المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january13.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين وأقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ السَّمَاء

أَمْثَالَ هؤُلاءِ هُم رُسُلٌ كَذَّابُون، وفَعَلَةٌ مَاكِرُون، مُتَنَكِّرُونَ بِلِبَاسِ رُسُلِ المَسِيح. ولا عَجَب، فإِنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يَتَنَكَّرُ بِلِبَاسِ مَلاكِ النُّور. إِذًا فَلَيْسَ بِغَرِيبٍ أَنْ يَتَنَكَّرَ خُدَّامُهُ بِلِباسِ خُدَّامِ البِرّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أغنام وزرائب ووطن سائب/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عملية تبادل أسرى بين حزب الله وأحرار الشام على وقع الجبهات المشتعلة

جتماع جعجع وعون مرجح في أي لحظة ولقاء بين الحريري وفرنجية يؤكد استمرار التسوية

قيادات «14 آذار» تبلغت من «القوات» ربط ترشيح عون بترشيح فرنجية

ترشيح جعجع لعون يخلق توازناً مسيحياً إرباك في "المستقبل" وقلق جنبلاطي/رضوان عقيل/النهار

بين فرنجيه وعون.../ ميشيل تويني/النهار

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء 12 كانون الثاني 2016

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 12/1/2016

سلام عرض الاوضاع مع رئيس مجلس النواب العراقي

بري استقبل سفراء فرنسا وباكستان والاردن

المشنوق من معراب: انتخاب رئيس للبنان قرار إقليمي ودولي غير متوافر

 جعجع التقى وفدا من بلدية غزير ودافيد عيسى واجتمع الى جهاز الإعلام

تكتل التغيير والإصلاح: قابل الأيام قد يحمل جديدا في إنتخابات الرئاسة ولاعتماد اللامركزية لحل أزمة النفايات

كتلة المستقبل: عدم التزام لبنان بالاجماع العربي لم يكن خطوة حكيمة

ميشال سليمان: دور سلبي لإيران في لبنان.. وحزب الله مضر ولا أعلم متى تحل أزمة الرئاسة

خلاف «القوات» ـ «المستقبل» يحتدم: ترشيح عون ردًا على ترشيح فرنجية وجلستا الحوار الوطني والثنائي بحثتا تفعيل العمل الحكومي وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

روجيه اده: دعم القوات لعون جدي والاعلان عنه قريبا

جابر: حوار المستقبل وحزب الله مؤشر مهم

بدنا نحاسب وجهت رسالتين الى المؤسسات الرقابية والقضاء

حبيب أفرام إثر تفجير دير في الموصل: استمرار استهدافنا قرار مركزي

التيار المستقل: لاعتبار الهيئة العامة للمجلس ناخبة لا تشريعية

الموسوي للاتحاد الاوروبي: لوقف انتهاكات حقوق الانسان ودعم لبنان لمواجهة اعباء النزوح السوري

لازاريني من بكركي: كل يوم إضافي دون رئيس يضعف لبنان

درباس : اجواء الحوار امس كانت ايجابية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الحرس الثوري” يحتجز 10 بحارة أميركيين في الخليج.. كيري يتصل بظريف لمتابعة القضية

انفجار اسطنبول: لدفع تركيا نحو المستنقع السوري

وسام الامين/جنوبية

الإعدام لإيراني وكويتي تآمرا على أمن الكويت مع حزب الله والحرس الثوري

الامم المتحدة: المعاناة في مضايا لا تقارن بالوضع في مناطق سورية ثانية

بان كي مون دان "الجريمة الحقيرة" في اسطنبول

هولاند ندد بالاعتداء الارهابي في أسطنبول واكد تضامنه مع تركيا

بوتين: بحث فرضية منح اللجوء للاسد سابق لاوانه

المعاناة في مضايا السورية «لا تقارن» بالوضع في مناطق سورية أخرى

مشاهد مروعة للمتضورين جوعاً في مضايا ومفاوضات لإجلاء 400 مهددين بالموت

في مضايا أطفال يقتاتون من الأعشاب وأمهات نضب حليبهن ومصابون بسوء التغذية لا يمكنهم مغادرة الفراش

منظمة الصحة العالمية تحتاج إجراء تقييم في مضايا «من منزل إلى منزل» وتريد إرسال عيادات متنقلة وفرق طبية

أردوغان يندد بسياسات إيران الطائفية وبسعي روسيا إلى إقامة «دويلة» في سورية

نائب بحريني: سلوك إيران شبيه بسلوك المرتزقة والشبيحة ودعا إلى إجراءات خليجية أقوى ضدها

«طالبان» تفرج عن رهينة كندي بوساطة قطرية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوصاية على الشيعة.. ازدواجية إيران الموصوفة/منى فياض/العرب

عن الاختلال المتدحرج/نبيل بومنصف/النهار

تجميد دعم فرنجيه للرئاسة الأولى هل يعطّل فصل لبنان عن حرب سوريا/روزانا بومنصف/النهار

ارهابي طبعاً مَن يقطع رأس الدولة/عبد الوهاب بدرخان/النهار

هل تختفي جماعة «الإخوان المسلمين»/محمد شومان/الحياة

الكارثة السورية الإنسانية/رندة تقي الدين/الحياة

أي تطبيع تريده إيران مع السعودية/زهير قصيباتي/الحياة

المُمانعون أصدقُ من المُمانعة/زيـاد مـاجد/لبنان الآن

من الذي قتل النمر/إبراهيم الزبيدي/العرب

لم نلق من إيران إلا الشر/عبدالله العلمي/العرب

روسيا تلجأ إلى أميركا في سوريا/خيرالله خيرالله/العرب

خرائب الملالي: المظلومية الطائفية كورقة سياسية/يوسف الديني/الشرق الأوسط

مضايا الجائعة تربك إعلام حزب الله اللبناني وقناة «المنار» تتهم المعارضة بتجويع المحاصرين.. وتخطئ في أسعار المواد الغذائية/الشرق الأوسط

السعوديون الشيعة.. مرة أخرى/محمد محفوظ

اندبندنت»: انحطاط جديد للإنسانية من بيروت إلى مضايا.. هذه «أدبيات» «حزب الله»/علي الحسيني/المستقبل

هكذا ينتشر "داعش" ويهدّد لبنان!/الأفكار/بقلم علي الحسيني

من المنتصر ومن المهزوم في صفقة الزبداني/علي الحسيني/الأفكار

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ السَّمَاء

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من22حتى30/"جَاءَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى أَرْضِ اليَهُودِيَّة، وأَقَامَ هُنَاكَ مَعَهُم وكانَ يُعَمِّد. وكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ في عَيْنُون، بِٱلقُرْبِ مِنْ سَالِيم، لِغَزَارَةِ المِيَاهِ فِيهَا، والنَّاسُ يَأْتُونَ ويَعْتَمِدُون، لأَنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُلْقِيَ في السِّجْن. وصَارَ جِدَالٌ بَينَ تَلامِيذِ يُوحَنَّا وأَحَدِ اليَهُودِ في شَأْنِ التَّطْهِير. فَجَاؤُوا إِلى يُوحَنَّا وقَالُوا لَهُ: «رَابِّي، إِنَّ ذَاكَ الَّذي كَانَ مَعَكَ في عِبرِ الأُرْدُنّ، وشَهِدْتَ أَنْتَ لَهُ، هَا هُوَ يُعَمِّد، والجَمِيعُ يُقْبِلُونَ إِلَيه». أَجَابَ يُوحَنَّا وقَال: «لا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ السَّمَاء. أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا المَسِيح، بَلْ أَنَا مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. مَنْ لَهُ العَرُوسُ هُوَ العَرِيس. أَمَّا صَدِيقُ العَرِيسِ الوَاقِفُ يُصْغِي إِلَيْهِ فَيَطْرَبُ فَرَحًا لِصَوتِهِ. هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل. عَلَيْهِ هُوَ أَنْ يَزيد، وعَلَيَّ أَنَا أَنْ أَنْقُص».

 

أَمْثَالَ هؤُلاءِ هُم رُسُلٌ كَذَّابُون، وفَعَلَةٌ مَاكِرُون، مُتَنَكِّرُونَ بِلِبَاسِ رُسُلِ المَسِيح. ولا عَجَب، فإِنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يَتَنَكَّرُ بِلِبَاسِ مَلاكِ النُّور. إِذًا فَلَيْسَ بِغَرِيبٍ أَنْ يَتَنَكَّرَ خُدَّامُهُ بِلِباسِ خُدَّامِ البِرّ

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس11/من07حتى15/يا إخوَتِي، أَتُرَاني ٱرْتَكَبْتُ خَطِيئَة، لأَنِّي وَاضَعْتُ نَفْسي لِتَرْتَفِعُوا أَنْتُم، عِنْدَمَا بَشَّرتُكُم بإِنْجِيلِ ٱللهِ مَجَّانًا؟ لَقَدْ سَلَبْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى، آخِذًا مِنْهَا النَّفَقَةَ لِخِدْمَتِكُم. ولَمَّا كُنْتُ عِنْدَكُم، وأَنا مُعْوِز، لَم أُثَقِّلْ عَلى أَحَدٍ مَنْكُم، لأَنَّ عَوَزِي قَد سَدَّهُ الإِخْوَةُ الَّذينَ جَاؤُوا مِنْ مَقْدُونِيَة. وقَد حَرِصْتُ في كُلِّ شَيءٍ أَلاَّ أُثَقِّلَ عَلَيْكُم، وسَأَحْرَصُ أَيْضًا. فَبِحَقِّ المَسِيحِ الَّذي فِيَّ، إِنَّ هذَا الافْتِخَارَ لَنْ يُنْزَعَ مِنِّي في بِلادِ أَخَائِيَة! لِمَاذَا؟ أَلأَنِّي لا أُحِبُّكُم؟ أَللهُ يَعْلَم! ولكِنِّي أَفْعَلُ هذَا وسَأَفْعَلُهُ، لأَقْطَعَ السَّبيلَ عَلى الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ سَبيلاً، لِيُفَاخِرُوا بِمَا نَحْنُ بِهِ مُفَاخِرُون! فإِنَّ أَمْثَالَ هؤُلاءِ هُم رُسُلٌ كَذَّابُون، وفَعَلَةٌ مَاكِرُون، مُتَنَكِّرُونَ بِلِبَاسِ رُسُلِ المَسِيح. ولا عَجَب، فإِنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يَتَنَكَّرُ بِلِبَاسِ مَلاكِ النُّور. إِذًا فَلَيْسَ بِغَرِيبٍ أَنْ يَتَنَكَّرَ خُدَّامُهُ بِلِباسِ خُدَّامِ البِرّ: إِنَّ عَاقِبَتَهُم سَتَكونُ عَلى حَسَبِ أَعْمَالِهِم!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

أغنام وزرائب ووطن سائب

الياس بجاني/12 كانون الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/12/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%BA%D9%86%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D9%88%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%A8/

شو ممكن نتوقع من وطن صار مزبلي، ومؤسساته مفككة، وحدوده سائبة، وسلاح التمذهب والإرهاب الملالوي يهيمن على قراره وعلى حكمه وحكامه؟

 شو ممكن نتوقع من وطن المواطن فيه قابل برضى وفرح وبشوفة حال بدور التابع والزلمي والغنمة وبيمشي وراء الزعيم  ورئيس الحزب الشركة التجارية ع عماها وبيهوبرلو ليل نهار.

مواطن أدمن أكل التبن من المعالف والنوم في الزرائب ويساق إلى المسالخ دون أن “يمعي” أو يحتج!

وشو ممكن نتوقع من طقم سياسي وحزبي عفن ونتن السياسة عنده تجارة وأرباح وأرصدة، والأتباع من البشر بثقافته هم قطعان من المواشي!!

وشو ممكن نتوقع من أحبار وأصحاب جبب وقلانيس أين من جحودهم والنرسيسية وغرائزيتهم الشيطان  لاسفوروس والخائن الإسخريوتي!!

نسأل هل بهكذا مسؤول لا يعرف ألف باء المسؤولية، وبهكذا سياسي نتن، وبهكذا رئيس حزب تاجر، وبهكذا صاحب قلنوسة فريسي، وبهكذا مواطن خانع ووسط أطنان وجبال الزبالة يمكن أن يُبنى وطن وأن يسترد استقلال وأن تصان حدود وأن تحترم حقوق وأن يتحقق سلم أو استقرار.

لا والله، هذه توليفة وخلطة حروب وفوضى وعهر وأبلسة.

إننا نعيش في زمن البؤس والمحل، لأننا نولي علينا من هو مثلنا في تعاسته والجشع وقلة الإيمان وخور الرجاء.

 غير أن لا شيء يدوم، ونهاية حالنا التعيس لا بد آتية بإذن الله في قررنا ذلك وقمنا بما هو مطلوب منا من تضحيات ونضال وتخلي عن الانانية وتجنب للأبواب الواسعة.

في الخلاصة، إن المشكل والعلة ليسا في غيرنا، بل فينا 100%، ويوم نعي أننا أصحاب قضية، وأحرار، ونتصرف بحرية، ونعود إلى ينابيع الإيمان، ونتسلح بالرجا،  يومها ويومها فقط يومها نبدأ رحلة الألف ميل السيادية والاستقلالية والتحررية، وإلا فالج لا تعالج

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عملية تبادل أسرى بين حزب الله وأحرار الشام على وقع الجبهات المشتعلة

العرب/13 كانون الثاني/16/بيروت - شهدت مدينة الزبداني في ريف دمشق عملية تبادل للأسرى بين ميليشيا حزب الله اللبناني وحركة أحرار الشام الإسلامية. وذكرت مصادر لبنانية مطلعة أن عملية التبادل شملت أسيرا وسبعة جثث من أحرار الشام مقابل ضابط سوري وجثة لعنصر من حزب الله. وتأتي هذه العملية في سياق اتفاق الزبداني – الفوعة الذي تم التوقيع عليه في سبتمبر الماضي برعاية إيرانية تركية. ويشارك حزب الله في الحرب السورية إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد منذ سنة 2012، وقد تلقى الحزب خسائر بشرية فادحة، الأمر الذي أثار تململا داخل حاضنته الشعبية، فضلا عما سببه من تعميق للشرخ الداخلي. ورغم أن خارطة الطريق التي تم التوافق بشأنها دوليا في ديسمبر الماضي لحل أزمة سوريا، تفرض خروج حزب الله وباقي الجماعات الأجنبية، إلا أن واقع الميدان يقول عكس ذلك، حيث توجد عناصر الحزب في مقدمة الجبهات المشتعلة اليوم في سوريا، وليست هناك أي مؤشرات عن اتخاذ أي خطوات للانسحاب

 

جتماع جعجع وعون مرجح في أي لحظة ولقاء بين الحريري وفرنجية يؤكد استمرار التسوية

بيروت – «السياسة»:13/01/16/استمرت الاتصالات في الساعات الماضية لتعبيد الطريق أمام عقد جلسة الحكومة اللبنانية المقررة غداً وضمان مشاركة جميع المكونات الوزارية، من بينها «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» اللذان لم يحسما بشكلٍ نهائي موقفيهما من هذه الجلسة، سواء بالمشاركة أو عدمها، في وقت أبدى رئيس الحكومة تمام سلام ارتياحه إلى مسار الاتصالات التي يجريها وما تخلل جلسة الحوار الوطني الأخير، حيث لمس استعداداً من جانب المشاركين لتسهيل المناخات الملائمة أمام عقد الجلسة الوزارية في موعدها. وسط هذه الأجواء يزداد المشهد الرئاسي غموضاً، على وقع سيل التكهنات والترجيحات المتصلة بالمشاورات واللقاءات التي تعقد أو ستعقد بين الأطراف، مع بروز إشارات قوية رجحت حصول اجتماع ثان بين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في باريس قبل أيام، في إطار استمرار التواصل لضخ دماء جديدة في عروق التسوية الرئاسية والتأكيد على أنها ما زالت على الطاولة. وأكدت أوساط نيابية بارزة في «تيار المستقبل» لـ»السياسة» أن اللقاء بين الحريري وفرنجية وارد في كل وقت وليس مستبعداً أن يكون الرجلان اجتمعا في العاصمة الفرنسية، باعتبار أن المبادرة التي أطلقها الحريري ما زالت حية وموجودة، وبالتالي فإن الجهود منصبة لإعادة تفعيلها والعمل على إقناع الآخرين بها، خاصة أنها الوحيدة الجدية المطروحة وتلقى دعماً عربياً ودولياً وتؤيدها القيادات الروحية اللبنانية، وفي مقدمها البطريركية المارونية وهذا ما يعزز فرص نجاحها، بالرغم من وجود اعتراضات سياسية عليها من جانب بعض الأطراف الداخلية المحسوبة على «8 و14 آذار».

في المقابل، أكدت مصادر نيابية في حزب «القوات اللبنانية» لـ»السياسة»، أن قرار تبني ترشيح النائب ميشال عون لم يتخذ بعد لكنه يدرس حالياً من جميع جوانبه لاتخاذ القرار المناسب بشأنه وهو أمر وارد بقوة، إذا ما حصل توافق على التفاصيل كافة المتعلقة بهذا الترشيح وما سيطرحه النائب عون من برنامج سياسي يجيب على أسئلة «القوات» وهواجسها للمرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن قوى «14 آذار» باتت في هذه الأجواء كي لا تتفاجأ في أي قرار تتخذه «القوات» على هذا الصعيد. وإذ رفضت تحديد أي موعد للقاء جعجع وعون، اشارت المصادر إلى أن الاتصالات بين الجانبين لم تنقطع، سواء مباشرة أو عبر الموفدين، في إطار توحيد المواقف من المستجدات الداهمة، مؤكدة أن اللقاء متوقع في أي لحظة. وكانت جلسة الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و»حزب الله»، ليل اول من امس، ناقشت التطورات الراهنة، حيث جرى عرض للمواقف من القضايا المطروحة، وأكد المجتمعون أنه على الرغم من التباينات في الموقف بشأن عدد من القضايا الخارجية، فإنهم يجددون الحرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي، إضافة إلى سبل تفعيل عمل الحكومة.

 

قيادات «14 آذار» تبلغت من «القوات» ربط ترشيح عون بترشيح فرنجية

الحياة/13 كانون الثاني/كشفت مصادر بارزة في قوى «14 اذار» أن قياداتها تبلغت في الساعات الماضية من مرجع في حزب «القوات اللبنانية» أن رئيسه سمير جعجع يربط تبنيه لترشيح رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون بترشيح زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. وقالت المصادر نفسها لـ «الحياة» إن موقف «القوات» هذا نقل الى مدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، وأكدت ان تريث «المستقبل» في ترشيحه رسمياً لفرنجية سيدفع بجعجع الى التريث.

واعتبرت مصادر سياسية مواكبة للتطورات الجارية والمتعلقة بملف انتخابات رئاسة الجمهورية، ان التريث بدلاً من الاندفاع في اتجاه ترشيح فرنجية او عون يعني التسليم بوضع هذا الملف في الثلاجة حتى إشعار آخر، والتوافق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان أعلن ترحيله في الوقت الحاضر. وفي هذا السياق تحدث غير مصدر امس عن قرب عقد لقاء بين الحريري وفرنجية في باريس خلال الساعات المقبلة حيث تردد انهما انتقلا اليها. وفي المواقف، اعتبر وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس، أن أجواء اجتماع طاولة الحوار، «كانت إيجابية على رغم أن الأمور طرحت بكل صراحة، لا سيما مسألة موقف لبنان في جامعة الدول العربية ومسألة الإمتناع عن حضور جلسات الحكومة، ولمست ميلاً الى تبريد الأجواء والذهاب إلى تسيير أمور الناس»، وأكد لاذاعة «الشرق» أن «جهوداً حثيثة ستبذل من الآن وحتى الخميس (غداً) لإزالة ما تبقى من عقبات وبناء الجسور اللازمة».

وعما اذا كانت الحكومة تستطيع أن تستغل الفرصة، بعد تعذر انتخاب رئيس، أجاب: «ما قاله الرئيس بري هو ان الانتخابات الرئاسية متعذرة وهذا يجعل عمل الحكومة مطلوباً من باب أولى، لكنه قال أيضاً لو كان الانتخاب غداً لما كانت الحكومة تتوانى عن اجتماع اليوم فتسيّر أمور الناس وهذا من أولويات الحكومة»، لافتاً إلى أنه «لمس أن المجتمعين لا يرغبون في الاستمرار بالتباعد». وقال: «لا أستطيع الجزم بأن الأمور ستصل إلى خواتيمها السعيدة الإ بالتجربة التي سنراها الخميس، وعليّ أن أؤكد أن رئيس الحكومة قال: لقد أرجأت الاجتماع إلى أن انتهيت من ملف النفايات والآن أقوم بواجبي الدستوري وهو الدعوة إلى اجتماع الحكومة وقد مارست صلاحياتي وإن أردتم العمل فأنا جاهز ومن لم يرد فهو يتحمل المسؤولية».

واعتبر أن رئيس حزب «القوات اللبنانية رجل سياسي له رؤيته الخاصة وربما يجد في الجنرال عون مواصفات الرجل الصالح ولا أريد أن أشاركه أو أدخل معه في سجالات، أعتقد أن أي شخص يتفق عليه من قبل الأطراف يكون مرشحاً ناجحاً المهم هو الاتفاق».

واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر ان «عودة الحوار بين المستقبل وحزب الله هي مؤشر مهم على نجاح مساعي الرئيس بري لتخفيف التشنج وجلسة الأمس مؤشر جيد، خصوصاً ان لبنان هو المكان الوحيد الذي يجري فيه حوار بين السنة والشيعة».

وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي ان «الصراع بين حزب الله وتيار المستقبل قد طوي، لأننا في حاجة الى تهدئة أقله علنياً، لأن وضع لبنان يتأثر بالجوار، وبدأنا نلاحظ تأثر الوضع الداخلي بما يجري في سورية والعراق». وتمنى «لو ان الحزب الذي تجمعه ورقة تفاهم مع التيار الوطني الحر، يبادر الى اقناع حليفه بضرورة تفعيل العمل الحكومي، لأن الأمور الاقتصادية والحياتية لا تتحمل التأجيل ويجب البت بها».

«حزب الله» استفسر عن طرح «القوات»

أما في شأن جلسة الحوار الـ22 بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» التي اكتفى المتحاورون ببيان «مُقتضب» بعدها كما جرت العادة وأشاروا فيه الى انه «جرى نقاش حول تطورات الأوضاع الراهنة مؤكدين الحرص على استمرار الحوار وتفعيله على رغم التباينات في المواقف»، فأوضح النائب سمير الجسر الذي يُشارك في الحوار ان «تفعيل الحكومة استحوذ على الحيّز الأكبر من المناقشات، اذ اتّفقنا على تسهيل عملها وتذليل العقبات وألا تكون جلسة الخميس الوحيدة انما الاستمرار بعقد جلسات أخرى»، مشيراً الى وجود «قناعة» لدى معظم أطراف الحكومة بضرورة تفعليها لأن انجاز الاستحقاق الرئاسي يبدو سيتأخّر».

ولفت الى ان «الجلسة كانت هادئة وجيّدة، اذ تجاوزنا «الأجواء المُتشنّجة» التي سيطرت على البلد، لأن جلسة الحوار الشامل التي عُقدت في عين التينة بحثت في المواقف التصعيدية التي أخيراً، وتحديداً كلام النائب محمد رعد بحق الرئيس سعد الحريري الذي أثاره بالتفصيل الرئيس فؤاد السنيورة، ما انعكس «هدوءاً» على الحوار المسائي». وأشار الى «اننا تطرّقنا الى الملف الرئاسي من زاوية الخطوة التي يُمكن ان يُقدم عليها الدكتور جعجع بتبنّي ترشيح النائب عون، اذ طرح ممثلو حزب الله في الحوار تساؤلات حول توقيت الطرح وما اذا كان ردّ فعل على طرح الرئيس الحريري تبنّي ترشيح النائب فرنجية ام انه طرح «قديم بفضل الحوار القائم بين القوات والتيار الوطني الحر»؟. وأوضح الجسر «اننا لم نتطرّق في الحوار الى مسألة الاتفاق على «تهدئة اعلامية» بعد المواقف التصعيدية الأخيرة»، لكنه أكد في الوقت نفسه «وجود قرار بالاستمرار بالحوار على رغم كل ما يحصل». وعمّا يتردد عن اتجاه «القوات» لتبنّي ترشيح عون، قال: «نحن نحترم خياراتهم، والنائب جورج عدوان أبلغ مكوّنات 14 آذار خلال اجتماعها اوّل امس ألا «يتفاجأوا» اذا ذهبت القوات بهذا الخيار، وهم يقومون بمشاورات في هذا الإطار ستحدد موقفها النهائي في ضوء نتائجها». واعتبر الجسر ان «ترشيح القوات لعون ليس ردّ فعل على ترشيح الحريري لفرنجية، لأن الاتصالات القائمة منذ اشهرٍ بين القوات وعون تتمحور حول مواضيع عدة منها الرئاسة، لذلك من الطبيعي ان تُفضي الى خيار ترشيح عون». وأكد «وجود اتّفاق داخل 14 آذار بألا يترك قرار كهذا أي تداعيات على وحدتها واستمراريتها».

تكتل عون: لا حل بعد للتعيينات العسكرية

أكد عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي سليم جريصاتي، بعد اجتماع التكتل برئاسة النائب ميشال عون أمس، أن «مشاركتنا أو عدم مشاركتنا أو مشاركتنا مع الاعتراض القوي في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء (غداً الخميس) أمر مرهون بمساعي ما قبلها». وقال: «لا نخفي أن الحل لم نصل إليه بعد في مسألة التعيينات في المواقع القيادية والشواغر في الأسلاك العسكرية والأمنية، وهناك مسعى عسى أن ينفذ إلى اتفاق». ولفت إلى أن «التكتل تداول في الاستحقاق الرئاسي ولحظ أن ثمة إغراقاً إعلامياً في هذه الآونة يتعلَّق بهذا الموضوع. لسنا مَن يخفي خياراته واستحقاقاته واتصالاته». وأضاف: «قابل الأيام قد يحمل جديداً في المراكمة على الحيثية المسيحية الأقوى والحيثية الوطنية التي يجسّدها عون».

وفي شأن تفعيل الحكومة، أشار إلى أن «مقاربة تفعيلها تتم من منطلقين، الأول: آلية عملها، الحل التوافقي يرضينا ولم يعد يشكل عقبة طالما أننا ارتضينا التوافق الذي يوفّق بين مسلتزمات الوثيقة والدستور والتفعيل علّ أن يستمر هذا التوافق ويسود دون مواربة أو استثناء».

وقال: «يفترض أن تنوجد الحكومة أولاً وأن لا يختزل بعض الحكومة صلاحياتها».

وعن الموقف اللبناني في مؤتمر القاهرة، لفت إلى أن «هذا الموقف يشرّف لبنان وديبلوماسيته في الحفاظ على المصلحة العليا». ورأى أن «هذا الموقف يزاوج بين ميثاق الدول العربية واتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ويعبّر عن سياسة الحكومة في البيان الوزاري». وفي ملف النفايات، رفض التكتل «اتخاذ وزير البيئة قرارا بوقف استيراد مصانع التفكك الحراري شرط موافقة الوزارة المسبقة،، مجدداً رفضه «حل الترحيل». يذكر أن «حزب الله» يتولى الاتصالات مع عون لتأمين حضوره مجلس الوزراء على قاعدة تعيين 3 ضباط أعضاء في المجلس العسكري للجيش، مقاعدهم شاغرة، هم أرثوذكسي وكاثوليكي يعيَّن أحدهما إرضاء لعون والثاني مع الأخذ في الاعتبار رأي «الكتائب» والرئيس السابق ميشال سليمان، وشيعي يجري تعيينه بناء لرأي القيادات الشيعية. وتقضي هذه الاتصالات بعدم طرح موضوع قيادة الجيش.

 

ترشيح جعجع لعون يخلق توازناً مسيحياً إرباك في "المستقبل" وقلق جنبلاطي

رضوان عقيل/النهار/13 كانون الثاني 2016

أدى الحديث عن احتمال اقدام الدكتور سمير جعجع على ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية الى ضجة تعيشها الكتل والقوى السياسية في الايام الاخيرة. وبات هذا الموضوع يحتل صدارة مناقشات داخلية وجانبية تخطت حدود لبنان. ويقول سياسي عتيق واكب جعجع منذ ان تعرف إليه مرتدياً البزة العسكرية، ان الرجل قد يرشح عون علناً ويسير به الى البرلمان، رغم مشكلات سيواجهها بسبب هذه الخطوة مع حليفه " التيار الازرق". وبعد انشغال الشارع السياسي بنتائج "حواري الاثنين" اول من امس ونجاح الرئيس نبيه بري في تحقيق الحد الادنى من غسل القلوب وتلطيف الاجواء الاعلامية بين الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس كتلة " الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ستعود الامور بين الطرفين الى الستاتيكو المعهود والذي درج فيه كل طرف على اطلاق رشقات الرد القاسي، كلما تناول احدهما رأس قيادة الجانب الآخر وصولا الى السعودية وايران. ويظهر ان الجميع اتفقوا على مرتكزات التهدئة الداخلية وادارة المرحلة على قاعدة مواصلة الحوار وتفعيل عمل الحكومة التي ستمر غدا بامتحان جديد في ضوء ما سيسلكه وزراء "تكتل التغيير والإصلاح". وستؤشر معطيات الجلسة الى مسار عمل مجلس الوزراء في السنة الجديدة التي اعادت بدءاً من ايامها الاولى الحرارة الى الاستحقاق الرئاسي والدفع به الى الامام، ولا سيما بعد الحديث عما سيقرره جعجع في هذا الملف، لأنه في حال ترشيحه عون رسمياً سيكون آخر من يقدم على تدمير الجدران القائمة بين 8 و14 آذار وسيلتقي و"حزب الله" على اسم ميشال عون في صندوقة الاقتراع، الأمر الذي لن ينزل بردا وسلاما على الرئيس سعد الحريري وحزب الكتائب والشخصيات المسيحية المستقلة ويولد مساحة من القلق عند النائب وليد جنبلاط، وصولا الى الرئيس بري الذي سبق ان ردد مرات ان هذه المسألة عند الموارنة وما على اقطابهم الا الاتفاق على شخصية واختيارها والسير بها إلى قصر بعبدا. في غضون ذلك لا تخفي جهات سياسية ودينية في الشارع المسيحي ترقبها لما سيقرره جعجع نهائيا في هذا الشأن الذي يعيد الى المسيحيين توازناً تتطلع إليه شرائح واسعة إلى اتمامه بين "التيار الوطني الحر" و" القوات" ونشوء ثنائي جديد على غرار " الثنائي الشيعي" الذي اثبت نجاعته في اكثر من استحقاق ومحطة صعبة مرت بها الطائفة الشيعية. وقبل الحديث عن ترشيح معراب لعون، ترى جهات مسيحية ان هذا الامر سيسبقه حدوث اتفاق بين الطرفين على طريقة تنظيم البيت المسيحي اولاً وصولا الى توزيع السلطة والمكاسب التي يمكنهما تحقيقها في الانتخابات النيابية على سبيل المثال، بدل الاتكال على المكونين السني والشيعي في اكثر من دائرة . وستصبح لهما الكلمة النافذة في شكل قانون الانتخاب انطلاقاً من أساس مسؤوليتهما في تمثيل 64 نائبا مسيحياً.

ويلاحظ أن صقوراً في "المستقبل" ما زالوا يرددون ان ثمة أبعاداً لدى جعجع يمكن أن تمنعه من تنفيذ هذا " الانقلاب"، ولا يهملون احتمال أن يدخل ما يفعله في باب التهويل السياسي من أجل قطع الطريق نهائياً امام ترشيح النائب سليمان فرنجيه، الذي لن يغادر حدود زغرتا في السياسة والانتخابات النيابية اذا تمت ولادة الثنائي المسيحي المنتظر. وامام مشهد خلط الاوراق، يراقب "حزب الله" من بعيد التقارب بين جعجع وعون، وهو واضح منذ البداية في عدم سحب تأييده لترشيح عون رغم أن مفتاح قصر بعبدا بدا في الايام الاخيرة في جيب جعجع الذي يتقن فن جذب الأنظار اليه وإشغال حلفائه قبل خصومه.

 

بين فرنجيه وعون...

