المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january04.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا02/من36حتى40/وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه

الرسالة إلى العبرانيّين06/من09حتى12/فإِنَّ اللهَ لَيْسَ بَظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُم، والمَحَبَّةَ التي أَظْهَرْتُمُوهَا مِن أَجْلِ ٱسْمِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

حزب الله الملالوي يحتل لبنان ويقوض كل مقوماته/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/1/2016

"النهار" : هذا هو الموقع الإلكتروني للشركة الهولندية والتكلفة تحدّث عنها وزراء حضروا الجلسة الحكومية

اعتصامان أمام السفارة السعودية و"الاسكوا" احتجاجاً على اعدام النمر

السعودية تطالب الحكومة اللبنانية بتأمين حماية طاقمها الديبلوماسي

فارس سعيد لـ «السياسة» : نخشى مخاطر وتداعيات التصعيد

ريفي: حزب الله اغتال الحريري

شارل جبور يقرأ في قطع العلاقات السعودية-الإيرانية

ليالي فيينا الطويلة.. النووي يتصدر أحداث 2015

الرد على اغتيال القنطار آت..لكن الهتاف”الموت لآل سعود”

ايران والسعودية غداة اعدام النمر: لا نرغب في التصعيد

سجال من طرف واحد../احمد خواجة

إعدام النمر يضرم النار بين السعودية وإيران

الموت يغيب الوزير السابق فؤاد بطرس

أمانة 14 آذار: للالتفاف حول مشروع الدولة حرصا على الاستقرار

الحريري: حزب الله يتصرف بأنه مسؤول عن الشيعة في العالم وعلى بعض قيادات الطائفة الشيعية التعاون لرفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

هل هدّد جميل السيّد فؤاد السنيورة بالقتل؟!

الرئيس أمين الجميل بعد لقائه الراعي: أنا وحزب الكتائب منفتحون على كل الحلول والمبادرات شرط ان تؤدي الى انتخاب رئيس

اعتصام في بدنايل تضامنا مع حسن يعقوب وكلمات طالبت القضاء ان يحكم بضمير وإنسانية

سيول وانهيارات في كفرنبرخ والاهالي اخلوا منازلهم

وهبي: نؤيد الحوارات التي تجري في البلد حتى لو كان حوار طرشان

الراعي في يوم السلام العالمي:رسالة البابا موجهة الى سياسيين بلغوا ذروة اللامبالاة بعدم انتخاب رئيس

قاسم: اعدام النمر بداية نهاية النظام السعودي

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية تقطع علاقاتها مع إيران وتطرد دبلوماسييها

تاريخ أحكام الإعدام في السعودية

 بان كي مون يعرب عن صدمته للاعدامات في السعودية

خامنئي: السعودية ستواجه انتقاما الهيا بعد اعدام النمر

انقاذ 57 مهاجرا في تركيا كانوا عالقين قبالة جزيرة في بحر ايجه

11 قتيلا في هجوم على قاعدة جوية في الهند

السلطات الإيرانية أعلنت اعتقال 40 من الغوغائيين وروحاني دان الهجومين غير المبررين

متظاهرون يحرقون سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد

متطرفون في طهران رشقوا المبنيين بالحجارة والزجاجات الحارقة ودخلوا حرم المقرين رغم تواجد الشرطة

دعوات غربية ودولية إلى تفادي تفاقم التوتر

المغرب يخشى خروج الأمور عن السيطرة

الرياض: طائفية نظام طهران العمياء كشفت حقيقة دعمه الإرهاب والنظام الإيراني آخر نظام بالعالم يمكنه اتهام الآخرين بدعم الإرهاب باعتباره راعياً للإرهاب

موجة إدانات للهجمات على سفارة السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد وعاصفة حزم خليجية – عربية ضد إرهاب ملالي نظام إيران

الكويت: نقف إلى جانب السعودية ونؤيد إجراءاتها كافة للحفاظ على أمنها واستقرارها

رئيس مجلس علماء باكستان: طهران تدعم الطائفية والإرهاب في الدول الإسلامية

علماء الأزهر: السعودية طبقت حكم الله وشرعه بحق الإرهابيين

واشنطن: إيران تنجز إجراءات الاتفاق النووي خلال أسابيع

جنود فرنسيون يدربون القوات العراقية على تفكيك القنابل

اتفاق بين بغداد وطهران على افتتاح منفذ حدودي جديد

اجتماع هيئة المعارضة السورية للبحث في المفاوضات مع النظام

العراق: الجيش صد محاولة التنظيم دخول الرمادي لفك الحصار عن عناصره و مقتل 20 شرطياً في هجوم «داعشي» على معسكر سبايكر

بدء سريان الاتفاق التاريخي بين الفاتيكان وفلسطين وتوجيه التهم إلى إسرائيليين اثنين بحرق عائلة الدوابشة

طيران التحالف العربي دك معسكرات ومواقع ميليشيات التمرد في صنعاء ومناطق أخرى والحوثيون يسيطرون على مواقع تطل على قاعدة العند الستراتيجية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران تتصرف كما لو أنها وصية دولية على الشيعة/علي الأمين/جنوبية

الخليج العربي.. وتحدّيات 2016/خيرالله خيرالله/المستقبل

التحييد الواقعي للداخل اللبناني: من اختبار إلى اختبار/وسام سعادة/المستقبل

تطل مثقلة بتهديدات مالية واقتصادية والتصعيد الإيراني - السعودي يطيح الرئاسة/سابين عويس/النهار

2015 أفرغت حمولتها على ظهر 2016 سنة بداية الحلول أم بداية الانحلال/اميل خوري/النهار

إعدام النمر أصاب الاستحقاق الرئاسي ونسف مساعي التوفيق بين السعودية وإيران/خليل فليحان/النهار

إعدام إيران… إعدام الإرهاب/أحمد عدنان/العرب

المصيبة في العرب لا في سايكس – بيكو/خيرالله خيرالله/العرب

من كابريهات نصرالله إلى سفارات الخامنئي/سلام حرب/موقع 14 آذار

عذرًا 2016.. وددنا لو نتفاءل بكِ ولكن/عبدو شامي

2015.. عام التغيير الديموغرافي في دمشق وريفها/معاوية حمود /المدن

نمر النمر ضحية أخرى تضاف إلى قائمة من المضطهدين/لبنان الجديد

السعودية تنتهج سياسة صرف الأنظار/علي شريدي/لبنان الجديد

عالم عربي ممزق في مواجهة عام جديد/داود البصري/السياسة

نمر النمر نسخة شيعية من بن لادن/داود الشريان/الحياة

تركيا تستسلم بعد خسارتها «درة التاج العثماني»/جورج سمعان/الحياة

أحياناً... أدوات الصراع مع إيران/عبدالعزيز السويد/الحياة

ملامح سنة أصعب/غسان شربل/الحياة

نص خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله: آل سعود يريدون فتنة سنية شيعية ولكن على أناسنا أن ينتبهوا ولا يحولوا هذا الموضوع إلى موضوع مذهبي

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا02/من36حتى40/وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه

"كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا، ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار. فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم. ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم. وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه".

 

الرسالة إلى العبرانيّين06/من09حتى12/فإِنَّ اللهَ لَيْسَ بَظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُم، والمَحَبَّةَ التي أَظْهَرْتُمُوهَا مِن أَجْلِ ٱسْمِهِ

"يا إخوَتِي، إِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص. فإِنَّ اللهَ لَيْسَ بَظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُم، والمَحَبَّةَ التي أَظْهَرْتُمُوهَا مِن أَجْلِ ٱسْمِهِ، حِينَ خَدَمْتُمُ القِدِّيسِينَ ومَا زِلْتُم تَخْدُمُونَهُم. ولكِنَّنَا نَوَدُّ أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم هذَا الٱجْتِهَادَ عَيْنَهُ، لِكَي يُحَافِظَ حَتَّى النِّهَايَةِ على مِلْءِ يَقِينِ رَجَائِهِ. وذلِكَ لِئَلاَّ تَصِيرُوا مُتَباطِئِين، بَلْ لِتَقْتَدُوا بِالَّذِينَ بإِيْمَانِهِم وَطُولِ أَنَاتِهِم، يَرِثُونَ الوُعُود".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

حزب الله الملالوي يحتل لبنان ويقوض كل مقوماته

الياس بجاني/03 كانون الثاني/16

إن الحقيقة المعاشة والملموسة في وطن الأرز، وطن القداسة والقديسين لم تعد خافية على من لديه حس نقدي حي، وخوف من الله، ويتمتع بنعمتي البصر والبصيرة.

الحقيقة الساطعة هي أن حزب الله هو جيش احتلال إيراني كامل الأوصاف يحتل لبنان بالقوة العسكرية والإرهاب والغزوات وكل أنواع الإجرام.

وبالتالي وطبقاً لمعايير الأرض والسماء وشرائع الحق والإيمان والوطنية كافة فإن كل من يؤيد هذا الحزب، أو يسايره، أو يتحالف معه أو يسوّق له، أو يتعامى عن شروره وأخطاره، أو يستفيد منه، هو شريك كامل له في شنيعتي الاحتلال والإرهاب ويمارس بفجور وجحود أفعال الطروادية والملجمية والإسخريوتية.

في هذا السياق الجهنمي والإرهابي والإحتلالي لم يعد في لبنان من حفي إلا وانكشف، ولم يعد من قناع إلا وسقط، ولم يعد من طروادي إلا وانفضح، ولم يعد من اسخريوتي إلا وفاحت منه رائحة الخيانة، ولم يعد من ملجمي متستر، ولم يعد من رجل دين جاحد إلا وتعرى، ولم يعد من مواطن غنمي إلا وظهر حبل الذل والتبعية حول رقبته، ولم يعد من سياسي قذر إلا وظهرت للعيان قذارته.

نعم، ومهما استكبر وتوهم الأشرار فإنه لا يمكن إخفاء الحقيقة وهذا ما قاله لنا الكتاب المقدس (لوقا 08/16-18): "ما من أحد يوقد سراجا ويغطيه بوعاء أو يضعه تحت سرير، بل يضعه في مكان مرتفع ليستنير به الداخلون.

"فما من خفي إلا سيظهر ولا من مكتوم إلا سينكشف ويعرفه الناس. فانتبهوا كيف تسمعون كلام الله، لأن من له شيء يزاد، ومن لا شيء له يؤخذ منه حتى الذي يظنه له". 
باختصار، لقد سقطت كل الأقنعة ووقعت كل أوراق التين والحقيقة الصادمة والإبليسية لم يعد بمقدر أحد إخفائها.

نعم وطن الأرز، وطن الرسالة والحرف هو محتل بالكامل، وقد تم تحويله بالقوة لساحة مباحة لحروب وإرهاب ملالي إيران، كما أن قرار دولته وحكامها ومؤسساتها على المستويات كافة هو مهيمن عليه ومصادر، في حين يتعرض الشعب اللبناني بكافة شرائحه لأبشع أشكال البلطجة والإرهاب والقمع.

نعم المحتل هو حزب الله الإيراني الذي لا يمت للبنان بأية صلة، وبالتالي فإن كل لبناني يماشي هذا الحزب تحت أي مبرر أو حجة هو يقترف فعل الإجرام وشنيعة الخطيئة المميتة، ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع.

تحسساً واستدراكاً لهذا الواقع أصبح لبنان دولة مارقة وفاشلة بعد أن تم تجويفها وتفريغها من كل مكوناتها وأسسه ومرتكزاتها.

فالحدود سائبة ومشرعة،  والمؤسسات معطلة، والدويلات أقوى من الدولة، والقضاء مسير وواقع تحت هيمنة قوى الإرهاب، والقوى الأمنية من جيش وقوى أخرى مخترقة ومعطله ومهيمن على بعضها بالكامل، ومجلس النواب مهمش ويرئسه موظف حربائي يعمل بأمرة محور الشر وقد أفرغه من كل معانيه السامية، والحكومة مشلولة وعاجزة في حين أن العصابات والمافيات التابعين للمحتل أو المحمين من قبله ينهبون الدولة ولا من يحاسب.

باختصار،  حزب الله الإيراني والإرهابي يحتل الوطن ويعيس فيه  فساداً وعهراً وغزوات ويمارس بفجور كل أنواع وأشكال الإرهاب والبلطجة وقد فرض على شعبنا شرعة الغاب وثقافة القرون الحجرية.

أما المسؤولين في ما بقى من اشلاء دولة هم دون حماية ومتروكين فريسة لإرهاب حزب الله ولشبيحة نظام الأسد الكيماوي.

كبار رجال الدين في غالبيتهم، كما السواد الأعظم من السياسيين فقد تحولوا إلى مسوّقين لنظام الأسد والمشروع الملالوي وحماة لسلاح حزب الله وهم بوقاحة الأبالسة يتاجرون بالدين وبالمؤمنين. 

وتطول قائمة السواد وتطول. إلا أنه ورغم كل هذا السواد القاتم فلبنان بإذن الله سوف يستعيد استقلاله وكل الأبالسة وقوى الشر إلى الهزيمة طال الزمن أو قصر لا فرق.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل النشرة

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/1/2016

الأحد 03 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نستهل النشرة بخبر مؤسف، فقد انتقل إلى الدنيا الآخرة الوزير السابق فؤاد بطرس، وهو المرجعية الأرثوذكسية الدبلوماسية التي لعبت دورا مهما في الحياة السياسية اللبنانية، وفي العمل الدبلوماسي الخارجي في أحلك الظروف التي مر بها لبنان.

وسيقام للراحل الكبير، جناز في كنيسة نيكولاوس- مار نقولا- الأشرفية، عند الواحدة والنصف بعيد الظهر، بعد غد الثلاثاء.

المواقف من إعدام الشيخ النمر في السعودية قسمان، فالأول يدين الإعدام ويحمل على النظام السعودي. والثاني يرى ان مسألة الإعدام شأن سعودي داخلي، خصوصا وأن الشيخ النمر سعودي.

وبين الموقفين، موقف جامع للرئيس الايراني الذي يدين الاعدام، لكنه يأسف للتعرض للسفارة السعودية في طهران. وهذا الموقف كان له مثيل في مصر وغيرِها من الدول المتابعة للحدث الاقليمي.

وفي لبنان إعتصام لعشرات الأشخاص أمام السفارة السعودية وآخر أمام الاسكوا، إستنكارا لإعدام الشيخ النمر، وكلام للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يدين الاعدام ويحمل بشدة على النظام السعودي، وفي الوقت نفسه يدعو إلى حماية الوحدة الاسلامية.

وعلى صعيد آخر، العاصفة "فلاديمير" متواصلة حتى الأربعاء والثلوج مازالت تقطع العديد من الطرق الجبلية المرتفعة.

أما سياسيا، فبعد عطلتي رأس السنة ونهاية الأسبوع ترقب لتحرك دافع لمبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية، في ظل توقع عدم توفر النصاب للمرة الرابعة والثلاثين في جلسة الانتخاب الرئاسي النيابية يوم الخميس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تصعيد اقليمي مفتوح فرضه اعدام السعودية للشيخ نمر باقر النمر. غليان شعبي ترجم باعتصامات واحتجاجات من الهند وبريطانيا إلى العراق وباكستان فلبنان، ووصل في ايران إلى حد مهاجمة السفارة السعودية رغم كل الاجراءات الايرانية لضبط التظاهرات.

الادانات كانت على حجم الخطوة السعودية، فوصفه المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني بالعدوان الجائر. وأجمعت التصريحات الدولية الاسلامية والغربية على ان الاعدام صب في اطار اثارة التفرقة المذهبية ويخدم الارهاب.

ترقب غربي وتحذير أميركي- أوروبي من تأجيج التوتر المذهبي، ومساع نمساوية على خطي الرياض– طهران لضبط أي تصعيد اضافي، كي لا يصل إلى حدود قطع العلاقات الديبلوماسية بين الايرانيين والسعوديين.

ردود الفعل أبقت السقف مضبوطا في اطاره، وعدم الانجرار إلى أي فتنة مذهبية، فنبه الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى عدم تحويل الاعدام إلى موضوع شيعي- سني، لأن في الانجرار إلى الفتنة خيانة لدماء الشيخ نمر النمر.

أما في لبنان فترقب لأسبوع مقبل ينهي العطلة، وسط تساؤلات عن تأثير التصعيد الاقليمي على تفاصيل السياسة اللبنانية. التساؤل أيضا بقي من دون جواب، هل يمدد وزير التربية الياس ابو صعب العطلة المدرسية؟ حتى الساعة لا يزال يدرس الأحوال الجوية، فهو لم يصدر أي قرار بعد، ما يعني تمديد الانتظار لمعرفة وضع المدارس غدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انتهى زمن المجاملة والمداراة، والكلام سيقال بوضوح: اغتيال الشيخ نمر النمر حادثة مهولة لا يمكن العبور فوقها بسهولة. هي جريمة ستلطخ وجه آل سعود وستلاحقهم إلى يوم القيامة، حسم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الموقف، وتحدث بما يليق بمقام عالم شجاع جدا قتله النظام السعودي لنطقه بكلمة الحق.

دماء الشيخ النمر ستكتب نهاية هذا النظام، أكد السيد نصرالله: النظام الذي لا يعنيه العالم الاسلامي، ولا الرأي العام. نظام يتوغل في الفتنة ويذبح كل من ينتقده ولا يقبل العيش عنده إلا كالغنم.

السيد نصر الله أوضح: جريمة اعدام الشيخ النمر كشفت الوجه الحقيقي لحكام آل سعود: الوجه الارهابي، التكفيري، والاجرامي، الوجه الذي يدير معركة اليمن بروح الانتقام والحقد الدفين.

وفي ميدان الكلام الحاسم اضاءة ضرورية من السيد على تاريخ مظلم: آل سعود احتلوا الجزيرة العربية وسموها زورا السعودية. كموا فيها الأفواه، قمعوا الحريات، نهبوا الثروات. وفوق ذلك قدموا الخدمات على مدى مئة عام للبريطاني والأميركي والاسرائيلي، وألحقوا الأضرار بالأمة وفلسطين.

ولكل المواقع الدينية والسياسية والحقوقية والانسانية، دعوة حثيثة من السيد نصرالله: أما آن الاوان لقول كلمة الحق كما كان يقول الشيخ النمر بوجه الطاغوت؟ اما آن الاوان للقفز فوق كل الحسابات والقول إن النظام السعودي هو منشأ التكفير والارهاب وممولهما؟

اليوم، أهم رد على قتل الشيخ النمر يكون بتحمل المسؤولية والصدح بالحق، فالجهاد بقول كلمة الحق بوجه آل سعود هو من أعظم الجهاد، أكد الأمين العام ل"حزب الله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

شأن داخلي سعودي تمثل في اعدام المملكة الشيخ نمر النمر، ما شأن لبنان الدولة في هذا الامر؟ لا شأن له، لكن دولة "حزب الله" اعتبرت ان الأمر يعنيها، فإذا بالسيد حسن نصرالله يمطر المملكة والعائلة المالكة بأعنف النعوت والأوصاف، ليستدرك متأخرا ان الغضب لا يجب ان يؤدي إلى فتنة سنية- شيعية. لكنه في المقابل لم يبد مباليا في ان يؤدي خطابه إلى تخريب العلاقات اللبنانية– السعودية مجددا، ولا مباليا بمصالح اللبنانيين العاملين في المملكة.

استطرادا لم يخف المراقبون خشيتهم من ان يقفل التوتر السعودي– الايراني كل الأبواب وبإحكام أمام امكانية انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور.

وسط مظاهر التفكك الوطني هذه، غاب فؤاد بطرس آخر الشهود على انه كان في لبنان ذات يوم مشروع لبناء دولة عصرية حديثة عمل لها الراحل إلى جانب الرئيس فؤاد شهاب.

في الانتظار لبنان بكل تلاوينه، واقع تحت احتلال "فلاديمير".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الترقب سيد الموقف، فماذا بعد اعدام السعودية للشيخ نمر النمر؟ من يتكل على تطمينات وزير الخارجية النمساوية؟ يتوقع ضبط الأمور، إذ انه نقل عن وزيري خارجية السعودية وايران بأنهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد في الموقف.

من يراقب الكلام الرسمي الايراني، يلاحظ الغضب الذي بلغ حد توقع السيد علي خامنئي عقابا الهيا لآل سعود. أما من يدقق في تصريحات الرئيس الايراني والخارجية، فيلاحظ امتصاصا لاقتحام السفارة السعودية، ونفيا لقطع العلاقات بين الرياض وطهران.

وإذا كان المسار الايراني- السعودي متروكا للآتي من الأيام، فإن المسار اللبناني سجل اليوم أعلى نسبة من التصعيد منذ مدة. فالسيد حسن نصرالله الذي أعلن ان زمن المجاملة انتهى، كان واضحا في مواقفه من السعودية، إذ بلغ حد اعتباره ان آل سعود و"داعش" يدرسون في نفس الكتب. ليعود سعد الحريري إلى عادته القديمة، بالمسارعة للرد على أي كلام للأمين العام ل"حزب الله".

الأكيد، ان ثمة مساع تبذل لتطويق السعي لاشعال فتنة سنية- شيعية، وهو ما حذر منه السيد نصرالله. وهو أيضا ما يقلق العالم أجمع، خصوصا الغرب الذي لم يتمكن، رغم حلفه مع السعودية، إلا من الأسف والادانة لتنفيذ قرارات الاعدام.

وفي الانتظار، أكثر من سؤال يبقى في الأذهان، فهل التصعيد الذي يبلغ أوجه ينسف مسار التسويات أو يسرعها؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

شرع اعدام الشيخ نمر النمر أبواب العام 2016 أمام كل الاحتمالات، وملفات المنطقة علقت في عودة الاشتباك السعودي- الايراني.

اشتباك يبدو عالي النبرة الخطابية في مقلب، وضابطا لإيقاع الشارع في مقلب آخر. ففي ايران حيث اقتحمت السفارة السعودية ليلا، سارع الرئيس روحاني إلى اعتبار ما حصل غير مبرر من قبل من أسماهم متطرفين.

وفي لبنان، حيث استهدف السيد نصرالله بعنف في خطابه آل سعود، معتبرا ان اعدامهم للشيخ النمر سيكتب نهاية حكمهم، دعا في الخطاب نفسه إلى عدم تحويل الموضوع إلى فتنة سنية- شيعية هي خيانة لدماء النمر.

الرئيس سعد الحريري رد على الخطاب قائلا إن صفات الاستبداد والايغال في الفتن، صفات طبق الاصل تنطلق على ألسنة قيادات "حزب الله". ولكنه بدوره نبه من أسماهم محبي المملكة إلى عدم الانجرار في السجالات المذهبية.

هذا كله في وقت، نقل عن وزيري خارجية المملكة السعودية والجمهورية الاسلامية عدم الرغبة في مزيد من التصعيد.

وسط كل هذا، يبدأ العام والعين على ميادين الاشتباك، من سوريا ومفاوضاتها المقبلة في جنيف، إلى اليمن حيث سقطت الهدنة، إلى لبنان حيث السؤال الكبير: هل التسوية الرئاسية المقترحة علقت أم باتت في حكم المنتهية؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

"فلاديمير" العاصفة لم تنقشع عن الأجواء اللبنانية، فكللت الجبال بالثلج الأبيض، وهي المرشحة للانحسار في الساعات المقبلة، بعد ان خلفت أضرارا في الممتلكات والمزروعات.

ولكن السؤال: ماذا عن عاصفة الحرب الكلامية التي تشنها ايران على المملكة العربية السعودية، على خلفية الأحكام القضائية التي قضت بإنزال القصاص بسبعة وأربعين محكوما بجرائم الارهاب والتحريض على أعمال العنف والتطرف؟

والسؤال الأساس أيضا: ماذا عن النموذج الايراني الذي ينعت الآخرين بصفات تنطبق على مممارساته في الداخل الايراني وعبر تدخله في شؤون الآخرين؟

وفي هذا السياق، أكد الرئيس سعد الحريري ان هناك من يتحدث عن السعودية ودورها ويطلق الاتهامات بحقها، كما لو انه يتحدث عن نفسه، وعن الحالة التي يعاني منها الشعب الايراني.

والمواقف الايرانية التي صعدت من لهجتها تجاه السعودية عبر كلام للمرشد الأعلى علي خامنئي عن إنتقام الهي، قابلها تنديد من الدول الخليجية والعربية التي جددت دعمها للأحكام القضائية السعودية، رافضة الاعتداء على المقار الدبلوماسية للمملكة في ايران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

عاصفة إعدام نمر باقر النمر تشتعل خطابيا وتستوعب دبلوماسيا، فالسفارة السعودية تحرق في طهران وروحاني يتوعد بملاحقة الفاعلين. الشرارات الغاضبة تطير من إيران إلى المملكة العادمة، ثم يتفق وزيرا خارجية السعودية وإيران على إبلاغ نظيرهما النمساوي أنهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد.

في الموقف، يقدم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أكثر الخطابات نارية تجاه السعودية، ويسمي ظلمها بالأحرف الأبجدية الأولى والأخيرة، ولا يعدم حرفا لإدانة أدائها، لكنه لفت انتباه الشيعة في العالم إلى عدم تحويل هذا الموضوع إلى قضية سنية- شيعية، ولا يجوز وضعه في خانة أهل السنة والجماعة، والذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة مذهبية هو خيانة لدماء الشيخ النمر وخدمة لأهداف القتلة.

وقبل الركون إلى الحكمة في درء الفتنة، حكم السيد نصرالله على السعودية بمئة ألف جلدة من العيار الخطابي الثقيل، الذي افتتحه بنعي لزمن المجاملة مع المملكة، وجردها من شبه جزيرتها، واصفا وجهها الحقيقي بأقسى العبارات. وتوقف طويلا عند إصرارها على إعدام النمر في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة وكان بإمكانها أن تبقيه مسجونا لسنوات، متحدثا عن وجود متأملين بتعقل سعودي واعتدال وذهاب إلى حوار سياسي ومفاوضات، لذلك جاء الإعدام صادما.

الرد على نصرالله جاء عبر مندوب لبنان الدائم في الرياض سعد الحريري، في بيان مطول جال في سطوره على الأنظمة في سوريا وإيران ولبنان، قبل أن يرد التهم إلى مطلقيها ويرى أن الكلام عن الاستبداد والقهر والإرهاب والإجرام والإعدام وشراء الذمم والتدخل في شؤون الآخرين، كلها صفات تنطبق على ألسنة القيادات في "حزب الله"، وتنطبق قولا وفعلا وممارسة وسلوكا على الحالة التي يمثلها النظام الإيراني. وقال إن الشيخ هو مواطن سعودي يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لأحكام القوانين السعودية، وليس مواطنا إيرانيا تنطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري.

نصرالله قال ما يعتمره القلب من سنين. والحريري رد وظيفيا بوصفه حامل الجنسية السعودية أولا. وغالبا فإن حدود العاصفة محليا إلى انحسار، وإيرانيا إلى تغليب الحكمة، لاسيما أن طهران سقط لها مئات الشهداء في الحرم المكي بينهم صفوة الدبلوماسيين والسفراء، وتمكنت من حقن الدماء، واتباع طرق التعقل، لا يلغي صورة شائنة طبعت نظام الحكم في المملكة، والذي عرضها لانتقادات غربية تهاب المملكة نقدها.

وفي ما تبقى من عواصف، فإن "فلاديمير" متمدد في لبنان، يفرش بياضه للتزلج من جهة، ويزحل في قرى ويقطع طرقا من الجهات الأخرى، معطلا الحركة السياسية المعطلة من أصلها.

 

"النهار" : هذا هو الموقع الإلكتروني للشركة الهولندية والتكلفة تحدّث عنها وزراء حضروا الجلسة الحكومية

النهار/4 كانون الثاني 2016/قال الوزير أكرم شهيب في بيانه: "إن المعلومات والأرقام التي ساقتها جريدة "النهار" غير صحيحة، وحل تصدير النفايات لم يكن مؤامرة حيكت في ليل وهُرِّبت تهريبا(...)" لقد ورد في المقال رقمان فقط عن النفايات. الأول هو أن قيمة العقد تبلغ مئات ملايين الدولارات، وهذا يستند إلى ما تم الإعلان عنه رسميا، بحسبة بسيطة إن ضرب مليون طن من النفايات خلال 18 شهرا هي مدة العقد بالسعر المعلن لتصدير الطن الواحد يقع في خانة مئات الملايين، وذلك من دون حساب أي تكاليف أخرى. أما الرقم الثاني الذي ورد في المقال وهو أن كلفة طن النفايات باعتماد خيار التصدير "قد تتجاوز 250 دولارا" فهو رقم متفائل نسبة إلى ما أعلنه الوزير إلياس بو صعب الذي صرّح أن الكلفة قد تتجاوز 300 دولار للطن، وقد صرّح الوزير ألان حكيم في تحقيق نشر في "النهار" أن قرار الموافقة على تصدير النفايات قد تم تهريبه في مجلس الوزراء تحت ضغط التهديد باستمرار تراكم النفايات.

فالأرقام المتصلة بالنفايات والكلام عن تهريب القرار تستند إلى ما صرّح به أعضاء في مجلس الوزراء نفسه. أما الأرقام الأخرى في التقرير فقد وردت فقط في عناوين الشركة الهولندية، وهي طبق الأصل عما هو محدد في الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة. وفي مجال الأرقام أيضا، أورد المقال، في إطار التحذير من تجارب سيئة في التحكيم، أن شركة الطيران الخاصة "إمبريـال جت" تطالب بمبلغ مليار دولار، وشركتي الخليوي حصلتا على مئات الملايين في قضايا تحكيم دولي ضد الحكومة اللبنانية. وهذه أرقام معروفة ومنشورة وموثقة.

مصادر المعلومات

إن مصادر المعلومات هي المواقع الإلكترونية الرسمية للشركات المعنية، ووثائق ومعلومات السجلات التجارية التي توفرها الغرف التجارية في هولندا والمملكة المتحدة، وهي متاحة في معظمها عبر الإنترنت بموجب حق الوصول إلى المعلومات في الدول الأوروبية. إن "بيت الشركات" في المملكة المتحدة، مثلا، يتيح الوصول إلى الوثائق العامة للشركات بما فيها التقارير المالية السنوية والتغييرات في الإدارة والملكية عبر الإنترنت.

 

اعتصامان أمام السفارة السعودية و"الاسكوا" احتجاجاً على اعدام النمر

النهار/4 كانون الثاني 2016/أقيم اعتصام امس أمام مقر "الاسكوا" نظمته لجنة التضامن مع الشيخ نمر النمر الذي اعدمته السلطات السعودية اول من امس بتهمة الارهاب والتحريض، شارك فيه ممثل عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. وألقيت كلمات استنكرت الاعدام ووجهت انتقادات قاسية الى الرياض.

كما نفذ عدد من الشبان اعتصاماً أمام السفارة السعودية في الحمرا احتجاجا على اعدام النمر تلبية لدعوة اطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما شهد محيط السفارة السعودية اجراءات امنية مشددة. وألقى الشيخ صهيب حبلي كلمة اعتبر فيها ان "اغتيال الشيخ نمر النمر سيكون سببا لوعي الأمة"، موضحاً ان "المشكلة اليوم بين الحق والباطل". وادى المعتصمون صلاة الغائب عن روح النمر وأطلقوا شعارات مناهضة للمملكة السعودية قبل ان يتوجهوا الى امام مبنى "الاسكوا" للمشاركة في وقفة استنكارية لـ"جريمة الاعدام".

 

السعودية تطالب الحكومة اللبنانية بتأمين حماية طاقمها الديبلوماسي

فارس سعيد لـ «السياسة» : نخشى مخاطر وتداعيات التصعيد

بيروت – السياسة:04/01/16/علمت «السياسة» ان نصائح وجهت الى سفير المملكة العربية السعودية في بيروت علي عواض عسيري وأركان السفارة في لبنان بضرورة اتخاذ احتياطات أمنية في مقر إقاماتهم وتنقلاتهم، في ضوء تلقي الاجهزة الأمنية اللبنانية معلومات عن إمكانية قيام تحركات سياسية وشعبية ضد السفارة السعودية في بيروت ومصالح المملكة على الاراضي اللبنانية، في حين تردد ان السلطات السعودية طلبت من الحكومة اللبنانية تأمين الحماية اللازمة والضرورية للسفير عسيري وأركان السفارة، خشية تعرضهم لأي مكروه، سيما ان الرياض تعثبر ان سلامة طاقمها الديبلوماسي العامل في بيروت من مسؤولية الحكومة اللبنانية وقواها العسكرية والأمنية، ولابد من اتخاذ كل الاجراءات والتدابير التي تكفل عدم التعرض للمصالح السعودية وحماية أفراد البعثة الديبلوماسية في لبنان. ولا تستبعد مصادر أمنية ان تصدر دعوات من قبل «حزب الله» وقيادات شيعية الى تنظيم تظاهرات واعتصامات أمام السفارة السعودية في منطقة رأس بيروت، احتجاجاً على إعدام نمر النمر. وشهد محيط السفارة السعودية، أمس، اجراءات امنية احترازية تخوفاً من أي اعتداء أو ردات فعل. في سياق متصل، دعت الامانة العامة لقوى «14 آذار» إلى عدم تحويل لبنان خاصرة رخوة ومكاناً لتصفية حسابات الاحداث الكبيرة والخطيرة، متمنية على جميع الشخصيات والقامات الوطنية الالتفاف حول مشروع الدولة واستكمال بنائها بدءا بانتخاب رئيس جديد للبلاد والحفاظ على كل المؤسسات المدنية والعسكرية والامنية، لأن الدولة تشكل الضمانة الوحيدة للسلم الاهلي والعيش المشترك. وأكد منسق الامانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد لـ»السياسة» ان لديه مخاوف على الوضع في لبنان والمنطقة بعد اعدام النمر، وأن الامانة العامة ارادت من خلال هذا البيان التحذير من مغبة اطلاق دعوات للتصعيد في وجه المملكة العربية السعودية، محذراً من مخاطر وتداعيات أي تحركات قد تحصل على الارض لأن الصورة ضبابية ولا تدعو الى الارتياح.

من جهتها، أكدت مصادر بارزة في قوى «14 آذار» لـ«السياسة» أن أي تصعيد في المواقف من جانب «حزب الله» على خلفية اعدام النمر لن يكون في مصلحة لبنان على الاطلاق وسيترك تداعياته السلبية على البلد، داعية الحزب الى التعقل وعدم التسرع في اتخاذ المواقف.

في سياق منفصل، جدد البطريرك بشارة الراعي في عظة الأحد، أمس في بكركي، انتقاده اللامبالاة في عدم انتخاب رئيس للجمهورية.

كما دعا أمام السفير الايراني لدى لبنان محمد فتحعلي كتلة «حزب الله» النيابية للنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس.

وقالت أوساط روحية قريبة من بكركي لـ»السياسة» ان البطريرك الراعي لازال على موقفه الداعم لتطبيق التسوية الرئاسية، بغض النظر عن الاسم المطروح، لأنه لايؤيد أي اسم وليس لديه «فيتو» على أحد، وإنما يدعو الى تأمين التوافق على اسم من الاقطاب الاربعة او من خارجهم، لكي يصار الى طي صفحة الفراغ والاسراع في انتخاب الرئيس العتيد واعادة تفعيل دور المؤسسات الدستورية والامنية والحفاظ على مكانة لبنان في محيطه وعلى الصعيد الخارجي.

 

ريفي: حزب الله اغتال الحريري

وكالات/03 كانون الثاني/15/قال وزير العدل اللواء أشرف ريفي في بيان رداً على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "تابعنا، كما تابع الرأي العام اللبناني، أمين عام حزب الله المكلف شرعيا من ايران بتنفيذ أجندتها التوسعية في لبنان والعالم العربي، وهو يحاضر في مفهوم حقوق الانسان، وفي نبذ الفتنة المذهبية، ورفض العنف، ومواجهة نظم الاستبداد، في مشهد يوحي بالتعامي الكامل عن الواقع وأحداث التاريخ التي تشهد على نظام ولاية الفقيه، وحزبه اللبناني، وسائر فروعه في العالم العربي، بأنّه الأعتى في الاستبداد والبطش والعنف والارهاب المنظم، الذي مورس منذ العام 1979، بحق الشعب الايراني وقياداته، ونخبه الفكرية والثقافية، التي سحقها ابان الثورة الخضراء بالحديد والنار والدم، لمجرد مطالبتها بالحرية، والذي استنسخ بالنموذج نفسه، في لبنان وسوريا والعراق واليمن، قمعا واغتيالا وسحقا للشعوب الناشدة للحرية، وخصوصا في سوريا التي نفذت فيها ايران وغطت أكبر مجزرة شهدها العالم المعاصر". وأضاف: "واذا كانت الذاكرة المثقوبة لنصر الله قد تجاهلت هذه المآثر بحق لبنان واللبنانيين، كما بحق سوريا، وسائر مسارح النفوذ الايراني في العالم العربي، فمن الضروري تذكيره بما مارسه حزبه منذ النشأة، بحق النخب واهل الفكر، في مشهد جاهلي لا يمكن ان تمحوه الذاكرة". وقال "ان هذا التمادي في التضليل وادعاء الطهرانية، والتنكر لوقائع التاريخ الأسود لحزب نصرالله، القائم على العنف والخطف والارهاب والاغتيال، وتصفية الخصوم، وتخوينهم وتكفيرهم، وافتعال الفتن المذهبية، يحتم علينا التذكير بما قام به هذا الحزب، في لبنان بدءا من قتل ضباط الجيش اللبناني بدم بارد، مرورا باستهداف قادة المقاومة الوطنية، وصولا الى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز، دون ان ننسى السابع من ايار وما شهده من جرائم مروعة، وما اعقبه من استمرار تعطيل الدولة والمؤسسات بقوة سلاح الأمر الواقع". وأضاف "نسأل اليوم من نصّب نفسه ناطقا باسم حقوق الانسان، عن الجرائم الكبرى التي يمارسها حزبه في سوريا دعما للنظام المجرم، نسأله هل شاهد وهو الذي يتابع عن كثب، عشرات آلاف الصور الموثقة من الأمم المتحدة، للضحايا السوريين الأبرياء الذين قتلوا في أقبية حليفه بشار الأسد، جوعا وتعذيبا وتنكيلا، وتقطيعا للأجساد؟ نسأل اليوم "داعية السلام ونبذ العنف"، عن مشاركة حزبه في تهجير السوريين من مدنهم وقراهم، وقتلهم وابادتهم، نسأله عن اثارة الفتنة المذهبية في سوريا، التي يشارك فيها حزبه، والتي أدت إلى تعميق الجروح والأحقاد". وقال: "ان هذا التاريخ الحافل، يجرد صاحبه من أي مصداقية، لا بل يعريه، أمام الشعب اللبناني والعربي وامام العالم، من أي حصانة اخلاقية وانسانية، وهو المدان بارتكاب الجرائم الكبرى، التي لن يمحوها التاريخ. هذا التاريخ الحافل والأسود لا يعطي صاحبه الحق بالجلوس على قوس المحكمة، بل مكانه الطبيعي في قفص الاتهام، كما لا يسمح له بمصادرة قرار الشعب اللبناني، ولا يجيز له الاعتداء على سيادة دولة شقيقة كالمملكة العربية السعودية التي كانت على الدوام الداعمة الأولى للبنان ومؤسساته، وللوحدة الوطنية، وهي التي وقفت بكبر وأخوة قل نظيرها، مع الشعب اللبناني، وساندته على كل الصعد. لأمين عام حزب الله نقول: اذا كنت تأتمر بتوجيهات ايران ومصالحها، فنحن من موقع المسؤولية الوطنية، لن نسمح ان يكون لبنان الخاصرة الرخوة لتصفية الحسابات، وسنظل حريصين على العيش المشترك، وعلى الأمن والاستقرار".

