المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january11.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين وأقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس01/من01حتى08/صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وَٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَوِيمَة

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس10/من12حتى18/فَلَيْسَ مَنْ يَشْهَدُ لِنَفْسِهِ هوَ المَقْبُولُ عِنْدَ الرَّبّ، بَلْ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الرَّبّ!"

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/1/2016

شخصيات شيعية لبنانية تطلق “إعلان مضايا”

لماذا يذكّر حزب الله اللبنانيين بمشروع «الدولة الاسلامية»؟/ربيع سلامة/جنوبية

مضايا…تحاصر حزب الله/عماد قميحة/جنوبية

ما زال في لبنان ... لبنانيون، مؤمنون بالله وبلبنان المحبـّة والعيش المشترك/خليل حلو/فيسبوك

ظهر بكل أسف أن الرئيس الحريري لا يعرف حليفه المسيحي الأقوى/ايلي الحاج/فيسبوك

لقاء سليمان والحريري في الرياض: لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن

سليمان التقى الملك سلمان في السعودية:الحوار أفضل الحلول لارساء السلام

سيراليون: خبر نقل النفايات الى بلادنا عار عن الصحة

وكالة إيرانية: الحرس الثوري اقتحم سفارة السعودية

قطع شريان حزب الله – سورية الأسد

"الكتائب"–"حزب الله".. حوار متقطع/منير الربيع/المدن

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

الرياشي: من يسعى لسماع عن خلاف بين “القوات” والحريري ينتظر عبثاً

 باسيل في اجتماع الجامعة العربية: نتضامن مع السعودية الا ان لبنان لا يتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة

لقاء في برج البراجنة تضامنا مع يعقوب: نعيش زمنا رديئا يعتقل فيه المظلوم ويعمل على إطلاق الظالم

طلال المرعبي: انتخاب الرئيس يعطي صدمة إيجابية

فنيش: الحوار الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات فإذا شاء البعض استمراره أهلا وسهلا وإذا لا فهذا يعني أنهم يتراجعون

توقيف «منسق» تفجيري برج البراجنة المرتبط بـ «دواعش» الرقة

«المستقبل» و«حزب الله» يقرران مواصلة الحوار بعد جولة التصعيد

الراعي ينوي عقد لقاءات منفردة مع الاقطاب المسيحيين في تفعيل المبادرة الرئاسية

حوري: استبعد ترشيح جعجع لعون والحوار مع حزب الله مستمر

الراعي لحكام الدول في الشرق الأوسط: يكفي هدما وقتلا وتهجيرا من أجل مصالح اقتصادية وسياسية وإستراتيجية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

عاصفة إدانات عربية لتدخلات إيران وسياساتها الفتنوية في المنطقة والسعودية تعد بالحزم مع طهران ومصر تعلن تضامناً قوياً مع دول «الخليجي»

تجريم قنصل النظام السوري في كندا بقضية إتجار بالعقاقير المخدرة

الكشف عن وقوف ميليشيات الباسيج وراء إحراق السفارة السعودية وإيران تستعد لإعدام 60 من الدعاة وطلبة العلم السّنة

رئيس الأركان الباكستاني يؤكد الالتزام بالدفاع عن السعودية ضد أي تهديد لأراضيها وخادم الحرمين ناقش التطورات مع الرئيس الصيني

دي ميستورا من طهران: الأزمة بين إيران والسعودية لن تؤثر في المفاوضات حول سوريا

هولاند قام بزيارة مفاجئة لمسجد باريس الكبير بعد عام على التفجير

التحالف العربي ينفي استخدام قنابل عنقودية في اليمن

قاذفة اميركية تحلق فوق كوريا الجنوبية استعراضا للقوة إزاء الشمال

العربي الجديد: دير الزور على طريق مضايا...حصار تجويعي من النظام وداعش

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عرسال و«المعلومات» رأس حربة.. الحرب على «داعش»/علي الحسيني/المستقبل

إعادة تحريك الملف الرئاسي رغم التوتر الإقليمي مسألة أساسية/وسام سعادة/المستقبل

الحكيم" يختبر "الحزب"!/ نبيل بومنصف/النهار

ما دام نصرالله ينتظر قرار عون فماذا ينتظر الأقطاب الموارنة ليقرّروا؟/ اميل خوري/النهار

حذارِ مضايا يا "حزب الله"!/علي بردى/النهار

حزب الله " يرصد خصومه بعد لملمة حلفائه/ روزانا بومنصف/النهار

اشتباك الخارج ينفّسه حوار الداخل تثبيت شبكة الأمان وإدارة ربط النزاع/سابين عويس/النهار

نقاش حول مكافحة الإرهاب في 26 ك2 وثناء أوروبي على دور الأجهزة الأمنية/خليل فليحان/النهار

ترشيح جعجع لعون ينتظر لقاءهما القريب ويُعدّان ورقة سياسية... و «14 آذار» تدرس الموقف/محمد شقير/الحياة

لماذا لا يدرج»حزب الله» في قائمة الإرهاب الدولي؟/داود البصري/السياسة

لبنانان لا لبنان واحدا.. في كل مناسبة/خيرالله خيرالله/العرب

نفي العار.. معركة حزب الله الخاسرة/بتول خليل/المدن

مضايا: إنحدارات لبنانية/ساطع نور الدين/المدن

حدود الدور الإيراني/غسان شربل/الحياة

توتر مقيم ينتظر وجهاً آخر لإيران أو... خرائط جديدة/جورج سمعان/الحياة

إيران ستتغير إذا واجهت موقفاً عربياً/داود الشريان/الحياة

الطريقة المثلى في ردع إيران/موسى برهومة/الحياة

السنيورة: المستقبل سيعاود الحوار مع حزب الله الاثنين ومجاعة مضايا جريمة لا يستطيع احد ان يغطيها/وطنية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس مرقس01/من01حتى08/صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وَٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَوِيمَة

"بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْنِ الله. جَاءَ في كِتَابِ النَّبِيِّ آشَعْيا: «هَا إِنِّي أُرْسِلُ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ، وهوَ يُمَهِّدُ طَرِيقَكَ. صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وَٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَوِيمَة». تَمَّتْ هذِهِ النُّبُوءَةُ يَوْمَ جَاءَ يُوحَنَّا يُعمِّدُ في البَرِّيَّةِ ويَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الخَطَايَا.وكَانَتْ كُلُّ بِلادِ اليَهُودِيَّة، وَجَمِيعُ سُكَّانِ أُورَشَليم، يَخْرُجُونَ إِلَيْه، وَيَعْتَمِدُونَ عَلَى يَدِهِ في نَهْرِ الأُرْدُنّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطايَاهُم. وكانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ ثَوْبًا مِنْ وَبَرِ الجِمَال، وَيَشُدُّ وَسَطَهُ بِحِزَامٍ مِن جِلْد، ويَقْتَاتُ مِنَ الجَرَادِ وعَسَلِ البَرَارِي. وكانَ يُنَادِي قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَنْحَنِيَ لأَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. أَنَا عَمَّدْتُكُم بِٱلمَاء، أَمَّا هُوَ فَيُعَمِّدُكُم بِٱلرُّوحِ القُدُس».

 

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس10/من12حتى18/فَلَيْسَ مَنْ يَشْهَدُ لِنَفْسِهِ هوَ المَقْبُولُ عِنْدَ الرَّبّ، بَلْ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الرَّبّ!"

"يا إخوَتِي، نَحْنُ لا نَجْرُؤُ أَنْ نُسَاوِيَ أَنْفُسَنا بِقَومٍ يَشْهَدُونَ لأَنْفُسِهِم، أَو نُقَارِنَ بَيْنَنا وبَيْنَهُم، لأَنَّ الَّذِينَ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُم بِأَنْفُسِهِم، ويُقَارِنُونَ أَنْفُسَهُم بِأَنْفُسِهِم، لا يَفْهَمُون! أَمَّا نَحْنُ فَلا نَفْتَخِرُ فَوْقَ القِيَاس، بَلْ بِقِيَاسِ الحُدُودِ الَّتي رَسَمَهَا ٱللهُ لَنَا، وقَدْ بَلَغَتْ بِنا إِلَيْكُم. فَنَحْنُ لا نَتَعَدَّى حُدُودَنا، كَأَنَّنا لَمْ نَبْلُغْ إِلَيْكُم، بَلْ كُنَّا أَوَّلَ مَنْ وَصَلَ إِلَيْكُم بِإِنْجِيلِ المَسيح. إِنَّنا لا نَفْتَخِرُ فَوقَ القِيَاسِ عَلى حِسَابِ أَتْعَابِ غَيْرِنَا، بَلْ نَرجُو، عِنْدما يَنْمُو إِيْمَانُكُم، أَنْ نَزْدَادَ قَدْرًا في أَعْيُنِكُم، ضِمْنَ حُدُودِ عَمَلِنا، لِكَي نَحْمِلَ البِشَارَةَ إِلى أَبْعَدَ مِنْ عِنْدِكُم، ولا نَفْتَخِرَ بِمَا أَنْجَزَهُ غَيرُنا ضِمْنَ حُدُودِ عَمَلِهِ. «وَمَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ!». فَلَيْسَ مَنْ يَشْهَدُ لِنَفْسِهِ هوَ المَقْبُولُ عِنْدَ الرَّبّ، بَلْ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الرَّبّ!"

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/1/2016

الأحد 10 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حدث القاهرة حدثان: الأول إجماع عربي على التضامن مع السعودية في نزاعها مع إيران، والثاني امتناع ممثل لبنان عن التصويت على إدانة إيران وإعتراضه على إدراج "حزب الله" في خانة الارهاب في مملكة البحرين.

ما حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب، سيكون موضوع مواقف سياسية لبنانية- داخلية، يبدو الخروج منها غير ممكن إلا بعد انتخاب رئيس جمهورية وإستقامة الوضع في مجلس الوزراء حيث يتخذ عادة موقف لبنان الرسمي.

وغدا تستقطب عين التينة الانتباه السياسي، إذ ينعقد فيها نهارا الحوار الوطني، ومساء حوار "المستقبل"- "حزب الله". وقد أكد الرئيس السنيورة مشاركة "المستقبل" في الحوار.

وبرزت في الرياض مقابلة الرئيس ميشال سليمان للملك سلمان بن عبد العزيز.

وعلى صعيد الوضع في المنطقة، فإن التوترات تلازم العديد من المناطق وسط تحضيرات لحوار النظام السوري مع المعارضة في مؤتمر جنيف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

سقف سياسي إقليمي عال ترجمه اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم، تحت عنوان التضامن مع السعودية ضد التدخلات الإيرانية.

لبنان إمتنع عن البيان، رافضا ربط إسم "حزب الله" بالإرهاب، والعراق تحفظ عن بنود نارية.

في الشكل مضي بالتصعيد، وفي المضمون لا جديد.

إيران مضت في محاسبة المقصرين بالحفاظ على أمن السفارة السعودية، فأقالت مسؤولين، وترجمت التزاماتها الدولية وتعهداتها الدبلوماسية. لكن طهران قالت إن تصعيد الرياض يهدف لضرب الحل السياسي للأزمة السورية.

في مساحات تلك الأزمة، مضايا وما أشيع عن أوضاعها الإنسانية، لكن بالصوت والصورة تعرض الـ NBN في سياق النشرة شهادات أهل مضايا: من منع عنهم المواد الغذائية؟ من تاجر بها؟ ما هو دور حركة "أحرار الشام"؟.

في لبنان، إنجازات أمنية تتوالى، وتحط في طرابلس بعملية نفذتها المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فأطاحت بكل تدابير "أبو طلحة"، واقتادته مجرما رأسا للشبكة التي نفذت تفجيري برج البراجنة.

إلقاء القبض على "أبو طلحة" يريح المواطنين المصابين ويرسخ الاستقرار الأمني. فيما الاستقرار السياسي يتولاه حوار موزع بين ثنائي وجامع في عين التينة غدا. لتبقى مسؤولية شؤون الناس، على عقد الحكومة لجلساتها ومعالجاتها بدءا من الخميس المقبل، على طريق تفعيل عمل المؤسسات التنفيذية والتشريعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

صدق أهل مضايا، أمضى من كذبهم. وقبل ان يوزعوا حصص الأرباح، من سحت الكذب والادعاءات، حصحص الحق أمام عدسات الكاميرات.

أضاف أهل مضايا شهادة جديدة بحق المسلحين ورعاتهم الاقليميين والدوليين. فإلى جانب انهم قتلة ومجرمون، هم سارقون وتجار منافقون. وما جوقة السياسة والاعلام، إلا من وحدة المسار والمصير بين القتلة السارقين، ورعاتهم السياسيين وأبواقهم من الاعلاميين.

نساء ورجال، كبار وأطفال هم الشهود: الارهابيون يمنعون المؤن، يحتكرون السلع ويرفعون الأسعار، ويحتلون الأسواق. قالوا كلمتهم بجرأة من قلب مضايا وعلى مسافة ساعات من دخول دفعة جديدة من المساعدات الأممية.

شهادات هي دفعة جديدة من الأدلة الدامغة على حقيقة المشهد الذي تختصره أزمة مضايا عن كل سوريا.

في الجامعة العربية اليوم، مشهد اختصر الأزمة العربية، مع العنتريات المسيرة بأهواء ملكية، لا حقائق واقعية. فأضافوا إلى البيانات بيانا. وابشر بطول سلامة يا مربع.

أما لبنان فوقف بدبلوماسية وطنية، قدم وحدة اللبنانيين على ما زعم وحدة المجتمعين. فسجل لوزير الخارجية جبران باسيل موقف وطني لم ينصع لأهواء الموتورين..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد الادانة الخارجية لايران، ادانة عربية. فقبل انقضاء اربع وعشرين ساعة على اجتماع مجلس التعاون الخليجي، اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وقرروا بالاجماع دعم موقف السعودية تجاه ايران، وادانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران.

الموقف العربي الجامع، يؤكد ان ثمة دينامية عربية جديدة في التعاطي مع التحديات الاقليمية المطروحة، ومع السياسة الايرانية في المنطقة.

محليا، الأسبوع الطالع يبدأ غدا بحوارين في عين التينة، الأول قبل الظهر ويشمل أركان طاولة الحوار، والثاني مسائي ويقتصر على "حزب الله" وتيار "المستقبل" وحركة "أمل". الحواران مهمان في توقيتهما، لكن نتائجهما محددة سلفا، ففي ظل الاحتدام السياسي محليا والاشتباك الدبلوماسي والميداني اقليميا، لا يمكن للحوارين تحقيق أي خرق ولا سيما في الملف الرئاسي، علما ان حركة الاتصالات بين الرابية ومعراب أصبحت المتحكم الأول في اللعبة الرئاسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الرد السعودي على الاتفاق النووي الايراني- الغربي- الأميركي، كان بما سمي "عاصفة الحزم". والرد السعودي على انفراط عقد المعارضة السورية- بعد استدعائها إلى الرياض الشهر الماضي- استدعى تشكيل ما يسمى بالتحالف الاسلامي، الذي هو بالحقيقة تحالف سني ضد ايران.

اليوم، وبعدما تأكدت السعودية من تبدد "عاصفة الحزم" في اليمن، وانقلاب الموقف في سوريا، وتغير المشهد في العراق، وانفراط التسوية في لبنان، بعد هذا كله، رفعت السقف ضد طهران، وصعدت ضد "حزب الله"، وكبرت الحجر لجر طهران إلى التفاوض، من موقع القوي المدعوم عربيا واسلاميا، عشية دخول الاتفاق النووي حيز التطبيق الذي سينقل ايران من وضعية الدفاع إلى الهجوم، وينقل الرياض من الهجوم إلى الاستقواء إلى الانكفاء.

مجلس وزراء الخارجية العرب اتخذ قرارات أكبر من الأحداث. فإيران، وعلى لسان رئيسها الشيخ حسن روحاني، استنكرت التعرض للسفارة السعودية وعزلت مسؤولا ايرانيا رفيعا، وهي لم ترد على إعدام الشيخ النمر ولا على الموت الغامض وغير المبرر للمئات من حجاجها في منى، ولا على تفجير سفارتها في بيروت منذ عامين.

أما لبنان، فاختار الوحدة الوطنية قبل التضامن العربي. فأعلن وزير خارجيته جبران باسيل ان قرارنا هو الابتعاد عن المشاكل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة.

وفي الداخل، ثلاث محطات وثلاثة مطالب. المحطات هي حوار "حزب الله"- "المستقبل" الذي أعلن فؤاد السنيورة عدم التخلي عنه، وحوار عين التينة بنسخته الموسعة، واجتماع مجلس الوزراء. أما المطالب فمرتبطة بالحكومة حصرا، وتشكل معالجتها منطلقا للحل، وهي: أولا، معالجة الارتكابات التي لحقت بالمؤسسة العسكرية. ثانيا، الاتفاق على آلية العمل الحكومي. وثالثا، التوافق على الملفات الرئيسية والمواقف الأساسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

العرب يدينون ايران، لكن لبنان يتمايز حفاظا على وحدته الداخلية. تلك هي خلاصة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، لكن انشغال اللبنانيين في مكان اخر.

الانشغال الأول، ملف النفايات الذي بدأ يتحول إلى لغز مع اختزال المعالجة بشركة واحدة لا شركتين، بحيث تبخرت الشركة الهولندية. في غضون ذلك يبدو ان اللغز يتمدد ليطاول البلد الذي سترحل اليه النفايات، فبعد ان أشيع ان الوجهة ستكون سيراليون جاء نفي لذلك، فيما تحدثت معلومات في عاصمة سيراليون عن تحقيقات فتحت في ذلك البلد الافريقي لمعرفة مصدر هذه الأخبار التي يبدو انها تفتقد الدقة. ما يطرح السؤال مجددا: إلى اين سترحل تلك النفايات؟.

هذا اللغز، الذي يزداد غموضا، يتوقع له ان يكون نجم طاولتين، طاولة الحوار بين "حزب الله" و"المستقبل"، وطاولة الحوار العادية، بالاضافة الى جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ليس فقط زمن الحزم العربي، بل زمن المواجهة أيضا، وزمن القول لإيران، بالفم العربي الملآن، أن حشر الأنف الإيراني في شؤون الدول العربية لم يعد مقبولا، وبات دونه الغضب.

فبعد اجتماع وزراء دول الخليج، وتأكيدهم أن تدخل إيران في شؤون العرب ليس مقبولا، أكد البيان الختامي للاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية إدانة الاعتداءات الإيرانية على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية. ودان التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، خصوصا سوريا ولبنان والعراق واليمن.

وحده جبران باسيل رفض التوقيع، معلنا أن لبنان يرفض الاعتداء على البعثات الديبلوماسية، وتحفظ على رفض تدخل "حزب الله" في البحرين.

"حزب الله" الذي يحاصر أهل مضايا ويجوعهم، ويخيرهم بين السلة والذلة، وبين بيع أرضهم للمحتل وبين الموت جوعا، يخضع لامتحان الحوار غدا، بعد إعلان الرئيس فؤاد السنيورة أن تيار "المستقبل" مستمر في الحوار الإثنين.

ويخضع "حزب الله" محليا أيضا لامتحان اجتماع مجلس الوزراء الخميس، فهل سيستمر في التلطي وراء العماد ميشال عون في تعطيل مجلس الوزراء؟.

وفي سوريا يخضع لامتحان الأخلاق: فهل سيسمح بإدخال المساعدات الغذائية إلى مضايا؟.

هو زمن العرب، وعند الامتحان، يخضع الإيراني، أو ينتظر حكم الزمان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قد يسقيك المر في اللعبة السياسية الداخلية، لكنه على طاولات القرار العربية والدولية وزير من رتبة رجل الموقف. فجبران باسيل اخترق الاجماع العربي اليوم، ووحيدا وقف يسجل اعتراضا على بيان كان سيدين "حزب الله" بالارهاب.

يدرك وزير الخارجية أنه يقول كلامه هذا في بحر تكتلات عربية ضاغطة، وان أي موقف سيبديه قد يكلفنا تسديدة عربية لا تحمد عقباها. لكنه فعل واعترض وطلب حذف العبارات، ولاقى تفهما على ما أقدم عليه.

دبلوماسية القرار المعترض أصبحت من العملة النادرة على زمن تقرر فيه الجامعة العربية فتح أبوابها غب الطلب. قضايا ينظر بها على وجه السرعة، ودول تدمر بهدوء نبيل، وصمت عربي سبق وغفل عن ضياع فلسطين. من هنا يصبح جبران باسيل بطلا بين مجموعة ترفع اليد وأشياء أخرى. حتى العراقي الذي اعترض في الغرف الداخلية، سارع إلى التأييد والالتحاق بالاجماع العربي.

هذا الاجماع توصل إلى دعم السعودية وإدانة إيران. ومع تأكيد لبنان على تضامنه مع السعودية حيال رفض التعرض للسفارات والبعثات الدبلوماسية، فإن باسيل أعلن النأي بالنفس في القضايا الأخرى والاشتباك الايراني- السعودي، حيث امتنع عن التصويت من دون تعطيل الاجماع العربي.

ولإيران موقفها من اجتماع القاهرة، أبلغته اليوم إلى المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، وأعلن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف ان طهران لن تسمح للرياض بعرقلة جهود السلام المتعلقة بسوريا، واصفا سياسة المملكة بأنها مثيرة للتوتر في المنطقة.

على جبهة التوتر اللبناني، فإن الحوار بفرعيه الصباحي والمسائي غدا، من شأنه لم الشمل وإن على طريقة التكاذب. فالمتحاورن على اختلاف تنوعهم كانوا على جبهات المحاور السياسية، وأطلقوا ذخيرة من الرصاص السياسي الحي التي كانت تكفي لدفن الحوار بما حمل، لكنهم يناورن على اللبنانين باجتماعاتهم غدا، كما ناورا بخلافاتهم بالأمس. والحرب بالمناروات مستمرة، لكن أبلغها تلك التي يتربع عليها الدكتور سمير جعجع في ورقة ترشيح العماد ميشال عون، وقالت مصادر "القوات" إن الطرح جدي إنما سيحتاج إلى بعض الوقت لبلورة اخراجه قبل اعلانه، على أن يكون مسبوقا بسحب ترشيح جعجع.

وإلى أن يقبض على قرار "ابو طلحة" السياسي في معراب، فإن الانجازات الأمنية ما تزال أصدق إنباء من الاستعراض الرئاسي. وأبرز ما سجل في الساعات الماضية تمثل بقبض فرع المعلومات على "ابو طلحة" الارهابي، أحد عناصر خلية تفجيري برج البراجنة.

 

شخصيات شيعية لبنانية تطلق “إعلان مضايا”

جنوبية/10 كانون الثاني/10

إننا نرفض تحميل ما جرى ويجري من تبعات ونتائج لمجموع الطائفة الشيعيّة، ونحمّل المسؤولية لمن يفتعل هذه الجرائم حصراً. ونُعلن براءة الشيعة من “الهولوكوست” السوري وتبعاته ونتائجه. وهذا مرفوض من الشيعة ومدان بكل المعايير.

أطلقت مجموعة من الشخصيات والناشطين اللبنانيين من الطائفة الشيعية “إعلان مضايا” ومنها: مالك كامل مروة، وعلي محمد حسن الأمين، ومصطفى هاني فحص، ووقع عليه 55 ناشطاً ، وجاء في نص الإعلان: “أمام هول الكارثة المتمادية في سورية، وحيال جسامة المخاطر التي تتهدد مصيرها، وحياة أهالي مدن وقرى بكاملها ، وأمام فظاعة سياسة القتل والحصار التي يفرضها النظام وأعوانه على الأهالي حتى الموت، وإنطلاقاً من الحسّ الإنساني والمسؤولية العربية، والأخوة الإسلامية والتاريخية، نرفع صوتنا متضامنين مع أهالي بلدة مضايا ونرفض منطق التجويع والقتل والحصار والتركيع. ونعلن ما يأتي:

أولاً: ندين بالمطلق منطق “توازن الموت” ونهج الحصار، خصوصاً حينما يأخذ هذا البُعد المأساوي بفرض الحظر على الغذاء والماء والدواء لتحقيق غايات سياسية. ونعتبر ذلك تجاوزاً لكل القيم الإنسانية والمفاهيم العربية، ومواثيق حقوق الإنسان.

ثانياً: نرفض أن يشارك لبنانيون في عمليات القتل والحصار ضد أهلنا في سورية تحت حجّة “القضاء على الإرهابيين”، وهو المنطق الإسرائيلي عينه الذي تمارسه إسرائيل ضد المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين منذ عقود.

ثالثاً: إعتبار إعلان النظام السوري قبوله بإدخال الأغذية إلى مضايا ثم تراجعه، إثباتاً لوقائع جرائم موت الناس جوعاً في مضايا طبقاً لما نشرته وسائل الإعلام والتواصل من فظائع وإرتكابات مهينة بحق الإنسانية. وكان بيان الإعلام الحربي في “حزب الله” أكّد في (7/1) تورطه في حصار التجويع للبلدة وجوارها.

رابعاً: إننا نرفض تحميل ما جرى ويجري من تبعات ونتائج لمجموع الطائفة الشيعيّة، ونحمّل المسؤولية لمن يفتعل هذه الجرائم حصراً. ونُعلن براءة الشيعة من “الهولوكوست” السوري وتبعاته ونتائجه. وهذا مرفوض من الشيعة ومدان بكل المعايير.

مضايا

خامساً: نطلب إنسحاباً فورياً للمسلّحين اللبنانيين المتدخّلين في الحرب السورية إلى جانب النظام، وخصوصاً من المناطق المحاذية للأراضي اللبنانية كالزبداني والقلمون. ونعتبر أن ما يجري هو إقتلاع لأبناء تلك المناطق لصالح تغييّرات ديموغرافية خبيثة تدمّر وحدة النسيج الاجتماعي والتاريخي بين الشعبين السوري واللبناني، وتمسّ علاقات حسن الجوار والحياة المشتركة لعشرات الأعوام المقبلة. وعليه لا نقبل مشاركة أيّ لبناني في هذه الجرائم البشعة.

سادساً: ندعو إلى تفعيل الحل السياسي، الضامن لوحدة سورية وشعبها، وإنسحاب كل القوى المتدخّلة في الشأن السوري، وترك الشعب السوري، بأطيافه، وتشكيلاته يقرّر مصيره وحريّته.

بيروت في 8/1/2016

الموقعون : حارث سليمان ، حنين غدّار ، حسين شوباصي ، بادية فحص ، سهير خليفة ، رولانا أشرف ، وائل وهبي ، علي نون ، مروان الأمين ، خليل جابر ، أحمد حريري ، د. علي عز الدين ، الشيخ عباس الجوهري ، جاد الأخوي ، سلوى عنيسي ، طارق ملاعب ، شيرين عبد الله ، رفعت حلبي ، منى طيبي ، عباس متيرك ، علي مراد ، علي حيدر شعيب ، طوني أبي نجم ، حسان أبو نايف ، عبد المطلب بكري ، عادل طاهر ، حاتم دراق السباعي ، ندى مهنا ، رشاد ريفي ، سامية عون ، فادية شقير ، سعد فاعور ، طلال طعمة ، نافع سعد ، إدي سلامة ، ريما مصري ، حسن مراد ، ميشال حاج جرجيو ، حسين جابر الشمري ، مارسيل نوجيم ، رولا الحسين ، غاندي المهتار ، صخر عرب ، تمام علي ، ثريا بكور ، ليلى سلامة ، فياض مكي ، جومانة مرعي ، بول جعيتاني ، وليد فخر الدين ، محمد المقداد ، انطوان قربان ، كارول فضول ، عامر أبازيد ، ريان ضاهر

 

لماذا يذكّر حزب الله اللبنانيين بمشروع «الدولة الاسلامية»؟

ربيع سلامة/جنوبية/10 يناير، 2016/كان لافتاً رفع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من سقف الشروط والتوقعات، وصل به الأمر إلى المطالبة بإقامة مشروع الدولة الإسلامية في لبنان،فلماذا يأتي تصريح قاسم في هذا التوقيت؟ لا سيما مع كل الشعارات التي يرفعها الحزب في مواجهة مشاريع أسلمة الدول والمجتمعات وخصوصاً في سوريا. للجواب على هذا السؤال لا بد من قراءة نتائجه السياسية وتوقيته السياسي، ووضعه في السياق الظرفي والحدثي من الناحية السياسية، لا سيما أن كلام قاسم يأتي بعد تصريح عالي النبرة تولّى إخراجه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ضد تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، مانعاً إياه من العودة إلى لبنان. وإذا ما قرأ كلام قاسم ربطاً بمضمون كلام رعد، يمكن فهم مجرى الأمور، بأن الحزب يذهب نحو التصعيد لأنه غير جاهز لأي حلول في هذه المرحلة. فمشروع الدولة الاسلامية ما زال من صلب ثقافة حزب الله وفقهه، وقد نشأ الحزب عليه، وبالعودة إلى مختلف الكتب التي تتناول الحزب ونشأته تشير إلى هذه الثابتة، حتى العودة إلى أرشيف مصوّر حول الحزب يشير قياديوه إلى هذا الامر، وثمة شريط فيديو يظهر فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يتحدث فيه عن مشروع إقامة الدولة الإسلامية، وعدم اقتناعهم بمبدأ الدولة المدنية.