 ميشيل تويني/النهار/13 كانون الثاني 2016

من كان ليقول قبل 25 عاماً انه سيأتي يوم يرشح فيه الحكيم الجنرال؟ فمن الحروب الى الكره المتبادل أصبحنا اليوم في زمن المفاوضات والتحالفات ورد الضرب للحليف الذي تحالف مع الآخر من دون الاستشارة والتفاوض! اليوم نحن أمام مشهد جديد. تحالف وتقارب بين جعجع وعون، وتقارب بين "المستقبل" وفرنجيه. فمَن يصل الى الرئاسة الاولى؟ ومَن المنتصر من التحالفات الجديدة والانقسامات الجديدة؟ مصادر قريبة من "المستقبل" تؤكد معادلة فرنجيه او لا أحد، وان فرنجيه يمكن التواصل معه وأخذ ضمانات منه باعتباره لا يمثل "حزب الله" وإيران بقدر ما يمثلهما الجنرال عون. اما جعجع فيعتبر قريبون منه ان الحريري لم يستشره قبل طرح ترشيح فرنجيه، وهو بدوره سيتصرف كما يحلو له، معتبراً ان طرح عون استراتيجي وان الحزب لن يتخلى عنه وسيستحيل وصول فرنجيه لانه لن يستطيع كسب الاكثرية التي يحتاج اليها. ومن جهة أخرى، اذا وصل عون فسيربح جعجع وسيظهر بصورة من يهمه التمثيل المسيحي اولاً، وسيتحالفان في الحكم، وإذا فاز فرنجيه فسيصبح تحالف عون - جعجع أكبر معارضة مسيحية، لانه معروف تاريخياً انه حيث يجتمع الثلاثي (جنبلاط - الحريري - بري) يذهب المسيحي في الاتجاه المعاكس خوفاً على وضعه. كل هذه تحليلات، لأن بعض ما حصل في القاهرة وفي السعودية جمد المبادرة الرئاسية التي تنتظر ظرفاً خارجياً آخر أكثر ملاءمة. والواقع ان السياسة في لبنان أثبتت أن لا مبادىء توجهها ولا ركيزة، وعدو اليوم يمكنه أن يكون صديق الغد، والعكس صحيح، هذه المعادلة اثبتت ان الموت من اجل قضية او زعيم في وطننا هو موت بلا جدوى، لأنهم في اليوم التالي يقلبون تحالفاتهم ويتجالسون بعد سقوط آلاف الشهداء، وفي أحسن الأحوال تكون الدماء ورقة تفاوض لا أكثر. ففي هذا الوطن لا ينبغي الانجرار وراء أحقاد السياسيين والدفاع بشراسة عن مبادىء الزعماء الذين ينقلبون في اليوم التالي. لكن رغم كل هذه السلبية، لا يمكننا سوى ان نقول ان الشيء الوحيد الإيجابي هو انهم مازالوا يتحاورون في شرق، الفتنة فيه في أوجها، وما زالوا يطرحون أسماء لا تشبههم لمصالح خاصة ربما، لكن هذه الطروحات يمكن ان تخفف التشنج وتثبت للمواطن ان كره الآخر ورفضه هو دون جدوى لانهم في دقيقة واحدة يجتمعون... في كل هذه اللعبة الرئاسية، على الأقل يجب الافادة من كسر نهجي 14 و8 لجهة انتاج الحقد بين الناس والفشل في الحكم لعشر سنوات... لربما التحالفات الجديدة تكون أكثر إيجابية في الحياة السياسية اللبنانية، ولو ان الأمل ضئيل لان الطبقة السياسيةً هي نفسها واللاعبين بمصيرنا هم أنفسهم!

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء 12 كانون الثاني 2016

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016

النهار

قال نائب في 8 آذار إن اجتماع منظمات طالبية أخيراً في مقر الأمانة العامة لقوى 14 آذار سبقه مسح الغبار عن مقاعد تلك الأمانة.

في معلومات أحد الوزراء أن قطاعاً حيوياً في لبنان يكلّف تطويره 78 مليار ليرة سنوياً لكنه في تراجع مستمر.

لم يتحدث وزير البيئة عن مصير محرقة النفايات التي تعمل في لبنان في معرض رفضه إدخال محارق من دون ترخيص من وزارته.

يعتقد خبير في الحسابات الانتخابية أن احتمال حصول تنافس بين المرشح عون والمرشح فرنجيه قد لا يوصل أي منهما للرئاسة بل يفتح الباب للبحث عن مرشحين مستقلين.

السفير

لمّح أحد المستشارين الرئاسيين إلى أننا أمام خيارين إما أمني أو مالي للوصول الى النتيجة نفسها.. رئاسياً.

اقترح مرجع حكومي سابق إنشاء مصرف لبناني مملوك من الدولة بالكامل ولا يتعامل إلا بالليرة اللبنانية.

حذّر مسؤول خليجي من ارتداد موقف لبنان في الجامعة العربية بصورة سلبية على الجاليات اللبنانية في الخليج!

روّج الحزب المسيحي الأبرز في "14 آذار" للقاء غير رسمي مع ممثلي دولة إقليمية داعمة لقوى "8 آذار".

المستقبل

يقال

إنّ أحد نوّاب 14 آذار المسيحيين رأى أنّ موقف الوزير جبران باسيل في الجامعة العربية أضعف احتمال لجوء الدكتور سمير جعجع إلى خيار دعم ترشيح النائب ميشال عون باعتباره "انحيازاً" إلى سياسة الخروج عن الموقف العربي العام.

اللواء

سُئل سفير دولة كبرى عن معلوماته عن إنتخابات الرئاسة الأولى فأجاب: إقرأوا جيداً تصريح النائب محمّد رعد؟

يُلمّح رئيس حزب وسطي إلى أن كتلته ما تزال على موقفها من دعم نائب شمالي للرئاسة الأولى..

ما تزال هناك مخاوف من تفجيرات أمنية على الرغم من تفكيك عدد كبير من "الخلايا النائمة"..

الجمهورية

أكد مسؤول روحي أنّ مرجعيّته وعلى رغم أنها تريد إتمام استحقاق مهمّ، إلّا أنها ليست مع كسر إرادة الفئة التي تُمثلها.

لاحظت أوساط متابعة الأجواء الإيجابية التي خرجت بها شخصيات شاركت في إجتماع جامع، وقالت ما أبعد اليوم عن الأسبوع الماضي.

أوضح رئيس دولة عربيّة كبرى أمام زوّاره أن بلاده وعلى رغم حرصها على إستحقاق لبناني مؤثّر إلّا أنها لا تحمل حالياً أي مبادرة في جعبتها لأن الحلّ عند المسيحيين واللبنانيين في هذ الملف.

البناء

سأل وزير سابق نائباً في تيار المستقبل عن المعيار الذي اعتمده الرئيس سعد الحريري في قوله إنّ موقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب لا يعبّر عن رأي غالبية اللبنانيين؟ وتابع قائلاً: نحن أيضاً نرى أنّ موقف الحريري لا يعبّر عن رأي غالبية اللبنانيين، ومعيارنا هو أنّ باسيل عبّر عن موقف الحكومة التي اعتبر رئيسها تمام سلام أنّ ما فعله باسيل في القاهرة كان ممتازاً، علماً أنّ الحكومة تضمّ ممثلين عن معظم الكتل النيابية التي تعبّر فعلاً عن رأي غالبية اللبنانيين…

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 12/1/2016

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تفجير اسطنبول هل يستهدف تركيا أم المانيا؟

إذا كان الكلام على الأرض فهو يستهدف تركيا باستقرارها. أما اذا كان الكلام على الضحايا فالتفجير يستهدف المانيا إذ ان تسعا من عشر ضحايا هم ألمان.

وإذا كانت تركيا هي الهدف فالسبب يعود إلى ثغرة الخلاف مع روسيا التدخل العسكري في العراق. أما اذا كانت المانيا هي الهدف فالسبب يعود الى التورنادو الطائرات الحربية التي دخلت الحرب في سوريا.

على اي حال هناك اعتقاد لدى المراجع التركية أن منفذ الهجوم هو سوري من مواليد العام 1988 دخل مؤخرا الى تركيا قادما من سوريا.

وفي اي حال أيضا ان التفجير عمل ارهابي وما دام كذلك فإن تحركا تركيا المانيا لا بد وان يتم باتجاه حشد القوى لمواجهة الارهاب الذي يضرب في اي مكان والذي يتوجب ضربه في كل مكان.

تفجير اسطنبول استقطب ادانات عربية ودولية وقد برزت ادانة حزب الله لهذا التفجير الذي أتى غداة اعلان تركيا عن استعدادها للعب دور في تهدئة الوضع بين الرياض وطهران.

وفي الوضع المحلي من الثابت أن جلسة مجلس الوزراء بحضور جامع أو بمشاركة معظم الوزراء فيما الاتصالات مستمرة مع التيار الوطني الحر المتمسك بالتعيينات العسكرية.

وفي الاتصالات زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق لمعراب هذا المساء.

وفي شأن آخر تيار المستقبل تضامن مع مضايا السورية بلقاءات في بيروت والمناطق القيت خلالها كلمات حول التضامن مع الشعب السوري.

إذن تفجير ارهابي على ارض تركية وضحاياه المانية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

ثبتت تفجيرات اسطنبول اليوم ان الارهاب لا يتوقف عند حدود جغرافية، صحيح ان الانفجار هو الثالث الذي يضرب تركيا منذ بدء الازمة السورية، لكنه الاول الذي يصيب شريان الدولة التركية، انها اسطنبول عاصمة الاقتصاد والسياحة، اهتزاز امنها يعني فقدانها للوهج الذي جذب السياح من كل عواصم العالم.

اختيار الارهابيين لاسطنبول ولشارع تاريخي فيها يجمع بين معالم السطان احمد وآية صوفيا يعني التخطيط لشل تركيا، التي بقيت شبه وحيدة في المنطقة، مساحة للأمان والسياحة.

حجم التفجير وطبيعة المكان وزمان العملية الارهابية عناصر درستها القيادة التركية، فتقدمت لديها المعطيات بأن داعش هو من نفذ العملية.

الضحية هو المواطن التركي المستهدف بأمنه واقتصاده، والضحية ايضا هو اللاجئ السوري الذي هرب من الدواعش، فبات يدفع الضريبة مرتين، سيضيق الاتراك على اللاجئين كما فعل الاوروبيون بعد العمليات الارهابية في فرنسا، محطة اسطنبول اليوم شكلت دافعا للدعوة الى رص الصفوف، فتعالى الروس عن كل خلافاتهم وأكدوا الحاجة الى الاتحاد بوجه الارهاب.

في محاذاة الحدود التركية كان الجيش السوري يلاحق الارهابيين ويسيطر على سلمى اكبر معاقل المسلحين في ريف اللاذقية، سلمى التي بقيت عصية مع "ربيعة" الجيش السوري دخلها في الساعات الماضية ليسجل انجازا بحجم موقعها الاستراتيجي.. السيطرة عليها تعني نهاية اكبر معارك ريف اللاذقية.

ما بعد سلمى ليس كما قبلها، صار اغلاق الحدود مع تركيا في تلك المنطقة ممكنا، اما الاسرع فهو التقدم من هناك ايضا باتجاه جسر الشغور.

المحطات الميدانية السورية تتسارع، والمعارضة تعترف على لسان منسق هيئتها التفاوضية "رياض حجاب" أن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا، بدا هذا التصريح تمهيدا لمراجعة وتراجع في حسابات المعارضين في مرحلة التحضير لجنيف ثلاثة.

دمشق التي بدت مرتاحة للميدان والسياسة وزعت نشاط دبلوماسيتها ما بين تعزيز العلاقات مع الهند التي يزورها وليد المعلم، وتفاوض مفتوح له صولات وجولات بشار الجعفري.

لبنان حوار قائم، يزيل الالغام ويفكك العبوات السياسية ويمهد للجلسة الحكومية وان الخميس لناظره قريب، اما من ينتظر الانتخاب الرئاسي فيترقب سيناريوهات مفتوحة، هل هي مناورات ام خطوات قد تكون ركيزتها تأييد سمير جعجع لترشيح العماد ميشال عون.

استطلاع عن قرب اجراه الوزير نهاد مشنوق في معراب اليوم، فيما الانباء عن لقاء فرنجية الحريري في باريس لم تؤكده لا معلومات ولا بيانات رسمية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هو الإرهاب نفسه، وإن تغير اسمه، أو بدل ثيابه، من تجويع أهل مضايا السورية وأطفالها، إلى محاولة التخريب في الكويت وغيرها من دول الخليج، إلى اللعب بأمن اسطنبول وتفجير السواح في تركيا.

تعددت البلاد والإرهاب واحد. ففي حين تباطأ إدخال المساعدات إلى مضايا، التي لا يزال أبناؤها يرزحون تحت سيف الجوع.

أعلنت الكويت الحكم بإعدام اثنين من المتهمين في خلية حزب الله وايران الإرهابية في الكويت، ممن أوقفوا قبل أشهر مع أطنان من المتفجرات.

واليوم ضرب الإرهاب اسطنبول عبر تفجير انتحاري استهدف سواحا، معظمهم من الجنسية الألمانية، بعد شهرين من تفجير أنقرة الذي أودى بأكثر من 128 شخصا. وقد أعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن داعش هي المسؤولة عن العملية.

لبنان الذي يتعرض لإرهاب تعطيل المواعيد الدستورية وتأبيد الفراغ في سدة الرئاسة، شهد موجة تضامنية من بيروت إلى طرابلس وعكار والبقاع، نفذها شباب تيار المستقبل، للمطالبة برفع الحصار عن مضايا.

هو الإرهاب نفسه، يتغذى من نبع المذهبية، ونهر التطرف والعنصرية، يضرب بلادنا وشرقنا، ونواجهه حينا بالبطون الخاوية، وأحيانا بأصواتنا العارية إلا من قوة الحق، كما فعل شباب المستقبل اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الإرهاب يضرب في تركيا... إنتحاري سوري، وضحاياه تسعة سياح المان وسائح من البيرو... هذا التفجير القى بظله على تطورات المنطقة لعيد التذكير بالدور التركي في هذا الصراع.

لبنانيا، تزدحم الملفات: من الرئاسة إلى الملفات إلى جلسة مجلس الوزراء، والجامع المشترك بينها الغموض: ففي ملف الرئاسة غموص يلف اللقاء الثاني المفترض بين الرئيس الحريري والمرشح الجدي غير الرسمي النائب سليمان فرنجيه، والمعلومات تتباين بين جزمين: جزم بأن اللقاء انعقد، وجزم بأن اللقاء لم ينعقد، أما المعلومة الأكيدة فهي ان النائب فرنجيه خارج لبنان، وبالتأكيد الرئيس الحريري أيضا.

الغموض الثاني ترحيل النفايات، ففيما الحديث قائم ان الترحيل سلك طريقه، فجر تكتل التغيير والإصلاح هذا المساء قنبلة سياسية من خلال تشكيكه بخطوة الترحيل. أما الغموض الثالث فمصير جلسة مجلس الوزراء بعد غد، في ظل معطيات عن إمكان عدم أنعقاد الجلسة في اللحظة الاخيرة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الانتخابات الرئاسية بين مبادرتين غير مكتملتين، مبادرة الحريري ومبادرة جعجع، فالرئيس سعد الحريري يستكمل من باريس محاولة تسويق انتخاب النائب سليمان فرنجية، وهما التقيا للمرة الثانية في العاصمة الفرنسية وبحثا في امور تفصيلية تتعلق بالواقع اللبناني.

في المقابل، الاتصالات متواصلة على خط الرابية معراب توصلا الى تفاهم سياسي سيؤدي، اذا تحقق، الى ترشيح الدكتور جعجع العماد عون لرئاسة الجمهورية.

حكوميا، الانظار مشدودة الى الخميس المقبل لمعرفة ما اذا كانت الجلسة المنتظرة ستكون يتيمة او انها مقدمة لاعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء.

في سوريا وتحديدا في الزبداني عملية تبادل للاسرى بين الجيش السوري وحزب الله من جهة واحرار الشام من جهة ثانية.

توازيا، الارهاب ضرب ضربة نوعية في تركيا في منطقة سياحية بامتياز ما اسفر عن سقوط حوالى عشرة قتلى في اسطنبول تسعة منهم ألمان والاخير نروجي.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

سلمى السورية بسلام ..

دخل الجيش الى عاصمة الارهابيين في ريف اللاذقية الشمالي، فادخل التكفيريين ورعاتهم الاقليميين في مأزق جديد..

سمع دوي الانجاز السوري جليا على منبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، فوقع السلطان بين دوي الانجاز السوري، ودوي طعن التكفيري، الذي فجر في اسطنبول موقعا عشرات الضحايا جلهم من السياح..

لم تسلم تركيا من يد الارهاب اذا، ولن ينفع حكامها صم الآذان.. فلحقت اسطنبول اليوم ببغداد وديالا، وبعشرات المدن العربية التي تشظت بعبوات الارهاب، يوم كانت انقرة تغض الطرف على اقل حال..

دوي انفجار اسطنبول سمع في العديد من العواصم لا سيما موسكو التي قرأت بالتفجير الحاجة للوحدة بمواجهة الارهاب.. بل تكاتف الجميع في مواجهته وبذل كل طاقته لمنع استشراسه كما جاء في بيان حزب الله الذي عزا بضحايا تفجيرات اسطنبول وبغداد..

اما ما تتطلبه مواجهة الارهاب بحسب بيان حزب الله، فتوجيه كل الاهتمام الى منابعه الحقيقية لتجفيفها، وعدم اثارة ازمات جانبية، بل عدم ادانة من يحارب الارهاب، وادانة من يدعمه ويموله ويغذيه فكريا وسياسيا، وماليا وعسكريا..

في لبنان مساع سياسية لتغذية مقترحات تفعيل العمل الحكومي، فبعد جلسة الحوار بالامس، حوارات وجلسات لتامين مخرج يؤمن نصابا سياسيا بعد النصاب العددي لجلسة الحكومة الخميس المقبل..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بين داعش وتركيا، غرام او انتقام؟... فالإرهاب ضرب اليوم في اسطنبول... وللمفارقة، ان غالبية المستهدفين من السياح المان، وللمفارقة ايضا ان منفذ العملية انتحاري سارعت انقرة للكشف عن هويته السورية، فيما لفت إعلامها الى انه مولود في السعودية... بالطبع اعطى التفجير لاردوغان حجة ليظهر بمظهر "الضحية" المستهدف في عقر داره، فيما كان يرتشف كأس الهزيمة التي منيت بها الفصائل السورية المسلحة في منطقة "سلمى" السورية الاستراتيجية، ليكتمل خلط الاوراق في الشمال السوري وعلى طول الحدود مع تركيا...الا ان خسائر هؤلاء المعارضين السوريين لم تقتصر على الميدان. فعشية اجتماعات جنيف المقررة في الخامس والعشرين من الجاري، اعترف منسق المعارضة السورية "رياض حجاب" بأن واشنطن تراجعت عن موقفها لاسترضاء روسيا، محذرا بأن التاريخ لن يغفر لأوباما... وفي انتظار حل المعضلة بين "تاريخ حجاب" والغفران لاوباما، بقي اللبنانيون في انتظار ملفاتهم... فرئاسيا، خلط الاوراق يبدو قريبا... وحكوميا، تفعيل مجلس الوزراء يبدو وشيكا اذا ذللت العقبات... وبين الرئاسة والحكومة، شعب يترقب ويغرق في مشاكله... بين عائلة تغرق في اوراق ثبوتية مضعضعة، واخرى تودع ابنتها العائدة شهيدة للهجرة غير الشرعية، وتلامذة يعاقبون لتأخر الاهل في دفع القسط.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إنه زمن المناورات.. لكن بالرصاص الخلبي.. لا هدفا يصيب.. ولا يصوب أهدافا.. جعجع عون.. فرنجية والحريري.. رباعي على حلبة واحدة.. ولكل قفازه الذي يناور به.. حتى اللحظة لا يزال لقاء باريس الثاني طي التكهنات السياسية.. وفي انتظار ما سيكشفه طالع الأيام المقبلة فإن سعد الحريري سيظل يناور من جادة الشانزيليزيه ما لم يعلنْ رسميا ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة.. وسمير جعجع سيظل ممسكا العصا من منتصفها ويناور برتشيح ميشال عون ريثما ينجلي الضباب الباريسي عن إعلان رسمي بترشيح سيد زغرتا..عندئذ يرمي الحكيم بورقة الجنرال وهي الورقة نفسها التي تملكها يمين سليمان وسيرميها ترشيحا لحليف الرابية ولو من خلف خطوط الجفاء..رهان جعجع معقود على عزل حزب الله..فإذا ما رشح فرنجية ورشح جعجع عون فإن قوى الرابع عشر من آذار ستؤمن النصاب ويتحقق لجعجع ما صبا إليه دائما وهو ضرب الحليف بالحليف..خلف خطوط النار يناور جعجع فهو لن يرتكب معصية عصيان الأوامر السعودية ولن يكسر الجرة مع الحريري "وكل شي بحقو"..وأهم من كل ذلك أن جعجع لم يسحبْ ترشيحه ولا قوى الرابع عشر من آذار سحبت البساط من تحته وعلى خط المناورة البهلوانية نفسه إنزال صوتي لم يبلغْ مستوى العدوان عبر بث الحماسة في نفس فرنجية للاستمرار في ترشيح نفسه وهنا تكمن قواعد لعبة الكشتبان القواتية..أما كبرى المناورات فلا تليق إلا بطاولة الحوار الجامع والثنائي تحاكي تفعيل مجلس الوزراء وعينها على عداد الوقت لانتهاء مدة الشهرين بلا قانون جديد للانتخابات وحتى لا تعود الانتخابات النيابية والفرعية أولوية فيصبح التمديد الثالث فرض واقع.. ومن واقع التمديد إلى الترحيل الافتراضي وهنا أم المناورات وفيها تفوق التلميذ على أستاذه ..يلف بنا أكرم شهيب ويدور أزْمة النفايات حتى يمدد الممدد..وبعيدا من صخبنا..هدأ صخب الزبداني بدخول المساعدات وللمفارقة لم يجد الصليب الأحمر الدولي حالة واحدة ينتشلها من حافة الموت مجاعة ..في حين صفعت تركيا بكف يدها.. وبين أيقونة آيا صوفيا والجامع الأزرق ضرب الإرهاب ضربته في قلب الباب العالي..أما ضربة "بكل فخر" فوجهتها مجموعة فلسطينية سرية إلى الموساد بقتلها ضابطين انتقاما لتعذيب فلسطينيين..شبح نشأت ملحم دوخ الاحتلال والعمل السري أعاد زمن العز الفدائي وحي على الكفاح...

 

سلام عرض الاوضاع مع رئيس مجلس النواب العراقي

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري يرافقه السفير العراقي في لبنان الدكتور علي العامري .

وتناول البحث الأوضاع والتطورات على الساحة الإقليمية.

سكرية

كما استقبل الرئيس سلام النائب الوليد سكرية وتناول البحث الأوضاع العامة.

نقابة المقاولين

واستقبل الرئيس سلام نقيب المقاولين والأشغال العامة مارون الحلو على رأس وفد من النقابة.

بعد اللقاء أعلن الحلو انه وجه دعوة للرئيس سلام للمشاركة في حفل الإستقبال الذي يقام الخميس المقبل لمناسبة إنتخاب المجلس الجديد للنقابة. وقال: "بحثنا في صعوبات المهنة آخذين على عاتقنا استنهاض القطاع وطلب المساعدة من السلطتين التشريعية والتنفيذية لإقرار القوانين سواء لناحية دفاتر الشروط والأحكام العامة او لناحية التصنيف".

 

بري استقبل سفراء فرنسا وباكستان والاردن

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة السفير الفرنسي ايمانويل بون في حضور الدكتور محمود بري، وتم عرض للتطورات في لبنان والمنطقة.

سفير باكستان

ثم استقبل سفير باكستان الجديد افتاب خوخير في زيارة بروتوكولية في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.

سفير الاردن

والتقى أيضا سفير المملكة الأردنية الهاشمية نبيل مصراوي في حضور حمدان، وتم البحث في التطورات على الساحة العربية.

برقيتان

من جهة ثانية ، أبرق بري الى رئيس مجلس الشعب المصري الجديد علي عبد العال مهنئا بانتخابه، مؤكدا التعاون بين مجلسي البلدين في المجالات البرلمانية وفي القضايا العربية "لأن الديبلوماسية البرلمانية تستطيع القيام بالادوار التي تعجز عنها الحكومات في العمل لخفض التوترات ودعم الحوار السياسي داخل الاقطار العربية الشقيقة، لما فيه مصلحة الامة العربية".

كذلك أبرق الى رئيس مجلس الامة الجزائري عبد القادر بن صالح مهنئا بتجديد انتخابه.

 

المشنوق من معراب: انتخاب رئيس للبنان قرار إقليمي ودولي غير متوافر

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 Lوطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على مدار ساعتين. وعلى الأثر، قال المشنوق: "نضع الزيارة في إطار ضرورة التشاور مع الحكيم، ولكن يجب أن نعترف جميعنا أن البلد يعيش عواصف سياسية، وليس عاصفة سياسية واحدة. وبالتالي، تركز النقاش على وجوب التروي والهدوء وإيجاد مخارج يجب أن تكون مشتركة دائما بيننا وبين الحكيم، نظرا لتاريخنا السياسي المشترك والطويل". وردا على سؤال، قال المشنوق: "النقاش دار حول ترشيح جعجع للنائب العماد ميشال عون. ولهذا، قلت إننا نمر في مرحلة عواصف سياسية تحتاج الى مداراة، اذ لسنا بحاجة الى مزيد من المواجهة". وعما اذا أصبحت الفرصة سانحة لانتخاب رئيس للجمهورية قريبا، قال: "إن انتخاب رئيس للبنان هو قرار إقليمي ودولي غير متوافر الآن، والفرصة غير سانحة في الوقت الراهن، والحوارات الداخلية لن تؤدي الى انتخاب رئيس جديد، إلا في حال ترافقت مع قرار إقليمي ودولي، إذ أن المشكلة في القرار وليس في الحوار". وشدد على أن "القرار الاقليمي والدولي غير ناضج حاليا لجهة انتخاب رئيس للجمهورية رغم كل ما يقال".

 

 جعجع التقى وفدا من بلدية غزير ودافيد عيسى واجتمع الى جهاز الإعلام

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 Lوطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، الكاتب والسياسي دافيد عيسى الذي قال عقب اللقاء: "لقد تشاورت مع رئيس القوات في ما يحكى عن إمكانية ترشيح القوات اللبنانية للعماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، ومن الواضح أن هناك نية لترشيح عون وهناك بعض الأمور التي تدرس ونحن نتمنى كل الخير للبلد، على أمل أن يكون كل ما يحصل لصالح انتخاب رئيس للجمهورية لأن البلد لم يعد يحتمل وبات على كف عفريت، وهناك الكثير من القضايا التي تشغل بال اللبنانيين". وأكج أنه "بغياب رئيس للجمهورية الأمور لا تسير بشكل سليم".

وردا على سؤال، قال عيسى: "ان ترشيح جعجع لعون "سيزرك" الكثير من الأطراف، ولكن تصوري الشخصي أنه لن يكون هناك رئيس للجمهورية، اذ ان هناك عقدة كبيرة لدى الطائفة الشيعية الكريمة في ما خص موضوع المشاركة في الحكم مع السنة، ولا أعرف إن كان الأمر متعلقا بإيران أم لا، ولكن حزب الله مرتبط بإيران كما أن تيار المستقبل مرتبط بالسعودية، وهذا أمر غير مخفي عن أحد فالقوى السياسية المتصارعة في لبنان لديها ارتباطات وتحالفات إقليمية. لذلك يجب على المسيحيين أن يتوحدوا وأن يكونوا خارج المحاور وألا يكونوا قسما مسيحيا سنيا وقسما آخر مسيحيا شيعيا".

بلدية غزير

من جهة أخرى، التقى جعجع وفدا من بلدية غزير برئاسة رئيس البلدية القنصل ابراهيم حداد، في حضور عضو المجلس المركزي في "القوات" شوقي الدكاش ومنسقها في كسروان - الفتوح الدكتور جوزف خليل.

اجتماع مع جهاز الاعلام

كما عقد جعجع اجتماعا مع أعضاء جهاز الإعلام والتواصل في "القوات" ومجلة "المسيرة" وموقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، بحيث تناول المجتمعون الأوضاع السياسية العامة وكانت مناسبة للتهنئة بالأعياد.

 

تكتل التغيير والإصلاح: قابل الأيام قد يحمل جديدا في إنتخابات الرئاسة ولاعتماد اللامركزية لحل أزمة النفايات

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016Lوطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته بالرابية. وبعد الاجتماع، تلا الوزير السابق سليم جريصاتي مقررات التكتل، فقال عن الإستحقاق الرئاسي: "لاحظ التيار أن ثمة إغراقا إعلاميا في هذه الآونة يتعلق بهذا الموضوع تحديدا، فنحن لسنا من القوم الذي يخفي خياراته واستحقاقاته واتصالاته. وقابل الأيام قد يحمل جديدا في المراكمة على الحيثية المسيحية الأقوى، والحيثية الوطنية التي يجسدها العماد ميشال عون". وعن تفعيل الحكومة، قال: "مقاربة تفعيل العمل الحكومي تتم من منطلقين، الأول آلية العمل الحكومي، فالحل التوافقي يرضينا ولم يعد يشكل عقبة طالما اننا ارتضينا جميعا التوافق الذي يوفق بين مستلزمات الوثيقة والدستور، والتفعيل على ان يستمر هذا التوافق ويسود من دون أي مواربة أو استثناء. أما المنطلق الثاني، أي التعيينات العسكرية والأمنية، فلا نخفيكم ان الحل لم نصل إليه بعد في مسألة التعيينات في المواقع القيادية والشواغر في الأسلاك العسكرية والأمنية. هناك مسعى نتمنى أن ينفذ إلى اتفاق. لذا، إن مشاركة وزراء التيار الوطني الحر أو عدم مشاركتهم أو مشاركتهم مع الإعتراض القوي في جلسة مجلس الوزراء المقبلة أمر مرهون بمساعي ما قبل جلسة الخميس. وتفعيل العمل الحكومي يفترض أن تكون الحكومة موجودة أولا، وألا يختزل بعض من في الحكومة صلاحيات الحكومة كاملة، فهذه المقاربة محسومة لدينا". وعن "الموقف اللبناني في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة"، قال: "إن هذا الموقف يشرف لبنان وديبلوماسيته الرائدة في الحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا التي تسمو كل اعتبار، من دون أن يمس هذا الموقف ما يسمى التجانس والإجماع العربي. الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل يزاوج بين ميثاق الدول العربية، وتحديدا المادة 8 منه، وإتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، لا سيما الديباجة والمادة 2 منها، التي تعرف الإرهاب وتستثني كفاح الشعوب المسلح لصد أي عدوان واعتداء من أجل التحرر وتقرير المصير. وأيضا يحترم هذا الموقف اتفاقية الدفاع العربي المشترك، كما المادة 55 من ميثاق الأمم المتحدة، وهو على كل حال يعبر عن سياسة الحكومة، كما هي مبينة في البيان الوزاري".

وعن النفايات، قال: "نؤكد أنه مرفوض أن يتخذ وزير البيئة المستفيق من ثبات عميق، قرارا بوقف استيراد مصانع التفكيك الحراري، بشرط موافقة الوزارة المسبقة، ولا مواصفات لديه متوافرة أو مقرة في مجلس الوزراء، مما يعني الاستنساب، في حين يمكنه أن يعتمد المعايير الدولية، كالتي يعتمدها مثلا الاتحاد الأوروبي لاستيراد هذا النوع من مصانع التفكيك الحراري، علما أنه سبق لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس سعد الحريري، أن اتخذ قرارا مبدئيا عام 2010، باللجوء إلى هذه التكنولوجيا المتقدمة لحل هذه المعضلة. وإن مصانع التفكيك الحراري من الجيل الرابع متوافرة في كل الدول المتحضرة كدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية. وأضف إلى ذلك، أن الحل الأمثل مع اعتماد اللامركزية، هو اعتماد هذا النوع من التكنولوجيا محليا، أي على الصعيد البلدي أو اتحاد البلديات، فضلا عن الكلفة الضئيلة نسبيا على قياس كلفة المعالجات الأخرى، كحل الترحيل الذي وصفه صحيحا الوزير أكرم شهيب، الوزير المعني به بالحل المجنون".

أضاف: "نذكر بموقف التكتل في هذا الصدد، لأننا كما نعلم أن هذه الأزمة متفاقمة، وهي أزمة صحية وبيئية بامتياز:

أولا: رفض حل الترحيل المتهور جذريا.

ثانيا: أين أموال البلديات من عائدات الخلوي؟ لماذا حجم الإمكانات عن البلديات لاعتماد المعالجات المتاحة للنفايات؟ فهل هذا الحجم بريء؟ لقد اقترحنا قانونا لم يدرج على جدول أعمال مجلس النواب كما تعرفون، وأقررنا مرسوما منذ شهر ونصف شهر لم ينفذ بتوزيع عائدات الخلوي على البلديات. فما المطلوب؟

ثالثا: موقف التكتل إذا، هو تزكية الحل اللامركزي لمعالجة معضلة النفايات المتفاقمة، والتي تهدد الصحة والبيئة بأخطر الأوبئة والأضرار لعقود، مما يجعل من مصانع التفكك الحراري وسائل متاحة.

خامسا: مسألة جوازات السفر، والرسوم التي يتم تقاضيها عن استبدالها، بحيث يطلب التكتل من المديرية العامة للأمن العام، معالجة مسألة تقاضي هذه الرسوم، مرتين عن الخدمة العامة ذاتها ولو جزئيا، والتحصن برأي هيئة التشريع والاستشارات والتعميم على المواطنين، وتأسيس كامل الإجراءات عليها".

