المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january14.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين وأقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

زمن محل وبؤس قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

خطف لبنانييْن في ليبيا لمبادلتهما بهنيبعل القذافي

وزارة الخارجية:عملية خطف لبنانيين في ليبيا خلفيتها مالية

اقرباء المخطوفين في ليبيا يناشدون المسؤولين للمساعدة في الافراج عنهما

المطار مهدّد بالمقاطعة الدولية…فهل السبب هيمنة «حزب الله»/فايزة دياب/جنوبية

إزاحة عون وفرنجية معاً/اغتيال نصرالله..فبركة إيرانية ما الهدف منها؟

بيع الخمور في كفررمان... ممنوع؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 13/1/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاربعاء 13 كانون الثاني 2016

سلام التقى رئيس حزب الحوار مخزومي: تفعيل الحومة لا يعني استمرار الفراغ

بري: الاجواء ايجابية لانعقاد مجلس الوزراء غدا والمؤسف اننا لا نساعد انفسنا في ملف الرئاسة

وزير الداخلية زار سليمان والجميل: الانتخابات البلدية في موعدها والبلد لا يمشي بلا رئيس

بعد 18 شهراً على الفراغ في قصر بعبدا هل يجوز لجعجع المناورة هكذا في الرئاسة/مي عبود أبي عقل/النهار

قراءة في تصدّعات 8 و14 آذار وفي المبادرات المتسمة بالغرابة/ألين فرح/النهار

ترشيحات متضادة لرئاسة لبنان تهدد تماسك التحالفات القائمة

ملحم الرياشي: تبنّي“القوات” ترشيح العماد عون يرفع من حظوظه للوصول الى الرئاسة

تحذيرات دولية للبنان من شن هجمات إرهابية في الفترة المقبلة/القزي لـ»السياسة»: الحراك الجاري مناورات على حساب الرئاسة

جعجع عرض التطورات مع باسم الشاب

مروان حمادة : لقاء فرنجية والحريري في باريس مؤكد

فتفت: جعجع سياسي لبناني وله الحق في طرح ما يريد

تأخر دفع الرواتب بات يطال عناصر "حزب الله"/موقع 14 آذار/طارق السيد

غياب القرار الخارجي بانجاز الاسـتحقاق "يفرمـل" المبـادرات و"المستقبل" و"القوات" يتريثان ولا يتخليان عن توجهاتهما الرئاسية

اتصالات ربع الساعة الاخير حول التعيينات تحسم مصير تفعيل الحكومـة

سليمان ومقبل متمسكان بالكفاءة ورفض المحاصصة وبري يرى ايجابيات

ترحيل النفايات في مربع التعثر وشهيب بين الحل الاصعب وجنون الرفض

سليمان: التعيينات العسـكرية شأن المعنييـن ووبعيداً من المحاصصة والاسترضاء والمسايرة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

زهرمان: تخوّف من فشل "الترحيل" والعودة الى المطامر

 تبنّي جعجع ترشيح عون يتنافى مع استراتيجية 14 آذار

ابو زيد: جاهـزون لها وتقارب القوات – التـيار قد يفعل فعلـه والانتخابات البلدية تحتم "فرعية جزين" فهل توافر القرار السياسي؟

عدوان: لاجراء الإنتخابات البلدية في موعدها

الجسر: غير متفقين مع القوات حول ترشيح عون

جنجنيان: عون اكثر تمثيلا للمسيحيين

النائب خضر حبيب: استبعد ان يعلن جعجع ترشيح عون

وفد مكلف من البطريرك الماروني زار محافظ طرطوس شاكرا حفاوة استقبال الراعي

قاسم: إدانة العالم للسعودية بايجاد الإرهاب ودعمه باتت لصيقة بها

حسين الموسوي: الأيادي البيض لايران وإنجازات المقاومة أكبر من أن تقزم بحفنة من الأباطيل

رفعت عيد أمينا عاما جديدا للحزب العربي الديموقراطي

فتحعلي زار المجلس الماروني : لتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب التكفيري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البرلمان العربي: إيران تؤجج الفتنة الطائفية

قيادي في «متحدون»: بعقوبة برميل بارود قد يعيد العراق إلى أسوأ من الاقتتال الطائفي وطهران تخطط لتحويل ديالى إلى خط دفاع لها وتطهيرها من السنة

وزير الداخلية الإيراني يتجول علناً في أسواق وشوارع دمشق

نائب رئيس البرلمان البحريني: إيران وجهت الهجوم على السفارة السعودية

المحادثات بين واشنطن والرياض بشأن صفقة سفن حربية مستمرة

أوباما يدعو الكونغرس إلى السماح باستخدام القوة في مواجهة «داعش» وأكد أن التنظيم لا يشكل تهديداً على الولايات المتحدة

