المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 شباط/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.february29.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يزجر الروح النجس ويخرجه من الصبي ويشفيه

مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر/أعداد وجمع/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي :  لا نأمن عدم وقوع أسلحة الهبة بيد حزب الله و لبنان غير قادر على ضبط وزير خارجيته

باسيل: مستعد للاعتذار من السعودية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/2/2016

ضاحية أبية إلا عالزبالة!

الخليفة البغدادي مقدس أيضاً في نظر أتباعه

نسرين مرعب/جنوبية

لعب بالشارع والأمن.."حزب الله" يهدد السعودية والحريري!

هذا ما حصل بالأمس... وهكذا حسم الجيش الوضع

خالد الفراج.. قلَّد السيد نصرالله فأشعل بيروت

 مناصرو حزب الله يقطعون طريق تعلبايا شتورا

علاء بوسنة".. خطط لكمين "العتيبة" وقتل في ذكرى وقوعه

إسرائيل تعترف باغتيال القنطار وتهدد نصر الله

النائب السابق حراً بعد تسببه بقتل مواطن

لن نقدس لكم زعيمكم

جنبلاط لنصرالله: إمنع وقوعنا في الفوضى

"حزب الله" يستعدّ لكلّ الخيارات

تحقيق جديد يثبت تورط «حزب الله» بمؤامرة قلب نظام الحكم في البحرين

الراعي عاد إلى بيروت بعد مشاركته في اجتماعات للجان البابوية

نتانياهو: لن نسمح بتزويد “حزب الله” بأسلحة متطورة من سورية

«المستقبل» يتجه لوقف حواره مع «حزب الله» وسط تصاعد المخاوف من «7 أيار» جديد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

طلاب الكتائب للجسر في مسيرة احتجاجية على أزمة النفايات: إما أنت مقصر وإما متواطئ وفي الحالين مسؤول وإلا فل عالبيت

انتخابات "التيّار": من ارتكب الجريمة ومن سكت؟

الراعي من روما: بتعطيل الرئاسة تكمن خطيئة الانانية والكبرياء والمصالح الخاصة

كيروز في ذكرى معركة قنات: لا يحق لحزب الله أن يؤذي لبنان لخدمة أهداف خارجية

نبيل قاووق: السعودية متهمة بتهديد الوحدة الوطنية وفريق 14 آذار أكثر المتضررين من سياستها

يزبك: لبنان لن يعتذر لاحد

النائب نضال طعمة: يصرون على ربطنا بمحور يقتل الناس دفاعا عن الديكتاتوريات

الجراح حمل باسيل مسؤولية تدهور العلاقات مع السعودية: من غير المجدي استمرار الحوار بين حزب الله والمستقبل

حركة التجدد: نتائج كارثية قد تنتج عن الأزمة مع السعودية

الحاج حسن: لسنا إمارة سعودية بل جمهورية لبنانية مستقلة ذات سيادة وعضو في الجامعة العربية وحريصون على استقرار البلد

سوكلين: نرفض اتهامات النائب سامي الجميل وحزب الكتائب ونعتمد مبدأ الشفافية وليس لدينا اي ارتباط مع السلطة السياسية

رعد: لا نخاف صراخا ولا يتوعدنا أحد بالقوة وعاصفة حزمهم حولناها إلى فتات ورماد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يدعو الاوروبيين الى توزيع منصف لاعباء المهاجرين

الرئاسة الفلسطينية: إرسال طهران أموالاً لعائلات شهداء تدخل مرفوض

برلماني مصري يرشق عكاشة بالحذاء لاستقباله السفير الإسرائيلي في منزله

إيران.. جميع مقاعد طهران في "الشورى" لروحاني وحلفائه

الجبير: روسيا والنظام ينتهكان الهدنة في سوريا

الملك سلمان يبحث العلاقات الثنائية مع ولي عهد الدنمارك

العراق..70 قتيلا وأكثر من 100 جريح بتفجيرين وداعش يتبنى

طائرات روسية تدك بلدة للمعارضة شمال حمص

من هي الداعشية السعودية التي التقاها خليفة داعش؟

العربي يعلن عدم رغبته في تجديد ولايته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي للشرق الأوسط: حزب الله وإيران مرتزقة لدى روسيا/سلاح حزب الله صار وبالاً على كل لبناني/نحذّر من حرب وأيام مرة وندعو إيران إلى إعادة النظر مع دول المنطقة

معاقبة لبنان أم «حزب الله»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لبنان والسعودية: أين الخطأ/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

السبت» الذي على بيروت أن تقدمه/سليمان جودة/الشرق الأوسط

لبنان و«غزو البلهاء»/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

مخاوف طارئة لدى الديبلوماسيين من الانزلاق عون وفرنجية أمام حسابات ما بعد العاصفة/روزانا بومنصف/النهار

لبنان يعيش مع سلاح "حزب الله" الزمن الذي عاشه مع السلاح الفلسطيني/اميل خوري/النهار

مفردات الشؤم/نبيل بومنصف/النهار

مداولات دولية حول تطورات الملف اللبناني مساعدات اللاجئين المسدّدة أقل من المقررة/خليل فليحان/النهار

إرهاب وشيطان وتفاصيل/علي بردى/النهار

الاستقرار الأمني والمالي خط أحمر ثابت استمرار الحكومة انعكاس للمظلة الدولية/سابين عويس/النهار

إلى الدكتور فارس سعيد/خيرالله غانم/النهار

سيدة الجبل»: استنهاض الدور المسيحي الريادي واستعادة تنويرية لمحطات تاريخية مشرقة/ربى كبارة/المستقبل

مكروهية «حزب الله»: واقعة لبنانية وسورية وعربية وإيرانية/وسام سعادة/المستقبل

الخليج وحماية لبنان/راشد صالح العريمي/الحياة

أهوال وقف النار/غسان شربل/الحياة

تقارب سني سني لمواجهة حزب الله.. أين ذهبت العروبة/شادي علاء الدين/العرب

خلوة سيدة الجبل الثانية عشرة وكلمات شددت على ضرورة مواجهة الارهاب واستعادة دور المسيحيين الحقيقي

8 آذار" و"حزب الله".. زمن التخلي/محمد شبارو/المدن/إيلي القصيفي/المدن

التصعيد الخليجي مقدمة للانسحاب او الانخراط بالمواجهة من ساحة لبنان/رلى موفق/القدس

هدنة لسوريا..ولبنان/ساطع نور الدين/المدن

تسوية بوتين «الصعبة» تحاصر الأسد وخصومه/جورج سمعان/الحياة

ربع قرن على تحرير الكويت وضياع العراق/خيرالله خيرالله/العرب

جنبلاط: وقف المساعدات العربية للبنان حصار اقتصادي لن يفيد إلا إذا كان هناك سياسة ترسم للاطاحة بالاستقرار وبالكيان اللبناني/محطة "أورينت نيوز/

سذاجة أميركية.. أو سياسة واضحة في سوريا/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يزجر الروح النجس ويخرجه من الصبي ويشفيه

"إنجيل القدّيس لوقا09/من37حتى45/:"فيمَا يَسُؤعُ وتَلاميذُهُ نَازِلُونَ مِنَ الجَبَل، لاقَاهُ جَمْعٌ كَثِير. وإِذا رَجُلٌ مِنَ الجَمْعِ صَرَخَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، أَرْجُوك، أُنْظُرْ إِلَى ٱبْنِي، لأَنَّهُ وَحيدٌ لي! وهَا إِنَّ رُوحًا يُمْسِكُ بِهِ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً، وَيَهُزُّهُ بِعُنْفٍ فَيُزْبِد، وَبِجَهْدٍ يُفارِقُهُ وهُوَ يُرضِّضُهُ. وقَدْ رَجَوْتُ تَلامِيذَكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا!». فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «أَيُّهَا الجِيلُ المُلْتَوِي غَيرُ المُؤْمِن، إِلى مَتَى أَكُونُ مَعَكُم وَأَحْتَمِلُكُم؟ قَدِّمِ ٱبْنَكَ إِلى هُنَا». ومَا إِنِ ٱقْتَرَبَ الصَّبِيُّ حَتَّى صَرَعَهُ الشَّيْطَان، وَهَزَّهُ بِعُنْف. فَزَجَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِس، وأَبْرَأَ الصَّبِيّ، وَسَلَّمَهُ إِلى أَبِيه. فَبُهِتَ الجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ الله. وفِيمَا كَانُوا جَمِيعًا مُتَعَجِّبِينَ مِنَ كُلِّ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ يَسُوع، قالَ لِتَلامِيذِهِ: وَأَنْتُمُ ٱجْعَلُوا هذَا الكَلامَ في مَسَامِعِكُم: فَٱبْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي النَّاس. أَمَّا هُم فَمَا كَانُوا يَفْهَمُونَ هذَا الكَلام، وَقَد أُخْفِيَ عَلَيْهِم لِكَي لا يُدْرِكُوا مَعْنَاه، وَكَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ.".

 

مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد

"رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من09حتى15/:"يا إخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ خِدمَةِ الإِعَانَاتِ لِلقِدِّيسِين، فقَد رَأَيْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أَطْلُبَ مِنَ الإِخْوَةِ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَيْكُم، فَيُرَتِّبُوا تَقْدِمَاتِ بَرَكَتِكُمُ الَّتي وَعَدْتُم بِهَا، لِتَكُونَ مُهَيَّأَةً لا كَتَقْدِمَةِ بُخْلٍ بَلْ كَبَرَكَة! وٱعْلَمُوا هذَا أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ في الشِّحّ، في الشِّحِّ أَيْضًا يَحْصُد، ومَنْ يَزْرَعُ في البَرَكَات، في البَرَكَاتِ أَيضًا يَحْصُد. فَلْيُعْطِ كُلُّ واحِد، كَما نَوَى في قَلْبِهِ، بِلا أَسَفٍ ولا إِكْرَاه، لأَنَّ ٱللهَ يُحِبُّ المُعْطِيَ الفَرْحَان. وٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَغْمُرَكُم بِكُلِّ نِعْمَة، حَتَّى يَكُونَ لَكُم في كُلِّ شَيءٍ وفي كُلِّ حِينٍ كُلُّ مَا يَكْفِيكُم، فَتَفِيضُوا بِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «وزَّعَ وأَعْطَى المَسَاكِين، فَبِرُّهُ دَائِمٌ إِلى الأَبَد». والَّذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرْعًا، وخُبْزًا يَقُوتُهُ، هُوَ يَرزُقُكُم ويُكَثِّرُ زَرْعَكُم، ويَزِيدُ ثِمَارَ بِرِّكُم! فَتَغْتَنُونَ في كُلِّ شَيء، لِيَكُونَ سَخَاؤُكُم كَامِلاً ويُثْمِرَ عَلى يَدِنَا فِعْلَ شُكْرٍلله؛ لأَنَّ قِيَامَكُم بِهذِهِ الخِدْمَةِ المُقَدَّسَةِ لا يَسُدُّ عَوَزَ القِدِّيسِينَ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا يُفيضُ فيهِم أَفْعَالَ شُّكْرٍ لله. فإِنَّهُم سَيُقَدِّرُونَ خِدْمَتَكُم هذِهِ، فَيُمَجِّدُونَ ٱللهَ عَلى طَاعَتِكُم و ٱعْتِرَافِكُم بإِنْجِيلِ المَسِيح، وعَلى سَخَائِكُم في مُشَارَكَتِكُم لَهُم وَلِلْجَميع. وهُم يَتَشَوَّقُونَ إِلَيْكُم رَافِعِينَ الدُّعَاءَ مِنْ أَجْلِكُم، بِسَبَبِ نِعْمَةِ ٱللهِ الفائِقَةِ الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْكُم. فَٱلشُّكْرُ للهِ عَلى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لا وَصْفَ لَهَا!".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

أعداد وجمع/الياس بجاني

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي :  لا نأمن عدم وقوع أسلحة الهبة بيد حزب الله و لبنان غير قادر على ضبط وزير خارجيته

المستقبل/29 شباط/16/أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي انه «لطالما وقفت السعودية الى جانب اللبنانيين، ورعت إنهاء حربهم الاهلية في اتفاق الطائف وساندتهم، لكن يبدو ان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل يتصرّف بغض النظر عن إرادة اللبنانيين أو حكومتهم«، مشيراً إلى أن المملكة «لا تأمن أن الاموال التي كانت خصصتها لتسليح الجيش اللبناني ستصل الى الأيدي المطلوب ان تصل اليها، من دون ان يتسلمها حزب الله الذي نعتبره منظمة إرهابية«. واتهم الطريفي خلال مشاركته في ندوة في «مركز أبحاث كارنيغي» في واشنطن «الحرس الثوري الايراني« بتدبير أحد التفجيرات الذي طال مسجداً للشيعة في المملكة العربية السعودية، مضيفاً أن المملكة «لم تشنّ حرباً في اليمن لأن الحوثيين نفذوا انقلاباً، بل لأن الرياض رصدت حركة صواريخ باليستية في اليمن مصوّبة نحو السعودية، وهو ما أجبرها على التحرّك لشن حملة، كان عنوانها الاول عاصفة الحزم، والثاني إعادة الأمل لليمنيين«. ولفت إلى ان بلاده «تحب ايران والايرانيين، ومشكلتها هي مع النظام الذي اغلق ايران وحوّلها الى ما هي عليه اليوم«، مؤكّداً أن «المفارقة تكمن في ان علاقة الرياض بطهران كانت أفضل بكثير في زمن الرئيس الإيراني السابق المحافظ محمود أحمدي نجاد، الذي زار المملكة 3 مرات أو اكثر، وأن العلاقة في عهد الرئيس الإصلاحي حسن روحاني تراجعت، رغم المحاولات السعودية المتكررة لإقامة صداقة معه ومع حكومته، عبر توجيه دعوات له للمشاركة في الحج«. وأكمل ان «الرياض تعارض بشدة توظيف الخطاب الطائفي والتحريض بين السنّة والشيعة في المنطقة»، موضحاً ان «الطائفية تؤذي السعوديين وتؤدي الى توترات بين المواطنين«، مشيرا الى حرص المملكة على «علاقة طيبة مع جيرانها، وخصوصاً الدول ذات الغالبية الشيعية«، موضحاً ان «الرياض افتتحت سفارتها في بغداد في ديسمبر الماضي، للمرة الاولى منذ 26 سنة، والاتصال بين الرياض وبغداد صار مباشراً«. وفي وصفه لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أفاد الطريفي بأنه «يتعلم منه الكثير«، مشيراً إلى ان الأمير السعودي «يتمتع بذاكرة ثاقبة، وينوي تحويل السعودية في أسرع وقت ممكن الى حكومة ذات ادارات تتمتع بكفاءة عالية»، وان الأمير «يضع أمامه الترتيبات العالمية في الشؤون المختلفة، وينوي الدفع بالسعودية الى الصدارة فيها كلها«. وتابع ان «القيادة الجديدة في السعودية ساهمت منذ قدومها بتغيير اللغة السائدة في الدوائر الحكومية، وصار النقاش حول شؤون الادارات يتضمن مفردات حديثة مثل (مؤشرات الأداء الأساسية)». وعما إذا كانت السعودية تسعى الى استخدام النفط كسلاح في سياستها الإقليمية، نفى ذلك، وقال ان «المنافسة الاقتصادية مشروعة حتى بين الدول الصديقة»، متابعاً ان «أحد اهداف القيادة السعودية الحالية هو تقليص الاعتماد على النفط، عن طريق تحويل الاقتصاد، وهو ما يعني ان المملكة ستعمد في المستقبل القريب الى سن سياساتها بغض النظر عن أسعار النفط العالمية».

 

باسيل: مستعد للاعتذار من السعودية

المستقبل/29 شباط/16/أكد رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أنه لا يمانع من تقديم اعتذار للمملكة العربية السعودية لأنه «مستعد للقيام بكل ما يلزم خدمة لبلدي ولكن بعد ان اعرف ما المطلوب وبناءً على تفهّم الآخرين لموقف لبنان«، مشيراً إلى أن «لا مانع من التواصل مع وزير الخارجية السعودي شرط استعداد الطرف الآخر، كما أن الحكومة قررت تشكيل وفد وزاري برئاسة رئيس الحكومة لزيارة الرياض«. وقال باسيل في حديث إلى برنامج «الأسبوع في ساعة« على قناة «الجديد» مع الزميل جورج صليبي إن «كلام رئيس الحكومة تمام سلام عن ارتكابنا غلطة في السياسة الخارجية لا يمثل لبنان ولا سياسة الحكومة«، لافتاً الى أن «النأي بالنفس عن الأزمات المجاورة جاء في البيان الوزاري ولم يعترض عليه وزير الداخلية نهاد المشنوق«. وأشار باسيل الى انه «في سياسة الحكومة يجب ألاّ نكون لا مع المحور الإيراني ولا مع المحور السعودي»، موضحاً ان «لبنان عندما يعجز يكون عاجزاً في وضعه الداخلي وفي قوته السياسية الخارجية، لذلك ينأى بنفسه عن المحيط«. وأوضح «اننا لم نصوّت في القمة العربية بالإمتناع بل امتنعنا عن التصويت ولم نمس بالإجماع العربي«، معتبراً أن «اول المتضررين من الموقف السعودي هو الرئيس سلام والوزير نهاد المشنوق وفريقه«.واعتبر أن «هدف البعض أن يقول للسعودية إن العماد عون سيأخذ لبنان إلى إيران إذا انتخب رئيساً بدليل مواقف وزير الخارجية التي يفسرونها كما يريدون«.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 28/2/2016

الأحد 28 شباط 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الاستقرار الأمني والمالي، محور اتصالات أميركية وفرنسية، وفق تاكيدات وردت في تقارير دبلوماسية. وفي تقرير ان الرئيس الفرنسي هولاند، حرك فريقا باتجاه عواصم مؤثرة في لبنان، للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.

وفي جو السفارات الكبرى في بيروت، ان القرار الدولي بالاستقرار في لبنان مستمر بقوة، بسبب الحاجة إلى هذا البلد كغرفة عناية دولية بالأزمة السورية، سواء لانتقال المبعوثين من وإلى سوريا، أو نقل المساعدات واستيعاب النازحين، فضلا عن ان لبنان مثال لما هو مطلوب لبلدان المنطقة.

وفيما تتحدث المحافل السياسية عن ترقب حركة موفدين في بيروت، تلتقي المراجع اللبنانية كلها على أهمية دور رئيس مجلس النواب نبيه بري، في الجمع بين الأطراف والضغط لخفض التوتر وتكثيف الحوار باتجاه تأكيد الاستقرار وانجاح الحوار والتقدم بسرعة نحو الانتخاب الرئاسي.

وقد نجحت اتصالات الرئيس بري وجهود بعض السفارات، في عودة الهدوء إلى الشوارع، بعد اجراءات للجيش اللبناني ضبطت ردة الفعل الغاضبة على بث شريط يسيء إلى صورة السيد حسن نصرالله، رغم ان قطع الطرق تجدد مساء لبعض الوقت ولاسيما في الشويفات وشتورا وطريق مار مخايل في الضاحية الجنوبية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

التوترات الإقليمية تنعكس في الداخل، فيرتفع منسوب القلق. لكن الأوضاع مضبوطة لسببين: لا قرار بإنفلات الساحة لا سياسيا ولا أمنيا، والمواطنون يتمسكون بالاستقرار. ما يعني أن الحوار وحده سبيل لإيجاد المخارج اللبنانية، وعدم السماح للتخبط الإقليمي بالتسلل إلى المساحة الداخلية.

التحركات التي سجلت في الشارع في الساعات الماضية، هي خطوات فردية تصنف في خانة ردة الفعل لا أكثر.

وبالانتظار، هل تهدأ الحملات الإعلامية وتتغلب الحكمة وصوت العقل؟.

سوريا، الهدنة صامدة رغم خروقات عدة للمسلحين في مناطق ريفية متفرقة، وخصوصا في اللاذقية. إرهابيو "داعش" و"النصرة" حاولوا استغلال المساحة الزمنية والجغرافية للهدنة، ونفذوا هجمات أفشلها الجيش السوري.

دمشق أثبتت للعالم التزامها بالهدنة، ومضت في مشاريعها السياسية. لكن عواصم إقليمية ودولية بقيت عند سقوفها المرتفعة، ولو بالشكل. تركيا أبقت الكرة في ملعب الروس. والسعودية كررت مواقفها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد، سلما أو حربا، استنادا إلى سيناريو التدخل البري، وهو فرضية لم تسقطها أصوات أميركية من الحسابات، ووضعتها في خانة الخطة باء، من دون أي دور لروسيا، وهي فرضية تستبعدها الوقائع السورية الميدانية والسياسية إلى حدود المستحيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عكس السير، هو الاتجاه الذي تسلكه مملكة الخير، وتقود فيه أتباعها في المنطقة ولبنان.

في زمان اللاعبين الأذكياء الكبار والحسابات الدقيقة الأكبر، تمعن الرياض في سياسة الـ "خبط عشواء"، متغافلة عن أن المقاعد ليست محجوزة للحمقى الذين يلعبون لعبة الجنون في زمن لا يصلح الا لحسابات العقلاء.

زجت السعودية نفسها، وبحسابات خاطئة، في آتون لعبة كان لا بد من أن ترتد عليها. راهنت بكل حساباتها دفعة واحدة في زمن قياسي. لعبت لعبة التحريض المذهبي والتجييش الديني، إلى مداها الأقصى ضد طهران. لم تبق اتهاما إلا وألصقته بها، ظنا منها ان ذلك سيؤتي ثمارا تجنيها، فكانت النتيجة صفعة مدوية مع إبرام الاتفاق النووي الذي لم يجارها في جنون غضبها إزاءه إلا الكيان الصهيوني.

واليوم يتنافس أذنابها الصغار وأتباعها من متكسبي اطلاق المواقف وتغيير المواقع في كل زمن، على التحريض ضد "حزب الله" ونعته بأقذع الأوصاف. هؤلاء الذين يتسابقون كي يخطبوا ود الحزب وراء الأبواب الموصدة وفي الكواليس، فيما يتناولونه بالتجريح والاتهام على المنابر.

ربما يحتاج هؤلاء إلى من يذكرهم بأن مملكة الخير، التي يفاخرون بالانتماء إليها واتباع سياساتها، لم تجلب من هذا الخير المزعوم شيئا لأهلها وجيرانها، وهم الأولى بذلك.

ألم يسمعوا بالمجازر الاجرامية السعودية المتواصلة في اليمن؟، وبالمفخخات السعودية وارهابييها في العراق؟، بغزو البحرين اسنادا للنظام في إجرامه ضد المدنيين المطالبين بأبسط الحقوق؟، ألم يعاينوا دعمها الجماعات الارهابية وتمويلها العلني للحرب ضد سوريا وشعبها منذ خمس سنوات؟.

أين هي مآثر مملكة الخير في كل ذلك؟.

إن ما تفعله المملكة وأتباعها هو جهد العاجز. وما اختيارهم لبنان ساحة لتنفيس مشاكلهم الداخلية، إلا دليل على الامعان في الحسابات الخاطئة. حبذا لو يفيء هؤلاء إلى بعض عقلهم فيرشدون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع الطالع، هو موعد الجلسة 36 لانتخاب الرئيس. طبعا الجلسة ستكون عقيمة كسابقاتها، فالتوتر السياسي المستجد بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، جاء ليضاف إلى العوامل الأخرى المحلية والاقليمية المانعة لاتمام الاستحقاق.

كذلك تتوسع دائرة التساؤلات حول قدرة مجلس الوزراء على عقد اجتماعه الأسبوعي، وعلى جدول أعماله قنبلتا تحويل ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، وإيجاد الحل النهائي لملف النفايات.

ولا تقتصر المعوقات على الملفات المزمنة السابق ذكرها، إذ ان التوظيف في التوترات الأمنية وترك الشارع يتحرك على هواه لتطيير رسائل تهويلية، إنما المقصود منه على ما يبدو إلحاق الاستحقاق البلدي بالاستحقاق الرئاسي، فالزمن ليس زمن الترف الديمقراطي في لبنان، بحسب روزنامة "حزب الله"، بالرغم من اشادته بالانتخابات التي تشهدها ايران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من قرر إحراق البلد، أو إغراقه في آتون الفتن؟

سؤال بدأت تطرحه الدوائر البدلوماسية والسياسية والأمنية المعنية بلبنان. والسؤال مطروح على خلفية مشهدين اثنين متقابلين: مشهد أول في 18 كانون الثاني الماضي، عنوانه توافق مسيحي جامع، على تزكية رئيس للجمهورية، يكون ممثلا لبيئته، منفتحا على البيئات الأخرى كافة، قادرا على إقامة جسر من التواصل والتعاون والعيش الواحد بين كل اللبنانيين. عربي الهوية والهوى. مقاوما للعدو الصهيوني وللإرهاب، شقيقا لكل عربي وصديقا لكل صديق.

لكن لم يلبث أن قام في وجه 18 كانون الثاني، مشهد مضاد. في 14 شباط، عاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى وطنه الأول. استهل عودته بإهانة حلفائه المسيحيين. ثم أكملها بقطيعة مع الزعامة المسيحية المستحقة. قبل أن ينجز ثمار العودة بتحريض ضد شركائه من الجماعات اللبنانية الأساسية الأخرى. وصولا إلى استعداء الأشقاء ضد مواطنيه، واستدراج الأذى للبنانيين المقيمين في دول عربية شقيقة.

في هذا الوقت، كانت كل مكونات الفتنة تتراكم: أشرطة إعلامية من هنا. شائعات من هناك. بيانات مفبركة تحت جنح ظلام وظلم من هنالك. حتى بات الوطن ممسكا بقلبه، والمواطنون حابسين أنفاسهم.

هل هناك من قرر رمينا في النار؟ لا يمكن لعاقل أن يصدق ذلك. ولا يمكن للبناني أن يقتنع أن لبنانيا، حاكما كان أم محكوما، يمكن أن يقدم على انتحار كهذا. الهامش لا يزال قائما. والفرصة لا تزال متاحة. وعودة سعد الحريري إلى قواعد الميثاق لا تزال مشرعة، فهل يقدم، فينقذ نفسه وناسه وشعبه والوطن؟، سؤال برسم ما حصل أمس من رقص على حافة الانفجار- الانتحار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في العالم الافتراضي، انتشر مسلحو "حزب الله" في شوارع بيروت أمس، ونصبوا الحواجز وقطعوا الطرق واندلعت الاشتباكات في السعديات وانتهكت الحرمات والمقدسات، وكاد البلد يغرق في 7 أيار جديد.

في عالم الواقع، انتشر مناصرون ل"حزب الله" بالعشرات في مناطق الغبيري، المشرفية وقصقص وصولا إلى سبيرز أمس. وأحرقوا الإطارات واحتجوا على فيديو تناول السيد نصرالله، رافعين شعارات مناهضة للسعودية ولتيار "المستقبل".

في العالم الافتراضي، اليوم قطع مناصرو تيار "المستقبل" شوارع بيروت، وتداعوا للتجمع في طرابلس انطلاقا صوب العاصمة حيث توترت الأجواء.

في عالم الواقع، لم يقطع مناصرو "المستقبل" طرق بيروت اليوم، ولم يتداعوا في طرابلس، بل قطعت طريق شتورا لبعض الوقت فقط.

بين الافتراض والواقع خيط رفيع. وبين الشائعات والحقيقة كذلك. ما هو أكيد أن الصراع الايراني- السعودي انتقل إلى لبنان. وما هو أيضا أكيد ان تيار "المستقبل" متمسك بالسلم وبعدم التصعيد، كذلك "حزب الله" الذي يعتبر الأمن خطا أحمر. فمن سيلتقط كرة النار المجبولة بالصراع المذهبي الممتد منذ مئات السنين، بما يحمله من شعارات طائفية؟، وهل سيتمكن تيار "المستقبل" و"حزب الله" من حصر الصراع المتصاعد في اطار ردات الفعل المدروسة، لكي لا يتحول العالم الافتراضي إلى واقع؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ثنائي "حزب الله": الشيخان نعيم قاسم ومحمد يزبك، يواصلان حربهما الكلامية على المملكة العربية السعودية.

واذا لم يكن في الهجوم، الذي بات مهنة مسؤولي الحزب على مختلف المسؤوليات، أي جديد، فإن ما قاله الشيخ قاسم اليوم، يطرح أكثر من سؤال. فهو تحدث عن ان المشكلة مع "حزب الله" انه نجح في وأد الفتنة. ولكن المواطنين في بيروت والبقاع يسألون الشيخ قاسم: أليست عمليات قطع الطرق واحراق الدواليب احتجاجا على فيديو، من شأنها ان تثير الفتنة لا ان تئدها؟.

الشيخ قاسم أضاف إن حزبه يعمل للوحدة الوطنية وللاستقرار ويمد يده للجميع. والكل يسأل: كيف يعمل "حزب الله" للاستقرار وهو يتدخل في الحرب السورية قتلا للناس ونصرة لبشار الأسد، فيما غالبية اللبنانيين يرفضون هذا التدخل، كما انه منغمس في الساحات العربية إن في اليمن أو البحرين وغيرها، مما يجر الويلات على اللبنانيين جميعا الرافضين ان يحول الحزب الطائفة الشيعية اللبنانية- العربية إلى جالية ايرانية؟.

في الداخل أيضا، انتظار لنتائج الجلسة الـ 36 للانتخابات الرئاسية، والتي لن تتوصل إلى نتيجة، في ضوء المواقف السياسية المتباعدة على المستويين المحلي والاقليمي. فيما يبقى الهم الأساس، الاجتماع المرتقب للجنة الوزارية لادارة النفايات الصلبة الأربعاء، بعد أن عاد اقتراح المطامر إلى الواجهة.

اقليميا، الهدنة في سوريا تترنح على ايقاع الخروقات المكثفة لقوات النظام وسلاح الجو الروسي وقصفها مواقع المعارضة، فيما لوحت السعودية بخيار آخر اذا فشل الحل السياسي في إبعاد الأسد عن السلطة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الشارع على كف "سكتش" لا يساوي ثمن إنتاجه، فطرقاتنا يكفيها ما تعانيه من نفايات، ولن تكون في عوز إلى الاحتجاج على نفايات من صناعة تلفزيونية تحمل من التهريج ما يدفع إلى إهمالها. فالحملة الإعلامية من شبكات خليجية عريقة، استفزت شارعا كان على نار سياسية عالية، لكن ما أنتجته هذه الشبكات من تقليد لشخصية السيد، لا يرقى إلى توتير الشارع وقطع الطرقات. وحبذا لو جرى توفير هذا الغضب للمطالبة بحل أزمة النفايات التي باتت على كل شاشة وقرب كل شارع وبيت، ولنترك أي إساءة للشخصيات الدينية أو السياسية، إلى القضاء، إذا ما استطعنا إلى نزاهته سبيلا.

هي لحظة تدفع إلى التقاط الحكمة، من حيث العمل على ضمان أمن البلاد. وكلنا مسؤول عن شارع لا تنقصه عوامل توتير.

وربطا بهذا التوجه، علمت "الجديد" أن قيادة الجيش أجرت اتصالات بكل المراجع الحزبية المعنية بالتحركات الاحتجاجية، وأبلغتهم أنها سوف تعمل على ضبط الشارع، مع ما يحمله هذا الأمر من توقيفات إذا اقتضت الضرورة. وقد استجابت قيادتا "حزب الله" وحركة "أمل" إلى هذا التوجه، وأكدتا لمؤسسة الجيش أنهما ترفعان الغطاء عن أي محتج يقدم على إضرام التوتر وإقفال الطرقات. لن يعني ذلك أن ما جرى بثه على كل من "العربية" والـMBC و"روتانا خليجية"، أمر محبب، إنما يمكن إدراجه في خانة الهرقطة التلفزيونية، وسيكون ذلك أفضل رد وربما أمضى من أي تحرك.

والشارع في جانبه البحري، مشى اليوم في إحتجاج على أزمة النفايات. وصوب حزب "الكتائب" على رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر والمشنوقين نهاد ومحمد، وطالبهم بالحل أو الرحيل. على ان أيا من هذه الشخصيات أو غيرها، لا يريد حلا. ولو جاءت النيات صافية، لتم الاتصال على الاقل بنائب رئيس الحكومة الأسبق ميشال المر، لسؤاله عن أقتراحه الموفر الذي لا يكلفنا أكثر من خمسة وعشرين دولارا على الطن الواحد.

 

ضاحية أبية إلا عالزبالة!

عن الفيسبوك 28 فبراير، 2016

هلّق أهل الضاحية الأبيّة انهزّوا ع فيديو شاب عم يقلّد السيّد نصرالله!!

أهل الضاحية الأبيّة ما هزّتهم الزبالة؟

ما هزّتهم المخدرات اللي متليّة المنطقة؟

ما هزهّن السلاح اللي بايد أي حدا؟ والزعرنات؟

ما هزّهن الانماء غير المتوازن؟

ما هزّهن غلاء المعيشة والبنزين؟

ما هزّتهم المستشفيات اللي بيموتوا ع أبوابها؟

ما هزّتهم العجقة والطرقات المكسّرة؟

لك كل هيدول ما انهزّيتوا لتنزلوا تتظاهروا!! هزّكم فيديو!!

 

الخليفة البغدادي مقدس أيضاً في نظر أتباعه

نسرين مرعب/جنوبية/ 28 فبراير، 2016

بغض النظر عن الفيديو الذي تمّ تقليد السيد حسن به، وعمّا إن كانت طريقة التقليد "موضوعية" أو "مبتذلة"، إلا أنّ المرفوض تماماً هو هذه القدسية التي يفرضها جمهور السيد حسن نصر الله على اللبنانيين، والتي تصل حد المحاكمة المعنوية وتهديد كل من يتجرأ على الحدث عنه أو تناوله. أولاً، هناك فكرة لا بد لنا الإنطلاق منها أو السؤال عنها، هل نحن في دولة ديمقراطية أم في ولاية دينية، وهل يحق للمواطن أن ينتقد من يرأس حكومته وجمهوريته ومجلسه ويحرّم عليه أن يتناول شخصية زعيم حزبي! أو أنّ هذا الحزب بالأخص هو فوق منطق الدولة والديمقراطية، ويتعامل بتناقض مع الأمرين، فضمن دولته “الديمقراطية” مباحة طالما لا تقترب من حدود دويلته والتي هو زعيمها و وليها. من انتقدوا تقليد السيد حسن كانت ذريعتهم أنّه رجل دين، مع أنّ السيد حسن نصر الله هو أمين حزب سياسي، يمثله نواب و وزراء، كذلك فإنّ خطاباته وتصريحاته وإطلالاته الإعلامية بأغلبها سياسية – حربية، أما نشاطاته فلا شأن لها بشكل عام لا بالمساجد ولا بالحوزات، وإنّما بالشأن العسكري والسياسي والحربي …إذاً،السيد حسن نصر الله هو رجل سياسي، رجل يقود جيشاً عسكرياً، ويخوض حروباً، وأما رمزيته الدينية فهي متعلقة بطائفته التي تراه “وليها الفقيه” ولا انعكاس لها حقيقي على الساحة اللبنانية بمختلف مذاهبها ومحاورها.من هنا، لا فرق بين النبيه والسيد، كلاهما سيدا الساحة الشيعية وكلاهما يمارسان السياسة، وكلاهما حزبيان وبالتالي كما ينتقد النبيه دون تجييش وتعبئة من حاضنته ودون حرق إطارات وشعارات فتنوية كذلك ينتقد السيد حسن. هذا القمع والتهويل الإعلامي الذي يمارسه مناصرو حزب الله على وسائل الإعلام والبرامج الكوميدية، ليس بحديث العهد، فكل مؤسسة إعلامية تتعرض حسب توصيفهم “لرمزية السيد” يكون نصيبها التهديد بالحرق بعدما يحاصرها القمصان السود ومن لف لفافهم. هذه الحالة، كادت أن تؤدي يوم أمس لفتنة مذهبية على خلفية الشتائم التي وجهها بعض المناصرين للصحابة رضوان الله عليهم، لذا على السيد حسن استدراك الأمر فإن كانت قدسيته الدينية خطاً أحمر فليعتزل السياسة والحرب وليتفرغ للحوزات. أما إن كان يقر بأنه شخصية سياسية، فليقل لجماهيره الهائجة ذلك، وليضبط شارعه المتفلت، الذي كلما جاءت سيرة “الشاطر حسن”، وضع البلد على كفّ عفريت. إذ لم يعد من المقبول لبنانياً، على كل تبعية كانت أن تفرض على شريحة واسعة من اللبنانيين تقديس السياسي الذي يمثلها، لأنّه ببساطة لا قداسة في عالم السياسة ولا في عالم الحزبية وعلى كل من يختار أن يكون في أحد هذين الميدانين أن يتحمل الإنتقاد مهما كان نوعه، وإلا فلنسقط الديمقرطية في هذا الوطن ولنعلنها إمارة إسلامية – حزبية وفي حينها ماذا سيتخلف مشروعنا عن مشروع داعش؟

 

لعب بالشارع والأمن.."حزب الله" يهدد السعودية والحريري!

المدن - سياسة | الأحد 28/02/2016

وأخيراً خرج "حزب الله" عن صمته، تعليقاً على التطورات الأخيرة، والتصعيد مع المملكة العربية السعودية، عبر رسالة أمنية وفي الشارع، إختارها بعناية فائقة، وأراد لها أن تكون بوقع تهديدي، شبيه بما حصل قبل اعوام، في حادثة عرفت بـ"القمصان السود"، عندما طوق بيروت، لمنع بعض النواب من تسمية الرئيس سعد الحريري، خلال الإستشارات النيابية التي تلت اسقاط حكومته. هذه المرة، إختار الحزب، تهديداً موارباً، محيداً نفسه عن الواجهة، ومتستراً بـ"حراك شعبي" ضم العشرات، عمد الى قطع بعض الطرقات في الضاحية الجنوبية، وإحراق الإطارات المطاطية، وجاب بالسيارات والدراجات النارية، الأحياء، احتجاجاً على برنامج ساخر عرض على قناة "أم. بي. سي." وتضمن تقليداً لشخص الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. ولاحقاً توسعت رقعت الإحتجاجات لتصل الى بعلبك، وبيروت، تحديداً في شارع سبيرز الذي يضم مقر تيار "المستقبل" المركزي، إضافة الى جريدة وتلفزيون "المستقبل"، على الرغم من أن مصادر أمنية أكدت لـ"المدن" أنها تلقت تأكيدات بأن الحركة "العفوية" لن تخرج من إطار الضاحية. وبدا المشهد في سبيرز رسالة واضحة أيضاً إلى تيار "المستقبل"، خصوصاً أن التحركات في الضاحية تضمنت هتافات طائفية ومذهبية ومناطقية، إضافة الى تسمية الحريري بالإسم. وكانت الدعوات إنطلقت كالعادة عبر مواقع التواصل الإجتماعية، وخصوصاً "تويتر"، تحت وسم "#لعيونك_بنولعها_يا_سيد"، للتجمع والإحتجاج على البرنامج الساخر، كما تضمنت بعض التغريدات تهديدات بحرق مكاتب القناة، وبعض وسائل الإعلام السعودية والخليجية في لبنان. وتؤكد مصادر مطلعة على موقف "حزب الله" لـ"المدن" أن ما حصل جاء في إطار عفوي من البيئة الحاضنة للحزب، رداً على المس بشخصية نصرالله ورمزيته، خصوصاً أن ما عرض جاء بقرار سياسي سعودي، لكنها في المقابل لا تخفي أن التحرك تضمن رسالة سياسية للرد على كل المرحلة والتمادي السعودي في لبنان، وسياسة التطويع التي تنتهجها تجاه لبنان، والتي يمثلها الحريري، عبر مواقفه الأخيرة.

ويعد ما حصل في الساعات الأخيرة، خطوة بالغت الدلالة خصوصاً أنه سبقها بعض الإشاعات بعيد زيارة الحريري الى الطريق الجديدة، يوم الجمعة، اضافة الى رمي مناشير في منطقة قصقص تزعم أن "حزب الله" يتحضر لعملية عسكرية يقتحم خلالها المخيمات والطريق الجديدة، داعياً أهالي المنطقة إلى أخذ الحذر والانتباه من "سرايا المقاومة" والابتعاد عن حواجز مخابرات الجيش، والتعاون مع حواجز قوى الأمن الداخلي. ويعيد تهديد "حزب الله" المبطن القلق عموماً على الوضع الأمني، في مرحلة بالغة الحساسية، عطفاً على التصعيد الخليجي ضد لبنان، خصوصاً أن لبنان دخل مرحلة مواجهة واضحة، على الرغم من أن تيار "المستقبل" لا يزال متردداً في التصعيد، خوفاً على الوضع الأمني، وخوفاً من اقدام "حزب الله" على أي عمل أمني شبيه بأحداث 7 أيار. لكن في المقابل، وعلى الرغم من قلق تيار "المستقبل"، إلا أن مصادره تؤكد لـ"المدن" أنه غداً سيكون كلام من نوع آخر، لأن الرسالة وصلت، وسنرد عليها بالسياسة، ولن تمر مرور الكرام، خصوصاً أن التيار واضح في مواقفه، ورفضه الإنجرار الى لعبة الشارع، كما أن كل المبادرات التي قدمها الحريري المتعلقة بالإنتخابات الرئاسية جاءت في سياق حماية لبنان وتحصينه، اضافة الى كل المرحلة السابقة بدءاً من فصل المحكمة الدولية عن التطورات السياسية، وصولاً الى الحوار مع "حزب الله"، الذي بات مصيره مهدداً أكثر من قبل. وفيما أكدت مصادر أمنية مطلعة لـ"المدن" أن "الوضع الأمني ممسوك"، وأن "ما جرى لن يخرج من سياقه أو يتطور"، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان أنه "على أثر تجمع عدد من المواطنين في بعض المناطق احتجاجاً على ما بثته إحدى وسائل الإعلام العربية، انتشرت وحدات الجيش في المناطق المذكورة، واتخذت الإجراءات الأمنية المناسبة للحفاظ على سلامة المواطنين ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة. وأعيد الوضع الى طبيعته من دون تسجيل أي حادث يُذكر، وتستمر قوى الجيش في تسيير دوريات وإقامة حواجز للحفاظ على الأمن والاستقرار".

 

هذا ما حصل بالأمس... وهكذا حسم الجيش الوضع

لبنان 24/28 شباط/16/في مشهد شبيه لمشهد آخر يوم نزل فيه مناصرو "حزب الله" إلى الشوارع إحتجاجاً على تجسيد شخصية الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في برنامج "بسمات الوطن"، نزلت بالأمس أعداد كبيرة من الشبان المناصرين للحزب إحتجاجاً على تقليد "السيد" في أحد البرامج الساخرة من على شاشة "MBC"، ولكن في ظروف سياسية وإقليمية مختلفة عن المشهد الأوّل. وفد استطاع الجيش اللبناني ضبط الوضع وأعاد فتح الطرقات التي أقفلها المحتجون، وأصدر ليلاً بياناً أشار فيه إلى اتخاذه "الاجراءات الأمنية المناسبة للحفاظ على سلامة المواطنين ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة. وأعيد الوضع إلى طبيعته من دون تسجيل أي حادث يذكر"، مؤكداً "استمرار قوى الجيش في تسيير دوريات واقامة حواجز للحفاظ على الأمن والاستقرار".

ماذا حصل بالأمس؟ فور شيوع فيديو بثته قناة "MBC" عن السيد نصرالله عبر مقطع يقلّده ويسخر منه ويظهره يقبل يد إيران، تجمع عدد من الشبان في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية. وسرعان ما تطور الأمر إلى قطع عدد من الطرقات في الضاحية الجنوبية وطريق المطار والشويفات وسبيرز، كما قطعت الطرقات في البقاع في بعلبك وبريتال ودورس، احتجاجا وتعبيراً عن السخط. وتطورت الأمور في أكثر من منطقة ووصلت الى قطع طريق الصالومي من قبل عدد كبير من الشبان الذين قدموا من منطقة النبعة وغادروا فوراً. في المقابل، إشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بعد انتشار فيديوهات عن شتم المتظاهرين في الضاحية للسعودية والطائفة السنية، وبدأت الردود على مواقع التواصل الإجتماعي تتوالى بشكل حاد. كما بدأ البعض ومنها وسائل اعلامية ببث الشائعات عن اشتباكات تحصل في منطقة السعديات بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، والبعض الآخر بث شائعات عن أنّ هناك تجمعات مضادة في طرابلس وفي بعض مناطق بيروت في الطريق الجديدة وقصقص.

 

خالد الفراج.. قلَّد السيد نصرالله فأشعل بيروت

العرب /2016 -شباط -28/لم تكد تمضي ساعات، أمس السبت، على بث حلقة "واي فاي" على فضائية "إم بي سي"، التي قلد فيها الممثل السعودي خالد الفراج شخصية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقطع لا يزيد عن 3 دقائق حتى اشتعلت الساحة اللبنانية ومواقع التواصل الاجتماعي.واحتل الفراج الذي قام بتقليد نصرالله تغريدات ومشاركات رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في لبنان، فيما تظاهر مناصرو نصرالله وهددوا بإحراق مكاتب "إم بي سي" لأنه بحسب رأيهم أهان نصرالله. الممثل الكوميدي خالد الفراج هو صاحب قناة "صاحي" التي بدأت في عام 2012م على "يوتيوب"، ويطلق عبرها عدد من البرامج المتنوعة يقدمها شباب سعودي، والقناة حاصلة على المرتبة الأولى كأكثر القنوات مشاهدة على مستوى الخليج. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يقلد فيها الفراج شخصية حسن نصر الله، فسبق له أن قلَّدها مرتين في برنامجه اليوتيوبي "نص الجبهة".

 

 مناصرو حزب الله يقطعون طريق تعلبايا شتورا

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في زحلة ماريان الحاج ان مناصري حزب الله يقطعون طريق تعلبايا- شتورا، احتجاحا على الفيديو الذي بثته قناة mbc يوم امس والذي يسيئ الى الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

 

قطع طريق كنيسة مار مخايل الشياح الحازمية

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام نبيل ماجد، ان محتجين على تقليد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في برنامج ساخر على قناة "أم. بي. سي"، قطعوا مثلث كنيسة مار مخايل- الشياح- الحازمية. وعلى الفور حضرت قوات من الجيش والقوى الأمنية، وبدأت العمل على إعادة فتح الطريق.