 

كتلة المستقبل: عدم التزام لبنان بالاجماع العربي لم يكن خطوة حكيمة

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 طنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعا برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، استعرضت خلاله الأوضاع في لبنان، وفي نهاية الاجتماع تلا النائب عمار حوري بيانا رأت فيه الكتلة، انه "بعد مرور أربع وثلاثين محاولة لمجلس النواب لم تكلل بالنجاح في انتخاب رئيس للجمهورية تؤكد مجددا تمسكها بانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب فرصة للانتهاء من حالة الشغور الرئاسي في البلاد مما يمهد لاستعادة دور وعمل المؤسسات الدستورية ويفتح آفاق العودة الى الحياة الطبيعية ويضع حدا لحالة الانهيار ويستعيد القدرة على النهوض والنمو ويمكن لبنان واللبنانيين من الخروج من المأزق الحالي الذي يتخبط فيه لبنان والذي يتعرض فيه أمنه واستقراره السياسي والاجتماعي والمالي للخطر". واشارت الى ان "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ومن خلفهما ايران يتحملون المسؤولية كاملة عن أزمة الفراغ الرئاسي بكل ابعادها وانعكاساتها الخطيرة. وان استمرار تمسك حزب الله مدعوما من ايران بمنطق السلاح غير الشرعي ومحاولة فرض الوصاية السياسية على لبنان واللبنانيين بمنطق الحزب الواحد الشمولي يسهم اسهاما أساسيا في ما آلت إليه حال البلاد وفي استمرار حال تراجع دور الدولة وهيبتها لصالح سلطة الدويلة". واكدت انه "انطلاقا من فهمها العميق لصيغة لبنان الفريدة القائمة على العيش المشترك وايمانها بالدولة المدنية فإنها ترى أن الأسلوب الصحيح والوحيد الذي ينبغي التمسك به كمنهج دائم لمعالجة ومواجهة المشكلات هو نهج الحوار واستمرار التواصل مع مختلف الأطراف الداخلية الشريكة في الوطن من أجل الدولة العادلة والقادرة التي تتمتع بثقة من جميع أبنائها". ولفتت الى ان "استمرار تعطيل العمل الحكومي يعطل مصالح البلاد والعباد، واستمرار حال المراوحة السلبية يفاقم السلبيات الموجودة في لبنان على مختلف المستويات"، ورأت "ضرورة عودة جميع الاطراف اللبنانية الى الدولة وبشروط الدولة وليس بشروط أي فريق من الفرقاء بدءا من تفعيل عمل الحكومة وهو الامر الذي بات المسلمة الوحيدة المطروحة امام جميع الأطراف الداخلية. ولذلك فان كل من يضع الشروط المعرقلة امام هذا التوجه ويمارس الابتزاز انما يمعن في ارتكاب جريمة فادحة ضد لبنان واللبنانيين ومصالحهم". وحذرت الكتلة من "التفاقم الحاصل في الأوضاع الإقتصادية والمالية نتيجة استمرار المراوحة الحالية وعدم انتخاب رئيس الجمهورية والشلل الحاصل في عمل المؤسسات وهذا ما تثبته الارقام والمؤشرات المالية والاقتصادية، ومنها ما يتعلق بالتراجع الحاد في نسبة نمو الودائع المصرفية، وتزايد العجز في ميزان المدفوعات وازدياد حجم الديون المشكوك في تحصيلها، هذا إضافة الى تضخم حجم الإنفاق العام وفي انتفاء وجود أي نمو اقتصادي. إن هذه المؤشرات يجب أن تضع الجميع ولا سيما أولئك الذين يتسببون باستمرار حال التعطيل أمام مسؤولياتهم بكونها تحتم عليهم ضرورة التنبه الى هذه المخاطر لما لها من انعكاس سلبي على جميع اللبنانيين وعلى الاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي وبالتالي المبادرة الى تفعيل عمل الحكومة والمؤسسات الدستورية الأخرى وإيلاء الشأنين الاجتماعي والاقتصادي ما يستحق من اهتمام ورعاية".

واعتبرت ان "السياسة المستقرة التي قام عليها لبنان منذ استقلاله في العام 1943 فيما خص علاقاته الخارجية ومع العالم العربي هو في انه كان دوما حريصا ان يكون مع الاجماع العربي وهو كان دائما الى جانب الدول العربية في رفض الاعتداء او التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي. لذلك تبدي الكتلة أسفها للموقف الذي اتخذه وزير خارجية لبنان جبران باسيل خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي عقد في القاهرة لجهة عدم وضوح الموقف الثابت للبنان الذي يدين الاعتداء الذي حصل على البعثات الدبلوماسية والقنصلية للمملكة العربية السعودية في طهران ومشهد وفي رفض الاعتداء والتدخل في الشؤون الداخلية لدولة البحرين".

وشددت على "اهمية التمسك بسياسة النأي بالنفس بالنسبة للبنان، وذلك كما جرى التعبير عنه في إعلان بعبدا"، معتبرة ان "عدم التزام لبنان بسياسة الاجماع العربي بشكل واضح لم يكن خطوة حكيمة في هذه الظروف المصيرية في المنطقة، بل خطوة باتجاه رهن سياسة لبنان لمصلحة النظام السوري والمحور الايراني الذي يعمل على تحقيق أطماعه في السيطرة والتحكم في المنطقة وهو ما ترفضه شعوب المنطقة العربية". وإذ ثمنت "نجاح المساعي الدولية والعربية في ادخال الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية والدوائية الى سكان القرى المحاصرة في سوريا وعلى وجه الخصوص الى قرى مضايا وكفريا والفوعا"، عبرت عن "ادانتها الشديدة لهذا التصرف الاجرامي الذي ارتكبه النظام ضد الشعب السوري في تجويعه لتركيعه"، مدينة "أي مشاركة لحزب الله في هذه الجريمة المروعة التي هي من الجرائم ضد الإنسانية". واكدت "موقفها الثابت في أهمية التحضير والالتزام بإجراء الانتخابات البلدية في موعدها المقرر لما لهذه الانتخابات من أهمية كبيرة على مستوى تجديد البنى والمؤسسات المدنية والمحلية الممثلة للبنانيين والتي تلعب دورا أساسيا في انماء قراهم وبلداتهم. ولقد أثبتت التطورات الحاصلة كما شهدها اللبنانيون خلال تجربة الأشهر الأخيرة مدى أهمية دور البلديات النشيطة والمتطورة في حفظ بيئتهم وتحسين مستوى ونوعية الخدمات الضرورية التي يحصل عليها اللبنانيون في كافة المناطق وعلى مختلف المستويات الإنمائية والخدماتية". ودانت الكتلة "التفجيرات الإرهابية التي حصلت في العراق وتركيا وتأسف لسقوط الضحايا الأبرياء"، معتبرة أن "الإرهاب لا دين له وهو عدو لكل الشعوب دون استثناء، وعلى تناقض كامل مع كل الأديان وكل المثل العليا الإنسانية والحضارية"، متوجهة "للشعبين العراقي والتركي بأحر التعازي بالضحايا"، متمنية "الشفاء العاجل للجرحى"، آملة أن "يعم السلام والأمن والإستقرار في المنطقة".

 

ميشال سليمان: دور سلبي لإيران في لبنان.. وحزب الله مضر ولا أعلم متى تحل أزمة الرئاسة

الرياض: ناصر الحقباني/الشرق الأوسط/انتقد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، الموقف «السلبي» الذي تلعبه إيران في بلاده، قائلاً إن إيران «لم تقدم شيئًا ملموسًا للبنان، بل مجرد صداقة ونيات». وأضاف في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» أن حزب الله «أضر» هو الآخر بلبنان، وباقتصاده، مشيرًا إلى أن «سمعة البلد تراجعت اقتصاديًا بسبب تورط حزب الله في شؤون سوريا». وذكر الرئيس اللبناني السابق أيضًا أن «استخدام لبنان وأراضيه منصة للهجوم على بلدان صديقة ومجاورة للبنان، يعد انتقاصا للسيادة اللبنانية بالدرجة الأولى ولسيادة الدولة على أراضيها، وأنا ضد ذلك». وبخصوص الوضع في سوريا، قال سليمان إن «لبنان يتمنى إيجاد حل في سوريا، حيث سينعكس ذلك إيجابيًا على لبنان، على الأقل وقف ارتهان الرئاسة اللبنانية كورقة ضغط على سبيل الحل السوري». واعتبر سليمان أن الحملة الإعلامية الموجهة في لبنان ضد السعودية ودول الخليج «خطأ قاتل وكبير». وأضاف: «نحن مع السعودية، وتربطنا علاقات تاريخية، لا يجب أن تتعرض للأذى من أي طرف لبناني، مهما كان الموقف السياسي، وأنا تصديت عدة مرات للذين أطلقوا تصريحات ضد السعودية بشكل أساسي، وضد باقي الدول الخليجية والعربية». ولدى سؤاله عن موعد حل الأزمة الرئاسية في لبنان، قال سليمان إنه يتمنى «أن يكون ذلك غدا، لكن لا أعلم» متى سيجري اختيار رئيس للجمهورية بالفعل.

 

خلاف «القوات» ـ «المستقبل» يحتدم: ترشيح عون ردًا على ترشيح فرنجية وجلستا الحوار الوطني والثنائي بحثتا تفعيل العمل الحكومي وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/16/أبلغ حزب «القوات اللبنانية» قوى «14 آذار» التي ينتمي إليها قراره بدعم ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لكنّه ربط الإعلان الرسمي عن هذا الترشيح بإعلان تيار «المستقبل» رسميا أيضا ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة. ولا تزال «القوات» عاتبة على رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري على خلفية القرار الذي اتخذه نهاية العام الماضي بدعم ترشيح فرنجية، الحليف والصديق المقرب لحزب الله والرئيس السوري بشار الأسد، «من دون مراعاة موقف جعجع الرافض لهذه العملية». ويعتبر الأخير أن قوى «14» قررت التسليم لفكرة أن الرئاسة باتت من حصة «8»، بتخليها عن ترشيحه مقابل تبني فرنجية. وهو ما عبّر عنه مستشار جعجع، العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، لافتا إلى أنّه «وفي حال كان الخيار بين عون وفرنجية، فلا شك أننا سندعم الأول باعتباره أكثر تمثيلا للمسيحيين، كما أنّه ملائم أكثر للموقع لأكثر من سبب». وقال قاطيشا لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة ليست لدينا بل لدى حلفائنا الذين قرروا تركنا في منتصف الطريق للذهاب إلى قوى (8) وتبني أحد مرشحيهم للرئاسة.. الطابة في ملعبهم اليوم، وبالتحديد في ملعب (المستقبل) والنائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فإذا قرروا إعلان ترشيحهم رسميا لفرنجية، فنحن سنعلن ترشيح العماد ميشال عون». وأوضح قاطيشا أنهم أبلغوا حلفاءهم بقرارهم هذا في اجتماع ضم ممثلين عن مختلف قوى «14» وعقد في الساعات الماضية. وأشار الأمين العام لقوى «14» النائب السابق فارس سعيد، إلى أن نائب رئيس حزب «القوّات» النائب جورج عدوان أبلغهم في اجتماع لقوى «14» أول من أمس الأحد، بأنّ هناك توجهًا لدى الحزب لترشيح عون لرئاسة الجمهوريّة، إلا أنه أعرب عن اعتقاده أنّه «لا عون ولا فرنجية قادرين في هذه اللحظة على الوصول إلى الرئاسة». وردًا على سؤال عن جديّة ترشيح «القوّات» لعون، قال سعيد: «كلنا جديون في محاولة إنقاذ الجمهورية التي تبدأ بانتخاب الرئيس». وحلّ الملف الرئاسي طَبَقًا غير أساسي على طاولتي الحوار الوطني، وكذلك الثنائي، اللذين طبعا المشهد السياسي في لبنان أمس الاثنين؛ إذ بحثت الجلسة الـ13 للحوار الوطني الذي يضم الأقطاب اللبنانيين، صباحا، ملفات متعددة؛ وعلى رأسها تفعيل العمل الحكومي، وكيفية تحييد لبنان عن صراعات المنطقة المحتدمة انطلاقا من الخلاف حول الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم الأحد الماضي. وقال عضو هيئة الحوار، وزير السياحة ميشال فرعون، إن المناقشات في جلسة أمس تركزت حول تحريك العجلة الحكومية على أساس الصيغة التوافقية، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّه اقترح «في ظل التصعيد الحاصل في المنطقة عقد جلسة مخصصة لتحديد مبادئ ومقتضيات وآليات تنفيذ سياسة النأي بالنفس كبوابة لتسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد». وأضاف فرعون: «بما أن مسائل خارجية لا تزال تعرقل إمكانية تحقيق أي تقدم يُذكر على صعيد الأزمة الرئاسية، إضافة لعوائق داخلية مختلفة، فقد يسهّل الاتفاق على مسألة النأي بالنفس وآلياتها عملية انتخاب رئيس، باعتبار أننا بذلك نتفق على جزء أساسي من برنامجه الرئاسي». من جهته، أعلن النائب عن حزب الله علي فياض بعد انتهاء جلسة الحوار الوطني في مقر إقامة بري بمنطقة عين التينة في العاصمة بيروت، أنه «تم الاتفاق على تفعيل عمل الحكومة، والسعي ما أمكن لتذليل العقبات والتعاون على معالجتها». وأضاف: «كما اتفقنا على أنه لا حاجة لأي خطاب تصعيدي يسيء إلى مناخ البلد». وانسحب البحث في موضوع وجوب ضبط الخطاب السياسي إلى جلسة الحوار الثنائي التي انعقدت مساء أمس بين ممثلين عن حزب الله وتيار المستقبل، وأرخت ظلالا إيجابية على المشهد اللبناني العام بعد تصاعد المخاوف من إمكانية انعكاس التصعيد الذي تشهده المنطقة سلبا على الوضع الداخلي في لبنان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 روجيه اده: دعم القوات لعون جدي والاعلان عنه قريبا

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - اقام رئيس حزب السلام اللبناني روجيه اده وعقيلته أليس مأدبة عشاء في دارتهما في بلدة اده - قضاء جبيل شارك فيها اعضاء اللجنة التنفيذية في الحزب وعدد من الفاعليات وحشد من الاعلاميين . والقى اده كلمة امل فيها ان "تحمل السنة الجديدة الطمأنينة والسلام والامان للبنان ولجميع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم على رغم الافلاس الذي تعيشه الدولة وقياداتها اليوم"، متمنيا على "رئيس الحكومة تمام سلام ان يبقى على تواصل مع جميع الافرقاء والعمل على التهدئة لتخطي المرحلة الصعبة التي نعيشها" . وقال :"ان ما نحلم به اليوم في لبنان هو ان يبقى هذا البلد على ما هو عليه من الاستقرار والازدهار وفاعلية النظام الامني على الصعيد الداخلي وعلى الحدود لان الخوف من تفجير لبنان من الخارج والداخل قائم ، ولبنان مرتاح اليوم لان اللاعبين القادرين على التصعيد منشغلون في الاقليم والمنطقة. ولكن بالرغم من ذلك لا يوجد شيء آمن لا لبنان مثله مثل الدول المحبطة مرشح لان يكون جزء من اعادة تأسيس وتنظيم المنطقة" . واذ رأى اده ان "جلسات الحوار هي مضيعة للوقت". شدد على ضرورة "الاستمرار بها لان الحوار بين الافرقاء يبقى الافضل من غيره للحفاظ على شعرة معاوية". واكد "ان قرار دعم القوات اللبنانية للعماد عون لرئاسة الجمهورية هو قرار جدي والاعلان عن ذلك سيتم قريبا". ولفت الى ان "موقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب كان منسقا مع رئيس الحكومة تمام سلام". واستبعد "حصول انتخابات رئاسية في القريب بل اعادة التأسيس اقليميا ودوليا ولبنانيا"، لافتا الى انه "بصدد الاعلان عن مبادرة بعد التشاور مع الافرقاء السياسيين اللبنانيين تتضمن مقايضة الغاء الطائفية بنظام اتحادي وفق النموذج السويسري" . ووصف الكلام التهديدي من النائب محمد رعد للرئيس سعد الحريري " بالمرجلات " ولرفع معنويات المناصرين"، معتبرا انه "عندما يرفع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله او غيره من قيادات الحزب يكونون عندها في موقع ضعف، انما الخوف منهم يكون عندما يخفتون الصوت ولا يتكلمون" . واستبعد "حصول مشاكل بين السنة والشيعة في لبنان، لانه القادر عليها شيعيا هو حزب الله وهو منهمك ومشغول اليوم في مكان آخر، والقادر عليها من الناحية السنية هو دخول داعش لان اهل السنة في لبنان هم بمنتهى الاعتدال ويرفضون المواجهة الدموية" . وهنأ الجيش اللبناني والقوى الامنية كافة على "الانجازات التي تحققت في القاء القبض على الارهابيين وحفظ الامن في لبنان ". ووصف اده العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز " بملك الحزم" واليوم هناك ثورة جذرية في السياسة السعودية" ، مشيرا الى انه "اذا قطعت ايران الخط الاحمر واستفزت المملكة العربية السعودية فلدى الاخيرة الاسلحة المتطورة والقدرة العسكرية والتفوق الجوي الذي كان لدى اسرائيل عندما هزمت عبد الناصر عام 1967"، معتبرا ان "السعودية عندما تخوض اي معركة تكون تخوض معركة البقاء" . ورأى ان "قرار اعدام الشيخ نمر النمر هو قرار قضائي سعودي والتوقيت له علاقة بالوضع الدولي وبتقارب الولايات المتحدة الاميركية من ايران ومراهنة الرئيس اوباما على تحالفه معها واقتراب رفع العقوبات عنها حيث هي اليوم بموقع الضعيف سواء من خلال الحصار الاقتصادي وتصاعد الضيقة الاقتصادية الايرانية وعدم القدرة على تجديد الاسلحة، فان هي تحدت السعودية تهزم" . واعتبر ان "الاهم بكثير من اعدام الشيخ نمر النمر هو اعدام الشيخ فارس الشويلي الزهراني قائد التكفيريين في المملكة" .

 

جابر: حوار المستقبل وحزب الله مؤشر مهم

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5"، ان "عودة الحوار بين المستقبل وحزب الله هو مؤشر مهم على نجاح مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري لتخفيف التشنج وجلسة الامس مؤشر جيد خصوصا وان لبنان هو المكان الوحيد الذي يجري فيه حوار بين السنة والشيعة". واعتبر ان "الاتفاق على تفعيل العمل الحكومي امر جيد ولكنه يؤشر الى ان ورقة الرئاسة مؤجلة لبعض الوقت"، مشيرا الى ان "تلبية الرئيس نبيه بري الدعوة التي وجهت اليه لزيارة السعودية ربما تحتاج لمزيد من الوقت"، ومؤكدا ان "بري سيحدد الوقت المناسب لاتمام هذه الزيارة".

 

بدنا نحاسب وجهت رسالتين الى المؤسسات الرقابية والقضاء

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام حلا ماضي ان ناشطي حملة بدنا نحاسب وجهوا خلال اعتصامهم أمام قصر العدل في بيروت رسالة في اتجاهين: الرسالة الأولى باتجاه المؤسسات الرقابية التي عليها القيام بدورها بصورة صحيحة بالسهر على الأموال العمومية والأموال العمومية والأموال المودعة في الخزينة بمراقبة استعمال هذه الأموال ومدى انطباق هذا استعمال على القوانين و الأنظمة، أما الاتجاه الثاني فهو نحو القضاء. وأشارت المحامية رانية غيث التي تلت البيان إلى أن "حق المواطنين على مجلس القضاء الأعلى هو مكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين عن سرقة المال العام دون الرضوخ لضغوطات السلطة السياسية وفضح تدخلهم والا كان القضاء أيضا مشاركا في الفساد أو على الأقل ساكتا عن الحق". من جهته، دعا المحامي واصف الحركة الناس "للنزول إلى الشارع نهار الخميس المقبل أثناء انعقاد جلسة مجلس الوزراء عند العاشرة والنصف صباحا"، معتبرا أن "تحركات بدنا نحاسب مستمرة وسيكشفون بالأسماء أسماء الفاسدين ومعرقلي عمل القضاء".

 

حبيب أفرام إثر تفجير دير في الموصل: استمرار استهدافنا قرار مركزي

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام أن "استمرار استهداف المسيحيين في الشرق هو قرار مركزي من قوى كثيرة وكأننا حمولة زائدة يجري التخلص منها في مسار الحروب، بكل الوسائل". وقال في بيان اليوم: "ليس جديدا أن يستهدف داعش ديرا للسريان الأرثوذوكس في الموصل تفجيرا ونهبا لأنه يرفض أي مكون وأي تعدد وأي تنوع، قومي وديني ومذهبي، ويريد حتى إلغاء التاريخ وبصماتنا على صفحاته. وليس غريبا أن يستشهد سرياني مسيحي مشرقي مقاوم في القامشلي في سوريا على يد تنظيم كردي. فحتى الأكراد الذين يشتكون من قمع الآخرين عليهم يريدون استعارة النموذج نفسه على باقي المكونات القومية والدينية. وليس جديدا أن تحطم كل قبور مسيحيي ليبيا بشكل جماعي، ولا أن تعمم في الجوامع أننا نفتش عن أي مسيحي في ليبيا لإعدامه. وليس سهلا أن يسكت العالم عن كل ما يجري. لا أحد يهتم. طبيعي أن نهجر ونقتل ونخطف. ممنوع علينا حتى الصراخ. صرنا ذميين قانعين أن يسمح لنا فقط بالهجرة". ورحب أفرام بنداء البابا فرنسيس لحماية مسيحيي الشرق، وسأل: "هل تكفي النداءات؟ لماذا لا يحاول قداسته الدعوة إلى مؤتمر عالمي في حاضرة الفاتيكان يضع النقاط على الحروف، ويحمل المسؤوولية لكل من لا يحارب الإرهاب ويحمي التنوع والتعدد في الشرق".

 

التيار المستقل: لاعتبار الهيئة العامة للمجلس ناخبة لا تشريعية

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد "التيار المستقل" اجتماعه الدوري برئاسة النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرة. وأشار "التيار" في بيان إثر الاجتماع، الى أن "المواقف الصادرة عن مختلف الاطراف جاءت لتؤيد ما سبق ونادى به التيار المستقل لجهة المطالبة بحياد لبنان عما يجري حوله لما في التدخل من استجلاب للحروب والاحقاد والفتن، وهذا التوجه تصدر المبادىء الاساسية التي تضمنها النظام الداخلي للتيار المستقل". ولفت البيان الى أن المجتمعين تطرقوا الى "ما ورد في صحيفة الديار في عددها الصادر في 9 من الشهر الحالي حول توزيع مبلغ عشرين مليون دولار لبعض القادة الاطراف"، فطالبوا "باعتبار الخبر المذكور الوارد في هذه الصحيفة بمثابة اخبار للسلطات القضائية المختصة بغية التحقيق بما ورد فيه واحالة المعنيين به الى المحاكمة والا في حال كان الخبر ملفقا، كان واجب محاسبة المسؤول عن نشره". واصر المجتمعون على "وجوب أن يقوم مجلس النواب بواجباته الدستورية والقانونية، أولها انتخاب رئيس للجمهورية التزاما بما فرضته المواد 73 و74 و75 من الدستور، واعتبار الهيئة العامة للمجلس هيئة ناخبة وليس تشريعية خشية تعريض القوانين التي يصدرها حاليا للطعن والابطال، كما وفرض حضور النواب اليه وممارسة واجباتهم وليس التهرب والغياب المتواصل لتعطيل انتخاب الرئيس".

 

الموسوي للاتحاد الاوروبي: لوقف انتهاكات حقوق الانسان ودعم لبنان لمواجهة اعباء النزوح السوري

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، في مكتبه في المجلس النيابي، سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن والوفد المرافق لها، وعرض معها التطورات المحلية والدولية والاقليمية. واشار بيان صادر عن مكتب الموسوي الى "ان الموسوي دعا الاتحاد الاوروبي الى تحمل مسؤولياته الحضارية بوقف انتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها النظام السعودي ضد معارضيه السلميين، وضد الشعب اليمني الذي يفرض عليه عدوان غاشم وحصار تمويني قاتل". كما شدد الموسوي على "ضرورة وقف تمويل المجموعات التكفيرية الارهابية في سوريا وعلى فك الحصار عن كفريا والفوعة ونبل والزهراء الذي مضى عليه اكثر من ثلاث سنوات". وفند الموسوي "المزاعم التي تطلقها الالة الدعائية المعادية حول وقائع مختلفة"، لافتا الى "ان مئات الالاف من النازحين السوريين يعيشون بين اهلهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، لا في مخيمات كما في مناطق اخرى". وحض الموسوي الاتحاد الاوروبي على "تقديم الدعم اللازم للبنان ليتمكن من مواجهة الاعباء التي يفرضها العدد الكبير من النازحين". واستعرض مع السفيرة لاسن والوفد المرافق مشاريع تنموية يمكن للاتحاد الاوروبي المساهمة فيها، منها تنظيف مجرى نهر الليطاني من النبع الى المصب وانشاء مرفأ تجاري في الناقورة.

 

لازاريني من بكركي: كل يوم إضافي دون رئيس يضعف لبنان

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، منسق أنشطة الامم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية في لبنان فيليب لازاريني في زيارة بروتوكولية، أعرب بعدها لازاريني عن إعجابه "باضطلاع البطريرك الراعي بالقضايا المحلية والإقليمية ومدى التزامه كل ما يقدم الخير للبنان". وقال: "إنها زيارتي الأولى لصاحب الغبطة، ولقد لفتني مدى اهتمامه بكل ما يدور من أحداث، إضافة الى سعيه لإيجاد حلول لكل المشاكل، تكون مبنية على أساس التسامح والديموقراطية لكي تشكل أملا جديدا للبنانيين".

وأضاف: "لقد تحدثنا مع غبطته عن مدى تأثير الأزمة الإقليمية والأزمة السورية على لبنان ولا سيما مع وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ على أراضيه، وما يشكله هذا الوجود من ضغط على كل المستويات. وفي هذا الإطار كان هناك بحث في كيفية تقديم أفضل دعم ليس فقط للاجئين وانما للبنان لمساعدته في هذه المرحلة العاصفة بالأزمات على الحفاظ على استقراره". وختم لازاريني: "كما كان هناك تبادل للآراء حول الأزمة السياسية الحالية في لبنان والشلل الذي يصيب المؤسسات، ولقد أعربت عن تمنياتي أن تحل هذه المسائل، لأن كل يوم إضافي يمر من دون انتخاب رئيس للجمهورية ومن دون تفعيل عمل المؤسسات الدستورية يضعف لبنان".

معوض

ثم التقى الراعي رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، وكان عرض لأبرز ما تشهده الساحة الداخلية من تطورات ولا سيما تلك المتعلقة بالانتخابات الرئاسية.

وأشار معوض الى وجود "تفاهم حول الأولوية لانتخاب رئيس للبلاد لتحريك مؤسسات الدولة والاقتصاد اللبناني"، لافتا الى ضرورة أن يكون "الرئيس المنتخب قويا لأن وجود إجماع مسيحي ووطني حوله يقدم له الدعم ويساعده على اتمام المهمة التي يوكلها اليه الدستور".

بويز

ثم التقى الراعي الوزير السابق فارس بويز الذي قال: "نحن على التقاء دائم مع غبطة البطريرك في تقويمه للأمور وقراءته لها، اليوم أكثر من أي وقت مضى. فبعد مرور أكثر من سنة ونصف سنة على الفراغ الرئاسي وما يفرضه من تهديد اقتصادي واجتماعي وأمني وسياسي على الوجود اللبناني، نشهد حلقة جديدة من المبارزات الخطيرة. وإن حصر الأمور بعدد محدد من الموارنة كان خطأ منذ البداية، لأنه يلغي أي هامش سياسي. ولكن إتمام العملية الانتخابية ضمن معركة عادية وقانونية وهادئة، تمكن وصول أحدهم الى سدة الرئاسة، فهذا امر مرحب به، وإلا فلا بد من إعادة البحث مجددا عن شخصية مستقلة ذات تاريخ ناصع ومطمئن لكل المكونات الوطنية، يمكنها من اداء دور إيجابي، يكون حقيقة دور رئيس الجمهورية، أي جامع الوحدة الوطنية ومحرك الحياة السياسية الوطنية".

وفد الجالية في فنزويلا

ثم استقبل الراعي وفدا من الجالية اللبنانية في فنزويلا ضم: سفير لبنان في فنزويلا الياس لبس، عميد الجالية اللبنانية في فنزويلا الشيخ ادمون قبشي، السيد موريسيو طربيه، والدكتور فادي لبس يرافقهم الأب اسطفان فرنجيه في زيارة أكد في خلالها اعضاء الوفد الأثر الايجابي الذي أحدثته زيارة البطريرك الراعي الأخيرة لفنزويلا. وأوضح قبشي ان "هذه الزيارة التاريخية كانت اكثر من ضرورية لأنها لم تمد الفنزويليين المتحدرين من اصل لبناني بمزيد من التعلق بوطنهم الأم لبنان وحسب، وانما أظهرت للسلطات المدنية والروحية في فنزويلا مدى ارتباطنا بكنيستنا واحترامنا وتقديرنا العميق لها من خلال حفاوة الإستقبال المميز لصاحب الغبطة الذي تأثر بدوره بقوة ايمان ابنائنا وصدق مشاعرهم النبيلة تجاه كنيستهم". وأضاف: "لقد شاركت الجالية اللبنانية بكل أطيافها في كل المناسبات التي نظمت على شرف البطريرك الراعي وعبرت له عن مدى تقديرها وشكرها للزيارة التي خصها بها متمنية ان يكرر غبطته هذه الزيارة لأنها تشكل فرصة جديدة لإلتماس بركته والإستماع الى حكمته والاستنارة بأفكاره والشعور بعاطفته الأبوية التي لمسها افراد الجالية عموما والموارنة بشكل خاص. وإذ نقل تحيات ابناء الجالية الفنزويلية الى صاحب الغبطة اكد قبشي ان هناك اعدادا كبيرة منهم تود زيارة لبنان والتعرف اليه والإستثمار فيه ولكن يجب تسهيل هذا الأمر من قبل المعنيين في لبنان". بدوره أشار لبس الى انه تم التطرق في خلال اللقاء مع الراعي الى موضوع مساحة الأرض التي قدمتها الدولة الفنزويلية للكنيسة المارونية وأهمية استثمارها في مشروع يستفيد منه ابناء الجالية اللبنانية على كل المستويات.

زوار

ومن زوار الصرح عضو "المؤسسة المارونية للإنتشار" شارل الحاج ثم المحاميان سعيد علامة أمين سر صندوق التقاعد في نقابة المحامين في بيروت وروكز فغالي اللذان عرضا لأهمية تقوية العلاقات بين اللبنانيين المنتشرين في العالم، ولبنان.

