المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 شباط/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february28.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال توبة الولد الشاطر

أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر/أعداد وجمع/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سلام تلقى تحذيرات خارجية من تدهور الوضع.. ومخاوف من أعمال عنف مذهبية

إجراءات مشددة لـ”حزب الله” في الضاحية الجنوبية وصور

«نيران سياسية» كثيفة في لبنان على وقع وقف النار في سورية والأزمة مع دول الخليج تتفاعل وسط صعوبة احتوائها

النائب مروان حمادة لـ”السياسة”: الحل يكمن بتحجيم “حزب الله” والحوار معه لن يجدي نفعاً

احتجاجات في المشرفية والغبيري على تقليد شخصية نصرالله في برنامج عربي

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/2/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 27 شباط 2016

جعجع في الذكرى 22 لتفجير سيدة النجاة: اتهموا القوات بالجريمة لأنها لم تقبل الانصياع لإرادة الوصاية السورية

شمعون: نأمل ألا نضطر مجددا الى إعادة حمل السلاح وأن ندافع بدمنا عن الاستقلال

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/2/2016

ابراهيم عرض مع مسؤولين في الفاتيكان أوضاع لبنان والمنطقة

الحريري التقى سفير السعودية في بيت الوسط

الوفد اللبناني في واشنطن ينهي زيارته بلقاء أعضاء في الكونغرس

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جمعية ديموقراطية الانتخابات تطلق 3 باصات لجمع التواقيع على عريضة المطالبة بالانتخابات البلدية

فتفت: لست من المتحمسين لاستقالة الحكومة لأنها ستدخل البلد في متاهات كثيرة

زهرا: وضعنا الإقتصادي على شفير الإنهيار والجيش بامكانه الدفاع عن لبنان رغم ايقاف الهبة السعودية

ماروني زار ريفي وتمنى عودته عن الاستقالة: الحرب من الداخل أفضل من الخارج

ريفي بحث مع سليمان تداعيات الأزمة مع السعودية: اعتذر من اللبنانيين على عجزنا بتحقيق الملف الإجتماعي

دريان من طرابلس: لا يمكن الا ان نكون مع التضامن العربي ومع الوحدة العربية ولن نكون الا اوفياء للسعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي

سليمان من طرابلس: المقاطعة انقلاب على الدستور وإذا كان نصاب الثلثين سيحرمنا من رئاسة الجمهورية فليكن بالنصف زائدا واحدا

المعلوف: انا قلق على الوضع الامني ولكنني لست خائفا من الانفجار الكبير

قاووق: النظام السعودي يريد أن يعوض خسائره في المنطقة بالهجمة المفتعلة على لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

صمود اتفاق وقف إطلاق النار في سورية

اللجنة الدولية للصليب الأحمر طلبت زيارة مزيد من السجون في سورية

إيران أعدمت جميع الذكور في قرية بسبب المخدرات

رجوي: الانتخابات مسرحية تبطل قصة الاعتدال والاصلاح

إيران: الحليفان رفسنجاني وروحاني يتقدمان في انتخابات مجلس الخبراء

مقتل جنديين في تفجير عبوة شمال سيناء

مشروع قانون أميركي لتصنيف جماعة «الإخوان» تنظيماً إرهابياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كلمة الدكتور فارس سعيد خلال افتتاح خلوة سيدة الجبل

هل يتخلّى العرب/بقلم نون/اللواء

السعودية وإيران/محمد علي مقلد/المدن

لبنان وحيداً/حسام عيتاني/الحياة

السعودية ولبنان: انتهى زمن الضبابية والتكاذب/خالد الدخيل/لحياة

لا تحارب الإسلام السياسي في مصر ثم تبتسم لحزب الله/أحمد عدنان/العرب

وجهان لـ"حزب الله" واحد/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

هل يجب انتظار هدم الهيكل نهائياً/محمد مشموشي/المستقبل

العرب وتركيا لن يسمحوا بسقوط المعارضة السورية/ثريا شاهين/المستقبل

 لبنان يكون عربياً أو لا يكون/بول شاوول/المستقبل

تعزيز مؤسسة القمة العربية/داود البصري/السياسة

«التكليف الشعبي» ينصر «المعتدلين» في إيران/أسعد حيدر/المستقبل

ديمقراطية» إيران المزعومة... المُكلفة للعرب/إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط

منظمات حقوقية تبحث في جنيف «إيران عاصمة للإرهاب/عادل السالمي/الشرق الأوسط

المرشد الأعلى أخيرا يعترف/إبراهيم الزبيدي/العرب

وقف النار.. غطاء لحرب على السوريين/خيرالله خيرالله/العرب

مبادرات سعوديّة من المغرب الى لبنان/محمد الأشهب/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مثال توبة الولد الشاطر

إنجيل القدّيس لوقا 15/11-32/:"وَقَالَ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا... فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».

 

أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم

"رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس13/من05حتى13/:"يا إخوَتِي، إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ في الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين! أَرْجُو أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّنا نَحْنُ لَسْنا مَرْفُوضِين! ونُصَلِّي إِلى ٱللهِ كَيْ لا تَفْعَلُوا أَيَّ شَرّ، لا لِنَظْهَرَ نَحْنُ مَقْبُولِين، بَلْ لِكَي تَفْعَلُوا أَنْتُمُ الخَيْر، ونَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنا مَرْفُوضُون! فَإِنَّنا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ شَيْئًا ضِدَّ الحَقّ، بَلْ لأَجْلِ الحَقّ! َجَلْ، إِنَّنا نَفْرَحُ عِنْدَما نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاء، وتَكُونُونَ أَنْتُم أَقْوِيَاء. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا نُصَلِّي لِكَي تَكُونُوا كَامِلِين. أَكْتُبُ هذَا وأَنا غَائِب، لِئَلاَّ أُعَامِلَكُم بِقَسَاوَةٍ وأَنا حَاضِر، بِالسُّلْطَانِ الَّذي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبّ، لِبُنْيَانِكُم لا لِهَدْمِكُم.وبَعْدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِفْرَحُوا، وَٱسْعَوا إِلى الكَمَال، وتَشَجَّعُوا، وكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِد، وعِيشُوا في سَلام، وإِلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم! سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. جَمِيعُ القِدِّيسِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكُم. نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، ومَحَبَّةُ ٱلله، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ مَعَكُم أَجْمَعِين"!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال عودة وتوبة الولد الشاطر

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/27/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال عودة وتوبة الولد الشاطر/28 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20new%20lost%20son.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تاملات إيمانية في مثال عودة وتوبة الولد الشاطر/28 شباط/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20new%20lost%20son.wma

 

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

أعداد وجمع/الياس بجاني

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

تفسير لوقائع مثال الإبن الشاطر

جوهر الخطيئة والميراث والعطايا

الخطيئة تبدأ بالتعلق بخيرات الله من إرث ومال وسلطة وثقافة ومعرفة وقوة وجمال وذكاء ونسيانه. ننسى أن الله هو الذي أعطانا كل ما نملك وكل ما على الأرض وفي السماء وفي البحار. ننسى الله ونعبد خيراته فنقع في الخطيئة. الابن الضال أصر على أخذ الميراث وعلى ترك العائلة وترك الوطن والحقول والناس وقرر الابتعاد والذهاب إلى عالم آخر(عالم الشيطان) حيث لا قيود ولا شروط أي حرية فالتة وحيث الملذات. كسر الشراكة مع الأب الذي هو الله وخرج من دائرة الحياة معه ودخل دائرة الخطيئة لأن الابتعاد عن الله هو ابتعاد عن النور والدخول في الظلام والتوقف عن ممارسة فرائض العبادة والصلاة. إن جوهر الخطيئة هو التعلق بالذات وبمقتنيات الأرض والأشخاص والمال والعلم والثقافة والابتعاد عن الله، والمشكلة تتكون عندما تصبح عطايا الله آلهة نعبدها وننسى من هو العاطي.

الأنانية المفرطة

في هذه الحالة تصبح الذات (الأنا) محور كل حياة وفكر الإنسان فينسى الأساس ويكسر الشركة مع الله

الابتعاد/الخروج من البيت

كسر الشراكة يقوده إلى الابتعاد عن الوصايا والإنجيل والقداديس والأسرار والوقوع في شراك الخطيئة التي هي موت.

كسر الشراكة مع الجماعة

الابتعاد هو الخروج من الكنيسة التي هو عضو فيها وكسر الشراكة معها. الخطيئة تخرج الإنسان من هذه الشراكة التي تؤمن الحياة والفرح والسلام والدفء

العيش على الأهواء الذاتية

التفلت من الشرائع وكسر الشراكة والابتعاد عن الله وعبادة عطاياه توقع الإنسان في الخطيئة

الخطيئة تنتج الفقر الروحي/الجوع والعوز

الابن ابتعد عن الله، استهتر به مارس التبذير وأعمال السوء، عاشر الخطيئة ودخل عالمهم وتفلت من الإيمان والقيم الروحية والضوابط ومن كل أواصر العائلة والمسؤولية. تحجر قلبه وقتلت العاطفة ومعها الأحاسيس بداخله.

حياة الذل

حياة الذل هذه نتيجة الفقر القيمي والأخلاقي والإيماني والغربة عن الله وبسبب الابتعاد عن تعاليمه وشرائعه. فقد الابن الشاطر كرامته الشخصية وعمل مع الخنازير وكان يتمنى أن يأكل ما يقدم لها. وعندما نعلم أن الشريعة اليهودية تعتبر الخنزير نجس ورمزاً لها ندرك وضعية الذل التي وصل إليها هذا الابن الذي ضل وانحرف وكسر الشراكة مع أبيه الله وترك العنان لشهواته.

التوبة الندامة والأسف والتواضع والرجولة في اتخاذ القرار

التوبة تبدأ بالوقفة الوجدانية وبعملية فحص الضمير المستنير، والضمير هو صوت الله بداخل كل إنسان. لقد عاد إلى نفسه وعاد بذاكرته إلى بيت أبيه فعرف أنه أخطئ ولم يحسن التصرف ولا التقدير فأخذ مما أصابه عبرة وقرر التوبة والندم على ما فعل والعودة إلى بيت أبيه ليستغفره ويطلب الصفح منه. تخلى عن كبريائه وتعجرفه وأنانيته وقال سأعود وسأعمل أجيراً في بيت والدي إن هو غفر لي وقبل عودتي واعترف بذنوبي وأقول له يا أبتي أنا أخطئت وأهنتك ولا استحق أن ادعى ولدك. وقام راجعاً إلى بيته وهذا هو عمل الرجوع عن الخطيئة بعد الاعتراف بذنب ارتكابها وتغيير المسار الذي أوصله إليها. اعترف الابن واقر بالخطيئة التي هي استكبار وإساءة لله وكسر لتعاليمه ووصاياه وصمم على التوبة أي العودة إلى الله. الخطيئة ترتكب بالقول والفعل والفكر والإهمال. الرجولة تكمن في اتخاذ قرارات التوبة والندامة والعودة إلى شريعة الله وطلب الغفران ومن ثم عمل الكفارات.

معاني أحداث الواقعة

المصالحة مع الله/تمت من خلال العودة

رجوع الابن إلى أبيه هي عودة للشراكة ولحالة الاتصال مع الله، الله برره وغفر له حين رجع إليه.

لقاء الأب العاطفي/الله ينتظر عودة كل ضال بفرح ويقبل توبة من يسعى إليها

قول الأب كان ميتاً وعاد إلى الحياة/كان ميتاً بالخطيئة وعاد إلى الفضيلة فعادت له الحياة الأبدية

الخاتم والحلة الفاخرة/رمز تجديد عهد أبوة الله مع الإنسان الذي كسر بفك الشراكة

الصندل (الحذاء)/هو الطريق الجديدة ليخرج للعمل المكلف به

العجل المثمن/هو مائدة القربان/مائدة الرب/رمز للفرحة والاحتفال

موقف الأخ الكبير/العناد وعدم القدرة الذاتية على فعل الغفران

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سلام تلقى تحذيرات خارجية من تدهور الوضع.. ومخاوف من أعمال عنف مذهبية

الأنباء الكويتية/28 شباط/16/تقول أوساط سياسية بارزة إن ما ظهر الى العلن خلال الأيام القليلة الماضية، من دعوة معظم دول الخليج رعاياها تجنب السفر الى لبنان بسبب مخاوف تتعلق بأمنهم وسلامتهم، لم يأت من عدم. واشارت الأوساط نفسها الى إمكانية اندلاع أعمال عنف بشكل مفاجئ، أو تعرضهم للاختطاف عبر طابور خامس هدفه إشعال الفتنة المذهبية، وهذه التحذيرات برزت عبر التدابير الأمنية حول سفارات تلك الدول، من ناحية التشدد في التدابير المحيطة بالمقرات التابعة لها ومنازل سفرائها، على اثر ارتفاع مستوى الاحتقان المذهبي. وتشير الأوساط السياسية المذكورة لصحيفة “الأنباء” الكويتية، الى إمكانية حصول تدهور أمني مذهبي ، على غرار ما حدث في بلدة السعديات قبل أيام بين عناصر من “سرايا المقاومة” وتيار “المستقبل”، قد تؤدي الى 7 أيار. واضافت، أن اليوم تبدو الأوضاع أكثر خطورة ميدانيا، لأن المعلومات الأمنية تشير الى إمكانية حدوث خضة كبرى، وطابور خامس إرهابي مهمته تفجير الوضع في لبنان، خصوصا ان رئيس الحكومة تمام سلام تلقى تحذيرات خارجية من تدهور الوضع، ونقل عنه تشاؤمه وخوفه من حصول خضة قد تفضي الى إنتخاب رئيس مفروض على اللبنانيين.

 

إجراءات مشددة لـ”حزب الله” في الضاحية الجنوبية وصور

بيروت – “السياسة”:28 شباط/16/في إطار التدابير الاحترازية التي ينفذها في المناطق الخاضعة لسيطرته، تحسباً لعمليات أمنية قد تستهدفه، اتخذ “حزب الله” أمس، إجراءات أمنية مشددة في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث أقامت عناصره العديد من الحواجز، بعد الاشتباه بدخول سيارة من طراز مرسيدس سوداء مفخخة إلى المنطقة، ما أثار هلعاً لدى السكان. كذلك أقامت عناصر مسلحة من “حزب الله” حواجز في مدينة صور جنوب لبنان، سيما عند مفرق بلدة العباسية، بعد معلومات عن دخول سيارة مشبوهة. وكشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن عناصر مسلحة من الحزب بلباس مدني تقوم بدوريات راجلة ومؤللة في مناطق الضاحية الجنوبية يومياً لرصد التحركات الغريبة، منعاً لأي اختراق أمني في هذه المناطق، بعد تزايد الحديث عن أحداث أمنية تحصل نتيجة انسداد أفق الحل السياسي. إلى ذلك، أشارت معلومات إلى سقوط عنصرين في “حزب الله” في سورية هما نزار حمد كوراني من بلدة ياطر وعلي يوسف عطية من محلة المساكن في صور.

 

«نيران سياسية» كثيفة في لبنان على وقع وقف النار في سورية والأزمة مع دول الخليج تتفاعل وسط صعوبة احتوائها

بيروت - «الراي/28 شباط/16

معاينة غير مسبوقة لجلسة الانتخاب الرئاسية الأربعاء فهل يبقى ما بعدها على حاله؟

اخترق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في سورية ليل الجمعة - السبت المشهد اللبناني الذي بدا في الأيام وكأنه عالق «بين ناريْ» الاشتباك السعودي - الايراني المحتدم في المنطقة وأزمته الداخلية التي تشكّل في عمقها انعكاساً للصراع الاقليمي الكبير.

وفيما كان العالم يرصد الهدنة في سورية باعتبارها اختباراً مفصلياً لمسار الأزمة السورية ومصير الحل السياسي لها، توقفت دوائر سياسية مطلعة في بيروت عند قراءتيْن لهذا التطوّر من الزاوية اللبنانية. لقراءة الأولى بدت مشدودة الى المفارقة المتمثّلة في تَزامُن وقف النار بسورية مع اشتداد «إطلاق النار» السياسي في لبنان على خلفية «الغضبة» الخليجية إزاء ما اعتبرته السعودية «مصادرة (حزب الله) إرادة الدولة» والتي أفضت الى خروج لبنان الرسمي عن الإجماع العربي في التصويت على قراريْ الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بإدانة الاعتداء على سفارتها وقنصليتها في إيران الشهر الماضي، وهو ما أفضى الى إجراءات خليجية متدحرجة في إطار «مراجعة شاملة» للعلاقات مع بيروت، أبرزها وقف الرياض هبتيْ تسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، ودعوتها (مع كل من الامارات والكويت والبحرين وقطر) مواطنيها إلى مغادرة لبنان وتحذيرهم من السفر إليه، وصولاً الى بدء ترحيل لبنانيين يعملون فيها وفرض عقوبات على 3 لبنانيين واربع شركات بتهمة الارتباط بـ «حزب الله» بعد تصنيفهم «إرهابيين». وبحسب الدوائر السياسية المطلعة، فان المستغرب ان لبنان الذي شكّل في الأعوام الخمسة من عمر الأزمة السورية عنصر ربْط نزاع «على البارد» بين الأفرقاء الاقليميين المتصارعين في سورية خصوصاً، تحوّل مع «الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل» نحو محاولة إخماد الحريق السوري ساحة مواجهة مباشرة بين الرياض وطهران بسبب ما تعتبره السعودية تمادياً من «حزب الله» في «خطْف» القرار اللبناني وتكريس «بلاد الأرز» جزءاً من نفوذها الحيوي وخط دفاع وهجوم اساسياً في مشروعها الإستراتيجي في المنطقة لا سيما مع اتساع الأدوار العسكرية للحزب في كل من سورية واليمن والعراق. القراءة الثانية دعت الى ترقُّب مآل الهدنة في سورية، معتبرة انه بحال «صمود» التفاهمات الاقليمية والدولية حول هذه الأزمة، لا بدّ ان ينعكس ذلك ايجاباً على الواقع اللبناني، ولافتة الى ان «التدافع الخشن» بين السعودية وايران في لبنان يمكن ان يكون في سياق محاولة تعديل موازين القوى الداخلية لملاقاة عملية «ترسيم النفوذ» الجديدة التي ستفضي اليها اي تسوية في سورية.

ومن هنا، تبدو الجلسة 36 للانتخابات الرئاسية الاربعاء المقبل محطة اختبار للمناخ الداخلي والاقليمي، من دون توقعات بأن تسفر هذه الجولة عن انفراج رئاسي، وإن كانت المعطيات المتوافرة تشير الى مشهدية غير مسبوقة في البرلمان منذ جلسة الانتخاب الوحيدة التي تَأمّن نصابها (في 23 ابريل 2014 ولم تفضِ الى انتخاب رئيس لعدم نيل اي مرشح الأكثرية المطلوبة) اذ يفترض ان يرتفع عدد النواب الذين سينزلون الى «ساحة النجمة» وفي مقدّمهم الرئيس سعد الحريري (سيحضر للمرة الاولى جلسة انتخاب) الى رقم مرموق وذلك في رسالة ضغط هي الأقوى بوجه معطّلي النصاب وهم العماد ميشال عون و«حزب الله». وبات شبه محسوم ان جلسة 2 مارس سيتكرر فيها مشهد حضور المرشِّحين وغياب المرشَّحيْن الجدييْن اي كل من العماد عون المدعوم من «حزب الله» وحزب «القوات اللبنانية» والنائب سليمان فرنجية الذي يؤيّده الرئيس سعد الحريري والذي تمسّك بموقفه الرافض النزول الى البرلمان بمعزل عن «حزب الله»، في حين بدا واضحاً ان «عاصفة» التوتر بين لبنان ودول الخليج تركت «آثاراً» على الملف الرئاسي وعلى المرشّحيْن الأبرز ولا سيما ان الاول، اي عون، اعتُبر «الضحية الاساسية» للأزمة مع السعودية بعدما جرى تحميل صهره وزير الخارجية جبران باسيل مسؤولية هذا التدهور غير المسبوق على خط بيروت - دول الخليج، فيما سيشكّل التزام الثاني - اي فرنجية - بموقف «حزب الله» من مقاطعة الجلسات إحراجاً كبيراً لداعمه الرئيسي اي الحريري. وتبعاً لذلك، ثمة مَن يترقّب اذا كان ما بعد الأربعاء المقبل قد يحمل خلط أوراق جديد في الملف الرئاسي على صعيد كسْر حصْر الترشيحات بعون وفرنجية وإمكان الذهاب الى خيارات أخرى وإلا تمديد حال الشغور الذي بات مكلفاً وينذر بأن يترك تداعيات كارثية أكبر في ظلّ المخاوف من سقوط الحكومة تحت وطأة الأزمة المستجدّة مع دول الخليج والتي وضعت ايضاً الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في مهبّ «التطيير» على ان يُبتّ مصير هذا الحوار في اللقاء الوشيك بين الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري. في غمرة هذا الترقُّب، بدت محاولات احتواء التوتر مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي عالقة عند عدم قدرة لبنان الرسمي على تقديم أكثر ما تتضمنه البيان الذي صدر عن الحكومة الاسبوع الماضي والذي اعتبرته الرياض غير كاف ٍ، في حين لم تُفتح الابواب بعد امام رئيس الحكومة للقيام بجولة خليجية تبدأ من السعودية التي زار سفيرها في بيروت علي عواض عسيري الرئيس الحريري امس غداة اعلانه ان المملكة لم تحدد موعداً بعد لسلام، موضحاً ان حكومته لا تزال تنتظر اجراءات مهمة من لبنان من غير ان يحدّد هذه الاجراءات.

وفيما كانت بيروت تترقّب ما يمكن ان تحمله الساعات المقبلة من تدابير سعودية وخليجية بحق «حزب الله» وسط الخشية من ان سبحة الإجراءات قد تكرّ بحال التمادي في الحملات على الرياض وتتّسع رقعتها ليصبح من الصعب على لبنان احتواء أضرارها على كل المستويات، رفع «حزب الله» بلسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم سقف الهجوم على المملكة التي دعاها للاعتذار من لبنان «لأنهم أساؤوا إليه واعتدوا عليه».

 

النائب مروان حمادة لـ”السياسة”: الحل يكمن بتحجيم “حزب الله” والحوار معه لن يجدي نفعاً

بيروت – من عمر البردان:السياسة/28 شباط/16

وسط اشتداد الأزمة اللبنانية – الخليجية تعقيداً، وانسداد مخارج الحل، ما يفتح الباب أمام دخول لبنان مرحلة بالغة الخطورة، في ظل استمرار “حزب الله” في اساءاته للاشقاء العرب، بدا أن المملكة والدول الخليجية ليست مستعجلة على استقبال رئيس الحكومة تمام سلام، قبل أن يبادر لبنان إلى إصلاح الأخطاء المميتة التي ارتكبها وزير خارجيته جبران باسيل والذي لا يزال ممعناً في ممارساته المسيئة لبلده ولعلاقاته العربية، وتالياً إلى وقف “حزب الله” لهذه الممارسات والكف عن التهجم على الدول الخليجية، حرصاً على مصلحة لبنان وتفادياً للأسوأ الذي قد يصيب هذا البلد إذا استمرت حكومته رهينة للحزب وحلفائه.

وفيما استمرت المواقف المنددة بسياسة “حزب الله” ضد المملكة ودول الخليج، بالنظر إلى آثارها السلبية على اللبنانيين ومصالحهم، التقى رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري في منزله وسط بيروت أمس، السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري وعرض معه آخر التطورات والعلاقات بين البلدين.

وفي هذا السياق، أكد النائب مروان حمادة عضو “اللقاء الديمقراطي” أنه مع “حزب الله” ومنذ نشأته يطبق المثل الشائع “فالج لا تعالج”، و”بالتالي ما نشهده هو استمرار لنوبة مذهبية إرهابية لا حدود لها، تتوزع في كل اتجاه وتطيح في طريقها كل مقومات الدول والأمة التي ينتمون إليها وتحتضنهم”.

وقال لـ”السياسة”، إن “قضية “حزب الله” لن تعالج بالوسائل التقليدية، أي بالحوار وأنا في هذا المضمار، أعتبر أن التجارب السابقة قد علمتنا بأن لا وثيقة توقع وتنفذ ولا معاهدة تبرم وتحترم والأمثلة على ذلك عديدة”، مشيراً إلى أنه في كل مرة تتغلب نزعة الانقلاب على قاعدة التفاهم.

وقال حمادة إن الأزمة الحالية ستبقى وربما تتطور، حتى تعديل ميزان القوى في لبنان وسورية واليمن والعراق. و”تعديل ميزان القوى لا يعني القضاء على فئة أو قهر مذهب، بل احترام رأي الغير واحترام المؤسسات المتوافق عليها يجب أن يطغى على كل شيء، وإن بقي الرئيس تمام سلام متفائلاً بقدرته على ضبط إيقاع هذه الفئة ضمن الحكومة، فسيجد نفسه معزولاً كل يوم أكثر من سابقه، وإن اعتقدت قوى “14 آذار” أن الابتسامة والحوار والتنازل عن بعض المواقف أو المواقع أو الترشيحات سيشتري لها وقتاً ويغلب الحكمة على الجنون الإرهابي، فهذا أيضاً سراب بسراب”.

وشدد على أن تطويق تداعيات الأزمة القائمة من خلال معالجة الأسباب وليس بوضع لبنان في مواجهة أشقائه العرب”. الأسباب واضحة وأبرزها سلاح “حزب الله” المهيمن على السلطة اللبنانية”، مشيراً الى ان السلطة اللبنانية غير قادرة على بسط سيادتها وفرض إرادة حكومتها وشعبها، وبالتالي لا بد من مواجهة سياسية جدية وقوية مع “حزب الله” لتحجيمه في الحكومة من خلال الأكثريات الموجودة. وقال إنه يؤيد استمرار الحوار الوطني المتعدد الذي يقوده الرئيس نبيه بري، لكنني مع وقف “الدردشة” الثنائية مع هذا الحزب، لافتاً إلى أن للمملكة العربية السعودية أسباباً دفعتها لاتخاذ ما اتخذته من مواقف ضد لبنان، فهناك من يقتل في سورية والعراق والبحرين واليمن وحتى في السعودية، إضافة إلى محاولة انتزاع لبنان من عروبته، وبالتالي فإن المعالجة تبدأ من لبنان وداخله ومع هذه الفئة التي خرجت عن الميثاق الوطني ولا بد أن تُعاد إليه. وعما إذا كان لديه مخاوف من انفلات أمني، أكد حمادة أنه “من جانبنا فلا نية لنا ولا إرادة لنا في هذا الاتجاه، بل على العكس نحاول في كل مرة ضبط الأمور ولو على حسابنا وننصح الجميع ألا يتركوا الأمور تفلت، لأن الطاولة إذا انقلبت فعلى رؤوس الجميع”.

من جهته، دعا رئيس “كتلة المستقبل” فؤاد السنيورة، إلى إعادة تثبيت العلاقات اللبنانية-العربية على أسس سليمة لما فيه مصلحة كل اللبنانيين، مشيراً إلى أنه لا زالت أمامنا فرصة لأن نعود ونؤكد وبهدوء ومن خلال العمل المشترك بيننا وبين جميع مكونات الشعب اللبناني عروبة لبنان وانتمائه.

وناشدت النائب بهية الحريري الأشقاء العرب، عدم التخلي عن لبنان في هذه الظروف بالذات، مشيرة إلى “أننا كلنا ثقة بأنهم يحفظون للشعب اللبناني مكانة محترمة عبروا عنها خلال عقود من الزمان، من الدعم والاستغاثة والمؤازرة في المحن والتحديات”. إلى ذلك، رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن “سلام سورية يشكل ضرورة عربية وإسلامية وشرق أوسطية قصوى وضماناً للأمن والسلام الدوليين والإقليميين، لأن سورية كما أثبت التاريخ والحاضر هي بوابة السلام والحرب في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن خروج سورية من واقعها الراهن إلى ربيع مزدهر بالأمل، يعيد الألق للقضية الفلسطينية”.

وقال إن إطفاء النار السورية، يرسخ سلام لبنان ويمكنه من عبور أزماته وإنجاز استحقاقاته الوطنية. في هذا الوقت، كانت لافتة زيارة رئيس حزب “الاتحاد” وأحد حلفاء سورية في لبنان الوزير السابق عبد الرحيم مراد الرئيس الحريري، في منزله وسط بيروت بحضور وزير الداخلية نهاد المشنوق.

وإذ وضع مراد الزيارة في إطار التقارب السني الداخلي أسوة بالحوار القائم داخل كل الطوائف، لفت إلى “أننا أخطأنا كثيراً، عندما لم نقف إلى جانب المملكة العربية السعودية في موضوع حرق سفارتها في إيران”. وقال “لا يجوز أبداً أن نسيء إلى المملكة، أو أن نسمع أي شتيمة بحقها”.

 

احتجاجات في المشرفية والغبيري على تقليد شخصية نصرالله في برنامج عربي

السبت 27 شباط 2016/وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عادل حاموش، ان عددا من شبان الضاحية الجنوبية لبيروت، نفذوا مسيرة بالسيارات والدراجات النارية في منطقة المشرفية، استنكارا لتقليد شخصية الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في برنامج ساخر على محطة MBC.

ومن المشرفية، توجه الشبان إلى جسر المطار في الغبيري، حيث قطعوا الطريق لبعض الوقت، بالاطارات المشتعلة.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/2/2016

السبت 27 شباط 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هدنتان تحت المجهر السياسي: الأولى عسكرية في سوريا، معلنة بقرار من مجلس الأمن الدولي، وتعرضت لخروقات. والثانية سياسية إعلامية في لبنان، غير معلنة على المنابر، لكنها موضوع تأكيد عبر قنوات دبلوماسية مع بيروت من عواصم معنية ومهتمة بالوضع اللبناني.

وفي معلومات دبلوماسية، أن اتصالات أميركية وفرنسية مع عواصم دول مؤثرة، أكدت على أن الإستقرار الأمني والمالي في لبنان يجب استمراره، مع تكثيف الجهود لملء الشغور الرئاسي وقيام حكومة العهد الأولى القادرة.

وفي المحافل السياسية اللبنانية، أن الرئيس نبيه بري سيقوم بتحرك واسع لدى القيادات السياسية، وخصوصا مع الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري وقيادة "حزب الله"، لتحقيق هدنة سياسية، وتزخيم الحوار الوطني بإتجاه الإنتخاب الرئاسي.

وفي المحافل ذاتها، أن الرئيس بري سيقود حملة تأكيد للعلاقة الأخوية بين لبنان والسعودية.

وفي الجانب الإقتصادي، أبلغ الأمين العام لإتحاد المصارف العربية وسام فتوح "تلفزيون لبنان"، أن الجمعية العمومية للإتحاد ستعقد في الثلاثين من آذار في بيروت، وأنه لم يتلق أي اعتذار عن عدم الحضور من أي عضو حتى الآن.

تطورات الأوضاع عرضها الرئيس سعد الحريري مع السفير السعودي علي عواض عسيري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

وقف العمليات القتالية في سوريا، يدخل مداره التنفيذي، وإن تخلله خروقات مثل إطلاق مسلحين قذائف على مناطق سكنية في دمشق.

تطبيق الاتفاق يواجه تحديات كثيرة في مسار التنفيذ، لغموض هوية الجماعات المسلحة، فبدا أن هناك مجموعات كثيرة تتبع أو تأتمر ب"داعش" و"النصرة"، وهي ستكون هدفا للجيش السوري والطيران الروسي بغطاء دولي شرعي تكرس في قرار لمجلس الأمن.

الأميركيون التزموا مع الروس في الجوهر. وفي الشكل بقيت تصريحاتهم تدور يمينا ويسارا في التشكيك بمسار التهدئة. لكن موسكو رأت في تصريحات واشنطن تأكيدا لغياب العقل وقلة الأدب.

نجاح سوريا في الهدنة ضرورة، لأنها بوابة السلام والحرب في الشرق الأوسط، كما وصفها الرئيس نبيه بري. رئيس المجلس النيابي اللبناني، أمل أن ينكشف النقاب عن المخطط الارهابي الهادف إلى ابقاء سوريا ساحة للرماية بالذخيرة الحية على جسد أهلها وكيانها. فدعم هذه الهدنة، مقدمة لبناء وصنع سلام سوريا واستقرارها، وإعادة اعمار ما هدمته الحرب، وإطلاق عملية سياسية لصناعة ديمقراطية وطنيا. وخروج سوريا من واقعها الراهن، يمكن لبنان من عبور أزماته.

ايران قدمت مرة جديدة أنموذجا ديمقراطيا يحتذى به، التقاليد الايرانية والاستناد إلى عقيدة الجمهورية الاسلامية، لفت انتباه عواصم العالم، فتجاوزت نسبة الانتخاب ستا وستين بالمئة.

في تركيا، مواجهات بين المتظاهرين والشرطة في دياربكر في جنوب البلاد، استعملت خلالها وسائل القمع المختلفة بما فيها خراطيم المياه لتفريق المحتجين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

خاب المراهنون على أن تشيخ الجمهورية الاسلامية في ايران، وتذبل وتذوي ثورتها. الشعب قال كلمته الأبلغ لمن يرصد من أصدقاء وأعداء عبر مشاركته الكبيرة، قبل أن يضع ورقته في صندوق الاقتراع.

انتخابات أرسلت رسائل في عدة اتجاهات نحو الاقليم والعالم. أكثر من ستين في المئة شاركوا في عملية ديموقراطية تستحق أرفع الاوسمة والالقاب. عشرات الملايين اقترعوا، وتقريبا صفر مشاكل.

أكثر من مئتين وخمسين ألفا من رجال الأمن نظموا الاستحقاق من دون أن يلحظهم أحد. والجميل أنه فور انتهاء العملية الانتخابية، نزل أكثر من ثلاثين ألف موظف في البلدية لازالة كل الملصقات حتى لا تتحول الشوارع إلى مكبات للنفايات، اللبنانيون خبروها جيدا، وحتى لا تتحول الصور الى أيقونات ازالتها قد تطيح برؤوس.

الثورة في ايران لم تأكل أبناءها، لأنها نقلتهم إلى مواطني دولة نووية، متطورة، ومحورية في المنطقة، فيما الثورات المزعومة المدعومة بمكرمات أميرية وذهب أسود، أحرقت وتحرق بلدانا.

في سوريا، الحرائق لم تتوقف برغم اعلان وقف اطلاق النار. قذائف سقطت على دمشق مصدرها الجماعات الارهابية في حي جوبر ومدينة دوما. فيما الهدوء النسبي يسيطر على معظم جبهات القتال. فهل تصمد الهدنة؟، وإن صمدت في المناطق التي لا تتواجد فيها "النصرة" و"داعش" وأمثالهما، فإن الواضح ان الحل العسكري هو الوحيد مع هذه الجماعات التكفيرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل تتدخل فرنسا وتلعب دور الوسيط بين لبنان ودول الخليج، وفي طليعتها السعودية، لانهاء الاشكال القائم؟.

المعلومات المتوافرة تشير إلى وجود توجه فرنسي جدي على هذا الصعيد، وإن كان التدخل لن يحصل قريبا. ففرنسا تدرك ان الوساطة تحتاج ظروفا مناسبة لتنجح، وبالتالي عليها ان تنتظر انتهاء فورة الغضب الخليجية ليبنى على الشيء مقتضاه، ولتباشر مساعيها التي يؤمل ان تؤدي إلى عودة العلاقات إلى ما كانت عليه.

بيئيا، لا جديد. فالاجتماعات تتوالى بلا نتيجة، فيما جبال النفايات ترتفع والنتائج الكارثية معروفة.

توازيا، الأسبوع الطالع يشهد استحقاقين: الأول، الأربعاء في جلسة انتخاب الرئيس، التي لن تكون مختلفة عن سابقاتها. والاستحقاق الثاني، الخميس في جلسة مجلس الوزراء التي ينتظر ان تكون حامية باعتبار انها ستتطرق، مبدئيا، إلى موضوع احالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي.

