المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january08.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى03/من13حتى17/هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيبُ الَّذي بِهِ رَضِيت

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي02/من01حتى07/فكَمَا تَقَبَّلْتُمُ المَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبّ، أُسْلُكُوا فيه، مُتَأَصِّلِينَ ومَبْنِيِّينَ فيه، ورَاسِخِينَ على الإِيْمَانِ وَفْقَ مَا تَعَلَّمْتُم، وفَائِضِينَ بِالشُّكْرَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

طريق القدس أصبحت عند الأسد وحزب الله تمر من مضايا السورية/الياس بجاني

الإستيذ نبيه مصدوم من اعدام السعودية الشيخ نمر/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قلق دولي من التداعيات الإقليمية على لبنان وفابيوس يحمل الملف إلى عواصم المنطقة

هجوم «حزب الله» على الحريري يوازي إسقاط حكومته عام 2011 وإحباط س- س

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 7/1/2015

بري أرجأ جلسة انتخاب الرئيس الى 8 شباط السنيورة: ليكن الحوار هاجس الجميع عدوان: مصلحة لبنان قبل أي مصلحة اخرى

وزارة الخزانة الاميركية فرضت عقوبات على رجل اعمال لبناني بتهمة تقديم دعم مالي لحزب الله

سلام استقبل جريج وشهيب ووفدا من أهالي العسكريين المخطوفين

بري استقبل عزام الاحمد ووفد نقابة محامي بيروت المشنوق: رغبة الحريري التهدئة في الحوار

جعجع: انقذوا مضايا

الدستوري رد طلب إبطال قانون تحديد شروط استعادة الجنسية لأنه لم يخالف مبدأ المساواة

لهذه الأسباب، وبعد المداولة، يقرر المجلس الدستوري بالأكثرية.

الرابطة المارونية: قانون استعادة الجنسية مصلحة لبنانية عليا

كتلة الوفاء للمقاومة: جريمة إعدام النمر محاولة لإسكات صرخة الحق في المملكة

جيش العدو سحب "الهامر" المدمرة من مزارع شبعا وسط تحليق للطيران واطلاق قنابل دخانية

فتفت بعد لقائه عودة: حزب الله يحاول وضعنا في جو انقلاب على النظام السياسي

حمادة نبه الى أي هفوة قد يرتكبها من سيمثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب

المطارنة الموارنة: المدخل الى الحوار بانتخاب رأس للدولة

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

نصر الله عرض التطورات مع وزير الصحة الايراني

لقاء تضامني مع حسن يعقوب في الضاحية الجنوبية زغيب باسم المجلس الشيعي: لايجوز ان تجلد الضحية مرتين

حوري: حزب الله يريد القضاء على الحوار وعلى مؤسسات الدولة

الراعي التقى رئيس الاركان ووزراء سابقين وأثنى على إنجازات الجيش الهاشم: الإنتخابات الرئاسية قد تطول

الخارجية رحبت بقرار المجلس الدستوري الرافض لإبطال قانون استعادة الجنسية

مجلس القضاء الأعلى نعى القاضي زاهي كنعان: كان القيمة المضافة لعمل العدل والقامة الرافدة فيه

الحريري: حصار مضايا هو إعدام مدينة بسيف التجويع

جنبلاط ل"الانباء": بئس الحل السياسي في سوريا وبئس مفهوم العدالة الدولية

المشنوق من عين التنية: بري اكد تفعيل العمل الحكومي وضرورة الحوار

بدنا نحاسب: صفقة ترحيل النفايات ضرب جديد لأجهزة الرقابة لتسهيل سرقة المال العام

نعيم قاسم: إيران نقطة ارتكاز لأمن الخليج

قاسم هاشم: ما قامت به المقاومة في منطقة المزارع هو دورها وواجبها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السيسي يشهد قداس عيد الميلاد ويعتذر للأقباط عن حرق الكنائس

الأمم المتحدة: الحكومة السورية وافقت على ايصال المساعدات الانسانية الى مضايا المحاصرة

بلير كشف انه طلب من القذافي الرحيل والاحتماء في مكان آمن قبل اطاحته

الصومال اعلن قطع علاقاته الديبلوماسية مع ايران

الداخلية الفرنسية: مقتل رجل مسلح أمام مقر للشرطة في باريس

ايران منعت دخول كل المنتجات السعودية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سنة صعبة في انتظار لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

«تكتيك» حزب الله في مضايا: الطعام مقابل الأرض/علي الحسيني/المستقبل

«حزب الله» مستمر في «مقاومة».. انتخاب الرئيس/باسمة عطوي/المستقبل

أي " توازن" أولاً وأخيراً/نبيل بومنصف/النهار

هل يكرّر عون خطأ التمسّك بترشيحه فيأتي مرّة أخرى رئيس من خارج 8 و14/اميل خوري/النهار

من حقيبة النهار الديبلوماسية القطيعة - الصدمة بين السعودية وإيران/عبد الكريم أبو النصر/النهار

ما هي مسوّغات رفض لبنان العودة الطوعية للنازحين/ثريا شاهين/المستقبل

في مبادرة الحريري التي ولدت لتقتل/محمد قواص/العرب

ورطة إيران بين الإمام الصدر ونمر النمر/نديم قطيش/الشرق الأوسط

فداء عيتاني وتجويع حزب الله وجيش الأسد لسكان مضايا السورية

يوميات محاصري مضايا والزبداني/فداء عيتاني

محمد رعد منتفضاً على تاريخه/نديم قطيش/المدن

إيران "حصن الديموقراطية" وحزب الله "حامي حرية التعبير"/أحمد الأسعد

لا، ليست عنصرية/بشارة شربل

إسرائيل تقيم أداء "حزب الله": ضعيف ومستنزف/سامي خليفة /المدن

الحوار الثنائي مستمر .. بحماية بري/صبحي أمهز/المدن

تجويع "حزب الله" لمضايا.. أولوية لبنانية/ربيع حداد/المدن

عون يستعد لزيارة معراب وجعجع لن يتبنى ترشيحه/ربيع سلامة/جنوبية

بالأرقام: اقتصاد لبنان بين السعودية وإيران/سهى جفّال/جنوبية

حاصِر مضايا .. لا مفرُّ/حسام عيتاني/الحياة

الصراع المفتوح مع القضم الإيراني/وليد شقير/الحياة

سنة سادسة على الجلجلة السورية/خالد غزال/الحياة

الإسلام السلطوي ليس سياسياً/ماجد الشيخ/الحياة

 فرص الوساطة في الأزمة السعودية – الإيرانية/راغدة درغام/الحياة

مضايا: “صورة المقاومة” يا حزب الله؟ صورة المقاومة/علي الأمين/جنوبية

تحية شيعية إلى "سايكس بيكو"/حـازم الأميـن/لبنان الآن

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى03/من13حتى17/هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيبُ الَّذي بِهِ رَضِيت

"(حين كان يوحنَّا المعمدان يكرز) جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الجَلِيلِ إِلى الأُرْدُنّ، إِلى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ عَلى يَدِهِ. وكَانَ يُوحَنَّا يُمَانِعُهُ قَائِلاً: «أَنَا المُحْتَاجُ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وأَنْتَ تَأْتِي إِليَّ ؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «دَعْنِي الآنَ، فَهكَذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُتِمَّ كُلَّ بِرّ!». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ يَعْتَمِد. ولَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ حَالاً مِنَ المَاء، وإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ لَهُ، ورَأَى رُوحَ اللهِ يَنْزِلُ مِثْلَ حَمَامَة، ويَحِلُّ عَلَيْه. وإِذَا صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيبُ الَّذي بِهِ رَضِيت».

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي02/من01حتى07/فكَمَا تَقَبَّلْتُمُ المَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبّ، أُسْلُكُوا فيه، مُتَأَصِّلِينَ ومَبْنِيِّينَ فيه، ورَاسِخِينَ على الإِيْمَانِ وَفْقَ مَا تَعَلَّمْتُم، وفَائِضِينَ بِالشُّكْرَان

"يا إِخوَتِي، أُريدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيَّ جِهَادٍ أُعَاني مِن أَجْلِكُم، ومِن أَجْلِ الَّذِينَ في لَوْدِقِيَّة، وكُلِّ الَّذِينَ لَم يَرَوا بأُمِّ العَينِ وَجْهي، لِكَي تَتَعَزَّى قُلُوبُهُم، ويَلْتَئِمُوا في المَحَبَّة، فيَبْلُغُوا إِلى كُلِّ الغِنَى الَّذي في مِلْءِ اليَقِينِ والفَهْم، ويَعْرِفُوا سِرَّ اللهِ أَيِ المَسِيح، الَّذي تَكْمُنُ فيهِ كُلُّ كُنُوزِ الحِكْمَةِ والمَعْرِفَة. أَقُولُ هذَا لِئَلاَّ يَغُرَّكُم أَحَدٌ بِكَلامٍ مُمَوَّه! فإِنِّي وإِنْ كُنْتُ غَائِبًا بِالجَسَد، فأَنَا بالرُّوحِ حَاضِرٌ مَعَكُم، وأَفْرَحُ إِذْ أَرى حُسْنَ نِظَامِكُم ورُسُوخَ إِيْمَانِكُم بِالمَسِيح. فكَمَا تَقَبَّلْتُمُ المَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبّ، أُسْلُكُوا فيه، مُتَأَصِّلِينَ ومَبْنِيِّينَ فيه، ورَاسِخِينَ على الإِيْمَانِ وَفْقَ مَا تَعَلَّمْتُم، وفَائِضِينَ بِالشُّكْرَان."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

طريق القدس أصبحت عند الأسد وحزب الله تمر من مضايا السورية!!

الياس بجاني/07 كانون الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/07/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF/

كل يوم يمر يتعرى أكثر وأكثر دجل وهرطقات وشيطانية كل الجماعات والمنظمات والمرتزقة وتجار الدم والدول التي كذباً ونفاقاً تدعي المقاومة والتحرير. هؤلاء جميعاً وفي مقدمهم حزب الله الإرهابي ورعاته الملالي و"بضهرون" نظام الأسد البراميلي والكيماوي وكل المنظمات الجهادية والأصولية الحالية والسابقة ومنذ العام 1975 هي عصابات مافياوية ودراكولية تتلذذ وتفرح بالدم والدمار والتهجير وكل أنواع الإجرام. هؤلاء لا دين لهم ولا ذمة ولا ضمير ولا وجدان ولا حتى أحاسيس بشرية. إنهم مخلوقات غرائزية وحيوانية وابليسية وسادية. فبعد أن دمروا لبنان وهجروا أهله مدعين أن طريق تحرير القدس تمر من جونية ها هم يمارسون اليوم أبشع أنواع الإجرام بحق الشعب السوري ويجوعونه ويتفننون بتعذيبه وإذلاله وتهجيره. طريق تحرير القدس طبقاً لثقافتهم النفاقية تتغير وتتبدل بما يناسب مع مخططاتهم وأطماعهم واليوم أصبحت هذه الطريق تمر من مضايا والزبداني في سوريا. 40 ألف مواطن سوري محاصرون من ميليشيات حزب الله وجيش الأسد وهم يتعرضون لأبشع أنواع التجويع والإذلال. بربكم هل هؤلاء هم بشر، وهل يخافون الله ويوم حسابه الأخيير؟ بالطبع لا لأنهم عملياً وواقعاً معاشاً هم أبالسة وحيوانات مفترسة ومسعورة بأشكل بشرية. الصورة المرفقة لضحايا تجويع حزب الله وجيش الأسد في مضايا والزبداني السوري في سوريا تحكي ما يعجز القلم عن نصه. صورة حكي أجرام ونفاق ودجل وحيوانية جماعات التحرير والمقاومة والممانعة. في الخلاصة، إن الله يُمهل، لكنه لا يُهمّل بالتأكيد ولكل ظالم نهاية طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الإستيذ نبيه مصدوم من اعدام السعودية الشيخ نمر!!

الياس بجاني/06 كانون الثاني/16

افلاطون ايام الأربعاء، وصاحب ديوانية عين التينة، الإستيذ نبيه ما غيرو، قال اليوم للذين تحوكموا حوله من النواب المقاومجية والممانعجية والمنافقين، وكما كل يوم أربعاء، قال إنه مصدوم من جراء اعدام السعودية للشيخ نمر النمر!! مصدوم!!

مش قليلي..ربنا يشفيه من الصدمة.

نسأل إلى متى تستمر مهزلة ديوانية عين التينة كل يوم أربعاء؟

ونسأل متى يتوقف الأبواق والصنوج من النواب التعتير في مهزلة نقل حّكم ودرر الإستيذ ونصائحه؟

إن وضعية وجود بري الملالوية والأسدية اللاغية للبرلمان ولدوره منذ 24 سنة هي قمة في الهرطقة وأهانة كبيرة لكل ما هو قانون ونظام ودستور ودولة ومؤسسات.

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قلق دولي من التداعيات الإقليمية على لبنان وفابيوس يحمل الملف إلى عواصم المنطقة

باريس - سمير تويني/النهار/8 كانون الثاني 2016/لا يزال المتابعون للأحداث الإقليمية يؤكدون أن بوادر حل الازمة اللبنانية لن تأتي قبل حل عدد من أزمات المنطقة، ومنها الحرب في اليمن والصراع في سوريا. فهل الازمة بين ايران والسعودية ستؤخر الحل؟. كانت المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجيه (من دون الاعلان عنها رسميا) وليدة توافق إقليمي ودولي حول صراعات المنطقة. وركبت المبادرة "موجة" هذا التفاهم، لكن التفاهم الإقليمي لم يكن مرتكزا على أسس قوية، فانهار. ونشهد الآن أن الطرفين الايراني والسعودي يتجهان نحو مواجهة، إن لم تكن بينهما مباشرة فبين مؤيديهم على ساحات الصراع الإقليمي. ولبنان جزء من هذه الملاعب. ونشهد منذ شهور تفاقما للوضع من جراء تصاعد التوتر بين البلدين، حتى ان منطقة الشرق الاوسط ومنها لبنان أصبحت رهينة تنافر ايراني - سعودي يوصف خطأ بأنه حرب سنية - شيعية، وهو ليس وليد ساعته، إذ كان يوصف ايام الخلافات بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وشاه ايران بالصراع العربي - الفارسي.وفي هذا السياق، تعتبر السعودية ان المحور الايراني يحاول محاصرتها من لبنان الى اليمن مرورا بسوريا والعراق والبحرين، وان الاتفاق النووي يسمح لها بالمحافظة على برنامجها، وقد تعيد إطلاقه في اول مناسبة. ومعلوم أن التوجهات الايرانية لا تزال كما كانت، ولم تغير طهران مواقفها من الحرب في سوريا ولم تسهل انتخاب رئيس جمهورية في لبنان، ولا يزال حلفاؤها في اليمن يرفضون التزام القرار 2116. وتخشى ايران من جهتها تهديدات منظمة الدول الاسلامية غربا و"طالبان" شرقا. وقد أعاد إعدام الشيخ نمر باقر النمر والاعتداءات التي طالت السفارة السعودية، التوتر الى العلاقات بين البلدين، بعدما أدى اتفاق فيينا حول سوريا الى تخفيف الاحتقان. وعودة المعارك في اليمن بعد وقف للنار، ستؤدي الى فشل المؤتمر المقرر في 14 كانون الثاني الجاري. أما في شان المفاوضات حول سوريا، فإن الموفد الدولي ستيفان دو ميستورا شعر بقلق من الانعكاسات السلبية للازمة، فتوجه الى الرياض وطهران لمنع انهيار التوافق الدولي. ورغم تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنها "لن تؤثر على المفاوضات"، فقد يكون هناك تأثير على "القوة الدافعة" عند الخوض في تفاصيل الاتفاق. هل يمكن في ظل هذا التصعيد الكلام عن استمرار المبادرة الرئاسية؟ باعتراف الجميع، دخل لبنان مجددا الثلاجة تحت وطأة احتدام صراع المحاور. وسينصب التحرك الدولي على عدم سحب الغطاء الإقليمي الذي كان ولا يزال يحمي لبنان من لهيب الحرائق المحيطة به. وقد بدأ أصدقاء لبنان المشاورات مع الجهات الإقليمية لدعم الاستقرار، بعد مخاوف من انزلاقه في هذا الصراع. وقد يشهد الشهر الجاري العديد من اللقاءات الدولية والإقليمية لمنع لبنان من الانهيار. وسيكون الملف اللبناني على رأس الملفات التي سيتناولها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال جولته الإقليمية ابتداء من منتصف الشهر الجاري. كما أن اللقاء المرتقب في باريس بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره الايراني حسن روحاني سيناقش الملف اللبناني من جميع جوانبه لِلَجْم أي تدهور، وهو رهان فرنسي على دور إيجابي لطهران في التوصل الى حل لمشاكل لبنان. غير أن مصادر متابعة للعلاقات تشير الى أن الملف اللبناني لن يبت في طهران قبل الانتخابات الايرانية في شباط المقبل، لخلاف بين المعتدلين والمتشددين على إدارة الملف، وهذا ما قد يفسر التراجع في المبادرة الرئاسية لانتخاب فرنجيه. ففي انتظار أن تتبلور مواقف الاطراف للتوافق حول الرئيس وسلة متكاملة، أو سلة من ضمنها الرئيس، فإن تفعيل عمل الحكومة أو عدمه قد يشكل إشارة من أفرقاء في الداخل تخطوا صراعات المحاور.

 

هجوم «حزب الله» على الحريري يوازي إسقاط حكومته عام 2011 وإحباط س- س

 بيروت - وليد شقير /الحياة/08 كانون الثاني/16

يرى العديد من الأوساط القيادية المراقبة لوتيرة انعكاسات التصعيد في الصراع الإيراني -السعودي على لبنان «أننا دخلنا مرحلة جديدة لها تداعياتها على الوضع الداخلي والعلاقات بين الفرقاء اللبنانيين». ويعتقد مصدر سياسي بارز أن لبنان بات محكوماً بمجريات هذا التصاعد في الصراع أكثر مما كان قبل محطته الأخيرة المتعلقة بمضاعفات إعدام السلطات السعودية الشيخ نمر النمر بناء على قرار قضائي، والاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد والذي أعقبه قطع السعودية وعدد من الدول الخليجية العلاقات الديبلوماسية مع إيران ووقف الرحلات الجوية إليها وكذلك التعامل التجاري.

لكن المصدر يعتبر أن الموقف الإيراني إزاء الوضع اللبناني كان واضحاً قبل كل هذه الأحداث، حين أحبط «حزب الله» بالتعاون مع حليفه زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، مشروع التسوية التي طرحها زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، وتقضي بانتخاب رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. والأزمة الأخيرة دفعت الحزب إلى المجاهرة بالموقف الإيراني الفعلي المتخذ حيال الحريري والتسوية على الرئاسة. وأكد المصدر أن الموقف العنيف الذي أخذه رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد ضد زعيم «المستقبل»، بقوله أنه «يجب ألا يكون له مكان في لبنان» وتأكيد نائب آخر من الحزب أنه «لن تحصل تسوية في لبنان» مع حلفاء السعودية، هو الموقف الحقيقي الذي كان عبر عنه بين الجدران الأربعة إبان المداولات التي جرت في الأسابيع الأربعة الماضية قبل انفجار أزمة العلاقة بين الدولتين، فجاءت التطورات الأخيرة لتكرس هذا الموقف وتدفع الحزب إلى الإفصاح عن توجهاته مع إيران، إزاء السعودية وحلفائها في لبنان.

استشعار سابق للهجوم

وتتابع المصادر: «السعودية قامت برد فعل على استـــــــشعارها الهجوم عليها قبل أن تتـــفاعل قضـــية إعدام النمر والاعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد. ولا يمكن عزل إحباط مشروع التسوية على الرئاسة في لبنان عن هذا الهجوم، لأنه يأتي في سياق المشهد الإقليمي الأوسع المتعلق بعرقلة المساعي من أجل الحلول في اليمن وسورية ودور الرياض في هذه المساعي، لا سيما ترتيبها توحيد المعارضة للتفاوض على المرحلة الانتقالية فضلاً عن الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد فيها». ويقول المصدر نفسه إنه إذا كان الهجوم العنيف على الحريري من قبل النائب رعد وضد عودته إلى لبنان جاء رداً على رد الحريري على الحملة التصعيدية التي شنها الأمين العام لـ»حزب الله» ضد السعودية بعد التأزم الإقليمي، فإن الحزب كان عبر عن موقفه السلبي من زعيم «المستقبل» حين اتفق فرنجية معه في لقائهما في باريس مطلع الشهر الماضي، على رئاسة الحريري للحكومة في حال انتخب هو رئيساً للجمهورية. فأوساط الحزب كانت قالت في تعليقها على مشروع التسوية: «من قال لفرنجية أننا نقبل بالحريري رئيساً للحكومة؟ وكذلك فعل زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، هذا على رغم أن فرنجية كان نقل للحريري (خلال لقائهما في باريس) عدم ممانعة الحزب عودته إلى رئاسة الحكومة في إطار التسوية على الرئاسة لزعيم تيار «المردة». ويشترك المصدر نفسه مع أوساط سياسية متعددة في تشبيه رفض «حزب الله» عودة الحريري ورئاسته الحكومة العتيدة، بقرار إزاحته عن رئاسة الحكومة مطلع عام 2011 الذي جاء نتيجة تأزم إقليمي، عنوانه فرط مفاوضات «السين-سين» بين الرياض ودمشق، بقرار من طهران في حينها، بعد قرار خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آنذاك الانفتاح على سورية وطي صفحة الخلافات. وأعقب ذلك غياب الحريري عن البلد منذ ذلك التاريخ إلى الآن، خصوصاً أن ما حصل أدى إلى العودة عن اتفاق الدوحة الذي عقد في 2008 ونص على عدم الاستقالة من الحكومة وفرطها، مقابل حصول تحالف قوى 8 آذار على الثلث المعطل فيها. وتقضي المقارنة بين الحالتين الإشارة إلى أن التصعيد الإيراني ضد السعودية أطاح حتى إشعار آخر الحوار «الخجول « الذي كان بدأ بين الدولتين عند لقاء وزيري خارجية البلدين السريع في فيينا قبل زهاء شهرين، والذي تردد أنه شمل تحييد لبنان عن الخلاف بينهما.

وتدعو الأوساط التي ترصد المرحلة الجديدة في لبنان ربطاً بالمستوى الجديد من التأزم الإيراني السعودي، بما فيها أوساط قيادية في تيار «المستقبل»، إلى قراءة المشهد الإقليمي من زاوية عدم وجود مناخ لتسوية إقليمية على الرئاسة في لبنان من جهة، وعلى أن الجهود من أجل تسوية داخلية بين اللبنانيين كانت مبادرة الحريري مع فرنجية إحدى تجلياتها، أصيبت بانتكاسة نتيجة عودة «حزب الله» إلى ربط الحلول الداخلية بما يجري في المنطقة، من جهة أخرى. والدليل عودة الحزب عن التزامات قطعها لفرنجية بدعم ما يتوصل إليه مع زعيم «المستقبل»، نتيجة ارتباط الحزب بموجبات تصعيد طهران ضد الرياض، بما فيها في لبنان، منذ ما قبل موجة التأزم الأخيرة بينهما. وترد أوساط «المستقبل» التصعيد الإيراني إلى عوامل عدة منها أن إيران مقبلة على انتخابات الشهر المقبل، يتجه فيها المتشددون إلى التصعيد ويجرون منافسيهم إليه، لكسب أصوات الناخبين. وتعتقد أنه في حال اتجاه الأمور إلى التفاوض على الوضع الإقليمي فإن القيادة الإيرانية تريد من التصعيد إضعاف خصومها عبر الهجوم الذي تشنه عليهم. وفي حال إصرار إيران على مواصلة المواجهة فإنها ترمي إلى افتعال المشاكل للسعودية وغيرها في داخلها كما أظهرت الأزمة الأخيرة. وتضيف هذه الأوساط: «إلا أن الجديد في ما يحصل ومهما كانت الاحتمالات، أن لدى الرياض قراراً بالرد على أي استفزاز واعتداء اعتادت طهران أن تقوم به وتبني عليه لإضعاف خصومها. وهناك سياسة سعودية بعدم السكوت على أي عمل ينتقص من سيادتها ودورها، فكيف حين يكون الأمر متعلقاً بحرق سفارتها؟

تمايز بري واصراره على الحوار

إلا أن أوساط «المستقبل» وقوى أخرى تسجل أن كلاً من نصرالله والحريري في مواقفهما حيال الأزمة الأخيرة «تحدثا عن ضرورة تجنب أي تأزم مذهبي في لبنان، على رغم أن نصر الله بمواقفه فتح الباب على المزيد من الحساسية المذهبية في المنطقة ككل، وفق أمر العمليات الإيراني الذي يتحرك بهديه».

وإذا كان التصعيد الأخير من الحزب كرس تجميد التسوية على فرنجية فإن الأوساط نفسها ترى أن هجوم النائب رعد على الحريري «تجاوز إحباط التسوية على الرئاسة لأنه انخرط بتحريك الحساسيات المذهبية في لبنان، عبر هجومه على الحريري، واستهدافه الموقع السني الأبرز وحديثه عن مصادرة صلاحيات الرئاسة الأولى».

وهذا ما طرح السؤال على ما إذا كانت المرحلة الجديدة ستؤثر على مسألتين ملحتين:

- الحوار الثنائي بين «المستقبل» والحزب الذي يفترض أن ينعقد الاثنين المقبل، وسط رأيين سادا «المستقبل» خلال اجتماع كتلته النيابية. الأول يرى أن الحزب «تجاوز الخط الأحمر ولا يجوز العودة إلى الحوار كأن شيئاً لم يكن». والثاني يعتبر أنه يجب عدم إعطاء الفرصة للفريق الآخر بأن يحبط الحوار بفعل تصعيده حرصاً من «المستقبل» على مواصلة تنفيس الاحتقان، حتى لو لم ينتج من الحوار وقائع جديدة، فضلاً عن أنه لا يجوز أن يكون التيار البادئ في وقف الحوار. وترك الأمر للتشاور مع الحريري مع ترجيح حصوله، فيما رئيس البرلمان نبيه بري راعي الحوار الثنائي يصر على انعقاده من موقع حرصه على خفض التوترات المذهبية. وتشير هذه الأوساط إلى أن بري ميّز نفسه عن رد فعل «حزب الله» في بيانه تعليقاً على إعدام النمر، ولم يذهب إلى التصعيد الذي ظهر لدى نصرالله ما يعطيه صفة القدرة على متابعة دوره.

- تفعيل عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي كحاجة ملحة. وترى أوساط «المستقبل» أنه بات أكثر تعقيداً بعد التصعيد الأخير، وأن الحزب على رغم تأييده وقف شلل المؤسسات، فإن تصعيده قد يترك المجال لعون ليضع الشروط عليه ومنها إصراره على اتخاذ القرارات بالإجماع.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 7/1/2015

الخميس 07 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إن تحدث التاريخ عن الحرب في سوريا فإنه سيركز بالتأكيد على مضايا البلدة الصغيرة وجوع أهلها ولا سيما الاطفال منهم في ظل حصار منذ سبعة أشهر. وقد أعلنت الامم المتحدة عن موافقة الحكومة السورية على ادخال المساعدات إلى البلدة في الساعات المقبلة.

مضايا شهدت معارك عنيفة قبل وقف اطلاق النار بموجب اتفاق الزبداني وحينها انسحب عناصر الجيش السوري الحر من مداخلها وسط انهماك المؤسسات الإنسانية العالمية بتتبع أخبار المدنيين المحاصرين الذين يموت منهم العشرات نتيجة الجوع.

لنا عودة الى مضايا بعد الاشارة الى أبرز ما في الوضع المحلي.

البارز:

- تأجيل الانتخاب الرئاسي الى جلسة خامسة وثلاثين في الثامن من الشهر المقبل لتعذر اكتمال النصاب البرلماني كالعادة.

- التقاء المواقف السياسية على اهمية مواصلة الحوار الوطني وخصوصا حوار المستقبل وحزب الله.

- تحرك حملة بدنا نحاسب وتنفيذ اعتصام قوي امام التفتيش المركزي.

- عودة لبنان الى الجو العاصف والماطر والمثلج اعتبارا من الليلة.

إذن مضايا البلدة السورية المحاصرة منذ سبعة أشهر تشهد موت العشرات واغماء المئات من المدنيين والاطفال نتيجة الجوع اذ ان الطعام اقتصر على المياه الساخنة والبهارات.

إضافات على وضع مضايا بعد التوقف مع أخبار بارزة آخرى وفيها:

- تفجير انتحاري لداعش في الزليتن في معسكر للجيش الليبي ومقتل سبعين شخصا وإصابة أكثر من مئة بجروح.

- تصدي الدفاعات السعودية لصاروخ بالستي مصدره اليمن كان يستهدف جازان واعلان إيراني عن تعرض سفارتها في صنعاء لقصف جوي وطرد ممثل للأمم المتحدة من اليمن.

- مقتل شخص بنيران الشرطة في باريس بعدما لوحظ انه يرتدي حزاما ناسفا لكن الحزام لم يكن حقيقيا وقيل انه اعتدى على رجال أمن.

والآن مع مضايا والجوع والمساعدات الدولية المنتظر ادخالها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

حصار مضايا لم يهز العالم كفاية بعد، ومشهد الاطفال الذين تحولوا الى "جلدة وعضمة" لم يحث العالم الى التحرك، فقط بيان خجول لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية يتحدث عن ترحيب الامم المتحدة بموافقة الحكومة السورية بشأن ايصال المساعدات الانسانية الى مضايا.

اخر مساعدة تلقتها مضايا كانت في الثاني عشر من تشرين الاول الفائت ومنذ ذلك التاريخ بدأ الحصار، فيما العالم لم يرف له جفن.

في لبنان الاحباط الرئاسي تمثل في قذف الجلسة الخامسة والثلاثين شهرا كاملا اي الى 8 شباط المقبل علما ان كانون الاول تضمن جلستين.

بيئيا عاود الحراك المدني تحركه وهذه المرة من بوابة التفتيش المركزي على خلفية مسـألة ترحيل النفايات التي تم الاتفاق بشأنها من دون اي شفافية.

في المواجهة المفتوحة بين الولايات المتحدة الاميركية وحزب الله قرار من الخزانة الاميركية بفرض عقوبات على علي يوسف شرارة وعلى شركته سبكتروم للاستثمار. وتقول واشنطن ان شرارة قريب من حزب الله.

في جديد الحكومة نقل زوار عن الرئيس سلام، ان كانت دعوته الى جلسة لمجلس الوزراء منتصف الاسبوع المقبل، على ان يتضمن جدول الاعمال البنود الاكثر الحاحا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لا بديل عن الحوار في لبنان، جرب اللبنانيون التفرقة او الجمع، اختبروا مآسي التباعد، وعاشوا بركات التقارب، اللبنانيون يريدون الحوار والقيادات السياسية تترجم رغبة اللبنانيين، ومن هنا وجد المضي في الحوار الثنائي والموسع.

في عين التينة مضي في رعاية الحوارين ودفع لتفعيل الحكومة، وما بين العنوانين مصلحة وطنية، الاجواء ايجابية رغم التصعيد في المواقف السياسية، ما يقال في التصريحات لا يعكس حقيقة التواصل القائم، اجتماعات بالجملة بعيدة عن الاضواء تحضيرا لخطوتي الاستمرار بالحوار وعودة جلسات مجلس الوزراء.

الاستحقاقات تفرض نفسها والانتخابات البلدية قائمة في موعدها في شهر ايار كما قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من عين التينة اليوم.

اما الاستحقاق الرئاسي فيكرر نفسه في الجلسات، من دعوة الى دعوة بانتظار تسوية مجمدة في الثلاجة.

اقليميا، تصعيد مفتوح في الشكل، ومساع دولية للم الازمة القائمة بين ايران والسعودية، ولعل تصريح ولي ولي العهد السعودي يختصر المشهد، فالامير محمد بن سلمان قال ان اندلاع حرب بين السعودية وايران، سيكون بداية لكارثة كبيرة في المنطقة ولن نسمح بحدوث اي شيء كهذا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

لا شيء في الافق يوحي بحلحلة قريبة للاحتدام السياسي في لبنان والذي نجم عن الخلاف السعودي الايراني، ولا مسعى جدي للجمع بين المتخاصمين اللهم غير التمنيات الكلامية التي تبقى اقل وقعا من قرقعة الخطاب العنيف الدائر بين المستقبل وحزب الله.

خيط الامل المتبقي او شعرة معاوية ان الحوار بين الجهتين لن ينقطع على ما يبدو رغم ان لقاء العيون لن يكون سهلا بعد الانفلات الخطير للألسن.

وسط هذه الاجواء ينصب الجهد على تفعيل عمل الحكومة بعد تطير الجلسة الرابعة والثلاثين لانتخاب رئيس والعمل جاري على توليفات تزيل تحفظات بعد المكونات الحكومية عن المشاركة في جلسات مجلس الوزراء.

توزايا، فاجأ ناشطو "بدنا نحاسب" التفتيش المركزي للسؤال عن حيثيات صفقة ترحيل النفايات ولم يخل الامر من تدافع خشن.

سوريا تهيب النظام تبعات حصاره مضايا وسمح بادخال المساعدات اليها بعدما بات سكانها ال40 الف على حافة الموت.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

اربعة ايام مرت على عملية المقاومة في مزارع شبعا المحتلة قبل ان يتمكن جيش الاحتلال من سحب آليته المدمرة:

عملية مجبولة بالخوف والرعب رصدتها كاميرا المنار ولملم خلالها عناصر العدو ادلة الضربة الموجعة في المزارع مستخدمين كل امكاناتهم التمويهية والتغطية الجوية والبرية...

ومن دون اي تمويه، يسعى الاحتلال الى توطيد علاقاته مع السعودية في مواجهة الجمهورية الاسلامية في ايران... وبوضوح تحدث الاعلام الصهيوني عن ذلك كوضوح الارقام الهابطة بقوة في بورصات الخليج بعد الهجمة السعودية على ايران وقطع العلاقات الدبلوماسية معها.

