المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

من المنسقية نتمنى لكم سنة جديدة كلها سعادة ومحبة وسلام

 

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january01.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوق02/22/لَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ ٱلصَّبِيّ، سُمِّيَ يَسُوع

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 02/من11حتى22/أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدِين، صِرْتُم بِدَمِ المَسِيحِ قَرِيبِين. فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الٱثْنَيْنِ وَاحِدًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية في تمنيات وآمال المؤمنين مع السنة الجديدة

تمنيات إيمانية للسنة الجديدة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

"النهار": احدى شركتي تصدير النفايات عنوانها منزل بقرية هولندية

إصابة طوافة للجيش بنيران سورية شمالاً ومقتل إرهابي متسلل في جرود عرسال

ما أمنيات نواب "14 آذار" للعام 2016/خالد موسى/موقع 14 آذار

الفراغ الرئاسي الى العام 2016 حتى اشعار اخر

هذه خيبات 2015 السبعة وهذا الأمل في 2016/حارث سليمان

مظلوم: موقف «حزب الله» لا يعني إقفال الباب أمام المبادرة

نجل مغنية جاسوس أميركي!

مصارف تعتذر عن توطين رواتب نواب "حزب الله"

موفد ألماني ببيروت يطلب من نصر الله التهدئة مع إسرائيل

مراجع أمنية : نتخوف من اغتيال سياسي كبير

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 31 كانون الاول 2015

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 31/12/2015

10 أحداث ميّزت لبنان عام 2015

 مناورات اسرائيلية داخل مزارع شبعا المحتلة

"حزب الله" وبكركي.. وبينهما السلة المتكاملة/صبحي أمهز/المدن

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

«الأهداف السياسية» هي سبب ترحيل الوفد الليبي/سهى جفّال/جنوبية

العقوبات على حزب الله الى مزيد من التوسّع/فايزة دياب/جنوبية

ما بين الموازنة السعودية وتجفيف مصادر تمويل حزب الله/كرم سكافي/جنوبية

مناصرو حسن يعقوب يعتصمون امام مقر المجلس الشيعي

 زغيب زار عائلة حسن يعقوب موفدا من رئاسة المجلس الشيعي:الصمت ممنوع علي يعقوب: موقف نبيل ونأمل من المراجع أن تحذو حذو المجلس منعا للفتنة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الشيعة ليسوا كلهم في خطر/ديم قطيش/الشرق الأوسط

عام آخر من الهباء/ نديم قطيش/المدن

عام الفراغ ... عام حزب الله/حـازم الأميـن/لبنان الآن

ترتيب أوراق التسوية السورية .. بالسكين/ وليد شقير/الحياة

التعاون الاستراتيجي بين السعودية وتركيا في وجه التحديات/راغدة درغام/الحياة

كيف تنقذ مسيحيّاً/مرح البقاعي/الحياة

 شروط التغيير في العالم العربي/كرم الحلو/الحياة

البغدادي وإسرائيل: العطف والتعاطف/موسى برهومة/الحياة

في ما كشفته محاكمة البحيري/حسام عيتاني/الحياة

 النكبة السورية وفشل الإسلاميين/أسعد حيدر/المستقبل

القرار 2254 سكة للحل.. والعبرة في تفسير البنود/ثريا شاهين/المستقبل

رفع وتيرة الحرب قبل فيينا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

سوريا.. دراسة في السخرية الدولية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

المؤسسات الدينية وتدبير الشأن الديني/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوق02/22/لَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ ٱلصَّبِيّ، سُمِّيَ يَسُوع

لَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ ٱلصَّبِيّ، سُمِّيَ «يَسُوع»، كمَا سَمَّاهُ المَلاكُ قَبلَ أَنْ يُحْبَلَ بِهِ في البَطْن.

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 02/من11حتى22/أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدِين، صِرْتُم بِدَمِ المَسِيحِ قَرِيبِين. فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الٱثْنَيْنِ وَاحِدًا

يا إِخْوَتِي، تَذَكَّروُا، أَنْتُمُ الوَثَنِيِّينَ في الجَسَدِ سَابِقًا، أَلمَدعُوِّينَ أَهْلَ عَدَمِ الخِتَانَةِ عِنْدَ المَدعُوِّينَ أَهْلَ الخِتَانَة، بفِعْلِ اليَدِ في الجَسَد، تَذَكَّرُوا أَنَّكُم كُنْتُمْ في ذَلِكَ الوَقْتِ بِدُونِ مَسِيح، مُبْعَدِينَ عَنْ رَعِيَّةِ إِسْرَائِيل، وغُرَبَاءَ عنِ عُهُودِ الوَعْد، لا رَجَاءَ لَكُم في العَالَمِ ولا إِله؛ أَمَّا الآنَ فَفِي المَسِيحِ يَسُوعَ أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدِين، صِرْتُم بِدَمِ المَسِيحِ قَرِيبِين. فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الٱثْنَيْنِ وَاحِدًا، وفي جَسَدِهِ نَقَضَ الجِدَارَ الفَاصِلَ بَيْنَهُمَا، أَي العَدَاوَة، وأَبْطَلَ شَريعَةَ الوَصَايَا بِمَا فِيهَا مِنْ فَرائِض، لِيَخْلُقَ ٱلٱثْنَينِ في شَخْصِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، بإِحْلالِهِ السَّلامَ بَيْنَهُمَا، ويُصَالِحَهُمَا مَعَ الله، كِلَيْهِمَا في جَسَدٍ وَاحِد، بِالصَّليب، قَاتِلاً فيهِ العَدَاوَةَ بَيْنَهُمَا.

فلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين، لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب. إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله،بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ، وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح.

 

تفاصيل النشرة

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وجدانية في تمنيات وآمال المؤمنين مع السنة الجديدة

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/01/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86-2/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وجدانية في تمنيات وآمال المؤمنين مع السنة الجديدة /01 كانون الثاني/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20new%20year2015.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وجدانية في تمنيات وآمال المؤمنين مع السنة الجديدة/01 كانون الثاني/16

http://www.clhrf.com/elias.editorials15/elias%20new%20year2015.wma

 

تمنيات إيمانية للسنة الجديدة

الياس بجاني/01 كانون الثاني/16

 “هذه هي وصيتي: أحبوا بعضكم بعضا مثلما أحببتكم. ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه. وأنتم أحبائي إذا عملتم بما أوصيكم به”. (يوحنا 15/12-14)

مع بداية السنة الجديدة، أنعم علينا يا رب بالوعي والبصر والبصيرة والحكمة حتى لا نتغرب ونبتعد عن فكر وممارسات ونفسية وروحية ذكرى الميلاد المجيدة. ذكرى المحبة والتواضع والعطاء والأخوة والأبوة والغفران.

أغدق علينا يا رب وزنة المعرفة المجردة من الأنانية والطمع لنثمن عالياً هذه الزوادة المقدسة فنحملها معنا بثقة وتفاني طوال أيام السنة، ونتعلق بها ونحافظ عليها مهما تغيرت وتبدلت الظروف، ونسير بهداها متكلين بإيمان وثقة على محبتك وعطفك أنت يا أبينا السماوي.

مع بداية السنة الجديدة نتضرع لك يا رب السموات والأرض ويا أبينا القدير أن تظللنا بمحبتك في كل أيامنا الحلوة والمرة والفرحة والحزينة، والصعبة والمسهلة، وأن ترافقنا برأفتك في كل سقطاتنا والخيبات، وأن لا تحرمنا من نعّم المحبة والتواضع والشفافية والصدق والشهادة للحق والانفتاح على الغير.

نستغفرك ونطلب منك أن تقوي وتعضض إيماننا لترافقنا روحية الميلاد المقدسة فكراً وقولاً ونفسية باستمرار ولنتذكر في كل ثانية أننا ترابيون من التراب جبلتنا، وإلى الترتب سنعود، وبأننا لن نأخذ معنا من مقتنيات هذه الدنيا الفانية أي شيء يوم تسترد منا وديعة الحياة (الروح).

مع بداية السنة الجديدة، ساعدنا يا رب حتى لا يغيب عن بالنا أنك محبة وأننا لن نأخذ معنا يوم نغادر هذه الدنيا الفانية غير زوادة أعمالنا، وفقط هذه الزوادة والتي على أساسها سوف نقف أمامك يوم القيامة والحساب الأخير. انعم علينا بنعمتي الحكمة والعقل لندرك أن كل إنسان على هذه الأرض هم أخ لنا ولنتعامل معه على هذا الأساس كما أوصيتنا.

يا رب نور عقولنا لندرك أن كل ما هو معنا ولنا من مال ونفوذ وسلطة وعائلة ومعرفة هي وزنات مؤتمنين عليها، وأن المطلوب منا أن نستثمرها في ومع كل إنسان بحاجة إليها.

لنصلي حتى لا نصاب بمرض بالغرور، وأن لا نحمل في وجداننا لوثات الحقد والكراهية والانتقام.

لنصلي حتى لا نكون عثرة في حياة وسعادة أي شخص أخر، بل وسيلة محبة وصلح ووئام وسلام.

لنصلي حتى يغسل الله نفوسنا وقلوبنا وضمائرنا من كل أنانية واستكبار وليساعدنا بهدايته لنكون ودعاء كالأطفال.

لنصلي حتى ندرك أن علينا التقيد قولاً وفعلاً بالوصايا العشرة، وبكل ما جاء في “صلاة الأبانا” التي أوصانا الرب أن نصليها.

لنصلي حتى ندرك أن ذكرى الميلاد هي للصلاة والتوبة والغفران ومراجعة الذات وتقديم الكفارات وليست فقط للاحتفالات والملذات والهدايا والمأكل والمشرب.

لنصلي حتى ندرك بعمق أن الله لا يقبل صلواتنا وذبائحنا وتضرعاتنا أن لم نغفر لمن يخطأ إلينا ونتصالح مع كل من يعادينا ونعاديه.

لنصلي حتى لا يغرقنا الغرور في وحل الأنانية، وأن لا يخدر قلوبنا ويميتها تعلقنا بممتلكات الدنيا ومغرياتها.

لنصلي كي نبقى دائما من الشاكرين والممتنين لأبائنا وأمهاتنا فقراء كانوا أم أغنياء، أتقياء أم أشرار، وحتى لا يموت الإحساس في دواخلنا ونعاملهما كما الغرباء والأعداء ونصاب بعاهتي الجحود ونكران الجميل. لنصلي كي ترافقنا روحية ميلاد المخلص طوال أيام السنة. لنصلي حتى لا يغيب عن بالنا ولو لثانية واحدة أننا أولاد الله المحب والمعطاء والغفور الذي افتدانا بابنه الوحيد ليعتقنا من نير عبودية الخطيئة، هذا الأب الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له وباقِ معنا في لساننا والضمير.

مع بداية السنة الجديدة، ساعدنا يا رب أن نتذكر باستمرار أن يوم الدينونة الأخير حيث الحساب والعقاب آت وعلينا بالتالي أن نكون دائما على استعداد له بزوادة أعمالنا. وساعدنا أن نأخذ العبر مما جاء في إنجيل القديس متى 25/31-45 تحت عنوان يوم الدينونة: “ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، ومعه جميع ملائكته يجلس على عرشه المجيد، وتحتشد أمامه جميع الشعوب، فيفرز بعضهم عن بعض، مثلما يفرز الراعي الخراف عن الجداء، فيجعل الخراف عن يمينه والجداء عن شماله. ويقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا، يا من باركهم أبـي، رثوا الملكوت الذي هيـأه لكم منذ إنشاء العالم، لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فزرتموني، وسجينا فجئتم إلي. فيجيبه الصالحون: يا رب، متى رأيناك جوعان فأطعمناك؟ أو عطشان فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبا فآويناك؟ أو عريانا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضا أو سجينا فزرناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: كل مرة عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي عملتموه! ثم يقول للذين عن شماله: ابتعدوا عني، يا ملاعين، إلى النار الأبدية المهيـأة لإبليس وأعوانه: لأني جعت فما أطعمتموني، وعطشت فما سقيتموني، وكنت غريبا فما آويتموني، وعريانا فما كسوتموني، ومريضا وسجينا فما زرتموني. فيجيبه هؤلاء: يا رب، متى رأيناك جوعان أو عطشان، غريبا أو عريانا، مريضا أو سجينا، وما أسعفناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: كل مرة ما عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي ما عملتموه.: فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبدي، والصالحون إلى الحياة الأبدية”

يا رب نور عقولنا والضمائر لنعمل بوصيتك ونتصالح معك ومع ذواتنا والآخرين: “وإذا كنت تقدم قربانك إلى المذبح وتذكرت هناك أن لأخيك شيئا عليك، فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب أولا وصالـح أخاك، ثم تعال وقدم قربانك”. (متى 05/23-24)

مع بداية السنة الجديدة أفض علينا يا رب وأغدق من نعمة المحبة ولا تحرمنا منها وأغفر خطايانا وضعفنا والسقطات لأنك أنت محبة ونحن دون محبة نعود إلى العدم

 الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

"النهار": احدى شركتي تصدير النفايات عنوانها منزل بقرية هولندية

31 كانون الاول 2015/قالت "النهار" إن الملف الابرزالذي اطل به لبنان على العالم في 2015 كان ملف النفايات الذي من المتوقع ان يجد حله المؤقت طريقه الى التنفيذ نهاية كانون الثاني 2016. لكن حل النفايات الذي هُرّب تهريباً في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء من دون اطلاع الوزراء على تفاصيله يشوبه الكثير من النواقص وربما الفضائح. فقد وافقت الحكومة على تكليف شركتين، واحدة بريطانية وأخرى هولندية، تصدير النفايات من لبنان لفترة 18 شهراً، بعقود تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات. حصرت المفاوضات في دائرة ضيقة جداً وبسرية تامة، بحجة حساسية الموضوع. كما تم التكتُّم على هوية الشركتين الى حين انعقاد جلسة مجلس الوزراء في 21 كانون الأول التي خُصّصت لبت القضية. ويتبيّن وفق "النهار" من مراجعة لمسوّدة العقد المقترح مع الشركتين، بالتراضي وبلا مناقصة أو دفتر شروط، أنه يحتوي على ثغرات قانونية عدة، ولا سيما منها ما يتعلق بالقانون الدولي الذي يحكم نقل النفايات. فالعقد يضع المسؤولية كاملة على الشركة الناقلة ابتداء من لحظة تحميل النفايات في السفن. لكن هذا البند لا يلغي مسؤولية الدولة التي هي مصدر النفايات، وذلك في كل مراحل العملية، وحتى بعد وصولها إلى وجهتها النهائية، واياً يكن أسلوب التخلص منها أو معالجتها. وتجارب لبنان في التحكيم في القضايا ذات البعد الدولي غير مشجّعة، من مئات الملايين التي حصّلتها شركتا الخليوي من التحكيم قبل أكثر من عشر سنين، إلى القضية العالقة حالياً مع شركة الطيران الخاص التي تطالب بمليار دولار تعويضاً نتيجة إلغاء وزير ترخيصها بقرار فردي. وبغض النظر عن خيار تصدير النفايات والكلفة المرتفعة التي قد تتجاوز 250 دولاراً للطن الواحد، وحقول الألغام التي تحويها مسوّدة العقد، من هما الشركتان اللتان وقع عليهما الاختيار؟ وإذا كان للشركة البريطانية مديرون معروفون وسجلات رسمية ومشاريع وميزانيات منشورة وموقع الكتروني جدّي وحديث، بغض النظر عن ارتباطات أخرى غير واضحة، فإن الشركة الهولندية، وفق "النهار"، مجهولة يكتنفها الغموض. والموقع الإلكتروني لا يحتوي على أية معلومات ذات قيمة، ومن الواضح أنه أعد على عجل بهدف التمويه. وليس في صفحاته القليلة سوى نصوص عامة عن أفكار حول النفايات، من دون ذكر أي مشروع نفذته الشركة، والعنوان المسجّل يقع في بلدة صغيرة في جنوب شرق هولندا عدد سكانها ثمانية آلاف، اسمها "سوستيرين" أما عنوان الشركة فهو لمنزل ريفي، هو نفسه عنوان سكن صاحب الشركة بول هوس وفي حين ليس للشركة، وفق سجلّها الرسمي، أية فروع أخرى، يشير موقعها على الإنترنت إلى فرع لها في ألمانيا ولدى البحث عن هذا العنوان، تبين أنه يخص شركة للمطابخ وعدد العاملين فيها شخص واحد هو مديرها بول هوس. وكان هوس، بالاشتراك مع ناصر الحكيم، مثلا شركة "هووا" لتقديم عرض تصدير النفايات إلى الحكومة اللبنانية. وإذا كانت المعلومات عن بول هوس نادرة، فشريكه ناصر الحكيم معروف في التجارة والسياسة. ولفتت "النهار" إلى أن نقل النفايات قضية معقدة، وخصوصاً حين تتداخل فيها شركات قابضة ومتعددة الجنسية ومتشعبة الأسماء والارتباطات والملكيات. فإذا كانت العقود شرعية وشفافة، لماذا التستُّر والسرّية، وما هي الخلفيات الحقيقية وراء تمرير الموافقة تهريباً؟ وهل تستطيع شركة صغيرة شبه سرّية أن تتحمل مسؤولية عقد نقل نفايات بمئات الملايين؟ في تقرير عن جرائم النفايات صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مختصر عن خطورة الموضوع: "كثير من الجرائم الخطيرة يمكن ارتكابها في أية حلقة من حلقات إدارة النفايات، بما فيها تعريض الناس للمواد السامة خلال مراحل جمع النفايات ونقلها والتخلص منها. وهذه الجرائم لا تنحصر في مخالفة القواعد البيئية، بل ان أخطرها يرتبط بالتهرب من الضرائب وتبييض الأموال، كما أن عمليات نقل نفايات عادية وصالحة لإعادة التدوير تستخدم في حالات كثيرة كغطاء لتهريب نفايات خطرة".

 

إصابة طوافة للجيش بنيران سورية شمالاً ومقتل إرهابي متسلل في جرود عرسال

وطنية/31 كانون الأول/15/يبدو أن العام 2015 يطوي آخر صفحاته بثقل على الجيش اللبناني الذي يخوض معركة شرسة ضد الإرهاب.  ففي حادثين منفصلين زمنياً، تعرضت طوافة للجيش اللبناني في عكار الى اعتداء جوي مصدره المضادات السورية، فيما أحبطت عناصر الجيش في عرسال إعتداءً إرهابياً ليلة رأس السنة. وفي التفاصيل، اطلقت عناصر الجيش اللبناني النار على أحد الارهابين اثناء محاولته التسلل الى أحد مراكز فوج التدخل الخامس في وادي عطا – عرسال للقيام بعمل ارهابي. في سياق متصل، سجل اطلاق نار من المضادات السورية عند الضفة السورية لمجرى النهر الكبير، باتجاه طوافه عسكرية للجيش اللبناني كانت تقوم بجولة في منطقه سهل عكار. وأفيد عن اصابة الطوافة، وبأن الطيارين تمكنوا من العودة بها الى قاعدة القليعات الجوية. والتحقيقات والاتصالات جارية على غير صعيد لتبيان مسببات هذا الحادث الاول من نوعه.

 

ما أمنيات نواب "14 آذار" للعام 2016؟

خالد موسى/موقع 14 آذار/31 كانون الاول 2015

يطوي اللبنانيون بعد ساعات قليلة عام 2015 ، ليستقبلوا عاماً جديداً، آملين منه أن يكون الأفضل. الليلة الأخيرة من السنة، يجتمع الأهل والاصدقاء مع بعضهم البعض لانهاء العام واستقبال الـ 2016، منهم من يستقبلها في البيت وآخرون في المطعم أو المقهى أو الفندق والملاهي الليلية.

سنة عاشها اللبنانيون بحلوها ومرها، متذوقين طعم الفراغ الرئاسي المستمر منذ اكثر من سنة ونصف من دون انتخاب رئيس يعيد الحياة السياسية الى سابق عهدها والى السكة الصحيحة ويصون الدستور ويفعل عمل المؤسسات وتنتعش معه الحياة الإقتصادية التي يشهد لبنان اليوم اسوأ فصولها نتيجة حالة عدم الإستقرار الأمني والسياسي. فما هي أمنيات نواب قوى "14 آذار" للعام الجديد وكيف سيقضون هذه الليلة الاخيرة من الحام الحالي؟

سنة تحمل معها انتخاب رئيس

عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان، تمنى في حديث خاص لموقع "14 آذار" أن "تكون السنة الجديدة سنة الحلول محلياً وإقليمياً"، آملاً ان "تحمل معها انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار قانون إنتخاب وإجراء انتخابات نيابية على أساسه وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية، لأن اللبنانيين غير قادرين على التحمل أكثر". وتمنى زهرمان أن "يعود الربيع العربي الى وهجه السابق كما انطلق في بداياته، لأنه تحول في ما بعد الى حمامات دم نتيجة مؤامرة حصلت ضده وهو تحول من ربيع الى شتاء قارس جداً"، آملاً أن "تنال الشعوب التي انتفضت من أجل حريتها وكرامتها ما تصبو إليه وأن ينتهي حمام الدم عما قريب في سوريا لأن هذه الشعوب يكفيها ما تعرضت له في السابق من قبل أنظمتها الديكتاتورية". وتوجه الى الشعب اللبناني بـ "التهنئة بمناسبة حلول العام الجديد"، آملاً أن "يحمل معه بشائر الخير والفرح لهم ولعائلاتهم والأمن والأمان والإستقرار لوطننا الحبيب".