 

علاء بوسنة".. خطط لكمين "العتيبة" وقتل في ذكرى وقوعه

اورينت نيوز/2016 - شباط – 28/وبثت وسائل إعلام إيرانية وأخرى لبنانية شريط فيديو يظهر "علاء بوسنة" وهو يتنقل بين جثث العشرات الذي قضوا خلال الكمين الشهير الذي عرف بكمين "العتيبة" الذي خطط له "بوسنة". واللافت أن تاريخ مقتل "علاء بوسنة" توافق مع تاريخ وقوع كمين العتيبة التي خطط لها في 26 تشرين الثّاني عام ٢٠١٣. وقضى القيادي في "حزب الله" "علي أحمد فياض" الملقب بـ "علاء بوسنة" إلى جانب اثنين من مرافقيه هما "أحمد سبيتي و علي كوكب"، خلال المعارك التي شهدتها منطقة خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي.

 

إسرائيل تعترف باغتيال القنطار وتهدد نصر الله

وكالات/2016 - شباط – 28/بعد شهرين على اغتيال سمير القنطار المسؤول العسكري في حزب الله ورد لأول مرة اعتراف إسرائيلي صريح بالمسؤولية عن اغتيال القنطار. وأقرّ عضو الكنيست من المعسكر الصهيوني عمير بارليف خلال حفل ثقافي في بئر السبع، أن اسرائيل تقف وراء اغتيال القنطار في غارة جوية على دمشق قبل شهرين. وقال بارليف وفق ما نقلت القناة الثانية الاسرائيلية: إن اغتيال القنطار كان انجازا كبيرا ورسالة لزعيم حزب الله، مهددا حسن نصر الله بالقول "هو هدف، ولا انصحه بالخروج من مخباه". ولم تعترف اسرائيل رسميا حتى الآن بالمسؤولية عن اغتيال سمير القنطار منفذ عملية نهاريا عام 1979، والذي قضى 29 عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي وأطلق سراحه في صفقة لتبادل الاسرى مع حزب الله عام 2008. وعندما سأل عريف الحفل الثقافي الصحافي روعي كاتس عضو الكنيست بارليف عن امكانية اقدام اسرائيل على اغتيال امين عام حزب الله، رد بالقول "في أول فرصة ممكنة، بالضبط كما حدث لسمير القنطار"، وذلك على الرغم من أن بارليف كان قد قال في بداية حديثه انه لن يدخل في تفاصيل عمليات من هذا النوع. وقال عضو الكنيست بار ليف الذي أشغل منصب قائد وحدة رئاسة الأركان "سييرت متكال"، إن لاسرائيل ذاكرة طويلة بالتأيد، انا عندما كنت ضابطا شابا استدعيت لعملية نهاريا التي قتل خلالها قنطار وآخرون عائلة هرن الأمر الذي بقي في ذاكرتي طويلا، وهذا بالتاكيد رسالة لنصر الله. وفي العشرين من كانون الأول أطلقت طائرات عدة صواريخ على مبنى في منطقة جرمانة بدمشق مما تسبب باستشهاد القنطار وعدة اشخاص من بينهم أحد كبار حزب الله، وبحسب ما أودت في حينه وسائل اعلام سورية فإن مقاتلتين اسرائيليتين اطلقتا اربعة صواريخ من مسافة بعيدة على المبنى الذي دمر بالكامل. وبعد ايام من اغتيال القنطار أطلقت عدة صواريخ على منطقة الجليل كما فجر عناصر حزب الله عبوة ناسفة بدورية اسرائيلية قرب الحدود، وكان زعيم الحزب نصر الله قد هدد بالرد على اغتيال القنطار في الزمان والمكان المناسبين.

 

النائب السابق حراً بعد تسببه بقتل مواطن

ليبانون ديبايت/2016 - شباط – 28/علم موقع "ليبانون ديبايت" ان النائب السابق جهاد الصمد كان يقود سيارته شخصياً عندما وقع حادث التصادم بينه وبين ودراجة نارية يقودها المواطن غالب فادي العلي، في محلة وادي الريحان على اوتوستراد طرابلس- الضنية، مما أدى إلى مقتل سائق الدراجة على الفور.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، ذهب الصمد الى مخفر "زغرتا" للإدلاء بإفادته، ليُصار الى اطلاق سراحه بعد اقل من ساعتين بناء على اشارة المحامي العام الاستئنافي في الشمال القاضي غسان باسيل دون اعطاء الفرصة والمهلة لاهل الضحية للادعاء.وعلى ضوء ما حصل، فوجئ اهل الضحية باطلاق سراح الصمد خصوصاً ان هذه الحادثة ما كانت لتمر دون توقيف اقله اسبوع إلى عشرة ايام بعد التسبب بوفاة شخص وكانت لتمتد إلى شهر واكثر في حال الادعاء ما يؤكد ان هناك صيفاً وشتاءً تحت سقف القانون، على حد قولهم.

 

لن نقدس لكم زعيمكم

ميشال قنبور | ليبانون ديبايت/2016 -28/سمعت وقرأت الكثير عن قصص شابات وشبان واجهوا بالكلمة فقط وصاية سورية ظالمة لم تتورع عن تصفية بعضهم والتنكيل بالبعض الاخر. شبان وشابات ناضلوا في زمن الاحتلال من اجل الحفاظ على لبنان حر عندما كان الاستقلال منقوصاً. ما اشبه اليوم بالأمس، وها هو "حزب الله" يريد لنا ان نقدس زعيمه او يحرق البلد وبينما هو يحرق البلد يشتم مقدسات دينية. ان الاحرار في لبنان مطالبين اليوم ان يواجهوا ترهيب حزب الله، فالسيد حسن نصرالله هو رجل سياسي منخرط كامين عام لحزب الله المسلح في منظومة اقليمية تشارك في حروب تمتد من اليمن الى سوريا وحزب متهم بالهيمنة على قرار لبنان السياسي. ان حرية التعبير حق مقدس يكفلها الدستور اللبناني ومواثيق الامم المتحدة ولا يمكن مصادرة او التضييق على ممارسة هذا الحق تحت اية ذريعة. لن نقدس لكم زعيمكم وسيبقى شخصية سياسية ننتقدها ضمن اصول حق التعبير دون الاعتداء على الكرامة الانسانية او الدينية او الحط من قدرها.

 

جنبلاط لنصرالله: إمنع وقوعنا في الفوضى

ام تي في/28 شباط/16/فيما أدلى رئيس الحكومة تمام سلام بسلسلة تصريحات لصحف سعودية تؤكد حسن العلاقة مع المملكة العربيّة السعودية، جدّدت أوساط متابعة لصحيفة "الأنباء" الكويتية التأكيد أنّ ذلك لا يكفي. المصادر المتابعة تحدثت لـ"الأنباء" عن اتصال أجراه "رئيس اللقاء النيابي الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حيث حثّه على بذل الجهد من أجل منع وقوع لبنان في فوضى المنطقة. في هذه الأثناء، وعلى الصعيد الحكومي، فإن تطورات مهمة منتظرة بعد جلسة الاربعاء النيابية، أبرزها ما كشفت عنه مصادر حكومية لصحيفة "الأنباء"، إذ أكّدت أن التجاذب الحاصل داخل 14 آذار وبالتالي داخل "كتلة المستقبل" انتهى الى تغليب الاتجاه نحو مقاطعة جلسات الحكومة، وليس الاستقالة، وذلك احتجاجا على عجز الحكومة عن اتخاذ الموقف المناسب من الاجماع العربي والإسلامي ضد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران.

 

"حزب الله" يستعدّ لكلّ الخيارات

ام تي في/28 شباط/16/تزداد المخاوف في لبنان من أحداث أمنيّة يفتعلها "حزب الله" رداً على الإجراءات الخليجية الأخيرة والتي جاءت على خلفية "الخروج اللبناني عن الإجماع العربي". وقد تعاظمت، وفق صحيفة "الشرق الأوسط" هواجس اللبنانيّين بعدما تمّ الأسبوع الماضي إلقاء منشورات في مناطق ذات حساسيّة طائفيّة تحذّر من عمليات أمنيّة واسعة للحزب، ودعت السكان إلى "أخذ الحيطة والحذر وتأمين طريق سريع للهروب"، في حال وقوع أي عمليات تستهدفهم. في المقابل، أكدت مصادر في قوى 8 آذار لصحيفة "الشرق الأوسط"، حرص "حزب الله" على الأمن والإستقرار في لبنان، مشددة على أنه "يستعدّ لكلّ الإحتمالات والخيارات، خصوصاً إذا كان هناك من يخطّط لمواجهة معه، وإستخدام ورقة المليون ونصف مليون لاجئ سوري لترهيبه". وقالت: "أمّا الإعتقاد بأنّ الحزب هو الذي سيبادر لافتعال أحداث أمنيّة، فغير منطقي، والكلّ يعلم أنه منشغل حالياً في الداخل السوري". هذا وتشهد الضاحية الجنوبية إجراءات أمنيّة إستثنائيّة ترتقي إلى "حد الإستنفار الأمني"، وفق مصادر ميدانيّة قالت لـ"الشرق الأوسط" إن عناصر الحزب "يقومون بمداهمات مفاجئة أو ينصبون حواجز من دون مقدّمات".

 

تحقيق جديد يثبت تورط «حزب الله» بمؤامرة قلب نظام الحكم في البحرين

السياسة/29 شباط/16/في ضربة جديدة لـ»حزب الله»، بثت قناة «العربية» الفضائية، مساء أول من أمس، تقريراً يسلط الضوء على خلية بحرينية مدعومة من إيران كانت تسعى بالتعاون مع الحزب، وما يعرف بحزب «الدعوة» العراقي، لقلب نظام الحكم في البحرين. التقرير الذي جاء بعنوان «البحرين.. صندوق فبراير»، عرض اعترافات ما سمي بـ»خلية الجمهورية»، التي تتكون من شخصيات شيعية مرتبطة بإيران لقلب نظام الحكم وتأسيس «جمهورية إسلامية» على الطريقة الإيرانية، فيما عرض للمرة الأولى تعليق من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي أشار إلى أن المؤامرة عمرها 30 عاماً.

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن «إيران وضعت نفسها في موقع الاتهام، ونرجع في ذلك إلى 3 عقود من التدخل، الأول، التدخل الانقلابي في سنة 1981، والتدخل الدائم والتصريحات التي يطلقها إعلام إيران أن البحرين جزء من إيران وهذ أمر مرفوض ونرد عليه دائماً». وبحسب التحقيق، فإن تفاصيل المؤامرة مهما تفرعت وتعددت إلا أنها كانت تلتقي في آخر الأمر تحت اسم واحد هو «ولاية الفقيه»، فمن لندن إلى لبنان عبر العراق كانت إيران تقف وراء مخطط الانقلاب على النظام السياسي في البحرين. أول المتحدثين كان المتهم حسن مشيمع، مؤسس «حركة حق» غير المرخصة، وأحد أعضاء «تحالف الجمهورية»، محكوم بالمؤبد، اعترف بأن ما قاموا به كان خطأ وأبدى استعداده للاعتذار أمام الناس. واضاف في إفادته أنه التقى أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في بيروت بناء على طلب الحزب الذي دفع تكاليف سفره وسكنه. ويعرض التقرير تصريحات لنصر الله يحرض فيها شعب البحرين للنزول إلى الشارع، وإطاعة قادة «خلية الجمهورية»، فيما قال في تصريحات أخرى عرضها التقرير إن «حزب الله» غير عاجز عن تمويل وإمداد الخلية بالمقاتلين والسلاح. وأشار مشيمع إلى أن حسن نصر الله أوصل إليه «رؤيته»، لينقلها إلى جمعية «الوفاق»، وتيار «الوفاء» الشيعيتين فقط، من دون عرضها على باقي الحركات المعارضة. وقال إنه تعرض للاحتجاز في المطار بناء على مذكرة اعتقال دولية، إلا عناصر «حزب الله» قاموا بإدخاله إلى بيروت، تحت أنظار وزارة الداخلية اللبنانية، مشيرا إلى ان النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله هو من قام بالتدخل من اجل ادخاله إلى لبنان. وتهرب فضل الله من التعليق على الموضوع عند طلب فريق العمل على تقرير «صندوق فبراير»، منه تقديم تصريح بشأن الحادثة. وأشار مشيمع إلى أن اللقاء تم بحضور حسن حمادة مدير مكتب نصر الله، وان الحديث دار بشأن التنسيق مع جمعية «الوفاق» الشيعية، بسبب العلاقة القديمة والوطيدة، والتقى مشيمع بحسب إفادته بنائبين عن «الوفاق» هما محمد الزعلي وحسن سلطان. ولفت إلى أنه التقى قبل سفره من لندن إلى بيروت بأعضاء من حزب «الدعوة» العراقي، الذي تربطه بحركة أحرار البحرين المعارضة علاقة قوية، في مؤسسة «أبرار» الإيرانية. من جهته، تحدث المتهم محمد حبيب المقداد، وهو خطيب في جامع وعضو في تنظيمات متطرفة ومحكوم بالمؤبد، عن تنسيق مع نائبين كويتيين وشخصية ثالثة من الكويت، إضافة إلى التنسيق مع مدير مكتب نصر الله حسن حمادة، الذي عرض عليه المال والسلاح. وقال أن شعار «إسقاط النظام»، هو شعار مستورد من مصر وتونس وأن الناس كانت تردده من دون وعي بمضمونه ومحتواه. أما عبد الوهاب حسين فقال إنه حصل على فتوى من المرشد الأعلى في إيران خامنئي، ومن مرجعيات دينية أخرى هي عبد الله الغريفي وعيسى قاسم، تدعم تحركاته الانقلابية. وأشار إلى ان خيار «إسقاط النظام» كان خيار خاطئاً وأن الإصلاح والحوار هي السبل الأفضل للتغير. ويعد حسين، المحرك السياسي لحركة «14 فبراير» الإرهابية، ومنظر لحركات متطرفة، ومحكوم بالمؤبد. وظهر في التقرير أيضاً عبد الجليل المقداد، وهو آخر أعضاء الخلية، الذي اعترف بأنه يرسل نصف مليون دولار سنوياً لإيران والعراق، إلا أنه قال إنها «الخمس» وترسل في «موسم الحج». ودين المقداد بتمويل جماعات متطرفة، وحكم بالمؤبد.

 

الراعي عاد إلى بيروت بعد مشاركته في اجتماعات للجان البابوية

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - عاد إلى بيروت، بعيد الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، آتيا من روما على متن طائرة خاصة، بعد زيارة استمرت أياما عدة شارك خلالها في سلسلة اجتماعات للجان البابوية بصفته عضوا فيها. وقد غادر الراعي مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، متوجها إلى الصرح البطريركي في بكركي، من دون الادلاء بأي تصريح.

 

نتانياهو: لن نسمح بتزويد “حزب الله” بأسلحة متطورة من سورية

القدس – أ ف ب/29 شباط/رحبت اسرائيل، أمس، بالهدنة الهشة في سورية فيما حذرت من أنها لن تقبل بأي “عدوان” ايراني أو تزويد “حزب الله” بأسلحة متطورة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، “نرحب بالجهود الرامية الى تحقيق وقف اطلاق نار دائم وطويل الأمد وحقيقي في سورية”. وأضاف نتانياهو “كل ما يوقف أعمال القتل المروعة هناك يحظى بأهمية، في مقدمة الأمر من الناحية الإنسانية”، داعياً إلى أن “تشمل أي تسوية في سورية وقف العدوان الإيراني على اسرائيل من الأراضي السورية”. وأكد “أننا لن نقبل بتزويد حزب الله بأسلحة متطورة من قبل سورية ولبنان، لن نقبل بخلق جبهة ارهابية ثانية في هضبة الجولان”، في اشارة الى الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان السورية منذ العام 1967. وأشار نتانياهو إلى أن “هذه الخطوط الحمر التي رسمناها والتي لا تزال الخطوط الحمر لدولة اسرائيل”.

 

«المستقبل» يتجه لوقف حواره مع «حزب الله» وسط تصاعد المخاوف من «7 أيار» جديد

بيروت – «السياسة»/29 شباط/16/يتجه «تيار المستقبل» إلى وقف حواره الثنائي مع «حزب الله» المستمر في حملته على المملكة العربية السعدوية والدول الخليجية، باعتبار ان الاستمرار في هذا الحوار بمثابة الموافقة الضمنية على ما يقوله الحزب بحق هذه الدول وهذا ما يرفضه رئيس «التيار» سعد الحريري وفريقه السياسي رفضاً مطلقاً. وقالت مصادر قيادية بارزة في «تيار المستقبل» لـ»السياسة» ان الحريري سيبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائهما المنتظر في الساعات المقبلة انه لا جدوى من استمرار الحوار مع «حزب الله» الذي لا يوفر مناسبة إلا ويحمل فيها على المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي وقفت الى جانب لبنان وشعبه في أحلك الظروف، وبالتالي فإن «تيار المستقبل» لا يمكن ان يقبل في الاستمرار بهذا الحوار. واشارت المصادر الى ان «تيار المستقبل» سيبلغ بري ان وقف حملات «حزب الله» وحلفائه على المملكة شرط اساسي للبحث في امكانية العودة الى الحوار، مشددة على أن الحزب يتحمل مسؤولية اي فوضى امنية قد تحصل في بيروت وغيرها في المناطق بعد التوترات التي حصلت ليل اول من امس في عدد من احياء العاصمة وما تخللها من استفزازات من قبل مناصري الحزب. وفي السياق نفسه، اعتبر النائب جمال الجراح ان الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله» لم يحقق اي تقدم ملموس، لافتا الى انه من غير المجدي الاستمرار به بعد اليوم، لكن هناك حرص على بقاء الحكومة على الرغم من عدم انتاجيتها. وفي تحرك أثار مخاوف من تكرار ما يعرف في لبنان بـ»7 مايو»، في إشارة إلى اجتياح «حزب الله» ميليشياته بيروت وقسماً من جبل لبنان في 7 مايو 2008، جاب العشرات من المؤيدين للحزب بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت عبر مواكب سيارة ودراجات وقاموا بإحراق إطارات السيارات، في تحرك احتجاجي على عرض محطة «ام بي سي» ليل اول من امس مشهداً في برنامج ساخر لشخص يقلد الامين العام للحزب حسن نصرالله. وتضمن المقطع الذي جاء في برنامج «واي فاي» الساخر، تقليداً لنصر الله بطريقة ساخرة، وهو يقبل يداً تمثل إيران ويلقي خطاباً يتحدث فيه عن اليمن وسورية وينتهي بالحديث عن فلسطين. ونزل المحتجون ليل اول من امس إلى الشوارع بدراجاتهم النارية، حاملين أعلام «حزب الله»، وصور أمينه العام، مرددين هتافات ضد القناة السعودية، فيما عززت القوى الأمنية تواجدها أمام ستوديوهات القناة في منطقة الذوق ببيروت، تحسباً لإمكانية اقتحامها. وعمد المتظاهرون الى قطع بعض الطرقات، من بينها شارع سبيرز، حيث مقر «تيار المستقبل» وتلفزيونية وصحيفته. وذكرت قيادة الجيش اللبناني انه «على أثر تجمع عدد من المواطنين في بعض المناطق في بيروت احتجاجاً على ما بثته احدى وسائل الاعلام المرئية العربية تجاه احدى المرجعيات السياسية، انتشرت وحدات الجيش في المناطق المذكورة واتخذت الاجراءات الامنية المناسبة للحفاظ على سلامة المواطنين ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة»، مؤكدة ان الوضع اعيد الى طبيعته من دون تسجيل اي حادث. وصباح أمس، اقدم مناصرون لـ»حزب الله» على قطع طريق شتورا – زحلة في البقاع بالإطارات المشتعلة احتجاجا على ما عرضته القناة، بعدما كانوا قطعوا اوتوستراد بعلبك – رياق بالعوائق مهددين ومتوعدين بأنهم لن يسكتوا اذا استمرت الاساءات لنصر الله. وانتقدت الاعلامية مي شدياق اعمال الشغب التي عمت عدداً من المناطق اللبنانية، مشددة على أن «نصرالله ليس إلها ومن يتعاطى السياسة عليه توقع الانتقاد». من جهة أخرى، يتوقع أن ترد المملكة العربية السعودية على الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة تمام سلام الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الايام القليلة المقبلة، وسط أنباء عن ان الرياض ستتمهل في تحديد موعد قريب لزيارة سلام على رأس وفد وزاري في ظل استمرار «حزب الله» الممثل بالحكومة في مهاجمتها، في حين علمت «السياسة» أن الحريري قد يتوجه في الساعات المقبلة الى المملكة للبحث مع قادتها في تداعيات القرار السعودي بوقف المساعدات المالية العسكرية للجيش اللبناني والقوى الأمنية بالتزامن مع جهود فرنسية تبذل للتخفيف من هذه التداعيات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

طلاب الكتائب للجسر في مسيرة احتجاجية على أزمة النفايات: إما أنت مقصر وإما متواطئ وفي الحالين مسؤول وإلا فل عالبيت

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - نفذ طلاب حزب "الكتائب اللبنانية"، عصر اليوم، مظاهرة تحت عنوان "لبنان مش مزبلة"، رفضا لما "آلت اليه الأمور في ملف النفايات"، انطلقت من أمام بيت "الكتائب" المركزي في الصيفي وسط بيروت، حيث بدأ الطلاب بالتجمع بدءا من الساعة الرابعة والنصف، حاملين الاعلام اللبنانية وأعلام الحزب، وسط اجراءات أمنية لقوى الأمن الداخلي وقوات مكافحة الشغب، ومواكبة من آلية لفوج اطفاء بيروت. وجابت المسيرة وسط العاصمة، مرورا بمجلس الانماء والاعمار وصولا إلى محيط السرايا الحكومية على وقع الأناشيد والهتافات المنددة ب"طريقة تعاطي الحكومة مع ملف النفايات". وفي ختام المسيرة، تلا نائب الامين العام لحزب "الكتائب" باتريك ريشا بيان التحرك، فقال: "ما يحصل في ملف النفايات حفلة جنون، ولن نقبل بهذه الاهانة بعد اليوم، وندعو الى اعلان حال طوارئ بيئية، واخذ قرارات استثنائية وجازمة للخروج من الكارثة". اضاف "نريد حلا بلديا وبلا دين، حلا لامركزيا"، طالبا من الحكومة أن "تضع يدها على قطعة ارض في منطقة نائية في السلسلة الشرقية على سبيل المثال، ورفع النفايات ونقلها اليها فورا"، داعيا إلى "تحرير كامل اموال البلديات، وتفعيل اللجنة الوزارية مع ممثلي المجتمع المدني ومجلس الانماء والاعمار، على ان تكون اجتماعاتها مفتوحة و متواصلة". وتابع "على القضاء ان يتحرك، ويحرك معه الدعاوى، التي قدمناها، ومحاسبة المقصرين على تزويرهم وفسادهم، والاعتذار من كل لبناني"، موجها الكلام إلى رئيس مجلس الانماء والإعمار نبيل الجسر، بقوله: "انت مسؤول مباشرة عن ملف النفايات منذ سنين، ووضعت دفاتر شروط ملغومة، وكان من المفترض ان تحافظ على حقنا، وعلى المال العام. إما انت مقصر، واما انت متواطئ، وفي الحالتين انت مسؤول، واذا لم تكن مسؤولا "فل عالبيت". وختم "نحن مستمرون الى النهاية في مطالبنا، حتى نسترجع كرامتنا وصحتنا ونعيد لبنان بلدا جميلا ونظيفا لانو "لبنان مش مزبلة". بدوره، طالب رئيس مصلحة الطلاب في حزب "الكتائب" رالف صهيون ب"حل بيئي فوري، يرفع النفايات عن الطرقات"، مشيرا "قدمنا حلولا، ولا احد يرد، فهل هم نائمون؟ واول مطلب لنا هو تحرير اموال البلديات كاملة، والبلديات هي الاساس في الموضوع". وكان طلاب "الكتائب" قد نشروا على صفحتهم الرسمية على موقع "فايسبوك"، رسما تصويريا أرفقوه بالتالي: "حلول قدمنا، عروض جبنا، افكار اعطينا، بالمجلس حكينا، للقضاء تشكينا، تواصل عملنا، وصوتنا بحينا! ما بقى تحمل، ولانو #لبنان_مش_مزبلة، الوقت اليوم للأرض لنطالب ب"حل بلدي"، نظيف، سريع و"بلا دين".

 

انتخابات "التيّار": من ارتكب الجريمة ومن سكت؟

ام تي في/28 شباط/16/يشهد التيار الوطني الحر اليوم المرحلة الأخيرة من انتخاباته العامة الأولى، عبر انتخاب ستّة أعضاء لمكتبه السياسي سينضمّ إليهم أربعة أعضاء يعيّنهم رئيس "التيّار". ليس تعيين أربعة أعضاء الفجوة الوحيدة في ديمقراطيّة الانتخابات، بل يُضاف إليه تجاوزات كثيرة رافقت مسار العمليّة الانتخابيّة من انتسابات لمحازبين، وغير محازبين، بعد انقضاء المهلة القانونيّة وقبول طعون وعدم البحث في أخرى ورفض عدد من الترشيحات بِحجّة وجود "ملفات" بحقّ أصحابها، بل وتركيب "ملفات" بحقّ مرشحين بلغت مرتبة ترويج أخبار عن تحرّشات جنسيّة بهدف الضغط.  وتولَّى، في اليومين الماضيين، القيادي في "التيّار" بيار رفول الاتصال بعدد من الناخبين، من رؤساء وأعضاء مجالس الأقضية المنتخبين، للضغط عليهم لانتخاب مرشحين موالين للرئيس الوزير جبران باسيل. ولم يتردّد رفول في الإشارة، في بعض اتصالاته، الى أنّ "المعلّم" يريد هذا المرشح أو ذاك، قاصداً بذلك العماد ميشال عون. كما جرت يوم أمس مساعٍ لسحب عدد من المرشحين بهدف تأمين فوز من باتوا يوصفون بـ "مرشّحي السلطة"، في مقابل ضغوط شديدة تُمارس، وقد بلغت حدّ الترهيب، لمنع انتخاب المرشحَين انطوان نصرالله وزياد عبس. وعُرف من المنسحبين: بسام الهاشم، روبير فغالي، جورج نخلة، وميشال ابو نجم، فؤاد شهاب وباتريك أنطون.وقد عمد عددٌ من الناخبين الى إقفال خطوطهم الهاتفيّة يوم أمس تجنّباً للتعرّض لضغوط، كما حصل مع عدد غير قليل من الناخبين. أما "المهزلة" الأكبر في انتخابات التيّار الوطني الحر فهي النظام الانتخابي المعتمد. فأعضاء مجالس الأقضية سيمارسون حقّهم في الانتخاب عند الساعة ١١ من قبل الظهر، على أن تتمّ مباشرةً عمليّة الفرز التي يتولاها ممثل عن الادارة المركزية في "التيّار". في حين أنّ أعضاء المجلس الوطني، الذي تمّ إيصال معظمهم بتدخل مباشر وسافر من باسيل، فسينتخبون أعضاء المكتب السياسي عند الخامسة عصراً، بعد أن يكونوا اطّلعوا على نتائج فرز انتخابات الأقضية، ما يسهّل أمامهم حينها عمليّة "تركيب" النتائج التي تناسب قيادة "التيّار"، فيصبّون أصواتهم على الراسبين المقرّبين منها ويحجبونها عمّن ضمن نجاحه، ولو كان من المقرّبين. وهذا النظام الانتخابي فريدٌ من نوعه، في العالم على الأرجح. ويعني ذلك كلّه أنّ المكتب السياسي سيكون، بغالبيّته على الأقل، مؤيّداً لرئيسه، علماً أنّ الوزراء والنوَّاب الحاليّين المنتسبين الى "التيّار" هم حكماً أعضاء في المكتب. يحصل ذلك كلّه وسط صمت كثيرين. صمتٌ على "جريمة" تُرتكب بحقّ "التيّار" يوازي جرم المشاركة فيها.

 

الراعي من روما: بتعطيل الرئاسة تكمن خطيئة الانانية والكبرياء والمصالح الخاصة

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - روما - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة مار مارون في الوكالة البطريركية - روما، عاونه فيه المطران فرنسوا عيد المعتمد البطريركي في روما ونائبه المونسينيور طوني جبران ورؤساء الوكالات الرهبانية المارونية في روما ولفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة المعهد الحبري الماروني في روما. حضر القداس حشد من المؤمنين يتقدمهم سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي العميد جورج خوري والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في ايطاليا كريم خليل والمستشار الاول ألبير سماحة ونائب رئيس المؤسسة المارونية للانماء الشامل الدكتور سليم صفير.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة تأمل فيها بمثل الابن الشاطر في انجيل اليوم، وقال: "في هذا المثل البليغ من انجيل اليوم، يعلمنا الرب ثلاث حقائق أساسية في حياتنا، يدعونا الى واجب. هذه الحقائق هي مفهوم الخطيئة ونتائجها. التوبة وعنصر المصالحة وثمارها، والواجب أن نكون نحن أيضا رحومين ونحمل شرف خدمة المصالحة. وهذا الكلام يصح ويتحقق في حياتنا الشخصية وحياتنا العملية والاجتماعية والوطنية. العبرة التي سمعناها في انجيل اليوم، هي أن الانسان عندما يتعلق بخيرات الارض وهي عطية من الله، أكانت خيرات مادية أو اشخاص أو ايديولوجيات، وبذلك يبتعد الانسان عن الله، وعندها لا يعود الانسان يسمع لا كلام الله في الانجيل ولا يصلي، ويأبى أيضا ان يسمع صوت الضمير الذي هو في أعماقه. عندها وكما سمعنا في الانجيل يقع الانسان في الفقر ويفقد كل شيء ويقع في حالة الذل، وهذه الحالة التي صورها الرب يسوع في مثل الابن الشاطر. هذا الابن الذي كان يعيش في بحبوحة وكرامة، انتهى إلى أن يسابق الخنازير على أكلهم، ليقول لنا كم إن الانسان ينحط أمام الله. نحن البشر نمجد الذي يصنع الشر والذي يقتل، وبالنسبة إلى الرب يصبح الانسان فاقدا صورة الله. ولكن مع هذا كله لا يحرمه الله من رحمته ومن حنانه".

أضاف: "التوبة كما سمعنا هي العودة الى الذات. يقف الانسان مرة أمام نفسه ويتساءل، أين أنا وكيف أعيش؟. في الحقيقة هذه الوقفة أمام الذات هي وقفة أمام الله، لانها تضعني أمام صوت الضمير أي أمام ما يقوله لي الله. ولان ما يقوله الله هو خارج تماما عما أعيشه، عندها أشعر بالندامة، وبالتالي أنتقل من الحالة التي أنا فيها، وأقرر أن أرجع الى الله".وتابع: "كل هذا، كلام رائع لانه يضع الانسان أمام نفسه، ولكن المرجلة أن أعرف كيف انفذ المصالحة، والمبادرة هي ان الله لم يترك الانسان. خلقه على صورته وافتداه بدم ابنه الوحيد على الصليب وأعطاه الروح القدس وأعطاه الكنيسة كي تهديه دائما الى سر الخلاص. ويقول الرب في الانجيل إن الولد كان بعيدا عندما رآه ابوه، كي يقول لنا إن الرب ينتظرنا. المصالحة تبدأ مع الرب الذي ينتظرنا. وعندما عاد القديس اغسطينوس الى الله، بعد غياب طويل وحياة ملؤها الفلتان، قال: "انا كنت خارجا عنك، ولكن انت كنت في داخلي. انا كنت غريبا عن نفسي، بل انت كنت في داخلي. انت عدت الي بهذه القوة التي كانت في من خلالك". والإبن الضال أقر بخطيئته وفرض على نفسه تكفيرا فقال لأبيه: "عاملني كأجير". نعم الشجاعة هي أن أتوب وأقر بخطيئتي وأكفر من خلال أعمال الخير والرحمة وأقر بإني بدأت حياة جديدة مع الرب. ثمار هذه المصالحة هي التوبة التي تعيد صورة الله الى الإنسان. وإعادة البنوة الكاملة، فيضع الاب الخاتم بإصبع ابنه، ويلبسه الحذاء الجديد، والحذاء يرمز إلى المسيرة الجديدة بعد التوبة، والى التصرف الجديد والتفكير الجديد. لقد علمنا يسوع في صلاة الابانا التي نصليها كل يوم: "كما نغفر لمن خطىء وأساء الينا".

أضاف: "جميعنا يعرف كم من الصعب أن يسامح الانسان ويطوي الصفحة. ويقول الرب: "إن غفرتم بعضكم لبعض خطاياكم، يغفر لكم أبوكم السماوي خطاياكم". والقديس بولس يقول: "نحن لدينا شرف السفير؛ نحن سفراء المسيح للمصالحة". من الجميل ان يكون الانسان سفير المسيح للمصالحة، وهذا الكلام يطبق في حياتنا العائلية والاجتماعية. لأن خطيئة الانسان ليست شخصية، وتنتهي هنا، بل لها آثارها السلبية، إذ إن مجتمعي يصبح سيئا؛ انا رب عائلة، انا زوج زوجة واب، إلخ. كلنا مسؤولون عن بناء المجتمع والعائلة. يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني: "كنا في خطيئة شخصية، أصبحنا في خطيئة اجتماعية. "لانه عندما لا نتوب نعيش في هيكلية خطيئة". وختم الراعي: "هذا ينطبق على الشأن الوطني أيضا. ونحن نعيش في الشرق احقادا تترجم الى حروب وقتل وهدم وخطف. قرار صغير بحرب تبيد آلاف الناس، هو قرار شخصي له انعكاساته السياسية والمادية والإقتصادية والإستراتجية. وايضا بتعطيل رئاسة الجمهورية تكمن خطيئة الانانية والكبرياء والمصالح الخاصة. ولا بأس إذا فقد لبنان دوره ولا بأس إذا غدرنا ببلدنا وإذا عاش المواطن مع النفايات. صلاتنا اليوم لكي يتوب كل انسان ويرجع لربه. نصلي من اجل رؤساء الدول، لانه كلما كبرت مسؤولية الإنسان كلما كبرت دينونته. ومن يحمل المسؤولية دون ان تكون فيه روح المصالحة يتسبب بخراب المجتمع. نصلي لكي يرأف الله بنا، نحن الذين نحتاج إلى توبة، فينظر نحونا ويهز ضمائر مسؤولينا وحكام الدول".

 

كيروز في ذكرى معركة قنات: لا يحق لحزب الله أن يؤذي لبنان لخدمة أهداف خارجية

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - أحيت "القوات اللبنانية" الذكرى 36 لمعركة قنات التي حصلت على يد القوات السورية في شباط 1980، واقيم بالمناسبة قداس لراحة انفس شهداء البلدة في كنيسة السيدة، ترأسه المونسينيور فؤاد بربور وعاونه الخوري فادي شمعون، في حضور النائب إيلي كيروز ممثلا رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع، النقيب جوزاف إسحق ممثلا النائب ستريدا جعجع، رئيس البلدية شليطا كرم، مختار البلدة جوزاف إسطفان، منسق بلدة قنات منصور جعجع ومنسقي "القوات" في الجبة والشمال وحشد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وأهالي الشهداء وأبناء البلدة والجوار. وخدمت القداس المرنمة جيستال إبراهيم وقد نظمت الذكرى فرقة كشافة الحرية التابعة للحزب. وألقى بربور عظة وجه فيها تحية الى نائبي المنطقة اللذين يسهمان بشكل فاعل في إنمائها شاكرا لهم "وقوفهم الدائم الى جانب بلدة قنات وأهلها". وتطرق الى معنى الشهادة قائلا: "إننا نجتمع اليوم لإحياء ذكرى شهداء من "القوات اللبنانية" سقطوا الى جانب ضحايا بريئة في الأحداث التي عصفت في بلدتنا قنات الوادعة الآمنة. فلننحن بخشوع وإحترام أمام هذه التضحيات ونرفع الصلوات إستمطارا رحمة لنفوس طاهرة متضامنين مع أهل الشهداء ليهبهم الله العزاء. ولا يسعنا إلا أن ننوه بالمواقف الوطنية الصافية والتضحيات الغالية التي قدمتها القوات اللبنانية على كل صعيد دعما للوجود ونصرة للهوية، لتبقى بلادنا واحة حرية وسلام لجميع المواطنين". ونقل كيروز تحية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع قائلا: "التحية لكم على وفائكم للقضية ولدماء الشهداء الذين سقطوا على هذه الأرض وبين هذه الحارات وعلى عتبات المنازل من أبناء قنات ومن رفاقنا في "القوات"، من مختلف المناطق دفاعا عن الحرية والكرامة. اليوم نستعيد ذكرى شهدائنا، كما نستعيد وقائع شباط 1980 قنات، ومعها وحشية نظام وجيش ومخابرات، عملت ليل نهار على خنق الحريات وملاحقة الأحرار في لبنان والتنكيل بجميع اللبنانيين الشرفاء. وها هو اليوم السنياريو نفسه يتكرر مع القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري بحق أهله وشعبه، ويجر عليه الويلات والكوارث بسبب تعنته وتسلطه الأعمى". ورأى أن حزب الله "يواصل ممارسة ما درج عليه نظام الوصاية، مستخفا بالدولة وباللبنانيين، مستوقيا بسلاحه، أصل المشكلة، ومعتقدا أنه بذلك يمكنه أن يجعل لبنان مطية له ولرهاناته المرتبطة بحسابات النظام الإيراني". ولفت إلى أن "حزب الله لا يمثل لبنان ولا يختصر الحكومة اللبنانية ولا يختزل الشعب اللبناني ولا يحق له، من أجل خدمة أهداف خارجية، أن يتسبب بالأذى للبنان". وقال: "لقد وقفت السعودية طويلا ودائما الى جانب لبنان، حتى في الحروب العبثية التي تسبب بها "حزب الله". ولكن أن يصل الأمر الى تورط الحزب في كل الحروب الإقليمية وفي كل المنطقة فإن المسألة تستدعي موقفا أكثر حزما وصرامة في الحكومة التي هي المسؤولة أولا وأخيرا عن اللبنانيين ومصالحهم". ولفت إلى أن "تقصير الحكومة يشمل مختلف المجالات، فكم بالحري عندما تستنكف عن تحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه جريمة إرهابية فاضحة وواضحة كتلك التي تورط فيها ميشال سماحة بالتكافل والتضامن مع النظام السوري". وتابع: "بعد قرار محكمة التمييز العسكرية بإخلاء سبيل سماحة، وإحالة الجريمة على المجلس العدلي، إذ أن التساهل بل التمادي في التساهل مع هذه الجريمة يولد محاذير كبيرة وتداعيات خطيرة على الأمن وحياة الناس الأبرياء ويشجع على محاولة تكرارها، فكيف بالحري بعدما إعترف سماحة بالصوت والصورة بأن الرئيس السوري واللواء علي المملوك كانا على علم بما يخطط له؟ علما أن المحكمة العسكرية الدائمة لم تكلف نفسها عناء التطرف الى هذا الإعتراف، وكأنها أرادت أن تبرئ سلفا الرئيس بشار الأسد وعلي المملوك". ودعا المحكمة إلى "إلغاء القضاء العسكري وإعادة النظر في صلاحياته وليقتصر على الجرائم العسكرية البحتة". وختم: "رغم تداعيات الإستحقاق الرئاسي، فإننا نؤكد أن لبنان ما زال في حاجة الى 14 آذار لأن ما يجمعنا هو قضية كبرى وخيارات كبرى ودم غزير، هو دم الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن إنتفاضة الحرية".

وبعد القداس وعلى وقع الموسيقى الوطنية التي عزفتها فرقة موسيقى مار دانيال حدث الجبة، توجه الجميع الى باحة البلدة حيث النصب التذكاري، ووضع إكليل من الزهر على الضريح وغرست 15 أرزة وضعت عليها لوحات بأسماء الشهداء.

 

نبيل قاووق: السعودية متهمة بتهديد الوحدة الوطنية وفريق 14 آذار أكثر المتضررين من سياستها

الأحد 28 شباط 2016 /سياسة - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أن "قناع النظام السعودي سقط عن وجهه الحقيقي في لبنان، بعدما ضبط هذا النظام بالجرم المشهود متلبسا بالتحريض على الفتنة بين اللبنانيين، الذين طالما تغنى بعضهم من قادة فريق "14 آذار" بأن السعودية مملكة الخير، وأنها لا تريد إلا الخير للبنان، ولكن السعودية اليوم متهمة بتهديد الاستقرار والوحدة الوطنية اللبنانية، وبتسليح العصابات التكفيرية في سوريا التي تهدد لبنان، وبأنها تريد إذلال اللبنانيين وابتزاز الموقف الرسمي، وقد ثبت بالدليل واليقين أنها هي التي تمول كل حملات التحريض والإساءة والتشويه التي تستهدف المقاومة في لبنان"، مضيفا: "آن الأوان لنقول إن النظام السعودي شجع إسرائيل في عدوان تموز 2006 على إطالة أمد هذه الحرب، وتدمير مدينة بنت جبيل، والضاحية الجنوبية". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهيد إبراهيم حسن محسن في حسينية بلدة عيناثا الجنوبية، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، وعدد من القيادات الحزبية، ورجال دين وفاعليات وشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. وتابع: "اننا في الوقت الذي لا ننسى فيه أن النظام السعودي هو الذي أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل في اجتياح أرضنا، فهو أيضا اليوم في موقع لا يريد الخير للبنانيين، بما فيهم فريق "14 آذار" الذين هم أكثر المتضررين من السياسة السعودية الموتورة، بعدما انصاعوا وأذلوا أنفسهم للاملاءات والضغوط السياسية والمالية السعودية، التي بالمقابل نجدها تتكسر عند اعتاب الضاحية".

ورأى أن "السعودية تورطت في مغامرة غير محسوبة، وأن نتائجها التي لن تكون إلا الخيبة والفشل والحسرة ليست بيد النظام السعودي، فنحن مطمئنون في مواجهة الضغوط المحلية والإقليمية والدولية، وليس في ساحتنا أي قلق، في مقابل أنهم هم القلقون والخائفون"، معتبرا أن "القناع الذي سقط عن الوجه الحقيقي للنظام السعودي قد كشف حقيقة مسؤوليته عن كل بلاءات ومصائب الأمة، وتفكيك أواصر العالم العربي، وهو المسؤول الأول عن الإساءة للعروبة، لأن التكفيري الوهابي هو نقيض العروبة التي تتجلى في تألق المجاهدين والمقاومين الشرفاء الذين هزموا إسرائيل، فضلا عن أن أي عروبة تمتدحها إسرائيل هي عروبة مشبوهة لا تمثلنا، وأن أي إجماع عربي لا يقربنا من فلسطين وتمتدحه وتراهن عليه إسرائيل هو إجماع مشبوه لا يمثلنا".

وأضاف: "السبب الأول والمسؤولية الأولى لانتشار الفكر التكفيري في أنحاء العالم هو النظام السعودي الذي يروج ويدعم ويسلح ويمول مدارس وفضائيات التكفير التي تخرج آلاف التكفيريين القتلة، والتي هي أعظم من تسليح العصابات التكفيرية، وعليه فإن السعودية تتحمل مسؤولية الإساءة للدين، ومسؤولية سيول الدم التي تجتاح كل بلدان العالم، بدءا من أندونيسيا مرورا بباريس ولندن ونيجيريا والكاميرون وغيرها، ففي اليمن كشفت حقيقة النظام السعودي من خلال تدميره للقرى وارتكابه المجازر بحق أهلها، وكذلك في البحرين عندما قمع الجيش السعودي الثورة السلمية هناك، والأمر نفسه في العراق وسوريا بعدما انكشف الوجه الحقيقي للسعودية من خلال دعمه للعصابات التكفيرية الإجرامية".

 

يزبك: لبنان لن يعتذر لاحد

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أن "لبنان لن يكون مزرعة لآل سعود ولغيرهم"، مشيرا إلى أنه "قوي بجيشه وشعبه ومقاومته". كلام يزبك جاء خلال كلمة له في حفل تأبيني لشهداء بلدة المعيصرة الكسروانية، أقامه "حزب الله"، في حضور النائبين عباس هاشم وجيلبرت زوين وحشد من الفعاليات السياسية والبلدية والإجتماعية في جبيل وكسروان. ولفت الى أن "لبنان لم يسئ لأحد ولن يعتذر لأحد وهو دائما إلى جانب الأمة العرببة"، مشيرا إلى "أن هناك فرقا بين العربي الأصيل والأعرابي". وسأل: "متى إجتمع العرب لحل مشاكل الأمة العرببة؟"، داعيا أن "لا يهول علينا أحد لأن مشروع العزة والكرامة والدفاع عن قضايا الأمة وفلسطين يحفظه العرب الشرفاء الحقيقيون". كما شدد أن "لبنان لن يسقط وسيبقى أحراره هم ضمانته". متسائلا عن الحريات في بلدان الخليج. وعن الشغور في رئاسة الجمهورية، قال: "أن حزب الله دعا دائما لإنتخاب رئيس للجمهورية وأن الأطراف المقابلة هي من تعرقل عملية الإنتخاب، معيدا في الوقت نفسه التأكيد على ترشيح حزب الله للعماد عون، داعيا الى التفاهم لكونه السبيل الوحيد للحل في لبنان.واخيرا استغرب يزبك "سبب إمتعاض البعض عندما ننتقد السعودية التي تآمرت على المقاومة والشعب اللبناني في عدوان تموز 2006"، وأشار الى أن "السعودية هي من صنعت الفكر الإرهابي. وأن مليارات الدولارات التي أنفقتها ما جرت سوى الخيبة والخسارة... فهل ينحل الواقع اللبناني بتهديد حزب الله وشن الحرب عليه؟"، داعيا الجميع الى "الخروج من هذا التجييش الذي يؤدي إلى فتنة تحرق مشعليها قبل الآخرين"، واصفا ما يجري في بعض القنوات الإعلامية من إستهزاء وإشعال للفتن ب "المعيب".