وثمة رابط أكثر جوهرية ما بين موقفي قاسم ورعد، وهو الإطاحة بأسس الدولة اللبنانية ومرتكزاتها الدستورية، إذ أن رعد اعتبر أن الحزب لا يهمه شخص الرئيس بقدر ما يهمه كيف يتم انتخاب الرئيس وتبعات هذا الأمر الدستورية على المؤسسات، ورفض حصر المسألة بالشخص بل بالسلة المتكاملة وبما يتم تحصيله من خلال هذه الصفقة، في كلام رعد ثمة دلائل واضحة عن هدف الحزب إلى تغيير بنية النظام الأساسية. وهنا يتكامل مع موقف رعد موقف قاسم، إذ أنه حين يعتبر بأن حزب الله يريد دولة إسلامية في لبنان، يعني ضمناً وعلناً أن الحزب يريد تغيير بنية النظام، وطالما أن هذا الأمر لا يزال بعيداً في هذه المرحلة، لكنه يشي بأن الحزب يحضّر شيئاً ما، أو يريد إيصال رسالة معينة تتعلق في بنية النظام، خصوصاً مع تعطيله لكل المبادرات، وهنا لا بد من العودة في الذاكرة إلى طروحات الحزب السابقة، حول المثالثة، وتغيير إتفاق الطائف، وفي هذا السياق يصب هذا السقف المرتفع، بغية حصول إتفاق جديد بين اللبنانيين، يكون بمثابة أقل من طائف وأكثر من دوحة، وبذلك يكون الحزب قد حقق مكتسبات جوهرية في أساس بنية النظام، غير ذلك لا يمكن فهم تصعيد رعد ورسالة قاسم. كثيرة هي الحقائق التي تظهر ان أوراق التوت التي يتغلّف بها حزب الله تتساقط واحدة تلو الأخرى، بدءاً من دخوله الحرب السورية، وصولاً إلى استخدامه سلاح التجويع والتهجير بحق أبنائها بغية تحقيق فرز ديموغرافي على أساس مذهبي، وربطاً بما يقوم به في لبنان لتعزيز مكانته الدستورية، عبر المطالبة بالمثالثة. سقطت عن الحزب صفة المقاومة في سوريا، حربه الإبادية عبر التجويع نزعت عنه مفهوم نصرة المظلوم على الظالم وصفاته الكربلائية، وليست طروحاته في لبنان إلا دليلاً جديداً يضاف إلى دلائل سقوط إمبراطورية أوهامه، ليظهر أن الحزب غير قابل لأيّ عيش مشترك، لا بل ان مفهوم الدولة الإسلامية لم يغب عن باله، وإن لم يتحقق الآن فلا ضير بالنسبة إليه من العودة إلى مفهوم حلف الأقليات القائم على أساس مناطق النفوذ… وهذا ما يفعله بسوريا.

 

مضايا…تحاصر حزب الله

عماد قميحة/جنوبية/10 يناير، 2016

حزب الله ارتضى لنفسه أن يدخل مداخل السوء، وذلك باللحظة التي وضع سمعته وتاريخه وحاضره ومستقبله وكل ما يملك في كفّة واحدة مع نظام ال "الأسد" وقمع ال "الأسد" وأجرام ال "الأسد" وتاريخ وحاضر ومستقبل ال "الأسد"، بحيث لم يعد معه ينفع أيّ فصلٍ بينهما، فما يمارسه الأوّل، فإنّ تبعاته وما يتفرع عنه لا بد وأن يوضع في رصيد الثاني، شاء أم لم يشأ، حيث يصح المثل أن يقول " قل لي مع من تقاتل... أقل لك من أنت ". قتال حزب الله إلى جانب قوات بشار الأسد دفاعاً عن نظام البعث، بمَا يشكّل هذا النظام من أبشع صور نماذج الأنظمة الديكتاتورية بأخبث ما يمكن أن يمارس من ممارسات المخابرات، وما يمتلك من أظلم أقبية السجون ووسائل التعذيب في العالم، إنّ نفس هذا الخيار هو بحد ذاته تهمة وجريمة لا يمكن أن تجد لها أيّ مبرر أو معذورية مهما بذل أصحابها من محاولات سوف تذهب حتماً بمهبّ الريح، ولن تعدو أكثر من زبدٍ لا يغيّر حقيقة ولا يبدل واقع . وبالعودة إلى مضايا وما أصابها ويصيب أهلها هذه الأيام من حصار جائر، بغضّ النظر عن حجمه وماهيته وضراوته ودرجة إشتماله على كل أهلها أو على بعضهم، يبقى أنّ الحقيقة الثابتة، هي انّ حصاراً مضروباً عليها منذ أشهر وله ما له من أثار لا يمكن وصفها إلاّ بالتوحش واللا إنسانية. صحيح بأنّ حزب الله وعلى طول سيرته الحربية والعسكرية لم يكن ليلجأ إلى مثل هذه الأساليب، بل وأستطيع أن أجزم في هذا السياق وحرصاً على الموضوعية بأنّه كان يراعٍي إلى حدّ بعيد أن تكون مواجهاته وحروبه مع أعدائه ما يمكن أن تسمّى بالحروب النظيفة، ومن موقع العارف يمكن أن أشهد أنّ الكثير من العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني إبان احتلاله لجنوب لبنان كانت تؤجل أو تتوقف نهائياً إذا ما افترض احتمال وقوع ضحايا أبرياء فيها. ولا شكّ أيضاً بأنّ ممارسات الحزب بعد التحرير وبعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان كانت بمثابة ممارسات الأنبياء الذين يقيسون تصرفاتهم بميزان الذهب، فقدّم أنموذجا راقياً وحضارياً لا يمكن التعبير عنه أو ذكره إلا بالكثير من الإحترام والتقدير، فلا عمليات انتقامية ولا تعّد على عائلات ولا حتى “ضربة كف” واحدة خارج الضابطة القانونية أو ” الشرعية ” . هذه الصورة الرائعة التي كانت تحيط بالحزب وسلوكياته في أحلك الظروف وأصعبها ، هي التي يحاول الحزب أن يبقيها في أذهان الرأي العام أولاً وفي أذهان جمهوره ثانياً ثانيا، ولكن خياره الإستراتيجي الخاطئ وتموضعه إلى جانب قوات الاسد، الذي إن سأل الحزب نفسه عن إمكانية أن تقوم هذه القوات بتجويع أهل قرية بأمّها وأبيها من أجل تحقيق مصالح سياسية لأجاب فوراً وبدون أي تردد : “بيعمل اكتر”. فالنظام الذي يقصف شعبه بالبراميل ويضربهم بالكيماوي وبالصواريخ البالستية، فإنّ أسهل ما يكون أن يعمد إلى تجويع مدينة، وللأسف فأنت يا حزب الله شريك حقيقي لكل أفعاله، وإنّ كل محاولات التبرير والتكذيب والتلفيق لن تساهم مثقال ذرة في تبرئتك، وبات من المستحيل عليك استعادة صورتك القديمة، فأنت اليوم شريك في جيش الأسد الذي يحاصر مدينة مضايا وبالتالي فإنّك وصورتك القديمة محاصرة هي الأخرى من كل المدن السورية وفي مقدمتهم مضايا .

 

ما زال في لبنان ... لبنانيون، مؤمنون بالله وبلبنان المحبـّة والعيش المشترك

خليل حلو/فيسبوك/10 كانون الثاني/16

كثر الحديث مؤخراً في بعض الأوساط الفكرية عن تقسيم المنطقة إلى كيانات طائفية بما فيها لبنان، خاصة بعد عملية تبادل الجرحى والمسلحين بين الزبداني والفوعة وكفريا، وبعد سيطرة الأكراد على مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق والحديث عن كوردستان الكبرى ألخ. ما يهم في هذا الخصوص هو النقاط التالية:

1) سمعنا بهذا الكلام عن تقسيم لبنان منذ العام 1975 ولكن لم يتحقق شيء من هذا القبيل بالرغم من كل ما مررنا ونمر به، واللبنانيون المتبصرون يعرفون أن هذا الأمر مستحيل نظراً للتاريخ وإستناداً له ويكفي النظر إلى جغرافيا المنطقة لنعرف أن هذا الطرح هو من باب الخيال والتمنيات لدى بعض النفوس القصيرة النظر.

2) إذا حصل تقسيم لا سمح الله، لن يكون هناك تحالفاً للأقليات في لبنان بل صراع دائم بين هذه الأقليات كما حدث بين الأعوام 1975 و1990 وكما حدث قبلاً في القرن التاسع عشر وفي العام 1958. إن أكثر الصراعات الدموية كانت بين الأقليات نفسها وليس بين أكثرية وأقلية أو أقليات.

3) لبنان لا يحتمل سلخ أجزاء منه كما حدث في العام 1862، ولا يحتمل إضافة أجزاء عليه كما نرى على بعض الخرائط التي يتحفنا بها المنظرون غير الواقفون على الأرض.

ما زال في لبنان ... لبنانيون، مؤمنون بالله وبلبنان المحبـّة والعيش المشترك ولبنان الحريات ويطمحون ويعملون للبنان القائم على ثلاثة أقانيم: أولاً الحياد في الصراعات الإقليمية، ثانياً اللامركزية الإدارية وثالثاً الجيش والقوى المسلحة الشرعية الواحدة وحصرية إستعمال القوة في يد الدولة وحصرية السلاح في يد الدولة، وعندها فقط يتحقق الإستقلال والسيادة.

 

ظهر بكل أسف أن الرئيس الحريري لا يعرف حليفه المسيحي الأقوى

ايلي الحاج/فيسبوك/10 كانون الثاني/16

في الواقع ، لا ألوم الدكتور سمير جعجع على ما يذهب إليه وإن كنت لا أوافق. بعد تأييد الرئيس سعد الحريري المفاجئ لترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وفي الشكل الذي حصل، فكرت وأخبرت وكتبت، يبدو أنه أحيانا لا يكفي أن تجلس وتتحادث مع شخص عددا قليلا او كثيرا من المرات كي تعتبر أنك تعرفه. ظهر بكل أسف أن الرئيس الحريري لا يعرف حليفه المسيحي الأقوى، وإلا لما كان رشح سليمان فرنجية. ليس بهذا الأسلوب على الأقل. والآن وبعد الآن فلننتظر تطورا مهولاُ إذا أصر الحريري على ترئيس فرنجية. بطبيعة الحال، كمواطنين لبنانيين آمنوا بلحظة 14 آذار الماضية، علينا السعي للمحافظة على أنفسنا واقتناعاتنا والبقاء منسجمين مع أخلاقياتنا وأدبياتنا وانتمائنا الوطني. ترجمة ذلك هي رفض إيصال مرشح الى المنصب الأول في الدولة يناقض في شخصه وسلوكه السياسي كل ما آمنّا به، والتمسك بأمانة شهداء 14 آذار. حتى لو لم يتبقّ منها شيء فليبقَ كل منا بمفرده حاملاّ في ذهنه وقلبه، الرسالة المشرفة والحلم الجميل.

 

وزراء الخارجية العرب في قرار امتنع لبنان عن التصويت عليه: نتضامن بالكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الايرانية

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد مجلس وزراء الخارجية العرب، في قرار أصدره في ختام اجتماع طارئ عقده في القاهرة اليوم بناء لطلب المملكة العربية السعودية، وامتنع لبنان عن التصويت عليه "التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الايرانية، ودعم جهودها في مكافحة الارهاب ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". وعبر المجلس عن استنكاره "للتصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد السعودية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرية بحق عدد من الارهابيين"، مدينا "تدخل إيران المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية"، ومعتبرا ان "هذا النهج يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما يعتبر انتهاكا لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار". كما ندد المجلس الوزاري ب"التدخل الايراني في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الاقليمية"، وكذلك ب"تدخلات إيران في الشأن اليمني الداخلي عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام". وطالب إيران ب"الامتناع عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات في دول الخليج العربي"، ودعاها إلى "وقف دعم الميليشيات والأحزاب المسلحة داخل الدول العربية".

 

لقاء سليمان والحريري في الرياض: لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري، في دارته في العاصمة السعودية الرياض مساء اليوم، الرئيس ميشال سليمان، لمناسبة زيارته الى المملكة العربية السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وبحسب المكتب الإعلامي للحريري "جرى خلال اللقاء التركيز على مخاطر الفراغ في رئاسة الجمهورية، وضرورة إنهاء هذا الوضع الشاذ والخطير بانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن. وقد أطلع الرئيس الحريري فخامة الرئيس سليمان على الاتصالات والجهود المبذولة لهذا الهدف". كما جرى "عرض للتطورات الإقليمية وبخاصة التضامن العربي في وجه التدخلات الخارجية ومشاريع الفتن التي تتعرض لها المنطقة العربية ودولها".

 

سليمان التقى الملك سلمان في السعودية:الحوار أفضل الحلول لارساء السلام

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - شدد الرئيس ميشال سليمان، خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة، على الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في مكافحة الارهاب والعمل الدؤوب على تجفيف منابعه، شاكرا لها "دعمها الدائم للمؤسسات الدستورية والأمنية في لبنان، لاسيما الجيش اللبناني، صاحب التجربة الفضلى في محاربة الارهاب". ورأى "ان سياسة الحوار والتروي وعدم التدخل في شؤون الدول هي أفضل الحلول لإرساء السلام بين المجتمعات والدول كافة، كون الحروب والحروب المضادة لا تنتج غير الدمار"، مستنكرا الاعتداء على سفارة المملكة في طهران ومشهد.

كذلك شكر سليمان المملكة على "دعمها الدائم لتحييد لبنان عن صراعات المحاور من خلال تأييدها إعلان بعبدا، الذي يدعم بدوره اتفاق الطائف ويعطيه مناعة إضافية في مواجهة التحديات والفراغ الذي يهدد المؤسسات كافة". من جهته، رحب الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس سليمان في المملكة، وقد جرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية والدولية. إلى ذلك، يعقد الرئيس سليمان لقاءات عدة مع عدد من المسؤولين في المملكة، كما يلتقي الجالية اللبنانية غدا الاثنين.

 

سيراليون: خبر نقل النفايات الى بلادنا عار عن الصحة

الأحد 10 كانون الثاني 2016/نقل وكيل قنصل سيراليون الفخري في لبنان المحامي أمين صليبا، في حديث للـ “LBCI”، استغراب دولة سيراليون ما نُقل في بعض وسائل الإعلام والصحف اللبنانية عن موافقتها على نقل النفايات من لبنان الى أراضيها، وأكدت عبر قنصليتها الى لبنان أنّ الخبر عار من الصحة ولا أساس له. وأكدت دولة سيراليون أنها ستتخّذ الإجراء القانوني المناسب بحقّ الشركة الهولندية التي سرّبت هذه المعلومات المغلوطة.

 

وكالة إيرانية: الحرس الثوري اقتحم سفارة السعودية

 العربية/10 كانون الثاني 2016/كشفت وكالة "سحام نيوز" الإصلاحية أن "الهجوم على السفارة السعودية واقتحامها وإحراقها تم التحضير له في حي" شهيد محلّاتي" العسكري، الواقع شمال شرقي طهران، من قبل مجموعة من ميليشيات الباسيج، التابعة للحرس الثوري"، الأمر الذي يدحض مزاعم الحكومة الإيرانية التي تحاول إلقاء اللوم على "عناصر خارجة على القانون" أو "مندسة". ونقلت الوكالة، عن باسيجي كان من ضمن المهاجمين والذي لم يشأ أن يكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قوله إن "عناصر الباسيج حضروا لعملية اقتحام السفارة السعودية في أحد مقرات الباسيج، وهي "قاعدة الشهيد مهتدي" وتم إرسالهم من هناك لتنفيذ العملية". وأضاف المصدر لوكالة "سحام نيوز"، المقربة من أحد زعماء الحركة الخضراء، مهدي كروبي، والمعروفة بمصداقيتها، أن "قاعدة الباسيج المذكورة أرسلت العديد من عناصرها إلى شارع فرمانية، أمام السفارة السعودية للتظاهر قبيل عملية الاقتحام"، وأكد أنهم "كانوا يحملون أسلحة خاصة لإطلاق القنابل اليدوية الحارقة والدخانية وقد قاموا بإحراق مبنى السفارة بهذه القنابل". وبحسب المصدر، "قام عناصر الباسيج المقتحمين بنهب ممتلكات السفارة ونقلها إلى خارج المبنى، على الرغم من أن موظفي السفارة السعودية كانوا قد نقلوا الوثائق المهمة معهم وتركوا الأوراق الأقل أهمية في المبنى"، مضيفاً أن "عناصر الباسيج أخذوا أجهزة الكمبيوتر والهواتف والمستلزمات الإدارية إلى منازلهم كغنائم حرب!". ويقع حي "شهيد محلاتي" العسكري بجادة الجيش، وتقطنه عائلات كبار ضباط ومسؤولي القوات المسلحة والحرس الثوري الإيراني، ويخضع لإجراءات أمنية مشددة لدى الدخول والخروج. وبحسب موقع "افسران جنك نرم" أي "ضباط الحرب الناعمة"، يقع حي محلاتي في أكثر منطقة أهمية من الناحية الاستراتيجية، لأن أهم رجال المرشد الإيراني يقطنون هناك، حيث يذهب خامنئي إلى مرتفعات هذا الحي صباح كل يوم، بالإضافة إلى أن هناك منازل عوائل 2600 ضابط كبير من الحرس الثوري بما فيهم منزل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.

 

قطع شريان حزب الله – سورية الأسد

خاص جنوبية 10 يناير، 2016/للمرة الأولى والآن يرتفع صوت دار الفتوى ليهدد بقطع طريق المصنع-سورية الأسد. ويرتفع صوت شيعي تزامناً، عبر "إعلان مضايا".للمرة الأولى تتشكل قوة ثالثة هي ترفض حركة الأسير وتتخطاها. ترفض منطق داعش وتتخطّاها. ويمكن أن تحوّل هذه القوة ترسانة حزب الله إلى خردة حديد للبيع إذا استمر بنهجه في محاصرة أهل مضايا والزبداني. كيف؟.ولماذا؟. سؤآل مطروح بإلحاح واستهجان: لماذا يستعدي حزب الله شيعته وسنته.!!!!.. قد يقال إن إثارة  هذا السؤآل بحد ذاته هو تحريض. لكن ألا يلاحظ حزب الله أن شيئاً ما يتشكل كقوة ثالثة. وهي تجمع بقوة وقناعة بين قوى اعتدالية وهي تتنامى بفاعلية  وتجمع بين التسنن والتشيع. وهي تتشكل من أصوات وازنة ومتوازنة كلما أوغل الحزب الإلهي في حربه السورية المفتوحة؟!. ليس مصادفة أن يأتي “إعلان مضايا” بتوجّه شيعي واضح ورافض لدور الحزب في سوريا. ويلتقي مع صوت وازن من داخل مؤسسة دار الفتوى الإسلامية. فتضطر الى التهديد علناً بقطع طريق المصنع أمام عبور مقاتلي حزب الله خلال 24 ساعة إذا ما استمر الدعم الحزبللاهي للنظام. والدور الحزبللاهي في حصار قرى مضايا وجوارها وتجويعها حتى الموت.وإذا  ما أضفنا هذا الدور والدعم إلى التهديد غير المباشر للرئيس سعد الحريري. وبذلك تكتمل حلقة تحويل الإعتدال المتسنن والإتزان المتشيّع.ليتحول تدريجاً إلى ما يشبه حركة اعتدالية ومتوازنة رافضة لدور حزب الله المذهبي المتورّط في حروب التطرف المذهبي المعاكس بحجة قتل الناس وتجويعهم لأن بينهم “إرهابيين” وهو منطق ممجوج ومطابق لمنطق  الإحتلال الإسرائيلي. إن هذا المنطق سيؤدي إلى حركات مناهضة ورافضة بقوة للمنطق الحزبللاهي. وهذا ما بدأ يشكّل قوة ثالثة لحركة على الأرض في البقاع الغربي والمصنع تحديداً لا تشبه حركة أحمد الأسير وهي ترفض الداعشية أسلوباً ومنهجاً ولكنها تتعداهما من حيث القوة والتأثير والضغط الداخلي اللبناني. وذلك بسبب أحقية هذا الإعتراض أولاً وبسبب وجود  هذه القوة داخل لبنان لاعتبارها من المكوّنات اللبنانية الأساس التي يدّعي حزب الله أنه معها. وأنه حريص عليها في وجه “التكفير”.ولكن الذي حصل هو أن هذه المكونات المعتدلة من  الشيعة والسنة “كفرت” بمقولة شمّاعة التكفير. وقد بدت هذه الشّماعة سمجة وقاتلة وتحاصر الناس حتى الموت جوعاً.وباتت مملة و غير مقنعة. والأخطر أنها تشقّ طريقها إلى سوريا عبر أقارب وجيران وأنسباء أهالي مضايا والزهراني والقلمون. من المصنع تحديداً.وبذلك تصل أكثر إساءةً وأكثر فتكاً في حروب بلا فائدة سياسية. فكان التهديد بقطع هذه الطريق من البيئة الحاضنة للعمل المقاوم من شيعة وسُنة. هذه البيئة هي المظلة الحديدية والصلبة لهذه الترسانة وإن قطع الطريق أمام ميليشيا الجناح العسكري للحزب والمسمّى : المقاومة الإسلامية في لبنان  سيعني تحويل هذه الترسانة إلى خردة من حديد. وسيجعل الحزب المتخذ الإسلام غطاء ضد التكفير في موقع المحاصر من بيئته الإسلامية المكونة للتعايش التاريخي المشترك. ولن يكون حزب الله قادر على توجيه البارودة هذه المرة ضد مكونات العيش المشترك. لأنه بذلك يشعل حرباً أهلية مفتوحة لن يستطيع إنهائها إن هو أشعلها. كثيرون يظنون أن حزب الله قد يرتدّ على الداخل اللبناني إذا لمس “قب باط” لقوة سورية الأسد. لكن الحسابات هذه المرة مختلفة في الداخل الشيعي. وفي داخل السني والبيئة المتسننة-المتشيّعة لاعتبارها من مكوّنات لبنان النهائي لكل أبنائه. وحزب الله يستوعب النصيحة هذه المرة. والتناصح في أساس المقاصد الإسلامية العليا.

 

"الكتائب"–"حزب الله".. حوار متقطع!

منير الربيع/المدن/الأحد 10/01/2016

منذ أكثر من سنة، أراد حزب "الكتائب اللبنانية" انتهاج سياسة جديدة على الساحة الداخلية، لا سيما مع مرحلة الإنتخابات الرئاسية، وذهاب جميع المرشحين، لاسيما الأقطاب الأربعة، إلى خيار التوسط ما بين فريقي الصراع، لعلّ مواقفهم الجديدة تسنح لهم فرصة الوصول إلى بعبدا. كان الرئيس أمين الجميل من بين الذين اتجهوا في هذا المنحى، وعليه فتح أفق الحوار مع الجميع، وقد أكدت "الكتائب" في أكثر من مناسبة أنهم يؤيدون "الحوار والتقارب بين اللبنانيين"، وسعت تحديداً الى الإنفتاح على "حزب الله"، بوصفه أحد الممرات الإلزامية الى بعبدا. هذه المواقف الإيجابية "الكتائبية" بالنسبة إلى الفريق الخصم، كان يراها البعض مساعي لتعزيز فرص الجميل بالوصول إلى بعبدا، وفي وقت تقاربت فيه "الكتائب" مع "حزب الله" عبر الأب، كان الابن، رئيس الحزب النائب سامي الجميل، يحاول التقارب مع "التيار الوطني الحرّ" وتيار "المردة". جلسات عديدة من الحوار بين "حزب الله" و"الكتائب" عقدت في العام المنصرم، ومن أبرز أركان هذا الحوار، كان النائب إيلي ماروني عن "الكتائب"، والنائب علي فياض عن "حزب الله"، واليوم يبدو أن هناك استعدادات لإعادة تفعيل هذا الحوار مجدداً. وفي هذا السياق يقول ماروني لـ"المدن": "نحن بدأنا الحوار منذ أكثر من سنة، وقد عقدت جلسات عديدة بين بكفيا ومجلس النواب، وهذا الحوار لم ينقطع إنما توقف لأسباب تقنية لكل من الفريقين، والآن نعاود هذه الإجتماعات مع بداية العام الجديد، ومن المتوقع عقد جلسة في القريب العاجل". ويشير ماروني إلى أن "الكتائب" تنتهج نهج الحوار مع الجميع، لأنه "غير الحوار لا وجود إلا لمنطق التقاتل". وعن المواضيع التي يتحاور حولها "الكتائب" مع "حزب الله"، يلفت إلى أنه يجري البحث في مجمل الأمور، بدءاً من الإستحقاق الرئاسي، وصولاً إلى تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب، والتفاهم ما بين جميع اللبنانيين، لتلافي كل المشكلات، قائلاً: "نحاول قدر المستطاع إرساء أجواء إيجابية." ويشير ماروني إلى إمكانية عقد لقاء جديد بين النائب سامي الجميل ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، بحضوره وفياض، لافتاً إلى استمرار السعي لتفعيل الحوار، معتبراً أن ذلك قد يتطور إلى عقد لقاء بين الرئيس أمين الجميل ونجله سامي، مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. وعلى الرغم من أن ماروني لا يتوقع أن يخرج الحوار بنتائج كثيرة، بل هو فقط من أجل التهدئة وتخفيف التوتر، وفتح أفاق العلاقات بين جميع الأفرقاء، لا يخفي أن الحوار يتجنب البنود الخلافية لا سيما مسألة قتال "حزب الله" في سوريا وسلاحه. من جهته يشير الوزير محمد فنيش لـ"المدن" الى أن هناك تواصلاً ما بين الفريقين من أجل ترتيب هذا الحوار مجدداً، ووضعه في الإطار الرسمي. كذلك يلفت فياض لـ"المدن" إلى أن التواصل قائم، وبانتظار تحديد موعد رسمي لعقد هذه الجلسة، لافتاً إلى أنه حوار متقطع، ويشير إلى أنه خلال الأيام المقبلة قد تتضح الصورة أكثر حول هذا الحوار وماهيته وجملة الأمور التي قد يطرأ إليها. وعلى الرغم من أن الحوار السابق وان حقق تواصلاً كان منقطعاً، إلا أنه لا يبدو أنه سيحقق شيئاً، تماماً مثل الحوارات الأخرى، ويبدو ايضاً أنه كما الحالات الأخرى، حواراً من أجل الحوار، ليس أكثر، ولا يصب سوى في خانة محاولات اثبات الوجود على الساحة، في ظل خلط الأوراق، الذي يعصف بالتكتلات والتحالفات القائمة.

 

فيديو من ال ام تي في/ الغطاء الشيعي مرفوع عن حسن يعقوب.. فما هي الأسباب وراء ذلك؟

يبدو أن لا غطاء سياسيا شيعيا فوق النائب السابق حسن يعقوب ، الذي لا يزال قيد التوقيف على خلفية تورطه بخطف هنيبعل القذافي . فما هي الأسباب وراء عدم تأمين الغطاء له من قبل القيادات الشيعية سواء من “أمل” أو “حزب الله”؟….

https://www.youtube.com/watch?v=AYGwszBI7XQ&feature=youtu.be

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الرياشي: من يسعى لسماع عن خلاف بين “القوات” والحريري ينتظر عبثاً

 موقع القوات اللبنانية/الأحد 10 كانون الثاني 2016/اكد رئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي انه “لطالما كان موضوع ملف الرئاسة مطروح بين “القوات” و”التيار الوطني الحر”، مشيراً الى ان “ما تقوم به “القوات” ليس ردة فعل على ترشيح فرنجية كما أنها لا تحاول اقناع “المستقبل” بالتخلي عن التسوية”. ولفت الرياشي، في حديث الى تلفزيون الـmtv، الى “ان ما أشيع عن أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع يريد رد الصفعة للرئيس سعد الحريري لترشيحه رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية لا علاقة له بالحقيقة على الاطلاق وهي أساليب لضخ المواد التي تزرع الانشقاق بين الحليفين، لكن شاء من شاء وأبى من أبى فإن العلاقة مع الحريري متينة وصلبة”، مضيفاً: “الحريري بالنسبة لـ”القوات” يجسد النقيض لما يحصل في العراق وسوريا من تطرف، والتحالف بيننا وبينهم أمر له علاقة بوجود لبنان وهذا دليل تمسكنا بهذا التحالف رغم نقاط الاختلاف في مقاربة الملف الرئاسي”. وأشار الى أن “”القوات” والحريري ليس لديهما صفقات متبادلة وتصوير المشهد بأن الحريري أراد بترشيح فرنجية بناء صفقة معينة هو أمر معيب. وقال: “الظرف الحالي اقتضى بحصر الرئاسة بمرشحين من قوى 8 آذار”، معتبراً ان “”القوات” لا تخسر فإما تربح أو تتعلم”، مؤكداً أن “هناك خطاً ثابتاً عنوانه الـ”س.س.” وأي اختلافات لن تؤدي بأي شكل الى الخلاف بيننا وبين الحريري”. واعتبر الرياشي أنه “لا يمكن طرح اي بديل للرئاسة من دون التوافق مع “8 آذار” و”التيار” وفي الحياة السياسية يجب تجسيد المثالية وتحقيقها بالواقع”، قائلاً: “لا نقبل أن نعيش بمفردنا ولن ندع أحد يجعلنا نعيش بمفردنا، والدكتور جعجع لم يغلق الباب بوجه احد وأبواب معراب مفتوحة للجميع”. واشار الى أن اتفاق “القوات” مع رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون تمحور حول معطيات ترتبط بالمعطى الأساسي برئاسة الجمهورية”، معتبراً ان “دعم “حزب الله” لعون هو أمر لا يمكن اعتباره يريح “القوات” أو يتعبها”، لافتاً الى احتمال أن يكون هناك تحالف انتخابي بين “القوات” و”التيار””. أضاف: “القيادة القواتية تأخذ القرارات وفق المعطيات والظروف التي تأتي لمصلحة الوطن”. وتابع الرياشي: “العتب بين الاخوة يكون داخل غرفة مغلقة وليس على السطوح وأؤكد لمن ينتظر سماع خبر الاختلاف بيننا وبين الرئيس الحريري فهو ينتظر عبثاً”. من جهة أخرى، اكد الرياشي أن “”القوات” على تواصل دائم مع بكركي والعلاقة بينهما جيدة وبكركي تحظى باحترام كلي من “القوات” رغم نقاط الاختلاف أو التشابه”. ورأى أن “الدكتور جعجع لم يأخذ قراراً بـ”التخلص” من النواب المستقلين لأن هذا الأمر لا يشبهه خصوصاً أن جعجع مُحاط دائماً بمستقلين”. وعن الوضع في مضايا السورية، ختم الرياشي فائلاً: “لا أعلم اذا كان اتهام “حزب الله” بالحصار على بلدة مضايا صحيحاً لكن أعتقدان لديه موقفاً معاكساً”.