واليوم اتخذت طهران قرارا بمقاطعة البضائع السعودية على عكس القرارات الارتجالية والعنتريات الفارغة للدبلوماسية السعودية.

وكما حاولت الرياض التعتيم على جريمة اعدام الشيخ النمر باثارة موجة التحريض ضد طهران، يواصل اعلام البترودولار التضليل وحرف الانظار عن هذه الجريمة باختلاق وقائع وفبركة صور يعود بعضها لاعوام مضت ومن خارج مضايا بل ومن خارج سوريا

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إشتدي سفارة تنفرجي تعادل سلبي في الملاعب الدبلوماسية الإيرانية السعودية أحرقت السفارة في طهران قصفت سفارة إيران في اليمن من طائرات ملكية.

الجهمورية الإسلامية احتجت لدى مجلس الأمن والمملكة العربية سبقتها إلى الأروقة الدولية لكن النيران بالدبلوماسية المحروقة أنتجت وقفا لإطلاق التصريحات الهادمة ففي كلام هو الأول من نوعه لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن اندلاع حرب بين السعودية وإيران سيكون بداية لكارثة كبيرة في المنطقة ولن نسمح بحدوث شيء كهذا وعلى أعقابه وصلت إلى بيروت دفعة مهدئات وكبتاغون سياسي فتلت في الرأس الأزرق ودفعت نهاد المشنوق إلى عين التينة لتأكيد استمرارية الحوار وأصابت مقتلا بتشدد السنيورة فظهر على صورة المهاتما فؤاد فأعلن أن المستقبل كان دائما من دعاة الحوار وسيستمر ولولا احتباس دموعه على مضايا لكان السنيورة "يا ضنايا" أطرق على كتف حزب الله وشد على يده بأن يحضر جلسة الحوار المقبلة دموع لم تسعف السنيورة على زمن حصار مخيم اليرموك أكثر من عام ولم تكن جاهزة على أيام قرى سورية تعد وتحصى ذاقت الحصار والجوع والتشرد من كل طرف وربطا فإن النزوح لا يقل مأساة عن الحصار وجديده أن السوريين الذين كانوا بصدد العبور إلى تركيا من لبنان فرضت عليهم أنقرة تأشيرات دخول ابتداء من يوم غد ما يعني أن الذين سيتعذر عليهم الفيزا سيبقون في لبنان وسيحق لهم أمميا البقاء الاختياري وهذا ما حذر من خطره وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماعات نيويوك التشديات التركية على أحلام اللاجئين السوريين بالعبور من تركيا إلى أي بلد أوروبي شكلت عامل تأزيم آخر في قضية ساهمت الدولة التركية في اشتعال حربها ولن يكون على السوريين طالبي التأشيرة سوى أن يتقدموا بها تحت أسماء إرهابية من داعش والنصرة أو ما يعادلهما لكي توافق تركيا على منحهم فيزا عبور وربما الاستضافة والاقامة في الفنادق أسوة بأسلافهم الافتراضيين ومن التأشيرات إلى الجوازات حيث ينهمك الأمن العام واللبنانيون في تجديد لم يكن في الحسبان بعدما وضعت الدول شروطا على الجوازات بات على الدولة والمواطنيين التزام تطبيقها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

ما كان معروفا منذ أسابيع بات مؤكدا اليوم... وهو أن عاصفة الجنون الخليجي وصلت فعلا إلى لبنان. وبنتيجتها كل ما كان من استحقاقاتنا السياسية خارج التبريد صار داخله... وكل ما كان في التبريد رفع إلى مرتبة الثلاجة... حتى لا تفسد لحوم الدمى المطلوب تحريكها لاحقا، على مسرح سيادتنا المغفور لها... ولأن الأمر كذلك، توكل الرئيس نبيه بري على شفاعة مار مارون، عله يحل عقدة الرئاسة. فحدد جلستها المقبلة عشية عيد شفيع الموارنة في 8 شباط... طبعا لأن الحل الجذري ممنوع... وهو أن ينتخب الشعب اللبناني رئيسه. كما يفعل البشر من إريتريا إلى أفغانستان... فلا تعود رئاستنا رهن تهريبة ملياردير، ولا أسيرة تعليمة قنصل... كما لو أن الرئيس عندنا لعبة بارولي غير مشروعة، أو حقيبة كبتاغون ملكية... وفي الوقت الضائع، عاد مسؤولونا للبحث في ملء فراغهم بما يناسب... فعادت نغمة تفعيل الحكومة... أي حكومة الكارثة الوطنية. حكومة التعمية على الحقائق وذر الرماد وتلوين الوقائع. الحكومة التي لم تخبرنا بعد لماذا صادر رئيسها منذ نيسان 2014 مرسومي استثمار نفطنا... حتى انهارت أسعار النفط وهربت شركاته، ولم يرف له جفن... ولماذا هبوا قبل أسابيع للبحث في الموضوع ثم ناموا... والحكومة التي لم تخبرنا بعد لماذا لا تُجري انتخابات فرعية جزين، ثم تبحث في الانتخابات البلدية؟ علما، وللوقائع والمعلومات، ونتحدى مسؤوليها أن يكذبوا، أن هذه الحكومة نفسها سربت لشركات تصدير نفاياتنا الفاخرة، أن لا انتخابات بلدية مقبلة، بما يضمن استمرار عقود تلك الشركات مع اتحادات البلديات ... لا تنتهي لائحة الخداع والتضليل والمراوغة وأكثر ... وهو ما يجعل سلطتنا ونظامنا، مطحنة تكسر عظام شعبنا وديمقراطيتنا بالإهمال أو بالسوء ... تماما كما حصل اليوم مع هيلينا ووالدها.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الالام كبيرة والاسئلة كثيرة وهي تحفر عميقا في النفوس، فكيف يمكن لمن يذرف الدموع، ويتباكى على حقوق الانسان، لاعدام القضاء السعودي الشيخ نمر النمر بتهمة الارهاب، ألا يبالي للجريمة المرتكبة ضد الانسانية، بتجويع أربعين ألف انسان في مضايا السورية.

ألم تهزه مشاهد الاطفال الذين يقتلون جوعا، وصور كبار السن والنساء، يلملمون القاذورات من الشوارع، لسد رمقهم.

وكيف لحزب الله من يدعي نصرة المظلوم، أن يواصل دعمه ومساندته، وربما مشاركته نظام الاسد الموغل في تجويع مضايا واذلال اهلها، فيما وسائل اعلامه تسعى الى تحوير الحقائق الموثقة بالفيديوات، التي تظهر اطفالا يستعطون لقمة العيش، فيما اجسادهم باتت خرقا بالية، بالادعاء ان المساعدات الغذائية تتوالى الى مضايا، منذ اكثر من شهرين.

إنها جريمة موصوفة في وضح النهار، وعلى مرآى ومسمع العالم والضمير الانساني، وهي لاقت موجة من الاستنكار، على امتداد العالم العربي، وفي اروقة الامم المتحدة، فيما اكد الرئيس سعد الحريري ان حصار مضايا هو اعدام مدينة بسيف التجويع.

 

بري أرجأ جلسة انتخاب الرئيس الى 8 شباط السنيورة: ليكن الحوار هاجس الجميع عدوان: مصلحة لبنان قبل أي مصلحة اخرى

الخميس 07 كانون الثاني 2016

وطنية - أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية للمرة ال 34 على التوالي، الى 8 شباط المقبل، لعدم اكتمال النصاب حيث بلغ عدد النواب الحاضرين 36 نائبا.

ضاهر

وأذاع الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر بيان التأجيل الصادر عن رئاسة مجلس النواب، وجاء فيه: "أرجاء رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الجلسة التي كانت مقررة ظهر اليوم بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، الى ظهر يوم الاثنين الواقع في 8 شباط 2016 لانتخاب رئيس الجمهورية".

غانم

وعلق النائب روبير غانم على توقيت هذه الجلسة، آملا أن "يكون انتخاب رئيس الجمهورية عيدية لمار مارون الذي يصادف عيده في التاسع من شباط".

السنيورة

وبعد اعلان إرجاء الجلسة، عقدت لقاءات جانبية بين النواب أبرزها اللقاء الذي جمع الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان، واستمر نصف ساعة، عقد بعده السنيورة وعدوان مؤتمرا صحافيا مشتركا آسفا فيه لتكرار إرجاء جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ودعوا الى "معالجة مشاكل اللبنانيين".

بداية قال السنيورة: "اليوم ها قد نفتتح العام الجديد الذي أتمنى ان يحمل الخير للبنان واللبنانيين وللعرب أجمعين. واليوم ايضا، أنهينا المحاولة الرابعة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية، وكما شهدتم لم نستطع تأمين النصاب الذي يمكننا من اجراء الانتخابات. من طبيعي، أن يعرف الجميع من يقف حائلا دون تمكين المجلس النيابي من تحقيق النصاب القانوني اللازم للانتخاب الذي نأمل من خلاله ان يصار الى التقدم على مسار استعادة العمل والنشاط في كل المؤسسات الدستورية، وايضا البدء بمعالجة المشاكل التي يعاني منها لبنان وطنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا، وبالتالي نحن الان ما زلنا معلقين لان هناك من يستمر في اخذ البلاد رهينة وعدم تمكين اللبنانيين من الحصول على ما هو اصلا حق دستوري لهم وان يساهموا في انتخاب رئيس من خلال مجلس النواب وهذا الامر قد مر وبات برسم جميع اللبنانيين ليعرفوا من يقف حائلا دون اجراء الانتخابات اللازمة".

أضاف: "الامر الثاني الذي اود ان اتحدث عنه هو ما شهده اللبنانيون خلال ال 24 ساعة الماضية من جريمة نكراء أرقت ضمير الرأي العام، والتي ارتكبت بحق الانسانية أي جريمة حصار وتجويع سكان بلدتي مضايا والزبداني في القلمون السوري. نحن نرفض كل عمل مماثل اينما وقع لانه جريمة ضد الانسانية، التي كنا نظن انها انتهت في العالم، واذ بنا نكتشف انه عمل يرتكب في بلدة سورية ليست بعيدة الا بضعة كيلومترات عن الحدود اللبنانية. إنها جريمة ترتكب على مرأى ومسمع العرب والعالم أجمع. من المعيب جدا ان تتحول مهمة النظام السوري وحلفائه الى ارتكاب الجرائم التي شهدناها وأودت بحياة اكثر من ثلاثمئة الف سوري وما يقارب مليون جريج ومعاق، اضافة الى أن أكثر من نصف الشعب السوري نازح في ارضه او مهجر ولاجىء خارجها".

وتابع: "هذه الجريمة هي جريمة موصوفة وضد الانسانية، كما أنها وصمة عار على جبين كل من يشارك فيها ويسكت عنها، وهي لا تحموها أي تبريرات سياسية أو عسكرية أو اعلامية. وأنا أسأل الان مثل كل لبناني: أين هي حقوق الانسان، ولماذا السكوت عن جريمة قتل الناس جوعا في مضايا، وهو أمر شهده العالم كله عبر الصور التي بثت وسببت كما أعتقد، الالم لمن شاهد الاطفال والامهات والعجزة في منظر يدمي القلوب. إنها فعليا جريمة العصر".

وقال السنيورة: "من هنا نطلق صرخة استنكار ضد استمرار حصار هذه البلدة، وصرخة استغاثة بحق الضمير العربي والاسلامي والعالمي للمبادرة الى فك الحصار عنها وإغاثة المحاصرين قبل استفحال هذه الجريمة النكراء. كما اننا وجه هذه الصرخة الى مجلس الامن الدولي لوقف استمرار هذه الجريمة. نقول ذلك ولا نعرف من يشارك في هذه العملية الجريمة، على الاقل النظام السوري هو الذي يرعى، والسؤال هل يشارك حزب الله في هذه الجريمة؟ أخشى ما أخشاه ان يكون حزب الله مشاركا في هذه الجريمة، ونأمل ألا يكون كذلك لان هذه الجريمة ستضر كثيرا بالعلاقات بين كل مكونات الشعب اللبناني والشعب السوري، وبالتالي المطلوب مزيد من العقلاء الذين يعملون على رفع هذا الحصار وانهاء تجويع الناس بهذه الطريقة".

وسئل: في ظل هذا التوتر محليا، هل أنتم كتيار "مستقبل" ذاهبون الى الحوار الاثنين مع "حزب الله"؟ ولماذا نلاحظ خطابين لتيار "المستقبل

أجاب: "أولا هذا الموضوع لا يزال موضوع تشاور داخل تيار المستقبل، ولكننا كنا وما زلنا دائما دعاة حوار وسنستمر، وليس هناك من أصوات في المحصلة داخل التيار، فهناك قرار يؤخذ في هذا الشأن ويسري على الجميع. نعم ان تيار المستقبل يمتاز بحيوية وديمقراطية عاليتين تسحمان بالاختلاف ولكن ليس فيه خلاف على الاطلاق".

سئل: هل لديكم نية لإعادة ترشيح النائب ميشال عون خصوصا ان "حزب الله" يدعمه؟

أجاب: "سمعت آراء كثيرة ولكني لم أسمع مثل هذا الرأي".

سئل: لو تأمن النصاب اليوم وانتم بجانب نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية"، هل كنتم تنتخبون النائب سليمان فرنجية؟

أجاب: "أعتقد انك تطرح فرضيات، فيا ليت النصاب يؤمن وساعتئذ يكون هناك امكانية للتوصل الى نتيجة وعندها ينتخب رئيس للجمهورية".

سئل: من هو مرشحكم اليوم، هل لا يزال الدكتور سمير جعجع ام اصبح النائب سليمان فرنجية؟

أجاب: "هناك ترشيح جرى هو ترشيح الجنرال ميشال عون، والدكتور سمير جعجع، وهناك افكار تم التداول بشأنها وكان يفترض ان تتقدم واصطدمت بحواجز، وتعرفون من الذي وقف دون هذه الافكار".

عدوان

من جهته، سئل عدوان: هل توافقون على أن الاستحقاق الرئاسي بات في الثلاجة كما قال الرئيس نبيه بري؟ وما هو تصور "القوات اللبنانية" لهذه الطروحات؟

أجاب: "من دون ادنى شك اننا نعيش منذ الاسبوع الاخير من السنة الماضية جوا من التوتر السياسي انعكس على كل ما يجري، وانا اود ان أتوجه الى جميع المسؤولين اللبنانيين بالقول: اذا كنا فعلا نريد مصلحة لبنان فذلك يتطلب منا هدوءا وحكمة أكثر، وأن نزين الكلام الذي ننطق به والذي نتناول فيه بعضنا البعض احيانا. ولان كل هذه الامور في نهاية المطاف تؤدي الى نتيجة واحدة هي خراب بلدنا، ونحن في بلد مؤسساته معطلة واقتصاده وماليته لا نحسد عليهما، ويعاني فيه المواطن ما يعانيه كل يوم ابتداء من النفايات مرورا بالكهرباء والطرقات وصولا الى كل القضايا الحياتية والمعاناة التي يشكو منها المواطن، وبالتالي أوجه دعوة صادقة، وهذه كانت محور كلام مطول مع دولة الرئيس السنيورة اليوم، لكي نبرد الاجواء".

أضاف: "من هنا أتمنى صادقا ان يستمر الحوار الحاصل بغض النظر عن النتائج التي وصل او قد يصل اليها، ليبقى هناك تواصل بين اللبنانيين رغم كل التشنجات. والدعوة ايضا للحكومة كي تجتمع في اسرع قوت ممكن لمعالجة قضايا المواطنين الذين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر، هذه هي الاولوية. الحوار القائم بين حزب الله والمستقبل هو الذي ابقى هذه الشعرة مستمرة ونريد ابقاءها لا قطعها، لان البلد بكل صراحة وصل الى حد من التشنج المذهبي ينعكس سلبا على الناس جميعا ويفترض ان يكون لدينا الجرأة والصراحة لنقول كل هذه الامور. ان التشنج القائم لا يخدم احدا ولا الاطراف ولا اللبنانيين، فلبنان لا يخدمه الا الاستقرار والتعاطي بتعقل وحكمة والابتعاد عن مشاكل المنطقة ومحاورها. واعتقد أن ما يفترض ان نعمل عليه جميعا".

السنيورة

وعقب السنيورة على كلام عدوان حول الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" قائلا: "ان الكلام عن الحوار هو في منتهى الاهمية ويجب ان يكون هاجس الجميع فعليا لخفض منسوب التوتر والعودة الى التعقل في الطرح وعدم الانزلاق من خلال التفوه بعبارات ودعوات تؤدي الى ارتفاع حدة التوتر بل الى ذهاب العقل. نشهد منذ فترات طويلة أن هناك من يحاول تخريب عقول اللبنانيين وجعل العقل الذي يفترض به ان يساهم بالفرز والتمييز بين الامور لا يعمل، وهذا ما شهدناه في عملية انتخاب رئيس للجمهورية وفي مسائل بسيطة ومهمة جدا منها موضوع النفايات وما يتعلق بالتشنج المذهبي الذي لا يصب استمراره في مصلحة أحد على الاطلاق. لذلك يجب الدعوة مجددا الى التهدئة في هذا الشأن".

عدوان

بدوره، قال عدوان: "بالعودة الى السؤال عن موضوع رئاسة الجمهورية، نقول إن هذه المسألة تبقى بالنسبة الينا الاولوية ومن دونها لن تستطيع السلطة استعادة عملها وعافيتها وتعود المؤسسات الى عملها بشكل طبيعي. ان ما قيل عن ترشيح النائب سليمان فرنجية خلق في هذا الموضوع ديناميكية وتحركا علينا ان تواكبه بتحركات أخرى، حتى هذه الديناميكية التي توقفت لاسباب تعرفونها يجب ألا نجمدها ولا نضعها في البراد".

وقاطعه السنيورة قائلا: "ليس في البراد انما في الثلاجة، وحبذا لو يعيدونها الى البراد".

واستطرد عدوان قائلا: "يجب ألا نجمدها ولا نضعها سواء في البراد او في الثلاجة، وبرأيي حبذا لو استطعنا اذابتها والبدء بالعمل الجدي، لاننا ندفع في كل يوم يمر من دون انتخاب رئيس للجمهورية جميعنا الثمن الغالي والاغلى. لذلك دعونا نتحدى كل الظروف التي تدفع بهذه القضية الى التجميد، ولا ينتظرن أحد أن يأتي أي كان ليحل مشاكل اللبنانيين مكانهم، فالعالم كله منهمك بقضاياه وكل الدول لديها مصالحها التي تسبق مصالحنا وليس هناك لا القريب ولا البعيد يهمه مصلحتنا، فإذا كنا كلبنانيين غير قادرين على اعطاء الاولوية لمصلحتنا قبل مصلحة ايران او اميركا او السعودية او فرنسا، فمعنى ذلك اننا لسنا اهلا لتحمل المسؤولية ولا نضع مصلحة لبنان قبل كل هذه المصالح. نحن بتنا أمام هذا الامتحان، واعتقد أننا مع دولة الرئيس السنيورة من الناس الذين يؤمنون بأن مصلحة لبنان هي أولا ويجب ان تسبق أي مصلحة اخرى، وبالتالي نحن مع اخراجها من الثلاجة اذا كانت وضعت في الثلاجة".

سئل: هل يمكن ترشيح العماد عون؟

أجاب: "أعتقد ان القوات اللبنانية لديها هم أولي هو ان يكون لدى لبنان رئيس للجمهورية، والهم الثاني ان يكون هناك تفاهم مع الرئيس المقبل حول القضايا المصيرية اللبنانية وان يتوافق تشريعه مع المشروع الذي يطرحه. انطلاقا من هذين الشرطين كل الامور تصبح ممكنة، ولا ننسى ان هناك امرا مهما في ظل ما يجري مؤخرا بأننا متشبثون بالقرارات الدولية وبأن يكون لبنان على علاقة ممتازة مع جامعة الدول العربية ومع الامم المتحدة وملتزم بكل القرارات الدولية، وضمن هذا السياق كل الامور تصبح قابلة للبحث ولا نقفل اي باب".

سئل: هل أقنعكم السنيورة بترشيح فرنجية؟

أجاب: "اذا كان هذا السؤال خارج المؤتمر عليكم ان تفتشوا اذا كان الرئيس السنيورة مقتنعا بفرنجية".

 

وزارة الخزانة الاميركية فرضت عقوبات على رجل اعمال لبناني بتهمة تقديم دعم مالي لحزب الله

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلنت وزارة الخزانة الاميركية في بيان اليوم، أنها فرضت "عقوبات على رئيس شركة "سبكتروم اينفستمنت غروب هولدينغ" للاتصالات اللبناني علي يوسف شرارة ومقرها بيروت، بتهمة تقديم دعم مالي لحزب الله. ولهذه الشركة اعمال في الشرق الاوسط وغرب افريقيا واوروبا".

وأوضح البيان أنه " تمت اضافة اسم شرارة، الى القائمة الاميركية السوداء، وهو متهم بتلقي ملايين الدولارات من حزب الله، بهدف استثمارها في مشاريع تجارية وتمويل التنظيم الشيعي في المقابل". واشار الى أن "العقوبة تقتضي بتجميد أصول شرارة في الولايات المتحدة ومنع أي شركة أو مواطن أميركي، من التعامل معه أو مع شركته".

 

سلام استقبل جريج وشهيب ووفدا من أهالي العسكريين المخطوفين

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام عصر اليوم في السراي الحكومي، وزير الاعلام رمزي جريج، وجرى البحث في شؤون تتعلق بوزارته.

واستقبل أيضا وزير الزراعة أكرم شهيب، وتناولا التطورات العامة في البلاد.

كذلك التقى الرئيس سلام في حضور الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، وفدا من أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم "داعش".

 

بري استقبل عزام الاحمد ووفد نقابة محامي بيروت المشنوق: رغبة الحريري التهدئة في الحوار

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة وزير الداخلية نهاد المشنوق وعرض معه الاوضاع العامة. وقال المشنوق بعد اللقاء: "تشاورت مع دولة الرئيس بري في ثلاثة موضيع: الاول يتعلق بالانتخابات البلدية، والثاني بالحوار، والثالث بتفعيل العمل الحكومي. ومن موقع مسؤوليته الوطنية، فقد أكد دولته أهمية تفعيل العمل الحكومي، وضرورة الحوار رغم كل العواصف الكلامية التي نمر بها، وأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يجب أن نرجع اليها دائما رغم كل الظروف المحيطة بنا، سواء داخل لبنان أو خارجه. وإن شاء الله من الآن الى يوم الاثنين المقبل يكون الجو إيجابيا ويسمح بإتمام الحوار، لأن رغبة الرئيس الحريري أيضا هي رغبة تهدئة لا رغبة تصعيد في مسألة الحوار. أما بالنسبة الى الانتخابات البلدية، فقد بدأت مشاوراتي مع دولته وسأستكملها مع القيادات السياسية الرئيسية الاخرى في موضوع الانتخابات البلدية التي يصادف موعدها في أيار المقبل. وان الاتجاه الحقيقي والطبيعي والاساسي هو أن تجرى الانتخابات البلدية في موعدها ان شاءالله".

وفد فلسطيني

ثم استقبل بري عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان عزام الاحمد والسفير الفلسطيني اشرف دبور وامين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، في حضور عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" محمد جباوي. وقال الاحمد بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري ونقلت اليه تحيات القيادة الفلسطينية وفي مقدمها الرئيس ابو مازن. نحن حرصاء على استمرار التنسيق والتعاون في المجالات كافة بين القيادة الفلسطينية والقيادة اللبنانية. وقد أطلعت دولته على الأوضاع التي تعيشها الاراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا الوضع في مدينة القدس، في ظل تصاعد الهبة الشعبية الفلسطينية التي تتصدى لقوات الاحتلال ولعصابات الصهاينة وعصابات المستوطنين التي تلاقي دعم اليمين الاسرائيلي برئاسة نتنياهو، وكذلك تصدي الشعب الفلسطيني لاعمال الاستيطان ومحاولات التغيير الديموغرافي، سواء في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية او في بقية مناطق الضفة الغربية". أضاف: "عرضنا الوضع السياسي في ظل جمود الجهود لتحريك عملية السلام على الصعيد الفلسطيني - الاسرائيلي، وحرصنا على التحرك بالتنسيق مع أشقائنا العرب لعدم ابقاء وضع القضية الفلسطينية في حالة الجمود. كما ناقشنا مع دولته اوضاع اللاجئين الفلسطيني في مخيمات لبنان الذين هم ضيوف على الدولة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني. وعبر دولته عن ارتياحه الى حجم التنسيق بين منظمة التحرير بمختلف قواها وفصائلها والقيادة الفلسطينية مع الجهات اللبنانية المعنية سواء قيادة الجيش او الاجهزة الامنية اللبنانية وايضا على المستوى السياسي مع الحكومة اللبنانية من اجل المحافظة على الهدوء والسلم وعدم استغلال المخيمات الفلسطينية لتهديد السلم الاهلي في لبنان. وجرى الاتفاق على استمرار هذا التنسيق بكل اشكاله حتى يكون لبنان آمنا مستقرا ويخرج من كل دوائر المؤامرات التي تحاك ضده لتهديد وحدته واستقراره السياسي والامني".

نقابة المحامين

ثم استقبل بري وفد نقابة المحامين في بيروت برئاسة النقيب انطونيو الهاشم وعضوية عدد من النقباء السابقين وفي حضور مسؤول المهن الحرة في حركة "أمل" سامر عاصي ورئيس دائرة المحامين في الحركة مصطفى قبلان. وتوجه الهاشم بكلمة الى بري قال فيها: "ما يحملنا اليك يا دولة الرئيس، ليس فقط الموقع السامي الذي تتبوأونه عن جدارة واستحقاق منذ ردح من الزمن. ولننقل اليكم محبة زملائكم المحامين الذين يقدرون شخصكم، وليس فقط لنضعكم في اجوار الديموقراطية التي خيمت على الجمعية العامة التي شرفتنا واختارتنا لقيادتها، وهو دور ديموقراطية طالما شجعتم عليه، ينسجم ويتماشى مع تاريخ نقابة المحامين التي طالما تبادلتم واياها المحبة، بل لنقف الى جانبكم في هذه الحقبة الدقيقة من عمر الوطن ولنثمن الدور الريادي الذي تضطلعون به، وهو دور اسمح لنفسي ان اسميه دورا خلاصيا". وأضاف: "الآمال الكبيرة معقودة عليكم يا دولة الرئيس، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. كثيرون ممن يمتهنون السياسة هم في غياب، أما أنتم فحضوركم ساطع ودائم. فنحن نفخر بأنكم المحامي الاول عن كل لبنان، ولطالما كانت نقابة المحامين الرافد الاساسي لكبار هذا الوطن. إن وطنا يسلم أمانة السلطة ومقاليد الحكم الى رعيل من المحامين الكبار، والتاريخ شاهد، لم يكن ولن يكون فيه القانون شهيدا وضحية. فيا دولة الرئيس أعود الى قول الشاعر: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى، ما الحب إلا للحبيب الاول. كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه أبدا لاول منزل. إن نقابة المحامين ما زالت في حاجة اليكم، الى حكمتكم ورعايتكم، لنعمل معا في سبيل إعلاء شأن المهنة ولندافع معا عن حقوق المحامين وكرامتهم". وبعد الزيارة قال الهاشم: "جئنا لنهنئ دولته بالاعياد ولنشكره لتهنئته لنا بانتخابنا، ونقابة المحامين حريصة على محبة دولة الرئيس ونعتبره المحامي الاول عن الوطن ككل، وليس هناك من جميل للنقابة على دولته، بل هي في حاجة اليه والى حكمته. وقد طالبنا بأمور عديدة نأمل أن تتحقق".

برقية

من جهة أخرى تلقى بري برقية من رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري محمد العربي ولد خليفة مهنئا بحلول العام الجديد.

 

جعجع: انقذوا مضايا

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلن المكتب الاعلامي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ان رئيس الحزب سمير جعجع نشر صورة عبر "تويتر" موجها عبرها دعوة إلى كل الدول التي لديها قوى جوية عاملة في الأجواء السورية، قائلا: "أعتقد أن هذا المشهد بحد ذاته كاف لتحريك ضمائركم ودفعكم الى رمي الإمدادات الغذائية من الجو الى عشرات آلاف المحاصرين في مضايا... بانتظار من سيتحرك عنده الشعور بالتضامن الإنساني أولا..."

وأرفق جعجع الصورة مع هاشتاغ أو وسم #أنقذوا_مضايا #SaveMadaya".

 

الدستوري رد طلب إبطال قانون تحديد شروط استعادة الجنسية لأنه لم يخالف مبدأ المساواة

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - رد المجلس الدستوري اليوم طلب إبطال القانون رقم 41 (تحديد شروط استعادة الجنسية اللبنانية)، في قرار رقم 1 /2016، جاء فيه:

"رقم المراجعة: 1/و تاريخ 11/12/2015،

الطعن في دستورية القانون المعجل رقم 41 تاريخ 24/11/2015 المتعلق بتحديد شروط استعادة الجنسية اللبنانية مع طلب وقف العمل بالقانون المطعون فيه.

المستدعون: النواب السادة:

وليد جنبلاط، غازي العريضي، مروان حماده، علاء الدين ترو، وائل ابو فاعور، أكرم حسن شهيب، هنري حلو، فؤاد السعد، أنطوان سعد، نعمه طعمه وايلي عون.

القانون المطلوب وقف العمل فيه وابطال أحد نصوصه:

قانون تحديد شروط استعادة الجنسية اللبنانية، المنشور في الجريدة الرسمية في العدد 48 تاريخ 26/11/2015.

إن المجلس الدستوري، الملتئم في مقره في تاريخ 7 /1/2016، برئاسة رئيسه عصام سليمان وحضور نائب الرئيس طارق زياده والأعضاء: أحمد تقي الدين، انطوان مسره، انطوان خير، زغلول عطية، توفيق سوبره، سهيل عبد الصمد، صلاح مخيبر ومحمد بسام مرتضى.

وعملا بالمادة 19 من الدستور،

وبعد الاطلاع على ملف المراجعة وسائر المستندات المرفقة بها، ومحضر مناقشة الهيئة العامة للمجلس النيابي للقانون رقم 41 تاريخ 24/11/2015، المتعلق بشروط استعادة الجنسية اللبنانية، مع أسبابه الموجبة،

وبعد الاطلاع على تقرير العضو المقرر،

وبما ان السادة النواب المذكورة أسماؤهم أعلاه تقدموا بمراجعة سجلت في قلم المجلس الدستوري بتاريخ 11/12/2015، ترمي الى وقف العمل بقانون شروط استعادة الجنسية اللبنانية، وابطال الشرط الذي حرم، من اختار صراحة أو ضمنا تابعية احدى الدول التي انفصلت عن السلطنة العثمانية، استعادة الجنسية اللبنانية،

وبما أن السادة النواب الذين تقدموا بالمراجعة أدلوا بالأسباب الآتية:

"بما ان القانون المطعون فيه وضع استثناء غير مبرر على قاعدة تصنيف جغرافي وعرقي وربما مذهبي، تعتبر قاعدة عنصرية مخالفة للدستور الذي ضمن لجميع المواطنين المساواة في ما بينهم وعدم التمييز لناحية الجنس والعرق والدين والانتماء، وهذا ما دفع بالمجلس النيابي عند مناقشته للقانون في جلسة 13/11/2015 الى إقرار توصية بتفسير الفقرة المتعلقة بالتابعية للدول التي انفصلت عن السلطنة العثمانية بحيث لا تقيم تمييزا بين لبناني الأصل وحقوقهم مما يعني ان المجلس النيابي اعتبر ان القانون الذي أصدره فيه تمييز بين لبنانيين ويشكل انتهاكا لحقوقهم التي كفلها الدستور"،

وبما ان الطاعنين أدلوا تأييدا لمراجعتهم بالأسباب الآتية:

"السبب الأول: مخالفة القانون المطعون فيه للفقرة "ب" من مقدمة الدستور التي تنص على "أن لبنان ملتزم مواثيق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان وتجسد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقول والمجالات من دون استثناء". إذ جاء الاستثناء على قاعدة عنصرية مخالفة بذلك المادتين 7 و15 من الإعلان العالمي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بأن: "كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة منه من دون أي تفرقة". كما ان لهم جميعا: الحق في حماية متساوية ضد أي تمييز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا، كما ان المادة 15 من الإعلان نصت على "أن لكل فرد حق التمتع بجنسية ما ولا يجوز حرمان شخص جنسيته تعسفا أو إنكار حقه في تغييرها" الأمر الذي يستوجب إبطال ما تضمنه القانون من منع يشكل انتهاكا وتجاوزا لوحدة اللبنانيين وميثاقهم الوطني.

السبب الثاني:

مخالفة القانون للفقرات "ج" و"ط" و"ي" من مقدمة الدستور، إذ تنص الفقرة "ج" على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمايز أو تفضيل، وتنص الفقرة "ط" على ان: "لا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين"، وجاء في الفقرة "ي" "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، والقانون المطعون فيه في الفقرة المشار اليها يُشكل مخالفة لهذه المقدمة الدستورية.

السبب الثالث:

مخالفة القانون للمادتين السادسة والسابعة من الدستور، إذ تنص المادة السادسة على "ان الجنسية اللبنانية وطريقة اكتسابها وحفظها وفقدانها تحدد بمقتضى القانون"، وتنص المادة السابعة على ان: "كل اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون ما فرق بينهم."، وبالتالي فان حرمان جزء أو فئة من اللبنانيين حقا من حقوقهم المدنية والسياسية فيه مس بهذه الحقوق وتمييز عنصري على قاعدة العرق والدين والانتماء مما يستوجب إبطال القانون المطعون فيه أو على الأقل حذف الشرط المانع المنوه عنه".

بناء على ما تقدم أولا - في الشكل: بما ان المراجعة المقدمة من 11 نائبا جاءت ضمن المهلة المحددة في الفقرة الأخيرة من المادة 19 من القانون رقم 250/1993 مستوفية جميع الشروط الشكلية، فهي مقبولة شكلا.