 

النائب نضال طعمة: يصرون على ربطنا بمحور يقتل الناس دفاعا عن الديكتاتوريات

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - سأل النائب نضال طعمة في تصريح "هل ثمة مجال للسؤال أم أن الجميع بات يعلم إلى أين يقودون البلد؟ ولماذا يسلخونه عن محيطه العربي؟ إنهم بكل برودة اعصاب يريدون أن يغيروا وجه لبنان، ويسعون لتجريده من هويته العربية الجامعة التي اتفق عليها اللبنانيون في الطائف، واضعين حدا للحرب الأهلية التي خلفت الدمار والمآسي والتشوهات النفسية والخلقية وأرامل ويتامى في كل بقعة من أرض هذا البلد". واعتبر "ان اللبنانيين يقولون اليوم كفى، لن نسمح لكم بأن تعيدونا إلى جحيم الحروب، لن نسكت ونحن نراكم تسرقون آخر رمق من آخر أمل لنا بلبنان الذي نريده لنا ولكم، والذي حظي بدعم وبمؤازرة الأخوة العرب، وفي منعطفات مهمة من تاريخنا المعاصر، ليكون لنا ولكم فعلا، ولنجسده مساحة حرة تضيء ليل هذا الشرق الناهد إلى سلامه المشتهى". واضاف: "في ظل الكباش الإقليمي يصرون على أخذنا رهينة، وعلى ربط مصيرنا بمصير محور يقاتل الناس دفاعا عن الديكتاتوريات التي أكل الدهر على وشرب، ويجرونا بعدما تنكروا لفضل الأشقاء، وخرجوا عن الإجماع العربي إلى مواجهة اقتصادية مع المصارف العالمية، ما قد ينعكس سلبا على ريادة نظامنا المصرفي، داعين الناس وكل القوى السياسية الحية أن تؤكد خياراتها الحقيقية دفاعا عن لبنان الكيان والنظام والدولة.

نعم نشعر بخوف كبير على لبنان في ظل الاستمرار في سياسة التعطيل، فهم يصرون على الفراغ في كرسي الرئاسة، كما يشلون عمل الحكومة ويجعلونها عاجزة عن أي استحقاق. ولعل ملف النفايات يعكس العجز الحكومي في أبهى صوره، فلا يجوز أن يبقى الإجماع حجة لتغييب الرؤية. فالإجماع المثمر يولد آليات عملية نترجم من خلالها خدمة الناس. أما أن نسمي إجماعا أية عملية تلفيقية تراعي هذا وترضي ذاك فإننا نكون بذلك قابلين للخديعة وخادمين من يمعن في استغلال حرصنا على العمل الحكومي". وختم طعمة: "اذا كان الحراك الذي أحدثه الشيخ سعد الحريري، والذي فتح من خلاله أكثر من أفق للخروج من الواقع القاتل في أكثر من اتجاه، سيلقى المزيد من صم الآذان، على القوى السيادية في البلد أن تستعيد زخم حضورها لتعلن للجميع أننا ما زلنا على خارطة اللعبة قادرين أقوياء. وأن ما تبثه بعض وسائل الإعلام معلنة فوز فريقها، ومصورة الآخرين يلملمون أذيال الخيبة ترهات يعرف مطلقوها حق المعرفة أنها لا تمت إلى الحقيقة بصلة. فليعلو الصوت من جديد وليؤكد الخيارات الحرة، وتمسكنا بهوية لبنان الحرة المنفتحة على الجميع".

 

الجراح حمل باسيل مسؤولية تدهور العلاقات مع السعودية: من غير المجدي استمرار الحوار بين حزب الله والمستقبل

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - أكد النائب جمال الجراح "أن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله لم يحقق أي تقدم ملموس ولاسيما في النقطتين اللتين يبحث فيهما، وهما تخفيف الاحتقان في الشارع ومحاولة التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية"، معتبرا أنه من غير المجدي استمراره بعد اليوم. وشدد في حديث لبرنامج "لقاء الأحد" من "صوت لبنان 93,3" على "أن هناك حرصا على بقاء الحكومة على الرغم من عدم انتاجيتها"، مستغربا كيف أن حل ملف النفايات أصبح يحتاج الى حوار وطني.ووصف الجراح بيان الحكومة الأخير بشأن السعودية ب"الملتبس الذي يقول الشيء ونقيضه"، ودعا الفريق الآخر الى "الاختيار بين عروبته وايران"، محملا وزير الخارجية جبران باسيل مسؤولية تدهور العلاقات بين لبنان والمملكة.

 

حركة التجدد: نتائج كارثية قد تنتج عن الأزمة مع السعودية

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - رات حركة التجدد الديموقراطي "ان قرار المملكة العربية السعودية مراجعة العلاقات مع لبنان يضعنا جميعا، مجتمعا وهيئات اقتصادية وقوى سياسية وحكومة، امام تحد غير مسبوق قد يؤدي الى نتائج كارثية على كافة الصعد، نظرا لارتباط لبنان عضويا باقتصادات دول الخليج، والى احتدام الصراع بين ايران والسعودية الى ما يشبه الحرب المفتوحة في معظم ساحات المنطقة".ولفتت في بيان الى "ان التوافق الضمني بين السعودية وايران على ربط النزاع في لبنان، والذي اتاح مقدارا من الاستقرار الامني في لبنان، بات مهددا بشكل جدي بعد تمادي ايران وحزب الله في استخدام لبنان منصة لاستهداف السعودية في كافة تلك الساحات لا بل في السعودية نفسها، وهذا ما لا يرضي الغالبية العظمى من اللبنانيين. تجدر الملاحظة موضوعيا الى أن التمادي ما كان ليبلغ هذا الحد لولا تراجع الاهتمام الاستراتيجي للدول العربية بلبنان، ولولا التخبط وضعف اداء القوى اللبنانية المفترض بها حفظ التوازن الوطني مع حزب الله وايران. وما الموقف اللبناني المتهور والمتكرر بين القاهرة وجدة الا استكمالا وتتويجا لهذا المشهد المتراكم منذ سنوات". ونبهت من انه، "اذا حصل مزيد من الاستخفاف او التصعيد او الاهمال، يمكن لهذه الوضعية الحرجة ان تنزلق الى ما لا يحمد عقباه من تضييق مالي وتقليص فرص العمل والتصدير والاستثمار امام لبنان واللبنانيين بمستويات غير مسبوقة، أو حتى الى تفلت أمني قد يلحق لبنان لا سمح الله بدائرة الحرب السورية. هذه المخاطر والتحديات تضع الجميع امام مسؤولياتهم التي يجب ان تمارس بعيدا من الشعبوية والاستفزاز او التزلف والمزايدة". واضافت: "لا شك ان حزب الله وحلفاءه مطالبان دائما بتغليب المصلحة اللبنانية على اي مصلحة أخرى وبالتوقف عن استخدام لبنان منصة لطموحات ايران في المنطقة، انما قوى 14 آذار مطالبة الآن وبالحاح بالخروج من دائرة التخبط والمياومة السياسية والحروب الصغيرة على الاحجام والمكاسب للاضطلاع جديا بمسؤوليةالتأطير السلمي والوطني لحالة الرفض الشعبي الواسع لتوريط لبنان في حروب المنطقة. هذا هو المدخل الأساس لاعادة التوازن الى المشهد الداخلي، الذي لا يمكن ايضا ان يتحقق او يستقر الا اذا اعتمدت الدول العربية والصديقة سياسة الدعم الهادف والاحتضان للبنان، والتأكد من ان أي اجراء لن يؤدي الى نتائج معاكسة تمعن في عزل لبنان عن بيئته العربية وتدفع بالقوى الاقليمية الاخرى الى ملء الفراغ".وختمت الحركة: "الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي يجب ان يبقى اولوية مطلقة، لا خيار امام الحكومة الحالية ورئيسها الا الاصرار على اعتماد سياسة داخلية متوازنة تفاديا لتأجيج التوترات الاهلية والمذهبية التي تطل برأسها بين الحين والآخر، وسياسة خارجية ملتزمة بالتضامن العربي تفاديا للاضرار بالمصالح العربية واللبنانية معا".

 

الحاج حسن: لسنا إمارة سعودية بل جمهورية لبنانية مستقلة ذات سيادة وعضو في الجامعة العربية وحريصون على استقرار البلد

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - رأى وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن أن "لبنان يمر بأوضاع صعبة وحرجة، لكنها كانت أكثر حرجا لو انتصر المشروع التكفيري. هذا المشروع الذي سنواجهه بكل قوة وعزيمة وصبر حتى هزيمته". وفي احتفال تأبيني في حسينية السعيدة غربي بعلبك، ثمن الحاج حسن "دور الجيش اللبناني والأمن العام والاجهزة الأمنية في الداخل، وعلى الحدود"، مؤكدا "سنستمر بمواجهة الإرهابيين مع حلفائنا في الداخل وعلى الحدود، أعجب ذلك الغير، أم لم يعجبه. أأرضاه أم لم يرضه ذلك". وقال: "نحن لم نسال يوما عن رضى السعودية او أميركا، وسنستمر بمواجهة التكفيريين في لبنان وسوريا، وحيث يجب. لأنهم خطر على لبنان والمنطقة، ولن نخدع بالكلام عن محاربة الإرهاب، لأن نشأتهم وتمويلهم وغطاءهم سعودي"، لافتا إلى أنه "عندما تريد السعودية محاربة الارهاب، فلتوقف التمويل"، معتبرا أنها "هي المسؤولة عن الحالة التكفيرية بالعالم". أضاف "لن نغير مواقفنا، ولن نتراجع، وإذا ظنوا انهم بالضغط علينا، اننا سنتراجع، فإننا لن نغير مواقفنا، وهم واهمون، وما قمنا به في اليمن والبحرين، هو اننا عبرنا عن راينا، وهم يقصفون بالطائرات". وتابع "لن يفيدكم الضغط والتهويل علينا في لبنان، والمؤسف ان بعض اللبنانيين أصبحوا ابواقا للتهديد والوعيد من السعوديين. البيان الحكومي صدر بالإجماع، وبالتالي لا نفتش عن الرضى السعودي، بل عن مصلحة لبنان واللبنانيين، في ان يحصنوا وطنهم ضد الارهاب، ويحموا الاستقرار الداخلي والتوافق الوطني"، مؤكدا "نحن لسنا إمارة سعودية. نحن جمهورية لبنانية مستقلة ذات سيادة، وعضو في الجامعة العربية، ولسنا اتباعا لأحد. لدينا قرارنا المستقل. ونحن حريصون على استقرار البلد من كل النواحي".وختم "اطمئنوا لدينا جيش وقوى أمنية ومقاومة دافعوا وسيدافعون عن لبنان بوجه العدو الصهيوني، وحققنا الانتصارات وسنحققها ضد التكفيريين، ولبنان سيخرج من أزمته بالصبر والعزيمة والاصرار". وألقيت في المناسبة، كلمتان لمطران بعلبك ودير الاحمر المارونية حنا رحمة ومفتي بعلبك الجعفري الشيخ خليل شقير، اللذين شددا على "الانفتاح والحوار والمحبة والعيش المشترك، والحفاظ على وديعة اجدادنا وأحبائنا في ان نبقى صوتا واحدا وقلبا واحدا في مجتمع واحد منفتح على الحوار والمحبة".

 

سوكلين: نرفض اتهامات النائب سامي الجميل وحزب الكتائب ونعتمد مبدأ الشفافية وليس لدينا اي ارتباط مع السلطة السياسية

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - جاءنا من شركة "سوكلين" البيان الآتي: "كما سبق وذكرنا في كل بياناتنا الصادرة خلال الأشهر الماضية والتي نشرت في مختلف وسائل الاعلام وعلى الصفحات التابعة لشركة سوكلين، نود أن نؤكد مجددا وباصرار ان شركتي سوكلين وسوكومي لا تتدخلان ولا تتفاعلان وليس لديهما أي رأي سلبي أو ايجابي في مواقف اي من الأحزاب السياسية اللبنانية أو السياسيين اللبنانيين واجنداتهم السياسية. واذ نرفض جملة وتفصيلا جميع الاتهامات السياسية والتصريحات التي أطلقها سعادة النائب سامي الجميل وحزب الكتائب اللبنانية، يهمنا ان نعيد ونؤكد بأن ليس لدينا ما نخفيه وقد تعاونا وبشكل كلي مع المدعي العام المالي ومجمل السلطات القضائية المختصة، واننا، وأكثر من أي كان نطالب بنشر نتيجة التحقيقات القضائية. وانطلاقا من اعتمادنا لمبدأ الشفافية في عملنا وبهدف اطلاع الرأي العام على المعلومات الصحيحة والدقيقة، يهمنا أن نوضح ما يلي:

1- ان كل من شركتي سوكلين وسوكومي ليس لديهما اي ارتباط مع السلطة السياسية والسياسيين وتعملان حصرا وفقا للعقود الموقعة مع الدولة اللبنانية، ولطالما أكدتا أنهما على استعداد تام للتعاون مع القضاء اللبناني في كل ما يتعلق بالعقود.

2- خلال قيامهما بعملهما وفقا للعقود الموقعة مع الدولة اللبنانية، فان كل عمليات سوكلين وسوكومي كانت تخضع باستمرار الى مراقبة الشركات الاستشارية المتعاقدة مع الحكومة ومراقبة شركة تدقيق دولية مستقلة عينت خصيصا من قبل الحكومة اللبنانية.

3- ان عقد سوكومي الأساسي والموقع مع الدولة اللبنانية في ما يتعلق بفرز النفايات نص على وجوب وجود ? خطوط للفرز، الا ان سوكومي قد قامت بمبادرة منها، وعلى نفقتها الخاصة، بتوسيع عمليات الفرز حتى وصلت الى ? خطوط، كما أن مواقع الفرز واعادة التدوير لدينا لا تزال تعمل على مدار الساعة كما في السابق ومن الممكن طلب زيادتها.

4- تقوم سوكومي بتسبيخ ما معدله 300 طن يوميا من المواد العضوية وهي القدرة الإستيعابية القصوى لمركز التسبيخ لحالي الذي أمنته الحكومة اللبنانية منذ بداية عقد المعالجة. وقد تعذر على الحكومة اللبنانية طيلة السنوات التعاقدية تأمين مراكز إضافية لمعالجة كامل كميات المواد العضوية التي تقوم الشركة بجمعها. ونود الاشارة الى أننا نوزع محسن التربة (كومبوست) الذي ننتجه مجانا على المزارعين اللبنانيين.

5- ثمة لغط كبير في المعلومات المتعلقة بالكميات الفعلية حيال الفرز واعادة التدوير وتسبيخ وطمر النفايات ويهمنا ان نوضح أن العقد الموقع مع الدولة اللبنانية ينص على النسب التي اعتمدناها خلال عملنا أي طمر 80 بالمئة من النفايات ومعالجة 20 بالمئة منها، وقد قمنا سابقا بنشر كل التفاصيل التعاقدية ذات الصلة وهي موجودة على موقعنا الالكتروني www.sukleen.com/news.html وعلى صفحاتنا للتواصل الاجتماعي.

6- لقد قمنا وعلى نفقتنا الخاصة وبمبادرة داخلية من شركتنا، بمجموعة من الإختبارات للحد من كمية النفايات المرسلة الى المطمر، كما اننا اتممنا مجموعة من دراسات الجدوى المتعلقة بتنفيذ هذه الحلول في لبنان. لكن للأسف، لم تتخذ الدولة اللبنانية اي قرار بتحويل أي من التجارب والإختبارات الى مشاريع متكاملة.

7- لقد قمنا بوضع كل هذه التفاصيل بمتناول الاعلام والرأي العام اللبنانيين وذلك من خلال "قائمة المعلومات الأساسية" التي نشرت في الصحف اللبنانية وعلى منصاتنا الالكترونية، وندعو الجميع وتحديدا النائب الجميل والحزب الذي يمثله الى الاطلاع على هذه الوثائق وأخذها في الاعتبار قبل الاقدام على اطلاق اتهامات عارية عن الصحة.

بناء على كل ما تقدم، وحفاظا على كرامة العاملين في شركتي سوكلين وسوكومي، نتمنى على الجميع التحقق من معلوماتهم قبل رمي الإتهامات جزافا".

 

رعد: لا نخاف صراخا ولا يتوعدنا أحد بالقوة وعاصفة حزمهم حولناها إلى فتات ورماد

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - أعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنه "ما رفع سيف في وجه المقاومة الشريفة والأصيلة والمجاهدة إلا كان شريكا لإسرائيل ولأعوانها، نحن نربأ بكل جماعات المنطقة أن تكون في خدمة المشروع الإسرائيلي، إذا أصر البعض فسنتعامل معه على أنه شريك للعدو الإسرائيلي"، مضيفا "نحن لا نخاف صراخا ولا يتوعدنا أحد بالقوة والحزم، عاصفة حزمهم حولناها إلى فتات ورماد، عليهم أن يعرفوا حدودهم وأن لا يتطاولوا على مقاومة شرفتهم وشرَّفت كل منطقتنا العربية والإسلامية، وهي نقطة الضوء الوحيدة في هذا العالم العربي والإسلامي، نحن لسنا إرهابا، نحن مقاومة ضد الإرهاب على مستوى التنظيمات وضد إرهاب المرتزقة وضد إرهاب الدولة من الكيان الصيوني إلى من يقف خلفه". النائب رعد كان يتحدث خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" وأهالي بلدة دير الزهراني في ذكرى أسبوع الشهيد علي حسن روماني، في حسينية البلدة، بحضور مسؤول المنطقة الثانية في الحزب علي ضعون وشخصيات سياسية، دينية، حزبية، وفد من مؤسسة الشهيد وفاعليات إجتماعية وبلدية وحشد كبير من أهالي البلدة والجوار.

وقال: "نحن نمارس حقنا ولا نقبل من أحد مهما علا شأنه أن يصادر لنا هذا الحق في هذه المنطقة ومن غيرها، نحن عرفنا كيف نصنع انتصاراتنا وعرفنا كيف نعزز الرصيد الذي يلهمنا الحزم والعزم وقوة الإرادة والمبادرة والتخطيط والشجاعة والإقدام من أجل أن نصنع فجرا جديدا لأمتنا وأن نعيش نهارا جديدا في دنيانا".

واردف: "الإستعراضات والعنتريات والتطاول والمس بالكرامات والحكي عن القيادات التي لا مثيل لها في كل تاريخ بلدانكم، هذا الأمر لا ينفعكم على الإطلاق، عليكم أن تخجلوا وأن تعتذروا إلى الأمة من كل فشلكم وخيباتكم ونكساتكم وخسائركم، ألا تستحون وأنتم ملكتم عقودا من السنين، ألا تستحون إن في بلادكم وأنتم أغنى بلد في منطقتنا العربية تملكون أول وأكبر إحتياط إستراتيجي من نفط، في بلدكم لوحده يعيش ثمانية ملايين تحت خط الفقر فيما ثرواتكم تأكلونها ويأكلها حواشيكم وأزلامكم ومن تريدون أن تثيرون من خلاله أو عبره الفتن والإنقسامات في كل منطقتنا العربية، تستطيعون أن تضللوا أمثالكم والأغبياء والحمقى الذين يرون لكم وجودا في هذه المنطقة، أما نحن فلا تستطيعون أن تفعلوا ذلك، نحن نعرفكم ونعرف طبيعتكم ونعرف سقوفكم ونعرف المدى الذي تستطيع أيديكم أن تطاله، فلا تتطاولوا، حذار من التطاول على مقاومتنا". وختم رعد قائلا: "نحن المغامرون الذين هزمنا الإسرائيليين في العام 2006 حين تنصلتم وسحبتم أيديكم ودفعتمونا إلى تحمل المسؤولية في المواجهة بأنفسنا ولوحدنا، نحن شعرنا أنكم أنتم الذين هزمتم حين هزمنا العدو الإسرائيلي لأن شبكة مصالحكم قد اتصلت بشبكة مصالح العدو وإتصالاتكم مع هذا العدو لم تعد خافية على الإطلاق أصبحت على الشاشات، نحن ندعو إلى إعادة النظر والمراجعة، كنتم تحتفظون ببقية وقار وهيبة نتيجة صمتكم ونتيجة البطء في سياساتكم ونتيجة أنكم تمكرون في الخفاء، أما الآن فقد ظهرتم بوضوح، لم يعد أحد يخفى عليه ما تحضِّرونه وما تنتهجونه، ومع ذلك نحن نريدأن ننهض بشعبنا وبوطننا لندفع أذى العدو الإسرائيلي الذي هو عدونا الرئيسي عن كل منطقتنا، ومن أجل أن لا يتدخل أحد في شؤوننا". وتخلل الإحتفال كلمة لإمام البلدة الشيخ عوني عون ثم مجلس عزاء للقارىء الشيخ حسن بحمد.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يدعو الاوروبيين الى توزيع منصف لاعباء المهاجرين

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - دعا البابا فرنسيس اليوم الدول الاوروبية المنقسمة ازاء تدفق المهاجرين الى ايجاد "رد اجماعي" و"توزيع منصف للاعباء" فيما بينها. ورحب الحبر الاعظم اثناء الصلاة في ساحة القديس بطرس "بالاعانات السخية" التي قدمتهااليونان والبلدان الاخرى. واعتبر ان هذا الوضع الانساني الطارىء "يتطلب تعاون كافة الامم".

 

الرئاسة الفلسطينية: إرسال طهران أموالاً لعائلات شهداء تدخل مرفوض

رام الله، تل أبيب – وكالات/29 شباط/16/رفضت الرئاسة الفلسطينية إعلان طهران بشأن إرسال أمول لأهالي قتلى فلسطينيين سقطوا في “الهبة الشعبية” ولأصحاب المنازل التي هدمتها إسرائيل، رافضة التدخل في الشأن الداخلي والعربي. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المتحدث باسم السلطة في رام الله نبيل أبو ردينة قوله، أمس، “إنه كان من الأجدى أن ترسل إيران الأموال بشكل رسمي إلى مؤسسة الشهداء والأسرى (تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية) التي تؤدي واجباتها نحو أبطال فلسطين وعائلاتهم بدل اللجوء إلى طرق ملتوية ووسائل غير مشروعة”. وأضاف إن التصريحات الصحافية لطهران غير مقبولة ومرفوضة، وهي ليست تجاوزاً للشرعية الفلسطينية وحدها، بل تعتبر خرقاً لكل القوانين، بما فيها القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين الدول، كما تعتبر تدخلاً مرفوضاً في الشؤون الداخلية الفلسطينية والعربية. وجاء موقف السلطة الفلسطينية على خلفية إعلان السفير الإيراني لدى لبنان محمد فتح الأربعاء الماضي عزم بلاده تقديم “سبعة آلاف دولار لأهل كل شهيد سقط خلال انتفاضة القدس، فيما ستتلقى الأسر التي هدمت منازلها مبلغ 30 ألف دولار، عبر “مؤسسة الشهيد – فرع فلسطين” الإيرانية. وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ مطلع أكتوبر 2015 مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية وقعت بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة أمنية إسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد 186فلسطينياً، فيما هدمت السلطات الإسرائيلية منذ بدء المواجهات منازل لفلسطينيين نفذوا هجمات ضد أهداف إسرائيلية، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. من جهة أخرى، أعلنت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن الإدارة الأميركية وافقت على زيادة المساعدات العسكرية السنوية لتل ابيب لتبلغ نحو أربعة مليارات دولار سنوياً، مقابل تعهّدها بعدم طلب زيادة من الكونغرس. وذكرت الصحيفة الصادرة، أمس، نقلاً عن مصادر سياسية قولها إن إدارة الرئيس باراك أوباما وافقت على إضافة مبلغ 800 مليون دولار إلى المساعدات السنوية التي تقدمها لإسرائيل لتبلغ نحو أربعة مليارات دولار، مشيرة إلى أن المساعدات التي تلاقها إسرائيل سنوياً كانت تقدر بنحو 3.1 مليار دولار. وأضافت أن إسرائيل تطلب زيادة هذه المساعدات لتبلغ 4.5 مليار دولار سنوياً لمدة 10 سنوات.

 

برلماني مصري يرشق عكاشة بالحذاء لاستقباله السفير الإسرائيلي في منزله

القاهرة – وكالات: 29 شباط/16/فاجأ النائب البرلماني المصري كمال أحمد أعضاء المجلس، أمس، برشق النائب توفيق عكاشة بالحذاء بعد دخوله القاعة الرئيسية للمجلس رداً على مقابلة الأخير للسفير الإسرائيلي لدى مصر حاييم كورين في منزله. وقال أحمد الذي يعد من أقدم البرلمانيين قبل دخوله الجلسة العامة للبرلمان إنه جاء برسالة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للنائب الخائن العميل، ثم رشق عكاشة بالحذاء أثناء مروره في القاعة خلال انعقاد الجلسة الصباحية لمناقشة أزمة لقاء الأخير بالسفير الاسرائيلي في منزله بالدقهلية بدلتا مصر. من جانبه، قرر رئيس مجلس النواب على عبد العال طرد أحمد وعكاشة من الجلسة. ووافق المجلس النواب فى جلسته الثانية على إحالة أحمد إلى لجنة خاصة للتحقيق معه فى واقعة اعتدائه بالحذاء على عكاشة فى الجلسة الصباحية التي كانت مخصصة أساساً لمناقشة أزمة استقباله للسفير الإسرائيلي.وعقدت الجلسة الأولى بعد أن تقدم نحو 100 نائب بطلبات إحاطة لمحاسبة عكاشة برلمانياً وشطب عضويته وفصله من المجلس، موجهين له اتهامات بالخيانة. وقال وكيل البرلمان محمود الشريف «إن ما فعله عكاشة وضع المجلس والدولة المصرية كلها في مأزق، فالتعرض له (عكاشة) بالعقاب قد يتسبب في أزمة دولية بين مصر وإسرائيل، وسيمثل موقفاً معادياً من المؤسسة التشريعية ضد التوجه العام للدولة». أما النائب مصطفى بكري، فقدم بياناً عاجلاً للمجلس طالب فيه بسرعة التحقيق مع عكاشة، متهماً إياه بخيانة دم الشهداء وتزوير شهادة دكتوراه خاصة به، قدمها ضمن أوراقه للترشح للبرلمان. من جهة أخرى، دعت نقابة المحامين في مصر إلى إضراب عام لأعضائها في محافظة الشرقية، احتجاجاً على توقيف الشرطة لمحامٍ. وذكرت النقابة في بيان، أمس، «أن وزارة الداخلية تصر على السير بذات النهج القديم والثقافة التي أسقطها الشعب في 25 يناير 2011». وأضافت رداً على بيان لوزارة الداخلية اتهمت فيه المحامي الموقوف إبراهيم أبو جاموس بتورطه بقضية أمن دولة «أن نقيب المحامين سامح عاشور لا يعلم بالإجراءات التي تمت مع المحامي، ولا علم للنقابة أو لأي محامٍ بالتهمة الموجهة للمحامي، أو رقم القضية أو النيابة المختصة، ولا القرار الذي صدر فيها». يشار إلى أن وزارة الداخلية أعلنت أن أبو جاموس وهو محامٍ بمدينة فاقوس بمحافظة الشرقية ليس مختفياً أو محتجزاً لأسباب تتعلق بأداء عمله، مشيرة إلى أنه تم توقيفه تنفيذاً لقرار نيابة أمن الدولة العليا بضبطه وإحضاره بقضية خاصة بجماعة «الإخوان». قضائياً، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، إرجاء محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و12 قيادياً أمنياً سابقاً إلى 13 مارس المقبل في قضية اتهامهم بالاستيلاء على المال العام والإضرار العمد به بنحو 2 مليار جنيه خلال الفترة من العام 2000 وحتى يوليو 2011. في سياق منفصل، قتل ضابط شرطة، أمس، بالرصاص في هجوم لتنظيم «ولاية سيناء» الموالي لتنظيم «داعش» في محافظة شمال سيناء. وفي هجوم آخر، أصيب ضابط متفجرات ومجند في انفجار مدرعة شرطة أثناء بحثها عن عبوات ناسفة في رفح، فيما تبنى «داعش» الهجومين.

 

إيران.. جميع مقاعد طهران في "الشورى" لروحاني وحلفائه

طهران – وكالات/28 شباط/16/تقترب قائمة "أمل" (اميد) التي شكلها أنصار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من إصلاحيين ومعتدلين من تحقيق انتصار كاسح في طهران بفوزها بجميع مقاعد العاصمة الثلاثين في مجلس الشورى، بحسب نتائج شبه نهائية أعلنها التلفزيون الرسمي. وبحسب هذه النتائج، بعد فرز حوالي 90% من الأصوات، حل رئيس قائمة المحافظين غلام علي حداد عادل في المرتبة الـ31، وفي حال تأكد ذلك يكون مني بهزيمة في الانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة. وفي أول تعليق له مع بدء صدور النتائج الأولية للانتخابات، قال الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني إن ليس لأحد القدرة على الوقوف أمام إرادة الشعب، وعلى من لا تريدهم الأغلبية أن يتنحوا. وصوت ملايين الإيرانيين يوم الجمعة لاختيار أعضاء البرلمان ومجلس الخبراء الذي سيختار أعضاؤه الزعيم الأعلى المقبل للبلاد. ومن المتوقع أن تعلن النتائج النهائية في غضون أيام. وأظهرت النتائج الأولية التي بثها التلفزيون الرسمي أن المرشح المحافظ البارز غلام علي حداد عادل في طريقه لخسارة مقعده في طهران. وحل على رأس مرشحي لائحة "أمل" الواثقين من الفوز بمقعد في طهران الإصلاحي محمد رضا عارف، والمعتدل علي مطهري اللذين حصلا على حوالي 1.3 مليون صوت، وأكثر من 1.1 مليون صوت على التوالي. وكان الإصلاحيون ضموا ثلاثة محافظين معتدلين إلى قائمتهم، بينهم مطهري، وقد فازوا جميعهم. وكانت قائمة الإصلاحيين والمعتدلين في طهران برئاسة محمد رضا عارف المرشح الإصلاحي السابق للانتخابات الرئاسية، والذي انسحب لمصلحة روحاني، ما أتاح لهذا الأخير أن يفوز من الجولة الأولى في 2013. أما في باقي البلاد، فيتقاسم مرشحو لائحة "أمل" والمحافظون، الأصوات مع مرشحين مستقلين لم يكونوا مدرجين على أي من اللائحتين الرئيسيتين، بحسب النتائج الجزئية. غير أن انتصار قائمة "أمل" في العاصمة الإيرانية يعطي دفعاً حاسماً لأنصار الرئيس روحاني الذين سيتمتعون بتمثيل أوسع بكثير في مجلس الشورى المقبل بعدما كان يهيمن عليه المحافظون. ويعد مجلس الشورى 290 نائباً. ويأمل حسن روحاني في الحصول على غالبية من النواب تسمح له بمواصلة سياسة الانفتاح التي باشرها في إيران. وهو يراهن على الاتفاق النووي الذي أبرمه في يوليو 2015 مع الدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني والذي شكل خطوة كبرى أخرجت البلاد من عزلتها.

ولن تصدر النتائج النهائية الشاملة التي يفترض أن يصادق عليها "مجلس صيانة الدستور" قبل الاثنين أو الثلاثاء.

 

الجبير: روسيا والنظام ينتهكان الهدنة في سوريا

العربية.نت/28 شباط/16/اتهم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، روسيا ونظام الأسد بخرق الهدنة. وقال الجبير إن الطيران الحربي الروسي والسوري استهدف المعارضة التي تصنف معتدلة، مشيراً إلى أن الرياض تتشاور بشأن هذه الخروقات مع الدول الكبرى. كما تحدث عن خطة بديلة إذا اتضح أن النظام السوري وحلفاءه غير جادين، لكنه أكد أنه إذا ما استمرت الهدنة، ودخلت مساعدات إنسانية لجميع المناطق السورية فسيساهم ذلك في إنقاذ عدد كبير من المدنيين.  وأشار الجبير أيضاً إلى أن الحل السلمي والمفاوضات تعتبر الخيار الأفضل والأسرع لإنهاء الصراع السوري، مشدداً على أن الخيار يعود للأسد إذا ما أراد الرحيل بموجب الخيار السلمي أو الحل العسكري، وفق تعبيره. وشهدت الهدنة في سوريا خروقات للنظام وغارة للطيران الروسي، ما دفع بالمعارضة السورية للتحذير من انهيار الهدنة، بسبب تلك الخروقات. وفيما تبدأ الهدنة ثاني أيامها، اتهمت نائبة رئيس الائتلاف السوري، نغم الغادري، روسيا ونظام الأسد بخرق الهدنة، وقالت إنه تم تقديم شكوى بذلك إلى المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.

 

الملك سلمان يبحث العلاقات الثنائية مع ولي عهد الدنمارك

العربية.نت/28 شباط/16/استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم، الأمير فريدريك هنريك أندريه، ولي عهد مملكة الدنمارك والوفد المرافق له. وعقد خادم الحرمين الشريفين جلسة مباحثات رسمية مع ولي عهد الدنمارك. وجرى خلال جلسة المباحثات استعراض العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها.

 

العراق..70 قتيلا وأكثر من 100 جريح بتفجيرين وداعش يتبنى

العربية.نت، رويترز/28 شباط/16/تبنى تنظيم "داعش" تفجيري مدينة الصدر شرق بغداد، حيث قتل 70 شخصاً وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة، أعقبه هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدفا سوقاً شعبية في المدينة، وفق الشرطة. وقال مصدران في الشرطة إن منفذي التفجيرين كانا يستقلان دراجتين ناريتين يسيران بهما وسط سوق مزدحمة للهواتف المحمولة. وأغلقت الشرطة المنطقة لمنع وقوع مزيد من الهجمات.

 

طائرات روسية تدك بلدة للمعارضة شمال حمص

عمان – رويترز/28 شباط/16/قال متحدث باسم معارضين سوريين إن طائرات يعتقد أنها روسية دكت معقلا لهم إلى الشمال مباشرة من مدينة حمص، وذلك في ثاني هجوم جوي على البلدة التي يسيطر عليها معارضون خلال ساعات. وأضاف المتحدث باسم غرفة العمليات العسكرية التابعة للجيش السوري الحر في البلدة وتقودها كتيبة سرايا الحق لرويترز، إن الضربات الأربع وقعت على بلدة دير معلا، وأعقب ذلك إسقاط طائرات هليكوبتر تابعة لجيش النظام السوري عدة قنابل.

 

من هي الداعشية السعودية التي التقاها خليفة داعش؟

28 شباط/16/الرياض - هدى الصالح/كشفت مصادر لـ"العربية.نت" حقيقة دور ندى القحطاني الملقبة بـ"أخت جليبيب" داخل تنظيم "داعش"، والتي قام أبو بكر البغدادي بتعيينها مسؤولة عن كتيبة الخنساء الميدانية بالرقة، في الوقت الذي تولت فيه ريما الجريش "أم معاذ" والتي قتلت مؤخرا في مدينة الشدادي، مسؤولية كتيبة الخنساء الإلكترونية، وتولي مهام تجنيد الفتيات والنساء. وبحسب ما قاله أحد النشطاء البارزين، تتميز "أخت جليبيب" بكلمة قوية في التنظيم المتطرف، الأمر الذي منحها مكانة وثقة خاصة من قبل البغدادي زعيم "داعش". وأفاد بالتقاء البغدادي مع "ندى القحطاني" مرتين خلال 6 أشهر في الرقة، قبل أن يلتقي بها مرة أخرى منذ فترة وجيزة في الحسكة ضمن عدد من قيادات "داعش". وقال "تم تكليف ندى القحطاني من قبل البغدادي بتأسيس فرع جديد لكتيبة الخنساء في الحسكة بعد أن كانت أعمال الكتيبة مقتصرة على الرقة، خلال اجتماع له مؤخرا مع قيادات "داعش" طلب انعقاده في الحسكة، كان من بينهم "أخت جليبيب".

وأضاف "تتواجد ندى القحطاني حاليا في الشدادي، وتلعب دورا قويا بتواصلها مع المقاتلين الأجانب المتواجدين في الحسكة". وكانت "أخت جليبيب" أول داعشية سعودية تنتمي إلى التنظيم بعد إعلانها النفير إلى سوريا ومبايعتها "البغدادي" في ديسمبر 2013، قائلة في إحدى تغريداتها "أستودعكم الله.. دعواتكم لي بالعملية الاستشهادية، وأن يثبتني الله وسأبشركم عما قريب بشارة تفرحكم". وأضافت "حرضوا أزواجكن وأبناءكن يا نساء.. أقسم بالله بأن كل متر من الشام بحاجة إلى مجاهد ستقف كل أنثى أمام الله وسيسألها الله لماذا لم تحرضي محارمك".

 

العربي يعلن عدم رغبته في تجديد ولايته

الأحد 28 شباط 2016 /وطنية - اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم عدم رغبته في تولي هذا المنصب لولاية ثانية عقب انتهاء ولايته الاولى في تموز المقبل. وقال العربي في تصريح للصحافة "لقد طلبت من الحكومة المصرية عدم التفكير في طلب التجديد لي لفترة جديدة"، مضيفا ان "مدة ولايته الحالية كأمين عام للجامعة العربية تنتهي في أول تموز 2016 وسيستمر في ممارسة مهامه حتى انتهاء ولايته".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي للشرق الأوسط: حزب الله وإيران مرتزقة لدى روسيا/سلاح حزب الله صار وبالاً على كل لبناني/نحذّر من حرب وأيام مرة وندعو إيران إلى إعادة النظر مع دول المنطقة

البقاع (شرق لبنان): «الشرق الأوسط»/29 شباط/16

أعرب أمين عام حزب الله الأسبق الشيخ صبحي الطفيلي عن استغرابه «حينما كان البعض (في إشارة إلى أمين عام حزب الله الحالي حسن نصر الله) يتناول الدول الخليجية بألفاظ جامحة جدا وهو يعلم ما يمكن أن تؤثر هذه الكلمات على الشعب اللبناني واللبنانيين في الخليج، واليوم وصلنا إلى هنا». وقال الطفيلي، وهو أول أمين عام للحزب، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن «أطرافا كثيرة تتحمل المسؤولية، لكن بالضرورة يجب أن نجد حلاً لأن لبنان لا يستطيع ولا يقوى أن يُحمّل هذا العبء الكبير»، مشددًا على أن «لبنان ضعيف ولا يحق لأحد أن يُحمّله أعباء سياسات إقليمية وأكبر من إقليمية»، محذرًا من أن «الأمور تتجه إلى مزيد من التصعيد، وندرك أن فريق 14 آذار يزداد ضعفا، علمًا بأنه ضعيف ولا يستطيع أن يفعل الكثير من الأشياء».

وفي ما يأتي نص الحوار:

* هل تُحمّل مسؤولية الأزمة السياسية بين لبنان والخليج لفريق 8 آذار؟

- هم اقترحوا النأي بالنفس، وأن الحل بالعودة إلى النأي بالنفس، ولكن أي نأي بالنفس ونحن نخوض حروبها من أقصاها إلى أقصاها ونعارك كل الدنيا؟ أي نأي بالنفس هذا؟ وعدم الالتزام بالنأي بالنفس أوصلنا إلى هنا. أنا بالمناسبة لا أحمِّل المسؤولية فقط إلى 8 آذار، أنا أرى أن جماعة 14 آذار يتحملون قسطا من المسؤولية، لكن ذلك لا يعني أنهم هم من وتروا العلاقة مع دول الخليج، بل سهلوا توتير العلاقة.

* كيف ذلك؟

- كان أركان فريق 14 آذار بطريقة أو بأخرى داعمين لتوتير العلاقة ولو بالسكوت وبإشعارهم الآخرين بأنهم هم ضعفاء لا يستطيعون أن يكونوا شركاء حقيقيين في البلد. بهذه الاعتبارات وغيرها يتحملون المسؤولية، واليوم هم جزء من هذا النظام. وإذا كانت وزارة الخارجية تتحمل مسؤولية التوتير، فالوزارة هي جزء من الدولة. رئيس الوزراء هو مسؤول شاء أم أبى، وعليه أن يتحمل المسؤولية. ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية، فليرحل. لا يجوز أن يبقى البلد متهتكًا ومفضوحًا إلى هذه الدرجة.

هل يعقل أن تبقى الحكومة، والدنيا وبيروت كلها مزابل، ثم يبقى رئيس الوزارة والوزراء، ويجب أن نجلهم ونحترمهم؟ لا. هؤلاء يجب أن يرجعوا إلى بيوتهم. لا يجوز أن يبقى المسؤول مسؤولا وهو يملأ البلد بمشكلاته ومصائبه.

* هل تتخوفون من المزيد من التصعيد الأمني والسياسي في البلد؟

- الظاهر أن الأمور تتجه نحو شيء من التصعيد. وما أعرفه أن الأميركيين كانوا يلجمون الأمور في لبنان. إذا كان أي أحد يظن نفسه أنه هو من يلجم الأمور والتفلت الأمني والحرب الأهلية في لبنان، فهو مخطئ. الحقيقة أن أميركا هي من يلجم الأمور وضبطها وعدم انفجار لبنان، لأن واشنطن تريد حزب الله أن يبقى مرتاحا في الحرب في سوريا، ذلك أنه مع أول طلقة لحرب أهلية في لبنان، لن يستطيع أن يشارك حزب الله في سوريا، بل أكثر من هذا فقد يتعرض لبلاء عظيم. الوضع في لبنان لم ينفجر إلى الآن الانفجار الكبير لأن الأميركي تعهد الضبط ومتعهد الضبط أيضًا، هو يتعهد الانفجارات. ومتى يقرر أن ينفجر لبنان، ربما قد يقرر ذلك غدا أو بعد غد، فالأمور جاهزة، وكل ذلك يحتاج إلى غضّ نظر أميركي. من هنا يجب أن نعالج المشكلة قبل أن تتفلت الأمور نهائيا، وعلى جماعة 8 آذار، وتحديدًا على إخواننا في حزب الله أن يعالجوا الأمر. سلاحهم لن يحمي أحدا في لبنان، بل بالعكس سلاحهم صار وبالا علينا، وسيصير نقمة عارمة على كل مواطن في لبنان. هذا الأمر لا يجوز السكوت عنه. ويجب أن نفتش عن مصالحنا. لا يجوز أن نحمل أعباء الدنيا ونحن نتحمّل مسؤولية تنفيذ السياسات الإقليمية والدولية في المنطقة لمصلحة كل الدنيا وندمر أنفسنا. هذا الأمر غير منطقي وغير معقول، وأنا أطالب بهذا الأمر وأصر على معالجته من قبل حزب الله وأحمله مسؤولية التصعيد في لبنان نتيجة موقفه من موضوع الخليج، رغم ملاحظاتي على الأداء المقابل.

* هل ترى أن لبنان مقبل على فوضى وما يشبه 7 مايو (أيار) 2008 عندما اجتاح حزب الله عسكريا بيروت؟ وهل تعتقد أن هناك مواجهة جديدة مشابهة لأحداث 7 مايو؟

- السابع من كانت نزهة، كانت فعلاً من طرف واحد. أما إذا الأمور ذهبت كما أظن وكما أحتمل أنه يخطط لها، أي حرب أهلية، فأعتقد أننا سنعيش أيامًا مرة لم يشهدها لبنان من قبل، ولن يقوى حزب الله على الصمود في هذه المحنة. وأنا أنبه من ذلك وأكرر، فلا داعي أن يأخذنا الغرور إلى أن ننتحر في حرب أهلية هي نحر حقيقي لحزب الله ولكل من يقف معه قبل أن يكون نحرًا للآخرين.

* هل ترى أن ذلك جزء من التداعيات السلبية لقتال حزب الله في سوريا؟

- كان باستطاعتنا أن نبتعد، وأن نعزز مواقعنا لو سلكنا سلوكا عقلانيا، وكنا الطرف الإيجابي الذي يسعى لحل المشكلة والذي يتواصل مع الأطراف كلها ويحاول أن يُطفئ النار. لو جرى ذلك، بتقديري، كنّا يمكن أن نكون النموذج الأصلح والذي يثق به الجميع والذي يلملم جراح الآخرين. للأسف لم يحصل ذلك، علمًا بأنه من البديهيات. نحن أصبحنا جزءًا فاعلاً وأساسيًا من الفتنة بلا مبرر. الكل يعلم في البداية كان هناك خوف أن يقال للشيعة في لبنان إنهم يقاتلون لصالح النظام السوري، فحاولوا أن يبرروا المسألة بأساليب غير محترمة كأن يقال هناك قرى وأضرحة في سوريا نريد أن نحميها، ثم بدأت الأهداف تظهر على الأرض. واليوم وصل الأمر إلى أسوأ بكثير مما ظن الجميع كأن يقال نحن ذاهبون لحماية النظام، ولحماية الممانعة لمنع التكفيريين. تبين لا هذا ولا ذاك ولا تلك.. نحن اليوم ليس أكثر من جنود مرتزقة نقاتل في خدمة السياسة الروسية. باختصار مثل أي مرتزقة في الدنيا تقاتل في سبيل مشاريع الآخرين، وهو فقط مجرد قتيل ليس له دور. هذا دورنا في سوريا، سواء أكان إيران أم حزب الله.

* ما هو السبيل للحل برأيكم؟

- نحن بعد هذه السنوات من الحرب سندفع الضريبة حتما. هذا أمر وقضاء وقعا. نحن جزء من فتنة دماء الكثير من الأطفال والنساء والرجال في سوريا، وهي معلقة في أعناقنا في كل قرية وفي كل حي وفي كل مدينة. يقال هذه الجهة قتلت، وفعلت، وشاركت وناصرت وأيدت هذه الجريمة أو تلك. هذا أمر سندفع ثمنه، شئنا أم أبينا.