وحول تمضية الليلة الاخيرة من هذا العام، لفت الى انه "يحب تمضيتها مع العائلة ليستقبلوا سوياً العام الجديد".

سنة سعيدة تحمل الحلول

بدوره، أمل عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر، في حديث خاص لموقعنا، أن "تكون السنة الجديدة سنة جيدة وجميلة لجميع اللبنانيين وأن يكون اللبنانيون تابعين لمصلحة لبنان لا لمصلحة اي بلد آخر وأن يكونوا تابعين لمجد لبنان، فمصلحة لبنان يجب أن تكون أولأً وأخيراً بالنسبة إلى الجميع"، متمنياً أن "يحمل العام الجديد الحلول محلياً، من خلال إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وإجراء إنتخابات نيابية جديدة وفق قانون انتخابي جديد لضخ الدم الجديد في المجلس وتطبيق الدستور والمحافظة عليه وتطويره نحو الأفضل، وأن يحمل العام الجديد كل الخير والإستقرار للدول المحيطة وما تشهده من حمامات دم".

ولفت الى أنه "سيسهر هذه الليلة مع العائلة في منزل صديق مقرب جداً"، آملاً أن " تكون هذه السنة سنة خير لجميع اللبنانيين لأن الشعب اللبناني مثقف ونظيف ويعرف قيمته ويعرف كيف يعيش".

بداية الحلول محلياً وإقليمياً

من جهته، تمنى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان أبو خاطر، في حديث خاص لموقعنا، أن "تكون السنة الجديدة بداية الحلول على الصعيد المحلي والإقليمي، وان يتم انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الحياة السياسية الى سابق عهدها وأن يتم إقرار قانون إنتخاب تجري إنتخابات نيابية جديدة على أساسه لضخ دم شبابي جديد في المجلس"، آملاً أن "يحمل العام الجديد الرفاهية للذين يعانون من الفقر ودوام الصحة والعافية لجميع اللبنانيين". وأشار الى أنه "سيمضي هذه الليلة مع العائلة في المنزل"، متوجهاً بـ "التهنئة من اللبنانيين بمناسبة حلول العام الجديد".

 

الفراغ الرئاسي الى العام 2016 حتى اشعار اخر

خاصّ جنوبية 31 ديسمبر، 2015

تضع سنة 2015 اوزارها، واثقالها، في النزف الاقتصادي والبشري، وفي التعطيل السياسي. وفيما يتطلع المواطن اللبناني إلى أن يعوّض له عام 2016 خيباته المتراكمة، ولكن.. هل يمكن أن يحقق مطلع العام الجديد ما عجز عنه سلفه، فيحمل الى قصر بعبدا الرئيس المنشود، أم أن الشغور سيبقى سيد القصر حتى إشعار آخر؟ يودّع اللبنانيون سنة 2015 وفي قلوبهم غصّة كبيرة لبقاء كرسي الرئاسة في قصر بعبدا شاغراً بسبب عدم التوافق بعد على شخصية الرئيس العتيد، “، ويتطلع المواطن إلى أن يعوّض له عام 2016 خيباته المتراكمة، ولكن.. هل يمكن أن يحقق مطلع العام الجديد ما عجز عنه سلفه، فيحمل الى قصر بعبدا الرئيس المنشود، أم أن الشغور سيبقى سيد القصر حتى إشعار آخر؟ استمرار الفراغ يبدو الاحتمال الأكثر رجحانا بحسب السفير، أقله في المدى المنظور، الى حين عبور المنطقة “المرحلة الانتقالية” نحو التسويات الكبرى والتي ستسبقها تطورات ومواجهات في الميدان، لتحسين المواقع التفاوضية. كما لفتت “الديار” إلى أن الفراغ الرئاسي سيطول الا اذا استجد امر فوق العادة وانفراجات في الملفين السوري واليمني قد تنتج انفراجاً رئاسياً لكن هذه الاجواء الايجابية غير واردة في المدى المنظور وتبقى محطة 25 كانون الثاني واللقاء في جينيف بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة محطة لمعرفة كيف سترسو الامور.

مبادرة الحريري انتهت.. والفراغ الرئاسي يطول

قطع حزب الله أيّ دابر لأيّ محاولة مستقبلية لإعادة إحياء مبادرة الحريري من جديد. و ولاحظت أوساط قيادية متابعة لهذا الملف أن موقف حزب الله أبعد أي موعد قريب لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وجمّد حركة الحريري، حتى ان البعض يعتبرها دفنت، فيما يجاهر مؤيدوها بأنها “حية” وستشهد زخما قويا بحلول 2016. وفي طليعة هؤلاء الرئيس فؤاد السنيورة الذي يفنّد الصفات الجيدة التي يتمتع بها رئيس “المردة” ويعدّد سيئات عون “غير القابلة للتأييد”. وأفادت مصادر الجمهورية أن لا حاجة بالحريري الى أن يعلن رسميا ترشيح فرنجيه بعدما أعلن نائب زغرتا ذلك شخصيا في مقابلته التلفزيونية. وأوضحت ان المعطيات المتوافرة لديها في شأن حظوظ إنجاز الاستحقاق قاتمة.

“السفير”: مجموعة “ثوابت” باتت تحكم مسار الاستحقاق الرئاسي

إلى ذلك، قالت “السفير” إنه من الواضح بداية أن هناك مجموعة “ثوابت” باتت تحكم مسار الاستحقاق الرئاسي، وسيكون لها بالتالي التأثير الكبير على تحديد وجهته في المرحلة المقبلة، وهي:

– “سطوة” المعطيات الإقليمية والدولية التي كانت ولا تزال تشكل “قاطرة” الاستحقاق، بعد إخفاق كل المحاولات التي جرت لفك الارتباط بينهما. ولولا المظلة الخارجية (برغم بعض الثقوب فيها) ما كان ترشيح النائب سليمان فرنجية ليصبح معطى متقدماً بين ليلة وضحاها.

– إلزامية “الرئيس القوي” الذي يملك حيثية في بيئته ويكون مقبولاً من البيئات الاخرى، وبالتالي سقوط مفهوم “المرشح الوسطي”.

– انتماء الرئيس المقبل الى فريق “8 آذار”، وهو الأمر الذي كرّسه قبول الرئيس سعد الحريري بانتخاب فرنجية، بحيث لم يعد ممكناً تخفيض السقف الى ما دون فرنجية أو العماد ميشال عون.

– ضرورة الخوض في “سلة سياسية” تتضمن الى جانب اسم الرئيس تصوراً لقانون الانتخاب ومقاربة مشتركة لكيفية إدارة السلطة.

 

هذه خيبات 2015 السبعة وهذا الأمل في 2016

حارث سليمان (عن الفيسبوك) 31 ديسمبر، 2015

ماذا جرى في العام الذي نطويه من خيبات واين هي ابرز الامال التي نتطلع اليها بحسب الباحث السياسي الدكتور حارث سليمان؟

سنة 2015 كان فيها من الخيبات أكثر ما احتوت من الفصول:

1_خيبة اللبنانيين من سلطة امتنعت عن تامين الكهرباء والماء و معالجة النفايات.

2_خيبة الحياة السياسية التي جمدت الاستحقاقات الانتخابية وشلت المؤسسات الدستورية.

3_خيبة النخب الشيعية من استمرار حزب الله في هدر دماء شباب لبنان في معركة لا ربح فيها لدعم الاسد.

4_خيبة انسان سورية من رافعي شعارات حقوق الانسان ومن تمكين جلاد سورية من ان يقتل 300 الف سوري ويهجر 4 ملايين نسمة .

5_خيبة شباب ثورة الربيع العربي من استرداد الاستبداد لزمام المبادرة في مصر وليبيا واليمن وسورية

6_خيبة الطاعنين بالسكاكين من سلام سلطة طعنت في السن وهي تفاوض دون جدوى من اجل فلسطين

7_خيبة قوى التغيير والديموقراطية من تراجع معركة الانتصار للحرية في مواجهة سلطات الاستبداد خلف اولوية مواجهة الارهاب المسلح التي تمارسه الاصولية الدينية.

فلتكن سنة 2016 سنة النضال والرجاء والامل من اجل :

1_ان يكون للبنان دولة حديثة تقوم كل مؤسساتها بوظائفها دولة يستحقها شباب الحراك المدني

2_ان ينجز في سورية التغيير الديموقراطي على قاعدة دولة ديموقراطية تحل مكان عائلة الأسد.

3_ان تصل القوى المتناحرة في اليمن ومصر والعراق الى تسويات وطنية توقف انهيار مجتمعاتها وتنهي مظاهر الحروب الاهلية المتنقلة.

4_ان ينتهي الاحتلال في فلسطين وتقوم دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

5_ ان تتم محاصرة داعش فكرا ونهجا وهيكلا وصلات مخابراتية وتمويلا ويتم القضاء عليها.

كل عام وجميعكم بخير وصحة وسعادة

 

مظلوم: موقف «حزب الله» لا يعني إقفال الباب أمام المبادرة

المستقبل/01 كانون الثاني/16/لاحظ النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم أن «حزب الله« وضع الكرة في ملعب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «وهذا لا يعني إقفال الباب أمام المبادرة الرئاسية، فهو موقف الحزب منذ البداية«.وأكد في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان - الحرية والكرامة» أمس، أن «بكركي تدير الأمور بواقعية ولا ترفض شيئاً«، مشيراً إلى أن «ربط انتخاب الرئيس بالسلة المتكاملة يساهم في إطالة أمد الفراغ، لأن السلة تحتاج أشهراً للإتفاق عليها«. ولفت الى «ضرورة انتخاب الرئيس أولاً، ومن ثم يجري التداول في الأمور الأخرى«، موضحاً أن «الرئيس لا يضع قانون الإنتخاب، بل مجلس النواب كما أنه لا يشكل الحكومة، إنما يكون ذلك عبر سلسلة مشاورات«. وشدد على أن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي «منفتح على الجميع وأبواب بكركي مفتوحة للجميع«، نافياً علمه بما اذا كان لقاء القادة الموارنة الأربعة في بكركي في هذا الظرف الحالي ممكناً أو مفيداً، «وإذا كان لا بد منه، فبكركي ستبادر في هذا الإتجاه».

 

نجل مغنية جاسوس أميركي!

القبس" الكويتية/موقع 14 آذار/31 كانون الاول 2015/ نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريراً، كشفت فيه أن جهاز مكافحة التجسّس التابع لــ"حزب الله" اعتقل مصطفى مغنية، نجل عماد مغنية القائد العسكري السابق للحزب الذي اغتالته إسرائيل عام 2008، بالتجسّس لمصلحة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وإسرائيل. لكنها أشارت إلى أنها لم تتمكن من الحصول على أي رد من "حزب الله" على الخبر. وأولت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماما كبيرا بالتقرير الذي أشار إلى أن مصطفى عماد مغنية، الآن قيد التحقيق لدى الحزب. مصطفى هو الابن الأصغر لعماد مغنية، وقد تولى منصب رئيس الجناح العسكري للحزب، وعُيّن في المنصب بعد اغتيال شقيقه جهاد في هجوم نُسب إلى إسرائيل قبل عام في القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل. يذكر أن صحيفة "واشنطن بوست" كشفت النقاب، قبل ثلاثة أشهر، عن أن تصفية عماد مغنية تمت بالتعاون بين جهازي الموساد والــ"سي آي إيه". وأشارت الصحيفة إلى أن عملاء الــ"سي آي إيه" هم الذين قاموا بزرع عبوة ناسفة في سيارة مغنية، في حين قام الموساد بتشغيل العبوة من مقره في تل أبيب.

 

مصارف تعتذر عن توطين رواتب نواب "حزب الله"

موقع 14 آذار/31 كانون الاول 2015/ في إطار الضغوطات الأميركية على "حزب الله" والتي استدعت ضغوطات على المصارف اللبنانية، حضر هذا الموضوع خلال استقبال الرئيس برّي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث جرى بحث موضوع توطين رواتب نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، واعتبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية ان التحويلات المتعلقة برواتب النواب مشمولة بالعقوبات. وعلمت "اللواء" ان بعض المصارف اعتذرت عن توطين الرواتب، في حين ان مصارف أخرى اغلقت حسابات هؤلاء النواب نهائياً والبعض الآخر وافق على توطين المعاشات فقط لا غير

 

موفد ألماني ببيروت يطلب من نصر الله التهدئة مع إسرائيل

موقع 14 آذار/31 كانون الاول 2015/ قالت "اللواء" إن إسرائيل تعاطت والأطراف الدولية المعنية بالوضع المتفجر في الشرق الأوسط، بجدية تامة مع تهديدات الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بأن الرد على اغتيال سمير القنطار "آت لا محالة". وعلمت "اللواء" أن موفداً المانيا زار نصرالله أواخر الأسبوع الفائت حاملاً إليه رسالة تدعو إلى التهدئة بعد اغتيال القنطار، لافتاً نظره إلى ان الرد الإسرائيلي على أية عملية للحزب سيكون قوياً ومكلفاً، وكان جواب نصر الله ما قاله في خطابه الأحد من ان الرد على جريمة الاغتيال آت لا محالة، ومهما كان الثمن وهو قرار اتخذ ولا عودة عنه على الإطلاق، وقد انتهى اللقاء بفشل الموفد الالماني في إقناع نصر الله بعدم الثأر للقنطار. وفي خطوة لمعاينة الوضع على الأرض، ومن دون إعلان مسبق، تفقد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال ايزنكوت مواقع عسكرية في الجولان تحسباً لشن "حزب الله" عملية باستخدام صواريخ "كورنيت"، مشيراً إلى انه "علينا ان نكون اذكياء ومستعدين من البحر مروراً بالجولان وحتى في الخارج"، لأنه لا يمكن الا التعاطي بجدية مع تهديدات السيّد نصر الله، مكرراً الكلام عن ان إسرائيل بعثت برسائل للمعنيين بأن "ردها لن يكون متناسباً مع أية ضربة لحزب الله، بل سيتخطاها بمرات

 

مراجع أمنية : نتخوف من اغتيال سياسي كبير

موقع 14 آذار/31 كانون الاول 2015/اكد مرجع أمني لصحيفة "السفير" أن احتمال استمرار الفراغ الرئاسي يبدو الاكثر ترجيحا أقله في المدى المنظور، الى حين عبور المنطقة "المرحلة الانتقالية" نحو التسويات الكبرى والتي ستسبقها تطورات ومواجهات في الميدان، لتحسين المواقع التفاوضية.

وأشارت الصحيفة الى أن أخطر ما في التمديد للفراغ هو أنه يمكن أن يشكل بيئة ملائمة لأحداث دراماتيكية في الداخل، وهذا ما تخشاه مراجع أمنية رسمية أبلغت "السفير" أنها تتخوف من اغتيال سياسي كبير، لخلط الأوراق والدفع في اتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية على "الحامي"، مشددة على ضرورة التنبه والحذر."..

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 31 كانون الاول 2015

الخميس 31 كانون الأول 2015

النهار

تردّد أن البطريرك الماروني قال لوفد "حزب الله" إن أهمية المبادرة تتجاوز الأسماء، الاسم المطروح واسم المبادر، لأن الوطن أهم من الأسماء.

قال وزير سابق إن ربط الرئاسة بقانون الانتخاب محاولة جديدة لإطالة أمد الفراغ.

ما زال عناصر الدفاع المدني يعتصمون في ساحة الشهداء من دون أن يتضامن معهم وزير أو نائب أو مسؤول حزبي.

تراجعت حركة الأسواق وفق خبير مالي ليس بسبب انتهاء عيد الميلاد وإنّما لتراجع وهج المبادرة الرئاسية.

السفير

رد مستشار مرجع سياسي على استفسارات حول سبب اتخاذ المرجع موقفا مفاجئا من استحقاق حيوي بالقول: "اختنقنا بدنا نتنفس.. بدنا نعيش".

ذكرت جهات رسمية أن تغطية كلفة ترحيل النفايات ستتم بالكامل من حساب البلديات، على أن يتم حسم نسبة 30 في المئة منها فورا والباقي يسجل ديونا عليها يسدد من مستحقاتها.

المستقبل

يقال

إن أستاذاً جامعياً ممانعاً غالباً ما يشارك في برامج حوارية تلفزيونية أوقف عن التدريس مدة عام كامل بسبب دعويين قدّمتا ضدّه بتهمة التحرّش بطالبات.

اللواء

يُجدّد مرجع حكومي سابق اعتبارات ترجيح شخصية مارونية على شخصية للرئاسة باعتبارات الطائف، ودرجة الالتزام به.

تساءل رئيس حزب مسيحي عن أسباب فتور حماسة قطب وسطي لمرشح المبادرة الرئاسية؟

يتوجَّس مسؤولون كبار من مؤشرات الفرز الطائفي بعد اتفاق الزبداني - الفوعة، خوفاً من انعكاسات سلبية على لبنان.

الجمهورية

جَزم رئيس تيار سياسي أن لا انتخابات رئاسية من دون موافقة مشترَكة من التيّار وحزب حليف بارز.

أكّد قياديّ حزبي أنّ فكرة تأييد حزبِه ترشيحَ شخصية مسيحية تمثيلية جَرى بحثُها ولم يتمّ البَتّ فيها لانتفاء دواعي العجَلة.

قرّر ديبلوماسي غربي اختصارَ إجازته في الأعياد التي يقضيها في بلاده، ليعود إلى لبنان خلال الأسبوع المقبل لمواكبة استحقاق حسّاس.

البناء

يُلاحظ سكان مخيم عين الحلوة حركة ناشطة للجماعات المرتبطة بـ"جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" الإرهابيين خلال الليل، فيما تنعدم حركتها في النهار، وكشف مصدر فلسطيني أنّ أعضاء خلايا تلك الجماعات هم في غالبيتهم تحت سنّ العشرين، وقد استحضروا في الآونة الأخيرة حواسيب متصلة بـ"الانترنت" لتأمين التواصل في ما بينهم ومع الخارج، بعيداً من أنظار القوى الأمنية وأهل المخيم الذين يرفضون وجود جماعات إرهابية بينهم خشية تعريض المخيّم لتفجيرات أمنية أو اغتيالات تؤدّي إلى تفجير وضع المخيّم.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 31/12/2015

الخميس 31 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

حملت السنة الطالعة الخير في المطر، وإن في جو عاصف ومثلج، ولعل بياض قمم الجبال ينسحب على كل الأراضي اللبنانية، فينتخب رئيس للجمهورية، وتفعل المؤسسات، ويصان الإستقرار.

وثمة من يشير الى أن مطلع السنة، سيسجل كثافة في الجهد السياسي المصحوب بتحرك لموفدين أبرزهم موفد فرنسي رفيع المستوى يجري في بيروت محادثات حول أقصر الطرق لإنتخاب رئيس للجمهورية.

ويلي تحرك هذا الموفد، تحادث بين الرئيس الفرنسي والعاهل السعودي ثم الرئيس الإيراني.

واستنادا الى معلومات دبلوماسية، فإن السفير السعودي الجديد في طهران سيعمل بالتوازي مع إعلان الخارجية الإيرانية عن مداولات مع الرياض حول أزمات المنطقة، وفي هذا ما يفيد الإنتخاب الرئاسي اللبناني.

وبعد أيام من تحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من رد على إغتيال الشهيد سمير القنطار، حلقت ست طائرات حربية إسرائيلية في الأجواء اللبنانية، ونفذت طيرانا دائرايا لمدة ساعة وثلث الساعة ظهرا، قبل أن تنكفىء من فوق بلدتي رميش والناقورة.

وفي عكار، أصيبت طوافة عسكرية لبنانية بنيران المضادات الأرضية، وتمكن طياراها من العودة بها الى قاعدة القليعات الجوية، وتجرى اتصالات عسكرية لبنانية - سورية حول أسباب إطلاق النار على الطوافة.