 

 باسيل في اجتماع الجامعة العربية: نتضامن مع السعودية الا ان لبنان لا يتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال القائه كلمة لبنان في الاجتماع الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الذي عقد اليوم في القاهرة، ان مشاركة لبنان في القمة هي تعبير عن "تضامننا مع المملكة العربية السعودية جراء الاعتداءات التي تعرضت لها بعثتها الدبلوماسية والقنصلية في الجمهورية الاسلامية الايرانية" موضحا "ان لبنان في الوقت ذاته لا يتدخل بالشؤون الداخلية لاي دولة". وقال باسيل في كلمته: "نحن حضرنا لنعرب عن تضامننا مع المملكة العربية السعودية على الاعتداءات التي تعرضت لها بعثتها الدبلوماسية والقنصلية في الجمهورية الاسلامية الايرانية، واسمحوا لي ان اتلو لكم حرفية الموقف الرسمي اللبناني الذي صدر عنا بحسب الاصول اللبنانية:

"ان الموقف الطبيعي للبنان هو التقيد بالشرائع الدولية وعلى رأسها شرعة حقوق الانسان، وبالاتفاقات الدولية وفي صدارتها اتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية والقنصلية.

بمعنى ان لبنان يقوم على الديموقراطية والحريات العامة ويشجع عليهما، وعلى حرية التعبير، ولا يوافق اطلاقا على اي قمع لها. الا انه في الوقت ذاته لا يتدخل بالشؤون الداخلية لاي دولة عملا برغبته بعدم التدخل من قبل احد في شؤونه الداخلية، استنادا لميثاق جامعة الدول العربية ومبدأ سيادة الدول وقوانينها على ارضها. وبمعنى آخر ان لبنان يدين ويرفض الاعتداء على اي بعثة ديبلوماسية او قنصلية ويستنكر التعدي على طواقمها ويطالب بأخذ الاجراءات بحق المخالفين. الا انه في الوقت نفسه يعتبر ان امرا كهذا اذا حصل من خارج ارادة السلطات المعنية وتم اتخاذ ما يلزم من قبلها، فإن لكل دولة معنية الحق بتخطي هذا الامر او عدمه بناء (لاعتبارات كبرى سيادية خاصة بها تتعلق بمصلحتها الوطنية)". واضاف: "ان هذه الاعتبارات الكبرى بالنسبة لنا هي اولوية محاربة الارهاب وبذل كل الجهود لذلك لا سيما تخفيف كل التوترات الاخرى وعلى رأسها التوتر السني -الشيعي، والعمل على التهدئة، لما في ذلك من مصلحة وطنية وقومية، عربية واسلامية ومسيحية، حيث ان المستفيدين من هكذا توتر يبقيان اسرائيل وداعش. ويعمل لبنان انطلاقا من سياسة حكومته ومن دوره الطبيعي المبدئي، على المساهمة في ارساء الحوار واعتماد الديبلوماسية بديلا من العنف والتحريض المذهبي كوسيلة لحل الاشكالات، وذلك احقاقا لمصلحة لبنان الوطنية في تجنيب مكوناته هكذا انقسامات وفي تجنيب المنطقة هكذا افرازات".

واردف باسيل: "ان هذا الموقف اللبناني يستند الى:

اولا: مصلحة لبنان العليا في الحفاظ على استقرار المنطقة والحفاظ على وحدته الداخلية كأولوية قصوى للحفاظ على استقراره الداخلي.

ثانيا: المواثيق والمعاهدات والقوانين والشرائع الدولية التي يلتزم بها لبنان.

- شرعة حقوق الانسان: ان لبنان هو بلد الحريات ويستنكر التعرض للحريات الا ان الحرية التي ينادي بها لبنان لا تعني العبث بالامن والسيادة، وحرية التفرد حدودها حرية الفرد الآخر وتقوم على الاخلاق والقيم، اما حرية المجموعات فحدودها قوانين الدولة وسيادتها والسلطة الشرعية المستمدة من خيار شعبها.

- معاهدتا فيينا للعلاقات الديبلوماسية والقنصلية: ان لبنان يدين انتهاك حرمة المباني الديبلوماسية والقنصلية للمملكة العربية السعودية في ايران وفقا لمعاهدتي فيينا ولا سيما المادة ?? من المعاهدة التي تقول: "تتمتع مباني البعثة بالحرية، لا يجوز ان تكون مباني البعثة او مفروشاتها او كل ما يوجد فيها من اشياء او كافة وسائل النقل عرضة للاستيلاء او التفتيش او الحجز لاي اجراء تنفيذي، على الدولة المعتمد لديها التزام خاص بإتخاذ كافة الوسائل اللازمة لمنع الاقتحام او الاضرار بمباني البعثة وبصيانة امن البعثة من الاضطراب او من الحط من كرامتها".

- ميثاق الجامعة العربية: ان لبنان يرفض اي تدخل بالشؤون الداخلية لاي دولة

عربية من قبل اي دولة عربية، ولكن من منا يلتزم ذلك، فكيف من قبل دولة غير عربية وذلك بالاستناد الى المادة ? من ميثاق الجامعة التي تقول: "تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الاخرى، وتعتبره حقا من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي الى تغيير ذلك النظام فيها". ودعا الى "التهدئة مع الحفاظ وبالاتفاقات الدولية وفي صدارتها اتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية والقنصلية على حقنا في ادانة ما حصل وحقنا في الدفاع عن سيادة دولنا ورفضنا اي تدخل في شؤوننا. ونؤكد على خيارنا في انتهاج الاساليب السلمية في حل النزاعات التزاما بالمادة الاولى من معاهدة الدفاع العربي المشترك التي تقول: "تؤكد الدول المتعاقدة، حرصا على دوام الامن والسلم واستقرارها وعزمها على فض جميع منازعاتها الدولية بالطرق السلمية، سواء في علاقاتها المتبادلة فيما بينها او في علاقاتها مع الدول الاخرى". وختم: "لنقطع رأس الفتنة التي لن يستفيد منها سوى المتربصين بدولنا وشعوبنا، العدو الاسرائيلي العنصري من جهة والارهاب الداعشي التكفيري من جهة اخرى".

 

لقاء في برج البراجنة تضامنا مع يعقوب: نعيش زمنا رديئا يعتقل فيه المظلوم ويعمل على إطلاق الظالم

الأحد 10 كانون الثاني 2016/وطنية - نظم أهالي برج البراحنة، لقاء تضامنيا مع النائب السابق حسن يعقوب، في حسينية الامام الحسين في برج البراجنة، حضره لفيف من العلماء والفاعليات والسفراء وحشد من أهالي المنطقة.

رضا

بداية تحدث رئيس "التجمع اللبناني الاجتماعي" البروفسور رائف رضا، معتبرا "أننا نعيش زمنا رديئا أصبح فيه الحق باطلا وأصبحت القضية الانسانية مسألة نظر تتجاذبها السياسة فتهمل القيم والشيم وتتغير المفردات، فيعتقل المظلوم ويعمل على إطلاق الظالم"، وقال للنائب السابق يعقوب: "لو رجع الامام الصدر ووجدك خلف القضبان لبكى وفك اسرك وانكشفت بعض ألاقنعة وأخرجك عزيزا كريما لانه لا يرضى بالضيم ابدا".

القويق

ثم ألقى الشيخ شئيم القويق كلمة مما قاله فيها: "يريدون منا أن ننسى قضية الامام ونشغل بالنا بإخراج النائب يعقوب من معتقله، فهذه القضية لها حلان لا ثالث لهما: إما أن يعملوا فحص الحمض النووي DNA لهنيبعل القذافي ويقولوا انه ابن صدام حسين ولا علاقة لنا به وإما ان يعلنوا أن الامام موسى الصدر والشيخ يعقوب ليسوا شيعة ولا لبنانيين".

حيدر

وفي الختام ألقى الشيخ أديب حيدر كلمة ذكر في مستهلها بأن موقف نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان "كان وما يزال منذ اللحظة الاولى أن النائب يعقوب مظلوم ولا يجوز توقيفه دقيقة واحدة". وقال: "حرم الشيخ محمد يعقوب تعتصم في مسجد الصفا تستصرخ فهل ستجد في ساحتها معتصما ينصرها، نعم هذه الساحة لا تخلو من الاف المعتصمين الواقفين على صوتها، وما هذا الحضور الا تلبية لبداية معركة قوية عظيمة بين الامام واخويه والنائب يعقوب، وبين من يريد عدم السماح بمتابعة القضية، أي يعني بين الحق والباطل، كل الناس بلا إستثناء قلوبها متضامنة مع النائب يعقوب، فحسن يعقوب صاحب حق، فإن أخطأ فله حسنة وإن أصاب فله حسنتان فليعلموا أن إعتقاله طعنة في صدر كل اللبنانيين وإن هذا الامر كرة ثلج وستكبر ومن رفع يده عن هذه القضية واهم".

وختم بالقول إن "مسؤولية المجلس الاسلامي الاعلى عقد إجتماع طارئ فورا ولو بالسر، للبت في قضية الامام الصدر، وقبلها إخراج النائب يعقوب من الاعتقال لأنه الآن معتقل سياسي ومعتقل الشرف والكرامة".

 

طلال المرعبي: انتخاب الرئيس يعطي صدمة إيجابية

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - سأل رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي: "لماذا نزج لبنان في صراعات ليست من شأننا وخصوصا اذا كان الامر يتعلق بالمملكة العربية السعودية لما لها من مواقف حاضنة للبنان في كل الظروف والازمنة". وقال خلال استقباله فاعليات في دارته في عيون الغزلان - عكار: "للأسف نسمع كلاما ومواقف تدعو الى التهدئة ولكن في المقابل ما يزال التشنج والمواقف الحادة تصدر عن بعض الافرقاء في وقت نحن بأمس الحاجة الى التضامن لتحييد لبنان وإبعاده عن صراعات وحروب الآخرين". ولفت الى ان "المبادرة الرئاسية حركت الركود السياسي، والمطلوب الآن تحريك وتفعيل الحكومة لمعالجة قضايا الناس الاساسية التي تهم المواطنين وتضع خريطة طريق اساسية واضحة". واعتبر ان "انتخاب رئيس جمهورية يعطي صدمة ايجابية لبنان بحاجة إليها، واتخاذ القرار الجريء بانتخاب رئيس يعطي بريق امل لتجديد الحياة السياسية الديموقراطية الصحية للنظام ويضع حدا لجشع بعض السياسيين".

 

فنيش: الحوار الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات فإذا شاء البعض استمراره أهلا وسهلا وإذا لا فهذا يعني أنهم يتراجعون

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن "الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي بحق الشهيد الشيخ نمر باقر النمر هي جريمة موصوفة وعملية اغتيال بتصفية قوى تحررية وأصوات جريئة وشجاعة، لمنع أي تحول يحصل في المجتمع السعودي، وبالمقابل فإن أي كلام آخر هو تغطية على هذه الجريمة ومحاولة لتحريف الحقائق، لأن الشهيد النمر كان تفكيره وحدويا ومنطقه إصلاحيا ونهجه توحيديا، وكان يعمل على المحافظة على وحدة الأقطاب العربية، فضلا عن وحدة السعودية، ومطالبته بالإصلاح لم تكن من أجل منطقة أو مذهب، بل كانت من أجل كل المواطنين السعوديين. والأسرة الحاكمة في السعودية التي تسيطر على مقدرات هذا البلد الغني وله رمزية خاصة في انتمائنا الديني هي مصدر خطر، لأنها تقوم بمحاربة كل من يعي حقيقة الأمور، ويطالب بحرية الشعوب، وبوجود مساحة للمساواة بينهم دون أي تمييز أو تهميش، وباستفادة كل مكونات المجتمع من الثروات، إلا أن هذا الأمر بطبيعة الحال لا يخدم مصالح هذه الأسرة". وخلال لقاء سياسي في بلدة شقراء الجنوبية أكد أن "الوسيلة المتبعة من المملكة العربية السعودية هي استخدام التحريض الطائفي والعصبية المذهبية، وتصوير الصراع كأنه صراع بين السنة والشيعة"، مشددا على "ضرورة أن ينتبه الجميع من هذا الأسلوب، ويميزوا بدقة بين الخطوط السياسية ووسائل العدو، فصحيح أن هناك مذاهب متعددة بالإسلام، منها السني والشيعي فضلا عن المذاهب الأخرى، إلا أن هذا لم يكن سببا للاقتتال بين السنة والشيعة، وكذلك حتى لو اختلفنا مع حاكم ما ينتمي إلى مذهب معين، فهذا لا يعني أن خلافنا معه بسبب مذهبه، لأن الخلاف مع الأنظمة الحاكمة إنما هو بسبب ظلمها، أو تخلفها أو عدوانها أو تقصيرها أو فسادها، فشاه إيران كان شيعي المذهب، ولكن ذلك لم يشفع له من أجل بقائه في السلطة، فحصلت ثورة واقتلع وأخرج من إيران طردا، وتمت محاكمة قسم كبير من معاونيه ومساعديه، وجرى إنزال العقوبة بحقهم لما ارتكبوه من مظالم، وهذا يعني أن المطالبة بالإصلاح في أي بلد من البلدان لا يعني أن يكون هناك تسلط من جهة على أخرى، بل أن يكون هناك شراكة واحترام للانسان من باب الحفاظ على التنوع". وقال: "ليس سرا أننا مختلفون مع السعودية في سياساتنا، ومن حقنا وواجبنا أن نستنكر أي مظلومية تحصل بحق أي مواطن عربي أو مسلم، سواء حصل هذا الأمر في بلد عربي، أو حصل خارج العالم العربي والإسلامي، وهذا ينسجم مع حريتنا في التعبير والتزامنا الرسالي، ولا يمكن اعتباره تدخلا في شأن بلد آخر، لأن رفض الظلم وعدم قبول الاعتداء والمس بكرامة الإنسان، بات شريعة دولية وجزءا من ميثاق الأمم المتحدة ومنظومة حقوق الإنسان فضلا عن التزامنا الديني والرسالي". ورأى أن "إثارة موضوع مضايا يندرج في سياق تحويل الأنظار عن جريمة اغتيال الشيخ نمر باقر النمر، لأن المسؤول عن مأساة الناس في مضايا وكفريا والفوعة ونبل والزهراء ودير الزور وغيرها من المناطق، هم هؤلاء المسلحون الذين يتحكمون ويتسلطون على الناس من خلال الممارسات الوحشية التي يرتكبونها"، داعيا "كل من يتحدث عن الحصار في مضايا بأن يتحدث عن الحصار الموجود في كل سوريا وألا يكتفي بالحديث عن بلدة معينة ويقوم بتزوير الحقائق وإلقاء المسؤولية على غير المسؤول عن هذا الحصار، ومن ثم يحرف الوقائع ويبالغ في التصوير، وهذا يعني أنه لا ينطلق في موقفه من مبدأ ولا من قيمة، بل ينطلق من حسابات التحريض والتزوير وتضييع الأمور والتغطية على ما اقترفت أيديهم من جريمة بحق الشعب في سوريا أو بحق الأحرار في بلدهم". وفي الشأن اللبناني رأى أن "هناك فارقا بين أن نعبر عن موقفنا السياسي، وبين الذي يرد على موقفنا السياسي بكيل الاتهامات أو باستخدام أسلوب لا يليق، والقول إننا نتدخل في شؤون السعودية، فإذا كان هذا بالنسبة لهم هو مبدأ، فنسألهم ماذا تقولون عن سوريا، أليس هذا تدخلا في الشأن السوري، وماذا تقولون عن إيران، أليس هذا تدخلا في الشأن الإيراني، وماذا عن هذا التحرك حول الموضوع المفتعل أي موضوع مضايا، أليس هذا تدخلا في شأن سوريا، وبالتالي فإن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم لا ينطلقون من ثابت، ولا من مبدأ، ولا من قيمة، بل يختارون ما يناسبهم، ويستخدمون الأسلوب الذي لا يليق بتنظيم الخلاف السياسي، ولا ينسجم مع أداء الحوار الذي هو نهجنا المعتمد في مقاربة الخلاف مع مختلف القوى".

وأكد أن "الحوار في بلد كلبنان يتمتع بالحرية والتنوع هو الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات، فإذا شاء البعض أن يستمر به فأهلا وسهلا، وإذا لم يشاءوا، فهذا يعني أنهم هم من الذين يتراجعون ويصدرون المواقف ضد الحوار".

 

توقيف «منسق» تفجيري برج البراجنة المرتبط بـ «دواعش» الرقة

«المستقبل» و«حزب الله» يقرران مواصلة الحوار بعد جولة التصعيد

الراعي ينوي عقد لقاءات منفردة مع الاقطاب المسيحيين في تفعيل المبادرة الرئاسية

بيروت – «السياسة»:11/01/16/بعد حملة تصعيد تخللها ارتفاع سقف الترشق الكلامي بشكل غير مسبوق، بين «تيار المستقبل» و»حزب الله»، يعود الطرفان الى سلوك طريق التهدئة والتواصل من خلال استئناف جولات الحوار الثنائي بينهما في مقر الرئاسة الثانية مساء اليوم، على أن يسبق الحوار الثنائي جلسة للحوار الوطني ظهراً برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري لاستكمال البحث في الملف الرئاسي الذي لا يزال يدور في الحلقة المفرغة بعد اجهاض التسوية التي طرحها رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري. وينتظر أن تعقد الحكومة جلسة الخميس المقبل للبحث في جدول اعمال من 140 نبداً لا يتضمن موضوعات خلافية، وسط ترقب للموقف الذي سيتخذه وزراء «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» بشأن المشاركة في الجلسة. في سياق متصل، قال رئيس كتلة «المستقبل» النائب فؤاد السنيورة ان «تيار المستقبل» سيعاود الحوار مع «حزب الله»، معتبراً انه ليس هناك من مصلحة لاحد في ان ترتفع نبرة الخطاب السياسي والتنكر لصيغة لبنان واتفاق الطائف، مؤكداً ان الافكار المتعلقة بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية ما زالت موجودة على الطاولة ولم تسحب، فيما رأى الوزير محمد فنيش ان الحوار في بلد مثل لبنان يتمتع بالحرية والتنوع هو الامكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات، وهو ما اعتبرته أوساط متابعة انه محاولة من الطرفين لتطويق تداعيات الازمة الاخيرة وسلوك طريق التهدئة واعادة قنوات التواصل بعيداً من التوتر والتصعيد. من جهته، أكد النائب عمار الحوري ان موقف «تيار المستقبل» من المشاركة في الحوار مع «حزب الله» حُسم، مشيراً إلى أن هذا الحوار «ضرورة في ظل ما يدور من حولنا في المنطقة على الرغم من انه لن يأتي بمعجزات». في غضون ذلك، كرر البطريرك بشارة الراعي، أمس، انتقاد النواب الذين يتغيبون عن جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، فيما اعتبرت اوساط سياسية متابعة ان المقصود بكلام البطريرك هم نواب تكتل «التغيير والإصلاح» برئاسة ميشال عون، إضافة الى بقية النواب المسيحيين في «8 آذار».

وأكدت مصادر قريبة من بكركي لـ»السياسة» ان البطريرك الراعي يعتبر ان النواب الذين يتغيبون عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية هم المسؤولون عن الشغور الرئاسي المستمر منذ اكثر من سنة وثمانية اشهر، وهم في غالبيتهم من المسيحيين، «وهذا امر لا يجوز ولا يمكن القبول به».

وأفادت معلومات أنه ستكون للبطريرك لقاءات منفردة مع بعض الاقطاب المسيحيين للبحث في الملف الرئاسي وسبل تفعيل المبادرة الرئاسية في الايام المقبلة، كبديل من اجتماع الاقطاب الموارنة بعد بروز صعوبات تحول دون عقد مثل هكذا اجتماع. أمنياً، أوقفت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العنصر الأساسي في المجموعة الارهابية التي نفذت انفجاري برج البراجنة قبل شهرين، المدعو (خ. ز) المعروف بـ»أبي طلحة» في محلة القبة في طرابلس، وهو من مواليد العام 1986. وعلمت «السياسة» ان توقيف «أبو طلحة» جاء بعد عملية رصد ومتابعة حيثية من قبل شعبة المعلومات التي كانت تتعقب تحركات الرجل واتصالاته مع بعض مشغليه في لبنان وسورية من الشبكات الارهابية التابعة لـ «داعش»، في حين لفتت المعلومات الى ان التحريات جارية بسرية تامة لالقاء القبض على كل عناصر الشبكة الارهابية المتورطين بهذه التفجيرات، بالتوازي مع البحث عن الخلايا النائمة في الشمال والبقاع وبيروت والجنوب. من جهته، أفاد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» أن الموقوف هو «منسق» المجموعة التي نفذت التفجيرين وكان على «تواصل مع داعش في الرقة»، أبرز معاقل التنظيم في سورية، موضحاً ان توقيفه جاء «بعد عملية رصد طويلة، خصوصاً انه توارى عن الانظار بعد توقيف القوى الامنية المدعو بلال البقار، ابرز المخططين لتفجيرات برج البراجنة»، الشهر الماضي. وبحسب مصدر امني في شمال لبنان، فإن الموقوف «يدعى خالد سيف الدين زين الدين، من مواليد العام 1986 ويتحدر من منطقة الضنية» في شمال لبنان.

 

حوري: استبعد ترشيح جعجع لعون والحوار مع حزب الله مستمر

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد النائب عمار حوري أن موقف "تيار المستقبل" من المشاركة في حوار عين التينة حسم مساء أمس، مشيرا الى أن "الحوار الثنائي بين التيار و"حزب الله" ضرورة في ظل ما يدور من حولنا في المنطقة، على الرغم من أنه لن يأتي بأي معجزات". وفي حديث الى برنامج "لقاء الأحد" عبر صوت لبنان، قال حوري إن "إستمرار الحوار هدفه خفض مستوى التوتر والإحتقان المذهبي"، لافتا الى أنه "سيتم وضع النقاط على الحروف بعد تصريحات النائب محمد رعد الأخيرة". وأضاف: "لا نأمل في أن نتقدم الى الأمام في الحوار الجاري، ولكننا نسعى الى عدم العودة للوراء أو الذهاب الى المجهول".

وأكد أن "الرئيس سعد الحريري لم يقدم أي مبادرة في الملف الرئاسي، بل قاد حراكا ونقاشا لم يصل الى مستوى المبادرة"، مشددا على أن "إيران ومن ورائها حزب الله هي المسؤولة الأولى عن تعطيل إنتخاب رئيس الجمهورية"، مستغربا في الوقت نفسه "رفض الأقطاب المسيحيين ترشيح النائب سليمان فرنجية، رغم ما تم الإتفاق عليه في بكركي"، مشيرا الى أن "الحريري لم يعلن ترشيح فرنجية بل أبدى إستعداده للتصويت له.. وإن البعض وقف بوجه المبادرة ليس رفضا لإسم فرنجية بل لتعطيل أي محاولة لإنتخاب رئيس جديد"، مشددا أن "الحريري لن يتوقف عن مسعاه قبل الوصول الى انتخاب رئيس جديد". وعن إمكان ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، إستبعد حصول هذا الأمر "رغم كل ما يحكى في هذا السياق"، مؤكدا "إستمرار دعم تيار المستقبل ترشيح جعجع الذي لم تنقطع العلاقات والإتصالات معه يوما". وإعتبر أن "الأمور في البلد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وبالتالي على المسؤولين الإقتناع بضرورة إعادة تفعيل عمل الحكومة"، مشيرا الى أن جدول الأعمال المطروح لجلسة الحكومة المقبلة تهم المواطن بشكل مباشر. ودعا الى "العودة للآلية المتبعة في مجلس الوزراء بعيدا عن التعطيل الحاصل والدلع السياسي"، مطالبا الرئيس تمام سلام بمزيد من الحزم في ما يخص شؤون الناس. كما شدد على "ضرورة إيجاد توازن بين تشريع الضرورة والفراغ في سدة الرئاسة"، معتبرا أن الحل لكل المشاكل يبدأ بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية. وردا على سؤال، رأى أن "إيران تحاول فرض نفسها من خلال حرب مذهبية بعد إعدام الشيخ نمر النمر"، مستغربا "تبني حزب الله موقف إيران التصعيدي متجاهلا سياسة النأي بالنفس عن نزاعات المنطقة".

 

الراعي لحكام الدول في الشرق الأوسط: يكفي هدما وقتلا وتهجيرا من أجل مصالح اقتصادية وسياسية وإستراتيجية

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة جوزف طوبجي، جورج شيحان وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور وزيرة المهجرين أليس شبطيني، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، قنصل مولدافيا ايلي نصار، وفد من الحركة الرسولية المريمية وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (يو 1؛29)، قال فيها:"شهادة يوحنا النبوية هذه تذكرنا بأن المسيح هو فادي الانسان. فيسوع حامل خطيئة العالم هو بالحقيقة حامل خطايا كل إنسان وغاسلها بدمه المراق على الصليب، فداء عن كل واحد وواحدة. "إن نتائج الخطيئة الأصلية التي ارتكبها الانسان الأول، بشخص آدم وحواء، وكل خطايا الناس الشخصية تجعل العالم بمجمله في حالة خطيئة، لاسيما وإن الاشخاص يرزحون تحت أوضاع وبنى اجتماعية شاذة هي ثمرة خطايا البشر" (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 8. 4). ولهذا تهتف الكنيسة في جميع طلباتها الليتورجية:"يا حمل الله الحامل خطايا العالم، ارحمنا".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية ونحن في زمن الدنح الذي نذكر فيه معمودية يسوع على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. وبها ختم الرب معمودية الماء، لكي يبدأ هو كمخلص وفادٍ المعمودية بالروح القدس والماء، وسماها "الولادة الثانية" في ملكوت الله الذي يبدأ في كنيسة الأرض ويكتمل في كنيسة السماء (راجع يو 3: 3 و5). فيما نرحب بكم جميعا ، نخص بالترحيب صاحبة المعالي وزيرة المهجرين والمجلس العام للحركة الرسولية المريمية فنحيي مرشدها العام سيادة أخينا المطران غي بولس نجيم الحاضر في كل مكان بالارشاد والرسالة ونتمنى له الصحة الدائمة والعمر الطويل. كما نحيي جميع المرشدين الأقليميين والمحليين في الحركة الرسولية المريمية وسائر الفرق وأعضاءها. إننا نبارك هذه "الحركة الكنسية" التي تنبثق من الكنيسة وتشارك في حمل رسالتها، ونرجو من الله أن يباركها في السعي إلى بلوغ أهدافها الثلاثة التي رسمتها في "دليل نور وحياة" وهي: تقديس الذات، وشهادة الحياة، والتجديد المسيحي للنظام الزمني(البند 38). نباركها وقد اعطت عبر سنواتها ازواجا واباء وامهات مؤمنين واعطت الكثير من الدعوات الكهنوتية والرهبانية. ونحيي بيننا سيادة اخينا المطران جورج شيحان مطران ابرشيتنا في القاهرة والسودان، وسيادة المطران جوزف طوبجي المطران الجديد على حلب العزيزة والجريحة مع الاباء المرافقين. نصلي من اجل السلام في سوريا ولنا فيها ثلاث ابرشيات يعانون مثل غيرهم من حرب مفروضة عليهم".

وتابع: "في زمن الدنح المعروف بالظهور الإلهي، نتذكر أن الله كشف ذاته لنا، واحدا وثالوثا، أبا كشف ذاته في الصوت "أنت هو ابني الحبيب"، وابنا كشف ذاته بشخص المعمد يسوع المسيح، وروحًا قدسًا كشف ذاته بهيئة حمامة استقرت فوق رأس يسوع. أما الحدث الأساس فهو معمودية يسوع التي أعلنت أبعادها نبوءة يوحنا المعمدان في اليوم التالي أنه "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يوح 1؛29). ويسوع نفسه سمى معموديته "صبغة الدم" (متى 20؛22)، التي تعني سر موته فداء عن البشرية، وانبعاثه فينا بقيامته. موت وانبعاث. هذا هو مفهوم المسيحية ودورها: إنها قيامة المسيح في الانسانية وامتداده في كل مكان. مطلوب من المسيحي أن يكون نطقه وقلبه، بقوة مفاعيل معموديته، التي سماها الرب يسوع" ولادتنا الثانية من الماء والروح". بالمعمودية "متنا" عن عتيقنا، عن الخطيئة، و"قمنا" متحررين منها ومتجددين، وأصبحنا في حالة نقاوة وبر، على أن نلتزم بالعمل الصالح".

أضاف: "لا يحق لنا أن نجعل من معموديتنا مجرد انتماء طقوسي إلى الكنيسة، وحفلة خارجية. ومعلوم أن مفاعيل المعمودية تتجدد فينا بواسطة سر التوبة والمصالحة، وبدونه ينغلب الإنسان لخطاياه ويعيش في حالة خطيئة دائمة، ويفسد حياته وحياة الجماعة، في العائلة والمجتمع وفي الكنيسة والدولة".

وقال: "عندما يتكلم القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن الالتزام السياسي في الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، يدعو المسيحيين الذين يعملون في الحقل السياسي، أن يقوموا بعملهم وفقًا لمقتضيات معموديتهم التي جعلتهم في كيانهم الداخلي مشاركين في رسالة المسيح المثلثة: النبوية والكهنوتية والملوكية.

في الرسالة النبوية يجسدون المبادىء والقيم الانجيلية وفعاليتها في حياتهم اليومية العائلية والاجتماعية والوطنية. فيعملون على إحياء الرجاء، لدى مواطنيهم وبالأخص الشباب، بأن المستقبل الأفضل ممكن، ويسهرون بفعالية في إجراء تحولات في إدارة الشؤون العامة.

في الرسالة الكهنوتية يجعلون من عملهم السياسي المتنوع تسبيحا للخالق. باستكمال عمل الخلق في جمال الطبيعية والبيئة. ويضحون في سبيل الخير العام، على مثال المسيح الرب الذي قدم ذاته ذبيحة فداء، من أجل خلاص العالم.

في الرسالة الملوكية يتغلبون على الخطيئة والأنانية ويتجردون من مصالحهم الذاتية من أجل الصالح العام، ويعملون من أجل إحلال العدالة الاجتماعية، وتوفير الحقوق الأساسية للمواطنين من أجل حياة كريمة؛ ويكونون صانعي سلام على قاعدة إنماء الشخص والمجتمع اقتصاديا وثقافيا ومعيشيا (راجع الفقرة 113)".