اقليميا، الهدنة السورية بدأت وسط خروقات محدودة. فهل تصمد أم يكون مصيرها كالهدنات السابقة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ليس سرا ان عددا من صواريخ الميلان التي تسلمها الجيش، كدفعة أولى وأخيرة على الحساب من الهبة، كانت غير صالحة، وان عددا لا يستهان به من السماسرة والمرابين في صفقة ال3 مليارات التي اختفت كالطير في السماء والسمك في الماء، يتحضرون لنكبة أين منها نكبة البرامكة في بغداد، وخصوصا في الشق الفرنسي واللبناني وليس السعودي.

وليس سرا ان فريقا داخليا خسر الدنيا والأدنى من الدنيا في الرهانات والأدنى في الريالات والدولارات، ويرفض تحمل المسؤولية، فيصب غضبه على حلفاء لأنهم لم يماشوه، وعلى خصوم لأنهم لم يهابوه، وعلى جيران لأنهم لم يأخذوه على محمل الجد، وعلى رعاة له لأنهم خذلوه.

التهويل بالحرب والمواجهة، مصطلحات منتفخة، ومحاولة نقل المواجهة إلى الداخل اللبناني، معزوفة مكررة. هذا الفريق لم يتعلم من 2005 ولا من 2006 ولا من 2011 وما بعدها. الفريق الذي راهنوا عليه، حارب عدوتهم الخفية والحقيقية ل36 عاما دون جدوى، حصار واحتواء وعزل ومقاطعة وعقوبات، وأخيرا يقرر التعامل معها والتخلي عنهم.

بدأت القصة في دمشق، وانتهت في فيينا، لتعود فتفتح في لبنان الذي تستغرب واشنطن ما يحصل فيه وما يثار حوله وما يحكى عنه، فتؤكد على استقراره السياسي والأمني والاقتصادي والمالي، وعلى ضرورة بقاء حكومته التي تعصف بها استقالات المقربين وانتقادات الأقربين.

هدأت ولو شكليا ونظريا في سوريا، وتوترت تصاعديا في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ما نحاول القيام به هو تحجيم "حزب الله"، والحد من قدراته في تمويل مشاريعه التدميرية، هذا باختصار ما كشفه نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط في مقابلة مع الـ LBCI أجرتها معه من واشنطن الزميلة هدى شديد، وهذا الموقف يفسر ما تقوم به الادارة الأميركية من اجراءات مالية حيال لبنان.

وهكذا بين مطرقة الاجراءات الأميركية وسندان الاجراءات الخليجية، يعيش لبنان حالة من فريدة من التطويق المالي المزدوج أميركيا وخليجيا.

ومن التطويق الخارجي إلى الاختناق الداخلي، أسبوع جديد ينتهي والنفايات تزداد تراكما، فيما المعالجات متوافرة لكن لا قرار جادا وحازما وحاسما في اختيار أي منها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل هو وقف لإطلاق النار في المنطقة، أم في سوريا فقط؟، وهل نتوقع تحسنا في الأوضاع الإقليمية ينعكس على أزماتنا اللبنانية؟، أم أن لبنان بدأ للتو معمودية النار التي أقحمه بها "حزب الله" وخلفه ايران، بقناع وزير الخارجية جبران باسيل؟.

على ما يبدو فإن "حزب الله" مستمر بإطلاق النار على الاستقرار الوطني والسياسي، من خلال تعطيله العملية الدستورية والديمقراطية، وهي انتخاب رئيس للجمهورية. وتمسكه بصلاحية من نصب نفسه مرشدا أعلى فوق لبنان واللبنانيين. كما انه مستمر باطلاق النار على مصالح لبنان، من خلال اعتداءاته على العرب، من سوريا والعراق مرورا بالكويت والبحرين وصولا الى المملكة العربية السعودية واليمن وقبلهم مصر.

وفيما يستمر "حزب الله" في تشييع قتلاه الذين سقطوا في سوريا، على إيقاع تصعيد قياداته المواقف في وجه العرب، أعلنت اليمن انها وثقت ملفا تفصيليا عن حجم اعتداءات الحزب سترفعه إلى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي.

قد يقول قائل إنه ليس للوقاحة حدود، وبالنظر إلى آخر أخبارنا، فقد يكون محقا، لكن هل يسكت اللبنانيون على من يدفعهم إلى الهاوية؟، هل يستمر مسلسل التمترس المذهبي؟، أم يخرج اللبنانيون عن صمتهم ليعلنوا انحيازهم الحقيقي للعرب، ورفض إغراقهم في حروب الآخرين وفي شؤون العرب الداخلية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل أن ينتفض السياسيون لعروبتهم، هلا تذكروا أنهم رسبوا في لبنانيتهم، وأنهم الآن يحتفلون بألفية التمديد لمجلس النواب؟.

سنجد في الوطن من يدافع عن دولتين خارج حدود الوطن، لكن لن نعثر على طرف قلبه على البلد، بأبنائه الذين يعانون عفن السلطة ونفاياتها السياسية قبل العضوية، بمواطنين ليس في وسعهم سوى تعداد الأيام وتسجيل رقم الألف للتمديد. فالحكم غالب، وهو أقوى من أي حراك، لا تكسره إلا نكسات دوله الراعية. وما عدا ذلك "يا تمديد ما يهزك ريح".

ألف يوم، ألف عام، لن يغير في الواقع السياسي شيئا، ما دام "كل ديك سياسي ع مزبلتو صياح". وقد نحتفل بالألفية الثانية بجيل ثان من النفايات المتمددة على طول الشوارع وعرضها. فاجتماع اللجنة الوازرية لإدارة الأزمة، تدير ظهرها للحلول، وهي انعقدت اليوم لكأنها تناقش ملفا على هدى وغير تعجل ويخضع للتأجيل من أسبوع إلى آخر، وسط البحث عن معالجات توضع رهن النواب وقدرتهم على إقناع مناطقهم بالمطامر، فيما الحل الأقرب والأوفر لم يؤخذ على محمل النقاش، من تلزيم الأمر إلى البلديات بعد دفع مستحقاتها المالية. إلى حل "أبو الياس" الذي عرض رقما في قمة التوفير، لكنه لم يجد مسؤولا واحدا يتصل به لسؤاله عن التفاصيل.

الاقتراح المر، هو أحلى ما تقدم لليوم، ولو جاء بأسوأ توقعاته على ظهر شركات مستفيدة، على أن المستفيدين السياسيين لن يسمحوا بشراكة ومنافسة.

وكما تكونون في النفايات، يولى عليكم في الرئاسة، والتي تطل جلستها الأسبوع المقبل على منافسة خارج البرلمان تمنع انعقاده وتأمين نصابه. ولما كان الرئيس سعد الحريري يسعى لإقناع مرشحه بحضور الجلسة، فقد أثبت سليمان فرنجية مرة جديدة أنه مارد من دون تمرد على "حزب الله"، بتكراره عدم حضور جلسة إلا بمرافقة نواب الحزب. وهو بذلك يكون قد عطل فتيلا داخليا لن يقوى الحريري على إصلاحه إذا ما وقع.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 27 شباط 2016

السبت 27 شباط 2016 الساعة 06:52

النهار

أكد وزير أن عدم تسجيل مفوضية شؤون اللاجئين أي اسم جديد لا يعني حتماً عدم دخول سوريين جدد الى لبنان.

قال نائب في "تيار المستقبل" رداً على السيد نصرالله: "إما فرنجية أو لا رئيس".

أحد المطارنة المقرّب من قوى في 8 آذار يستعد لزيارة معراب ولقاء الدكتور جعجع وتناول الغداء إلى مائدته للمرة الأولى.

أسف مرجع نيابي سابق أن يروّج وزراء لإجراءات بحق لبنان لم تتأكد بعد، علماً أن الناس تعتبر أقوالهم مبنية على معلومات اطلعوا عليها من موقع المسؤولية.

السفير

تسببت "كبسة" قام بها أحد المستشارين برفقة "بادي غارد" في وزارة سيادية للتدقيق بدوام الموظفين في الأوقات الإضافية بحالة هلع، كون المشهد غير مسبوق في وزارة كهذه.

تردد أن ستة سجناء في روميه تقدموا بطلبات خطية للإضراب عن الطعام مطالبين بنقلهم إلى سجون محددة!

أظهر تقرير أمني أن سيارة عليها لوحة ديبلوماسية (أمم متحدة) قد سرقت من إحدى بلدات عكار.

المستقبل

يقال

ان الاتفاق الأميركي ـ الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا يشمل تجنيب حلب والمناطق المتاخمة للحدود التركية أي ضربات بوصفها مناطق مختلطة بين التنظيمات الإرهابية وقوى المعارضة المعتدلة.

اللواء

عاصمة كبرى معنية بترتيبات الهدنة، أبلغت اطرافاً إقليمية ومحلية ضرورة التقيّد الكامل بالاتفاق الذي أدى إليها.

تجري ترتيبات لتمكين نازحين من مجموعات أقلوية من سوريا من البقاء في لبنان بشكل دائم؟!

اهتمت الدوائر الأمنية الرسمية بمضمون المنشور الفتنوي، وبدأت تحريات لمعرفة الجهات التي تقف وراءه.

الجمهورية

قال أحد النواب إنه لا يؤمن بلعبة الأرقام في الشارع المسيحي لأنّ الرأي العام المسيحي مُتحرّك مهما تحالفت القوى الكبرى.

أبلغت الولايات المتحدة الأميركية السعودية عدم إرتياحها الى الإجراءات التي اتخذتها حيال لبنان.

تجري إتصالات حثيثة لإقناع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بحضور جلسة الإنتخاب في 2 آذار

البناء

استغرب مشاركون في استقبال الرئيس سعد الحريري في جامع الإمام علي بن ابي طالب في الطريق الجديدة دعوته لمناصريه "ألا يخافوا" لأنه استقرّ في لبنان، وإذا سافر فسيعود بسرعة، ودار همس بين عدد من الحاضرين الذين قال أحدهم: "نحن لم نخف وبقينا في بيروت. هو الذي خاف وغادر لدواعٍ قال إنها أمنية، فهل زالت هذه الدواعي اليوم"؟

 

جعجع في الذكرى 22 لتفجير سيدة النجاة: اتهموا القوات بالجريمة لأنها لم تقبل الانصياع لإرادة الوصاية السورية

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، انه "بعد 22 عاما من جريمة سيدة النجاة، لا يزال هناك بقايا من القضاء، الذي أسسه السوريون في لبنان، والدليل الأكبر هو إطلاق سراح ميشال سماحة"، آملا "ألا تكون هذه البقايا أكثر من بقايا"، متهما "النظام الأمني السوري- اللبناني بأنه هو من ارتكب جريمة سيدة النجاة". وقال إن "أزمة العلاقات مع الدول العربية الأقرب الى لبنان، هي من تبعات عهد الوصاية". كلام جعجع جاء بعد قداس احتفالي، نظمته مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" - دائرة كسروان وجبيل في معراب، تحت عنوان "مذبح الشهادة: قارب النجاة" لمناسبة الذكرى 22 لتفجير كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل، في حضور أهالي الشهداء وقيادات قواتية وحشد من الطلاب. وقال جعجع: "حاولوا قبل جريمة كنيسة سيدة النجاة في عهد الوصاية السورية، اتهامنا بثلاث جرائم نفذوها على طريقة تفجير الكنيسة، فكان التفجير الأول محاولة اغتيال الوزير ميشال المر، والثاني وضع متفجرات قرب ملعب فؤاد شهاب في جونية والثالث تفجير بيت الكتائب المركزي، وبعد كل جريمة كانوا يضعون أدلة تشير الى القوات، وأذكر تماما أنه في المحاولة الأولى، حاولوا إيجاد شاهد يدعى جوزف جعجع، وبعد تفجير كنيسة سيدة النجاة قالوا ان القذائف اسرائيلية الصنع، وبعد تفجير بيت الكتائب قالوا انهم وجدوا سيارة فيها دفتر قيادة لشخص من آل رحمة و"فهمكن كفاية"، وكما كانوا يتابعوننا في عهد الوصاية، كنا نحن أيضا نتابعهم". وإذ سأل: "لماذا كان عهد الوصاية يقوم بهذه التصرفات مع القوات اللبنانية؟"، قال: "الجواب بسيط: القوات وضعت جهدا كبيرا في اتفاق الطائف للتوصل إلى دولة فعلية في لبنان، دولة الحق والسيادة والحرية والاستقلال، التي لم تبدأ في العام 2005، إنما فعليا في العام 1975، وبالأخص بعد نهاية الحرب عام 1990".

وقال: "بعد انتهاء الحرب وتسليم السلاح، وفي خضم حرب الخليج الأولى، استفرد النظام السوري بالوضع في لبنان وبدأ رويدا رويدا استبدال الدولة اللبنانية بدولة وصاية، حتى تمكن من ذلك في ثلاث سنوات، وللأسف ان كل السياسيين بمن فيهم رئيس الجمهورية ساروا بهذا المسار، ولم يقبل أحد أن يواجه الارادة السورية، فكانوا في المجالس الخاصة يطلعوننا أن رأيهم مماثل لرأينا، ولكن القوة الوحيدة التي لم تقبل الانصياع لإرادة الوصاية السورية كانت القوات". أضاف: "بدأ عهد الوصاية بتقديم الاغراءات لنا، وأذكر أنه في أول حكومة تشكلت في 24 كانون الأول 1990، قدموا لنا وزيرين بينما كانت كل الأحزاب ممثلة بوزير واحد فقط، ولكننا رفضنا، وكذلك في الحكومة الثانية أعطوننا وزيرا ولم نقبل، الى جانب مجموعة مغريات أخرى، فبدأوا بممارسة الضغط على المسؤولين في المناطق من اعتقالات يومية بالعشرات، فعلى سبيل المثال لا الحصر تم اعتقال مكتب مصلحة الطلاب في الأشرفية بتهمة التحضير للاتفاق مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون لاستعمار لبنان، بعدها بدأوا بالاغتيالات، فخلال سنتين استهدفوا اربعة من رفاقنا القادة هم: طوني ضو في كفرشيما، سامي ابو جودة في الزلقا، نديم عبد النور في الأشرفية وسليمان عقيقي في كفرذبيان، وهدف هذه الاغتيالات كان إيصال رسالة لي حتى أسير معهم، وبعدها لجأوا الى محاولات اغتيال شخصية لي، فسكنت في غدراس، كما أمكث اليوم في معراب، ولم يتبق لهم سوى ارتكاب جرائم واتهام القوات بها ليحلوا الحزب ويوقفوا نشاطاتنا، وهكذا حصل".

وأشار الى انه "لو لم يجدوا شاهدا في تفجير سيدة النجاة أعطى إفادة تحت الترغيب والترهيب، لكانوا أكملوا بجرائم أخرى، فمن كان يتساءل من ارتكب جريمة سيدة النجاة، أقول لكم بكل بساطة: النظام الأمني السوري اللبناني". وأسف جعجع "أن أكثرية القضاء اللبناني حينها طوع لصالح نظام الوصاية، وبالأخص الضابطة العدلية بأكملها، فكثر من القضاة كانوا يتحججون أن أوراقا مغلوطة ومزورة كانت تأتيهم ليبنوا أحكاما على أساسها، الأمر الذي أعطى نظام الوصاية غطاء وساعده على قمع كل الحريات في لبنان". وشدد على أنه "بعد 22 عاما من جريمة سيدة النجاة، لا يزال هناك بقايا من القضاء الذي أسسه السوريون في لبنان، والدليل الأكبر هو إطلاق سراح ميشال سماحة"، آملا "ألا تكون هذه البقايا أكثر من بقايا". وقال: "للمفارقة، في قضية ميشال سماحة، الأدلة ملموسة وأداة الجريمة موجودة، وقد تأكدت هذه الأدلة بإفادة أمام الضابطة العدلية، وبإفادات أمام قاضي التحقيق، وبالرغم من كل ذلك أطلقوا سراح سماحة، بينما في قضية سيدة النجاة لا يوجد أي دليل حسي، فبعد سقوط عشرة شهداء وعشرات المصابين ومئات المتضررين، لم يتمكنوا بالرغم من كل الضغوطات التي مارسوها من إيجاد شخص واحد يتقدم بإدعاء على حزب القوات، أو اتخاذ صفة الادعاء الشخصي، وبالرغم من كل ذلك نرى أنهم أطلقوا سراح سماحة من هنا، بينما حلوا حزب القوات اللبنانية، واعتقلوا قياداته من هناك ولو أنه لم يكن هناك وجود لأي دليل".

أضاف "انطلاقا من هنا، لا يزال لدينا الكثير من العمل في لبنان لنقوم به وسنفعل"، لافتا الى ان "بقايا عهد الوصاية ليست موجودة فقط في القضاء، بل هناك بقايا كثيرة على المستوى الاستراتيجي، فبعد 11 سنة من الاستقلال الثاني لا يزال القرار الاستراتيجي مصادرا، والمواعيد الدستورية لا تحترم والحياة السياسية مشلولة، ولا اعتراف بنتائج الانتخابات النيابية. فكل الأزمة الراهنة التي نعيشها الى جانب أزمة العلاقات مع الدول العربية الأقرب الى لبنان، هي من تبعات عهد الوصاية انطلاقا من الحروب التي يخوضونها هنا وهناك، الأمر الذي يرتب على لبنان تبعات لا يستطيع تحملها".

وخلص جعجع الى ثلاثة استنتاجات: "أولا القواتيون في أي مكان وزمان هم حراس الجمهورية ولا ينعسون، ثانيا صحيح ان القتلة والمجرمين تمكنوا من قتل بعض المصلين في كنيسة سيدة النجاة، التي عادت فيما بعد من التمكن منهم سواء عام 2005، حين غادر جيش النظام السوري لبنان، أو ما يتعرض له هذا النظام منذ خمس سنوات الى اليوم، وثالثا كونوا متأكدين دوما مهما طال الوقت، ولكن في نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح". وختم بالتوجه الى الشهداء: "اليان بطيش، ميراي مشعلاني، ماري عطاالله، الفرد عطاالله، انطوان عماد، منصور سكر، اندره عيد، توفيق منصور، عبدو ابو خليل وتوفيق خليل، قائلا: أنتم شهداء القضية، في سبيل سيدة النجاة ولبنان ولن ننساكم أبدا، لأنكم شهداء في أيام السلم، وليس في أيام الحرب، وحتى دون أن تدافعوا عن أنفسكم".

اندراوس

وكانت الذبيحة الإلهية، التي ترأسها الأب ايلي اندراوس، بدأت بدخول صور الشهداء والشموع وسط الأعلام اللبنانية والقواتية والترانيم الدينية. وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الأب اندراوس عظة بعنوان: "لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش، وضائعا فوجد"، سأل في مستهلها: "ألم نكن أمواتا منذ 22 سنة التي مرت على تفجير كنيسة سيدة النجاة والمشهد لم يمح من ذاكرة اللبنانيين؟، وقال: "كنا أمواتا وخصوصا في ذاكرة مناصري حزب القوات اللبنانية، الذي دفع ثمنا باهظا جراء هذا الملف بعد اتهامه عنوة من قبل النظام الامني اللبناني السوري واليوم أصبحنا أحياء". وكرر السؤال: "ألم نكن أمواتا منذ 22 سنة واليوم اصبحنا أحياء بفضل القواتيين ورئيسهم، مستمرين في معركة الحق ضد الباطل؟"، وقال: "فمهما غابت الشمس هناك فجر جديد، وهذا الفجر بدأ يسطع مع بدء المصالحات التي حصلت، فنحن نهنئ الدكتور جعجع على هذه المبادرة، التي قام بها، ويا ليتنا نتعلم منه هذا التواضع ونتصالح مع كل انسان". بعد القداس، عرض فيلم وثائقي عن المجزرة، وما تلاها من أحداث، ثم كلمة رئيس دائرة كسروان وجبيل في مصلحة الطلاب رامي سابا، فشهادة حياة للناشطة في حقوق الانسان انطوانيت شاهين.

 

شمعون: نأمل ألا نضطر مجددا الى إعادة حمل السلاح وأن ندافع بدمنا عن الاستقلال

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - عقدت منظمة الطلاب في حزب "الوطنيين الاحرار" لقاء مع رئيس الحزب النائب دوري شمعون، في مقر الحزب في جونيه، في إطار اللقاءات التي تقيمها المنظمة لإعادة تفعيل دور الشباب في عدد من المناطق اللبنانية، في حضور رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام، أمين التربية إدغار ابو رزق، مفوض كسروان زياد خليفة، كميل دوري شمعون وحشد من الحزبيين والمناصرين. بداية النشيد الوطني، فكلمة ترحيب من درغام توجه فيها الى النائب شمعون، منوها بمنحه الشباب الثقة والأمل، ب "أن يكونوا فاعلين في الحزب، هم الذين يتمتعون بطاقات عالية ويشكرونكم على المحبة التي رعيتم بها منظمة الطلاب الذين هم شعلة لن تنطفىء، وملتزمة بمبادىء ونظام الحزب، والشكر أيضا لحفاظهم على السمعة النظيفة للحزب، كما نفتخر بالإنتماء اليه وأنت رئيسه".

شمعون

بدوره، ألقى شمعون كلمة بالمناسبة شكر فيها المسؤولين الذين نظموا هذا اللقاء، مذكرا "بتأسيسه أول منظمة طلاب في الحزب في الستينات حتى بداية الحرب في العام 1975"، نشير هنا ان كوادر منظمة الطلاب هم الذين اشتركوا في المسؤولية وانخرطوا في المقاومة والمجهود الحربي، ما أدى الى شعور حلفائنا بقوة الصمود. أضاف: "اليوم الظروف صعبة، ونأمل ألا نضطر مجددا الى إعادة حمل السلاح، وأن ندافع بدمنا عن الاستقلال، ونشدد على ألا يكون المجهود الذي تقومون به على حساب تحصيلكم العلمي وشهاداتكم الجامعية يؤثر على المسار العلمي، والجهل لا يعني عدم معرفة قراءة الجريدة والكتب، إنما استعمال المعرفة والخبرة لتنشئة المواطن الجيد. والعنصر الحزبي الحر لا نريده مصفقا وجاهلا من ناحية الروح الوطنية، وعليكم بشبك أياديكم لحمل المسؤولية الوطنية التي نشأت عن مبادىء الحزب الذي يفتقر الى المال، لاننا لم نسرق ولم نفرض الخوة على مصالح الناس لإنفاقها بشكل مرفوض وغير مقبول، وهذه هي مبادىء الحزب الصحيحة". وختم: "نأمل في ألا تعمد بعض الدول الى الإستقواء على اللبنانيين، واعتبار لبنان من دول العالم الثالث. لكن في لبنان ينبغي ان يكون الشعب راقيا ومثقفا، نريد لبنان العزة والكرامة، وصورة الحزب في المجتمع اللبناني أن نكون أحرارا بكل ما للكلمة من معنى، ومواطنين أحرارا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/2/2016

السبت 27 شباط 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هدنتان تحت المجهر السياسي: الأولى عسكرية في سوريا، معلنة بقرار من مجلس الأمن الدولي، وتعرضت لخروقات. والثانية سياسية إعلامية في لبنان، غير معلنة على المنابر، لكنها موضوع تأكيد عبر قنوات دبلوماسية مع بيروت من عواصم معنية ومهتمة بالوضع اللبناني.

وفي معلومات دبلوماسية، أن اتصالات أميركية وفرنسية مع عواصم دول مؤثرة، أكدت على أن الإستقرار الأمني والمالي في لبنان يجب استمراره، مع تكثيف الجهود لملء الشغور الرئاسي وقيام حكومة العهد الأولى القادرة.

وفي المحافل السياسية اللبنانية، أن الرئيس نبيه بري سيقوم بتحرك واسع لدى القيادات السياسية، وخصوصا مع الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري وقيادة "حزب الله"، لتحقيق هدنة سياسية، وتزخيم الحوار الوطني بإتجاه الإنتخاب الرئاسي.

وفي المحافل ذاتها، أن الرئيس بري سيقود حملة تأكيد للعلاقة الأخوية بين لبنان والسعودية.

وفي الجانب الإقتصادي، أبلغ الأمين العام لإتحاد المصارف العربية وسام فتوح "تلفزيون لبنان"، أن الجمعية العمومية للإتحاد ستعقد في الثلاثين من آذار في بيروت، وأنه لم يتلق أي اعتذار عن عدم الحضور من أي عضو حتى الآن.

تطورات الأوضاع عرضها الرئيس سعد الحريري مع السفير السعودي علي عواض عسيري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

وقف العمليات القتالية في سوريا، يدخل مداره التنفيذي، وإن تخلله خروقات مثل إطلاق مسلحين قذائف على مناطق سكنية في دمشق.

تطبيق الاتفاق يواجه تحديات كثيرة في مسار التنفيذ، لغموض هوية الجماعات المسلحة، فبدا أن هناك مجموعات كثيرة تتبع أو تأتمر ب"داعش" و"النصرة"، وهي ستكون هدفا للجيش السوري والطيران الروسي بغطاء دولي شرعي تكرس في قرار لمجلس الأمن.

الأميركيون التزموا مع الروس في الجوهر. وفي الشكل بقيت تصريحاتهم تدور يمينا ويسارا في التشكيك بمسار التهدئة. لكن موسكو رأت في تصريحات واشنطن تأكيدا لغياب العقل وقلة الأدب.

نجاح سوريا في الهدنة ضرورة، لأنها بوابة السلام والحرب في الشرق الأوسط، كما وصفها الرئيس نبيه بري. رئيس المجلس النيابي اللبناني، أمل أن ينكشف النقاب عن المخطط الارهابي الهادف إلى ابقاء سوريا ساحة للرماية بالذخيرة الحية على جسد أهلها وكيانها. فدعم هذه الهدنة، مقدمة لبناء وصنع سلام سوريا واستقرارها، وإعادة اعمار ما هدمته الحرب، وإطلاق عملية سياسية لصناعة ديمقراطية وطنيا. وخروج سوريا من واقعها الراهن، يمكن لبنان من عبور أزماته.

ايران قدمت مرة جديدة أنموذجا ديمقراطيا يحتذى به، التقاليد الايرانية والاستناد إلى عقيدة الجمهورية الاسلامية، لفت انتباه عواصم العالم، فتجاوزت نسبة الانتخاب ستا وستين بالمئة.

في تركيا، مواجهات بين المتظاهرين والشرطة في دياربكر في جنوب البلاد، استعملت خلالها وسائل القمع المختلفة بما فيها خراطيم المياه لتفريق المحتجين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

خاب المراهنون على أن تشيخ الجمهورية الاسلامية في ايران، وتذبل وتذوي ثورتها. الشعب قال كلمته الأبلغ لمن يرصد من أصدقاء وأعداء عبر مشاركته الكبيرة، قبل أن يضع ورقته في صندوق الاقتراع.

انتخابات أرسلت رسائل في عدة اتجاهات نحو الاقليم والعالم. أكثر من ستين في المئة شاركوا في عملية ديموقراطية تستحق أرفع الاوسمة والالقاب. عشرات الملايين اقترعوا، وتقريبا صفر مشاكل.

أكثر من مئتين وخمسين ألفا من رجال الأمن نظموا الاستحقاق من دون أن يلحظهم أحد. والجميل أنه فور انتهاء العملية الانتخابية، نزل أكثر من ثلاثين ألف موظف في البلدية لازالة كل الملصقات حتى لا تتحول الشوارع إلى مكبات للنفايات، اللبنانيون خبروها جيدا، وحتى لا تتحول الصور الى أيقونات ازالتها قد تطيح برؤوس.

الثورة في ايران لم تأكل أبناءها، لأنها نقلتهم إلى مواطني دولة نووية، متطورة، ومحورية في المنطقة، فيما الثورات المزعومة المدعومة بمكرمات أميرية وذهب أسود، أحرقت وتحرق بلدانا.

في سوريا، الحرائق لم تتوقف برغم اعلان وقف اطلاق النار. قذائف سقطت على دمشق مصدرها الجماعات الارهابية في حي جوبر ومدينة دوما. فيما الهدوء النسبي يسيطر على معظم جبهات القتال. فهل تصمد الهدنة؟، وإن صمدت في المناطق التي لا تتواجد فيها "النصرة" و"داعش" وأمثالهما، فإن الواضح ان الحل العسكري هو الوحيد مع هذه الجماعات التكفيرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل تتدخل فرنسا وتلعب دور الوسيط بين لبنان ودول الخليج، وفي طليعتها السعودية، لانهاء الاشكال القائم؟.

المعلومات المتوافرة تشير إلى وجود توجه فرنسي جدي على هذا الصعيد، وإن كان التدخل لن يحصل قريبا. ففرنسا تدرك ان الوساطة تحتاج ظروفا مناسبة لتنجح، وبالتالي عليها ان تنتظر انتهاء فورة الغضب الخليجية ليبنى على الشيء مقتضاه، ولتباشر مساعيها التي يؤمل ان تؤدي إلى عودة العلاقات إلى ما كانت عليه.

بيئيا، لا جديد. فالاجتماعات تتوالى بلا نتيجة، فيما جبال النفايات ترتفع والنتائج الكارثية معروفة.

توازيا، الأسبوع الطالع يشهد استحقاقين: الأول، الأربعاء في جلسة انتخاب الرئيس، التي لن تكون مختلفة عن سابقاتها. والاستحقاق الثاني، الخميس في جلسة مجلس الوزراء التي ينتظر ان تكون حامية باعتبار انها ستتطرق، مبدئيا، إلى موضوع احالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي.

اقليميا، الهدنة السورية بدأت وسط خروقات محدودة. فهل تصمد أم يكون مصيرها كالهدنات السابقة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ليس سرا ان عددا من صواريخ الميلان التي تسلمها الجيش، كدفعة أولى وأخيرة على الحساب من الهبة، كانت غير صالحة، وان عددا لا يستهان به من السماسرة والمرابين في صفقة ال3 مليارات التي اختفت كالطير في السماء والسمك في الماء، يتحضرون لنكبة أين منها نكبة البرامكة في بغداد، وخصوصا في الشق الفرنسي واللبناني وليس السعودي.

وليس سرا ان فريقا داخليا خسر الدنيا والأدنى من الدنيا في الرهانات والأدنى في الريالات والدولارات، ويرفض تحمل المسؤولية، فيصب غضبه على حلفاء لأنهم لم يماشوه، وعلى خصوم لأنهم لم يهابوه، وعلى جيران لأنهم لم يأخذوه على محمل الجد، وعلى رعاة له لأنهم خذلوه.

التهويل بالحرب والمواجهة، مصطلحات منتفخة، ومحاولة نقل المواجهة إلى الداخل اللبناني، معزوفة مكررة. هذا الفريق لم يتعلم من 2005 ولا من 2006 ولا من 2011 وما بعدها. الفريق الذي راهنوا عليه، حارب عدوتهم الخفية والحقيقية ل36 عاما دون جدوى، حصار واحتواء وعزل ومقاطعة وعقوبات، وأخيرا يقرر التعامل معها والتخلي عنهم.

بدأت القصة في دمشق، وانتهت في فيينا، لتعود فتفتح في لبنان الذي تستغرب واشنطن ما يحصل فيه وما يثار حوله وما يحكى عنه، فتؤكد على استقراره السياسي والأمني والاقتصادي والمالي، وعلى ضرورة بقاء حكومته التي تعصف بها استقالات المقربين وانتقادات الأقربين.

هدأت ولو شكليا ونظريا في سوريا، وتوترت تصاعديا في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ما نحاول القيام به هو تحجيم "حزب الله"، والحد من قدراته في تمويل مشاريعه التدميرية، هذا باختصار ما كشفه نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط في مقابلة مع الـ LBCI أجرتها معه من واشنطن الزميلة هدى شديد، وهذا الموقف يفسر ما تقوم به الادارة الأميركية من اجراءات مالية حيال لبنان.

وهكذا بين مطرقة الاجراءات الأميركية وسندان الاجراءات الخليجية، يعيش لبنان حالة من فريدة من التطويق المالي المزدوج أميركيا وخليجيا.

ومن التطويق الخارجي إلى الاختناق الداخلي، أسبوع جديد ينتهي والنفايات تزداد تراكما، فيما المعالجات متوافرة لكن لا قرار جادا وحازما وحاسما في اختيار أي منها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل هو وقف لإطلاق النار في المنطقة، أم في سوريا فقط؟، وهل نتوقع تحسنا في الأوضاع الإقليمية ينعكس على أزماتنا اللبنانية؟، أم أن لبنان بدأ للتو معمودية النار التي أقحمه بها "حزب الله" وخلفه ايران، بقناع وزير الخارجية جبران باسيل؟.

على ما يبدو فإن "حزب الله" مستمر بإطلاق النار على الاستقرار الوطني والسياسي، من خلال تعطيله العملية الدستورية والديمقراطية، وهي انتخاب رئيس للجمهورية. وتمسكه بصلاحية من نصب نفسه مرشدا أعلى فوق لبنان واللبنانيين. كما انه مستمر باطلاق النار على مصالح لبنان، من خلال اعتداءاته على العرب، من سوريا والعراق مرورا بالكويت والبحرين وصولا الى المملكة العربية السعودية واليمن وقبلهم مصر.

وفيما يستمر "حزب الله" في تشييع قتلاه الذين سقطوا في سوريا، على إيقاع تصعيد قياداته المواقف في وجه العرب، أعلنت اليمن انها وثقت ملفا تفصيليا عن حجم اعتداءات الحزب سترفعه إلى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي.

قد يقول قائل إنه ليس للوقاحة حدود، وبالنظر إلى آخر أخبارنا، فقد يكون محقا، لكن هل يسكت اللبنانيون على من يدفعهم إلى الهاوية؟، هل يستمر مسلسل التمترس المذهبي؟، أم يخرج اللبنانيون عن صمتهم ليعلنوا انحيازهم الحقيقي للعرب، ورفض إغراقهم في حروب الآخرين وفي شؤون العرب الداخلية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل أن ينتفض السياسيون لعروبتهم، هلا تذكروا أنهم رسبوا في لبنانيتهم، وأنهم الآن يحتفلون بألفية التمديد لمجلس النواب؟.

سنجد في الوطن من يدافع عن دولتين خارج حدود الوطن، لكن لن نعثر على طرف قلبه على البلد، بأبنائه الذين يعانون عفن السلطة ونفاياتها السياسية قبل العضوية، بمواطنين ليس في وسعهم سوى تعداد الأيام وتسجيل رقم الألف للتمديد. فالحكم غالب، وهو أقوى من أي حراك، لا تكسره إلا نكسات دوله الراعية. وما عدا ذلك "يا تمديد ما يهزك ريح".

ألف يوم، ألف عام، لن يغير في الواقع السياسي شيئا، ما دام "كل ديك سياسي ع مزبلتو صياح". وقد نحتفل بالألفية الثانية بجيل ثان من النفايات المتمددة على طول الشوارع وعرضها. فاجتماع اللجنة الوازرية لإدارة الأزمة، تدير ظهرها للحلول، وهي انعقدت اليوم لكأنها تناقش ملفا على هدى وغير تعجل ويخضع للتأجيل من أسبوع إلى آخر، وسط البحث عن معالجات توضع رهن النواب وقدرتهم على إقناع مناطقهم بالمطامر، فيما الحل الأقرب والأوفر لم يؤخذ على محمل النقاش، من تلزيم الأمر إلى البلديات بعد دفع مستحقاتها المالية. إلى حل "أبو الياس" الذي عرض رقما في قمة التوفير، لكنه لم يجد مسؤولا واحدا يتصل به لسؤاله عن التفاصيل.

الاقتراح المر، هو أحلى ما تقدم لليوم، ولو جاء بأسوأ توقعاته على ظهر شركات مستفيدة، على أن المستفيدين السياسيين لن يسمحوا بشراكة ومنافسة.

وكما تكونون في النفايات، يولى عليكم في الرئاسة، والتي تطل جلستها الأسبوع المقبل على منافسة خارج البرلمان تمنع انعقاده وتأمين نصابه. ولما كان الرئيس سعد الحريري يسعى لإقناع مرشحه بحضور الجلسة، فقد أثبت سليمان فرنجية مرة جديدة أنه مارد من دون تمرد على "حزب الله"، بتكراره عدم حضور جلسة إلا بمرافقة نواب الحزب. وهو بذلك يكون قد عطل فتيلا داخليا لن يقوى الحريري على إصلاحه إذا ما وقع.