ومع رأس السنة، أمطار ورياح وثلوج لأيام عدة، والثلوج تتساقط على ارتفاع أربعمائة متر ليل غد الجمعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان "

عام مقبل بعد ساعات، يرث من السنة المنصرمة قلقا من ارهاب يتمدد، فيحرم عواصم العالم من الاحتفالات المعتادة في رأس السنة، في لبنان الثلوج تفتتح العام الجديد بحلة بيضاء ستصل غدا الى ارتفاع 600 متر لتشكل وحدها مشهد الأمل في زمن التعطيل السياسي والتجميد المؤسساتي وعودة عبدة الشيطان الى الربوع اللبنانية من باب 2016 بعد غياب سنوات، 300 شخص يعتقد انهم من عبدة الشيطان كانوا يتحضرون لاحياء حفل موسيقي صاخب في منطقة بسحل يحشوش تحركت القوى الأمنية، الغي الحجز لكن بقي 300 مجهولون الى حين انتهاء التحقيقات الامنية.

الامن مستنفر على الطرقات لمواكبة احتفالات رأس السنة لتأمين التنقل على الطرق الجبلية فيما الامن العالمي يتوزع في الساحات خوفا من عمليات ارهابية محتملة في عواصم غربية، ما بين سوريا والعراق الانجازات الميدانية والمصالحات وحراك للمعارضة الداخلية للم شمل القوى تحضيرا للمفاوضات من الدولة السورية.

المقاربات الدولية تبدلت وباتت تعترف بالوقائع السورية والدليل ما اوردته صحيفة هيرالد تربيون الاميركية عن استطلاع رأي في كل سوريا اظهر ان السوريين يفضلون بقاء الرئيس بشار الاسد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ساعات قليلة ويطوى عام الفين وخمسة عشر. عام ازدحم بالتطورات، وغصت ساحاته بالتحولات .. عام كانت كبرى مفاجآته الدولية دخول روسيا الى الميدان السوري ... واكبر اخفاقاته عجز السعودية عن رفع اي من قدميها من الوحل اليمني..

وفي العام نفسه العدو الصهيوني تصبب عرقا على الحدود مع لبنان وازداد ارتباكا امام السكين الفلسطيني.. بين عام راحل واخر مقبل قواعد ثابتة: المقاومة ستكون حيث يجب ان تكون.. فلسطين رأس الاولويات... سوريا محور المعادلات... والعراق ساحة هزائم الارهاب ... واليمن بشارة نصر قريب يعلنها قاهر وصرخة وتوتشكا.. في الثوابت ايضا: ايران قوة عالمية تنتزع حقوقها، وحضورها اصيل غير قابل للعزل والاختزال.

لبنانيا، اقل ما يوصف به العام الراحل انه عام الترحيل: ترحيل الازمات والانتخابات على انواعها... ترحيل المراسيم والقوانين والمشاريع. ترحيل النفايات التي تسحبها الان امطار فلاديمير الى البحر قبل ان تنقلها سفن التصدير باتجاه مكبات الخارج..

ربما لم يستقر عام الفين وخمسة عشر على مسار سياسي واحد، لكنه شهد على انجازات نوعية للقوى الامنية والمقاومة ضد الارهاب والعملاء، بمقدار ما تمكنت طاولة الحوار من كتم فوهة الانفجارات السياسية ولو الى حين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

راح الكتير، وما بقي الا القليل. يطوي اللبنانيون بعد اربع ساعات ونصف الساعة العام الأسوأ في السنوات الاخيرة.

عام ملأته التفجيرات وخنقت النفايات خلاله لبنان، وساد الشغور والشلل مؤسساتنا، من كرسي رئاسة الجمهورية إلى مجلسي النواب والوزراء ومناصب أساسية في الإدارات والمؤسسات الأمنية.

عام أسود تراجع خلاله اقتصادنا وكدنا نفقد الأمل وكاد لبنان يعيش انهيارات مالية، لكنه شهد في أيامه الأخيرة توقيف شبكات إرهابية

ومحاولات لتفعيل عمل الحكومة وحركة اتصالات فتحت باب الأمل على إمكانية الوصول إلى انهاء الشغور الرئاسي وانتظام عمل المؤسسات.

بأي حال يتنسم اللبنانيون الأمل بأن يكون العام 2016 عام الخير بعد سنوات عجاف، فيعيدون الحياة إلى مؤسساتهم وينتخبون رئيسا ونوابا ويحلون أزماتهم. راح الكتير وما بقي إلا القليل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

كنا اطفالا يوم كانت السنة ورقة على الجدار نمزقها بفرح ولهفة، نخلع مع تعداد ايامها طبخة اليوم ونكهة مكررة ومعنا اسامينا المنسية، حين كبرنا كان عصر رزنامة المطبخ قد زال صرنا نستبدلها بأضواء رقمية على "المارت فون" و"التابلت" و"البي سي" واللابتوب، وكل تسمية ما اخترعناه من تسال كي ننسى ان الزمن يمر وان العمر يمضي.

سنة 2015 كانت واحدة من تلك، ايقظتنا 365 مرة على صلوات ام ساهرة في حضورها او حاضرة اكثر في الغياب ورندحت لنا 365 تهويدة ليل لننام على رجاء ولم ينفع الامر حتى انتهت ولم نحفظ منها الا انها كانت سنة وانها كانت سيئة، فهي سنة مشروع ثورة مدنية نحرت وانتحرت عند شريط شائك في وسط بيروت، شريط يحمي نظاما متكلسا من عمر سلطنة واحتلالات ووصاية وفساد كل العهود وهي سنة مشروع تسوية اجهضت مثل الحبل الكاذبوهي سنة كيس الزبالة الذي علق في عنق سلطة فاجرة استثمرت في اقامته عندنا طيلة 17 سنة وتستعد للاستثمار في تصديره سنة ونصفا اخرى، لكن مهما مهما... سنظل نبتسم ونضحك ونأمل ونفرح ونحتفل سنظل نرى في العام 2015 انه كان عام الشهداء من جهاد في كانون الى سمير في كانون وسنة الحرية لنصف اسر ونضال استكمالها لنصف آخر وكل الوطن وسنظل نرجو فما نحن الا ابناء الرجاء، هو عماد حياتنا وعون بقائنا، هو ما نشربه حتى الثمالة مع كل كأس حتى ولو كان راس سنتنا على عقب لان العقبى لألف سنة مقبلة لنا ولشعبنا ولوطننا كل سنة ونحن وانتم ولبنان بألأف خير والف خبر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

عام سعيد ارخت السنة حمولتها من الكوارث السياسية والبيئية والدستورية في احضان اللبنانيين ورحلت والامل بأن تكون السنة المقبلة افضل هو ضرب من التمنيات غير المسندة، فلبنان مقطوع الرأس ومؤسساته معطلة واستحقاقاته ممنوعة وحكامه زرعوا الريح فلا يتأملن احد بانه سيحصد غير العاصفة، والانكى ان العلاج موجود وهو ان تكون احجام بعض اللبنانيين اصغر من حجم وطنهم وان يرفع بعضهم الآخر نسبة اللبناني في عروقهم الى اعلى من نسبة الاجنبي.

لكن لا رغبة على ما يبدو في استعمال هذه الوصفة فالانتصارات المحققة حتى الساعة على المستوى الرئاسي تتجلى في تثبيت تعقيد الاستحقاق والمساعي اليائسة الى تفعيل عمل مجلس الوزراء تندرج في اطار التسليم بطي الصفحة الرئاسية وحده حزب الله خرج رابحا اذ نجح من خلال شل الدولة بوضع لبنان في آخر عربة قطار الحلول المتنازع عليها في الشرق الاوسط، في الاقليم دماء كثيرة تهرق قبل التوصل الى حل في سوريا، في وقت تترقب الدول الكبرى من اي ناحية او شارع سيضربها الارهاب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

ختامها فساد مستشر ونفايات موزعة على 760 مكبا عشوائيا، ختامها شغور بلا حدود وتمديد بلا سقوف، ختامها ازمة مفتوحة على كل الاحتمالات وهوية من دون قعر، 2015 هي السنة الاولى في تاريخ لبنان المعاصر التي تمر كلها من دون وجود رئيس للجمهورية وفي ظل حكومة لا تعرف كيف تمارس السلطة التنفيذية وحولت مجلس الوزراء الى حقل اختبار ومناورات، غالبا ما كانت تجري بالذخيرة الحية ما ادى الى انفجار جلسات بكاملها وفي ظل مجلس نواب يجتمع ولا يتأمن نصابه أكأن الجلسات من باب رفع العتب او باب الضحك على الذقون.

2015 هي سنة النفايات بامتياز بدأت في 17 ك2 باعطاء مهلة حتى 17 تموز وانفجرت في تموز وبقيت متفجرة حتى الاسبوع الماضي حين انتهت او هكذا قيل بمخرج الترحيل الذي اعاد الالتباس الى الكلفة والشركتين اللتين حظيتا بنعمة الترحيل.

2015 سنة الحراك المدني الذي بلغ ذروته في بعض المحطات وكاد ان يقرع باب مجلس النواب لكنه انكفئ وغاب عن وسط بيروت، 2015 ترحل بعد 4 ساعات مطمئنة الى ان كل ملفاتها رحلت طوعا الى 2016 واول الملفات فساد في قطاع التسليف ومنه تبدأ.

 

10 أحداث ميّزت لبنان عام 2015

لبنان/31 كانون الأول/15

قد يكون عام 2015 عاماً آخر شبيهاً بباقي الأعوام في تاريخ لبنان الحديث، لكنّه ليس أقلّها عنفاً ولن يكون الأخير، لجهة من يحاولون تمزيق البلد، ولناحية إخفاقات القيادات السياسية، أو غضب الشعب الذي انتفض دفاعاً عن كرامته. NOW يستعرض أهم 10 أحداث ميّزت 2015، بدءا من الأسوأ الى الأفضل.

في الفيديو الوارد أعلاه، يتذكّر NOWعشرة أحداث ميّزت لبنان عام 2015، من تفجيرات داعش الانتحارية الدامية الى الاعتداءات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله"، وصولاً الى اعتقال الشيخ الجهادي الهارب أحمد الأسير، وحركة #طلعت_ريحتكم الشعبية.

1- استمرار التفجيرات الدامية

2- الاعتداءات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله

3- اطلاق سراح العسكريين المختطفين (تمت مبادلتهم في كانون الأول بسجناء بينهم الزوجة السابقة لزعيم داعش)

4- اعتقال الأسير (الجهادي الهارب المطلوب على خلفية المعارك مع الجيش اللبناني في حزيران 2013) اعتُقل في مطار بيروت في آب الماضي وهو متنكر

5- شلل سياسي

6-  الاقتصاد في الحضيض (لبنان يخطط لحوافز فيما يرى سلامه خطر عدم تحقيق أي نمو)

7- مصالحة جعجع- عون

8- انخفاض عدد اللاجئين السوريين المسجلين (للمرة الأولى أكثرمن 100000 من أصل 1.1 مليون)

9- خسارات وأرباح ثقافية (رحيل الكاتب المسرحي ريمون جبارة في نيسان)

10 - حملة #طلعت_ريحتكم (تكدّس النفايات في الشوارع بعد اقفال المكب)

 بيئيون من الحملة يتظاهرون مطالبين بحل في آب وأيلول

 اعتداء شرطة مكافحة الشغب عليهم مما أدى الى المزيد من التظاهرات الشعبية ضد الحكومة

بعد مرور ثلاثة أشهر، أزمة النفايات لم تنتهِ بشكل تام رغم قرار الحكومة بترحيلها للخارج

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

 مناورات اسرائيلية داخل مزارع شبعا المحتلة

الخميس 31 كانون الأول 2015 /وطنية - شبعا - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" باسل ابو حمدان انه يتردد في قرى العرقوب منذ الصباح ،دوي انفجارات مصدرها الطرف الشرقي لمزاع شبعا المحتلة،تبين انها ناتجة عن مناورة بالذخيرة الحية لجيش الأحتلال الأسرائيلي.

 

"حزب الله" وبكركي.. وبينهما السلة المتكاملة!

صبحي أمهز/المدن/الخميس 31/12/2015

لا يزال الملف الرئاسي يشكل هاجساً لدى رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي، الذي يردد دوماً أن هم بكركي الأساس هو إنهاء حالة الشغور الرئاسي، والإلتزام بـ"الوطن الذي يتقدّم على الشخص، لئلا تتعرّض الجمهورية لخطر الانهيار"، لكن وجهة بكركي تتعارض مع الموقف الذي أعلنه رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيّد إبراهيم أمين السيّد بعيد زيارته البطريرك الراعي، خصوصاً أنه كرر تمسك الحزب بالنائب ميشال عون للرئاسة. الأمر الذي فتح باب الإمتعاض في أروقة بكركي من "حزب الله". ويؤكد النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم لـ"المدن" أن "موقف بكركي لا لبس فيه، وهمها الأساسي هو انتخاب رئيس للجمهورية، في أقرب وقت، لأنها حريصة على الدولة وليس على الأشخاص". ويعلق مظلوم على تمسك "حزب الله" بعون كمرشح لرئاسة الجمهورية، بالقول: "نحن نعلم أن للحزب موقفه، ولكن الهم الأوحد في هذه المرحلة هو الإسراع بانتخاب رئيس، وكل ما يحكى عن سلة متكاملة يؤخر إنجاز الحل الرئاسي، الأمر الذي ينعكس سلباً على كافة مؤسسات الدولة، إذ لم يعد مقبولا أن تبقى الدولة بلا رأس، فيما الأزمات تتفاقم يوما بعد يوم نتيجة الفراغ". على ضفة حزب الله، وعلى الرغم من التكتم الدائم لنوابه ومحاولاتهم عدم التعليق على أي مسألة تتعلق بالملف الرئاسي، يقول وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ"المدن" إنه "في حال فهم من موقف السيد ابراهيم السيد أن عون لا يزال مرشح الحزب الأساسي، فهو كلام صحيح، ولا يخضع لأي تأويل"، لكنه في المقابل يقول، لمن يعتبر أن طرح السلة المتكاملة يعيق حل أزمة الفراغ، إن "السلة لا تتنافى والمخارج الآيلة إلى حل الفراغ الرئاسي، لا بل هناك تلازم".

وفي السياق عينه، وعلى مستوى مصادر مكتب النواب في "حزب الله" يبدو أن  تبني ترشيح عون لا يزال هو الطرح الأكثر جدية، إذ يقول مصدر واسع الإطلاع لـ"المدن" إنه "في المرحلة الراهنة يوجد مرشحان لقوى "8 آذار"، هما عون وفرنجية، ولكن حتى تاريخه لا يزال مرشح الحزب الأوحد هو عون، إلى أن يقرر أي خطوة لاحقة". ويشدد المصدر على ان "للحزب رؤيته الخاصة في موضوع الحل الرئاسي والتي تأتي ضمن سلة متكاملة تبدأ بقانون الإنتخاب وتمر بالحكومة لتصل إلى التعيينات الأمنية". وعليه، يتضح التناقض بين موقف كل من الحزب وبكركي، ففيما تتمسك بكركي بضرررة الإسراع بإيجاد مخرج للأزمة الرئاسية، لا يزال "حزب الله" يناور من بوابة السلة المتكاملة. وتجمع مصادر "المدن" على أن "طرح السلة المتكاملة بالنسبة إلى "حزب الله" هو في غاية الأهمية، وربما أهم من الإصرار على التمسك بترشيح عون، وذلك لأن الهم الأساسي لـ"حزب الله" في المرحلة الراهنة، هو تحصيل ما يمكن من مكاسب في السلطة، وتحصين الدور الإيراني في لبنان بعد التراجع العام الذي تشهده إيران بعيد التدخل الروسي في سوريا".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

«الأهداف السياسية» هي سبب ترحيل الوفد الليبي

سهى جفّال/جنوبية/31 ديسمبر، 2015

لا تزال قضية توقيف هنيبعل القذافي تتفاعل في لبنان، وجديدها ترحيل الوفد الليبي المؤلف من نائبة وزير العدل الليبي سحر عريبي بانون، ومحمد الشارق عبدالله، واحمد علي احمد، بعد أن كانوا في زيارة إلى لبنان للقاء كل من وزير العدل أشرف ريفي، ومدعي عام التمييز سمير حمود، بهدف طلب إخلاء سبيل القذافي. يفتح ترحيل الوفد تساؤلاً حول سمعة لبنان الأمنية والدبلوماسية؟ هنا الجمهورية اللبنانية، في دولة القانون والمؤسسات الأمنية، طلب من الوفد القضائي والحكومي الليبي الذي حضر قبل للقيام بسلسلة لقاءات بشأن هنيبعل القذافي، مغادرة البلاد فوراً حرصا على سلامتهم.

إذ حضر عناصر من جهاز الامن العام مساء الثلثاء الفائت إلى الفندق الذي ينزل فيه الوفد وطلب منه العودة من حيث أتى فوراً بسبب وجود تهديدات أمنية محدقة به، وحرصًا على سلامتهم تولّى “حوالى التاسعة ليلاً العناصر إيصال أفراد الوفد إلى مطار بيروت، من دون تحديد طبيعة التهديدات والجهة التي تقف خلفها. علما بأن الوفد كان ينوي البقاء ليومين لمقابلة عدد من المسؤولين. فبدلاً، من أن تقوم الدولة اللبنانية بواجباتها أمام الوفود الأجنبية بتوفير الحماية الأمنية اللازمة لهؤلاء. أظهرت أمس، عجزها عن بسط سلطتها وفرض هيبتها. خاصة، أن الأجهزة الأمنية كانت على دراية بطبيعة الخطر الأمني فهربت من تحمل المسؤولية ولجأت إلى تهريب الوفد بدلاً من مواجهة الجهات المهددة ودون أي توضيح يذكر. وقد شاءت الصدفة، أن تجمع في اليوم نفسه مشهدين متناقضين. إذ، أتمّت الأجهزة الأمنية مجتمعة دورﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻤ وﺟﻪ ﺑﺎاف ﻋﻠﻰ وقائع إجلاء مقاتلين ومدنيين سوريين عبر مطار بيروت الدولي وذلك من خلال توفير التدقيق وحماية الحافلات التي أجلت هؤلاء. مثبتًة أنها على قدم وساق من كل التطورات الحاصلة في الداخل اللبناني. لكن، لماذا الإخفاق بحماية الوفد الليبي وتهريبه بدلاً من حمايته؟ ألا يعكس هذا الفعل اساءة لسمعة لبنان الأمنية والدبلوماسية؟ في هذا السياق أكّد مستشار وزير العدل أشرف ريفي أسعد بشارة لـ”جنوبية” أن “لا معلومات لدى وزارة العدل عن سبب إجراء الأمن العام بترحيل الوفد الليبي”. مضيفًا ” أن هذا الإجراء ليس من صلاحيات وزارة العدل”. أمّا المحامية بشرى الخليل وكيلة الدفاع عن هنيبعل القذافي قالت لموقع “جنوبية” إنها “تواصلت مع الوفد ولكن لا معلومات دقيقة عن الجهة الأمنية التي طالبت بذلك”. واعتبرت أن ” ترحيل وفد دبلوماسي بهذه الطريقة ولهذه الأسباب أمر معيب وهو تصرف دون إدراك وبعد نظر”. وقد استنكرت الخليل ما جرى ورأت أن “أي مواطن يتعرض للخطر فان على الاجهزة الامنية أن تتخذ التدابير اللازمة لحمايته عن طريق التصرف كأجهزة أمنية فعلية”. واعتبرت “أن ما حصل أمس، هو بمثابة فضيحة وإساءة لسمعة لبنان وللطائفة الشيعية التي ستظهر وكأنها هي من وراء هذا التهديد الأمني”. وتساءلت “كيف يمكننا ان نتخيّل “جهاز أمن عام” غير قادر على حماية ضيوف على أرضه؟

وعن قضية القذافي أشارت الخليل أن “النائب السابق حسن يعقوب و شقيقه الدكتور علي يعقوب متورطان في اختطاف هنيبعل من سوريا، وأن إعتقال يعقوب ليس سياسيا بل هناك أدلّة وتسجيلات تثبت تورطهما”. وبالعودة لمسألة الوفد ختمت “نحن نعمل جاهدين للمحافظة على سمعة بلدنا واعطاء صورة عن لبنان أنه دولة قانون من خلال اثبات أن عملية الاختطاف هي عمل فردي ، لكن أمس للأسف تم نسف كل شيئ عملنا لأجله”. وبدوره، رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أنه “عندما تكون الدولة مخطوفة من من قبل المليشيا، وأمن الناس تحت إمرة حزب الله هكذا تكون النتيجة”. لافتًا إلى أن “الدولة قادرة على بسط سلطتها وأمنها. وأن أي جهاز أمني عليه أن يأخذ أوامر من الدولة ومن الأجهزة المعنية وبالتالي على الجهات الأمنية تفنيد الأمور”. كما اعتبر أن للمسألة “هدف وبعد سياسي وليس فقط أمني، لافتًا إلى أن “هناك قيادات كانت على مدى سنوات تستغل قضية الامام موسى الصدر وتتاجر فيها لكن مسألة الخطف سببت الإحراج لهم وتنصلوا منها عن طريق ايجاد مخارج تخفيفية”. وفي النهاية، واذا كان لا بد من كلمة ، نقول انه من المعيب أن تنصاع الدولة اللبنانية لإرادة البعض. إذ بات من الواضح أن مسألة ترحيل الوفد الليبي تمت لأهداف سياسية بالدرجة الأولى لتدارك قضية اختطاف القذافي التي تسببت إلى الآن بإحراج الكثير من الأطراف.

