المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 شباط/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february26.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فإِنْ كَانَ بِكَذِبي قَدِ ٱزْدَادَ صِدْقُ الله، لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَإِنْسَانٍ خَاطِئ

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني/قراءة إيمانية في حال طاقمنا السياسي المّحل وقول بطرس الرسول: "عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل

النبي بل عام بن بعور المرتد واتباعه من السياسيين والأحزاب في لبنان/الياس بجاني

اللبناني لا يتكنى بغير لبنانيته ولبنان لا يتكنى بغير لبنانيته/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

جعجع لـ «الشرق الأوسط»: إما أن نكون دولة أولا نكون/دعا «الفريق السيادي» في الحكومة لوضع استراتيجية لمواجهة «حزب الله».. ومن لا يتحمل مسؤولياته فليرحل

حزب الله يقود العمليات والإعلام الحربي للانقلابيين.. و14 رحلة أسبوعيًا لصنعاء لنقل الأسلحة

خبراء: طهران أوكلت لحزب الله مهمة تأسيس جماعة الحوثي لنشر الفكر الطائفي

كف يد راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة، المطران الياس نصار وخصومه والمقربون لم يفاجأوا بقرار كف يده أمانة سر نصار ترفض التعليق ولا مجال لمقابلته

الحريري: "حزب الله فاتح ع حسابو" ويتصرّف كدولة معرّضاً لبنان للأخطار

اللبنانيون في السعودية تقلقهم توقعات الإعلام "وزير الخارجية والمغتربين أخطأ... فليعتذر"/محمد نمر/النهار

رئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير: 'جهنم عربي” في لبنان وعلى الحكومة الاعتذار من السعودية

سلام في مجلس الوزراء: لتصحيح العلاقة العربية استمرار الحكومة رهن بملف النفايات

ماذا يقول ناشطون معارضون لحزب الله عن الأزمة مع الخليج/نسرين مرعب/جنوبية

دوري شمعون: السعودية لن تترك لبنان

ريفي يدعي على بركات بجرم التحريض المذهبي

953 لبنانياً في أول لائحة سعودية لإبعاد اللبنانيين

وعد الحرّ دَين/أحمد الأسعد

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 25 شباط 2016

سلام دعا في جلسة مجلس الوزراء الى مراعاة الاجماع: استمرار الحكومة مرهون بملف النفايات

الاحرار أثنى على مشروع المر لحل مشكلة النفايات ووضع امكاناته بالتصرف لانجاحها

لقاءات في الكونغرس للوفد النيابي اللبناني

جابر من واشنطن: هناك قدر كبير من التعاطف مع لبنان ونية لدعمه في مواجهة الارهاب

المركز الكاثوليكي للاعلام: نصار ما زال راعي ابرشية صيدا والكلام عن عزله غير صحيح

فرنجيه استقبل وفدا روسيا في بنشعي

الامن العام نفى تحديد مكان أسقفي حلب المختطفين وعن اتصالات غير مباشرة يقودها اللواء ابراهيم مع الخاطفين

طريق القدس تمرّ من اليمن أيضاً/فايزة دياب/جنوبية

اتصالات تطويق التأزم الخليجي- اللبناني تترنح وحزب الله على موقفه

وفد اقتصادي الى الرياض والتحويلات من السعودية لـــم تتوقف

تثبيت الهدوء في سوريا والاقليم قرار دولي لا تراجع عنــــــه

القرار قد يصدر عـن مجلس الامن تحـت الفصل الســابـع "وقف الاعمال القتالية" في سوريا غير قابل للخرق سياسيا وامنيا

الحوار الثنائي يواجه التهديد الاخطر...الاجتماع "للصورة" والتقدم معدوم ومصير الجولات المقبلة ضبابـي بانتظـار اللقاء بيـن بـري والحريـري

الجسر ينفي تكليفه "العدل" بدلاً من ريفي

تعميم من عون لمسؤولي التيار ونوابه ووزرائه

مروان حمادة: على حكومة «الكذبة الكبرى» الاستقالة فوراً

الناصريون الأحرار:مواجهة حزب الله اصبحت فرضا وواجبا

العجوز: بوادر عاصفة حزم لبنانية عربية تلوح باﻷفق

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سليمان: تفاهم معراب مماثل لاعلان بعبدا وخشية من تقسيم لبنان اذا قسمت سوريا

فادي كرم: ترشيحنا لــعون وفق برنامج سياسـي يتضمّن تصحيح اي خطأ في السياسة الخارجية

لجنة قانون الانتخاب تنتظر عودة عضويها من اميركا لاقرار تقريرها ورفعه عاجـــلا الى رئاسة المجلس

احمد الحريري: غرور "حزب الله" قد يصل الى استفتاء للانضمام إلى الأمم المتحدة وإعلان استقلاله عن لبنان

الرئيس الجميـــل يلتقــي المجلـس الاعلــى للكاثوليـــك/فرعون: السعودية تبحث جدّياً فـي وقف الرحلات الى لبنان

عبود: الحريري كان على علم بموقف وزير الخارجية في القاهرة و نريد أفضل العلاقات مع السعودية وباسيل أكمل بيـان الحكومة

غاريوس: لقاؤنا طبيعي ولا كلام فـي السـياسـة وغداء يجمع التيار الوطني الحر والمردة في بيروت

اجتماع للعلماء برئاسة دريان: لحسم الجدل حول موقف لبنان الرسمي من الإجماع العربي والاعتراف بالخطأ فضيلة والاعتذار منه والعودة عنه قوة

جريج: زيارة سلام الى السعودية يمهد لها باتصالات لتكريس حلول ترضي المملكة

وزير البيئة محمد المشنوق من نيويورك: تقييم الأثر البيئي للنزوح السوري في لبنان أظهر أولويات تفوق 3 مليار دولار

الراعي التقى في روما السفير السعودي في ايطاليا: موقف لبنان الرسمي تنطق به الحكومة وحدها في ظل غياب رئيس الجمهورية

عون عرض مع وفد روسي اوضاع المسيحيين في الشرق

وكيل يعقوب: وكيلة القذافي ملاحقة قانونيا وكلامها محض إفتراء وتضليل وخيال

خالد الضاهر: هذا ما سيفعله عون اذا اصبح رئيساً

بري من بروكسل: المجلس النيابي سيكون المرجع لإعادة انتاج الدولة ومفتاح الحل في المنطقة هو التقارب السعودي الايراني

الحريري امام زواره: متمسكون بمشروع إنقاذ لبنان وسنبقى مدافعين عنه

قهوجي استقبل القادري وعرض مع وفد لجنة الدفاع البريطاني التعاون بين الجيشين

رسميون وشخصيات ووفود أموا السفارة السعودية متضامنين درباس: نناشد المملكة أن تقوي عضدنا لنمنع لبنان من الانزلاق

جعجع التقى وفدين من الاتحاد السرياني العالمي ومن مثبتي الدفاع المدني

احالة 19 شخصا أمام المحكمة العسكرية بتهمة الانتماء الى داعش والنصرة

صقر ادعى على الموقوف ابو مالك سارا في 4 ملفات بجرائم مختلفة

شقير:التحويلات المالية من السعودية تجري بشكل طبيعي جدا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

شقير:التحويلات المالية من السعودية تجري بشكل طبيعي جدا

البرلمان الاوروبي طالب بحظر على تسليم السعودية أسلحة

 السجن 5 سنوات ل3 شبان اقباط دينوا بازدراء الاسلام في مصر

تونس تستضيف الدورة ال33 لمجلس وزراء الداخلية العرب برعاية السبسي في 2 و 3 آذار والاجتماع التحضيري الاحد المقبل

الخارجية الروسية: موسكو لا تدعم الأسد إنما تشاطره هدف القضاء على الإرهاب

اندبندنت": "داعش" بدأ موجة جديدة من الوحشية ضد أبناء الموصل

 داود اوغلو: الهدنة في سوريا ليست ملزمة لتركيا وسنرد على اي هجوم كردي

 ملك الأردن: حماية الأقصى تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السعودية وحزب الله.. الحساب/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

المصالح والفذلكات/سمير عطا الله /الشرق الأوسط

القرار السعودي وتداعياته بلبنان والمنطقة/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ماذا تريد المملكة.. ماذا يريد لبنان/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الغطرسة الإيرانية و«عقاب» لبنان/وليد شقير/الحياة

نعم لبنان دولة محتلة/ثائر الزعزوع /العرب

عن المؤتمر التأسيسي/حسام عيتاني/الحياة

فرنسا توفد مسؤولاً إلى الرياض للبحث في وقف الهبة للبنان/رندة تقي الدين /الحياة

زمن «حزب الله».. الرديء/علي الحسيني/المستقبل

مرحلة انتظار سعودية لتغيير مسار المواقف اللبنانية/ثريا شاهين/المستقبل

لو أن مجلس الوزراء عاد إلى "بروتوكول الإسكندرية" لما كان في حاجة إلى تفسير "الإجماع العربي/اميل خوري/النهار

المشنوق: ذاهبون الى مواجهة عربية كبرى.. وستؤخذ قرارات بمسألة

عن مرسيلينو "قتيل" الأشرفية/حـازم الأميـن/ لبنان الآن

ليبانون ديبايت - الحلقة الثانية عشر من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر

حزب الله «إرهابي» والإتهام اليمني موثّق/محمد عقل/جنوبية

إنها الحرب الأهلية يا عزيزي/نديم قطيش/المدن

نحو حوار إستراتيجي عربي – روسي/راغدة درغام/الحياة

بوتين: أنا صاحب القرار وليس الأسد/عبد الكريم أبو النصر/النهار

الإيرانيون يقترعون للأمل بالتغيير/أسعد حيدر/المستقبل

فلسطين عند بوابة الانتظار/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فإِنْ كَانَ بِكَذِبي قَدِ ٱزْدَادَ صِدْقُ الله، لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَإِنْسَانٍ خَاطِئ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة03/من01حتى07/:"يا إِخوَتي، مَا فَضْلُ اليَهُودِيّ؟ أَو مَا نَفْعُ الخِتَانَة؟ إِنَّهُ جَزِيلٌ، عَلى كُلِّ حَال! إِنَّ أَوَّلَ فَضْلٍ لَهُم هوَ أَنَّهُم ٱئْتُمِنُوا عَلى كَلاَمِ الله. فمَاذَا إِنْ كَانَ بَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا؟ هَلْ يُبْطِلُ عَدَمُ إِيْمَانِهِم أَمَانَةَ ٱلله؟ حَاشَا! بَلْ صَدَقَ اللهُ وَكَذِبَ كُلُّ إِنْسَان، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لِكَي تُبَرَّرَ في كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ في قَضَائِكَ». وإِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُثْبِتُ بِرَّ الله، فَمَاذَا نَقُول؟ أَيَكونُ اللهُ ظَالِمًا حِينَ يُنْزِلُ غَضَبَهُ عَلَيْنَا؟ كَبَشَرٍ أَقُولُ هذَا! حَاشَا! وإِلاَّ فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ العَالَم؟ فإِنْ كَانَ بِكَذِبي قَدِ ٱزْدَادَ صِدْقُ الله، لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَإِنْسَانٍ خَاطِئ؟".

 

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

إنجيل القدّيس لوقا12/من16حتى21/:"قالَ الربُّ يَسُوعُ هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني/قراءة إيمانية في حال طاقمنا السياسي المّحل وقول بطرس الرسول: "عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل/النبي بل عام بن بعور المرتد واتباعه من السياسيين والأحزاب في لبنان

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/25/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-2/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/حال طاقمنا السياسي المّحل وقول بطرس الرسول: "عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل/25 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20belaal25.02.16.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/ حال طاقمنا السياسي المّحل وقول بطرس الرسول: عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل/25 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20belaal25.02.16.wma

 

النبي بل عام بن بعور المرتد واتباعه من السياسيين والأحزاب في لبنان

الياس بجاني/ملخص التعليق/25 شباط/16

كل انسان معرض للتجربة وللوقوع في فخاخ ابليس التي هي نزعات الجسد الغرائزية على حساب عطايا الروح التي هي من الله. من يقرأ رسالة بطرس الثانية الفصل 02/12-22/ لا بد وأن يتصور أن القديس يتكلم عن فكر وممارسات وهرطقات وتلون معظم أفراد الطاقم السياسي اللبناني الفاجر بجشعه وخبثه وعبادته لمقتنيات الأرض الفانية. يقول القديس: "أما أولئك فهم كالبهائم غير العاقلة المولودة بطبيعتها للصيد والهلاك، يهينون ما يجهلون. فسيهلكون هلاكها ويقاسون الظلم أجرا للظلم. يحسبون اللذة أن يستسلموا للفجور في عز النهار. هم لطخة عار إذا جلسوا معكم في الولائم متلذذين بخداعكم. لهم عيون مملوءة بالفسق، لا تشبع من الخطيئة، يخدعون النفوس الضعيفة، وقلوبهم تدربت على الطمع. هم أبناء اللعنة. تركوا الطريق المستقيم فضلوا وساروا في طريق بل عام بن بعور الذي أحب أجرة الشر، فلقـي التوبيخ لمعصيته، حين نطق حمار أعجم بصوت بشري فردع النبي عن حماقته. هؤلاء الناس ينابيع بلا ماء وغيوم تسوقها الريح العاصفة، ولهم أعد الله أعمق الظلمات. ينطقون بأقوال طنانة سخيفة، فيخدعون بشهوات الجسد والدعارة من كادوا يتخلصون من الذين يعيشون في الضلال. يعدونهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد للمفاسد، لأن ما يغلب الإنسان يستعبد الإنسان. فالذين نجوا من مفاسد العالم، بعدما عرفوا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، ثم عادوا إلى الوقوع في حبائلها وانغلبوا، صاروا أسوأ حالا في النهاية منهم في البداءة، وكان خيرا لهم أن لا يعرفوا طريق الصلاح من أن يعرفوه ثم يرتدوا عن الوصية المقدسة التي تسلموها. فيصدق فيهم المثل القائل: عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل".

 

اللبناني لا يتكنى بغير لبنانيته ولبنان لا يتكنى بغير لبنانيته

الياس بجاني/25 شباط/16

لمن يهمهم الأمر وفي أصعب ظروف يمر بها لبنان وشعبه نقول بصوت عال وعن قناعة ودون تعصب أو تبعية لأحد، نقول إن اللبناني لا يتكنى بغير لبنانيته ولبنان لا يتكنى بغير لبنانيته.

عملياً وواقعاً وعلمياً ووطنياً، الهوية أي الجنسية اللبنانية (التذكرة او الباسبورت)هي لبنانية وتابعة للدولة اللبنانية ولكن الإثنية أمر مختلف كلياً، فلكل من السرياني والكلداني والأشوري والأرمني والكردي والقبطي والماروني والدرزي والتركي واليهودي وغيرهم من الشرائح اللبنانية اثنيات مختلفة ولا يمكننا علمياً وجينياً القول إن كل اللبنايين فينيقيين أوعرباُ أو فنيقيين أوغير ذلك.

فمثلا في كندا حيث نقيم ونحمل جنسيتها، فإن الجنسية هذه هي كندية في حين أن كندا تابعة لملكة بريطانبا ولكن لكل الشرائح الكندية حريتها بالحفاظ على اثنياتها وثقافاتها وعاداتها ومعتقداتها الدينية والدولة تشجع وتمول هذا الأمر وتفاخر به وهي لا تفرض على الكنديين الفرنسيين أو اللبنانيين أو الأوربيين أو العرب أو الأسياويين وغيرهم الهوية البريطانية.

من هنا نعم، دولة لبنانية محيطها عربي، واللبناني نعم جنسيته لبنانية ولكن اثنيته متنوعة ومن ضمنهاالإثنية العربية ولكنها ليست الوحيدة.

باختصار لا يمكن استبدال أو تغيير الإثنية أما الجنسية فهي فقط الأوراق الثبوتية التي يحملها المواطن في أي دولة يقيم فيها.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

جعجع لـ «الشرق الأوسط»: إما أن نكون دولة أولا نكون/دعا «الفريق السيادي» في الحكومة لوضع استراتيجية لمواجهة «حزب الله».. ومن لا يتحمل مسؤولياته فليرحل

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/26 شباط/16

دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، من سماهم «الفريق السيادي» في الحكومة اللبنانية إلى الاجتماع ووضع استراتيجية لمواجهة «حزب الله» الذي ضرب النأي بالنفس ويهاجم دول الخليج العربي عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا، معتبرًا أن على الحكومة الطلب من حزب الله الانسحاب من أزمات المنطقة، داعيًا من لا يقدر على تحمل مسؤولياته في الحكومة إلى الرحيل عنها. وأكد جعجع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن العلاقة بين دول الخليج ولبنان «تتعدى المسألة المالية وتدخل في (الوعي الجماعي) للبنانيين»، معتبرًا أن «هذه الدول لم تطلب من لبنان الدخول في مواجهة إيران، بل النأي بالنفس، لكن (حزب الله) سار في الاتجاه المعاكس.. والحكومة تفرجت». وشدد جعجع على أن حظوظ العماد ميشال عون في الوصول إلى رئاسة الحكومة لم تنتهِ، بل لا تزال قائمة، معتبرًا أن «هذا الترشيح وحده قادر على تحقيق اختراق في الملف الرئاسي». وقال جعجع تعليقًا على التطورات الأخيرة في لبنان بعد وقف الهبة السعودية للقوى الأمنية والعسكرية: «أنا متفائل بطبعي، لكن الوضع صعب ومعقد، ويزداد صعوبة وتعقيدًا. أهم شيء هو ألا نستسلم أمام هذه الصعوبة، وأن نتوقف مطولاً عند ما جرى، ونتثبت من مكامن الخلل ونصححها. أنا أرى، وبعيدًا عن الضجة التي تثار، فإن المملكة ودول الخليج سند أساسي ومهم جدًا للبنان، منذ زمن الاستقلال وحتى اليوم. فهذه الدول أصبحت جزءًا من الوعي الجماعي اللبناني». ورأى جعجع أن «العامل الاقتصادي مهم وللمساعدات المالية دور مساعد، لكن الأهم بكثير هو العلاقات الثنائية التي تخطت المصالح السياسية والاقتصادية. وأنا أشبه علاقات لبنان بدول الخليج والسعودية تحديدا على حداثتها، بالعلاقات بين لبنان وفرنسا على قدمها». وأضاف: «نستطيع أن نختصر الأزمة كلها، أن لبنان بالفعل، ولأول مرة في تاريخه يحيد عن سياسة النأي بالنفس. في الوقت الحاضر هناك مواجهة كاملة وشاملة في المنطقة بين دول الخليج والسعودية ودول عربية أخرى من جهة، وبين إيران من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن لبنان عضو عامل في الجامعة العربية، لم تطلب منه دول الخليج أن يكون طرفا، فكل ما طلبته هو نفس سياسة النأي بالنفس التي اعتاد لبنان اعتمادها في أي نزاع بين دولتين عربيتين، وأن يلتزم هذه السياسة في الصراع القائم مع إيران، لكن الأمور ذهبت في اتجاه معاكس تماما. فالطرف اللبناني الوحيد الذي تحرك هو (حزب الله) الذي اخترق سياسة الناي بالنفس، لكن مع الطرف الخطأ. ومن هنا نرى ردود الفعل العنيفة التي نشهدها من دول الخليج ونتفهمها».

وعن ماهية الحل، قال: «العموميات لا محل لها في الاستراتيجيات. على الأقل، ومن الناحية الأدبية، أن تطلب الحكومة من (حزب الله) أن ينسحب من أزمات المنطقة. فالحزب يشارك بالتأكيد في الحرب السورية وبشكل معلن، كما أنه من الأكيد أن له علاقة ما بما يجري في العراق والبحرين واليمن والكويت، ويقال إن له علاقة ما بما يجري في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية». وعما إذا كانت الحكومة قادرة على أن تطلب، قال: «إما أن نكون دولة أو لا نكون، وبين الاثنين هناك شيء اسمه دولة فاشلة، فإذا كنا كذلك، سيسمح العالم لنفسه بأن يتصرف ويتخطى سيادتنا، وهذا بداية ما يحصل في الوقت الراهن. في التاريخ لا يوجد (يا أمي ارحميني) فإما يكون لبنان دولة، وإما لا يكون». وهل هذه الحكومة صالحة لهذا الفعل بغض النظر عن تركيبتها التي يعتبر «حزب الله» جزءًا منها؟ يقول: «يمكن أن تكون صالحة. هناك من حيث المبدأ أكثرية سيادية في هذه الحكومة، فإذا اجتمعت ونسقت في ما بينها، الأمر الذي لم يحدث حتى اليوم، وقررت عقد جلسات مكثفة للحكومة لبحث الموضوع، لا يستطيع الحزب أن يرفض. لكن على الفريق السيادي أن يأخذ أمره بيده ولا يحيد عن ثوابته مهما كان الثمن».

وعمن يقصد بالفريق السيادي، قال: «هناك الكثير من الوزراء المستقلين، وكذلك وزراء الرئيس ميشال سليمان ووزراء حزب الكتائب، وطبعا تيار (المستقبل). يجب على هؤلاء جميعًا الاجتماع والاتفاق على استراتيجية واحدة». وعن المنطق الذي يعتمده الرئيس تمام سلام، القائل إن لبنان بين نارين، العلاقة مع الأشقاء أو الحرب الأهلية، رأى الدكتور جعجع أن هذا المنطق «واقعي في مكان ما»، لكنه رأى أننا لا نستطيع أن نستسلم للواقع. وشدد على أن بعض الفرقاء في الحكومة أن يحسموا أمرهم، فلا يستطيع المرء أن يكون في الحكومة للاستفادة من المكتسبات، من دون أن يتحمل المسؤوليات. واعتبر أن أي طرف يجد نفسه غير قادر على ذلك أن يترك الحكومة. وعما إذا كان المطلوب قلب الطاولة على الجميع، قال جعجع: «أنا أبسط الأمور أكثر. فالحكومة يمكن أن تقوم بعشرة آلاف اجتماع من أجل تأمين مبلغ 50 مليون دولار لتثبيت متعاقدي الدفاع المدني، أو لبحث قضية النفايات، واضطرت لهذه الغاية أن تبحث عن سبل تمويل جديدة من بينها البحث عن فرض ضرائب جديدة على الوقود، فيما نحن بشخبطة قلم خسرنا 3.5 مليار دولار (الهبة السعودية). للأسف، فإن بعض الفرقاء صاروا يستخفون بهذه الهبة ويصرحون بألا حاجة لها. المسألة ليست وليدة الساعة، القصة تراكمية والحكومة تركت الأمور تصل إلى هذا الحد دون أن تتحرك.

وعن تصريحات وزراء حزب الكتائب أمس التي تقول إننا لم نفعل شيئًا لنعتذر، اكتفى جعجع بالقول: «إنه من الأفضل ألا أعلق على هذا الكلام». وعن مدى تأثير هذا الواقع على ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، قال جعجع: «بتقديري (ترشيح عون) هو الاحتمال الوحيد الذي من شأنه أن يحدث خرقًا جديًا في الملف الرئاسي والواقع القائم. فلنفكر جديًا بهذا لخيار، وكل فريق يأخذ موقفه انطلاقًا من هذه المراجعة». وأكد أن حظوظ عون لم تذهب. وردًا على سؤال عن أن الشكوى الخليجية هي من السياسة الخارجية التي يديرها مقرب من عون، قال: «الأمور في لبنان بها الكثير من الفروقات، فلا يمكن أن تأخذ الأمور بهذه البساطة. على أي حال، فإن المطروحين جديًا للرئاسة هما من الفريق نفسه (8 آذار)، لكن البعض من هذا الفريق يلتزم بشكل مطلق مقررات وتوجهات فريقه، والبعض الآخر يترك لنفسه هامشًا من الحرية في تناول القضايا الاستراتيجية». وعما إذا كان يقوم بوساطة ما، أو أنه مستعد للوساطة لدى المملكة، قال الدكتور جعجع: «أنا شخصيًا غير مقتنع بأي مساعٍ في الوقت الحاضر، قبل ترتيب الوضع الداخلي بالحد الأدنى. لا نستطيع أن نلقي المهمات على الآخرين، ذات يوم، لا بد من أن نتحمل مسؤولياتنا. ومسؤوليتنا أن نتعلم من أخطائنا ونصححها، بما يضفي علينا صفة الدولة. هناك سعوديون وإماراتيون يقتلون في اليمن وغيره، فما الذي يمكن أن نطلبه منهم، بينما هناك فريق لبناني يواجههم عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا؟».

 

حزب الله يقود العمليات والإعلام الحربي للانقلابيين.. و14 رحلة أسبوعيًا لصنعاء لنقل الأسلحة

خبراء: طهران أوكلت لحزب الله مهمة تأسيس جماعة الحوثي لنشر الفكر الطائفي

صنعاء: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/26 شباط/16

مع سقوط العاصمة صنعاء بيد ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح، كانت مدينة طهران والضاحية الجنوبية في بيروت تحتفلان بنجاح مشروعهما في تصدير الفوضى والإرهاب إلى جنوب غربي الجزيرة العربية التي تمكنوا خلال السنوات الماضية من تكوين جماعة مسلحة إرهابية على غرار حزب الله في لبنان، لتدخل اليمن في عواصف من الاضطرابات والعنف المضرجة بالدماء. وجاء الرد السعودي، حيث أطلقت المملكة تحالفًا عربيًا لمساعدة الحكومة الشرعية التي استنجدت بالجامعة العربية ودول الخليج بعد انقلاب الحوثي وصالح على مؤسسات الدولة وسيطرتهم على معظم المحافظات، لتبدأ في مارس (آذار)، العاصفة التي كسرت المشروع الإيراني في اليمن. ونجح التحالف العربي في إحباط مخططات السيطرة على البلد عبر ذراعها المحلية التي أسستها ودعمتها منذ عقود لإيصالها إلى سدة الحكم. ولم تكن علاقة اليمن مع إيران ولبنان قائمة على التعاون الاقتصادي والتنموي كما هي الحال مع دول الخليج، إذ اعتمدت إيران على حزب الله كوسيط لتدريب وتأهيل خلايا الموت في ضاحية بيروت ومدينة قم الإيرانية، وخلال السنوات العشر الماضية جند حزب الله المئات من المقاتلين اليمنيين التابعين للحوثي، إضافة إلى تأهيل طواقم إعلامية وصحافية عبر دورات تدريبية استضافتها بيروت، واعتمدت على تجنيد العشرات منهم لاستخدامهم في عملية الانقلاب. في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، قال مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، وهو شخصية مقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي: «إن ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإسلامية»، وإن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة للالتحاق بالثورة الإيرانية.واعترف محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني، في يناير (كانون الثاني)، بوجود 200 ألف مقاتل مرتبطين بـ«الحرس الثوري» في خمس دول بالمنطقة، هي: اليمن وسوريا والعراق وباكستان وأفغانستان، يضاف إلى ذلك حزب الله وميليشياته الإرهابية، وقال إنها تعمل من أجل حماية ودعم «الولي الفقيه» والجمهورية الإسلامية في إيران، وهو الاعتراف الأول الذي يؤكد أن إيران تعمل على زعزعة استقرار المنطقة.

وأكدت الحكومة اليمنية في أكثر من مناسبة أن هذه التصريحات هي إقرار رسمي منهم بالعدوان المباشر على اليمنيين وانتهاك سيادة اليمن، وذكرت أن دور طهران في اليمن، يعد مؤشرا خطيرا على مدى تغلغل الإرهاب الإيراني السافر بحق اليمنيين، وذكرت أنها استطاعت أن تزرع وتدعم أدواتها في اليمن، وهم الحوثيون وحليفهم صالح، بإشراف حزب الله، لنشر الفوضى والدمار وإلحاق الضرر بالأمن القومي للمنطقة بأكملها. وأكدت الحكومة اليمنية، أن إيران وحزب الله، لم يقدما لليمن سوى الدمار والإرهاب والقتل، حيث زودت الحوثيين بالأسلحة النوعية والمقاتلين والخبراء لتنفيذ انقلابهم على الشرعية والسيطرة على العاصمة صنعاء، ومن أبرز ما ضبطته الأجهزة الحكومية السفينة «جيهان1 - 2»، وأخيرا التسجيلات والوثائق التي كشفت بالصوت والصورة خبراء حزب الله وهم يدربون خلايا إرهابية من جماعة الحوثي.

ويعد لبنان واليمن متشابهين في وضعهما الاقتصادي من حيث الاعتماد على الدعم الخارجي من الدول المانحة التي تأتي على رأسها السعودية، ورغم الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلدان، إلا أن حزب الله ومن خلفه إيران حاولت استغلال الفقر بين المواطنين اليمنيين البسطاء وعملت على تجنيدهم خلال العقد الماضي، وعملت على إقامة جسر جوي بين صنعاء وبيروت، حيث استقبلت معسكرات حزب الله المئات من مجندي الحوثي، إضافة إلى فتح قناتين لهما هما «المسيرة» و«الساحات» الناطقتين باسم الجماعة الانقلابية، وسخرت كل وسائلها الإعلامية لمصلحة الفكرة الطائفية التي تبنتها طهران وسعت لنشرها في الدول العربية. وأشارت المصادر الرسمية إلى أن حزب الله وخبراءه هم من يقودون ويخططون لجميع العمليات العسكرية للحوثيين، إضافة إلى الإعلام الحربي المصاحب للحوثيين، وأظهرت التسجيلات الأخيرة لقيادات من حزب الله الدور المباشر في التخطيط لعمليات في مدينة حرض الحدودية، وكذا تدريب المجندين لعمليات الاغتيالات والسيطرة على المدن اليمنية. وقال الدكتور نجيب علاب رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، لـ«الشرق الأوسط»: «حزب الله أساء لعلاقة لبنان مع اليمن، عبر إنشاء جماعة إرهابية لنشر الفكر الطائفي»، مضيفا: «شعب لبنان حرّ، وتربطه باليمن علاقة قوية تاريخية، وهناك فئات لبنانية من مختلف الطوائف تعود أصولهم إلى اليمن، وكان هناك علاقات تجارية، حيث استفاد اليمن من الخبراء اللبنانيين».

وأوضح غلاب: «أسهم حزب الله في إنشاء وتكوين حركة فاشية انقلابية، دمرت اليمن، فالطريقة التي اعتمدها حزب الله في بناء أفكارها وأذرعتها الأمنية وكتائب القمع وفرق الاغتيال جعلت من الحوثية وحشا شرسا يلتهم الدولة ومؤسساتها، كما استغل الأزمة الاقتصادية لبناء منظومة وشبكات تجارية على غرار حزب الله في لبنان». ولا يستبعد غلاب وجود مخطط لنقل الإرهاب إلى السعودية عبر حركة الحوثي وحزب الله، عبر عمليات إرهابية متقطعة، بعد قرب انتهاء مشروعهم وانقلابهم، مؤكدا أن لبنان مثل اليمن ضحية لسلطة الملالي التي حولته لمستعمرة إيرانية، لكن الفرق بينهما أن في اليمن ثورة ومقاومة ضد الحوثية، أما في لبنان فإنه مختطف شعبا ودولة، بأيدي عصابات ثورية، تشبه مافيا الاستبداد التي تقتل الشعوب وتمتص دمها وتحكمها قهرا وبقوة السلاح، وتصبح دولة الشعب ذراعا لخدمة العصابة الثورية. ولفت الدكتور غلاب إلى أن إيران خططت لتحويل اليمن إلى منطقة نفوذ لإدارة حروبها ضد دول مجلس التعاون الخليجي واستهداف السعودية ومحاصرة مصر، بدأت منذ من منتصف الثمانينات العمل الفعلي في الواقع، وتابع: «مثل نمو قوة حزب الله بداية لتوظيفه في هذا الملف، ومع نهاية الثمانينات شُكّلت الخلايا الأولية التي ارتبطت عضويا بالولي الفقيه، وهذه النقلة كانت هي البداية، بعدها وجود حزب الله، وكان له علاقة سابقة بصعدة التي أصبحت مركزا لمافيا الأسلحة والمخدرات قبل نمو الحوثية وتأسيس التنظيم». وأكد رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، أن حزب الله، عمل على دراسة عميقة للواقع اليمني وجغرافيته السياسية والمذهبية والخلفية التاريخية وطبيعة النظام والقوى المؤثرة، وتنامت هذه الدراسات في النصف الأول من التسعينات، موضحا أنه شكل خلية مختصة بالملف اليمني، وبدأ في بناء شبكات متعددة يمنية ولبنانية وعراقية.

ولفت غلاب إلى أنه خلال الحروب الست، تنامت قوة الحوثيين بفعل التناقضات في المنظومة السياسية اليمنية وتقنيات الحروب اللامتماثلة التي أدارها حزب الله دون أن تكشف أوراقه بالكامل، ناهيك بأنه تمكن من بناء علاقات مع رموز من النظام ومع شخصيات يمنية، ولعب نظام دمشق دورًا في هذه اللعبة، كما شكلت خلايا عراقية دورًا خطيرًا في هذه الشبكات التي كانت تعمل بانتظام. من جانبه، يرى سمير الصلاحي، محلل سياسي، أن لبنان تحول لمركز إقليمي لإيران، يعمل كوسيط ومركز تدريب للميليشيات الطائفية في المنطقة، حيث لعبت بيروت دورا محوريا في تشكيل جماعة الحوثي الإرهابية باليمن.

وذكر الصلاحي لـ«الشرق الأوسط»، أن بيروت كانت محطة سفر للمئات من أتباع الحوثي، تحت أسماء مختلفة، دورات تدريب، وندوات، ودراسة، ومن بيروت يجري إرسالهم إلى إيران دون تأشيرة ومن ثم العودة لليمن لتنفيذ المشروع الفارسي فيها. ويؤكد الصلاحي أن دور حزب الله، تعاظم مع بداية الانقلاب، حين تحالف صالح مع الحوثيين، حيث تمكنوا من استغلال شبكة صالح المنتشرة في كل أجهزة الدولة. وأضاف: «عملوا خلال الفترة الماضية على تزوير آلاف الجوازات والهويات اليمنية لمقاتلين من حزب الله ليتمكنوا من دخول اليمن بسهولة». وأوضح أن ميليشيا الحوثي ما هي إلا قفاز تستخدمه إيران وحزب الله، لتصدير ما يسمى الثورة الإيرانية لليمن، وتحقيق حلم الخميني بتحويل اليمن إلى ساحة تدريب وتجهيز وإعداد لزعزعة أمن المنطقة وتهديد دول الخليج، وبدا ذلك جليا عقب الانقلاب مباشرة بالرحلات الإيرانية لليمن، بواقع 14 رحلة أسبوعية تحت حجة العلاقات التجارية وخلافه، رغم أنها كانت مخصصة لنقل السلاح والمقاتلين لتحقيق الحلم الفارسي في المنطقة العربية.

 

كف يد راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة، المطران الياس نصار وخصومه والمقربون لم يفاجأوا بقرار كف يده أمانة سر نصار ترفض التعليق ولا مجال لمقابلته

النهار/صيدا - أحمد منتش/26 شباط 2016

لم يكن قرار البابا فرنسيس، بكف يد راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة، المطران الياس نصار عن جميع الأمور الادارية والمالية في الابرشية، مفاجئاً لعدد لا بأس به من خصومه او المعترضين عليه، من كهنة رعايا الابرشية وابنائها، كما لم يكن مفاجئاً أيضاً حتى لبعض القريبين منه.

فالمطران نصار ابن بلدة صربا الجنوبية في قضاء النبطية، أوقع نفسه منذ تنصيبه راعياً لأبرشية صيدا ودير القمر وتسلمه مهمات الابرشية، في العديد من المشكلات والخلافات مع بعض الكهنة حتى الذين كانوا يعملون معه، ومع بعض أبناء الرعايا ومع رؤساء مجالس بلدية واختيارية، حتى بلغ في خلافاته السياسية مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بعدما وصفه المطران نصار في إحدى عظاته بأنه "مجرم حرب"، الأمر الذي دفع بـحزب "القوات" الى رفع دعوى في حقه، بعدما رفض تقديم اعتذار علني إلى الحزب. وجعل هذا الامر انصار "القوات" في منطقتي صيدا وجزين ومنطقة اقليم الخروب – الشوف يقاطعون نصار ويحرضون عليه، علما أن خلاف نصار مع "القوات اللبنانية" كان سبقه العديد من الخلافات والاشكالات بينه وبين بعض الكهنة، ومنهم الخوري عبده أبو كسم والنائب الأسقفي السابق في الأبرشية الأب الياس الأسمر والخوري جان الخوري والأب سليم نمور رئيس دير الجية والأب فادي سركيس الذ ي عمل في الأبرشية مع المثلث الرحمة المطران ابرهيم الحلو وتم فصله على رغم تمني الخور أسقف الراحل يوحنا الحلو لنصار بإبقائه في منصبه، لأنه بات يعرف جميع أبناء الرعية وكل شؤونها. وبلغت الاحتجاجات على نصار ذروتها قبل نحو سنتين في بلدة الرميلة الساحلية، حيث أشعل الأهالي الاطارات ورفعوا لافتات ضده، على خلفية إصراره على تشكيل لجنة وقف للبلدة بمعزل عن رأي فاعليات البلدة ورئيس بلديتها، وأيضا لمعارضته قيام البلدية بتحسينات في مدافن البلدة، من دون أخذ موافقة نصار، ورفعت دعاوى كانت لمصلحة البلدية باعتبار أن أرض المدافن لم تكن ملك الابرشية بل لأحد ابناء البلدة من آل قزي وقد تبرع بها لبلدته.

وبعد ذلك تزايدت المعارضة على نصار في البلدة، عندما أصر على طرد الخوري جان الخوري والأب بولس سمعان من مذبح كنيسة مار انطونيوس الكبير في الرميلة خلال إقامة جناز، بسبب خلافه الشخصي معهما. كما تمثلت الاحتجاجات على نصار خلال زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاخيرة للرميلة ولمنطقتي جزين والنبطية، والتي رافقه فيها نصار، مما ادى الى وقوع اشكالات بين محازبين لـ"القوات" ونصار في عين المير وبعض قرى جزين. كل هذه الاحتجاجات والشكاوى كانت تصل تباعا الى بكركي، وأحيل نصار قبل ثلاث سنوات على محكمة خاصة للمطارنة سعى خلالها المطران بولس مطر بعد زيارات عدة لأبرشية صيدا إلى معالجة الوضع ولم ينجح، ولأن المطران يتمتع بسلطة، وأي قرار يتخذ في حقه يتطلب قراراً من الحبر الأعظم واجراء محكمة خاصة، اتخذ البابا قراره الأخير بكف يد مطران صيدا ودير القمر، وتعيين مطر زائراً رسولياً على الأبرشية في انتظار قرار المحكمة النهائي تجاه نصار.

"النهار" توجهت الى دار أبرشية صيدا، للاطلاع على رأي نصار، ولكنها جُبهت برفض حاد ليس من نصار الذي كان موجوداً داخل قاعة مقفلة قسم منها زجاجي وإنما من سكرتيرته، التي اصرت على القول ان نصار يرفض اي تعليق ولا مجال لمقابلته، وحالت دون الإقتراب من زجاج الغرفة، وأصرت على موقفها الرافض حتى لمجرد إلقاء التحية على المطران.

 

الحريري: "حزب الله فاتح ع حسابو" ويتصرّف كدولة معرّضاً لبنان للأخطار

النهار/26 شباط 2016/قال الرئيس سعد الحريري ان "حزب الله يتصرف اليوم كدولة، ويقوم بما يقوم به من ممارسات وتدخلات عسكرية وامنية في اكثر من دولة عربية، وهذا أمر جنوني ومرفوض لأنه سيعرض لبنان لأخطار هو بغنى عنها"، مشدداً على ضرورة أن "نرفع الصوت عاليا ونقول للحزب "كلا" لأن ما تقوم به يُشكّل تعديا على سيادة لبنان". كلام الحريري جاء خلال استقباله في "بيت الوسط" أمس وفداً من اتحاد ابناء العشائر العربية، وقال: "يتساءل البعض لماذا اتخذت المملكة الإجراءات ضدّ لبنان؟ كلنا شاهدنا الأدلة، ما يقوم به حزب الله في المملكة واليمن والبحرين وسوريا او الكويت، وسبق أن قلنا لـلحزب إن مصلحة لبنان تقتضي بألا يذهب للقتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا. الحزب اليوم "فاتح على حسابو" في كل الدول العربية، هذه ممارسات وسياسة تضرّ بمصلحة لبنان وبسيادته وتعرّض البلد وابناءه لكوارث غير مسبوقة، فلبنان جزء من الجامعة العربية ومعلوم ان ميثاق الجامعة الأساسي يُحظّر على اي دولة التدخل في شؤون الدول الاخرى الاعضاء". أضاف:" قمنا بما في وسعنا لتحييد لبنان، وهناك إجراءات لإرساء هدنة، وإن شاء الله تستمر، لكن في النهاية الحلّ النهائي سيطال رأس بشار الأسد، وسيعود حزب الله إلى لبنان. وعندها كيف سيواجه أهالي آلاف القتلى والجرحى والمعوقين؟ وبماذا سيبرر ما حصل؟".

