المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january12.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين وأقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من19حتى28/أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس11/منمن01حتى06/فإِنْ كُنْتُ سَاذَجًا في كَلامِي، فَلَسْتُ كَذلِكَ في مَعْرِفَتِي، ولَقَدْ بَيَّنَّا لَكُم ذَلِكَ في كُلِّ شَيءٍ أَمَامَ الجَمِيع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أهم عناوين مقابلة شارل جبور/الياس بجاني/تلخيص بتصرف

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 11/1/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 11 كانون الثاني 2016

الجلسة الـ22 بين “حزب الله” و”المستقبل”: تكثيف الاتصالات لتفعيل عمل الحكومة

هيئة الحوار عقدت جولتها ال13 وحددت 27 الحالي موعدا للجلسة المقبلة والمشاركون اكدوا تفعيل عمل الحكومة

سلام ترأس اجتماع الخلية الوزارية للنازحين

بري استقبل نظيره العراقي وتلقى منه دعوة للمشاركة في مؤتمر البرلمانات الاسلامية الجبوري: لنتجاوز الخلافات

الفيديو: كيف ناقض حزب الله نفسه وأكد حصاره مضايا

ضابطان بـ"حزب الله": نتلقى أسلحة من روسيا ودربنا الحوثيين

"القوات" أبلغت 14 آذار درسها خيار دعم عــون والحلفاء أبدوا "تفهما": مبادرتنا ليست ردا على الحريري..تفرمل التوجهات الايرانية وتحمي "الطائف"

 جعجع التقى سفير اليابان وشارك في خلوة مصلحة المهن القانونية

قاطيشه: جعجع بدعمه عون للرئاسة يربح الجمهورية

جعجع وتبني عون: تكتيك أم إنتحار؟

"النيـات" نحـو دعـم ترشـيح عـون لشـد العصـب المسـيحي ولماذا لم يبادر جعجع منذ 20 شهرا ولماذا يتبنى حليفاً لحزب الله؟!

 سعيد: "القوات" تتوجه لترشيح عون للرئاسة

شمعون: لا حراك فعلي لإنجاز الإستحقاق في ظل موقف "حزب الله"

الحريري: موقف باسيل استرضاء لايران واساءة لتاريخ لبنان مع اشقائه العرب

فتفت: النكايات خربت 14 آذار

 حوري : اهم ما في ترشيح جعجع لعون نزول من لم ينزل الى الان لانتخاب الرئيس

تحضيرات في الرابطـة المارونيــة استعداداً للانتخابات في آذار

قليموس: اسعى الى تفعيل الحضور المسيحي ونزع حال الاحباط

قانون استعادة الجنسية يتطلب حملة دعائية ولوجستيـة لتنفيذه

ترســيم الحدود بــدءا مـن الجنـوب ابرز مهـام الرئيــس العتيـد وتحديد هوية "المزارع" يحدد مصير المقاومة والتسوية السورية تعبّد الطريق

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

الكتائب: لتحييد مجلس الوزراء عن السياسة ومعالجة شؤون الناس

وزارة الخارجية: جثمانا لبنانيين غرقا على الشواطىء التركية يصلان بيروت غدا والثالت خلال يومين

نواف الموسوي: مضايا فكرة إعلام يختلق قضية بهدف تشويه صورة المقاومة

كهيا ردا على ستريدا جعجع: ضميري مرتاح

عقيلة الشيخ محمد يعقوب أعلنت اضرابها عن الطعام بعد أسبوعين على اعتصامها في مسجد الصفا

مناصرو حسن يعقوب نظموا مسيرة في برج البراجنة احتجاجا على استمرار توقيفه

ترشيح عون وفرنجية «يفرُط» حلف 14 آذار/سهى جفّال/جنوبية

 قباني: لبنان يغرق بالطائفية والفساد وما حدا سألان

التيار" ينتخب هيـئات القـرى ومجالس الأقضيـة الأحـد وجبيل وبيروت الكبرى أم المعارك وعون لا يتدخل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية وايران واحتمالات الحرب: من الأقوى عسكريا

هولاند التقى منسق لجنة المعارضة السورية: لبذل كل الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254

الصليب الأحمر الدولي: بدأنا توفير المساعدات لسكان 3 مناطق محاصرة في سوريا

وزارة الدفاع الروسية: الضربات الجوية ألحقت ضررا بالغا بالإرهابيين في سوريا

فابيوس: لوضع حد لمعاناة مضايا والمدن السورية المحاصرة

البابا دعا اوروبا الى الاستمرار في استقبال اللاجئين رغم التهديدات

العربي الجديد : تعز ومضايا... نموذجان لسلاح تجويعي يحترفه حلفاء إيران

"اندبندنت": حرب سوريا انست العالم غزة المحاصرة

"فاينانشال تايمز": صانعو الأسلحة استمتعوا بعصر اوباما الذهبي

مضايا السورية: الجوع ولا الركوع

باسل العودات/العرب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تنازلات 14 آذار تلو التنازلات لـ"حزب الله" جعلتها تضحّي بشعبيتها ولا تضحّي بلبنان/اميل خوري/النهار

الحريري وجعجع موعدان قريبان/علي حماده/النهار

لماذا لا يريد "حزب الله" رئيساً للجمهورية الآن؟ الأولوية للصراع الإقليمي والداخل ممسوك/مي عبود ابي عقل/النهار

ترقّب كتائبي لتطور العلاقة "العونية - القواتية" كل ما يحصل مناورات وتموضع داخلي خارج الرئاسة/ألين فرح/النهار

عون - جعجع من "العشق الممنوع" إلى "الزواج القسري"؟ مخاطرة "محسوبة جيداً" تعيد خلط الأوراق/هدى شديد/النهار

منام/عقل العويط/النهار

إطلاق نار عشوائي يصيب الجميع/غسان حجار/النهار

الجهاد في سبيل الله.. أي جهاد؟ أي سبيل/سعد القرش/ العرب

السعودية وايران بين الجامعة العربية والخطوات العقابية هاجس طهران عدم اهتزاز صورتها وكسب المجتمع الدولي/روزانا بومنصف/النهار

السياسة في لبنان أو فنّ تدمير الذات/صلاح أبو جوده/النهار

فجور نصر الله في مضايا/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

مضايا تحاصر حزب الله/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

من الشعب الخليجي إلى الرئيس الإيراني/د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط

عون أو فرنجية.. تعدّدت المشانق والإعدام واحد/عبدو شامي

جعجع يهوّل على الحريري بعون وينافسه في الشارع السني/منير الربيع/المدن

شتيمة واحدة كافية/نديم قطيش/المدن

لبنان خائف من التدخل الفارسي/فايزة دياب/جنوبية

إعلان مضايا' والجريمة المتمادية/علي المين/العرب

مضايا... الإرهاب بالتجويع/داود الشريان/الحياة

من جريدة المستقبل مقابلة مطولة وشاملة مع النائب السابق سمير فرنجية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من19حتى28/أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ

"هذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ اليَهُود، مِنْ أُورَشَليم، كَهَنَةً ولاوِيِّينَ لِيَسْأَلُوه: «أَنْتَ، مَنْ تَكون؟». "فَٱعْتَرَفَ، ومَا أَنْكَر، إِعَتَرَفَ: «أَنَا لَسْتُ المَسيح»، فَسَأَلُوه: «مَا أَنْتَ إِذاً؟ هَلْ تَكُونُ إِيلِيَّا؟». فقَال: «لَسْتُ إِيلِيَّا». قَالُوا: «هَلْ تَكُونُ أَنتَ النَّبِيّ؟». فَأَجَاب: «لا!». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ تَكُون، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟». أَجَاب: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ». وكَانَ المُرْسَلُونَ مِنَ الفَرِّيسيِّين. فَسَأَلُوهُ وقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا تُعَمِّد، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ المَسِيح، ولا إِيليَّا، ولا النَّبِيّ؟». أَجَابَهُم يُوحَنَّا قَائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِٱلمَاء، وبَيْنَكُم مَنْ لا تَعْرِفُونَهُ، هُوَ الآتِي وَرائِي، وأَنَا لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ». جَرَى هذَا في بَيْتَ عَنْيَا، عِبْرِ الأُرْدُنّ، حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّد".

 

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس11/منمن01حتى06/فإِنْ كُنْتُ سَاذَجًا في كَلامِي، فَلَسْتُ كَذلِكَ في مَعْرِفَتِي، ولَقَدْ بَيَّنَّا لَكُم ذَلِكَ في كُلِّ شَيءٍ أَمَامَ الجَمِيع

"يا إخوَتِي، لَيْتَكُم تَحْتَمِلُونِي قَليلاً لأَنْطِقَ بِالجَهَالَة! نَعَم، ٱحْتَمِلُونِي! فإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُم غَيْرَةَ ٱلله، لأَنِّي خَطَبْتُكُم لِرَجُلٍ وَاحِدٍ هوَ المَسيح، لأُقَدِّمَكُم إِلَيهِ عَذْرَاءَ طَاهِرَة. لكِنِّي أَخَافُ لَعَلَّكُم، كَما أَغْوَتِ ٱلحَيَّةُ بِمَكْرِهَا حَوَّاء، كَذلِكَ تُفْسَدُ أَفْكَارُكُم وتَتَحَوَّلُ عَنْ بَسَاطَتِهَا وإِخْلاصِهَا لِلمَسِيح! فلَو جَاءَكُم أَحَدٌ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ آخَرَ غَيْرِ الَّذي بَشَّرنَاكُم بِهِ، أَوْ نِلْتُم رُوحًا آخَر غَيْرَ الَّذي نِلْتُمُوه، أَو إِنْجِيلاً آخَرَ غَيْرَ الَّذي قَبِلْتُمُوه، لَكُنْتُم تَحْتَمِلُونَهُ رَاضِين! وأَظُنُّ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ في شَيءٍ عَنْ أَكَابِرِ الرُّسُل. فإِنْ كُنْتُ سَاذَجًا في كَلامِي، فَلَسْتُ كَذلِكَ في مَعْرِفَتِي، ولَقَدْ بَيَّنَّا لَكُم ذَلِكَ في كُلِّ شَيءٍ أَمَامَ الجَمِيع".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها والمقابلات المتنوعة

من ال بي سي/فيديو/مقابلة مع الإعلامي شارل جبور يقرأ من خلالها في انهزامية تيار المستقبل وعجز 14 آذار، وفي الخيار الإنتحاري بين عون وفرنجية/مداخلة لفارس سعيد

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/11/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%B4%D8%A7%D8%B1-2/

لمشاهدة المقابلة اضغط على الربط في أسفل/أو اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=qGE9nC9KtKI

11كانون الثاني/16

من ال بي سي/فيديو/مقابلة مع الإعلامي شارل جبور يقرأ من خلالها في انهزامية تيار المستقبل وعجز 14 آذار، وفي الخيار الإنتحاري بين عون وفرنجية/مداخلة لفارس سعيد

من أهم عناوين مقابلة شارل جبور

الياس بجاني/تلخيص بتصرف

11 كانون الثاني/16

من تلفزيون ال بي سي/فيديو/مقابلة جريئة ووطنية وسيادية مع الإعلامي شارل جبور يتناول من خلالها مهزلة ترشيح النائب سليمان فرنجية، وانهزامية تيار المستقبل الذي رشحه في تناقض كامل وموصوف وخياني لكل قيم ومبادئ ثورة الأرز وتجمع 14 آذار.

جبور انتقد بشدة مأزق الخيار العاطل الذي أوجده الرئيس الحريري ووضع 14 آذار بين خيار النائب سليمان فرنجية والنائب ميشال عون والوقوع في فخ محور الشر في حصر الخيار الرئاسي بينهما والتخلي عن مرشح 14 آذار، الدكتور سمير جعجع.

كما تناول جبور موقف القوات اللبنانية لجهة امكانية ترشيحها للنائب ميشال عون بحسناتها وسيئاتها والمضاعفات.

واستغرب جبور بأسف وحسرة المواقف العربية والسعودية الرائدة في مواجهة المشروع الإيراني على كل الساحات وبين انهزامية الرئيس الحريري وتيار المستقبل من خلال ترشيح سليمان فرنجية بما يمثله من تكامل وتحالف وخط مع محور الشر السوري-الإيراني.

وطالب جبور قوى 14 آذار أن تخرج من ورطة ترشيح فرنجية وعون على حدا سواء وأن تعيد وحدتها ولحمتها بما يتوافق مع الأسس الوطنية والسياسية والدستورية التي قامت عليها ثورة الأرز.

وأفاد أنه من الضرورة الوطنية والمصيرية أن لا يأتي رئيس للجمهورية من 08 آذارتحت أي ظرف ومهما اشتدت الصعاب وزادت التهديدات.

وأكد جبور أن حزب الله هو 100% نقيض لكل ما هو لبنان ولبناني وحريات وديموقراطية على كافة الصعد وفي كل المجالات وبالتالي من هو منخرط في خط هذا الحزب هو خطر على الدولة وعلى الاستقلال والسياسة والتعايش.

وأشار جبور إلى أن حزب الله عملياً لا يريد حتى الآن انتخاب أو وجود رئيس للجمهورية لأنه يطمع ويخطط لتنازلات أكثر من كل الذين يعارضون مشروعه الفارسي والمذهبي التوسعي والدكتاتورية.

وأوضح أن عون تمكن للأسف من ضرب الوجدان المسيحي ونخر عظامه ومن جره في لا وعييه إلى كل ما هو نقيض لتاريخه ومصلحته ووجوده وثوابته والمرتكزات والثقافة والحضارة.

وحذر جبور من خطورة الوقوع في فخ مفاعيل من يدعي باطلاً أن لبنان يحتاج لرئيس كائن من كان لتجنب الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي.

وانتقد جبور بشدة كلام الشيخ نعيم قاسم اللادستوري واللاتعايشي واللاحر واللاديموقراطي لجهة دعوته الفجة لقيام دولة إسلامية في لبنان وأكد خيار الانفصال للمسيحيين في حال تم هذا المشرع الإسلامي الذي يلغي لبنان الكيان والهوية والوجود.

وأيد جبور اتفاقية الطائف وأصر على ضرورة اقرار قانون انتخابي عادي يجسد الشراكة ويعيد للمسيحيين دورهم الذي تم تهميشه من قبل المحتل السوري، علماً أن كل المعنيين بهذا القانون من الشرائح اللبنانية المذهبية باستثناء القوى المسيحية السيادية تعرقل الأمر وذلك للحفاظ على ما تأخذه دون حق من التمثيل المسيحي النيابي. وعن الإرهاب رأي جبور أن التخلص من نظام الأسد يجب أن يكون الخطوة الأولى ومن ثم القضاء على التكفيريين ومن ثم قيام دولة فلسطينية مستقلة، وانهاء الصراع العربي-الإسرائيلي.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 11/1/2016

الإثنين 11 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

جلسة الحوار شددت على جلسة مجلس الوزراء الخميس وما لفت فيها غياب مرشحي الرئاسة ميشال عون وسليمان فرنجيه. وفي الأجواء السياسية أن هذين المرشحين قد يستقطبان جلسة نيابية انتخابية في حال سمى سمير جعجع عون واستمر الرئيس سعد الحريري في تسمية فرنجيه.

وإذا ما انعقدت هذه الجلسة ينتخب واحد من هذين المرشحين ويهنئ الخاسر الرابح ولو بفارق صوت واحد بما يعيد الى الأذهان انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجيه في السبعينيات.

وإلى الحوار الوطني في عين التينة نهارا حوار بين المستقبل وحزب الله في المكان نفسه هذا المساء على قاعدة الحفاظ على الاستقرار.

وفي عين التينة أيضا هذا المساء رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري.

وفي مقر السفارة السعودية إجتماع تنسيقي لمساعدات الامم المتحدة الى مضايا السورية وقد دخلت قافلة من أربع وأربعين شاحنة لإغاثة أربعين ألف جائع كما دخلت قافلتان الى بلدتي الفوعة وكفريا.

وفي قصر الإليزيه الفرنسي أكد الرئيس فرانسوا هولاند لمنسق المعارضة السورية أن لا دور للرئيس بشار الاسد في مستقبل سوريا.

وهذا الامر شددت عليه المعارضة السورية التي طالبت بوقف الغارات الروسية مقابل اشتراكها في المفاوضات مع النظام في مؤتمر جنيف الذي يحضر له مسؤولون أميركيون وروس.

وفي بغداد تفجير انتحاري واشتباك مسلح في أحد المتاجر وسقوط قتلى وجرحى.

في شأن آخر كسر سعر برنت النفطي حاجز الاثنين وثلاثين دولارا.

عودة الى عين التينة في بيروت وأجواء الحوار الوطني ولقاء الرئيس بري مع رئيس مجلس النواب العراقي.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أم تي في"

انشغل الرأي العام بمشهدين، المناورات الرئاسية الجارية داخل فريق 14 اذار حيث توزيع المقبلات مع انباء باتت لا تحتمل الاخفاء عن توجه الدكتور سمير جعجع لترشيح العماد ميشال عون تقابله مناورات ينفذها الرئيس الحريري تمهيدا لترشيحه النائب سليمان فرنجية الموجود في الخارج لهذه الغاية.

فبعد حسم اشكالية التسليم بمرشحين من الثامن من اذار السجال يدور الان حول اي من المرشحين هو اقل ضررا سوري الهوى او ايراني الهوى.

المشهد الثاني طاولتا الحوار الوطني والخاص، في الوطني سعي الى لملمة الخسائر المحلية الناجمة عن المعركة بين السعودية وايران، وجدل فتوافق حول موقف الوزير جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وانتقاد من الرئيس الحريري الذي اعتبر موقف باسيل اساءة لتاريخ لبنان وخروجا على الاجماع العربي فيما رحل الخلاف الذي تسبب به كلام النائب محمد رعد مع المستقبل الى الحوار المسائي الخاص بين الفريقين، والجامع بين الحوارين هو التوافق على تنشيط عمل الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

بين طاولتين دارت العجلات السياسية الهاربة إلى ملء الفراغ بالحوارات المناسبة من عين إلى عين دقت ساعة الكلام والعتاب والمساءلة على تصريحات نارية هي بمجملها نتاج الخلافات السعودية الإيرانية وكل على محوره يغني في إستراتيجية تمتد من طهران إلى الرياض فالقاهرة حيث موقف وزير الخارجية جبران باسيل أمام الجامعة العربية دوى لبنانيا وترك ردود فعل متناقضة داخل البيت السياسي الواحد رئيس الحكومة تمام سلام غطى الموقف بعلامة امتياز جنبلاط تفهمه السنيورة وفي رأي متقدم أعلن أنه كان سيتخذ الموقف نفسه من رفض ربط اسم حزب الله بالإرهاب ولم يعرف ما إذا السنيورة كان يعاني ارتفاعا في درجات الحرارة لحظة إدلائه بهذا الرأي والذي يخالف به موقف الرئيس سعد الحريري حيث رأى زعيم المستقبل أن باسيل إسترضى إيران وأساء إلى تاريخ لبنان مع أشقائه العرب وهو أمر مرفوض في قاموسنا لكن كلام الحريري في الرياض غيره في بيروت إذ إن سعد السياسي هو سعدان اثنان في لبنان والسعودية بموقفين يحتمان إصدار بيان توضحي عند كل مفترق سياسي ليس بالضرورة تبنيه في بلد المنشأ.

الحريري خصم حزب الله ويعلن العداء لسوريا لكنه مستعد في لحظة ترشيح أن يأتي بشبل الأسد إلى قصر بعبدا ولو فاوضه الحزب على سلة العودة إلى رئاسة الحكومة لكان استكمل له عملية الخلع فباع أباه في سوق عكاظ المحكمة الدولية ما أدلى به الحريري في بيانه سوته الطاولة الأولى أرضا لاسيما أن موقف الرئيس تمام سلام كان مساندا لوزير الخارجية وبقوة أما الطاولة الثانية المنعقدة هذا المساء بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة فكفيلة بأن تعيد الوئام بين الطرفين مسبوقة بدفع لمحركاتها التي زيـتها وزير الداخلية نهاد المشنوق إذ قال إن الحوار مستمر وهو الطاولة الوحيدة في العالم العربي التي يتحاور حولها السنة والشيعة وهذا جزء من الاستقرار.

وعن طاولة الأقطاب غاب اليوم ميشال عون بداعي حضور جبرانه وسليمان فرنجية بداعي السفر أو الصيد لكنه على الأرجح ليس بسبب لقائه الرئيس الحريري في باريس لأن آخر ظهور لزعيم المستقبل كان في الرياض .

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

انه يوم للحوار بامتياز في عين التينة، انطلق صباحا بجلسة حوار وطني ليقفل مساء على جلسة حوار بين تيار المستقبل وحزب الله .

ميزتان طبعتا جلسة الحوار الوطني الثالثة عشرة: غياب الاستحقاق الرئاسي عن النقاشات المعمقة وعدم حضور مرشحين اثنين للرئاسة النائب ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

وفي المعلومات المستقاة من مشاركين في الجلسة انها تميزت بالنقاشات الهادئة وبالتاكيد على اهمية تفعيل عمل الحكومة فيما التطرق الى طرح ازمة النفايات دفع الى اسئلة عن المسار الذي ستسلكه هذه القضية في ضوء الكلام عن قدرات الشركة الهولندية التي ستتولى الترحيل وعما ذا كانت الشركة البريطانية قادرة على انجاز المطلوب منها؟

سوريا، فان التجويع الذي استهدف مضايا واكثر من اربعين الف مواطن في داخلها بعدما قتل العشرات من الاطفال وكبار السن لا تزال تترد اصداؤه اقليميا ودوليا على الرغم من وصول طلائع قوافل المساعدات الغذائية والطبية الى المدينة بالتزامن مع وصول شاحنات أخرى إلى بلدتي كفريا والفوعة ليشرف كل من الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر السوري، إضافة إلى برنامج الاغذية العالمي والامم المتحدة على تجهيز المساعدات وايصالها الى البلدات الثلاث.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أن بي أن"

ما بين الثنائي والجامع يضبط حوار عين التينة استقرار لبنان ويدفع حكومته الى العمل ويجنب البلد اي خضات ارتدادية للازمات الاقليمية.

انعقاد الحوار انجاز بحد ذاته بانتظار تفعيل عمل المؤسسات من مجلس وزراء ينتظر جلسة الخميس لاطلاق اجتماعات تبت قضايا معيشية واستحقاقات اقتصادية وانتخابات بلدية.

اما الانتخابات الرئاسية فتشهد تزاحم الفرضيات والسيناريوهات، هل يدعم سمير جعجع العماد ميشال عون انسحابا وتصويتا؟ هل يخوض لبنان منافسة انتخابية رئاسية ديمقراطية بين الجنرال والنائب سليمان فرنجية؟ عندها سيفوز من ينال الاكثرية النيابية، المبادرة الرئاسية لم تمت ولا تزال حية واصحابها متمسكون بها في ظل رفض مواقف الكتل النيابية، زوار رئيس المجلس قالوا اذا ايد جعجع عون واقدم فرنجية على تأييد الجنرال ايضا فان الرئيس نبيه بري سيترك حينها الحرية لكتلته حول انتخاب رئيس الجمهورية.

ابعد من لبنان كانت المساعدات الانسانية تصل الى مضايا وكفريا والفوعة في سوريا لتنهي شائعات وتوظيفات سياسية، لكن اهالي مضايا رفضوا ان تتسلم المجموعات المسلحة المساعدات للتحكم بها وبيعها في السوق السوداء كما فعلت حركة احرار الشام في الاسابيع الماضية، المساعدات مضت برعاية اممية كما المصالحات التي تتوسع مساحتها لتلاقي الانجازات العسكرية الممتدة من سوريا الى العراق.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

إلى كفريا والفوعة وصلت بعض المساعدات، ولمن لا يعرف هاتين القريتين الواقعتين في ريف إدلب غير الواقعتين في حساب إعلام الفتن والتضليل ومواقف سياسيي التحريف، فهما محاصرتان منذ سنتين من قبل الإرهاب التكفيري وواقعتان بجل أهلهما المدنيين تحت مرمى قذائفهم.

وإلى مضايا وصلت دفعة جديدة من المساعدات، البلدة المرفوعة على حراب الفتنة والتضليل الواقعة تحت قبضة ومزاج عصابات من المسلحين. حضرت المساعدات ومعها عدسات الكاميرات، نطق أهل البلدة الدمشقية ببعض من كبت الأيام فأخرست ابواق الفتنة وغابت عدساتها، ومعها كل الصور المفبركة والملفقة بغير إتقان.

أضاف أهل مضايا بشهادات اليوم ما بدأوه بالأمس من كشف لواقع بلدتهم تحت نيران المسلحين السارقين للمؤن والأرزاق المثكلين بالشيوخ والأطفال المتاجرين بأرواح أهل مضايا بل كل أهالي سوريا.

دخلت المساعدات الى مضايا وحسنا فعلت الأمم المتحدة أن دمغتها بعبارة "غير مخصصة للبيع".

في لبنان، ولأن الوحدة الوطنية غير مخصصة للبيع ولا للخصخصة كان الموقف الوطني للديبلوماسية المنسقة مع رئاسة الحكومة كما أعلن تمام سلام. وعلى طاولة حوار عين التينة كان سرد المواقف بين مشيد بمواقف وزير الخارجية جبران باسيل والمتفهم له، إلا المغردين خارج السرب، أما المغردون خارج السرب من وراء البحار ففضلوا على ما يبدو الاجتزاء العربي على الإجماع اللبناني.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أو تي في"

رغم كل شيء، يظل الحوار مفيدا، لا بل ضروريا... ولأن البلد متخم بالتضليل والتدجيل، تبدو السجالات بين المتحاورين، الفرصة الوحيدة لنطلع على بعض خفايا أهل السلطة وأسرارهم ... مثلا، لولا جلسة حوار اليوم، لما اضطر تمام سلام لأن يفضح أن هناك فعلا رسالة وصلت من أحدهم في سييراليون، كادت أن تورط لبنان في تهريبة نفايات دولية... لكن يبقى السؤال: من أقنع هذا الأحدهم ليبعث بتلك الرسالة، ولمصلحة من كانت ستتم التهريبة المليونية؟! وكما جلسات الحوار ضرورية لاكتشاف حقائق نفايات الطبيعة والبشر... كذلك هي ضرورية أكثر لفضح المستور من نفايات السياسة والأصناف الخاصة من البشر ... ففي جلسة اليوم، أفند فؤاد السنيورة ودحض، بعدما اكتشف أن محاولة جر لبنان إلى حرب مذهبية، ممنوعة ... واتضح أن محمد رعد رفض نهب البلاد، لا عودة سعد الحريري... فيما أشرف ريفي أطلق أحكاما تؤدي إلى إعدام جماعة لبنانية كاملة، من دون محاكمات ولا من يحاكمون ... تماما على الطريقة الأميركية في اضطهاد مليون لبناني مصرفيا، في ظل تقصير واضح من هنا، وتواطؤ محتمل من هناك ... وأخيرا، لولا جلسة الحوار، لما أدركنا مرة جديدة، أن المسؤولين عندنا صنفان: صنف مفطور على الوصاية، وصنف منذور للسيادة ... وأن بينهما صراعا طويلا، لا تنفع معه دائرية طاولة حوار، ولا دوريته كل نحو أسبوعين، ولا دورانه في حلقات مفرغة ... هل تكون مناخات حوار المساء مختلفة عنها في حوار الصباح؟ ... هذا ما سنسأل عنه الآن، قبل أن نكشف لكم أسرار طاولة الحوار كاملة ضمن نشرة الـ otv.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

احفظوا هذا الإسم "شيلوك" إنها الشركة البريطانية التي ستسقط "سوكلين" عن عرش إمبراطورية النفايات لتحل محلها إما الشركة الهولندية "هوا"، فيبدو أنها ذهبت فرق عملة أو بسبب القص في العملة، ولكن لم ينته كل شيء بعد.

فمناقصة الشركتين احتاجت الى قرار من مجلس الوزراء وترحيل شركة والإبقاء على سركة واحدة، يحتاج بدوره الى قرار من مجلس الوزراء. هذا في الشق الأول، أما الشق الثاني من اللغز فيتمثل في الترحيل.

وفي البلد الذي يوافق على إستقبال هذه النفايات الإسم الأول الذي سقط هو مكب سيراليون، حيث تبين أن هذه الدولة الأفريقية لم توافق على هذا الإستقبال، فيما ينتظر البلد المضيف.

هذا في ملف النفايات، أما في ملف الحوار فإن الجلسة بدأت بعتاب لم يصل الى مستوى غسل القلوب، بل الى توافق على تفعيل عمل الحكومة، وهذا يمكن أن يظهر في جلسة الخميس المقبل التي يتوقع أن تكون مثقلة بالبنود التي وصفت بأنها حيوية.

رئاسيا لم تتوضح كليا مسألة التسريبات غير الدقيقة عن إجتماع قوى الرابع عشر من آذار، في ظل شبه إجتماع على نفي ما نشر بإعتباره غير دقيق.

 

 اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 11 كانون الثاني 2016

الإثنين 11 كانون الثاني 2016

النهار

شوهدت سيارة عليها اشارة قضاء ليل السبت في منطقة الحازمية يُطلق سائقها العنان لصفارة الإنذار ويدعو عبر مكبّر للصوت إلى فتح الطريق له وتجاوز الإشارة الحمراء.

توقّع مرجع يتابع تطوّرات الانتخابات الرئاسية عن كثب أن يكون للبنان رئيس للجمهورية في عيد مار مارون

سأل نائب من "التيار الوطني الحر" زميلاً له في "تيار المستقبل": لماذا تفضّلون فرنجيه على عون مع أنهما من خط سياسي واحد؟ فأجابه: فرنجيه ثابت في مواقفه في حين أن عون متقلّب

.لوحظ أن النائب سليمان فرنجيه لم يرد على مواقف سلبية لحلفائه من ترشيحه للرئاسة

السفير

قبضت القوى الأمنية على أوروبيَين في أحد الفنادق في بيروت لتأليفهم عصابة تستعمل بطاقات "فيزا" لعدد من الأشخاص بطريقة احتياليّة.

طرد أحد الموظفين من مرفق عام بعد مشادّة كلاميّة بينه وبين مسؤول لدى مرجعيّة رئاسيّة وعلى خلفيّة عدم فتح باب ممرّ!

توقعت قيادات إسلامية أن تؤسس مواقف أمين عام تنظيم إسلامي وسطي انتخب مؤخرا لإعادة ترتيب الأوضاع على الساحة الإسلامية.

الجمهورية

رأت أوساط متابعة أن الحلحلة على صعيد عمل إحدى المؤسسات أتت بعد أجواء التبريد، وإستجابة لمتطلبات الحوار الذي سينطلق مجدّداً.

كشف نائب شمالي أن التفاهم والتقارب بين قطبين مسيحيّين يسير وفق قاعدة خطوة خطوة لكل واحد منهما، إذ إنّ أحدهما لا يسبق الآخر أبداً.

لاقى موقف بارز من نائب معروف بالتطرّف، ترحيباً من تيار سياسي كان على أشدّ الخصومة معه، خصوصاً بعد سلسلة تغيّرات في مواقفه فاجأت الساحة اللبنانية ككل

المستقبل

إن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وجّه دعوة الى أعضاء مجلس الوزراء لعقد جلسة الخميس المقبل وفقاً للأصول ولصلاحياته الدستورية من دون سؤال أيّ منهم عمّا إذا كان سيشارك في الجلسة أم لا.

اللواء

همس

أبدى قيادي مسيحي انزعاجه من زيارة رئيس جمهورية سابق إلى دولة عربية محورية، ومحادثاته مع كبار المسؤولين فيها!

غمز

اعتبرت أوساط سياسية أن كلام وزير الداخلية بعد لقائه "الجنرال" يوحي وكأن العلاقات بين الرابية وبيت الوسط مقبلة على "انفراج ما" في بعض الملفات!

لغز

تردّد أن كلام رئيس كتلة نيابية حزبية بارزة ضد رئيس حكومة سابق، أثار نقاشاً اعتراضياً داخل الحزب على خلفية عدم الذهاب بعيداً في التوتير الداخلي!

البناء

رأى نائب بارز أمام زواره أمس أنّ البند الأول الذي يجب أن يناقشه مجلس الوزراء في جلسته الخميس المقبل يجب أن يكون "انسحاب لبنان من جامعة الدول العربية"، إذ لا يكفي التحفّظ الذي سجله وزير الخارجية جبران باسيل على البيان الذي صدر عن مجلس وزراء الخارجية العرب، والذي اعتمد التصنيف السعودي للمقاومة بأنها "إرهاب"، في حين أنّ هذه المقاومة هي التي حرّرت أرضنا المحتلة وحققت بانتصارها على العدو "الإسرائيلي" ما عجز عن تحقيقه العرب مجتمعين منذ نحو سبعين عاماً…!

 

الجلسة الـ22 بين “حزب الله” و”المستقبل”: تكثيف الاتصالات لتفعيل عمل الحكومة

الوكالة الوطنية للإعلام/انعقدت جلسة الحوار الـ22 بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” مساء الاثنين، في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة، بحضور المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار “المستقبل”. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. وبعد الجلسة صدر البيان الآتي: “جرى نقاش حول تطورات الاوضاع الراهنة وعرض للمواقف من القضايا المطروحة.وأكد المجتمعون انه على الرغم من التباينات في الموقف حول عدد من القضايا الخارجية فأنهم يجددون الحرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي. وتناول البحث ايضا تكثيف الاتصالات من اجل تفعيل عمل الحكومة”.

 

هيئة الحوار عقدت جولتها ال13 وحددت 27 الحالي موعدا للجلسة المقبلة والمشاركون اكدوا تفعيل عمل الحكومة

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مجلس النواب تمام حمدان ان "هيئة الحوار الوطني" قررت عقد اجتماعها المقبل ظهر الاربعاء في 27 الجاري. وكانت الجولة ال 13 انتهت عند الثالثة من بعد الظهر.

وبعد مغادرة الجميع التقى الرئيس بري النائب سامي الجميل على مدى ثلث ساعة، ثم غادر الجميل من دون الادلاء بأي تصريح.

ميقاتي

من جهته، قال الرئيس نجيب ميقاتي لدى مغادرته مقر الرئاسة الثانية ردا على سؤال: "بأن الحوار لا يزال يدور مكانه، وان التركيز كان على تفعيل العمل الحكومي".

فرعون

بدوره قال الوزير ميشال فرعون: "لا جديد على صعيد رئاسة الجمهورية، انما طبعا بتنا منذ ثلاثة اشهر نطالب بحل لموضوع النفايات ومنذ الجلسة الاخيرة لهيئة الحوار وحتى اليوم اصبح عندنا مشروع لترحيل النفايات وايضا مشروع لتفعيل الحكومة، ونأمل ان يتفعل عمل الحكومة".