 

شارل جبور يقرأ في قطع العلاقات السعودية-الإيرانية

فايسبوك/03 كانون الثاني/16/قطع السعودية العلاقات مع إيران يعني: أولا، أن التصعيد الإيراني سيواجه بتصعيد سعودي. ثانيا، أن التهويل الإيراني لا يخيف السعودية، بل يدفعها إلى رفع السقف السياسي. ثالثا، أن الرياض لا تناور وعلى استعداد للدخول في مواجهة مفتوحة مع طهران. رابعا، أن التحريض الإيراني لن يمر من اليوم وصاعدا مرور الكرام سعوديا. خامسا، أن طهران مدعوة لمراجعة سياستها قبل فوات الأوان. سادسا، أن الاستنفار السني سيعم المنطقة في رسالة سعودية واضحة ان آل سعود يعبِّرون عن الوجدان السني، ومحاولة تمييزهم عن السنة فاشلة ولن تمر. سابعا، ان التساهل السعودي في لبنان من خلال الإتيان برئيس من 08 آذار ولى إلى غير رجعة....

 

ليالي فيينا الطويلة.. النووي يتصدر أحداث 2015

المدن - عرب وعالم | الأحد 03/01/2016

خلافاً لمعظم الملفات المتعثرة في المنطقة، تمكنت مجموعة "5+1" خلال العام 2015 من تذليل العقبات أمام حل أزمة ملف إيران النووي، بالتوصل إلى اتفاق حول الملف المتعثر منذ سنوات بعد مسار طويل وشاق من المفاوضات. وتمكنت المجموعة الدولية، مطلع أبريل /نيسان 2015، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، بالإضافة إلى إيران، من الاتفاق على ما بات يعرف ببيان لوزان، وضعت فيه الدول خريطة طريق تقضي بتطبيق اتفاق الحد من النشاط النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والمصرفية المفروضة منذ سنوات على طهران. بعد ذلك، تم الاعلان من فيينا، منتصف يوليو/ تموز، عن توقيع الأطراف المفاوضة على الاتفاق. وأعلن وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، والمفوضة العليا للسياسة الأوروبية الخارجية والأمنية لدى الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، أن المفاوضين توصلوا إلى الاتفاق خلال اجتماعهم فيينا. وجاء في البيان الذي تمت قراءته من قبل وزير الخارجية الإيراني والمفوضة السياسية لدى الاتحاد الأوروبي، جملة من البنود أهمها إن ايران ستواصل برنامجها النووي السلمي بدرجة تخصِب 3.67 في المئة، وسيکون التخصيب بمنشأة نطنز الواقعة في شمال اصفهان. على أن تتحول منشأة فوردو من موقع لتخصيب اليورانيوم، الى مركز للأبحاث النووية والتقنية، فيما يبقى مفاعل أراك موقعاً للماء الثقيل مع إجراء تغيير في قلب المفاعل، بحيث لا ينتج بلوتونيوم لاستخدامه في التسلح، ولن تتم فيه إعادة المعالجة وسيتم تصدير الوقود المستهلك فيه. كما تم التفاهم على مجموعة تدابير للاشراف على تنفيذ محتوى البرنامج الشامل للعمل، وتنفيذ البروتوكول المتفق عليه، حيث تعمد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استخدام تقنيات حديثة للاشراف على التفتيش والتنفيذ. في المقابل، سينهي الاتحاد الاوروبي العقوبات الاقتصادية والمالية المرتبطة بالبرنامج النووي. كما ستوقف الولايات المتحدة تنفيذ الحظر المالي والاقتصادي المفروض من قبلها بالتزامن مع شروع إيران بتنفيذ التزامتها النووية، بمراقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واجه الاتفاق جملة من ردود الفعل المتفاوتة، فمن جهتها اعتبرت إيران الاتفاق اعترافاً صريحاً بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، و قال الرئيس الإيراني حسن روحاني "کانوا یقولون سابقا إن تخصيب اليورانيوم في إيران سيكون خطراً على المجتمع الدولي، ولکن هم يعترفون الآن بأنه ليس تهديداً". من جهته، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الاتفاق بـ"التاريخي"،  معتبراً أن طريق المفاوضات هو الخيار الافضل للتعامل مع طهران، في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وقال "إذا احتالت ايران، فإن العالم سيعلم. واذا رأينا شيئاً مثيراً للريبة، سنتحقق منه". في المقابل، عارضت إسرائيل اتفاق إيران النووي واعتبرته "خطأ تاريخياً" وتهاوناً من الغرب، سيمهد الطريق أمام إيران لحيازة القنبلة النووية. وحمل الموقف الاسرائيلي جملة من ردود الفعل الغاضبة تجاه الاتفاق، أهمها ما جاء من تصريحات على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هاجم إدارة الرئيس باراك أوباما والدول الغربية الموقعة على الاتفاق معتبراً إياها بأنها "تجازف بمستقبلنا". ولم يخل الموقف الاسرائيلي تجاه ملف إيران النووي من الابتزاز لتحصيل مكاسب من شأنها إرضاء إسرائيل لما اعتبرته تهاوناً في سياسة أوباما الخارجية. وبعد قطيعة استمرت لأشهر، رضخ أوباما للابتزاز الإسرائيلي والتقى نتنياهو، الطامح إلى زيادة مخصصات إسرائيل من المعونات العسكرية الإميريكية إلى  20 مليار دولار خلال سنوات. ولا زالت أجواء من عدم الثقة تخيم على الأطراف المعنية بالاتفاق، إذ استمرت واشنطن وطهران بتبادل التشكيك بقدرة الأخر على الإيفاء بالتزاماته. وكانت إيران قد حذرت، الإثنين 23 ديسمبر/كانون الأول، من عواقب استمرار الولايات المتحدة بفرضها لمزيد من القيود، حيث كان الكونغرس الأمريكي قد صادق على قانون يفرض قيوداً على حق السفر من دون تأشيرات، على الأشخاص الذين زاروا إيران، أو يحملون الجنسية الإيرانية مع جنسية أخرى، الأمر الذي اعتبرته وزارة الخارجية الإيرانية انتهاكاً للاتفاق.

 

الرد على اغتيال القنطار آت..لكن الهتاف”الموت لآل سعود”

خاص "جنوبية" 3 يناير، 2016

رغم دعوته للإبتعاد عن التحريض المذهبي ربط السيد حسن نصرالله إعدام الشيخ نمر النمر باستشهاد الإمام الحسين. وتوّعد بأن الدماء ستكتب نهاية النظام السعودي، والعائلة المالكة. لم يكتف نصرالله في خطاب اليوم باعلان الموقف الإيراني بقطع أي سبيل للحوار مع السعودية، ولم يكتف بتكرار ما قاله المسؤولون الإيرانيون عن إعدام الشيخ النمر، بل ذهب حتى أبعد من كلام الخامنئي نفسه، عندما جزم أن النظام السعوديّ إقترب من نهايته. في الشكل ان رفع صورة الشيخ النمر الى جانب صورة الراحل الشيخ محمد خاتون (وهو قيادي في حزب الله) مع كلمات الخامنئي “الصحوة لا تُقمع”، دليل على تبنيّ قضية النمر وجعلها شعار المرحلة لحزب الله، ونوع من التعميم لأمر ما الى المحازبين والمناصرين. وكذلك تفسر إقحام التعزية بالنمر في بداية مناسبة حزبيّة لبنانية بحتة. وقد انتقل نصرالله ليقدّم المبررات لهجومه اللاحق بقوله: “المشروع الأخطر كان أميركيا صهوينيا وصار تكفيريا وهذا يعكس التحول الإستراتيجي لحزب الله نحو الساحات الداخلية وترك ساحة المواجهة الإقليمية في هذه المرحلة مع إسرائيل. إنتقل الى الهجوم العنيف جدا على السعودية. وقد وعد منذ البداية بالحديث بوضوح ومن دون مواربة. وهكذا فتح النار بأعنف صورة ممكنة ضد المملكة. البداية من تسمية المملكة وتاريخها، وقد اعتبر إن تأسيسها جاء كمؤامرة إنكليزية بالتوازي مع مشروع إقامة إسرائيل. وهذا هو الهجوم الأعنف عنما يعتبر تاريخ المملكة مجرد خطة إستعمارية. علما انه سبق وتناول تاريخ المملكة في خطابات سابقة ولكنه لم يمسّ بالأسس كما فعل اليوم. اللافت أنه في حديثه عن الذين أُعدموا تنصّل من مجموعة القاعدة وداعش وإعتبر انه لايعرف ملفاتهم، لكنه ألمح الى براءتهم لأنه شكك بالقضاء السعودي حتى في ملف القاعدة. فقوله لا يمكن المرور عليها مرور الكرام هو استمرار لكلام خامنئي بأن السعودية ستدفع ثمن فعلتها. وكذلك الحديث عن البحرين. حيث العلماء في السجون ولكنهم لا يُأمروا بالعنف.وهذا تلميح الى اللجوء الى العنف لاحقا. يقول ان النمر هو رجل اصلاح، ولكن كلام نصرالله يذهب بعيدا في التهجم على السعودية، وخصوصا القول انهم زوروا اسم شبه الجزيرة العرب، ليتابع شتم حكامها وأمرائها.

الحديث عن النفط في المنطقة الشرقية عند الشيعة والزعم أن الأميركيين عرضوا على بعض علماء الشيعة في السعودية التقسيم، هو تلميح الى إمكان لجوء الشيعة الى دعوات الإنفصال، ولعل نصرالله يحضّر لخطاب من هذا النوع يُلقيه لاحقا. توقيت الإعدام برأيه ذو دلالة سياسية، لأن السعودية تريد إحباط كل الحوارات الممكنة في سوريا والعراق واليمن وغيرها، وتسعى بالدم لتكريس سياستها ونفوذها وسطوتها. ولأن السعودية لا تأبه للعالم الإسلامي ولا للعرب ولا للأصدقاء ولا للمجتمع الدولي. ثم قوله ان السعوديين يخيّرون الناس بين أن يعيشوا في المملكة كالغنم وإما تقتلوا، وهذا في الحقيقة ينطبق على إيران.

كل الإتهامات الموجهة لإيران من قبل العالم عكسها نصرالله وألصقها بالسعودية بالقول أنها تُوغل في الفتنة، وأنها تُظهر وجهها الإستبدادي الإجرامي الإرهابي التكفيري، كما فعلت في اليمن، والهدف ليس السيطرة عليه بل الإنتقام منه بتدميره وسحقه كما فعلت بإعدام النمر. عرض نصرالله لمواقف إيرانية وشيعية منددة بإعدام النمر، وقال أن ثمة مواقف سنيّة ايضا، وهذا غير صحيح، لأن من نطق بذلك هم من أتباع إيران غير الوازنين. واذا كان الإعدام تمّ لأن النمر حرّض على فتنة سنية- شيعية، فبالنسبة للسيد نصرالله ان الرد على الإعدام لن يكون فتنة سنيّة شيعيّة وهذا مناف لمواقفه وسلوكه.

ولفت نظر الشيعة في كل البلاد ان لايحولوا الموضوع الى سنيّ- شيعيّ. كل شاب شيعي يجب ان يعبّر ضد آل سعود، وليس ضد السنّة. فاذا كان يريد ان يتلافى الفتنة فلماذا يحرّض على دولة عربية أخرى، وهل هذا من شأنه، الا اذا كان يعتبر شيعة السعودية مسؤوليته الخاصة، وهذا هو أساس الفتنة.

السيد نصرالله مهد الطريق لردود فعل إنتقاميّة ضد السنّة، مُعتبرا أنه غير مسؤول عنها لأن ثمة إختراقات في صفوفنا وسيعملون على خدمة آل سعود. الرد على إعدام النمر، برأي السيد نصرالله، هو في محاربة السعودية فكرّيا في كل مكان، والقول للعالم ان منشأ ومصنع الفكر التكفيريّ القاتل ويهدد العالم هو من آل سعود ومن هذا النظام. وان كتب داعش هي نفسها كتب آل سعود. وأن كل الجماعات الإرهابية مموّلة من آل سعود وهم المسؤولون عن القتل في كل مكان.وأنهم مجموعة سارقة، وناهبة، وفاسدة، يشكلون نظاما إرهابيّا. هذه الحرب الفكرية بدأتها ايران بالفعل قبل سنوات في أوروبا، وقد تكثفّت في الأشهر الأخيرة بعد توقيع الإتفاق النووي، بالزعم ان الفكر الوهابيّ هو خلف كل الإرهاب الإسلامي الذي يضرب العالم. ولا حاجة للسيد نصرالله ان يضيف شيئا، فخطابه لم يفعل سوى النطق بما تفعله إيران بالفعل. وعلى رغم دعوته للإبتعاد عن التحريض المذهبي فانه ربط إعدام الشيخ النمر باستشهاد الإمام الحسين عندما إعتبر أن الرد سيكون كما كان ردّ زينب في مجلس يزيد على مقتل شقيقها. وتوّعد السيد نصرالله بأنه في اليمن وفي كل أرض عربيّة ستكتب الدماء نهاية هذا النظام، وهذه العائلة.وقال: “ملامح نهاية هذا النظام الإرهابي تلوح في الأفق. ولكن يبقى السؤال كيف سيفعل نصرالله ذلك، وحزبه وإيران من خلفه. ختاما،أضفى السيد نصرالله على الخطاب بُعدا قوميّا إسلاميّا بالتذكير بأن الرد على إغتيال سمير القنطار آت لا محالة. لكن كان الهتاف الموت لآل سعود.

 

ايران والسعودية غداة اعدام النمر: لا نرغب في التصعيد

خاص "جنوبية" 3 يناير، 2016/لم تصدر عن حزب الله اي تحركات ميدانية تعكس حالة تصعيد او الرد على ما وصفه الامين العام لحزب الله من تصعيد سعودي بسبب اعدام النمر. اقتصر الامر في بيروت على تجمع عشرات المستنكرين قبل ظهر اليوم الاحد امام مبنى الاسكوا، وتجمع اقل من عشرين محتجا على بعد 900 متر من السفارة السعودية. رافق ردود الفعل على اعدام الشيخ نمر النمر مشهدان، الاول، ان الاستنكار اخذ بعدا مذهبيا في معزل عن مظلومية هذا الشيخ او عدمه، ذلك ان كل المواقف التي اباحت لنفسها الاعتراض على حكم القضاء السعودي، حصرت اعتراضها على اعدام الشيخ النمر، فيما هناك 46 اعدموا لم يأت المعترضون على ذكرهم فهل يعني ذلك ان الشيخ النمر بريء والبقية هم مذنبون يستحقون الاعدام؟ الامر الثاني، لم يصدر اي موقف يدين القضاء السعودي في احكامه التي اصدرها، من جهات اسلامية سنية معتبرة لا ضد اعدام النمر ولا بقية الذين اعدموا وهم غالبيتهم من السنة.

وعلى صعيد ردود الفعل الايرانية، فمنذ الاعلان عن اعدام الشيخ نمر باقر النمر صباح امس السبت من ضمن 47 اعدموا في نفس الوقت، بدأت الانظار تتجه الى الموقف الايراني. فعلى الرغم من ان النمر هو مواطن سعودي الى ان قضية اعتقاله ومحاكمته اثارت ردود فعل واعتراضات من قبل قيادات ايرانية واخرى شيعية. الردّ الايراني كان من أعلى موقع في الجمهورية الاسلامية الذي اعتبر ان العقاب الالهي سيطال النظام السعودي بسبب هذا الاعدام، وجاء هذا الموقف في اعقاب اقتحام مواطنين ايرانيين مبنى السفارة السعودية في طهران ومبنى القنصلية في جدة، واحرقوا اقساما تابعين للسفارة وللقنصلية. مما دفع بالرئيس الايراني حسن روحاني الى رفض التعدي على السفارة السعودية، بعدما عمدت الشرطة الايرانية الى اخراج المتظاهرين من السفارة والقنصلية. في المقابل لم تصدر من قبل حزب الله اي تحركات ميدانية تعكس حالة تصعيد او الرد على ما وصفه الامين العام لحزب الله من تصعيد سعودي بسبب اعدام النمر. اقتصر الامر في بيروت على تجمع عشرات المستنكرين قبل ظهر اليوم الاحد امام مبنى الاسكوا، وتجمع اقل من عشرين محتجا على بعد 900 متر من السفارة السعودية. فيما السيد نصرالله في خطابه الناري ضد آل سعود، اعتبر ان الرد على اعدام النمر يكون بالتبرؤ من آل سعود.

على ان الخلاصة لتداعيات هذا الحدث وتأثيره على العلاقة السعودية الايرانية، جاءت من فيينا وعبر متحدث باسم وزير خارجية النمسا سيباستيان كيرتز اليوم (الأحد) قال فيها إن وزيري خارجية السعودية وايران أبلغاه بأنهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد في الموقف بعد أن أعدمت الرياض رجل دين شيعيا بارزا.

وقال المتحدث “أكد الوزيران أنه لا أحد يرغب في مزيد من التصعيد”. اذاً لا مزيد من التصعيد بين البلدين، لاسيما ان عددا من الدول العربية لاسيما مصر والاردن والامارات والمغرب وغيرها، ادانت اقتحام السفارة السعودية في طهران، فيما اقتصرت الادانات على اعدام النمر على مواقف من مواقع شيعية لم تتجاوزها الى الشخصيات والحركات العربية او الاسلامية السنية.

 

سجال من طرف واحد..

احمد خواجة (عن الفيسبوك)

سجال من طرفي وحدي مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، الذي ضمّن اليوم خطبته بمناسبة تأبين الشيخ محمد خاتون، رحمه الله، مواقف حادة تتعلق بإعدام الشيخ الشهيد نمر النمر، ونعت حكام السعودية بأقبح النعوت، من الظلم إلى نشر الإرهاب والفساد في الأرض والعباد، وارتقى بالشهيد النمر إلى مصاف العلماء الأولياء قبل أن ينال شرف الشهادة. هنا أود أن استوضح سماحة السيد، ألم يُطلعك أحدٌ من معاونيك على تسجيلٍٍ واضح للشيخ النمر يصف به آل خليفة في البحرين بالحكام الظلمة، وكذلك آل الأسد في سوريا، فقد وصفهم الفقيد بالطغاة الظلمة، الذين لا يجوز مساعدتهم على الظلم، بل يتوجب محاربتهم، ومن ساعدهم على الظلم فهو ظالم. فما رأيُ سماحتك وأنت تهدر الدماء الغالية دفاعا عن طغاة ظلمة، برأي الشيخ الشهيد، لا رأيي أنا، والذي لا يُعتدُّ به في حضرة الشيخ الفقيد. أم أنّ الدفاع عن نهج المقاومة وخطها الاستراتيجي يبيح المحضورات، ويسمح بمساعدة الظالم ومظاهرته، فإذا جاز مناصرةُ الظالمين على ظلمهم وطغيانهم، وهذه من الكبائر، فعندها يجوز لحكام السعودية ارتكاب الكبائر للحفاظ على مُلكهم بقتل من يرونه عائقا في طريقهم.

 

إعدام النمر يضرم النار بين السعودية وإيران

المدن - عرب وعالم | الأحد 03/01/2016

بعد ساعات من هجوم المتظاهرين على السفارة السعودية في طهران، هاجم المرشد الإيراني علي خامنئي حكام المملكة السعودية، متوعداً إياهم بعقاب إلهي قريب انتقاماً لما ارتكبوه من إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. وقال خامنئي "مما لا شك فيه أن إراقة دم هذا الشيخ من دون وجه حق ستكون له عواقب سريعة، وأن الانتقام الإلهي سيطال الساسة السعوديين". معتبراً أن النمر عوقب بسبب توجيهه انتقادات علنية للأسرة الحاكمة في السعودية، وهو أمر لا يستحق هذا العقاب. الرئيس الإيراني حسن روحاني أدان إعدام النمر. وقال في رسالة وجهها، الأحد، إلى وسائل الإعلام "لا یراودني أدنی شك أن الحکومة السعودیة شوهت من خلال خطوتها اللا إسلامیة، صورتها بین دول العالم وخاصة الدول الاسلامیة، وهذه الخطوة تصب في اطار سیاسة الفرقة واثارة الارهاب والتطرف في المنطقة والعالم والتي أدت في الآونة الأخیرة الی الاخلال باستقرار المنطقة واثارة الحروب والصراعات". وأضاف "في الوقت الذي یدین فیه الشعب الایراني المسلم هذه الخطوة اللا إسلامیة، شأنه شأن سائر الشعوب الاسلامیة، فإنه لن یسمح لبعض الأشخاص والجماعات اللامسؤولة للقیام بممارسات غیر قانونیة"، وأکد بأنه لا یمکن تبریر هجوم مجموعة من الاشخاص علی السفارة والقنصلیة السعودیتين في ایران وإلحاق الضرر بمبنیيهما بأي شکل من الأشکال باعتبارها تحت حمایة الجمهوریة الاسلامیة". من جهة ثانية قالت وكالة "إسنا" الطلابية الإيرانية، نقلاً عن مسؤول إيراني، إن السلطات قامت باعتقال 40 متظاهراً ممن أقدموا على مهاجمة مبنى السفارة السعودية في طهران وتعمدوا إضرام النار فيه ليل السبت. ونقلت الوكالة عن النائب العام في طهران عباس جعفري دولت ابادي، الأحد، قوله إنه تم إصدار أمر قضائي لكشف واعتقال المتورطين في الهجوم على مبنى السفارة السعودية، وأن الملف قيد التحقيق، للكشف عن المتورطين الآخرين في اقتحام السفارة. وكان متظاهرون إيرانيون قد هاجموا ليل السبت-الأحد مبنى السفارة السعودية في طهران وأحرقوه، رداً على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ نمر باقر النمر، السبت، مع عدد من المدانين الآخرين، أبرزهم المنظر الشرعي لتنظيم "القاعدة" في السعودية فارس آل شويل. وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن المتظاهرين أقدموا على رشق مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة، وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل أن تجبرهم الشرطة على الخروج منه.  وكالة "فرانس برس" نقلت عن شاهد عيان قوله إن "الحريق أتى على داخل السفارة"، مؤكداً أن "عناصر الشرطة منتشرون بأعداد كبيرة وقد فرقوا المتظاهرين واعتقلوا بعضاً منهم"، إلا أن صوراً نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت عناصر الشرطة الإيرانية بموقف المتفرج على مشهد اقتحام السفارة. بالتوازي مع مشهد اقتحام وإحراق السفارة السعودية في طهران، أقدم متظاهرون على مهاجمة مبنى القنصلية السعودية في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، وأضرموا النار فيه أيضاً. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري، أمر الشرطة الدبلوماسية بحماية المقار الدبلوماسية السعودية. ونقلت وسائل الإعلام عن الجابري إدانته لإعدام الشيخ النمر، ومطالبته "بحماية الممثليات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد". وكانت إيران قد أطلقت سلسلة من التصريحات الهجومية توعدت فيها السعودية بأنها ستدفع "ثمنا باهظاً" على إعدامها لرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، مع 47 شخصاً متهمين بالإرهاب. الأمر الذي دفع الرياض إلى استهجان "التصريحات العدوانية" تجاه المملكة. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن المملكة وإذ تبدي "استهجانها واستنكارها الشديدين ورفضها القاطع لكافة التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيراني"، تؤكد أن "نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومداناً من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول".

 

الموت يغيب الوزير السابق فؤاد بطرس

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - غيب الموت السياسي اللبناني الكبير الوزير السابق فؤاد بطرس، عن عمر يناهز ال95 عاما. تولى بطرس وزارات عدة في عهود رؤساء الجمهورية الراحلين: فؤاد شهاب وشارل حلو والياس سركيس، أبرزها توليه وزارة الخارجية في عهد الأخير. وكان أبرز نشاط سياسي له في السنوات الأخيرة، اقتراحه قانونا للانتخابات النيابية عرف باسم "قانون فؤاد بطرس"، ويقوم على نظام مختلط يجمع بين النظام الأكثري والنظام النسبي. وقد نشر مذكراته العام 2009 والتي صدرت عن "دار النهار".

 

أمانة 14 آذار: للالتفاف حول مشروع الدولة حرصا على الاستقرار

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - دعت الأمانة العامة لقوى 14 آذار "من موقع الحرص الشديد على الإستقرار، إلى عدم تحويل لبنان إلى خاصرة رخوة ومكان لتصفية حسابات الأحداث الكبيرة والخطيرة". وقالت في بيان اليوم: "تنظر الأمانة العامة بعين القلق إلى الأحداث التي تدور من حولنا وتأخذ بالمنطقة إلى مزيد من التشنج والتباعد والإصطدامات الطائفية والمذهبية والسياسية". وختمت: "إن الأمانة العامة تتمنى على جميع الشخصيات والقامات الوطنية، الإلتفاف حول مشروع الدولة واستكمال بنائها بدءا بانتخاب رئيس جديد للبلاد، والحفاظ على كل المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية، لأن الدولة تشكل الضمانة الوحيدة للسلم الأهلي والعيش المشترك".

 

الحريري: حزب الله يتصرف بأنه مسؤول عن الشيعة في العالم وعلى بعض قيادات الطائفة الشيعية التعاون لرفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - اتهم الرئيس سعد الحريري، "حزب الله"، بأنه "يتصرف بأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم"، وبأنه "على خطى الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة". ورأى ان "حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية"، مضيفا إن النمر "مواطن سعودي، يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لاحكام القوانين السعودية، وليس مواطنا ايرانيا تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري". ودعا "بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان، للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر واثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي". جاء ذلك في بيان أصدره الحريري، وقال فيه: "شهدت الساعات الماضية هبوب عاصفة هوجاء، مصدرها المواقع الإيرانية في طهران وبيروت وبغداد وصنعاء، استهدفت المملكة العربية السعودية، على خلفية الأحكام القضائية التي قضت بإنزال القصاص بسبعة واربعين محكوما بجرائم الارهاب والتحريض على أعمال العنف والتطرف.

وإذا كانت العاصفة قد بلغت حدود الاعتداء المنظم والسافر على السفارة السعودية في طهران، فقد كان من دواعي الأسف الشديد، ان يتولى البعض في لبنان، تشريع الأبواب أمامها ويتقدم صفوف التحامل على المملكة وقيادتها، بأساليب مرفوضة ومقيتة، على صورة ما قرأناه وسمعناه من قيادات حزب الله والأتباع من مقلديه والمحيطين به". أضاف: "هناك من يتحدث عن السعودية ودورها ويطلق الاتهامات بحقها، كما لو انه يتحدث عن نفسه وعن الحالة التي تعيشها ايران ويعاني منها الشعب الإيراني. الكلام عن الاستبداد والقهر والارهاب والقتل والاجرام والإعدام وشراء الذمم، والكلام عن التدمير والتهجير والتشريد وتعطيل الحوار وارتكاب المجازر والتدخل في شؤون الآخرين، والكلام عن الايغال في الفتن وتعميم ثقافة السب والشتائم وإقصاء المعارضين ورفض الآخر واجتثاث الاحزاب والجمعيات ورجال الدين وتهديم بيوتهم ومقارهم فوق رؤوسهم، هي كلها صفات طبق الأصل تنطلق على ألسنة القيادات في حزب الله، وتنطبق قولا وفعلا وممارسة وسلوكا على الحالة التي يمثلها النظام الإيراني ومشروع التمدد الإيراني على حساب العرب ودولهم ومجتمعاتهم".

وتابع: "ان حزب الله، وعلى جري عادته، يتصرف بأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم، من نيجيريا إلى البحرين إلى الهند والباكستان وصولا إلى المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج. وهو على خطى الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة، ويعطي نفسه حقوقا غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها والاساءة لقياداتها، وإشهار سيوف التهديد والوعيد في وجهها". وقال: "لقد بات من المؤكد، في ضوء المسلسل الإيراني الطويل الجاري تقديمه في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن ومصر والسعودية وغيرها من الدول، ان الخلفيات المذهبية هي التي تتحكم بسلوك ايران ومن معها، والذي أصبح علامة فارقة من علامات التوتر واثارة النعرات في غير مكان من العالم العربي".واستطرد: "وقد يكون من المفيد التنبيه في هذا المجال إلى النقاط الآتية:

أولا- ان حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية، ومحاولة متعمدة لإعطاء تلك الأحكام ابعادا خلافية عقائدية، لا تتوافق مع الحقيقة التي تشمل 46 مدانا آخرا طاولتهم أحكام الإعدام.

ثانيا- ان الشيخ نمر النمر هو مواطن سعودي، يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة لاحكام القوانين السعودية، وليس مواطنا ايرانيا تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري، وهي القواعد التي لا تخلو للمناسبة من عشرات التجارب في نصب المشانق بحق الأبرياء وازهاق أرواح المعترضين على ولاية الفقيه واهدار دماء الآلاف من أبناء الشعب الإيراني المشردين في مشارق الأرض ومغاربها.

ثالثا- ان الإصرار على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، والتطاول على كرامات الأشقاء وقياداتهم ورموزهم، مسألة مرفوضة وغير مقبولة للمرة الألف، لأنها مسألة لا وظيفة لها سوى الاساءة للدول الشقيقة التي لم تتخل عن لبنان يوما، وابقاء لبنان وشعبه فوق صفيح ساخن من التوترات المذهبية، وفتح النوافذ امام الخارج للتدخل في شؤوننا الداخلية.

رابعا- نحن على يقين تام بان المملكة العربية السعودية، تلتزم حدود المصلحة الاسلامية والعربية، وان القرارات التي تتخذها لن تتعارض مع هذه المصلحة في شيء، خلاف ما تراه الجهات الموالية للخط الإيراني التي تجد في المملكة، عقبة أمام مشاريع التمدد والنفوذ الخارجي.

وبناء على هذا اليقين، نعتبر ان المملكة ضنينة على سلامة لبنان واستقراره، وهي حتما لن تتوقف عند كثير من الترهات التي تتناولها وتسيء اليها، وستبقى على عهودها بمساعدة لبنان والمحافظة على وحدته الوطنية، مهما تعالت حملات التحريض ضدها.

واننا ننبه في هذا السياق، كل الذين يحبون المملكة ويعبرون عن التقدير والاحترام لقيادتها، الى أهمية عدم الانجرار للسجالات المذهبية، والذهاب الى حيث تريد بعض الأصوات والأبواق من النفخ في رماد العصبيات والفتن.

خامسا- ان معظم المزاعم الباطلة بحق المملكة العربية السعودية التي تطلقها ابواق ايران اليوم، هي تهم تنطبق حرفيا على ممارسات النظام السوري بحق شعبه، في وقت تقاتل ايران وأدواتها الى جانب هذا النظام الذي يعدم مئات الألوف من مواطنيه ويهجر ملايين منهم من دون تهم ولا محاكمات ولا شرع ديني أو بشري.

سادسا: ان أبناء الطائفة الشيعية في لبنان والسعودية والعراق واليمن، وفي أي مكان من العالم العربي، هم مواطنون في دولهم قبل أي شيء آخر، شأنهم في ذلك شأن كل المواطنين من مختلف الطوائف. وإن التصرف الإيراني مع هؤلاء المواطنين بصفتهم رعايا إيرانية في دولها، بات يمثل الخلل الأكبر الذي يهدد العالم الاسلامي، ويحرك عوامل الفتن في غير مكان ومناسبة".

أضاف: "لقد رفعت الجمهورية الاسلامية الإيرانية منذ انطلاقتها شعار تصدير الثورة وإقامة ولاية الفقيه كمرجعية سياسية ودينية، تعنى باستقطاب ولاء المواطنين الشيعة من كل اصقاع العالم. وتمكنت ايران، وعلى مدار سنين طويلة من تحقيق خرق سياسي واجتماعي وأمني، للعديد من المجتمعات العربية والإسلامية، أسس لحالات ولاء خارجة عن نطاق الدول الأم ومصالحها ونسيجها الوطني.

هذا الخلل، نشهد هذه الأيام على فصل من فصوله المريبة، التي لا تنفك عن استهداف السعودية واستقرارها، تارة من بوابة البحرين وتارة أخرى من بوابة اليمن، ودائما من خلال مجموعات يتقدم ولاؤها للمشروع الإيراني على أي هدف أو ولاء وطني".

وختم: "ان ايران مدعوة الى ادراك المخاطر الكامنة وراء هذا الخلل، والتوقف عن تصدير النموذج الإيراني الى البلدان المجاورة وما يترتب عليه من نزاعات وحروب وانقسامات طائفية. والدعوة موصولة الى بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان، للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر واثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي الذي يجب ان يتقدم على كل الولاءات".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هل هدّد جميل السيّد فؤاد السنيورة بالقتل؟!

خاص جنوبية 3 يناير، 2016/نشر مدير عام جهاز الأمن العام الأسبق، اللواء جميل السيّد على حسابه "تويتر" تغريدة، فهم منها انها تهديد واضح وصريح بالتصفية الجسدية لرئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، فماذا جاء هذه التغريدة؟ وهل سيلاحق السيّد بسبب ما نشره؟  نشر اللواء جميل السيد على حسابه “تويتر”، وقال “سمعت السنيورة في ذكرى شطح.. كثيرون يظنون أن اغتيال شخصية ما هو مؤامرة، لكن ابقاء شخصية على قيد الحياة قد يكون مؤامرة”. صحيفة المستقبل علقت: ” انها آخر ابداعات جميل السيد عبر صفحته على “تويتر” وهو أمر يوضع في عهدة القضاء الذي يبقى له الفصل في أمور كهذه، وكأن السيد يريد تغيير اسمه من جميل الى عزرائيل. انه بالفعل تهديد صريح لرئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة بالقتل، وليس في الامر غرابة على من اعتاد التهديد العلني لشخصيات سياسية وأمنية وقضائية واعلامية، وللتذكير هذا غيض من فيض تهديدات من يبدو لا جميلا ولا سيدا. ذا التهديد الواضح والصريح يبقى في عهدة القضاء الذي لا بد وان يقول كلمته في كلام كهذا”. السنيورة جاء خلال إحياء قوى آذار الذكرى الثانية لاستشهاد الوزير شطح ورفيقه الشهيد طارق بدر، في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في مسجد محمد الامين – وسط بيروت عليق جميل السيّد هذا جاء ردّا على كلمة رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة قبل أسبوع، وبمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال الوزير محمد شطح والتي جاء فيها: «لقد كان محمد شطح فاعلاً في إسهامه في كل المداولات التي آلت إلى إنجاز النص النهائي للقرار 1701 وكذلك في الإعداد لإقرار مجلس الأمن الدولي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأسهم إسهاماً حقيقياً أيضاً وهاماً في قضية لبنان في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وفي موضوع تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان في ملف الطاقة، والدفاع عن حقوق لبنان في هذا الشأن». تعليقا على تقصير التحقيقات الجنائية بقضية اغتيال شطح وعدم كشف الفاعلين قال السنيورة: «العدالة وحدها تفتح الباب للاطمئنان حول المستقبل، وتمنع تكرار الجرائم في المستقبل، وأنّ عدم تقدم التحقيق في جريمة اغتيال محمد شطح ورفاقه الشهداء من قبله أمرٌ لا يجوز ولا يمكن السكوت أو التغاضي عنه، وكأنه تسليم للمجرم بالقبول بما ارتكب بل وأكثر من ذلك».

 

الرئيس أمين الجميل بعد لقائه الراعي: أنا وحزب الكتائب منفتحون على كل الحلول والمبادرات شرط ان تؤدي الى انتخاب رئيس

الأحد 03 كانون الثاني 2016

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد القداس، الرئيس أمين الجميل على مدى ساعة من الوقت، في حضور وزير العمل سجعان قزي، وشارك في قسم من اللقاء السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا. وقال الجميل بعد اللقاء: "أطيب التمنيات للشعب اللبناني في مطلع هذا العام الجديد، وبالطبع قدمنا التهاني لغبطة البطريرك، وتمنينا له التوفيق في كل المساعي والمبادرات التي يقوم بها لانقاذ البلد والاستحقاق الصعب الذي لم نعد نستطيع أن نتحمله، مع الامنية الكبيرة ومع مطلع العام الجديد، حيث أتتنا إشارة مع تساقط الثلج الابيض على كل لبنان، وهي رسالة خير وسلام نأمل أن نتلقف هذه الرسالة وأن يكون العام الجديد خيرا على الجميع، ونتمكن في أسرع وقت من حل مشاكلنا التي يدفع لبنان ثمنها غاليا، من جراء تعطيل كل مؤسساتنا الدستورية، الامور تشتد حولنا، والمشاكل كبيرة في المنطقة ودول الجوار، والامور تتشنج أكثر فأكثر في هذه الدول التي هي معنية بشكل او بآخر بوضعنا الداخلي".