وتابع: "عندما نكرر دعوة الجماعة السياسية للقيام بواجبها الأساسي بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لإعادة إحياء المجلس النيابي والحكومة، إنما نفعل ذلك على الأخص، بالنسبة إلى السياسيين المسيحيين، إنطلاقا من هذا الواجب الذي يمليه عليهم الضمير المسيحي الملتزم بمقتضيات معموديتهم التي ذكرناها. فالارشاد الرسولي نفسه يذكرهم بأنهم ملتزمون بممارسة مسيحية في إدارة الشؤون الزمنية، لأن البشرى الانجيلية تنير جميع الشؤون البشرية؛ من أجل بناء اسرة بشرية سعيدة، وفي الوقت نفسه البلوغ إلى الخلاص الأبدي. لا يستطيع المسيحيون أن ينسوا أو يضعوا جانبا أو يتنكروا لهذا التعليم الانجيلي، فيما هم يمارسون العمل السياسي وإدارة الشؤون الزمنية".

أضاف: "إننا من واجب الإجابة على عمل الفداء الذي أجراه الله، بشخص يسوع المسيح، ويقتضي تحرير جميع الناس من كل ما يعيق نموهم الروحي والبشري، الاقتصادي والثقافي، الاجتماعي والمعيشي، نوجه النداء إلى حكام الدول في الشرق الأوسط وفي الأسرة الدولية لكي يوقفوا الحروب وويلاتها وجرائمها وفتكها المتنوع بالمواطنين الآمنين، في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وفي المملكة العربية السعودية المهددة والعمليات الإرهابية المسنودة في مصر وليبيا وسواها. يكفي هدما وقتلا وتهجيرا من أجل مصالح اقتصادية وسياسية وإستراتيجية. وليخافوا الله في عباده. وإنه لمن العار اتخاذ المواطنين دروعا بشرية وقتلهم والقضاء عليهم جوعا، كما هو حاصل في مضايا والفوعة وكفريا وسواها. لا يحق للمجتمع الدولي عدم الالتزام بكل قواه في ايصال المساعدات السريعة لهؤلاء الذين يتضورون جوعا وفي فرض وقف إطلاق النار وإيقاف المدافع والقنابل، وإيجاد حلول سياسية تبلغ إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة بأسرها".

وختم الراعي: "هذا هو حمل الله الحامل خطايا العالم" (يو 1؛29). نبوءة يوحنا المعمدان هذه تشرح صوت الآب ساعة اعتماد يسوع:"أنت هو ابني الحبيب، بك رضيت" (لو 3؛22). لقد رضي بالابن الحبيب لأنه ارتضى بمعموديته وهو يسير مع الخطأة، كأنه واحد منهم، أن يقبل معمودية الدم بالموت على الصليب من أجل فداء جميع الخطأة، مثل حمل الفصح القديم الذي كان يحمله الشعب خطاياهم، ويقدمونه لله ذبيحة تكفير، بحسب طقوس سفر الخروج. من هذا المنظار، يتطلع كل صاحب مسؤولية في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة، إلى أن المسؤولية تقتضي منه التضحية أولاً بذاته من أجل الخير الأكبر. هذه هي فلسفتنا المسيحية ولاهوتنا وثقافتنا. فكم البشرية بحاجة إليها لكي تنمو في النعمة والحقيقة، وفي العدالة والسلام، فتنعم بالسعادة في هذه الدنيا وفي العالم الآتي! لله الواحد والثالوث كل مجد وتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

عاصفة إدانات عربية لتدخلات إيران وسياساتها الفتنوية في المنطقة والسعودية تعد بالحزم مع طهران ومصر تعلن تضامناً قوياً مع دول «الخليجي»

11/01/16/القاهرة – وكالات: دان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «الأعمال الاستفزازية» لإيران في المنطقة ومحاولة بث الفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية، فيما شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أن بلاده تتصدى بحزم وقوة للتدخلات الإيرانية. جاء ذلك في افتتاح الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي عقد في القاهرة أمس، بناء على طلب السعودية بعد الاعتداءات التي طالت ممثلياتها الديبلوماسية في إيران والتصريحات العدائية التي صدرت ضدها من قبل مسؤولين إيرانيين. وقال العربي ان «المنطقة لا تتحمل أي أعمال استفزازية وأي محاولة لبث الفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية»، مطالباً الوزراء المجتمعين بـ»اتخاذ موقف عربي جماعي قوي واضح بمطالبة ايران بوقف جميع صور التدخلات في شؤون الوطن العربي». واعتبر أنه «يقع على عاتق ايران مسؤولية ترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية وازالة التوتر الى خطوات جادة وملموسة، وان تقوم بخطوات فعلية لازالة كافة أسباب التوتر والكف فوراً عن أي تدخلات تمارسها». وأكد مجدداً الدعم العربي التام لاجراءات السعودية من أجل الحفاظ على أمنها وسيادتها، لافتاً إلى أن انعقاد الاجتماع الوزاري يؤكد التضامن العربي مع السعودية وإدانة ما تعرضت له سفارتها في ايران وقنصليتها في مشهد من اعتداءات وانتهاكات صارخة تتعارض مع اتفاقيات فيينا لحماية البعثات الديبلوماسية، محملاً ايران مسؤولية خرق هذه الاتفاقيات. وأشار العربي إلى البيان الصادر عن مجلس الجامعة العربية الوزاري في 24 ديسمبر الماضي بإدانة الحكومة الإيرانية لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتباره انتهاكا لقواعد القانون الدولي ولمبدأ حسن الجوار، ويحمل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الاقليمي والدولي. وجدد العربي الدعوة لعقد جلسة استثنائية لوزراء الخارجية العرب لبحث التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي ومناقشة حاضر ومستقبل العلاقات مع دول الجوار بشكل معمق، بما يراعي المصالح العليا وسياسة حسن الجوار والحفاظ على الأمن والسلم الدولي وفقا لميثاقي الجامعة العربية والأمم المتحدة. من جهته، شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أن المملكة العربية السعودية ستتعامل مع التدخلات الايرانية في المنطقة العربية بكل «جدية وحزم». وقال إن الاعتداءات التي تعرضت لها البعثة الديبلوماسية للمملكة في ايران «تعكس بشكل واضح السلوك الذي تنتهجه السياسة الايرانية في المنطقة العربية بالعبث في مقدراتها والتدخل في شؤون دولها واثارة الفتن الطائفية والمذهبية وزعزعة أمنها واستقرارها». وأكد أن التصدي للتدخلات الإيرانية مسؤولية الجامعة العربية أيضاً في ضوء أهدافها الرامية الى حماية الأمة العربية والحفاظ على الأمن القومي للدول والشعوب والمقدرات العربية. وأضاف إن الاعتداءات الايرانية جاءت بعد تصريحات عدوانية ضد المملكة كانت بمثابة المحرض والمحرك للاعتداء بشكل مباشر، وفي انتهاك صريح لجميع المعاهدات والمواثيق الدولية التي تحتم على الدول مسؤولية حماية البعثات الديبلوماسية. وأعرب عن شكره لمجلس جامعة الدول العربية على الاستجابة السريعة لدعوة السعودية لعقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية في أعقاب الاعتداء السافر الذي تعرضت له البعثة الديبلوماسية للمملكة في إيران تحت أنظار الحكومة الإيرانية من دون بذل أي جهد لوقف هذه الاعتداءات أو الاستجابة للنداءات المستمرة من بعثة المملكة.

وأضاف «ليس لدي أدنى شك في اضطلاع مجلس الجامعة العربية بمسؤوليته والتعامل مع هذه التدخلات وفق ما نص عليه ميثاق جامعة الدول العربية وما نصت عليه قراراتها».

بدوره، دان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، بشدة الاعتداءات على مقار البعثات الديبوماسية السعودية في إيران. وأكد الرفض القاطع لسياسة إيران في التدخل بشؤون السعودية الداخلية وبشؤون أي دولة عربية أخرى، ويشمل ذلك الأحكام القضائية السيادية للمملكة. وجدد في الوقت ذاته التأكيد على الوقوف الراسخ مع المملكة في ما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية يشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي. وطالب إيران بالامتناع عن التدخل في شؤون الدول العربية والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية أو عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف. وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده ترفض بشكل تام ما صدر عن المسؤولين الإيرانيين من تهديدات للمملكة العربية السعودية الشقيقة بسبب إنفاذها قوانينها الداخلية على مواطن سعودي، من بين آخرين، لمجرد أنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية «التي تشكل غالبية الشعب الإيراني». وتساءل «هل يقبل المسؤولون الإيرانيون أن تتدخل دول أخرى مثلاً عندما تطبق إيران قوانينها فى التعامل مع مواطنيها من السُنة؟». وإذ شدد على وقوف مصر «الى جانب المملكة العربية السعودية وإخوتنا في الخليج العربي وقفة صلبة، أضاف شكري إن مصر دانت بقوة الهجوم على البعثات السعودية في إيران حيث أخفقت السلطات الإيرانية في توفير الحماية لتلك البعثات الديبلوماسية وفقاً لما يفرضه القانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة.

 

تجريم قنصل النظام السوري في كندا بقضية إتجار بالعقاقير المخدرة

11/01/16/أوتاوا – وكالات: قضت الهيئة الفيدرالية العليا في كندا بإدانة قنصل النظام السوري نيللي كنعو في قضية اتجار بالعقاقير المخدرة، ما ترتب عليه وضعها في القائمة السوداء. وذكرت وكالات أنباء كندية تفاصيل قضية كنعو وهي القنصل الفخري لنظام بشار الأسد في مدينة مونتريال الكندية، حيث تم وضعها على القائمة السوداء بعد ثبوت قضية الإتجار بالعقاقير المخدرة عليها يوم الأربعاء الماضي. وأعلنت الهيئة الفيدرالية العليا في كندا أن كنعو مذنبة والتهمة التي ثبتت بحقها «أخلاقية بامتياز وتسيء لشرف مهنة الصيدلة» التي تمارسها، حيث تم الحكم عليها بأشد العقوبات، كما تم إيقافها عن العمل وسحب شهادة الصيدلة منها، إضافة إلى تغريمها ووضع اسمها في القائمة السوداء للمواطنين الكنديين. وبعد أن أعلنت المحكمة أن كنعو مذنبة، دانت شقيقتها تانيا كنعو في القضية ذاتها التي شكلت فضيحة، لم تعد إضافة إلى جرائم نظام الأسد وحده بل شكلت إحراجاً لقضية المهاجرين واللاجئين، كون نيللي كنعو مواطنة كندية من أصل سوري، وهي مقيمة هناك منذ نحو ثلاثة عقود، خصوصاً أن حكم المحكمة الصادر بحقها وضعها على القائمة السوداء للمواطنين الكنديين، حيث تضمنت لائحة الاتهام «ارتكاب كنعو لأعمال تحط من شرف المهنة» عن طريق بيع الأدوية المخدرة من دون ترخيص. وحاولت كنعو في البداية الدفع بأنها مارست هذا العمل «لأسباب إنسانية»، كما حاولت الادعاء بأن المعارضة السورية لفقت لها هذه التهمة بسبب مواقفها الوطنية، إلا أن المحكمة أكدت أنها «صدَّرت المخدرات» من دون أن تجري «تدقيقات ضرورية» للكشف عن حقيقة هذا الاتجار بمادة مخدرة. وخلصت المحكمة إلى أن الصيدليات التي تشرف عليها كنعو وشقيقتها تانيا، باعت المخدرات بالجملة حتى بلغت قيمة المبيعات مليون ونصف المليون دولار، مشيرة إلى أن عمولة الوساطة في هذا الاتجار غير المشروع وصلت إلى 400 ألف دولار أميركي.

 

الكشف عن وقوف ميليشيات الباسيج وراء إحراق السفارة السعودية وإيران تستعد لإعدام 60 من الدعاة وطلبة العلم السّنة

11/01/16/طهران – وكالات: وجه 60 معتقلاً من الدعاة السنة وطلبة العلوم الدينية، رسالة مناشدة إلى علماء السنة في إيران والعالم والرأي العام الإسلامي والعالم الحر، من معتقلهم بسجن رجائي شهر بمدينة كرج بالقرب من طهران، حذروا فيها من تنفيذ الإعدام الوشيك بهم «كعمل انتقامي من أهل السنة».

وبحسب الرسالة وعنوانها «الصرخة الأخيرة»، التي نشرها موقع «آمد نيوز» المقرب من الحركة الخضراء الإيرانية المعارضة في الداخل، حض هؤلاء الدعاة وطلبة العلوم الدينية أهل السنة على رفع أصواتهم الاحتجاجية وتنظيم مظاهرات للمطالبة بوقف تنفيذ الإعدام ضدهم بعدما تم اعتقالهم بناء على «تهم باطلة وملفقة». وبحسب الموقع تم بالفعل نقل 27 معتقلاً من هؤلاء إلى زنزانات الإعدام وهم كل من: الشيخ كاﻭة ﻭيسي، وﺑﻬرﻭﺯ ﺷﺎنظري، وطالب ﻣﻠكي، وﺷﻬﺍﻡ أﺣﻤدي، وكاﻭﻩ ﺷريفي، وﺁﺭﺵ ﺷريفي، ﻭﺭيا ﻗﺎﺩﺭى ﻓ، وكيوﺍﻥ ﻣؤﻣني ﻓ، وﺑﺯﺍﻥ ﻧﺼالله ﺯﺍﺩه، وﻋﺎﻟﻣﺎﺷتي، وبوﺭيا ﻣﺤﻤي، وأﺣﻤ ﻧﺼيري، وﺍﺩﺭيس ﻧﻌمتي، وﻓﺯﺍﺩ ﻫﻨ، وﺷﺎﻫ ﺍﺑﺍﻫيمي، وﻣﺤﻤ ياﻭﺭ ﺭﺣيمي، وﺑﻬﻤ ﺭﺣيمي، وﻣﺨﺘﺎﺭ ﺭﺣيمي، وﻣﺤﻤيبي، وﻓيد ﻧﺎﺻي، وﻣﺤﻤ كيوﺍﻥ كريمي، وأﻣﺠ ﺻﺎﻟحي، وﺍوﻣيد بيوند، وﻋلي ﻣﺠﺎﻫي، وﺣكمت ﺷيفي، وﻋﻤ ﻋﺒﺍﻟﻠهي، وﺍوﻣيد ﻣﺤﻤي. وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية اعتقلت هؤلاء الناشطين والدعاة وطلبة العلوم الدينية ما بين العامين 2009 و2011، في محافظة كردستان، غرب إيران، وحُكم عليهم بالإعدام في المحكمة البدائية بتهم «التآمر والدعاية ضد النظام» و»العضوية في مجموعات سلفية» و»الفساد في الأرض» و»محاربة الله والرسول». ويرى مراقبون أن هذه الإعدامات المنتظرة هي رد على إعدام نمر النمر، المدان بالإرهاب، في السعودية، وهي جريمة جديدة تضاف إلى جرائم النظام الإيراني. في سياق متصل، كشفت وكالة «سحام نيوز» الإصلاحية، أمس، أن الهجوم على السفارة السعودية واقتحامها وإحراقها تم التحضير له في حي شهيد محلّاتي العسكري، الواقع شمال شرق طهران، من قبل مجموعة من ميليشيات «الباسيج»، التابعة لـ»الحرس الثوري»، الأمر الذي يدحض مزاعم الحكومة الإيرانية التي تحاول إلقاء اللوم على «عناصر خارجة على القانون» أو «مندسة». ونقلت الوكالة عن «باسيجي» كان من ضمن المهاجمين، الذي لم يشأ أن يكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قوله إن «عناصر الباسيج حضروا لعملية اقتحام السفارة السعودية في أحد مقار الباسيج، وهي قاعدة الشهيد مهتدي، وتم إرسالهم من هناك لتنفيذ العملية». وأضاف المصدر لوكالة «سحام نيوز»، المقربة من أحد زعماء الحركة الخضراء مهدي كروبي، والمعروفة بمصداقيتها، أن «قاعدة الباسيج المذكورة أرسلت العديد من عناصرها إلى شارع فرمانية، أمام السفارة السعودية للتظاهر قبيل عملية الاقتحام»، وأكد أنهم «كانوا يحملون أسلحة خاصة لإطلاق القنابل اليدوية الحارقة والدخانية وقد قاموا بإحراق مبنى السفارة بهذه القنابل». وبحسب المصدر، «قام عناصر الباسيج المقتحمين بنهب ممتلكات السفارة ونقلها إلى خارج المبنى، على الرغم من أن موظفي السفارة السعودية كانوا قد نقلوا الوثائق المهمة معهم وتركوا الأوراق الأقل أهمية في المبنى»، مضيفاً أن «عناصر الباسيج أخذوا أجهزة الكمبيوتر والهواتف والمستلزمات الإدارية إلى منازلهم كغنائم حرب!». ويقع حي شهيد محلاتي العسكري بجادة الجيش، وتقطنه عائلات كبار ضباط ومسؤولي القوات المسلحة و»الحرس الثوري»، ويخضع لإجراءات أمنية مشددة لدى الدخول والخروج. وبحسب موقع «افسران جنك نرم» أي «ضباط الحرب الناعمة»، يقع حي محلاتي في أكثر منطقة أهمية من الناحية الستراتيجية، لأن أهم رجال المرشد الإيراني علي خامنئي يقطنون هناك، حيث يذهب الأخير إلى مرتفعات هذا الحي صباح كل يوم، بالإضافة إلى أن هناك منازل عوائل 2600 ضابط كبير من «الحرس» الثوري بما فيهم منزل الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس». من جهة أخرى، قال أحد أقارب الشاعرة الايرانية هيلا صديقي، أمس، انه جرى الافراج عنها بكفالة بعد اعتقالها الجمعة الماضي عند وصولها الى طهران بحجة صدور حكم غيابي عليها بتهم مرتبطة بأنشطتها الثقافية. وأكد قريب الشاعرة، الذي طلب عدم نشر اسمه، ان صديقي تزور ايران بشكل منتظم وصدمت عندما سمعت بالحكم الصادر عليها غيابياً، مشيراً إلى أنها كانت تقدمت بالتماس ضد ادانتها غيابيا. وكانت صديقي مؤيدة للمرشح الاصلاحي مير حسين موسوي في انتخابات 2009 الرئاسية واستخدم أحد أشعارها كشعار لحملته الانتخابية.

 

رئيس الأركان الباكستاني يؤكد الالتزام بالدفاع عن السعودية ضد أي تهديد لأراضيها وخادم الحرمين ناقش التطورات مع الرئيس الصيني

إسلام آباد – وكالات: أكد رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف أمس، الدفاع عن أمن السعودية، مشيراً إلى أن أي تهديد لسلامة أراضي المملكة سيؤدي إلى رد فعل قوي من باكستان. وقال شريف خلال لقائه ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان إن باكستان ترتبط بعلاقات دفاعية على أعلى مستوى مع السعودية، مضيفاً إن أي تهديد لسلامة الأراضي السعودية من شأنه أن يثير رد فعل قوي من باكستان. وأوضح أن بلاده تتمتع بعلاقات وثيقة وأخوية مع السعودية وغيرها من الدول مجلس التعاون الخليجي. من جانبه، أكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة تولي أهمية كبرى لباكستان وقواتها المسلحة وتقدر نجاحها في مكافحة الإرهاب والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مجدداً دعم المملكة الكامل لموقف باكستان بشأن جميع القضايا. وجاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان لإسلام آباد التي وصلها أمس، بعد ثلاثة أيام من زيارة رسمية قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بحث خلالها مع كبار المسؤولين في الدولة العلاقات الثنائية بين البلدين وعدداً من القضايا الأمنية على الساحتين الدولية والاقليمية. والتقى الأمير محمد بن سلمان كلا من رئيس وزراء باكستان محمد نواز شريف ووزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف وقائد الجيش الفريق أول راحيل شريف وعددا من كبار المسؤولين. وتناولت المحادثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي والتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب. في سياق آخر، أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بينع محادثات هاتفية منذ يومين، تبادلا خلالها الآراء بشأن عدد من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك، والتطور السريع والهام للعلاقات الصينية السعودية. وأكد الزعيمان أهمية تعميق التعاون المشترك في المجالات كافة، خصوصاً في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة والمعقدة، معربين عن حرصهما على الحفاظ على الاتصالات المتعمقة بشكل منتظم للدفع قدماً بالعلاقات والتعاون الستراتيجي بين الدولتين. ذكرت وكالة الأنباء الصينية أمس، أن الزعيمين تناولا الأوضاع السيئة في اليمن، حيث شرح خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز الموقف السعودي، مؤكداً استعداد المملكة للعمل مع جميع الأطراف لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس الصيني أعرب عن قلقه من تأثير الأوضاع الراهنة في اليمن على أمن واستقرار الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص، داعياً إلى الإسراع بالتوصل لتسوية سياسية هناك. وحض جميع الأطراف ذات الصلة على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي بهذا الصدد في سبيل استعادة الاستقرار والنظام الطبيعي والشرعي في اليمن في أقرب وقت ممكن، مبدياً استعداد بلاده للمساهمة في التواصل والتنسيق بين الجميع

 

دي ميستورا من طهران: الأزمة بين إيران والسعودية لن تؤثر في المفاوضات حول سوريا

الأحد 10 كانون الثاني 2016/وطنية - أعلن موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمام الصحافيين في العاصمة الإيرانية طهران، ان الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران لن تؤثر في المفاوضات حول النزاع السوري. وقال: "وزير الخارجية السعودي أكد لي انه لن يكون هناك أي تأثير من جهتهم، وفي إيران وعدوني بالشيء نفسه".

 

هولاند قام بزيارة مفاجئة لمسجد باريس الكبير بعد عام على التفجير

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - قام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد بزيارة مفاجئة الى المسجد الكبير في باريس، في أعقاب تكريم ضحايا الاعتداءات الجهادية في كانون الثاني وتشرين الثاني في ساحة الجمهورية، بحسب اوساط الرئاسة.

 

التحالف العربي ينفي استخدام قنابل عنقودية في اليمن

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - نفى التحالف العربي بقيادة السعودية الداعم للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين، استخدام قنابل عنقودية في الضربات الجوية التي ينفذها، بحسب ما افاد متحدث باسمه، بعد تصريحات بهذا الشأن للامين العام للامم المتحدة الجمعة.

 

قاذفة اميركية تحلق فوق كوريا الجنوبية استعراضا للقوة إزاء الشمال

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلنت الولايات المتحدة ان احدى قاذفاتها البعيدة المدى حلقت اليوم فوق كوريا الجنوبية، في استعراض لقوة الجيش الاميركي بعد التجربة النووية، التي اجرتها بيونغ يانغ هذا الاسبوع، واكدت انها كانت قنبلة هيدروجينية.

 

العربي الجديد: دير الزور على طريق مضايا...حصار تجويعي من النظام وداعش

الأحد 10 كانون الثاني 2016 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: في أقصى غرب دمشق، مجاعة وحصار يفتكان بآلاف المدنيين في بلدات شمال غرب دمشق في مقدّمتها بلدة مضايا، التي ملأت الدنيا، وشغلت السوريين خلال الأيام الماضية، من خلال أنباء وصور المحاصرين من أبنائها، الذين قضى منهم العشرات جوعاً وبرداً، فيما ينتظر آخرون الموت أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي. حصيلة قتلى التجويع الذي يمارسه النظام وحلفاؤه ارتفعت يوم أمس السبت، بوفاة 3 أشخاص جدُد من أهلها نتيجة الجوع والبرد، بينهم طفل. وبوفاة كل من سليمان فارس وابنه وممدوح علي حسين، ترتفع حصيلة الابادة بالجوع إلى 26 منذ سبعة أشهر، ستة منهم عمرهم أقل من عام وخمسة فوق سن الستين، أما الباقون فهم بين عمر الخمس سنوات والستين سنة، يتوزعون بين 21 ذكراً و5 إناث. مضايا تخلف المجزرة التي ارتكبها النظام وحلفاؤه أيضاً في مخيم اليرموك، ويخشى كثيرون أن تسلّم "الراية" لمدينة دير الزور، في أقصى شرق سورية، التي دخلت عامها الثاني من مأساة التجويع والحصار التي يرزح تحتها آلاف المدنيين، في مساحة لا تتجاوز الأربعة كيلومترات مربعة، على يد كل من تنظيم "الدولة الإسلامية" حيال الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة النظام، من جهة، فيما يفرض الأخير حصاراً مماثلاً على الأحياء التي انتزع التنظيم السيطرة عليها، من جهة ثانية، ما خلق أزمة إنسانية يدفع ثمنها منذ عام مدنيون، وجدوا أنفسهم أسرى حصارين ومشروعين يتصارعان للسيطرة والنفوذ على جغرافية غنية بالبترول، والموارد. وكان تنظيم "داعش" قد انتزع السيطرة على أحياء داخل مدينة دير الزور في أواخر عام 2014 ، كانت بحوزة فصائل المعارضة السورية المسلّحة، إثر هجوم شنّه في أواسط ذاك العام، بدأ من شرق المحافظة، حيث مدينة البوكمال على الحدود مع العراق، مروراً بالميادين، أكبر مدن ريف المحافظة التي باتت جميعها تحت سيطرة التنظيم، باستثناء المطار العسكري وعدة أحياء في المدينة، لاتزال تحت سيطرة قوات النظام. منها أحياء: الجورة، القصور، هرابش، والتي تضم نحو 150 ألف مدني، فيما تضم الأحياء، التي تقع تحت سيطرة التنظيم نحو 15 ألف مدني. تعدّ محافظة دير الزور من أكبر المحافظات السورية لجهة المساحة، وتضم حقول النفط الرئيسية الكبرى في سورية من حيث كمية الإنتاج، فضلاً عن كونها محافظة زراعية بامتياز؛ إذ يمرّ في جغرافيتها نهر الفرات، الذي أقامت عليه فرنسا إبان احتلالها لسورية في العشرينيات من القرن الماضي، جسراً معلقاً كان يعدً أيقونة هذه المدينة قبل أن يدمره طيران النظام في منتصف عام 2013 ويخرجه عن الخدمة.

يصف الناشط الإعلامي محمد الخليف الوضع داخل دير الزور بالمأسوي، ويضيف في حديث مع "العربي الجديد": انعدمت كل وسائل الحياة داخل المدينة، حيث ندرة وغلاء الأغذية والأدوية، ووسائل التدفئة في فصل الشتاء، وتخلّف التعليم، فاضطر عدد كبير من أبناء المدينة التي كانت تضم نحو 700 ألف نسمة إلى هجرها داخل وخارج سورية، ومن بقي منهم يعانون جراء صراع النظام وتنظيم "داعش".

وأشار الخليف إلى أن النظام لا يسمح لأحد في الأحياء التي يسيطر عليها بالخروج منها إلا مقابل دفع رشى تصل لأرقام خيالية ليس بمقدور المدنيين دفعها، موضحاً أن التنظيم لا يستقبل أحداً من مناطق النظام إلا بعد تحقيق، ومن ثم الخضوع لـ "دورة شرعية يقر مدتها أربعين يوما".

ومن داخل المدينة المحاصرة يؤكد أحد الناشطين (فضّل عدم الكشف عن اسمه) أن ما يراه العالم عن مأساة أهل مضايا يعاني منه أهل مدينة دير الزور منذ أشهر دون اهتمام إعلامي يُذكر، مضيفاً أن "الناس هنا تكاد تصل إلى حدود المجاعة الحقيقية". وأشار إلى أن النظام يمارس سياسة إذلال ممنهج، بحيث يبيع الطعام بأسعار مرتفعة، ولا يسمح للمدنيين بالمغادرة جوا إلى العاصمة دمشق، إلا بعد دفع أموال لم يعد أحد قادراً على دفعها، كما لا يسمح إلا نادرًا بالخروج إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". وقالت الحكومة السورية المؤقتة من مقرّها في مدينة غازي عين تاب جنوب تركيا، إن المحاصرين في مدينة دير الزور "يعانون ظروفاً يندى لها جبين الإنسانية؛ إذ لا تتوفر الكهرباء منذ أكثر من تسعة أشهر، وتنعدم الخدمات الصحية التي ينوء بحمل عبئها مستشفى واحد بإمكانيات متواضعة، مشيرة في بيان إلى أن الأفران توقفت عن تقديم مادة الخبز ما عدا واحداً منها لا يكفي لتزويد المحاصرين بالحد الأدنى الكافي للاستمرار في الحياة بعدما أوقف النظام تزويد هذه الأفران بالوقود"، وفق البيان.

وأشارت الحكومة إلى أن عشرات المحاصرين من أطفال وشيوخ ونساء قضوا نحبهم نتيجة الحصار، مؤكدة أن النظام الذي وصفته بـ"العصابة المجرمة" يفرض على من يريد الخروج مبالغ طائلة تصل إلى مليون ليرة لمن يريد الخروج جواً، ونصف مليون ليرة لمن يرغب بالخروج براً.

من جانبه، يقول الكاتب والمعارض ماهر سليمان العيسى (وهو من أبناء المدينة)، إن "دير الزور تعاني من حصار مركب يتشارك في فرضه على البسطاء وحشان يتنافسان لوحدهما في مستوى الانحطاط الذي لا يجاريهما فيه أحد"، في إشارة إلى النظام والتنظيم. وأضاف في حديث مع "العربي الجديد": لا يعنيهما أي معيار للحقوق، أو للتمدن، أو للوطنية، أو حتى للإنسانية. وكل منهما يحتمي بلحم البسطاء الذين يحتجزهم لديه، بدليل أن كلاً منهما لا يسمح لمن يريد أن يغادر المدينة إلا بالرشى والواسطات والإذلال، ويصل الأمر إلى أن يتنازل المرء عن كل ما يملك، ليخرج وعائلته من أتون هذه المحرقة، أو ليحصل مثلاً على معونة طبية نتيجة إصابة أحد هذين الطرفين تسبب بها".