ثانيا - في وقف العمل بالقانون: تدارس المجلس الدستوري، في جلسته المنعقدة في تاريخ 14/12/2015، طلب وقف العمل بالقانون المطعون في دستوريته، وبعد التداول، رأى بالاجماع أنه ليس ثمة مسوغ لوقف العمل بالقانون المذكور أعلاه.

ثالثا - في الأساس:

بما ان المساواة بين المواطنين مبدأ دستوري نص عليه الدستور، والاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي التزم به لبنان في مقدمة دستوره،

وبما ان الفقه والاجتهاد، في القضاء الدستوري، استقرا على ان المساواة بين المواطنين تكون بين الأفراد المنضوين في أوضاع قانونية واحدة، ولا تكون بين أشخاص وفئات منضوية تحت أوضاع قانونية مختلفة،

وبما ان الذين لم يختاروا تابعية إحدى الدول التي انفصلت عن السلطنة العثمانية من جهة، والذين اختاروا تابعية احدى هذه الدول، من جهة أخرى، ليسوا في الوضع القانوني نفسه، انما في وضعيتين قانونيتين مختلفتين، وبما ان من هم في وضعيتين قانونيتين مختلفتين لا يطبق عليهم مبدأ المساواة المنصوص عنه في الدستور وفي الإعلان العالمي لحقوق الانسان،

وبما ان من كانوا من التابعية العثمانية من حقهم الحصول على جنسية احدى الدول المنفصلة عن السلطنة العثمانية،

وبما ان من اختار جنسية دولة ما انفصلت عن السلطنة العثمانية نال حقه بالجنسية وتكرس انتماؤه القانوني والسياسي الى هذه الدولة، ولم يعد له بالتالي الحق بجنسية دولة أخرى منفصلة عن السلطنة العثمانية،

وبما ان من لم يختر جنسية دولة انفصلت عن السلطنة العثمانية، وكان من رعايا هذه السلطنة، لم ينل حقه الطبيعي في الحصول على جنسية احدى الدول المنفصلة عن هذه السلطنة،

وبما انه لا تجوز المساواة بين من نال حقه بجنسية احدى هذه الدول ومن لم ينل هذا الحق في أي منها،

وبما ان القانون المطعون في دستوريته لم يفرق بين الأشخاص الواقعين في الوضعية القانونية نفسها، انما فرق بين أشخاص في وضعيتين قانونيتين مختلفتين،

وبما أن الغرض الأساسي من القانون المطعون فيه هو إعطاء جميع اللبنانيين الذين لم يختاروا سابقا الجنسية اللبنانية مهلة جديدة للحصول على هذه الجنسية وفقا للقوانين النافذة،

وبما ان القانون المطعون فيه لم يميز على الاطلاق وفق أسس العرق والدين والانتماء، بل كرس قاعدة عامة شاملة يفيد منها اللبنانيون،

لذلك لم يخالف القانون المطعون في دستوريته مبدأ المساواة المنصوص عليه في الدستور.

 

لهذه الأسباب، وبعد المداولة، يقرر المجلس الدستوري بالأكثرية.

أولا - في الشكل:

قبول المراجعة الواردة في المهلة القانونية، مستوفية جميع الشروط الشكلية المطلوبة قانونا.

ثانيا - في الأساس:

رد طلب إبطال القانون رقم 41 (تحديد شروط استعادة الجنسية اللبنانية)، المنشور في العدد 48 من الجريدة الرسمية والصادر في تاريخ 26/11/2015.

ثالثا - إبلاغ هذا القرار الى المراجع الرسمية المختصة ونشره في الجريدة الرسمية.

قرارا صدر في 7/1/ 2016.

الأعضاء

محمد بسام مرتضى صلاح مخيبر سهيل عبد الصمد توفيق سوبره

زغلول عطيه أنطوان خير أنطوان مسرة أحمد تقي الدين

نائب الرئيس الرئيس

طارق زياده (مخالف) عصام سليمان

أسباب المخالفة

بما انني أوافق الأكثرية على ان المساواة لا تشمل من هم في وضعيتين قانونيتين مختلفتين، أي من لم يكتسبوا جنسية احدى الدول المتفرعة عن السلطنة العثمانية ومن اكتسب مثل هذه الجنسية. ولكن، بما ان اجتهاد المجلس الدستوري جرى على انه عندما تقدم مراجعة طعن لمخالفة القانون للدستور، فان هذا المجلس يضع يده عفوا على كل مخالفة للدستور ممكن ان تكون قد وقعت فيه، أي انه يمارس اختصاصه الرقابي على كامل نصوص القانون للترابط في ما بينها على قاعدة انه لا يجوز لأي قانون جديد ان يكون مخالفا للدستور، وعندذاك فان صلاحيته تأخذ مداها الكامل وتطلق يده في اجراء رقابته على القانون برمته بمجرد تقديم المراجعة، من دون ان يكون مقيدا بمطالب الجهة المستدعية للطعن، إذ لا يسع المجلس أثناء نظره في المراجعة ان يتجاهل نصا مخالفا للدستور، ولو لم يكن محل طعن من المستدعين من دون ان يضعه موضع رقابته وإبطاله إذا اقتضى الأمر، في حال اعتباره مخالفا.

(قرار المجلس الدستوري رقم 2 تاريخ 24/11/1999، وقراره رقم 4 تاريخ 29/9/2001). وبما ان القانون المطعون فيه أورد في مادته الوحيدة شرطا لطلب استعادة الجنسية الأصل الذكوري للطالب أو اسم أحد أصوله الذكور لأبيه او أقربائه الذكور لأبيه حتى الدرجة الثانية في سجلات الإحصاء، مقيمين ومهاجرين.

وبما ان الدستور اللبناني نص في الفقرة "ج" من مقدمته على "المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمايز أو تفضيل". وبما ان المادة السابعة منه تنص على ان كل اللبنانيين سواء لدى القانون. وبما ان المقصود بالمواطنين اللبنانيين الذكور والاناث من دون تفريق وتمييز بينهم، ولم يسند الدستور اللبناني موضوع الجنسية الى الأصل الذكوري لطلبها، وانما نص في المادة السادسة منه على ان الجنسية اللبنانية وطريقة اكتسابها وحفظها وفقدانها تحدد بمقتضى قانون، وبما ان القانون الجديد الذي يصدر، في شأن طريقة اكتساب الجنسية يجب ألا يخالف الدستور، وبما انه على فرض الجدل ان القانون المطعون فيه هو تمديد جديد لمهلة اكتساب الجنسية، فانه يتوجب ان يكون مراعيا لأحكام الدستور وغير مخالف لها، كما وقع في هذا القانون مما كان يوجب ابطاله لهذه الأسباب.

لذلك، خالفت

نائب رئيس المجلس الدستوري

طارق زياده".

 

الرابطة المارونية: قانون استعادة الجنسية مصلحة لبنانية عليا

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - رحبت الرابطة المارونية في بيان بالقرار الصادر عن المجلس الدستوري والقاضي برد مراجعة الطعن بقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني. ورأت في إقرار هذا القانون "مصلحة لبنانية عليا في ربط لبنان المقيم بلبنان الانتشار". وقالت "إن الرابطة المارونية، التي ناضلت ابتداء من عام 2003 عبر مجالسها التنفيذية المتعاقبة وبمواكبة من النائب نعمة الله ابي نصر، تعتبر أن إصدار هذا القانون الذي يعيد الى اللبنانيين المنتشرين حقهم في جنسيتهم الأم مع كامل الحقوق السياسية، إقتراعا وترشحا وإنتخابا، هو إنجاز يحتم على مجلس الوزراء الإسراع في إصدار مراسيم تنظيمية تؤول الى تنفيذ هذا القانون".

 

كتلة الوفاء للمقاومة: جريمة إعدام النمر محاولة لإسكات صرخة الحق في المملكة

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة"، بعد ظهر اليوم، اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها. وأفاد بيان للكتلة أن "موضوعات البحث تصدرت الجريمة النكراء التي تمثلت بإعدام رجل العلم والموقف الاصلاحي الجريء سماحة العلامة الشيخ نمر باقر النمر رضوان الله عليه، والتي أقدم عليها نظام آل سعود، متجاهلا كل الاتصالات والنداءات من المرجعيات والمسؤولين والمنظمات الحقوقية والانسانية، ومتعمدا تصعيد أجواء التوتر في شبه الجزيرة العربية والمنطقة، وتأجيج نيران الفتنة واقفال ابواب التواصل والتعقل والتقاط الفرص الايجابية السانحة. وجرى التوقف عند دلالات العملية البطولية النوعية التي نفذتها مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار ضد قوة اسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة". وعرضت الكتلة "الانجازات الأمنية المتواصلة التي يحققها الجيش اللبناني والأجهزة الامنية الأخرى على صعيد ملاحقة الارهابيين وكشف خلاياهم والتصدي لتحركاتهم العسكرية في جرود عرسال". وكذلك، عرضت "التقدم الميداني الذي تم احرازه حتى الآن على جبهات العراق وسوريا ضد داعش وبقية فصائل الارهاب التكفيري". ودانت ونددت ب"الجريمة الفظيعة التي ارتكبها النظام السعودي حين أعدم العالم الديني الرمز العلامة الشيخ نمر باقر النمر رضوان الله عليه، في محاولة طائشة لإسكات صرخة أهل الحق المظلومين في السعودية، والذين يعيشون البؤس والقهر والتهميش ويمارس عليهم الاستبداد والقمع والتعسف والتمييز من قبل سلطة آل سعود الشمولية وأجهزتها الموتورة والحاقدة. ان انتقاد أداء النظام السعودي وممارسة حق التعبير عن الرأي المخالف له، كان وراء إقدام هذا النظام على ارتكاب جريمته بحق العلامة الشيخ النمر"، واضعة "هذه الجريمة برسم كل منظمات حقوق الانسان وادعياء الديموقراطية في العالم والجهات السياسية التي تتغذى من فتات هذا النظام الذي يحاكي بإجراءاته وسلوكه الارهاب التكفيري بكل مسميات فصائله". ودعت شعوب العالم العربي والاسلامي خصوصا إلى "التنبه والوعي لمخاطر التملق والمجاملة للنظام السعودي، الذي هو منشأ كل ظواهر التكفير والجهل والتخلف والمهانة وثقافة القبول بالاستبداد وتقديم طقوس الولاء للظالمين".

واعتبرت أن "مسارعة هذا النظام لقطع العلاقات مع إيران لا يمكن أن تغطي قبح جرائمه وارتكاباته وأزمته الداخلية المتفاقمة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وفشل محاولاته للسيطرة على بلدان الجوار وفرض هيمنته عليها، وكذلك فداحة خسائره نتيجة عدوانه المتنقل في المنطقة، وتواطئه ضد قضية فلسطين وشعبها المظلوم والمقاوم". وأعربت الكتلة لمجاهدي المقاومة الاسلامية عن "بالغ شكرها وتقديرها واعتزازها بشجاعتهم وخبرتهم وجهوزيتهم العالية للحفاظ على انجازات الشهداء وحماية لبنان وشعبه ومنع العدو من ممارسة الابتزاز ضد اهلنا وبلدنا"، مشيرة إلى أن "العملية البطولية النوعية التي نفذها المجاهدون بالأمس تأتي ضمن سياق تكريس معادلة الردع مع العدو الاسرائيلي، والتي فرضتها عليه المقاومة الاسلامية لحماية لبنان وأمنه وشعبه في الوقت نفسه الذي تتصدى فيه للارهاب التكفيري وفصائله المختلفة المدعومة من أنظمة البغي والفساد والتبعية للأجنبي". وهنأت "العراق الشقيق شعبا وحكومة على الانجاز الميداني المهم في تحرير الرمادي الذي يضاف الى الانجازات السابقة بتحرير محافظة صلاح الدين من أيدي تنظيم داعش وامثاله من الارهابيين التكفيريين"، مؤكدة "تضامنها ووقوفها مع حق العراق في تحرير كامل أرضه واستعادة سيادته غير منقوصة، وحماية الحياة السياسية التي تضمن للشعب العراقي حريته ونهوضه وتقدمه".

ورأت أن "التقدم الميداني الذي ينجزه الجيش العربي السوري مع حلفائه على مختلف الجبهات في سياق حربه ضد الارهاب التكفيري هو الاساس المتين الذي تبنى عليه الجهود السياسية لإعادة الامن والاستقرار الى سوريا والحفاظ على سيادتها ودورها وموقعها المناهض لسياسات التدخل والهيمنة الاجنبية على بلدان العالم العربي والاسلامي". وجددت الكتلة "تضامنها ودعمها لحق الشعب اليمني المظلوم في الدفاع عن بلده وسيادته ضد العدوان السعودي الغاشم"، معتبرة أن "فشل الجهود المبذولة حتى الآن لوقف هذا العدوان يتحمل مسؤوليته النظام العالمي المنحاز لقوى الطغيان والاستبداد، والمتورط بالفساد والرشاوى والصفقات التي تستبيح نفط الامة وثرواتها عبر الانظمة التابعة والقاصرة".

 

جيش العدو سحب "الهامر" المدمرة من مزارع شبعا وسط تحليق للطيران واطلاق قنابل دخانية

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - حاصبيا - أفاد "مندوب الوكالة الوطنية للاعلام" باسل حمدان، أن جيش العدو الاسرائيلي سحب عصر اليوم، سيارة الهامر المدمرة والجرافة المعطوبة من نقطة تفجير المقاومة الاسلامية للعبوة الناسفة داخل مزارع شبعا المحتلة، وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي واطلاق قنابل دخانية.

 

فتفت بعد لقائه عودة: حزب الله يحاول وضعنا في جو انقلاب على النظام السياسي

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عوده النائب الدكتور أحمد فتفت الذي قال بعد الزيارة: "بداية، قمت بزيارة سيادة المطران الياس عوده لتحيته ومعايدته بمناسبة الأعياد المجيدة ورأس السنة. نحن نعتبر أن هذا الموقع هو مرجع وطني نقدر كثيرا قيمته الوطنية وآراءه وتطلعاته، وأعتقد أن كلامه مسموع من قسم كبير من اللبنانيين". اضاف فتفت: "تداولنا بشكل عام بالشأن السياسي العام في هذه المرحلة الحساسة جدا، تحديدا اليوم هناك الجلسة الـ 34 لانتخابات رئاسة الجمهورية، والمعروف أن هذه الجلسة لن تؤدي إلى أي شيء لأن هناك من يعطل. بشكل علني أصبح "حزب الله" يعطل انتخابات رئاسة الجمهورية لأنه يريد أن يضع شروطا سياسية تعجيزية تمس النظام، تمس قانون انتخابات الذي يلائمه ليصبح مسيطرا على المؤسسات. بكل وضوح وبكل صراحة نشعر أن حزب الله يريد أن يأخذنا إلى نظام الحزب الواحد، إلى المنطق الشمولي الذي أوصل إلى ما أوصل إليه العراق وسوريا وبلادا أخرى. يبدو أن "حزب الله" لديه هذا الطموح في أن يحول لبنان أيضا إلى نظام الحزب الواحد، الحزب المتحكم، الإصبع المرفوع، حتى وصل به الأمر إلى توجيه عدد كبير من الشتائم كما استمعنا إلى كلام النائب محمد رعد والكلام التهديدي الخطير جدا الذي لم نعتد عليه في حياتنا السياسية وعلاقاتنا بين اللبنانيين". وتابع: "يبدو أن أخلاق البعض لا تتسع لأخلاق اللبنانيين ولأبعادهم وتحديدا عندما يتكلم البعض عن السرقات والهدر، والجميع يعرف من يسيطر على المرافئ وعلى المطار، من يمرر البضائع دون أن تدفع جمارك أو تحت عناوين اسمها جمعيات غير حكومية ذات منفعة عامة. هذا موضوع يضرب الاقتصاد اللبناني وأنشأ نوعا من سلطة لا أسميها دويلة لأنها أصبحت أقوى من الدولة، أصبحت هي الدولة الحقيقية والآن يريد أن يحول هذه السيطرة الاقتصادية والأمنية والعسكرية إلى سيطرة سياسية عبر قانون انتخابات أو عبر تعديل في النظام السياسي. للأسف نحن نعيش الآن في مرحلة يحاول حزب الله فيها وضع البلد في موضع وكأننا في جو انقلاب حقيقي على النظام السياسي ومحاولة سيطرة لمصلحة المشروع الإيراني، بغض النظر عن مصلحة اللبنانيين". وختم: "في المقابل، نحن نقول سنبقى بالمرصاد، بالكلمة، بالموقف السياسي، بتفعيل عمل المؤسسات، نرفض هيمنة السلاح، السلاح لم يوصل أحدا إلى أي موقع. نرفض استعمال السلاح ولن نجابه السلاح بالسلاح لأننا لا نريد تدمير لبنان ولكن هذا لا يعني أننا سنرضخ لهذا السلاح. هذا السلاح لن يوصل أحدا إلى أي موقع، ليتعظوا بما حصل في بلاد أخرى مجاورة ويروا كيف تطور التاريخ، كيف حاكمت الشعوب من يحاول أن يدوس كرامتها بالشكل الذي يفعلونه الآن".

بصبوص

ثم استقبل المطران عودة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص يرافقه العميد جورج لطوف والعميد ايلي برادعي.

 

حمادة نبه الى أي هفوة قد يرتكبها من سيمثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعرب النائب مروان حماده عن "ثقته بأن اللبنانيين في غالبيتهم الساحقة متضامنون مع المملكة العربية السعودية ومع الدول والشعوب العربية في مواجهتهم العدوان الفارسي الزاحف منذ أعوام على أرضهم ومؤسساتهم ومعتقداتهم". اضاف بعد زيارة قام بها الى السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري، "ان آخر من يحق له التحدث عن حقوق الانسان وعن احترام القوانين الدولية، هي الدول والتنظيمات التي لم تتوقف منذ عقدين وأكثر عن بث سموم الفرقة وزرع الفتنة والقيام بالاعمال الاجرامية الفردية والجماعية، مستهدفة كل ما هو عربي". وتابع حماده: "أما بالنسبة الى لبنان فسيبقى حريصا على علاقته مع الشقيقة الكبرى السعودية التي تحتضن أبناءه من كل الفئات والطوائف بروح من الاخوة والترحيب. وهي مستمرة في هذا النهج، رغم الاساءات الكلامية والعدوانية من ايران وأدواتها، والمرفوضة كليا". وختم: "أغتنم مناسبة إجتماع وزراء الخارجية العرب لتنبيه الحكومة، رئيسا وأعضاء، الى أي هفوة قد يرتكبها من سيمثل لبنان في هذا الاجتماع".

 

المطارنة الموارنة: المدخل الى الحوار بانتخاب رأس للدولة

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.

وأصدر المجتمعون بعد الاجتماع بيانا، اذاعه أمين سر البطريركية الاب رفيق الورشا، جاء فيه:

1 - يستقبل الآباء بكثير من الرجاء سنة 2016، عل الرب يمن علينا بالسلام الذي تشعر بحاجة ماسة إليه شعوب العالم، وبصورة خاصة شعوب منطقتنا، بعدما شهدت، خلال السنة المنصرمة، تفجر العديد من الأزمات والحروب، وسقوط الكثيرين من الأبرياء. وهم يضمون صوتهم إلى صوت قداسة البابا فرنسيس الذي ذكر العالم، في رسالته الأخيرة ليوم السلام العالمي، بأن السلام لا يتم من دون الخروج من اللامبالاة إلى التضامن البشري، وبأن الشرط الأساسي لبناء هذا التضامن هو الحوار. وكم نحن في حاجة في هذا الشرق الى لغة الحوار الأصيل، لأن الأزمات والحروب هي في الغالب وليدة فقدان الثقة التاريخية بين مكوِنات المجتمعات.

2 - لذلك يشجع الآباء قيام حوار جدي على مستوى القضية الفلسطينية، لعل دماء الأبرياء التي تسفك كل يوم، تكون صوتا صارخا في ضمائر المسؤولين، يدعو الى قيام حوار جدي يستكمل المساعي السابقة، حول حق الفلسطينيين في دولة تجمع شمل العائلة الفلسطينية المبعثرة، وتوفر حيزا من الثقة لدى مواطنيها، وتعزز الكرامة الإنسانية وحقوقها. علما أن حل القضية الفلسطينية هو المدخل إلى حل كل أزمات المنطقة.

3 - والحوار لا بد من أن يعلو صوته على صوت المدفع في سوريا والعراق واليمن، وغيرها من البلدان العربية المهددة بانتشار الفوضى فيها، والتي تعيش صراعات مفتوحة الى أجل غير محدد، إذ وحده الحوار يمكنه أن يضع حدا لهذه الصراعات، ويجد لها حلا سياسيا، بدلا من الحسم العسكري الهدام، في ظل سياسات دولية تسهم في إطالة مدى الحروب والنزاعات ما أمكن.

4 - ولا بد من أن يأخذ الحوار أيضا طابعا خاصا في الغرب، بعد الجو الذي ساد هناك خلال السنة المنصرمة. فهذا الجو يتطلب حوارا يزيل عن الوضع القائم طابع صراع الحضارات، ويطلق الشروع بسياسات تفاعل تتطابق وحقيقة التداخل الحضاري الحاصل. وهنا يشدد الآباء على أهمية دور لبنان كمختبر للتعايش، وعلى إسهامه في ورشة الحوار هذه، انطلاقا من تجربته التاريخية على هذا الصعيد.

5 - ولبنان بدوره يحتاج إلى حوار عميق، بسبب من الأزمة السياسية التي تفكك الدولة، والتي لم يعد ينطلي على أحد ما يعتمل فيها من عناصر هي امتداد للصراع القائم في المنطقة. أما المدخل الى هذا الحوار فيكون بالتقيد بأحكام الدستور والميثاق الوطني في انتخاب رأس للدولة، ما يحصنها في وجه الانهيار الذي يهددها. فاستمرار الإبطاء في إتمام هذا الواجب الدستوري، يفسح في المجال لتفسيرات لا تقف عند حد التأزم السياسي والصراع بين فريقين، بل تصل إلى حدود التساؤل عن مرامي هذه الأزمة، في ما يتعلق بمستقبل الجمهورية ومصيرها. ولا يعتقد الآباء بأن لأحد مصلحة في اللعب بمصير الجمهورية، في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ المنطقة والعالم. ولذلك لا بد من التعامل بجدية مع أي مبادرة في هذا الشأن.

6 - أمام ما خلفته السنة المنصرمة من قضايا حيوية وحياتية متراكمة ومجمدة، ينبغي على السلطة الإجرائية أن تتحمل مسؤولية العمل الجدي والمنتج، بعيدا عن التجاذبات السياسية. فالخير العام يحتم على هذه السلطة التقيد بما يمليه عليها، مع التمييز الصريح بين متطلبات المسؤولية والخيارات السياسية.

ويحيي الآباء الجيش والقوى الأمنية على الإنجازات التي يقومان بها، إن على مستوى السهر على الحدود، والوقوف في وجه الإرهاب، أو على مستوى ضبط الجريمة والتهريب والخطف وغيرها.

7 - بالأمس احتفلت الكنيسة بعيد "الظهور الإلهي" ومعمودية الرب يسوع على يد يوحنا المعمدان. وهو بنزوله في مياه الأردن، "بارك العناصر وبعث فيها النور الإلهي"، كما تقول صلواتنا الليتورجية. فلنترك لهذا النور ولهذه البركة أن يقودا تفكيرنا وخطواتنا في هذه السنة الجديدة، فبالنور يحيا الإنسان وبغير نور لا هدى، وبالبركة يعمل الإنسان ومن دون بركة لا قيام لخير حقيقي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصر الله عرض التطورات مع وزير الصحة الايراني

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - إستقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله وزير الصحة الايراني حسن هاشمي والوفد المرافق، في حضور السفير الايراني محمد فتحعلي ومندوب "حزب الله" في طهران عبد الله صفي الدين. وجرى عرض لآخر الاوضاع والتطورات في المنطقة.

 

لقاء تضامني مع حسن يعقوب في الضاحية الجنوبية زغيب باسم المجلس الشيعي: لايجوز ان تجلد الضحية مرتين

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - نظم مناصرو وأصدقاء النائب السابق حسن يعقوب في حسينية الامام الحسين في حي السلم في الضاحية الجنوبية، لقاء تضامنيا مع النائب السابق حسن يعقوب، حضره لفيف واسع وحشد من أهالي المنطقة.

زغيب

استهلالا كلمة وقصيدة من وحي المناسبة القاها البروفسور رائف رضا، ثم كانت كلمة باسم رئاسة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ألقاها الشيخ عباس زغيب، قال فيها:"لا شك أن قضية الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والاستاذ عباس بدر الدين، قضية وطنية وإنسانية واخلاقية بامتياز، وإن الساكت على من اقترف وشارك بعملية الاختطاف والاخفاء وطمس حقيقة هذا العمل الاجرامي وخلفياته طيلة هذه الاعوام المديدة، يكاد يكون في مستوى من ارتكب هذا الجرم الفظيع، في حق الامام الصدر ورفيقيه، لا بل في حق اللبنانيين جميعهم. لأن الاعتداء على الامام الصدر وخطه ومدرسته، هو اعتداء على أحلام اللبنانيين وامالهم، وتعد صارخ على رمز كبير من رموز الوحدة الوطنية والعيش المشترك". أضاف:"لذا، نحن في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، وبخاصة سماحة الامام الشيخ عبد الأمير قبلان، نشدد على ضرورة كشف ملابسات هذه القضية، ونطالب كل من يستطيع وكل من لديه القدرة على فضح هذه المؤامرة، والعمل بصدق على كشف الحقيقة وجلاء خفايا هذه القضية التي لم يعد جائزا ان تبقى لغزا محيرا، لا سيما بعد سقوط النظام الليبي ومقتل الطاغية وعدو الانسانية معمر القذافي". وقال زغيب:"من هنا، نحن نتعاطف مع النائب السابق حسن يعقوب، ونعلن تضامننا معه، وتأييدنا لكل تحرك يؤدي إلى كشف حقيقة تغييب الصدر ورفيقيه، كما نطالب القضاء اللبناني بالتعاطي مع حادثة توقيف النائب يعقوب بموضوعية وعقلانية وباتخاذ قرار يؤدي إلى إخلاء سبيله، لأنه لا يجوز لا أخلاقيا ولا أدبيا ولا إنسانيا أن تجلد الضحية مرتين".

علي يعقوب

اما شقيقه النائب السابق حسن يعقوب، الدكتور علي يعقوب، جدد التأكيد في كلمته،"ان توقيف شقيقه حسن، هو توقيف سياسي بإمتياز"، وقال: "ان عقيلة الشيخ محمد يعقوب ما زالت معتصمة في مسجد الصفا تيمنا بالإمام موس الصدر منذ اكثر من عشرة ايام صابرة محتسبة من دون ان يسأل احد من قادة الطائفة الشيعية عنها، وبدل ان تكافأ على صبرها فإذا بإبنها يزج مجددا في السجون، وهم يريدون أن يخرجوا هنيبعل القذافي ابن الطاغية معمر القذاف من سجنه ويبقون على النائب السابق حسن يعقوب". وتوجه يعقوب الى المعنيين بقضية الامام الصدر وأخويه، بالقول:" أعلموا أن هذا الامر معيب وعار عليكم. ولكن ليعلموا أننا نحن سيف الحق ونحن أبناء وجذور هذه الطائفة ونحن مؤسسو المقاومة ولن نرضخ وسنستمر في مقاومتنا لهذه المظلومية المتمادية التي أصبحت ثورة على الظالمين والمستكبرين الذي تأكد لنا يقينا انهم عند ربهم منقلبون ونحن لم نر حتى الا جميلا وسنكون المنتصرين.

 

حوري: حزب الله يريد القضاء على الحوار وعلى مؤسسات الدولة

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى النائب عمار حوري في حديث الى اذاعة "الشرق": ان ما قاله رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والنائب نواف الموسوي تجاوز كل الحدود وكل قواعد التخاطب، وما قيل لا يفيد منطق الحوار ولا منطق التواصل بين مجموعتين سياسيتين، لذلك نحن الآن في مرحلة نقاش داخلي وفي مرحلة إعادة تقييم". اضاف: "نحن نعلم تماما أن حزب الله يريد القضاء على الحوار وعلى مؤسسات الدولة، وأنه ينفذ أجندة إيرانية تستطيع أن تستفيد من أي تراجع في منطق الدولة، كلما تراجعت الدولة إحتل مكانها وفرض سيطرته مكانها"، مؤكدا "أن الحوار لا يمكن أن يكون من طرف واحد والطرف الآخر يعمل على القضاء على فرص الحوار، لذلك نحن الآن في مرحلة نقاش حقيقي وجاد لبحث فوائد إستمراره وسنتخذ القرار المناسب قبل جلسة الحوار". وقال :"أن أجندة حزب الله إيرانية وهو حزب لبناني، وكان عنوان التعاطي مع الملفات اللبنانية من منطلق التعطيل لأنه يخدم الأجندة الإيرانية"، معتبرا "هذا الإرتباط يصيب البلد بأضرار فادحة ويصيب اللبنانيين أيضا بهذه الأضرار". واشار حوري الى "إن لبنان عضو في جامعة الدول العربية، والحكومة قدمت بيانها الوزاري ونالت الثقة على أساسه، وهو يتحدث عن إلتزامات لبنان العربية وضمن الجامعة العربية، إن المطروح هو خلاف بين دولة عربية أساسية ومركزية هي السعودية ودولة أخرى من خارج العالم العربي، إن المنطق يفرض على لبنان أن يمارس عروبته في إجتماع جامعة الدول العربية لا سيما بعد تعرض سفارة المملكة وقنصليتها لأعمال تخريبية، لذا لا إمكانية لوزير الخارجية أن يقدم أطروحات جديدة خصوصا أن المملكة وقفت إلى جانب لبنان في جميع الظروف. إن موقف وزير الخارجية يجب أن ينطلق من نقطتين أساسيتين هما : لبنان دولة عربية ضمن جامعة الدول العربية، ولبنان يجب أن يقف وقفة وفاء وضمير مع السعودية". واكد حوري أن "من يقرر موقف لبنان في مؤتمر القاهرة هو الحكومة اللبنانية من خلال رئيسها وبالتشاور مع وزير الخارجية قبل ذهابه إلى إجتماعات وزراء الخارجية العرب ولا يمكن لوزير الخارجية أن يخترع موقفا خاص به أو موقفا يعبر عن فريقه السياسي".

سئل: أين أصبح ترشيح النائب سليمان فرنجية

أجاب:"لم تعد القضية هي قضية إسم، هناك توجه واضح بتعمد التعطيل، تعطيل المؤسسات الدستورية ومنع الإنتخاب أيا كان الإسم حتى لو كان من قلب فريقهم السياسي، هذا مطلب إيراني وهي مربكة على مستوى المنطقة وتحاول لملمة بعض الأوراق وتعتبر أن إحتجاز ورقة إنتخاب الرئيس في لبنان يساعدها في مفاوضاتها". وعن إحتمال زيارة العماد ميشال عون إلى معراب أكد حوري: أن "من حق كل القوى السياسية أن تتواصل مع بعضها والدكتور سمير جعجع زار الرابية وربما العماد عون سوف يرد له الزيارة، إن التواصل مطلوب سواء بين الفريق الواحد أو بين الأفرقاء السياسيين"، مستبعدا أن يؤيد جعجع الجنرال في ترشيحه"، مطالبا الجنرال "بموقف وطني واضح وبالنزول إلى مجلس النواب لإنتخاب رئيس والتعبير في صندوق الإقتراع، واليوم هي الجلسة 34 وهذا رقم قياسي ربما يصلح دخوله في موسوعات الأرقام القياسية وهو معيب بحقنا كلبنانيين ومعيب بحق من يعطل الإنتخاب". وعن المأساة التي تشهدها مضايا السورية والمعاناة التي يعيشها الأهالي بفعل الحصار المفروض عليها قال حوري: "جريمة كبرى ترتكب بحق الإنسانية وبحق هؤلاء الأبرياء، للأسف ترتكب على أيدي لبنانيين وعلى أيدي حزب الله بالتعاون مع حلفاء لهم في الداخل السوري، إن حزب الله مطالب اليوم بالعودة فورا عن هذه الجريمة، مطالب بوقفة ضمير"، مذكرا "بما قاله حزب الله عندما ذهب إلى سوريا بأنه ذهب للدفاع عن مسلمات معينة لكن هذه المسلمات لا يمكن أن تقبل بذبح الشعب السوري، فهي جريمة كبرى سيسجلها التاريخ في سجل أسود ولا بد للحق من أن ينتصر".

 

الراعي التقى رئيس الاركان ووزراء سابقين وأثنى على إنجازات الجيش الهاشم: الإنتخابات الرئاسية قد تطول

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء وليد سلمان يرافقه العميد أنطوان أنطون، في زيارة نوه خلالها الراعي ب"دور الجيش اللبناني قيادة وأفرادا"، ومثنيا على "الانجازات التي يحققها الجيش اللبناني على الحدود وفي الداخل حماية للمواطنين، بالتعاون مع كل الأجهزة الأمنية الأخرى".

وزراء سابقون

وبعدها، استقبل الراعي الوزراء السابقين جوزف الهاشم، ناجي البستاني والياس حنا. وبعد الزيارة، قال الهاشم: "المشكلة الرئاسية هي مشكلة مارونية، وسبق أن طالبنا غبطة البطريرك بأن يتخذ موقفا جامعا شاملا مارونيا ويدعو إلى مؤتمر ماروني شامل وواسع، من أجل أن تتقرر حالا معينة تخرجنا من هذا الشغور إلى حال أفضل، كي لا تظل رئاسة الجمهورية كرة تتقاذفها المرجعيات السياسيّة على اختلافه،ا وتصبح بذلك أزمة شاغرة لأنها مارونية". أضاف: "يكفي هذا المدى الطويل من الفراغ الرئاسي، ويكفي أن تستغل الرئاسة المارونية، فيجب أن تكون هناك ردة فعل على مستوى الفعل وبمستوى الحدث. جئنا لنتمنى على غبطة البطريرك أن يواصل اتخاذ المواقف تصاعديا للخروج من الأزمة الخانقة، كي لا تظل رئاسة الجمهورية منذ أن كانت، مشكلة وطنية لا يمكن حلها إلا بالمساومة والمفاوضة والترجي والصلاة. فأين هو الدستور؟ يتخطون الدستور عندما تكون القصة قصة مارونية، ويتلاعبون بالدستور على هواهم، عندما يتعلق الأمر بالموارنة". وأردف: "آن الأوان أن يكون هناك موقف حاسم حازم وأن تصبح بكركي المرجعية التي يناط بها القرار في هذا المجال. والإنتخابات الرئاسية قد تطول لأن الرئيس بري وضعها في "الثلاجة"، ونحن نعرف أن هذه الثلاجة قد ذاب عنها الثلج".