اضاف: "على صعيد الرئاسة تبين ان كل شيء معطل حول هذا البند، ولذا طرحنا بأن يكون هناك جلسة تخصص فقط لموضوع النأي بالنفس لانه ربما تسهل انتخاب رئيس للجمهورية".

المر

بدوره قال النائب ميشال المر: "جرى خلال جلسة الحوار التأكيد على تفعيل عمل الحكومة وحصل اتفاق على حلحلة كل المواضيع التي تعقد انعقاد جلسة مجلس الوزراء ولهذا السبب اجمالا الجلسة كانت ايجابية وان شاء الله يبلغنا رئيس مجلس الوزراء ان جلسة يوم الخميس ستنعقد بشكل ايجابي".

فياض

اما النائب علي فياض فقال: "ان النقطة الاساس انه تم الاتفاق في الاجتماع على ضرورة تفعيل العمل الحكومي والعمل بما امكن خلال اليومين المقبلين على تذليل كل العقد التي تحول دون انعقاد جلسة الخميس المقبل، والمناخ ايجابي بصورة عامة، وهناك اتجاه لتذليل هذه العقدة وللتعاون على معالجتها، والامر الاخر ايضا من ناحية التصعيد في الخطاب السياسي فجميع القوى اتفقت على انه لا حاجة لهذا التصعيد للخطاب السياسي وعلى ضرورة التمسك بالاطر الحوارية القائمة والابتعاد ما امكن عن كل خطاب تصعيدي استفزازي يسيء الى المناخ السياسي في البلد. وتم الاتفاق على ان تكون الجلسة المقبلة ظهر يوم الاربعاء الواقع فيه 27 /1/2016".

واذا ما تم التطرق الى موقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع مجلس وزراء خارجية العرب قال فياض: " قدم الوزير جبران باسيل توضيحا مفصلا واين الملابسات التي احاطت بالموقف اللبناني البارحة وبصورة عامة فان المجتمعين على طاولة الحوار الوطني كانوا مرتاحين الى هذا الموقف.

ارسلان

وكان النائب طلال ارسلان غادر قبل انتهاء الجلسة، لافتا الى ان "جلسة الحوار لا زالت قائمة وان الجو ايجابي وان الجميع يسير بالتوافق على حضور جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل".

جنبلاط

ثم خرج النائب وليد جنبلاط فأكد أن الجلسة لا تزال قائمة، وقال: "جدا مهم ان نؤكد على مبدأ الحوار وان لقاء اليوم كان بعد انقطاع نتيجة الاعياد". اضاف: "نجتمع لنؤكد على الحوار، نتبادل، نتعاتب، لكن لا مهرب من الحوار واستمعنا الى بعض التوضيحات والعتب والعتب المتبادل، واستمعنا الى توضيح وزير الخارجية جبران باسيل حول موقف لبنان وكنت جدا متفهما لهذا الموقف واهم شيء هو الحوار والتضامن الداخلي".

مكاري

وكان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري غادر بسبب سفره الى باريس وقال: "انا مضطر لانني مسافر الى باريس ليس للقاء سليمان ولا للقاء احد انما لاسباب خاصة". ولفت الى ان "الاجتماع تطرق الى بعض الكلمات والعبارات التي برأي الرئيس فؤاد السنيورة انها يمكن ان تكون صياغتها افضل"، لافتا الى انه "جرى التطرق الى تفعيل عمل الحكومة وعلى التأكيد على جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل على امل ان يحضرها الجميع". وكانت هيئة الحوار الوطني عقدت جولتها الـ 13، والاولى في هذه السنة، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري وحضور وزير المال علي حسن خليل والاقطاب اللبنانيين باستثناء رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي سجل غيابه للمرة الاولى منذ انطلاق هيئة الحوار، وقد تمثل بالوزير السابق يوسف سعادة. كما سجل غياب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي تمثل بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومعه النائب حكمت ديب. وكان اول الواصلين النائب غازي العريضي وتوالى الحضور كالاتي:النائب طلال ارسلان ومعه الصحافي حسن حمادة، ثم النائب وليد جنبلاط ثم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ومعه النائب روبير فاضل، وزير الاتصالات بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس، رئيس حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان ومعه وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان، النائب ميشال المر، وزير السياحة ميشال فرعون ومعه الياس بو حلا، الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب احمد كرامي، الوزير السابق يوسف سعادة ممثلا النائب سليمان فرنجية، رئيس الحكومة تمام سلام ومعه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الرئيس فؤاد السنيورة، النائب اسعد حردان ومعه الوزير السابق علي قانصوه والنائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض، فرئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ومعه الوزير السابق ايلي ماروني.

وقد بدأ الاجتماع بعد التقاط الصور بعيد الثانية عشرة ظهرا.

 

سلام ترأس اجتماع الخلية الوزارية للنازحين

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الحكومي، اجتماع الخلية الوزارية لشؤون النازحين، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وزيرالعمل سجعان قزي ووزيرالتربية والتعليم العالي الياس بو صعب، وجرى البحث في أوضاع النازحين السوريين في لبنان.

 

بري استقبل نظيره العراقي وتلقى منه دعوة للمشاركة في مؤتمر البرلمانات الاسلامية الجبوري: لنتجاوز الخلافات

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند السادسة من مساء اليوم، رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري والوفد المرافق والسفير العراقي في لبنان علي العامري، بحضور النائب علي بزي، ودار الحديث حول التطورات الراهنة في المنطقة.

وبعد اللقاء عقد بري والجبوري مؤتمرا صحافيا مشتركا، استهله بري بكلمة ترحيبية قال فيها: "بالحقيقة هي زيارة مفاجئة، ودائما في المفاجآت تكون هناك مفاجآت أكثر من سارة في هذا الزمن الذي يحيط بالعالم العربي ومن بينه لبنان وخاصة في العراق. يطل علينا دولة الرئيس الجبوري الذي هو من القادة القلائل الذين توجوا العمل البرلماني والذين يؤمنون بالدبلوماسية البرلمانية ايضا، والذي آمل كل الخير ان شاء الله على يديه في العراق الشقيق".

الجبوري

بدوره، قال الجبوري: "كان لي الشرف الكبير ان التقي بدولة الرئيس نبيه بري الذي يعتبر بالنسبة الينا مدرسة في الرؤية والقدرة في ذات الوقت على لم الشمل وجمع الكلمة وتوحيد الرؤية. في الحقيقة ان العراق في هذه الايام يمر في مرحلة انتصارات على داعش وهو مقبل وسيتوج ان شاء الله عما قريب بعملية القضاء بشكل مبرم على الارهاب في مختلف المحافظات التي سيطر عليها. هذا الجهد الداخلي يحتاج في الوقت ذاته الى تعضيد عربي ويحتاج الى تبني مواقف والى إزالة الازمات والاختناقات وإيمانا ايضا ان العراق هو جزء من المنظومة العربية وهو راغب في ان يلعب هذا الدور، وايمانا ايضا بأن الشعوب العربية لا بد ان تتوحد وان تزال كل الخلافات، وهذا لا يكون في الحقيقة الا بالاستعانة بمن له الرأي والقرار، وطبعا دولة الرئيس بري هو من بينهم". أضاف: "لقد حملت معي لدولته تحيات صناع القرار من القيادات السياسية السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس الجمهورية، وفي ذات الوقت الامل الكبير في ان تتعاون جهودنا وان تتضافر في عملية بناء بلداننا وان نتجاوز الخلافات السياسية وننطلق الى عملية النصر على داعش ومن يواليها وفي ذات الوقت الدور الاكبر في جمع الكلمة بين الاطراف العربية والدولية أجمع. ايضا لا يفوتني ان اذكر اننا مقبلون على مؤتمر البرلمانات الاسلامية في بغداد وهو سيعقد لاول مرة في العراق، وبطبيعة الحال الامل كبير جدا في حضور رؤساء البرلمانات، وهذه الزيارة ايضا تحمل في طياتها دعوة مباشرة وكريمة لدولة الرئيس بري لتشريفنا في هذا الاطار". وسئل حول التنسيق بين العراق والدول المتضررة من داعش والارهاب، فأجاب: "العراق لم يفتر في نقل التصورات وعملية توحيد ما يعتقد انه مناسب لتضافر الجهود من اجل مواجهة الارهاب، والان قد يكون احوج ما يكون لمساندة المجتمع الدولي لتجاوز ازماته. نعم هناك اتفاق لتوحيد كل جهودنا لمواجهة داعش وما حل في الرمادي أعطانا قدرة وقيمة معنوية كبيرة وعالية، وان شاء الله نحن نرقب الانتصارات القادمة التي ستكون في نينوى. بطبيعة الحال هناك مشاكل اخرى تتعلق بالجانب الانساني وبقضايا النازحين وما ألم بهم خلال السنوات الماضية، وهذا يحتاج ايضا الى جهد دولي مكثف".

 

الفيديو: كيف ناقض حزب الله نفسه وأكد حصاره مضايا

 الحدث/11 كانون الثاني/16

11 كانون الثاني 2016

 الربط للفيديو https://youtu.be/0djvyuYscjs

هو مراسل المنار القناة التلفزيونية التابعة لحزب الله يدخل الى مضايا مع المساعدات في عقب نفي الاعلام الحربي التابع لجزب الله الاسبوع الماضي حصاره المدينة .حصارٌ دام أكثر من سبعة أشهر ...

 

ضابطان بـ"حزب الله": نتلقى أسلحة من روسيا ودربنا الحوثيين

  العربية/11 كانون الثاني 2016

 قال مسؤولان في ميليشيات حزب الله يقودان مجموعات تقاتل إلى جانب النظام السوري إن الحزب تلقى أسلحة ثقيلة من روسيا. وأوضح الضابطان اللذان رفضا الإفصاح عن اسميهما الحقيقيين واستخدما اسمين مستعارين خلال حديثهما لموقع "ديلي بيست" الأميركي أن هناك تحالفاً كاملاً بين نظام بشار الأسد وإيران وروسيا وحزب الله، مشيرين إلى أن العلاقة بين حزب الله وروسيا "آخذة في التطور". وأجرى الموقع الأميركي مقابلتين منفصلتين مع الضابطين في الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل حزب الله. وقد قال القائدان في الميليشيات إن الحزب تلقى من روسيا صواريخ بعيدة المدى وأخرى موجهة بالليزر وأسلحة مضادة للدروع والدبابات. وقال أحد القائدين - الذي سمى نفسه بكر ويقود 5 وحدات مقاتلة بسوريا مكونة من 200 عنصر – إن روسيا "حلف استراتيجي لنا، إنها تقدم لنا الأسلحة". ووفق بكر هذا، الذي يقاتل وميليشياته من اللاذقية إلى إدلب وفي جبال القلمون، فإن الغارات الروسية غيرت قواعد الاشتباك على الأرض. واعتبر أن القتال حول اللاذقية "كان صعباً جداً بالنسبة لنا، لكن عندما بدأ التدخل الروسي أصبح العمل على الأرض أسهل". وكشف بكر أن الروس يعتمدون على معلومات حزب الله الاستخباراتية في اختيار أهدافهم على الأرض، قائلاً بفخر "إنهم لا يستطيعون إعطاءنا الدعم الجوي بدون أن نقدم لهم المعلومات". وأكد أن الروس وضعوا جنوداً على الأرض في اللاذقية، لا سيما حول المطار الذي تستخدمه طائرات موسكو. واعترف هذا القائد في الميليشيات المقاتلة إلى جانب الأسد أن روسيا تزيد دعمها للحزب اللبناني منذ 2012. وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في بيروت عام 2014 لمناقشة التطورات في المنطقة. ورفض نائب الوزير الروسي في نوفمبر الماضي اعتبار الحزب منظمة إرهابية. في ذلك الوقت، قال بوغدانوف إن موسكو توثق العلاقة مع الحزب ولا يمكن اعتباره إرهابياً. أسير، وهو الاسم المستعار الذي اختاره القائد الآخر حين تحدث لـ "ديلي بيست"، يقود وحدة مقاتلة للحزب في سوريا. وقال هذا المقاتل إن موسكو تعتمد على عناصر الميليشيات لحراسة مستودعات الأسلحة الروسية في سوريا، كما أن الحزب استفاد من العتاد داخل هذه المخازن. وأفاد أسير الذي تحدث للموقع الأميركي أن عناصره تدرب جيش النظام السوري على استخدام تلك الأسلحة الجديدة.

وادعى أن موسكو لم تضع قيوداً على استخدام حزب الله تلك الأسلحة حتى لو كانت ضد إسرائيل إذا اقتضت الضرورة، قائلاً إن "الحزب لا يتلقى توجيهات من أحد". لكن الموقع الأميركي لم يتأكد مما إذا كان منصب هذا القائد يؤهله للاطلاع على اتفاقات سرية حول القضية. وقال بكر إنه انخرط في مهمة تدريبية للحزب في العراق مع كتائب حزب الله (العراقي) في 2014، ومع المتمردين الحوثيين باليمن في 2015، بينما كشف أسير أن للحزب برامج تدريب لقوات النخبة بالنظام السوري والحوثيين، وميليشيات شيعية عراقية. وانضم هذان القائدان اللذان تحدثا في المقابلة إلى الحزب خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.

 

"القوات" أبلغت 14 آذار درسها خيار دعم عــون والحلفاء أبدوا "تفهما": مبادرتنا ليست ردا على الحريري..تفرمل التوجهات الايرانية وتحمي "الطائف"

المركزية- صوّبت مصادر قيادية في "القوات اللبنانية" المعلومات التي تم تداولها إعلاميا اليوم عن "إبلاغ القوات فريق 14 آذار في اجتماع قيادي عقد ليل أمس، قرارها بتبني ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، الامر الذي قوبل باعتراض من المستقبل والكتائب"، فأوضحت عبر "المركزية" ان نائب رئيس حزب القوات النائب جورج عدوان أبلغ المجتمعين ان "القوات" تفكّر مليا في ترشيح عون وان هذا الطرح لا يزال قيد الدرس، لافتة الى ان موقف ممثلي التيار الازرق تدرّج بين متفهّم ومتحفظ، وبين من سأل عن خلفيات هذا الموقف وعن نتائج الخطوة سياسيا، وما اذا كانت تقود الى تسليم البلاد الى المحور الايراني. وأكدت ان عدوان شرح أن "القوات" ذهبت نحو هذا الخيار بعد ان وضع "المستقبل" الرئاسة في سلة فريق 8 آذار، وهي، بين عون وبين النائب فرنجية الموجود قلبا وقالبا في حضن "حزب الله"، تختار عون خاصة وأن الاخير كان قائدا للجيش ورئيس حكومة ويمكن ان "نأخذ ونعطي" معه، كما أنه صاحب حيثية شعبية واسعة، مشيرة الى ان الكتائب كانت مستمعة وأعربت عن تفهمها لموقف "القوات" بخاصة بعد مبادرة الحريري، وهكذا فعل وزير السياحة ميشال فرعون ووزير الاتصالات بطرس حرب، الذي اشار الى انه يختار فرنجية وليس عون.

واعترضت المصادر على محاولات إظهار مبادرة "القوات" وكأنها في وجه مبادرة الحريري، مشيرة الى أن خطوة رئيس حزب القوات سمير جعجع هي أسلوبه في مقاربة مسعى الحريري، حتى أنها تصوّب المبادرة التي سلمت بأن الرئاسة باتت لـ8 آذار. وفي حين استغربت ان يرى البعض في قرار القوات تسليما للبلاد لطهران، قالت المصادر "هذا ليس رأينا، وأكثر من يفرمل التوجهات الايرانية وحزب الله سيكون ترشيح عون، ولجوؤنا الى دعمه سيشكل امتحانا لنا وله على حد سواء. ونحن نرى في هذا التوجه فرصة كبيرة لانقاذ الدولة وحماية اتفاق "الطائف" وثوابت 14 آذار، أما أي خطوة أخرى فتعني أخذنا الى المجهول. وتضيف "اذا كان هدف "حزب الله" تغيير النظام القائم، فنحن بخطوتنا، نحرج الحزب ونحول دون تحقيق هدفه هذا". في غضون ذلك، أكدت المصادر ان الاتصالات مستمرة بين القوات والمستقبل على رغم الاختلاف في مقاربة الانتخابات الرئاسية "الذي لا يفسد في الود قضية". أما عن تداعيات خطوة القوات على وحدة صف 14 آذار، فقالت مصادر مطلعة "لماذا تسأل القوات عن نتائج خطوتها ولا يتم السؤال عن تداعيات معادلة س – س مثلا، أو عن نتائج اعلان الرئيس سعد الحريري استعداده لتأييد ترشيح النائب فرنجية؟ أو عن المفاوضات التي خاضها مع عون وكان يمكن ان تؤدي الى دعمه أيضا"؟ مضيفة "لا يمكن ان يرفض المرء لغيره ما يرضاه لنفسه". واذ لفتت الى ان سمير جعجع بات بيضة قبان في المعادلة بحكم صلابته ووضوحه وثباته، أشارت الى ان هذه المواصفات عززت أيضا علاقة "معراب" بالعالم العربي وقادته، حيث باتوا يرون في جعجع ضمانة، وقد أعرب مؤخرا عدد منهم عن ثقته بخياراته حتى الرئاسية منها.

واذ لم تنكر ان خطوة معراب بدعم عون قد تترك إرباكا لدى قواعدها القواتية والسنية على حد سواء، توقعت ان تثبت مواقف جعجع في الايام المقبلة أنه لم يبتعد قيد أنملة عن ثوابت 14 آذار، ما يعيد الامور الى نصابها.

 

 جعجع التقى سفير اليابان وشارك في خلوة مصلحة المهن القانونية

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - عرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع السفير الياباني في لبنان سيتشي أوتسوكا الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة. الى ذلك، شارك جعجع في الخلوة التي أقامتها مصلحة المهن القانونية في القوات في المقر العام للحزب والتي شارك فيها 70 محاميا هدفت الى إعادة هيكلة المصلحة إداريا وتنظيميا، بالإضافة الى وضع نظام داخلي لها وإنشاء لجان متخصصة فضلا عن تشكيل مجلس علمي. وقام المشاركون بتقويم نتائج انتخابات نقابة المحامين الأخيرة، في حضور الامين العام المساعد لشؤون المصالح في القوات اللبنانية الدكتور غسان يارد، الامين العام المساعد لشؤون الادارة في الحزب المحامي فادي ظريفة، ورئيس مصلحة المهن القانونية في القوات المحامي فادي مسلم. من جهة أخرى، استقبل جعجع وفدا من مصلحة المعلمين في القوات برئاسة رمزي بطيش هنأه بالأعياد، وتداول معه شؤون وشجون المصلحة.

 

قاطيشه: جعجع بدعمه عون للرئاسة يربح الجمهورية

11 كانون الثاني 2016/موقع القوات/أكد مستشار رئيس حزب 'القوات اللبنانية” العميد وهبة قاطيشه ان 'لقاء عون – جعجع بات على قاب قوسين او ادنى، اذ ان عون 'سيردّ الإجر” لرئيس 'القوات” الذي زاره في الرابية في حزيران الماضي، وستصدر بعد اللقاء وثيقة سياسية تتضمّن نقاطاً عدة منها قانون الانتخاب”.

وقال لـ”المركزية”: 'الوثيقة السياسية لن تتضمّن ترشيح عون في شكل رسمي، لان هذا الاعلان مُرتبط بالترشيح الرسمي من الحريري لفرنجية”. واوضح اننا 'اصحاب مبادئ، لكننا عمليون في الوقت نفسه، سنبقى نلتزم بمبادئ الحرية والسيادة، لكن عندما رشّح 'حليفنا” (الرئيس سعد الحريري) رئيس 'تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وهو حصر بذلك 'الرئاسة” لفريق '8 آذار”، فان عون 'اولى وأحقّ” بها لانه الاكثر تمثيلاً”. ولفت الى ان 'دعمنا ترشيح عون ليس 'ردّة فعل” على دعم الحريري لفرنجية كما يتردد، لكن عندما وجدنا ان الرئاسة للفريق الاخر انطلاقاً من دعم الحريري لفرنجية فان عون الأحق بها”. وأشار الى ان 'ايجاد حلّ للقضايا الخلافية الكبرى كالسلاح غير الشرعي ليس فقط من مسؤوليتنا كـ 'قوات لبنانية”، انما من مسؤولية كل مكوّنات '14 آذار”. واعتبر قاطيشه ان 'جعجع بدعمه عون للرئاسة يربح الجمهورية”، وشدد على اننا 'سنحافظ على علاقاتنا مع مكوّنات '14 آذار” وعلاقاتنا العربية حتى لو دعمنا عون للرئاسة”، ومؤكداً اننا 'لن نتخلّى عن حلفائنا مهما حصل”، ولافتاً الى اننا 'نؤمن بثوابت '14 آذار” منذ 40 عاماً، ولن نحيد عن مبادئها لاننا دفعنا ثمنها قبل العام 2005 '. واوضح اننا 'لا 'نحشر” حزب الله” في الزاوية بدعمنا ترشيح عون وفق بعض التحليلات”.

 

جعجع وتبني عون: تكتيك أم إنتحار؟

المدن - سياسة | الثلاثاء 12/01/2016

دخلت "14 آذار" في مرحلة حساسة بعد أن أبلغ ممثل "القوات اللبناينة" النائب جورج عدوان الحلفاء في إجتماع عقد مؤخراً في بيت الوسط، إحتمال تبني رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون. ومع ما نسب إلى عدوان، تستمر الحرب الإعلامية السرية والعلنية بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية"، خصوصاً بعد "خبرية" لقاء الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية الثاني، الذي لا تزال مصادر الطرفين ترفض تأكيده أو نفيه. في الشكل لا تزال نية جعجع محط تحليل، بين إحتمال ان يكون هذا الموقف في إطار التكتيك السياسي الذي يلجأ إليه جعجع، لقطع الطريق أمام وصول فرنجية، أو أن يكون خياراً استراتيجياً لجعجع، استكمالاً لخيارات جعجع الأخيرة، التي افتتحها مع تبني قانون "اللقاء الأرثوذكسي" الإنتخابي قبل أكثر من عام. وتشير مصادر "المدن" إلى أن القوات اللبنانية تعرف أن حسابات الحقل لا تتلاءم مع حسابات البيدر، خصوصاً أنه في حسابات "البونتاج" لا يستطيع عون تأمين أكثر من 54 صوتاً، لا سيما في ظل موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يريد انتخاب عون، وهو قد قال لأحد زواره وفق ما تنقل عنه مصادر لـ"المدن" بأنه في حال حصل التنافس بين عون وفرنجية في جلسة الإنتخاب فإنه يترك الخيار لنوابه، وهنا تعتبر المصادر أنها طريقة ذكية من بري للهروب من هذا الإستحقاق وبالتأكيد فإن نوابه لن يختاروا عون. وتعتبر المصادر أن كل هذا الكلام لا قيمة له مرحلياً، سوى بهدف التعطيل والتعطيل المضاد، خصوصاً أن "القوات اللبنانية" كما جميع الأفرقاء يعرفون أن "حزب الله" غير جاهز لأي استحقاق رئاسي في هذه المرحلة، بل هو مؤجل إلى ما بعد تبلور الإستحقاقات الإقليمية، وبالتالي لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية في هذه الفترة. ويشير منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد لـ"المدن" إلى أن "ما حصل في الاجتماع هو تقييم لما جرى في مجلس وزراء الخارجية العرب، والاستقطاب غير المسبوق ضد ايران، وكذلك فقد اعتبر الاجتماع ان اي تسوية في لبنان بحاجة الى حد أدنى من التفاهم الايراني - السعودي، وكل هذه التسويات لن يكون لها الحظ في الوصول إلى خواتيمها، بظل التصعيد الذي يحصل". معتبراً أن "موضوع رئاسة الجمهورية تأجل، ولذلك سيتم تأجيل اختلافنا على موضوع رئيس الجمهورية". ويقول إن "عدوان كان أكثر الحريصين على وحدة 14 آذار، ومن خلال النقاشات تحدث بكل رصانة عن المسعى الرئاسي، واعتبر أنه في ظل الحديث عن ترشيح المستقبل لفرنجية وفي حال ارتقى ذلك لمستوى المبادرة، فإن القوات لديها توجهاً في السير بترشيح عون وهو لا يرتقي إلى مستوى المبادرة، وفي حال حصل ذلك فيجب أن نتعامل معه بكل هدوء". ويلفت سعيد إلى أن "الجواب على هذا الأمر كان بأن اليوم لا وجود لعون ولا لفرنجية ولا أسماء أخرى، بل إن الأزمة معلقة على الخلافات العربية الإيرانية، والرئاسة مؤجلة إلى حين". ويقول سعيد: "بعد ما حصل إذا كان هناك من يريد السير بعون أو بفرنجية، فذلك بمثابة الجنون"، مؤكداً أن "14 آذار لا تزال موحدة ومتماسكة ومتمسكة بإتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وبمواجهة المشروع الإيراني".

رسالة سعودية حازمة

وعلى الرغم من بعض التطمينات التي تصدر عن "14 آذار"، إلا أن لقاء الرئيس السابق ميشال سليمان مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، لا يمكن وضعه إلا في خانة الرسالة السعودية الحازمة لجعجع، خصوصاً أن سفيرها في لبنان علي عواض العسيري يعمل على خط اقناع جعجع بالتراجع عن تأييد عون.

وتعتبر مصادر "المدن" أن اللقاء هو بمثابة رسالة إلى جعجع، كي لا يمضي أكثر بالتقارب مع عون، وهو إن فعل ذلك، يعني أن ثمة تكتلاً مسيحياً جديداً سينشأ في وجهه، برعاية سعودية. فيما تعتبر مصادر متابعة للزيارة، أن سليمان لمس حرصاً سعودياً على الإستقرار اللبناني وفصله عن الإشتعال الإقليمي، وتلفت المصادر إلى أن السعودية تعلم أن إيران لا تريد تسهيل الإستحقاق حالياً ولا تريد التفريط بالورقة اللبنانية.

 

"النيـات" نحـو دعـم ترشـيح عـون لشـد العصـب المسـيحي ولماذا لم يبادر جعجع منذ 20 شهرا ولماذا يتبنى حليفاً لحزب الله؟!

المركزية- تسرع معراب الخطى على طريق تبنّي ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حتى أن عددا من القيادات القواتية بات يروّج لفكرة ان الامر يمكن اعتباره بحكم الحاصل ويبقى فقط توليفه إعلاميا. واذا كان الاعلان الرسمي للترشيح مرجحا ان يتم خلال الزيارة المرتقبة للعماد عون الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في موعد تردد انه قد يكون منتصف الجاري، فان الخطوة القواتية هدفها الجوهري يكمن في تمتين أسس الجبهة المسيحية التي صُدّعت بفعل الشغور الرئاسي من جهة ومحاولات ملئه عبر مبادرات تخطّت الصوت المسيحي الذي يجب ان يكون الاوزن في الاستحقاق. وفي وقت كان عدد من القضايا الخلافية أُبعد عن سطور "إعلان النيات" وأهمها رئاسة الجمهورية وسلاح حزب الله كما مشاركة الأخير في الحرب الدائرة في سوريا، لتباين وجهات النظر بين التيار والقوات حيالها، فان الحزبين في صدد بلورة هذه الوثيقة اليوم على أكثر من صعيد، وفق ما تقول مصادرهما لـ"المركزية"، أوّلها عبر تأكيد طرفَيها على أحقية المسيحيين في اختيار ممثليهم من رئيس الجمهورية الى النواب، وعلى حقهم في الحضور الفاعل والوازن داخل الادارات والمرافق الرسمية بعيدا من أي تهميش، في موقف من شأنه شد العصب المسيحي ومدّه بجرعة أوكسيجين قوية بعد ان تلاشى متأثرا بالتشققات في الصف المسيحي أولا وبتداعياتها على وجودهم في الحكم والدولة ثانيا.

واذا كانت محطة التقارب الجديدة بين التيار والقوات ستشمل أيضا إطلاق حركة مشتركة للتوصل الى قانون انتخابي يؤمن صحة تمثيل المسيحيين، فإن أهم ما سيتمخض عنه سيتمثل في توافق الطرفين على النظرة الى الانتخابات الرئاسية عبر انتقال القوات الى ضفة مؤيدي ترشيح العماد عون. انطلاقا من هنا، يرتدي اللقاء المرتقب في معراب أهمية مسيحية ووطنية على حدّ سواء، نظرا الى النتائج التي ستترتب عنه في الخريطة السياسية المحلية. لكن لماذا يدعم جعجع عون الآن، وما الذي تبدّل حتى يصبح ما كان مرفوضا بالامس مقبولا اليوم؟ تساؤلات كثيرة تركها موقف "الحكيم" في كواليس 14 آذار، وتقول أوساطه "القوات ترى ان اذا كان الخيار الرئاسي رسا على شخصية من فريق 8 آذار، فالعماد عون أقرب الى خطنا من النائب فرنجية"، لكن ذلك غير دقيق، وفق أوساط فريق 14 آذار، فالاخير، عبر مبادرة الحريري، بات في موقع وسطي. أما عون فجزء لا يتجزأ من المحور الايراني في المنطقة ويتبنّى خياراته علنا". من جهتها، تسأل أوساط سياسية مستقلة "لماذا أبقى فريق 14 آذار لبنان بلا رئيسا لأكثر من عام ونصف العام، ليقبل اليوم بمرشح من 8 آذار، ثم لماذا بقي جعجع متمسكا بترشيحه عاما ونصف العام ليرضى اليوم بترشيح عون؟ وبعد، ما الفارق بين خطي عون وفرنجية السياسيين كي يرفض جعجع فرنجية ويسير بعون؟ وهل يتصرف جعجع من منطلق ردة الفعل، فيتبنى عون ردا على تبني الحريري فرنجية؟ وتتابع "الجنرال عون حليف "حزب الله"، فهل تنتقل القوات من ضفة سياسية الى أخرى، لترضى بدعم حليف الحزب"؟ وتستطرد الاوساط "هل يقدم جعجع على خياره الرئاسي، انطلاقا من اعتبارات شمالية بحتة خوفا من تداعيات وصول فرنجية الى الرئاسة على قاعدة القوات شمالا"؟ كل ما سبق أسئلة مشروعة تحتاج الى أجوبة، تقول الاوساط، قد يحملها اللقاء المرتقب وما سيتبعه... في الانتظار، تدعو الاوساط الى ترقّب موقف "حزب الله" من الدعم القواتي المنتظر للحليف "البرتقالي"، والى رصد موقف "المستقبل" الذي لم يبادر بعد الى اعلان تأييد فرنجية رسميا، وأخيرا رصد موقف الكتائب والمردة والمستقلين من التقارب المسيحي الثنائي لمعرفة حظوظ توسعه ليشمل الاطراف المسيحيين كلّهم... في المقابل، تستبعد الاوساط ان يضع التيار و"حزب الله" حدا لمقاطعتهما جلسات الانتخاب، وأن نشهد نصابا مكتملا وعملية ديموقراطية في جلسة 8 شباط المقبل، يتنافس فيها عون وفرنجية، فموعد انجاز الاستحقاق، خاصة في حسابات "حزب الله"، لم يحن بعد وينتظر انتهاء الحرب في سوريا.

 

 سعيد: "القوات" تتوجه لترشيح عون للرئاسة

المركزية- كشف منسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد في اتصال مع المؤسسة اللبنانية للارسال "أنّ نائب رئيس حزب القوّات اللبنانيّة النائب جورج عدوان أوضح في اجتماع قوى 14 آذار أمس أنّ هناك توجهاً لدى الحزب لترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهوريّة، إلا أنّه أعرب عن اعتقاده أنّ لا عون ولا رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية قادران في هذه اللحظة على الوصول إلى الرئاسة". ورداً على سؤال عن جديّة ترشيح القوّات لعون، قال سعيد "كلنا جديون في محاولة إنقاذ الجمهورية التي تبدأ بانتخاب الرئيس".

 

شمعون: لا حراك فعلي لإنجاز الإستحقاق في ظل موقف "حزب الله"

11 كانون الثاني 2016/ لفت رئيس حزب 'الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون الى أن لا حراك فعلي بالنسبة الى إنجاز الإستحقاق الرئاسي، خصوصاً وان 'حزب الله” يتجه الى التطرّف أكثر فأكثر. مستطرداً الى استنكار الحصار الذي يشارك فيه 'حزب الله” لبلدة مضايا السورية ما يؤدي الى تجويع أبنائها.

وشدّد شمعون في حديث الى وكالة 'أخبار اليوم” على ضرورة انتظام الحياة السياسية في لبنان التي تبدأ بإنتخاب رئيس الجمهورية ثم تكليف رئيس للحكومة وتشكيلها وعندها نضع البلد على السكّة السليمة، قبل الدخول في الزواريب والزوايا، قائلاً: حتى اللحظة لم أرَ اي تغيير في المواقف من أجل الحديث عن قرب إنجاز الإستحقاق الرئاسي. الى ذلك، انتقد شمعون موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في إجمتاع وزراء الخارجية العرب، معتبراً ان عدم التصويت على قرار الوزراء العرب هو ضد لبنان، حيث انه قدّم مصلحة 'حزب الله” على أي مصلحة أخرى. وقيل له، لكن رئيس الحكومة تمام سلام كان موافقاً على ما حصل بعدما كان على تنسيق مستمر مع باسيل، أجاب شمعون: لا يمكن ان نهنئهما على هذا الموقف. وختم شمعون: على أي حال باسيل في كل موقف يتخذه يعمل على ايصال عمّه (العماد ميشال عون) الى رئاسة الجمهورية، وليس همّه مصلحة البلد أو ما يليق بلبنان.

 

الحريري: موقف باسيل استرضاء لايران واساءة لتاريخ لبنان مع اشقائه العرب

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - اشاد الرئيس سعد الحريري في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي "بالقرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، والذي ترجم وقوف العرب صفا واحدا في مواجهة التدخل الإيراني السافر في شؤونهم الداخلية وتضامنهم مع المملكة العربية السعودية ازاء العدوان على بعثتها الدبلوماسية في ايران". وعبر الحريري عن الاسف "لامتناع وزير خارجية لبنان جبران باسيل عن التصويت على القرار، وهو امتناع لا يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين، الذين يعانون من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية، ويبادلون المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبا، مشاعر المحبة والتضامن لما لها من أياد بيضاء وتاريخ مشهود بالوقوف الى جانب لبنان في الأزمات كما في مسيرة اعادة الإعمار والتنمية بعد كل أزمة وعدوان إسرائيلي". اضاف: "ان التذرع بذكر تدخل حزب الله في البحرين في البيان الختامي لوزراء الخارجية، لا يبرر التهرب من الاجماع العربي حيال مسألة أساسية تتناول التدخل الإيراني في الشؤون العربية الداخلية، بل هو تذرع مبتور لا يتطابق مع مفهوم تقديم المصلحة الوطنية اللبنانية على الاجماع العربي". وقال: "نحن بكل بساطة امام موقف لا وظيفة له سوى استرضاء ايران والاساءة لتاريخ لبنان مع اشقائه العرب، وهو أمر مرفوض في قاموسنا ولا ندرجه في خانة تعبر عن موقف الدولة اللبنانية".