 

درباس : اجواء الحوار امس كانت ايجابية

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس في حديث الى اذاعة "الشرق"، ان أجواء اجتماع طاولة الحوار امس، "كانت إيجابية رغم أن الأمور قد طرحت بكل صراحة على طاولة البحث، لا سيما مسألة موقف لبنان في جامعة الدول العربية إلى مسألة الإمتناع عن حضور الجلسات, وقد لمست ميلا الى تبريد الأجواء والذهاب إلى تسيير أمور الناس", مؤكدا أن "جهودا ستبذل حثيثة من الآن وحتى الخميس المقبل لإزالة ما تبقى من عقبات وبناء الجسور اللازمة". وعما اذا كانت الحكومة تستطيع أن تستغل الفرصة المناسبة لا سيما بعد تعذر إنتخاب رئيس، اجاب: "ما قاله الرئيس بري ان الإنتخابات الرئاسية متعذرة وهذا يجعل عمل الحكومة مطلوبا من باب أولى، لكنه قال أيضا لو كان الإنتخاب غدا لما كانت الحكومة تتوانى عن إجتماع اليوم فتسير أمور الناس وهذا من أولويات الحكومة", لافتا إلى أنه "لمس أن المجتمعين لا يرغبون في الإستمرار بالتباعد". وقال: "لا أستطيع الجزم أن الأمور ستصل إلى خواتيمها السعيدة الإ بالتجربة التي سنراها يوم الخميس، وعلي أن أؤكد أن رئيس الحكومة قال لقد أرجأت الإجتماع إلى أن إنتهيت من ملف النفايات والآن أقوم بواجبي الدستوري وهو الدعوة إلى إجتماع الحكومة وقد مارست صلاحياتي وان أردتم العمل فأنا جاهز ومن لم يرد فهو يتحمل المسؤولية". وعما كتب عن جان عبيد قال: "أنا لم أكتب عنه كمرشح للرئاسة إنما كرجل نادر من الزوايا الإنسانية والثقافية والسياسية لم يتول أمرا حتى في ظل الظروف المعقدة إلا وكان ناجحا نجاحا باهرا, هو يستطيع إمتصاص غضب الغاضبين", لافتا إلى أنه "لم يتبن أي فريق سياسي ترشيحه لأنه ليس منتميا إلى فريق سياسي, ربما سيأتون إليه فالرئاسة هي مستديرة وليست متراسا"، موضحا ان "جان عبيد هو رجل لديه رؤية وهو حاجة لبنان". وعن السجال في فريق 14 آذار حول ترشيح فرنجية وإحتمال ترشيح الجنرال عون للرئاسة قال: "لقد سألت الرئيس السنيورة وليس صحيحا ما نشر على الإطلاق, إن الموضوع لم يطرح بهذا الشكل وكانت هناك تداولات بدليل أن إجتماع 14 آذار كا ينعقد بصورة دورية ودون تجاذبات, طبعا هناك إختلاف في وجهات النظر والأمر المختلف عليه الآن أصبح خارج الأولويات مؤقتا على الأقل والأمر المختلف عليه لم يعد مطروحا". واعتبر ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "رجل سياسي له رؤيته الخاصة وربما يجد في الجنرال عون مواصفات الرجل الصالح ولا أريد أن أشاركه أو أدخل معه في سجالات، أعتقد أن أي شخص يتفق عليه من قبل الأطراف يكون مرشحا ناجحا المهم هو الإتفاق". وعن موضوع النفايات أشار إلى أن "الرئيس سلام أبلغنا أن الموضوع قد رسا على شركتين وقد وضعت الكفالات اللازمة وأنا في هذا الصدد كنت مواكبا لنشاط الوزير شهيب وكان يطمئنني وقد وصل ومعه الرئيس سلام إلى نتيجة جيدة", شارحا أن الحكومة ليست كائنا مستقلا إنما هي مكونة من مجموعة أفرقاء وهي حصلية هؤلاء وعندما يعجزون عن الإتفاق على إسم في ما يخص التعيينات، فهذا ليس ذنب الحكومة إنما ذنب الذين فشلوا في الإتفاق", واصفا "مجلس الوزراء بأنه الوعاء الصالح لتلقي الإتفاقات ويصبح لوم الحكومة هو من قبيل الهروب من الواقع ومحاولة التنصل من المسؤولية التي تقع على عاتق الذي لا يقوم بواجبه". وعن موضوع اللاجئين السوريين وما نشرته "هيومن رايتس واتش" قال: "لا توجد دولة في العالم تتعامل مع اللاجئين مثلما يتعامل لبنان مع الأخوة السوريين بين لاجىء ومقيم, لدينا مليونا نازح وعدد اللبنانيين أربعة ملايين وهذا يشكل عبئا كبيرا". أضاف: "إن لبنان لا يمنع خروج السوري من لبنان والعودة إليه مجددا, في حين أنه في دول الجوار من يذهب لا عودة له, في لبنان قوانين عمل ولا يجوز للاجئين تخطيها ورغم هذا فإن الإخوة السوريين يعملون في شتى المجالات, نحن ربما نقوم بغض النظر عنهم", مشيرا إلى أن "وزير الداخلية سيعلن إجراءات معينة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

“الحرس الثوري” يحتجز 10 بحارة أميركيين في الخليج.. كيري يتصل بظريف لمتابعة القضية

وكالات/13 كانون الثاني/16/أعلن مسؤول أميركي ان الولايات المتحدة واشنطن تعمل على إستعادة زورقين لبحريتها تحتجزهما إيران. وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية أنه “في وقت سابق من اليوم فقدنا الإتصال بزورقين صغيرين تابعين للبحرية كانا في طريقهما من الكويت الى البحرين”. مضيفا “لقد إتصلنا بالسلطات الإيرانية التي اكدت لنا ان عناصرنا بخير وعلى ما يرام، وحصلنا على ضمانات بأنه سيتم السماح سريعا لبحارتنا بإكمال رحلتهم”. وبحث وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في قضية الزورقين، وتعهد الأخير بالسماح لهما بمواصلة الرحلة فورا. في وقت أشارت وكالة “فارس” الإيرانية إلى أن “الحرس الثوري” الإيراني هو الذي إحتجز القاربين وعلى متنهما عشرة بحارة أميركيين ، وأنهم بخير وفي صحة جيدة، وهم اعتقلوا داخل المياه الإقليمية الإيرانية. وأفادت معلومات من “البنتاغون” أن طهران أبلغت الولايات المتحدة أنها ستعيد أفراد الطاقمين فورا. كما ذكر البيت الأبيض أنه يعمل لحل المسألة، وهو يريد عودة العسكريين الأميركيين إلى مهامهم المعتادة. وفي حين أفادت معلومات نقلا عن مسؤولين آخرين بأنه من من غير المرجح إفراج إيران عن البحارة المحتجزين الليلة، ذكرتقناة “الجزيرة” أن “الحرس الثوري” الإيراني يؤكد أن البحارة الأميركيين المحتجزين أصبحوا الآن في مكان آمن بجزيرة فارسي الإيرانية.

 

انفجار اسطنبول: لدفع تركيا نحو المستنقع السوري

وسام الامين/جنوبية/ 12 يناير، 2016/كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان انتحاريا يحمل الجنسية السورية وراء هجوم اسطنبول الذي خلف 10 قتلى على الأقل و15 جريحا اليوم الثلاثاء، وأشار إلى أن موقف تركيا الحازم بشأن محاربة الإرهاب لن يتغير. أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، “نعمان قورتولموش”، في تصريحات صحفية، أن الانتحاري الذي فجّر نفسه في المكان، سوري الجنسية، ومن مواليد 1988، وأنه جاري التحقيق في ارتباطاته. وكان تساءل أردوغان في تصريحاته للصحفيين عقب الانفجار “هل توجد دولة أخرى في العالم تواجه تنظيم داعش الإرهابي بحزم أكثر من تركيا، وتدفع ثمنا مثلنا؟”. وفي استئناف لهجومه على السياسة الروسية وتدخلها العسكري في سوريا أكّد الرئيس التركي “أن روسيا لا تواجه “داعش”، بل على العكس تعمل على إقامة دويلة سورية في اللاذقية ومحيطها، وتقصف أبناء جلدتنا التركمان هناك”. ويرى المراقبون ان مرحلة اشتعال الحروب بالوكالة في المنطقة قاربت نهايتها، وان المرحلة القادمة هي مرحلة خوض المعارك بشكل مباشر بين الأفرقاء الإقليميين والدوليين أنفسم، فقبل شهرين دخلت روسيا جويّا المعركة السورية بشكل مباشر بعد ان اغرتها ايران بذلك، والأخيرة خسرت المئات من جنودها بعد عام من تدخلها البري ضد فصائل المعارضة السورية دفاعا عن نظام الرئيس بشار الاسد، بالمقابل السعودية وحلفاؤها الخليجيون أصبحوا في الميدان اليمني منذ منتصف العام الماضي مع الاعلان عن بدء حملة “عاصفة الحزم” وخسرت المملكة ايضا المئات من القتلى والجرحى اضافة للمليارات من خزينتها انفاقا على تلك المعركة التي يبدو انها ستكون طويلة الأمد اسوة باختها الحرب السورية. ولما كان التحالف الدولي بقيادة اميركا يقصف منذ عام ونصف قواعد داعش وقوافلها في سوريا والعراق بمشاركة تركيا دون ان يمنع تمددها، ولكن مع اتهام انقرة من قبل اعدائها وحلفائها انها غير جدية بمحاربة داعش لان الامدادات البرية لهذا التنظيم الارهابي بشريا ولوجستيا يتم عبر اراضيها، فان هذا الانفجار الدموي في اسطنبول اليوم هو اشارة مباشرة لانقرة انها في الطريق للتورّط بالحرب التي يخوضها جيرانها العرب ويخوضها التحالف الدولي ضد داعش وان لا فائدة من البقاء بعيدا عن خوض هذه المعركة الدولية ضدّ الارهاب. واذا كانت تركيا غير معنية استراتيجيا بقتال داعش الذي يقف بصلابة في وجه اعدائها (حزب العمال الكردستاني) على حدودها الجنوبية الشرقية، في الاراضي السورية والعراقية، فان انفجار اليوم  مصحوبا بالانفجارين السابقين قبل شهور، هو برأي المراقبين اشارة مخابرتية دولية بانه حان الوقت لتركيا ان تكف عن سياسة غض النظر عن دعم “داعش”، وانه آن الاوان لتكافح هذا التنظيم وتحاربه جديا وتمنع أي ذعم له مباشر او غير مباشر عبر أرضها. واذا كانت روسيا مصرة كما يقول اردوغان على قتل التركمان في سوريا، فان هذا لا يفسّر سوى انه اشارة أيضا ودعوة دولية للانخراط في الميدان السوري من أجل دفع فاتورة الدم ثم فاتورة الحلّ لاحقا.

 

الإعدام لإيراني وكويتي تآمرا على أمن الكويت مع حزب الله والحرس الثوري

العرب/13 كانون الثاني/16

الكويت تضرب بيد من حديد كل من يهدد أمنها القومي

الكويت - أصدرت محكمة كويتية أمس حكما بإعدام اثنين من أصل 26 شخصا متهمين بالتخابر مع إيران وحزب الله، ضمن قضية ما يعرف بخلية العبدلي نسبة إلى منطقة في شمال البلاد اكتشف فيها مخزن كبير للأسلحة المهرّبة. كما أصدرت أحكاما متفاوتة بسجن 20 آخرين من الخلية نفسها. وهي أحكام أولية قابلة للاستئناف. ويحمل أوصادف صدور هذه الأحكام فترة توتّر سياسي كبير بين إيران وجيرانها الخليجيين الذين يتهمونها بالتدخل في شؤون بلدانهم ومحاولتها زعزعة استقرارها عن طريق جماعات تابعة لها من بينها جماعة حزب الله المصنّفة إرهابية من قبل عدّة بلدان. وتراوحت الأحكام الصادرة بحق المتهمين الآخرين بين السجن المؤبد الذي صدر بحق متهم واحد، والسجن لفترات تتراوح بين خمسة أعوام و15 عاما بحق 19 آخرين. كما قضت المحكمة بتغريم أحد المتهمين بمبلغ يعادل حوالي 16 ألف دولار أميركي. وقضت المحكمة بتبرئة ثلاثة من المتهمين الذين أوقف 23 منهم، في حين حوكم الباقون غيابيا. وحضر المتهمون الـ23 في قاعة محكمة الجنايات بالكويت ونفوا جميعا التهم المنسوبة إليهم. واتخذت قوات الأمن الكويتية إجراءات مشددة في محيط قصر العدل في العاصمة، حيث انتشرت عربات مدرعة مزودة برشاشات. ولم يتح سوى لعائلات المتهمين والمحامين والصحفيين دخول قاعة المحكمة.وفي الأول من سبتمبر الماضي وجهت المحكمة إلى هؤلاء تهمة “ارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت، والسعي والتخابر مع إيران ومع جماعة حزب الله التي تعمل لمصلحتها للقيام بأعمال عدائية ضد دولة الكويت”. وكانت وزارة الداخلية الكويتية أعلنت في 13 أغسطس تفكيك هذه الخلية. وأعلنت قوات الأمن حينها ضبط “19 طنا من الذخيرة، فضلا عن 144 كلغ من مادة تي ان تي، وقذائف صاروخية وقنابل يدوية وصواعق وأسلحة”، مشيرة إلى أن العثور على المتفجرات تم في مزرعة في منطقة العبدلي قرب الحدود مع العراق، ومنزلين في أماكن لم يعلن عنها..

 

الامم المتحدة: المعاناة في مضايا لا تقارن بالوضع في مناطق سورية ثانية

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016/وطنية - اعلن مسؤول في الامم المتحدة زار بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق ان المعاناة في هذه البلدة "لا تقارن" بكل ما شهدته طواقم العمل الانساني في باقي سوريا. وقال ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة سجاد مالك في مؤتمر عبر دائرة الفيديو من دمشق: "ما رأيناه مروع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئا للغاية. تقول تقارير جديرة بالصدقية ان عددا من الاشخاص قضوا جوعا"، مضيفا "ما رأيناه في مضايا لا يقارن بمناطق اخرى من سوريا". وأبدى "هوله" لما رآه، موضحا ان "الاطفال كانوا يقتاتون من اعشاب يقتلعونها من اجل البقاء على قيد الحياة وانه لم يعد لديهم ما يأكلونه سوى الماء الممزوجة بالتوابل".

 

بان كي مون دان "الجريمة الحقيرة" في اسطنبول

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الهجوم الانتحاري في اسطنبول، واصفا اياه بأنه "جريمة حقيرة"، داعيا الى "ضرورة احالة مرتكبيه الى القضاء. وقدم "تعازيه الحارة" الى عائلات الضحايا والحكومة والشعب في تركيا والمانيا والدول التي اصيب مواطنوها. وقد اوقع الهجوم الانتحاري في وسط حي السلطان احمد السياحي، عشرة قتلى معظمهم من الالمان و15 جريحا.

 

هولاند ندد بالاعتداء الارهابي في أسطنبول واكد تضامنه مع تركيا

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية ـ باريس ـ ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان، صدر عن مكتبه الاعلامي مساء اليوم، "بالإعتداء الارهابي الشنيع الذي أرتكب اليوم، في حي السلطان أحمد السياحي في اسطنبول، وأسفر عن وقوع 10 قتلى على الأقل والعديد من الجرحى". وأبدى هولاند "تعاطفه وتضامنه مع تركيا والبلدان التي تكبدت ضحايا كثيرة من مواطنيها، لاسيما ألمانيا". وختم: "هذا العنف البشع، يستدعي أكثر من أي يوم مضى، تعزيز عزيمتنا المشتركة لمحاربة الارهاب". وكانت وزارة الخارجية الفرنسية، أوصت رعاياها المقيمين في تركيا توخي الحذر الشديد.

 

بوتين: بحث فرضية منح اللجوء للاسد سابق لاوانه

الثلاثاء 12 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه "من السابق لاوانه الحديث عما اذا كانت موسكو ستمنح حق اللجوء للرئيس السوري بشار الاسد الذي ارتكب اخطاء عدة"، بحسب ما قال لصحيفة "بيلد" الالمانية. وقال بوتين في الشق الثاني من المقابلة مع الصحيفة الالمانية :"اعتقد انه من السابق لاوانه بحث هذه المسألة". وتابع "منحنا اللجوء لسنودن، وكان الامر اصعب من فرضية منحه للاسد"، في اشارة الى ادوارد سنودن العميل الاميركي السابق في وكالة الامن القومي الاميركي الذي منح حق اللجوء في روسيا عام 2013.

 

المعاناة في مضايا السورية «لا تقارن» بالوضع في مناطق سورية أخرى

مشاهد مروعة للمتضورين جوعاً في مضايا ومفاوضات لإجلاء 400 مهددين بالموت

في مضايا أطفال يقتاتون من الأعشاب وأمهات نضب حليبهن ومصابون بسوء التغذية لا يمكنهم مغادرة الفراش

منظمة الصحة العالمية تحتاج إجراء تقييم في مضايا «من منزل إلى منزل» وتريد إرسال عيادات متنقلة وفرق طبية

13/01/16/جنيف ـ دمشق – ا ف ب ـ رويترز: أعلنت الأمم المتحدة أن المعاناة في بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق «لا تقارن» بكل ما شهدته طواقم العمل الانساني في باقي المناطق السورية، فيما تجري مفاوضات لتأمين إجلاء نحو 400 شخص من البلدة يحتاجون رعاية صحية خاصة وفورية. وقال ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة سجاد مالك، الذي زار مضايا، في مؤتمر عبر دائرة الفيديو من دمشق، «ما رأيناه مروع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئاً للغاية. تقول تقارير جديرة بالمصداقية ان عددا من الاشخاص قضوا جوعاً، ما رأيناه في مضايا لا يقارن … بمناطق اخرى من سورية». وأبدى «هوله» لما رآه، موضحا ان الاطفال كانوا يقتاتون من أعشاب يقتلعونها من أجل البقاء على قيد الحياة وأنه لم يعد لديهم ما يأكلونه سوى الماء الممزوجة بالتوابل. وبعدما أدخلت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة اول من امس 44 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية الى مضايا التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ ستة اشهر، قال مالك إنه من المقرر دخول قوافل أخرى في الايام المقبلة.

وبموازاة دخول القافلة الى مضايا، دخلت 21 شاحنة مماثلة الى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب (شمال غرب) المحاصرتين من الفصائل المقاتلة منذ الصيف الماضي. وقال متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ينس لاركي ان الاتفاق الذي سمح بإدخال المساعدات الى البلدات الثلاث ينص أيضاً على دخول قوافل إنسانية اخرى الى مضايا والفوعة وكفريا وكذلك الى مدينة الزبداني المجاورة لمضايا. وبعد إدخال المساعدات، تعمل الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة على تأمين اجلاء نحو 400 شخص لاسباب صحية من مضايا. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سورية بافل كشيشيك «نعمل مع الامم المتحدة والهلال الأحمر السوري» على إخراج نحو 400 شخص في أقرب وقت ممكن من مضايا. واضاف ان العملية «معقدة جداً وتتطلب الحصول على موافقة مسبقة ونحن نتفاوض مع الاطراف المعنية لتحقيق هذه الخطوة الانسانية».

وعقد مجلس الأمن الدولي ليل اول من امس جلسة مشاورات تناولت الوضع في مضايا، واستمع سفراء الدول الـ15 الى تقرير عن الوضع من رئيس قسم العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين. وقال اوبراين للصحافيين بعد انتهاء الجلسة إن «نحو 400 شخص بحاجة الى الاجلاء لتلقي رعاية صحية ملحة»، محذراً من أنهم «مهددون بالموت». بدوره، قال كشيشيك الذي كان في عداد الفريق المواكب لدخول قافلة المساعدات الى مضايا التي استمر توزيعها حتى الثالثة فجراً «رأينا اطفالاً وبالغين نحيلي البنية ويعانون من سوء تغذية داخل البلدة». في سياق متصل، رحبت منظمة «أطباء بلا حدود» بدعوة الامم المتحدة الى اجلاء الحالات الطبية، مؤكدة أن «المرافق الطبية في مضايا ليست مجهزة تقنياً لإسعاف الحالات الحرجة». واضافت ان «الاجلاء الطبي الى مكان آمن لتلقي العلاج امر مطلوب بالتأكيد لانقاذ حياة المرضى الذين يعانون من سوء تغذية»، مشددة في الوقت ذاته على ان «زيارة انسانية وحيدة ومن ثم العودة الى حصار التجويع لن يكون مقبولاً».

في غضون ذلك، أعلنت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية اليزابيث هوف ان المنظمة طلبت من الحكومة السورية السماح بإرسال عيادات متنقلة وفرق طبية الى مضايا لتقييم حالة سوء التغذية وإجلاء الحالات الحرجة. وأوضحت هوف، التي زارت مضايا أول من أمس مع قافلة تابعة للامم المتحدة، ان المنظمة تحتاج الى اجراء «تقييم من منزل لمنزل» في البلدة التي يبلغ عدد سكانها 42 ألف نسمة حيث أبلغها طبيب سوري بأن ما بين 300 و400 شخص بحاجة «لرعاية طبية خاصة». وتحدثت عن زيارتها مضايا قائلة «تجمع الناس في سوق. وكان بإمكاننا رؤية الكثيرين يعانون سوء التغذية ويتضورون جوعاً. كانوا يعانون الهزال والارهاق والتوتر الشديد. لم تكن هناك ابتسامة على وجه أي منهم. ليس ما اعتدنا رؤيته عندما نصل في قوافل. قال الاطفال الذين تحدثت معهم أنهم أضعف من أن يلعبوا». وأشارت إلى أن «الأمهات نضب حليبهن ولم تعدن قادرات على الإرضاع .. والأطفال لا يشبعون»، كما أن الكثير من المصابين بسوء التغذية لا يملكون القوة على مغادرة منازلهم. وزارت هوف مركزين طبيين في مضايا، أحدهما خاص مقام في منزل ويديره طبيبان والآخر مستشفى ميداني في قبو مبنى، ولم يكن لديهما أي امدادات. وقالت عن مشاهداتها «قال الطبيبان في المركز الخاص ان الادوية التي حصلوا عليها في أكتوبر (الماضي) نفدت والمرضى يفضلون انفاق القليل الذي يملكونه من المال على الطعام وليس على الرعاية الصحية»، مشيرة إلى أن الطبيبين يفتقران للمعدات لقياس ضعف الاطفال أو حتى ميزان لقياس أوزان المرضى. وأكدت أن الطبيب قال انه لم يأكل منذ ثلاثة أيام، موضحة أن المستشفى الميداني المقام تحت سلم يفتقر للنظافة. وأضافت «تحدثت مع رجل قال ان عمره 45 عاماً ويعاني سوء التغذية الشديد ولم يكن حتى يستطيع المشي. قال انه أب لاربعة أطفال كلهم في حالة لا تمكنهم من مغادرة الفراش. كان يعاني من جفاف شديد وبشرته صفراء وكان متوترا». وتابعت «كانت هناك امرأة حبلى عادة ما تأتي فاقدة الوعي… كانت ترقد امامي تعاني من مستوى سكر منخفض للغاية ومن الجوع. ولم يكن لدى الممرضة ما تقدمه لها».

 

أردوغان يندد بسياسات إيران الطائفية وبسعي روسيا إلى إقامة «دويلة» في سورية

أنقرة – رويترز: 13/01/16/اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا بأنها تعد الساحة لخلق «دويلة» سورية حول محافظة اللاذقية، وانها تنفذ هجمات تستهدف التركمان هناك. وخلال كلمة له في أنقرة أمام السفراء الاتراك، قال أردوغان إن «روسيا لا تواجه داعش، بل على العكس تعمل على إقامة دويلة سورية في اللاذقية ومحيطها، وتقصف أبناء جلدتنا التركمان هناك»، في إشارة إلى أن القصف الروسي في سورية لا يستهدف التنظيم الإرهابي بل فصائل المعارضة والمدنيين. كما وجه أردوغان انتقادات حادة إلى إيران وسياساتها الطائفية في المنطقة، قائلاً إن «إيران تسعى لاشعال فتيل مرحلة جديدة وخطيرة، من خلال موقفها المتمثل في تحويل الخلافات المذهبية إلى صراع، وإن توتير علاقاتها مع السعودية ودول الخليج بشكل متعمد، جزء من هذه الستراتيجية»، مؤكداً أنها تستغل التطورات في دول مثل سورية والعراق واليمن لتوسيع نطاق نفوذها. من جهة أخرى، أعلنت رئاسة الأركان التركية، أمس، ارتفاع عدد قتلى مسلحي حزب العمال الكردستاني إلى 578 شخصاً في عمليات عسكرية تشنها القوات الأمنية في مدن جنوب شرق تركيا منذ 15 ديسمبر 2015. وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات التي تشهدها بلدة جيزرة أسفرت عن مقتل ضابط وإصابة ثلاثة عسكريين.

 

نائب بحريني: سلوك إيران شبيه بسلوك المرتزقة والشبيحة ودعا إلى إجراءات خليجية أقوى ضدها

السياسة/13/01/16/أكد النائب البحريني عادل عبد الرحمن العسومي أن إيران تتدخل في شؤون دول الخليج والدول العربية وتتصرف بعقلية «المرتزقة» و«الشبيحة»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات خليجية أكبر ضدها. وقال العسومي، في مقابلة مع موقع «سي ان ان بالعربية»، أمس، إن «إيران لم تلتزم باتفاقية جنيف لعام 1961، التي تلزمها بتأمين البعثات الديبلوماسية للدول الأخرى الموجودة في بلادها، وتعمّد الأمن الإيراني التقاعس وتسهيل مهمة الجماعة الإرهابية التي تعدّت على السفارة (السعودية) وقامت بأعمال تخريبية». واتهم طهران بـ «دعم عمليات إرهابية كبيرة زعزعت استقرار الخليج بأكمله»، مضيفاً إن «الأمر يرتبط بالسلم العالمي، وله أهمية كبيرة سواء من الناحية الاقتصادية أو الأمنية أو حتى السياسية، ضبط إيران ودخولها وتعاملها مع الدول الأخرى وفق المعايير الدولية ليست مهمة دول الخليج بل مهمة كل دول العالم». وأكد أن دول الخليج «تحملت من إيران ما لا يتحمله الأخ من أخيه»، متهماً طهران بـ»استغلال ذلك لدعم مجموعات إرهابية من خلال كوادرها الموجودة في دول الخليج والدول العربية». واعتبر أن طرد سفراء إيران «عملية مرهونة بالوضع الراهن، لكن يجب أن يكون بداية لتحرك خليجي أكبر، كالتحرك عن طريق محكمة الجنايات الدولية وفرض عقوبات على إيران مثل الحصار الجوي وقطع التعامل معها».

وأشار النائب البحريني إلى أن الاعتذار الإيراني عن اقتحام السفارة السعودية هدفه «تهدئة العاصفة التي تواجهها طهران الآن»، مشدداً على أن «الاعتذار غير كاف، نريد على أرض الواقع عدم التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج والدول العربية، ونريد أن تكف إيران عن زرع الفتنة الطائفية داخل العالم الإسلامي. نريد إيران أن تبتعد عن هذه السلوكيات، وهذه ليست بسلوكيات دولة، هذه سلوكيات مرتزقة وشبيحة». ورفض بشكل حازم الانتقادات الموجهة ضد إعدام المدان بالإرهاب نمر النمر قائلاً «يجب الفصل بين سجين الرأي والسجين الإرهابي، هناك فرق كبير، لا يتوافقان أبداً، عندما يتم القبض على شخص بعد مواجهة عسكرية ومواجهة مسلحة يستخدم فيها السلاح لا يعتبر سجين رأي، بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية قانونها القرآن، والقرآن أنزه وأكبر من إعدام سجين رأي».

 

«طالبان» تفرج عن رهينة كندي بوساطة قطرية

أوتاوا – أ ف ب: 13/01/16/أعلن وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون، أنه تم الإفراج عن كندي كان محتجزاً منذ خمس سنوات لدى حركة «طالبان» الأفغانية التي اتهمته بالتجسس، معبراً عن شكره لقطر على «المساعدة» التي قدمتها. وقال ديون في بيان، إن «كندا سعيدة جداً لأن الجهود التي بذلت للتوصل الى إطلاق سراح كولين راذرفورد أتت ثمارها»، من دون أن يوضح مكان وجود الكندي. وأشار إلى أن حكومته «ستعمل على مساعدته للعودة الى بلده بكل أمان»، مضيفاً «أشكر بصدق حكومة قطر على مساعدتها في هذه القضية»، في إشارة إلى قيادتها وساطة بين الحركة وكندا. من جهتها، أعلنت حركة «طالبان» أنها أفرجت عن الرهينة الكندي لأسباب انسانية. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، إن «طالبان أطلقت سراح راذرفورد لأسباب انسانية وعملا بتعاليم الدين الاسلامي»، مؤكدة أن قطر قامت بوساطة. ولم تكشف يوما ملابسات وتاريخ خطف كولين راذرفورد بشكل واضح، ولم يعلن إلا في فبراير 2011، عن اختفائه في ولاية غزنة المخترقة إلى حد كبير من قبل المتمردين الإسلاميين وسط البلاد. وذكرت الحكومة الكندية حينذاك أن الرجل البالغ من العمر 26 عاما كان في زيارة الى أفغانستان للسياحة. وفي تسجيل فيديو بثته حركة «طالبان» في مايو 2011، قال الشاب المولود في تورونتو، إنه جاء ليدرس «التاريخ والمواقع السياحية والآثار والأضرحة»، نافياً أي علاقة له مع حكومته. وكانت كندا حينذاك جزءا من تحالف دولي يقاتل «طالبان» وتنشر نحو ثلاثة آلاف جندي في البلاد، وغادر آخر الجنود الكنديين أفغانستان في العام 2014.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوصاية على الشيعة.. ازدواجية إيران الموصوفة

 منى فياض/العرب/13 كانون الثاني/16

إيران تتخبط في خياراتها الأيديولوجية، وتحول الصراع مع السعودية والعرب إلى صراع ديني سني شيعي من خلال تنصيب نفسها وكيلة الدفاع عن الإسلام والممثلة الحصرية له.

لا تريد إيران أن تصدق أن المملكة العربية السعودية تحوّلت مؤخرا، ومنذ عاصفة الحزم، إلى سياسة حازمة وفاعلة تعتزم تحمّل نتائج ما تقوم به في السراء والضراء. فلطالما اعتادت إيران، التي تتصرف كقوة عظمى يحق لها ما لا يحق لغيرها، على العبث في العالم العربي دون رد يذكر، ما جعل حلفاءها يصفون العرب بالعاجزين الخانعين. لكن منذ مطلع العام الماضي تُفاجئ ردود فعل العربية السعودية (التي يصفها بعض الإعلام الغربي القريب من حلف الممانعة بالمتهوّرة) إيران في كل مرة وتقلب رهاناتها. بحيث خرجت إيران عن طورها مؤخرا متخلية عن السياسات التقليدية التي تعتمدها ظانة نفسها صاحبة وصاية على الشيعة العرب “القصر بنظرها”. هذا مع الإشارة إلى رفض عائلة نمر النمر الانجرار خلفها. وأزاحت قناع الدولة الملتزمة بمعايير المجموعة الدولية واستعادت سلوكها الغوغائي على غرار الأحزاب السوفياتية، فأحرقت السفارة السعودية كرد على إعدام مواطن سعودي، فمن يعرف السلوك في إيران، يعرف أن لا أحد بإمكانه اقتحام سفارة فيها دون أوامر عليا أو بموافقة السلطات.

هذا ليس تسويغا لإعدام مجموعة من 47 شخصا في السعودية ومن بينهم الشيخ المعارض النمر، وبعيدا عن التصنيفات لا يمكن لمن يؤمن بحقوق الإنسان وبحرية التعبير سوى أن يدين الإعدام، وخاصة الإعدام ذو الطابع السياسي، ومن هذا المنظار أدين دون تردد أي إعدام سياسي. لكن أن تعترض إيران صاحبة الرقم القياسي في الإعدام السياسي نسبة إلى عدد السكان، وهي تتبوأ المركز الثاني بعد الصين التي يفوق عدد سكانها المليار وربع المليار، أي أنها الأولى عمليا! فهذا ما يثير العجب. ما يقال عن النظام السعودي لا يحجب أن النظام الإيراني هو الأكثر استبدادية في المنطقة بما لا يقاس. أما الإعدام عموما، والإعدام في السعودية وإيران (وأميركا أيضا) فليس جديدا ولا نادرا. وتنفذ عادة أحكام الإعدام بعد محاكمات علنية على الأقل في أميركا والسعودية. أما في إيران فقد أوردت منظمات حقوقية دولية أن حالات الإعدام بلغت مع نهاية العام 2015 أكثر من ألف حالة. وأشارت المنظمة إلى أن السلطات الإيرانية تقر عددا معيّنا من حالات الإعدام القضائية، لكن العدد الحقيقي لمن يتم إعدامهم يتجاوز الرقم المعلن بكثير. وقال المقرر الخاص في الأمم المتحدة أحمد شاهد في 28 أكتوبر الماضي، إن إيران أعدمت 289 شخصا خلال عام 2014 فيما قالت منظمة العفو الدولية إن العدد الحقيقي بلغ 743 شخصا. وأضاف أن “معظم أحكام الإعدام تنتهك القوانين الدولية التي تحظر استخدام عقوبة الإعدام في جرائم غير عنيفة وبحق الأحداث”. ينبغي على من يعترض أن يمتلك الحد الأدنى من القيم والأخلاقيات. لقد ظلت إيران لأكثر من 5 سنوات تتعامل مع النمر كبطل يجب إنقاذه من براثن السعودية. عظّمت من شخصه وسائل إعلامها وجعلت منه أيقونة مطالبة بالإفراج عنه، وهو المواطن السعودي، ومحذرة من الرد ضاربة عرض الحائط بسيادة الدول.

تتجاهل إيران أن انعدام الشفافية يميزها عن غيرها وأن توقيف الصحفيين من عاداتها، فهل نسينا اختفاء المواطن اللبناني نزار زكا الذي لبى دعوة رسمية لطهران من أحد مستشاري الرئيس الإيراني واختفى أثره قبل أن يتبيّن أنه معتقل وهو مجهول المصير حتى الآن، فكيف لهم أن يتحدثوا عن حقوق الإنسان؟ كما ابتعدت إيران عن صورتها في مطلع الثورة في العام 1979.

لم يكن منتظرا أن يكون مصير الثورة الإيرانية إلى ما آلت إليه. الثورة ضد استبداد الشاه كانت واعدة بحيث لم يبق ديمقراطي أو يساري أو ليبرالي لم يؤيدها. تحولت ببطء من ثورة ديمقراطية، على ما افترض، إلى إسلامية بعد أن قضت على كل صوت يساري أو ديمقراطي، لكن التقية وازدواجية سياساتها والحصار الإعلامي التي أحاطت نفسها به والسياسة اللاإعلامية التي اتبعتها مستخدمة الأساليب السوفياتية في البروباغندا و”الغوبلزية” في التعمية، عبر مصادرتها القضية الفلسطينية بالمزايدة على الدول العربية وعبر دعم خط الممانعة. ولم ينكشف وجهها الحقيقي سوى مؤخرا بسبب الثورات العربية وموقفها المتبدل المزدوج (ومع ذلك لا تزال شرائح واسعة من اليساريين وغيرهم يساندونها، إنها آلية التماهي مع المعتدي). ولو لم تنفجر الثورة السورية لاستطاعت إيران استكمال خطتها في تخريب العالم العربي وتفجيره بصمت.