 

العقوبات على حزب الله الى مزيد من التوسّع

فايزة دياب/جنوبية/31 ديسمبر، 2015/يبدو أنّ السنة الجديدة ستحمل المزيد من العقوبات على حزب الله، خصوصًا مع اقتراب تنفيذ بنود الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة، فما هي تأثيرات هذه العقوبات على حزب الله والمصارف اللبنانية؟ تستمر تداعيات القرار الأميركي بفرض عقوبات على المصارف اللبنانية التي تتعامل مع حزب الله بالتفاعل، باعتبار الحزب مصنّف كمنظمة «إرهابية» في الولايات المتحدة، وآخر تداعيات ضغوطات الكونغرس الأميركي الذي صادق على القانون مؤخرًا، اعتبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية ان التحويلات المتعلقة برواتب نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» تشمل العقوبات، وهذا ما تمّ بحثه أمس خلال استقبال رئيس مجلس النواب نبيه برّي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ذا القرار سيضع المصارف اللبنانية أمام تحدّ جديد إن وافقوا على توطين معاشات النواب، خصوصًا أنّ المصارف حرصت منذ اللحظة الأولى على التقيّد بالقرار الأميركي، وفي هذا الإطار سيزور وفد من جمعية مصارف لبنان الولايات المتحدة الأميركية خلال الأسابيع القليلة القادمة، في مسعى للتأكيد على أن لبنان حريص على إلتزامه بالقوانين والمعايير الدولية. هذه اللقاءات ستشمل المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية والخارجية، فضلا عن عدد من أعضاء الكونغرس الذين شاركوا في وضع القانون، أما في نيويورك فستكون للوفد لقاءات مع ممثلي المصارف المراسلة. في هذا السياق كشفت مصادر مطلعة أنّ الولايات المتحدة بصدد تشديد العقوبات على «حزب الله» مع قرب تطبيق الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى في مطلع كانون الثاني القادم. وتعليقًا على ما سبق رأى الوزير محمد فنيش في حديث لـ«جنوبية» أنّ «تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية بدأ قبل الإتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي»، لذلك نفى أن يكون هناك رابط بين القرار الأميركي وتنفيذ الإتفاق النووي. وصف فنيش القرار الأميركي «بالعدوان الأميركي – الصهيوني على المقاومة، ففي الكونغرس الأميركي هناك لوبي صهيونيمحمد فنيش هدفه الضغط على الكونغرس لاتخاذ قرارت ضدّ المقاومة التي هزمت اسرائيل». وأكدّ فنيش أنّ «حزب الله لا يملك شركات ومشاريع، ولا يملك حركة مراسيم لذلك هذه القرارات لن تؤثر بشكل مباشر على حزب الله، ولكن بالطبع هناك تضييق واعتداء على مواطنين لبنانيين يؤيدون المقاومة، هؤلاء هم المستهدفون من هذه العقوبات كنوع من الضغط على بيئة حزب الله». شدّد فنيش أنّ «حقوق هؤلاء المواطنين هي من مسؤولية الدولة اللبنانية التي يجب أن تعمل للحفاظ على حقوقهم بوجه القرارات الأميركية». وتقول مصادر «جنوبية» إن هذه العقوبات تنجم بسبب ضغط عربي من الجهة الرافضة للاتفاق النووي، والذين يعتبرون أن الافراج عن الأموال الإيرانية قد يسهم بالتوسع الإيراني في المنطقة، ولذلك تأتي هذه العقوبات بسبب طمأنة دول الخليج، وبهدف زيادة الضغط على حلفاء إيران في المنطقة وتحجيم أدوارها، وعليه فمن المتوقع أن يكون وقع هذه العقوبات قاسياً على حزب الله. ذكر أنّ واشنطن كانت قد اعترضت في السابق أموال مودعين على خلفية شكوك بوجود علاقة لهم مع حزب الله، ولكن هذه العمليات جرت في الخارج، أمّا اليوم فيبدو أنّ حصار أموال الممولين المفترضين للحزب سيكون من الداخل اللبناني، وهذا ما يثير قلق المصارف اللبنانية فهي مضطرة للامتثال له، بالمقابل تخشى من تداعيات ذلك على وضعها.

 

ما بين الموازنة السعودية وتجفيف مصادر تمويل حزب الله

كرم سكافي/جنوبية/31 ديسمبر، 2015

في قراءة متأنية لأرقام موازنة وزارة المالية السعودية المنشورة على المواقع الإلكترونية للعام 2016، فإنك من دون شك ستلحظ إنخفاضًا واضحًا في حجم الإيرادات والسبب بطبيعة الحال عائد بمعظمه إلى انخفاض سعر النفط، المصدر الرئيس لخزينة المملكة، وستعلم مع نسخ نظرك للسطور التالية أنها وضعت خطة لدعم الموازنة تسهم في تغطية الفارق بين الإيرادات المتوقعة والنفقات. التوازي تجد أنّ الوزارة خصصت 25% منها (أي ما يقارب ال 57 مليار دولار) للأغراض الأمنية والعسكرية العائدة لوزارات الداخلية والدفاع والحرس الوطني، اضافة الى رئاسة الاستخبارات العامة، ورئاسة الحرس الملكي، وللدراسات الإستراتيجية والأبحاث التي تخدم قدرتها على مواجهة التحولات الكبرى الدولية والتطورات الإقليمية. هذا ما يشكل مع غيره من المؤشرات صورة واضحة عن السياسة االتي تعتزم المملكة السير بها في الاعوام المقبلة عبر إدارة بدأت تتوضح معالمها ترسم وتعد السياسات الدبلوماسية، الامنية، العسكرية، الإقتصادية، والإجتماعية بطريقة نوعية متخصصة وخطوات ثابتة تؤسس لمشاريع مستدامة لا تتأثر بالتغييرات الفجائية سواء الداخلية منها أو الخارجية، وهي خطوة ينظر إليها كثيرون بإهتمام بالغ نظراُ للقدرة التي أظهرتها هذه الإدارة في التعاطي مع ملفات جد شائكة ومعقدة في وقت قصير نسبياً وفي زمن التبدلات السريعة والمتسارعة المعدّ لها مسبقاً من قبل أنظمة خطرة محنكة ومتمرسة، صاحبة تاريخ وحضارة متجذرة تحمل أبعاد قومية وأخرى دينية ومنها أنظمة بصفة امبراطورية قوية لديها مطامع سيطرة إقتصادية تعتبر العالم سوقا مفتوحًا ومنبسطًا، فريدا لا مثيل لعظمته في تاريخ البشرية. في المقابل وفي مشهد يتكرر ترى الطاعة متجسدة في السجود والإنحناء والركوع والطواف الذي يمارسه رؤساء المعابد المالية وكهنتها وهم يحجون إلى كعبتهم، يؤدون طقوسهم، ويجددون محرمين إيمانهم، يتأملون الرضا، يعودون كما خلقتهم أمهاتهم أول مرة راضين مرضيين، يحرمون مالا مغموساً بالدم ويحللون مالاً مغسولاً بالدم، وكأنه فاتهم أن مال المعبد حيث هم يحجون قد جمع بالأصل من حرام، من أصحاب الأرض الحمر الأصلين، من دم نيكارغوا والبيرو، من أرواح البارغوي وبنما، من آهات هندوراس وهايتي، من أنين السلفادور وفيتنام، من صراخ تشيلي وعذابات كامبوديا، من الإنقلابات الدموية التي دعمتها في كوبا واندونيسيا و السلفادور و كوريا الجنوبية و قادتها بنفسها في العراق والصومال ويوغسلافيا و جنوب السودان وتغاضت عنها ببرودة غير موصوفة في فلسطين وقبلاً كانت لها اليد الطولى في الفلبين، و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تنسى المخلوقات قنبلتها النووية على الأراضي اليابانية. فهذه العشوائية الفوضوية في ذكر الدول لم تفرضها التهيؤات الخيالية بل فرضتها كثرت التجاوزات التي ارتكبتها و أكثرت فيها الطلب إلى الناس تقديم الأضاحي لها بعد أن عظم أمرها. فالمسألة إذاً و بنفس المنطق ما عادت في المال الملطخ أو المغسل، هي قصة فصولها تختصر حكاية طاعة الاقل عنفاً للأكثر قهراً وتسلطاً ونفوذاً، صاحب الهيبة المفروضة بالقوة المكتسبة. زب الله كما كان في سالف الأيام، فقد دخل مرحلة تجفيف مصادر تمويله، وهو في هذه المعمعة منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً أي بعد العام 2000، لكنه لأسباب نجهلها وقد يكون هو نفسه يجهلها لم تصلنا اخبارالمواجهات المالية الشرسة التي تسببت له بخسائر فادحة، لم نسمع أو نشاهد تلك المواجهات من قبل فلربما هي لم تدخل إلى مطبخ الأخوة في القيادة (كما يحلو للسيد أن يسميهم) إلا متأخرة لأنهم بالحد الأدنى لم يطلبوا إلى السيد حينها بالبوح عنها أو تحليلها كما فعلوا وفعل في مقابلته المتلفزة الأخيرةً. حزب الله من دون أدنى شك يعرف خطورة الحرب القادمة، ويعرف أنها قد تكون عليه قاضية، فالميدان مليء بالجيوش الكاسرة، وهو لذلك يحاول جاهداً تدارك مخاطرها، لكن عبثاً يسعى فأسلحة المواجهة التي يمتلكها متفسخة والأوقات التي حددت له للمواجهة جداً محرجة تتطلب معجزة تفوق قدرات رجال الله المقاتلة، مفاتيحها أبوابها عالية، تتطلب قدرات مالية هائلة لم تؤمنها بعد فتوحاته وإيران الناقصة. بمنطق الأشياء أنها عندما تطول تلتوي، وكذلك هو الزمن لا بد وأن ينتهي، الفاسد لا يعجبك يوماً أو يفاجئك أنه فانٍ، هي معادلة لا بد وأن تفرض على الأشخاص الطامعين في البقاء، فك شيفرته بصمت.

 

مناصرو حسن يعقوب يعتصمون امام مقر المجلس الشيعي

الخميس 31 كانون الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عادل حاموش، ان عددا من مناصري وأصدقاء النائب السابق حسن يعقوب، بدأوا في هذه الاثناء، إعتصاما بعنوان: "لماذا هذا الصمت الشيعي"؟ أمام مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في حارة حريك، تزامنا مع وصول السفير الايراني محمد فتحعلي الى المجلس.

 

 زغيب زار عائلة حسن يعقوب موفدا من رئاسة المجلس الشيعي:الصمت ممنوع علي يعقوب: موقف نبيل ونأمل من المراجع أن تحذو حذو المجلس منعا للفتنة

الخميس 31 كانون الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام "، عادل حاموش، ان المفتي الشيخ عباس زغيب، زار بتكليف من نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان مسجد الصفا - العاملية في رأس النبع، حيث تعتصم عقيلة الشيخ محمد يعقوب وعائلة النائب السابق حسن يعقوب مع الاهل والاصدقاء والاقارب، تيمنا بالامام السيد موسى الصدر، وتحت عنوان "حسبي الله ونعم الوكيل"، تنديدا باستمرار توقيف حسن يعقوب.

زغيب

وقد ادلى المفتي زغيب بتصريح قال فيه :"اننا واقفون مع عائلة الشيخ محمد يعقوب في مظلوميتهم. كما ان قضية الامام الصدر وأخويه، هي ام القضايا للمجلس الشيعي ولا يجوز التخلي عنها. كما لا يجوز ابقاء النائب السابق حسن يعقوب دقيقة واحدة في معتقله لان هذا يسيىء للطائفة الشيعية عموما. كما لا يجوز من الناحية الشرعية والاخلاقية والانسانية ان نساوي بين الضحية والجلاد لكي لا يصبح هذا الامر عرفا لدى الدولة والقضاء اللبناني" . وأكد زغيب " وجوب المتابعة الجدية من قبل الجميع لمنع تسييس هذا الملف وخاصة انها قضية محقة".

وختم زغيب بالقول: نحن هنا، لكي نعلن بإسم رئاسة المجلس الشيعي الاعلى وقوفنا مع عائلة الشيخ محمد يعقوب الكريمة ودعمها بالكامل إلى حين إطلاق النائب يعقوب من سجنه السياسي".

علي يعقوب

بدوره، أثنى الدكتور علي يعقوب، باسم العائلة، على "هذا الموقف النبيل من رئاسة المجلس الذي يرأس المرجعية الشيعية في لبنان"، متمنيا "على كل القيادات الشيعية ان تحذو حذو المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، لما للصمت الحاصل عن هذه القضية المحقة، من تداعيات على السلم الاهلي والحفاظ على وحدة الصف داخل الطائفة الشيعية والمصلحة الوطنية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الشيعة ليسوا كلهم في خطر

ديم قطيش/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/16

رغم استوائه على منصة فاقعة في مذهبيتها، يحرص حزب الله على نفي الطبيعة المذهبية للصراع الذي ينخرط فيه في سوريا ولبنان والمنطقة. لطالما نافح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن دعوا الصراع يأخذ مداه السياسي، مستنكرًا «مذهبته». وفق منطقه، يصير «ترانسفير» سُنة القلمون والزبداني والقصير عملاً سياسيًا. ويصير عنوان «زينب لن تسبى مرتين» لحربه على الشعب السوري، نظرية في علاقات دول الجوار! أما أسماء الميليشيات الشيعية المقاتلة ضمن مشروع الهيمنة والتوسع المذهبي الإيراني، فهي صفوة السياسية، أكان اسم الميليشيا لواء فاطميون أو لواء الزهراء أو عصائب أهل الحق!

لا يقل في المقابل الجذر المذهبي والنَسَب الطائفي لمن يقاتلهم حزب الله، لكن المقزز أكثر في حالته أنه يفوق خصومه في التشديد المزيف على نبذ المذهبي والتعالي عليه! وهذا تفضحه وتعريه «سقطات» صادقة ودقيقة في تعبيرها عن عقيدة الحزب وطبيعته المغرقة في مذهبيتها. انظر مثلاً ما كتبه مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، الدكتور إبراهيم الموسوي، على صفحته على موقع «فيسبوك»، عن مقتل زهران علوش والمقارنة التي عقدها. لكن دعك عن الافتعال الذي يعتري هذه المقارنة، والذي أوقع الموسوي في خطأ تاريخي، نتيجة ليه عنق الحقيقة لمواءمة مقارنته الدعائية. فالحقيقة أن يزيد المشار أليه مات وعمره 36 عامًا في ريف حمص، بعد حكم 3 سنوات، وبعده بعام توفيت زينب. أما علوش فمات وعمره 44 عامًا في ريف دمشق، ولم يحكم إلا ضاحية دمشق، على ما أوضح وصحح الكاتب الصديق حسين عبد الحسين. المهم، هو النتانة المذهبية التي تنبعث من مقارنة كهذه، من حزب هو صاحب أعلى صوت في قدح المذهبي والاعتراض عليه. وهي تفضح بيسر استراتيجية صناعة الخوف التي ينتهجها حزب الله لتعبئة جمهوره، تارة ضد الخليج والسعودية، وطورًا ضد الأغلبية السورية التي يقاتلها! بالخوف يكتل جمهوره ويقوده إلى خيارات لا تلتقي مع مصالحه بالضرورة، خاصة إذا كانت هذه المصالح تتصل بشؤون الحياة وعادياتها من معيشة واقتصاد وأمن. فالخائف على حياته، لا يقيم وزنًا لما هو أبعد من الحياة المهددة، ولا يملك ترف الانتباه للعاديات المذكورة. صناعة الخوف التي تستثير الهويات الفرعية، تجعل من الكل جسمًا واحدًا، أو هكذا يريد حزب الله أن يوحي. فالشيعي مهدد كشيعي، أكان في الخليج أو في سوريا أو نيجيريا التي شملها نصر الله مؤخرًا بعطف خطاب صناعة الخوف. قصة نيجيريا قصة كلاسيكية من إفرازات الثورة الخمينية في إيران، التي، كما الوكالة اليهودية سابقًا، لا تلبث تحث الشيعة للتعبير الحاد عن خصوصياتهم المذهبية، عبر شخصيات تنتجها وترعاها، أكان اسمها الشيخ نمر النمر في السعودية، أو الشيخ إبراهيم زكزكي في نيجيريا. المفارقة، وبحسب تقارير إعلامية موثوقة، أن تجارًا لبنانيين كبارًا في نيجيريا بعثوا برسالة استياء من كلام نصر الله عن الأوضاع في نيجيريا، بعدما تلقّوا بدورهم اعتراضًا من المسؤولين هناك، وتمنّوا عدم التدخل في شؤون البلاد حماية لمصالحهم! وهذا تعبير آخر يفضح ثقافة صناعة الخوف وزيف منطقها. فكيف يكون الشيعة مهددين كشيعة إذا كان أبناء الطائفة قد صنعوا على مدى عقود ثروات ضخمة في نيجيريا وغيرها من دول القارة السمراء، أو صنعوها في الخليج. أو ممن شكلت لهم سوريا وشكلوا لها حاضنة دائمة وعمقًا اجتماعيًا حيويًا. لماذا لم يكونوا شيعة طوال عشرات السنوات بمثل ما هم شيعة اليوم ومستهدفون بسبب من شيعيتهم؟ لا يجوز طبعًا إلغاء البعد التكفيري لجماعة كـ«بوكو حرام»، لكنه تكفير يطال السنة بمثل ما يطال الشيعة أنفسهم، وهذه حال التكفير في العراق وسوريا والخليج وكل العالم الإسلامي. الحقيقة أن المستهدف هم شيعة المشروع المذهبي التوسعي الإيراني، وليس الشيعة بوصفهم شيعة. وهؤلاء إن استهدفوا فليسوا أكثر عرضة من السنة الذين لا يشاركون «بوكو حرام» و«داعش» منهجهما الإسلامي. المستهدِف والمستهدَف هو المشروع الأمني لإيران، الذي يحرق الشيعة وقودًا لمحركاته، ويقدم كل المبررات الموضوعية لاستعداء الشيعة وتعريض مصالحهم وأرزاقهم وأعمارهم للخطر. الشيعة بخير إذا كفت إيران شر ولايتها عنهم وتركتهم يصوغون علاقات طبيعية وتطبيعية مع مجتمعاتهم، يصححون حيث يقع الظلم ويتراجعون حين يبالغون في ظلم الآخرين.أما شيعة المشروع المذهبي الأمني الإيراني، فهم وجه آخر لـ«بوكو حرام» بمثل ما أن نص إبراهيم الموسوي وجه آخر لفتاوى البغدادي ومنطوق زهران علوش.

 

عام آخر من الهباء
 
نديم قطيش/المدن/الخميس 31/12/2015
 
ام جديد مهيأ بكل حصانة لأن يضيع من عمر اللبنانيين. هو عام الإنتصارات الممنوعة، والتسويات المزعجة والنزاعات المجمدة والنزاعات المستجدة كما وصفه البروفسور غسان سلامة في محاضرة له في دبي.  لكن من يقنع اللبنانيين بالإنتصارات الممنوعة، أو المستحيلة في حالتهم. ومن يقنعهم أكثر بالتسويات المزعجة، وكل تسوية مزعجة بأي حال. ومن يقنعهم بأن لا يذيبوا الجليد عن نزاعاتهم الأهلية، وبأن لا يشرعوا بتسخين حروبهم الباردة. ومن يقنعهم بأن لا يكونوا العنوان الاول في نشرات الاخبار حول النزاعات المستجدة بعد أن عبروا حتى الآن معجزة البقاء خارج حريق الشرق الاوسط، بالحد الأدنى من الخسائر والاكلاف، رغم كل شيء.   استطرد لأقول أن ثمة مبالغة في لوم “اللبنانيين”، وهم في اساس تكوين المعجزة التي ذكرت للتو. بل هم عبَّروا ويعبرون كل يوم بإحترام ومسؤولية عن رفضهم الانجرار الى الاقتتال الأهلي، خلافاً لكل المعطيات المحفزة على هذا الخيار.  ربما باللبنانيين ينبغي أن يعني المرء، “الاستابلشمنت” السياسي الذي فقد بتفاوت ولاسباب مختلفة، الكثير من ثقة اللبنانيين وإحترامهم، من دون أن تبلغ الخسارة مبلغاً يمهد لإنهياره او تجديده او تطعيمه حتى!  بكل الاحول نحن امام عام سيضيع من عمر البلاد والعباد.
 