بلغاريا تريد مراقبة مدارس الائمة

النيابة الاسرائيلية طلبت السجن المؤبد لشابين قتلا فتى فلسطينيا حرقا

الخارجية الالمانية أعلنت مقتل 10 ألمان في تفجير اسطنبول

وزير داخلية فرنسا: حظر 3 جمعيات اسلامية متهمة بالتطرف

الحرس الثوري الايراني اعلن الافراج عن البحارة الاميركيين

 انتهاء الهجوم قرب قنصلية باكستان في افغانستان والحصيلة 7 قتلى

مقتل 10 في مسجد في الكاميرون

روسيا أكدت احتجاز 3 روس في تركيا لصلتهم بداعش

15 قتيلا في انفجار امام مركز لمكافحة شلل الاطفال في باكستان

العربي الجديد: داعش" يختار إسطنبول: رسائل متعددة وأنقرة تزيد دعمها للسوريين

إيران: جهزنا 200 ألف مقاتل في المنطقة

سليمان ومقبل متمسكان بالكفاءة ورفض المحاصصة وبري يرى ايجابيات

 اتصالات ربع الساعة الاخير حول التعيينات تحسم مصير تفعيل الحكومـة

ترحيل النفايات في مربع التعثر وشهيب بين الحل الاصعب وجنون الرفض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الارتدادات السلبية على قوى 14 آذار تكبر قصة رئاسة وملف علاقات فُتح على غاربه/ روزانا بومنصف/النهار

الحكومة تعود إلى التوافق "المرن" الجلسة تُعقد اليوم ولكن قراراتها غير محسومة/سابين عويس/النهار

التوتر الإقليمي يصادر الرئاسة/ربى كبّارة/المستقبل

إلى البطريرك الراعي/محيي الدين عيتاني/النهار

المنافسة المستحيلة بين عون وفرنجيه مطالبة ديبلوماسية بمرشح تسوية/خليل فليحان/النهار

لا استقرار سياسياً وأمنياً واقتصادياً ما لم يتقرّر تحييد لبنان عن صراعات المحاور/اميل خوري/النهار

التمديد للبلديات مخالفة دستورية/غسان حجار/النهار

الحقيقة المرّة: لبنان دولة تدور في الفلك الإيراني/خلف أحمد الحبتور/السياسة

"المستقبل": جعجع يلعب على حافة الهاوية/محمد شبارو/المدن

"شعب لبنان العظيم" و"أشرف الناس"/إيلـي فــواز/لبنان الآن

بعد احكام الاعدام في الكويت: هل يتكرر السيناريو السعودي – الإيراني/سهى جفّال/جنوبية

صمود المعارضة يضطر بوتين الى «المرونة»/حسان حيدر/الحياة

عن الشامتين بجوع مضايا/ماهر مسعود/الحياة

رحيل الأسد أوائل 2017 بتوافق روسي – أميركي/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

اليأس من إصلاح إيران/محمد برهومة/الحياة

التوازن الجيوسياسي مع باكستان/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

سوريا: غياب أميركي وهيمنة روسية وتنظيمات إرهابية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

سياسات النظام الإيراني الطائفية تدمر التعايش السلمي بين المسلمين/فيصل بن عبد الرحمن بن معمر/الشرق الأوسط

الإيرانيون اختطفوا أوباما/طارق الحميد/الشرق الأوسط

يخطئ الأميركيون إذا راهنوا على الإصلاحيين في إيران/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من31حتى36/"أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع، وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ. مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق. فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب. أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء. مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه."

 

وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس11/من18حتى22 و30/"يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ ٱفْتِخَارًا بَشَرِيًّا، فأَنا أَيْضًا سَأَفْتَخِر! أَهُم عِبْرَانِيُّون؟ أَنا أَيْضًا عِبْرَانِيّ! أَهُم إِسْرَائِيلِيُّون؟ أَنا أَيْضًا إِسْرَائِيليّ! أَهُم نَسْلُ إِبْرَاهِيم؟ أَنا أَيْضًا نَسْلُ إِبْرَاهِيم! أَهُم خُدَّامٌ لِلمَسِيح؟ أَقُولُ كَمَنْ فَقَدَ صَوَابَهُ: أَنا أَكْثَر! في الأَتْعَابِ أَكْثَر! في السُّجُونِ أَكْثَر! في الضَّرَبَاتِ أَكْثَرُ جِدًّا! في أَخْطَارِ المَوْتِ أَكْثَرُ بِمَرَّاتٍ كَثِيرَة! تَلَقَّيْتُ الجَلْدَ مِنَ اليَهُودِ خَمْسَ مَرَّات، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَة! ضُرِبْتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات! رُجِمْتُ مَرَّةً وَاحِدَة! ٱنْكَسَرَتْ بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات! قَضَيْتُ في عُرْضِ البَحْرِ لَيْلَةً ونَهَارًا! قُمْتُ بِأَسْفَارٍ كَثِيرَة، كُنْتُ في أَخْطَارٍ مِنَ الأَنْهَار، أَخْطَارٍ مِنَ اللُّصُوص، أَخْطَارٍ مِنْ أُمَّتِي، أَخْطَارٍ مِنَ الأُمَم، أَخْطَارٍ في المَدِينَة، أَخْطَارٍ في الصَّحْرَاء، أَخْطَارٍ في البَحْر، أَخْطَارٍ بَيْنَ الإِخْوَةِ الكَذَبَة! عَانَيْتُ التَّعَبَ، والكَدَّ، والسَّهَرَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والجُوعَ، والعَطَشَ، والصَّوْمَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والبَرْدَ، والعُرْيَ! أَضِفْ إِلى ذلِكَ، مَا عَلَيَّ مِنَ الأَعْبَاءِ كُلَّ يَوْم، والٱهْتِمَامَ بِجَميعِ الكَنَائِس! مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟ وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