تتخبط إيران في خياراتها الأيديولوجية، وتحول الصراع مع السعودية والعرب إلى صراع ديني سني شيعي من خلال تنصيب نفسها وكيلة الدفاع عن الإسلام والممثلة الحصرية له. فيعلن بعض مسؤوليها أنه “دين بدو وعربان” مطلوب تغييره على صورتها الحضارية التي اكتشفت مؤخرا أنها فارسية. والمواطن العربي، السني والشيعي، ينخرط بخنوع في الصراع لتحويله من سياسي إلى سني شيعي معلنين حرب النكايات. تتخبط إيران على عدة مستويات وتعاني من تناقض على مستوى الهوية القومية – الدينية (ازدواجية هوية فارسية – إسلامية) وعلى مستوى الدولة – الثورة، أو الدولة – الحزب والمخابرات.

الإشكالية الأولى التي تعاني منها إيران هي إشكالية الهوية القومية التي كانت دائما متنافرة، فهي كبلد متعدد الإثنيات واللغات (في إيران 75 لغة حية) عانت دائما من صعوبة في استيعاب مختلف هذه الهويات. من أجل استقرارها عليها أن تبحث عن المشترك عبر هوية وطنية جامعة لكنها ستواجه عندها بهيمنة الثقافة والعنصر الفارسيين، خصوصا بعد أن سقط الخطاب الإسلامي المثالي الذي كانت تتذرع به بعد تأرجحها بين الخطاب الشيعي والخطاب الفارسي الهاذي باسترجاع مجد الإمبراطورية البائد.

فعلى مدار القرن العشرين أدى بروز الخطاب الإسلامي إلى جانب الخطاب القومي، إلى تجاذب في الهوية. ذلك أن جزءا من الخطاب القومي في الحقبة البهلوية، الذي أراد تمكين النظام الملكي، بني على أساس من تمجيد التراث ما قبل الإسلامي، واعتبر الثقافة واللغة الفارسية كجزء أصيل من الهوية الإيرانية متضمنا مشاعر معادية للإسلام. حاول الخميني الابتعاد عن خطاب الهوية القومية ومحاولة فرض الخطاب الإسلامي مع موقف معاد للقومية كمنتج من منتجات الغرب. لكن التيار القومي يستعيد خطابه تدريجيا مستخدما ستار الشيعية أحيانا ما أسهم في تصاعد الانقسام داخل الإسلام مؤججا الصراع السني الشيعي، ويزداد ارتباط الدين بالهوية الإثنية واللغوية في وقت يتصاعد فيه قمع السنة ومن يطالبون بفصل الدين عن السلطة في وقت اقتراب موعد خلافة خامنئي. فأي إيران ستتغلب؟ إيران الإسلامية أم الشيعية؟ القومية الفارسية أم الإيرانية الجامعة؟

هذا إلى جانب التناقض الآخر الذي يسم الحكم الإيراني كأي دولة تتحكم فيها الأيديولوجيا على غرار الاتحاد السوفياتي. فالتخبط الإيراني بين رغبتها في قيادة العالم الإسلامي نحو الثورة الإسلامية، وبين اعتمادها على شيعيتها لاستغلال الشيعة العرب وتوظيفهم لخدمة مشاريعها التوسعية. تعيد تذكيرنا بالسياسة السوفياتية والأحزاب الشيوعية التي كانت تستخدمها في مختلف المناطق. وهي على شاكلتها تعتمد، إضافة إلى الدبلوماسية التقليدية، وسيلة التخريب والإرهاب والانقلابات في جميع البلدان التي لها فيها سند من مجموعات شيعية تابعة ولاحقة بها.

هناك من يعتبر إيران مكانا خطرا يتم فيه تعقّب الدبلوماسيين، والسفير الذي يقوم بدوره ويرسل التقارير حول ما يحدث في إيران، يُعرّض وظيفته بل حياته للخطر. طرق غريبة وحوادث تقنية قد تؤدي إلى موت الدبلوماسي وفريقه. يصل الأمر إلى نصيحة بالامتناع عن التواصل مع “الدبلوماسيين” الإيرانيين في العالم العربي “الذين جميعهم، دون استثناء، تابعين للاستخبارات وحرس الثورة”. ناهيك عن الصحفيين الذين ليسوا أكثر من جواسيس في نظرها. لكن أخطر ما يحصل يكمن في جعل العنف والقتل جزءا من حياتنا الطبيعية، بحيث لا يتورع البعض عن الشماتة بموت البشر والأطفال جوعا في مضايا عندما يكونون من “الطرف الآخر”. الخطر في تواجه الكثير من السنة والشيعة كأعداء ألداء في علاقة مسمومة متبادلة.

 

عن الاختلال المتدحرج

 نبيل بومنصف/النهار/13 كانون الثاني 2016

ما بين 2005  و2015 لم يتمكن تحالف قوى 14 آذار من انجاز الكثير من استراتيجياته وطموحاته بفعل ظروف اقليمية وداخلية قسرية حالت دون تغيير ميزان قوى مختل أصلا لمصلحة خصومه ولا سيما منهم "حزب الله" الذي ظل وسيظل يشكل حالة الاستقواء على مشروع 14 آذار بطبيعة التصادم المبدئي والواقعي بين المشروعين والحالتين. مع ذلك يصعب التنكر موضوعيا للأثر الكبير الذي تمكن التحالف من احداثه وترسيخه سحابة عشر سنوات بحيث لم تجنح الدولة، على رغم كم هائل من أخطار وتضحيات وشهداء، نحو ذاك الشيء الآخر المناهض لطموحات تاريخية اجمعت عليها قواعد التحالف منذ قيامه. ليس في هذه الحقائق ما يملي اعادة التذكير بها ولكن ما يجري على مستوى المعركة الرئاسية وتداعياتها يبرز بقوة اكبر خطورة التقليل من انكشاف انعدام التوازن بالكامل في حال مضت احوال تحالف 14 آذار في تدهورها الراهن. ثمة كثير مما يحبط في سلوكيات هذه القوى ومناحراتها الذاتية التي اوصلت الامور في توقيت هو الاخطر اطلاقا الى زج التحالف في زاوية الانفجار من الداخل على قاعدة الخيار بين مرشحين رئاسيين للتحالف الخصم. وليس أسوأ من هذا المصير سوى بعض وجوه التعامل السياسي مع هذه الازمة المتدحرجة كأنها صنيعة ترف معهود فيما هي تنبئ واقعيا بان انتقال المعارك السلطوية الى ملعب 14 آذار على قاعدة الاختيار بين مرشحين خصمين يشكل إيذانا بنهاية دراماتيكية لهذا التحالف لا يمكن تجميلها. وليس مبالغة ان تشكل واقعة تفرد لبنان وانفراده عن الاجماع العربي الذي حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل ايام آخر النماذج الناطقة الحية لفقدان آخر معالم التوازن الداخلي بفعل المعارك الداخلية الصامتة التي تخوضها قوى 14 آذار وتجعل خاصرة الحكومة والحكم بصورته الرمزية رهنا باختلال ميزان القوى. حتى في قضية مبدئية صارمة كهذه لم تقف قوى 14 آذار صفا متماسكا صارما واقتصر الاحتجاج على فريق او اكثر فيما كانت ملابسات المعارك الصغيرة الاخرى تشغل معظم الآخرين. مرت صورة لبنان الفاقد كل بقايا استقلاليته في اتخاذ قرار يعرضه لعزلة عربية محتملة من دون رفة جفن لان ميزان السياسة الخارجية صار انعكاسا حرفيا لواقع المعارك الرئاسية الجارية، فكلا المرشحين الان هو حليف الحلف الاقليمي الذي دانه بيان القاهرة ولا من يناهض الانزلاق نحو ترسيخ سياسات محورية سيدفع لبنان ثمنها الباهظ ليس في عزلة بل في تهميش قاتل لصورة بلد تسبغ عليه تهمة التبعية لايران بأسوأ نعوتها. فمن تراه سيضمن في كل يوم الا تتكرر هذه السياسات الآخذة بلبنان قدما نحو تبديل جذري في صورته من دون حاجة الى انتظار انقلابات ما دام الانقلاب حاصل على هذه الوتيرة الدراماتيكية ؟

 

تجميد دعم فرنجيه للرئاسة الأولى هل يعطّل فصل لبنان عن حرب سوريا؟

 روزانا بومنصف/النهار/13 كانون الثاني 2016

على رغم مسارعة عدد من السياسيين الى إعلان نعي مبادرة دعم ترشيح النائب سليمان فرنجيه للرئاسة الاولى بناء على التفاعلات والتداعيات التي بدأت تظهر على أثر الصدمة التي أحدثتها فكرة ترشيحه، لا تعتقد مصادر ديبلوماسية غربية أن هذه المبادرة سقطت فعلا، بل هي تجاري رئيس مجلس النواب نبيه بري في اعتبارها مجمّدة في ظل تساؤلات تطرحها هذه المصادر حول من يستطيع ان يخطو في اتجاه اعادة تحريك الموضوع الرئاسي بناء على ذلك، وهل يمكن ان يحصل ذلك عبر طاولة الحوار برئاسة بري أو عبر سبل أخرى؟ وفي الافق على سبيل المثال الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني حسن روحاني لباريس بعدما كانت أرجئت منذ ما قبل الاعياد انطلاقا من أن فرنسا وحدها لا تزال تولي موضوع الرئاسة في لبنان الاهمية التي يستحق، لكن من دون اغفال واقع ان ايران غالبا ما رمت الكرة في موضوع الرئاسة في ملعب "حزب الله" الذي طلبت منه الكثير الكثير في الموضوع السوري، فتترك له القرار في موضوع الرئاسة جنبا الى جنب مع رمي كرة حسم الموضوع في ملعب الافرقاء المسيحيين أنفسهم. كما تجاري هذه المصادر بري في دعوته الى نزول النواب الى المجلس وانتخاب أحد المرشحين من قوى 8 آذار، أي سليمان فرنجيه أو ميشال عون، ما دام الخلاف بات محصورا بينهما على رغم الاقرار بأن الأمر ليس بهذه السهولة، بمعنى أن الخيارات ليست سهلة أمام النواب لانتخاب هذا او ذاك، ولا يمكن من جهة أخرى أن ينزل العماد عون الى مجلس النواب لمنافسة فرنجيه ما لم يكن متأكدا من حسم المعركة الانتخابية لمصلحته.

جملة أسئلة تثيرها هذه المصادر بناء على هذا الواقع، ومن أبرزها ما يتصل بما إذا كان تجميد مبادرة دعم فرنجيه يعني إفشال محاولة فصل لبنان عن الحرب السورية، انطلاقا من أن هذا الاحتمال قد يعني تأجيل موضوع الرئاسة الى أمد غير معروف ربطا بموضوع سوريا. فكل المساعي التي جرت في موضوع الرئاسة اللبنانية، ومنها ما تولته باريس في أكثر من محطة في اتجاه كل من المملكة السعودية وايران، انطلاقا من عدم رغبة البلدين في شمول لبنان بالصراع الاقليمي بينهما، يجب ان تدفع بهما الى العمل على تمتين استقراره الهش باتاحة المجال امام الافرقاء الداخليين للاتفاق على تسوية في ما بينهم من اجل تأمين انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على سائر الملفات، اي حكومة الوفاق الوطني العتيدة وقانون الانتخاب وحتى البيان الوزاري للحكومة. ويبدو ان السعودية تجاوبت مع هذه المساعي من خلال تغطية انفتاح الرئيس سعد الحريري على النائب فرنجيه والتحاور في ما بينهما، إذ تكشف المصادر الديبلوماسية الغربية أنها تبلغت من الديبلوماسية السعودية تداول اسم فرنجيه او احتلاله الواجهة في الملف الرئاسي في الخريف من العام الماضي. والاسم في ذاته أثار جملة اسئلة مقلقة بالنسبة الى دول تهتم بلبنان. وتفيد هذه المصادر ان الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالنائب فرنجيه بعد استقباله الرئيس الحريري في الاليزيه لم يكن بهدف تزخيم مبادرة الحريري او دعم فرنجيه، وفق ما تم تفسير هذا الاتصال في الداخل، بمقدار ما كان اتصالا للتعرف الى فرنجيه واستيضاحه مواقفه من جملة أمور، من بينها كيفية رؤيته للفصل بين الوضع في لبنان والوضع في سوريا، وكذلك بالنسبة الى نقاط تقلق فرنسا في شكل خاص ويمكن أن تقلق غيرها في سياسة الرئيس المقبل. ويهم الدول المعنية أن تبرز النقاط الاساسية التي تعنيها في موضوع لبنان والخطوط العريضة التي تتوقعها. في أي حال، فإن المبادرة المتصلة بدعم ترشيح فرنجيه لم تلق تجاوبا او دعما ايجابيا من أفرقاء ينتمون الى المحور نفسه. فهناك من جهة قيادة "حزب الله" التي صمتت على موضوع ترشيح فرنجيه، فيما جمدت المبادرة في الواقع ورفع سقفها بالاصرار على دعم العماد عون، في حين أن طرفين آخرين بدا لافتا إدلاؤهما بدلوهما في هذا الاطار، هما روسيا ونظام بشار الاسد. ولم تبد روسيا التي لا يوردها الافرقاء اللبنانيون في حساباتهم في الموضوع الرئاسي، على عكس ما يحسبون حسابا للموقفين الاميركي والفرنسي الى جانب موقفي السعودية وايران، حماسة لبت موضوع انتخاب فرنجيه في هذا التوقيت، وكان هناك رد فعل مماثل او مشابه من جانب النظام السوري وفق ما تكشف هذه المصادر، بمعنى أن الموضوع الرئاسي اللبناني يحتمل التأجيل وفق ما تنتهي اليه خلاصات مواقف أركان هذا المحور.

الى أي مدى يبقي الحزب موضوع الرئاسة معلقاً؟ وما العامل الذي سيحفزه على تبديل موقفه الراهن؟ هذان السؤالان يضافان الى السؤال المتعلق بما إذا كان تجميد دعم فرنجيه هو لمنع فصل استحقاقات لبنان عن الحرب في سوريا، وهو العنوان الذي رفعه الحريري على الاقل لهذه الفكرة، وتاليا، هل تجميد انتخاب فرنجيه يمكن أن يؤدي تبعا للتطورات الى الذهاب نحو خيار ثالث غير فرنجيه وعون، بحيث يضحي الحزب بمرشحين أساسيين لا يمكن أن يحلم بوصول أحدهما لجهة ترشيح واحدهما بعد الآخر من خصومه؟

 

ارهابي طبعاً مَن يقطع رأس الدولة

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/13 كانون الثاني 2016

لماذا كان هناك تفهّم عربي لموقف لبنان في اجتماع الوزراء العرب، ألأنه بلد مريض، واقع تحت الترهيب، مغلوب على أمره، ولا حول له ولا قوة، أم لأن موقفه لا يقدّم ولا يؤخّر؟ كل الاحتمالات صحيحة، بما فيها أن نمط وزراء الخارجية منذ الانقسام بين 8 و14 أصبح عبئاً إن لم يكن عاراً على البلد. والنكتة السمجة أنه يراد ايهام الناس بأن جبران باسيل "أنقذ لبنان" من فتنة فيما هو يمثّل دور"البطل القومي" الايراني. أما في داخل رأسه فكان دوره أضأل من ذلك بكثير، اذ خاض عدم التصويت على بيان الجامعة كما لو أنه يثأر لعمّه الجنرال الذي يعتقد أنه لولا معارضة السعودية ترشيحه لكان اليوم رئيساً.

وفي سبيل شرح الموقف، نظرياً، قال باسيل: "حضَرنا لنُعربَ عن تضامننا مع السعودية بعد الاعتداءات التي تعرّضَت لها بعثتُها الديبلوماسية والقنصلية في إيران". أما في شرحه عملياً فيتبنّى الرواية الايرانية القائلة بأن الاعتداءات حصلت "خارج إرادة السلطات المعنية"، ولذلك لجأ الى "توجّهات الحكومة باعتماد سياسة الامتناع والنأي بالنفس"، وهي الحكومة نفسها التي لم يوفّر مناسبة للتقليل من اعتبارها. غير أن الامتناع والنأي ناسباه هذه المرّة، تحديداً لأنه اصطدم باسم "حزب الله" وقد رُبط بالارهاب في البحرين بناءً على اعترافات متورّطين معتقلين إسوة بمعتقلين آخرين في الكويت والسعودية. كانت حجّة باسيل أن لـ "حزب الله" وزراء في الحكومة اللبنانية، وكانت هذه الحجّة لتكون "قوية" لو أن هذا "الحزب" يلتزم أيضاً "توجّهات الحكومة بالامتناع والنأي بالنفس"، لكنه يريد أن يشارك في تجويع السوريين وقتلهم، وفي تعويق ادخال الاغاثة الى مضايا كما فعل يوم الاثنين، وفي هندسة حروب الحوثيين، وفي تصنيع ميليشيات في العراق واخرى في دول الخليج... وإذا وُصف بالارهاب يستهجن ويذكّر متهميه بأنه "حزب المقاومة"! المشترَك بين العراقي ابرهيم الجعفري واللبناني جبران باسيل أنهما جاءا من ولايتين في "الامبراطورية الفارسية"، ولديهما "اعتبارات داخلية" تنبغي مراعاتها. أما الفارق بينهما فهو أن الأول، وهو من قياديي "حزب الدعوة"، استطاع خلال اجتماع الجامعة العربية تغليب مصلحة دولته حتى قيل إنه "خذل" ايران وهو بالتأكيد لم يخذلها، فيما غلّب الثاني مصلحة حزب حليف على مصلحة الدولة وأظهر حكومته أعجز من أن تتضامن مع السعودية التي برهنت دائماً أنها نصيرة للبنان الدولة والجيش، وأقدر على التضامن مع اساءات يرتكبها "حزب الله" خارج لبنان وكأن اساءاته في الداخل لا تكفيه. ثم ماذا عن الارهاب، اذا اختُزِل بالشحن المذهبي وتخريب الدول وقطع الرؤوس، فإن "حزب الله" يفي بكل الشروط. ألا يشكّل منع انتخاب رئيس للجمهورية قطعاً لرأس الدولة؟

 

هل تختفي جماعة «الإخوان المسلمين»؟

 محمد شومان/الحياة/13 كانون الثاني/16

تواجه جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر أزمة داخلية تعتبر الأخطر في تاريخها، وهي أزمة متوقعة بالنظر إلى الجمود الفكري والتنظيمي الذي أصاب الجماعة وحال بينها وبين التجديد والتطور، وأدى إضافة إلى عوامل خارجية إلى سرعة وصول «الإخوان» إلى حكم مصر، وسرعة إطاحتهم مشهداً تاريخياً كشف بوضوح عن ضعف أداء النخبة التي قادت الجماعة، وجمودها، وانغلاقها على ذاتها، وإنكارها الأزمة، وتعاليها على شباب «الإخوان»، وعلى القوى السياسية كافة، بل وعلى مؤسسات الدولة والمجتمع في مصر. الجمود الفكري والتنظيمي هو السمة الأهم من وجهة نظري في تاريخ الجماعة منذ تأسيسها الثاني في مطلع السبعينات من القرن الماضي، وضمن هذا الجمود الفكري والتنظيمي قوة الجماعة وقدرتها على الاستمرار والانتشار في المجتمع عبر أنشطة اجتماعية واقتصادية عدة، وظفت لصالح العمل الدعوي والذي اختلط ببعض السياسة، فالجماعة لم تمارس السياسة بالمعنى الحقيقي وإنما اختزلتها في خوض الانتخابات البرلمانية وانتخابات النقابات المهنية واتحادات الطلاب في الجامعات، بينما ابتعدت من النقابات العمالية والمجالس البلدية. تمسكت الجماعة بأفكار وتوجيهات ونصائح مؤسسها حسن البنا (1906- 1949) في ظل واقع متغير، ما حقَّق عزلة فكرية وشعورية لكوادر الجماعة وعناصرها ساعدت في وحدتها وتماسكها، عبر إذعان الأعضاء للقيادة التي لها حق السمع والطاعة. ولا شك في أن عمومية أفكار حسن البنا وغموضها ومثاليتها وادعاءها تمثيل الإسلام، فضلاً عن ادعاء المظلومية وأدبيات المحنة، ساعدت على تماسك الجماعة وقوة تنظيمها في وقت عانت القوى والأحزاب المنافسة من صراعات فكرية وانقسامات تنظيمية. وأعتقد أن نجاح الجماعة في الانتشار والتجنيد ودخول البرلمان منذ الثمانينات دعَّم مسلّمة «الإخوان» الشهيرة: «التنظيم قبل التفكير»، فأصبحت وحدة الجماعة وقوة التنظيم أولوية شبه مقدسة تفوق ممارسة الفكر والتجديد، والدعوة والعمل بين الناس. من هنا لم تطرح مبادرات فكرية أو سياسية تخرج عن أفكار حسن البنا التي أنتجها ومارسها في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. ولم تتبنّ قيادة الجماعة أفكاراً جديدة، بل اعتبرت أي تجديد فكري أو تنظيمي نوعاً من الخروج عن وحدة الجماعة ومحاولة لشق الصفوف. من هنا إطاحة بعض رموز «الإخوان» من جيل الوسط، أمثال أبو العلا ماضي، ومختار نوح، ومحمد حبيب، والزعفراني وعبد المنعم أبو الفتوح. إطاحة هؤلاء لم تكن فقط للحفاظ على وحدة التنظيم، وإنما ارتبطت أيضاً بصراع على السلطة والهيمنة على مكتب الإرشاد، والذي انتهى إلى مجموعة المرشد محمد بديع، والتي تعرف بجمودها وضيق أفقها، وعدم قدرتها على احتواء أجيال الوسط وشباب «الإخوان» الذين أصبحوا يمثلون أغلبية أعضاء الجماعة. ولكن تقليدية الإطار التنظيمي والروح الأبوية في مؤسسات الجماعة، والشعور الدائم بالاضطهاد والمطاردة من سلطة الرئيس مبارك كفلت وحدة الجماعة وقدرة القيادة على تأجيل الصراعات أو تجميدها أو التحايل عليها، أو ربما إبعاد العناصر المتمردة بأقل قدر من الخسائر. وأتصور أن وصول «الإخوان» إلى السلطة والسعي للهيمنة على مؤسسات الدولة كان من شأنهما تمتين وحدة الجماعة وتماسكها في ظل رغبة أو طموح كثير من عناصرها للحصول على المكاسب بعد سنوات من المعاناة والمطاردة. وربما يفسر هذا الطموح جموح «الإخوان» للهيمنة على مفاصل الدولة. لكن إطاحة محمد مرسي والجماعة بدَّدت هذه الطموحات، ونقلت الجماعة إلى مربع المحنة والابتلاء الذي عاصرته غير مرة منذ تأسيسها عام 1928. لكن المحنة الأخيرة كانت الأقسى والأكثر مرارة، حيث تدخل الجيش مدعوماً بتأييد شعبي واسع من أغلبية المصريين، الذين نزعوا عن جماعة «الإخوان» الدعم والتعاطف. وبالتالي واجهت بعد 30 حزيران (يونيو) 2013 الملاحقة الأمنية والإعلامية مدعومة بتأييد ودعم أغلبية المصريين. وأعتقد أن هذا التحول هو الجديد في الصراع بين الدولة المصرية ممثلة بالجيش من جهة و «الإخوان» من جهة أخرى.

يمكن القول إنه في أدوار الصراع السابقة كافة، سواء في العصر الملكي أو أيام عبد الناصر، كانت غالبية المصريين تقف إما على الحياد أو تتعاطف مع الدولة أو مع «الإخوان». لكن في الصراع بين «الإخوان» ونظام الرئيس السيسي شاركت غالبية المصريين وللمرة الأولى في الإطاحة بـ «الإخوان»، نتيجة فشلهم في إدارة الدولة والكشف عن نياتهم الحقيقية التفرد بالحكم و «أخونة» الدولة والمجتمع. ويبدو أن تورط بعض عناصر «الإخوان» في حوادث إرهابية أشهرها تفجير أبراج الكهرباء والإضرار بمؤسسات الدولة حافظ على طاقة العداء والرفض الشعبي لـ «الإخوان»، وحرمهم من الحاضنة الشعبية التي تمتعوا بها أيام حكم مبارك، والتي كفلت لهم الفوز بغالبية مقاعد برلمان 2012 ورئاسة الجمهورية. وأتصور أن التعاطف مع المظلوم هو المدخل الرئيس الذي جعل غالبية المصريين تختار «الإخوان» في كل الاستحقاقات الانتخابية بعد الثورة. غير أن هذا التعاطف تحول إلى نقيضه بعد وصول «الإخوان» للحكم في واحدة من أهم مؤشرات التحول في الرأي العام المصري.

القصد أن الصدامات الدموية بين «الإخوان» ودولة السيسي، والملاحقات الأمنية والمحاكمات التي يتعرضون لها، لم تساعد الجماعة حتى الآن في تجنب معادة غالبية المصريين أو إقناعهم بالوقوف على الحياد. ما يعني أن المحنة أو المظلومية التي يتحدث عنها «الإخوان» في مواجهة النظام لم تنتج الآثار نفسها التي وظفتها الجماعة لمصلحتها في الصدامات التاريخية السابقة مع الدولة، فغالبية المصريين ما تزال ضد «الإخوان»، كما أن التنظيم لم يحافظ على تماسكه ووحدته كما كان يحدث في المواجهات والصدامات السابقة مع الدولة، وإنما على العكس ضربته الصراعات والانقسامات، وهي تحولات مهمة لمصلحة الدولة في المرحلة الراهنة. لكن تلك الأوضاع قابلة في المستقبل للتغيير وفق قدرة نظام السيسي على تحقيق إنجازات في أرض الواقع تستفيد منها غالبية المصريين. والفرضية التي أطرحها هنا، أن زوال الحاضنة الشعبية لـ «الإخوان» ونهاية التعاطف معهم وتحوله عداءً، سارعت في تفجير الخلافات والانقسامات داخل الجماعة، فالعزلة وفشل خطاب «الإخوان» في التأثير في الشارع في ظل حكم السيسي، ولّدا مناخاً داخل الجماعة شجَّع على الاختلاف والصراع، والذي ظهر بوضوح أثناء الانتخابات الداخلية لاختيار لجنة لإدارة الجماعة في شباط (فبراير) 2014، بعد أن غيَّب السجن أو السفر غالبية أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة. ومع استمرار الصراع مع نظام السيسي، والفشل في تغيير موقف الشارع، تفاقمت صراعات الجماعة، وظهرت على السطح في الأسابيع الأخيرة انقسامات خطيرة تهدد وحدتها وتماسكها. ومحور الخلاف يدور بين فريقين: الأول يضم عناصر من جيل الوسط وشباب الجماعة، مدعوماً ببعض «إخوان» الخارج. والفريق الثاني يتكون من القيادة القديمة وأنصارها، ومعظم هذا الفريق من كبار السن. ويرى الفريق الأول ضرورة تصعيد أعمال الاحتجاج والمقاومة ضد النظام الجديد قبل استقراره، في محاولة للإطاحة به، ويتطلب ذلك من وجهة نظرهم الاعتراف بأخطاء القيادة السابقة لـ «الإخوان»، والانفتاح على قوى ثورية رافضة لنظام السيسي، والعمل معها في ضوء شراكة حقيقية تختلف عن النهج البراغماتي التقليدي لـ «الإخوان» والذي ظهر في تعامل محمد مرسي مع القوى المدنية بعد وصوله إلى الرئاسة حيث لم يلتزم بوعوده السابقة بإشراكهم في الحكم.

في المقابل، يرى الفريق الثاني أنه لا بديل من المنهج السلمي الإصلاحي لـ «الإخوان» والابتعاد من ممارسة العنف أو التلويح به، ومن ثم التخلي عن التظاهرات والاحتجاجات الدورية والتي تكبد الجماعة خسائر هائلة وتفقدها تعاطف الشارع. ويتطلع ممثلو القيادة القديمة إلى تحقيق مصالحة مع نظام السيسي تكفل للجماعة وجودها واستمرارها، وتخفف من أحكام الإعدام على المرشد وقيادات الجماعة وراء السجون. ومن الواضح أن الحرس القديم تحركه خبرات المصالحة بين «الإخوان» والسادات، والتعايش مع نظام حسني مبارك، علاوة على فقه المحنة والمواءمة، وربما التقية.

وعلى رغم الاستقطاب الشديد بين الفريقين، إلا أنهما يتمسكان بمقولات الشرعية ونتائج الانتخابات، واستراتيجية السلمية المبدعة، مع اختلاف في تأويل المعاني وتوظيف المفاهيم والمصطلحات، فالحرس القديم مع الشرعية التاريخية والمؤسسية، بينما يؤكد جيل الوسط والشباب على شرعية الانتخابات الأخيرة عام 2012، وعلى شرعية الوجود والفعل المستمر في الشارع ضد نظام السيسي. كما أنه يؤوّل السلمية المبدعة إلى حق الدفاع عن النفس والعنف لتعطيل مؤسسات الدولة والقضاء على استقرار النظام. إن الصراع لا يتعلق فقط بالسلمية مقابل ممارسة مستويات من العنف، أو السلمية مقابل الثورية، وإنما بتقييم أداء مكتب الإرشاد بعد الثورة، بخاصة مرحلة وصول الجماعة إلى السلطة، وقواعد إدارة الجماعة وعملية اتخاذ القرار، والموقف من نظام السيسي ومستقبل الجماعة. وقناعتي أن «الإخوان» فشلوا في صيغة السلمية المبدعة، كما أن الثورية أو ممارسة مستويات من العنف للدفاع عن النفس ستؤدي حتماً إلى الإرهاب. وقناعتي أيضاً أن الصراع لا يدور حول اجتهادات فكرية أو سياسية، وإنما هو صراع أجيال وبحث عن السلطة وربما مصالح. بكلمات أخرى، يظل الخلاف تنظيمياً وإدارياً يتعلق بأساليب التعامل مع نظام السيسي ولا يتطرق إلى مراجعة أساليب التعامل مع الناس، فالدعوة لدى الفريقين ما تزال هي المدخل الرئيسي، إضافة إلى استغلال المحنة والمظلومية التاريخية لـ «الإخوان» للحفاظ على وحدة التنظيم وكسب تعاطف الرأي العام. لذلك فشلت جهود الوسطاء من «إخوان» الخارج والداخل للتقريب بين الفريقين المتصارعين. والسؤال: من يحسم الصراع لمصلحته؟ وهل سينجح الحرس القديم كما نجح من قبل في إقصاء المعارضين له، أم ينجح جيل الوسط وشباب «الإخوان»، وتتغير طبيعة الجماعة ومنهجها في العمل نحو مزيد من التشدد والإرهاب؟ وهل صحيح أن من تتوافر لديه موارد مالية أكثر سيكون أقدر على حسم الصراع لمصلحته؟ في كل الأحوال فإن إطالة أمد الصراع لن تكون في مصلحة جماعة «الإخوان»، التي قد تنفجر من الداخل إلى جماعات عدة تحت مسميات جديدة.

 

الكارثة السورية الإنسانية

 رندة تقي الدين/الحياة/13 كانون الثاني/16

مشهد أطفال مضايا المحاصرة منذ أشهر وهم يظهرون كهياكل عظمية بسبب الجوع هو مشهد مريب ومعيب للأسرة الدولية والعالم. تركت الأمم المتحدة هذه الكارثة الإنسانية تحصل من دون التحرك منذ أشهر واستيقظت بالأمس. اين مسؤولية هذه المنظمة العالمية التي تدّعي أن لها مهمة انسانية؟ سمعنا أن بان كي مون لم يكن راغباً في عرقلة المفاوضات في جنيف لذا تأخر في التحرك حرصاً على إبقاء نظام بشار الأسد على قرار المشاركة في المفاوضات. روسيا تقصف المدارس والأطفال في سورية بحجة أنها تحارب الإرهاب. ويمر الخبر من دون أي رد فعل عنيف. إدارة السيد أوباما الكارثية للوضع في سورية لا تبالي بصور أطفال مضايا المحاصرين. إن بلدات أخرى في سورية محاصرة من المعارضة السورية وهذا خطأ ولكن الحصار فيها تخرقه طوافات النظام التي تبعث الى المدنيين المحاصرين المواد الغذائية في حين أن حصار مضايا مأساة. لقد انتظرت الأمم المتحدة حتى أمس لإدخال المساعدات الإنسانية بعد ستة أشهر وموت أكثر من خمسين شخصاً من الجوع ومحاصرة المئات. كان في إمكان طوافات التحالف الدولي او الأمم المتحدة أن تنقذ أهل مضايا من المجاعة وترسل لهم المواد الغذائية من الجو. معيب رد فعل العالم على هذا الحصار الانساني. إن الحرب السورية أظهرت منذ بدايتها أن أطفال سورية هم ضحايا بشار الأسد ونظامه. وكيف ننسى حمزة الخطيب ابن الـ 13 سنة الذي تم تعذيبه وقتله في درعا في بداية الإحداث على يد شبيحة النظام السوري في حزيران (يونيو) 2011. حمزة كان في عمر أحد أبناء بشار الأسد. كيف يرى هذه الصور المريعة لجرائم النظام الذي يحكمه ويديره؟ وكل هذا القتل والتجويع في سبيل بقائه واستمراره في القتل والتهجير للبقاء على رأس بلد خربه ومزقه وأدخل اليه قوات أجنبية، في الجو روسيا وعلى الأرض ايران و «حزب الله». لم يعد بشار وحده صاحب قرار الإجرام والقتل فله شركاء عازمون على إبقائه، روسيا لأنها تبحث عن بديل يؤمن لها مصالحها وبقاءها في المنطقة ولم تجده بعد. وإيران و «حزب الله» وكيلها على الأرض في سورية ولبنان لأنهما في حاجة اليه للمزيد من التخريب والهيمنة وزعزعة دول المنطقة. إن مفاوضات جنيف لن تؤدي الى نتيجة طالما أن الأوضاع الدولية لم تتغير. فإدارة أوباما ووزير خارجيته جون كيري تتنازل للجانب الروسي باستمرار لإظهار أنها تتحرك وتعمل لإنجاح مفاوضات لا يمكن ان تؤدي الى نتيجة طالما هي بعيدة كل البعد عما يحصل على الأرض في سورية. ووحدها بعض الدول الغربية من اصدقاء سورية وفي طليعتها فرنسا لها مواقف مميزة وناشطة لدعم المعارضة والتغيير في سورية. ولكن هذه الدول غير قادرة على تحريك ديبلوماسية جون كيري المستعجل لأي حل لدفعه الى اتجاه صحيح. فبان كي مون ايضاً وهو في السنة الأخيرة من ولايته مستعجل لتسجيل أي انجاز ديبلوماسي عبر مبعوثه المرموق ستيفان دي ميستورا. فكارثة سورية ستستمر ولا أمل من مفاوضات جنيف التي سيقودها من الجانب الأميركي كيري المتفائل الساذج وسيرغي لافروف ثعلب الديبلوماسية الروسية المحنك.