 

ابراهيم عرض مع مسؤولين في الفاتيكان أوضاع لبنان والمنطقة

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - زار المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، حاضرة الفاتيكان، حيث التقى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بترو بارولين ومسؤول العلاقات الخارجية المونسينيور بول ريتشارد غلاغر، وعرض معهما للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

 

الحريري التقى سفير السعودية في بيت الوسط

السبت 27 شباط 2016/وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" سفير السعودية في لبنان علي عواض عسيري، وعرض معه آخر التطورات والعلاقات بين البلدين.

 

الوفد اللبناني في واشنطن ينهي زيارته بلقاء أعضاء في الكونغرس

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - أنهى الوفد اللبناني الذي يضم النواب: ياسين جابر، محمد قباني، روبير فاضل، باسم الشاب وآلان عون ومستشار الرئيس بري علي حمدان والسفير السابق انطوان شديد، زيارته لواشنطن، والتقى في يومه الأخير عددا من أعضاء الكونغرس الاميركي هم داريل عيسى والمتحدر من أصل لبناني وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية مات سالمون وبيتي ماك كولوم ودافيد شيشيليني. وأقامت القائمة بالأعمال في السفارة اللبنانية كارلا جزار غداء للوفد النيابي في مقر السفارة حضره مسؤولون أميركيون أبرزهم مساعد وزير الخزينة لشؤون مكافحة الإرهاب داني غلايزر ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيرالد فيرستاين ومسؤولو لبنان في وزارة الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي رولاند ماك كاي، فرانسيس كولون وكاتلين سبايسر، وعدد من مدراء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وفاعليات من الجالية اللبنانية في واشنطن. وكانت كلمة لجزار حيت فيها "الجهود التي بذلها الوفد على مدى أسبوع في مختلف مراكز القرار وكان لها وقع إيجابي عندها". وتكلم جابر باسم الوفد فشكر للولايات المتحدة "دعمها الدائم للبنان وقواته المسلحة في معركتهم ضد الارهاب ومساندتها في أزمة اللاجئين السوريين"، وشدد على "أهمية التعاون بين لبنان والولايات المتحدة ولا سيما بين مجلس النواب اللبناني والكونغرس الأميركي وتفعيل التبادل والتواصل في الشؤون المشتركة". وكانت كلمة لغليزر طمأن فيها إلى "حرص الولايات المتحدة على لبنان وإستقراره ونظامه المصرفي الذي يجب ألا يخشى أي تداعيات سلبية عليه جراء العقوبات على حزب الله". وختم الوفد زيارته بلقاء مع الوزير المساعد للشؤون السياسية في وزارة الخارجية توم شانون وكان النقاش عن لبنان والتحديات التي يواجهها والأزمة في سوريا وإنعكاساتها عليه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جمعية ديموقراطية الانتخابات تطلق 3 باصات لجمع التواقيع على عريضة المطالبة بالانتخابات البلدية

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - أطلقت "الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات" ثلاثة باصات في إطار حملة "البلدية نص البلد". ويقل كل باص مجموعة متطوعين سيتوقفون في محطات عدة منها مكتبات البلديات أو المكتبات العامة ليجمعوا تواقيع المواطنين على عريضة المطالبة بإجراء الانتخابات البلدية في موعدها، بالاضافة الى توزيع مجموعة من منشورات جمعيات المجتمع المدني عن البلديات والانتخابات والمواطنية على المكتبات العامة. وانطلق باص عكار من بلدية حلبا حيث وقع رئيس البلدية سعيد شريف الحلبي العريضة واستلم مجموعة كتب توعوية على الانتخابات وأهميتها للمكتبة العامة في البلدية.

وأوضح الناشط في الجمعية أكرم شلهوب أن "هذا النشاط هو جزء من سلسلة نشاطات تنفذها الجمعية على كل الأراضي"، وقال: "هدف مشروع اليوم تسليط الضوء على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية في موعدها المحدد، فالمجالس البلدية اليوم هي الهيئات المنتخبة التي تمثل آخر صرح للديموقراطية في لبنان، وهي المرجع الشرعي التمثيلي للبلدة، وبالتالي الانتخابات في مواعيدها ضرورة ملحة، وهي التي تجدد الدم في سبيل انجاح العمل الإنمائي". وقال: "بالتزامن مع انطلاقة باص حلبا انطلق باص آخر من جب جنين وثالث من صور، ونقطة الوصول ستكون مركز الجمعية في بيروت، وخط سير الباصات الثلاثة يبدأ من الرقم 1 والانطلاق من حلبا - بداوي - طرابلس - شكا - البترون - جبيل - ذوق مكايل، والباص الرقم 2 والانطلاق من جب جنين - المنصورة - قب الياس - جديتا - حمانا - عاليه - سن الفيل، والباص الرقم 3 والانطلاق من صور - عباسيه - صيدا - عبرا - برجا - عرمون - الشويفات".

 

فتفت: لست من المتحمسين لاستقالة الحكومة لأنها ستدخل البلد في متاهات كثيرة

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - لفت عضو كتلة "المستقبل" أحمد فتفت الى "ان هناك تغيرا كبيرا في الشرق الاوسط وفي طبيعة النظام السعودي"، مشيرا الى "اننا امام جيل من الشباب المتعلم، المثقف وذات براغماتية سياسية". وشدد في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5" على ان السعودية قدمت الكثير للبنان، مضيفا "ان السلطات السعودية ستذهب بعيدا في الدفاع عن مصالحها"، داعيا الى "وضع مصالحنا نصب اعيننا لتحقيقها"، وقال: "هناك فريق يسعى لجعل المشروع الايراني هو الاولوية". ورأى "ان حزب الله لديه مشروع سياسي كبير في المنطقة وبات بعيدا عن المشروع اللبناني، ويعمل لجعل كل الامور تأتي للمصلحة الاستراتيجية لايران"، لافتا الى "ان الموضوع ليس موضوع اعتذار انما تصحيح جدي في التوجهات الخارجية للسياسة اللبنانية"، مشيرا الى ان "العالم العربي بحالة حرب باردة مع ايران ولا يمكن ان نقبل ان يقف لبنان الى جانب ايران". وقال: "اننا نسمع بالنأي بالنفس انما لا نسمعها من وزير الخارجية في المحافل الدولية حول التدخل في الداخل السوري"، لافتا الى "ان المسؤولية في ما حصل يتحملها من يفرض هيمنته على البلد اي حزب الله". وأشار الى انه "تبين ان حزب الله يمارس العمل العسكري في اليمن وفي العراق وفي سوريا وبالتالي المشكلة في الخيارات الكبيرة لهكذا فريق"، معربا عن أسفه من "ان التيار الوطني الحر والوزير باسيل ارتضيا ان يعبرا عن سيطرة حزب الله في السياسة الخارجية وبالتالي يتحملون جزءا من المسؤولية"، موضحا "ان باسيل تحمل مسؤولية مضاعفة بموقفه في المحافل الدولية وفي مؤتمره الصحافي اثر البيان الوزاري". وشدد على "ان ارتباطات باسيل بحزب الله لم تعد مخفية على احد. وكشف ان رسالة رئيس الحكومة تمام سلام ذهبت فورا الى القيادة السعودية وفق ما ابلغه السفير السعودي علي عواض عسيري الموجود اليوم في السعودية لمراجعة المواقف وتقييم ما جرى". ولفت الى "ان الرئيس تمام سلام يحاول تسيير الامور في البلد بأقل اضرار ممكنة"، مشيرا الى "ان رئيس الحكومة ألمح الى الاستقالة ولفت الى ان الحكومة فاشلة حيث انها لم تنجح بحل ملف النفايات". وقال: "لست من المتحمسين لاستقالة الحكومة لأنها ستدخل البلد في متاهات كثيرة وسيكون البلد في وضع اسوأ مما هو عليه انما انا مع وقف حوار "المستقبل" و"حزب الله". ورأى "ان ملف انتخاب الرئيس هو قرار اقليمي بيد حزب الله وايران"، مشيرا الى "ان الحزب يتحمل اليوم مسؤولية التعطيل".

 

زهرا: وضعنا الإقتصادي على شفير الإنهيار والجيش بامكانه الدفاع عن لبنان رغم ايقاف الهبة السعودية

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - أكد عضو "كتلة القوات"النائب انطوان زهرا، أن "المواجهة العربية - الايرانية، التي على رأسها المملكة العربية السعودية مع تضامن عربي واسع، تتسع لتشمل كل الساحات وتستعمل كل الادوات، وهذه الازمة لها اسبابها الضاربة في التاريخ منذ انتصار الثورة الايرانية العام 1979، وقرار تصدير الثورة واستباحة الامة الاسلامية بكل مكوناتها امام مشروع الثورة ونظرية ولاية الفقيه". وقال: "ان المملكة العربية السعودية اتخذت قرارا مع الملك سلمان بن عبد العزيز، يقضي باعتبار ان سياسة النأي بالنفس عن المواجهة لم تعد تفيد على اساس ان الاخطار صارت على حدود المملكة الجغرافية عبر اليمن، ومحاولة التطويق من جهة البحرين والكويت وكل دول الخليج، وكلنا رأينا المعلومات المؤكدة عن خلايا الحرس الثوري المنشرة التي تدربت وتخرجت في لبنان، وما زال "حزب الله" يتابع تدريبها ورعايتها ومشاركتها عملياتها الامنية، والتي بات العرب يسمونها بالخلايا الارهابية".

وأضاف زهرا في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - ضبيه": "ان من حق لبنان ان يحييد عن هذه الصراعات، لانه زمن الحرب الباردة، والاخرون يعملون على تنمية اقتصادهم واستقرارهم، وبدل ان يكون لبنان محييدا فعلا عن الصراعات، خصوصا الصراع السوري، وقد جرت محاولات تأكيد ذلك في اعلان بعبدا وبيان الحكومة الحالية الذي تحدث عن النأي بالنفس، وتحول رغما عن ذلك وبسبب تحكم دويلة "حزب الله" في سياسته العامة ورضى بقية الافرقاء الذين شاركوا في حكومة ربط النزاع في تغطية هذا الصراع، وجر لبنان الى عدم النأي بالنفس ومحاولة تصويره جزء من المحور الايراني في المنطقة، ما جعله مرتهنا لسياسة الحزب في وقت يعلم فيه الجميع ان أغلبية الشعب ضد هذه السياسة، ولكن المهادنة والمساكنة القسرية مع هذا الحزب جعلت صورة لبنان غير ما هي عليه، واوصلتنا الى مرحلة الازمة مع الدول العربية".

وتابع: "لبنان اليوم اصبح من ساحات المواجهة، ونأمل بألا تتحول الى مواجهة ساخنة وان تبقى المواجهة سياسية، واظن في هذا الاطار انه اذا حزمت القوى السيادية اللبنانية أمرها داخل وخارج الحكومة، وقالت بالفم الملان: "نحن مع مواجهة مشروع وضع اليد على لبنان والعالم العربي"، فأعتقد ان لبنان يبدأ بتحييد نفسه مجددا عن ان يكون ساحة للصراع، او طرف في الصراعات ويلتزم فقط بما املاه دستوره الذي يؤكد هوية لبنان وانتماؤه العربي".

وحو ملف إعادة النظر بالهبة السعودية وسبل استفادة لبنان منها، قال زهرا: "الامر يجب ان يكون موضع مراجعة لان لبنان نأى بنفسه عن الاجماع العربي".

وردا على سؤال حول الوفد اللبناني الذي يزور الولايات المتحدة الاميركية، قال: "مع محبتنا واحترامنا لاعضائه، فقد قبل الاميركييون ان يتحدثوا معه في كل شيئ الا الاجراءات المالية وهي الهدف المعلن للزيارة".

ورأى أن "سير الاحداث قد يقفل الابواب امام اللبنانيين للعمل في الخليج، وهذا (في حال حصوله) سيقود الى كارثة اقتصادية"، مضيفا: "أن هناك رفض عارم لتدخل "حزب الله" في سوريا ورفض مماثل للاساءة الى علاقات لبنان مع اشقائه العرب، ووضعنا الاقتصادي رغم تطمينات الهيئات الاقتصادية، على شفير الانهيار، ولم نواجه وضعا مماثلا حتى في ايام الحرب التي استفاد كل الاخرين منها، فيما لم نستفد بشيئ من حروب الاخرين بسبب اصرار البعض على توريط لبنان في حرب سوريا وصراعات المنطقة. والأمر الذي أوقف الهبة السعودية التي خصصت لمساعدة الجيش هو ما صدر من مواقف اخذها لبنان مؤخرا بخروجه عن الاجماع العربي، وهذا الأمر كان (القشة التي قصمت ظهر البعير)".

وتابع: "ان ايقاف الهبة لا يعني انه لم يعد هناك امكانات للجيش، لكن طبعا الهبة كانت ستاعد الجيش كثيرا، وسمعنا تطمينات من فرنسا واميركا عن مواصلة دعم الجيش بالأسلحة والعتاد، ما يعني أننا لسنا مكشوفين، ولا يزال الجيش بامكانه الدفاع عن لبنان وفرض الأمن".

وعن الهدنة المعلنة في سوريا، قال زهرا: "لبنان من العام 1975 حتى العام 1990 شهد سلسلة من القرارات الاقليمية والدولية والهدنات ووقف اطلاق النار، وقد علمته تجربة كبيرة، حيث لا نتعاطى مع الامور في قشورها بل بمعانيها والهدنة في سوريا مؤقتة واقرت بين قوتين عظمتين، ولا شأن لاي طرف سوري فيها سوى اعلان القبول". وردا على ما قاله الشيخ نعيم قاسم، اعتبر زهرا فيه "موقفا متعالي وتقليدي يستغبي الناس، ومد اليد دعوة للاستسلام وهي التسوية الوحيدة التي يريدها "حزب الله" راهنا، وهو لم يتنازل يوما في مشروعه الاستراتيجي المرتبط بأيران"، متسائلا: أين هي حدود السيادة اذا لم يعد هناك حدود مع سوريا واين هي السيادة؟، هناك ارادة مشتركة اسلامية - مسيحية منذ 2005، وهي ترفض ان يتحول لبنان الى تابع لايران، وكما نوافق مع قاسم على الا يكون لبنان تابعا لامارة ما، فأننا ايضا لا نريده تابعا للولي الفقيه. ونحن دولة عربية الهوية والانتماء، حريصون على الشراكة والتوازن وجرنا الى مواقع لا تفيدنا ليس مقبولا".

وسأل: "أين الوحدة الوطنية من تدخل "حزب الله" في سوريا، وأغلبية اللبنانيين ضدها؟. فهذا تفسير غير دقيق لمفهوم الوحدة الوطنية". وأكد أن "مداخلات "القوات" هي التي رفعت سقف بيان بيت الوسط، وادت الى التشدد فيه وليس صحيحا انه كان مطلوبا ادانة احد فيه".

واضاف: "كل الاهتمامات الاخرى بما فيها استحقاق رئاسة الجمهورية تراجعت لمصلحة علاقات لبنان مع الاشقاء العرب"، لافتا إلى أن "القوات بذلت كل المساعي لابعاد استحقاق الرئاسة عن تأثيرات الاقليم، ولم تنجح المساعي لان "حزب الله" يرفض حتى اقتصار الترشيح على مرشحين من "8 اذار"، وبالنسبة لنا فإن ايران لا تسهل انتخاب رئيس في لبنان، و"حزب الله" لا يسعى لتأمين النصاب، والى انتخاب من يسميه مرشحه الاول، لانه ليس مضطرا لاستحضار شريك مضارب يسأله ماذا يفعل في تدخله في سوريا وسائر الدول العربية". وأردف زهرا: "ان الدكتور سمير جعجع يقول ان حظوظ العماد ميشال عون ما تزال قائمة خصوصا وان "حزب الله" يقول انه مرشحه الوحيد، وهي الفرصة الوحيدة لانتخاب رئيس والعماد عون لا تملى عليه مواقفه لا من "حزب الله" ولا من سواه، وحظوظه ما تزال قائمة". وأكد أن "القوات خطها واحد لم يتغيير على مدى تاريخها، وهي مضطهدة وهي في السجن وحتى اليوم، ولذلك لا يستطيع احد ان يطلب منها ان تساير في موقف وطني"، مشيرا إلى أن "الحوار مع "التيار الوطني الحر" قائم بشكل دائم، وامس كان هناك زيارة حول الحكومة الالكترونية واعلان النوايا، والمصالحة لا تعني رؤية موحدة في كل المواضيع، وقلنا سابقا ان ما نتفق عليه نعلنه سويا وما نختلف عليه نعمل ونسعى للتوافق حوله".

وأضاف: "إن 14 اذار دون تلاحم وسعي الى تحقيق المبادئ المعلنة لا تنجح، والانجازات الكبرى تحتاج الى وحدة هذه القوى". وردا على سؤال حول الفراغ الرئاسي، قال زهرا: "في الاساس نحن ضد كل انواع الفراغ، بخاصة في سدة الرئاسة، ولذلك نعمل بكل جهدنا لملئ الفراغ، كما ان الحكومة ضرورية جدا ولكن ليس الى حد ان يكون استمرارها على حساب مصلحة لبنان الاستراتيجية والاساسية وعلاقاته العربية". وعن تداعيات الخلاف حول الترشيح، قال: "ما تزال قائمة، ولكننا متفقين ان بامكاننا الخلاف، لكن ليس من حق احد التفريط بالمبادئ السياسية والمشروع الوطني، ومكتسبات "14 اذار". وتابع: "إن العلاجات ستستمر، وسنعود الى وحدة الحال اليوم او غدا، والمهم اننا محكومون ان نعود في هذا الاتجاه".

 

ماروني زار ريفي وتمنى عودته عن الاستقالة: الحرب من الداخل أفضل من الخارج

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - استقبل وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي عضو كتلة الكتائب ايلي ماروني، في دراته في طرابلس، وبحث معه في تداعيات استقالته على الوضع اللبناني. بعد اللقاء قال ماروني: "الزيارة اليوم لصديق كلنا عرفنا مواقفه الوطنية، التي هي رمز للرجال الذي يحتاج اليها لبنان في الوقت الحالي، ومن المؤكد عندما نكون في طرابلس يجب علينا زيارة معالي الوزير اشرف ريفي من اجل "الشد على يده"، ونتمنى عليه العودة عن الاستقالة لان الحرب من الداخل افضل من الحرب من الخارج". وختم: "نحن كفريق سياسي محاطون بأخصام عدة وبعثرات كبيرة ما زالت في انتظار ان يكون عندنا وطن ودولة ومؤسسات، ومن هذا المنطلق نحن بحاجة لكل الطاقات، والوزير ريفي من هذه الطاقات البارزة التي نحتاجها في وزارة العدل".

 

ريفي بحث مع سليمان تداعيات الأزمة مع السعودية: اعتذر من اللبنانيين على عجزنا بتحقيق الملف الإجتماعي

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - استقبل وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي الرئيس ميشال سليمان في دارته في طرابلس، يرافقه مستشاره الاعلامي بشارة خير الله، وجرى بحث في المستجدات المحلية والاقليمية وتداعيات الازمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بحضور عقيلة ريفي سليمة اديب.

بعد اللقاء، قال سليمان: "في سياق زيارتي الى طرابلس لرعاية مؤتمر التنمية في نقابة المهندسين، كان لا بد لي أن أزور اللواء أشرف ريفي الذي تربطني به رفقة سلاح قديمة وطويلة، تخللتها أهم المراحل والمحطات التي مرت على القوى الأمنية، والتي أثبتت فيها أنها أقوى بكثير مما كنا نتصور، فالجيش والقوى الأمنية أقوى بكثير من جيوش الأنظمة التي تحيط بنا والتي فرطت، فيما بقي الجيش والقوى الأمنية يقومان بدورهما بشكل ممتاز، وهذا الدور نعتز به لأنه كان لنا يد كبيرة عندما قاوم الجيش والقوى الأمنية وسقط لهما الشهداء، وإستمر هذا الدور وصولا الى اللواء وسام الحسن". أضاف: "أقدر الدور الذي قام به اللواء ريفي والمواقع تتبدل وهذه الأمور عائدة له إن كان يريد أن يستمر في وزارة العدل نكون سعداء، وإذا لم يرد ذلك هذا الأمر عائد إليه، وهو سيستمر بدوره الوطني وبالأهداف التي أبحث عنها، ونسعى إليها أنا وفريق عملي وفريق اللواء ريفي يبحث عنها أيضا، وسيكون لنا تنسيق في هذا المسار على ثوابت لبنان السيد القادر على أن يقول رأيه بصراحة ووضوح على صعيد السياسة الخارجية، ولا ينتظر من يمنعه من قول ذلك". وردا على سؤال حول الهبة السعودية، قال سليمان: "أريد أن أتوقف عند العلاقة مع الدول العربية، لا سيما مع دول الخليج، وهي علاقات تاريخية وعلى أساسها لبنان في تركيبته وصيغته الفريدة، وقد تبين أن هذه الصيغة متينة، وأننا شعب متماسك رغم الحرب الدائرة حوله من العام 2011، وبعض الخلافات الطائفية والمذهبية، وذلك جراء أفعال السياسيين الذين يحاولون جر الشعب الى مواقع معينة وخلافات لمصالحهم السياسية الإنتخابية، وإذا ترك الشعب على خياره فهذا قوة للبنان، وموقفنا مع الدول العربية هو موقف إلزامي، إضافة الى مصلحة اللبنانيين، وأنا أعتز باللبنانيين المنتشرين في دول الخليج، ولا يمكن إخراجهم من منطقة الخليج، ولا هكذا يتصرف أهل الخليج ودول الخليج وبالطبع المملكة العربية السعودية، فاللبنانيون في الإنتشار هم كفاءات وأسهموا في بناء هذه الدول مساهمة صادقة وحميمة، وانا زرت هذه الدول العربية وإلتقيت بالملوك والأمراء والمشايخ، ولمست منهم مدى الإعتزاز بدور اللبناني في نهضة بلدانهم. لذلك هذا الموضوع سيتم معالجته إن كان على صعيد الهبة أو على صعيد العلاقات. كما أن إعلان بعبدا يدعو الى تحييد لبنان عن الصراعات، ما عدا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والإلتزام بالشرعية الدولية وما يتعلق بالإجماع العربي. ونحن مع الإجماع العربي، والنأي بالنفس وصفة خاطئة. وهذا القرار كان يجب الموافقة عليه بدون تردد أو تحفظ". وردا على سؤال عن الرجوع عن إستقالة الوزير ريفي، قال: "أمام شجاعة ريفي ووضوح موقفه، لا أسمح لنفسي بأن أتمنى عليه الرجوع عن إستقالته، وأنا أتمنى أن أراه في مجلس الوزراء، وهو يتخذ الموقف الذي يراه مناسبا وفق مصلحته السياسية والأهداف التي يتوخاها من إستقالته ربما عندما يحققها وهو ليس خارج الخط". وأضاف: "أقدر رئيس الحكومة تمام سلام وأحترمه، وأقدر صعوبة الدور الذي يقوم به وليس لديه حرية الحركة كبديل عن رئيس الجمهورية، إلا أن يقوم بالتشاور مع بقية الوزراء، وهنا الطامة الكبرى بينما رئيس الحكومة نفسه ومن كان قبله الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري أخذوا مواقف مهمة حيال الخارج بالتنسيق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكانت هذه المواقف شجاعة جدا، وكانت بالتنسيق فيما بيننا بدون الرجوع الى مجلس الوزراء، لأن الدستور يقول بأن مجلس الوزراء يوافق على المعاهدات، وعندما لا تكون هناك معاهدات من خلال التنسيق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فإن رئيس الجمهورية يقوم بالمفاوضة مع مجلس الأمن أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، أو مع أي هيئة أخرى ولا يتطلب ذلك العودة الى الوزراء، وقد قمنا بإنجازات كبيرة لا سيما مع منظمة الدول الإسلامية أنا والرئيس سعد الحريري، لا سيما عند حصول عقوبات في مجلس الأمن ضد إيران، وإتفقنا على النأي بالنفس حيال هذه القضية، ولو لم نفعل ذلك لفرط قرار النأي بالنفس، فالجانب الإيراني يريدنا ان نعترض والجانب الآخر يريدنا أن نوافق، ورأينا أن من مصلحة لبنان وتحييده هو في النأي بالنفس، ولكن هذا لا ينسحب على موضوع يتعلق بجامعة الدول العربية، فهنا لا يمكن نلجأ بالنأي بالنفس فإما نعم وإما لا، ورئيس الحكومة في هذه الحال مضطر لأن يتشاور مع الوزراء ليلعب دوره كرئيس للجمهورية، لذلك نرى هذا الإرباك الذي أسميته".

ريفي

بدوره، قال ريفي: "للرئيس سليمان الكثير على هذه المدينة، ونحن كرفاق سلاح في الموقع العسكري والموقع الأمني تعاونا وحمينا البلد إنطلاقا من عمليات إرهابية كبرى تكللت بمواجهة "فتح الإسلام"، وأثبتنا أننا أقوى من كل الجيوش التي كانت تفاخر بقبضتها الحديدية، والتي تضعضعت عند أول مفترق. واليوم ما يجمعنا مع الرئيس سليمان طريق طويل في ما خص طرابلس، وأول كسر لقوقعة المدينة كانت زيارته الى طرابلس وزيارة الأسواق الداخلية فيها، وبكل شجاعة ووطنية دخلناها لنؤكد انها جزء من لبنان وستبقى كذلك وكسرنا حلقة القوقعة". وتابع: "زيارته الى المدينة تزيدنا بهجة وكما كنا قديما جبالا وساحلا تتكامل اليوم، نحن نتكامل عمشيت وطرابلس بالموقف السياسي، وقد أثبتنا على تعاوننا خلال العديد من القضايا في مجلس الوزراء بإشرافه وحققنا إنتصارت، ونحن كمكون سياسي مهم علينا ان نثق بأنفسنا لنكمل الطرح السيادي من أجل تحقيق الأفضل وإستمرار الوضع على ما هو عليه دفعني الى تقديم إستقالتي، وكما قال الرئيس الموقف أهم من الموقع، وسنبقى على الموقف حتى لو تخلينا عن الموقع. فإما أن نلعب دورنا كاملا أو فلنغير قواعد اللعبة، ولست قادرا على الإستمرار بالمشاركة في اللعبة التي تحصل في مجلس الوزراء، خصوصا أننا بتنا غير قادرين على حل مشاكل الناس وفي مقدمتها مشكلة النفايات، لذا علينا أن نقدم إعتذارا من اللبنانيين بعد فشلنا إضافة الى ملف الكهرباء الذي يشكل هدرا كبيرا سنويا يفوق المياري دولار، فالخسارة التي نتكبدها خلال سنتين فقط يمكن أن تسهم في إعادة تأهيل الكهرباء وإعطائها 24/24. إذا نحن عجزنا عن تحقيق الملف الإجتماعي للناس، وأقدم إعتذارا كبيرا من اللبنانيين على هذا العجز، ومن ناحية أخرى عجزنا حتى عن طرح ملف أمني كبير في مجلس الوزراء وكنا عاجزين عن إستعراضه حتى داخل المجلس الى أن إنفجرت قضية موقف لبنان من الإجماع العربي الذي يجب أن نكون ملزمين به، خصوصا وأن دستورنا يؤكد عروبتنا إضافة الى هويتنا اللبنانية وستبقى عربية مهما كلف الأمر. وعلينا أن لا نخالف الإجماع العربي لأنه بذلك نكون نرتكب خطيئة وطنية كبرى لن نكون جزءا منها". وردا على سؤال حول العودة عن إستقالته، قال ريفي: "لا يمكنني ان أكون شاهد زور على بعض القضايا في مجلس الوزراء الذي بات مطية لتغطية إرتكابات "حزب الله"، والى أن نتمكن من تغيير اللعبة في مجلس الوزراء ليس من الضرورة أن أكون في مجلس الوزراء، فهناك العديد ممن هم أفضل من أشرف ريفي والكل يسعى للحفاظ على الوطن لأننا جميعا عابرون، فنحن والرئيس رفضنا التمديد لأنفسنا بكل كبر لنكون عبرة لكل اللبنانيين بعدم التمسك بالموقع بل بالموقف، وسنناضل من أجل وطن نحلم جميعا به".

 

دريان من طرابلس: لا يمكن الا ان نكون مع التضامن العربي ومع الوحدة العربية ولن نكون الا اوفياء للسعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - افتتح مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان "مجمع غسان بيك المرعبي الثقافي الاجتماعي"، في طرابلس، في حضور ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الاله ميقاتي، وزير العدل المستقيل اشرف ريفي، النائب سمير الجسر، النائب السابق طلال المرعبي، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير وفاعليات العائلة ومثقفين ومشاركين. بداية نشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب لامين عام الجامعة المرعبية المحامي وسيم المرعبي ثم كلمة لعميد الجامعة المرعبية المهندس غسان المرعبي الذي رحب بالمفتي دريان وجميع الحضور و استعرض للصعوبات التي واجهت بناء الجامعة وأشار الى الهدف من بناء هذا الصرح الثقافي ليكون منارة تستفيد منها العائلة المرعبية و جميع المواطنين في طرابلس ولبنان . ثم القى ريفي كلمة قال فيها: "لقد كرس المراعبة مفهوم البكوات باخلاقهم قبل تصرفاتهم، بوعيهم قبل فراستهم، بتواضعهم قبل عنفوانهم وبنبلهم وشهامتهم وحسن ادارتهم للازمات في اصعب واحلك الظروف، ما حال دون الانغماس في وحول السياسة الزائفة التي حاولت تحطيم تاريخهم الناصع البياض". من جهته أشاد دريان بالعائلة المرعبية قائلا: "الجامعة المرعبية أطلقت بهذا العمل تنظيما ثقافيا حضاريا رائعا، واعتمدت فيه سياسة الوقف في الاسلام، لأن القيمين على الجامعة يدركون تماما ان ديننا الاسلامي ما كان ليستمر لولا الوقف في الاسم والمؤسسات فيه التي حمت وجودنا ومؤسساتنا وكل ما نقدمه من خير، ليس فقط في مجتمعاتنا الاسلامية بل ايضا في مجتمعاتنا الانسانية". أضاف: "الصديق العزيز الوفي المهندس الحاج غسان بيك المرعبي، لقد كان لي منذ سنوات شرف التعرف عليه، وأدركت فيه الحس الانساني والاخلاق العالية والرصانة الرفيعة وحب الخير والانتماء الاسري، ومحبته لعكار ولأهله في كل الشمال، وهذا نموذج رائع من نماذج التوحد، ولكنك لم تقتصر فيك عند مفهموم العائلة بل انطلقت من رحاب العائلة لتشمل الرعاية الثقافية والاجتماعية والانساية ليس في عكار فقط بل في كل المناطق اللبنانية في زمن شح علينا العطاء". وتابع: "نحن لبنانيون نسمو بلبنانيتنا ولكننا نحن في لبنان عرب الهوية والانتماء لا يمكن ابدا الا وان نكون مع التضامن العربي ومع الوحدة العربية ولن نكون ابدا الا اوفياء مع المملكة العربية السعودية واوفياء لدولة الامارات العربية المتحدة وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن اللبنانيين معروفون بالوفاء وقمة الوفاء ان تقف الى جانب من قدم الينا الدعم المادي والمعنوي خلال الازمات التي مررنا بها في تاريخ هذا الوطن لبنان الذي لن يكون الا وفيا لاشقائه العرب، ونحن مع الاجماع العربي ومن لا يريد اجماعا عربيا في لبنان فليفتش له عن اجماع آخر".

وختم دريان: "ايها السادة من طرابلس العزة ومن عكار الشهامة الجامعة المرعبية اطلت بفرس عربي لتقول للجميع هذه هوية الجامعة المرعبية اصيلة عربية متناهية، شكرا للجامعة المرعبية شكرا للقيمين عليها وشكرا لغسان المرعبي على هذا الصرح الثقافي والانساني، هذا الصرح الذي سينطلق باعماله الرائدة ليكون صرحا اساسيا من صروح الوسطية والاعتدال، وان طرابلس والشمال لن يكونا الا بيئة حاضنة للوسطية والاعتدال والعيش الواحد والعلاقات الاسلامية والمسيحية المتميزة".

 

سليمان من طرابلس: المقاطعة انقلاب على الدستور وإذا كان نصاب الثلثين سيحرمنا من رئاسة الجمهورية فليكن بالنصف زائدا واحدا

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - إفتتح الرئيس ميشال سليمان مؤتمر "التحديات والفرص الإنمائية لطرابلس"، الذي نظمته نقابة المهندسين في طرابلس وفرع المهندسين الموظفين في النقابة بالتعاون مع لجنة متابعة الإنماء. حضر حفل الإفتتاح الرئيس نجيب ميقاتي، النائب سمير الجسر، الوزراء السابقون ريا الحسن، دميانوس قطار، نقولا نحاس، طارق متري، سليم الصايغ، خالد قباني، إيلي ماروني وناظم الخوري، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، نقيب المهندسين ماريوس بعيني، رئيس بلدية طرابلس عامر الطيب الرافعي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي، ونقباء مهن حرة حاليون وسابقون ومهندسون ورؤساء بلديات ومهتمون.

دالاتي

النشيد الوطني افتتاحا، ثم كلمة نائب نقيب المهندسين الدكتورة ربى دالاتي التي قالت: "إن جولات العنف المتكررة التي شهدتها طرابلس على إمتداد السنوات السابقة أدت الى تراجع الإستثمارات وإقفال بعض الشركات والمؤسسات وأدت الى البطالة وتدني المدخول ورفعت نسبة الفقر وصولا الى إحتلال طرابلس المرتبة الأولى في الفقر على صعيد مدن لبنان، إضافة الى الصورة السيئة التي كانت تركز عليها وسائل الإعلام فتنقل صورة مشهوة عن المدينة وتغيب قصرا الوجه الآخر لطرابلس من إنفتاح وثقافة وعيش مشترك". وتحدثت عن الطاقات والإمكانات التي تزخر بها طرابلس على مختلف الصعد الإقتصادية والإستثمارية والثقافية، إضافة الى وضع المرافق العامة. وقالت إن "الهدف الأساسي للمؤتمر المساهمة في طرح الخطط الإستراتيجية الإنمائية لطرابلس وصولا الى تشجيع الإستثمار وخلق فرص عمل".

بعيني

وألقى بعيني كلمة قال فيها: "إن التنمية هي الطريق إلى التطور وإلى مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل وبناء الغد الأفضل لأبنائنا وأجيالنا، وهي الوسيلة لإختراق المجهول في عالم تتكدس فيه المشاكل والإضطرابات وتتراكم الصعوبات وتتكاثر المتطلبات والحاجيات العلمية والإقتصادية والإجتماعية والمعيشية الصعبة. ولمواجهة هذه المآسي علينا بالتخطيط العلمي وبالإستراتيجيات التي تحمي الوطن وتؤمن للمواطنين ولعائلاتهم ولأبنائهم الإستقرار والأمان ومن ثم التنمية في كافة الحقول لتأمين النجاح المطلوب". أضاف: "لا شك أن هذا الحضور الكثيف من قيادات وفعاليات يؤكد أهمية مؤتمرنا هذا، والذي يتحدث فيه رجالات كبار يتمتعون بالصدقية والمصداقية ويعتمدون الأسلوب العلمي، وقد خبروا مشاكل طرابلس ومتطلباتها على مختلف الصعد ويعكسون الإهتمام بحاضر المدينة ومنطقتها ومداها الجغرافي سعيا نحو وضع خطط إستراتيجية إنمائية يرجون كما نرجو معهم أن تكون جدية وجادة وأن تحمل معها عوامل النجاح من خلال المشاريع الحيوية، وأن تتضمن طرق المتابعة وملاحقة التنفيذ لإستشراف المستقبل بكل وضوح وبكل جرأة بما يكفل للمدينة القيام من كبوتها". وتابع: إن هذا المؤتمر فرصة حقيقية لإعادة جدولة مشاريع طرابلس وخططها الإنمائية والإستراتيجية والإستثمارية لنؤمن لأجيالنا فرص العمل وعدم الخوف من المجهول، كل ذلك على أسس تكفل لهم الأمن والأمان والإستقرار والعدالة والمساواة. ونقابة المهندسين سعت وتسعى دائما للتواصل مع المجتمع المدني بهدف مواكبة المشاريع التي تسهم في عملية الإنماء، ولكن لا بد من التأكيد على أن السبيل الوحيد للوصول الى إنماء متوازن لا بد من إقرار اللامركزية الإدارية التي تختصر الطريق للوصول الى الهدف المنشود". وختم: "لقد إزدادت الأعباء وباتت الأوضاع صعبة ولكن الطريق إلى الحلول ليس مسدودا والمطلوب تشابك الأيدي لا الإشتباك، والإقبال على العمل المشترك والتخطيط العلمي وليس هذا بالصعب أو بالمستحيل، فطرابلس تزخر بالطاقات والإمكانات وبالعلماء والمفكرين والمخططين والمبدعين، والمطلوب شيء واحد أن نجتمع وأن نفكر وأن نناقش وأن نخرج بأفكار خلاقة، وهذا هو المطلوب من هذا المؤتمر الذي نرجو له التوفيق والنجاح وأن يتوصل إلى خطط علمية للمستقبل".