وشدد على "أننا نرفض رفضا قاطعا ما يقوم به الحزب في كل المنطقة العربية، وندعوه للعودة إلى لبنان لأن ما يقوم به عمل ارهابي واجرامي في حق الآخرين، لكل هذه الاسباب والوقائع والممارسات، اتخذت المملكة ودول الخليج العربي هذه الإجراءات. لذلك علينا ان نرفع الصوت عاليا ونقول للحزب "كلا" لأن ما تقوم به يُشكّل تعديا على سيادة لبنان". وخاطب وفد العشائر: "أعلم أنكم زرتم سفارة المملكة وأتيتم من كل المناطق للتضامن معها، وهذا واجب لأن المملكة لم تقدم يوما للبنان إلا الخير، كما هو حال دول الخليج. نسمع دائما اتهامات بأن المملكة تصدّر الإرهاب. ونريد دليلا واحدا يؤكد اتهاماتهم الباطلة. إنما ما يقوم به حزب الله من ممارسات وارتكابات وقتل ضدّ الآخرين، هو موثّق، والأدلة عليه لا تحصى ولا تعد، من سوريا إلى العراق والبحرين والكويت واليمن، وهذا مرفوض، وليس في استطاعة لبنان ان يتحمله، لذلك سنرفع الصوت برفض هذه الممارسات، ونؤكد أنها غير مقبولة إطلاقا، لكن في المقابل علينا ان نرصّ صفوفنا ونتّحد في كلمة واحدة لمواجهة ما يحصل". وأكد أن "مشروعنا واضح، نريد الدولة، نحن ابناء الدولة ودعاة مشروع الدولة فقط. ان لبنان لا ينهض الا بالدولة وعلى جميع ابنائه ان يكونوا ضمن مشروع الدولة وفي حمايتها وضمانها، لأن مشروع الدولة هو مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري. الدولة الآن في لبنان بلا رئيس للجمهورية، وعندما يغيب الرئيس تتعطل الدولة وتنهار بالشكل الذي نعيشه اليوم"، مشيراً الى "من يحاول حرف الانظار عن المشكل الاساسي وهو تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. فحزب الله هو الذي يعطل الانتخابات الرئاسية، وهو المسؤول عن عملية التعطيل والا فلينزل جميع النواب الى المجلس النيابي ويمارسوا حقهم بانتخاب رئيس جمهورية، وليفز من يفز". وختم: "نرى ما يحدث في العراق وسوريا وعلينا بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن مخاطر ما يجري في هذين البلدين من حولنا. فكما استطعنا اخراج الجيش السوري من لبنان من دون ضربة كفّ، نحن قادرون بوحدة كلمتنا وصفّنا ان نواجه كل التحديات والمخاطر وإنقاذ لبنان وإعادة مشروع الدولة إلى السكّة الصحيحة". وكان الحريري التقى السفير القطري علي بن حمد المري. واستقبل الحريري مساء امس وزير العمل سجعان قزي الذي تمنى بعد اللقاء على المملكة العربية السعودية "ان تتفهم ان كل لبنان صديق لها وفيه اطياف كثيرة وليس فريقا واحدا لا يحمل الود للمملكة وسياساتها " وشدد على "اننا لن ندع هذا الامر يتم ونحن في حاجة الى السعودية لتبقى الى جانبنا ونحن الى جانبها في السراء والضراء ".

 

اللبنانيون في السعودية تقلقهم توقعات الإعلام "وزير الخارجية والمغتربين أخطأ... فليعتذر"

محمد نمر/النهار/26 شباط 2016

بعيداً من المجاملات والمزايدات في حب السعودية، بات واضحاً أن المملكة ملّت "الكلام المعسول" وتتطلع إلى أفعال لبنانية تعالج "خطأ" ارتكب بالخروج على الإجماع العربي، ولا يصيب هنا بعض وسائل الإعلام في "الاجتهادات والتوقعات" بما يمكن أن تقدم عليه السعودية من قرارات تصاعدية جديدة، ما دامت هي نفسها لم تتحدث بعد عن إلغاء تحويلات أو سحب ودائع مصرفية أو وقف رحلات سعودية أو سحب سفير. فهذه فرضيات ولّدت قلقاً لدى اللبنانيين المقيمين في السعودية ودول الخليج عموماً. "نعم هناك غلطة ارتكبت ومن حق السعودية أن تغضب" جملة صريحة قالها رئيس الحكومة تمام سلام في مقابلة تلفزيونية ويرفض الاعتراف بها وزير الخارجية جبران باسيل ووزراء قوى 8 آذار وكذلك وزير الاقتصاد آلان حكيم الذي أثار موقفه الأخير "لبنان لم يخطىء ليعتذر" تساؤلات لدى مصادر لبنانية معنية في السعودية. وبدا أن قيادة المملكة غير راضية، رغم مواقف وخطوات تصاعدية أعلنتها قوى 14 آذار داعمة للسعودية ودول الخليج، ورغم اجتماع مجلس الوزراء الاستثنائي طوال 7 ساعات لصياغة بضعة أسطر "لا تشفي الغليل"، وأيضاً الزيارات المتواصلة للسفارة السعودية في بيروت، ما يدفع البعض إلى السؤال: ما المطلوب لتعود المياه إلى مجاريها؟

اعتذار من باسيل؟

"لا تراجع عن القرارات المتخذة التي يمكن أن تتصاعد إلا بتغير ملموس من الحكومة اللبنانية"، هذا ما أكدته المصادر المعنية بعدما لاحظت أن "كلام المحبة والتصريحات الاعتذارية لم تعد ترضي السعودية بل تريد أمراً ملموساً، كزيارة مسؤول ما للسفارة السعودية، في شكل اعتذار رسمي أو تغيير قرارات معينة ربما". هذه المعطيات تؤكد أن الحديث عن زيارة لا تعني اللبنانيين المتمسكين بالعلاقات مع السعودية أو الذين زاروها خلال الايام الثلاثة الماضية، بل يبدو أن التصويب هو على شخص وزير الخارجية جبران باسيل، خصوصاً أن المملكة لا تحمل رئيس الحكومة المسؤولية فهو لم يترك فرصة إعلامية إلا وعبر فيها عن "ارتكاب الخطأ" وعن دعمه للمملكة. ما هو المطلوب؟ سؤال طرحته "النهار" على رئيس مجلس العمل والاستثمار في السعودية محمد شاهين فأجاب: "حصلت إساءة كبيرة وخيبة أمل، فهناك بلد اجنبي اعتدى على البلد العربي السعودية ولم يقف لبنان الشقيق مع المملكة أمام المحافل الدولية بل ضدها، علما أن حكام ايران أنفسهم أدانوا الاعتداء على السفارة السعودية، لهذا يجب أن نحدد المسؤولية بشخص وزير الخارجية، أما رئيس الحكومة فيرأس 24 رئيس جمهورية"، ويضيف: "المطلوب اعتذار من باسيل ويمكن ترتيب زيارة لمقر جامعة الدول العربية يقدم منها اعتذاره علناً إلى السعودية، وهذا ليس ضعفاً بل رجولة وبطولة بالاعتراف بالخطأ"، وتوجه إلى باسيل بالقول: "يا وزيرنا، انت وزير الخارجية والمغتربين ونحن المغتربين، انت مسؤول عن إبعاد الضرر عما يسيء إلى وزارتك ونحن جزء منها، وعندما يصل إلينا الضرر فإنه يطاول وزارتك، فاقدم على ما هو صحيح".

تأثير نفسي كبير

وتؤكد المصادر اللبنانية في السعودية أن "كل ما تم تداوله من قرارات سواء في شأن سحب الودائع أو ايقاف الرحلات والاستثمارات والتحويلات، سمعنا بها كما سمع بها اللبنانيون ولم يتبلغ أي لبناني بها، ولا حديث في الاوساط السعودية عن ترحيل لبنانيين، ولم تصل أي اشارة رسمية إلى أي لبناني في هذا الشأن، خصوصاً أن القرار الأول جاء على لسان مصدر مسؤول". ولا تخفي المصادر امتعاضها من "استغلال القضية سياسياً"، مؤكدة "وجود مخاوف بين اللبنانيين لم يشعروا بها سابقاً"، ولافتة إلى "الغلط الواقع في عدد اللبنانيين في الخليج، فعددهم لا يتجاوز 500 ألف لبناني في الخليج ككل، أما في السعودية فيراوح بين 250 ألفاً و300 ألف"، وتقول ان "الجالية اللبنانية واقعة تحت تأثير نفسي كبير، بعضها بفعل اعتبارات جدية ومنطقية وأخرى بسبب الإفراط الاعلامي، ولكن الأمور جدية عموماً وتستدعي تصرفاً فعلياً من لبنان".وعن احتمال اعتبار السفير اللبناني في الرياض غير مرغوب فيه، تقول المصادر: "كل الأمور واردة، وما يحكى عنه يندرج ضمن تدابير تتخذها الدول في ما بينها عندما تريد أن تعبر عن استيائها".

3,5 مليارات من السعودية إلى لبنان

ويؤكد رئيس مجلس العمل والاستثمار أن "5 مليارات دولار هي قيمة التحويلات السنوية إلى لبنان من المقيمين في دول الخليج، و3,5 مليارات منها فقط من السعودية وفق احصائيات المصرف المركزي"، مضيفاً ان "اللبنانيين في الخليج لا يمثلون أنفسهم فحسب بل يمثّلون أيضاً عائلاتهم، وبالتالي أي ضرر سيؤثر في ربع أو ثلث اللبنانيين وليس 500 ألف فحسب". ويختم شاهين: "لا أحد يعلم بما يمكن أن يصدر من قرارات إلا الجهات الرسمية السعودية نفسها، وما ذكر في وسائل الاعلام ليس سوى اجتهادات وتوقعات، فلا يمكن معرفة القرار إلا بعد صدوره"

 

رئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير: 'جهنم عربي” في لبنان وعلى الحكومة الاعتذار من السعودية

ام تي في/25 شباط/16/ حذر رئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير من 'اننا مقدمون على ما هو أسوأ في حال لم تقدم الحكومة اعتذاراً الى السلطات السعودية بأسرع وقت ممكن وتصحح الامور”. وفي حديث لقناة الـmtv، علّق على فيديو نشرته بعض مواقع التواصل الاجتماعية يظهر فيه عناصر من 'حزب الله” وهم يدربون حوثيين، سائلاً 'ماذا ننتظر من اجراءات ازاء اللبنانيين في الخليج؟”. واعتبر ان 'ما نشهده هو نتيجة قرار سياسي وهناك استياء من القطاع السعودي على اللبنانيين”. ونبّه من ان دول الخليج قد تلجأ الى اقفال الحدود بوجه الصادرات اللبنانية، مشيراً الى انه في حال لم تعتذر الحكومة فـ”اننا نتجه الى كارثة اقتصادية لا يتحملها لبنان”.وشدد على انه 'على الحكومة ان تخاف على اللبنانيين وعلى ما تبقى من الاقتصاد الوطني”. ولفت الى 'أننا سنشهد جهنم عربي في لبنان اذا استمرت الحكومة على هذا الحال”. وختم شقير أن 'حل الازمة هو في انتخاب رئيس وحكومة جديدة من اجل تخفيف الاحتقان الخليجي على لبنان”.

 

سلام في مجلس الوزراء: لتصحيح العلاقة العربية استمرار الحكومة رهن بملف النفايات

النهار/26 شباط 2016/أكد رئيس الحكومة تمّام سلام بذل جهوده من أجل تصحيح العلاقات مع دول الخليج، متمنيا على الوزراء مراعاة الإجماع العربي "لأنّ الوضع حساس ودقيق وأسعى في كل الاتجاهات من أجل تجاوز التوتر مع السعودية". ولفت الى تقدم حصل في ملف النفايات، آملا أن تصل اللجنة المكلفة البحث في الملف الى نتيجة خلال أيام، لأن استمرار الحكومة مرهون به". وكان سلام يتحدث في مستهل جلسة مجلس الوزراء العادية التي استمرت أكثر من أربع ساعات، وخصصت للبحث في جدول أعمال عادي. ورغم المواقف المشحونة التي سبقت الجلسة لجهة رفض الوزراء تحمل مسؤولية الموقف السعودي، خرجت بمقررات متعلقة بجدول الأعمال. وتلا وزير الاعلام رمزي جريج المعلومات الرسمية، فلفت الى أن رئيس الحكومة "استهل بالإشارة الى الأزمة الناجمة عن الاجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى في حق لبنان، مؤكدا الإجماع الذي تجلى في جلسة الاثنين الماضي حول البيان الصادر عن مجلس الوزراء. وتمنى على الوزراء أن يراعوا في مواقفهم السياسية هذا الإجماع الذي يجب التمسك به في معالجة شؤوننا الوطنية، قائلا إن الوضع حساس ودقيق وعلى الجميع العمل في الاتجاه المفيد وإلا فإن النتائج ستكون عكسية ومضرة. وقال إنه يبذل جهدا كبيرا ويسعى في كل الاتجاهات من أجل تجاوز الواقع الراهن للعلاقات مع المملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي". وتطرق سلام الى ملف النفايات فقال إن "استمرار الحكومة مرهون به، لأن الفشل في معالجته يعني ان الحكومة فاشلة ولا جدوى من بقائها". وأعلن أن "تقدما حصل في الملف نتيجة تعاون أظهره بعض القوى السياسية، ولو أن الحل لم يكتمل بعد"، آملا "أن تصل اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات الى نتيجة ايجابية خلال أيام، يتم بعدها عرضها على مجلس الوزراء". وأبرز القرارات التي اتخذها المجلس هي الموافقة على:

- مشاريع مراسيم لنقل اعتمادات من احتياط الموازنة الى موازنات بعض الوزارات لاستكمال تنفيذ بعض المشاريع.

- عقد اتفاق بالتراضي متعلق بتنفيذ مشروع مكننة وزارة الخارجية والمغتربين.

- مرسوم يرمي الى تعديل تعرفة الرسوم الجمركية في ما يتعلق باستيراد الحديد.

- المصادقة على عقد سلة الحوافز الموقع بين الدولة وإحدى الشركات في ما يتعلق بمشروع التوسعة الاستثماري المنوي تنفيذه.

- مشاريع مراسيم للترخيص بإنشاء فروع في لبنان لبعض الجمعيات الأجنبية.

- طلب وزارة الاقتصاد تأهيل مستودعات ومكاتب المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري وترميمها.

- طلبات تطويع 200 تلميذ ضابط لمصلحة الجيش و60 لقوى الأمن الداخلي و12 لمصلحة المديرية العامة للأمن العام في الكلية الحربية.

 

ماذا يقول ناشطون معارضون لحزب الله عن الأزمة مع الخليج؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 25 فبراير، 2016

فاض كيل الخليج عربي من تطاول تنظيم حزب الله، ليدفع لبنان الوطن فاتورة خطابات نصر الله الكيدية وتذاكي وزير الخارجية جبران باسيل على حساب مصلحة حكومته و وطنه.. الموقف واضح من الجانب العربي، إجراءات المملكة والخليج في سلّم تصاعدي، ومنذ أن وقفت الهبة والقرارات الخليجية تتوالى على لبنان، ليكون التخوف من وقف الرحلات الجوية ومن أن يكون ما صرّحت به وكالة الأنباء المركزية اليوم عن ترحيل 953 لبناني من السعودية و400 لبناني من الإمارات و120 من البحرين، تحت إطار التنفيذ. الحكومة اللبنانية التي أصدرت بياناً تؤكد فيه على العروبة وعلى أهمية العلاقات بين لبنان ودول الخليج، لم تستطع لا هي ولا الوفود التي أمّت السفارة أن تصلح ما أفسده حزب الله. وكذلك لم تشفع وثيقة الحريري المليونية، في محوِ الإساءات وإعادة اللاعب السعودية لهذه المنطقة التي لطالما كان الراعي لها ولمصلحتها إقليمياً ودولياً. الشعب اللبناني، المعارض لحزب الله، ولهيمنته، كان له رؤية في هذا الواقع وتعليقاً على مواقف تيار المستقبل وعلى خطوات الحريري، وفي إجابة عن سؤال وجهه موقع “جنوبية” لعدد من الفعاليات اللبنانية عن ماهية الخطوة التالية التي يفترض على لبنان تبينها؟ وما هو المطلوب في مواجهة مخاطر القرارات الخليجية؟

 الإعلامي بلال موّاس من جهته، وصفّ الخطوة التالية بأنّها هي الخطوة القديمة نفسها والتي على أساسها يسير النظام الديمقراطي، أيّ إنتخابات نيابية ، الأكثرية تشكل الحكومة وتحكم، والأقلية تعارض من المجلس النيابي وتقدم الاستجوابات. واعتبر موّاس أنّ بدعة الديمقراطية التوافقية هي التي جلبت الويلات، فأنتجت حكومة غير متفقة وغير متوافقة، كل يغرد على ليلاه وحسب السرب الحزبي التابع له، ضاربين بعرض الحائط علاقات دولية قديمة وروابط متينة منذ اتفاق الطائف وربما قبله. وأضاف أنّ العلاقات المتوترة مع الخليج لا يصلحها اعتذار من هنا وترقيع من هناك وزحف نحو السفارة وإطلاق المواقف من داخلها، طالما أن لبنان الرسمي عاجز عن التحرك فهذه المشكلة قد كشفت عورة النظام لدينا بغض النظر عن أن المشكلة هذه المرة هي مع دول الخليج، لذلك الحل يكون بتشكيل نظام حكم جديد يقوم على أشخاص متخصصين من حملة الشهادات والدراسات، وليس بتحويل أمراء الحرب اللبنانية إلى أمراء حكم إلى أبد الآبدين.

أما الدكتور فوزي فري فإعتبر أنّ القرارات الخليجية هي محقة وأنّ التعامل بالمثل هو أساس التعامل بين الدول، وأضاف الدكتور أننا لا نستطيع أن نطلب من المملكة والخليج ما لا نقوم نحن به، وأنّنا إذا كنا فعلاً نحرص على المصلحة الوطنية ومصلحة اللبنانيين العاملين في دول الخليج والمملكة، المطلوب اليوم تقديم اعتذار كما طلبت المملكة دون مواربة، وإرسال وفد يطمئن السعودية على وقوف لبنان الرسمي وليس فقط الشعبي إلى جانبها كي يكون لنا امل في حفظ ماء الوجه… وأضاف، أنّه في حال لم تتخذ هذه الخطوة فإنّ القرارات القادمة من سحب الرعايا والودائع وإبعاد اللبنانيين وإيقاف الخطوط الجوية الخليجية ستؤدي إلى كارثة اقتصادية وعزلة لبنانية تجعلنا على حافة الإنهيار الشامل…

الناشط فجر ياسين مدير تحرير موقع نافذة لبنان وصفّ ما يجري اليوم من الخليج نحو لبنان بـ “هز العصا” وأضاف أنّ ما يفترض أن يجري الآن هو مواجهة جدية مع حزب الله، وعليها أن تبدأ من أهل السلطة لأنّ الشعب لا يستطيع أن يقوم “كشعب” بشيء لأن أحداً لن يلتفت إليه لذا فالمسؤولية اليوم هي مسؤولية الحكومة اللبنانية.

الناشطة ليندا شعبان، كان برأيها أنّ التضامن وحده لم يعد كافياً .. وأنّ تسجيل مواقف متضامنة مع دول الخليج وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية لن يغير من ردة الفعل. وأضافت ليندا أنّ المطلوب اليوم هو مواجهة الخطر والهيمنة الايرانية على لبنان المتمثلة بحزب الله، وأنّ الموقف الحاسم إنّما يكون بوقف الحوار مع الحزب ونبذه من المجتمع اللبناني وعدم السماح للناطق الرسمي له جبران باسيل باصدار اي تصريح غير موافق عليه من الحكومة اللبنانية. لتعلق، “أنّه بالرغم من أيّ إجراء يبدو أنّ لبنان سيدفع ثمن تهور حزب الله وتحكّمه بمصير البلد .. للأسف

أما السيدة لميس حجّار كسّاب فقد اعتبرت أنّ دول الخليج تعمل لمصلحتها لا لمصلحة لبنان بهذه الخطوات، وأنّ المطلوب هو الخضوع والإذلال وكأنّ الكرامة ممنوعة.

وأشارت إلى أننا أصبحنا كبش محرقة الدول لتتساءل: : “لو رفيق الحريري موجود شو كان عمل كان لطف الأحوال وسعى إلى التهدئة أن من قتل رفيق الحريري يشكرهم الآن جميعا”

مصطفى حمامي، من جهته ارتأى أنّ الخطوة القادمة هي بطرد كل المحسوبين على حزب الله من دول الخليج، معتبراً أنّ لا حل بهذه الحكومة التي يجب أن “تفرط”.

وعن موقف تيار المستقبل، أوضح حمامي أنّه يعاني من الكثير من المشاكل داخل صفوفه.

أحمد الحايك وهو مغترب لبناني في توغو، أشار أنّ الخطوة تكون بمواجهة حزب الله بجدية وعدم الإكتفاء بالبيانات والكلام، ليضيف أنّ الحزب وطهران قد فرضوا علينا مواجهة شاملة من اليمن إلى سوريا مروراً ببيروت. وأضاف، أنّه هو بدولة أوروبية الآن إلا أنّه لو كان بدولة خليجية كالإمارات أو المملكة العربية السعودية لكان تعرض للترحيل، معلقاً “وهيك ما بتروح الا علينا شو فرقانة معهم كلهن وخصوصي باسيل”إذاً، البيئة التي تتقاطع إيديولجياً مع المستقبل، والتي تريد العروبة وليس “المشروع الإيراني” غير راضية بأغلبها عن خطوات المكوّن اللبناني المسمى 14 آذار ولا عن “وثيقة الحريري المليونية”.. لأنّه ببساطة ميليشيا حزب الله لا تواجه بورقة وتوقيع وخطاب رافض، وإنّما بخطوات واقعية وميدانية ومواقف تصاعدية.

 

دوري شمعون: السعودية لن تترك لبنان

 ٢٥ شباط ٢٠١٦/وكالات/أكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون ان 'وضع البلد ليس مريحا”. وقال بعد لقائه وفدا من الحزب 'التقدمي الاشتراكي” موفدا من النائب من النائب وليد جنبلاط: 'نحن نؤكد لأهل الشوف والجبل ألا خلاف طائفيا بل هناك توجه للحفاظ على لبنان واستقراره واستقلاله. وتم التأكيد مع الوفد على التعاون سويا وزيادة الشعور الوطني والدفاع عن لبنان”.وعن مستجدات العلاقة بين المملكة العربية السعودية ولبنان، قال شمعون: 'إن المملكة، رغم القرارات التي اتخذتها، فهي لن تترك لبنان، وكذلك لبنان لن يتخلى عنها، فهناك نوع من فشة الخلق من السعودية من بعض المسؤولين في لبنان، الذين كان يفترض أن تكون قراراتهم ومواقفهم غير سلبية تجاه السعودية. وإن الأمر لا يعني إنقطاع التواصل بين البلدين، وأن هناك حربا على الأبواب، وأنا لست خائفا على العلاقات بين السعودية ولبنان”.

 

ريفي يدعي على بركات بجرم التحريض المذهبي

 ٢٥ شباط ٢٠١٦/وكالات/صدر عن اللواء أشرف ريفي البيان الأتي:إنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو مصور لنشيد بصوت المدعو علي بركات تضمن تحريضاً مذهبياً وطائفياً وإساءات لقادة عرب ولدبلوماسيين معتمدين في لبنان الأمر الذي يهدد الإستقرار الداخلي ويمس بعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وينذر بإشعال فتنة مذهبية داخلية وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي. بناءً عليه، وقطعاً للطريق أمام هذه المحاولات المستمرة لإستثارة العصبيات الطائفية ومنعاً لأي شرخ إضافي على المستوى الوطني قدمت بصفتي مواطناً لبنانياً إخباراً للنيابة العامة التمييزية طلبت بموجبه ملاحقة الفاعلين ومن يقف وراءهم سنداً لأحكام قانون العقوبات اللبناني.

 

953 لبنانياً في أول لائحة سعودية لإبعاد اللبنانيين

قناة الأقصى/25 شباط/16/ذكرت قناة الأقصى الفلسطينية أنّ السلطات السعودية وضعت لائحة بـ 953 اسما لبنانيا لترحيلهم من المملكة الى لبنان، وانهاء أعمالهم في السعودية، واكثرية الذين استبعدتهم السعودية هم من الطائفة الشيعية، أو ممن هم على الأجهزة الخليوية والاتصالات أشادوا بحزب الله في لبنان، وسجلتها المخابرات السعودية وستعطي فرصة 48 ساعة لـ 953 مواطنا لانهاء أعمالهم ومغادرة السعودية. وسيكون هذا اول ترحيل للبنانيين من السعودية اذا لم تصدر لائحة ثانية وثالثة بترحيل لبنانيين آخرين الى لبنان. وتعتمد السعودية على ترحيل الشبان غير المتزوجين والعازبين والذين هم موظفون في السعودية او أصحاب محلات وتطلب منهم الخروج من المملكة الى لبنان، خلال 48 ساعة دون ان يستطيعوا تصفية لا تعويضاتهم ولا حساباتهم ولا أي امر آخر. كما ان الامارات العربية المتحدة حددت لائحة بـ 270 لبنانياً لترحيلهم من الامارات العربية المتحدة الى لبنان، ضمنهم 120 من البحرين الى لبنان واكثريتهم من الطائفة الشيعية. وتقول قناة الأقصى ان مجلس التعاون الخليجي سيزيد من ابعاد اللبنانيين كلما رفض لبنان الطلبات السعودية. وهناك لبنانيون معهم جنسية ثانية بريطانية او فرنسية قدموا طلباً الى السفارة البريطانية والفرنسية لعدم ترحيلهم من السعودية، وتدخلت السفارة البريطانية والفرنسية والأميركية من اجل اللبنانيين الذين معهم جنسيات أخرى من هذه البلدان كي لا يتم ترحيلهم، وتجاوبت السلطات السعودية على اساس اعتبارهم فرنسيين وبريطانيين واميركيين، لكن الذي معه جنسية واحدة لبنانية سيتم ترحيله دون التراجع عن القرار. ويعمل في الخليج 650 الف لبناني يرسلون 8 مليارات دولار ودائع كل سنة الى مصارف لبنانية، من مداخيل عملهم في الخليج. ويأمل الرئيس تمام سلام اذا حصلت زيارته الى مجلس التعاون الخليجي والسعودية اقناع السلطات بعدم ترحيل اللبنانيين، الا ان مجلس التعاون الخليجي اخذ على عاتقه حماية مواطنيه، وطلب كليا من رعاياه ومواطنيه المتواجدين على الساحة اللبنانية السفر فورا من لبنان ومغادرته خوفا من انتقامات تحصل ضدهم نتيجة ترحيل اللبنانيين، كمثل خطفهم، مع ان الامن اللبناني اكد حماية كل رعايا الخليج وغير الخليج. الا ان مجلس التعاون الخليجي رأى في ترحيل اللبنانيين من مجلس التعاون الخليجي افضل وسيلة للضغط على لبنان، خاصة لعلمه ان الوضع الاقتصادي اللبناني سيء ولا فرص عمل لهم في لبنان، وستتحمل الحكومة اللبنانية وتريد دول مجلس التعاون الخليجي تحميل حزب الله مسؤولية ترحيل اللبنانيين من الخليج الى لبنان نتيجة سياسة الحزب.

 

وعد الحرّ دَين

أحمد الأسعد/الخميس 25 شباط 2016

لا شك في أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج في حق لبنان، بدءاً بإلغاء الهبة المخصصة لتمويل تسليح الجيش اللبناني، ولّدت خيبة لدى جميع اللبنانيين، حتى لو كان هؤلاء يدركون مدى هيمنة حزب الله على كل المؤسسات ومنها الجيش، وحتى لو كانت مخاوف المملكة في هذا الشأن مبررة. كان اللبنانيون ليتفهموا قرار إلغاء الهبة لو كان متّخذاً منذ البداية. ففي نهاية المطاف، صحيح أننا بحاجة إلى جيش مستقل بشكل كامل عن "حزب الله"،ولكن، قرار السعوديّة بتمويل الجيش اللبناني بمبلغ ثلاثة مليارات دولار اتّخذ العام الفائت.ومنذ هذا الوعد الذي قطعه الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، لم يتبدّل شيء.فـ"حزب الله" كان يقاتل في سوريا في ذلك الوقت، وهو لا يزال يقاتل هناك. و"حزب الله" كان يقاتل في اليمن مع الحوثيّين في ذلك الوقت، ولا يزال يقاتل معهم. و"حزب الله" كان ينشىء خلايا له في دول الخليج في ذلك الوقت، وما زال ينشىء هذه الخلايا الإرهابيّة.

الشيء الوحيد الذي تبدّل منذ وعد الملك الراحل تمويل الجيش اللبناني، هو الملك نفسه.ومن الواضح أن للملك الجديد سلمان بن عبد العزيز تظرة مختلفة إلى الأمور. ولكن مهما يكن من أمر، على الملك سلمان أنْ يتمسّك بالوعد الذي قطعه الملك عبدالله تجاه الجيش اللبناني، حتى وإنْ كان يعتقد أنّه كان وعداً خاطئاً.

إنّ صدقيّة السعوديّة هي على المحك، وقيمة كلمتها ووزن وعودها هي ايضاً على المحك.فرغم كل شيء، على الدولة دائماً أن تشرّف التزاماتها حتى وإن تولت السلطة حكومة أخرى، فوعد الحر دَين.وبالتالي، أيّاً كانت نظرة الملك سلمان إلى شأن الوعد الذي قطعه الملك عبدالله، وحتى لو كان ما يقوله صحيحاً لجهة أنّ "حزب الله" يسيطر على الجيش اللبناني، كان عليه أن يتمسّك بوعد أخيه الراحل. والأهم أنقراره سحب هذا الوعد، ليس فقط خاطئاً من الناحيّة المبدئية، ولكنه أيضاً يوفّرلـ"حزب الله" وكل من يدور في فلكه الذخيرة التي يحتاجها بهدف التصويبعلى صدقيّة المملكة العربيّة السعوديّة والتشكيك فيها، وهذه ما يدفع لبنان أكثر وأكثر إلى داخل فم الوحش الإيراني.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 25 شباط 2016

الخميس 25 شباط 2016

النهار

لوحظ أن كلا المرشحين للرئاسة العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية تجنّب التعليق على الأزمة اللبنانية - السعودية.

قال وزير خارجية سابق إن الإجماع العربي لا يتحقق حول أي موضوع إذا خالفته الدولة المتضررة.

سُمع مسؤول كنسي يقول إن اللبنانيين لا يتهمّون إلا بتطمينات حاكم مصرف لبنان الى الاستقرار النقدي وتطمينات قيادة الجيش الى الاستقرار الأمني.

يتوقّع ديبلوماسي أوروبي أن يكون تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا في حال نجاحه بداية حل لمشكلة اللاجئين السوريين تدريجاً.

السفير

حمّل مرشح رئاسي احتفل بعيد ميلاده مؤخراً جهات روحية لبنانية وعالمية مسؤولية عدم وصوله الى رئاسة الجمهورية، وذلك في معرض رفضه تحميلها لحزب لبناني حليف له.

قال مصرفي بارز إن التدقيق في ملف المبنى الجديد لأحد المصارف اللبنانية يوازي في أهميته التدقيق في حسابات مساهمين جدد يشتبه بقيامهم بتبييض أموال.

تبحث شخصيات عربية في امكان تشكيل وفد من "الحكماء العرب" للقاء قادة دول عربية واسلامية لوقف التدهور الحاصل في العلاقات بين هذه الدول.

المستقبل

يقال

إنّ أكثر من دولة عربية تتّجه إلى كشف النقاب عن مزيد من الممارسات التي يقوم بها "حزب الله" منذ فترة مخالفاً بذلك قوانين هذه الدول وسيادتها.

اللواء

تعهّد رئيس دولة عُظمى بإلزام حلفائه التقيُّد بالهدنة لمدة غير محدَّدة زمنياً..

يغلب على زيارة وفد لبناني إلى عاصمة كُبرى طابع المجاملة والعلاقات العامة والسياحة؟

ارتفعت أصوات في أوساط "عونية وشيعية" تنتقد بحدّة تصويب قيادة حزب بارز على دولة عربية كبرى من دون الأخذ بالإعتبار المصالح الوطنية اللبنانية..!

الجمهورية

أكدت مرجعيّات أميركية عسكرية كبرى في الـ 24 ساعة الماضية للجيش اللبناني إستعدادها لمدِّه بما يحتاج، تعويضاً عن أي نقص في المعدّات الحديثة، حتى على صعيد الطيران.

نقل مسؤول أممي لمسؤول حكومي إنزعاج المراجع الدولية الكبرى من تعريض لبنان لأخطار إقتصادية تؤثّر على قدرته على تأمين اللجوء الآمن للنازحين السوريين.

يقوم أحد نواب الشمال بمسعى لتبريد الأجواء وإعادة اللحمة بين شخصية طرابلسية والتيار الحليف له.

البناء

استغرب سياسي بارز أن يكون الهدف من عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان هو توتير الساحة الداخلية بالتناغم مع القرارات السعودية والخليجية الأخيرة، بدلاً من أن يكون هدف هذه العودة المساهمة في التخفيف من حدّة الأزمات التي يعانيها البلد، بدءاً من الشغور الرئاسي، والشلل الحكومي، وتعطيل التشريع والرقابة في المجلس النيابي، وأولوية مواجهة الإرهاب المتربّص في سلسلة جبالنا الشرقية، وصولاً إلى حلحلة التعقيدات الاقتصادية والاجتماعية وتخفيف أعبائها عن المواطنين، فضلاً عن أزمة النفايات التي فاقمت الفضائح والسمسرات روائحها الكريهة…!

 

سلام دعا في جلسة مجلس الوزراء الى مراعاة الاجماع: استمرار الحكومة مرهون بملف النفايات

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. على اثر الجلسة التي استمرت لأكثر من أربع ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية:

"بناء على دعوة رئيس مجلس الوزراء عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند العاشرة والنصف من يوم الخميس الواقع في 25/2/2016 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزراء: بطرس حرب ونهاد المشنوق ومحمد المشنوق.

إفتتح دولة الرئيس الجلسة بالإشارة الى الأزمة الناجمة عن الاجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى في حق لبنان، مؤكدا على الاجماع الذي تجلى في جلسة الاثنين الماضي حول البيان الصادر عن مجلس الوزراء. للبنان.

وتمنى دولة الرئيس على الوزراء أن يراعوا في مواقفهم السياسية هذا الاجماع الذي يجب التمسك به في معالجة شؤوننا الوطنية، قائلا إن الوضع حساس ودقيق وعلى الجميع العمل في الاتجاه المفيد وإلا فإن النتائج ستكون عكسية ومضرة. وقال دولة الرئيس انه يبذل جهدا كبيرا ويسعى في كل الاتجاهات من أجل تجاوز الواقع الراهن للعلاقات مع المملكة العربية السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي.

وتطرق رئيس مجلس الوزراء الى ملف النفايات الذي قال ان استمرار الحكومة مرهون به، لأن الفشل في معالجته يعني ان الحكومة فاشلة ولا جدوى من بقائها. وأعلن دولة الرئيس ان تقدما حصل في الملف نتيجة تعاون أظهره بعض القوى السياسية، ولو أن الحل لم يكتمل بعد. وأمل أن تصل اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات الى نتيجة ايجابية خلال أيام، يتم بعدها عرضها على مجلس الوزراء.

وعلى الاثر إنتقل المجلس الى بحث المواضيع الواردة على جدول الأعمال، فناقشها وأبدى الوزراء وجهات نظرهم بصددها وبنتيجة التداول إتخذ المجلس القرارات اللازمة بشأنها وأهمها:

أولا: الموافقة على مشاريع مراسيم لنقل إعتمادات من إحتياطي الموازنة الى موازنة بعض الوزارات لاستكمال تنفيذ بعض المشاريع. ثانيا: الموافقة على مشروع عقد اتفاق بالتراضي متعلق بتنفيذ مشروع مكننة وزارة الخارجية والمغتربين.ثالثا: الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تعديل تعرفة الرسوم الجمركية فيما يتعلق بموضوع استيراد الحديد. رابعا: المصادقة على عقد سلة الحوافز الموقع بين الدولة وإحدى الشركات فيما يتعلق بمشروع التوسعة الإستثماري المنوي تنفيذه.

خامسا: الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى الترخيص بإنشاء فروع في لبنان لبعض الجمعيات الأجنبية. سادسا: الموافقة على طلب وزارة الإقتصاد تأهيل وترميم مستودعات ومكاتب المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري. سابعا: الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى الترخيص لبعض الشركات بتملك عقارات لأغراضها.

ثامنا: الموافقة على طلبات تطويع 200 تلميذ ضابط لصالح الجيش و60 تلميذ ضابط لصالح قوى الأمن الداخلي و12 تلميذ ضابط في الكلية الحربية لصالح المديرية العامة للأمن العام.

تاسعا: الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى نقل وتعيين مدخلي معلومات متمرنين في ملاكات الإدارة العامة".

 

الاحرار أثنى على مشروع المر لحل مشكلة النفايات ووضع امكاناته بالتصرف لانجاحها

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - أثنت مفوضية المتن الشمالي في حزب الوطنيين الاحرار على الخطة التي تقدم بها النائب ميشال المر لحل مشكلة النفايات، مستندا الى اللامركزية الإدارية ومنطلقا من البلديات، ومقدما إنشاء معمل فرز لحل المشكلة بشكل نهائي"، مؤكدة دعمها، واضعة إمكانياتها "بالتصرف من أجل إنجاحها وتخليص المجتمع المدني من هذه الآفة التي لم نتعرض لها إبان الحرب الأهلية". وأشارت المفوضية في بيان، الى أنه "إثر محاولة بعض القوى السياسية تفكيك أوصال الدولة اللبنانية وانهيار مؤسساتها، عجزت الحكومة اللبنانية عن معالجة ملف النفايات وانتقلت من ملف إلى آخر دون أن تصل إلى أي نتيجة. الأمر الذي أدى الى تكدس النفايات في الشوارع والمدن والبلدات وتعريض المواطن اللبناني وتحديدا في جبل لبنان وبيروت الى الأضرار الصحية والبيئية الجسيمة"، مذكرة بأن حزب الاحرار "دأب إزاء هذا الوضع المأزوم، وفي مجمل البيانات الصادرة بنتيجة إجتماعات المجلس الأعلى، على التحذير من هذا الإهمال وطرح مرارا وتكرارا إعتماد خطة وطنية مستدامة تنطلق في البلديات ويتم تدعيمها بدفع المبالغ المستحقة لها وتطبيق اللامركزية الإدارية".

 

لقاءات في الكونغرس للوفد النيابي اللبناني

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - واشنطن - تميز اليوم الثالث لزيارة الوفد النيابي الذي يضم النواب: ياسين جابر، محمد قباني، روبير فاضل، باسم الشاب، آلان عون ومستشار الرئيس بري علي حمدان والسفير السابق انطوان شديد لواشنطن، بنشاط كثيف في الكونغرس الأميركي. فبعد جلسة صباحية أولية مع البنك الدولي تركزت على برنامج دعم الفقراء، تلتها جلسة عن البرامج الأخرى، إنتقل الوفد إلى الكونغرس حيث عقد سلسلة لقاءات مع أعضائه كان أبرزها مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية اد رويس حيث كانت مناسبة لمناقشة الوضع اللبناني وانعكاشات الأزمة السورية عليه ومشكلة النازحين ودعم الجيش اللبناني والضغوط المالية التي يتعرض لها لبنان. والتقى الوفد تباعا أعضاء الكونغرس داريل لحود المتحدر من أصل لبناني، مارسي كابتور عضو لجنة الدفاع، راندي ويبر عضو لجنة الخارجية، كما التقى الوفد السناتور جين شاهين والسناتور تيم كاين، وجرى النقاش في أوضاع لبنان والمنطقة وسبل تفعيل التعاون بين الكونغرس الأميركي ومجلس النواب اللبناني.

 

جابر من واشنطن: هناك قدر كبير من التعاطف مع لبنان ونية لدعمه في مواجهة الارهاب

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - اشار النائب ياسين جابر الموجود في واشنطن، في اتصال هاتفي مع دائرة الانباء الاذاعية في "الوكالة الوطنية للاعلام"، الى انه والوفد النيابي في طريقهم الى "الكونغرس الاميركي للقاء عدد اضافي من النواب الاميركيين، بعد ان كنا عقدنا اجتماعات مع الادارة على مختلف المستويات، كوزارة الخارجية والامن القومي والدفاع"، وقال: "ما لمسناه من خلال هذه الزيارات هو وجود قدر كبير من التعاطف مع لبنان في الظروف الحالية ومع نية كبيرة لدعمه في المواجهة التي يخوضها ضد الارهاب التكفيري، وايضا في موضوع تحمله لاعباء كبيرة من جراء اللجوء السوري، فهناك تفهم على كل المستويات واعراب عن دعم كبير، وقد ظهر هذا الدعم من خلال زيارة قائد الجيش الى واشنطن". اضاف: "الآن بالنسبة للمواضيع التي يتم التحدث عنها كموضوع العقوبات وغيره، طبعا نحن استفضنا في شرح وضع لبنان، وكما قلت هم يتفهمون ذلك، هناك عمل على وضع الاجراءات التي سيتم العمل بها، وقد وعدنا بأن يكون هناك مراعاة للوضع اللبناني عند صياغة هذه التدابير الاجرائية". وردا على سؤال قال جابر: "بالطبع هناك تفهم، وأوضحنا ما يقوم به لبنان الذي هو جزء من المنظومة التي تحارب الارهاب، شرحنا لهم اننا في عين العاصفة، وشرحنا ما يقوم به الجيش اللبناني، والتزام لبنان على كل المستويات بكل الاجراءات الدولية واكبر دليل هو ما حصل في الاسبوع الماضي وقد تكلم عنه سعادة حاكم مصرف لبنان خلال مؤتمر منظمة "غافي" والمنظمات التابعة لها، لاسيما مواضيع مكافحة تمويل الارهاب، فلبنان اقر القوانين المطلوبة والاتفاقيات المطلوبة كلها ولم يعد مطلوبا منه شيء، وقد اعطي كما يقال شهادة حسن تقدير من هذا المؤتمر، فواقعا الوضع مقبول وجيد ونأمل ان يسير الى الافضل".

 

المركز الكاثوليكي للاعلام: نصار ما زال راعي ابرشية صيدا والكلام عن عزله غير صحيح

الخميس 25 شباط 2016/وطنية - وزع المركز الكاثوليكي للاعلام البيان الاتي: "بعد ان صدر في وسائل الاعلام كلام، غير صادر عن هيئات كنسية مسؤولة بخصوص الزيارة التي أمر بها قداسة البابا فرنسيس لابرشية صيدا المارونية، اتصلنا في المركز الكاثوليكي للاعلام بسيادة المطران بولس مطر راعي ابرشية بيروت السامي الاحترام والزائر الرسولي المعين من قبل قداسته على ابرشية صيدا المارونية، فأفادنا بأن سيادة المطران الياس نصار السامي الاحترام ما زال راعي الابرشية، وان أي كلام عن عزله غير صحيح، وان المهمات الموكلة الى سيادة الزائر المطران مطر، هي مهمات كنسية، ادارية، حددها مرسوم التعيين وتبلغها كل من الاسقفين معا. وعليه، فإن المركز الكاثوليكي للاعلام يهيب بالصحافة الكريمة المرئية والمسموعة والرقمية، ان تستقي الاخبار من المصادر الكنسية دون سواها، وان تحافظ على احترام الرموز الدينية التي من غير المقبول ان يمسها أحد".