* ما هي الأثمان بتقديركم؟

- الأثمان ستُدفع ولو بعد حين طويل. مصداقيتنا صارت بالحضيض، بل دون الحضيض.. وعندما نتحدث عن الوحدة الإسلامية لا أعتقد أن أحدًا يصدقنا. الوحدة الإسلامية التي تحدث عنها البعض من حملة هذه الراية، بالتأكيد ينظر إليه العالم الإسلامي باستهزاء وسخرية وقرف. أي وحدة نحن دعاتها إذا تحدثنا عن تحرير فلسطين؟ وهذا الحديث من السفه أن يصدقنا أحد. كل الذي فعلناه كان نقيض القضية الفلسطينية. هذه أثمان دفعناها شئنا أم أبينا. نعم يمكن أن نخفف من الأثمان، ممكن أن ننسحب ونقدّم على بعض الخطوات التي تخفف آثار الماضي وتحدد لسياسة جديدة، لكن هذا الكلام مجرد رأي. يعني في إيران هم أبعد من أن يفكروا في هذا الطريقة بكثير. هم يعتبرون أن ما يفعلوه إنجازات، إن كان في اليمن أو في سوريا والعراق أو لبنان. لا أصدق أن عاقلا يقول: «إننا بتنا على شواطئ البحر المتوسط». هذا يعني أنك تستفز حتى الأطفال بهذا الكلام. فأي عاقل لا يستفز الناس. التواضع جميل. بدل أن تقول إنا على شواطئ البحر المتوسط، تستطيع أن تقول إننا بخدمة كل المسلمين والمؤمنين إذا وجدت في مكان، وأنا في خدمة الآخرين حتى تطمئن، وذلك حتى يستريح لك الآخرون. هذا كلام استفزازي رهيب وخطير. برأيي الانسحاب من سوريا، هو تنشيط ودعم للدولة اللبنانية. فمن يعطل الدولة اللبنانية اليوم يشل البلد تماما، وهو من جعل بيروت كلها زبالة.

* هل تقصد بذلك حزب الله؟

- حزب الله شريك أساسي جدا، لأنه هو الذي يستطيع، وهو الوحيد القادر على تحريك عجلة البلد وتفعيل المجلس النيابي والوزراء والقضاء والأمن، وهو الوحيد القادر. ولا نبالغ اليوم أن نقول إنه السلطة الحقيقية على الأرض في الدولة وخارجها. الجميع يتهيب إغضاب حزب الله والجميع يحاول استرضاء حزب الله من رئيس الوزراء إلى أصغر موظف إلى أصغر جندي. ونحن جميعا نعرف الأسباب، ولا داعي لأن يحاول أحد أن يُنمّق أو يهرب من الحقيقة. فالهروب من الحقيقة أوصلنا إلى هذا، واستمرار الهروب من الحقيقة سيوصلنا إلى أكثر من هذا. نعم حزب الله يتحمل المسؤولية الحقيقية حتى في موضوع المزابل في بيروت لأنه هو قادر بكلمة واحدة على أن يجمع كل الوزراء ويفرض عليهم ألا يخرجوا إلا بحلّ.

على إيران أن تعيد النظر بالكامل بجذور مبادئها وعلاقاتها مع شيعة لبنان ولبنان والمنطقة. كما أن هذا الكلام ينطبق على الآخرين. الآخرون ودول الخليج أولى بالمطالبة. على الجميع أن يعيد النظر، كيلا تؤخذ المنطقة إلى بلاء عظيم.

* هل تتوقع تدخلاً بريًا في سوريا؟

- أنا أرى في كل ما يُحكى ويقال الآن، أمور غير عملية وغير واقعية، أما ماذا يخبئ الزمن فلا أعرف. أنا أفهم أن سوريا ليست بحاجة إلى جنود ودبابات ومدفعية، إذا كُنتُم صحيحا تريدون مواجهة الغزو الروسي. يكفي السوريين بضعة صواريخ ضد الطائرات وتنتهي القصة بخاتمة جميلة، السوري يحتاج إلى بعض السلاح ليرد هذا الوحش المفترس بوتين عنهم، أما غير ذلك فهو غير واقعي.

* توقيف الأعمال العدائية هل ستنهي المسألة كما يخطط لها من طرف واحد؟

- من رسم وأعلن وخطط لهذا هم الروسي والأميركي. هما متفقان. فالروسي لم يدخل سوريا من دون موافقة أميركية. المفاوضات على سوريا مفاوضات بين الذئاب، أما الآخرون فليس لهم علاقة.

الأمر الثاني، لم نفهم بعد حدود وقف العمليات العدائية، ومن المقصود بها، من الذي سيسمح بضربه ومن الذي لن يسمح بضربه؟ ثم كيف ستناقشون من يضرب ومن لم يضرب في الخندق الواحد والسيارة الواحدة والشارع الواحد؟ هناك منظمات مسموح بضربها وهي جزء أساسي من نسيج الممنوع من ضربه. برأيي، هذا فيلم مقزز للنفس وينبئ على أن الأميركي والروسي عندهما مشاريع لم تنته، وهما الآن في إعداد الطبخة. لا أعرف كم ستطول، وكم من الدماء ستسقط والبلاء سيحصل! وكم من المحن ستتوسع وتنتشر خارج العراق ولبنان. والله يعلم بذلك وأوباما.

* هناك مخاوف من تقسيم سوريا..

- المتهم الأساسي في كل الدماء بالمنطقة هو الأميركي. هو من شجّع المعارضة السورية على حمل السلاح وشجعت في ذلك وزيرة الخارجية الأميركية، السوريون لم تكن لديهم الفكرة بحمل السلاح، وكانوا يقتلون على يد النظام من دون مقاومة. الأميركي يتحمل المسؤولية عن كل الدم. هو مصرّ وواضح وغير مكترث بالحد الأدنى. نقول إنه مكترث بقتل الناس في كل العراق وسوريا باستثناء الأكراد، يحمي الأكراد مع العلم بأن هناك فصائل في الأكراد أكثر وحشية من كل الفصائل التي يقال عنها إنها إرهابية، لكن هذه الوحشية ترعاها أميركا.

أنا أستغرب التعامل التركي مع هذه السياسة الأميركية. فهي أقل من المستوى المطلوب. أرى بالسياسة الأميركية تجاه تركيا، سياسة تدميرية تمزيقية وسحق لتركيا. تركيا تحاول أن تجامل أميركا وتحاول أن تخاطبها بلغة لينة هادئة لعلها تعيد النظر.

الأمر يحتاج إلى موقف شجاع من الأتراك إذا كانت البلاد في خطر ودمار، عماذا تبحث؟ وَمِمَّ تخاف إذا نطقت بالحقيقة كاملة؟ أميركا قاتلة. أميركا جعلتنا نسبح بدمائنا كلنا. اليوم الدنيا هادئة كلها، بينما العالم الإسلامي يسبح بدمه نتيجة السياسة الأميركية. اليوم هناك قوات فرنسية في ليبيا، وليبيا ليست بحاجة لقوات أجنبية، ليبيا بحاجة لأن توقف التسليح ولأن تجلس الأطراف المختلفة ويشكلون كيانًا سياسيًا يُحترم. ليبيا ليست بحاجة لفتنة، ولبنان وسوريا والعراق ليسوا بحاجة لفتنة. هذه الفتنة يصنعها الغرب ويغضبون إذا قلنا لهم ذلك وهم يطلبون منا أن نقول لهم شكرًا على قتلنا.

 

معاقبة لبنان أم «حزب الله»؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 شباط/16

نتيجة التحرك السعودي ضد «حزب الله» اللبناني، هناك من يخلط ويظن أن اللبنانيين راضون أو متواطئون مع الحزب، فهل حقًا هذه هي الحال؟! لنتذكر أن الذي اغتال رفيق الحريري، كما أثبت ذلك المحققون الدوليون، هم أفراد من «حزب الله». قتلوه كما قتلوا عددًا من الرموز اللبنانية التي تجرأت على الوقوف في وجه المعسكر الإيراني، أي «حزب الله» ونظام الأسد. قتلوا وزراء مثل محمد شطح وباسل فليحان، ومن قيادات الجيش قتلوا اللواء فرنسوا الحاج. وقتلوا واحدًا من أهم المسؤولين الأمنيين، وسام الحسن، الذي كان يترصد أعضاء «حزب الله». وكذلك اغتالوا الرائد وسام عيد، لنفس السبب. قتلوا مفكرين، مثل جورج حاوي. قتلوا أحد أبرز شباب القيادات المسيحية، النائب والوزير بيار، ابن أمين الجميل زعيم حزب الكتائب، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، لأنه تجرأ على تحديهم. قتلوا كاتبًا مهمًا هو سمير قصير. قتلوا أهم الصحافيين، جبران تويني، رئيس تحرير جريدة «النهار»، الذي دأب على الكتابة مهاجما الأسد و«حزب الله»، والمطالبة بسحب القوات السورية، ورغم تهديدهم له استمر يكتب. المذيعة مي شدياق، أيضًا كانت تجاهر بالمطالبة باستقلال القرار اللبناني من على شاشة التلفزيون، فوضعوا لها عبوة متفجرة تحت سيارتها، نجت من الموت بعد أن فقدت يدًا وقدمًا، وتعيش معاقة اليوم. ورغم ما أصابها لا تزال صلبة الموقف، مستمرة في نقدهم. وعندما غزت ميليشيات حسن نصر الله المناطق السنية في بيروت الغربية قبل ست سنوات، وقتلت الكثير من أهلها ودمرت ممتلكاتهم، اصطف وليد جنبلاط زعيم الدروز متضامنًا معهم ضد «حزب الله» المحتل، فهاجمت ميليشيات الحزب مناطقه في الجبل، وقتلوا من الدروز في تلك الحرب 46 وأصابوا 123 شخصًا. وأشجع من تحدى «حزب الله» هو سمير جعجع، الذي حتى بعد إطلاق سراحه استمر إلى اليوم يواجه نظام الأسد و«حزب الله». حتى بين الشيعة هناك شباب تجرأوا على التظاهر أمام السفارة الإيرانية في بيروت احتجاجًا على تدخل حزب الله في سوريا، فهجم أفراد من الحزب عليهم وأطلقوا الرصاص على رأس زعيمهم أمامهم، هاشم سلمان، في عملية إعدام علنية بشعة. لهذا لا يجوز أن يقال إن اللبنانيين لم يحاولوا تحدي الهيمنة الإيرانية، لكن «حزب الله» يملك قوة ضاربة بناها زورًا باسم مقاومة إسرائيل، تلك الأكذوبة التي كان يصدقها آنذاك ويدعمها السذج من العرب.

وسبب مراجعتي التاريخية السياسية ظهور الخلط بين كل اللبنانيين و«حزب الله». فغالبية الشعب اللبناني تتمنى الخلاص من حزب إيران، فكرًا وعسكرًا، لأسباب داخلية لا علاقة لها بالسعودية أو سوريا. فقد ضيق عليهم حياتهم، وخلق حالة خوف تسببت في هجرة مئات الآلاف، ونفور المستثمرين، وكان آخر مشروع هو وسط بيروت، بدأ من عشرين سنة، الذي تعمد «حزب الله» تعطيله باحتلاله في كل مناسبة، وإرهاب أهله ورواده. من قبيل التعجيز أن نطالب الشعب اللبناني بمواجهة الإيرانيين وحزبهم في الوقت الحاضر، وفي نفس الوقت لا توجد قوة خارجية مستعدة لدعمهم، كما هو حال الشعب السوري الذي تُرك يذبح لوحده. موقف السعودية من سحب دعمها للجيش اللبناني مبرر، لأن هدفه كان تعزيز مؤسسات الدولة في وجه التنظيمات المتطرفة مثل «حزب الله» وكذلك «داعش»، ثم تبين أن الحزب صار يستخدم الجيش كرديف له في الحرب ضد السوريين، يحمي خطوطه وحدوده، واتضح أن قادة الجيش مغلوبون على أمرهم. فقرار الرياض حكيم لأنه يستهدف «حزب الله». وكذلك وقف رحلات الطيران السعودي إلى بيروت، وحث المواطنين السعوديين على المغادرة، ووضع بضعة أشخاص وشركات محسوبة على «حزب الله» على القائمة السوداء، كلها قرارات مبررة في وجه ارتفاع حدة التوتر مع إيران ووكيلها «حزب الله»، خاصة بعد أن تم الكشف عن تخطيطه لخطف طائرة سعودية في الفلبين. لكن لا أتصور أن السعودية ستتخلى عن دعم القوى التي تواجه «حزب الله»، ولن تمنع التعامل مع اللبنانيين الذين لا علاقة لهم به. ونحن في وقت أتصور أن تزيد السعودية فيه من دعمها لكل الجبهات التي تواجه إيران وحلفاءها، بما في ذلك لبنان، وحتى في داخل إيران من قوى معارضة، وليس الانسحاب من مناطق التوتر.

 

لبنان والسعودية: أين الخطأ؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/29 شباط/16

الهدف «الطبيعي» للحركة السعودية الخليجية ضد لبنان «الرسمي» هو تشكيل قوة ضغط داخل لبنان على مختطف لبنان وهو «حزب الله»، ممثل إيران في المنطقة العربية. يردد ثلة من ساسة لبنان، مثل نواب من حزب الكتائب، بأنهم لم يخطئوا حتى يعتذروا للسعودية، وهذا صحيح بالنظر الضيق، لكنهم وكل الطبقة السياسية في لبنان مصدر للخطأ والخلل، حين استسلموا لاحتلال حزب عميل لإيران مقاليد الحكم في لبنان، مقاليد الحكم الحقيقية. يبدو أن أبرز زعيم سياسي لبناني فهم طبيعة «التحول» السعودي الحازم، هو رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

تصريحات الرجل تشي بأنه يدرك تمامًا أبعاد السياسة السعودية، وما هو المطلوب من لبنان الدولة. بسؤال مختصر، ماذا يستفيد لبنان من إيران، وماذا يستفيد من السعودية ودول الخليج؟ كم عامل وموظف وشركة ومحل لبناني في إيران، وكم مثل ذلك في الرياض وجدة والدمام والمنامة والدوحة والكويت وأخيرًا أبوظبي والشارقة ودبي؟ حسب دراسة نشرتها «العربية نت» فإن عدد اللبنانيين الذين وجدوا في إيران منذ قيام حكم الملالي ألف شخص، أغلبهم كوادر لـ«حزب الله»، بينما في السعودية فقط عدد اللبنانيين نحو أربعمائة ألف شخص، ناهيك عن نحو مائة وخمسين ألف شخص في الإمارات، يحول هؤلاء كلهم زهاء 8 مليارات دولار لداخل لبنان. ناهيك عن الاستثمارات الخليجية المتنوعة في لبنان، وأعداد السياحة العالية في ربوع بلاد الأرز. وغير ذلك كثير، فكيف تعوض دولة الملالي المنهكة في إيران كل هذا الأمر؟ «حزب الله» في حالة حرب علنية ضد السعودية ودول الخليج منذ عقود من السنين، وليس من سنة أو سنتين، فإما أن يتخلص لبنان عمليًا من هذا الحزب الإرهابي الذي امتد إرهابه للبحرين والكويت واليمن والسعودية، وإما المواجهة الحتمية. قال سمير جعجع، إن بيان مجلس الوزراء الذي تلاه تمام سلام، حول الأزمة مع السعودية، ليس مرضيًا. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن جعجع تشديده على الحكومة اللبنانية أن تطلب: «من (حزب الله) الانسحاب من المواجهات العسكرية التي يخوضها في الدول العربية كافة، وإلا فستتفاقم الأزمة، إذ عليها وضع الإصبع على الجرح والتوجه إلى (حزب الله) لسحب قواته من سوريا». صدق الحكيم جعجع، هذا هو أصل الداء اللبناني. وعلاجه الانتفاض على حزب إرهابي خطف الدولة. مستحيل أن يبقى لبنان الدولة مع بقاء «حزب الله» الدويلة. دويلة تدرب حملة الموت في كل عواصم الجزيرة العربية.

 

السبت» الذي على بيروت أن تقدمه!

سليمان جودة/الشرق الأوسط/29 شباط/16  

هل ساء بنا الحال إلى الحد الذي يجد معه أشرف ريفي، وزير العدل اللبناني المستقيل، أنه مضطر لأن يعيد تعريف ما هو معروف بالضرورة؟! قال الوزير ريفي بعد أن زار مقر سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، الثلاثاء قبل الماضي: «نحن عرب مهما كلف الأمر، ونحن إلى جانب المملكة والإجماع العربي». ثم قال: «نحن لبنانيون في الدرجة الأولى، وعرب في الدرجة الثانية، وأوجه اعتذارًا كبيرًا إلى المملكة، عن خطأ وزير خارجيتنا». ما هذا؟! هل جاء اليوم الذي يضطر فيه وزير لبناني إلى أن يقول إن لبنان بلد عربي؟! هل هذه الحقيقة يمكن أن تكون محل شك، أو موضع جدل؟! طبعًا القصة تعرفونها.. ففي اجتماع وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، في أعقاب اعتداء إيرانيين على مبنى سفارة المملكة في طهران، ومبنى قنصليتها في مشهد، لم يجد وزير خارجية لبنان، جبران باسيل، حرجًا في ألا يدين معهم ما جرى، فكان ما كان، منذ ذلك اليوم، وكان أن ألغت الرياض أربعة مليارات دولار كانت مخصصة من جانبها، لدعم الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي في لبنان، ثم كان أن اجتمعت الحكومة اللبنانية، في نفس يوم زيارة الوزير ريفي، للسفارة السعودية، دون أن يخرج عنها موقف واضح، بما يضع الأمور في نصابها الصحيح!

لست أشك في أن موقف تمام سلام، رئيس الحكومة، مختلف قطعًا عن موقف وزير خارجيته، ولست أشك في أن لبنانيين كثيرين لا يقفون مع باسيل في مربع واحد، ولا يصطفون معه، فيما رآه، ثم لست أشك لحظة في أنه أخطأ، في الساعة التي تصوَّر فيها، أن سياسة «النأي بالنفس» اللبنانية الشهيرة، يمكن أن تكون مجدية في موقف من نوع ما وقع في حق سفارة المملكة، وفى حق قنصليتها. لست أشك في هذا كله، ولذلك أجد نفسي حائرًا في فهم الخلفية التي وقف عليها الوزير اللبناني، وهو يتخذ موقفه ذاك، فيلحق الضرر بوطن لبناني بأكمله، ويشوِّش على الروح العربية فيه التي لا مجال للتشويش عليها بأي حال.

لقد قال تمام سلام، رئيس الحكومة، بعد اجتماع حكومته الأسبوع الماضي، إنه يجهز لجولة خليجية تبدأ بالسعودية، ثم تمر بعواصم أخرى في الخليج، ليشرح حقيقة موقف حكومة بلاده.. ومن الجائز أن تكون الجولة قد بدأت، أو حتى تكون قد تمت، عندما ترى هذه السطور، النور، ومن المحتمل ألا تكون قد بدأت، فضلاً عن أن تتم، لتبقى بعد ذلك حقيقة لا أفهم كيف تغيب عن الرئيس تمام سلام. كيف يغيب عنه أن حل هذه الأزمة في بيروت، وليس في الرياض، أو في أبوظبي، أو في المنامة، لا لشيء، إلا لأن المواقف التي صدرت عن العواصم الثلاث، حين دعت مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان، كانت رد فعل على فعل حدث في لبنان، وبالتالي، فصاحب الفعل مدعو إلى أن يصوِّبه، وإلى أن يعيد لبنان كله، إلى عروبته، وإلى هويته العربية، التي لا مكان للنقاش حولها كحقيقة ماثلة في وجدان كل لبناني. تمام سلام كرئيس حكومة يظل وجهًا مقبولاً في كل عاصمة عربية يذهب إليها، ولكن المشكلة في الحقيقة ليست مشكلته هو، وإنما كما يعرف بالتأكيد، مشكلة وزير خارجية عنده، حضر اجتماع وزراء الخارجية العرب، ثم تصرف وكأنه وزير خارجية لدولة أخرى، تقع خارج نطاق عالمنا العربي، وليس وزيرًا لخارجية دولة عربية، ودولة عضو في الجامعة العربية، اسمها لبنان.

إذا كان رئيس الحكومة يراهن على أن المملكة جمدت المساعدات، ولم تقرر إلغاءها، فلا بد أن يقدم السبت على الأحد، كما يقول أبناء البلد في القاهرة، ولا بد أن يكون على يقين بأن الخطوة الثانية إذا كانت سوف تأتي منه في الرياض، فالأولى في بيروت!

 

لبنان و«غزو البلهاء»

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/29 شباط/16   

حقا إنه «غزو البلهاء»..

هذا تعبير أطلقه الروائي الإيطالي «امبرتو ايكو»، الذي رحل قبل أيام، حين وصف ما فعلته بنا وسائل التواصل الاجتماعي، إذ قال عن تلك الوسائط بأنها «منحت حق التعبير لجحافل من البلهاء كانوا سابقاً يتحدثون فقط في الحانات، دون أن يزعجوا البيئة الاجتماعية. اليوم لهؤلاء نفس الحق في التعبير تماماً كصاحب جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء». ومع الإقرار بأهمية وسائل التواصل هذه كونها عوضت عن نقص مساحات التعبير في مجتمعاتنا وعكست نبضاً ما لرأي عام مغيّب عن التفاعل حتى ولو لم ينضج كفاية بعد، لكن أيضاً كم تبدو عبارة «غزو البلهاء» أو «غزو الحمقى» صحيحة في أحيان كثيرة. أليس هذا ما نتثبت منه عبر الكثير من الهاشتاغات أو الأوسمة التي يختارها بعض الموتورين لتتحول إلى عبارة شائعة، يسطر أي كان ما يشاء تحتها، فيجري تداولها والاحتفاء بها، حتى نكاد نقتنع أنها تمثل رأياً صائباً علينا التوقف عنده. نصطدم بهذه الحقيقة يومياً تقريباً وفي حالتنا اللبنانية وفي ظل الإجراءات السعودية الأخيرة، فهناك الكثير من الأوسمة والهاشتاغات التي لا طائل منها سوى العبث بالكلام والتعبئة والشحن. فمن يحرّض ويشتم لا يبالي بتعميم لغة سوقية، ولا بترويج أفكار تنضح كراهية، خصوصاً حين يتوهم أن تلك اللغة الوضيعة يمكن أن تعيد حقاً أو كرامة. وتكاد هذه الخاصية، أعني اختراع أوسمة تحريضية، لا تستثني أحداً، لكن فيما خص الوضع المقلق في لبنان ساهمت الحملة الشعواء التي يطلقها جمهور حزب الله ومناصروه، رداً على الإجراءات السعودية في إذكاء مشاعر الاحتقان ضد اللبنانيين جميعاً في الخليج، ما يضاعف من ضرر ما يقال ذاك الانقسام اللبناني الداخلي، بحيث تتفاعل مجموعات محلية مع القرارات ومع أصدائها، بصفتها تثبت وجهة نظر ضد طرف محلي داخلي لا أكثر. لا يكترث هؤلاء في تحريضهم إلا بتسجيل انتصارات صبيانية في السجال السياسي، وإن كانت البلاد كلها تدفع الثمن. والمشكلة أن تلك اللغة تلقى صدى في المقابل يتراوح ما بين تعميم الإدانة لتطال جماعات بأسرها، وبين تصعيد الموقف حيال البلد بكامله. وفي الحقيقة لا يسعنا في لبنان سوى أن نجد أنفسنا في حيرة ومأزق فعلي حيال ما يجري. فإن كان منا من لا ينتمي إلى تلك اللغة التحريضية التي اعتمدها حزب الله ومناصروه، وما سبقها من خطوات سياسية لا تقيم وزناً لهشاشة الوضع في البلد، إلا أن هناك مبالغة كبيرة حول الإجراءات السعودية. وهنا لا يمكن سوى التوقف عند ردود الفعل التي تصلنا عبر أوسمة وعبر شخصيات، بحيث يبدو الموقف السلبي يتجاوز مسألة حزب الله ليطال فكرة لبنان ودوره، ويشمل كل اللبنانيين. نقرأ مقالاً أو تعليقاً أو حتى وسماً يشي برغبة عارمة في استمرار تفعيل قرارات السعودية، التي هي بحق تطال مفاعيلها جماعات لبنانية بأسرها، وليست محصورة بحزب الله. هناك من يستحث المزيد من تلك القرارات، علما بأن عبارات من نوع أن على اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولية ما يحصل فيه شيء من الاختزال لصورة لبنان، بحيث تجري النظرة إلى اللبنانيين انطلاقاً من مواقف مسؤوليه السياسيين، وكلنا يعلم أن هذا المأزق بدأ منذ نهاية الحرب، حيث تسلمت سوريا وإيران زمام البلد..اليوم وبين دفتي اللغة المشحونة والقرارات السياسية دخلت العلاقة بين السعودية ولبنان في نفق مجهول، وهنا يبدو أن حزب الله الأكثر ارتياحاً، فما يحصل يساعده في تحطيم آخر ما تبقى من كيان لبناني، جهد لسنوات ليطيح به لصالح النظام الإيراني. نعم على حكومة لبنان أو ما بقي نابضاً فيها أن تقوم بالحد الأدنى من واجباتها، وواجباتها لا تعني بذل النفس كما هو حاصل، بل عليها ملء الفراغ وتحديد سياسة خارجية تحمي مصالح اللبنانيين، والوقوف بشكل حاسم ضد ما يرتكبه حزب الله في لبنان وسوريا والمنطقة، وضد كل ما يهدد البلد من أي جهة كانت. نحتاج هذا بإلحاح، خصوصاً أن القواعد الشعبية المحلية باتت في حال تأهب جراء الشحن الحاصل، والجميع يعيش على وقع التوتر وتوقع الأسوأ. بين الحماسة المفرطة لطرد اللبنانيين من الخليج، وبين من يعدهم بمكرمات إيرانية هناك عائلات بأكملها مهددة، وهذه العائلات لن تحميها غزوات تويتر البلهاء.

 

مخاوف طارئة لدى الديبلوماسيين من الانزلاق عون وفرنجية أمام حسابات ما بعد العاصفة

 روزانا بومنصف/النهار/29 شباط 2016

تقر مصادر سياسية ان ثمة ضياعاً لدى كل من فريقي 14 و8 آذار في شأن طبيعة تطورات الوضع الاقليمي، اذ من غير الواضح لدى اي من الجهتين معرفة اتجاهات الوضع الداخلي في لبنان على رغم الاجتهادات القائمة لوضع احتمالات او سيناريوات مختلفة. كذلك فان الاجراءات التي اتخذتها السعودية ازاء لبنان وتبعتها دول خليجية عدة بقيت عصية على فهم انعكاساتها السياسية على الاقل في ظل عدم القدرة على معرفة ما اذا كانت ستتوقف او انها ستستدرج اجراءات جديدة. السؤال الملح الذي تقدم في الايام الأخيرة هو هل تصب هذه الاجراءات في خانة الضغط الايجابي بحيث يؤدي الى اجراء انتخابات رئاسية ام يعني اخراجا للبنان من سياسة التحييد التي اعتمدت بالنسبة اليه خلال السنوات الخمس الماضية من عمر الازمة السورية بين كل من السعودية وايران؟ فبالنسبة الى الشق الثاني من السؤال، تثير هذه المصادر مخاوف كبرت خلال الاسبوع الماضي لدى افرقاء في الداخل كما لدى ديبلوماسيين اجانب كانوا يطمئنون غالبا الى وجود مظلة خارجية حامية للبنان الى جانب ارادة الافرقاء الداخليين في عدم الانجرار الى حرب داخلية، في حين شكل الحادث الذي حصل في السعديات انذارا بأن الامور قد تنزلق في لحظة ما إما إلى فتنة وإما الى اضطرابات داخلية تربك الجيش وتضيف وضعا صعبا الى الصعوبة التي يواجهها الوضع الداخلي راهنا. ولم تنف مراجع امنية مخاوفها من الاحتمال الثاني الذي يبقى الاكثر ترجيحا في ظل وجود قرار حاسم لدى الافرقاء بعدم الذهاب الى حرب داخلية، اذ تبدو هذه الاخيرة من جهة متناقضة مع المساعي الدولية لوقف الحرب الاهلية في سوريا، ومن جهة اخرى بالنسبة الى البعض مكملة او بديلة للساحة السورية.

ومع ان التوقعات السياسية ترجح ان تطول أزمة الانتخابات الرئاسية اكثر في ضوء التطورات الاخيرة، فان المصادر السياسية ترى ان ثمة تغيرا ضروريا او حتميا في الوضع اللبناني تحتمه التطورات الاخيرة بحيث ترى هذه المصادر شبه استحالة ان تبقى الامور على حالها الراهنة بغض النظر عن تطورها سلبا او ايجابا بحيث لن يكون هناك من فصل لتصاعد الازمات في لبنان وتزايدها سوى في الذهاب الى اتفاق يفضي الى انتخاب رئيس يؤدي انتخابه الى لملمة الوضع داخليا ومع الخارج وخصوصا الدول الخليجية. ففيما انصبت جهود الرئيس سعد الحريري منذ عودته عشية الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري على محاولة تأمين النصاب لجلسة 2 آذار المقبل، فان جملة متغيرات افضت اليها التطورات الاخيرة لا يمكن تجاهلها من بينها في شكل اساسي ان ارتباط الازمة مع المملكة السعودية بمواقف السياسة الخارجية اللبنانية ستجعل الرهان على بقاء الباب مفتوحا أمام العماد ميشال عون للرئاسة الاولى اشد صعوبة لاعتبارين على الاقل بغض النظر عن تقويم مدى الخطأ الذي ارتكبه صهره الوزير جبران باسيل والذي يراه البعض انه ليس فادحا الى الحد الذي ادى الى ردود الفعل التي حصلت، في حين يراه البعض الآخر بمثابة النقطة التي طفحت بها الكأس السعودية في ظروف اقليمية معقدة. هذا الرهان اقفل واقعيا بعد عودة الرئيس الحريري، علما ان الامال كانت لدى التيار الوطني الحر كبيرة بأن يدعمه الحريري بناء على متغير آخر هو دعم حليفته "القوات اللبنانية" لعون، لكن الحريري اعلن تمسكه بدعم النائب سليمان فرنجيه وهو كان حاسما مع زواره بانه لن يدعم عون في اي حال وتحت اي ظرف مستقبليا كما ان فرنجيه لم ينسحب وفق ما قد يكون توقع او راهن البعض. المواقف السعودية الاخيرة حسمت هذا الاتجاه على نحو غير قابل للمناقشة نظرا الى التزام اظهره "التيار الحر" مع مواقف " حزب الله" والمحور الايراني لن يجعله في اي لحظة مصدر ثقة بالنسبة الى الدول الخليجية. لا بل ان التبعات التي رتبتها مواقف الخارجية ستبدو مبررة حتى أمام الرأي العام المسيحي في عدم امكان دعم خيار حتى لو انه يحظى بدعم اكثري مسيحي وفق ما يقوله "التيار" و"القوات"، بما يعني ان وصول من يدعمه التحالف المسيحي غير قابل للصرف لا في الترجمة العملية في الداخل ولا في اقناع الدول الخليجية بهذا الخيار.

تصعب جدا قراءة ما جرى في غير هذا الاتجاه اقله بالنسبة الى انعكاساته في الموضوع الرئاسي من دون امكان الجزم بان انتخاب النائب فرنجيه قد يكون محسوما في المقابل. قد تحتاج الامور مزيدا من الوقت لكن المرجح ان المرشح المعلن لـ" حزب الله" لن ينتخب ما لم يعد ذلك استسلاما له، في حين ان المواجهة السياسية فتحت معه علنا من الدول الخليجية ومن فريق كبير من اللبنانيين. واذا اتيح لعون الوصول نتيجة اي عامل طارئ فلن يكون قادرا على ان يحكم لانه يكون كسر بذلك احد الافرقاء الاساسيين في البلد. والسؤال هنا يثار من باب اذا كان يمكن ان يراجع الحزب مواقفه في ضوء ان وصول عون قد غدا اكثر تعقيدا او ربما اقناعه بفقدان اي فرصة له فيربح دعم ترشيح فرنجيه بدلا من احتمال اطاحة مرشحين اثنين من فريقه.

 

لبنان يعيش مع سلاح "حزب الله" الزمن الذي عاشه مع السلاح الفلسطيني

 اميل خوري/النهار/29 شباط 2016

يعيش لبنان من خلال ما يجري فيه وحوله المرحلة التي عاشها زمن فلتان السلاح الفلسطيني على أرضه بحيث أقام شبه دولة الى جانب الدولة اللبنانية ما جعل إسرائيل المتضررة من عمليات الفدائيين الفلسطينيين المنطلقة من جنوب لبنان تكرر اعتداءاتها عليه وتحمّله مسؤولية عدم وقف هذه العمليات. وقد عانى لبنان الكثير من جرّاء جعله أرض جهاد ضد اسرائيل وهو عاجز عن منع ذلك لأن دولاً عربية لم تقف معه بل وقفت مع منظمة التحرير الفلسطينية التي اختارت لبنان منطلقاً لعملياتها وهجوماتها على اسرائيل، فوجد لبنان نفسه مغلوباً على أمره وعاجزاً عن عمل شيء لوقفها فأصبح "مكسر عصا" لاسرائيل ويقف بين نارين: نار اسرائيل ونار المقاومة الفلسطينية يتقلّب عليهما باشتعال حروب داخلية واجتياحات اسرائيلية دمّرت قرى الجنوب وشرّدت أبناءها سنوات طويلة ودول عربية لا تحرّك ساكناً. وعندما قرر الرئيس سليمان فرنجيه التصدي للفلتان الفلسطيني ليرتاح لبنان من الفعل وردّ الفعل على أرضه، وقفت دول عربية مع الفلسطينيين ضد لبنان وهددت بإغلاق حدودها معه ليبقى ساحة ونقطة انطلاق لعمليات ضد اسرائيل ومنصة لإطلاق الصواريخ، الى أن كان البديل من عجز لبنان عن وضع حد لفلتان السلاح الفلسطيني إخضاعه لوصاية سورية تستطيع ذلك.

وإذ بهذه الوصاية التي طابت لها الاقامة في لبنان تستمر 30 سنة وليس سنتين كما نص اتفاق الطائف ولا تقيم دولة فيه تعتمد على قواتها الذاتية في حفظ الأمن وليس على أي قوة مستعارة. وأبقت الوصاية السورية السلاح داخل المخيمات مكتفية بحلّ الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها، ونقل عدد من المسلحين الفلسطينيين من لبنان الى تونس، تاركة لبنان بعد انتهاء هذه الوصاية بانتفاضة شعبية عُرفت بـ"ثورة الأرز" سيارة مفخخة... وكما كانت اسرائيل تحمّل الدولة اللبنانية الضعيفة مسؤولية الوجود الفلسطيني المسلح على أرضه وإلا دفع الثمن، وقد دفعه فعلاً أمنياً واقتصادياً ومالياً، فإنها تواجه الشيء نفسه اليوم، ويا للأسف، من قبل أشقاء عرب يطلبون منها وضع حد لنشاطات "حزب الله" العسكرية المضرة بها والاعلامية المسيئة إليها، مع انهم يعلمون علم اليقين أن الدولة اللبنانية راغبة لكنها غير قادرة، كما كانت تعلم اسرائيل ذلك، الى ان اشتعلت حرب داخلية دمرته. فإذا كانت اسرائيل لا يهمها مصير لبنان، فهل يعقل ألا يهمّ ذلك الدول الشقيقة والصديقة التي عليها تقوية الدولة اللبنانية ومساعدتها مالياً وعسكرياً كي تستطيع تطبيق القانون على الجميع ومعاقبة كل مخالف، ليس بحجب المساعدات عنها لتصبح أكثر ضعفاً وعجزاً. فضبط السلاح الفلسطيني في لبنان لم يتم حتى بعد عقد "اتفاق القاهرة" بل في مؤتمر الرياض الذي قرر إرسال "قوة ردع عربية" الى لبنان للقيام بذلك. وضبط سلاح "حزب الله" لا يتم أيضاً إلا بقرار إقليمي أو دولي وليس بتدفيع لبنان الثمن فيصبح عاجزاً حتى عن الصمود. الواقع أن الدول العربية وغير العربية المتضررة من نشاطات "حزب الله" السياسية والعسكرية والاعلامية، تعلم أن القادة في لبنان منقسمون سياسياً ومذهبياً انقساماً حاداً حول الموقف من نشاطات الحزب، وأن مواجهتها تضع لبنان بين خيارين: إما التصدي لها حتى الانزلاق الى فتنة داخلية، وهو ما حصل عند التصدي للسلاح الفلسطيني في لبنان، وإما انتظار حل إقليمي أو دولي لسلاح الحزب حرصاً على بقاء لبنان. فالسعودية، وهي الدولة العربية القوية القادرة، تخوض منذ أشهر حرباً في اليمن ضد الحوثيين الذين يشبه وضعهم وضع "حزب الله" في لبنان، ولم تستطع حتى الآن التخلّص منهم، فكيف بلبنان الدولة الضعيفة التي يزيدها قطع المساعدات عنها ضعفاً ويزيد قوة الحزب عليها ليصبح هو الدولة؟ فهل هذا هو المطلوب؟!

 

مفردات الشؤم

 نبيل بومنصف/النهار/29 شباط 2016

ثمة في "عالم الأزمات" اللبنانية المتسلسلة غرائب لا تخضع لتحديث وتتكرر عند كل مفترق خطر يجتازه لبنان، داخليا كان ام خارجيا ام مزيجا مركبا من العوامل. يشكل التبشير بالفتنة المذهبية وزعزعة الاستقرار والتهويل بالحرب الاهلية "مادة" جذب وتشويق في تعليقات صحافية محلية وعربية وخليجية بالإضافة الى ما تجود به محطات عابرة للقارات والفضاءات، فتبدأ حمى التنافس تتصاعد حول البلد الذي كان الى الامس القريب لا يحضر في السلّم الاخباري الاقليمي والدولي الا نادرا. ليس المقصود بذلك طبعا نفي اهمية الانشداد الى الحدث اللبناني الراهن الذي جادت العاصفة الخليجية علينا بفعل سياسات عظماء لبنانيين بجعله يعود الى احتلال اولويات اعلامية وصحافية وديبلوماسية. ولكن ما يغيظ فعلا في اندفاع موج النبوءات المسبقة عن الواقع اللبناني ان تستعاد مفردات مشؤومة وبشعة وباهتة تماما لأن قلة تمعن في تبدل ما كان يصلح قبل عقود وإسقاطه على واقع اليوم. ليس المراد ابدا ان ننفي عن لبنانيين قابليتهم الغرائزية للوقوع في لعنة دمرت لبنان مرات. ولكن ذلك لا يبيح ايضا ان تطلق قرائح التصورات المسبقة لإراقة آخر نقاط العافية في لبنان وتصوير جميع ابنائه مجانين. شكّل احد التقارير التي بثتها محطة فضائية شهيرة عن تداعيات الأزمة اللبنانية - الخليجية نموذجا فاقعا للاسترسال في الخفة والتحريض بفعل استعارة مفردات من أزمان غابرة وبلغ مبلغها الحديث عن الدفع التصاعدي للأزمة حتى حدود انهيار العملة المحلية، هكذا بلا اي تحفظ وبلا اي تدقيق وبلا اي قفازات. مثلها عدنا نعاين في الايام الاخيرة مفردات غربية وعربية عن "زعزعة الاستقرار" وهي العبارة التي يمكن اعتبارها الاشد تهذيبا وشؤما في آن واحد لدى استعادة معجم الازمات لانها غالبا ما تستعمل في اطار الإيحاء التخويفي من ان أحداثا جسيمة مقبلة على الطريق. لعل الأسوأ انك تجد نفسك مساقا مرات عدة في حقبات لا تفصل بين الواحدة والأخرى منها مدة زمنية طويلة الى استعادة "الأنغام" نفسها في مفردات تظن انها طويت مع انتفاء الحاجة الى استعمالها. واذا كنا لا نملك لا الحجة القاطعة ولا المناعة الكافية ولا الثقة الحاسمة في احباط أنغام التبشير بالاهتزازات الداخلية على تنوعها واختلاف طبيعتها فان ذلك لا يعني اباحة الساحة السياسية والإعلامية لشيء قد يغدو في مستوى المؤامرة على الروح المعنوية المتبقية للبنانيين. فمن تراه ابلغنا وأبلغهم سلفا، وبهذا الجزم القاطع، ان لبنان بلد العواصف المستدامة لن يقوى على واحدة اضافية مهما اشتدت آثارها ؟ الخشية الصادقة على السلم الأهلي شيء والتخويف المقصود الزائف على الاستقرار شيء مختلف تماما. فحذار الخلط لان أسوأ الشياطين يدخلون الاعراس بأقنعة الملائكة.

 

مداولات دولية حول تطورات الملف اللبناني مساعدات اللاجئين المسدّدة أقل من المقررة

 خليل فليحان/النهار/29 شباط 2016

تبلغت وزارة الخارجية والمغتربين معلومات من بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، تفيد أن مجلس الامن سيناقش في 16 آذار المقبل تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون عما نفّذ، بما ينص عليه القرار 1701 منذ الرابع من تشرين الثاني 2015. وسيتناول بان على هامش الجلسة، مع مندوبي الدول ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن بصفتهم أعضاء في "المجموعة الدولية لدعم لبنان"(IGSL) التوتر المستجد في العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي. وجاء في التقرير أن بان يجري اتصالات مع مندوبي دول "المجموعة الدولية لدعم لبنان" في محاولة لإعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان وتلك الدول. وللتذكير، إن المجموعة تشكلت في أيلول 2013 في حضور الرئيس ميشال سليمان، وكان يترأس الوفد الرسمي الى الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، أما مهمتها فهي استمرار وحدة التزام تلك الدول العمل معا من أجل حشد الدعم لمؤسسات الدولة وتعزيز الجهود لمساعدته على معالجة التحديات التي يواجهها. ووفق مصدر أممي "ان التحدي الذي يواجهه لبنان في انزعاج المملكة السعودية من موقفه الأخير في كل من القاهرة وجدة هو من أخطر تداعيات الأزمة السورية على لبنان المهدد بخسارة أكبر دولة عربية مساندة له للصمود في كل الميادين، من سياسية في المحافل الدولية والعربية، الى مالية".

وأفاد أن بان يعول على التداول الذي سيجريه في 16 آذار مع مندوبي دول "المجموعة" أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين لمعرفة إمكان معالجة أزمة لبنان مع السعودية ودول مجلس التعاون الداعمة لموقفها. وعلى صعيد آخر، يتضمن التقرير التحذير من خطورة بقاء السلاح الموجود بيد منظمات غير القوات الشرعية، والذي في حال استعماله ستكون له نتائج دراماتيكية. ويتناول أيضا الفراغ الرئاسي الذي يدعو بان الى ملئه في أسرع وقت، لأن استمراره يضعف المؤسسات وقدرة البلاد على مواجهة القضايا الخطرة".

وتطرق الى منطقة عمليات "اليونيفيل"، فدان الامين العام "هجوم حزب الله على سيارتين للجيش الاسرائيلي في الرابع من كانون الثاني، وإطلاق صواريخ في اتجاه اسرائيل في 20 كانون الاول. واعتبر العمليتان خرقا خطيرا للقرار 1701 ووقف الأعمال العدائية. وأعرب عن قلقه البالغ للخروق شبه اليومية للمقاتلات الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني دون أن يدينها، مكتفيا بالاشارة الى ان هذا التصرف هو ضد سيادة لبنان. ولم ينكر المسؤول الاممي الهدوء الذي يسيطر على المنطقة، إلا أنه أعرب عن ارتياحه الى لجنة التنسيق الثلاثية اللبنانية - القوة الدولية - الإسرائيلية التي تعالج أي تشنج على الخط الأزرق لمنع اي انفجار. ودعا الدول الى عدم تسهيل شحنات أسلحة للحزب، موضحا أنه تسلم تقريرا من مندوب اسرائيل لدى منظمة الامم المتحدة يذكر ان الحزب ارتفع عدد الصواريخ لديه الى 100 الف، لكنه أشار الى أنه يأخذ هذه المعلومات في الاعتبار دون ان تتمكن الدوائر المختصة في المنظمة من التثبت من ذلك. وختم مشيرا الى اللاجئين السوريين والمساعدات التي قدمت لهم بـ1,1 مليار دولار، فيما المبلغ المطلوب 1,8 مليار دولار.

 

إرهاب وشيطان وتفاصيل

 علي بردى/النهار/29 شباط 2016

أيقظت الحرب السورية شياطين كثيرة. الإرهاب أخطرها. أظهرت بُعداً جديداً لسؤال قديم نسبياً: ما هو تعريف الإرهاب؟ من هم الإرهابيون؟ فرضت في نهاية سنتها الخامسة على الأميركيين والروس جدالاً - أحياناً تحت الأضواء - حول تفاصيل يمكن أن تكون مصيرية لبلدان عدة في العالم العربي.

لدى الأمم المتحدة مقاربات للإرهاب منذ بداية السبعينات من القرن الماضي. تطور تصنيفات للجماعات الإرهابية بتسمياتها المختلفة وللإرهابيين بكنياتهم المختلفة. غير أن فاعليتها في هذا المجال ظلّت محدودة الى أن أصدر مجلس الأمن قرارات مهمة عدة منذ عام 1999 مع القرار 1267. أخفقت محاولات كثيرة للتوصل الى تعريف موحد للإرهاب. لم يتمكن المجتمع الدولي من ايجاد أرضية مشتركة لفصل الحقوق والأعمال المشروعة من أجل التحرر من الإستعمار ومقاومة الإحتلال عن الإرهاب والجريمة المنظمة. لصقت اسرائيل تهم الإرهاب بكل من قاوم وسعى الى التخلص من احتلالها أرض الفلسطينيين وغيرهم من العرب. غير أن هؤلاء لم ينجحوا قط في اقناع العالم بأن ممارساتها ترقى الى ارهاب دولة. انطلقت من البلدان العربية المظاهر والأشكال المعاصرة للإرهاب. استغلت "القاعدة" مظالم العرب والمسلمين لنشر مذهبها هذا مطلع القرن الحادي والعشرين. مثّلت هجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة بداية لتأريخ جديد. كانت هذه مجرد بداية مُدويّة. لا يزال العالم يتعامل مع هذا الخطر الذي يبدل وجهه واسمه في كل مكان. لم يعد الأمر مقتصراً على التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم من الجهاديين الذين هزموا الجيش الأحمر في أفغانستان. يواصل مجلس الأمن اتخاذ قرارات في شأن الإرهاب. شكل لجاناً خاصة بمكافحة "القاعدة" وما يرتبط بها من أفراد وكيانات. غير أنه لم يلجم انتشار الخلايا والجماعات الإرهابية في كل أرجاء العالم. يظهر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أنه أكثر وحشية وأوسع انتشاراً، بل أكثر قدرة على التكيف مع الوسائل المستخدمة لمكافحته. وجد في سوريا والعراق أرضاً خصبة للتجذر، ومنطلقاً ليس له مستقر وحدود. يعترف العاملون في هذا الحقل أن الأمر لن ينتهي بالقضاء المرجح في نهاية المطاف على هذا التنظيم وعلى "جبهة النصرة" في سوريا والعراق. جهدت سوريا الأسد، وأحياناً برعت أكثر من سواها، في اتهام كل معارضة بأنها ارهاب، وفي مساواة الجماعات المعارضة بالجماعات الإرهابية. أفادت من غياب التوافق الدولي على تعريف الإرهاب ومن هم الإرهابيون. تجد روسيا - وريثة الإتحاد السوفياتي - أنها معنية كالولايات المتحدة والدول الغربية بدحر الجماعات الإرهابية. كذلك تنخرط دول المنطقة في هذه الحرب. غير أن الخلافات لا تزال عميقة للغاية على الكثير من التفاصيل.