دولياً هو عام الإنتخابات الرئاسية الاميركية، اي عام سيشهد المزيد من الإنسحاب الأميركي مما ليس اميركي. والمزيد من الارتباك والمزيد من قلة الكفاءة في لعب دور الدولة العظمى الوحيدة في العالم حتى إشعار آخر. وهو، لأجل ذلك، عام مفاقمة أوهام الواهمين، والمتحمسين للعب في منطقة الفراغ الاميركي، كروسيا وايران تركيا واسرائيل، مع كل ما يعنيه هذا اللعب من تجريب، مؤداه حتى الآن دمار وقهر وموت وخراب ونزيف.  هذا في البعيد. أما في المكان الاقرب، فهو عام بدء مرحلة إنتقالية طويلة في سوريا إفتتحها صدور القرار 2254، وإنطوى على إقرار أن العام 2016 لن يشهد ختام الحلول بل مراحل من مراحلها. فالقرار يحدد مرجعيتين زمنتين تمتدان لسنة ونصف على الاقل. إذ يشير القرار الى دعم مجلس الأمن “لعملية سياسية بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة وتقيم، في غضون فترة مستهدفة مدتها ستة أشهر، حكما ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية”، أي حزيران المقبل في أحسن الأحوال. كما يحدد القرارجدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد، ويعرب كذلك عن دعمه لانتخابات حرة ونزيهة تجرى، عملا بالدستور الجديد، في غضون 18 شهرا“.  لا شيء، الا الأمل الضعيف بالباقي من وطنية الطبقة السياسية اللبنانية، يشير الى أن الخروج من الفراغ الرئاسي واعادة النصاب للحياة السياسية والدستورية والوطنية اللبنانية قد يحصل قبل اتضاح ملامح هذا الحكم ذي المصداقية، فيما لو قيضت له الولادة بحدود حزيران 2016. ثم حدث ولا حرج عن الموعد المضروب بعد ثمانية عشر شهراً اي حزيران 2017!
 
ومابين الابعد والاقرب، هي سنة الإنتخابات التشريعية الاولى في ايران بعد نصف مصالحة مع الشيطان الاكبر، وهي سنة معركة ما بعد خامنئي في الكثير من وجوهها. ليس ادل على مفصلية هذا الحدث مما ذكرته وسائل الاعلام الايرانية الرسمية ان اكثر من 12 الف شخص ترشحوا للانتخابات التشريعية في ايران المقررة في شباط، في رقم قياسي منذ الثورة الاسلامية في 1979. وبالتزامن مع الإنتخابات التشريعية تشهد إيران إنتخاب اعضاء مجلس الخبراء الذي يضم رجال دين وهو مكلف الاشراف على انشطة المرشد وتعيين خلف محتمل له في حال وفاته او عجزه عن القيام بمهامه.
 
نتائج الإنتخابات الايرانية هي نتائج لبنانية بمعنى من المعاني بمثل ما أن للإنتخابات الأميركية نتائج لبنانية وبمثل ما أن الإنتقالي في سوريا قد يكون إنتقالياً في لبنان.  ينقل عن الكاتب السياسي الأبرز في تاريخ التجربة الصحفية اللبنانية، ميشال ابو جودة، قوله لسائلي نصيحته في التحليل السياسي، أن تشاءموا وقد تصيبون في التحليل أكثر مما لو تفاءلتم.  لا أجد هذه النصيحة الواصلة إلي بالتواتر من اصدقاء زاملوا الراحل ابو جودة، أكثر عوناً من الآن. ولو كنت لأنافس منجمي وعرافي الشاشات في ليلة رأس السنة، فلن اتردد في التلميح الى إغتيالات قد نشهدها او حرب مع اسرائيل قد يجر اليها رد حزب الله على إغتيال سمير القنطار، لا سيما أنه بات يستشعر ضعفاً في مستوى التعبئة لدى مقاتليه في معركة العبث السوري، ما قد يستدعي اعادة صيانة العصب المقاوم بحرب معالعدو”!  وليس غريباً أن ينتظر المرء إنفجار بؤر هنا او هناك أكانت هذه مخيماً فلسطينياً او رداً مذهبياً على أول تجربة ترانسفير علني في الحرب السورية شارك فيها فريق لبناني في الزبداني!  وقد نشهد المزيد من الإنهيار المؤسساتي والخراب في نوعية الخدمة العامة. وقد وقد وقد!  إنه عام آخر سيحسب من أعمارنا. والصواب أن نقول عام آخر سيسحب من أعمارنا.

 

عام الفراغ ... عام حزب الله

حـازم الأميـن/لبنان الآن/31 كانون الأول/15

صفقة تبادل الزبداني كفريا

لنتخيّل أن صفقة الزبدانيكفريا تمّت في ظل وجود رئيس للجمهورية في لبنان.

ولنتخيّل أن هذا الرئيس هو ميشال عون، الذي أعلن حزب الله أنه مرشحه الوحيد لمنصب الرئيس في لبنان، أو حتى سليمان فرنجية، أي ورقة التسوية مع الحزب، التي أخرجها سعد الحريري من جيبه على نحو ما زال غير واضح. عملية التبادل مثّلت انتهاكاً واضحاً لا لبس فيه للسيادة اللبنانية. المفاوضات جرت بين قطر وتركيا وإيران، ولبنان كان مسرحاً لتنفيذ الصفقة. تركيا وقطر فاوضتا عن النصرة، وإيران عن حزب الله، فيما غابت كل من سوريا ولبنان عن المفاوضات، إلا بصفتهما إما النصرة وإما حزب الله. وفي لبنان أيضاً ما زالت السيادة ممثلة بصورة رئيس الجمهورية، إذ هي من بين أشياء قليلة أبقاها الطائف له. وهو ما يعني أن صورة رئيس الجمهورية كانت ستهتز على وقع الصفقة بين حزب الله وجبهة النصرة، وسيجد الرئيس نفسه مخيراً بين قبول الإهانة التي تلقاها من حليفه، وبين خيار الانتفاضة وحفظ ما تبقى من ماء الوجه. والمسألة هنا أنّ صفعة على وجه السيادة بهذا الإنكشاف وهذا الوضوح لا تسمح لرئيس، مهما كان موقعه من النزاع بأن يصمت. السفراء سيتوقفون عن زيارته، والعالم سيسأله إذا ما كان على علم بما جرى. هذا ما جرى مع ميشال سليمان في آخر أيام عهده. فالرجل لم يكن خصماً لحزب الله، لا بل كان خياره في مؤتمر الدوحة، لكن الرئيس لم يشعر بأن فتح الحدود للقتال في سوريا يمكن أن يجري في ظل رئيس صامت عن انتهاك بهذا الحجم، فكان أن انتفض معلناً ابتعاده عن حزب الله. حزب الله يعرف أن مهمته الإقليمية تقتضي إمعاناً في انتهاك السيادة. يعرف أن مرور مقاتلين "أعداء" عبر مطار بيروت من خارج سجلات المطار خطوة تقتضيها حربه في سوريا، وأن استقباله مقاتلين سوريين شيعة أمر تقتضيه حربه في سوريا أيضاً. هذه المهمة ستصبح أصعب في ظل وجود رئيس، مهما كانت هوية هذا الرئيس. والفراغ خيار نموذجي لمن قرر أن لبنان بلد بلا حدود وبلا مطار طبيعي ومرفأ مضبوط الأرصفة والبوابات. العالم سيطالب الرئيس بالتمسك ببديهيات الرئاسة، وحزب الله لا يعنيه أي تمسك شكلي بالحد الأدنى من هذه السيادة. الفضيحة أكبر من أن يحملها رئيس حتى وإن تربى في حارة حريك. وحزب الله سيصطدم بأي رئيس مهما كانت هويته. من السذاجة الاعتقاد أن حزب الله يمكن أن ينخرط بتسوية تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. مبادرة سعد الحريري نموذجية بالنسبة إليه، ليس لأنها ستأتي برئيس حليف له، بل لأنها مددت الفراغ. فهي أعطت للحزب أفقاً للمراوغة وللتمسك الوهمي بحليفه ميشال عون، بما يتيح مزيداً من الفراغ. يجب النظر إلى صفقة الزبدانيالفوعة بصفتها استمرار لفضيحة بدأت بإلغاء الحدود والذهاب إلى القتال من دون إذن اللبنانيين. لكن الصفقة كشفت مرة جديدة أن لا سلطة في لبنان خارج عباءة حزب الله، وأن مشاركة 14 آذار الكرتونية بهذه السلطة ليست أكثر من غطاء تواطؤي تمارسه جماعة هي شريكة حزب الله في انتهاك السيادة وفي تبديد الحدود.

 

ترتيب أوراق التسوية السورية .. بالسكين

 وليد شقير/الحياة/01 كانون الثاني/16

قد يكون المراهنون على أن يكون العام 2016 هو عام التسويات السياسية في المنطقة، لا سيما للأزمة السورية، على حق، لكن ما هو صحيح أيضاً أن هذه التسويات تتطلب ترتيب أوراق القوى الدولية والإقليمية المعنية بهذه التسويات. وهذا يحتاج حكماً إلى أن تعمل السكين التي فعلت فعلها طوال السنوات الخمس الماضية في سورية (وسائر الدول التي اجتاحها العنف إثر الربيع العربي)، مسببة المزيد من الدماء والمآسي والدمار وتمزيق النسيج الاجتماعي والتغييرات الديموغرافية. وإذا كان قرار مجلس الأمن الأخير رسم أفقاً للحل السياسي في سورية، فإن محاولة ترتيب أوراق هذا الحل تطلبت غداة صدوره المزيدَ من العنف والقتل والمجازر. فكل نقطة من نقاط القرار تخضع لخلاف بين القوى الدولية والإقليمية على آلية تطبيقها. وأظهر البند المتعلق بتحديد وفد المعارضة الذي سيتولى الذهاب إلى المفاوضات والبند المختص بتحديد المنظمات الإرهابية التي لا يشملها وقف النار المزمع إعلانه في تلك المفاوضات مع النظام، أن الأمر يحتاج إلى اغتيال قائد «جيش الإسلام» زهران علوش بغارة روسية على مقر قيادته. وبرهن مؤتمر الرياض لتوحيد قوى المعارضة، أن موسكو ومعها إيران ونظام بشار الأسد غير راضين على الوفد الذي تشكل في هذا المؤتمر إلى درجة إنكار وزير الخارجية الروسي واقعة أن معارضة الداخل والخارج توحدتا في رسم الصيغة التفاوضية بينما تعتقل مخابرات بشار الأسد معارضي الداخل لمجرد نيتهم السفر إلى الرياض، على رغم التوافق الأميركي- الروسي على أن يتولى الجانب السعودي توحيد المعارضين من أجل التفاوض.

وإذا كان السعي الدولي من أجل التسوية في سورية أخذ زخمه من التدخل الروسي فيها في النصف الثاني من 2015، لأن موسكو تنوي تثمير ما عدلته في ميزان القوى الميداني بعد أن كاد نظام بشار الأسد يتهاوى، فإن 2016 سيظل يشهد محاولات تصحيح هذا الميزان من فريقي الصراع الدائر في بلاد الشام وعليها، بالتوازي مع مساعي الحل السياسي. ولا يعني ذلك سوى أننا سنشهد محطات يبدو فيها أن جهود الحل تتقدم، ومحطات أخرى تنبئنا بأن السكين ستعمل في الخرائط والبشر لإخضاع التفاوض لمنطق الميدان.

على رغم أن موسكو خطت خطوة إلى الأمام بتخليها عن الفيتو في مجلس الأمن، يصعب تصور ترتيب جدي للحل السياسي في ظل تصاعد الصراع الروسي- التركي في سورية وعليها. وتستحيل رؤية بوادر الحل في ظل تعدد أشكال تدخل الدول في الأزمة الأكثر دموية في التاريخ الحديث، فقيام التحالفات تحت عناوين محاربة الإرهاب أو السعي إلى التسوية السياسية بوجود بشار الأسد أو بتنحيه، دليل على استمرار التباعد العميق بين الدول في شأن مفهومها للإرهاب والقوى الإرهابية، ولتصورها للتسوية. وفي داخل كل محور تفتقد الدول المعنية وحدة الأهداف تحت مظلة التحالف بينها: يتطلب الأمر وضع ضوابط للتنافس التركي- العربي في ما يخص الدول التي تنضوي تحت سقف العمل من أجل تغيير جوهري في النظام السوري ودور دمشق الإقليمي. وهذه هي حال التحالف الإسلامي الجديد لمحاربة الإرهاب الذي يفتقد توحيد الأهداف والمصالح بمقدار أهمية انعكاس نشوئه على عملية استعادة العرب موقعهم، سواء في الصراع الدائر أم في أي صفقة. كما يحتاج التقدم في التسوية إلى أن تتمكن موسكو من الحد من نفوذ طهران ودورها لتستقيم العملية السياسية المستحيلة إذا لم تشمل إعادة سورية إلى الحظيرة العربية.

وإذا كان العنصر الجوهري في كل الجهود للحل في سورية هو التوافق الأميركي- الروسي، فإن التقارب بين الدولتين العظميين لا يشمل التفاهم على دور إيران. موسكو ما زالت تعتمد على دور طهران المباشر في القتال في سورية، مع أن تدخلها أكل من النفوذ الإيراني. وواشنطن تسعى إلى الحد من توسع طهران الإقليمي انطلاقاً من سورية. ين التعقيدات الكثيرة التي تقف في وجه الحل السياسي في سورية، بدءاً بالعوائق التي سيضعها نظام بشار الأسد، مروراً بتناقض المصالح الإقليمية، يبدو العام 2016 فسحة زمنية لواشنطن من أجل تطويع الموقف الإيراني مع صفقة تتناول المنطقة برمتها، انطلاقاً من سورية. وتبين أن ما قاله الأميركيون والإيرانيون عن أن الاتفاق على النووي مع طهران لا يشمل الأزمات الإقليمية، هو الصحيح، خلافاً لمخاوف القلقين من أن يهدر الاتفاق مصالحهم. فيما تربط طهران تسهيل الحلول في سورية بأوراق نفوذها في المنطقة برمتها، وتتجه واشنطن إلى تقليص هذا النفوذ وتمتنع عن رفع العقوبات في حقها المتعلقة بما تسميه «تهديدها استقرار جيرانها في الإقليم ودعمها للإرهاب»، وتنوي التشدد في مراقبة تنفيذها اتفاق الحد من برنامجها النووي، كيف يمكن القيادة الإيرانية أن تسهل التسوية في سورية؟

 

التعاون الاستراتيجي بين السعودية وتركيا في وجه التحديات

راغدة درغام/الحياة/01 كانون الثاني/16

إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي بين السعودية وتركيا حدث يتعدى الحلف الثنائي وهدف توازن القوى السنية في العراق وسورية ويتطلب قراءة معمقة للعلاقة السعودية– المصرية كما العلاقة التركية– الروسية والعلاقة التركية– المصرية المتوترة. إيران وقطر حاضرتان أيضاً في الحدث السعودي– التركي، وكذلك الولايات المتحدة و «داعش» والمعارضة السورية. هناك قواسم مشتركة عديدة، بطبيعة الحال، في العلاقة التي ارتقت هذا الأسبوع رسمياً إلى مرتبة التعاون الاستراتيجي، إنما هناك أيضاً اختلاف في أكثر من مكان. التحدي الأهم يكمن في آليات مجلس التعاون الاستراتيجي وآليات فاعلية التحالف إذا استدعت التطورات على الساحة السورية التصدي ميدانياً للحماية الروسية للرئيس السوري بشار الأسد. التحديات الأخرى تشمل التوفيق بين الأولوية التركية في العداء للتنظيمات الكردية ولطموحات الأكراد الإقليمية وبين نأي السعودية بنفسها عن تلك الأولوية التركية. ثم هناك بقع رمادية عدة في محاربة التنظيمات السنية المتطرفة التي تصنفها واشنطن وموسكو إرهابية بالرغم من توافق أنقرة والرياض على محاربة تنظيم «داعش» وأمثاله، لأن «داعش» يشكل خطراً وجودياً على السعودية لعله أكبر من الخطر الذي يشكله على تركيا، أقله من وجهة نظر البعض في تركيا.

أولى المحطات هي مصر، التي لها علاقات متوترة مع تركيا وتحالفية مع السعودية. مصر عبدالفتاح السيسي تنظر إلى تركيا رجب طيب أردوغان على أنها الموّلد لجماعة «الإخوان المسلمين» وترى في أي خطوة سعودية- تركية تقارباً سعودياً– تركياً في شأن جماعة «الإخوان» الذين سبق وصنّفتهم السعودية في خانة الإرهاب. فالقاهرة تريد للجماعة أن تبقى في تلك الخانة وتخشى أن يكون في طيات ترقية العلاقات بين الرياض وأنقرة نية للتراجع عن ذلك التصنيف. علاقة السعودية بمصر استراتيجية وتحالفية والرياض متمسكة بدعم مصر، لا غبار على ذلك، بالرغم من عدم الارتياح إلى مواقف القاهرة تجاه سورية، أو ترددها في المغامرة في اليمن، أو ما يراه البعض ضعفاً في دورها في الحلف الإسلامي ضد الإرهاب. مصر من جهتها، تقدّر الدعم السعودي والإماراتي والكويتي الذي لا غنى عنه بالرغم من استيائها من التوقعات الخليجية منها، ومن اضطرارها إلى التخلي مرحلياً عن موقع القيادة العربية، ففي نهاية المطاف تدرك القاهرة والرياض معاً أن مصر حيوية ومركزية ولا بديل منها في موازين القوى الإقليمية. إنما مع إنشاء الحلف الاستراتيجي السعودي– التركي، تتساءل مصر أين هي في ذلك الحلف؟ وكيف سيتم التوفيق بينه وبين موقعها في الوزن العربي الاستراتيجي في موازين القوى الإقليمية؟ وترد السعودية بأن لا تناقض بين الاثنين، والدليل هو الالتزام باستمرار العلاقة السعودية التحالفية بفعالية. والواضح أن هناك حاجة لحديث معمّق بين الدولتين العربيتين الكبيرتين لإيضاحات ضرورية علناً.

روسيا لها موقع مميز مع مصر ولها أيضاً علاقات مع السعودية مثيرة للاهتمام. أحد جوانب التعاون الاستراتيجي الروسي– المصري ينبثق من كراهية الطرفين الجماعات الإسلامية، وعلى رأسها «الإخوان المسلمون». وهذا بدوره يقرّب المواقف الروسية والمصرية في سورية في الوقت الذي تتباعد المواقف السعودية– الروسية في الشأن السوري وتتصادم المواقف الروسية– التركية.

البراغماتية التي تتبناها حالياً الديبلوماسية السعودية أدّت بالرياض إلى فتح صفحة عملية مع موسكو -بالرغم من الاختلافات العميقة في الشأن السوري- تمثلت في التوافق على «عملية فيينا» التي أتت بإيران إلى طاولة البحث في مستقبل سورية. والبراغماتية هي التي جعلت الرياض تتوجه إلى إنشاء مجلس تعاون استراتيجي مع أنقرة في خضم التوتر الروسي– التركي مع الحرص الكامل على عدم اختلاق عداء مع موسكو. والبراغماتية تمثلت أكثر ما تمثلت في العلاقة مع روسيا في اليمن، فهناك مفصل مقابل في العلاقة السعودية– الروسية.

موسكو تعهّدت بعدم التدخل في اليمن ضد التحالف العربي، وهي رفضت هذا الأسبوع طلباً من الرئيس السابق علي عبدالله صالح للتدخل ضد التحالف تنفيذاً لتعهداتها للرياض. اليمن أولوية سعودية، ميدانياً كما في الساحة الدولية في الأمم المتحدة حيث موسكو بالغة الأهمية. ولذلك، مهما اختلفت السعودية مع روسيا في سورية أو في شأن إيران، فهي ملتزمة بالحفاظ على العلاقة البراغماتية الجديدة بسبب اليمن أولاً، إنما أيضاً لاعتبارات أوسع وأشمل، استراتيجية وثنائية. موسكو من جهتها تود الحفاظ على علاقات طيبة مع السعودية طالما لا تشترط عليها الرياض فك تحالفها مع إيران أو التخلي مسبقاً عن مواقف تتمسك بها، مثل تمسكها بالنظام في دمشق كأولوية. فهنا أيضاً شقت البراغماتية طريقها إلى الواقعية وسار أقطاب «عملية فيينا» المتمثلة بحوالى عشرين دولة، من ضمنها الولايات المتحدة وتركيا والسعودية، في الخطى التي رسمتها الديبلوماسية الروسية وصولاً إلى الجولة الثالثة في نيويورك التي توّجت بقرار سابق لمجلس المن الدولي.