 

فرنجيه استقبل وفدا روسيا في بنشعي

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - استقبل رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه، في دارته في بنشعي، وفدا روسيا يرافقه السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين. وقد ضم الوفد رئيسة "المركز المدني لحماية المسيحيين" في الشرق الاوسط وشمال افريقيا نائبة رئيسة جمعية الارثوذوكسية الامبراطورية الفلسطينية ايلينا اغابوقا، رئيس فرع الشباب في الجمعية بافيل كاربولين، السكرتير الثاني في السفارة فاديم كيربيشنكو، يرافقهم رئيس تجمع العائلات الارثوذوكسية في لبنان السيد نقولا تويني والسيد انطوان فياض حيث عقد اجتماع، في حضور الوزير السابق فايز غصن، السيد انطوان مرعب والدكتور جان بطرس. وجرى البحث، بحسب بيان، في "وضع المسيحيين في الشرق في ظل الصراعات الراهنة، بالاضافة الى الاخطار التي تهدد المسيحيين والدعم الانساني الذي تقوم به الجمعية".

 

الامن العام نفى تحديد مكان أسقفي حلب المختطفين وعن اتصالات غير مباشرة يقودها اللواء ابراهيم مع الخاطفين

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - صدر عن المديرية العامة للأمن العام، البيان التالي: "ورد بتاريخ اليوم خبر على احد مواقع التواصل الاجتماعي، نقلا عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم انه تم تحديد مكان أسقفي حلب المختطفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، وان اتصالات غير مباشرة يقودها اللواء ابراهيم مع الخاطفين في سبيل تحريرهما. ان المديرية العامة للأمن العام تنفي جملة وتفصيلا الخبر الوارد اعلاه وتؤكد انه عار من الصحة تماما. كما تهيب المديرية بوسائل الاعلام توخي الدقة في نشرها للاخبار المتعلقة بالأمن العام، ومراجعتها للتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها".

                                 

خيار الحرب: حزب الله يستنفر عناصره ويستعد للأسوأ

جنوبية/ 25 فبراير، 2016/أصبح حزب الله في مواجهة مباشرة مع العرب عموماً ومع المحور الخليجي - السعودي خصوصاً، فمع تداعي الأزمات التي يمرّ بها الحزب من عقوبات اميركية وخليجية تهدد موارده ومصادر قوته، ورصد لشبكات إتجار بالكبتاغون وتبيض الأموال تابعة له، إضافة إلى تفكيك خلاياه الإرهابية الحزبية الموزعة في عدد من الدول. أزمة الحزب تفاقمت اليوم بعدما قررت السعودية أولاً ومن ثم دول الخليج، تضييق الخناق عليه في حاضنته اللبنانية، وذلك بمعاقبة الدولة التي تمنحه الشرعية. من وقف الهبة إلى سحب الرعايا، وصولاً إلى تهديد بترحيل أكثر من ألف لبناني وإيقاف المعاملات المالية بين السعودية ولبنان، ناهيك عمّا يتردد من توّجه لاحق إلى إقفال السفارات الخليجية وهذا ربما ما مهدت إليه الإمارات بتخفيض عدد دبلوماسييها. تحوّل الحزب إلى لاعب سيء في ساحته. وكأنّ كل هذه التداعيات لم تكن تكفي لحزب الله الغارق في المستنقع السوري، والمحمل المملكة جريمة “العدوان على اليمن”، لتبث يوم أمس قناة العربية الحدث شريطاً مصوّراً يظهر أحد القياديين في حزب الله في اليمن وهو يدرب الحوثيين على استهداف المملكة، في تدخل عسكري سافر. في ظلّ كل هذه المرحلة التي أصبح الحزب على الرغم منه موضوعاً تحت وطأة تداعياتها، صرّحت مصادر لموقع لبنان 24، أنّ حزب الله يستعد لسيناريوهات قد تكون الأخطر عليه منذ نشأته إذ يتوقع حصول تطورات عسكرية في الميدان السوري ستؤدي إلى إستدراجه إلى حرب أمنية استنزافية مفتوحة مع بعض دول الإقليم. وأضاف الموقع نفسه، أنّ بعض المقربين من الحزب يرون أن الطائرات السعودية قد تغير على مواقع “حزب الله” في الشمال السوري بين الحين والآخر، الأمر الذي سيستدعي ردّاً من الحزب في الداخل السعودي، ولعل إتهام الحكومة اليمنية أمس “حزب الله” بالتورط بالحرب اليمنية السعودية عبر قيادة بعض العمليات على الداخل السعودي ليس إلا مقدمة للتصعيد. ويتابع أن المصادر ترى أن كل السيناريوهات متوقعة، حتى أنه يمكن تحريك خلايا في الداخل اللبناني، وإستخدام النازحين السوريين وقوداً لأي معركة متوقعة في الداخل، وإذا كان إيصال الإمدادات العسكرية لأي مجموعة مقاتلة في الداخل أمراً في غاية الصعوبة فإن دخول العامل الإسرائيلي ليس مستبعداً. كما أشارت المصادر نفسها إلى عملية إستقطاب كبيرة في مناطق نفوذ الحزب، إذ عمدت بعض كوادر في “حزب الله” في الأسبوع الماضي على زيارة عدد كبير من الشبان المقربين من الحزب، والذين إبتعدوا عن العمل العسكري والحزبي لأسباب خاصة ودعوتهم إلى إستعادة النشاط والإلتحاق مجدداً بالخلايا المحلية، “لأن الوضع متوتر وخطر والحزب في حاجة إلى كل عنصر”.

إقرأ أيضاً: عن غياب الراعيّ السوري وفشل الراعي السعودي ممّا لا شكّ به أنّ هذه التبدلات الإقليمية، وانتقال قوى النفوذ، ينعكس سلباً على وجودية حزب الله ومحوره الإيراني، وإن كان بستبعد أن تغامر إيران بحرب ضد المملكة، مّما يعني أنّ حزب الله وحيداً في ساحة المعركة المقبلة وغير محمي لا من حاضنته اللبنانية، ولا من حليفه الأسد الذي هناك إجماع دولي على سيناريو واحد وهو “نهاية عهده”

 

طريق القدس تمرّ من اليمن أيضاً!

فايزة دياب/جنوبية/ 25 فبراير، 2016

هي «المقاومة الإسلامية» في لبنان التي أنشئت لمواجهة العدو الإسرائيلي وتحرير الجنوب اللبناني ومن ثم فلسطين، باتت توزّع خبراتها العسكرية واللوجستية وحتى شبابها في جميع أصقاع الدول العربية التي «يمرّ بها طريق القدس»، فبعد القصير والزبداني في سوريا، والبحرين، والكويت، ها هي طريق القدس تصل الى اليمن. يوماً بعد يوم يظهر ضلوع حزب الله وتورطه بعمليات إرهابية وتحريضية في الدول العربية تنفيذًا لمخطط الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تدعم وتساند عمليات الانقلاب في اليمن والبحرين والعراق بالمال والسلاح. والجديد هو إثبات ضلوع حزب الله بالوثائق والأدلة المرئية والمسموعة دعم حزب لوجستيًا وماديًا ضدّ السلطة الشرعية في اليمن. فقد قالت الحكومة اليمنية، إن حزب الله اللبناني، ضالع بصورة مباشرة في الحرب الدائرة حالياً ضدّ من أسمتهم بـ«الانقلابيين» من «الحوثيين»، وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ونشرت وسائل الاعلام اليمنية والعربية شريط فيديو صادرته القوات اليمنية الشرعية من احد المواقع التي حررتها من الحوثيين. ويظهر في الفيديو، أحد قادة الحزب الميدانيين وهو يتوسط مجموعة من المسلحين خلال حلقة تدربية، ويعلن فيه عن التحضير لعملية “خاصة” في الرياض. وحين يسأله أحد المسلحين إن كان يعني شن “عملية انتحارية” في العاصمة السعودية، يتفاخر المدعو “أبو صالح” بأنها “عملية استشهادية”، الأمر الذي يؤكد أن حزب الله لا يختلف أبدا عن التنظيمات الإرهابية الأخرى. ونقلت وكالة سبأ الرسمية، عن المتحدث باسم الحكومة راجح بادي، الأربعاء 24 فبراير/ شباط 2016، قوله إن «الحكومة لديها العديد من الوثائق والأدلة المادية التي توضّح مدى تورّط أفراد ينتمون لحزب الله، في الحرب التي تشنها المليشيات الحوثية على الشعب اليمني». وأضاف بادي «تعددت مشاركة الحزب وأفراده في طبيعة المهام التي يقومون بها في اليمن على أكثر من صعيد، ولم تقتصر على الدعم المعنوي المعلن عنه رسمياً، بل تعدى إلى المشاركة الفعلية على الأرض، بتدريب أفراد الميلشيات الانقلابية على القتال والتواجد في ساحات القتال على الحدود السعودية، والتخطيط للمعارك وترتيب عمليات التسلل والتخريب داخل الأراضي السعودي”». وأكد أنه «بالأدلة الموثقة لا يمكن لحزب الله أن ينفي دوره في الخراب الذي يشارك فيه، سواء بالدعم المعنوي أو اللوجستي»، معتبراً حزب الله «أحد المسؤولين بصورة مباشرة عن إطالة أمد الحرب، وجلب الخراب لليمن وشعبه ومقدراته في مخالفة واضحة للقرار الأممي 2216، وتحدٍ سافر لإرادة المجتمع الدولي». وأعلن المتحدّث عن نية الحكومة تقديم ملف كامل إلى مجلس الأمن الدولي، والجامعة العربية، تثبت فيه التدخُّلات والممارسات الإرهابية لحزب الله في اليمن، والمطالبة باتخاذ الإجراءات الدولية القانونية بحقه. وفي هذا السياق رأى الخبير الدستوري والقانوني ماجد فياض في حديث لـ«جنوبية» أنّ «رفع شكوى من الحكومة الشرعية في اليمن والمعترف بها دوليًا إلى مجلس الأمن الدولي، يحثّ المجلس بحسب ميثاق الأمم المتحدة للبحث في التقارير والأدلة وتقرير ما تراه مناسبًا، وقد يصدر بيانًا أو يتخذ مقرارات ضدّ حزب الله». وأضاف فياض أنّ «وفي حال إصداره مقررات تضمن عقوبات يتوجب على كل دولة عضو في مجلس الأمن أن تنفذ هذه المقرارات عملاً بميثاق الأمم المتحدة وبالقانون الدولي» وتابع فياض «في هذه المرحلة علينا أن ننتظر الأمم المتحدة لكي نتمكن من تقويم النتائج التي ستنجم عن ما ستتصوره الأمم المتحدة في هذه القضية». أمّا لبنانيًا فقد أكّد فياض أنّ «أي عقوبات أو إلزامات معينة قد تنجم عن هذه القضية فإن لبنان بمجمله قد يتحمل قسطًا وافرًا منها نظرًا لتأثير هذه العقوبات على السياسة الداخلية والخارجية للبنان، والحكومة اللبنانية بحكم كونها متولية السلطات الدستورية المولجة إليها وكسلطة تنفيذية وبحكم كون لبنان عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتجدة وملتزم في مواثيقها بحسب ما جاء حرفيًا في مقدمة الدستور اللبناني لذلك تكون الحكومة ملزمة بقرارات الأمم المتحدة». ولفت فياض إلى أنّ «مضمون الشكوى التي تقدمت من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا إلى مجلس الأمن تعتمد على ما ستبرزه الحكومة من أدلة وستقدمه من وثائق ومستندات تتعلق بطبيعة الشكوى وأما أن تثبت مضمون شكواها بأن هناك تدخل من حزب الله في الحرب اليمنية عسكريًا وأمنيًا وسياسيًا وأما أن تعجز عن إثبات مضمون هذه الشكوى، مع العلم بأن حق “الفيتو” ممنوح للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، لذلك علينا أن نعلم بأنّه سيكون هناك مسارا طويلا بانتظار ما سيصدر عن مجلس الأمن من قرارات».

 

اتصالات تطويق التأزم الخليجي- اللبناني تترنح وحزب الله على موقفه

وفد اقتصادي الى الرياض والتحويلات من السعودية لـــم تتوقف

تثبيت الهدوء في سوريا والاقليم قرار دولي لا تراجع عنــــــه

المركزية- على خط تناوب المساعي محليا ودوليا وتقاطعها عند وجوب تطويق تداعيات التأزم اللبناني -الخليجي وتقويض فرص انفجاره لمنع تشظياته على مستوى الداخل، بعدما تحولت الاجراءات الخليجية "الردعية" كرة ثلج تتدحرج يوميا يخشى ان تصيب السياسة والاقتصاد والامن في آن، سيما مع بلوغ الهواجس البوابة المالية وانتشار معلومات تارة عن وقف الرحلات الجوية الى بيروت وأخرى عن تعليق التحويلات المالية من السعودية الى لبنان ولئن تبين عدم صحتها حتى الساعة ، يخضع التأزم الحاصل لمعاينة رسمية دقيقة في جلسة مجلس كما عبر القنوات التشاورية بين القيادات السياسية لا سيما بين الرئيس سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أنقذ جولة الحوار الثنائي أمس من "سقطة" كادت تطيح به وأمّن ظروف انعقاده شكليا وبمستوى الحد الادنى في رسالة اراد منها الفريق المستقبلي توجيه "العبرة لمن يعتبر".

طلب اوروبي: ووسط سيل المفاجآت الخليجية التي باتت خبز اللبنانيين اليومي، جاءت مفاجأة طلب البرلمان الأوروبي من الاتحاد الأوروبي فرض حظر تسليح على السعودية داعيا بريطانيا وفرنسا وحكومات أخرى في الاتحاد الى التوقف عن بيع الأسلحة إلى بلد وصفه بأنه متهم باستهداف مدنيين في اليمن. ومع ان الطلب غير ملزم الا انه يحمل في طياته مؤشرات قوية الى قرار دولي كبير بفرض الهدوء في دول منطقة الشرق الاوسط المشتعلة من ضمن استراتيجية ترتكز الى تعميم التسويات السياسية، خشية انفجار كبير لن تكون اي دولة في منأى عنه اذا وقع.

تثبيت الهدوء: وينسجم الطلب الاوروبي مع ما أبلغته مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" عن ان اتفاق "وقف الاعمال القتالية" في سوريا جدي للغاية وغير قابل سياسيا وامنيا لأي خرق حتى انه قد يصدر عن مجلس الامن الدولي وتحت الفصل السابع اذا اقتضى الامر، موضحة ان روسيا التي تقود الاتصالات مع الاميركيين والدول المعنية حركت موفديها في الاتجاهات كافة لتثبيت الهدنة حتى ان رئيسها فلاديمير بوتين ابلغ الرئيس السوري بشار الاسد في الاتصال الهاتفي بينهما بوجوب السير بقرار وقف النار، كما انها اوفدت وزير دفاعها سيرغي شويغو الأحد الماضي إلى العاصمة الإيرانية، حاملا رسالة حازمة تفيد بأن العودة عن قرار وقف النار او محاولة خرقه لم يعد موضوعا قابلا للنقاش، وعلى الجميع الالتزام به.

ويأتي الايعاز الروسي لطهران، عشية انتخابات مجلسي الشورى والخبراء التي تنطلق غدا والمفترض ان تتحدد في ضوئها اتجاهات رياح السياسة الايرانية التي ستلفح المنطقة بين الاعتدال والتشدد. وسجل في السياق، انسحاب نحو 1400 مرشح من السباق، ما جعل عدد المتنافسين على مقاعد المجلسين 5003 مرشحين، علما ان مجلس الخبراء يضمّ رجال دين مكلفين بتعيين أو إقالة المرشد الأعلى للجمهورية عند الضرورة. وقرر المرشحون الانسحاب لمصلحة اللوائح الكبرى التي تمثل التيارات الرئيسية، المحافظ والإصلاحي والمعتدل، ما يسمح بتجنب تشتت الأصوات.

الداخلية السعودية: وفي جديد محطات التأزم السعودي – اللبناني، لم تستبعد وزارة الداخلية السعودية اليوم وقوف حزب الله خلف عمليات تهريب المخدرات الى المملكة، مؤكدة أن "من استهدف السعودية بالمخدرات حاليا شريك أساسي في مؤامرة استهداف البلاد بالاعمال الارهابية". ولفتت الى ان "الاراضي السورية تستخدم لانتاج كميات كبيرة من المواد المخدرة يستخدمها المقاتلون على الجبهات خصوصا اولئك الذين يقاتلون الى جانب النظام السوري".

الوضع حساس: واذا كانت الحكومة اجتمعت استثنائيا الاثنين وأصدرت بيانا أوضحت فيه "بالتي هي أحسن" موقفها من علاقة لبنان بمحيطه العربي، بقي ملف الاجراءات الخليجية متصدرا اهتمامات مجلس الوزراء ففرض نفسه على طاولة الحكومة التي اجتمعت من خارج جدول الاعمال. واكد رئيس الحكومة تمام سلام انه "يبذل جهداً كبيراً ويسعى في كل الاتجاهات من أجل تجاوز الواقع الراهن للعلاقات مع المملكة العربية السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي". واذ شدد على "الاجماع اللبناني الذي تجلّى في جلسة الاثنين الماضي في شأن البيان الصادر عن مجلس الوزراء"، تمنّى على الوزراء أن "يراعوا في مواقفهم السياسية هذا الاجماع الذي يجب التمسك به في معالجة شؤوننا الوطنية"، معتبراً انّ "الوضع حسّاس ودقيق وعلى الجميع العمل في الاتجاه المفيد وإلا فإن النتائج ستكون عكسيّة ومضرّة".

بين الحزب والكتائب: لكن وزيري "حزب الله" كانا حافظا على تصلبهما من القضية المطروحة، قبيل الجلسة فقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش "لا نعرف سبب الضغط السعودي على لبنان وهل الاعتذار يخرج السعودية من مأزقها في اليمن"؟ أما وزير الصناعة حسين الحاج حسن فقال "لا اعرف المعادلة المطروحة، اما الاعتذار عن خطأ لم يحصل أو العقاب الجماعي للحلفاء في لبنان قبل الخصوم، ما هذه المعادلة العظيمة؟ اتمنى ان يجاوبني احد". الا ان موقف "الكتائب" اعتبر بارزا في هذا السياق، فأعلن وزير الاقتصاد والتجارة الان حكيم "كفى هلعا واستباقا لخطوات الدول الخليجية وهذا الخوف يضر باقتصادنا. نحن لم نخطىء حتى نعتذر من احد". في حين أكد وزير العمل سجعان قزي أن "طالما اتهمت هذه الحكومة انها قريبة من السعودية وهذا فخر لنا، لكن السعودية دولة صديقة واخت قدمت لنا المساعدات ولكن فلتأخذنا بحلمها".

الاجماع الغائب: وفي اعقاب الجولة الحوارية الثنائية "المبتورة "وفي انتظار اجتماع الرئيسين بري والحريري لمعرفة مصير الحوار، اشار مصدر في "تيار المستقبل" لـ "المركزية الى الى "غياب الاجماع داخل "تيار المستقبل" حول مسألة التوقف عن حضور الحوار الثنائي مع "حزب الله". وتحدث من جهة اخرى عن "مشكلة كبيرة في شأن السياسة الخارجية، مرجّحاً ان "يكون "حزب الله" ضغط على الوزير جبران باسيل ليقول ما قال بعد جلسة الحكومة"، ومؤكداً ان الحزب يستطيع بوزير واحد السيطرة على الحكومة، لان الامر رهن سلاحه". ولفت الى "عدم الموافقة السعودية حتى الان على زيارة اي من المسؤولين اللبنانيين الى المملكة لتوضيح الموقف "، وقلل من اهمية تأثير سحب الودائع السعودية من المصارف اللبنانية على الاقتصاد، الا انه تخوّف من ترحيل اللبنانيين العاملين في السعودية او منعهم من تحويل اموالهم الى لبنان".

الراعي يأسف: وسط هذه الاجواء، حضر الوضع المتأزم بين لبنان ودول الخليج في لقاء جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقر اقامته في الوكالة البطريركية في روما، بالسفير السعودي لدى ايطاليا ومالطا رائد بن خالد قرملي و عبر الراعي للسفير السعودي عن اسفه للفوضى العارمة التي تعكر اليوم صفو العلاقة المشتركة، وأكد ان موقف لبنان الرسمي بهذا الشأن، تنطق به الحكومة وحدها في ظل غياب رئيس الجمهورية الذي ساهم غيابه باتساعها وبانجرافها الى اماكن لا يقبل بها احد.

تقدّم واعتصام: على خط آخر، وفي وقت تطرّق سلام خلال الجلسة الى ملفّ النفايات مشيرا الى ان "استمرار الحكومة مرهون به، لأن الفشل في معالجته يعني ان الحكومة فاشلة ولا جدوى من بقائها"، متحدثا عن "تقدم حصل في الملف نتيجة تعاون أظهره بعض القوى السياسية، ولو أن الحلّ لم يكتمل بعد، آملا في أن تصل اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات الى نتيجة ايجابية خلال أيام، يتم بعدها عرضها على مجلس الوزراء"، اعلن ناشطو حملة "بدنا نحاسب" نيتهم البقاء امام مبنى "التفتيش المركزي" في اعتصام مفتوح حتى انعقاد هيئة التفتيش. ولم يخل تحركهم من التوتر اذ تخلله تدافع بين عناصر من قوى الامن والمعتصمين خلال محاولتهم نصب خيم أمام المقر. غير ان الهدوء عاد الى المكان بعد أقل من ساعة، ونصب المتظاهرون خيمتهم.

شقير: في غضون ذلك، أعلن رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير أنه أجرى اليوم سلسلة اتصالات مع كبار المسؤولين المعنيين بالملف النقدي والمصرفي في لبنان، وأكدوا له "أن عمليات التحويل المالية من المملكة العربية السعودية الى لبنان تجري، بشكل طبيعي جداً". وكشف لـ"المركزية"، عن التحضير لزيارة وفد اقتصادي إلى الرياض نهاية آذار المقبل، "وان العمل جارٍ لتنسيق اللقاءات وتحديد المواعيد، ولا معطيات جديدة في هذا الشأن حتى اليوم"، ولفت أيضاً إلى زيارة قريبة لوفد اقتصادي موسّع برئاسته، إلى الجزائر لفتح أسواق جديدة، وفي الشهر المقبل إلى عُمان "بعد الزيارة الأخيرة المثمرة للوفد العُماني إلى لبنان"، وقال: في النتيجة، إذا توقفت علاقاتنا الإقتصادية مع دول الخليج، فلا تستطيع أي دولة أخرى التعويض عنها، وبالتالي لا يمكن لأي مصنع في لبنان الإستمرار.ووصف شقير بيان الحكومة بـ"شيك محبة من دون رصيد، من دون أي جدوى".

 

القرار قد يصدر عـن مجلس الامن تحـت الفصل الســابـع "وقف الاعمال القتالية" في سوريا غير قابل للخرق سياسيا وامنيا

المركزية- تؤكد مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان اتفاق "وقف الاعمال القتالية" في سوريا جدي للغاية وغير قابل سياسيا وامنيا لأي خرق حتى انه قد يصدر عن مجلس الامن الدولي وتحت الفصل السابع اذا اقتضى الامر. وتوضح ان الجانب الروسي قاد دفة الاتصالات مع الاميركيين والدول المعنية وفتح خطوط التواصل على مصراعيها مع الاطراف الدولية والاقليمية وحرك موفديه في الاتجاهات كافة لتثبيت الهدنة ولو عنوة وبتجاوز رأي بعض الدول المتحفظة والمعترضة. وتدرج هنا اتصال الرئيس فلاديمير بوتين بالرئيس بشار الاسد وزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأحد الماضي إلى العاصمة الإيرانية، بعد زيارة لوزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إلى موسكو الأسبوع الماضي، وحمل شويغو رسالة حازمة تفيد بأن العودة عن قرار وقف النار او محاولة خرقه لم يعد موضوعا قابلا للنقاش، وان موسكو أدت قسطها للعلى في ما يتصل بالوضع السوري وانجزت ما عليها ولم تعد مستعدة بعد اليوم لمزيد من الانغماس في الرمال السورية، بعدما انحرفت الاوضاع السورية من الحرب والقتال الى ما يشبه مشروع ابادة وتهجير على اوسع مستوى لن يسكت العالم عنه بعد اليوم. وتضيف المصادر ان المسؤولين الايرانيين ابدوا اعتراضا على القرار وشرحوا رؤيتهم لما يجري خصوصا ان التطورات الميدانية تصب راهنا في مصلحة النظام السوري، بيد ان المسؤول الروسي ابلغهم بضرورة السير بقرار "وقف الاعمال القتالية" مهما كلف الامر، مشيرة الى ان روسيا قد توفد نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف الى طهران للمتابعة بعدما تشاور هاتفيا مع مساعد وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان

في ضرورة وقف إطلاق النار في المناطق السورية باستثناء تلك التي تنتشر فيها الجماعات الارهابية كما أكدا ضرورة تسوية الأزمة السورية سياسياً. وتعتبر ان بيان الخارجية الروسية الذي اكد ان موسكو لا تجري محادثات في شأن بدائل لوقف إطلاق النار في سوريا لهو دليل الى مدى جدية القرار الاميركي- الروسي بوقف النار والزام من يلزم بالالتزام به مهما كلف الامر، مشددة على ان مواقف الرئيس الاسد الاخيرة وتراجعه عن الخطاب " العالي النبرة" جاءت بدورها نتاج اتصالات روسية مكثفة في هذا الاتجاه. اما في المقلب الميداني فتوضح المصادر الدبلوماسية، ان افتتاح مركز تنسيق في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا، بهدف مصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا ولتنفيذ آلية الرقابة على الالتزام بوقف إطلاق النار، يعكس بدوره الارادة الدولية بتحقيق الهدف خصوصا انه يتزامن مع اتفاق اميركي- روسي سعودي لتثبيت وقف النار، ومع معلومات تحدثت عن ان وفدا عسكريا اسرائيليا زار موسكو سراً الأسبوع الماضي وبحث الوضع في سوريا. وفي حين يعلن المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا اليوم الموعد المقبل للمفاوضات السورية، تقول المصادر ان ما يجري من اتصالات حول الوضع السوري ليس منفصلا عما يدور في سائر دول المنطقة ان في اليمن حيث معركة صنعاء على الابواب والمشاورات تتركز على واحد من خيارين: الدخول العسكري او بالطرق السلمية عبر المفاوضات، او في في ليبيا مع تدخل الطيران الاميركي والتعاون مع الجيش الليبي الوطني، كلها وفق المصادر سلسلة مترابطة من ضمن سياسة تثبيت الهدوء وارساء السلم في دول المنطقة الملتهبة بقرار واشراف دولي.

 

الحوار الثنائي يواجه التهديد الاخطر...الاجتماع "للصورة" والتقدم معدوم ومصير الجولات المقبلة ضبابـي بانتظـار اللقاء بيـن بـري والحريـري

المركزية- شكّل التوتر الداخلي الذي تركه قرار السعودية توقيف هباتها للجيش والقوى الامنية اللبنانية، وما تلاه من خطوات خليجية تصعيدية ازاء لبنان، اعتراضا على السهام التي لا ينفكّ "حزب الله" يوجهها الى المملكة، وعلى سياسة لبنان الخارجية التي تراها الرياض مصادرة من "الحزب"، التهديدَ الاخطر لركائز الحوار الثنائي المستمر منذ أواخر العام 2014 بين "الحزب" و"تيار المستقبل"، فكاد يطيحه، جديا هذه المرة، لولا الاتصالات المكوكية "العابرة للحدود" التي تولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري من مقره في بروكسل، لانقاذه. الحوار اجتاز منذ نشأته مطبات كثيرة، وفق ما تقول اوساط سياسية مستقلة متابعة للتواصل بين الطرفين، لـ"المركزية"، واستمرّ رغم المبارزات الكلامية الحادة التي كانت تدور، على مستوى القيادة أو النواب والمسؤولين، في ضوء التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة- وأهمها في سوريا واليمن بعيد انطلاق عمليات "عاصفة الحزم"- وفي الداخل، لناحية تقاذف التهم في شأن من يتحمل مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، وفي مسألة قتال الحزب في سوريا ومبدأ النأي بالنفس وصولا الى أزمة النفايات، علما ان التناقض الفاقع بين موقعي "الحزب" و"التيار"، تُرجم في بعض الاحيان اشتباكات محدودة اندلعت بين مناصري الفريقين كان أبرزها في السعديات. لكن الحوار صمد وتمسك القيمون عليه بالركون اليه رغم الرياح الخارجية، لانهم رأوا فيه الوسيلة الوحيدة لتحصين الساحة المحلية ضدّ عواصف الكباش المذهبي المستعرة في المنطقة، فبات هدفه الرئيس، وفق الاوساط، مقتصرا على تنفيس الاحتقان السني – الشيعي، ولو أنه شكّل في أكثر من محطة فرصة لمناقشة بعض الملفات السياسية، كالعمل الحكومي والنيابي أو ملف الرئاسة. الا ان الوضع اختلف في الجولة الخامسة والعشرين، وجسّد التصعيدُ السعودي أول تهديد حقيقي للحوار منذ انطلاقته. فالرئيس الحريري قرّر إرجاءه، في سابقة لافتة مثقلة بالرسائل السياسية، ما دفع عرّاب الحوار، الرئيس بري الى التدخل سريعا لانقاذه، فأفضت مساعيه في نهاية المطاف الى التئام الجلسة لكن بحضور منقوص، لتنتهي ببيان من 4 كلمات "جرى بحث الاوضاع الراهنة". أما جلسة "الحوار بالقوة"، اذا جاز القول، والتي استمرت قرابة تسعين دقيقة، فانعقدت حسب الأوساط، للصورة وحفظا لماء الوجه فقط، فلم تقارب ملف الاجراءات الخليجية الشائك الا من بعيد، حيث اكتفى الطرفان بعرض قراءتيهما لما حصل، فأثار "المستقبل" الاساءات المتكررة في حق المملكة وضرورة وضع حدّ لها، أما "حزب الله" فاعتبر ان الرياض كانت البادئة في التصعيد عندما قررت التدخل في اليمن. واذا كانت "جرّة" الحوار سلمت هذه المرة، فان مصيره ضبابي حاليا، اذ ان أي موعد لجولته المقبلة لم يحدد، ويرتقب ان يُبَتّ مستقبله خلال مشاورات ستدور بين الرئيسين بري والحريري فور عودة الاول من الخارج، علما ان معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل قال اليوم "طبعا هناك جلسة مقبلة للحوار مع المستقبل، وعلى الجميع ان يتعاطوا بمسؤولية ويتعاونوا".

الجسر: من جهته، أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر الذي تغيب أمس للمرة الاولى عن الحوار الثنائي، لـ"المركزية" أن اجتماعا "تمهيديا" عُقد في "بيت الوسط" امس قبل جلسة الحوار تقرر فيه "تأجيلها" الى ما بعد عودة الرئيس نبيه بري من الخارج وعقد لقاء بينه وبين الرئيس سعد الحريري، الا اننا تراجعنا عن موقفنا واوفدنا مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري كممثل للتيار بناءً على رغبة الرئيس بري الذي اصرّ من بروكسل على استمرار الحوار وعلى تمنّ من النائب وليد جنبلاط ايضاً". واشار الى ان "لقاءً سيُعقد قريباً بين الرئيسين بري والحريري بعد عودة الاول الى لبنان للبحث في ما آلت اليه الاوضاع اخيراً، وان موعد الجولة السادسة والعشرين للحوار سيُحدد بعد اللقاء". واذ سأل "التفريط في علاقة لبنان مع السعودية ومصالحه الخارجية فمن يخدم"؟ مذكّراً بالمواقف التاريخية للمملكة الى جانب لبنان"، أقرّ الجسر رداً على سؤال بان "التقدم "شبه معدوم" للحوار الثنائي في ايجاد حلول لقضايا عدة كانت اُدرجت على جدول اعماله، صحيح كان "تنفيسة" للاحتقان المذهبي الا ان تقدّمه "بطيء" جداً ودون المرجو".

 

الجسر ينفي تكليفه "العدل" بدلاً من ريفي

المركزية- امل عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر الا "تصل الاجراءات السعودية الى حدود اكبر مما هي عليه الان"، مشدداً على ضرورة ان "يتّخذ لبنان موقفاً واضحاً في شأن علاقاته مع السعودية ووقوفه الى جانب الحق"، وسأل "هل نكتفي بالقول لشخص تعرّض للاعتداء نحن نتضامن معك"؟

ونفى عبر "المركزية" المعلومات المتناقلة حول اتّجاه "تيار المستقبل" الى تكليفه حقيبة وزارة العدل بدلاً من الوزير المستقيل اشرف ريفي، وقال "انا مع عودة ريفي الى وزارته، وهذا ما تمنّيته عندما اتصلت به فور اعلان استقالته، فهذا يصبّ في مصلحته ومصلحتنا جميعاً ومصلحة البلد".

 

تعميم من عون لمسؤولي التيار ونوابه ووزرائه

علم أن مكتب العماد ميشال عون عمّم على مسؤولي التيار ونوابه ووزرائه ووسائل إعلامه عدم مهاجمة السعودية، وعدم الدخول في سجالات تؤدي إلى انتقاد قرارات الرياض وسياساتها، والالتزام بسقف المواقف التي يصدرها الوزير جبران باسيل وتكتل التغيير والإصلاح.

 

مروان حمادة: على حكومة «الكذبة الكبرى» الاستقالة فوراً

"الأنباء الكويتية" - 25 شباط 2016

رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة أن ما صدر من قرارات وتدابير من قبل الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة يدل على أن البيان «الملتبس» الذي أعلنته الحكومة اللبنانية، لم يشف غليل الحريصين على علاقات لبنان العربية، لا بين أكثرية اللبنانيين الساحقة ولا لدى العواصم العربية الشقيقة، معتبرا بالتالي أن البيان «الملتبس» للحكومة والذي انقض عليه وزير الخارجية جبران باسيل بعد نصف ساعة من إعلانه وتصويته هو شخصيا عليه، إن دل على شيء، فهو يدل على استمرار تلطي حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر تحت مظلة حكومة لم يبق شيء من شرعيتها، داعيا بالتالي الحكومة الى الاستقالة فورا بمثل ما دعاها الى ذلك في الاجتماع الموسع الاخير لقوى 14 آذار في بيت الوسط، والذي سبق لوزير العدل اللواء أشرف ريفي أن اتخذ قرارا شجاعا ومسؤولا في هذا الاتجاه.

ولفت حمادة في تصريح لـ «الأنباء» الى أن الأزمة لم تنته فصولا، بل هي في بداياتها، وممارسات حزب الله، لا بد أن تلقى من قبل اللبنانيين رفضا قاطعا للمشاركة في حكومة «الكذبة الكبرى»، وللحوار الثنائي غير المجدي بين تيار المستقبل وحزب الله.

وتعليقا على مقررات تكتل التغيير والاصلاح التي طالبت قوى 14 آذار بعدم المزايدة على التيار الوطني الحر في الحرص على علاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج العربي، أكد حمادة أن هذا الحرص هو ادعاء كاذب، بدليل ان العماد عون هو مرشح حزب الله الوحيد لرئاسة الجمهورية، ولا يقبل بغيره رئيسا، ولا يسمح للعبة الديموقراطية بأن تأتي بأي مرشح منافس له، وبالتالي فإن الموضوع ليس موضوع مزايدة في المشاعر، إنما هو تمسك بالمبادئ الوطنية التي قامت عليها المشاركة في لبنان، والتي لا تتيح لا لنا ولا لغيرنا، أولا أن ينزع الصفة العربية عن لبنان ويخرجه من الإجماع العربي ومن التضامن مع المملكة السعودية، وثانيا أن يسمح لأي طرف لبناني بأن يقوم خارج الشرعية اللبنانية ومن دون إذن أو حتى اطلاع لا من الحكومة ولا من أي مؤسسة دستورية بقرار الحرب والسلم والتسلح غير الشرعي، وبتهريب الاموال والمخدرات، وبتشويه صورة لبنان لدى أشقائه العرب والعالم بأسره.

وأضاف حمادة «ان تحذير السعودية والامارات والبحرين لرعاياها من زيارة لبنان واتخاذ المقيمين فيه أقصى تدابير الحيطة والحذر، ليس موجهة ضد الشعب اللبناني، إنما جرس إنذار بحق سلطة لبنانية متقاعسة عن واجباتها البديهية تجاه الدول العربية، مطالبا رئيس الحكومة تمام سلام باتخاذ قرار تاريخي شجاع، يُنقذ لبنان ويعطل التسلل المستمر لعملاء إيران في المؤسسات السياسية والإدارية والأمنية والاقتصادية».

 

الناصريون الأحرار:مواجهة حزب الله اصبحت فرضا وواجبا

العجوز: بوادر عاصفة حزم لبنانية عربية تلوح باﻷفق

رحب رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز  بالمواقف التي انطلقت ولو متأخرة من قيادات لبنانية تفضح فيه مخطط حزب الله الفارسي ومحاولة بسط سيطرته كاملا على لبنان وتنتقده. وطالب العجوز بوقف كل أنواع الحوار المباشر وغير المباشر مع ميليشيا حزب الله، حيث لم تعد هناك من ذرائع لذلك.فحزب الله ينفذ مشروعه ،مشروع ولاية الفقيه ويضحك على المتحاورين معه ،ويستغل عامل الوقت ﻹذلالهم أكثر فأكثر. وتابع، مواقف الإستنكار وحدها لم تعد مجدية. مواجهة حزب الله ومشروعه أصبحت واجبا فرضه الواقع علينا..فإما ان نستعيد.حريتنا وندافع عن كرامتنا ونحمي عروبتنا ،وإلا فلن نجد لنا موطىء قدم بعد اﻵن لكل مواطن لبناني شريف. وأضاف،منذ سنوات ونحن نحذر من التغلغل الفارسي في مجتمعنا وسيطرة حزب الله على كيان الدولة اللبنانية ،وكان يأتينا الجواب من أقرب المقربين بأننا متطرفون لا نعي ما نقول..الى أن أتى اليوم الذي بدأوا يتحدثون به عن حزب الله بلغتنا ولهجتنا ومنطقنا..

وأشار العجوز  الى ان مواجهة حزب الله واسقاط مشروعه الفارسي يحتاج لعاصفة حزم لبنانية عربية التي نرى بوادرها تشع من قريب وتلوح في اﻷفق. ووجه العجوز تحية عز وإكبار الى المملكة العربية السعودية والى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والى كل القيادات السعودية والإماراتية والخليجية التي تتحرك وتتخذ المواقف من منطلق وطني وعروبي يحتاجه لبنان كما اﻷمة العربية كلها.فشكرا لكل من يدافع عن عروبته وعروبتنا وآن اﻷوان لإطلاق عملي لمشروع تحرير لبنان من الوصاية الفارسية عليه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سليمان: تفاهم معراب مماثل لاعلان بعبدا وخشية من تقسيم لبنان اذا قسمت سوريا

المركزية- اكد الرئيس العماد ميشال سليمان وجود شبه كبير بين تفاهم معراب واعلان بعبدا معربا عن خشيته من تقسيم لبنان اذا قسمت سوريا. واشار في حديث الى مجلة "النجوى - المسيرة" ينشر غدا الجمعة، الى ان "الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز كان صاحب المبادرة في منح لبنان الهبة المالية السعودية وان الهدف منها كان تعزيز قدرات الجيش لتطبيق الاستراتيجية الدفاعية و"إعلان بعبدا" الذي دعمته المملكة، وصولا الى مرحلة يتخلى فيها "حزب الله" عن سلاحه. واعتبر ان "الهبة تعثرت بعد وفاة الملك عبد الله، وقال "إن شائعات سرت أن هناك مماطلة وتأجيلا، الا ان الملك سلمان وقع العقود مع فرنسا نهاية العام الماضي وتم وضع جدول لها على مدى ست سنوات". ورأى ان "ابتعاد الفريق الذي يواجه حزب الله سياسيا عن "اعلان بعبدا" أدى الى رحرحة سياسية لدى الحزب"، وقال: "ان فريق 8 آذار تنكر للاعلان وفريق 14 آذار تراخى في تطبيقه"، مشيرا الى ان "هذا الاعلان يشبه النقاط العشر التي ذكرها رئيس حزب القوات سمير جعجع في معراب، عندما تبنى ترشيح العماد ميشال عون وهي ضد مبادئ 8 آذار"، مطالبا "حزب الله بوقف تدخله في الشؤون الخارجية وبعودته الى لبنان"، معتبرا ان "عبور عناصره الحدود اللبنانية للقتال في سوريا خرق للسيادة اللبنانية". وعن الفراغ الرئاسي، اعتبر أن "هدفه تغييب لبنان الرسمي عندما يحين وقت الحل في سوريا"، وقال: "عندما نسمع عن رسم حلول لسوريا تراوح بين سوريا بحدودها الحالية وبين الفدرالية والتقسيم، أخشى ان يكون لبنان جزءا من هذا التقسيم ليتحول الى دويلات مذهبية". واكد ان "محور الممانعة الايراني - السوري هو الذي يعمل على تغييب لبنان".

وعن ظروف ترشيحه في العام 2007 لرئاسة الجمهورية من مصر، كشف انه قام بزيارة عسكرية الى القاهرة والتقى الرئيس حسني مبارك ولم يتطرق معه الى موضوع الرئاسة. وان اللواء عمر سليمان طلب منه ضرورة فرض اجتماع لمجلس النواب بالنصف زائدا واحدا وانتخاب رئيس "وبالتالي لم نتطرق الى مسألة ترشيحي. وبعد نهاية ولاية الرئيس اميل لحود زارني (النائب) سليمان فرنجية برفقة الوزير جبران باسيل لمناقشة تفاصيل تلي انتخابي رئيسا للجمهورية. لم نتفق. ولم التزم بشيء فتم تأجيل الانتخابات بطلب من سوريا مباشرة"، لافتا الى ان "حزب الله كان موافقا على ترشيحي وفريقه يريد ان ينتخبني وأتى لمناقشتي في التفاصيل ومنها التوزيع الوزاري وغيرها ولكنني لم التزم بشيء". وكشف أن "تعيين اللواء فرنسوا الحاج قائدا للجيش كان مطلبي. كنت اريده قائدا للجيش وقتل بعد أيام من تأجيل الانتخابات". عن قضية استقالة وزير العدل اشرف ريفي ومحاكمة الوزير السابق ميشال سماحة، قال: "يجب ان يعاقب ميشال سماحة اشد العقوبات. سماحة مخطط سياسي واستراتيجي تبوأ مراكز مهمة في الدولة. في الماضي كان مندوبا بيني وبين الرئيس بشار الاسد بموافقة الطرفين ولمدة اشهر. بعد فترة عبَّرت عن عدم رغبتي في استمراره بلعب هذا الدور. اكتشفت ان له أجندته الخاصة. كان يتدخل في قضايا التوزير وتغيير القضاة. يطلب اقالة قضاة وموظفين بحجة انهم يخلقون مشكلة مع الرئيس الاسد او بحجة انهم يسيئون للعلاقات اللبنانية – السورية. لم آخذ برأيه طبعا. لقد حاول ان يلعب دور مندوب سوريا في لبنان. كلمت الرئيس الاسد عبر الهاتف وطلبت استبداله في العام 2009. المؤسف ان الحكم ضده لم يكن على مستوى انتظارات اللبنانيين. القضاء يحكم باسم الشعب اللبناني. هذا الشعب استهول هذا الحكم. للواء اشرف ريفي كامل الحق في طلب احالة القضية على المجلس العدلي ولكن الطلب اتى متأخرا".