 

الاستقرار الأمني والمالي خط أحمر ثابت استمرار الحكومة انعكاس للمظلة الدولية

سابين عويس/النهار/29 شباط 2016

رغم الأجواء المشحونة التي تشهدها البلاد منذ إعلان المملكة العربية السعودية إجراءاتها في حق لبنان، وما استتبعها من إجراءات مماثلة لدول خليجية أخرى، فإن الأسبوع الطالع لا يحمل أي معطيات متفائلة تحقق اختراقا في المشهد المأزوم. أما التصعيد فيستمر سيد الموقف ولا يغيره إلا معطى خارجي غير متوافر حالياً أو حدث أمني داخلي يحرص القيمون على الوضع الأمني على التحوط له واستباقه ومنع حدوثه. لكنه سيبقى متحكّما في المشهد السياسي الذي يطل هذا الأسبوع على أكثر من محطة واستحقاق. ففي حين يستمر الموقف السعودي على تشدده حيال لبنان، بحيث جمد رئيس الحكومة تمام سلام مبادرته لجولة خليجية بعد الأزمة السعودية برفض الزيارة ما لم تسبقها مواقف حاسمة وجازمة في المواضيع التي أثارت الاستياء العربي، تعود الحكومة الى الانعقاد في جلسة جديدة بجدول أعمال عادي، وإنما ضخم نتيجة البنود المتراكمة منذ شهور التعطيل. لا تتوقع مصادر وزارية أي مواقف جديدة للحكومة في الملف العربي، باستثناء تجديد التأكيد للموقف الرسمي المتخذ في الجلسة ما قبل الاخيرة. كما لا تتوقع نشوب أزمة ناتجة من ملف إحالة ميشال سماحة على المجلس العدلي، في غياب وزير العدل أشرف ريفي عن الجلسة بعدما قدم استقالته من الحكومة. وهي كذلك لن تشهد قبولا لهذه الاستقالة التي أخذ رئيس الحكومة علما بها، لكنه لم يقبلها، واكتفى بتكليف الوزيرة أليس شبطيني الحقيبة بالوكالة، والتي للمفارقة طالبت بإصدار مرسوم تعيينها وزيرة عدل بالأصالة قبل قبول استقالة ريفي. رغم الغيوم السود المحيطة بسماء السرايا، تستبعد المصادر عينها لجوء رئيس الحكومة الى الاستقالة، مشيرة الى أن التفريط بالحكومة غير وارد راهناً، رغم المسؤولية الكبيرة التي تتحملها في ادارتها الخاطئة للسياسة الخارجية، ذلك أن الحكومة تظل الضمان الاخير لعمل المؤسسات الدستورية في ظل شغور موقع الرئاسة الاولى ووجود مجلس نيابي ممدد لنفسه. وبقاء الحكومة يؤكد استمرار المظلة الدولية المحصنة للاستقرار الداخلي. وهذا قرار تم تبليغه الى القوى المحلية والإقليمية المعنية، وكان للإدارة الأميركية دفع جدي في التأكيد أن الاستقرار السياسي والأمني والمالي خط أحمر. في أي حال، وعلى رغم إشارة سلام الى أن الاستقالة واردة لديه، فإن ربطها بملف النفايات ولا شيء سواه، رغم أهمية أزمة العلاقات اللبنانية - العربية، لا يشي بأن الاستقالة فكرة جدية، وإن يكن "تيار المستقبل" يدرس بدوره خيار تعليق عضويته في الحكومة. بل على العكس، يذهب سلام الى جلسة الخميس مثقلة بجدول أعمال متراكم. وينتظر أن تنصرف الحكومة الى معالجة ملف النفايات، فتعقد اللجنة الوزارية المكلفة هذا الملف إجتماعا يوم الأربعاء للتفاهم على الإجراءات التي ستذهب بها الى الجلسة الحكومية، وأهمها طلب مؤازرة الجيش والقوى الأمنية في تطبيق الإجراءات المتخذة. في المحطة الثانية المرتقبة هذا الأسبوع، انعقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في ٢ آذار. ورغم أن المشهد السياسي بات في مكان آخر، كما هي حال المرشحين البارزين اللذين اعتصما بالصمت منذ تفجر الأزمة مع السعودية والخليج، فإن جلسة الانتخاب ستنعقد صوريا، على غرار الجلسات الـ٣٥ السابقة، ولن يميزها إلا حضور الرئيس سعد الحريري من دون أن يكفل هذا الحضور النصاب للانتخاب. وحال جلسة الانتخاب هي عينها حال جلسة الحوار الوطني المقررة في التاسع من آذار أو جلسة الحوار الثنائي بين "المستقبل" والثنائي الشيعي. لكن أهم ما في هذه المحطات حصولها بما يؤكد الحرص لدى مختلف القوى على التمسك بمساحة من التواصل والحوار والحفاظ على مظاهر التزام المؤسسات.

 

إلى الدكتور فارس سعيد

خيرالله غانم/النهار/29 شباط 2016

رسالة موجزة إلى صديق قديم، كنا نلتقي في جبيل، في مستشفى سيدة المعونات، وغير مكان، أطباء وغير أطباء، ونناقش كثيراً ونفرح ونتسلى كثيراً... ونختلف كثيراً... ونتفق دائماً. ونمت الصداقة بيننا والمحبة والإحترام، ولا تزال... أما وقد استلمت اليوم الواقع فيه 25 شباط 2016 دعوة إلى "الخلوة الثانية" "للقاء سيدة الجبل" في 28 من الجاري للتباحث في موضوع: الخيارات المسيحية واللبنانية في ظلّ أزمة المنطقة، فإني أشكرك، وبإحترام كلّي وبكل محبة أجيب: عنوان الخلوة، وبالتالي مضمونها غير مجد... فالكلمات الكلمات الكلمات "الاسطنبولية" حول جنس الملائكة، ستملأ القاعة وتملأ وقت الخلوة وتنتهي بلا نتيجة... إلى فراغ... ربما، أقول ربما، وقد وصلت كل الأمور إلى ما وصلت إليه... كان من الأجدى النظر "والبحث" لا في الخيارات (في صيغة الجمع والتعدد...)، وهل هناك متسع لها، وهل هناك فعلاً خيار بين أن تكون أو لا تكون، فكم بالأحرى خيارات... كان الأحرى البحث في "موقف المسيحيين" في ظلّ أزمة المنطقة المفتوحة على تاريخ جديد... فالخيارات المسيحية حتى الآن، التي لم تعد في الواقع خيارات فعلية موزعة، بلا عودة على ما يبدو، بين تعدّد أقطاب القوى والمصالح... يبقى للمسيحيين موقف واحد... لهم وللبنانيين...، هو الموقف الإنساني، الحياتي، الحضاري، السياسي الواحد للتعامل الصادق القوي المفيد للجميع، التعامل "المسيحي الحقيقي" المحبّ، الصادق، مع الفارسين المتباريين من على ظهر الحصانين الأبيضين... أو الأسودين لا فرق، وليس للّون أهمية، ليبقى "الجسم اللبناني" سالماً بكل أعضائه... أليس لبنان مسؤولية مسيحية أيضاً ؟! وخوض معارك الحروب... لم يعد خياراً لبنانياً. ولم يكن خياراً لبنانياً، ولا لأية فئة لبنانية... فيما المسيحيون هم بالفعل إمتداد لسائر الفئات في لبنان، وثقافتهم واحدة وعيشهم واحد وقيمهم واحدة ومستقبلهم واحد "شاء من شاء وأبى من أبى". وهذه اللازمة يستعملها الجميع، فلا محاكمة لأحد اليوم، ولا تجريم لأحد، ولا مكر، "والله خيرُ الماكرين". بلّغ الكنيسة يا دكتور فارس، يا حضرة الأمين العام لشعب الإستقلال، لشعب لبنان، بلّغ الكنيسة ومؤسساتها اكليريكيين وعلمانيين أن تتجلّى بهذا الموقف وهو جوهر المسيحية الانسانية اليوم. على خطى البابا فرنسيس... المخلص الجديد من كل كثافة، وكل تلوث، أليست الكنيسة وكل اللبنانيين في حاجة إلى مثل هذا الخلاص الجديد ؟وإنه لأمرٌ ملحٌّ كي يبدأ الانضباط في لبنان عند المسيحيين، وفيهم، قبل فوات الأوان، وهو ضروري لبقاء لبنان وبقاء المسيحيين الانسانيين المحبّين لسائر اللبنانيين دون استثناء، وللمنطقة أيضاً. من هنا نبدأ لتبقى المحبّة بلبنان، وليبقى لبنان ويبقى كل "أعضاء" لبنان "بصحّة" وسلام وفرح. إنه طريق شاق ولكنه الطريق الوحيد المتبقي لنا جميعاً والسلام عليك وعلى جميع المجتمعين وفي لبنان

 

«سيدة الجبل»: استنهاض الدور المسيحي الريادي واستعادة تنويرية لمحطات تاريخية مشرقة

ربى كبارة/المستقبل/29 شباط/16

شكل نقاش الخيارات اللبنانية والمسيحية في ظل ظروف معقدة جدا وصعبة على المستويين الداخلي والاقليمي بما يمكن للبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا القيام به، بعيدا عن التبسيط السياسي الذي يحيط بنا خصوصا بعد وصول التداعيات الى اوروبا عبر موجات عنف وهجرة، محور الخلوة التي عقدها السبت «لقاء سيدة الجبل» كمجال للتفكير بشكل جماعي وبصوت عال، واختتمت بـ«نداء من اجل استعادة دور المسيحيين التاريخي« باعتباره دورا نهضويا لان الانكفاء الى حضن مقولة «حماية الاقليات» في ظل التشنج المذهبي المسيطر على المنطقة ليس الحل.

ولخص منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد لصحيفة «المستقبل« مهمة الخلوة بـ«المساهمة في تحديث العروبة باعتبارها رابطة ثقافية» لافتا الى ان «العروبة المشوهة تخيف المسيحيين كما تخيف المسلمين». وأعرب عن امله بأن يتوسع النقاش الذي اطلقته الخلوة الثانية عشرة بحضور قادة رأي ومثقفين وفعاليات من المستقلين اضافة الى حزبيين شاركوا بصفة شخصية. ولفت سعيد الى ان هذه الخلوة التي اتت «وسط ظروف مختلفة في الداخل والخارج وضعت امام اللبنانيين لغة واحدة لكل الاسئلة فيما تستخدم الطوائف عادة لغتين: لغة داخلية واخرى وطنية».

وقرر المؤتمرون للمرة الاولى عقد خلوات في المناطق تنبثق عنها لجان متابعة بما يساعد على توسيع اطار اللقاء بما يساهم في تقدم توصيات النداء الذي القاه النائب السابق سمير فرنجية وناقشه الحاضرون قبل صياغته النهائية. وقد لفت النداء الى اننا البلد الوحيد في العالم «حيث يتشارك مسيحيون ومسلمون في ادارة دولة واحدة كما اننا البلد الوحيد في العالم الاسلامي حيث يتشارك سنة وشيعة في ادارة دولة واحدة». . وتضمنت حيثيات الخلوة كلمة افتتاحية لسعيد، وتلاوة ثلاث اوراق واردة من شخصيات مسيحية هي للاردني الوزير السابق مروان المعشر والمعارض السوري ميشيل كيلو والوزير السابق طارق متري.

شدد النداء خصوصا على «توثيق علاقات المودة والتفاهم والتناصر مع مسيحيي العالم العربي» وعلى «التواصل مع المسلمين الذين يناهضون التطرف واللاتسامح» وصولا الى قيام «مشرق العيش معا». كما شدد على التواصل مع قوى الاعتدال في أوروبا، التي تناهض الاسلاموفوبيا وكل اشكال التمييز ضد الآخر المختلف حتى يغدو المتوسط «متوسط العيش معا» بدل ان يكون «بحر التصدعات « التي لم يعد احد بمنأى عنها.. كما لفت الى المخاطر التي تحيط بلبنان لانه «يعيش تحت سيف التهديد باندلاع حرب اهلية جديدة، يتقابل فيها هذه المرة مسلمون سنة ومسلمون شيعة، ليس في لبنان وحسب، وانما على امتداد المنطقة العربية. وهذه الحرب، ان وقعت ستعني نهاية لبنان، وطنا ودولة ونموذجاً للعيش المشترك». وأكد النداء ان الحرب التي تطل برأسها «تعني المسيحيين بمقدار ما تعني المسلمين» مذكرا بمقولة بطاركة الشرق الكاثوليك «ان المسيحيين جزء عضوي من الهوية الثقافية لمسلمي الشرق مثلما مسلمو الشرق جزء عضوي من الهوية الثقافية للمسيحيين». وشدد على ضرورة «مساهمة المسحيين الفعالة في بناء سلام لبنان» ودعاهم «للنهوض بهذا الواجب» لوضع حد للانحدار عبر «العودة الى رسالتنا التاريخية التي صنعت خصوصيتنا».

وفي معرض تأكيد القدرة على خوض هذه المعركة عدد النداء تاريخ المحطات المشرقة التي كان للمسيحيين فيها «دور طليعي في اعلاء فكرة العيش المشترك» عبر مساهتهم منذ القرن التاسع عشر في حركة «النهضة العربية»، ثم برفضهم عام 1920 فكرة «الوطن المسيحي»، وبرفضهم عام 1943 استمرار الانتداب الفرنسي. كما وانهم كانوا غداة حرب 1975-1990 «في طليعة المبادرين الى العمل لاستعادة العيش المشترك الاسلامي-المسيحي». كل ذلك اضافة الى انهم مع نداء البطاركة عام 2000، هم «اول المبادرين في العالم العربي لخوض معركة الحرية في وجه انظمة الاستبداد» بما مهد الطريق لـ«ثورة الارز» وهي اولى تباشير «الربيع العربي». كما ذكر بان «المجمع البطريركي الماروني» كان اول الداعين في العالم العربي عام 2006 الى اقامة «الدولة المدنية لإرساء دعائم العيش المشترك على شروط الدولة الجامعة وليس على شروط جماعة طائفية».

ولفت النداء الى ان دور المسيحيين «يتعرض اليوم للطعن في جدارته ومصداقيته بفعل قوى اختزلت السياسة في مجرد الصراع على السلطة، بما ادى الى الانحياز الى المحور السوري- الايراني(...) بذريعة حماية الاقليات وصولا الى تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية» في تلميح، بدون تسمية، الى «التيار الوطني الحر» المتحالف مع «حزب الله». وتساءل سعيد في كلمة الافتتاح عما يمكن للمسيحيين اليوم القول لو كانوا مكان البطريرك الياس الحويك (1920) الذي رفض قيام لبنان كدولة ملجأ لمسيحيي الشرق وطالب امام كليمنصو بلبنان الكبير. وقال الهدف المساعدة على تحديد « ماذا نختار؟ وما هي المتغيرات التي تفرضُ نفسَها علينا؟» لافتا الى ان ذلك يتطلب «درجة عالية من الرصانة السياسية والوضوحِ في قراءةِ الأحداث السياسية والشجاعة في تحديدِ الخيار»..

ولخص سعيد أبرز متغيراتِ اليوم بعدة نقاط ابرزها:

محاولةُ قوى إقليمية غير عربية التحكّم بقرار المنطقة: «اسرائيل التي تحاولُ أن تكون امتداداً للغرب في أرض الشرق، تركيا- التي تقدّمُ نفسَها قوة إقليمية إسلامية قادرة على التفاعل مع العرب وفي الوقت نفسِه قادرة على التفاعل مع النظام العالمي الجديد، وايران- التي تمددت بنفوذِها حتى وصلت إلى البحر في غزة وبيروت مروراً بعواصم اليمن والعراق وسوريا»..

ومن المتغيرات محاولة المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي «الحفاظ على نظامِ المصلحة العربية بحيث لا يتحول العالم العربي الى ضواحي قوى اقليمية غير عربية «.

وهناك بوادر جدّية لعودة ايران إلى حضن النظام الدولي القائم وان كانت لا تزالُ ملتبسة وفي بدايتها، خصوصا وانها تحاولُ التعامل مع الغرب بوصفها «دولة»، ومع المنطقة العربية بوصفها «ثورة»، بما تحملُه هذه الازدواجية من مخاطر عليها وعلى المنطقة في آنٍ معاً.

يضاف الى ذلك دخولُ روسيا بقوة على خط النزاع الاستراتيجي في المنطقة العربية وعليها، يتميز بانحيازه الشديد إلى النظام السوري وإلى «تحالف الأقليات»مع استخدام شعار محاربة الإرهاب الملتبس، كذلك عودةُ الكلام على مسألة الأقليات الذين ينظرون إلى أحداثِ المنطقة بعين القلق، ويبحثون عن أشكالٍ مختلفة من الحماية.

دخولُ الإسلامِ كمكوّنٍ إجتماعي وسياسي وانتخابي إلى أوروبا، وهو «عاملٌ مؤثّر على ديموقراطيات الغرب».

وكذلك بروزُ تياراتٍ إسلامية متطرفة، تتراوحُ ما بين قيامِ دولةِ ولاية الفقيه ودولةِ الخلافة ولجوئها الى عنفٍ متنقّل وفائضٍ عن حدودِ المنطقة العربية، مما شوّهَ صورةَ المنطقة وساهمَ في بروزِ تيارٍ معادٍ للإسلام في الغرب اضافة الى بروزِ تيارِ معادٍ للمسيحية بوصفها في نظره - حاضنة للنظامِ العالمي المعادي لقضايا العرب والمسلمين العادلة، مثلَ قضية فلسطين وقضية الشعب السوري.

وهناك ظاهرة العنف الإرهابي المنفلت وغير المسبوق وهو «العنف الايديولوجي المذهبي المتلبِّس بالإسلام، وما يقابله من عنفٍ مضاد على القاعدة ذاتها»، وهما يتواطآن اليوم عملياً على تجاوز حدود الدول الوطنية القائمة، بل إلغائها، لصالح أجندات بعيدة كل البعد عن نظام المصلحة الوطنية.

بالمقابل هناك بروزُ تيارٍ مدني واعد، مع انتفاضات «الربيع العربي» السلمية ولئن أُصيبَ بانتكاساتٍ خطيرة، إلا أن ثمة مكانة معتبرة لـ «الدولة المدنية» في منظومة شعارات الإصلاح في مقابل مفهوميّ «الدولة الأمنية» و»الدولة الدينية».

وقد توالت هذه المتغيرات «في ظل فشل النظامِ العربي الذي أعقبَ مرحلةَ الإنتدابات الغربية، ثم قيامُ دولة إسرائيل، في توفيرِ الاستقرار والتنمية المستدامة لمعظمِ الكيانات الوطنية الناشئة بسبب قيامِ سلطاتٍ إستبدادية عسكرية (...) والعجز عن بلورةِ أطروحةٍ واضحة لنظامِ المصلحة العربية المشتركة وسبلِ تحقيقه».

من ناحيته اعرب مروان المعشر عن تأييده «الحاجة الى تجدد مسيحي، بل تجدد عربي يعمل من اجل مجتمعات عمادها المواطنة المتساوية الحاضنة للتنوع بكافة اشكاله الدينية والثقافية والسياسية. فالدولة المدنية الديمقراطية هي حامية الاخر، ولا مكان فيها للعنصرية ولا متسع للاقصاء». ورأى ان اساس ذلك وضع «المسيحيين والمسلمين ايديهم بعضا مع بعض من اجل بلورة مشروع دولة حداثي تنويري مدني ديموقراطي ضمن مناخ ينظر للتعددية على انها مصدر قوة لا ضعف واعتبر ان تطوير مفهوم حداثي للهوية العربية مرتبط بالمواطنة الحاضنة لا المستوعبة فقط للتنوع، لافتا الى ان خلاف ذلك يؤدي الى سهولة الحديث عن طوائف واكثرية واقلية .

وحدد المعشر المشكلة باقتصار قوى «الاعتدال» على تعريف نفسها فقط بوقوفها ضد قوى «التطرف». لكن حين يتعلق الموضوع بالتعريف الإيجابي لهذه القوى بمعنى مشروعها التفصيلي لملامح الدولة المدنية الحديثة، فإنه لا توجد مجموعة عربية، منفردة أو مجتمعة، لديها مشروع لمستقبل تنويري مصحوب بإرادة سياسية وخطوات عملية لتنفيذه.

ورأى ان قوى الاعتدال ان ارادت «ان تتمتع بشعبية و مصداقية عريضة، بحاجة لمشروع تنويري تعددي مدني ديمقراطي وان هذا المشروع ان وجد بالتوازي مع الارادة السياسية لتنفيذه كفيل بالتصدي للافكار و الممارسات الداعشية في عالمنا العربي». وبينما الوقوف امام الاخطار الامنية ضروري، فانه وحده لا يصنع مستقبلا مشرقا دون مشروع حداثي لبناء الدولة العصرية. من ناحيته لفت ميشيل كيلو الى مشكلة نواجهها اليوم كمسيحيين عرب وهي «استحالة الوقوف جانبا في صراع مفصلي كالذي نعيشه منذ خمسة اعوام في سورية والمنطقة العربية وجوارها، تتدخل فيه قوى اقليمية ودولية جبارة ومتناقضة المصالح والخطط، وتخوضه وكأنه صراع داخلي نشب ضدها وعلى أراضيها«. أضاف «مشكلتنا كمسيحيين ان واقعنا الراهن يطرح علينا اسئلة نتهرب من الاجابة عنها، رغم انها تتطلب اجابات تعبر عنها مواقف عملية تتخطى اية كلمات، منها: هل ننتمي إلى مجتمعاتنا، العربية والمسلمة، أم إلى مجتمعات أخرى، وهل نحن ضيوف في بلداننا، وأجراء عند حكامها، ام اننا الجزء الاصيل من شعوبها، الذي يحمل هويتها ولا ينتمي إلى غيرها، وعليه ان يقاسمها مصيرها في السراء والضراء؟. وهل يجوز ان نكون محايدين في الصراع الدائر بين حكوماتنا الفاسدة والاستبدادية، وبين شعوبنا المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة؟».

وذكر بانه سبق للمسيحية العربية أن واجهت اوضاعا تشبه وضعنا الحالي وانها «عرفت كيف تتخطاه كل مرة بحكمة آباء الكنيسة، الذين فاضلوا بين اهل حكم يشهرون سلاح التجبر والعنف وبين ضحاياهم الضعفاء، ووجدوا أن من الأفضل لكنيستهم ورعيتهم الوقوف مع الأخيرين، وأن يدفعوا ثمنا عاجلا هو جزء مما يدفعه بقية الناس، لكنه يحمل لهم النجاة، بما انه يوحد مصيرهم ومصير اخوتهم المسلمين، شركاءهم في التاريخ والهوية والمآل«.

وتساءل كيلو «منذ متى كان المسيحيون اقلية في بلدانهم، وهل يجوز لنا ان يحولوا انفسهم الى اقلية، الى اغراب في محيط لا يشبهونه ولا يشبههم، يحميهم منه قتلة يحتمون بهم ويستخدمونهم كدروع بشرية ضد شعب يفترض انهم ينتمون اليه؟«.

وخلص المعارض السوري الذي امضى عقودا في سجون النظام الى القول» تقف مسيحيتنا على مفترق طرق، لا ابالغ اذا قلت إنها لن تبقى بعده ما كانت عليه قبله، وأن مصيرها بيدها، ويحتم عليها التعامل مع نفسها ومبادئها بأعلى قدر من روح المسؤولية الايمانية والانسانية، وعدم التخلي عن مبادئها من أجل وقتيات سياسية عابرة، تتصل بصراعات لا مبادىء فيها ولا انسانية ولا ضمير ولا دين». وتحت عنوان «نحو حضور مسيحي متجدد» حذر الوزير السابق طارق متري من «اللغة المزدوجة» في الحديث عن قضايانا المجتمعية لأن «المسافة تضيق بين مايبوح به البعض داخل الجماعة وما يعلنه في الحياة العامة». ورأى انه بغض النظر عن اخفاقات المسيحيين ومعاناتهم «فإن ثنائية الاقلية المنكفئة والاغلبية الطاغية لم تغلق عليهم يوما ولم تطبع مواقف المسلمين حيالهم»وذكر بغياب أي نص مسيحي مرجعي في العقود الخمسة الاخيرة «يضع ما صار يدعى هواجس الاقلية في تناقض مع توجهات الاغلبية«.

وقال «ان مشكلات المسيحيين كانت بمعظمها تعبيرا عن مشكلات المجتمعات العربية كلها» وانهم «عانوا كغيرهم من تراجع فكرتي الدولة والمواطنة وتضرروا من اعاقة تحققهما اكان ذلك بالاستئثار او التسلط او بغلبة منطق القوة على منطق الحق والتهديد وتجديد الاحقاد القديمة او اختراع احقاد جديدة». وشدد على ان مساهمات المسيحيين في النهضة العربية سابقا «لم تفقد معناها بل تستحق ان تستعاد وتتجدد في زمن التغيير العربي الذي لم تعرف مآلاته» لافتا الى اهمية عدم وقوع المسيحيين أو ايقاعهم «في اقلوية معطلة لدورهم» منبها الى تنوع المسيحيين والى تعدد الاتجاهات عند المسلمين.

ولفت الى عدم وجود تناقض بين هواجس الاقلية وهموم الاغلبية و»ان النظرة الثنائية التي توحي بانقسام عمودي لا رجعة فيه ليست المفتاح الوحيد لفهم الواقع ولا توفر الادوات اللازمة لتغييره اللهم الا الانسحاب والهجرة».

 

مكروهية «حزب الله»: واقعة لبنانية وسورية وعربية وإيرانية

وسام سعادة/المستقبل/29 شباط/16

يستند خطاب «حزب الله» الموجّه سواء لحلفائه أو لأخصامه أو لأعدائه، لجمهوره، أو بالمطلق لنفسه، الى ثلاثية: المظلومية، «المحبوبية»، الانتصارية. المظلومية لها موارد عديدة في هذا الخطاب، منها ما هو مستلّ من التراث الديني، لألفية ونصف الى الوراء وبشكل متواصل وتراكمي من يومها، ومنها ما يوظّف معطيات اجتماعية أو ثقافية من زمن غير بعيد تتصل بموقع الشيعة في التركيبة العثمانية فاللبنانية. ولئن كانت المظلومية تجربة مريرة، فإن الانتصارية التي تصاحبها في خطاب الحزب، هي أقرب لخلطة بين فكرة الحتمية التاريخية وبين مغامرات سوبرمان وغرندايزر وبين رؤية مزدكية لصراع الخير والشر والظلمة والنور. أما المحبوبية، فهي ما سُعِدَ بها الحزب مطولاً منذ التسعينيات، الى سنوات خلت، من ان شعبيته، وخصوصاً شعبية أمينه العام، صارت واسعة في طول العالمين العربي والاسلامي وعرضيهما، وفي حركات التحرر عبر العالم. وهذا لم يكن متوقعاً مثلاً في الثمانينيات يوم كانت شعبية صدام حسين هي المتصدرة للمشهد بعد انتصاره على ايران، التي سريعاً ما هبط تلقي ثورتها عربياً من المحبوبية الى المكروهية، ولم يكن «حزب الله» الثمانينيات باستثناء عن مجمل الموقف من ايران، في حين اختلف الوضع في التسعينيات. الحزب الذي تصدر مشهدية تحرير الجنوب، وزعيمه الكاريزمي المفوّه، بلغ شعبية عربية استثنائية في وقت من الأوقات، بل أنه ورغم احتدام الصراع المذهبي الدموي في العراق بعد التدخل الاميركي ـ البريطاني، ظل الشارع العربي يرفض احتساب «حزب الله» في خانة مذهبية صرف لسنوات، وبقيت الحال على هذا المنوال لسنوات عديدة بعد تحوّل الحزب الى بلاء مسلّط على باقي اللبنانيين في اثر الجلاء السوري، وسعيه إلى وراثة الوصاية المنهكة المنسحبة، واستخدامه السلاح في الداخل. ماذا بقي للحزب من مظلومية بعد تدخله في سوريا؟ أين انتصاريته في هذا الاستنزاف المتواصل؟ سؤالان بمقدور الحزب حتماً التنصل منهما سجالياً والقول انها المظلومية الحقة لأنها مؤامرة على المقاومة، وعلى المقام، في آن. وطبعاً ليس ما يمنعه أن يرى نفسه ينتصر أو سينتصر، كونه يحدّد نفسه معيار النصر، ويحتفظ بحقه في تعديل المعيار أنّى دعت الحاجة. الشيء الوحيد الذي لا يمكن الحزب المكابرة عليه هو انقلاب محبوبيته الواسعة في التسعينيات الى مكروهية واسعة منذ سنوات، والاتساع المتعاظم لهذه المكروهية. بعض الانفعالات الهستيرية التي شهدناها في اليومين الأخيرين تعكس محاولة غير موفقة للتهرب من هذه الواقعة: مكروهية الحزب. نعم، الحزب شعبي عند الممانعين. لكن الملايين أيضاً باتت تكنّ شعوراً سلبياً جدياً له: بين العرب لأنهم ينظرون له كحصان طروادة الايراني، وفي ايران عند شرائح واسعة من الناس تنظر اليه كـ «باسيج عربي»، كأن «الباسيج الايراني» لوحده لا يكفي. لبنانياً، معظم الأطراف المناوئة للحزب ترتفع شعبيتها ما أن تصعّد كلامياً ضده. ما الذي يعنيه هذا غير جوف عميق يعج بـ «المكروهية»؟! أما سوريا، فحدّث ولا حرج. الذين يحمّلون الحزب مسؤولية جسيمة عن نكبتهم هم شريحة ضخمة، بل ان النظام الأسدي نفسه، في أوساطه، سترتفع شعبيته ان هو حاول أن يضع حداً لاستباحة الحزب اللبناني أراضي سوريّة!

 

الخليج وحماية لبنان

راشد صالح العريمي/الحياة/28 شباط/16

لم يكن هناك مفر من اتخاذ خطوة تعليق المنحة السعودية للجيش اللبناني وقوى الأمن، بل قد يرى بعضهم أنها تأخرت كثيراً بفعل صبر المملكة العربية السعودية الطويل على ما دأب عليه «حزب الله» اللبناني وحلفاؤه عبر سنين من توجيه الإساءات إلى المملكة ودول الخليج، وبذل جهود محمومة في تشويه زعماء الخليج وقادته وصلت حد توجيه الشتائم الصريحة، ودخلت منعطفاً جديداً بالانتظام مباشرة في القتال ضد القوات المسلحة لدول الخليج العربية في اليمن، كما صرحت القيادة اليمنية الشرعية أخيراً. والمعنى الصريح لذلك أن «حزب الله» متورط في سفك الدماء الزكية للشهداء السعوديين والإماراتيين والبحرينيين وغيرهم من جنود دول التحالف العربي، التي سالت على أرض اليمن. كان صبر القيادة السعودية طويلاً وجميلاً، على رغم التطاول والبذاءات التي استسهلها مطلقوها، ظناً منهم أن الصبر ضعف، وأن تجاهل السفاهات عجز عن الرد. وكاد اكتشاف خلايا إرهابية مدعومة من إيران في دول الخليج العربية تبدو فيها بصمات لـ«حزب الله» يصبح خبراً عادياً لكثرة ما تكرر. وفي كل مرة، كانت دول الخليج تتجاوز عن معاقبة «حزب الله»، لكي لا يتحمل لبنان بكامله تبعات العقاب، مستذكرة ما تفرضه الأخوّة العربية من عض على الجرح، ومستنكفة أن يدفع من لا يذنب كلفة ما جناه غيره.

 ما تغير هذه المرة أن مقامرات حزب الله وحلفائه داخل لبنان أوغلت في خطورتها إلى حد تهديد الشعب اللبناني بكل فئاته وطوائفه، ما يجعل الخطوة السعودية والخطوات الخليجية الداعمة لها تحركاً من أجل لبنان ذاته، بعد أن بلغ اختطافه وارتهانه مبلغاً لا يمكن معه الاستمرار في ابتلاع الأخطاء والتجاوز عنها. وسيعلم كل من يحرص على مصلحة هذا البلد العربي الأصيل أن ما تتخذه دول الخليج من إجراءات إنما هو سعي إلى استعادة لبنان إلى حيث يجب أن يكون، وطناً لكل مواطنيه، لا تتحكم فيه أهواء فئة بعينها، أو تهديدات فريق أمعن في التنكيل بمعنى الدولة، مستنداً إلى سلاحه المشهر للأذى وشق الصف وفرض الرأي بالعنف. لم يكن موقف وزارة الخارجية اللبنانية، الذي تجنب إدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران إلا نقطة أخيرة في فصل طويل من التجاوزات والإساءات، لكنه مع ذلك يحتفظ برمزية خاصة في سياق المواجهة المصيرية التي تشهدها المنطقة بين من يريدون لها الخراب والفوضى ومن يريدون استعادة استقرارها وسلامتها. وتعود رمزية السلوك المستهجن للخارجية اللبنانية إلى أنه قدم نموذجاً عن نزوع «حزب الله» وحلفائه إلى المزايدة حتى على سادته في إيران، على رغم أن الحزب ليس أكثر من مخلب قط لها. فقد دانت إيران «رسمياً» ما تعرضت له السفارة السعودية فيها من اعتداء، وهو الموقف الذي تفرضه عليها كل الأعراف والمواثيق الدولية. لكن الحزب وحلفاءه مضوا في الغي إلى الدرجة التي لم يتصورها أحد، ولم يكن حتى سادتهم في طهران ليلوموهم على إدانة الاعتداء على السفارة السعودية، الأمر الذي استوجب توجيه هذه الرسالة الحازمة.

إن تمرير هذا السلوك لن يكون إلا تشجيعاً للحزب وحلفائه على المضي في الحماقات التي يقترفونها، وإهمال كل مكونات الوطن اللبناني في وقت لا يحتمل مثل هذا العبث، وليس مستبعداً أن يأخذ الحزب وحلفاؤه لبنان بكامله إلى هاوية مهلكة في ظروف إقليمية ودولية لا تحتمل خطأً هيناً في الحسابات إذا ترك لهم الحبل على الغارب في بلد مثل لبنان يتحرك فوق برميل بارود جاهز للاشتعال في أية لحظة. ومن هنا فإن الرسالة السعودية، التي أصبحت الآن رسالة خليجية، تهدف إلى تسليط الضوء على هذا الخطر المحدق والتنبيه إلى خطورة ما يترتب على ترك الساحة لحزب الله وحلفائه، وضرورة أن تتحرك القوى الوطنية اللبنانية لتصحيح الخطأ، الذي لم يعد السكوت عليه ممكناً.

 لقد أكدت الخطوات التي اتخذتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أنه لا سبيل إلى المناورة أو المراهنة على ثغرات في الموقف الخليجي، وأن تعليق المنحة السعودية ليس إلا بنداً في قائمة تضم الكثير من الإجراءات التي ستتوالى طبقاً لما تسفر عنه الأحداث. وستشارك فيها دول مجلس التعاون. وهذا الجسد الخليجي المتماسك والمواجهة المشتركة للتحديات أصبحت من الملامح السياسية الثابتة في المنطقة، وهي استجابة جاءت في وقتها الملائم تماماً لتمثل حائط صد منيعاً أمام ما تموج به المنطقة من مشاريع داخلية وخارجية تحاول إعادة تشكيلها على وقع عنف غير مسبوق كماً وكيفاً، وحروب مشتعلة وأخرى ربما تنتظر الاشتعال في كثير من البلدان العربية.  ليس مستغرباً أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة هي أول من بادر إلى الاصطفاف إلى جانب السعودية، فالإمارات ما فتئت تنبه منذ وقت طويل إلى خطر الميليشيات على الأوطان، وتحذر من أصحاب الولاءات التي تتخطى الحدود، سواء في لبنان أو غيره من الدول العربية التي ابتليت بجماعات لا تعترف بالوطن ولا بمصالحه، ومن دون تفرقة بين ميليشيات تدعي أنها سنية وأخرى أنها شيعية، لأن الكل في تدمير الدول والشعوب سواء.  من المحتمل أن تتحرك الخلايا النائمة والأذرع الكامنة داخل دول الخليج، ممن أعدتهم إيران و«حزب الله» للاستخدام في لحظة يحددونها، وربما تسول لهم أنفسهم بأن هذه اللحظة حانت، وهو ما يقتضي إجراءات لقطع هذه الأذرع. ولمن يذكر، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لجأت إلى ذلك مرات خلال السنوات السابقة، لتحمي أمن مواطنيها والمقيمين على أرضها. وحين يكون بعض من يعملون في دول الخليج عيوناً لجمع المعلومات، أو مصدراً لتمويل من يقتلون أبناءنا في اليمن ويسيئون إلى دول الخليج كل صباح، يصبح التحرك ضدهم واجباً على السلطات الخليجية، ذلك أنه لا تساهل ولا مساومة في ما يخص أمن ملايين المواطنين الخليجيين، وملايين أخرى ممن يقيمون في دول الخليج ويجدون فيها فرصاً للعمل والحياة الكريمة. وكذلك يصبح سفر المواطنين الخليجيين إلى لبنان أو تقليص رحلات الطيران أو منعها تماماً، بناء على ما ستتطور إليه الأمور، من بين الإجراءات الضرورية.  كان اللبنانيون دائماً في صدارة من وفرت لهم دول الخليج فرص العمل، وبكل طوائفهم ومذاهبهم وأديانهم، ولم تفرق بين لبناني وآخر، فالجميع ينتمون إلى دولة عربية شقيقة نقدر لأهلها كفاءتهم ومهاراتهم وخبراتهم. وإذا كانت هناك فرص عمل حالية أو محتملة في دول الخليج يمكن للأشقاء اللبنانيين أن يخسروها، فإن الجاني الحقيقي وراء ذلك هو الفريق الذي لم يحسب للبنان ومصالح مواطنيه حساباً، ولم يكترث لما يمكن أن تتسبب فيه مواقفه من ردود فعل طبيعية ومتوقعة من جانب دول الخليج، التي صبرت على الإساءات طويلاً.  قالت الدول الخليجية كلمتها بوضوح، والإجراءات الخليجية ليست عملاً انفعالياً أو انتقامياً، بل إجراءات سياسية لها أسبابها المعلنة، ويمكن مراجعتها إذا زالت هذه الأسباب. فهل يتوافر لدى «حكومة الطوائف» اللبنانية الرشد الكافي لتجنيب بلادها تبعات ما اقترفه «حزب الله» وحلفاؤه؟ وهل لدى الحزب وأنصاره ومؤيديه من الحرص على مصلحة لبنان واللبنانيين ما يدفعهم إلى مراجعة مواقفهم بشجاعة وتجرد؟ هذا هو السؤال الذي ستجيب عنه الأيام المقبلة. وإن غداً لناظره قريب!

 

أهوال وقف النار

غسان شربل/الحياة/28 شباط/16

وقف النار لا يقل خطورة عن إطلاق النار. جحيم المعارك يمنع الرؤية ويحجب الصورة. يشحذ الأحقاد والآمال. استحالة الضربة القاضية تذكر بالتوازنات المريرة. صمت المدافع والبراميل يفتح العينين. يضع من كان يوصف بالمواطن وجهاً لوجه أمام ما كانت توصف بأنها بلاده. أمام ما تبقى منها. ابتهاج الناس باستراحة آلة القتل لا يلغي حقيقة مدمرة. الشهيد الأول في سورية اسمه سورية.  وقف النار مطلوب لكنه رهيب. يسمح للمواطن بالشروع في الإحصاءات. المدن التي اغتيلت. البلدات التي تبخرت. القرى المسكونة برائحة الموت والغياب. ستتذكر عائلة ابنها الذي ذهب ولم يعد. ابنها الذي لن يعود. ستتذكر نصفها التائه في أوروبا أو مخيمات الدول المجاورة. ستتحسس أم صورة نجلها الذي أخذوه. ستصلي لعودته وهي تعرف أن شمس عمرها ستغرب من دون أن تعانقه.  وقف النار رهيب. سيتحدث السوريون تحت أطلال منازلهم عن نهر من القتلى. وبحر من الجرحى والمعاقين. وعن اللاجئين الذين يتعلقون بأطراف مركل هرباً من قسوة بلاد الأمويين. عن لاجئين سيطول انتظارهم لأن إعادة إعمار سورية أكبر بكثير من قدرة الذين منعوا حسم الحرب.  وقف النار رهيب. لأن الحرب ستستمر تحت عناوين أخرى. لا «داعش» يرف له جفن إذا تدمر ما بقي. ولا «النصرة» يرف لها جفن. ثم أن سورية الجديدة التي ستولد من المفاوضات ومناوراتها وأفخاخها قد لا تستحق هذا البحر من الدم والركام.  أنا لا ألوم السوريين الذين ارتكبوا حلم التغيير وتدفقوا إلى الشوارع والساحات. هذا حقهم وقرارهم. لكن مسار الأحداث أوقعهم في قلب المأساة. اغتال «داعش» وأخواته شعارات التغيير والتهموا مواقع المحتجين ولم يبخل النظام عليهم بالغارات والبراميل.

 ذهبت سورية إلى الحرب وخسرت كل شيء تقريباً. حصانتها. وسيادتها. وتعايشها. وقرارها. سقطت تحت وصايات أبرزها الوصاية الروسية. المستقبل السوري يُكتب اليوم بحبر لافروف ومصادقة كيري.  انتهت سورية التي يعرفها القارئ العربي ويحبها. سورية العربية المتعددة التي لا بد من طرق بابها للبحث في مستقبل الأمن والاستقرار في جوارها. سورية التي يتقاطر إليها المسؤولون الأجانب للبحث في تسوية النزاع العربي - الإسرائيلي أو أمن العراق واستقرار لبنان. سورية التي كانت لاعباً صارت ملعباً. كل أنواع المقاتلين على أرضها. كل أنواع الطائرات في أجوائها.

 يذهب المقاتلون إلى الحرب مجروحين أو حاقدين. يطلقون الرصاصة الأولى مثقلين بأحلام واسعة وأوهام كثيرة. يراهنون على الضربة القاضية. وإسقاط النظام. وانتصار الثورة. أو إجهاض المؤامرة. وقصم ظهر الإرهابيين. لكن الرصاصة الأولى لا ترسم مسار الحرب. خصوصاً إذا تحصن النظام بمكون وحلفاء، وتحصنت المعارضة بآخر وأصدقاء. وإذا سقطت حصانة البلد واستدعى كل فريق حلفاءه الأقرب إلى ميوله وثاراته ومذهبه ومصالحه. ويزداد المشهد تعقيداً حين يختلط الاقتتال الداخلي بدم الميليشيات العابرة للحدود ومطامع الدول الكبرى ومناوراتها.

 لحظة وقف النار بالغة القسوة. في عز الحرب لا يشتهيها أحد من المحاربين. ربما لأنها بطبيعتها تُعلن العجز عن الانتصار. وربما لأنها تشير أيضاً إلى أن النتائج قد لا تبرر الخسائر.  سألت سورياً تحصن في السنوات الماضية بصفة المراقب. قال إن سورية ما بعد وقف النار لن تشبه ما كانت عليه قبل اندلاع النار في أرجائها. شدد على أن أكراد ما بعد وقف النار هم غير الأكراد السابقين والأمر نفسه بالنسبة إلى السنة والعلويين. الجروح كثيرة والمخاوف كبيرة والنسيج تمزق. واعتبر أن بقاء سورية موحدة مرهون بولادة أقاليم معلنة أو مضمرة تقيم في كنف دولة مركزية ضعيفة. شيء من العراق وشيء من لبنان.

قال أيضاً أن نجوم المرحلة المقبلة ثلاثة هم فلاديمير بوتين وأبو محمد العدناني الوكيل السوري للبغدادي وأبو محمد الجولاني. ورأى أن مستقبل سورية معلق بقرارات القيصر. وحده القادر على برمجة جرعات السم وتوزيعها على المدعوين من موالين ومعارضين. على الأعداء والحلفاء. وفي غضون ذلك سيطرح وقف النار على جهات كثيرة سؤالاً بالغ الصعوبة هو «ماذا فعلت في سورية؟».  يبرمج الكرملين لعبة توزيع الطعنات والضمادات والضمانات على اللاعبين المحليين والخارجيين. تحتاج سورية إلى وقف القتل. لكن من المبكر الحديث عن وقف نهائي لإطلاق النار. القيصر يحتاجه للفتك بأعدائه وتقليم أظافر أصدقائه. خسرت المعارضة حلمها باقتحام معقل النظام. خسر النظام حلمه باستعادة كل المناطق. يجمد وقف النار حلم الأكراد باستكمال رسم إقليمهم. حين يقدم لك القيصر كأس السم لا يبقى أمامك غير أن تشرب.