زمن محل وبؤس قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل
الياس بجاني/13 كانون الثاني/16
إن همروجة التسابق والتذاكي الإعلامي الوقح واللابط للأخلاق في الشرح التفضيلي لمحاسن ميشال عون وسليمان فرنجية بين قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل أمر معيب ومشين ومهين بحق الفريقين وهو غير مبرر ومستنكر ويأتي في سياق الإنهزامية والشخصنة والأنانية والتخلي علناً عن كل مبادئ وقيم 14 آذار والتنكر لدماء الشهداء. عيب استحوا ع دمكم

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

خطف لبنانييْن في ليبيا لمبادلتهما بهنيبعل القذافي

فايسبوك/13 كانون الثاني/16/جرى التداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو مصدره صفحة "وكالة أنباء القذافي العالمية" على "فايسبوك" ويظهر شخصين يحملان لافتة كتب عليها اسما محمد مصطفى توفيق نزهة وخالد مصطفى توفيق نزهة من طرابلس، وبث في الشريط تسجيل صوتي يزعم انهما لبنانيان خطفا في ليبيا للضغط على الدولة اللبنانية من أجل الافراج عن هنيبعل القذافي.   وتعليقاً على التسجيل، قالت وكيلة القذافي المحامية بشرى الخليل لـ"النهار" ان " الفيديو صحيح وسبق لمسؤول في "المجلس الاعلى للقبائل والمدن الليبية" ان هدد في اتصال معي منذ عشرة أيام بخطف لبنانيين قائلاً ان تهدئة الشبان   الغاضبين في ليبيا صعبة للغاية، ورجوته عدم التصعيد، لكن  عرقلة الملف الاسبوع الماضي جعلت الأمور خارج السيطرة".  

 

وزارة الخارجية:عملية خطف لبنانيين في ليبيا خلفيتها مالية

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - اوضحت وزارة الخارجية والمغتربين ان سفير لبنان في ليبيا محمد سكينة افادها بما يلي:

- تم اختطاف اللبنانيين محمد مصطفى نزهة وخالد مصطفى نزهة في بنغازي منذ حوالي شهر تقريبا.

- ان عملية الخطف خلفيتها مالية لخلاف بين المخطوفين وشركائهما في مصلحة النجارة.

- لا دخل لموضوع ابن القذافي كون الاختطاف تم في ليبيا قبل توقيف هنيبعل.

-ان الموضوع قيد المعالجة من قبل السفارة ومن قبل اهل المخطوفين بعيدا عن الاعلام.

- يتخوف السفير ان تكون عملية نشر الخبر على الفايسبوك من قبل اية جهة تريد الاصطياد في الماء العكر ومن اجل الطمع في كسب المال.

 

اقرباء المخطوفين في ليبيا يناشدون المسؤولين للمساعدة في الافراج عنهما

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار ميشال حلاق ان الاعلان عبر وسائل الاعلام عن خطف محمد وخالد مصطفى نزهة في ليبيا لمقايضتهما بهنيبعل القذافي الموقوف في لبنان فاجأ كثيرا اقربائهم وذويهم المقيمين في بلدة المحمرة - عكار الذين سارعوا للاتصال فورا بوالد الشابين مصطفى نزهةالمقيم في ليبيا مع ابنائه منذ 30 عاما، الذي ابلغهم بأن ابنيه اختطفا منذ اكثر من 22 يوما وهو آثر التكتم على الامر كي لا يثير قلق العائلة في لبنان على امل الافراج عن ابنيه، الا ان الامور تعقدت اكثر مع نشر الخاطفين لفيديو للشابين المخطوفين ربطوا خلاله مصيرهما بمصير هنيبعل القذافي وضرورة الافراج عنه. ووجه عم المخطوفين عبدالرحيم توفيق نزهة نداء الى المسؤولين المعنيين في الدولة اللبنانية وفي وزارة الخارجية وبخاصة وزير العدل اللواء اشرف ريفي للنظر بوضع عائلة الشابين اللذين لا علاقة لهما بكل هذا الامر الذي وضعوا فيه حيث لا ناقة لهما ولا جمل في كل ما هو حاصل، املا بالمساعدة والسعي سريعا لتأمين الافراج عن الشابين المخطوفين. وقالت ختام نزهة شقيقة الشابين "تلقينا الخبر عبر الصحافة وهذا الامر فاجأنا ولم نكن على علم بهذا الامر، واجريت اتصالا بعائلتي وهم يسكنون في المنطقة البيضاء بعيدا عن المشاكل الحاصلة في ليبيا ولا ذنب لشقيقاي بأي امر ولماذا هما الان يعاقبان على ذنب لم يقترفاه".