راعوية الشبيبة

والتقى الراعي، مساء اليوم، أعضاء مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية، يرافقهم منسق المكتب الخوري توفيق بو هدير. وختم اللقاء بصلاة المساء. وكان الراعي ترأس قبل ظهر اليوم، الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، الذي تناول عددا من الشؤون الكنسية والراعوية والوطنية. واستمع الآباء في نهاية اجتماعهم الى عرض من الجمعية التعاونية اللبنانية للانماء التي تعنى بدعم القدرات الفردية عبر منح قروض صغيرة من اجل تمويل مشاريع انمائية خاصة في المناطق الحدودية. كما تهدف الى الحد من الفقر والنزوح والهجرة، وتشجيع المرأة والشباب على الانتاج، وحث المهجرين على العودة إلى قراهم.

 

الخارجية رحبت بقرار المجلس الدستوري الرافض لإبطال قانون استعادة الجنسية

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - رحبت وزارة الخارجية والمغتربين ب"القرار الصادر عن المجلس الدستوري، والذي رفض بموجبه الطعن المقدم لإبطال قانون إستعادة الجنسية اللبنانية"، معتبرة أنه "إسقاط لإحدى المحاولات السياسية لمنع اللبنانيين الأصيلين من إستعادة جنسيتهم اللبنانية، فيما مئات الآلاف من غير اللبنانيين يتواجدون على أرض الوطن، ويهددون من خلال نزوحهم أو لجوئهم صيغة لبنان وحريته". وذكرت الوزارة ب"ضرورة الإسراع في بدء تطبيق القانون"، مشيرة إلى أنها "قد قامت في هذا المجال بإرسال كتابين الى كل من وزيري الداخلية والعدل للتشديد على ضرورة تأليف اللجنة الخاصة المنبثقة عن القانون، والتي من المفترض تأليفها منذ 23122015 (أي بعد شهر من صدور القانون)". كما دعت "كل الإدارات الرسمية وجميع المعنيين من هيئات إغترابية ومقيمين ومغتربين الى المشاركة معها في الحملة التي تعدها من أجل حض اللبنانيين على إستعادة جنسيتهم وتقديم كل التسهيلات اللازمة إليهم في سبيل ذلك".

 

مجلس القضاء الأعلى نعى القاضي زاهي كنعان: كان القيمة المضافة لعمل العدل والقامة الرافدة فيه

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - نعى مجلس القضاء الأعلى القاضي في منصب الشرف الرئيس زاهي كنعان، وجاء في بيان النعي:"ان في شخصية المرحوم من الغنى ما يرتفع عن إطار العائلة والنسب ليصدح صداه في قاعات المحاكم شاهدا على قرارات عادلة ومواقف صائبة صدرت عن فقيدنا وهو أعزل من أي سلاح سوى سيف الحق وكلمة القانون. من البقاع هو، من بيئة النبل في النفس، والشفافية في الحس، نهل من كرم السهل وعنفوانه، وتتلمذ على أيدي الرهبان في مدرسة الكريم - جونيه، وآمن بأن المواهب هي لتشع لا لتحتجب، وبأن الذات هي لتبذل لا لتنفلت" كان من الرعيل الأول الذي دخل الى معهد الدروس القضائية مع بداية انطلاقته في ستينات القرن الماضي، وكرس حياته القضائية متسلحا بالرفيع الرفيع من الصفات الحميدة فكان القيمة المضافة لعمل العدل والقامة الرافدة فيه، والمثال النموذج لرجل القضاء الذي لا يهاب الا صوت الضمير. ان مجلس القضاء الأعلى، إذ يستذكر بمناسبة هذا المصاب الاليم ما كان للفقيد من مناقبية وهمة وتفان ونشاط طوال فترة مسيرته القضائية التي جاوزت الأربعين عاما، يتقدم بأحر التعازي من عائلته ومن كريمته القاضي مايا كنعان ومن صهره القاضي محمد وسام المرتضى، أمين سر مجلس القضاء الأعلى، ومن زوجة ابنه، القاضي زلفا الحسن، ومن سائر الزملاء القضاة ومن عموم أهالي البقاع الكرام، سائلا لهم الصبر والعزاء وللفقيد الرحمة وفسيح الجنان".

 

الحريري: حصار مضايا هو إعدام مدينة بسيف التجويع

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في تصريح على حسابه عبر "تويتر"، ان "حصار بلدة مضايا السورية، هو إعدام مدينة بسيف التجويع"، وسأل: "اين ضمير العالم، بعد شهرين من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن 40 الف مدني في مضايا؟".

 

جنبلاط ل"الانباء": بئس الحل السياسي في سوريا وبئس مفهوم العدالة الدولية

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء"، وقال: "غريبة تلك المبادرة المسماة الحل السياسي للأزمة السورية التي تتبناها الأمم المتحدة، وقد أقرت في قرار رسمي صادر عن مجلس الأمن الدولي، وهي التي تطرح العديد من علامات الاستفهام ولا سيما إذا ما تمت مقارنتها بالمبادرات الأولى السابقة التي أعلنتها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية منذ اندلاع الثورة في سوريا". اضاف: "فقد نصت المبادرات، بدءا من الجامعة العربية، ثم المبادرة المشتركة مع الأمم المتحدة التي تولاها كوفي أنان ولاحقا الأخضر الإبراهيمي، على عدد من البنود أبرزها:

1- الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين من النظام وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن السورية.

2- إطلاق جميع المعتقلين السياسيين وتحديد مصير المفقودين.

3- إعلان مبادئ واضحة ومحددة تتضمن خطوات إصلاحية، والانتقال إلى نظام حكم تعددي.

4- فصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية.

5- تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية برئاسة رئيس حكومة تكون مقبولة من قوى المعارضة المنخرطة في عملية الحوار.

6- يكلف رئيس الكتلة النيابية الأكثر عددا تشكيل حكومة تمارس صلاحيتها الكاملة بموجب القانون.

7- تكون مهمة المجلس النيابي المنتخب أن يعلن عن نفسه جمعية تأسيسية لإعداد وإقرار دستور ديموقراطي جديد يطرح للاستفتاء العام".

وتابع: "يحق لنا التساؤل عن الدور الذي يؤديه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في سوريا، وهو الذي يتغاضى ليس فقط عن عمليات الفرز السكني ونقل السكان من مناطق إلى أخرى بما يعيد إنتاج واقع ميداني جديد في سوريا مغاير لواقعها القديم، إنما أيضا يتغاضى عن سياسة التجويع المنهجي الذي يعتمده النظام السوري في مضايا والزبداني كما سبق أن فعل الأمر نفسه في اليرموك وغيرها.

ويحق لنا التساؤل أيضا ما هو الدور الحقيقي للأمم المتحدة فهل الإشراف على الحل السياسي يشمل التغاضي عن نظام يمارس أبشع أنواع التجويع والقهر والقتل والتهجير بحق شعبه دون أن تلحظ في الوقت نفسه أنها، بشكل مباشر أو غير مباشر، تعيد تعويمه؟"

وختم: "بئس الحل السياسي وبئس مفهوم العدالة الدولية وبئس المصالح الدولية التي تتقاطع فوق رؤوس الشعوب وعلى حسابها وفوق الأشلاء وجثث الضحايا!"

 

المشنوق من عين التنية: بري اكد تفعيل العمل الحكومي وضرورة الحوار

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، وزير الداخلية نهاد المشنوق وعرض معه الاوضاع العامة. وقال الوزير المشنوق بعد اللقاء: "تشاورت مع دولة الرئيس بري في ثلاثة مواضيع: الاول يتعلق بالانتخابات البلدية، والثاني بالحوار، والثالث بتفعيل العمل الحكومي". اضاف: "بطبيعة الحال من موقع مسؤوليته الوطنية، فقد اكد دولته أهمية تفعيل العمل الحكومي وضرورة الحوار، رغم كل العواصف الكلامية التي نمر بها. واكد ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يجب دائما ان نرجع اليها رغم كل الظروف المحيطة بنا سواء داخل لبنان او خارجه. وان شاء الله من الان الى يوم الاثنين المقبل يكون الجو ايجابيا ويسمح باتمام الحوار، لان رغبة الرئيس الحريري ايضا هي رغبة تهدئة وليس رغبة تصعيد في مسألة الحوار. وتابع:"اما بالنسبة للانتخابات البلدية، فقد بدأت مشاوراتي مع دولته وسأستكملها مع القيادات السياسية الرئيسية الاخرى في هذا موضوع هذه الانتخابات التي يصادف موعدها في شهر ايار المقبل. وان الاتجاه الحقيقي والطبيعي والاساسي ان تجري الانتخابات في موعدها ان شاء الله".

 

بدنا نحاسب: صفقة ترحيل النفايات ضرب جديد لأجهزة الرقابة لتسهيل سرقة المال العام

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - وزعت حركة "بدنا نحاسب" بيانا، اثر الاعتصام الذي نفذته اليوم امام مبنى التفتيش المركزي، اشارت فيه الى انه "عندما أسست، في لبنان، أجهزة الرقابة من ديوان المحاسبة، إلى التفتيش المركزي، إلى مجلس الخدمة المدنية، أسوة بالدول الحضارية، كان أحد الأهداف الأساسية من ذلك هو حماية المال العام العائد للدولة، وإدارته بشكل صحيح". واعلنت انه "من هنا فإن الدولة التي تريد تنفيذ عقودها لتأمين حاجاتها وحاجات المواطنين العامة، حددت الأصول المتبعة لذلك إما عبر التلزيم (من مزايدة عمومية، إلى المناقصة، إلى استدراج العروض) وفق شروط محددة تشترط أول ما تشترط العلانية، أو عبر الاتفاق بالتراضي وفق شروط محددة غير قابلة للتوسيع، وبطريقة معروفة لمجلس الوزراء بعيدا عن المحاصصة والمصالح الخاصة، لصالح المصلحة العامة، وبعيدا عن التجهيل والتعمية، أو عبر البيان أو الفاتورة (أو عن عبر صفقات الخدمات التقنية). إلا أن ما حصل في صفقة الترحيل، فهو أنها لم تكن أولا من السلطة، بل من بعض أطرافها مع تجهيل الأمر أمام الرأي العام وأمام باقي أطراف السلطة - وهذا ما أكده أكثر من وزير وطرف في هذه الحكومة - بمسرحية مجهولة المؤلف والمخرج والممثلين، معروف فيها فقط المشاهدون: كل الشعب اللبناني". واعتبرت "ان ما نشهده اليوم باب جديد من أبواب الصفقات المشبوهة كريهة الرائحة، أكثر من نفايات الشوارع. صفقة تمت دون إعلان مناقصة، دون استدراج عروض رغم التصريح أنها معلنة بسرية مطلقة تحت عنوان خطر إفشال الصفقة لو تم الإعلان. وكأن العلنية هي المشكلة، وليس ما حصل في ملف النفايات منذ سنوات حتى اليوم، عندما استخدمت السلطة كل مرة خطة للتخلص من النفايات على حساب المواطن، يدفعه غاليا من صحته وماله". واكدت "ان هذا التعتيم والتجهيل للصفقة وأطرافها المنفذة وطريقة تنفيذها، دليل على أنها أمر دبر في ليل، وهو ما أكدته أطراف عدة مشاركة في الحكومة. وما يزيد الطين بلة أن من كلف مهمة تلزيم تصدير النفايات البلدية في بيروت وقسم من محافظة جبل لبنان هو مجلس الإنماء والإعمار الذي هو الأداة الأمضى في يد كل الحكومات المتعاقبة لضرب مؤسسات الدولة وسرقة المال العام". واشارت الى "إننا من أمام إدارة المناقصات في التفتيش المركزي نعلن أن صفقة الترحيل بالطريقة التي تمت بها هي صفقة باطلة لأنها لم تتبع الأصول الصحيحة المتبعة في نصوص المواد المحددة في قانون المحاسبة العمومية وهي سرقة موصوفة وفاعلها ليس "راجح"، بل سياسيون معروفون وماضيهم الأسود يشهد عليهم. هنا، إن كنا نتكلم عن الناحية الإدارية المؤسساتية الواجب اتباعها للقيام في هكذا صفقات، فإننا لن ننسى الملاحظات الأساسية والأسئلة التي طرحناها عن خطة الترحيل، والتي نوجزها بالآتي:

- هل تشمل خطة الترحيل النفايات المتراكمة منذ 17 تموز؟

إذا كان الجواب "نعم"، ما هي كمية النفايات المتراكمة وما هي كلفة ترحيلها؟

- ما هي وجهة التصدير (البلد أو البلدان)؟

وهل من المعايير أن تكون هذه البلدان موقعة على معاهدة بازل التي تنظم حركة النفايات عبر حدود الدول؟

- الخطة تحل مشكلة محافظتي بيروت و(جزء من) جبل لبنان، ماذا عن الحل لبقية المحافظات اللبنانية؟

- في تبعات قرار جلسة مجلس الوزراء في 9 أيلول 2015، تمت الإشارة إلى عدم إمكانية عمل معملي العمروسية والكرنتينا للفرز، كيف أصبح المعملان فجأة قابلين للعمل؟

ولماذا لم يتم البدء بالفرز منذ بداية الأزمة؟

- في قرار 9 أيلول 2015، تم التأكيد على أهمية استعادة البلديات لدورها في حل أزمة النفايات، وبالتالي صرف الأموال المستحقة لها.. هل تخليتم عن هذا الطرح؟ هل سيكون للبلديات دور، أم أنها ستكون تحت وصاية الشركات الخاصة؟ - تمت الإشارة إلى تكبد الصندوق البلدي المستقل جزءا من التكلفة المتوقعة بين 30% إلى 60%، ماذا عن أموال البلديات التي لا تشملها خطة ترحيل النفايات (خارج بيروت وجبل لبنان..)؟

- لماذا لم يتم اعتماد الشفافية في المناقصات أو في الاتفاقات الرضائية التي أدت إلى اعتماد الشركتين "الفائزتين"؟

- إحدى الشركات "الفائزة" وهي URBAN MINING CHINOOK

وبحسب موقعها الإلكتروني، تأسست منذ 5 سنوات فقط أي في العام 2011، وليس لها أي خبرة في ترحيل النفايات! فأي معيار اعتمد لاختيارها؟

- ماذا حل بالتعهد المتكرر من قبل الوزير المكلف من قبل الحكومة بحل أزمة النفايات أمام الحركة البيئية بعدم استخدام المحارق؟

- ما هي مصادر تمويل خطة ترحيل النفايات بالتفصيل؟

- كيف ستتم عملية ضبط التوزين منعا للتلاعب والسرقة؟

- هل سترحل مع النفايات العصارات التي أفرزتها طيلة هذه المدة أم ستترك في مكانها؟

كل هذه التساؤلات لم تلق أي رد عليها من أصحاب السلطة.

من هنا، وبناء عليه، وبما أن هذه السلطة ضربت عرض الحائط بالقوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وأدارت ظهرها للمواطنين الذين نزلوا إلى الشوارع رفضا لهذه السلطة الفاسدة ولأساليبها المافياوية في إدارة شؤون البلاد، نعلن أننا، من اليوم وصاعدا، سنواجه هذه السلطة بطريقة مختلفة وبأدوات مختلفة، عنوانها أننا لن نقبل إلا بدولة القانون والمؤسسات، وأننا سنتواجه مع عناوين الفساد ورموزها حتى محاسبتها، مهما علا شأنها، ولن نتراجع عن أمرنا هذا حتى نهلك دونه، لأننا لن نرضى بعد اليوم أن نكون خرافا تسلب حريتها ومستقبلها ومالها وأملها، وتذبح على موائد أمراء الطوائف، وإن غدا لناظره قريب.

حركة

من جهته، أعلن الناشط واصف حركة، بعد لقائه رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، "أن مجلس الوزراء اتخذ قرار ترحيل النفايات دون استشارة هيئة الرقابة، وهذا مخالف للأصول رغم حقه في ذلك"، مشيرا الى أن الحملة ستعد وتقدم للقاضي عواد غدا لائحة بأسماء الملفات التي لم يبت بها القضاء بعد".

وقال: "ان عضو هيئة الرقابة في التفتيش المركزي صالح الدنف أبلغ الوفد أن هيئة التفتيش المركزي لم تجتمع منذ أحد عشر شهرا"، لافتا الى "ان الهيئة مسؤولة عن 100 الف موظف في الدولة اللبنانية".

وأكد حركة "أن الحراك سيستمر مع خطط جديدة".

 

نعيم قاسم: إيران نقطة ارتكاز لأمن الخليج

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - إعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن إيران "هي نقطة ارتكاز لأمن الخليج، وإيران بعد الثورة رصيد كبير للعرب وللمسلمين، إذ أسقطت مشروع العلاقة مع إسرائيل وأقفلت سفارتها في إيران لمصلحة مشروع العلاقة مع القضية الفلسطينية وهموم العرب والمسلمين". وقال في الندوة التي أقامتها ممثلية جامعة المصطفى العالمية في لبنان، في مبنى الجمعيات في حارة حريك، بعنوان "الإدارة السياسية عند الفقيه الحاكم": "إن افتعال الضوضاء الذي تنتهجه السعودية في المقاطعة لا يغير الواقع أبدا، لأن السعودية ارتكبت جريمة كبيرة بإعدام الشيخ نمر النمر، وهذه الجريمة هي وصمة عار على جبينها وجبين العالم المتحضر الذي يدعي العمل لحقوق الإنسان". أضاف: "لقد كانت إيران دائما في موقع المعتدى عليها ونجحت وتخطت كل المؤامرات، وسقط مفتعلوها. نحن نعتبر أن لا خيار أمام السعودية إلا أن تعود إلى تحكيم العقل والمصالح لتكون جزءا من الحلول لا أساسا بافتعال المشاكل المتنقلة، لأن هذه المشاكل سترتد عليها أولا وأخيرا، وها هي تجربة رعاية الإرهاب التكفيري الذي انطلق من السعودية وها هو يعود إليها وربما نشهد تطورات كثيرة في هذا المجال".

 

قاسم هاشم: ما قامت به المقاومة في منطقة المزارع هو دورها وواجبها

الخميس 07 كانون الثاني 2016/وطنية - قال عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم في تصريح من مجلس النواب: "اعتدنا منذ فترة الاطلالات الاعلامية تجاوزا للمعايير الواضحة بمقاربة كل القضايا، الاقليمية أو المحلية، ولا شك في أن الجميع يأسف لما يرى من مشاهد مأسوية في سوريا، ولكن يبدو ان البعض لم يسأل نفسه عمم تسبب بهذه المجازر ومن هو الارهاب ومن يعمل على دعمه ويحرض على سوريا، حتى وصلت الامور الى هذا المستوى. ولا شك في أن البعض لا يرى إلا بعين واحدة، وعمى الالوان قد أصاب البعض في السياسة وغير السياسة، فبات لا يرى إلا بمنظار واحد ورؤية واحدة من دون أن يقارب الامور بحقيقتها وكما هي. وهذا الامر نأمل أن يكون واضحا لأن من يتسبب بمآسي الشعب السوري هو من عمل على صناعة هذا الارهاب ودعمه والتحريض على سوريا وتمويل هذا الارهاب ليحصد اليوم الشعب السوري المآسي". وأضاف: "كنا نأمل ونحن على بعد أيام من تعرض مناطق حدودية جنوبية لقصف اسرائيلي همجي بالقنابل الانشطارية والفوسفورية، أن نسمع صوتا سياديا بكل ما يعني ذلك من إدانة واستنكار. ما تعرض له اللبنانيون في أرض لبنانية محررة هو نوع من القنابل المحرمة دوليا، علما أن البعض قد يقول إن هذا ردة فعل. أما ما قامت به المقاومة في منطقة مزارع شبعا فهو أمر طبيعي، وهذه وظيفة المقاومة ودورها وواجبها، لكن ان يتعرض شعبنا وتتعرض أرضنا للقصف الهمجي الاسرائيلي من دون أن يحرك البعض ساكنا أو أن نسمع صوت ادانة، فهذا غير مقبول". وختم: "نحن أمام مرحلة تحتم علينا التعامل معها بمزيد من المسؤولية الوطنية، بعيدا عن المصالح السياسية الضيقة أو الحزبية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السيسي يشهد قداس عيد الميلاد ويعتذر للأقباط عن حرق الكنائس

08/01/16/القاهرة – وكالات/شهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قداس عيد الميلاد المجيد، الذي أقيم في الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، حيث قدم التهنئة إلى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، بتلك المناسبة. كما قدم الرئيس المصري اعتذاره للأقباط عن ما تم من إحراق وتدمير للكنائس خلال الفترة الماضية، مؤكداً العمل على ترميمها في أقرب وقت. وأضاف «لن يوجد بيت واحد من بيوتكم، ولا كنيسة لم يتم إصلاحها»، مشدداً على أن «هذا ليس تفضلاً على الأقباط، ولكنه حق.» وكان السيسي توجه بالتهنئة إلى المسيحيين المصريين، عبر بيان قال فيه «تشرفت أرض مصر الطاهرة باِستضافة العائلة المقدسة، مصر التي اختارها الله الحميد المجيد لتكون ملاذاً آمناً للسيد المسيح وأمه العذراء الطاهرة». واعتبر أن «في ذلك دلالة بالغة على ما أراده الله سبحانه وتعالى لمصر لتظل منبعاً للسلام والمحبة، وموطناً للأمن والاستقرار وهي قيم نبيلة، يقتضي الحفاظ عليها أن نظل جميعاً مسلمين ومسيحيين يداً واحدة، وصفاً واحداً». من جانبه، زار رئيس الوزراء شريف إسماعيل، مقر الكاتدرائية المرقسية أول من أمس، لتقديم التهنئة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمناسبة عيد الميلاد.

 

 الأمم المتحدة: الحكومة السورية وافقت على ايصال المساعدات الانسانية الى مضايا المحاصرة

الخميس 07 كانون الثاني 2016

وطنية - أعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، في بيان اليوم، تلقيه "موافقة الحكومة السورية لادخال المساعدات الانسانية في اقرب وقت الى ثلاث بلدات سورية بينها مضايا المحاصرة في ريف دمشق".

وجاء في البيان: "ترحب الأمم المتحدة بالموافقة التي تلقتها اليوم من الحكومة السورية في شأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا والفوعة وكفريا، وتعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة".

 

 بلير كشف انه طلب من القذافي الرحيل والاحتماء في مكان آمن قبل اطاحته

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - كشف البرلمان البريطاني، اليوم، عن محاضر محادثتين هاتفيتين بين توني بلير ومعمر القذافي يطلب فيهما رئيس الوزراء البريطاني السابق من الرئيس الليبي حينها الرحيل والاحتماء في مكان آمن قبل اطاحته عام 2011. وسلم بلير محتوى المكالمتين اللتين فصلت بينهما ساعتان في 25 شباط 2011، الى لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان بعد الاستماع اليه في اطار تحقيق برلماني في 11 كانون الاول. وقال بلير للقذافي في المكالمتين اللتين بادر بهما متحدثا الرئيس الليبي مستخدما ضمير الغائب: "اذا كان هناك وسيلة للرحيل عليه ان يفعل ذلك الان. يجب ان يظهر انه يقبل التغيير حتى يحصل هذا التغيير من دون عنف". واضاف بلهجة اكثر مباشرة: "اذا كان لديكم مكان آمن تقصدونه فعليكم التوجه اليه لان الامر لن ينتهي من دون عنف". ورد القذافي متحدثا عن نفسه مستخدما بدوره ضمير الغائب: "اين ينبغي ان يذهب؟ ليس لديه مسؤوليات"، مضيفا بطريقة مباشرة بينما كان يواجه ثورة شعبية: "ليست لدي سلطة او ولاية، لست الرئيس، ليس لدي اي منصب لاتخلى عنه". وفي بداية المكالمة الاولى يؤكد القذافي ان بلاده "تتعرض لهجوم من خلايا نائمة للقاعدة في شمال افريقيا مشابهة لهجمات الولايات المتحدة قبل اعتداءات 11 ايلول. 2001. نحن نواجه حالة جهادية".

وفي نهاية المكالمة الثانية، قال القذافي لبلير: "دعونا وشأننا ليست لدينا مشكلة" ودعاه مرارا الى ان يأتي الى ليبيا مؤكدا انه "لا يوجد اي عنف في هذه اللحظة في طرابلس".لكنه ابدى قلقه من تدخل عسكري دولي، فرد عليه بلير: "لا، ابدا لا احد يرغب في ذلك".

 

الصومال اعلن قطع علاقاته الديبلوماسية مع ايران

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن الصومال، اليوم، قطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران، وسط الازمة الديبلوماسية بين السعودية والجمهورية الاسلامية. وأعلنت وزارة الخارجية الصومالية في بيان، قرارها "قطع العلاقات الديبلوماسية" وامهلت الديبلوماسيين الايرانيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.

واشار البيان الى ان "هذه الخطوة اتخذت بعد تفكير طويل وردا على تدخل جمهورية ايران المستمر في الشؤون الداخلية الصومالية"، من دون اعطاء تفاصيل.

 

الداخلية الفرنسية: مقتل رجل مسلح أمام مقر للشرطة في باريس

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية ـ باريس ـ أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الفرنسية بيار هنري براندي، عن مقتل رجل مسلح حاول الدخول ظهر اليوم إلى مقر للشرطة في حي غوت دور في الدائرة الثامنة عشرة من باريس". وأضاف "أن الرجل قتل على يد الشرطة بعدما سحب سكينا وصرخ "الله وأكبر".

وترددت أنباء أن الرجل كان يرتدي حزاما ناسفا. وقال شهود عيان إنهم سمعوا 4 طلقات نارية. وفرضت إجراءات أمنية مشددة في الحي وانتشر رجال الأمن المدججون بالسلاح للتأكد من خلو المنطقة من العبوات الناسفة. وتفقد وزير الداخلية برنار كازنوف المكان. وجاءت هذه الحادثة في التوقيت نفسه الذي جرى فيه الاعتداء قبل عام على مجلة "شارلي إيبدو" في باريس. ويذكر أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كان يلقي خطابه في مناسبة العام الجديد أمام قيادات الأمن والشرطة ورجال الاطفاء في مقر شرطة باريس في الذكرى الأولى للاعتداء الذي تعرضت له هذه المجلة الساخرة.

 

 ايران منعت دخول كل المنتجات السعودية

الخميس 07 كانون الثاني 2016 /وطنية - منعت الحكومة الايرانية دخول كل المنتجات السعودية او المستوردة منها كما افاد موقع الحكومة الالكتروني اليوم. وقال المصدر :ان "مجلس الوزراء منع دخول كل المنتجات السعودية او المستوردة من السعودية"، مشيرا الى "الابقاء على منع اداء مناسك العمرة في مكة حتى اشعار آخر".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سنة صعبة في انتظار لبنان..

خيرالله خيرالله/العرب/08 كانون الثاني/16

السنة الجديدة في غاية الصعوبة على لبنان، خصوصا في ظل الحملة الإيرانية المكشوفة على المملكة العربية السعودية. إنها حملة غير مبررة تتجاوز المملكة نظرا إلى أنها تستهدف كل بلد عربي.

دخل لبنان سنة في غاية الصعوبة والتعقيد فرضتها التطورات الإقليمية المتسارعة، على رأسها الحملة التي تشنّها إيران على المملكة العربية السعودية من منطلق مذهبي بحت. تترافق هذه الحملة مع الإصرار الإيراني على فرض نوع من الوصاية على الوطن الصغير من جهة، وغياب الوعي الوطني لدى الكثير من اللبنانيين من جهة أخرى. كان أفضل تعبير عن غياب الوعي الوطني الأحداث الخطيرة التي شهدها العام 2005 والتي شملت الاعتداء على معالم وسط بيروت على يد مجموعة من شذّاذ الآفاق بهدف تدمير المدينة وما بقي منها.

استُخدمت لتحقيق هذا الغرض، أي للانتقام من بيروت، ذرائع عدّة من بينها الفساد المستشري في أوساط الطبقة السياسية اللبنانية، والعجز الحكومي عن اتخاذ أي قرارات فعالة بما في ذلك معالجة مشكلة النفايات التي غرقت فيها شوارع العاصمة اللبنانية ومدن وبلدات أخرى. طفح الكيل لدى قسم كبير من اللبنانيين العاديين ووجد هؤلاء أن عليهم التعبير عن رغبتهم في التغيير والانتفاض بوجه سياسيين ليس لديهم أي حلّ لأيّ مشكلة مطروحة، مهما كانت بسيطة وعادية. كان قسم كبير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الشارع في 2015 من ذوي النيات الحسنة. كانوا مواطنين عاديين ضاقت بهم سبل العيش واستفزّهم فساد الطبقة السياسية. كان معظم الذين في الشارع مواطنين عاديين لا تجربة سياسية لديهم. عرفت كيف تستغلّ عناصر مدرّبة تدريبا جيدا على نشر الغوغاء والاستثمار فيه بهدف تغطية المشكلة الأساسية التي يعاني منها لبنان، وهي مشكلة السلاح غير الشرعي في يد ميليشيا مذهبية تابعة لإيران تسمّي نفسها “حزب الله”.

انتهى موسم التظاهرات في بيروت. ذاب الثلج وبان المرج. تبيّن في النهاية أن كلّ المشاكل التي يعاني منها لبنان مشاكل حقيقية، لكنّ المهمّ أن ينزل اللبنانيون إلى الشارع ليقولوا إن المطلوب، قبل كلّ شيء، المحافظة على مؤسسات الجمهورية بدل الرضوخ للإرادة الإيرانية التي تعمل من أجل تفتيت البلد وإعادة تشكيل السلطة فيه. هذا ما غاب عن بال أولئك الذين نزلوا إلى الشارع خدمة لبعض الذين كانوا يريدون الانتقام من المدينة التي يمكن الانطلاق منها لتعميم الخير على كلّ لبنان. هناك ما يستأهل التظاهر من أجله في لبنان، خصوصا بعد انكشاف لعبة “حزب الله”. ما يستأهل أن يتظاهر اللبنانيون من أجله هو انتخاب رئيس للجمهورية لا أكثر ولا أقلّ.ما ساهمت فيه أحداث السنة 2015 هو انكشاف اللعبة الإيرانية في لبنان. من لديه أدنى شكّ في ما تريده إيران، يستطيع العودة إلى اللقاء الذي عقده في الأسبوع الأخير من السنة الماضية وفد من “حزب الله” مع البطريرك الماروني بشارة الراعي.

بعد هذا اللقاء، الذي أعلن فيه قيادي في الحزب التمسّك بترشيح النائب ميشال عون للرئاسة من زاوية “أخلاقية”، صارت الأوراق مكشوفة. الحديث عن الأخلاق أمر جيّد، بل جيّد جدا. ولكن ماذا عن الواقع الذي يسعى “حزب الله” إلى الهرب منه؟

يتمثّل هذا الواقع في انتخاب مجلس النوّاب اللبناني لرئيس للجمهورية في مرحلة ما قبل نهاية ولاية الرئيس. هذا أمر بديهي وطبيعي في بلد يحترم فيه الجميع الدستور المعمول به. تبيّن أن “حزب الله” لا يريد رئيسا للجمهورية. اعترض الحزب الذي يمثّل إيران، ولا شيء آخر غير إيران، على قبول الرئيس السابق لمجلس الوزراء سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. وصل الأمر بـ”حزب الله” أن اعترض على عودة سعد الحريري إلى بلده. هل أراد معاقبته على سعيه من أجل انتخاب رئيس للجمهورية؟ ما الذي يمكن أن يحصل عليه “حزب الله” أكثر من أن يكون سليمان فرنجية “صديق” بشّار الأسد رئيسا للجمهورية. هل من سياسي لبناني منحاز للحزب وللنظام السوري أكثر من سليمان فرنجية الذي لم يوفّر كلمة وقالها في حقّ رفيق الحريري في الأسابيع القليلة التي سبقت اغتياله؟ كان سليمان فرنجية، وقتذاك، وزيرا للداخلية. لم يتردّد في توجيه كلّ نوع من أنواع الكلام البذيء إلى رفيق الحريري. على الرغم من كلّ ذلك، توصّل سعد الحريري إلى تفاهم مع الرجل من أجل إنقاذ موقع رئاسة الجمهورية ومؤسسات الجمهورية والجمهورية نفسها. في النهاية كان سليمان فرنجية بين الموارنة الأربعة الذين اتفق الزعماء المسيحيون على أن يكون أحدهم رئيسا للجمهورية في اجتماع انعقد في بكركي برعاية البطريرك. الثلاثة الآخرون هم الرئيس أمين الجميّل والنائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع. لا شكّ أن الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين سعد الحريري وسليمان فرنجية يشكّل مفاجأة، ولكن كان لا بدّ من تلك المفاجأة من أجل كشف ما تريده إيران. هل تريد المساعدة في انتخاب رئيس للبنان أم أنّها تريد نسف النظام اللبناني كي تؤمن لنفسها موقعا يسمح لها بأن تكون سلطة الوصاية الجديدة على لبنان؟ كان لدى بشّار الأسد من الغباء السياسي ما جعله يدخل في لعبة اغتيال رفيق الحريري التي نفّذتها إيران عبر أدواتها اللبنانية. بعد اغتيال رفيق الحريري، خرج النظام السوري من لبنان وبقيت إيران وأدواتها فيه. لم يعد ذلك سرّا بعد كلّ ما شهدته مداولات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري وبعد رفض “حزب الله” تسليم المتهمين بالجريمة إلى تلك المحكمة الدولية. لم تعد من أسرار في لبنان. عندما يتمسّك “حزب الله” بترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية، معنى ذلك أنه لم يضع “فيتو” على سليمان فرنجية فقط. ما حصل أن إيران، عبر “حزب الله” وضعت “فيتو” على انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وليس على شخص سليمان فرنجية وحده. هذا ما أكّده مجددا رئيس الكتلة النيابية لـ”حزب الله” الذي قال كلاما مسيئا لسليمان فرنجية من دون تسميته، موضحا أن الهدف النهائي للحزب ليس انتخاب رئيس للجمهورية بمقدار ما أن المطلوب توفير ضمانات تضع من خلالها إيران، عبر “حزب الله” طبعا، يدها على لبنان وتؤكّد وصايتها عليه. ماذا تريد إيران؟ تريد تغيير النظام في لبنان من جهة، وتريد التفاوض مع الإدارة الأميركية بشأن مستقبل لبنان من جهة أخرى. كانت السنة 2015 مفيدة للبنان من هذه الناحية. وضعت أحداث تلك السنة البلد أمام تحدّيات جديدة. هل آن استبدال الوصاية السورية بالوصاية الإيرانية بشكل رسمي وبرعاية دولية؟ هذا السؤال يواجه لبنان واللبنانيين في 2016. هذا السؤال يجعل السنة الجديدة في غاية الصعوبة على لبنان، خصوصا في ظل الحملة الإيرانية المكشوفة على المملكة العربية السعودية. إنّها حملة غير مبرّرة تتجاوز المملكة نظرا إلى أنّها تستهدف كل بلد عربي، بما في ذلك لبنان، عن طريق الاستثمار في إثارة لعبة الغرائز المذهبية. المؤسف أن في لبنان من يقبل دخول هذه اللعبة التي تعني، أوّل ما تعني، الفراغ الرئاسي إلى أجل غير مسمّى…

 

«تكتيك» حزب الله في مضايا: الطعام مقابل الأرض

علي الحسيني/المستقبل/08 كانون الثاني/16

منذ إنخراطه في الحرب السورية تحت حجج متعددة ومتنوّعة سعى من خلالها إلى تبرير عدوانه، وسكوته عن مجازر نظام الأسد المتكررة بحق الشعب السوري والمتنقلة بين منطقة وأخرى، ها هو «حزب الله» وبالتنسيق مع نظام القتل، يفرد لنفسه صفحات جديدة وموثقة في تاريخ الجرائم الإنسانية من خلال محاصرته بلدة مضايا في ريف دمشق وتجويع أهلها ومنعهم من الحصول على فُتات الخبز أو شربة ماء، في مشهد بدا وكأن التاريخ قد استعاد مجموعة صور من زمن الحروب العالمية لأطفال يتكئون على الأرض وهم يموتون جوعاً، بينما عيونهم مفتوحة باتجاه السماء وكأنها تنتظر عدالتها بعدما فقدتها على الأرض.