الرافعي

ثم تحدث الرافعي، فقال: "إن كانت المشاكل والعوائق التي تعاني منها مدينة طرابلس أضحت واضحة للجميع، إلا أن تنظيم مثل هذه المؤتمرات يساهم في تسليط الضوء أكثر عليها ويساعد في وضع أطر للحلول المفترضة وطرحها أمام المسؤولين السياسيين والإقتصاديين، ويدفع للعمل في سبيل نهضة المدينة وتنميتها وانتشالها من مستنقع الفقر والحرمان الذي تسكنه من عقود طويلة". أضاف: "لم يعد من المقبول أن يستمر الوضع على ما هو عليه في مدينة طرابلس ومن المعيب أن نقبل بعد اليوم كطرابلسيين أن نرى بأم العين تطور وتقدم مناطق لبنانية أخرى في حين أننا في الفيحاء لا نزال نتخبط في مشاكلنا نتلهى بخلافاتنا نفتش على إنتصارات شخصانية ونبحث عن مصالح وطموحات خاصة دون أن نلتفت الى مصلحة المدينة وأهلها". وتابع: "أقول بكل صراحة وبعد مرور أشهر قليلة على تحملي مسؤولية رئاسة بلدية طرابلس، الحق علينا والعتب علينا والعيب علينا والتقصير علينا والكسل علينا، نحن من يجب أن نتحمل المسؤولية لا غيرنا، وسامحوني إن شعر البعض منكم بضيق من كلامي لكن الحقيقة أن أبناء طرابلس هم أكثر من يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه على كافة المستويات. والدليل على ذلك أن الدولة والحكومة والمسؤولين قصروا مع كافة المناطق اللبنانية فلماذا تطورت وتقدمت تلك المناطق وتجاوزت مشاكلها وسارت على طريق التنمية الحقيقية؟ الجواب بكل بساطة لأن أبناء تلك المناطق آمنوا بقدراتهم وبطاقاتهم وإمكاناتهم، تكاتفوا وتعاضدوا وتعاونوا ووضعوا خلافاتهم ومصالحهم وطموحاتهم جانبا، فكفانا مزايدات وكفانا حججا نطلقها من هنا وهناك وتعالوا سويا نعمل لأجل طرابلس وننجز لأجل طرابلس، وعندها سيحفظنا التاريخ وينصفنا".

سليمان

ثم القى سليمان كلمة قال فيها: "نحن اليوم في عالم مضطرب جدا بسبب الإرهاب الذي يلامس الحرب العالمية الثالثة، بمعنى انتقال الجيوش من أمكنة الى أخرى وعمليات في كافة المناطق وفي كافة القارات، ومعدل الفقر والبطالة يزداد وبات عدد الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر أكثر من 150 مليون نسمة. ومن أجل ذلك يعقد في إسطنبول في 24 أيار المقبل مؤتمر قمة عالمي لإنقاذ الوضع ومعالجة النزاعات المسلحة وعدم المساواة بين الناس وإنهيار الإقتصاد الصيني الماثل أمامنا". أضاف: "عندما نتحدث عن الإنماء يجب أن نتحدث عن الإقتصاد، والمهم أنهما متلازمان. والإنماء ينطلق من ثلاث ركائز، البنية السياسية للدولة والإدارة الرشيدة والدولة القوية، وتحديث البنية الإقتصادية التي نسميها التنمية المستدامة تتطلب تحديث البنية السياسية وكلنا يردد الحاجات الإصلاحية التي يجب إستكمال تطبيقها على صعيد الدستور وتحصين إتفاق الطائف. وذلك يشمل قانون الإنتخاب والميزانية العامة وتطبيق اللامركزية الإدراية والإصلاح الإداري وقانون الشراكة والإصلاحات الدستورية التي من شأنها تسهيل إجراء الإستحقاقات وتسهيل أمور الناس والوضع المستمر من سنتين لا يجوز الإستمرار به لجهة عدم وجود رئيس للجمهورية، وهناك مجلس نيابي ممدد والحكومة تعجز عن اخذ القرارات، أما الأمر الثاني المتعلق بالتنمية المستدامة فإنها تتطلب حوكمة رشيدة تتم من خلال تطبيق اللامركزية والمشاركة والتواصل. وهذه المعاني الحديثة للحوكمة تجعل الإتصال بين المواطن والحكومات قريبة للإطلاع على الحاجات والمحاسبة والمراقبة، ومن هنا أهمية إقرار اللامركزية الإدارية التي لها ميزات عديدة وخاصة في بلد مثل لبنان حيث يكون هناك تعطيل لمجلس الوزراء وتعطيل للتشريع، وفي حالة اللامركزية الإدارية يمكن معالجة العديد من الشؤون داخل هذه الإدارت اللامركزية". وتابع: "لا نستطيع إلا أن نواكب الثورة الصناعية الرابعة التي هي الثورة الرقمية، والغريب أن الإدارة المركزية قد تفشل في حل قضية النفايات في حين بعض المدن أو بعض الأقضية أو بعض الإتحادات والبلديات إستطاعوا إيجاد حل معقول للنفايات، واليوم في طرابلس في إطار البحث في الإنماء نجد أن 60 في المئة من سكان طرابلس هم في خط الفقر أو تحت خط الفقر، وهناك بطالة الواضح منها 25 في المئة، ويمكن أن تصل البطالة المقنعة الى 40 في المئة أو أكثر. وهذا المؤتمر المنعقد بدعوة من نقيب المهندسين هو مؤتمر جدي ومفيد، والمحاضرون والمناقشون في هذا المؤتمر هم من أصحاب الخبرات ولديهم سمعة طيبة في العمل العام". وقال: "لقد تم الحديث عن المشاريع المرسومة لمدينة طرابلس ومنطقتها ومنها ما يجري تنفيذه أو هو قيد التخطيط، ولا نريد ترديد هذه المشاريع من المرفأ الى المعرض الى المطار الى سكة الحديد الى المنطقة الإقتصادية الى الجامعة اللبنانية وبناء قصر العدل الجديد، ولكن التعثر العام أيضا يؤثر في الإنماء وفي إنجاز هذه المشاريع، وأنا أستطيع أن أشهد أنه في الحكومات السابقة كان هناك إهتمام خاص بموضوع طرابلس خاصة، وان بيننا رئيس حكومة أحترمه (الرئيس نجيب ميقاتي) والعديد من الوزراء في طرابلس كانوا دائما يتبارون ويتنافسون كيف بإمكانهم مساعدة طرابلس والنتائج المرجوة لم تظهر بعد وآمل أن تظهر في ما بعد. ولأن الإنماء في لبنان يجب أن يكون متوازنا، حسب الدستور لا يكفي ذلك بل يجب أن يكون متكاملا ويشمل كل المناطق ويجب أن نلحظ المواضيع المتعلقة بالإصلاح الإقتصادي والإصلاح الإداري والزراعي بحيث لا نفرح بتكديس الأموال والأرصدة النقدية بالبنوك ونعمل على إزدهار أسواق الأسهم، فهناك مبادرة سمعنا عنها من فترة في طرابلس من خلال "جمعية إنجاز" التي وقعت تفاهما لتشجيع الشباب والطلاب على المبادرة والدخول في سوق العمل، وهذا أمر فيه الكثير من الإفادة، ولا بد هنا من ان نشير الى أهمية النظام المالي والمصرفي في لبنان حيث تبلغ ميزانيته المجمعة ثلاثة أضعاف الناتج المحلي، وهذا أمر مهم وهناك ملاءة كاملة للسيولة ومساندة التدفقات الإستثمارية والبنوك بإمكانها أن تسلف 40 مليار دولار وهذا يوازي الناتج المحلي في لبنان. لذلك يجب أن نحمي هذه المصارف لنحمي هذا النظام المصرفي، ولا نريد ضربه، ونسمع أحيانا بعض الأصوات تحرض المصارف للإنتفاض على القوانين، بالعكس هذا ليس صحيحا والقوانين التي صدرت من مدة تتماشى مع المطالب الدولية هي جيدة وتصون الوضع المالي اللبناني".

أضاف: "الأمر المهم والمتعلق بالنفط والغاز، هذه الثروة التي ظهرت في لبنان هي ثروة تضاف الى ثروتنا الإنسانية والطبيعية، ويتوجب أن نسرع الى الإستثمار في هذا القطاع، ولكن طبعا من دون التسرع. يجب أن نتمسك بحقوق لبنان وأن لا نلجأ الى التلزيم السريع، والتدرج في العمل بهذا القطاع يحمي الوطن ويحمي الثروة النفطية حتى يتم التطوير على صعيد الخبرات على مستوى الدولة وعلى مستوى التشريع والقوانين. والإيرادات من قطاع النفط عكس ما نفكر به يجب أن لا تتجاوز الثلاثين بالمئة من الناتج المحلي حتى لا يكون هناك إختناق أو إغراق إقتصادي، فلا ينفع فتح آبار النفط وإهمال الزراعة والصناعة والسياحة وهناك دول لديها التجارب في هذا المجال، والنفط ليس لسد الديون، يجب أن يكون بالعكس، قجة للمستقبل حتى يكون هناك صندوق سيادي برئاسة رئيس الدولة وإنشاء شركة وطنية للنفط. وأكيد هذا الموضوع يتطلب إبعاد قطاع النفط عن السياسة وإبعاده عن الحملات الإنتخابية وإستغلاله".

وتابع: "يجب عدم ربط الإقتصاد اللبناني بنشاط قطاع النفط، بل يجب دمج قطاع النفط بإقتصاد الدولة الموجود بعد تعزيزه أكثر مما هو عليه الآن. وأعتقد أن هناك بروتوكول بين غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال مع هيئة إدارة قطاع النفط والذي تم توقيعه من أيام، وهو مهم جدا في نطاق التنمية والإستعداد لهذا الإستثمار. وكما قلت أن التنمية مرتبطة بشكل أساسي بالدولة القوية وبدون دولة قوية كل المشاريع تتعطل وتتوقف، فوظائف الدولة هي الإنماء والديمقراطية والحوار وهذه الوظائف الثلاث رئيسية للدولة وفي أي دولة أخرى، ولكن مع الأسف في لبنان ومن سنوات عدة الدويلات تنافس الدولة وتأكل من رصيدها، والدولة لا تبنى بالعصبيات وبالإرتهان للمحاور أو الإرتباط بها أو بدعم مشاريع إقليمية في لبنان أيا كان هذا المشروع، سوري أو إيراني أو خليجي أو أميركي أو غيره، من هنا كان إعلان بعبدا الذي وضع لتأكيد تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وإنعكاسات أضرارها على لبنان وعلى وحدته وعلى أمنه وإقتصاده، ولكن الإستثناء هو ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والإلتزام بالشرعية الدولية والإجماع العربي الذي شكل لنا المشكلة مع دول الخليج والمملكة العربية السعودية بصورة خاصة، والنأي بالنفس هو موقف إتخذناه في الحكومات الماضية، وهو موقف من أجل تحييد لبنان والنأي بالنفس، ليس سياسة، هناك خطأ مرتكب أن سياسة لبنان هي النأي بالنفس، لا، نحن طالبنا بتحييد لبنان عن الصراع والنأي هو موقف إتخذه لبنان حيال قرار لتأمين هذا التحييد، لذلك مش على العمياني نبصم بالنأي في كل مكان، وكان بالأجدى لو كان الأمر كذلك أن ننأى عن التدخل في القضية السورية، لذلك السياسة هي التحييد وكان يجب أن نقف مع الجامعة العربية في قرار الإدانة الذي صدر، لأن الإدانة ليست قرارا خطيرا فهي أول درجة من القرارات الشديدة بعدها يأتي سحب السفراء وقطع العلاقات الديبلوماسية وسحب الإعتراف ثم الحرب".

وأردف: "هنا لا بد من الإشارة الى أهمية وجود رئيس جمهورية لأنه وفقا للمادة 52 بالإتفاق مع رئيس الحكومة يفاوض مع الخارج، وصحيح أن مجلس الوزراء يوافق على المعاهدات ولكن معظم الأمور ليست معاهدات بل مواقف للبنان تنسجم مع مصلحته الوطنية وتعبر عن سياسته الخارجية. واليوم رئيس الحكومة الذي نقدره ونحترمه، الرئيس سلام، ليس بإستطاعته رسم السياسة الخارجية لوحده لأنه ينوب عن رئيس الجمهورية وهو ملزم بأخذ مجلس الوزراء، لذلك أصبح من الضروري جدا أن ننتخب رئيسا ومن الضروري أن نلتزم بميثاق الشرف الإعلامي وهو قرار إتخذناه في هيئة الحوار في أول جلساته حيث إقترحه المرحوم غسان تويني في شهر أيلول من العام 2008، وهذا الميثاق يتناول وقف حملات التحريض والتخوين وليس في الداخل فقط بين الفرقاء بل في الخارج أيضا، لأنه ليس بالسهولة التهجم على أي دولة خارج لبنان. يمكن أن ننتقد السياسة وكلنا ننتقد، ولكن التهجم والشتم وإلصاق التهم، فمن شأنه خراب البلد وجرنا الى نتائج أسوأ، ونحن لسنا مضطرين أن نتزلف حتى نحمي اللبنانيين في الإنتشار، نحن مسؤولون أن نأخذ المواقف السيادية الصحيحة من دون أن نتعرض لبعض الدول الأخرى بأية إساءة أو تهمة غير موثقة".

وقال: أنا كنت رئيسا للجمهورية وكنت أرى الكثير من التهم ليس لها أي أساس، والتوافقية الدستورية التي نسير عليها تسمح لنا أن نكون مختلفين بالرأي وعلى صعيد الأولويات ولكن من دون خلاف عقائدي دستوري ومن دون خلافات مرتبطة بالمحاور. ولبنان رغم كل شيء برهن من العام 2011 الى اليوم أنه أقوى مما كنا نعتقد أو نتصور، وللأسف الأحداث في سوريا مؤلمة لنا وبدأت مشاريع وقف إطلاق النار، وإن شاء الله تؤدي الى نتيجة، ولكننا كنا نسمع أنه يا ويل لبنان إذا إهتزت سوريا، وللأسف فرطت سوريا ولبنان لم يهتز، وهذه نقطة قوة كبيرة للبنان ويمكننا البناء عليها وسببها أمور عدة، منها الشعب اللبناني الذي يفتخر بهذه الصيغة السياسية التي نعيشها، الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي أثبتت رغم كل شيء أنها أقوى من الجيوش التابعة للأنظمة وخاصة أن هذا الجيش برهن أنه للوطن وليس جيشا للنظام أو للحكومات. لقد خرجنا وللأسف من إعلان بعبدا ومن السياسة الخارجية، وهناك من يفكر بالخروج عن المجموعة الدولية لدعم لبنان وأن نخرج من الديمقراطية، والمقاطعة مفهوم جديد دخل على النظام الديمقراطي ونحن خلقنا وللأسف مفهوما جديدا يسمى مقاطعة، وذلك بشكل خاطئ وغير صحيح، فالحاصل ليس مقاطعة ديمقراطية انما إنقلاب على الدستور وعلى القوانين ولكن بطريقة سلمية".

أضاف: "يجب أن يتم إنتخاب الرئيس، وهناك إستحقاقات كبيرة تجري من حولنا، وهناك رسم حلول للمناطق التي تحيط بنا، وإسرائيل تقوم بالتهويد وماشية به، ويحكى عن تقسيم بين العراق وسوريا وعن فيدراليات، ما دور لبنان؟ وماذا ينتظر لبنان؟ وأين وضعنا؟ هل تغييب الرئيس هو مقصود حتى يكون هناك شلل في التعبير عن مصلحة لبنان والمجاهرة بمصلحة لبنان؟ طبعا بإختصار الكنتونات أو التقسيم حولنا يؤذينا جدا وإذا لم يكن على حدودنا عدة كيانات نتحدث معها أو كيانات موحدة كما كانت سوريا سابقا فنحن سنختنق بعلاقاتنا من جانب كيان يهودي، ومن جانب آخر إما دولة مذهبية وإما كنتون مذهبي، وهذان الأمران لا يناسباننا ويجب أن نعمل لتجاوز لك. وإذا كان هناك حل لسوريا يجب أن نطلب إجراء ترسيم الحدود إجباريا بين لبنان وسوريا، وهذه القضية مضى عليها سبعون سنة ولم تحصل، يجب أن ترسم الحدود ويجب نشر بوليس دولي للمراقبة وليس للأمن، للتأكد من الترسيم. ويجب وضع خطة لعودة اللاجئين تعترف بها الدولة السورية وتكون مرعية من قبل الأمم المتحدة، وأخيرا وليس آخرا تعويض لبنان عن الخسائر التي تكبدها خلال الأزمة السورية وتكبدتها الإدارات وتكبدتها البنى التحتية والتي قدرها البنك الدولي ب7 مليار دولار ونصف المليار حتى صيف العام 2013 والتي تصل حاليا الى حدود ال12 مليار دولار والتي تشمل إنشاء صندوق إئتماني لتأهيل هذه البنى التحتية، هذه فرصة يجب أن تتابع وأن تطلق في أي حل يحصل في إطار إعادة إعمار سوريا والتي من المتوقع أن تكلف حوالي 200 مليار دولار أو أكثر، لذلك يجب أن لا يترك لبنان على الشارع أو على الطريق". وختم سليمان: "في 2 آذار هناك جلسة، ومن غير المنطقي أن يرشح فريق شخصا، وهذا الفريق ينزل الى المجلس النيابي أما المرشح فيغيب عن الجلسة. هذا أمر غير مسموح به وهو غير مسبوق، وهذا إضافة على المقاطعة. وأنا أطالب النواب غير المقاطعين بأن ينزلوا الى المجلس النيابي وأن يبقوا فيه وأن يطالبوا بجلسة لتفسير الدستور، وإذا كان نصاب الثلثين سيحرمنا من رئاسة الجمهورية فليكن النصاب بالنصف زائدا واحدا بعد سنتين من التعطيل. وكل الدول أجرت تعديلات لإنتخاب الرئيس وخفضت النصاب بعد 3 دورات أو 4، لأن الفراغ الرئاسي والدستوري أخطر بكثير من رئيس معه نصف الأصوات وليس معه الثلثين، وأيضا قد تمر سنتان ويستمر ها الفراغ، فليفسروا الدستور لناحية حضور أو إلزامية أو ضرورة حضور النواب جلسات إنتخاب رئيس". وأعقب ذلك 3 جلسات تناول فيها وزراء ونواب قضايا التنمية في طرابلس، وتخللتها إستراحات ومأدبة غداء أقامتها نقابة المهندسين.

 

المعلوف: انا قلق على الوضع الامني ولكنني لست خائفا من الانفجار الكبير

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - قال عضو تكتل القوات اللبنانية النائب جوزف المعلوف، للبنان الحر ضمن برنامج "بين السطور"، "متسمكون بالطائف وعلينا ان نحافظ عليه ونطبقه لكي نحافظ على لبنان نظاما برلمانيا ديموقراطيا. فنحن نتطلع نحو مصلحة البلد ونتمسك بالدولة لاننا لا نريد الفراغ التام في ظل الفراغ الرئاسي". وعن مصالحة القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، اكد "ان المصالحة ابعد من ترشيح العماد ميشال عون، فالاتفاق ليس موسميا او مرحليا انما تلاق واضح لبناء جزء من هذه الدولة"، آملا في "وصول عون الى الرئاسة ضمن الاطار السياسي الذي حدد يوم اطلاق المصالحة والترشيح"، مضيفا "خطوتنا جدية ومتمسكون بها". وعن تجميد الهبة السعودية للبنان، أمل المعلوف في ان "تعود الامور الى مجراها من اجل حاجة الجيش الماسة للعتاد والتقوية، فالمتطلبات العسكرية والمادية للجيش اكبر بكثير مما يصل الينا من بعض الدول خارج الهبة السعودية"، مشيرا الى ان المسؤولية تتحملها الحكومة مجتمعة، هذه المرة الأولى التي نصل فيها الى ما وصلنا اليه مع السعودية، اذ وصلت الامور الى مرحلة الحساب فحزب الله بهجومه الدائم والمستمر على السعودية لا يخدم سوى اسرائيل. عندما نتلهى ببعضنا في الداخل يعني اننا نتلهى عن اسرائيل". واضاف: "الامور ما زالت تتفاعل ولكن مع الوقت اعتقد ان المملكة ودول الخليج لن تتخلى عن لبنان". وردا على سؤال، قال: "ان دفاع الدكتور سمير جعجع عن الوزير جبران باسيل ليس دفاعا عن شخص وانما دفاع عن التفكير المؤسساتي وهو دفاع مبدئي وليس ارضاء لاحد"، كما اعتبر في المقابل ان "سلاح حزب الله والجناح العسكري للحزب ليس ملكا له بل هو ملك للحرس الثوري الايراني وهو جزء لا يتجزأ من الحركة التوسعية الايرانية في الشرق الاوسط ومرتبط بطموحات ايران في المنطقة وبالاجندة الفارسية"، لافتا الى ان "حزب الله هو خارج كنف الوطن ونحن نسعى لاعادته فالسبب الاساس لمشاكلنا وجوده خارج اطار الدولة فسلاحه هو المشكلة الاستراتيجية الاساسية". وعن الوضع الامني، قال: "انا قلق على الوضع الامني ولكنني لست خائفا من الانفجار الكبير فقد يحدث بعض التجاوزات الامنية ولكن ثمة الكثير من الحكمة لتنفيس الاحتقان".

 

قاووق: النظام السعودي يريد أن يعوض خسائره في المنطقة بالهجمة المفتعلة على لبنان

السبت 27 شباط 2016 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "كل المطالب الإسرائيلية والسعودية والتكفيرية في المنطقة تلتقي على مواجهة محور المقاومة، لذلك نحن لا نتفاجأ إن كان الحزب مستهدفا من إسرائيل والإرهاب التكفيري والنظام السعودي، لأن خندق التكفيريين اليوم يجتمع فيه كل أعداء المقاومة الذين اجتمعوا علينا في تموز عام 2006، وأمام كل هذه التهديدات والضغوط لا تزال المقاومة تحرز النصر تلو النصر، وهي تسير في مسار تصاعدي، وتحقق إنجازات ميدانية عسكرية وسياسية بالرغم من كل الضغوط الاقتصادية والتحريض الإعلامي والمذهبي".

وشدد خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في أسبوع العلامة السيد غازي محمد الحسيني في حسينية وادي جيلو على أن "المقاومة اليوم في ذروة قوتها العسكرية والشعبية والسياسية، وهذا ما أثار توتر البعض، لأنهم أدركوا أنها بموقع اقتدار في مواجهة الخطر الإسرائيلي والتكفيري والسياسات السعودية، وأن إنجازاتها تجاوزت الكثير من الساحات والمعادلات لتصبح اليوم العقبة الأساس أمام أي عدوان إسرائيلي أو تكفيري أو سياسة عدوانية سعودية، وهذا الذي يفسر كيف أن الحملة على "حزب الله" يشترك فيها الأميركيون والإسرائيليون والتكفيريون والسعوديون، ولكن يبقى السؤال في أنهم هل وصلوا إلى أهدافهم المعلنة والمضمرة؟"

وقال: "في الوقت الذي كانوا يريدون فيه إبعاد الناس عن المقاومة، الناس ازدادت قناعة بصوابية موقف "حزب الله" بعد الهجمة السعودية الظالمة عليه، وبعد أن انكشفت النوايا السعودية في أنهم لا يعطون مكرمة من دون مقابل، فيريدون من اللبنانيين التنازلات، وتغيير هوية الجيش اللبناني وتغيير موقف لبنان، ودفع اللبنانيين إلى فتنة داخلية، وكأن هذا النظام كان يراهن على أن يلتحق لبنان بحلف السعودية في عدوانه على اليمن أو على سوريا". ورأى أن "النظام السعودي الآن في حالة يأس، لأن السنة الأولى قد مرت على بداية عدوانه على اليمن وصنعاء لا زالت صامدة ولم تسقط، وكذلك الحال في سوريا حيث مرت خمس سنوات على الأزمة فيها ودمشق لا زالت صامدة ولم تسقط، ومن هنا فإن النظام السعودي الذي يحصد الفشل في سياساته في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، يريد أن يعوض خسائره في المنطقة بالهجمة المفتعلة على لبنان من خلال إذلال وابتزاز اللبنانيين ودفعهم إلى الفتنة الداخلية"، معتبرا أن "هذا النظام السعودي قد فشل أيضا لأنه أخطأ في الحسابات مجددا، لأن لبنان ليس الساحة المناسبة حتى تعوض فيها السعودية عن خسائرها في المنطقة، فهو عصي على الفتنة، وهوية الجيش اللبناني عصية أيضا على الابتزاز، أما إرادتنا فهي أصلب من أن ينال منها أحد، وكرامتنا أعز من أن يمسها أحد". وتابع: "الأيام ستشهد أن النظام السعودي ارتكب مغامرة غير محسوبة بالهجمة المفتعلة على لبنان، ولا سيما أن السعودية لم تستهدف حزبا بعينه ولا الجيش ولا طائفة ولا مذهبا، إنما اعتدت على كرامات وسيادة جميع اللبنانيين، وبالتالي فإن هذا النظام السعودي قد دخل في مغامرة غير محسوبة بالهجمة على لبنان، وهو اليوم وقع في مأزق، ولا يعرف كيف ومتى وأين ينهي هذه الهجمة الظالمة على لبنان التي لن تنتهي إلا بالخيبة والفشل، لأن المقاومة التي ثبتت المعادلات في ميادين القتال هي أقوى وأكبر من أن تخضع لابتزاز أحد في هذا العالم، وكرامتنا أعز من أن ينال منها أحد في هذا العالم". وختم قاووق: "لبنان الآن يمر بحال توتر، ويتعرض لضغوط اقتصادية وسياسية وتحريض مذهبي، والمصدر واحد هو مملكة التحريض المذهبي، وإذا كان هناك من يراهن وينتظر أن نقدم اعتذارا على موقف يندد بالعدوان السعودي على اليمن، أو إن كان هناك من ينتظر من حزب الله أن يعتذر على كلمة حق في وجه الظالم، فإنه سينتظر طويلا وطويلا وطويلا، وسنبقى نلتزم موقف الحق في مسؤولياتنا الدينية والإنسانية والأخلاقية لمواجهة الظلم ومشاريع التكفير والفتنة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

صمود اتفاق وقف إطلاق النار في سورية

28 شباط/16/دمشق – وكالات: شهدت المناطق السورية المشمولة بوقف لاطلاق النار بدأ تنفيذه اعتباراً من فجر أمس، هدوءاً لم تعرفه منذ زمن طويل، وذلك بعد دخول اتفاق وقف الاعمال العدائية الاميركي الروسي المدعوم من الامم المتحدة، حيز التنفيذ. وهي الهدنة الاولى الواسعة التي يتم الالتزام بها من جانب قوات النظام والفصائل المعارضة له منذ بدء النزاع الذي اسفر خلال خمس سنوات عن سقوط 270 الف قتيل منذ 2011 ونزوح اكثر من نصف السكان. واعلن الجيش الروسي، أمس، وقف حركة طيرانه بشكل تام ليوم واحد فوق الاراضي السورية دعما لاتفاق الهدنة، فيما واصل التحالف الدولي بقيادة واشنطن شن غارات ضد مواقع تنظيم “داعش” في محافظة الرقة (شمال). وسجلت اشتباكات في مناطق عدة غير مشمولة بالاتفاق لوجود “داعش” وجبهة النصرة فيها. واعتبر الموفد الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا ان “يوم السبت (أمس) سيكون مفصليا”، مشيرا في الوقت نفسه الى احتمالات قوية بمحاولة عرقلة اتفاق الهدنة. واجتمع بعد ظهر امس في جنيف فريق العمل الخاص بوقف اطلاق النار الذي شكلته الدول الـ17 في المجموعة الدولية لدعم سورية لتقييم مدى الالتزام الاتفاق. ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ عند منتصف الليل بتوقيت سورية، “عمّ الهدوء غالبية الاراضي السورية” التي تنتشر فيها قوات النظام والفصائل المقاتلة، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن. وجالت صحافية في وكالة “فرانس برس” صباحاً على مناطق قريبة من اطراف العاصمة، واشارت الى هدوء لم تشهده هذه المناطق منذ وقت طويل، والى غياب سحب الدخان التي كانت تتصاعد عادة من جوبر والغوطة الشرقية في ريف دمشق. وفي دمشق، قال عمار الراعي (22 عاما)، وهو طالب جامعي في كلية الطب، “تفاجأت بالهدوء الذي حصل منذ ليل (أول من) أمس وحتى الآن”، مضيفا “أحد أصدقائي في ألمانيا أرسل لي رسالة في الصباح يسألني مازحا: هل انتهت الحرب، ومتى تنصحني بالعودة؟». وأضاف “ربما هي المرة الأولى التي نستيقظ فيها من دون أصوات قصف أو مدفعية، دمشق أجمل من دون حرب”. وأفاد مراسل وكالة “فرانس برس” في مدينة حلب التي شهدت معارك شبه يومية بين النظام والفصائل المعارضة منذ صيف 2012، ان “هدوءا كاملا يسود المدينة “.

وقال ابو نديم (40 عاما)، وهو عامل مطبعة يسكن في حي بستان القصر في شرق حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، “اتمنى ان تنجح الهدنة وان يستمر وقف اطلاق النار وان يلتزم النظام بعدم القصف بسلاح الجو والمدفعية … لعلنا نستعيد جزءا بسيطا من حياتنا قبل الحرب”.

وبحكم استثناء تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” من اتفاق الهدنة، فان المناطق المعنية بالاتفاق، بحسب مصدر سوري رسمي والمرصد السوري، تقتصر على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال). ودعماً لاتفاق الهدنة، قال المسؤول الكبير في القيادة العامة للقوات المسلحة سيرغي رودسكوي ان “الطيران الروسي لن يقوم بطلعات فوق سورية يوم 27 فبراير (أمس)”، وذلك لتفادي “اي اخطاء ممكنة” في الاهداف ودعما لاتفاق الهدنة. وقال رودسكوي ان سلاح الجو الروسي اوقف بعد بدء سريان الهدنة «بالكامل عمليات القصف في المنطقة الخضراء، اي في القطاعات التي توجد فيها مجموعات مسلحة تقدمت بطلبات لوقف اطلاق النار». وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اشار في وقت سابق الى ان الطيران الروسي لم يقم منذ منتصف ليل اول من أمس بأي طلعة في الاجواء السورية. في المقابل، قصف طيران التحالف بعد منتصف الليل مواقع لتنظيم “داعش” في محيط تل ابيض في محافظة الرقة، بعد ان شن التنظيم هجوما واسعا على المدينة ومحيطها التي يدافع عنها مقاتلون اكراد. وقتل في المعارك مدنيان، بحسب المرصد. من جهة ثانية، قصفت المدفعية التركية مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في مناطق قريبة من الحدود التركية. وكانت وحدات حماية الشعب اكدت التزامها بالاتفاق، محتفظة بحق الرد على “المعتدي”. في حين اعلنت انقرة التي تقصف انطلاقا من اراضيها مواقع الاكراد، ان الاتفاق “ليس ملزما” لها. وافاد المرصد عن اشتباكات اخرى في مناطق غير مشمولة باتفاق وقف النار، في ريف حلب الجنوبي الشرقي بين “داعش” وقوات النظام التي تسعى الى اعادة فتح طريق امداد رئيسية الى حلب ويأمل رعاة الاتفاق ان يصمد وقف اطلاق النار لفتح الطريق امام مفاوضات بين الحكومة والمعارضة لاطلاق عملية سياسية لحل النزاع. وكان دي ميستورا اعلن انه في حال صمود الاتفاق، سيدعو الى جولة مفاوضات سلام جديدة في السابع من مارس المقبل في جنيف. وطالب مجلس الامن الدولي بعد اقراره بالاجماع ليل اول من امس الاتفاق الاميركي – الروسي، جميع الاطراف المعنيين بتنفيذه

 

اللجنة الدولية للصليب الأحمر طلبت زيارة مزيد من السجون في سورية

28 شباط/16/دمشق – أ ف ب: أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير من دمشق الجمعة انه طلب من السلطات السورية السماح لمنظمته بزيارة المزيد من السجون. وقال مورير في ختام زيارة استمرت خمسة أيام إلى سورية “بما أن النزاع مستمر، كنا نجري حوارا مع السلطات السورية للوصول إلى مراكز الاعتقال، كنا زرنا سابقا تسعة سجون مركزية. نود أن نزور أماكن اعتقال أخرى، وكان هذا هو الغرض من المحادثات التي أجريتها” مع السلطات. ولدى سؤاله عن ظروف السجون، قال مورير: “نحن لا نتحدث عن أوضاع السجون في العلن، ولا عن الاعداد أو الاوضاع التي نلاحظها خلال زياراتنا” وفي بداية الشهر الجاري، اتهم محققو الامم المتحدة حول سورية في تقرير دمشق بـ”إبادة” معتقلين، مؤكدين ان وفاة المحتجزين في السجون “على نطاق واسع”، كانت عبارة عن “سياسة الدولة”. وفي احدث تقرير لها، اكدت لجنة التحقيق الدولية انه على مدى اربع سنوات ونصف سنة قتل آلاف المعتقلين اثناء احتجازهم من مختلف اطراف النزاع في سورية. وردا على سؤال بشأن وقف إطلاق النار، أعرب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أمله “بان تفتح (أمام منظمته) مناطق كانت حتى الآن مسرحا للمعارك، لكن أحدا لا يعرف ما هي الآثار المترتبة على وقف إطلاق النار أو أين” سيطبق. وأضاف “علينا أن نرى كيف سيتحقق وقف إطلاق النار لمعرفة ما هي الفرص الجديدة الناجمة عنه، وأين يفترض الاستجابة سريعا وبالتفصيل لتلبية هذه الحاجات، لكننا سنجد مع الوقت مناطق يصبح الوصول إليها أكثر سهولة”.

 

إيران أعدمت جميع الذكور في قرية بسبب المخدرات

السياسة/28 شباط/16/أقرت نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شهيندوخت ملاوردي في مقابلة صحافية مع وكالة رسمية، بأنّ السلطات أعدمت جميع الذكور البالغين في قرية جنوب إيران، بسبب الإتجار في المخدرات. وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية ان نائبة الرئيس الايراني لشؤون المرأة والأسرة شهيندوخت ملاوردي كشفت عن الاعدامات خلال مقابلة مع وكالة انباء «مهر» في تصريحات نادرة من مسؤول حكومي بهذا المستوى الرفيع، مسلطة الضوء على المعدلات العالية لتنفيذ احكام الاعدام بحق المتاجرين بالمخدرات. واعترفت ملاوردي في المقابلة قائلة «لدينا قرية في محافظة سيستان بلوشستان حيث أُعدم كل رجل بالغ» من دون ان تذكر اسم القرية أو توضح ما إذا نُفذت هذه الاعدامات في وقت واحد أو على امتداد فترة أطول. واضافت نائبة الرئيس الايراني «ان اطفالهم تجار مخدرات محتملون لأنهم سيريدون السعي الى الثأر لآبائهم وتوفير المال لعائلاتهم. فليس هناك من يعيل هؤلاء الأشخاص».