ذلك القرار رقم 2259 رحّل المسائل الخلافية، مثل بقاء بشار الأسد في السلطة ومصيره في المرحلة الانتقالية ولم يأتِ على ذكره. رحّل أيضاً الاختلافات على مَن هم أقطاب المعارضة السورية المقبولة ومن هي التنظيمات الإرهابية في سورية. وقفّز القرار «عملية فيينا»، التي هي وليدة روسية، على «بيان جنيف» الذي فصّل عملية انتقالية يسلّم فيها الأسد كامل الصلاحيات التنفيذية إلى حكم انتقالي، وحقق القرار انقلاباً على «بيان جنيف» عبر تثبيت مرجعية «عملية فيينا» بدلاً من جنيف فقفز على «عقدة الأسد» رسمياً.

لائحة الاقتراحات بالتنظيمات التي يجب أن تُصنّف إرهابية التي تلقاها الأردن وتم تكليفه بإعدادها، تم ترحيلها أيضاً. والسبب هو الغضب الهادئ الذي تمثّل بمحو الابتسامة العريضة على وجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أثناء اجتماع أقطاب «عملية فيينا» في فندق «بالاس» في نيويورك لدى اطلاعه على إدراج «فيلق القدس» و «حزب الله» على القائمة، فأدى غضبه إلى تعليق الاجتماع، وانتهى الأمر بنوع من دفن لتلك القائمة وبدء العمل من جديد. ركيا بدورها أدرجت «حزب العمال الكردستاني» ضمن من تعتبره إرهابياً في سورية، فأثارت البلبلة. روسيا من جهتها ركّزت أنظارها على قائمة المعارضة السورية التي أعدتها الرياض في أعقاب اجتماع سابق جمع أقطاب المعارضة السورية، لكن موسكو أصرت على الاكتفاء بالإشارة إلى ذلك الجهد في الفقرات التمهيدية من القرار 2259، فحذفته من الفقرات العاملة التي سعت إلى تبني القائمة.

المعركة السياسية على كيفية تنفيذ القرار 2259 الذي أقر العملية السياسية في سورية لأول مرة منذ بدايتها قبل خمس سنوات، آتية. السعودية وتركيا تريدان إدخال شخصيات وتنظيمات على القوائم الخاصة بالإرهاب ترفض روسيا إدخالها. إنما الرياض تريد الاستفادة من أنقرة للضغط على إيران بأبعد من القائمة وليس حصراً فيها، هدفها وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة، والاتفاق على آليات تضمن فاعلية التحالف ضد الإرهاب والتصدي للتحركات الروسية في حماية الأسد.

وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود شاويش أوغلو في أعقاب لقاء القمة بين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورجب طيب أردوغان في الرياض الثلثاء، كشف عن تشكيل مجلس للتعاون الاستراتيجي. هو قال إن الهدف من المجلس يشمل «التنسيق بشكل أكبر وأكثر» في ظل الظروف والتحديات التي نواجهها سوياً في سورية أو العراق أو اليمن أو ليبيا، سواء في ما يتعلق بالإرهاب والتطرف، أو في ما يتعلق بتدخلات إيران السلبية في شؤون المنطقة. وأضاف أن «جميع هذه الملفات تحتاج إلى المواجهة والتعامل معها».

مواجهة التحديات ليست سهلة في ضوء الوقائع الواضحة وتلك الرمادية. فتركيا ليست مشاركاً فاعلاً في الحرب على «داعش» وأمثاله في سورية، خوفاً منها على مصير الأكراد مع ضعف النظام وإصراراً على رفض «العلمانية»، وهذا يكشف استمرار إصرارها على تمكين الجماعات الإسلامية، وتركيا تسير في اتجاه معاكس نوعاً ما مع السعودية في العراق، حيث أعادت السعودية سفيرها بعد انقطاع ربع قرن وحيث تزداد العلاقة التركية– العراقية توتراً. صحيح أن لكليهما تحفظاً على حكومة حيدر العبادي في بغداد، إنما كلٌ لأسبابه، فأسباب تركيا دوماً لها بعد كردي، وأسباب السعودية إيرانية. كلاهما اليوم ينطلق من معادلة توازن القوى السنية في أعقاب هروب «داعش» من الرمادي إما تقهقراً أو في استراتيجية هروب مدروسة لغايات أسوأ. كل من السعودية وتركيا ضروري جداً لتنفيذ غاية القضاء على «داعش» في العراق وفي سورية. مجلس التعاون الاستراتيجي السعودي– التركي حدث مهم لكنه ليس البديل من مجلس التعاون الخليجي. ولا هو البديل من النظام الأمني الإقليمي الذي يتصدى لما تسعى وراءه إيران عندما تتحدث عن نظام أمني جديد في المنطقة ليضمها مع العراق ودول مجلس التعاون الخليجي بعد تفكيكه. إنه حدث مهم يتطلب القراءة العميقة والمتابعة.

 

كيف تنقذ مسيحيّاً؟

مرح البقاعي/الحياة/01 كانون الثاني/16

كانت عمتي، نعمة البقاعي، تربوية رائدة، وأول سيدة دمشقية تتبوّأ منصب رئيس المدينة الجامعية للبنات التي تقع في حيّ المزّة في السبعينات. ولأن عمتي لم تتزوج ولم تنجب، كنت أنا وحيدتها وربيبتها وشغلها الشاغل لتمارس عليّ أحدث نظريات التربية والتعليم وصقل الخلق وتشذيب الشخصية وزرع القيم النبيلة والاعتراف بالآخر. ولأن عائلتي اختارت لي أن أنشأ وأتعلّم في كنف راهبات الفرنسيسكان بمدرسة دار السلام الفرنسية في دمشق، كانت شديدة الفهم والتعاطف مع طبيعة الثقافة المسيحية المنفتحة التي شكّلت محيطي اليومي في المدرسة إلى جانب التعاليم الإسلامية السمحاء في المحيط الأكبر دمشق - حاضنة الأديان السماوية كافّة. من هذا المنطلق كانت تلبّي رغبتي كل عام بتزيين شجرة الميلاد في منزلنا بحيّ المهاجرين الدمشقي، على أن أتحمّل أنا كلفة الزينة من مصروفي الشخصي، وتتحمّل من طرفها مداخلات ونظرات الاستهجان من بعض الجارات الثرثارات، فتقرن شجرة الميلاد، تبريراً لها، بالاحتفال بعيد الشجرة الوطني الذي يصادف يوم الخميس الأخير من كل عام، مرجعة الاحتفاء بالشجرة إلى الآية الكريمة الرقم 18 من سورة االفتح: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً". ضت الأعوام، وكانت شجرة الميلاد تنير بأضوائها وألوانها وبهجتها صدر غرفة الجلوس في منزلنا، أما في المدرسة، وفي دير الراهبات الذي يمتد على مساحة قبو مبنى دار السلام الشاسع، فكنت أتسلل خلف الراهبة لأنصت إلى القدّاس وأركن إلى رائحة البخور وأضواء الشموع حيث تهنأ نفسي برموز الروحانيات تلك، بينما الكثيرات من زميلاتي المسيحيات كنّ يطلبن إذناً لمشاركة المسلمات في حصّة التربية الإسلامية للاستماع إلى تراتيل من القرآن الكريم، وكنّ يتقاطرن في عيد المولد النبوي الشريف للاستماع إلى أناشيد المولد والحصول على صرّة الملبس الدمشقي الملون اللذيذ. هكذا كانت مناخات دمشق بخاصة، وسورية عامة، على امتداد عشرات العقود. وهكذا هو مشهد الصليب الذي يكاد يتشابك مع الهلال على أسطح الحارات الضيقة بين باب توما وأبواب الجامع الأموي الكبير حيث المآذن والأجراس تتناوب على بث شعائر المحبّة والتآلف والتآخي في الله. فزت تلك المشاهد إلى رأسي وأنا أقرأ خبراً تناقلته وكالات الأنباء، وتناولته كبرى الصحف الأميركية في مواضيعها الرئيسة، ومفاده أن "مسلحين ينتمون إلى تنظيم الشباب الصومالي المتطرّف نصبوا مكمناً لحافلة قرب حدود كينيا مع الصومال وكانت في طريقها من العاصمة الكينية نيروبي إلى مدينة منديرا، وطلبوا من الركاب تحت قوة السلاح، بعدما أنزلوهم من الحافلة، الإفصاح عن ديانتهم بهدف عزل المسيحيين وتصفيتهم"!، ويتابع الخبر الذي يندرج ضمن مشاهد العنف اليومي التي تغزو العالم على يد تنظيمات تدّعي المرجعية الإسلامية وتفسّر وتجتهد بما يتماشى مع مشاريعها التطهيرية وعقيدتها التكفيرية: "إن المسلمين من الركاب رفضوا الإفصاح عن دينهم كي يحموا المسيحيين بينهم، ولم يعد باستطاعة الإرهابيين المعتدين التفريق بين المسيحي والمسلم، وما كان عليهم سوى إعادة الركاب المحتجزين إلى الحافلة مع وابل من الشتائم لأنهم فوّتوا عليهم فرصة ممارسة عنفهم السادي على من يكفّرونهم من رعايا الله تجديفاً. راح ضحية العملية قتيلان بينما حمى المسلمون أترابهم المسيحيين من مجزرة محقّقة".

وقعت هذه الحادثة في يوم الميلاد بعد يومين من ذكرى المولد النبوي الذي صادف في 23 كانون الأول (ديسمبر) لهذا العام. هكذا، في دورة فلكية نادرة، يلتقي التقويمان الهجري والغربي على الاحتفاء بمولد نبيّي المسيحية والإسلام، ورسولَي الله إلى البشرية، بينما تأتي حادثة الحافلة لتؤكد عمق التآخي الإنساني بين أبناء الأديان السماوية كافّة. ترتبط هذه الحادثة بالمشهد السوري في شكل مباشر، حيث سيطرت جحافل "داعش" المتطرفة على أراضٍ واسعة من سورية في تلاقٍ واضح مع أجندة النظام لضرب الوحدة الاجتماعية قبل الوطنية، وإغراق الشارع السوري في دم الفصل الديني والطائفي في الحيّ الواحد. فشقّ الصف وإثارة الفتن وضعضعة عرى اللُحمة الشعبية هي بمجملها النسغ الجهنمي الذي يروي عروق الدكتاتوريات، ومن أقدر من بشار الأسد على تجسيد أكثر نماذجها عتواً ودمويّة. ن الخروج بسورية من عنق الزجاجة المسدود بالدم السوري المتخثّر إنما يقع على عاتق الموروث الشعبي الثمين المبني كأحجار سور دمشق، لبنةً لبنة، على مدى مئات السنين من التعايش السلمي الخلّاق بين أبناء الديانات تحت قبة السماء السورية التي أُثخنت بنيران الغرباء وآن لها أن تصفو وتستعيد عافيتها. وهو أيضاً في ذمة علماء سورية المستنيرين في ضرورة إطلاقهم حملات واسعة تحضّ على التجديد في الخطاب الإسلامي على أرضية تعاليم الإسلام الحنيف في اعتداله وانفتاحه لصياغة عقد اجتماعي جديد لا يبتعد عن الدين في الجوهر ولا يتماهى معه في الفعل السياسي، بل يقف على مسافة واحدة من الأديان والمذاهب والأطياف السياسية كافة، في ظل تمكين مفاهيم الدولة المعاصرة التي أسّها المواطنة وسقفها القانون. عندئذ فقط أستطيع أن أقول إن شجرة ميلاد المسيح في بيتنا المسلم ما زالت تحتفظ برونق اخضرارها وبريق نجومها وعبق بخورها، على رغم غيوم الحرب الثقيلة التي تجثم على صدر جبل قاسيون.

 

 شروط التغيير في العالم العربي

كرم الحلو/الحياة/01 كانون الثاني/16

يبدو الإنسان العربي في الوقت الراهن كمن استفاق على كابوس ثقيل. فأحلام الربيع العربي ووعوده السحرية تكشّفت عن «فوضى تسلطية»، بحيث بات المطروح: إما الخروج من التاريخ أو الدخول إليه. لكن الدخول في التاريخ ومواكبة إيقاع العصر دونهما مقدمات أساسية، لن تفلح أية حركة تغييرية لا تتأسس عليها ولا تستنير بهديها. فلكي يتصالح العرب مع العصر، يجب إنهاء التبعية الاقتصادية والغذائية، إذ أظهرت الدراسات الإحصائية أن العرب يعتمدون في غذائهم في صورة أساسية على الاستيراد، وفي شكل يتفاقم تدريجياً، حيث ارتفعت نسبة الأغذية المستوردة من 29.9 في المئة عام 1971 إلى 49.5 عام 1990، لتبلغ نهاية العقد الأول من القرن الراهن 59.4 بليون دولار. ولكي يكون للتغيير مستقبل في العالم العربي يجب القضاء أولاً على نسبة الأمية التي لا تزال، وفق تقرير التنمية البشرية لعام 2014، في حدود الثلاثين في المئة في المغرب واليمن والسودان، وحتى في مصر، أعرق البلدان العربية نهضوياً.

ولكي يكون للتغيير مستقبل عند العرب يجب الحد من اللا مساواة الطبقية الحادة التي لا تزال سمة مميزة للمجتمعات العربية، فالطبقة الوسطى تتلاشى وأعداد الفقراء آخذة في الارتفاع، خصوصاً في الأرياف، حتى بات هناك 220 مليون فقير في الأقطار المتوسطة والمنخفضة الدخل، إضافة إلى 14.4 في المئة عاطلين عن العمل، وتتركز البطالة بين الشباب، ومنهم 40 في المئة من خريجي الجامعات والثانويات.

ولكي يكون للعرب مستقبل، لا بد من إعادة النظر في علاقتهم بتاريخهم وتراثهم وبـ «الآخر»، فقد بات حضور التراث أو الآخر في وعينا إلغاءً لحاضرنا ولتطلعنا نحو المستقبل، بحيث أصبح مستقبلنا في ماضينا، أو في ما في غيرنا وحاضره. لكن مهمة كهذه تبقى مستحيلة إذا لم تنزع الأغلال التاريخية التي قيدت العقل العربي، بحيث يصبح ممكناً الانتقال بالعلاقات الاجتماعية من علاقات قبلية إلى علاقات مدنية تحطم الأطر القبلية والطائفية والعشائرية، ما ينهي الإشكال الحاصل بين العلمانية والأصولية، ويدرج العرب في ثورة الحداثة.

كما أن تعاملنا مع الحداثة سبب من أسباب إخفاق حركة التغيير العربية. فلقد تلقفنا منجزات الحداثة دون النظام الذي أنتجها، عجزنا عن تحويل التكنولوجيا إلى نظام يسري في مفاصل مجتمعاتنا المترهلة والمتخلفة ليحرك عصب الإبداع في داخلها، فيكون لنا دور في حركة العلم والتقدم، نشارك في إنتاج الحداثة وفي حضارة العصر العتيدة، ولا نتلقى فقد ما ينتجه الآخرون من دون أن نساهم في صنعه. لن يكون للتغيير مستقبل عند العرب إذا لم يصبح حراكهم السياسي جزءاً من حركة العصر الديموقراطية. فلقد قيض لعالمنا المعاصر أن يشهد سقوط الديكتاتوريات، والاعتراف بالإنسان كقيمة بذاته. لكن الإنسان العربي ما برح يدور في دائرة الاستبداد، لا تزال حقوقه مغيبة في ظل أنظمة استبدادية تمعن في إذلال شعوبها ومصادرة حرياتها والقبض على مجتمعاتها المدنية.

ولن يكون للتغيير مستقبل والمرأة العربية تقبع على هامش الحراك السياسي والاجتماعي، بينما تلاحقها في بعض الأقطار العربية قوى التعصب والردة والانغلاق، وبينما تشير تقارير التنمية الإنسانية العربية إلى أن المنطقة العربية تبدي من أعلى أمية النساء في العالم، وإلى أن مشاركتهن في الحياة الاقتصادية والحياة السياسية تبقى الأضأل، حتى قياساً إلى الدول النامية. وتعاني المرأة العربية من التمييز في الإرث والعمل، وتتعرض للعنف بأشكال شتى، تصل إلى الضرب والايذاء الجسدي والقتل. فكيف يكون للعرب مكان في هذا العصر في ظل هذا الخلل الجسيم في بنية مجتمعاتهم؟

ولن يكون للتغيير مستقبل إن لم تجابه إشكاليات الانفجار الديموغرافي وتريف المدن والفساد الأخلاقي، حيث تحتل البلدان العربية مواقع متقدمة في تقارير منظمة الشفافية الدولية عن حالة الفساد في العالم.

إن تجنب التفكير في كل هذه الإشكاليات المتمادية والمربكة وعدم التصدي لها بجدية، هما مصدر الخلل في توجه العرب نحو المستقبل، ومصدر إحباط الثورات العربية وانحدارها إلى مآلات بائسة. فلم يكن مفاجئاً اندلاع النزاع الطائفي والمذهبي والتعامل الإقصائي مع الآخر في مجتمعات الانتفاضات، كما لم يكن مفاجئاً كذلك إحساس شرائح واسعة من هذه المجتمعات بالغبن، ومنها الأقليات الطائفية والمذهبية والنساء والمثقفون، كما لم يكن خارج التوقع ضبابية الرؤية المستقبلية لحراكات التغيير ومآلاتها المربكة. من هنا إن مستقبل التغيير في عالمنا العربي رهن بالتصدي لكل تلك الإشكاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والايديولوجية، والانطلاق في ذلك من رؤية ليبرالية تقدم حقوق الإنسان على أساس المساواة المدنية والوطنية، وتؤكد الفصل بين السياسي والديني وانتظام الدولة في السياق المؤسسي الحداثي. تواجه الفساد الأخلاقي وتعيد النظر في واقع المرأة العربية وتخلفها التاريخي، لتذهب في اتجاه تنمية شاملة تنزع فتيل الفتنة والحرب الأهلية. من هذه المقدمات الأساسية في رأينا يبدأ التغيير الجذري في المجتمعات العربية. إننا الآن أمام تحديات تاريخية سيتقرر على أساسها مستقبلنا كأمة وكحضارة.

 

البغدادي وإسرائيل: العطف والتعاطف

موسى برهومة/الحياة/01 كانون الثاني/16

لئن كان الخطاب الأخير لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أبو بكر البغدادي مكتظاً بإشارات دالة وعميقة الأثر لجهة الإقرار، لا التلميح، بتكبده خسارات تستوجب الصبر والصمود، باعتبارها «ابتلاء»، إلا أن الملمح الأبرز هو التطرّق، لأول مرة، إلى المواجهة مع إسرائيل، وتهديد الكيان الصهيوني بعبارات «ساخنة» لم تألفها أدبيات «داعش» ولا خطابات البغدادي، على قلتها. الخطاب، ذو الأربع والعشرين دقيقة، يفيض بذخيرة ملحوظة من عبارات التعزيز والتأسي واستدرار العطف، كما لو كان يشحذ همم جيش على وشك الفرار وتجرع الهزيمة، لذا يتوسل بأشد النصوص القرآنية حماسيةً، رفعاً للمعنويات، ويلجأ، كذلك، إلى حديث خباب بن الأرت الذي رواه عن النبي ليظهر أن المجاهدين، مهما واجهوا من عَنَت وجور وقهر، فلا بد أنهم ملاقو النصر: «والله ليَتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».

وفي انعطافه، كما درج زعماء عرب كثر، إلى استثمار الجرح الفلسطيني المفتوح من أجل القول لأتباعه أننا صامدون وعاضون على الجراح على رغم الآلام، وأن أصابعنا لا تزال ملتصقة بالزناد، فإن البغدادي يؤكد شدة مأزقه، وحاجته إلى حشد الأنصار وتأليف القلوب، لأنه يدرك مركزية فلسطين في الوجدان العربي والإسلامي والعالمي. وعلى نحو استدراكي تألفه خطابات البلاغة القديمة، كما صاغ قوانينها عبدالحميد الكاتب، يأتي البغدادي على ذكر فلسطين، فيقول مستأنفاً: «نعم فلسطين، التي ظن اليهود أننا نسيناها وظنوا أنهم أشغلونا عنها، كلا يا يهود، ما نسينا فلسطين لحظة، وبإذن الله لن ننساها وقريباً قريباً بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين، وتحاصركم طلائعهم، في يوم ترونه بعيداً ونراه قريباً، وها نحن نقترب منكم يوماً بعد يوم، وإنّ حسابكم لعسير عسير، لن تهنأوا في فلسطين أبداً يا يهود، ولن تكون داركم وأرضكم، لن تكون فلسطين إلا مقبرة لكم، وما جمعكم الله فيها إلا ليقتلكم المسلمون، حتى تختبئوا خلف الشجر والحجر، ولقد علمتم ذلك جيداً، فتربصوا إنا معكم متربصون». ومع أن غالبية الدلائل والقراءات للحراك السياسي والعسكري لـ «داعش» تستبعد عزم التنظيم فتح جبهة الآن (وقريباً قريباً) مع إسرائيل، لعدم أولويتها، وتقدم المواجهة الطائفية بين السنّة والشيعة عليها، فإن لجوء البغدادي إلى زج اسم فلسطين، لغايات الترويج وكسب التعاطف، فيه مقدار عالٍ من البراغماتية، بل قل الانتهازية، وهو مألوف في خطاب هذا التنظيم الإرهابي، لكن الأميز أن الاضطرار إلى الاستثمار باسم فلسطين، يجسّد المأزق الشديد الذي يعاني منه التنظيم، فليجأ إلى هذا المتراس، مُكرهاً، وفي ظنه أنه يقيه، ويضمن صموده.