 

فادي كرم: ترشيحنا لــعون وفق برنامج سياسـي يتضمّن تصحيح اي خطأ في السياسة الخارجية

المركزية- كرة "الغضب" السعودي من "التخاذل" اللبناني تجاه الاجماع العربي تتدحرج تباعاً ترافقها موجات تضامن خليجي بالطلب من الرعايا مغادرة لبنان، في وقت تسعى حكومة "المصلحة الوطنية" برئاسة الرئبس تمام سلام الى اصلاح ما "اُفسد" ان من خلال بيانات التضامن او من خلال الزيارة التي ينوي القيام بها الى الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية لاعادة تصويب بوصلة العلاقة الى مكانها التاريخي والطبيعي. واذا كانت معظم القوى السياسية عبّرت عن تضامنها مع السعودية ورفضها استغلال "حزب الله" لبنان كمنبر للهجوم عليها، الا ان البعض لم يغفل وضع الترشيحات الرئاسية الاخيرة في سياق ما يحصل، وتساؤله عمّن يُطالب بمحاكمة "حزب الله" بسبب مواقفه ضد السعودية في حين هو نفسه رشّح حليفه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية"؟ عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم اوضح لـ"المركزية" ان "تبنّي "القوات" ترشيح عون لرئاسة الجمهورية "بُني" على برنامج سياسي اتّفقنا عليه يتضمّن "وضوحاً تاماً" لناحية احترام سيادة الدول، خصوصاً الصديقة منه، ووصول رئيس جمهورية الى قصر بعبدا وفق برنامج كهذا قوي ومدعوم من فرقاء سياسيين اقوياء كـ"القوات اللبنانية" يمنح الرئيس القدرة على العمل على تصحيح اي خطأ في السياسة الخارجية ومنع الضرر في حق الامن القومي اللبناني واحترام سيادة الدول الاخرى، ومن هذا المنطلق اذا كان العماد عون حليفاً لـ"حزب الله" فهذا لا يعني انه عندما يُصبح رئيساً للجمهورية سيُنفّذ "اجندة" "حزب الله"، لا بل بالعكس سيعمل على "توضيح" هذه الامور، وما البيان الاخير لتكتل "التغيير والاصلاح" الا تأكيد على احترامه سيادة الدول". الى ذلك، اوضح كرم ان "السفير السعودي علي عواض عسيري ابدى خلال لقائه وفد "القوات" امس في السفارة امتنانه لموقف الحزب من التطورات الاخيرة، كما انه اشاد بالقيادة "الحكيمة" للقوات، ونحن بدورنا نقلنا اليه رفضنا اي اساءة للمملكة العربية السعودية، وتمنينا الا يكون هناك اي "انسحاب" سعودي من لبنان لان من شأن ذلك دفع البلاد الى الاسوأ". ونقل عن السفير عسيري قوله ان "هناك خطوات "عملية" عدة يتوجّب على لبنان اتّخاذها تجاه المملكة لتصحيح الخطأ الذي ارتكب وعدم تكراره مجدداً".

 

لجنة قانون الانتخاب تنتظر عودة عضويها من اميركا لاقرار تقريرها ورفعه عاجـــلا الى رئاسة المجلس

المركزية- تنتظر لجنة التواصل النيابية المكلفة درس قانون الانتخاب واعداد صيغة توافقية لمشروع يحظى بتأييد الغالبية النيابية وخصوصا الكتل الكبيرة منها بما يؤمن له الوصول الى المجلس النيابي لدرسه واقراره، عودة عضويها النائبين الان عون وروبير فاضل من واشنطن حيث يشاركان في الوفد الذي يزور العاصمة الاميركية لاجراء محادثات مع المسؤولين هناك في الاجراءات المالية المتخذة على مستوى مكافحة تبييض الاموال وتجفيف مصادر التمويل للمنظمات المصنفة ارهابية. وفور عودة عون وفاضل تعقد اللجنة اجتماعا بكامل اعضائها يتوقع ان يكون منتصف الاسبوع المقبل لاجراء قراءة اخيرة للصيغة التي امكن التوافق عليها والتي تجمع بين الاكثري والنسبي وذلك تمهيدا لرفعه من قبل المنسق العام للجنة النائب جورج عدوان الى رئاسة المجلس النيابي وتحديدا الى رئيس المجلس نبيه بري الذي يكون بدوره عاد من الاجتماعات البرلمانية التي يشارك فيها في بروكسل. وفي حين نفت مصادر اللجنة ما اشيع اخيرا عن وجود تباينات جذرية بين مواقف اعضائها من الطروحات والمشاريع الانتخابية التي تمت مناقشتها على مدى الشهرين الاخيرين والمهلة المحددة لها لانهاء عملها، اكدت المصادر انكباب النائب عدوان على جوجلة النقاط والافكار التي كانت حظيت بتوافق اعضاء اللجنة لجمعها في اطار عناوين وتقرير يلامس في ترتيب بنوده نوعا من الصياغة لعرضها على الاجتماع الاخير للجنة المتوقع الاسبوع المقبل خصوصا بعد انتهاء فترة الشهرين التي حددها الرئيس بري للجنة علّ الامر يسمح لرئاسة المجلس بطرحه في جلسة يعقدها المجلس بعد بدء العقد الاول في الثاني والعشرين من شهر آذار المقبل.

 

احمد الحريري: غرور "حزب الله" قد يصل الى استفتاء للانضمام إلى الأمم المتحدة وإعلان استقلاله عن لبنان

المركزية- اعتبر الأمين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري ان "اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري جاء في سياق توغل المشروع الايراني في المنطقة العربية"، لافتاً الى ان "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية جاءت لتضع حدّاً لهذا التوغل". واشار في تصريح الى ان "وزير الخارجية جبران باسيل يعلم انه لا يمكن سلخ لبنان عن محيطه العربي، باعتباره دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية، وهو يعلم ان ما قام به في القاهرة وجدة يؤذي البلد ويضرّ بمصالح اللبنانيين"، سائلاً "لماذا تغليب المصالح الشخصية على مصلحة اللبنانيين، والدفاع عن "حزب الله" اكثر مما يدافع الحزب عن نفسه"؟ وقال "وصلت الأمور بـ"حزب الله" الى حدّ مطالبة السعودية بالاعتذار منه، كما لو انه يعتبر نفسه دولة، ولا ينقصه سوى ان يقوم باستفتاء للانضمام إلى الأمم المتحدة وإعلان استقلاله عن الدولة اللبنانية، فهذا الغرور اذا استمر لا نعرف إلى اين سيصل بالبلد". وإذ شدد على ان "المطلوب موقف واضح واقوى من الحكومة لجهة التضامن مع المملكة العربية السعودية"، ذكّر الحريري بان "كل مشاكلنا تأتي من استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، ذلك ان رئيس الجمهورية هو من يُحدد مع مجلس الوزراء السياسة الخارجية للدولة اللبنانية وهو من يصونها، لكن في غيابه حصل ما حصل، وبدا واضحاً ان قرار السياسة الخارجية مسلوب من قبل فريق معين". وجدد الدعوة "للنزول إلى مجلس النواب في 2 آذار المقبل، ولنر ما الذي ستشهده الجلسة، والرئيس سعد الحريري سبق واعلن ان عدوه الفراغ، وانه سيبارك لمن يفوز بالرئاسة في مجلس النواب، وسيعمل معه تحت سقف المصلحة الوطنية". واشار الى اننا "كتيار سياسي ارتضينا ان نأخذ مواقف بعكس إرادة جمهورنا من اجل حماية البلد، وقمنا بالعديد من المبادرات منذ تشكيل الحكومة، وفق معادلة ربط النزاع، والرئيس سعد الحريري قدم كل شيء لحماية لبنان، فماذا يريدون بعد"؟ اضاف "يجب تذكير "حزب الله" ان قوى كثيرة قبله كان لديها مشاريع مخالفة لإرادة اللبنانيين ولتركيبة البلد، وسقطت هذه القوى مع مشاريعها، لذا نتمنى لو ان "حزب الله" يأخذ العبرة من تجارب الماضي، ويُفكّر بالعودة إلى لبنان، من اجل قاعدته التي هي قاعدة لبنانية في نهاية المطاف، ومن اجل ناسه الذين تضيع طاقاتهم في سوريا واليمن والعراق، بدل ان تكون هذه الطاقات موضوعة في الدولة اللبنانية ومؤسساتها". وختم امين عام "تيار المستقبل" "اللبنانيون لا يريدون ان يعودوا إلى الأيام السوداء، رغم كل الضغوط الأمنية، والحمد لله ليس هناك طرف آخر مسلّح في لبنان كـ "حزب الله"، ونحن هنا نشد على يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية، قيادة وعناصر، على كل الجهود التي يبذلونها لحماية البلد، وهم الذين يتحملون كل الضغوط في ظل غياب الغطاء السياسي الذي يمثله رئيس الجمهورية".

 

الرئيس الجميـــل يلتقــي المجلـس الاعلــى للكاثوليـــك/فرعون: السعودية تبحث جدّياً فـي وقف الرحلات الى لبنان

المركزية- بحث الرئيس امين الجميل في مقره في سراي بكفيا مع وزير السياحة ميشال فرعون على رأس وفد من المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك ضم الأمين العام العميد شارل عطا وفادي سماحة وايلي ابو حلا في تطورات الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة. اثر اللقاء، قال فرعون "بحثنا مع الرئيس الجميل في المخاطر التي تهدد عمل المؤسسات الدستورية واللعبة الديموقراطية في لبنان، وتداولنا بأزمة النفايات والأزمة الدبلوماسية العربية ولا شك انها كلها مرتبطة ببعضها اي بالفراغ الرئاسي وبالمشاكل السياسية والصراعات الإقليمية والعربية. الهواجس موجودة، لكن الامل والايمان بلبنان لا يزال موجوداً ايضا، ما يحتم استكمال الحوار مع كل من يؤثرون على الحلول ويؤمنون بالبلد، والرئيس الجميل من المرشحين الأساسيين للرئاسة وهو مطلع على الأمور ويمكنه المساهمة في الحلول على هذا الصعيد".

* ذكرت بان الطيران السعودي سيوقف رحلاته الى لبنان، هل تأكد الخبر ؟

اجاب: لقد أوضحت هذا الشيء، وردني هذا الخبر من بعض المصادر وأكون سعيدا اذا كان شائعة، لكن هناك مصادر مسؤولة اخبرتنا ان البحث جدّي في هذا الموضوع، واكون جداً مسرورا اذا تم نفيه".

 

عبود: الحريري كان على علم بموقف وزير الخارجية في القاهرة و نريد أفضل العلاقات مع السعودية وباسيل أكمل بيـان الحكومة

المركزية- عقدت حكومة المصلحة الوطنية جلسة ماراتونية الاثنين الفائت شهدت سبع ساعات من النقاش المستفيض لتخرج ببيان متأن يحاول استيعاب الموقف السعودي الذي لاقى دعما خليجيا، وتلافي الانفجار الحكومي الداخلي على حد سواء. غير أن البيان الحكومي لم يمنع تنامي المخاوف من خطوات خليجية تصعيدية تضع علاقات لبنان الخارجية على المحك، خصوصا بعدما عقد وزير الخارجية جبران باسيل مؤتمرا صحافيا بعيد الجلسة، دفع البعض إلى اتهامه بنسف البيان، في وقت اعتبره البعض وراء الأزمة المستجدة وغير المسبوقة. وفي السياق، كشف عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود عبر "المركزية" أن "جميع المسؤولين في لبنان اطلعوا على موقف وزير الخارجية جبران باسيل في القاهرة. وتحديدا الرئيس سعد الحريري. ذلك أن، على ذمة الراوي الذي تابع ما جرى في اجتماع القاهرة، فقد تمت استشارة الرئيس الحريري في هذا الأمر، إلى جانب اتصالات بينه وبين الرئيسين نبيه بري وتمام سلام. ومن الصعب أن يوافق لبنان على بيان يعتبر حزب الله منظمة إرهابية، فيما الحزب شريك في الحكومة. ونحن نتمنى ألا يستغل هذا الموضوع في السياسة الداخلية اللبنانية. لكن أهم ما في هذا الملف هو المحاولات الحثيثة لايجاد شرخ بين لبنان ودول الخليج، وتحديدا المملكة العربية السعودية. لا شعور عدائيا في لبنان (أقله في ما يخصنا) تجاه المملكة، ونحن لا نشرب من البئر ونرمي فيها حجرا.. وتاليا، فإننا نريد أفضل العلاقات مع السعودية، لا الخروج الخليجي، وتحديدا السعودي من لبنان لأن ذلك لا يصب في مصلحة أي من البلدين. لذا نريد لكل ما للسعودية في لبنان أن يزداد لا أن ينقص، وتصويرنا وكأننا نستهدف أو نستعدي السعودية في غير مكانه". وردا على اتهام باسيل بنسف البيان، شدد عبود على أن "الجميع وافق، وتم الاتفاق على أن هذا البيان هو الممكن. وأنا لم أسمع في المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير باسيل أي كلمة ناقضت البيان الحكومي، بل رأيت فيه استكمالا لموقف الحكومة. غير أن موضوع الاستهداف أصبح كما لو أنه مقصود لتصوير ترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية وكأنه موجّه ضد العرب والخليج، أو على أنه ترشيح ايران في لبنان. هذا كلام لا علاقة له بالواقع، والعكس صحيح. ونكرر القول إن العلاقة مع السعودية والخليج ممتازة ونعمل على بقائها كذلك، وليس هناك أي مواقف ضد دول الخليج، أقله من فريقنا السياسي".ولفت إلى أن "لا مصلحة للسعودية بنشوب حرب أهلية في لبنان. لذلك نتمنى ألا يجر أحد إلى مواقف قاسية ضد أحد الفرقاء اللبنانيين لأن فلسفة العزل التي على أساسها بدأت الحرب في لبنان مرفوضة كليا. وهنا ألفت نظر سفير السعودية إلى أن عزل أي فريق في لبنان من قبل الفرقاء الآخرين يؤدي إلى مشكلات داخلية في لبنان، نحن في غنى عنها والسعودية لا تريدها حتما". وعن تأثير الأزمة على الرئاسة ومسارها، نبّه إلى أن "البعض يعتقد أن الضغط الاقتصادي هو الطريق نحو إنهاء ترشيح الجنرال عون. ونحن نتوجه إلى أصدقائنا في دول الخليج بالقول: لا تسمحوا لأحد باستعمالكم آداة للوصول إلى ما يريده في لبنان". وعن تنامي المخاوف على اتفاق معراب بين "التيار" و"القوات" في ضوء هذا التوتر في العلاقات الخليجية مع لبنان، حذّر من أن "المتضررين من الاتفاق بين معراب والرابية كثيرون. وتاليا، فإنهم يستخدمون كل الحيل الممكنة للوصول إلى حائط مسدود في ما يتعلق بالتفاهم الجديد، علما بأنه استراتيجي وليس تكتيكيا ونتمنى أن يفهم جميع المعنيين أن قهر المسيحيين وعزلهم، وفرض قرارات لا يقتنعون بها لا يصب في مصلحة البقاء المسيحي وليس لخير العالم العربي. وهذا الأمر يكمن في اقتناع الآخرين في حياة مشتركة. وهذا هو الدور الذي يجب تثبيته في لبنان بقيادة السعودية. ونتمنى عليها بصفتها الأخ الأكبر أن تكون رائدة في هذه العلاقة الجديدة والمميزة بين كل الأطراف اللبنانيين".

 

غاريوس: لقاؤنا طبيعي ولا كلام فـي السـياسـة وغداء يجمع التيار الوطني الحر والمردة في بيروت

المركزية- في توقيت لافت، جمع غداء عددا من وزراء ونواب التيار الوطني الحر وتيار المردة، بعد الكلام عن فتور يحكم العلاقة بين الطرفين على وقع التطورات الرئاسية. "المركزية" سألت عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس الذي كان من بين المشاركين في غداء الأمس عن الأجواء التي سادته، فأوضح أن "كل ما في الأمر أن النائب إميل رحمة دعا إلى الغداء عددا من الشخصيات. والتيار الوطني الحر والمردة لا يحتاجان قضية معينة للقاء إلى مأدبة غداء. تحدثنا في العموميات ولم نقارب االرئاسة والترشيحات". وعما تردد عن وساطة من حزب الله لاتمام اللقاء، أشار إلى أن "بيننا وبين الوزير فرنجية، لا حاجة إلى وساطة حزب الله، فكلاهما حليفانا ، ولا مشكلة لدينا من هذه الناحية". وختم: "لا يجوز تحميل الأمر أكثر مما يحتمل. فنحن نعتبره دوريا ولقاؤنا لا يحتاج دعوات. يجب أن يوضع هذا الغداء في سياقه الطبيعي بعيدا من أي إطار سياسي".

 

اجتماع للعلماء برئاسة دريان: لحسم الجدل حول موقف لبنان الرسمي من الإجماع العربي والاعتراف بالخطأ فضيلة والاعتذار منه والعودة عنه قوة

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - عقد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اجتماعا في دار الفتوى للعلماء وأئمة وخطباء المساجد، وتم البحث في الشؤون الإسلامية والوطنية وخاصة علاقة لبنان مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.

دريان

استهل الاجتماع بكلمة للمفتي دريان، أكد فيها أن "الروابط الوثيقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، هي جزء لا يتجزأ من الهوية العربية الواحدة". وقال المفتي دريان: "باسم دار الفتوى والعلماء في لبنان لن نوفر جهدا من أجل ضمان أن تستعيد العلاقات اللبنانية - السعودية طابعها الأخوي خارج التأزم الذي عرفته مؤخرا بين البلدين الشقيقين الذين تجمعهما روابط الأخوة والمحبة والتعاون، والمملكة كانت ولا تزال تلعب دورا سياسيا أساسيا بارزا ومهما في خدمة القضايا العربية والإسلامية وفي التقارب والتعاون مع المجتمع الدولي".

بيان

وصدر عن المجتمعين البيان التالي: "أكد العلماء على أن العلاقة المتينة بين لبنان والمملكة العربية السعودية لا يمكن لأي جهة زعزعتها أو التأثير عليها لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية بعيدة عن المصلحة العربية العامة والمصلحة اللبنانية خاصة. دعا العلماء اللبنانيين جميعا أن يكونوا صفا واحدا مع التضامن والإجماع العربي في قراراته التي تحفظ كرامة وسيادة ومصلحة الوطن العربي الذي ناضل ويناضل من أجل قضاياه المحقة والعادلة وفي مقدمتها فلسطين المحتلة من العدو الصهيوني. وصف العلماء من يخرج عن الإجماع العربي فهو مخطئ وينبغي تصحيح مساره العربي، فلبنان لا يمكن إلا أن يكون عربي الهوية والانتماء مهما اختلفت الآراء والموضوعات والمواقف السياسية. نبه العلماء من خطورة دعوات النشاز والانحراف للبعض الذين يحاولون أن يطمسوا الدور الذي انتهجته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسائر دول الخليج العربي في سياستهم الحكيمة تجاه لبنان. لفت العلماء إلى أن الإساءة أو التطاول على دول مجلس التعاون الخليجي الذين نذروا أنفسهم لخدمة قضايا أمتهم العربية والإسلامية بإخلاص، هو تحريض ودعوة إلى مزيد من الانقسام والشرذمة وينبغي تصحيح المسار وتوجيه الخطاب المعتدل المستقيم والابتعاد عن التشنج والعصبيات. دعا العلماء الحكومة اللبنانية إلى حسم الجدل حول موقف لبنان الرسمي من الإجماع العربي ومعالجة الأمر مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي كي لا يسقط لبنان في مهب الصراعات الإقليمية، فالاعتراف بالخطأ فضيلة والاعتذار منه والعودة عنه قوة. ناشد العلماء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وملوك وأمراء دول الخليج العربي إلى استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه واحتضان قضاياه وان ما يصدر عن البعض ما هو إلا أساليب لعرقلة الجهود العربية الخيرة في التوصل إلى حل الأزمة اللبنانية وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. وتمنى العلماء على الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي أن يستمروا باحتضان إخوانهم اللبنانيين العاملين في دولهم الشقيقة، فإن وفاءهم ومحبتهم لإخوانهم في السعودية ودول الخليج العربي كمحبتهم لوطنهم لبنان وهم سفراء الأخوة والسلام في البلدان العربية الشقيقة".

 

جريج: زيارة سلام الى السعودية يمهد لها باتصالات لتكريس حلول ترضي المملكة

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - أكد وزير الاعلام رمزي جريج في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5" أن "العلاقات اللبنانية - السعودية ستبحث من خارج جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم"، موضحا أنه "على اثر صدور بيان مجلس الوزراء صدرت مواقف عدة ويبدو أنه لم يكن كافيا ولا بد من البحث مجددا في الموضوع، واطلاع الوزراء على اتصالات رئيس الحكومة مع السلطات السعودية". وعن زيارة الرئيس سلام إلى السعودية، رأى أن "الزيارة سيمهد لها باتصالات ويجب ان تكون تتويجا وتكريسا لحلول ترضي السعودية". وعن وقف رحلات الطيران السعودي الى بيروت، نفى الوزير جريج هذا الامر وقال: "هناك اتصالات ومعالجات، فقد صدر بيان بالاجماع عن الحكومة لكن هناك مكونا رئيسيا في الحكومة وافق على البيان، ثم شن حملات متواصلة على المملكة عبر وسائل اعلامه". وأكد أن "الحكومة تحاول لملمة نفسها لتأخذ موقفا موحدا وفي الوقت نفسه هناك فريق داخل الحكومة يشن الحملات على المملكة. لا بد من بحث هذا الموضوع وايضا هناك وسائل اعلام مرتبطة بهذا الفريق السياسي لا بد من تخفيف اللهجة حتى لا تزيد الاضرار على لبنان". وعن استقالة الحكومة قال: "لا تقدم ولا تؤخر، وسبق ان قلت انه بسبب الشغور الرئاسي لا يستطيع رئيس الحكومة الاستقالة، فمن سيصدق على مرسوم قبول الاستقالة ويجري الاستشارات لتكليف رئيس حكومة جديد؟ سننتقل الى حكومة تصريف اعمال وهي اصلا حكومة تصريف اعمال، والاستقالات الفردية ممكنة لكنها تخل بالتوازن داخل الحكومة". وأكد أن " هناك عجزا داخل الحكومة عن حل الملفات الحياتية وفي طليعتها ملف النفايات".

 

وزير البيئة محمد المشنوق من نيويورك: تقييم الأثر البيئي للنزوح السوري في لبنان أظهر أولويات تفوق 3 مليار دولار

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - شارك وزير البيئة محمد المشنوق ورئيس بعثة لبنان الدائمة لدى نيويورك نواف سلام في الاجتماع الوزاري الذي نظمه برنامج الامم المتحدة الإنمائي في نيويورك لمناسبة الذكرى الخمسين لإنشائه، بدعوة من برنامج الامم المتحدة الإنمائي، حضر الاجتماع حوالي 80 وزيرا من مختلف الدول وتخللته جلسات حوار.

وكانت لوزير البيئة مداخلة في الجلسة التي تمحورت حول "حماية الأرض، استدامة التنمية" والتي ناقشت المواضيع الاتية:

- الإجراءات التي تتخذها الحكومات لمنع التدهور البيئي مع استمرار جهود التنمية.

- الإجراءات التي تتخذها الحكومات لخلق مساحات لتعزيز التعاون ما بين القطاع العام والخاص والمنظمات الأهلية لبلورة سياسات بيئية وتنموية أكثر تماسكا.

- الطريقة الأمثل لدفع مثل هذه المبادرات ضمن الأطر الحكومية والمؤسساتية الموجودة والموارد المتاحة.

- الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي قد تحفّز على الاستثمار على المدى الطويل في الاستدامة البيئية، والانعكاسات على أهداف التنمية المستدامة".

وقد نقل المشنوق في "مداخلته التجربة اللبنانية في معالجة المواضيع المطروحة، لا سيما أهمية التواصل بين الفرقاء كافة لزيادة الوعي البيئي، بالإضافة إلى الحوافز المالية والمعنوية لتشجيع الالتزام البيئي، إلى جانب إصلاح الإطار التشريعي لإدخال المبادىء البيئية وتطوير نظام التفتيش وتطبيق القوانين والأنظمة". كما تطرق إلى "الطرق المتاحة لمشاركة المهتمين في صنع القرار، لا سيما من خلال دراسات التقييم البيئي الاستراتيجي وتقييم الأثر البيئي، ومؤخرا خارطة الطريق نحو الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي أطلقت من السراي الكبير في آذار 2015 برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام".

وشدد المشنوق على "أهمية مبدأي المشاركة والتعاون"، لافتا إلى "التحديات التي تواجه التطبيق السليم لهذين المبدأين في بلد يعاني من ضعف الاستقرار السياسي والأمن، وإلى ضرورة التوفيق بين التشاور في التخطيط والمضي قدما في التطبيق". وتوقف عند أهمية "المسؤولية الاجتماعية للشركات في خدمة الاستدامة البيئية، والتي لا غنى عنها إذا ما أردنا تحسين مؤشر الأداء البيئي للبنان، حيث احتل لبنان المرتبة 90 من أصل 184 دولة في العام 2016". وختم موضحا أن أيا "من الإجراءات التي تم استعراضها مستحيل أن يثمر في ظل "ظروف قاهرة"، لا سيما ما شهده لبنان خلال العقد المنصرم من جراء العدوان الإسرائيلي عام 2006 والأزمة السورية المستمرة منذ العام 2011، مذكرا ب(1) قيمة الضرر الذي لحق بلبنان من جراء كارثة التلوث النفطي في العام 2006 والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2014 ب 856,4 مليون دولار، و(2) وتقييم أثر الأزمة السورية على البيئة في لبنان الذي أظهر أولويات تدخل تفوق ال 3 مليار دولار".

 

الراعي التقى في روما السفير السعودي في ايطاليا: موقف لبنان الرسمي تنطق به الحكومة وحدها في ظل غياب رئيس الجمهورية

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - استهل البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي نشاطه اليوم، بالاحتفال صباحا بالذبيحة الالهية وفق الطقس السرياني الماروني في كنيسة مركز المؤتمرات في روما، حيث تجري اعمال المؤتمر الذي تنظمه الكنيسة الالمانية حول "واقع المسيحيين والكنائس في شرق اوسط بعد خمس سنوات من الثورات". والقى البطريرك الراعي تأملا روحيا بعد الانجيل المقدس جاء فيه: "لنتأمل قليلا ببعض ما ورد في قراءات. ففي الانجيل المقدس، "ملكوت الله في داخلكم"، هذا الملكوت يعني حضور سر الله في العالم المتجلي بيسوع المسيح التاريخي، واليوم بعد موته وقيامته فبالمسيح السري الذي هو الكنيسة. هذه الكنيسة التي نعالج شؤونها في الشرق الاوسط خلال هذا المؤتمر هي "ملكوت الله وسط الشرق الاوسط". فحين نتحدث عن المسيحيين في الشرق الاوسط لا نتكلم عن أفراد مبعثرين، انما عن "ملكوت الله في الشرق الاوسط". حضور الله فيه وملكوته من خلال كنيسته، مهدد اليوم ومضطهد ومضروب ومبعثر، ونحن هنا نفكر معا في كيفية المحافظة عليه لخير بلدان الشرق الاوسط. "فملكوت الله" هو ملكوت القداسة والمحبة والعدالة والاخوة والسلام. انه مهدد ايضا في الغرب بواسطة العلمنة واللامبالاة وبطريقة عيش الناس الذين يستغنون عن الله ويخرجونه من حياتهم اليومية، فهو يستوجب ايضا الحماية".

واضاف: "ان بولس الرسول يدعو في رسالته الى اهل غلاطية للمحافظة على انجيل يسوع المسيح وحده والى عدم الانجرار وراء اي انجيل آخر. فما نسمعه في الشرق هو لغة العنف والسلاح والحرب والاستضعاف التي نرفضها، ونحن هنا لنفكر معا في كيفية حماية صوت انجيل المسيح في ارض منها انطلق في الاساس الى العالم كله. وفي الغرب ايضا يسمعون انجيلا آخر، "انجيل" الرفاهية والعلمنة وتغييب الله، ولذلك هو بحاجة للعودة الى انجيل يسوع المسيح والى المحافظة عليه". وختم: "نحن نصلي اليوم في هذا القداس من اجل حماية ملكوت الله في الشرق الاوسط وانجيل المحبة والسلام ومن اجل ان يحافظ الغرب على ملكوت الله وعلى انجيل يسوع المسيح وليس على اي انجيل آخر". وقبل الظهر، استقبل الراعي في مقر اقامته في الوكالة البطريركية في روما، سفير المملكة العربية السعودية لدى ايطاليا ومالطا الدكتور رائد بن خالد قرملي، وكان عرض للاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط عامة وفي لبنان خاصة. وخلال اللقاء كان تشديد على اهمية حسن العلاقة بين لبنان والسعودية ورفض كل لبناني وسعودي تشويهها واغراقها في اوحال الصراعات الطائفية والمحاور الاقليمية. واذ عبر الراعي للسفير السعودي عن اسفه للفوضى العارمة التي تعكر اليوم صفو العلاقة المشتركة، أكد ان موقف لبنان الرسمي بهذا الشأن، تنطق به الحكومة وحدها في ظل غياب رئيس الجمهورية الذي ساهم غيابه باتساعها وبانجرافها الى اماكن لا يقبل بها احد. وامل البطريرك الراعي ان تعيد المملكة السعودية النظر بقراراتها التي صدرت على خلفية ما حصل اخيرا طالبا من السفير قرملي نقل هذا الموقف الى سمو الملك والى السلطات السعودية.

 

عون عرض مع وفد روسي اوضاع المسيحيين في الشرق

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون صباحا في دارته في الرابية، وفدا روسيا برئاسة نائبة رئيس الاكاديمية الارثوذكسية الروسية ايلينا اغابوقا التي تهتم بأمور المسيحيين وأوضاعهم في الشرق الاوسط، في حضور السفير الكسندر زاسبكين والمسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحر ميشال دوشادارنيان. وقد شرح العماد عون وجهة نظره عن "الوضع المسيحيين في الشرق الاوسط". كما والتقى عون الوزير السابق ابراهيم شمس الدين.

 

وكيل يعقوب: وكيلة القذافي ملاحقة قانونيا وكلامها محض إفتراء وتضليل وخيال

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - صدر عن وكيل النائب السابق حسن يعقوب المحامي انطوان عقل، بيان رد فيه على وكيلة هنيبعل القذافي المحامية بشرى الخليل، معتبرا "ان كلامها في حق موكلي النائب السابق حسن يعقوب، محض إفتراء وتضليل ومن نسج الخيال". ولفت عقل في بيانه، الى "نكران الحديث الذي أدلت به وكيلة الموقوف هنيبعل القذافي الأستاذة بشرى الخليل لجهة إفشاء سرية التحقيق في الشكوى التي قدمتها ضد موكلنا الدكتور علي يعقوب، فإن هذا الإفشاء موجود بالصوت والصورة على تلفزيون الجديد في نشرة الأخبار المسائية والليلية بتاريخ 12/2/2016، مما يجعلها ملاحقة قانونيا أمام العدالة بموجب المادة /53/ من أصول المحاكمات الجزائية. أضاف عقل في بيانه: ردا على زعم وكيلة القذافي أنها لم تزر سوريا منذ آب، سوف نبين بالصور انه كانت في سوريا في تشرين الأول 2015 مأخوذة من نقابة المحامين - فرع حلب، تثبت عدم صحة إدعائها. وتابع:"اما في ما ذكرته بأن هنيبعل القذافي ليس له دور في النظام الليبي، فنحيلكم الى صورة مأخوذة في "صفحة سيف الإسلام القذافي" لهنيبعل بلباسه العسكري، ونذكر الأستاذة الخليل أنها هي من صرحت على الإعلام بالخطر على الجالية اللبنانية في ليبيا عقب إعلان كتيبة هنيبعل القذافي عن خطف اللبنانيين مما يؤكد أن هنيبعل مسؤول بصفته العسكرية عن مجموعات وكان مساهما بشكل مباشر في الجريمة الوطنية الكبرى والمتمادية على والد موكلي الشيخ محمد يعقوب وإمام المحرومين الشيعة التي تدعي بأنها منتسبة إليهم". واردف عقل: لم تتورع الأستاذة الخليل من إتهام عائلة المغيب الشيخ محمد يعقوب من أنها قبضت الأموال من ليبيا بحسب ما أسر به إليها وزير العدل الليبي السابق، وذلك مجانا ودون أي إثبات وخلافا للحقيقة، ما يتعارض ما سربته على لسان موكلها هنيبعل القذافي بأن الذين خطفوه لم يطلبوا أي مال". وختم عقل بالقول: ان ما صدر عن المحامية الخليل" مليء بالافتراء والأضاليل والتشويه والادعاءات الباطلة والتسريبات العديدة من دون أية أدلة، وإننا في انتظار إذن نقابة المحامين للموافقة على ملاحقتها بالدعوى المقامة من الدكتور علي يعقوب أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان بعدما آلت العائلة على نفسها وترفعت منذ اليوم الأول على المواجهة الكلامية معها".

 

خالد الضاهر: هذا ما سيفعله عون اذا اصبح رئيساً

٢٥ شباط ٢٠١٦/وكالات/ اكد النائب خالد الضاهر انه "سواء كان مع كتلة المستقبل او لم يكن فسيكون مع تيار المستقبل لخدمة هذا البلد، لان الرئيس سعد الحريري يعمل من أجل بناء الدولة وهو حريص على البلد"، مشيرا الى ان "علاقته مع كتلة تيار المستقبل ممتازة". وقال: "اننا بحاجة الى مواجهة الفراغ الذي يعمل حزب الله على تفعليه ويسعى عبره الى اضعاف الدولة"، مشيرا الى ان "الحوار لم ينتج شيئا والحكومة لم تعالج موضوع النفايات"، مؤكدا ان "اداء الحكومة ومنذ انطلاق عملها لم يكن بالمستوى المطلوب". وأشار الى انه "من غير الممكن التقدم بدعوة ضد الوزير السابق ميشال سماحة طالما ان القضية هي في المحكمة العسكرية"، موضحا انه "بعد جلسة الحكومة المشهورة التي أدت الى طفحان الكيل مع وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، كان جواب الحكومة أن هناك من يرفض محاكمة سماحة بمحاكم عدلية لبنانية". واعتبر ان "هناك من يعرقل العدالة في لبنان"، مشددا على ان "حزب الله يسيطر على الحكومة".

وأضاف: "المطلوب التزام القانون والدستور بسبب تسلط حزب الله على الدولة ومحاولته أن يصور السنة على أنهم ارهابيون، واكثر من ألف شاب من عرسال معتقلين بشبهة الارهاب". وشدد على أن "السعودية تسعى لاستقرار لبنان ومساعدته بالانماء والاعمار ورفع اثار العدوان الاسرائيلي منذ عشرات السنوات"، مذكرا أن "اتفاق الطائف حصل بدعم سعودي لايقاف الحرب، وبعد ذلك بقيت السعودية تعمل على استقرار لبنان وتقديم المساعدات كما حرصت على نزع كل فتائل الخلاف لايجاد حل يعتمد على المصالحة والمسامحة"، لافتا الى أن "رفض حزب الله والنظام السوري هو بسبب ايران التي تريد أن تهيمن على المنطقة"، مؤكدا رفضه "بأن يحكم لبنان من قبل دويلة حزب الله". ونفى الضاهر أنه "يقوم بإنشاء حلف مع ريفي"، وقال: "نحن نريد حماية سيادة البلد عبر سلطة شرعية"، معتبرا أن "الحكومة اضحت غطاء لحزب ارهابي وما حول عرسال محتل من قبل حزب الله". وختم : "انني أختار العماد ميشال عون ليكون رئيسا للجمهورية لانه اذا وصل الى الرئاسة فسيكون أداؤه جيدا وسيؤدي الى استعادة الدولة ومؤسساتها"، واشار الى ان "طرابلس هي التي منعت سقوط لبنان ليصبح ولاية فارسية".

 

بري من بروكسل: المجلس النيابي سيكون المرجع لإعادة انتاج الدولة ومفتاح الحل في المنطقة هو التقارب السعودي الايراني

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - بروكسل - عقد رئيس مجلس النواب نبيه بري في اليوم الثالث من زيارته لبروكسل، جلسة عمل ناجحة مع رئيس البرلمان البلجيكي سيغريد براك تركزت حول تقديم المساعدات للبنان في مواجهة ازمة النازحين السوريين وفقا للاقتراحات التي عرضها معه ورئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، خصوصا في ما يتعلق بتأمين القروض التفضيلية لمشاريع استثمارية يستفيد منها لبنان والنازحون، ودعم فوائد سندات الخزينة عدا عن مشاريع تتعلق بالتعليم والصحة، بالاضافة الى سبل دعم الجيش اللبناني وتعزيزه. وعلم انه جرى التفاهم والاتفاق مع البرلمانين الاوروبي والبجيكي على هذه الاقتراحات التي كانت موضع ترحيب، مع العلم ان لجنة الصداقة مع لبنان في البرلمان الاوروبي سترفع عريضة نيابية في هذا الشأن الى المفوضية الاوروبية. وتناول الرئيس بري مع نظيره البلجيكي في الاجتماع الذي عقداه ظهر اليوم في مبنى المجلس الاوضاع في لبنان والمنطقة. وجدد الرئيس بري التأكيد على "الحل السياسي في سوريا". وتحدث الرئيسان بري وبراك الى الصحافيين بعد مائدة الغداء التي اقامها رئيس مجلس النواب البلجيكي على شرفه والوفد المرافق.

براك

وقال براك: "سررت للغاية بالزيارة والمحادثات التي اجريناها مع الرئيس بري، واعتقد ان دور لبنان في الشرق الاوسط مهم، خصوصا لأنه يشكل نموذجا للتعايش بين الطوائف، وان ذلك مهم للغاية، وسنتابع التواصل في ما يمكن ان نفعله، لا سيما في ما يتعلق بالاعباء التي يواجهها لبنان من جراء هذا العدد الكبير للغاية من النازحين السوريين وبلدان اخرى". اضاف: "اريد ان اشكر دولته على هذه الزيارة التي في رأيي لن تكون الاخيرة. لدينا اتفاق تعاون بين المجلسين، وقد اتفقنا على متابعة هذا الاتفاق في اطار التعاون بيننا. وقد سعدت للدعوة التي وجهها الي الرئيس بري لزيارة لبنان. ولا بد لي من ان أنوه بالمقترحات العملية التي طرحها الرئيس بري في شأن النازحين السوريين في لبنان. وأشكره على الأفكار التي زودنا اياها".

بري

من جهته، قال بري: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس براك الذي شرفني بهذه الدعوة الى بلجيكا واتاح لي فرصة الاجتماع بالبرلمان الاوروبي رئيسا وبرلمانا ولجانا مختصة، ولا اريد ان ازيد عما تفضل به ولكن اريد ان اذكر ان علاقات لبنان ببلجيكا بدأت عام 1944 وكانت عبارة عن ممثلية تحولت الى سفارة عام 1958. يوجد جسر إنساني بين لبنان وبلجيكا عبارة عن 11 الف مغترب لبناني هنا في شتى الميادين العلمية والتجارية، وهم موضع عناية مشكورة من دولة بلجيكا ومن دولة الرئيس بالذات". اضاف: "اما باقي الامور التي تحدثنا فيها في ما يتعلق بموضوع اللاجئين والمساعدات للبنان وماهيتها والعلاقة البرلمانية، فكان هناك تطابق في الاراء، وسنلتقي في لبنان ان شاء الله". سئل عن كيفية ترجمة الكلام الاوروبي اليوم حول مساعدة لبنان في مواجهة ازمة النازحين، اجاب: "اعتقد انه حصل تفهم اكثر والاقتراحات التي تقدمت بها هي اقتراحات عملية لا تحمل اعباء على الخزينة الاوروبية، لكنها تفيد لبنان كثيرا واللاجئين". وفي دردشة قصيرة مع الصحافيين، قال براك: "زيارة الرئيس بري تأتي في لحظة مهمة خصوصا على المستوى الاقليمي في الشرق الاوسط وما ينجم عن الاحداث والتوترات في سوريا. ومن الضروري ان يتركز الحديث حول هذين الشأنين مع الرئيس بري الذي يلعب دورا في هذا المجال". وبعد الظهر حضر الرئيس بري جلسة عامة لمجلس النواب البلجيكي استهلها الرئيس براك بالترحيب به ودعا النواب الى التصفيق تحية له.