بالأمس وأمام صور ومشاهد أطفال «مضايا» وهم يموتون جوعاً وعطشاً، سقطت كل بيانات وإدعاءات النصر «الإلهي» وتبريرات القتل، تماماً كما سقط «الواجب الجهادي» وملحقاته بدءاً من «التكليف الشرعي» لخوض الحرب السوريّة وإنتظار «المنتظر» لتحل عدالته على أرض غاب العدل عنها بعد حصار دائم لما يُقارب 23 الف مواطن سوري منذ أكثر من سبعة أشهر بهدف اجبارهم على الرحيل في عملية تسفير عرقية كانت شهدتها من قبل مدينة «القصير» وبعدها عدد من قرى «القلمون»، لكن مع فارق وهو عروضات قدمها «حزب الله» لأهالي البلدة عبر سماسرة يطلب منهم التخلّي عن ممتلكاتهم لقاء مبالغ زهيدة، وذلك ضمن مناطق تعتبر هي الأغنى زراعياً في سوريا في وقت تؤكد المعلومات ان السعر الحقيقي يتجاوز السعر المعروض بعشرات المرات. منذ سبعة أشهر ولغاية اليوم لقي أكثر من ثلاثين شخصاً من بلدة مضايا حتفهم بسبب الجوع ونقص الدواء، وتشير روايات لعدد من المسلحين الذين غادورا البلدة مؤخراً عقب الاتفاق الذي تم بين المعارضة من جهة و«حزب الله» والنظام من جهة اخرى، إلى أن نقص الغذاء أجبر السكان على أكل القطط والحشائش والنفايات، وأن هناك حالات وفاة كثيرة، بينهم نساء وأطفال. وبعد تفاقم الأمور وارتفاع الأصوات وحالات الغضب الشعبي في معظم دول العالم والتي اتهمت الحزب بارتكاب مجازر جماعية، أصدر الاخير أمس بيان رفع عتب، حاول من خلاله رفع المسؤولية عنه عندما اتهم مجموعات مسلحة يفوق عددها 600 عنصر يأخذون البلدة رهينة ويمنعون وصول المواد الغذائية إلى أهلها».

في مخيمات النزوح في لبنان والتي تتوزع من اقصى الشمال الى الجنوب، يتحدث الكثيرون عن صعوبة الأيام التي تمر بها مضايا اليوم في ظل الحصار القاتل. يسأل أحد الأطباء النازحين عن روايات «حزب الله» في ما خص واقعة «عاشوراء» والتي تتحدث عن حصار صاحب الواقعة ومنع وصول الماء والطعام اليه والى عائلته، فيقول «لقد بلغ سوء الأوضاع بمضايا في الأيام الأخيرة حدا لا تستسيغه الإنسانية، لقد تردت الأوضاع الصحية لأهالي المدينة، حيث وصلت للمستشفى مئات حالات التسمم نتيجة أكل أوراق شجر الزيتون، وهي المادة الخضراء المتبقية في البلدة بعد تساقط الثلوج. الا يوجد شبه بين الواقعتين؟ اليس المجرم هو نفسه اليوم؟». وفي وقت حذر فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من كارثة إنسانية تهدد حياة المحاصرين جوعاً وبرداً في مدينتي مضايا وبقين بريف دمشق الغربي، ومن صمت المنظمات الدولية وجعلها شريكة في جريمة حصار المدنيين، أكد مدير مؤسسة «لايف» الحقوقية اللبناني نبيل الحلبي أن «هذه الممارسات تأتي ضمن سياسة ممنهجة من أجل تهجير أهالي ريف دمشق قسرياً، عبر تطبيق معادلة (مقايضة الأرض مقابل الغذاء)، وذلك كما حصل في حمص القديمة تماماً». وأشار إلى أن «الأجندة الإيرانية في سوريا تهدف إلى إيجاد مساحة كبيرة تمتد من الزبداني والقلمون والقصير وحمص والساحل، وتبتلع كامل الحدود مع بقاع لبنان الشمالي- الشرقي، بهدف ربطها بمنطقة بعلبك الهرمل، على أن تكون لاحقاً «دويلة شيعية» تابعة لنظام الولي الفقيه»، مضيفا: لكي تنجح هذه الاستراتيجية يقتضي تهجير السكان السنة من هذه المناطق إضافة إلى تهجير أهالي عرسال اللبنانية». هي إذاً، فصول معاناة إنسانية جديدة في سوريا، أطلت هذه المرّة من بلدة مضايا لتُسقط ورقة التوت عن ممارسات «حزب الله» والنظام اللذين لا يوفّران وقتاً إلا ويستغلانه لإبتكار أساليب قمعية جديدة لمعاقبة شعب يرفض مغادرة أرضه ويُصرّ على الدفاع عنها حتّى ولو كان الثمن قتل عائلة بأكملها، فمن الممارسات داخل السجون وعمليات القتل على الهوية، إلى البراميل المتفجرة واستخدام الأسلحة الكيميائية، يُدخل اليوم الحلف «الممانع» اسلوباً جديداً إلى أجندته الإنتقامية من خلال إستخدامه وسيلة التجويع، وسيلة سقطت أمس عند أوّل حاجز للحزب والنظام عند مدخل البلدة بعدما مُنعت أوّل قافلة محملة بالمواد الغذائية تابعة للأمم المتحدة من العبور إلى بلدة العز وتوأم الزبداني في المقاومة والصمود والموت بعز، إن كُتب عليها الموت.

 

«حزب الله» مستمر في «مقاومة».. انتخاب الرئيس

 باسمة عطوي/المستقبل/08 كانون الثاني/16

يمكن القول إن تأجيل انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الرابعة والثلاثين بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني في مجلس النواب أمس، كان أشد مرارة وأكثر مدعاة للقلق في نفوس اللبنانيين من المرات السابقة، لسبب أساسي هو أن النواب الممتنعين عن حضور الجلسات أثبتوا قدرتهم مرة أخرى، على «حبس» اللبنانيين جميعاً في نفق الفراغ الرئاسي المظلم والشلل المؤسساتي الشامل، بعد أن شعت مؤخراً بادرة أمل بالخروج منه عند إطلاق الرئيس سعد الحريري مبادرة انتخاب رئيس تيار «المردة« النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. وإذا كان التعبير عن هذا القلق يظهر لدى قوى 14 آذار والشارع اللبناني، من خلال دق ناقوس الخطر الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن الفراغ والشلل، إلا أن مدلول استمرار الفراغ بالرغم من إطلاق «المبادرة الرئاسية» له معاني عدة برأي النواب الذين حضروا جلسة الأمس، إذ يؤكد عضو كتلة «المستقبل« النائب جان أوغاسبيان لـ«المستقبل»، أن «حزب الله لن يفرج عن ملف الرئاسة قبل إيجاد الحلول للنظام في سوريا»، ويوافقه الرأي عضو الكتلة النائب أمين وهبي لافتاً الى أنه «بعد مبادرة الرئيس الحريري تبين أن الحزب ومن خلفه إيران لا يريدان قيام الدولة في لبنان ولا إنهاء الفراغ إلا بعد تسليم وقبول اللبنانيين بالمصالح الإيرانية في لبنان». ويعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي« النائب هنري أنه «للأسف تم ربط مصيرنا بمصير ما يحصل في المنطقة، وبما أن الوضع متشنج فسيكون له تأثيراته على لبنان وملفاته العالقة وأولها الملف الرئاسي». ويرى عضو كتلة «الكتائب« النائب نديم الجميل أن «النفق الرئاسي طويل ويزيده حزب الله عتمة من خلال منع انتخاب رئيس لكي يبقى ممسكاً بزمام البلاد». ويشدد عضو كتلة «القوات اللبنانية« النائب فادي كرم على أن «القوات لا تزال تسعى لأن تصل المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس الحريري إلى نهاية جيدة، وليس المهم من يكون الرئيس المهم هو إنهاء الفراغ». إذن، لا رئيس في المدى المنظور بسبب استمرار التعطيل، وهذا ما يوافق عليه وهبي بالقول: «بذلنا كل ما بوسعنا لإنقاذ لبنان، وتجاوزنا الحسابات السياسية لإعادة الروح إلى مؤسسات الدولة، لكن بعد مبادرة الرئيس الحريري تبين على الملأ أن حزب الله وإيران لا يريدان انتخاب رئيس بل تعميم الشلل لوضع اللبنانيين أمام خيارين، إما القبول بالمصالح الإيرانية في لبنان أو الفراغ المظلم وهذا ما يلمسه اللبنانيون».

ويرى أوغاسبيان أن «حزب الله لن يُفرج عن انتخاب رئيس قريباً، بل يربط الملف الرئاسي بمصير النظام في سوريا، وبالتالي فهو يترك الأمور معلقة مع الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، وبالتالي فكلام 8 آذار بأنهم حصلوا على مكسب انتخاب رئيس من صفوفهم وهم يحاولون التفاوض حول الحكومة وقانون الانتخاب هو مجرد ذر رماد في العيون، لأن الملف الرئاسي في لبنان بات مرتبطاً بالملف السوري أكثر من أي وقت مضى». ويأسف حلو «لربط مصير الرئاسة في لبنان بمصير المنطقة وما يحصل فيها، خصوصاً أن الأمور تزداد تشنجاً وتأثيراً على لبنان».

ويضيف: «إلى متى سنبقى على هذه الحال؟ هو سؤال يُطرح على النواب الذين لا يحضرون الجلسات، خصوصاً أنه حين طُرحت المبادرة تأملنا بنتائج إيجابية، لكن سرعان ما تعقدت الأمور والمحصلة أن المواطن اللبناني يعاني على كل الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية». ويرى الجميل أن «اللبنانيين لم يخرجوا من نفق الفراغ بالرغم من أن المبادرة كانت الشعلة التي أنارت العتمة لوقت قليل، واليوم نرى أن النفق طويل وحزب الله يزيده ظلاماً، لأنه لا يريد انتخاب رئيس سواء أكان سليمان فرنجية أو ميشال عون، بل يريد أن يبقى الفراغ الدستوري وتعطيل المؤسسات لاستباحة الأراضي والقرار اللبناني من دون محاسبة رسمية». ويأمل كرم «أن تستمر محاولات انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن، لكن هناك أفرقاء لا يريدون انتخاب رئيس بدليل أنهم يعرقلون اكتمال النصاب في جلسات انتخاب رئيس والاختيار بين المرشحين». ويضيف: «القوات ما زالت من الفرقاء الذين يحاولون أن تصل المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس الحريري الى نتائجها الإيجابية، أي انتخاب رئيس بأسرع وقت بغض النظر عن الأسماء».

 

أي " توازن" أولاً وأخيراً ؟

 نبيل بومنصف/النهار/8 كانون الثاني 2016

ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة حتما التي يطرح فيها جدوى الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" بعد اكثر من سنة من انطلاقه، ولا نظن ان موقفا هجوميا مقصودا بمستوى الحدة التهويلية الذي طبع كلام النائب محمد رعد او حتى غير مقصود هو الذي يجب ان يحسم اشكالية هذا الحوار على رغم ان مضمون كلام تهديدي كالذي صدر يستحيل تجاهل ابعاده، فمن الزاوية المنطقية المتجردة لا تتجاوز حصيلة هذا الحوار الصفر المكعب من حيث النتائج المباشرة على مجمل وجوه الازمة الداخلية وكل ما تتحفنا به جولات عين التينة الليلية منذ ولادة هذه المبادرة لا يتجاوز الأسطر الثلاثة الخشبية التي لا تقول سوى ان هذا "القصاص" الملزم لفريقيه ما كان ليكون لولا الخشية من الفتنة، والحال ان نقطة النجاح النسبية الوحيدة التي حققها هذا الحوار باتت تعود الى عامل دعائي اكثر منه واقعي وهو اعتياد اللبنانيين على لازمة محببة أطلقت احتفاء بهذا الحوار وهي انه الحوار السني - الشيعي الوحيد الذي يشهده الشرق الاوسط الغارق في لجة الفتنة المذهبية الدينية، واذا صحت براعة من زين لهذا الحوار ان يكون بهذه الفرادة فإن ذلك لم يعد يستر على هذا الحوار الانكشاف المتدرج الذي بات يعانيه منذرا باسقاط حتى المبرر الاساسي الذي رفع لافتة له وهو انكشاف يتصل بأمرين على الاقل لا يمكن تيار "المستقبل" المضي في تجاهلهما اذا كان قرر فعلا ان يعيد تقويم التجربة الحوارية من زاوية تجاوز الفريق الاخر الخطوط المبدئية للإطار الذي يلزم المتحاورين البقاء داخل دائرة احترام ما يعد انجازات حققاها حتى الان. البعد الاول هل يجري الحوار فعلا ضمن توازن قوى، ليس في البعد العسكري المسلح ولا في القدرات المتصلة به وهو امر محسوم بالكامل لمصلحة "حزب الله"، وانما المقصود توازن قوى في قواعد الاشتباك الحواري بمعنى توازي القدرة على طرح الاولويات الطارئة ؟ من ذلك مثلا هل يبقى الحوار حوارا اذا اشترط تيار المستقبل اعادة النظر بأدبيات الفريقين وربط مصير الحوار بتخلي المحاور المستقوي بتجاربه المسلحة في الاختلال الداخلي والكف عن استعمال سلاح التهويل عند كل هبة ريح؟ اما البعد الآخر فيتصل بالازمة الرئاسية التي باتت تلزم تيار "المستقبل" نزع هذا البند من الحوار الثنائي ما دام "حزب الله" يسقط بالضربة القاضية اي محاولة لتحريك الازمة. هذا الامر بات يشكل ازمة "حزب الله" مع سائر الافرقاء السياسيين ولم يعد منطقيا في شيء طرح ازمة الرئاسة في غرفة من عين التينة فيما الغرفة الاخرى للحوار الاوسع تشهد المهزلة الاكبر.

 

هل يكرّر عون خطأ التمسّك بترشيحه فيأتي مرّة أخرى رئيس من خارج 8 و14؟

 اميل خوري/النهار/8 كانون الثاني 2016

بعدما ألقى "حزب الله" على العماد ميشال عون مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي، تاركاً له حرية الاختيار بين أن يظلّ متمسّكاً بترشيحه أو التخلّي عنه طوعاً، وهو لن يطلب منه ذلك، كيف سيتصرّف وأي قرار سيتخّذه؟ هل ينسحب لحليفه النائب سليمان فرنجيه، هل يقبل منافسته على الرئاسة، هل يسمّي من يريد مرشّحاً سواء بالاتفاق مع "حزب الله" أو مع "القوات اللبنانية" أو مع الأقطاب الموارنة أو من دون الاتفاق مع أي منهم؟ من عادة العماد عون اتخاذ مواقف لا يعود عنها وإن تكن خاطئة، لذلك عُرف بالجنرال الذي يهوى خوض المعارك المستحيلة والصعبة بل الخاسرة، وإلا لكان وصل الى الرئاسة الأولى قبل الآن أو أوصل اليها من يريد. لكن سوء التقدير والخطأ في الحساب جعلا رئيس الجمهورية يأتي من خارج 8 و14 آذار وهو العماد ميشال سليمان، وقد يكرّر عون الخطأ نفسه فيأتي مرّة أخرى رئيس للجمهورية من خارج هذين التكتّلين الكبيرين لأن الرئيس المطلوب في ظروف دقيقة وحسّاسة داخلياً واقليمياً كما في الماضي هو الرئيس المقبول من القوى السياسية الأساسية في البلاد كي يستطيع أن يحكم. الواقع أن ليست هي المرّة الأولى التي تدفع فيها البلاد ثمن تمسّك عون بمواقفه. فعندما وقعت "حرب الالغاء" لم تنفع معه كل المساعي لتجنّب تلك الحرب لأنه لن يكون فيها رابح بل خاسر واحد هو الشعب اللبناني، وتحديداً المسيحيون، بدليل أن قادتهم لم يستطيعوا الاحتفاظ بصلاحيات رئيس الجمهورية عندما تقرّر تقليصها في مؤتمر الطائف. ولم تنفع معه محاولات ثنيه عن خوض معركة "التحرير" في وقت كان الرئيس حافظ الأسد في أوج قوته داخلياً وخارجياً، ولا أحد من الدول بما فيها أميركا واسرائيل تريد خروج القوات السورية من لبنان لأن الوضع الأمني فيه كان لا يزال في حاجة إلى وجودها حتى خلافاً للمدة المحدّدة في اتفاق الطائف. ولم تنفع معه أيضاً كل المحاولات والمساعي ليوافق على تسليم سدة الرئاسة للرئيس المنتخب رينه معوض بعدما كان عون أقدم على حل مجلس النواب بعد منتصف الليل ليحول دون انتخاب أي رئيس للبنان ظناً منه أنه يستطيع أن يبقى هو وليس سواه في قصر بعبدا. وعندما تلقّى تهديداً بضربة عسكرية سورية تخرجه منها، فلا يظل الرئيس الياس الهراوي الذي انتخب بعد اغتيال معوض يقيم في مبنى بالاعارة، جاءه صديق ونصحه بمغادرة القصر طوعاً بعد أن يوجه الى الشعب اللبناني بياناً يكشف فيه حقيقة ما يواجهه، وحرصاً منه على حقن الدماء، لكن العماد عون قرّر التصدّي للضربة العسكرية السورية بقصف مدفعي علّه يحول به دون دخول الجيش السوري الى قصر بعبدا والى وزارة الدفاع. وعندما قال له صديقه ماذا تفعل لو أن سوريا استخدمت الطيران، فأجاب أكون قد خسرت. ثم استطرد قائلاً: ممنوع على الطيران السوري التحليق في الأجواء اللبنانية، ولكن فاتته معرفة أن الدول تعمل ما يخدم مصالحها، فما كان ممنوعاً على سوريا في الحرب الداخلية في لبنان لم يعد ممنوعاً بعد اتفاق الطائف. وكان لـ"حرب التحرير" الخاسرة ما كان، إذ انها انتهت بلجوء عون الى السفارة الفرنسية ومنها منفيّاً إلى فرنسا، ولم يعد منها إلى لبنان إلا بصفقة تمّت مع حلفاء سوريا في لبنان تضمّنت في ما تضمّنته ألا يتحالف في الانتخابات النيابية مع قوى 14 آذار بطرحه شروطاً تعجيزية رفضتها هذه القوى. ثم وقّع "ورقة تفاهم" مع "حزب الله" بحجة "حماية المسيحيين"، وإذ بها تحمي مخطّط الحزب في لبنان والمنطقة خدمة لايران. وبدأ تنفيذ ذلك بأحداث 7 أيار الشهيرة التي جعلت القادة في لبنان يذهبون إلى الدوحة حيث فرض عليهم اتفاق مخالف للدستور كحل لا بد منه. وكان أوّل من خالف هذا الاتفاق هو "حزب الله" وحلفاؤه عندما أعلن وزراء 8 آذار الاستقالة الجماعية من دارة العماد عون في الرابية. وكان لسلاح "حزب الله" دور سلبي آخر في عراضة القمصان السود التي جاءت بالرئيس نجيب ميقاتي رئيساً لحكومة عرفت بـ"حكومة حزب الله". وكان هذا الحزب أول من خالف مرة أخرى سياسة "النأي بالنفس" التي نالت الحكومة الثقة على أساسها، وقرّر التدخّل عسكريّاً في الحرب السورية من دون أخذ موافقة مجلس الوزراء ومن دون علم الجيش اللبناني. وقد أدّى تمسّك العماد عون بالترشّح للرئاسة وعدم الانسحاب لأحد الى الاتفاق على مرشّح مستقل من خارج 8 و14 آذار هو العماد ميشال سليمان. فهل يعيد التاريخ نفسه إذا ظل عون متمسّكاً بترشيحه للرئاسة وبرفض الانسحاب لأحد حتى لحليفه النائب سليمان فرنجيه؟ والسؤال المطروح هو: كيف سيتصرّف العماد عون بعدما ألقى "حزب الله" عليه مسؤولية اتخاذ القرار الذي يريد؟ فإن هو ظل متمسكاً بترشيحه". إن لبنان الذي كان العماد عون يصفه بـ"العظيم" يستحق منه التضحية لا التضحية به، وان استعادة حقوق المسيحيّين تبدأ برئاسة الجمهورية.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية القطيعة - الصدمة بين السعودية وإيران

عبد الكريم أبو النصر/النهار/8 كانون الثاني 2016

"قطع العلاقات مع ايران قرار أكبر من أن يكون مجرّد رد فعل سعودي غاضب على مهاجمة سفارة المملكة وقنصليتها في ايران بعد حملة عنيقة شنّها المسؤولون الايرانيون على السلطات السعودية إثر إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر مع 46 آخرين ينتمي معظمهم الى "القاعدة"، وقد دينوا قضائياً بارتكاب أعمال ارهابية وتخريبية متنوعة. فقرار القطيعة الذي نفّذته ودعمته دول عربية أخرى يعكس حال المواجهة الجدية بين السعودية وايران في ساحات اقليمية رئيسية عدة ويكرّس فشل الجهود الدولية والاقليمية لتحقيق نوع من التقارب بين الدولتين الكبيرتين يمكن أن يساعد على تسوية نزاعات مهمة في المنطقة. فلو كانت العلاقات طبيعية أو مرتكزة على مبادئ حسن الجوار والحد الأدنى من التقارب بين السعودية وإيران، لما كانت قضية الشيخ النمر تحوّلت أزمة حادة وقادت الى القطيعة. فالمشكلة أعمق من ذلك بكثير". هكذا اختصر لنا الوضع مسؤول أوروبي بارز في باريس وثيق الاطلاع على تطوّرات الأزمة السعودية – الإيرانية ذات الأبعاد والانعكاسات الاقليمية المهمّة وقال: "المشكلة الحقيقية ترتكز على المعادلة الأساسية الآتية القائمة بين البلدين: ايران تتحرّك وتتخذ قراراتها على أساس انها الدولة الكبرى التي تستطيع أن تمنح ذاتها الحق في أن تمارس دوراً مهيمناً على شؤون المنطقة وهي تريد استغلال توقيع الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى من أجل محاولة تعزيز دورها الاقليمي وتقوية نفوذ حلفائها ومصالحهم في الساحات المشتعلة أو الساخنة وأبرزها سوريا واليمن والعراق ولبنان، بقطع النظر عن انعكاسات سياساتها سلباً على المصالح المشروعة للأفرقاء الآخرين. في المقابل، تتحرّك السعودية على أساس استراتيجية احتواء وتطويق التمدّد الايراني في المنطقة ومواجهة السياسات الاقليمية الإيرانية التي ترى المملكة ودول أخرى عربية معتدلة انها تقوم على أساس التدخّل السلبي في الشؤون العربية وتشكّل تهديداً جدّياً للمصالح العربية المشروعة وللأمن القومي العربي. والسعودية تعترف مع الدول العربية الأخرى بأن ايران دولة مهمّة ولها مصالح مشروعة في المنطقة، لكنّها ترفض أن تتحقّق هذه المصالح على حساب المصالح الحيويّة المشروعة لدول ومكوّنات وفئات أخرى في المنطقة". وأوضح المسؤول الأوروبي "أن جهوداً أميركية وخليجيّة وعربية بذلت أخيراً من أجل إطلاق حوار جدّي بين السعودية وايران، لكن هذه الجهود لم تحقّق نتائج ملموسة بل أظهرت أن الخلاقات عميقة وأن تسويتها تتطلّب قرارات مهمّة وتغييرات جذرية، خصوصاً في السياسات الاقليمية لإيران. فالمعلومات التي تلقّتها باريس من جهات معنيّة مباشرة بجهود الوساطة أبرزت حقيقتين أساسيتين:

- الأولى: إن التيار الإصلاحي في إيران بقيادة الرئيس حسن روحاني يرغب في إنجاز مصالحة أو تقارب مع السعودية على أساس أن ذلك يساعد على حل عدد من المشاكل الاقليمية ويسهّل التفاهم مع الغرب. لكن المشكلة أن القرار الأساسي في ما يتعلق بالسياسة الاقليمية ليس في أيدي روحاني وفريقه بل في أيدي مرشد الجمهورية علي خامنئي والحرس الثوري والمتشدّدين المعارضين للانفتاح على السعودية والتقارب معها. وقد أظهرت الاتصالات ان ايران تريد مصالحة شكلية مع السعودية تحقّق فيها مصالحها من غير إحداث أي تغيير حقيقي أو جدّي في سياساتها الاقليمية.

- الثانية: إن السعودية تريد انجاز تقارب حقيقي مع ايران يتناول عمق المشكلات والأزمات وهي اقترحت عقد محادثات سعودية – ايرانية تستند إلى جدول أعمال محدّد وواضح يتناول مناقشة أزمات سوريا واليمن والعراق ولبنان وقضايا الخليج جدّياً من أجل إنجاز تفاهمات محدّدة تساعد على تسويتها وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. لكن الإيرانيين رفضوا الاستجابة لهذا الاقتراح، فوصلت الجهود الى طريق مسدود قبل انفجار الأزمة الراهنة".

وخلص المسؤول الأوروبي إلى القول: "ماذا بعد القطيعة؟ الواقع، استناداً إلى معلوماتنا، أن السعودية تريد أن يحدث قرار قطع العلاقات هذا صدمة للقيادة الايرانية قد تدفعها الى إعادة النظر في سياستها تجاه المملكة وقد تجعلها أكثر استعداداً لإحداث تغييرات في سياستها الاقليمية. وجهود الوساطة الأميركية والروسية تهدف الى استكشاف هذا الاحتمال. في المقابل، نرى ان القيادة الايرانية لن تحقّق أي مكاسب إذا قرّرت تصعيد المواجهة مع السعودية في الساحات الاقليمية، إذ انها فشلت حتى الآن في تحقيق أي من أهدافها في سوريا واليمن والعراق ولبنان والمنطقة عموماً".

 

 ما هي مسوّغات رفض لبنان العودة الطوعية للنازحين؟

ثريا شاهين/المستقبل/08 كانون الثاني/16

صدور القرار 2254 لا يعني فقط سوريا، وهو الذي رسم خارطة طريق لحل أزمتها. إنّما أيضاً لبنان معني بهذا القرار وبكل بنوده من وقف إطلاق النار، ومكافحة الإرهاب، وإرساء حل سياسي، والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، فضلاً عن عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم وهذا هو الأهم. أي أنّ لبنان، وفقاً لمصادر ديبلوماسية بارزة، معني بمتابعة تنفيذ القرار، ذلك أنّ استمرار الصراع له كلفته، والحل السياسي وشكله ومضمونه له كلفته، كما أنّ إدارة الصراع لها كلفتها. هناك مَن يقول إنّ القرار من شأنه إدارة الأزمة، ومَن يقول كذلك انّه فعلاً يجسّد الحل الذي وافقت عليه كل الدول الداعمة للأطراف المتصارِعة على أرض سوريا. لكن لدى لبنان نحو مليونَي لاجئ سوري. وهم غادروا سوريا على أساس الوضع الأمني السيئ والقتل والدمار. ولبنان شارك في اجتماعات مجموعة الدعم حول سوريا والتي أوصلت إلى القرار 2254. إنّما الذي كان قد حضّر للقرار، اللقاء الذي جمع في موسكو وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي عُقد قبيل اجتماعات نيويورك لمجموعة الدعم. لبنان ازاء كل ما يحصل على الصعيد السوري معني، إذ إنّه يفترض أن يتدخّل ويطرح ما يتناسب مع مصلحته الوطنية، وهذا ما فعلته وزارة الخارجية لدى صدور القرار ودعت الأمم المتحدة إلى أن تكون عودة اللاجئين ملزمة وغير طوعية كما ورد في القرار. لبنان يتخوّف من العودة الطوعية. والمبرّرات أنّ دستوره يمنع التوطين، وأنّ لديه تجربة سابقة مع اللجوء الفلسطيني أرخت بثقلها على الوضع اللبناني ولا تزال ومن غير الواضح بعد مصير الفلسطينيين الموجودين على أرضه. كما أنّ لبنان يرفض أن تكون أي جهة أو بلد في اعتباره، أنه يمكن للبنان أن يكون بديلاً لوطن اللاجئين لأي سبب كان. مشكلة لبنان مع «العودة الطوعية»، أنّ لها بُعداً سياسياً وهو التوطين، وأنّ هناك العديد من مواطني الدول المجاورة في الأساس كانوا يحلمون في المجيء إلى لبنان والعيش فيه.

لكن لماذا وردت كلمة العودة الطوعية في متن القرار؟ تشير مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة إلى أنّ القانون الدولي الإنساني يتميّز بمفهوم واضح لعودة اللاجئين، وهي العودة الطوعية، وغير العودة الطوعية يعني الترحيل القسري. وبالتالي يجب على الدول المهتمّة وهي من مسؤوليتها توفير ظروف العودة، فعندها يقوم اللاجئ طوعاً بالعودة إلى دياره. وهي مسؤولية تقع على عاتق الدول التي ستعمل لتطبيق القرار. إذ أنّه عندما يترك اللاجئ بلده يكون هناك خطر على حياته ووجوده من جراء الاعتبارات السياسية. فيكون عندها لاجئاً سياسياً. لكن إذا ترك بلاده لاعتبارات اقتصادية يكون عندها لاجئاً اقتصادياً.

خلال الحرب اللبنانية غادر العديد من اللبنانيين إلى دول أقاموا فيها لجوءاً، ولبنان لا يقبل بإعادتهم إلاّ طوعياً وليس ترحيلاً. وهذا في المفهوم الدولي ما ينطبق على التعامل مع اللاجئين السوريين. ولبنان بالتالي لا يقبل بعودة أبنائه من دول اللجوء إلاّ طوعياً. لكن مشكلة لبنان في الأعداد الضخمة التي يستقبلها من السوريين. كما أنّ مشكلته في انّ كلمة «الطوعية» أُزيلت من بيان فيينا، لكن لم تتم إزالتها من القرار 2254 الصادر تحت الفصل السابع. حدود المفهوم الطوعي في القانون الدولي لا تعني أنّ اللاجئ يتطوّع للعودة إلى بلاده، ولا تعني أيضاً أنّ لبنان يجب أن يتطوّع لتسهيل عودته. إنّما الطوعية تعني تشجيعه للعودة بإيجاد بيئة آمنة له في بلده. وبالتالي، تفيد المصادر، أنّه لا يمكن عودة اللاجئ إلاّ طوعاً وهي لغة معتمدة في القانون الدولي. فإذا تحقق الاستقرار في سوريا، فلا يمكن أن تكون عودته إلاّ طوعية. أمّا إذا قرّرت الحكومة اللبنانية إعادته فهذا يعني الترحيل. المفهوم الطوعي يأخذ بالاعتبار انتفاء ظروف لجوئه وهذا من مسؤولية صانعي الحل جميعاً. لبنان سيتأثر إذا ما طالت الحرب في سوريا لأنّ إطالتها تؤخّر تنفيذ القرار، وبالتالي تؤخّر عودة السوريين اللاجئين إلى بلادهم. القرار وإن كان يمثّل رغبة دولية بإيجاد حل لسوريا لكن الأمور ليست فورية، فهناك البُعد الاقليمي والدولي وهناك مهاجرون أو مهجَرون وما بينهما ومدن تحطّمت، ومهجّرون داخل سوريا وبناء قدرات الدولة وانتقال السلطة، والأهم في كل ذلك القدرة على وقف إطلاق النار.