وقالت ملاوردي ان ادارة الرئيس حسن روحاني أعادت العمل ببرنامج دعم الأسرة الذي أُلغي في وقت سابق مشيرة الى ان بقاء هؤلاء الأشخاص من دون مساعدة من الحكومة سيدفعهم الى الجريمة. وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن ايران تأتي بعد الصين في عدد الاعدامات على مستوى العالم. ونقلت صحيفة «الغارديان» عن مايا فوا من منظمة «ربريف» المعارضة لعقوبة الاعدام قولها «ان شنق كل الرجال في احدى القرى الايرانية يبين الحجم المذهل لموجة الاعدامات الايرانية». واضافت «ان هذه الاعدامات التي كثيرا ما تُنفذ بعد اعتقال أحداث وممارسة التعذيب ومحاكمات غير عادلة، تنم عن ازدراء كامل لحكم القانون، ومن المخزي ان تدعم الولايات المتحدة وممولوها قوات الشرطة المسؤولة عن ذلك». واتضح العام الماضي ان مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أعد حزمة بعدة ملايين لمساعدة ايران. وذكرت منظمة «ربريف» ان برنامج المكتب الجديد الذي يرصد لايران 20 مليون دولار وُقع في مطلع

 

رجوي: الانتخابات مسرحية تبطل قصة الاعتدال والاصلاح

28 شباط/16/وصفت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي الانتخابات التي جرت في بلادها بأنها مسرحية، وليست خياراً لانتخاب ممثلي الشعب، لأن خلفية المرشحين من الجناحين المتنافسين تشير إلى أن الانتخابات ما هي إلا منافسة بين المسؤولين الحاليين والسابقين للتعذيب والإعدام وتصدير الإرهاب، ما يبطل قصة الاعتدال والإصلاح في النظام الحالي. وقالت رجوي في كلمة لها خلال مؤتمر بمناسبة اليوم العالمي للمرأة عقد في باريس، أمس، إن إيران تعاني من حكم متطرف منذ نحو ثلاثة عقود ركز خلالها على معاداة النساء، مضيفة إن النساء لم يتعرضن في أي مكان باستثناء سورية المنشغلة بالحرب مثلما تعرضت له النساء في إيران، من إعدام وتعذيب. وأوضحت أن ولاية الفقيه هي تفرد جنوني بالسلطة، بالإضافة إلى أنها عدوة للنساء، لأن حكمها هو حكم العنف والقمع المستمر وعدم المساواة والاضطهاد والقمع. وأشارت إلى أن النساء يشكلن 87 في المئة من السكان غير النشيطين، في حين أن عدد النساء الخريجات العاطلات عن العمل وصل الى نحو أربعة ملايين.

 

إيران: الحليفان رفسنجاني وروحاني يتقدمان في انتخابات مجلس الخبراء

28 شباط/16/طهران – ا ف ب: بدأ في ايران، أمس، نشر النتائج الاولى لانتخابات مجلسي الشورى والخبراء الحيويين للرئيس المعتدل حسن روحاني وحلفائه الاصلاحيين الطامحين الى هزم المحافظين ومواصلة سياساتهم الانفتاحية. وبحسب السلطات، شارك في الانتخابات التي جرت أول من أمس، نحو 60 في المئة من الناخبين المسجلين، وذلك في الاستحقاق الاول في هذا البلد بعد اتفاقه مع الدول الكبرى بشأن برنامجه النووي. وأفادت النتائج الجزئية التي نقلتها وسائل الاعلام الايرانية، أمس، ان الرئيس المعتدل حسن روحاني وحليفه الرئيس الأسبق اكبر هاشمي رفسنجاني يحلان في الطليعة في انتخابات مجلس الخبراء.

ومن اصل مليون ونصف مليون بطاقة اقتراع حصل رفسنجاني على 692 ألف صوت في حين جمع روحاني 652 ألفاً. ويتألف مجلس الخبراء من 88 مقعداً، بينهم 16 لطهران. وكشفت النتائج الاولية ايضا ان ثلاثة رجال دين من التيار المحافظ المتشدد يحلون بين الاسماء الـ16 التي حلت بالطليعة، هم آية الله احمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور، وآية الله محمد يزدي رئيس مجلس الخبراء، وآية الله محمد تقي مصباح يزدي من ابرز رجال الدين في قم. ويعرف الثلاثة بمواقفهم المناهضة للتيار الاصلاحي. ويحل الثلاثة في المراكز الـ10 و12 و16. وركز الاصلاحيون حملتهم على ابعاد هؤلاء الثلاثة عن مجلس الخبراء. وافادت وزارة الداخلية انه من اصل 8.5 مليون ناخب في محافظة طهران، شارك 3.9 مليون في الانتخابات أي ما يعادل 45 في المئة. أما في مدينة طهران نفسها فبلغت نسبة المشاركة 42 في المئة، في حين بلغت في مجمل البلاد نحو 60 في المئة. ومن المتوقع أن تعلن نتائج انتخابات مجلس الخبراء اليوم الاحد.

ومن بين المرشحين العشرة الذين حلوا في الطليعة هناك سبعة رجال دين مدعومين من المحافظين والاصلاحيين على حد سواء. أما بالنسبة لانتخابات مجلس الشورى، أظهرت نتائج أولية تقدم المحافظين المتشددين بنسبة تقارب 60 في المئة من المقاعد، فيما يوشك الإصلاحيون على تحقيق أفضل نتائجهم منذ العام 2004 بالسيطرة على قرابة 30 في المئة من مقاعد البرلمان. وفي النتائج الرسمية المتعلقة بـ27 مقعداً، اي اقل من 10 في المئة من مقاعد البرلمان، فاز 8 محافظين و4 اصلاحيين ونائب واحد مدعوم من المحافظين والاصلاحيين و8 مستقلين غير مدرجين على لائحتي التصويت الرئيسيتين، بحسب وكالة الانباء الطلابية الايرانية «ايسنا». ومن المقرر أن ستنظم دورة ثانية في موعد لم يحدد من اجل 7 مقاعد غير مشغولة. واعلنت الداخلية الايرانية، أمس، مشاركة 33 مليونا من اصل 55 مليون ناخب ايراني، اي ما يوازي 60 في المئة تقريبا، مضيفة ان العدد «يفترض ان يرتفع». لكن النتائج الشاملة والنهائية التي ينبغي ان يقرها مجلس صيانة الدستور (محافظ) لن تصدر قبل أيام عدة. ودعي الايرانيون الى انتخاب 290 عضوا في مجلس الشورى و88 عضوا في مجلس الخبراء المكلف تعيين ومراقبة عمل المرشد الاعلى، اللذين يسيطر عليهما المحافظون. وهذه الانتخابات هي الاولى بعد ابرام اتفاق في يوليو 2015 بين طهران والدول الكبرى بشأن البرنامج الايراني النووي سيتيح اخراج البلاد من عزلتها والعمل على انهاض اقتصاد اضعفته العقوبات الدولية على مدى عشر سنوات. ورفعت غالبية العقوبات في منتصف يناير الماضي مع سريان الاتفاق النووي. ويراهن روحاني المنتخب العام 2013 على هذا التقدم الكبير لاحراز اكثرية مؤاتية في مجلس الشورى، ما سيتيح له بفضل الاستثمارات الاجنبية المنتظرة تطبيق سياسة اصلاحات اقتصادية واجتماعية قبل نهاية ولايته في العام 2017. وقاطع الاصلاحيون استحقاق 2012 بشكل جزئي احتجاجا على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد لولاية ثانية في 2009 مؤكدين انها تمت عبر التزوير.

لكنهم كانوا على الموعد هذا العام بالرغم من استبعاد عدد من مرشحيهم من السباق بقرار من مجلس صيانة الدستور الذي يملك القرار بشأن الانتخابات. ولمضاعفة فرصهم تحالفوا مع المعتدلين الذين قد يشملون محافظين في صفوفهم، وشكلوا لائحة مشتركة هي لائحة «اوميد» (الامل). وفي مواجهة الاصلاحيين تشكل تحالف كبير للمحافظين الذين يخشون، تبعا لخط المرشد الاعلى، خطر «اندساس» اجنبي في حال فوز الاصلاحيين والمعتدلين. وأول من امس، قال المرشد الاعلى علي خامنئي الذي كان من اوائل الذين صوتوا «على الجميع ان يشارك في التصويت، كل من يحبون ايران، والجمهورية الاسلامية، و(يحرصون على) عظمة ومجد ايران».واضاف «لدينا أعداء .. وينبغي ان ننتخب بذهن متقد وعينين مفتوحتين … لكي نهزم العدو». وإن كان المرشد الأعلى لم يذكر أعداء ايران بالاسم لكنه يهاجم عادة الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة ويتهمها بأنها تسعى الى «الاندساس» في ايران.

 

مقتل جنديين في تفجير عبوة شمال سيناء

28 شباط/16/القاهرة – الأناضول: قتل جنديان مصريان وأصيب اثنان آخران، أمس، جرَّاء استهداف آلية عسكرية بعبوة ناسفة جنوب مدينة رفح في محافظة شمال سيناء. وقال مصدر أمني «إن جنديين قتلا وأصيب اثنان آخران، جراء استهداف آلية عسكرية بعبوة ناسفة قرب كمين (حاجز أمني) المهدية جنوب رفح» شمال شرق سيناء، مشيراً إلى أنه «تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما فرضت قوات الأمن طوقًا أمنيًا بمحيط موقع الحادث تحسباً لوجود عبوات أخرى». إلى ذلك، وقعت اشتباكات بين مسلحين وقوات الجيش جنوب غرب مدينة رفح. وقالت مصادر أمنية، أمس، إن قوات الجيش والشرطة تجري حملات أمنيَّة وعسكرية مكثفة على مناطق متفرقة من رفح الحدودية، مشيرة إلى تنفيذ عمليات توقيف واسعة، وقصف لمناطق ومنازل العناصر الإرهابية.

 

مشروع قانون أميركي لتصنيف جماعة «الإخوان» تنظيماً إرهابياً

السياسة/28 شباط/16/وافقت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، على مشروع قانون يدعو الإدارة الأميركية إلى إدراج جماعة «الإخوان» على لائحة التنظيمات الإرهابية، ما أثار غضب الجماعة. وذكرت اللجنة القضائية في بيان، مساء أول من أمس، أن مشروع القانون يدعو وزارة الخارجية إلى اعتبار جماعة «الإخوان» منظمة إرهابية لحماية الأمن القومي الأميركي بشكل أفضل، معتبرة أن الهدف الستراتيجي للجماعة «في أميركا هو نوع من الجهاد الأكبر في التدمير والقضاء على الحضارة الغربية». وأشارت إلى أن الجماعة «تدعم الإرهاب بشكل مباشر وتموله»، مضيفة إن «العديد من الحكومات الحليفة في الشرق الأوسط صنفت الإخوان كمنظمة إرهابية». وأوضحت أن بلداناً عدة كمصر والسعودية وروسيا تعتبر التنظيم ارهابياً. وقال رئيس اللجنة بوب جودلاتي إن «تبني الإخوان المسلمين للإرهاب والتهديد الذي تشكله لأرواح الأميركيين والأمن القومي الأميركي يجعل من تصنيفها منظمة إرهابية متأخراً جداً». من جانبها، وصفت جماعة «الإخوان» مشروع القانون بأنه «قرار الكراهية»، معربة عن ثقتها في أن «السياسيين المعتدلين بالإدارة الأميركية ومنظمات المجتمع المدني سيعارضوا القرار»» وذكرت الجماعة فى بيان باللغة الإنكليزية أن «المعتدلين الأميركيين بإدارة أوباما سيعارضون القرار، كما يواصلون مواجهة خطابات الفاشية والتعصب الأعمى الصادرة عن بعض السياسيين ومرشحى الرئاسة الأميركية المتصلبين، التى تمثل تهديداً محتملاً للعلاقات بين الشعب الأميركي – والمسلمين». وحملت ما سمته بـ»اللوبي الصهيوني والجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، المسؤولية عن اصدار مشروع القانون الذي وصفته بأنه غير عادل». في سياق متصل، رحبت مصر رسمياً بالقرار. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن اعتماد اللجنة القضائية النيابية الأميركية مشروع القانون يعكس مجدداً صحة الموقف الرسمي والشعبي المصري تجاه جماعة «الإخوان» وممارساتها الإرهابية، مضيفاً إن المجتمع الدولي بات يدرك يوماً بعد يوم تلك الحقيقة. وأكد أن الفكر المتطرف للجماعة وتبنيها العنف بات يمثل تهديداً للمجتمعات والشعوب المختلفة». يشار إلى أنه وفقاً للقانون الأميركي، فإن مشروع القانون في حاجة إلى التصديق عليه من مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ)، قبل إقرار من الرئيس. وكان السيناتور الجمهوري تيد كروز، المرشح في انتخابات الرئاسة الأميركية، قدم مشروع القانون للكونغرس، في نوفمبر العام 2015.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كلمة الدكتور فارس سعيد خلال افتتاح خلوة سيدة الجبل

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/27/%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D8%AE%D9%84%D9%88/

27 شباط/16/نجتمعُ اليوم في إطارِ سيدة الجبل من أجلِ المساهمة في إعادةِ تحديدِ الخيارات اللبنانية بوجهٍ عام  والمسيحية بوجهٍ خاص، في ظلِ المتغيرات الهائلة والنوعية التي تفرضُ نفسَها علينا جميعاً. 

تتطلّبُ هذه المهمة درجةً عالية من الرصانة السياسية والوضوحِ في قراءةِ الأحداث السياسية والشجاعة في تحديدِ الخيار.

ليستِ المرة الأولى التي نواجهُ فيها تحدياتٍ مصيرية. وقد تعلّمنا من أسلافِنا أنّ منعطفاتِ التاريخ الكبرى، كالتي تحصلُ اليوم، لا تهادنُ مجتمعاتٍ مفككة ولا كياناتٍ مترددة.

بين العام 1917 و1920 حصلت منعطفات في العالم نلخصُّها بالتالي:

نهاية السلطنة العثمانية.

بداية الإنتدابِ الفرنسي – البريطاني على المنطقة.

وعد بلفور بإنشاء دولةً ملجأً لليهود على أرضِ فلسطين.

قيامُ الثورة البولشيفية التي مهّدت لقسمةِ العالم إلى معسكرين أيديولوجيين.

وفي ظلِ تلك المتغيرات الهائلة، تميزت الكنيسة المارونية بالمطالبة بإنشاءِ دولةِ لبنانَ الكبير بشراكةٍ مع المسلمين. هذا الخيار الذي تغلّبَ على خيارٍ آخر لدى بعض المسيحيين والفرنسيين بإنشاء لبنان "وطناً ملجأً لمسيحيي الشرق".

أبرزُ متغيراتِ اليوم هي التالية في تقديري: 

1.بلورةُ نظامٍ عالمي جديد بزعامة الولايات المتحدة يرتكزُ على نظامٍ اقتصادي ومالي وسياسي وعسكري وقضائي في إطار عولمةٍ متسارعة. كما يعيشُ العالمُ اليوم ثورةَ اتصالاتٍ وتواصل غير مسبوقة تجعلُ منه قريةً صغيرة على شبكاتِ التواصل الإجتماعي.

2.فشلُ النظامِ العربي الذي أعقبَ مرحلةَ الإنتدابات الغربية، ثم قيامُ دولةَ إسرائيل، في توفيرِ الاستقرار والتنمية المستدامة لمعظمِ الكيانات الوطنية الناشئة. فقد تميزَ هذا النظام في كثيرٍ من مواقعه بقيامِ سلطاتٍ إستبدادية عسكرية حاربت شعوبَها بكفاءة، وحاربَت اسرائيل بأشكالٍ ملتبسة، مع احترامِنا لتضحياتِ الجيوش العربية. ولعلَ الفشلَ الأكبر يتمثلُ في عجزِ الحكومات المتعاقبة عن بلورةِ أطروحةٍ واضحة لنظامِ المصلحة العربية المشتركة وسبلِ تحقيقه، وتالياً لحمايةِ هذا النظام وسطَ تدافعِ أنظمةِ المصالح الإقليمة والدولية المختلفة (النموذج النقيض هو تجربة الإتحاد الأوروبي الحديثة).

3.بروزُ تياراتٍ إسلامية متطرفة، تتراوحُ ما بين قيامِ دولةِ ولاية الفقيه ودولةِ الخلافة، مع لجوء هذه التيارات إلى عنفٍ متنقّل وفائضٍ عن حدودِ المنطقة العربية، مما شوّهَ صورةَ المنطقة وساهمَ في بروزِ تيارٍ معادٍ للإسلام في الغرب أو ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، وبروزِ تيارِ آخر تكلّمَ عنه البابا فرنسيس خلالَ زيارتِه إلى تركيا مؤخراً، "الكريستيانوفوبيا" – وهو تيارٍ معادٍ للمسيحية بوصفها – في نظره - حاضنة للنظامِ العالمي المعادي لقضايا العرب والمسلمين العادلة، مثلَ قضية فلسطين وقضية الشعب السوري.

4.دخولُ الإسلامِ كمكوّنٍ إجتماعي وسياسي وانتخابي إلى أوروبا، وهو عاملٌ مؤثّر على ديموقراطيات الغرب. وقد بدأت معالمُه تبرزُ مع توالي الإعتراف بدولة فلسطين من قبل البرلمانات الأوروبية بهدفِ تبريد العلاقات مع مسلمي أوروبا. هذا مع قناعة أوروبية متزايدة بأن مفتاحَ الاستقرار في الشرق الأوسط إنما يكمنُ في إنجازِ "حلّ الدولتين"، مع رفضٍ لاقتصار الدور الأوروبي على التمويل من دونِ فعالية سياسية تقريرية في هذا الشأن.

5.بروزُ تيارٍ مدني واعد، مع انتفاضات "الربيع العربي" السلمية، لا سيما في تونس ومصر واليمن، وخلال السنة الأولى من انتفاضة الشعبِ السوري. وقد تمثّلَ هذا الأمر بدخولٍ قوي لفئتيّ الشباب والمرأة على الحراك التغييري الإصلاحي. ولئن أُصيبَ الطابعُ المدني السلمي بانتكاساتٍ خطيرة في سياق ما سمّي "الربيع العربي"، إلا أن المكانة المعتبرة التي بات يتمتّعُ بها شعارُ "الدولة المدنية" في منظومة شعارات الإصلاح، وفي مقابل مفهوميّ "الدولة الأمنية" و"الدولة الدينية"، تؤشّرُ (هذه المكانة) إلى تطوّر نوعي بالع الأهمية.

6.محاولةُ قوى إقليمية غير عربية التحكّم بقرار المنطقة: اسرائيل- التي تدّعي احتكارَ الديموقراطية في المنطقة وتحاولُ أن تكون امتداداً للغرب في أرض الشرق، تركيا- التي تقدّمُ نفسَها قوة إقليمية إسلامية قادرة على التفاعل مع العرب وفي الوقت نفسِه قادرة على التفاعل مع النظام العالمي الجديد، وايران- التي تمددت بنفوذِها حتى وصلت إلى البحر في غزة وبيروت مروراً بعواصم اليمن والعراق وسوريا.

7.دخولُ روسيا بقوة على خط النزاع الاستراتيجي في المنطقة العربية وعليها. ويتميزُ هذا الدخول في المرحلة الراهنة بكونِه محمولاً على ائتلافِ نزعتين روسيتين: نزعة امبراطورية على مستوى الدولة، تحاولُ توظيف ما تبقّى من نفوذٍ شرق أوسطي عائد إلى الحقبة السوفياتية ومرحلة الحرب الباردة؛ ونزعة كنسية روسية تشدّد على تمايزِها عن كنائس الغرب، لا سيما الكاثوليكية، وفي مواجهتها. وإذا كان المشهدُ الحالي للدخول الروسي يتميز بانحيازه الشديد إلى النظام السوري وإلى "تحالف الأقليات"، مع استخدام الشعار الفضفاض والملتبِس (محاربة الإرهاب)، إلا أن فهمَ الحوافز الروسية في العمق يحملُ كثيراً من المراقبين على الاعتقاد بإمكانية التحوّل التدريجي، وربما الدراماتيكي، في المشهد التحالفي القائم، إنما على قاعدة مصلحية ثابتة وهي "ضرورة أن يحضرَ الروسي السوق، كي يبيع ويشتري"، خلافاً لما حدث في واقعة سقوط النظام الليبي قبل نحو خمس سنوات.

8.محاولة المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي الحفاظ على نظامِ المصلحة العربية بحيث لا يتحول العالم العربي الى ضواحي قوى اقليمية غير عربية. 

9.عودةُ الكلام على مسألة الأقليات في المنطقة. من مسيحيين ويهود وأيزيديين وعلويين ودروز وشيعة وغيرهم، والذين بغالبيتهم ينظرون إلى أحداثِ المنطقة بعين القلق، ويبحثون عن أشكالٍ مختلفة من الحماية. فهناك من يطرحُ "تحالف الأقليات" وهناك من حاولَ استجداء حماياتٍ أجنبية.

10.  بوادر جدّية لعودة ايران إلى حضن النظام الدولي القائم. بيد أن هذه العودة ما تزالُ ملتبسة وفي بدايتها. فقد استدعت سؤالاً أساسياً طرحَهُ معظم المراقبين: هل ستعمل ايران على استثمارِ عودتِها في التنمية الداخلية والسلم الإقليمي، أم في مواصلة زعزعة الاستقرار وسياسة "تصدير الثورة"، ما يعني عملياً مواصلة التدخُّل في الشؤونِ الداخلية للبلدان العربية؟ في المدى المنظور، نعتقد أنها ستعملُ في الإتجاهين معاً، بحيث تحاولُ التعامل مع الغرب بوصفها "دولة"، ومع المنطقة العربية بوصفها "ثورة"، بما تحملُه هذه الازدواجية من مخاطرٍ عليها وعلى المنطقة في آنٍ معاً. وهذه الازدواجية تكادُ تفرضُ نفسَها حالياً، نظراً للصراع الجدّي القائم بين خطيّ الدولة والثورة في ايران من جهة، ونظراً لهشاشة التضامن العربي التي تُغري التطرُّف الايراني بمواصلة التدخّل في المنطقة العربية من جهةٍ ثانية وفي الوقت نفسه. إن تطوير التضامن العربي، مقترناً بالحكمة وشجاعة المبادرة، من شأنه المساهمة الفعّالة في وضعِ حدّ لهذه الحالة غير الطبيعية.

11.أخيراً – وقد يصحّ أن تأتي هذه النقطة أولاً لاتصالها المباشر بموضوعِ ندوتنا – ظاهرة العنف الإرهابي المنفلت وغير المسبوق، الذي يجتاحُ منطقتَنا ويفيضُ عنها. إن هذا العنف الايديولوجي المذهبي المتلبِّس بالإسلام، وما يقابله من عنفٍ مضاد على القاعدة ذاتها، إنما يتواطآن اليوم عملياً على تجاوز حدود الدول الوطنية القائمة، بل إلغائها، لصالح أجندات بعيدة كل البعد عن نظام المصلحة الوطنية في أي بلد، كما يساهمان، كلٌ على طريقتِه، في تصيير عدد من الكيانات الوطنية دولاً فاشلة. 

إذا تسنّى لنا اليوم أن نحلَّ مكان البطريرك الحوّيك، ووقفنا أمامَ كليمنصو جديد او أحد مهندسي المنطقة، ماذا نقول؟ ماذا نختار؟ وما هي المتغيرات التي تفرضُ نفسَها علينا؟

برأيي إن ما سيقدّمُه الاستاذ سمير فرنجية، باسم هذه الخلوة، محاولة للإجابة أكثر من جديّة، ونحن مدعوون إلى مناقشة أكثر من جدّية.

 

هل يتخلّى العرب..؟

بقلم نون/اللواء/27 شباط/16

حالة التأزم التي تُربك البلاد والعباد هذه الأيام، تتطلب من الجميع العودة إلى لغة العقل والتبصّر، والابتعاد عن الانفعال، ولعبة الفعل وردة الفعل. الوضع العام في البلد وصل إلى حافة الهاوية، ولم يعد ينقص السقوط المريع سوى خطوات بسيطة، لن تنفع بعدها محاولات الإنقاذ أو الاستدراك، لمنع السقف من التهاوي فوق رؤوس الجميع. الدولة ومؤسساتها الدستورية تعاني من شلل وعجز متمادٍ، يُنذر بالتحوّل إلى مصاف الدول الفاشلة بمجرد الإعلان عن استقالة الحكومة. الاقتصاد يعيش على أنابيب الإنعاش الاصطناعية، بعدما حاصر الجمود والكساد والإفلاس القطاعات الإنتاجية كافة. النقد والنشاط المالي يقاوم التعثر المتزايد يوماً بعد يوم بشق النفس. الأزمات الاجتماعية والمعيشية تتناسل بسرعة عجائبية، في ظل غياب المعالجات الجدية والحلول الناجعة، بدءاً من مشكلة النفايات، إلى كل مشاكل الهدر والفساد المستشري في الإدارات والمرافق العامة. وجاءت الأزمة الراهنة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لتزيد الأمور تعقيداً، ولتضاعف معاناة اللبنانيين، وقلقهم القاتل من تداعيات خروج لبنان المعيب عن الإجماع العربي! ولعل الجانب الأخطر في الأزمة المتفاقمة التي يتخبّط فيها البلد حالياً، هذا الشعور المخيف بأن لبنان فقد الدعم والمساندة من الأشقاء العرب، وخاصة من السعودية والدول الخليجية، التي كانت تشكّل الظهير الدائم للشقيق الصغير في الأزمات والملمات التي كان يتعرّض لها، منذ اندلاع الحرب الأهلية، قبل أربعة عقود ونيّف من الزمن! هل يتخلّى العرب فعلاً عن بلد، طالما تحمّل أوزار الصراعات الإقليمية والدولية في المنطقة، وكان بمثابة الساحة التي تفتدي بدماء أبنائها الساحات العربية الأخرى، بدءاً بالصراع العربي - الإسرائيلي، وصولاً إلى المواجهات التي شهدها الإقليم منذ أواسط القرن الماضي.

 

السعودية وإيران

محمد علي مقلد/المدن/السبت 27/02/2016

كنت في الستين، حين أغاظني، في إحدى محاضراتي الجامعية، طالب متحزب متعصب، وأخرجني من صوابي، فقفزت عن المنصة وأمسكته من رقبته وأخرجته من القاعة عنوة بعد أن امتنع عن الخروج طوعاً، وكلفني ذلك اعتذاراً من طلابي. كلما ذكرت الحادثة أبرر لنفسي سورة الغضب، وما أكثر الأحداث والأقوال والتعليقات والتصريحات التي تشبه ذلك المراهق السياسي المبتدئ، والتي يحفزني كل منها لأمسك برقبة صاحبها. لكن! في حالتنا الراهنة، ليسوا هم المهددين بالخروج من قاعات التعبير عن الرأي. كان موضوع المحاضرة عن المدى الجغرافي السياسي لتأثير الحضارات وانتشار وهجها. والأمثلة من تاريخنا القديم كثيرة، الحضارات اليونانية والرومانية والفارسية والعربية، ومن التاريخ الحديث الحضارة الرأسمالية التي تجاوزت سابقاتها وبلغ مدى انتشارها الكون كله بأرضه وفضائه وأعماق محيطاته. كل ذلك متوقف على ما تقدمه الحضارة من إنجازات وإبداعات وما تتركه من آثار. يشذ عن ذلك ما يحسب من باب الغزو والاحتلال للنهب، باعتباره باباً من أبواب الرزق وتحصيل الثروة ومن باب السيطرة والطغيان. أعجب الطلاب بالفكرة وراحوا يطبقونها على ما يعرفونه أو يعاينونه أو يقرأون عنه في كتب التاريخ، واستوقفتهم أمثلة شاذة كالاحتلال الصهيوني والجشع الأميركي، وأمثلة براقة كالعرب في الأندلس أو اليونان والرومان وما تركوه من آثار ضخمة في بلادنا. بيد أن بعضهم راح يغمز من قناة التدخل السوري والايراني في لبنان. كنت أنصح طلابي بعدم الخلط بين السياسة والعلم، لأن السياسة انحياز وتعصب، بينما ينشد العلم الموضوعية . إذن هما على طرفي نقيض، ولا يمكن للمتحزب أن يكون باحثاً، لأن تعصبه لأفكاره يمنعه من رؤية الحقيقة خارج قوالبه الجاهزة. ذلك الطالب المتعصب لم يرض بأن يطبق على التدخل الإيراني ما ينطبق على سواه من التدخلات، اعتقاداً يقينياً منه بأن إيران فوق الشبهات وأنها خارج قوانين التاريخ. لم يغضبني رأيه، فقد كنت أقدم الدليل لطلابي على كيفية احترام الرأي الآخر. لكنه أخرجني عن طوري حين لم يترك لأصحاب الرأي المختلف، من زملائه الطلاب، في قاعة تغص بأكثر من مئتي طالب، فرصة للتعبير عن وجهة نظرهم. وكان ما كان. وقد شكلت تلك الحادثة دليلاً إضافياً، في نظري، على أن بعض كليات الجامعة اللبنانية لم تعد محلاً لتحصيل العلم.

تسيطر اليوم على جامعاتنا وصحفنا وتلفزيوناتنا أعداد كبيرة من شبه هذا الطالب المتعصب. إيران  والمملكة السعودية ليستا مسؤولتين عن نزق اللبنانيين الكثيرين ورعونتهم. إيران والسعودية كلاهما على حق، كل منهما يعمل لما يرى فيه مصلحة لبلاده، بمعزل عن رأينا بتلك المصالح. كل منهما يمسك طرف حضارة مزعومة أو موهومة، ويحاول أن ينشر وهجها على بقعة متخيلة. بعض اللبنانيين مسؤول عن ابتياع الأوهام وعن تحويل الاعجاب إلى تبعية والتبعية إلى عمالة. وبعضهم مسؤول عن بيع سيادة بلاده بأرخص الأثمان.

تخيلوا لو أن الأميركيين انقسموا بين موالٍ لروسيا ومعارض، أو لو أن الفرنسيين أو البريطانيين انقسموا في مواجهة قوة خارجية. تخيلوا لو أن نصف اليابانيين هللوا لقصف بلادهم بالقنابل النووية. نعم إنهم لبنانيون، استدرجوا الخارج واستخدموا سلاحه وأطلقوا منه النار على أبناء وطنهم. إستسهلوا أن يتوزعوا على جبهات الحروب الخارجية، وأن يكونوا وقوداً لها، وأن يكونوا مطية لمشاريع سواهم. نعم، إنهم لبنانيون، أقلية من شعب، لكنها أقلية حاكمة. اللبنانيون، كشعب، مفخرة شعوب الكرة الأرضية، برعوا منذ أصولهم الفينيقية حتى آخر الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والفنانين المنتشرين في أربع أرجاء الأرض. اللبنانيون، كشعب، انتصروا على الغزاة الصهاينة وأخرجوهم ودحروهم، وانتصروا على نظام الوصاية السوري وأخرجوه ذليلاً. السياسيون هم الذين يقطفون ثمرة النصر ويبتاعون بثمنها انصياعاً لأول أجنبي يصادفونه على الحدود أو يبحثون عنه في خزائن المال أو على خرائط الأوهام السياسية.

لم يعرف لبنان، قبل أن يصير وطناً ولا بعد أن صار، ساسة بصغارة الممسكين بزمام الأمور اليوم، القابضين على حروف الأبجدية السياسية، سين سين وسين ألف وألف راء وكل الحروف الحسنى ، الذين يتمنون لو يشطبوا حرف اللام  حتى لا يجد الوطن حرفاً يستهل به اسمه.

نصف بلادنا مع السعودية وتوافدوا للاعتذار بمذلة عن خطأ لم يرتكبوه، ونصفهم المرتكب مع إيران شتّام لخصومه وخصومها. إيران والسعودية على حق، لأن لكل منهما أوهامه. إحداهما تريد أن تحيي من التاريخ عظام حروب دينية بائدة، والثانية تبذل الغالي والنفيس لتتفادى كأس ربيع آت كالقدر ليفتح الباب واسعاً أمام تداول السلطة وقلب صفحة الاستبداد وأنظمة "إلى الأبد". هي دول وأنظمة تسعى إلى ما ترى فيه مصالحها السياسية أو الدنيوية أوالدينية، أما سياسيو لبنان فهم وحدهم الذين يعملون لمصلحة سواهم. أنهم هم الدلّال الذي يجعل سيادة الوطن سلعة للبيع.

 

السعودية ولبنان: انتهى زمن الضبابية والتكاذب

خالد الدخيل/لحياة/28 شباط/16

فوجئ اللبنانيون وغيرهم، وربما أخذتهم الدهشة، كما يبدو، على حين غرة بقرار السعودية وقف إعانة الجيش والمؤسسة الأمنية، ومراجعة علاقتها مع مؤسسة لبنان السياسية. لماذا لجأت إلى هذه الخطوة، يتساءل البعض؟

لا تمكن الإجابة على السؤال من دون الرجوع إلى ما حصل في مدينة الطائف السعودية عام 1989. لا أقصد طبعا الاتفاق اللبناني الذي ولد في تلك المدينة برعاية سعودية- سورية ووضع حداً للحرب الأهلية وأعاد صياغة دستور هذا البلد، إنما أقصد ما حصل على هامش هذا الاتفاق. حينها، وبعد أن انتهى المؤتمرون من صياغة مسودة الدستور، اتفقوا على ضرورة نزع سلاح جميع الميليشيات لضمان نهاية الحرب. في هذا السياق طرح اقتراح باستثناء «حزب الله» من هذا المطلب. والأرجح أنه اقتراح جاء من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. برز سؤال: لماذا حزب الله؟ فقيل لأن الجنوب اللبناني كان حينها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي فهناك حاجة مشروعة للمقاومة.عندها وافق الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز على المقترح، واعتبره استكمالا لما تم إنجازه، وهكذا كان. لماذا من المهم التوقف الآن عند ما كان يبدو حينها هامشاً على متن إنجاز كبير؟ موافقة السعودية عام 1989 على استثناء الحزب يعني أن السعودية كانت مع حق لبنان في المقاومة، وهذا طبيعي، وأنه لم يكن لديها في الأصل موقف ضد هذا الحزب. لكنه يعني ما هو أهم من ذلك، وهو أن السعودية بالموافقة على الاستثناء وفرت مع سورية الأسد الأب، غطاء عربياً كبيراً لتسليح الحزب مع معرفتها بعلاقته بإيران، وأن هذه الأخيرة هي مصدر تسليحه.

كشف مسار الأحداث منذ 1989 أن الاستثناء تجاهل خطورة أن حزب الله حزب ديني لا يمثل إلا طائفة واحدة من المكون اللبناني، وأن الغطاء الذي وفرته السعودية كان في الواقع لسياسات تستهدف الدول العربية في قوامها وأمنها واستقرارها، وحتى في هويتها. ثم تكشف بشكل تدرجي عن أن حزب الله ليس حركة مقاومة بأي معنى، وإنما ذراع لإيران، دوره طائفي يتجاوز حدود لبنان، امتدت نشاطاته إلى سورية والعراق والبحرين واليمن حتى قبل الربيع العربي. ما فعله هذا الربيع أنه فضح مستور دور الحزب الذي كان يختبئ خلف ضبابية التكاذب السياسي اللبناني والعربي، ولذلك فوجئت السعودية بأن الحزب الذي وفرت الغطاء لتسليحه ضداً من الرغبة الأميركية، بل وحتى المصرية حينها، يتآمر عليها وعلى حدودها الشرقية في البحرين، وحدودها الشمالية في العراق، وحدودها الجنوبية في اليمن.