 

تقارب سني سني لمواجهة حزب الله.. أين ذهبت العروبة

شادي علاء الدين/العرب/29 شباط/16

تُرجمت النصيحة السعودية بلم الصف السني في لبنان بلقاءات بين سعد الحريري وبعض الوجوه السنية المعارضة للتوجهات السعودية، من قبيل الوزير السابق عبدالرحيم مراد والنائب محمد الصفدي. كذلك لم تبد الغضبة الحريرية من مواقف وزير العدل اللبناني أشرف ريفي في الحكومة، التي دفعته إلى إطلاق تغريدة يعتبر فيها أن ريفي لا يمثله، ذات مفاعيل تنفيذية، بل وعلى العكس من ذلك، حل الوزير ريفي ضيفا مكرما ومرحبا به في ذكرى الرابع عشر من فبراير التي تزامنت مع عودة سعد الحريري إلى البلاد.كذلك بدا النائب المقصى من كتلة المستقبل خالد الضاهر حاضرا في كل المناسبات المستقبلية وغيرها، وهناك اتجاه لإعادة تصويب علاقة المستقبل مع شخصيات سنية لا تدور في الفلك السعودي، من قبيل رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد، والوزير السابق فيصل كرامي، ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي. يدور الحديث حول سياسة سعودية جديدة في لبنان تقوم على السماح بتعددية الأقطاب السنة، والخروج من حصرية التمثيل السني الحريري، والسماح بتعددية الأقطاب يصب في خدمة وحدة القرار الذي يعنى بدعم السعودية، والحرص على صورتها ومصالحها. لا تريد السعودية أن يخرج من لبنان أي صوت سني معارض لها، وبذلك تريد أن تحكم السيطرة على العنوان السني في لبنان، وتأهيله لضرورات المعركة مع إيران وحزب الله، والتي لن تكون ممكنة في حال بقاء الاستثمارات الإلهية في الوسط السني فاعلة، وجاهزة لتخريب وحدة السنة من الداخل. التقارب السني يشبه في طبيعته وشكله التقارب الذي تم مؤخرا بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، إثر ترشيح سعد الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. الطرفان المسيحيان أبديا حرصا كبيرا على وصف تقاربهما المستجد بأنه مصالحة مسيحية، وليس تحالفا ظرفيا بني على أساس لحظوي، من دون أن ينطوي على مشروع وحدة سياسية. الوقائع تقول غير ذلك لأن مواقف جعجع في ما يخص عنوان العلاقات مع السعودية، التي يشغل حاليا موقعا رئيسيا في الساحة اللبنانية، تتناقض مع مواقف التيار العوني الذي كانت مواقف رئيسه ووزير الخارجية جبران باسيل المسبب الأساسي للتأزم الذي تعاني منه هذه العلاقات. كذلك لا تتخذ صيغة التقاربات السنية – السنية طابع التوافق على مشروع موحد، وذلك على الرغم من أن الشخصيات التي يتقارب معها الحريري، تخرج بعد لقاءاتها معه بمواقف مؤيدة للسعودية. هذا التأييد الظرفي لا يعني شيئا فعليا على أرض الواقع، كون هذه الشخصيات تحصر التقارب فقط في عنوان رفض الاعتداء على السعودية، وهو عنوان عام كررته حتى القوى التي صدرت عنها الاعتداءات ذات لحظة، ولكنه لم يتبلور في إطار دعم للمشروع السعودي الجديد والقاضي بمواجهة حزب الله. السعودية لا تطلب حاليا دعم مواقفها بخصوص الاعتداء على سفارتها، بل تطلب التأييد في مشروع المواجهة مع إيران وحزب الله، وهو ما لا يبدو أن أيا من القوى التي يتقارب معها المستقبل بصدد الموافقة عليه.

هل من المتوقع أن يكون التقارب مع شخصيات أقامت طويلا في حضن المخابرات السورية، وأحضان حزب الله، مفيدا في مشروع مواجهة النفوذ الإيراني في لبنان أكثر من مد يد الدعم والعون لأبناء منطقة الطريق الجديدة، الذين استقبلوا سعد الحريري حين جاء لتأدية الصلاة في مسجد الإمام علي بهتافات التأييد للسعودية. لماذا يبقى الصادقون في ولائهم للسعودية، والذين لم يقصروا يوما في التعبير عن الشكر والتقدير لها غير مسموعين وغير مرئيين، ولا تمد لهم الأيادي التي تمد إلى الخصوم والأعداء. ما يقال عن أهالي منطقة طريق الجديدة ينطبق على فقراء عكار ومناطق الشمال، الذين يقبعون في غياهب سجون الدولة المخطوفة، وفي سجون وأقبية تعذيب حزب الله السرية، بسبب تعبيرهم عن الولاء والإيمان بالمشروع السعودي الذي يرون فيه تعبيرا عن إسلامهم المسالم وغير الإسلاموي. لماذا كل هذا الترحيب بالأعداء في حين لم تنقطع الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي الخليجية عن نشر وجهات نظر تضع اللبنانيين جميعا في خانة العداء للسعودية ودول الخليج، ولماذا هذا التعامي عن الأصوات التي لم تكف عن التعبير عن دعمها، وهي أصوات ليست سنية وحسب، بل إن بعضا من أبرز الأصوات التي فتحت حربا لا هوادة فيها ضد المشروع الإيراني في لبنان كانت أصواتا شيعية. لماذا لا يزال إبراز هذه الأصوات والتحالف مع أصحابها غير ملحوظ في مشروع المواجهة المطروح مع حزب الله، الذي يبدو أنه في طريقه لاتخاذ صيغة سنية شيعية. لا يبشر هذا العنوان الأخير بخير كثير، لأنه يستبعد مكونات العروبة التي تقوم على أساسها الصحوة السعودية نفسها، والاستجابة الواسعة لها. المكونات الشيعية والمسيحية المستبعدة كانت في أساس تكوين المشروع العربي في لبنان. قد تكون فكرة الحرب على إيران وحزب الله، وما تقدمه من وعود بالتخلص من ضرب الحضور الإيراني في المنطقة والتحرر من نير حزب الله في لبنان، عنوانا شديد الإغراء، ولكن السؤال عن اليوم التالي بعد الانتصار هو سؤال مخيف كذلك، لأن الانتصار لا ينطوي على عناصر جامعة، بل على بعد طائفي يمثل انهيارا لمشروع العروبة. في لبنان أكثرية عروبية، وأقليات طائفية سنية ومسيحية وشيعية ودرزية، فلماذا تبدي السعودية اهتماما بالأقليات، وتهمل الاستثمار في هذه الأكثرية تحت صيغة تسعى إلى تكريس تأييد سني عام وتام لمشروعها. مثل هذا المشروع وحتى في حال نجاحه التام، فإنه لن يؤمن للسعودية البعد الذي يمكن أن يكون حاسما في المعركة الكبرى التي تنوي خوضها ضد مشاريع تفريس المنطقة، لأنه عنوان جزئي وليس كليا، ويمكن في أي لحظة التخلي عنه، في حين أن العروبة تشكل أفقا شاملا وبعيد المدى. ببساطة لا يمكن للسعودية أن تخوض معركة مواجهة الخطر الفارسي لا في لبنان ولا في أي مكان بالسنة فقط، إنما يمكنها ذلك بالعروبة، ولكن ما لا يبدو مفهوما هو لماذا ترفع عنوان العروبة وتدعو إلى لم الشمل السني في لبنان مع خصوم العروبة ومشوهيها من أمثال عبدالرحيم مراد وسواه؟

 

خلوة سيدة الجبل الثانية عشرة وكلمات شددت على ضرورة مواجهة الارهاب واستعادة دور المسيحيين الحقيقي

الأحد 28 شباط 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/02/28/%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B4%D8%AF/

وطنية - عقد "لقاء سيدة الجبل" خلوته الثانية عشرة، قبل ظهر اليوم في دير سيدة الجبل - فتقا، وهي مخصصة للبحث في مسألة "الخيارات المسيحية واللبنانية في ظل أزمة المنطقة".

وألقى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم في إطار سيدة الجبل من أجل المساهمة في إعادة تحديد الخيارات اللبنانية بوجه عام والمسيحية بوجه خاص، في ظل المتغيرات الهائلة والنوعية التي تفرض نفسها علينا جميعا".

أضاف: "تتطلب هذه المهمة درجة عالية من الرصانة السياسية والوضوح في قراءة الأحداث السياسية والشجاعة في تحديد الخيار. ليست المرة الأولى التي نواجه فيها تحديات مصيرية. وقد تعلمنا من أسلافنا أن منعطفات التاريخ الكبرى، كالتي تحصل اليوم، لا تهادن مجتمعات مفككة ولا كيانات مترددة".

وتابع: "بين العام 1917 و1920 حصلت منعطفات في العالم نلخصها بالتالي:

نهاية السلطنة العثمانية، بداية الإنتداب الفرنسي - البريطاني على المنطقة، وعد بلفور بإنشاء دولة ملجأ لليهود على أرض فلسطين، وقيام الثورة البولشيفية التي مهدت لقسمة العالم إلى معسكرين أيديولوجيين.

وفي ظل تلك المتغيرات الهائلة، تميزت الكنيسة المارونية بالمطالبة بإنشاء دولة لبنان الكبير بشراكة مع المسلمين. هذا الخيار الذي تغلب على خيار آخر لدى بعض المسيحيين والفرنسيين بإنشاء لبنان "وطنا ملجأ لمسيحيي الشرق"، لافتا الى ان أبرز متغيرات اليوم هي التالية في تقديري:

- بلورة نظام عالمي جديد بزعامة الولايات المتحدة يرتكز على نظام اقتصادي ومالي وسياسي وعسكري وقضائي في إطار عولمة متسارعة. كما يعيش العالم اليوم ثورة اتصالات وتواصل غير مسبوقة تجعل منه قرية صغيرة على شبكات التواصل الإجتماعي.

- فشل النظام العربي الذي أعقب مرحلة الإنتدابات الغربية، ثم قيام دولة إسرائيل، في توفير الاستقرار والتنمية المستدامة لمعظم الكيانات الوطنية الناشئة. فقد تميز هذا النظام في كثير من مواقعه بقيام سلطات إستبدادية عسكرية حاربت شعوبها بكفاءة، وحاربت اسرائيل بأشكال ملتبسة، مع احترامنا لتضحيات الجيوش العربية. ولعل الفشل الأكبر يتمثل في عجز الحكومات المتعاقبة عن بلورة أطروحة واضحة لنظام المصلحة العربية المشتركة وسبل تحقيقه، وتاليا لحماية هذا النظام وسط تدافع أنظمة المصالح الإقليمية والدولية المختلفة (النموذج النقيض هو تجربة الإتحاد الأوروبي الحديثة).

- بروز تيارات إسلامية متطرفة، تتراوح ما بين قيام دولة ولاية الفقيه ودولة الخلافة، مع لجوء هذه التيارات إلى عنف متنقل وفائض عن حدود المنطقة العربية، مما شوه صورة المنطقة وساهم في بروز تيار معاد للاسلام في الغرب أو ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، وبروز تيار آخر تكلم عنه البابا فرنسيس خلال زيارته إلى تركيا مؤخرا، "الكريستيانوفوبيا" - وهو تيار معاد للمسيحية بوصفها - في نظره - حاضنة للنظام العالمي المعادي لقضايا العرب والمسلمين العادلة، مثل قضية فلسطين وقضية الشعب السوري.

- دخول الإسلام كمكون إجتماعي وسياسي وانتخابي إلى أوروبا، وهو عامل مؤثر على ديموقراطيات الغرب. وقد بدأت معالمه تبرز مع توالي الإعتراف بدولة فلسطين من قبل البرلمانات الأوروبية بهدف تبريد العلاقات مع مسلمي أوروبا. هذا مع قناعة أوروبية متزايدة بأن مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط إنما يكمن في إنجاز "حل الدولتين"، مع رفض لاقتصار الدور الأوروبي على التمويل من دون فعالية سياسية تقريرية في هذا الشأن.

- بروز تيار مدني واعد، مع انتفاضات "الربيع العربي" السلمية، لا سيما في تونس ومصر واليمن، وخلال السنة الأولى من انتفاضة الشعب السوري. وقد تمثل هذا الأمر بدخول قوي لفئتي الشباب والمرأة على الحراك التغييري الإصلاحي. ولئن أصيب الطابع المدني السلمي بانتكاسات خطيرة في سياق ما سمي "الربيع العربي"، إلا أن المكانة المعتبرة التي بات يتمتع بها شعار "الدولة المدنية" في منظومة شعارات الإصلاح، وفي مقابل مفهومي "الدولة الأمنية" و"الدولة الدينية"، تؤشر (هذه المكانة) إلى تطور نوعي بالغ الأهمية.

- محاولة قوى إقليمية غير عربية التحكم بقرار المنطقة: اسرائيل - التي تدعي احتكار الديموقراطية في المنطقة وتحاول أن تكون امتدادا للغرب في أرض الشرق، تركيا - التي تقدم نفسها قوة إقليمية إسلامية قادرة على التفاعل مع العرب وفي الوقت نفسه قادرة على التفاعل مع النظام العالمي الجديد، وايران - التي تمددت بنفوذها حتى وصلت إلى البحر في غزة وبيروت مرورا بعواصم اليمن والعراق وسوريا.

- دخول روسيا بقوة على خط النزاع الاستراتيجي في المنطقة العربية وعليها. ويتميز هذا الدخول في المرحلة الراهنة بكونه محمولا على ائتلاف نزعتين روسيتين: نزعة امبراطورية على مستوى الدولة، تحاول توظيف ما تبقى من نفوذ شرق أوسطي عائد إلى الحقبة السوفياتية ومرحلة الحرب الباردة؛ ونزعة كنسية روسية تشدد على تمايزها عن كنائس الغرب، لا سيما الكاثوليكية، وفي مواجهتها. وإذا كان المشهد الحالي للدخول الروسي يتميز بانحيازه الشديد إلى النظام السوري وإلى "تحالف الأقليات"، مع استخدام الشعار الفضفاض والملتبس (محاربة الإرهاب)، إلا أن فهم الحوافز الروسية في العمق يحمل كثيرا من المراقبين على الاعتقاد بإمكانية التحول التدريجي، وربما الدراماتيكي، في المشهد التحالفي القائم، إنما على قاعدة مصلحية ثابتة وهي "ضرورة أن يحضر الروسي السوق، كي يبيع ويشتري"، خلافا لما حدث في واقعة سقوط النظام الليبي قبل نحو خمس سنوات.

- محاولة المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي الحفاظ على نظام المصلحة العربية بحيث لا يتحول العالم العربي الى ضواحي قوى اقليمية غير عربية.

- عودة الكلام على مسألة الأقليات في المنطقة. من مسيحيين ويهود وأيزيديين وعلويين ودروز وشيعة وغيرهم، والذين بغالبيتهم ينظرون إلى أحداث المنطقة بعين القلق، ويبحثون عن أشكال مختلفة من الحماية. فهناك من يطرح "تحالف الأقليات" وهناك من حاول استجداء حمايات أجنبية.

- بوادر جدية لعودة ايران إلى حضن النظام الدولي القائم. بيد أن هذه العودة ما تزال ملتبسة وفي بدايتها. فقد استدعت سؤالا أساسيا طرحه معظم المراقبين: هل ستعمل ايران على استثمار عودتها في التنمية الداخلية والسلم الإقليمي، أم في مواصلة زعزعة الاستقرار وسياسة "تصدير الثورة"، ما يعني عمليا مواصلة التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية؟ في المدى المنظور، نعتقد أنها ستعمل في الإتجاهين معا، بحيث تحاول التعامل مع الغرب بوصفها "دولة"، ومع المنطقة العربية بوصفها "ثورة"، بما تحمله هذه الازدواجية من مخاطر عليها وعلى المنطقة في آن معا. وهذه الازدواجية تكاد تفرض نفسها حاليا، نظرا للصراع الجدي القائم بين خطي الدولة والثورة في ايران من جهة، ونظرا لهشاشة التضامن العربي التي تغري التطرف الايراني بمواصلة التدخل في المنطقة العربية من جهة ثانية وفي الوقت نفسه. إن تطوير التضامن العربي، مقترنا بالحكمة وشجاعة المبادرة، من شأنه المساهمة الفعالة في وضع حد لهذه الحالة غير الطبيعية.

- أخيرا، وقد يصح أن تأتي هذه النقطة أولا لاتصالها المباشر بموضوع ندوتنا، ظاهرة العنف الإرهابي المنفلت وغير المسبوق، الذي يجتاح منطقتنا ويفيض عنها. إن هذا العنف الايديولوجي المذهبي المتلبس بالإسلام، وما يقابله من عنف مضاد على القاعدة ذاتها، إنما يتواطآن اليوم عمليا على تجاوز حدود الدول الوطنية القائمة، بل إلغائها، لصالح أجندات بعيدة كل البعد عن نظام المصلحة الوطنية في أي بلد، كما يساهمان، كل على طريقته، في تصيير عدد من الكيانات الوطنية دولا فاشلة".

وختم سعيد: "إذا تسنى لنا اليوم أن نحل مكان البطريرك الحويك، ووقفنا أمام كليمنصو جديد او أحد مهندسي المنطقة، ماذا نقول؟ ماذا نختار؟ وما هي المتغيرات التي تفرض نفسها علينا؟

برأيي إن ما سيقدمه الاستاذ سمير فرنجية، باسم هذه الخلوة، محاولة للاجابة أكثر من جدية، ونحن مدعوون إلى مناقشة أكثر من جدية".

كيلو

وألقى ميشال كيلو كلمة باسم المعارضة السورية قال فيها:"أرجو أن يكون لقاؤكم ناجحا، وان تترتب عليه النتائج الايجابية التي تتوخونها، في هذه الفترة الانعطافية والعصيبة من تاريخ مسيحيتنا، التي تجد نفسها أمام تحديات صعبة ومخاطر محدقة أسهمت مواقفها في تخلقها، قلما واجهت ما يماثلها خلال عقود كثيرة ماضية، يزيد من صعوبتها. أنه لا يمكن مواجهتها عبر سياسات لطالما اعتمدتها قياداتنا الكنسية، قامت على امساك العصا من منتصفها، بينما نشهد منذ اعوام صراعا ضاريا تعيشه مسيحيتنا، في سوريا وغيرها، مشحونا بالتطرف والتفاقم ولا يحتمل تسويات وحلولا وسطى، يفرض حتى على من يريدون البقاء خارجه مواقف مغايرة لكل ما دأبوا على اتخاذه من مواقف، خشية التعرض لنتائجه الوخيمة، التي لا يمكن تحاشيها في حال انتصر النظام وهزمت الثورة، او انتصرت الثورة وهزم النظام. هناك مشكلة نواجهها اليوم كمسيحيين عرب هي استحالة الوقوف جانبا في صراع مفصلي كالذي نعيشه منذ خمسة اعوام في سورية والمنطقة العربية وجوارها، تتدخل فيه قوى اقليمية ودولية جبارة ومتناقضة المصالح والخطط، وتخوضه وكأنه صراع داخلي نشب ضدها وعلى أراضيها".

أضاف: "مع أنه سبق للمسيحية العربية أن واجهت أوضاعا تشبه وضعنا الحالي، فانها عرفت كيف تتخطاه كل مرة بحكمة آباء الكنيسة، الذين فاضلوا بين اهل حكم يشهرون سلاح التجبر والعنف وبين ضحاياهم الضعفاء، ووجدوا أن من الافضل لكنيستهم ورعيتهم الوقوف مع الآخرين، وأن يدفعوا ثمنا عاجلا هو جزء مما يدفعه بقية الناس ، لكنه يحمل لهم النجاة، بما انه يوحد مصيرهم ومصير اخوتهم المسلمين، شركاؤهم في التاريخ والهوية والمال، الذين يكونون معهم جماعة يمكن لهذه الجهة او تلك تهميشها لبعض الوقت، لكنها سرعان ما تعود الى التاريخ من خلال جهد خارق ومباغت، مثلما يحدث اليوم في سورية، وكيف لا تعود وهي صانعة تاريخها بفصوله الرئيسة، والجهة التي أثبتت دوما انها باقية وان عدوها وخصمها عابر".

وتابع: "مشكلتنا كمسيحيين أن واقعنا الراهن يطرح علينا أسئلة نتهرب من الاجابة عليها، رغم انها تتطلب إجابات تعبر عنها مواقف عملية تتخطى أي كلمات، منها: هل ننتمي إلى مجتمعاتنا، العربية والمسلمة، أم إلى مجتمعات أخرى، وهل نحن ضيوف في بلداننا، وأجراء عند حكامها، أم اننا الجزء الاصيل من شعوبها، الذي يحمل هويتها ولا ينتمي إلى غيرها، وعليه أن يقاسمها مصيرها في السراء والضراء؟. وهل يجوز ان نكون محايدين في الصراع الدائر بين حكوماتنا الفاسدة والاستبدادية، وبين شعوبنا المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة ؟. للمسيحية مبادىء تتضمنها مقولتها التاريخية: "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة". ماذا يبقى من مسيحيتنا، سكتنا على تأله الحكام، الذين نشروا العنف والحرب على الارض ، ولم يتركوا أثرا لمسرة في الناس ؟. لماذا صدقنا أن عنفهم موجه ضد الارهاب ، مع اننا كنا نرى بأعيننا أن ضحاياه من اخوتنا العزل والمسالمين، ولماذا صدقنا أنه يتفق ومبادئنا، التي لطالما انتهكها في مقولاتها الثلاث؟. لماذا لم ندن عنف النظام المتمادي ونطالب بوقفه وبحل مشكلات بلداننا سلميا وحواريا وقانونيا، رغم ان عنفهم كان يودي يوميا بحياة المئات من الابرياء والمسالمين؟".

أضاف: "وهل صدقنا حقا بعد تهجير الملايين وطردهم بالقنابل والصواريخ من بيوتهم ان النظام كان يقاتل أصوليين تسللوا الى صفوف الشعب واندسوا فيها ؟. ألا نرى انه لم يعد هناك شعب، بينما المندسون صاروا ارهابيين وانتشروا في كل شبر من أوطاننا، ألم يسهم صمتنا في وقوع ما حدث ؟. ألم ندرك أن نار العنف ما إن تستعر حتى تحرق كل شيء، وانها تحرق قبل كل شيء حكمة العقل وصفاء الايمان، وأن الحكمة الايمانية تتطلب النضال من اجل اطفائها، وان أي ثمن يقدم من أجل ذلك يكون صغيرا وقابلا للدفع ؟. وهل هناك معنى آخر لصمتنا غير اننا نرفض وحدة المصير مع شعبنا، واننا نعيش بين ظهرانيه دون ان ننتمي اليه، لأننا مسيحيون وهو مسلم، مع انه كان علينا، لو كنا مسيحيين حقا، الدفاع عن حقه في الحياة، لاسباب بينت بعضها في ما سبق من قول، وأضيف الآن سببا اضافيا هو أن قطاعات كبيرة منه تحمل أفكارا تتسم بالتعصب والجهل تجاه الآخر والمختلف ونحن منه؟. وهل أسهم موقفنا في كبح التعصب والجهل، أم فاقمهما وحولهما إلى حاضنة اضافية للارهاب ؟.ألم يستفز موقفنا مواطنينا، المقتول والمهجر والملاحق والمعتقل والمحاصر والمجوع ... الخ ، مع ان مسيحيين بلا عدد أو حصر شاركوا في الثورة عند بدايتها ؟. ثم ألم يغر الشباب المسيحي في ما بعد بالالتحاق بقتلة النظام بحجة قتال الارهاب وحماية الاقليات؟. بالمناسبة ، منذ متى كان المسيحيون أقلية في بلدانهم، وهل يجوز لنا ان يحولوا أنفسهم الى أقلية، الى أغراب في محيط لا يشبهونه ولا يشبههم ، يحميهم منه قتلة يحتمون بهم ويستخدمونهم كدروع بشرية ضد شعب يفترض انهم ينتمون اليه؟".

وقال: "هل يصح أن يسهم دورنا في التغطية على إبادة الملايين من إخوتنا المطالبين بالحرية؟. وهل تناسينا ما قاله هيغل، وهو "ان للمسيحية منجزا تاريخيا غير مسبوق هو ادخال مبدأ الحرية إلى التاريخ ؟".

وختم: "هل يتفق مع ايماننا المسيحي دعم نظم تحكمنا، مسلمين ومسيحيين ، بالحديد والنار، تبتزنا دينيا وايمانيا بتخويفنا من إرهاب لا تحمينا منه، تعاونت معه كلما تطلبت مصالحها أن تتعاون ، والتقت معه دوما في منتصف الطريق، ليساعدها على تحويل حراك سلمي يطالب بالحرية إلى اقتتال طائفي آثم ، اذا لم تقاومه مسيحيتنا تحولت هي ايضا من دين للانسان والحرية إلى مذهب لا علاقة له بالفادي يسوع المسيح، يسكت عن قتل البشر، أو يباركه.

تقف مسيحيتنا على مفترق طرق ، لا أبالغ اذا قلت إنها لن تبقى بعده ما كانت عليه قبله، وأن مصيرها بيدها، ويحتم عليها التعامل مع نفسها ومبادئها بأعلى قدر من روح المسؤولية الايمانية والانسانية، وعدم التخلي عن مبادئها من أجل وقتيات سياسية عابرة ، تتصل بصراعات لا مبادىء فيها ولا انسانية ولا ضمير ولا دين ".

متري

وكانت كلمة للوزير السابق طارق متري قال فيها: "بعيدا عن الجنوح الى التفجع الاقلوي العقيم، وان لم يكن مستغربا، والحنين الى زمن يعاد اختراعه او الاكتفاء بترداد الخطابة الوطنية، تضيق المسافة بين ما يبوح به البعض داخل الجماعة وما يعلنه في الحياة العامة. لذلك ابدأ في هذه المداخلة من محاذرة اللغة المزدوجة. فلا يمكن ان نتحدث اليوم في مشكلاتنا وقضايانا المجتمعية وكأن شريكنا في المواطنة لا يسمع. ولم يعد مقبولا ان نقول في حضوره ما نميل الى قوله في غيابه".

وتابع: "وتجدنا اليوم، بفعل مواقف واقوال وممارسات مستجدة، امام محاولة لتشكيل صورة للذات الجمعية لدى المسيحيين، تختلف عن تلك التي انطبعت في الاذهان منذ بداية ما اصطلحنا على تسميته عصر النهضة، أي أواخر القرن التاسع عشر. والمسألة تتعدى الصورة الى وعي الذات. وقد رسم عدد كبير من المسيحيين ملامح دعوتهم التاريخية ودورهم على امتداد زمن القرن العشرين الطويل، وبطرق متنوعة على صعيدي الفكر والممارسة. وقد تبدو لنا القطيعة مع وعي الذات المذكور متعذرة، لأنها بمثابة عودة مستحيلة الى ما قبل عصر النهضة، أيا كان من امر التجارب المرة والمخاوف المبررة التي تذهب بالبعض الى ما يشبه "واقعية الخيبة". وهي غير مسوغة، لا من باب الأمانة لما كنا عليه او تطلعنا اليه فحسب، بل لان ملامح الدعوة والدور كانتا محط اهتمام وتفكر وحوار لعقود طويلة وجرى اخصابها بالروح الانجيلية ومعنى الانتماء الكنسي".

واردف متري: "صحيح ان ترداد كلام الهوية هذا، ومعه سياسات الهوية، بمثابة تيار جارف، وان لحين، وان الوقوف في طريقه يتطلب شجاعة معنوية كبيرة. وصحيح ايضا انه ليس من حقنا ان نلح في طلبها ممن نزلت بهم الويلات او تحكم بهم الخوف فأحاطت الغشاوة بالمرآة التي ينظرون فيها الى أنفسهم والى جماعهم. غير ان التذكير المستمر بمعطى بسيط من شأنه ان يضع الجنوح الى توكيد الهوية في نصابه وهو انه لكل منا هويات عدة وان الانسان، في مفهومنا المسيحي، ليس جزءا من شعب او ثقافة او جماعة، بل هذه الانتماءات ابعاد من شخصيته الإنسانية.

والفكرة هذه، عن تعدد الهويات، ليست مجرد نظرية حديثة، فهي اصيلة في المسيحية منذ الرسالة الى ديوغنيطوس في القرن الثاني والتي يجري الاستشهاد بها كثيرا في هذه الأيام. فهي تقول "ان لا لباس يميز المسيحيين عن سائر الناس ولا يقطنون مدنا خاصة بهم ولا يتفردون بلهجة. يجارون عادات البلاد في المأكل والملبس ونمط الحياة" في حقيقة الامر، تحررنا فكرة الحضور المسيحي من اسر الهوية الواحدة. فالاهتمام بالحضور يصرفنا عن الانكفاء والتقوقع ويعصمنا من تحويل الجماعة الى وثن يضاف الى الاوثان الكثيرة التي علمنا التاريخ انها عطشى للدم".

وسأل: "هل باستطاعتنا مقاربة الصعوبات التي ارخت بثقلها على المسيحيين من زاوية الحضور المسيحي بدل النظر اليها وفق سياسات الهوية؟

فاليوم، يتصل، بل يختلط، الحديث عن الحاضر والمستقبل بقراءة الماضي. وليس مرد ذلك الى ان اليوم وغدا يشبهان الامس جملة ولو اختلفا عنه تفصيلا، بل لأن العودة الى الماضي، بعين المؤرخ او سواه، تحكمها، وان بنصيب متفاوت، هواجس الحاضر وهموم المستقبل. فلا يجازف أحد بالاستشراف الا بعد تدبر امره مع التاريخ. ولعل هذا الازدواج يظهر بجلاء حين يتعلق الامر بجماعة تضع هويتها ومصيرها تحت السؤال. وتظهر، باشكال مختلفة مواقف يمكن اختصارها باثنتين: يطيب الاولى خاطر القلقين على الوجود المسيحي فيما ينذر الثاني بكارثة اندثارهم. وترى هذا المواقف المستقبل بعين الذكرى. والتي تنتمي الى الصنف الأول ترى الغد بصورة الامس ما خلا بعض الفروقات التفصيلية. وتؤكد ان بقاء المسيحيين في الشرق العربي وحفاظهم على قدر ما من الحيوية واستعادتهم إياها، رغم تقلبات التاريخ ومنها العاتية، دليل، بحد ذاته، على إمكانية استمرارهم. اما الفئة الثانية فتتوسل التاريخ في قراءة تغلق على المسيحيين في ثنائية الأغلبية المتكاثرة والأقلية المتناقصة لتصل الى نعي مستعجل لهم، آسف في الغالب او مشفق عليهم، وهو في بعض الحالات شامت بهم.

وكثيرا ما نجد أنفسنا امام هاتين المقاربتين المتعارضتين تفسر كل منهما، على طريقتها، الأرقام والوقائع والاحداث في سياق أوسع مدى واطول زمنا من الذين تتحكم فيه حسابات السياسة المباشرة وخصوصيات البلدان وموازين القوى فيها. بالطبع، لا تغيب الواحدة منهما عن كل ما يقال في امر المسيحيين وتراجع ادوارهم واستبعادهم وانكفائهم، ولا تخفى الأخرى على الذين يتحدثون، في المقابل، من باب طمأنتهم واستدعاء مشاركتهم، وتعزيز تضامنهم مع مواطنيهم وولائهم لبلدانهم في وجه أعداء الخارج من الذين لا يزالون يحسبون حماة للأقليات المقهورة".

ولفت الى انه "لا يختلف اثنان ان المسيحيين امتحنوا في انتمائهم الوطني وفي قدرتهم على إعادة بناء الوحدة المتصدعة بين أبناء الوطن الواحد وسعيهم الى قيام الدولة الواحدة، دولة المساواة في المواطنة. وعانوا كغيرهم من تراجع فكرتي الدولة والمواطنة. وتضرروا من إعاقة تحقّقهما، اكان ذلك بالاستئثار او التسلط ام بغلبة منطق القوة على منطق الحق والتهديد والتخويف وتجديد الأحقاد القديمة او اختراع احقاد جديدة. وشعر الكثيرون منهم، بظل المشكلات المعيشية المتراكمة وأزمة النظام السياسي والمجتمعي، بازدياد هامشيتهم وتراجع إمكانية مشاركتهم في صنع مصائرهم، فضلا عن المصير الوطني.

ولكنهم كثيرا ما سلكوا مسالك متعددة في العمل السياسي، ولم ينضووا مرة في تنظيم سياسي واحد او اتبعوا زعيما بعينه. وظهرت في صفوفهم نخب سياسية متنوعة. هذا ان لم يميلوا الى الاحجام عنه. فشاركت فئة منهم في الحياة العامة مشاركة فاعلة، في ما عزفت فئة أخرى عنها. واقبلت مجموعات من الشباب على طلب الوظائف العامة في ما انصرفت مجموعات أكبر الى العمل في القطاع الخاص. وأفادت فئة ثالثة من فرص للتعلم والترقي المهني في بلدان قريبة وبعيدة، وبخاصة عند اضطراب الأوضاع الأمنية وازدياد القلق على المستقبل وتأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية".

وأضاف متري: "أيا كان من امر الاخفاقات والمعاناة التي عرفها المسيحيون وتراجع ادوارهم، لا سيما في السياسة والثقافة، وتعرضهم لضغوط او مضايقات، فان ثنائية الأقلية المنكفئة والاغلبية الطاغية لم تغلق عليهم ولم تطبع مواقف مجموع المسلمين حيالهم. ذلك ان مشكلات المسيحيين كانت بمعظمها تعبيرا عن مشكلات المجتمعات العربية كلها، ما يتصل منها بالمساواة والمشاركة السياسية او ما يختص بالتنمية والنهوض الثقافي. ولم يغب ذلك عن عدد كبير من الرعاة والنخب الدينية والثقافية، كما تبينه الكتابات والوثائق والنداءات، فضلا عن ممارسات مؤسساتهم التربوية والاجتماعية وغيرها من الهيئات التي هي بمثابة أدوات في خدمة الشهادة المسيحية او الحضور المسيحي. وتكاد لا تجد نصا مسيحيا مرجعيا في العقود الخمسة الأخيرة يضع ما صار يدعى هواجس الأقلية في تناقض مع توجهات الأغلبية.

ولم يؤد تزايد القلق عند فئات منهم، أفصحوا عنه جهارا ام كان مدار همس بينهم، الى انزلاق المسؤولين الروحيين الى التخويف. بل جاء الاهتمام به في صورة دعوة الى مصارحة لا تضع المسلمين والمسيحيين في صفين متقابلين. ولم يتردد هؤلاء المسؤولين في سلوك الطريق، الضيق احيانا، بين التهويل بحراجة أوضاع المسيحيين وبين الاستهانة بها والتأكيد على الصفة العابرة لتلك الأوضاع المتسببة بالقلق. وبوجه العموم خلت لغتهم من الحدة، مجروحة كانت ام جارحة، وان لم يضربوا صفحا عن الازمات التي "تمتحن وجود المسيحيين وشهادتهم". واجتنبوا التفسيرات التآمرية عن افراغ العالم العربي من مسيحييه التي، الى جانب خفتها، تدفع المنقادين وراءها الى العزوف واجترار مرارة الخيبة".

وشدد على "ان هذه المواقف، وقبلها مساهمات المسيحيين في حركة النهضة العربية أوائل القرن الماضي، لم تفقد معناها، بل تستحق ان تستعاد وتتجدد في زمن التغيير العربي غير المتوقع والذي لما تعرف مآلاته. فلا يقع المسيحيون، او بالأحرى يوقعون، في اقلوية معطلة لدورهم في الاسهام بهذا التغيير. ولا يحسبون، او يحسبون أنفسهم، كتلة متجانسة ومتراصة بوجه كتلة واحدة ومتماسكة. فالمسيحيون مواطنون متنوعون، وليسوا جمهورا يسير وراء زعيم او قائد. والمسلمون متعددو الاتجاهات وليسوا بمعظمهم إسلاميين، والاسلاميون منهم ليسوا أصحاب موقف واحد ولا يمكن وصفهم جملة بالتشدد دون التمييز بين من يرفض العنف، عنف القتل والخطف والتكفير، ومن يتوسله.

والتمييز هذا أحد عناصر الوقاية من الجنوح المستعجل الى جر المسيحيين صوب التوجس حيال نوايا الأكثرية الدينية او العداء لها. غير ان عنصر الوقاية الأول من هذا الجنوح المدمر يبقى الموقف الأخلاقي. ويعني هذا الموقف الا يجد المسيحيون أنفسهم في غربة عن التوق الى الحرية، ومتساهلين مع العنف، عنف الاستبداد وعنف الإرهاب، عنف التخوين والتخويف، وعنف الإلغاء والاقصاء، وساكتين عن الإساءة الى كرامة الشخص الإنساني، أيا كان انتماؤه".

واضاف: "بالطبع لا يجيب الموقف الأخلاقي على كل التساؤلات القلقة عند المسيحيين. الا انه يحفظ أصحابه من الوقوع فريسة الارعاب المسيس، الذي يضعف قدرة المسيحيين على المشاركة في صياغة مشروع للمستقبل ويجازف بتعطيل ادوارهم باسم الدفاع عنهم.

يفترض منطق الحضور المسيحي قدرة على المخاطبة، مخاطبة في العمق لقلب الشعب الذي ينتمي اليه المسيحيون. ويبدأ ذلك من المشاركة في آلامه مشاركة كاملة، اي الصبر كما الشجاعة. وتكون الكنيسة، "لا كنيسة ردود الفعل والخصوصيات التي تحافظ عليها في وجود لا يهدف الا الى البقاء، بل كنيسة منتشرة كالملح، تبحث عن هويتها في رسالتها" (اغناطيوس الرابع، باريس 1984)".

واردف متري: "تستدعي هذه المخاطبة، فضلا عن المشاركة، مجموعة ملاحظات هي، في الاعلم الاغلب، بديهية. غير ان بديهيتها لا تعفينا من تكرارها، في ظروف الاضطراب والتشويش الحاضرة.

اولا: ان الخوف، ومعه التخويف، وان كان امرا طبيعيا بظل الاضطرابات، الا انه إذا صار معيارا اولا للحكم على الأوضاع والاحتمالات، او استثمر في السياسة القصيرة النظر، يستعجل تحقيق ما نخافه، ويلهينا عن دعوة الانجيل.

ثانيا: ليس من تناقض مطلق بين ما يسمى هواجس الأقلية وهموم الأغلبية. والنظرة الثنائية التي توحي بالانقسام العامودي الذي لا رجعة فيه، ورغم تزايد الممارسات التي تؤيدها، ليست المفتاح الوحيد لفهم الواقع. وهي بطبيعة الحال، لا توفر لنا الأدوات اللازمة لتغييره، اللهم الا الانسحاب والهجرة، الفعلية او الرمزية.

ثالثا: لا يقاس الحضور من منظوري الضعف والقوة. فليس هو مجرد انعكاس لموازين القوى بل ينقلنا الى مستوى آخر بالكلية عنيت به اقدار المنتمين الى "الأقلية" ان يمارسوا تأثيرا على المجتمع كله. ولعل الثقافة هي المجال الأرحب لهذا التأثير. ولا اقصد هنا الفن والادب والموسيقى فحسب بل مجال المعرفة والقيم الثقافية والأخلاقية.

رابعا: يتطلب الانخراط في الحياة العامة، والاحجام عن الرد على التهميش بتهميش الذات، عملية ارادية واعية من قبل القيادات والنخب. ويقتضي الحث على تلك المشاركة، حسب منطق الحضور، المؤامة بين السعي وراء الصالح العام وصالح الجماعة الصغرى. ومن شأن التشديد على المشاركة في الحياة العامة لا من باب حقوق المواطنة فحسب بل انطلاقا من واجباتها، ان يردم الهوة بين مطالب الطائفة واحتياجات الجماعة الوطنية.

خامسا: تقتضي الصدقية، وهي بطبيعة الحال شرط من شروط الحضور المسيحي، تجنب الوقوع في ازدواجية المعايير عند اتخاذ المواقف الأخلاقية، اكان ذلك في الإدانة او في الدفاع عن حقوق الناس، افرادا او جماعات. ولا يبرر التمييز النازل بالمسيحيين، تمييزا مضادا، سافرا او مستترا، فعليا او معنويا، فمن ناقل الالتزام بالأخلاق المسيحية لا يحده حدود الجماعة المسيحية.

سادسا: لا يفيد الجماعة المسيحية بشيء افتعال رص الصفوف وتوحيد الزعامة والإصرار عليها. فالتنوع سمة طبيعية من سمات الحياة السياسية والثقافية. فان التكتل وراء قائد ملهم او قوي، يعرض مستقبل الجماعة للخطر ويحملها تبعات اختيارات واخطاء ليست كلها مسؤولة عنها.

سابعا: لا يعفي الاعتراف بالتنوع، وهو حقيقة لا مفر منها، من ضرورة التشاور الذي يحول دون التنابذ باسم الاختلاف. أكثر من ذلك، ان الحوار والتلاقي يجعل التنوع مصدرا للاغتناء المتبادل مما يتيح استجماع قدرات الجميع واستنهاضها في عدد من مجالات الخدمة العامة".

المعشر

وتحدث الوزير الاردني السابق مروان المعشر فقال: "تحية عطرة ابعثها لكم من الاردن، حيث اشارككم والكثيرون تطلعاتكم من حيث الحاجة لتجدد مسيحي، بل تجدد عربي يعمل من اجل مجتمعات عمادها المواطنة المتساوية الحاضنة للتنوع بكافة اشكاله الدينية والسياسية والثقافية والجندرية.

في العام 2002، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا حول التنمية البشرية في العالم العربي، أحدث ضجة هائلة. كان التقرير صفارة إنذار أولى للمنطقة، من ناحية كونه أول محاولة فكرية سلمية من قبل باحثين ومفكرين عرب، لتعريف التحديات الرئيسة التي تواجه العالم العربي، وقد تم تلخيصها آنذاك في ثلاث فجوات: فجوة المعرفة، وفجوة الحريات السياسية، وفجوة النظرة نحو المرأة ومقاومة تمكينها".

وأضاف: "لم تول الحكومات العربية صفارة الإنذار الفكرية هذه أي اهتمام يذكر. ووضع التقرير على الرف، وربما لم يقرأه أغلب المسؤولين العرب. وبعد حوالي عقد، جاءت الثورات العربية ليقول لسان حالها للحكومات العربية: إن أردتم تجاهل أوضاع الوطن العربي وعدم حل مشاكله السياسية والاقتصادية والمجتمعية، فدعونا نمسك الأمور بأيدينا ونحاول حلها.

كانت هذه صفارة الإنذار الثانية، وقد انتقلت من حالة فكرية إلى ثورات شعبية بدأت سلميا، في مصر وتونس وسوريا وغيرها. كان يمكن للحكومات أن تتعظ وتفهم أن تجاهلها للمشاكل لا يعني انتفاءها أو حلها، لكنها لم تفعل ذلك. فمنها من حاول فرض الأمن بالقوة وعلى حساب شعبه، كالنظام السوري، ومنها من أغدق الأموال في محاولة لعكس التحول التاريخي الذي تشهده المنطقة، عل البحبوحة الاقتصادية تغطي على حاجة المواطن للشعور بسيادة القانون على الجميع. وبعض ثالث استخدم الإصلاح اللفظي أو التجميلي وسيلة لتحويل النظر عما ينبغي فعله بوضع المنطقة على طريق الاستقرار والازدهار الحقيقيين والمستدامي.

في كل الأحوال، لم تتعظ أي حكومة من الصفارة الثانية التي جاءت أقوى من الأولى، ولم تنتج أي إعادة نظر حقيقية للسياسات الاقتصادية والسياسية والمجتمعية في أي من الدول التي لم يطلها التغيير. صفارة الإنذار الثالثة لم تنتظر عقدا كاملا، ولم تكن حتى سلمية. جاءت هذه المرة على شكل قوى همجية عنيفة تكفيرية، لا تمت للانسانية بصلة، تقطع الرؤوس من دون أن يرف لها جفن، وتكفر بالسلطة والعالم وكل شيء. ومحاربة هذه القوى عسكريا واجب علينا، فليس هناك مجال آخر للتعاطي مع من لا يريد التعاطي مع أحد. لكن يبقى السؤال عن "الدواعش" الذين سينبتون لاحقا بعد دحر "داعش" الحالي عسكريا، إن بقينا نعتقد أن القوة وحدها تستطيع حل التحديات كافة، من دون النظر في الأسباب التي تؤدي إلى ظهور "الدواعش" الذين اتوا من عقر دارنا".

وتابع: "ان احدى نتائج الثورات العربية الماثلة أمامنا بكل وضوح تآكل الدولة القطرية في اجزاء عديدة من الوطن العربي. كيف يمكن لنا اليوم ان نتحدث عن استمرار الدولة القطرية في سوريا او ليبيا او اليمن؟ حتى دول كالعراق ولبنان تواجه أزمات حكم باتت فيها غير قادرة على السيطرة على كافة أراضيها. وفي حين كانت الدول القطرية سابقا تتوق للاندماج في أوعية اكبر لتحقيق حلم القومية العربية بوطن عربي موحد، بتنا نشهد اليوم بروز لاعبين فاعلين ما دون الدولة كداعش والمليشيات الشيعية في العراق وحتى حزب الله في لبنان باتت تهدد ليس مفهوم الدولة القطرية وحده، ولكن ايضا مفهوم الهوية الوطنية ومفهوم المواطنة.

لا يأخذنا التحليل طويلا لإدراك ان العديد من الدول القطرية في الوطن العربي كانت أوعية شبه فارغة، لانها بنيت على أسس ضعيفة، فبدلا من بناء المؤسسات الديمقراطية ومفاهيم حديثة للهويات الوطنية والمواطنة، أستعيض عن ذلك بانظمة فرضت الاستقرار الأمني بالقوة وبشكل مصطنع، او اعتمدت المحاصصات الطائفية التي لا تنمي شعورا حقيقيا بالمواطنة، وعندما وقعت الواقعة، لم تجد هذه الدول مؤسسات تحميها ولا مواطنين يدينوا بالولاء لدولهم وليس لطوائفهم او هوياتهم الفرعية، فشهدت انهيارا سريعا لأبنية هشة لم تحتمل الهزات التي اعترت بلادها".

وسأل المعشر: "هل هناك ابلغ من هذه الدروس ان أردنا ان نبدأ بداية جديدة؟ هل نحتاج الى هزات اكبر قبل ان ندرك ان الاستقرار الحقيقي لا يعتمد على الأمن وحده، وإنما على التنمية السياسية والاقتصادية ايضا وعلى مفهوم حداثي للهوية الوطنية الجامعة التي تسمو على أية هوية فرعية، وعلى مفهوم حداثي ايضا للمواطنة تشعر من خلاله كافة مكونات المجتمع بان حقوقهم محفوظة لا يتغول عليها احد، وعلى بناء متين لمؤسسات الدولة يستطيع الصمود امام كل الهزات لانه سيجد مواطنين وليس اتباع مستعدون للوقوف يدا واحدة ضد الاخطار الخارجية بدلا من انشغالهم في صراعاتهم الداخلية؟".