لقاء السفراء العرب

وكان الرئيس بري استهل اليوم الثالث من زيارته بلقاء السفراء العرب المعتمدين في بروكسل، وقال امامهم انه ما يزال يرى "ان مفتاح الحل في المنطقة هو الحوار السعودي ـ الايراني الذي لا بد منه من اجل الامتين الإسلامية والعربية". واضاف: "للاسف لقد اصبح جلوس العرب الى طاولة واحدة أمرا نادرا. وما دمنا متفرقين فأعتقد أن مصيرنا سيكون أسوأ. وأنا لا اريد ان اعطي جوا متشائما، لكن للاسف هذا هو الواقع والحقيقة. وبرسم من لا يعلم فإن سايكس ـ بيكو إنتهى وقد اصبح الخطر يطاول الجميع". وتابع: "الفتنة هي في اكثر من دولة ومنطقة وان الحساسية المذهبية تستغل الى ابعد الحدود مع العلم بأن لا شيء اسمه الدين الشيعي او الدين السني، بل كلنا مسلمون". واذ شدد على السعي "الى التضامن والوحدة من خلال الحوار"، قال: "لقد سارعنا الى ايجاد حوار حمى لبنان من الفتنة، وأوجدنا المظلة له هو الحوار الوطني لنحمي الحكومة أيضا. وقد خرجنا بنتيجة عكس ما حولنا. ففي لبنان الامور اليوم في لبنان معكوسة. لقد أوجدنا الأمن، لكن في السياسة لا نزال بلا رئيس منذ نحو سنتين، والحكومة تمر احيانا بارباكات وهزات وتكون شبه معطلة، ولبنان اليوم واحة أمنية بالنسبة الى المنطقة". ورد الرئيس بري على اسئلة عدد من السفراء، فقال: "منذ عام 1948 كانت قبلتنا السياسية فلسطين، وكان قبلة لكل العرب والمسلمين، بل المسيحيين أيضا وهي التي كانت تجمعنا، وكنا موحدين عليها. فهل لا تزال فلسطين أولوية أو قبلة سياسية؟ نحن العرب بمن فيهم الفلسطينيون تقسمنا وتشتتنا بعد أن أصبحنا نرى ان القضية الفلسطينية ليست الأولوية عندنا. وهنا مصدر العلة. المطلوب اليوم العودة الى هذه الأولوية، وأن نعيد فلسطين الى الواجهة". ورد على سؤال قال: "هل أن ما بين العرب وإيران هو أكثر مما بين إيران والولايات المتحدة الأميركية؟ من كان يصدق أن يحصل إتفاق 5 + 1 النووي؟ مع الإشارة إلى انني كنت أتوقع وقلت غير مرة أن المفاوضات في هذا الشأن ستصل إلى نتيجة. وأعتقد بأن التقارب بين 5 + 1 وإيران كان أصعب من التقارب بين السعودية وإيران. ولذلك أقول إن التقارب والحوار بين طهران والرياض هو أكثر من ضروري. وهذا الإقتناع يجب أن يتعمم لكن ويا للأسف الأحداث تتسارع وتخربط كل المحاولات واللقاءات التمهيدية. مع ذلك لا أزال أرى أن مفتاح الحل هو هذا التقارب". حضر اللقاء عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير المغرب وسفراء: مصر، السعودية، الأردن، سلطنة عمان، السودان، فلسطين، البحرين، العراق، ممثل مجلس التعاون الخليجي، القائمون بأعمال سفارات الجزائر والإمارات وسوريا وقطر واليمن".

لقاء الجالية اللبنانية

ومساء امس اقامت السفارة والجالية استقبالا حاشدا على شرف الرئيس بري في مقر إقامته، وصافح افرادها، ثم القى الكلمة الآتية:

"من لبنان أحمل اليكم دفء حكايات الحنان والتحنان في هذا الشتاء القارس ومع تباشير الربيع الذي تلوح ازرار براعمه على مساحة وطننا. واحمل اليكم نصاعة ثلج جبالنا وتمرد افراس موجنا وهي تمد كف الماء من البحر الى البر لتملح ارغفة الحواكير. واحمل اليكم فوح البيلسان والوان ثوب ازهار اللوز المتأهبة وهمس الشذا وهديل الحمام". اضاف: احمل اليكم من الوطن لبنان من جهاته وعاصمته من بحره وبره وسمائه شوق الصباحات المفعمة بالعبير لكم وصمتا متوجعا يبارك غربتكم وقمرا ينتظر على شرفة الربيع القادم وقد تعب الهجرة والهجير ويرقب وعدا يجمع الشمل ويعمر امكنة على ضفة القلب ناضجة بمحبتكم ولا يساوره الا قلق عليكم في غربتكم كما لا يساوركم سوى قلق عليه في إقامته وبعد وبعد، ايها الحفل الكريم بداية اشكر لدولة الرئيس سيغريد براك رئيس مجلس النواب البلجيكي والمجلس دعوتهم لي لزيارة هذا البلد الجميل الصديق الذي تربطنا مع مجلسه اتفاقية تعاون برلماني وهي ترسخ العلاقات البرلمانية وتطورها في مجال صناعة القوانين والادارة البرلمانية وكما تجمعنا مع هذا البلد جالية دأبت على احترام القوانين والاشتغال في مختلف انواع الاعمال والمشاركة في حياة المجتمع البلجيكي كما يشارك بعضكم وقد حصل على الجنسية البلجيكية في حياة الدولة ويقدم مساهمات في انتاج الحياة السياسية وهو ما يعزز التجربة الديمقراطية للبنانيين".

وتابع: "اود بداية ان اقدم التهاني للجالية بإفتتاح المبنى الجديد للسفارة وان اعبر عن تقديري العالي وشكري لسفير لبنان الاستاذ رامي مرتضى واركان السفارة لتنظيمهم هذا اللقاء الحميم الذي يفتح الباب لاطلاعكم على ما قد تتشوقون لعدم سماعه او لسماعه بصدد التطورات اللبنانية وابرزها:

اولا: اننا اصبحنا اقرب واقرب من اي وقت مضى من انجاز الاستحقاق الرئاسي على قاعدة التوافق الوطني كالعاده لا غالب ولا مغلوب لأن هذا الامر يخدم متطلبات العيش المشترك.

ثانيا: ان الحوار الوطني بين كافة المكونات الوطنية وممثليها مستمر وهو يشكل ضمانة وحدة لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات وانه وطن نهائي لجميع ابنائه.

ان الحوار يبحث النقاط التي سبق واعلنتها في الذكرى السابعة والثلاثين لتغييب الامام الصدر ورفيقيه في الحادي والثلاثين من آب 2015.

ان هذا الحوار انعقد خلال اربعة عشر جلسة ويمثل اسلوبا ونهجا وطنيا لبحث المخارج والحلول للمشكلات الضاغطة على وطننا.

ثالثا: ان الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله الذي انعقد في اربعة وعشرين لقاء تمكن من خفض سقف التوترات واجهاض كل نوازع الفتنة المذهبية وقد جرى فيه تطوير نقاط الالتقاء وتضييق الهوة حول نقاط الاختلاف ضمن الدين الواحد واكد ان بإمكان اللبنانيين ادارة اتفاقاتهم واختلافاتهم وحفظ الوطن حديقة باردة للاختلافات الاقليمية مهما عصفت رياح الاختلافات الاقليمية وزادت الحوارات الساخنة الجارية على غير ساحة.

رابعا: ان المجلس النيابي اللبناني الذي شكل مصدرا للسلطات فيما بعد الحرب الاهلية التي "تنذكر وما تنعاد" سيكون بالتأكيد المرجع الصالح لإعادة انتاج الدولة وادوارها انطلاقا من انتخابات الرئاسة واصدار قانون للانتخابات التشريعية بما يتضمن فتح الباب لمشاركة المرأة ضمن كوتا معينة والشباب والاغتراب.

خامسا: رغم التوترات السياسية التي عكست نفسها سلبا على ادوار مجلس النواب التشريعية والرقابية الا ان المجلس تمكن في جلسة 12 و13 تشرين الثاني 2015 من اصدار جملة تشريعات اكدت ان لبنان حريص على سمعة اسواقه المالية ونظافة اليد ماليا وانه ليس موقعا لتبييض المال السياسي والتجاري ولا المتصل بالممنوعات او الارهاب وان السوق المالي والمصرفي اللبناني لا زال الاكثر قوة وخبرة وفعالية في الشرق الاوسط وبالتالي فإن وضع لبنان ورجال الاعمال اللبنانيين على منظار التصويب هو برأينا اجراء ناتج عن مجرد اتهامات تتطلب تبرئة المتهم حتى تثبت ادانته.

لقد أقر مجلس النواب قوانين حول:

1 - التصريح عن نقل الاموال عبر الحدود

2 - تبادل المعلومات الضريبية

3 - مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب.

4 - الاجازة للحكومة اللبنانية الانضمام الى الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الارهابي الموقعة في نيويورك اواخر عام 1999.

رغم ذلك وهذه القوانين اقوى من قوانين الكونغرس الاميركي فقد صدرت مذكرات بحق عدد من اللبنانيين وفي هذا الصدد بادرنا الى ارسال كتاب الى الرئيس باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الاميركية باراك كما ارسلنا وفدا نيابيا الى واشنطن يقوم الآن بإجراء اتصالات بالتوازي مع وجودنا الآن في بلجيكا - كما ان هناك وفدا برئاسة وزير المال اللبنانية سيتوجه الى واشنطن في الاطار نفسه ولشرح القوانين اللبنانية انطلاقا من ان الجميع يعرف ان القطاع المصرفي في لبنان هو هدف اساسي للارهاب الدولي وان لبنان قاوم منذ سبعة عقود محاولات تفكيك قوة سوقه المالي وخبرته المصرفية والثقة الدولية بقطاعاته وهو اليوم سينتصر على محاولة تشويهه وتشويه سمعة رجال الاعمال اللبنانيين والصاق التهم بهم دون ان يثبت احد ادانتهم على الاطلاق.

اني اؤكد ان تجفيف موارد ومصادر الارهاب تتطلب البحث خارج لبنان عن هذه الظاهرة اذ ليس هناك مال ينتمي للبنان يتحرك في اطار صورة حركة مخططات الارهاب لا في الماس ولا في تجارة السيارات ولا في خلاف ذلك او دور الارهاب في تهديد الامن والاستقرار الاقليميين والدوليين.

ان التشريع الاخير الذي اصدره مجلس النواب حول تحديد شروط واستعادة الجنسية للمنتشرين اللبنانيين يؤكد اصرار مجلس النواب على مشاركة الاغتراب في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع.

سادسا: لقد استعادت الحكومة الروح بعد طلوع الروح وتمكنت من انصاف عناصر الدفاع المدني.

ان تفعيل عمل الحكومة واصدار القرارات الضرورية لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها امر لا يعني ان ذلك يشكل تعويضا عن اجراء الانتخابات الرئاسية.

لقد اثبت لبنان صلابته وقوته وهو يستوعب احد ابلغ تشظيات الازمة السورية المتمثلة بمليون ونصف مليون نازح من الاشقاء السوريين اضافة لحوالي خمسماية الف من الاشقاء الفلسطينيين قديما وحديثا.

ان لبنان تصرف بأخوة ومسؤولية حيال مشكلة النازحين تماما كما تصرفت سوريا تجاه لبنان خلال الضغوط الناتجة عن حروب اسرائيل على ارضه. ولا انسى ولا يمكن ان أنسى ان مئة وستين الف لبناني من جنوب لبنان نزحوا الى سوريا في حرب العام 2006 واستقبلتهم سوريا برعاية كاملة. صحيح ان المئة والستين ألفا ليست كالمليون ونصف مليون ولكن القصة قصة مبدأ قصة انسان، قصة ان هؤلاء اخواننا وجيراننا وعرب مثلنا.

اننا ندعم العودة الآمنة للنازحين الى المناطق الممكنة على خلفية بيان ميونيخ حول الازمة السورية. ان حل المشكلة السورية وضمنا مشكلة النازحين في اطارها هي بوقف الحرب وبناء وصنع المجموعة الدولية لدعم سوريا لحل يركز على استقرار سوريا وعودة ابنائها وبناء ازدهارها واعادة اعمارها ونشر نظام للتنمية الشاملة فيها وتجفيف الموارد البشرية ومصادر تمويل الارهاب".

أضاف بري: "لقد حملت الى البرلمان البلجيكي والبرلمان الاوروبي طلبات حول مساهمات ضرورية لتمكين لبنان من تقديم الخدمات للاخوة النازحين على مستوى الخدمات التربوية والصحية والطاقة والبيئة وخلافه غير ان الحل الامثل يبقى اولا وثانيا وعاشرا الحل السياسي للازمة.

اني اطمئنكم الى ان جيشكم الباسل والاجهزة الامنية يقومون بجهود مضاعفة لمنع تسلل التهديدات الامنية عبر حدود الوطن وحدود المجتمع وكذلك لمنع استفادة اسرائيل من تفكك المنطقة لتصعيد التهديدات للبنان بالترافق مع الخروقات اليومية المتواصلة للقرار الدولي 1701.

اما بالنسبة الى الوقائع الداخلية فإننا لا نستطيع ان ننكر حجم المديونية الهائلة الا ان احدا لا يستطيع ان ينكر اننا حافظنا على الاستقرار النقدي والامني ومنعنا الوقوع في الافخاخ والوصول الى اعلان فشل الدولة.

اني اعرف وتعرفون ان حضور قوة مغترب لبناني واحد يوازي حجم مديونية لبنان الا ان المطلوب ان يستعيد لبنان المقيم كما المغترب الثقة بالمستقبل خصوصا اننا ازاء تهديدات لاقتصاديات بلدان نفطية اغترابية شقيقة وصديقة في افريقيا واميركا اللاتينية.

يبقى ان الاساس هو موقع بلدنا في الحرب ضد الارهاب الضاغط على حدودنا الشمالية والشرقية من جهة وعلى حدودنا الجنوبية بأرهاب الدولة والتهديدات الارهابية على حدود مجتمعنا".

وتابع: "اننا نرى ان الثلاثي شعبا وجيشا ومقاومة مكنوا لبنان من ردع الارهاب بكل صوره. اننا نأمل اليوم ان تكون سوريا على ابواب حل سياسي يعيد توحيدهما ارضا وشعبا ومؤسسات ويفتح الباب لاستقرارها وهو امر يصب بالتأكيد في مصلحة لبنان.

كما نأمل ان تشكل الحلول الممكنة للمسألة السورية بوابة لازالة كيان الارهاب عن الجغرافيا السورية والعراقية بحيث لا نقف امام اسرائيليات جديدة.

وكذلك الحال بالنسبة الى اليمن بما يمكن الافرقاء من العودة ايضا الى جنيف وعودة سلطنة عمان للعب دورها في تقريب وجهات النظر اليمنية وكذلك التقريب ما بين السعودية وايران لأن تفاهم البلدين يشكل ضرورة عربية واسلامية وشرق اوسطية ويمنع تهديد الامن والسلام الاقليميين والدوليين".

واشار الى ان "السلام السوري يشكل ضرورة لبنانية والحوار السعودي - الايراني يشكل حاجة لبنانية ويفتح الابواب امام الحل اللبناني وان السلام اللبناني يشكل ضرورة وقاعدة ارتكاز لتعميم السلم الاهلي في الاقطار العربية كما ان صيغة التعايش اللبناني تشكل انموذجا لاقطار الشرق بدل الهرب الى الامام وتقسيم المقسم وفلسطينيا لا بد من التأكيد على موققنا الى جانب الشعب الفلسطيني الباسل في قيامته المباركة الجديدة بوجه الاحتلال والقمع الاسرائيلي، ولو بالسكين، ونرى ان القضية الفلسطينية كانت ام القضايا، وعندما تخلينا عنها تخلينا عن انفسنا وتقسمنا وتقسم الفلسطينيون.

اخيرا، اؤكد لكم ان زيارتي الى هذا البلد كانت ايجابية وهامة كما كنت اتوقع على المستويين البرلمانيين الاوروبي والبلجيكي وعلى مستوى زيادة العلاقات في ما بيننا".

 

الحريري امام زواره: متمسكون بمشروع إنقاذ لبنان وسنبقى مدافعين عنه

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، وفدا من اتحاد أبناء العشائر العربية في لبنان، وتحدث إليهم عن الأوضاع في لبنان وعلاقاته مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. وقال: "أهلا وسهلا بكم في هذه الدار الجامعة لكل اللبنانيين. نحن مستمرون في مسيرة جمع اللبنانيين التي أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولن نحيد عنها. يتساءل البعض لماذا اتخذت المملكة العربية السعودية الإجراءات ضد لبنان؟ كلنا شاهدنا بالاعترافات والأدلة ما يقوم به حزب الله، سواء في المملكة او اليمن او البحرين او سوريا أو الكويت وغيرها، لذلك لا يستغرب أي شخص ما يحصل، وقد سبق أن قلنا لحزب الله إن مصلحة لبنان واللبنانيين تقتضي ألا يذهب للقتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا. الحزب اليوم "فاتح على حسابو" في كل الدول العربية، هذه ممارسات وسياسة تضر بمصلحة لبنان وبسيادته وتعرض البلد وأبناءه لكوارث غير مسبوقة، فلبنان جزء من الجامعة العربية، ومعلوم أن ميثاق الجامعة الأساسي يحظر على أي دولة التدخل في شؤون الدول الاخرى الاعضاء". أضاف: "حزب الله يتصرف اليوم كدولة، ويقوم بما يقوم به من ممارسات وتدخلات عسكرية وأمنية في أكثر من دولة عربية، وهذا أمر جنوني ومرفوض لأنه سيعرض لبنان لأخطار هو بغنى عنها.

نحن فعلنا ما في وسعنا لتحييد لبنان عما يحصل في سوريا بين الشعب السوري ونظام قاتل واستبدادي. اليوم هناك إجراءات لإرساء هدنة، وإن شاء الله تستمر، لكن الحل النهائي سيطال رأس بشار الأسد، وسيعود عناصر ومسلحو حزب الله إلى لبنان. وعندها كيف سيواجه الحزب ذوي آلاف القتلى والجرحى والمعوقين الذين قضوا في القتال إلى جانب نظام الأسد الديكتاتوري؟ وبماذا سيبرر ما حصل؟ نحن نرفض رفضا قاطعا ما يقوم به حزب الله في كل المنطقة العربية وندعوه للعودة إلى لبنان لأن ما يقوم به هو عمل ارهابي واجرامي بحق الآخرين. لكل هذه الاسباب والوقائع والممارسات، اتخذت المملكة ودول الخليج العربي هذه الإجراءات. لذلك علينا أن نرفع الصوت عاليا ونقول للحزب "كلا"، لأن ما تقوم به يشكل تعديا على سيادة لبنان". وخاطب الحريري وفد العشائر: "أعلم أنكم زرتم سفارة المملكة العربية السعودية وأتيتم من كل المناطق اللبنانية للتضامن مع المملكة، وهذا واجب لأن المملكة لم تقدم يوما للبنان إلا الخير، كما هو حال دول الخليج العربي أيضا. فالمملكة لم تبادر أو تطلب من أي مجموعة أو فرد منكم أو من غيركم التسلح والقيام بأعمال غير قانونية ضد الآخرين. نسمع دائما اتهامات بأن المملكة تصدر الإرهاب. ونريد دليلا واحدا أو تسجيلا واحدا يؤكد اتهاماتهم الباطلة. إنما ما يقوم به حزب الله من ممارسات وارتكابات وقتل ضد الآخرين، هو موثق، والأدلة عليه لا تحصى ولا تعد، من سوريا إلى العراق والبحرين والكويت واليمن وسواها، هي ارتكابات يتم تداولها بالعلن وصارت في متناول الجميع، وهذا أمر مرفوض ليس في استطاعة لبنان أن يتحمله، ولذلك، سنرفع الصوت برفض هذه الممارسات، ونؤكد أنها غير مقبولة إطلاقا، ولكن في المقابل علينا أن نرص صفوفنا ونتحد في كلمة واحدة لمواجهة ما يحصل.نحن مشروعنا واضح، نريد الدولة، نحن أبناء الدولة ودعاة مشروع الدولة فقط. ان لبنان لا ينهض إلا بالدولة، وعلى جميع أبنائه أن يكونوا ضمن مشروع الدولة وفي حمايتها وضمانها، لأن مشروع الدولة هو مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وذكر بأن "الدولة الآن في لبنان بلا رئيس للجمهورية، وعندما يغيب الرئيس تتعطل الدولة وتنهار بالشكل الذي نعيشه اليوم. هناك من يحاول حرف الانظار عن المشكل الاساسي، وهو تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. فحزب الله هو الذي يعطل الانتخابات الرئاسية، وهو المسؤول عن عملية التعطيل، وإلا فلينزل جميع النواب الى المجلس النيابي ويمارسوا حقهم بانتخاب رئيس للجمهورية، وليفز من يفز". وختم: "نحن متمسكون بمشروع إنقاذ لبنان وسنبقى مدافعين عنه، رافعين الصوت عاليا ضد ممارسات حزب الله في الداخل والخارج معا. نحن نرى ما يحدث في العراق وسوريا وعلينا بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن مخاطر ما يجري في هذين البلدين من حولنا. فكما استطعنا إخراج الجيش السوري من لبنان بدون ضربة كف، نحن قادرون بوحدة كلمتنا وصفنا على أن نواجه كل التحديات والمخاطر وإنقاذ لبنان وإعادة مشروع الدولة إلى السكة الصحيحة".

"أبو عبدالله"

وألقى الشيخ محمد سليمان "أبو عبدالله" كلمة باسم عشائر وادي خالد قال فيها: "إن هذا المنزل منا ونحن منه، هذا البيت للجميع، بيت العشائر، بيت الاستقلال، والعشائر العربية ستبقى وفية لهذا البيت ولنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، ودائما وأبدا بإذن الله نحن خلفكم وخلف قيادتكم الحكيمة، ونسأل الله التوفيق للبنان، وإن شاء الله لا يحصل إلا الخير، ونحن هنا لدعوتكم بأي فرصة تراها مناسبة لكي تزور عكار والبقاع لأن كل هذه الناس تعتبر نفسها مددا لكم".

العسكر

كذلك تحدث الشيخ جاسم العسكر باسم العشائر العربية، وقال: "مهما علنا لن نستطيع أن نفعل ما قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن إلى جانبكم في كل المراحل، والولاء مطلق لكم. فمن دون أي تردد، لبينا رغبتكم وأسسنا اتحاد العشائر العربية في لبنان لكي نكون منظمين، وهذا الاتحاد يضم الآن نحو نصف مليون مواطن و180 ألف ناخب".

 

قهوجي استقبل القادري وعرض مع وفد لجنة الدفاع البريطاني التعاون بين الجيشين

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، النائب زياد القادري، وتناول البحث التطورات الراهنة في البلاد. ثم استقبل وفدا نيابيا من لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني برئاسة الدكتور جوليان لويس، وجرى التداول في الأوضاع العامة، والعلاقات الثنائية بين جيشي البلدين، خصوصا متابعة برنامج المساعدات البريطانية للجيش اللبناني، لتعزيز قدراته الدفاعية والأمنية.

 

رسميون وشخصيات ووفود أموا السفارة السعودية متضامنين درباس: نناشد المملكة أن تقوي عضدنا لنمنع لبنان من الانزلاق

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - تواصل لليوم الثالث على التوالي، توافد الشخصيات الرسمية والسياسية والدينية والشعبية الى سفارة المملكة العربية السعودية تضامنا مع المملكة، وكان في استقبالهم السفير علي عواض عسيري. وحضر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والنواب: جمال الجراح، هنري حلو، انطوان سعد، فؤاد السعد، جان اوغاسبيان، سمير الجسر وعاطف مجدلاني، رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي مترئسا وفدا من المجلس، الوزير السابق ناظم الخوري مترئسا وفدا من "لقاء الجمهورية"، الوزير السابق حسن منيمنة مترئسا وفدا من المكتب السياسي في تيار "المستقبل"، نائب رئيس الحكومة السابق عصام ابو جمرا والوزير السابق خالد قباني. وحضر ايضا مفتي جبل لبنان الشيخ محمد الجوزو وعدد من المشايخ من مختلف المناطق، رئيس اتحاد العشائر العربية جاسم العسكر مترئسا وفدا كبيرا، وفد نسائي من تيار "المستقبل" ووفود شعبية من المناطق.

درباس

وقال درباس بعد الزيارة: "ما يجري اليوم هو إعادة تأكيد ان لا أحد يمكنه ان يخرجنا من العروبة، إننا شركاء في الدم والمصير وشركاء في أخطر مرحلة تمر بها الامة العربية. ونحن نناشد السعودية ان ترى ان هذه الفرصة هي المناسبة كي تشد ازرنا وتقوي عضدنا لنمنع لبنان من الانزلاق ونصمد في وجه المؤامرات".

ولفت الى ان "البيان الذي صدر عن الحكومة، صدر بالاجماع من دون تحفظ"، وقال: "هذا البيان لا يؤخذ بصورة منفردة بل هو في سياق واضح. ان مؤتمر الرئيس سعد الحريري والوثيقة التي أطلقت والزحف الذي يأتي الى السفارة، هذا هو لبنان".

وردا على سؤال عن كلام الكتائب، قال: "وزيرا الكتائب قصدا ان الكتائب لم تخطىء ولا الحكومة، ومن أخطأ فليعتذر".

حلو

أما حلو فرأى ان "العلاقة بين البلدين مبنية على المصالح المشتركة وعلى اللبنانيين الذين ساهموا في بناء المملكة"، مشيرا الى أن "الدستور ذكر بأن انتماءنا عربي".

سعد

وقال انطوان سعد: "السعودية حاضنة للبنان وهمومه، رغم الخطأ الذي ارتكب، الا أننا نتمنى عليها أن تعيد النظر بقراراتها".

وحمل "حزب الله" مسؤولية ما حدث.

مجدلاني

وقال مجدلاني: "أنا متضامن مع المملكة قيادة وشعبا ومتضامن مع الشريحة الاكبر من اللبنانيين الذين يكنون العرفان والخير للمملكة. ومن يعتبر ان إعلان التضامن فيه شيء من التزلف فهو إما مريض او جاهل او صاحب نية سيئة يريد من خلال ذلك قطع الطريق لاصلاح الاخطاء التي ارتكبها هو وفريقه، والهدف واضح، رمي لبنان في أحضان المشروع المناهض للعرب والعروبة. اللبنانيون والسعوديون سيفشلون هذا المخطط وسنبقى بلد العروبة".

الخوري

أما الخوري فقال: "جئنا كلقاء جمهورية لنؤكد عمق العلاقة وتجذرها بين البلدين، انها علاقات تاريخية متشعبة انسانية واقتصادية وذات اهداف واحدة، تجمعنا العروبة الاصيلة".

أضاف: "كما ذهب اللبنانيون الى السعودية وساهموا في اعمار المملكة والخليج، كذلك ساعدت السعودية لبنان وكانت لها يد في رفع الاعتداءات وإعادة بناء ما تهدم من العدوان الاسرائيلي. وأتمنى ان تعود العلاقات الى مجراها الطبيعي".

وذكر ان "الاولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، ويكون اعلان بعبدا السقف والمرجعية الاولى لكل موقف لبناني له علاقة بالمنطقة العربية".

 

جعجع التقى وفدين من الاتحاد السرياني العالمي ومن مثبتي الدفاع المدني

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - إستقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، وفدا من حزب الاتحاد السرياني العالمي برئاسة ابراهيم مراد، في حضور عضو الهيئة التنفيذية في القوات إدي أبي اللمع. وعقب اللقاء، أسف مراد "للوضع الراهن الذي يمر به البلد من تسيب في شؤون المواطن وسياسة الدولة الداخلية والخارجية التي يمكن أن تودي بنا الى خلافات كبيرة مع الدول الحليفة لنا، فالحكومة اليوم غير متضامنة للحفاظ على لبنان في خضم النيران المستعرة في المنطقة". ولفت الى ان "تبني القوات اللبنانية لترشيح العماد ميشال عون جاء في إطار طي صفحة الماضي الأليمة المليئة بالدماء، الأمر الذي أثبت ان المسيحيين قادرون على التضامن والتوحد من جديد لاسترجاع حقوقهم التي ضاعت خلال 30 عاما من الوصاية السورية". وأكد مراد "ان حزب الاتحاد السرياني سيتحالف في الانتخابات البلدية مع القوات اللبنانية لإيصال شريحة شبابية تنمي البلدات والمدن".

الدفاع المدني

من جهة أخرى، التقى جعجع وفدا من مثبتي الدفاع المدني في حضور الامين العام المساعد لشؤون المصالح في "القوات" الدكتور غسان يارد ورئيس مصلحة النقابات في الحزب المحامي شربل عيد.

 

احالة 19 شخصا أمام المحكمة العسكرية بتهمة الانتماء الى داعش والنصرة

الخميس 25 شباط 2016/وطنية - أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان ستة قرارات اتهامية، اتهم فيها سبعة عشر موقوفا واثنين فارين من وجه العدالة بينهم ثمانية سوريين والاخرون لبنانيين، اتهمهم في جرائم الانتماء الى تنظيمي "داعش" و"النصرة" بهدف القيام بأعمال ارهابية في عرسال ووادي خالد، والمشاركة في القتال بين باب التبانة وجبل محسن وتخريب منشآت عامة وممتلكات خاصة سندا الى المواد 335 و733 عقوبات والمادتين 5 - 6 من قانون 11/1/1958 و172 اسلحة. وأصدر مذكرات القاء قبض في حقهم وأحالهم امام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

 

صقر ادعى على الموقوف ابو مالك سارا في 4 ملفات بجرائم مختلفة

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الموقوف الملقب ابو مالك سارا في اربع ملفات في جرائم تفخيخ سيارات والانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح وقتل عسكريين وتفخيخ السيارة التي كانت تنقلها جمانة حميد - قتل عسكريين، تفخيخ السيارة التي انفجرت في الضاحية الجنوبية في العام 2014 ونقل سيارات مفخخة. واحاله الى قاضي التحقيق العسكري الاول.

 

شقير:التحويلات المالية من السعودية تجري بشكل طبيعي جدا

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - نفى رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير في تصريح، ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول وقف المملكة العربية السعودية التحويلات المالية منها الى لبنان، لافتا الى انه أجرى اليوم سلسلة اتصالات مع المسؤولين المعنيين الكبار بالملف النقدي والمصرفي في لبنان، الذين "نفوا هذا الخبر، وأكدوا ان عمليات التحويل المالية من المملكة الى لبنان تجري بشكل طبيعي جدا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كيري يؤكد سحب إيران عددًا كبيرًا من قوات الحرس الثوري من سوريا/فريق عمل لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية يبدأ عمله في جنيف اليوم

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/26 شباط/16

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إجابته عن أسئلة أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أن إيران قامت بسحب عدد كبير من قوات الحرس الثوري الإيراني من سوريا، وقال: «الحرس الثوري الإيراني قام بالفعل بسحب عدد كبير من قواته من سوريا، وقام آية الله خامنئي بسحب عدد كبير من قوات الحرس الثوري وتخفيض وجود تلك القوات على أرض الواقع». وأضاف كيري: «هذا لا ينفي أنهم (الإيرانيون) ما زالوا ضالعين في أنشطة تتعلق بتدفق الأسلحة من سوريا عبر دمشق إلى لبنان، ونحن قلقون بشأن ذلك، ولدينا قلق مستمر». ومع دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا حيز التنفيذ بحلول منتصف ليل اليوم الجمعة، يعقد المسؤولون الأميركيون ونظراؤهم الروس مزيدا من المناقشات حول تفاصيل تنفيذ الاتفاق، ومراقبة تنفيذه، والعمل لتثبيت واحترام هدنة وقف إطلاق النار، بالتزامن مع استمرار قصف معاقل تنظيم داعش والإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة و«جبهة النصرة»، وهي الجماعات التي تم استثناؤها من اتفاق وقف إطلاق النار. ودافع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مرة أخرى عن الاتفاق وعن التزام روسيا وتعاونها مع الولايات المتحدة لتحقيق تحول سياسي في سوريا، مشيرا في إفادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إلى أن روسيا تتعاون بشكل جيد مع الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق وقف الأعمال العدائية، وأنها تعاونت في السابق للكشف عن ترسانة النظام السوري الكيماوية، وتعاونت في عملية نقل تلك الترسانة إلى خارج سوريا. وكرر كيري تحذيراته من انهيار سوريا ما لم يتم الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما (مساء أمس الخميس) مع فريق مجلس الأمن القومي بمقر وزارة الخارجية الأميركية. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن الاجتماع سيركز على تقييم مدى التقدم في الحملة الدولية ضد تنظيم داعش والأوضاع في سوريا مع بدء سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية، وعدد من القضايا الإقليمية الأخرى. ومن المقرر أن يلقي أوباما بيانا في أعقاب لقائه بفريق الأمن القومي الأميركي. وقال مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية إن جنيف ستستضيف اليوم الجمعة اجتماعا لأمانة مجموعة دعم سوريا التي تتشارك في رئاستها كل من الولايات المتحدة وروسيا، للبدء في مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا. وقال المسؤول بالخارجية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن فريق عمل يضم أعضاء من مجموعة دعم سوريا والولايات المتحدة وروسيا، ستكون مهمته مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، ويبدأ اجتماعه التمهيدي، اليوم، حيث ستكون جينيف مقر أمانته.

وأوضح مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، في تصريحات سابقة أن مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية ستكون عبر أعضاء هذه اللجنة التي تتواصل من خلال البريد الإلكتروني ومؤتمرات الفيديو وتتبادل المعلومات. وأكد المسؤول بالخارجية أن وقف كل الأعمال العدائية ينطبق أيضا على القوات الإيرانية التي تدعم الأسد والميليشيات الشيعية، وقال: «نعم الاتفاق ينطبق على القوات الإيرانية. وبيان المجموعة الدولية لدعم سوريا الصادر في 11 فبراير (شباط) الماضي، واتفاق وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية، ينصان على تطبيق ذلك من قبل كل الجهات التي تشارك في عمليات عسكرية أو شبه عسكرية ضد أي أطراف أخرى، باستثناء (داعش) و(جبهة النصرة) والمنظمات الإرهابية الأخرى التي يحددها مجلس الأمن، وهذا يشمل من جانب النظام، إيران وحزب الله وآخرين». وحول دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لإجراء انتخابات برلمانية في أبريل (نيسان) المقبل، قال المسؤول بالخارجية الأميركية إنها «دعوة جوفاء»، مضيفا أن «الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية في ظل الظروف الحالية، خصوصا أنها تأتي من نظام ما زال مستمرا في مجازر للناخبين ومن يمثلهم، هي دعوة جوفاء ولا تدفع البلاد إلى المضي قدما نحو عملية تحول سياسي عن طريق التفاوض وبما يتماشى مع بيان (جنيف 2012) الذي طالب بوقف إراقة الدمار ووضع حد لهذا الصراع التي أدى إلى نزوح أكثر من نصف سكان سوريا». وحول الخطة «ب» في حال فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية، قال مسؤول أميركي رفيع لشبكة «سي بي إس» الأميركية، إن الخطة «ب» لا تشمل بأي شكل من الأشكال تقسيم سوريا، وإنما تشمل خيارات أخرى يجري النظر فيها لفرض مزيد من العقوبات والتدابير التي من شأنها أن تجعل من الصعب على النظام السوري وحلفائه مواصلة الهجوم على المدنيين وقوات المعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة.

 

البرلمان الاوروبي طالب بحظر على تسليم السعودية أسلحة

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - طالب البرلمان الاوروبي، اليوم، بحظر تسليم السعودية أسلحة، منتقدا "ضرباتها الجوية في اليمن والحصار البحري المفروض على هذا البلد والتي اوقعت "الاف القتلى". وفي قرار تبنته غالبية كبيرة خلال جلسة في بروكسيل، طلب النواب الاوروبيون من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "تبني مبادرة ترمي الى فرض حظر على الاسلحة الاوروبية الى السعودية". وندد النواب ب"الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية والحصار البحري الذي تفرضه على اليمن واسفرت عن سقوط الاف القتلى وزادت من إضعاف استقرار البلاد". وأعربت منظمة "العمل ضد الجوع فرنسا" الانسانية، في بيان، عن ارتياحها "لاتخاذ الاتحاد الاوروبي اخيرا موقفا من هذه الازمة، احدى اخطر الازمات في العالم حاليا". وقال المدير العام للمنظمة مايك بينروز ان "هذا القرار اشارة إلى الدول الاعضاء كافة للخروج عن صمتها وعدم المشاركة في الكارثة الانسانية الحالية في اليمن". وأعربت الامم المتحدة مطلع كانون الثاني عن قلقها لاستخدام التحالف العربي بقيادة الرياض قنابل عنقودية في اليمن، مؤكدة انها تلقت "معلومات مقلقة" عن استخدامها خلال الغارات على مناطق سكنية ومبان مدنية في صنعاء في السادس من كانون الثاني.

وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الرياض مذكرا بأن ذلك "يمكن ان يرقى الى جريمة حرب".

 

 السجن 5 سنوات ل3 شبان اقباط دينوا بازدراء الاسلام في مصر

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - قضت محكمة مصرية، اليوم بالسجن 5 سنوات على 3 شبان دينوا ب"ازدراء الاسلام" بعد ظهورهم في مقطع فيديو اعتبر مهينا للصلاة الاسلامية، حسبما افاد مسؤول في النيابة "وكالة الصحافة الفرنسية". وقررت المحكمة ومقرها محافظة المنيا ايداع متهم رابع عمره 15 عاما في مصلحة الاحداث. الا ان محاميهم ماهر نجيب قال للوكالة نفسها ان "موكليه كانوا يقلدون "عدامات جهاديي داعش"، ولم يقصدوا اي اهانة للاسلام". وقال المحامي العام لنيابات شمال المنيا المستشار اسامة عبد المنعم عبر الهاتف: "ان محكمة جنح احداث بني مزار قضت بالحبس 5 سنوات لثلاثة متهمين وبايداع طفل رابع في مؤسسة عقابية". واوضح المحامي نجيب الذي حضر الجلسة ان "الاحكام صدرت في حق موكليه لادانتهم بازدراء الدين الاسلامي وإحداث فتنة طائفية وقيامهم بتقليد الصلاة الاسلامية بطريقة خاطئة". والشبان الاربعة طلقاء ولم يحضروا الجلسة.

 

تونس تستضيف الدورة ال33 لمجلس وزراء الداخلية العرب برعاية السبسي في 2 و 3 آذار والاجتماع التحضيري الاحد المقبل

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - تستضيف الجمهورية التونسية يومي 2-3 آذار الحالي، الدورة الثالثة والثلاثون لمجلس وزراء الداخلية العرب، برعاية الرئيس محمد الباجي قايد السبسي، في حضور أصحاب السمو ووزراء الداخلية في الدول العربية، الى وفود أمنية رفيعة وممثلين عن الأمم المتحدة، جامعة الدول العربية، مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اتحاد المغرب العربي، اتحاد إذاعات الدول العربية، المنظمة العربية للسياحة، المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الانتربول"، مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة. واعلن بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالمناسبة، ان "الرئيس السبسي سيلقي كلمة في جلسة الافتتاح، كما سيتحدث فيها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن علي كومان. وستناقش الدورة عددا من المواضيع الهامة منها، تقرير الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، عن أعمال الجامعة بين دورتي المجلس الثانية والثلاثين والثالثة والثلاثين، وتقرير الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب عن أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس الثانية والثلاثين والثالثة والثلاثين. ومن أبرز المواضيع التي يتضمنها جدول أعمال الدورة، تقارير عما نفذته الدول الأعضاء، من الإستراتيجية الأمنية العربية، الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، الإستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، الإستراتيجية العربية للسلامة المرورية، الإستراتيجية العربية للحماية المدنية (الدفاع المدني)، بالاضافة إلى التقرير السنوي الخامس عشر الخاص بمتابعة تنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.

كما ستنظر الدورة في كل من مشروع خطة مرحلية ثامنة للإستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، مشروع خطة مرحلية سابعة للاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، مشروع خطة مرحلية رابعة للاستراتيجية العربية للحماية المدنية (الدفاع المدني)، مشروع الاتفاقية الأمنية بين دول جامعة الدول العربية، تشكيل لجنة أمنية عربية عليا، مشروع الاتفاقية العربية لتنظيم أوضاع اللاجئين في الدول العربية، بالاضافة إلى معايير الإدراج والشطب للكيانات والأفراد على القائمة العربية السوداء لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية التي تصدرها الأمانة العامة للمجلس. وتناقش الدورة ايضا، التوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة العامة ونتائج الاجتماعات المشتركة التي انعقدت خلال عام 2015، إضافة الى عدد من المواضيع الأخرى الهامة. ومن المقرر أن ينعقد اجتماع تحضيري لممثلي أصحاب السمو ووزراء الداخلية العرب، اعتبارا من يوم الأحد 28/2/2016، لدراسة المواضيع المدرجة على جدول الأعمال واعداد مشاريع القرارات اللازمة بشأنها.

 

الخارجية الروسية: موسكو لا تدعم الأسد إنما تشاطره هدف القضاء على الإرهاب

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن بلادها لا تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تشاطر دمشق هدف محاربة الإرهاب. ونقلت قناة "روسيا اليوم" الفضائية اليوم ، عن زاخاروفا لوسائل إعلام روسية قولها:"إننا لا ندعم نظام الأسد، لكننا ندعمه في الحرب ضد الإرهاب، مثلما ندعم المعارضة والأكراد الذين يحاربون ضد داعش". وأوضحت :"إننا نقول إنه لا يجوز توريد الأسلحة للتشكيلات المسلحة غير الشرعية وأن ذلك يعد التفافا على دمشق، ومن غير الصائب العمل على تغيير النظام من الخارج. ولقد بذلنا اقصى الجهود لكي نحول دون توجيه ضربة أميركية إلى دمشق. لكن فيما يخص المواجهة بين دمشق والمعارضة، فنحن لم نقف إلى جانب أي من الأطراف، بل كنا ندافع عن سيادة سوريا والقانون الدولي".ولفتت إلى أن "المحاولات الخارجية لإسقاط النظام أو الاحتفاظ به، طريق لا تؤدي إلى شيء"، مضيفة :"أن أي كيان اصطناعي لا يمكن أن يصمد طويلا".

وأردفت: "يعد ذلك طريقا هداما، ولقد رأينا العديد من الأمثلة على ذلك".

 

 "اندبندنت": "داعش" بدأ موجة جديدة من الوحشية ضد أبناء الموصل

المركزية- ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية ان "تنظيم "داعش" في مدينة الموصل العراقية بدأ موجة جديدة من الوحشية ضد أبناء المدينة". وأوضحت أن "في الوقت الذي يواجه فيه تنظيم "داعش" تراجعاً في أرض المعركة، فإنه يعامل من بقي في المدن التي يسيطر عليها بدرجة عالية من البربرية"، لافتا الى أن "النساء اللواتي يرتكبن مخالفات بسيطة في الزي المفروض عليهن، فإنهن يتعرضن لشتى أنواع التعذيب السادي".واشارت الصحيفة الى أن "تنظيم "داعش" يستخدم أداة جديدة يُطلق عليها اسم "العضاضة الحديدية" لعقاب النسوة اللواتي لا يتقيدن بالكامل بالزي المفروض عليهن".