 

فتفت: النكايات خربت 14 آذار

11 كانون الثاني 2016/وكالات/ رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "طريقة النكايات هي الطريقة التي خربت قوى 14 آذار. كنا دائماً نبدّي التكتيكات على استراتيجيات، ونذكر أن أخطاءً كثيرة حصلت في السابق من كل الأطراف، وهناك أطراف كان يمكن لمّها، ولكن اليوم اذا وصل طرح ترشيح ميشال عون إلى الرئاسة الى مكان، فالأمور أصعب بكثير. وأعرب، في حديث إلى محطة "LBCI"، عن قناعته بأن "رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أذكى من ان يرشح عون مع امكانيات وصول عون لرئاسة الجمهورية، لأن في هذه الحالة أول من سيصرخ هو جعجع نتيجة وصول الجنرال عون اي وصول حزب الله الى الحكم واستلامه شؤون الدولة كلها". وأكد أن عون فشل في أن يكون مرشح تسوية بينما فرنجية يستطيع أن يكون كذلك وهكذا جرت المقارنة بين الرجلين. وأشار إلى ان "سليمان فرنجية قادر على ان يكون مرشح تسوية، وطرح نفسه كمرشح تسوية، وهو ملتزم باتفاق الطائف حتى النهاية، ورأينا ممارسته في السلطة، ولا يوجد اتفاق مكتوب بينه وبين حزب الله واليوم الخطر على لبنان ليس من بشار الاسد بل من حزب الله، فقد سمعنا نعيم قاسم والدولة الاسلامية، وسمعنا نواف الموسوي ومحمد رعد عن تغيير النظام اللبناني والتهديدات ومحاولة الغاء الآخر". وختم: "اليوم هناك مشروع سياسي جديد عند حزب الله يمثله نيته في تحوله الى الحزب الحاكم الوحيد في لبنان، ووصول الجنرال عون يسهّل له هذه المهمة بينما المطروح مع سليمان فرنجية هو مشروع تسوية سياسية في البلد".

 

 حوري : اهم ما في ترشيح جعجع لعون نزول من لم ينزل الى الان لانتخاب الرئيس

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى النائب عمار حوري في حديث لاذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5" ان "أهم ما في الحديث عن ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للنائب ميشال عون أن يؤدي الى نزول من لم ينزل حتى الآن الى جلسة انتخاب رئيس ويؤمن النصاب المطلوب لنوفق في انتخاب رئيس". وقال "ان لكل فريق الحق في تأييد ودعم من يريد وحين تصل الأمور الى الاعلان الرسمي يبنى على الشيء مقتضاه". ورداً على سؤال حول مصير الرابع عشر من آذار قال حوري:" لقد اختلفنا على الكثير من التفاصيل ولكن لم نختلف يوما على الأساسيات وبقي الطائف والعيش الواحد وعروبة لبنان من المسلمات ، واختلفنا ايضا على رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب وخرجنا من هكذا ازمات اكثر قوة".

 

 تحضيرات في الرابطـة المارونيــة استعداداً للانتخابات في آذار

قليموس: اسعى الى تفعيل الحضور المسيحي ونزع حال الاحباط

قانون استعادة الجنسية يتطلب حملة دعائية ولوجستيـة لتنفيذه

المركزية- تستعد الرابطة المارونية لاجراء انتخاباتها في آذار المقبل، وسط حركة ناشطة انطلقت مطلع العام، سبقتها تحضيرات من قبل المعنيين للوصول الى الاهداف المنشودة، خصوصا ان جملة ملفات يُنتظر تطبيقها اهمها ملف التعيينات في الدوائر الرسمية اذا ما جرت انتخابات رئاسية لملء الشغور في سدة الرئاسة منذ اكثر من عام ونصف العام. نقيب المحامين السابق انطوان قليموس، المرشح لمنصب رئيس الرابطة سيخوض المعركة تحت عنوان "استنهاض الرابطة المارونية ونزع حالة الاحباط عند المسيحيين". وفي السياق، قال قليموس لـ"المركزية": "ان الهدف من ترشيحه السعي الى جمع شمل فاعليات الرابطة المارونية تمهيدا لاستنهاض الرابطة، وتفعيل دورها، خصوصا أننا أمام استحقاقات اساسية في البلد بدءا من انتخابات رئاسة الجمهورية، وصولا فيما بعد الى ورشة التعيينات الكبيرة المنتظرة، التي لا يمكن ان نكون أمامها في موقع المتفرجين"، معتبرا "ان اي عملية رصد لمواقف الخلل في الحضور المسيحي وتحديدا الماروني في الدولة تتطلب وقفة متقدمة وجدية تمهيدا اقله الى استعادة الحقوق المهدورة، واستعادة الحضور الفاعل للمسيحيين في مراكز الدولة". اضاف "من هذا المنطلق لا بد من تكوين فريق عمل متجانس يستطيع خوض غمار هذه التجربة الجديدة التي من المفترض ان تبصر النور في الرابطة المارونية".

وقال "أسعى الى مشروع توافقي يجمع الجميع بهدف مشترك هو تفعيل الحضور المسيحي ونزع حال الاحباط عند المسيحيين". وفي ما يتعلق بموضوع قانون استعادة الجنسية والآلية المقبلة للسير فيه قال " من المفترض ان يتم وضع هذا القانون موضع التنفيذ"، لافتا الى "ان تفعيل تنفيذه يكون عن طريق ترشيد اللبنانيين المغتربين المعنيين بالافادة به، ان عن طريق نشره اعلاميا او العمل به ميدانيا، وهذه أمور في رسم الرابطة المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار حيث تقع على عاتقهما مسؤولية تنفيذه، وتسهيل الامر على المغتربين من ناحية القيام بالاجراءات القانونية اللازمة".

 

ترســيم الحدود بــدءا مـن الجنـوب ابرز مهـام الرئيــس العتيـد وتحديد هوية "المزارع" يحدد مصير المقاومة والتسوية السورية تعبّد الطريق

المركزية- بعيدا من هوية المرشح الماروني الذي سترسو عليه بورصة الرئاسة وموعد انتخابه الذي بات يحتاج الى ضرب في الرمل لتحديده بعد عام وثمانية اشهر من اقفال ابواب القصر الجمهوري، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" إن المهمة الاكثر الحاحا الواجب على الرئيس العتيد الاضطلاع بها، بعد ارساء التسوية السياسية في سوريا، تتمثل في المطالبة بترسيم الحدود اللبنانية – السورية بدءأ من الجنوب لتحديد هوية مزارع شبعا التي تشكل نقطة محورية يرتكز اليها مصير ملفات لبنانية كثيرة من العيار الثقيل، لعل أبرزها جدوى استمرار المقاومة او عدمها، في ما لو توضحت هذه الهوية التي ما زالت حتى اليوم موضع تباين بين من يعتبرها سورية وهي وجهة نظر مرجحة من جانبي الامم المتحدة واسرائيل، حيث ان سوريا لم تزود لبنان بالمستندات والوثائق التي تثبت لبنانية المزارع، ومن يتمسك بلبنانيتها ويرتكز اليها لمحاربة اسرائيل ومقاومتها من البوابة اللبنانية.

وتشير الى ان ترسيم الحدود الذي شكل أحد ابرز المطالب إبان عهد الرئيس ميشال سليمان بعد توقيع البيان المشترك اللبناني –السوري، تنفيذا للاعلان الخاص باقامة العلاقات الدبلوماسية الصادر بعد لقاء القمة بين الرئيسين سليمان وبشار الاسد في دمشق في 13 آب 2008، بقي من دون تنفيذ بسبب الاصرار السوري على بدء الترسيم من الشمال وتجاهل طلب لبنان بالشروع بالمهمة من ناحية الجنوب بذريعة الاحتلال الاسرائيلي، لما لها من تأثير على حسم جدلية لبنانية او لا لبنانية المزارع، فبقي الترسيم معلقاً، علما ان الغاية المنطقية من ترسيم الحدود بين أي دولتين هي العمل على تجنب أي مشكلة او ازمة بينهما حول مناطق متنازع عليها، وتبعا لذلك، يبدو بديهيا ان يبدأ ترسيم الحدود من نقطة مزارع شبعا وليس غيرها، لان جهات عدة معنية بهذه المنطقة، وهي الطرف اللبناني والسوري والدولي، اضافة الى الاسرائيلي الذي يحتل هذه الارض، من هنا كان على سوريا، وفق المصادر، عدم وضع هذه المسألة على الهامش وتعليقها، في شكل يضر بالمصلحتين اللبنانية والسورية. وانقطع حبل الامل بانجاز الترسيم كليا بعد اندلاع الحرب في سوريا. بيد ان المسألة بعد انجاز التسوية السورية تصبح أكثر قابلية للتطبيق في ضوء المتغيرات التي ستطرأ على الوضع السوري برمته بغض النظر عما اذا استمر الرئيس بشار الاسد في الحكم لفترة انتقالية ام لم يستمر. وتؤكد المصادر ان مرحلة ما بعد التسوية السورية لن تؤثر على لبنان من زاوية الرئاسة فحسب بعدما ربط بعض اطراف الداخل مصير الاستحقاق بهذه الازمة، بل من الناحية الامنية في شكل خاص ان لجهة ضبط الحدود ووقف التسلل وعمليات تهريب السلاح والمسلحين او لجهة تحديد هوية مزارع شبعا بحيث اذا ما ثبتت لبنانيتها تبقى المقاومة ضد اسرائيل عملا مشروعا ومدعوما من الفئات اللبنانية كافة، والا، واذا تبين انها سورية فان وجود ودور المقاومة من لبنان ينتفي بالكامل، ما دام اللبنانيون غير مستعدين لخوض حرب الاخرين من لبنان الذي لا ارض محتلة له تبرر استمرار المقاومة. واستنادا الى ذلك، تعتبر المصادر ان ترسيم الحدود سيصيب عصفورين بحجر واحد ويذلل الكثير من العقبات التي شكلت تحديات اساسية امام اركان الحكم في العقود الماضية وحالت دون تنفيذ بنود اتفاق الطائف لا سيما حصر السلاح بيد الشرعية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكتائب: لتحييد مجلس الوزراء عن السياسة ومعالجة شؤون الناس

الإثنين 11 كانون الثاني 2016

وطنية - أكد حزب الكتائب في بيان بعد اجتماع لمكتبه السياسي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل أن "انتخاب رئيس للجمهورية يبقى في صدارة الاهتمامات الوطنية والشرط الاول والاساسي للانتظام الوطني الكامل". وشدد على ان "الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء يجب أن تشكل عودة الديموقراطية الى الحياة السياسية وتفعيل العمل الحكومي بما يضمن تحييد مجلس الوزراء عن الحسابات السياسية وانصرافه لمعالجة شؤون الناس الملحة وقضايا البلاد الحيوية". واعتبر ان "الانتخابات البلدية والاختيارية تشكل امتحانا للدولة وقدرتها على انجاز هذا الاستحقاق. وان الانتخابات يجب ان تتم حكما في موعدها في ايار المقبل، ونثمن تعهد وزير الداخلية بتأمين الظروف الضامنة لحصول الانتخابات في موعدها". واستنكر الحزب "الاعتداءات الإسرائيلية المرتكبة جنوبا"، مؤكدا مرجعية قرارات الشرعية الدولية ومشددا على "بسط سيادة الدولة على كامل اراضيها وحفظ قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية". وجدد الموقف المبدئي بالتزام حياد لبنان عن صراعات المنطقة "بما يحفظ وحدة لبنان واللبنانيين". وأسف "لكيفية التعامل مع ملف النفايات، والتكتم الذي أحيط به حل الترحيل على مدى الاشهر الثلاثة الاخيرة، واستمرار الغموض الذي شكا منه الحزب وادى الى تسجيل اعتراضه عليه في جلسة الحكومة الاخيرة. إن هذا التعتيم لا يزال يهدد الحلول بالفشل مما يؤكد ان السبيل الوحيد لإنجاح أي ملف هو الشفافية المطلقة وفقا للقانون والاصول". ودعا حزب الكتائب الى "معالجة سريعة لمشكلة جوازات السفر اللبنانية واتخاذ الاجراءات القانونية والعملية بما يرفع عن كاهل المواطن دفع الرسم مرتين، خصوصا ان ما يحصل هو استبدال وليس تجديد جواز السفر، علما ان الطبعة الجديدة قد لا تكون الاخيرة، مما سيضع المواطن امام احتمال دفع الرسم للمرة الثالثة". وأكد تضامنه "مع الابرياء المدنيين في سوريا الذين يتعرضون لجميع انواع الجرائم في ظل عجز المجتمع الدولي عن الخروج عن السياسات والحسابات الضيقة".

 

وزارة الخارجية: جثمانا لبنانيين غرقا على الشواطىء التركية يصلان بيروت غدا والثالت خلال يومين

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، أن "سفارة لبنان في أنقرة تقوم بالتعاون مع القنصلية العامة في اسطنبول بملاحقة موضوع اللبنانيين الذين غرقوا على الشواطىء التركية وهم: حسين حسن أحمد، شانيل جان فارس، ومحمد حسين خشاب". وأفادت بأنه "سيتم نقل جثمان حسين حسن أحمد الى بيروت عند الساعة 20،13 من صباح يوم غد الثلاثاء الواقع في 12 كانون الثاني الجاري من إسطنبول على متن الخطوط الجوية التركية الرحلة TK 828، ويتوقع وصوله عند الساعة 20،3 فجرا الى مطار بيروت الدولي. أما جثمان شانيل جان فارس فسيتم نقله من اسطنبول الى بيروت عند الساعة 35،12 من بعد ظهر يوم غد الثلاثاء على متن الخطوط الجوية التركية الرحلة TK 824، ويتوقع وصوله عند الساعة 20،14 من بعد الظهر الى مطار بيروت. ويتم العمل على إنجاز معاملات نقل جثمان محمد حسين خشاب، ويتوقع أن تنتهي خلال اليومين القادمين".

 

نواف الموسوي: مضايا فكرة إعلام يختلق قضية بهدف تشويه صورة المقاومة

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - القى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي كلمة في إحتفال تأبيني في حسينية بلدة طيردبا الجنوبية، قال فيها: "إننا حين نقف اليوم في مواجهة العدوان الصهيوني، فقد أثبتنا أنه وعلى الرغم من الاستنفار الإسرائيلي في حدوده القصوى ومن إنهماكنا في مواجهة الجحافل التكفيرية، إلا أننا أثبتنا بأن المقاومة على جاهزيتها وقدرتها في تسديد الضربات الموجعة للعدو، فمن يطلع على التفاصيل التي إطلع عليها الإسرائيلي يدرك كم أن قبضة المقاومة قوية وكم هي قادرة، ويكفي أن نرى مكان العملية وأن العدو لم يجرؤ على سحب آلياته المدمرة من مكان العملية إلا بعد أن مضى 48 ساعة على العملية وأتت كتيبة لتنفيذ ذلك. أضاف: "هنا كانت رسالة المقاومة واضحة بأن لا يراهن أي أحد على إنشغالنا في مواجهة الخطر التكفيري، لأننا حاضرون وجاهزون وقادرون على رد العدوان الصهيوني، وهذه الرسالة قد بلغت مسامع من يجب أن يسمع وعلمنا أن دماء الشهداء هي دماء غالية لا نسكت عن المس بها". وتابع: "إننا اليوم بتنا ندرك حقيقة الحرب التي تشن على المنطقة، ولم يعد هناك من موجب للتعاطي الدبلوماسي كما أشار سماحة الأمين العام، بل إن الحقيقة تفترض أن نسمي الأشياء بأسمائها، فنحن نتعرض في المنطقة بأسرها من اليمن إلى لبنان مرورا بما بينها من بلدان، لحرب ممنهجة ومنسقة بين الكيان الصهيوني العدواني وبين النظام السعودي الوهابي التكفيري الإجرامي، من خلال تنسيق بلغ مرحلة الحلف شبه المعلن". وأردف: "يجري تقسيم وظائف العمل بين طرفي الحلف الصهيوني والسعودي اللذين يتقاسمان إمكاناتهما جميعا في المجال الاستخباري والمجال الإعلامي والعسكري والمالي والاقتصادي، ولذلك تتآزر لوبيات النفوذ السعودي والصهيوني في العالم بأسره والعالمين الإسلامي والعربي لمواجهتنا وشن الحملات علينا، بينما ينشط اللوبي الصهيوني على المستوى الإعلامي وهو المتغلغل في أسس وسائل الإعلام الغربية، كما ينشط في قطاع المصارف وأسواق المال وهو مجال هم حاضرون فيه، وبالتالي فإن هناك حملة إعلامية وإقتصادية تشن بهذا الاتجاه وتستهدف كل من هو خارج الحلف الصهيوني - السعودي، سواء من روسيا إلى إيران أو سائر القوى المقاومة للهيمنة الأمريكية في المنطقة، وما إنخفاض سعر برميل النفط الذي يمكن أن يصل إلى 20 دولارا إلا جزء من هذه الحرب التي يشارك فيها النظام السعودي بصورة مباشرة حتى ولو أدى ذلك إلى خسارته، وهو بصدد اللجوء إلى بيع ممتلكات سعودية لأسباب داخلية لها علاقة بتقاسم السلطة والصراع عليها أو بالعجز الذي أصاب الخزينة السعودية، وقد بدأ من أرامكو التي يقدر رأس مالها بحدود 800 مليار دولار".

وأوضح الموسوي ان "النظام السعودي ومنذ أن أعلن سماحة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن ضرورة الصدح بالحق في مواجهته، كان قد بادر إلى شن حملة ممنهجة تهدف لإثارة السنة على الشيعة في لبنان والعالم العربي والإسلامي لتشويه صورة المقاومة وقائدها، ولإخفاء الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي، ولذلك بدت هذه الحملة المبرمجة التي إسمها "مضايا"، وقد لوحظ فيها التنسيق بين وسائل الإعلام العربية بما فيها اللبنانية التي يمتلك النظام السعودي السيطرة عليها، وهي تحت إدارته وتخدم أهدافه، وبين وسائل الإعلام الغربية التي قامت بحملة دولية في موازاة هذه الحملة، وبالتالي فقد كنا أمام حملة منسقة بين اللوبي الصهيوني الإعلامي الغربي، واللوبي السعودي التكفيري بالمجال العربي بهدف الإساءة إلى المقاومة وإخفاء جرائم النظام السعودي وتعبئة السنة على الشيعة".

وقال: "مثال بسيط على هذه الحملة، كان قد تحدث ممثل الأمم المتحدة في اليمن عن إنتهاكات لحقوق الانسان، فصدر حينها الأمر السعودي لما يسمى رئيس اليمن الذي أخذ بدوره قرارا بطرد ممثل الأمم المتحدة، ولكننا لم نر هذا الخبر في وسائل الإعلام، وكذلك فإن العاصمة اليمنية - صنعاء ومحافظة صعدة تقصف بالقنابل العنقودية، ولكن لم نسمع حملة للترويج لهذا الخبر، وقد مضى حوالي سنة على حصار اليمن غذائيا وتموينيا، وهناك مجاعة حقيقية ويعيش 20 مليونا تحت خط الفقر، ولم نسمع حملة إعلامية من أحد، ولكن رأينا فبركة لكذبة إسمها الجوع في "مضايا" حشدت لها الصور التي نستطيع أن نعرفها ومنها صورة الأيقونة عن الفتاة الجميلة الصغيرة التي أصبحت أيقونة الجوع هناك، والتي تبين أنها فتاة من بلدة طيرفلسيه إسمها مريانا مازح، وإذا إستطعنا نحن أن نكشف هذا الأمر إلا أن من في المغرب العربي أو غيره لا يستطيع أن يعرف ذلك، وهكذا هي جميع كذباتهم".

أضاف: "هناك صور أشخاص من تايلند ومن أماكن أخرى حشدت جميعها في هذا الإطار، وعلى الرغم من أهمية ما قام به تلفزيون "المنار" من تفنيد لهذه الحملة المفبركة، إلا أن الأهم من ذلك هو العمل على إحباط أهداف هذه الحملة، لأن هدف هذه الحملة هو إخفاء جرائم النظام السعودي، ولذلك يجب علينا أن نجهر بهذه الجرائم التي تحصل وأن نسلط الضوء عليها، لأنه لا يفترض بنا أن نكون دفاعيين فقط في مواجهة الحرب السعودية الصهيونية بل يجب أن نكون مبادرين، ويجب أن نسلط الضوء على ذلك جميعا حتى ولو كانت وسائلنا الإعلامية ضئيلة بالمقارنة مع وسائل الإعلام الصهيونية والسعودية، فيجب أن نركز على تظهير الجرائم السعودية وما أكثرها، وفي هذا الإطار نجد اليوم أن هناك مثقفين في الغرب موجودون في البرلمانات وفي أكثر من مجال يكتبون وباتوا يعلمون ويدركون أن سبب الإرهاب الدولي هو الوهابية والتمويل السعودي، وهم يكتبون أن العدو الحقيقي للانسانية هو الوهابية والنظام السعودي، وحتى الذين يدافعون عن مصالح الحكومات الغربية يدركون أن أصل الفساد والإرهاب هو في المدرسة الوهابية والتمويل السعودي لها، وهناك من يحاسب حكوماته ويطالبها ويسألها إلى متى تكمل مع السعوديين بإخفاء جرائمهم".

وتابع: "في المقابل مع الأسف، فإن الكثير من رؤساء الحكومات الغربية أو رؤساء لدول غربية قد جرى شرائهم، وعلى سبيل المثال في ذلك، تحدثت صحيفة إيطالية بأن أحد المسؤولين الإيطاليين قد أهداه محمد بن نايف "ساعة رولكس" الغالية الثمن، وكذلك فإن هذا الذي يظهر مع صفقات سلاح بمليارات الدولارات من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، فيما يخفى أكثر من ذلك، ولكن ومع أن هذا هو الحجم الذي نواجهه، إلا أننا قادرون على فضحه وكشفه ولكن علينا أن نكون مبادرين، ولذلك يجب التركيز على تظهير الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي".

واشار الى ان "المطلوب حفظ صورة المقاومة وصورة قائدها، لأن النظام السعودي قد أوكل إلى من على مقام المقاومة وقائدها بالكلام النابي، ونحن في المقابل لا نريد أن نرد بأساليبهم ولكننا نكشف أعمالهم".

وقال: "من أهداف هذه الحملة هو تعبئة السنة ضد الشيعة، لإنه وعلى الرغم من السطوة السعودية البالغة والأموال التي تنفق للهيمنة على السنة في العالم الإسلامي والعالم بأسره، إلا أن النظام السعودي لم يتمكن من إطفاء الأصوات السنية المقاومة، فهناك أصوات لا تزال موجودة وتقف في كل العالم من المغرب إلى بروكسل إلى غيرها، وهناك أئمة مساجد، وقد تبين هذا الاختلاف بواحد من الاختبارات التي حصلت في الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، حيث كان هناك مكاسرة بين المدرسة الوهابية التي تحرم الاحتفال به، وبين مدرسة أهل السنة والجماعة التي إعتادت تاريخيا على الاحتفال البديهي والطبيعي والتلقائي في هذه المناسبة، وهنا يجب أن لا نسمح للمدرسة الوهابية بإغتيال مدرسة أهل السنة والجماعة التي هي الأصل لدى شركائنا في الدين وعلى مدى التاريخ، أما المدرسة الوهابية فهي بدعة مارقة أول من رد عليها هو شقيق محمد بن عبد الوهاب "سليمان" الذي رد على بدع أخيه ونعته بالمروق من الدين، كما أن هناك عشرات الكتب التي ألفها علماء سنة يفندون فيها البدع الوهابية.

وتابع: "لذلك فإن المدرسة الوهابية لا تمثل أهل السنة والجماعة، بل هي أقلية، إلا أن ما سمح لها أن تطغى هو مال النفط السعودي والرعاية من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأميركية التي إنضمت إليها أوروبا عام 1979 حين قالت أنها تريد أن تجنب الشباب المسلم الأوروبي "الأفكار الخمينية"، ففتحت الأبواب لدعاة الوهابية، فاليوم في أوروبا نجد أن أجيالا هناك قد تشربت الفكر الوهابي، وهي تشكل تهديدا للأمن القومي الأوروبي، وبالتالي فإن هذه مسوؤليتهم وهناك من يحاسب على هذا الأمر". واردف: "إن ما يعنينا هو أن لا نسمح للنظام السعودي أن يزور حقيقة الصراع القائم، لأن هذا الصراع قائم بين قوى المقاومة وبين الحلف الصهيوني السعودي التكفيري الوهابي الإجرامي، وليس صراعا سنيا - شيعيا، وخير دليل على ذلك هنا في لبنان حيث أن اللغة الطائفية هي اللغة المعروفة، ومعروف أن أحزابا معينة هي للشيعة، وأخرى للمسيحيين وللدروز، ولكن عند السنة فإن كل الإحصاءات بينت أن هناك 35 بالمئة على الأقل من الصوت السني في لبنان معارض للفريق السياسي المتحالف مع النظام السعودي بعلاقة ليست حلفا بل أمر ونهي وزجر وغيرها من العبارات، ومن هنا فإنه من المهم جدا وجوب أن نمنع لعبة آل سعود من أن تنجح في تصوير النزاع على أنه مذهبي إطلاقا، فالاختلافات المذهبية موجودة على مدى السنين وليست جديدة، وأحيانا تكون بين المذهب الواحد، كما أن هناك إختلافات بين الحنفيين والحنابلة والجعفريين وبين مجتهديهم".

أضاف: "في السياسة من غير المسموح أن نمكن النظام السعودي من أن ينجح في تصوير ما يجري على أنه مذهبيا أو طائفيا، بل هو صراع بين المقاومين من جهة، وبين من هم متحالفون مع الصهاينة وممن هم عبيد عند الهيمنة الأميركية. فعلى هامش الحملة التي شنت، قد حاول هؤلاء أيضا من أجل تزكية التعبئة المذهبية إستخدام عبارات من قبيل "هل أنه من المعقول وجود التجويع وفي تاريخكم أنتم كربلاء وما إلى ذلك"، والجواب على ذلك هو، إن فكرة مضايا هي فكرة الإعلام الذي لا يذهب للدفاع عن نفسه بل يختلق قضية ليحاربك بها بثلاثة أهداف، هي التعبئة المذهبية وتشويه صورة المقاومة وإخفاء جرائم آل سعود". وتابع: "في المقابل وللأمانة والتاريخ، نحن أبناء مدرسة محمد وأبناء مدرسة علي بن أبي طالب، وتخلقنا بأخلاقهم التي نعتمدها في قتالنا سواء في مواجهة العدو الصهيوني أو العدو التكفيري، فيجب أن يتذكر الجميع أن مقاتلينا كانوا يهاجمون بصدور مفتوحة قلاع العدو القابعة فوق المرتفعات وحيث الجندي الإسرائيلي يتحصن بدشمة ولديه طائرات حربية ومروحية ومدرعات، فكان شبابنا يصعد بالشجاعة العلوية والشهادة الحسينية لتسقط هذه المواقع، من دون أن يوجه السلاح حتى إلى مدني من مدنيي العدو، ولذلك أن يأتي اليوم من يزعم إستهداف المقاومة للمدنيين، فهذا ليس إلا كذبة صهيونية سعودية الهدف منها تشويه صورة المقاومة". وختم: "حين تتوضح الحقائق سيعلم الجميع ما يعلمه من هم في قيادة المسلحين الذين سلمونا جريحين على وشك الموت وتلقوا علاجا لا مثيل له إلا في المستشفيات الغربية على حد عبارة ممثل الأمم المتحدة، فنحن أهل القيم والشيم والنخوة ولا يستطيع أي أحد أن يبارينا في هذا المجال، ولأن هذه الحملة علينا هي حملة كذب فيجب أن نواجهها، وكما هزمنا حملة التشويه التكفيرية على مدى الأزمنة، فإننا قادرون على مواجهتها في هذا الزمان وعلى تحقيق الانتصار".

 

كهيا ردا على ستريدا جعجع: ضميري مرتاح

الإثنين 11 كانون الثاني 2016/وطنية - رد جوزف كهيا على النائبة ستريدا جعجع التي تقدمت بشكوى ضده لدى بلدية بشري بتاريخ 7/1/2016 بتهمة "استغلال المحتجزين خلال العاصفة الثلجية الاخيرة وبيعهم مأكولات بأسعار مرتفعة وخيالية". وسأل في بيان: "لماذا لم يكن هناك عدد كاف من الجرافات لفتح الطرق مما سمح للعاصفة احتجاز المواطنين والتعرض لحوادث سير، ومن يتحمل المسؤولية؟ اين شرطة السياحة، اين شرطة البلدية لمساعدة اكثر من خمسين شخصا احتجزوا في سياراتهم ومن يتحمل المسؤولية أرئيس بلدية بشري؟ كيف لي ان ابيع بأسعار مرتفعة وخيالية وانا اعرض لائحة اسعار في المطعم وفي "ميني ماركت" وباللغتين؟". وقال: "كنت اتمنى مواجهتي مع اي مواطن اشترى من متجري بأسعار مرتفعة". ولفت الى أن ضميره "مرتاح" والرد على الشكوى "سيكون من خلال محام" مشيرا الى أن الرد على النائبة جعجع "سيكون في صناديق الاقتراع".

 

 عقيلة الشيخ محمد يعقوب أعلنت اضرابها عن الطعام بعد أسبوعين على اعتصامها في مسجد الصفا

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية عادل حاموش، أن عقيلة الشيخ محمد يعقوب، أعلنت منذ قليل، انها "بدأت إضرابا عن الطعام"، بعد مرور أسبوعين على إعتصامها المفتوح في مسجد الصفا وعائلتها وعائلة ابنها النائب السابق حسن يعقوب، تيمنا بالامام السيد موسى الصدر، تحت شعار "حسبي الله ونعم الوكيل"، إحتجاجا على "إستمرار الاعتقال التعسفي السياسي لنجلها الاكبر النائب السابق حسن يعقوب".وقالت: منذ بدأت مع عائلتي الاعتصام المفتوح، من أجل فك الاسر السياسي لابني حسن، لم ألق اي تجاوب ولم ألمس اي صحوة ضمير من أصحاب القضية، قضية تغييب الامام الصدر وأخويه، التي يفترض ان تكون قضية وطنية جامعة، ولكن للاسف قدرنا الصبر والتحمل، تحمل تغييب الزوج منذ 38 سنة على يد طاغية، واليوم علي تحمل اعتقال ولدي حسن، الى ان تصحو الضمائر النائمة. ودائما اردد "حسبي الله ونعم الوكيل.

 

مناصرو حسن يعقوب نظموا مسيرة في برج البراجنة احتجاجا على استمرار توقيفه

الإثنين 11 كانون الثاني 2016/وطنية - نظم مناصرو ومؤيدو النائب السابق حسن يعقوب، مسيرة احتجاجية على استمرار توقيفه. وقد جالت المسيرة التي ضمت العديد من ابناء الضاحية الجنوبية ، في منطقة التفجيرين الارهابيين في برج البراجنة. وحمل المشاركون في المسيرة، صور الامام المغيب السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والاستاذ عباس بدر الدين والنائب السابق حسن يعقوب. ورفعت لافتات طالبت "المرجعيات الوطنية والشيعية بان تحذو حذو المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى". كما رددت "كلنا حسن يعقوب وهيهات منا الذلة". وكان تقدم المسيرة، شقيق النائب السابق يعقوب الدكتور علي وممثل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ أديب حيدر ولفيف من المشايخ والمخاتير والفعاليات. ودعا علي يعقوب، في كلمة في خلال المسيرة الى "أن لا يمتحنوا صبرنا كثيرا. فنحن صابرون وفي العين قذى وفي الحلق شجا". ووقف المشاركون في المسيرة دقيقة صمت أمام مجسم الشهداء، مكان موقع التفجيرين في برج البراجنة.

 

ترشيح عون وفرنجية «يفرُط» حلف 14 آذار

سهى جفّال/جنوبية/ 11 يناير، 2016

يبدو أن الترويج لمناورة القوات اللبنانية القاضية بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بدأ يتخذ منحىً تصاعديّا. ليصبح القطبان الأساسيان (القوات اللبنانية وتيار المستقبل) في قوى 14 أذار بواجهة بعضهما البعض. فمن جهة، يتسمك تيار المستقبل بترشيح سليمان فرنجية، في المقابل، يلوّح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بترشيح عون. إذ عكس ترويج دعم معراب للرابية رئاسيا تباينًا وتشرذماً كبيراً واحتقاناً متراكماّ بين مكونين أساسيين في صفوف قياديي ثورة الأرز. وبالتالي، لا يمكن تجاهل البعد والأثر البالغ الخطورة لتسريبات، ما جرى في لقاء قيادي لهذه القوى أمس، بابلاغ النائب جورج عدوان الحاضرين بأن القوات حسمت خيارها في السير بترشيح عون للرئاسة مثلما كان خيار الحريري في ترشيح فرنجية، داعياً الى التعامل مع هذا الخيار بهدوء. ويقول المراقبون ماذا يبقى إذا من 14 أذار؟ ولماذا إستسلام هذه القوى بتقديم سدّة الرئاسة لهذا المحور؟ وما معنى ترشيح القوات لعون خاصة بعد موقف الوزير جبران باسيل الداعم لإيران على حساب الدول العربية خلال الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة. في هذا السياق، أكّد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن ” قرار ترشيح عون بات متخذاً بنسبة عالية ولكن لم يتخذ بعد بشكل رسمي”. وأضاف “صحيح أن هذا الوضع غير سليم. لكن “حليفنا” هو المسؤول الأول عما يجري وليس القوات ” . وبإشارة لتيار المستقبل قال قاطيشا أن ” الفريق الآخر هو من إستسلم وأعطى الرئاسة لـ 8 أذار وعندما أصبح الخيار محصورا بهذا الفريق، سوف نميل بطبيعة الحال الى الخيار الاقل ضرراً، وبين عون وفرنجية سنختار عون. ذلك أن فرنجية أقل تمثيلا في الشارع المسيحي”. مضيفًا “ً فرنجية ينتمي الى الخط السوري عقائدياً عكس عون”. كما اعتبر أن “ترشيح 14 أذار لجعجع كان خجولا والمستقبل أدار له ظهره في نصف الطريق. لكن، بالنسبة لجعجع الجمهورية أهم من الرئاسة”. وفي الختام، رأى قاطيشا أن ” ترشيح عون يمكن أن يكون فيه نوعا من الإحراج لحزب الله الرافض لاتمام الإستحقاق الرئاسي متذرعا بمرشّحه الأوحد”. كما أوضح منسّق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن “ما تناولت اليوم جريدة “النهار” عن اجتماع قوى 14 أذار غير دقيق قائلاً “أمس تم إستعراض الوضع الإقليمي والعربي ومصير التسوية الرئاسية في ظل هذا الإحتدام. وما تم تناوله أمس أن “هناك توجّها لدى القوات بترشيح عون لكن الوضع الإقليمي لا يسمح بانهاء هذا الشغور. ذلك أن الاستحقاق الرئاسي يتطلب تفاهما سعوديا ايرانيا”. وتابع بكل “صراحة ووضوح لا رئاسة جمهورية في الوقت الحالي لا لعون ولا لفرنجية”. وأشار سعيد إلى أن ” الأجواء الإقليمية في اجتماع العرب أمس جعل من هذا الترشيح أكثر تعقيدًا”.وأكّد سعيد أن “المطلوب هو انقاذ الجمهورية وتحقيق استقرار لبنان وليس المطلوب ردات فعل في قوى 14 أذار”. مشيرا إلى أن “فرنجية وعون كلاهما ينتميان إلى أسرة واحدة ايرانية – سورية”.وبخصوص ما يتعلٌق بمصير قوى ثورة الأرز قال سعيد ” الأهم هو السؤال عن مصير لبنان خاصة أن هناك من اتخذ قرارا بإنتقال لبنان من الضفّة العربية إلى الضفّة الإيرانية”.