 

أي تطبيع تريده إيران مع السعودية؟

 زهير قصيباتي/الحياة/13 كانون الثاني/16

إذا كانت الأحكام القضائية الكويتية أمس، تعكس إصراراً خليجياً على حماية دول مجلس التعاون ومجتمعاتها من الاختراقات الإيرانية، فالإصرار الإيراني على اتهام بعض دول المجلس، والسعودية خصوصاً، بما ترتكبه طهران سراً وعلناً، قد يكون دليلاً على أن الأزمة بين المملكة وإيران لن تكون عابرة.

والمشكلة مع جمهورية المرشد علي خامنئي ما زالت كما هي، لم تتبدّل منذ 1979. فالعلاقات بين الدول تقتضي بداهةً قنوات ديبلوماسية، تبدو غير موحّدة في طهران، أو غير منسجمة في أحيان كثيرة مع رغبات «الحرس الثوري» والأصوليين المتشدّدين و «الباسيج»، وغيرهم من أجنحة النظام التي تتوهّم هيمنة كاملة على منطقة الخليج، بذريعة حفظ أمنها «بلا أجانب». حادث الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وقنصلية المملكة في مشهد، أثبت ما كان يخشاه أهل الخليج منذ ما قبل توقيع طهران الاتفاق «النووي» مع الدول الست: إيران تحت الحصار والعقوبات، تهدّد وتتوعّد وترشق الجميع بالاتهامات، وتتدخَّل في دول عربية تعاني صراعات داخلية فتؤججها... إيران ماذا عساها تفعل بعد رفع العقوبات الدولية والغربية عنها؟ لن تبادر طهران حتماً إلى الاعتراف بأنها جنّدت إيرانياً لتنفيذ مخطط يمسّ أمن الكويت مثلما تنصّلت من أي رابط بين التحريض الرسمي الإيراني والاعتداء على السفارة السعودية. والغريب مرة أخرى أن النظام الإيراني الذي كان ولا يزال يكرر رغبته في التطبيع مع السعودية وفتح حوار، يحرّض الحوثيين في اليمن على مواصلة قتال الشرعية ومَنْ يدعمها. ويمارس الأسلوب ذاته بعد حادث السفارة ومبادرة الرياض إلى قطع العلاقات مع طهران: يعاقب مسؤولاً أمنياً إيرانياً، لكنه يوزّع الاتهامات لتبدو حكومته «معتدلة» والآخرون ساعين إلى التوتر، في منطقة باتت على بركان «داعش» والتطرُّف. وبعد ما كتبه وزير الخارجية محمد جواد ظريف في صحيفة «نيويورك تايمز»، ابتكر وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي تهمة جديدة، وجّه أصابعها إلى «أيدٍ خفية سعودية وأجنبية» ضالعة بالاعتداء على سفارة المملكة في طهران. لكن فضلي الذي انتهز فرصة وجوده في دمشق، ليبرّئ حكومته من الحادث، معتبراً إياه «عملاً عفوياً لبعض المواطنين»، استدرك، متّهماً السعودية بأنها وراء مهاجمة سفارات إيران في لبنان واليمن وباكستان. كيف تذهب طهران الى حوار وتطبيع فيما لا تزال تتعامل مع دول كبرى في المنطقة بمنطق الأحزاب والفصائل والعقائد؟... يُدرك الجميع أن إرهاب «داعش» وسواه، يقدّم خدمة كبرى للطروحات الإيرانية التي تنتهي عند نقطة وحيدة تسعى إلى تكريسها لدى الغرب: كل إرهاب «سنّي»، مثل مموّليه، ولا قوة غير إيران التي تستتبع الشيعة العرب أو تدّعي وصاية عليهم لتعزيز حقوقهم، قادرة على احتواء هذا «الإرهاب»، من الخليج إلى العراق وسورية ولبنان. الإيراني يقاتل بدماء السوريين في سورية، ويقاتل «داعش» كما يقول، بدماء العراقيين، ويدافع عن «المظلومين» في اليمن بدماء اليمنيين، بعدما دافع طويلاً عن المقاومة والممانعة بدماء اللبنانيين شيعةً وسنّة ومسيحيين. يلعن الفتنة المذهبية، ويضخّ لها دماءً مدفوعة «الكلفة» من نفط العراق. لا غرابة، بفضل «حكمة» باراك أوباما، إذا توهّم المرشد أنه قادر على ملء الفراغ في النظام العالمي: الأميركي خائف على رأسه، الإيراني يضحّي برؤوس عرب، الروس يوسّعون مظلة الحماية.

المؤسف في تجارب التطبيع مع إيران، ان حقبة رفسنجاني- خاتمي مُحِيَت بجرّة من قلم خامنئي. ما بعد رفع العقوبات «ازدهار» يَعِد به الرئيس حسن روحاني شعبه، ولكن لا أحد في القيادة الإيرانية يُطمْئِن الجيران الى فتح صفحة من التعقُّل... مزيد من الصواريخ الباليستية بديلاً من البرنامج النووي، و «الرفيق» الكبير فلاديمير بوتين يجرّب هل يُلحِق الأرياف السورية بشبه جزيرة القرم!... لئلا يفاجئه الإرهابيون في الساحة الحمراء. أبعد بكثير من وصف حال مأسوية، درس إمكانات تمايز الشيعة العرب عن الوصاية الإيرانية المفروضة تحت أجنحة «الممانعة»، فهل يرفعون صوتهم ضد الاختراقات التي تفكِّك المجتمعات في المنطقة بسلاح الدفاع عن «المظلومين»؟ هل يكفي اتهامنا بطعن إيران من الخلف، لنستسلم أمام انهياراتنا الكبرى: بين إيران تنحرنا غيرتها على حقوقنا، وإسرائيل الشامتة أمام فصول القتل المتوالية... والغرب الذي يشكو أنه ملّ الدموع ومشاهد البؤس الوافدة إلى بيته؟

لا أحد في الخليج يصدّق أن «الحرس الثوري» وصواريخه، مجرّد عرض عضلات، قبل توزيع ورود المصالحة، من شط العرب إلى باب المندب.

 

المُمانعون أصدقُ من المُمانعة

زيـاد مـاجد/لبنان الآن/13 كانون الثاني

تُثبت "الممانعةُ" حكوماتٍ وأحزاباً أنها تكرّس يوماً بعد يوم منظومةً أخلاقية لا تحتكر الوضاعة، إذ ثمّة بين خصومها من قد يجاريها فيها، لكنها تُحوّلها الى سمةٍ لقسمٍ كبير من جمهورها ومُريديها.

وليس أشدّ دلالةً على الأمر سوى تعاطي معظم المُمانعين منذ سنواتٍ مع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها نظام الأسد، والتي صار لحزب الله بعد تجويع مضايا نصيبٌ من المسؤولية المباشرة عنها. فبعد نفي الحزب مُحاصرتَه البلدة السورية واتّهامِه "المروّجين" للموضوع بالسعي "لتشويه صورة المقاومة"، وبعد تحويل نفيِه الى اتّهامٍ للمسلّحين المُحاصَرين بالتسبّب بِالحصار، راح إعلامُه يبحث عن صُوَر مزوّرة أو منسوبة زوراً الى مضايا ليُبرزَها، علّه يخفّف بواسطتها هَولَ الجريمة أو يُرخي ظلال شكٍّ على حدوثها. ولم يكن من الصعب الوقوع على هكذا صُوَر منشورةٍ في مواقع التواصل الاجتماعي. فهي كثيرةٌ، ويظنّ مركّبوها - إن لم يكونوا مخابراتيّين - أنهم في استخدامها (البائس) و"تدويرها" كلَّ فترةٍ قد يستدرّون عطفاً إضافياً تجاه الجِياع الحقيقيّين. على أن جزءاً واسعاً من الجمهور المُمانع لا يكترث بِكلّ هذا. فلا النفي يهمُّه، ولا مقولة "تشويه صورة المقاومة" يأخذها على محمل الجدّ، ولا حتّى الصور المزوّرة تستثيره ليُكذّبَ خصومَه. فهو يعرف جيّداً أنها جميعُها مجرّد ردودٍ إعلاميةٍ لِمُعسكرهِ لا أكثر، ويعلم أن التجويع واقعٌ ويشمتُ بضحاياه، ويردّ على حملات التضامن معهم بحملات دعمٍ لحصارِهم مُرفقةٍ بصُوَرِ أطعمةٍ وبرّاداتٍ مليئةٍ بالمآكل، للهزء بوجعهم وبموت أطفالهم البطيء.

وتُذكّرنا خِسّتُه السافرة والصريحة هذه، بمقولاتٍ ردّدها مُمانعون آخرون مجّدوا ألوف البراميل المتفجّرة التي يقذفها طيران الأسد على المدنيّين السوريّين، في الوقت الذي كان الأسد نفسه ينفي امتلاك طيرانه لها. وتذكّرُنا كذلك بمسيرات طلّاب "البعث" السيارةِ في دمشق احتفالاً بالقصف الكيميائي للغوطتين الشرقية والغربية صيف العام 2013، رغم أنه قصفٌ نفاه أركان نظامهم يومها وقالت الناطقة باسمه إن الأطفال المخنوقين بسببه هم أطفالٌ اختطفهم "الإرهابيّون" من قرى الساحل السوري واقتادوهم الى الغوطتين حيث قتلوهم وعرضوا جثامينهم لاتّهام النظام بخنقهم وتشويه سمعته. هكذا، تحوّل احتفاء معظم المُمانعين بالجرائم الى طقسٍ دائم، الى منظومةٍ أخلاقية تُوالي القتل بوصفه رداً سياسياً على الخصم، لا همّ إن حاولَ فاعلُه التنصّلَ منه لاحقاً أو حاول حتى نفيَ وقوعه. فكذبُ القاتل قبل القتلِ وبعده ليس سوى "ديكور" ضروريّ لمهمّته أو مسرحةٍ خطابيّة ترافق فعلتَه. والأخيرة، مهما سفكت من دماء، لا تروي غليلَ هؤلاء الممانِعين كفايةً، إذ يُريدون إبادة شاملةً لِخصومِهم. أو بالأحرى يُريدون، تماماً كما قالوا بصدقٍ وفجور منذ اليوم الأول، تطبيقَ شعار "الأسد أو نحرق البلد" معطوفاً على "الجوع أو الركوع". فهذه هي بالتحديد أخلاقهم وأخلاق من يناصرهم. أما الباقي كلّه، من جيوستراتيجيا ومقاومة وإمبريالية ومؤامرات وأقلّيات وتكفيريّين، فلا تغدو كونها تفاصيل، أو عدّة شغلٍ إعلامية

 

من الذي قتل النمر

إبراهيم الزبيدي/العرب/13 كانون الثاني/16

ألم يساهم واحد مغرور ومتعجرف ومتهور كقاسم سليماني في إعدام نمر النمر حين هب متوعدا 'إذا أعدمت السعودية نمر النمر صباحا سنصلي عصرا في مكة'.

لا أحد ينكر أن إيران دولة كبيرة وغنية بشعبها ومواردها وتاريخها الحضاري العريق. ولكن تعالوا نفتش عن الضرورة الوطنية والقومية والدينية والطائفية والسياسية التي جعلت الخميني، ومن بعده خامنئي، يدير ظهره لجميع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية والسياحية المثمرة البناءة التي كانت لإيران، قبل مجيئه، مع دول العالم، ومنها دول المنطقة العربية، ويختار مناطحة البحر البشري العربي (السني والشيعي معا) دون أن يخطر بباله أن يأتي يوم لهذا الطوفان العربي فيصحو وينهض ويرمي وراء ظهره وسائل الدفاع السلمي العقيم، وسياسة النفَس الطويل والعد إلى العشرين، وليس إلى العشرة، ودبلوماسية الشكاوى المتلاحقة (المملة المذلة) التي تعب منها وملَّ مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ويعتمد سياسة (لا يفل الحديد غير الحديد)، والبادئ أظلم. مناسبة هذا الكلام الإجماع الفريد من نوعه بين حكومات الدول العربية، على النهوض بحزم وعزم لردع العمائم الإيرانية المتغطرسة، وعلى الرد على الصفعة الإيرانية الواحدة بصفعتين وثلاث وأربع، إلى أن تفيء إلى حكم العقل والآدمية والدين. لم تشذ عن هذا الإجماع العربي المثير حتى حكومات عربية كانت، إلى عهد قريب توهم نفسها بجدوى الحوار العقلاني مع نظام حكم حجري يقود بلاده وشعبه بمفاهيم القوة المتوهَّمة، وبأحلام الاستعمار القديم، فيضلل ناسه وأتباعه ومريديه ومقلديه، ويدفع بهم إلى التهلكة، كما فعل بنمر النمر، وبالمئات والآلاف من أمثاله الذين صدقوا وعوده، وتدافعوا إلى مناطحة الصخور في بلادهم، إيمانا منهم بأن طرزان الإيراني سيهبُّ لنجدتهم وقت الحاجة، فيقتحم سجونهم، ويحررهم من قيودهم، ويحملهم على حصان أبيض عائدا بهم إلى جنان الخلد في طهران. ألم يساهم واحدٌ مغرور ومتعجرف ومتهور كقاسم سليماني في إعدام نمر النمر حين هب متوعدا “إذا أعدمت السعودية نمر النمر صباحا سنصلي عصرا في مكة”؟ إن هذه الرؤوس المنتفخة بالغرور والعنجهية، كرأس سليماني وأمثاله، تقتل أتباعها ووكلاءها حين تعدهم بنجدتهم، وقت الضيق، ثم تتركهم، وحدهم، لأقدارهم، دون معين. ويقال إن النمر قد اعترف بما نسبته إليه المحكمة السعودية من تُهم، وأكد أنها عقيدته التي لا يتزحزح عنها. ومنها “التغرير بصغار السن ومن في حكمهم، والدعوة الصريحة لولاية الفقيه، وجعل الحكم في السعودية، وهي وطنُه الأم، لتلك الولاية”. وكما ترك النظام الإيراني “أبناءه” الحوثيين يتجرعون كؤوس السم، وحدهم، ويتساقطون على جبال اليمن وسهولها، ولم يقم بأي فعل حقيقي، كما وعد وتوعد، يبعد عنهم شبح الهزيمة المخزية، ها هو يفعل الشيء نفسه مع النمر، ويبلع تهديده ووعيده، ويكتفي بحرق سفارة في طهران، ثم يعتذر عن هذا التصرف الهمجي الأحمق، ويعد بمحاسبة القائمين به، وهو يعلم، ونحن نعلم والعالم كله يعلم، بأن أحدا في إيران لا يجرؤ على عملٍ كبير من هذا النوع غير الحرس الثوري والإمام.

نعم. لقد استنكر الولي الفقيه إعدام النمر، وتوعد السعودية بغضب إلهي قريب، ناسيا أن إيران، في ظل حكمه غير الرشيد، لا يجاريها في إعدام المعارضين أحد على وجه البسيطة. إن الولي الفقيه لا يتحمل جريرة سفك دماء خصومه وأعدائه فقط، في البحرين واليمن وسوريا ولبنان والعراق، ولكنه أيضاً، وقبل ذلك، يتحمل جريرة قتل أتباعه ومريديه الذين يأمرهم بأن يرموا أنفسهم في التهلكة، ثم لا يأتيهم منه شيء ذو قيمة، بل كلام في كلام. وتعالوا ندقق في حجم إنفاق النظام الإيراني على إشعال الحرائق في العراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان والبحرين وغيرها، وتدبير المؤامرات والدسائس والاحتراب، وتمويل وتسليح وتدريب المئات والآلاف من القتلة الإرهابيين، شيعة وسنة. وتعالوا نجري جردة حساب عاجلة لعدد القتلى والمشوهين والمغيبين والمفقودين والمهجرين من العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين والبحارنة والإيرانيين، ونحدد الجذور الأولى لكل ما حل بالمنطقة من كوارث، من أول أيام عودة الخميني إلى إيران وإلى اليوم.

ولنعد إلى أسباب جميع الفواجع والأزمات والاضطرابات، في إيران والمنطقة، من أول مجيء الخميني من باريس في عام 1979 وإلى اليوم، بدءًا بفرض العقوبات على الشعب الإيراني، وضرر المنطقة كلها منها، وتدهور أسعار النفط العربي والإيراني، واقتراب الدولة العراقية من حافة الإفلاس المطلق، وانهيار سوريا وخرابها، وضياع نصف أهلها بين قتيل ومشرد ومفقود، واحتراق اليمن أرضا وشعبا، وتعطيل السياسة والثقافة والتجارة والسياحة في لبنان، ومعاناة البحرين من معارضة إيرانية الهوى، وتشرذم الفلسطينيين.

ولنحصِ حجم الخسارات التي لم تُصب الحكومات العربيةَ، فقط، بل أفقرت المواطنين الإيرانيين، قبل غيرهم وأكثر من سواهم، حين قتلت تجارتهم مع دول المنطقة، مستثمرين أو تجارا أو عمالا وموظفين. ترى كيف كانت ستكون المنطقة وإيران ذاتها لو أن النظام الإيراني أنفق على أبناء الطائفة الشيعية العربية الذين يزعم أنه وليُّهم المخَلـِّص المجاهد لإسعادهم جميعَ المليارات التي أنشأ بها وسلح ومول حزب الله في لبنان، وحوثيي اليمن، وميليشيات العراق، وحماس فلسطين، ومعارضة البحرين، وأمرهم بأن يقيموا بها، في أحيائهم ومدنهم وقراهم، مزارع ومصانع ومدارس ومستشفيات، أما كان سيجعلهم أعزة، وأكثر أمنا، وتحضرا، وصدارةً في أوطانهم؟ وأما كان ذلك أنفع لهم ولأجيالهم القادمة، ولإيران ذاتها؟ وأما كانوا اليوم أقل مآتمَ وصناديقَ مجللةً بالسواد بالعشرات، وأحيانا بالمئات، تحمل كل يوم خيرة الشباب الشيعة، يتساقطون في الحروب الشمشونية الخائبة التي أشعلها وما زال يشعلها الولي الفقيه؟

وفي الدول التي يزعزع أمنها واستقرارها ويستنزف ثرواتها قاسم سليماني وحرسُه الثوري وميليشياته المستأجرة أما كان السنة العرب أهدأ بالا، وأقل قتلى ومشوّهين ومفقودين ومهجّرين، وأكثر مودة وتآلفا ونفعا لإيران نفسها؟ هل من يفسر لنا هذا اللغز العصي؟

 

لم نلق من إيران إلا الشر

عبدالله العلمي/العرب/13 كانون الثاني/16     

عيون إيران اليوم على منطقة الخليج والبحرين بصورة واضحة وجلية، ويسيل لعاب طهران كل صباح طمعاً في تقطيع الخليج وتفصيله بأسلوبها الفج والوقح.

قرارات مجلسي الوزراء البحريني والسعودي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسحب ثلاث دول خليجية أخرى سفراءها من طهران جاءت في الوقت المناسب. كان لا بد من توجيه رد صارم على استمرار تدخل طهران السافر والخطير في شؤون دول مجلس التعاون والدول العربية الشقيقة. مازلنا نتذكر تورط إيران في التفجير الإرهابي الذي وقع في قرية سترة في البحرين المسالمة في 28 يوليو 2015 وأسفرَ عن استشهادِ اثنين من رجالِ الأمن البواسل وإصابةِ ستة آخرين. لن ننسى شهداء سترة، وكل الجرائم الإرهابية التي مولتها طهران. المنامة كشفت أن “الحرس الثوري” الإيراني يقف بصورة مباشرة وراء العمل الإرهابي. كلنا نتذكر تورط طهران في محاولة تهريب أسلحة ومتفجرات (ومنها مادة C4 شديدةُ الانفجار) عن طريق البحر قبل الجريمة الإرهابية بأيام. هذه إشارة واضحة إلى نوايا إيران العدوانية تجاه مملكة البحرين. تضامن وتكاتف الدول العربية خلال مؤتمر وزراء الخارجية العرب هذا الأسبوع في القاهرة بشأن الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران ليس مستغربا، هكذا هي الصخرة العربية الصلبة. أما تحفظ لبنان على بيان المؤتمر، فهو لا يهم كثيرا، ولن يقدم أو يؤخر طالما أن القرار اللبناني “السيادي” ليس بيد لبنان. مجلس النواب البحريني أكد في أكثر من مرة رفضه للتصريحات السيئة والتدخلات السافرة للمنظمة الإرهابية “حزب الله اللبناني”، وتهديدها للأمن في مملكة البحرين. الأدلة والبراهين، المحلية والخارجية، أثبتت دعم ملالي طهران لهذه المنظمة الإرهابية من أجل زعزعة أمن مملكة البحرين. إن قتل رجال الأمن البحريني بدم بارد وحرق المؤسسات الحكومية بالمولوتوف ليسا تعبيرا عن رأي، بل جرائم عصابات إرهابية.

بعد عدة أيام، سيظهر الإرهابي حسن نصرالله على شاشات التلفاز وهو يحتفل بتحفظ لبنان على قرار اجتماع الوزراء العرب ويعد متابعيه بالنصر العظيم، وكأن الطريق إلى تل أبيب يمر عبر ميدان التحرير في القاهرة. رسالة دول مجلس التعاون لإيران واضحة؛ نحن لن ننسى شهداء سترة رحمهم الله، وكل من استشهد دفاعاً عن وطنه ضد الأطماع الإيرانية الحاقدة. إيران حاولت قلب نظام الحكم في البحرين عدة مرات وخاصة في عامي 1982 و2011. كل المحاولات باءت بالفشل وتلقت طهران صفعة مدوية سُمع صداها في قم. وزارة الداخلية البحرينية أعلنت في بيان في 25 يوليو 2015، إحباط عملية تهريب عن طريق البحر لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، إضافة إلى عدد من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر. في عيد الفطر 1436 (23 سبتمبر 2015) والمفترض أن يحتفل فيه المسلمون بالمحبة والسلام، رمى المرشد الأعلى علي خامنئي أقبح المفردات (وهذا ليس بغريب عليه) عندما أكد في خطبة العيد أن إيران لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة، وخاصة “المضطهدين” في البحرين. عيون إيران اليوم على منطقة الخليج والبحرين بصورة واضحة وجلية، ويسيل لعاب طهران كل صباح طمعاً في تقطيع الخليج وتفصيله بأسلوبها الفج والوقح. وبينما الولايات المتحدة الأميركية مشغولة بالإعداد للانتخابات الرئاسية 2016، وبينما أوروبا تقيّمُ سياساتها بشأن وفود مئات الآلاف من اللاجئين، المنطقة كلها مقبلة على مخطط إيراني ديني ومذهبي إرهابي خطير. الخليج ربما قادم على مزيد من عمليات تهريب الأسلحة وبث الفرقة والكراهية وتخزين المتفجرات. صدق وزير الخارجية البحرينية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عندما قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي “لم نلق من إيران إلا الشرّ”.

 

روسيا تلجأ إلى أميركا في سوريا

خيرالله خيرالله/العرب/13 كانون الثاني/16

ليس من مصلحة روسيا وضع كل بيضها في السلة الإيرانية. لدى موسكو حسابات مرتبطة بمصالح خاصة بها تفرض عليها الامتناع عن قطع شعرة معاوية مع الجانب العربي، خصوصا مع انكشاف إيران وأدواتها المذهبية.

في المعلومات المتوافرة، وهي معلومات أكيدة إلى حد كبير، أن بشّار الأسد كلّف مجموعة من مساعديه إعداد دراسة عن البيان الصادر عن اجتماع فيينا الذي انعقد في منتصف تشرين الثاني ـ نوفمبر الماضي. كان الهدف من الدراسة مواجهة وفد المعارضة في جولة المفاوضات المقبلة المتوقعة نهاية الشهر الجاري في جنيف. فنّدت المجموعة الأسدية النقاط الواردة في بيان فيينا، وخرجت بتفسير له يصبّ في مصلحة النظام ويخدم رغبة بشّار في البقاء في السلطة متجاهلا أن بيان فيينا استند إلى بيان جنيف الصادر في 2012 الذي يركّز على أهمّية المرحلة الانتقالية. تعني المرحلة الانتقالية قيام سلطة جديدة تتمتع بكل الصلاحيات. تحلّ هذه السلطة خلال المرحلة الانتقالية مكان رئيس النظام الذي عليه أن يجد مكانا يلجأ إليه في غضون سنة ونصف سنة، أي في حدود الربع الأوّل من 2017. ذهب أعضاء من هذه المجموعة إلى موسكو لطلب الدعم اللازم لوجهة نظر بشّار الأسد وبما يستجيب لرغباته. كان الرد الروسي أن لا مجال لإدخال أي تعديل على بيان فيينا. كذلك، أكد الرد الروسي أن بيان فيينا ليس موضع أخذ ورد، بمقدار ما أنّه توجيهات على النظام السوري التزامها بحرفيتها. ترافقت زيارة الوفد التابع للنظام لموسكو مع تسريب واشنطن خريطة طريق تنتهي بترك بشّار الأسد السلطة في آذار – مارس 2017. هناك بكلّ بساطة توافق أميركي – روسي على بيان فيينا وعلى أن لا مستقبل لبشّار الأسد الذي بات نظامه جزءا من الماضي. كلّ ما في الأمر أنّ على رئيس النظام إعداد نفسه لمرحلة الرحيل، هذا إذا وجد مكانا على استعداد لاستقباله واستضافته.

في المعلومات الأكيدة أيضا أنّ أركان النظام السوري، على رأسهم بشّار الأسد، مصابون بخيبة بعد تسريب خريطة الطريق الأميركية. يشعر من يحتك بأهل النظام بهذه الخيبة، على الرغم من أنّ سنة وبضعة أشهر ما زالت تفصل عن موعد الرحيل الذي يمكن أن يكون في أيّ لحظة، وليس بالضرورة في آذار ـ مارس 2017، وذلك بغض النظر عن الدعم الذي يتلقاه النظام من روسيا وإيران. ثمة عوامل عدّة جعلت موسكو تقتنع أخيرا أن لا مجال لبقاء بشّار الأسد في السلطة. من بين هذه العوامل اكتشافها أن الضربات الجوّية التي وجّهتها إلى الثوار في سوريا، وليس إلى “داعش”، لم تحقّق النتائج المرجوّة. لا وجود لقوات في تصرّف النظام قادرة على الصمود في المناطق التي ينسحب منها الثوّار نتيجة الضربات الروسية. وهذا ما يفسّر، إلى حد كبير، الحملات العشوائية ذات الطابع الهستيري لتجنيد الشباب السوري بالقوّة، في دمشق خصوصا، وإلقاء هؤلاء المجندين الجدد على جبهات القتال. هناك مرحلة تدريب لا تتجاوز أسبوعين أحيانا يليها إرسال شبان في زهرة العمر إلى الجبهة مباشرة، بل إلى إحدى الجبهات الساخنة. بات الروسي يدرك أن عليه البحث عن مخرج من سوريا وأنّ لا أمل، في المدى البعيد، في إنقاذ النظام. كلّ ما يريده الروسي في نهاية المطاف يتمثّل في منع دول الخليج وحتّى إيران من استخدام الأراضي السورية لتمرير الغاز إلى أوروبا، وبالتالي منافسة الغاز الروسي. حدّت موسكو من طموحاتها السورية. تستخدم حاليا بشّار الأسد الذي انتشلته من الموت لتحقيق مآرب معيّنة لا أكثر.

ثمّة عامل آخر في غاية الأهمّية جعل فلاديمير بوتين يعيد النظر في حساباته السورية. يعود هذا العامل إلى هبوط أسعار النفط والغاز. ليس في استطاعة الاقتصاد الروسي الصمود طويلا في غياب التعاون مع المملكة العربية السعودية اللاعب الأهم، إلى إشعار آخر، في السوق النفطية. فعلى الرغم من كلّ ما قيل ويقال عن الوضع الاقتصادي في السعودية، اتخذت المملكة احتياطات شديدة من أجل التمكن من خوض معركة أسعار النفط والغاز لسنوات عدّة بغية المحافظة على حصّتها في السوق العالمية أوّلا، خصوصا عندما تعود إيران بقوّة إلى هذه السوق في ضوء احتمال رفع العقوبات الدولية عنها.

بكلام أوضح، على روسيا مراعاة الموقف العربي العام من مستقبل النظام السوري. لم تخف المملكة العربية السعودية موقفها الحازم في هذا الشأن، والذي يتلخّص بأنّ على بشار الأسد الرحيل بالتي هي أحسن أو بالقوّة. المهمّ أن عليه الرحيل. كلّما رحل باكرا كان ذلك أفضل لسوريا والمنطقة.

إضافة إلى ذلك، اكتشفت روسيا أنّ ليس في استطاعتها تجاهل الموقف التركي المصمّم على التخلّص من رئيس النظام السوري. الملفت أن التوتر بين موسكو وأنقرة هدأ إلى حدّ كبير، بعد الضجّة التي أثارتها روسيا إثر إسقاط سلاح الجو التركي لإحدى طائرتها المقاتلة التي تجاوزت المجال الجوي للبلد. كانت الضجة الروسية للاستهلاك الداخلي فقط. ما لبثت لغة العقل أن أخذت مكان التصعيد بعدما فهمت روسيا حدود ما تستطيع عمله وما لا تستطيع عمله. ليس من مصلحة روسيا وضع كلّ بيضها في السلّة الإيرانية. لدى موسكو حسابات مرتبطة بمصالح خاصة بها تفرض عليها الامتناع عن قطع شعرة معاوية مع الجانب العربي، خصوصا مع انكشاف إيران وأدواتها المذهبية من نوع ميليشيا “حزب الله”. أقصى ما تستطيع هذه الأدوات عمله هو المشاركة في تجويع بلدات معيّنة كما حصل في مضايا وغير مضايا… وإثارة الغرائز المذهبية خدمة للمشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة.

بالنسبة إلى موسكو، يبدو التعاون مع واشنطن الطريق الوحيد للبحث عن مخرج. الواضح أن الإدارة الأميركية مستعدة لتوفير المخرج لكنّها ليست مستعجلة على شيء.

لم يعد الشرق الأوسط أولوية أميركية في عهد باراك أوباما. سوريا في طريق التفتت. ما الفارق إذا استغرق ذلك سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات أخرى، ما دام الأمن الإسرائيلي محفوظا في ظلّ التعاون الروسي – الإسرائيلي في هذا المجال، وهو تعاون لا تبدو إيران بعيدة عنه. ما الفارق إذا قضى أهل مضايا، أو أمكن إنقاذهم من الجوع وفكّ الحصار عن بلدتهم؟ في شأن كلّ ما له علاقة من قريب أو بعيد بالأزمة السورية، يبحث كلّ طرف معني، بما في ذلك الطرف الروسي، عن مصالحه. الغائب الوحيد هو الشعب السوري الذي يدفع حاليا ثمن كلّ هذا الظلم الذي تعرّض له منذ العام 1958، تاريخ الوحدة مع مصر التي أسست للنظام الأمني الذي أقامه البعث، على مراحل، منذ انقلاب الثامن من آذار ـ مارس 1963 الذي توّج باحتكار حافظ الأسد للسلطة في 1970. كان ذلك تمهيدا لقيام نظام نواته الأقلّية العلوية أساسا، لكنه كان في الوقعّ نظاما يغلّف نفسه بشعارات “العروبة” و”المقاومة” و”الممانعة” لتغطية الجريمة التي يتعرّض لها، ولا يزال يتعرّض لها شعب بكامله.