أضاف: "أمام هذا الامر، فإما نترك الامور للقدر ونترك لبنان في هذا المستنقع، ولا حلول والمواطن يدفع الثمن في حياته اليومية، أو أن نرجع ونقتنع بلبنانيتنا ونمارسها ونتطلع الى مصلحة البلد والمواطنين، ونعمل بكل ضمير حي لحل بعض المشكلات الملحة التي من شأنها ان تنقذ وطننا، واذا أردنا أن ننظر الى الامور من الخارج فسوف ننتظر كثيرا، خاصة اليوم في ظل التشنجات التي تحصل حولنا، ولبنان لا يجب أن يدفع الثمن، من هنا المطلوب من كل القيادات اللبنانية ان تستوعب خطورة المرحلة، وأن لبنان بحاجة ليعود ويستعيد أمنه واستقراره وبخاصة استقرار مؤسساته، ونلتف جميعا كي ننتخب رئيسا للجمهورية بأسرع وقت ممكن، وكذلك الامر على صعيد القيادات المسيحية، مطلوب منها طالما هي المعنية المباشرة في هذا الاستحقاق الرئاسي، فالمطلوب من القيادات المسيحية والمارونية أن تأخذ الاجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن وتعمل على وفاق داخلي يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي تنظيم كل المؤسسات الدستورية في البلد، الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي، كل هذه المؤسسات معطلة، وهذا شيء غير طبيعي وهذا انتحار عام، ويقتضي أن يتوقف هذا الانقلاب الابيض على البلد، وأن نتعظ من ظروف الدول المجاورة التي كانت تعطينا سابقا عظات في الاستقرار، ونحن الى حد ما مستقرون ونعرف ما يحصل حولنا من مآس في بعض الدول المجاورة أكان في سوريا او العراق". وقال: "هل ننتظر أن يصبح لبنان مثلهم كي نحل مشاكلنا الداخلية؟ لأن هذا التفكك الذي يحصل ولا يزال مضبوطا الى حد ما، فإلى متى سيبقى مضبوطا، واذا لم نعد ونحيي مؤسساتنا وننقذها ونكرس أكثر فأكثر شريعة الغاب، فهذه الشريعة ستأخذنا الى التجارب التي تعيشها بعض الدول المجاورة، والبلد لا يستطيع الاستمرار على هذا النحو، ويجب ان نلتقي بأسرع وقت وننتخب الرئيس لكي تنتظم المؤسسات ونخرج من هذا المستنقع ونحقق السلام والاستقرار الذي بدونهما لا يمكن للبلد أن يستمر". وردا على سؤال، قال الجميل: "كانت الجلسة مستفيضة مع غبطته، وهو عبر عن كل هواجسه بشكل وجداني ومن الواقع الذي نعيشه اليوم في البلد، وانضم الى اللقاء السفير البابوي وكان هناك بحث في بعض الحلول والمبادرات التي يمكن ان تتخذ من قبلنا، ولن ندخل في تفاصيلها. والامور ليست سهلة، إنما سنسعى بمبادرات خاصة لربما يمكننا أن نتوصل الى حل، وما يهمنا أن يصار الى انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، أنا شخصيا وحزب الكتائب منفتحون على كل الحلول والمبادرات، شرط ان تؤدي في النهاية الى انتخاب رئيس للجمهورية".

 

اعتصام في بدنايل تضامنا مع حسن يعقوب وكلمات طالبت القضاء ان يحكم بضمير وإنسانية

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - نفذ علماء ومشايخ وفاعليات من منطقة البقاع اعتصاما تضامنيا مع النائب السابق حسن يعقوب، في حسينية بدنايل، شارك فيه رؤساء بلديات ومخاتير من بدنايل والمنطقة، ورفعت خلاله صور ليعقوب ورددت شعارات مؤيدة له. ورأى النائب السابق سليم عون ان "الوقوف الى جانب حسن يعقوب هو وقوف الى جانب قضية أساسية يدافع عنها حسن يعقوب، وإذا وسعناها تخص الطائفة الشيعية، وإذا فكرنا بها كلبنانيين تخص كل مواطن لبناني، وخطف هنيبعل ليس رد فعل على ما حصل بشأن قضية عمرها 38 عاما، هذه الجريمة يحاولون تجنبها ولم يستطع حسن يعقوب ان ينساها، همه كان تحريك القضية، وهو يبحث عن الحقيقة، وأتوجه للقضاء لان الملف اصبح بيد القاضي وكلنا ثقة بالقضاء. هذا الملف أمانة، على القاضي ان يفكر به دون سماع احد، وان يضع نفسه امام اي شخص لبناني خطف والده منذ 38 عاما، وان يحكم بضميره وإنسانيته بعدما تقاعست الدولة، ظهر أمامها ملف لتحريك القضية وافهم انه بالقانون يجب معاقبة كل مرتكب، لكن عندما يكون الأمر هكذا يجب ان ينسحب على الجميع، اذا أرادت الدولة محاسبة المرتكبين فنحن ندلها عليهم، وهي تعرف، ومن خطف عسكريين وارتكب جرائم اطلق سراحه، بينما نحاسب من خطف والده". أضاف: "نحن لسنا طلاب مخالفة قوانين او تبرئة مخالفين، نريد عدالة ومتابعة للملف بجدية، والحل يبدأ بالقضية الاساسية، بإنهاء الملف، ومنذ الوقت الى حينه نرفض الظلم بحق المظلوم". وختم عون: "لا يفكر احد اننا ضعفاء، مهما كبر الظلم قضيتنا رابحة، لانها قضية حق. واليوم حسن يعقوب هو أقوى من اي يوم مضى، فالشعب اللبناني وراءه لان قضيته قضية حق". والقى امام بلدة بدنايل الشيخ أديب حيدر كلمة العلماء ورجال الدين، فقال: "انتظرنا الملف 38 عاما، وإذا بالمخطوفين الثلاثة صاروا أربعة، وكل الأحرار الذين عشقوا موسى الصدر لم يتغير حبهم له. والشريعة أعطتنا اجازة ان حقنا عند غريمنا بعد 38 عاما. ويؤخذ نجل الشيخ محمد يعقوب رهينة. ما كانت الحسناء تلقي خدرها لو كان في هذه الجموع رجال. ولقد انكشف لنا اليوم انه ليس في جموعهم رجال. نحن لن نقبل بان يكون نجل الشيخ محمد يعقوب مخطوف مقابل ابن المجرم القذافي. نقولها للذين يدعون المسؤولية وللمسؤولين الذين يرون بان كرة الثلج صغيرة، هذه الكرة ستتدحرج وتكبر وستدحرجكم كما دحرجت القذافي بظلمه. وقضية موسى الصدر هي اقدس من قضية القدس التي ذهب من اجلها الامام موسى الصدر. لو لم تكن القضية مسيسة لما أوقف يعقوب. وجلب القذافي الى لبنان يشرفنا وقد جيء به بهذه الطريقة في وقت لم يأت احد لنا بشيء، لا من خلال علاقات عربية أو غير عربية، وبعد 38 عاما نطالب بالصدر ويعقوب وبدر الدين. حسن يعقوب سجين لبنان، ونحمل المسؤولين والمقصرين كل يوم يبقى فيه بالسجن، وإذا بقي بالسجن فكل القضايا ستسقط وفي مقدمتها المقاومة وسنحاسب المتقاعصين والمقصرين. واليوم الذي سيخرج فيه الشيخ حسن يعقوب من السجن ستستقبله الجماهير استقبال الامام الصدر".

 

سيول وانهيارات في كفرنبرخ والاهالي اخلوا منازلهم

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الشوف عامر زين الدين ان العاصفة الثلجية في منطقة الشوف، زادت من سماكة الثلوج، ما ادى الى قطع الطرق لا سيما بين الشوف والبقاع عبر الارز - كفريا، التي قطعت منذ بداية العاصفة، كما تحولت الامطار الغزيرة والمتساقطات المرافقة لها وذوبان الثلج، الى سيول جارفة في بعض المناطق المتوسطة، وانهيارات على عدد من الطرق الرئيسية. وبرزت تداعيات العاصفة مع عودة الانهيارات في جبل بلدة كفرنبرخ، التي كانت بدأت قبل شهر وزحل معها جزء كبير من الجبل المحاذي للمنازل، مما اجبر السكان على اخلاء منازلهم، واليوم صباحا انهار جزء كبير من المسار الواقع تحت المنازل ورصدت الكاميرا الصخور والاتربة المنزلقة، التي يشكل استمرارها خطرا كبيرا على طريق كفرنبرخ - الفوارة - وادي الست التي قطعت بالاتربة والصخور، وعلى بساتين بلدة وادي الست التي تأخذ الاتربة والصخور طريقا اليهم. في هذا الوقت، اخلى المزيد من السكان منازلهم وبيوتهم في ظل الطقس العاصف والثلوج، متوجهين الى منازل اقاربهم، فيما يحاول آخرون استئجار منازل لهم. وطالب رئيس بلدية كفرنبرخ بهيج الدلغان المسؤولين بحل جذري لهذه المعضلة التي تسبب مشكلة اجتماعية وانسانية كبيرة، مؤكدا ان "الهيئة العليا دفعت سابقا مبلغ الف دولار لمن اخلى منزله، لكن نطالب بحل جذري للموضوع، علما انه كان مقررا الكشف الجيولوجي، ومتابعة الموضوع وهذا لم يتم". واجرى الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير اتصالا برئيس بلدية كفرنبرخ اطلع منه على المشكلة، معلنا وضع امكانيات الهيئة بالتصرف في اطار العمل على الحد من الاخطار التي تسببها الانهيارات وعدم توسعها اكثر، لا سيما في ما يتعلق بالآليات والجرافات المطلوبة في هكذا حال.

 

وهبي: نؤيد الحوارات التي تجري في البلد حتى لو كان حوار طرشان

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - تمنى عضو كتلة "المستقبل" النائب امين وهبي ان "تكون سنة 2016 سنة انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء حال الفراغ في موقع الرئاسة الاولى"، رافضا الاستسلام للتشاؤم "فنحن لا نزال نحمل هموم هذا الوطن وحتما هناك حلول". وقال وهبي في حديث الى اذاعة "الشرق": "هناك قوى فوضوية ضد الدولة اللبنانية اليوم نجدها قوية جدا، واقصد بذلك الاشخاص الذين خيارهم غير خيار قيام الدولة، فهم لديهم قوة عسكرية ومادية واعلامية ومع هذا لم يستطيعوا ان ينتصروا على الدولة حتى الآن، هم استطاعوا ان يعيقوها ولكن لن يستطيعوا ان ينتصروا عليها، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ان الدولة اللبنانية لا تزال عصية ولا تزال تثبت في الكثير من الاماكن بانها هي الاقوى". اضاف: "هناك اشخاص لديهم اجندة هي مصلحة لبنان وكيفية ان نحقق للبنانيين مصلحتهم في الامن وفي النمو وفي الاستقرار وفي احترام الدستور وفي تعميم ثقافة الانتظام العام وثقافة احترام الدستور وثقافة احترام الاخر، وهذا هو الذي يدخلك في مقاييس العصر ويجعل اللبناني عندها ينتج ويزدهر. وهناك اجندة ثانية اسمها المصلحة الفئوية او الحزبية او المذهبية او الطائفية". ورأى ان "المعيار الذي يمارسه من ينتهج سياسة التعطيل في لبنان تكون الاولوية عنده ليست مصلحة لبنان بل معياره هو اجندة خارجية ينفذها، والمعيار لديه هو كم يستطيع من خلال السياسة التي سيمارسها ان يحقق مكاسب فئوية او شخصية تطال مصالحه الخاصة مثل ما هو يفهمها". وقال: "معيار الفريق الاخر هو في كيفية استغلال كل شيء، بمعنى ان استغل عواطف اللبنانيين واستغل الدولة والخطاب الشعبوي واقتحم كل شيء حتى استطيع ان انجز مصلحة خاصة اكانت شخصية او فئوية او مذهبية. في حين ان المعيار الوطني المطلوب هو ان نقدم مصلحة لبنان على كل المصالح، ومصلحة لبنان هي في ان نعيد للدولة اللبنانية سلطتها وهيبتها وسيادتها وان نعيد الى القانون هيبته وسلطته وان نعيد الى الانتظام العام قيمته وان ننتج عند اللبنانيين سلم قيم حقيقيا يعيد للمواطن اللبناني اتزانه والتصاقه بمصلحة وطنه". وعن الجدوى من الحوارات التي تجري في البلد في هذه المرحلة، اوضح وهبي انه "يؤيد الحوارات التي تجري في البلد، حتى لو كان حوار الطرشان، لان الحوار يثبت باننا لا نريد العودة الى الحرب". وختم وهبي: "نحن نريد في هذه الفترة اولا مصلحة الدولة اللبنانية، وان ننهي الشغور وان نعيد العافية جزئيا الى المؤسسات".

 

الراعي في يوم السلام العالمي:رسالة البابا موجهة الى سياسيين بلغوا ذروة اللامبالاة بعدم انتخاب رئيس

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: بولس الصياح، شكر الله نبيل الحاج وعاد ابي كرم، الاباتي مارون نصر ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا، في حضور الرئيس أمين الجميل، وزير العمل سجعان قزي، النائب هادي حبيش،باتريك الفخري نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري، أعضاء اللجنة الأسقفية عدالة وسلام، وفد من جمعية مار منصور دي بول، وفد من جمعية فرح العطاء، وفد من مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية برئاسة الدكتورالياس صفير، وفد من أخوية القديسة تريز - وادي شحرور، وفد من عائلة المرحوم ألكسندر رعد وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "وعاد معهما يسوع الى الناصرة" (لو2: 51)، تناول فيها رسالة قداسة البابا فرنسيس بمناسبة "يوم السلام العالمي"، وقال: "عاد يسوع مع أبيه وأمه إلى الناصرة حيث كان بخضوعه لهما ينمو بالقامة والحكمة والنعمة أمام الله والناس (راجع لو2: 51-52). في هذه الذكرى تحتفل الكنيسة بعيد العائلة المقدسة، وتصلي من أجل كل عائلة لكي تتقدس بالنعمة. فالمسيح الإله ولد في عائلة بشرية، لكي يعيد إلى الحياة الزوجية والعائلية جوهرها في تصميم الله، بحيث تكون "جماعة حب وحياة"(الدستور الراعوي: الكنيسة في عالم اليوم، 51)، "وعلى صورة اتحاد المسيح بالكنيسة" (أفسس5: 32). ونصلي مع الكنيسة من أجل أن ينمو أولاد عائلاتنا، على مثال المسيح في إنسانيته، بأبعاد الحياة الثلاثة: النمو بالجسد، والنمو بالتربية الأخلاقية والعلمية، والنمو روحيًا بنعمة القداسة. وإننا نهنِئ جميع العائلات بعيدها، راجين أن تكون السنة الجديدة 2016، سنةَ خير ونعم وسلا"م.

أضاف: "نحتفل اليوم رسميا في لبنان ب "يوم السلام العالمي"، الذي احتفل به قداسة البابا فرنسيس أول من أمس في اليوم الأول من هذه السنة كالعادة. تنظم هذا الاحتفال اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام"، التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. فنحيي رئيسها سيادة أخينا المطران شكرالله نبيل الحاج ونائب الرئيس وأعضاء اللجنة. كما نحيي جميع المشاركين في هذه الليتورجيا الإلهية، من طلاب مدارس وشبيبة، وناشطين اجتماعيين، وإعلاميِين وجمعية مار منصور دي بول، وجمعية فرح العطاء ومؤسسة البطريرك صفير رؤساء وأعضاء، وأخوية القديسة تريز - وادي شحرور بمناسبة الاحتفال بيوبيلها الماسي، وعائلة المرحوم الكسندر يوسف رعد الذي ودعناه معهم بكثير من الأسى في غزير منذ ثلاثة وأربعين يومًا. إننا نصلي لراحة نفسه وعزاء أسرته. ونحيي جوقة الأب ألبير شرفان الأنطونية. إن ذكر الأب شرفان والأب سليمان أبي خليل الأنطونيين، اللذين غيبا في دير القلعة بيت مري منذ خمس وعشرين سنة، يبقى في صلاتنا". وتابع: "في مطلع السنة الجديدة 2016، نسأل الله أن يغنيها بهباته الإلهية الروحية والزمنية. ونصلي مع قداسة البابا من أجل السلام في العالم، وبخاصة في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، الممزق بعضها بالحروب، وأكثريتها بالتفكك والتنافر والنزاعات السياسية والمذهبية. وإنا نخصص تأملنا في مضمون رسالة "يوم السلام العالمي" التي وجهها إلى العالم البابا فرنسيس وهي بموضوع:"إنتصر على اللامبالاة، واكسب السلام".

وقال: "أسارع للحال وأقول أن هذه الرسالة موجهة إلى كل واحد وواحدة منا وإلى جميع الناس، أفرادا وجماعات ومؤسسات، إلى العائلة والكنيسة والدولة. وموجهة بنوع خاص إلى الجماعة السياسية في لبنان التي بلغت ذروة اللامبالاة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، فعطلت واجب التشريع في المجلس النيابي، وواجب التدابير الإجرائية في الحكومة، وزعزعت بالتالي السلام الأهلي اقتصاديا ومعيشيا ومصيريا، وعممت الفوضى والفساد، وافقرت اللبنانيين وأرغمت الشباب على الهجرة.

والرسالة موجهة أيضا إلى حكام الدول في بلدان الشرق الأوسط وفي الأسرة الدولية الذين لا يبالون بشعوب المنطقة الشرق أوسطية وبحقوقهم في العيش الكريم الآمن في أوطانهم، بل يوقدون نار الحروب في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وسواها، واليوم تهدد المملكة العربية السعودية".

أضاف: "تبدأ الرسالة بالتأكيد "أن الله ليس غير مبال، بل يكترث للبشرية، ولن يتخلى عنها"، وبالدعوة إلى المحافظة على أسباب الرجاء، بالرغم من الحروب والنزاعات الدائرة في العالم، التي يسميها البابا فرنسيس "بالحرب العالمية المجزأة". ثم يذكر مبادرات عالمية تغلب الرجاء على اليأس، منها: لقاء قادة الدول بشأن المتغيرات المناخية وحماية العيش الكريم على الأرض، بيتنا المشترك، ويوبيل سنة الرحمة، والترابط القائم بين الشعوب، ومبادرات التضامن والتعاون (الفقرتان 1و2)".

وتابع: "في القسم الأول من الرسالة يتكلم قداسة البابا عن اللامبالاة بكافة أشكالها وعن "عولمة اللامبالاة". تبدأ، في شكلها الأول، لامبالاة تجاه الله لتصبح لامبالاة تجاه الإنسان، وتجاه الخلق. وذلك بفعل أنسنة مزيفة، ونزعة مادية، وروح النسبية والعدمية. في هذا الإطار، يعتقد الإنسان أنه صانع ذاته وحياته والمجتمع؛ ويشعر بأنه مكتف بذاته، ويسعى ليس فقط إلى الحلول محل الله، بل إلى إقصائه بالكلية. ويظن بالتالي أنه لا يتوجب عليه أي شيء تجاه آخر غير نفسه. ويدعي أنه يمتلك حقوقا فقط. اللامبالاة تجاه الإنسان هي موقف الشخص الذس يسمع ويعرف ويقرأ ويرى البؤس والحاجة والمأساة عند شخص أو عند شعب، ولكنه يحفظ كل ذلك في دائرة نفسه، من دون أية مبادرة. هؤلاء الأشخاص اللامبالون بمآسي غيرهم قد فقدوا الشعور الإنساني، والشفقة، والحنان، ومشاعر الرحمة. عندما يقع قلبنا في اللامبالاة، يصبح وكأنه من حجر. وعندما نكون بخير وراحة، ولو نسبيا، ننسى المحرومين منهما.

أما أللامبالاة بالأرض، بيتنا المشترك، وبحالتها الصحية فظاهرة في تلوث المياه والهواء، واستغلال الغابات من دون تمييز، وفي تدمير البيئة. كل هذه الحالات من اللامبالاة تؤدي إلى الانغلاق على الذات والتملص من الالتزام؛ وتساهم في انتفاء السلام مع الله، ومع القريب، ومع الخلق (الفقرة 3)".

أضاف: "في القسم الثاني الخاص بالسلام، يبين البابا فرنسيس كيف أن اللامبالاة المعولمة تهدد السلام. عندما لا يبالي الإنسان بالله إلى حد نسيانه ونكرانه، وبالقيم السميا، يصبح بسهولة فريسة تيار النسبية، ويصعب عليه العمل بموجب العدالة والالتزام بالسلام، وينزلق نحو أفعال العنف والتعسف. يكون السلام مهددا عندما يتملص المسؤول من الالتزام بالواجب. وهو بذلك يذكي الظلم والخلل الاجتماعي واللاإستقرار وأعمال العنف. ويكون السلام مهددًا عندما تشمل اللامبالاة حقوق الإنسان الأساسية وكرامته وحريته، على مستوى المؤسسات، إذا طُبعت بالسعي إلى الربح والمتعة. فيبرر هذا التصرف سياسات اقتصادية ظالمة، وبخاصة عندما تهدف المشاريع الاقتصادية والسياسية إلى السيطرة والاحتفاظ بالسلطة والثروات، من دون أي اعتبار لحقوق الآخرين ومقتضياتهم الأساسية. ولذا عندما تنكر حقوق الشعوب الأساسية في الغذاء والماء والعناية الصحية والعمل، تجد هذه الشعوب نفسها مضطرة إلى الحصول عليها بالقوة (راجع البابا فرنسيس: فرح الإنجيل، 59). والسلام مهدد أيضا من اللامبالاة بالبيئة الطبيعية، الظاهرة في إتلاف الأحراج والتلوث والكوارث الطبيعية التي تقتلع جماعات بكاملها من بيئتها، وترغمها على العيش في حالة من عدم الاستقرار والهشاشة. هذه كلها تولد حالات جديدة من الفقر والظلم، مع عواقبها الوخيمة على الاستقرار والسلام الاجتماعي (الفقرة4)".

وتابع: "لا بد، يقول البابا فرنسيس، حيال هذه اللامبالاة ونتائجها المهددة للسلام، من ارتداد القلب، بالعبور من اللامبالاة إلى الرحمة. فالله برحمته نزل، بشخص ابنه يسوع المسيح، وسكن مع البشر. تجسد وأظهر تضامنه مع البشرية في كل شيء. لم يكتفِ بتعليم الجمع، بل اعتنى بالجياع والعاطلين عن العمل (مر6: 34-44؛ متى20: 3). وشمل بنظره أيضًا سمك البحر وطيور السماء والنبات والأشجار. لقد ضم إليه الخلق بأسره.

وعلمنا أن نكون رحماء مثل أبيه (لو 6: 36). في مثل السامري الصالح أدان إهمال مساعدة الآخرين في الضرورات الملحة وتصرف "الذي رأى وعبر" (لو 10: 29-32).

الرحمة هي قلب الله، وينبغي أن تكون أيضا قلب كل إنسان بحيث ينبض حبا للجائع والعطشان والغريب والعريان والمريض والسجين. هذا هو المقياس الذي يدين به الله أعمالنا. تحظى الكنيسة بالصدقية في كرازتها وتعليمها، عندما تعيش وتشهد هي بذاتها للرحمة، وتنقلها إلى قلب الأشخاص، وتحملهم على إيجاد طريق العودة إلى الآب. حيث الكنيسة حاضرة، ينبغي أن تظهر رحمة الله: في الرعايا والجماعات والجمعيات والحركات الرسولية. بل حيث يوجد مسيحيون يجب أن يجد أي شخص "واحة رحمة"، ونمط تصرف طيب في العلاقات الاجتماعية. هذا يقتضي ارتداد القلب أي أن تحول نعمة الله قلب الحجر إلى قلب من لحم (خروج 36: 26)، قادر على الانفتاح على الآخر بفضيلة التضامن التي تعمل بإرادة ثابتة على تأمين الخير العام، وهو خير الجميع وخير كل شخص. ذلك أننا كلنا مسؤولون عن كلنا (الفقرة 5)".

أضاف: "يدعو قداسة البابا من أجل اكتساب السلام، إلى تعزيز ثقافة التضامن والرحمة من أجل الانتصار على اللامبالاة. وهذا من واجب العائلات بحكم رسالتها كمكان أول لنقل الإيمان وقيم المحبة والأخوة والاعتناء بالآخر؛ ومن واجب المربين والمنشئين في المراكز المعنية بتربية الأولاد والشبان، والعاملين في وسائل الاتصال الاجتماعي والتقنيات الحديثة المدعوة لتخدم الحقيقة وتكون الرأي العام السليم (الفقرة 6).

ويخلص البابا فرنسيس إلى القول:"إن السلام هو ثمرة ثقافة التضامن والرحمة والشفقة". ويعطي أمثلة عن المبادرات الايجابية التي تقوم بها مؤسسات غير حكومية وخيرية، وأشخاص وجمعيات إنسانية وكهنة ومرسلون ورهبان وراهبات وعائلات وشبيبة وإعلاميون ومصورون ينيرون الرأي العام (الفقرة 7)".

وتابع: "يختم البابا فرنسيس رسالته ليوم السلام العالمي بدعوة الجميع واحدا واحدا لإجراء فحص ضمير، في يوبيل سنة الرحمة، حول لامبالاته وتقصيره في صنع السلام في عائلته ومجتمعه ووطنه. ويوجه نداء إلى الدول للقيام بأفعال ومبادرات شجاعة تجاه الأشخاص الضعفاء كالأسرى والمهاجرين والعاطلين عن العمل والمرضى، وفقًا لحاجات هؤلاء جميعًا في حقوقهم الأساسية وكرامتهم ومصير حياتهم.

ويدعو حكام الدول لتجديد علاقات التعاون مع الشعوب الأخرى، بحيث تتاح للجميع المشاركة في الحياة الدولية. وفي هذا السياق، يوجه نداء مثلثا:

1- الإحجام عن إقحام شعوب أخرى في حروب تدمر الإنسان نفسا وجسدا والحجر والثقافة.

2- إلغاء أو التخفيف من عبء الدين الدولي المعطى للبلدان الفقيرة.

3- اعتماد سياسات تعاون تحترم قيم السكان المحليين وثقافتهم وتحترم حق الأولاد في أن يولدوا".

وختم الراعي: "مع قداسة البابا نصلي إلى المسيح الإله "أمير السلام"، بشفاعة أمنا مريم العذراء، الأم الساهرة على حاجات البشرية، كي يبارك جهود جميع الذين يلتزمون بواجباتهم من أجل إحلال العدالة والسلام. فيؤهلنا لنرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

 

قاسم: اعدام النمر بداية نهاية النظام السعودي

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، حول إعدام الشيخ نمر النمر، عبر صفحته الرسمية على "الفيسبوك" "ان إعدام سماحة العلامة الشيخ نمر النمر رحمه الله تعالى شهادة حق له، وعلامة خزي ووهن للسعودية التي لا تتحمل رأيا مخالفا. لقد وصلت السعودية إلى أقصى الضعف، وهي تحفر قبر نظامها بيدها، وهذا هو مسار الجبناء اللاهثين وراء الملذات، الذين يفرون من ميدان مواجهة إسرائيل، ويقتلون المؤمنين المجاهدين العزل، إنها بداية نهاية النظام السعودي".

 

الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية تقطع علاقاتها مع إيران وتطرد دبلوماسييها

وكالات/03 كانون الثاني/16/أعلنت السعودية قطع علاقتها مع إيران وطلبت من الدبلوماسيين الإيرانيين كافة مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي إنّ "السلطات الإيرانية لم تقم بأيّ جهد لمنع الاعتداءات وقد تمّ نهب ممتلكات السفارة السعودية في طهران"، مشيراً إلى أنّه "تم إبلاغ مجلس الأمن الدولي بالاعتداءات الإيرانية، وتمّ إجلاء عائلات الدبلوماسيين بعد إعاقة سفرهم". وأضاف أنّ "جميع الدبلوماسيين السعوديين في إيران بخير". ورأى الجبير أنّ "النظام الإيراني يحمل سجلاً طويلاً من الاعتداء على السفارات"، واعتبر أنّ "الاعتداء على السفارة السعودية يعدّ انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية". وقال: "الإيرانيون اعتدوا من قبل على السفارتين الأميركية والبريطانية". واعتبر أنّ "إيران توفر الحماية لقادة القاعدة وتهريب الأسلحة". وأضاف: "لن نسمح لإيران بتهديد أمننا ودعم من يهدّدون استقرار المنطقة"ـ وأكد أنّ "المملكة عازمة على الاستمرار في نهجها للقضاء على الإرهاب".

 

تاريخ أحكام الإعدام في السعودية

الجديد/03 كانون الثاني/16/بعيداً من السبعة والاربعين اعداماً افتتحت بهم المملكة العربية السعودية عام الفين وستة عشر، كانت المملكة قد سجلت اعلى نسبة اعدامات لها خلال عشرين عاما مع اختتام عام 2015 بمئة وثمانية وخمسين اعداما. وبناء على احصاء المنظمة الدولية amnesty international فإنّ السعودية تحتلّ المركز الثالث بأكبر عدد اعدامات في اخر احصاء اجرته لعام 2014 بتسعين اعداماً لائحة تتصدرها الصين بألف اعدام وتليها ايران بمئتين وتسعة وثمانين اعداما، اما خلف السعودية فيأتي العراق بواحد وستين اعداما، وفي المركز الخامس الولايات المتحدة الاميركية بخمسة وثلاثين اعداما. غير ان ما يميّز السعودية انها البلد الوحيد في العالم الذي ينفذ اعداماته في الساحات العامة وبصورة دورية فيساق المحكوم الى ساحة عامة وتتلى عليه جرائمه قبل ان يعدم، ووسائل الاعدام المعتمدة هي قطع الرأس بالسيف بشكل اساس ولكن نادرا ما يتم اللجوء الى وسيلتين أخريين الاعدام باطلاق النار او بالرجم. الرقم الكبير للاعدامات في السعودية والذي يعتبر الاعلى عالمياً نسبة الى عدد السكان يعود الى كمية الجرائم الكبيرة التي ممكن ان تصل عقوبتها الى الاعدام ومن هذه الجرائم: القتل، الاغتصاب، نبوّة كاذبة، التجديف، السرقة المسلحة، تكرار استهلاك المخدرات، الردة، الزنى، وكذلك السحر والشعوذة واخر المحكومين بقطع الرأس بهذه التهمة يعود الى عام 2014. والى جانب الاعدام قد تضاف الى الاحكام متممات كالصلب بعد قطع الرأس وذلك حدث عام 2009 بالحكم على منفذ عملية سرقة مسلحة بصلب جسده في الساحة العامة لثلاثة ايام بعد قطع رأسه حتى يراه المواطنون.

اشارة الى ان نسبة كبيرة تصل في عدد من السنوات الى خمسين في المئة من المحكومين بالاعدام هم من الاجانب وتحديدا من اجانب الدول النامية، ففي التاريخ الحديث للمملكة لم يسجل اي اعدام بحق اجنبي من بلاد الغرب.

 

 بان كي مون يعرب عن صدمته للاعدامات في السعودية

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "صدمته الشديدة" حيال اعدام السعودية 47 شخصا بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر ابرز المعارضين للنظام، حسبما قال المتحدث باسم الامم المتحدة. واضاف المتحدث ان بان يدعو الى "الهدوء وضبط النفس في ردود الفعل على اعدام الشيخ النمر ويدعو جميع القادة في المنطقة الى السعي لتفادي تفاقم التوتر الطائفي".

 

خامنئي: السعودية ستواجه انتقاما الهيا بعد اعدام النمر

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي ان السعودية ستواجه "انتقاما الهيا"، بعد اعدامها رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.

 

انقاذ 57 مهاجرا في تركيا كانوا عالقين قبالة جزيرة في بحر ايجه

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - انقذ خفر السواحل الاتراك 57 مهاجرا علقوا قبالة جزيرة صغيرة في بحر ايجه فيما كانوا يحاولون الوصول الى جزيرة ليسبوس اليونانية من السواحل التركية كما اوردت وكالة انباء الاناضول.

 

11 قتيلا في هجوم على قاعدة جوية في الهند

الأحد 03 كانون الثاني 2016 /وطنية - قتل 11 شخصا بينهم سبعة جنود في الهجوم الذي شنته مجموعة كوماندوس يعتقد انها اسلامية على قاعدة جوية هندية قريبة من باكستان، واحتاج الجيش الهندي الى 14 ساعة لاستعادة السيطرة عليها، كما افادت حصيلة جديدة صدرت الاحد.

وذكر مسؤول عسكري ان ضابطا هو بين الجنود القتلى. والقتلى الآخرون هم اربعة ناشطين ينتمون على ما يبدو الى مجموعة جيش محمد الاسلامية التي تتخذ من باكستان مقرا.

 

السلطات الإيرانية أعلنت اعتقال 40 من الغوغائيين وروحاني دان الهجومين غير المبررين

متظاهرون يحرقون سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد

متطرفون في طهران رشقوا المبنيين بالحجارة والزجاجات الحارقة ودخلوا حرم المقرين رغم تواجد الشرطة

04/01/16/طهران – وكالات: هاجم متظاهرون إيرانيون، ليل اول من امس، مبنى السفارة السعودية في طهران ومبنى القنصلية الإيرانية في مشهد وأحرقوهما، تعبيراً عن غضبهم إثر إعدام السلطات السعودية نمر النمر، المدان بالارهاب. وأفادت وكالة أنباء الطلبة الايرانية »ايسنا« أن المتظاهرين رشقوا مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل أن تخرجهم منه الشرطة. واضافت ان »ألسنة اللهب ترتفع من داخل السفارة … هناك متظاهرون تمكنوا من الولوج الى داخل المبنى لكن تم اخلاؤهم لاحقا«، مشيرة الى ان بعض المتظاهرين تمكنوا من تسلق مبنى السفارة والوصول الى سطحه. من جهته، قال شاهد عيان إن »الحريق أتى على داخل السفارة«، مضيفا ان »عناصر الشرطة انتشروا بأعداد كبيرة وفرقوا المتظاهرين واعتقلوا بعضاً منهم«. ونشرت مواقع الكترونية صورا للهجوم على مبنى السفارة ظهر فيها متظاهرون وهم يحملون علماً سعودياً انتزعوه على ما يبدو من سارية المبنى. وفي مشهد، ثانية كبرى مدن البلاد (شمال شرق)، هاجم متظاهرون مبنى القنصلية السعودية وأحرقوه أيضاً، بحسب ما أفادت مواقع اخبارية الكترونية أرفقت خبرها هذا بصور للهجوم. واثر هذين الهجومين، طالب المتحدث باسم الخارجية الايرانية حسين جابر انصاري الشرطة الديبلوماسية بحماية المقار الديبلوماسية السعودية. وطالب أنصاري، بحسب ما نقلت عنه وسائل الاعلام الايرانية، بـ«حماية الممثليات الديبلوماسية السعودية في طهران ومشهد«، ودعا »الشرطة الى منع أي تظاهرة أمام هذه الاماكن«. وتدخلت أعداد كبيرة من افراد القوى الامنية في كل من طهران ومشهد لتفريق المتظاهرين وإعادة ضبط الوضع. وفي طهران، فرضت القوى الامنية بعيد منتصف ليل اول من امس طوقاً محكماً حول الحي الذي تقع فيه السفارة السعودية ومنعت أياً كان من الاقتراب من المقر الديبلوماسي. وأمس، أعلن المدعي العام في طهران جعفر دولت آبادي اعتقال 40 شخصاً من المتورطين في اقتحام السفارة السعودية بطهران. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن آبادي قوله »حتى الآن (ظهر أمس)، تم التعرف واعتقال 40 شخصاً ممن كان لهم دور في اقتحام السفارة«، مشيراً إلى أن »التحريات مستمرة لكشف باقي الأشخاص الضالعين في هذا الحادث« وان اعتقالات أخرى قد تنفذ لاحقاً. من جهته، اعتبر الرئيس حسن روحاني الاحد الهجومين على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد »غير مبررين على الاطلاق«. وقال ان »التصرف الذي قامت به مجموعة من المتطرفين مساء (اول من) امس في طهران وفي مشهد … ضد السفارة والقنصلية السعوديتين، اللتين يفترض ان تكونا بموجب القانون والدين تحت حماية الجمهورية الاسلامية، غير مبرر على الاطلاق«.

وطلب روحاني من »وزير الداخلية العمل مع السلطة القضائية ووزير الاستخبارات لمعرفة هوية المعتدين وتقديمهم الى القضاء من أجل وضع حد لهذه الاعمال البشعة وضمان أمن الممثليات الديبلوماسية«. في غضون ذلك، ادعى المرشد الأعلى علي خامنئي أن السعودية ستواجه »انتقاماً إلهياً« بعد قيامها بإعدام النمر، زاعماً أن الأخير »لم يشجع الناس على الحراك المسلح ولم يتآمر بشكل سري وإنما الشيء الوحيد الذي قام به هو توجيه الانتقاد العلني والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النابع من غيرته الدينية«. وإذ اعتبر أن »الحكومة السعودية ارتكبت خطأ سياسياً«، دعا خامنئي »العالم الاسلامي والعالم برمته الى أن يتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية«، في تدخل فاضح وسافر بالشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، متناسياً العشرات الذين أعدمهم نظام طهران، في الأشهر القليلة الماضية، من دون أي سند قانوني. بدوره، عبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني عن إدانته لإعدام النمر، واصفاً إياه بـ«الظلم والعدوان«، على حد زعمه، متناسياً الأعمال الإجرامية التي تورط بها الأخير وأدت إلى صدور حكم قضائي بإدانته. من جهته، أبدى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي »صدمته الشديدة« لإعدام النمر، محذراً من تداعيات هذه الخطوة على »الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة«.

يذكر ان السفارة السعودية لدى العراق اعادت فتح ابوابها في 15 ديسمبر الماضي، بعد ربع قرن من انقطاع العلاقات بين البلدين اثر غزو العراق الغاشم للكويت. وباشر السفير الجديد في بغداد عمله منذ ثلاثة أيام فقط، فيما صدرت دعوات لإغلاق السفارة السعودية بعد إعدام النمر. وقال السفير الجديد لدى العراق ثامر السبهان، في تغريدة على موقعه في »تويتر« »الشكر والتقدير لمن يسأل عن أمن البعثة نحن ولله الحمد بخير وهناك اهتمام من قبل الحكومة العراقية بذلك ونأمل العقلانية والحكمة في أي طرح«.