قد يقال إنه ليس من العدل إنكار صفة المقاومة عن الحزب، وقد كان دوره مركزياً في تحرير جنوب لبنان، وهذا صحيح، لكن توقف أمام ذلك قليلاً... الحزب، كما أرادت له إيران، لم يعمل على تحرير الجنوب من أجل لبنان، وإنما ليكون منطلقا لثمن يتجاوز لبنان. نظرياً، الأمين العام للحزب حسن نصرالله، يقول ذلك بنفسه عندما يؤكد مراراً وتكراراً إنه يعمل تحت «راية ولاية الفقيه» وليس تحت راية لبنانية، وأنه فخور بذلك. أي أن الحزب يعمل تحت راية ليست لبنانية ولا عربية، ولا حتى إسلامية، ما يجعل منه عميلاً لدولة أجنبية ضداً من عروبة بلده وأمته. وعملياً، منذ 2006 وسلاح الحزب ليس موجهاً ضد إسرائيل، بل ضد اللبنانيين والعراقيين والسوريين، ودائما ضمن إستراتيجية إيرانية. يردد حسن نصر الله أن حزبه يحارب التكفيريين في سورية، على أساس أنه وحزبه ليسوا تكفيريين، وهذا لا يستقيم، من ناحية أن فكرة المقاومة التي يتظلل بها الحزب لا تتعايش أبداً مع فكرة الطائفية. ثانياً أن الحزب متمسك بهويته وتحالفاته الطائفية محلياً وإقليمياً، وبمرجعية طائفية على المستويين السياسي والعقدي خارج لبنان والعالم العربي.الغريب أن نصرالله يردد ذلك في كل خطبه، وفي الوقت ذاته يتمسك بديباجة واحدة ثابتة في كل هذه الخطب تقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين». يقول صاحب اللسان «والمنتجب، المختار من كل شيء. وقد انتجب فلان فلاناً إذا استخلصه واصطفاه اختيارا على غيره». أي أن نصرالله يصلي في هذه الديباجة على جميع آل النبي، وجميع الأنبياء والمرسلين. لكنه لا يصلي إلا على «الأخيار والمنتجبين» من صحابة النبي. واختيار نصرالله هنا نابع من قناعة دينية لديه بأن بقية الصحابة لا يستحقون الصلاة عليهم. وهذا موقف تكفيري مستتر، يختلف عن موقف أبي بكر البغدادي الذي يكفر مخالفيه علناً ومباشرة.

عام 1989 كان حزب الله حزباً محلياً لا أحد يعرف عنه شيئاً. لم يخطر ببال أحد آنذاك أن فكرة الاستثناء كانت فخاً سياسياً، وأن حكاية المقاومة غطاء لإعادة بعث الطائفية وتحويلها إلى عملية سياسية داخل الدول العربية، تهيئة لزرع فكرة الميليشيا في هذه الدول. لكن هذا ما حصل على أرض الواقع. من هنا ينطلق الموقف السعودي الأخير من لبنان من هذه الزاوية، لاستدراك ما حصل. وهو موقف ينتظم في سياسة تستهدف ظاهرة الميليشيا بشقيها السني والشيعي، لوضع حد، لها بما تمثله من خطر ماحق على الدولة في العالم العربي. لقد صدمت السعودية بأن الحزب الذي وفرت الغطاء العربي لتسليحه يرتد عليها ضمن سياسة إيرانية، ويوظف سلاحه لاستهدافها في البحرين واليمن وسورية والعراق. أخطأت السعودية في حق نفسها وأمتها من أجل المقاومة، وكذب الحزب في ادعاء المقاومة من أجل الطائفة والاصطفاف الطائفي. من هنا لا تريد السعودية للبنان أن يقع في الخطأ ذاته وأن ينتهي به الأمر إلى ما انتهى إليه العراق من هيمنة للميليشيا على الدولة، ثم هيمنة إيرانية من خلال الميليشيا.

وهو ما يقودنا إلى بيان وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، الذي ذكر فيه نقاطاً كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، من بينها تأكيده على أنّه «بين الإجماع العربي والوحدة الوطنية ننحاز إلى الوحدة الوطنية». سيكون هذا صحيحاً لو أن هناك وحدة وطنية لبنانية بالفعل، وهو ما تتمناه السعودية. حزب الله لبناني من حيث الجنسية، لكنه إيراني في ولائه، كما يقول الأمين العام للحزب، وفي مواقفه وسلوكياته وأهدافه. ما هو موقف وزارة الخارجية من تورط الحزب في عمليات تستهدف السعودية ودول عربية أخرى؟ هل نسمع منه موقفاً عن هذا قريباً؟ أم أن الوحدة الوطنية لا تسمح بطرح هذا السؤال؟ يقول معالي الوزير بعد ذلك إنّ «الإجحاف الذي نتعرض له، هو ثمن ندفعه لتكريس سياسة استقلالية تحييدية للبنان». أين هو الإجحاف؟ وأين هو الاستقلال وأقوى مكونات النظام السياسي اللبناني يتمول ويتسلح من دولة أجنبية مرتهن لأجندتها؟ ثم أين هو الحياد والنأي بالنفس وهذا المكون يقاتل في سورية بتغطية من وزارة الخارجية، بل من مجلس الوزراء. معالي الوزير يراعي ميليشيا لبنانية مرتهنة لدولة غير عربية على حساب دولة عربية، ويسمي ذلك حياداً واستقلالاً. هذا الالتباس -أو التكاذب- بين الدولة والميليشيا، وبين الاستقلال والنفوذ الأجنبي من خلال الميليشيا، هو ما تنتظر السعودية، بل كل الدول العربية أن يتم تجاوزه في لبنان. تكرس هذا الالتباس على هامش اتفاق الطائف، وقد حان وقت تصحيح ذلك الخطأ الجسيم. ولن تقبل السعودية بأقل من ذلك. كان خطأ بسبب ضبابية السياسات العربية وتكاذبها، والآن لا بديل من الخروج من هذه الضبابية، ومن وقف التكاذب. حزب الله بالنسبة إلى السعودية بصيغته ودوره ميليشيا إرهابية لا تختلف عن داعش. أحدهما يرفع شعار الخلافة، والآخر يرفع شعار ولاية الفقيه، وكلاهما يمارس الإرهاب والقتل من منطلق طائفي، ويستهدف الدول العربية في هويتها ووجودها. من الجائز عقلاً أن يحدث الخطأ، لكن من الخطل العقلي التمسك به، لأنه يصبح مع الوقت انتحاراً.

 

 لبنان وحيداً

 حسام عيتاني/الحياة/28 شباط/16

سيجد لبنان نفسه وحيداً إذا تدهورت أزمته الحالية مع دول الخليج العربي وتحولت إلى مواجهة ديبلوماسية. فليس لدى لبنان اليوم حلفاء على استعداد لتقديم أي نوع من التضحيات دفاعاً عن سياسة خارجية خرقاء وضعت الحكومة اللبنانية في تناقض مع الإجماع العربي. وقع لبنان في الهوة الفاصلة بين معسكرين يرتفع منسوب التوتر بينهما ويكاد يتحول صراعاً عسكرياً مباشراً. بين المعسكر السعودي الذي تتحلق حوله دول الخليج وأكثرية الدول العربية، وبين المعسكر الإيراني. لم ينفع تذاكي وزير الخارجية اللبناني ولا البيانات التي أصدرتها وزارته في محو الشعور بالإهانة في الرياض لرفض لبنان إدانة الاعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد. قادنا انعدام السياسة المسمى «النأي بالنفس» إلى أن نجد أنفسنا في الخندق الإيراني من الصراع الدائر والتحول إلى الطرف الأضعف والمعزول في الحرب الإعلامية والسياسية المستعرة. وعلينا ألا ننتظر نجدة من أحد، ذلك أن الانقسامات اللبنانية كفيلة أيضاً بمنع وصول المدد من أي جهة. وهو الانقسام ذاته الذي ساهم مساهمة أساسية في صوغ فكرة «النأي بالنفس» التي تعبر من ناحية عن العجز عن تشكيل إجماع وطني حول قضايا المنطقة ومن ناحية ثانية عن الهشاشة الفائقة حيال هذه القضايا. فلم يكن اللبنانيون بقادرين على إعلان موقف موحد من الثورة السورية ولا من نظام بشار الأسد من جهة، ولم يكونوا قادرين على التخلي عن مصالحهم المتشابكة والواسعة مع دول الخليج، من جهة ثانية. كن موسم التسويات الصغيرة انتهى على غير ما يشتهي «اللبناني الذكي» والتاجر الأزلي الذي أشاد به ميشال شيحا. لقد وصلنا إلى نهاية رحلة التقافز تحت السقوف الآمنة وشعرنا فجأة بعبء المسؤولية الجسيمة عن إدارة دولة وبلد. وهو شعور مشابه لذاك الذي خامرنا بعد انسحاب القوات السورية في 2005. يومها أمكن «القوى السيادية» أن تعتد بالتحالف مع إدارة جورج دبليو بوش الاقتحامية التي جاءت إلى المنطقة بمشروع إعادة بناء الدول الذي جربته في العراق. لا حليف يُركن إليه في البيت الأبيض حالياً. بمعنى ما، يقف اللبنانيون في الوقت الراهن أمام تجربة استقلالية من نوع خاص. لقد حملت الأزمة مع السعودية اللبنانيين على النظر الى ما بين أيديهم من أدوات سياسية وديبلوماسية نظرية جدية، ربما للمرة الأولى منذ سنوات طويلة. المأساة انهم لم يعثروا على ما يعينهم في عثرتهم الحالية. لا حلفاء، لا أصدقاء، لا وحدة وطنية، لا اقتصاد، لا شيء تقريباً مما يمكّن الدول من الصمود في الأوقات الصعبة. لي أن الموقف الحالي سيرفع إلى درجة الغليان حرارة التوتر في لبنان. وفي بلد لم يعتد سياسيوه منطق التسويات والحلول الوسط إلا بعد تعرضهم للهزائم، فالأرجح أننا سائرون إلى مزيد من التعقيد في الوضعين السياسي والاقتصادي، ما قد يترافق مع انهيارات أمنية وعسكرية في أكثر من منطقة.من بين التصريحات التي أوردتها الصحف في الأيام القليلة الماضية، ما يشير إلى أن لبنان، من بين دول مجاورة، فقَدَ تماسكه وبات على طريق الاختفاء وأنه «أصبح في منتصف الهاوية». بغض النظر عن صحة هذه التصريحات ونسبتها، يتعين الاعتراف بأن اللبنانيين مسرعون نحو الاصطدام بالجدار الذي يسد آخر نفقهم الطويل.

 

لا تحارب الإسلام السياسي في مصر ثم تبتسم لحزب الله

أحمد عدنان/العرب/28 شباط/16

لـمن قد يقول إن العلاقة بين القاهرة وحزب الله مصلحة مصريـة خالصة نسأل: هل يعقل أن يكون العالم كلـه علـى خطأ ويكون الحزب الإلهي وبعض المسؤولين على صواب.

كان الخبر التالي مثار جدل مكتوم خلال الأيام الماضية، قيام وفد ممّا يسمى بحزب الله بزيارة مصر للاجتماع بمسؤولين أمنيين وتقديم العزاء في الصحافي الراحل محمد حسنين هيكل. تألف الوفد من ثلاث شخصيات: محمد عفيف (مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الإلهي) والنائب علي المقداد ومسؤول العلاقات العربية حسن عزالدين.وجزئية العزاء ليست مثار جدل، فهنا تحضر زاوية إنسانية لا بد من احترامها وتقديرها للسلطات المصرية، لكن المحزن والمؤلم هو تشريع وجود الميليشيا الإرهابية باستقبالها من رجال المخابرات الحربية “للتشاور والتنسيق”.

كنت أتمنى صدور نفي لهذه الجزئية من طرف الحزب الإلهي أو من الطرف المصري، لكن ما جرى هو العكس، هناك صمت تام في مصر وهناك ارتياح عارم في أوساط الحزب الإلهي من صوره بعض التصريحات على غرار: علاقتنا بمصر مفتوحة، صفحة جديدة في العلاقات مع مصر، هناك تطابق في الرؤى في ملفات الإرهاب وسوريا. حسنا، فلنتذكر ما فعله حزب الله بمصر، عام 2011، في خضم ثورة يناير، هرّب من السجن سامي شهاب، عنصر حزب الله المدان قضائيا بالتخطيط لهجمات وأعمال إرهابية داخل الأراضي المصرية مستهدفة المواطنين والسياح عبر تفجيرات انتحارية وسيارات ملغّمة وعبوات ناسفة في سيناء خصوصا، وفي اعترافات شهاب للسلطات المصرية التي بثها الإعلام المصري قال نصا “العمليات كلها كانت تستهدف الوضع الداخلي في مصر ولا علاقة لها بمساعدة التنظيمات الفلسطينية في غزة”، وعلى إثر كل ذلك حكم القضاء المصري بسجن شهاب و27 آخرين 15 سنة عام 2009، وللأسف تمكّن شهاب من الهرب عام 2011 وإلى الآن لم تطالب السلطات المصرية باستعادته إلى سجونها.  نحن نعطي مثلا واحدا فقط لما فعله حزب الله مصريا، وبإمكان أصدقائنا من الصحافيين والمثقفين المصريين العودة بشريط الذكريات إلى ما قبل ثورة 25 يناير، هناك أرطال من التصريحات الإلهية المسيئة لمصر والمتطاولة على رموزها وتاريخها. بعض أصدقائنا في مصر، قد يفسر هذا النقد على أنه مساس بالسيادة المصرية، وهذا غير صحيح مطلقا، فالعلاقات الثنائية من صميم مفهوم السيادة عبر مبدأ “المعاملة بالمثل”، بعد ثورة 30 يونيو، دعما لمصر، قطعت السعودية كل علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، وتخندقت مع السلطات المصرية مصنفة الجماعة تنظيما إرهابيا، وهو إجراء صحيح وسليم، لم تبال المملكة بعلاقتها التاريخية مع الجماعة التي تعود إلى زمن التصادم الفيصلي الناصري، ولم تبال بوجود شريحة سعودية في المملكة لها انحيازاتها مع الإخوان، بل ذهبت المملكة إلى ما هو أبعد، فرضت على قطر ترحيل أغلب اللاجئين الإخوان وإيقاف حملاتها الإعلامية ضد مصر فيما يعرف بمبادرة الملك عبدالله التي استقبل بموجبها الرئيس المصري مبعوثا لأمير قطر حضر بمعية رئيس الديوان الملكي الشيخ خالد التويجري.

لذلك ليس من المنطق أن يكون استقبال قطر للإخوان غير خاضع لمقياس السيادة القطرية بل هو عمل معاد لمصر، لكننا في الوقت نفسه نعتبر التلاقي المصري-الإلهي من صميم السيادة المصرية ولا نريد تصنيفه عملا معاديا للخليج، خصوصا وأننا نتحدث عن حزب مصنّف كتنظيم إرهابي محظور في مجلس التعاون الخليجي، وهذا التصنيف ليس من باب النكاية، في البحرين ضبطت غير خلية إرهابية تابعة للحزب الإلهي، وفي عام 2013 أوقفت خلايا تجسس وإرهاب في الكويت وفي السعودية، وقبل أسابيع في الإمارات تحاكم خلية حزب الله بتهم التخابر والإساءة للدولة ومؤسساتها، ولا ننس قضية خلية العبدلي الإرهابية التي أصدر القضاء الكويتي أحكامه المبرمة في حقها قبل نحو شهر، ولن أتحدث عن تفجير الخبر في المملكة عام 1996، ولن أتحدث عن تورط قيادات حزبية -وفق حكم قضائي- في محاولة اغتيال أمير الكويت عام 1983 واختطاف طائرة كويتية عام 1988.

جاء الاستقبال المصري لحزب الله في التوقيت الأسوأ، اكتشاف السلطات اليمنية لخلية من حزب الله تدرّب يمنيين لاستهداف المملكة داخل حدودها، بيان من وزارة الداخلية عن تورّط حزب الله في تهريب المخدرات إلى المملكة، بدء محاكمة خلايا تجسس وإرهاب تابعة لإيران ولحزبها الإلهي تستهدف المملكة، توريط الحزب الإلهي للحكومة اللبنانية في شق الإجماع العربي، وليس آخرا استعداد دول الخليج لدخول سوريا من أجل محاربة داعش وحزب الله وبشار الأسد، ورغم الاختلاف في وجهات النظر حول النقطة الأخيرة، لكن دول الخليج احترمت سيادة مصر.

فلنفترض أننا في المملكة والخليج كذبة ومتحاملون، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وضعا عقوبات وضوابط مصرفية على لبنان بعد اكتشاف شبكات لتبييض الأموال وتمويل الإرهاب تابعة للحزب الإلهي تعمل في أوروبا وفي الأميركيتين، ولا بأس هنا بالتذكير ببعض الأخبار التي تداولها الإعلام على استحياء خلال سنوات مضت، وهي القبض على شبكات اتجار وتهريب المخدرات تابعة لما يسمّى بحزب الله، في يونيو 2005 بالإكوادور، في أغسطس 2008 بكولومبيا، في أبريل 2009 بهولندا، في أكتوبر 2009 بألمانيا، وفي يناير 2014 في أستراليا (وهناك شبكة أخرى أوقفت وأدينت بتبييض الأموال)، وهذا غيض من فيض لا يستثني غينيا بيساو والمكسيك والأرجنتين والولايات المتحدة. بالله عليكم كيف تجتمع المقاومة مع المخدرات وكيف يجتمع الله مع المخدرات في حزب واحد!

ولمن قد يقول إن العلاقة المصرية الإلهية مصلحة مصرية خالصة نسأل: هل يعقل أن يكون العالم كله على خطأ ويكون الحزب الإلهي وبعض المسؤولين على صواب؟ حزب الله متمدد في دول أربع، لبنان وسوريا والعراق واليمن، وما دخل بلدا جديدة إلا أصبحت على صورة ما سبقها من بلاد، والدليل على ذلك الحكم القضائي الصادر في مصر في قضية سامي شهاب المعروفة باسم “خلية حزب الله”. في ظل صراع السلطة المصرية مع الإخوان تم إعلان الحرب على الإسلام السياسي، وهو إجراء حكيم، لكن لا يعقل أن نعتبر الإسلام السياسي السلفي أو السني شيطانا رجيما ونعتبر الإسلام السياسي الشيعي من ملائكة الرحمة، مع العلم أن الإسلام السياسي هو إسلام سياسي وليس سنيا أو شيعيا، والانحياز ضمن هذه الثنائية هو دعم إرهاب على حساب إرهاب، وليس حربا على الإرهاب لمصلحة الوسطية والاعتدال، والدليل على ذلك أن أدبيات سيد قطب “الإخواني/السني” تعد مرجعا معتمدا ضمن أدبيات حزب الله وحزب الدعوة والثورة الإيرانية “الشيعية” إلى تاريخه، من الأساس كيف تزعم أنك تحارب الإسلام السياسي وتبتسم لحزب اسمه “حزب الله”؟ وكيف للمثقف المصري المنحاز إلى التنوير أن يبتسم لحزب لم يرشح أيّ امرأة لمقاعد النيابة أو الوزارة ولا يعترف بحدود دولته معرّفا نفسه بحزب ولاية الفقيه ووكيل الثورة الإسلامية تماما كجماعة الإخوان التي لا تعترف بالوطن.

بعد ثورة 30 يونيو، استهدفت جماعة الإخوان وميليشيات الدواعش الجيش المصري ومسؤولين ومواطنين وسياحا، حزب الله فعل كل ذلك في لبنان نفسها، من 2005 إلى 2013 تشير أصابع الاتهام إلى حزب الله في قضايا اغتيال ساسة ثورة الأرز بداية برفيق الحريري وليس انتهاء بمحمد شطح، والحزب الإلهي يرفض المثول، بقوة السلاح، أمام القضاء سواء في المحكمة الدولية أو في القضاء اللبناني كقضية محاولة الاغتيال الفاشلة للنائب والوزير بطرس حرب، اغتيال عنصر الجيش اللبناني الملازم الطيار سامر حنا عام 2008 إضافة إلى احتلال بيروت وترويع الجبل في نفس العام ممّا أسفر عن مقتل 100 مواطن لبناني لا بواكي لهم، والآن تعاني الدولة اللبنانية من شلل كامل بتعطيل الحكومة والبرلمان وفراغ كرسي الرئاسة بسبب غطرسة السلاح غير الشرعي، والحديث عن جرائم حزب الله في لبنان بحاجة إلى مجلدات، فكيف يثق المصريون في ميليشيا تمارس الإرهاب ضد وطنها وضد العرب؟ قد يأتي من يقول إن الحزب يحارب إسرائيل، لكن حماس أيضا تحارب إسرائيل مع أنها تمارس الإرهاب في سيناء، فلماذا يريد البعض اقتصار الحديث على جرائم حماس وحسنة حزب الله، إن صحت، في سياق واحد؟

قال مسؤول مصري رفيع لمفكر لبناني قبل أشهر إنه معجب بحزب الله لأنه يحارب داعش، فطلب المفكر المعروف من المسؤول الذي تصله تقارير أمنية واسعة أن يسمي جبهة واحدة فقط اشتبك فيها الحزب مع الدواعش لبنانيا أو سوريا، وهنا سكت المسؤول لأنه لم يجد جوابا، حزب الله وأشباهه كالحرس الثوري لا يقلّون إرهابا ووحشية عن داعش والقاعدة، بل ربما أسوأ، فالحزب الإلهي يرفع شعار الحرب على الإرهاب لكنه حقيقة يستهدف السنة طائفيا وعنصريا، وليس أدل على ذلك أنه كلما دخل منطقة تعاظمت شوكة الإرهاب فيها بعد تهجير السنّة أو قتلهم، ما أسوأ حظ السنة، فهم مستهدفون من الإرهابين السلفي والشيعي على حد سواء. ما زلت مؤملا أن تقوم السلطات المصرية بإصدار توضيح قاطع وصارم لما جرى، إنني شخصيا أفهم صدور الكذب من حزب الله، لكن يصعب عليّ وعلى أمثالي من محبّي مصر تلقّي مثل هذه الضربة من القاهرة، قال الأستاذ هيكل قبل رحيله إن الحكم في مصر بعد ثورة 30 يونيو يعاني من غياب الرؤية. حفظ الله مصر ولطف بالمصريين ورحم الأستاذ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وجهان لـ"حزب الله" واحد

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/27 شباط/16

"ما أضمر أحدٌ شيئاً إلاّ ظهَر في فلتات لسانه وصفحات وجهه...". هذه الحكمة المأثورة للإمام علي بن أبي طالب تنطبق على آخر المتشيّعين له، عبر "ولاية الفقيه"، "حزب الله" اللبناني- الإيراني- العالمي، في آخر تجلّيات دعوته وسياسته و"تكليفه الشرعي". في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي خُصّصت للأزمة مع السعوديّة ودول الخليج على أثر خروج وزارة الخارجيّة اللبنانيّة من الإجماع العربي، وبعد انتهائها، صدرت عن "حزب الله" وحليفه وزير الخارجيّة معادلتان تشكّلان وجهين لعملة واحدة:

- وزير أصيل لـ"الحزب" قال داخل الجلسة: "بين الإجماع العربي وإيران نختار إيران".

- ووزير وكيل قال فور انتهائها: "بين الإجماع العربي والوحدة الوطنيّة نختار الوحدة".

المعادلة الأولى مباشرة ومكشوفة، إلى حدّ الوقاحة السياسيّة، ولا تتطلّب شرحاً أو تفسيراً. والمعادلة الثانية ملتوية وخبيثة، تضع وحدة لبنان في مواجهة الإجماع العربي، وكأنّهما في صراع أبدي!

في الحقيقة، لا يتطلّب الأمر جهداً استثنائيّاً لإثبات عمق الترابط بين المعادلتين، لأنّهما تصبّان في الهدف نفسه، والاستراتيجيّة نفسها، والمحور نفسه. ليس الغريب أن يُعلن "حزب الله" انتماءه إلى المحور الإيراني ضدّ العرب، فهذه واقعة ثابتة منذ ولادته على يد قابلة "الحرس الثوري الإيراني" قبل 34 سنة.

إنّما الغريب أن ينتمي الجالس على كرسي عظماء الدبلوماسيّة اللبنانيّة إلى نقيض الحالة العربيّة التي شارك لبنان بقوّة وفاعليّة في إرسائها، منذ إطلاقه النهضة في القرن التاسع عشر، وصولاً إلى إطلاق ميثاق جامعة الدول العربيّة في أربعينات القرن العشرين، وريادته الحفاظ على المصلحة العربيّة المشتركة عشرات السنين بعد استقلاله، وتكريس هويّته العربيّة في الدستور منذ ربع قرن.

هذه "الشطارة" الدبلوماسيّة في تمويه حقيقة انزلاق وزير الخارجيّة ضدّ العرب، استدعت أكثر من ردّ وتصويب وترشيد، كان أبرزها من شريكه في "إعلان النيّات" و"ورقة معراب" الدكتور سمير جعجع. إذ أنّ الوحدة الوطنيّة في لبنان لا تكون في "النأي" عن مصلحة لبنان في بيئته العربيّة. و"النأي بالنفس" لا يكون عن الخير والصواب، بل عن الضرر والخطأ. والوحدة الوطنيّة ليست وجهة نظر، ولا تُصان بتغطية غلبة سلاح "حزب الله" في الداخل، وحربه في سوريّا، وتحريكه الخلايا الأمنيّة ضد دول الخليج وفي أفريقيا وأوروبا وسائر العالم، أو في الاستنكاف عن إدانة الاعتداءات على البعثات الدبلوماسيّة السعوديّة في طهران ومشهد كُرمى لإيران. وهي ليست وحدة وطنيّة عوراء، تغضّ الطرْف عن طرَف يخرقها، وتدين آخر يلتزمها في احترام القرار العربي المشترك. لم يبلغ وزير خارجيّة سابقاً ما بلغه الوزير الراهن في استرهان السياسة الخارجيّة اللبنانيّة للمحور الإيراني، حتّى الوزراء الذين سبقوه في العقد الأخير، وهم من صلب "8 آذار" وحركة "أمل"، لم يصلوا إلى هذا الدرْك. والواضح أنّ الاتفاقات السياسيّة والترشيحات لم تحُلْ دون إظهار الحقيقة ووضع اليد على الجرح. والواضح أكثر هو بدء مسعى "القوّات اللبنانيّة" لترشيد سياسة "التيّار العوني" نحو مصلحة لبنان العربيّة.

صحيح أنّ الحكومة ورئيسها يتحمّلان الخطأ، بل الخطيئة التي حصلت بحقّ المملكة العربيّة السعوديّة، لكنّ هذه المسؤوليّة لا تُعفي الوزير من دوره وموقفه. ولا يجوز تغطية "سمواته" بـ"قبوات" الحكومة. فهو وزير "سيادي" كما يطيب لفريقه أن يذكّر دائماً، و"مؤتمن" على صلاحيّات رئيس الجمهوريّة في غيابه! وفق ما دأب الفريق نفسه على التباهي مراراً وتكراراً. وهو، في أيّ حال، ليس "أداة" في يد رئيس الحكومة، ولا هو غنمة في قطيع أو صبي مع خالته! ولطالما "تمرّد" على الرئيس سلام داخل جلسات مجلس الوزراء من خارج الأصول، وفي المنتديات العربيّة والإسلاميّة والدوليّة. إنّه أمر جيّد ألاّ يكون وزير الخارجيّة مجرّد صدى أو أداة تنفيذ أوامر. لكنّ الأمر ذاته يجب أن يصحّ في الاتجاه الآخر: فلا يكون صدى أو أداة لفريق لبناني معروف بارتباطه الخارجي، ويُجهد نفسه في البحث عن مساحيق دبلوماسيّة لتجميل قبحه. وقد باتت الأدوار مكشوفة: وزير يعلن على رؤوس الأشهاد أن "حزبه" مع إيران ضدّ العرب. وآخر يُعلن التزامه السياسة نفسها، ولكن تحت الشعار الخادع "الوحدة الوطنيّة". إنّهما وجها عملة "حزب الله" الواحدة: العسكري والدبلوماسي!

 

هل يجب انتظار هدم الهيكل نهائياً؟

محمد مشموشي/المستقبل/28 شباط/16

غريب الى حد مذهل أمر الذين يلجأون للهروب الى الأمام، مكابرة وعجرفة، لمجرد أنهم يرفضون الاعتراف بالواقع. واقع أنهم فقدوا كل ذريعة اختبأوا خلفها(«المقاومة» وحتى «الممانعة») بعد أن غرسوا أنيابهم في جسد الشعب السوري. وغريب أكثر أمر أتباعهم الذين يصفون أنفسهم بـ «الحلفاء»، لأنه لا يعنيهم في الواقع الا أن ينفذوا صاغرين ما يؤمرون به، من دون اهتمام بنتائج ما يفعلون، ليس فقط عليهم وعلى مصالحهم التي لا تخرج عن كونها شخصية، بل أيضاً على ما يسمونه «الوطن العزيز» ويدعون أنهم يعملون من أجله ليل نهار... بما في ذلك استعادة الجنسية للمغتربين منه.

فالأولون (والمقصود «حزب الله») استبدلوا، في محاولة هروبهم، لافتة «الحزب المقاوم»، كما درج قادته وخصوصاً اعلامه والمطبلون له تلفزيونياً على القول في الأعوام السابقة، الى الادعاء ومن دون خجل، أن حزبهم أصبح «قوة إقليمية» معترفاً بها دولياً، وأنه يلعب أدواراً في المنطقة وفي العالم لا تملك دول عريقة فيهما أن تلعب مثلها. وبحسب اللافتة الجديدة، باتت للحزب صداقات وعداوات مع دول أخرى في العالم: تحالف مع روسيا يقولون، وحرب معلنة على السعودية، مع ما يعنيه ذلك في حالة سوريا الآن من مشاركة في تقرير مستقبلها، وحتى مستقبل المنطقة كلها. وعلى الطريق، لا يكاد يغيب عن إعلام الحزب كلام شبه يومي عن «رعب» إسرائيل من «القوة الإقليمية» هذه ووضعها الخطط استعداداً للمواجهة معها.ولم يكن «حزب الله»، قبل تدخله العسكري في سوريا، قليل التغني بقوته أو الاطناب في الكلام عنها. الا أنه زاد من ذلك كثيراً في المرحلة الأخيرة، ربما لتجنب اتهامه وقيادته وعناصره التي تقاتل هناك بأنهم «مرتزقة»، وبأن حربهم الى جانب نظام بشار الأسد تتم بأوامر من قيادتهم الأصلية في طهران من دون أن يكون لهم أو لرؤسائهم المباشرين دخل فيها«.لكن وقائع الأمور كما باتت واضحة للعيان، في لبنان ثم في سوريا والعراق واليمن، وانكشاف حقيقة الحزب كميليشيا كاملة المواصفات من ناحية، وقابلة للاستخدام في المكان الذي يحدده «الولي الفقيه» من ناحية ثانية («سنكون حيث يجب أن نكون»، قال أمينه العام حسن نصرالله أخيراً) جعلته، وخصوصاً اعلامه والمطبلين له كتابياً وتلفزيونياً واذاعياً، يعمد الى رفع اللافتة الجديدة أكثر من أي يوم سابق.

منتهى الغرور نتيجة ما يسمى «فائض القوة» لدى «حزب الله»؟. ربما، الا أنه منتهى المكابرة والعجرفة فضلاً عن السخف بمعناه الكامل. ذلك أن نعت «القوة الإقليمية»، بغض النظر عن اعتراف الاقليم به أو حتى العالم، لا يطلق الا على دولة بالمعنى القانوني والدستوري للكلمة (الأرض والشعب والسلطة)، وليست هذه حال الحزب بالرغم من امساكه بالقوة، وحتى بعدم رغبة اللبنانيين في المواجهة معه، ببعض مفاصل الدولة اللبنانية في الأعوام الماضية. بل وأكثر، فلم يجرؤ الحزب يوماً على ادعاء أنه كذلك، فضلاً عن نفيه المستمر حتى لاتهامه باقامة «دويلة» في بعض المناطق التي يهيمن عليها.

لماذا اذاً هذا السخف في الكلام عن «القوة الإقليمية»؟. غالب الظن أن له أهدافاً سخيفة بدورها. أولاً، كي لا يقال ان الحزب هو مجرد ميليشيا، وان عناصره ليسوا سوى مرتزقة يمكن استخدامهم في أي مكان يراه صاحب المال والسلاح. وثانياً، كي لا يقال انه إيراني الهوية والانتماء (أي غير عربي) فضلاً عن التزامه المذهبي الشيعي، بل هو «قوة» تتحالف مع ايران في جبهة عريضة تضم دولاً أخرى. وثالثاً، لمواصلة الزعم أن لديه قضية وطنية (كما هي الحال بالنسبة الى فلسطين التي يرفع رايتها بين وقت وآخر) وأنه يفعل ما يفعل، في لبنان وسوريا واليمن وربما في غيرها لاحقاً، من أجل تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي!.

وليس «الانفجار النووي» الموهوم، ذلك الذي هدد به نصرالله حيفا قبل أيام، الا الترجمة الأولى للافتة «القوة الإقليمية» هذه.

أما عن الأتباع، ونموذجهم الفاقع «التيار الوطني الحر» ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، فلم يعد خافياً ما ألحقوه على مدى الأعوام الأخيرة، من أضرار فادحة بلبنان الدولة والشعب والمال والاقتصاد من جهة، وإساءات كبرى الى صورته في العالم والى علاقاته التي يفترض أن تكون أخوية مع أشقائه العرب من جهة ثانية. لماذا؟، لأن «الحلفاء» من هذا الصنف لا يملكون، بل وربما ليسوا مهيئين أصلاً لرفض أو حتى نقاش أمر من المعلم. وفي عرفهم أن «الوفاء بالوعود» مسألة متبادلة: وعد برئاسة الجمهورية لأحد طرفيها، والإساءة الى كل ما هو غير إيراني للطرف الثاني. وتحت هذه الحجة، لا أهمية لأي تصرف ينعكس بصورة كارثية على البلد: 21 شهراً من الفراغ الرئاسي من دون سبب أو مبرر، أو اضطرار المملكة العربية السعودية (رداً على موقف مخز من وزير الخارجية) لتجميد هبات بـ 4 مليارات دولار للجيش والقوى الأمنية بالرغم من حاجتهما الماسة اليها!.

المهم فقط أن تستمر «الوعود» المتبادلة، أولاً لأن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لا يسمح بجعل لبنان ولاية سعودية، بالعزم نفسه الذي يطالب فيه الرياض بالاعتذار للبنان وليس العكس!.

هل يجب أن ينتظر اللبنانيون انهيار الهيكل على رؤوس الجميع حتى يقولوا: لا... وكفى؟.

 

العرب وتركيا لن يسمحوا بسقوط المعارضة السورية

ثريا شاهين/المستقبل/28 شباط/16

هناك تخوّف حقيقي من أنه إذا أكمل الوضع السوري، كما هو حالياً في اتجاهاته، «فسيأكل» التحالف الإيراني الروسي، سوريا، ومعها لبنان. إنها الخطورة التي تلف المسألة، وضرورة فعل شيء ما من أجل استعادة التوازن على الأقل، ومن ثم السعي إلى إحراز التغيير، وفقاً لمصادر ديبلوماسية عربية.

وتؤكد المصادر أن الولايات المتحدة لم توافق على أي تدخل كبير في سوريا من أي دولة عربية في المنطقة، وكذلك من تركيا. لقد نقلت إعلامياً الموضوع بشكل مبالغ فيه، أي نقلت أن هناك احتمالاً لتدخل بَري، إنما المسألة المطروحة كانت على سبيل قوات خاصة، ومن ضمن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.

كذلك الأتراك، لم يقولوا مرة إن هناك استعداداً لديهم لتدخّل بَري، ومن دون تنسيق مع الأميركيين. الدول التي تريد تدخلاً فاعلاً من أجل «إنقاذ» المعارضة، تعتبر أن أي تدخّل يجب أن يكون بموافقة الأميركيين ومشاركتهم. والأميركيون، وفقاً للمصادر، لم يلزّموا الوضع السوري للروس، إنما هم غير مكترثين لما يقومون به. ولديهم هاجس واحد وهو «داعش». عدم الاكتراث هذا، يزعج الأوروبيين الذين لديهم مشكلة اللجوء السوري والمهاجرين. والولايات المتحدة بعيدة جغرافياً عن هذه المشكلة، ولا تعتبر أنها تستأهل تغيير سياستها المبتعدة عن المنطقة، ذلك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يريد التدخّل، ولا الانجرار إلى «مستنقعات» المنطقة. الخليج يبدو أنه لا يقبل اتباع هذه السياسة، ويحاول قدر الإمكان تصحيح المسار، إنما من ضمن «قواعد اللعبة» الموجودة وشروطها الحالية، أي في سياق الموافقة الأميركية وعدم الخروج عنها. التشنّج مع الأميركيين يعود إلى أن الخليج يعتبر المعارضة تخسر، وواشنطن لا تقوم بها يلزم لدعمها.