 

المطار مهدّد بالمقاطعة الدولية…فهل السبب هيمنة «حزب الله»؟!

فايزة دياب/جنوبية/13 يناير، 2016/عاد أمن مطار رفيق الحريري الدولي إلى الواجهة من جديد، بعد استفسارات من لندن وباريس حول المواصفات الأمنية والتقنية، و«هذه المرّة التهديدات جدّية بلغت حد التلويح بمقاطعة الهبوط في المطار ما لم تتم معالجة الثغرات فيه» بحسب جريدة السفير اليوم

إذًا هذا المرفق الحيوي وهو أهمّ صلة وصل بين لبنان والعالم والمدخل الأساسي للبنان إن للسياح أو للمهاجرين والزائرين خصوصًا أنّ الحدود البرية مع لبنان غير آمنة، تحوّل اليوم إلى خطر على المسافرين والسواح بسبب الإهمال والتراخي من قبل المسؤولين والمعنيين، والذي سيؤدي حتمًا الى خسائر وفضائج لا يمكن التغاضي عنها، خصوصًا أنّ لبنان لا يزال على اللائحة السوداء للشحن في أوروبا، وأنّ المنظمة العالمية للطيران تعتبر أن إدارة الطيران المدني في لبنان غير مطابقة للمواصفات أي «حذر في السلامة». وبحسب جريدة السفير«إن أبرز مكامن الضعف والخلل في الجسم الأمني والفني للمطار هي:

ـ دخول وخروج حقائب المسافرين، وضرورة الكشف عليها بطريقة متطورة، لا سيما في ما يتعلق بمسار صعود الحقائب إلى الطائرات، وهذا مشروع كان يُفترض تلزيمه منذ قرابة سنتين. ـ تراجع مستوى بعض الأنظمة والتجهيزات الأمنية (من حيث المراقبة والكاميرات والـ«سكانر» وغيرها) ما يستدعي تطويرها بسرعة.

ـ سور المطار ( إنارة وكاميرات..) الذي صدر قرار ببنائه منذ عام 2010، لكن تنفيذه تأخر.

ـ وضع الرادارات التي تتطلب تحديثا.

ـ العديد القليل لعناصر قوى الأمن الداخلي، بالمقارنة مع احتياجات المطار، في حين أن المطلوب الاستعانة بأعداد مضاعفة، والأهم إجراء مناقلات، خصوصا على مستوَيَي الجمارك والدرك.

ـ تقلص العديد من الخدمات الحيوية.

ـ العلاقة المتوترة تاريخيا بين الشركة الوطنية الأم ووزارة الوصاية ممثلة بالأشغال العامة.

ـ تضارب الصلاحيات بين الوزارات والأجهزة المختلفة، ما أدى إلى غياب المرجعية الموحدة للمطار.

ـ التجاذب المتوارث بين وزارتَي الداخلية والأشغال.

ويبدو أن كلفة تحديث أمن المطار وتجهيزاته التقنية، انسجاما مع المواصفات العالمية، تستوجب قرابة 55 مليون دولار أميركي، كان يفترض تأمين 27 مليونا منها عبر الهبة السعودية، وهو الأمر الذي لم يحصل».

وعلى الرغم من تطمينات الرئيس نبيه بري للسفير الفرنسي في بيروت ومناقشة وزير الداخلية نهاد المشنوق مع السفير البريطاني الذي أبدى قلقا حيال واقع المطار الأمني.إلاّ أنّ مصادر متابعة اعتبرت أنّ الكلام عن سور المطار والكاميرات والرادارات ولو كان مغلفًا بطابع أمني، إلاّ أنّه في العمق تلويحًا سياسيًا – أمنيًا، وتساءلت المصادر «من هي الجهة التي تحيط بالمطار، ومن له مصلحة أن يبقى السور على ما هو عليه وعديد القوى الأمنية غير كاف..وأمن المطار مخروق؟».

وختمت المصادر «لذلك لا يمكن اعتبار أنّ طلب فرنسا وبريطانيا تهديد بقدر ما هو طلب للحماية من قوى الأمر الواقع التي تسيطر على أمن المطار».

النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت

وفي هذا السياق لفت النائب في كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت أنّ «كل منطقة المطار تقع تحت سيطرة حزب الله، وهذه الهواجس الأمنية الموجودة عند الأوروبيين ليست وليدة الصدفة، بل هناك أمر واقع في لبنان يتمثل بأنّ حزب الله وبقوة السلاح يرفض أن يتحول أمن المطار تحت سيطرت الأجهزة الرسمية، لأنّ حزب الله يستخدم هذا المرفق العام لتمرير صفقات اقتصادية ومالية بشكل غير قانوني عبر لذلك حزب الله غير مستعد للتخلي عن نفوذه الأمني في المطار». ورفض فتفت أي حجّة مالية من قبل وزارة النقل للتذرع بعدم انجاز أي خلل في أمن المطار، قائلاً «باستطاعتنا تأمين المال لأي شيئ، فكيف إذا كان المطار»، أمّا عن إمكانية التوصل الى حلّ رأى فتفت أنّ «الضغوطات على الحكومة اللبنانية يمكنها أن تؤدي إلى حلول كما حصل في تشريع جلسة الضرورة». إذًا أمن المطار المخروق من حزب الله لدواع «المقاومة» تسبّب بأزمة عدم ثقة بين شركات الطيران الأوروبية ومطار رفيق الحريري الدولي، وإذا لم تتدارك الحكومة اللبنانية والمعنيين هذه الأزمة عبر التصدي لخروقات حزب الله سيتحول مطار بيروت إلى مطار محظور أمنيًا بقرار من السلطات الدولية.

 

إزاحة عون وفرنجية معاً

القبس/13 كانون الثاني/16

 لبنان الآن تحت عنوان “فن الممكن” تفعيل العمل الحكومي كحد ادنى

 لبنان الآن تحت عنوان “فن الممكن” تفعيل العمل الحكومي كحد ادنى للانتظام الدستوري ولتلبية احتياجات الناس. ان فن المستحيل اي انتخاب رئيس الجمهورية، وضع جانبا بانتظار اعجوبة، ما دام الافق الاقليمي مقفلاً وسوداوياً. ومن خلال ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان سليمان فرنجية، وتوقع قيام حليفه المسيحي الاول رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بترشيح العماد ميشال عون، لم يعد معه ممكناً الحديث عن حلحلة وشيكة. ويتردد في الكواليس، بحسب صحيفة “القبس” ان جزءاً من التشابك قد يكون مبرمجاً وبالصورة التي تؤدي الى ازاحة عون وفرنجية جانباً، والبحث عن شخصية ثالثة تستقطب غالبية القوى السياسية. وبعدما كان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحمل على اهل السياسة من معرقلي الانتخابات الرئاسية، تقول مصادر بكركي لــ “القبس” ان الراعي بات مقتنعا بأن الرئاسة صارت جزءاً من الصراع الاقليمي. لكن بعض الجهات السياسية تتخوف من ان يكون الملف الرئاسي بلغ مرحلة من التعقيد لم يعد يجدي معه سوى الجراحة (او الهزة) الامنية او السياسية، وهو ما لا يتحمله البلد.

 

 اغتيال نصرالله..فبركة إيرانية ما الهدف منها؟

 لبنان الجديد/13 كانون الثاني/16/إنها الأزمة السورية التي استطاعت أن تقلب موازين العالم رأسا على عقب وإنها المصالح الدولية التي أدخلت المجتمع العربي والأوروبي بصراع لن تكون نهايته إلا بحرب عالمية ثالثة. فمنذ خمسة أيام نشر موقعنا خبرا مفاده أن هناك قرارا سعوديا يقضي بتصفية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هذه المعلومة التي انتشرت على نطاق واسع رافقها رصد لموقع لبنان 24 نشر فيه مقطعا تصويريا يدّعي فيه هادي نجل نصرالله أن هناك قرارا خليجيا من أجل التخلص من نصرالله. لكن السؤال الذي سأله سابقا نصرالله في خطابه حين تم إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر لماذا في هذا الوقت فإننا نتوجه به اليوم إلى مسرّب هذه المعلومات. فبعد خطاب نصرالله الذي تهجّم به على المملكة العربية السعودية توالت الأخبار المتعلقة بهذا الموضوع لكن هل يمكن أن تكون لإيران علاقة في هذا التهديد؟ لعلّ الصراع على الأرض السورية يظهر مدى رغبة روسيا في محو التمدد الإيراني وخير دليل على ذلك انه منذ دخول موسكو الحرب لجانب النظام السوري وحلفائه أصبحت إيران في خبر كان وتعقيبا على الموضوع فإنه من الطبيعي أن ينتفض حزب الله على الواقع بعد أن قدّم شبابه وخرج من سوريا مهزوما دون أي ذكر لإنجازاته أيضا ودون أي فرصة لتنفيذ مشروع ايران بالشرق الأوسط. ولعلّ فشل نصرالله في تأدية الواجب الشرعي من قبل إيران جعل الغضب يسيطر عليها والخوف من إنتفاضة يشعلها نصرالله ضدها لن تنحلّ إلا بتصفيته او القضاء عليه وفي ظل الصراعات الحاصلة اليوم بين القطبين المتنافرين سياسيا فإنه من الطبيعي أن توجّه أصابع اللوم إلى السعودية في حال تعرّض شخص نصرالله لأزمة او ضرر. فالسؤال الذي يطرح نفسه ويؤكد نفسه ايضا هو "هل اغتيال نصرالله هو فبركة إيرانية من أجل جعل الطائفة الشيعي في المناطق العربية ينتفض؟ خصوصا أن ردات فعل إعدام النمر لم ترو غليل الجمهورية الإسلامية؟  والسؤال الأهم:كيف تم اكتشاف المخطط؟  سؤال لابد أن تكون إجابته في القريب العاجل