 

دعوات غربية ودولية إلى تفادي تفاقم التوتر

04/01/16/واشنطن، بروكسل – وكالات: أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إثر تنفيذ السعودية حكم الاعدام بنمر نمر المدان بالارهاب، محذرة من أن هذه الخطوة «تهدد بتأجيج التوترات الطائفية». وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي، في بيان، عن قلق بلاده، داعياً مسؤولي المنطقة الى «مضاعفة جهودهم لتخفيف حدة التوترات الاقليمية». بدوره، أعرب الاتحاد الاوروبي عن «قلقه البالغ» بعد إعدام النمر. وقالت وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني في بيان ان «الحالة الخاصة للشيخ نمر النمر تثير قلقا بالغا حيال حرية التعبير واحترام الحقوق المدنية والسياسية الاساسية والتي ينبغي ان تصان في كل الحالات، بما في ذلك اطار مكافحة الارهاب». واعتبرت أن «من شان هذه الحالة أن تزيد من اشعال التوتر الطائفي الذي يوقع أصلاً أضراراً كبيرة في المنطقة». من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى «الهدوء وضبط النفس في ردود الفعل على اعدام الشيخ النمر»، وحض «جميع القادة في المنطقة على السعي لتفادي تفاقم التوتر الطائفي».

 

المغرب يخشى خروج الأمور عن السيطرة

04/01/16/الرباط – ا ف ب، الأناضول: أعرب المغرب عن خشيته من احتمال ان تخرج الامور عن السيطرة بين السعودية وايران، مشيراً إلى أنه يعوّل على حكمة المسؤولين في البلدين. وأفاد بيان لوزارة الخارجية، أمس، أن المغرب يتابع باهتمام «كبير تطور الوضع، خشية من أن تأخذ التجاوزات الجارية بعداً غير قابل للسيطرة في الساعات والأيام» المقبلة. واضافت وزارة الخارجية ان «المغرب يعوّل على حكمة المسؤولين السعوديين والايرانيين للعمل على تفادي أن ينتقل الوضع الحالي إلى بلدان أخرى بالمنطقة تواجه العديد من التحديات وتعيش أوضاعاً هشة».

 

الرياض: طائفية نظام طهران العمياء كشفت حقيقة دعمه الإرهاب والنظام الإيراني آخر نظام بالعالم يمكنه اتهام الآخرين بدعم الإرهاب باعتباره راعياً للإرهاب

الرياض – وكالات: أعربت المملكة العربية السعودية عن استهجانها واستنكارها الشديدين ورفضها القاطع لكافة التصريحات العدوانية الصادرة عن نظام طهران تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة، متهمة إيران بأنها »دولة راعية للارهاب« وبأن نظامها تحكمه »طائفية عمياء«.

وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، في تصريح ليل اول من امس، أن تصريحات النظام الإيراني »تكشف وجهه الحقيقي المتمثل في دعم الإرهاب«، الذي يعد استمراراً لسياساته في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، مشيراً إلى أن »نظام إيران بدفاعه عن أعمال الإرهابيين وتبريره لها يعتبر في ذلك شريكاً لهم في جرائمهم، ويتحمل المسؤولية الكاملة عن سياسته التحريضية والتصعيدية«. وأضاف المصدر أن »نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومداناً من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى توفير ملاذ آمن على أراضيه لعدد من زعامات »القاعدة« منذ العام 2001، علاوة على توفير الحماية لأحد المتورطين السعوديين في تفجيرات الخبر التابع لما يسمى »حزب الله الحجاز« منذ العام 1996، الذي تم القبض عليه في العام الماضي وهو يحمل جواز سفر إيرانياً«.

وأشار المصدر إلى أن تدخلات النظام الإيراني السافرة في دول المنطقة، شملت كلا من العراق واليمن ولبنان وسورية التي تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال »الحرس الثوري« والميليشيات الشيعية من لبنان ودول العالم، ونجم عنه مقتل أكثر من 250 ألف سوري بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليوناً، يضاف إلى ذلك القبض على خلايا تابعة لنظام إيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلية تابعة لنظام إيران في السعودية، في ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون. وقال المصدر إن »نظام إيران لا يخجل من التشدق بمسائل حقوق الإنسان، وهو الذي أعدم العام الماضي المئات من الإيرانيين دون سند قانوني واضح«. وختم المصدر تصريحه بالقول »إن طائفية النظام الإيراني العمياء لا تدرك بأن شرع الله لا يحكم إلا بميزان العدل والمساواة، ولا يفرق بين المذاهب، فالمملكة قضاؤها مستقل عادل وشفاف لا يعرف الخبث واللؤم والتفرقة، ولا يعمل بخفاء كما هو شأن نظام إيران«.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية السعودية انها استدعت السفير الايراني لدى المملكة وسلمته »مذكرة احتجاج شديدة اللهجة« حيال التصريحات الايرانية »العدوانية« التي صدرت بعيد إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر باقر النمر المدان بالإرهاب. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله ان الوزارة استدعت، اول من امس، »السفير الإيراني لدى المملكة وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الإيرانية العدوانية الصادرة تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة«. واضاف المصدر ان وزارة الخارجية السعودية عبرت للسفير الايراني عن »رفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية التي تعتبرها تدخلاً سافراً في شؤون المملكة«. كما حملت وزارة الخارجية »الحكومة الإيرانية المسؤولية كاملة حيال حماية سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران، وقنصلية المملكة في مدينة مشهد، وحماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية«.

 

موجة إدانات للهجمات على سفارة السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد وعاصفة حزم خليجية – عربية ضد إرهاب ملالي نظام إيران

* الكويت: نقف إلى جانب السعودية ونؤيد إجراءاتها كافة للحفاظ على أمنها واستقرارها

* رئيس مجلس علماء باكستان: طهران تدعم الطائفية والإرهاب في الدول الإسلامية

السياسة 04 كانون الثاني/16/كتب – محرر الشؤون العربية: أعلنت الدول العربية والخليجية، أمس، موقفاً موحداً حازماً في التضامن مع السعودية ضد المواقف العدائية الإيرانية، مدينة بشدة الهجمات الإرهابية الغوغائية التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، وسط مخاوف من تصاعد التوتر في المنطقة جراء السياسة الطائفية لملالي النظام الإيراني. وأكدت دولة الكويت وقوفها إلى جانب السعودية وتأييدها الإجراءات كافة التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها. وأعرب مصدر مسؤول، في بيان صادر عن الخارجية، عن »إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين للاعتداء الذي قامت به جموع من المتظاهرين ضد سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة بطهران وقنصليتها في مشهد، التي أدت الى اقتحام مبنى السفارة واضرام النيران فيها«. وحمّل السلطات الايرانية مسؤولية الوفاء بالتزاماتها لحماية مقر السفارة السعودية وسلامة موظفيها، واصفاً هذه الاعتداءات بأنها »تعد انتهاكاً صارخاً لاتفاقية فيينا الخاصة بالتزام الدول بحماية وصون البعثات الديبلوماسية وضمان سلامة طاقمها«. ودعا السلطات الايرانية إلى الالتزام بالقواعد والأعراف الدولية كافة التي تنص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. بدوره، دان الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني الأعمال »الهمجية والإرهابية« التي استهدفت سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، مستنكراً في الوقت نفسه التصريحات الإيرانية »التحريضية« بشأن تنفيذ السعودية الأحكام الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين. وشدد على أن دول مجلس التعاون تقف صفاً واحداً مع السعودية وتؤكد دعمها القرارات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب بأشكاله كافة.

من جهتها، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، أمس، السفير الإيراني في أبو ظبي محمد رضا فياض وسلمته مذكرة احتجاج خطية على خلفية التدخل الإيراني في الشأن السيادي للسعودية والاعتداءات التي وقعت على مقار البعثات الديبلوماسية للمملكة في طهران ومشهد.

بدورها، نددت البحرين بشدة بـ »الأعمال الغوغائية الهمجية« التي تعرضت لها سفارة المملكة وقنصليتها في طهران ومشهد، مجددة دعمها »التام لكل الجهود التي تبذلها السعودية في مواجهة مختلف التهديدات، التي تواجه المنطقة والعالم«. وفي السياق نفسه، أكدت قطر تضامنها مع السعودية »في ما تتخذه من اجراءات لتعزيز الامن والاستقرار«، وإدانتها الشديدة للهجوم على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، مطالبة »الحكومة الايرانية بتوفير الحماية الكافية للبعثات الديبلوماسية وأعضائها واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق المعتدين«.وفي حين عبر الأردن ومصر عن موقف مماثل تضامناً مع المملكة، دانت الجامعة العربية بأشد العبارات الاعتداء الذي تعرضت له البعثات الديبلوماسية السعودية باعتباره انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية، داعية إيران إلى عدم التدخل في شؤون الدول أو التعليق على الأحكام القضائية بها. ولم تقتصر موجة التضامن مع السعودية على العالم العربي، بل امتدت لتشمل الدول الاسلامية، إذ أكد رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي أن »التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيراني تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة العربية السعودية تدل على دعم النظام الإيراني وتأييده الجرائم الإرهابية في الدول الاسلامية، فضلاً عن دعمه الطائفية«.

وأكد رفض شعب وعلماء باكستان الموقف الإيراني وتدخلاته في الدول الإسلامية بطريقة تهدف إلى تقسيم الأمة على أساس مذهبي، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل لاتخاذ إجراءات صارمة ضد النظام الإيراني رداً على الاعتداء الذي تعرضت له سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.

وفي حين أعرب المغرب عن خشيته من احتمال أن تخرج الامور عن السيطرة بين السعودية وايران، مشيراً إلى أنه يعوّل على حكمة المسؤولين في البلدين، أعلن وزير خارجية النمسا سيباستيان كيرتز، مساء أمس، أن وزيري خارجية السعودية عادل الجبير وايران محمد جواد ظريف أبلغاه بأنهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد. وكان متظاهرون إيرانيون هاجموا، ليل اول من امس، مبنى السفارة السعودية في طهران ومبنى القنصلية الإيرانية في مشهد وأحرقوهما، تعبيراً عن غضبهم إثر إعدام السلطات السعودية نمر النمر، المدان بالارهاب. وأعلن المدعي العام في طهران جعفر دولت آبادي اعتقال 40 شخصاً من المتورطين في اقتحام السفارة السعودية، فيما اعتبر الرئيس حسن روحاني الهجومين على السفارة والقنصلية »غير مبررين على الاطلاق«، وطلب من »وزير الداخلية العمل مع السلطة القضائية ووزير الاستخبارات لمعرفة هوية المعتدين وتقديمهم الى القضاء من أجل وضع حد لهذه الاعمال البشعة وضمان أمن الممثليات الديبلوماسية«.

 

علماء الأزهر: السعودية طبقت حكم الله وشرعه بحق الإرهابيين

04/01/16/أكد علماء الأزهر الشريف أن السعودية نفذت حكم الله وشرعه في الأرض بإعدام 47 إرهابياً دينوا بالقتل والتخريب ومحاولة نقل الفكر المتطرف إلى ربوع المملكة. ونقل موقع «العربية.نت» عن العلماء قولهم أول من أمس، «إن السعودية طبقت شرع الله ونفذت القصاص العادل الذي أوجبه رب العزة سبحانه وتعالى بحق إرهابيين ثبتت عليهم تهمة القتل والتخريب والإفساد في الأرض». وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشيخ فوزي الزفزاف «إن ما فعلته الشقيقة السعودية هو بالإجماع تطبيق لحد وشرع الله»، مصداقاً لقوله تعالى في سورة المائدة «إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُون اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْن فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفوْا مِن الأَرْضِ ذلِكَ لهُمْ خَزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيم». وأكد أن المملكة اتبعت ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»، مضيفاً «إن من يهدد بلاد الحرمين وحاضنة مقدسات الإسلام، ويقتل ويخرب ويحرق عقوبته القصاص قتلاً أو نفياً في الأرض، أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف». وشدد على أن «قتل النفس جريمة حرمها الله إلا بالحق، حيث توعد الله القتلة بالعقاب والعذاب في الدنيا والآخرة، ليطبق عليهم حد الحرابة، وهو ما فعلته السعودية تطبيقاً لشرع الله أولاً، كما أنه من واجبات ولاة الأمر التي تقتضي أن يحفظوا الأمن ويحموا حقوق الأفراد وأرواحهم وممتلكاتهم». وأشار إلى «أن تنفيذ أحكام الإعدام هي القصاص العادل الذي أقره خالق الكون حفظاً على النفس والعرض وحماية لأمن المسلمين، وردعاً لكل من تسول له نفسه أن يعبث في الأرض فساداً وإفساداً وأن يرهب خلق الله ويهدد أمنهم». من جهته، أكد عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر محمد نجيب عوضين أن إعدام 47 إرهابياً في السعودية أول من أمس، خطوة رائعة ورادعة، وتعني أن القصاص سيكون فورياً ضد كل من يهدد أمن بلاد المسلمين. وأضاف إن ما يؤكد عدالة الأحكام في هذه القضية أن الأحكام صدرت بعد ثلاث درجات للتقاضي، إضافة لحصول 106 متهمين في القضية على البراءة والحكم لهم بتعويضات قيمتها ملايين الريالات كنوع من التعويض المادي والأدبي على ما تعرضوا له جراء اتهامهم من دون ذنب في القضية، إضافة إلى صدور الأحكام على 47 متهماً من بين 1600 متهم متورطين في القضية. وأشار إلى أن هذا الأمر يعني أن القضاء السعودي كان متأنياً في إصدار الأحكام، ومنح نفسه الوقت الكافي للحصول على الأدلة التي تؤكد تورط المتهمين وثبوت الاتهامات عليهم، ولم يصدر الأحكام عشوائياً أو وفقاً لردات الفعل واستجابة لضغوط الرأي العام تجاه المتهمين، وهو الأمر الذي لابد من الإشادة به. وأكد أن هذه الأحكام هي تطبيق لحكم الله وشرعه، والمتهمون كان لابد بعد ثبوت الاتهامات عليهم أن يطبق عليهم حد الحرابة والقصاص العادل، تنفيذاً لشرع الله ومنهاجه، حيث قال «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًاً بِغيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَّنمَا قتَلَ النَّاسَ جَميِعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَّنمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً». ولفت إلى «أن هؤلاء (المحكومين بالإعدام) قتلوا وحرقوا وخربوا وأثاروا الفزع والرعب، وحاولوا نقل الفكر المتطرف لربوع المملكة، وهي الدولة التي ترعى مقدسات الإسلام وتنشر تعاليمه وفكره الصحيح في كل ربوع الدنيا، وتنفق من مالها ومال مواطنيها من أجل إرساء قواعد الإسلام، وحماية مقدسات المسلمين»، مضيفاً «إننا وسائر بلاد المسلمين نؤيد هذه الخطوة حفاظاً لدولة نزل فيها الوحي وانطلق الإسلام منها لكل بقاع الدنيا».

 

واشنطن: إيران تنجز إجراءات الاتفاق النووي خلال أسابيع

04/01/16/هونولولو (الولايات المتحدة) – رويترز: توقع البيت الأبيض أن تنتهي إيران من العمل الذي يتعين عليها إنجازه للبدء في تطبيق الاتفاق النووي التاريخي مع القوى العالمية في الأسابيع المقبلة. وقال نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودس للصحافيين ليل أول من أمس في هاواي، حيث يقضي الرئيس الأميركي باراك أوباما عطلة، إن لدى إيران عدداً من الأمور المهمة التي تقوم بها بعد شحن مخزوناتها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى خارج البلاد. وأضاف: «أتوقع أن يكمل الإيرانيون العمل اللازم للتحرك قدماً إلى الأمام في التنفيذ في الأسابيع المقبلة». وأوضح أن الإدارة الأميركية تحتاج مزيداً من الوقت لإعداد العقوبات المرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مشيراً إلى أن التأخير ليس نتيجة ضغوط من طهران. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أمر وزير الدفاع الخميس الماضي، بتوسيع برنامج الصواريخ الإيراني في تحد لتهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات، بسبب اختبار لصاروخ باليستي نفذته إيران في أكتوبر الماضي. وقال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إن بلاده ستعزز برنامجها الصاروخي، وأنها لم توافق قط على تقييده، مضيفاً ان «قدرات إيران الصاروخية لم ولن تكون أبداً محلاً لمفاوضات مع الأميركيين». على صعيد آخر، لقي ثلاثة أطفال من تلاميذ المدارس الاستثنائية الخاصة للمعوقين مصرعهم بسبب التلوث في سماء طهران. وقال مدير التعليم الاستثنائي في طهران وجيه الله برويزي أن الأطفال المتوفين هم كل من حسين علي من مدرسة إيمان، وصادق جليلي بور من مدرسة سروش، وكيانوش شايكاني من مدرسة توحيد، توفوا الأسبوع الماضي، بعد ما رقدوا فترة في المستشفى بسبب إصاباتهم بأمراض القلب والرئة. وأكد برويزي أن الإصابات طالت نحو 120 تلميذاً في مدارس طهران، وذلك بسبب تزايد الهواء الملوث، مشيراً إلى أن الكثير من هؤلاء التلاميذ مصابون بضيق التنفس وأمراض مضاعفة، الأمر الذي يدفع إلى وقف الدوام في المدارس الاستثنائية. وأوضح أن نسبة التلوث وصلت خلال الأسابيع الماضية، في بعض مناطق طهران إلى نحو 150 درجة، «لكن لم يتم تعطيل المدارس للأسف». وأضاف انه في اجتماع مع مديرية التربية في طهران، تقرر اتخاذ إجراءات فاعلة لمنع تكرار هذه الحوادث المؤلمة، خصوصاً أن هناك نحو ستة آلاف تلميذ معوق يدرسون في المدارس الاستثنائية والعادية. يشار إلى أن بلدية طهران وعدداً من المؤسسات أعلنت منذ الأربعاء الماضي، تدابير صحية ووقائية وأغلقت المدارس والمصانع وتسيير السيارات بالتناوب، لمكافحة تلوث الهواء الذي يجتاح العاصمة للأسبوع الثالث على التوالي.

 

جنود فرنسيون يدربون القوات العراقية على تفكيك القنابل

04/01/16/بغداد – ا ف ب: يدرب نحو 60 جنديا فرنسيا نظراءهم العراقيين في بغداد على تفكيك القنابل اليدوية الصنع التي يزرعها متطرفو تنظيم «داعش». وينتمي الجنود الفرنسيون الى الفرقة الـ13 من الفيلق الأجنبي الفرنسي الذي قاتل في افريقيا خلال الحرب العالمية الثانية. ومنذ فبراير 2015 يعملون ضمن مئة عسكري فرنسي نشروا في العراق لتدريب جنود على تفكيك العبوات اليدوية الصنع. وامام اعداد كبرى من المدربين الاميركيين، يعتمد الفرنسيون مقاربة مختلفة. ويقول اللفتانت كولونيل انغيران (الجيش الفرنسي يعمم عدم نشر اسماء عائلات العسكريين)، (40 عاماً) الذي قضى اربعة اشهر في بغداد، «نعيش مع الجنود العراقيين، نتناول الطعام معهم وننام في نفس الاماكن». ويقوم الفرنسيون بتدريب وحدة نخبة تابعة للجيش العراقي (الجهاز العراقي لمكافحة الارهاب)، اتخذت مقرها في اكاديمية كان يتحصن فيها الجيش الاميركي في بغداد «خلف خنادق»، كما يقول ضابط فرنسي. والفيلق الفرنسي يتولى تدريب هؤلاء العسكريين الاجانب، كما يضم بشكل شبه حصري اجانب ويدربهم لكي يصبحوا في فترة قياسية جنود نخبة. وقال انغيران «لدينا سهولة في تدريب اشخاص لا يتكلمون نفس اللغة. نتواصل بالانكليزية مع العراقيين وبالعربية ايضا لاننا نضم في صفوفنا ناطقين بالعربية».

ويقوم الضابط ميخائيل الذي يحظى بخبرة اكتسبها في افغانستان ومالي، بتدريب طلابه على رصد العبوات اليدوية الصنع من الغام او احزمة ناسفة، التي يستخدمها المتمردون بشكل كبير في العديد من الحروب، على غرار تلك التي استخدمها عناصر «القاعدة» في العراق ومتمردو طالبان في افغانستان ضد الجيش الاميركي وبقية القوات الغربية الاخرى المتواجدة في البلاد واليوم يستخدمها تنظيم «داعش».ومهمة الفرقة الـ13 في الفيلق الاجنبي المتمركز منذ 2011 في الامارات العربية المتحدة، حيث يملك الجيش الفرنسي ثلاث قواعد دائمة، تنتهي في الربيع المقبل قبل ان تنتقل الى فرنسا، وتحديداً الى هضبة لارزاك (وسط).

 

اتفاق بين بغداد وطهران على افتتاح منفذ حدودي جديد

04/01/16/واسط ( العراق) – د ب أ: أعلن مسؤول عراقي، أمس، انه تم الاتفاق مع الجانب الايراني على افتتاح منفذ حدودي جديد لاستيعاب مليوني زائر ايراني خلال المناسبات الدينية عبر محافظة واسط (180 كيلومتراً جنوب شرق بغداد). وقال مالك السعيدي محافظ واسط، في تصريح صحافي، إن «الحكومة العراقية وافقت على استحداث منفذ حدودي جديد مع ايران يطلق عليه اسم منفذ الشهابي الحدودي الرابط بين ناحية شيخ سعد جنوب الكوت ومحافظة ايلام الايرانية»، مشيراً إلى أن «المنفذ الجديد سيكون داعما ومساندا لمنفذ زرباطية الحدودي». وأضاف أن المنفذ الجديد يبعد بمسافة 70 كيلومتراً عن منفذ زرباطية الحدودي من داخل المحافظة فيما يبعد بمسافة 200 كيلومتر داخل الاراضي الايرانية، وذلك بسبب التضاريس وتموج الاراضي داخل ايران، مشيراً إلى أن المنفذ الجديد هو الأقرب الى مدينتي كربلاء والنجف وسيسهم في ايجاد مصادر مالية تضاف الى خزينة المحافظة. وأوضح أن المنفذ الجديد الذي من المؤمل افتتاحه في الايام المقبلة سيكون مهيأ لاستقبال ألفي شخص يومياً ونحو مليوني شخص خلال المناسبات الدينية.

 

اجتماع هيئة المعارضة السورية للبحث في المفاوضات مع النظام

04/01/16/السياسة/التقت الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن اجتماع المعارضة في الرياض، أمس، للبحث في ترتيبات عملية التفاوض، لتجتمع بعدها مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، لمناقشة تفاصيل تتعلق ببرنامج التفاوض، حيث تصر المعارضة على بند وحيد للتفاوض ذي شقين، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحية، وعدم منح الرئيس بشار الأسد وأركان نظامه المتورطين في هدر دماء السوريين أي دور خلال المرحلة الانتقالية. وذكر موقع «العربية نت» الإلكتروني أن هيئة المعارضة بحثت خلال لقائها التطورات الأخيرة، والتحضير للمفاوضات، وإعداد الوثائق والبرامج والاتفاق على سياسة التفاوض، ووضع آلياتها ليكون الوفد جاهزا وملما بكل التفاصيل. وستزود الهيئة دي ميستورا بأسماء وفد المعارضة للمفاوضات.

 

العراق: الجيش صد محاولة التنظيم دخول الرمادي لفك الحصار عن عناصره و مقتل 20 شرطياً في هجوم «داعشي» على معسكر سبايكر

04/01/16/بغداد – وكالات: أعلنت مصادر عراقية، عن مقتل 20 شرطياً، بينهم ثلاثة ضباط من عناصر شرطة نينوى، وإصابة آخرين، في هجوم انتحاري استهدف معسكر سبايكر شمال تكريت شمال بغداد. وقال المتحدث باسم «الحشد الوطني» في محافظة نينوى محمود سورجي إن «عشرة انتحاريين اقتحموا معسكر سبايكر وفجر ثلاثة منهم أحزمتهم الناسفة»، مشيراً إلى أن القتلى يخضعون لدورة تدريب وكلهم من محافظة نينوى. وقال مقدم في الشرطة، إن «سبعة انتحاريين تسللوا من جهة الجزيرة ودارت مواجهات مع عناصر الشرطة»، مشيراً إلى تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم. من جهته، اعلن تنظيم «داعش» في بيان على موقع «تويتر» مسؤوليته عن الهجوم . وأوضح البيان الموقع من ولاية صلاح الدين التي فقد التنظيم السيطرة عليها بشكل شبه كامل خلال الاشهر الماضية، «انطلق سبعة انغماسيين بأحزمتهم الناسفة لينغمسوا وسط قاعدة سبايكر الجوية، ليصلوا الى مقر يتواجد فيه 1200 متدرب مع مدربيهم من الجيش الرافضي ويشتبكوا معهم بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية أربع ساعات متواصلة». وأضاف إنهم «فجروا أحزمتهم الناسفة تباعا ما أدى الى هلاك وإصابة العشرات منهم وتصاعد أعمدة الدخان من داخل القاعدة». من جهة أخرى، أعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، في بيان، أمس، إن «قوات الرد السريع التابعة لقيادته، تمكنت من قتل ثلاثة عناصر من داعش، وتدمير آلية تحمل رشاشة بعمليات عسكرية متفرقة، في منطقة الفتحة والطاقة الحرارية شمال بيجي» بمحافظة صلاح الدين. وأضاف جودت إن «قوة من اللواء الآلي الرابع، تمكنت من قتل ثلاثة عناصر من داعش، خلال محاولتهم التسلل إلى القطعات الأمنية المتواجدة في جبال مكحول، شمال القضاء». إلى ذلك، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، أمس، عن صد هجوم كبير لتنظيم «داعش» قرب مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار غرب العراق. وذكرت القيادة في بيان، أن مجموعة من الانتحاريين المتنكرين بزي الجيش العراقي يقودون عشر سيارات مفخخة تعرضوا للمقر الخلفي لفرقة المشاة العسكرية العاشرة قرب الرمادي. وأوضحت أن قوات الجيش العراقي تصدت للهجوم ودمرت كل العجلات المفخخة وقتلت الانتحاريين وذلك بالتنسيق مع طيران قوات التحالف بالرغم من سوء الأحوال الجوية، من دون أن تكشف عن موقع وتاريخ الهجوم بالتحديد، إلا أن التنظيم كان قد اعلن في وقت سابق أمس، أن الهجوم وقع في منطقة البوطراح شمال مدينة الرمادي. ورأى مراقبون أن الهجوم كان محاولة من التنظيم لفك الحصار عمن تبقى من عناصره في الرمادي. إلى ذلك، أعلن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» أن «داعش» أعدم 83 شخصاً من عشيرة الجبور التي ينتمي إليها قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري. وقال مسؤول الإعلام في «الحزب الديمقراطي» سعيد مموزيني، إن جميع الضحايا هم من إحدى قرى ناحية القيارة جنوب الموصل، بذريعة التعاون مع الأجهزة الأمنية. من جانبه، قصف طيران التحالف الدولي موقعين لتنظيم «داعش» الإرهابي في الموصل مركز محافظة نينوي شمال غرب العراق، ما أسفر عن مقتل 10 إرهابيين . وذكرت خلية الإعلام الحربي بقيادة العمليات المشتركة بالعراق، أن طيران التحالف الدولي دمر مخازن أسلحة وسيارتين وقتل سبعة إرهابيين أربعة منهم من الشيشان في ناحية المحلبية بالموصل، كما قصف حفارا وسيارة للتنظيم وقتل ثلاثة إرهابيين من «داعش» في قرية أبو ماريا بالموصل.

 

بدء سريان الاتفاق التاريخي بين الفاتيكان وفلسطين وتوجيه التهم إلى إسرائيليين اثنين بحرق عائلة الدوابشة

04/01/16/القدس – أ ف ب، الأناضول: أعلن القضاء الإسرائيلي توجيه التهم أمس، إلى إسرائيليين اثنين بالقتل والتآمر للقتل، بعدما قاما بإحراق منزل عائلة فلسطينية في يوليو الماضي، ما أدى إلى مقتل طفل ووالديه. ووجه المدعي العام الإسرائيلي تهمة القتل إلى عميرام بن أوليل (21 عاماً)، وإلى قاصر في الـ17 من العمر تهمة التآمر لقتل عائلة دوابشة في قرية دوما الفلسطينية في 31 يوليو الماضي. وبحسب نص الاتهام فإن عميرام بن أوليل يواجه ثلاث تهم بالقتل، ومحاولة قتل أحمد دوابشة، البالغ من العمر أربع سنوات، الذي أصيب بجروح بالغة في الحريق الإجرامي والتآمر لارتكاب جريمة ذات دوافع عنصرية، فيما يواجه القاصر الذي لم تكشف هويته، تهمة التآمر لارتكاب جريمة ذات دوافع عنصرية، والمشاركة في الحريق الإجرامي الذي استهدف كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلدة القديمة بالقدس، في مايو العام 2014. وأوضحت وزارة العدل في بيان، أن عميرام بن أوليل والقاصر تآمرا للثأر لمقتل مالاخي روزنفيلد الإسرائيلي الذي قتل برصاص فلسطينيين قرب مستوطنة شيلو في يونيو الماضي. ووجهت الوزارة تهماً إلى إسرائيليين آخرين، أحدهما قاصر، بالضلوع في أعمال إرهابية أخرى، مثل إحراق كنيسة الطابغة الاثرية المعروفة بأنها كنيسة «الخبز والسمك»، قرب بحيرة طبرية في يونيو الماضي. على صعيد آخر، شيع فلسطينيون في الضفة الغربية، أمس، جثامين ثلاثة شهداء، كانوا محتجزين لدى الجيش الإسرائيلي. وفي بلدة سلواد شرق رام الله، شيع آلاف الفلسطينيين جثماني الشابين محمد عياد وأنس حماد، قبل أن يتم مواراتهما الثرى، في مقبرة البلدة. ورفع المشاركون في الجنازة الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، مرددين هتافات منددة بإسرائيل.

وفي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، شيع الآلاف جثمان الفتاة أشرقت قطناني لمثواها الأخير، في مقبرة مخيم عسكر للاجئين شرق نابلس. ميدانياً، أصيب أربعة فلسطينيين أمس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي وقعت في مخيم الدهيشة قرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وقال شهود عيان إن المواجهات وقعت في المخيم عقب اقتحامه من قبل قوات من الجيش الإسرائيلي. من جانب آخر، دان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أول من أمس، إطلاق النار الذي وقع في تل أبيب، الجمعة الماضي، أسفر عن قتيلين برصاص شاب من عرب إسرائيل لا يزال فاراً، متعهداً مكافحة الجريمة وبسط سلطة القانون في الوسط العربي. وأعلن أنه وضع خطة «لزيادة الاجراءات القمعية في الوسط العربي بصورة جذرية». على صعيد آخر، أعلن الفاتيكان أن الاتفاق التاريخي الموقع بين مع الفلسطينيين في 26 يونيو الماضي، دخل حيز التنفيذ بعد استكمال كل الإجراءات المرعية. وذكر الفاتيكان في بيان، أول من أمس، أن «الاتفاق بين الكرسي الرسولي ودولة فلسطين المؤلف من مقدمة و32 بنداً يتناول الجوانب الأساسية لأنشطة الكنيسة في فلسطين، مع التأكيد في الوقت نفسه على دعم حل متفاوض عليه وسلمي للنزاع في المنطقة». ويتضمن الاتفاق بنوداً تحمي حقوق المسيحيين، يعتبره الفاتيكان نموذجاً للعلاقات بين الدول العربية والإسلامية وأقلياتها المسيحية.

 

طيران التحالف العربي دك معسكرات ومواقع ميليشيات التمرد في صنعاء ومناطق أخرى والحوثيون يسيطرون على مواقع تطل على قاعدة العند الستراتيجية

04/01/16/صنعاء – «السياسة»/اشتدت المعارك بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وبين قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي في جبهة كرش-الشريجة بمحافظة لحج جنوب اليمن، في وقت حدث تطور لافت في المعارك المتواصلة بين الجانبين في جبهات قتال عدة بمحافظة تعز. وقال مصدر محلي في كرش لـ»السياسة»، إن اشتباكات قوية وقعت أمس، بين المقاومة وميليشيات صالح والحوثي، حيث يحاول مسلحو الميليشيات الالتفاف على المقاومة من جهة منطقة القبيطة غرب كرش بعد ساعات من سيطرتهم على موقع سخبارة والقلعة الحمراء وجبال الدبي ومواقع أخرى في الشريجة وجبال الكعبين الممتدة إلى التباب المطلة على منطقة الحدين في الأقروض وجبل القشع المطل على قاعدة العند الجوية وانسحاب المقاومة من كل تلك المواقع، مشيراً إلى سقوط 10 قتلى من الميليشيات وعشرات القتلى والجرحى من المقاومة. وأضاف إن «قصف الميليشيات لمنطقة كرش بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة تسبب في نزوح نحو 90 في المئة من سكانها المقدرين بألفي شخص باتجاه منطقة العند»، مؤكدا اقتراب الميليشيات كثيرا من كرش بهدف استعادة السيطرة عليها، في وقت كان ينتظر تقدم المقاومة باتجاه الشريجة. من جانبها، أكدت مصادر متطابقة في تعز لـ»السياسة» أن ثمانية قتلى من الميليشيات والمقاومة سقطوا في مواجهات بمعسكر العمري في مديرية ذباب، في حين تواصلت المعارك بينهما في منطقة الشقب ونقيل حدة غرب صبر. في المقابل، شنت مقاتلات التحالف فجر أمس ومساء أول من أمس، غارات عنيفة على معسكرات ومخازن أسلحة وذخيرة ومواقع وتجمعات لقوات صالح وميليشيات الحوثي، حيث استهدفت هنجرا ومزرعة في منطقة عصر والصباحة بصنعاء ومصنعا للحديد وموقع السبعين التابع للدفاع الجوي في منطقة جدر ومعسكر الاستقبال في منطقة ضلاع. ودمرت طائرات التحالف جزئيا مجمع همدان الحكومي في منطقة المحجر بوادي ظهر، وقصفت منطقة الكسارة شمال صنعاء، وشنت غارات أخرى على قاعدة الديلمي الجوية ومعسكر النهدين وجبل عيبان ومعسكر الصواريخ في فج عطان بصنعاء. كما قصفت معسكر ريمة حميد ومنطقة عمد في مديرية سنحان جنوب صنعاء، وشنت ست غارات على موقع المنار العسكري بمديرية الحيمة الخارجية غرب صنعاء، وقصفت المطار الحربي بمحافظة الحديدة ومنطقة آل عمار في منطقة الصفراء بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين. من ناحية ثانية، ذكرت مصادر تربوية أن القائم بأعمال وزير التربية والتعليم في صنعاء عبدالله الحامدي يعتكف منذ السبت الماضي في منزله بعد تعرضه لمضايقات من قبل مسلحي الحوثي. وأوضحت مصادر إعلامية، أن مسلحي الحوثي اقتحموا مكتب الحامدي أثناء تواجده وأشهروا السلاح في وجهه وأخرجوه بالقوة من مكتبه وطردوه منه، كما سحبوا ختم الوزارة وأغلقوا المكتب، فما كان من الحامدي إلا المغادرة متجها إلى منزله للاعتكاف وربما تقديم استقالته. في سياق آخر، نجا الكاتب الصحافي نبيل سبيع مساء أول من أمس من محاولة اغتيال حيث أطلق عليه مسلحون النار في شارع هائل بصنعاء، ما أدى إلى إصابته ونقله إلى المستشفى للعلاج، وعرف سبيع بانتقاده الشديد في مقالات صحافية لجماعة الحوثي. ودانت نقابة الصحافيين اليمنيين في بيان، محاولة اغتيال سبيع، موضحة أن مسلحين اعتدوا عليه بالضرب ثم أطلقوا النار عليه وأصابوه في رجله اليسرى. وطالبت النقابة، الحوثيين بسرعة التحقيق في الجريمة واعتقال الجناة ومعاقبتهم، كما حملتهم كامل المسؤولية على حياة سبيع وأفراد أسرته.

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران تتصرف كما لو أنها وصية دولية على الشيعة

علي الأمين/جنوبية/ 3 يناير، 2016

لكن لماذا منذ الاعلان عن الاعدام صباح السبت، من ضمن 47 اعدموا في الوقت نفسه، بدأت الانظار تتجه الى الموقف الايراني؟ هو المواطن السعودي أثارت قضية اعتقاله ومحاكمته ردود فعل واعتراضات من قبل قيادات ايرانية وأخرى شيعية. رافق ردود الفعل على اعدام الشيخ نمر النمر مشهدان، الاول ان الاستنكار اتخذ بعداً مذهبيا في معزل عن مظلومية هذا الشيخ. ذلك ان كل المواقف، التي اباحت لنفسها الاعتراض على حكم القضاء السعودي، حصرت اعتراضها على اعدام الشيخ النمر… فيما هناك 46 اعدموا لم يأت المعترضون على ذكرهم. فهل يعني ذلك ان الشيخ النمر بريء فقط لأنه شيعي، والبقية هم مذنبون يستحقون الاعدام كونهم غير شيعة؟ الامر الثاني، وفي معزل عن مسألة التدخل في شؤون القضاء داخل دولة اخرى، أنه لم يصدر اي موقف يدين القضاء السعودي في احكامه التي اصدرها، من جهات اسلامية سنية او عربية معتبرة، لا ضد اعدام النمر ولا تضامنا مع بقية الذين اعدموا، وهم غالبيتهم من السنّة.

لكن لماذا منذ الاعلان عن الاعدام صباح السبت، من ضمن 47 اعدموا في الوقت نفسه، بدأت الانظار تتجه الى الموقف الايراني؟ هو المواطن السعودي أثارت قضية اعتقاله ومحاكمته ردود فعل واعتراضات من قبل قيادات ايرانية وأخرى شيعية. الردّ الايراني كان من أعلى موقع في الجمهورية الاسلامية، اي من قبل مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي الذي اعتبر ان العقاب الالهي سيطال النظام السعودي بسبب هذا الاعدام. وجاء هذا الموقف في اعقاب اقتحام مواطنين ايرانيين مبنى السفارة السعودية في طهران ومبنى القنصلية في جدة، واحرقوا اقساما تابعة للسفارة… ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني الى رفض التعدي على السفارة السعودية، بعدما أخرجت الشرطة الايرانية المتظاهرين من السفارة والقنصلية.