 

في مبادرة الحريري التي ولدت لتقتل

محمد قواص/العرب/08 كانون الثاني/16

ترنح المبادرة وربما انهيارها، لا يعود إلى تراجع بعض أطرافها، لا سيما الطرف المعطل، بل بسبب ثباته على موقف جديد- قديم بتدجين النظام اللبناني برمته لصالح رؤاه في لبنان ومزاج الولي الفقيه في إيران.

قبل اندلاع هجمات “7 أيار” الشهيرة التي قام بها حزب الله في ذلك اليوم من عام 2008 ضد معارضيه، كانت قد صدرت في الخامس من نفس الشهر قرارات عن الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة اعتبرها حزب الله عدائية تستهدف أمنه (من خلال المسّ بشبكة الاتصالات الخاصة به وإقالة ضابط الأمن المسؤول عن المطار والمقرب منه)، ما أنتج وعيدا فوريا من قبل السيد حسن نصرالله أُتبع بتحرك ميداني استخدم فيه السلاح لإسقاط تلك القرارات.

القرارات التي اتّخذتها الحكومة، آنذاك، تعتبر سيادية تدافع عن منطق الدولة في وقوفها بوجه منطق الميليشيات. بَيْدَ أن الخروج بقرارات من هذا النوع كان مخالفا لقواعد توازن القوة التي كانت، وما زالت، تميل بأشواط لصالح حزب الله وما يملكه من فائض سلاح، مما فاجأ خصوم الحزب قبل أنصاره.

وأذكر في هذا الصدد، أن المعطيات التي كنا نملكها، كمراقبين، لم تكن تسمح باستشراف ذهاب الحكومة إلى صدام مع حزب الله، لكننا اعتبرنا أن حكومة السنيورة في بيروت، بما تملكه من امتدادات إقليمية ودولية وما يصلها من معلومات وتطمينات، أدرى منا، وتتحرك وفق قواعد متينة في مشهد العلاقات الدولية.

أوضحت واقعة “7 أيار” أن حكومة ذلك الوقت لم تكن تمتلك من المعطيات أكثر مما نمتلكه، وأنها اتخذت قراراتها وفق صناعة محلية داخلية، وأن الدوائر الإقليمية والدولية، المفترض أنها مساندة، وقفت تتأمل، عن بعد، صخب السلاح يطيح بقرارات الحكومة، ويطيحُ بعد ذلك بقرارات البلد. وحتى الآن لا نعرف أسرار سلوك حكومي تصرّف بعفوية بعيدة عن الحدود الدنيا للمهنية، سواء في دراسة المزاج الدولي ورصد أهوائه، أو في الاستعداد الميداني لردود فعل ميدانية مضادة وتوقّع احتمالاتها.

من تلك الذكرى نلجُ حديثا لواقعة أخرى تمثّلت في مبادرة الرئيس سعد الحريري لانتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية اللبنانية. لم تعلن المبادرة رسميا، لكنها شغلت النخب السياسية كما الرأي العام، وظهرت وكأنها نتاج صفقة معقّدة، إقليمية دولية، تفضي إلى تسوية عجيبة في لبنان دون ساحات الصراع الأخرى.

كالمعتاد استسلمنا، كمراقبين، لورشة اعتبرناها صنيعة الكبار. استغربنا اختيار الحريري لفرنجية المتحالف تاريخيا مع نظام دمشق وشخص رئيسه. وطرحنا أسئلة حول مصلحة الرياض في دعم هذا الخيار، وهي التي تجاهر بضرورة إبعاد “صديق” سليمان فرنجية، بشار الأسد، عن أي موقع في مستقبل سوريا، وتساءلنا عن مدى جهوزية طهران لمجاراة مبادرة خصومها (الحريري لبنانيا والرياض إقليميا ودوليا)، حتى لو وقع خيارهم على واحد من أعمدة “الممانعة” المحلية المدعومة من أعمدة “الممانعة” الإقليمية. ومع ذلك خضعنا لغموض لعبة الأمم، وقبلنا مقاربة المبادرة بصفتها نتاج ذلك. نكتشف هذه الأيام أن لا واقع عقلانيا أباح التقدّم بمبادرة من هذا النوع، ذلك أن المعطّل الأول للانتخابات الرئاسية في طبعتيْه المحلية (حزب الله) والإقليمية (إيران) كان غائبا عنها، رغم علمه بمجرياتها وفق ما يفيدنا سليمان فرنجية نفسه. وأن ترنّحَ المبادرة وربما انهيارها، لا يعود إلى تراجع بعض أطرافها، لا سيما الطرف المعطّل، بل بسبب ثباته على موقف جديد- قديم بتدجين النظام اللبناني برمته لصالح رؤاه في لبنان ومزاج الولي الفقيه في إيران. فإذا كان من حق طرف لبناني وآخر إقليمي أن يدافع عن خياراته وطموحاته المعلنة في البلد، فبأي مسوّغ أتتْ مبادرة الحريري لـ”ترئيس فرنجية”، وعلى أي قواعد تأسست؟

لا يمكن تعليق “اهتراء” المبادرة على مشجب التوتر الحاد هذه الأيام بين إيران والسعودية.

فلبّ الخلاف بين البلدين متفجّر ومباشر في كل المنطقة، ومنذ سنين، على ما يمنع تخيّل صفقة في لبنان. والخصومة محتدمة بين حزب الله وتيار المستقبل، ولا يواريها الحوار السريالي الجاري بينهما، على نحو لا يوحي بإمكانات تعايش تعيد سعد الحريري إلى البلد ولرئاسة الحكومة. والأهم من كل ذلك، أن الورشة في سوريا قائمة بوتيرة عالية تشي بتحوّلات كبرى لا تسمح بإنتاج توافق على رئيس للبنان لست سنوات مقبلة. وأخيرا لم تكشف الدوائر الدولية عن أي رعاية حقيقية لمبادرة الحريري، وما الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع المرشح سليمان فرنجية، إلا من قبيل اللياقة التي تلت لقاءه بالحريري المبشّر بمبادرته في باريس، على ما يعكس هلامية الإشراف الدولي للمبادرة وعرضيته.

تخرج أصوات في تيار المستقبل وتحالف “14 آذار” هذه الأيام لإعادة اكتشاف أن حزب الله يعطّل انتخاب الرئيس، وهو، أي حزب اللّه لا يخفي ذلك متدثرا بمرشحه ميشال عون، فما الذي استجد ليبتلع صفقة فرنجية؟ وإذا ما كيلت الاتهامات ضد الحزب سابقا بأنه يروم تغيير النظام اللبناني والإطاحة بـ”الطائف” والذهاب إلى المثالثة، فما الذي تغير في عُرف المتّهِمين، حتى يخضع الحزب فجأة للطائف ويُسقط مطلبه بالذهاب إلى مؤتمر تأسيسي ويتخلى عن ميشال عون (الرافض للطائف) ويأتي بطائفي (نسبة للطائف) ليقود البلد من قصر بعبدا؟ وربما السؤال الأكبر والذي لا بد أن له جواب قد تكشف عنه الأيام يوما (رغم أنها لم تكشف عن سرّ قرارات الحكومة في ‘5 أيار’)، هو كيف يسير سعد الحريري بمبادرة ومرشح دون نسج تفاهم جُوّاني ضمني مع حزب الله وإيران، وما المعطيات التي امتلكها الرجل “ليعشّم” فرنجية بالرئاسة ويقنعه بجدية وصلابة مسعاه؟

في المحصّلة استمتع حزب الله بتأمل الاعتلال الذي أصاب “14 آذار”، وربما تيار المستقبل أيضا، جراء مبادرة تسرّبت منذ لقاء الحريري – فرنجية في باريس، والتي كان الحزب يعلم بها، على ما يمكن أن يميط اللثام عن مصادر محتملة للتسريب. أفرط الحزب في صمته وإحجامه عن أي تعليق، على ما فُهم بأنه قبول مبدئي بها بانتظار نضوجها. وحين كشفت المبادرة عن نفسها وبدت عارية لا تحميها دروع تُذكر، خرج الحزب مطيحا بها في حضرة البطريرك الماروني ومن على منبر بكركي، وراح قناصته يمطرونها بما فُهم أنه تمسكٌ بالمطالبة بتغيير النظام السياسي، تارة من خلال الحديث عن سلّة تسويات شاملة، وتارة أخرى بمطالبة الحزب (الشيعي) بتعديل صلاحيات رئيس الحكومة (السني) بداعي انتقاصها من صلاحيات رئيس الجمهورية (المسيحي).

تسقط مبادرة الحريري، ولا يبدو أن أعجوبة ستتدخل لإنقاذها. وقد تمثّل المبادرة فشلا سياسيا آخر لفريق لا يجيدُ الحساب ويقارب الأمور بعفوية، قد تقترب من السذاجة. يُعاد تكرار نفس الأخطاء التي تتجاهل طبيعة حزب الله ولا تستشرف ردود فعله ولا تأخذ في الاعتبار جديّة المشروع الذي تعمل عليه إيران في كل المنطقة دون كلل. طبعا يجب الإقرار بالمقابل، أن مبادرة الحريري، على ارتباكها، أعادت تحريك مياه راكدة في ما بات مستنقعا ساكنا، وعبّرت عن قدرة على الإمساك بزمام المبادرة. أمر كهذا استفزّ حزب الله، فكتم غيظه هنيهة، قبل أن يُخرج مخالبه منذ أيام ويفصح على لسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد “أن لا مكان له في لبنان”. كان الرجل يتحدث عن سعد الحريري صاحب المبادرة مذكّرا “بوقاحة”، على حدّ تعبير النائب المستقبلي أحمد فتفت، أن كثيرا من الطرق إلى بيروت تمرّ عبر حارة حريك.

 

ورطة إيران بين الإمام الصدر ونمر النمر

نديم قطيش/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/16

تعاملت إيران وأدواتها في لبنان والعراق مع نمر باقر النمر، بوصفه جزءًا من الجالية الإيرانية في العالم وليس مواطنًا سعوديًا خاضعًا لدولة وطنية مستقلة هي المملكة العربية السعودية. فإيران من خلال ما يمكن تسميته «الوكالة الخمينية»، تبدو كالوكالة اليهودية سابقًا، في حضها للشيعة في العالم للتعبير الحاد عن خصوصياتهم المذهبية، وإضعاف رابطهم الوطني في الدول التي يعيشون فيها. فالشيعي شيعي أولاً، وربما أخيرًا، في دولته والتشييع يعني إيران، باختصار حزبي مشوه. وحيث لا تنجح في استتباع الشيعة ككل، تجتهد الوكالة الخمينية لدعم فريق بين الشيعة يهيمن على الطائفة وقرارها وتوجهاتها كما هي الحال في لبنان، بشكل لا يبقي الكثير من المجال لشخصيات شيعية قد لا تتفق بالكامل مع برنامج حزب الله كمثل حال الرئيس نبيه بري. غير أن هذه الصورة ليست الصورة الكاملة، فإيران مشروع ذو طبيعة مزدوجة: مذهبي شيعي وقومي فارسي.

صحيح أن إيران حولت المذهبية إلى دولة ومؤسسات حكم وسياسة خارجية، حيث إنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي ينص دستورها على المذهب وليس على الدين، كهوية لدولة، إلا أنها لم تتردد في إسقاط المصلحة المذهبية حين تتهدد المصالح القومية لإيران. وإذا كان اصطفاف إيران مع أرمينيا المسيحية في مواجهة أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية، وموطن الأذريين الذين يتحدر منهم المرشد علي خامنئي، هو المثال الكلاسيكي على تغليب الاعتبار القومي على المذهبي، فإن الموقف من نمر النمر يعطي مثالاً أفضل على «فصام» إيران المذهبي لخدمة مصالحها.

حين تسلم الإمام الخميني السلطة في إيران سارع إلى قطع العلاقات مع ليبيا نتيجة الشكوك بدور ليبي في اختفاء الإمام موسى الصدر. لكن المفارقة كانت أن هذه العلاقات استعيدت كاملة بعد تسعة أشهر فقط، في 1979، بالتزامن مع تهيؤ الخميني للإطباق على تفاصيل منظومة الحكم في إيران.

ثم ما لبثت أن تحولت ليبيا، على غرار سوريا، إلى حليف وثيق الصلة بإيران طوال سنوات الحرب الإيرانية - العراقية، وهو ما تشهد له الأسلحة الليبية، الروسية الصنع، من ألغام بحرية ودبابات وصواريخ سكود، التي لعبت دورًا بارزًا في مساندة وتغذية المجهود الحربي الإيراني في الخليج.

وفي هذا السياق، يروي وزير الخارجية اللبناني، الراحل قبل أيام، فؤاد بطرس، في مذكراته الصادرة عن «دار النهار»، تفاصيل صادمة عن الإهمال الإيراني المبرمج الذي تعرضت له قضية اختفاء الإمام الصدر خلال أعمال مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي انعقد في الرباط في مايو (أيار) 1979. يكشف بطرس عن جانب من المراسلات بينه وبين سفير لبنان في الرباط، عادل إسماعيل، الذي كُلف من الخارجية اللبنانية بطرح قضية الصدر وعن تفاصيل الاتصالات بين إسماعيل والوفدين الإيراني والليبي. يروي بطرس أنه خلال حوار بين إسماعيل ووزير الخارجية الليبي حول تمني الأخير عدم طرح قضية الصدر، قال المسؤول الليبي لإسماعيل إن رئيسه عبد السلام جلود كان في ضيافة الإمام الخميني لفترة أسبوعين، وإنه «لمس لدى الخميني عدم اهتمام بهذه القضية ولم يحدثه عنها إلا بصورة عابرة»!! كما يكشف بطرس أن إسماعيل شعر أن اتصال أحد أعضاء الوفد الإيراني به لسؤاله عن احتمال طرح قضية الصدر على أعمال المؤتمر، يقع في خانة «رفع العتب»، بعد أن يوضح أن المسؤول الإيراني قال له إنه «لا لزوم لتقديم أي طلب» لإيضاح قضية الصدر!! واللافت أيضًا أن يصل مستوى العلاقات الليبية - السورية إلى مستوى إعلان الوحدة بين البلدين في عام 1980؛ أي بعد أكثر من سنتين بقليل من اختفاء الإمام الصدر في ليبيا، علمًا بأن الزعيم الليبي معمر القذافي زار دمشق في 1979 وكان يفترض أن يتابع زيارته إلى لبنان لولا الموقف الرافض للزيارة الذي عبرت عنه جماهير الإمام الصدر، وتولى تبليغه للدولة اللبنانية، قبل ساعات من الزيارة، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين.

بهذا المستوى من الإهمال المتعمد تعاملت إيران مع قضية اختفاء الإمام الصدر، أحد أبرز الشخصيات الشيعية في التاريخ الحديث، وبهذا الاستنفار الذي شاهدناه تعاملت مع تنفيذ حكم الإعدام بحق نمر الشخصية «الدينية» الضحلة، والناشط الشعبوي الشديد المذهبية، والشخص الذي حمل السلاح في مواجهة الدولة السعودية خدمة لإيران، التي يريد استيراد نموذج ولاية فقيهها إلى السعودية كما يقول في خطبه المسجلة. يتضح بين الصدر والنمر، أن المسألة ليست مسألة الشيعة والدفاع عنهم وعن مصالحهم كما تزعم طهران، بل استخدامهم لخدمة مشروع الدولة الإيرانية الذي لا يقوم إلا على إضعاف الآخرين، لا سيما العرب، وإنهاك دولهم واستنزاف مجتمعاتهم. الشيعة ليسوا جالية إيرانية بنظر إيران إلا حين يخدم تحريكهم أهداف الدولة الإيرانية. الشيعة ليسوا جالية إيرانية، وحبذا لو يعلي عقلاؤهم الصوت أكثر ولو يلاقي هذا الصوت عقلاء فاعلين في الطرف الآخر.

 

فداء عيتاني وتجويع حزب الله وجيش الأسد لسكان مضايا السورية

24 الف ولا 40 الف؟ نبل والزهراء محاصرين كمان ولا مش محاصرين؟ ارهابيين ولا مش ارهابيين؟

حبيبي لو بدنا نصدقك او نجادلك ما كنا اعترضنا على تدخلك في سوريا. مجرد تدخلك ضد الثورة والى جانب النظام هو ادانة الك، كل الباقي بيصير تفصيل.

محاصرة المدنيين وتجويعهم جريمة حرب. لا جدال ولا نقاش ولا مبررات ولا اسباب تخفيفية الا انو اللي لاحقينك ومصدقينك خفيفي الفهم.

 

يوميات محاصري مضايا والزبداني

فداء عيتاني/07 كانون الثاني/16

https://journalismnl.wordpress.com/2016/01/07/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A/

لم يتمكن ابو عمر من محادثتي طويلا بالامس، شبكة الهاتف الخليوي لم تسمح بالتواصل المريح اليومي بيننا، ابو عمر، الاتي الى مضايا من احدى قرى القلمون، يحاول كما اغلب سكان مضايا التواصل مع العالم الخارجي عبر التقاط ارسال اعمدة البث الهاتفي البعيدة، الاعمدة القريبة تم تدميرها او تعطيلها لعزل منطقة مضايا والزبداني وبقين عن العالم الخارجي واطباقا للحصار على المنطقة. بات التواصل مع ابو عمر حاجة يومية، اليوم فقط سأل عن اسم محدثه من العالم الخارجي، وعن رأي هذا المحدث بما يقوم به حزب الله، ثم سأل “لكن ليش عم يعملو الحزب معنا هيك؟ سوريين كتار ساعدوا اهالي لبنان”.

في اللحظات القليلة التي تحدثنا بها، قال ابو عمر ان معدل الموت جوعا ارتفع في مضايا “اليوم (السادس من كانون الثاني 2012) مات ثلاثة اشخاص، احدهم اعرفه”. الرجل الذي مات كان فلاحا، ولديه اربعة ابناء، منذ اشهر لم يعد قادرا على شراء الطعام، وصار يشحذ من جيرانه، حتى توقف جيرانه والناس عن مساعدته”. صمد الرجل اشهرا ثم مات من الجوع، واصبح الجوع يحصد ثلاثة ضحايا كل يوم في مضايا. وفي اخر الليل تصل رسالة من ابو عمر يقول فيها “اشتهي الان اركيلة، ولكن ليس لدي تنبك معسل”.

ينبهني احد الناشطين السوريين من الزبداني الى ان قضية مضايا هي قضية كل المناطق السورية في القلمون، فمضايا اساس بلدة صغيرة تضم 16 الفا من السكان، لجأ اليها من بقين ومن مناطق اخرى قرابة الخمسة الاف هاربين من قصف الطيران والاعمال الحربية ومحاولات حزب الله المتكررة لاختراق القرى واحتلالها. كما انضم الى هؤلاء عشرين الفا اخرين من الزبداني، خلال الهجمات المتكررة التي شنها النظام السوري وحزب الله على مدينة الزبداني. ما حول مضايا الى ملجأ متخم بالنساء والاطفال والعجائز، بينما لم يزد عدد مقاتليها عما كان عليه في بداية الثورة، ولم تحصل مضايا على دعم كبير من الفصائل العسكرية المنتفضة على النظام. ومن الزبداني يتحدث عماد باصيل، الذي شارك في كل النشاط المدني للثورة، منذ بدايات المظاهرات في الزبداني، وكان من اوائل المعتقلين في المدينة. “اعتقلت 18 يوما، وخرجت بعدها بثلاثة كسور في رجلي، ولكنني تابعت العمل السلمي بالمظاهرات، وانتقلت للسكن بعيدا عن منزلي الى سهل الزبداني”. تابع عماد العمل في الحراك السلمي لحين بدأت الاضرابات، وبدأ ظهور السلاح لحماية التظاهرات في تلك الفترة، وانتقل للعمل في مجال الاغاثة مع تدهور الاوضاع في المنطقة،

“منذ سنة تقريبا اعمل في الاغاثة مع بعض الاصحاب بالخارج الذين يرسلون لي بعض الاموال ويتم توزيعهم بشكل فردي” يقول عماد قبل ان يبدي ملاحظته على الاعمال العسكرية “من بداية الحملة الهمجية على الزبداني طالبنا العسكريين بتجنب الدخول في معركة، ولكن لا حياة لمن تنادي، والان اعمل بعيد عن العسكريين”.

للمساعدة بايصال اي مساعدة لاهلنا المحاصرين ب مضايا

عماد او ابو مجد فقد ابنه البكر مجد في الاعمال الحربية، وانتقلت عائلته الى مضايا، وهي الان محاصرة هناك، وهو يحاول المساعدة في الحملة لفك الحصار عن مضايا بحسب ما يقول، ولكنه على الاغلب يمضي نهاره “ككل الناس هنا في الخروج للبحث عن حشائش وطهيها لنتناولها كطعام، وبعدها نمضي الوقت مع بعضنا”. الا ان جمع الحشائش لطهوها يمكن ان يوحي بالخروج الى مساحات حرجية او حقول، ولكن الواقع هو عكس ذلك، فالمساحة التي يتحرك ضمنها الباقون في الزبداني لا تتجاوز الكيلومتر الواحد، وكل من تبقى في الزبداني هم 522 شخص لا اكثر ولا اقل. والكل عاطل عن العمل طبعا في هذه المساحة الضيقة، وسبل الحياة معدومة، كما ان الزبداني لم تحصل على اي مساعدات ضمن اتفاق الهدنة، شأنها كشأن مضايا وبقين. “احيانا تحصل خروقات، اليوم (السادس من كانون الثاني 2016) تعرضنا لنيران القناصة، واسنشهد فادي المغربي هنا” يقول عماد. تجار الدم موجودون ايضا في الزبداني، يبادلون السلاح بالمواد الغذائية ويبيعونها للموجودين من الرجال في المنطقة والذين لا يزالون قادرين على دفع المال، او يتولون عمليات تحويل الاموال، كما يحصل في مضايا، ولكن ضمن مجتمع اضيق، واصبح مجتمعا ذكوريا بالكامل. لا مساعدات، لا ممرات انسانية، استمرار اعمال القنص واصطياد الباحثين عن الحشائش لتناولها بعد غليها بالماء، محاولة اضاعة الوقت عبر تبادل الزيارات، هي الحياة اليومية في الزبداني، وايضا مشاركة الرجال الجائعين بالحملة لفك الحصار عن جوعى مضايا.

لا يزال صدى سؤال ابو عمر يتردد “لكن ليش عم يعملو الحزب معنا هيك؟”

 

محمد رعد منتفضاً على تاريخه

نديم قطيش/المدن/الخميس 07/01/2016

فقدان التوازن السياسي بات هو السمة التي تطبع موقف حزب الله. لا شيء يعبر عن حجم هذا التهافت كالتصريح الاخير المنسوب لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة والذي قال فيه إنه لا ينبغي أن يكون في لبنان مكان للرئيس سعد الحريري. صاحب التصريح هو رئيس كتلة الحزب الذي قال أمينه العام حسن نصرالله مرتين إن البلاد تحتاج الى تسوية، وقال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم إن التسوية تعني التنازلات. ثم كانت مبادرة الرئيس الحريري، المعلنة المضمرة، بترشيح النائب والوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، على إعتبار أنه بين افضل من يمثلون مصالح فريق الحاج محمد رعد، فيما لو كانوا جادين في الذهاب نحو التسوية السياسية التي تلملم ما بقي من هيكل الدولة في لبنان. غير ان حزب الله وبعد صمت مدوٍ تجاه المبادرة، خرج بالتصريح المذكور الذي يعبر عن أوضح نفس الغائي عند حزب الله حيال الحريري، ويستبطن سلبية حادة تجاه كل تجربة الحريرية السياسية منذ الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كيف لا يكون إلغائياً، بل داعشياً سياسياً، من اعترف مراراً وتكراراً بالصفة التمثيلية لسعد الحريري، بعد ان فشلت محاولت الانقلاب الشهيرة عبر حكومة حزب الله برئاسة نجيب ميقاتي، ثم لا يلبث ان يعبر عن رغبة حاقدة بإلغاء الحريري؟ ثم كيف يكون متزناً من يدعو للتسوية وينقض على من يفترض أنه الجالس على الطرف الاخر من طاولة التسوية؟ الصورة واضحة الا لمن لا يريد رؤيتها. والشكر موصول للنائب رعد الذي وضع امام الرأي العام اللبناني مشهدين: مشهد سعد الحريري الذي ذهب، ولا يزال متمسكاً بالذهاب، الى أبعد ما يمكن لزعيم سياسي بغية إنضاج تسوية سياسية تنقذ البلاد. ومشهد حزب الله الذي ما كان يحلم بإيصال فرنجية الى رئاسة الجمهورية وإذ به “يركل” التسوية والحريري وفرنجية معاً، بعنجهية تفيد ان الحزب لا يريد رئاسة ولا بلاد ولا حلفاء، بل يحترف ادامة الفراغ والاهتراء وإهانة لبنان واللبنانيين.

ولأن الاتزان المفقود يتيح رصف الحجج وانتقائها او إسقاطها بلا اي منطق سياسي، ذهب رعد بشكل مزرٍ الى رفع عنوان “صلاحيات رئيس الجمهورية”، فبدا كأنه يخوض معركة ضد تاريخه وتاريخ الشيعية السياسية في لبنان بعلاقتهم بالنظام السياسي. فمحمد رعد سليل التجربة التي شكلت إنتفاضة 6 شباط 1984 نقطة التحول المركزية فيها، بوصفها إنتفاضة الشيعة اولاً (ووليد جنبلاط ثانياً) برعاية سوريا حافظ الاسد، ضد نظام الجمهورية اللبنانية الاولى، او ما يعرف بجمهورية المارونية السياسية. كانت هذه الانتفاضة المسمار الأول الذي دق في نعش النظام اللبناني، وتحديداً نعش صلاحيات رئيس الجمهورية التي يتباكى عليها الان محمد رعد. طبعاً، ككل معركة، تذرعت الشيعية السياسية آنذاك “بإسقاط الزمن الاسرائيلي” من خلال اسقاط اتفاق 17 أيار، لتحقق اول انتصار للمليشيات على الدولة، التي كانت خسرت جزءاً كثيراً من هيبتها بسبب تنامي نفوذ المليشيات المسيحية الموالية للنظام، ما سمح بالتباس الصورة بحيث بدت الانتفاضة وكأنها حرب ميليشيات بين بعضها البعض! لكن الواقع ان الانتفاضة كانت اللحظة التي هيمن فيها السلاح المليشياوي، المرعي سورياً، على الدولة والادارة العامة، ونقطة التحول العميقة في بنية النظام السياسي اللبناني وعقده الاجتماعي، والتي استكملت لاحقاً بالاتفاق الثلاثي. وأزعم ان شيئاً كثيراً من محركات الحرب الباردة السنية الشيعية، في لبنان على الاقل، يقيم في قلب هذه اللحظة ودينامياتها المستمرة حتى اليوم. بعد كل هذا التاريخ يريد حزب الله ان يقنع اللبنانيين انه يخوض معركة صلاحيات رئيس الجمهورية، وهو ما كان ليتجرأ على مثل هذا التلاعب لولا أنه يعرف أن يخاطب غرائز مسيحية مشدودة ومستنفرة وقابلة لاستيعاب هذا الغزل و “الحلاوة”! لكن محمد رعد معذور في تعبيره عن إنقلاب حزب الله على منطق التسوية في “بلده الثاني” لبنان. فاللحظة التي تمر فيها البلاد الاساس في إيران ليست لحظة بسيطة، نتيجة احتدام المعركة السياسية، حول مستقبل النظام هذه المرة وليس مستقبل الحكم ومن يتولى إدارة البلاد.

وأحسب ان التظاهر في شوارع طهران ومشهد، والاعتداء المبرمج والمرعي على كل من السفارة السعودية وقنصلية المملكة، هو تعبير عن اشتباك داخلي بين الحرس الثوري وخصومه، بقدر ما هو تعبير عن اشتباك مع السعودية! والحزب واعٍ ان أي اثمان ستدفع نتيجة الاتفاق النووي ستدفع من حسابه وحساب الحرس الذي تذوي الثورة التي يفترض انه يدافع عنها ويحميها بعد نصف اتفاق مع الشيطان الاكبر. وهو يقرأ في العقوبات المتصاعدة ضده، في الوقت الذي يحاور العالم أجنحة أخرى للنظام وينفتح عليها وتنفتح عليه، أن رأسه على الطاولة.

محمد رعد، في تصريحه الاخير هو في مكان ما، لسان حال الحرس. يضاف الى ذلك أنه حين تصطدم الدول مباشرة، كما هو الحال الان بين السعودية وايران، فهذا يعني ان المليشيات تتراجع في وظيفتها واهميتها .. وتغضب.

 

إيران "حصن الديموقراطية" وحزب الله "حامي حرية التعبير"

أحمد الأسعد/07 كانون الثاني/16

من يتابع ردود الفعل على إعدام الشيخ نمر النمر في المملكة العربية السعودية، يعتقد للوهلة الأولى أن المعترضين على هذا الإعدام، أي النظام الإيراني وحزب الله، هم من اشرس حُماة حقوق الإنسان في العالم، وأن الدول التي يحكمونها أو يتحكمون بها هي من معاقل الديموقراطية وحصونها!

هذا الأمر منافٍ للواقع طبعاً، فالعكس تماماً هو الصحيح. والمفارقة أن النظام الإيراني الذي يتهم الآخرين بالديكتاتورية، هو نفسه التجسيد الأبلغ لمفهوم الديكتاتورية. والغريب أن حزب الله الذي يتهم الآخرين بعدم قبول حق الآخر في التعبير عن الرأي، هو نفسه الذي يخوّن ويرهّب ويهدد ولا يتردد في إسكات أي رأي مخالف لتوجهاته وسياساته. لا شكّ في أن النظام الإيراني وحزب الله هما آخر من يحق له على هذه الأرض أن يدّعي الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير. فإذا لم تكن نموذجاً للالتزام بإشارات السير، لا تستطيع أن تطلب من  الآخرين أن يتوقفوا عند الإشارة الحمراء، ولا يحقّ لك أن تنتقدهم إذا لم يفعلوا. الأفضل لك بكل بساطة أن تصمت، لأن من كان بيته من زجاج لا يرشق الآخرين بالحجارة. وفي مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان، بيت النظام الإيراني وحزب الله من زجاج بامتياز. وبالأرقام، وفقاً لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، نفّذت السلطات الإيرانية أكثر من ألف عقوبة إعدام خلال الأشهر العشرة الأولى من 2015 أي أكثر من ثلاثة أضعاف معدل الإعدامات في أي دولة أخرى في العالم! ومع ذلك، لدى النظام الإيراني ما يكفي من الوقاحة للتحدث عن حرية التعبير وحقوق الإنسان وادعاء الدفاع عنهما. أما السيد حسن نصر الله، فتنطبق عليه تماماً مقولة "إذا لم تستح فافعل ما شئت". فيا سيّد حسن، بربّك قل لنا: كيف تسمح لنفسك بالحديث عن إعدام نمر النمر، فيما شبّيحتك أعدموا هاشم السلمان ميدانياً في وضح النهار أمام السفارة الإيرانية قبل أكثر من سنتين، لمجرّد أنه جاء للتعبير عن رأيه؟ على من تضحك يا سيد حسن؟ لن تستطيع أن تخدع ملايين الناس الذين رأوا مسلحيك يصّفون هاشم السلمان أمام الكاميرات، فقط لأنه تجرأ على التظاهر أمام السفارة الإيرانية. إن اغتيال هاشم السلمان واحد من أمثلة كثيرة تفضح تناقضاتك و  تعبّر تماماً عن زيف ادعاءاتك. انت و النظام الإيراني برمتّه با سيد حسن آخر من يحق له أن يتكلم عن حرية التعبير

 

لا، ليست عنصرية

بشارة شربل/07 كانون الثاني/17

يبدو ان الكلام عن العنصرية أصبح الموضوع الأسهل بالنسبة إلى "المثقفين" وبقايا اليساريين والقوميين. فهو مثل شتم اسرائيل "حكي ببلاش" ومردوده أكيد، ما دام هناك جمهور يهتف وقبضات مستعدة للارتفاع تأييداً لأي كلام شعبوي. كفى سخفاً ومبالغات. وكفى مزايدة ومتاجرة، تارة بالفلسطينيين وطوراً بالسوريين. والأنكى أن هذه العادة اليسارية التي كانت محمودة حين كانت تمارس عن حق، ورثها بعض أبناء الجيل الجديد. فترى هؤلاء يثورون ويتهمون بالعنصرية كل من لا يناسبهم رأيه، أو أي تصرف تقوم به الدولة لحماية حقها، مدعين الانتصار للضعفاء، فيما هم لم يتبرعوا بدولار واحد أو بكنزة تمنع البرد عن اللاجئين. الإجراءات التي اتخذها الأمن العام لضبط دخول السوريين ليست عنصرية ولا هي احتيال على الأشقاء حسبما تدعي جريدة الممانعة الأولى في لبنان والتي بزَّت "صوت الذين لا صوت لهم" في الترهات والتحريض. ويكفي ان يجتمع النظام السوري وادارة اوباما على القلق من الخطوة اللبنانية لتكتسب بعض الصدقية. من ينكر عبء مليون و200 ألف نازح هو جاهل وخبيث. ومن ينكر حق الدولة في أن تستفيق ولو متأخرة إلى وجوب تنظيم وجود السوريين هو إما غبي وإما أنه لا يريد للدولة أن تقوم بالحد الأدنى من واجباتها تجاه مواطنيها. ومن يعرف جيداً أن اللواء عباس ابراهيم صديق حميم لحزب الله وللسوريين وأنه مسؤول عن الاجراء الذي يتولاه، يحاول أن يتذاكى على اللبنانيين، حتى ولو كان السفير السوري علي عبد الكريم. وبالمناسبة فإن السفير العزيز لوح بمنع الشاحنات اللبنانية من العبور عبر أراضي سوريا، فتذكرنا أن هذا الإجراء كان معتمداً من قبل دولته العلية منذ استقلال لبنان الذي لم تعترف به، تارة لفرض اتجاه سياسي، وطوراً لمنع ضبط المسلحين، ودائماً لتذكير شعب الدولة الصغيرة بانه تابع لـــ "الأخ الأكبر" في كل حين. كفى عبثاً بمشاعر اللبنانيين. من حق وزير العمل حماية اليد العاملة اللبنانية. ومن حق الأمن العام معرفة الداخلين والخارجين على الأقل من الحدود الرسمية، ما دام عاجزاً عن إغلاق "الخطوط العسكرية" الشغالة لرمي الزيت على نار الحرب السورية، إضافة إلى أنه لا يريد. حان وقت الكلام المحترم والجدي. وانتهى زمن الدجل "الوطني" الذي ساهم في تدمير لبنان ولا يزال، تحت شعارات "عروبة لبنان" والقضية المركزية ورفض العنصرية، أو حماية المقاومة المقدسة في وجه إسرائيل، أو الأخوة السورية - اللبنانية، أو الشعب الواحد في دولتين! ... يا عين. لبنان دولة ولها شعب ولها حدود ويقطنها مواطنون معروفون وليسوا مجهولين، وتستضيف أناساً مظلومين وليس أشباحاً ولا خلايا نائمة وساهرة داخل البيوت أو على نواصي الطرقات والأحياء. من لا يرى ذلك لا يريد إلا استمرار مشهد الفلتان والدولة المنتهكة والحدود السائبة والتطرف الديني والشباب الذي يهاجر. منع العنصرية يجب أن يبقى هاجساً دائماً لدى المثقفين وكل المواطنين. لكن رفع سيف التهمة في وجه الدولة بسبب إجراء الأمن العام الأخير، قمة في الانتهازية، خصوصاً أن معظم شاهري السيوف لهم تاريخ طويل في النضال تحت رايات المستبدين والانتهازيين.