في المقابل، إعتبر القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن “الحديث عن ترشيح عون له أصل وحين تصل الأمور الى الإعلان الرسمي يبنى على الشيء مقتضاه”.  وحول مصير 14 أذار بعد المناكفات السياسية الحاصلة فيما بينها رأى أنه ” لم يبقَ شيئ من هذا الحلف. قائلاً ” 14 أذار كانت أمل الشباب والمواطنين المدنيين وموجودة في القلب والعقل. لكن للأسف لم تتكمن من الحفاظ على استراتيجية ورؤية مشتركة في ظل سياسة المناكفات واتباع الربح المؤقت من دون رؤية للمستقبل”. وقال علوش إن “الفريق الذي نواجهه باشارة لحزب الله، هو جزء من مشروع اقليمي وأي عمل يقوم به هو جزء من رؤيا استراتيجية وقد أعلنها الحزب صراحة في السابق أن رئاسة الجمهورية تفصيل وأن الأساس هو البحث عن تغيير قاعدة النظام”. وبالتالي علينا أن “نواجه هذا المخطط والإبتعاد عن المناكفات السياسية”. كما رأى أن “الجبهة المتراصة وكانت بالفعل جدية أصبحت غير موجودة الآن”. قائلا “أنا كمواطن قبل أن أكون عضوا سياسيا في المستقبل أحمّل هذه المسؤولية لقيادات 14 أذار جمعاء وبالتوازي وذلك لعدم ايجاد رؤيا واستراتيجية مشتركة”. وفي النهاية ومع التسليم بأن التوترات الإقليمية الراهنة أرجأت أي تسوية، فان سياسة المناكفات المتّبعة من قبل قياديي قوى 14 أذار فيما بينهم تجاه الملف الرئاسي سيكون لها تداعيات خطيرة وتهدد استمرارها اذا لم تتدارك هذه القوى الأزمة الحاصلة.

 

 قباني: لبنان يغرق بالطائفية والفساد وما حدا سألان

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن النائب محمد قباني، في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب بعنوان "اني اتهم"، انه "بعد سبعين عاما ونيف من الاستقلال، نجد أن لبنان يغرق أكثر فأكثر في آفتين فتاكتين: الطائفية والفساد"، مؤكدا انه "لم يعد يجوز الاكتفاء بالكلام النظري عن ثقافة الفساد، ولعنة الفاسدين، وكأنهم أشباح. من الضروري الانتقال إلى كلام مباشر، هو أقرب إلى مضبطة اتهام". وقال: "لنبدأ بالهيئات الرقابية، التي من واجبها مكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين، وحماية المصلحة الوطنية والمال العام. إني أتهم الهيئات الرقابية بتغطية الفساد والفاسدين". اضاف: "في الإدارة: أتهم هيئة التفتيش المركزي بعدم التعرض للفاسدين الكبار، وعدم ايقاف أو إدانة عدد من قضايا الفساد الكبرى، والاكتفاء بمعاقبة الموظفين الصغار أو الذين لا حماية لهم من السياسيين. في الرقابة المالية: أتهم ديوان المحاسبة بأنه يستعمل لشرعنة وقوننة بعض المخالفات الكبرى، التي يرتكبها المسؤولون من وزراء وسواهم. في القضاء: أتهم جزءا من القضاء بالخضوع للضغوظ السياسية. وقد خبرت خلال عملي النيابي، القضاء المختص، الذي سلمته باليد مستندات حول جرائم تدخل في باب الجنايات، ذهب ضحيتها مئات القتلى، دون أي نتيجة على الاطلاق. القوى السياسية: أتهم معظم القوى السياسية، بأنها ترى الفساد عند الآخرين، ولا ترى الفساد في صفوفها. الوزراء: أتهم بالفساد، أي وزير يرفض أو يعرقل قيام الهيئات الناظمة في مختلف المجالات والقطاعات، من أجل الحفاظ على صلاحيات ومصالح شخصية أو فئوية. كما أن لبنان يشكو من غياب سياسات واستراتيجيات في مختلف القطاعات، واستبدالها بتجميع مشاريع تسمى زورا خطة أو سياسة. قوى الأمن: أتهم نسبة من قوى الأمن بالتراخي في تطبيق القانون، أو بالفساد لتحصيل مكاسب مادية، وفي معظم الحالات بالرضوخ لمطالب غير قانونية من النافذين". وقال: "باختصار، البلد فلتان - الطاسة ضايعة وما حدا سألان".

 

التيار" ينتخب هيـئات القـرى ومجالس الأقضيـة الأحـد وجبيل وبيروت الكبرى أم المعارك وعون لا يتدخل

المركزية- جملة استحقاقات تنتظر التيار الوطني الحر. فإلى جانب الانتخابات الرئاسية التي لا تزال في صلب اهتماماته، ينصرف التيار إلى ترتيب بيته الداخلي، بعد أن ضخ دما جديدا في رئاسته التي يتولاها منذ أيلول 2015 وزير الخارجية جبران باسيل. وفي السياق، يستعد التيار لانتخابات هيئات القرى والاقضية والمجالس السياسية (للأقضية أيضا) المزمع اجراؤها الأحد المقبل، لأول مرة منذ بدء "عهد" باسيل رئيسا للحزب. وفيما لم ينجح "الحزب البرتقالي" حتى الآن في تكريس النسبية بلوائح مقفلة قانونا انتخابيا في البلاد، إلا أنه يعتمدها في انتخاباته الداخلية سعيا إلى أفضل تمثيل. وفي وقت كثرفيه الكلام عن تسويات على مستوى القرى، قال القيادي في التيار أنطوان نصرالله لـ"المركزية" أن المعارك الكبرى ستقع في جبيل وكسروان وعاليه وبيروت الأولى وجزين، تسجل معارك أيضا في عكار والبقاع الشمالي. ولفت إلى أن "في معظم القرى جرت تسويات، بينما ستشهد الأقضية المعارك، وذلك على قاعدة النسبية بلوائح مقفلة. هذه الانتخابات تحدد ملامح المجلس الوطني، وهو بمثابة المجلس النيابي للحزب، وهو ينتخب 6 من أعضاء المكتب السياسي، على أن يعين رئيس الحزب، الثلاثة الباقين، وهي هيكلية جديدة رسمها الرئيس الجديد للحزب"، مشددا على أن العماد عون لا يتدخل في هذا الموضوع.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية وايران واحتمالات الحرب: من الأقوى عسكريا؟

وسام الأمين/جنوبية/ 11 يناير، 2016/مطلع العام الحالي قبل 11 يوما، انفجرت الاحتقان السياسي وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وايران على أثر اعدام الرياض للشيخ الشيعي نمر النمر، وردّ ايران الذي تمثّل بالهجوم هلى السفارة السعودية في طهران واحراقها من من قبل عدد من شباب الباسيج ومناصري الحرس الثوري. يستبعد المحللون الاستراتيجيون ان يتطوّر الصراع الايراني السعودي في المنطقة ليتسبب بحرب مباشرة بين الدولتين الخليجتين الكبيرتين، فيتخطى ساحات المواجهات الحالية بينهما في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان ليشمل أراضيهما، وذلك لما سوف تتسببه هذه الحرب المفترضة على منابع النفط من دمار كارثي يتخطى الدولتين ليطال المصالح االحيوية للعالم أجمع. غير انه وبنظر مراقبين، فان تعاظم الخسائر البشرية والمادية التي يمنى بها السعوديون والايرانيون حاليا في اليمن وسوريا، قد يجعل من لعبة “عضى الأصابع” تبلغ نهايتها الدموية قريبا، وبالتالي فان احتمال نشوب الحرب يبقى قائما عندما يستشعر أحد الطرفين الهزيمة في “الحرب الاستنزاف المفتوحة” بينهما، وبالتالي فان المواجهة العسكرية المباشرة، رغم فداحة الخسائر المتوقعة، يمكن ان تقع بعد عدة أشهر في ظلّ تهاوي أسعار النفط وعدم قدرة الخصمين العضوين في “أوبيك” على الصمود طويلا وصرف المليارات التي لا يمكن تعويضها في هذه الحروب العبثية المتنقلة على طول ساحات المواجهة العربية وعرضها.من الناحية العسكرية يصعب إجراء مقارنة بين الطرفين السعودي والإيراني، فالسعودية تنفق المليارات سنويا على وارداتها التسليحية في حين تعتمد إيران على تسليحها الذاتي وضعف قدرتها الإستيرادية من الأسلحة بسبب الحصار المفروض عليها. علما السعودية هي الدولة الرابعة في العالم من حيث الإنفاق العسكري( بعد الولايات المتحدة الأمريكية ،الصين وروسيا)، وقد بلغت 80 مليار دولار عام 2014 عن العام مقابل 15 مليارا صرفتها ايران على سلاحها وجيشها. من ناحية السكان تتفوق إيران على السعودية، فالأولى عدد سكانها حوالي(78) مليون نسمة، في حين لا يتجاوز عدد سكان السعودية ثلث سكان إيران الذي يقدر بحوالي (31) مليون نسمة. والعامل البشري رغم أهميته لكنه لا يعتبر حد فاصل في الحرب، والحرب العراقية الإيرانية شاهد على ذلك وتعتقد ان السعودية ودول الخليج العربي تتصوّر ان إيران تسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة من خلال توسيع نفوذها في عدد من دولها خصوصاً العراق وسوريا ولبنان واليمن. ونتيجة لهذا التصور تحولت تلك الدول إلى سوق لشراء مختلف وأحدث أنواع الاسلحة الحديثة من الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتؤكد إحصائيات معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام ان هذا التفاوت الكبير في الميزانية العسكرية بين إيران ودول المنطقة لا يختص بالسنوات الأخيرة، بل هو متواصل على نفس الوتيرة منذ مدة طويلة. ووفقاً لقاعدة البيانات الكاملة لمعهد SIPRI فقد ارتفعت ميزانية السعودية العسكرية خلال العقدين الماضيين بنسبة تفوق 2 – 3 مرات قياساً إلى ميزانية إيران العسكرية. وفيما يتقدم الجيش الايراني على الجيش السعودي أضعاف المرات بالعدد، فان العدّة ونوعية السلاح هي أرجح للجانب السعودي، ومثال على ذلك، انه بينما سلّحت الدول الخليجية عامة والسعودية نفسها بأحدث الطائرات الحربية الهجومية والاعتراضية والقاذفة الاميركية والاوروبية من طرازات F15 , F16 و”تايفون “، من الجيل الرابع المجهّزة بصواريخ موجهة ذكية، فإن سلاح الجو الايراني ما زال قديم من الجيل الثالث وطائراته ذات أجهزة ملاحة ورادارات قديمة، ويعيش على تركة الماضي فيعود بعضها إلى حقبة الشاه (F5) و(F 14)، أوالاتحاد السوفياتي (روسيا سابقا) ميغ 29 و23، وعدم تحديثها يعود لسبب العقوبات الدولية التي ما زالت مفروضة على طهران حتى الان، على الرغم توقيع الاتفاق النووي وانهاء ملفه منذ اشهر بينها وبين الدول الكبرى.

 

هولاند التقى منسق لجنة المعارضة السورية: لبذل كل الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - باريس - أعلن قصر الاليزيه في بيان، بعد لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالمنسق العام للجنة العليا للمعارضة السورية رياض حجاب بعد ظهر اليوم، "دعم فرنسا الكامل لهيئة معارضة الرياض"، وهنأ اللجنة على "استعدادها الكامل لاستئناف المفاوضات مع النظام السوري حول جدول أعمال محدد". وشدد الرئيس الفرنسي "على ضرورة بذل كل الجهود من أجل تنفيذ من قرار مجلس الأمن الرقم 2254 دون إبطاء، الذي تم اعتماده في كانون الأول المنصرم، والذي يدعو إلى إقامة عملية انتقال سياسي في سوريا مستندة إلى بيان جنيف". وذكر هولاند بأن "الرئيس السوري بشار الأسد، لن يكون بإمكانه القيام بدور في سوريا الغد". ودعا هولاند إلى "إتخاذ إجراءات إنسانية فورية، والأولوية هي للمناطق المحاصرة ولاسيما مضايا، وبغية بناء شروط وقف إطلاق نار يحظى بالصدقية". كذلك، شدد على "أن الحكم على إرادة النظام في التفاوض ستكون في ضوء وقف القصف الأعمى ووقف سياسته في تجويع مدن بأكملها وذلك بانتهاك سافر للقانون الدولي". وحضر اللقاء في قصر الاليزيه وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس، وكان أجرى صباحا لقاء مع حجاب في ال"كي دورسيه".

 

الصليب الأحمر الدولي: بدأنا توفير المساعدات لسكان 3 مناطق محاصرة في سوريا

الإثنين 11 كانون الثاني 2016/وطنية - أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعمل، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة، في بيان، أنها "بدأت توفير المساعدات الحيوية لآلاف السكان المقيمين في ثلاث مناطق محاصرة في سوريا"، مشيرا إلى أن "هناك قافلة تحمل مساعدات تتألف من مواد غذائية وطبية وبطانيات ومستلزمات أخرى إلى بلدات مضايا في ريف دمشق والفوعة وكفريا، بالقرب من مدينة إدلب. وكان ثمة قلق متزايد بشأن معاناة آلاف السكان في هذه المناطق. وسينصب تركيز اللجنة على إيصال المساعدات الطبية". ولفتت إلى أنه "يعتقد أن هناك نحو 40000 شخص في مضايا، وحوالى 20000 شخص في كل من الفوعة وكفريا. وتتولى الأمم المتحدة تيسير هذه العملية بالاتفاق مع مختلف الأطراف في الميدان". وفي هذا السياق، قالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سوريا ماريان غاسر: "إن العملية قد بدأت، ومن المرجح استمرارها بضعة أيام، وذلك يعتبر تطورا إيجابيا جدا، وينبغي ألا يقتصر على تنفيذ عملية توزيع واحدة فحسب، فيتعين الوصول في شكل منتظم إلى هذه المناطق لتخفيف معاناة عشرات الآلاف من السكان". أضافت: "علينا أن نضع نصب أعيننا أن هناك ما يزيد عن 400000 شخص يعيشون في مناطق محاصرة في كل أرجاء سوريا وحجم معاناتهم شديد. وينبغي السماح لوكالات المساعدة بالوصول الآمن ومن دون عوائق إلى جميع هؤلاء السكان لإيصال المساعدات التي يحتاجون إليها، لا سيما مع حلول فصل الشتاء".

 

وزارة الدفاع الروسية: الضربات الجوية ألحقت ضررا بالغا بالإرهابيين في سوريا

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - قال رئيس مديرية العمليات العامة في الأركان الروسية الجنرال سيرجي رودسكوي، اليوم إن "الإرهابيين في سوريا يفقدون مقاتلين ومعدات بفضل الضربات الجوية التي تنفذها القوات الجوية الروسية". وأضاف الجنرال رودسكوي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية أن "الضربات الجوية التي نفذتها طائرات سلاح الجو الروسي ألحقت خسائر كبيرة بالنسبة الى الجماعات الإرهابية وفقدان للمعدات". وأشار إلى أن "هذا يمكن الجيش السوري وقوات المعارضة الوطنية من مواصلة العمليات الهجومية رغم الظروف الجوية الصعبة التي تتضمن السيول وانخفاض درجة

الحرارة". الى ذلك، نفت روسيا اليوم قصف المدنيين في سوريا بعد اتهامها بشن غارة جوية على مدرسة في محافظة حلب وتوجيه باريس نداء من اجل "وقف الغارات الجوية الروسية والسورية ضد مدنيين. وردا على دعوة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى وقف عمليات القصف الروسية على المدنيين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن "روسيا لا تقوم بعمليات ضد المدنيين". ومنذ بداية السنة، اغار الطيران الروسي على 1097 هدفا "ارهابيا" في محافظات حلب وادلب واللاذقية وحماة وحمص ودرعا ودير الزور والرقة وفي منطقة العاصمة دمشق، كما تقول رئاسة الاركان الروسية.

 

فابيوس: لوضع حد لمعاناة مضايا والمدن السورية المحاصرة

الإثنين 11 كانون الثاني 2016/وطنية - دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم، الى "رفع الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على مضايا، والى وقف القصف الروسي والسوري الذي يستهدف المدنيين". وقال لدى استقباله وسائل الاعلام لمناسبة السنة الجديدة ان ثمة "ضرورة مطلقة لأن توقف سوريا وروسيا عملياتهما العسكرية التي تستهدف المدنيين، وان تنتهي مأساة مضايا وكل المدن السورية التي يحاصرها النظام".

 

البابا دعا اوروبا الى الاستمرار في استقبال اللاجئين رغم التهديدات

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - دعا البابا فرنسيس الذي استقبل اليوم في الفاتيكان اعضاء السلك الديبلوماسي لمناسبة السنة الجديدة، اوروبا ب"الحاح الى الاستمرار في استقبال اللاجئين والبقاء "منارة للانسانية" رغم التهديدات الارهابية. وقال البابا في كلمة تمحورت حول اللاجئين وتطرق فيها الى "صرخة" الذين يفرون من "الوحشية الغاشمة" و"البؤس المدقع"، ان "المخاوف المتعلقة بالامن مهمة، وازدادت بشكل كبير نتيجة التهديد المتزايد للارهاب الدولي".

 

العربي الجديد : تعز ومضايا... نموذجان لسلاح تجويعي يحترفه حلفاء إيران

الإثنين 11 كانون الثاني 2016 /وطنية - كتبت "العربي الجديد" تقول : بدأ المجتمع الدولي أخيراً يلتفت إلى سلاح دمار شامل من طراز جديد يستعمله أنصار إيران في العالم العربي وفي المقدّمة نظام بشار الأسد في سورية ومعه حزب الله اللبناني، وحركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن، وهو سلاح التجويع الشامل لتجمعات سكانية بأكملها عن طريق فرض حصار شامل على مدن وبلدات معينة في غفلة من العالم. خطورة هذا السلاح الذي يأخذ منحى طائفياً بامتياز، دفع إلى تعالي الصيحات الدولية لتحذر من الكارثة التي تحل في آن على شمال الجزيرة العربية وجنوبها، وتهدد الآلاف المحاصرين بالموت جوعاً.

وتمثل بلدة مضايا السورية ومدينة تعز اليمنية نموذجين بارزين للانتقاء الطائفي للمحاصرين من قبل حلفاء المحور نفسه. ففي حين يُفرض الحصار على مضايا وأهلها من قبل قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، الذراع الإيرانية في الحرب السورية، وينتمي سكان البلدة إلى لون طائفي واحد، يُفرض الحصار على مدينة تعز، من قبل جماعة الحوثيين، الذراع الإيرانية في اليمن، فيما ينتمي عدد كبير من القيادات اليمنية الشمالية الموجودة في الرياض إلى محافظة تعز مع اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية. وفي مضايا السورية وتعز اليمنية أضحى السكان مخيرين بين الموت والقتل. وأصبح من يقتل جراء القصف يدرج في عداد المحظوظين، لأنه نجا من الموت تجويعاً. وفي مضايا السورية وتعز اليمنية قد ينسى الناس قتلاهم ولكنهم لن ينسوا أبدا موتاهم؛ فالقتلى سقطوا ضحايا للحرب، أما الموتى فقد سقطوا ضحايا للحقد الشامل. كما تقدم مضايا وتعز أمثلة حية للفرق في الفعالية بين الحصارين الداخلي والخارجي؛ إذ إن الأول شديد الإحكام، فيما الثاني فضفاض، ولا يؤثر على الأنظمة بقدر ما يخدم أجندتها السياسية، وإطالة أمد بقائها في الحكم. وإذا كان الحصار الخارجي قائماً لأهداف سياسية تتعلق بدواعي تحجيم القدرات العسكرية للمستهدفين من العقوبة، فإن الحصار الداخلي غالباً ما يكون بدافع الثأر والانتقام غير المبرر. وهذا ما يراه مراقبون، إذ يعتقدون أن الحصار والتجويع الداخلي يأتي في إطار الانتقام من الخارج، وكمحاولة لتخفيف القيود على الطغم الطائفية المتحكمة في مصير الغالبية السكانية الرافضة للهيمنة الطائفية.

مجلس الأمن يتحرك

وعلى وقع القتل والتجويع الجاري في مضايا السورية الواقعة بريف دمشق، استيقظت ضمائر الإسبان والنيوزلنديين، فدعوا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وقرر مجلس الأمن الدولي أن يعقد اليوم جلسة لأعضائه الدائمين وغير الدائمين لمناقشة سبل إنقاذ مضايا استجابة لطب بعثتي إسبانيا وبولندا في نيويورك ولأنباء الموت جوعاً الواردة من البلدات السورية المحاصرة في الإجمال، من قبل طرفي القتال. ولكن اللافت أن جلسة مجلس الأمن ستكون مغلقة، ولا يتوقع منها أن تخرج بأي قرار. وما يمكن أن يفعله مجلس الأمن الدولي لإنقاذ الأبرياء من أي حصار داخلي في بلدانهم لا يتعدى فعالية ما يفرضه من حصار خارجي منفلت وغير مؤثر على الأنظمة العليمة بمداخل ومخارج البلدات والمدن المحاصرة والخبيرة في تشديد الخناق على سكانها.

سبب استهداف تعز

تنتمي نسبة كبيرة من طلائع الربيع اليمني الذي انطلق مع الربيع العربي عام 2011، إلى محافظة تعز وسط اليمن. ولم تخلع ثورة الشباب اليمنية حاكماً فاسداً فقط، ولكنها أسقطت منظومة تسلطت على مركز الحكم في صنعاء عشرات السنين. وإذا كانت مضايا السورية بلدة واحدة من مناطق سورية كثيرة مستهدفة بسلاح التجويع الشامل، فإن التاريخ والجغرافيا سلّطا على مدينة تعز اليمنية عاصمة محافظة تعز، ومركز إقليم الجند في التقسيم الإداري المقبل، المليشيات الطائفية المتحكمة بقرار الحرب في صنعاء مقارنة مع غيرها من المدن والتجمعات السكانية اليمنية من أقصى جنوب شرق اليمن إلى أبعد نقطة في شماله. ويخضع نحو 350 ألف مواطن في تعز لحصار مليشيات "أنصار الله". ويعيشون حالة يأس وخوف ورعب من القتل قصفاً أو الموت جوعاً، بحيث لم تدخل مواد إغاثية للمدينة المحاصرة بإحكام منذ تسعة أشهر. وتحمّل الحركة الحوثية في خطابها الإعلامي رموزاً ينتمون إلى مدينة تعز من مختلف الأحزاب ويقيمون حالياً في الرياض، المسؤولية عن الحصار والتجويع الذي يفرضونه على المدينة. ومن أبرز هؤلاء القيادي الناصري سلطان العتواني، مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وكذلك وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، فضلاً عن معظم قيادات حزب "الإصلاح" المنتمية لتعز، والمقيمة في الرياض أو مع هادي في عدن. وتسعى الحركة الحوثية من حصارها المحكم لتعز إلى ممارسة الضغط الشعبي على رموز المحافظة الموالين للرياض. وإذا كانت الجغرافيا قد فرضت على سكان محافظة تعز الاشتراك مع بقية سكان شمال اليمن في الانتماء المناطقي، فإن التاريخ قد فرض على أبنائها الالتقاء مع أبناء الجنوب في الانتماء المذهبي. ويتيح هذا الانتماء لمواليد تعز في أوقات السلم أن يلعبوا دوراً حيوياً توفيقياً، إذ ينظر إليهم على أنهم صمام أمان لاستمرار الوحدة اليمنية. لكنهم في وقت الحرب والصراع يجدون أنفسهم في خط النار الأول. ويشعر سكان تعز بخذلان من المنظمات الإنسانية الأممية، بحسب ما يقول متحدثون من أوساطهم. في حين تتفادى المنظمات الدولية التي تصدر بيانات حول الوضع الإنساني في تعز، أن تسمي الجهة التي تحاصر المدينة وهي أنصار الله، باستثناء منظمة أطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي. ويبرر المجتمع الدولي عجزه بأنّ العائق الأساسي في توصيل المساعدات هو أنه يحتاج لموافقة الأطراف المشاركة في القتال والمهيمنة ميدانياً على الأوضاع. وفي حال عدم توفر الأمن على الأرض ووقف القتال لا تستطيع فرق الأمم المتحدة القيام بعملها بتوصيل المساعدات سواء جواً أو برّاً. وعادة ما يكتفي مسؤولو الأمم المتحدة، وفي المقدمة الأمين العام، بان كي مون، بالإعراب عن القلق من تفاقم الأوضاع الإنسانية سواء في سورية أو اليمن. فيما تتفق المنظمات الدولية على أن تجويع المدنيين ليس فقط انتهاكاً لقانون الحرب، بل هو جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.

 

"اندبندنت": حرب سوريا انست العالم غزة المحاصرة

المركزية- رأت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن "العالم نسي تقريبا 1.8 مليون شخص في غزة بعد إندلاع الحرب في سوريا، وهو ما كان بمثابة نبأ سار لإسرائيل التي تواصل بموافقة سرية من مصر حصار القطاع اقتصاديا"، معتبرة ان "حركة "حماس" تحكم غزة بأسلوب استبدادي، غير أن اتخاذ إسرائيل أيديولوجية الحركة المتشددة سببا لجعل القطاع بمثابة سجن مفتوح هو أمر مخز". واشارت الى أن "بعض المجتمعات المسيحية في العالم العربي مصممة على البقاء في أوطانها كما يحصل في غزة، في وقت يشهد توترا بين المسلمين والمسيحيين وسعيا حثيثا من مسلحين إسلاميين لدفع الأقليات المسيحية بعيدا عن المنطقة"، لافتة الى ان "مسيحيي غزة يعيشون بسلمية مع جيرانهم، وهو ما يُبرهن على أن التعايش بين أناس من ديانات مختلفة ما زال ممكنا".

 

"فاينانشال تايمز": صانعو الأسلحة استمتعوا بعصر اوباما الذهبي

المركزية- حذّرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية من "مخاطر الإرهاب المرتبط بانتخابات الرئاسة الأميركية المزمع إجراؤها العام الجاري"، مشيرة الى انه "قبل 10 أشهر من الانتخابات، يحتل الإرهاب مرتبة متقدمة على الاقتصاد بالنسبة لأولويات الناخبين". ولفتت الصحيفة إلى أن "الديموقراطيين والجمهوريين يعملون على إلهاب الأمر"، مشيرة الى ان "صانعي الأسلحة استمتعوا بعصر ذهبي في ظل حُكم اوباما، مضيفة أن "الجمهوريين يسعون بوعي إلى تضخيم خوف الناس من الإرهاب". ورأت الصحيفة ان "ليس من الغريب تغيّر آراء الناس بحسب استطلاعات الرأي التي تشير مثلا إلى أن 38 في المئة فقط يؤيدون استقبال الولايات المتحدة لاجئين مسلمين من سوريا، بينما يؤيد 56 في المئة استقبال مسيحيين من البلد نفسه"، معتبرة أن "إلهاب هذه المخاوف يؤدي إلى شعور المواطنين الملتزمين بالقانون بأنهم غير مُرحّب بهم وكذلك تغذية العزل التي تفرز إرهابيين، وهذا ما يريده تنظيم "داعش".

 

مضايا السورية: الجوع ولا الركوع

باسل العودات/العرب/12 كانون الثاني/16

قطط ونفايات وأوراق شجر.. طعام أهل مضايا السورية

“سجن مفتوح، حيث لا سبيل للدخول أو الخروج، وليس أمام الأهالي سوى الموت”، بهذه الكلمات وصفت منظمة أطباء بلا حدود الوضع في بلدة مضايا التي تبعد عن العاصمة السورية نحو 40 كم، حيث فرض حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري حصارا تجويعيا قاتلا على نحو 42 ألف شخص داخل البلدة، نصفهم من الأطفال وفق تأكيدات منظمة اليونيسف. جمع سوريون أطنانا من مواد الإغاثة والأغذية، وأرسل رجال أعمال العشرات من حاويات الطعام، وأعلنت منظمات إنسانية دولية عن استعدادها لإغاثة أهالي البلدة فورا، لكن النظام السوري وقيادة حزب الله لم يسمحا بإدخال شيء، ولم يفد وصف الكثير من الدول ما يقوم به النظام السوري وحزب الله بأنه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بتغيير موقفهما، ولم تستخدم روسيا التي تحمي النظام السوري نفوذها لإقناعه بإدخال الطعام. واشترط النظام وحزب الله أن يتم إدخال مواد نفطية لبلدات شيعية تحاصرها المعارضة السورية شمال سورية مقابل إدخال طعام لمضايا، وهو ما يبدو أن المعارضة المسلحة قد وافقت عليه. حاول النظام السوري مع حزب الله مرارا اقتحام مضايا والزبداني المتجاورتين واللتين يسيطر عليهما 600 مسلح من أبناء البلدتين لكنه فشل، وقصفهما بنحو 3 آلاف برميل متفجر والمئات من الصواريخ الفراغية، وراح يضيّق الخناق على المدنيين ويُخرجهم تدريجيا من كل حي يسيطر عليه، ليُسكن بدلا عنهم مؤيدين له لتغيير ديموغرافية المنطقة للأبد. قصة بلدة مضايا ليست قصة منفردة، بل هي واحدة من العشرات من القصص المشابهة لبلدات ومدن تحاصرها قوات النظام السوري والميليشيات المؤيدة لها، فهي تفرض حصارا تجويعيا على الزبداني ودوما والمعضمية ومخيم اليرموك وداريا ودير الزور وكفرنبل وأحياء بحمص وحلب وإدلب، وهي بلدات ومدن تتوزع في مختلف أنحاء سوريا، ويقبع حاليا أكثر من 600 ألف مدني في المناطق التي يحاصرها النظام السوري، وتم توثيق المئات من حالات الموت جوعا خلال الأعوام الثلاثة الماضية دون أن تبادر القوى والمنظمات الإنسانية الدولية إلى اتخاذ إجراءات سواء لإيقاف هذه السياسة المستمرة أو لتجريمها دوليا واعتبارها “جريمة حرب”. يفرض النظام السوري حصارا خانقا على مدينة داريا قرب دمشق منذ ثلاث سنوات، وعلى مخيم اليرموك منذ سنتين ونصف، وعلى الغوطة بريف دمشق منذ سنتين، ولم يسمح بإدخال أي شيء حتى لقـاحات الأطفال. النظام السوري وميليشياته اعتمدا الحصار والتجويع كسياسة ممنهجة ضد المعارضين له اعتمد النظام السوري وميليشياته الحصار والتجويع كسياسة ممنهجة ضد المعارضين له، فمنع المواد الغذائية والطبية والاحتياجات الأساسية عن أهالي المناطق المتمردة عليه ولمعاقبة الحاضنة الشعبية للمعارضة المسلحة، وبالإضافة إلى منع إدخال الطعام يمنع إدخال المحروقات ويقوم بحرمان هذه المناطق من الكهرباء والماء، وأوقف توريد المحروقات لها عبر سياسة أطلق عليها شعار “الجوع حتى الركوع”. يعاني السوريون أيضا من حصار آخر يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية وبعض القوى الإسلامية المتشددة الأخرى كجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، حيث يقوم تنظيم الدولة الإسلامية بنفس ما يقوم به النظام السوري من حصار للمدنيين، فيحاصر النظام جزءا من مدينة دير الزور أقصى شمال شرق سوريا ويحاصر تنظيم الدولة الجزء الآخر منها، ويعدم المخالفين ويُمارس ضغوطا على السكان لإرغامهم على مساعدته وتأييده، فيما تقوم بعض الفصائل المحسوبة على المعارضة المسلحة باستغلال الحصار لتحقيق مكاسب مالية وربحية. لا شك أن هناك حاجة ضرورية لتحرّك دولي جدي لمساعدة السوريين بشكل إسعافي وشامل، وعلى المجتمع الدولي فرض القوة لفك الحصار عنهم وتأمين المأوى والطعام واللباس والمساعدة الصحية العاجلة للملايين منهم، ومن الضروري توفير مسارات آمنة لوصول هذه المساعدات إلى المناطق المحاصرة والمنكوبة، بغض النظر عن مواقفهم وخياراتهم السياسية بالنسبة إلى السلطة أو معارضيها، والأهم من كل هذا هو تقديم مساعدة جذرية وشاملة توقف توليد المعاناة أساسها معالجة الأزمة وإخراج سوريا من دوامة القتل والتدمير

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تنازلات 14 آذار تلو التنازلات لـ"حزب الله" جعلتها تضحّي بشعبيتها ولا تضحّي بلبنان

 اميل خوري/النهار/12 كانون الثاني 2016

منذ خروج القوات السورية من لبنان و"حزب الله" ومن معه يضع قوى 14 آذار بين خيارين مرّين: سيئ وأسوأ. فإما يكون رئيس الجمهورية مقبولاً منه أول لا يكون رئيس. إما تكون الحكومة حكومة "وحدة وطنية" وإن كاذبة ويكون له فيها الثلث المعطّل باسم "الشراكة الوطنية" لكي يتحكّم بالقرارات التي تتخذ وبطريقة تنفيذها، أولاً تكون حكومة، ولا انتخابات نيابية إذا لم يكن القانون الذي تجرى على أساسه مفصّلاً على قياس الحزب وحلفائه، فكان التمديد لمجلس النواب مرتين وهو أبغض الحلال...