مصر والاردن والامارات والمغرب وغيرها من الدول العربية ادانت اقتحام السفارة السعودية في طهران، فيما اقتصرت ادانات اعدام النمر على مواقف من مواقع شيعية لم تتجاوزها الى الشخصيات والحركات العربية او الاسلامية السنية. في المقابل لم يبادر حزب الله إلى تحركات ميدانية تعكس تصعيدا او ردا على ما وصفه الامين العام لحزب الله بأنه “تصعيد سعودي بالدم”. إقتصر الامر في بيروت على تجمع عشرات المستنكرين قبل ظهر امس امام مبنى الاسكوا، وتجمع بضع عشرات من المحتجين على بعد 900 متر من السفارة السعودية. فيما السيد نصرالله في خطابه الناري ضد آل سعود اعتبر ان الرد على اعدام النمر يكون باعلان التبرؤ من آل سعود.

في خطاب نصرالله امس اعتبر ان “المشروع الأخطر كان أميركيا صهيونيا وصار تكفيريا”. وهذا يعكس التحول الإستراتيجي لحزب الله نحو الساحات الداخلية بديلا من اسرائيل. وهو انتقل الى الهجوم العنيف جدا على السعودية. وقد وعد منذ البداية بالحديث بوضوح ومن دون مواربة. وهكذا فتح النار بأعنف صورة ممكنة ضد السعودية. لكن الاشارة الاخطر كانت حديثه عن النفط في المنطقة الشرقية عند الشيعة والزعم أن الأميركيين عرضوا على بعض علماء الشيعة في السعودية التقسيم. وهذا تلميح الى إمكان لجوء الشيعة الى دعوات الإنفصال، علما ان جريدة “كيهان” الايرانية دعت الشيعة بوضوح الى الانتقال من الاحتجاجات السلمية الى المواجهة المسلحة مع النظام. السيد نصرالله مهد الطريق في خطابه ايضا لردود فعل إنتقاميّة ضد السنّة، مُعتبرا أنه غير مسؤول عنها لأن ثمة اختراقات في صفوفنا وسيعملون على خدمة آل سعود. في خطاب السيد نصرالله ما يشير الى ان حالة العداء نحو مزيد من التصعيد، وشكل اعدام النمر المدخل الذي اراد منه نصر الله فتح المواجهة الى اقصاها، وفي داخل السعودية. في خطاب الامس تحييد للبنان كساحة تصفية حساب. والكلام الرسمي الايراني حيّد ايران بعد طي صفحة الاعتداء على السفارة السعودية. المساحات المشتعلة بين ايران والسعودية في المنطقة، وفي الداخل السعودي، هما الهدف الذي ستتحرك ضمنهما الاذرع الايرانية بعدما صارت المملكة السعودية بالنسبة لايران وحزب الله هي “الشيطان الرجيم”.

على ان خلاصة تداعيات هذا الحدث وتأثيره على العلاقة السعودية الايرانية جاء بإعلان المملكة قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران وطرد يبلوماسييها من أراضيها. رغم أنه في فيينا أعلن متحدث باسم وزير خارجية النمسا سيباستيان كيرتز أمس أن “وزيري خارجية السعودية وايران أبلغاه أنهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد”. الأمور تعقدت اكثر في المنطقة. بعد مبادرة الحريري في بيروت والتحضير لمفاوضات سورية في جنيف وهدنة اليمن، استمرت إيران في التعنت بلبنان رافضة المبادرة لانتخاب حليفها سليمان فرنجية، وكان اغتيال زهران علوش في سوريا وقصف أراضي سعودية من اليمن… إعدام النمر ليس مستغربا وسط هذه المعطيات. المستغرب تصرف إيران كما لو أنها وصية على كل شيعي في العالم.

 

الخليج العربي.. وتحدّيات 2016

خيرالله خيرالله/المستقبل/04 كانون الثاني/16

من كان يعتقد ان الدول العربية في الخليج غير قادرة على التأقلم مع المتغيّرات الداخلية والإقليمية والدولية تعرّضت حساباته لنكسة. على العكس من ذلك، اظهرت دول الخليج العربي، على رأسها المملكة العربية السعودية قدرة كبيرة على التكيّف مع الواقع والتعاطي معه بذهنية جديدة تماما تأخذ في الإعتبار الحاجة الى اعتماد روح المبادرة قبل ايّ شيء آخر. وفّرت احداث العام 2015 اكثر من دليل على انّ ان هناك وضعا جديدا في منطقة الخليج فرضته ظروف محدّدة من بينها السياسة الأميركية الجديدة في المنطقة، وهي سياسة قد لا تكون مرتبطة بشخص باراك اوباما ونظرته الى الشرق الأوسط فقط. هناك بكلّ بساطة ادارة اميركية تختزل كلّ مشاكل الشرق الأوسط وازماته بالملفّ النووي الإيراني من منطلق ان تسوية هذا الملفّ سيوفر مكانا في كتب التاريخ لأوّل رئيس أسود للولايات في المتحدة. كذلك فرضت هذا الوضع السياسة التوسّعية لإيران التي تراهن اساسا على اثارة الغرائز المذهبية من جهة وعلى كونها سيطرت على العراق ولبنان وعلى قسم لا بأس به من سوريا فضلا عن سعيها الى تحويل اليمن مجرّد مستعمرة من مستعمراتها من جهة اخرى. ما لا يمكن تجاهله ايضا، في باب التحديات، السياسة الروسية الهجومية التي يقودها فلاديمير بوتين الذي يسعى الى اظهار بلاده قوّة عظمى قادرة على الإستفادة الى ابعد حدود من لامبالاة باراك اوباما بما يدور في الشرق الأوسط او الخليج... او حتى في اوروبا. ما يعطي فرصة لبوتين كي يتصرّف، بالطريقة التي يتصرّف بها، الميوعة الأميركية حيال ما قامت به روسيا في اوكرانيا، بما في ذلك السيطرة على شبه جزيرة القرم. كان طبيعيا ان تقدم روسيا على ما اقدمت عليه في سوريا في ضوء وقوف الرئيس الأميركي موقف المتفرّج من اكبر مأساة انسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. الأهمّ من ذلك كلّه ان دول الخليج اخذت علما في وقت باكر بانّ هبوط اسعار النفط والغاز ليس حالة طارئة، بل ان استعادة برميل النفط سعره القريب من مئة دولار سيأخذ وقتا طويلا جدا، هذا اذا عاد الى هذا السعر في يوم من الأيّام. كان طبيعيا، منذ العام 2013 ان تكون هناك مبادرة خليجية لإنقاذ مصر من براثن الإخوان المسلمين. لكنّ المبادرة الأهمّ جاءت في 2015 من اجل انقاذ اليمن. كم كان الشيخ محمد بن زايد ولي العهد في ابو ظبي ونائب القائد الأعلى في دولة الإمارات العربية المتحدة على حقّ عندما قال ان التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن «جاء في الوقت المناسب» مشدّدا على «اهميّة المسار السياسي الى جانب المسار العسكري في اليمن». ليست «عاصفة الحزم» في نهاية المطاف عملية عسكرية، علما انّها ذات طابع دفاعي قبل اي شيء آخر، لكنّها عملية سياسية ايضا تستهدف انقاذ اليمن.

كلام الشيخ محمّد في هذا الشأن واضح كلّ الوضوح، خصوصا عندما يؤكّد ان «السعودية بقيادة الملك سلمان تتمتع بحيوية وادراك» للأمور، وعندما يثني على فكرة «اقامة تحالف اسلامي ضد التطرّف».

هذا الكلام عن التعاون القائم بين دول خليجية معيّنة بينها السعودية والإمارات لا يأتي من فراغ. انّه يأتي من تجربة تقوم على تطوير المجتمعات الخليجية والإقتصاد والمؤسسات والمرافق العامة بهدف بناء دول حديثة. ليس صدفة ان الإمارات كانت في طليعة الدول التي باشرت وضع مواطنيها امام مسؤولياتهم ان عبر رفع الدعم عن الوقود او عبر التفكير الجدّي في مرحلة ما بعد النفط، اي مرحلة البحث عن الطاقة البديلة، خصوصا الطاقة النظيفة. ترافق ذلك مع تحسّب باكر لإمكان هبوط اسعار النفط وايجاد موارد اخرى للدولة بغية المحافظة على مستوى معيشي معيّن للمواطن. اعتاد المواطن على مستوى معيشي معيّن، لكنّ عليه، من اجل المحافظة على هذا المستوى وتحسينه، التكيّف مع المتطلبات الجديدة للحياة، بما في ذلك ضرورة العمل الدؤوب والمنضبط الذي يوفّر للإنسان قيمة فعلية في المجتمع.

لم يعد سرّا ان هناك تطوّرا في التفكير الخليجي يأخذ في الإعتبار المستجدات. وهذا ما ظهر جليا من خلال الموازنة الأخيرة للمملكة التي اعلن عنها الملك سلمان اخيرا. ما كان للسعودية ان تقدم على رفع اسعار الوقود بنسبة اربعين في المئة، لو لم تكن هناك نقلة نوعية في اتجاه اللحاق بالركب الذي يسير فيه العالم. هناك عالم جديد وهناك تحديات جديدة لا يمكن مواجهتها باساليب قديمة تجاوزها الزمن. فرض التحدي اليمني نفسه على دول المنطقة وعلى جيوشها التي بات عليها تقديم تضحيات مثلها مثل الجيوش الموجودة في اي دولة حديثة والتي لا يقتصر دورها على العروض العسكرية في مناسبات معيّنة.

لم يكن هناك مفرّ من مواجهة هذا التحدي اليمني «في الوقت المناسب» على حدّ تعبير رجل من دون عقد هو محمّد بن زايد. لو تأخّرت «عاصفة الحزم»، لكانت ايران ابتلعت اليمن. ما سهى عن بال ايران ان هناك جيوشا حديثة تبنى في الخليج وانّ هناك مجتمعات تؤمن بالعلم وبضرورة تطوير البرامج التعليمية.

سهى عن بال ايران خصوصا انّ هناك وعيا خليجيا لخطورة الفكر المتطرّف بغض النظر عمّا اذا كان شيعيا او سنّيا وانّ هذا الفكر لا يواجه بالقمع. يواجه مثل هذا الفكر، والممارسات الناجمة، عنه عن طريق تطوير البرامج التعليمية ووضع حدّ للخطاب الديني الذي يحيد عن المسلمات، على رأسها ان الإسلام دين وسطي يقوم على الإعتراف بالآخر وبكل الحضارات الإنسانية. الإسلام لا علاقة له بـ»داعش» من قريب او بعيد. هناك الاسلام كدين وهناك «خوارج» ليسوا من الإسلام ولا يمتّون اليه بصلة، على حدّ تعبير الملك عبدالله الثاني، المؤمن بالإعتراف بالآخر قبل اي شيء، والذي لم يتردد في الإشارة الى دور المسيحيين العرب بصفة كونهم «جزءا اصيلا من من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وشريكا رئيسيا في بناء الحضارة والثقافة التي نعيشها وفي الدفتع عن الإسلام منذ معركة مؤتة». كان العام 2015، عاما في غاية الأهمّية بالنسبة الى الدول الخليجية. كان عام التحديات الكبيرة التي وجد من يتصدّى لها ويتغلّب عليها. لم يعد سرّا ان في المملكة العربية السعودية قيادة شابة تعمل تحت اشراف الملك سلمان وبناء على توجيهاته. ليس سرّا ان ولي العهد الامير محمد بن سلمان عرف كيف يكون الإنتقال الى المرحلة الجديدة والاستجابة لمتطلباتها في ظل ظروف اقلّ ما يمكن ان توصف به انّها معقّدة. مثل هذه المعرفة التي يمتلكها محمّد بن سلمان المعروف بحيوته تبشّر بالخير وتبشّر خصوصا بالقدرة على تجاوز التحديات الكبيرة التي تعدنا بها السنة 2016 التي اطلت برأسها قبل ايّام قليلة...

 

التحييد الواقعي للداخل اللبناني: من اختبار إلى اختبار

وسام سعادة/المستقبل/04 كانون الثاني/16

تحييد لبنان فكرة عمرها من عمر التكوين الحديث للبنان. فكرة «لم تُطْعَم» نسقاً صلباً يترجمها، ويتولى صيانتها أولاً بأوّل، لكنها بقيت مع ذلك لا تكاد تختفي حتى ترجع، ولو تبدّل السياق، ولا تعدّلت شروط اللعبة. في العام المنقضي، استمرّ ضرب الحائط بمبدأ تحييد لبنان عن الحرب السورية، الذي أقرّ في «إعلان بعبدا»، وتواصلت حرب التدخل التي يشنّها «حزب الله« إلى جانب قوات النظام البعثي في سوريا، وبفاتورة نعوش لم تنقطع، تعبر الحدود التي لم يعد لها اعتبار كحدود، وللعام الثالث على التوالي على هذا المنوال، واستمر الشغور الرئاسي الذي هو «تكثيف» على مستوى المقام الأول في الدولة، للانشطار الحاد في الالتزامات الإقليمية للفرقاء اللبنانيين. لكن هذا الاستنزاف الدامي والنقيض لفكرة «تحييد لبنان»، سواء اعتبرناه تحييداً له عن حرب أهلية مجاورة، أو عن صدام بين نظام وثورة، تعايش في الداخل اللبناني، مع «تحييد واقعي» له، بمعنى أنّ دائرة الاشتعال العراقية - السورية لم تتمدّد فعلياً إليه، إلا بشكل موضعي (محنة العسكريين المخطوفين على يد الجماعات المسلحة)، وبهجوم إرهابي دموي استهدف الأهالي في منطقة برج البراجنة أواخر العام. وعلى الرغم من تعاظم عدد اللاجئين السوريين في لبنان، وتمادي التدخل الحزب اللهي في سوريا، وتراكم طبقات «التدويل» للحرب السورية فوق بعضها البعض، بعد انطلاقة التدخّل الجوّي الروسي، إلا أن لبنان بقي «محروساً»، لا بل سُجِّل انخفاض معتبر في مستوى الاحتكام إلى السلاح أو التهديد به في الداخل اللبناني، وتحديداً حين انفجرت أزمة النفايات في الشارع، لم يظهر «حزب الله» كقوة ثورية بإزاء «النظام اللبناني»، إنما كقوة لها حصة فيه، يهمها «سحب عصبه»، لكنها تمانع الانقضاض عليه. جرى تحييد «الداخل» اللبناني «واقعياً» في العام الماضي إذاً، ولو أن أكبر جماعة مسلحة فيه غير محايدة أبداً في الحرب السورية، بل منخرطة فيه بشكل صار أخصامها يساورهم القلق من خروج الحزب مهزوماً من سوريا أكثر من أي سيناريو آخر، ويعتبرون أن «عودة» الحزب من سوريا إلى لبنان ينبغي أن تستبق أو تواكب بترتيبات دقيقة تحاشياً لأزمة هيكلية بين الطوائف أعنف من سابقاتها. ومع اندلاع الحرب في اليمن، كانت العين مجدداً على تحييد لبنان، بسبب تجاذبات مرجعيات النفوذ الإقليمي المختلفة عليه، وبحكم نسيجه الأهلي والمذهبي، وتشابك هذا النسيج مع هذا المحور أو ذاك. بيد أن ما حصل بالنتيجة هو مفارقة ارتفاع حدة توتر في الخطاب المعني بالمسائل البعيدة عن النطاق اللبناني، في مقابل استمرار العمل الحكومي بإيقاع «معقول» في ظروف بهذه الهشاشة، وفي ظل الشغور الرئاسي، إلى أن تعثّر العمل الحكومي في مطلع الصيف، لكن من جهة «إشكالية ميشال عون»، ثم انوجد هذا العمل حيال مشكلة مستفحلة، النفايات، وحيال حركة احتجاجية في الشارع. وحتى عندما انشغلت الأوساط في الفترة الماضية، بموضوع «المبادرة الرئاسية»، أريد منها، بحسب المدافعين عنها، نوع متقن من تحييد لبنان عن دائرة الحرائق الإقليمية، فضلاً عن استئناف الإيقاع المؤسساتي، في حين خرج اعتراضان عليها، أحدهما يسائلها بالتحديد في قدرتها على بلوغ الهدف المنشود، وهو تحييد لبنان، فيما الاعتراض الثاني ليس معنياً أبداً بهذا التحييد. مفارقات «تحييد لبنان واقعياً»، على الصعيد الداخلي، ولو بشكل غير مكتمل، وغير مضمون، وعائم على أمواج من التوجّس والقلق، هي مفارقات ملأت العام الماضي بكامله. لكن يبدو أن العام الجديد، هذا، فرض مجدداً الاختبار، اختبار القدرة على تحييد لبنان حيال الموجة الجديدة من المحاور والتصادمات في المنطقة، والأهم من ذلك: اختبار السؤال عن كلفة الاستمرار في التحييد «الواقعي» للداخل اللبناني.

 

تطل مثقلة بتهديدات مالية واقتصادية والتصعيد الإيراني - السعودي يطيح الرئاسة

 سابين عويس/النهار/4 كانون الثاني 2016

طوى العام 2015 صفحاته السود من دون أن يفتح بارقة أمل يطل بها على السنة الجديدة. فباستثناء الثلج الذي غمر سفوح لبنان، لا تحمل 2016 أي صفحات بيض يمكن ان تشكل مؤشرا لخطوات جدية تكبح الانحدار المدوّي للبلاد نحو الانهيار، ليس على المستوى السياسي والامني فحسب، وإنما أيضاً والاخطر على المستويين الاقتصادي والمالي. فالعام المنصرم الذي لم يحمل للبنان إلا المآسي والازمات والفضائح التي عكست افتقاد البلاد سلطات مسؤولة وواعية ومدركة لحجم المخاطر المحدقة، نقل عدواه الى طلائع السنة الجديدة التي أطلت على اللبنانيين محملة أثقال 2015 وتحدياتها واستحقاقاتها، والأسوأ أنها عادت بالنموذج السياسي عينه الذي يتولى إدارة الأزمة. تنتهي عطلة الأعياد لتستأنف البلاد اعتبارا من اليوم، نشاطها السياسي وسط ازدحام بالملفات المطروحة، بدءا من ملف المبادرة الرئاسية المرهونة بمن هو قادر على أن يحركها ويعيد إليها الزخم الذي تفتقده، مرورا بالوضع الحكومي المأزوم والعالق في عنق زجاجة التعطيل، رغم المساعي التي أفضت اليها طاولة الحوار الوطني في آخر جلسة، والتي انتهت الى توافق غير مباشر على ضرورة تفعيل عمل الحكومة، وصولا الى أوضاع أمنية هشة أسيرة تهديدات جدية بعودة التفجيرات والاغتيالات.

لا ترى أوساط سياسية متابعة أن في الأفق ما يشي بإمكان تحقيق أي تقدم على المحاور المذكورة أعلاه. وتنطلق في كلامها هذا من الضبابية التي تحوط المشهد السياسي الداخلي المضبوط على المشهد الاقليمي، خصوصا بعد التصعيد الأخير على محور العلاقة السعودية-الإيرانية غداة إعدام السلطات السعودية الشيخ نمر باقر النمر. وقد شكل كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله أمس مؤشرا واضحا لقرار التصعيد بعد الهجمة الشرسة التي شنها على آل سعود والتي كان الحزب بدأها قبل فترة، وإن بوتيرة تدريجية. وعليه، لا تستبعد الاوساط أن يترك هذا التصعيد أثره الكبير على الوضع اللبناني الداخلي عموما وعلى الملفين الرئاسي والحكومي بشكل خاص. وما قد يزيد المشهد الداخلي تعقيدا، يتمثل في التضييق الأميركي على "حزب الله"، والذي ترافق مع تضييق مماثل على طهران رغم دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ. ففي حين يفترض أن يبدأ تطبيق الاتفاق اعتبارا من كانون الثاني الجاري برفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، تتجه الولايات المتحدة نحو فرض عقوبات جديدة بعدما قررت واشنطن الإعداد لعقوبات جديدة ضد شركات وشخصيات إيرانية بسبب التجربة الصاروخية التي أجرتها إيران في تشرين الأول الماضي، على صاروخ متوسط المدى. والخلاف قائم على نوعية الصواريخ المسموح لإيران بتطويرها وما إذا كانت قادرة أو مصممة لحمل رؤوس نووية. وإذا كان الاهتمام السياسي منصباً على استكشاف أفق المبادرة الرئاسية الرامية إلى تأمين التوافق على النائب سليمان فرنجيه، فإن الاوساط لا تستبعد أن يستمر تجميد هذه المبادرة في انتظار اتضاح المشهد الاقليمي ونضج التفاهم السعودي الايراني على هذا الملف، الامر الذي لم يجهز ولم يأخذ مكانه بعد على أجندة الراعيين الإقليميين للوضع اللبناني. علما أن إنضاج الطرح الرئاسي لا تزال دونه خطوات كثيرة تنقله من مجرد طرح إلى مبادرة حقيقية. وهذا يتطلب بحسب الاوساط ثلاث خطوات لا تبدو الطريق امام اتخاذها قد عبدت بعد: إعلان رسمي من "تيار المستقبل" بتأييد فرنجيه، يستتبع بسحب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مرشحه النائب هنري حلو( لتأكيد جدية تأييد جنبلاط لفرنجيه)، تفسير واضح لموقف بكركي الملتبس حيال ترشيح واحد من الأقطاب الأربعة المنبثقين من توافق الصرح البطريركي، بعد الكلام الأخير للبطريرك الراعي الذي ميز فيه بين المبادرة والاسم المطروح، وتسليم "حزب الله" أو قبوله بعودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة. وفي الانتظار، يبقى الطرح جدياً ولكن غير عملي!

 

2015 أفرغت حمولتها على ظهر 2016 سنة بداية الحلول أم بداية الانحلال؟

 اميل خوري/النهار/4 كانون الثاني 2016

بعدما أفرغت سنة 2015 حمولتها على ظهر سنة 2016 واستقبلها الناس بأحر التهانئ وأطيب التمنيات حتى وإن لم يفرحوا باستقبال رئيس جديد للبنان، هل تكون السنة الجديدة أفضل من السنة المنصرمة بحيث تستطيع حلّ خليط من الأزمات والمشكلات التي ألقيت عليها، أم تنوء تحتها فترحّلها هي أيضاً الى سنة مقبلة وهكذا دواليك لتبقى أثقال الأزمات تراوح مكانها؟ وهل تكون 2016 سنة الحلول والقرارات والتسويات والصفقات، أم تكون امتداداً لما قبلها فتستمر الحروب وأعمال العنف والتفجيرات والاغتيالات فتصاب دول المنطقة بالانحلال في غياب الحلول وتتخذ قرارات الحسم سياسياً أو عسكرياً؟

ثمة من يقول إن الأزمة الرئاسية في لبنان ستجد حلاً خلال النصف الأول من السنة الجديدة بمعزل عما يجري في سوريا واليمن. وثمة من يقول إن الأزمة الرئاسية باتت مرتبطة بالأزمات التي تعصف بعدد من دول المنطقة، وان التوصل الى حلّها هو السبيل الى حلا لأزمة في لبنان، ذلك أن الوجه الذي سيرسم للمنطقة لا بد من أن ينعكس على وجه لبنان، وأن اشتداد الخلاف بين السعودية وايران بعد الاعدامات الأخيرة قد يشعل حرباً سنية – شيعية لا تتوقف إلا بتقاسم النفوذ. وثمة من يقول إن روسيا بالتفاهم مع أميركا سوف تتوصل الى كسر شوكة تنظيم "داعش" وأخواته والى تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا تتمثل فيها كل القوى السياسية الأساسية المعتدلة والقادرة على أن تكون بديلاً من نظام الرئيس بشار الأسد. وعندما تقوم هذه الحكومة وتباشر عملها تكون ولاية الرئيس الأسد قد شارفت نهايتها، فيطلب منه عندئذ التنحي وربما اعتزال السياسة بقرار روسي نافذ. وثمة من يقول إن الحروب في المنطقة قد لا تتوقف إلا بعد اتفاق الدول الكبرى والدول الاقليمية على تقاسم النفوذ فيها. أما إذا لم يتم التوصل الى هذا الاتفاق فإن التقسيم يصبح هو الحل، إذ أن العودة الى تحقيق التعايش بين مختلف المذاهب والأعراق والاتنيات داخل كل دولة بات صعباً إن لم يكن مستحيلاً بعد حروب طويلة في ما بينها وسقوط مئات آلاف القتلى والجرحى.

لذلك فإن منطقة الشرق الأوسط التي أرادت أميركا إقامة نظام ديموقراطي فيها وقد اخفقت في إقامته، تحاول حالياً بالاتفاق مع روسيا إقامة شرق أوسط جديد على أساس "نظام فيديرالي" للحؤول دون التقسيم وبالتالي اخضاع كل دولة فيها لنفوذ دولة كبرى أو دولة إقليمية. الى ذلك، يمكن القول إن سنة 2016 قد تكون سنة الحلول والقرارات التي تجعل المنطقة يسودها الأمن والسلام وتقوم فيها دولة فلسطينية الى جانب دولة تصر إسرائيل على أن تسميها "الدولة اليهودية"، ويتم الاعتراف المتبادل بهما وبعد أن تكون إسرائيل قد رسمت الحدود النهائية لدولتها بسياج من المستوطنات كي تضمن لنفسها العيش طويلاً داخل حدود آمنة. والسنة الجديدة إن لم تكن سنة حلول الأزمات والمشكلات التي تتخبط فيها المنطقة وتتخذ فيها القرارات الحاسمة، فإن دولاً فيها قد تذهب نحو انحلال لا خروج منه إلا بتقسيمها دويلات مذهبية وعرقية تخضع لنفوذ خارج يحميها. أما لبنان وهو أصغر من أن يقسم، فإن النظام فيه قد يصبح شبيهاً بالنظام السويسري أو النمسوي للمحافظة على التوازن الداخلي بين جميع مكوناته، ويكون المجلس الرئاسي هو الذي يحكم البلاد على غرار المجلس الرئاسي السويسري... ويكون تحييده عن صراعات المحاور خصوصاً إذا قامت حرب شيعية – سنية، فهو الذي يضمن استمرار استقراره سياسياً وأمنياً واقتصادياً. فعلى اللبنانيين أن ينتظروا ليروا أي سنة ستكون السنة الجديدة، أهي سنة بداية الحلول أم سنة بداية الانحلال بنار الحروب المستمرة، أم هي سنة التسويات والصفقات وسنة التحولات الكبرى التي ترسم خرائط جديدة للمنطقة تغيّر الحدود والأنظمة فيها وتخرجها من سنوات الآلام الى سنوات الآمال التي طال انتظارها؟

 

إعدام النمر أصاب الاستحقاق الرئاسي ونسف مساعي التوفيق بين السعودية وإيران

 خليل فليحان/النهار/4 كانون الثاني 2016

أدرج إعدام الشيخ نمر باقر النمر في لائحة الموانع التي ما زالت تحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية في 2016، نظرا الى ردة الفعل الإيرانية التصعيدية ديبلوماسيا" بتسليم كتاب احتجاج شديد اللهجة الى القائم بالاعمال السعودي في طهران مع حرق مقر القنصلية العامة في العاصمة الإيرانية. كما سلم سفير ايران لدى المملكة كتابا شديد اللهجة على إعدام نمر، الشيعي السعودي الذي كان يدافع عن حقوق الأقلية الشيعية في السعودية. وأفاد "النهار" سفير تنتمي دولته الى "المجموعة الدولية" لدعم لبنان أن إعدام النمر أتى لينسف المساعي المبذولة لإعادة العلاقات الى طبيعتها بين السعودية وإيران، وهناك انعكاس سلبي من جراء ذلك على الاستحقاق الرئاسي، وكان أكثر من رئيس كتلة برلمانية مؤثرة يراهن على التفاهم بين الدولتين.وأشار الى أن موانع أخرى تبعد أي موعد قريب لانتخاب رئيس للجمهورية، وتلخص بمجموعة لاءات منها

اولا: لا تفاهم لبنانيا بين النواب، لا كتل ولا أفراد.

ثانيا: لا تفاهم سعوديا-إيرانيا، بل تصعيد ديبلوماسي وميداني بلغ الذروة بين الدولتين المتنازعتين.

ثالثا: لا تفاهم دوليا - إقليميا.

رابعا: لا تفاهم دوليا على اسم مرشح.

واستغرب اقتناع عدد من رؤساء الكتل البرلمانية بأن الفكرة التي كان أطلقها الرئيس سعد الحريري بتأييد نائب زغرتا رئيسا للجمهورية لا تزال "حية "على الرغم من الانشطار السياسي سواء في صفوف 8 أو 14 آذار بعد طرح الفكرة . واستدرك ليقول إذا كان المقصود أن فرنجيه لا يزال مرشحا حتى الآن ما دام لم يحل محله مرشح آخر، فهذا صحيح. أما اذا كان المقصود أن الفكرة ما زالت تصلح وتحتاج الى مزيد من الاتصالات لترجمتها عمليا، فهذه مسألة قابلة للنقاش، لأن قوى أساسية مسيحية مثل ميشال عون وسمير جعجع وحزب الكتائب، ومسلمة مثل "حزب الله" تعارضها، وهذا يعني أن حركة الاتصالات التي كان أطلقها الحريري بعد لقاء خصمه في باريس والتأكيد له أنه مستعد لتأييده للرئاسة لم تلاق إيجابية، بل على العكس فرزت قوى جديدة معارضة لها، بما يؤكد أنها غير قابلة للحياة، وأن المطلوب مرشح آخر. ويعود السبب الى أن رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون توافقيا، وان الحريري الذي اختار خصمه فشل، لأنه تفرد في طرحه ولم يأتِ نتيجة تشاور مسبق مع قوى 14 آذار ولا مع الثامن منه. وأوضح أنه إذا كان صحيحا أن كلمة الفصل لانتخاب رئيس للبلاد هي للخارج، فإن التوافق الإقليمي غير قائم بعد إعدام النمر. واختصر المواقف من الاستحقاق الرئاسي بأنها لا تسمح حتى بالتكهن بأي موعد لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، إذ إن الرهان على تفاهم إقليمي حاليا أصيب بنكسة قد تطول بعد ما كان يطبخ على نار هادئة وبعيدة عن الاضواء في مسقط، في سلطنة عمان. وقال: "من الثابت أن الفاعليات الناخبة ازدادت خلافاتها بعد طرح الحريري دعم فرنجيه، فخلطت المواقف الى حد كبير وأدت حتى الى تعطيل أي تفاهم". ورأى أنه يمكن التعويل على امكان امرار انتخاب الرئيس قبل حلول موعد التنفيذ العملي للاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وإيران من جهة ثانية، أي بعد11 يوما من الآن. وذكر أن الصاعق التفجيري الآخر على مستوى الإقليم، المعرقل لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، هو انهيار وقف النار في اليمن. وينعكس العاملان سلبا على إمكان التفاهم بين الرياض وطهران. وختم بأنه يمكن الاستغناء عن العامل الإقليمي لو كان هناك من دولة عالمية او عربية قادرة على الضغط لانتخاب رئيس للبلاد الذي لا يمكن أن يحظى بتأييد جميع الأفرقاء المتنافسين.

 

إعدام إيران… إعدام الإرهاب

أحمد عدنان/العرب/نُشر في 04/01/2016

أعدمت السعودية 47 إرهابيا، من بينهم 2 من الشيعة والبقية من السلفيين، فثارت ثائرة إيران وأذنابها، ومع ذلك تمشي السعودية في طريقها. ليس سبب إعدام نمر النمر تهجمه على وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف بن عبدالعزيز. عبدالله الحامد فعل الشيء ذاته ولم يعدم، كما أن علاقة آل النمر بالأسرة الملكية، بل وبوزارة الداخلية تحديدا، أكثر من وطيدة، وبالتالي ليس هناك مجال للشخصنة. ولم يعدم النمر بسبب دفاعه عن حقوق الشيعة أو نقد مؤسسة الحكم، أغلب السعوديين، سنة وشيعة، يفعلون ذلك كل يوم. أعدم نمر النمر لسببين: الأول هو عمالته لإيران، والثاني هو تكوينه لميليشيا. وكما جرى مع حزب الله في لبنان ومع الحوثيين في اليمن، بدأ مشروع العمالة والميليشيا بخطاب جاذب. في لبنان مقاومة إسرائيل، وفي اليمن الثورة على الحرمان، وفي السعودية تحدث النمر عن مظالم السعوديين عامة، وحقوق الشيعة خاصة. كان ذلك غطاء ومقدمة للمشروع الميليشيوي الذي بدأ فعلا. كان رجال الأمن في الشوارع موضوع استهداف لميليشيا النمر، بل إن القبض عليه احتاج معركة دامية بعد أشهر طوال من الاختباء والتمرد. لا يعقل أن يكون انتماء الفرد إلى طائفة معينة درعا أمام القانون، ولا يعقل أن يكون للإرهاب مذهب أو طائفة. هذا ما طبقته السلطات السعودية، حين استهدف الدواعش مساجد وحسينيات شيعية تم القبض عليهم وتقديمهم للقضاء، والإعدام مصيرهم عاجلا أو آجلا. وهذا نموذج لتصدي الدولة للإرهاب السلفي إضافة إلى إعدام الإرهابيين السلفيين الذين طبقت عليهم العقوبة مع النمر ممثل الإرهاب الشيعي، كان منهم فارس آل شويل أحد رموز تنظيم القاعدة التي استهدفت في المملكة السعوديين والأجانب ومؤسسات الدولة والسنة والشيعة على السواء. شنت السلطات السعودية حربا لا هوادة فيها على القاعدة وداعش اللذين ينتسبان جورا إلى السنة، وهي لن ترحم الإرهاب الإيراني المنتسب زورا إلى الشيعة، ولن يطالبها أي وطني بالتقاعس مع هؤلاء أو أولئك، ولو تهاونت أو فرقت بين إرهاب وإرهاب لن يحترمها أحد.

لو تم التعامل بدلال مع ظاهرة النمر لذابت هيبة الدولة، ولوجدت السعودية أن حربها على الميليشيات الإيرانية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان أصبحت داخل البيت السعودي، وبعد أن كانت المشكلة نسخة من نمر النمر سنستيقظ على المئات من أشباهه. والواجب على المملكة إغلاق ملف تفجيرات الخبر 1996 التي تورطت فيها إيران وحزب الله صراحة خصوصا بعد القبض مؤخرا على الإرهابي أحمد المغسل. وإذا انتقلنا من خانة الاتهام إلى موقع الإدانة، عبر القضاء، فخلية المغسل تستحق العقاب كبقية الإرهابيين.

لا أحب الاختباء خلف الأصابع. هناك من اعتقلوا تعسفيا في المملكة بسبب ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي أو بسبب نشاط حقوقي، وأنا أطالب بإطلاق سراحهم جميعا. وهناك مشكلة في ملف المواطنة سعوديا، وأنا اطالب بحلها سريعا وجذريا، لكن ما أنا متأكد منه أن قضية النمر لا علاقة لها بالحرية ولا بحقوق الإنسان ولا بالمواطنة. إنما الأمر هنا هو ملف الإرهاب والتعدي على الدولة، لو كانت إيران حريصة على الشيعة السعوديين لتحدثت مثلا عن الشاعر عادل اللباد أو لتطرقت إلى الكاتب نذير الماجد الذي اعتقل سابقا، لكنها لا تهتم بغير عملائها. فاللباد هو صاحب كتاب “الانقلاب” الذي فضح المشروع الإيراني وأثبت عنصريته وإرهابه من خلال تجربته الواقعية. وكتابات الماجد همها الدولة المدنية التي تناقض الجمهورية الإسلامية، والمشروع الإيراني قائم على الإرهاب والعنصرية وكهنوت الملالي ويستخدم ملف الشيعة العرب كشماعة وفزاعة.

الصراخ الإيراني على إعدام النمر لابد من ربطه مع حلقات عدة: غضب إيران على التحالف الإسلامي الذي أعلنته المملكة ضد الإرهاب، ولجوء قيادات من تنظيم القاعدة في إيران، حصرية قتال الحرس الثوري الإيراني وما يسمى بحزب الله ضد المعارضة السورية وليس ضد داعش في سوريا، تمرد الحوثيين على الدولة اليمنية، تأسيس الحشد الشعبي في العراق لإبادة السنة، حالة إسحاق الزكزاكي في نيجيريا، كلها سلسلة تؤكد ارتباط إيران والإرهاب بنسيج واحد. في المقابل، رغم بعض المشكلات في المؤسسة الدينية، أثبتت المملكة قطيعتها النهائية مع الإرهاب ومع الطائفية. الحرب على الإرهاب لن تتوقف والتنمية لن تتعطل، الإسماعيليون تعين منهم وزير في الحكومة وتواجدهم في المؤسسات الرسمية طبيعي، والشيعة من يتعدى عليهم سيعامل بحزم ومن يتعدى منهم سيعامل بحزم، وهذا هو منطق الدولة ودورها: المواطنة أولا، أي أننا نسير في الطريق الصحيحة رغم المسافة الطويلة التي تفصلنا عن خط النهاية والتمام.

اللافت في قضية النمر، هو أن ما يسمى بحزب الله استخدم تكتيكه في الشأن الداخلي اللبناني على قضية سعودية عبر الإعلام. وضع مسألة النمر في خانة حقوق الإنسان والحريات كما فعل مع قضية الوزير السابق ميشال سماحة الذي تحولت قضيته، بقدرة قادر، من تهديد السلم الأهلي والتحريض والتخطيط لجرائم قتل وإرهاب إلى نقل متفجرات فقط، وللأسف وقعت في فخاخ إعلام الحزب الإلهي شخصيات لبنانية محترمة ورصينة، وهؤلاء نقول لهم عاملوا قضية النمر كقضية السلفي اللبناني أحمد الأسير، تطالبون بإعدامه لأنه تسبب في استشهاد عناصر أمنية لبنانية، فما بالكم ترفضون إعدام النمر الذي تسبب في استشهاد عناصر أمنية سعودية؟ المقارنة بين قضيتيْ النمر والأسير تحدد بحسم من هو طائفي ومن هو غير طائفي، ونود التذكير بإعدامات إيران المرتبطة بقضية الأحواز والبلوش.

بعض اللبنانيين يتخوفون من رد فعل إيراني في لبنان عبر تابعه حزب الله. وهذا سبب كاف للثورة على الحزب ورفض مشروعه الذي جعل لبنان ورقة تخدم الأجندة الإيرانية، وإلا فما دخل اللبنانيين بقضية سعودية محلية وسيادية، والحزب الإلهي الإيراني يدمر لبنان بسبب وبلا سبب، بداية من تعطيل الدولة واغتيال الساسة الوطنيين، وتحطيم الحضور المسيحي بالفراغ الرئاسي واستهداف الحضور الدرزي بمحاولة فرض قانون انتخابي نسبي، هذا غير المجازر التي يرتكبها ضد السنة في لبنان وسوريا والعراق، وكل ذلك قبل إعدام النمر، وسيستمر على ذلك بعده.