وعلى الرغم من ذلك، لا تستبعد مصادر وزارية لبنانية حصول تدخّل بَري عربي من التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب إلى مناطق «داعش» و»النصرة» في كلّ من سوريا والعراق. تلك المناطق لا يمكن لأي جهة إن كانت شيعية أو غربية أو النظام، دخولها، ولا الطيران وحده يمكنه إسقاطها، وهي مناطق شاسعة. إلا أن ذلك لن يحصل إلا ضمن مخطط أو سيناريو يتم التوافق حوله دولياً، بعد بروز عناصر المواجهة الإقليمية إلى الواجهة. في هذا الوقت، يغادر الرئيس السوري بشار الأسد السلطة.

والخطوة الأولى لتكريس أي تدخّل من هذا النوع، قد يكون في جامعة الدول العربية. وإذا كان الدخول السعودي التركي إلى سوريا براً، يعني بالنسبة إلى المصادر الديبلوماسية المطلعة دخولاً في معركة ضد روسيا، فيما الأميركيون غير متحمسين لذلك، فإن الرياض تريد المشاركة في العمليات الجوية ضد «داعش»، وهذا يعود إلى جملة أمور هي:

ـ تضافر جهودها مع الجهود الأميركية في الموضوع السوري.

ـ تمكنها من إيصال مساعدات للمعارضة السورية المعتدلة.

ـ تقديم المساعدة للمعارضة في السيطرة على مناطق تكون قد تحررت من «داعش». وحالياً، لدى انسحاب «داعش» من المناطق وهزيمته، يقوم النظام السوري والأكراد بالسيطرة عليها. وإذا تمكنت المعارضة من السيطرة على مناطق إضافية فيمكنها أن تقاتل منها. وتشير المصادر إلى أن كل الاتفاقات الموقّعة بين الدول والمعارضة لتقديم السلاح لها لا تتضمن سلاح أرض جو، ويمنع الأميركيون تقديمها لها. ولا يزال الرئيس الأميركي غير راغب في التورّط في الحرب السورية ولا في أي شكل من الأشكال. وحلف شمال الأطلسي يمنع الأتراك من تقديم سلاح أرض جو للمعارضة. كل الدول في الشرق الأوسط تدعو الولايات المتحدة إلى التدخّل في سوريا، لدعم المعارضة، حتى أوروبا التي تجد نفسها في خطر حقيقي نتيجة الهجرة السورية إليها. واشنطن تصغي إلى هذه المخاطر، لكنها على الرغم من ذلك لن تتدخّل وتصرّ على ذلك، والأتراك والسعوديون والقطريون يريدون الدخول إلى سوريا براً، لكنهم لم يجدوا تشجيعاً أميركياً، إلا أنه يمكنهم أن يساهموا في دعم المعارضة، انطلاقاً من غطاء التحالف الإسلامي. الدخول في الحرب في اليمن أدى إلى انتظار الاستعدادات الخليجية بعد ذلك في مناطق أخرى. ومن المؤكد أن الخليج وتركيا سيقومان بعمل ما لدعم المعارضة السورية، أقله في مسألة زيادة السلاح وصولاً إلى سلاح نوعي، لأن هذه الدول لن تقبل أن تخسر المعارضة بهذه السهولة، وترى أن الوضع يستوجب دعماً فعلياً من أجل تغيير المعطيات على الأرض، إذ إنه إذا لم يتغير، واستمر الدعم الروسي والإيراني للنظام، فسيبقى الوضع السوري على حاله، وقد تتعرض المعارضة لخسائر كبيرة. وبات واضحاً أن هدف روسيا هو القضاء على المعارضة المعتدلة، فهي تقوم، وفقاً للمصادر، بحرق الأراضي مستخدمة طريقتها في التعاطي مع الشيشان، حيث اتبعت سياسة الأرض المحروقة، لتدمير كل شيء. الخليج وتركيا يفضلان إرسال صواريخ أرض جو إلى المعارضة، كمقدمة لدعمها، لكن السؤال هل يتخلى الغرب عن موقفه الرافض لذلك؟ وإلى أي حد سيصل أي تدخّل خليجي تركي لدعم المعارضة؟ حلب، حتى الآن، صمدت، بعدما كان يتوقع حصول انهيارات سريعة، والروس لن يوقفوا تدخّلهم في سوريا، إلا عندما يتعبون أو لدى شعورهم أن الكلفة باتت عالية بالنسبة إليهم. وبعض الدول الخليجية الكبرى عرضت على الروس، قبل تدخّلهم في سوريا، أموراً لم يوافقوا عليها، وتصبّ في خانة إحداث خرق لتسريع التغيير في سوريا. الآن وبعد التدخّل، من المستبعد الموافقة على أي أفكار أخرى، من جانب الروس، فهل يضغط الأميركيون في اتجاه تحقيق دعم فعلي للمعارضة؟

 

 لبنان يكون عربياً أو لا يكون

بول شاوول/المستقبل/28 شباط/16

ما ارتكبه الوزير جبران باسيل بخروجه على «الإجماع العربي» سبق أن فعله ميشال عون وحزب الله و8 آذار على امتداد سنوات. فالمسألة لا هي جديدة، ولا هي مجهولة الهدف. وما وجود حزب سليماني محارباً في سوريا والبحرين واليمن والعراق.... ولبنان، سوى التعبير الدال على ان جمهورية «الفرس» ورثت دور اسرائيل ومخططاتها في زرع الفتن في بلاد العرب وفي ساحات الاسلام الأكثري وتفكيك دولتها وتقسيم أرضها وتدمير مدنها وتخريب حضارتها وتاريخها. وما نقول اليوم عن ايران سبق ان قيل عن اسرائيل على امتداد مئة عام. الدولة العبرية فشلت في قيام «اسرائيلها» الكبرى لكنها سلمت «الراية» ذاتها إلى حليفتها «الخالدة» ايران تحت مسمى لا يختلف في عنصريته ومذهبيته عن اهداف اسرائيل «الهلال الشيعي» والذي يعني في جوهره ان أميركا (بوش ثم أوباما) واسرائيل وايران الملالي وضعت كلها العرب والعروبة والاسلام السني الأكثري في عين العاصفة.

فكل ما يمت إلى هذين العنصرين مستهدف ضمن مناخ ارهابي فكري واعلامي وسياسي وحضاري وثقافي... وعسكري. أبلسة العرب في تاريخهم من الجاهلية حتى الاسلام... ومن يقارن تصريحات بعض القيادات الاسرائيلية عن العرب: «حشرات يجب سحقها» بتصريحات حسن نصرالله «تنابل» وسواه من الفرس «رعاة وحفاة وأكلة جراد»... يعرف ما وراء هذا الكلام العِرقي. وبعد محاولة استيعاب لبنان «العربي» ثم تدمير سوريا «قلب العروبة النابض» وتخريب «اليمن الأخضر» وتهديد البحرين ذات التنوع الثقافي والفكري وتسليم الأميركيين العراق لإيران لقمة سائغة... كأنما جاء دور المملكة العربية السعودية ذات الانتماء المركزي المزدوج: الاسلام والعروبة. وهكذا تحاول ايران (عبر عملائها: حزب سليماني و8 آذار) واسرائيل ان تفعل في هذا البلد الشقيق ما فعلته في بلاد الاشقاء الآخرين... فحزب الله يحمل كل المواصفات والممارسات العدوانية الإيرانية على كل ما هو عربي. ولأن السعودية ما زالت متماسكة فها هو بتكليف من الولي الفقيه (أو الشيطان الأكبر) يمعن في تكثيف الهجوم عليها وابتذالها وشيطنتها وشتمها وتهديد من يساندها او تسانده. ذلك ان الحزب يمثل أقصى الانعزالية بالنسبة للعلاقات العربية. حزب انعزالي، كانتوني، مذهبي، عنصري، يريد أن يقيم جدراناً مثل أسوار الصين والستار السوياتي الحديد وجدار اسرائيل بين لبنان والعالم العربي لاستفراده واستفراسه واضعاف وحدته وضرب وشائجه العروبية والتاريخية بالعرب وبالمملكة. فتصريح باسيل ليس سوى «رأس جبل الجليد» علامة من علامات كثيرة ولحظة من زمن طويل. ونظن ان لا 14 آذار ولا أكثرية اللبنانيين راضية عن هذا الوزير لا في موقفه الأخير ولا في وجوده في الحكومات السابقة. يعني ذلك ان تصريح باسيل هو جزء من مخططات «حزب الله« وإيران في محاولة «دق اسفين» بين الشعب اللبناني والعرب وخصوصاً السعودية. أي إعادة لبنان إلى مواويل «الانعزالية» التي سادت أيام الميليشيات المذهبية السابقة. فلبنان، بالنسبة إلى باسيل يجب أن يكون «إيرانياً» بانتسابه، وبانتمائه وبدولته وجيشه وبحكوماته ونوابه واقتصاده وسلاحه وبمواقفه أي الانفصال عن أرومته العربية وتبني مخططات حسن نصرالله «المُنزلة» عليه من لَدُن الولي الفقيه. ونظن ان مجمل مواقف تابعناها لحزب «الشيطان» الالهي تُجسد هذه النيات التي باتت معروفة ومكشوفة: فتعطيل الانتخاب الرئاسي جزء من تعطيل لبنان العربي؛ بل ان وجود رئيس جمهورية بات يعني بالنسبة إلى هؤلاء «وجوداً» عربياً. حتى ان مسار الحكومة الراهنة والسابقة يعني بالنسبة إلى حزب ايران استمراراً للعروبة بل ان تنامي الجيش اللبناني واسترداد عافيته وحضوره يعني استرداد «العروبة» المصادرة من ميليشيات الكانتون الفارسي. أكثر: بل ان وجود هذا الكانتون نفسه ليس سوى خروج على السيادة والاستقلال والاجماع اللبناني- والعربي بل ان «حزب الله« الذي عقد مع اسرائيل «سِلماً» شبيهاً بما عقده حافظ الأسد مع الدولة العبرية، أي «سلم» يخبئ بنوداً سرية تقضي بتحييده التام في مواجهة اسرائيل وتوجيهه ضد لبنان والعرب...

على هذا الأساس. كأنما سلاح الحزب بات يشبه السلاح الاسرائيلي سواء في دوره في فلسطين أو في الجولان، وغزه والضفة العربية، سلاحاً» استيطانياً» يرى في اللبنانيين والعرب ودولهم وأرضهم ساحة مستباحة ومنتهكة. واذا كانت اسرائيل حاولت في السابق وما زالت زرع الفتن في لبنان وتدمير اقتصاده وتقسيمه فقد تولى الحزب هذه المهمة «النبيلة» عنها في تنسيق باطني بين ايران واسرائيل. واذا كانت «بلاد» «حزب الله« أي لبنان قد وضعت في سياق «الالغاء والتهميش والتخريب والتقسيم والالحاق« فما بالك بالسعودية؟ فهي «فريسة» اثمن بكثير من لبنان.

[حزب السلاح

ولهذا، فحزب ايران حامل السلاح الملتبس يُطِّبق على السعودية في اعلامه ومواقفه ولغته السفيهة واشكال «فوبياه» العربية ما سبق ان طبقه في لبنان وسوريا واليمن ومصر والكويت والبحرين والعراق. فحيثما هناك عرب وعروبة ومسلمون سنة، نجد «حزب الله« (مكلفاً تكليفاً شرعياً والهياً من شيطانها الأكبر) يمارس جنونه وعدائيته ويعبّر عن مخططاته التخريبية... بل أكثر: حيثما هناك عرب فإيران موجودة لتكمل ما بدأه الكيان الصهيوني. وتشبه علاقة «حزب الله» (وايران) بإسرائيل، المسلسلات التلفزيونية بحلقاتها المتوالية والمتتابعة: مسلسل أميركي صهيوني إيراني متكامل السيناريو والحوار والمشاهد والإخراج.

من هنا بالذات، لا تختلف تصريحات «حزب الله» عن تصريحات بعض القياديين الاسرائيليين حول العرب والاسلام. واذا كان الاسلام مستهدفاً اليوم بعقيدته الأكثرية وعروبته ووضعه في مراتب الإرهاب، دون سواه، فهذا يعبر عن «أصفى» نيات طهران العنصرية. نظام عنصري رجعي، قمعي، مجرم، فاسد، يدمغ بالإرهاب مليار مسلم وعربي. هذا ما عملت عليه أميركا في قياداتها المتعاقبة: فتسلم حزب «البعث« الأسدي ذي القيادة المذهبية سوريا بعد الانقلاب في السبعينات، ليحكم أكثرية سنية (80 في المئة من نسبة السكان)، كان أول الغيث (تماماً كما حصل في فلسطين عندما احتلت إسرائيل كأقلية هذا البلد وتحكمه بقوة السلاح). وعندما أسقط بوش أول نظام عربي سني منذ ألف عام في العراق وأهداه إلى إيران، فذلك أيضاً علامة أخرى. وعندما كوفئ النظام الأسدي (بعد تسليمه الجولان لإسرائيل كصفقة)، بتصفية المقاومة الفلسطينية، بالسيطرة على لبنان، فهذه أيضاً إشارة مضافة. ونظن أن من يريد أن يدرس المراحل التي مهدت للوضع الحالي، فعليه أن يتوقف عند هذه المحطات. والغريب أن حسن نصرالله تكلم طويلاً (بلسان إيران طبعاً)، مؤخراً في متلفزاته التي باتت مملة، عن علاقة المملكة بإسرائيل وتآمرها ضد فلسطين: غريب! كأنه يقذف المملكة بكل ما فيه وما يفعله ويفكره: ونسأل السيد حسن من صفّى المقاومة الفلسطينية في لبنان؟ من صفى المقاومة الوطنية؟ من كان وراء معارك تل الزعتر (طبعاً سوريا وإسرائيل)، وحرب المخيمات (طبعاً سوريا وإسرائيل)، وترحيل عرفات من طرابلس؟ (طبعاً سوريا وإسرائيل)، وهذا معروف يا «سيد العارفين». فليست السعودية هي التي ارتكبت هذه الجرائم بحق الفلسطينيين والعرب... بل حليفك يا سيد حسن... وأنتم أكملتم المشوار في غزة والضفة عندما دُبجت في قم إيران (وراءها إسرائيل) خطب تخوين رمز القضية الفلسطينية ياسر عرفات. ومن دمّر مخيم اليرموك يا سيد حسن: السعودية؟ الإمارات؟ الجزائر؟ تونس؟ بل حليفك ووراءه أنتم المرتبطين بإيران وطبعاً إسرائيل الساهرة على تنفيذ مخططاتها بأيديكم الملوثة بالعار والدم والتي صرح بعض قيادييها «ان سقوط الأسد كارثة على اسرائيل»!

[السعودية

أما رد فعل السعودية على «خيانة باسيل» العروبية، وكذلك لبنان، فجاءت بعد تحمّل وصبر طويلين، حتى بدا لها أن لبنان بات إيرانياً، لا عربياً ولا لبنانياً، في حكومته، وفي مواقفه. أكبر من عتب. فـ»حزب الله« إيراني بقضه وقضيضه وعضيضه. والمملكة دولة عربية، نشأت بينها وبين شقيقها الأصغر لبنان علاقات تاريخية، كأن هذا الأخير تحوّل إلى الوطن الثاني لشعبها. ساعدته في ملماته، ككل، غير مميزة بين لون ولون وبين حزب وحزب وبين طائفة وطائفة، دعمت دولته لتستمر في الصمود أمام «دويلة» إيران، عوّمت اقتصاده في اللحظات القاسية، ساهمت في إعمار مدنه وقراه بعد حرب تموز التي غامر بها الحزب بكل لبنان وأرضه وناسه كرمى للتكليف الفارسي، وأخيراً لا آخراً أن السعودية وبلدان الخليج كأنها الملاذ الأخير لمئات ألوف اللبنانيين الذين يشتغلون فيها، ويرسلون تحويلات مالية إلى أهاليهم بمليارات الدولارات. وأخيراً جاءت الهبة السعودية للجيش لتعزيزه، وجعله حامياً للدولة والحدود والناس؛ وهذا بالذات ما أفقد حزب الملالي عقله. أتعملون على تقوية الجيش، يعني أنها مؤامرة على «المقاومة» (لا رحمة عليها)، وتهديد للوصاية الإيرانية. وبدأ العزف الكانتوني من الإعلام الكانتوني، ليبث الدسائس، ويشكك بالهبة، ويرميها بكل ما يملك من نعوت وصفات. فالهبة تخدم إسرائيل. وراح بكل جوارحه يسعى إلى مهاجمة السعودية، لدورها عبر «عاصفة الحزم» وكذلك في سوريا ولبنان والبحرين، إلى أن وصل به الأمر إلى تجاوز كل خط أحمر، وكل حدود في مهاجمة المملكة، خصوصاً موقف باسيل في اختراقه «الإجماع العربي» والمرتبط بالمملكة نفسها! هنا طفح كيل المملكة، وكان ردها المباشر والفوري، وقف مفعول الهبة للجيش، ثم منع رعاياها من المجيء إلى لبنان، وهذا ما فعلته دول مجلس التعاون الخليجي. عال! ترحرح حسن نصرالله واطمأن، واغتبط وكأنه فهم أن موقف السعودية هو تخل عن لبنان، وعن شعبه، وعن نضاله ضد هيمنة الكانتون. أوليس هذا ما ارتضته إيران: اقتلاع لبنان من أرومته العروبية والإسلامية، لتفترسه لقمة سائغة، وتحوله ولاية من ولاياتها. حتى تخوف اللبنانيون من تصعيد رد الفعل السعودي إلى وجود اللبنانيين العاملين في المملكة والخليج (600 ألف)، لم يؤثر في «حزب الله»! فهذا من شأنه أن يضيف إلى الخراب الاقتصادي الذي ارتكبه، خراباً أفدح. عال! فالطغاة لا ينجحون إلاّ في مثل هذه الظروف. حتى عشرات ألوف اللبنانيين الشيعة الذين يعملون في الخليج، من ضمن الجاليات اللبنانية، لم يأخذها حسن نصرالله بالحسبان. وهذا طبيعي، ومن قال إن المقاومة صُنعت أصلاً لحماية الشيعة، بل صُنعت لقتلهم وتشريدهم وإذلالهم. فالذي يسوق ألوف الشبان الشيعة إلى المحرقة السورية، واليمنية، ويهدر دماء ثلاثة آلاف منهم، كرمى لإيران، لا نظن أن إخراجهم من السعودية والخليج وكل العالم من همومه لا الخاصة، ولا العامة.

[يقظة اللبنانيين

على هذا الأساس، استفاق اللبنانيون ذات يوم، وظنوا أنهم فعلاً «إيرانيون» في بلاد الأرز، ومُقتلعون من جذورهم العربية، بل كأنهم حُوّلوا بإرهاب الحزب إلى شعب معاد للسعودية والخليج والعرب. لا! هبوا! لا! نحن عرب: انتماؤنا عربي. أرومتنا عربية. نحن قلب العروبة؛ فلا لبنان موجود من دونها، ولا هي موجودة من دون لبنان. فلا نؤخذن بجريرة العملاء والشعوبيين والقتلة والفرس. نعم! هبوا! ولسنا كلبنانيين، نخون العهود، ونجحد بعدم وفائنا للعرب، والمملكة، مغرباً ومشرقاً وخليجاً...بل كأن هذه اليقظة الحية، جعلت اللبنانيين يستفتون أنفسهم عبر العريضة التي يتوقع أن تحمل تواقيع مئات ألوف اللبنانيين، لتظهر أن حزب الكانتون، وعلى الرغم من أسلحته، وإرهابه، لا يمثل سوى أقلية الأقلية في لبنان. وما توافد الألوف ومن كل المناطق إلى مراكز توقيع العريضة، وإلى السفارة السعودية، للتعبير عن اشمئزازهم من موقف «باسيل»، وأربابه من حزب إيران، وإعلان التضامن مع عروبة المملكة، واعترافاً بأفضالها على لبنان، شعباً، ودولة وجيشاً! من هنا نقول إن اللبنانيين قالوا كلمتهم: لا لإيران! ولا لحزبها العميل. ولا لفرسنة بلادهم. ولا لاعتداءات إيران على الشعب اليمني، والسوري، والعراقي والبحريني! إنها صرخة وفاء للعروبة أولاً وأخيراً، والتي يعبر عنها العديد من الدول والأحزاب، لا سيما السعودية وبلدان الخليج، في تصديهم للزحف الفارسي على الأرض العربية! إنها صرخة تقول للسعودية: نحن جوهر العروبة، فلا تتركوا هذه الجوهرة في براثن البربرية الفارسية!

 

تعزيز مؤسسة القمة العربية

داود البصري/السياسة/28 شباط/16

في ظل عالم متصارع، وإرادات دولية متناقضة ومتصارعة، يخوض العالم العربي حربا طاحنة من أجل إثبات الوجود وتعزيز الإرادة. ثمة حقيقة ميدانية شاخصة في العالم العربي اليوم تقول أن النظام السياسي العربي العام يزحف على بطنه من الفشل! بسبب خيبات المرحلة الماضية، وحالة الإنقسام والتشرذم العربي غير المسبوقة ـ وصراع الأجندات الدولية المختلفة لشل الإرادة العربية وفرض وقائع وخرائط وعقليات ومفاهيم جديدة مشوهة!، وقد مثل إعتذار المملكة المغربية عن عدم عقد قمة مراكش العربية المقررة سلفا تأكيدا راسخا لتلك الحقيقة، وقد كانت مبررات التأجيل أوالألغاء هي تفاقم الخلافات العربية! بينما في تقديرنا المتواضع فأن ذلك التبرير هو الأدعى لأن تعقد القمة وتطرح جميع المشكلات والرؤى الخلافية على طاولة البحث للخروج بمقررات قد تمثل الحد الأدنى من التوافق، لكنها ستكون الطريق لتقرير خارطة طريق مستقبلية عربية قد تؤدي لمتغيرات إيجابية، أما إغلاق الباب دفعة واحدة وقطع الطريق على أي إحتمالات إيجابية فذلك ليس بالأمر الحصيف ولا المنطقي سياسيا وديبلوماسيا! تاريخ القمم العربية منذ أن قامت لم يكن يوحي بالتوافق، بل على العكس فإن القمم العربية جاءت أصلا لتقريب المواقف بعد خلافات حادة وبعضها كان دمويا، فقمة الخرطوم مثلا العام 1967 عقدت بعد أبشع هزيمة عسكرية وحضارية عاناها العالم العربي أمام إسرائيل تم خلالها إحتلال أراضي اربع دول عربية دفعة واحدة، بما فيها أكبرها، وقتذاك، مصر التي فقدت سيناء وسورية التي فقدت الجولان والأردن التي فقدت القدس والضفة الغربية إضافة لمناطق أخرى وجزر صغيرة في البحر الأحمر. وقمة القاهرة العام 1970 عقدت بعد حمامات الدم المسفوك في الأردن بين الجيش الأردني ومنظمة التحرير الفلسطينية في ماعرف بـ «أيلول الأسود» وكانت الخلافات العربية على أشدها في ذلك الوقت ونجحت القمة رغم إشتداد حدة الصراع في حقن الدماء وإرساء الطريق لواقع جديد رغم رحيل جمال عبد الناصر في آخر أيامها! أما قمة بغداد الأولى العام 1978 فعقدت بعد إنقسام عربي شديد بسبب زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات للقدس وإعلان مبادرته السلمية لحل النزاع مع إسرائيل، فأنقسم العالم العربي بشكل مرعب وعقدت القمة، وتم الخروج بنتائج ليست مثالية، لكنها كانت معبرة عن آفاق تلك المرحلة. أما قمتا فاس الأولى والثانية عامي 1981/1982 فعقدتا في ظل إنقسام عربي واسع حول الموقف من قضايا خطرة من أهمها الخلاف العراقي- السوري والموقف من الحرب العراقية- الإيرانية، ولن نخوض في التفاصيل المملة والتاريخية لتلك القمم، بل نود التأكيد على ضرورة حشد الدعم والتوافق العربي لمواجهة مخاطر ومخططات المرحلة المقبلة وهي مرحلة صعبة جدا قد تغير الخرائط وتعيد رسم صورة المشهد السياسي والجغرافي في الشرق بأسره، وإذا كانت ظروف المغرب الخاصة لا تسمح بعقد القمة فإن البديل الجاهز والموضوعي في تقديري الشخصي والمحض متوفر في دولة قطر التي عرفت بديبلوماسيتها الرائدة وبأسلوبها العملي في حل الأزمات، وبمصداقيتها الكبرى في البحث عن البدائل وتنفيس الأزمات والخروج بصيغة سياسية تلبي متطلبات المرحلة الحالية. الدوحة بديبلوماسيتها الشابة وروحها الوثابة والمعطاءة وبمنهجها العلمي الصحيح والصريح هي القادرة على إحتضان قمة العرب الطارئة والخروج بنتائج طيبة قد تعيد الأمل لإمكانية ترميم الواقع العربي المتداعي!، فالديبلوماسية المتقدمة والهجومية التي رسم معالمها الشيخ الوالد حمد بن خليفة آل ثاني ومضى في طريقها سموالشيخ تميم بروحه الشابة والوثابة المخلصة وخط يراعها الأول الشيخ حمد بن جاسم وسار على دربه الدكتور خالد العطية وأستقرت حاليا في معية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني هي القادرة على معالجة الجروح والفتوق والندب التي تشوه وجه العالم العربي فيما شعوبه تخوض غمار المواجهة في سورية والعراق ومصر واليمن ضد المشاريع الفاشية والمشبوهة التي تحاول تعطيل الدور العربي، في دولة قطر الأمل الحقيقي للمبادرة بإنقاذ مايمكن إنقاذه من السفينة العربية الموشكة على الغرق… فهل نتأمل في أن نرى الدوحة المكان الذي ستنطلق منه القمة العربية بروح جديدة وتحديات واعدة وإصرار على النجاح رغم وعورة الطريق؟ كل الإحتمالات ممكنة .. وقديما قيل : لا تطلب الحاجات إلا من أهلها! ودولة قطر هي الأهل والأمل لكل نجاح وتقدم ووحدة صف.

 

«التكليف الشعبي» ينصر «المعتدلين» في إيران

أسعد حيدر/المستقبل/28 شباط/16

راهن الرئيسان هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني على «التكليف الشعبي» للفوز بالانتخابات، ورغم أنّ النتائج النهائية لم تُعلن بعد لانتخابات مجلس الشورى والخبراء، فإنّ وقائع عديدة وحقائق كثيرة، فرزتها النتائج الأوّلية وتفاصيل اليوم الانتخابي الطويل الذي مدّد الاقتراع فيه ثلاث مرات لكي تقترع الصفوف الطويلة من الناخبين الإيرانيين الذين حافظوا على هدوئهم رغم الساعات الطويلة التي أمضوها ولم يخرجوا من مواقعهم حتى لا تضيع أصواتهم. هذا «التسونامي» من الناخبين، حقّق لنظام المرشد السيد علي خامنئي فوزاً معنوياً مهمّاً، وهو أنّ الشعب الإيراني ما زال مؤيّداً للنظام ويتعامل مع مؤسّساته بإيجابية بعيداً عن تجربة العام 2009 الانتخابية التي أنتجت «الانتفاضة الخضراء». في الوقت نفسه حقّق هذا «التسونامي»، ما أراده المعتدلون والإصلاحيون وهو رفع نسبة الأصوات التي سيحصلون عليها لتحقيق فوز يقوم بأقل الرهانات على انتصار «التكليف الشعبي»، على «التكليف الخامنئي الرسمي».

لا شك أنّ طهران شهدت «أمّ المعارك» للمجلسَين. بالنسبة لمجلس النواب فإنّ لائحة المعتدلين التي يرأسها الإصلاحي محمد عارف المرشح الرئاسي السابق، فازت بوضوح واستناداً إلى النتائج غير النهائية فإنّ 29 من المعتدلين فازوا بالمقاعد في حين حصل غلام حداد عادل المحافظ والذي تربطه علاقة مصاهرة بخامنئي، على المرتبة الخامسة. من الواضح حتى الآن أنّ المعتدلين وإن فازوا لن يهيمنوا على المجلس لكن على الأقل انتزعوا من المحافظين المتشدّدين «عصا التعطيل» لمشاريع روحاني الإصلاحية. ويبدو أنّ فوز علي لاريجاني الذي تحالف مع المعتدلين يضيف إلى المعتدلين قوّة تؤهّله للمنافسة المفتوحة على رئاسة المجلس مع غلام حداد عادل. ويبدو واضحاً أنّ الشباب لعبوا دوراً مركزياً وأساسياً في صناعة هذا التحوُّل الضخم والذي سيكون واسعاً ومؤثّراً على صعيد المستقبل. ولوحظ أنّ ثلاثة ملايين ناخب من الشباب اقترعوا للمرّة الأولى بعد أن بلغوا 18 سنة من عمرهم. ولا شك أنّ هموم الشباب الإيراني الذي يشكّل 60 في المئة من الشعب الإيراني تختلف كثيراً عن «الخطاب الثوري»، فهم يريدون كما الشعارات التي رُفعت في الحملة الانتخابية: «العمل بكرامة»، وأن يؤدّي إسقاط المقاطعة الاقتصادية الدولية وخصوصاً الأميركية إلى نهضة اقتصادية واضحة.

المعركة الثانية وهي المستقبلية تمحورت في مجلس الخبراء. ليس مهماً عدد الأعضاء الذي ستفوز بهم لائحة رفسنجاني وروحاني، الأهم أنّ 13 مرشحاً من أصل 16 من هذه اللائحة فازوا بالمراكز الأولى في حين أنّ الثلاثة المحسوبين على المرشد خامنئي جاؤوا متأخرين جداً وأنّ مصباح يزدي الخصم الأوّل لرفسنجاني قد سقط، وأنّ محمد يزدي الذي فرضه خامنئي رئيساً للمجلس بعد إبعاد رفسنجاني قد حلّ في المرتبة 15 من 16. يجب الآن انتظار النتائج النهائية أولاً، ومن ثم الدورة الثانية في نهاية نيسان المقبل، لأنّ إيران ستدخل في منتصف آذار وحتى الأسبوع الأول من نيسان في عطلة عيد النوروز. ولا شك أنّ هذه الأسابيع التي تفصل بين الدورتين الأولى والثانية ستكون كافية للطرفَين لقراءة النتائج وما أنتجته من تحوّلات. السياسة الخارجية كانت الغائب الكبير عن الحملات الانتخابية. لكن فوز المعتدلين بزعامة رفسنجاني وروحاني، ترجمته أنّ إيران التي وقّعت على الاتفاق النووي لن تكون كما كانت من قبل. سواء الرئيس روحاني أو الشيخ رفسنجاني فإنهما من أهل الحوار والانفتاح والعمل تحت مظلة الشرعية الدولية وشروطها وقواعدها. لذلك كله، سيقع التغيير الشامل في الجمهورية الإسلامية، لكنه لن يكون تغييراً انقلابياً يقلب إيران رأساً على عقب، إنّه التغيير المدروس والبطيء والمنتج.

واعتبر الرئيس الإيراني أن التصويت منح الحكومة المزيد من القوة والمصداقية. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) إليه القول «المنافسة انتهت. حان الوقت لفتح صفحة جديدة في التنمية الاقتصادية بإيران استناداً إلى القدرات المحلية والفرص الدولية«. وأضاف أن الحكومة ستتعاون مع أي شخص يُنتخب وذلك لبناء مستقبل إيران. وتابع روحاني قائلاً «أظهر المواطنون قوتهم مرة أخرى ومنحوا حكومتهم المنتخبة المزيد من المصداقية والقوة«. ويقول المحللون إنه حتى وإن لم يفز الإصلاحيون بأغلبية في البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون منذ عام 2004 فإنهم سيضمنون وجوداً أكبر مما حققوه في الانتخابات السابقة. وعادة ما يحقق المحافظون نتائج جيدة في المناطق الريفية بينما يميل الشبان من سكان المدن لاختيار المرشحين المعتدلين. وقالت صحيفة فاينانشال تريبيون الإيرانية إن هناك ثلاثة ملايين يدلون بأصواتهم للمرة الأولى بعد أن تخطت أعمارهم 18 عاماً. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 55 مليوناً. وقال حسين علي أميري المتحدث باسم وزارة الداخلية إن أكثر من 33 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم وإن فرز كل الأصوات سيستغرق على الأرجح ثلاثة أيام.

 

ديمقراطية» إيران المزعومة... المُكلفة للعرب

إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط/28 شباط/16

أن يتوجّه الإيرانيون إلى مراكز الاقتراع لممارسة ما هو مسموحٌ لهم به من «الديمقراطية» وفق تعريف «الولي الفقيه» فهذا شأنهم. أما أن تدفع المنطقة العربية ثمنًا سياسيًا وأمنيًا باهظًا لهذا النوع الاستثنائي من «الديمقراطية» فهذا أمر آخر. المجال لا يتسّع للخوض بعيدًا في تفاصيل ما تعتبره السلطة الحاكمة في طهران «ديمقراطية» أو «شورى»، ولكن يكفي القول: إن النظام السياسي الإيراني الحالي يقوم على قاعدة دينية – أمنية صلبة تحتكر حق انتقاء أولئك الذين يُسمح لهم بالترشّح للبرلمان و«مجلس الخبراء»، والذين تُلصَق بهم صفة الخيانة والتآمر. ومن ثَم، فـ«ديمقراطية» انتقائية كهذه، تجري أمام خلفية نصب المشانق للمعارضين السياسيين، لا يصدّقها ولا يثق فيها قطاع واسع من الإيرانيين... بمن فيها شخصيات كانت من رموز الثورة الخمينية، قبل أن ينتهي بها المطاف مُهمّشة أو مَنفية أو قيد الإقامة الجبرية. في أي حال – كما أسلفت – هذا شأن شعب إيران، وهو وحده له أن يقرّر ما إذا كان نظام الملالي المستقوي بسلاح «الحرس الثوري» ومؤسّساته الأمنية يعبّر عن طموحاته أم لا، غير أن مشكلة المنطقة ككل أن القيادة الأميركية الحالية أكثر ثقة بـ«ديمقراطية» النظام من الإيرانيين أنفسهم. وحقًا، دفع العالم العربي، وما زال يدفع، ثمنًا باهظًا من أمنه وتنميته ومستقبل أجيال لرهان باراك أوباما على «فوز» حسن روحاني برئاسة إيران.. عبر «ديمقراطية» سلطة «المرشد» علي خامنئي عام 2013. ووثوقه بفتاوى خامنئي في موضوع إحجام إيران عن تطوير السلاح النووي. وهنا أزعم أن من السذاجة المفرطة فصل موقف واشنطن السلبي إزاء سوريا عن العملية التفاوضية المصاحبة لإقرار الاتفاق النووي الإيراني، التي كانت قد أجريت في سلطنة عُمان خفية عن حلفاء واشنطن العرب. ومن ثَمّ، فصل تلك العملية التفاوضية عن حصر واشنطن أولوياتها الشرق أوسطية بقتال «داعش» و«القاعدة»، واستطرادًا، حتى.. «الإسلام السياسي السنّي» المعتدل.

ولئن كان بعيد الدلالة الموقف الأميركي غير الودّي من تركيا – الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي «ناتو» – في أول تجربة لها مع عدوانية روسيا «البوتينية» في المنطقة العربية، ثم في الملف الكردي، كان مدعاة للخجل أن يدّعي وزير الخارجية جون كيري أمام الكونغرس سحب إيران كل مقاتليها من سوريا قبل أن تردّ طهران مباشرةً بتكذيبه. وفي هذا طبعًا مؤشر غير مطمئن إلى مدى رهان واشنطن على صداقة طهران بذريعة أنها تسير الآن على طريق «الديمقراطية» وتلتزم الاعتدال والإصلاح والانفتاح. الماكينة الإعلامية «الرسمية» الإيرانية التي اخترقت الإعلام العربي منذ فترة غير قصيرة ركّزت جهدها خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية على إبراز «أهمية الانتخابات». وبعد إجرائها – على الرغم من تزويرها مسبقًا عبر عملية الانتقاء والإبعاد – شدّدت الماكينة نفسها على «كثافة التصويت» ما يعني ضخامة التفويض الشعبي الذي تنتظره واشنطن، وموسكو أيضًا، من أجل المضي قدمًا في تدعيم دور إيران الإقليمي على حساب الدول العربية. وفي هذه الأثناء، مع الأسف، لا يواجه العرب هذا الخطر الداهم، والمدعوم بتواطؤ دولي، بالوعي والتضامن الضروريين. أكثر من هذا، ثمة دول عربية لا تجد في الاختراق الإيراني الحالي خطرًا وجوديًا على الاستقرار الداخلي والتعايش المذهبي، مع أن نماذج العراق وسوريا واليمن ولبنان ماثلة أمام الجميع. هذه الدول الأربع التي تقول إيران نفسها إنها تهيمن عليها هي عمليًا في حالات متفاوتة بين الاحتلال الفعلي، كحال لبنان والعراق، والحرب الأهلية كحال سوريا واليمن. واللافت أن إيران لم تقدّم لهذه الدول إلا مسبّبات الفتنة والتفرقة وتدمير مقوّمات الدولة المركزية ومؤسساتها.. من إرسال السلاح والمال حصرًا إلى قوى مذهبية تابعة لها، إلى الاغتيال السياسي والتفجيرات الأمنية، مرورًا باصطناع دُمًى سياسية عميلة والتحريض الإعلامي الطائفي عبر المنابر وفي وسائل الإعلام المموّلة والمستأجرة والمدجّنة.