هذه السياسة التي يتبعها "حزب الله" ومن معه منذ عام 2005 جعلت لبنان يعيش في وضع شاذ. فلا النظام الديموقراطي العددي أمكن تطبيقه بحجة أن الطائفية تمنع ذلك، ولا بدعة "الديموقراطية التوافقية" كانت هي البديل لأنها فرضت الاجماع عند اتخاذ القرارات المهمة، فكان الشلل.

أما قوى 14 آذار فكانت تواجه أحد خيارين: إما القبول بما يريده الحزب وتقديم التنازلات تلو التنازلات حرصاً على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات وترسيخ للعيش المشترك والسلم الأهلي، وإما الفراغ الشامل الذي يبدأ بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تعطيل عمل الحكومة وعمل مجلس النواب. وباستمرار تقديم هذه التنازلات تضحي 14 آذار بشعبيتها كرمى للبنان وتحد نفسها دوماً بين خيارين صعبين ومرّين: إما التسليم بما يريده "حزب الله" ومن معه، وإما مواجهة فراغ شامل يعطّل العمل في كل مؤسسات الدولة. ولأن "حزب الله" هو الحاكم الفعلي والآمر الناهي بقوة سلاحه أياً يكن رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، فإنه لم يعترف بنتائج الانتخابات النيابية عام 2005 ولا عام 2009 لأن الأكثرية التي فازت بها جاءت لـ14 آذار. وقد اعتبر الحزب أن هذه الأكثرية هي نيابية وليست شعبية، فحال هذا التفسير اللادستوري دون تمكين 14 آذار من انتخاب رئيس للجمهورية من صفوفه ومن تشكيل حكومة من أكثريته، ولا أحد يعرف ما اذا كان الحزب ومن معه سيعترف بنتائج انتخابات نيابية قادمة إذا جاءت نتائجها مرة أخرى في غير مصلحته، فيكرر المطالبة بتطبيق "الديموقراطية التوافقية" في انتخاب رئيس الجمهورية وفي تشكيل الحكومات، وإلا كان الفراغ الشامل وهو ما تخشاه قوى 14 آذار حرصاً منها على وحدة لبنان وتجنباً لدخول فوضى عارمة اليه تذهب به الى المجهول. والسؤال المطروح هو: الى متى تظل قوى 14 آذار مضطرة الى تقديم التنازلات تلو التنازلات وكذلك التضحيات من أجل لبنان حتى وإن أصبحت هي الضحية؟

الواقع أنه ما دام السلاح في يد "حزب الله" فلا رئيس جمهورية يستطيع أن يحكم ولا حكومة يمكن تشكيلها إلا بشروط الحزب، ولا انتخابات نيابية إذا لم تجرَ على أساس قانون يرضى به الحزب وحلفاؤه، ولا مشاريع مهمة يمكن أن تمر في مجلس النواب إذا لم تحظَ بموافقة الحزب، ولا قرارات وزارية يمكن تنفيذها من دون موافقته أيضاً بدليل ما حصل في 7 أيار 2008 وما حصل قبل تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وما حصل لسياسة "النأي بالنفس" ولـ"إعلان بعبدا". هذا الوضع الشاذ لن يتغيّر ما لم يتم التوصل الى اتفاق على موضوع السلاح خارج الدولة إما بوضع استراتيجية تجد حلاً له كأن يصبح في كنف الدولة وبإمرتها، وإما انتظار التوصل الى تسوية للأزمات في المنطقة، ولا سيما في سوريا، ليصبح حل مشكلة هذا السلاح ممكناً. وفي الانتظار ليس على قوى 14 آذار سوى التمسّك بسياسة الصمود ومراقبة التطورات في المنطقة لأن الوقت ليس وقت مواجهة أو تصدٍ لأن فيهما خراب لبنان، وقد يكون ثمة من يريد ذلك تحقيقاً لأهدافه في إقامة لبنان جديد وجمهورية جديدة ودستور جديد. وليس سوى الاستمرار في الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" ولو لتقطيع الوقت الى أن يأتي الحل الشامل لمشكلات لبنان وعلى رأسها مشكلة السلاح من خلال تسويات في المنطقة يصنعها الخارج.

الى ذلك، يمكن القول إن المرحلة التي يمر بها لبنان شبيهة بتلك التي مرّ بها في الماضي، فكان انتخاب الياس سركيس هو الرجل المناسب لإدارتها، فصبَّ اهتمامه على معالجة الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد لأن الميليشيات كانت هي الممسكة بالأوضاع الأمنية والعسكرية. فلتتفق القوى السياسية الأساسية في البلاد إذاً على انتخاب الياس سركيس آخر في هذه المرحلة التي هي مرحلة إدارة أزمة لا مرحلة حلها في انتظار أن تتبلور صورة الوضع في المنطقة ويعرف لبنان مكانه ومكانته فيها ما دام ليس في إمكان هذه القوى الاتفاق على رئيس حلول للأزمة.

 

الحريري وجعجع موعدان قريبان

 علي حماده/النهار/12 كانون الثاني 2016

اشتعال المواجهة السياسية والاعلامية والعسكرية بالواسطة بين المملكة العربية السعودية وايران بلغ الذروة، وسيبدأ بالانخفاض ليستقر في ما بعد عند مستوى الحرب بالوكالة في سوريا واليمن واجزاء من العراق، فيما يبقى لبنان ساحة مواجهة اعلامية محدودة الافق لا تتجاوز حدود المواقف السياسية بين طرفي النقيض السني والشيعي، اي "تيار المستقبل " و "حزب الله". فالخيار الوحيد المتاح لبنانيا في هذه المرحلة هو "تنظيم الخلاف " بين المكونين الكبيرين في البلد. وتنظيم الخلاف معناه الاعتراف بوجود خلاف لا يمكن حله راهنا، وتأكيد وضع سقوف للخلاف بحيث لا يتجاوز حدا معينا يصير معه خطرا حقيقيا على استقرار لبنان، وعلى تفاهمات "التهدئة " التي ادت الى ولادة الحكومة الحالية، واطلاق جولتي الحوار الجماعي والثنائي. ما يؤكد السيناريو المشار اليه، ان يوم امس الاثنين كان يوم "الحوارين"، الجماعي ظهرا، و الثنائي ("تيار المستقبل " مع "حزب الله") مساء، في الوقت الذي كان يمكن ان يشتعل البلد على الارض على خلفية اكثر من حادثة اقليمية، او محلية سياسية. ما حصل ان الاطراف اللبنانيين مجمعون على "التهدئة"، ولا يرى اي طرف من زاويته اي فائدة من تفجير الارض. حتى الطرف الاقوى عسكريا وامنيا يعرف ان قوته محدودة متى اشتعلت الارض، و خصوصا انه مثخن بالجراح السورية بأكثر من الف وخمسمئة قتيل، و قد فشل فشلا ذريعا في قلب المعادلة الميدانية في سوريا في مواجهة الثوار. هذا الواقع يجعل من السجالات السياسية والاعلامية موضع تنفيس الاحتقانات في ظل "تهدئة " لم يحن بعد اوان اسقاطها. في هذا السياق يحضر الاستحقاق الرئاسي الذي بدأ يتلبنن اكثر مع اطلاق سعد الحريري مبادرته الرئاسية عبر ترشيح النائب سليمان فرنجيه، والرد الآتي من سمير جعجع بإستعداده لاعلان تأييد انتخاب ميشال عون للمنصب نفسه. و الحال ان الاستحقاق الرئاسي سيشهد زخما كبيرا مع قرب اعلان الحريري رسميا ترشيح فرنجيه، وفي المقابل اعلان جعجع ترشيح عون. و سيكون المشهد "مثيرا" من حيث اختلاط الاوراق الداخلية حتى ان "حزب الله" الذي اعتقد لوهلة انه يمسك بكل الاوراق في لبنان، يكاد يرى نفسه في موقع من تجاوزته اللعبة الداخلية بـ"بهلواناتها " السياسية. ولن يطول انتظار اللبنانيين لخروج كل من الحريري وجعجع على الاعلام للاعلان رسميا عن ترشيحهما فرنجيه وعون لسدة الرئاسة، وهذه ايجابية كبيرة اذا كان من شأنها فتح ابواب مجلس النواب المغلق بقرار من "حزب الله". اما التذرع بـ"السلة الكاملة" للتسوية فقد لا يعود ينفع لعرقلة الاستحقاق الرئاسي. يستفاد مما تقدم ان "التهدئة " مستمرة، لان جميع الاطراف مقيمون في غرفة الانتظار الاقليمي، من "حزب الله" الذي يكابر لحرف الانظار عن هزيمته المدوية في سوريا، الى قوى 14 آذار التي تعيش حالة متقدمة من التفسخ مع ضياع القضية. ان المرحلة المقبلة يمكن ان تشهد توسيع الهامش اللبناني في اللعبة السياسية المحلية. فهل يصح هذا السيناريو المتفائل ام نشهد تطورات مفاجئة تقلب الطاولة رأسا على عقب؟

 

لماذا لا يريد "حزب الله" رئيساً للجمهورية الآن؟ الأولوية للصراع الإقليمي والداخل ممسوك

مي عبود ابي عقل/النهار/12 كانون الثاني 2016

يقف "حزب الله" وراء العماد ميشال عون بصفته مرشحه لرئاسة الجمهورية. لكن بعد مرور 18 شهرا على شغور المنصب الاول في البلاد، لم يحقق الحزب حلم حليفه في الوصول الى قصر بعبدا، رغم ان الجميع يعرفون ويدركون ويلمسون قدرته على تنفيذ ما يريده في هذا البلد، من دون رادع او الرجوع الى اي جهة او حليف محلي. والسؤال البديهي: هل يريد "حزب الله" فعلا انتخابات رئاسية في لبنان؟ الوقائع تشير الى العكس. فكل ما في البلد يقع عمليا تحت سيطرة الحزب مباشرة او بواسطة حلفائه. الرئاسة الاولى معطلة، والسياسة الخارجية التي يفترض ان تكون بتوجيه من رئيس الجمهورية، يمسك بها الحزب عبر الوزراء الشيعة سابقا، واليوم عبر حليفه "التيار الوطني الحر"، فينتهج سياسة النأي بالنفس حين تلائم توجهاته، أو الامتناع عن التصويت في اي مؤتمر يدين الحزب، بحجة الحفاظ على الوحدة الداخلية. في الحكومة يمرر الحزب ما يريده ويخدم مصالحه متجاوزا حلفاءه، كالتمديد لقائد الجيش جان قهوجي، ويساندهم في تعطيل جلساتها عندما يشاء، كما حصل في التعيينات الادارية، ومثلما هو حاصل الآن. في المجلس النيابي لا خوف بوجود ضابط الايقاع الرئيس نبيه بري، لا جلسات ولا نصاب رغم الدعوات الفولكلورية الى انتخاب رئيس. اما في التشريع فلا همّ ان يكون البرلمان مشلولا وانجازاته صفرا ، المهم فقط ان يمدد النواب لأنفسهم رغم اعتراض رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، وحتى حليف الحزب العماد عون، و"بلا وجعة راس" من انتخابات وزملاء جدد مشاكسين، وتغيير في موازين قوى في المجلس. أمنيا يعرف الجميع نفوذ الحزب في المؤسسات العسكرية والامنية، وتنسيقه وتعاونه معها في كل ما يعتبر انه يشكل خطرا عليه، ويجتمع كوادره الامنيون سرا، واحيانا علنا، مع المسؤولين الامنيين الرسميين لمقاطعة المعلومات التي اثمرت فعلا القبض على العديد من الارهابيين والمتهمين باعتداءات وتفجيرات طاولت المناطق التي يسيطر عليها، فيما لم تصل الى اي خيط في اعمال امنية واغتيالات طاولت شخصيات من اطراف آخرين.

"حزب الله" منهمك اليوم بحربه في سوريا التي بدأها بحجة الدفاع عن مقام السيدة زينب في دمشق، ثم تطورت الى الدفاع عن النظام بذريعة محاربة الارهاب ومنع تسلل الارهابيين الى لبنان الذين تسللوا الينا رغم ذلك، وأصبح واضحا انها تأتي اليوم تنفيذا لأجندة اقليمية، وتحديدا ايرانية، وجر "حزب الله" لبنان اليها من دون ان يسأل شركاءه في الوطن رأيهم وفارضا عليهم تبعاتها، كاسرا بنفسه معادلة "الشعب، الجيش، والمقاومة" فذهب وحده من دون ان يسأل لا الشعب ولا الجيش ولا حتى حليفه الاول العماد عون الذي سبق له ان قال في حديث الى "النهار" :"حزب الله لم يستأذني قبل الذهاب الى سوريا، لكنني اتفهمه". وبذلك ادخل "حزب الله" لبنان في الصراع الاقليمي الايراني- السعودي الذي يتجاوز طاقته ويتخطى قدرة اهله على التحمل، وربط مصير شعب وبلد بكامله بمصالح دول اخرى تمسك بورقة رئاسة الجمهورية اللبنانية، وتنتظر نتيجة الحرب السورية العالمية لتقايض بها في زمن التفاوض، ولن تتخلى عنها بسهولة.

داخليا الأمن ممسوك في المبدأ بفضل مظلة دولية ترعاه. ولتمرير الوقت، وبدعم من "حزب الله" يقوم في البلد حواران تحت سقف الحزب وشروطه: لا كلام في تدخله في سوريا ولا في السلاح، الاول بين مختلف الافرقاء اللبنانيين برئاسة بري، عوض رئيس الجمهورية، والثاني ايضا برعاية بري، بين الحزب و"تيار المستقبل"، ولم يفهم احد بعد حول ماذا يدور هذا الحوار.

رغم تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية، فإن مرحلة الشغور، مع كل ما رافقها من فوضى وبدع دستورية وأزمات سياسية وملفات اجتماعية واقتصادية ومعيشية، اظهرت اهمية وجود رأس للدولة، يعيد الانتظام اليها والى مؤسساتها، ويرعى مصالح بلده وشعبه حصرا كونه مؤتمنا على الدستور واقسم يمين الحفاظ عليه.

الا ان انتخاب رئيس للجمهورية لا يبدو مناسبا "الطرف الاقوى" في البلد اليوم، وسيقلب الاوضاع في لبنان رأسا على عقب، ومعه تستعيد الدولة مؤسساتها، وتتغير الحكومة التي يسيطر على مفاصلها، وتحصل تعيينات جديدة في مواقع اساسية مرتاح اليها حاليا، وغيرها من التغييرات البنوية في الدولة. صحيح انها لن تحصل في كل الاحوال من دون موافقته او على الاقل برضاه، لكن لماذا المخاطرة؟! وهذا يدل على ان ليس شخص الرئيس هو المهم، وإلا لماذا لم يؤيد حتى سليمان فرنجية الذي لطالما اعتبره البعض المرشح الحقيقي والاساسي للحزب، بل المحافظة على هذه المكتسبات في انتظار انقشاع الجو السوري، وامكان اضافة مكتسبات جديدة عبر "مؤتمر تأسيسي" يمهد له بتأن وينتظر اللحظة المناسبة. وحتى ذلك الحين يبقى "الستاتيكو" القائم راهنا هو الافضل لـ"حزب الله"، والتلطي بـ"الوقوف وراء ما يقرره العماد عون في الموضوع الرئاسي"، والذي تناهضه غالبية الافرقاء، هو الذريعة الانسب.

 

ترقّب كتائبي لتطور العلاقة "العونية - القواتية" كل ما يحصل مناورات وتموضع داخلي خارج الرئاسة

ألين فرح/النهار/12 كانون الثاني 2016

يستمر التقارب "العوني – القواتي" بوتيرة تصاعدية، وفي الوقت عينه يستمر التوجّس لدى الحلفاء والخصوم من نتائجه. في الأساس لم يرتح كثير من الأطراف لوثيقة "إعلان النيات" بينهما وللتنسيق الوثيق في قضايا وملفات متعددة، علماً أن هؤلاء لم يتوقعوا أن تصل العلاقة بين الطرفين الى هذا المستوى من التقارب.

اليوم زاد القلق من الحديث عن امكان ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون، بعد مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية تجاه النائب سليمان فرنجيه، اضافة الى التقدم في حوارهما وما يشاع من كلام على الاتفاق بينهما على سلة من الأمور تتعلق بقانون الانتخاب والتحالف الانتخابي ودور المسيحيين والإصلاح، علماً ان هذه القضايا وردت أصلاً في وثيقة "الإعلان". في العلن يفرح الجميع لهذا التقارب ولإنهاء خلاف دام نحو 30 عاماً بين الفريقين وأثّر سلباً على المسيحيين. اما في الخفايا فالأمور تختلف. أول من أمس عقد لقاء قيادي لفريق 14 آذار، وأبلغ فيه ممثل "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان المجتمعين السير بترشيح العماد عون، فكان لممثلي "المستقبل" والكتائب الموقف عينه لجهة تفضيلهما فرنجيه على عون. مع ذلك، يمتنع الكتائبيون عن التعليق على التقارب "العوني – القواتي"، وحتى على امكان ترشيح جعجع للعماد عون، فالموضوع يصبّ في الإطار المسيحي ولن يعلّقوا عليه، وثمة ترقب لتطور الأمور. لكن مصدراً كتائبياً رفيعاً أكد لـ"النهار" أن موقف حزب الكتائب من الرئاسة يراوح ما بين مستويات ثلاثة هي الآتية:

1 - يبقى المرشح الكتائبي الأساسي والأصيل لرئاسة الجمهورية هو الرئيس أمين الجميّل.

2 - بالنسبة الى الأقطاب، ثمة مرشح لفريق 14 آذار هو الدكتور سمير جعجع، ولم يبلغ هذا الفريق أحدا أنه سحب مرشحه. وبالتالي ثمة تعجّب كتائبي لكيفية طرح جعجع امكان ترشيح سواه في الوقت الذي فريقه لم يسحب ترشيحه بعد.

3 - في ما يتعلق بمبادرة الرئيس الحريري الرئاسية، فإن الكتائب اللبنانية لم تضع فيتو على النائب فرنجيه، لكنها طلبت ضمانات، الا أنها لم تصلها بعد حتى الآن.

عموماً، ثمة تريث كتائبي في إعلان أي موقف علني عن مدى تأييد الكتائب لخطوة جعجع أو لوصول العماد عون الى الرئاسة وحتى للتقارب بينهما، علماً انه وفق المصدر الكتائبي عينه ثمة تحفظ كتائبي انطلاقاً من تساؤل أساسي لدى الكتائب هو من سيحكم مع العماد عون؟ من دون الدخول في تفاصيل أخرى. كما ان علاقة عون مع الكتائب لا تشجّع القيادة "الجميلية " على تأييده، علماً أن ثمة فريقاً داخل الحزب ويعدّ من القياديين الكبار ينظر بعطف الى عون أكثر منه الى فرنجيه، ويعتبرونه ابن بيئتهم، ذلك ان هناك علاقة تاريخية تجمعهم بعون انطلاقاً من المقاومة المسيحية، كما ان جزءاً من قاعدة الجنرال الشعبية هو من الكتائبيين القدامى، والأهم أن العماد عون هو ابن المؤسسة العسكرية، وهذه الصفات كلها غير متوافرة لدى فرنجيه.

وبالنسبة الى طرح الوسطية للرئاسة، فلا موقف كتائبياً جازماً من الأسماء المطروحة في هذا الوقت، لأن الأمور ليست واضحة بعد. في الحصيلة، يضع الكتائبيون كل ما يحصل الآن في اطار المناورات والتموضع الداخلي خارج الرئاسة، أي تموضع للانتخابات النيابية أكثر منه للانتخابات الرئاسية.

 

عون - جعجع من "العشق الممنوع" إلى "الزواج القسري"؟ مخاطرة "محسوبة جيداً" تعيد خلط الأوراق

هدى شديد/النهار/12 كانون الثاني 2016

بعد ما يقارب الثلاثين عاماً، شاءت التحوٰلات الإقليمية والدولية الكبرى أن تخرج علاقة عون - جعجع من معادلة "العشق الممنوع". وكانت ورقة "اعلان نيٰات" بينهما كافية لتطيح مبادرة أطلقها برعاية سعودية رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري من خلال ترشيحه "الابن المدلٰل" لدى 8 آذار النائب سليمان فرنجيه، مدعوماً من الثنائي رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. ورقة "اعلان النيات" هذه كانت كفيلة بسحب المبادرة من يد كلّ من "المستقبل" و"بيضة القبٰان" النائب وليد جنبلاط ونقلها الى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي بات هو المبادر والمفاوض في الترشيح الرئاسي، والتفاهم الذي يبنى على هذه الورقة - والمعلومات تشير الى انه وصل الى آخر سطوره - هو الذي سيكرّس عون المرشٰح المسيحي الاول لرئاسة الجمهورية، وبممر إلزامي من معراب. لم يعد مجرد همس أن عون سيقوم بزيارة لمعراب وان رئيس "القوات" سيعلن، وهو الى جانبه، أنه يرشحه رسمياً لرئاسة الجمهورية.

كل الأجواء في معراب تشير الى أن اللمسات الاخيرة توضع على ورقة تفاهم محورية لن يبقى ما بعدها كما كان قبلها. لم يحدّد بعد توقيت الزيارة وإعلان التفاهم والترشيح، ولكن الأمور وصلت الى خواتيمها. وينطلق الفريق "القواتي" من أن ترشيح عون تحتّمه واقعية سياسية بعدما تعطًٌلت كل عجلة الدولة، وبعدما تحوٰلت الحكومة غير منتجة، وأصبح الظرف الإقليمي والدولي ملائماً، وفي ظل الضغط الخارجي الذي يدفع الى انتخاب رئيس للجمهورية بمعزل عن الاسم، يضاف الى ذلك إعلان "حزب الله" صراحة أن مرشحه هو عون وليس فرنجيه.

من وجهة النظر "القواتية" ان الذهاب في هذا الاتجاه هو نتيجة عوامل وظروف عديدة داخلية وخارجية، منها أن المملكة العربية السعودية لا يهمها سوى انتخاب رئيس للجمهورية ولا فيتو لديها على أحد، ووجود "القوات" كحليف لها الى جانب ترشيح عون يريحها ويريحه، فضلاً عن أن عون هو في البعد السياسي من مؤسسي الرابع عشر من آذار، وأقرب الى فلك "القوات" من فرنجيه، وليس مطلوباً أن يغيّر أحد موقعه، بقدر ما يتفق الطرفان على وحدة الموقف المسيحي، وإعادة تكوين السلطة بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وإجراء انتخابات نيابية. وهذه المعطيات هي محور تواصل بين "القوات" والحلفاء، في موازاة ما يقوم به العماد عون مع حلفائه.

تشير أوساط الثامن من آذار الى أن ترشيح جعجع لعون مقابل ترشيح الحريري لفرنجيه، من شأنه ان يؤمّن لجلسة الانتخاب النصاب، ولكن التصويت سيكون محسوماً لفرنجيه، اذا ان نواب "المستقبل" و"التنمية والتحرير" و"اللقاء الديموقراطي" و"المردة" والمستقلين وربما ايضاً الكتائب سيصوّتون له، ولكن ماذا لو صحت المعلومات الواردة من "القوات" ومفادها أن السعودية أبلغت جعجع موافقتها على ترشيحه لعون واعتبارها ان وجوده الى جانب ترشيح عون هو الذي يشكّل لها الضمان؟

ألا تغامر "القوات" في خيار قد يُكرّس عون المسيحي الأول وقد يلغي موقع جعجع كحليف مسيحي اول للسعودية وكمرجعية مسيحية أولى لدى "تيار المستقبل" وفريق الرابع عشر من آذار، من دون أن يربح لا صداقة ولا وداً ولا قرابة مع فريق الثامن من آذار الذي توجّس من "اعلان النيات" بينه وبين "التيار الوطني الحر؟" فكيف لو وقٰعا ورقة تفاهم؟ البعض يراهن على ان جعجع بترشيحه عون في وجه ترشيح الحريري لفرنجيه، يلعب ورقة في وجه ورقة، هو في كليهما خاسر خاسر. ولكن فريق "القوات" بات واثقاً من ان المغامرة موجودة في كل شيء، وإذا كان من شأنها أن تؤمّن المناصفة والشراكة الحقيقية ووقف العدّ وعدم أخذ الخيارات الاساسية المتعلّقة بالمسيحيين باستبعادهم، فإن للعودة الى الخيار المسيحي بترشيح عون الأحقية.

في أي حال، موقف "القوات" شرحه مفصلاً النائب جورج عدوان في اجتماع "بيت الوسط"، وخلاصته أن ذهابها الى ترشيح عون ليس رداً على مبادرة الحريري، واذا اعتقد البعض ان عون سيسلّم البلد الى إيران وان حزب الله يُعطل الرئاسة فذلك سبب إضافي لتمسُك "القوات" بترشيح عون.

وعن تداعيات ترشيح "القوات" لعون على 14 آذار، جواب "القوات" هو بالسؤال: "من قام بالسين - سين ألم يُفكر في تداعياتها على 14 آذار؟ ومن رشّح فرنجيه للرئاسة ألم يفكر في تداعيات ذلك على 14 آذار؟

وفي خلاصة "القوات" ان الجميع يعلم أن "حزب الله" اذا كان يريد تغيير النظام، فترشيح عون سيُحرجه، و"القوات" تعتبر أن ترشيح عون هو إنقاذ للدولة وللطائف، وهذه مخاطرة محسوبة جيداً Risque très calculé .

 

منام

عقل العويط/النهار/12 كانون الثاني 2016

رأيتُ في منامي، ليلة أمس، أحلاماً وأضغاثاً وكوابيس متعددة، يتداخل فيها المعقول باللامعقول، الأبيض بالأسود، والملوّن بالرمادي، وكان صراخ العدم يمتزج بالألوان كلّها. لم أعرف في أيّ مكانٍ أنا، ولا في أيّ زمان. جلّ ما عرفتُه أنني كنتُ أرتعد تحت تأثير نزلة البرد والرشح الخطيرة التي ألمّت بي منذ الإثنين الماضي، وجعلتني على شفا من كلّ شيء. لم يكن مناماً عادياً، كالذي يقفز عادةً من أعماق النوم ليُلامس شواطئ ضامرة من الوعي، فيتذكّر منه المرء ومضاً بارقاً. كان ذلك، والحقّ يقال، خلاصة هلوسات الحمّى، التي لا يُعتَدّ بها في علم نفس الأحلام، وقد وجدتُ أن أروي للقرّاء مشاهد مما تراءى لي أنه ينتمي إلى أشواق الوعي المكبوت أو غرائب السورياليات. رأيتُ رهطاً من الموتى يختلطون بالأحياء (مَن الموتى ومَن الأحياء؟)، والحيوانات الضارية ترتدي ثياب الحملان. بدا لي أن الحياة الوطنية قد عادت تدريجاً إلى البلاد، وأن النوّاب تمكنوا أخيراً، من انتخاب رئيس للجمهورية. حاولتُ أن أعرف كيف تمّ ذلك، ومَن أقنع هؤلاء النوّاب، ثمّ حاولت أن أعرف مَن هو الرئيس المحظوظ، لكنني لم أنل جواباً. ثمّ رأيتُني أنتقل إلى مكان آخر، لأكتشف أن حكومةً جديدةً تألّفت، من غير أن أتمكن من معرفة اسم رئيسها والأعضاء. وقد مثُلت الحكومة الجديدة أمام المجلس ونالت ثقته بأكثرية ساحقة، بعد جلسة مناقشات لائقة تذكّر بالديموقراطيات العريقة. من عادة المنامات أن تنتهي برمشة عين، لكن منامي هذا امتدّ واستطال، ليتبيّن لي خلاله أن مجلس النواب يعقد جلسات ماراتونية متواصلة، وهو على وشك التوصل إلى قانون عصري جديد للانتخاب، يأخذ في الاعتبار هواجس الجماعات ويلبّي حاجات التمثيل الديموقراطي، ويسهّل التخلّص من البوسطات والمحادل الانتخابية. لم يكن ظاهراً في المنام أيّ قانون سيرسو على برّ المجلس، لكن الاطمئنان النحاسي الذي كان يخيّم على وجوه النوّاب، ملأني بحالٍ من الحبور وجعلني أستشعر الخير العميم. ثمّ، يا لغرابة ما رأيتُ! رأيتُني أقف على سريري متراقصاً وأنا أصفّق مذهولاً. رأيتُ شوارع نظيفة تماماً من أيّ أثرٍ للقمامة. معقول؟! صدِّقوني. لا أعرف كيف اجتمع هذا كلّه على التوالي، وكأنني أشهد حفلاً قيامياً لبنانياً على طريقة الأبوكاليبس. ففي تلك اللحظة بالذات، وبينما كنتُ أستعدّ لمعاينة هلوسات لامعقولة أخرى، أيقظني قتالٌ رهيبٌ بين هرّتين، في أسفل البناية، حيث تُشقَع أكياس النفايات، لأكتشف أن لا شيء حقيقياً مما رأيتُ، وأن زبالة السياسة لا تزال في كلّ مكان.

 

إطلاق نار عشوائي يصيب الجميع

غسان حجار/النهار/12 كانون الثاني 2016

تظهر المواقف السياسية في لبنان، وبما لا يقبل الشك، حال الارتباك الداخلي، بما هي صورة للاوضاع المعقدة في المحيط بدءا من سوريا، مرورا بالاشتباك السعودي - الايراني، وصولا الى قرار دولي غير واضح الابعاد والمرامي. هذه الحال تنعكس على مجمل العلاقات والتحالفات الداخلية، الهشة اصلا، فتشلعها وتفككها، ربما تمهيدا لرسم واقع جديد، او فرضه فرضا بعد افلاس معظم اللاعبين. أحدث الوقائع إبلاغ "القوات اللبنانية" اجتماع قيادات 14 اذار، تبنّي الحزب ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وفي هذا الموقف اطلاق نار على الحلفاء، كما اطلاق نار على القدمين. فحزب "القوات" كان من ابرز الساعين الى تعطيل حوار الحريري - عون، ودفع بمسؤولين سعوديين الى رفض ذلك الخيار في حينه، وحاول في الاسابيع الماضية وضع نفسه في اطار المنقذ للتحالف الاذاري من التفكك قبل ان يعدمه برصاص "طائش". والرئيس الحريري اطلق النار على قوى 14 آذار، وتحديدا "القوات"، في مضيّه بترشيح النائب سليمان فرنجيه من دون التنسيق معها، او تهيئة الاجواء والظروف لقبول الطرح المستغرب، خصوصا ان فرنجيه اكثر التصاقا بسوريا - بشار الاسد، من عون وعلاقته المستحدثة. كما ان الحريري، في مسعاه الهادف الى انهاء حال الشغور الرئاسي، اطلق قذيفة داخل المنزل "المستقبلي" تشظى منها العديد من الانصار.

اما فرنجيه فأطلق النار على فريقه السياسي اولا، بدءا من رئيس التكتل الذي ينضم اليه ("تكتل التغيير والاصلاح") اي عون، فلم يتشاور معه، وصولا الى "حزب الله" الذي فوجىء بالاتفاق، معتبرا ان العلم بالشيء غير الموافقة عليه، فبادله باطلاق النار من بوابة البطريركية المارونية التي لجأ اليها فرنجيه، مؤكدا ان مرشحه الدائم هو عون نفسه وليس من يمثله، ثم اكمل الحزب باطلاق قذيفة على صاحب المبادرة فأعلن على لسان النائب محمد رعد ان "من يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، يجب الا يجد مكاناً له في لبنان من أجل نهب البلاد مرّة جديدة"، وهو بذلك وجه رسالة بالغة القسوة الى الحريري، ولو من دون ان يسميه. والرسالة التي لم تتكرر من مسؤولين في الحزب، لم يعتذر احد عنها، ولم يعلن انها لا تمثل الموقف الرسمي للحزب. واذا كان الرئيس نبيه بري والعماد عون يكرران تبادل اطلاق النار مباشرة او بالواسطة في ما بينهما، فالواضح ان بري ايضا اطلق النار على مبادرة "صارت في الثلاجة" قبل ان يكمل تنصّله منها فيقول "لينزل الجميع الى البرلمان ومن يربح اهلا وسهلا به". هكذا عشنا المدة الاخيرة وسط تراشق واطلاق نار عشوائي وفي كل الاتجاهات قبل العودة الى هدوء متوقع مع انطلاق آليات الحوار والعمل الحكومي مجددا، في انتظار تطور ما يعيد خلط الاوراق او فرض واقع جديد.

 

الجهاد في سبيل الله.. أي جهاد؟ أي سبيل؟

سعد القرش/ العرب/12 كانون الثاني/16

في الصفحة الأولى من فصل “الجهاد”، اختار الشيخ السيد سابق مؤلف “فقه السنة”، وهو كتاب شهير لا يخلو منه بيت تقريبا، الآية 24 من الإصحاح العاشر في إنجيل متى، “المتداول بأيدي المسيحيين”، من دون غيرها من آيات الرحمة، لكي يصدر بها فصل “الجهاد”، ويقع في 45 صفحة.

لا أدري لماذا أشار المؤلف إلى أن هذا الإنجيل متداول لدى المسيحيين؛ فالأناجيل والكتب المقدسة وغير المقدسة متداولة لدى المسيحيين وغير المسيحيين. وقبل هذه الآية نقرأ وصايا المسيح لتلاميذه الاثني عشر بالزهد والحكمة “لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا… ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت أو من تلك المدينة، وانفضوا غبار أرجلكم”، ولكن المؤلف اختار الآية 24 “لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فإني (نقلها الشيخ: فإنني) جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها”.

جاء الاستشهاد بالآية 24 من الإنجيل لتهيئة القارئ نفسيا لليقين بأن “الجهاد” فريضة دينية، لم يبتدعها الإسلام، بل أوصى بها نبي الرحمة أيضا. ومن المفارقات أن من يحتجون بالإنجيل في هذا الموضع، لا يبالون بإنكاره وطعن المسيحيين في عقيدتهم في مواضع أخرى، ولا يترددون في وصفهم بالكفار، ويبخلون عليهم بكلمة مجاملة ولو تهنئة بعيدهم، ففي 29 ديسمبر 2015، أفتت دار الإفتاء الليبية بأن الاحتفال برأس السنة الميلادية “محرم شرعا؛ لما فيه من إقرار لما عليه النصارى من شعائر الكفر، ورضى به، ويحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك، قال تعالى: (إِن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر)”.