يُحسبُ لإيران حرصها على كاريزما عملائها، فهذا نصرالله في لبنان وذاك الحوثي في اليمن، والآن نمر النمر في السعودية، يحدثوننا عن خطبه البلاغية المؤثرة والنقدية، لكن أصدقاءنا العرب لا يعرفون الإيرانيين جيدا، هم قوم يقولون ما لا يفعلون. نصرالله يهدد إسرائيل ويقتل السوريين واللبنانيين، والحوثي يشتم أميركا ويحتل صنعاء، والخميني في مرحلته الباريسية أكد التمسك بمكتسبات المرأة الإيرانية واعتقلها في الشادور فور تمكنه من السلطة. لا تحدثني عما قال النمر فأنا أحدثك عن أفعاله وعن أفعال أشباهه في المقلب السلفي، لن يقبل أي سعودي بنسخة جديدة من حزب الله أو داعش في بلاده، قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان.

 

المصيبة في العرب لا في سايكس – بيكو

خيرالله خيرالله /العرب/نشر في 04/01/2016،

مع بداية السنة 2016، يكون مرّ قرن كامل على اتفاق سايكس ـ بيكو الذي رسم، سرّا، خارطة الشرق الأوسط مع بدء انهيار الدولة العثمانية وتحوّلها إلى “الرجل المريض” في المنطقة. كان سايكس ـ بيكو اتفاقا بريطانيا ـ فرنسيا، علما أنّه كان في البداية بريطانيا ـ فرنسيا ـ روسيا. لكنّ الجانب الروسي لم يعد جزءا من الاتفاق بعدما اندلاع الثورة البلشفية في العام 1917 وانتقال أهل الثورة، على رأسهم لينين، إلى الاهتمام بالشأن الداخلي الروسي وتثبيت السلطة الجديدة التي أقامت “ديكتاتورية البروليتاريا”. هل كان سايكس ـ بيكو في أساس المصائب والهزائم العربية على كلّ المستويات العربية والتي يتوّجها اليوم التفتيت الممنهج لسوريا ككيان لم يرض يوما بحدوده، بل شكا دائما من أنّ ظلما كبيرا لحق به بسبب سايكس ـ بيكو؟ لم يكن سايكس ـ بيكو في أساس المصائب والهزائم بمقدار ما أنّه كان شمّاعة، علّق عليها عرب كثيرون مشاكلهم وعجزهم لتبرير تقصيرهم وتخلّفهم في آن. كانت المصيبة في قسم من العرب لم يقدّروا قيمة سايكس ـ بيكو، بل استخدموه في عملية هرب مستمرّة إلى الأمام. بعد مئة عام على سايكس ـ بيكو، تبدو المنطقة في حاجة إلى سايكس ـ بيكو جديد، خصوصا بعدما تبيّن أن العراق الذي عرفناه انتهى، وأن سوريا التي اعتدنا عليها صارت جزءا من الماضي، اللّهم إلّا إذا حصلت أعجوبة تنتزعها من براثن إيران وروسيا و”داعش” وتعيدها إلى أهلها. لا يمكن إنقاذ سوريا، ككيان، إلّا بعيدا عن النظام العلوي القائم الذي يسعى حاليا إلى إنقاذ نفسه عبر إقامة كيان خاص به مرتبط بممّر مع المنطقة الخاضعة لنفوذ “حزب الله”، أي لإيران، في البقاع اللبناني. ما جعل سايكس ـ بيكو يفشل، علما أنّه كان في الإمكان تحويله إلى قصة نجاح، الابتعاد العربي عن كلّ ما هو منطقي وواقعي، بدءا بالعجز عن استيعاب أن المطلوب منذ البداية الحدّ من أضرار المشروع الصهيوني وليس عمل كلّ شيء من أجل خدمته. نسي معظم العرب أنّ وعد بلفور الذي “ينظر بعين العطف إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين” كان في العام 1917، أي أنّه مرتبط، إلى حدّ كبير، باتفاق سايكس ـ بيكو الذي توصلّت إليه بريطانيا وفرنسا في السنة 1916. لم يستطع العرب، عموما، فهم معنى التعاطي مع موازين القوى ببرودة وبشكل علمي. كلّ من تعاطى مع موازين القوى بعقل مستنير ذهب ضحيّة العنف والإرهاب. هناك مثلا مهمان على ذلك. اغتيل الملك عبدالله الأول (الأردني) في القدس، واغتيل رئيس وزراء لبنان رياض الصلح في عمّان، على يد عناصر من حزب فاشي، مكوّن من مجموعة أقلّيات، كان ولا يزال يعمل في خدمة كلّ ما من شأنه إنجاح عملية التدمير المستمرّة للمجتمعات العربية. كان ذنب عبدالله الأوّل ورياض الصلح أنهما حاولا إدخال بعض العقلانية إلى الرؤوس العربية الحامية والمريضة في الوقت ذاته.  اعتقد معظم العرب أنّ الشعارات كافية لإيصالهم إلى ما يطمحون إلى تحقيقه. لم يفرّقوا يوما بين الحقيقة والخيال. لذلك لم يتعاطوا مع سايكس ـ بيكو كحقيقة وواقع. لم يعملوا على تطويره. حاولوا تجاوزه، وذلك من أجل تدمير ما بقي من كيانات سياسية كان للاتفاق البريطاني – الفرنسي الفضل في قيامها.

من قرار التقسيم في 1947 الذي رفضه العرب، إلى الانقلاب العسكري في سوريا عام 1949، إلى الانقلاب العسكري في مصر في 1952، إلى حرب السويس في 1956، التي كانت كارثة مصرية بكلّ معنى الكلمة، وصولا إلى التخلص من النظام الملكي في العراق صيف 1958، مرورا بالوحدة المصرية – السورية التي أسست لنظام الأجهزة الأمنية في سوريا و”الإشتراكية” التي تُفقّر المواطن، استمرّ مسلسل المآسي. توّج هذا المسلسل باستيلاء البعث، بكلّ تخلّفه، على السلطة في سوريا والعراق وتكريس لاجتياح الريف للمدينة والقضاء على كلّ ما هو حضاري فيها.

لم يكن هناك عقل عربي يمنع كارثة حرب 1967، التي لا تزال المنطقة تعاني من نتائجها إلى يومنا هذا. لم يكن هناك عقل عربي يمنع سقوط لبنان ويتحسّب لمعنى هذا السقوط ولنتائجه في المدى الطويل. عندما شجّع العرب، على رأسهم النظام الأقلّوي في سوريا، على إغراق لبنان بالمسلّحين الفلسطينيين والسلاح المرسل إلى الميليشيات الطائفية ثمّ المذهبية، كانوا يزرعون بذور المآسي التي نعاني منها اليوم، على رأسها المأساة السورية. لم يعد مستبعدا أن تأتي السنة 2016 بالخطوط العريضة لسايكس – بيكو جديد بمشاركة روسية علنية هذه المرّة، في حين سيحلّ الأميركي والإسرائيلي، وربّما الإيراني أيضا، مكان البريطاني والفرنسي، أي مكان السيّديْن ماركس سايكس وفرنسوا جورج بيكو.

لم يمتلك لبنان ما يكفي من المناعة الداخلية لمواجهة العقل التخريبي للأنظمة العربية التي تآمرت من أجل حصر الصراع مع اسرائيل بأرضه وبأهل الجنوب المظلومين تحديدا. شاء هذا العقل العربي التخريبي المتخلّف معاقبة لبنان على اتخاذه قرارا صائبا وحكيما يقضي بعدم مشاركته في حرب 1967 بغية المحافظة على أرضه. فُرض على لبنان اتفاق القاهرة المشؤوم في العام 1969 عقابا له على اعتماده الحكمة والتروّي. لا يزال البلد يعاني من نتائج هذا الاتفاق، خصوصا بعدما حلّت ميليشيا “حزب الله” مكان الميليشيات الفلسطينية وذلك من أجل تكريس لبنان “ساحة” استخدمها النظام السوري طويلا، وتستخدمها إيران اليوم بالشكل الذي يخدم مصالحها التي لا تبدو بعيدة بأي شكل عن المصالح الإسرائيلية. كان سايكس ـ بيكو نعمة، لم يستطع أي نظام عربي المحافظة عليها والتكيف معها والعمل على تطويرها بما يخدم أهل المنطقة ومستقبل أبنائهم. على العكس من ذلك، استُخدم سايكس ـ بيكو عذرا ليقمع كلّ نظام شعبه باسم فلسطين أحيانا، وباسم الوحدة العربية ومواجهة الاستعمار والإمبريالية العالمية في أحيان أخرى. لم يكن العرب من أهل المشرق، يستحقون سايكس ـ بيكو. هل سيستحقون ما سيخلف سايكس – بيكو في ظلّ “داعش” والمشروع التوسّعي الإيراني الذي ألغى الحدود المعترف بها بين الدول العربية لمصلحة الرابط المذهبي؟

هل ستكون المشاركة الروسية في سايكس ـ بيكو الجديد مساهمة إيجابية في مجال رسم خريطة جديدة أكثر استقرارا للشرق الأوسط؟ الأكيد أن الجواب هو لا وألف لا، خصوصا أن روسيا – فلاديمير بوتين دولة مريضة من كلّ النواحي، فيما المشروع التوسّعي الإيراني لا يمكن أن يكون له أيّ مستقبل لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب إلى أنّ ليس لدى إيران الحالية أيّ نموذج سياسي أو اقتصادي أو حضاري تقدّمه، باستثناء استثارة الغرائز المذهبية والبناء على ما يتبع ذلك. إنّه مشروع قائم على التدمير من أجل التدمير ليس إلا. كم سيترحّم العرب على سايكس – بيكو في ذكرى مرور مئة عام عليه. كان هدية من السماء لم يتمكّنوا من المحافظة عليها، لا لشيء سوى لأنّهم لم يدركوا منذ البداية معنى أن تكون لديهم دول وأنظمة سياسية قادرة على تطوير نفسها بنفسها، بدل اللجوء إلى الأنظمة العسكرية والأجهزة الأمنية التي وُلدت من رحمها الميليشيات المذهبية، من “داعش”، التنظيم السنّي اسما، إلى “الدواعش” الشيعية بتسمياتها المختلفة.

 

من كابريهات نصرالله إلى سفارات الخامنئي

 سلام حرب/موقع 14 آذار/04 كانون الثاني 2016

 "سيفان في غمد واحد لا يجتمعان" هذا ما يقوله المثل الفارسي الشهير لوصف استحالة وجود سلطتين في المنطقة عينها أو حاكمين مختلفين لدولة واحدة. تدرك الطغمة التي تأتمر بالولي الفقيه في ايران معنى هذا المثال بشكل عميق ولكنها لا تدرك أنّ العرب يعرفون معناه جيداً أيضاً ولديهم مثال آخر مواز هو "آخر الدواء الكيّ". انبرت هذه الطغمة لتوجيه الشتائم إلى المملكة العربية السعودية واصطفوا كل بدوره للتهجم على الرياض على غرار المصطفين على طريق المطار في بيروت المرحبين بالآتين من كفريا والفوعا. في وقت، لم يكن يجمع بين المرحبين والمرحب بهم سوى الانتماء الى مذهب ديني واحد وغالبيتهم لا تدري أين تقع البلدتين السوريتين المذكورتين، على غرار هذا الموقف انتصب نصرالله البارحة.

هذه الطغمة الإيرانية انتقدت المملكة على تطبيقها فعلاً سيادياً دولتياً خالصاً بها وهو تنفيذ حكم الإعدام بأحد المتهمين والمدانين بجرائم ضد الدولة والمجتمع بغض النظر عن النقاش حول احقية الحكم وعدالته والذي هو مسألة قابلة للنقاش الحقوقي. فإذا بمرشد الثورة علي الخامنئي يهدد الساسة السعوديين بـ"إنتقام آلهي لأنهم ارتكبوا خطأً سياسياً" نعم خطأ سياسي هذا ما قاله حرفياً الخامنئي، اي أنّ الأمر لا ن يتعلق بعلاقة تجمع المواطن بالدولة التي يحمل جنسيتها بل بسيادة إيرانية على كل شيعي حيثما كان، وتشمله الحماية الإيراني ةبمعنى آخر. هاشمي رفسنجاني، رئيس مصلحة تشخيص النظام ورئيس الجمهورية الأسبق، أدلى بدلوه حين قال أن مقتل النمر يأتي ضمن "سياق الصراع بين النور والظلام...وأرض السعودية تصرخ جرّاء الصمت بمظلومية المسلمين الشيعة " على حدّ تعبيره مشبهاً ما يجري بالنزاع بين الأنبياء والأشقياء. ولم يتأخر على الدخول على خط تهديد السعودية كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني والحرس الثوري الإيراني متوعدين أنّ "النظام السعودي سيدفع ثمن جريمته الشنيعة".

وبطبيعة الحال، لا يمكن لمندوب الولي الفقيه في لبنان أن يقف على الحياد عندما يشهر أسياده الحرب الكلامية، بل تقصّد ان يضع صورة نمر النمر بموازاة صورة مسؤول حزب الله المتوفي محمد خاتون، ما يشير إلى أن هناك موازاة بين الإثنين وأن حزب الله يعنيه النمر كما يعنيه خاتون، وهكذا استطاع إقحام هذه المسألة السعودية بمناسبة حزبية لبنانية بحتة. ثمّ صبّ حسن نصرالله جامّ إسفافه اللغوي على الرياض ولم يكتف بتكرار ما قاله المسؤولون الايرانيون عن اعدام نمر النمر ، بل ذهب حتى ابعد من ذلك عندما جزم ان النظام السعودي اقترب من نهايته.

وعلى غرار حفّاري القبور، نبش الأمين العام الجيق النتنة للروايات والقصص غير المثبتة والتي تتعلق بتسمية المملكة وتاريخها وقارن بينها وبين مشروع اقامة اسرائيل من أجل تثبيت العداوة للمملكة، بل وتبرير أي من الضربات العسكرية-الأمنية التي قد تتعرض لها المملكة. ويبقى الأهم واللافت في حديث نصرالله هو تنكّره من ناحية للذين اعدموا من المنتمين للقاعدة وداعش والذين بلغوا 98% من الذين نفذ بهم حكم القضاء مدعياً أنه لم يطّلع على ملفاتهم في وقت ادعى انه على دراية تماماً بملف النمر. وتظهر هنا تحليلات نصرالله حين ادعى أنّ "كتب داعش هي كتب آل سعود وان كل الجماعات الارهابية ممولة من آل سعود" وتحاشى تفسير واقع أنّ عشرات ممن اعدموا يوم السبت المنصرم هم من المنتمين لإرهاب القاعدة وداعش!

وختم نصرالله خطابه بأدنى مستوى من المتوقع حين تناول ما ذكر من أخبار إعلامية عن ابنه هادي تقول أنّه قُتِل في أحد كابريهات بيروت بعكس ما أشيع عن استشهاده. فاستشاط نصرالله غضباً واتهم السعوديين أنّهم "هم وأبناؤهم يعيشون في الكابريهات" بأسلوب رخيص وعلى جانب كبير من السفاهة لا تليق برجل دين فكيف به بمن يدعي قيادة "أشرف الناس". على أي حال، هذه السياقات الخطابية تشير الى انسجام تامّ بل ومغالاة وتنافس بين الموالين للولي الفقيه في إيران ولبنان على شتيمة خصومهم، كما تذكّر ايضاً انّ الكابريهات التي ذكرها نصرالله إنما يوازيها بالدونية والإنحطاط سفارات الولي الفقيه حول العالم. هذه السفارات التي أقفلت احداها السعودية البارحة في الرياض بقرار جريء، في وقت فقدت هذه السفارات المعنى الدبلوماسي الذي يجب ان تكون عليه. ما يسمى بالسفارات الإيرانية هي في واقع عملها أوكار استخباراتية ومراكز تحريضية وأعشاش للتبشير المذهبي في الدول التي تقع فيها، بل مرشحة لأنْ تكون مركزاً للمندوب السامي الإيراني على غرار السفار الإيرانية في العراق، وهذه المقرّات الدبلوماسية المفترضة هي الكابريهات الحقيقية التي يجب إقفالها ومعاقبة من يقف وراءها في طهران.

 

عذرًا 2016.. وددنا لو نتفاءل بكِ ولكن

عبدو شامي/ 03 كانون الثاني/16

مع اطلالة كل عام جديد اعتاد الناس على تبادل عبارات التفاؤل والأمل بأن تكون السنة الجديدة خيرا من سابقتها... على الصعيد السياسي -وهو ما يعنينا- هي بلا شك عادة جميلة وقابلة للتحقق لا سيما في الدول التي تملك الحد الأدنى من الحرية والسيادة والاستقلال والوحدة الوطنية، غير أنها لا يمكن أن تعمّم، فلا نراها تصلح مثلا في المدى المنظور لبلد محتل مثل لبنان حيث لا تعدو عبارات التفاؤل والأمل بسنة أفضل من سابقتها عن كونها إحدى وسائل العلاج -أو لنقل الخداع- النفسي لإخراج الناس من حقيقة واقعهم ومرارته الى وَهْم لا يصدّقه إلا من سمَح لنفسه بالانسلاخ عن الواقع ليعيش في حلاوة الأحلام... وهذا ليس بخطأ ما لم يتحوّل الى حالة مستدامة من نكران الواقع للعيش في عالم آخر من صنع الخيال.

ليست بداية متشائمة ولا منكرة لقدرة الله تعالى على تحسين الأحوال، فمهما ضَعُف الأمل لا يمكن أن يخلو قلب المؤمن من الرجاء، إنما هي بكل بساطة مقدِّمة تسمي الأشياء بأسمائها استنادًا لوقائع ومعطيات ومنهجية تحترم عقل القارئ، فالتركة الثقيلة التي ورثتها سنة 2016 عن سابقتها لا تبشّر بالخير ولا تترك مكانًا للتفاؤل ولنبدأ بالتطرّق الى أهم هذه المعطيات.

البداية مِن ذكر حقيقة المرض دون التلهّي بالأعراض، لبنان بلد محتل من العدو الإيراني الذي يمسك بمعظم مفاصل الدولة الحساسة ويسيّرها خدمة لمشروعه الطائفي والفتنوي والتوسعي في المنطقة، وهذه حقيقة لا يمكن لاحتفال سنوي فلوكلوري بعيد الاستقلال أن يلغيها. أضف الى ذلك أن لا شيء في المدى القريب ولا المتوسط يبشَّر بزوال النظام التكفيري الإرهابي الحاكم في إيران، فقد تلقى في تموز من العام 2015 جرعة دعم كان بأمس الحاجة إليها بعد انقلاب الطاولة عليه في سوريا والعراق، حيث وقّع الشيطان الأكبر الأميركي والشيطان الأخطر الإيراني اتفاقًا نووي المَظهر جيو-سياسي المَخبَر من شأنه أن يثبِّت نظام ولاية الفقيه في الحكم على حساب حرية شعبه وأمن دول المنطقة.

سوريا التي كان من المتوقع أن ينعم لبنان بشيء من الراحة في حال ارتياحها بتحرّرها من سفّاح العصر لا تزال منكوبة، وبعد أن لاحت بارقة أمل بقرب انتهاء النظام تدخلّت روسيا في نهاية أيلول2015 لإعادة تثبيته وتطويل أيام إرهابه وتقوية موقعه على كرسي المفاوضات، وذلك بعد أن أطلق الأسد نداء استغاثة علنيًا بأن جيشه قد اُنهك، مقرًّا بذلك بفشل عصابته المسلحة مدعومة بالميليشيات الشيعية العراقية والحرس الثوري الإيراني والحزب الإرهابي اللبناني والوحش الأسدي الداعشي والغطاء الإسرائيلي الضامن للتأييد الدولي... من الوقوف في وجه تقدّم الثوار، هذا فضلا عن إصرار التحالف الدولي على مداعبة "داعش" عدو الثورة الثاني بعد بشار وعدم المساس بالأسد وظهور تبدّل قولي في الموقف الدولي يرضى ببشار في مرحلة انتقالية. وكلها مؤشرات على استمرار الحرب العالمية الثالثة على ثورة الشعب السوري واستمرار تداعياتها على لبنان وجعله جزءًا من التسوية.

في وجه الاحتلال لا بد من مقاومة وإلا فمن الغباء أن نحلم بتحرّر تحمله سنة 2016، وعندما نجد أن ما يسمّى "مقاومة" للمشروع الإيراني في لبنان هو تحالف موهوم ومزعوم يسمّى "تحالف قوى 14آذار" لا يمكن أن "نستبشر" إلا بمزيد من من نفوذ وتغلغل واستقواء ذاك الاحتلال الذي يمثله الحزب الإرهابي؛ ويكتمل معنا الجو "التفاؤلي" هذا عندما نرى أن الاحتلال وجد فريقًا ينتمي زورًا لذاك التحالف الاستقلالي الموهوم كي يعمل عنده في منصب "الصحوات" على حساب طائفته ووطنه، وقد أصر هذا الفريق الانهزامي والانبطاحي على الغدر مرات عديدة بشهدائه وحلفائه وجمهور "ثورة الأرز" وأبى أن يختم عام 2015 بغير طعنة مسمومة يوجهّها لكل هؤلاء  فأعلن ترشيحه لشخصية منتمية لفريق الحزب الإرهابي كي تترأس جمهورية الاحتلال الإيراني مقابل تكريس رئاسة الحكومة للصحوات! وإذا كانت أقصى درجات تفاؤلنا قبل ترشيح الحريري لفرنجية لا تعدو عن إمكانية وصول رئيس تحت مسمّى الوسطية أو التوافقية والتي نفهمها على أنها رعاية للاحتلال لكن من شخصية لا تحمل بطاقة انتساب للفريق الإرهابي المحتل، فقد أقفلت هذه الخيانة الحريرية العظمى كل الأبواب على ذاك التفاؤل حتى بات النقاش السياسي اليوم منحصر بعنوان: إذا كانت الرئاسة الأولى لا بد ذاهبة لـ8 آذار فالجنرال عون أولى بها من سليمان فرنجية لكيت وكيت من الأسباب...!

الخيانة الحريرية العظمى التي هي عمليًا بمثابة انضمام تيار المستقبل لـ 8آذار والتي انفرط معها رسميًا عقد قوى 14آذار رغم كل المجاملات والتكاذب المتبادل بين أحزابها، لا شك ستطبع مجريات عام 2016 في لبناننا المحتل والتوّاق للتحرّر من مفسديه عملاء السعودية وإيران.

 

2015.. عام التغيير الديموغرافي في دمشق وريفها

معاوية حمود /المدن/ السبت 02/01/2016

لم تهدأ وتيرة المعارك، خلال العام 2015، على جبهات ريف دمشق؛ الغربية والشمالية والجنوبية. الحرب كانت إستنزافاً للمعارضة والنظام. ولم يستطع النظام إسترجاع أي منطقة عسكرياً، أو السيطرة على أي مدينة مركزية مهمة، أو نقاط استراتيجية، على الرغم من التدخل الروسي المباشر، بعد التدخل الإيراني وميليشياته الشيعيّة. وانقضى العام 2015، بعقد إتفاقات، من شأنها تغيير البنية الديموغرافية لدمشق وريفها القريب. وتم تنفيذ الخطوة الأكثر صعوبة وخطورة في مدينة الزبداني الإستراتيجية على طريق دمشق-بيروت، والتي غادرها جرحى ومدنيون برعاية "الصليب الأحمر" و"الأمم المتحدة"، باتجاه ريف إدلب.

الاتفاق الذي عقد في أيلول/سبتمبر، وبدأ تنفيذه في كانون الأول/ديسمبر، يقضي بإخلاء الزبداني من مقاتليها، والمدافعين عنها، وإخراجهم إلى إدلب، بعد حصار مميت وخانق استمر لعامين. الأمر الذي يستقيم مع رغبة النظام ومليشيا "حزب الله" اللبناني، في خلق بيئة غير سنيّة على طرفي الحدود السورية-اللبنانية، ما يسهل الهيمنة الإيرانية على المنطقة، ويخلق مستوطنات شيعية قد تمد "سوريا المفيدة" التي يريدها النظام بالحياة. وقبل نهاية العام 2015، أنهت قوات النظام إتفاق هدنة استمر لعامين مع مدينة معضمية الشام، وعاودت قصفها بجميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الغازات السامة، في محاولة لاقتحام المدينة. ما يؤكد أن بعض الهدن لم يكن سوى خطط عسكرية اضطر لها النظام مع الخسائر الكبيرة لقواته في المعارك، نتيجة لفتح مئات جبهات القتال في سوريا.

كما يتم الحديث عن إتفاق آخر، أنجز في كانون الأول/ديسمبر، في أحياء دمشق الجنوبية، بعدما أُعلن عن صفقة لإخراج مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من القدم ومخيم اليرموك، وتأمين وصولهم إلى مدينة الرقة، برعاية النظام وعبر مناطق خاضعة لسيطرته.

وفي تشرين الأول/نوفمبر، بدأت قوات النظام تنفيذ حصار على منطقة الهامة في الضواحي الشمالية لمدينة دمشق بالقرب من قدسيا. ونفذ الطحين من المدينة ومُنع دخول المحروقات ومستلزمات الحياة الضرورية، إلى المدينة التي يسكنها قرابة 35 ألف نسمة. ما حمل أهل الهامة على النزوح عنها، على الرغم من عدم وجود معارضة مسلحة فيها، ولا حتى حراك سلمي ضد النظام، بعدما اعتقل نشطاء المنطقة أو غادروا البلاد، مطلع العام 2012. في أيلول/سبتمبر قامت قوات النظام بإغلاق الطرق بين ضاحية الأسد ودمشق، بالقرب من مدينة حرستا. والضاحية التي تسكنها عائلات الضباط ومتطوعي "الدفاع الوطني"، تعتبر من أكبر تجمعات العلويين بالقرب من دمشق، مُنع المدنيون فيها من المغادرة بإتجاه العاصمة رغم إقتراب المعارك منهم، وإستهداف الضاحية بالقذائف الصاروخية من قبل قوات المعارضة السورية. المعارضة حاولت بقصفها للضاحية، إجبار النظام على وقف قصفه بلدات الغوطة الشرقية، ولم يستجب النظام لذلك، رغم الخسائر بين أهالي مقاتليه. وأثار ذلك تساؤلات، عن نوعية الحواضن الشعبية التي يكترث النظام لسلامتها، في ظل عقد إتفاقات ناجحة بوقف القصف المتبادل، شملت أحياءً يقطنها الشيعة، كما في السيدة زينب جنوبي دمشق.

وفي مطلع أيلول/سبتمبر، حصل إتفاق يقضي بإخراج مقاتلين من مدينة قدسيا شمال شرقي دمشق، إلى ريف إدلب، بعد حصار وتجويع قوات النظام للمدينة.

وفي أيلول/سبتمبر، بدأ النظام تنفيذ خطة لإخلاء السكان الأصليين الدمشقيين من منطقة بساتين المزة، وأجبارهم على هجر منازلهم، بحجة إعادة إعمار المنطقة حسب مخطط تنظيمي جديد. النظام أقدم على تلك الخطوة، خوفاً من العلاقة الوطيدة بين بساتين المزة في دمشق وغوطتها الغربية، ما قد يشكل حاضنة لأي قوة عسكرية للمعارضة قد تصل إلى المنطقة. النظام منح كل عائلة من المهجرين قسرياً من بساتين المزة، تعويضاً مالياً عن منازلهم، قدره 15 ألف ليرة سورية (50 دولار)، أي ما يعادل ثمن عشر ربطات خبز في الضواحي المحاصرة، التي لجأ إليها المهجّرون من البساتين.

في حزيران/يونيو قطعت المعارضة المسلحة بالقرب من منطقة عين الفيجة، في وادي بردى، المياه عن مدينة دمشق، لوقف إستخدام النظام البراميل ضد المدنيين في مناطقهم. الريف الغربي لدمشق، لم يشهد تحولاً عسكرياً مهماً، إبتداءً من جبل الشيخ على الحدود السورية-الإسرائيلة، وصولاً إلى مدينة معضمية الشام وداريا. وبقيت معارك الكرّ والفرّ على الجبهات، وتدمر ما تبقى من البنى التحتية من خلال تكثيف إستخدام قوات النظام للبراميل المتفجرة والصواريخ ذات الأثر التدميري الكبير.

ونالت داريا الحصة الأكبر من التدمير، عقاباً لها، بعد نجاح قوات المعارضة في إسترجاع القسم الشرقي للمدينة، في "عملية لهيب داريا" في آب/أغسطس. وفي ريف دمشق الشمالي الغربي، عاشت القلمون على جميع جبهاتها، معارك متعددة الأطراف والأهداف بين قوات المعارضة السورية و"الدولة الإسلامية" و"حزب الله" والنظام. ولم يخلُ يوم من تحليق الطيران الإسرائيلي، وإستهدافه لمناطق في القلمون؛ وأبرز الهجمات كانت في آب/أغسطس، على "الفوج 137" و"اللواء 68"، إضافة إلى تدمير مواقع في مطار دمشق الدولي، في تشرين الثاني/نوفمبر، وصولاً إلى إستهداف القيادي في "حزب الله" سمير القنطار، في جرمانا في كانون الأول/ديسمبر. واستمر حصار قوات النظام لمدينة التل -أهم مدن القلمون، وهي تستضيف أكثر من مليون ونصف نازح سوري- وإعتمدها النظام كورقة تفاوض مع المعارضة، عبر تهديد أمن وسلامة النازحين إليها بشكل دائم، وحصارهم وتجويعهم.

أكبر عملية هجرة، كانت تلك التي شهدتها العاصمة دمشق، حيث هرب معظم أبنائها الذكور من شبح التجنيد الإلزامي، وزجّ النظام بهم في جبهات قتال خاسرة. وسببت حملة الإعتقالات الشرسة في الأشهر الأخيرة من العام 2015، في خلو جامعة دمشق من طلابها الذكور، ووصف العاصمة السورية بـ"مدينة بلا شباب".

 

نمر النمر ضحية أخرى تضاف إلى قائمة من المضطهدين

 لبنان الجديد/03 كانون الثاني/16

فقيه درس بقم لعشر سنوات و من ثمة أقام بسوريا ثم عاد الى دولة السعودية. لرجل معترض، وهو محق، على الحكم الاستبدادي المذهبي شديد الرجعية والمناقض بالكلية لثقافة الحداثة وقيمها. لكن نمر النمر بدوره لا يطلب الحداثة و لا الديمقراطية، ولا يعتني بمفاهيم مماثلة ولا بتطبيقاتها لو هيّئت له شروط الحكم. وكل ذلك معقول بقياسات العقل و التاريخ. مر النمر الذي انتفضت له إيران ، ليس نمر النمر الذي نرفض قتله. إننا نرفض تقرير مصير إنسان لكونه مختلفا ومتناقضا معنا. يس ثمّة داع و لا موجب لقتل الإنسان المغاير. لسعودية ستعدم أشرف فياض في قادم المحطات، لكونه ملحدا وفق تصنيفها و ترتيبها.

وستعدم من ربتهم على كراهية الآخر فتحولوا قتلة بتخطيط منها، قبل ان تضحي بهم على مذبح رأس المال قربانا منها اليه و تعبدا وطلب غفران ورحمة. نمر النمر ضحية أخرى تضاف إلى قائمة من المضطهدين في عالم يرفض الاختلاف و يصنع له نهاية مبررة .

ويجدر بنا تذكير المتعاطفين مذهبيا وعقائديا مع نمر النمر أن الولي الفقيه في ايران يعدم سنويا عشرات الأكراد والمعارضين لمطالبتهم بدولة مستقلة ولشبهة الشيوعية فيهم. يها الشيعي الطيب، إن كان تعاطفك مع نمر النمر محض طائفي ، فأنت مذنب أيضا، وحاذر أن ينبت فيك مستبدّ فاسد مستعدّ للذّبح و التبرير.

السنة والشيعة خرافتان ومدخلان للتخريب. ننا نعيد مناقشة قضايا عالقة من ألف و اربع ماية سنة ويزيد، لنكفّ عن هذا الخرف و الغباء و لننطلق لبناء مستقبل مشترك و لنؤسس لثقافة حديثة وبناء دول حقيقية ولتنظيم جهدنا ذاتيا. التسنن و التشيع و الأخونة و السلفية كلها مباحث متخلفة عن العصر مأزومة ومهزومة، ونحن لا نسعى إلا لمزيد من شحن واقعنا المثقل هما بمزيد من الموت الزؤام . نتظم ذاتيا لنبني حاضرنا ومستقبلنا في سياق عالم يتقدم بالعلم والمنافسة والاختراعات المذهلة. الامام علي لم يجد طريقة لحل مشكلة السلطة مع معاوية ولا اعتقد اننا قادرون ان نجد حلولا لم يجدها علي، مع ذلك يمكن لحياتنا ان تستمر افضل . في السياسة والصراع بين ايران والسعودية كان لايران في القطيف معمم هامشي تابع لها ينحاز لولاية الفقيه، اتى اعدامه ليهب ايران هدية ما كانت بيدها، اصبح لها شهيد وقضية، بئس السياسات.

 

السعودية تنتهج سياسة صرف الأنظار

علي شريدي/لبنان الجديد/03 كانون الثاني/16

يبدو أن الطاقم الجديد الذي استولى على العرش الملكي في السعودية انتهج منذ وصوله إلى السلطة سياسة صرف الأنظار لتضليل الرأي العام في الداخل والخارج والتخفي على إخفاقاته في كسب الشرعية في الداخل وكسب الانتصارات في الخارج. لهذا يقع التدخل العسكري في اليمن وشنّ عاصفة الحزم وقمع المعارضة الشيعية في الداخل في اتجاه واحد وهو صرف الأنظار. وتحاول السعودية التعويض عن إخفاقاتها في سوريا عبر التدخل العسكري في اليمن وصرف الأنظار عن حقيقة إخفاقاتها هناك من خلال عرض العضلات في اليمن، بالرغم من أن الحوثيين لم يكونوا مصدر تهديد للملكة السعودية. ما إن قمع المعارضة في المناطق التي تشكل الشيعة غالبية سكانها في السعودية يهدف إلى صرف الأنظار عن المعارضة الليبرالية السنية التي هي مصدر التهديد الحقيقي للعائلة المالكة. فإن المطالبة بالديمقراطية والحرية في السعودية ليست حكراً على معارضين شيعة من أمثال نمر باقر النمر، بل إن هناك معارضة مدنية حقيقة عارمة من قبل عامة الشعب السعودي الذي يتطلع إلى الحرية والديمقراطية والقضاء على الاستبداد. من تحويل المطالبة بالديمقراطية والحرية من مطلب شعبي إلى مطلب شيعي شكّل محور السياسة الملكية لقمع الليبراليين السنة في السعودية، والهدف من هذه السياسة هو تشويه الليبراليين وإرباكهم وإظهارهم واعتبارهم في عداد الأقلية الشيعية المتمردة! هكذا تنجح الحكومة في توطيد دعائم الأمن القومي بتخويف الشعب من المعارضة الليبرالية التي صودرت تحت عنوان المعارضة الشيعية. ما تنجح في كم أفواه المعارضين داخل العائلة المالكة التي تعتبر بان الطاقم الجديد بادر بانقلاب عبر إقصاء ولي العهد السابق مقرن بن عبد العزيز وتعتبر الطاقم الجديد غير شرعي. ولم يكن شن حرب ضد اليمن إلا لخدمة هذا الهدف، فإن الأوضاع الحربية في جميع الدول تجمد الحريات والمطالبة بها. ن إعدام الشيخ نمر النمر يخدم الاسرة المالكة حيث إنه تعبير واضح عن القبضة الحديدية التي تستعرضها الحكومة السعودية تجاه المعارضة وتوسمها بالطائفية، بينما الحقيقة هي أن المعارضين السياسيين الشيعة في السعودية ليست لديهم مطالب طائفية ولا انفصالية بل إنهم يريدون نفس ما يريده ويطالب به الآخرون من الليبراليين السنة. إلى متى تستمر انتهاج تلك السياسة من قبل عائلة سلمان وهل من أفق واضح لهذه السياسة، لا يمكن التنبؤ بشيء في هذا المجال ولكن يجب على الشيعة في السعودية التجنب عن الشعارات الطائفية التي لن تتذرع بها الحكومة في قمع الليبراليين السنة وتكميم أفواههم وتعويض الشرعية المفقودة بقمع المعارضة المدنية السلمية تحت عناوين الطائفية.