 

 داود اوغلو: الهدنة في سوريا ليست ملزمة لتركيا وسنرد على اي هجوم كردي

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - صرح رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو اليوم ان اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا "ليس ملزما" لتركيا المصممة على الرد على اي هجوم يمكن ان يشنه المقاتلون الاكراد الذين تعتبرهم انقرة "ارهابيين" على اراضيها. وقال داود اوغلو في لقاء مع صحافيين في قونية (وسط) بثته شبكات التلفزيون :"هذه الهدنة ليست ملزمة ولا تعني سوى سوريا". واضاف :"عندما يتعلق الامر بأمن تركيا، لا نطلب اي اذن بل سنقوم باللازم"، داعيا المقاتلين الاكراد الى "الامتناع بشكل كامل عن مهاجمة تركيا".

 

 ملك الأردن: حماية الأقصى تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس

الخميس 25 شباط 2016 /وطنية - أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أهمية الوقف الكامل للانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب بين الحين والآخر ضد المسجد الأقصى المبارك -الحرم القدسي الشريف تحت مختلف المسميات والتي تؤجج الصراع في المنطقة. وشدد في الوقت ذاته على أن "حماية الأقصى تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس". جاء ذلك خلال لقاء الملك عبدالله الثاني في واشنطن الليلة الماضية عددا من قيادات المنظمات اليهودية الأميركية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" اليوم ، حيث بحث معهم سبل إنهاء حالة الجمود في العملية السلمية واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين. وأكد العاهل الأردني خلال اللقاء على "أهمية دور المنظمات اليهودية الأميركية في دعم مساعي إحياء المفاوضات السلمية"، معربا عن "أمله في أن يشهد عام 2016 تقدما حقيقيا في هذا المسار". وشدد على "ضرورة التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في الشرق الأوسط"، محذرا من أن "تركها دون حل يغذي بيئة العنف والتطرف وينعكس سلبا على الأمن والاستقرار العالميين". وعن الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، أكد الملك عبدالله الثاني أن "الإرهاب أصبح اليوم التحدي الأول الذي يواجه العالم أجمع وأن التصدي لعصاباته المتطرفة يشكل أولوية، تتطلب تعزيز الجهود والتنسيق بين مختلف الأطراف المعنية وضمن نهج شمولي".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السعودية وحزب الله.. الحساب

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/26 شباط/16

قبل يومين بثَّ تلفزيون «العربية»، وتلفزيون «الإخبارية» شريطًا يُظهر قياديًا من ميليشيات حزب الله اللبناني عُرف، كعادة الإرهابيين، بكنيته أبو صالح اللبناني، في خيمة يشرح لعناصر حوثية فنون الإرهاب والخراب. يعلّمهم كيف يقصفون المدن السعودية بالقذائف العمياء، وتنفيذ تفجيرات انتحارية بالرياض، سمّاها الإرهابي اللبناني «استشهادية»، ويعتقد أن تاريخها بعد الشهر الثالث لـ«عاصفة الحزم». الشريط غيض من فيض. حول شخصية مدرب حزب الله الإرهابي هذا حدثني الصحافي اليمني فهد طالب الشرفي، وهو من أبناء مدينة صعدة، أنه يتذكر جيدًا مجلسًا حضره لدى محافظ صعدة السابق، وتاجر السلاح الشهير، فارس مناع، وتم تقديم اللبناني بوصفه تاجر سلاح من لبنان، حيث «سوق الطلح» أشهر تجمع لتجارة السلاح في اليمن، وكان مناع يقيم وليمة غداء فاخرة لضيفه اللبناني التاجر. يقول الشرفي عن «أبو صالح»: «كان يتحدث عن صعدة بشكل عاطفي، وإنه جال مدن اليمن، لكنه يشعر أن صعدة لها لديه خصوصية، وأنها فعلاً تعطيك الانطباع بأنها كانت دولة مستقلة، وخصوصية الزيدية الهادوية بها». كان هذا الكلام، كما يتذكر الشرفي، أثناء حرب الحوثيين الرابعة 2006؛ فبعد حرب حزب الله اللبناني في يوليو (تموز) 2006 استهدف الحزب الأصفر الساحة اليمنية، بتكليف طبعًا من الحرس الثوري والولي الفقيه. حسن نصر الله مبدع في النفي، وتعابير البراءة المحترفة في الوجه، وهو ظل ينفي بيقين جارف وساخر أي وجود لحزبه في اليمن. السعودية لديها «قرائن منذ مدة طويلة على قيام مرتزقة حزب الله بتدريب الحوثيين»، كما قال العميد أحمد عسيري. وهناك قتلى لحزب الله في اليمن، كما أكد ذلك الأمر نفسه أشرف ريفي وزير العدل اللبناني المستقيل، والحكومة اليمنية التي رفعت الأمر للأمم المتحدة. من يَقُلْ إن موقف السعودية الأخير من «دولة» لبنان هو بسبب موقف جبران باسيل، يُسطِّح الأمر.حزب الله منغمس في حرب «حقيقية» أهون أشكالها شتائم حسن نصر الله، وهذا الحزب هو المهيمن على الحكومة والبلد في لبنان، فما الحل؟

القصة في بدايتها، والتقدير أن ثمة «ملف قضية» ربما له بعد قانوني دولي ضد هذا الحزب الشرير. من المضحك تفسير حزب الله للموقف السعودي على النحو التالي: عبر وزيره في الحكومة حسين الحاج حسن: «لا أعرف المعادلة المطروحة، إما الاعتذار عن خطأ لم يحصل، وإما العقاب الجماعي للحلفاء في لبنان قبل الخصوم، ما هذه المعادلة العظيمة؟ أتمنى أن يجاوبني أحد». الجواب، هو أن الجواب بدأ الآن. في سطره الأول.

 

المصالح والفذلكات

سمير عطا الله /الشرق الأوسط/26 شباط/16

كان فؤاد بطرس وزير خارجية لبنان معظم مرحلة الحرب الأهلية. كان في لبنان مائة دولة، ومائة جيش، وألوف القتلى، وحكومتان، وقيادتا جيش، لكن فؤاد بطرس، العاقل، النزيه، ذا الكرامة الشخصية الفائقة، المترفّع، الجدّي، المستقل، جنَّب لبنان أي ورطة أو مأزق خارجي. يروي زميل كان يغطي أخبار وزارة الخارجية كل يوم، أن فؤاد بطرس ألغى مرة، على نحو مفاجئ، مؤتمره الصحافي معتذرًا بأن الحكومة دُعيت إلى اجتماع طارئ في القصر الجمهوري. وسُئل ما الداعي إلى اجتماع طارئ؟ فقال إن الليرة خسرت أمام الدولار أربعة قروش. وضحك أحد الصحافيين من الرقم، فقال له بطرس: يا ابني، هذه أربعة قروش من جيب كل لبناني! قال جبران باسيل مبررًا موقفه ضد السعودية في القمة العربية والمؤتمر الإسلامي، إن الوحدة الوطنية أهم من الإجماع العربي. لا حدود للعبقريات عندما تشغل محركاتها. يعني الإجماع العربي والإسلامي عدو ماكر للوحدة الوطنية في لبنان. السيد الوزير، لماذا تبرير ما لا يُبرر؟ ولماذا تضيّع وقتك ووقت الناس بالمؤتمرات الصحافية؟ من عادتك ألا تلتفت إلى نقد أو ملاحظة أو مطلب. أكمل. فالذين كانوا على خطأ ليسوا الذين انتقدوا السياسة المدمرة لمصالح لبنان وأرزاق 500 ألف لبناني، وإنما الذين توقعوا من سيادتك سلوكًا آخر. هؤلاء يجب تذكيرهم مجددًا بأفضالك على لبنان وإنقاذاتك له. هناك عادة سيئة وعفوية عند اللبنانيين أنهم في كل ورطة كارثية يتذكرون كبارهم: فؤاد بطرس، وفيليب تقلا، ورشيد كرامي، وحسين العويني وجان عبيد. هؤلاء أبحروا بلبنان في المؤتمرات المعقّدة والمسالك الوعرة كحراس للإجماع العربي والوحدة الوطنية. كانوا في حزب لبنان وحزب عروبته. هؤلاء لم يصنعوا للبنان سوى الصداقات وتمتين الصلات وحماية مصالح وشؤون المغتربين الذين يملأون الأرض. رفض فؤاد شهاب قطع العلاقات مع كوبا من أجل 300 مغترب. لدى لبنان 300 ألف مقيم في السعودية وحدها، تحمي تحويلاتهم الاقتصاد والمجتمع من السقوط. الكوارث لا ترد بالألفاظ، ومصلحة لبنان واللبنانيين لا تحميها الفذلكات السقيمة.

 

القرار السعودي وتداعياته بلبنان والمنطقة

رضوان السيد/الشرق الأوسط/26 شباط/16

ما جاء القرار السعودي بإيقاف المساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، مفاجئًا. لكنْ على الرغم من ذلك فقد كان صادمًا، وأربك حسابات داخلية لبنانية كثيرة. فقد انفرد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بالنأي بالنفس عن قرار الجامعة العربية بالإجماع على الاستنكار وإدانة إحراق السفارة السعودية بطهران، وقنصليتها بمشهد. ورغم ما أثاره هذا الموقف الشاذ من سخطٍ في الأوساط السياسية اللبنانية والإعلام السعودي والعربي؛ فإنّ جبران باسيل طلب من السفير اللبناني لدى السعودية اتخاذ الموقف نفسه في اجتماع مجلس منظمة التعاون الإسلامي! بران باسيل بدا «ملكيًا أكثر من الملك» كما يقول المَثَل السائر، لأنه ما حسب حسابًا إلا لمصلحة تياره السياسي مع حزب الله وإيران، إذ أراد منهم تأكيد الاستمرار في دعم ترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية. وقد تلقّى من نصر الله مكافأة مباشرة؛ إذ خرج الأمين العام للحزب على الإعلام ليقول إنّ عونًا هو مرشحه الأوحد، ولن يسمح بالذهاب إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية إلا إذا صار متأكدًا أنّ الأكثرية هي في جانب عون! أما الآخرون، كل الآخرين في لبنان تقريبًا؛ فإنهم خشوا كثيرًا وما يزالون من تداعيات القرار بالداخل ومن الناحيتين الأمنية والاقتصادية. من الناحية الأمنية والعسكرية لأنّ الجيش هو بالفعل بحاجة إلى السلاح والذخيرة، والتي كانت الهبة السعودية تؤمّنُها بمقتضى اتفاقٍ مع فرنسا. أما من الناحية الاقتصادية؛ فلأنّ الوضع الاقتصادي شديد التردي، والعملة اللبنانية خسرت 25 في المائة من قيمتها في العام 2015. وهكذا فإنّ الخزينة اللبنانية لا تستطيع تأمين الاحتياجات العاجلة والمتوسطة للجيش، ثم لأنّ اللبنانيين العاملين في السعودية ودول الخليج (وهم بمئات الآلاف) يرسلون إلى لبنان سنويًا بين 6 و7 مليارات دولار، وقد تكون وظائفهم وتجاراتهم مهدَّدة إن استمرت السياسات المعادية للمملكة والتي يقودها حزب الله وحلفاؤه من سنواتٍ لصالح إيران والمحور الإيراني. وقد بلغ من سيطرة الحزب ومعسكره على الدوائر الاقتصادية والإدارية والسياسية بالداخل، أنّ الولايات المتحدة الأميركية اتخذت وتوشك أن تتخذ قراراتٍ ضد القطاع البنكي المخترق جزئيًا من الحزب وأعوانه بغسل الأموال، وبتجارة المخدرات الدولية.

لا يستطيع أحدٌ أن يهبك أو يُنعم عليك بدور. بل إنّ الدور يقتضي التصدي للمسؤولية والزعامة. والمملكة العربية السعودية تتصدى منذ مجيء الملك سلمان بن عبد العزيز إلى السلطة للدفاع والحماية لشعبها وللشعوب العربية والبلدان الأُخرى في مواجهة «داعش» التطرف، وولاية الفقيه الإيرانية العابرة للحدود. ولا شكّ أنّ موقف باسيل يزيد من استتباع لبنان للمحور الإيراني المعادي للسعودية والعرب في تقدمهم لصون أمنهم وحدودهم واستقرارهم. إذ ما بقي عاملاً ولا فاعلاً في المشرق العربي بالمعنى القومي غير دائرة القرار المتمثلة بمجلس التعاون الخليجي.

إنّ هذا هو معنى القول إنّ القرار السعودي السيادي لم يكن مفاجئًا. إذ سيطر المسمَّى بحزب الله – بحسب التعبير السعودي - على المؤسسات والقرار بالبلاد، والسياسة الخارجية للدولة.

وما اكتفى الحزب وحلفاؤه بذلك، بل إنّ الأمين العام للحزب ذكر مرارًا في خطاباتٍ مثيرة أنه رأس حربة في التصدي للمبادرة السعودية من أجل الأمن العربي والقرار العربي. ولذلك ما كان القرار السعودي والدعم الإماراتي والبحريني مفاجئًا لهذه الناحية. إذ إنّ حزب الله أعلن شنّ الحرب على العرب في كل مكانٍ وانطلاقًا من لبنان. وقد دأب أهل الخليج منذ عقود على غضّ النظر، والاتجاه دائمًا لإنقاذ لبنان وإعادة إعماره بعد كل حربٍ أو خراب. وكانوا يعتبرون ذلك أمرًا طبيعيًا باعتبار أنّ لبنان كان دائمًا ضحية لنزاعاته الداخلية أو لحروب إسرائيل عليه أو للسيطرة السورية وأخيرًا لسيطرة حزب الله. وحتى بعد السيطرة استمرت المملكة ومعها دول الخليج في دعم لبنان. لكنْ عندما يبادر الخليجيون للدفاع عن الدول والشعوب العربية في وجه الإرهابين الداعشي والإيراني، ويقوم حزب الله كما «القاعدة» و«داعش» بإعلان الحرب بالمقابل، ومن على منصّة الدولة اللبنانية، ومركز القرار اللبناني؛ فإنّ السياسات الجديدة للمملكة وسائر دول مجلس التعاون، تقتضيها المصالح العربية الردَّ على الحزب من جهة، وتنبيه اللبنانيين إلى ما يصيب دولتهم ووطنهم نتيجة ضياع القرار السياسي، وتهدد الدخول في محورٍ مُعادٍ للعرب. لقد أعلنت المملكة من قبل حزب الله تنظيمًا إرهابيًا. ثم بادرت بعد ازدياد مظاهر الخروج على مقتضيات الانتماء العربي والإجماع إلى التنبيه لما يحصل، ودعوة اللبنانيين شعبًا وحكومة إلى مكافحة هذا التوجه المستولي والقاتل.

لقد قال مجلس الوزراء السعودي إنه لن يتخلى عن لبنان، لكنه تمسك بقراره إيقاف المساعدات عن الجيش وقوى الأمن. والسعوديون وأعضاء مجلس التعاون الآخرون يعلمون أنّ فريقًا كبيرًا من اللبنانيين يقاومون استيلاء حزب الله وحلفائه منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005. وبسبب هذه المقاومة استمرت الاغتيالات حتى العام 2013. وفي عام 2008 احتل حزب الله بيروت لإخماد المقاومة الوطنية. ولذا فإنّ على اللبنانيين أن يعرفوا بالفعل أنّ المملكة لن تتخلّى عنهم، وستظل مع الشعب اللبناني والدولة الواحدة الحرة والمستقلة، الخالية من الميليشيات، ومن الانقسام الطائفي، والعاملة على إدارة شؤون شعبها بكفاءة، والباقية بقرارها الحر وتضامُنها مع أشقّائها، ومع العالم المتمدن، الذي دخل لبنان إلى أرجائه الشاسعة منذ أكثر من قرنٍ ونصف. إذا كنا نقاتل «القاعدة» و«داعشا» لعدوانهما على ديننا وأوطاننا، فكيف لا نقاوم الاستيلاء على لبنان من جانب ميليشيا طائفية ومذهبية، لا تكتفي بالسيطرة على القرار، بل تضيف إلى ذلك محاولة إلغاء الهوية والانتماء. إنّ هذه الأهداف جميعًا تحتاج لمتابعة النضال السياسي والاجتماعي السلمي والحازم. وكما ما كان لبنان قادرًا بمفرده على مواجهة الحروب الداخلية والاستتباع السوري والتغلغل الإيراني إلا بالعرب ومعهم؛ فإنه محتاجٌ إليهم الآن أكثر من أي وقت مضى. إسرائيل احتلت وانسحبت. والجيش السوري استولى وانسحب. أمّا هؤلاء فالأخطر فيهم ومعهم أنهم فئاتٌ من الشعب اللبناني، تلقت خلال العقود الثلاثة الماضية ثقافة طائفية ومذهبية، سواء في الأوساط الشيعية أو المسيحية. ولذا فإنّ العمل السياسي المدني والسلمي وحده هو الدواء الممكن من هذه الأمراض. ومرة أُخرى فإنّ الإخوة في الخليج، والمجتمع الدولي، يظلُّون الأقدر على التضامن مع الشعب اللبناني والدولة اللبنانية، لأنه لا هدف لهم غير صون أمن لبنان وأمانه، كما كان شأن أسلافهم، وجيل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذين أحبوا جميعًا لبنان الحر والمسالم والمتقدم، والذي توشك ميليشيات إيران أن تتهدد مستقبله بأفدح الأخطار.

 

ماذا تريد المملكة.. ماذا يريد لبنان؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/26 شباط/16

لا يسوء المملكة العربية السعودية أن يهاجمها حزب الله، عبر مسؤوليه أو من خلال إعلامه! تغير العالم، والسعودية ليست البلاد فائقة الحساسية التي كانتها. فمن يبذل دمًا في اليمن، ويسلح في سوريا ويدعم ثروات حقيقية في مصر، بات جلده سميكًا حيال شتيمة هنا وهجاء هناك!

ما يسوء المملكة أن يصير لبنان الرسمي، أي دولته المركزية ممثلة بحكومته، منصة عدوان على المملكة وعلى الخليج عامة، تحت عناوين كاذبة تنتحل صفة المصلحة الوطنية اللبنانية! ما يسوء المملكة أن لبنان أضحى بدولته المركزية ممثلة بحكومته، ضعيفًا للحد الذي يجعل موقفه العملي أقرب لإيران وخطابها واستراتيجيتها، منه إلى العرب وهم في عز العدوان على أمنهم واستقرارهم ودولهم ومجتمعاتهم! يكفي إيران أنها تخرق الإجماع العربي، بصوت عربي من داخل الدولة وليس فقط من منابر الضاحية الجنوبية لبيروت. وفعلت! وفي التداعيات، يسوء المملكة أن موقفًا كهذا كان ليمر مرور الكرام، مصحوبًا ببيانات استنكار معدودة، لولا غضبة الرياض والخليج، التي فرضت حالة طوارئ على حلفائها في لبنان، ولا تزال تضعهم في خانة الإرباك بحيث لم يرتقِ الخطاب أعلى من خطاب الاسترضاء، والاسترحام وكنايات الأخ الأكبر والأخ الأصغر!! وقد تأكدت الرياض بعد غضبتها، أن البيان الصادر عن حكومة الرئيس تمام سلام هو تكريس فعلي لتوازن السلاح وسطوته، ليس في الحياة الوطنية اللبنانية بل عند لبنان الرسمي، أي دولته المركزية ممثلة بحكومته! هذا بالضبط ما يسوء المملكة. وهذا بالضبط مكمن الخطأ في نظرة الرياض إلى لبنان. لنعترف مرة واحدة وأخيرة أن أشياء كثيرة اغتيلت مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليس أقلها محاولة اغتيال عروبة لبنان واغتيال الدولة فيه. لبنان منذ ظهيرة 14 فبراير (شباط) 2005 ليس دولة. هو ساحة صراع مفتوح مع المشروع الإيراني نجحنا فيها حينًا وفشلنا أحيانًا. قاتلنا فيها دفاعًا عن لبناننا الذي قضى مع رفيق الحريري ورفضنا دفنه معه. وقاتلنا نيابة عن كل العرب، الذين نما حزب الله في وجدانهم ومخيلتهم قبل أن ينمو فوق رقابنا وصدورنا، وكنا نقاتله في صحافة بيروت حين كانت أعلامه ترفرف في ساحات الأزهر وقلوب العرب! ولأن لبنان ليس دولة، بل ساحة صراع مفتوح، بل الساحة الوحيدة التي كسرت حزب الله مرتين وفي عمليتي انتخاب متتاليتين، عامي 2005 و2009، أقول: إن الخطأ لم يكن في سحب الهبة، بل في منح الهبة من الأساس. فالتصور السياسي الذي أوصل للهبة، أي دعم الدولة في مواجهة الدويلة، هو نفسه التصور السياسي الذي يجعل الرياض غاضبة من الدولة حين تكتشف أنها نسخة ملطفة عن الدويلة!

أسقطوا وهم دعم الدولة التي يسيطر عليها حزب الله في لبنان، فوظيفتنا فيها كلبنانيين هي حماية الحد الأدنى منها ليوم سيأتي ويتحرر فيه لبنان من الاحتلال الإيراني! وحمايتها ليست بالدعم الاستثنائي لمؤسساتها القائمة والمستتبعة، بل بتمتين المشروع السياسي المواجه لحزب الله!

لنسمِّ الأشياء بأسمائها. بأقل من أربعة مليارات بكثير يمكن دعم مشروع سياسي حيوي ونشط في لبنان في مواجهة دويلة الحرس الثوري، سياسة وإعلامًا وتنمية. فلبنان ملعب سياسي وإعلامي قبل أي شيء. نعم حزب الله يعرف أن رهان خصومه على الدولة لذلك يضعفها ويضعف مشروعهم السياسي من خلال الاعتداء عليها وبهدلتها واستتباعها! لا طائل من الاستمرار في معركة دعم الدولة إلا بالحدود التي تسمح ببقاء الهيكل واقفًا، وهذا لا يتطلب مليارات للجيش الذي يترجم إرادة سياسية بعدم الاصطدام بحزب الله لا الآن ولا بعد عشرات المليارات!

سأكون صريحًا. إن شعور الكثير من اللبنانيين من حلفاء المملكة حيالها، يشبه شعور الكثير من السعوديين حيال أميركا. شعور بالفقد والتخلي وسوء الفهم المتبادل. فالبلد متروك عمليًا منذ ما قبل انتخابات العام 2009، وقدرته على الصمود تضعف كثيرًا!

وإذ ينظر اللبناني حوله ويرى سوريا والعراق، أي الساحات الفعلية للمواجهة مع إيران، لن يتشجع لمغامرات غير محسوبة ولا تندرج في سياق مواجهة متفاهم عليها، لأنه سيكون الخاسر بسبب توازن القوى الحالي، ويفقد لبنان بالتالي آخر صمام أمان يمنعه من السقوط التام في قبضة إيران.

ما لا يريد أن يعترف به أحد أن لبنان يعيش حربًا أهلية باردة يُلبسها اللبنانيون كل أنواع الأقنعة إلا قناعها الحقيقي. المعركة الآن هي معركة إعادة التوازن إلى الساحة اللبنانية، لحماية الدولة لاحقًا. الساحة أولاً. وهذا يبدأ بإزالة الشكوك وترميم الثقة والتخفف من الأوهام والدعم الصحيح في المكان الصحيح والإقلاع عن «استراتيجية الزعل»! لبنان العرب لم يقصر في معركة لبنان والعرب ولا حاجة لإعادة سرد رواية الدم منذ خريف العام 2004 وحتى اغتيال الحبيب محمد شطح! أخشى أن ترتكب المملكة مع لبنان الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته مع العراق، ما رماه فريسة كاملة لإيران! فما لا يؤخذ كله لا يترك جله. وما لا تؤخذ دولته إلى خياراتها الطبيعية لا تترك ساحته للهزيمة المحققة.ساحة لبنان تقول: وا سلماناه.

 

الغطرسة الإيرانية و«عقاب» لبنان

 وليد شقير/الحياة/26 شباط/16

تتنازع اللبنانيين، سياسيين وجمهوراً، تيارات وتقديرات متناقضة في التعاطي مع الأزمة الناشئة بين بلدهم وبين المملكة العربية السعودية، غير المسبوقة والخطيرة والمرشحة للتصاعد، خلافاً للآمال بإمكان احتوائها. أولاً: مع أن قطاعاً واسعاً من اللبنانيين يدرك خطورة الأزمة وآثارها السياسية والاقتصادية، فإن قلة منهم تستوعب المستجدّ في هذه الأزمة مقارنة مع سابقاتها التي عولجت في العقود الماضية باعتبارها «غيمة صيف». ولم يسبق لأي أزمة بين البلدين أن اقترنت بخروج القيادة السعودية عن سياستها التقليدية في مواجهة التوترات الإقليمية باعتماد الديبلوماسية الهادئة وتجنب الحروب، لمصلحة خوض المواجهات العسكرية وتحريك آلتها العسكرية خارج أراضيها دفاعاً عن نفسها في إطار الحرب التي تشنها إيران عليها عبر الأدوات التي نجحت في اصطناعها على مدى العقود الماضية، وصولاً الى حديقتها الخلفية، اليمن. عدم إدراك جوهر هذا التحول ودخول المملكة في مواجهة للمرة الأولى مع دولة أجنبية، يدفع حتى بعض من يصنَّفون في خانة أصدقاء السعوديين التاريخيين، الى وصف الأزمة بأنها «غيمة عابرة»، فيما هي أعمق بكثير. وبات على هذا البعض ألا ينتظر من الجيل الجديد الفعال في المملكة تغليب العاطفة التي تحلى بها الجيل الثاني من حكامها وأمرائها تجاه لبنان، الذي أمضوا جزءاً من حياتهم فيه وأعجبوا بمشهده الاجتماعي- السياسي وأقطابه الذين رحلوا. الجيل الثالث، مهما كان تقييم البعض لسياساته، لغة المصالح والبراغماتية عنده تغلب عامل العاطفة حيال لبنان عند الجيل الثاني، الذي بدوره أخذ يستغرب هذا التبدل في المشهد السياسي اللبناني الذي عرفه وخبره وانبهر فيه أحياناً، فاستحال مشهداً هابطاً يفتقد في العديد من وجوهه الى الكفاءة والحنكة والتبصر، ويغلب عليه الصراخ وممارسة الشأن العام بالتبعية لأجهزة المخابرات وتوسل العصبية والشعبوية. بات حديث الجيل السعودي الثاني يبدي العاطفة تجاه لبنان من باب الحنين الى بلد اختفت نكهة الحيوية في حياته السياسية، وتراجع بناء عليه معيار أساسي من معايير التعاطي مع لبنان.

ثانياً: هناك من يعتقد في صفوف أصدقاء السعودية، أن طموح القيادة السعودية أن تواجه الحكومة اللبنانية محاولات «حزب الله» وإيران «مصادرة قرار الدولة»، كما جاء في بيان الرياض عن وقفها المساعدات العسكرية للجيش وقوى الأمن، تنقصه القدرة لدى حلفائها وأصدقائها، فانكفاء المملكة على مدى السنوات السابقة عن لبنان، وخصوصاً منذ عام 2011 (بعد فشل ما يسمى السين- سين)، شمل عدم دعم حلفائها وأصدقائها في لبنان، الأمر الذي فعلت عكسه إيران، فواصلت استثمارها لكسب النفوذ على الساحة اللبنانية سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، فدربت فيه ميليشيات ومجموعات وأطلقت فضائيات إعلامية لخدمة مشاريعها الإقليمية، بالتوازي مع تأمين مستلزمات انخراط «حزب الله» في الحرب السورية، هذا فضلاً عن التسويات التي اضطرت حلفاء السعودية في لبنان وأصدقاءها إلى تقديم التنازلات، نظراً إلى اختلال ميزان القوى بينهم وبين حزب يستخدم قوة سلاحه في بسط نفوذه داخل مؤسسات الدولة وفي الحياة العامة، بما يخدم مستلزمات انغماسه في الحروب التي يخوضها. وفيما برر حلفاء الرياض التسويات التي عقدوها برهانهم على الدولة، فإن قرار السعودية دعم الجيش اللبناني في هذا السياق بالهبتين اللتين قررتهما للجيش، لم يغير من واقع اختلال ميزان القوى. ثالثاً: إن جزءاً من الطبقة السياسية يدفن أصحابه رؤوسهم في الرمال في التعاطي مع الأزمة الناشئة بين لبنان والمملكة، لا سيما قيادة «حزب الله»، حين يحيّد الأنظار عن أسباب القرارات السعودية حيال لبنان الى ما يعتبره «مأزق اليمن»، ويتهكم على حملة التضامن اللبناني مع المملكة. فسياسة التعمية على عمق الأزمة هي في الوقت نفسه للتعمية على المأزق الذي غرق فيه الحزب نفسه في اليمن وغيره، والذي ازداد رسوخاً مع إعلان الحكومة اليمنية عن وثائق تدخله هناك، ومن ضمنها القتال على الحدود السعودية، ليضاف ملف إلى ملفات تدخله في أماكن أخرى من العالم أوجبت إجراءات مالية وعقابية ضده. فالحزب ينفذ خطط طهران الإقليمية ويترك للبنانيين حصاد مفاعيلها على حياتهم ليشملهم العقاب، وهو يعتمد على حلفاء يتعاطون مع الأزمة عبر التلاعب بالألفاظ لأهداف تتعلق بالترشح للرئاسة والحرص على دعم هذا الترشح، ما يدخل الأزمة المستجدة مع المملكة في حسابات صغيرة تغرق لبنان في الأزمة أكثر فأكثر. والغطرسة الإيرانية في استخدام لبنان تجعل الذين ينفذون سياستها عاجزين عن إدراك خطورتها، لأنها تناصب دولاً العداء وتنكر عليها رد الفعل. أي من هذه التقديرات كاف لاستنتاج أن الأزمة الراهنة ليست قريبة الحل.

 

نعم لبنان دولة محتلة

ثائر الزعزوع /العرب/26 شباط/16

عام 2012 اضطررت بعد خروجي من الاعتقال في سجون النظام السوري للتوجه إلى لبنان بغرض السفر إلى فرنسا، كوني لا أستطيع السفر من مطار دمشق الدولي، وكان بانتظاري على الجانب الآخر من الحدود اللبنانية أحد الأصدقاء والذي قام بنقلي بسيارته إلى مطار رفيق الحريري، ولم يخف طيلة الطريق إلى المطار خوفه من أن تقوم عناصر حزب الله بإيقافنا واعتقالي من جديد وإعادتي إلى سوريا، لأن لديها قوائم بالمطلوبين للنظام السوري، وعندما وصلنا إلى المطار ازداد خوفه، فالمطار خاضع بشكل شبه كلي لسيطرة عناصر حزب الله، وقد استخدم الصديق علاقاته الطيبة ببعض الأشخاص العاملين في المطار من أجل ضمان سفري بسلام، وهذا ما حدث. اليوم بدأ سؤال في ما إذا كان لبنان دولة مستقلة يعود للطرح مجددا لا من قبل ساسة ومراقبين عرب، بل من قبل اللبنانيين أنفسهم، وهم الذين احتفلوا عام 2005 كل على طريقته بالتخلص من زمن الوصاية السوري الذي استمر قرابة ثلاثة عقود خسر لبنان خلالها استقلال قراره السياسي، كما خسر، اغتيالاً، عددا من سياسييه ومثقفيه الذين كانوا يسعون لمداواة جراح البلد الخارج من حرب أهلية مرهقة، لم تبتدئ القائمة برئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ولم تنته بالصحافيين جبران تويني وسمير قصير، إلا أن فرحة الاستقلال الثاني كما يسميه اللبنانيون لم تكتمل، لأن الوصاية والتدخل السوري في الشؤون اللبنانية لم يتوقفا يوما، واستمر حزب الله يمارس دوره الذي أوجد بسببه، وهو إخضاع الدولة اللبنانية للوصاية الإيرانية عابرة الحدود بحجة محاربة إسرائيل، وتحرير الأراضي المحتلة وصولا إلى بيت المقدس. لكن هذا الوعد الأسطوري لم يتحقق منه شيء على أرض الواقع، فيما أصبح لبنان محتلا بشكل كامل من قبل إيران، وباتت المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله أشبه بالمستوطنات الإيرانية التي لا تستطيع الدولة اللبنانية إدارتها، أو ملاحقة المجرمين المطلوبين فيها، مثل الرباعي المتهم من قبل المحكمة الدولية الخاصة بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري، بينما يقع عليها اللوم في حال تعرضت تلك المستوطنات لأي خلل كما حدث إبان التفجيرات التي ضربت بيروت الجنوبية في نوفمبر من العام الماضي. وإذا كنت ومن خلال تجربة شخصية أستطيع أن أجزم أن لبنان دولة محتلة من قبل إيران، فإن هذه الحقيقة، التي باتت معروفة للجميع، كانت تؤرق العديد من الدول العربية، الخليجية منها على وجه الخصوص، والتي كانت قد رصدت زخما استثماريا لا يستهان به للبلد الخارج من أتون حرب أهلية، والذي يمثل قبلة سياحية عربية وعالمية، لعديد من الأسباب، لكنه وخلال السنوات الأخيرة فقد تلك الخصوصية وتحولت شوارعه إلى مصب للقمامة وتعطل قراره السياسي بشكل كامل، وباتت حكومته عاجزة عن تشكيل لجنة لحل مشكلة القمامة المتفاقمة، ناهيك عن إصدار بيان إدانة للعمل الهمجي الذي استهدف سفارة وقنصلية المملكة العربية السعودية في طهران ومشهد. ورغم المحاولات التي بذلتها العديد من القوى السياسية، تيار المستقبل على وجه الخصوص، لإعادة حزب الله إلى الحارة اللبنانية من خلال عملية سياسية متوازنة، إلا أن إرادة الولي الفقيه كانت أقوى من أي انتماء أو ولاء وطني، وقد تبع حزب الله غريزته الطائفية وانقاد إلى المشروع الإيراني، ووضع لبنان في فوهة النار السورية المشتعلة من خلال تدخله إلى جانب قوات النظام، ومشاركته في قتل الشعب السوري، وصولاً إلى مساهمته في دعم ميليشيات الحوثي في اليمن، ومحاولته العبث بأمن مملكة البحرين ودولة الكويت. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد تنبهت لخطر حزب الله وصنفته منظمة إرهابية، ونبهت من خطره على المحيط العربي، إلا أن الخطوة السعودية الأخيرة بإلغاء المنحة التي كانت مقررة للنهوض بالجيش اللبناني ودعمه، يمكن النظر إليها على أنها خطوة متقدمة في اتجاه محاصرة آفة حزب الله التي تفتك بالجسد اللبناني ولا يمكن اعتبارها موجهة ضد لبنان أو شعبه، فما قدمته الرياض على مدى عقود للدولة اللبنانية أكبر من أن يتم نسيانه. ولأن الحزب الذي يتصرف مثل عصابة خارجة على القانون قد لا يتورع عن الاستيلاء على أي أسلحة وتجهيزات قد يتم تسليمها للجيش اللبناني، وقد تلقت العديد من القوى اللبنانية رسالة الرياض واضحة غير مشفرة، بأن حزب الله خطر على لبنان وعروبته وقد أخذ حجما أكبر مما يستحقه ولا بد من تشكيل تحالف لبناني في وجهه من أجل إعادته إلى حجمه الطبيعي، وإلا سيجد لبنان نفسه يبحث عن أطلال عروبته كما تبحث الأحواز منذ عقود طويلة.

 

عن المؤتمر التأسيسي

 حسام عيتاني/الحياة/26 شباط/16

يرفع «حزب الله» وأنصاره في لبنان سلاح الدعوة الى مؤتمر تأسيسي في وجه تلويح تيار «المستقبل» بالاستقالة من الحكومة الحالية. يقول الحزب ان الآخرين مضطرون الى القبول بواحد من خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بالدور والنفوذ والتمدد الذي يمارسه في مؤسسات الدولة اللبنانية وإما سيقلب الطاولة على الجميع ويفرض حله الخاص. في المبدأ، تبدو فكرة المؤتمر التأسيسي ضرورية في المرحلة هذه التي بلغها الاجتماع السياسي اللبناني من ناحية التفكك وعجز السلطات التنفيذية عن أداء أبسط مهماتها. اتفاق الطائف الذي يكرر أقطاب «14 آذار» تمسكهم به انتهى بعد احتضار طويل سببته الوصاية السورية وعدم الالتزام بنص وروح الاتفاق ناهيك عن تغيرات عميقة في المشهد الدولي الذي احتضن «الطائف» حيث انكفأت الولايات المتحدة وبات راعياه الاقليميان، المملكة العربية السعودية والنظام السوري في حالة عداء صريح. لبنان إذاً في حاجة الى اعادة صوغ نظامه السياسي للخروج من ازمته التي مرّ عليها أكثر من عقد من الزمن. إدارة النظام على الطريقة التي جرى اعتمادها بعد الانسحاب السوري في 2005 لم تزد عن كونها اداة لتوليد المآزق والازمات عند كل استحقاق انتخابي، نيابي او رئاسي، على ما يشهد الفراغ في منصب رئاسة الجمهورية المستمر منذ حوالى العامين والمجلس النيابي المعطل والممدد لنفسه منذ عامين ونيف. الاعتقاد بقدرة لبنان على الخروج من ازمته البنيوية هذه من دون وقوع خضات سياسية وربما امنية كبيرة او تدخل خارجي كثيف، اعتقاد ساذج. ذلك ان سياسات الهوية وضعت لبنان في طريق مسدود لا مجال فيه إلا للصدام والعنف كمخرج وحيد من الجمود الخانق الحالي. واحدة من معضلات سياسات الهوية قيامها على التعامل مع مكونات «جوهرانية» لا تقبل التغير وثابتة في مكانها وزمانها، وليس على ادارة الاختلاف بين قوى واعية لمصالحها ولإمكان تبدل هذه المصالح. بيد أن «حزب الله» بطرحه فكرة المؤتمر التأسيسي لا ينطلق من هاجس تصحيح الأخطاء ومكامن الخلل التي عانى منها اتفاق الطائف، بل يرمي الى تغيير التوازنات السياسية التي أرساها الاتفاق المذكور ومنها نقل السلطة السياسية من رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعاً. اختزل رئيس الوزراء (السني) في مراحل معينة السلطة في شخصه وهمّش رئاسة الجمهورية وبقية اعضاء مجلس الوزراء لكن هذه ستكون مشكلة بسيطة مقارنة بالكم الهائل من المشكلات التي سيطرحها المؤتمر التأسيسي لناحية الاضطرار لاعادة تشكيل عقد اجتماعي وسياسي جديد في لبنان المنقسم والواقف على شفير الهاوية. غني عن البيان أن الحزب عندما يتناول هذا المؤتمر لا يقصد تحسين التمثيل المسيحي او تغيير شكل النظام الاقتصادي – الاجتماعي وبناء دولة الرفاه، بل يهدف الى إفهام السنّة اللبنانيين أنه وحلفاءه المسيحيين باتوا يشكلون اكثرية عددية وسياسية ينبغي لها ان تحصل على حصة مُقررة في السلطة. وهو يعلن أن الاصطفاف السني- الشيعي ضد المسيحيين اثناء الحرب الأهلية الماضية قد انتهى وظهر مكانه اصطفاف شيعي – مسيحي ضد السنّة. وعلى هؤلاء ان يرضخوا لهذه المعادلة بعد هزيمة المعارضة السورية المسلحة وبعد انفكاك العرب عن لبنان. وما من داعٍ للتذكير ان «المواطن» اللبناني لن يجني شيئاً من تغيير مشابه، لا على المستوى المعيشي ولا الاجتماعي، اللهم باستثناء ازدياد الخطب النارية التي تُبشّر بقرب الوصول الى القدس التي مرت طريقها في الزبداني والحسكة.

بكلمات ثانية، سيعمل رعاة المؤتمر التأسيسي المقبل، إذا حصل، على تكريس مرحلة طويلة ودموية من صراعات الهوية والطوائف والملل المتناحرة.

 

فرنسا توفد مسؤولاً إلى الرياض للبحث في وقف الهبة للبنان

رندة تقي الدين بيروت - «الحياة» /26 شباط/16

أخذت الأزمة المتصاعدة بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة، ولبنان من جهة ثانية تلقي بثقلها على الوضع السياسي الداخلي وكادت تطيح بالحوار الثنائي بين تيار « المستقبل» و «حزب الله» أول من أمس، لولا تدخل رئيس البرلمان نبيه بري الموجود في الخارج، والذي استنجد برئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة تمام سلام من أجل عقد جلسة مختصرة بالأشخاص والوقت ليلاً، في انتظار لقاء بين بري وزعيم «المستقبل» الرئيس سعد الحريري لمحاولة ثني الأخير عن قرار تجميد هذا الحوار باعتباره لم يعد مفيداً، كما قالت مصادر «المستقبل» لـ «الحياة». في وقت ذُكر ان مسؤولاً فرنسياً سيزور الرياض الأسبوع المقبل للبحث في الغاء الهبة الى لبنان. وفيما دعا سلام في مستهل جلسة عادية لمجلس الوزراء قبل ظهر أمس، الوزراء إلى مراعاة البيان الحكومي الذي شدد على التزام الإجماع العربي، واعتبر أنه إذا كان من وزير لديه وجهة نظر معينة في شأن الأزمة مع المملكة العربية السعودية فإنه لا يمثلنا، جاء طلب «المستقبل» تأجيل جلسة الحوار مع «حزب الله»، على خلفية استياء قيادته من التعديلات التي أدخلت على نص البيان الحكومي بناء لإصرار وزيري الحزب، والتي لا تتيح معالجة الأزمة مع الرياض، وتصحيح موقف الحكومة حيال إدانة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الاعتداء على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. وأوضح مصدر في «المستقبل» أن قيادته «لن تصادق» على بيان الحكومة. وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق العضو في وفد «المستقبل» إلى الحوار، اقترح تعليقه إلى حين توضيح الموقف بعد عودة الرئيس بري من الخارج، والذي أوفد معاونه وزير المال علي حسن خليل للقاء الحريري والإصرار عليه عقد اجتماع مختصر ولو للحفاظ على الشكل فوافق. وقال المشنوق لـ «الحياة» إنه لم يكن ممكناً أن يستمر الحوار في ظل هذه الأجواء «والبلد على حافة الهاوية وعروبة لبنان كلفت مئتي ألف قتيل ولا يجوز التنكر لها وللإجماع العربي بالتضامن مع السعودية».