وقالت دار الإفتاء المصرية “لا يجوز لأحد من المسلمين مشاركة أهل الكتاب في الاحتفال بعيد الكريسمس ولا تهنئتهم بهذه المناسبة لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم، أو شعار دينهم الباطل، وقد نهيْنا عن موافقتهم في أعيادهم، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار”.

لا يصمد احتجاج “نصي” بآية من الإنجيل، أو آيات من القرآن، أمام راهن “عقلي” تجاوز بالتطور الحضاري والارتقاء الإنساني والقيم البشرية، ما سجلته الكتب المقدسة من معارف وعادات وتقاليد لم تبتدعها الكتب المقدسة، ولكنها أوردتها في ما أوردت من تقاليد كانت جزءا من سياق تلك العصور، ولا ينبغي أن نرهن المستقبل إليها، وأن نمضي إلى الغد وأعيننا شاخصة إلى الوراء؛ فنتعثر ونفرح بالسقوط، ناسين أن تلك القيم أصبحت من الماضي. وفي الاستشهاد بمرونة الفقه الإسلامي يتصدر الواجهة “اجتهاد” عمر بن الخطاب حين ألغى سهم “المؤلفة قلوبهم” من نصيب مستحقي الزكاة. اجتهاد شجاع مع وجود نص قرآني صريح.

تبدأ الثورة الدينية حين يعلن رجل دين، يتحلى بشجاعة عمر بن الخطاب، أن الاجتهاد فريضة ولو وجد نص، وأن فقه الواقع مقدم على فقه نقلي بعضه ينتمي إلى ماض وظروف مختلفة، وأنه لا يمكن الاحتجاج بوجود نص ديني على مكتسبات البشرية بعد إقرار مواثيق حقوق الإنسان، وهي شرائع بشرية يستحيل معها فرض الجزية والاستعباد وإقامة أسواق لبيع الرقيق واقتسام أسرى الحرب. لكن هذا الخطاب مازال ساريا، ويجد فيه بعض رجال الدين بضاعة رائجة لها زبائن يشتهونها، ويتمنون أن يحصدوا غنائمها. لا علاقة لداعش بالقضية، فالدعشنة كامنة في نفوس المرضى، ولا تقتصر على شاب داعشي مستلب قتل أمه أمام الناس وسط مدينة الرقة السورية، باسم “الجهاد في سبيل الله”، مطلع يناير 2016، لأنها طالبته بترك التنظيم. ذنب الأم أنها خافت على ابنها (20 عاما)، ونصحته بترك التنظيم، وبدأ جهاد الابن بإبلاغ التنظيم عن أمه، فاعتقلت واتهمت بالردة. وما قام به الابن هو تنفيذ حكم في المرتد وفقا للشريعة، شريعة داعش التي لا تقتصر على “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”، بعد تعدد منابر الدعشنة، وهي تبث أحاديث منتزعة من سياقها التاريخي، “من لم يغز، ولم تحدثه نفسه بغزو، مات ميتة جاهلية”.

يختلف داعش عن غيره إلا في الدرجة والسفور والثقة في الإعلان والإصرار على التنفيذ. يسهل استلهام تراث سيد قطب، وخصوصا “في ظلال القرآن” الذي نقل فقرات منه إلى “معالم في الطريق”، وقد سمعت يوسف القرضاوي يصف “في ظلال القرآن” بأنه يصعب تهذيبه لأنه “ينزّ تكفيرا”. فعل “ينزّ” دال على النضح والرشح وتساقط قطرات المياه حتى يصعب تجفيفها. يقول قطب في “المعالم”: إن الذين يلجأون إلى تلمس أسباب دفاعية بحتة لحركة المد الإسلامي، إنما يؤخذون بحركة الهجوم الاستشراقي، المد الإسلامي ليس في حاجة إلى مبررات أدبية له أكثر من المبررات التي حملتها النصوص القرآنية “فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة…”. و”اتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون”.

كان “الجهاد” للدفاع عن النفس وتبليغ الرسالة ونصرة المستضعفين، وأصبح ينتمي إلى التاريخ؛ فيسهل على من يريد المعرفة أن يجدها بأيسر الطرق، ولدى بعض الدكتاتوريات الإسلامية، التي تنكرُ حقوق الإنسان وترفض العدالة السياسية والاجتماعية، مراكز للدعوة في عواصم لا يخيفها تبشير بدين أو بإلحاد، ولكن هذه النظم الاستبدادية تهتز عقيدتها لمجرد شوق غير المسلمين إلى إقامة دار للعبادة.

ورغم تطور بشري سما فوق مفهوم “الجهاد” يواصل إشعال الحرائق مجانين منهم رجل اسمه أبو إسحق الحويني. يفترض أن يعامل هؤلاء كمجرمين يحرضون على الكراهية والعنف، هؤلاء لصوص الله القائل “يا أيها الناس”، دون أن يحدد دينهم، وفي نهاية الآية نفسها قال “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. ويعلم المجرمون مشوّهو الدين أن هذه الآية وحدها تبطل عملهم، إن كان للعاطلين عمل. ويخبو الأمل بانشغال مواطنة مصرية الآن بقضية ملك اليمين، ثم ينطفئ الأمل بإجابة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر قائلة إن أسرى الحرب من النساء هم ملك اليمين “المشروع”، للجيش أو قائده، “لكي يذلهم. يستمتع بهم كما يستمتع بزوجاته.. الآيات القرآنية مازالت موجودة ليس للتفعيل ولكن للتنفيذ إذا حصلت شروط الإسلام في هؤلاء”، في حالة النصر على إسرائيل مثلا.

لم تقل الفقيهة: ماذا نفعل لو انتصرت إسرائيل، ووقعت نساؤنا “سبايا”؟

 

السعودية وايران بين الجامعة العربية والخطوات العقابية هاجس طهران عدم اهتزاز صورتها وكسب المجتمع الدولي

روزانا بومنصف/النهار/12 كانون الثاني 2016

بغض النظر عن كيفية تقويم المواقف او القرارات التي تتخذها جامعة الدول العربية والتي لا تكتسب فاعلية كبيرة في الواقع، فإن ما شكله الدعم العربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاحد الماضي، جنبا الى جنب مع اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي بعدما أعلنا دعم المملكة السعودية في مواجهة ايران، كان بمثابة تعبير عن استمرار الصراع العربي - الايراني وتفاقمه، ورسالة لا بأس بها عن محيط عربي غير مطمئن الى أداء ايران وتدخلها في دول الجوار العربي. فإيران التي تطل على رفع للعقوبات بدءا من منتصف الشهر الجاري على اثر توقيع اتفاق نووي مع الدول الغربية، وتاليا على انفتاح غربي يخرجها من عزلتها، تضيرها عزلة او عقوبات من جوارها المباشر في الدرجة الاولى، ويمكن ان تتأثر بها بعض الدول الغربية التي تربطها علاقات مصالح قوية مع دول عربية مؤثرة، علما أن دولا لم تجار المملكة في قطع العلاقات الديبلوماسية او استدعاء السفير الايراني لديها تبنت موقف الجامعة العربية.

وتقول مصادر ديبلوماسية ان خطوات ايران في الايام القليلة الماضية لجهة اتخاذها إجراءات عقابية في حق مسؤولين عن أمن السفارة السعودية التي أحرقت في طهران هي مؤشرات لرغبة ايران في تخفيف حدة التصعيد والتوتر مع المملكة السعودية التي حركت دول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية وصولا الى باكستان. لكنها أيضا دليل على أن ايران احرجت دولياً وتسعى الى لملمة الآثار او التداعيات التي ترتبت على الاعتداء على البعثة الديبلوماسية السعودية. والواقع ان احراق السفارة السعودية وجه رسائل سلبية جدا في غير مصلحة طهران في هذا التوقيت بالذات، أي في عز محاولتها بناء جسور مع الغرب على قاعدة أن تغييرا جذريا سيعقب توقيع الاتفاق النووي وإعادة ترميم العلاقات الدولية مع الدول الغربية. الرسائل المسيئة الى إيران انها وجهت انذارات الى الدول الغربية بأن اي خلاف قوي مع السلطة الايرانية يمكن ان يترجم في اي وقت اعتداء على البعثة الديبلوماسية للدولة المعنية، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات كبيرة في ظل تجربة احتجاز السفارة الاميركية وبعثتها الديبلوماسية في الاذهان. فهذا التصرف من شأنه تعقيد علاقات طهران والحذر من الانخراط بقوة معها على الصعيدين السياسي والاقتصادي على أقل تقدير. ولذلك لم يتهاون الرئيس حسن روحاني في تعجيل الرسائل على الصعيد الديبلوماسي، وهي تفيد أن الاداء في طهران ازاء البعثات الديبلوماسية والاعتداء عليها أمر مرفوض. وبمقدار ما يمكن أن يعتبر ذلك سعيا من السلطة الايرانية لتخفيف التصعيد في اتجاه المملكة السعودية في أحد جوانبه، فإنه يرتبط أكثر بالحرص على منع اهتزاز صورة ايران لدى الخارج الذي يهرع الى الانفتاح عليها على صعد عدة، خصوصا أن الرئيس الايراني سارع منذ اللحظة الاولى للاعتداء على السفارة الايرانية الى اعتباره عمل مشاغبين من أجل استيعاب موقف الدول الغربية وتخفيف ردود الفعل ومنع اهتزاز صورة بلاده. ولعله نجح في ذلك نظرا الى انقسام الاعلام الغربي في تقويم التصعيد بين المملكة السعودية وايران بحيث حصل اصطفاف على خلفية ما يحصل في المنطقة بين المحاور، ولكن لم تكن هناك ادانة حازمة وحاسمة ضد طهران كما كان يحصل من قبل. لكن برز في المقابل استمرار الكلام الايراني من المتشددين في طهران ضد المملكة السعودية وحتى استمرار الانتقادات من فريق روحاني للرياض على اعدام نمر النمر وقطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران. أما الاجراءات الايرانية فبدت كأنها تلتف على مواقف المملكة او تفرغها من مضمونها في السعي الى تجييش المواقف العربية تضامنا، في ضوء الهجوم على السفارة السعودية في طهران من خلال الاجراءات العقابية التي اتخذتها، باعتبار ان هذه الخطوات لا لزوم لها ما دامت ايران نفسها من دانت الهجوم على السفارة وعاقبت المسؤولين عنه، وتاليا فإن ما قامت به ايران هو حماية لنفسها في كل الاتجاهات الخارجية والعربية على حد سواء.

وبغض النظر عما إذا كان ذلك يمكن ان يخفف التوتر نسبيا بين الجانبين السعودي والايراني ، فان ثمة مؤشرات غير مقلقة جدا سمحت ببعض التفاؤل، من بينها الحديث الذي ادلى به ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل ايام قليلة والذي قال فيه إن "الحرب مع ايران ستكون كارثة ولن نسمح بها"، مما أوحى بعدم رغبة في تصعيد الامور، من دون ان يعني ذلك زوال الصراع او خفض منسوبه بين الطرفين. اذ تستمر الحرب بالواسطة في دول المنطقة على غرار ما عكسته المواقف من تفرد لبنان بالامتناع عن التصويت في الجامعة العربية بالوقوف الى جانب المملكة السعودية في مواجهة ايران من استمرار التجاذب في الصراع السعودي - الايراني الذي بات يترجم باشكال متعددة في لبنان، ليس أقلها التعثر المتجدد في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، اضافة الى التصعيد الكلامي الاخير من قيادة "حزب الله" ضد المملكة السعودية، وصولا الى كلام قاس ضد الرئيس سعد الحريري في مقابل ردود لا تقل قساوة من "تيار المستقبل" ازاء الحزب، وانتقاد قاس لموقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الدول العربية. ومع ان هناك ما يبرر الخشية من مواقف باسيل الذي يلتزم تياره المحور الايراني ويقيم معه تحالفا استراتيجيا، فإن كثرا يخشون في المقابل ان حدود السياسة الخارجية في لبنان باتت تخضع لطبيعة الصراع الاقليمي، خصوصا في غياب حكومة فاعلة ووحدة موقف خارجي.

 

السياسة في لبنان أو فنّ تدمير الذات

صلاح أبو جوده/النهار/12 كانون الثاني 2016

لطالما انطبق على المشهد السياسي اللبناني طوال عقود وعقود قول فولتير "أما السياسة فهي فن التضليل، فكم بالحري يقدر عليه أصحاب النفوس الصغيرة". غير أن ما يجري منذ سنتَين يتجاوز هذا القول ارتكاسًا، إذ باتت السياسة فن تدمير الذات. يتضح هذا الواقع المرير ليس في أزمة الشغور الرئاسي ونتائجها الكارثية فحسب، بل في الغوغائية المذهبية بامتياز التي تسود خطاب الممسكين بالقرارات المحلية والمتسابقين على كراسي الحكم أيضًا، والتي تغيِّب تغييبًا تامًا مفهوم الخير العام عن خطابها، وتشوِّه تشويهًا مريعًا مفهوم الفائدة العامة. ومما لا شك فيه أن هذا الخطاب يؤدي بالبلاد إلى الانتحار.

ما عاد مقبولاً على الإطلاق تبرير سلوك لبنان طريق التدمير الذاتي من خلال التحجج بدخول البلاد شوطًا جديدًا في ما سبق أن سمّاه جورج قرم "بوكرًا إقليميًا"، والتذرع بأن "الإصلاحات الدستورية" التي أُجريت في ضوء اتفاق الطائف قد أدت إلى تفاقم الشأن المذهبي على الصعيد السياسي وتعقيد آلية الحكم، وإلى غموض فكرة الوطن نفسها بسبب ما نعته جوزيف مايلا "بعقائدية إن هي إلا حب الوطن الرضائي"، ولوم ذهنية الفساد المستشرية. وفي الواقع، تكمن الأزمة في استسلام الممسكين بالقرارات المحلية بالكامل لمنطق التبريرات المذكورة، بل تراهم يتبنونها في خطبهم السياسية، ويتبارزون في ما بينهم لتوظيفها في سبيل شد العصبية المذهبية والطائفية، عوض أن يبحثوا عن وسائل لتجاوزها، ولتطوير مفهوم الخير العام في الإطار التعددي المحلي. وإن دل هذا على شيء فعلى افتقارهم إلى الرؤية الوطنية السليمة. لقد أدخلهم ذلك المنطق عمليًا في مفهوم "شراكة" يجعل هدف الحكم إقامة توازن قوى بين المجموعات المذهبية، وخدمة شبه حصرية لمصالح تلك المجموعات التي تختلط في الغالب بمصالح الإقطاع السياسي ومبدأ المحاصصة. لا يمكن أن يقوم مجتمع ويستمر إن كانت مكوناته مجموعات متجاورة ومتناحرة؛ فما يجعل المجتمع مجتمعًا قابلاً للاستمرارية والتطور وحدته وعمل مكوناته في سبيل خير الجميع. أليست مأساة حقيقية ألا يرتفع في الوسط السياسي اللبناني صوت وطني واحد ينقض منطق الشراكة التفكيكية، وينادي بأسس الاندماج أو الانصهار الوطني، ويرسي مبادئ الخير العام، ويفتح مخرجًا جديدًا للأزمة الراهنة؟

إن ما يرتكز إليه مفهوم الخير العام هو الوحدة والعدالة والسلام، وهذا يفترض بدايةً سلامة النظام وقابليته على التطور وتعزيز روح الانتماء الوطني. ولكن ما يجري على أرض الواقع نقيض هذه المتطلبات. فاحترام سلامة النظام الذي يبدأ باحترام الدستور غائب كليًا، ولا من مسعى جدي واحد لترميم هيبته وتحسينه، ولا من محاولة فعلية لتجاوز "حب الوطن الرضائي". وما يزيد الأمر سوءًا أن مفهوم الفائدة العامة أو المصلحة العامة الذي يسمح بقيام العدالة والنظام والسلام، أي الذي يؤلف جزءًا أساسيًا من الخير العام، مشوه بالكامل، إذ إنه يُفهم محسوبيات ومحاصصة وفئوية ومصدر ثراء غير مشروع لكثيرين. ولست أزمة النفايات وما يُحكى عن صفقات تحضَّر للنفط والغاز إلا أمثلة راهنة عن الحالة المرضية التي يعيشها لبنان.

يستخدم الإقطاع السياسي، عن قصد أو عن غير قصد، الفائدة العامة التي هي حق كل مواطن بطرق مختلفة تحجب عن المواطنين كل إمكانية تفكير في الخير العام وتجعلهم أسرى لديه. ومن هذه الطرق تحويل الفائدة العامة إلى "خدمات" تُسدى إلى بعضهم مقابل التبعية، أو إلى "حلبات مصارعة" بين النافذين بغية إظهار حرصهم على حقوق "جماعاتهم" أو بهدف تحصيلهم الثروات، أو إلى أزمات قد تصل إلى حد تهديد صحة المواطنين وموارد رزقهم بحيث لا يعود هؤلاء يرغبون إلا بالقليل للبقاء على قيد الحياة. لقد أصبح لبنان اليوم على شفير الهاوية بسبب سياسة التعمية والتضليل المتبعة. فالبحث عن خير الجماعات المذهبية والطائفية بمعزل عن الخير العام، وتشويه مفهوم الفائدة العامة، جعلت من السياسيين ذئابًا بعضهم لبعض ولوطنهم. وبقدر ما يبقى هؤلاء متمسكين بنهجهم يبتعدون أكثر فأكثر عن مفهوم الخير العام وواجب تطويره، ويتراجع العمل من أجل خير المجتمع تدريجيًا إلى حد اضمحلاله.

إزاء هذا الواقع المأسوي، يحق للمواطن اللبناني أن يحلم على طريقة حلم مارتن لوثر كنغ. ليست الأحلام كلها تغربًا عن الواقع وأوهامًا، بل منها ما تنبع من مرارة الظروف وجسارتها وتنطوي على عناصر رجاء أكيد. من حق المواطن أن يحلم بقيادة لبنانية تعرف أن تميز بين الطائفية والدين وتفضح توظيف الطائفية في الخطاب السياسي؛ قيادة تعرف أن تساهم في تحرير السلطات الدينية من هيمنة السياسيين، فيصبح بوسع هذه اتخاذ مسافة من الحقل السياسي، وتتبنى خطابًا نقديًا بناءً تجاه العمل السياسي انطلاقًا من مبادئ الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والنزاهة في الشأن العام وحقوق الإنسان. من حق المواطن أن يحلم بقيادة وطنية تعرف أن تعمل للعدالة الاجتماعية التي لا يمكن أن يستتب سلم اجتماعي من دونها، ولا أن تنمو روح وطنية هي صميم الخير العام. ومن حقه أن يحلم بقيادة تحرره من أشكال العبودية المتعددة التي يخضع لها، فيستطيع أن يمارس حقوقه المدنية بكرامة تليق به. ومن حقه أن يحلم بقيادة تعرف أن تقيم علاقات إقليمية ودولية انطلاقًا من أولوية الخير العام اللبناني، ومن دور لبنان في التقدم بالحداثة في محيطه على أساس حقوق الإنسان والديموقراطية وسيادة العقل والقانون على العلاقات بين الجميع. ويحق للمواطن أيضًا أن يتمنى مسلكًا خلاصيًا برغماتيًا ما دام حلمه مثاليًا يبدو أفقًا بعيدًا. من حقه أن يتمنى وضع حد للفراغ الرئاسي من طريق انتخاب رئيس لا يمثل مذهبه أو طائفته، بل إرادة الأكثرية الصامتة التي لا تريد إلا الخروج من حالة الموت البطيء والعيش بكرامة. ومن حقه أن يتمنى أن تنتفض الشبيبة على الواقع المزري، وبوجه خاص في الانتخابات النيابية المقبلة - أيًا تكن صيغة قانون الانتخاب- فتخرق بأصواتها الحرة اللوائح الإقطاعية والمذهبية

 

فجور نصر الله في مضايا

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/16

الحصار الفاجر الذي تفرضه ميليشيات الحزب اللبناني التابع لإيران، مع قوات نظام الأسد على بلدة مضايا بريف دمشق، وغيرها، وصمة عار على جبين الإنسانية اليوم.

أكثر من نصف سنة وهذه البلدة الجميلة بوادي بردى ممنوع عنها الطعام والدواء والخروج، نحو أربعين ألف إنسان، فيهم أطفال ونساء وشيوخ، يموتون «حرفيا» من الجوع، والصور التي خرجت لهؤلاء الهياكل العظمية خدشت عيون العالم، بينما نرى زعيم الضاحية يزبد ويرعد قبل أيام مدافعا عن إرهابي سعودي شيعي اسمه نمر النمر، وخدود نصر الله متوردة ولُغده يرتج وهو يكرر هراء المرشد خامنئي عن السعودية. الغرض السياسي واضح، وهو تهجير سكان هذه المناطق فقط لأنهم من السنة، وفرز السكان على أساس طائفي استعدادا ربما للدولة العلوية الموعودة. تهجير السكان عن مواطن أسلافهم منذ مئات السنين، وإن لم يخنعوا بالخوف يبادوا بالجوع، ومن يخرج من مضايا تقتله ألغام فجرة حزب الله وقناصته، وكله باسم الممانعة والمقاومة، ألا شاهت الوجوه! الأمر تجاوز الحرب القاسية على أساس سياسي أو حتى عقائدي، نحن هنا أمام تجرد تام من مشاعر الإنسانية. ما الفرق بين قتلة «داعش» بالحرق والسكاكين، وقتلة حسن نصر الله وبشار وخامنئي وبوتين بالتجويع؟! ليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل زاد الحزب اللبناني الإرهابي، حزب الله، بأن جعل قناته قناة «المنار» توغل في الفجور وتنفي حقيقة كارثة مضايا، وتنفي وجود مجاعة قاتلة، وتكذب الصور، ولو حصل لنفت وجود بلدة مضايا أصلا. مأساة مضايا أطلقت حملة مساندة عالمية، تحت هاشتاغ عالمي في «تويتر»، وتخيلوا ماذا حصل بعدها!! فجرة حزب الله وقتلة الممانعة يسخرون من هذا الهاشتاغ! نتحدث عن بشر كبقية البشر أم عن ماذا؟! قتلة خامنئي وبشار ونصر الله، شاركوا في هاشتاغ التعاطف مع مضايا بسخرية ونشر صور لموائد الطعام والشواء في نفس الهاشتاغ مع عبارات طائفية، حتى إن البعض نشر صور هياكل عظيمة بلاستيكية في سخرية من أجساد أهل مضايا الهزيلة. صحيفة بريطانية لا تتهم بالتعاطف مع السعودية ولا العرب السنة، وهي «إندبندنت»، لم تتحمل هذا الفجور فوصفت مشاركات هؤلاء الهمج بالسادية، وأن ما فعلوه هو «انحطاط جديد للإنسانية». هذه هي الخسارة الحقيقية، الداء العضال الذي يصيب الأرواح بالجدري الأخلاقي، وهذا هو الخطر الاستثنائي الذي تصنعه الحروب الدينية في النفوس. كيف ستنسى هذه المناظر؟! كيف ستغسل هذه الحروف من كتاب الزمن؟! وسلامات للمجتمع الدولي القلق على مفاوضات فيينا.

 

مضايا تحاصر حزب الله

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/16 

لم يكن طارح الأسئلة على الطفل السوري (محمد) الجائع في بلدة مضايا بحاجة لأن يلح على الصغير أن يحلف بالله أنه يتضور جوعًا، ليسارع الصبي ويحلف «والله العظيم أنا جوعان» مرفقا حلفانه هذا بنظرات ساهمة واعتراف ذليل بأنه يحلم بالطعام. لم نكن بحاجة إلى هذه الطريقة في سؤال محمد لنتأكد من أنه يتوق لأن يأكل كسرة خبز. فوجهه الذابل وعظامه الناتئة من جسده وصوته وملامحه كفيلة بإيصال الألم الذي يعتصر أمعاءه، فكان الأجدى عدم الإمعان في انتهاك آدميته لإثبات انحيازنا أكثر مما فعل الحصار نفسه. نعم، لقد باغتتنا صور أهالي مضايا وأهانت صمتنا وعجزنا الذي يبدو أننا تآلفنا معه واعتدنا عليه، فلم يعد يهزه شيء. للوهلة الأولى، تخيلتها مجموعة جديدة من الصور المسربة عن ضحايا النظام السوري في المعتقلات والسجون، والتي رأيناها العام الماضي، لكن تبين أن الصور هي لضحايا جدد، منهم من مات وقضى جوعا، ومنهم من لا يزال يتضور ينازع، جراء حصار محكم يمارسه النظام السوري وقوات حزب الله للمدينة. هذه القوى تحاصر البلدة منذ أشهر، جرى خلالها منع أي شخص من الخروج لإحضار مواد غذائية. وهذا الحصار هو تتويج لفضيحة الاتفاق الأخير بين المعارضة المسلحة من جهة والنظام وحزب الله من جهة أخرى، والذي قضى بعملية ترانسفير مذهبي بائسة شهدنا فصولها في الأيام الأخيرة من العام المنصرم وها نحن نشهد فصولا مؤلمة جديدة لها في بداية العام الجديد. شيئا فشيئا بدأت الأنباء تتواتر ومعها الصور والفيديوهات ومعلومات عن مبالغ خيالية لقاء شراء المؤن وعن اضطرار الأهالي لذبح القطط وأكلها أو أكل الأعشاب وكل ما يمكن هضمه في منازعة مريرة للبقاء أحياء. منظمة الغذاء العالمي وعبر مقابلات لممثليها على الإعلام أشارت إلى أن التجويع سياسة ممنهجة يمارسها النظام والمعارضة، وأقرت بأن مضايا هي أكثر البلدات معاناة على هذا الصعيد. مرة جديدة يحرج الإعلام الغربي إعلام الممانعة العربي. فطبعًا، لا إعلام النظام ولا إعلام حزب الله معني بالأمعاء الخاوية في مضايا، بل هناك تجاهل تام لها، لكن مع بدء انتشار صور من ماتوا جوعا أو من ما زالوا يعانون، شرع ذاك الاعلام في شهر لواء حصار بعض أطراف المعارضة المسلحة لمناطق سورية أخرى مثل كفريا والفوعة. أن يحاصر حزب الله بلدة سورية وأن يساهم فعليا في قتل أهلها جوعا حقيقة لا يرد عليها بالقول إن قوات المعارضة تحاصر كفريا والفوعة وإن حصار مضايا هو رد على حصار آخر. فهذه المعادلة الهزيلة التي يطرحها أصحابها دفاعا عن النظام وعن الحزب في قتلهم السوريين لا تفعل سوى أن تساوي بين قتلة وإن كانت لا تزال كفة النظام ومعه حزب الله راجحة بما لا يقاس، لجهة عدد الضحايا وشراسة المواجهة. وبالنسبة إلى حزب الله فالإدانة مضاعفة. يوما بعد يوم يتجرد الحزب من كل الأكاذيب التي سلح نفسه بها لتبرير ما يقترفه من تشريع حدود لبنان والدفاع عن نظام مجرم واليوم قتل مدنيين أبرياء عبر تجويعه أطفالا وعائلات حتى الموت. لقد حاصر حزب الله أهالي مضايا وهو حصار سينتهي يوما، لكن الوصمة التي ستلحق بالحزب جراء هذه الجريمة هي وصمة أبدية.

 

المواجهة مع إيران حتمية وضرورة عربية

مأمون فندي/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/16 

 قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، هو أقل فعل يمكن أن يقوم به العرب في مواجهة الغرور الإيراني. حريق السفارة السعودية في طهران ليس الحريق الأخير، ويجب أن لا يكون مفاجأة، فحرائق إيران مستمرة ومتكررة منذ حرق السفارة الأميركية، وأزمة الرهائن عام 1979 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، حتى حريق السفارة السعودية منذ أسابيع. وبين هذين الحريقين عاثت إيران فسادا وبغرور شديد في مساحات شاسعة من الجسد السياسي العربي في لبنان والعراق وسوريا واليمن. لم تتوقف إيران عن حلم تصدير الثورة منذ عام 1979 حتى الآن، ورغم كل هذا العبث، فإنها لم تدفع أي ثمن يذكر، باستثناء حربها مع صدام، والتي تجعل بعضنا كعرب اليوم - رغم كراهيتنا لكل أفعال صدام الشائنة وآخرها احتلال الكويت، ورغم كل ما في ذلك من بشاعة - يعيد النظر في عراق صدام، الذي وقف ضد الصلف والغرور الإيرانيين. إيران اليوم أخطر على مستقبل العرب من إسرائيل، فإسرائيل ليس لديها من يؤيدها في العالم العربي، إنما في حالة إيران فلدينا لوبي إيراني مسيطر يبرر أفعالها، من قاهرة المعز، وتنظير بعض الكتاب الذين يبررون لإيران كل شيء، إلى ميليشيات حزب الله المسلحة في لبنان. إيران لا تختلف عن إسرائيل في عدوانها واحتلالها لأراضي العرب، حيث تحتل إيران الجزر الإماراتية الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، بالإضافة إلى احتلالها لجنوب لبنان وللعراق وأجزاء من سوريا.. بينما تحتل إسرائيل الجولان وبعض الضفة الغربية وبعض غزة. فهل هناك احتلال محمود واحتلال مذموم؟ وهل هناك أرض عربية مقدسة وأراض عربية مدنسة؟ إننا بحاجة ماسة إلى وقفة مع الذات تجاه إيران فهي ضرورة قصوى تتطلبها المرحلة الحالية، ذلك أن تحديات إيران للإقليم كبيرة وخطيرة، لكننا في عالمنا العربي لا نطور أفكارنا بقدر ما نسفه من طروحات بعضنا بعضا، حتى وإن كانت بداية لنقاش جاد. هناك أمور تحدد ملامح التحدي الإيراني، أذكر منها هنا نظرية العجلة في إيران التقليدية أو إيران ما قبل الاتفاق النووي.

نظرية العجلة (Bicycle Theory)، ملخصها أنه: متى ما توقفت إيران عن مشروعها التخريبي في الخارج سقط النظام في الداخل. بمعنى أن من يقودون إيران منذ ثورة الخميني يقودون إيران كما يقود «العجلاتي» العجلة.. فبقاء العجلة منتصبة وعدم سقوطها على الأرض مرهون بأن يحرك راكب العجلة قدميه، وأن يبدل بكل قوته، فمتى ما توقف عن التبديل وعن الدفع، فإن العجلة ستتوقف عن السير إلى الأمام أو سيقع صاحبها من عليها. اللف والتبديل والدفع بالأقدام في العجلة هو الذي يمنع راكبها من السقوط، وهو مقابل مشروع تصدير الثورة عند الإيرانيين وعمليات التخريب المستمرة في الإقليم. فمتى ما توقفت إيران عن مشروعها التخريبي في الخارج سقط النظام في الداخل. «العجلاتي» الإيراني كاد يسقط لولا الاتفاق النووي مع مجموعة الدول الست الكبرى. ومن هنا يكون الموقف الغربي اليوم هو الحاسم، بمعنى أنه علينا إقناع الغرب بأن من راهن على تحول إيران بعد الاتفاق، فعليه فقط أن يرى حريق السفارة السعودية ويتذكر الرهائن والسفارة الأميركية ليدرك أن الأنظمة الفاشية لا تغيرها الصفقات، ولو وصلت الرشوة إلى الإفراج عن مليارات الدولارات من أموال إيران المجمدة. مواجهة السعودية مع إيران ستنتج مواجهات أخرى بين إيران وقوى أعظم، لأن الإقليم في الغالب وتاريخيا كان منطقة تنافس للدول الكبرى، ولم يكن أبدا ليترك لدولة متوسطة الحجم مثل إيران.. فهذا أمر لا يستقيم حسب قوانين العلاقات الدولية. صمود السعودية ودول الخليج وعدم إلقاء الأوراق قبل أن تبدأ اللعبة سينقل الأمر إلى مستوى أعلى من قدرات إيران. اربطوا الأحزمة وانتظروا، ولا تسمعوا لنصائح الهواة، فحتمية مواجهة كبرى مع إيران واردة جدا. المسألة مسألة وقت، ومن يستطيع العض على الرصاصة لفترة أطول.

 

من الشعب الخليجي إلى الرئيس الإيراني

د. سلطان محمد النعيمي/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/16 

سيادة الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد التحية والتقدير لمقامكم الكريم وللشعب الإيراني العريق، الذي نكن له كل مشاعر الودّ والاحترام، ونتطلع، نحن الشعب الخليجي، إلى أن نرى أشقاءنا في إيران في خير ورغد. في ردّكم على أحداث اقتحام السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد، استوقفنا، نحن الشعب الخليجي، عدد من النقاط التي أثرتموها، ونستميح فخامتكم عذرًا أن نطرح منظورنا تجاه ما تفضلتم به. أشرتم السيد الرئيس إلى أن هدف السعودية من إعدام نمر النمر، هو التغطية على مشكلاتها والفشل في السياسات الإقليمية والدولية. ونحن الشعب الخليجي هنا، نتساءل عن سبب تركيزكم، وبقية المسؤولين في إيران على المواطن السعودي نمر النمر، ونؤكد هنا المواطن السعودي، الذي مرّت محاكمته عبر مجراها القانوني والقضائي، ونال جزاءه مثل بقية الإرهابيين، نتساءل هنا لماذا النمر دون غيره، فهناك 46 شخصا قد أعدموا معه، هل بسبب أنه رجل دين؟ ألا تلاحظ سيادة الرئيس أنه عبر التاريخ الإيراني أعدم رجال دين، أو وضعوا رهن الإقامة الجبرية حتى وافتهم المنية. هل تنظرون له سيادة الرئيس على أنه من مذهب يضطلع به النظام الإيراني، على أنه حامل لرايته ومدافع عن أتباعه؟ إذا كان الأمر كذلك، فنحن الشعب الخليجي نتساءل: هناك من أعدموا من مذهب نمر النمر ذاته، فلماذا لم تجر أسماؤهم على لسان أحد من المسؤولين الإيرانيين؟ هل هذه الانتقائية تأتي لأهداف غير ظاهرة للملأ؟ إذن سيادة الرئيس، نحن الشعب الخليجي ننظر إلى هذه القضية من منظور وطني صرف، يتمثل في أن من يضرّ بالأمن الوطني ويُروع مواطنيه، لا بد وأن ينال جزاءه أيًا كان مذهبه أو دينه أو عرقه. أما مسألة أن إعدامه جاءت تغطية للمشكلات الداخلية والفشل في السياسات الإقليمية والدولية، فالشعب الخليجي يؤكد لك سيادة الرئيس أنه متيقن من أن الكمال لله، ولا يمكن لأي حكومة أن تصل إلى المثالية. من هذا المنطلق يتوجب النظر إلى الأمور بواقعية، وعندها يقول الشعب الخليجي: هل المشكلات الداخلية للمملكة العربية السعودية التي تقصدها سيادة الرئيس، هو أن القيادة السعودية وضعت شعبها تحت ضغوطات العقوبات لأكثر من 35 سنة، فدفعت بدورها إلى أن ترتفع نسبة التضخم والبطالة إلى أرقام فلكية، وتفقد المصانع لطاقتها الإنتاجية بأكثر من 40 في المائة، وتبقى سفن النفط حائرة لا تدري أين ترسو؟ هل في السعودية حدث أن أرسل أربعة وزراء رسالة إلى حكومتهم يحذرون من تفاقم الوضع الاقتصادي، وأن يهبّ البرلمان ليخصص لجنة سُميت بلجنة مكافحة الركود؟ هل فشلت المملكة العربية السعودية في سياساتها الإقليمية والدولية، كما تفضلتم سيادة الرئيس؟ الشعب الخليجي يرى أن المملكة العربية السعودية استطاعت قيادة التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، ونجحت في تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب مكون من 34 دولة إسلامية، وهي لا تزال ركيزة مهمة في العالم الإسلامي، وتقف سدًا منيعًا ضد التدخلات من قبل بعض الدول الإقليمية.