ويخلص العيسى إلى القول إنه "هولوكوست معاصر ينفذ على مهل في الظل من الصراع في سورية، ينفذه أوغاد هذا الزمان ممن لا يرون في البشر سوى دريئة صد يحتمون خلفها". وتعاني مدينة دير الزور التي تعرض غالبية أحيائها للتدمير بقصف طيران النظام، ومن بعده الطيران الروسي، من إهمال إعلامي لمأساة أبنائها، إذ يمنع النظام والتنظيم العمل الإعلامي، باستثناء ما يسربه ناشطون من معلومات وصور، دفع بعضهم حياته جراء ذلك. وفي هذا الصدد، يقول العيسى: "لقد كان للإهمال الإعلامي الغريب والمريب في آن أثر سلبي في الاستفراد بهؤلاء البسطاء من قبل هذين الغولين المتوحشين (نظام الشبيحة وداعش)، فجرى التعتيم على كل ما يجري هناك حتى على أبناء المنطقة المغتربين، وكأن العالم استسلم إلى أن هذه المدينة وتلك المنطقة عموماً مقرّ ومستقرّ معترف به ومرضي عنه لهذه القسمة بين هذين الطرفين اللذين لا يتواجهان إلا نادراً، ولهذا يلقى كل منهما الوقت الكافي لإذلال من يحتجز عنده من رهائن بسطاء". ويضيف: "ترك ما يربو عن 180 ألف مواطن لمصيرهم دون حتى ذكر لمعاناتهم وما يلقون، فقط لأنهم بقوا في أرضهم، أو حتى عجزوا عن الهرب منها حين هرب الهاربون".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عرسال و«المعلومات» رأس حربة.. الحرب على «داعش»

علي الحسيني/المستقبل/11 كانون الثاني/16

مرّة جديدة تدفع بلدة عرسال البقاعية وشعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، ثمن الإرهاب الذي يتهدّدهما منذ سنوات بأوجهه المتعددة ومن بينها الإفتراءات والإستهدافات من قبل بعض من هم في الداخل والتي تكاملت اليوم وتماهت مع ما يقوم به تنظيم «داعش»، فبعد الإستهداف السياسي والعسكري والأمني للبلدة و»الشعبة» والتهديدات التي كانت تُنذر بإحتلال الأولى تارة وبمحوها طوراً، وتخوين الثانية ومحاولات تحجميم دورها، استهدف الإرهاب أمس الأوّل أحد ابنائها وهو المعاون زاهر عز الدين امام منزله في منطقة البابين بينما كان في سيارته، الأمر الذي يؤكد مُجدّداً بأن المُستهدفَين ما زالا يدفعان ثمن وطنيتهما ودفاعهما عن الشرعية، وتحديداً شعبة «المعلومات» التي قدمّت ثلّة من الشهداء والجرحى في سبيل تثبيت دعائم الدولة. لطالما تحمّلت كل من عرسال و»الشعبة» ظلم «ذوي القربى» من خلال إتهامهما بشكل مستمر. مرّة تُتهم عرسال بإيواء «التكفيريين» وأخرى بوصفها بيئة حاضنة للإرهاب لمجرّد انها استقبلت النازحين السوريين وحمتهم من حر الصيف وصقيع الشتاء وفتحت لهم البيوت والمدارس والمساجد والمستشفيات، أمّا «الشعبة» فكانت تتلقى الطعنات والتشكيك بدورها وولائها للوطن، لكنّها أصرّت على القيام بواجباتها على الرغم من الخسارات القاسية التي تلقّتها من خلال اغتيال خيرة ضبّاطها وعناصرها وعلى رأسهم الشهيدان اللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد، كما يُسجّل لعرسال حضور تاريخها النضالي والمقاوم الدائمين حاضرها المُشرّف في موقف ابنها الشهيد كمال عزالدين الذي كان سقط امام مبنى البلدية على يد الارهاب نفسه أثناء تصديه للإرهابيين يوم قاموا باختطاف العسكريين اللبنانيين.

عرسال التي قيل فيها ذات يوم «سنُري أهاليها النجوم في عز الضهر« وأنها «لن تأخذ معنا سوى بضع ساعات«، وذلك عندما كانت تُقام عند حدودها تدريبات ومناورات لجيش الأسد وحلفائه، استعدادا لساعة «الصفر»، ها هي تقف اليوم أمام الجيش والمؤسسات الأمنية وليس وراءهما كما يؤكد أهاليها لمواجهة الإرهاب، وهم الأحب الى قلوبهم «سماع هدير آليات جيشهم التي تتجه الى الجرود للتصدي للإرهابيين وأزيز قذائفه التي تُطلق باتجاه أوكارهم. ويكفي «العراسلة» فخراً أن أيديهم لم تمتد الى هيبة الجيش ولا حتّى اعتدت على جيرانهم في الجهة الاخرى من الحدود، ولدى توجيه سؤال اليهم عن أفراد من البلدة غرّدوا خارج السرب الوطني، تراهم يحملون إجابة واحدة وكأنهم رجل واحد « نحن أهل هذا الوطن ومن طينته». الإرهاب الذي يستهدف عرسال هو نفسه الذي فكّكت شعبة «المعلومات» شبكاته، وآخرها منذ فترة قريبة عقب وقوع تفجيري «برج البراجنة»، هو نفسه اليوم يحمل وجوهاً متعددة من بينها النظام السوري وحلفاؤه. هنا يستعيد «العراسلة» لمحة من أيّام ماضية كانت تصلهم فيها أخبار متعددة ومتنوعة كوجود نيّة لدى المسلحين في إحداث خرق لخطوط دفاع الجيش والدخول إلى بلدتهم في حال تمكنهم من ذلك، بالإضافة إلى أخبار أخرى تتعلّق بسقوط قذائف داخل بلدات في البقاعين الشمالي والغربي، لتدور بعدها أحاديث وتداول معلومات موثقة تُدين النظام السوري وحلفاءه وتحديداً «حزب الله» بحيث كانوا يعمدون إلى إطلاق قذائفهم من منطقة الزبداني كمعاقبة على ايواء البلدة لنازحي القلمون وتحديدا أهالي بلدتي «قارة» و»القصير». بين شعبة «المعلومات» وبلدة عرسال أوجه شبه متعددة. «الشعبة» تلقّت السهام من الخلف لمجرّد انها رفعت لواء الحق والحقيقة، لكنها في المقابل كانت تزداد إصراراً على إكمال دورها حتّى ولو كلّفها مزيداً من التضحيات. كذلك الأمر بالنسبة إلى البلدة التي حمت الأطفال والنساء والشيوخ ومنعت عنهم الموت الرحيم، في الاخرى خوّنت ووضعت في مصاف «الإرتداد» و»التكفير» من قبل جوقة العزف على الغرائز المذهبيّة التي تُنسّق مع تنظيم «داعش« الإرهابي عند الحدود ووراء الجرود، وما خُفيَ بعد بعد الجرود كان أعظم.

 

إعادة تحريك الملف الرئاسي رغم التوتر الإقليمي مسألة أساسية

وسام سعادة/المستقبل/11 كانون الثاني/16

أياً كان الموقف والموقع بازاء المبادرة التسووية الرئاسية الذي طرحت بشكل أو بآخر الشهر الماضي، يبقى أنها نجحت في اعادة الدفع بالنقاش في البلد باتجاه الشأن الداخلي، وباتجاه المعضلة التي تفوق كل معضلة، وتستفحل منذ عام ونصف عام، وهي شغور المنصب الأول في الدولة اللبنانية، وما يترتب على هذا الشغور الرئاسي من فراغ دستوري، متصل بتأجيل الصلاحية التشريعية للمجلس النيابي الى حين انتخاب رئيس. لأجل ذلك، فإن عودة مؤشر التوتر في المنطقة الى الارتفاع، على خلفية السياسات الهيمنية والتوسعية والتحرشية والتحريضية لايران تجاه بلدان الشرق العربي، وكذلك المشكلات الأهلية الحقيقية المتصلة بكيفية عيش التعددية الاثنية والدينية والمناطقية على امتداد هذه المنطقة، ينبغي أن لا يدفع باتجاه اخماد البعد الداخلي، الرئاسي، في المداخلة السياسية اللبنانية.

لكن مؤشر التوتر انعكس أيضاً اعادة استخدام «حزب الله»، على لسان رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد، للغة تهديدية الغائية كانت تراجعت على الصعيد الداخلي العام الماضي، الذي سجل تراجعاً في احتكام الحزب للسلاح عملياً أو قولياً في الداخل. وهذا بحد ذاته منحى سلبي للغاية يبدأ معه العام الجديد.

بالتوازي، المهم عدم العودة الى الصفر في الموضوع الرئاسي. لكن هذا لا يعني تمييع الأمور: الآونة الأخيرة، اظهرت لنا مبادرة لا تزال بحاجة الى استكمال شروط تحققها، واظهرت مواقف مختلفة تجاهها، لكنها أظهرت اتجاهاً داخل منظومة الممانعة لا يريد تعبئة الشغور الرئاسي بأي شكل كان، ولو كان من جملة حلفائه، ولو كان الاستحقاق تفاضلياً بين حليفين له. وعندما نقول «أظهرت» يفترض أن يعني ذلك أن ذلك صار بادياً للمرشحين الرئاسيين جميعاً اليوم. هناك «نَفَس» لا يريد وضع حد للشغور الرئاسي بأي شكل كان، وبالتالي فان تفكيك هذا الحاجز هو مهمة أساسية يمكن أن يتعاون عليه أكثر من موقع، كل انطلاقاً من قناعاته وحساباته وانتظاراته. لكن تفكيك هذا الحاجز تدريجياً، واعادة الضغط باتجاه تحريك الموضوع الرئاسي، لا يسعها مع ذلك الافلات من السياق الاقليمي بشكل مطلق. ما يمكن فعله جدياً هو تخفيف وطأة التوتر الاقليمي على الداخل بعض الشيء، من خلال مواصلة الاهتمام بالمعضلة الرئاسية، وكذلك معضلة ملف النفايات، والحرص على ان لا يلغي الاهتمام الاقليمي خطورة هاتين المسألتين، لا سيما وان خطورتهما متزايدة مع مرور المزيد من الوقت، وشغور الرئاسة، كما التعطل في ادارة ملف النفايات، هي أخطار على الأمن الوطني.

 

"الحكيم" يختبر "الحزب"!

 نبيل بومنصف/النهار/11 كانون الثاني 2016

ثمة من أضاء قبل ايام الاشارة الخضراء لموجة تسريبات كثيفة تتحدث عن خطوة دراماتيكية بالبعدين الرمزي والعملي ، يعلن عبرها زعيم "القوات اللبنانية" دعمه ترشيح الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية ردا على مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيحه النائب سليمان فرنجية. ما كان لهذه الموجة ان تكتسب دلالات جدية لولا انها بدت فعلا بمثابة كاسحة ألغام تمهد لشيء ما يجري طبخه بين الرابية ومعراب . في اي حال ، سيبقى استباق اي خطوة محتملة من هذا النوع مشوبا بالكثير من الارتجال والتسرع خصوصا لجهة الحسابات التي نفترض انها ستحكم موقف الدكتور سمير جعجع من احتمال ترشيح الجنرال بذاته ، كما من معنى ان تتحول المبارزة الرئاسية الى ضربة مدمرة لقوى 14 آذار في حال اضحى الفصل النهائي فيها تكريسا لانتصار معسكر 8 آذار والتحالف الاقليمي الذي يرتبط به . وما يشكل الآن نقطة استقطاب لاهتمامات كثيرين يتصل واقعيا بما اذا كان ذاك الشيء الجاري بين الرابية ومعراب بدأ او سيبدأ يثير حسابات اخرى لدى الحليف الحديدي الاول للرابية، اي "حزب الله" ليس في شأن ترجمة دعمه الحصري "المقدس" للعماد عون فقط بل في الافراج عن الاستحقاق الرئاسي بعد طول تعطيل له بالتكافل والتضامن بينه وبين الجنرال عون. لا يمكن تجاهل البعد البالغ الخطورة ، في كلام التسريبات عن الاحتقان المتراكم بين مكونين اساسيين من مكونات 14 آذار بفعل مقارعة بالاخطاء في المعركة الرئاسية . ولكن اذا كان "اليأس" من استدراك التحالف السيادي أوضاعه المنذرة بانهيار عميم قد بلغ مراحل متقدمة فان ذلك لا يسقط اختبارا يتيما في هذا الذي يجري الترويج له على صعيد دعم معراب للرابية رئاسيا. وهو البعد الذي نظن انه سيحشر "حزب الله" اخيرا في التزاماته المعلنة منذ بداية ازمة الفراغ الرئاسي متى يتحقق لحليفه دعم احد اشد أنداده في منظومة الزعماء الأقوياء . فثمة الكثير مما قد يفتحه هذا الاحتمال الذي بدأت عملية الترويج له تتخذ طابعا تصاعديا يراد له ان يعمم الطابع الجدي لتطور قد يحسب بانه الاكثر انقلابية في مسار العلاقات المسيحية - المسيحية والمسيحية - الاسلامية في الداخل . ومع ذلك ترانا الآن امام الاختبار الاهم في معرفة الى اي مدى يمكن ان يتقاطع معه "حزب الله" مع هدية جعجع لعون فلا يحتسبها كما احتسب هدية الرئيس الحريري لفرنجية فارتد مسقطا المبادرة الحريرية؟ هل يذهب "حزب الله" هذه المرة الى الانتظام الدستوري وينتخب مع اغلبية محتملة العماد عون رئيسا ويسقط تاليا ما صار اقتناعا كاسحا بانه يضمر شرطا للافراج عن الرئاسة هو امتلاك أوراق النظام البديل من الطائف؟

 

ما دام نصرالله ينتظر قرار عون فماذا ينتظر الأقطاب الموارنة ليقرّروا؟

 اميل خوري/النهار/11 كانون الثاني 2016

بعدما قرّر "حزب الله" التفرّج على استمرار الشغور الرئاسي في انتظار ما سيقرّره العماد ميشال عون، ماذا ينتظر الأقطاب المسيحيون، ولا سيما منهم الموارنة، ليتّخذوا قراراً حاسماً يخرج لبنان من أزمة الشغور، وهو قرار غير مستحيل إذا صدقت النيات وتوافرت الارادة الطيبة التي تضع مصلحة لبنان فوق كل مصلحة وذلك بطرح الحلول التي توصل الى اتفاق على أحدهما وهي الآتية:

أولاً: الاتفاق على مرشّح واحد من الأقطاب الموارنة الأربعة أو على مرشّحين اثنين منهم يتنافسان ويكون الفوز لمن ينال أصوات الاكثرية النيابية المطلوبة.

ثانياً: الاتفاق على مرشّح أو أكثر من خارج قوى 8 و14 آذار ولتقترع الأكثرية النيابية لمن تشاء منهم.

ثالثاً: الاتفاق على النزول الى مجلس النواب لكسر حلقة تعطيل النصاب بانتخاب من تريده الأكثرية النيابية المطلوبة وذلك تطبيقاً للدستور وللنظام الديموقراطي.

أما أن تظل معركة الانتخابات الرئاسية تدور خارج مجلس النواب وفي حلقة مفرغة ولا تحسم داخله فهذه مسؤولية كبرى يتحمّلها كل النواب المستمرّين في تعطيل الجلسات، وهذا لم يحصل في تاريخ لبنان. فالقوى السياسية الأساسية في البلاد كانت تحاول الاتفاق على مرشّح ينافس مرشّحاً آخر ومن خطّين سياسيّين متعارضين وتترك للأكثرية النيابية حسم التنافس بالاقتراع السرّي. وعندما لا تتوصّل هذه القوى الى اتفاق على مرشّحين اثنين أو أكثر للتنافس، فانها كانت تحتكم الى الأكثرية النيابية في جلسة تخصص للانتخاب. لكن أغرب ما يقوله بعض الوزراء والنواب العونيين، تبريراً لاستمرار العماد عون في ترشيحه، هو لأنه الأكثر تمثيلاً للمسيحيين وان على الشريك الآخر إذا كان يريد شراكة وطنية حقيقية ان ينتخبه، ولكن فات هؤلاء أن لبنان يعيش في ظل نظام ديموقراطي ولا يعيش في ظل نظام شمولي يحل فيه التعيين محل الانتخاب. فـ"الحلف الثلاثي" الذي كان مؤلّفاً من كميل شمعون وبيار الجميل وريمون إده، كان يمثّل مسيحياً أكثر بكثير مما يمثله العماد عون، ليس بالقول بل بالفعل، إذ أن "الحلف" اكتسح كل المقاعد النيابية في جبل لبنان وأسقط لائحة الرئيس فؤاد شهاب في عقر داره كسروان بمرشّحين واجهوا من كانوا يعتبرون أقطاباً في المنطقة. ومع ذلك كيف تصرّف أركان "الحلف الثلاثي" عندما لم يتفقوا على مرشّح واحد منهم؟ لقد اتفقوا على أن يحاول كل مرشح منهم خلال أسبوع جس نبض الشريك المسلم في تأييده، وعندما لم يحصل أي منهم على التأييد الذي يضمن الفوز لم يقرّروا تعطيل جلسة الانتخاب كما يفعل بعض أقطاب الموارنة اليوم، بل أيّدوا ترشيح سليمان فرنجيه للرئاسة لأنه استطاع الحصول على تأييد يجعل فوزه ممكناً ضد المرشّح الياس سركيس، وهو ما حصل.

لذلك يجب على القادة المسيحيين، ولا سيما منهم الموارنة، الخروج من سياسة النكايات المتبادلة على حساب لبنان وعلى حساب المنصب الأول في الدولة المخصص للموارنة حتى الآن... ويقرّروا هم حسم الخلاف على الانتخابات الرئاسية إما خارج المجلس وإما داخله، ولا ينتظرون خارجاً يقرّر ذلك عنهم لأن الخارج قد يأتي برئيس بشروطه وليس بشروط لبنان.

لقد بات معروفاً لكثير من المراقبين أن المرحلة الراهنة لا تساعد على انتخاب رئيس للجمهورية من 8 آذار ولا من 14 آذار مهما طالت مدة ترشيح العماد عون وانتظار سراب الخارج كما قال سيد بكركي، لأن هذا الترشيح يلحق، كلما طال، الضرر الفادح بمصلحة الوطن والمواطن، وعليهم أن يفعلوا ما فعله أركان "الحلف الثلاثي" خدمة للبنان وشعبه ليظل "عظيماً"، وإلا تحمّلوا مسؤولية خسارة الموارنة رئاسة الجمهورية بعدما جعلوا في كل انتخاب رئاسي قرص خلاف كبير لا يتفقون على اقتسامه ولا على اعطائه لسواهم مفضّلين أن يبقى في البراد أو في خارجه لتنبعث منه رائحة النتن والاهتراء.

إن استمرار تصرف بعض القادة الموارنة على أساس أنا أو لا أحد ومن بعدي الطوفان، قد يعيد النظر، عاجلاً أم آجلاً، في توزيع السلطات الثلاث بحيث تصبح مفتوحة أمام كل المذاهب ولا تبقى محصورة بالطوائف الثلاث الكبرى، فيأتي الى كل منصب من المناصب الثلاثة الأكثر كفاية واستحقاقاً، ولا يظل منصب رئاسة الجمهورية حكراً على الموارنة سبباً لخلاف بينهم يعطّل انتخاب الرئيس كل مرة، ويعطل بالتالي عمل كل المؤسسات، أو تصبح الرئاسة الأولى مداورة بين الطوائف الثلاث.

المطلوب إذاً من "حزب الله" ومن حليفه العماد عون الاتفاق على تأييد حليفهما المرشح النائب سليمان فرنجيه للرئاسة كي يصير في إمكان الرئيس سعد الحريري اعلان تأييد ترشيحه رسمياً، إذ لا يعقل أن يعلن ذلك قبل أن يضمن تأييد "حزب الله" وعون ليصبح فوز فرنجيه مضموناً. والمطلوب من الدكتور سمير جعجع الذي تربطه بالعماد عون ورقة "اعلان النيات" اتخاذ قرار نهائي وحاسم في موضوع الانتخابات الرئاسية وفق المواصفات التي حدّدتها تلك الورقة، أي "رئيس قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكوّنات الأخرى والايفاء بقسمه وبالتزامات الرئاسة".

 

حذارِ مضايا يا "حزب الله"!

علي بردى/النهار/11 كانون الثاني 2016

يسود اعتقاد في أوساط دولية أن "حزب الله" لا يملك قرار وقف تورطه في الحرب الأهلية السورية. بل أن قيادته لا تدعي ذلك. تسلّم أن مربط هذه الفرس في يد الولي الفقيه. عبث يذهب بأي جهد الى غير مكانه. قد لا تجد قيادة "حزب الله" في الأمم المتحدة "جهة صالحة" للنصح. بيد أن التمعّن الهادئ في سياسات طهران يكشف أن المنظمة الدولية كانت ضرورة ملحّة لرفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية. لا علاقة لهذا الأمر بمدى مشروعية أو قانونية أو حتى أحقية هذه العقوبات. لا ضير إن كانت هذه قدوة حسنة لحزب لا تمنحه عقائده ومبادؤه واجتهاداته هوامش واسعة لسماع نصائح لبنانية. يعتقد مصيباً أن كثيرين يناصبونه العداء. يؤمن مخطئاً بأنه أكبر من لبنان. لا يقتصر هذا التحذير على مقاتلي "حزب الله"، بل يشمل أيضاً لبنانيين آخرين ضلعوا في المقتلة السورية، وبخاصة المنخرطين في صفوف الجماعات المصنفة دولياً أنها إرهابية، مثل "القاعدة" و"الدولة الإسلامية - داعش" و"جبهة النصرة". سيأتي يوم يجد فيه هؤلاء أنفسهم أمام العدالة على ما تقترفه أياديهم. كان "حزب الله" ولا يزال رأس حربة في ما تراه الجمهورية الإسلامية مشروعاً للشيعة في أنحاء العالمين العربي والإسلامي. راهنت على حصان رابح: العداء لاسرائيل التي أرغمتها المقاومة المسلحة على الإنسحاب قهراً من لبنان. حاولت أن تظهر لأكثريات أهل السنّة أن صعود الشيعة ينبغي ألا يكون مستفزاً، على رغم دعم عدد من الدول العربية لعراق صدام حسين في حربه على ايران. آلت استراتيجية طهران الى "نشوء" ما يعدو كونه "هلالاً شيعياً" يبدو الآن ملتهباً ودامياً. بل إنها لا تجد ضيراً في أن يكون لها نفوذ ما في "البدر السنّي". لم يعطها الإتفاق النووي تفويضاً للتدخل في شؤون دول أخرى حتى لو فيها أكثريات أو أقليات شيعية. لا يمكن أن تقبل دولة مثل السعودية أن تقارع ايران واقعاً مكرساً منذ عقود. يجب أن تفعل ايران أكثر كي لا تتحوّل الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق، وربما لبنان، حرباً سنّية - شيعية. يمكن قيادة "حزب الله" أن تسلّي جماهيرها بأن طريق القدس تمر من حلب وحمص والزبداني أو من حيثما تشاء. غير أن الذرائع التي بدأت بالدفاع عن قرى لبنانية شيعية داخل الحدود السورية، ثم عن مقام السيدة زينب لئلا تسبى مرتين، انتهت بعمليات تطهير لـ"الشوائب السنيّة" في "الهلال الشيعي". ما بدأ بحمص قد لا ينتهي بمضايا. تفيد تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 394 ألف انسان يعيشون حالياً تحت الحصار في سوريا. يقيم 181 ألف شخص في مناطق تحاصرها الحكومة، و200 ألف تحاصرهم "الدولة الإسلامية - داعش"، و12500 تحاصرهم قوى المعارضة المسلحة في بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين.

الدفاع عن شيعة الفوعة وكفريا ليس ذريعة لحصار قد يرقى الى جريمة حرب في حق سنّة مضايا. حذار يا "حزب الله"!

 

"حزب الله " يرصد خصومه بعد لملمة حلفائه اللعبة تنذر باستنزاف يطاول قوى معينة

 روزانا بومنصف/النهار/11 كانون الثاني 2016

لملم " حزب الله" حلفاءه، تكشف مصادر سياسية، بعدما ادت مبادرة دعم ترشيح النائب سليمان فرنجيه الى تفجر الوضع الداخلي لقوى 8 آذار، فالتزم كل من "التيار الوطني الحر" و"المردة" هدنة محكومة بعدم التصعيد في ما بينهما او تأزيم الامور اكثر بغض النظر عما تضمره القلوب. في حين ان السقف الايراني المرسوم اصلا منذ اعوام عدة للثنائي الشيعي اي حركة "امل" و"حزب الله" يفرض على كل منهما استيعاب الاخر بعيدا من اي خلافات علنية على ما حصل اخيرا بالنسبة الى انزلاق الرئيس نبيه بري في اتجاه دعم ترشيح فرنجيه خصوصا وفق ما ظهر عشية جلسة الانتخاب التي كانت مقررة في 16 من الشهر الماضي حيث كان يجري بري احتساب اصوات النصاب فيما الحزب على نقيضه في التزامه دعم حليفه العوني. في المقابل يقدم المشهد السياسي لقوى 14 آذار افضل ما يمكن ان يتمناه الحزب بين تسريبات عن اتجاه الدكتور سمير جعجع الى دعم ترشيح عون في مؤشر على تناقض قوي لما يمضي فيه الرئيس سعد الحريري في دعم ترشيح فرنجيه واتساع بون التناقضات بين هذين المكونين الرئيسيين لقوى 14 آذار وبين تقارب يكبر بين التيار العوني و"القوات"، في ظل اطمئنان عميق لدى الحزب بأن جعجع لن يحصل على اي شيء من عون وفق ما تكشف المصادر، ولو ان كثرا يراهنون على ان جعجع يلعب حسابات داخلية مسيحية ايضا على المديين المتوسط والبعيد. فالمكاشفة التي جرت بين عون وقيادة الحزب على اثر اندفاع فرنجيه الى اعلان ترشيحه مستندا الى دعم من الحزب واطلاعه على كل الخطوات التي اقدم عليها، كما قال، ادت الى اعادة تأكيد التزام الحزب دعم ترشيح عون بناء على اوراق عدة وضعت على الطاولة من بينها على سبيل المثال لا الحصر: ان دعم الرئيس الحريري ترشيح عون للرئاسة في مرحلة اولى والتي تميزت بصدق الحريري في هذا الاطار، وفق اقتناع زعيم التيار، قبل ان يتلقى رفض المملكة السعودية السير به اتاحت للحزب ان يستثمر هذا العامل في رمي كرة التعطيل في ملعب المملكة والهجوم عليها. ثم ان تلويح عون بقلب الطاولة معددا جملة شروط تشكل انقلابا حقيقيا على الدستور استفاد منها الحزب في التلويح بمؤتمر تأسيسي في وجه خصومه قبل ان يسقط الحلفاء انفسهم على طاولة الحوار اقتراح عون لانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب. واذ طاولت المكاشفة ما قدمه عون مع اشارته في كل مرة الى انه في حال غيّر الحزب رأيه من دعمه فهو مستعد لتفهمه لقاء ان يتفهم هو خصوصيته ووضعه في المقابل، خلصت هذه المكاشفة الى تأكيد الحزب التنسيق مع عون في اي اقتراح ودرسه جديا في حال ثبت جدواه.

ومع ان التصعيد السعودي الايراني الاخير اعطى فرصة لرافضي مبادرة دعم فرنجيه بان يأخذوا مداهم ويستلهموا اعذاراهم ومبرراتهم على نحو اكبر ويمددوا للفراغ فترة اضافية، فان الواقع كما تكشف المصادر السياسية ان مبادرة دعم فرنجيه لم تكن ناضجة لا من حيث توقيتها ولا من حيث الالية السياسية التي تمت مقاربة ملء الشغور الرئاسي من خلالها. فالتوقيت الاقليمي بدا غير مناسب لاطلاقها في ظل استمرار عوامل التأزيم قائمة ولو قبل اشتداد التوتر بين السعودية وايران، فضلا عن جملة اخطاء ارتكبت على الطريق المؤدي اليها ولم يقع ضحيتها الحريري او فرنجيه فحسب انطلاقا من نفي اللقاء الذي عقد بين الجانبين، وهو ما لم يكن في موقعه، وصولا الى استعجال فرنجيه اعلان ترشيحه بل وقع ضحيتها ايضا كل من الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط ايضا. ومع ان المصادر السياسية استنتجت على نحو مبكر احتمال افشال مبادرة دعم فرنجيه استنادا الى هذه العوامل بالذات، فان ما يحتاج الى كشفه بوضوح هو اسباب وجود مناخات مطمئنة لدى كل من محاوري " حزب الله" اكان من "تيار المستقبل" او من "تيار المردة" للمسار المؤدي الى ترشيح فرنجيه وكذلك وجود مناخات مطمئنة اقليمية ونهائية لدى كل من الحريري وفرنجيه للسير في ما توصلا اليه. في حين تؤكد هذه المصادر ان الحزب لم يكن ليطمئن اصلا لاتفاق يجريه الحريري " كصانع رؤساء" ولو مع التسليم بمرشح اخر من قوى 8 آذار والذي بات بمثابة مكسب لهذه القوى كيفما اتجهت الامور، بحيث يصعب ان يتجه الحزب في اتجاه التخلي عنه الى مرشح توافقي في حال مراوحة ترشيح فرنجيه مكانه بعدما بات يمسك فعليا بمرشحين من تحالفه السياسي اي عون وفرنجيه تم التسليم طوعا بوجوب وصول احدهما الى سدة الرئاسة الاولى متى قرر الافراج عن الانتخابات الرئاسية من جانب خصوم الحزب. لا بل ان ثمة من يرى في انطلاق فكرة ترشيح فرنجيه، وهي على ذمة المطلعين تعود للسفير الاميركي السابق ديفيد هيل، دلالات على اقرار اميركي بان قوى 14 آذار لن تستطيع ايصال اي مرشح لها وانه قد يكون ملائما الحد من الاضرار على نحو مبكر بدعم ترشيح فرنجيه. لكن الخشية الكبرى لدى هذه المصادر تتأتى من ان اللعبة السياسية الداخلية واستنادا الى التطورات الاقليمية وتأثيرها على لبنان قد لا تفسح في المجال امام الحد من الاضرار بل على العكس الى مزيد من الاستنزاف على مستوى الوطن والمؤسسات وصولا الى استنزاف بعض القوى السياسية التي يؤخذ عليها تقديم بعض التنازلات من خارج التفاوض الدقيق والمشروط.