وشدد بري من بروكسيل على أن «الحوار الوطني مستمر ويشكل ضمانة وحدة لبنان، وأنه وطن نهائي لجميع أبنائه، والحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» تمكن من خفض سقف التوترات». واعتبر «أن مفتاح الحل في المنطقة الحوار السعودي- الإيراني الذي لا بد منه».

وجدد الحريري أمس، هجومه على «حزب الله»، فأعلن أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية مردها «الاعترافات والأدلة حول ما يقوم به «حزب الله»، سواء في المملكة أو اليمن أو البحرين أو سورية أو الكويت وغيرها، فالحزب اليوم «فاتح على حسابو» في كل الدول العربية». وإذ اعتبر أن «ما يقوم به الحزب من تدخلات عسكرية وأمنية في أكثر من دولة عربية أمر جنوني ومرفوض، لأنه يعرض لبنان لأخطار، دعاه «للعودة إلى لبنان، لأن ما يقوم به هو عمل إرهابي وإجرامي بحق الآخرين». وقال أثناء استقباله وفداً من العشائر، إن «المملكة لم تبادر أو تطلب من أي مجموعة أو فرد منكم أو من غيركم التسلّح والقيام بأعمال غير قانونية ضدّ الآخرين». وفي باريس، علمت «الحياة» من مصدر فرنسي، أن مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جيروم بونافون سيزور السعودية الأسبوع المقبل ويثير موضوع إيقاف الهبة السعودية للجيش اللبناني وتأزم العلاقات السعودية والخليجية مع لبنان.

وتعتبر باريس أن الأزمة «بداية لزعزعة الوضع في لبنان، وأن إيجاد حل للفراغ في المؤسسات أصبح ملحاً جداً ولا يمكن البلد أن يستمر بالتزييف والدول الأخرى لم تعد تثق به، وهذا مقلق جداً للذين يحبون لبنان، لأن الوضع خطير». وقال المصدر إن باريس «أطلقت مشروع هبة الجيش مع السعودية كي تعزز يد القوى المستقلة والشرعية في وجه «حزب الله» والنظام السوري، لكن يجب أيضاً على الجيش والحكومة أن يعطوا الرسالة نفسها ولسوء الحظ فإن تصريحات قائد الجيش العماد جان قهوجي وإخراج ميشال سماحة من السجن لم تساعد». وأشار المصدر إلى أن باريس ستتمنى على السعوديين أن يستمروا في مساعدة لبنان وستبحث معهم كيف يمكن أن تتحرك في هذا الاتجاه. إلى ذلك يزور باريس الأسبوع المقبل مساعد وزير الخارجية الإيراني المسؤول عن الملف اللبناني حسين أمير عبد اللهيان.

 

زمن «حزب الله».. الرديء

علي الحسيني/المستقبل/26 شباط/16

إنه زمن «حزب الله» بامتياز ولكن الرديء هذه المرّة. زمن الخروج عن الشرعية اللبنانية والدولية وزمن التمرد على الدولة وعلاقاتها والتفرد بالقرارات وبمصير شعب بأكمله. نعم، إنه زمن «حزب الله»، زمن الانقلاب على المواثيق والأعراف والعيش المشترك وعلى لقمة عيش الناس في أشغالهم وحياتهم اليومية. نعم، إنه زمن «حزب الله»، زمن تفلّت الأمن والأمان وبث الخوف في نفوس المواطنين وتهديدهم بعودة الانقلابات وإشعال الشارع وأيّار ما زال الشاهد الأبرز على هذا الزمن السيئ السمعة والفعل. كاد الشعب اللبناني أن يُصدق في فترة من زمن «حزب الله» المتقلب والمُنقلب، أن هذا الحزب يُريد الذهاب فعلاً نحو الديموقراطية وأنه سيترك خلفه كل ارتكاباته في الداخل والخارج، وأنه أصبح أقرب إلى التوبة أو مراجعة الذات، وأنه على طريق التندم من كل ما سبق من ذنوبه أو تقدم، لكن الحيلة لم تنطلِ على هذا الشعب الذي سرعان ما اكتشف أن الديموقراطية التي ينشدها، ما هي إلا ستارة تُعلن من خلفها مواقف لا تعكس نياته الفعليّة المُبيّتة والرامية إلى شل البلد وتعطيل استحقاقاته خدمة للمشروع الذي يحمله. من الواضح أن «حزب الله» لم يعد يُقيم وزناً لعلاقات لبنان مع الدول الجارة وكأن ايران أصبحت بالنسبة اليه تمثل كل أولئك الجيران. هاجم الكويت وحاول زعزعة أمنها من خلال نقله الذخائر والأسلحة الى جماعاته فيها ليتهمها بعد افتضاح أمره بالكذب والافتراء. يُحاول على الدوام قلب النظام في البحرين من خلال التحريض المذهبي والطائفي، لكنه لا يجرؤ على اتخاذ موقف واحد من إيران التي ترتكب الممارسات العنصرية بحق أهل «الأحواز» وغيرهم من الأقليات. واليوم يقوم الحزب بأبشع أنواع ممارساته بحق السعودية وأهلها من خلال تلفيق الاتهامات لها لمجرد أنها قررت الوقوف ضد عصابات «الحوثيين« في اليمن ونظام بشار الأسد الذي يُمارس هوايات القتل وارتكاب المجازر بحق شعبه.

في مقارنة واقعية وبسيطة بين نوعيتين من الكلام تُبيّن الخيط الأبيض من الأسود، يظهر أن هناك مشروعين واضحين لكل منهما توجهه ومعناه المحدد. يوم أمس عاد الرئيس سعد الحريري ليؤكد للمرة الألف «أننا متمسكون بمشروع إنقاذ لبنان وسنبقى مدافعين عنه، رافعين الصوت عالياً ضد ممارسات حزب الله في الداخل والخارج معاً«، وهو «فاتح على حسابو» في كل الدول العربية. نحن نرى ما يحدث في العراق وسوريا وعلينا بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن مخاطر ما يجري في هذين البلدين من حولنا. فكما استطعنا إخراج الجيش السوري من لبنان بدون ضربة كف، نحن قادرون بوحدة كلمتنا وصفنا على أن نواجه كل التحديات والمخاطر وإنقاذ لبنان وإعادة مشروع الدولة إلى السكة الصحيحة«. ومقابل هذا الكلام يظهر كلام آخر يقول: «أفتخر بأن أكون جندياً في ولاية الفقيه. ونحن مستعدون للتضحية بثلثي الطائفة حتى يعيش الثلث الآخر بكرامة».

عوض تقديم اعتذار والعودة عن غيه تجاه المملكة عما بدر منه بحقها طيلة الفترة الماضية، يهرب إلى الأمام، ولا يتراجع أو يراجع حساباته السياسية وانعكاسات تصريحاته المسمومة من يدّعي حرصه عليهم، راح يتهدد المملكة ويصفها بأبشع النعوت لدرجة وضعها في خانة العدو الإسرائيلي وهي التي لها في كل منزل لبناني بصمة بيضاء منذ بداية الحرب في لبنان الى زمن السلم. وآخر تهكمات الحزب وقادته ما صدر عن وزيره محمد فنيش الذي قال: «هل الاعتذار يخرج السعودية من مأزقها في اليمن؟ لا نعرف ما سبب الضغط السعودي على لبنان«. وكان سبقه تعليق لنجل الأمين العام جواد نصرالله يقول فيه:« أحسنوا الظن.. يمكن قصدهم سحب رعاياهم من فلسطين لكن آفة الحول والعمى المزمنة غلطوا بشكل فلسطين أصلاً ما بيعرفو وعملوا الحملة علبنان، علماً أن من يُراقب دعم إيران وحزب الله للشعب الفلسطيني، يُمكنه أن يعرف جيداً أن مصلحتهما كانت وما زالت تتقدم على أي أولوية فلسطينية وهذا ما كشفته جملة أحداث هناك ولم يكن آخرها اجتياح بلدة جنين التي تُركت يومها تواجه مصيرها وحيدة تحت أعين الإيرانيين و»حزب الله». فتح «حزب الله» معركته مع الدول العربية اليوم، ليست إلا بهدف حرف أنظار جمهوره عن المأزق الذي يعيشه من جراء انغماسه في الحرب السورية والخسائر القاتلة التي يتكبدها بشكل يومي واستنزافه الى حد كبير، وهي تأتي في ظل صرخات بدأت تخرج من بيئته تطالبه بوضع حد لهذا النزف الذي لم يترك منزلاً إلا ودخله ولم يترك عائلة إلا واختار أحد أفرادها. كل هذه الأمور تحوّلت إلى نقمة غير مُعلنة داخل بيئة حملت راية المقاومة منذ تأسيسها لكنها اليوم لم تعد ترى في جزء غير قليل من تركيبة الحزب السياسية والأمنية، سوى مجموعات من رجال الأعمال الذين أصبحت لديهم مشاريعهم وتجاراتهم الخاصة البعيدة عن مقاومتهم أو حتّى عن «العقيدة« التي «يُستشهد» لأجلها أبناؤهم خارج حدود الوطن.

 

مرحلة انتظار سعودية لتغيير مسار المواقف اللبنانية

ثريا شاهين/المستقبل/26 شباط/16

بات واضحاً أن الوضع اللبناني وصل الى مرحلة صعبة وخطرة، حيث لا يمكن الاستهانة بما يحصل على صعيد العلاقات اللبنانية الخليجية لا سيما السعودية. وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان المملكة تنتظر تغييرات ما في القرارات اللبنانية، بشكل أن يكون مسارها متلائماً مع هوية لبنان العربية. وهي تريد أفعالاً وليس أقوالاً. المملكة والخليج كانا يتوقعان من الدولة اللبنانية تحديداً أن تكون لها مواقف داعمة لهم في المحافل الدولية ومتضامنة أكثر.المملكة تريد توازناً في مواقف لبنان حيال ما يحصل في المنطقة وليس أن يكون نائياً بنفسه في مواقع ما، ولا ينأى بنفسه في مواقع أخر. الخليج يشعر انه في مرحلة المواجهة المفتوحة مع إيران، في جبهات عدة في سوريا واليمن والعراق. يجب في نظره أن تكون مواقف لبنان على المستوى المطلوب، كما تريد المملكة تطمينات وضمانات حول ذلك، لا بل تعهدات. وتفيد المصادر أيضاً، أن الخليج يطلب وقف الحملات ضده من «حزب الله»، وهو يلاحظ أن وجوده في كل من سوريا واليمن والبحرين هو بمثابة تدخل بشؤون هذه الدول من ذراع إيران الأولى في المنطقة. مواقف لبنان في الجامعة العربية، وفي منظمة التعاون الاسلامي، لا تزال مكتوبة على ورق في مسائل التدخلات الإيرانية في الدول العربية. لا شك أن الوضع صعب، وسطوة السلاح موجودة، لكن هذا لا يمنع وجود مواقف حازمة من الدولة. هناك انتظار للتطورات في الموقف اللبناني، وأي عدم اكتراث، سيؤدي الى مزيد من الخطوات قد تطال ترحيل للبنانيين، وسحب سفراء، ومنع تأشيرات عن اللبنانيين ومنع الطيران السعودي من المجيء الى لبنان، وإعادة النظر بالوديعة في مصرف لبنان، حتى في مجال الهبة للجيش في حد ذاتها، فمن الممكن أن تحول الى مكان آخر، وفقاً للمصادر. وتفيد مصادر وزارية، ان وزراء «حزب الله» عبروا خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، عن مواقفهم الاقليمية وليس اللبنانية. فتحدثوا عن التعاطي السعودي مع اليمن والتدخل الخليجي في البحرين وكأنهم يقومون بمطالعة عن هذا الدور في المنطقة. اهتمامهم في مكان آخر، لكن وزراء آخرين دعوهم الى أن يصار الى الاهتمام بالوضع اللبناني، والتحدث بمصلحة لبنان. هناك تخوف من وضع سيئ يعانيه لبنان، والوضع يدور في حلقة مفرغة وفقاً لمصادر سياسية بارزة، إذ يجب أن يتغير التعاطي مع الخليج. السعودية تتفهم الواقع اللبناني لكن الأمور خرجت عن حدها. وليس مطلوباً أن ينجر أي طرف لمحاربة الحزب، لكن يجب على الموقف السياسي للبلد أن يتغير. هناك مجموعة عوامل لبنانية أدت الى اتخاذ القرار السعودي، وهناك تراكمات ضغطت في هذا الاتجاه، بحيث أن معظم القرارات التي تتخذ تتم مثلما يريد «حزب الله»، وليس من يقف في وجهه. وليس مقصوداً بمواجهته حمل السلاح، إنما في الموقف السياسي. مثلاً: هناك قضية الوزير السابق ميشال سماحة، فما الذي كان يمنع إحالتها الى محكمة أخرى، فضلاً عن مواقف أخرى، وكأن قرار الحكومة بات في يد الحزب. وهذا ما ينطبق أيضاً على سياسة لبنان الخارجية، إذ ليس من الضروري معاداة أي طرف، إنما يجب تحييد لبنان عن اتخاذ أي موقف في الصراع الدائر في المنطقة، وليس الابتعاد عن الموقف العربي. كان يفترض بلبنان ايجاد موقف آخر مع الحياد، إنما لم يعد مقبولاً خليجياً، أن يساير إيران ويبتعد عن العرب. وان يتفهم الخليج وضعه ولا تتفهم إيران ذلك أيضاً. الخليج والسعودية تحديداً، دخلت في حرب في المنطقة، ولم يعد مقبولاً لديها أن يقوم بلد مثل لبنان بمواقف متطرفة ضد سياستها في إطار الصراع القائم في المنطقة. وتشير المصادر، الى انه بإمكان 14 آذار المقاومة سياسياً، ولا يجوز السير والتسليم بالأمر الواقع. العرب والخليج تحديداً يريدون أن يعرفوا تحديداً أين موقع لبنان في الصراع الاقليمي، بعد المواقف الأخيرة في لبنان، ثم الاستنتاج أن لبنان «لا يساير» بل انه يعمل ما يريده الحزب وإيران، وقرار حكومته بات في يد الحزب. وهذا أكثر سبب وراء القرار السعودي. المواقف الضبابية في لبنان، لم تعد تنفع، وفق المصادر، في النهاية هناك صراع كبير في المنطقة، وعلى لبنان تحديد موقعه. السعودية حالياً في خضم معركة كبيرة وحاسمة في المنطقة، وتريد مواقف واضحة حيال مواقفها وتحركاتها. القرار السعودي جرى دعمه فوراً من دول مجلس التعاون، لكن موقف لبنان إذا استمر من سيدعمه؟!. واستمراره قد يعرضه لعزلة عربية ودولية. ربما في الموقف السعودي الأخير ما يفرض على المجتمع الدولي إعادة النظر بموقفه من الملف اللبناني، بحيث، تتم ضغوط على إيران لتسهيل حصول الانتخابات الرئاسية، نظراً لخطورة الوضع السياسي الذي وصل إليه، ومنعاً لمزيد من المحاولة الإيرانية الامساك بالورقة اللبنانية، وما يمكن أن يؤدي ذلك في المستقبل، وحصول انتخابات رئاسية قد يفسح في المجال لحكومة متوازنة.

 

لو أن مجلس الوزراء عاد إلى "بروتوكول الإسكندرية" لما كان في حاجة إلى تفسير "الإجماع العربي"

 اميل خوري/النهار/26 شباط 2016

لو أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومعه مجلس الوزراء عادوا الى "بروتوكول الاسكندرية" لما كان صدر عن جلسة المجلس الاستثنائية بيان باهت لا لون له ولا طعم لأنه يعكس تركيبة الحكومة نفسها التي تجمع الأضداد، ولا كانت الحاجة الى إضافة أي عبارة الى عبارة "الإجماع العربي"، ولا كان الوزير باسيل في حاجة الى عقد مؤتمر صحافي يخرج به عن مضمون البيان وتفسيره بالقول: "إننا ننحاز إلى الوحدة الوطنية إذا خيّرنا بين الإجماع العربي والوحدة، بل ننحاز إلى الوحدة بما تعنيه من عدم تفجير البلد وعدم المساس باستقراره"، ولما كان في حاجة إلى التساؤل: "هل الإجماع العربي هو أولوية على أي مكون داخلي في لبنان، وإجماع ضد فريق لبناني أو ضد مصلحته، ووحدته"، ولما كان اضطر المكتب الاعلامي للرئيس تمّام سلام إلى الرد عليه. إن "بروتوكول الاسكندرية" الذي أقرّته الهيئة التحضيرية للمؤتمر العربي العام في تشرين الأول 1944 ينص بوضوح على الآتي: "تكون قرارات مجلس جامعة الدول العربية ملزمة لمن يقبلها عدا الأحوال التي يقع فيها خلاف بين دولتين من أعضاء الجامعة ويلجأ فيها الطرفان إلى المجلس لفضّ هذا الخلاف. ففي هذه الأحوال تكون قرارات مجلس الجامعة نافذة وملزمة". كما ينص على أنه "لا يجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة، وأن لكل دولة أن تعقد مع دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها اتفاقات خاصة لا تتعارض مع نصوص هذه الأحكام أو روحها، ولا يجوز في أي حال اتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية أو أية دولة منها، وأن يتوسّط المجلس في الخلاف الذي يخشى منه وقوع حرب بين دولة من دول الجامعة وبين أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها للتوفيق بينهما". إن الوزير باسيل ومعه مجلس الوزراء، لو اطلعوا على هذه النصوص لما كان ثمة حاجة إلى القول إن "الوحدة الوطنية في لبنان لها الأولوية على الإجماع العربي، أو يكون إجماعاً ضد لبنان أو ضد مصلحته، أو يكون الإجماع العربي ضد المصلحة الوطنية العليا". فكيف يكون إجماع يخافه الوزير باسيل ما دامت الدولة المتضرّرة لها حق الرفض فيسقط الاجماع؟ إن الحرص على الوحدة الوطنية ليس بعدم التزام الاجماع العربي إنّما بعدم التزام الاجماع الوطني، فلا يظل "حزب الله" يقرّر منفرداً التدخل عسكرياً في سوريا والعراق والبحرين واليمن ومواجهة سياسة تعتمدها السعودية ممّا يؤثّر على لبنان كما قال رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في مؤتمره الصحافي، ولا كان الوضع الداخلي يسير من سيئ إلى أسوأ لأن هناك من يصادر قرار الدولة، كما قال أيضاً، ليختم متسائلاً: "كيف لنا أن نطبق سياسة النأي بالنفس وحزب الله ينفذ أجندة استراتيجية ويقاتل في سوريا؟". الواقع لو أن "حزب الله" كان حريصاً فعلاً على الوحدة الوطنية لانسحب من الحرب السورية التي ينقسم حولها اللبنانيون، ولوافق على استراتيجية دفاعية تضبط استخدام سلاحه لأن ابقاءه تحت إمرة الحزب وحده يخلّ بالتوازن الداخلي، والاخلال به يصدع الوحدة الوطنية ويهز الاستقرار العام في البلاد. فهل بات على الجميع البحث عن مفهوم جديد للوحدة الوطنية وذلك بترميمها أو إعادة تأسيسها؟ إن الحفاظ على الوحدة الوطنية يكون بالحرص على التوازن الداخلي وليس بالاخلال به بحيث تكون فئة لبنانية مسلّحة وفئة أخرى غير مسلّحة، أو أن تكون طائفة قائدة وطائفة مقودة وتابعة، ولا يكون في انتخاب رئيس للجمهورية غالب ومغلوب ولا في تشكيل الحكومات أيضاً، وألاّ يكون لحزب أو طائفة حق الانحياز إلى دولة للاستقواء بها على الشريك الآخر في الوطن الذي يضطر بدوره الى أن يفعل مثله دفاعاً عن حقوقه ومصالحه... حتى وإن تضرّرت مصالح الوطن. إن قوى 14 آذار التي قدّمت سلسلة من التنازلات من أجل الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي، لم يعد في استطاعتها تقديم المزيد لئلا يشكل ذلك استسلاماً كاملاً في وقت يتمادى "حزب الله" في اتخاذ قرارات منفردة واستفزازية أحياناً لوضع هذه القوى أمام خيارات صعبة، إمّا الرد عليها بالمثل وإن على حساب السلم الأهلي والعيش المشترك فتكون الخسارة للجميع ويصبح كيان لبنان ووجوده في خطر داهم، وإمّا أن تظل مستسلمة لـ"حزب الله" وكأن لبنان لا أمّ له سوى 14 آذار. فعلى "حزب الله" إذاً أن يعيد التوازن بين مكوّنات لبنان صوناً للوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي، فيقرّر الانسحاب من سوريا ويضع سلاحه في كنف الدولة كي تعود القوة إلى الحق ولا يبقى الحق للقوّة، ولكي تقوم في لبنان دولة تخرجه من الوضع الشاذ الذي يعيش فيه منذ سنوات.

 

المشنوق: ذاهبون الى مواجهة عربية كبرى.. وستؤخذ قرارات بمسألة

ال بي سي/ ٢٥ شباط ٢٠١٦/أوضح وزير الداخلية نهاد المشنوق عدم مشاركته اليوم في جلسة اعمال مجلس الوزراء، وقال في حديثٍ الى "lbc"، "اعاني من وجع في ظهري. صار الحمل على ظهري اثقل بكثير مما اي احد يتصور، نحن في ازمة كبرى نتيجة ما حصل في "جامعة الدول العربية" في القاهرة وما حصل في المؤتمر الاسلامي في جدة، لان هذا الامر يتعلق بعروبة لبنان وليس بموقف لحظة من قضية محددة، هذا التوجه ذاهب الى مشكل اكبر ببكثير مما نتصوره نحن". ورداً على سؤال بشأن عدم مشاركته في جلسة الحوار بالامس بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" برعاية الرئيس نبيه بري، اجاب: "كان رايي انه يجب تعليق الحوار لفترة يكون الشخص راجع كل خياراته وكل سياسته وبعدها يقرر العودة الى الحوار وفق نظرة جديدة للامور". وقال: "دخلنا الى الحوار تحت عنوانين اساسيين، الاول تخفيف من حدة الفتنة المذهبية، والثاني هو مسالة انتخابات رئاسة الجمهورية، ما تحقق في العنوان الاول محدود جدا وبالتالي لم يتحقق شيئا، وهذه المرة العاشرة التي تحصل فيها اشتباكات في السعديات وربما تحصل في اماكن اخرى لانها جزء من التوتر السياسي والمذهبي، وبالتالي عندما تجد انك غير قادر على تحقيق شيء اساسي بواحد من العناوين تقول انه يجب تعليق الحوار، لكن لا يجب ان ننسى اننا حققنا جزءا كبيرا من الخطة الامنية".

أضاف: "في موضوع الفتنة المذهبية نشعر ان الامور ذاهبة الى مشكلة اكبر، وتوجد قراءة انه كلما تأزمت في السياسة تنفجر منطقة من المناطق. بالاتصال بين الرئيس الحريري والرئيس بري تقرر ان يحصل الاجتماع بالطريقة التي تم بها ان يذهب الاستاذ نادر الحريري والحاج حسين الخليل بحضور الوزير علي حسن خليل ويجتمعون لفترة محدودة. والكلام الذي قيل في الفترة التي عقد فيها الاجتماع كلام جديّ وليس شكلي".

وعن الأزمة مع السعودية، قال: "أنا في محاولاتي من سنتين حتى اليوم، تصرفت كوزير داخلية لكل لبنان، ولكن في إزاء ازمة كبرى نعيشها، لا يمكن أن لا يكون لي رأياً سياسياً محدداً، ليس في السفارة السعودية فقط بل في اي مكان، أنا قلت هذا الكلام، وقلت في مجلس الوزراء كلاماً أكبر من هذا. حزب الله في الفترة الاخيرة رفع شعاراً سياسياً عنوانه الموت لآل سعود، وقيل عن السعودية ودولاً أخرى كلاماً كثيراً لا حدود لقدرته على الاعتداء وقدرته على الإيذاء، وايذاء لبنان أولاً. قبل ان نصل الى ايذاء الاشخاص الذين يسمعون هذا الكلام".

أضاف: "كان لي محاضرة في ابو ظبي عنوانها "العروبة في وجه الولاية والخلافة"، أي في وجه ولاية الفقيه وخلافة ابو بكر البغدادي، وقبلها أجبت في خطاب لعشاء اتحاد العائلات البيروتية رديت فيه على كلام للسيد خامنئي يقول فيه "سنمرغ أنوفهم في التراب". سمعت كلاماً عالي النبرة لم يصل الى حد التهديد ولكنه كاد ان يصل لأن الكلام عن السيد خامنئي لا يجوز وغير مقبول وغير مسموح، كيف يُسمح لأحد أن يقول أعلى الكلام بحق حكام عرب وفي النهاية يُعتبر أن هذا الكلام طبيعي ويخدم علاقات لبنان وعروبته. هذا كله يضر".

تابع: "في إحصاء بسيط للخلايا الارهابية النائمة او الفاعلة في سنة 2015 والتي يدعمها ويشغلها الحرس الثوري الإيراني نجد أن هناك 8 دول: كينيا، نيجيريا، قبرص، بلغاريا، السعودية، الكويت، البحرين والامارات، هذه دول فيها خلايا ارهابية، هؤلاء الشباب من اين أتوا؟ اين تدربوا؟ ماذا ذهبوا ليفعلوا؟ خرجوا من لبنان وتدربوا في لبنان، و8 من 10 من الموقوفين في تلك الدول هم لبنانيين. ليست مهمتنا ان نعلن عنهم، هذه المسائل تعلن عنها الدول المعنية بها. هل هذه سياسة لبنانية؟ هل التوافق والحوار والنقاش ومحاولة تجنيب لبنان الانزلاق الى فتنة مذهبية او الى كل ما يحدث في العالم العربي. في الكويت هناك 10 الاف بذلة للجيش الكويتي ومخازن اسلحة... لماذا يكون هناك مخازن اسلحة في نيجيريا وكينيا؟ هذه السياسة الى اين توصل؟". وقال: "في الخطاب الاخير للسيد نصرالله الذي يخاطب فيه السنة، ويتهم دولاً عن حق أو عن باطل بأنها تسعى للتنسيق مع اسرائيل ويخونها، سؤالي هو التالي: لنفترض ان جزءا من هذا الكلام صحيح، هل تساءل نصرالله لحظة لماذا وصلت هذه الجهات الى الامن الحقيق لحمايتها؟ وهذا كله افتراض، لان لدى الجميع خوفاً من السياسية الايرانية في المنطقة. اذا كان الامر الذي تحدث عنه نصرالله صحيحاً، فهو نتيجة السياسة الاميركية في المنطقة التي مهمتها تخويف الناس، عندما يكون هناك 8 خلايا تم الاعلان عنها معلنة في سنة، ماذا ننتظر من هذه الدول؟ بدل ان تجد نفسها أن تلجأ للامريكيين وتجدهم كلاما فارغا وتلجأ للاوروبيين ويساعدوها قليلا، تلجا للشيطان، لكن من اوصلها الى الشيطان؟ رغبتها؟ عقيدتها؟ لا يمكن مخاطبة السنّة بهذه الطريقة، اذا كنت فعلا حريص فعليك ان ترى الاسباب والموجبات وتقولها او تحاول معالجتها، لكن ان تتجاهل كل الاسباب والموجبات وبعدها تخون هذه الدولة او تلك، ما علاقتنا بالبحرين وكينيا والكويت والامارات؟".

أضاف: "التنظيم اللبناني الذي يخوض مقاومة ضد اسرائيل هو امر معترف به في العام 2000 و2006 ولم يناقش احد، وانا بهذا الجانب تحديدا لم اقصر لا شفاهة ولا كتابة عندما كانت المواجهة مع اسرائيل مع قلة قليلة جدا جدا من بيئتي ومحيطي في ذلك الحين، ولكن ما اراه الان ان لبنان يتحول لغرفة عمليات امنية وارهابية للعالم. ما هي مخازن السلاح التي وجدت في نيجيريا؟ الم يبرؤوا من العملية نتيجة ضغوط سياسية وامنية؟". وأكَّد أنَّ "الموضوع يحتاج الى اعادة نظر من جديد بكل دور لبنان وسياسته الخارجية، ما هي قواعد التوافق وقواعد الاشتباك فيه، لنكن واضحين. القواعد الموضوعة الان والتي تتمدد بكل الاتجاهات باعتبارها معنية بشان مذهبي محدد في كل العام هي سياسة لا يمكن للبنان تحملها ولا يمكنها ان تعيش". وسأل: "من كلفنا باصلاح النظام السعودي؟ من كلفنا بتحضير انقلاب في الكويت؟ من كلفنا بمخازن سلاح في نيجيريا؟ بعدها نقول ان الامور ماشية ويجب ان نجلس سويا ونتكلم سويا، وان لا علاقة لكم بها، كيف لا علاقة لهم بها؟ كيف ذلك؟ هذه ارض لبنانية ووزارة داخلية لبنانية ووزارة خارجية لبنانية، واذا كان الامر غير ذلك يبحث على ان قواعد التوافق والخلاف تتغير بهدوء لتذهب في مكان نتفق او نختلف عليه".

تابع: "ما هي مهمة المقاتلين اللبنانيين من حزب الله في حرب اليمن؟ كانت منظمة التحرير تفعل الامر عينه، كان يوجد يابان في بيروت من هذه الجهة وتلك ومن حركات ما يسمى في ذلك الحين بحركات التحرر، الى اين ذهب لبنان؟ الى اين انتهت؟ نحن لسنا جزئا من حرب اهلية، لكن تطور الامور ليس دائما بيدنا، وليس بيدنا ان لا تقوم كل هذه الدول المعنية بهذه الخلايا للحرس الثوري ان لا تقوم بردات فعل".

وقال: "السياسة العربية في لبنان قبلت بالـ "سورنة"، وسكتت عن كل تمدد النفوذ الايراني لسنوات وسنوات، لا أحد يمكن ان ينكر هذا الامر، وفي هذا الاطار أحيي الصحافي شارل جبور على مقاله الرسالة الى المملكة، ولكن الان نحن امام امر واقع، هذه الدول اعلنت المواجهة مع لبنان، ماذا نفعل؟ لبنان هو كيان واحد موجودة فيه كل هذه القوى وتتصارع بالسياسة، وهناك قوة انفردت بقرارها بان تقاتل في سوريا. اذا السعودية او اميركا قررت ان تقاتل في سوريا، انت ما علاقتك؟ اليوم قرأت كلام خامنئي عن أننا لو لم نقاتل في سوريا، لحصل القتال داخل ايران، كيف هذا الكلام؟ اذا كانت كل جهة تريد ان تقاتل في سوريا دفاعاً عن وجود مسلمين او منعاً لتمدد الاسلاميين اليها، لأصبحت كل الكرة الارضية في سوريا. لم أكن على علم بان هناك خوفاً من قتال اسلامي اسلامي داخل ايران. الروس دخلوا على قاعدة أن هذا التمدد التكفيري سيؤدي الى الاسلاميين المسلمين الموجودين عندهم".

أضاف: "المتبع تجاهنا الان هو سياسة الصدمة، لنتفق ونقرر ما الذي نفعله بهذه السياسة التي كنا شركاء فيها. نحن قبلنا بالحكومة الائتلافية وذهبنا الى الحوار باعتبار ان هذه صيانة لأمن وأمان لبنان. هناك 3 احزمة امان في البلد: الحوار الثنائي والحوار الموسع والحكومة. نحن لسنا من دعاة الانقلاب ولا من دعاة تخريب البلد ولا من دعاة إفقاد البلد احزمة امانه، ولكن يجب ان نراجع انفسنا ونرى اذا كان وجودنا في هذه الاحزمة الثلاث مفيداً أو مضراً؟ انا رأيي اننا ذاهبون الى مواجهة عربية كبرى، وليس دول الخليج فقط، هناك دولاً أخرى ستنضم وستحصل اجتماعات في الجامعة العربية، وستؤخذ قرارات بالإجماع بمسألة لبنان".

تابع: "الكويت أعقل دولة خليجية وأعقل حاكم عربي، طلبت من الكويتيين مغادرة لبنان، الى اين ستوصل هذه الامور؟ ليس هناك من حضن ايراني دافئ ليذهب اليه اللبنانيون. هذا بلد (لبنان) عربي هويته عربية، تاريخه ومستقبله عربي، لان بلد من دون هوية لا قيمة له ايا كانت طبيعة هذه الهوية. اُتبعت مع لبنان سياسة الصدمة، وهذه الصدمة يجب ان توقظ الجميع وتوقظ المسؤول والمعني بأمن البلد وبوطنيته، اذا اراد احد عدم الاستيقاظ ويعتبر الامر اشتباكا شخصيا بينه وبين دول عربية فمن انت حتى تخاصم كل الدول العربية وتواجهها؟ قوة عظمى؟". وقال: "النظام السوري ومع كل الدعم الايراني وكل دعم حزب الله كان يسيطر على 24 % من الارض، لولا الروس لصارت 14% اذاً كل ما حصل قبلا من كل حلفاء النظام السوري لن يؤدي الى اي نتيجة الا ربما الحفاظ على دمشق. الروس انقذوهم وحفظوا النظام، لا الدعم الايراني ولا اللبناني الممثل بـ"حزب الله". ايران تقول انها حليفة روسيا نعم، دول تتحالف، ولكن كيف يتحالف افراد مع دول كبرى؟ وفق اي نظرية قوة هذه؟ هذا الامر يضيع الامر ولا تسير في الخارج قبل الداخل".

 

عن مرسيلينو "قتيل" الأشرفية

حـازم الأميـن/ لبنان الآن/25 آذار/16

لم أكف طوال الأسبوع الفائت عن استعادة صورة والد الضحية مارسيلينو ظماتا الذي قضى غيلة وظلماً في جريمة ساحة ساسين. الوالد مفجوع إلى حد التلاشي، لكنه ظهر على التلفزيون شديد القدرة على التعبير عن الرغبة بالعدالة لا بالإنتقام.

الوالد الذي على رغم تهافت الكاميرات، لم يبتذل حزنه وأبقاه حزناً خاصاً. وإذا كان من حكاية لا بد من إشهارها في وجهنا، فهي أنه استدرج ابنه من دبي التي كان يعمل فيها، طامحاً إلى أن يكون بقربه، فوضعه بين يدي المجرم.

لم يدعُ الوالد المكلوم الآباء لترك أبنائهم في المدن البعيدة التي هاجروا إليها لحمايتهم من مجرمين صاروا جزءاً من الفراغ الهائل الذي نعيش به. فقط تحدث عن مارسيلينو، إبنه الوحيد، الذي أشبعه مجرمان طعناً حتى قضى.

وجريمة الأشرفية ترافقت مع شعور هائل بالانتهاك أصاب سكان المنطقة التي شهدتها الجريمة. والشعور بالإنتهاك حين يكون عاماً، فهو يعني أنه سياسي في جوهره، أو أن ثمة من يشعر أن الرادع عن القتل في منطقته أقل قوة عنه في المناطق الأخرى. وهو شعور صحيح لكنه غير دقيق. فالمناطق الأخرى تشهد جرائم قتل، لكن الفارق أن هوية القتلة المناطقية أو الطائفية قد لا تختلف عن هويات قتلاهم.

لا يعني ذلك على الإطلاق أن سكان ساسين غير محقين بما شعروا به حيال مجرمين غرباء يجولون مناطقهم بسهولة تفوق سهولة تجوالهم في مناطق أخرى، خصوصاً أننا في ساسين حيال قتيل فرد لا قتيل جماعة على ما هو حال قتيل الطريق الجديدة مثلاً أو قتيل الضاحية الجنوبية، اذ غالباً ما يقضي القتيل هناك في اشتباك بين جماعته وبين الجماعة الأخرى. على رغم أن ساسين منطقة أهلية، ذاك أن نوع الجريمة أعطى للضحية صفته هذه، وجاء الوالد ليعزز هذه الصفة بأن قال أنه يريد العدالة لا الانتقام.

لكن أن تضع جريمة مروعة حداً بين قتيل فرد وبين شعور جماعي بالانتهاك من جراء وقوعها، وهو شعور أهلي ومناطقي وغير منسجم مع فردية الجريمة، فهذا ما قد يدعو إلى التأمل، ذاك أن الأفراد في مدينة كبيروت لا تتسع العلاقات السياسية والاجتماعية لهم، إلا إذا ائتلفوا بجماعة.

والجماعة السياسية في لبنان هي الطائفة والمذهب، ووالد مارسيلينوا، الذي يُنشد العدالة، قد لا ينالها إذا ما قصدها كفرد، ومن دون جماعته.

في الأشرفية ردد العشرات عشية إلقاء القبض على المجرمين عبارة: "بكرا بيطلعوا من الحبس". الأرجح أن ترداد هذه العبارة هو نوع من الرغبة بجلد النفس جراء ضعفٍ تشعر به الجماعة الأهلية، وهو ضعف صحي وضروري، لكنه يُقابل بتضخم هائل تمارسه الجماعات الأخرى. وهذه المعادلة تجعل من الشعور بالانتهاك، والذي أصاب أهل ساسين، شعوراً محقاً.

 

ليبانون ديبايت - الحلقة الثانية عشر من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر

إندلعت شرارة الحرب المتوقّعة بين الجيش وميليشيا القوات في 31 كانون الثاني من العام 1990، وكان قد سبقها توتّر يومي وحوادث إطلاق نار بين عناصر من الطرفين وشحن إعلامي، فخلّفت تلك الحرب 284 شهيداً في صفوف الجيش وعدد مماثل تقريباً في صفوف القوات، وحوالي 1100 من المدنيين، وهجرة أكثر من 300 ألف شخص من تلك المناطق، بالإضافة إلى التدمير الهائل في الممتلكات العامة والخاصّة.

معسكر أدما للتدريب كان تابعاً لفوج المغاوير وتنتشر في محيطه سريتان تتبدلان مداورةً كل شهرين: إحداها سرية مشاة والأخرى سرية مدرعات وكانت السرايا تتلافى التمركز في ثكنة رومية نظراً لكونها مؤلفة من طابقين لا يحميان من القصف ، بالإضافة أن تلك البقعة كانت "على لائحة الأهداف" للمدفعية السورية في حرب التحرير، ومدفعية القوات في حرب الإلغاء، لذلك كانت السرايا تنتشر في برمانا ومحيطها تلافياً لقصف المركّز.

لم يمضِ على إستبدال سريتي وسرية بسام في أدما ثلاثة اسابيع، عندما إستدعانا قائد الفوج:

"بتروحو ع أدما " موجّها السؤآل إلى بسام وإلي..

إستغربنا بداية السؤآل، لأننا لم نكد نتمركز في محيط الثكنة خلال أسبوعين من إلتحاقنا من معسكر أدما، لكن الإندفاع والإلتزام وعدم مناقشة الأوامر خصوصاً إذا كانت تحمل طابع التحدّي، كما كان من المفترض ان تبقى السريتان البادلتان ثمانية اسابيع كما العادة، وليس ثلاثة..

"إي أكيد منروح" أجاب بسام بإسمه وطبعاً بإسمي، فأعادت السريتان تمركزهما في معسكر أدما قبل ثلاثة أسابيع من المعركة..

التمركز في أدما يطاول جغرافياً "LBC، الصفرا، طبرجا، كفرياسين، كازينو لبنان، مبنى ال "Bel Horizon حتى تلال أدما"

بقعة تحتاج تغطيتها إلى خمس سرايا قتال، يحرسها بشكل دائم 41 خفيرا، مساحتها حوالي 4 كلم مربع، تدافع عنها سريتان لا يتجاوز عديدهما 120 عنصر.

إندلعت المعارك بعد حادثة مدرسة "قمر" الرسمية في فرن الشبّاك، ثم توسّعت لتشمل أغلب المناطق "الشرقية" وخصوصاً في "أدما" ومحيطها.

في بداية الإشتباكات في أدما إستُشهِد ثلاثة عسكريين: ميشال داغر في مركز "كبّة" أول طلعة أدما من جهة الأوتوستراد، ثم يوسف سابا ودوري رزق (إبن شقيقتي ) خلال مهاجمة مركز "المفتشية" التابع للقوات في طبرجا.

لم نستطع إخلاء جثث الشهداء ولا يتوافر برّاد ولا مستشفى ولا حتى مستوصف ميداني أللهم إلا مستوصف عسكري صغير في معهد التعليم غير مجهّز لا بالأدوات الطبية، ولا بالإختصاصيين، ولا يفي بالحاجة، لكنّه مضروب بالنار لا يمكن الإستفادة منه.

وحدها الدكتورة "إليزابيت باز" المتعاقدة مع الجيش كانت، إختيارياّ، تترك منزلها تحت القصف لتضمّد جراح العسكريين المصابين.

عندما بدأت تنبعث الروائح من جثامين الشهداء الثلاثة، اشرت على بسام أن نشكّل لجنة دفن بحسب النظام العام في الجيش لدفن الشهداء حفاظاً على كرامتهم، لكنّ الإتفاق على وقف إطلاق النار بين الجيش وميليشيا القوات، سمح بإخلاء الجثامين إلى مناطق سيطرة الجيش وبالتالي إستلمها ذووها.

منظر أختي الأرملة، التي فقدت إبنها البكر إثر عملية جراحية في القلب، وهي تبكي إبنها دوري الشهيد، لا يترك مخيّلتي البتّة. حتى الآن، لا زلت أشعر بعذاب الضمير لأنني طوّعت إبنيها في الفوج ولو بناءً لطلبها:

 

 حزب الله «إرهابي» والإتهام اليمني موثّق !

محمد عقل/جنوبية/ 25 فبراير، 2016

حزب الله منظمة إرهابية" هذا هو عنوان الملف اليمني إلى مجلس الأمن. المدعوم من الرياض. وهو موثق بالصوت والصورة. وكأنها محاولة "قوطبة" من المملكة على محاولات النظام السوري وروسيا لتصنيف بعض الحركات الإسلامية في سورية مثل "جيش الإسلام" كحركة إرهابية. لاستثنائه من وقف النار. ويبدو أن النار تمتد لتحرق مراحل الحرب الباردة بين إيران والمملكة. فكيف ومتى سيرد حزب الله. بعد أن صارت كرة النار في بيته؟!