 

عالم عربي ممزق في مواجهة عام جديد

داود البصري/السياسة/04 كانون الثاني/16

مع نهاية عام صعب اتسم بالدموية المفرطة وبفظائع إنسانية مرعبة، وبكوارث رهيبة عانت منها الشعوب العربية، يحل عام ميلادي جديد والأمة العربية في أسوأ أوضاعها قاطبة منذ عصر التحرر الوطني في خمسينات القرن الماضي، أيام كان الطموح والأمل بأمة عربية متجددة وناهضة سيد الموقف، وحين كانت شعارات التطور والعصرنة ودخول العصر الجديد هي السائدة، أما اليوم فالعالم العربي يعيش متغيرات وأزمات صعبة، وتحديات مصيرية أدت للحالة العربية الراهنة، وأنتجت كما هائلا من المتغيرات السلبية التي تركت ندوبا واضحة وغائرة في جسد الأمة العربية المثخن بالجراح من تداعيات وتراكمات حروب ومشكلات تفاعلت خلال عقود الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم بعد أن دخلت الأمة العربية عصر التراجع والإنهيار بسبب قوة ضغط الأنظمة الفاشية التي تحاول معاكسة مجرى التاريخ، ورياح التغيير العاصفة التي إكتسحت العديد من المواقع وأزاحت الكثير من الأوهام! اليوم يقف العالم العربي عاريا في مواجهة أعتى أزمة من عواصف الفاشية الرثة التي تحاول الوقوف بوجه ثورات الشعوب الحرة، فمنذ خمسة أعوام كاملات والنزيف السوري المدمر قد كسح بالكامل ذلك البلد العربي الستراتيجي بعد أن تكالبت كل ضباع الأرض وأنظمة الموت والدمار والفاشية لقمع إرادة الحرية فيه، وقتل البسمة في عيون أطفاله، وإشاعة الدمار في ربوعه الجميلة، لقد كان الدخول الإرهابي العدواني الروسي على خط الأزمة وفي مواجهة ثورة الشعب السوري المتصاعدة حدثا محوريا طبع مسيرة الربع الأخير من العام المنصرم بعد أن كاد النظام السوري أن ينهار تحت قوة ضربات قوى الشعب الحرة، فجاء الروس بعدتهم وعديدهم وسلاحهم الستراتيجي ليمنعوا أو يؤخروا لحين الحتمية التاريخية المتعلقة بنهاية الطغاة والمجرمين، لتظل مسيرة وإرادة الثوار السوريين متصاعدة لا تهاب الموت ولا تعرف الإنكسار، وتعمل من أجل الإنتصارالناجز والتام الذي سيتحقق في نهاية المطاف مهما بلغت التحديات، فإنكسار إرادة الأحرار أمر غير وارد في سجل الصراع الشرس والمستمر!، أما في العراق وحيث الكوارث والمحن وصور السحل والموت تاريخ حافل وسجلات موثقة ومتجددة، يستمر مسلسل التدهور في السلم الأهلي، وتستمر الحروب الطائفية المتنقلة، وتصنع الحواجز بين أبناء الشعب الواحد الذي مزقته حروب عبثية جعلت من مدنه التي كانت عامرة يوما ما مجالا حيويا وخصبا لكل صور الموت والعدمية والدمار، العراق اليوم يعيش على إرهاصات سيناريوهات متباينة ومختلفة تصب جميعها للأسف في مجرى مشاريع تقسيمية خطيرة تتجاوز الحدود العراقية بكثير لتشمل متغيرات بنيوية كبرى في خارطة الشرق القديم بأسره. العالم العربي أمام مستحقات الربع الأول من القرن الحادي والعشرين يقف اليوم للأسف عاريا في مواجهة رياح الشر العاصفة التي جلبت الحروب والدمار والإنكماش، فالشعب اليمني في جنوب الجزيرة العربية يعيش أبشع صور ومعالم الإنقسام بعد أن تحولت وحدته الوطنية الجامعة المانعة لمحطة حروب مستمرة، ولا زالت آلة الحرب تضيف للمشهد اليمني المؤلم صورا مضافة للبؤس والمعاناة والإستنزاف المهلك في مسيرة حرب مستمرة تلتهم الأرواح والنفوس وكل فرص التقدم والتغيير نحو الأفضل، شعب مصر يعاني من نتائج أوضاع صعبة نتيجة للظروف التي مرت بالبلد منذ العام 2011، ومن تدهور الوضع الأمني في سيناء وانعكاسات الصراعات الدولية والإقليمية على الأوضاع العامة، يحل العام 2016 والعالم العربي ما زال يراكم أزماته ويدور في حلقاتها المفرغة، فيما العالم يخطو الخطى نحو عصر جديد ومختلف، وحالة التمزق التي تعيشها الأمة العربية ينبغي أن تصل لنهايتها عبر استرداد الشعوب المظلومة لحقوقها، وتعديل الأوضاع المعوجة، وهو ما سيتحقق بكل تأكيد، ففي نهاية المطاف لايصح إلا الصحيح، ومن عتمة الظلام الدامس سينبثق فجر الحرية، وتشرق شمس الحقيقة!، نتمنى عاما جميلا ومختلفا ينتصر فيه المظلومون ويركع الطغاة ليرحلون لمستقرهم حيث مزبلة التاريخ!.الحرية لن تهزم ، و الأحرار سيكتبون التاريخ من جديد.

 

نمر النمر نسخة شيعية من بن لادن

داود الشريان/الحياة/04 كانون الثاني/16

تنفيذ حكم القصاص بنمر النمر أحدث ضجة في الإعلام الإيراني، والموالي لطهران في الدول العربية. صار تنفيذ الحكم بإرهابي مثل النمر اغتيالًا سياسياً، هكذا. وعلى رغم ان عدد الإرهابيين الذين أعدموا بلغ 47 شخصاً، إلا أن الحديث في الإعلام الإيراني انصب على النمر وثلاثة آخرين من منطقة القطيف، وجرى تفسير الحكم على النمر قصاصاً بأنه جزء من الصراع الإقليمي، بين السعودية وإيران، كأن الشخصيات والصحف التي تبنت هذا الرأي تؤكد أن نمر النمر رجل إيران في السعودية. وزاد من تأكيد هذه الصورة ان المتباكين على إعدام نمر النمر ليسوا سعوديين، وفي أسف أقول: معظمهم شيعة وموالون لإيران. والتصريحات الإيرانية التي صدرت بعد تنفيذ حكم القصاص بنمر النمر لم تكن تتحدث عن مواطن سعودي، بل عن مرجع إيراني، وهي وصلت الى حد «التهديد» بأن الرياض «ستدفع ثمناً باهظاً لهذه السياسات»، وأن إعدام شخصية مثل النمر يعد تعدياً على إيران. كيف يكون الحكم على مواطن في بلده تعدياً على بلد آخر؟! تهمة النمر ليست مجرد احتجاجات ودعوة إصلاحية. السعودية لم تصدر يوماً حكماً بالقتل، على مدى تاريخها، على إنسان لديه دعوة للإصلاح، حتى لو كان يستفزها أو يخالف منهجها. الرجل لم يكن داعية للإصلاح بل للانفصال، وهو حمل السلاح في مواجهة الدولة، وخرج على النظام العام، وقُبض عليه وهو يخوض معركة شرسة مع رجال الأمن، فضلاً عن أن نمر النمر يغلف دوره بإطلاق شعارات «متسامحة»، لكنه يمارس عكسها، وخطابه اتصف بالنزق والتوتر، وكان يروج لمطالب مذهبية كريهة وانفصالية، ويتحدث بصفته شيعياً وليس مواطناً سعودياً، ويسعى الى خلق دولة داخل الدولة، ويحرّض على الفوضى في بلاده بدعم من طهران. نمر النمر كان جزءاً من مشروع إيران في المنطقة، يحرّض على العنف، واستخدم السلاح، فضلاً عن انه سهل الحصول عليه، وهو لا يختلف عن بقية الذين صدر الحكم في حقهم، باستثناء أنه رجل إيران.

القول إن إعدام النمر إعدام للعقل والاعتدال والحوار والرأي الآخر، دعاية سياسية فجة. النمر مارس العنف في كل أشكاله وحرّض عليه، والحكومة السعودية تعاملت مع النمر بصبر أيوب. صبرت على تطرفه ونزقه وعنفه على مدى عشر سنوات او أكثر، وحاولت مراراً تجنب الاصطدام معه، على رغم أن مشروعه لا يختلف عن مشروع أسامة بن لادن، والحكم الذي صدر في حقه مرّ بجميع درجات التقاضي، وصدر عن أكثر من عشرة قضاة مشهود لهم بالخبرة والحكمة، فضلاً عن ان النمر يفتقد الحد الأدنى من المشاعر الإنسانية، وهو شمت بوفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، واعتلى المنبر في يوم الوفاة وحرّض الناس على العصيان، أي داعية للإصلاح هذا؟ الحكم على عميل إيران نمر النمر كشف، على نحو لا يقبل الجدل، أن النظام في العراق يمارس دوراً طائفياً كريهاً ويحرّض الشعوب على الحشد المذهبي، والأسوأ انه لا يملك الحد الأدنى من سيادته. تلقى تعليمات من طهران بالتنديد بالحكم على نمر النمر، وربما تلقى صيغة التنديد، لكنه زاود على كل المراجع الإيرانية، وتجاوز الأصول والأعراف الديبلوماسية، وصار إيرانياً أكثر من الإيرانيين. وصدرت عن السياسيين العراقيين تصريحات بمثابة إعلان حرب على السعوديين. اليوم تقف بغداد عاصمة الحضارة العربية مع طهران، على نحو يعدّ سابقة في امتهان السيادة والخيبة السياسية. تباً للمذهبية التي تحرك ساسة العراق.

رسالة الى سلمان العودة:

كتب سلمان العودة على موقعه في «تويتر» تغريدة عن «أمن الوطن» تقول: «ليحذر شباب هذا البلد الطيب من مسالك الغلو والتطرف التي تؤدي بهم إلى سوء المصير، ولتحرص الأسر على حماية أبنائها من هذه المهالك». أقول للشيخ سلمان العودة، ابسط يدك كي أصافحها.

 

تركيا تستسلم بعد خسارتها «درة التاج العثماني»؟

جورج سمعان/الحياة/04 كانون الثاني/16

خطا الرئيس رجب طيب أردوغان خطوات لافتة في الأيام الأخيرة لعله يعوض ما أصاب خططه الاستراتيجية، خصوصاً سياسته في سورية. عزز وجود قواته في شمال العراق. وقرر إنشاء قاعدة عسكرية في قطر. وأقام مع المملكة العربية السعودية «مجلس تعاون استراتيجي»، بعدما رحّب بقيام التحالف الإسلامي العسكري. وعاود البحث مع إسرائيل لعله يستعيد ما كان من حرارة في العلاقات معها. وطرق أبواب أوروبا مجدداً عبر موجات اللاجئين. هذا الانتقال من موقع إلى آخر فرضه المشهد الجديد في الإقليم وتداعيات الأزمة السورية. شركاء تركيا في حلف الـ «ناتو»، والولايات المتحدة، تحديداً لا يلتقون وسياستها من سنوات. لذلك، لم يجاروها في الدعوة إلى إقامة منطقة آمنة شمال سورية تمكّنها من ممارسة نفوذ أقوى على دمشق. ولم يستجيبوا دعوتها إلى اعتبار «وحدات حماية الشعب» الكردية قوات إرهابية. لأنهم ببساطة لا يرغبون في الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع نظام الرئيس بشار الأسد وقواته. وهم يحتاجون إلى قوة كردية منظمة في الحرب على «داعش»، فضلاً عن اعتبارات أخرى. وحتى عندما لجأت إليهم بعد إسقاط قواتها طائرة «سوخوي» روسية، لم يظهروا حماسة كبيرة. لا يرغبون في مزيد من التوتر مع موسكو. اكتفوا بإعلان تضامنهم، بل أبدوا حرصاً على التقارب مع الرئيس فلاديمير بوتين، إثر العمليات الإرهابية في باريس وإسقاط الطائرة السياحية الروسية فوق سيناء. غلّب شركاء أردوغان مصالحهم أولاً وأخيراً. كما فعل هو تماماً عندما تردد أو أحجم عن المشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وقبل ذلك عندما تهرب من التزام العقوبات التي فرضها الأميركيون والأوروبيون على موسكو رداً على ضمها شبه جزيرة القرم وتدخلها في أوكرانيا. وعندما خرق مراراً العقوبات والحصار الاقتصادي الذي فرض على إيران قبل التوصل إلى اتفاق على تسوية برنامجها النووي. كان هاجسه مواصلة نهج حزبه في الانفتاح شرقاً، على رغم أن انفجار الأزمة في سورية أقفل بوجهه الباب نحو العالم العربي. مثلما عكّرت مواقفه من العواصف التي هبت على عدد من الدول العربية، علاقاته مع كثير من هذه الدول. لذا، لم يكن حظ «الربيع التركي» في الإقليم أفضل حالاً من مآلات «الربيع العربي» الذي ساهم في تقويض استراتيجية «حزب العدالة والتنمية» ورهانه على الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها «الإخوان المسلمون»، لئلا نشير إلى التحديات الداخلية التي يواجهها الحزب في الداخل التركي، وأخطرها عودة الحرب مع حزب العمال الكردي بعد هدنة واعدة لم تعمر طويلاً.

حققت تركيا الكثير في السنوات السمان، قبل التحولات التي شهدها الإقليم في السنوات الخمس الماضية. وهي تسعى اليوم إلى الحد من خسائرها في السنوات العجاف. وتحاول إرساء استراتيجية جديدة فرضتها هذه التحولات. وعلى رأسها انهيار النظام الإقليمي بفعل انهيار عدد من الأنظمة العربية. وهو ما ألحق ضرراً واسعاً بعلاقات أنقرة مع معظم العواصم العربية، نظراً إلى وقوفها مع قوى الإسلام السياسي، خصوصاً في مصر. ومن التحولات أيضاً تعزيز إيران مواقعها في المنطقة، ثم تحولها شريكاً لا يمكن تجاهله بعد طي صفحة برنامجها النووي وسنوات من التوتر والتهديدات المتبادلة مع الغرب. وكذلك «هجوم» روسيا على الشرق العربي من البوابة السورية التي كانت أنقرة توسلتها مدخلاً إلى هذا الشرق قبل اندلاع أزماته. ثم قيام «دولة الخلافة» التي أسقطت حدود «سايكس - بيكو» واحتلالها البند الأول في الأجندة الدولية بعد تجاوز إرهابها ما كان لتنظيم «القاعدة» قبل سنوات... وقبل هذا وذاك الانكفاء الأميركي والتنافس على ملء الفراغ الذي سيخلفه. وعودة الحرارة إلى علاقات موسكو بالقاهرة وبدول خليجية وعربية أخرى.

قبل سنوات، كان الحديث عن نجاح حزب الرئيس أردوغان في تحقيق اختراق واسع على الجبهة الشرقية بعيداً من أوروبا. قدمت تركيا نفسها جسر عبور بين الشرق والغرب. سعت إلى أداء دور في الجهود الدولية لتسوية الملف النووي الإيراني، والقضية الفلسطينية، والمفاوضات بين سورية وإسرائيل. وتقدمت في مناطق القوقاز والبلقان على وقع انهيار الاتحاد السوفياتي. وفتحت لها علاقاتها مع دمشق الأبواب واسعة للعودة إلى بلاد الشام وصولاً إلى دول الخليج التي رأت إليها قوة يمكن الاستناد إليها في الصراع مع الجمهورية الإسلامية. وسعت تركيا أيضاً إلى طرح نفسها مركز مرور لصادرات الغاز من إيران وآسيا الوسطى إلى أوروبا. لذلك، حذرت من استخدام القوة ضد إيران، على رغم معارضتها سعي الأخيرة إلى التحول قوة نووية. ووقفت بشدة في وجه تل أبيب وعدوانها وحصارها على قطاع غزة. ووسعت شراكتها التجارية مع روسيا... والحديث طويل عن «العصر الذهبي» لسياسة «صفر مشاكل» التي وفرت لأنقرة حضوراً على امتداد خريطة واسعة من كوسوفو إلى العراق وأفغانستان، ومن الهلال الخصيب إلى اليمن والصومال والشمال الأفريقي حيث كانت نجم القمة العربية الأخيرة التي استضافها معمر القذافي في سرت قبل إطاحته.

لم تعد تركيا اليوم وحدها في المنطقة. الدب الروسي ندّ لا يستهان به وغريم تاريخي. غضت الطرف عن ضمه القرم الذي شنت السلطنة العثمانية حروباً للسيطرة عليه جسراً إلى دول البلقان وأوروبا والسيطرة على مضائق البحور الداخلية وخلجانها. لكن تدخله في سورية نزع منها كثيراً من المفاتيح. يكفي أنه يعزز بقاء الرئيس الأسد الذي طالما نادت ولا تزال بوجوب تنحيه. ولا شك في أن إسقاط طائرة «السوخوي» قدم إلى الرئيس بوتين فرصة ثمينة ليحاصر دورها وحضورها في بلاد الشام، بل ذهب بعيداً في محاصرتها ليس من الجنوب فحسب، بل من الشرق حيث عزز وجوده في أرمينيا وبحر قزوين. وأدت العقوبات الاقتصادية التي اتخذها الكرملين إلى خسارة أنقرة أهم شريك تجاري. ووجد الرئيس أردوغان بين ليلة وضحاها أنه لم يعد ينافس إيران وحدها في بلاد الشام، بل بات في صراع محموم مع روسيا أيضاً. لذلك، لم يكن أمامه بعد إقفال حدود سورية بوجهه سوى التقدم نحو العراق. لم يعر الأعراف الدولية وأدواتها أي اعتبار، كما كان يفعل في السنوات السمان. شعر بأن خصومه يتقدمون عليه ميدانياً من دون أي اهتمام بهذه الأعراف والأدوات. هكذا، فعلت إيران طوال عقود ثلاثة، خصوصاً عندما اشتد الحصار الدولي عليها في العقد الأخير. توسلت لتوكيد حضورها على مسرح الأحداث ومواجهة عزلتها، التحالف المذهبي والأيديولوجي مع قوى وجماعات، من أفغانستان إلى شاطئ المتوسط، مروراً بالعراق وسورية ولبنان، وحتى قطاع غزة واليمن. ورفعت شعار الدفاع عن الشيعة أين ما كانوا خارج حدودها. تماماً كما فعل ويفعل الرئيس بوتين لتبرير تدخله في أوكرانيا، وقبلها في أوسيتيا وأبخازيا، تارة لحماية الأمن القومي لبلاده وتارة لحماية مواطنين روس هنا وهناك!

صبرت تركيا طويلاً على ما عدّته مبالغة إيران في التمدد نحو المنطقة العربية. صبرت للحفاظ على مصالحها الاقتصادية مع الجمهورية الإسلامية. ونبهت غريمتها إلى التخلي عن العنصر المذهبي رافعة اساسية في ساحة السباق على الإقليم. وبعد إقفال روسيا الحدود السورية الشمالية، لم يكن أمام الرئيس أردوغان سوى التوجه نحو العراق، متوسلاً الرافعة السنّية والعلاقة المتينة مع رئيس كردستان. فهو لن يقبل بأي حال بأن تكون بلاده بمعزل عما يرسم للهلال الخصيب. وإذا كانت الولايات المتحدة، لم تقف الموقف المطلوب لمواجهة الطموحات الإيرانية في الإقليم كله، وتركت لموسكو «حرية التصرف» في سورية كما يحلو لها، فإن أنقرة لا يمكن أن تقبل بإقفال العالم العربي في وجهها. لا يمكن أن تسكت على تمدد قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعدها من أذرع حزب العمال الكردستاني. لا يمكنها أن تقدم أي خطر، سواء جاء من «داعش» أو غيره، على الخطر الكردي.

في حمأة الصراع على التركة العربية، لا تجد تركيا في مواجهة روسيا وإيران، بديلاً من انضمامها إلى التحالف العسكري الإسلامي. وإقامة قاعدة عسكرية «متقدمة» في قطر على تخوم الخليج بعد حضورها في كردستان. وقيام مجلس تنسيق استراتيجي مع السعودية. وإضافة إلى ما يمكن أن تستثمر بفضل علاقاتها مع فصائل إسلامية وجماعات «الإخوان» في المشرق كله، لا يمكن تجاهل علاقاتها التاريخية والإتنية بكثير من بلدان آسيا الوسطى التي تعول عليها أيضاً كل من طهران وموسكو. يبدو من الصعب تصور أنقرة وقد استسلمت أو انسحبت من حلبة التنافس. يبقى السؤال هل تمكّنها شبكة علاقاتها الجديدة من استعادة دورها في سورية، «درة التاج العثماني» كما كان السلاطين يسمونها؟ لا شك في أن ثمة بوابات أخرى غير حلب وإدلب، وطرقاً كثيرة تؤدي إلى بلاد الشام!

 

أحياناً... أدوات الصراع مع إيران

 عبدالعزيز السويد/الحياة/04 كانون الثاني/16

دفع الغرب بسياساته وتدخلاته في المنطقة العربية أطماع إيران للحضور بقوة، وهو، ممثلاً بالولايات المتحدة، قدم العراق باكورة رعاية للحلم الفارسي في الهيمنة على العالم العربي. والذي تابع الموقف الغربي المتشدد من الملف النووي الإيراني في بداياته كان يرى وضوح الهدف من تضخيم دور إيران في المنطقة. وبعد التهديدات الأميركية بشعارات «محور الشر» تم التوقيع على اتفاق كان بداية انطلاق مشروع الحلم الفارسي للعلن. والغرب لا يعنيه ما يحدث للمنطقة من خراب وحريق. لا تعنيه الحروب ولا الضحايا والمهجرين إلا في ما يعود عليه بالنفع اقتصادياً وسياسياً، فهو الأعلى من بين الدول بيعاً للأسلحة في المنطقة، وهي في هذا الوقت الصناعة الأكثر رواجاً واستهلاكاً، لذلك هو يغذيها بقوته الإعلامية وأحياناً الديبلوماسية. في مقابل هذا التوظيف الغربي للصراعات يبرز سياسة إيران الهوجاء. الاعتقاد في طهران أن اللحظة التاريخية المناسبة لتحقيق الحلم الفارسي حانت مع تصدع النظام العربي القديم. وتمتاز إيران عن إسرائيل في استغلال الطائفية كحصان طروادة. عاشت السياسة الإيرانية عقوداً من الاستغلال لقضية فلسطين بهدف السيطرة وإدارة عواطف الجماهير واستلاب العقول العربية، وحققت مكاسب من ذلك من دون شك، في وقت كان العرب فيه يعرضون اتفاقات على الدولة اليهودية برعاية الأميركي من دون تجاوب. وطهران الآن تعيش وهم القوة مستندة إلى رضا أميركي توج بتمكين طهران من السيطرة على العراق ودعم روسي في سورية. هذا الوهم الفارسي هو رأس المال للمشروع الغربي الصهيوني في العالم العربي ويتم استثماره واستخدامه وتغذيته. هذه المعطيات تؤكد أن الصراع مع إيران سيطول، وأن أدواته ليست عسكرية وسياسية فقط بل تشاركهما في الأهمية الأدوات الثقافية والإعلامية. وليس سراً أن الأدوات العربية - الخليجية ضعيفة مع اختراق ممنهج إما طائفي أو من تجار الصراعات السياسية لكثير من وسائل الإعلام العربية الأخرى. إننا في حاجة إلى اليقظة والوقوف أمام هذا التحدي الكبير مع صراع سيطول. هل لدينا استراتيجية وخطط عمل للمواجهة؟ الإجابة واضحة، بأنه لا يوجد، وما يتم ليس إلا اجتهادات. إذا لم تكن لديك القوة الثقافية والإعلامية المحترفة واضحة الأهداف ستكون عرضة لتشويه الصورة إقليمياً ودولياً، ولا يمكنك التصحيح في الوقت المناسب، كما تكون عرضة للابتزاز من الإعلام السياسي ممن يوصفون بالأشقاء وأحياناً بالأصدقاء.

 

ملامح سنة أصعب

غسان شربل/الحياة/04 كانون الثاني/16

شهدت الأسابيع الأخيرة من العام الماضي سلسلة لقاءات وتحركات لتغليب خيار التفاوض على خيار التقاتل في الحرائق المفتوحة في المنطقة. في هذا السياق يمكن إدراج اللقاءات التي عقدت بشأن الحرب في سورية والحرب في اليمن والوضع البالغ الخطورة في ليبيا.

وأدى بروز إجماع إقليمي ودولي على ضرورة إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» إلى ظهور رهان على أن تكون السنة الجديدة أفضل من السابقة بمعنى أن تشهد انحسار هذا التنظيم الإرهابي وحرمانه من القدرة على تهديد دول وخرائط. وثمة من ذهب أبعد وراهن على أن روسيا التي تدخلت عسكرياً في سورية في العام الماضي ستكون بأمس الحاجة إلى صناعة السلام في سورية في السنة الجديدة تفادياً للغرق في وحول نزاع باهظ التكاليف على كل المستويات. وأن حاجة روسيا إلى هذا السلام ستدفعها إلى التدخل لدى إيران لتسهيل إنهاء الحرب في اليمن والانخراط في الجهد الدولي لمنع النار الليبية من التمدد في أكثر من اتجاه.

في الأيام الأولى من السنة الحالية لا تبدو هذه الأمنيات قابلة للتحقيق والأسباب كثيرة.

عشية بدء السنة الجديدة أقر الرئيس فلاديمير بوتين الوثيقة العسكرية الجديدة التي حملت بعض التعديلات على ما تبلور في مطابخ الجيش الروسي في السنوات الأخيرة. وإذا كانت الوثيقة اعتبرت الإرهاب البند الأول في لائحة الأخطار فإنها تضمنت أيضاً إشارة إلى أن أدوار حلف الناتو وتحركاته وتمدده تحمل تهديداً محتملاً للأمن القومي الروسي. وإذا أخذنا في الاعتبار السلوك الميداني للجيش الروسي في سورية ومحاولته فرض وقائع جديدة على الأرض تغير ملامح الحل المطروح للأزمة يصعب توقع تعاون أميركي - روسي حقيقي وفاعل على مستوى المنطقة لإخماد حرائقها.

لسنا في الطريق إلى قرار أميركي - روسي باستدعاء أهل الشرق الأوسط إلى طاولة المفاوضات. أغلب الظن أن روسيا ستحاول تحقيق المزيد مستفيدة من النهج الانسحابي لإدارة باراك أوباما وبانتظار أن تنتهي السنة باتضاح اسم الساكن الجديد في البيت الأبيض.

القرار الدولي الحازم مستبعد والقرار الإقليمي غير موجود أصلاً. بدايات السنة توحي أننا نتجه إلى وضع إقليمي أكثر تعقيداً. هذا ما كشفته الأزمة الحادة بين إيران والسعودية وما تخللها من تصريحات عنيفة واعتداءات استهدفت السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران إثر تنفيذ الأحكام بـ47 مداناً في المملكة.

لا شك أن ظهور تنظيم «داعش» وتمدده على مساحات واسعة من العراق وسورية شكل تطوراً خطراً ومقلقاً. لكن لا بد من الالتفات إلى أن مشكلة المنطقة لا تختصر بظهور «داعش» وممارساته الإرهابية. عمق ظهور التنظيم حالة الانهيار في المنطقة وضاعف الأخطار لكن الانهيار كان بدأ عملياً قبل إطلالته. صحيح أن «داعش» حول الإرهاب معضلة إقليمية ودولية وتصدر لائحة الأخطار لكن الصحيح أيضاً هو أن المنطقة مصابة أصلاً بمرض نقص مناعة مجتمعاتها ودولها خصوصاً بعدما أدت سنوات من الثورات والاضطراب والحروب بالواسطة إلى اقتلاع ركائز الاستقرار.

الخلاف السعودي - الإيراني ليس جديداً. دخل مرحلة جديدة حين عاودت إيران سياسة تصدير الثورة إثر سقوط نظام صدام حسين. ضاعفه الحديث عن «هلال» يضم بغداد ودمشق وبيروت. زاده حدة النزاع المدمر في سورية. ألهبته المغامرة الحوثية في اليمن. شعرت السعودية بمحاولة للتطويق عبر البحرين والعراق واليمن. ورفضت على نحو قاطع التسليم بأن إيران صارت مرجعية دينية وسياسية للشيعة العرب معتبرة أن من شأن ذلك تمزيق الخرائط وطي صفحة ترميم الاستقرار وفتح الباب لحروب لا تنتهي.

ينذر أي تصاعد للأزمة الجديدة بين السعودية وإيران باستقطاب حاد في العالم العربي والإسلامي. كما ينذر بتعميق خيار المواجهة في الأزمات التي كان يؤمل أن تسلك طريق المفاوضات. كانت السنة الماضية صعبة للغاية. بدايات الحالية توحي بأننا نتجه إلى ما هو أصعب.

 

نص خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله: آل سعود يريدون فتنة سنية شيعية ولكن على أناسنا أن ينتبهوا ولا يحولوا هذا الموضوع إلى موضوع مذهبي

الأحد 03 كانون الثاني 2016

وطنية - جدد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في كلمة ألقاها عبر الشاشة، في الحفل التأبيني للعالم الشيخ محمد خاتون، التعبير عن مشاعر المواساة والعزاء لعائلة الشيخ الراحل ولأقاربه ومحبيه.

كما توجه إلى "عائلة العلامة المجاهد الشهيد الشيخ نمر باقر النمر وإلى أهله الكرام، وإلى أهلنا في القطيف وفي الأحساء وفي المنطقة الشرقية، وإلى المسلمين في كل العالم، وإلى مراجعنا الكبار، إلى العلماء المسلمين، إلى الحوزات العلمية، إلى كل مطالب بالحق والحقيقة والحقوق، أعزيهم بالشهادة المظلومة لهذا العالم الجليل والشجاع، وأبارك لهم أيضا هذه الشهادة التي هي إرث الأنبياء والأوصياء ومدرسة كربلاء التي ينتمي إليها الشهيد الشيخ النمر على كل حال لنا عود إلى هذا الموضوع إن شاء الله في سياق الكلمة".

ثم عاد للحديث عن معرفته بالشيخ خاتون، مشيرا إلى انها تعود إلى بدايات 1977، طلابا في حوزة النجف الأشرف مع "مجموعة من الإخوة"، حيث "من الله سبحانه وتعالى علينا بأن ألقى بنا بين يدي وفي رعاية إنسان مؤمن ومخلص وتقي ومجاهد وأب ومعلم وأستاذ ومرشد هو سيدنا وأستاذنا وسيد شهداء مقاومتنا وأميننا العام الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه". ولفت إلى أن عددا من أفراد هذه المجموعة قضوا، ذاكرا منهم: الشهيد السيد عباس الموسوي، الشهيد الشيخ علي كريم من خربة سلم، المرحوم الشيخ علي خاتون الذي قضى في طائرة كوتونو، الشيخ أيمن همدر "ولا زال البقية من هذه المجموعة ينتظرون وما بدلوا تبديلا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتهم جميعا على هذا الطريق".

وذكر انه مع الشيخ محمد خاتون "كنا زملاء الدراسة ولكن كنا إخوة وأصدقاء، يعني لم نكن طلابا فقط، نأخذ الدروس ونذهب، (بل) كنا نعيش سويا في النجف الأشرف، وبعد ذلك عندما رجعنا إلى لبنان، نعيش سويا في الليل، في النهار، في الذهاب، في الإياب، في الجوع، في الشبع، في العطش، في الأمن، في الخوف، بالأمل، بالآمال، بالآلام، بالتطلعات، مجموعة أشخاص تجمعهم روح واحدة وثقافة واحدة ونفس واحد، هو في الحقيقة روح وثقافة ونفس السيد عباس رضوان الله عليه، وأكملنا رفاق الطريق إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى".

ووصف الشيخ الراحل خاتون بأنه "كان مثال طالب العلم الجاد والمحصل والمسؤول والمتدين والتقي، في صفات المتقين في خطبة المتقين الإمام علي يقول "حريز دينه"، الشيخ محمد كان من المتقين الذين كانت تنطبق عليهم كل الصفات الواردة في الخطبة، ومنها حريز دينه، كان حريصا جدا على أن لا يتبع هواه وعلى أن لا يعصي مولاه. ولذلك كان الحلال والحرام حاضرا عنده بكل قوة".

أضاف: "في عام 1978 حصل في النجف الأشرف أنه قام نظام صدام حسين بحملة واسعة على الطلاب اللبنانيين، على العلماء اللبنانيين، واعتقل جماعة كبيرة منهم، بعضهم اعتقل وبعضهم تمكن من الخروج بدون اعتقال. سماحة الشيخ خاتون، كان من الجماعة التي اعتقلت وسجنت وعذبت في سجون صدام حسين. طبعا التهمة التي وجهت إلى الطلاب اللبنانيين، والشيخ خاتون منهم، الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية، ولم يكن أي واحد منهم منتم إلى حزب الدعوة الإسلامية، يعني لم يكن حزب الدعوة قد دخل على اللبنانيين بعد، أو الذين اعتقلوا من هؤلاء اللبنايين، والتهمة الأخرى كانت المخابرات السورية، وهذه قصة قديمة وليست جديدة، وفي ذلك الوقت لم تكن الثورة الإسلامية في إيران قد انتصرت، وإلا لقيل مخابرات إيرانية وجالية إيرانية وجماعة إيران وعملاء إيران، كما ينسج من اتهامات واهية اليوم لأي عالم دين، لأي مجاهد، لأي طالب علم، في أي مكان في العالم العربي والاسلامي".

وتابع: "في كل الأحوال أطلق سراح سماحة الشيخ خاتون، والآخرين الذين اعتقلوا. التقت المجموعة مجددا عند السيد عباس في بعلبك، وتأسست الحوزة الدينية في مدينة بعلبك برعاية وإدارة السيد عباس وسميت مدرسة الامام المنتظر، عجل الله تعالى فرجه الشريف، الدينية، التي ما زالت قائمة وعامرة إلى اليوم، ولهذه المدرسة علي وعلى الشيخ محمد وعلى الكثير من إخواني فضل كبير لا ينسى. كان الشيخ خاتون في حلقتها الأولى واستمر فيها طالبا واستاذا ومبلغا في بلدات البقاع".

واستطرد: "عام 1982 عندما حصل الاجتياح الاسرائيلي، وكانت بدايات تشكل المقاومة الاسلامية وحزب الله، كان الشيخ خاتون من أوائل العلماء الذين التحقوا بمعسكرات التدريب، مثل ما رأيتم في الفيلم الوثائقي (الذي عرض في الاحتفال قبل كلمة نصرالله)، مثل الشهيد السيد عباس وآخرين، نزعوا اللباس الديني، ووضعوه على جنب، واحتفظوا بالعمائم لرمزيتها ولبسوا الثياب العسكرية، لأننا دخلنا في مرحلة جديدة هي مرحلة المقاومة المسلحة، هي مرحلة القتال، لما ذهب الشيخ خاتون وإخوانه إلى الدورة العسكرية، إخوانه من العلماء ليكونوا مقاتلين عسكريين مقاتلين في صفوف المقاومة، وكان دائما مستعدا للالتحاق في ميادين القتال.

بطبيعة الحال تشكيل المقاومة، تشكيل حزب الله، منذ البدايات، كان بحاجة إلى الكادر الذي يتحمل مسؤوليات مثلا في ساحات متعددة. واحدة من هذه كانت الأهم فيها هي العلم العسكري، ولكن لتنمو وتكتمل وتتواصل المقاومة وتحقق أهدافها كانت بحاجة إلى من يحمل المسؤولية في البعد التعبوي، البعد التبليغي، البعد التثقيفي، في البعد التحريضي، تحريضي على مستوى الجهاد، في زمن كانت تسود فيه ثقافة الهزيمة والاستسلام واحتقار النفس والإيمان بالعجز والضعف والشك في القدرة على مواجهة الاجتياح والاحتلال، فضلا عن القدرة في تحريض الأرض".

ولفت إلى أن هذا كان في البداية "عملا شاقا، وأنا أذكر، والإخوة العلماء والإخوة المسؤولون هنا في القاعة يذكرون تلك الأيام والنقاشات الحادة والصعبة، حتى في بيوتنا، حتى في بيئتنا، عندما كان يقول لنا البعض: أنتم مجانين، أنتم متحمسون، أنتم بلا عقل، أنتم لا تفهمون المعادلات، ولا تعرفون قواعد اللعبة، ولا تعرفون قوانين اللعبة، هل تقاوم العين المخرز؟ هل يمكن للدم أن ينتصر على السيف؟ هل وهل وهل وهل؟ أنتم مجموعة من الشبان تربدون أن تهزموا أقوى جيش في الشرق الأوسط الذي هزم في أيام قليلة مجموعة من الجيوش العربية".

وأكد "كان تحديا كبيرا لا تقيسه على اليوم، في ذلك اليوم، في تلك المرحلة كانت المقاومة غريبة حتى على مستوى ثقافة الناس وفكر الناس ووعي الناس وقبول الناس وإيمان الناس، وكان ينظر إليها على أنها مشروع انتحاري ومشروع جنوني ومشروع غير عقلائي ومشروع غير عقلاني".

وأردف: "على كل، من الذين أوكل إليهم أن يتصدوا في هذه المساحة وينتقلوا من منبر إلى منبر، من مسجد إلى مسجد، ومعسكر إلى معسكر وساحة إلى ساحة وحسينية إلى حسينية كان سماحة الشيخ خاتون رضوان الله عليه، وقام بكل ما ألقي على عاتقه خير قيام، إلى أن بدأ التشكل التنظيمي والإداري أو إيجاد هيكلية واضحة لهذه المسيرة الفتية، ومنذ البداية كان سماحة الشيخ خاتون من المسؤولين الأوائل في هذه الهيكلية وفي هذه المسيرة.

تولى مسؤوليات مهمة جدا، سواء في تشكيلة منطقة البقاع في البداية، مسؤولا لمنطقة الجنوب بعد العام 1985، ثم مسؤولا لمنطقة البقاع، ثم مسؤولا ثقافيا مركزيا، ومسؤولا للتبليغ المركزي، والعمل التبليغي، ومسؤولا للشمال والجبل ـ ما يصطلح عليه باسم المنطقة الخامسة ـ وفي السنوات الأخيرة أيضا كما ورد في التقرير هو فضل أن يعود إلى المكان الذي يرغب أن يعمل فيه، مع الناس، مع المؤمنين والمؤمنات، في المساجد والحسينيات والبلدات، في السهرات، في التواصل المباشر، وأن يبتعد عن المسؤوليات التنظيمية والإدارية، ويتحمل هذا العبء الذي ـ طبعا ـ فيه جهد كبير وجهاد كبير، وأيضا له طعم خاص ولذة خاصة".

وذكر ان خاتون "أمضى سنواته الأخيرة بين الناس خطيبا مثقفا ومبلغا ومعلما ومحرضا على الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى وصوتا للوعي وصوتا للوحدة وصوتا للتقوى وصوتا للقيم الأخلاقية التي كان يجسدها خير تجسيد".

وتابع: "كل من يعرف الشيخ خاتون، في هذه الشهادة المختصرة التي سأقدمها عنه، يصدق على كل كلمة أقولها الآن. الشيخ خاتون ـ وهذا أمر معروف ـ كان يعرف عنه إيمانه وتدينه وتقواه وثقافته الواسعة وعلمه الوفير وصدقه وإخلاصه وأخلاقه الحسنة وعشرته الجميلة وترابيته وتواضعه للجميع، للصغير والكبير، وطيبته وطهارته وتحمله للمسؤولية وحمله للهم ومحبته للناس. كان الشيخ خاتون شخصية لأنها كذلك، كان شخصية غير صعبة وغير معقدة، كما يصف أمير المؤمنين عليه السلام المتقين، واحدة من الصفات حريز دينه، واحدة من الصفات سهل أمره، سهل أمره، المؤمنون هكذا يجب أن يكونوا، العلماء يجب أن يكونوا كذلك، وكلما ترقى الإنسان في مدارج السمؤولية وتحمل الأعباء، يجب أن يكون كذلك، سهل أمره.