 

اشتباك الخارج ينفّسه حوار الداخل تثبيت شبكة الأمان وإدارة ربط النزاع

 سابين عويس/النهار/11 كانون الثاني 2016

بعدما أفرغ كل من "حزب الله" و"تيار المستقبل" ما في جعبتيهما من احتقان بلغ ذروته على خلفية احتقان مماثل تدور في فلكه كل من طهران والرياض، يعود الفريقان الى رشدهما الذي تقتضيه مصلحتهما السياسية ليلتقيا مساء اليوم الى طاولة حوار ثنائي في عين التينة، يسبقه حوار صباحي موسع في المكان عينه وبالرعاية عينها. فيما تستأنف الحكومة السلامية اجتماعاتها في مؤشر واضح لنية جدية للحفاظ على الستاتيكو السياسي الداخلي بكل مكوناته وظروفه. ليس انعقاد جلستي الحوار الموسع أو الثنائي اليوم، او مجلس الوزراء الخميس، الا ترجمة لإجماع لدى مختلف القوى السياسية على ضفتي الصراع بضرورة التزام تحييد الوضع اللبناني عن تفاعلات المنطقة، لا بسبب عدم تأثر البلاد بهذه التفاعلات، وهي في عمقها، بل لهشاشة الوضع الداخلي الذي تجعله قابلاً للاشتعال لأقل الأسباب او الأحداث المُحتملة، وهو ما يستدعي تنفيساً داخليا للاحتقان المذهبي لمنع تفجره في الشارع، بحيث تشكل طاولة الحوار الثنائي مكانا مناسبا لاحتواء التشنج ومنع تمدده ولإدارة الخلاف وتنظيمه، على ما يقول الوزير محمد فنيش. لن يحمل الحوار الثنائي كما الموسع أي جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي. حتى ولو لامسه عن قرب، فسيكون ذلك لأن الموضوع لا يزال بندا حاضرا على جدول الاعمال. حتى تفجر النزاع بين المملكة العربية السعودية وإيران وتأثيره الكبير على المشهد الداخلي لن يأخذ البلاد الى مواجهة، فهو، وإن يكن أطاح أي فرصة لتحقيق تقدم في الطروحات الرئاسية، لن يسمح بتفجير الوضع في لبنان.

ليس القرار سعوديا وإيرانيا فحسب، وإنما هو لا يزال يتمتع بمظلة حماية دولية تتجاوز التفاهمات الإقليمية. وعليه، فإن انعقاد الحوار الثنائي الذي أكد طرفاه الحرص استمراره، رغم المناخ الاقليمي المتشنج، يثبت الغاية منه: منع الفتنة المذهبية وتخفيف الاحتقان حيالها، إعادة تثبيت الحوار كمساحة تواصل خارج إطار الشارع، واستمرار ربط النزاع ثنائياً ومنه الى الحكومة والحوار الموسع. والاهم إعادة "شدشدة" خيوط شبكة الأمان التي يوفرها الحواران الى جانب الحكومة بعد الخلل الذي أصابها بفعل التعطيل والخطابات السياسية النارية. لن تبتعد طاولة عين التينة الموسعة بدورها عن الملف الرئاسي، لكنها ستقترب أكثر من الموضوع الحكومي وقانون الانتخاب ما دام لا جديد يخرق المشهد الرئاسي المأزوم. وإذا كان هذا الحوار في آخر جلساته قبل عطلة الأعياد قد وفر الغطاء السياسي لتفعيل عمل الحكومة بعد أشهر عدة من التعطيل، فهو مستمر في تأدية هذه المهمة في مرحلة المراوحة السياسية القائمة. وما ترحيل جلسة انتخاب رئيس جديد الى شباط المقبل إلا الدليل الابرز على تجميد البحث في الاستحقاق، أقله حتى اتضاح المسار الاقليمي، سورياً وسعودياً. وهكذا، لا يسقط الطرح المتعلق بترشيح فرنجيه لكنه لا يتقدم، تاركاً المجال مفتوحاً أمام مزيد من المناورات الرئاسية والطروحات، ولكن من دون إحداث خروق.

فلا الرئيس سعد الحريري سيبادر قريبا الى تبني ترشيح فرنجيه علناً، ولا رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع سيعلن ترشيح العماد عون، ولا "حزب الله" في وارد القبول راهناً بعودة الحريري الى السلطة. ومعلوم أن في الوسط السياسي من يقول إن قابلية جعجع لترشيح عون باتت أكبر من قابلية الحريري لترشيح فرنجيه، وربما تجاوزتها أيضا لترسي معادلة جديدة تتطلب إعادة حسابات جديدة من شأنها أن تدخل لاعبين جدداً على طريق القصر الرئاسي في بعبدا. أما على المستوى الحكومي، فيأمل رئيس الحكومة أن تنجح جلسة الخميس في إقرار البنود المطروحة بما يساعد على تسيير شؤون المواطنين. ويؤكد لـ"النهار" حرصه على تحييد المجلس عن القضايا الخلافية، مشيرا الى أن قضايا الناس يجب ان تعالج وان الحلول للأزمات السياسية لم تكن يوماً عبر الحكومة. واستبعد أن يمتنع فريق عن حضور الجلسة، مشيرا الى أن مسؤولية الوزراء كما رئيس الحكومة القيام بواجباتهم حيال الدولة ومؤسساتها والمواطنين. وعليهم ان يدركوا ان شل المجلس يرتب ضررا كبيرا على البلاد في ظل المخاطر المحيطة.

 

نقاش حول مكافحة الإرهاب في 26 ك2 وثناء أوروبي على دور الأجهزة الأمنية

 خليل فليحان/النهار/11 كانون الثاني 2016

يعقد في بيروت اجتماع لبناني - أوروبي لمكافحة الاٍرهاب في 26 من الشهر الجاري، يركز على مراجعة الإجراءات المتفق عليها بين الطرفين منذ 23 شباط 2015 خلال زيارة قام بها منسق سياسات شؤون مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي، وذلك من أجل تحقيق أفضل النتائج لمنع "داعش" من الانتشار في لبنان تجنبا لخططه الاجرامية ولاجتثاث الخلايا التي يحاول ادخالها من سوريا برا او من الخارج جوا، عبر تجنيد عناصر له من دول المغرب العربي بجوازات سفر أوروبية او من الشرق الأوسط. ويندرج هذا الاجتماع التنسيقي في إطار تنفيذ القرارين 2178 و2199. يترأس الوفد الاوروبي منسق شؤون الاٍرهاب في الاتحاد جيل دو كورشوف ويصحبه ضباط نخبة يعملون في مكافحة الاٍرهاب، سيعقدون ورش عمل مع نظراء لهم من اجهزة المخابرات اللبنانية المتخصصة في المجال نفسه، وورشا مع ممثلين للقضاء. وسيلخص دو كورشوف نتائج الورش بمؤتمر صحافي يتضمن خلاصات ما تم التوصل اليه لمزيد من التعاون بين الطرفين.

وأفاد مصدر ديبلوماسي أوروبي في بيروت "النهار" أن المنسقية الأوروبية هي التي أبدت رغبتها في زيارة بيروت لانها تثّمن اداء الاجهزة الأمنية التي تمكنت من تفكيك خلايا ارهابية في مختلف المناطق اللبنانية، وعلى الأخص في البقاع والشمال وفي حالات محدودة في بيروت. كما ان الجهاز الاوروبي لمكافحة الاٍرهاب يثمّن السرعة في كشف مرتكبي الجرائم. وأشار الى شراكة أمنية وأخرى لمكافحة الاٍرهاب مع لبنان في محاور اتفق عليها، وهي: أولا، ضبط الحدود الجوية والبحرية والبرية والحؤول دون تسلل الإرهابيين، ورصد انتقالهم من دمشق واليها. ثانيا، حجب عمليات "داعش" عن وسائل التواصل الاجتماعي. ثالثا، ترشيد السجناء لإبعادهم عن الفكر التكفيري. رابعا، تشجيع الشباب على أعمال معينة. أما الحقل الثاني للتعاون فهو تطوير القوانين الجنائية وفقا لقرار مجلس الامن 2178. والمجال الثالث من التعاون هو تجميد أصول تسهيلات شبكات المقاتلين الى سوريا وبالعكس، مع الاشارة الى قلق أوروبي من لجوء "الدواعش" الى خطف الطائرات. وتجدر الإشارة الى الخروق الأمنية الكبيرة التي وقعت بين الاجتماعين حتى الان في باريس، الاول مجزرة مجلة "شارلي إيبدو" والثاني الهجمات الواسعة التي شنها "داعش" على مواقع في 13 تشرين الثاني الماضي. ولفت المصدر الى أن المنسق الأوروبي جيل دو كورشوف أبدى تقدير الاتحاد لمهنية الاجهزة الأمنية، وأكد ضرورة التعلم من التجربة المغربية التي لا تقتصر على البعد الأمني فقط، بل تشمل الجانب الوقائي من خلال التأطير الديني".

 

ترشيح جعجع لعون ينتظر لقاءهما القريب ويُعدّان ورقة سياسية... و «14 آذار» تدرس الموقف

محمد شقير/الحياة/11 كانون الثاني/16

لن يحمل الحوار الوطني الموسع الذي يرعاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ظهر اليوم في مقر الرئاسة الثانية والآخر الذي يستضيفه ليلاً بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» أي مفاجأة تذكر. ويكاد يكون الجامع الوحيد بينهما تأكيد «ربط النزاع» طالما أن ملء الشغور في الرئاسة الأولى إلى مزيد من الترحيل أسوة بقانون الانتخاب الجديد الذي يناقش حالياً في لجنة التواصل النيابية المكلفة وضع هذا القانون، مع أن رئيسها النائب في حزب «القوات اللبنانية» جورج عدوان يتحدث عن تحقيق تقدم لا ذكر له على لسان أعضاء اللجنة ممن يقولون في مجالسهم الخاصة إن البحث لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات ولم يتم الاتفاق حتى الساعة على البنود التي يمكن التأسيس عليها لإنتاج قانون جديد. ومع أن الحوار الموسع سيركز على تفعيل العمل الحكومي من خلال إعادة الاعتبار لانتظام انعقاد جلسات مجلس الوزراء لئلا يبقى جدول أعماله «بلا دسم» سياسي في ظل استمرار الاختلاف على آلية إصدار القرارات والتصويت عليها بدءاً من الجلسة المقررة الخميس المقبل، فإن عودة الحوار الثنائي بين «المستقبل» و «حزب الله» يأتي هذه المرة على إيقاع ارتفاع منسوب التوتر المذهبي والطائفي ويتلازم مع التحضيرات الجارية لعقد لقاء بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس «القوات» سمير جعجع في ضوء الترويج لموقف تاريخي يصدر عن الأخير يؤيد فيه ترشيح «الجنرال» لرئاسة الجمهورية.

ماذا عن الحوار الثنائي؟

بالنسبة إلى حوار «المستقبل» - «حزب الله» ينقل زوار رئيس المجلس عنه قوله إن هذه الجلسة ستكون من أهم الجلسات الحوارية لأنها تعقد مع تصاعد وتيرة الاحتقان السني - الشيعي في المنطقة على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر ورد فعل إيران و «حزب الله» على إعدامه. وؤكد الزوار أن بري سيبذل قصارى جهده لمنع الفتنة السنية - الشيعية في لبنان، وأنه لن يقف أمام التضحيات للحفاظ على وحدة المسلمين في لبنان كأساس لحماية الوحدة بين المسلمين والمسيحيين. ويضيف هؤلاء أن جلسة الحوار هذه مطلوبة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه رسالة فحواها عدم التفريط بالوحدة الإسلامية وبالتالي فإن الحوار الثنائي هو بمثابة النافذة الوحيدة لخفض منسوب التوتر الطائفي والمذهبي واستيعاب الاحتقان الذي يكاد يسيطر على المنطقة. ويعتبر بري - كما ينقل عنه الزوار - أن الاختلاف لا يمنع الجلوس حول طاولة واحدة تكاد تكون الطاولة الوحيدة في المنطقة التي يلتقي فيها السنة والشيعة. ومع أن بري لم يحبذ احتدام السجال بين «المستقبل» و «حزب الله»، فإن مصادر سياسية مواكبة لردود الفعل وتبادل الحملات بين الطرفين تعتقد أن من حق الرئيس الحريري أن يرد على ما صدر عن السيد حسن نصرالله من حملة على المملكة العربية السعودية. وترى أن الحريري توسع في رده، لكنها تتعامل مع رد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد على أنه ذهب بعيداً في رده وارتجل مواقف سياسية لا يمكن السكوت عنها، خصوصاً عندما أشار في طريقة غير مباشرة إلى زعيم «المستقبل» بأن لا مكان له في لبنان. وتؤكد أن موقف رعد هذا تسبب بمزيد من الاحتقان، وتقول: «لا نعرف رد فعل قيادة حزب الله على موقفه من الحريري لجهة إقصائه عن الشراكة السياسية في البلد وصولاً إلى إخراجه من المعادلة القائمة حالياً مع أن القرار ليس بيده ولن يكون في مقدوره أن يشطبه من الحياة السياسية».

موقف إيران

وتعتقد المصادر نفسها أن لا مصلحة لإيران في دفع البلد إلى هاوية الفلتان الأمني والانحلال السياسي، وترى أن التصعيد بلغ ذروته ولم يعد هناك مبرر لإقحام لبنان في دوامة من الفوضى، خصوصاً أن الاحتكام إلى السلاح أو الاستقواء به سيزيد من هذا الاحتقان. وتسأل المصادر عينها ما إذا كانت طهران لا تدعم الجهود الرامية إلى إنجاز تسوية سياسية في لبنان بذريعة أنها مرتاحة إلى وضع حليفها «حزب الله» في وقت تبدو مربكة في المنطقة وبالتالي تبقى عليه ورقة إلى حين وضوح الرؤية السياسية والعسكرية في سورية؟ كما تسأل أيضاً عن الضمانات السياسية التي تبقي طهران على ارتياحها إلى الوضع في لبنان إلى أمد طويل وهل تستطيع أن تبني موقفها هذا على التمنيات ما لم تكن مقرونة بوقائع على الأرض؟ وفي تقدير هذه المصادر أن بري قد يكون على حق في قوله إن ملف الرئاسة الأولى وضع في الثلاجة، لكن لا بد من إعادة تحريكه في الربيع المقبل، وهذا ما يعيد الاعتبار إلى مبادرة الحريري لملء الشغور الرئاسي بدعم ترشح زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة.

ماذا بين عون وجعجع؟

وفي هذا السياق لا بد من تسليط الأضواء على الاستعدادات السياسية القائمة تمهيداً للقاء عون - جعجع ورد فعل «قوى 14 آذار» في حال حزم رئيس «القوات» أمره ووقف إلى جانب ترشح «الجنرال» لرئاسة الجمهورية. وعلمت «الحياة» من مصادر بارزة في «14 آذار» أن قياداتها التقت ليل أمس برئاسة رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة وفي حضور ممثلين عن جميع مكوناتها، إضافة إلى المستقلين فيها. وناقشت بنداً وحيداً يتعلق بصحة ما يقال عن أن لقاء عون - جعجع أصبح وشيكاً وأن هناك رغبة لدى الطرفين، ولاعتبارات أمنية في الإبقاء عليه سرياً، إلى حين حصوله في معراب مقر رئيس «القوات».

وتلفت هذه المصادر إلى أن مجرد حصول هذا اللقاء ستكون له تداعيات على مستقبل «14 آذار». وتشير إلى تذرع «القوات» بأن لا مانع من عقده لأنه كان سبق للحريري أن التقى عون من دون التنسيق أو التشاور مع حلفائه، ما ترى أنه شكل خطأ، لكن ترشيح جعجع لعون من وجهة نظر أكثرية الأطراف فيها يمكن أن يشكل خطأ أكبر.

وتسأل ماذا سيربح جعجع من دعمه ترشح عون، وهل يستطيع أن يحافظ على موقعه المميز في داخل «14 آذار» وعلى حضوره الإسلامي، خصوصاً بين السنّة وعلى علاقاته العربية في ضوء ما حققه على هذا الصعيد، أم أن تطويره «إعلان النيات» الذي أبرمه سابقاً مع «الجنرال» يتيح له التعويض عن اهتزاز علاقاته في أمكنة سياسية أخرى.

هل من جامع سياسي بينهما؟

وفي المقابل، فإن مصادر رفيعة في «التيار الوطني الحر» و «القوات» أخذت تتصرف على أن اللقاء بينهما حاصل لا محالة وأن التحضيرات السياسية له ناشطة على أكثر من صعيد، لا سيما بالنسبة إلى جعجع الذي يواصل لقاءاته بكوادر أساسيين في «القوات» ليشرح لهم وجهة نظره والأسباب الموجبة للانتقال من «إعلان النيات» إلى دعمه ترشح عون للرئاسة. وتؤكد هذه المصادر أن جعجع يولي في لقاءاته الحزبية اهتماماً خاصاً بـ «الحرس القديم» في «القوات» الذين كانوا رأس حربة في حرب الإلغاء التي خاضوها ضد عون أثناء وجوده في القصر الجمهوري في بعبدا. وتقول إن جعجع وعون كانا أسقطا الاتفاق الثلاثي الذي أبرم في عام 1986 بين «القوات» برئاسة إيلي حبيقة آنذاك وبين الحزب «التقدمي الاشتراكي» وحركة «أمل» برعاية مباشرة من سورية لأنه يتيح للنظام في سورية الهيمنة على لبنان. وإذ تذكر بأن إسقاط هذا الاتفاق حصل في 15 كانون الثاني (يناير) 1986، تلفت إلى أن جعجع يعارض وصول فرنجية إلى الرئاسة لأنه حليف للنظام الحالي في سورية. إلا أن إصرار «القوات» على وضعها إسقاط «الاتفاق الثلاثي» في سلة واحدة مع إبعاد فرنجية عن الرئاسة - ومن وجهة نظرها هذه - قد يشكل إحراجاً لعون الحليف للنظام السوري و «حزب الله». لكنه لا يمنع السؤال ما إذا كان اللقاء المرتقب بينهما سيُعقد في التاريخ نفسه، أي مع حلول الذكرى الثلاثين لإسقاط الاتفاق الثلاثي. وإلى أن يحين موعد هذا اللقاء، يقول مصدر بارز مقرب من عون، إنه سيعقد وأن مجرد حصوله سيشكل إحراجاً للأطراف المسيحيين الآخرين وقد يدفع حزب «الكتائب» إلى الانضمام إليه باعتبار أنه يجمع بين أكبر قوتين في الشارع المسيحي تحت سقف قطع الطريق على انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، «لكن من غير الجائز أن نستبق موقفه قبل صدور موقف مشترك عن اجتماعهما في معراب».

ويؤكد المصدر أن التحضيرات تجاوزت تأييد جعجع ترشيح عون باعتبار أنه قائم ولا مجال للعودة عنه، ويقول إن البحث يدور حالياً حول مرحلة ما بعد ترشيحه وانتخابه رئيساً في حال تأمن النصاب القانوني لجلسة الانتخاب. ويضيف أن عون يعتمد على دور «حزب الله» في إقناع بري بتأييده، لكنه سيتجنب أي إشارة إلى موقف الحزب من لقاء حليفه بجعجع، خصوصاً إذا اقترن بتفاهم على أمور سياسية وأولها قانون الانتخاب الجديد. بدوره يقول مصدر في «القوات» إن إصرار جعجع على إبعاد فرنجية عن رئاسة الجمهورية لا يعني تفريطه بوحدة «14 آذار» أو بعلاقته مع الحريري من موقع تنظيم الاختلاف بينهما حول الملف الرئاسي. ومع أن هذا المصدر يحاول أن يوحي بأن تأييد جعجع لعون لن يرتب تداعيات داخل «14 آذار» وتحديداً على علاقته بالحريري بذريعة أن رئيس «القوات» على موقفه إسناد رئاسة الحكومة إلى الأخير وأن لا عودة عن قراره في هذا الخصوص، فإن تبسيطه لردود الفعل والتخفيف منها يتعارض مع الأجواء التي تسيطر حالياً على علاقة «القوات» بـ «المستقبل». ويؤكد أن موضوع إسناد رئاسة الحكومة إلى الحريري هو موضع نقاش بين عون وجعجع، إضافة إلى قانون الانتخاب والعلاقة مع «حزب الله» وسلاحه في الداخل ومشاركته في الحرب في سورية إلى جانب الرئيس بشار الأسد.

لذلك، فإن لقاء عون - جعجع - بحسب مصادرهما بات وشيكاً، لكن هذا لا يعني أن مرحلة ما بعد تفاهمهما على رئاسة الجمهورية لن تحمل ردود فعل أقل ما يقال فيها إن الطريق إلى بعبدا ليست سالكة حتى إشعار آخر، مع أن تفاهمهما يمكن أن يدفع في اتجاه إعادة خلط الأوراق السياسية من دون أن يؤدي هذا إلى إخراج الرئاسة من الثلاجة على الأقل في المدى المنظور

 

لماذا لا يدرج»حزب الله» في قائمة الإرهاب الدولي؟

داود البصري/السياسة/11 كانون الثاني/16

ثمة أمور غريبة ومريبة تجري وتدور في دوائر صنع القرار الدولية، بعد أن قطع النظام الإرهابي السوري شوطا كبيرا في مهمة إبادة السوريين!، وبعد أن تحولت قصة الحرب في سورية لإرهاب أممي شامل موجه ضد الشعب السوري بعد مشاركة الحليف الروسي الإرهابي الذي تدخل في ربع الساعة الأخير من عمر النظام ليساند الجهد الإرهابي الإيراني وجهود مرتزقة إيران من أهل الأحزاب والعصابات الطائفية العراقية واللبنانية والأفغانية وحتى الباكستانية العميلة: قتل السوريين أصبح في المزاد العلني وفي سوق النخاسة الدولية!، وسوق القتلة أضحى عامراً ببندقيات الايجار وبالمافيات التي تقتل السوريين من أجل المال، فعصابة عصائب أهل الباطل الطائفية العراقية مثلا التي يقودها الإرهابي والعميل الإيراني قيس الخزعلي يتلقى كل واحد من عناصرها شهريا راتبا وقدره 800 دولار أميركي، كما أن الحرس الثوري يدفع لقطعان القتلة في لواء خراسان أو»الفاطميون» رواتب مجزية أيضا، أما عصابة حسن نصر الله المعروفة بعصابة «حزب الله»، فهي اليوم أكبر وأوسع تنظيم إرهابي شرس ومدرب يبدع في قتل السوريين ويمارس بكل همة ونشاط أبشع عمليات التطهير الطائفي، وقد فضح دوره المخزي الأخير في تشديد الحصار القاتل على ريف دمشق وعلى مدينة مضايا الجبلية بالذات والتي شهدت وتشهد أبشع عملية حصار تجويعي قاتل لم يحدث منذ معسكرات الاعتقال النازية الشهيرة! أو لربما في معسكرات الاعتقال السوفياتية أيام ستالين والعجيب والمدهش أنه رغم كل الجرائم والانتهاكات الموثقة بحق عصابة»حزب الله» التي تحولت لآلة قتل إيرانية مباشرة ولمعول هدم للمجتمع السوري ولأداة قذرة في عمليات تطهير طائفي، فإن المجتمع الدولي لم يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية،»حزب الله» يمارس حاليا في سورية دورا إرهابيا لا يختلف بالمرة عما كان يفعله إرهابيوعقد السبعينيات كجماعة أبو نضال أو كارلوس أو بقية الفرق والجماعات الإرهابية المعروفة؟ لماذا لم يدرج اسم الحزب وقادته وعناصره ضمن قوائم الإرهاب الدولي؟ رغم أنهم يمارسون واقعيا وميدانيا أبشع عمليات القتل والتقتيل وحتى الحصار القاتل لأهل مدينة مضايا وريف دمشق عموما وبقية المدن السورية الأخرى، لقد أدخل الحزب آلته العسكرية بقوة في النزاع السوري وارتفعت نسبة خسائره البشرية بدرجة مرعبة أثارت هلع الشباب اللبناني الشيعي الذي يتعرض لمجزرة وهو يشارك في قمع ثورة شعب شقيق تجمعه معه روابط ووشائج قوية؟ وسيرحل قادة الحزب وسيرحل قادة طهران ولن يبقى إلا الشعبان الشقيقان اللذان زرعت جرائم عناصر»حزب الله» العميل بينهما الأحقاد وحفرت أخاديد العداء المرعب، المجتمع الدولي مقصر للغاية في تحويل»حزب الله» للموقع الذي يستحق وهو موقع الإدانة والمحاسبة، وفي الوقت الذي تستمر آلة الإرهاب الروسية في حصد الأحرار وفي ضرب المدنيين بقسوة وفي محاولة اركاع الثوار وكسر إرادتهم، فإن»حزب الله» يمارس الانتقام والجريمة المنظمة التي عرف بها العالم أجمع وتابع فظائعها، فإن العالم ومنظماته الحقوقية والسياسية يصمون آذانهم ويغمضون عيونهم عن متابعة وتقصي جرائم ذلك الحزب التي تجاوزت كل الحدود والسدود والموانع وارتبط مصيريا بالنظام السوري الآيل للسقوط مهما مارس الحزب من إرهاب أسود. نعتقد أن الوقت قد أزف وحانت لحظة الحقيقة لإدراج ذلك الحزب الإرهابي الفاشي وقادته ضمن قوائم الإرهاب الدولي، وهوجهد تقع على دول مجلس التعاون الخليجي وكل أصدقاء الشعب السوري مسؤولية إدارته وتكييفه قانونيا، لكون ذلك الحزب اليوم ضمن أهم أدوات الصراع الإقليمي من أجل الدفاع عن المشروع الإيراني الإرهابي المستهدف لوحدة ووجود دول المنطقة!، مسؤولية وجرائم»حزب الله» الدموية تحتم إحالته لمحكمة جرائم الحرب الدولية وإدانته وإدراجه ضمن قوائم الإرهاب الدولي وملاحقة عناصره الذين كان لهم الدور الكبير في نشر الإرهاب في الشرق الأوسط. لن ينجلي الصراع السوري إلا بعد إحداث متغيرات بنيوية عميقة في الواقع الشرق أوسطي بكل تأكيد.

 

لبنانان لا لبنان واحدا.. في كل مناسبة

خيرالله خيرالله/العرب/11 كانونالثاني،16

الانقسام اللبناني ظهر بوضوح عبر المواقف التي خرجت إلى العلن مع تكشف فصول المأساة التي يعاني منها أهل مضايا البلدة السورية التي يشارك 'حزب الله' في حصارها.

لم يعد هناك ما يتّفق اللبنانيون في شأنه. يظهر كم الانقسام بينهم عميق في كلّ مناسبة، أكانت داخلية أو ذات بعد إقليمي. رحم الله الرئيس صائب سلام، والد تمّام سلام رئيس مجلس الوزراء الحالي. رفع صائب سلام بعد أحداث العام 1958، التي شهدت انقساما واضحا ذا طابع طائفي، شعار “لبنان واحد لا لبنانان”. استطاع لبنان في تلك المرحلة، مرحلة ما بعد تلك الأحداث ووصول اللواء فؤاد شهاب إلى رئاسة الجمهورية، تجاوز مخاطر كثيرة على الصعيد الإقليمي وتفادي الانعكاسات السلبية لهذه المخاطر عليه. كان ذلك بفضل سياسة حكيمة شارك في وضعها أشخاص من مستوى وزير الخارجية السابق فؤاد بطرس الذي توفّي قبل أيّام. كذلك، استطاع لبنان في عهد الرئيس شارل حلو، الذي خلف فؤاد شهاب في العام 1964، تفادي الدخول في حرب حزيران – يونيو 1967، التي عادت بالويلات على مصر وسوريا والأردن، وهي حرب لا يزال العالم العربي عموما والمشرق خصوصا يعانيان من نتائجها إلى اليوم.

لم يكن أسهل من دخول لبنان تلك الحرب والوقوع في الفخّ الذي نصبه وقتذاك البعث السوري لجمال عبدالناصر.

لو أصغى شارل حلو للمزايدين واستجاب لما كان يطلبه منه زعماء كثيرون كانوا يريدون زجّ البلد في حرب خاسرة سلفا، لكان دخل الحرب إلى جانب مصر وسوريا والأردن. عرف شارل حلو كيف يتفادى، وإن مؤقتا، خسارة جنوب لبنان ووضعه تحت الاحتلال. لم يدم صمود شارل حلو طويلا. رضخ أخيرا للضغوط التي مُورست عليه وقبل في العام 1969 توقيع اتفاق القاهرة، وذلك بعد اعتكاف طويل لرشيد كرامي، رئيس الوزراء وقتذاك. كان اتفاق القاهرة يعني، أوّل ما يعني، التنازل عن السيادة الوطنية على جزء من الأراضي اللبنانية، أي أن الدولة اللبنانية لم تعد دولة طبيعية. منذ توقيع اتفاق القاهرة وبدء حلول السلاح غير الشرعي الإيراني، في العام 1982، مكان السلاح غير الشرعي الفلسطيني، زاد الانقسام اللبناني وتعمّق على الرغم من كلّ ما بذله الرئيس رفيق الحريري من أجل إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد. كان اغتيال رفيق الحريري في 2005، خطوة على طريق تكريس الشرخ اللبناني. لم يعد سرّا من اغتال الحريري الأب ورفاقه ومن عمل من أجل تحويل لبنان مستعمرة إيرانية، خصوصا بعد سقوط النظام السوري في 2011 واضطراره، قبل ذلك، في 2005 إلى الانسحاب عسكريا من لبنان. لا تمرّ مناسبة أو حدث، إلّا ويتبيّن أن هناك لبنانيْن وليس لبنان واحدا. في جنازة فؤاد بطرس، الشخصية الوطنية اللبنانية التي ترمز إلى وحدة لبنان بمسلميه ومسيحييه وإلى المحاولة الجدّية التي قام بها فؤاد شهاب من أجل بناء دولة المؤسسات في ظلّ العدالة الاجتماعية، كان الانقسام واضحا.