 

خرائب الملالي: المظلومية الطائفية كورقة سياسية

يوسف الديني/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/16

يفقد نظام طهران توازنه بعد رد الفعل الحازم سياسيا تجاه التلاعب بالأعراف الدبلوماسية، وسيادة الدول والتعبئة ضد نظام المملكة، بدعاوى طائفية ما عادت تنطلي على المجتمع الدولي، لا سيما أن التصعيد الطائفي من بوابة السياسة يشعل خزانات الطائفية من زاويا دينية وتاريخية واجتماعية، ومن يتابع محتوى الإعلام الرسمي والجديد وحتى أحاديث المجالس يدرك إلى أي مدى بلغ منسوب الطائفية الآن، مما ينذر بتحول المناورات الإيرانية لجر المنطقة لحرب طائفية إلى فخ طائفي لا يمكن أن تقبل به السعودية، وهي تحاول طرح سياسة احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الخاصة أو تثوير وضعها السياسي عبر أذرع إيران غير الشرعية من حزب الله إلى أنصار الله، إلى المجموعات السياسية المؤيدة لتوجه إيران، وهي مزيج غير متجانس من بقايا اليسار والقومية والغاضبين من فشل تجربة الربيع العربي وتداعياته، التي صعدت منطق دول الاعتدال العربي في مواجهة محور محتقن سياسيا بقيادة إيران المأزومة داخليًا، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والممانعة الشعبية وهو ما استدعى منها ترحيل أزماتها للخارج لتعبئة الداخل من جهة، ولمحاولة الضغط على المجتمع الدولي عقب الاتفاق النووي بأخذ دور جديد في المنطقة، بعد أن ساهم تعثر سياسة الولايات المتحدة في العراق إلى خلق مناطق توتر تداخل فيها الإرهاب مع مفهوم الدولة الفاشلة، مع صعود الميليشيات، ولنا أن نتخيل المنطقة بعد سنوات من هذه الفوضى غير الخلاقة.

اللاعبون على الساحة السياسية في مناطق التوتر من العراق إلى سوريا إلى اليمن إلى ليبيا، يهدفون إلى تعزيز السيطرة على الأرض وليس التحول إلى كتلة سياسية لها صوت بحاجة إلى تمثيل، والأكراد في سوريا والعراق والحدود التركية يهدفون إلى التحول إلى دولة، والميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران كمنظمة بدر تهدف إلى بسط نفوذها في مناطق واسعة على طريقة حزب الله اللبناني، وهو ما عرف بحالة «الدولة داخل الدولة»، الاستفادة من مؤسسات الدولة والحديث باسمها وممارسة سياسات الميليشيا من ترويع وخطف وقتل وتهديد وخطابات ثورية ذات مضامين وشعارات سياسية، لا تنتمي إلى الواقع بقدر أنها تمارس وصايتها لتمرير آيديولوجيتها الخاصة، كما هو الحال في العراق الأكثر تعقيدًا حيث يتداخل منطق الميليشيا مع الدولة بشكل معقد، إذ تعيش الميليشيا على مناخ الدولة وتستفيد الدولة المتعثرة من زخم وشعبية الميليشيا، كما تستفيد من تجاوزاتها التي عادة لا تتحمل مسؤوليتها، وهو ما يعجل الحصار لتنظيم داعش الذي لا يعيش في كنف دولة، وإنما يسعى لابتلاعها، ويترشح في حال عدم الوقوف ضد حالة التمدد للميليشيات الشيعية الصاعدة بعد إضعاف «داعش» أو القضاء عليه عسكريًا، إلى تحول تلك الميليشيات إلى شبح يهدد الدول التي ينتمي إليها في سبيل شعار القضاء على الإرهاب.

في ظل هذا الخراب السياسي الكبير الذي يدشنه «الملالي» في المنطقة، يقابله تيقظ سعودي لخطورة المرحلة والذي استدعى إعادة بناء التحالفات السياسية مع دول الجوار لحماية «فضيلة الاستقرار» الذي تشعر دول المنطقة بأهميته وقيمته وأولويته في المرحلة المقبلة، مما استدعى دخول تركيا على خط الفرز السياسي، بعد أن كانت تحاول الأداء كلاعب مستقل يحاول تسيير الأحداث وفق مصالح وتوجه النخبة الحاكمة أكثر من الثقل الجيوسياسي والإقليمي بسبب خصوصية الملف الكردي.

دخول روسيا على الخط في محاولة احتواء محور «الممانعة» الذي تتزعمه إيران يقابله ارتباك أميركي كبير ليس على مستوى التدخل في شؤون المنطقة، والذي تراجع منذ تسنم الرئيس أوباما للرئاسة وحتى رغبته الجامحة في إنهاء ولايته من دون تغييرات جذرية على مستوى السياسة الخارجية، في حين أن أزمات المنطقة انتقلت من مرحلة الملفات المتأزمة في مناطق متعددة من سوريا إلى اليمن إلى ليبيا، إلى انقسام ثنائي تريد إيران تكريسه وجرّه إلى منطقة ملتهبة هي «الطائفية»، وما يتبعها من مظلومية الأقليات. والحال أنه لم يعد بكاف الآن الدخول في المنطقة عسكريًا أو سياسيا من بوابة الحرب على الإرهاب و«داعش» فحسب، فقد استنفد هذا الشعار مهمته بعد أن تداخل ملف الإرهاب بصعود الميليشيا بانهيار مفهوم الدولة ببقاء نظام البراميل المتفجرة تجاه الشعب الأعزل، كما هو حال نظام الأسد الذي يعد المستفيد الأول من حالة الفوضى التي تضمن له البقاء فترة أطول في ظل حالة اللاحسم السياسي الذي يبدو أنه سيد المشهد في 2015 المنصرم. 2016 هو عام صعود الدبلوماسية السعودية وأجندتها الواضحة والصريحة، الاستقرار والحرب على الإرهاب بكل أنواعه وإعادة مفهوم الدولة وحماية الحدود خطوط عريضة لا يمكن المساومة عليها، مع التأكيد على عدم الوقوع في مستنقع الطائفية رغم ارتفاع أصوات المتطرفين من كل جانب، فما يحدث على الأرض هو محاولة إيرانية لفرض هيمنتها الإقليمية من خلال اللعب على تناقضات الطائفية ومظلوميتها كما هو الحال مع استغلال حوادث وإجراءات ذات طابع سيادي يخص كل دولة، كما أن عودة إيران إلى المجتمع الدولي عبر الاتفاق النووي يجعلها أكثر جرأة في العودة كدولة متضخمة بأذرعها العسكرية والآيديولوجية في المنطقة، ولو بشكل مفتعل وطائفي على طريقة الحرب بالوكالة. تمتين العلاقات بدول المنطقة المؤثرة في ظل هذا الارتباك الأميركي كانت الخطوة الأولى للدبلوماسية السعودية الصاعدة والتي يترشح أن تكون الصوت الأعلى في العام الجديد 2016. أدام الله لحمة الأوطان وأبعد عنها الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

 

مضايا الجائعة تربك إعلام حزب الله اللبناني وقناة «المنار» تتهم المعارضة بتجويع المحاصرين.. وتخطئ في أسعار المواد الغذائية

الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/16/تحت وطأة الحملة الإعلامية والشعبية الواسعة لإنقاذ أهالي مضايا المحاصرين من قبل قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني، وتسريب عشرات الصور لضحايا التجويع والحصار، اضطر حزب الله وبعد أن خرجت مظاهرات في لبنان تطالبه بفك الحصار عن مضايا، إلى الرد على تلك الحملة بحملة إعلامية مضادة. إلا أن تلك الحجج التي ساقتها الحملة للتبرؤ من التجويع بدت مرتبكة. عمد تلفزيون «المنار» بداية إلى نفي صحة صور ضحايا نقص الغذاء وقال إنها صور لأشخاص ماتوا في أماكن أخرى. وواكبت هذه التقارير حملة من مناصري الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي سعت لتعويم الصور بإغراق المواقع بصور من مناطق وأحداث أخرى من العالم، حولت كارثة مضايا الإنسانية إلى مادة للسخرية والاستهزاء. وتعمد عدد من الشباب اللبنانيين المناصرين لحزب الله نشر صور للموائد عامرة بمختلف أنواع المأكولات والمشروبات ضمن هاشتاغ «متضامن مع مضايا»، كما نشرت صورا لهياكل عظمية بوضعية ضاحكة قالوا إنها لأشخاص من مضايا، منها صورة لهيكل عظمي وراء نافذة علقت عليها فتاة لبنانية، أن الصورة لصبية من مضايا تنتظر حبيبها. ومثلت تلك الصور انتهاكًا غير مسبوق للمشاعر الإنسانية، مما زاد من تأجيج غضب الشارعين السوري واللبناني ضد حزب الله، وارتفعت الأصوات المستنكرة لهذه الحملة التي انطلقت من زعم أن حملة إنقاذ مضايا هي «حملة لتشويه وجه المقاومة». واضطر تلفزيون «المنار» إلى إعداد تقارير قال إنه تم تصويرها على مشارف مضايا تتضمن شهادات لأهلها، تؤكد أن لا جوع في مضايا، وأن من يتحكم بقوت الناس هناك ويمنع وصول المواد الغذائية هم المسلحون المعارضون للنظام وليس حزب الله. وبثت قناة «المنار» تقريرا أمس (الاثنين)، أجراه أحمد فرحات وعلي بدوي، قالا إنه «تضمن شهادات لأبناء مضايا عبر قناة (المنار) تفند التزوير والتضليل الذي يبثه الإعلام الداعم للجماعات الإرهابية». وبدأ التقرير بصور لعدد من الأطفال مع أمهاتهم، وقال إن «براءة وجوه أطفال مضايا فيها التعطش والجوع للحرية التي يأسرها مسلحون يتاجرون بالإنسانية»، ثم نقل شهادات من عدد من النساء تحدثن فيها عن المساعدات، ورجل مسن قال إن عمره 89 عاما، اتهم المسلحين المعارضين بالمتاجرة بالمساعدات، فيما اتهم معد التقرير بشكل مباشر ونقلا عن مصادر خاصة بـ«المنار» رئيس المجلس العسكري في مضايا والزبداني وأعضاء المجلس هناك، بالمتاجرة بالمواد الغذائية التي تم إدخالها قبل نحو شهر. إلا أن المطبات التي وقع فيها معدا التقرير نسفت مصداقيته، منها ظهور علم قوات النظام في الخلفية، مما يشير إلى أن المنطقة التي جرت فيها اللقاءات خاضعة لسيطرة النظام، والمطب الثاني الذي أثار عاصفة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي ما جاء في الشهادات بأن سعر كيلو الأرز - حسب ما حدده تجار المعارضة - تراوح بين سبعين وتسعين ليرة، وكيلو البرغل مائة ليرة. وقالوا إنه ثمن باهظ جدا، ولا قدرة للناس على شرائه، علما بأن هذا السعر يعد بخسا جدا قياسا بالأسعار في العاصمة دمشق وسائر المدن السورية شبه الآمنة، حيث يبلغ سعر الأرز نحو 300 ليرة وسعر كيلو البرغل 200 ليرة. أما الأسعار في المناطق المحاصرة لا سيما مضايا فقد وصل سعر كيلو الأرز فيها إلى تسعين ألف ليرة، أي أكثر من مائتي دولار. وكتبت ناشطة سورية مشاركة في حملة «إنقاذ مضايا»: «تقرير قناة (المنار) دعوة لمن بقي من سكان سوريا للنزوح إلى مضايا، نظرا لتدني الأسعار»، بينما علقت إعلامية سورية على التقرير بأنها لو كانت في إدارة قناة (المنار) لأنزلت القصاص فورا بمعدي التقرير لما فيه من جهل وغباء. وواكبت حملة حزب الله الإعلامية المضادة انطلاق وصول قافلة المساعدات الإنسانية. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن ذلك تم بإشراف «الهلال الأحمر العربي السوري»، و«الصليب الأحمر الدولي»، والأمم المتحدة.

 

السعوديون الشيعة.. مرة أخرى

محمد محفوظ/DW/12 كانون الثاني/16

قبل أسابيع قليلة ماضية كتبت مقالا في هذه الصفحة عن السعوديين الشيعة وخيارهم الوطني. وقد أثار هذا المقال الكثير من الأسئلة والاستفسارات، وجميع هذه الاستفسارات على نحوين أساسيين وهما النحو الأول: أسئلة واستفسارات تستهدف بالدرجة الأولى زيادة فهم القارئ لطبيعة المجتمع الشيعي وخياراته السياسية، وهي أسئلة تستهدف زيادة الفهم والتفاهم بين شركاء الوطن. الشيعة في المملكة مكون أصيل من مكونات المجتمع السعودي، ويعتزون كغيرهم من أبناء الوطن، بوطنهم، ويتطلعون إلى أن تسود العلاقة الإيجابية والمستقرة مع شركائهم في الوطن. وهم في هذا لا يزايدون على أحد، ويرفضون في ذات الوقت أن يزايد عليهم أحد والنحو الآخر أسئلة ذات طبيعة مغايرة للنحو الأول وتحمل رؤية مختلفة عن الرؤية التي قدمها المقال. وتنم هذه الأسئلة عن وجود حالة من الضبابية وعدم الفهم الدقيق لطبيعة التطور الفكري والسياسي الذي يعيشه السعوديون الشيعة. نحاول في هذا المقال الإجابة عن بعض هذه الأسئلة في سياق موضوعي موحد. هناك مستويان أساسيان لمقاربة موضوع حالة التنوع المذهبي الموجودة في المجتمعات.. المستوى الأول يعمل على مقاربة الموضوع في الإطار اللاهوتي أو المذهبي المحض للجماعات البشرية؛ بحيث يعمل هذا المستوى على مناقشة الموضوع في إطاره العقدي الخاص، وكأنه يقول في دائرة الاختلاف المذهبي، إن المطلوب للرضا عنك أو نيلك حقوقك التي تطالب بها، هو أن تغير أو تزحزح أو تتنازل عن بعض ما هو موجود في بنائك العقدي أو منظوماتك المذهبية. ولكون هذا دونه خرط القتاد كما يقولون لأنه لا يمكن أن تتحقق تحولات عقدية أو فكرية جماعية في سياق الضغط أو المطلب الخارجي؛ لأن الحقائق الفكرية والمذهبية لدى كل الجماعات البشرية هي حقائق عنيدة، ولا تقبل أن تقدم تنازلات فيما تعتقده ضروريا أو ثابتا من ثوابت منظومتها المذهبية. وهذا المستوى من مقاربة المسألة المذهبية في كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية، لا يفضي إلا إلى المزيد من تمسك كل طرف بما يعتقد به، كما أنه يزيد في حالة الاحتقان المذهبي. بمعنى أن معالجة الانقسام المذهبي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، لا يمكن أن تتحقق أو تنجز على ذات الأرض المذهبية سواء للطرف الأول أو الثاني. أو بتعبير أكثر دقة أن الأرضية المذهبية سواء للطرف الأكثري أو للطرف الأقلي، لا يمكنها أن توفر معالجة حقيقية لحالة الانقسام المذهبي السائدة في مجتمعاتنا اليوم. ومن يبحث عن معالجة فعلية لحالة الانقسام بإطلاق حوار بين مشايخ هذا الطرف أو ذاك، فإنه لن يحصل في سياق النجاح الأقصى لعملية الحوار إلا على التسالم بوقف النزاع أو التوتر الدائم بين أتباع المذاهب الموجودة في المجتمع. لهذا فإننا نعتقد أن الانقسامات المذهبية في المجتمعات المعاصرة، لا يمكن أن تعالج إلا في سياق مؤسسة الدولة، بحيث تكون على مسافة واحدة من كل الافرقاء، وتصيغ قانونا ثابتا يضمن خصوصيات الجميع وعلاقتهم الإيجابية في سياق متحد اجتماعي/وطني منضبط بضوابط القانون الموحد الذي يطبق على الجميع، ويسهر على ضمان حق المواطنة المتساوية.

لهذا فإن المقاربة المذهبية البحتة، لموضوع الانقسام المذهبي، غير قادرة على معالجة هذا الانقسام من جذوره، وإن أقصى ما تتمكن من تحقيقه هو تبريد الانقسام وإدارته برهان المناقبيات الأخلاقية التي ينبغي أن يتحلى بها الجميع. وهذا يمكن أن يتحقق في عالم الأفراد، أما عالم الجماعات والمجتمعات، لا يمكن أن تنضبط إلا بمؤسسات الدولة التي تعمل على قاعدة قانونية تستهدف جعل الانتماء الوطني هو معيار الحقوق والواجبات.

وفي مقابل هذا المستوى في مقاربة المسألة المذهبية، ثمة مقاربة أخرى نتبناها ونعتبرها إذا أحسنا الالتزام ببنودها قادرة على معالجة الانقسام المذهبي الموجود في مجتمعاتنا، وجوهر هذه المقاربة هو الانتقال من المستوى العقدي اللاهوتي إلى المستوى الاجتماعي - الثقافي السياسي.. بمعنى أننا نتعامل مع حالة التمذهب ليس بعنوان المنظومة العقدية أو المذهبية، وإنما بعنوان أنها تشكل مجموعة بشرية ذات خصائص ثقافية محددة، أي لا يتم الدخول في جدل مذهبي تفصيلي بوصفه مدخل معالجة المشكلات أو الحقوق أو الثقة بهذه المجموعة بفعل متبنياتها المذهبية الخاصة، وإنما نقل الموضوع إلى الدائرة الأخرى، التي تقارب الموضوع في الدائرة الاجتماعية الوطنية. فالشيعة في المملكة العربية السعودية، لا يمكن فهم مسألتهم الحقيقية إلا في سياق التعامل معهم بوصفهم جماعة وطنية ذات خصائص ثقافية محددة، لا تمنعهم من الانفتاح والتواصل مع المكونات الوطنية الأخرى، ولا تمنعهم هذه الخصائص من الوفاء بكل متطلبات المواطنة الحقيقية. وإن الانتماء إلى دائرة مذهبية محددة، لا يحول دون التفاعل التام مع كل متطلبات انتمائهم الوطني في أبعاده المختلفة. فالانتماء المذهبي ليس بديلا عن الانتماء الوطني، ولا يمكن لأي مجموعة بشرية أن تعيش فقط من خلال إشباع دائرة انتماءاتهما المذهبية، فهي بحاجة إلى انتمائها الوطني، ولا يمكن المقايضة بين هذه الانتماءات. فكل جماعة بشرية تعتز بانتمائها الثقافي المذهبي، كما تعتز بانتمائها الوطني، ويتحمل الجميع - أي جميع الأطراف - المشاركة في الدائرة الوطنية في بناء توافق عميق بين الانتماءين؛ بحيث لا تكون هناك حالة تضاد بين هذا الانتماء أو ذاك.

من هنا فإنني أدعو جميع المشتغلين بهموم الانقسام المذهبي في مجتمعاتنا، إلى الالتفات إلى أهمية أن نقارب هذه المسألة بعيدا عن حالة الجدل المذهبي البحت، التي لا تعالج المشكلات الحقيقية، بل تزيدها تعقيدا وارتباكا. وإننا بحاجة إلى مؤسسات الدولة المختلفة لمعالجة كل حالات الانقسام الأفقية والعمودية الموجودة في مجتمعاتنا. وحادثة الأحساء الأليمة أكدت بشكل لا لبس فيه عن استعداد الشيعة السعوديين النفسي والعملي للانسجام التام مع شركائهم في الوطن. وسجلت النخبة الدينية والاجتماعية للشيعة موقفا رائعا، حيث تعالت على الجراح، وانسجمت مع رؤية واستراتيجية الدولة في التعامل مع الحادثة الأليمة وآثارها المختلفة. وأرى أن اللحظة مؤاتية في ظل هذه الظروف، للقيام بمبادرة تستهدف تطوير حالة الاندماج الوطني بين مختلف المكونات، بعيدا عن النزعات المذهبية المقيتة.

وفي سياق ضرورة الخروج من حالة الانقسام المذهبي والطائفي الحاد، التي تشهدها المنطقة، ثمة ضرورة للعمل على حماية وطننا وتعزيز انسجامه الوطني، حتى نتمكن جميعا من حماية وطننا من كل المخاطر المحدقة. وفي هذا الإطار لابد من التأكيد على النقاط التالية:

ليس شرطا لوطنية أي مواطن، أن يشترك مع بقية المواطنين في الانتماء المذهبي؛ لأننا نجد في جميع المجتمعات حالة التنوع الأفقي والعمودي، وهذا التنوع بكل مستلزماته، ليس مانعا أو كابحا من إنجاز مفهوم المواطنة. ولعل من أهم الإشكاليات التي نواجهها في المجتمع السعودي، هي خلق حالة من المساوقة بين الانتماء المذهبي، والانتماء الوطني؛ لأن هذه المساوقة تفضي إلى بروز حالة من التوترات المذهبية التي لا تنفع مؤسسة الدولة في أي شيء، كما أنها تضر بحقيقة الاستقرار الاجتماعي. فمن حق أي مواطن أن ينتمي مذهبيا لأي مدرسة فقهية أو عقدية، ولا يحق لأي أحد أن يجعل من هذا الحق بالانتماء حائلا ومانعا دون حقوقه كمواطن بصرف النظر عن قناعاته المذهبية أو الدينية.

ثمة نقاش محموم وإثارة للكثير من الشبهات مع كل حدث أو انعطافة سياسية أو اجتماعية كبرى سواء على مستوى الداخل الوطني أو في دول المحيط والفضاء الإسلامي. ولعل النقطة المركزية في هذا النقاش وتوابعه حول ولاء الشيعة في المملكة هل هو لوطنهم أم لدولة مذهبية بجوارهم وهي إيران.

ونحن هنا لا نريد أن نقارن بين الأطراف الوطنية، ومدى التزام كل طرف بمقتضيات الوطنية وهل هو يقدم انتماءه الوطني على بقية الانتماءات، ولكننا نوضح أن باعث هذه الشبهة هو التعامل مع حقيقة الانتماء لأي دائرة من دوائر الانتماء وكأنها مساوقة ومترادفة لحقيقة الولاء السياسي والوطني. مع العلم ثمة فروق جوهرية بين الانتماء والولاء. فغالب أشكال الانتماء لدى الإنسان لا كسب له فيها، فهو ينتمي إلى عائلة أو عشيرة أو قبيلة أو مذهب أو دين لا كسب حقيقيا له في هذه الانتماءات. فهو لكونه مولودا لأبوين مسلمين أصبح مسلما شيعيا أو سنيا. وهكذا بقية دوائر الانتماء. أما حالة الولاء فهي نتاج كسب الإنسان وقراره وقصده الواعي. وعلى ضوء هذه الحقيقة نقول: إن الشيعة في المملكة كغيرهم، يعتزون بانتمائهم المذهبي، كما أنهم في ذات الوقت يعتزون بولائهم الوطني، وليس ثمة مفارقة بين الانتماء المذهبي والولاء الوطني، ووجود دول ومجتمعات شيعية في الجوار، لا يعني أن ولاء شيعة الوطن إلى مجتمعات الجوار، لأن مصلحة الشيعة بكل ما تعني مقولة المصلحة، هي في انتمائهم وولائهم الوطني. ولا يمكن التضحية بمصالح الوطن، لصالح أي مجموعة بشرية أخرى مهما كانت عناصر الاشتراك معها. ومن الضروري في هذا السياق أيضا، الالتفات إلى هذه المسألة، وهي حينما يختلف وطننا أو حكومتنا سياسيا مع أي طرف شيعي في المحيط، المطلوب دائما عدم الخلط بين الاختلاف السياسي والاستراتيجي، وبين التشنيع على المذهب الشيعي. لذلك نحن مطالبون لكي نعالج بصدق جدلية الانتماء والولاء، إلى تحييد المذاهب والمدارس الفقهية من ظاهرة الاختلافات السياسية والاقتصادية والإستراتيجية. لأن عملية الخلط هي التي تفضي إلى حالة من الاحتقان الطائفي والتوتر المذهبي، لأن إدارة الاختلاف السياسي استخدمت فيها الأدوات المذهبية، التي تلامس مشاعر مكون أصيل من مكونات الوطن. الشيعة في المملكة مكون أصيل من مكونات المجتمع السعودي، ويعتزون كغيرهم من أبناء الوطن، بوطنهم، ويتطلعون إلى أن تسود العلاقة الإيجابية والمستقرة مع شركائهم في الوطن. وهم في هذا لا يزايدون على أحد، ويرفضون في ذات الوقت أن يزايد عليهم أحد. فالوطن لنا جميعا، ومن واجبنا جميعا أن نحمي وندافع عن هذا الوطن بكل الإمكانات والطاقات. فتعالوا جميعا نخرج من خنادقنا المذهبية، ونحمي وطننا من كل المخاطر يدا بيد وكتفا بكتف.

 

اندبندنت»: انحطاط جديد للإنسانية من بيروت إلى مضايا.. هذه «أدبيات» «حزب الله»

علي الحسيني/المستقبل/12 كانون الثاني/16

انحدار سياسي وأخلاقي غير مسبوق، أبطاله مقربون من «حزب الله» عبّدوا طريقه خلال اليومين الماضيين على خطيّ بيروت- مضايا، من خلال تطاولهم على هامات وطنية دفعت حياتها ثمناً في سبيل تكريس وتثبيت منطق الدولة المُغيّبة لغاية يومنا هذا لحساب «الدويلة»، وعلى شعب أُرغم على الاستعاضة عن كسرة الخبز، بأكل القطط والحشائش وشرب مياه الصرف الصحي بسبب الحصار الخانق الذي يُمارسه الحزب والنظام السوري منذ اكثر من سبعة أشهر. عباس زهر الدين أحد المقربين من نجل قيادي بارز في «حزب الله» وأحد أبرز الناشطين الداعمين لنهج وخط الحزب عبر مواقع التواصل الإجتماعية، قاد مع مجموعة، حملة عنيفة ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري من خلال استخدامهم كلاماً نابياً ومُسيئاً لم تعهده السياسة في لبنان حتّى في عزّ الخصام السياسي سواء بين الأحزاب أو حتّى بين الزعماء أنفسهم، الأمر الذي شكّل صدمة كبيرة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين بحيث اعتبروه نقلة «مقيتة» ترتكز على علوم «الموبقات» التي أصبح يُبدع الحزب بارتكابها ومُمارستها عملاً وقولاً. إيعاز «حزب الله» لزهر الدين، جاء على خلفيّة حملة قام بها ناشطون في لبنان وسوريا عبر «هاشتاغ» وصفوا خلاله الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بـ»مجرم حرب»، في تلميح إلى الحصار الذي يفرضه حزبه على بلدة مضايا وتجويعه الأهالي. والأنكى من ذلك، كان رد زهر الدين و»أخوانه» على حملة اتهام نصرالله بنشرهم مجموعة من الصور لموائد الطعام والشراب بالإضافة إلى إطلاقهم «هاشتاغ» يحمل عنوان «متضامن مع حصار مضايا». وقد وصفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية الحملة بـ»السادية والمقرفة» خصوصاً بعد نشر صور هياكل عظمية بلاستيكية في سياق السخرية من أجساد أهل مضايا الهزيلة. ليست المرّة الأولى التي ينتهك فيها «حزب الله» وحليفه النظام السوري شرعة حقوق الإنسان، فللنظام وحلفائه تاريخ من القتل والقمع وارتكاب المجازر الجماعية والفردية، فقد سجل العام الماضي وحده اكثر من ثلاثين مجزرة ارتكبها النظام في عدد من المناطق الداخلية كان فيها النصيب الأكبر لمدينتي حلب والعاصمة دمشق، عدا الإجرام الذي مارسه الحزب في القصير، والتي يُشبه حصارها نوعاً ما الحصار الذي يفرضه على مضايا اليوم وبعدها القلمون وريفَي حلب وإدلب والعاصمة دمشق. لكن أبرزها وأفظعها تلك التي ارتكبها في مدينة الزبداني على مدى خمسة أشهر. وكانت صحيفة « إندبندنت» البريطانية علّقت على تغريدات وصور نشرها أنصار الرئيس السوري بشار الأسد و«حزب الله« على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يسخرون فيها من الحصار المفروض على بلدة «مضايا» السورية بالقول، إنه انحطاط جديد للإنسانية».

ووصفت الحملة المضادة لحملة # متضامن_مع _حصار_مضايا بـ» السادية والمقرفة«، إذ أن مقربين من «حزب الله« قاموا بنشر صور موائد الطعام والشوي مستخدمين الهاشتاغ نفسه مع عبارات طائفية«، لافتة إلى أن «البعض نشر صور هياكل عظمية بلاستيكية في سخرية من أجساد أهل مضايا الهزيلة«.

وقالت «إن الصور الاستفزازية، سلطت الضوء على عمق الشرخ الطائفي الذي أحدثه حزب الله، وفقاً للنشطاء السوريين، الذين أشاروا إلى جرح لن يندمل في العلاقة بين السوريين وقسم كبير من اللبنانيين حتى بعد انتهاء الحرب«.

يبدو أن انحدار الحرب التي يخوضها «حزب الله» في سوريا بشكل غير مألوف، انعكست بدورها على المقربين منه. ففي سابقة خطيرة مارسها عناصر الحزب في حربهم هذه، كان وقوف احد عناصره الى جانب جثة مقاتل وهو يطلب من صديقه التقاط صورة له أثناء إشعالها بالنار، حتى بدا المشهد أقرب إلى الخيال، الأمر الذي اعتبر يومها نمطاً جديداً في طريقة تعاطي عناصر الحزب مع خصومهم وأيضاً في سلوكهم وتصرّفاتهم، خصوصاً وأن التاريخ لم يُسجّل لهم أي إرتكاب مماثل مع جثث جنود إسرائيليين في زمن المقاومة. وفي صورة مشابهة قام عناصر آخرون من الحزب بقتل عدد من الأسرى الجرحى في سوريا، في مشهد تسابق فيه العناصر لنيل شرف القتل تحت مرأى ومسمع قائدهم الذي كان يوعظهم بالقول «اقتلوهم بنيّة تأدية التكليف وليس الإنتقام». لم يعد يُعير «حزب الله» أي اهتمام للأخلاقيات، فكل الأمور أصبحت مُباحة بالنسبة اليه والى بعض جمهوره الذي أصبح يُمارس هو الآخر الإرهاب الفعلي والنفسي نفسه الذي تُمارسه قياداته. في لحظة من الزمن تسقط ورقة التوت لتُعرّي أصحاب «التقيّة» وتكشف زيف من تلطّى لفترة من الزمن، خلف شعارات مُنمقة وُضعت ضمن إطار الطابع العقائدي والاستراتيجي قبل أن تفضحها الأفعال والممارسات العلنية، والإرتكابات الميدانية، وآخرها فضيحة تعبيد طريق بيروت- مضايا بالحقد والكراهية.

 

هكذا ينتشر "داعش" ويهدّد لبنان!

الأفكار/بقلم علي الحسيني/12 كانون الثاني/16

<الدولة الاسلامية في العراق والشام> أو <داعش> هو تنظيم مسلح يُوصف بالإرهاب، يتبنى الفكر السلفي الجهادي، ويهدف أعضاؤه إلى إعادة ما يسموه <الخلافة الاسلامية> وتطبيق الشريعة، ويتخذ من العراق وسوريا مسرحاً لعملياته برئاسة زعيمه أبو بكر البغدادي.

بداية التكوين

بدأ تكوين <داعش> في العراق يوم 15 تشرين الأول/ اكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة <حلف المطيبين> وقد تم وقتئذٍ اختيار أبا عمر زعيما للتنظيم قبل أن يخلفه ابو بكر البغدادي اثر مقتل الاول خلال عملية عسكرية قامت بها القوات الاميركية بالتعاون مع الجيش العراقي في منطقة <الثرثار> استهدفت خلالها منزلاً كان يوجد فيه كل من ابي عمر البغدادي وابي حمزة المهاجر الذي قُتل هو ايضا بالعملية ذاتها. ويُمكن القول ان عهد أبي بكر البغدادي شهد تحوّلاً وتوسعاً في مستوى العمليات وتنوّعها مثل عملية البنك المركزي العراقي، وزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت.

<داعش> في مواجهة الجميع

حقق تنظيم <داعش> الذي يقاتل الجيش السوري والقوات الكردية والمعارضة المسلحة والكتائب الإسلامية المناوئة له والعشائر السنية مكاسب ميدانية سريعة في سوريا خلال الفترات الماضية، وها هو اليوم يستكمل مسلسل احتلاله للمزيد من الاراضي السورية، الامر الذي يدعو الى التساؤل حول مدى قوّة هذا التنظيم العسكرية ومدى قدرته على فتح عدد من الجبهات في آن واحد، بما فيها جبهة جرود عرسال عند سلسلة لبنان الشرقية حيث توجد ألوية تابعة للجيش اللبناني ومجموعات مسلحة تابعة لـحزب الله، وهناك من يعتبر ان هذه الجبهة لا تقل اهمية بالنسبة الى <داعش> عن المناطق الاستراتيجية التي يسعى للسيطرة عليها سواء في سوريا او العراق، وربما تزيد عنها اهمية خصوصا وانه في حال سيطرته عليها سيتمكن من التمدد باتجاه عكار ليكون له منفذ على البحر.