 

إسرائيل تقيم أداء "حزب الله": ضعيف ومستنزف

سامي خليفة /المدن/الخميس 07/01/2016

لم تنتظر الصحافة الإسرائيلية طويلاً حتى بدأت بتحليل رد "حزب الله" على اغتيال سمير القنطار وربطه بخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله الأخير عن الانتقام، طارحةً اكثر من علامة استفهام حول الرد، الذي وصفته بالمتواضع، والذي وضعته في سياق الاستنزاف الذي يتعرض له الحزب في سوريا وتجنبه لخوض حرب جديدة مع اسرائيل دون تجاهل فكرة قيام الحزب بعمليات انتقامية جديدة. العمليات الجديدة المحتملة يربطها البعض في إسرائيل بالاحراج الذي تعرض له الحزب بعد ان فشل في إيقاع خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية في هذا الرد، ما قد يدفع بنظرهم  نصرالله إلى اعتبار اقفال  حساب القنطار غير محسوم، وهو الأمر الذي ترفض مصادر "حزب الله" عبر "المدن" التعليق عليه، معتبرةً أن الرد كان مناسباً، وأن هناك احتمالاً أن  يحاول "حزب الله" شن هجمات إضافية، من دون الخوض في تفاصيل المكان  الزمان.

وفي معرض استخلاص النتائج من عملية "حزب الله" الأخيرة طلب الصحافي والمراسل الحربي الإسرائيلي رون بن يشاي في تحليل نشره موقع "واي نت نيوز" بالإبقاء على الاحتياطات التي اتخذت على مدى الأسبوعين الماضيين على الحدود الشمالية وعلى سفوح جبل الشيخ، تحسباً لأي عملية جديدة قد يقوم بها الحزب بعد الهجوم المتواضع الأخير بغطاء من الطقس العاصف وزرع المزيد من الألغام، وهذا ما دفع  فرقة الجليل في الجيش الإسرائيلي، وهي المسؤولة عن المنطقة التي زرع فيها اللغم، لإغلاق عدد من الطرق. رد "حزب الله" الضعيف كما وصفه بن يشاي يربطه بفهم الحزب للرسالة التي وجهها الجيش الإسرائيلي بعد اغتيال جهاد مغنية، وبالضغوط التي تعرض لها من إيران وروسيا، عبر النظام السوري، كي يبقى الرد متواضعاً، وألا يكون بمستوى حدث الاغتيال، فالحزب اختار ان يرد في مزارع شبعا التي يعتبرها اراض لبنانية، وبالتالي فإنه يصور الهجوم ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة جبل دوف بأنه لا يمثل خرقاً لسيادة إسرائيل بل هو عمل شرعي في  "الملعب"  اللبناني لا يتوجب عليه رداً اسرائيلياً عنيفاً. ويختم بن يشاي بالحديث عن نوع الهجوم، إذ يعتبر انه ليس من قبيل المصادفة اختيار زرع الألغام فـ"حزب الله" يتوقع أن هجوماً من هذا النوع لن يسبب ضرراً أو خسائر فادحة للجيش الإسرائيلي، وبالتالي لن يؤدي إلى تصعيد التوتر. كما  أن الحزب يعرف جيداَ أن الجيش الإسرائيلي قد تعلم على مدى السنوات الماضية كيفية التعامل مع المتفجرات بطريقة لا تسبب خسائر كبيرة بين جنوده، وأن الجيش الإسرائيلي يستخدم المركبات الثقيلة في المواقع المشبوهة، بحيث ان وقع انفجار كبير بالقرب منهم لن يتسبب بأضرار أو خسائر كبيرة.

وعن اغلاق الحساب اعتبرت صحيفة "هآرتس" ان "حزب الله"، بعد العملية الأخيرة التي وصفتها بالفاشلة، لن يقدم على مغامرات اخرى بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر فيها والتي يؤكدها سلوكه الأخير. فإسرائيل تعتقد، على الرغم من فشل الهجوم،  أن "حزب الله"  سيسوق للعملية على أنها  ناجحة، وسوف  يصب جل اهتماماته على قضاياه الرئيسية، والحفاظ على مكانته في لبنان، والمساعدة التي تقدم لنظام الأسد في سوريا بناءً على أوامر من إيران. وبالتالي فإنه سيضع  هذه الجولة وراءه خوفاً من الصدام مع الجيش الإسرائيلي، وأيضا في ضوء الخسائر التي لحقت به خلال قتاله في الحرب الأهلية السورية، والتي أفقدته نحو ربع مقاتليه. أما بالنسبة للتوقيت فتشير الصحيفة الى ان الرد السريع للحزب كان للفت الانتباه عن التوتر السعودي - الإيراني المتصاعد بعد اعدام النمر الذي ترى فيه تل ابيب عاملاً قد يسبب المزيد من الفوضى على الحدود.

أما صحيفة "جيروزاليم بوست" فقد تحدثت عن الواقع الجديد على الحدود الشمالية، فيما أسمته تأثير الحرب الأهلية السورية على قدرة الحزب في الرد على اسرائيل. فبعد مرور عشر سنوات تقريباً على حرب لبنان الثانية، لا يريد "حزب الله" أن يجد نفسه في صراع مع إسرائيل على الحدود، ويضطر لفتح جبهة ثانية مع دوره المستمر في الصراع السوري. وتعتبر الصحيفة ان صورة الحزب القوية بدأت تتبخر عند القيادات العسكرية الإسرائيلية، بعد أن امتلكت اسرائيل زمام المبادرة، وفتحت جبهة ثانية ضد "حزب الله" في سوريا، وهاجمته على الأقل عشرة مرات في السنوات الثلاث الماضية،  ودمر سلاح الجو قوافل تحمل صواريخ بعيدة المدى، وبطاريات دفاع جوي، من سوريا إلى "حزب الله"، كما قتل قادة العمليات في الجولان، مثل جهاد مغنية، وسمير القنطار ومستشاريهم الإيرانيين، من دون أي رد يرتقي لهذه الخسائر الكبيرة. وعن توقعات المعركة مستقبلاَ ترى "الجيروزاليم بوست" أنه وعلى الرغم من مخزون "حزب الله" من الصواريخ والقذائف - التي يقدرها البعض بمئة ألف - الا ان الدم الذي يسفك في سوريا، جعل من "حزب الله"  منظمة ضعيفة في موقف دفاعي مع قدرة محدودة على الانتقام من إسرائيل، وردوده على اي عملية أخرى  ستأتي في شكل محاولات لإطلاق الصواريخ، أو وضع عبوات ناسفة على الحدود  الإسرائيلية – السورية، أو تنفيذ عمليات ضد اسرائيل في منطقة جبل دوف، بالقرب من الحدود اللبنانية.

 

الحوار الثنائي مستمر .. بحماية بري

صبحي أمهز/المدن/الخميس 07/01/2016

لا تزال حدة الخطاب السياسي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، تتجه إلى المزيد من التصعيد بعيد كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي قصد به رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، والذي قال فيه ان "من يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب أن يجد مكاناً له في لبنان"، الأمر الذي وضعه تيار "المستقبل" في إطار الهجوم غير المسبوق، والذي يستدعي قراءة جدوى الحوار مع الحزب. ويؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"المدن" أن "لا قرار نهائياً داخل الكتلة، حتى تاريخه، في موضوع البقاء أو الخروج من الحوار"، مشيراً إلى أن موضوع جدوى المشاركة في الحوار "قيد البحث داخل الكتلة وسيتخذ القرار خلال أيام". وعلى الرغم من الإجماع داخل كتلة "المستقبل" أن الموقف النهائي من الحوار مع "حزب الله" لا يزال قيد التباحث، إلا أن هناك من يرى أنه بعيد التصعيد والتصعيد المضاد، أصبح الحوار في الوقت الراهن أكثر ضرورة من الوقت السابق، إذ يقول النائب السابق مصطفى علوش لـ"المدن" إن "سبب الحوار، في ما مضى، كان غامضا، أما الآن فقد أصبح أكثر وضوحا بعد اشتداد موجة الإحتقان إثر تصريحات رعد، التي يطرح حولها الكثير من التساؤلات". ويكرر علوش أن "البحث داخل الكتلة لا يزال قائما، وان القرار النهائي سيتخذ خلال أيام"، لكنه لا يبدي تشاؤمه من التصعيد الداخلي، ويأمل ألا تذهب الأمور باتجاه المجهول، لأن تيار "المستقبل"، همه الأول والأخير الحفاظ على البلد، وبالتالي فان من يقرر التصعيد من عدمه هو الفريق الآخر، ممثلاً بـ"حزب الله".

وفي هذا الإطار، يلفت علوش إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يقوم بمساع لتقريب وجهات النظر بين "حزب الله" وتيار "المستقبل". ويقول: "مما لا شك فيه ان الرئيس بري كان ولا يزال صاحب المساعي للإبقاء على الحوار، لكن نجاح المساعي هذه يتوقف على مدى تجاوب حزب الله".

من جهته، لا يزال بري يرى ان الحوار الثنائي هو خشبة الخلاص الوحيدة من أجل إبعاد شبح التصعيد الإقليمي عن الداخل اللبناني. ويقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم لـ"المدن" إن "الرئيس بري يميل دائما إلى تفعيل الحوارات كلما ارتفع منسوب الخطاب السياسي التصعيدي، من هنا فإن الرئيس بري لا يزال يفعل قنوات الإتصال بين الأفرقاء ما يعني ان التفاؤل باستمرار الحوار في موعده لا يزال قائماً وان كل المعيقات والعقبات سوف يتم تذليلها". وعلمت "المدن" من مصدر في عين التينة أن موعد الحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" في 11 من الشهر الجاري لا يزال قائما. ويقول المصدر إن بري "لا يزال يقوم بمساعٍ حثيثة لانقاذ الحوار الذي لا بديل عنه في ظل التصعيد الإقليمي الذي حصل". أما "حزب الله"، والذي فتح معركته التصعيدية ضد تيار "المستقبل" عبر رعد، فان التكتم وعدم الإدلاء بأي تصريح رسمي هو سيد الموقف، إلا أن مصدراً مقرباً من مكتب النواب في الحزب يؤكد لـ"المدن" أن التواصل بين بري و"حزب الله" لا يزال قائما، وان الحزب أبلغه أنه لا يوجد قرار بمقاطعة أو إنهاء الحوار مع تيار "المستقبل"، لأن هناك قناعة داخل الحزب بضرورة إبعاد الساحة اللبنانية عن تطورات المنطقة، وذلك يكون عبر استمرار الحوار مع تيار "المستقبل"، تنفيساً للإحتقان المذهبي داخليا.

 

تجويع "حزب الله" لمضايا.. أولوية لبنانية!

ربيع حداد/المدن/الخميس 07/01/2016

في التاريخ، لم يشهد العالم معركة يجري فيها استخدام سلاح التجويع كسلاح رئيسي، برغم أن الجوع وفقدان المواد الغذائية غالباً ما يكون نتيجة طبيعية لمسار الحروب والحصارات التي تنجم عنها. حادثتان أساسيتان استعمل فيها الجوع والعطش من ضمن أسلحة تغيير موازين القوى وسير المعارك، في كربلاء، حيث حوصر "أهل البيت" والإمام الحسين ومنعوا من الحصول على مأكل ومشرب، وما يجري اليوم في مدينة مضايا في ريف دمشق.  منذ ستة أشهر ومضايا تعيش في حصار مطبق، لا مواد غذائية تدخل إليها، فيما القوى المحاصرة للمدينة وعلى رأسها "حزب الله" والجيش السوري يمنعون الناس من الحصول على قوتهم اليومي، أي شخص يتوجه إلى أي مكان بغية الحصول على ما تيسّر، تطلق عليه النيران من قبل القناصة فيردى. ووصل سوء الأحوال بأهالي المدينة واللاجئين إليها من الزبداني المجاورة بالإضافة إلى أهالي بلدة بقين إلى أكل ما تيسّر من حشائش برية، فيما يلجأ البعض إلى أكل لحم القطط والكلاب.

 هي أبشع مجزرة يشهدها الصراع السوري، الصور الواردة من هناك، تظهر الإنسان هيكلاً عظمياً، والمفارقة في ذلك، أن من يحاصر المدينة، هو "حزب الله"، الحزب المقتدي بتعاليم الحسين ومناقبيته، يحارب أخصامه بما حورب به الحسين في كربلاء، ولم تحرك الصور الواردة من مضايا بعد أي ضمير.

 فظاعة المشاهد الواردة من هناك، كان لها وقعها على الساحة اللبنانية، فهاجم بعض السياسيين "حزب الله" على ما يقترفه بحق المدنيين، اذ غرّد النائب جورج عدوان عبر "تويتر": "لا لحصار اي منطقة ولا لتجويع اي إنسان وما جرى ويجري في مضايا مرفوض انسانيا واخلاقيا".

 من جهته، نشر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع صورة عبر "تويتر"، موجّهاً عبرها دعوة إلى كل الدول التي لديها قوى جويّة عاملة في الأجواء السورية، قائلاً: "أعتقد أن هذا المشهد بحدِّ ذاته كافٍ لتحريك ضمائركم ودفعكم الى رمي الإمدادات الغذائية من الجو الى عشرات آلاف المحاصرين في مضايا... بانتظار من سيتحرك عنده الشعور بالتضامن الإنساني أولاً".

 كذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس فؤاد السنيورة الذي اعتبر أن ما يجري في مضايا، وكل عمل مماثل هو أمر مرفوض بتاتاً قائلاً إن "الأمر الامر يعتبر جريمة بحق الانسانية ترتكب على مرأى من العرب والمسلمين والعالم". وتساءل "لماذا السكوت عن جريمة تقتل الناس جوعاً مشيراً الى ان هذه الجريمة تعتبر جريمة العصر والعام. وابدى خشيته ان يكون "حزب الله مشاركاً في هذه الجريمة ونأمل الا يكون شريكاً في جريمة ستؤدي الى الكثير من الاضرار".  هذه التصريحات دفعت الإعلام الحربي في "حزب الله" إلى إصدار بيان، يعتبر أن الإتهامات الموجهة إليه حول ما يجري في مضايا هي إفتراءات لتشويه صورة المقاومة، وحمل البيان مسؤولية ما يجري في البلدة للجماعات المسلحة التي تتخذ من مضايا رهينة لها ولداعمي المسلحين من جهات خارجية. وتؤكد مصادر من المنطقة لـ"المدن" أن "حزب الله هو الجهة الوحيدة الموجودة في مضايا، وهو من يتحكم بمسار الأمور، ويمنع أي شخص من التجول للحصول على طعام، وقد قتل نساء حوامل كانوا يبحثون عن شيء يقتاتونه، وتلفت المصادر إلى أنه بموجب اتفاق تبادل الجرحى ما بين الزبداني وكفريا والفوعة، كان يجب أن يستكمل بإدخال المواد الغذائية إلى مضايا وسرغايا وبقين، إلا أن حزب الله رفض تنفيذ ما التزم به، وهو يريد استمرار الضغط بهذا الشكل، بغية دفع أهالي المدينة إلى هجرتها، وبالتالي تنفيذ المندرج الثالث من هذا الإتفاق وهو ذهاب كل المدنيين من هذه المناطق الثلاث إلى إدلب".  من جهته، يقول المحامي نبيل الحلبي لـ"المدن" إن "هناك مساع عديدة يتم بذلها مع جميع الجهات المعنية على الصعيد الدولي ومع الصليب الأحمر، والأمم المتحدة لأجل توفير المواد الغذائية للمدنيين المحاصرين والذين يموتون من الجوع، ويلفت إلى أن حزب الله والنظام السوري يرفضان هذا الامر. أصبحت الأمور واضحة في ريف دمشق المقابل للسلسلة الشرقية لجبال لبنان، "حزب الله" يريد هذه المنطقة بأي ثمن، وبعد فشله في الزبداني عسكرياً لجأ إلى المفاوضات التي بدأ تنفيذها وهو يضغط عبر سياسية التجويع إلى دفع المدنيين لإخلاء مدنهم وقراهم لتصبح المنطقة بكاملها تحت سيطرته.

 

عون يستعد لزيارة معراب وجعجع لن يتبنى ترشيحه!

ربيع سلامة/جنوبية/ 7 يناير، 2016

تستمرّ الإتصالات بين الرابية ومعراب، اللقاءات بين أمين سر تكتل التغيير والإصلاح ابراهيم كنعان، ورئيس دائرة الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية ملحم رياشي، للتباحث في آخر التطورات، وخصوصاً في كيفية مواجهة مبادرة الرئيس سعد الحريري القاضية بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة.

تشير مصادر مطّلعة لـ”جنوبية” إلى أن الاستعدادات أصبحت جاهزة لعقد اللقاء بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. ووفق ما تقول المصادر، فإن عون بصدد الذهاب للقاء جعجع في معراب، بعد الزيارة التي أجراها الأخير إلى الرابية حيث حصل توقيع إعلان النوايا بين الطرفين. وتلفت المصادر إلى أن هناك نقاط عديدة يجري التباحث بها بين الحزبين اللدودين، من أبرزها مسألة الإنتخابات الرئاسية، والبحث عن قانون إنتخابي مشترك فيما بينهما ويؤمن التمثيل العادل وبالإمكان حشد أصوات مؤيدة له في مجلس النواب. ولا تخفي المصادر، أن بند الرئاسة هو الطبق الأساسي على اللقاء المحتمل، لا سيما بعد كل التطورات المحلية والإقليمية التي جرت، وفي ظلّ تأكيد مختلف الأفرقاء أن مبادرة الحريري لم تسقط ولم تمت، بل هي موضوعة على رف الإنتظار وقوتها تنتطلق من إنعدام وجود أي طرح بديل لها. وتصف المصادر أن هذا اللقاء، سيأتي كرسالة موجهة إلى الجميع، بأنه عملية إستباقية لأي خيار قد يتخذه الأفرقاء الآخرون، وللتأكيد بأن الأفرقاء المسيحيين لا يتجاهلون مسألة الإنتخابات الرئاسية وضرورتها، لا سيّما في ظل الأوضاع الإقتصادية المتفاقمة. وعليه فإن هذا اللقاء سيكون بمثابة التحضر لمواجهة أي خيار لا يوافق عليه الطرفان لا سيما مسألة انتخاب فرنجية.

وفي وقت يتحدث الجميع عن إمكانية ترشيح جعجع لعون، إلا أن مصادر “جنوبية” تؤكد أن هذه المسألة مستبعدة إلى أقصى الحدود، وجعجع لن يلجأ إليها إلاّ بحال حشر في الزاوية حتى النهاية ولم يعد لديه خيار آخر، وتضيف المصادر إن جعجع أصبح على يقين بأن الإنتخابات الرئاسية أصبحت بعيدة المنال مجدداً، بسبب تنامي التصعيد السعودي الإيراني، وعليه لن يلجأ إلى إعلان تأييده ترشيح عون، أولاً كي لا يخسر مصداقيته ولا جمهوره. وعليه، فتؤكد المصادر أن اللقاء يأتي ضمن التباحث في مجمل الأمور، لا سيما على صعيد تعزيز ورقة إعلان النوايا ولا شك أن جعجع يحاول التلويح للجميع بأن علاقته الجيدة مع عون تستطيع عرقلة إنتخاب رئيس لا يوافقان عليه، من دون الإضطرار إلى إعلان ترشيح عون. وعلى صعيد آخر، فقد علمت “جنوبية” من مصادر خاصة، أن التيار والقوات، يحاولان صوغ قانون إنتخابي جديد، يستطيع تأمين صحة التمثيل، ويكون مقبولاً من جميع الأفرقاء، لا سيما بعد سقوط طرح الأرثوذكسي، وتشير المصادر إلى أن عون يتمسك بالقانون النسبي، فيما جعجع يفضّل قانوناً مختلطاً ما بين النسبي والأكثري، ليبقى خيار ثالث جانباً، يعتمد على أساس الدائرة الفردية.

 

بالأرقام: اقتصاد لبنان بين السعودية وإيران

سهى جفّال/جنوبية/7 يناير، 2016

ايران   

الأزمة المستفحلة بين السعودية وإيران طالت شظاياها لبنان مما يضع الإقتصاد اللبناني بمهب الريح. فهل يتحمل لبنان اهتزاز علاقاته الاقتصادية المتينة مع السعودية كرمى لإيران التي تشكل حلقة ضعيفة في نشاطه الإقتصادي؟

يتفاعل التوتر الإقليمي الذي تشهده المنطقة مؤخراً اثر التصعيد الحاصل بين السعودية وايران على خلفية اعدام المعارض السعودي الشيخ نمر النمر بوتيرة متصاعدة منذراً بعواقب وخيمة على المنطقة. وقد وصلت شظايا انفجار الصراع بين الخصمين اللدودين إلى لبنان، إذ من الصعب بقائه بمنأى عنه، كون الدولتين ترعيان وتدعمان القوى السياسية المتنافسة في الميدان. وبعد المستنقع السوري الذي أقحم فيه لبنان منذ عام 2013 تاريخ التدخل الصريح والعلني لحزب الله في الحرب السورية، يعاني بلدنا ما يعانيه من انعكاسات وأثار سلبية على كافة الأصعدة. اليوم، يعمد الأفرقاء المتخاصمون إلى تحويل الوطن إلى ساحة صراع بين هاتين الدولتين الخليجتين الكبيرتين، من دون الأخذ بعين الإعتبار العواقب المباشرة للإنخراط في المحاور الإقليمية والدَولية على الإقتصاد اللبناني الريعي. خصوصًا، وأن المملكة السعودية تشكل داعماً كبيراً للإقتصاد اللبناني من حيث حجم الإستثمارات والتبادل التجاري ناهيك عن الهبات المالية وكان آخرها 3 مليارات دولار كدعم للجيش. إضافة إلى التحويلات المالية للمغتربين اللبنانيين في المملكة التي من شأنها تنشيط الدورة الإقتصادية.

بالمقابل، تظهر العلاقات الإقتصادية بين لبنان وإيران ضعيفة على الصعيد التجاري نظرا للعقوبات الدولية. ويكتفى بالتدفق المالي الإيراني الفعلي المتجه نحو شريحة لبنانية معينة ويتخذ شكل مساعدات مادية غير منظورة.

فهل يتحمل لبنان هزّ علاقاته الاقتصادية مع السعودية كرمى لإيران التي تشكل حلقة ضعيفة في النشاط الإقتصادي؟ إذ يقارب حجم التبادل التجاري بين بيروت والرياض ٨٠٠ مليون دولار. بينما وصل التبادل التجاري بين لبنان وايران قيمة واحد مليون دولار فقط في بعض السنوات!

وبحسب مركز الدراسات الاقتصادية في غرفة التجارة والصناعة في لبنان بلغت قيمة الصادرات اللبنانية إلى إيران عام 2014 نحو 3.2 مليون دولار. بينما بلغت قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية في العام نفسه نحو377.5 مليون دولار. وصنفت السعودية في المرتبة الاولى على لائحة أهم أسواق الصادرات اللبنانية عام 2014، واستأثرت بنحو 11 بالمئة من اجمالي الصادرات اللبنانية.

المستوردات اللبنانية من السعودية ومن إيران:

وبالنسبة للواردات، بلغت قيمة البضائع المستوردة عام 2014 من السعودية نحو 415.4 مليون دولار، أما حجم الواردات من إيران بلغت قيمتها نحو 50.1 مليون دولار.

السعودية و ايران

أما الميزان التجاري بين لبنان وإيران في حالة عجز متواصل لصالح إيــران منذ العام 1993 وحتى العام 2014. تراوحت قيمة هذا العجز ما بين 300 ألف دولار كحدّ أدنى كما هو الحال في العام 2005، وما بين 46.9 مليون دولار كحدّ أقصى كما في العام 2014.

فيما يظهر التبادل التجاري بين لبنان والسعودية في الفترة ما بين الأعوام 1993 – 2014 فائضاً لصالح السعودية بلغ أوجّه في العام 2004 حين بلغ 300.7 مليون دولار، أما أدناه فكان 8.9 مليون دولار عام 1993.

– الاستثمارات المتبادلة بين لبنان والسعودية:

بلغت قيمة التدفقات الاستثمارية السعودية المتراكمة في لبنان في الفترة ما بين الأعوام 1985-2009 نحو 4 مليار و819 مليون دولار نسبتها 39 بالمئة من إجمالي الاستثمارات العربية في لبنان. انحصر التوزع القطاعي لهذه الاستثمارات في ثلاثة قطاعات رئيسية هي: القطاع العقاري (56 بالمئة) والقطاع المصرفي (20 بالمئة) والقطاع السياحي (13 بالمئة).

فيما وبحسب دراسة غرفة التجارة والصناعة اللبنانية فانه لا استثمارات متبادلة بين لبنان وإيران.

السائحون السعوديون في لبنان

امتنع عدد من السياح الخليجيين من السفر إلى لبنان تلبية لدعوات بعض الحكومات العربية التي فرضت حظر سفر على رعاياها.

وبعد ان سجل العام 2004 قدوم 201 ألف سائح سعودي الى لبنان، ونسبتهم 37 بالمئة من السياح العرب و16 بالمئة من اجمالي السياح، سببت الاحداث السياسية والامنية التي أعقبت اغتيال الرئيس الحريري وكذلك للعدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006 والتجاذبات السياسية في الاعوام اللاحقة، كما الاحداث الامنية في سوريا في الاعوام 2011 -2014، أثراً بارزاً على تراجع عدد الوافدين السعوديين الى لبنان.

السائحون الايرانيون في لبنان

بلغ عدد السائحين الايرانيين الذين قدموا الى لبنان 131,870 سائح نسبتهم 8.0 بالمئة من اجمالي عدد السائحين عام2011 ، فاحتلوا بذلك في المرتبة الاولى.

في العام 2012 تراجع عدد السائحين الايرانيين الى 28,134 سائح نسبتهم 2.1 بالمئة من اجمالي عدد السياح، وفي العامين 2013 و2014 لم يلحظ تصاعد لهذا العدد.

– تحويلات اللبنانيين المالية من دول مجلس التعاون الخليجي

قدرت قيمة التحويلات المالية للمغتربين اللبنانيين باكثر من 8 مليارات دولار عام 2014، 50 بالمئة من هذه التحويلات كانت من السعودية اي نحو 4 مليارات دولار، و2.5 مليار من باقي دول الخليج العربي، و1.5 مليار دولار من باقي دول العالم. أما التحويلات المالية من ايران الى لبنان تتخذ شكل تحويلات غير منظورة وذات اهداف سياسية بحتة. وبناء على ما تقدم من أرقام واحصاءات، فانه يجب الحذر جيدا والتطلع لمصلحة لبنان الاقتصادية قبل التورط في مغامرات جديدة لا نعلم تكلفتها على الدولة والشعب وعلى اقتصادنا واستقرارنا.

 

حاصِر مضايا .. لا مفرُّ

حسام عيتاني/الحياة/08 كانون الثاني/16

لا مقامات مقدسة في مضايا. وليست البلدة السورية بقريبة من الحدود السورية- اللبنانية بحيث يُخشى تسلل انتحارييها إلى الداخل اللبناني. ولا أقليات طائفية فيها تتعين حمايتها من بطش التكفيريين. رغم ذلك، لا يجد مسلحون لبنانيون عيباً في إماتة أهل البلدة المحاصرة منذ أكثر من سبعة شهور، جوعاً ومرضا.

كذّبَ إعلام «حزب الله» الحربي في بيان له أمس الأول، الاتهامات بالتسبب في تجويع أهالي المدينة محمّلاً المسؤولية إلى قادة «الجماعات الإرهابية المسلحة» المنتشرين في مضايا باسترهان المدنيين وحبس المواد الغذائية عنهم. كما ذكر الإعلاميون الحربيون أن المسلحين في البلدة سبق أن ذبحوا عدداً من عناصر الجيش السوري وشاركوا في المعارك التي شهدتها بلدة الزبداني المجاورة. وطمأنوا إلى أن كمية من المساعدات ستصل مضايا في الأيام القليلة المقبلة في إطار اتفاق «الزبداني- كفريا- الفوعة». نسلم جدلاً بصحة ما جاء في البيان، بيد أن صحته (المفترضة) لا تجيب عن التساؤل عما يفعله المسلحون اللبنانيون على الأراضي السورية، ومن هي الجهة التي فوضتهم حل النزاعات بين سكان مضايا وبين «قادة الجماعات الإرهابية» من جهة وبين هؤلاء وبين عناصر الجيش السوري من جهة ثانية. تتعارض هذه الأسئلة مع الطبيعة الاضطرارية التي برر بها «حزب الله» زجّ الآلاف من عناصره في الحرب السورية، تارة بذريعة الدفاع عن المقامات المقدسة وطوراً بحجة حماية القرى الشيعية قرب القصيْر، وحيناً بهدف منع تسلل الإرهابيين إلى لبنان، وحيناً آخر من أجل الوصول إلى القدس مروراً بالزبداني والحسكة (!!) على ما قال الأمين العام للحزب. وهذه كلها أسباب اضطرارية دفعت الحزب وعلى كره منه، إلى الانزلاق إلى الحرب السورية وتنكُّب أعبائها وأكلافها الباهظة. والحال أن هذه الجولة السياحية المسلحة بين المدن والقرى السورية والمساهمة في تدميرها وتشريد أهلها –الذين يأتي قسم منهم إلى لبنان كلاجئين- لا تفعل غير تعميق التورط اللبناني بالدم السوري وحفر خندق عميق في مستقبل العلاقات بين الشعبين، على ما بات بديهياً ومكرراً.

مع ذلك، لا يرى الإعلام الحربي في الحديث عن حصار أتباعه المدنيين وتجويعهم وإذلالهم عند حواجزه وقنص من يحاول منهم الفرار من الموت البطيء، غير حملة رامية إلى «تشويه صورة المقاومة»... ألا تستحق مقاومة كهذه تحاصر المدنيين وتتشارك -على الأقل- مع قادة «الجماعات الإرهابية المسلحة» في ترهيب السوريين، وقفة مطولة عن معناها ودورها اليوم؟ في جميع الأحوال، تبقى الحقيقة الباهرة في سوادها، هي أن الحزب يكرس محو الحدود الوطنية اللبنانية كلما صعّد مشاركته في القتال متنقلاً بين مهمات كلها اضطراري وكلها عبثي. وربما لم ينتبه الحزب، أو فاته في زحمة «انتصاراته» من مزارع شبعا إلى ريف حلب، الانتباه إلى أن هناك من احتفل قبل أقل من عامين بتدمير الحدود التي اصطنعها الاستعمار في شرق سورية عندما عبرت آليات «داعش» من العراق. يضمر «حزب الله» و «داعش» عداء، كل من موقعه، للحدود الوطنية ولما تمثله من علامات قيام الدول واستقرارها. بيد أن العداء هذا الذي يجعل الحزب يحاصر مضايا ويهجّر أهالي القصير، ينتهي عند الحدود الفلسطينية- اللبنانية، فلا ينتقم لقادته القتلى إلا في مكان ملتبس السيادة مثل مزارع شبعا. عجباً!