وقال: "بعد أربع سنوات من بدء الثورات العربية، ما تزال أغلب الدول العربية، سواء التي مرت بتغيرات سياسية وتلك التي لم تمر، أقدر على تعريف نفسها بما هي ضده، أكثر بكثير مما هي معه. وبالتالي، شهدنا ونشهد تحالفات يوحدها التهديد من الآخر، سواء كان هذا الآخر هو تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، أو الخطر الإيراني التوسعي، أو في زمن ليس ببعيد تكاتف قوى "14 آذار" في لبنان بسبب الهيمنة السورية. بمعنى آخر، فإن قوى "الاعتدال" تعرف نفسها فقط بوقوفها ضد قوى "التطرف". لكن حين يتعلق الموضوع بالتعريف الإيجابي لهذه القوى، بمعنى مشروعها التفصيلي لملامح الدولة المدنية الحديثة التي تحاكي هموم الناس اليومية من النواحي السياسية والاقتصادية والمجتمعية، فإنه لا توجد مجموعة عربية، منفردة أو مجتمعة، لديها مشروع لمستقبل تنويري مصحوب بإرادة سياسية وخطوات عملية لتنفيذه. وبالتالي، حين يتعلق الموضوع بالنظرة الإيجابية المنفتحة، يصبح مفهوم الاعتدال لدى هذه الدول قاصرا وغير مقنع.

قوى الاعتدال في الوطن العربي، ان ارادت ان تتمتع بشعبية ومصداقية عريضة، بحاجة لمشروع تنويري تعددي مدني ديموقراطي يحاكي حاجة الناس للحكم الرشيد وشعورهم انهم شركاء في صناعة القرار كما يحاكي حاجاتهم الاقتصادية ويرفع من مستوى معيشتهم، ومن ثم يشعرهم انهم مواطنون كاملون دون محاباة او تمييز. هذا المشروع ان وجد بالتوازي مع الارادة السياسية لتنفيذه وحده الكفيل بالتصدي للافكار والممارسات الداعشية في عالمنا العربي، فبينما الوقوف امام الاخطار الامنية ضروري، فانه وحده لا يصنع مستقبلا مشرقا دون مشروع حداثي لبناء الدولة العصرية".

واردف: "لقد حان الوقت كي تسمى الأشياء بمسمياتها. في غياب مفهوم حداثي للمواطنة، يسهل الحديث عن طوائف واكثرية واقليات، وتعظم الهوية الطائفية الفرعية على تلك الوطنية الجامعة، وينقسم الناس الى "نحن" و"هم"، فتصبح نحن رديفة للصديق، وهم رديفة للعدو، فيما يفترض ان يكون الاثنان شركاء في وطن واحد.

لا مجال للحديث الجدي عن تطوير مفهوم حداثي للهوية العربية دون ربطه بالمواطنة الحاضنة، لا المستوعبة فقط، للتنوع. حين يطرح الموضوع في إطار المواطنة المتساوية للجميع المحتفية بتنوع المجتمع، تصبح الخلافات المذهبية ليست ثانوية فقط، وإنما ايضا مصدر قوة لمجتمع تعددي يحتضن كافة الاراء والمذاهب، ويعامل الجميع على أساس انهم مواطنون ومواطنات متساوو الحقوق بغض النظر عن أعدادهم او مذاهبهم.

لم يكن العالم العربي بحاجة اكثر من اليوم لعقود اجتماعية جديدة، يتم قوننتها عن طريق دساتير جديدة تعترف بالمواطنة المتساوية الحاضنة للتنوع بغض النظر عن طوائف او أصول او آراء الناس، رجالا و نساء، فعلا لا قولا، فتعطي الحماية المطلوبة للمجتمع من دوله، بدلا من ان يطلب هذه الحماية من الخارج او يسلح البعض نفسه ضد اخوانه وأخواته".

وختم المعشر: "من هنا تنبع اهمية لقائكم اليوم، خاصة ان وضع المسيحيون والمسلمون التنويريون العرب ايديهم بعضا ببعض من اجل بلورة مشروع دولة حداثي تنويري مدني ديمقراطي تعددي يضمن لكافة مكونات المجتمع حقوقها، فلا يتغول عليها احد، مشروع يضمن للجيل الجديد العيش الكريم للجميع ضمن مناخ ينظر للتعددية على انها مصدر قوة لا ضعف.

وحدها الدولة المدنية الديمقراطية هي حامية الاخر، لا مكان فيها للعنصرية و لا متسع للاقصاء".

فرنجية

وختاما كانت كلمة لعضو الامانة العامة لقوى 14 آذار سمير فرنجية قال فيها: "يعيش لبنان تحت سيف التهديد باندلاع حرب أهلية جديدة، يتقابل فيها هذه المرة مسلمون سنة ومسلمون شيعة، ليس في لبنان وحسب، وإنما على امتداد المنطقة العربية. هذه الحرب، إن وقعت، ستعني نهاية لبنان، وطنا ودولة ونموذجا للعيش المشترك.

من مسؤولياتنا الكبرى كمسيحيين أن لا نوفر جهدا لمنع هذا السقوط إلى الجحيم، وللمساهمة الفعالة في بناء سلام لبنان.

لماذا نحن مدعوون اليوم كمسيحيين للنهوض بهذا الواجب، ولخوض معركته التي سيكون لنتيجتها تأثير حاسم على مستقبل لبنان؟

لأن الحرب التي تطل برأسها إنما تعنينا بمقدار ما تعني المسلمين أنفسهم. فنحن - كما أشار بطاركة الشرق الكاثوليك - نشكل جزءا عضويا من الهوية الثقافية لمسلمي الشرق، مثلما يشكل مسلمو الشرق جزءا عضويا من الهوية الثقافية للمسيحيين. وعليه فنحن مسؤولون عن بعضنا بعضا أمام الله وأمام التاريخ".

وسأل: "هل نستطيع خوض هذه المعركة؟ نعم، وبالتأكيد. نستطيع خوض هذه المعركة لأننا لعبنا تاريخيا دورا طليعيا في إعلاء فكرة العيش المشترك، وذلك بمساهمتنا الفعالة، منذ القرن التاسع عشر، في حركة "النهضة العربية"، ثم برفضنا عام 1920 فكرة "الوطن المسيحي"، وأخيرا برفضنا عام 1943 استمرار الانتداب الفرنسي وإصرارنا على الاستقلال الناجز.

نستطيع خوض هذه المعركة لأننا كنا في طليعة المبادرين، غداة حرب 1975-1990، إلى العمل لاستعادة العيش اللبناني المشترك، الاسلامي - المسيحي، وذلك بإقدامنا على المراجعة و"تنقية الذاكرة" وفقا لتعاليم الإرشاد الرسولي (1997).

نستطيع خوض هذه المعركة لأننا كنا، مع نداء المطارنة الموارنة (أيلول 2000)، أول المبادرين في العالم العربي لخوض معركة الحرية في وجه أنظمة الاستبداد، ممهدين بذلك الطريق نحو ثورة الأرز (2005) التي شكلت أولى تباشير "الربيع العربي" (2011).

نستطيع خوض هذه المعركة لأننا كنا، مع "المجمع البطريركي الماروني" (2006)، أول الداعين في هذا العالم العربي إلى إقامة "الدولة المدنية" لإرساء دعائم العيش المشترك على شروط الدولة الجامعة وليس على شروط جماعة طائفية".

واضاف: "هذا الدور التاريخي المشهود يتعرض اليوم للطعن في جدارته ومصداقيته، بفعل قوى اختزلت السياسة في مجرد الصراع على السلطة، الأمر الذي دفع البعض الى الانحياز إلى المحور السوري - الايراني، بعدما خاضوا معركة الاستقلال ضد هذا المحور، والى دعم ديكتاتورية النظام السوري بذريعة "حماية الأقليات"، وصولا الى تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية - كل ذلك يبين فداحة الانكفاء الذي أصابنا منذ العام 2005.

لوضع حد لهذا الانحدار وما يشكله من تهديد لمستقبلنا في لبنان والمنطقة، علينا العودة إلى رسالتنا التاريخية التي صنعت خصوصيتنا في هذه المنطقة من العالم.

فلقد ناضلنا وما زلنا، منذ نحو قرن، دفاعا عن فكرة العيش معا، مسيحيين ومسلمين، متساوين في حقوقنا والواجبات، ومتنوعين في انتماءاتنا الدينية".

واردف: "لقد نجحنا في خلق نموذج لبناني للعيش المشترك، هو اليوم محط أنظار العقول الرشيدة والإرادات الطيبة في العالم، بلحاظ موجة العنف التي تجتاح منطقتنا والآخذة في التمدد نحو أوروبا. نجحنا بفضل استثنائية تجربتنا التي أتاحت لبلدنا أن يكون الوحيد في العالم حيث يتشارك مسيحيون ومسلمون - بصفتيهم هاتين - في إدارة دولة واحدة، وأن يكون الوحيد في العالم الإسلامي حيث يتشارك سنة وشيعة - بصفتيهم هاتين - في إدارة دولة واحدة".

وختم فرنجية: "على قاعدة ما تقدم، فإننا نهيب بالمسيحيين اللبنانيين أن ينهضوا بمسؤولياتهم، وذلك من خلال:

أولا - العودة إلى جوهر الرسالة الانجيلية التي تعلم الناس كيف يعيشون معا بسلام، وتنهاهم عن استخدام الدين لاصطناع هويات مغلقة سرعان ما تتحول كما بيَّنت تجربة الحرب إلى هويات قاتلة.

ثانيا - العمل على تجاوز الحدود الطائفية المرسومة لتوحيد الجهود بين المعتدلين في كل الطوائف بمواجهة المتطرفين في كل الطوائف وخلق شبكة آمان تحمي لبنان من تداعيات الصراعات الجارية في المنطقة.

ثالثا - توثيق علاقات المودة والتفاهم مع مسيحيي العالم العربي، والتواصل مع المسلمين الذين يناهضون التطرف واللاتسامح، لنفكر معا وجميعا في ما من شأنه أن يؤسس لقيام مشرق عربي جديد، "مشرق العيش معا"، حيث التنوع الديني والإثني الفذ يشكل مصدر غنى لكل منا ولجميعنا.

رابعا - التواصل مع قوى الاعتدال في أوروبا، التي تناهض الاسلاموفوبيا وكل أشكال التمييز ضد الآخر المختلف، والعمل معها على اشتقاق رؤية جديدة إلى حوض المتوسط، بحيث يغدو "متوسط العيش معا"، بعد أن تحول هذا البحر التواصلي بامتياز في تاريخه العريق، الى "بحر التصدعات"، تحف به صراعات كبرى حمالة شقاقات دينية وتصفيات عرقية وقومية لم يعد أحد في منأى عنها".

 

"8 آذار" و"حزب الله".. زمن التخلي

محمد شبارو/المدن/الأحد 28/02/2016

"8 آذار" و"حزب الله".. زمن التخلي تبين بعد الإجراءات السعودية أن ما يجمع "14 آذار" أكثر بكثير مما يجمع "8 آذار"!

"علاقتنا مع الحلفاء قائمة على قاعدة الثقة، والصدق، والاحترام المتبادل، وعلى اساسيات مهمة". إنتهى الإقتباس من خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ما قبل الأخير، وما قبل الأزمة المفتوحة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، في سياق الحرب المستعرة مع "حزب الله" في ميادين السياسة والإعلام والعسكر.قبل أيام معدودة قال نصرالله كلمته في السياق الرئاسي. تحدث بإسهاب عن متانة العلاقة مع الحلفاء، في محاولة لمعايرة "14 آذار" بما يجمع خصومها ولا يجمعها. وتبين بعد الإجراءات السعودية، أن ما يجمع "14 آذار" - على الرغم من كل مراهقتها السياسية - أكثر بكثير مما يجمع "8 آذار"، بما أنها تتقاطع عند العلاقة مع المحيط العربي، وإن تباينت في رسم إطار المواجهة، فيما نأى كل حلفاء "حزب الله" بنفسهم عنه، في قضية ليست تفصيلاً، بل في صلب الصراع، والإنقسام، ونظرة "حزب الله" للبنان ومشروعه. ما لم يفعله الصراع بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، على خلفية الملف الرئاسي، فعلته القرارات السعودية، التي أصابت "8 آذار" بصدع في العمق. أكثر من أسبوع مر على بدء المعركة على الصعيد السياسي، ولم يصدر خلال هذه الفترة أي موقف داعم، او مساند، أو مبرر من قبل الحلفاء. والجميع نفض يديه، متبرئاً من سياسات الحزب ضمناً. قد يقال إن حلفاء الحزب ليسوا في وارد الدخول في معركة مع السعودية، لكن ذلك يعني أيضاً أن كل ما يجمع "حزب الله" لا يصل الى حافة الخطوط العريضة، والنظرة الى لبنان ودوره وموقعه. عملياً خرج فرنجية من سياق حسابات "حزب الله"، منذ أن جلس الى طاولة واحدة مع الرئيس سعد الحريري، ومنذ أن صرح بما صرح به في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، وحديثه اللافت عن العلاقة التاريخية مع بين آل سعود وآل فرنجية. افترقت الضاحية وبنشعي، لكن بعد القرارات السعودية، بات وصل ما انقطع أصعب، خصوصاً أن فرنجية التزم الصمت المعبر، معلناً بذلك خياراته، وإن كان لن يخرج من عباءة الحزب.

وكما لفرنجية حساباته، كذلك لعون حسابات أعمق. حتى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عندما دافع عن خياراته الدبلوماسية، حاول رمي كرتها في ملعب الحكومة مجتمعة، وسياسة "النأي بالنفس"، والبيان الوزاري، مقدماً خطاباً تبريراً، وإن خرج مراراً عن النص، قبل أن يَخرج أو يُخرج من دائرة الضوء، بأمرٍ معممٍ على كل قيادات "التيار" من عون شخصياً، داعياً اياهم الى إلتزام الصمت، الذي لم يخرقه إيجاباً سوى وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب، منتقداً فيه ضمناً باسيل، بالتزامن مع حركة اتصالات مكثفة يجريها مع قيادات في دول الخليج.

إكتمل عقد التخلي المسيحي عن "حزب الله" بين عون وفرنجية. لكن التخلي الشيعي، وإن كان متوقعاً، إلا أنه يعيد طرح السؤال عن حقيقة ما يجمع بين "حزب الله" وحركة "أمل"، خصوصاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يكتف بعدم التضامن مع "حزب الله"، بل ذهب أبعد بكثير، شاكراً السعودية، ورافضاً الخلاف معها، ومؤكداً على عروبة لبنان، وكأنه في هذا التصريح إستعاد مرحلة الصراع مع "الحزب الإيراني"، و"الحركة العربية"، التي خيضت في ثمانينات القرن الماضي. وقد يقال إن تمايز بري يخدم الحزب، في سياق توزيع الأدوار، للحفاظ على مصالح الطائفة ولبنان، ولكن رافعي هذا التحليل من "8 آذار" يفوتهم أن الصراع ليس مع إسرائيل، خصوصاً أنهم يذكرون بمرحلة حرب تموز عندما تولى الحزب الشق العسكري، وبري الشق السياسي بتكليف من نصرالله شخصياً.

تخلي الحلفاء عن "حزب الله" انسحب على كل البيئات الطائفية الأخرى، بإستثناء بعض الوجوه التي صنعها "حزب الله"، بالتعاون مع النظام السوري. وحتى بعض الوجوه، التي صرف ملايين الدولارات عليها، في البيئة السنية تحديداً، رفضت خوض معركة بالوكالة، في وجه الإجماع السني الدفاعي عن السعودية، والذي انضم اليه الرئيس نجيب ميقاتي، والوزير السابق محمد الصفدي، والوزير السابق عبد الرحيم مراد. في بدايات مرحلة تدخل "حزب الله" في سوريا، ساد الصمت في "8 آذار" أيضاً. يومها لم يكن الحزب قد بلور خطابه وتبريراته، قبل أن يعيد ضبط الإيقاع ضمن صفوف الحلفاء. ويستذكر البعض في "8 آذار" هذه المرحلة، وإحدى خطب نصرالله، التي قال فيها ما معناه أن الحزب لا ينتظر تضامناً، او دعماً من الحلفاء، لأن لكل طرف حساباته وواقعه، للإشارة إلى أن ذلك ينطبق اليوم على ما يحصل، لكن مصادر "14 آذار" تشير الى أن هذه المقارنة لا تصلح، لأن المعركة اليوم في لبنان هي بين المشروع العربي، والمشروع الإيراني، وتخلي حلفاء "الحزب" عنه في هذه المعركة، يعني أنه وحيد في مشروعه الداخلي. في خطابه ما قبل الأخير، بدأ نصرالله حديثه بالإقتباس من حديث للإمام زين العابدين يقول فيه: "مفاتيح الامور الصدق وخير خواتيهما الوفاء". أتى الإستشهاد في سياق الحديث عن متانة الحلف بإنتظار خطابه الجديد واقتباس آخر!

 

سيدة الجبل"..ماذا سيقول المسيحيون إذا جاءهم كليمنصو جديد؟

إيلي القصيفي/المدن/الأحد 28/02/2016

إذا سألنا أي مسيحي لبناني اليوم، هل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية كافٍ لحل أزمة المسيحيين في لبنان وأزمة لبنان عموماً؟ فغالب الظن أنّ جوابه لن يكون تلقائياً وأنّه سيتردد قبل الإجابة بنعم أو لا. والأرجح أن معظم المسيحيين إذا سئلوا هذا السؤال سيجيبون أن انتخاب عون يحلّ جزءاً من المشكلة لا المشكلة كلّها. وهذا يدّل على أنّ حصر مشكلة المسيحيين اللبنانيين في حجم موقعهم في السلطة فيه تسرّع وتجاهل لمشكلات أعم وأعمق، كما أنّ تجاهل المشكلة المذكورة يعمّق ريبة المسيحيين من لبنان الحالي. "لقاء سيدة الجبل" الذي عقد خلوته السنوية، الأحد، حاول بطريقة غير مباشرة أن يجيب عن هذا السؤال، بربط المسألة المسيحية اللبنانية بالمسألة اللبنانية وحتى العربية عموماً، باعتبار أنّ لبنان والمنطقة يشهدان منعطفات تاريخية لا تحتمل "التبسيط السياسي" و"اختزال السياسة بالصراع على السلطة". وعليه يقترح "سيدة الجبل" على المسيحيين في لبنان أن يتصدوا لمسؤولية منع البلد من السقوط في جحيم حرب أهلية جديدة ستكون هذه المرة بين المسلمين أنفسهم لا بين المسلمين والمسيحيين كما حصل في العام 1975، "لأنّ هذه الحرب إن وقعت فستعني نهاية لبنان وطناً ودولة.."، وبالتالي أي بحث في إعادة تكوين "الشراكة" سيصبح ساعتذاك نوعاً من الترف. هذا الاقتراح الذي ينادي به، منذ سنوات، النائب السابق سمير فرنجية، العضو في اللقاء، يقول بطريقة غير مباشرة إن خيار المسيحيين هو لبنان بجغرافيته  ودستوره الحاليين، أي أن إطاره الجغرافي السياسي ثابتة وتأكيدها والتمسك بها يسبقان أي بحث في مسألة توزيع السلطة وتقاسمها بين "مجموعات المجتمع اللبناني". في المقابل بدأنا نسمع ومنذ مدة مقولات من قبيل "عون او الفدرالية"، أو "الشراكة الحقيقية أو الفدرالية"، أي أنّ الحفاظ على لبنان بطبيعته الحالية منوط بتصحيح الخلل في الشراكة بين المسلمين والمسيحيين في السلطة بحيث يتساوون في "الحقوق السياسية". وهذان منطقان متضادان نوعاً ما، إذ يضع الأول مسؤولية الحفاظ على لبنان لدى المسيحيين، بينما ينيط الثاني هذه المسؤولية بالمسلمين. والحقيقة أنّ المنطقين، وبعد نحو مئة عام، على إنشاء دولة "لبنان الكبير"، يعيدان كل من منظوره التفكير بهذا اللبنان. مع فارق أن المنطق الأول يحدد خياراته بوضوح بمعزل عن خيارات "الآخرين"، بينما المنطق الثاني يخيّر المسلمين بين لبنان ضامن لـ"الشراكة الحقيقية" بصيغته الحالية، ولبنان آخر غير محدد المعالم بعد. وهذا يعني أن خيار المنطق الثاني متوقف على خيارات "الآخرين"، وهذا في السياسية منطق ضعيف، خصوصاً أنّ هذا الفريق يلوّح بالفدرالية من باب التهويل، وهو في الحقيقة يخشاها ولا يملك تصوراً واضحاً لها بعد.

لكن واقع الأمر أنّ المسيحيين لا يتطلعون اليوم على الداخل اللبناني فحسب، بل ينظرون إلى ما يجري حولهم كما فعلوا إبان الحرب العالمية الأولى، وبالتالي هم يترقبون مآلات الحروب والصراعات في المنطقة ليحددوا خياراتهم بشكل أوضح. لكنّ الفارق أنّه في العام 1919 حسم المسيحيون أمرهم بالمطالبة باستقلال لبنان الكبير وتفضيله على الوحدة مع سوريا أو لبنان المتصرفية، بخلاف رغبة شريحة من المسلمين كان طموحها الانضمام إلى "المملكة العربية السورية" بزعامة الملك فيصل ابن الحسين. طبعاً لم يكن مطلب الموارنة ذاك ليتحقق لولا انسجامه مع مصلحة فرنسا التي كان فيها تياران واحد يدعو الى القبول بـ"لبنان المستقل"، وآخر يدعو إلى ضم البلد الصغير الى المملكة العربية. لكن يبقى أن المسيحيين حسموا خيارهم وقتذاك، وهذا ليس تفصيلاً عند أي منعطف جيوسياسي. إذ تبقى لإرادة الشعوب قدرة ترجيحية مؤثرة في تصور مستقبلها بإزاء المصالح الخارجية وموازين القوى الإقليمية والدولية، إن هي حددت خياراتها.

السؤال الذي يطرحه الدكتور فارس سعيد، رئيس الهيئة الإدارية للقاء، هو ماذا سيقول المسيحيون إذا أتاهم جورج كليمنصو (رئيس الوزاراء الفرنسي إبان معاهدة فرساي عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى) جديد اليوم يسألهم ماذا يريدون؟ طبعاً لا جواب واضحاً لديهم. وهذا لا يهدف إلى تصوير المشكلة اللبنانية الحالية بوصفها مشكلة مسيحية فحسب، لكنّ المسيحيين مطالبون بتحديد خياراتهم أمام ما تشهده المنطقة. وهم مطالبون اكثر من سواهم كونهم ليسوا مشاركين بطريقة مباشرة في الحرب الدائرة بل هي ترتد عليهم سلباً وبالتالي تجنّبها في لبنان مصلحة لهم أيضاً وإن كانوا لا يتحملون وحدهم مسؤولية منعها، لكن ذلك لا ينفي مسؤوليتهم في ذلك بطبيعة الحال. وطرح أسئلة من هذا النوع بعد نحو 100 عام على سايكس- بيكو يؤكد مرة جديدة أنّ لبنان (كما سواه من دول المنطقة) ليس معطى جغرافياً فحسب، وبالتالي الحفاظ عليه يتطلب إقامة بنيان سياسي متين ينظم علاقات المجموعات الطائفية والاتنية في ما بينها وعلاقة هذه الأخيرة بالدولة، خصوصاً أنّ أحداث المنطقة أوضحت بشكل غير مسبوق مسألة التعددية الدينية والثقافية والإتنية في المنطقة، بعد عقود من "الانصهار الوطني" أفضت إلى ما أفضت إليه من انفجارات وتفسخات دموية أهلية لم يسبق لها مثيل.

لكن هذا لا ينفي ضرورة الإنطلاق من ثابتة جيوساسية هي التمسك بوحدة كامل المساحة اللبنانية، لأنّ لبنان كان هدية للمسيحيين ولسواهم أيضاً. فلنتخيل ماذا كان حلّ باللبنانيين جميعاً لو أنّ لبنان اليوم جزء من سوريا. حتماً كانوا اليوم يخسرون ابناءهم في عرض البحر أو بالبراميل المتفجرة والتفجيرات الانتحارية وسواها من أساليب القتل الرائجة. فالخصوصية اللبنانية على تعثراتها حمت اللبنانيين من التعسف وتغلّب فئة على الفئات الأخرى على النحو الذي شهدته سوريا أو العراق. وإذا كان الحفاظ على هذه الخصوصية مسؤولية لبنانية مشتركة، فإنّ الواقع الذي نعيشه اليوم في ظل الحرب الإقليمية والمذهبية الطاحنة وفي ظل مشاركة حزب لبناني في هذه الحرب أينما تسنى له ذلك، يجعل المسؤولية المسيحية أكبر في بذل جهد إضافي لإستنهاض "وطنية لبنانية" تؤكد التمسك بكامل المساحة اللبنانية، وتطلق عملية سياسية منسجمة مع التعددية اللبنانية ومع انتماء لبنان للمجال العربي. أي أن عليهم بذل جهد لإسقاط مقولة أن "مصير لبنان يتقرر في المنطقة"، كما قال سابقاً السيد حسن نصرالله. وهذا ليس بالأمر السهل في ظل قتال "حزب الله" خارج الحدود، وفي ظل تبرير بعض المسيحيين قتاله هذا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. كما أن على المسلمين الغيورين على البلد أن يدركوا أن المسيحيين، على ما يبدو من حركتهم السياسية، لن يتراجعوا عن تفعيل مشاركتهم في الحكم بما يسقط من أنفسهم الشعور بأن شركاءهم يتصرفون معهم على أساس أنهم هزموا في الحرب الأهلية وعليهم بالتالي تقبل تداعيات هذه الهزيمة!

 

التصعيد الخليجي مقدمة للانسحاب او الانخراط بالمواجهة من ساحة لبنان

رلى موفق/القدس/27 شباط/16

لبنان ـ «القدس العربي»: من الصعب قراءة أي حدث يحصل راهناً، سواء في لبنان أو المنطقة، كبيراً كان أو صغيراً، خارج المواجهة الكبرى التي تقودها المملكة العربية السعودية إزاء النفوذ الإيراني، الذي تغلغل في النسيج العربي ونجح في تشكيل أذرعٍ عسكرية وخلايا أمنية له في أكثر من بلد، إلى حد تباهي مسؤولين إيرانيين أن طهران باتت تسيطرعلى أربع عواصم عربية. بيروت هي إحدى العواصم الأربع، حيث يسيطر «حزب الله» – الذراع العسكرية الإيرانية في لبنان – على جزء كبير من مفاصل الدولة وعلى قرارها السياسي بفعل «هيمنة السلاح وفائض القوة» بما يشكل خللاً فاضحاً في موازين القوى اللبنانية.

هذا الواقع ليس جديداً على مستوى الداخل اللبناني. وليس جديداً كذلك أن «حزب الله» كجزء من منظومة « الحرس الثوري الإيراني» يمد مخالبه الأمنية إلى خارج الحدود اللبنانية ويرتع في أكثر من بلد عربي، ما قبل إندلاع «الثورة السورية» وسط عجز لبنان الدولة عن مواجهته، في ظل قناعة غالبية القوى السياسية المناوئة له بأن الحل لهذه المعضلة لا يمكنه أن يكون حلاً لبنانياً، بل إقليميا – دوليا ما دام الحزب يشكّل أحد ركائز المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، تحت عباءة الولي الفقيه الذي يدين بالولاء الديني والسياسي والعسكري له.

المستجدّ أن القيادة الجديدة في المملكة حملت معها تغييراً في الرؤية لسبل المواجهة. تغيير سينسحب على مختلف جبهات المواجهة، الساخنة منها والباردة. هو التغيير الذي فاجأ كثيرين، مع انطلاق «عاصفة الحزم» لاستعادة اليمن بعد الانقلاب الحوثي المدعوم من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على الشرعية، وفي مقدمهم طهران التي كانت تتهيّأ لاحتفالية إعلان الاتفاق التاريخي مع دول الغرب حول برنامجها النووي، الذي يفتح الطريق لتتويجها كقوة إقليمية رئيسية في المنطقة.

منذ «عاصفة الحزم»، خرج «حزب الله» عن طوره حيال القيادة السعودية في دور «الوكيل» عن «الأصيل». وتولى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، الذي يسود اعتقاد قوي أن إدارة الملف اليمني كانت بعهدته شخصياً، حملة التأجيج والتحريض ضد العرب عموماً والخليج والسعودية خصوصاً، بدأت بوصفهم بـ» التنابل» في مقاربة مع الحيوية الإيرانية حيال قضايا المنطقة، ولم تنته بشعار «الموت لآل سعود» الذي يردده جمهوره على وقع إطلالاته التلفزيونية. وتحولت الساحة اللبنانية منبراً إعلامياً، يستضيف في مساحة جغرافية صغيرة تقع تحت نفوذ «حزب الله» على تخوم العاصمة عشرات الفضائيات التي تموّلها بشكل رئيسي إيران، ويُستخدم في الحرب الإعلامية ضد المملكة. حرب تتصاعد كلما صعّدت المملكة، ومعها دول خليجية، من إجراءاتها ضد «حزب الله» بعد تصنيفه «منظمة إرهابية» وكلما حقق التحالف العربي إنجازات عسكرية في اليمن وتقدمت المعارضة السورية في حربها مع النظام وكثرت الضغوطات على الميليشيات الموالية لإيران في العراق.

كان «الجمر تحت الرماد» في العلاقة بين لبنان والمملكة. خطوط حمر يتم تجاوزها، في واقع يتجلّى بشغور في رئاسة الجمهورية يقبض «حزب الله» وراعيه الإقليمي على مفتاح الإفراج عن الاستحقاق لانتخاب الرئيس، كما بشلل مجلس الوزراء، السلطة التنفيذية التي جُيّرت إليها صلاحيات رئيس الجمهورية، والممنوع عليه الانعقاد إلا بما يتلاءم مع أجندة الحلفاء في قوى الثامن من آذار، وبرئيس حكومة تعتريه «سمة الضعف» وليس أمامه سوى لعبة تدوير الزوايا. والأهم أن كل ذلك يحصل فيما «التشتت والانقسامات والعجز والانتظار والإحباط» يسود الأطراف الحليفة لخط الاعتدال العربي والمحسوبة على المملكة المنضوية في قوى الرابع عشر من آذار، والتي يُشكّل «تيار المستقبل» بزعامة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، عصبها الأساسي. عجز وإحباط فاقمه وجود الحريري خارج البلاد لاعتبارات أمنية منذ الإطاحة بحكومته عام 2011، لحظة كان يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، في انقلاب واضح على مضامين «اتفاق الدوحة» الذي صيغ عقب اجتياح الحزب العسكري لبيروت وبعض مناطق الجبل الدرزي عام 2008، وزاد من حدّة التدهور «وقف الدعم السعودي بأشكاله المتنوعة».

كل تلك العوامل تجمّعت لتنفجر مع الامتحان السياسي لـ»حكومة المصلحة الوطنية» برئاسة تمام سلام، في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة، وهو الاجتماع التضامني مع المملكة في إدانة الاعتداء على سفارتها في طهران وممثليتها في مشهد على خلفية إعدام الشيح نمر النمر من ضمن مجموعة سعوديين أدينوا بأعمال إرهابية. تفرّد لبنان بالخروج عن الإجماع العربي، في وقت آثر العراق، اللصيق بإيران والواقع تحت نفوذ ميليشياتها، عدم التماثل بلبنان. ذهب وزير الخارجية الحليف لـ»حزب الله» إلى أبعد مدى في المواجهة، رافعاً شعار «الوحدة الوطنية تتقدّم على التضامن العربي»، متلطياً بسياسة «النأي بالنفس» التي أقرها البيان الوزاري حيال الأزمة السورية، والتي خرج عنها الحزب بانخراطه بكل قوته في الحرب السورية إلى جانب النظام، في وقت أن القضية المطروحة تتعلق بمسألة عربية لا تمتّ بصلة للأزمة السورية، وأن السلطات الإيرانية العائدة إلى المجتمع الدولي إضطرت إلى إدانة الاعتداء حفاظاً على الصورة الجديدة التي تريد تقديمها للعالم والمغايرة لكونها «دولة مارقة». لكن هذا الاستحقاق، والذي تكرر ثانية في اجتماع «منظمة التعاون الإسلامي» في جدة، شكّل مناسبة لإيران للقول عبر حلفائها «إن الأمر لي» في لبنان. «سقطة سياسية» ساهم فيها «عدم تيقّن» رئيس الحكومة لمناورة باسيل، الذي احتمى بتضمّن البيان «إدانة لحزب الله بوصفه منطمة إرهابية» ليتنصل من الموافقة على الإجماع العربي، وهو ما تكشّف مؤخراً على لسان باسيل من أنه كان هناك قرار تضامني وبيان. يومها سأل وزير خارجية الإمارات نظيره اللبناني: هل تتبنى البيان إذا شطبنا عبارة «حزب الله» منه؟ جاء الجواب بالنفي. موقف يُعزّز القناعة الراسخة بأن قراراً متخذاً من باسيل ومِن ورائه «حزب الله» بإخراج لبنان من «البوتقة العربية».

لكن المضي بـ»السقطة السياسية» تواصل سواء على طاولة «الحوار الوطني» أو في محاولة رئيس الحكومة تغطية قرار باسيل، في «سوء تقدير» لتداعيات ذلك الموقف. وإذا كان «تيار المستقبل» قد عبّر منذ اللحظة الأولى بوضوح عن رفضه لما جرى، داعياً إلى تصويب الأمر «إلا أنه أيضاً لم يُصب التقدير بأن ما جرى ليس «هفوة» بل «تحوّل كبير» كان يتطلب التصدي له بقوة».

بدا واضحاً أن «حزب الله» قد عزّز موقعه بقوة في ظل حكومة «المصلحة الوطنية» التي اتخذت سمة «ربط النزاع»، وتشكلت آنذاك بعدما تراجع عن إملاء شروطه على وقع السيارات المفخخة التي استهدفت مناطقه وبيئته الحاضنة وشعوره إلى الحاجة لـ»شريك سنّي قويّ» في حكومة توفر له غطاءً سياسياً وشبكة أمان تريحه داخلياً، فيما هو منصرف إلى حربه في سوريا. استفاد «حزب الله» من حال الاستقرارالأمني بعدما تجنّدت كل أجهزة الدولة الأمنية، من جيش ومخابرات و»شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي وأمن عام، لملاحقة السوريين واللبنانيين الذين ينتمون في غالبيتهم إلى الطائفة السنية تحت ذريعة الاشتباه بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية. شكّل عنوان مكافحة الإرهاب «الشمّاعة» لزج آلاف الشبان داخل السجون، في ظل ما يشبه «الصمت المُطبق» للوزراء المعنيين، حتى أنه كثيراً ما جاهر «حزب الله» في كواليسه بأن وزير الداخلية نهاد المشنوق قدّم للحزب ما لم يكن يتوقعه من خدمات، وما لم يَقم به وزراء حكومة ميقاتي التي أتى بها حزب الله إلى السلطة. وآل الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» إلى مهادنة لم تأتِ بكثير من الفائدة على التيار بقدر ما وظفها الحزب لصالحه. فـ «المستقبل» لم يستطع أن يُفكّك الفخ المنصوب له في البيئة السنّية عبر ما يُعرف بـ»سرايا المقاومة». رفض الحزب طلب «المستقبل» بحل «السرايا»، لا بل عمل خلال السنتين الماضيتين على تجنيد واسع في البيئة السنّية في مختلف المناطق، ضمن «سرايا المقاومة» التي تُشــكّل ذراعــــه الأمنية حيث لا يستطيع هو أن يتواجد بفعل طبيعته المذهبية. ورهان الحزب اليوم على أن يستخدم تلك القوة في مواجهة البئية السنّية، فتبدو الصورة اشتباكاً سنياً – سنياً، حيث تلزم الأمور، ويرفد الحزب ذراعه السنية بكل أنواع الأسلحة والمساندة المطلوبة مِن المقعد الخلفي.

لعله وحده وزير العدل اللواء أشرف ريفي، الذي خَبِرَ «حزب الله» شراسته يوم كان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي، لم يُهادن في مواقفه «دويلة حزب الله»، سواء داخل الحكومة أو خارجها. فهو من موقعه كإبن طرابلس والشمال شكّل «رأس حربة» في مواجهة محاولات الحزب إخضاع طرابلس، وهو يدرك دور الحزب الرئيسي، عبر العلويين، في تأجيج جولات الحروب المتعددة في المدينة وعلى خطوط التماس التي رُسمت بين باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية. وهو الذي اعتبر باكراً أن «الحكومة السلامية» أضحت لها وظيفة واحدة تتمثل بالغطاء السياسي لسيطرة الحزب على مفاصل الدولة. انسحب من مجلس الوزراء على خلفية التباطؤ – التواطؤ في تأجيل بحث بند تحويل قضية ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، نظراً لعدم ثقته وشرئحة واسعة من اللبنانيين بالمحكمة العسكرية، الخاضعة وفق قناعة كثير من السياسيين لنفوذ «حزب الله»، والتي تُعيد محاكمة سماحة، المتهم بنقل متفجرات إلى لبنان في مخطط عُرف بمخطط سماحة – المملوك (علي المملوك اليد الأمنية اليمنى للأسد) لاستهداف شخصيات سياسية ودينية شمالية وإفطارات رمضائية وزيارة كان البطريرك الماروني ينوي القيام بها إلى الشمال لخلق فتنٍ مذهبية وطائفية. مخطط كان ليفجرّ حرباً أهلية في لبنان لو قُدّر له أن ينجح.

انسحاب تطوّر إلى استقالة مُعزَزاً بأزمة الحكومة مع المملكة، والتي أظهرت جلسة مناقشة بيان «تصحيح الخطأ» أن «حزب الله» ماض في غيّه وإمساكه ترهيباً بالقرار الرسمي غير آبه للتداعيات السلبية على لبنان وعلاقاته العربية وعلى اقتصاده ووضع اللبنانيين المقيمين في الدول العربية والذين يتجاوز عددهم نصف مليون نسمة، الأمر الذي يطرح تساؤلاً مشروعاً حول الفائدة من استمرار الحكومة المُصادرة إراداتها، ولاسيما أن ما صدر عن الحكومة لم يكن – وفق السفير السعودي لدى لبنان – «كافياً أو شافياً» ليكون مدخلاً مقبولاً لإعادة تصويب العلاقات.

فما تكشّف خلال الأيام الماضية أن الأزمة اللبنانية – السعودية – الخليجية ماضية إلى مزيد من التصعيد، فالمسألة لن تقف عند حدود وقف هبة المليارات الأربعة للجيش اللبناني والقوى الأمنية، ولا عند حدود منع رعايا كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر من السفر إلى لبنان ومطالبة المقيمين فيه بالمغادرة، بل قد تتعداها إلى إجراءات أوسع، مما يزيد من الضغوطات على لبنان، حكومة وقيادات سياسية حليفة للمملكة. وبدا من مسار التطورات أن المطلوب يتجاوز المواقف الكلامية واللهجة العالية في الخطابات والتصريحات إلى أفعال، ولعل هنا بيت القصيد: ما هي الخطوات المطلوب من القوى السياسية المناوئة لـ»حزب الله» اتخاذها؟ سؤال تتوقف الإجابة عليه على سبر أغوار الهدف من وراء التصعيد الخليجي حيال لبنان والإجراءات المتخذة بحقه. هل التصعيد هو مقدمة للانسحاب من لبنان وإدارة الظهر له… أم أنها تأتي في إطار استنهاض القوى المؤيدة لها من أجل أن تتحرّك سياسياً وشعبياً، وأن تضع خطة مُحكمة لكيفية مواجهة تمادي «حزب الله» ومِن ورائه إيران في وضع يدها على لبنان؟

إذا كان الاتجاه هو الانسحاب، فإن ذلك يعني مزيداً من سقوط لبنان في القبضة الإيرانية، وتلاشي قدرة «تيار المستقبل» ومعه قوى الرابع عشر من آذار على المواجهة، أما إذا كان الاتجاه هو الحض على المواجهة، فإن الأمر يستلزم توفير أدوات المواجهة السياسية والشعبية، ذلك أن المواجهة بـ»الصدور العارية» وسط أزمة مادية واقتصادية وقطعٍ ممنهج لكل أنواع الدعم، يعني خسارة المعركة قبل أن تبدأ.

قرار الاستقالة من الحكومة ووقف «الحوار الثنائي» بين «حزب الله» و»تيار المستقبل»، ورفع سقف المواجهة السياسية مطروح بقوة، وقد يُتخذ في أي لحظة. ولكن ماذا عن اليوم التالي؟ فإذا لم تكن الصورة واضحة وخطة العمل جاهزة ومقوماتها متوفرة، فإن أي خطوة يتم اتخاذها ستكون قفزة في المجهول، وقد تأتي نتائجها على عكس ما يُراد منها، ولاسيما أن الانكشاف السياسي في البلاد من شأنه أن يؤول إلى اهتزازات أمنية وإلى تشكيل أرضية مؤاتية للنفاذ منها للقيام بتفجيرات متنقلة لضرب الاستقرار، وإنْ كانت المعطيات المتوافرة لدى المراجع الأمنية من أن شبكة الأمان للبنان لا تزال مؤمنة حتى إشعار أحر، وهو قرار يتخطى رغبة الأطراف الداخلية إلى رغبة دولية.

الأكيد أن الصورة غير واضحة حول ما إذا كان تسارُع التطورات في المنطقة وتشابكها وتعقدها، بات يتطلب التحاق لبنان بساحات الصراع في «عاصفة حزم» من باب أن ورقة «حزب الله»، بامتدادها الإقليمي وأذرعها الإيرانية، قد حان أوان إسقاطها، لكي يعود الحزب إلى بُعده اللبناني في حجمه الطبيعي داخل التركيبة الداخلية، أم ان «سيناريو الضغوط» لا يتعدى كونه محاولة إعادة ضبط «الخطوط الحمر» في علاقة لبنان مع المملكة، بحيث لا يتحول خنجراً في الخاصرة العربية ومنبراً لإطلاق الإساءات!

في الداخل رهان على دور قد يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الحليف الوثيق لـ»حزب الله» الذي يترك له هامشاً من الحركة، فيتكئ عليه الجميع، من حلفاء وخصوم، في عملية «إعادة الأمل» لترميم ما تصدّع ووصلِ ما انقطع. رهانٌ قد يكون في محلّه إلا إذا كان لبنان أضحى في مرحلة بات من الصعب معها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

 

هدنة لسوريا..ولبنان؟

ساطع نور الدين/المدن/الأحد 28/02/2016

قد تكون مجرد مصادفة ان يصمد وقف النار في سوريا وان يخرق في لبنان. لكن تاريخ البلدين وانفصالهما القسري وكذا سيرتهما على مدى نصف قرن مضى، لا تدع مجالا للشك في ان إندلاع الحرب في أحدهما يضمن حلول السلم في الاخر. هي قاعدة تكاد تكون راسخة، على الرغم من نهاية الحرب السورية ليست وشيكة، كما ان استئناف الحرب اللبنانية ليس حتمياً. لكن السير في هذا الاتجاه المزدوج المبني على قواعد جغرافية- سياسية حاسمة، هو ما يميز الراهن من الصراع الداخلي اللبناني السوري الذي لم يخضع يوما لقوانين الانفصال والسيادة بين البلدين ذوي الشعب الواحد، وان اختلفت أدوات الصراع وأشكاله وشعاراته بين الحين والاخر لكنه ظل في العمق صراعاً طائفياً مذهبياً، وسيبقى الى الابد.. مهما تكاذب اللبنانيون والسوريون وأسقطوا على حروبهم الاهلية المقيمة مسميات سياسية تصل أحيانا الى حد خرافة الحرب العالمية التي ما كانت لتنشب الا لمنعهم من التلاقي والتفاهم والتعايش.

الخلل الطائفي ظهر في البلدين في وقت واحد تقريباً، او هو الاقل تغذى من فوائض القوة او الضعف العابرة للحدود الثنائية، كما في الحلف المقدس بين المارونية السياسية والعلوية السياسية الذي دام حتى بداية الحرب في سوريا، وما زالت بعض معالمه حاضرة في البلدين، وهي تخوض اليوم بالتعاون مع الشيعية الأمنية، آخر معارك الدفاع عن النفس، في وجه عدو مشترك، هو الغالبية السنية التي توسم كلها بالارهاب والتكفير.  وقف النار السوري ليس خاتمة الحرب، لكنه بداية عملية تفكيك معقدة ومطولة للنظام السوري الراهن، ستكون محصلتها النهائية تغييراً جذرياً في البلدين معاً. وهو اليقين الوحيد لدى جميع المحاربين اللبنانيين والسوريين من دون استثناء، ما يحفزهم اليوم على القتال بضراوة في أول حرب وجودية مشتركة بين الشعبين في العصر الحديث، بعدما تنصل الاشقاء السوريين من الحرب الاهلية اللبنانية في النصف الثاني من القرن الماضي، وتركوا لنظامهم إدارتها. وهو ما لم يعد متاحاً اليوم حيث يستحيل فصل جبهات المواجهة في البلدين أو تمويه الصدام الموحد بين الهويات الطائفية والمذهبية، بين السنة من جهة وبين الشيعة والعلويين والمسيحيين الملتحقين بهم من جهة ثانية. بدأت عملية تفكيك النظام السوري(وتأهيل البديل)، في مهمة جذرية يتولاها الروس ولا يعارضها الاميركيون والعرب والاتراك، ومن مقدماتها العلنية الاولى إتفاق الهدنة التدريجية، ومن نتائجها السرية الاولى بدء الانسحاب العسكري الايراني لقوات الحرس الثوري من سوريا، (بالتزامن المثير مع تراجع تلك القوات وأربابها المتشددين في مجلسي الشورى والخبراء حسب النتائج الاولية للانتخابات الايرانية).