كان هناك لبنان المؤمن بلبنان. حضر لبنان هذا الجنازة وعزّى ذوي الفقيد الكبير. كان هناك لبنان آخر لا علم لديه بفؤاد بطرس وبما قدّمه للبنان واللبنانيين وما فعله من أجل المحافظة على الكرامة اللبنانية في ظروف بالغة الصعوبة، خصوصا عندما كان حافظ الأسد في أوج عزّه وجبروته. غاب قسم من لبنان، الذي يمثّله “حزب الله” وتوابعه، عن الجنازة التي ذكّرتنا في الوقت نفسه بأنّه لا تزال هناك شخصيات ما زالت تعمل من أجل استعادة تلك الروح التي حاول نشرها على صعيد الوطن كلّه كبار من طينة صائب سلام وتقيّ الدين الصلح اللذين اغتالهما النظام السوري سياسيا. في الكنيسة، حيث جرت مراسم جنازة فؤاد بطرس، كان حاضرا الرئيس حسين الحسيني، أطال الله عمره، وذلك للتذكير بأنّ الأمل ليس مفقودا كلّيا بلبنان الواحد الذي لا يحلّق إلّا بجناحيْه المسلم والمسيحي، على حدّ تعبير صائب سلام أيضا. جاء حضور حسين الحسيني، وهو سيّد حقيقي، لتأكيد أن الخميرة التي يأتي منها الخير لم تفسد بعد.

ظهر الانقسام اللبناني بوضوح أكثر عبر المواقف التي خرجت إلى العلن مع تكشّف فصول المأساة التي يعاني منها أهل مضايا البلدة السورية التي يشارك “حزب الله” في حصارها. هناك لبنان المتضامن مع أهل مضايا ومع كلّ مواطن يعاني من الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه، وهناك لبنان الذي يستمتع بمأساة السوريين ويشارك من منطلق مذهبي في تجويع أهل مضايا وغير مضايا ويعمل على تهجيرهم لمجرّد أنّهم سنّة. كيف يمكن لحزب، يعتبر نفسه لبنانيا، ولديه أعضاء في مجلس النوّاب ووزيران في الحكومة المشاركة في حصار مضايا؟

من جنازة فؤاد بطرس، الذي دافع بكل ما كان يمتلكه عن استقلال لبنان، إلى مأساة مضايا التي يشارك فيها “حزب الله”، وهو لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، عناصره لبنانية، يتعمّق الانقسام اللبناني ويتأكّد حجم الهوة التي تفصل بين لبنانيْن لم يعد يجمع بينهما شيء. لم تعد هناك أيّ قيم مشتركة بين مواطن يطمح إلى أن يكون لديه رئيس للجمهورية وأن يكون لبنان بلدا مستقلّا يمتلك مؤسسات حقيقية، وبين لبنان الذي ليس سوى تابع لإيران وما تريد تحقيقه في سياق مشروعها التوسّعي الذي في أساسه إثارة الغرائز المذهبية. أكثر من ذلك، لم يعد هناك قاسم مشترك بين مواطن لبناني يعرف أن لا خيار آخر أمام بلده سوى أن يكون منفتحا على الدول العربية، في مقدّمها أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبين مواطن يستهدف أهل الخليج ويسعى إلى الإساءة إليهم عن سابق تصوّر وتصميم. هناك من يريد الخير والازدهار للبنان وهناك من يريد نشر البؤس فيه. الفارق بين الخير والازدهار من جهة، والبؤس من جهة أخرى يلخص عمق الانقسام اللبناني الذي لم يعد يفوّت مناسبة إلّا ويظهر فيها.

لم يستطع لبنان حتّى التضامن مع المملكة العربية السعودية بعد التعرّض لسفارتها في طهران ولقنصليتها في مشهد. هناك، بكلّ بساطة، من يريد أن ينزع عن لبنان أي صفة ذات طابع عربي. هناك من يريد تحويله إلى الخروف الأسود في القطيع. هذا جزء مما يتعرّض له لبنان في وقت يتفرّج العالم، على رأسه إدارة باراك أوباما، على المأساة الأفظع منذ الحرب العالمية الثانية، أي مأساة الشعب السوري. هل يعود لبنان موحّدا يوما؟ لبنان ما زال يقاوم، لا يزال فيه رجال يؤمنون بأنّه لن يصحّ إلّا الصحيح في نهاية المطاف، وأنّ الظلم لا يمكن أن يستمرّ إلى ما لا نهاية. في انتظار نهاية الظلم، نحن أمام لبنانيْن وليس أمام لبنان واحد كان يطمح إليه صائب سلام الذي عمل من هدي ما آمن به.

 

نفي العار.. معركة حزب الله الخاسرة

بتول خليل/المدن/الأحد 10/01/2016

نفي العار.. معركة حزب الله الخاسرة تكشف الحملات المضادة لتلك المتضامنة في مواقع التواصل نزعة مخيفة لنزع الإنسانية حتى عن المدنيين

مع محاولات التملّص من تبعات فرض الحصار على مضايا تحولت وجهة "المقاومين" نحو معركة نفي العار وإنكاره، فيما تواصل وسائل إعلام حزب الله، وعلى رأسها قناة "المنار"، البحث والتنقيب عن صور مفبركة، منسوبة إلى مضايا، وراجت في مواقع التواصل، مع السعي إلى دحضها بالدليل ضمن ما أطلقت عليه "حملة التضليل الإعلامي"، واعدة بأنّ "الرد الموثق من داخل مضايا قريب"، علّ "إنجازها" في هذا الإطار، يشيح بأنظار العالم عما يحصل في تلك البلدة، ويحقق بعضاً من التعويض عن انتكاسات عسكرية على الأرض.

ففي مقدمة نشرة أخبارها المسائية، السبت، وضعت "المنار" حملات التضامن مع أهالي مضايا في إطار "التحريض ونكء جراح السوريين"، قائلة إنّه "رغم كل الدلائل والوثائق فإن الكذب عندهم ما زال سلاحاً، لكن نجاح محاولات تلميع صور المسلحين أمر محال". على أنّ قيام "المنار" وغيرها من وسائل الإعلام بإثبات عدم دقة مجموعة من الصور المتداولة في مواقع التواصل حول ما حلّ بالمدنيين في مضايا، إثر الحصار المفروض عليهم، ومنها صور الطفلة مريانا يوسف مازح، التي تبيّن انها ليست سورية، بل من جنوب لبنان وتعيش في بلدة طيرفلسية الجنوبية، واستُغلت صورتها في هذه القضية بعدما سرقت من حساب أحد أفراد عائلتها في "فايسبوك"، لا يعني بأي شكل من أشكال المنطق، بأن الحصار والتجويع غير قائم، وأن ما يتسرب من حقائق ومعلومات ليس إلا من نسج خيال "المتآمرين الأشرار".

حسناً فعلت "المنار" وغيرها من وسائل الإعلام بكشفها مصدر الصور وزمانها ومكانها الحقيقيين، لكن يبدو أن ما فاتهم هو القول إنّ سنوات الصراع السوري لطالما كانت زاخرة بصور ولقطات مفبركة، تطلقها وتروّج لها جهات ناشطة في وسائط التواصل الاجتماعي، إما لضرب التضامن مع قضية معينة، أو الدفع نحو التشكيك في أحقيتها. لكن الوقائع عادت وأثبتت في كثير من الأحيان أن إنكار الحدث وإحاطته بالفبركة والتزييف لا يلغي وجوده وحصوله. وليست الخدمات التي تطلقها كبريات الشبكات الإخبارية، أبرزها "مراقبون" التابعة لـ"فرانس 24"، سوى منصة أثبتت سنوات عملها الطويلة، أن أكبر الأحداث وأهمها في سوريا وخارجها، رافقتها حملات تضليل لمآرب سياسية أو عسكرية أو دعائية، واستغلتها الأنظمة القمعية وداعموها أسوأ استغلال.

وفي حين ترى وسائل إعلام حزب الله أنّ "آخر الحملات التي يجري تسويقها بقوة في مواقع التواصل، تحت عنوان حصار مضايا، وتقودها قنوات داعمة للإرهابيين في سوريا، تندرج في سياق الكذب المبرمج لتشويه الحقائق بغية كسب الرأي العام والتأثير في المنظمات الحقوقية والدولية زوراً لحثها على التحرك"، تشير أيضاً إلى أن الصور المتداولة مستعادة من صور أخذت سابقاً في اليرموك ودير الزور وغوطة دمشق والمعضمية. وهي بذلك، من حيث تدري أو لا، تقرّ، وسط كل هذه المعمعة لنفي التهم عن حزب الله، بإجرام النظام الذي يسانده الحزب بالسلاح والدم وبأسلوب عسكري يسير به بشروط النظام وقواعده. فيما تعكس "زلة اللسان" هذه حجم وثقل الخسارة من الناحية القيمية بعد الغرق في عار تجويع المدنيين، حيث صار الدفاع عن النفس والتبرير ونقل المعارك لجبهات الإعلام ومواقع التواصل هاجساً لرد تهم "الحصار والسقوط الأخلاقي"، الذي فرضته وطأة سقوط مقاتليه في الجبهات الأمامية.

ولما يدرك حزب الله أهمية النفي وتصويب الخطاب الإعلامي نحو كل ما يقلل من شأن قضية مضايا، لما قد يستتبعها من عواقب قانونية وأخلاقية يمكن أن تترتب عليه لاحقاً إثر الممارسات بحق المدنيين، قد تصل إلى حد اعتبارها "جرائم حرب"، فإنّ السؤال عن موقف الحزب من تلاعب حليفه النظام السوري وفبركته لكثير من الصور والحقائق منذ لحظة انطلاق الثورة السورية، يصبح ملحاً اكثر من أي وقت. فكيف يمكن تفسير تسريبات تكشف فبركة التلفزيون السوري لاعترافات تتهم ثواراً بارتكاب جرائم غير أخلاقية لا تتوقف عند الاغتصاب. وماذا يمكن القول عن عشرات الصور المسربة التي عرضها مطلع العام 2014 فريق من المحققين في جرائم الحرب وخبراء في الطب الشرعي، تظهر جثثاً لمعتقلين سوريين تم قتلهم بطريقة وحشية على يد النظام السوري، بعد تعذيبهم وتجويعهم حتى الموت. وهل صار إنكار الواقع فعلاً ملازماً لمواقف الحزب والنظام، بعد وضع الصور والمعلومات، حول استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة ورمي البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين والمجازر في حمص العام 2012، والتي وصفها الأمين العام لحزب الله بـ"شوية إطلاق نار واشتباكات" وغيرها من الفظائع والانتهاكات، في إطار "الافتراء والكذب الذي لا أساس له من الصحة"!

وضمن أسلوب ازدواجية التعاطي مع قضايا السوريين، يصدر حزب الله مؤخراً بياناً حول إعدام الشيخ السعودي نمر باقر النمر، يرى من خلاله أن "السلطات السعودية أعدمته لأنه صدع بالحق وجهر بالصواب وطالب بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم، محكوم بالجهل والاستبداد ومسلوب الحقوق والثورات"، ويعتبر أن إعدامه "سيبقى وصمة عار تلاحق هذا النظام الذي قام على المجازر والمذابح منذ نشوئه وحتى الآن". وفي حين يرفع الصوت عالياً بشأن مظلومية الشيخ النمر، فإن الحزب نفسه، الذي يدين "نظام القتل والمذابح" يحكم اعتباطياً بإعدام الآلاف من السوريين.

لكن الأدهى من ذلك، هو ما يظهره قسم من جمهوره ومناصريه من تقدم بالعدواة للشعب السوري، وكأنه يلحق بتوصيف بشار الأسد لمعارضيه بـ"القوارض والسحالي والجرذان"، حيث تكشف الحملات المضادة لتلك المتضامنة في مواقع التواصل نزعة مخيفة لنزع الإنسانية حتى عن المدنيين. وليس إطلاقهم هاشتاغ #متضامن_مع_حصار_مضايا، وإرفاقه بصور لموائد طعام وصور هياكل عظمية وتعليقات ساخرة، سوى مزايدة رخيصة باللاانسانية وتماهٍ مباشر مع من فقد صوابه العسكري والأخلاقي.

 

مضايا: إنحدارات لبنانية

ساطع نور الدين/المدن/الأحد 10/01/2016

حصار مضايا هو بلا جدال شأن داخلي لبناني اكثر مما هو استثناء سوري. المؤكد أنه دشن تمريناً جديداً على تبادل الأحقاد والكراهيات السنية الشيعية، في واحدة من أخطر مظاهر الفتنة المذهبية اللبنانية، التي لا تزال، لحسن الحظ، تعتبر ان سوريا عنوانها ومبررها الرئيسي. وحسب علم النفس، فانها ظاهرة صحية لبنانية، تطلق المشاعر المكبوتة وتحدد أصحابها وتعريهم وتردهم الى أصولهم وهوياتهم المذهبية الموروثة، التي باتت عنواناً للمجاهرة وحتى المفاخرة بمواقف هذيانية، لم يعد كثيرون يجدون حرجاً في تحويلها الى مادة للنقاش العام، مع انها ثقافة ولغة وصور معتوهين او متخلفين عقلياً أو أولاد شوارع.

مضايا ليست حالة سورية خاصة. سيرة الحرب في سوريا لم تكن سوى فصول متلاحقة من عمليات حصار المدن والبلدات والقرى والتنكيل بسكانها المدنيين وتجويعهم من أجل إجبار الثوار من بينهم على الاستسلام. والخريطة السورية حافلة بالبلدات والاحياء التي سلمت او هادنت تحت وطأة الحصار والجوع، وإكتشفت ان الشكل الحالي من الصراع مع النظام ليس الأنسب ولا الأجدى، بل الأسوأ على الاطلاق، لانه كان ولا يزال السبب الرئيسي لسقوط هذا العدد المخيف من القتلى والجرحى السوريين، ولتشتت هذه الجموع المليونية في بقاع الارض قاطبة.

ولعل عدم تحويل حصار مضايا وغيرها من المدن والبلدات السورية المطوقة من قبل قوات النظام وحلفائه، او من قبل فصائل المعارضة، الى حافز للبحث في ابتكار أساليب جديدة للصراع تحيّد المدنيين وأماكن سكنهم قدر المستطاع، بدلا من استدراج النظام وحلفائه الكثر، وآخرهم الروس لجعلها أرضاً محروقة وغير صالحة للسكن، هو أحد أهم وأكبر مآزق تلك الحرب وطرقها المسدودة على طرفيها وعلى جميع المتورطين فيها…وإن كانت بورصة الدم تضيف هذه الايام رصيداً جديداً في حساب النظام، بحيث تبدو معها فرصة التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار خيالاً بعيداً، ويصبح معها خيار التوصل الى هدنٍ موضعية طموحاً واقعياً، يخفف من الاكلاف الانسانية والاخلاقية على الجميع. وهي معضلة سورية لا يمكن تجاهلها مع اقتراب موعد التفاوض في جنيف بين الفرقاء السوريين، ومع تزايد الضغوط على المعارضة السورية لكي تلتحق بقاعة المفاوضات من دون مطالبها الدنيا المتواضعة وأهمها تخفيف الحملة الجوية والصاروخية للنظام وللروس، وفك الحصارات الخانقة على المدنيين في اكثر من بقعة سورية، وإطلاق جزء من المعتقلين والمعتقلات.. حصار مضايا بهذا المعنى هو تفصيل سوري صغير في تلك اللوحة الدموية، لكنه في المقابل مرتكز رئيسي للمشهد اللبناني الذي إستعاد في الايام القليلة الماضية الكثير من العناوين الجوهرية للصراع الاهلي، السني الشيعي تحديداً، بحيث بدت تداعيات  التوتر السعودي الايراني هامشية بالمقارنة مع الخلاف الرئيسي حول سوريا، والذي  لم يكن يوما يقبع خارج الحدود او يلتزم بها. عدا عن انحطاط المشاعر والغرائز والعصبيات اللبنانية، فان مضايا استدعت حزب الله الى الاعلان الصريح والرسمي، الاول من نوعه، انه يحاصر وحده تلك البلدة، رداً على حصار بلدتي الفوعة وكفريا. المعروف ان الحزب كان وربما لا يزال شريكاً في حصار الكثير من المدن والبلدات السورية وحتى المخيمات الفلسطينية. لكنه كان على الدوام ينكر، وأحيانا يدين مبدأ الحصار، وينسبه الى طرفي الصراع السوري. هذه المرة أعلن مسؤوليته، وقرر تحمل التبعات التي يعرفها السوريون جميعا، ويجهلها اللبنانيون بمعظمهم، او يميلون الى تجاهلها. الحرب السورية قذرة، أيا كانت وجهة النظر إليها. تورط حزب الله فيها لم يكن بالأمر او الإملاء الخارجي الايراني. الحافز المذهبي كان ولا يزال قوياً جداً. هذا على الاقل ما تكشفه طبيعة الجدل اللبناني حول حصار مضايا، والذي وصل الى حد الجنون، ما دفع بعض الحالمين إلى تجديد المطالبة بخروج الحزب من سوريا.. في الوقت الذي يعلن عن إنخراط جديد، وإنحدار إضافي، لا يقل خطورة عن الإنحدارات التي بلغها جمهوره. التعبير عن المشاعر مفيدٌ نفسياً، لكنه مرعبٌ سياسياً وأمنياً وإجتماعيا.

 

حدود الدور الإيراني

غسان شربل/الحياة/11 كانون الثاني/16

الأزمة السعودية - الإيرانية الحالية هي قبل كل شيء أزمة الدور الإيراني في الإقليم. أزمة حدوده. وأزمة طبيعته. وهي أزمة مقلقة. الحرب فيها كارثة. والتوتر الدائم محفوف بالأخطار. والمخرج وحيد. علاقات طبيعية بين دول طبيعية. يحق للإيرانيين أن يعيشوا في الداخل على جمر الثورة. هذا شأنهم وقرارهم. لكن في الخارج لا تستقيم العلاقات إلا إذا قامت مع دولة طبيعية. عندها يمكن اللقاء تحت خيمة القاموس الدولي الذي يحدد الحقوق والالتزامات وآلية حل الخلافات. الدولة الطبيعية تطمئن وإن تعاظم دورها. الدولة المحمولة على رياح الثورة تقلق وإن زينت خيارات المرشد بابتسامات الرئيس.

كانت أزمة الدور الإيراني البند الوحيد على جدول اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي. والبيان الذي صدر بإجماع المشاركين يؤكد أن أزمة الدور الإيراني لا تعني السعودية وحدها. وكانت البند الوحيد على اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة. وقد كشفت مقررات الاجتماع وجود أزمة عربية - إيرانية جوهرها قلق العرب من طبيعة الدور الإيراني وحدوده. تعايش العرب في السنوات الماضية مع اختراقات إيرانية كبرى على ملعبهم. أظهرت التجارب أن إيران صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في بغداد. وتصرفت إيران بعد اندلاع الأحداث في سورية على قاعدة «تكون سورية كما كانت أو لن تكون لأحد». وليس سراً انه لا يمكن تشكيل حكومة في لبنان أو انتخاب رئيس للجمهورية من دون الاستحصال على جواز مرور من طهران. أجد صعوبة في فهم بعض الخطوات الإيرانية التي أدت إلى تحويل الدور الإيراني هاجساً مقلقاً لدى الدول العربية في الخليج. هل قررت طهران الإفادة إلى أقصى حد من النهج الانسحابي لباراك أوباما؟ هل اعتبرت أن توقيع الاتفاق النووي يحيد الغرب ويعطيها فرصة إنجاز انقلاب كبير ونهائي في الإقليم يقوم على تحجيم أدوار السعودية ومصر فضلاً عن تركيا؟

والحقيقة أن ما جرى في اليمن هو الذي حول الدور الإيراني هاجساً مقلقاً. استولى الحوثيون على صنعاء وأسلحة الجيش اليمني. وقاموا بمناورات على الحدود مع السعودية. والأمر الغريب أنهم استولوا على مضيق باب المندب غير آبهين بالقلق الإقليمي والدولي الذي يثيره استيلاء ميليشيا مسلحة على معبر حيوي من هذا النوع. كانت المغامرة الحوثية أكبر من القدرة على الاحتمال والدليل أنها لم تترك للسعودية غير خيار الحرب. هل كانت إيران مضطرة لمغامرة من هذا النوع في اليمن؟ وهل خانت البراعة جنرالات «الحرس الثوري» حين سارعوا إلى الاحتفال باجتذاب عاصمة عربية رابعة إلى الفلك الإيراني؟ وهل أساءت إيران تقدير قدرة السعودية على اتخاذ قرار كبير من دون دعم واشنطن؟ وهل يندرج استهداف السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران في هذا السياق؟ لا ينكر أي عربي أن إيران دولة كبيرة وعريقة في الإقليم. ولا ينكر أحد أن من حقها بهذه الصفة أن تكون صاحبة دور ونفوذ. لكن تجربة أهل الإقليم في الأعوام الماضية تضعهم في حيرة. هل تريد إيران دوراً بارزاً في الإقليم أم تريد الدور الأول فيه؟ وهل سعيها إلى الدور الأول يتضمن بالضرورة تحجيم أدوار سائر القوى الإقليمية وخصوصاً السعودية صاحبة الثقل العربي والإسلامي بحكم قوتها الاقتصادية وموقعها الديني؟ وهل يطمح الدور الإيراني إلى انتزاع زعامة الإقليم وموقع الزعامة في العالم الإسلامي أيضاً؟ وهل يغيب عن بال طهران أنها لا تمثل الأكثرية لا في الشرق الأوسط ولا في العالم الإسلامي؟ وأن إصرارها على انتزاع هذا الدور يتخذ في النهاية منحى انقلابياً لا بد أن يصطدم بمصالح الأكثرية ومشاعرها؟ يحق لإيران أن تكون صاحبة دور بارز في الإقليم. لكن هل يحق لها حجز هذا الدور من دون الالتفات إلى حصانة الحدود الدولية والقوانين الدولية والأعراف الديبلوماسية؟ وهل يحق لها أن تنشئ على أراضي الآخرين جيوشاً موازية مستقلة؟ وهل يحق لها أن تعتبر نفسها المرجع الديني والسياسي معاً للشيعة العرب وأن تذهب في محاولة اجتذابهم إلى حد تهديد سلامة خرائط بلدانهم والنسيج الوطني فيها؟ وهل يحق لإيران التدخل لاعادة صياغة المشهد السياسي في دولة عربية واعتبار أي تدخل عربي هناك لاحتواء تدخلها عدواناً خارجياً؟ ساهمت إيران في جعل السؤال عن حدود دورها السؤال الأول لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومعها دول عربية وإقليمية. السؤال عن حدود الدور الإيراني هو سؤال عن حدود دور العرب في الإقليم وعن شروط أمنهم واستقرار دولهم وسلامة نسيجها الوطني. وهو سؤال أيضاً عن دور الأكثرية السنية فيه في ضوء الدورين الإيراني والروسي. والسؤال لا يعني أبداً التمهيد لحرب يتفق الجميع في اعتبارها كارثة بل لعله فرصة لمغادرة لعبة حافة الهاوية والعودة إلى علاقات شبه طبيعية تغيب عنها الاختراقات الحادة التي تمزق دولاً وتدمي شعوباً..

 

توتر مقيم ينتظر وجهاً آخر لإيران أو... خرائط جديدة

جورج سمعان/الحياة/11 كانون الثاني/16

التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران بلغ ذروة لم يشهدها من قبل. وصل إلى حافة الهاوية. هذه نتيجة طبيعية لحرب باردة طويلة بينهما تجلياتها في حرائق مستعرة من اليمن إلى سورية والعراق. ولم تخل من انخراطهما الميداني المباشر هنا وهناك. التوتر فرضته تداعيات وتراكمات كثيرة، بمقدار ما جاء مؤشراً إلى مقدمات واستحقاقات. من التداعيات القريبة فشل الهدنة في اليمن مع فشل محادثات جنيف السياسية. وسعي الحوثيين إلى اختراق الحدود الشمالية مع المملكة وإشعالها. وتعثر التسوية الرئاسية في لبنان. وحملة طهران على مؤتمر المعارضة السورية في الرياض ورفضها نتائجه، في ضوء شعورها المتنامي بأن روسيا باتت لها الكلمة العليا في دمشق. فضلاً عن توجسها من الدور الأميركي في العراق وبلاد الشام عموماً. وأخيراً وليس آخراً قلقها من عزلة في الفضاء الإسلامي لإبعادها عن التحالف الإسلامي العسكري الواسع بقيادة الرياض. وهذه ينتابها قلق من الدور الأميركي الملتبس. إذ تعتبر أن واشنطن راعت وتراعي تقديم طهران نفسها القوة الإقليمية الكبرى فيما تواصل بناء ترسانتها الصاروخية. ومن المقدمات حاجة التيار الإيراني المحافظ إلى إعادة استنفار الشارع الداخلي على أبواب الانتخابات الشهر المقبل. وهي حاجة فرضها مزاج شعبي ينتظر انفراجاً سياسياً واقتصادياً ثمرةً للاتفاق النووي الذي حققه فريق الرئيس حسن روحاني وعزز مواقع الفريق الإصلاحي في البلاد.

جاء رد الفعل الإيراني على حكم القضاء السعودي بإعدام 47 متهمين بالإرهاب بينهم الشيخ الشيعي نمر النمر، الشرارة التي أعادت إشعال فتيل التوتر. ويستبعد أن تنجح أي وساطة في تسوية قريبة للخلاف بين البلدين. عامل الوقت كفيل بتهدئة التوتر الناشئ، ما لم تنزلق المنطقة كلها إلى مواجهة واسعة. كلا الطرفين لا يرغب في الذهاب بعيداً إلى مثل هذه المواجهة. لكن استمرار الحرائق مع تراجع فرص التسويات من اليمن إلى سورية يظل نذير سوء. وقد لا يكون التعويل على ضغوط القوى الكبرى المخرج الوحيد. صحيح أن هذه لا يمكنها السماح أصلاً بحرب شاملة ومباشرة. لكن الاكتفاء الأميركي والغربي عموماً بإدانة الإعدام من جهة واقتحام مقرين لبعثتي المملكة لا يؤشر إلى جدية لكبح جماح الصراع المذهبي. فالتسوية لا تقف عند معالجة تداعيات اقتحام السفارة السعودية. تتجاوز الخلافات قضية أو مشكلة طارئة بين الطرفين. وصول العلاقات إلى هذا الدرك كان نتيجة طبيعية لسياسات نهجتها طهران لسنوات. وتعزز تمسكها بها بعد اتفاقها النووي مع الدول الكبرى. وهذا واضح من الحرب الدائرة في اليمن وسورية والاستعصاء السياسي في لبنان والعراق. وهو ما رفع وتيرة الاستقطاب وامتدادها خارج حدود الإقليم. ولن تتوقف المملكة عن رفع التحدي، إذ لا يكفي أن يتهم المسؤولون في طهران عناصر مندسة وغير مسؤولة بحرق السفارة السعودية، فيما مواقفهم تنذر القيادة في الرياض بالويل والثبور وعظائم الأمور! هذه المواقف المتناقضة تثبت بوضوح أن لا شيء تغير في الجمهورية الإسلامية.

التسوية إذاً لا تشمل مشكلة أو حادثة بعينها. إنها لائحة طويلة من القضايا الشائكة والمعقدة. وما لم يبدأ التفاهم الجدي على حلول سياسية مرضية لجميع الأزمات أو الحروب الأهلية في المنطقة، سيظل التوتر سيداً. مثل هذه الحلول لا يمكن تحقيقها في ظل الاستراتيجية التي تنهجها إيران منذ قيامها قبل ثلاثة عقود. كان التعويل على أن تعود، بعد اتفاقها النووي مع الدول الكبرى، إلى ممارسة سياساتها تحت سقف الشرعية الدولية وأعرافها ومواثيقها. لكنها تجازف بتبديد صلاتها بالعالم الإسلامي الواسع، وليس الخليجي أو العربي. فليس المطلوب ما تتمناه القيادة الإيرانية من تغيير للنظام في المملكة، بمقدار ما إن المطلوب أولاً وأخيراً أن تكف عن التدخل في شؤون الآخرين. وأن تترجم فعلاً عودتها إلى كنف الشرعية الدولية، بالتزام شرعتها وأعرافها وأدواتها. لا يمكن المملكة ولا أي بلد عربي أن يقبل بأن تتوكأ الجمهورية الإسلامية على أدوات محلية في هذا البلد العربي أو ذاك، بحجة الدفاع عن أبناء المذهب الشيعي. لأنها بذلك تمنح الآخرين شرعية التدخل علناً في شؤونها الداخلية بذريعة حماية الأقليات المذهبية أو العرقية. كما أنها لا يمكن أن تزايد على الآخرين في مجال التعامل بميزان المساواة والندية مع رعاياها على اختلاف مذاهبهم أو عرقياتهم. أي أن المطلوب رسو النظام الإيراني على «وجه» جديد واحد، خصوصاً في مجال إدارته علاقات الجمهورية ومصالحها مع الخارج. وليس «الوجه الإمبراطوري» الجاثم فوق أربع عواصم عربية، كما تغنّى أركانه طويلاً قبل أن تفتح الأبواب واسعة بين طهران وعواصم الغرب عموماً وواشنطن خصوصاً. بالطبع يصعب في هذه المرحلة أن يتوقع المتوسطون طلاقاً بائناً بين النظام وماضيه القريب والبعيد. سيمر وقت طويل قبل أن تقتنع إيران بأنها لا يمكن أن تكون نداً للقوى العظمى. فلا أحمدي نجاد تمكن في ولايتيه أن يقيم «أمم متحدة» جديدة للحد من سيطرة الكبار. ولا «حلف الممانعة» الذي روج له استطاع أن يمسك بالمنطقة. ولا الذين قبله تحقق لهم «تصدير الثورة». بل لم تستطع الآلة الإيرانية أن تهضم ما تعتقد بأنه بات لها في العراق. وحتى سورية انتقلت سريعاً إلى يد موسكو، فيما «فضائل» التركيبة اللبنانية لم تسمح ولن تسمح لأي طائفة أو مذهب بأن يمسك بتلابيب السلطة والقرار في البلد الصغير. بينما يدفع اليمنيون جميعاً ثمن مغامرة الحركة الحوثية، مثلما دفعت القضية الفلسطينية وتدفع ثمن تشتيت وحدة فصائلها.