بيْد أن هذا المتّراس الموقت قد يتحوّل إلى مدفع موجّه إلى صدر «داعش» إذا لم يتم الوفاء بتلك التهديدات ضد إسرائيل (قريباً قريباً)، لأن ذاكرة الناس محشوة بالخطابات النارية والتهديدات اللفظية بالاحتفاظ بحق الرد على تل أبيب منذ أزيَد من أربعين عاماً، ولهم في ميراث الأسد الأب وشبله الصغير عبرة غير حسنة، لكنّها على بشاعتها ترنّ في أروقة التاريخ، وتذكر بالكَذَبَة! وإن كانت «الذئاب المنفردة» سياسة «داعش» في لحظات مواجهة اتّسمت بالاقتدار والتمكّن والمرونة في التحرّك، فإنّ ما يتناسل من خطاب البغدادي الأخير وصوته المتهدّج الخالي من نبرة «النصر المؤكّد» يومئ إلى أن الذئاب تنزف، وهذا مؤشر إلى اندفاعة متوقعة قاسية وأشد وحشية وانتقامية من ذي قبل، قد يُقدم عليها التنظيم الذي أعلن زعيمه أن قدر «المجاهدين» أن يثبُتوا «وما أمامكم إلا إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة (...) فاثبتوا فإما حياة عزيزة كريمة، وإما قتلة سعيدة وشهادة مشرِّفة»!

 

في ما كشفته محاكمة البحيري

حسام عيتاني/الحياة/01 كانون الثاني/16

انتهى العام نهاية بائسة بتأكيد الحكم بسجن الباحث المصري إسلام البحيري سنة بعد إدانته بازدراء الأديان، في قضية بدأت قبل أشهر. يقول الحكم على البحيري عن أحوال مصر والقضاء فيها ومآلات السياسة والثقافة في البلد العربي الأكبر، أكثر بكثير مما يقول عن الباحث الذي لم يأت بجديد في المجالات التي أثار الجدال حولها واقتصرت أهميته على نقل ما هو معروف ومتداول في كتب الفقه والحديث والتاريخ الإسلامي، من دوائر المتخصصين والدارسين إلى الميديا الجماهيرية الواسعة. لنقاط التي تناولها البحيري، من رفضه لجزء وازن من الأحاديث النبوية وتشكيكه في صحتها وانتقاده لعدد من أئمة المذاهب والمحدثين، أُشبعت بحثاً ودرساً على امتداد مئات الأعوام من القراءات المتباينة، بعضها هامشي وبعضها نجح في الوصول إلى متن الفقه «الرسمي» للأحاديث ونصوص السيرة النبوية والأحداث التأسيسية للإسلام. مأساة البحيري وشهرته، تنتميان في آن واحد، إلى نظرته إلى الإسلام نظرة مجتزأة تتشارك مع إسلام «المؤسسة» الرسمية في إهمال أن الدين مرّ على مدى خمسة عشر قرناً بعمليات تبيئة، حيث أثّر في المجتمعات المسلمة تماماً كما أثرت هذه فيه. ولا يحتاج المرء إلى ذكاء باهر ليلاحظ أن الإسلام في أندونيسيا وماليزيا مثلاً، يحتفظ بالأسس الكبرى للدين، في حين أن ممارسته المجتمعية تختلف من بلد إلى بلد. وهذا ما يقره الفقهاء قبل غيرهم. قاشات البحيري تنتمي إلى مدرسة نصوصية كانت لها صولات وجولات في التراث الإسلامي وسُميت بأسماء شتى في مراحل مختلفة. يمكن الحديث هنا عمن يعرفون بـ «أهل القرآن» الذين واجهوا «أهل الحديث» في العصر العباسي. وتجوز الإشارة إلى المعتزلة، المدرسة الكلامية الشهيرة التي رأى الإمام أحمد بن حنبل في مريديها «أهل بدع» في عبارته الشهيرة «قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز» أثناء الصراع بين الاتجاه الحنبلي والاتجاه المعتزلي على الاستحواذ على تأييد الشارع من خلال استعراض تأييد المؤمنين المتجلي في الجنائز، «التظاهرات المليونية» في ذلك الزمن. لمشكلة التي أثارها البحيري تقوم أساساً على التذكير بما تم تجاوزه منذ زمن بعيد وطواه النسيان ولم يعد يذكره إلا أمراء «داعش» الهمج وبعض دعاة القنوات الفضائية الذين انحطوا بالفتوى والفقه والتاريخ الإسلامي إلى مستوى «تجارة الشنطة». لكن البحيري أصر على أن ما ينقده هو صلب الإسلام، وفي ذلك خطأ منهجي عميق، ذلك أن الإسلام تعدد وتنوع، كما سلفت الإشارة، منذ تدوين الأحاديث التي تثير استياء باحثنا المُصرّ على نبش ما استُبعد عملياً من الإسلام من دون أن تعلن المؤسسة ذلك إعلاناً رسمياً. ولعل هذه هي النقطة الأهم في مواقف البحيري، أي حثّ الأزهر وغيره من المؤسسات على التصريح باستبعاد الجوانب التي لم تعد مقبولة حتى في المجتمعات الإسلامية المعاصرة بما يقطع طريق الاستغلال على متطرفي «داعش» ومن لف لفهم. بيد أن هذا الخطأ المنهجي (الذي لم يفلح الشيخان أسامة السيد الأزهري والحبيب الجفري في تفنيده، رغم زعمهما تبني الصواب الديني والفكري في مناظرات تلفزيونية سقيمة)، لا يستحق قطعاً أن يُعرض أمام المحاكم ولا أن يلقي بمرتكبه في السجن. لذلك وجب نقل الحديث مما قاله واستخلصه إسلام البحيري الى ما فعله القضاء وما يعكسه هذا الفعل من أحوال مصر... وأهوالها

 

 النكبة السورية وفشل الإسلاميين

أسعد حيدر/المستقبل/01 كانون الثاني/16

سوريا هي النكبة الثانية بعد نكبة فلسطين. مهما تطوّرت الحروب في سوريا وكيفما مضت، فإنّ سوريا التي نعرفها انتهت. أيضاً العراق الذي كان أصبح في خبر كان، واليمن لم يعد يأمل بأن يكون سعيداً، فقد انتهى. يمكن أن يُقال إنّ المؤامرة كانت أكبر منّا، لكن هذا لا يكفي ولا ينتج حلاً. البداية الاعتراف بالمسؤولية المباشِرة لشعوبنا وقوانا وأحزابنا وخصوصاً جيوشنا التي خُصِّصت لها الأموال بديلاً عن التنمية لتحرير فلسطين، فكان أن اغتصبت السلطة مراراً وتكراراً، ولم تترك سوى الدمار من الحجر إلى البشر. حتى «الربيع العربي»، تحوّل إلى «شتاء سيبيري» لا يعرف أحد كيف سينتهي - بالتقسيم على مثال «سايكس بيكو» أو أسوأ، أم بتقسيم طائفي ومذهبي يتشكّل فوق بحار من الدماء والأحقاد؟ «داعش» أشعل الكثير من الحرائق. قبله رمت قوى حزبية داخلية وقوى خارجية أطماع بعضها خارجة من الثأر أو من طموحات متشكّلة من قوّتها ومن ضعفنا. حالياً عالمنا العربي مساحة مفتوحة لصراعات مكشوفة بين روسيا وأميركا وفرنسا وإيران وتركيا نحن فيها في موقع الدفاع. لا يكفي الآن ومن أجل إبقاء جذوة الأمل مشتعلة، الاكتفاء بالسؤال لماذا وصلنا إلى هذه الحالة؟ السؤال الحقيقي والواقعي هو ما العمل؟

«داعش» لم يأتِ من فراغ. كان كامناً في مجتمعاتنا. في اللحظة التي أصبح فيها طلب السلطة يتم من تخوين الآخر وتهميشه وقمعه وإهماله، يُضاف إلى ذلك تجويع كل مَن لا يكون جزءاً من مافيا السلطة سواء بالبطالة أو في عدم البناء، والإبعاد. كل ذلك حوّل عالمنا العربي إلى «أرض خصبة لزراعة الشوك وليس الورد». «داعش» لا يختصر الإسلاميين. «داعش» تغذّى من فشل الإسلاميين وأحزابهم، لذلك ليست اليوم «كبش فداء» كما يتساءل بعض المتنورين من الإسلاميين، وإنّما هي تدفع ثمن أخطائها وخطاياها. في العراق الذي كان غنياً جداً وأصبح فقيراً بحاجة للقروض، الأمن غائب، والدولة مستباحة، والتصدّي للفساد شعار والبطالة هي السائدة. القوى الإسلامية الشيعية من حزبية ومن سياسيين جعلت العراقيين شيعة وسنّة يترحّمون على صدام حسين. بدل أن تعمل القوى الحزبية الشيعية على إعادة بناء العراق، التزمت وعملت على الثأر من السنّة، وكأنّهم مسؤولون عن سياسة صدام حسين. مشكلة الشيعة العراقيين الذين وطنيتهم كانت أكبر من مذهبيتهم أنهم «استزلموا» للمذهبية الإيرانية وأصبحوا خاضعين للجنرال قاسم سليماني. أمّا السنّة العراقيون فإنّهم جنحوا نحو التطرّف وانزلقوا بسرعة حتى ساد «داعش» بكل تطرّفه الخارج من مجاهل التاريخ. في قلب كل ذلك، انّ القوى الإسلامية شيعية كانت أم سنّية فشلت في إدارة شؤون الدولة العراقية لأنّها أرادت السلطة ولم تتثقف ولم تعمل من أجل الدولة وبنائها. أمّا في سوريا، فإنّ «التصحير الأسدي» للحياة السياسية أنتج قوى سياسية إسلامية وغير إسلامية لم تحاول أصلاً صياغة برنامج سياسي ورؤيا اجتماعية واقتصادية تخوض على أساسه الثورة بحيث يستسهل الأسد طرح الخيار بينه وبين «داعش» خياراً وحيداً بين الموت ذبحاً بالسكين أو «بالبراميل المتفجّرة» حالياً، وغدا بين التخلّف الأسود أو الصمت وكأنّ سوريا ليست لهم ومنهم. أمّا في لبنان المتنوّع، فإنّ عدم اختراق «كرات النار» لحدوده، إنّما يعود إلى إرادات خارجية وليس لتوافق بين قواه الداخلية. المأساة انه بدلاً من أن يحترق لبنان بالنار فإنّه يختنق بالفراغ. مهما قيل عن أسباب هذا الفراغ، فإنّ «حزب الله» وإيران حاضنته الشرعية، يتعاملون مع لبنان الحاضر من منطلق ما العمل في ظلّ التحوّلات والمتغيّرات القائمة والقادمة؟ «حزب الله» الذي كان حزباً واعداً، تحوّل إلى ميليشيا في خدمة السياسة المذهبية الإيرانية في سوريا واليمن. أيضاً «حزب الله» يعاني «أمراضاً» مشابهة لباقي القوى والأحزاب الإسلامية. لم يقدم الحزب حتى اليوم برنامجاً سياسياً - اقتصادياً يمكن البناء عليه بالاتفاق مع باقي القوى. اهتم الحزب بـ»شودرة» المجتمع الشيعي أكثر بكثير من هذه المهمّة التاريخية. إلى جانب ذلك، فإنّ محاولة «الحزب« اللعب في «ملعب» الكبار، قد استنزفه. مهما حرصت إيران على حمايته ودعمه فإنّ ربحه محدود وخسارته مفتوحة، خصوصاً إذا خسرت إيران أو تغيّرت. ما يحصل الآن أنّ واشنطن وموسكو المتفاهمة مع إسرائيل، «قضمتا» من نفوذ الآخرين. في العراق عاد الأميركيون بقوّة، خصوصاً إلى الجيش العراقي. عندما يتمسّك سليماني بالمالكي إلى درجة قهر العراقيين من الطبيعي أن يلجأ العراقيون إلى «أحضان» الأميركيين. أمّا في سوريا فإنّ موسكو قضمت من نفوذ إيران و»شهيّتها» مفتوحة. القضاء على «داعش» قادم. القوى والأحزاب الإسلامية لن تستفيد من هذا الحل لأنّها أكدت أنّها بجهلها واكتفائها بشعار «الإسلام هو الحل»، ومن ثم تحوّلها إلى «بندقية» وانتحاريين في خدمة مشاريع الآخرين، قد فقدت طويلاً من حقوقها في العمل من أجل المستقبل، ما لم تقبل فعلياً بوجود الآخرين، وإسقاط المذهبية سواء كانت سنّية أو شيعية فعلاً لا قولاً.

 

القرار 2254 سكة للحل.. والعبرة في تفسير البنود

ثريا شاهين/المستقبل/01 كانون الثاني/16

يشكل صدور القرار 2254 حول الحل في سوريا محطة مفصلية في الأزمة السورية، وارتياحاً الى التمكن من إصداره من قبل كافة الأطراف الدولية والإقليمية المهتمة بالموضوع السوري والمؤثرة على الأرض هناك والتي بدأت تشعر بضرورة ايجاد حل وعدم القدرة على الاستمرار في تكبد خسائر من جراء الأزمة.

مصادر ديبلوماسية، تؤكد أن الترقب حالياً هو لمسار تنفيذ القرار، لأنه لا يمكن إغفال الصعوبات التي تحيط بذلك، إنما أهميته في أن الأطراف الدولية والإقليمية التي كانت متباعدة حول الحل، ولا سيما الولايات المتحدة والخليج وتركيا من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى، توافقت على خارطة طريق مشتركة بينها حول سوريا. وهذا جيد، وإن بقيت هناك نقاط عالقة، أبرزها مصير الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تحتاج الى مزيد من الدراسة. القرار أيضاً وضع روزنامة حل تأمل الأطراف بالتقيد بها زمنياً. وتشير المصادر الى أن الترقب يركز على وقف النار وإمكان نجاحه، وعلى ما إذا كان التفاوض بين المعارضة والنظام نهاية كانون الثاني سيكون جدياً. وبالتالي، الجدية تتوقف على الموقف الروسي وما إذا كانت موسكو ستضغط على النظام لإبراز الجدية المطلوبة، والالتزام بالقرار 2254. وزير خارجية النظام وليد المعلم يقول بحكومة وحدة وطنية، وليس بهيئة حكم انتقالي. وليس واضحاً إذا ما كان هذا الكلام، بمثابة موقف تفاوضي أم لا. إنما إذا لم يحصل ضغط روسي جدي فإن التفاوض لن يحرز تقدماً فعلياً، وستفضي المفاوضات الى ما آلت إليه محادثات جنيف السابقة. هناك تخوف من أن يبدأ النظام بالقول في المفاوضات انه هو الشرعية ويجب على كل الأطراف تسليم سلاحها مع ما يعني من القبض على زعماء المعارضة ووضعهم في السجون. لذا السؤال «هل سيكون هناك مرحلة انتقالية فعلية برضى النظام وبضغط جدي روسي؟»، وكذلك «هل ان كل الأطراف في سوريا سيتم الضغط عليها للتوصل الى وقف نار فعلي، والى تنفيذ كل مقتضيات القرار؟».

في موضوع الانتخابات الرئاسية، هناك تساؤلات ذات صلة بآلية إتمام هذه الانتخابات، وكيف يمكن ضبط نزاهتها، وكيف يتم اشراك السوريين خارج سوريا ووفق أية آلية وأين، وكيف ينتخبون في السفارات التي لا تزال تابعة للنظام فهل هي ستنخبهم وما الضمانة في ذلك؟ لذا إذا لم يكن هناك ضغط روسي أيضاً، فإن العملية تكون فاشلة. وعلى الرغم من التوافق الأميركي الروسي حول القرار، إلا أن الطرفين لا يزالان على خلاف حول مصير الأسد. روسيا تقول إن الشعب السوري يقرر مصيره في ضوء الانتخابات. الولايات المتحدة تعتبر انه من الضروري أن يكون الأسد قد رحل بنهاية المرحلة الانتقالية.

وتفيد مصادر ديبلوماسية أن هناك رهاناً على الانتخابات ستكون المخرج الملائم لرحيل الأسد، وهي مخرج من الشعب. فإذا حصلت الانتخابات فإن الأغلبية الشعبية السورية هي سنية ولن تنتخب الأسد. والأسد يأخذ ذلك بالاعتبار، ما يجعله يعيد النظر بترشحه. وليس من جهة تعتقد، أنه سيترشح مرة جديدة، ما يعني ان الشعب السوري هو الذي سيعطي الحل في هذه المسألة. والانتخابات يفترض أن تحصل بعد سنة ونصف السنة من تشكيل هيئة الحكم الانتقالي. الروس يعتقدون أن الحل سيسير، لكن هناك صعوبات، إنما يبقى الأمل بالتنفيذ.

المهم في الفترة الفاصلة عن بدء التفاوض السوري السوري، تشكيل وفد المعارضة، واعداد لائحة التنظيمات الارهابية التي لن تشمل سوى «داعش» و»النصرة». وهذا يعود الى أن زيادتها من قبل أي طرف لتنظيم يدعمه الطرف الآخر، سيُقابل بتسمية التنظيم الذي يدعمه الأول.

فعندما طرح الأميركيون أن تتضمن اللائحة الحرس الثوري الإيراني، طرحت إيران أن تتضمن وكالة الاستخبارات الأميركية. وعندما طُرح تضمينها «حزب الله»، طُرح في المقابل تضمينها «جيش الإسلام» وغيره من التنظيمات المعارضة.

من بين النقاط غير الواضحة في القرار لدى التنفيذ، صلاحيات هيئة الحكم الانتقالي، ودور وصلاحيات الرئيس السوري في هذه المرحلة. الجميع وافق أن يبقى خلال هذه المرحلة، لكن ماذا سيحصل بالأجهزة الأمنية والمخابرات؟ فهل كل ذلك متروك للتفاوض؟ وبالتالي، كل بند من بنود روزنامة الحل يحتاج الى تفسير وسيتم عبر التفاوض برعاية دولية، لأن كل واحد منها تلزمه آلية تنفيذية ونوايا صادقة وضغوط فعلية. المهم الآن أن هناك سكة للحل، مع الإشارة الى أن القرار لم يأتِ على ذكر مصير الأسد.

 

رفع وتيرة الحرب قبل فيينا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/16

الروس، منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول)، صاروا رأس حربة في معارك سوريا ومحيطها، بعد أن كانوا يلعبون دورًا خلفيًا، بالتمويل والمعلومات والعمليات المحدودة. النتيجة أن قوات النظام السوري مع القوات الإيرانية، التي تقود ميليشيات متعددة الجنسيات، تشعر لأول مرة بانفراج في عدد من مناطق القتال. وبات من الواضح نوايا التصعيد هذه، إلا لوزير الخارجية الأميركي المصر على قناعته بنوايا الروس الحسنة التي شكلها بناء على حواراته المتعددة معهم في أوروبا وموسكو. والمشكلة لم تعد في فك شفرة النوايا الروسية لأن فعلهم أوضح من أقوالهم، بل المشكلة في فهم نوايا الوزير جون كيري؛ هل هو أيضًا يريد التخلص من المعارضة المسلحة السورية المعتدلة، أي التي ليست «داعش» ولا «النصرة»؟ وهل يبيت النية للقبول أخيرًا باستمرار نظام بشار الأسد؟ حاليًا، في سوريا تشن حربان؛ واحدة من جانب التحالف الأميركي تستهدف التنظيمات الإرهابية: «داعش» و«النصرة»، والأخرى من الجانب الروسي تقوم بقصف التنظيمات المعارضة الوطنية. النتيجة، أن الأسد والإيرانيين يقومون برفع الأعلام على المناطق «المحررة» أميركيًا وروسيًا! وفي نفس الوقت يشجع الروس والإيرانيون التنظيمات التركية الكردية المسلحة لضرب تركيا، وبالتالي تجويع المعارضة السورية وعزلها. وصار الجانبان، الأميركي والروسي، يقاتلان في صف نظام الأسد وحليفه الإيراني، إضافة إلى تعزيز وضع القوى الموالية لإيران في العراق بشن الحرب نيابة عنهم، وتحرير المناطق التي استولى عليها تنظيم داعش. تكون السياسة الأميركية منطقية ومقبولة، لو أن هناك حلاً سياسيا مؤكدًا يوازي العملية العسكرية، لكنها الآن تقوم بعكس ذلك، بإضعاف الحل السياسي بتنظيفها المناطق لصالح الإيرانيين والروس، فهل يستطيع أحد أن يشرح لنا، أين المنطق هنا؟ منطق واشنطن في البداية كان مفهومًا ومقبولاً. إرسال القوات الأميركية بهدف محاربة تنظيمين إرهابيين: «داعش» و«النصرة»، إثر تنامي خطرهما في سوريا والعراق، بعد عمليات التهجير الواسعة للإيزيديين في العراق، والاستيلاء على مدينة الموصل، واستهداف إقليم كردستان، ومشاهد الذبح والحرق المروعة. ووجد تجاوبًا واسعًا من معظم القوى السياسية الدولية، بما فيها الإقليمية التي شاركت في دعمه.

إنما هذا الهدف يستحق، الآن، أن يعاد النظر فيه نتيجة استغلال الروس والإيرانيين للوضع، وتغييرهم قواعد اللعبة، ومحاولتهم فرض نتائج مختلفة. فالسياسات الطائفية أصلاً هي سبب الفوضى، فممارسات حكومة نوري المالكي السابقة في العراق ضد المعتدلين السنة جلبت «داعش» الذي استولى على ثلث العراق. وفي سوريا تسببت عمليات القتل المستمرة من قبل قوات النظام وحليفها الإيراني، التي فاضت بثلث مليون قتيل، في جلب «الجهاديين» من أنحاء العالم. نحن نفهم لماذا تفعلها إيران، فهي تسعى لفرض أنظمة حليفة للسيطرة على البلدين، لكن من غير المفهوم أن تختصر السياسة الأميركية الأزمة المتعددة في موضوع واحد؛ الجماعات الإرهابية. وحتى لو نجحت القوات الأميركية في هزيمة آلاف الإرهابيين، كيف ستستطيع بعد ذلك حراسة الأرض المحروقة حتى لا يعودوا؟ وكيف ستمنع الإرهابيين من عمليات التجنيد اللاحقة بين ملايين السنة الذين يتم تشريدهم على أيدي قوات النظام السورية، والقوات الإيرانية، والروسية؟

التطور الجديد أنه لم يعد للحل السياسي مكان في مفاوضات فيينا المقبلة، فالروس والإيرانيون يريدونها جلسة استسلام، بقتل ومحاصرة المعارضة السورية المعتدلة، وتهديد الدول المؤيدة لها. وطالما أن المشروع الروسي يقوم على فرض حل سياسي بالقوة، بتنصيب الأسد وتسليم إيران المنطقة، فإن واجب دول المنطقة على الجانب الآخر تغيير مفهوم دعمها للمعارضة، برفع مستوى تسليحها، الذي ظل دائمًا محدودًا نتيجة الاشتراطات الدولية، وعلى أمل التوصل إلى حل سياسي يجمع كل الفئات السورية في مشروع حكم واحد. رفع دعم المعارضة قد يكون الطريق الوحيد لتحقيق التوازن على طاولة التفاوض. دون ذلك من الأفضل توفير الوقت، بتسليم الإيرانيين المهمة، ونقل المفاوضات إلى طهران، وتكليف جماعتها بحكم سوريا. وفي نفس الوقت على دول المنطقة، وأوروبا، نتيجة لذلك استقبال المزيد من ملايين الهاربين من سوريا والعراق، لأن المنطقة لن تستقر.

 

سوريا.. دراسة في السخرية الدولية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/16

إذا سارت الأمور بشكل جيد فسوف تنعقد أحدث مناورة سياسية حول سوريا في وقت ما خلال هذا الشهر. ومع ذلك، لا يمكن للمرء أن يتوقع بالتأكيد ما ستثمره جولة المحادثات المقبلة، التي أيدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع. إن أول شيء ينبغي معرفته عن الممارسة الدبلوماسية المقترحة هو أنها ترتبط بسوريا بشكل عرضي على أقصى تقدير. ويكمن الغرض الحقيقي من المحادثات في شيء آخر. وهذا يتضح على الفور من أول خطوة اقترحها قرار مجلس الأمن «لتحقيق وقف إطلاق النار في بلد مزقته الحرب». وعادة عندما يقرر مجلس الأمن وقف إطلاق النار، يكون عاقدًا العزم على تحقيقه على الفور. فعلى مدى السنوات السبعين الماضية منذ تأسيسها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة العشرات من قرارات وقف إطلاق النار، جميعها دخلت حيز التنفيذ على الفور. لكن هذه المرة، رغم ذلك، يتصور مجلس الأمن وقفًا لإطلاق النار ناجمًا عن محادثات غير محددة في موعد غير محدد. والأسوأ من ذلك، يجري استبعاد أكثر من نصف المتورطين في الحرب السورية متعددة الجوانب حتى من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار.

في سوريا، لدينا نوعان من النار..

النوع الأول هو النار التي تطلقها الفصائل المتناحرة، بما فيها بقايا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي يعادي بعضها بعضا خلال المعارك العرضية والنادرة. ويوقع هذا النوع عددا قليلاً نسبيًا من الضحايا، حيث لا يمتلك أي من تلك الفصائل القوة الكافية لوضع نتيجة حاسمة وواضحة للمعركة. فعلى مدى الأشهر الـ18 الماضية، تغيرت الصورة المرسومة بأن سوريا أصبحت تحت سيطرة العديد من الجماعات المسلحة. وبالتالي، سواء تمكنّا من وقف هذا النوع من إطلاق النار أم لا، فإنه لن يكون له أثر يذكر على الوضع العام في سوريا.

النوع الثاني هو النار المطلقة من الجو، غالبًا ضد السكان المدنيين. ويخضع هذا النوع لسيطرة عدد قليل نسبيًا من الأطراف اللاعبة في الصراع السوري. يضرب ما تبقى من سلاح الجو السوري أهدافًا مدنية بشكل روتيني، بما فيها الضرب بالأسلحة الكيماوية، مع تغير ضئيل أو معدوم في ميزان القوى على الأرض، وهذا لا يرقى إلى كونه مذبحة بحق المدنيين بقدر ما هو عمل من أعمال الحرب. وكان من الممكن أن يدعو مجلس الأمن بسهولة إلى وقف فوري لإطلاق النار من الجو، غير أنه لم يفعل.

كما تأتي النار المطلقة من الجو مما يسمى بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وفي الآونة الأخيرة من روسيا. وفي كلتا الحالتين، تكون لهذا الأمر أضرار «جانبية» كبيرة، بمعنى أن المدنيين يُقتَلون، من أجل تحقيق مكاسب عسكرية ضئيلة.

وإذا كانت النار الروسية المطلقة من الجو تقتل المزيد من الأشخاص، فإن ذلك بسبب عدم امتلاك الروس هذا النوع من القنابل «الذكية» والصواريخ «الكبريتية» التي يمتلكها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وهنا، أيضًا، كان من الممكن أن يدعو مجلس الأمن إلى وقف فوري للقصف الذي لا يثمر أي نتائج ملموسة، بسبب أن التحالف الدولي وروسيا واللاعبة الأخرى إيران لم تتمكن من ترجمة الضربات الجوية إلى مكاسب سياسية على أرض الواقع. وفي ظل غياب استراتيجية عسكرية متماسكة، فإن هذا الأمر ببساطة مجرد قتل وحشي.

ومجددًا، تحرك مجلس الأمن في هذا الصدد.

لذلك، من الصعب اعتبار أن القرار والمحادثات المقترحة هي نتيجة الرغبة الحقيقية في وقف عمليات القتل في سوريا. إنها تنطوي على أغراض أخرى. يكمن أحد الأغراض في خلق الوهم بأن ما يسمى المجتمع الدولي توصل الآن إلى إجماع بشأن سوريا. وهذا غير صحيح بتاتًا.

يمتلك محور موسكو - طهران أجندة تهدف إلى إطالة الحكم الوهمي لبشار الأسد في دمشق. وأدركت روسيا فجأة أنها دخلت عش الدبابير ولا تمتلك أي مخرج. وعلى الرغم من أن رئيسها فلاديمير بوتين هو لاعب حذر، فإنه يعلم أن مأزقه السوري قد يستمر لسنوات، في ظل معاناة روسيا من انهيار اقتصادي، وقلق الرأي العام إزاء المغامرة الخارجية المكلفة. ويعلم بوتين أيضًا أنه من خلال دعم الأسد، وقصف المعارضين، فإنه يضمن تدني شعبية روسيا بشكل عميق ودائم في العالم الإسلامي. وبالأحرى، سيكون لادعاء المعارضة الروسية المسلمة أن بوتين يمد مذبحته ضد المسلمين من القوقاز إلى سوريا، صدى لدى العديد من المسلمين في جميع أنحاء العالم. أما بالنسبة لملالي طهران فإنهم يواجهون صعوبات، متمثلة في دفع رواتب ليس فقط المعلمين، ولكن أيضًا ضباط الأمن. وفي الوقت ذاته، منيت إيران بخسائر فادحة، بما في ذلك مقتل 140 ضابطًا على الأقل في غضون شهرين فقط، في ظل عدم تحقيق أي شيء من الناحية العسكرية. ويتمثل الهدف الرئيسي لإيران في إطالة فترة الأسد في القصر الرئاسي، وذلك لحفظ ماء وجه المرشد الأعلى الذي وعد بالحفاظ على حليفه المدلل في السلطة. ولا تهتم الولايات المتحدة، تحت حكم الرئيس باراك أوباما، إلا بشراء الوقت، وخلق الانطباع بأن الممارس الكبير لـ«الدبلوماسية المبدعة» حل مشكلة دولية رئيسية أخرى، في أعقاب نجاحه الكبير في منع إيران من تطوير قنبلة نووية. وبعبارة أخرى، يريد كل هؤلاء الذين شاركوا في طبخ قرار الأمم المتحدة الساخر شراء الوقت. وتوفر تلك الممارسة لهم متسعًا من الوقت. ومن المقرر إجراء محادثات جنيف هذا الشهر، مع الاتفاق على وقف إطلاق النار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وبعد ذلك بثلاثة أشهر سوف تبدأ المحادثات لتشكيل حكومة مؤقتة، تكون تحت حكم الأسد على ما يفترض. وستكون الخطوة التالية إجراء انتخابات - برلمانية على الأرجح - في غضون 18 شهرًا. كل هذا من شأنه أن يأخذنا إلى عام 2018، إن لم يكن بعده. وبحلول ذلك الوقت، يكون الرئيس أوباما قد غادر البيت الأبيض منذ فترة طويلة، ونشر مذكراته التي يشير فيها إلى سوريا كأحد نجاحاته الدبلوماسية العديدة. وإذا حدثت الأمور بشكل أسوأ في ذلك الحين، فإنه ببساطة يلقي باللوم على خلفه في ذلك.

أما بالنسبة لبوتين فإنه يكون قد حقق شيئًا واحدًا على الأقل: دفع ضمه لأوسيتيا وأبخازيا وشبه جزيرة القرم ودونيتسك في غياهب النسيان. وسيكون المرشد الأعلى لطهران قادرًا على التباهي بأنه حافظ على الأسد في السلطة حتى نهاية ولايته. وإذا انتهى الحال بالأسد بشكل سيئ حينئذ، كما هو مؤكد، فإن المرشد الأعلى قد يتركه كمجرد «شهيد آخر للإمام». كما أتاحت سخرية الأمم المتحدة لتركيا والعرب الخروج من المشكلة بسهولة. فكانت السياسة التركية موضوعة على مسار خاطئ، لأن الرئيس رجب طيب إردوغان حاول استغلال الفرصة التي وفرتها المأساة السورية لتدمير حزب العمال الكردستاني، واقتطاع «منطقة آمنة» من كل من سوريا والعراق. من جانبهم، فشل العرب في تنسيق سياساتهم، وكشفوا عن انقساماتهم التي تشجع أعداءهم فقط. وتلبي ممارسات الأمم المتحدة الساخرة الاحتياجات التكتيكية لكل القوى الخارجية المتورطة في المأساة السورية. والمتروكون فقط هم أبناء الشعب السوري، الذين يستمر قتلهم كل يوم.

 

المؤسسات الدينية وتدبير الشأن الديني

رضوان السيد/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/16

قرأتُ أخيرًا مقالةً للباحث الأردني المعروف إبراهيم غرايبة عن التجربة الأردنية في إدارة الشأن الديني. وهو يذكر أنّ الدولة الأردنية تنفق كل عامٍ ما يُناهز المليار دولار على المعْنيين بالشأن الديني في الأوقاف والإفتاء والجامعات والمعاهد الإسلامية والجهات الدعوية والخيرية. لكنّ الجهود الكبرى المادية والسياسية ما أفلحت في النهوض بالمؤسسات، ولا حمت الدين من التطرف، بل إنها ربما أثرت تأثيراتٍ معكوسة أحيانًا. لقد كان غرايبة قاسيًا في الحكم على أعمال المؤسسة الدينية الأردنية وتأثيراتها. لكنّ الموضوع شديد الأهمية، وينبغي أن يخرج إلى النقاش العلني، وأن يجري التداولُ فيه على أوسع نطاق، لأنه لا شيء يفوقُهُ في الاعتبار الآن. فهناك الكثير جدًا من العنف الذي يُمارَسُ باسم الدين بحيث جرؤْتُ على القول إنه حدثت انشقاقات في ديننا، وهذه الانشقاقات تحاول تفجير مفهوم الدين. وبذلك فإنّ التجربة السابقة في النصف الثاني من القرن العشرين في إدارة الشأن الديني ينبغي نقدها ومراجعتُها فيما بين الدولة والمؤسَّسات الدينية والمثقفين وواضعي الاستراتيجيات. وقد اقترحتُ في محاضرةٍ بمركز الملك فيصل بالرياض في مطلع العام 2014 أن تقوم الجهات الأربع الرئيسيةُ السالفةُ الذكر بالتشاور والتداول والتخطيط للقيام بثلاثة أُمورٍ لإصلاح إدارة أو تدبير الشأن الديني، وهي: أولاً، إطلاق عمليات مراجعةٍ ونقدٍ لتحويلات المفاهيم الدينية التي تمكّن الحزبيون والمتطرفون في العقود السبعة أو الثمانية الأخيرة من «إنجازها» لجهات التأويل والتحويل وتغيير الاتجاه والزيادة والنقصان في ثوابت ومسائل حساسة مثل الإيمان والجهاد والخلافة والعلائق العدوانية أو الانفكاكية بالدولة وبالمؤسسات الدينية وبعالم العصر وعصر العالم. والمهمة الثانية: تقوية المؤسسات الدينية بحيث تجدِّدُ كفاءتَها وفعاليتها وتتمكن من القيام بمهامها الأربع الأساسية، وهي: رعاية وحدة العبادات ليظلَّ المسلمون يصلّون معًا ويتشاركون ثوابتَ الدين وأصولهُ وأركانه، والتعليم الديني لتربية الأجيال صغارًا وفتيانًا وكبارًا متخصصين على علاقاتٍ سويةٍ بين الفئات الاجتماعية، ومع الدولة وإدارة الشأن العام. ومع الآخر المختلف بالداخل وفي العالم. والمهمة الثالثة: الفتوى المستنيرة التي تدفع المتدينين باتجاه الفهم والتلاؤم والنظر إلى المشكلات كبيرها وصغيرها بعيون الإقدار والتمكن والأفق المفتوح. والمهمة الرابعة: الإرشاد العام؛ إذ لم تعد جهات وتيارات التأثير على المجتمعات مقتصرةً على الدول، بل التأثير الأكبر للجهات التي تمتلك الإعلام ووسائل الاتصال. ومن حقّ الجهات الدينية المشاركة والتنافس إذا صحَّ التعبير بحكم وظيفتها التقليدية لهذا الجانب، وبحكم الطوارئ في العلاقة بين الدين والمجتمعات، وبين الأصوليات والعصر.

أما الأمر الثالث الذي ينبغي إعادة التفكير فيه والتدبير بشأنه، فهو العلاقة بين الدين والدولة، أو بالأحرى بين الدولة والمؤسسة الدينية. فقد كانت العلاقةُ تعاونيةً وللدولة اليد العليا فيها باعتبار أنها هي التي تنفق على الشأن الديني من خلال تلك المؤسسات. وقد اعتقد المثقفون العرب، وبخاصة اليساريون والعلمانيون، أنّ هنا مشكلتين؛ مشكلة التقليد الديني الذي يتبادل الحماية مع الدولة التي تشجع الاتجاهات «الرجعية»! والمشكلة الأخرى عمل أرباب الشأن الديني في الدفاع عن الأنظمة القائمة أيًّا كان شكلها، وأيًّا كانت شرعيتها. وما كان هؤلاء مع استقلال الشأن الديني والمؤسسة عن الأنظمة، بل كانوا مع إزالتها أو عزلها للقضاء على الموروث الرجعي، وفصل الدين عن الدولة! وقد تبين أنّ هذا الفهم الذي كُتبت فيه نظرياتٌ هائلة تتخلله أخطاء الفهم والاستنتاج من عدة نواح. فالدول «التقدمية» ما كانت تحمي التقليد الديني، بل كانت تريد إضعاف المؤسسة أو إدخالها في عمليات «التحديث». ثم إنّ الأصوليات الانشقاقية خرجت أول ما خرجت على تقاليد فقه الدين وفقه العيش لدى المؤسسات الدينية. وتجاهلت كل موروث التجربة التاريخية الإسلامية، باتجاه التأصيل القاطع في الكتاب والسنة وتجربة الراشدين، التي تفهمها وتفسّرها بحسب هواها ومطامحها أو مطامعها.

بيد أن هذا وذاك لا يمنع من القول إن تجربة العلاقة في العقود الماضية لم تكن ناجحةً بدليل انفجار الدين بأيدي الدول والمجتمعات والمؤسسات الدينية. فلا بد من التفكير «من خارج الصحن» كما يقال، لإعادة الانسجام بين الدين والدولة في العالمين العربي والإسلامي. إنّ القياس على التجربة الغربية واقتراح حلول بالمنطق نفسه، قد يكون مفيدًا من حيث الكشف عن تعددية الخيارات. أما الواقع فهو أنّ التجارب التاريخية والحاضرة مختلفةٌ تمامًا. فالدين ورجالاته ما حاولوا الحلول محلَّ رجالات الدولة، ولا الاستيلاء على الشأن السياسي. بل إنّ الإمامة (= السلطة) بحسب الماوردي كانت لها مهمتان: حراسة الدين (= حفظه على أصوله المستقرة)، وسياسة الدنيا. وبذلك فهي لا تتدخل في عقائده وعباداته ومعاملاته، لكنها تصون الثوابت والإجماعات، وبلغة العصر: الحريات، حرية العقيدة، وحرية العبادة، وحرية التعليم. وبالطبع، ليس من مصلحة الإدارة السياسية أن يتدخل العلماء في الشأن السياسي بما يتجاوز النصيحة. بيد أن متغيرات الحداثة والعصر أحدثت اختلالاتٍ هائلةً في سائر الجوانب: فالسلطات أرادت المضي في ضبط الشأن الديني، والمثقفون العرب والمسلمون أرادوا إخراج الشأن الديني من المجال العام، والشبان تمردوا على الجهات الدينية والسياسية، وأرادوا استعادة الشرعية الدينية للمجتمع والدولة من خلال الاستيلاء على إدارة الشأن العام وتطبيق الشريعة!

ما كانت تجربة المؤسسات الدينية في العقود الخمسة الأخيرة رائعةً أو واعدة. ولا يرجع ذلك إلى التبعية للسلطات وحسْب، ولا إلى مجاملة الأصوليات في مسألة الدين والدولة وحسْب؛ بل وإلى أنها ما كانت ناهضةً وقويةً بحيث تصبح مهيبة الجانب، وموضع ثقة، وموضوع نظر من المجتمعات والعالم. إنما ولكي نقدر مدى أهمية تلك المؤسسات، لنَرَ كيف تنافست الأنظمة والأصوليات في دول الاضطراب على تخريبها وقتل شيوخها. كل العرب، بل كل المسلمين، بل كل البشر، مشغولون اليوم بمواجهة العنف باسم الدين تحت اسم الإرهاب. وبالطبع، لا مجال للتردد في ذلك. لكن مجتمعات المسلمين مجتمعات ضخمةُ، وثلث المسلمين بعد هذا يعيشون في مجتمعاتٍ أكثرياتها غير مسلمة. فلا بد من التفكير منا جميعًا بمراجعة تجارب الماضي القريب للعيش فيما بيننا ومع العالم. ولا بد من التفكير بطرائق تسكين الدين أو القلق الديني. وكما لم نستفد من سيطرة الدول على الشأن الديني، فكذلك لم نستفد من ضعف المؤسسات الدينية واستتباعها واختراقها من جهةٍ أخرى من جانب المتشددين: فهل يمكن استعادة الانسجام بين الدين والدولة في مجالنا الاستراتيجي من طريق تعاون السلطات والجهات الدينية والمثقفين في «حفظ الدين على أصوله المستقرة، وأعرافه الجامعة»؟!