لن يكون لبنان بمنأى عن هذه التحولات الجوهرية في مسار الازمة السورية واعادة تشكيل بنية السلطة والمجتمع السوريين. وما كان يصح سابقاً عن صمود النظام السوري وعن التوسع الإيراني وعن التورط اللبناني، لم يعد له اي سند منطقي، ودخل في مرحلة التكيف مع المساعي الدولية لاعادة بناء سوريا الجديدة.. بعدما كادت السنوات الخمس الماضية توحي بان الخلل في موازين القوى اللبنانية الطائفية، لحساب الشيعة على السنة، صار نهائياً ولا رجعة عنه. اليوم يبدو ان ثمة محاولة جدية لتصحيح ذلك الخلل، في لبنان وفي سوريا في آن واحد. الهدنة تحول دون المضي قدما في إختبار القوة في أحد البلدين، لكنها تفسح المجال لإختبار القوة في البلد الاخر. مع ان هناك فرصة، وحتى رغبة عربية ودولية بان يتم إحترام الهدنة في البلدين معاً، بحيث تكون “وحدة المسار والمصير”، هي الدليل  لاعادة بناء دولتين عصريتين في شعب واحد، وإسقاط أوهام التقسيم التي تراود اليوم مختلف الطوائف المنتشرة في بلاد الشام.            

 

تسوية بوتين «الصعبة» تحاصر الأسد وخصومه

جورج سمعان/الحياة/29 شباط/16

الهدنة التي توافقت عليها واشنطن وموسكو آخر علاج للأزمة السورية. فإما أن تجدد المواجهات وإما أن تدفع نحو تسوية سياسية شاقة وطويلة. وهي امتحان للرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين وقدرتهما على فرض وقف النار، وإطلاق المفاوضات المقررة في السابع من الشهر المقبل. للمرة الأولى ستكون القوى الكبرى، أو القوتان الرئيسيتان أمام تحد لفرض إرادتهما على جميع اللاعبين الآخرين، كما كان يحدث أيام الحرب الباردة. فهما اتفقتا وحدهما وقررتا وقف النار وهندستاه وحيدتين. ولن يكون مصير هذا الاتفاق مسؤولية روسيا والنظام السوري وحلفائه فقط. إنه مسؤولية الإدارة الأميركية أيضاً. سيكون عليها أن تثبت ولو لمرة وحيدة في هذه الأزمة أنها تلتزم كلمتها. عليها أن تنتقل إلى الخطة باء إذا انهارت الهدنة. هذا ما لوح به وزير الخارجية فيها جون كيري وأثار حفيظة نظيره سيرغي لافروف الذي لا يستسيغ التهديدات وإن أتت من الدولة العظمى!

لم تكن واشنطن وموسكو في حاجة إلى تدخل أحد في هذا الاتفاق، وحتى الدول الكبرى الأخرى في مجلس الأمن فكيف بالقوى الأخرى إقليمية أو محلية! عليهم جميعاً أن يمهروا تواقيعهم. «الائتلاف الوطني» المعارض نابت عنه الهيئة العليا للمفاوضات. هي العنوان الرئيس، في هذه المرحلة، لغالبية القوى السياسية ومجموعة كبيرة من الفصائل المقاتلة. وبات واضحاً أن دور «الائتلاف» يتلاشى تدريجاً، لئلا يقال أن مهمته انتهت فعلاً بفعل حجم التطورات التي شهدتها وتشهدها الأزمة السورية بعد التدخل الروسي الكبير وما خلف من تداعيات عسكرية وسياسية. حتى اجتماعه الذي كان مقرراً في إسطنبول لانتخاب رئيس وهيئات جديدة أرجئ إلى أجل مفتوح بلا موعد جديد! وليس النظام أفضل حالاً. فالرئيس بشار الأسد الذي كان يهدد بأن لا تسوية قبل استعادة السيطرة على أراضي البلاد كاملة، اتصل بالكرملين مبدياً التزامه الهدنة. وكان سمع ردوداً قاسية من موسكو على مواقفه. ولن يكون أمامه قريباً، إذا انطلق قطار المفاوضات في جنيف، سوى إلغاء الانتخابات النيابية التي دعا إليها في 13 نيسان (أبريل) المقبل... وإن كانت «حقاً دستورياً» كما عبرت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان! الانتخابات بند في خريطة طريق نص عليها القرار 2254 وكانت موسكو سوقتها في لقاءي فيينا. وقد لا يبدي الأسد ارتياحاً كبيراً لإمساك القوات الروسية بغرفة العمليات وإمرة القيادة والتعامل المباشر مع القادة الكبار وإعادتها الاعتبار إلى بعض الجنرالات الذين قد يساهمون يوماً بالتسوية على طريقتهم!

التحكم بمسار الأزمة ومآلاتها لم يعد ملك اللاعبين المحليين. حتى اللاعبون الإقليميون الكبار يشعرون بضيق الخيارات أمام ضغوط واشنطن وموسكو. وعندما تتدخل الآلة العسكرية الروسية لإنقاذ النظام بعد عجزه وحلفائه، تكون الإمرة والقرار لصاحب الآلة. وبالتأكيد يشعر الرئيس بوتين بالنشوة عندما يتحدث إليه نظيره الأميركي للتوافق على الهدنة. يرمي إلى أبعد من ذلك. هدفه أن تنخرط القوتان الكبيرتان مجدداً لتسوية أزمات كثيرة. قد لا يكون في حاجة إلى اعتراف بشرعية ضمه شبه جزيرة القرم، بقدر حاجته إلى رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا. هذا الحصار لا يؤلمه اقتصادياً فحسب، إنه يجرح كبرياء بلاده. فهي ليست بلداً صغيراً من بلدان العالم الثالث لترضخ للعقاب. رأى إلى العقوبات نوعاً من الحرب، ولم يكن أمامه سوى رفع التحدي. استعجل ملء الفراغ الذي خلفه انكفاء أميركا عن المنطقة عموماً ومحاذرتها التدخل في سورية. وهو يدرك أن المتضررين من تمدد إيران في الإقليم لا يضيرهم في نهاية المطاف أن تحل موسكو محل طهران. فهذه يصعب التفاوض والمساومة معها، بخلاف تلك التي تملك ما يمكن أن تقايض به هنا وهناك. أفاد من تخلي الأميركيين عن ربط قضايا المنطقة وعلى رأسها تدخلات الجمهورية الإسلامية في المفاوضات النووية. كان على واشنطن أن تضغط لوضع التدخلات بنداً على طاولة التفاوض لإبرام تسوية للبرنامج النووي. لكنها لن تفعل. لذلك، خسرت مرتين. مرة أمام إيران التي تواصل حروبها في الإقليم، ومرة أمام روسيا التي عادت لاعباً رئيسياً في المنطقة. وكل ذلك على حساب المصالح الأميركية.

لا يرغب الرئيس بوتين في حرب طويلة في سورية. همه إعادة بناء المؤسسة العسكرية. ويعرف أن ما حقق لها حتى الآن من إنجازات على الأرض بالكاد يمكنها الحفاظ عليه. لذلك، وضع ثقله وراء الهدنة. حتى استفزازه تركيا وضع له سقفاً. لم يرد إحراجها وإحراج شركائها العرب لإخراجهم. لم يبالغ في إغضابهم. جمد تسليم إيران صواريخ «إس 300». وقف في منتصف الطريق، بخلاف رغبة دمشق وطهران. لم يواصل حملته لإقفال الحدود مع تركيا. ولم يكمل الحصار على حلب. ولم يغب عن ذهنه ربما احتمال لجوء واشنطن إلى «الخطة باء». مثلما لا يغيب عن باله وجوب إدارة الأزمة بالتوافق مع الغرب فلا يضطر إلى التعامل مع إدارة جديدة مطلع السنة المقبلة قد لا تتيح له ما كان في عهد الرئيس أوباما. لذلك، لم يرق لوزير خارجيته أن يلوّح نظيره الأميركي بخطة بديلة عن الهدنة. ولا تحتاج موسكو إلى التحري عن هذه الخطة. لا حرب بين الكبار بالتأكيد. لكن الولايات المتحدة يمكنها رفع الحظر عن بعض الأسلحة الفعالة لفصائل في المعارضة السورية يمكنها أن تعيد نوعاً من التوازن على الأرض. وأن تغض الطرف عن مد قوى إقليمية أخرى هذه الفصائل بأسلحة لمواجهة الآلة الجوية. مثلما يمكن واشنطن أو حلف «الناتو» توفير غطاء لعمليات برية تشنها قوات خاصة تركية وسعودية شرق سورية وشمالها تحت راية التحالف لمحاربة الإرهابيين. في مثل هذه الحال، وتحت هاتين «الرايتين»، الأطلسية والتحالف، لا يمكن روسيا أن تبادر إلى المواجهة. فلا شيء يوحي بأن أميركا تراجعت عن رفضها إقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر للطيران.

الهدنة الموقتة تضع صدقية الرئيسين الأميركي والروسي على المحك. أوباما لا يرى نهاية لدولة «داعش» إلا بالقضاء على الفوضى في سورية. وبوتين يعرف أن التسوية السلمية لهذه الفوضى ستكون صعبة، ولكن لا حل سواها. والمهم في الأيام المقبلة أن تصمد الهدنة وتصبح وقفاً دائماً للنار لإطلاق عملية تفاوض جدية وشاقة. سيكون على جميع المعنيين تقديم تنازلات مؤلمة. وهذه مهمة الرئيسين لإظهار مدى قدرتهما على فرض الحل. والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق موسكو التي باتت اللاعب الأكبر على الأرض. سيحتم عليها ضربها بعض فصائل المعارضة، والتزام بعضها الآخر شروط التسوية مهمة حل الميليشيات الداخلية وترحيل الخارجية التي تؤازر النظام، إذ لا معنى في أن تنصرف إلى إعادة تأهيل المؤسسات العسكرية والأمنية، وترميم علاقاتها بدول عربية فاعلة، فيما تشكل الميليشيات جيشاً رديفاً يبقي بلاد الشام في فلك الجمهورية الإسلامية. ولا يمكنها أيضاً، كما الولايات المتحدة وأوروبا، أن تتنصل من المسؤولية الأخلاقية عما يدور من مآس ومجازر وتهجير وتدمير في سورية.

تسوية بوتين «الصعبة» تحاصر المعارضة وتهددها بمزيد من الغارات، مثلما تحاصر الأسد وحلفاءه. فالميليشيات التي تؤازر النظام ستغادر الميدان السوري إذا انطلق قطار التسوية. وإذا كانت عودة بعضها العراقي والأفغاني لا تشكل هماً لإيران، فإن عودة «حزب الله» إلى أرضه بعد إخلاء الساحة السورية لروسيا قد تفاقم الوضع الداخلي في لبنان. ستحرص طهران على تعويض ما قد تخسره في دمشق. ستزداد وطأة يدها على بيروت التي تعاني اليوم من أزمتين مصيريتين. قد يكون من باب المصادفة أن تهب في وجه حلفاء إيران في بيروت أكثر من عاصفة. فليس قليلاً أن يعيش لبنان على وقع أزمة غير مسبوقة في علاقاته مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج عموماً، بسبب سياسة خرقاء لحكومة يقبض «حزب الله» على عنقها. أزمة تهدد آلاف العائلات بلقمة العيش وتفاقم الأزمة الاقتصادية. مثلما تهدد الإجراءات الأميركية لمحاصرة الحزب مالياً بضرب القطاع المصرفي. الصدمتان الأخيرتان هزتا الساحة السياسية الراكدة والمستسلمة، واستنفرتا أنصار إيران التي لن ترضخ بتسليم كل أوراقها. لذلك، على اللبنانيين ألا يعلقوا آمالاً كبيرة على حل أزماتهم على وقع مسيرة التسوية في سورية. لن يكونوا بمنأى عن «الصعوبات» والجراحات لرتق الخريطة السورية، خصوصاً مع شعور «حزب الله» بأن معركة حصاره قد بدأت... وقد تتفاقم إذا بدلت نتائج الانتخابات الإيرانية المشهد السياسي ومنحت الرئيس حسن روحاني حرية أكبر لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الغرب ودول الجوار. وهي صفحة لها شروط وموجبات أولها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية

 

ربع قرن على تحرير الكويت وضياع العراق

خيرالله خيرالله/العرب/29 شباط/16

في مثل هذه الأيّام قبل ربع قرن، استعادت الكويت حرّيتها. كان ذلك حدثا تاريخيا بكلّ المقاييس نظرا إلى أنّه عكس إرادة الكويتيين في مواجهة الاحتلال صفّا واحدا من جهة، ووجود تحالف دولي ـ عربي يرفض الرضوخ للأمر الواقع من جهة أخرى. لولا إرادة الكويتيين ورفضهم أيّ تعاط مع المحتل، لما تحرّرت الكويت. ولولا وجود قائد عربي استثنائي مثل الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، لما كان ممكنا، بالطبع اتخاذ المملكة العربية السعودية القرار الشجاع القاضي باستقبال هذا العدد الكبير من القوات العربية والدولية التي انطلقت من أراضي المملكة بقيادة الجنرال نورمان شوارزكوف من أجل تحرير الكويت وإعادتها إلى أبنائها.

في ذكرى ربع قرن على تحرير الكويت ورفع العلم الكويتي مجددا فوق كلّ شبر من أراضيها، لا بدّ أيضا من تذكّر ثلاثة أمور. الأوّل بعد نظر مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية وقتذاك، التي أثّرت تأثيرا كبيرا على الرئيس الأميركي جورج بوش الأب وأكّدت له أن لا مجال لترك المغامرة التي أقدم عليها صدّام تمرّ. لم تترك تاتشر أي مجال للتردّد أمام رئيس أميركي، بدا في الساعات التي تلت الاحتلال في حال ضياع وراح يزن خياراته. أقنعته تاتشر بأن لا خيار آخر غير هزيمة الاحتلال.

كان الأمر الثاني الذي لا بدّ من تذكّره أيضا أنّ الولايات المتحدة امتلكت في تلك المرحلة إدارة تمتلك رجالا بعيدي النظر يعرفون الشرق الأوسط والتوازنات القائمة فيه عن ظهر قلب. ضمّت تلك الإدارة، إضافة إلى بوش الأب بخبرته الطويلة في كل الميادين، بما في ذلك البقاء نائبا للرئيس ثماني سنوات (عهد رونالد ريغان)، وتوليه إدارة الـ”سي. آي. إي” والسفارة في الصين، رجلين آخرين لا يقلّان أهمّية عن الرئيس هما وزير الخارجية جيمس بايكر ومستشار الأمن القومي الجنرال برنت سكوكروفت.

اتخّذت هذه القيادة قرارا في غاية الأهمّية تمثّل في توقف عملية تحرير الكويت عند حدود الكويت وعدم ملاحقة صدّام حسين إلى بغداد. امتلكت تلك الإدارة ما يكفي من الفهم لتعقيدات الشرق الأوسط وخباياه كي تلتزم حدودا معيّنة، على الرغم من الظلم الذي حلّ، وقتذاك، بعراقيين كثيرين اعتقدوا أنّه آن الأوان للتخلّص من النظام القائم أيضا. أدرك الثلاثي بوش الأب – بايكر – سكوكروفت أن الذهاب إلى بغداد خلف صدّام حسين سيعني سقوط العراق في يد إيران التي حرّكت على وجه السرعة الميليشيات المذهبية التابعة لها. راحت هذه الميليشيات تدمّر، من منطلق مذهبي، كلّ ما يرمز إلى الدولة في العراق وإلى المؤسسات الرسمية، وصولا إلى السجلات المدنية في مدن وبلدات وقرى استطاعت فيها ذلك. تأجل تقديم العراق على صحن من فضّة إلى إيران اثني عشر عاما. ما نشهده اليوم، من دون أن يعني ذلك أنّ التخلص من النظام العراقي كان شيئا سيئا، يؤكّد الفارق الكبير بين إدارة بوش الأب من جهة، وإدارتيْ بوش الابن وباراك أوباما من جهة أخرى. هناك إدارة كانت تمتلك المعرفة بالمنطقة والعالم لم تستطع البقاء في البيت الأبيض سوى ولاية واحدة، وهناك إدارتان لا تعرفان شيئا عن العالم تمكّنت كلّ منهما من الفوز بولاية ثانية، كما لو أن الولايات المتحدة في حال سقوط مستمرّ، تخللتها فترة انتقالية، هي عهد بيل كلينتون.

يا لها من مفارقة جعلت كلّ هذا الظلم يلحق ببوش الأب الذي دفع ثمن التصرّف كرئيس للقوّة العظمى الوحيدة في العالم، رئيس يعرف أن مثل هذا الوضع يفرض اتخاذ قرارات حاسمة أحيانا، وتجنّب التهوّر في أحيان أخرى. كان بوش الابن متهوّرا. نجد أوباما، الذي أراد اتباع سياسة مغايرة تماما لتلك التي اتبعها سلفه، في غاية الميوعة والاسترخاء وكأنّ الولايات المتحدة تستطيع السماح لنفسها بلعب دور المتفرّج في هذا العالم وترك فلاديمير بوتين يشارك في ذبح الشعب السوري، على سبيل المثال وليس الحصر.

أمّا الأمر الثالث الذي يستوجب التوقّف عنده، فهو الدور الذي لعبه كلّ من الأميريْن السابقيْن جابر الأحمد وسعد العبدالله، رحمهما الله، والأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد في مجال تجييش العالم من أجل استعادة الكويت ولمّ شمل الكويتيين في معركة مصيرية كان يتوقّف عليها مستقبل كلّ مواطن.

في الخامس والعشرين من شباط – فبراير 1991، انتهى الاحتلال الذي بدأ في الثاني من آب -أغسطس 1990، عندما سعى صدّام حسين إلى الانتهاء من دولة مستقلّة. لم يكن يعرف شيئا لا عن الكويتيين أنفسهم، ولا عن العرب الآخرين، ولا عن العالم في مرحلة ما بعد سقوط جدار برلين. أسوأ ما في الأمر أنّه أدخل العالم العربي في مرحلة جديدة مهّدت إلى ما نشهده اليوم. لم يستوعب أنّ عدم اللحاق به إلى بغداد، لا يعني بالضرورة أنّ في الإمكان تفادي الثمن الذي يجب دفعه نتيجة ارتكاب جريمة احتلال الكويت وتشريد شعبها. يكفي أن صدّام قضى نهائيا على عامل الثقة المتبادلة الذي ميّز علاقته بفهد بن عبدالعزيز وبالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي لم يوفر جهدا إلّا وبذله لتفادي الكوارث التي حلّت بالعراق والعراقيين. يكفي أيضا أنّه لم يستغلّ السنوات الثمان التي أمضاها بيل كلينتون في البيت الأبيض كي يعيد تأهيل نظامه. لم يفهم حتّى معنى الحديث الذي أدلى به كلينتون بعيد تسلّمه الرئاسة وأعلن فيه أنه “ليست لديه قضية ذات طابع شخصي” معه. كان سينقذ العراق، لو أقدم على الإصلاحات المطلوبة، وفهم ما قاله له الملك حسين في رسالة بعث بها إليه صيف العام 1995. قال له العاهل الأردني الراحل في تلك الرسالة التي حملها إليه رئيس الديوان الملكي، وقتذاك، مروان القاسم إن القرارات الدولية الصادرة في حقّ العراق ليست قرارات قانونية. أكّد له في الرسالة التي لم يأت رد عليها يوما أنّ هذه القرارات “قرارات سياسية” غير قابلة للأخذ والرد استنادا إلى القانون الدولي وما ينصّ عليه. كابر صدّام حسين وعاند إلى أن جاء جورج بوش الابن الذي أقدم بدوره على مغامرة في العراق استكملها باراك أوباما بما هو أسوأ منها باستسلامه نهائيا لإيران.

حافظت الكويت على نفسها. يضع الشيخ صُباح الأحمد حواجز بين الحين والآخر لتذكير الكويتيين بأن العقلانية تحمي الدول والمؤسسات. بقيت الكويت وصار العراق في مهبّ الريح. الأخطر من ذلك كلّه أن الفرص التي سنحت للرئيس العراقي الراحل في مرحلة ما بعد تحرير الكويت كانت فرصا ضائعة ليس بالنسبة إلى العراق وحده الذي دفع وسيدفع ثمنها غاليا، بل للمنطقة كلّها أيضا.

بعد ضياع العراق… ضاعت المنطقة أيضا.

 

جنبلاط: وقف المساعدات العربية للبنان حصار اقتصادي لن يفيد إلا إذا كان هناك سياسة ترسم للاطاحة بالاستقرار وبالكيان اللبناني

محطة "أورينت نيوز/ الأحد 28 شباط 2016

وطنية - رأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في حديث متلفز بثته محطة "أورينت نيوز" أن بيان الحكومة اللبنانية حول التمسك بالاجماع العربي "كافيا، وإذا صح التعبير هو نوع من الاعتذار"، لافتا إلى أن "الرئيس سلام فعل ما يجب أن يفعله"، متمنيا على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول الخليج أن "تقبل من خلال البيان، الذي هو بمثابة نوع من إدانة للتصريحات الشائنة، الاعتذار اللبناني الرسمي من أجل صالح لبنان والعلاقة التاريخية بين لبنان والخليج".

وأوضح أن تغريدته على موقع "تويتر" ب"تقبل التعازي بالعلاقات اللبنانية الخليجية، كانت نوعا من المزاح"، مؤكدا "لا نريد الوصول إلى مرحلة تقبل التعازي بأن العلاقات اللبنانية الخليجية انقطعت، نريد أن تبقى العلاقات، وسوف تبقى العلاقات".

وعن الاجراءات التي اتخذتها بعض الدول الخليجية، ودعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان وعدم السفر إليه، قال: "ليس هناك هذا الكم من الرعايا الخليجيين في لبنان. لقد اتخذوا هذا الموقف لمنع الرعايا من المجيء منذ أكثر من عامين. ليس هناك سوى أفراد يأتون إلى لبنان. هذا ليس بجديد، وهذه دعوة مجازية، وتأكيد المؤكد لا يغير شيئا. بالعكس، أدعوهم إلى المجيء، أمنيا ليس هناك شيء".

وتعليقا على قول وزير الداخلية نهاد المشنوق بخصوص هذا الموضوع "الآتي أعظم"، قال: "لا أعلم عما يتحدث".

وعما إذا كان الموقف السعودي الأخير مرتبطا فقط بموقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أم أنه يتعلق بصراع بين الرياض وطهران على لبنان، قال: "هناك جملة من الإساءات اتجاه المملكة من قبل تصريحات من بعض المسؤولين في لبنان، لكن هناك صراعا إيرانيا وسعوديا على لبنان والمنطقة. وأعتقد أن لبنان لا يتحمل عبء هذا الصراع، والغالبية الصامتة في لبنان لا علاقة لها بهذا الصراع، بل تريد العيش الكريم، وتدين هذه الإساءات. لكن لا نتحمل هذا الصراع، فهو صراع كبير، ونحن في بداية الطريق، هو صراع على اليمن وعلى العراق وعلى سوريا. لا بد من تبصر أكثر مما يجري".

ورأى أنه "لا يمكن أن تتقوف الحرب في اليمن إلا من خلال حل سياسي، وحوار سعودي - إيراني"، مشددا على أن "أيا كانت الانتصارات أو الانكسارات على الأرض أو التقدم، لا يحل الموضوع اليمني إلا بالحوار اليمني الداخلي والسعودي- الإيراني".

وإذ اعتبر أن الصراع في المنطقة "صراع سني - شيعي، أو هو في مكان ما، يأخذ هذا الطابع"، قال: "لكنه هو صراع سياسي وصراع نفوذ، يزج فيه السنة والشيعة على حسابهم، على حساب أرواحهم وأرزاقهم"، مستطردا "لذلك الحوار السعودي- الايراني مفيد، والحوار العربي- الإيراني ضروري، كي نعلم ماذا تريد إيران وماذا نريد نحن؟ أين مصالح إيران وأين مصالح العرب؟".

وتعليقا على بعض التحليلات السياسية التي أشارت إلى أن "السعودية خائبة ب(الرئيس) سعد الحريري وبدوره في لبنان، وشعبيته لدى الأكثرية السنية، وربما تفكر باستبداله بشخصية أخرى، وأن استقالة وزير العدل أشرف ريفي وتصدر أخبار معظم الصحف السعودية مؤشر لتبدل معين"، قال: "يبقى سعد الحريري العنوان الأول في الاعتدال اللبناني، ويبقى سعد الحريري الضمانة، واي محاولة للتجريح بسعد الحريري أو لطعنه، هي ضرب من الخيال وعدم العقلانية".

واعتبر أن "ريفي باستقالته يزايد على الحريري"، قائلا: لكن يزايد على ماذا؟ فقط لكسب الأنظار"، معتبرا أن "هذا غير مفيد، بالعكس التضامن مع سعد الحريري مفيد أكثر. ولا أريد أن أعلق على تلك الظواهر الصوتية".

ورأى أن وقف المساعدات العربية للبنان وتجميد الهبة السعودية للجيش اللبناني، بمثابة "حصار اقتصادي للبنان"، منبها إلى ان "حصار لبنان اقتصاديا يفقر كل اللبنانيين، ولن يفيد. إلا إذا كان هناك سياسة ترسم للاطاحة بالاستقرار اللبناني وبالكيان اللبناني. وقف المساعدات وتجميد الهبة للجيش اللبناني غير مفيد، اتفقنا أن هذا الجيش بالتعاون مع المملكة ومع الدول الكبرى يحارب الإرهاب وقد قام بإنجازات كبيرة"، رافضا أن يكون الجيش "إنخرط بالحرب السورية، أو أن حزب الله ورطه في هذه الحرب"، معتبرا أن "هذا كلام غير دقيق"، مشيرا إلى أن "هناك حركات إرهابية طالت الأمن اللبناني، والجيش وقوى الأمن اللبناني قاما بإنجازات"، مكررا تأكيده أن "وقف المساعدات في هذه اللحظة مسيء"، مؤكدا "نريد أن نفصل المساعدات للجيش اللبناني عن المحاور الإقليمية".

سئل: "هل سيكون هناك رد إيراني أو رد لحزب الله في لبنان؟.

أجاب: "حزب الله موجود في لبنان. هو واقع وهو إمتداد للسياسة الإيرانية في لبنان".

سئل: كيف سيردون؟.

أجاب: "لست أدري ماذا سيفعلون. هم يمثلون السياسية الإيرانية، لكن الرد على المؤسسات اللبنانية هو إضعاف للمؤسسات وإضعاف للدولة. تجميد السلاح وتجميد المساعدات هو إضعاف للدولة، هم سوف يستفيدون من هذا الأمر".

ووصف الحديث الحديث عن مؤتمر "تأسيسي" و"طائف جديد"، بأنه "ليس واقعيا"، مؤكدا ان "اللبنانيين اليوم ليسوا بوارد مؤتمر تأسيسي ولا طائف، هم فقط يريدون الإستقرار والتهدئة والحوار في إنتظار أن تأتيهم ظروف أفضل".

وعن كيفية ربطه لما حصل في لبنان بما يحصل في سوريا، قال: "تظن بعض القوى العربية أنها بإرسال هذه التحذيرات المالية أو الإقتصادية إلى لبنان، تستطيع ربما أن تؤثر على مسار التدخل في سوريا. ليس بإمكاني التدخل في سوريا. هناك صراع إقليمي ودولي على سوريا. هذا خارج قدرة اللبنانيين على تغيير الموقف. لا نستطيع هذا الأمر من باب الواقعية المطلقة".

أضاف: "إذا كان البعض يظن بأن حزب الله سينسحب من سوريا نتيجة بعض المواقف العربية، لن ينسحب. ونحن طالبنا بالنأي عن النفس منذ حكومة الرئيس ميقاتي لكن الكلام لم ينفع. هناك صراع عربي ودولي وإقليمي على سوريا".

سئل: "هل حزب الله إلى هذا الحد غير مكترث بجمهوره أو أنصاره، كي لا أقول بجميع اللبنانيين، وأن يودي بهم إلى حلول فردية تلائمه؟.

أجاب: "لا زال هناك جمهور يوالي حزب الله، وهناك سياسة تمليها إيران عليه وهو جزء من منظومة إيرانية في لبنان. يقوم بهذه السياسة على حساب جمهوره أو على غير حساب جمهوره، لست أعلم. لكن هذا أمر أكبر من طاقة اللبنانيين".

سئل: هناك من يتحدث عن أن إيران تأخذ لبنان عبر حزب الله تعويضا عن تسلم روسيا لسوريا وإرضاء روسيا للمصالح السعودية في سوريا؟.

أجاب: "من قال أن روسيا استلمت سوريا. روسيا اضطرت إلى نجدة النظام عندما استقدمت طائراتها وضربت المعارضة. لكن لن تستلم سوريا".

وتابع ردا على سؤال آخر عن روسيا: "هي موجودة، لديها قاعدة في شمال سوريا، لكن استلمت ماذا؟ لا تزال تحاول في جبروتها أن تقوي النظام أو أن تستعيد الأراضي التي فقدها النظام، لكن تستلم ماذا؟ سوريا في دمار كامل ولا أوافق على أن هناك تفاوتا روسيا- إيرانيا. هناك تنسيق عسكري، أمني روسي- إيراني ومعه النظام في سوريا. لا أوافق على الخلاف".

ونفى أن يكون النفوذ الإيراني ضعف في سوريا، قائلا "لولا الدعم الإيراني، لم يبق النظام".

وعن رأيه في إتفاق وقف إطلاق النار أو العمليات العدائية في سوريا، قال: "تم وقف إطلاق النار، وماذا بعد؟ وقف إطلاق النار دون حل سياسي لا يؤدي إلى شيء. تم وقف إطلاق النار ولم يفرج عن عشرات أو مئات الآلاف من المعتقلين أو عن الحصار عن مدن ومناطق. ماذا بعد؟ وقف إطلاق النار ينهار".

وردا على سؤال، كرر ان "وقف إطلاق النار من دون حل مبني على أساسيات مؤتمر جنيف 2، أي الحكومة الانتقالية ولاحقا استبدال رموز النظام الإجرامية، بشار وجماعة الأمن وغيرهم، لا يمكن أن يعطي حلا سياسيا حقيقيا".

سئل: تحدثت عن تنسيق روسي- إيراني في سوريا. لكن ألا ترى فرقا بين الأجندة الروسية والإيرانية؟.

أجاب: "هذا السؤال يفوق طاقتي على الإجابة. لست أدري. أرى الواقع من بعيد أو من قريب، هناك تنسيق إيراني- روسي. في الوقت الحاضر هم متفقون. متى يختلفون؟ لست أدري. هذه دول كبرى.

وردا على سؤال، اعتبر ان روسيا "لم تضرب "داعش" فقط ضربت المعارضة التي أوجعت النظام وحررت مناطق كبيرة منه. إذا أين القتال المزعوم ضد "داعش"؟.

وعما إذا كانت إتفاقيات وقف إطلاق النار في سوريا ستخرق كما حصل في لبنان سابقا، قال: في لبنان يختلف الأمر. دخلت البلاد في حرب أهلية منذ عام 1975 لغاية عام 1991، تخللتها خروقات عدة لوقف النار وحروب. لكن بعدها أتت ظروف عربية ودولية لإنهاء الحرب. وانتهت الحرب بإتفاق الطائف الذي كان اتفاقا أميركيا- سعوديا- سوريا وعربيا. أما سوريا موضوع آخر. اليوم كل المنطقة العربية: سوريا، العراق، اليمن وربما غير بلاد، يبدو أننا نشهد تغييرا في الخرائط أو الكيانات بعد مئة عام على إنشاء "سايكس- بيكو". هناك تغيير ما آت على المنطقة".

وعن الانجازات التي يحصل عليها الأكراد في سوريا، استغرب كيف "أن هذه الشريحة من المواطنين السوريين التي عانت الكثير من التهميش والاضطهاد على أيام النظام السوري، تلقى اليوم دعما لوجستيا أميركيا وروسيا تحت شعار محاربة "داعش"، لكن تلتقي في الأهداف في ضرب الشعب السوري، وهذا غريب، بدل أن تناصر الشعب السوري ضد النظام! غريب أنها اليوم تساعد ضد "داعش" وطبعا هذا مفيد. لكن وكأنه يرسم كيان كردي في شمال سوريا".

وردا على سؤال، رأى انه "أيام النظرية القومية العربية، ظلم الأكراد، لأنه جرت محاولة تعريب بالقوة، تعريب سياسي وثقافي وحتى عسكري للأكراد، سواء كان في سوريا أو في العراق وهجروا، هذا نتيجة "سايكس- بيكو" ولاحقا إتفاق "لوزان". كان الأكراد قد حصلوا على نوع من الاستقلال الذاتي أو دولة أو دويلة في اتفاق سابق، ضرب هذا الاتفاق وكان إتفاق لوزان ورسمت الكيانات، ولم يحترم العرب الخصوصية الكردية. اليوم بعد مئة عام، الخصوصية الكردية تظهر إلى الملأ. كيف سوف نتعامل معها نحن كعرب؟ هذا هو السؤال، هل نملك قدرة التعاون معه؟ هل هناك مكون كردي قوي داخل المعارضة السورية، لست أدري، لا أعتقد. لكن لا بد من التعامل بدقة مع الكيان الكردي المقبل علينا إن في العراق أو في سوريا".

وعما إذا كان هناك رسم خريطة جديدة لسوريا وتقسيمها، قال جنبلاط: "فشل الغرب في مد المعارضة السورية المعتدلة، الجيش السوري الحر، بالسلاح النوعي من أجل اسقاط النظام، وتأخرهم في ذلك أدى إلى تفتيت المنطقة وسوريا، وكأنهم في مكان ما يلتقون مع بشار الأسد الذي يقول حتى اللحظة أنه يحارب الإرهاب وهو يحارب الشعب السوري حتما. هناك شيء غريب يطل علينا. نعم هناك خطر تقسيم سوريا".

أضاف: "سبق أن حذرت منذ سنوات أن سوريا ذاهبة إلى التقسيم، لكن آنذاك ما من أحد أراد أن يتجنب هذا الأمر، وكأن الدول الكبرى آنذاك كانت تريد تقسيم سوريا وأحبطت كل جهود المعارضة السورية والجيش السوري الحر لأنه لم يعط الإمكانيات المطلوبة من أجل إسقاط النظام فدخلنا في دوامة العنف".

ورد سبب عدم دعم "الجيش السوري الحر"، إلى أن "الغرب يفضل عنوان التطرف، ووجد هذا العنوان أو أوجده من خلال "داعش"، فكل الأنظار اليوم متجهة لمحاربته ونسوا جرائم النظام".

سئل: إذا الغرب لديه خوف من الإسلام. لماذا يدعم القوى المتطرفة ويتجاهل قوى معتدلة؟.

أجاب: "هذه لعبة خبيثة. لعبة المؤامرة الكبرى لتدمير سوريا، ربما هذه لعبة مدروسة من قبل. لا أدري".

ورأى أنه "ليس صدفة أن كبرت داعش في عام. أصبحت إمبراطورية وكان يمكن تفادي أو منع تلك العناصر التي أتت إلى سوريا والعراق من الغرب لتقوية داعش، كان يمكن وقفه. ولماذا لم تعط المعارضة السورية السلاح المطلوب؟، أسئلة تطرح على الموقف الغربي و"روسي المشبوه. الحرب ضد داعش عبر ضربه بالطيران غير جدية. لا يمكن أن تستكمل هذه الحرب إلا من خلال قوات برية عربية مع قوات أجنبية. لم نر ذلك، بل نرى أدوات أكراد تحارب لهدف غير واضح إلا ربما لتفتيت سوريا، ولم نر قوات أخرى فاعلة تنزل على الأرض وتحارب داعش".

واعتبر ان "داعش" هي "عذر للغرب لتغيير المنطقة".

وعما إذا كانت المنطقة أمام "خريطة جديدة ترسمها روسيا والولايات المتحدة الأميركية؟"، قال: "هناك خريطة جديدة لتفتيت المنطقة. لكن علينا أن نحذر ان هذا المنطق يستخدمه النظام السوري. لأن هذه الخريطة الجديدة تهدف لتقسيم المنطقة الى كيانات عرقية مذهبية وتصب في مصلحة دولة اسرائيل. لذلك، لا بد من عدم نسيان جرائم النظام السوري، وربما لدينا فرصة بعد لتغيير هذا النظام من أجل سوريا ديمقراطية فيها نوع من اعادة التوازنات: طائف سوري يعطي الأكراد حقوقهم، لكن علينا ألا ننسى ان هناك اسرائيل، فهى تناسبها الكيانات العرقية والمذهبية".

وعن العراق وعدم دفع الرواتب، رأى أن "هناك حكومات في العراق وليس حكومة واحدة. هناك الحكومة الشرعية وهناك حكومات الأمر الواقع، الميليشات المتعددة، أكثر من عشرين أو ثلاثين ميليشيا. وقف الرواتب نتيجة الفساد الهائل في العراق، سيضعف ما تبقى من كيان الجيش العراقي ويضعف العراق في محاربته لداعش".

وردا على سؤال عن "الربيع العربي الذي قام من أجل فرص العمل والحرية والمساواة والديمقراطية والكرامة ومحاربة الفساد"، بعد خمس سنوات من انطلاقه، قال: "ثورة الشعوب العربية قامت لأهداف مشروعة. هذا الشعب العربي المقموع منذ عقود انتفض في كل مكان. نحن في بداية طريق. في منطقة جدا معقدة، والشعب العربي لا يملك رؤية واضحة لأننا في منطقة حساسة فيها إسرائيل وفيها النفط. لكن كان مشروعا قيام الشعوب العربية بالانتفاضة. هذا أمر مشروع ولا أريد ان نناقش فيه، أي طعن وضرب الأنظمة القمعية".

سئل: "بعد أيام تدخل الثورة السورية عامها السادس. ماذا تقول للسوريين؟.

أجاب: "بالرغم من كل الظلم الذي لحق به، سيرى الشعب السوري المقموع النور في يوم ما، ولا نيأس لأن الاستسلام لليأس يعطي النظام فرصة. النظام يريد التيئيس، لكن عليهم ان يستمروا".

سئل: "هل ما تزال تؤمن بالثورة السورية؟.

أجاب: "طبعا، لكننا نحتاج إلى وقت طويل. سننتصر. لا يمكن لهذا الظلم ان يستمر. لا يمكن".

 

سذاجة أميركية.. أو سياسة واضحة في سوريا

خيرالله خيرالله/المستقبل/29 شباط/16

ليس الاتفاق الروسي - الاميركي في شأن «وقف الأعمال العدائية» في سوريا سوى دعوة الى متابعة الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري منذ قرّر قبل خمس سنوات استعادة بعض من كرامته.

عندما يسمح الاتفاق بالاستمرار في شن الهجمات على «داعش» و»النصرة»، متجاهلاً النظام الذي يذبح شعبه والميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية والأفغانية والخبراء الايرانيين، معنى ذلك بكل بساطة أنّ الإدارة الأميركية قرّرت السماح لروسيا وايران والميليشيات التابعة للنظام بمتابعة هجماتها على المواطنين السوريين. فمن يعرف ولو قليل القليل عن الوضع السوري، يعرف أوّلاً أنّ روسيا وإيران وقوّات النظام لم تهاجم «داعش» يوماً. على العكس من ذلك، هناك تواطؤ دائم بين «داعش» من جهة وكلّ من روسيا والنظام وإيران وما لديهما من ميليشيات من جهة اخرى.

مفهوم الموقف الروسي. هناك رغبة في المساومة على رأس بشّار الاسد، في نهاية المطاف، من اجل قبض ثمن معروف مرتبط أساساً بمنع مرور الغاز الخليجي في الاراضي السورية وتحقيق مآرب أخرى. مفهوم ايضاً الموقف الايراني الذي يعتبر سوريا في غاية الاهمّية بالنسبة الى المشروع التوسّعي الذي ينادي به كبار المسؤولين في ايران، على رأسهم «المرشد» علي خامنئي.

بالنسبة الى ايران، لا خيار آخر سوى الدفاع عن النظام العلوي القائم في سوريا، كونه ضمانة لأن تكون سوريا جسراً الى لبنان والى «حزب الله» بالتحديد. الى اشعار آخر، يشكّل «حزب الله» الذي وضع يده على مفاصل الدولة اللبنانية الاستثمار الأهمّ لايران منذ العام 1982، تاريخ تأسيس الحزب الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري» الايراني، عناصره لبنانية. تحوّل هذا الحزب الى افضل اداة ايرانية توظّف في خدمة مشروع يستهدف مناطق عربية عدّة من العراق، الى اليمن، مروراً بالبحرين واليمن، على سبيل المثال وليس الحصر.

ما ليس مفهوماً هو تلك السذاجة الاميركية التي قد لا تكون سذاجة بمقدار ما انّها سياسة واضحة تقوم على ترك المنطقة لروسيا وايران، غير مدركة انّه لا يمكن شطب العرب بتلك السهولة من المعادلة الاقليمية، اضافة الى انّه لا يمكن البحث في مستقبل سوريا من دون مقعد تركي الى طاولة المفاوضات. لا يمكن تجاهل العرب باي شكل عند البحث في المستقبل السوري، كما لا يمكن تجاوز تركيا والاكتفاء بالهائها بالورقة الكردية عن طريق تجييش قسم من الاكراد ضدّها.

ما الذي تريده الادارة الاميركية؟ لا وجود لجواب واضح الى اليوم باستثناء ان باراك اوباما يبدو مصرًّا على تفتيت سوريا. فالاتفاق الاميركي - الروسي الذي اعلن عنه اخيراً ليس سوى وسيلة لضمان استمرار الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري الى ما لا نهاية. لو لم يكن الامر كذلك، لما ميّزت واشنطن بين ارهابي وارهابي آخر ولما اختزلت اصلا كلّ ملفات الشرق الاوسط وازماته بالملفّ النووي الايراني، ولما تغاضت عن التدخل العسكري الروسي الذي لا هدف له سوى ابقاء نظام منته في الواجهة تمهيداً لليوم الذي يستخدم فيه بشّار الاسد ورقة في لعبة باتت تتجاوز حدود سوريا.

من الآن الى حين انتهاء ولاية باراك اوباما، بعد نحو عشرة اشهر، لا يمكن توقّع شيء من الجانب الاميركي باستثناء التظاهر بأنّ هناك تحرّكاً من اجل احتواء الازمة السورية بدل وضع حدّ لها.

مثل هذا التحرّك يصبّ في اتجاه واحد يتمثّل في الانتهاء من سوريا التي عرفناها عبر تحويلها مناطق نفوذ لثلاثة اطراف على الاقلّ هي روسيا وايران وتركيا. ليس بعيداً اليوم الذي ستجد فيه تركيا نفسها مضطرة الى التدخّل المباشر، او غير المباشر، لضمان منطقة نفوذ لها في الشمال السوري. لا تستطيع تركيا ترك الاكراد يتحرّكون في تلك المنطقة مستفيدين من التدخل العسكري الروسي. مثل هذا التحرّك الكردي يشكّل تهديداً مباشراً للأمن التركي. سيكون مستقبل رجب طيّب إردوغان وحزبه مطروحاً في حال بقي الوضع على ما هو عليه في الشمال السوري.

منذ تناسى باراك اوباما في آب/اغسطس من العام 2013 ان هناك خطاً احمر رسمه للنظام السوري وتغاضى عن لجوء النظام الى السلاح الكيميائي، حصلت نقطة تحوّل. قبل اوباما في الواقع تسليم سوريا الى روسيا وايران. استمع الى ما قال له فلاديمير بوتين وقبل الاكتفاء بأن يتخلى النظام عن الكمية الباقية من مخزونه الكيميائي.

كان لا بدّ من التذكير بهذه المرحلة للتأكّد من ان ما يجري حالياً هو في سياق سياسة اميركية تقوم على الاستسلام لروسيا وايران. من نتائج هذه السياسة النظر بعين واحدة الى ما يتعرّض له الشعب السوري. مثل هذه السياسة التي تقوم في جانب منها على التنسيق العسكري الروسي - الاسرائيلي تتجاهل كلّيًا الدواعش الشيعية وتركّز فقط على «داعش» السنّي وتوابع هذا التنظيم.

الشيء الوحيد الاكيد حتّى الآن ان ثمّة رغبة اميركية وروسية وايرانية في ايجاد حواضن لـ»داعش» في كلّ المناطق السورية وفي كلّ منطقة فيها اكثرية سنّية في العراق. هل هذا ما تريده اميركا في الشرق الاوسط؟ هل هذا ما يسعى اليه باراك اوباما الذي ليس معروفاً، الى اليوم، لماذا قرّر رؤية كلّ الالوان باستثناء اللون الاحمر الذي كان لون الخط الذي رسمه للنظام السوري؟

من حسن الحظ ان هناك في الجانب العربي من يعرف تماما ان ليس في الامكان الاتكال على الولايات المتحدة او الرهان عليها في اي شأن هذه الايّام وان لا ضير من ابقاء خط التواصل مع موسكو مفتوحاً. الدليل على ذلك الاتصال الاخير بين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبوتين. فالكلام الروسي عن ان موازنة البلد ووضعه الاقتصادي لن يتأثرا بهبوط اسعار النفط والغاز كلام لا يمكن لاي عاقل ان يصدّقه.

لم يعد بعيداً اليوم الذي تقتنع فيه روسيا ان ليس أمامها سوى الدخول في مساومة مع الجانب العربي، اقلّه اذا كانت مهتمّة برفع اسعار النفط والغاز. ستكتشف روسيا ان الارهاب ليس «داعش» وحده. هناك دواعش اخرى في سوريا وغير سوريا. الارهاب ليس حكراً على اهل السنّة في المنطقة. هناك ارهاب مرتبط ببعض المجموعات الكردية، على حد تعبير اردوغان. وهناك ميليشيات شيعية تمارس كل انواع الارهاب في سوريا والعراق وفي اماكن اخرى.

متى يعالج الاتفاق الاميركي - الروسي هذا الواقع، ويتوقف عن النظر الى سوريا من زاوية واحدة، سيكون في الامكان عندئذ القول انّ وقف النار قابل للحياة. سيكون في الامكان القول ايضا ان هناك رغبة واضحة في معالجة الازمة السورية من كل الجوانب بدل الاكتفاء باستيعابها والتغاضي عن الحرب التي يعرّض لها الشعب السوري.