سعت إيران منذ إحكام الحصار الدولي عليها، قبل البرنامج النووي وبعده، إلى تحقيق حضورها على الساحة الدولية بعيداً من الأحكام والأعراف المرعية. ألقت بثقلها خلف القضية الفلسطينية. وسعت إلى تكريس نفسها طرفاً مباشراً في الصراع مع إسرائيل. ووفرت لها المقاومة الإسلامية في لبنان هذا التماس مع الدولة العبرية. وتعزز ذلك أيضاً إثر وقوفها خلف «حماس» و «الجهاد الإسلامي». وشكلت لها «الحروب الأميركية الاستباقية» لاحقاً، ثم الاضطرابات في عدد من الدول العربية وإشاحة أميركا وجهها نحو المحيط الهادئ، وتخبط النظام الدولي وعجز القوى الكبرى عن القيادة، فرصة ثمينة لمزيد من التدخلات. توسلت قوى وأحزاباً مذهبية دعمتها ومولتها وسلحتها لتكون أدوات لها بديلة من تغييبها في ضوء الحصار الاقتصادي الدولي. كما أن حرص الإدارة الأميركية الحالية على إعادة فتح الأبواب أمام الجمهورية الإسلامية، أتاح لهذه مزيداً من حرية الحركة. فواصلت اعتمادها على هذه القوى والميليشيات رافعةً لتحقيق مطامحها القومية واستعادة دورها الإمبراطوري. لم تنجح في تصدير «ثورتها الإسلامية» في عالم غالبيته العظمى من السنّة. ولم تجد ضيراً في تغليف طموحاتها القومية بعقيدتها المذهبية مستندة إلى قوة عسكرية متنامية من أجل اختراق المنطقة. وهو ما شكل ولا يزال تهديداً لدول عربية عدة، خصوصاً دول الخليج. أمام هذا التحدي المصيري، شعرت السعودية بأن عليها أن تأخذ على عاتقها إعادة تصحيح ميزان القوى في الإقليم، بما يضمن الأمن والاستقرار والحد الأدنى من النظام الأمني الخليجي والقومي العربي عموماً. في حين كانت دول الاعتدال العربي تعول على واشنطن لأداء هذا الدور الذي سبق أن لعبته، إلى حد ما، أيام حكم الشاه. وكانت طهران تعي من زمن أنها لا يمكن أن تسيطر على الإقليم وأن تواصل خطتها لتطويق شبه الجزيرة العربية، في ظل معارضة تقودها المملكة التي تتمتع بثقل وازن على المستوى الإسلامي والعربي، دينياً وسياسياً واقتصادياً.

صحيح أن إيران ليست المسؤولة وحدها عن ضرب النسيج الوطني في أكثر من بلد عربي في ضوء الرياح التي تعصف بالمنطقة. ثمة أسباب بنيوية داخلية وخارجية كثيرة أشبعت درساً وتحليلاً. ليس أولها تعقيدات الخرائط في المنطقة التي ساهمت في هز الوحدات الوطنية وتأجيج الصراعات، الأهلية والإقليمية. فالحدود التي رسمها الخارج لمعظم دول المشرق العربي لم تراع «حدود» انتشار المكونات على أساس ديني أو مذهبي أو عرقي أو حتى قبلي، بمقدار ما راعت مصالح الدول الاستعمارية في تقاسمها تركة «الرجل التركي المريض». إضافة طبعاً إلى استبداد أنظمة وحكام... لكن الجمهورية الإسلامية كانت سباقة إلى ركوب مركب تعميق الخلافات والمخاوف والهواجس. واستعجلت وتيرة الإفادة من الفوضى التي ضربت عدداً من الدول العربية، بعد سقوط رهانها على «الربيع العربي»، أو «الربيع الإسلامي» كما وصفه المرشد الأعلى السيد علي خامنئي. كان عليها أن تمارس دوراً مسؤولاً عن استقرار لا بديل منه في الإقليم. فلا قوة أو دولة يمكن أن تتجاهل وجودها دولة إقليمية كبرى لها مصالح وأمن قومي. لكن الحفاظ على هذه المصالح وهذا الأمن لا يكون بتقويض مصالح الآخرين وضرب أمنهم وتهديد كياناتهم بميليشيات أو «جيوش خاصة»... إلا إذا كانت تراهن على مواقع على وقع دعوة كثيرين إلى إعادة النظر في الخرائط وحدود الدول القائمة في المشرق. ولكن حتى هذا المصير لن تنجو منه هي ولا بعض دول الجوار العربي. شهد الخليج ثلاث حروب إقليمية كبرى، ويعيش بين نيران حارقة في اليمن والعراق وسورية وتوترات في ظهرانيه، فهل يسقط الإقليم من على حافة الهاوية، أم ينتظر مفاجأة في الانتخابات الإيرانية تلبس بعدها إيران وجهاً آخر جديداً، أم تبدل خرائطُ جديدة وجهَ المنطقة كلها؟

 

إيران ستتغير إذا واجهت موقفاً عربياً

 داود الشريان/الحياة/11 كانون الثاني/16

دول مجلس التعاون أعلنت وقوفها مع الرياض ضد التجاوزات الإيرانية، مؤملةً أن تسجل الدول العربية الأخرى موقفاً قوياً في اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة الذي عقد أمس. اجتماع وزراء الخارجية العرب لبى أمنية دول التعاون، ودان اعتداء إيران على السفارة والقنصلية السعوديتين، ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عامة. المطلوب اليوم موقف أكثر من الإدانة. إقدام إيران على "تسهيل" حرق السفارة والقنصلية السعوديتين، ينبغي أن يصبح نقطة تحول في الموقف العربي تجاه طهران. ليس المطلوب إعلان الحرب على إيران بل اتخاذ موقف سياسي جماعي، يترجم الرسالة السعودية للنظام الإيراني. مشكلة العرب مع الجارة المسلمة أنهم يتعاملون معها في شكل منفرد. يتعاطفون مع دول عربية تواجه أزمة مع إيران، ويبقى الموقف عند هذا الحد. ولهذا استطاعت طهران على مدى العقود الأربعة الماضية أن تتدخل في شؤون الدول العربية من دون أن تخشى موقفاً عربياً مشتركاً. أيدت اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ووضعت اسم القاتل على أحد شوارع طهران، وقطعت مصر علاقاتها مع إيران، وبقيت علاقات هذه الأخيرة مع بقية العرب، فتمادت تالياً، وتدخلت في لبنان والبحرين والعراق وسورية وأخيراً اليمن. وعلى رغم ذلك تمسك العرب ببيانات الإدانة، وبقية العلاقات الثنائية سمناً على عسل. هذا النهج مارسه من قبل مجلس التعاون، استمر على مدى عقود يضمّن بياناته رفض الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، ولكن، من دون موقف جماعي يشكل ضغطاً على طهران، وهو ما جعل إيران ترفض التفاوض مع المجلس في قضية الجزر، ليس بسبب رفضها مجلس التعاون، الذي تعتبره تجمُّعاً إقليمياً موجَّهاً ضدها، بل لأنها تسمع بيانات جماعية لا تترجم على صعيد العلاقات الثنائية معها، ولهذا أصبحت تتعامل مع دول المجلس في شكل منفرد. هذه السياسة ساهمت في إضعاف دور مجلس التعاون وغياب تأثيره في توحيد مواقف دوله تجاه السياسة الإيرانية. المطلوب عدم تكرار خطأ دول مجلس التعاون، من خلال وقف هذه الازدواجية في التعامل مع السياسة الإيرانية. لا بد من توحيد الموقف الجماعي، الذي يدّعي الغضب، بالآخر المنفرد الذي يتصرف في معزل عن التجاوزات الإيرانية، وتسخير العلاقات الثنائية مع طهران لدعم الموقف الجماعي، والسعي إلى وقف أي تحرُّك يكرّس عدم مبالاة إيران بموقف عربي صارم. الأكيد أن تبني الدول العربية موقفاً جماعياً تجاه طهران، بدءاً من تعليق العلاقات الديبلوماسية ووقف التبادل التجاري ورحلات الطيران، سيجعل إيران تعاود النظر في سياساتها تجاه الدول العربية. ومن دون هذا الموقف فإن إيران ستستمر في استخدام الورقة الطائفية، وفرض وصاية على الشيعة العرب، وإشغال المنطقة بحروب مذهبية.

 

الطريقة المثلى في ردع إيران

 موسى برهومة/الحياة/11 كانون الثاني/16

كشف الاعتداءان المتزامنان على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية، وحرقهما، عن نوايا مبطّنة تجاوزت دعاء ورغبة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بأن يطال «العقاب الإلهي حكام السعودية» بعد حادثة إعدام 47 شخصاً من بينهم رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر الذي أصدرت محكمة في الرياض متخصصة بقضايا «الإرهاب»، قبل عام، حكماً بإعدامه بعدما دانته بتهم «الدعوة إلى الفتنة» و «حمل السلاح» و «الخروج على ولي الأمر». فقد هدّد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بأنّ «إعدام الشيخ النمر سيكلف السعودية ثمناً غالياً»، مع أنّ الأنباء، من مصادر متعدّدة، تُفيد بأنّ طهران أعدمت، العام الماضي، زهاء ألف شخص، بل إنّ منظمات حقوق الإنسان تصنّف إيران باعتبارها من أكثر الدول تنفيذاً لأحكام الإعدام في العالم. ولئن كشف الاعتداء على المقار الديبلوماسية السعودية في إيران عن أحقاد تاريخية «فارسية» مع الجيران العرب، وبخاصة دول الخليج، إلا أنّه كشف، وهذا هو الأهم، عن ثقوب في ثوب التضامن العربي، لا يتعيّن القفز عما تحمله من استحقاقات لا تخفى على الرياض بالتأكيد. وما يلاحظه المراقب أنّ ردّة الفعل العربية، وبخاصة بعض دول الخليج (قطر وعُمان تحديداً) جاءت دون المستوى المأمول، فالبلدان صمتا أربعة أيام، قبل أن تتحرك الدوحة فتستدعي سفيرها من طهران، في حين اكتفت مسقط بالأسف، واعتبار إحراق السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران أمراً «غير مقبول»، بينما سارعت الكويت على الفور إلى استدعاء سفيرها من طهران، وخفّضت الإمارات مستوى التمثيل الديبلوماسي مع إيران، وقطعت البحرين علاقتها مع طهران.

وكانت الدولتان العربيتان الوحيدتان، خارج دول الخليج، اللتان قطعتا علاقاتهما بإيران هما السودان وجيبوتي، فيما اكتفت مصر وتونس بالإدانة، واستدعى الأردن السفير الإيراني في عمّان وأبلغه احتجاجه على الاعتداء. وما يجعل ردّ الفعل العربي مخيّباً للآمال، أنّه تغافل عن حقيقة أساسية، وهي أنّ إحراق المقرّات الديبلوماسية السعودية، جاء تتويجاً للشحن السياسي والعسكري والمذهبي الذي تشنّه طهران ضد الرياض وبعض دول الخليج، فضلاً عن تدخلاتها في العراق وسورية واليمن ولبنان، ومصر وسواها من بلدان تطاولها نزعتها التوسعيّة التي دفعت وزير الاستخبارات الإيراني السابق حيدر مصلحي، إلى التباهي بأنّ بلاده «تحتل أربع عواصم عربية»، فضلاً عن تطويقها باب المندب، من خلال الدعم غير المحدود للحوثيين في اليمن. أضف إلى ذلك، أنّ في تغليب بعض الدول العربية مصالحها السياسية، والاعتصام بالبراغماتية في علاقتها بإيران، والتغاضي عن تدخلات إيران المتواصلة في سياسات الدول الأخرى، ووصايتها على مواطني تلك الدول، ما يـــبعــث على الشعور بـــأنّ ردع إيران ومحاصرتها أمرٌ ليــس في متناول اللحظة العربية الراهنة، وهذا يمنح دولة ولايـة الفـقـيه المزيـد من الثقة والدعم، ما دام أنّ الغاضبين حفنــة قليـلة، وأنّ كفة المستفيدين من عدم توتيــر علاقات بلادهم بطهران، أكثر رجحاناً، خشية أو انتهازيّة أو نأياً بالنفس عن الاشتباك في ما لا يحتلّ أولوية في قضاياهم الوطنيّة. إنّه درس بليغ، يؤكد الوجه القبيح للسياسة، وتحالفاتها الانتهازيّة، وتحلّلها من الثوابت والمعايير الأخلاقية. كما يكشف، علاوة على ذلك، سقوط «أكذوبة التضامن العربي» رغم أنّ من يتعين التضامن معه والوقوف المخلص إلى جانبه، دولة كبرى بحجم السعودية تسعى لحماية نفسها والآخرين من نزعة التوسع والغطرسة والتوحش الإيراني، ولئلا يرتفع باضطراد عددُ العواصم العربيّة التي يتباهى قادة إيران باحتلالها!

 

السنيورة: المستقبل سيعاود الحوار مع حزب الله الاثنين ومجاعة مضايا جريمة لا يستطيع احد ان يغطيها

الأحد 10 كانون الثاني 2016

وطنية - أعلن رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أن "تيار "المستقبل" سيعاود الحوار مع "حزب الله" في جلسة يوم الاثنين، وأن الأمور التي سمعناها مؤخرا وسببت تشنجا وتوترا ستكون مادة للبحث"، معتبرا انه "ليس هناك من مصلحة لأحد في ان ترتفع نبرة الخطاب السياسي، والتنكر لصيغة لبنان واتفاق الطائف". وأكد على هامش لقاءاته في مكتبه بالهلالية مع شخصيات ووفود من صيدا والجوار، أن "الأفكار المتعلقة بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية ما زالت موجودة على الطاولة ولم تسحب، ولكن اتت ظروف اخذت هذا الأمر بعيدا عن الاهتمام"، لافتا إلى أن "أحد أسباب فرملة التسوية، موقف "حزب الله" الذي يضع شروطا حتى لا تتم، كما يقول المثل العامي: "اللي ما بدو يجوز بنتو بيغلي مهرا". وشدد على أهمية "دعوة رئيس الحكومة تمام سلام لعقد جلسة لمجلس الوزراء"، مؤكدا أنه "لا يمكن لدولة ان تبقى غير قادرة على ان تقوم بدورها، وتسير امور الناس"، وقال: "ان رئيس الحكومة عندما يضع جدول الأعمال يكون ذلك في ضوء ما يعتقده انه لا يؤدي الى مزيد من التوتر، وانا اعتقد ان رئيس الحكومة عندما وضع جدول الأعمال، ودعا الى هذه الجلسة كان هذا هاجسه والأسلوب الذي يعتمده". وفي ما يتعلق بمأساة مضايا السورية، قال السنيورة: "انها جريمة العصر، ووصمة عار في جبين الرأي العام الدولي، ولا يمكن السكوت عليها، معتبرا أن "أحدا لا يستطيع ان يغطي هذه الجريمة". وأضاف: "اخشى أن يكون "حزب الله" مشاركا في هذه الجريمة، واتمنى وادعو الله ألا يكون هذا الكلام صحيحا، ولكن على "حزب الله" ان يبين ويبرهن للناس انه لا يشارك فيها"، داعيا المجتمع الدولي إلى "رفع الحصار عن اهل مضايا وإتخاذ قرارات حاسمة بادانة هذه الجريمة ومعاقبة من ارتكبها".

وجاء النص الحرفي لكلام السنيورة على النحو الآتي:

الحوار

بالنسبة إلى موضوع الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، قال: "في الحقيقة اننا لطالما اوضحنا وجهة نظر "تيار المستقبل" في موضوع الحوار، بأننا دائما كنا دعاة حوار وسنظل، ونحن مستمرون في كوننا دعاة حوار، وهذا الحوار هو بين اشقاء في الوطن وشركاؤنا في الوطن هم جزء من هذا الوطن وليس هناك من بديل آخر سوى الانفتاح على بعضنا بعضا. لكن هذا مع اقرارنا دائما ان هناك اختلافات اساسية في ما بيننا نريد الا تتحول هذه الاختلافات الى خلافات، وأن لا يكون نتيجة ذلك ايضا مزيد من الشقاق ومزيد مما يسمى الابتعاد عن بعضنا بعضا، بما يوصل الى استعمال لغة غير مقبولة قد تصل الى العنف، وهذا امر مرفوض منا كليا ولا نقبل به. لذلك نقول أن هناك حاجة مستمرة للانفتاح على بعضنا بعضا، وهذا ما دفعنا لأن نلجأ الى هذا الأسلوب من التواصل الذي نستطيع به ان نبحث في ما بيننا المسائل التي نحن مختلفون عليها".

واضاف: "ذكرت اكثر من مرة وكذلك الرئيس سعد الحريري وكل نواب "كتلة المستقبل"، وأيضا "تيار المستقبل"، كانوا دائما يبينون ان هناك اختلافات وقضايا أساسية تتعلق بسلطة الدولة وبمواضيع التدخل في الحرب الدائرة في سوريا لصالح النظام الجائر الذي يقتل شعبه، وذلك ضد ارادة باقي رفقاء الوطن الذين لم يستشاروا عندما اراد "حزب الله" ان يتدخل في سوريا، هناك مسائل تتعلق بالسلاح وتتعلق بعدم التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية وهناك مسائل تتعلق بموضوع سرايا المقاومة، وبموضوع المحكمة الدولية، مسائل عديدة، وقلنا اننا ندخل الى هذا الحوار مقرين بأن هناك اشياء عندما دخلنا في الحوار كان الهدف منه ان نرى كيف يمكن ان نتوصل الى اتفاق بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، وكيف يمكن ان يسهم ذلك في خفض حدة الخطاب السياسي، وان يؤدي ذلك الى معالجة القضايا المتعلقة بالخطط الأمنية في شتى المناطق اللبنانية، وتعود الدولة لتفرض سلطتها فيها، وايضا في ما يتعلق بهذا الانتشار للسلاح الذي يشترك فيه مجموعات يستعملها "حزب الله" ليفرض سلطته وهيبته ووهج سلاحه على كرامة الناس وعلى حق الدولة في فرض سلطتها عن طريق سرايا المقاومة".

وتابع: "دخلنا الحوار وفعليا لم يحقق الحوار هدفه، لكننا ومع ذلك نقول ان هذا الحوار ضروري من اجل ابقاء هذا التواصل في ما بيننا، ولنؤكد دوما ان هذه المسائل التي نختلف فيها هي موجودة على الطاولة عندما يجتمع ممثلو "حزب الله" وممثلو "تيار المستقبل"، هذه المسائل التي نختلف فيها موجودة على الطاولة، ونذكر بها وكل يوم يذكر بها التيار بأن هذه المسائل يجب ان نجد لها حلا، لكن هذا لا يعني ان نبتعد عن بعضنا بعضا، وان نصل الى حدود المجابهة بين بعضنا بعضا، وهذا أمر غير مقبول، لأننا في النهاية نحن كلنا جزء اساسي من هذا الوطن، وبالتالي، علينا ان نصل الى حلول في ما خص هذه المشاكل التي نعاني منها".

وأردف: "موضوع معاودة الحوار في ضوء التصريحات الهمايونية التي سمعناها منذ ايام عدة، التي نصب احدهم نفسه وكيلا عن بقية اللبنانيين ليقول فلان يعود وفلان لا يعود وفلان يكون له دور ولا يكون له دور، وان هذا الفلان هو ايضا من يخطف صلاحيات رئيس الجمهورية، التي يجب ان نعيد النظر فيها، وبالتالي، ان نعيد النظر باتفاق الطائف وغيره كل هذه القضايا هي مرفوضة كليا. ومع ذلك نحن نقول ان موقفنا شديد الوضوح في هذا الشأن، وبالتالي عبرنا عن موقف "تيار المستقبل" في موضوع الحوار منذ ايام وموضوع المشاركة في الحوار كان موضع تشاور كامل داخل "تيار المستقبل" وبالذات مع الرئيس الحريري وكان هناك تواصل بيني وبين الحريري وبيني وبين زملاء كثيرين، وكان الموقف انه سيصار الى معاودة التواصل في جلسة يوم الاثنين، وهذه الجلسة ستكون مادة لبحث كل هذه الأمور التي استمعنا اليها، وبالتالي، كانت محور اسباب تشنج وتوتر، ويجب ان تكون هذه مادة للبحث مع دائما التأكيد انه ليس هناك من مصلحة لأحد في ان ترتفع نبرة الخطاب السياسي، وان يصار الى استعمال عبارات غير مقبولة، وايضا مفاهيم تتنكر لصيغة لبنان ولإتفاق الطائف، فهذا الأمر من الأمور التي سيصار الى التأكيد عليها في جلسة الحوار يوم الاثنين.

مجلس الوزراء

وحول دعوة الرئيس سلام لعقد جلسة لمجلس الوزراء، قال السنيورة: "اولا، هل يمكن لدولة ان تبقى غير قادرة وهي صاحبة السلطة التي هي السلطة الاجرائية على ان تقوم بدورها وتجتمع، وبالتالي، ان تسير امور الناس، طبيعي هذا امر غير صحيح وغير صحي وهذا بالنهاية مضر لمصلحة الناس جميعا. والناس يريدون ان تعود الدولة لتمارس سلطتها ودورها، وتبت بالشؤون التي تتعلق بشؤون الناس الحياتية".

وأضاف: "طبعا رئيس الحكومة من اهم صفاته كما كل المسؤولين، وكما يتمتع به رئيس المجلس النيابي وكما يتمتع به رئيس الجمهورية الذي هو رئيس البلاد ورمز وحدة الوطن يتمتع دائما باهم صفة وهي الحكمة والتبصر وبعد النظر والرؤية التي يعالج بها امور الناس، وبالتالي، رئيس الحكومة عندما يضع جدول الأعمال يضع الأمور في ضوء ما يعتقده انه لا يؤدي الى مزيد من التوتر، وبالتالي، يضع جدول اعمال بناء لذلك، وأعتقد ان رئيس الحكومة عندما وضع جدول الأعمال ودعا الى هذه الجلسة، كان هذا هاجسه والأسلوب الذي يعتمده".

وتابع: "بالنسبة لإنعقاد جلسة مجلس الوزارء، وبالتالي كيفية اتخاذ القرارات فيها اعتقد هناك قول مشهور يقول: "من ترك امرا من امور الشرع احوجه الله اليه"، وما نعنيه هو الدستور اللبناني، الذي هو ناظم لعلاقة اللبنانيين وعلاقة المؤسسات اللبنانية بين بعضها بعضا، الدستور واضح وبالتالي الحلال بين والحرام بين، القانون بين والدستور بين، وعلينا ان نعتمد هذا الموضوع واعتقد ان هذا الأمر واضح في الدستور كيفية ادارة الجلسات واتخاذ القرارات، وعلى ذلك يجب ان نعود الى هذا الأسلوب لأن أي امر آخر يؤدي بنا الى اتباع اساليب وطرق وممارسات جديدة نحن في غنى عنها، وبالتالي، يجب ان نعود الى الدستور ويجب ان تعود الدولة وتعود الحكومة الى ممارسة عملها، وبالتالي، ممارسة الحكومة لعملها هو الأمر الذي يشجع من جهة ايضا على عودة مجلس النواب الى ان يمارس عمله الاشتراعي والرقابي من جهة، ونعود الى التأكيد مرة ثانية ان لا شيء يحل محل رئيس الجمهورية، فالدور الذي يقوم به هو اساسي في التركيبة اللبنانية، وفي ادارة الشأن العام وليس هناك من يستطيع ان يحل محل رئيس الجمهورية، واثبتت الأيام انه عندما حصل الشغور افتقدنا رئيس الدولة، افتقدنا الدور الذي يقوم به ذلك الشخص الذي يجمع بين اللبنانيين، وهو عنوان اجتماعهم وليس عنوان تفرقهم".

المبادرة الرئاسية

وفي ما يتعلق بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية، قال السنيورة: "ان التواصل الذي قام به الرئيس الحريري والذي كان هناك اسباب دعت الى ذلك، هي نتيجة هذا الظرف الذي نعيشه في المنطقة العربية، وتداعيات تدخل "حزب الله" في الحرب الدائرة في سوريا، وايضا الصراع الجاري في المنطقة، ولا ننسى دور اسرئيل في ذلك التي لها الدور الاساسي في اذكاء الصراع في المنطقة، وفي استعماله لمزيد من الشروخ داخل المجتمعات العربية وايضا المجتمع اللبناني، فبالتالي هذه المخاطر الاتية من الخارج مضافا اليها المخاطر الناتجة عن هذا الانحلال للدولة وتفتيت سلطتها وازالة دورها وتراجع هيبتها، دفع بالرئيس سعد الحريري ليجري اتصالا مع الوزير سليمان فرنجية وبالتالي اصبح هناك هذا التفكير، وهذا الأمر كان عليه ان يتابع وان يتم تلاقي مع هذا التفكير من قبل الطرف الآخر للتوصل الى نوع من التسوية، التي توقفت بسبب عدد من العوامل والتي اتت مؤخرا الظروف في المنطقة لتفرمل هذا الأمر ومعروف من الذي وقف في النهاية، أي "حزب الله"، وواضح انه يضع شروطا حتى لا تتم، كما يقول المثل العامي: "اللي ما بدو يجوز بنتو بيغلي مهرا"، فبالتالي هذا الأمر الذي وصلنا اليه من هذه الناحية. وانا اعتقد ان هذه الأفكار ما زالت موجودة على الطاولة ولم تسحب ولكن اتت ظروف اخذت هذا الأمر بعيدا قليلا عن الاهتمام، نظرا لإشكالات عديدة مطروحة الآن في لبنان وفي المنطقة".

مضايا

وحول مأساة مضايا السورية، قال: "لا شك انها جريمة العصر، وهذه جريمة لا يجوز لأحد ان يغطي عليها او ان يخبئها او ان ينكرها، ما يجري في مضايا جريمة تجويع كنا نظن انها انتهت الى الأبد في العالم، واذ بنا نكتشف انها موجودة في سوريا، وان هناك قرية بكاملها يفوق عدد القاطنين فيها الآن العشرين الف مواطن سوري، يعانون الأمرين من التجويع وهذا الأمر يجري تحت اعين الرأي العام اللبناني والعربي والدولي، وهو وصمة عار في جبين الرأي العام الدولي. ولكم كنت اتمنى لو ان احدى طائرات التحالف الغربي واحدى طائرات القوات الروسية واحدى طائرات النظام بدلا من ان تحمل قنابل عنقودية وبراميل متفجرة وتفجر الصواريخ على رؤوس الآمنين، ان تحمل كمية من المؤن والحليب والخبز لأولئك المحاصرين في مضايا بدلا من ان ينقلوا اليهم الموت الزؤام بالشكل الذي يقومون به". واضاف: "ان الذي جرى لا يمكن السكوت عليه، حتى لو تم تزويد هذه القرية بالمؤن الآن هذا لا ينكر وجود الجريمة، وان الجريمة ارتكبت بحق هذا الشعب السوري الذي جرى تجويعه، املا في ان يؤدي ذلك الى تركيعه. اعتقد ان هذا الأمر لا ينبغي على الاطلاق ان يتم السكوت عليه، وكل من يشارك في هذا العمل هو متهم بارتكاب هذه الجريمة. وليس هناك لا مبرر سياسي ولا عسكري واعلامي يؤدي الى ان الواحد ينكر هذه الجريمة، هناك جريمة ارتكبت ولا يستطيع احد ان يغطي عليها لا من قريب ولا من بعيد، لا "حزب الله" ولا غيره يستطيع ان يغطي على الجريمة التي ارتكبت، وبالتالي هذا الأمر هو برسم المجتمع الدولي والغربي وعلى النظام السوري مباشرة ان يرفع هذا الحصار عن هذا الشعب. بالنهاية هذا النظام يمارس هو وحلفاؤه كائنا من كانوا، وانا قلت في وقت من الأوقات انني اخشى ما اخشاه ان يكون "حزب الله" مشاركا في هذه الجريمة، واتمنى وادعو الله ألا يكون هذا الكلام صحيحا، ولكن على "حزب الله" ان يبين ويبرهن للناس انه لا يشارك في هذه الجريمة. واتمنى ان يرفع الحصار مباشرة وان تتخذ العقوبات الصحيحة ضد من ارتكب هذه الجريمة"، متسائلا: "هل يجوز ان نتسلى بارواح الناس؟، الا يكفي انهم يرسلون اليهم براميل متفجرة وقنابل عنقودية وصواريخ، حتى نخضعهم ايضا لهذا التجويع فيموت الأطفال والعجز؟. وبالتالي، هذا غير ممكن ان يستمر. واتمنى على المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي ان يتخذ قرارات حاسمة في ادانة هذا العمل وفي رفع هذا الظلم والحصار، واغاثة اهل مضايا الآن قبل الغد".

لقاءات

وكان السنيورة اطلع من رئيس بلدية صيدا محمد السعودي بصفته رئيسا للجنة ادارة المستشفى التركي للحروق ومن مدير المستشفى غسان دغمان على سير التحضيرات الجارية للبدء بخطوات تشغيل المستشفى على الصعد التقنية والادارية، وعلى صعيد الكادر البشري.

كما التقى رئيس جمعية "المقاصد الخيرية الاسلامية" في صيدا يوسف النقيب وامين سر الجمعية حسن شمس الدين. واستقبل السنيورة الهيئة الادارية الجديدة لجمعية "خريجي المقاصد" في صيدا برئاسة عادل سكاكيني، ووفدا من منتدى "الأعمال الفلسطيني - اللبناني" تقدمه رئيس المنتدى طارق عكاوي، ووفدا من جمعية مكتبة "اطفال صيدا" الشعبية، ضم رئيس الجمعية محمد قبرصلي وامينة الصندوق هلا وهبي. واستعرض الأوضاع العامة الى جانب الشأن الجنوبي والصيداوي مع منسق عام "تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود واعضاء المنسقية "أمين الحريري، رمزي مرجان، كرم سكافي ، مازن صباغ".

كذلك، إطلع السنيورة من وفد قطاع الشباب في "تيار المستقبل" في الجنوب برئاسة منسق القطاع هشام قطب على نتائج متابعة تنفيذ توصيات مؤتمره الأخير حول السياسات الشبابية "مشاركة الشباب مدخل للتغيير".