 

بيع الخمور في كفررمان... ممنوع؟

المركزية- علمت "المركزية" من مصادر في بلدة كفررمان انه يجري في البلدة التوقيع على عريضة لاقفال محلات بيع المشروبات الروحية وعددها 6 محلات على ان تتولى عملية اقفالها حملة ستنطلق في البلدة تحت عنوان "الحملة الاهلية لاغلاق محلات بيع الخمور" وهي تلقى تأييدا من مشايخ البلدة. وابلغت المصادر "المركزية" ان عددا من مشايخ البلدة اتخذوا هذا القرار "بعدما وصل بيع المشروبات في البلدة الى مستوى عالٍ، واتصلوا ببلدية كفررمان وابلغوها الامر فكان رد البلدية انها ستنقل العريضة الى الجهات المعنية لكنها غير مخولة اقفال اي محل يبيع المشروبات الروحية لانه يملك رخصة قانونية من الجهات المختصة تخوله البيع . ونبّهت المصادر الى ان البلدية في كفررمان او في غيرها ليست الجهة الصالحة لإقفال أو فتح هذه المحلات التي لم تنشأ بقرار من البلدية انما برخصة قانونية من الدولة، لافتة إلى ان الاستمرار بهذا المطلب من قبل الجهات الدينية قد يفتح الامور على اتجاهات اخرى منها التعرض للحرية الشخصية. وفي اتصال مع "المركزية" أصر احد مشايخ البلدة على اقفال هذه المحلات التي تحولت الى خمّارة، مشيرا الى ان التحركات في هذا الاطار قد تتعدى كفررمان لتصل الى مدينة النبطية لان ما يجري ليس حرية شخصية بل تطاول على حرية ومعتقد الآخرين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 13/1/2016

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بات بحكم المؤكد أن مجلس الوزراء سينعقد غدا بعد تعطيل جلساته لشهرين والمشاركة الوزارية شبه جماعية في حين تستمر الاتصالات مع التيار الوطني الحر لايفاد وزرائه إلى الجلسة التي ستكون طويلة بسبب كثافة البنود على جدول الاعمال غير أن التيار يرهن مشاركة وزرائه بضمان اقرار التعيينات العسكرية وهو ما يقابل من وزير الدفاع الوطني بالتشديد على ان هذه التعيينات ستكون مجردة من اية محاصصة وستعتمد معيار الكفاءة والاقدمية موضحا انه سيقترح الاسماء لاتخاذ مجلس الوزراء القرار المناسب.

ولقد قال وزير الاعلام رمزي جريج إنه لا يرى مانعا امام حضور وزراء تكتل التغيير والاصلاح جلسة مجلس الوزراء غدا حتى ولو كان موضوع التعيينات سيرحل الى جلسة لاحقة إلى ان يتم اقتراح وزير الدفاع وتوصية قائد الجيش.

وإلى هذا الشأن تشديد من وزير الداخلية نهاد المشنوق على العزم على اجراء الانتخابات البلدية في موعدها وهو واصل جولته على القيادات في هذا الخصوص.

وثمة شأن محلي آخر يتعلق بمعالجة قضية النفايات، ففيما شدد الرئيس بري على اهمية تسريع هذا الأمر بصورة فورية ترحيلا تساءل في الوقت نفسه عن موانع اقامة المطامر في كل المناطق.

وترافق ذلك مع وصف الوزير اكرم شهيب قرار ترحيل النفايات بالقرار المجنون لكنه واجب في ظل العرقلات السياسية.

وبعيدا من كل هذه الشؤون تداولت مواقع الكترونية شريط فيديو يظهر شابين لبنانيين مخطوفين في ليبيا ويشترط لاطلاق سراحهما الافراج عن هنيبعل القذافي في بيروت وفي الشريط الذي وزع تحت اسم وكالة انباء القذافي العالمية ذكر أن اسمي المخطوفين محمد وخالد نزهه.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أم تي في"

مأساة ايجاد حل للنفايات تتكرر، فكما تعطل حل المطامر في سرار والبقاع قبيل وصوله الى خواتيمه بعد اشهر من المفاوضات هكذا يبدو ان حل الترحيل يتعطل والنفايات ستمنع من السفر بحجة الكلفة العالية علما ان الكلفة معروفة منذ البداية. والسؤال الان هل سيتعطل مجلس الوزراء الذي ينعقد الخميس من اجل المسألة ام سيقر الترحيل بمن حضر؟

في اي حال ليست النفايات هي العائق الوحيد وقد تسرب اليها النكايات السياسية عبر المحارق.

عائق آخر في وزارة الدفاع، فالتيار الوطني الحر يربط حضوره مجلس الوزراء بحل ازمة الشغور في المجلس العسكري بحصر تسمية عضويه المسيحيين بالعماد عون الامر الذي يرفضه وزير الدفاع بايعاز من الرئيس ميشال سليمان في انتظار اتصالات الربع ساعة الاخيرة.