ويبقى في نهاية المطاف أن الكمال لرب العالمين، ولكن لنا أن نتخيل لو لم تقف السعودية في وجه هذه التدخلات فكيف كان المصير سيادة الرئيس؟

أشرتم إلى أنه ليس هناك أي قانون في أي دولة، ينص على قطع الرأس وبطريقة بشعة.

ولعل التاريخ الإسلامي سيادة الرئيس قد أشار في بعض فتراته إلى استخدام السيف كوسيلة في إقامة الحد. نحن الشعب الخليجي نتطلع لأن نسمع من سيادتكم عن ذلك القانون الذي يسمح بإعدام المجرمين عن طريق الرافعات، وتظل الجثث معلقة فيها لفترة. تلك الرافعات سيادة الرئيس التي شاهدناها نحن الشعب الخليجي، وهي تنقذ حيوانًا بات عاجزًا بعد أن جرته أقدامه ليبقى معلقًا بين السماء والأرض فوق أسلاك. مقطع جُذب له الكثير بعد أن غرد بذلك المقطع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات. رافعات باتت منتشرة سيادة الرئيس في دول الخليج لتُشيد بها التنمية والازدهار في جميع المجالات. وهو ما نتمناه نحن الشعب الخليجي لأشقائنا في إيران. فما أجمل أن يكتمل التاريخ العريق للشعب الإيراني بحاضر مليء بالازدهار والتنمية. قلتم إن العالم الإسلامي، وكل أحرار العالم والشعب الإيراني والمسؤولين تأثروا لإعدام نمر النمر. ونحن الشعب الخليجي في المقابل متأثرون جدًا لذلك الألم، الذي يسكُن ضلوع الشعب الإيراني وهو يتذكر تلك الإعدامات التي لم تأخذ سوى دقائق معدودة لكثير من بني جلدتهم في بداية ثورة عام 1979. كم نحن الشعب الخليجي سيادة الرئيس نستشعر بذلك القلب المعتصر للشعب الإيراني، وهو يرى رجال دين عظامًا لهم قدرهم ومكانتهم وبلغوا من العُمرِ عتيا يوضعون رهن الإقامة الجبرية، حتى ينخر المرض أجسامهم ويلاقون ربهم كمدًا وألمًا. نحن الشعب الخليجي يا سيادة الرئيس نحتضن الشعب الإيراني ونخفف عليه وطأة ما شهده بعضهم من بشاعة انتهاكات للإنسانية في سجن إفين (أوين باللغة الفارسية) سيئ الصيت، الذي مات فيه عدد من الإيرانيين لا لشيء، وإنما لاعتراضهم الذي قد يكونون فيه مخطئين أو على صواب، وهذا شأن لا نتدخل فيه نحن الشعب الخليجي. كم يعتصر قلبنا على ريحانة جباري، التي أعدمت لا لشيء سوى لدفاعها عن شرفها. لا شك أن سيادتكم يستشعر معنا، نحن الشعب الخليجي، حين نرى كثيرًا من رجال الأمن السعودي الذين يسهرون على راحة وأمن وطنهم ومواطنيهم، يُقتل بعضهم من قبل إرهابيين تم تحريضهم من قبل من اعتلوا المنابر ووظفوها. قلتم إن هدف السعودية من قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وحث الدول الأخرى والضغط عليها لقطع العلاقات مع إيران، هو المساس بمسيرة الاستقرار والأمن والسلام بالمنطقة. ننظر نحن الشعب الخليجي إلى بعضنا البعض ونستحضر الماضي البعيد والقريب لنرى دولاً عدة قطعت علاقاتها بإيران، قبل القرار السعودي بقطع العلاقات مع إيران. فهل جاء ذلك بسبب السعودية أم نتيجة تدخلات إيرانية. أليس المغرب من قطع علاقته مع إيران سابقًا. ألم يغلق السودان الأندية الثقافية الإيرانية، وطرد ممثليها والقائمة تطول. سيادة الرئيس الإيراني حسن روحاني إن السلم والاستقرار هدف منشود يسعى له الشعب الخليجي والشعب الإيراني. سيادة الرئيس مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول ركيزة أساسية في مبادئ السياسة الخارجية لجميع الدول ولا سيما دول الخليج والجمهورية الإيرانية.

شكرًا لسيادتكم على سعة صدركم لنا ودمتم بخير.

خالص التقدير

الشعب الخليجي

 

عون أو فرنجية.. تعدّدت المشانق والإعدام واحد

عبدو شامي/11 كانون الثاني/16

كما كان متوقّعا استغلّت إيران إعدام السعودية لرأس الفتنة على أراضيها الإرهابي الشيعي "نمر النمر" لزيادة منسوب الوقود الفتنوي الذي تدير به محركات ثورتها الدموية وأطماعها التوسعية، فكان ردّها الأولي بإحراق السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، ما استدعى قطع السعودية علاقاتها مع إيران وسط تضامن إسلامي وعربي واسع نأمل أن يكون بداية صحوة حقيقة غير آنية حيال خطر العربدة الإيرانية الإرهابية والتكفيرية المدعومة بوضوح من السياسة الصهيو-أميركية.

كما كان متوقعًا أيضًا، تردّد صدى هذا التوتر على الساحة اللبنانية بقوة بين تيار المستقبل والحزب الإرهابي بردود عنيفة وردود مضادة بنبرة حادة واستماتة بشعة ومخجلة ومعيبة تعكس مدى العمالة التي يكنّها كل فريق للدولة التي ترعاه وتقديمه مصلحة الخارج بالكامل على المصلحة الوطنية التي ليس لها عنده أي اعتبار... وهي تراشقات وصلت درجتها الى حد تهديد رئيس كتلة الحزب الإرهابي النيابية محمد رعد الرئيس سعد الحريري بعدم العودة الى لبنان بقوله:"من يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن لا يجب أن يجد له مكانًا في لبنان"، ومطالبة رعد بانقلاب كامل أي بدستور جديد ومؤتمر تأسيسي قبل انتخاب الرئيس قائلاً: "المسألة ليست مسألة شخص نسلّمه موقعاً في رئاسة الجمهورية، ثم لا يجد صلاحيات يستطيع أن يحكم بها البلاد..."، عندها أجمع المتابعون على أن ملف الرئاسة انتقل من البراد الى الثلاجة على خلفية التوتر السعودي-الإيراني، وهو ما أقرّ به الملك السعودي حيث اعتبر في 10/1/2016 أن "إيران لا تفصل الرئاسة في لبنان عن صراعها مع المملكة"، ما يعني أن للمملكة وصاية على لبنان استمدّتها ممن ارتضوا لأنفسهم أن ينفذوا سياستها فيه، وقد وجد العدو الإيراني المحتل في ذلك جبهة إضافية يصارع فيها السعودية بواسطة من لا يخجلون من الاعتراف بعمالتهم لإيران. رغم الإهانة الشخصية والتهديد المباشر وكل ما تقدّم، بقي الحريري مصرًا على انبطاحيّته لـ 8آذار فظل متمسّكًا بترشيحه سليمان فرنجية للرئاسة!

ردًا على الخيانة الحريرية العظمى كان الانتباه مشدودًا الى معراب المُتخَم ظهرها بعدة خناجر لم تُنزع بعد جرّاء الطعنات الحريرية الغادرة المستمرة، هل سيُقدم الحكيم على اعلانه ترشيح الجنرال عون بعد أن استشعر مدى جدية الخيانة الحريرية وإمكانية وصول فرنجية الى كرسي بعبدا بعد أن تكفّل له الحريري بدعاية انتخابية وقحة وتسويق نشيط في عواصم القرار؟ الاجابة طرقت مسامعنا مساء 10/1/2016 مع إبلاغ ممثل القوات اللبنانية النائب "جورج عدوان" مختلف افرقاء ما يسمى بقوى 14آذار أن خيار القوات هو السير بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

يعلّل القواتيون تفضيلهم عون على فرنجية بأن حصر الرئاسة بـ8 آذار يجعل عون أولى بها فتمثيله لدى المسيحيين يفوق فرنجية بعشرات الأضعاف، ولهم مع الجنرال تاريخًا مشتركًا في النضال الاستقلالي قبل عودته الانقلابية الى لبنان عقب اندحار الاحتلال السوري، وهم يرون أن الجنرال متلوّن فاصطفافه مع 8آذار ليس عقائديًا، هذا فضلا عن الاعتبارات التاريخية الحساسة التي تحول دون قبولهم بفرنجية.

مع احترامنا لوجهة نظر القوات التي لا تحسد على المأزق الذي وضعها به ذاك المزعوم حليفًا بضرب الذكاء الخارق الذي لعبه بترشيحه فرنجية، وبعيدًا عن التبريرات الفلسفية والتجميلية للواقع الأليم ودون تلطيف للعبارات، لا مفرّ من قولنا: تعدّدت المشانق والموت واحد، فالخيانة الحريرية ساقت لبنان المحتل وما تبقى من حَمَلة مبادئ 14آذار الى المشنقة لتنفيذ حكم الإعدام الذي أصدره الطاغية الإرهابي المحتل في حقهم، غير أن الأخير ترك للمحكوم عليه حرية الاختيار بين مشنقتَين إحداهما ذات حبل أخضر والثانية ذات حبل برتقالي، ففضّل المحكوم عليه أن يُعدَم بالمشنقة ذات الحبل البرتقالي لأنه علم أن ذات يوم استُخدم هذا الحبل البرتقالي في إنقاذ شخص مظلوم أُلقِيَ به في حفرة عميقة قبل أن يتم استخدَامه فيما بعد لتنفيذ الاعدامات الظالمة في هذه المشنقة... خلافًا للحبل الأخضر الذي "من يوم يومه" لا يُستخدم سوى في الإعدامات.

على من سيُنتَخب رئيسًا للجمهورية سواء عون أو فرنجية أن يشكر ناخبه الشكلي الأول سعد الحريري الذي لولا خيانته العظمى بترشيحه إحدى شخصيات 8آذار لما انحصر انتماء الرئيس بهذا الفريق؛ إن كان الرئيس فرنجية ففضل الحريري عليه ظاهر بترشيحه وتسويقه في عواصم القرار، وإن كان عون رئيسًا ففضل الحريري عليه كبير إذ لولا ترشيحه الجدي لفرنجية لما ردّت القوات بترشيح عون وجعلته مرشح الغالبية العظمى من الشارع المسيحي، وفي كلا الحالين ناخب رئيس الجمهورية المحتلة الشكلي الأول هو الحريري، أما معيِّن الرئيس الفعلي فهو الحزب الإرهابي الذي استطاع ترويض المستقبل وتدجينه لخدمة مشروعه.   

 

جعجع يهوّل على الحريري بعون وينافسه في الشارع السني

منير الربيع/المدن/الإثنين 11/01/2016

من السياق الإعلامي والرسائل المتبادلة داخل الصفوف الواحدة عاد الحديث عن المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري، بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وفي وقت يصرّ الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ومختلف المعنيين على أن التسوية أصبحت في الثلاجة وتعطّلت أو تعثّرت، لا تزال أوساط تيار "المستقبل" تعلن تمسكها بها، ليردّ القواتيون بتسريبات مقابلة تفيد بأن  سمير جعجع سيتبنّى ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة. وفي وقت سرى اعتقاد بأن الحريري حشر "حزب الله" في الزاوية وكل قوى "8 آذار" بمبادرته الرئاسية، يبدو أن السحر انقلب على الساحر، هذه المبادرة دفنت في مهدها بالنسبة إلى الحزب ولم يعد لديها وجود، فيما التداعيات التي تركتها، لا تزال تتلاعب في بيت "14 آذار"، وتضعضع أساساته، فقد وجد "حزب الله" سلوى جديدة بمراقبته لما يجري داخل صفوف خصومه، خصوصاً الحرب الخفية والعلنية ما بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية".

في اليومين السابقين، عاد الحديث عن المبادرة وكأنها قامت من الموت، فعملت "القوات" على حملة مجابهة لها عبر ضخ كم كبير من التسريبات بأن جعجع سيتبنى ترشيح عون خلال زيارة قريبة سيقوم بها الأخير إلى معراب، لكن عملياً، ووفق ما تقول مصادر متابعة لـ"المدن" فإن كل ذلك يأتي في سياق الضغط المتبادل. وتقول مصادر قواتية لـ"المدن" إن ما جرى هو رد على وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي أكد مجدداً أن الحريري متمسك بمبادرته، وبالتالي فإن هذا يستدعي رداً من "القوات"، وتعتبر المصادر أن ما تقوم به "القوات" هو خطوات إستباقية لأي محاولة "حريرية" بإعلان ترشيح فرنجية.

الامر واضح لدى "القوات"، بمعنى أن أي خطوة سيتخذها الحريري ستقابلها خطوة من جعجع، وعلى الرغم من ذلك، فإن المصادر تعتبر ان لا وجود منطقياً لأي من هذه المبادرة حالياً خصوصاً في ظل الاشتباك السعودي - الإيراني، وبعد موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الساعات الماضية في اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية، مبدية استغرابها من إصرار بعض أطراف تيار "المستقبل" من التذكير دوماً بان المبادرة قائمة. وفيما تستبعد مصادر "المدن" أن يقوم جعجع بتبني عون للرئاسة لأنه من غير الممكن السير بهذا الخيار، خصوصا أن ذلك يعتبر تخلياً من جعجع عن مبادئه وثوابته بسبب علاقة عون القوية ب"حزب الله" والمشروع الإيراني، تقول المصادر إن "ثمة تراجعا في إندفاعة التسريبات القواتية على هذا الصعيد، لا سيما مع إقران ترشيح جعجع لعون بترشيح الحريري لفرنجية". وتؤكد المصادر أن الحريري لن يتبنى ترشيح فرنجية في هذه المرحلة، خصوصاً أن المرحلة مرحلة اشتباك، وبالتالي الظروف لا تسمح بذلك، وعليه فإن جعجع لن يتبنى ترشيح عون، على الرغم من الإجتماعات التي تعقد بين القواتيين والعونيين، وما يحكى عن وثيقة سياسية جديدة يجري العمل على بلورتها. ثمة من يعتبر أن استقبال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للرئيس السابق ميشال سليمان، هو رسالة سعودية لجعجع، لكن مصادر "المدن" تنفي ذلك معتبرة أن زيارة سليمان كانت مقررة مسبقاً، ومنذ مدة طويلة، وتشير إلى إمكانية استمزاج رأي سليمان حول الإستحقاق الرئاسي ومبادرة الحريري، لكن الزيارة هي تجميع السعودية لأوراقها وحلفائها من حولها في ظل الإشتباك مع ايران. كل ما يجري على هذا الصعيد لا يجد طريقه إلى السياق العملي، وخصوصاً ما بين "المستقبل" و"القوات"، إذ أن الرسائل المتبادلة بينهما تدلّ على تنافس، قد يرقى إلى إعتبار بأن جعجع ينافس الحريري على زعامة "14 آذار" والشارع السني.

 

شتيمة واحدة كافية

نديم قطيش/المدن/الإثنين 11/01/2016

يقيم منطق حزب الله السياسي نظاماً للفصل العنصري في لبنان. الفصل هنا ليس فصلاً على اساس اللون او العرق، كما كانت الحال في جنوب إفريقيا، بل فصل واضح على مستوى الخطاب السياسي، بحيث لا يتساوى اللبنانيون بالحقوق نفسها، لجهة اللغة السياسية المستخدمة. ولا يتساوون بسقوف الاعتداء اللفظي المسموحة، حيث لحزب الله سقف أعلى بكثير من ذاك المتاح لخصومه. قبل ايام، نشرت “ستاتوس” على صفحتي على موقع “فايسبوك” حملت شتيمة قاسية، لم أخصصها، على عكس ما فهم، لفرد محدد، بل عنيت بها كل من يعتبر ان حصار وتجويع مضايا هو فعل مقاوم يصب في صالح الدفاع عن فلسطين بحسب منطوق الدعاية البغيضة لحزب الله، حيال التدخل في سوريا! الستاتوس” أثارت موجة إحتجاج عارمة واستدعت إنطلاق حملة مضادة غير مسبوقة في إسفافها بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو أمر عجيب كما لاحظ الكاتب الصديق فارس خشان، الذي اعتبر أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله "شخصية مرتبطة بالاحداث، ما يجعل التعرض له طبيعياً"، فيما التعرض للرئيس رفيق الحريري المقتول غيلة وظلماً فهو بمثابة "مفعول رجعي لحقد اغتيالي مستدام”. الضجة المثارة، دفعت ببعض الاصدقاء لمعاتبتي على إستخدام الشتيمة للتعبير عن موقف إستنكاري لجريمة تجويع مضايا، على إعتبار أن الشتيمة هي سلاح العاجز! وهل أنا إلا عاجز بإزاء هذه الجريمة المتمادية؟ وهل أنا الا مفلس بإزاء معمل الجريمة الذي تديره عصابات محور المقاومة والممانعة في عموم سوريا!! نعم أنا مفلس وعاجر وكانت الشتيمة سلاحي في لحظة إنسحاق تام أمام فظاعات مضايا من قبل من “نعيش” معهم ونلتقيهم في المقاهي والشوارع والمحلات! وهم عبروا بطريقة غير مسبوقة على صفحات التواصل الاجتماعي عن سادية فظة نحو جوعى مضايا. ما يهمني أن إختبار الشتيمة وما أثاره، وضع في صدارة المشهد السجالي اللبناني حقيقة نظام الفصل العنصري الذي بدأت المقال بالحديث عنه! فقواعد العيش المشترك في لبنان بحسب نظام الفصل تفيد بالتالي:

يشتم رئيس كتلة حزب الله النيابية رئيس حكومة ويحدد له ما اذا كان يعود الى بلده أم يبقى خارجه (دعك عن الاغتيال لان ليس لدينا وصل بالجرائم)، فيعد هذا الموضوع جزءاً من الحياة السياسية. أنشر أنا ستاتوس قاسي، تقوم الدنيا ولا تقعد استنكاراً واستهوالاً للمساس “بالمقدسات”!

هذه ليست بديهية أمر واقع لعلاقة القوة بين من يمتلك السلاح ومن لا يمتلكه بل هي تنطوي في العمق كل مكونات نظام الفصل العنصري! لو أنها ليست كذلك لصح أنه بوسعنا، بالحد الأدنى، استعارة، “معجم حزب الله للغة السياسية”، واستخدامها ضده باليسر والتلقائية التي يستخدمها ضد خصومه، وبمساواة وبلا داعٍ للاستهوال. من المعجم نفسه، يمكننا استعارة عبارة النائب محمد رعد في بيانه الاخير للقول “إن حزب الله ينهب ارواح السوريين” كي لا نقول يقتلهم، طالما أن الحزب حساس على تهمة القتل. أو لقلنا إن “أصحاب الكروش” في المقاومة (وقادتها تكرشوا بشكل لافت) يفعلون كذا وكذا. أو أن قيادة حزب الله مجموعة من “التنابل” ممن فقدوا المخيلة السياسية وباتوا لا يجدون حلاً لأي صراع الا بالمزيد من الدماء التي تسفك. أو سيكون بوسعنا أن نستعير من لغة المحور أن أمين عام حزب الله “عبد مأمور لعبد مأمور” من دون أن نتوقع أننا نخرق سقوفاً إلهية. أو نقود تظاهرات تهتف “الموت لنصرالله” نسجاً على منوال “الموت لآل سعود”! أو أن نستعير من معجم حزب الله السياسي المسموح له، دعوة علنية لإغتيال وقتل قادة حزب الله، “لمحو وصمة مضايا عن جبين الأمة” بمثل دعوة نصرالله، الشرطة الفلسطينية لقتل ياسر عرفات، أسوة بخالد الاسلامبولي الذي اردى الرئيس المصري أنور السادات ومحا “وصمة العار عن جبين الأمة”!!.

طبعاً، قيل في نصرالله وحزب الله عربياً مثل ذلك وربما أكثر منه بكثير. لكن ما يعنيه هو لبنان حيث تتيح له اليات التعايش القسري بين المذاهب اللبنانية، الامساك بدولة، تغطيه كميليشيا، على عكس حضوره الفاقع كميليشيا في ساحات اخرى. وهو يعلم ان خسارته في لبنان تعني انتهاءه اياً تكن مكاسبه خارج لبنان والعكس صحيح. ويعلم ان لا مجال لمداراة الخسارة الا بادامة هيبته وسطوته من خلال نظام الفصل العنصري. عليه لو قيلت اي عبارة من هذه العبارات التي تشكل عماد خطاب حزب الله السياسي وخطاب جمهوره، فسيتعرض القائل، بالحد الادنى لما تعرضت له من حملة مسعورة، فيها كل اشكال التهديد المباشر بالقتل، في حين انها ترد في خطاب حزب الله وكأنها جزء طبيعي وعادي من الحياة السياسية اللبنانية. لا مجال يعبر بوضوح كافٍ عن نظام الفصل العنصري هذا، كحقل الكاريكاتور، والكاريكاتور التلفزيوني تحديداً، حيث تؤدَى كل الشخصيات السياسية في لبنان في ما عدا شخصية حسن نصرالله التي يستعاض عنها بالنائب رعد بإعتباره السقف الاعلى المسموح تناوله من قبل الذين يتشاركون مع كائنات حزب الله العليا، العيش في لبنان! الحجة السقيمة هي أن الصفة الدينية لنصرالله هي المانع أمام التعرض له، حيث سيعد التعرض مساساً بالمذهب والعقيدة والايمان!! وهي حجة يسقطها أن نصرالله سياسي رئيسي في لبنان قبل اي شيء، ورئيس حزب فاعل، ويغيب أمام هاتين الصفتين اي صفة أخرى أو زي يرتديه! الحقيقة ان هذه الحجة هي لتورية نظام الفصل العنصري الذي يتيح الاعتداء لأبناء العرق المتفوق على العرق الادنى ويستهول عكسه. هو نفسه نظام الفصل العنصري الذي يجعل من آلام مضايا شأناً لا يستحق هذا الكم من التعاطف. فآلام الادنى ليس مما يقيم له إعتبار أي من “الكبار”! لاحظوا كم يحبون ترداد مفردة “الكبار”!

 

لبنان خائف من التدخل الفارسي

فايزة دياب/جنوبية/ 11 يناير، 2016

أمس إجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بطلب من المملكة العربية السعودية، وخرجوا بموقف موحّد أكّدوا خلاله أنّ الأزمة ليست ايرانية – سعودية، بل أنّ هناك أزمة حقيقية بين العرب وإيران نابعة من طبيعة الدور الايراني وتدخلاته في شؤون الدول العربية خاصةً في سوريا واليمن والعراق. موقف العرب جاء نتيجة تراكمات بدأت منذ أن انتصرت الثورة الاسلامية في ايران، وأعلن الخميني «مبدأ تصدير الثورة» أي أن تعمّ مبادئ ثورته العالم العربي والإسلامي أجمع، كذلك نصّبت إيران نفسها وكأنّها وصية على الشيعة العرب، إضافة إلى تدخلاتها المباشرة والعلنية في سوريا دعمًا لنظام الأسد ضدّ شعبه، وفي اليمن من خلال دعم الحوثيين لإشعال فتنة مذهبية في البلاد وكذلك في العراق والبحرين ولبنان. كل تلك الممارسات على مدى العقود الأربعة الماضية لم تلقَ موقفًا عربيًا مشتركًا يدين تدخلات إيران في المنطقة. ولكن ما حصل بالأمس نقطة تحوّل في الموقف العربي، فالعرب توافقوا على إدانة اعتداء إيران على السفارة والقنصلية السعوديتين، ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عامة. ولكن المفاجأة أنّ لبنان «ذو الوجه العربي» خرج عن الإجماع أمس وامتنع عن التصويت على البيان الختامي بسبب الإشارة إلى «حزب الله» في البيان. وقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد الاجتماع «إنّنا حضَرنا لنُعربَ عن تضامننا مع السعودية بعد الاعتداءات التي تعرّضَت لها بعثتُها الديبلوماسية والقنصلية في إيران، لكنّنا رَفضنا ربطَ اسمِ “حزب الله” بالأعمال الإرهابية، ولذلك امتنَعنا عن التصويت على بيان الجامعة العربية». هذا الموقف اعتبره الرئيس سعد الحريري في بيان أصدره أنّه «لا يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين، الذين يعانون من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية» وأسف الحريري لامتناع وزير خارجية لبنان عن التصويت على القرار. واعتبره أنّه «موقف لا وظيفة له سوى استرضاء ايران والاساءة لتاريخ لبنان مع اشقائه العرب». مصادر رئاسة الحكومة تؤكد لـ«جنوبية» أن موقف وزير الخارجية هو موقف يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية، وأضاف أن «امتناع لبنان عن التصويت مبرر لأن حزب الله هو جزء من الحكومة اللبنانية، فلبنان تضامن مع المملكة العربية السعودية لكل ما تعرضت له من أذى من إيران، ولكن اعتراض لبنان جاء على خلفية ذكر حزب الله ووصفه كمنظمة إرهابية، ومن الطبيعي أن يمتنع لبنان عن التصويت لأن حزب الله هو جزء أساسي من الحكومة اللبنانية الإئتلافية». وتابع المصدر «الدول العربية تدرك خصوصية وحساسية الموقف اللبناني والتجاذبات السياسية الداخلية، وكيف أنّ أي موقف آخر سينعكس سلبا على الوضع الداخلي اللبناني وعدم الاستقرار وخصوصًا أننا نعمل على تفعيل عمل الحكومة».  (2)أمّا عن «حزب الله» الذي أشير إليه في البيان الختامي وربطه بالمنظمات الإرهابية، على خلفية ممارساته في البحرين، وهو السبب المباشر لامتناع لبنان عن الإمضاء، رأى النائب امين وهبي لـ«جنوبية» أنّ «الدول العربية تتفهم موقف لبنان، وأضاف أننا كتيار مستقبل مع ما صدر عن جامعة الدول العربية فلا يمكن أن نستثني حزب الله في ممارساته الخارجية. فهو يدعم النظام السوري ضد شعبه الذي انتفض من أجل الحرية ودخوله سوريا سبق ظهور داعش، فوجوده في سوريا هو تشريع للقتل والإرهاب والاعتقالات العشوائية». ورأى وهبي أن «موقف باسيل نابع من كونه ينتمي إلى التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله وسياسة إيران، كذلك الحكومة اللبنانية تتكون من كافة الأحزاب اللبنانية لذلك موقف لبنان يقترب إلى الواقع اللبناني». وختم وهبي «نحن في تيار المستقبل وعلى الرغم من رفضنا لإرهاب حزب الله في سوريا واختلافنا معه في قضية السلاح، وقرار الحرب والسلم إلا أننا داخل لبنان لا يمكننا التعامل معه إلاّ في منطق الحوار لحل الأزمات الداخلية». إذًا يبدو أنّ ممارسات حزب الله في البحرين وسوريا والتي تمثّلت في قتل وتهجير أصحاب الأرض وتنفيذ المشروع الإيراني الفتنوي والمذهبي في المنطقة، جعل لبنان يخرج عن الإجماع العربي حرصًا على الإستقرار الداخلي، خوفاً من التدخل الفارسي.

 

إعلان مضايا' والجريمة المتمادية

علي المين/العرب/12 كانون الثاني/16

الجريمة متمادية في سوريا، لم تعد عمليات التدمير الممنهج عبر براميل الموت، وتدمير المنشآت والأبنية وتهجير ملايين السوريين طيلة السنوات الأربع الماضية كافية، ثمة محاولات جديدة لقتل روح السوريين ودفعهم للاستسلام، سياسة التجويع والحصار باتت وسيلة من وسائل كسر العنفوان السوري، مضايا هي النموذج الصارخ لوأد الناس المحاصرين، ليس المسلحون منهم، بل المواطنون العاديون من أطفال ونساء وشيوخ. التقارير التي صدرت عن العشرات من المؤسسات الإنسانية والدولية والأهلية، تصف أوضاع مدينة مضايا القريبة من الحدود اللبنانية بأنها حالة مأساوية بسبب منع دخول الغذاء والدواء.

يعرف حزب الله أن من شوّه صورة المقاومة هو قيادة حزب الله. صور الأطفال الذين لم يعد في أجسادهم سوى العظام والجلد، الصور التي تذكرنا بالمجاعات الأفريقية نهاية القرن الفائت، هذه الصور لم تفبرك لتشويه صورة المقاومة.

يتصرف حزب الله على أنّ “صورة المقاومة” هي مركز الكون. يتصرّف بنرجسية الأطفال ووحشية الكبار. أصدر بيانا يردّ به على من عابوا عليه محاصرة مضايا وتجويع أطفالها، فاعتبر أنّ اعتراضات الجائعين والغاضبين من قتل العشرات بسلاح الجوع، ليست إلا “حملة مبرمجة بهدف تشويه صورة المقاومة”.

هناك اتفاقات تحمي المدنيين خلال الحروب. دعوا الاتفاقات جانبا، دعوا الدين وقيم عاشوراء ودعوا الأخلاق جانبا، من كتب، أو كتبوا، هذا البيان، ألم يخطر في بالهم لحظة أنّ طفله، أو أطفالهم، قد يقعون في حصار مشابه؟

بيان حزب الله المعيب أضاف أنّ “الجماعات المسلحة التي تتخذ من مضايا رهينة لها، ولداعمي المسلحين من جهات خارجية هي من يتحمل مسؤولية ما يجري في البلدة”.

هل هناك وقاحة أبعد من هذه “الجماعات المسلّحة الإرهابية تستخدم السكان، الذين لا يتجاوز عددهم 23 ألف نسمة، كدروع بشرية، وورقة سياسية يستغلونها الآن في حملة إعلامية كاذبة مثيلة بسابقاتها في مناطق أخرى… ولا صحة للأخبار التي تدعي وجود حالات وفاة”.

هل هكذا يمدّ حزب الله جمهوره بالحجّة للردّ على “حملة إعلامية كاذبة”؟ أليست هذه لغة الإسرائيليين حين يفتكون بالعرب؟ يتّهموننا بالكذب والتضخيم، حين نموت حرقا وقصفا وجوعا وحصارا، من غزّة إلى جنوب لبنان، منذ 1948 إلى اليوم.

لا يخشى حزب الله إلا على صورة المقاومة، على صورة تلك الفكرة الجميلة الشابة، التي كانها، وقد صار اليوم عجوزاً يشرب دماء من يعارضونه ويجوّع أطفال من يرفضون ترك أرضهم له “عدد كبير من السكان يحاول الخروج من مضايا غير أنّ قادة الجماعات المسلحة ترفض ذلك… وهناك مفاوضات لتسليم 300 مسلحٍ أنفسهم إلى السلطات والخروج من مضايا مقابل رفض مسلحين آخرين للموضوع بسبب قرار سياسي خارجي”.

بصراحة قلّ مثيلها، يعترف حزب الله أنّه يشترط على الجائعين تسليم أنفسهم والاستسلام “غير أنّ قادة الجماعات المسلّحة ترفض ذلك”. يعيب على المسلّحين بطولة قامت عليها أسس التشيّع، وهي الشهادة وعدم الاستسلام، فهو قرّر، بدل القتال، أن يجوّع 40 ألف مدني ليقضي على 600 مسلّح.

يقول البيان “تتحكم في بلدة مضايا مجموعات مسلحة حيث يبلغ عدد المسلحين أكثر من 600 مسلح يتوزعون، 60 في المئة من حركة أحرار الشام، و30 في المئة من جبهة النصرة وعشرة في المئة من الجيش الحرّ”، لافتاً الانتباه إلى أن البلدة باتت تعتبر “رهينة للجماعات المسلحة منذ أشهر عندما اشتدت المعركة في الزبداني، وبعدما قاموا بعمليات ذبح عدة ضدّ حواجز الجيش السوري عند مدخل مضايا”.

600 مسلّح، لا بأس أن يموت 10 أو 20 ألفا من الأطفال والنساء والرجال للقضاء عليهم. هو المنطق الإسرائيلي نفسه الذي دمّر لبنان ذات صيف من العام 2006 لتحرير جنديين أسرهما حزب الله.

من يشوّه صورة المقاومة؟ الجائعون وقد صرخوا ونشروا صور أطفالهم وقتلاهم أو حزب الله الذي أسكرته الدماء وما عاد يميّز الحقّ من الباطل؟

وفي هذا السياق، أطلقت مجموعة من الشخصيات والناشطين اللبنانيين من الطائفة الشيعية “إعلان مضايا” ومنها: مالك كامل مروة، وعلي محمد حسن الأمين، ومصطفى هاني فحص، ووقعت عليه حتى مساء الأحد الفائت (10 يناير 2016) نحو 500 شخصية وناشط، من اللبنانيين عموما وجاء في نص الإعلان: أمام هول الكارثة المتمادية في سوريا، وحيال جسامة المخاطر التي تتهدد مصيرها، وحياة أهالي مدن وقرى بكاملها، وأمام فظاعة سياسة القتل والحصار التي يفرضها النظام وأعوانه على الأهالي حتى الموت، وانطلاقا من الحسّ الإنساني والمسؤولية العربية، والأخوة الإسلامية والتاريخية، نرفع صوتنا متضامنين مع أهالي بلدة مضايا ونرفض منطق التجويع والقتل والحصار والتركيع. ونعلن ما يأتي:

أولا: ندين بالمطلق منطق “توازن الموت” ونهج الحصار، خصوصاً حينما يأخذ هذا البُعد المأساوي بفرض الحظر على الغذاء والماء والدواء لتحقيق غايات سياسية. ونعتبر ذلك تجاوزا لكل القيم الإنسانية والمفاهيم العربية، ومواثيق حقوق الإنسان.