توحيد بندقية المعارضة

في وجه <داعش>

اثار تنامي النفوذ الميداني الإسلامي في سوريا وتحديدا تنظيمي <داعش> و<جبهة النصرة> في المناطق المحررة من سيطرة النظام السوري، مخاوف المجتمع الدولي والمعارضة السورية، التي كانت تجد نفسها مضطرة أحيانا لمواجهة <الكتائب الإسلامية> في موازاة مواجهتها للقوات النظامية. وقد دفع هذا الواقع رئيس الحكومة السورية المؤقتة (حكومة المعارضة) أحمد طعمة، في أولى تصريحاته بعد انتخابه، الى التعهد بمواجهة مقاتلي تنظيم القاعدة في المناطق المحررة الى ان وصل اليوم الذي توحدت فيه بندقية المعارضة السورية لاقتلاع <داعش> وتوابعها من المناطق السورية، وتحديداً في درعا ومدينة حلب وريفها لأسباب كثيرة من ضمنها عدم الاتفاق على مبادئ القتال، وتكفير <داعش> لبعض الكتائب المعارضة وقتل عناصر منها وخصوصاً من عناصر <الجيش الحر>، وانطلاقه من أجندة جهادية إسلامية لا تعنيها قيم الثورة ضد النظام بقدر ما يعنيه تحقيق هدفه الاساس وهو تأطير الحراك الإسلامي تمهيدا للوصول إلى <الخلافة الاسلامية>، ناهيك عن تدخله في الحياة العامة للمواطنين السوريين وفرضه قيوداً على السكان الذين يحاولون باستمرار اللجوء إلى الفصائل العلمانية لحمايتهم من سلطة <داعش> واخواته.

<بييريه>: تصرفات <داعش>

حزب-الله-جاهزون-مع-الجيشلا تُحتمل

الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية في سوريا <توما بييريه> يشير الى أن تصرفات <الدولة الاسلامية في العراق والشام> باتت لا تُحتمل بالنسبة لغالبية المجموعات المسلحة لاسيما محاولات الاستحواذ على المناطق الحدودية، ما يقطع الممرات اللوجستية للمقاتلين المعارضين، وان العديد من المجموعات أرادت منذ زمن طويل التحرك ضد <داعش>، الا أنها كانت تواجه بممانعة <حركة احرار الشام> التي كانت تتعاون بشكل وثيق مع <الدولة الاسلامية>. ويعتبر <بييريه> أن هذه الحركة، وهي أحد ابرز مكونات <الجبهة الاسلامية>، اعطت على الارجح الضوء الاخضر لهذه المعارك اثر هجوم <داعش> على إحدى قواعدها قرب حلب واعدام الطبيب الذي كان ينتمي الى الحركة، ما جعل المجموعات المختلفة تخرج عن تحفظها على مهاجمة التنظيم، الأمر الذي تمثل بالادانات لتصرفات <الدولة الاسلامية> الصادرة عن عدد من العلماء، ومن بينهم رجال دين قريبون من الايديولوجية الجهادية.

خريطة سوريا الجديدة

لم تعد خريطة سوريا كما كانت في زمن حكم حزب <البعث العربي الاشتراكي> احد اهم ركائز النظام السوري، بل انقسمت اليوم الى ثلاث دويلات: الأولى نظامية والأخرى ثورية والثالثة تابعة لتنظيم <داعش>. ويتقاسم النظام السوري والمعارضة السورية الممثلة بـ<الجيش السوري الحر> ومعه <جبهة النصرة> وبعض الحركات الاسلامية السيطرة ولو بأشكال متفاوتة على مناطق في حلب الرقة، دير الزور، أدلب، الغوطة الشرقية، درعا وحماه، في الوقت الذي وسّع <داعش> نطاق سيطرته في الآونة الأخيرة على مناطق عدة في القامشلي والحسكة والرقة دير الزور وبعض مناطق الارياف، مع الاخذ بعين الاعتبار الانسحابات التكتيكية التي تجريها القوى المتصارعة بين الحين والآخر. ومن جهة أخرى تسيطر قوات النظام وحزب الله بشكل مطلق على عدد من المدن الكبرى والمحافظات. كما توضح الخارطة العسكرية في سوريا ان قوات النظام تسيطر على معظم المدن في المحافظات الكبرى باستثناء الرقة، فيما فقدت السيطرة على جزء كبير من الأرياف أهمها في حلب وأدلب وحماه شمالاً ودير الزور شرقًا ودرعا جنوبًا والغوطة الشرقية لدمشق.

اما في الريف الشمالي فتسيطر وحدات الحماية الكردية على ثلاث مدن رئيسية، وتمكنت من إبعاد مقاتلي المعارضة عنها، فيما يسيطر <داعش> على المدن الواقعة شرق حلب وهي الباب، منبج، سد تشرين وجرابلس التي تربط مناطق نفوذها بالرقة، وتُعد أبرز معاقل التنظيم الذي تقدم من خلالها باتجاه أرياف الحسكة ودير الزور بعد قتال عنيف مع <الجيش الحر> و<الكتائب الإسلامية> و<جبهة النصرة>.

اهم المدن التي تقع تحت سيطرة <داعش>

ولاية الرقة وهي تخضع كاملة للتنظيم، ريف حلب ولاية حلب من خلال السيطرة على مدينة جرابلس الواقعة على الحدود مع تركيا، ومدينة الباب، ومدينة مسكنة ومدينة منبج، وريف الحسكةـ وولاية البركة من خلال سيطرته على الشدادي ومركدة، ريف دير الزور ولاية الخير بعد السيطرة على الصور والبصيرة والريف الغربي لدير الزور المتصل مع الرقة، بلدة خشام، كما عزز <داعش> سيطرته على الريف الشمالي المتصل مع الحسكة خلال الأسبوعين الماضيين، وريف حمص الشمالي ولاية البادية بعد سيطرته على منطقة الشاعر في البادية ومدينة الشولا.

في-صحراء-العراقمن اين يأتي المقاتلون الى سوريا؟

وصول المقاتلين الى سوريا هو امر تتشارك فيه دول عدة وبمباركة من اسرائيل التي لا تتوانى عن تقديم التسهيلات واللوجستيات والاستشفاء لمقاتلي <داعش> و<جبهة النصرة>. كما لا تزال تركيا تُعتبر اللاعب الابرز في الحرب الدائرة في سوريا، فهي لا تكتفي بتأمين الممرات واماكن للمعارضين بل تضيف الى خدماتها وسائل نقل جوية حيث تقوم بمساعدة المقاتلين الاجانب الذين يأتون من دول عدة وينتمون الى تنظيمات وبلدان مختلفة منها اليمن وليبيا الى داخل اراضيها، ومن ثم يُصار الى نقلهم جوا الى القواعد الاميركية والبريطانية في الاردن وتحديدا في منطقة الزرقاء، على ان تلي هذه المرحلة مرحلة التدريبات العسكرية على يد جنود اميركيين وبريطانيين قبل البدء بالتسلل الى سوريا فلبنان عبر الممرات غير الشرعية. وبعد عمليات التدريب يتوجه العناصر الى الجولان، وغالباً ما يسلكون من الزرقاء في الاردن الى الجولان مباشرة حيث يكون ممرهم من الجهة التي يسيطر عليها العدو الاسرائيلي.

كيفية وصولهم الى الحدود اللبنانية

تقول مصادر امنية لـ<الافكار> ان الخطوط الممتدة من اماكن تجمع الارهابيين وصولا الى الحدود اللبنانية قد تبدو مستحيلة بالمنطق، خصوصاً وان المناطق التي يجري اجتيازها تقع تحت سيطرة النظام السوري، لكن هذا لا يعني استحالة عبورهم كونه يوجد خطان سالكان للوصول الى النقاط المحددة.

الخط الاول هو الذي جرى تداوله بين الاجهزة الامنية والسياسيين والذي يبدأ بتوجه المقاتلين من محافظة الرقة وهي المنطقة التي يسيطر عليها <داعش> وفيها العدد الاكبر من مقاتليه الى منطقة خناصر ثم الى طريق السلمية في محافظة حماه وصولا الى بلدة سكرة في حمص، سالكين واحدة من هذه البلدات في حمص القريتين او مهين او صدد وتؤدي جميعها الى بلدة دير عطية وهي بلدة حدودية تقع بين جبال القلمون وسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهناك خمس نقاط مقسّمة بين جيش الدفاع السوري والجيش السوري، ومن هناك الى سلسلة لبنان الشرقية.

أما خط الامداد الثاني الذي قد يكون سلكه المسلحون هو الحدود العراقية السورية، ويبدأ من معبر <البوكمال> حيث يسيطر <داعش> على هذه النقطة، وهنا لا بد من الاشارة الى ان توافد مقاتليه جرى منذ اسابيع اي قبل قصف الجسر الذي يربط العراق بسوريا ثم توجهوا الى البادية السورية على اطراف تدمر وصولا الى درعا في محافظة حوران، فعدرا العمالية التي تقع على تخوم الغوطة الشرقية وهي كانت تقع تحت سيطرة المعارضة قبل ان يعود ويسطير عليها الجيش السوري، فوصولاً الى داريا المنقسمة تحت سيطرة النظام و<داعش>، ومن داريا الى وادي بردى في دمشق ومنها الى سلسلة لبنان الشرقية.

والجدير ذكره ان كل الخطوط هذه سواء من الرقة او <البوكمال> تؤدي الى الحدود اللبنانية وان استغرقت عملية الانتقال اسابيع، وهي الممرات المتاحة الوحيدة التي يستطيع المقاتلون ان ينتقلوا عبرها في امان، وها هكذا-كان-البغداديهم اليوم باتوا يشكلون امراً واقعاً على حدودنا.

مصادر في حزب الله: نحن والجيش متأهبان

مصادر عسكرية في حزب الله اكدت ان عيون الجيش والحزب اكثر من متيقظة عند المناطق اللبنانية المحاذية لقرى العرقوب القريبة نسبيا من الجولان وجبل الشيخ. ومن المتوقع ان تقوم العناصر الارهابية وبمساعدة من وحدات من <الكوماندوس> الاسرائيلي باقتحام بعض البلدات اللبنانية، على ان تكون انطلاقتهم من هضبة الجولان الى لبنان بمحاذاة انتشار قوات حفظ السلام، وقد استطاعت <جبهة النصرة> مؤخرا السيطرة على بعض المناطق عند هذه النقاط كما بات علمها يرفرف الى جانب العلم الاسرائيلي. ومن الجولان يكون الهجوم الى سلسلة لبنان الشرقية، وهناك الكثير من الممرات غير الشرعية والمفتوحة على قرى لبنانية. وهكذا يكون الهجوم الاول من الجنوب نحو منطقتي شبعا وكفرشوبا.

اما الهجوم الثاني بحسب المصادر، فمن المتوقع ان يكون من الجولان الى جبل الشيخ فعين عطا التي تحيط بها مناطق درزية سورية فراشيا الوادي، مما يسهل على المقاتلين فتح الحدود واقامة مناطق آمنة لهم. وبذلك يكون المقاتلون امام ممرات مختلفة لمحاصرة الحدود اللبنانية من جهات متعددة، والتسلل الى داخل لبنان، وفتح معركة مع الحزب والجيش على نطاق واسع. وهنا تجدر الاشارة الى ان اكثر من سبعة آلاف مقاتل لـ<داعش> و<جبهة النصرة> يتوزعون على الحدود اللبنانية ينتظرون ساعة الصفر للدخول الى لبنان او للتوجه الى المعركة الكبرى في دمشق.

من المنتصر ومن المهزوم في صفقة الزبداني؟

علي الحسيني/الأفكار/12 كانون الثاني/16

الزبداني-اليومفي ما بدأ يُعرف بأطول رحلة برية لبنانية سورية، أُنجزت المرحلة الثانية من عملية التبادل بين حزب الله وفصائل المعارضة السورية، وذلك بعد محاولات عدة عجزت عنها الحلول العسكرية والدبلوماسية، فكان الحل أو الصفقة الأخيرة بخروج بعض مسلحي مدينة الزبداني المحاصرة منذ أكثر من ستة اشهر وعدد كبير من الاهالي في مقابل خروج بعض المدنيين والمسلحين من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين، وليُطرح السؤال الأهم: من هو المنتصر ومن هو المهزوم في هذه الصفقة؟

أهمية الزبداني

تتمتع منطقة الزبداني بموقع استراتيجي يجعلها تشكل اهمية عسكرية استراتيجية ضمن خريطة العمليات السورية باعتبارها مفتاحا ميدانيا لسلسلة مناطق تمتد على الطول الجغرافي السوري، وبالتحديد العاصمة دمشق وريفها الشمالي والغربي وصولا الى مناطق الجنوب السوري ومحافظة القنيطرة، كما وانها من الناحية الميدانية تُعتبر نقطة وصل تبدأ من الوسط السوري اي حمص وتمتد على طول شريط مناطق القلمون وصولا إلى الحدود اللبنانية غربا، وتشكل نقطة الربط بين المناطق الجغرافية السورية المتعلقة بالجولان وسلسلة جبال وتلال الحرمون ومناطق الحدود اللبنانية السورية من جهة القلمون الشمالي الغربي. وتكمن خطورة الزبداني من خلال امتدادها الجغرافي من جهة الجنوب السوري مع منطقة دير العشاير وريف القنيطرة، وبالتالي قدرة المسلحين على قطع طريق دمشق وتهديد العاصمة من الجهة الجنوبية، واتصالها بمدينة قطنا المعضمية، ومن الجهتين الغربية والشمالية باتصالها بمدينة التل.

من هي الجهة المنتصرة ومن المهزومة؟

في قراءة أولية لمشهد الصفقة بين حزب الله وفصائل المعارضة السورية، قد يبدو ان الطرفين انتصرا خصوصا وان لكل فريق رأيه في العملية ويقول انها جنبته اراقة مزيد من الدماء، ولكن المرحلة الثانية من الصفقة وهي التي أُنجزت منذ اسبوعين تقريباً، ما هي الا نوع من الاختبار للوصول الى الهدف الحقيقي وهو اخلاء مدينة الزبداني بالكامل من المسلحين الموجودين فيها والذين يهدد وجودهم العاصمة الدمشقية، خصوصاً وان المرحلة الاولى التي مهدت للصفقة الاخيرة كانت قد بدأت منذ شهرين تقريبا بوقف لاطلاق النار وضمنت يومئذٍ جملة بنود جرى التوافق عليها منها: خروج كامل المقاتلين من مدن الزبداني ومضايا وبقين وسرغايا مع كامل عائلاتهم باتجاه ادلب، على ان يقابلها خروج الراغبين من النساء والاطفال والجرحى الذين لا يمكن علاجهم في كفريا والفوعة الى حمص او دمشق شرط ألا يتجاوز عدد الخارجين الخمسمئة مواطن بحسب بنود الصفقة، وقد جرى الاتفاق على ان تنفذ الخطة في مهلة اقصاها ستة اشهر بدأت بتوقف العمليات العسكرية في مناطق التهدئة والتي شملت الزبداني ومحيطها والفوعة وكفريا ومحيطهما، بالإضافة الى وقف قصف النظام السوري بالطيران الحربي والمروحي مناطق خاضعة للمفاوضات، بالاضافة الى التوقف عن بناء الدشم والمواقع العسكرية خصوصا في خطوط المواجهة الامامية، مع وقف اي تقدم في المناطق الفاصلة وعلى خطوط التماس، وعدم اغلاق الطرق الانسانية، على ان ينفذ هذا الاتفاق بضمان واشراف وحضور من الامم المتحدة وبعض الالوية العسكرية التابعة للنظام.

الصفقة بين الاتفاق وحسن النوايا

تؤكد مصادر عسكرية معنية بالوضع القائم اليوم في الزبداني ان حزب الله سيمنع خروج المسلحين من الزبداني المحاصرة ما لم يتم الافراج عن المدنيين في بلدتي كفريا والفوعة في ريف ادلب، وهي تعتبر ان ما حصل ليس اكثر من مجرد اظهار حسن نوايا من الطرفين كمرحلة ثانية للوصول الى المرحلة النهائية، وهي الانسحاب من الزبداني ومن قرية مضايا الملاصقة لها والتي يوجد فيها اكثر من خمسمئة مقاتل من المعارضة السورية، مقابل الانتهاء من ملف الفوعا وكفريا المدينتين الشيعيتين والتي يعيش فيهما اكثر من خمسين الف مواطن جميعهم من المؤيدين لحزب الله والنظام. وتضيف المصادر ان الصفقة تضمنت خروج 336 جريحا مع عائلاتهم من مدينتي كفريا والفوعا مقابل 123 جريحا مع عائلاتهم من مدينة الزبداني بريف دمشق عبر الصليب الاحمر في لبنان وفي تركيا.

وتشير الى ان طريقاً آمناً من الفوعا وكفريا فُتح باتجاه تركيا حيث قامت طائرة تركية بنقل الجرحى الى مطار بيروت، ومن بيروت تم نقلهم عبر الصليب الأحمر نحو الحدود اللبنانية السورية لكي يدخلوا نحو ضواحي دمشق بحسب رغبة النظام السوري وحزب الله. وبالتزامن خرج مسلحو الزبداني الجرحى عبر نقطة المصنع في البقاع الى مطار بيروت حيث اقلتهم الطائرة التركية نفسها الى انقرة لتلقي العلاج والدخول إلى سوريا لاحقاً.

مسلحو-الزبداني-لحظة-مرورهم-على-طريق-المطار

بين مجدل عنجر والضاحية الجنوبية

وفي وقت كانت تسير فيه عملية التبادل بحسب الخطة المتفق عليها، نظم المئات من اهالي بلدة مجدل عنجر اللبنانية استقبالا حاشدا لقافلة المقاتلين والمصابين الذين تم اجلاؤهم من الزبداني بعد عبورها الحدود بين البلدين، ناثرين عليها الورود والأرز على وقع صيحات <الله أكبر>، إلى جانب عدد من اهالي مقاتلي ومصابي الزبداني المقيمين في لبنان الذين لم يتمكنوا من ملاقاة ذويهم بسبب عدم توقف الموكب. وفي مقابل هذا المشهد، برزت صورة اخرى عند اطراف الضاحية الجنوبية وتحديدا في محيط مطار رفيق الحريري الدولي حيث تجمهر عدد من انصار حزب الله رافعين اعلام الحزب وصور امينه العام السيد حسن نصر الله معلنين ترحيبهم بالذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا، الا ان السيارات التي كانت تقل المسلحين باتجاه المطار لم تسلم من الاذى وتحطيم الزجاج بالإضافة الى توجيه عبارات نابية للمسلحين، خصوصاً وان من بين المحتشدين من اعتبر ان مجرد مرور هؤلاء من هذا المكان تحديدا هو تحد واضح لجمهور الحزب وبيئته خصوصاً، وان الحزب قد خسر في معركة الزبداني وحدها ما لا يقل عن ثلاثمئة عنصر خلال فترة لا تزيد عن اربعة اشهر.

الدولة اللبنانية آخر من يعلم

وفي وقت كانت فيه الانقسامات السياسية في البلد تأخذ منحى تصاعدياً بين من هو داعم لترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ومن هو رافض للفكرة من اساسها، مرت الحافلات التي تقل مدنيي الفوعا وكفريا ومقاتلي الزبداني على طول خط المصنع بيروت من دون علم الدولة اللبنانية، الامر الذي شكل فضيحة من العيار الثقيل بعدما ظهرت الدولة في موقع المتفرج بحيث رسمت الصفقة هذه انتهاكا آخر لمبدأ الحياد اللبناني وفق فريق كبير من اللبنانيين رأى في نأي السلطة بنفسها عن هذا الامر لهو خير دليل على عجزها وعدم قدرتها على الوقوف في وجه المشاريع الخارجية التي تقوض من صلاحياتها، وبانها تسعى الى اتباع سياسة النعامة خصوصا عندما يتعلق الامر بالسيادة.

تغيير ديموغرافي يلوح في الافق

بعد انتهاء المرحلة الاولى من الاتفاق بين حزب الله والفصائل السورية المسلحة، ودخول المرحلة الثانية حيز التنفيذ، تؤكد معلومات لـ<الافكار> ان المرحلة الآتية والتي ستترجم خلال الاسابيع المقبلة، سوف تشمل اطلاق سراح 500 معتقلة ومعتقل بينهم اطفال من سجون النظام السوري، وهو اتفاق لا شك بانه سيخفف من معاناة المدنيين في مناطق ملتهبة، لكنه في المقابل يؤشر الى انطلاق رسمي للتغيير الديموغرافي في بعض المناطق وتحديداً في الزبداني التي يبدو انها ستخلو من المدنيين كما من العسكريين، وسوف تُعتبر منطقة امنية خاضعة لسيطرة الحزب على غرار مدينة القصير السورية التي كانت سقطت منذ عامين بيده. كما سيؤدي هذا الامر الى فقدان النظام السوري للسيادة على اراضيه لصالح حلفائه، وعلى رأسهم حليفه الايراني. والامر نفسه سوف يجري على بلدتي الفوعا وكفريا اللتين سينسحب منهما المواطنون الشيعة لصالح نازحي الزبداني لكن مع فارق واضح وهو ان البلدتين ستبقيان ضمن السيادة السورية ولو تحت امرة المسلحين، على عكس الزبداني التي ستُعتبر بلدة جديدة تُضاف الى جغرافية الحزب والنظام الايراني، وذلك على حد بيان تابع للـ<إئتلاف السوري المعارض>.

من-اعتداء-طريق-المطار

يوم رسمت ايران الخطة <ب>

يوم استعصت منطقة الزبداني على مقاتلي حزب الله بعد معارك طويلة وحرب اشبه بالاستنزاف، وضعت القيادة الايرانية حلفاءها يومئذٍ في اجواء استحالة السيطرة على الوضع الميداني السوري برمته او حتى استرجاع مناطق وبلدات كانت قد سقطت بأيدي الثوار، ودعتهم وقتئذٍ الى التحضر لتطبيق (الخطة ب)، وهي الاستماتة في الدفاع عن البلدات الواقعة على الحدود اللبنانية من القصير الى القلمون فالزبداني والتي تُعتبر اول خطوة في آخر مرحلة ستنتهي في الغوطة الشرقية لتفريغ دمشق ومحيطها من الوجود السني، وبهذا يمكنها فرض واقع ديموغرافي جديد على حدود حليفها حزب الله يمكن ان يستوعب لاحقا اهالي بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب وغيرهم من اهالي القرى والبلدات الشيعية التي تقع ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، وذلك كعملية استباقية لاي مخطط غربي يمكن ان يضع في الحسبان نهائية تقسيم سوريا.

وفي السياق تؤكد مصادر خاصة في حزب الله عبر <الافكار> ان الحزب اصبح يتحكم بمفاصل القوة في مدينة الزبداني التي باتت تنحسر فيها عمليات الرصد فقط داخل اقل من كيلومتر مربع، وان ما تبقى من مساحات لم يدخلها الحزب لغاية اليوم ما هي الا مساحات سكانية وزراعية لا تشكل اهمية بالنسبة له، وذلك تمهيدا لاتمام الصفقة بشكل كامل. وعن اعداد الاصابات المرتفعة في صفوف عناصر الحزب والتي بلغت بحسب آخر الاحصاءات ما يقارب 300 عنصر واكثر من 500 جريح، تشير المصادر نفسها الى ان هذه الارقام مبالغ فيها وبأن الحزب كان يعلن عن عدد عناصره الذين يسقطون تباعاً، وبالتالي لا مجال لاخفاء هذه الامور لا عن اهالي العناصر ولا عن القاعدة الجماهيرية. وتضيف: كان بامكان الحزب كما قال سماحة السيد حسن نصر الله ان يحسم الامور باقل فترة ممكنة في الزبداني، لكن القيادة العسكرية كانت تضع على الدوام في الحسبان منطقتي الفوعة وكفريا وبلدتي نبل والزهراء، اذ انه في كل مرة كان يشتد فيها الخناق على المسلحين في الزبداني كان يسقط مقابلها العشرات من المدنيين في البلدات المذكورة.

من يرسم مستقبل الزبداني؟

لا ينفي عناصر حزب الله في الزبداني صعوبة وشراسة المواجهات التي كانوا يخوضونها مع المسلحين المحاصرين ولا ينكرون صمودهم، لكنهم في المقابل يرون ان الحرب التي يخوضونها في هذه البقعة الجغرافية لا بد ان تنتهي لصالحهم. وفي المقابل يؤكد الثوار انهم ما يزالون يتمركزون في الجزء الأوسط في المدينة بقطر يبلغ من 1 إلى 1.2 كلم مربع وبأنهم يعملون على الصمود امام قوة الجيش السوري وحزب الله التي تتمدد بشكل بطيء، مع تأكيد اضافي انهم هم من سيرسمون ملامح الزبداني المقبلة ومصيرها العسكري، لكنهم في الوقت عينه يؤكدون ان الحرب طويلة ولن تنتهي بمجرد خروجهم من البلدة، وهم يؤكدون انهم سيعودون الى بلدتهم عاجلا ام اجلا، فهم اصحاب ارض وحق ولديهم منازل واراض لا يمكن ان يتركوها للغزاة مهما طال الزمن، ولدى سؤال احدهم عن مجموعات من المرتزقة بينهم، يهب الجميع بلسان واحد ان الغريب بينهم هو ابن القلمون التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن الزبداني، تماماً كما هو الحال بالنسبة الى بلدة مضايا التي ينتظرها ربما مصير صعب قد يشبه في بعض جوانبه مصير الزبداني التي ابت الا ان تخرج منتصرة من سوريا الى المصنع ومن المصنع الى مطار بيروت ومنه الى تركيا، وفي البال العودة لاحقاً الى حضن الوطن سوريا.

حزب-الله-عند-اطراف-الزبداني

قراءة في الصفقة

تعكس الصفقات المتسارعة في سوريا تطابقا في المصالح بين النظام السوري وكل من <داعش> و<جبهة النصرة>، في وقت يبدو ان الهدف المشترك لهذه القوى يتمثل في امتلاك مجموعة اوراق مؤثرة عشية توجه اللاعبين الاقليميين والدوليين للجلوس الى طاولة المفاوضات في جنيف يوم 25 كانون الثاني/ يناير الجاري. وقد تزامنت صفقة تبادل المسلحين والجرحى عبر لبنان وتركيا مع تعثر صفقة اخلاء احياء دمشق الجنوبية من مقاتلي <داعش> وعددهم يقارب الالفين، ونقلهم الى الرقة وذلك على خلفية اغتيال قائد <جيش الاسلام> زهران علوش. كما وان اتمام الصفقة يتواكب مع وصول عشرات العناصر من <جبهة النصرة> الى مناطق يسيطر عليها النظام السوري في درعا بهدف توفير ممر امن لعناصر الجبهة من ريف درعا الى محافظة ادلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك مقابل اطلاق اسرى ايرانيين جنوبا.

وفي مراجعة للتطورات الاخيرة تتوقف مصادر ديبلوماسية غربية عند سعي النظام السوري الى تحقيق هدفين: الاول ويقضي بالشروع في مفاوضات سريعة لوقف العمليات القتالية في دمشق والمحيط، وذلك بهدف ارساء وقف لاطلاق النار قبيل مفاوضات <جنيف>، فضلاً عن اظهار نفسه وكأنه يتنفس وللمرة الاولى خارج الرئة الايرانية، وبانه قادر على مواصلة القتال. والهدف الثاني يتمثل في ترسيخ مقولة ان الاقسام المتبقية من سوريا شمالا وفي الجهة الشمالية الشرقية، تبقى خاضعة للمجموعات الارهابية. واستكمالا للمنطق نفسه تطرح المصادر نفسها سلسلة تساؤلات في مقدمها: هل يترافق اجتماع <جنيف3> مع ترسيم غير رسمي لمناطق النفوذ في سوريا بحيث يرتبط البحث في مصير الرئيس السوري بشار الاسد بإنهاء <داعش> شمالاً وشرقاً؟ وهل يشكل انتصار الجيش العراقي في الرمادي، مقدمة لانحسار تمدد <داعش> في المناطق السنية غرب العراق ويمثل تاليا قطعا لخطوط امداد التنظيم مع سوريا؟.

اين اصبحت عرسال في قاموس حزب الله العسكري؟

يعتقد حزب الله ان بلدة عرسال البقاعية الحدودية الى جانب بعض مخيمات النزوح التي تقع بجوارها وخلفها لجهة الشرق على مقربة من خطوط انتشار الجيش اللبناني هي العقدة المقبلة بعد الزبداني، اذ ان كل المعطيات الميدانية والاستخباراتية التي يجمعها تؤكد وجود امير <جبهة النصرة> ابو مالك التلي في منطقة قريبة نوعا ما من الحدود. وهنا تكشف معلومات مهمة لـ<الافكار> عن تعقب مجموعة من وحدة الرصد في الحزب لاحداثيات المسلحين حيث تمكنت من تحديد ثلاث نقاط يمكن ان يكون التلي موجودا في احداها، وقد تكون منطقة ما يُعرف بوادي الخيل النقطة المرجحة بأن يكون امير النصرة فيها. وهنا يقول مسؤول عسكري في الحزب يقع نطاق عمله ضمن منطقة القلمون، ان مخيمات النزوح القريبة من عرسال والقلمون هي نقطة امتداد عسكري للمسلحين وان قطع التواصل بين هذه المخيمات ومحيطها سوف يؤدي الى استسلام مسلحي <النصرة> و<داعش> في غضون اسبوعين على ابعد تقدير، ويؤكد ان نسبة عالية جدا من المساعدات الانسانية التي تصل على الدوام الى هذه المخيمات تتسرب الى المسلحين الذين يلجأون الى الجرود في بعض الاحيان إما بهدف الإيواء، وإما لرؤية عائلاتهم داخل الخيم.

ميزان السلاح بين حزب الله والفصائل

استعمل حزب الله في حربه في الزبداني اكثر من عشرين راجمة صواريخ من عيار 106 و122 ملم بالاضافة الى اكثر من ثماني عشرة منصة صواريخ من نوع <بركان> و<فيل> و<كورنيت>، وقد حشد لها اكثر من الف عنصر استقدم معظمهم من جبهات القلمون ومن عناصره الموجودة في جرود نحلة والقاع، وأحيط هؤلاء العناصر بمئتين من الاحتياط ينتمون الى التعبئة العامة وسرايا المقاومة التابعة له. هذا في وقت يجمع فيه اهالي ريف دمشق على ان معظم سلاح الثوار في مناطقهم وتحديداً الأسلحة الثقيلة، هي اسلحة مصنوعة يدويا كالمدافع التي تطلق قاروات الغاز والعبوات والمقالع التي يستعلمونها لارسال قنابلهم لمسافات بعيدة، لكن مقابل هذا كله لا بد من الاشارة الى ان لدى بعض الفصائل اسلحة غربية لا تقل شأنا عن تلك التي يستخدمها الحزب وجيش النظام السوري مثل صاروخ <الكونكورس> الذي استُخدم لاول مرة ضد تجمع لعناصر من الحزب في القلمون منذ ثلاثة اشهر تقريباً، وسقط يومئذٍ للحزب ما يقارب اثني عشر عنصراً. وكان مجموع العناصر التي كانت تقاتل داخل البلدة قد بلغ ما يقارب الخمسمئة عنصر كانوا يتوزعون على اربع فصائل هي: <جبهة النصرة> و<جيش الفتح> و<احرار الزبداني> اضافة الى اعداد قليلة من تنظيم <داعش> لجأوا الى البلدة مؤخرا بعد فرارهم من القلمون ثم ما لبثوا ان هربوا باتجاه الرقة تحت اعين جيش النظام.

الزبداني-بعدما-سويت-باالرض

مكاسب حزب الله

كل ما حصل او يحصل على صعيد الصفقات الحاصلة سواء تلك العلنية او الجانبية، لا بد ان يأخذ الى مكان يتم فيه السؤال عن المكتسبات التي حققها حزب الله اللاعب الابرز في الحرب السورية. وتقول المعلومات العسكرية والميدانية ان الحزب استفاد من الصفقة لجهة حماية الاوتوستراد الدولي بين بيروت ودمشق وتأمين الجبهة لناحية العاصمة اضافة الى حماية حدوده خصوصاً وان الزبداني هي النقطة الأخيرة على الحدود.

 والجدير ذكره بعد اغتيال قائد <جيش الإسلام> زهران علوش واخلاء الجرحى من الزبداني وافراغها، أن حماية العاصمة دمشق والاوتوستراد ومعسكرات الحزب الحدودية ستتمّ من محور غرب الزبداني والجبل الغربي. لكن هذا الانجاز الذي تمّ بين النظام وحزب الله من جهة وبين الفصائل المسلحة من جهة اخرى لم يتحقق بين ليلة وضحاها او الى مائدة عشاء ضمت الجميع على اطباق شهية المذاق، بل تحقق على اشلاء ودماء اكثر من الف شاب سقطوا خلال اقل من اربعة اشهر، كان للحزب نصيب وافر منهم.

.. وللبنانيين رأي واحد

في لبنان سواء كنت تنتمي إلى معسكر الثامن من آذار او الرابع عشر منه، لا بد ان يستوقفك وجع اللبنانيين عموما من جراء انزلاق فريق لبناني اساسي في حرب اخذت منه ما عجزت اسرائيل عن اخذه في احلك الظروف. وإن سألت عن خيرة رجال قارعوا ذات يوم العدو الاسرائيلي في الدبشة وعلي الطاهر ومليتا وجبل الريحان فسوف تأتيك إجابة واحدة: هؤلاء أبناؤنا ونريد استعادتهم احياء لا أمواتاً.