ملف آخر تعطل الى اجل غير مسمى: الانتخابات الرئاسية، وذلك اثر فرملة الرئيس الحريري ترشيحه النائب سليمان فرنجية ما سيؤجل منطقيا الحج الرئاسي للعماد عون الى معراب.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

جلسة مجلس الوزراء ستعقد غدا بتأكيد من مصادر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام.

والسؤال الذي يواجه الجلسة يتعلق بمشاركة وزراء التيار الوطني الحر الذين يشترطون انجاز التعيينات في المجلسين العسكري وقيادة قوى الامن.

في وقت كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يؤكد امام نواب الاربعاء ان الاجواء إيجابية لإنعقاد الجلسة في اطار اعادة تفعيل عمل الحكومة كما لم يخف الرئيس بري استياءه من اخذ كل هذا الوقت لمعالجة وازالة جبال النفايات المتراكمة وقال لا بد من اتخاذ القرار التنفيذي في أسرع وقت.

داخليا ايضا وفيما لبنان الرسمي يتابع قضية العسكريين المخطوفين لدى ارهابيي داعش اعلان عن خطف مواطنين اثنين لبنانيين في ليبيا بهدف الضغط من اجل اطلاق سراح هنيبعل القذافي.

اقليميا، وفيما الانظار مشدودة الى تداعيات الانفجار الذي هز وسط إسطنبول امس، تطور كاد ان يهز العلاقات الاميركية الايرانية بعد اعتقال ايران لساعات بحارة اميركيين كانوا على متن زروقين دخلا إلى المياه الإقليمية الإيرانية قرب جزيرة فارسي، قبل ان يطلق سراحهم لاحقا.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أن بي أن"

يكسر لبنان حلقة التعطيل من باب الحكومة، غدا جلسة لمجلس الوزراء تحيطها الأجواء الايجابية التي امنتها الاتصالات السياسية، ولكن هل يحضر وزيرا التيار الوطني الحر؟

حتى الساعة لم يصدر اي كلام رسمي بانتظار روتشة التعيينات العسكرية المرتقبة، لكن معلومات ال NBN اشارت الى عدم وجود ازمة حول جلسة الغد.

الحكومة تعود الى خير العمل خدمة للبنان واللبنانيين بمناقشة واقرار مواضيع عدة، لكن ما يعكر الاجواء ليس الملفات السياسية بقدر ما هو ملف النفايات، هل يعقل كل هذا التباطؤ والى متى يتحمل اللبنانيون؟

ستة اشهر مضت ومشاريع الحلول تراوح بين دفع للترحيل تعترضه مطبات واقعية مالية وتنظيمية وتعتريه العشوائية والضبابية ومشاريع اخرى عالقة.

الرئيس نبيه بري عبر عن استياء من تلك المماطلة ودعا لاتخاذ قرار تنفيذي في اسرع وقت لمعالجة وازالة جبال النفايات المتراكمة في المناطق اللبنانية.

لجنة البيئة استمعت واستمهلت والوزير المكلف حث على خيار الترحيل لعدم وجود البديل لكن الاجتماعات ستتواصل في ظل ازدياد مساحة الاعتراض على ترحيل النفايات.

الى الخارج، تقدم عسكري سوري على كل الجبهات، من سلمى اللاذقية الى ما ينتظر الشيخ مسكين في درعا، وما بينهما في الارياف الحلبية والدمشقية بموازاة الاستعداد للمفاوضات السياسية، لكن دمشق تنتظر تسلم قائمة المعارضين المفوضين للحوار فهي لا تريد ان تحاور الاشباح كما قال الوزير وليد المعلم.

المتغيرات السورية ليست بعيدة عن مؤشرات دولية، ظهَرها مضمون خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي تنصل من ازمات المنطقة وحاول قطع الطريق على خلفه لمنعه من التذكير باستخدام الاوراق العسكرية التي لا تناسب المصلحة الاميركية.

اوباما ودع الاتحاد بخطاب للشعب الاميركي، تقدمت فيه العناوين الدبلوماسية وتظهرت فيه الانجازات الاوبامية من كوبا الى ايران وما بينهما من رؤى مستقبلية.

الدبلوماسية تلك هي التي حلت ازمة البحارة الاميركيين في مياه ايران الاقليمية، كيري شكر طهران فرد ظريف التحية، بأن الحوار والاحترام حلا مسألة البحارة ، اذا في هذا الكلام رسالة ايرانية لدول المنطقة التي تتفرج على حجم المتغيرات الدولية من دون الاقدام السياسي المسؤول على مجاراة ما يجري.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أل بي سي"

ميم... ميم... ميم... مهزلة، مأساة، ملهاة لعنوان واحد هو النفايات... إنتقلنا من الرفض الداخلي للمكبات والمطامر، إلى الرفض الخارجي لهذه المكبات والمطامر، وإذا كانت الشركة الهولندية قد انسحبت فإن الشركة البريطانية ما زالت في الميدان من دون أن تعرف الوجهة التي ستصل إليها النفايات عبر الشركة البريطانية.