هذا ما حصل حتى الآن في عراق المالكي وسوريا الأسد ويمن الحوثي ولبنان حزب الله، غير أن المخطّط الإيراني مستمر... وليس في الأفق ما يشجع على الاعتقاد بأنه سيقف عند حده، طالما أن هناك في الغرب، وبالذات في واشنطن، من يصرّ على تصديق كذبتي «الديمقراطية» و«الاعتدال».

الاستثناء الوحيد المشجّع الذي حدث قبل أيام هو اعتقال الأمن الإيراني باقر نمازي، وهو ثمانيني ناشط ضمن «لوبي» إيران الإعلامي في واشنطن المعروف بـ«المجلس الوطني الإيراني الأميركي» NIAC. «المجلس» كان خلال السنوات القليلة الماضية صوتًا عاليًا في الترويج لكذبتي «الديمقراطية» و«الاعتدال» داخل دهاليز واشنطن، وربطت تقارير صحافية كثيرة بين بعض العاملين فيه ومحمد جواد ظريف، وزير الخارجية الحالي، الذي يقال إنه كان من أبرز المخططين لتأسيس «لوبي» فعال في قلب مركز اتخاذ القرار الأميركي. ما حصل مع نمازي، أن «الطبع يغلب التطبّع»، وأن نظامًا له طبيعة النظام الإيراني الفاشية غير مأمون الجانب حتى لمَن يدافعون عنه. بل، وربما يشي بأن التيار الأمني والعسكريتاري في طهران، ممثلاً بالحرس الثوري، بات يضيق ذرعًا حتى بمَن يخدمون قضيته بأسلوب يرون أنه أجدى نفعًا في مخاطبة عقول المجتمعات الغربية التي تفهم الحريات وتمارس الديمقراطية قولاً لا فعلاً.

منذ عام 1948 امتنعت القوى الغربية الكبرى عن الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بحجة أن إسرائيل هي «الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط». وها هي النتيجة... مجتمع إسرائيلي «يتعسكر» أكثر فأكثر ويهرب بقيادة المستوطنين التوراتيين من السلام ويصوّت للتطرف، مقابل إحباط فلسطيني ولد تطرّفًا مضادًا أسقط كل خيارات التعايش وفي مقدمها «الدولة الديمقراطية» أو «خيار الدولتين». واليوم يكرّر الغرب، على رأس المجتمع الدولي، الخطأ نفسه، فيتجاهل تطرّف ملالي طهران وحرسها الثوري بحجّة التفرغ كليًا لمحاربة «داعش»، ناسيًا أو متناسيًا الظروف التي ولّدت التفكير الداعشي، ومتغافلاً عن حقيقة أن التطرّف.. لا يولّد إلا تطرّفًا مضادًا.

أيتها «الديمقراطية» كم من الجرائم تُرتكَب باسمك؟!

 

منظمات حقوقية تبحث في جنيف «إيران عاصمة للإرهاب

إيران/نتائج مجلس خبراء القيادة من دون مفاجآت.. وتباين حول الأغلبية الفائزة بالانتخابات

وكالات تابعة للحرس الثوري تتحدث عن هزيمة روحاني لتغيير البرلمان

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/28 شباط/16

في وقت تأثرت وسائل إعلام أجنبية بالخطاب الحكومي الإيراني في تغطية الانتخابات الإيرانية التي جرت أول من أمس، أظهرت النتائج الأولية للانتخابات تضاربا واضحا بين نسبة المشاركة والأصوات التي أدلى بها الناخبون في صناديق الاقتراع والأرقام التي حصل عليها الفائزون بالانتخابات، كما شهدت النتائج المعلنة تباينا بين وسائل الإعلام المقربة من خامنئي والحرس الثوري مقابل وسائل الإعلام التابعة للحكومة برئاسة حسن روحاني.

ورفض المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، سيامك ره بيك الذي يشرف على عمل اللجنة المركزية للانتخابات في وزارة الداخلية إعلان النتائج النهائية قبل تأييد سلامة الانتخابات من قبل مجلس صيانة الدستور، وفي إشارة إلى تناقض النتائج المعلنة من قبل وسائل الإعلام من جانبها أكدت «الداخلية» في بيان لها أنها لا تعترف بالنتائج التي تداولتها وسائل الإعلام ودعت الإيرانيين إلى انتظار بياناتها الرسمية.

وبحسب النتائج الأولية التي أعلنتها وزارة الداخلية لمجلس خبراء القيادة، أمس مساء فإن الرئيس السابق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني احتل المرتبة الأولى في طهران واحتل روحاني المرتبة الثانية ولم تحمل النتائج مفاجأة إذ ضمت قائمة الفائزين الثلاثي المقرب من خامنئي، آية الله جنتي ومحمد يزدي اللذان يلعبان أدوارا كبيرة في مجلسي خبراء القيادة وصيانة الدستور، كما أظهرت نتائج الأخرى فوز إمام جمعة مشهد، علم الهدى ورئيس السلطة القضائية، صادق لاريجاني، ومحمود هاشمي شاهرودي من أبرز المرشحين لخلافة خامنئي.

وعلى صعيد الانتخابات البرلمانية أعلنت وزارة الداخلية النتائج الأولية لأكثر من ثمانين في المائة من الدوائر الانتخابية في إيران، وفيما اعتبر موقع «صراط نيوز» المقرب من المكتب السياسي للحرس الثوري تلقي تيار حسن روحاني أول هزيمة انتخابية بعد توليه منصب رئيس الجمهورية في 2013، اعتبرت وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة أن تيار روحاني حقق فوزا ساحقا على منافسيه. وأظهرت النتائج الأولية شملت 180 مقعدا من أصل 290 فوز غالبية أصولية مقابل تقدم نسبي لتيار روحاني، وإذا ما استمرت تلك النتائج سيلعب اصطفاف المستقلين دورا مهما في التعرف على هوية رئيس البرلمان المقبل الذين يشهد تنافسا بين الرئيس الحالي علي لاريجاني ومستشار خامنئي الثقافي، غلام علي حداد عادل وقالت وكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثوري إن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية أظهرت 62 في المائة من الفائزين من التيار الأصولي مقابل 24 في المائة من الإصلاحيين و14 في المائة من المستقلين.

بدوره، حقق علي لاريجاني فوزا بطعم الخسارة في عاصمة إيران الدينية قم إذ تراجعت أصوات لاريجاني بنسبة كبيرة مقارنة بأصواته في الانتخابات الماضية واحتل الرتبة الثانية، كما أظهرت نتائج الانتخابات فوز ممثل خامنئي في قيادة الحرس الثوري في قم مجتبى ذو النوري وفقا لموقع «نامه نيوز». وكانت مواقع توقعت هزيمة لاريجاني وخسارته في الانتخابات عقب تمريره الاتفاق النووي لكن بيان قاسم سليماني قبل أيام الذي اعتبر لاريجاني من الشخصيات المؤثرة في تطورات الشرق الأوسط بسبب دعمه لفيلق قدس أنعش آماله في التنافس.

إلى ذلك ذكرت تقارير إيرانية تجمع المئات الآذريين في «نقدة» شمال غربي إيران بعد اتهام لجنة الانتخابات بالتلاعب في نتائج الانتخابات واتهم الآذريون بتزوير نتائج الانتخابات لصالح المرشح الكردي في المنطقة، ووجه ناشطون اتهامات إلى السلطات بالعزف على وتر الخلافات العرقية في محاولة لتعزيز المشاركة في الانتخابات. في هذا الصدد، بینما قالت وکالات تسنيم وفارس المقربة من الحرس الثوري إن نسبة المشاركة في انتخابات مجلس خبراء القيادة، بلغت 70 في المائة، لكن وزير الداخلية عبد الرحمن فضلي كشف في مؤتمره الصحافي عن مشاركة 60 في المائة ممن يملكون مواصفات المشاركة في الانتخابات، وتأتي الإحصائيات المعلنة بعدما ذكرت وسائل إعلام إيرانية قبل ساعات من إغلاق التصويت أن النسبة لم تتجاوز 40 في المائة، وأظهرت إحصائيات في طهران مشاركة مليون و506 آلاف و883 صوتا من أصل 8 ملايين ونصف المليون ناخب في طهران.

وكان موقع «كلمة» المقرب من مير حسين موسوي قبل إعلان النتائج بساعات اتهم الأجهزة الحكومية بالصمت إزاء إعلان نتائج مجلس خبراء القيادة في طهران وأنه يثير الشكوك، وأضاف موقع «كلمة» أن نشر النتائج الغامضة والمتغيرة على مدار الساعة في وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري يظهر أنها تستعد لإقناع مخاطبيها على قبول الهزيمة في الانتخابات، وفي السياق نفسه، لفت موقع «كلمة» إلى أنه على الرغم من إعلان نتائج مجلس خبراء القيادة في دوائر انتخابية خارج طهران، فإن السلطات تعمدت التأخير في إعلان نتائج طهران في وقت أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات إعلان نتائج مجلس الخبراء قبل البرلمان.

هذا ولم تبتعد توجهات الإيرانيين في انتخابات أول من أمس من الدافع الأساسي في المشاركة التي شهدتها الاستحقاقات الانتخابية في السنوات الأخيرة، وكان اللافت في مشاركة الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع لإلحاق الهزيمة بمرشح التيار الأصولي من خلال التصويت لمنافسيه، وهو ما تكرر في الانتخابات البرلمانية بحسب المراقبين. في المقابل، اعتبر المساعد السياسي للحرس الثوري، الجنرال رسول سنايي راد، أن الانتخابات أظهرت «مدى مقبولية النظام» بينما ربطت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع بدعوة خامنئي لهم في المشاركة بالانتخابات. وعلى الرغم من الترحيب الحذر وابتعاد الصحف الإيرانية من التكهن حول نتائج الانتخابات، ركزت أغلب الصحف الصادرة أمس في صفحاتها الأولى على نشر صور كبار المسؤولين الإيرانيين لحظة التصويت في دائرتي حسينية «أرشاد» (معقل خامنئي) وحسينية جماران (معقل الخميني). وبعيدا عن الصراع الدائر على السلطة بين السياسيين الإيرانيين، أشارت صحيفة «اطلاعات» ثاني أهم صحيفة إيرانية إلى أهم الأزمات التي تشدد الخناق على البلاد في السنوات الأخيرة، وذكرت الصحيفة أن ملفات ساخنة تنتظر البرلمان الذي قد لا يحمل حلولا سحرية لمشكلات تحولت إلى كوابيس لقادة النظام.

وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن إيران تحتل الرتبة الثمانين بين الدول العالم من حيث «النمو» كما توقفت عند الفساد الواسع في المؤسسات الحكومية و«المسار المدمر» للفساد. وذكرت أن العاصمة الإيرانية تعتبر الأكثر «تلوثا» في العالم، كما أن ثلاثا من المدن الكبيرة في إيران تعد من بين الأكثر «تلوثا» في العالم وفق منظمة الصحة العالمية. وأشارت الصحيفة إلى معدلات البطالة والطلاق المرتفعة والتهديدات الاجتماعية مثل «الإدمان» و«الانحطاط» الأخلاقي، فضلا عن حوادث السير ومعدلات الإصابة بأمراض السرطان والإيدز وأمراض القلب. وفي إطار ذلك، توقفت الصحيفة عند عشرة ملايين إيراني يعانون من الأمية وتراجع المستوى العلمي في الجامعات وغياب الجامعات الإيرانية من قائمة أفضل 500 جامعة في العالم، ورواج الانقسام الطبقي بين شرائح المجتمع، ولفتت الصحيفة إلى التهرب الضريبي الواسع في الاقتصاد الإيراني الذي يتجاوز نسبة 40 في المائة والمستوى المعيشي لموظفي الحكومة والعمال الذين يرزحون أغلبهم تحت خط الفقر. واستبعدت الصحيفة أن يحقق البلد أي تقدم يذكر في السنوات العشر المقبلة ما لم يتغلب البرلمان على الفراغ القانوني، والتغلب على تنوع القوانين من دون فائدة تذكر، الأمر الذي يعتبره القانونيين من أبرز التحديات في إدارة البلاد. واعترفت الصحيفة بالاقتصاد الإيراني «المتزلزل» ورأت أن سبب ذلك «خلفية» تشجع على الفساد الاقتصادي في العقدين الأخيرين. وذكرت الفساد الواسع الذي تعاني منه الموانئ ومنافذ التصدير واستيراد وتهريب السلع. وامتد الغموض الذي أحاط بالنتائج والإحصائيات المعلنة إلى تضارب الأنباء في المواقع الإيرانية حول مشاركة زعيمي الحركة الخضراء، مهدي كروبي ومير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد الموقوفين منذ 2009، في إقامة جبرية. وفيما أفادت وزارة الداخلية أول من أمس مشاركة كروبي في الانتخابات، نفى نجله صحة ما أعلنته الداخلية قبل أن تؤكد وسائل إعلام نقلا عن زوجته لكن موقع «كلمة» المعارض نفى صحة التقارير التي أكدت مشاركته، مشاركة كروبي بعد ساعتين من انتهاء موعد التصويت، وبالمقابل كانت أسرة مير حسين موسوي ذكرت أن السلطات لم تسمح له بالمشاركة في الانتخابات ولكن وسائل إعلام حكومية ذكرت أنه أدلى بصوته في الدقيقة 90.

 

المرشد الأعلى أخيرا يعترف

إبراهيم الزبيدي/العرب/28 شباط/16

أليست أرواح الآلاف من الإيرانيين والسوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين والفلسطينيين التي أزهقها المرشد الأعلى في عشرات السنين، خسارة؟ من أول أيام الهَبَّة السورية ضد النظام، وبالتخصيص من ثاني أيام العنف الدكتاتوري الأحمق ضد أطفال درعا الذين كتبوا على أحد جدرانها (الشعب يريد إسقاط النظام)، والمرشدُ الأعلى، وجميعُ أبنائه (المجاهدين) من ضباطِ الحرس الثوري، وحسن نصرالله، وزعماء الحكم الديمقراطي الجديد في العراق، وقادة ميليشياتهم، والحوثيون، والمعارضون البحرانيون، بجميع فضائياتهم وإذاعاتهم وصحفهم، وما أكثرَها، كانوا يعلنون بلغة واحدة، وبصوت واحد لا يختلف من واحد إلى آخر، أنهم يواجهون مؤامرة (تكفيرية وهابية) في سوريا. ثم تطور خطابهم ليقول إنها هجمة تآمرية تتحد فيها القوى الاستكبارية والصهيونية والجماعات التكفيرية ضد محور المقاومة. ومن أوائل العام 2012 والمرشد الأعلى ووكيله حسن نصرالله، يزعمان، ويردد زعمهما مئات المذيعين والصحفيين الممولين من النظام الإيراني، بأن إرسال مقاتلي حزب الله كان فقط إلى الحدود اللبنانية السورية، لحماية القرى (المقاوِمة) من التكفيريين السوريين، وفقط إلى مقام السيدة زينب لحمايته من تخريبٍ (سني) محتمل.

ورغم أن التظاهرات الشعبية الصامدة في مئات المدن والقرى السورية كانت، على مدى ستة أشهر، (سلمية سلمية)، ولا تزيد هتافاتها عن طلب الحرية والعدالة والكرامة، فإن حسن نصرالله لم يقصر في الزج بمقاتليه، بكل أنواع سلاحهم الإيراني، في صفوف شبيحة الدكتاتور بشار الأسد، ورش دبَكاتهم الاستعراضية، وأناشيدهم البريئة، وصدورهم العارية بالرصاص الحي. وحين فقد المتظاهرون صبرهم، وقرروا تسليح بعض شبابهم بأسلحة صيد العصافير، لحماية منازلهم ومدارسهم وأسواقهم من شبيحة حسن نصرالله وبشار، أمر المرشد الأعلى المئات من ضباط الحرس الثوري، ومقاتلي ميليشيات نوري المالكي وهادي العامري والبطاط، وبإشراف مباشر من قاسم سليماني، بقصفهم بالراجمات والصواريخ، وتدمير مدارسهم ومستشفياتهم ومساجدهم، وحرق مزارعهم، دفاعا عن آل البيت، وحمايةً للمقاومة.

في كل تلك المسيرة كان المرشد الأعلى مستريحا ومنتعشا بأخبار انتصارات مجاهديه في سوريا، بوجه خاص، وفي العراق ولبنان والبحرين واليمن، بوجه عام. كان يعلّق، بين حين وحين، فيكرّر القول بأن ما يفعله في سوريا جهادٌ مقدس لحماية (الشقيقة) سوريا، ولردع المعتدين على (سيادتها)، وعلى رئيسها المجاهد، وللدفاع عن المقاومة، ولتحرير فلسطين، من النهر إلى البحر، ومحو إسرائيل من الوجود. ولكنه، أمس، وقد تم في طهران وفي مدن إيرانية أخرى، تشييعُ عشرات القادة الميدانيين الذين سقطوا في محور حلب، فاجأ العالم بتصريحات تكاد تكون الأولى من نوعها في عشرات السنين.

ووفقا لوكالة “فارس” فقد نقل هذه التصريحات الأمين العام لمجلس صيانة الدستور، أحمد جنّتي، خلال حفل تأبين القتلى، حيث قال “كنت أتصور أن لا نعلن عن هذه التصريحات التي أطلقها المرشد، بشكل علني. لكنه (المرشد) أكد بنفسه، فيما بعد، أننا لو لم نقاتل في سوريا، لاضطررنا لقتال العدو داخل بلدنا، كمحافظة كرمنشاه، والمحافظات الحدودية الأخرى”.

ومربط الفرس في خطاب المرشد الأعلى الأخير هو اعترافُه العفوي الخطير بخوفه المرضي (الوهمي) من العرب، وكشفُه الدافعَ الأولَ والحقيقي في حروبه الاستباقية تلك. فقد أعلن صراحة أنه يقاتل شعوب سوريا واليمن ولبنان والعراق والبحرين وغيرها لئلا يقاتلها في إيران ذاتها.

أما حين يصف ثوار الشعب السوري وعرب الدول الأخرى الذين يبادئهم بالغزو، ويعبث بأمنهم، ويهدد وجودهم، دون مبرر، ودون مبادأته من أحد منهم بعدوان، بأنهم كفار، فهو إنما يكشف عن رجعية وتخلف وتعصب ونزعة عدوانية متأصلة، وبلا حدود. فهو يعتبر نفسه وأنصارَه المؤمنين الوحيدين، والقيّمين على الدين، أما الذين لا يدخلون في طاعته، ولا يرضون بعدوانه، فتكفيريون، وهو وحده الموكل من الله ورسوله وآل بيته بعقابهم وذبحهم وحرق منازلهم وتهجيرهم بالملايين.

وفي واقع الحال فإن اعتراف المرشد الأعلى بأن حروبه ضد الشعوب العربية هي حروب قومية فارسية حتى العظم، يبرهن على أن كل ما كان يقوله، ويردده من بعده حسن نصرالله، وقاسم سليماني ونوري المالكي وهادي العامري وباقي شلة الردح الطائفي المراوغ والمخادع، من عام 1980 وإلى اليوم، كان كذبا كبيرا على الله، وعلى نفسه، وعلى شعبه، وعلى العالم. لأنه كان يزعم بأن حروبه دفاعٌ عن آل البيت، وعن المقاومة، وهو، باعترافه، أخيرا، إنما يقاتل في خدمة أهدافه وطموحاته التوسعية العنصرية، وأحلامه باستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، وهذا خلاف الزمن والعصر والمنطق السليم.

لقد كان المنتظر منه، بحكم واجبه (الديني)، ومسؤوليته (الدنيوية) السياسية السلطوية عن أرواح الإيرانيين، وعن أرواح أبناء طائفته من العراقيين واللبنانيين، أن يتوقع الهزيمة من بداية المأزق السوري، فيحقن دماء الشيعة قبل السنّة، والمسلمين قبل غيرهم من السوريين أتباع الأديان الأخرى، لأن التاريخ أثبت، بالصورة والصوت، أن جميع حملات القتل والحرق والتدمير والتجويع والتهجير لم تكسر إرادة شعب يريد حريته واستقلاله، مهما غلا الثمن، ومهما طال الزمن.

ونسأل، أليست أرواح الآلاف من الإيرانيين والسوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين والفلسطينيين التي أزهقها المرشد الأعلى في عشرات السنين، خسارة؟ وأليس إهدار الملايين والمليارات من أموال الشعب الإيراني على إنشاء الميليشيات والعصابات، وعلى تسليحها وتدريب مرتزَقتها على تخريب المدن الآمنة، وعلى تهجير الملايين من سكانها، خسارة؟ وهل سيغفر الإيرانيون، له أخطاءه السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية، بحقهم هُم، قبل ضحاياه من عرب الدول المعتدى عليها، دون مبرر؟

خصوصا حين يعترف لمواطنيه الإيرانيين والعالم، وبعظمة لسانه، بأن معركته الخاسرة والباهظة والعبثية في سوريا لم تكن من أجل الطائفة، كما ادّعى، ولا للدفاع عن آل البيت، ولا عن مقام السيدة. كما أنها لم تكن، بأيّ حال من الأحوال، من أجل حماية المقاومة ومحو إسرائيل من الوجود، بدليل سكوته المخزي، وقبوله المعيب بمُحالفة الغزو الروسي الأرعن لسوريا، ومعاضدته لطائراته ودباباته وصواريخه وهي تهدم المدن والقرى (المسلمة) على رؤوس أهلها، برغم الاعتراف الرسمي الروسي المتكرر بالتنسيق مع نتنياهو وأميركا وقاتل الأطفال والنساء بشار الأسد.

ترى هل كانت تصريحات المرشد الأعلى الأخيرة زلّة لسان، أم كانت هلوسة سببُها مرارةُ كأسٍ آخر من السمّ يتجرعه، اليوم، في سوريا والعراق واليمن، بعد كأس السمّ الأول الذي تجرعه، قبله، سلفُه الخميني في العراق، قبل عقود؟

 

وقف النار.. غطاء لحرب على السوريين

خيرالله خيرالله/العرب/28 شباط/16

الشيء الوحيد والأكيد حتى الآن أن ثمة رغبة أميركية وروسية وإيرانية في ايجاد حواضن لـ'داعش' في كل المناطق السورية وفي كل منطقة فيها أكثرية سنية في العراق. ليس الاتفاق الروسي ـ الأميركي في شأن “وقف الأعمال العدائية” في سوريا سوى غطاء لمتابعة الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري منذ قرّر قبل خمس سنوات استعادة بعض من كرامته. عندما يسمح الاتفاق بالاستمرار في شنّ الهجمات على “داعش” و”النصرة”، متجاهلا النظام الذي يذبح شعبه والميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية والأفغانية والخبراء الإيرانيين، معنى ذلك بكلّ بساطة أنّ الإدارة الأميركية قرّرت السماح لروسيا وإيران والميليشيات التابعة للنظام بمتابعة هجماتها على السوريين. فمن يعرف ولو قليل القليل عن الوضع السوري، يعرف أوّلا أنّ روسيا وإيران وقوّات النظام لم تهاجم “داعش” يوما. على العكس من ذلك، هناك تواطؤ دائم بين “داعش” من جهة وكلّ من روسيا والنظام وإيران وما لديهما من ميليشيات مذهبية من جهة أخرى.

مفهوم الموقف الروسي. هناك رغبة في المساومة على رأس بشّار الأسد، في نهاية المطاف، من أجل قبض ثمن معروف مرتبط أساسا بمنع مرور الغاز الخليجي في الأراضي السورية وتحقيق مآرب أخرى. مفهوم أيضا الموقف الإيراني الذي يعتبر سوريا في غاية الأهمّية بالنسبة إلى المشروع التوسّعي الذي ينادي به كبار المسؤولين في إيران، وعلى رأسهم “المرشد” علي خامنئي.

فشل يغطي على الإنجازات

بالنسبة إلى إيران، لا خيار آخر سوى الدفاع عن النظام العلوي القائم في سوريا، كونه ضمانه لأن تكون سوريا جسرا إلى لبنان وإلى “حزب الله” بالتحديد. إلى إشعار آخر، يشكّل “حزب الله” الذي وضع يده على مفاصل الدولة اللبنانية الاستثمار الأهمّ لإيران منذ العام 1982، تاريخ تأسيس الحزب الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، عناصره لبنانية. تحوّل هذا الحزب إلى أفضل أداة إيرانية توظّف في خدمة مشروع يستهدف مناطق عربية عدّة من لبنان والعراق، إلى اليمن، مرورا بالبحرين، على سبيل المثال وليس الحصر. ما ليس مفهوما هو تلك السذاجة الأميركية التي قد لا تكون سذاجة بمقدار ما أنّها سياسة واضحة تقوم على ترك المنطقة لروسيا وإيران، غير مدركة أنّه لا يمكن شطب العرب بتلك السهولة من المعادلة الإقليمية، إضافة إلى أنّه لا يمكن البحث في مستقبل سوريا من دون مقعد تركي إلى طاولة المفاوضات. لا يمكن تجاهل العرب بأيّ شكل عند البحث في المستقبل السوري، كما لا يمكن تجاوز تركيا والاكتفاء بإلهائها بالورقة الكردية عن طريق تجييش قسم من الأكراد ضدّها. ما الذي تريده الإدارة الأميركية؟ لا وجود لجواب واضح إلى اليوم باستثناء أن باراك أوباما يبدو مصرّا على تفتيت سوريا. فالاتفاق الأميركي ـ الروسي الذي أعلن عنه أخيرا ليس سوى وسيلة لضمان استمرار الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري إلى ما لا نهاية. لو لم يكن الأمر كذلك، لما ميّزت واشنطن بين إرهابيّ وإرهابيّ آخر ولما اختزلت أصلا كلّ ملفات الشرق الأوسط وأزماته بالملفّ النووي الإيراني، ولما تغاضت عن التدخل العسكري الروسي الذي لا هدف له سوى ابقاء نظام انتهى منذ سنوات عدة في الواجهة تمهيدا لليوم الذي يستخدم فيه بشّار الأسد ورقة في لعبة باتت تتجاوز حدود سوريا. من الآن إلى حين انتهاء ولاية باراك أوباما، بعد نحو عشرة أشهر، لا يمكن توقّع شيء من الجانب الأميركي باستثناء التظاهر بأنّ هناك تحرّكا من أجل احتواء الأزمة السورية بدل وضع حدّ لها.

مثل هذا التحرّك يصبّ في اتجاه واحد يتمثّل في الانتهاء من سوريا التي عرفناها عبر تحويلها مناطق نفوذ لثلاثة أطراف على الأقلّ هي روسيا وإيران وتركيا، وذلك بالتفاهم مع إسرائيل طبعا.

ليس بعيدا اليوم الذي ستجد فيه تركيا نفسها مضطرة إلى التدخّل المباشر، أو غير المباشر، لضمان منطقة نفوذ لها في الشمال السوري. لا تستطيع تركيا ترك الأكراد يتحرّكون في تلك المنطقة مستفيدين من التدخل العسكري الروسي. مثل هذا التحرّك الكردي يشكّل تهديدا مباشرا للأمن التركي. سيكون مستقبل رجب طيّب أردوغان وحزبه مطروحا في حال بقي الوضع على ما هو عليه في الشمال السوري. منذ تناسى باراك أوباما في آب ـ أغسطس من العام 2013 أن هناك خطّا أحمر رسمه للنظام السوري وتغاضى عن لجوء النظام إلى السلاح الكيميائي، حصلت نقطة تحوّل. قبل أوباما في الواقع تسليم سوريا إلى روسيا وإيران. استمع إلى ما قال له فلاديمير بوتين وقبل الاكتفاء بأن يتخلى النظام عن الكمية الباقية من مخزونه الكيميائي. كان لا بدّ من التذكير بهذه المرحلة للتأكّد من أن ما يجري حاليا هو في سياق سياسة أميركية تقوم على الاستسلام لروسيا وإيران. من نتائج هذه السياسة النظر بعين واحدة إلى ما يتعرّض له الشعب السوري. مثل هذه السياسة التي تقوم في جانب منها على التنسيق العسكري الروسي ـ الإسرائيلي تتجاهل كلّيا الدواعش الشيعية وتركّز فقط على “داعش” السنّي وتوابع هذا التنظيم. الشيء الوحيد الأكيد حتّى الآن أن ثمّة رغبة أميركية وروسية وإيرانية في إيجاد حواضن لـ”داعش” في كلّ المناطق السورية وفي كلّ منطقة فيها أكثرية سنّية في العراق. هل هذا ما تريده أميركا في الشرق الأوسط؟ هل هذا ما يسعى إليه باراك أوباما الذي ليس معروفا، إلى اليوم، لماذا قرّر رؤية كلّ الألوان باستثناء اللون الأحمر الذي كان لون الخط الذي رسمه للنظام السوري؟ من حسن الحظ أن هناك في الجانب العربي من يعرف تماما أن ليس في الإمكان الاتكال على الولايات المتحدة أو الرهان عليها في أيّ شأن هذه الأيّام وأن لا ضير من إبقاء خط التواصل مع موسكو مفتوحا. الدليل على ذلك الاتصال الأخير بين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبوتين الساعي هذه الأيام إلى تفادي مواجهة مع المملكة. فالكلام الروسي عن أن موازنة البلد ووضعه الاقتصادي لن يتأثرا بهبوط أسعار النفط والغاز كلام لا يمكن لأيّ عاقل أن يصدّقه.

لم يعد بعيدا اليوم الذي تقتنع فيه روسيا أن ليس أمامها سوى الدخول في مساومة مع الجانب العربي، أقلّه إذا كانت مهتمّة برفع أسعار النفط والغاز. ستكتشف روسيا أن الإرهاب ليس “داعش” وحده. هناك دواعش أخرى في سوريا وغير سوريا. الإرهاب ليس حكرا على أهل السنّة في المنطقة. هناك إرهاب مرتبط ببعض المجموعات الكردية، على حد تعبير أردوغان. وهناك ميليشيات شيعية تمارس كل أنواع الإرهاب في سوريا والعراق وفي أماكن أخرى. متى يعالج الاتفاق الأميركي ـ الروسي هذا الواقع، ويتوقف عن النظر إلى سوريا من زاوية واحدة، سيكون في الإمكان عندئذ القول إنّ وقف النار قابل للحياة. سيكون في الإمكان القول أيضا إن هناك رغبة واضحة في معالجة الأزمة السورية من كل الجوانب بدل الاكتفاء باستيعابها والتغاضي عن الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري.

 

مبادرات سعوديّة من المغرب الى لبنان

 محمد الأشهب/الحياة/28 شباط/16

برجاحة ترتقي إلى درجة النباهة، اختارت المملكة السعودية أن يرافقها بلدان مغاربيان في مساعي حل الأزمة اللبنانية، هما المغرب والجزائر. وعندما تشكلت لجنة الحكماء الثلاثية المنبثقة من قمة عربية طارئة استضافها المغرب، تنبّه كثر إلى أن البعد الجغرافي الذي يفصل بين لبنان ومنطقة الشمال الأفريقي تقلّصت مسافته، لأن الرياض تعمدت الإيحاء بأن أزمة لبنان وقتذاك قضية عربية تذوب فيها جغرافية الحدود والولاءات والانتسابات. بعد من دخول أهل المغرب على خط أزمات المشرق، أن فضائل السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ألغت الشعور بالتناسي أو الإهمال. فقد سبقت تشكيل اللجنة الثلاثية، مبادرة من ثلاثة أضلاع أقدم عليها ملك المغرب الحسن الثاني، والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد. وروى من عاشر المرحلة، أن العاهل السعودي كان يتنقل بين ثلاث خيام نصبت على الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر، عند ملتقى قرية العقيد لطفي. وفي كل مرة ينزع الأشواك والتعقيدات إلى أن تصافح القادة الثلاثة تحت مظلة خيمة سعودية زيّنتها أعلام الدول. في بعض التفاصيل، أنه كلما تراكمت مشاعر الإحباط، وكلما وصلت مساعي لجنة الحكماء إلى الباب المغلق، كان السعوديون يلحون على شريكيهما المغرب والجزائر بالتسلّح بالصبر والثقة والإقدام. فالحل العربي للأزمة اللبنانية كان وحده المفتاح السري القابل لفتح آفاق جديدة. ونقل عن الحسن الثاني قوله، إنه لم ير دولة أكثر حماسة ونصرة لقضية لبنان، من أجل استعادة عافيته ومصالحة أبنائه، كما هي مواقف المملكة السعودية. وأفصح أن مساعيها النبيلة عاودت الاعتبار للعالم العربي الذي يستطيع أن ينهض من كبوته، ولا يخسر غير الأنانيات والحساسيات الضيّقة من معطفه.

من أقرب الجوار إلى أبعده، التزمت الرياض مواقف مبدئية صريحة وحازمة. وإذ تلتفت إلى المشاكل وأنواع التحديات، تصفها دائماً في سياقها ونسقها الذي لا يتجزأ. وكما اعتاد اللبنانيون على صدور مزيد من مبادرات الإنقاذ والتضامن والأخوة من الشقيقة الكبرى السعودية، كذلك سعد المغاربيون في ذروة الأزمات والانكسارات بما يثلج الصدور. لا تخفت خطوة على طريق رأب الصدع وتنقية الأجواء إلا لتظهر أخرى ساطعة في سماء المودة والإخاء. وحين أوصدت الأبواب أمام الأفق المغاربي الذي كان يعول عليه الأشقاء في المشرق ذرعاً وسنداً لتقوية التضامن، أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، مبادرة ضم المغرب إلى شراكة متميزة، ليس يهم أنها أقل من الانضمام الكامل، بل الأهم أنها أكبر من أي شراكة، تربط دول الشمال الأفريقي بالاتحاد الأوروبي، أو حتى الولايات المتحدة الأميركية في نطاق ما عُرف بالتحالفات الاستراتيجية.

لم يحدث على امتداد شراكات بلدان الخليج مع جوارها الأقرب والأبعد، أن استخدمت هذه الأفاق في غير السياسات الإيجابية التي تنشر لواء التضامن والتآزر ونصرة القضايا العادلة. واهتمت السعودية في غضون ذلك، بأن جعلت من اليد الممدودة سياسة قائمة الذات. غير أن للصبر كما المرونة سقفاً لا يجب تجاوزه. وعندما أقرّت الرياض خيار «عاصفة الحزم» للدفاع عن الشرعية في اليمن، كان ذلك إيذاناً بأن إضفاء منطق الحزم سيشمل مواقف وملفات لم تعد تحتمل الغبار تحت السجاد. لشرعية مفهوم وسياسة ومبادئ لا تنفصل أو تتجزأ عن بعضها البعض، فهي اليمن كما لبنان أو سورية أو أي منطقة أخرى، تلتقي عند حتمية الانتماء الذي لا يمكن تجييره أو الالتفاف عليه. كان اتفاق الطائف لحل الأزمة اللبنانية تكريساً لشرعية لبنانية وجدت امتدادها في الأفق العربي، وأي انقلاب عليه يعتبر تجاوزاً لشرعية القرار والاختيار. ولم يكن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن يلوح وينفذ مفهوم الحزم، إلا لأنه مطلوب في لحظات الاختبار الحاسمة. ولا أفضل من شرعية محلية تدعمها أوفاق الشرعية العربية والدولية.