ها هو حزب الله يقدّم دليلاً تلو دليل على تورطه في كل حروب العرب. من سورية إلى العراق إلى اليمن. وخصوصاً إن صحّت مشاهد الفيديو المطوّلة بالصوت والصورة التي بثها التلفزيون اليمني الرسمي. والتي تُصوّر مسؤولاً لبنانياً ميدانيّاً يلهج باللبنانية الواضحة في خيمة.وهو يوجه تعليمات قتالية ويدعى أبو صالح.

ويبدو أن السلطات اليمنية متأكدة من الوثائق والصّور والمعطيات. وهي تعدّ ملفاً متكاملاً حول القضية لاعتماده كوثيقة إدانة لاتهام حزب الله بأنه منظمة إرهابية. ويأتي ذلك عشية تنفيذ خطة وقف النار الدولية باستثناء النصرة وداعش كمنظمتين إرهابيتين. وفي سياق الحملة التي تشنها السعودية على حزب الله من ضمن الحرب الباردة بينها وبين إيران. وتهدف حملة إمكانية تصنيف حزب الله إرهابيًّا ليشمله قرار الإستثناء هذا. وهي محاولة جادة ليكون الإتهام للحزب بالإرهاب عبر مجلس الأمن لإحراج روسيا التي تعتمد الحشد الشعبي والحرس الإيراني وحزب الله لمؤازرتها برًّا وتغطيتهم جوًّا لاجتياح المدن والقرى المحسوبة على المعارضات السورية. وكأن توقيت الشكوى اليمنية تقول للروس: أنتم تقاتلون في سورية وتتعاونون مع منظمات إرهابية. والذي يساعد المملكة هو بالإضافة إلى الملف المذكور المتكامل هو وجود جثث من أفراد الحزب والحرس بين ضحايا الحرب على الحدود اليمنية – السعودية. يضاف إلى الدليل المادي الموثّق مستند سياسي تجلّى في قرارات قمتي مجلس التعاون الخليجي والقمة الإسلامية في الرياض مؤخرًا. وهذا كله يشكل دعمًا سعوديًا للشكوى اليمنية إلى مجلس الأمن. والذي أجاز تمديد حرب التحالف على الحوثيين. إن توقيت الدعوى هدفه الربط المحكم بين ما يجري في اليمن وسورية والعراق. وهدفه إبراز للدور الإيراني “الإرهابي” المتدخل عبر منظمات مذهبية محلية في الدول التي تدور فيها رحى الحرب بضراوة. وتتدخّل فيها إيران بقوة وقادتها العسكريين والسّياسيين يصرحون بذلك بكل وضوح في العام 2015. فالمملكة كانت تقول دائمًا بتورّط حزب الله في قتالها باليمن ولكنها كانت تفتقد إلى الدليل المادي. وها هو يأتي طواعية. بعد تهاوي مواقع الحوثيين وتطويق العاصمة صنعاء من محورين عسكريين رئيسيين. هذه الإتهامات بالدعم الإيراني العسكري المفتوح تتوافق مع تصريحات من القيادي في حركة حماس في غزة موسى أبو مرزوق الذي كشف أكثر من مرّة أن الدعم العسكري والمالي الإيراني مقطوع عن غزة وحماس التي تقاتل العدو الإسرائيلي كليًّا منذ العام 2009 وحتى الآن. بينما هي مفتوحة بلا حساب للحوثيين الذين يقاتلون المقاومة والجيش اليمنيَّين. وإذا انكشفت بعض تلك المساعدات أو السفن العسكرية ادعى الإيرانيون أنها كانت موجهة إلى حماس وضلّت الطريق بحسب القيادي في حماس أبو مرزوق. والأخطر في الأمر أن القاعدة وداعش الإرهابيتين تستثمران انشغال الجيش والمقاومة اليمنيتين بمحاربة الحوثيين وتجتاح مناطق في الجنوب اليمني على حساب تمدد السلطة الشرعية اليمنية. وتتقاطع مصالحها وحروبها ضد السلطات اليمنية مع قوات المخلوع صالح والحوثيين. وهو الدور نفسه الذي تلعبه داعش في سورية. وتتبادل الأدوار مع النظام السوري. حزب الله لن يتأخر بالطبع للرد على هذه الإتهامات له بالتدخل العسكري واللوجستي المباشر في الحرب اليمنية. وهو تورّط موثّق بالصورة والصوت. وسيكون من الصعوبة بمكان ردّها هذه المرة. ولكنّ الحزب سيكون في وضع لا يُحسد عليه إذا ما فشل في رد هذه الإتهامات الخطيرة. لأنها توصل إلى تصنيفه كمنظمة إرهابية. ولن يجد التحالف واليمن كبير عناء لإقناع واشنطن بـ “إرهابية” حزب الله. لأنها سبقت الكل في تصنيفه بذلك وفرضت عليه عقوبات وملفه دسم وموثّق. وسيكون من الصعب على تهران إخفاء تورّطها ودعمها لتدخلها عبر الثلاثي الذهبي: الحشد-الحرس-حزب الله. وعليه ستتغيّر معطيات ووقائع وستأخذ الحرب الباردة بين إيران والمملكة العربية السعودية منحى يتجه نحو السخونة.

 

إنها الحرب الأهلية يا عزيزي

نديم قطيش/المدن/الخميس 25/02/2016

يتصرف حزب الله على قاعدة أن نتائج عملية ٧ أيار ٢٠٠٨ مستمرة في السياسة. المداولات التي التي جرت قبل صدور البيان الوزاري حول العلاقات اللبنانية السعودية تعكس في العمق هذه الحقيقة، بحيث أتى البيان الهزيل، ترجمة فعلية لتوازن السلاح في الحياة السياسية والوطنية اللبنانية. من يملك السلاح، ومن يتسلح بالنتائج السياسية المستمرة لـ ٧ أيار، فرض على الآخرين تذويب أي عبارة يُشتم منها تراجع، ولو لفظياً، أمام الهجمة السعودية. فخرج البيان شبح تضامن بلا ملامح أو عصب، وبلا اي اشارة جدية لموضوع التضامن! ومثل حزب الله، يتصرف خصومه أيضاً على قاعدة أن نتائج عملية ٧ أيار ٢٠٠٨ مستمرة في السياسة، بحيث لا يحيدون مرة عن سكة تقديم التنازلات، كجزية تدفع لحماية البلاد من الإنفجار. ولئن كان هذا خيار لا يحتمل المزايدة عليه ممن هم خارج مسؤولية  صناعة القرار، وأنا منهم كمعلق سياسي، الا أنه لا يعفي المراقب من ملاحظة قاتلة، وهي أن من نتصرف معهم بعقلية القبول بالهزيمة، ما عادوا يكتفون بإقرارنا بالهزيمة بل يبتغون التلذذ بإذلال البلاد والعباد! فالرابح في إنتخابات الرئاسة سلفاً بترشيح أحد صقريه، الجنرال ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، لا يبدو مستعجلاً لقطف إنتصاره! ومن نسعى للوصول معه الى تسوية لفظية تخفف من نتائج إختطافه لقرار السياسة الخارجية اللبنانية، لا يريد الاكتفاء بأن ما كتب في مؤتمري وزراء الخارجية ومنظمة التعاون الإسلامي، قد كتب! بل يريد الزيادة عليه، أن تصدر القوى السياسية اللبنانية أناشيد التأييد له، بوصفه درة العبقرية الديبلوماسية في تطبيق مبدأ “الحياد” وبالتالي “حماية المصلحة الوطنية”!! الإقرار، من قبل حزب الله وخصومه، بإستمرار النتائج السياسية لعملية ٧ أيار ضروري لفهم اللحظة المتفجرة التي يعيشها لبنان الآن. وهذا الاقرار يعني التسليم ضمناً بأن فائض إستثمار حزب الله في هذه النتائج هو عملياً الغاء للسياسة وتصحير لها! لكنه يعني أيضاً أن لا ضمانة لإستمرار الصفقة الراهنة: الخضوع لإرادة السلاح مقابل السلم الاهلي.

ليس في قدرة ولا رغبة خصوم حزب الله الرئيسيين او ما يسمى سياسياً “”main stream الذهاب بإتجاه التسلح والخيارات العسكرية. وهم ما زالوا رغم النزيف الحاصل في صفتهم التمثيلية للناس، يراهنون على الكائن المسمى الدولة، الذي يمعن حزب الله في إهانته وتدميره يومياً. لكن ثمة ما إستجد منذ ٧ أيار ٢٠٠٨ وحتى اليوم!

أولاً أن الاشتباك المذهبي السني - الشيعي إتخذ حينها صفة مواربة، وبقي في إطار الاشتباك السياسي المحلي بين فريقين. ولم يكن قد إنفجر الصراع بين راعيي الفريقين بمثل إنفجاره اليوم وعلى إمتداد ساحات كثيرة.

ثانياً، لم يكن قد طرأ على الاجتماع اللبناني دخول نحو مليوني سني سوري، يحملون في عقلهم ووجدانهم أعلى درجات الاستنفار حيال حزب الله، الذي اشترك مع نظام الاسد في تهجيرهم! وهم ممن لا تملك قوى الـ“main stream” أي سلطة عليهم، كما لا تملك من المشروعية السياسية والوطنية ما يكفي طويلاً لمنع التعاطف اللبناني معهم ومع رغبتهم وتحينهم فرصة الإنتقام.

هذا ليس تهديداً أو رسالة. ولا يعبر عن رغبة، معلنة او دفينة، في هذا الاتجاه، بل هو اقرار فج بالوقائع على الارض في واحدة من أخطر اللحظات التي يمر بها لبنان، دولة ومجتمعاً وكياناً!

يكفي أن نتذكر أن ياسر عرفات سجنه دركي لبناني عام ١٩٦٥، وما إن مضت اربع سنوات حتى كان يجلس على الطاولة مقابل ممثل الدولة اللبنانية ويملي شروطه لتوقيع إتفاق القاهرة، الإتفاق الاخطر والأكثر إثماً في تاريخ التجربة اللبنانية!

أربع سنوات فقط حولت عرفات من أجنبي يقيم تحت القانون الى قائد ثوري يقيم فوق العادة! الظروف مختلفة بلا شك، لكن ليس ضرباً من ضروب الخيال أن نتوقع ولادة عرفات سوري في مواجهة حزب الله!

إعترفنا أم لم نعترف. كابرنا أم لم نكابر. إنها الحرب الاهلية يا عزيزي!

شدوا الأحزمة وإستمتعوا.

 

نحو حوار إستراتيجي عربي - روسي

 راغدة درغام/الحياة/26 شباط/16

لا عاقل يتوقع اليوم اجماع الدول العربية ووحدة موقفها في ما يخص النزاعات الدائرة في المنطقة ميدانياً، مثل روسيا، أو المتغيّبة بقرار مدروس، مثل الولايات المتحدة. فسمعة الانقسام والتنافس وراء الكواليس تسبق أي اجتماع مع القيادات العربية، بل باتت جزءاً من السياسات التي تضعها وزارات الخارجية قبل الاجتماعات. المشكلة أكبر عندما تتضارب القراءات الديبلوماسية العربية لمواقف روسيا، مثلاً، ما يؤدي بالضرورة إلى صياغة سياسات متضاربة لا مواءمة فيها ولا تنسيق. عندئذ لا يتوقف الضرر عند القراءة السياسية بل يدق في عقر الساحات الدامية ويساهم عملياً في استمرار النزيف. وهذا يطبّق على المفاهيم المختلفة للسياسات الأميركية نحو الشرق الأوسط، بقدر ما يُطبّق على السياسات الروسية. المعضلة أساساً تكمن في هيكل العلاقات العربية - العربية وافتقاد المنطقة العربية إجراءات حازمة وضرورية من أجل اعادة تموضع المنطقة العربية في الرقعة الدولية. مؤسسة «بيروت انستيتيوت» («معهد بيروت») بمساعدة شريكها «ايه تي كيرني» قدمت هذا الأسبوع توصيات سياسية جريئة نتيجة قمة فريدة من نوعها جمعت بين كبار صنّاع القرار وقادة الجيل الجديد عقدتها في أبو ظبي السنة الماضية. هذه التوصيات لصنّاع القرار تضمنت خريطة طريق استراتيجية لإعادة تموضع المنطقة العربية وانطوت على خمسة عناصر أساسية هي: وقف النزيف، تكامل وتعزيز النواة الأساسية، اطلاق النمو المحفّز للتغيير الايجابي، تعزيز التماسك واللحمة المجتمعية، بناء هيكلية للأمن الإقليمي. وقف النزيف بالغ الضرورة في سورية - وكذلك اليمن - بالدرجة الأولى، انما أيضاً في ليبيا والعراق. الانطلاق من المسألة السورية والتقويم العربي للسياسات الروسية والأميركية نحوها أمرٌ بديهي سيما ان الأحاديث العربية مع روسيا تشمل عنصر النزيف وهيكلية الأمن الاقليمي. فالشراكة الروسية - الأميركية نحو سورية قد تتطور الى شراكات أوسع بما فيها في مجالات اعادة هيكلة الأمن الإقليمي، والحديث بها قد بدأ في عواصم مختلفة. بغض النظر إن تطورت الشراكة أو انحسرت أو زالت، يبقى على المنطقة العربية ان تتفادى أنماط الإنكار ودفن الرؤوس في الرمال أمام المستجدات الدينامية التاريخية. عليها ان تواجه العشوائية الجيوسياسية برؤية وإستراتيجية عملية.

وقفة قصيرة عند القراءات العربية المتضاربة للسياسة الروسية تبيّن عمق المشكلة. فمن جهة، اضطرب جزء من أهل الخليج لمجرد سماع جملة مفادها بأن روسيا تنظر الى علاقتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها استراتيجية وبعيدة المدى. كما نقل هذا المقال الأسبوع الماضي عن مصادر روسية رفيعة المستوى. من جهة أخرى، أفاد ديبلوماسيون معارضون لهذا القول بأن المعلومات لديهم تتناقض في شكل مباشر مع ذلك الطرح وأن معلوماتهم أتت من كبار صنّاع القرار في روسيا. خلاصة ما يقولونه هو ان العلاقة الروسية - الإيرانية ليست أبداً علاقة استراتيجية دائمة بل هي تنافسية بامتياز حتى في سورية. يقولون ان التدخل الروسي العسكري في سورية هو في مصلحة الدول الخليجية العربية لأن ذلك التدخل سحب من ايران الهيمنة على المفاتيح السورية وقطع الطريق أمام استحواذها على البلاد. وبرأيهم هو ان السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين مستفيدة أيضاً من الانخراط العسكري الروسي ميدانياً في سورية لأنه يتعهد بسحق «داعش» الذي يشكل تهديداً وجودياً لهذه الدول. إذن، من وجهة نظر هذا الشطر من الديبلوماسية الخليجية، ان التدخل العسكري الروسي في سورية يفيد دول مجلس التعاون الخليجي من ناحيتين هما: إلحاق الهزيمة بالعدو الداعشي واحتواء توسعية العدو الفارسي.

يتجاهل أصحاب هذا الرأي عمداً عنصرين في هذه المعادلة هما: أولاً، ان القصف الروسي يستهدف بالدرجة الأولى حالياً المعارضة المسلحة المعتدلة التي يزعم أهل الخليج أنهم يدعمونها. وثانياً، ان السياسة الروسية وراء التدخل العسكري هي انقاذ النظام في دمشق من السقوط وإبقاء بشار الأسد في الرئاسة حتى إشعار آخر. يطيب لبعضهم في هذا الصدد، الإصرار - بأكثر شدة مما يفعل الروس - على ان دعم موسكو هو للنظام في دمشق بصفته ركيزة الدولة وليس بالضرورة لبشار الأسد. ويطيب لبعضهم الآخر الإشارة الى ان موسكو تريد سورية «مدنية» وليس سورية ذات الولاء «للشيعة» الفارسية. كل هذا، في نظرهم، يثبت الخلاف الروسي - الإيراني حول سورية، وبالتالي انه يتعارض مع القول ان روسيا تعتبر علاقاتها مع طهران استراتيجية وبعيدة المدى.

لا ضرورة للغوص في تفنيد هذه القراءات والتفسيرات لجزءٍ من الديبلوماسية العربية. فلعلّ الديبلوماسية الروسية نفسها توزّع الأدوار في رسائلها الى المنطقة العربية لتكون متضاربة عمداً. ولعل مفهوم الديبلوماسية الروسية لعلاقاتها مع الدول المهمة في المنطقة العربية هو ان بناء علاقة استراتيجية بعيدة المدى مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يتضارب مع بناء علاقات متطوّرة مع السعودية. مثلاً، بغض النظر عن سوء العلاقة السعودية - الإيرانية. فموسكو لا تريد الاعتراف بأن النظام القائم في طهران هو حكم ديني وأن أحد أهدافه المعلنة هو تصدير الثورة الشيعية الى الدول العربية. لا تريد الاعتراف مع انها تعلم جيداً ذلك. والسبب انها منصبّة تماماً على محاربة صعود الإسلاميين السُنَّة الى السلطة حيث ان ازدياد نفوذهم وتصديرهم افكارهم الدينية المتطرفة سيصيب روسيا في عقر دارها لأن الأقلية الضخمة داخلها، 20 مليون مسلم، هي سنّية وليست شيعية.

من وجهة نظر مسؤول إماراتي رفيع المستوى، ان المصلحة الروسية تقتضي إقامة أفضل العلاقات وأكثرها استراتيجية مع المملكة العربية السعودية لأن مسلمي العالم يتوجهون الى مكّة والمدينة. رأيه ان على الديبلوماسية الروسية ان تفكر بأمرين وهي تتمسك بسياساتها في سورية ونحو ايران: أولاً، ان تَصَدّرِها المعركة ضد ما تعتبره إرهاباً إسلامياً سنّياً قد يترتب عليه انتقام داخل الصميم الروسي والجيرة المباشرة في الجمهوريات الخمس المسلمة في وسط آسيا. وثانياً، ان تحالفها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والميليشيات الشيعية في الحرب السورية يعزز الانطباع بأنها في حرب مع السُنّة. وبالتالي، وكي لا تتورط في حروب سنّية - شيعية، من مصلحة الديبلوماسية الروسية صياغة علاقة مميزة وإستراتيجية مع السعودية، وفق المسؤول الإماراتي الرفيع المستوى الذي أضاف ان استقرار المملكة هو شأن داخلي لبلاده ولكل الدول الخليجية العربية وهذا أمر على الديبلوماسية الروسية ان تعيه.

بعض أقطاب الديبلوماسية الروسية يوافق الرأي بضرورة بناء علاقة مع السعودية موازية بالأهمية للعلاقة مع ايران سيما أن السعودية ترحب بتطوير العلاقات مع روسيا. بعضهم الآخر يعتقد بأن لا مناص من الاختيار بين الاثنين - إما طهران أو الرياض - لأن لا مجال للجمع بين العلاقتين. وبالتالي يرى هذا البعض من الأفضل لموسكو ان تحاول لعب دور الوسيط بينهما فيما تستمر في علاقاتها الإستراتيجية البعيدة المدى مع طهران وتسعى إلى تطوير الحوار والعلاقة مع الرياض.

رأي مجموعة من نخبة المفكرين من القطاع الحكومي والقطاع الخاص التي اجتمعت في قمة «بيروت انستيتيورت» هو، كما جاء في التوصيات، «ان العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وإيران تمثل أهم قوة محركة لتطور منطقة الشرق الأوسط جغرافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً. لذلك، فإن بذل جهد جاد وفعال لتنظيم حوار مستمر بين هاتين القوتين يُعَّد ضرورة ملحّة للمنطقة وللعالم بأسره». صاحبة هذا المقال هي المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لـ «بيروت انستيتيوت» - المؤسَّسة الفكرية للمنطقة العربية ذات البعد الدولي، والتوصيات ذات الـ21 صفحة موجودة على الرابط www.beirutinstitute.org وكذلك أسماء المشاركين في القمة في أبو ظبي. القمة الثانية ستُعقَد في الرياض بالشراكة مع «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية» الخريف المقبل.

وأشارت التوصيات لصنّاع القرار إلى ضرورة «بناء زخم إيجابي تدريجي» في العلاقات الثنائية السعودية - الإيرانية لتشمل الجهود تنظيم مناقشات «المسار الثاني» بعيداً من الأضواء والضوضاء ضمن تدابير بناء الثقة وإقامة الحوار الإستراتيجي. روسيا قادرة على لعب دور فاعل في هذا الإطار، شرط أن تتحوّل من شريك لإيران في النزيف في سورية الى شريك جدي في الجهود الدولية لوقف النزيف وليس بإجراءات متفرقة كما تقتضي حسابات موسكو العسكرية ميدانياً. وقف النزيف بات «واجباً أخلاقياً وإستراتيجياً»، كما نصت التوصيات، وإنشاء الأساس الأمني الضروري لتحقيق التقدم الشامل في المنطقة يتطلب أيضاً تمويل وتنفيذ خطة اقليمية لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار» تتولاها الدول الخليجية في شكل خاص بمساعدة دولية. يتطلب «التكثيف المنهجي لجهود الاتصالات العسكرية والمالية والإستراتيجية لهزيمة تنظيم «داعش».تموضع المنطقة العربية في الرقعة الدولية يتطلب منها «تسريع مأسسة التكامل الإستراتيجي والتشغيلي العربي» عبر وضع «خطة إستراتيجية ورؤية متسقة للمنطقة العربية». يتطلب «إطلاق النمو المحفِّز للتغيير الإيجابي» و «تعزيز التماسك واللحمة المجتمعية» عبر تحسين ركائز الحكم وسيادة القانون ومأسسة آليات المساءلة ومكافحة الفساد وإشراك الشباب في بناء مستقبل المنطقة. الواقعية السياسية لا تنفي ولا تمنع تضارب القراءات لكنها، بطبيعتها، لا تتطلب الكثير من الاجتهاد. فلا لزوم لإنكار ما هو بوضوح الواقعية السياسية لمجرد أنه يتناسب مع التمنيات. فالمهمات أمام المنطقة العربية ضخمة، وأضعف الإيمان ضرورة الإقرار بالوقائع حتى ولو كانت مؤلمة كي توضع السياسات العاقلة للتعاطي معها.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية بوتين: أنا صاحب القرار وليس الأسد

عبد الكريم أبو النصر/النهار/26 شباط 2016

مسؤول غربي معني بالملف السوري أوضح في لقاء خاص في باريس "أن الاتفاق الرسمي الأميركي – الروسي على وقف الأعمال العدائية في سوريا يشكّل رسالة واضحة إلى الأطراف المعنيين بأن القيادة الروسية هي التي تحدّد مع الإدارة الأميركية قواعد اللعبة وشروطها في هذا البلد وليس الرئيس بشار الأسد وانها لم تتورّط عسكرياً على نطاق واسع في الساحة السورية من أجل خدمة مصالح الرئيس السوري بل من أجل محاولة تحقيق مصالحها ومكاسب سياسية لها". وأضاف المسؤول استناداً إلى معلوماته "أن الرئيس فلاديمير بوتين كان يدرك قبل انخراطه المباشر الكبير في الصراع السوري أن نظام الأسد مهدّد بالانهيار وأن الفرصة متاحة للإمساك به كلياً، لكنه اكتشف لاحقاً أن النظام أضعف بكثير مما كان يعتقد وأنه ليست لديه مقوّمات الصمود الذاتي طويلاً. ووجد بوتين نفسه أمام خيارين: الأول هو الدفاع المستميت عن النظام من أجل محاولة فرض بقائه على رغم الكوارث والدمار والخراب في البلد، الأمر الذي يتطلّب من الروس مواصلة مهماتهم الحربية والذهاب أبعد مما يفعلونه حالياً والاضطرار الى ارسال قوات برية والبقاء طويلاً في سوريا، والخيار الثاني هو التعاون مع أميركا والدول الحليفة لها من أجل تطبيق التفاهمات الدولية التي وافقت عليها موسكو والتي تشكل أساس الحل السياسي للأزمة وتنهي الحرب.

الخيار الأول لن ينقذ سوريا ولن يسمح للأسد بفرض سيطرته الكاملة مجدداً على البلد وباعادة الاستقرار اليه ومعالجة مشاكله الهائلة، بل إنه يطيل الحرب ويلحق المزيد من الكوارث ويضاعف أعداد المهاجرين والمشرّدين والقتلى ويهدد بتفجير نزاع ساخن إقليمي – دولي. وهذا الخيار سيجعل روسيا تتحمّل نفقات ضخمة وهي التي تعاني مصاعب اقتصادية ومالية كبيرة ويشكّل نكسة بل هزيمة لقيادتها التي تكون أثبتت للعالم أنها قادرة على القتل والتدمير لكنها عاجزة عن إنقاذ سوريا وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميّين.

الخيار الثاني يساعد على وقف الحرب وإنقاذ سوريا ويعزّز موقف روسيا إقليميّاً ودولياً، إذ يجعلها شريكاً أساسياً في إنجاز الحل السياسي للأزمة لكن ثمن هذا الخيار هو الموافقة على إنهاء حكم الأسد. ذلك أن تنفيذ الحل السياسي استناداً إلى التفاهمات الدولية يعني التعاون الجدّي مع أميركا وحلفائها من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254 وبيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012 واتفاق ميونيخ، وهي نصوص تؤكّد بوضوح ضرورة الانتقال إلى نظام جديد تعدّدي وتشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام والمعارضة وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتتخذ خطوات تقود إلى قيام نظام جديد يحقق التطلّعات المشروعة لكل مكوّنات الشعب السوري. واللافت في هذا المجال أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في مؤتمر صحافي في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام اجتماعات ميونيخ: "ان الغالبية من الدول الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا ترى أن السلام لن يتحقّق ما دام الأسد مصمّماً على البقاء في منصبه وعلى حكم سوريا". واستناداً إلى المسؤول الغربي "فإن العلاقة الأميركية – الروسية ليست قائمة على الثقة المتبادلة لأن هذه الثقة مفقودة بل انها قائمة في نظر الأميركيين على مدى تنفيذ القيادة الروسية وعودها والتزاماتها". وأضاف: "تنتظر الإدارة الأميركية خصوصاً تنفيذ التزامين روسيّين أساسيّين: الأول حدّده بوتين عندما أبلغ الأميركيّين أنه يريد مواصلة التعاون معهم وأنه هو صاحب القرار الأساسي وليس الأسد في ما يتعلّق بمسار النزاع السوري وأن المطلوب من القيادة السورية الاستماع الى ما تقترحه عليها القيادة الروسية. الثاني هو تطبيق اتفاق ميونيخ الذي نص علي إنشاء ممرّات آمنة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية الى السوريين المحاصرين، ونص أيضاً على تشكيل مجموعة دولية يرئسها كيري ولافروف تضمن وقف الأعمال العدائية. وعلى هذا الأساس أعلنت أميركا وروسيا الاتفاق رسمياً على تطبيق قرار وقف الأعمال العدائية الذي يشمل وقف الغارات الجوية الروسية والسورية على قوى المعارضة المعتدلة ومواصلتها على "داعش" و"النصرة"، وإخضاع هذه العملية للرقابة الأميركية – الروسية – الدولية تمهيداً لمواصلة المفاوضات في جنيف من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي ينص على نقل السلطة الى نظام جديد تعدّدي وعلى تشكيل هيئة حكم انتقالي تمارس السلطات التنفيذية الكاملة الأمر الذي يؤدّي الى إنهاء حكم الأسد. وهذا التطوّر يشكّل تحوّلاً أساسياً مهمّاً في مسار الصراع السوري بقطع النظر عن العقبات التي ستواجه الاتفاق".

 

الإيرانيون يقترعون للأمل بالتغيير

أسعد حيدر/المستقبل/26 شباط/16

هل يفوز «الأمل» اليوم في إيران، ويقع «التغيير» الذي يطمح إليه الشعب الإيراني، وخصوصاً الشباب منه؟ الرئيس حسن روحاني ختم الحملة الانتخابية مخاطباً الشعب الإيراني بقوله: «لنحوّل اليوم الجمعة أملاً نبني به مستقبل إيران». هذا المستقبل يريده هاشمي رفسنجاني مفتوحاً على «التعاون مع العالم».

المرشد آية الله علي خامنئي خاطب الإيرانيين بالمفردات ذاتها التي يردّدها منذ ربع قرن، وكأنّ إيران لم توقّع مع الولايات المتحدة الأميركية الاتفاق النووي، فقال: «نريد برلماناً لا يخشى أميركا». 55 مليون إيراني سيقرّرون إلى أي ضفّة من «النهر» سيبنون فيها مستقبلهم. الجديد أنّ كل القوى دعت إلى الاقتراع لاختيار مجلس النواب والخبراء بكثافة. المرشد آية الله علي خامنئي والمحافظون المتشدّدون يريدون في كثافة الاقتراع «شهادة شعبية ودولية بديموقراطية النظام». الرئيس حسن روحاني والشيخ هاشمي رفسنجاني والسيد حسن الخميني والرئيس الأسبق محمد خاتمي، يريدون أخذ «تفويض« شعبي ضخم وغير مسبوق لبناء التغيير الذي وعد به روحاني ودعمه جميع هؤلاء، دون عراقيل مجلس نواب يسيطر عليه المتشدّدون، والذي سمح لهم منذ عقدين بالإمساك بمواقع السلطة والاقتصاد وتحويل «الحرس الثوري» إلى «امبراطورية اقتصادية» وليس فقط قوة عسكرية لحماية الثورة. «مجلس صيانة الدستور» الذي يهيمن عليه المرشد لأنّه هو الذي يعيّن أعضاءه المؤلفين من ستة «فقهاء» و»ستة» محامين ورجال قانون، أدّى دوره فألغى ترشيح أكثر من ثلث المرشحين تسعون في المئة منهم من «الإصلاحيين» والمعتدلين وأبرزهم السيد حسن أحمد الخميني. علماً أنّ إبعاد حفيد الخميني حقّق هدفاً مهمّاً وهو رفد المعتدلين الروحانيين والرفسنجانيين بحملة شعارها «المتشددون وضمناً خامنئي يحاربون عائلة الإمام الخميني». مما رفع منسوب التعاطف والدعم للوائح المناهضة للمتشدّدين. رغم دور «المصفاة» الدستورية، فإنّ رفسنجاني «ثعلب» السياسة الإيرانية نجح مع روحاني وخاتمي في تمرير عشرات المرشحين المجهولين من المعتدلين الذين ليست أسماؤهم مهمّة وإنّما التزامهم هو الأهم. ولا شك أنّ «السلاح الأقوى» بيد قوى الاعتدال الشباب الإيراني الذين يشكّل أعمارهم أقل من 35 سنة ما نسبته 75 في المئة، أو أنّ مَن هم أقل من 30 سنة نحو 60 في المئة. ومن الطبيعي جداً أن تكون همومهم وتطلّعاتهم وطموحاتهم مختلفة جداً عن الطبقة السياسية «الهرمة».

هذه الدورة الانتخابية الخامسة والثلاثون تبدو الأهم والأكثر تأثيراً. وهي عملياً عمليتا انتخاب: واحدة تتناول مستقبل نجاح عمل وخطط الرئيس روحاني، والثانية تتعلق بالمستقبل، أي مجلس الخبراء الذي سينتخب أعضاءه حكماً المرشد القادم، لانّ فترة ولايته ثماني سنوات. وقد اختلط على الكثير من المراقبين التعامل مع ورود أسماء مرشحين على أكثر من لائحة في تحديد مواقع كل مرشح، وما ذلك إلاّ لأنّ النظام الانتخابي الذي يعتمد على اللائحة والنسبية يفتح المجال أمام هذا النوع من الاختلاط. لكن يبدو واضحاً أنّ هناك جبهتين: واحدة متّحدة والثانية منقسمة:

[ الأولى: تضم مروحة واسعة من المعتدلين والإصلاحيين وصولاً إلى المحافظ المعتدل علي لاريجاني.

[ الثانية: تضم المتشدّدين، لكن مشكلتها الأولى والتي سبّبت انقسامها العلني هي في أحمدي نجاد الذي تبيّن أنّه ما زال قوياً لأنّه يعتمد ايديولوجياً على طرحه «المهدوي»، لذلك فإنّ لائحته «الصحوة» أو «بايداري» تمثّل 43 في المئة، في حين أنّ غلام حداد عادل حصل على 30 في المئة والمؤتلفة على 10 في المئة. ويبدو أنّ طموح نجاد لتسجيل تقدم واضح على حلفائه سيلعب دوراً مهماً في التأثير على نتائجها.

يبقى أنّ طهران ستشهد «أمّ المعارك» في المجلسَين النيابي والخبراء. على صعيد المعركة الأولى فإنّها تدور بين المعتدلين والإصلاحيين بزعامة محمد عارف الذي انسحب في الانتخابات الرئاسية لروحاني، فأعطاه قوة دفع أنتجت فوزه، والمتشدّدين بزعامة غلام حداد عادل الذي تربطه علاقة مصاهرة بالمرشد، إذ إنّ مجتبي خامنئي (الرجل القوي في بيت المرشد) متزوج من ابنته. وفوز المعتدلين في طهران على غلام حداد عادل الطامح لترؤس مجلس النواب القادم مكان علي لاريجاني، يشكّل ضربة مباشرة لخامنئي وابنه مجتبى معاً.

وبالنسبة إلى مجلس الخبراء، فإنّ المعركة طاحنة ونتائجها مؤثّرة على المدى الطويل. إذ تدور بين هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني، من جهة ضدّ الترويكا المشكّلة من: أحمد جنتي ومحمد يزدي (الذي دفع خامنئي إلى فوزه وهزيمة رفسنجاني في رئاسة المجلس المنقضية مدته) ومحمد تقي مصباح يزدي المعروف باسم آية الله الطالباني لكثرة تشدّده وطموحه لخلافة خامنئي، والعمل لتحقيق هدفه الذي طواه مؤقتاً، كما يُقال في طهران، وهو تحويل إيران من «جمهورية» إلى «إمارة» على غرار افغانستان، ويعمل رفسنجاني علناً لتحقيق فوز شعبي كاسح حتى يلغي طموح المتشدّدين إلى خلافة خامنئي.

غابت عن الحملة الانتخابية السياسة الخارجية، فالشعب الإيراني مهموم بالاقتصاد وكيفية تطويره بعد أن انتشرت البطالة والتضخّم رغم جهود روحاني، وما ذلك إلا بسبب العراقيل التي وضعها المتشدّدون على طريقه. بدوره فإنّ روحاني يؤكد يومياً خلال الحملة الانتخابية أنّه يريد تنفيذ وعوده للشعب الإيراني كما نجح في توقيع الاتفاق النووي. وهو في مواجهة الخطاب الخامنئي قال: «مخطئ مَن يعمل لتضخيم الاستعمار العجوز القديم وتحقير الشعب الإيراني، غداً سيصنع الشعب الأمل».

 

 فلسطين عند بوابة الانتظار

خيرالله خيرالله/المستقبل/26 شباط/16

يفرُض الدرْك الذي بلغته القضية الفلسطينية الحاجة الى مشروع وطني جديد يأخذ في الاعتبار التحولات التي طرأت في الأعوام العشرين الأخيرة، خصوصاً بعد الفشل في تطبيق اتفاق أوسلو الموقّع في العام 1993، وبعد رضوخ العالم، وعلى رأسه الولايات المتحدة لإملاءات بنيامين نتانياهو الذي وضع نهاية لخيار الدولتين. صارت فلسطين غائبة عن الأحداث الدولية على الرغم من أنّ شعبها ما زال يقاوم باللحم الحيّ وعلى الرغم من أنّها قضيّة احتلال أرض واغتصاب لحقوق شعب. لا ثاني لهذه القضيّة الواضحة المعالم في عالمنا الحالي. ليس طبيعياً ان تصل القضية الفلسطينية، وهي قضية محقّة، الى ما وصلت اليه في ضوء القدرة التي يمتلكها هذا الشعب على تأكيد وجود هوية خاصة به من جهة والتضحيات الكبيرة التي قدّمها في مراحل مختلفة من التاريخ من جهة أخرى. كان الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني ياسر عرفات يخطئ في أحيان كثيرة، خصوصاً عندما فعل ما فعله في لبنان. كذلك كان يخطئ عندما كان يتوجب عليه الاسراع في الانقضاض على فرصة ما قد لا تسنح ثانية، وذلك قبل أوسلو وبعده. لم يخطئ ياسر عرفات عندما قال في حديث أجريته معه ان «الشعب الفسطيني موجود على الخريطة السياسية للمنطقة ولا يجوز أن يبقى خارج الخريطة الجغرافية». لدى التساؤل عن الأسباب التي جعلت القضية الفلسطينية تتراجع الى درجة، بات فيها سقوط خمسة فلسطينيين من أبناء الضفّة الغربية في يوم واحد مجرّد خبر تأتي وسائل الإعلام العالمية بالكاد على ذكره، لا بدّ من الاعتراف بالواقع الاليم القائم. ولكن لا بدّ أيضاً من البحث عن طريقة للخروج من هذا الوضع وتجاوز الواقع. هناك أوّلاً الانقسام بين كيانين لم يعد ما يربط بينهما هما الضفّة الغربية وقطاع غزّة. تصرّ «حماس» على وجود «امارة اسلامية» في غزّة مكتفية بالتحرّش باسرائيل بين حين وآخر بما يفيد مصالح الجانبين. تعتبر «حماس» المستفيد الاوّل من الحصار الاسرائيلي. لذلك نراها تعمل كلّ شيء من أجل استمراره وإبقاء أهل غزّة مجرّد رهائن لديها، في حين كان في استطاعتها تقديم نموذج لما يمكن ان تكون عليه دولة فلسطينية مستقلّة على استعداد للعيش بسلام وامان مع جيرانها. أبت «حماس» وضع نفسها في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني الذي كان هناك قبول به في الماضي وأصرّت على القيام بانقلاب من أجل السيطرة على غزّة وأهلها منتصف العام 2007.

تغيّر الوضع الفلسطيني بالكامل. لم تعد الادوات القديمة التي استخدمت منذ الولادة الجديدة للحركة الوطنية الفلسطينية في العام 1965 قادرة على الاتيان باجوبة عن الاسئلة المطروحة في هذه المرحلة، خصوصاً لجهة القدرة على استعادة المبادرة في الاراضي الفلسطينية نفسها او في الخارج. لا قدرة ذهنية او عملية لدى الادوات الفلسطينية التقليدية، في مقدّمها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، على التكيّف مع الواقع الجديد والعمل على تجاوزه. من يسمع بوجود حكومة فلسطينية منذ الضغط على الدكتور سلام فيّاض من اجل الاستقالة بعد اتهامه بالعمل على قيام مؤسسات فلسطينية فعّالة يثق بها المجتمع الدولي.

لذلك، لم يعد مفرّ من الاعتراف بأنّ هناك حاجة الى مشروع وطني جديد قائم على توافق في شأن نقاط محدّدة. من بين هذه النقاط سؤال يتعلّق بشكل المقاومة للاحتلال لبلوغ الهدف المنشود، أياً يكن هذا الهدف المطلوب تحديده بوضوح. هل ينفع الكفاح المسلّح او هل يمكن تحقيق نتائج عبر المفاوضات؟ الأهمّ من ذلك كلّه، ثمّة حاجة الى تفاهم على الحل النهائي الذي يريده الفلسطينيون. هل فلسطين «وقف اسلامي» كما تقول «حماس» او هل لا يزال ممكناً الكلام عن حلّ الدولتين الذي دفنه بنيامين نتانياهو.. ام لم يعد هناك من حل سوى الدولة الواحدة مع ما يعنيه ذلك من اندماج بالمجتمع الاسرائيلي؟ هذا الحلّ يرفضه عدد كبير من الاسرائيليين الذين يخشون من زيادة عدد الفلسطينيين بسبب النموّ السكاني في المدى الطويل. يفترض في الفلسطينيين ايضاً الاتفاق على شكل الحكم الذي يريدونه في حال اصرارهم على اقامة دولتهم المستقلّة او العمل من خلال الدولة الواحدة على الارض التاريخية لفلسطين. هل يريدون حكماً دينياً، كما تطمح الى ذلك «حماس» أم يريدون دولة مدنية تشارك فيها كلّ الأحزاب الموجودة على الساحة الفلسطينية؟ استنفدت التطورات المتلاحقة المشروع الفلسطيني الذي اقرّه المجلس الوطني في خريف العام 1988 في الجزائر. لم يعد هذا المشروع قابلاً للتنفيذ بعدما تكرّس الانقسام بين الضفة الغربية وغزّة، وبعدما أكّد نتانياهو المرّة تلو الاخرى انّه لم يعد مهتماً بخيار الدولتين وانّ الهمّ الاوّل بالنسبة اليه هو ضمّ القدس والقسم الاكبر من الضفّة الغربية واستمرار الاستيطان. أضف الى ذلك كلّه، انّه لم يعد من وجود يذكر لشيء اسمه منظمة التحرير الفلسطينية التي هي في الاصل مرجعية السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة السيّد محمود عبّاس (ابو مازن). هناك مشهد فلسطيني معقّد. هناك اسئلة كثيرة لا اجوبة عنها. لكن الحلقة المفقودة في ظلّ الفراغ القائم تتمثّل في الجيل الذي سيرث الجيل الحالي، خصوصاً ان تنظيم «فتح»، كما عرفناه، لم يعد قائماً، فيما كشفت «حماس» انّها لا تمتلك أي مشروع يسمح لها بإقامة دولة بالمفهوم العصري والحضاري للكلمة. هل من كيان في العالم يمكن ان يكتفي من العيش عن طريق التهريب كما حال غزّة تحت سيطرة «حماس»؟الى متى تبقى فلسطين عند بوابة الانتظار؟ قبل كلّ شيء، لا يمكن للقضية ان تموت نظراً الى انّها قضيّة شعب أوّلاً. الحاجة الى جيل جديد يجيب عن الأسئلة المطروحة، جيل من أبناء الضفّة وغزّة يحل مكان الجيل الذي هبط من خارج مع اتفاق أوسلو. سيدوم الانتظار بعض الوقت، لأنّ مخاض الانتقال الى جيل آخر قضيّة معقدة في ظروف إقليميةأ من معقّدة. الانتظار لا يعني الجمود. ثمّة حاجة الى التفكير في الخروج من المأزق، حتّى لو كان ذلك يعني طرح الاسئلة الممنوعة من نوع هل لا يزال من سبيل لإعادة الحياة الى خيار الدولتين؟