ثانيا: نرفض أن يشارك لبنانيون في عمليات القتل والحصار ضد أهلنا في سوريا تحت حجّة “القضاء على الإرهابيين”، وهو المنطق الإسرائيلي عينه الذي تمارسه إسرائيل ضد المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين منذ عقود.

ثالثا: اعتبار إعلان النظام السوري قبوله بإدخال الأغذية إلى مضايا ثم تراجعه، إثباتا لوقائع جرائم موت الناس جوعا في مضايا طبقا لما نشرته وسائل الإعلام والتواصل من فظائع وارتكابات مهينة بحق الإنسانية. وكان بيان الإعلام الحربي في “حزب الله” أكّد في 7 يناير تورطه في حصار التجويع للبلدة وجوارها.

رابعا: إننا نرفض تحميل ما جرى ويجري من تبعات ونتائج لمجموع الطائفة الشيعيّة، ونحمّل المسؤولية لمن يفتعل هذه الجرائم حصرا. ونُعلن براءة الشيعة من “الهولوكوست” السوري وتبعاته ونتائجه. وهذا مرفوض من الشيعة ومدان بكل المعايير.

خامسا: نطلب انسحابا فوريا للمسلّحين اللبنانيين المتدخّلين في الحرب السورية إلى جانب النظام، وخصوصاً من المناطق المحاذية للأراضي اللبنانية كالزبداني والقلمون. ونعتبر أن ما يجري هو اقتلاع لأبناء تلك المناطق لصالح تغيّرات ديموغرافية خبيثة تدمّر وحدة النسيج الاجتماعي والتاريخي بين الشعبيْن السوري واللبناني، وتمسّ علاقات حسن الجوار والحياة المشتركة لعشرات الأعوام المقبلة. وعليه لا نقبل مشاركة أيّ لبناني في هذه الجرائم البشعة.

سادسا: ندعو إلى تفعيل الحل السياسي، الضامن لوحدة سوريا وشعبها، وانسحاب كل القوى المتدخّلة في الشأن السوري، وترك الشعب السوري، بأطيافه، وتشكيلاته يقرّر مصيره وحريّته.

هذا البيان الذي يعبر عن تضامن لبناني واسع ضد المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق السوريين عموما وأهالي مضايا، جاء أيضا في سياق الرد على استهزاء البعض بمأساة أبناء مضايا، وردا على حملات الصور المسيئة على شبكات التواصل الاجتماعي ضد مضايا، والتي تعكس تصرفات سادية كما وصفت صحيفة الأندبندنت قبل أيام من قام بها.

 

مضايا... الإرهاب بالتجويع

 داود الشريان/الحياة/12 كانون الثاني/16

نهج التجويع المميت الذي ينفّذه النظام السوري و «حزب الله» اللبناني ضد أهالي مضايا، يُعدّ سابقة في التجرُّد من الأخلاق والقيم الإنسانية. الإرهاب بالتجويع في مضايا تجاوز في وحشيّته تجويع الصوماليين في أوغادين في سبعينات القرن العشرين على يد هيلاسيلاسي. إنه جريمة إنسانية تفوق في فظاعتها الجرائم التي مورست عبر تاريخ البشر. حصار مضايا وتجويع أهلها يؤكدان مجدداً أن نظام بشار الأسد وميليشيا «حزب الله» يحاربان الشعب السوري، وبطرق تُعتبر سابقة في الانتقام والقسوة والتوحُّش، ويؤكدان أيضاً أن الجيش الروسي، وبقية الجيوش التي تحارب في سورية، تمارس الإرهاب ضد السوريين، وتجاهلُها المتعمّد لهذه الكارثة الإنسانية يشير بوضوح إلى أن الحلفاء الكبار ماضون في تحقيق أهداف النظام السوري، وتسهيل العبث بتركيبة السكان، والتبادل السكاني بين البلدات السورية لتعزيز قبضة النظام على المناطق المحاذية للحدود مع لبنان، وصولاً إلى عملية تقسيم سورية. هذه الجريمة التاريخية الكبرى سترتد، حتماً، على الوضع في لبنان. الشعب اللبناني لن يغفر لـ «حزب الله « دوره الظالم في هذه المجاعة البشعة التي جاءت متعمّدة لأسباب مذهبية وطائفية، وبأساليب تذكّر بحروب العصور الهمجية. وسيُواجَه الحزب برفض شعبي لبناني غير مسبوق، وربما وجد نفسه في حرب مع مواطنيه، يصعب عليه الخروج منها. هذه المرة لن تنقذه شعارات «المقاومة والممانعة»، فمن يقتل الأطفال والنساء والمرضى السوريين بالحصار والتجويع، ما عاد قادراً على إقناع أحد بأنه جيش للمقاومة، وحماية الحدود واستعادة الأرض المحتلة، لأنه فاق في وحشيته، همجية الاحتلال الإسرائيلي. جريمة مضايا المأسوية تشير بوضوح إلى حقيقة الوضع في سورية، والتي تشهد تعتيماً عليها. فحين تصبح كارثة بحجم قتل الناس جوعاً مغيّبة عن وسائل الإعلام، وعلى مدى ستة أشهر، فهذا يؤكد أن ما يحصل في مضايا واحد من مشاهد أشد نكالاً وقسوة. الكاتب البريطاني ديفيد بلير تساءل في صحيفة «صنداي تلغراف» «إذا كان بمقدور سلاح الجو الملكي البريطاني إسقاط القنابل، فلماذا لا يُسقط مساعدات لإنقاذ المتضوّرين جوعاً في مضايا؟». هذا التساؤل، المنطقي والأخلاقي، يكشف بوضوح عن أن جيوش الروم والتتار والفرس التي تصمت عن إرهاب التجويع وهي تدّعي الحرب على الإرهاب، إنما جاءت لتصفية بقية السوريين وما تبقى من سورية.

 

من جريدة المستقبل مقابلة مطولة وشاملة مع النائب السابق سمير فرنجية

11 كانون الثاني/16

حاوره: جورج بكاسيني ويقظان التقي

يدعو النائب السابق رئيس المجلس الوطني المستقل وأبرز قياديي 14 آذار سمير فرنجية إلى التحرك السياسي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية «من أجل حماية البلد» من دائرة العنف الدائر، وبما يحافظ على تجربة «العيش المشترك»، والانفتاح وإدارة التنوع القائم في ظل التشنج الاستثنائي الذي يشهده الإقليم، مؤكداً أن الفتنة السنية الشيعية ستصيب كل اللبنانيين، داعياً المسيحيين وقياداتهم السياسية والروحية إلى بذل كل جهد ممكن لمنع تلك الفتنة، لا سيما وأن لبنان على بعد «كيلومترات من حرب عالمية ثالثة».

واعتبر فرنجية أن 14 آذار كان عليها أن تطلق مبادرة الرئيس سعد الحريري منذ سنة ونصف السنة، والتي قال إنه «لا يمكن مواجهتها بالرفض من دون تقديم بديل عنها«، معتبراً فكرة ترشيح الدكتور سمير جعجع للنائب ميشال عون كبديل عن المبادرة «مزحة ولن تصل إلى مكان».

واعتبر فرنجية أن «حزب الله« لا يريد رئيساً للجمهورية اليوم بانتظار نتائج الانتخابات البرلمانية الإيرانية التي تشهد مزايدات حادة بمعزل عن كلام «الأخلاق وغير الأخلاق»، محذراً من أن عناصر تفجير الأوضاع في لبنان «موجودة بالكامل».

ودعا إلى التحرّك من قبل 14 آذار والى تحرّك مسيحي «باتجاه حزب الله والقوى السياسية الفاعلة لمنع هذا الانفجار«. وأشار إلى الحاجة لتموضع سياسي مختلف بعد مبادرة الحريري و«عملياً الانقسام القائم بين 8 آذار و14 صار وراءنا« وهذا يفترض التواصل، مخاطباً اللبنانيين: «إذا لم تبادروا أنتم إلى إنقاذ أنفسكم فإنّ أحداً لن يساعدكم لأن الجميع في العالم مأزوم».

«المستقبل» أجرت حواراً مع فرنجية هذا نصّه:

[ ما هي انعكاسات الصراع السعودي الإيراني على لبنان؟

ـ «التصعيد فاجأ الكل بسرعته وبدا مع ذلك أن أي إمكانية للتواصل انقطعت، ولهذا التصعيد انعكاسات كبيرة علينا في لبنان وعلى كل المنطقة. كنا نقول إن هناك فتنة سنية شيعية اندلعت في كل المنطقة وتذكر بحرب الثلاثين سنة الشهيرة بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا في القرن السابع عشر.. للأسف.. للأسف صرنا بهذه الوضعية».

يضيف فرنجية «هذا الوضع موجود على أرض تشهد صراعاً في سوريا والعراق واليمن.. الخطر يتأتى من كون لبنان كان قدم صورة إلى حد ما مناقضة، صورة تحافظ على نموذج العيش المشترك وهي صورة مهمة جداً: السنّة والشيعة معاً في إدارة شؤون الدولة. وفي حكومة واحدة وفي الحوار القائم، البعض كان ينظر لهذا الحوار بعين النقد، وكنت أقول إن هذه الطاولة الحوارية هي الطاولة الوحيدة، من أندونيسيا إلى المغرب العربي التي يجلس عليها السني والشيعي معاً، «ممكن ما يطلع منها شيء، بس مهم قاعدين مع بعضهم البعض، هذا أمر مهم«. ويستطرد: «خوفي الآن أن لا يعود لبنان قادراً على المحافظة حتى على هذه الصورة.. والكلام الذي سمعناه في الأيام الأخيرة من قِبَل «حزب الله« بمستوياته المختلفة عالٍ جداً و»رايح باتجاه عكس ما سبق»، وحين نتكلم عن صراع سني شيعي، فهذا يطال كل اللبنانيين سنّة وشيعة ودروزاً ومسيحيين ويطال رسالة لبنان، البلد الوحيد في العالم الذي يتشارك فيه الفريقان المتنازعان إدارة بلد واحد ويشاركان في إدارة الدولة نفسها.

أهمية هذا النموذج اليوم، أنه يؤشر إلى مستقبل المنطقة ومستقبل العالم، وتكاد كل مدينة في الغرب أن تكون مهددة بالحرب الأهلية لجهة الجدلية التعددية وهي تشهد ما يشبه الحرب الأهلية المعلقة.

مطلوب جهد من المسيحيين

لمنع الفتنة

[نحن مُلزمون ومحكومون بأن نقدم نموذجاً عن كيفية إدارة هذا التنوع وهذه التعددية. ونشرح للناس أن هذا التنوع هو مصدر غنى وبدونه لا يكتمل الإنسان فينا، لا يكتمل إلا بعلاقته مع الآخر. هذه الرسالة تُضرب الآن، وتتفكك عناصرها ومواردها الرئيسية.

ـ أما أسباب التشنج الاستثنائي الذي تشهده العلاقات السعودية الإيرانية فمردّه إلى ما قبل إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية وله علاقة بمظاهر عدة، وانعكس ذلك التشنج الاستثنائي على السياق المحلي. بدأ التشنج في موقف «حزب الله« من المبادرة الرئاسية التي قام بها الرئيس الحريري بترشيحه النائب سليمان فرنجية، وكان مفهوماً أن هذا الترشيح تم باتفاق ما مع «حزب الله«. وفوجئنا بأن حدث التراجع في موقف الحزب الذي يريد إبقاء قصة الرئاسة معلقة ربطاً بالوضع المعلق في إيران لحين إجراء الانتخابات البرلمانية«.

يتابع فرنجية: «للأسف ما نشهده في الأيام الأخيرة يمثل دفعاً إلى التصعيد ودفعاً للأمور نحو المواجهة المباشرة وهذه نهاية البلد. وأريد أن أقول شيئاً مهماً: من يدفع الأمور إلى المواجهة المباشرة في لبنان سيتسبب بنهاية البلد، وستكون نهاية الفريق الذي يدفع نحو هذه المواجهة. والفتنة السنية الشيعية ستصيب كل البلد، ويضاف إليها وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري، ووجود فلسطيني كثيف، والصورة على ما هي تزداد تعقيداً.. لوين رايحين؟«.

ويضيف: «برأيي مطلوب تحديداً من المسيحيين ومن قياداتهم السياسية وقياداتهم الروحية الإعلان والإعلام الواضح والصريح أن المسيحيين سيبذلون كل جهد ممكن لمنع هذه الفتنة.. هذه أولوية مسيحية مطلقة الآن من أجل مستقبل البلد وليضع المسيحيون صراعاتهم حول رئاسة الجمهورية جانباً، كل الأمور يمكن أن تنتظر منها «ورقة التفاهم«، و«إعلان النوايا« وقانون انتخاب جديد وغيرها.. كله ممكن أن ينتظر.. الذي لا ينتظر هو العمل على منع الفتنة ليضعوا كل أوراقهم الأخرى جانباً، أي حديث أو تصريح يذهب باتجاه الفتنة، أياً كان قائله وأينما كان هو أمر سيئ جداً، وأي موقف لمنع الفتنة وأي تحرك هو أمر هام ومطلوب في هذه المرحلة. ويجب أن نفرز بعضنا نحن اللبنانيين على هذه القاعدة وحول مسؤولية جوهرية يرتبط مستقبلنا بها، وهي الأولوية المطلقة والتي تتقدم على ما عداها«.

[ هل لديكم قلق على حالة الاستقرار أو «النأي بالنفس« والغطاء الإقليمي لها، وهل يكفي الدور المسيحي وحده لفرملة هذا التصعيد؟

ـ «هي مرحلة تشارف نهايتها، مرحلة الاستقرار على نهايتها والدور الأساس مطلوب مسيحياً لفرملة هذا المناخ نحو التصعيد».

لولا وحدتنا لكان الجيش السوري

ما زال ينظّم السير في بيروت

[ هل هذا وحده يكفي أم الدفع نحو تعبئة الفراغ في مؤسسات الدولة كشرط أساسي لتدعيم مناخ الاستقرار؟

ـ «لا شك في أن الدولة لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه، وبالشكل الذي هي فيه. ومسألة تحريك عمل المؤسسات والانتخابات الرئاسية هي أمور أساسية، إعادة الحياة إلى كل المؤسسات أمر يشكل إلحاحاً. ولكن الأكثر إلحاحاً هو أننا على بُعد كيلومترات من حرب عالمية ثالثة تدور على حدودنا.. كل الدول الكبرى باستثناء الصين مشاركة في هذه الحرب، وهناك 40 دولة مساندة لها. كيف ستتطور الحرب العالمية وبأي اتجاه «ما حدا عارف«.. وبالتالي مطلوب الحد الأدنى من الحماية الداخلية، وهذه غير مؤمنة بغياب المؤسسات، من هنا أهمية الضغط من أجل أن تعود الدولة لتلعب دورها بحماية البلد.. وأنا أركز على دور القوى المسيحية كونها خارج الصراع المباشر. المسؤولية على المسيحيين كبيرة وكبيرة جداً، والقيادة الروحية عليها مسؤولية في هذا الاتجاه».

[ وقوى 14 آذار؟

ـ «14 آذار لم يعد بإمكانها أن تكمل كما هي، أي أن تواصل سياسة ردة فعل على أفعال الآخرين. منذ فترة طويلة ونحن من دون مشروع ومن دون رؤية وأتكلم هنا عن مشروع كيف ننظر إلى مستقبلنا، وإلى أين ذاهبة الأمور في المنطقة، علماً أن المستقبل ليس ملكنا هو ملك كل اللبنانيين، والمستقبل لن يكون إلا بأيدينا جميعاً ومع بعضنا. في العام 2014 طرحت 14 آذار الانتقال من انتفاضة الاستقلال إلى انتفاضة السلام، لم يحصل شيء على هذا الصعيد، دخلنا في صراعات تافهة مركز نيابي هنا وآخر هناك، وتمثيل وزاري بالزائد والناقص، ودخلنا في صراع أسوأ حول مسألة الانتخابات الرئاسية وكأننا غير معنيين بالبلد ككل«.

ويضيف: «هناك ضرورة لمراجعة أساسية ونقدية في14 آذار والعودة إلى أساسياتها. لنتذكر جيداً تلك اللحظة الأساسية حيث تخطى اللبنانيون معاً ماضي الحروب الأهلية والخلافات والتناقضات ونزلوا مع بعضهم البعض للمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان.. كانت الظروف أقسى.. ولولا الوحدة الوطنية ما كان الجيش السوري ليخرج من لبنان، لا بل لولا هذه الوحدة كان لا يزال ينظم السير في بيروت إلى الآن، وأنا أقترح على 14 آذار ثلاث أولويات لتعمل بها:

1 مراجعة لتجربتها ككل، أين هي السلبيات وأين الإيجابيات، أين أصابت وأين أخطأت؟

2 أن تعرض رؤيتها لدور لبنان ومستقبله في هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه المنطقة.

3 أن تحدد الخطوات العملية لحماية البلد.

هذه مراحل لمواجهة الخطر الداهم«.

[ في هذا السياق، كيف تقوّمون مبادرة الرئيس الحريري وكيف تصنفونها؟

ـ «أولاً كان مفترضاً على قوى 14 آذار أن تطلق هذه المبادرة منذ سنة ونصف السنة، كان واضحاً استحالة أن يصل مرشح من 14 آذار إلى سدة الرئاسة. كان يلزم إجراء تسوية معينة وتوافق مع الطرف الآخر لانتخاب رئيس للجمهورية، لا نستطيع أن نفرض على الطرف الآخر رئيساً للجمهورية.

الرئيس الحريري طرح مبادرته، مسألة الخلاف على الاسم أو على الشخص أمر مشروع، ومشروع جداً أن تقول الناس إن سليمان فرنجية بإمكانه أن يقوم بمهمة لها طابع خاص في هذه المرحلة، وأن يقول آخرون لا. ولكن لا يمكن مواجهة مبادرة الرئيس الحريري وهي مبادرة محددة بانتخاب رئيس للجمهورية بالرفض هكذا، من دون تقديم بديل عنها... وهذا شيء لم يظهر للآن. بعد شهرين من طرحها لم يظهر بديل. ومنطق ترشيح هذا مكان ذاك لن يوصل إلى محل. لا أرى هذا البديل، «مش مبيّن هالشي».

8 آذار فشلت و14 آذار لم تربح

يضيف فرنجية من جانب آخر «أن هذه المبادرة سواء نجحت أم لم تنجح فهي قد وضعت فريقاً بكامله أمام مسؤولياته وأنا أستغرب كيف يبرر «حزب الله« أمام جمهوره في 8 آذار رفضه لمرشح هو ركن من أركان 8 آذار بذلك الموقف الرافض الذي أطلعنا عليه».

ويستطرد: «الموقف المعلن ومسألة الأخلاق في السياسة أمر مضحك، كيف تذكّر حزب الله «الأخلاق» في هذه اللحظة التاريخية بعد كل الذي حصل في البلد؟ لم يكن أمامه إلا في هذه اللحظة أن يتكلم عن «أخلاقية تاريخية» تجاه ميشال عون، «كل هالقد معتبرين الشباب« في «حزب الله« عدم انتخاب سليمان فرنجية مسألة وفاء لعون، أنا شخصياً أخجل إزاء هذا الكلام الذي سمعته وهم بالتالي يحاولون الاستخفاف بالجنرال عون وكأنه سيصدّق هذا الكلام، الأمر مضحك حقاً، القصة بوضوح تام «حزب الله« لا يريد فرنجية لأنه لا يريد انتخاب رئيس اليوم. والأمر لا علاقة له بالمسألة الأخلاقية تلك».

ويضيف فرنجية «ثمة كلام يجب أن يُقال لـ»حزب الله« بالتحديد، أن الأمور وصلت في البلد إلى الآخر، لا تستطيعون تغيير شيء لا هنا ولا في سوريا، مشروعكم وصل الى نهايته، هو يفشل، ونحن كلبنانيين ونحن تحديداً في 14 آذار لا نريد أن نستفيد من فشلكم، وأنتم لن تستفيدوا من دعمكم لبقاء الأسد، الأسد لن يبقى، دعونا نوفّر علينا وعليكم الكلفة العالية وتفضلوا الى كلام جدّي غير كلام الأخلاق وغير الأخلاق وغير كل الكلام الذي قيل لغاية الآن».

ويشرح فرنجية «بقاء الأسد وتأخير سقوطه مشروع يشارف على نهايته والجانب الروسي هو الذي يستفيد من تأجيل هذا السقوط وليس «حزب الله« ولا إيران. لكن من المهم القول لحزب الله لستم أول طرف يخطئ، غيركم أخطأ أيضاً، دعونا نلتقي على طريقة معينة، طريقة لإنقاذ بعضنا من أجل إنقاذ الوطن. أنا لديّ شعور أن 8 آذار فشلت وبالمقابل لا أقول إن مشروعنا في 14 آذار قد ربح.. السؤال كيف يمكن لملمة أوضاع البلد. إذا قررنا جميعاً تخطي الفتنة، هناك نموذج موجود، اسمه لبنان، الأمور بهذه الحدود».

[ لجهة اقتراح البديل من المبادرة الرئاسية ماذا عن احتمال ترشيح الدكتور جعجع للجنرال عون، هذا يطرح في سياق الرد على المبادرة. هل هذا يشكل برأيكم بديلاً للمبادرة؟

ـ «هذه مزحة، قرار ترشح الجنرال عون ليس عند الدكتور جعجع، قرار ترشيح عون عند «حزب الله«، وعون لن يقبل ولن يتجرأ حتى أن يترشح إلا برضى وموافقة «حزب الله«. ومبادرة الدكتور جعجع لن تصل الى مكان».

ويضيف: «لكن من حق الدكتور جعجع علينا أن نتضامن معه، اليوم، وبعد 10 سنين، سوف نبقى مع بعضنا، ونضمن بعضنا البعض وتحديداً الدكتور جعجع إذا شعر بخوف ما وقلق ما من الاستحقاق بشكل وآخر. مسألة طرح بدائل عن مبادرة الحريري أمر شرعي، شرط أن تكون بدائل حقيقية وليست كلاماً فارغاً بأن نأتي بالجنرال عون».

[ بهذا المعنى ماذا عن 14 آذار بعد المبادرة؟

ـ «المبادرة شكّلت بالشكل صدمة لبعض قوى 14 آذار. لم توضع 14 آذار في أجوائها حتى مرحلة أخيرة وهذا خطأ. كان من الممكن القول من البداية إن هناك أسباباً موجبة وكانت الأمور لتكون مريحة أكثر، أما وقد حصل ما حصل، توحيد قوى 14 آذار لن يتم إلا على رؤية مشتركة، نخرج بها من التفاصيل الصغيرة، كعدد النواب وغيره، لا يمكن أن تكون أولويات بعض قوى 14 آذار في هذه الظروف قانون الانتخاب.. هذا أمر سريالي، العالم حولنا يذهب بكل الاتجاهات ونحو حرب عالمية ثالثة «وبعدو عقلنا مركّز على انتخابات نيابية بعد سنة ونصف، ونائب بالزائد، ونائب بالناقص».

يضيف فرنجية أن «قانون الانتخاب ليس من الأساسيات في هذه اللحظة.. هذه اللحظة هي لحماية البلد، ولحماية وحدة اللبنانيين، ولحماية دور لبنان في المنطقة والعالم، العالم العربي والعالم ككل، العالم كله يعيش تحديات صعبة واستثنائية ودور لبنان كنموذج مهم في إدارة التنوع.

أما الأمور الثانية من قبيل الدعوة الى لجنة لدراسة قانون الانتخاب فلها وقت آخر. لقد لبيت دعوة في الصيف الماضي وسئلت في لقاء عن رأيي بالوضع السياسي في لبنان فأجبت حسب ماذا؟ سُئلت مجدداً حسب ماذا؟ قلت حسب كيف تتطلع الى شمالك أو إلى يمينك.

أي أنك إذا تطلعت الى شمالك القصة الأساسية والحيوية هي مسألة ضابط بلغ سن التقاعد، أما إذا تطلعت إلى يمينك فيواجهك سؤال كبير، هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟ الى هذا الحد نحن في حالة انفصام، هذا بمعزل عن شخص الضابط المعني العميد شامل روكز وهو شخص محترم. كل هذا الواقع السريالي، يمثل حالة انفصام سياسية هائلة، حالة كاريكاتورية سياسية. لذا يجب العودة الى الأساسيات«.

[ الأولوية هي لمرحلة انتقالية تنجز فيها العملية السياسية؟

ـ «قانون الانتخاب ليس أولوية بالتأكيد، والعملية الرئاسية لم تنتهِ، هي معلقة عملياً بانتظار نتائج الانتخابات الإيرانية«.

[ آليات الصراع حالياً هي بين من يريد فك ارتباط لبنان بالمنطقة وبين من يريد ربطه بها؟

ـ «سأكون دقيقاً وضع لبنان مربوط بالمنطقة، السؤال من سيحمي لبنان بتخفيف هذا الربط، أو حدة هذا الربط. لن يفك الربط آنياً. وهناك من لا يهمه تخفيف هذا الربط على أساس أن لبنان بالنسبة الى هذا البعض مجرد ساحة لا أكثر. واللبنانيون الذين يعتبرون أن الحل في الداخل يمكن أن ينتظر إنضاج كل التسويات الإقليمية، ويمكن أن ينتظر الى حيث أن كل الأمور تنتهي في المنطقة. هؤلاء يرتكبون جريمة بحق البلد. يمكن الآن أن «نزمط» بدل تلك الانتظارات التي لا طائل منها«.

يضيف فرنجية: «شو بدها جهد عملية تفجير الأوضاع في لبنان؟ هي تحتاج الى 24 ساعة وكل عناصرها موجودة، لهذا السبب ثمة ضرورة لنتحرك سريعاً، وعلى مستويات ثلاثة برأيي لمنع الانزلاق نحو الانفجار:

1 ـ التحرك داخل صفوف 14 آذار.

2 ـ تحرك مسيحي مطلوب.

3 ـ وتحرك ثالث باتجاه «حزب الله«.

[ إذاً، هي دعوة لقوى 14 آذار لمراجعة تجربتها؟

ـ «نعم أنا أدعو قوى 14 آذار لتنجز مراجعتها، تستخلص العبر والدروس فقط لتكتسب مصداقية وثقة مع جمهورها. عملياً منذ مدة طويلة لم تتوجه 14 آذار الى جمهورها بخطاب مباشر. لا أتحدث عن القوى السياسية. أتحدث عن 14 آذار والجمهور الذي خاض معنا المعركة يجب أن نقول له بصراحة كاملة أين نجحت 14 آذار وأين أخفقت والأهم «شو بدنا نعمل» وما هي أولوياتنا في هذه اللحظة وبرأيي الأولوية هي حماية لبنان.

«طاولة الحوار الوحيدة التي تجمع السنّي والشيعي

من أندونيسيا إلى المغرب العربي.. في لبنان»

التوجه نحو «حزب الله«، وماذا عن القوى السياسية الأخرى؟

التوجه نحو «حزب الله«، وماذا عن القوى السياسية الأخرى؟

ـ «حين أقول حزب الله، أعني ضمناً التوجه نحو القوى الأخرى والأساسية، الرئيس نبيه بري أساسي والنائب وليد جنبلاط والقيادات المسيحية المستقلة والقيادات الروحية أساسيون. المطلوب تحريك الجو ككل حول موضوع واحد. «شو ممكن يحمي البلد». وأضيف الى ذلك أيضاً التحرك نحو المجتمع العربي والدولي والتحرك باتجاه الاغتراب. والتحرك الذي أقصده يرتبط بعبارتين عمليتين: «شو ممكن يحمي البلد». حماية البلد هي المهمة الأولى، ولبنان يمثل التجربة الوحيدة خارج العنف الدائر، والتجربة الوحيدة في العيش المشترك والانفتاح والتجربة الوحيدة في إدارة التنوع«.

[ احدى أزمات 14 آذار هي أولوياتها؟

ـ «أزمة 14 آذار هي في غياب أولوياتها ولو كان هناك أولويات كان في الإمكان مناقشتها«.

[ وأين أصبح المجلس الوطني؟

ـ «في ظل أجواء 14 آذار القائمة لا يمكن أن يحدد المجلس الوطني ما هي أولويات 14 آذار، المشكلة أن الكلام ناقشناه داخل إطار المجلس وإذا خرجنا به قد يظهر ذلك كأنه انشقاق عن 14 آذار. لهذه الأسباب لا يمكن إطلاق المجلس والسعي لنقاش واسع. قد يكون الجميع جزءاً من المجلس وأن يكونوا فاعلين وموجودين إلخ... ولا أعرف قد تخرج نظرية جديدة على نحو النظريات التي سمعناها لسنتين. بالنهاية المجلس الوطني هو وسيلة من وسائل 14 آذار. كل الرؤيا غير واضحة كيف يمكن أن تكتسب وتعبئ الناس؟ اليوم من خلال مشاهداتي أرى حماساً عند الناس لأي جمعية لها طابع إنساني. لماذا، لأن أحداً لا يريد أن يذهب الى السياسة. صارت السياسة فارغة من مضمونها، ومن هنا العطف الذي ناله شباب الحراك المدني لأن هذا الحراك هو تعبير عن فراغ وتجاوب الناس معه. نحتاج الى «نفضة« فعلية»..

التموضع اللبناني بعد حرب سوريا

يفترض التواصل مع الآخرين

[ أليس هذا تعبير عن فشل فكرة الانقسام القائم بين 8 و14 آذار؟

ـ «عملياً هذا الانقسام صار وراءنا، بمعنى أن الصورة ما بعد مبادرة الرئيس الحريري أصبحت فظيعة: ركن من أركان 14 آذار رشّح ركناً آخر من 8 آذار هو سليمان فرنجية، ركن من 14 يدعم والركن الأساسي الآخر المعترض على سليمان فرنجية من أركان 8 آذار.. أين أصبحت الأمور؟

[ وماذا تعني هذه الصورة؟

ـ «هذا يعني غياب مشروعنا نحن في 14 آذار، صحيح أن الفريق الآخر، بعد مغامرة القتال في سوريا على تراجع وتراجع كبير. لكن فريقنا في 14 آذار لم يربح.. أكثر من ذلك «لم يبق عند 14 آذار رؤيا، أقصد الرؤيا الصائبة والتي وحدها هي القادرة على طي صفحة صراع عمره 40 سنة، ولن أعود الى التاريخ، بداية الصراع كانت مع ممارسات المقاومة الفلسطينية، ثم انتقلنا الى مقاومة مسيحية، ثم مقاومة وطنية، ثم المقاومة الإسلامية عند «حزب الله« وكلها انتهت على النحو ذاته، ووصلت الى طريق مسدود. نحن نحتاج الى مشروع يأخذ بالاعتبار أننا بحاجة لنعيش معاً، أي مقاومة من نوع آخر من أجل بقاء لبنان، نقودها في 14 آذار وإذا لم يكن مع كل اللبنانيين فلصالح كل اللبنانيين وليس لصالح فريق طائفي بالتأكيد«.

[ نحن أمام تموضع جديد في البلد على صعيد التنظيم السياسي؟

ـ «ثمة ضرورة لتموضع مختلف، إذا قلنا إن فريقاً يخسر وإن فريقاً يربح، معناه الحاجة الى إعادة التموضع، والتموضع الموجود صار وراءنا، نعم نريد مبادرة لإطلاق تموضع جديد، التموضع اللبناني بعد الحرب العالمية الجارية في سوريا يفترض التواصل مع الآخرين عبر الأفكار والمفاهيم. هذا أمر بالغ الأهمية وليس فقط على الصعيد السياسي«.

ويضيف فرنجية: «لأول مرة منذ تأسست الجمهورية اللبنانية تصبح كلمة «العيش المشترك» مفهومة في المجتمعات الأوروبية والعالمية، في البداية نظروا اليها كقصة فولكلورية، وفكرة متخلفة واليوم كل مدينة في أوروبا أصبحت مشروع حرب أهلية. ومشروع أوروبا الحديثة هو كيفية إدارة التنوع فيها. ثم هناك مشكلة النظام الرأسمالي والفروق الاجتماعية والطبيعية التي صارت تهدد الاستقرار الداخلي في المجتمعات الحديثة بمعزل عن الهويات المتناقضة للمكونات كلها والأزمة متصاعدة اقتصادياً واجتماعياً.

عالم الاقتصاد الحائز نوبل الاقتصاد في أميركا جوزف ستيغلز رسم في كتابه الأخير الصورة التالية: في 2004 حافلة ركاب كانت تضم 85 شخصاً من أغنى الناس، ثروتهم توازي ثروة 3 مليارات نسمة. في 2005، صغرت الحافلة وبدل الـ 85 ضمت ثمانين«.

ويستطرد: «عندما ينقل عن لسان البابا فرنسيس خلال زيارته لأميركا أنه ينبغي إسقاط جدار وول ستريت مثلما ساهم يوحنا بولس الثاني في إسقاط جدار برلين، صار الموضوع أوسع، الصورة الكبيرة تدفعني الى مخاطبة اللبنانيين إذا لم تبادروا أنتم الى إنقاذ أنفسكم، فإن أحداً لن يساعدكم لأن الجميع مأزوم». يجب أن نخرج بمبادرة لتدارك الأسوأ«.

[ هذا التصعيد الاستثنائي ينحو إلى مواجهة، أم سيعود ليفتح باب التسويات في المنطقة مجدداً؟

ـ «لا شك في أن هذا التصعيد لن يذهب إلى البعيد كحرب إيرانية سعودية خليجية عربية، عندنا الآن محطة أساسية هي الانتخابات الإيرانية، وبعد هذه الانتخابات سندخل بتقديري إلى جو أهدأ».

[ ولماذا الربط مع الانتخابات الإيرانية؟

ـ «أعتقد أن التصعيد جزء من المزايدات في الداخل الإيراني بسبب الانتخابات. وكل هذه الحقبة ما عادت محكومة بمنطق سياسي ومشروع، دخلنا في منطق فعل ورد فعل كما شاهدنا في حرق السفارة السعودية الذي أعاد صورة حرق السفارات الغربية في إيران. منطق عرفناه نحن أيام الحرب، وتبرير الفعل بفعل الآخر ولم يبقَ للفعل نفسه منطق. وحرق السفارة السعودية أثار موقفاً لافتاً للرئيس الإيراني حسن روحاني وهو موقف مستنكر، في حين كان المرشد الأعلى قد دعا إلى «انتقام إلهي». هذا يشير إلى حجم الإرباك الداخلي الإيراني حيث إيران محكومة أكثر بقواعد اللعبة الدولية«.

شؤون لبنانية