 

الصراع المفتوح مع القضم الإيراني

 وليد شقير/الحياة/08 كانون الثاني/16

لا تسمح المكابرة عند القيادة الإيرانية والشعور بالاستعلاء القومي لديها، بأن تستوعب أن هناك عناصر جديدة على المسرح الإقليمي أخذت تعاكس جموحها التوسعي في المنطقة وتواجه محاولتها تثمير ما حققته من تمدد في عدد من دولها، في تموضعها في النظام الإقليمي المفترض، الذي سيرى النور بفعل التسويات للحروب الدائرة والتغييرات التي طرأت على خريطة الدول والمجموعات والأنظمة في الشرق الأوسط. فهي تنطلق من أنها هي التي صنعت هذه التغييرات أو تسببت بها، وهذا صحيح جزئياً من زاوية نجاح أذرعها في اقتطاع نسبة عالية من النفوذ لمصلحتها في بعض الدول، ومن زاوية تمكنها عبر ميليشيات ومجموعات سياسية وأخرى مسلحة، من افتعال الاضطرابات في دول أخرى وإضعاف الدولة المركزية فيها لمصلحة هذه الميليشيات. إلا أن هذه المكابرة تعمي بصيرة قادة ايران عن حقيقة أن ما عزز قدرتها على أن تكون لاعباً رئيسياً وفي مد نفوذها ومساهمتها في هز استقرار جزء من هذه الدول ووحدتها، جاء نتيجة غض نظر أميركي تارة، أو توافق مع واشنطن تارة أخرى، أو فشل الإدارة الأميركية في وضع استراتيجية واضحة لمواجهة أزمات كبرى في هذه البقعة من العالم. وفي الحالات هذه جميعاً، غض النظر أو التوافق نتيجة تقاطع المصالح، أو الفشل عند الأميركيين، جعل من واشنطن «شريكاً» لإيران في فتح الطريق أمامها لتحقيق المكاسب التي صنعتها.لا تعترف طهران بأن الانكفاء الأميركي هو شريكها. إلا أن أكثر ما يؤرقها ويزعج مكابرتها هذه، هو أن السياسة السعودية الجديدة تغيرت كلياً بعدما كانت شبه سلبية وغير نشطة حيال التوسع الإيراني طوال عقدين ونيف، ما ساهم في استسهال «الحرس الثوري» وسائر الأذرع الإيرانية، بالاعتماد على التسليح والاستقطاب المذهبي وتصدير الثورة تحت شعار نصرة المظلومين، مد نفوذها وافتعال الحروب الداخلية. وإذا كان توسع النفوذ الإيراني اعتمد على سياسة مغامرة، فإن منطق الثورة في طهران أقنع قادتها بأن ما من جهة أخرى تخوض المغامرات غيرها. لم يحسب هؤلاء أن القيادة السعودية قد تعتمد خيار المواجهة على رغم ما يتطلبه من مغامرة، ومهما سبَّبه من خسائر وصبر ونفس طويل، تحتمها الحروب وانتزاع المبادرة السياسية والعسكرية والأمنية من خصم استمرأ عمليات الهجوم والقضم ثم التفاوض ثم تحريك الحروب الصغيرة بالواسطة بالاتكال على جيوش صغيرة تشحنها التعبئة المذهبية بغطاء شعارات محاربة أميركا وإسرائيل. لعل أكبر المفاجآت عند القيادة الإيرانية هي أن ما كانت تراهن عليه من تقاسم للنفوذ مع الإدارة الأميركية في المنطقة، بعد الاتفاق على النووي، هو أن واشنطن بمقدار ما بدت تعترف لطهران بالوقائع التي خلقتها على الأرض فاضطرت إلى التعاون معها، كما في العراق كأبرز مثل، فإن إدارة باراك أوباما، الموصوفة بالانكفاء، اضطرت أيضاً الى الاعتراف بالوقائع التي يفرضها القرار العربي بخوض المواجهة مع طهران، سواء مباشرة كما هي الحال في اليمن، أو بالواسطة كما هي الحال في سورية وفي غيرها.

مع امتلاك إيران العديد من الأسلحة السياسية والدعائية والعسكرية التي أنجحت عبثها بالإقليم، ورفعت المواجهات فيه الى حدود الحرب المذهبية التي لا تأبه لانعكاساتها على مستقبل العلاقات الإقليمية، فإن سياستها المزدوجة القائمة على التدخل والتنصل، قابلتها سياسة مزدوجة أخرى من جانب شريكها الأميركي، قائمة على التفاوض والتشدد والضغط واستخدام مواطن الضعف. ليست دول الخليج العربي وبعض الدول الغربية الحليفة لواشنطن وحدها تشعر بالخذلان من السياسة الأميركية. يبدو أن إيران نفسها تعيش هذا الشعور أيضاً، بعد الذي أملته من تعاون القوى العظمى بعد الاتفاق على النووي. ولهذا السبب يقرن المسؤولون الإيرانيون وحلفاؤهم هجومهم على السعودية في الأزمة المفتوحة التي اندلعت معها قبل أسبوع، بهجوم على الأميركيين، ويتهمهم المرشد السيد علي خامنئي بالعمل على التأثير في الانتخابات التشريعية ويحذر من محاولة تغلغلهم.

 

سنة سادسة على الجلجلة السورية

 خالد غزال/الحياة/08 كانون الثاني/16

عشية دخول الأزمة السورية سنتها السادسة، لا يسع المرء إلا العودة الى البدايات في أوائل 2011، ليرى المفارقة بين الانطلاقة والمآل الذي وصلت اليه سورية، الشعب والكيان والنظام. خلافاً للانتفاضات العربية الأخرى التي زاوجت بين الحراك الشعبي الواسع وبين انخراط قوى من النظام في الانقضاض على رأس السلطة (نموذج تونس وليبيا ومصر)، فإن بدايات الحراك السوري كانت بحق انتفاضة شعبية صافية توحدت فيها القوى المناهضة لنظام استبدادي جثا على الشعب السوري لمدة نصف قرن من الزمن. لم يكن من قبيل المبالغة وصف تلك الانتفاضة بأنها أقرب الى ثورة حقيقية. اقترنت الانتفاضة بانبعاث أحلام حقيقية حول خلاص الشعب السوري من الديكتاتورية، لكن الحلم سرعان ما بدأ يتلاشى عندما نجح النظام في عسكرة الانتفاضة وإطلاق القوى الإرهابية وتوظيفها ضد قوى المعارضة. بعد أشهر قليلة حوّل النظام الانتفاضة الى حرب أهلية لم تترك بقعة من الأرض السورية الا واقتحمتها، وأدخلت سورية في أتون نار جهنم التي لم تخرج منها حتى الآن. لم يكن غريباً ان تنجرف قوى سياسية وشعبية لتسقط على الانتفاضة السورية حلمها وشوقها الى التغيير، لأن مقدار اليأس المتراكم من سلطات الاستبداد كان مولّداً لأي تعلق بخيط من الأمل في الخلاص. لم تكن تلك حالة الشعب السوري، بمقدار ما كانت ولا تزال أحلام الشعوب العربية كلها. لكن المتبصر في واقع سورية، بمقدار ما كانت تفرحه التظاهرات الشعبية السلمية الصاخبة والمتحدية لنار أجهزة القمع، كان يهجس بمصير مقلق وصعب ستقف أمامه سورية مستقبلاً، يضع مصير البلد في مهب الريح، كما هو حاصل اليوم. لم تكن الهواجس على مصير الانتفاضة السورية مجرد تخمينات، بل كانت تنطلق من رؤية طبيعة النظام السوري من جهة، ومن حال المعارضة السياسية من جهة أخرى. استطاع آل الأسد بناء دولة قمعية بأشد أنواع الاستبداد التي عرفها التاريخ، وظفوا أجهزة الدولة ومواردها في بناء مؤسسات مهمتها إدامة النظام القائم وحمايته. بنوا جيشاً وادعوا انه لمحاربة اسرائيل ليتبين ان وظيفته موجهة ضد الشعب، وجعلوا أجهزة الاستخبارات وصية على القلوب والنفوس، وأقاموا سلطة مركزية ترتكز على عصبية العائلة المستندة الى عصبية الطائفة، بحيث يتسبب أي مس في قمة النظام باندلاع حرب أهلية طائفية ومذهبية. هذه التركيبة للنظام في قمته وأجهزته كانت تنبئ باستحالة إقدامه على إصلاحات سياسية تعيد تركيب السلطة وتستجيب لأبسط الحقوق في الحريات السياسية والفكرية. مما يعنى ان جواب النظام سيكون رفض الاستجابة لمطالب الجماهير، وان الرد سيكون باستخدام القوة والسلاح ضد المنتفضين، وهو ما كان يشي بفتح ابواب الجحيم على الشعب السوري. الهاجس الثاني الذي كان يؤشر الى مسار الانتفاضة سلباً، هو واقع المعارضة السورية نفسها التي بدأت قواها تتبلور في سياق الانتفاضة. لعل أهم النجاحات التي حققها نظام البعث طيلة حكمه هو إبادته لقوى المعارضة السياسية والشعبية والعسكرية. أعمل سيف القتل في من استطاع الوصول اليه، وأودع السجن آلاف المعارضين الذين رحل قسم أساسي منهم الى القبور من جراء التعذيب، ومن لم تستطع أجهزته الوصول اليه في سورية، أجبره على إيواء المنافي وقطع كل صلة له بقوى داخلية يمكن ان تجرؤ على الاعتراض. هكذا استقبلت سورية انتفاضتها في غياب القوى المعارضة التي كان يمكن لها ان تشكل بديلاً. لذا جرى استحضار هذه القوى على عجل، وجرى تجميعها على رغم تنافر قواها والتشكيك في اعتراف بعضها بالآخر. على امتداد السنوات الخمس الماضية، نجح النظام السوري في تحويل الانتفاضة الى حرب أهلية دموية، واستجلب قوى خارجية من إرهابيين، واستعان بقوى إقليمية رأت في الحرب السورية منفذاً لنفوذها السياسي. وانفلتت المصالح الدولية والإقليمية من عقالها، فأميركا وإسرائيل وجدتا فرصة مناسبة للخلاص من دولة سورية تشكل خطراً على الكيان الإسرائيلي اذا ما تغير نظام آل الأسد الذي ضمن لإسرائيل أمنها على امتداد أربعين عاماً، لذا أدارت الولايات المتحدة حرباً لتدمير سورية كياناً ومجتمعاً. كما تحولت سورية الى ساحة حروب بديلة، فدخلت روسيا على خط الأزمة واستوطنت الساحل السوري ونصبت نفسها حامية للنظام، فيما هي تريد موقعاً ونفوذاً في الشرق الأوسط تراه اليوم عبر الحرب السورية. هكذا تواطأ الجميع من النظام الى دول إقليمة ودولية على استحضار كل مكونات الإرهاب واستثمارها في هذه الحرب. كانت كرة الثلج تكبر سنة بعد سنة، والشعب السوري يتسول ملجأ في المنافي، ومن بقي منه في سورية يعاني وطأة الحديد والنار من جميع قواه. وكل عام كان الأمل في حل سياسي يبدو سراباً. وها هي السنة السادسة على الحرب الأهلية تطل وما زال الأمل بالنزول عن الجلجلة بعيداً. الى متى؟ الجواب في علم الغيب.

 

الإسلام السلطوي ليس سياسياً

ماجد الشيخ/الحياة/08 كانون الثاني/16

يذهب «التأسلم السلطوي» مذاهب شتى، ما عدا السياسي أو الاجتماعي أو الفكري أو الفلسفي، وهو لا يقرب سوى أيديولوجياه الخاصة التي لا تعرف أن تمتاز بغير العداء للآخر، كل آخر حتى الذي من طينته نفسها، وكذلك بامتيازه بالعنف والتطرف والإرهاب، وذلك على قاعدة من ادعاء وتوسم الـ «خلاصية» التي يتشارك فيها الفرد كما «الجماعة»، لا سيما وهي ترى في ذاتها كونها النمط الفريد والوحيد لـ «المخلص» أو «المهدي»، في تعاليها واستيهاماتها، الأمر الذي قادها ويقودها لأن تكون «سيدة السلطة» المُطاعة، وبالتالي لا ضير إن ارتكبت من الخطايا ما لا طاقة لبشر على تحمّله، بمزاعمها وتضليلها وادعاءاتها، من قبيل تلك الارتكابات «الداعشية» في تبريراتها التي تجعل من جرائمها «تطبيقاً للشرع» و/ أو معيناً لإقامة «حكم الله على الأرض». ما يمارس من ارتكابات لا يقرب «الداعشي» من «الشرع»، وبالطبع لا ولن يعينه لـ «الاقتراب من الله»، إلا في صورة وإطار الأيديولوجيا التي لا تفرق بين «أمر الله» و «أمر الخليفة الداعشي» وأضرابه من الأفراد، وحتى أولئك الذين يقدمون فروض الولاء والطاعة خفية وتقية ومن بعيد، لتبرير جرائم بحق الإنسانية، لا يحضّ عليها الدين، وإنما التدين، والنزوع المرضي إلى السلطة الشمولية والاستبداد وشهوة القتل، وبفتاوى لا تفقه من الفقه سوى فقه «التوحش»، ومن الفتاوى سوى فتاوى «الحلول» و«الإحلال»، وما هذا من الدين في شيء، بل هذا هو بالفعل ما يضاد الدين والإيمان به، في ما هو أقرب إلى الكفر والزندقة، تلك التي يستعملها «دواعش» عصرنا كمبرر لإبادة كل من لا يتماثل معهم، أو يعاندهم ولا يطاوعهم من البشر. هذه هي حال «التأسلم السلطوي» في بلادنا، كما هي حال أضرابه من الذين يجري تصديرهم إلى بلدان العالم المختلفة، أو إعادة توريدهم إلينا أكثر توحشاً، وأكثر «تديناً سلطوياً». فأين السياسة من هذا كله، بل وقبل ذلك أين الإسلام؟. بالطبع، لا يمكن أن تُبنى الدول والمجتمعات بنزوع سلطوي استبدادي وتسلّطي إجرامي كهذا، على ما هي حال التطرف والإرهاب والعنف الأيديولوجي لقوى «التدين الجديد»، وهو يأخذنا وبتقنيات الحداثة الراهنة، إلى أمكنة جديدة على قاعدة من التفنن في استنباط آليات جديدة من «فقه التوحش»، وما كل هذا العداء للطبيعة البشرية والمجتمعات الإنسانية، إلا لكونها لا تتماثل ولا يمكنها بالطبع أو التطبّع، أن تتماثل مع أي نموذج معياري لأي دين، فكيف يمكنها أن تتماثل مع تأويلات أو تقويلات «تدين سلطوي» لا يسعى بلطجيوه وشبيحته، إلا الى تثبيت سلطة لهم، في واقع يرفضهم، ويرفض تماثلهم معه كأبناء «نجباء»، لوحشية أيديولوجيا التطرف الديني، وتشريع الإرهاب وتسويغه، كجريمة منظمة تعادي الإنسانية؟.

 

 فرص الوساطة في الأزمة السعودية - الإيرانية

 راغدة درغام/الحياة/08 كانون الثاني/16

بديهي استنكار الأسرة الدولية برمتها للاعتداء على البعثتين الديبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد الذي أعاد إلى الأذهان الاعتداءات السابقة مطلع الثورة الإيرانية على السفارة الأميركية واحتجاز رهائن أميركيين لفترة 444 يوماً. إدانة مجلس الأمن للاعتداء الأخير أتت حاسمة من دون ربطها بأية مقدمات وذلك لأن مبدأ عدم التطاول على البعثات الديبلوماسية مرفوض التلاعب به قطعاً. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أخطأ عندما ركّز استياءه في بيانه الأول على تنفيذ السعودية أحكام الإعدام بحق 47 شخصاً، حُكِمَ عليهم بتهم التحريض على الإرهاب وارتكاب أعمال إرهابية، إذ مرّ بان مرور الكرام على الهجوم على البعثتين الديبلوماسيتين السعوديتين بدلاً من الإدانة التلقائية القاطعة لانتهاك البعثات الديبلوماسية وبدا كأنه يبرر – وإن لم يقصد ذلك عمداً – حرق البعثات في طهران انتقاماً من تنفيذ الأحكام في السعودية. أكثرية المجتمع الدولي ترفض بالمطلق مبدأ عقوبة الإعدام مع استثناءات بارزة مثل الولايات المتحدة. من حق السعودية أن تعتبر مواقف بان كي مون تدخلاً في شأنها الداخلي إنما من حق الأمين العام أن يتمسك بمبدأ معارضة إنزال حكومة الإعدام أينما كان. الرياض على حق عندما تشير إلى ازدواجية في المواقف الدولية التي لا تحتج على أكثر من ألف حالة إعدام نفذتها إيران حين أسرعت إلى انتقاد الإعدامات السعودية.

الآن، بعد قرار الرياض قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران احتجاجاً على ما بدا وأنه مباركة رسمية للاعتداءات على البعثتين الديبلوماسيتين، وكلام المرشد علي خامنئي عن «الانتقام الإلهي» من السعودية لإعدامها نمر النمر، السعودي الجنسية الذي له تاريخ حافل بالتحريض على العنف والإرهاب، السؤال هو: ماذا بعد، وإلى أين، وما هو حجم الرسالة السعودية، وهل هناك استراتيجية للاستفادة من الحماقة التي ارتكبتها إيران؟ المواجهة السعودية – الإيرانية خضت عواصم العالم وأطلقت الخوف من تفجّر المواجهة دموياً في بقع الحروب بالوكالة المعهودة، سورية واليمن والعراق ولبنان، إلى جانب إجهاض كل العمليات الديبلوماسية الهادفة إلى إيجاد حلول للأزمات مثل «عملية فيينا» لسورية، وجهود المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لليمن. إنما، هذه المرة، تعدّت المخاوف مناطق الحروب بالوكالة وانصبت على التدقيق في أبعاد وإفرازات التدخل الإيراني في الشأن السعودي الداخلي وفي البحرين حيث التدخل الإيراني يتخذ أشكال التخريب والتحريض والتدريب وإنشاء الخلايا عبر «حزب الله» اللبناني وغيره. تكاثرت عروض الوساطة وشملت عرض روسيا، وآخر من تركيا، ثم عرض العراق وعمان. الولايات المتحدة لم تعرض الوساطة بالرغم من الخطوط المفتوحة الآن بين واشنطن وطهران والتي أدت بوزير الخارجية جون كيري إلى الاتصال بطهران قبل الاتصال بالرياض في خطوة ديبلوماسية أثارت الاستغراب نظراً لأن العلاقة الأميركية – السعودية تحالفية منذ عقود فيما العلاقة الأميركية – الإيرانية ما زالت في مهد التهادنية والشراكة الاستراتيجية.

التقاط فرصة الوساطة مفيد جداً. فليست هناك فائدة من قطيعة مفتوحة الأفق بلا غايات محددة وأهداف عملية. الرسالة السعودية إلى طهران كانت واضحة في سعيها لوقف الزخم الدولي الذي صوّر إيران داعية سلام فيما كانت طرفاً مباشراً في الحرب السورية لمصلحة النظام والبراميل المتفجرة، تجنّد الميليشيات وتبعث المستشارين في انتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن وبشرعنة دولية لتلك الانتهاكات. الحماقة الإيرانية التي فضحت تلقائية الاعتداء على البعثات الديبلوماسية فضحت طهران لكن ذاكرة الأسرة الدولية ستثبت أنها ضعيفة جداً في زمن الغرام الأميركي بإيران وانبطاح أوباما أمام طهران باسم إنجاز الاتفاق النووي.

لذلك، إن البراغماتية جداً ضرورية حتى إذا كانت العاطفة الوطنية في أوجها. إن التفكير بهدوء هو المطلوب أكثر في خضم الانفعال مهما كانت مبرراته. ولذلك، إن الرسالة التي بعثتها الديبلوماسية السعودية باستقبالها المبعوث الدولي لسورية ستيفان دي ميستورا بالرغم من استيائها من مواقف بان كي مون كانت رسالة حكيمة. ما قاله السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي بأن الرياض لا تقاطع الأمم المتحدة لأنها مستاءة من الأمين العام، وأنها ستستمر في الجلوس إلى طاولة فيينا حول سورية بالرغم من قطع العلاقة الديبلوماسية مع طهران، يعكس فعلاً هدوء وحكمة الديبلوماسية السعودية.

إيران منذ ثورة عام 1979 اعتمدت استراتيجية تصدير الثورة، وما زالت عازمة على تنفيذها. هي ذي معركة اختارتها بوضوح. اليوم، ها هي طهران تتأبط على يسارها حليفها الروسي سنداً موثوقاً به تحت أي ظرف. حليف أثبت في الحرب السورية الولاء والعناد والجرأة والصبر وقرأ الفرص المتاحة في الضعف الأميركي فصنع المحور الروسي – الإيراني مع «حزب الله» وبمباركة من الصين لضمان بقاء نظام بشار الأسد في السلطة ولضمان نفوذ روسيا وإيران في سورية والشرق الأوسط لزمن آتٍ. إنه الحليف الذي ضمن الربح لإيران في سورية.

على يمينها، تتكئ إيران بإغراء وثقة على خاطب ودها الأميركي وتلعب به كالخاتم في اصبعها. الرئيس السابق جورج دبليو بوش قدّم لها نصره في العراق، والرئيس الحالي باراك أوباما قدم لها عجزه في سورية. كلاهما نصب إيران زعيماً إقليمياً وغض النظر عمداً عن كل تجاوزاتها إن تمثلت في عمليات إرهابية تعرف واشنطن كل تفاصيلها، أو في تدخل مدروس في الدول العربية لتصدير الثورة الإيرانية.

البراغماتية تقتضي التفكير العميق في معنى وأبعاد انحسار العلاقة التحالفية بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية، بل استعداد واشنطن لاستبدال الحليف العربي بالشريك الإيراني. واقعياً، لا بد من الإقرار أن واشنطن باركت انتصار إيران وروسيا و «حزب الله» في سورية. واقعياً، لا مناص من الأخذ في الحساب أن إسرائيل عادت إلى دعمها لبشار الأسد في السلطة وأن علاقاتها مع إيران ازدادت تهادنية بل باتت تعاونية بالذات في سورية تحت عنوان مكافحة خطر الإرهاب السني المتمثل بـ «داعش» وأمثاله. واقعياً، يجب استذكار إرهاب 11/9 وكلفته على العرب ويجب الأخذ في الاعتبار أن النفط العربي لم يعد حاجة أميركية.

أمام هذه الوقائع، من الضروري إجراء جردة حسابات لكلفة أي من الإجراءات في مواقع الأزمات والصراعات في المنطقة العربية مع هامش يبين الربح والخسارة. واضح أن الأولوية القاطعة هي الأمن القومي الداخلي لكل دولة خليجية. إيضاح الخطوط الحمر يتطلب دعمها باستراتيجية إقدام واستراتيجية خروج وكذلك التنبه إلى ماذا في حوزة الطرف الآخر. الأمن القومي السعودي يلقى إجماعاً خليجياً بأنه يمثل الأمن القومي الخليجي. فإذا شاءت روسيا أو عُمان، مثلاً، أن تتقدم بمساعٍ حميدة وتقوم بدور الوساطة بين السعودية وإيران، يجب مطالبتهما بالسعي الجدي وراء تعهدات إيرانية بضمانات أميركية، بأن طهران ستكف عن التحريض والتدخل في شؤون السعودية والبحرين. هذه أولوية قاطعة يجب على مجلس التعاون الخليجي إيضاحها بأكثر من بيان وإعلان. هي ذي المعركة التي يجب اختيارها. المعركة الثانية هي اليمن التي تصب أيضاً في خانة الأمن القومي السعودي. إيران اختارت اليمن ساحة حرب بالوكالة بهدف تحويلها إلى مستنقع للسعودية. نجت طهران من تحويل سورية إلى «فيتنام» لها نتيجة دخول روسيا ساحة المعركة بمباركة أميركية. فإذا لم يكن هناك شريك دولي يمارس في اليمن ما مارسته روسيا في سورية، لا مناص من استراتيجية خروج عملية. وبحسب ما يبدو، إنها متاحة الآن فقط في العربة الديبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة عبر مبعوثها ولد الشيخ أحمد. سورية، للأسف، ليست معركة قابلة للربح لأن الأسرة الدولية قررت أنها ليست الآن في صدد محاربة نظام فتك بشعبه توعدته بالمحاسبة وإنما هي في صدد حرب مع «داعش» تتطلب التحالف مع الشيطان. سورية ستبقى وصمة عار في الضمير العالمي وستبقى نزيفاً يعيق احتفاء أي كان بأي ربح أو انتصار سيبقى وهمياً مهما تخيّل أصحابه العكس. تقول البراغماتية أنه يجب عد الخسارات واختيار المعارك. تقول، إن لا شيء يدوم للأبد وأن خسارة اليوم قد تكون استثمارات في الغد، إذا كان التفكير هادئاً بعيداً عن الانفعالية. ثورة إيران المستمرة وصلت اليوم محطة جميلة لملالي طهران. لكن تلك الثورة كلفت الإيرانيين غالياً على مدى حوالى أربعة عقود وأقعدت إيران في عزلة وجمود ومنعتها من التقدم والازدهار. هذا ليس ربحاً ولا هو انتصار. إنها ثورة قننت الحريات والتقدم. بالمقابل، وخلال العقود الأربعة الماضية، نهضت منطقة الخليج وبنت المدن المدهشة وانطلقت إلى الاندماج مع العالم وذاقت طعم النهضة بالرغم من القيود على الحريات. التاريخ لا يتوقف عند إدارة أميركية. سمعة الولاء نادرة في تاريخ السياسات الأميركية بل إن التركة الأميركية هي الاستغناء والخيانة لحلفاء الأمس. فحذار الانسياق أو الاعتباطية في العلاقة السعودية – الإيرانية.

 

مضايا: “صورة المقاومة” يا حزب الله؟ صورة المقاومة؟

علي الأمين/جنوبية/7 يناير، 2016

أشعر بالعار، ليس لأنني لبناني فقط، ولا لأنني شيعي، ولا لأنني ابن الجنوب، الذي بعض شبّانه يجوّعون أطفال مضايا، بل لأنّني تناولت طعام الغداء قبل أن أكتب هذه المقالة. أشعر بالعار لأنّني متخم. سامحونا يا أهل مضايا. سامحونا ولا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منّا.

يعرف حزب الله أن من شوّه صورة المقاومة هو قيادة حزب الله. صور الأطفال الذين لم يعد في أجسادهم سوى العظام والجلد، الصور التي تذكرنا بالمجاعات الإفريقية نهاية القرن الفائت، هذه الصور لم تفبرك لتشويه صورة المقاومة.

يتصرف حزب الله على أنّ “صورة المقاومة” هي مركز الكون. يتصرّف بنرجسية الأطفال ووحشية الكبار. أصدر بياناً يردّ به على من عابوا عليه محاصرة مضايا وتجويع أطفالها، فاعتبر أنّ اعتراضات الجائعين والغاضبين من قتل العشرات بسلاح الجوع، ليس إلا “حملة مبرمجة بهدف تشويه صورة المقاومة”.

هناك اتفاقات تحمي المدنيين خلال الحروب. دعوا الاتفاقات جانبا، دعوا الدين وقيّم عاشوراء ودعوا الأخلاق جانباً… من كتب، أو كتبوا، هذا البيان، ألم يخطر في بالهم لحظة أنّ طفله، أو أطفالهم، قد يقعون في حصار مشابه؟

بيان حزب الله، المعيب، أضاف أنّ “الجماعات المسلحة التي تتخذ من مضايا رهينة لها، ولداعمي المسلحين من جهات خارجية هي من يتحمل مسؤولية ما يجري في البلدة”.

هل هناك وقاحة أبعد من هذه: “الجماعات المسلّحة الإرهابية تستخدم السكان، الذين لا يتجاوز عددهم 23 ألف نسمة، كدروع بشرية، وورقة سياسية يستغلونها الآن في حملة إعلامية كاذبة مثيلة بسابقاتها في مناطق أخرى… ولا صحة للأخبار التي تدعي وجود حالات وفاة”.

هل هكذا يمدّ حزب الله جمهوره بالحجّة للردّ على “حملة إعلامية كاذبة”؟ أليست هذه لغة الإسرائيليين حين يفتكون بالعرب؟ يتّهموننا بالكذب والتضخيم، حين نموت حرقا وقصفاً وجوعاً وحصارا، من غزّة إلى جنوب لبنان، منذ 1948 إلى اليوم.

لا يخشى حزب الله إلا على صورة المقاومة، على صورة تلك الفكرة الجميلة الشابة، التي كانها، وقد صار اليوم عجوزاً يشرب دماء من يعارضونه ويجوّع أطفال من يرفضون ترك أرضهم له: “عدد كبير من السكان يحاولون الخروج من مضايا غير أنّ قادة الجماعات المسلحة ترفض ذلك… وهناك مفاوضات لتسليم 300 مسلحٍ أنفسهم إلى السلطات والخروج من مضايا مقابل رفض مسلحين آخرين للموضوع بسبب قرار سياسي خارجي”.

بصراحة قلّ مثيلها، يعترف حزب الله أنّه يشترط على الجائعين تسليم أنفسهم والاستسلام “غير أنّ قادة الجماعات المسلّحة ترفض ذلك”. يعيب على المسلّحين بطولة قامت عليها أسس التشيّع، وهي الشهادة وعدم الاستسلام. فهو قرّر، بدل القتال، أن يجوّع 40 ألف مدني ليقضي على 600 مسلّح.

يقول البيان: ” تتحكم في بلدة مضايا مجموعات مسلحة حيث يبلغ عدد المسلحين أكثر من 600 مسلح يتوزعون 60 في المئة من حركة احرار الشام، و 30 في المئة من جبهة النصرة وعشرة في المئة من الجيش الحرّ”، لافتاً الإنتباه إلى أن البلدة باتت تعتبر “رهينة للجماعات المسلحة منذ اشهر عندما اشتدت المعركة في الزبداني، وبعدما قاموا بعمليات ذبح عدة ضدّ حواجز الجيش السوري عند مدخل مضايا”.

600 مسلّح، لا بأس أن يموت 10 أو 20 ألف من الأطفال والنساء والرجال للقضاء عليهم. هو المنطق الإسرائيلي نفسه الذي دمّر لبنان ذات صيف من العام 2006 لتحرير جنديين اختطفهما حزب الله.

من يشوّه صورة المقاومة؟ الجائعون وقد صرخوا ونشروا صور أطفالهم وقتلاهم؟ أو حزب الله الذي أسكرته الدماء وما عاد يميّز الحقّ من الباطل؟

أشعر بالعار، ليس لأنني لبناني فقط، ولا لأنني شيعي، ولا لأنني ابن الجنوب، الذي بعض شبّانه يجوّعون أطفال مضايا، بل لأنّني تناولت طعام الغداء قبل أن أكتب هذه المقالة. أشعر بالعار لأنّني متخم. سامحونا يا أهل مضايا. سامحونا ولا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منّا.

 

تحية شيعية إلى "سايكس بيكو"

حـازم الأميـن/لبنان الآن/07 كانون الثاني/16

مضى قرن على توقيع اتفاق "سايكس بيكو"، الاتفاق الذي رسم حدود الدولة الحديثة في المشرق العربي. ويبدو أن القرن كوحدة زمنية هو عمر الخريطة التي انبثقت عن الاتفاق، ذاك أن علامات ترنح فعلية بدأت تظهر على الكيانات الناجمة عن الاتفاق! العراق لن يبقى عراق "سايكس بيكو"، وسوريا تترنح حدودها وجماعاتها، وفلسطين لم يتبلور كيانها ولم يُتح لها أن تكون، فيما لبنان، المهدد دائماً وأبداً، التحقت جماعتاه المسلمتان بعمقيهما الشيعي والسنّي، ومسيحيوه عاجزون عن وقف نزفهم الديموغرافي. ووحده الأردن من بين الوحدات المشرقية غير مهدد في المدى المنظور على الأقل. نُشِئت على هجاء "سايكس بيكو". الاتفاق الذي حدد فيه المستعمر للجماعات المحلية الدولة التي ستكون جزءاً منها. أنا الشيعي اللبناني أبن القرية المحاذية للحدود مع اسرائيل، والتي تبعد عشرات كيلومترات من الحدود مع سوريا، لطالما غنيت مع مارسيل خليفة "قسْمونا بيكو وشريكو وخلقو الدولة الصهيونية". ها أنا الآن أنظر من مسافة قرن إلى هذا الاتفاق! لماذا كل هذه الحماسة لهجائه، وقد كنت أقل الناس تضرراً منه؟ فهو اختارني أن أكون لبنانياً، لا فلسطينياً حيث كنت سأتحول لاجئاً لا أفق ولا أمل في عودتي، ولا سورياً حيث سأكون مواطناً في دولة البعث الأبدي. أي أن البديل كان إما احتلال اسرائيلي أو احتلال بعثي، وفي الحالين كنت سأنتهي لاجئاً.

في هجائي "سايكس بيكو" قدر من الجحود لم أتمكن من تحديد أسبابه. في هذه اللحظة تحديداً، أن تكون لبنانياً فإن خسارتك أقل من خسارتك إذا ما كنت سورياً أو فلسطينياً. ففي الأولى جاء بعثٌ أنهى عقده الخامس في الحكم بقتل ثلاثمئة ألف سوري وتهجير نحو ثمانية ملايين آخرين، وفي الثانية وقع ترانسفير اقتُلع على أثره الفلسطينيون وما زالوا مقتلعين حتى يومنا هذا. ثم أن إلحاقي أنا الشيعي إبن قضاء بنت جبيل بولاية بيروت وبعدها "لبنان الكبير" بدل ولاية عكا أو ولاية دمشق أعاد صياغة هويتي النفسية والإجتماعية والاقتصادية المعيشية، على نحو لم يكن ليتوافر لي إذا ما أُلحقت بخياري عكا أو دمشق.

ففي لبنان الكبير أنا أبن أقلية كبرى، بينما سأكون في عكا أو دمشق ابن أقلية صغرى، ثم أن لبنان قام على فكرة ائتلاف أقليات، فيما نماذج الحكم الأكثري التي سادت في المنطقة لم تتسع لإشراك الجماعات الصغرى. قد يقول قائل إن الشيعة اللبنانيين لم يكونوا شركاء فعليين في الجمهورية الأولى، وفي هذا قدر لا بأس به من الحقيقة، لكن حجم الإقصاء الذي مورس بحقهم في حينها لم يبلغ يوماً المبلغ الذي بلغه إقصاء البعث للأكثرية السورية، ولا طرد الدولة الصهيونية جيراننا أبناء الجليل. ناهيك عن أن التجربة اللبنانية أتاحت لأبناء أطرافها تقدماً في التعليم والدخل والنشاط السياسي والاجتماعي لم تتحه تجارب دول المنطقة مع أطرافها. إذاً ما الذي دهاني طوال هذا العمر الذي أمضيته في هجاء "سايكس بيكو" وهجاء الكيان؟ مصلحتي المباشرة تقضي التمسك بالكيان، مع سعي الى تحسين شروط الشراكة. عليّ أن أتذكر أن ما أقدمت عليه طوال هذا العمر، هو تماماً ما يُقدم عليه "حزب الله" اليوم، أي تبديد الكيان على مذبح شراكة أكبر لن يكون الشيعة فيها أكثر من جماعة صغيرة. فحين يُقدم الحزب على إلغاء الحدود (الاستعمارية) إنما هو يتولى مهمة إذابة خطوط الانفصال عن الجماعات الكبرى عبر توجهه كقوة أهلية لبنانية للقتال في سوريا. فلنتخيل موقع الشيعة اللبنانيين من خريطة ديموغرافية أُذيبت فيها حدود "سايكس بيكو"... فإلى روح الرجلين تحية شيعية