ماذا يعني سهل أمره، يعني ليس شخصا معقدا إذا تحدثت معه أو أردت طلب منه شيء أو تتطلب منه شيئ، أو تكلفه بمسؤولية أو تأخذ منه مسؤولية أو ترسله إلى مكان أو تبدي له ملاحظة أو تنتقده أو تعترض عليه على أداء معين، لم يكن أحد يحمل هما ماذا أقول له، ما هي الجملة، ما هي العبارات، ومتى وكيف. لماذا؟ لأن الشخصية الصعبة والمعقدة تصبح محاطة بمجموعة حيثيات واعتبارات وانانيات، تصبح تشعر نفسك أمام مجموعة عقد لا تعرف كيف عليك ان تفكفك هذه العقد أو تتوغل فيها أما المتقي فسهل أمره، لأنه طيب، لأنه طاهر، لأنه متواضع، لأنه ليس لديه أنا".

وقال: "مثلما تحدثت ذلك اليوم، في ذكرى الشهيد القائد الشهيد محمد الحاج، أبو محمد الإقليم، عندما كنت أقول ان هذا الأخ ليس في داخله شيء اسمه محمد الحج، ولا يوم. نفس الشيء، كلنا نعرف الشيخ محمد، ليس هناك شيء في داخله اسمه محمد علي خاتون، هناك شيء اسمه عبد فقير تقي ورع، يريد رضا الله سبحانه وتعالى، حريص على آخرته، حامل هم ذلك الوقوف الطويل بين يدي الله سبحانه وتعالى، ذلك نعم، لم يكن أبدا لا شخصا معقدا ولا نفسية معقدة ولا شخصية صعبة. كان شخصية سهلة انسيابية طرية ناعمة هادئة طيبة، وكذلك كان لا يتوقف عند الخطر الشخصي. في أي مكان كان يجب أن يتوجه إليه ويحضر فيه، وأنا أذكر شواهد وقصصا كثيرة في هذا المجال".

ولخص شخصية الشيخ محمد خاتون قائلا: "هي هذه مدرسة السيد عباس الموسوي، هذه مدرسة الشيخ راغب حرب، هذا تجسد آخر، تمثل آخر لهذه الشخصية، لهذه الثقافة، لهذه الأخلاق، لهذه العناوين، لهذا النهج، لهذا النمط، لهذا السلوك.

ومن خلال مجموع الصفات هذه، كان وجود الشيخ خاتون مباركا جدا في سنوات عمره التي عاشها بيننا، ولأنه كان مباركا جدا كان تأثيره في الناس وفي الشباب وفي جميع من علم معه ومن تتلمذوا عليه واستمعوا إليه كان تأثيره كبيرا وعميقا لأنه لم يكن فقط يتحدث، كان القدوة والأسوة والمجسد لما يؤمن وما يقول على مدى 35 عاما على الأقل أمضاها معلما ومبلغا وخطيبا على المنابر ومسؤولا يحمل هم المسؤولية ومتاعب المسؤولية وآلام المسؤولية".

أضاف: "مع الشيخ محمد يجب أن نتذكر الجيل الأول من إخواننا وأخواتنا الذين أمضوا عمرهم وشبابهم في هذه المسيرة، وصار اليوم أغلبهم شيبة بالخمسينات والستينات أو بأواخر الأربعينيات، الذين أمضوا عمرهم وشبابهم في هذه المسيرة، ومنهم من استشهد ومنهم من توفاه الله، وإن كان عاشقا للشهادة وله أجر الشهداء ومنزلة الشهداء، ومنهم من ينتظر، وهم أنتم وكثيرون من امثالكم وما بدلوا تبديلا.

ببركة هذا الجيل الأول الذي لا نستطيع أن نحصي وأن نقف ونعدد شهداءه أو الذين توفاهم الله منهم، انطلقت هذه المسيرة وتواصلت حتى الآن وعبر أجيال هذه المسيرة ببركة هذا الجيل الأول يصح أن نقول فيها إنها أسست على التقوى من أول يوم، ولذلك استمرت لأنها كانت لله وفي سبيل الله ولذلك كانت في عين الله وفي رعاية وفي حفظ الله سبحانه وتعالى".

وتابع: "كان الجيل الأول لا يتطلع ولا يرجو شيئا من حطام هذه الدنيا الفانية. كانوا يعيشون في أصعب الظروف الأمنية والاجتماعية والمعيشية، يتوقعون الموت أو القتل في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل مكان وفي كل ساحة وعند مفترق كل طريق. كان الخطر يتهددهم في كل مكان وزمان. كانوا يعملون لأداء تكليفهم بعشق ويبحثون عن الشهادة بشوق. أثبتوا في كل المحطات لله صدقهم من خلال الصبر والتحمل، فثبتهم الله تعالى وأعزهم ونصرهم وكثرهم حتى باتوا اليوم هذه المسيرة الكبيرة.

من بركة الجيل الأول أن أبناء الجيل الأول وأحفاد الجيل الأول بالحد الأدنى، نستطيع أن نتحدث عن الجيل الأول وجيل الأبناء وجيل الأحفاد، "ممكن حدا يعملهم أربعة أو خمسة" هذا له علاقة بمعايير كيف نحسب الأجيال. لكن أبناء الجيل الأول أيضا كانوا على شاكلته وأحفاد الجيل الأول كانوا على شاكلته وكل من لحق بهم وانتمى إلى هذه المسيرة مع الوقت يواصلون المسير بنفس الهمة والمعنويات والاخلاص والتفاني".

وقال: "شو بدكون" بالذي يحكى كثيرا في وسائل الاعلام والذي يكتب في الأوراق الصفراء والذي يخترع في المواقع الالكترونية التي أسست فقط لتشويه صورة هذه المسيرة، الدليل هم الشهداء، الشاهد هو الشهيد، هؤلاء الشهداء من أبناء الجيل الأول، الشهداء من أحفاد الجيل الأول، الذين نقرأ وصاياهم ونسمع كلماتهم ونرى وجوههم المنيرة ونشهد تضحياتهم الجسيمة التي ساعدت وساهمت في صنع الانتصار في الألفين، وكان لها الحظ الأوفر في صنع انتصار 2006، وهي اليوم تحمل، هؤلاء أبناء الجيل الأول وأحفاد الجيل الأول هم الذين يحملون على أكتافهم وبدمائهم مسؤولية إلحاق الهزيمة بأخطر مشروع أميركي استكباري صهيوني من خلال الوجه التكفيري الذي يريد أن يدمرالمنطقة ويسقط مشروع المقاومة.

هؤلاء يحملون نفس الثقافة، نحن يجب أن نحافظ على هذه الروحية، هذه الروحية هي روحية مستهدفة في يئتنا ومسيرتنا وناسنا، من خلال الحرب الشعواء على كل صعيد، مستهدفون بروحيتهم، بمعنوياتهم، بإرادتهم، بعزمهم، بتصميمهم، بثقتهم، بخطهم، بثقتهم، بفكرهم، باعتمادهم على مسيرتهم، بثقتهم ببعضهم البعض مما يشار وينشر من هنا وهناك من شائعات".

واستطرد: "الحرب التي تشن على هذه المسيرة هي- منذ اليوم الأول- ليست فقط حربا عسكرية وأمنية ودموية، بل دائما كان يراد أن تصاب في عقلها، في قلبها، في إرادتها، في عزمها، وكانت تصمد ويشتد عودها ويقوى عزمها وتتقدم وتتقدم. ومسيرتنا اليوم أيضا ببركة هذه الأجيال، من الجيل المؤسس إلى الأبناء إلى الأحفاد، ببركة دماء الشهداء، ببركة الأنفاس الطاهرة لسماحة الشيخ محمد خاتون وإخوانه من العلماء والقادة والمسؤولين والمجاهدين الذي قضوا نحبهم وهم يأملون بالشهادة. هذه المسيرة ستتابع بكل ثقة، بكل يقين، بكل إيمان، وأنا اقول لكم: لن يستطيع أحد أن ينال من مسيرة المقاومة الاسلامية في لبنان. هكذا كان يقول السيد عباس الموسوي، لن يستطيع أحد أن ينال من مسيرة حزب الله، لا من معنوياتها، ولا من عنفوانها ولا من عزتها ولا من كرامتها ولا من صلابة إرادتها ولا من قوة عزمها ولا من إيمانها ويقينها ولا من تصميمها القاطع على مواصلة الحضور في كل ساحات التحدي في كل مكان فيه موقف لله وجهاد في سبيل الله وكلمة لله وتضحية في سبيل الله وعطاء لله سبحانه وتعالى. هذا يقين لأن هذه المسيرة كانت لله وستبقى لله والله حافظها والله ناصرها والله معينها. رحم الله شيخنا الغالي والعزيز وحشره مع الأنبياء الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا".

أضاف: "على كل حال في لبنان أتيحت الفرصة لعلماء كبار مضوا، ولعلمائنا الموجودين في الزمن، حفظهم الله، أن ينتقلوا من منبر إلى منبر ومن ساحة إلى ساحة، وأن يصدحوا بالحق ويقولوا كلمة الحق وأن يبقوا على قيد الحياة دون أن تنال منهم أيدي القتل إلا أحيانا، لكن هناك أماكن كثيرة في العالم، حيث هذا الأمر غير متاح. أحد هذه الأماكن الذي نريد أن ندخل عليه هو قصتنا اليوم. دعوني أكون واضحا اليوم. سنحكي كل شي بوضوح، إذا كان هناك بعد مكان للمجاملة أو المداراة، سنترك هذا كله جانبا. أعتقد هذا الزمن انتهى، في أرض شبه الجزيرة العربية التي أنشئت فيها دولة وسميت هذه الأرض تزويرا وظلما وباطلا وبهتانا بالمملكة العربية السعودية، أرض الحرمين، أرض رسول الله وأهل بيته وصحابته الكرام، أرض المجاهدين الأوائل في بدر وفي أحد، أرض الإسلام، تسمى باسم عائلة عائلة هي آل سعود فرضت نفسها على شعب الجزيرة العربية بالمجازر وبالقتل وبالترهيب، وهذا موجود في كتب التاريخ، حتى الذين أرخوا من جماعة آل سعود لآل سعود يتحدثون عن هذه الحقائق ويقدمونها كمفاخر للملك المؤسس وللعصابات الإجرامية التي كانت تقل وتسبي وتذبح على عظام شعب الجزيرة العربية وعلى سيل من دماء هذا الشعب وقبائله وعشائره أسست مملكة بدعم إنكليزي، بمال إنكليزي، بمدافع إنكليزية، كجزء من المشروع الاستعماري البريطاني للسيطرة على بلادنا، وفي شكل متزامن كان يحضر فيه لإقامة كيان آخر أيضا على المجازر، على الأشلاء، على العظام، على سيل الدماء اسمه إسرائيل في فلسطين المحتلة. في تلك الأرض لا مجال لعالم دين ولا لرجل إصلاح. هذا أمر لا يخص الشيعة والمنطقة الشرقية، سواء كان شيعيا أم سنيا، إسلاميا أم غير إسلامي، وطني، قومي، ليبرالي، في تلك الأرض، في تلك المملكة، ممنوع النقد، ممنوع الاعتراض، ممنوع النقاش. ولذلك نحن اليوم- ما بدنا نفتح كل التاريخ، نروح على الحاضر مباشرة- أمام حادثة مهولة، حادثة ضخمة جدا، آل سعود يمكن أن يكونوا استخفوا بما أقدموا عليه لأنهم يستخفون بهذه الأمة، ولكن هذه الحادثة لا يمكن الاستخفاف بها".

وتابع: "الإقدام على إعدام عالم دين كبير وجليل ومجاهد وإصلاحي كسماحة الشيخ الشهيد نمر النمر، هذه ليست حادثة يمكن العبور عنها هكذا، على الإطلاق، هم مخطئون ومشتبهون كثيرا، ويقرأون الأمور بشكل خاطىء. لندخل إلى الموضوع بشكل متسلسل وهادئ ومنطقي:

أولا: لماذا أعدموا سماحة الشيخ النمر؟ ما هو ذنبه وما هي جريمته؟ ماذا قالوا للعالم؟ لم يقدروا أن يقولوا شيئا، أنا طبعا لا أعرف الباقين، يعني أنا لا أتابع ملفاتهم، ظالمين أم مظلومين، يستحقون أم لا يستحقون، الله أعلم. مع هكذا قضاء وهكذا دولة لا تستطيع أن تبني من بعيد، ولذلك لا أريد أن أدين ولا أن لا أدين، لكن أتوا بسماحة الشيخ الشهيد وجعلوه ضمن مجموعات فجرت وقتلت وأرهبت وكذا... وهو معهم إرهابي، ما هي جريمته؟ هل استطاع القضاء السعودي أن يثبت بأن الشيخ النمر حمل سلاحا؟ وأنه قاتل بالسلاح؟ بمعزل عن المشروعية أو عدم المشروعية، هل أنه أنشأ مجموعة مسلحة؟ تستطيع أن تقول عني أنا وعن إخواني وعن السيد عباس، أنتم أنشأتم مجموعات مسلحة من أجل مقاتلة إسرائيل، هذه طبعا جريمة ضخمة جدا، هل أنشأ مجموعة مسلحة؟ وهل دعا إلى القتال؟ وهل دعا إلى حمل السلاح؟ أم أن كل مسار الشيخ النمر هو مسار سلمي، مثل كل العلماء في المنطقة الشرقية بالتحديد، مثل اليوم العلماء والقادة في البحرين، الذين يزج بهم إلى السجون، كلهم، نذكر الشيخ سلمان والشيخ المقداد والإستاذ عبدالوهاب حسين والإستاذ حسن، تدخل على مجموعة من الأسماء، لماذا زج بهم في السجون؟ محكومين سنوات طويلة، هل دعوا إلى العنف؟ وهل دعوا إلى القتال؟ هل حملوا السلاح؟ على الإطلاق. قبل أيام- وهم بعدهم في السجن- يصدرون من سجون آل خليفة في البحرين، يصدرون بيانا ويوقعون عليه يصرون فيه على الشعب البحريني بمواصلة المسيرة السلمية، والتأكيد على السلمية، وهذا البيان هو إدانة لآل خليفة وسلطة آل خليفة، التي تسجن أناسا وتعذبهم وتظلمهم، ومن داخل سجونهم وعذاباتهم يصرون على سلمية التحرك، ولو أمروا بشيء آخر لكان، ولكن هذه ثقافتهم وهذا خيارهم وهذا سلوكهم. هذه هي مشكلة الشيخ النمر، مشكلته الحقيقية أنه صدح بالحق وكان رجلا شجاعا جدا، واقعا، يعني أنه أي شخصية تكون لديه مجموعة مواصفات جميلة وجيدة ومتقدمة، لكن عادة إحدى المواصفات أو إحدى الصفات تتقدم بدرجة عالية على صفات أخرى، يمكن أن تصف الشيخ الشهيد نمر النمر، تصفه بالشجاع، شجاع جدا، فيما كان يقول، في المكان والزمان الذي كان يقول فيه، وقف وتكلم بقوة، لكن كان يتكلم بحق، وكان لا يحمل سلاحا، كان ينتقد ويعترض، هؤلاء يحاولون أن يشوهوا صورته، كلا، هو رجل إصلاحي، هو كان يطالب بحقوق شعب الجزيرة العربية المسماة زورا المملكة العربية السعودية. هو كان يطالب بأن هذا الشعب من حقه أن يختار حكامه، لا أن يرثهم أمير عن أمير. وهو كان يطالب بأن يحصل هذا الشعب على ثرواته، لا أن ينهبه أمراء آل سعود، فيزدادون ثراء ويزداد شعبهم فقرا. هو يطالب بالحريات الطبيعية التي يطالب بها أي إنسان في أي مكان في العالم، ولكنه يطالب بشجاعة وبوضوح وبصراحة، ولذلك هذه هي جريمته فقط. من يتكلم يعدم ومن يعترض يعدم، هذه هي السعودية التي تريد أن تنشر الديموقراطية في المنطقة، وتريد أن تدافع عن الحريات في المنطقة. هذا اليوم هو يوم إدانتها الكبيرة والعظيمة والواضحة جدا جدا جدا، دماء الشيخ النمر اليوم تملأ وجوه وأجساد وتاريخ وحاضر ومستقبل آل سعود إلى يوم القيامة، وستلاحقهم في الدنيا وفي الآخرة. هل دعا الشيخ النمر إلى إنشقاق عن البلد؟ وهل دعا إلى تقسيم البلد؟ هل جاء وقال ان الأمريكان كانوا يريدون بكل صراحة من الشيعة في المنطقة الشرقية أن يقولوا هذا الشيء، أن يقولوا: النفط عندنا في المنطقة الشرقية ونحن نريد أن ننشق ونريد دولة مستقلة، والأمريكان عرضوا قبل سنوات على بعض قادة الشيعة في المنطقة الشرقية ذلك، ولكن علماء الشيعة وقادة الشيعة في المنطقة الشرقية رفضوا الانشقاق ورفضوا الإنقسام ورفضوا التقسيم، وأصروا أن يبقوا في بلدهم وجزءا من بلدهم، كيف يقابل هذا الوفاء الوطني وهذا الوفاء الإنساني وهذا الوفاء القومي؟ يقابل بالسيف لكل من ينتقد أو يعترض.

ثانيا: هذه هي حقيقة الشيخ النمر وهذه هي قصته، لا يوجد شيء آخر، فلتأتوا بشيء آخر، طبعا للأسف الشديد بعض الكتبة الذين يكتبون ويتقاضون الأموال، يقول لك نعم هذا حكم شرعي ونافذ، على أي أساس هذا حكم شرعي؟ يعني أنت اطلعت على الملف؟ وذهبت لتحقق؟ هل حصلت محاكمة حقيقية؟ كلها محاكمات صورية، حتى محامي الدفاع ممنوع عليه أن يتكلم، وحتى المتهم ممنوع عليه أن يتكلم وأن يدافع عن نفسه. السؤال الكبير أيضا، لماذا الإصرار على الإعدام وفي هذا التوقيت الآن وفي هذه الظروف الموجودة بها المنطقة؟ لماذا؟ خلال السنوات الماضية، توجد دول وحكومات وشخصيات وجهات ومرجعيات دينية شيعية وإسلامية بذلت جهود كبيرة جدا وبعثت برسائل إلى الملك السعودي، وإلى أمراء آل سعود، وإلى المسؤولين في السعودية، يتمنون عليهم أنه يا أخي فليصدر عفو، أو في الحد الأدنى لا ينفذ حكم الإعدام، هو كان قادرا أن لا ينفذ حكم الإعدام، خير إن شاء الله، وأن يبقي الشيخ في السجن ويخليه بعد سنة أو سنتين أو ثلاث.. ويرى فيما بعد ماذا يحدث. لماذا الإصرار على الإعدام الآن؟ وفي هذا التوقيت، هو كان يستطيع أن يؤجل الموضوع وكان يستطيع أن لا يعدم وكان يستطيع أن يعفي ويربح الناس، ويمد جسورا، بالمناخ الذي كان في كل المنطقة أنه ما زال يوجد أناس يتأملون بتعقل سعودي، ويتأملون بإعتدال سعودي، ويتأملون بأنه توجد هناك إمكانية أن يقبل هذا النظام بحوار سياسي مع إيران ومع دول المنطقة ومع القوى السياسية الأخرى، وحوار في اليمن وحوار في سوريا وحوار في العراق، وحوار في المنطقة، وحوار في البحرين وحوار في ليبيا، كانوا ما يزالون يتأملون أن هذا النظام قد يفتح الأبواب للخروج من الأزمات المدمرة الموجودة في المنطقة، من خلال مفاوضات ومن خلال حوار ومن خلال إيجابية ومن خلال لقاءات. ولذلك، جاء هذا الإعدام صادما جدا، ومفاجئا جدا. بالنسبة لي لم يكن مفاجئا، لأنني والإخوان نفهم النظام في السعودية بطريقة مختلفة، والإعدام يؤكد هذا الفهم. إعدام سماحة الشيخ نمر النمر يحمل للعالم العربي وللعالم الإسلامي رسالة مفادها: هذه الرسالة سعودية بالدم وبالسيف وبقطع الرؤوس تقول ما يلي: إن السعودية- لا أريد أن أقول السعودية- أن هذا النظام السعودي لا يعنيه لا عالم إسلامي ولا طوائف إسلامية ولا رأي عام إسلامي ولا رأي عام دولي ولا رأي عام عالمي، هو يستهين بكل شيء اسمه رأي عام وعقول وإحترام على مستوى العالم، ولا يعتني لا بأصدقاء بعثوا إليه برسائل وطلبوا منه وهناك أناس توسلوا له، ولا يعتني بمشاعر مئات ملايين المسلمين في العالم، الذين ستجرح مشاعرهم من خلال قول معين أو فعل معين، والأنكى من ذلك ليس فقط يعدم الشيخ الشهيد، بل يمنع أن يسلم جسده الطاهر لعائلته وأهله، أراد أن يصادر صوته حيا وأن يصادر جسده شهيدا. الرسالة أيضا تقول، من ينتقدنا كآل سعود أو يعترض علينا سنسفك دمه. ألم يلاحقوا المعارضين لهم وقتلوهم في أكثر من عاصمة في العالم، من ألفوا كتب اعتراض على آل سعود، كل من قال كلمة أو اتخذ موقفا تآمروا عليه ولو احتاج الأمر إلى أن يدمروا بلدا أو يسببوا حربا أهلية في بلد، ليس هناك داع لأذكر أسماء، أنتم تعرفون هذا الشيء. هم يقولون: نحن نظام لا يتحمل أي نقد، لا يتحمل أي اعتراض، لا يحتمل أي نقاش، إما أن تعيشوا في مملكتنا كالغنم أو تذبحوا كالغنم، ليس هناك شيء آخر، هذه رسالة.

ثالثا: في الرسالة، ليس أن السعودية تعمل فتنة جديدة، لا، هي توغل في الفتنة، الفتنة القائمة، التي هي أسستها وهي مولتها وهي أشعلتها، هي من خلال هذا القتل وهذا الإعدام توغل في الفتنة وتزكيها وتدفع بها إلى مديات خطيرة وبعيدة.

رابعا، رسالة الإعدام تقول لكل العقلاء ولكل الصابرين ولكل المتحملين ولكل الهادئين الذين كانوا يراهنون كما قلت على تعقل أو اعتدال أو أبواب مفتوحة أو حوار سعودي مع جهات أخرى، هي تقول لهم لا حوار، لا تعقل، لا اعتدال، لا مفاوضات، المزيد من القتل وسفك الدماء والحروب المدمرة. هذه هي الرسالة.

خامسا، هذا العمل وهذه الرسالة تقدم السعودية أكثر من أي وقت مضى، تقدم وجهها الحقيقي للعالم، الوجه الاستبدادي، الوجه الإجرامي، الوجه الإرهابي، الوجه التكفيري، وهي تفعل ذلك كل يوم، ليس يوم قتلت الشيخ نمر النمر. على مدى عشرة أشهر هي تفعل هذا يوميا في اليمن، تقصف وتقتل وتدمر وتهجر وتشرد وتعطل أي حوار وأي تفاوض وأي حل سياسي وترتكب المجازر.

ولفت نصرالله الى انه "في مرحلة من المراحل كنا نقول إن حرب السعودية على اليمن هدفها إعادة السيطرة على اليمن، إخضاع اليمن. يبدو بعد عشرة أشهر يجب أن نقول ان هدف الحرب السعودية على اليمن هو تدمير اليمن، هو قتل شعب اليمن، هو الانتقام من شعب اليمن، تماما كما انتقمت من الشيخ نمر النمر، لأن في اليمن رجالا ونساء وشعبا قال لا لآل سعود، اعترض، انتقد، رفض الخضوع، دعا إلى الحرية، تخلى عن أسر العبودية، كيف؟ لا يقبل آل سعود أن يكون في اليمن في جانبهم هناك، يخرج عالم أو سياسي أو قائد أو زعيم أو حزب أو تنظيم أو جماعة ويقول لهم لا، ويحكي حقيقتهم ويفضحهم ويكشف فسادهم وظلمهم وتجبرهم وإرهابهم، هذا لا يتحملونه. لذلك هم لا يريدون حلا سياسيا في اليمن، هم يريدون تدمير اليمن، بمعزل عمن يكون البديل، هل البديل عبد ربه منصور أو البديل داعش أو البديل القاعدة أو البديل حرب أهلية أو البديل فوضى عارمة، غير مهم.

أنا أشعر أن الذي يدير المعركة الآن في اليمن، الحرب على اليمن هو روح الانتقام، ليس عقلا سياسيا، ليس هدفا سياسيا، وهذه حقيقة آل سعود، الحقد الدفين، الحقد الذي يسيطر على عقولهم وعلى قرارهم وعلى إرادتهم.

إذا هذه هي رسالة الأمس، رسالة الإعدام بهذا الوضوح أن النظام السعودي مصر على مواصلة طريق القتال والقتل والمواجهة الدامية ولا مكان فيها لحوار أو تفاوض أو تعقل أو اعتدال".

واردف: "ثالثا: المسؤولية تجاه هذه الأحداث. إذا أولا جريمة الشيخ النمر، ثانيا لماذا الإصرار على الإعدام؟ ثالثا، المسؤولية تجاه هذه الأحداث هذا الحدث بالتحديد وما شابهه من أحداث. أيضا عدة نقاط سريعة.

أولا، هناك مواقف اتخذت بالأمس وتقدمها فيها مواقف المرجعيات الدينية الشيعية والجمهورية الإسلامية في إيران، هذا طبيعي، تقدمت مواقف لعلماء من إخواننا أهل السنة، علماء مسلمين سنة ومرجعيات سنية وأطر سياسية وجهادية تنتسب مذهبيا إلى الطائفة السنية الكريمة، هذه مواقف عظيمة وجليلة وتجل وتقدر وتشكر، لأنها أساس في إحباط أهداف آل سعود.

آل سعود يريدون فتنة سنية شيعية، وهم الذين أشعلوها منذ سنوات طويلة وهم الذين يعملون على إشعالها في كل مكان في العالم، في كل مكان، أفغانستان وباكستان ونيجيريا وأندونيسيا ولبنان وسوريا والعراق أينما تريدون، هناك شيعة سنة وهناك مشكل بين الشيعة والسنة فتشوا على السعودية وفكرها ومالها وتحريضها. عندما تقف مرجعيات سنية وعلماء سنة ليدينوا هذا الإعدام هم يساهمون بدور تاريخي وإسلامي عظيم في منع تحقيق هذا الهدف".

واضاف: "ثانيا: يجب أن نلفت نظر الشيعة، الآن مراجعنا هم أساتذتنا هم الذين يلفتون نظرنا، علماؤنا أساتذتنا، لكن أناسنا في كل البلاد يجب أن ينتبهوا أن لا يحولوا هذا الموضوع إلى موضوع شيعي سني ويفتحوا ملفات من هذا النوع. آل سعود هم الذين قتلوا الشهيد الشيخ نمر النمر، نقطة على أول السطر. هذا الموضوع لا يجوز وضعه في خانة أهل السنة والجماعة، الذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة سنية شيعية هو خدمة لقتلة الشيخ النمر وخيانة لدماء الشيخ النمر. ولذلك كل شاب شيعي عنده قلم، جالس على موقع تواصل اجتماعي، يظهر على تلفزيون، يظهر على إذاعة، جالس في مدرسة، في جامعة، يعمل في شارع، يعمل في مصنع، في متجر، في وظيفة، لا يجوز أن يستغل هذا الأمر، لأنه أيضا في داخل البيئة يمكن ان نجد بعض الناس المتحمسين وأيضا هناك اختراقات في بيئتنا الشيعية، نحن أناس موضوعيون وواقعيون، هناك اختراقات في بيئتنا الشيعية، هناك أناس يعملون مع المخابرات البريطانية، هناك أناس يعملون مع المخابرات الأميركية، هناك أناس يعملون أيضا مع مخابرات آل سعود، وهناك أناس لا يعلمون ماذا يعملون، يمكن أن يستخدموا عبارات أو ينبشوا ملفات أو يتخذوا مواقف تخدم هدف القتلة وليس هدف الشهيد، هذا أمر يجب أيضا ثانيا أن نلفت إليه".

وتابع نصرالله: "النقطة الثالثة، هي بالمسؤولية، هي مسؤولية أن نقول للعالم الحقيقة، أما آن الأوان - ليس لحزب الله أحكي هذا الكلام - أما آن الأوان لكل المواقع الدينية والسياسية والإعلامية والحزبية والاجتماعية والثقافية والحقوقية في عالمنا العربي والإسلامي بل في كل العالم أن تقول الحق الذي كان يقوله الشيخ نمر النمر، أما آن الأوان.

أما آن الأوان أن تقال كلمة الحق في وجه هذا الطاغوت الذي يدمر الإسلام والأمة.أما آن الأوان أن نقول بشجاعة ودون أي حسابات ـ وليعملوا الذي يريدونه آل سعود ـ أن نقول بشجاعة وبدون أي حسابات للعالم كله أن منشأ ومصنع وأساس ومبدأ ومنطلق الفكر التكفيري الذي يدمر ويقتل ويرتكب المجازر ويهدد شعوب العالم كله من مسلمين ومسيحيين هو من هذا النظام ومن هذا الآل ومن هذه العائلة ومن هذه المدرسة في السعودية.

لماذا يجب أن يبقى هذا مخبأ ومحل مجاملات. الكتب التي تدرسها داعش هي نفس كتب نظام آل سعود، ولذلك نفس التربية ونفس المنشأ ولذلك تشابه بالسلوك، شاهدوا نفس السلوك، "جيبوا مئة سنة لآل سعود وكم سنة لداعش وطابقوهم بيطلعوا ذاتهم هم ذاتهم" لأنهم من نفس كتب التربية الدينية يتعلمون".

واردف: "أما آن الأوان بأن يقال للعالم بحق، إن هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تقتل وتذبح هي مجرد أدوات وأن ممولها الذي يقدم لها المال، والسلاح، والامكانيات، والتسهيلات، ومعسكرات التدريب، والخبرة، وكل الدعم هو نظام آل سعود، ولذلك هؤلاء شركاء في كل دم يسفك في بلادنا العربية والإسلامية.

أما آن الأوان أن يقال هذه الحقيقة للعالم، أن هناك ـ وهو ما بدأت به ـ أرض إسمها شبه الجزيرة العربية سميت زورا، وتزويرا، وظلما، وبهتانا، وباطلا، وعدوانا بـ "المملكة العربية السعودية" فيها شعب مظلوم تحكمه مجموعة فاسدة، سارقة، ناهبة لخيراته، وعندما يتكلم أو ينطق تقطع رأسه بالسيف، وتتهمه بالحرب على الله ورسوله، كأنهم هم الله ورسوله، هؤلاء الذين يحملون هذه الروحية المتكبرة والمتجبرة.

أما آن الأوان لهذا العالم أن يطرد من منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان، نظام غارق في استباحة حقوق الإنسان، وعدم الاعتراف حتى بأبسط الحقوق الإنسانية لأبناء شعبه؟

أما آن الأوان لهذا العالم أن يصنف هذا النظام في خانة الأنظمة الإستبدادية، الإجرامية، والإرهابية، في حين أنه يشغل نفسه بتصنيف جماعات إرهابية، وآل سعود هم أبوها، هم أمها، وهم أساسها.

لماذا ذهبوا إلى التفاصيل وتركوا الأساس، لماذا ذهبوا إلى الذنب وتركوا الرأس؟ أما آن الأوان أن يقال للعالم على مدى مئة سنة كم قدم هذا النظام من خدمات لبريطانيا في منطقتنا، وبعدها لأميركا ومعها لإسرائيل، كم ألحق من أضرار بشعوب منطقتنا وحكومات ودول منطقتنا، وقضيتنا المركزية في فلسطين؟ أما آن الأوان ليقال هذا الحق كله؟".

وتابع: "نعم، عبيد المال، عبيد السلطة، عبيد الدنيا سوف يمسحون الجوخ للطاغوت، لكن في هذه الأمة، في علمائها، في سياسييها، في زعمائها، في نخبها، في مثقفيها، في صحفييها، في شعوبها، في رجالها، في نسائها خير عظيم، وأحرار كثر.

أما آن الأوان لذلك؟ نعم أيها الإخوة والأخوات: اليوم أهم رد على إعدام الشهيد الكبير الشيخ نمر النمر هو أن نتحمل هذه المسؤولية، لماذا قتلوه؟ لأنه كان ينطق كلمة الحق بشجاعة، هم أرادوا أن يسكتوا كلمة الحق الشجاعة في حنجرته، مسؤولية الأمة كلها أن تصبح حنجرتها حنجرة الشهيد الشيخ نمر النمر، وأن تصدح بالحق الذي كان يصدح به، وأن تقول الحق على الملأ بكل شجاعة ولو كان ثمن النطق بالحق هو الإعدام.

آل سعود لن يستطيعوا أن يقتلوا الناس جميعا.

هذا التزوير يجب أن ينتهي وأن يسقط، شراء الذمم بالمال يجب أن ينتهي ويجب أن يسقط، وهذا زمن النطق بالحق والصدح بالحق الذي يدفع ثمنه كبار من الكبار دمائهم، يجب أن تنتهي هذه المداراة، هذه الممالأة، لقد سقط الرهان على أي حوار أو تعقل سعودي".

وقال: "نحن أمام نظام موغل في الفتنة، موغل في القتل، موغل في سفك الدماء، يرفض أن يفتح أي كوة في الجدار الأسود الذي بناه.

هذه المسؤولية هي مسؤولية العلماء، مسؤولية الخطباء، مسؤولية الجميع ويجب أن لا نخشى لومة لائم في تحمل هذه المسؤولية، يجب أن نشرح هذا الأمر لشعوبنا، لأمتنا، للعالم وهذا من أعظم الجهاد في هذه الأيام، نعم من أعظم الجهاد أن يقف الإنسان ويقول الحق في آل سعود. هذا من أعظم أنواع الجهاد، هل تعلمون لماذا؟ لأنه سيهدد أناسه بقطع أرزاقهم، لأنه سيشتم، لانه سيهان، وسيسب، وستنفق ملايين الدولارات، ومئات ملايين الدولارات على النيل منه، ومن اسمه، ومن عائلته، ومن كرامته، ومن كل شيء يخصه.

ولكن هذا كله شيء بسيط، يعني أنظروا اليهم كم هم حقراء، قبل عشرة أشهر عندما خطبت بموضوع اليمن، أنا عادة لا أتكلم في الموضوع الشخصي ولكن لأنه يحضرني هذا المثل، وأنا تكلمت نصرة للشعب اليمني وعبرت عن موقفي.

ثاني يوم، في الصحافة السعودية، في مواقع التواصل الإجتماعي السعودي كتبت مقالات، وقاموا بحملة طويلة عريضة انه ابن "فلان" الشهيد هادي نصر الله ـ انتم تعلمون أنا لا أتكلم عن ابني منذ 17 عاما ـ هو لم يقتل في المقاومة، وإنما كان في "كباريه" في بيروت، ووقع إشكال في الكباريه، ووقع إطلاق نار فقتل، وتم نعيه شهيد.

نحن أمام أناس على هذا المستوى من الإسفاف، على هذا المستوى من الإنحطاط الأخلاقي، عندما أنت تأخذ موقفا حتى الشهيد الذي شرفنا الله به يصبح قتيلا ب "كباريه" عندهم، لأنهم هم أولادهم، أولاد أمرائهم، الذين يسمون أنفسم ولاة أمر المسلمين لا يفارقون "الكباريهات"، هم من يموتون في "الكباريهات" وليس أولادنا من يموت في "الكباريهات".

أولادنا ماتوا ويموتون في جبهات القتال دفاعا عن لبنان، وعن فلسطين، وعن الأمة، وعن الإسلام. هؤلاء هم أبناؤنا وأولادنا.

لذلك اليوم هذا هو الجهاد الأعظم، لا يستهينن أحد بما نقوم بفعله، الرد على إعدام الشيخ الشهيد العالم الجليل نمر باقر النمر هو الرد "الزينبي"، أن يقف الناس جميعا ليقولوا الحق ك "زينب" في مجلس إبن زياد، ومجلس يزيد بن معاوية ولا تخاف من أحد ولا تحسب أي حساب.

يجب أن تتحول هذه الدماء المسفوكة ظلما في اليمن، وعلى أرض الجزيرة العربية، وفي سجونها، وعلى كل أرض عربية وإسلامية يسفك فيها دم نتيجة فكر هؤلاء، ومال هؤلاء، وسلاح هؤلاء، هذه الدماء المسفوكة ستكتب نهاية هذا النظام، وهذه العائلة، ستكتب النهاية. السنن الإلهية تقول هكذا، السنن التاريخية تقول هكذا، عندما يفقد نظام عقله ويفقد حتى أبسط المشاعر الإنسانية، وأبسط شكل من أشكال الممارسة الإنسانية هذا معناه أنه وصل إلى الهاوية وإلى الإنحدار".

وختم نصرالله: "وأنا أضم صوتي إلى صوت الجميع الذين قالوا بالأمس إن ملامح نهاية هذا النظام الفاسد، المجرم، الظالم، المستبد، التكفيري، الإرهابي بدأت تلوح في الأفق.

للشيخ النمر ولكل الشهداء الرحمة وعلو الدرجات، ويمكن فيما بعد إن شاء الله أن نتكلم أكثر. لكن جملة أخيرة لمن ينتظر الرد ـ مر إسبوعان على استشهاد الأخ سمير القنطار، الشهيد سمير القنطار ـ يعني هي قوة دمه، وقوة المقاومة ما زالت تفرض على جنود وضباط العدو من البحر إلى آخر نقطة في الحدود الاختباء في الجحور، ماذا أستطيع أن افعل لكم إذا هم مختبئون؟ هم ينتظرون ونحن ننتتظر، هم خائفون ونحن راغبون، وأملنا بالله سبحانه وتعالى كبير، المهم أن يفهموا جيدا أن قتل إخواننا، وسفك دمائنا لا يمر هكذا، بل عليهم أن يخافوا وأن يختبئوا، والآن جاء الثلج و"ثقلهم" أكثر، حبسهم في جحورهم أكثر، لكن في كل الأحوال نحن أيضا ننتظر والله يحب المنتظرين، وهذا الرد آت، آت إن شاء الله.

أيها الإخوة والأخوات: مجددا أشكر لكم جميعا حضوركم ومشاركتكم هذا الاحتفال التأبيني التكريمي لعالم مجاهد، وعلامة مخلص، وصادق، وأخ حبيب وعزيز، سماحة الشيخ خاتون. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحشره مع الأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته".