبنان أن يختار بين اتنمائه للعرب والتعايش مع الإرهابي العميل

السياسة/22 شباط/16/المنامة، أبوظبي – وكالات: في أقسى رد فعل معلن بشأن تبعات قرار السعودية بمراجعة علاقاتها مع لبنان، قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إنه “على لبنان أن يختار بين انتمائه إلى أمته وأشقائه أو التعايش مع الإرهابي العميل الذي يضر بمصلحته وكيانه أيما ضرر”، في إشارة إلى “حزب الله” وأمينه العام حسن نصرالله. وكتب الشيخ خالد في سلسة تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مساء أول من أمس، “حزب الله الإرهابي ليس عدواً للسعودية والبحرين ولكل العرب فحسب، بل هو العدو الأول للبنان. ووحدة لبنان وحضارة لبنان العربية الأصيلة”، معتبراً أنه “ليس كافياً أن “يوقف” حزب الله الإرهابي تعرضه لأشقاء لبنان لتعود المياه إلى مجاريها. لبنان أمام مفترق رئيسي وله الاختيار”. بدوره، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، إن الإمارات وصلت إلى قناعة بأن بوصلة لبنان لم تعد عربية والقرار الرسمي مخطوف. وأكد في سلسلة تغريدات على “تويتر” أن “خيار الإمارات عربي بامتياز، ووقوفنا مع الرياض في هذه الأيام الصعبة بديهي، وكما أصبحت بيروت مختطفة القرار فعواصم عربية أخرى مختطفة أو مهددة”. وأضاف في تعليقه على القرار السعودي بإيقاف مساعدات تسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني، أن المراجعة السعودية للعلاقة مع لبنان جاءت بعد جهد ديبلوماسي دؤوب. وأكد قرقاش أن “سياسة النأي بالنفس الانتقائية لم تحم لبنان، والأيادي السعودية والخليجية البيضاء لم تقابل بالوفاء والعرفان. المناورة وبيع الكلام انتهى زمنه”. وكانت البحرين والإمارات أعلنتا عن تأييدهما قرار السعودية إجراء مراجعة شاملة للعلاقات مع لبنان، وهو الموقف نفسه الذي عبر عنه مجلس التعاون لدول الخليج العربية معرباً عن أسفه لأن القرار اللبناني أصبح رهينة لمصالح قوى إقليمية خارجية، معتبراً أن موقف لبنان بات لا ينسجم مع ما يحظى به لبنان من رعاية ودعم كبير من السعودية ودول الخليج. في سياق متصل، أكد السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” الصادرة أمس، أن “السفارة السعودية في بيروت تراقب ردود الفعل اللبنانية باهتمام حيال القرار السعودي، خصوصاً من قبل الإعلام غير المسؤول الذي يخدم مصالح غير لبنانية وينتمي لجهات غير لبنانية”. وقال “باتت الصورة واضحة الآن، فهناك جهات تود تدمير لبنان، وجهات أخرى حريصة عليه وقد سمعنا خلال اليومين الماضيين أصوات هؤلاء، وعرفنا من يريد مصلحة وطنه ومن يريد جره إلى الوراء”، مشدداً على أن “الموضوع الآن هو مسؤولية لبنانية، وعلى اللبنانيين العمل من أجل منع انجرار لبنان إلى حيث لا ينتمي، وحيث لا يجب أن يكون”. واعتبر أن “موقع لبنان الطبيعي هو بين أشقائه الذين وقفوا إلى جانبه طوال السنوات الماضية من دون قيد أو شرط”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 21/2/2016

الأحد 21 شباط 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على عكس تبدل الأحوال الجوية نحو البرودة والتدني في الحرارة نهاية الأسبوع، ارتفعت في الساعات الماضية حرارة التطورات والمواقف السياسية، مسجلة سخونة ملحوظة على خطين متلازمين: اشتعال المواقف المتقابلة حيال حيثيات قرار الرياض وقف العمل بالهبة السعودية، لتزويد الجيش اللبناني أسلحة ومعدات. وتشعب المواقف ذات الصلة باستقالة وزير العدل أشرف ريفي من الحكومة. ريفي الذي رفض البقاء شاهد زور، اتهم "حزب الله" وإيران بالغطرسة ومحاولة التسلط على مفاصل السلطة في لبنان، معتبرا أنه من الوهم افتراض نجاح هذه المحاولة، ومؤكدا استمرار التواصل الجيد مع الرئيس سعد الحريري.

الدكتور جعجع من جهته، وجه تحية إلى ريفي. وفي الوقت نفسه دعا، خصوصا الثامن من آذار، للنزول- هم وكتلة "القوات اللبنانية"- لانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية.

في المقابل، صدرت مواقف عدة تدور في فلك الثامن من آذار، تبدي عدم الأسف على استقالة ريفي من الحكومة. في حين آثرت شخصيات أخرى أساسية وفاعلة في 8 آذار، عدم التعليق.

في أي حال، عشية جلسة استثنائية وحساسة لمجلس الوزراء غدا للبحث في التطورات، وفي مقدمتها مسألة القرار السعودي، وبعد ساعات قليلة من استقالة الوزير ريفي، عقدت قوى 14 آذار اجتماعا طارئا مساء اليوم في "بيت الوسط"، حيث حضر إلى الرئيس الحريري والرئيس السنيورة: رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل ورئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون وشخصيات سياسية أخرى. الدكتورجعجع لم يحضر وتمثلت "القوات اللبنانية" بالنائب جورج عدوان والأستاذ ملحم رياشي، ويشارك في اللقاء أيضا النائب مروان حمادة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

فجأة، احتل التوتر السياسي المساحة اللبنانية، وكبر ككرة ثلج لا مسار لتدحرجها، ولا أفق.

وزير العدل أشرف ريفي استقال، وقوى 14 آذار مضت على طريق التصعيد السياسي بالمفرق، قبل ان تلم الشمل لإعلان الموقف من "بيت الوسط" بالجملة. شخصيات 14 آذار باعدت بينها الخيارات الرئاسية، وقربتها الأزمات كالعادة. لكن رئيس "القوات" سمير جعجع لم يحضر الاجتماع، ما يعني انه لا يزال مستاء من طروحات "المستقبل" وكلام الرئيس سعد الحريري.

هل هي حملة سياسية محددة الأهداف والنتائج، أم أنها وليدة السجال الذي حصل بعد إيقاف المساعدات السعودية؟. الأهم: ما هي حدود التصعيد؟، من له مصلحة بهز الاستقرار السياسي والأمني؟، ومن يضمن عدم الانفلات الداخلي ونقل البلد نحو أزمة مفتوحة على كل صعيد؟.

كل الاحتمالات واردة في زمن الذروة بالاشتباك الإقليمي، لكن مصلحة اللبنانيين تقضي بحل الأزمات بعقلانية وهدوء وروية، وهو ما يفترض ان يحل غدا على طاولة مجلس الوزراء في جلسة استثنائية مخصصة للبحث في السياسة الخارجية للحكومة.

سوريا، يقترب موعد وقف إطلاق النار، بشروط حددتها دمشق لمنع تفلت أو تمدد الإرهابيين على المساحة السورية. لكن الإرهاب نفسه استهدف حمص وريف دمشق بتفجيرات دموية تبناها تنظيم "داعش"، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين السوريين المدنيين. تلك التفجيرات لا تمنع الجيش السوري من التقدم بكل الاتجاهات، وسط انهيار جميع الجماعات المسلحة في الأرياف الشمالية تحديدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الضياع والتخبط وفقدان التوازن الكامل، هو الذي يحكم المشهد السياسي لمملكة الخير وجماعتها من الرياض الى بيروت.

حسابات خاطئة ورهانات فاشلة، معطوفة على عناد المبتدئين ومراهقي السياسة، بحيث لا يعرف المتابع علام يبني هؤلاء قراراتهم وسياساتهم إن وجدت.

قديما، قالت الحكمة: إذا وجدت نفسك في حفرة فالقاعدة الأولى أن توقف الحفر حتى لا تقع عميقا فيها. ويبدو أن هؤلاء يطبقون هذه القاعدة عكسيا بتدارك عداد خساراتهم من اليمن إلى العراق وصولا إلى سوريا، عبر مراكمة المزيد من الخسارات.

وكذا حال جماعتهم في لبنان. مشكلة هؤلاء أنهم مكشوفون بالكامل أمام كل اللبنانيين الذين ملوا حد السآمة والضجر، معزوفة الضياع والفشل التي أتقنها هؤلاء بتفنن كامل، ودأبوا على تحميل الآخرين مسؤولية فشلهم في إدارة البلاد وخدمة العباد.

ويبقى السؤال: ماذا يجري في كواليس وسراديق مملكة الخير؟، وماذا يجري لجماعتها في لبنان؟، ما الذي تحاول السعودية فعله في لبنان وخدمة لمن: للبلد، لأهل البلد، لجماعة معينة في البلد؟، وكيف يستقيم ذلك منطقيا؟.

لنأخذ الإحتمال الأخير، أي إن مملكة الخير تريد دعم جماعتها في لبنان، فهل الغاء ما سمي هبة المليارات الثلاثة يقوي فريق السعودية في لبنان، أم يزيده ضعفا ووهنا وفشلأ؟. ولنكمل الحسبة قليلا هنا، بوجه من ولمصلحة من تقدم الإستقالات؟، فهل أصبح البلد وأهله ميدانا لتصفية الحسابات الداخلية وتنفيس الإحتقانات والتشنجات المناطقية، من خلال توزيع جرعات التوتير والتهويل في الطرقات وعلى المنابر؟.

لهؤلاء نقول : كفاكم ابتزازات سياسية، أوقفوا حملات التهويل المبرمجة لأن ذلك لن يفيدكم في شيء، وعودوا إلى الإحتكام للغة المؤسسات ومنطق الدولة وسياساتها التي طالما أرهقتم الجميع بأسطوانة التغني بالعبور إليها، فإذا أنتم أول الخارجين منها وعليها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

فجأة حصل ما لم يكن متوقعا، استقال أشرف ريفي فأحرج الحلفاء قبل الخصوم. المحرج الأول رئيس الحكومة تمام سلام، اذ ماذا سيفعل غدا اذا لم يتمكن من حمل مجلس الوزراء على اتخاذ قرار بحجم الموضوع السعودي، هل يستقيل بدوره فيرمي كرة النار عند سواه؟ وفي حال استقال ما ستكون تداعيات ذلك على الوضع اللبناني المهتز أصلا؟، ألا يعني ذلك اننا دخلنا زمن الفراغ الشامل، وخصوصا ان لا رئيس للجمهورية يدعو إلى استشارات لاختيار رئيس جديد للحكومة؟.

المحرج الثاني مكونات قوى الرابع عشر من آذار المشاركة في الحكومة، إذ بدا اجتماعها الليلة في "بيت الوسط" استلحاقيا، بعدما أحرجتها استقالة ريفي المفاجئة والصاعقة. في الشكل لفت غياب الدكتور سمير جعجع عن الاجتماع، أما في المضمون فالواضح ان المجتمعين سيطالبون الحكومة باتخاذ قرار واضح وصريح من الموضوع السعودي، لكنهم لن يصلوا إلى حد المطالبة باستقالة الحكومة، وهو أمر قد يخفف الحرج الواقع على الرئيس سلام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يبدو سوء الطالع رفيقا لصيقا لعودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت، ففي خلال أسبوع واحد من تلك العودة الطيبة، سجل التالي: في اليوم الأول كادت تنفجر بينه وبين أقطاب تحالفه السياسي. ما جعله يمضي أياما لاحقة في الزيارات والواجبات، بعيدا طبعا عن أي اعتذارات. ثم في منتصف الأسبوع الأول من العودة الميمونة، انفجرت سعوديا، ليجد العائد نفسه بين المضطر إلى الدفاع هناك، والهجوم هنا. حتى انتهى الأسبوع الأول بانفجار داخلي جدا، مع استقالة أشرف ريفي، بشكل اتهامي للحريريين، بأنهم قد تحولوا شهود زور.

لماذا كل هذه المشاكل في وجه الحريري، صاحب النيات الطيبة والإرادات الخيرة؟ التسلسل الزمني لقضية ريفي معبر جدا لهذه الناحية، ففي منتصف تشرين الثاني الماضي، اتفق الحريري مع سليمان فرنجية، رفض ريفي. ثم ذهب إلى السعودية، حيث قيل إنه سمع كلاما مطمئنا من البعض في الرياض. عاد ريفي ليصعد في قضية ميشال سماحة، لكن الحريري رفع وتيرة صده له.

اليوم حصل الطلاق بين الرجلين. هل هي قصة رئاسة أو وزارة أو عدالة؟ في شتى الحالات يظل مؤكدا أنها قصة مناخ ضبابي كثيف، مع رياح خمسينية صحراوية، مصحوبة بأمطار وأخطار، على طريق الرياض- بيروت. غدا سيحاول تمام سلام تشغيل "مساحات" حكومته، لكشح زجاجها الخلفي، وربما الأمامي، من أجل رؤية رجعية أفضل. في الانتظار، مطلوب توخي الحذر في القيادة، وعدم الانتقال من موقع إلى آخر، ولا حتى في حالات الضرورة القصوى...أما لجهة سلاح الجيش، فينصح بالاتكال على ال"ديليفيري" الأميركي، حتى تنقشع الأجواء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

انفجرت واختلط حابل الاستقالة بنابل الحكومة. لكن السؤال الكبير هو: ماذا بعد استقالة الوزير أشرف ريفي؟، كيف ستستمر الحكومة؟، ماذا عن تمسك الوزير ريفي باستقالته وأيده وزراء آخرون؟، هل قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، وماذا عن الفريق الذي ينتمي إليه؟.

حين خرج الوزير ريفي من جلسة مجلس الوزراء، عاجله الرئيس سعد الحريري بتغريدة انتقدت خطوته. اليوم ضرب الوزير ريفي ضربة أقوى بكثير من ضربة الخروج من جلسة مجلس الوزراء، لكن الصمت لف "بيت الوسط"، ربما أخذا للوقت لاستكشاف أبعاد خطوة الوزير المشاكس.

في المقابل، فتحت استقالة ريفي جبهة مواجهة مع 8 آذار، لعل أعنفها مع الوزير وئام وهاب الذي لوح بالمطالبة بالمؤتمر التأسيسي.

هكذا تتلاحق الزلازل، حكومة تترنح وتتهاوى، رئاسة جمهورية شاغرة، والوصول إلى جلسة الثاني من آذار، مثله مثل الوصول إلى أي جلسة سابقة.

تأتي كل هذه التطورات، في وقت يغرق البلد في النفايات، من دون أن تلوح في الأفق أي معالجة بعدما سقطت كل المعالجات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

وغدا يوم آخر. لبنان كان وسيبقى عربيا، وهو أمر حسمه شعبه، ودستوره الذي ينص في بنده الثاني من مقدمة الدستور على انه عربي الهوية والانتماء. أما المملكة العربية السعودية، مملكة الحزم والخير، ومعها دول الخليج، فهي لم تتغير تجاه لبنان. لكن بعض القوى السياسية في لبنان، وعن سابق تصور وتصميم، أساؤوا للمملكة، وعبرها لكل العرب وبالدرجة الاولى للبنان، حين نفذوا سياسات ايران المعادية للعرب.

غدا يوم آخر. قوى 14 آذار المجتمعة في "بيت الوسط"، سترسم حدود الدفاع عن العروبة. ومجلس الوزراء غدا سيجتمع استثنائيا ليناقش مستلزمات إعادة الثقة للعلاقات بين لبنان والمملكة ودول الخليج، كما قال الرئيس تمام سلام الذي أكد عدم وجود تغطية لمواقف وزير الخارجية جبران باسيل.

غدا يوم آخر. مجلس الوزراء سيجتمع بلا وزير العدل أشرف ريفي، الذي قدم استقالته اليوم، قائلا إنه باق في مواجهة الدويلة.

غدا يوم آخر. المتورطون بدماء السوريين والمعتدون على سمعة دول الخليج والمملكة السعودية، والخائنون لعروبة لبنان، الذين كفروا العرب واتهموهم بالعمالة لإسرائيل، هؤلاء بدأ فصل جديد من خطاياهم التاريخية. فها هم يجهدون لعزل لبنان عن محيطه وتاريخه وحاضره ومستقبله، ويهددون اكثر نصف مليون لبناني يعملون في الخليج. أليس قطع الأرزاق من قطع الأعناق؟، غدا يوم آخر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وأذكر أيها الوزير إنك من المحاور وإلى المحاور تعود. أشرف ريفي خارج وزارة العدل، بقرار معلل عدد فيه كل الأسباب الموجبة للاستقالة، إلا السبب الأول والمتعلق حصرا بأنه لم يعد يمثل سعد الحريري.

فقد استند ريفي في قرار التنحي، إلى دويلة "حزب الله" وتعطيل حلفائه المؤسسات الدستورية، وعرقلة إحالة ملف سماحة إلى المجلس العدلي، وتدمير علاقات لبنان مع السعودية، وخروج الوزير باسيل عن الاجماع العربي. وعبأ بيانه بكل ما لذ وطاب من موجبات تقزم "حزب الله"، بيد انه لم يصارح اللبنانيين، وجمهوره على وجه الخصوص، بالسبب الوحيد لخروجه عن اجماع بيت الحريري، ومزايدته على الرئيس العائد تارة بقراءة الفاتحة على ضريح الشهيد، وطورا بمقاطعة زيارة الحريري إلى طرابلس، وأغلب الأحيان بالعزف المنفرد على ملف سماحة.

اليوم وضع ريفي الحد لنفسه، بعدما لفظه زعيم "المستقبل" بتغريدة واحدة، وسحب منه الهبة الوازرية. لكن كان لا بد للوزير المغادر أن يبحث عن أسباب تدريك "حزب الله" ثمن الاستقالة، قبل ان يعود إلى محاوره سالما ويتفرغ لمواجهة الدويلة، كما قال، معلنا في حديث تلفزيوني انه سيقلب الطاولة على الحزب، علما ان طاولات الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" على موائد عين التينة، سمن على عسل، وغالبا ما يتبرأ ممثلو "المستقبل" من تطرف ريفي ولا يتبنون جنوحه نحو التصعيد.

ريفي جمع المناصرين حول منزله شمالا، فيما التأمت طاولة الرابع عشر من آذار في "بيت الوسط" للبحث في تداعيات الغاء الهبة السعودية للبنان. على ان يجتمع مجلس الوزراء صباح غد على النية ذاتها، مع تحريك آليات وزارة الداخلية، ووعد من الوزير نهاد المشنوق إلى العرب بتحرك كبير في بيروت يعيد ثقتهم بعروبة اللبنانيين.

وعلى جلسة المجلس غدا، قبول استقالة وزير العدل قبل تكليف وزير بالانابة. ومعلوم ان السيدة أليس شبطيني العم هي وزيرة العدل بالوكالة، وإذا ما قرر المجلس اعتماد هذا الخيار، فإننا سنكون أمام خير خلف لأسوأ سلف، بحيث تعطى الحقيبة لسيدة مختصة وصاحبة تجربة طويلة في القضاء كان آخرها القضاء العسكري، وبتسلمها وزارة من شؤونها، يكون ريفي قد تلقى الصفعة مرتين، لاسيما وان الشبطيني حيدت السياسة عن ملف ميشال سماحة ونطقت بالقانون.

لكن يبقى للحكومة ثتبيت تكليف الشبطيني، فيما سيكون المجلس منشغلا غدا بمناقشة العلاقات مع المملكة، والتي استبقها "حزب الله" اليوم بموقف للنائب حسن فضل الله يضع فيها الهبات السعودية في خانة الكلام بكلام، مصوبا على ان البيان الوزاري الذي يحدد اتجاه السياسة العامة للدولة، وليبق صراخهم وتهويلهم في الهواء.

ولكن سياسة اسرائيل يبدو انها تحدد هواء المنطقة، إذ كشفت صحيفة "هآرتس" عن نظرة تل ابيب بإرتياح الى قرار السعودية الغاء المساعدات للبنان. فيما كان الخبر اليقين لدى ال"لو موند" الفرنسية التي تكشف عن سبب الالغاء الحقيقي باعتبار فرنسا صاحبة الشأن في توقيع الاتفاقيات.

وعلى ما تقدم، لا عزاء للاستقالات، فذات قرار استقال نجيب ميقاتي من الحكومة اكراما لأشرف ريفي. أما اليوم فقد ولى زمن المكرمات، وليس لدى وزير العدل إلا رفع المتاريس من طرابلس، وتزعم أول محور.

 

شمعون: الطائفية في بلادنا هي السبب الأساسي لكل الحروب وهي التي رسمت الدويلات بعيدا من الدولة

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - عقدت منظمة الطلاب في حزب "الوطنيين الأحرار"، لقاء مع رئيس الحزب النائب دوري شمعون في مفوضية الحزب في جديدة المتن، شارك فيه إضافة إلى شمعون مفوض المتن جوزف كرم، عضو المجلس الاعلى جورج نعمان، الاستاذ فيليب المعلوف، الاستاذ ادغار ابو رزق، رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام، رئيس منظمة الشباب والرياضة طوني نجم، وعدد كبير من رؤساء الفروع ومحازبين، وحشد طالبي كبير من مختلف بلدات المتن. بداية النشيد الوطني ثم تحدث درغام فأكد "ضرورة إجراء الإنتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية، رافضا إلغاءها تحت أي ظرف من الظروف". وإذ وضع إمكانات الطلاب في تصرف رئيس الحزب الذي يعمل على نهضته على كل المستويات، وعد ب "إجراء المزيد من اللقاءات الطالبية في كل المناطق، بخاصة وأن الحزب سوف يتابع كل الملفات المطروحة كالنفايات والكهرباء والجامعة اللبنانية وغلاء الأقساط في المدارس والجامعات الخاصة". بعدها، ألقى كرم كلمة اعتبر فيها "أن دوري شمعون هو أيقونة في هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي تعمل وفقا لمصالحها، هو الذي رفض أي منصب له أو للحزبيين في ظل الوصاية السورية". وإذ حيا أرواح الشهداء "الذين يشكلون عصبا للوطن"، أكد "أن الحزب مستمر في نضاله هو الذي ينتشر في المتن ولبنان ولديه نشاطات على كل المستويات".

شمعون

وأخيرا، تحدث شمعون فطلب من الشباب أن يسفيدوا من التكنولوجيا الموجودة بين أيديهم لتحقيق أهداف الحزب. أضاف: "نحن حزب لا يميز بين الطوائف والمناطق والعائلات، فكلنا نحمل الهوية اللبنانية، فليصل كل شخص كما يريد شرط عدم إختلاط الأمور، الطائفية في بلادنا هي السبب الأساسي لكل الحروب، هي التي رسمت الدويلات بعيدا من الدولة، هي التي قتلت البلد، لكننا في حزب الوطنيين الأحرار نحب ونقدر كل الطوائف ونعمل لمنع أي طائفة من الإعتداء على اخرى تماما كما يحصل الآن، إذ يشعر البعض أن لديه من القدرة ما يسمح له بالتعدي على حقوق الآخرين وهذا ممنوع". وختم شمعون: "نحن معكم وعلى استعداد لمساعدتكم وعليكم ان تلعبوا الدور المطلوب". وختاما، شرب الجميع نخب المناسبة.

 

"حزب الله" و"الوطني الحر" في احضان ولاية الفقيه... ماذا بعد القرار السعودي؟

 خالد موسى/ موقع 14 آذار/٢١ شباط ٢٠١٦

 بعد أيام على خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي تهجم فيه على السعودية وقرارها بالتدخل العسكري في سوريا وبعد القرارت الأخيرة التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بعدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد، اتخذت السعودية قراراها بإيقاف المساعدات المقرّرة لتسليح الجيش اللبناني. السياسات "الرعناء" التي أدت الى ما أدت إليه اليوم نتيجة إخراج لبنان من الحضن العربي ورميه في حضن ولاية الفقيه، بحسب ما وصفها الرئيس سعد الحريري، ستؤدي في حال عدم وقفها ووضع حد لها الى مزيد من التدابير التي تهدد مصالح آلاف العائلات اللبنانية. فكيف ستكون إرتدادات القرار، وما المطلوب اليوم لإعادة لبنان الى الحضن العربي؟

مهاجمة المملكة ونكران الجميل

في هذا السياق، اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان، في حديث لموقع "14 آذار" أن "مسؤولية القرار وغيره في الآتي من الأيام يتحمل مسؤوليته من لا يترك أي مناسبة إلا ويهاجم المملكة العربية السعودية ويشن عليها الحملات ومن يحاول إخراج لبنان من الحضن العربي ورميه في حضن ولاية الفقيه"، مشدداً على أنه "منذ عشرات السنوات والمملكة تقدم يد الخير والعون للبنان، فهل هكذا يكون رد الجميل للمملكة التي لم تقابلنا في أي يوم من الأيام سوى بعاطفة الأخ الأكبر وهل يكون رد الجميل بالهجوم الشرس عليها وعدم الوقوف معها في جامعة الدول العربية ومؤتمر دول التعاون الإسلامي تنفيذا لأجندة إقليمية متمثلة بالمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة".

خسارة مكرمة غير مسبوقة

وأشار الى أنه "من المؤسف أن نصل الى ما وصلنا اليه اليوم نتيجة بعض السياسات الخاطئة والمتهورة"، معتبراً أن "خسارة لبنان لأكبر مكرمة غير مسبوقة في تاريخه هو أمر مؤسف جداً، فهذه المكرمة كانت غير مسبوقة في تاريخ لبنان في ما يخص دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية وعندما قمنا بوضع الخطة الخمسينية لتأمين مستلزمات الجيش على سنوات عدة لم نصل الى هذا الرقم على الإطلاق".

البلد رهينة بيد "حزب الله"

وقال: "للأسف البلد أصبح اليوم رهينة للحزب واللبنانيون اليوم هم الضحية ويدفعون ثمن هذه السياسات"، لافتاً الى ان "هناك مسؤولية كبيرة على الحكومة لإتخاذ موقف واضح من أجل تصحيح هذا الموضوع، لأن ما تم إتخاذه من قرارات من وزير الخارجية كان أمرا فاضحا وخروجا للبنان عن الإجماع العربي ونكرانا للجميل من خلال عدم الوقوف الى جانب المملكة وإدانة التعرض لسفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، مع العلم أن هناك اصواتا إيرانية خرجت ونددت بهذا الإعتداء في ما بعض اللبنانيين يكابرون تحت حجة سياسة النأي بالنفس".

النأي بالنفس

وأوضح أن "النأي بالنفس لا يكون بالخروج عن الإجماع العربي تحت عنوان عدم التدخل في الصراعات الإقليمية فيما حزب الله إستباح هذه السياسية ودخل الى آتون المعترك الإقليمي في سوريا آتياً بالخارب والدمار على لبنان واللبنانيين"، مشيراً الى أن "الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات ولكن المملكة لا تتعامل بسياسة رد الفعل ولا يمكن ان تقدم على طرد اي موظف لديها من الجالية اللبنانية يلتزم بقوانينها، وهي ستستهدف فقط من يستهدفها ويتهجم عليها".

لإطلاق صرخة

وشدد على أن "لبنان للأسف أصبح رهينة حزب الله وولاية الفقيه، وعلى كل الأطراف التي تنضوي تحت لواء الحرية والسيادة والإستقلال الإنتفاض بوجه هذه الهيمنة وإطلاق صرخة مدوية يسمعها العرب والعالم بأن لبنان اصبح رهينة بيد فصيل ولاية الفقيه في لبنان والمتمثل بحزب الله".

لبنان الديبلوماسية

من جهته، اعتبر عضو كتلة "الكتائب" النائب إيلي ماروني، في حديث لموقعنا، أن "من يتحمل مسؤولية اتخاذ مثل هذه القرارات من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي هو من فرط بثوابت لبنان الديبلوماسية التاريخية بضرورة الوقوف الى جانب الإجماع العربي وعدم نكران الجميل الذي قدمته هذه الدول الى لبنان حكومة وجيشاً وشعباً طيلة السنوات الماضية"، مشيراً الى ان "ما اقدمت عليه السعودية كان أمراً متوقعاً خصوصاً بعد أن قامت خارجيتنا بعدم الوقوف الى جانبها في العديد من المحطات ونكران جميل كل ما قدمته المملكة للبنان من مساعدات مالية لدعم غقتصاده والقطاع السياحي وغيرها من الأمور".

لتحديد إطر السياسة الخارجية

ولفت الى أن "المملكة ليست بجمعية خيرية، فكيف لها أن تعطينا مكرمات وجمهوريتنا تهاجمها ولا تقف بجانبها؟"، متمنياً على "الحكومة عقد جلسة عاجلة من أجل تحديد إطر السياسية الخارجية للبلد وتوضيح موقفها وتشكيل وفود الى الدول العربية لتوضيح الموقف للأشقاء العرب حتى لا تصل الأمور الى الأسوء من ذلك".

الذهاب نحو الأسوء

وشدد على أنه "في حال إستمر الإستهتار في التعاطي مع هذا الملف من دون وعي أهميته فإننا ذاهبون نحو الأسوء"، داعياً الحكومة الى أن "تعمل بسرعة من أجل تحديد اطر السياسية الخارجية وتشكيل وفد الى المملكة ودول الخليج لتوضيح الصورة، كما أن للمملكة اصدقاء كثر في لبنان وعليهم دور كبير في المساعدة في هذا المجال، لأن لبنان لا يمكنه تحمل أي أزمات جديدة".

 

وزير العدل اللواء أشرف ريفي يعلن استقالته من الحكومة

الأحد 21 شباط 2016

صدر عن وزير العدل اللواء أشرف ريفي البيان الآتي: "أيها اللبنانيون،

 يمر وطننا لبنان بواحدة من أصعب المراحل التي عاشها في تاريخه الحديث، جراء أزمة وطنية تسببت بها قوى الامر الواقع، التي تكاد تطبق على الدولة ومؤسساتها. وقد أدى سلوك هذه القوى الى إدخال الدولة في مرحلة التفكك والفراغ، وصولا الى تشويه الهوية الوطنية وتعريض سيادة لبنان واقتصاده ومستقبله وعلاقاته الدولية والعربية لأفدح الاخطار.

واليوم وامام هذا المشهد الصعب الذي نعيشه، حيث وصل العبث بالدولة ومؤسساتها الى مستويات خطيرة، وامام التعطيل الذي فرضه حزب الله وحلفاؤه داخل الحكومة وخارجها، بدءاً من الفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات الدستورية اللبنانية وضرب الحياة السياسية، مروراً بعرقلة إحالة ملف احالة ميشال سماحة الى المجلس العدلي في محاولة سافرة إحكام السيطرة على القضاء عبر المحكمة العسكرية، وليس انتهاء بتدمير علاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية، وسائر الاشقاء العرب للمرة الأولى في التاريخ اللبناني الحديث. وكأنه لا يكفي اللبنانيين استمرار مهزلة ملف النفايات، التي تزكم انوف اللبنانيين وتضرب صحتهم، وهم رأوا امام اعينهم عجزاً وتسابقاً معيباً على المغانم، فيما كان يفترض حسم هذه القضية منذ اليوم الاول رحمة بهذا البلد الجميل الذي تمعن السياسات الخاطئة والتآمر عليه في تشويه صورته أمام اللبنانيين والعالم.

من موقعي كوزير في هذه الحكومة عاينت ما يعجز اللسان عن وصفه. واليوم أصارح اللبنانيين بأن ما وصلت اليه الامور جراء ممارسات دويلة حزب الله وحلفائه لم يعد مقبولاً، والاستمرار في هذه الحكومة يصبح موافقة على هذا الانحراف، او على

الاقل عجزا عن مواجهته، وفي الحالتين الامر مرفوض بالنسبة لي.

إن ما حصل في قضية ميشال سماحة، كان جريمة وطنية يتحمل مسؤوليتها، حزب الله حصراً، وهو غطى القاتل وحوله الى قديس جديد، عندما عطل هو وحلفاؤه نقل الملف الى المجلس العدلي.

وبغض النظر عن المسؤولية جراء العجز عن مواجهة الحزب داخل الحكومة، والتمسك بهذا المطلب الوطني، فإن النتيجة واحدة، وهي ان هناك طرفاً مسلحاً يهيمن على قرار الحكومة، ويحولها كلما اقتضت مصلحته الى جثة هامدة.

لقد أخذت على عاتقي بعد تعذر نقل ملف سماحة الى المجلس العدلي، أن اتوجه بهذا الملف الى المحكمة الجنائية الدولية، وساستمر مع الشعب اللبناني في متابعة هذه القضية حتى النهاية، وأدعو جميع اللبنانيين الى التوقيع على العريضة الوطنية، لمحاكمة سماحة في القضاء الدولي على الجريمة التي ارتكبها.

أيها اللبنانيون،

لم يكن ما حصل في قضية سماحة الا نموذجاً عن محاولات الغطرسة والهيمنة على قرار الحكومة، التي تم تعطيلها لأشهر، على مذبح المطالب العائلية والمنفعية.

لقد استعمل حزب الله هذه الحكومة، في سياق ترسيخ مشروع الدويلة، حيث أراد تحويلها الى أداة من ادوات بسط سيطرته على الدولة وقرارها. وفي هذا الاطار يأتي ما فعله وزير الخارجية جبران باسيل في جامعة الدول العربية، ليعطي مثلاً صارخاً، عن ممارسات دويلة حزب الله، التي لا تقيم اعتباراً للبنان ومصلحته. فقد تجرأ بطلب من حزب الله على الاساءة للمملكة العربية السعودية، وصوّت ضد الاجماع العربي، وامتنع عن ادانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران. والمؤسف أن احداً من المعنيين لم يلجم هذا التصرف المعيب، الذي ادى الى تخريب علاقة لبنان بأقرب الاصدقاء اليه وهي المملكة العربية السعودية وسائر الدول العربية. انني ومن موقع المسؤولية الوطنية، وكمواطن لبناني حريص على بلده، اعلن رفضي التام لهذه الاساءة، واطالب الحكومة بالحد الادنى بتقديم اعتذار للمملكة وقيادتها وشعبها، لا بل ادعوها الى الاستقالة، قبل ان تتحول الى اداة كاملة بيد حزب الله. واؤكد اننا سنبقى لبنانيين عرباً، وأن المملكة ستبقى بالنسبة لنا، البلد الصديق الذي وقف معنا في احلك الظروف، وأن قيادتها ستبقى بالنسبة لنا، عنواناً للوفاء والشهامة العربية الاصيلة.

أيها اللبنانيون،

لم تكن مشاركتي في هذه الحكومة هدفاً بحد ذاته، بل كانت تعبيراً عن إرادتي بأن أخدم وطني وأهلي، بكل ما املك من جهد وعزيمة، وبكل ما اعطاني الله، كي اكون عند ما يطمح اليه اللبنانيون، من عزة وكرامة وامل لوطنهم، فهذا الوطن وهذا الشعب يستحق منا الكثير.

لكن اليوم، وكما دائماً، اجد نفسي امامكم في موقع المصارحة الكاملة، وأقول:

أردنا هذه الحكومة حكومة ربط نزاع، كي لا ندخل في الفراغ الكامل، فارادوها مطية لتنفيذ مشروعهم المدمر.

اردنا هذه الحكومة حكومة تمنع الانهيار الاقتصادي وتنقذ ما تبقى، فامعنوا في تعطيلها، وحرموا الناس من الامل بحد ادنى من انعاش الوضع الاقتصادي، فتراجعت الخدمات الاساسية، في كل القطاعات الحيوية للمواطن.

أردنا هذه الحكومة سداً امام استباحة الدولة وسيادتها، فاستعملوها، لتخريب علاقات لبنان، وضربوا عرض الحائط بسيادة الدولة وهيبتها.

أيها اللبنانيون،

لم اعتد على التهرب من المسؤولية، بل تحملتها في أصعب الاوقات، وسأبقى. سأبقى الى جانبكم اناضل في سبيل وحدة لبنان وسيادته وكرامته، لكنني لن أقبل بأن اتحول الى شاهد زور، ولن اكون غطاء لمن يحاولون السيطرة على الدولة والمؤسسات.

لذلك اتقدم منكم ومن الرئيس تمام سلام باستقالتي، وأنا على عهد شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز، باق، في مواجهة الدويلة،والاستمرار معكم أيها اللبنانيون الشرفاء بمعركة إنقاذ لبنان، وانا على ثقة بأن لبنان الدولة سينتصر بكم ولكم، مهما كثرت الصعاب".

 

المسار اللبناني: مؤيدي وأنصار الشهيد رفيق الحريري ليسوا تابعين لحزب أو تيار شمولي

حركة المسار اللبناني/المكتب الإعلامي/ طرابلس في 21 شباط 2016

أعلن رئيس حركة المسار اللبناني السيد نبيل الأيوبي تأييده لخطوة وزير العدل اللواء أشرف ريفي في إعلان تقديم إستقالته، وأن اللواء ريفي تحمل أكثر ما يمكن من أداء سياسي إنهزامي جعل من المتغطرسين يتمادون في أخذ البلد إلى ما وراء الحدود وبات اللبنانيون عرضة لكل أنواع المتاعب والمشقات التي أنهكت كاهلهم وجعلت بينهم خطوط تماس تتأثر بأي جدل خارجي. وأضاف الأيوبي، إننا نلقي التحية لهذا اللواء الذي لم يترجل يوما عن صهوة حصان القانون ولا الدستور، وهو الحامي للدولة في كل الظروف الزمانية والمكانية، ومن لديه عكس ذلك فليواجهه، وما إستقالته إلا مطلبا شعبيا ولو ضمنيا، لأن اللبنانيين المتفهمين لهذا الموقف لا يقبلوا بغير هذا على الأقل. وختم، رفعنا شعارا من قبل، أن لا صوت يعلو فوق كلمة الحق والعدل، وتمسكنا بها بعد إعلان تيار المستقبل أن لا صوت يعلو فوق كلمة سعد الحريري، ولا زلنا نحمل هذا الشعار ونؤكد عليه، لأننا نؤمن أن لا صوت يعلو فوق كلمة الحق، بكل معانيه، ومؤيدي وأنصار الشهيد رفيق الحريري ليسوا تابعين لحزب أو تيار شمولي.

 

سليمان: علاقة لبنان بالسعودية لا ترتبط بأي بدل

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - اكد الرئيس ميشال سليمان "أن علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية لا ترتبط بأي بدل، فالسعودية لطالما وقفت بجانب لبنان في العديد من المواقف"، متمنيا "الا يصبح هناك نقمة بين الجانبين". ورأى سليمان في حديث تلفزيوني "أن العلاقة مع السعودية يجب ان تكون صلبة"، متسائلا "لماذا نطلب من السعودية أن تتفهمنا ولا نطلب ذلك من ايران؟". ولفت الى أنه "كان يمكن الموافقة على قراري منظمة التعاون الخليجي في جدة والقاهرة"، مشيرا الى "أن من يقول ان الهبة السعودية هي ارتهان للقرار اللبناني ورهن الجيش، غير صحيح، فالسعودية لطالما ارادت الحفاظ على الجيش الذي يمثل وحدة اللبنانيين". وشدد على "ان لبنان حاجة عربية وبحاجة إلى الدعم العربي في آن"، مشيرا الى "أن العرب تبنوا قضية لبنان الذي يتميز عن كل دول المنطقة" مؤكدا "أن السعوديين لن يتخلوا عن لبنان، ونحن نريد تحسين العلاقة بدون شروط". وأعرب عن اعتقاده ان الهبة ستعود. كما رأى "أن هذا القرار وكأنه أول ضربة للاستراتيجية الدفاعية"، معتبرا "أن الجيش خسر خسارة كبيرة".

 

جلسة استثنائية لمجلس الوزراء غدا لبحث الامور الطارئة

الإثنين 22 شباط 2016 /وكالات/يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية عند العاشرة من صباح اليوم، في السرايا الحكومية، للبحث في الامور الطارئة.

 

جعجع: أحيي ريفي على موقفه

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - حيا رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع "وزير العدل اللواء أشرف ريفي على موقفه باعتبار أنه ومن دون أي حسابات سياسية، في مكان ما، يجب على احدهم أن يأخذ موقفا، ولاسيما بعد ما آلت إليه الأمور في العلاقة مع المملكة العربية السعودية وموضوع محاكمة ميشال سماحة، فهناك بعض النقاط التي تفرض على الشخص أن يأخذ موقفا". وقال في مداخلة هاتفية عبر الmtv: "من خلال تركيبة الحكومة كان من المعلوم إلى أين ستؤدي، وأتمنى أن تؤخذ هذه الإستقالة في الإعتبار، إذ ممنوع على أحد أن يضرب علاقة لبنان مع الدول الصديقة". أضاف: "نحن لا نتشاطر على أحد، فلو افترضنا ان الوزير جبران باسيل قد أخطأ، كان الأجدى بالحكومة ان تستدعيه وتطلب منه شرحا، ولكنها لم تفعل لذا اليوم على الحكومة تحمل مسؤوليتها". وتابع: "هناك عدد كبير من وزراء 14 آذار داخل الحكومة وعليهم أن يطرحوا وجهات نظرهم من نقطة محاكمة سماحة والعلاقة مع السعودية". وفي ملف الانتخابات الرئاسية، جدد جعجع التذكير ان "كل 8 آذار رشحت العماد ميشال عون واليوم أضيفت إليها أصوات كتلة القوات اللبنانية، فلماذا لا يكمل فريق 8 آذار بما بدأ به"؟.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

التقدمي: جنبلاط لم يدل بأي تصريح لصحيفة العربي الجديد

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - أصدرت مفوضية الإعلام في "الحزب التقدمي الإشتراكي"، البيان الآتي: "تناقلت وسائل الإعلام تصريحا منسوبا لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لصحيفة "العربي الجديد".إن النائب وليد جنبلاط لم يدل بأي تصريح للصحيفة المذكورة، وينفي تاليا كل ما ورد في مضمونها. لذلك، اقتضى التوضيح".

 

الراعي: عدم انتخاب رئيس يؤدي إلى هدم الدولة ونقدر جهود الإرادات الطيبة لترميم العلاقات مع الدول الصديقة

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: بولس الصياح، حنا علوان، يوسف سويف وعاد أبي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور وزير العمل سجعان قزي، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "لمست طرف ردائه، فتوقف للحال نزف دمها" (لو18: 47)، قال فيها: "في هذا الأحد الثالث من زمن الصوم، تتأمل الكنيسة في آية شفاء امرأة تعاني من نزيف دم منذ اثنتي عشرة سنة، وقد أنفقت كل مالها على الأطباء من دون جدوى. فعلمها إيمانها أنها إذا استطاعت أن تلمس ولو طرف رداء يسوع تشفى. وهذا ما حصل في الواقع: "فلما لمست طرف ردائه، توقف للحال نزيف دمها" (لو18: 47).

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ملتمسين فيها من الله أن يشفي كل مريض ينزف في صحته، وأن يشفي كل واحد وواحدة منا من أي نزيف يعاني منه. أكان نزيفا روحيا وأخلاقيا من جراء الخطايا المتكرِرة والتي لا يتوب عنها؛ أم كان نزيفا معنويا من جراء حزن على فقدان شخص عزيز، أو عدم احترام وانتهاك كرامة؛ أم كان نزيفا ماديا من جراء الفقر والحرمان؛ أم كان نزيفا وطنيامن جراء تعطيل المؤسسات الدستورية، والتراجع الاقتصادي، والفساد في الإدارات العامة، وهجرة خيرة قوانا الحية".

وتابع: "فيما نرحب بكم جميعا، نحيي سيادة المطران يوسف سويف رئيس اساقفة ابرشيتنا في قبرص والاب مارسيلو غالياردو الرئيس الاقليمي لجمعية الكلمة المتجسد الآتي من الارجنتين مع الوفد المرافق، ونرحب بمعالي وزير العمل سجعان قزي. ونحيِي بكثير من الأسى والألم عائلة الشاب المرحوم سهيل الحلبي، ابن الإحدى والعشرين سنة من العمر، الذي ودعناه معهم منذ حوالي أسبوعين. إننا نجدد التعازي لوالديه وشقيقه وسائر أنسبائه. ونذكره بصلاتنا في هذه الذبيحة الإلهية، راجين له الراحة الأبدية في السماء، ولأسرته العزيزة العزاء الإلهي".

أضاف: "كم آلمنا وجميع اللبنانيين مقتل الشاب المرحوم مرسيلينو ظاماطا ابن السادسة والعشرين من العمر، وقد طعنه بسكين في قلبه في ساحة ساسين، الأشرفية، مجرمان، واحد فلسطيني وواحد لبناني. هذه الحادثة المؤلمة والمدانة، التي حصلت منذ خمسة أيام، أعادت إلى أذهان اللبنانيين الجريمة الوحشية الأخرى، جريمة قتل المرحوم جورج الريف في بيروت وفي وضح النهار وعلى مرأى من سكان الحي. والقضاء يسير طريقه بشكل روتيني، وكأن هذه الجريمة وسابقتها تحتاجان إلى براهين. فبات المواطنون يشعرون بأن الدولة لا تحميهم، والمجرمون يعتبرون أن الساحة في إمرتهم ومقتل المواطنين مباح لهم ساعة يشاؤون وكيفما يشاؤون، طالما لا رادع لأحد، بل يحظى بتغطية سياسية ما. ومعلوم أن "العدل أساس الملك". ولئن كانت عدالة الأرض متعثرة، فعدالة الله قائمة إلى الأبد، وما زال صوت الله يأمر: "لا تقتل!"، ويقول لكل قاتل ما قاله لقايين: "أين أخوك؟ إن دماءه تصرخ إلي" (تك4: 9 و11). وفي كل حال يجب على الدولة أن تحمي المواطنين من القتلة والمجرمين الذين يسرحون ويمرحون. ومن أجل هذه الغاية توليها القوانين حق إنزال العقوبة القصوى (راجع كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 2267)".

وقال: "عندما لمست المرأة النازفة طرف رداء يسوع شفيت (لو8: 47).انسلت المرأة بين الجمع الغفير قاصدة يسوع بإيمان كبير، وفي قلبها شوق لأن تلمس فقط طرف ردائه لتشفى من نزيف دمها. وهكذا حصل. فكان إيمانها مصدر شفائها، من بعد أن أنفقت كل مالها على الأطباء، مدة اثنتي عشرة سنة، من دون أية فائدة. هذا ما أراد الرب يسوع إظهاره للجمع عندما أصر سائلا: "من لمسني؟"(لو8: 45)، وأتت المرأة مرتعدة واعترفت بفعلتها أمام الحاضرين. أما يسوع فقال لها: "يا ابنتي، إيمانك، خلصك، إذهبي بسلام" (لو8: 48).

وتابع: "بقوة إيمان المرأة النازفة شفاها يسوع من دائها، ليبين لنا في هذه الآية أنه هو الذي يشفينا من كل أنواع النزف التي تصيبنا، إذا التمسنا بإيمان الشفاء منها.وكما أن نزيف الدم يؤدي إلى الموت، كذلك أي نزيف آخر يؤدي إلى ميتات متنوعة.

فالنزيف الروحي والأخلاقي يؤدي إلى موت إنسانيتنا المخلوقة على صورة الله، وإلى موت العلاقة السليمة مع الله والناس، وموت القيم الروحية والأخلاقية. هذا النزيف يؤدي إلى الموت الأبدي المعروف بالهلاك. والنزيف المعنوي، من جراء الحزن وانتهاك الكرامة، يؤدي إلى الموت النفساني والانكفاء على الذات، والكفر بكل شيء، فإلى موت طعم الحياة وقيمتها ومعناها. والنزيف الاقتصادي يؤدي إلى حالة الفقر والحرمان، وإلى موت سعادة الحياة الزوجية والعائلية، وموت الطاقات البشرية المحرومة من الوسائل التي تمكنها من تحقيق ذاتها. وعلى المستوى العام، الفساد في الوزارات الإدارات العامة، وسلب المال العام، وتعطيل الحياة الاقتصادية يؤدي إلى موت النمو الاجتماعي، وفرص العمل، وإفقار المواطنين وإقحامهم على الهجرة والكفر بوطنهم.

والنزيف الوطني، المتأتي من فقدان الولاء للوطن، ومن إعطاء الأولوية للمصالح الخاصة والفئوية والمذهبية على حساب الخير العام، والمتأتي من دوام مخالفة الدستور والقوانين والواجبات، وفي رأسها عدم انتخاب رئيس للجمهورية، يؤدي إلى انحلال المؤسسات الدستورية، وانتشار الفوضى في التصرفات والمواقف التي تستبيح انتهاك سيادة الدولة وسيادة الدول الأخرى، ولاسيما الصديقة منها. كل هذه الأمور تؤدي إلى هدم الدولة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي. إننا نقدر جهود الإرادات الطيبة التي تعمل على وقف النزيف الوطني، وعلى ترميم العلاقات مع الدول الصديقة في محيطنا العربي".

أضاف: "إيمان المرأة النازفة بيسوع شفاها. نحن بحاجة إلى هذا الإيمان لكي نتوجه إلى الله ملتمسين الشفاء من كل أنواع نزيفنا الشخصي والاجتماعي والوطني. لكن هذا الالتماس يقتضي وعيا لنوع النزيف، وإقرارا به. نحن لا نلتقي المسيح على الطريق، لنلمس طرف ردائه، بل نلتقيه في كلمة الإنجيل وتعليم الكنيسة التي تمس عقولنا وضمائرنا وتنقيها من الكذب والضلال؛ ونلتقيه في نعمة سري التوبة والقربان التي تمس قلوبنا ونفوسنا وتقدسها؛ ونلتقيه في وصية المحبةالتي إذا عشناها، أدخلتنا في صميم الاتحاد بالله والوحدة مع جميع الناس.

هذا اللقاء بالمسيح يجعلنا بدورنا فاعلين ناشطين في إيقاف أي نزيف يتعرض له الآخرون، ويتعرض له المجتمع والدولة، بقوة اتكالنا على نعمة الله ومعونته".

وختم الراعي: "إننا نحيي جميع الأشخاص والمؤسسات وكل الملتزمين في الكنيسة والمجتمع المدني، أفرادا وجماعات، في معالجة مختلف أنواع النزيف الشخصي والجماعي. ونشكر الله عليهم. هؤلاء يسمون "وجوه رحمة الله" في عالمنا. ويشكل من ارضنا الطوباوي ابونا يعقوب هذا الوجه بامتياز، الظاهر في مؤسساته بدءا من مؤسسة دير الصليب في جل الديب التي تضم ألف مريض نفساني وعقلي وعصبي، وصولا إلى جميع المؤسسات الإنسانية والاستشفائية والاجتماعية والتربوية التي وضعها في عهدة راهباته، في جمعية راهبات الصليب. ولا ننسى وجوه الرحمة الخفية العاملة في المستشفيات وفي مؤسسات الكنيسة الاجتماعية والإنسانية، وتلك التي تحتضن مريضا أو عجوزا أو معوقا داخل جدران البيوت. إننا نشكر كل الذين يقاربونهم بمحبتهم.

إن زمن الصوم الكبير ويوبيل سنة الرحمة هما "الزمن المقبول" لكي نكون بدورنا، كل واحد في مكانه، رسل رحمة، نعكس وجه الله الرحوم، الذي له نرفع المجد والتسبيح، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

 

 زهرا: الاختلاف في النظرة الى الرئاسة لا يعني تفاقم الخلافات

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا ان "الاختلاف في النظرة الى رئاسة الجمهورية واصرار كل فريق على مرشحه الرئاسي لا يعني ان ذلك يفاقم في الخلافات لان هذا الموقف معروف منذ ان تسرب تفاهم الرئيس الحريري مع الوزير فرنجية عن رئاسة الجمهورية وكان الموقف في بيروت عند القوات اللبنانية هو التفاهم السياسي مع العماد عون على البنود العشرة التي أعلنت من معراب وبالتالي تأييد ترشحه لرئاسة الجمهورية".وقال في حديث الى "BBC بالعربية": "لا جديد عن هذا الموضوع مع التمسك بقوى 14 آذار كصاحبة مشروع سياسي - سيادي لا مصلحة لأحد في التخلي عنه لانه في التخلي عنه نكون نتخلى عن مشروعنا لبناء الدولة في لبنان ونكون نستسلم للامر الواقع القائم والذي ترجم بالامس سحبا للمساعدات السعودية للجيش اللبناني ولقوى الامن الداخلي ردا على ممارسات حزب الله". وردا على سؤال عن مطالبة الرئيس سعد الحريري رئيس حزب القوات سمير جعجع بسحب تأييده للنائب العماد ميشال عون أكد ان "جعجع رد بأنه قد يكون اسهل ان تبادر انت دولة الرئيس الى سحب تأييدك للوزير فرنجية، فلا يمكن ربط طلب الحريري بسحب تأييدنا لعون على اساس الموقف السعودي لسبب بسيط جدا وهو ان هذه الحكومة اللبنانية التي وافق الحريري على تشكيلها على اساس ربط نزاع وعلى اساس النأي بالنفس عما يجري في سوريا يشكل حزب الله عنصرا اساسيا فيها وهو الذي يتدخل بشكل سافر في سوريا ويتعاطى بكل القضايا اللبنانية انطلاقا من حلفه الاقليمي مع ايران وبالتالي فان وزير خارجية لبنان قال ان موقفه في المؤتمر العربي ثم الاسلامي منسق مع رئيس الحكومة الذي لم ينف هذا الامر، والوزير باسيل انضم الى الاجماع العربي في التصويت ضد التدخل الايراني وتحفظ فقط على الفقرة المتعلقة بحزب الله في سياسة لبنانية معتمدة خلال السنوات الاخيرة وقد رفضنا وحدنا في القوات اللبنانية هذه السياسة". أضاف: "كل الاطراف السياسيين وعلى رأسهم "تيار المستقبل" والاحزاب وفريق 8 آذار رحبوا بتطبيع الوضع السياسي من خلال المصالحة التي حصلت بين القوات والتيار، ومحاولة تفسير هذا التفاهم على انه تفاهم مسيحي في وجه الآخرين خطأ كبير لانه تفاهم في خدمة المشروع الوطني، والقوات اللبنانية منذ ان غطت اتفاق الطائف نظرتها واضحة للامور، لبنان عربي الهوية والانتماء، والشراكة والتوازن هما النموذج الذي أرساه الطائف ويجب ان يعتمد في كل دول النزاع في المنطقة". وختم زهرا: "الأساس في مصالحة القوات والتيار هو ترييح الوضع المسيحي، وانتماؤنا العربي في اول أولوياتنا ونحن لسنا بصدد العودة الى اي تحالف طائفي او مذهبي في وجه اي طرف آخر، ونحن قلنا للرئيس الحريري انك اذا كنت مصرا ان تيارك عابر للطوائف فلا تزعل غالبية المسيحيين لانه جرى استطلاع بعد لقاء معراب أظهر ان اكثر من 85 % من المسيحيين مؤيدون له".

 

 حرب يتمنى على السعودية العودة عن قرارها: على الحكومة تحمل مسؤولياتها والتزام التضامن العربي

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - أشار وزير الاتصالات النائب بطرس حرب أنه "لطالما لفت النظر الى ان التلاعب والتذاكي على صعيد السياسة الخارجية اللبنانية، وبصورة خاصة على صعيد العلاقات العربية، ليسا الطريقة المثلى لحماية مصالح لبنان وللمحافظة على صداقاته ودعم الدول الشقيقة والصديقة له".

وقال في تصريح اليوم: "لطالما لفت النظر وحذرت من المواقف الملتوية التي اعتمدتها وزارة الخارجية اللبنانية في الاجتماعات العربية والاسلامية، التي ناقشت الاعتداءات الايرانية على السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد، لن تخدم مصالح لبنان بل ستنعكس عليه وعلى ابنائه وصداقاته بأسوأ النتائج، وانه لا يجوز للبنان الخروج على الاجماع العربي وميثاق جامعة الدول العربية، وعلى السياسة التاريخية التي اعتمدها لبنان في علاقاته الخارجية، ولا سيما مع المملكة العربية السعودية بالذات، التي لم توفر جهدا لمساعدة لبنان ومساندته وموءازرته لحل مشاكله في الطائف وغير الطائف، ودعمه اقتصاديا وماليا واجتماعيا وسياسيا في كل المحافل العربية والدولية مما حافظ على لبنان ونظامه واستقلاله". أضاف: "الا ان السياسة التي اعتمدتها وزارة الخارجية اللبنانية جاءت لتناقض كل المواثيق وكل هذا التاريخ، لتلبي الاهداف الشخصية والحزبية والاقليمية لمن يتولى وزارة الخارجية، مما عرض لبنان كما نشهد اليوم الى مخاطر كبيرة في أدق الظروف التي يمر فيها بحيث يفترض فيه ان يؤهل جيشه وقواه الامنية لمواجهة الارهاب والتطرف، مما حرمه في النتيجة من الهبتين السعوديتين الكريمتين. ان اخشى ما اخشاه ان يكون هذا القرار السعودي خطوة اولى تحذيرية للبنان تلحقها خطوات خطيرة جدا في ما يتعلق باللبنانيين العاملين في الخليج العربي بكامله، وهذا يتحمل مسؤوليته من خالف المواثيق التي يرتبط بها لبنان عربيا، وخالف البيان الوزاري الذي قامت الحكومة على اساسه ومبدأ النأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية".

وتابع: "لا يجوز التوقف عند زعم وزير الخارجية انه في مواقفه التزم مضمون البيان الوزاري لهذه الحكومة، او ميثاق جامعة الدول العربية، لأنه في مواقفه هذه بالذات قد خالف الاثنين ولم يعبر عن رأي الحكومة او يترجم سياستها بصدق، بل حاول التذاكي على نظرائه العرب زاعما انه اقنعهم بموقفه ، وانهم تفهموا هذا الموقف، وهذا ما صرح به اكثر من مرة على طاولة الحوار وفي اجتماعات مجلس الوزراء، الا ان الديبلوماسية شيء وسياسة التذاكي شيء آخر". وقال: "انني احمل وزير الخارجية مسؤولية ما جرى ويجري وما يمكن ان يتعرض له اللبنانيون، وسيكون لنا موقف من هذه السياسة في اول جلسة لمجلس الوزراء لنؤكد الملاحظات التي سبق وأدليت بها في مجلس الوزراء حول هذا الموضوع. ويهمني في هذا السياق تأكيد تأييدي دعوة رئيس الحكومة الى اجتماع طارىء لها، ووجوب ان يتحمل كل الفرقاء مسؤولية ما يجري ، وان يتوحد الموقف اللبناني دعما للسعودية ودول الخليج العربية، مقابل الدعم الذي تلقاه لبنان منها عبر تاريخه. علينا الكف عن سياسة التذاكي والتشاطر وأن نعود الى احترام المبادىء والاعراف التي تقوم عليها الديبلوماسية العالمية وسياسة لبنان الخارجية". أضاف: "انني أؤكد رفضي الثابت لأي موقف يتناقض والاجماع العربي واطالب بدعم المملكة العربية السعودية في مواجهة الاخطار التي تتهددها، واعتبر ان السياسة التي اعتمدها وزير الخارجية لا تعبر عن رأي اللبنانيين ولا عن رأي مجلس الوزراء، وهي مجرد تفرد من من الوزير المعني انسجاما مع التزاماته الاقليمية والمحلية المناقضة لمصالح لبنان واللبنانيين".

وختم: "انني اتمنى ان يتفهم اخواننا في المملكة العربية السعودية هذه الوقائع وان يعودوا عن قرارهم لأن نتائجه تصب في خدمة اعداء لبنان والمملكة، على حساب منعة لبنان وقوة جيشه وعلاقاته الاخوية مع السعودية ودول مجلس التعاون الشقيقة".

 

 سلامه: الغافي أكدت استيفاء لبنان كل الشروط المطلوبة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وسلاح الدمار الشامل

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - أعلن حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامه، أن مجموعة الغافي المعنية بمكافحة تبييض الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، أكدت في البيان الختامي الذي أصدرته اثر انتهاء جمعيتها العمومية التي انعقدت في باريس بين 15 و19 شباط الجاري، أن لبنان "يستوفي كل الشروط المطلوبة من حيث القانون ومن حيث الممارسة، لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وسلاح الدمار الشامل"، و"لن يكون هناك أي مطالبة أو متابعة تخص لبنان". وقد اعتبر سلامه، في بيان وزعه مصرف لبنان، أن "هذا الإعلان الصادر عن جمعية عمومية تضم 199 بلدا، يريح لبنان من حيث تعاطيه المصرفي والمالي مع الخارج، ويسهل على من يتعاطى مع المصارف اللبنانية وبالأخص المغتربين اللبنانيين وغير المقيمين، التحويلات من وإلى لبنان"، مشيرا إلى أن "هذا التطور الإيجابي نتج عن إقرار القوانين المطلوبة من قبل مجلس النواب والحكومة اللبنانية في تشرين الثاني 2015 وعن تعاميم مصرف لبنان". وقال: "هذا القرار يبقي لبنان منخرطا في العولمة المالية، ما يرتد إيجابا على وضعه الاقتصادي"، مضيفا: "إن هيئة التحقيق الخاصة وأمينها العام عبد الحفيظ منصور ومعاونيه، ومن خلال تواجدهم في اجتماعات الغافي وعلاقتهم مع الـEgmont Group، تسهم بإظهار إرادة لبنان الجدية في تطبيق كافة المعايير، التي تؤمن الشفافية في قطاعه المالي". وذكر بأن "مجموعة "الغافي" المعنية عالميا بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار، كانت قد وضعت 22 دولة تحت المراقبة في تشرين الأول 2015. أما في شباط 2016، فقد أبقت 15 دولة تحت الرقابة في اجتماعها الأخير، ومن بينها دولا من مجموعة العشرين. واعتبرت أن 7 دول ليست بحاجة إلى أي متابعة أو إجراء جديد ومن بينها لبنان

 

 قاووق: الكرامات قبل المكرمات ولن نتخلى عن مسؤولياتنا مهما كانت الضغوط السياسية والإعلامية والاقتصادية

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أن "سلاح السعودية اليوم، هو بأيدي العصابات التكفيرية في سوريا، وبات يشكل خطرا حقيقيا على استقرار لبنان"، مضيفا: "كيف أن السلاح السعودي يجد طريقه بسرعة إلى العصابات التكفيرية في سوريا، ولا يجد طريقه بالمقابل لنصرة الجيش اللبناني، الذي لو كان ينصاع لإرادة السعودية في محاربة المقاومة، لكان السلاح السعودي وجد طريقه إليه بسرعة فائقة كما يجده إلى العصابات التكفيرية في سوريا".

وخلال احتفال تأبيني في ذكرى أسبوع أحمد سلمان والد الشهيد موسى سلمان، في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، قال قاووق: "النظام السعودي يمكن أن يشتري إرادات وقرارات عواصم كبرى في العالم بماله ونفوذه، ولكنه لا يستطيع أن يغير هوية الجيش اللبناني، ولا هوية لبنان وموقعه ودوره، أو أن يشتري إرادة اللبنانيين، أو أن ينتقص من كرامتهم، لأن أشرف الناس ورثوا عن آبائهم وأجدادهم أن الكرامات قبل المكرمات، وأن كرامتنا غالية ولا تقدر بثمن، وهي أغلى من الدنيا وما فيها".

أضاف: "النظام السعودي هو الذي تراجع عن هبته للجيش اللبناني، فما معنى أن يتراجع الواهب عن هبته، أو أن يعود المانح عن منحته، أو أن يعدك أحد بشيء ويعود عن كلامه، فهذا يعني أن لا علاقة له بمنطق أخلاق، ولا عروبة، ولا قيم، بل هو لا يقدر على تحمل مسؤولية الكلام الذي يقوله، ولكن الواقع يشير إلى أنهم بذلك يريدون ابتزاز القرار اللبناني، فالهبة السعودية ماتت بموت الملك، وهذا موثق رسميا، وقد أبلغت فرنسا رسميا بعد وفاة الملك بانتفاء الهبة السعودية للجيش اللبناني، إلا أنهم يحاولون اليوم استخدام هذه الورقة لابتزاز اللبنانيين ومعاقبة فريق لبناني، ونحن في المقابل نقول للنظام السعودي ولكل أدواته في لبنان أننا لسنا ممن يساوم على كرامة، ولا ممن يباع أو يشترى، ولا ممن يركع على أعتاب الملوك، فكرامتنا غالية، ونحن بغنى عن سلاح السعودية لتحرير أرضنا وحماية وطننا من العدوان التكفيري، لأن لبنان اليوم بتعاون الجيش والمقاومة هو في حصن حصين أمام أي عدوان إسرائيلي أو تكفيري، وإن ميادين القتال وجرود عرسال تشهد أننا بهذه المعادلة حققنا ما عجز عنه التحالف الدولي بقيادة أميركا".

واعتبر "أن اسرائيل لا يخيفها ولا يقلقها رعد الشمال وسلاح السعودية الذي هو بيد العصابات التكفيرية في سوريا، فكفى فضيحة أن هذا السلاح لا يقاتل إسرائيل ولا يقلقها، بل يطمئنها وهي ماضية في امتداحه، وكفى فخرا لسلاح إيران أنه يقلق إسرائيل ويخيفها، وكفى فخرا ومجدا للمقاومة أنها بسلاحها تغرق الاسرائيليين ببحر الرعب، فإسرائيل اليوم ترتجف خوفا من معادلات ومفاجآت المقاومة، ولكنها لا تشعر بأي قلق من رعد الشمال لأنها تدرك أن القرار السعودي يلتقي مع القرار الإسرائيلي".

وتابع: "بعد كل ما أنفقوه من أموال وقدموه من سلاح خلال خمس سنوات من العدوان السعودي والتركي على سوريا، نرى أنه قد رحل ملوك وأمراء ووزراء ورؤساء وبقيت سوريا المقاومة، وقد فشلوا في تغيير هويتها أو موقعها أو دورها. وها نحن اليوم نشهد إنجازات ميدانية عظيمة غيرت معادلات المنطقة والعالم، وحمت المنطقة من التمدد التكفيري والمشروع الوهابي الذي يشكل خطرا على لبنان وشعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، وقد كان لحزب الله الدور الأساس في هذه الإنجازات".

وقال: "منشأ ومصدر الفكر التكفيري هو النظام السعودي الذي لا يزال حتى اليوم يراهن على توظيف العصابات التكفيرية في اليمن وفي العراق وفي سوريا، وقد صرف أكثر من مئة مليار دولار في السنوات العشر الماضية لترويج التكفير الوهابي الذي يعني تكفير كل الناس، واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم. ولا ننسى أن الناس كانت تنتظر عندما حوصرت بيروت العام 1982 قدوم الجيوش العربية لتنقذ عاصمة لبنان، وظل الحصار أكثر من مئة يوم ولم يأت السلاح أو الجيش السعودي لنصرة لبنان، بل أتت مساعدة عسكرية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأتى الحرس الثوري والسلاح من إيران لمساعدة شعب لبنان والمقاومة تحت شعار أطلقه الإمام الخميني وهو: "يجب أن يتحول الجنوب إلى مقبرة للغزاة الإسرائيليين"، مضيفا "المقاومة حررت الجنوب العام 2000، وحمت الأرض في عام 2006، بسلاح إيراني وليس بسلاح سعودي".

وختم بالقول: "لن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاه أهلنا ووطننا، مهما كانت الضغوط السياسية والإعلامية والاقتصادية على حزب الله، من قبل أميركا والسعودية وبعض الدول الخليجية حتى نغير موقفنا في سوريا، فنحن لن نغير موقفنا هناك، بل سنكمل المعركة حيث يجب أن نكملها، لأن هزيمة العصابات التكفيرية هي واجب وطني من أجل حماية لبنان، واستقرارها داخل سوريا هو خط أحمر، وعليه فإننا إذا أردنا أن نحمي أهلنا وبلدنا فإنه يجب أن نهزم العصابات التكفيرية وراء الحدود".

 

نضال طعمة: لمصلحة من دخولنا في محور يستعدي الدول العربية؟

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - رأى النائب نضال طعمة أن "رصد الحركة السياسية في البلد، ومقاربتها مع الأفق الأسود في موازين المنطقة، يؤشر إلى ضرورة الإقلاع عن سياسة التعنت والإصرار على التعطيل دون هامش للأخذ والرد، ودون الأخذ في الاعتبار أن ثمة بلدا تحتاج رئتيه إلى التنفس، فلا يجوز بعد أن نطبق عليه أكثر مضيقين على أبنائه، وحارمين إيامهم فرصة امتدادهم باتجاهات الواحات المحيطة بهم". أضاف في تصريح اليوم: "جاء موقف المملكة العربية السعودية ليشكل صفعة لكل المبالغين في معاداة المسار العروبي في مواجهة أزمة المنطقة، والغارفين من معين خصومها في ميدان النزال الإقليمي. ونحن ما دعونا يوما كي نكون طرفا، وما رضينا بإقحام لبنان في الصراع القائم في المنطقة. والسؤال المطروح لمصلحة من دخولنا في محور يستعدي الدول العربية التي تشكل الامتداد الثقافي والحضاري للبنان وشعوب المنطقة، والرئة الاقتصادية للبنان ولعدد لا يستهان به من اللبنانيين". وتابع: "إننا واثقون أن هذا الموقف السعودي ليس خيار المملكة الاستراتيجي تجاه لبنان، إنما يعبر عن رسالة واضحة وصريحة لكل من يعنيه الأمر أن لا يمكنكم أن تشربوا من البئر ثم ترمونه بالحجارة". أضاف: "ليس موقف وزير الخارجية اللبنانية، ولا قصور السياسة اللبنانية عن إصدار موقف واضح وصريح في الوقوف إلى جانب دولة عربية أهينت وتم الاعتداء على سيادتها وفق المواثيق الدولية إلا الشعرة التي قصمت ظهر البعير. وهنا نناشد دولة رئيس الحكومة والقيادات الحكيمة في البلد أن نكون موضوعيين في مقاربة الحياد اللبناني. فكيف يكون حيادا تدفق المقاتلين عبر الحدود دون حسيب أو رقيب للانخراط في معارك الآخرين من جهة، والتنكر للحقوق العربية وإدارة الظهر للاجماع العربي من جهة أخرى". وفي سياق آخر، قال طعمة: "في الوقت الذي ينبغي فيه أن تستعد القرى والبلدات والمدن اللبنانية لانتخاباتها البلدية، فوجئنا بقوى الأمر الواقع في السعديات تشتبك بالسلاح مع أهلها، ونسأل لماذا زج باسم تيار المستقبل في المعمعة؟ هل يأسوا من الحوار؟ هل هالهم الحراك الإيجابي الذي خلقه الشيخ سعد ويريدون خلق أجواء التوتر للاستمرار في فرض الأمر الواقع على لبنان واللبنانيين؟" أضاف: "يبقى أن يستمر الشيخ سعد في حركته الدؤوب وفي بلورة الخيارات الوطنية الموضوعية. فبعد أن كسر المحرمات، وقدم التنازلات، وتقدم إلى الوسط دون أن يلاقيه أحد بالمعنى الفعلي الذي يحدث تغييرا حقيقيا في المسار السياسي، لا بد له أن يستمر في تكريس المسلمات الوطنية الثابتة لفريق سيادي، يحاولون أن يضعوه في خانة المهزوم، دون أن تكون لانتصاراتهم أي آلية لتعبر ذاتها". وختم طعمة: "نحن بحاجة إلى انتصار الوطن، إلى عودة الروح إلى المؤسسات الرسمية، وما عودة ملف النفايات إلى بدايات الأزمة سوى واحد من مؤشرات التعقيد في التركيبة الحالية. فإلى متى سيبقى الإصرار على المواقف الصماء يجلدنا في دوامة التعطيل القاتل؟

 

الراعي رعى مسرحية دينية لرابطة الأخويات: وصلت الرسالة الى أعماق قلوبنا

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - إفتتحت رابطة الأخويات في لبنان مسرحية "باراباس أو يسوع" على مسرح ثانوية راهبات الوردية المنتزه - المنصورية، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره الى السفير البابوي غابريال كاتشيا، النائبين البطريركيين المطرانين حنا علوان وبولس الصياح، المطران ميشال عون المشرف على رابطة الأخويات وأصحاب السيادة، المطارنة كميل زيدان، يوسف سويف، طانيوس الخوري، منير خيرالله وجورج بوجودة، مرشد عام الرابطة سمير بشارة والرئيس غطاس نخلة وأعضاء اللجنة الإدارية للرابطة، لفيف من الرهبان والراهبات والكهنة ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية، رؤساء وأعضاء اللجان المركزية والإقليمية للأخويات والفرسان والطلائع والشبيبة، رؤساء وأعضاء الحركات الرسولية ومدعوين وأصدقاء. بعد النشيدين اللبناني ورابطة الأخويات، رحب عريف الحفل رئيس تحرير مجلة "رابطة الأخويات" فارس باسيل بصاحب الرعاية والمشاركين، لافتا الى أن "باراباس اليوم أصبح في كل مكان، وكم هم كثر في هذا الوطن"، متمنيا أن "يخرج الجميع من هذا العمل المسرحي حاملا العبر ومختارا الخيار الصحيح." ثم تحدث نخلة في كلمة جاء فيها: "ها هي رابطة الأخويات الحركة الرسولية والمؤمنة والمصلية، تنتفض كعادتها وتثور لتخرق الجدار الصلب وجدار الصمت وتخترق الحواجز الشائكة، وتذهب الى العمق البعيد، لتغرف من الكنز الذي لا يفنى كما أوصى المعلم الأول المسيح الرب، هو الذي اعطانا الحرية بصلبه، والحياة بموته، فهو الحياة ومعطي الحياة". أضاف: "هو صاحب كل حق وسلطان، ولأجل كلمته نشهد للحق أمام الحكام والملوك والسلاطين، وثورتنا هي لاسترجاع الحق وليس من أجل المطالبة بالحق... فنجاهر بإيماننا بكل جرأة وشجاعة دون خوف أو تردد، حاملين الرسالة والبشارة، ونكون شمعة مضيئة في الظلام الداكن فيتحول الى نور وحياة، ونكون خشبة خلاص لنفوس كثيرة ابتلعها بحر هائج غضبان، فترتطم أمواجه العاتية أمام قدمي الرب، فتتحطم وتستكين، ونكون منارة في عالم صاخب بضوضاء ارتكب سفاحوه المجازر والمعاصي وأتوا بالويلات والمآسي على مجتمعاتهم فيصحوا ويندموا ويستتروا لأن الغلبة هي دائما لقوى الخير". واعتبر أن "الرسالة لا يحدها زمان أو مكان ولا تنحصر بوسيلة ثابتة، واسلوب معين والتبشير برسالة المسيح لا يتوقف عند القاء المواعظ وحسب، رغم الحاجة الماسة اليها، بل يتعداه الى ما هو أوسع وأشمل والى وسائل وجوانب متعددة؟ كالخدمات الإنسانية المجانية والأعمال الصالحة والخيرة وفعل الرحمة وأحيانا العمل السينمائي أو المسرحي؛ لذا ارتأينا هذه السنة وبحسب توجيهات سيادة المطران ميشال عون وإشراف المرشد العام الأب سمير بشارة إعداد هذه المسرحية الدينية الإجتماعية، التي تهدف الى كشف الحقيقة وتثبيت الإيمان المسيحي وإيقاظ الذين ما زالوا نائمين في في ثبات عميق، لأنه وللأسف الشديد ما زال هناك كثيرون يختارون باراباس من خلال أفعالهم وأقوالهم وتصرفاتهم وعدم التزامهم بالعمل الكنسي والرسولي؛ وهناك آخرون يحاولون زعزعة إيماننا واقتلاعنا من ارضنا وشرقنا، أرض آبائنا وأجدادنا وقديسينا وموطىء قدمي الرب وأقدام المبشرين والمرسلين؟ لهؤلاء نقول: نحن كنا وما زلنا وسنبقى، نقاوم بالكلمة ونجاهد ضد كل أشكال القهر والظلم والاضطهاد مهما غلت التضحيات وطالما تشرق الشمس من خلف المرتفعات وتغيب في عمق المحيطات".واختتم كلمته معتبرا "أن ثورتنا هي ثورة حب وصلاة وإيمان وعلينا أن نحقق هدفنا ونزرع الطمأنينة في نفوس أبناء هذا الزمان ونردهم الى حضن الله الشافي والدافىء".

بشارة

وتحدث بشارة فقال: "حين أسس القديس اغناطيوس الرهبنة اليسوعية، طالب رهبانه مهما كان وقتهم ضيق للغاية ألا يهملوا أبدا، أمرا مهما كلفهم الأمر ألا وهو فحص الضمير اليومي". أضاف: "أن المسرحية التي سوف نشاهدها هذا المساء المبارك "باراباس أو يسوع" مين بتختار؟ هي بمثابة فحص ضمير . نعم! وبعدها طبعا، لن نبقى مكتوفي الأيدي أو مغمضي الأعين." وقال: "إنه فحص ضمير أيقظته رابطة الأخويات، فنيا، منذ ثلاث سنوات مع مسرحية "محكمة الإنجيل" من تأليف جو خوري وإخراج شربل حنا، اللذان نوجه لهما اليوم ايضا تحية حارة". واختتم: نقرأ في الإنجيل ما يلي:"أصلبه، أصلبه!"، فقال بيلاطس:"أي شر فعل هذا الرجل؟ لم أجد سببا يستوجب به الموت..." فألحوا عليه بأعلى أصواتهم طالبين أن يصلب. فقضى بإجابة طلبهم. فأطلق برأبا ذاك الذي كان قد ألقي في السجن ، وجريمة قتل، وأسلم يسوع الى مشيئتهم". باراباس أو يسوع: من نختار نحن اليوم؟ دعونا الآن نرفع التحدي معا".

الراعي

بعد إنتهاء العرض المسرحي المميز الذي أبدع فيه نخبة من الممثلين من شبان وشابات الأخويات، شكرت رابطة الأخويات لصاحب الرعاية حضوره، وسلمته هدية تذكارية باسم الأخويات، كما سلمه مهندس الديكور جورج غريب هدية بالمناسبة، وجه بعدها صاحب الغبطة كلمة شكر الى مؤلف المسرحية جو خوري والى المخرج والممثلين، ومما جاء فيها:"أود أن أوجه الشكر اليوم بشكل خاص على الأمثولة الجميلة التي نحملها معنا، فباراباس هو كل واحد منا، خصوصا حين نضع أنفسنا مكان الكنيسة والدولة والعيلة. نحن نتميز بقيمة حضورنا في لبنان والشرق الأوسط وهو غنى لهذا الشرق، نعلم جيدا أن هناك الكثير من الشرور في داخلنا، فبارباس نراه في الدول التي تبيع السلاح للقتل وتهجر الشعب وتفقره". أضاف: "علينا تقع مسؤولية كبيرة، ولدينا الكثير من العمل، وهذا العمل يجب أن يبدأ منا نحن، ولا يمكننا أن ننتصر على الشر إلا بقوة يسوع المسيح، وتبقى الكلمة الأخيرة هي للأخوة وليس للعداوة مع البشر، فنبني ملكوت الخير بدلا من الشر". واختتم الراعي كلمته بالقول: "تعلمنا من هذه المسرحية ألا نخاف، وأن المسيح هو القوة الموجودة فينا، ولا يمكن أن تنجح ثورة ما إلا إذا كانت ثورة على الذات. نعم باراباس هو أنا شخصيا وعلي أن أحارب باراباس الموجود في داخلي، شكرا للأمثولة اللاهوتية وشكرا للمؤلف والمخرج، وقد وصلت الرسالة حقا الى أعماق قلوبنا".

 

دريان: نناشد خادم الحرمين والقيادة السعودية عدم التخلي عن لبنان في محنته

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أن "محاولة إفساد العلاقة التاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، التي كانت ولا تزال محتضنة لكل قضايا العرب والمسلمين هي محاولة فاشلة، فلبنان وشعبه هم مع الإجماع العربي في قراراته التي تحفظ كرامة ووحدة كل الشعوب الإسلامية والعربية"، مشددا على ضرورة "أن تكون العلاقات اللبنانية - السعودية ودول الخليج على ما يرام، وتعزيزها بالقول والفعل". وقال في بيان: "إن الإساءة أو التطاول على المملكة العربية السعودية أو أي دولة خليجية في مجلس التعاون هو فتنة"، داعيا جميع اللبنانيين إلى "التعقل وعدم الانجرار إلى فتن سياسية تعرض لبنان لأخطار هو بغنى عنها". وأضاف: "سيبقى لبنان وشعبه وفيا للمملكة ولأشقائه العرب الذين وقفوا إلى جانبه في محنته ولا يزالون في كل قضاياه الداخلية والخارجية، وفي دعم اقتصاده ونهضته واحتضان شعبه في كل مجالات العمل في المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي نكن لها كل احترام وتقدير، ونناشد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والقيادة السعودية ودول التعاون الخليجي عدم التخلي عن لبنان وتركه في محنته، فلبنان عربي الهوية والانتماء ولن يكون إلا مع إخوانه العرب، فهو جزء منهم ولو كره الكارهون، وستظل المملكة قيادة وشعبا في قلوب ووجدان كل اللبنانيين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بان يدعو لعقد قمة إنسانية في اسطنبول

السياسة/22 شباط/16/دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى عقد أول مؤتمر قمة عالمي للعمل الإنساني يومي 23 و 24 مايو المقبل، في اسطنبول. وقال بان كي مون في بيان، تلقت «السياسة» نسخة منه، إن النزاعات تعد أكبر عقبة أمام التنمية البشرية بسبب تكاليفها الاقتصادية والبشرية الهائلة، داعياً القادة إلى تكثيف جهودهم من أجل إيجاد حلول سياسية لمنع النزاعات وإنهائها. وأشار إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في العالم يزيد على 125 مليوناً، مضيفاً «أصبح عدد الأشخاص الذين هم في حاجة إلى المساعدة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى منذ إنشاء الأمم المتحدة.. وزاد عدد الأطراف المتحاربة التي لا تتورع عن انتهاك القانون الإنساني الدولي، ويلزم توافر قدر من الموارد أكبر من أي وقت مضى لتلبية الاحتياجات الإنسانية التي تتزايد بحدة». وأوضح أن الأمم المتحدة «تسعى إلى الانتقال من تقديم المعونة إلى إنهاء الحاجة، ونحن بحاجة إلى سد الفجوة بين العمل الإنساني والإنمائي بصفة نهائية».

 

مقتل 68 إيرانياً في سورية خلال أسبوع

السياسة/22 شباط/16/قتل 68 من كوادر وضباط «الحرس الثوري» الإيراني بمعارك حلب ودمشق في سورية، خلال الأسبوع الماضي. وكشف موقع «رهياب نيوز» الإيراني، عن وصول جثث القتلى إلى إيران، مشيراً إلى أن طهران شكلت لجنة من خبراء عسكريين لمتابعة المفقودين وقتلى «الحرس الثوري» يترأسها العميد باقر زادة. وأعلن «الحرس الثوري» أنه سيقيم حفلاً كبيراً لاستقبال القتلى بحضور عائلاتهم، الذي سيتلقون تكريماً «على التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبناؤهم لإيران». من جهته، كشف الصحافي الإيراني حسين شمشادي، الذي يترأس وفد التلفزيون الرسمي الإيراني في سورية، عن مقتل العديد من ضباط «الحرس الثوري» وجنوده و»الباسيج» في سورية، قائلاً إنه بعد فك الحصار عن منطقتي نبل والزهراء الشيعيتين، تعثر تقدم جيش النظام السوري وقوات «الحرس الثوري» الإيراني إلى شمال حلب، بسبب الدعم العسكري الكبير الذي وصل إلى المعارضة السورية المسلحة من تركيا.

 

مستشار خامنئي: سنتدخل في اليمن بدعم روسي

22 شباط/16/طهران – وكالات: أعلن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن بلاده ستتدخل في اليمن بدعم روسي “على غرار ما حدث من تعاون روسي – إيراني في سورية والعراق”. وأكد ولايتي في مقابلة مع وكالة “نادي الصحافيين الإيرانيين”، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أول من أمس، أن “هناك تحولاً غير مسبوق في التنسيق بين إيران وروسيا ولن يقتصر على سورية وأن رقعة هذا التعاون، إضافة إلى العراق ولبنان، ستمتد إلى اليمن”. ودافع عن القصف الروسي في سورية ودعم طهران وموسكو لنظام بشار الأسد ومنعه من السقوط، مؤكداً استمرار التدخل العسكري الإيراني بقيادة قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” اللواء قاسم سليماني، الموضوع على لائحة الإرهاب. وأضاف أن “هناك تنسيقاً بين قوات الأسد والقوات الشعبية بقيادة سليماني والقوات الجوية الروسية، ولو لا هذا لما حصلت الانتصارات، في إشارة إلى سيطرة هذه القوات على عدد من البلدات في ريف حلب الشمالي، خلال الأسابيع الأخيرة وتشريد عشرات آلاف السوريين من مدنهم وقراهم ومقتل مئات المدنيين تحت القصف الروسي.

 

هجوم مسلح على معسكر لـ»الحرس الثوري» في إيران

السياسة/22 شباط/16/شنت «كتيبة العقاب»، إحدى كتائب الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز في إيران، هجوما على معسكر تابع لـ»الحرس الثوري» الإيراني الواقع قرب مدينة الحميدية على الطريق العام، الأحواز العاصمة–الحميدية. ونقل موقع «العربية نت» الإلكتروني عن الكتيبة إشارتها في بيان، إلى أن المجموعة المهاجمة ألحقت أضرارا كبيرة بالمعسكر الذي تتدرب فيه ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية وعناصر «الباسيج» الإيراني. ولفتت الكتيبة إلى أن المجموعة المهاجمة اشتبكت مع عناصر «الحرس الثوري»، ما أدى إلى إلحاق أضرار بشرية ومادية كبيرة بهم. واستخدم المهاجمون أسلحة رشاشة أثناء اشتباكهم مع عناصر «الحرس الثوري» ثم انسحبوا إلى قواعدهم، بعد ذلك فرض «الحرس الثوري» بمساعدة قوات الأمن طوقا أمنياً على المنطقة وأقام مراكز أمنية لتفتيش السيارات والمارة كما سير دورات أمنية في المنطقة بحثا عن أحوازيين. يشار إلى أن تلك العملية أتت بعد فترة قليلة من تهديدات أطلقتها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، متوعدة النظام الإيراني بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية في حال استمر بتماديه في «ارتكاب الجرائم بحق الشعب العربي الأحوازي». من جهة أخرى، أثارت صورة لمرشح من المسيحيين الأرمن، في طهران، بربطة عنق، استغراب الناخبين والمواطنين الإيرانيين، الذين اعتبروا الأمر كسراً للمحظور من أجل الدعاية أثناء فترة الانتخابات للمنافسة على الحصول على مقعد في انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) التي ستجرى في 26 فبراير الجاري. وتعتبر ربطة العنق من المحظورات المنافية للشريعة حسب «المبادئ الثورية» للنظام الإيراني الذي يعتبرها تقليداً أعمى للغرب، لحملته الانتخابية. ونشر المرشح كارن خانلري، معلقة كبيرة يظهر فيها وهو يرتدي ربطة عنق ودعاية باللغة الأرمنية ما أثار دهشة الكثيرين الذين اعتبروا صوره تحدياً للصور النمطية للمجتمع الإيراني الذي يخضع لمحظورات نظام يحكم باسم ولاية الفقيه. وانتشرت صور خانلري وسط طهران باعتباره مرشحاً عن كنيسة الأرمن الأرثوذكس، وهي أكبر الطوائف المسيحية في إيران، ولها مقعدان من أصول ثلاث مقاعد برلمانية، ثالثها من حصة المسيحيين الآشوريين، فيما خصص مجلس الشورى مقعداً لليهود وآخر للزرادشتيين. ولم تبد السلطات تعليقاً على صورة خانلري، المرشح الذي ينتمي إلى نحو 100 ألف مسيحي في إيران، بينهم 80 ألفاً من الأرمن الأرثوذكس، حيث يعيش غالبيتهم (60 ألفًا) في طهران.

 

الأسد يريد أن يذكر بعد عشر سنوات باعتباره «منقذ سورية»

22 شباط/16/مدريد – وكالات: أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنه يريد أن يذكر بعد عشر سنوات باعتباره «من أنقذ بلاده»، مقرا بأهمية المساعدة الروسية والإيرانية للجيش السوري. وقال الأسد الذي يحكم سورية منذ العام 2000، في مقابلة مع صحيفة «البايس» الاسبانية، أول من أمس، إنه «بعد عشر سنوات، أريد أن أكون تمكنت من إنقاذ سورية، لكن ذلك لا يعني أني سأكون رئيسا حينها»، مضيفا «سورية ستكون بخير وأنا سأكون من أنقذ بلاده». وأكد أنه بعد عشر سنوات «إذا أراد الشعب السوري أن أكون في السلطة فسأكون فيها، واذا لم يرغب فلن أكون في السلطة»، مشيراً إلى أن «الدعم الروسي والايراني كان بلا شك أساسيا» في تقدم القوات الحكومية. وأضاف «نحن بحاجة الى هذه المساعدة وذلك ببساطة لأن 80 دولة تدعم الارهابيين بطرق مختلفة، بعضهم مباشرة بالمال والدعم اللوجستي والأسلحة والمقاتلين، والبعض الاخر يوفر لهم الدعم السياسي في مختلف المحافل الدولية». وأشار الأسد إلى أنه «على استعداد» لوقف اطلاق النار وإن كان يفضل الحديث عن «وقف للمعارك» لكن بشروط، معتبراً أن أي هدنة يجب أن تتضمن «منع دول وخصوصا تركيا من ارسال مقاتلين وأسلحة أو من تقديم أي دعم لوجستي للارهابيين (المسلحين الذين يقاتلون ضد نظامه)». وبشأن احتمال ارسال قوات برية تركية وسعودية الى سورية قال الأسد «سنتعامل معهم كما نتعامل مع الارهابيين، وبالنسبة لنا كمواطنين سوريين فإن خيارنا الوحيد هو أن نقاتل وأن ندافع عن بلدنا». وأضاف إن القوات السورية على وشك السيطرة بالكامل على مدينة حلب بشمال سورية وتتقدم صوب محافظة الرقة معقل تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أنه فور سيطرته على البلاد ستكون الخطوة التالية تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع الأساس لدستور جديد وانتخابات عامة.

 

مقتل 50 «داعشيا» خلال تقدم جيش الأسد في حلب

22 شباط/16/بيروت – أ ف ب: قتل 50 من تنظيم «داعش» في معارك مع الجيش السوري الذي يحرز تقدما في ريف حلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، أن المتطرفين قتلوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة جراء القصف العنيف والغارات المكثفة للطيران الروسي، التي تساند الجيش السوري في عملياته وتقدمه في المحافظة الحدودية مع تركيا منذ بداية فبراير الجاري. وأشار إلى أن الجيش السوري سيطر منذ أول من أمس، على 18 قرية واقعة على طريق محوري يبلغ طوله نحو 40 كلم تربط شرق حلب بالرقة، معقل التنظيم المتطرف. وأضاف إن الجيش يحاصر عددا كبيرا من عناصر التنظيم في نحو 16 قرية جنوب الطريق، مشيراً إلى أن النظام يريد إستعادة السيطرة عليها من أجل تعزيز وجوده في شرق وجنوب شرق المحافظة.

 

207 قتلى بتفجيرات ضربت مناطق النظام في حمص والسيدة زينب

22 شباط/16/دمشق، عمان – وكالات: قتل نحو 119 شخصاً على الأقل وأصيب عشرات آخرون، أمس، في سلسلة تفجيرات دامية ضربت مناطق النظام السوري في حمص والسيدة زينب في ريف دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 57 شخصاً على الاقل وجرح العشرات في تفجيرين بسيارتين مفخختين، صباح أمس، في حي الزهراء وسط حمص، مؤكداً أنها الحصيلة الأعلى المسجلة في المدينة منذ أكتوبر 2014 عندما استهدف تفجيران مدرسة في حي عكرمة وأوقعا 55 قتيلاً بينهم 49 طفلاً. واوضح المرصد ان من بين القتلى «39 مدنياً على الأقل من ضمنهم طفلة و11 مواطنة، فيما لم يعرف اذا كان الباقون من المدنيين أم من اللجان الشعبية والمسلحين الموالين لها». من جهته، ذكر محافظ حمص طلال البرازي أن التفجير استهدف شارع الستين الذي يفصل حي الزهراء عن حي الارمن ويستخدم للسيارات العابرة باتجاه السلمية وحلب، مشيراً الى ان معظم الاصابات سجلت في السيارات العابرة. وعزا المحافظ ارتفاع عدد الضحايا الى وقوع الانفجار في ساعة الذروة (الثامنة والثلث صباحاً) التي تشهد حركة كبيرة للعمال والطلاب. وبث التلفزيون السوري صوراً لمكان التفجير في حي الزهراء تظهر عدداً من السيارات المحترقة وأعمدة من الدخان الاسود، فيما يحاول رجال الاطفاء اخماد الحريق وسط حطام متناثرة ناجمة عن الانفجار. وبعد ساعات من تفجيرات حمص، قتل ثلاثون شخصاً على الاقل وجرح العشرات في سلسلة تفجيرات احدها بسيارة مفخخة استهدفت منطقة السيدة زينب التي تضم مقاما دينيا في ريف دمشق. وأفاد التلفزيون الرسمي عن مقتل 30 شخصا وسقوط عشرات الجرحى في ثلاثة تفجيرات احدها بسيارة مفخخة تبعها تفجيران انتحاريان، مشيراً إلى ان التفجيرات الثلاثة «تزامنت مع خروج طلاب المدارس ما اسفر عن ارتقاء اعداد منهم». ولفت المرصد، من جهته، الى مقتل 31 شخصا على الاقل وجرح العشرات «جراء تفجير آلية مفخخة على الأقل وتفجير شخصين لنفسيهما بأحزمة ناسفة»، مشيرا الى أن «عدد الخسائر البشرية مرشح للارتفاع بسبب وجود بعض الجرحى في حالات خطرة». وتبنى تنظيم «داعش» تفجيرات السيدة زينب، عبر وكالة أنباء «أعماق» التابعة له. وشهدت المنطقة في 31 يناير الماضي ثلاثة تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، اسفرت عن مقتل 150 شخصا وتبناها «داعش» أيضاً. في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري التوصل الى «اتفاق موقت» لوقف محتمل للأعمال العدائية في سورية. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة في عمان، إنه تحدث مرة أخرى في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مضيفاً «توصلنا إلى اتفاق موقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة». وأشار إلى أن الاتفاق «لم ينجز بعد وأتوقع من رؤسائنا الرئيس باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتحادثا في الأيام المقبلة في محاولة لإنجاز هذا الاتفاق». وأضاف «يجرى الان استكمال التفاصيل المتعلقة بكيفية وقف القتال، ونحن أقرب إلى وقف لإطلاق النار اليوم اكثر من أي وقت»، في إشارة إلى الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الاجتماع الدولي في ميونيخ في 11 و12 فبراير الجاري. واستبعد أي تغير وشيك في القتال على الأرض، مضيفاً «قلت مراراً إنه مع وجود (بشار) الأسد لن تنتهي الحرب، والهدنة في سورية أمر ممكن، والسلام أفضل من مزيد من الحروب، والحل السياسي أفضل من الحل العسكري». وفي موسكو، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وكيري تحدثا عبر الهاتف بشأن شروط وقف اطلاق النار، مضيفة إن «المناقشات تناولت شروط وقف اطلاق النار الذي لن يشمل العمليات ضد التنظيمات، التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي ارهابية».

 

«سيلفي» طيار تركي مع مقاتلتين سعوديتين يشعل «تويتر»

السياسة/22 شباط/16/انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو كثيف صورة «سيلفي» التقطها طيار تركي مع طيارين سعوديين أثناء مناورات عسكرية جوية مشتركة نفذتها القوات الجوية للبلدين. وذكر موقع «أورينت نت» الإلكتروني السوري المعارض، أمس، أن الطيار التركي التقط الصورة من داخل طائرته «إف -16» عندما كانت تحلق جنباً إلى جنب مع سرب من الطائرات السعودية المقاتلة في مدينة قونيا وسط تركيا، وهي الصورة التي أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي التركي ولقيت الكثير من الانتشار. وظهر في الصورة التي نشرها الخبير الأمني التركي متن غورجان السبت الماضي وجه الطيار التركي ومن خلفه طائرتان سعوديتان من طراز «إف – 15». من جهتها، ذكرت صحيفة «يني شفق» التركية أن الطائرات السعودية الموجودة في مدينة قونيا ستعود إلى المملكة بعد أن شاركت في الفترة من 15 إلى 19 الجاري في مناورات مشتركة مع سلاح الجو التركي.

 

الحكومة التركية تتخذ إجراءات أمنية جديدة بعد اعتداء أنقرة

/22 شباط/16/أنقرة – وكالات: أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن الحكومة قررت اتخاذ إجراءات أمنية جديدة شاملة على الصعيد الوطني بعد التفجير بواسطة سيارة مفخخة الخميس الماضي الذي أسفر عن مقتل 28 شخصاً في أنقرة. وقال أوغلو في اجتماع مع مسؤولين أمنيين بأنقرة استمر خمس ساعات أول من أمس، «نتجه إلى تغييرات على الصعيد الأمني»، لافتاً إلى التحضير لـ»خطة عمل» لمكافحة الإرهاب تتضمن خصوصاً زيادة عديد قوات الأمن. وأضاف «تسعى المنظمات الإرهابية إلى إحداث صدمة وفوضى في صفوف السكان وعلينا جميعاً أن نساعد قوات الأمن ولن تنجح أي خطة أمنية من دون دعم الشعب». ورفض تبني مجموعة مجموعة «صقور حرية كردستان» القريبة من حزب العمال الكردستاني تفجير أنقرة، مشدداً على أن الهجوم ارتكب بالتعاون بين حزب العمال الكردستاني والمقاتلين السوريين الأكراد في وحدات حماية الشعب الذين يقصف الجيش التركي مواقعهم منذ أسبوع.

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتصرف بموجب حقها في «الدفاع عن النفس» تجاه الأكراد السوريين الذين تتهمهم بالوقوف وراء اعتداء أنقرة الدامي وتحتفظ بحق شن «جميع أنواع العمليات» العسكرية. وقال أردوغان في خطاب نقلته وكالة أنباء «دوغان» التركية مساء أول من أمس، «نحن في حال الدفاع المشروع عن النفس ولا أحد يمكنه الحد من أو منع حق تركيا في الدفاع عن النفس في مواجهة هجمات إرهابية». وفي إشارة إلى التفجير الانتحاري بأنقرة، قال أردوغان «لمكافحة التهديدات الماثلة، سواء في سورية أو أي مكان آخر تنشط فيه المنظمات الارهابية، تحتفظ تركيا بالحق في شن جميع انواع العمليات» العسكرية. وانتقد واشنطن من دون أن يذكرها بالاسم بسبب «افتقارها للصدق» إزاء مخاوف حليفتها التركية من أنشطة الفصائل الكردية في سورية.

 

الرياض: محاكمة 32 تجسسوا لصالح إيران

السياسة/22 شباط/16/بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة في السعودية، محاكمة 32 متهماً بالتجسس لصالح إيران، جميعهم سعوديو الجنسية، عدا اثنين أحدهما إيراني والآخر أفغاني، بحسب ما ذكرت صحيفة «عكاظ» على موقعها الالكتروني. وكان قد تم القبض على عناصر الخلية في العام 2013، في عمليات متزامنة في 4 مناطق هي الرياض والشرقية ومكة المكرمة والمدينة المنورة. وجاءت عملية القبض على المتهمين بعدما تنامت إلى رئاسة الاستخبارات العامة معلومات بشـأن جمع أفراد شبكة التجسس معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية داخل المملكة، وتم القبض عليهم بعد ذلك، ووجهت لهم تهم التآمر والتخابر ضد أمن المملكة لمصلحة إيران.

 

وزير الداخلية البحريني: أسقطنا مخططات إيران لنشر الفوضى والفتن

/22 شباط/16/المنامة – بنا: أعلن وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أن المملكة قيادة وشعباً نجحت في إفشال المخطط الإيراني والمخططات المتهورة لنشر الفوضى وتقويض النظام العام للدولة. جاء ذلك في كلمة له خلال لقائه صباح أمس مع نخبة من أبناء البحرين ضمت علماء الدين وأعضاء من مجلسي الشورى والنواب وغرفة تجارة وصناعة البحرين ورؤساء تحرير الصحف المحلية وممثلين عن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى جمع من رجال الأعمال والمحامين وأصحاب المجالس والوجهاء ورؤساء عدد من جمعيات المجتمع المدني والمراكز الشبابية، وذلك بحضور رئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن والمحافظين. وأكد الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في كلمته أن التدخلات الإيرانية سواء في البحرين أو في الدول العربية تهدف إلى تحقيق مصالح طهران و»أطماعها الفارسية»، مشيراً إلى أن إيران حاولت منذ العام 2011 أن «تستغل أي تواجد يتبع لها في مملكة البحرين، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا من أجل تنفيذ أغراضها التوسعية، التي تراوحت أهدافها بين استهدف أمن الوطن واستقراره باستخدام الأسلحة والمتفجرات والعمل على زعزعة النظام والإضرار بالمصالح الاقتصادية والتأثير على مسيرة التنمية». واتهم طهران بتأسيس جماعات إرهابية في البحرين مرتبطة بـ»الحرس الثوري» و»حزب الله» الإرهابي، وتدريبها في إيران والعراق وسورية، بهدف «ضرب الوحدة الوطنية من خلال تكريس التطرف المذهبي بقصد تحقيق الفتنة الطائفية بين المواطنين السنة والشيعة». وأكد وزير الداخلية أن «المعلومات التفصيلية والأدلة المادية والنتائج المختبرية للتدخلات الإيرانية في البحرين أكبر من أن تكون معلومات للصحافة والإعلام»، و»أنها تمثل تقريراً مهنياً وقانونياً يبين حجم ومدى خطورة التدخلات الإيرانية في الأمن الداخلي البحريني». وأعلن عن الخطوات التي اتخذتها البحرين للتصدي للتدخلات الإيرانية، قائلاً «باشرنا باتخاذ العديد من الاجراءات في مواجهة أخطار الارهاب»، منها «تشكيل لجنة لمراقبة عمليات تداول الاموال وجمع التبرعات … في اطار مكافحة تمويل الارهاب والاخلال بالامن»، و»وضع ضوابط لسفر المواطنين من 14 الى 18 عاما وسائر المواطنين المسافرين الى الدول غير الآمنة». وفي السياق الديني، شدد وزير الداخلية على ضرورة «حماية المنبر الديني من التطرف الديني والسياسي والتحريض»، و»ضبط محاولات تسييس الشعائر الحسينية وبث الفوضى والتحريض خروجا عن مضمونها، وهذا الامر يتطلب تنظيمها من حيث تحديد ايامها وتوقيتها واماكن خروجها وتحديد مسؤولية القائمين عليها، واننا سوف لن نسمح ان تستغل هذه المناسبة لاحداث الفوضى والاخلال بالنظام العام».

وفي ما يتعلق بالخلايا الإرهابية المرتبطة بإيران، أعلن أن عدد الموقوفين في هذا الملف بلغ «76 عنصراً»، مضيفاً «لا نوجه أصابع الاتهام لأحد من دون وجود الادلة الدامغة على ذلك». وقال الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة «خلاصة الموقف … فشل المخطط الإيراني في البحرين والمخططات المتهورة لنشر الفوضى وتقويض النظام العام للدولة، تلك المخططات الخارجية التي تبنتها مجموعات متطرفة فكرياً تلونت بالسياسة والسلمية التي سرعان ما انكشفت أهدافها الخطيرة»، مشيراً إلى أن الهدف كان «جر البلاد إلى حرب أهلية كما هو الحال في بعض الدول المجاورة، لكن بالصبر والحكمة من الجميع قيادةً وشعباً عالجت البحرين نفسها واستطاعت أن تتجاوز الشر العابر من الخارج بالخير الباقي إن شاء الله». وتساءل كيف يمكن للذين «انضووا تحت العباءة الإيرانية أو ارتموا في أروقة السفارات للتنظير في شأن سياستنا الوطنية وأمورنا السيادية، أن يكونوا شركاء في الحياة الديمقراطية والإصلاح السياسي؟ وهل يمكن أن يكونوا مشرعين وقضاة؟ هل هم جديرون بتولي مناصب مفصلية في الدولة؟ أو أن يتم قبولهم في السلك العسكري أو الأمني؟».وأضاف «أما رسالتنا إلى إيران فهي أن البحرين بلد عربي … وسيظل تحت قيادته العروبية التي التف حولها… ومن قال إن البحرين بوابة الخليج لدخول المملكة العربية السعودية فقد جانبه الصواب، فالبحرين هي قلعة الخليج العربي ضد الأطماع الخارجية في الماضي والحاضر والمستقبل، وما استوعبه شعب البحرين هو أن استقراره يكمن في تمسكه بهويته الوطنية وعندما نقول الهوية الوطنية فإنها ليست سنية أو شيعية. فالوطنية بحرينية، وإننا ولله الحمد نعيش في بلد تحكم فيه الإرادة الحرة وليست الإرادة المحكومة، الإرادة العروبية وليست الإرادة الخارجية، الإرادة التي تؤمن بالمحبة والتسامح والخير والصلاح للعباد، وليست إرادة الكراهية والعنصرية». وشدد على «أننا لن نسمح بأن تكون البحرين بؤرة لأي شكل من أشكال التطرف والإرهاب، وما تحقق من أمن واستقرار، لن نفرط فيه مهما كلف الأمر».

 

الشرطة توقف مسلحاً قتل سبعة في ميتشيغن

/22 شباط/16/واشنطن – أ ف ب: أعلنت الشرطة الاميركية، أمس، أنها أوقفت رجلا يشتبه بانه قتل سبعة اشخاص، بينهم مراهقة في سلسلة من عمليات اطلاق نار في مطعم ووكالة لبيع السيارات بولاية ميتشيغن الاميركية. وأشارت الشرطة إلى أنها أوقفت مطلق النار بعد ساعات على الهجمات التي جرت أول من أمس، في مدينة كالامازو. وقال اللفتنانت ديف هينز من شرطة ميتشيغن في مؤتمر صحافي “نعتقد اننا اوقفنا المشتبه به”، مضيفاً إن اطلاق النار جرى في ثلاثة أماكن هي مجمع سكني ومطعم من سلسلة كراكر باريل وفي وكالة لبيع السيارات. وقال مسؤول شرطة المنطقة بول ماتياس إنه “الكابوس الأسوأ، أن يقود رجل سيارته بلا وجهة محددة ويقتل الناس بشكل عشوائي”. وأضاف إن الرجل أوقف على اشارة حمراء فيما كان مسلحا، لكنه سلم نفسه بهدوء. وعرف ماتياس، في وقت سابق، المشبوه على انه ابيض في نحو الخمسين من العمر ويستقل سيارة شيفروليه زرقاء.

 

فوز ساحق لترامب … كلينتون تنعش حملتها وجيب بوش ينسحب

/22 شباط/16/واشنطن – وكالات: عزز دونالد ترامب موقعه كمرشح مفضل لـ”الحزب الجمهوري” بفوزه بالانتخابات التمهيدية لحزبه في ولاية كارولاينا الجنوبية فيما فازت هيلاري كلينتون في انتخابات الديمقراطيين في نيفادا على بيرني ساندرز منعشة حملتها الباهتة قبل المحطة المهمة في 1 مارس المقبل.

وهذا الفوزان لكل من الملياردير اللاذع ووزيرة الخارجية السابقة يعطيان المرشحين دعما كبيرا قبيل المحطة المقبلة من السباق الى البيت الأبيض، وهي الثلاثاء الكبير في 1 مارس المقبل عندما تصوت نحو 12 ولاية. وأكد الملياردير ترامب هيمنته على الانتخابات داخل حزبه، ولم تمض نصف ساعة بعد غلق مكاتب التصويت مساء أول من أمس، حتى أعلنت وسائل الاعلام فوزه بلا منازع بالانتخابات التمهيدية في كارولينا الجنوبية. وهذا ثاني فوز له بعد محطة ولاية نيو هامشير في بداية فبراير الجاري. وحصد ترامب بالخصوص أصوات الجمهوريين المعتدلين والمحافظين، بحسب استطلاعات أجريت عند الخروج من التصويت، في حين فضل “المحافظون جداً” سيناتور تكساس تيد كروز الذي كان فاز في ولاية ايوا في 1 فبراير الجاري. وحصل ترامب على 33,8 في المئة من الأصوات يليه كروز ثم سيناتور فلوريدا ماركو روبيو بنحو 21 في المئة من الأصوات لكل منهما، ثم جاء الثلاثي جيب بوش وحاكم أوهايو جون كاسيش والطبيب الأسود المتقاعد بين كارسون. ورغم دعم الرئيس السابق جورج بوش وشعبية والدته باربارا فإن جيب بوش لم يتمكن من الإقلاع ما دفعه لاعلان سحب ترشحه. وقال جيب بوش (63 عاما) الحاكم السابق لفلوريدا (1999-2007) ونجل الرئيس الاسبق جورج بوش وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، بتأثر واضح وهو يمسح دموعه “هذا المساء أعلق حملتي”. وأضاف جيب بوش أمام أنصاره “أعتز بانني قمت بحملة لتوحيد البلاد”، مؤكداً أنه بقي وفيا لافكاره المحافظة ومبادئه، و”على الرغم مما سمعتموه ربما، الأفكار مهمة والسياسات مهمة”، في انتقادات موجهة الى ترامب على ما يبدو. أما في معسكر الديمقراطيين فإن درس هذا اليوم الانتخابي هو تعاظم الحركة المؤيدة لبيرني ساندرز في البلاد، حيث تأكدت شعبيته بين الشباب وأيضا بين باقي فئات الديمقراطيين. وبعد فوز ضئيل في أيوا وهزيمة كبيرة في نيو هامشير، حققت كلينتون فوزا كبيرا في نيفادا، فبعد ورود نتائج نحو 88 في المئة من المكاتب، فازت كلينتون بـ52,6 بالمئة مقابل 47,4 بالمئة لساندرز. وقالت كلينتون في خطاب فوزها في مقر الحملة في سيزارز بالاس في لاس فيغاس ستريب “”هذه حملتكم، وهي حملة لكسر كل العوائق التي تقيدكم”. وأضافت إن “البعض شكك ربما فينا لكننا لم نشك أبداً في بعضنا البعض اطلاقا”، متوجهة بشكل واضح إلى الناخبين من الأقلية والذين يعدون نحو نصف عدد سكان الولاية ويمثلون أهمية في الجنوب الأميركي.وتبنت كلينتون خطابا هجومياً أقرب لليسار، منتقدا استغلال أصحاب العمل وركز على الأقليات التي تعول عليها في المحطات التالية في الجنوب حيث يمثل السود نحو نصف الناخبين الديمقراطيين. وهنأ ساندرز كلينتون، لكنه قال ايضا انه فخور لانه قلص الفارق بشكل كبير. وأضاف ساندرز إن “الريح موات لنا، ولدينا فرصة ممتازة للفوز في ولايات الثلاثاء الكبير” في 1 مارس المقبل، اذ تصوت 12 ولاية لمنح 18 في المئة و23 في المئة من المندوبين للمرشحين الديمقراطيين والجمهوريين على التوالي.

 

العربي الجديد: موافقة المعارضة السورية على الهدنة المؤقتة شروط وضمانات

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: أكدت المعارضة السورية مرة جديدة استعدادها للتجاوب مع حل سياسي للملف السوري على أن يكون جدياً وبضمانات لا تسمح للنظام السوري وحلفائه بخرقه، وهو ما تُرجم بموقفها بقبول هدنة مؤقتة في هذا السياق لكن بشروط، مع استمرار تشديدها على رفض بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في موقعه. أما روسيا فيبدو أنها لا تزال مصرّة على الاستمرار بحربها ضد الشعب السوري، وهو ما أكده أمس المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، معلناً أن بلاده ستواصل "تقديم الدعم والمساعدة للقوات المسلحة السورية في هجومها على الإرهابيين"، وذلك بعدما فشلت موسكو في محاولة تمرير قرار في مجلس الأمن يصب في مصلحة النظام السوري، ويطالب تركيا بوقف قصفها للقوات الكردية في شمال سورية والتخلي عن خططها لتنفيذ عملية عسكرية برية في سورية. وبينما كانت فصائل المعارضة المسلحة تعلن موافقتها مبدئياً على هدنة مؤقتة، بشرط التزام مماثل من الطرف الآخر بضمانات دولية، وبانتظار نتائج الاجتماعات التي يعقدها في جنيف عسكريون أميركيون وروس لبحث هذه المسألة، كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تعلنإرجاء اجتماع مجموعة الدعم الدولية حول سورية الذي كان مقرراً أمس السبت في جنيف، موضحة أن "الدول الأعضاء في المجموعة تواصل مشاوراتها". على الرغم من ذلك، كان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، يحاول الالتفاف على الهدنة، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس السبت أن لافروف ناقش مع نظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي، سُبل تطبيق وقف إطلاق نار في سورية على ألا يشمل "عمليات لقتال الجماعات الإرهابية". أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فادعى أنه يهدف إلى حل الصراع السوري باستخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية. وتم الكشف عن موقف فصائل المعارضة عقب اجتماع تشاوري في مدينة إسطنبول بين منسّق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب وممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة، والذين اشترطوا أن يتم الاتفاق على الهدنة بناء على وساطة دولية وضمانات أممية، وأن يتم فك الحصار عن مختلف المناطق والمدن وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إليها، وإطلاق سراح المعتقلين، خصوصاً النساء والأطفال. من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قريبة من اجتماع جنيف بين الخبراء الروس والأميركيين، قولها إن فصائل المعارضة السورية المسلحة وافقت على هدنة مؤقتة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، شرط فك الحصار وإطلاق سراح السجناء وإدخال المساعدات، إضافة إلى وقف القصف الروسي وعدم استهداف "جبهة النصرة" على الأقل كبداية، مؤكدة أن كل الفصائل باستثناء تنظيم "داعش" تدعم هذه الهدنة. وفيما كشف مصدر من المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" أن ممثلين عن الفصائل العسكرية، اجتمعوا في إسطنبول أيضاً مع المبعوث الأميركي الخاص مايكل راتني، لبحث مسألة الهدنة المقترحة على الساحة السورية، أعلن حجاب "أننا بانتظار انتهاء الاجتماع المنعقد في جنيف بين عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا لبحث مسألة الهدنة"، مؤكداً أن "ما هو مطروح هو هدنة مؤقتة هدفها تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وليس وقفاً لإطلاق النار، لأننا لا نقبل بوقف إطلاق النار إلا في ظل المرحلة الانتقالية، وعندما تكون المعارضة جزءاً من المرحلة الانتقالية". وأوضح أنه سيعقد يوم غد الإثنين اجتماع طارئ للهيئة العليا للمفاوضات لعرض ما تم التوصل إليه على أعضاء الهيئة، والتباحث بشأن الموافقة على الهدنة وتوفر الضمانات اللازمة لنجاحها. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس، لـ "العربي الجديد"، أن الهيئة بدأت اجتماعات في الرياض اعتباراً من يوم الجمعة (أول من أمس) وتستمر حتى 24 من الشهر الحالي، لبحث مدى التقدّم الذي تم إحرازه على طريق الاستجابة لطلبات وفد المعارضة بشأن مسألتين رئيسيتين، وهما إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، ووقف الأعمال العدائية من قِبل الطيران الروسي وقوات النظام، موضحاً أن الهيئة ستقرر المشاركة في مفاوضات جنيف من عدمها، خلال هذه الاجتماعات بناء على التقدّم الذي سيتم إحرازه في هاتين المسألتين. ولفت ماخوس إلى أنه تم في الأيام الأخيرة إيصال كميات من المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق، وهذه خطوة جيدة وتندرج في إطار الاستجابة لطلبات وفد المعارضة، "لكن ما تم إدخاله حتى الآن غير كافٍ، خصوصاً إلى منطقة المعضمية قرب دمشق". أما وائل علوان، القيادي في "فيلق الرحمن" (أحد أهم فصائل المعارضة بريف دمشق)، الذي حضر اجتماع مندوبي الفصائل العسكرية مع حجاب، فشدد على أنه كان هناك طرحٌ خلال الاجتماع هو أن يتم التوصل لهدنة مبدئياً ولفترة محدودة، وهو ما "تم التوافق عليه بعد نقاشات ومشاورات طويلة بين المجتمعين". وقال إن "نقطتين أساسيتين جرت مناقشتهما بعد ذلك؛ الأولى أن تكون الضمانات واضحة من الدول الراعية، وخصوصاً من مجموعة الدعم الدولي لسورية، في حال وجود خروقات وإيجاد آليات مراقبة، والثانية منع تذرع روسيا وحلفائها بحجة الإرهاب لضرب مناطق المعارضة"، وضرورة "تحديد المناطق التي ستكون خارج الهدنة، وهي مناطق انتشار داعش المعروفة

 

كيري يعلن عن اتفاق موقت لوقف الاعمال العدائية في سوريا

الأحد 21 شباط 2016 /وطنية - اعلن وزير خارجية اميركا جون كيري اليوم في عمان عن "اتفاق موقت من حيث المبدأ" مع روسيا بشأن شروط وقف محتمل للأعمال العدائية في سوريا. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة انه تحدث مرة أخرى في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف و"توصلنا إلى اتفاق موقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة". واضاف كيري ان "الرئيسين (الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين) يمكن أن يتحدثا في أقرب وقت ممكن لتنفيذ وقف إطلاق النار".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القرار ليس وليد ساعته والسلطة كانت تعرف ولم تتحرك مخاوف من ترك السعودية لبنان للنفوذ الإيراني؟

 سابين عويس/النهار/22 شباط 2016

لم يكن تصريح وزير الدفاع الوطني سمير مقبل لـ"النهار" بأنه تبلغ من الفرنسيين قرار المملكة العربية السعودية تجميد اتفاق الهبة المالية العسكرية للبنان يوم الاثنين الماضي، معطوفا على عدم إطلاع رئيس الحكومة على مضمون هذا الكلام، وعلى ما قاله سلام أمام زواره أمس إنه لم يكن على علم بموقف وزير الخارجية لجهة الخروج عن الاجماع العربي في مؤتمر جدة، إلا الدليل الصارخ على التخبط الذي تعيشه السياسة الخارجية للبنان والذي يعكس في شكل واضح عمق الصراع الإقليمي بين الرياض وطهران، وآخر تجلياته قرار المملكة تجميد هباتها العسكرية للبنان ردا على المواقف اللبنانية الرسمية الاخيرة.

ليس القرار السعودي وليد ساعته، كما بات واضحا من سياق التطورات، وقد استغرق وقتا لدى القيادة السعودية قبل إصداره على لسان مصدر مسؤول سعودي، وليس عبر تبليغه بشكل رسمي الى الدولة اللبنانية.

ولم يكن القرار مفاجئا كذلك للسلطات اللبنانية التي كانت تدرك وتتلمس عتبا سعوديا في الدرجة الاولى وخليجيا في الدرجة الثانية من الموقف اللبناني الرسمي في مؤتمر جدة.

مضى وقت طويل على المؤتمر، لم تواكبه أي حركة اتصالات لبنانية ترمي الى استباق أي رد فعل عربي متوقع سلفا، ويتم التحذير منه من أكثر من جهة، ولا سيما الوسط الاقتصادي الذي شعر بالخطر على أبناء الجاليات اللبنانية العاملين في دول الخليج. كذلك فعل رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة في جلسة الحوار ما قبل الاخيرة، أي قبل شهر تقريبا عندما حذر من مخاطر عدم مقاربة هذه المسألة بالجدية المطلوبة، فيما طالب وزراء في الجلسة الحكومية التي تلت صدور البيان (نهاية العام الماضي) ببحث الموضوع وإصدار قرار يوضح ملابساته. حتى وزير الخارجية طالب بذلك، لكن طلب الوزير محمد فنيش تأجيل البحث الى الجلسة التي كانت ستعقد استثنائيا يوم الثلثاء، دفع رئيس الحكومة الى قبول التأجيل طمعا منه بتفعيل عمل الحكومة.

وهكذا وقعت الحكومة في خطأين: أولهما ابتعادها عن تحديد سياستها الخارجية بشكل واضح، مما أدى الى فقدان التنسيق بين رئيس الحكومة ووزير خارجيته في ملف حساس كالملف المطروح. وثانيهما ان لبنان لم يلجأ الى التعامل بجدية ومسؤولية مع العتب العربي والسعودي تحديدا، معولا على التفهم لموقفه، ومغفلا أن الصراع الاقليمي بلغ ذروته، وكما هو يمنع لبنان من انتخاب رئيس، يدفعه الى حسم خياراته في هذا الصراع. وهو ما حصل أخيراً عبر الموقف السعودي. وهذا ما دفع رئيس الحكومة الى التريث حتى اليوم لعقد جلسة مخافة تفجرها من الداخل.

فالمملكة لم تصل الى هذا القرار بسبب رغبتها في معاقبة لبنان على سوء ادارته لسياسته العربية، ولم تفعل ذلك بذريعة تقليص نفقاتها بعد التمويل الضخم الذي تخصصه لحرب اليمن وغيرها، كما حلا لبعض ٨ آذار التحليل. ويكفي الإشارة الى حجم الاحتياطات النقدية للمملكة والتي تفوق الـ٧٠٠ مليار دولار لتبين ضعف هذه الذريعة، أمام بضعة مليارات خصصتها المملكة للبنان. لكن الواقع ان المملكة بلغت مرحلة في صراعها مع ايران لم يعد في إمكانها التسامح أو القبول بأنصاف المواقف.

بدا واضحا من القرار الذي كانت السلطات الفرنسية تبلغته قبل فترة قصيرة وأبلغته الى وزير الدفاع اللبناني، أن المملكة جدية في موقفها من لبنان.

فالهبة التي مضى عليها ٣ أعوام شهدت الكثير من العثرات والعراقيل التي كانت محط استياء سعودي، خصوصا في ظل ما رافقها من كلام عن صفقات ورشى.

وكان رئيس الحكومة تبلغ قبل وقت قصير من الفرنسيين ان هناك عرقلة، رغم التأكيد أن الدفعة الجديدة من الأسلحة ستصل في موعدها، أي في أيار المقبل.

لم ينفذ من هبة المليارات الثلاثة إلا ٢٠ في المئة، أما هبة المليار الموضوعة في حساب في السعودية باسمي الرئيس سعد الحريري والسفير السعودي في لبنان، فقد تم صرف نحو ٧٠ في المئة منها.

حتى الآن تقف العقوبة -إذا جاز التعبير- عند هذا الحد، بعدما تم اقفال فرعي البنك الأهلي السعودي في لبنان.

لم تقارب القيادة السعودية بعد الهبات المالية المودعة في المصرف المركزي لدعم العملة الوطنية، ولكن لا شيء يشي بأن احتمال سحبها ليس واردا، وهذا ما يجعل المخاوف تكبر من الخطوات السعودية المقبلة، وهو ما قصده وزير الداخلية نهاد المشنوق عندما حذر من أن ما حصل ليس إلا أول الغيث.

الأسئلة حيال الموقف السعودي مشروعة، خصوصا حيال مدى جديتها، كما حيال مدى انعكاساتها على الداخل، ولكن السؤال الأهم الذي يخشاه اكثر من وسط سياسي محلي، هل القرار الذي يأتي في إطار المواجهة مع إيران يمكن ان يؤدي الى انسحاب السعودية من لبنان، مع ما يرتبه مثل هذا الانسحاب من رمي للبلاد في أحضان النفوذ الايراني والسيطرة الكاملة لـ"حزب الله" عليه؟

 

لبنان لن يكون إيرانياً

ساطع نور الدين/المدن/الأحد 21/02/2016

القرار السعودي-الخليجي بحق لبنان، قاسٍ، خاطىء، وخطير. هو لا يعبر عن موقف من فريق لبناني او من جناح للسلطة. إنه يعادل حكماً قاطعاً على لبنان كله، يخرجه من بيئته العربية ويلحقه بالمدار الايراني الذي يمكنه الزعم انه كسب جولة مهمة في معركة سياسية ودينية كبرى تخاض اليوم على الكثير من الجبهات العربية. هو إعلان هزيمة سعودية-خليجية أمام ايران، من دون ان تكون هناك دلائل على ان الايرانيين يحققون بالفعل منجزات جديدة في لبنان او في بقية الانحاء العربية. لعل العكس هو الصحيح، وهو بالتحديد ما يمكن تلمسه في ايران نفسها حيث تجري هذه الايام معركة انتخابية متواضعة، داخلية جداً، تخلو من طموحات او شعارات التوسع الخارجي وتدور حول الخلافة والوراثة بين افراد المعسكر الواحد. إيران في حالة إنكفاء لم تفرضها فقط ظروف المعركة السياسية الداخلية. بدأ التراجع الايراني في العراق حيث يتداعى الحكم الشيعي وتتقلص مساحته بفعل المذهبية التي انتجت توحشاً سنياً لم يسبق له مثيل، ونتيجة فضائح الفساد التي تهدد بتقويض التجربة الشيعية وتفقدها ما تبقى لها من شرعية حتى في البيئة الشيعية. كما ان الحرب السورية زادت الكلفة البشرية والمالية والسياسية الايرانية الى حد يصعب معه توقع حضور إيراني فاعل في سوريا بعد تغيير نظام بشار الاسد، لا في دمشق ولا حتى في الكانتون العلوي المفترض الذي يحيطه الروس اليوم بسور ناري واقٍ.. وكذا الامر في اليمن حيث ضاقت مساحة النفوذ الايراني وبات الحلف غير المقدس بين صالح والحوثي مهدداً بالتفكك في اي لحظة، ما يحد التطلعات الايرانية داخل محافظة صعدة اليمنية.

اما في لبنان، فإنه يبدو ان الاشقاء السعوديين والخليجيين وقعوا في كمين الاعتقاد بقوة حزب الله الأسطورية التي لم تكتسب الا بفعل ضحالة خصومه الكثر من اللبنانيين الذين تهالكوا أمامه، وتساقطوا الواحد تلو الاخر، من دون قتال سياسي جدي، حتى بات يزعم انه يتحكم بالقرار والارادة اللبنانية.. وهو إدعاء لا يحتمله الحزب نفسه الذي يكتفي مع حلفائه بممارسة حق النقض والتعطيل الذي يمكن إسقاطه بالقليل من المهارة والحنكة من جانب معارضيه.  ما زال حزب الله هو أقوى الاحزاب اللبنانية، سلاحاً ومالاً وتنظيماً وعصبية. لكن مساحة حضوره انكمشت الى داخل بيئته الشيعية وبعض البيئة الانتهازية المسيحية، بعدما كان في مرحلة ما بعد تحرير الجنوب في العام 2000 ، حزباً وطنياً بكل ما للكلمة من معنى، تخرج لتحيته مدن سنية كبرى مثل صيدا وطرابلس، وتتسابق قواها السياسية على التحالف معه. الخسائر البشرية والسياسية والاخلاقية الناجمة عن معركته السورية ما زالت في بدايتها، وهي حتما ستكون مدمرة له وللشيعة اللبنانيين على المدى البعيد.. برغم ان القرار السعودي - الخليجي يمكن ان يساهم الان في تعبئة تلك العصبية الشيعية، وتأخير موعد تفككها. حزب الله هو أقوى الاحزاب اللبنانية، لكنه ليس أقوى المؤسسات اللبنانية، وتحديداً المؤسستين اللتين يقوم عليهما البنيان اللبناني اليوم: المصارف، التي تبعد الحزب الان من فردوسها السري، والجيش الذي تحرمه السعودية من فرصة ذهبية لترسيخ وتحديث نفسه ودوره في المحافظة على الجمهورية وحماية حدودها وضمان شرعيتها السياسية، قبل الحفاظ على أمنها واستقرارها.  حجب الهبة السعودية عن الجيش ليس فقط إعلان هزيمة، غير مثبتة، أمام إيران وحلفائها اللبنانيين الذين يحتفلون الان بنصر مجاني جديد، بل هو أيضاً إعلان يأس مدوٍ من شركاء المملكة واصدقائها اللبنانيين، المتخاذلين والمتساقطين والمشتتين. وفي الحالتين هو حكمٌ خطرٌ بان لبنان كله فقد المزيد من مكانته ومن وظيفته العربية..التي لا يمكن أن تصادرها او أن تعوضها إيران بأي شكل من الاشكال.

 

أنظروا: إنه ترشيح ميشال عون يحترق

علي الأمين/جنوبية/ 21 فبراير، 2016

بوضوح وبساطة شديدين الحكومة اللبنانية أمام استحقاق مفصلي على صعيد علاقات لبنان العربية والخليجية على وجه التحديد.

وبعيداً عن المواقف والخيارات السياسية التي يتبناها كل طرف سياسي، ما كان منها متعلقاً بالنظام العالمي الجديد أو بمشروع إزالة النفايات من الشوارع والأزقة، من كان مع العثمانيين أو مع الصفويين أو كان مؤيداً للسياسة السعودية، إن كان مع البراميل القاتلة في سورية أو مع تنظيم داعش ونموذج الإرهاب… كل ذلك، مهما بلغ من توصيف إيجابي أو سلبي، يمكن إدراجه في سياق الحريات وحرية التعبير. لكن ثمّة ما هو فوق كل ذلك، وهو ما تبقى من نظام مصالح الدولة اللبنانية. ذلك النظام الذي تبني الدول على أساسه سياساتها، ويكون المحدد لسياساتها الخارجية.

عندما توترت العلاقة الروسية التركية قبل شهرين بسبب الموقف من سورية عمدت الحكومة الروسية فورا الى اتخاذ سلسلة اجراءات ضد تركيا. أوقفت استيراد البضائع التركية، فرضت نظام الفيزا على دخول الأتراك إليها، بعد أن كان دخولهم لا يحتاج إلى هذا النظام. ثم بدأت تركيا الاستعداد للإستغناء عن الغاز الروسي بعقد اتفاقيات مع دول أخرى وتحديداً قطر. هذا واحد من نماذج انعكاس توتر العلاقات بين دولتين على الجانب الإقتصادي وعلى التعاون بين الدولتين. في المثال اللبناني السعودي، والخليجي، ما يفترض أن يشكل عنصر اهتمام كبير لدى الحكومة اللبنانية واللبنانيين عموماً. فتجميد الهبة السعودية للجيش اللبناني هو رسالة أولية من الرياض على خلفية المواقف التي اتخذها لبنان عبر وزارة الخارجية في شأن العدوان على الممثليات السعودية في إيران، وعلى الموقف من التدخل الإيراني في الدول العربية، والذي كان موقفاً نافراً في اجتماع وزراء الخارجية العرب واجتماع منظمة الدول الإسلامية. نافر لأنّه لا يراعي نظام مصالح الدولة اللبنانية، قبل أن نتحدث عن نظام المصالح العربية والعلاقات التاريخية بين لبنان والسعودية. القضية لم تعد تتصل بعلاقة حزب الله، أو حتى الطائفة الشيعية في لبنان، بالعرب. الأمر يطال الدولة بكلّ من فيها، بل يمكن ملاحظة أنّ الإستياء الخليجي بدأ يبرز من خلال بعض الأقلام الصحافية اتجاه المسيحيين اللبنانيين وخياراتهم التي يراها البعض تعادي مصالحهم ليس في الخليج فحسب بل في لبنان أيضاً. موقف قوى 14 آذار، بعد اجتماع قياداتها وأركانها في بيت الوسط أمس، حمّل حزب الله مسؤولية ما أصاب العلاقة اللبنانية – السعودية. والحكومة اللبنانية معنية بان تتعامل مع المعطى الجديد. وحزب الله ايضا، الذي اعتاد على اللامبالاة تجاه نظام المصالح اللبنانية في الخليج وعلى المستوى الدولي، معني بالتعامل مع تداعيات هذا القرار على استمرار استقرار البلد. في الحد الأدنى لكونه منامة لمقاتليه أو استراحة المحارب الذي يقاتل في سورية، وحيث يقتضي الواجب الجهادي الذي تقرره إيران في المنطقة العربية. وانطلاقا من “نظام المصالح” هو معني بالمحافظة على “هداوة بال” المقاتل، حين يقاتل داخل سورية، بأنّ عائلته يمكن أن تكون غير آمنة في لبنان. كانت المعادلة قبل عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، أنّ على السعودية أن تدفع ثمن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، سواء بفاتورة سورية أو في اليمن أو غيرهما. المعادلة اليوم تتجه نحو منقلب آخر. السعودية تقول، من خلال التصعيد الأخير، أنها لن تدفع ثمن انتخاب رئيس لبنان. والمطلوب أن يقرر اللبنانيون ماذا يريدون. هم لا يريدون دولة ولا رئيس فلماذا الهبة للجيش اللبناني؟ وأكثر من ذلك فإنّ التفهم السعودي للحسابات اللبنانية طيلة السنوات الماضية لا تريد اليوم أن تتحمل تبعاته وحدها من خلال مواقف رسمية ناكرة للجميل. لذا فكل الخيارات متاحة. القيادة السعودية التي ترفض أن تدفع ثمن انتخاب رئيس لبناني لإيران، تريد أن تدفع ثمن انتخاب الرئيس من رصيدها اللبناني.. من هباتها السياسية الكثيرة. لا يمكن فصل عودة الحريري عن التصعيد الأخير. مضى وقت على “خطأ” باسيل الثلاثي. الجديد هو أنّ هناك جلسة في 2 آذار ومرشحان: ميشال عون وسليمان فرنجية. إذا كان اللبنانيون حريصون على لبنان فليتتخبوا أحدهما. في هذه الأثناء فهذا الأسبوع كان عينة عمّا يمكن أن يعيشوه في “عهد” ميشال عون وصهره وزير الخارجية. أنظروا: إنه ترشيح ميشال عون يحترق. سمير جعجع صامت، وفرنجية كذلك، خلال أكبر عملية حرق ترشيح سياسي في تاريخ لبنان.

 

"حكاية حسن": رسالة سياسية سعودية وعربية.. فمن يسمع؟

بتول خليل/المدن/الأحد 21/02/2016

"حكاية حسن": رسالة سياسية سعودية وعربية.. فمن يسمع؟ الفيلم، على ركاكته كوثائقي، يجترح خطاباً بديلاً للمشاهد العربي العادي

لم ترقَ الدقائق العشرون من "حكاية حسن" إلى مستوى الأفلام الوثائقية بأساليب إنتاجها وقواعدها المعروفة. فالفيلم القصير الذي بثته قناة "العربية"، مساء السبت، بعد أسبوع من الترويج المكثّف له، لم يكن سوى مادة تجميعية من صور ولقطات وفيديوهات، أرادت القناة بفعل استعادتها سرد سيرة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، من خلال سيرتيه الذاتية والسياسية، إنما ضمن مسار حرصت القناة على قولبته في السياق الذي يخدم رؤيتها ومراميها من اختيارعرضه في هذا التوقيت بالذات.

على أن غياب أي قيمة فنية أو إبداعية عن العمل المذكور، بما فيها عدم تفردّه بمقابلات أو معلومات حصرية، بموازة الشكل والإطار والتسلسل الذي وضعت فيه محاور الفيلم وفصوله، يأتي انعكاساً جلياً لمجموعة من المواقف والرسائل التي أرادت القناة والقائمين عليها إيصالها، ضمن مادة إعلامية استبق عرضها جدل كبير أثاره مناصرو حزب الله ووسائل إعلامية داعمة له، ممن وضعوا عرض الفيلم في سياق "حملة تشويه لصورة حزب الله وشيطنة السيد نصر الله" و"افتعال الفتنة"، فيما يبدو أنه قد غاب عنهم كل ما سبق من مواقف بدأها حزب الله بشن حملات ممنهجة ضد السعودية عقب إطلاق السعودية لـ"عاصفة الحزم"، وتبعها تصعيد غير مسبوق بالهتاف علانية بـ"الموت لآل سعود"، استتبعتها حملة إعلامية مبرمجة قامت بها وسائل إعلامية محسوبة على حزب الله، وتخللها إطلاق مواقف واستضافة شخصيات استهدفت شخصيات من العائلة الحاكمة في المملكة بدءاً بالشتم وصولاً إلى اتهامهم بالعمالة لإسرائيل.

فيلم "العربية" الذي تخللته استعادة لأبرز المحطات المفصلية في مسيرة الأمين العام ركّز على "انشقاقه عن حركة أمل والعمل على تأسيس حزب الله بدعم مباشر من إيران"، مروراً بتوليه منصب أمين عام حزب الله بعد اغتيال السيد عباس الموسوي"، والإضاءة على المراحل والحروب التي خاضها الحزب بقيادة نصر الله، "من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان إلى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري"، وصولاً إلى الإشارة إلى مسؤولية نصرالله عن الخراب الذي لحق بلبنان جراء حرب تموز وتدخله (كميليشيا مذهبية) في الحرب السورية وسيطرته على مرافق السياسة العامة في لبنان.

ورغم أن الشريط لم يأتِ بأي جديد باستعادته أحداثاً ووقائع مكشوفة ومعروفة، خصوصاً لدى الجمهور اللبناني، فقد بدا أن انتقاء مشاهد وصور ومقتطفات محددة من خطابات سابقة  لنصرالله، لم يكن عشوائياً أو تلقائياً، بحيث عمد معدّو الفيلم التصويب وبشكل ممنهج على تفاصيل مرتبطة بمحطات سوداء في الذاكرة السياسية والأمنية، كان لحزب الله دور فيها، أبرزها "انشقاق" نصر الله عن حركة أمل واشتباكه اللاحق معها، ورفعه شعار "شكراً سوريا" عقب اغتيال الشهيد رفيق الحريري وقبيل انسحاب القوات العسكرية السورية من لبنان. وصولاً إلى أحداث 7 أيار الذي كرّس إطلاق سلاح حزب الله في الداخل اللبناني بدلاً من حصره في المقاومة كما يدعي، بل وأطلق عليه نصرالله تسمية "يوم مجيد". وأخيراً، تدخل الحزب في الحرب السورية وما آل إليه ذلك من تداعيات خطيرة على لبنان على أكثر من صعيد. فيما يعكس ذلك كله سعي القناة للقول إن سياسة الرجل وحزبه لم تكن يوماً حكيمة، سواء تجاه طائفته أو تجاه لبنان ولم تجرّ معها سوى الخراب والحروب، وصولاً إلى تدخله في دول المنطقة إن كان في مصر أو دول الخليج وسوريا. 

وفي حين أثار ذلك استهزاء مناصري الحزب، ممن سخروا مما قدمه الفيلم باعتبار أن "القناة فشلت في كشف أي جديد عن السيد نصر الله"، فإن الاستهزاء قد يبدو منطقياً في ما لو عرضت الفيلم قناة لبنانية تخاطب جمهوراً محلياً. لكن عرض "حكاية حسن" جاء على شاشة فضائية عربية تعبّر عن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، وهذا ما يجعله حدثاً مفصلياً في التعاطي السعودي تجاه حزب الله، بل ويجترح، على ركاكته كوثائقي، خطاباً بديلاً للمشاهد العربي العادي الذي ربما لا يكون متابعاً أو مستوعباً لتفاصيل الحياة السياسية والامنية اللبنانية عن كثب، وخصوصاً موقع حزب الله فيها.

وهذا ما يحيل الفيلم، بفكرته ومضمونه وأسلوب تقديمه، نحو سلسلة مؤشرات يستشف منها قرار بمقاربة إعلامية وسياسية عربية/سعودية مختلفة تجاه لبنان، لاعتباره واقعاً تحت سيطرة حزب الله (وإيران) بهيمنته على القرار السياسي الداخلي والخارجي، وذلك تزامناً مع قيام السعودية بإجراء مراجعة شاملة لعلاقتها بلبنان الذي أجمع مجلس التعاون الخليجي على أن قرارته الخارجية، التي "تخالف الإجماع العربي بإدانة الاعتداء على السفارة السعودية في إيران، أضحت رهينة مصالح قوى إقليمية خارجية، وأنه لم يقدّر الدعم السعودي والخليجي"، ما استتبع إجراءات "تأديبية" تجاهه تمثلت في إقفال فرعي البنك الأهلي السعودي في لبنان وإيقاف المساعدات المالية السعودية للجيش اللبناني، ما يعتبر رداً جلياً على مواقف جبران باسيل الأخيرة بعدم شجبه الاعتداء على السفارة السعودية في إيران، كما يستشف أيضاً عدم رضا المملكة عن ملابسات الملف الرئاسي اللبناني.

لكن وبصرف النظر عن القرار السعودي بمحاسبة لبنان وتداعياته على العلاقة السعودية اللبنانية، فإنّ قراءة معمّقة في معاني ومدلولات ما جاء في شريط "العربية" يكشف بوضوح رسائل سياسية مبطّنة للبنان، مترافقة مع إعلان مباشر عن نية سعودية بالرد على مواقف حزب الله واستفزازاته، حيث تتعالى النبرة الحاسمة في الفيلم تجاه الحزب وأمينه العام من خلال ما عمدت القناة تسليط الضوء عليه، بما فيه "الشعارات المذهبية" التي يتلطّى خلفها حزب الله لتبرير تصويبه السلاح على الداخل اللبناني ومن ثم السوري، وذلك بموازة سعي القناة الواضح لفضح صورة نصرالله وتعريته والتصدي للمحور الذي ينتمي إليه، في ظل الحديث الجدّي عن مشاركة السعودية بإرسال قوات برية لسوريا، وما تشير إليه التقارير من إمكانية حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران والسعودية في الأرض السورية.

وفي ذلك كله ما يحيل إلى ترجيح أن يكون اختيار توقيت عرض الفيلم، تمهيداً لإعلاء وتيرة الخطاب ضد حزب الله وداعميه في السعودية والخليج العربي، فيما قد تكون المواجهة الكبرى في سوريا مع الأطراف الإقليمية الداعمة لبشار الأسد والدائرين في الفلك الإيراني... فالسياسات تبدأ أحياناً من الإعلام.

 

"يداعبون" الانهيار!

 نبيل بومنصف/النهار/22 شباط 2016

تحلى الوزير اشرف ريفي بذروة الصدقية والانسجام مع الذات باستقالته المعللة ولو ان خطوته تفاقم الخشية على واقع يقترب اكثر من اي وقت سابق من انفلات دومينو الانهيارات التي تذكر بمطالع الازمات المصيرية الكبرى. والحال ان المخاوف الواسعة التي أثارها القرار السعودي من امكان عزل لبنان خليجيا في هذا التوقيت يعيد استحضار تجارب في الاستحقاقات الرئاسية كانت تعتمل فيها المعارك الانتخابية على وقع تطورات خارجية ضاغطة. وهو من هذه الناحية لا يشكل سابقة الا من حيث تبدل اللاعبين الاقليميين وارتباط قوى داخلية بهم ولكن مبعث الخطورة الراهنة تتمثل في ان "صديقا" عريقا للبنان انبرى الى مفاجأة الجميع بسياسات لم تعد متسامحة مع التفلت الخطر الذي يجسده اندفاع "حزب الله" في الصراع مع السعودية في الساحات الاقليمية المفتوحة وفي لبنان. لن يكون غريبا ابدا بعد القرار السعودي ان ترتسم امام القوى اللبنانية حقيقة غابت عن بالها جميعا وهي ان تداعيات الصراع الاقليمي تجاوزت المعركة الرئاسية الى الأبعد المتصل بأي لبنان "سينشأ" على نار هذا الصراع. ولذا بدا من السذاجة ان يزج بعضهم القرار السعودي في متاهات التنافس الرئاسي ولو صح ان تأثيراته الجانبية ستكون حتمية على الجهات المناوئة للسعودية. ولكن بيت القصيد ليس هنا، ولا حتما في التقليل الخيالي الذي تعامل عبره "حزب الله" مع القرار وهو اول العارفين معنى خروج الخارجية اللبنانية عن الاجماعات العربية بفعل هيمنته الآسرة على القرار الديبلوماسي الرسمي. فليس غائبا عن احد ان الصراع الاقليمي ذاهب نحو احتدام اشد اتساعا وخطورة من كل مراحل الحرب السورية المدمرة بما يستحيل معه الركون الى توقعات ثابتة في شأن انهاء الفراغ الرئاسي. واذا كان لعبرة حقيقية ان تبرز مجددا في حمأة هذا المعترك فهي من النوع الذي يثير عصبية مفرطة لدى بعضهم لدى تذكيرهم بـ"اعلان بعبدا" الذي احبطوا تنفيذه فيما لا تزال أدبياته تندرج في خطاب المجتمع الدولي والعربي حتى الآن. هي حقيقة يصعب دحضها ان اسقاط الحد الادنى من عدم التورط في الحرب السورية قاد الى اسقاط لبنان برمته في حفرة الأثمان القاتلة المهددة بعزله ومحاصرته وافقاره. لا نعيش سابقة في هذا النوع من الاهوال ولكن الفارق الان ان لبنان فقد كل ما يمكن ان يعينه على تجنب الانهيارات. ومع ان رئيس الجمهورية لا يتمتع بقوة خارقة تخوله تماما ان يحمي البلد من الانزلاقات القاتلة فلا يمكننا ان نسلم لسذاجة الاعتقاد ان استدراج الازمات بهذا الشكل مع المضي في التحجير على الانتخابات الرئاسية هي مجرد دعابة كتلك التي أسقطت اعلان بعبدا وشرعة التزام لبنان الاجماع العربي.

 

الاتفاق العابر على انتخاب رئيس لا يكفي وتوحيد السياسة الخارجية يكون بتحييد لبنان

النهار/اميل خوري/22 شباط 2016

إذا كان الخلاف حول السياسة الداخلية معقولاً ومقبولاً فإن الخلاف على السياسة الخارجية غير مقبول وغير معقول لئلا تكون له انعكاسات سلبية على الوضع الأمني وعلى العلاقات مع الدول، وهو ما حصل في الماضي فدفع لبنان غالياً ثمن انحيازه إلى هذا المحور أو ذاك من سيادته واستقلاله وأمنه واقتصاده، وهو ما يحصل اليوم مع المحور الإيراني – السوري والمحور المناهض له، فكان أول الغيث وقف المساعدة السعودية للجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي. لقد صار المطلوب من القادة تحديد سياسة لبنان الخارجية تحديداً واضحاً لا لبس فيه ولا تفسير ولا اجتهاد، فإما أن يكون لبنان دولة عدم انحياز، وإمّا أن يكون دولة انحياز، ولا انتقائيّة في موقفه هذا ولا استنسابية. المرشّح للرئاسة الأولى النائب سليمان فرنجية كان قد دعا الى التقاء 8 و14 آذار في منتصف الطريق من دون أن يحدّد نقاط الالتقاء، ووافق المرشّح الآخر للرئاسة العماد ميشال عون بهز رأسه على البنود العشرة في "إعلان النيات" مع "القوات اللبنانية"، لكنه ما لبث أن نقضها بعد أيام في مقابلة تلفزيونية، فبات مطلوباً ليس الاتفاق على مرشح للرئاسة إنّما الاتفاق أيضاً على السياسة الخارجية التي عليه التزامها وإلاّ واجه الأزمات عند تشكيل الحكومات وعند وضع بيانها الوزاري.

إن الخلاف بين 8 و14 آذار ليس خلافاً بين أشخاص بقدر ما هو خلاف بين مشروعين أو خطين سياسيّين، وما لم يتم التوصّل الى اتفاق على مشروع واحد وخط سياسي واحد فان لبنان لن يشهد استقراراً سياسيّاً واقتصادياً ثابتاً ودائماً. فقوى 14 آذار هي مع قيام دولة قوية قادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فلا تكون دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها، وأن يوضع سلاح المقاومة بقيادة "حزب الله" في كنف الدولة للاستعانة به عند الحاجة خصوصاً عند مواجهة عدوان إسرائيلي، وأن لا تكون الدولة منحازة إلى أي محور من المحاور المتصارعة، وان تكون مع الاجماع العربي وحتى الدولي وعلى الحياد من دون هذا الاجماع. أما قوى 8 آذار فتريد دولة الى جانبها دولة "حزب الله" لها قراراتها المستقلة في الحرب والسلم خلافاً لما نص عليه الدستور، وان تكون مع المحور الإيراني – السوري في مواجهة محور آخر، ما جعل كل حكومة تتجاذبها سياستان، سياسة قوى 8 آذار وسياسة قوى 14 آذار، التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم من مناكفات ومتناقضات. لذلك بات ضرورياً وملحّاً توحيد السياسة الخارجية فلا تظل لكل فريق سياسة تتصادم وسياسة أخرى، ولا شيء يوحدها سوى تحييد لبنان عن صراعات كل المحاور وأن يكون السلاح حصراً في يد الدولة ولها الإمرة على كل سلاح خارجها إذا ظلّت الظروف تفرض وجوده. وإذا كان من التقاء في منتصف الطريق بين 8 و14 آذار فعلى هذه السياسة، وأن يلتزمها كل مرشح للرئاسة وتكون شرطاً لتأييده وأساساً لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية شاملة وثابتة، فالمصالحات الشخصية تبقى ظرفية وعابرة ولا شيء يرسخها ويديمها سوى وحدة الهدف التي من دونها لا وحدة صف.

الواقع ان الاتفاق بين كل القادة على تحييد لبنان عن صراعات المحاور هو الذي يحمي وحدته ويرسخ العيش المشترك والسلم الأهلي ويبدد الهواجس لدى كل مكوّن من مكوّناته بحيث يصبح في الإمكان الغاء الطائفية السياسية وجعل المناصب العليا في الدولة مفتوحة أمام أصحاب الكفاية والجدارة الى أي حزب أو مذهب انتموا، ولا يظل الصراع على السلطة له طابع مذهبي أكثر منه سياسي ووطني. والاتفاق على تحييد لبنان هو الذي يقيم الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها وعلى تطبيق القوانين على الجميع وفي كل المناطق بحيث لا يعود اللبناني يهمه من يكون رئيساً للجمهورية ومن أي طائفة أو حزب، ولا من يكون رئيساً لمجلس النواب ورئيساً للحكومة، ولم تُسند هذه الحقيبة أو تلك عندما تقوم في لبنان دولة مدنية، دولة غير منحازة إلى أي محور هو في صراع مع محور آخر، دولة تقدم بكل سلطاتها مصلحة لبنان على كل مصلحة، دولة يدين كل أبنائها بالولاء للبنان وحده ويدير الحكم فيها الأصلح والأنجح والأقدر والأكثر نزاهة واستقامة وشفافية، فتنتفي عندئذ أسباب الخلاف على قانون للانتخاب ولا تبقى حاجة حتى إلى إنشاء مجلس للشيوخ لحماية حقوق المذاهب والطوائف وخصوصيّاتها، لأن تحييد لبنان كفيل بتأمين هذه الحماية. فلا يكفي إذاً التوصّل الى اتفاق عابر على انتخاب رئيس للجمهورية انما الاتفاق أيضاً على أي جمهورية وعلى أي نظام ودستور لها، فلا يظل لبنان يحكم بديموقراطية هجينة تارة وبديموقراطية الأكثرية وديموقراطية التوافق تارة أخرى، حتى إذا تعذّر تطبيقها كان الفراغ الشامل والشلل الكامل لكل السلطات والمؤسّسات، وعندها لا تبقى جمهورية ولا رئيس لها. فليكن الاتفاق إذاً على أي جمهورية وعلى أي رئيس مناسب لها لنعيد القول: "هنيئاً لمن له مرقد عنزة في لبنان".

 

لا حل مع دول الخليج دون رئيس جديد! أسوأ الخفة السياسية الترويج لبديل إيراني

روزانا بومنصف/النهار/22 شباط 2016

تخشى مصادر وزارية ان يكون صار صعبا جدا معالجة موضوع العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج في ظل استمرار المعادلة السياسية الداخلية على حالها واستمرار الشغور في سدة الرئاسة الاولى التي يمسك فريق ٨ اذار بمفاصلها من حيث استمراره في تعطيل الرئاسة بما يناسب "حزب الله" الذي لن يحرج بموقف يتخذه اي رئيس للجمهورية، فيما كل وزير يتصرف في مجلس الوزراء كأنه هو رئيس الجمهورية وفق موقف لوزير الخارجية جبران باسيل في هذا الاطار والذي اخذ مداه في استنساب مواقف فريقه مع الدول العربية من دون الاخذ في الاعتبار مصلحة لبنان، وتاليا فان وصول رئيس جديد للجمهورية يمثل لبنان ويتحاور معه الخارج بات امرا ملحا وضاغطا اكثر من اي وقت مضى. والترف الذي مارسه الافرقاء السياسيون خلال ما يقارب السنتين من الشغور الرئاسي بات مكلفا على نحو لن يكون لبنان قابلا لمواجهة تداعياته. فثمة انعكاسات خطيرة جدا ليس لوقف المساعدات للجيش والقوى الامنية بل لطبيعة العلاقات التي باتت تقف عند حدود مهلكة للبنان. وهناك خفة سياسية وفق هذه المصادر الوزارية في ابداء ردود فعل على غرار ان لبنان يمكن ان يعتمد على ايران في مد الجيش بالاسلحة التي يحتاجها خصوصا بعد رفع العقوبات الدولية عن طهران بحيث لا يتعدى هذا الكلام اطار رد الفعل الدعائي ليس الا. ففي هذا الكلام تقليل لاهمية البعد العربي للبنان وتاليا امتداده وعلاقاته واختصار الازمة بوقف المساعدات السعودية في حين ان ما يثير القلق هو اعادة النظر في العلاقات فلا تتوقف فقط على المليارات الاربعة من المملكة للبنان بل في ما هو ابعد منها. فالاسئلة الفورية او الاولية التي تثار تتصل بما اذا كانت ايران يمكن ان تأخذ لبنان على عاتقها كما اخذته وتأخذه السعودية والدول الخليجية منذ زمن بعيد على صعد عدة. كما انه اذا كانت ايران ستقدم المساعدات للجيش فهل يجعلها ذلك تتخلى عن جيشها البديل المتمثل في الحزب او انها ستجعل الاخير بديلا من الجيش في حال اعتبرت ان الفرصة سانحة لان يتخطى الحزب الجيش وذلك في حال كان سهلا نسف منظومة الاسلحة الاميركية والفرنسية او الاعتبارات الدولية التي تمنع انزلاق لبنان على نحو من شأنه ان يكبر المخاطر عليه.

لذا فان تداعيات الضغط الخليجي على لبنان ينبغي تسييلها بسرعة في اتجاهين وفقا للمصادر الوزارية المعنية. فثمة ضغط داخلي يحتمه السعي الى انقاذ لبنان من المسار الذي يسلكه والذي غدا غير مقبول ومكلف عبر الدفع الى اجراء انتخابات رئاسية اولا بحيث يبرز سؤال مهم: هل ان الموقف الخليجي ينزع الغطاء عن الحكومة بحيث غدت استقالتها الثمن الذي يتعين ان تدفعه من اجل منع استمرار الستاتيكو الاستنزافي للبنان وعلاقاته العربية وتاليا الدولية؟ ثم ان هناك اهتماما برد الفعل الغربي ازاء وقف المساعدات السعودية للجيش خصوصا نظرا الى مدى التعويل الخارجي على الجيش والمساعدات التي تقدم له من اجل الاستمرار في المحافظة على الاستقرار، الامر الذي يحتم بذل الدول الكبرى ضغوطا حيث يلزم ليس من اجل المحافظة على الاستقرار فحسب بل عبر تأمين السلطة السياسية التي يمكن ان تشكل الغطاء لاستقرار لبنان وللقرار السياسي الحامي للبنان والذي لا يعرضه للاخطار الكبيرة كما هي حال التسبب بتدهور علاقاته مع الدول الخليجية. هل يفهم من الرسالة السعودية وتاليا الخليجية الضغط من اجل تصحيح المسار السياسي اللبناني او كما فهم البعض ايضا في اتجاه رفض قاطع دعم ترشيح العماد ميشال عون الذي عبر اداء وزير الخارجية لم يظهر قدرة على ان يكون توافقيا يمكن ان يوازن بين المحاور الاقليمية او المحافظة على علاقات لبنان العربية بل اثبت عدم القدرة على ادارة ملف العلاقات الديبلوماسية بموضوعية بما لا يتناسب ومصالح لبنان، وتالياً فهو سقط في امتحان اتيح له على مدى سنتين من الشغور الرئاسي ما لم يكن يراهن على حل الامور كما دأب على ذلك في مجلس الوزراء؟

فعلى سبيل المثال لا يخفي وزراء من ٨ اذار استغرابهم في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء اعتماد وزراء التيار الحر اسلوبا استفزازيا مع وزراء حركة امل. فالاستغراب مرده ان هؤلاء لا يسعون الى تدوير الزوايا في ظل سعي محموم الى تأمين وصول زعيمهم الى الرئاسة الاولى في علاقاتهم مع فريق اساسي له كلمته كما لو انهم يعتمدون على ضغوط من حليفهم الشيعي الاخر من اجل تأمين هذا الانتخاب. يعيد هذا الواقع موضوع الرئاسة الى عاملين مهمين: الاول ان لا صحة لمنطق ما ينسب الى الميثاقية المسيحية بصلة. فهناك مسألة عدم وجود كيمياء بين العماد عون وغالبية الزعماء بحيث لا قدرة لهؤلاء على التعاطي معه راهناً، فكيف اذا صار في موقع الرئاسة وافتعل مشكلة من اجل تعيين قائد جديد للجيش او اجراء تعيينات مسيحية او طبيعة علاقات مع الدول الخارجية؟ ولا تزال تجربة عهد اميل لحود والمنحى الصدامي الذي اعتمده ماثلة لهؤلاءجميعا. ثم ان الرجل اظهر محورية في موقفه لم تتغير على رغم رغبته في الحصول على دعم الدول الخليجية ودعم الطائفة السنية في لبنان، فاعطى نموذجا لا يمكن ان يركن المحيط العربي اليه. فهل يستمر دق المياه وهي مجرد مياه؟

 

هل يعود لبنان للدولة؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/22 شباط/16

إيقاف السعودية معونتها المالية، 4 مليارات دولار، للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي فيه، يأتي ضمن سياق ممتد من العلاقة العليلة مع الدولة اللبنانية منذ هيمن حزب الله، التابع لإيران، وتابعه تيار عون المسيحي على الدولة اللبنانية. ليس صحيحًا أن السعودية ضاق صدرها من صخب الإعلام اللبناني، والنقد الموجّه للسعودية، فهذا كان يحصل باستمرار منذ تحول لبنان إلى منصة من لا منصة له، وحتى بعد هبوط لغة بعض الساسة التابعين للمحور السوري - الإيراني، مثل وئام وهاب الذي أساء للراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز ببذاءة. كل هذا لم يجعل السعودية تتوقف عن دعم لبنان «الدولة»، لأن السعودية تعلم أن لبنان بلد متنوع طائفيًا وسياسيًا، مهما شطح بعض أتباع الأسد أو الخامنئي بسقط القول. لكن الأمور أخذت منحى خطيرًا حين «شذ» لبنان «الدولة» عن السياق العربي والإسلامي بعدما رفض وزير خارجيته العوني جبران باسيل الانضواء في القرار العربي في القاهرة، بعد إحراق السفارة السعودية بطهران والقنصلية بمشهد. جبران علل الأمر حينها بأن ذلك يأتي حرصًا على الوحدة الوطنية اللبنانية (أينها!) وحرصًا على الاستمرار بسياسة النأي بالنفس (أيضًا أينها!) بعد جرائم حزب الله في الربوع السورية؟ لذلك كان موقف وزير العدل اللبناني أشرف ريفي بعد القرار السعودي معبرًا عن الشلل الذي تعانيه الدولة اللبنانية بسبب أن حزب الله «يربض» على الدولة اللبنانية، ووصل الأمر مداه بعدما نجح الحزب وأتباعه من العونيين في إطلاق سراح «المجرم» ميشال سماحة، الذي كان مكلفًا إدارة عمليات إرهابية لتفجير الوضع الطائفي اللبناني، بالصوت والصورة. ريفي ذكر أنه استقال بسبب «نفوذ حزب الله في الحكومة»، وتجميد حزب الله للسياسة بلبنان. هذا الجمود الذي منع لبنان من انتخاب رئيسه منذ 21 شهرًا، بسبب بركة الحزب الأصفر، الذي لا يعد استكمال مقومات الدولة اللبنانية أولوية له أصلاً، فهو مشغول بمعارك إقليمية وليس كخصومه «الفاضين»، كما قال حسن نصر الله في خطابه الأخير. حزب الله اللبناني التابع لإيران أصدر بيانًا يرد فيه على الموقف السعودي، محاولاً التملص من مسؤولية تدهور العلاقات مع السعودية، وهو على كل حال يتمنى هذا الأمر، لكن دون أن يغضب اللبنانيون من انقطاع المال السعودي! وكرر في بيانه الشتائم المعتادة للسعودية، وفي نفس الوقت يقول إنه غير مسؤول عن غضب السعودية!

هذا هو الحزب الذي يسيّر الخارجية اللبنانية، من خلال الكادر العوني جبران باسيل. لبنان حتى هذه اللحظة لا دولة.

 

عندما يصبح لبنان مستعمرة إيرانية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/22 شباط/16

لا أظن أن السعودية قررت التراجع عن دعمها للجيش وقوى الأمن، ومؤسسات لبنانية أخرى، فقط غضبًا مما يقال في بعض الإعلام اللبناني ضدها. فانخراط بعض الصحف ومحطات التلفزة في حملات تروج للخطاب الإيراني المعادي للسعودية، والمحرض عليها وعلى بقية دول الاعتدال العربية، ليس أمرا طارئًا. في تصوري السبب أكبر وأخطر. عندما قررت السعودية تخصيص مبلغ ضخم، ثلاثة مليارات دولار للجيش، ومليار دولار لقوى الأمن، لتطوير إمكانياتها وتدريبها، لم تشترط مقابلها دخول لبنان في حروب خارجية، ولا الانضمام إلى أحلاف إقليمية، بل كان الهدف تقوية السلطة المركزية، بدعم مؤسسات الدولة اللبنانية في وجه تنمر الميليشيات، ومحاربة التنظيمات المتطرفة، وسد الفراغ الذي حدث بعد انسحاب القوات السورية بقرار من مجلس الأمن، إثر تورط نظام الأسد في عمليات اغتيال رفيق الحريري. في الوقت الذي مدّت السعودية يد الدعم لتقوية الدولة، مدّ حزب الله يديه للاستيلاء على السلطة غير مكتف بحصته الكبيرة فيها. قام بتوظيف المؤسسات العسكرية اللبنانية لخدمة أغراضه في الحرب في سوريا، وكذلك استغلها في داخل لبنان. وعمل على استخدام وزارة الخارجية لدعم المواقف الإيرانية في المحافل الدولية، وتجرأ على استغلال النظام المصرفي الذي عرف بأنه من الأفضل في المنطقة للمتاجرة بنشاطات محرمة في أنحاء العالم، من مخدرات وسلاح. ولم تتمكن الحكومتان اللبنانيتان المتعاقبتان من لجمه ولا رئاسة الجمهورية أيضا. والأخطر أن الجيش نفسه لم يفلح في النأي بقواته كذلك، وصار مستهدفا من قبل الحزب لتوظيفه في الحرب الإيرانية في سوريا. جرّ الجيش إلى نشر قواته في مناطق مثل عرسال، وامتطاه الحزب لملاحقة من سماهم الإرهابيين من المعارضة السورية، وسخره لسد ممرات يستخدمها اللبنانيون والسوريون للعبور والتمويل. وأبعد حزب الله الجيش عن المناطق الشمالية التي يستخدمها مقاتلو الحزب في طريقهم من وإلى سوريا. هذا على الحدود والطرق المؤدية إليها، أما في الداخل، فقد حظر حزب الله على الجيش أن يدخل الضاحية الجنوبية، التي يعتبرها منطقة خارج سلطة الدولة اللبنانية. كما تردد أن الحزب يبني مهبطا عسكريا في بلدة إيعات في البقاع، للقيام بالمزيد من عملياته المشبوهة، إضافة أن حزب الله يسيطر على أمن مطار بيروت، يخطف من يشاء، ويفتش ما يشاء. كما أن ميليشياته خطفت معارضين إيرانيين مسالمين، وهددت وسائل إعلام لأنها انتقدت المرشد الأعلى في طهران ووكيله في الضاحية. كل هذا التنمر يزداد في وقت أصدرت الخزانة الأميركية، وجهاز مكافحة المخدرات الأميركي، بيانات تفصيلية عن تورط حزب الله في المتاجرة بالمخدرات، وجرى اعتقال عدد من عملائه خلال الأسابيع القليلة الماضية في لوثوانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وكولومبيا، وكذلك داخل الولايات المتحدة. وقالت الحكومة الأميركية إن التحقيقات في شبكة حزب الله بدأت منذ فبراير (شباط) 2015. واتضح أنها تصب في لبنان الذي يستخدمه الحزب مركزا لإدارة عملياته ضد الكثير من الدول في أوروبا والأميركتين، لتبييض الأموال وتمويل شراء الأسلحة. ووصفت لبنان بأنه أصبح من أخطر مراكز إدارة عمليات تهريب المخدرات في العالم، مما تسبب في وضع عدد من المصارف اللبنانية تحت الرقابة الدولية ومراجعة سجلاتها. وقد تعمد حزب الله إضعاف وإذلال مؤسستي الجيش والأمن، إلى درجة أن أحدًا لم يتجرأ على مواجهة شبيحة حزب الله ومنظمة أمل، عندما هاجموا المحتجين على تراكم «الزبالة». لم يعد هناك منطق في أن تقوم السعودية بدعم مؤسسة لبنان العسكرية والمدنية، التي أصبح بعضها يخدم حزب الله ومن ثم إيران. كانت ترجو أن تعزز مؤسسات الدولة والسلطة المركزية حتى تدعم استقلال قراره السياسي الخارجي والداخلي.

لقد لعب حزب الله متعمدًا دور المخرب والمعطل للدولة. قد أجبر على إبعاد رؤساء حكومات، ومنع ترشيح رؤساء للجمهورية، وأوقف العمل النيابي، ليحقق هدفه بشلّ مؤسسات الرئاسة والحكومة والجيش، ويضع البنك المركزي في دائرة الشبهات الدولية، ووزارة الخارجية ملحقة بوزارة الخارجية الإيرانية. حزب الله يريد تحويل لبنان إلى مستعمرة إيرانية، وما ممارساته المتتالية إلا مسبحة مشروع نظام ولاية الفقيه، بالهيمنة على العراق وسوريا ولبنان. بعد هذا كله، لم يبق هناك منطق في سياسة تقوية الجيش والأمن وتدريبه وتسليحه. وحتى مع إلغاء دعمها، تظل السعودية أمل الاعتدال اللبناني في معركته ضد ميليشيات إيران وحلفائها، وألا تترك البلد لقمة سائغة لهم في حرب إقليمية مستعرة.

 

لقاء معراب

النهار/ميشال هليّل/22 شباط 2016

كان يمكن للمصالحة "التاريخية" التي جرت بين الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون في معراب أن تتحوّل أنموذجاً لسائر المتخاصمين، أو مدخلاً لمزيد من المُصالحات، أو منطلقاً لنهوض لبنان مما يعانيه. غير أن ما جرى قبلها وخلالها وبعدها رسم علامات استفهام، وولّد شكوكاً، وطرح أسئلة تمّ التصدّي لطارحيها من دون الإجابة عنها. إن وصف احتفال معراب بالمصالحة شكّل خطأ لن تلبث أن تتبعه لاحقاً سلسلة أخطاء، منها عرضية ومنها أصلية. فالمصالحة حدثت قبل أشهر، وآتت ثمارها، لتتوقّف الحملات وسياسة الأحقاد ونبش القبور. ما جرى في معراب كان اتفاقاً انتخابياً مُفاجئاً، محوره ترشيح العماد عون للرئاسة، بعد أن تبيّن كما قيل إن الدكتور جعجع لم تعد له حظوظ. علماً أنه لم تكن له مسبقاً حظوظ، واستناداً إلى ذلك، فإنّ وصف ما قامت به القوات بعملية تضحية هو أمر عاطفي مبالغ فيه، فالرئاسة لم تكن في قبضتها كي تفرج عنها وتمنحها. وما لم يدركه القائمون بالمبادرة أن العماد عون هو الآخر ليست له حظوظ، والدكتور جعجع لم يقدم له إلاّ بضع أصوات كان قد فقدها بعد بروز النائب سليمان فرنجية المرشّح الأوفر حظاً، وبعد أن خابَ الأمل بلحاق الكتل النيابية الكبرى بكتلة القوات. ومع فشل العملية الحسابية لجأ المتصالحون إلى الاحصاءات، ليتبيّن لهم أن الأكثرية الساحقة من المسيحيّين تؤيّد لقاء معراب، وبالتالي وصول عون، وقد فاتهم أن الانتخابات الرئاسية ليست أولاً انتخابات مسيحية، وأنها ثانياً لا تتم بالاقتراع الشعبي، وثالثاً ليست داخل رابطة أو جمعية أو وقف. ومع وصول المبادرة إلى حائط مسدود، عكس ما كان يُتوقع لها، بدأ الحديث عن أمرين: الأول وجوب حضور المرشّحين لتأمين النصاب، والثاني ضرورة تزكية قوى 8 آذار العماد عون، وقد فاتهم أنّ النصاب يعطّله العماد عون، لأنه ببساطة وخلافاً للنائب فرنجية يستطيع تأمينه. وعليه فإنهم بترشيحهم إيّاه إنما يرشّحون من يعطّل الجلسات، ولا من يلومه أو يسحب منه الترشيح. أما طلب تزكية العماد عون، فكان يُفترض تأكيده لا الاستفسار عنه... قبل لقاء معراب. لقاء بدل أن يكون حلاً أو مدخلاً للحل صار في مأزق.المصالحة، مسيحياً ووطنياً واجتماعياً، هي قرع صدور لا قرع أنخاب، ودعابة البيال لم تكن دعابة

 

«حزب الله» وسياسة التسبب بقطع الأرزاق

«ألا أيها الظالم المستبد حبيب الظلام عدو الحياة» (أبو القاسم الشابي)

  مصطفى علوش/المستقبل/22 شباط/16

لا داعي لشرح تداعيات قطع أرزاق الناس، فقد شبّهه البعض بقطع الأعناق، لأنه بتداعياته يؤدي إلى كوارث اجتماعية وأمنية كبرى لدرجة شبهته بقتل الأنفس، وهو الشر المطلق بحد ذاته. ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ فحزب ولاية الفقيه في لبنان يتخذ من قطع الأعناق عقيدة ومبدأ وقيمة وجودية له، فكيف يكون له قطع الأرزاق؟ فقد يعتبره حقا مطلقا له طالما أنه يمارسه على «الأغيار» الذين لا يتبعون عقيدته. الواقع هو أنني لم أسمع على مدى العقود الثلاثة الماضية كلمة واحدة من حزب ولاية الفقيه بخصوص مصالح الناس الإقتصادية، فقيادته تعترف على كل الأحوال بأنها لا تملك أصلاً تصوراً اقتصادياً للبنان حتى ضمن منظومة المقاومة! يعني أن أمور الناس ومعيشتهم لا تعني الحزب المقاوم، في حين أنه أمّن اقتصاداً ريعياً لجمهوره أساسه المال النظيف الآتي من الولي الفقيه مع المال الملوث بالجريمة المنظمة مؤيداً بفتوى من الولي الفقيه، والمال الحرام الآتي من ابتزاز الدولة بتهريب البضائع من الجمارك وبيعها بأسعار لا تنافس في السوق المحلية. في إحدى المناظرات مع أحد المتحدثين بإسم حزب الولي الفقيه في لبنان، وهو عسكري متقاعد، قلت له أن أهم ركن من أركان الإقتصاد اللبناني هو الإستثمارات الآتية من الخارج والسياحة والتحويلات المالية من المغتربين، وهذا كله تقوّضه سياسات «حزب الله«. فأجاب «لتذهب كلها إلى الجحيم لأن الكرامة أهم من الرزق«. وعندما أتاني أحد قياديي الحزب في يوم تعاظمت انتقاداتي لسياسته منذ عشر سنوات، سألته عن مسألة تخريب أرزاق الناس والدمار التي هي نتيجة مباشرة لنهج الحزب في ما يسمّيه مقاومة. فأجاب بكل ثقة بما يلي» إن حكوماتنا معتادة على التسول، فليذهب رئيس الوزراء ويأتي بالأموال من الدول العربية للتعويض على الناس!«.اليوم لقد تمكن حزب الولي الفقيه من إقفال باب التسول على الحكومة اللبنانية بعد أن دفع النزق «الباسيلي» الامور إلى حافة الهاوية بالمواقف الطائشة الأخيرة بخصوص قضايا بديهية، لم تكن لتقدم أو تؤخر، في موضوع أجمع عليه الكل بخصوص الإعتداء على البعثات الديبلوماسية السعودية في إيران. لقد ظننا أن الدلع اللبناني في حضن الرعاية السعودية سيستمر اعتماداً على «صبر وحكمة وحنان» المملكة وقيادتها التي لم تتوقف على مدى ستة عقود عن رعاية لبنان واللبنانيين، إلى أن أتى القرار الأخير وأعاد الجميع إلى الواقع وهو أن لكل شيء ثمناً وبأنه على أقل تقدير لا يمكن أن نرمي حجرا في بئر نشرب منه الماء!. قد يظن البعض أن حزب ولاية الفقيه كان هو أيضاً يراهن على هذه الرعاية، ولكن الواقع هو غير ذلك بالكامل. فمن الواضح من تمادي هذا الحزب، وحتى المزايدة على أركان الحرس الثوري، في سباب وشتم العرب بالإجمال، والمملكة العربية السعودية بالذات، بأنه يسعى بشكل حثيث لدفع دول الخليج إلى اتخاذ إجراءات منطقية للرد على الإعتداء المتمادي عليها في لبنان، وذلك بمختلف الوسائل. ما يحققه الحزب بهذه السياسة متعدد الجوانب. فمن جهة يدفع، بالإقتصاد ، وهو آخر ركن من وجود دولة لبنان، بعد تعطيل المؤسسات الدستورية والأمنية، إلى حدود الإنهيار السريع وصولاً إلى الفوضى المطلقة التي ستسهل له مسألة قلب الطاولة والدفع نحو منظومة سياسية جديدة تتناسب مع رؤيا الولي الفقيه للبنان، أو جزء من لبنان، كولاية تابعة لحكمته ورعايته، وبهذا تستكمل فصول الإمبراطورية الفارسية الجديدة تحت قيادة شاه مقدس. من جهة ثانية، فإن هذا التدهور إن حصل فسيتم تحميله للمملكة العربية السعودية، وبما أن جمهور «حزب الله« مشمول بالرعاية الريعية للولي الفقيه بجزءيها النظيف وغير النظيف، فإن الجزء الأكثر تأثراً سيكون بالطبع الفئات اللبنانية من خارج جمهور الحزب وأتباعه. هذا بالطبع سيؤدي إلى زيادة ردود الفعل على السعودية ومحورها وعلى السياسة المتحالفين معها محلياً. وبالتالي فقد يؤدي ذلك إما إلى الإستسلام والرضوخ لخيارات الحزب، أو الجنوح نحو التطرف الاعمى الذي يخدم أيضاً سياسة شيطنة أعداء ولاية الفقيه. لذلك فمع تفهم قرار السعودية، ولربما الإستغراب لتأخر ردة الفعل هذه حتى اليوم، لكن بالمقابل فمن المنطقي والحكيم أن تستمر الرعاية المباشرة للبنانيين الذين يقفون في الصفوف الأمامية أمام تمدد مشروع «حزب الله« وأمثاله في لبنان وسوريا وغيرها، والا فستكون خسارة هذه المواقع أمراً محتوماً. ويكون الولي الفقيه حقق ما أراده.

 

حزب الله» مسألة لبنانية وإقليمية دولية في آن

وسام سعادة/المستقبل/22 شباط/16

«حزب الله» مسألة. مسألة ليست هي تماماً نفسها إنْ نظر إليها في سياقها اللبناني، أو في دائرتها العربية، أو في بعدها الدولي. وهي مسألة مستعصية طالما ظلّ الرهان على حل هذه المسألة لبنانياً فقط، أو عربياً فقط، أو دولياً فقط. لكن الاستعصاء سيخفّض درجة، وتصبح مسألة «عويصة» فحسب إذا ما جرى البحث عن نهج يربط بين الأبعاد الثلاثة، اللبناني والإقليمي - العربي والدولي لهذه المسألة. فـ»حزب الله» في إشكاله اللبناني، هو تنظيم تعبوي مسلّح له قاعدة جماهيرية موالية له، وهو تنظيم يلتزم بالطاعة الحديدية داخله، وبالتكليف الشرعي كرابط بين قيادته وجهازه الأمني التعبوي وبين قاعدته ومناصريه، وهو تنظيم أعفى نفسه، بل أعفته الوصاية السورية، من حل الميليشيات - أحد أسس اتفاق الطائف. وبالتالي أعفى نفسه من نهاية الحرب الأهلية، ويجسد من ثم استمرارها، ولو من جانب أساسي واحد. وهو الحزب الذي يقود بالنتيجة منذ انسحاب الجيش السوري مشروعاً تغلّبياً مذهبياً، مؤدلجاً، يجد في نظام الملالي الإيراني صورته المشتهاة ومادته التطبيقية. هو في الوقت نفسه حزب تصدّر مشهدية تحرير الجنوب، الذي سوّغ باسمها إعفاء نفسه من التوافق الوطني على حل الميليشيات، وكان تمكّن قبل ذلك من إلغاء المقاومة الوطنية، ومن تقويض نفوذ حركة «أمل« في الضاحية، والجنوب، والبقاع. حصّل في التسعينات نوعاً من التفاف وطني حول كفاحه جنوباً، لكنه اعتبر نفسه في حلّ من أي منطق دولتي بعد التحرير، وفي حلّ من أي إجماع وطني، ومصادراً قرار الحرب والسلم، وفي عملية تحايل مفضوحة على ماهية الدستور نفسها، حين يشترط التوافقية المطلقة حينما يرتأي ذلك، أو يكتفي بقراره هو حين يريد ذلك.

لكن الحزب لو كان فقط مجرد حزب تدعمه وتموّله إيران كي يقود مشروع هيمنة لطائفته على بقية اللبنانيين ويبني نظاماً موالياً لإيران في لبنان لكانت مشكلته قابلة للحل في سياقها اللبناني كحسب. كان في أسوأ الحالات سيستولي على السلطة ويطرح تجربته ويتكفل الواقع بامتصاصها تدريجياً.

لكن الحزب يتجاوز الحسبة المحلية. لا يمكن فهمه إلا بتشبيهه بـ»سرايا المقاومة» التي تتبع له ويسلّطها على مناطق معروفة بمناهضته. هو بمثابة «سرايا المقاومة» حيال «الحرس الثوري الايراني». هو الفرع العربي من الحرس. وفرع حيوي جداً لأن السياسات الإيرانية تجاه معظم البلدان العربية تتقاطع مع دور ما لـ»حزب الله«. لبنانياً، سلاحه أعفى نفسه من نهاية الحرب الأهلية، وواصلها على طريقته. عربياً هو شبكة عابرة للعواصم والبلدان.حتى الساعة، ظلت محاولات مقاربته لبنانياً منفصلة عن التشكّي منه عربياً، والعكس صحيح. التطورات الأخيرة، والقرارات السعودية الواضحة الاتجاه، يفترض بها على العكس من هذا أن تفتح الطريق للمواءمة بين النضالات اللبنانية ضد تغلبية «حزب الله» والتزامه خطط إيران وبين السياسات العربية، لأن حل مشكلة «حزب الله» تكون لبنانية، عربية، دولية، في وقت واحد، أو لا تقدم في اتجاه الحل.

 

حزب الله" مدعو إلى اللبننة ووزير الخارجية إلى الاستقالة

 نايلة تويني/النهار/22 شباط 2016

لا علم لي بالتأكيد بالنيات الخليجية أو بالاجراءات المتخذة أو التي يمكن أن تتخذ في حق لبنان بعد مراجعة دول مجلس التعاون الخليجي العلاقة معه، لكني اقرأ في التداعيات المحتملة للقرارات. فالعلاقات مصالح أكثر منها أخوة، فكيف اذا اقترنت المصالح بعلاقات اخوية امتدت ردحاً طويلاً من الزمن لم تطلب خلاله دول الخليج من لبنان إلا ما يساهم في وحدة الرأي والموقف العربيين في مواجهة التحديات المحيطة بعالمنا العربي. التحديات كثيرة وأولها اسرائيل التي اعتدت علينا مراراً وتكراراً ولم نجد في كل مرحلة سوى الدول العربية معيناً لاعادة إعمار ما تهدم، واضافة الى المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة الامارات، دخلت أخيراً على الخط دولة قطر في العام 2006، وكلنا نذكر شعارات "شكرا قطر". واذا كانت ايران دخلت أيضاً على خط المساعدات للاعمار، فانها جاءت متأخرة، وبتمويل أقل ومحصور في المكان الذي تفيد فيه حلفاءها، بل تخدمهم أحياناً في شق طرق لوصل مناطق وقرى شيعية بعضها بالبعض، بما يتيح لـ "حزب الله" مزيداً من حرية الحركة ونقل السلاح بعيدا من عيون المراقبين. أضف الى ذلك المصالح الاقتصادية التي تربط لبنان بدول الخليج، وليس بايران طبعاً، اذ يعمل في دول الخليج الاف اللبنانيين منذ ستينات القرن الماضي وهم يحولون الى بلدهم مليارات الدولارات التي تساهم، ليس فقط في نهضة اقتصاد لبنان، بل ايضا في تدعيم ركائزه وصموده. ثم ان لا مصلحة للبنان في معاداة محيطه العربي ودول جامعة الدول العربية لانه كمن يخرج من أهله وناسه ويخلع ثيابه فيصير عرضة لأنواع الرياح العاتية تضربه من كل جانب. لا نستطيع ان نحاسب أي دولة قررت ان تراجع علاقتها مع لبنان، بل يمكننا ان نحاسب أنفسنا، ونصحح أخطاءنا، ونعوّض قصورنا، لا بمنطق الذل والخنوع كما يتراءى للبعض، ولا انصياعاً لرغبة من هنا أو هناك، بل بروح وطنية تحفظ مصلحة البلد ومصلحة أهله وناسه واقتصاده وصموده. وأما عكس ذلك فانقياد لمخططات لا تهمها مصلحة لبنان، بل تخدم المشاريع الايرانية السورية في المنطقة، والتي تريد ان تجعل لبنان ورقة ضغط في يدها، فتمضي في تعطيل الانتخابات الرئاسية، وتفسد علاقة لبنان باخوانه العرب، وتدفعه الى الهاوية والانهيار. العودة عن الخطأ فضيلة، واذا كان "حزب الله" يأتمر بايران التي دفعته الى المستنقع السوري، ومنعته من تسهيل الاستحقاق الرئاسي، فهل يرضى العماد ميشال عون بان يتقاسم واياه مسؤولية قتل اللبنانيين في ارزاقهم وحياتهم ومصالحهم؟ وهل يتحمل مسؤولية المسيحيين الذين لن يعودوا الى لبنان اذا ما ابعدوا من الخليج، بل سيهاجرون مجدداً الى أميركا وكندا وأوستراليا، ويلحقون بمسيحيي الشرق التائهين في بلاد الله الواسعة؟ الحل في ان يعود "حزب الله" الى رشده، وهو امام اختبار اللبننة التي يدعيها في خطبه، وفي ان يبادر وزير الخارجية الى الاستقالة كي لا يتحمل فريقه المسؤولية امام التاريخ، والحل الحل في ان يبادر رئيس الوزراء الى اتخاذ موقف حازم في هذه المتاهات ولو ادى الامر الى استقالة حكومته.

 

معركة موقع لبنان

 غسان شربل/الحياة/22 شباط/16

لاحظت أن فؤاد بطرس وزير خارجية لبنان السابق، الهادئ والمتحفظ، ضغط مرات عدة بيده على جبهته وكأنه يطالب ذاكرته بالاستيقاظ التام والإنصاف الكامل. شعرت بشيء من الحرج. قلت له: «أخشى أن أكون أزعجتك بالأسئلة». أجاب: «لا أبداً لكن حين يتحدث مسؤول سابق مثلي عليه أن يكون أميناً ودقيقاً. لا يحق لنا أن نخطئ بحق الحقيقة والبلد والأشخاص». عاد إلى بالي مشهد فؤاد بطرس، رحمه الله، حين رأيت وزير خارجية لبنان الحالي جبران باسيل يتخذ في الاجتماعين العربي والإسلامي الموقف المؤسف من مسألة الاعتداء على المقرات الديبلوماسية السعودية في إيران. كان على الوزير أن يأخذ في الاعتبار البديهيات التي يجب أن تحكم الموقف اللبناني. وهي أن لبنان بلد عربي درج على الإفادة من الدعم السعودي السياسي والمالي كلما عصفت به الأزمات أو الأخطار. وكان عليه أن يفكر بمصالح مئات آلاف اللبنانيين العاملين في السعودية والخليج. وأن يتوقع كوزير للخارجية أن لا تتبنى السلطات الإيرانية نفسها ممارسة من هذا النوع. وكانت الحصافة تقضي أن لا يعتبر نفسه أقرب إلى إيران من وزير خارجية العراق الذي أيّد قرار الإدانة. تمنّيت يومها لو أن الوزير باسيل قرأ يوم جلس في مكتب فؤاد بطرس مذكرات الأخير وحواراته.

لا أريد المبالغة في تحميل باسيل المسؤولية. إنه وزير في حكومة تشبه سفينة مثقوبة تعاند للبقاء على قيد الحياة في جمهورية سائبة مقطوعة الرأس. كان عليه ببساطة قبل الذهاب أن يصوغ مع رئيس الحكومة تمام سلام موقفاً يراعي هويّة لبنان ويحفظ مصالح اللبنانيين. لكن الحكومة حكومات والجمهورية جمهوريات. وإذا كانت تحكّمت بموقف الوزير رغبته في الحفاظ على الحظوظ الرئاسية لعمّه العماد ميشال عون فإن رصاصته أصابت هذه الحظوظ قبل أن تصيب غيرها. كان موقف باسيل من قماشة المواقف التي تفوق قدرة لبنان على الاحتمال. فالوزير يعرف بالتأكيد الدور الذي لعبته السعودية في إنهاء الحرب في لبنان عبر اتفاق الطائف. ويعرف مساهماتها في تجنيبه الاختناقات المالية. ويعرف أن خصوصية هذه العلاقة دفعت السعودية إلى الإعلان عن مساعدة غير مسبوقة للجيش اللبناني وقوى الأمن. وكان يفترض بالوزير أن يعرف أيضاً أن السعودية تشعر اليوم بأنها مستهدفة بمحاولات تطويق واستنزاف ترمي إلى تهديد موقعها ودورها واستقرارها ما دفعها إلى مغادرة سياسة الصبر إلى سياسة الرد والقرار. أعرف «أن القصة أكبر من باسيل». أكتب بعدما سمعت كلاماً صعباً من رجل عاقل محب للبنان. قال: «كنا نعتبر لبنان شرفة عربية ومصدر إلهام في التعايش وقبول الآخر والانفتاح. للأسف لقد تغير لبنان».

وأضاف: «لنكن واقعيين. هناك معركة حول موقع لبنان الإقليمي ترشّح هذا البلد لخسارات كبيرة. يقف الخليجيون اليوم على عتبة اليأس من قدرة لبنان على الاحتفاظ بموقعه كبلد عربي يعيش تحت سقف الإجماع العربي محتفظاً بعلاقاته مع معسكر الاعتدال العربي».

ورأى «أن معركة موقع لبنان بدأت قبل اندلاع الحريق السوري. يمكن إيراد محطات عدة في هذه المعركة. اغتيال رفيق الحريري لم يكن حدثاً عابراً وله علاقة بدوره في تثبيت موقع لبنان العربي. حرب 2006 محطة أخرى كانت ترمي في جانب منها إلى التغلب على آثار الانسحاب السوري من لبنان وتكريس «حزب الله» وكيلاً للدورين الإيراني والسوري في لبنان. منع الحكومات التي شكّلت بعد الانسحاب السوري من الحكم والاستقرار كان جزءاً من معركة الموقع». وقال: «حاولت السعودية إنقاذ سورية ولبنان من الانزلاق إلى موقع مناقض لطبيعتهما ومصالحهما. هذه كانت الفكرة الحقيقية وراء ما عرف بالـ «سين سين» أي السعودية وسورية. كان الغرض إعادة التوازن إلى سياسة سورية الإقليمية بعدما أخذها بشار الأسد وبتأثير من «حزب الله» إلى موقع التطابق مع السياسة الإيرانية في الإقليم. وكان الغرض أيضاً تصحيح العلاقات السورية - اللبنانية وحفظ الموقع العربي للبنان. تنبّهت إيران إلى هذه المحاولة وتولّى «حزب الله» بموافقة سورية إحباطها». وأضاف: «كانت السين سين فرصة لنظام الأسد وكانت فرصة للبنان لكنها ضاعت. الآن تغيّر لبنان وتغيّر الخليجيون أيضاً. إنهم ليسوا جمعية خيرية خصوصاً حين ينخرط لبنانيون في سياسة استهداف السعودية ومحاولات تطويقها ويتابعون مصادرة القرار اللبناني لترسيخ موقع لبنان في الهلال الإيراني. قرار السعودية مراجعة علاقاتها مع لبنان هو ترجمة لسياسة جديدة تقوم على مواجهة محاولات تكريس الأمر الواقع الإيراني في أكثر من عاصمة عربية. على اللبنانيين أن يختاروا ولكل خيار ثمن». أعرف «أن القصة أكبر من باسيل وأكبر من لبنان لأنها تتعلق بمستقبل التوازنات في الإقليم». لكن موقفه كان الشرارة التي استدعت الموقفين السعودي والخليجي وأدّت إلى تظهير المعركة الدائرة حول موقع لبنان. واضح أن لبنان يقف على أبواب معركة داخلية صعبة. يضاعف من التعقيد أن الحل في سورية لن يكون بالضربة القاضية. وأنه سيكون روسياً لا إيرانياً. ومطالبة موسكو الأسد بالاستماع إلى نصائحها كثيرة الدلالات. لا عودة إلى سورية السابقة. فهل تصرّ إيران على الحصول على التعويض في لبنان؟ معركة موقع لبنان لن تكون سهلة أبداً وقد تعزّز الافتراق بين «الأقاليم» اللبنانية.

 

السعودية تقرع الجرس للبنان

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/22 شباط/16

مواقف السعودية المساندة للبنان لا تخفى على أحد، فالسعودية هي التي أوقفت الحرب الأهلية في لبنان والتي كانت قد بدأت في عام 1975، واستمرت خمسة عشر عامًا حصدت الأخضر واليابس. وبعد نهاية هذه الحرب ساهمت السعودية في بناء البنية التحتية في لبنان بعد خرابها ولا تزال، إذ قدمت منذ عام 2001 دعمًا للبنان يزيد على 28.25 مليار ريال سعودي توزعت على منح ومساعدات وقروض وودائع، ولكن أن تقابل الحكومة اللبنانية كل ذلك وعلى المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة، كما حصل في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي، من عدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد، فتلك ردود فعل كان على الحكومة اللبنانية أن تتداركها قبل فوات الأوان، ولذلك لا يلوم أحد السعودية عندما أوقفت المساعدات المقررة للجيش اللبناني لشراء أسلحة فرنسية وقيمتها ثلاثة مليارات دولار أميركي، بسبب «المواقف اللبنانية المناهضة» للمملكة في أزمتها مع إيران. وإذا بقي شيء تفعله حكومة لبنان فهو تحييد دور «حزب الله» الذي صادر الدولة في لبنان وشرعيتها وجاء الوقت الذي تواجه فيه «حزب الله» الذي كان ولا يزال مصدرًا للمشكلات التي تحل بلبنان بدءًا من حرب فرضها على لبنان تمثلت في العدوان الذي قامت به إسرائيل على لبنان عام 2006 دمرت فيها إسرائيل البنية التحتية للدولة اللبنانية، وانتهاءً بمشكلة القمامة التي أخفت الوجه الحضاري للبنان. عبارة «إن لبنان ينأى بنفسه» التي يرددها رئيس وزراء لبنان كلما حدث شيء في المنطقة العربية ما عاد يشفع لها أن يكون للبنان موقف إيجابي عربي ليس فقط تجاه السعودية ولكن تجاه كل قضايا العرب ليعي قادة لبنان الموقف الذي هم فيه ويتصرفوا على أساسه، حيث إن لبنان دولة مستقلة ذات سيادة وهو الآن على مفترق طريقين: إما أن يظل رهينة لـ«حزب الله» وإيران، وعندما يسلك لبنان هذا الطريق عليه أن يتحمل تبعية هذا الموقف وردود فعله من قبل الدول العربية.. وما الموقف الذي اتخذته السعودية إلا بداية لسلسلة مواقف سوف تتخذ ضد لبنان ليس من السعودية فقط وإنما من الكثير من الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي التي تعد أكبر الدول العربية استضافة للجالية اللبنانية، إذ يقدر عددهم بـ500 ألف لبناني يحولون نحو 6 مليارات دولار سنويًا إلى لبنان، فيما حجم الأعمال التجارية المملوكة لرجال أعمال لبنانيين في دول الخليج يقدر بـ50 مليار دولار سنويًا والأيام القادمة سوف تكشف ماذا سوف تكون عليه ردود فعل دول الخليج تجاه لبنان. والطريق الآخر أن يسلك لبنان الطريق الأسلم، وهو أن يكون لبنان عربيًا ويقوم بتحييد نفوذ «حزب الله» على الدولة وينتخب رئيسًا للجمهورية يساوي بين كل الأحزاب والطوائف اللبنانية ويملك القوة ويكون لديه رئيس وزراء كالراحل رفيق الحريري «الذي نهض بلبنان». هل تستوعب حكومة لبنان الدرس السعودي وتقف مع الصف العربي قولاً وفعلاً؟ أم تكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال خوفًا من «حزب الله» الذي أصبح يثير الفتن ليس في لبنان فحسب إنما في الكثير من الدول العربية وبذلك يخسر لبنان وجوده كدولة ويخسر العرب.. هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القليلة القادمة!

 

لبنان ضيّع الطريق

 جمال بنون/الحياة/22 شباط/16

< في 30 أيلول من عام 1989 دعت السعودية كل الفصائل اللبنانية على أرضها لوقف نزف الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، واستمرت أكثر من 15 عاماً، وحصدت أكثر من 200 ألف قتيل في نزاع شاركت فيه قوى وأطراف عدة، وكان المتضرر الوحيد من هذه الحرب الأهلية، المواطن اللبناني المغلوب على أمره لصراعات طائفية وسياسية. وقتها دعا الملك الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز هذه الفصائل إلى تحكيم العقل والمنطق والبحث عن مصلحة لبنان أولاً، هذه الدعوة التي استجابت لها القوى المتنازعة شاركت في ما يسمى اجتماع الطائف، حيث وضعت خريطة طريق لإعادة إعمار لبنان.

لم ينته دور السعودية إلى حد اجتماع الطائف، بل دعمت هذه المصالحة الوطنية، وكانت فاعلاً في استقرار لبنان وإعادته كبلد بكامل صحته سياسياً واقتصادياً في صفوف الجامعة العربية والمنصات الدولية، وأسهمت بشكل مباشر في إعادة إعمار لبنان، وأرسلت العديد من المستثمرين ورجال الأعمال، وفتحت خزائنها لدعم الوحدة اللبنانية، وأسهمت في مشاريع تنموية، كل هذا من أجل أن يعود لبنان الوطن لكل اللبنانيين، وإيماناً من السعودية بمكانتها العربية والإسلامية أنفقت بسخاء من دون تحيز لأي طرف أو حزب، ولا تزال.

في المقابل تفرغ بعض من السياسيين مدفوعين من جهات خارجية، الذين لا يهمهم استقرار لبنان وعروبته وأصالته، إلى الكيل بمكيالين ضد السعودية، إما باتهامها أو التقليل من دورها، وفيما كانت لبنان تتعافى من حربها الأهلية وبدأ اللبنانيون يتنفسون الحياة والحرية والأمان، بعد اجتماع الطائف، وتحملت الحكومة السعودية الكثير من بعض السياسيين المراهقين الذين تفرقوا للطعن في نوايا السعودية ودورها السياسي والاقتصادي، البعض رأى أن السعودية تريد أن تهيمن وتسيطر على لبنان في مقابل الدعم الذي تقدمه، والبعض الآخر وجدها فرصة لإشعال لهيب الطائفية ما بين السنة والشيعة.

تعالوا نتحدث بصراحة، إذا كان اللبنانيون يرون أن السعودية تمثل غالبية السنة في العالم الإسلامي، فهل يرى اللبنانيون أن المذهب الشيعي بالطريقة الإيرانية هو الطريق الصحيح، وأن الاعتراف بولاية الفقيه والثورة الإيرانية هو الملاذ الآمن لهم، فماذا كانت النتيجة التي خرجت منها سوى تقسيم المجتمع اللبناني واتساع الخلاف المذهبي، وإذا نظرنا بمنظور سياسي واقتصادي ماذا كسبت لبنان حينما توسعت في اعترافها بإيران كمرجع ديني وسياسي ويجب أن يعمم لكل البلاد.

المراقب للأحداث السياسية في لبنان، يتأكد أن السيطرة الإيرانية توسعت وشملت كل مفاصل الحكومة والسياسيين والمستفيدين من حال الاضطراب التي تعيشها من قلق سياسي واقتصادي. لم يجن اللبنانيون من الحضن الإيراني سوى العديد من الاضطرابات السياسية، كنا سنفتخر ونفرح بلبنان لو أنها بالفعل استثمرت العمق الإيراني لديها وبنت لبنان المنهار ومنحت المواطن اللبناني حياة كريمة وجعلت العيش معاً مع بقية الطوائف وبنت اقتصاداً قوياً كما فعلت دول عدة حينما تخرج من حرب أهلية، تتماسك ويشتد عودها، فماذا جنت لبنان وماذا ربحت خلال 3 عقود بعد الحرب الأهلية.

بحسب التقارير الاقتصادية، فإن الاقتصاد اللبناني يمر بمرحلة صعبة نتيجة أن الدولة تفقد موارد إيراداتها من المرافق العامة، على سبيل المثال الكهرباء بلغ العجز في موازنة الكهرباء 50 في المئة، وتعاني المرافق العامة صعوبات مالية، فضلاً عن الظروف السياسية في البلاد التي أسهمت في عدم الاستقرار النقدي، وبالتالي انعكس سلباً على المواطنين في ارتفاع نسبة البطالة وانخفض دخل الفرد نتيجة التقلبات السياسية، وبلغ العجز في موازنتها أكثر من بليون دولار، فيما تواصل فاتورة الدين العام ارتفاعها بشكل لافت 5 في المئة سنوياً لتصل إلى 69 بليون دولار، الأوضاع الاقتصادية ضربت بقوة قطاع الخدمات في لبنان وأزمة العمل تراكمية ولم يتحقق شيء على أرض الواقع، منذ أن تدخلت إيران لتحرك مفاصل البلاد من اقتصاد وسياسة، فأصبح من ينتمي أو يدافع عن طائفة محددة له الأفضلية في التعامل والمميزات، الانقسام السياسي ظلم الشعب اللبناني وعمق الخلاف.

حينما مدت السعودية يدها ومعها دول الخليج كان من منطلق العروبة والجوار والإخوة وإن شاء البعض فهي من منطلق أن السعودية هي بوابة الحرمين وحامية الوحدة الإسلامية بجميع أطيافها، وليس لها خلاف مع مذهب أو طائفة، بل مدت يدها لتنقذها من براثن التمدد الإيراني، فالسياسة الإيرانية وكل من يتابع سياستها، أبداً لم يكن هدفها استقرار المنطقة أو بناء شعوب ومجتمعات، إذ سعت دائماً إلى زرع قنابل موقوتة ودفن ألغام تنفجر في أية لحظة.

خلال ربع قرن قدمت السعودية للبنان مساعدات وهبات تصل إلى 70 بليون دولار. قرار الحكومة السعودية بوقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي نظراً للمواقف اللبنانية قرار مبرراً، لأن السعودية كانت تثق بالقيادات السياسية اللبنانية أنها ستتمكن من إعادة السيطرة على البلاد ومن الانزلاق نحو الهاوية وبراثن التمدد الإيراني، وأن الطائفية تمكنت منهم وكان لا بد لها أن تراجع حساباتها، فمن غير المعقول أن تنزلق حكومة إلى هذا المنحنى الذي يمثل خطورة كبيرة للشعب ولعلاقاته مع جيرانه، وتلقى الدعم المالي من جارة وقفت معها في كل الأزمات التي مرت بها لبنان.

لن نقول إن لبنان مقبلة على مرحلة مفصلية في تاريخها، بل هي الآن تسبح في هذا الوحل الذي صنعته إيران من خلال «حزب الله»، فمثلما مزقت إيران العراق وسورية ومحاولتها في اليمن، فالأرض خصبة في لبنان ولن تجد صعوبة. نأمل بأن تعود لبنان كما كانت في عهد الستينات بلداً لكل اللبنانيين والعرب.

 

هل يسلّمون بالأسد والبغدادي رابحين وحيدين؟

 جورج سمعان/الحياة/22 شباط/16

ليس سهلاً على الرئيس رجب طيب أردوغان تنفيذ تهديداته. رسم خطاً أحمر حول أعزاز. ويخشى أن يكون مصير هذا الخط كمثيله الذي رسمه من قبل الرئيس باراك أوباما للنظام السوري. أو يخشى أن يضيع في طيات تهديدات وتحذيرات كثيرة أطلقها الرئيس التركي نفسه منذ اندلاع الأزمة في سورية. لقد لوح، وأركان حزبه، منذ سنوات بأنه لن يسمح بتكرار مأساة حماة. لكن سورية شهدت ولا تزال تشهد عشرات المآسي. لا تملك أنقرة خيارات مفتوحة. صحيح أنها بإسقاطها الطائرة الروسية أيقظت حقيقة غابت عن ذهن الرئيس فلاديمير بوتين، وهي أنه ليس مطلق اليدين، وأن تدخله ليس بلا ثمن. لكن هذه الحادثة أججت الصراع مع روسيا. وقدمت إليها ذرائع لنهج سياسة تطويق تركيا من البحرين الأسود والمتوسط، ومعاقبتها على استضافة أجزاء من «الدرع الصاروخية» لحلف شمال الأطلسي. ولم يعد أمام أردوغان سوى اللجوء إلى القوة، تنفيذاً لما قاله رئيس حكومته أحمد داود أوغلو عندما حذر برد «حازم للغاية» على الكرملين... وإلا تحول إلى نمر من ورق! ضاقت الخيارات أمام تركيا لأنها لا ترغب في أن تكون ما كانته باكستان وانخراطها في المستنقع الأفغاني. لا تريد أن تقع في فخ استدراجها إلى الساحة السورية، ما دام أنها لا تملك تصوراً لمآلات هذا التدخل. ولأن عضويتها في حلف شمال الأطلسي لا تسمح لها بالتفرد في مثل هذا القرار. لذلك تضاربت مواقفها من التدخل البري. فهي تدرك أنها تحتاج إلى ضوء أخضر من حلف «الناتو» ومن واشنطن، وكلاهما لا يملك سوى دعوتها وموسكو إلى الحوار. وواضح أن الرئيس باراك أوباما لا يريد مواجهة مع روسيا، مثلما لا يرغب في أي نزاع مع إيران. لا يبقى أمام الرئيس أردوغان المحظور عليه أيضاً مد المعارضة بصواريخ أرض جو وعتاد فعال يمكن أن يعيد شيئاً من التوازن ميدانياً، سوى تصعيد قصفه مناطق «وحدات حماية الشعب» الكردية. والدفع بمزيد من المقاتلين إلى الشمال السوري لوقف اندفاعة الكرد. ومواصلة التلويح بتدخل بري مع حلفائه العرب. والتهديد بإقفال مطار انجرليك أمام طائرات التحالف الدولي. وتسهيل عبور آلاف النازحين إلى أوروبا براً وبحراً لتعميق أزمتها، وتهديد أمنها واستقرارها وأركان وحدتها.

الواقع أن ما يفاقم الاستعصاء في الأزمة أن الرئيسين بوتين وأردوغان يتصارعان في معركة مصيرية. سيد الكرملين اندفع إلى سورية ساحةً لإعادة توكيد دور روسيا قوة دولية نداً لأميركا لا غنى عنها في إدارة شؤون العالم. وبوابةً إلى حضور فاعل في الشرق الأوسط في التسويات السياسية ومشاريع الطاقة. إذ لا يغيب عن ذهنه طموح تركيا واستراتيجيتها لاستقبال أنابيب الغاز والنفط من آسيا الوسطى وإيران والعراق وقطر إلى أوروبا. وفي سعيه إلى فك الحصار الاقتصادي الغربي، توقع أن يثمر تدخله تحت شعار محاربة الإرهاب حواراً مع أوروبا المذعورة من «داعش» وجيش اللاجئين. توقع إبرام صفقة شاملة. راهن على إسقاط العقوبات والسكوت على ضمه القرم. ولكن لا أوروبا ولا الولايات المتحدة أبدت أي استعداد لمثل هذه الصفقة. لذلك ليس أمام موسكو في هذه المرحلة سوى مواصلة خيار الحسم العسكري لكسر الفصائل المعارضة بما يسهل عليها فرض الحل السياسي الذي ترتأيه. ولا أمل في هدنة قريبة قبل أن تضمن إقفال الحدود مع تركيا. وقبل أن تضمن مستقبل «سورية المفيدة» إذا كانت الصفقة الشاملة بعيدة المنال. ولا بأس في أن تترك أمر قتال «الدولة الإسلامية» للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. فالثابت أن سيد الكرملين يدرك تبعات مواصلة الحرب على أوضاعه الاقتصادية وعلى علاقاته بالعالم العربي والإسلامي عموماً. ويدرك أيضاً أن الجيش السوري لا يملك قوات وقدرات تسمح له بالمحافظة على المواقع التي استردها في الفترة الأخيرة بمساعدة حلفائه الخارجيين. لذلك انتقد سفيره إلى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين تصريحات الرئيس بشار الأسد بأنه يريد استعادة السيطرة على الأراضي السورية كاملة.

في المقابل، لا يملك الرئيس أردوغان سوى خيار وحيد هو تأكيد قدرة بلاده على حماية أمنها القومي ومصالحها. لا يمكنه المجازفة بخسارة حضورها في سورية. بذل الكثير في السنوات الماضية ليشرع بوابات حدودها الجنوبية مدخلاً إلى بلاد الشام ودول المنطقة حتى شبه الجزيرة وأبعد منها. جهد لتقديم تركيا إلى أوروبا قوة لا يستهان بها في الشرق الأوسط لعلها تسهل فتح أبوابها أمام انضمامها إلى الاتحاد. ولا يمكنه من جهة أخرى أن يتهاون حيال تقدم الكرد وتوسيع مناطق إدارتهم الذاتية في سورية ورسم حدود «الإقليم الكردي»، معولين على دعم روسي وأميركي. يستحيل عليه القبول بقيام كيان كردي على حدوده الجنوبية وتحويله ساحة صراع إضافية مع حزب العمال الكردستاني. فضلاً عن أن مثل هذا الكيان سيعزز شعور الكرد في ديار بكر بوجوب بناء كيان مماثل لما في العراق وسورية. الأمر الذي يعد تهديداً مصيرياً لوحدة تركيا.

في ضوء هذا الاستعصاء، لا يبدو أن وقف النار أو اعتماد هدنة أمر قريب المنال. فكيف الحديث عن مفاوضات لإرساء تسوية سياسية لا يريدها أحد في المدى المنظور! لن تستكين تركيا في الدفاع عن أمنها ودورها في سورية. وهو ما يشكل مصدر قلق وإزعاج لروسيا وإيران اللتين لا ترغبان في مزيد من المشاركين في رسم صورة بلاد الشام. يبقى أن المهم في هذا الصراع المتصاعد بين موسكو وأنقرة أنه يشغل الجميع عن محاربة «الدولة الإسلامية». فلا روسيا مستعدة للذهاب أبعد من ضمان مصالحها في الساحل السوري. ولا إيران قادرة على خوض معركة حاسمة مع «دولة أبي بكر البغدادي»، لا في العراق ولا في سورية. أما «وحدات حماية الشعب» التي أفادت وتفيد من توسيع مناطق إدارتها الذاتية ورسم حدود «الإقليم الكردي»، معولة على الدعم الروسي والأميركي، فلن تكون أكثر حماسة من «البيشمركة» في خوض قتال مكلف لتحرير أراض «لا تعنيها» بالنيابة عن الآخرين، عرباً وغير عرب. وأنقرة تصب جل اهتمامها على مواجهة هذا التوسع. لم تعد إطاحة الرئيس بشار الأسد في سلم أولوياتها، مرحلياً على الأقل. والمملكة العربية السعودية التي تدرك خطورة خسارة بلاد الشام بعد العراق لمصلحة إيران، تلوح بتدخل بري لمحاربة الإرهاب، ولكن في إطار التحالف الدولي... لعلها تحرج إدارة الرئيس أوباما لتعديل مواقفها من الأحداث.

الخيارات القليلة التي تضيق أمام خصوم النظام السوري لا تقابلها خيارات مفتوحة أمام دمشق وحلفائها في الداخل والخارج. يستحيل على النظام الذي لم يبق منه شيء أن يستعيد حكم البلاد والعباد. القرار في يد روسيا وإيران. وما يهمهما أولاً وأخيراً الحفاظ على مصالحهما أياً كان مصير البلاد ووحدتها. لم يعد صالحاً الحديث عن موقع النظام في خريطة الصراع الدائر في سورية وعليها. حتى القوات النظامية المنتشية بالانتصارات الأخيرة يدرك كبار قادتها أن لا قدرة لهم، بل لا عديد في قواتهم، للإمساك بالمناطق المستعادة. فضلاً عما تعانيه هذه المناطق من أوضاع اقتصادية تزداد سوءاً ليستفحل دور «الشبيحة» والفلتان الأمني. أما رهان موسكو على دفع مزيد من اللاجئين إلى أوروبا لإرغامها على الجلوس إلى الطاولة فسلاح ذو حدين. هو سلاح بيد تركيا أيضاً. إن هجرات جديدة نتيجة الحرب الطاحنة في محيط حلب وإدلب ستهدد بالتأكيد أمن القارة العجوز ووحدتها. فهل تسمح واشنطن بمثل هذه الفوضى التي ستعم الجناح الآخر والأساس في «الناتو»؟ هل ستضمن عدم انتقال عناصر إرهابية إلى دول الاتحاد مع موجات النازحين؟ وهل سيظل الرأي العام يشيح بنظره إذا عادت مراكب الموت تلفظ الفارين من جحيم الحرب على الشواطئ هنا وهناك؟

لا شك في أن تركيا والعرب الآخرين ليسوا وحدهم من يدفع ثمن هذا الانكفاء الأميركي. أوروبا بدأت تدفع مثل هذا الثمن. وقد تتفاقم أزمتها إذا واصلت روسيا اندفاعها نحو الحدود التركية، وأحكمت حصارها لمدينة حلب وما ستخلفه من أزمة إنسانية وهجرة واسعة. لذلك نادت المستشارة الألمانية بقيام منطقة حظر جوي، على غرار ما تطالب به أنقرة. حتى اللعبة السياسية في الداخل الأميركي بات خيار إدارة أوباما الصامت الساكت يقلقها. إذ لا يمكن تحاشي تبعات الأزمة السورية في قلب أوروبا. وإفراغ سورية من أهلها ودفعهم نحو مصير مجهول في البحر أو إلى أحضان العواصم الغربية سيولّدان أزمة أخلاقية وسياسية ضاغطة على خيارات الحكومات الأوروبية وعلى واشنطن أيضاً. لن يكون مثل هذا التطور سلاحاً بيد بوتين. إنه سلاح سيكون له من حديه نصيب... فضلاً عما يعنيه المزيد من التدخل الإقليمي والدولي في سورية، وما يخلفه من عوائق وعقبات أمام سياسة موسكو. جميع اللاعبين سيجدون أن لا مفر من تغيير قواعد اللعبة مجدداً، وإلا بقي الأسد والبغدادي الرابحين الوحيدين! فهل هذا هدف المتصارعين على سورية؟

 

المأزق التركي

خيرالله خيرالله /العرب/22 شباط/16

أكّد رئيس النظام السوري بشار الأسد في لقاء مع مجموعة من الموالين له في دمشق عدم الرغبة في وقف للنار بأيّ شكل. لا يدرك الرجل، الذي يعيش في عالم خاص به لا علاقة له بالعالم الحقيقي، أنّ القرار في دمشق لم يعد قراره. لا يدرك خصوصا أنّه ليس سوى أداة تستخدم غطاء للحرب التي تشنّها إيران على العرب، على العرب السنّة تحديدا، من جهة وللتدخل العسكري الروسي الذي يخدم أغراضا محدّدة لموسكو من جهة أخرى. لدى موسكو حسابات خاصة بها تقررها بنفسها وذلك من منطلق أن سوريا أرض روسية. لا قيمة تذكر لأي كلام يصدر عن الأسد باستثناء أنّه يسعى إلى فرض وجهة نظره على الذين يمسكون به هذه الأيّام، أي على روسيا وإيران. هذان الطرفان يتحكّمان بقراره ومصيره ويبقيانه موجودا في دمشق، لكن حساباتهما لا تتفق بالضرورة مع حساباته. من ينظر إلى الصورة الكاملة يرى أن كلّ ما في الأمر أنّ روسيا غير راغبة في وقف حربها على الشعب السوري بمشاركة إيران وبغطاء من النظام. كلّ ما عدا ذلك كلام بكلام عن مفاوضات ووقف لإطلاق النار يفسّره كل طرف على طريقته. حتّى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، يمتلك تفسيره الخاص لما جرى في المؤتمر الذي انعقد في ميونيخ والذي تحدّث على هامشه وزيرا الخارجية الروسي والأميركي عن وقف النار في غضون أسبوع. بالنسبة إلى دي ميستورا، لا يوجد وقف للنار، بل “وقف للأعمال العدائية”! كلّ يغنّي على ليلاه في سوريا. الواضح، أقلّه إلى الآن، أنّ روسيا مصرّة على متابعة حملتها العسكرية التي بدأت في أيلول – سبتمبر الماضي، وذلك بالتنسيق مع إيران التي أرسلت الميليشيات المذهبية التابعة لها إلى حيث استطاعت. لجأت إلى ذلك في غياب أي قدرة لدى النظام على تجييش قوات قادرة على شغل المواقع التي ينسحب منها مقاتلو المعارضة تحت ضغط الغارات الروسية. استطاعت قاذفات “سوخوي” تحقيق نتائج جيّدة على الأرض باستهدافها المعارضة المعتدلة والمدنيين السوريين وتوفيرها “داعش”.

يتبيّن كلّ يوم أن “داعش” هو الحليف الأوّل للنظام السوري ولكلّ من روسيا وإيران. إنّه العذر المفضل من أجل متابعة الحرب على الشعب السوري من جهة، وتهجير أكبر عدد ممكن من السوريين من جهة أخرى. فوق ذلك كلّه، هناك رغبة في تطويق حلب وليس في السيطرة على المدينة من الداخل. المهمّ قطع طرق الإمداد الذي يربط بين الأراضي التركية وحلب. وهذا يطرح سؤالا بديهيا فحواه؛ ما الذي تنوي تركيا عمله؟ هل ترضخ للإملاءات الروسية والإيرانية، خصوصا بعد التفجير الذي استهدف قافلة عسكرية في أنقرة؟

هل تخشى تركيا إلى هذا الحدّ من الورقة الكردية التي تبدو موسكو قادرة على تحريكها ضدّهها؟ أم أن ما تخشاه حقيقة هو ذلك التواطؤ الأميركي مع روسيا في شأن كلّ ما له علاقة بسوريا، بما في ذلك استخدام الورقة الكردية؟

في كلّ الأحوال، هناك عبارة واحدة صادقة في كلّ الحديث الذي أدلى به الأسد الابن إلى الوكالة الفرنسية قبل أيّام. هذه العبارة هي أن استعادة النظام لكلّ الأراضي السورية “ستأخذ وقتا طويلا”. اعتاد النظام على “الوقت الطويل”. خسر الجولان الذي احتلته إسرائيل في العام 1967، ولم يبذل يوما جهدا جدّيا لاستعادة تلك الأرض المحتلة، لا سلما ولا حربا. لم تكن حرب أكتوبر 1973 سوى ذريعة للتوصل إلى اتفاق لفصل القوّات مع إسرائيل في 1974 ونسيان شيء اسمه الجولان.

في نهاية المطاف، لا يصبّ كلام بشّار الأسد سوى في اتجاه واحد. تختزل هذا الاتجاه رغبة في تفتيت سوريا وإبقاء النظام مجرّد صورة بحماية روسية وإيرانية. وهذا حاصل الآن.

إلى متى يمكن أن يستمرّ الوضع الراهن القائم على كذبة كبيرة بأنّ النظام السوري يقاتل “داعش”، وأنّ على العالم تصديق هذه الكذبة والعمل انطلاقا منها وبالاستناد إليها؟

يمكن للكذبة أن تستمرّ بعض الوقت، خصوصا في ظلّ إدارة أميركية لا تمتلك أي استراتيجية في الشرق الأوسط. كلّ ما تريده هذه الإدارة، التي لم يعد لديها سوى أحد عشر شهرا، استرضاء إيران من جهة، وتفادي أي مواجهة من أيّ نوع مع الكرملين من جهة أخرى.

عاجلا أم آجلا، ستكون هناك نهاية للكذبة. أي كذبة، مهما كانت محبوكة لا يمكن أن تعمّر إلى الأبد. ليس ضروريا الرهان على الإدارة الأميركية الجديدة التي ستخلف إدارة باراك أوباما. فهذه الإدارة الجديدة يمكن أن تكون في سوء الإدارة الحالية.

الرهان الوحيد يبقى على الشعب السوري، وذلك على الرغم من الخطر الذي يهدّد مستقبل الكيان الذي بات قابلا للتفتيت. لماذا يمكن الرهان على الشعب السوري؟

هناك سببان. الأوّل أن هذا الشعب لم يعد لديه ما يخسره بعد الحرب التي يتعرّض لها والتي ستمضي عليها قريبا خمسة أعوام. من صمد خمسة أعوام يستطيع أن يصمد عشرة أعوام. لم ينس مواطن سوري إلى اليوم مجزرة مدينة حماة التي ارتكبها النظام، على الرغم من مضيّ أربعة وثلاثين عاما عليها. لن ينسى الشعب السوري يوما ما الذي تعرّض له منذ بدء إقامة النظام الأمني إثر الوحدة مع مصر في العام 1958، وبعد الانقلاب البعثي في العام 1963 الذي سمّي “ثورة الثامن من آذار”. كان ذلك الانقلاب خطوة أولى على طريق قيام النظام العلوي الذي أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم.

السبب الآخر أن روسيا لن تكون قادرة على متابعة حملتها العسكرية مهما تبجّحت بقدراتها وبانتصاراتها العسكرية على شعب أعزل. روسيا ستستعيد حجمها الحقيقي قريبا لأنّ اقتصادها الهشّ لا يتحمّل بقاء سعر النفط والغاز على حالهما. ستدفع غاليا ثمن ما ارتكبته.. ورأس الأسد الابن لن يكون سوى دفعة أولى على الحساب! لا يمكن لأي سوري القبول بأقل من رحيل الأسد الابن الذي تبدو مهمّته محصورة بالانتهاء من الكيان السوري الذي عرفناه. إلى أن يثبت العكس، لا يبدو أن هناك هدفا آخر لإيران وروسيا غير تقسيم سوريا، علما وأن السؤال الكبير الذي سيبقى مطروحا في الأيام المقبلة هل لدى تركيا القدرة على التدخل؟

ربّما كان الأهم من القدرة التركية، وجود رأي موحّد لديها في هذا الشأن. هذا الرأي الموحّد هو الذي ينقص تركيا ويحرمها، أقلّه حتّى الآن، من مقعد إلى طاولة المفاوضات التي سيتقرّر فيها توزيع الحصص في سوريا مستقبلا. هل يمكن لتركيا، التي يتعمّق المأزق الذي وجدت نفسها فيه كلّ يوم، البقاء على هامش الحدث السوري الكبير وتفاعلاته المتوقّعة على الصعيد الإقليمي؟ هل يمكن أن يكون التفجير الذي وقع في أنقرة واستهدف عسكريين فرصة لإزالة تحفظات المؤسسة العسكرية عن عمل تركي ما في الداخل السوري؟

وفي كلّ الأحوال، جاء تحذير الرئيس فرنسوا هولاند من حرب روسية – تركية في سوريا في محلّه. خطر المواجهة جدّي، خصوصا في ظلّ الرغبة في تحويل تركيا دولة هامشية في سوريا.

 

أزمة أوباما مع «تانغو» المنطقة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/22 شباط/16

قرأت خلال الأسبوع المنصرم مقالة أعجبتني للكاتب الأميركي توم فريدمان عن أي شرق أوسط سيتعرّف إليه الرئيس الأميركي المقبل – أو الرئيسة المقبلة – وقبلها كان أحد الأصدقاء العرب من الباحثين في الشؤون الدولية بالولايات المتحدة قد أعطاني رأيه بمقالتي السابقة في «الشرق الأوسط» حول إرث هنري كيسنجر في المنطقة، ولقد ربطها الصديق بقلقه من «انسحاب» الإدارة الحالية كليًا من الشرق الأوسط واهتمامها بمناطق أخرى من العالم، أبرزها الصين. سواءً وافق المرء على كل طروحات فريدمان أم لا، فإن ثمة حقائق أوردها في مقاله، أزعم أنها لا تقبل الجدل، أهمها أولاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وثانيًا الصراع السنّي – الشيعي الذي طغى، للأسف، على الثورة السورية... وهي انتفاضة شعبية سلمية أطلقها شعب طحنته لأربعة عقود آفات الفساد والمحسوبية والدولة البوليسية الاستخباراتية. بالنسبة للقضية الفلسطينية، أزعم أن فريدمان أصاب في مقاربته التي تخلص إلى «نهاية حل الدولتين»، ولو كان للمرء الحق في ألا يجعل مسؤوليات كل من أنحى عليهم باللائمة متساوية. وحقًا، في ظل الواقع الحالي سيتعامل مَن يحتل البيت الأبيض اعتبارًا من يناير (كانون الثاني) المقبل مع واقع احتلال فعلي لكل الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر. أما المتسببون بهذا الوضع، حسب فريدمان، فهم:

1 - جماعات المستوطنين التوسّعيين، المصرّين على توسيع الاستيطان في الضفة الغربية في وجه كل من يتصدّى لهم.

2 - أثرياء اليهود الأميركيين الذين استخدموا نفوذهم لحماية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو من أي موقف سلبي يتخذه الكونغرس.

3 - بنيامين نتنياهو نفسه وشبقه إلى السلطة على حساب التسويات السياسية.

4 - حركة حماس، التي يتهمها الكاتب الأميركي أنها «بصواريخها» و«أنفاقها» في غزة أثارت خوف كل إسرائيلي، معتدلاً كان أم متطرّفًا، مما يمكن أن يحدث لو تسلّمت حكم الضفة الغربية.

5 - الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نفسه، الذي أقصى رجل دولة مثل سلام فياض يكافح الفساد ويؤمن بالمؤسسات، بدلاً من المراهنة على قرارات الأمم المتحدة.

أما في موضوع الصراع السنّي – الشيعي فإنه اعتبر أن واشنطن في عهدها الجديد ستواجه «لا دولة» في سوريا و«دولة غير موجودة أصلاً» اسمها «داعش» و«دولة مارقة» اسمها إيران. وفي الحالات الثلاث أصاب في التشبيه، وأيضًا في قوله: إن إقدام روسيا على زرع الدمار في سوريا لا يخرج عن كونه حربًا حقيقية تشنّها روسيا على أوروبا بفتحها عليها بوابات طوفان لاجئين من المناطق التي يتعمّد فلاديمير بوتين تهجيرها.

هنا، أسمح لنفسي بأن أدلي بدلوي..

«اللادولة» في سوريا مسألة صارت محسومة.. مهما كانت التحرّكات الميدانية. وذلك لأن القرارات السياسية والعسكرية الخاصة بسوريا تتخذ اليوم في موسكو وطهران وليس في قصر المهاجرين بدمشق. فبشار الأسد أضحى «وكيل تفليسة» ووسيلة ابتزاز وتأجيج مذهبي لا غير. والدور الوهمي الذي تلعبه كل من موسكو وطهران في كذبة «محاربة داعش» تتحمّس إدارة باراك أوباما لتصديقه... ويتولّى وزير خارجيته جون كيري تسويقه والترويج له بلا رفة جفن.

إن ما لا تريد الإدارة الأميركية تقبّله – وهذا جانب تنبّه إليه فريدمان – وجود مصالح حيوية متبادلة بين «داعش» وإيران.. إذ يستفيد أحد الطرفين من تطرّف الآخر ويتحجّج به ويقنع مناصريه بأنه المبرّر الطبيعي والبديهي، بل والضروري، لخطه السياسي المتطرّف. وبالفعل، فإن التصدّي الجدّي لـ«داعش» في ضمير السنة، وبالذات العرب السنة، بات يستحيل تبريره بينما يعربد الحرس الثوري الإيراني على امتداد العالم العربي، ويتباهى قادته بأنهم عبر عملائهم يسيطرون على أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

ولكن لماذا نذهب بعيدًا في التنظير؟ لنأخذ كمثالين تخلّي بشار الأسد وقاسم سليماني عن الرقّة، وتسليم حكم حزب الدعوة في بغداد مدينة مثل الموصل تسليم اليد تقريبًا.

ما هي حاجة نظام طائفي مثل نظام الأسد أسّس منذ عقود – حتى قبل تولّي الأسد الابن السلطة بالتوريث – البنى التحتية لدويلة علوية في الساحل، وكان طيلة العقود الثلاثة التي هيمن فيها على لبنان الحاضنة للوليد الإيراني المسمّى «حزب الله»، إلى مناطق قصيّة سنّية مثل الرقّة والحسكة؟ لماذا يكترث هذا النظام بعشائر طيء والجبور والعقيدات والشعيطات وغيرها على طول الفرات وفي منطقة الجزيرة، ويتدخّل بفضّ نزاعاتهم مع مكوّن كردي تعامل معه دائمًا بفوقية وتعصّب؟ أليس أجدى له التعاون مع إيران على خلق ميليشيا طائفية ترفد «القوات الخاصة» و«سرايا الدفاع» وغيرها من تشكيلات النخبة الموثوقة، ماضيًا وحاضرًا، عندما يحين وقت الفرز وتنتهي أكذوبة العلمانية والتقدّمية والوحدة والاشتراكية؟

أما عن العراق، فالقاصي والداني يعرف مقدار الحقد والرغبة بالانتقام والتشفّي من حكم البعث، واجتثاثه تحت حراب الاحتلال الأميركي، خلف كل المحاكمات التي أجريَت بحق صدام حسين ورجاله. تلك كانت محاكمات سياسية تفوح منها رائحة الانتقام المذهبي والعرقي من ماضٍ مؤلم وسيئ بدلاً من أن تمهّد لعراق متسامح منفتح بديل.

وحتى عندما استغل تنظيم «القاعدة» الشعور السنّي بالغبن والتهميش فإن عشائر الأنبار هي التي رفضت التطرّف وعضّت على الجرح الذي فتحه نوري المالكي وخاضت بشجاعة انتفاضة «الصحوات». لكنها بدلاً من تكافأ وتُحترَم بالصورة التي تليق بها وتستحقها استمر التهميش بل تصاعد إلى حد الملاحقة والاضطهاد. وهكذا، بمزيج من مرارة الحاضنة وخبث أجهزة الاستخبارات الإقليمية وغير الإقليمية ولد تنظيم داعش، وفرّ «الدواعش» من سجن أبو غريب إلى سوريا، وسقطت الموصل... وها هو غرب العراق السنّي مهدد بكارثة تهجير مليونية «على المستوى السوري» إذا ما انهار سد الموصل.

واشنطن أوباما تقول: إنها لا تريد الغرق في مستنقع الشرق الأوسط. ولعلها أوهمت نفسها بأنها تستطيع ذلك من دون خسائر. إلا أنها كما يبدو نسيت عبارة «رقصة التانغو تحتاج لشريكين راضيين».. والواضح أن بوتين إما لا يجيد «التانغو» أو لا يحبها، ومثله أصحاب الكلمة الفصل في طهران.

 

السعودية وتجفيف منابع الإرهاب الإيراني في الشرق؟

داود البصري/السياسة/22 شباط/16

ليس سرا معرفة حقيقة أن إدارة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي لملفات وأوراق الصراع السياسي في المنطقة مع النظام الإيراني، تتضمن مقاربات وتفاعلات صعبة وتفصيلات فرعية مهمة تعبر عن حقيقة الصراع الدائر، فالنظام الإيراني ومنذ أربعة عقود يمارس سياسة تحريض تخريبية مباشرة موجهة ضد دول المنطقة وبهدف مركزي محوره إسقاط الأنظمة القائمة والتبشير العلني بذلك، بل وتنظيم وتعبئة جيوش المعارضين والمؤيدين لذلك المشروع الشيطاني ووفق أسس وتوجهات طائفية محضة.

وبسبب تلك الرؤية والمنهج العدواني الإيراني فقد عاشت المنطقة أجواء حروب قاسية بعضها كان شديد الوقع والتأثير والدمار كالحرب العراقية – الإيرانية الشرسة الرهيبة (1980- 1988) والتي أدت لاحقا لنتائج مروعة ومدمرة على أمن الإقليم، وبقية أحداث التحرش الإيرانية وإثارة القلاقل الداخلية ودعم الإرهاب كما حصل في السعودية والبحرين والكويت التي كان لها السبق والأولوية والريادة في الاستهداف والتخريب منذ مراحل مبكرة.

الإيرانيون لا يخجلون أبدا من تأكيد نواياهم وإعلانها صراحة، وقد أعدوا لذلك عدتهم الآيديولوجية بعد أن نجحوا في ظل الفوضى القائمة وحالة الحروب الأهلية والضياع السلطوي في بعض الدول في بناء منظومتهم العقائدية والحزبية من الأنصار التي تحولت لاحقا لجيش عرمرمي عقائدي يمتلك من الإمكانات والقدرات ما يفوق إمكانيات الدول الصغيرة، كما هي الحال في لبنان والذي منذ خروجه من أجواء الحرب الأهلية الدموية الشرسة ( 1975-1990) شهدت أوضاعه الداخلية انعطافة مركزية وحادة ببروز تنظيم “حزب الله” المدعوم بالكامل والمطلق من النظام الإيراني، وتحوله لغول التهم الدولة اللبنانية وتحت شعار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو هدف تشترك به جميع القوى اللبنانية لكنه في الة “حزب الله” كان المدخل للهيمنة الكاملة على لبنان وتضييع هوية الدولة وفرض النموذج الإيراني لتدور السنوات وتجري تطورات مذهلة حصلت بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق وسقوطه لاحقا تحت أسر هيمنة إيرانية مباشرة من خلال مجاميع الأحزاب الطائفية العميلة التي هيمنت عليه، لتحيله ركاما ومستودعا رثا لأهل الإرهاب الإيراني القذر، ومنبعا للتآمر ضد الأمن القومي والوطني لدول المنطقة، وليتحول العراق مع جمهورية “حزب الله” اللبنانية لمستودع إيراني محض ولقاعدة وممر ومستقر لجماعات الإرهاب الإيرانية في المنطقة.

لبنان اليوم بات مصادرا ومحتلا بالكامل من النظام الإيراني من خلال عصابة “حزب الله” التي هيمنت بشكل إرهابي على الشارع اللبناني في مايو 2008 ومارست بلطجة فعلية، كما أن هذا الحزب ومنذ خمسة أعوام بعد إندلاع الثورة السورية تحول لعصابة مرتزقة إرهابيين تقاتل السوريين علنا، وتمارس إرهابا أسود يهدف لسيادة وهيمنة النظام الإرهابي الإيراني.

إنه باختصار خنجر إيراني مسموم في خاصرة المشرق العربي.

لقد أذل ذلك الحزب الإرهابي الفاشي العميل رقبة الدولة اللبنانية، وأصبح معطلا ومخربا لكل نشاطاتها ومارس بلطجة حقيقية منعت اللبنانيين حتى من اختيار رئيس للجمهورية منذ نحو عامين، وهو اليوم حالة عدوانية إيرانية رثة في المنطقة وهيمنته على الأمور اللبنانية باتت فضيحة إقليمية كبرى، حتى أن الدولة اللبنانية بمواقفها الوطنية والقومية أضحت أسيرة لتوجهات ذلك الحزب ومن خلفه إيران، فكانت سياسة الحزم والعزم والمواجهة السعودية الشجاعة مع أهل ذلك المشروع الفاشي من خلال تجفيف منابع دعمهم وهيمنتهم وإيقاف الدعم السعودي عن الدولة التي أضحت ملعبا مباشرا للإيرانيين وعملائهم أكثر من ضرورية لإيقاف التدهور، ولجم ذلك الحزب، ولمباشرة المملكة وأشقائها من دول “التعاون” الخليجية لسياسة حاسمة وقاصمة لمواجهة النظام الإيراني وعصاباته في المنطقة بعد أن تحولت معركة فرض الإرادة الإيرانية على المنطقة، وشعوبها، لمعركة مباشرة ومفتوحة من خلال وقاحة الإيرانيين وعملائهم في التآمر المباشر!

مواقف تاريخية شجاعة ومتصدية وحاسمة تظهرها السعودية وهي تواجه بشكل مباشر المشاريع الإيرانية التخريبية في الجنوب العربي (اليمن) وفي عمق الشرق القديم (سورية العراق) وفي الساحة الدولية من خلال دعم قوى الحرية والتحرر ومواجهة جيوش الظلام من العملاء والطائفيين والقتلة.

خطوات سعودية شجاعة ستغير بالكامل موازين إدارة الصراع الإقليمي، وستساهم في دحر الهجمة الفاشية الظلامية التخريبية المستهدفة للوجود العربي، وتجفيف منابع الخطر الإيرانية هي ستراتيجية سعودية هجومية متقدمة لحفظ أمن المنطقة ولتوجيه الضربات القاصمة التي ستجعل النظام الإيراني وعصاباته من عتاة القتلة والطائفيين ينزوون بعيدا نحو مزبلة التاريخ.

* كاتب عراقي