هذا اللغز الذي يزداد غموضا يوما بعد يوم، ضاعف من تعقيداته ما نقل عن الرئيس نبيه بري من رفض لخيار الترحيل، فهل من قطبة مخفية في هذا الرفض؟ وما هي مفاعيله التنفيذية؟ هل يوقف خيار الترحيل أم هو مجرد تسجيل موقف؟

كل هذه التساؤلات قد تجد أجوبة لها في جلسة مجلس الوزراء غدا، إذا انعقدت، لأن الأجواء حتى هذا المساء لم تكن مشجعة، ليس بسبب ملف النفايات فحسب بل بسبب الملف القديم الجديد وهو ملف التعيينان الأمنية.

بيئيا أيضا، إشتباك كلامي بين وزير البيئة محمد المشنوق ووزير التربية إبن الضهور الشوير الياس بوصعب: المشنوق طالب بإقفال محرقة ضهور الشوير بالشمع الاحمر فردَّ بو صعب برفض القرار والإعلان ان الشمع الأحمر فقد منذ الأَعياد.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

وضاع السياسيون يا ولدي.. فرضيات وترجيحات مع "إذ" معطوفة على ال "لو" و"إذ إنما".. ماذا لو رشح جعجع عون.. أين سيقع سليمان فرنجية؟ بأي طريقة سيعطل رئيس مجلس النواب الجلسة؟ ما الدور الذي سيمثله تيار المستقبل؟ وهل يبقى زعيم المردة مرشحا منافسا لزعيم المسيحيين الأول؟ مئة ألف سؤال على مشروع رئيس واحد.. لكن القارئين في العقل السياسي يفترضون الأسوأ.. ويستطلعون أن كل هذا الدوران لا ينتج إلا اللف.. وأن عملية استخراج رئيس في المدى المنظور غير منظورة بالعين الرئاسية المجردة.. ودونها شروط فالرئيس سعد الحريري الذي التقى فرنجية مرة جديدة يفاوض مرشحه غير المعلن على سلة شروط أهمها أن يستمر المارد في المبادرة إذا ما رشح جعجع عون وألا يتنازل إذا ما رأى نيوب الليث بارزة.. ويبقي على خوضه المعركة الفرصة من دون أن يسير خلف الجنرال وينسحب لمصلحته كما كان يعد دائما عندئذ يلغي قائد القوات مناوراته بالذخيرة العونية الحية.. وسيحجم عن مغامرته بترشيح خصمه السياسي.. حليف الورقة الظرفية الكنعانية الرياشية.. وعدو الأمس الصفة الأقرب إلى الواقع المسيحي المسيحي وسنعود لنرى سمير جعجع مرشحا للمرة المئة بعد الرابعة والثلاثين في مجلس النواب من دون أن يحظى بفرصة النصاب.. هي حفلات نصب ترشيحا وتهديد ترشيح.. تصويتا وتعطيلا وغيابا عن الجلسات.. وإذا كانت المبارزة بالمناورات مداورة من الحريري إلى جعحع فإن كل من يحفظ سليمان فرنجية عن ظهر وفاء سيدرك أنه ماروني نعم.. تفتحت عيناه على حب بعبدا نعم.. سال لعابه الرئاسي على المبادرة نعم.. بيد أن أبرز مواصفاته هي عدم الطعن بالظهر.. وأنه لا يمكن له أن يسير إلا بالتوافق.. أما انسحابا لمصلحة عون أو بتأمين إجماع مسيحي حول ترشيحه على أن يكون الجنرال في طليعة هذا الاجماع.. إلا إذا كانت هذه السطور قد كتبت بعدما ضرب داء المارونية العقل الزغرتاوي الأول.. وأصبحت الرئاسة مرضا مستحكما لا يشفى منه لكن كل هذا التحليل يسقط بحقيقة واحدة غير متوافر غيرها على المسرح الرئاسي لتاريخه وهي أن لا الحريري أعلن فرنجية مرشحا رسميا لليوم.. ولا جعجع ارتكب معصية تخليه عن ترشيحه.. ولا هو أعلن تاليا تبنيه ترشيح العماد ميشال عون.. ومن ثم فإن كل ما ورد آنفا قد يدلي به أي عراف أو قارئ فنجان أو علامة في ضرب الرمل السياسي.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

اشتباك سيادي انتهى بسلوك ديبلوماسي، على أعتاب ايام قليلة من بدء سريان الاتفاق النووي، تمسكت الجمهورية الاسلامية الايرانية بحفظ سيادتها الوطنية، اعتقلت قوات من البحرية الاميركية بثابتة حرمة المياه الاقليمية، اعتقلت حققت تأكدت، وبعد الاعتذار الاميركي عن الخطأ التقني أفرجت عن المحتجزين بصورة انسانية لم يتسطع وزير الخارجية الاميركية الا الامتنان لسلوك الخصم الايراني.

في سوريا الطريق سالكة امام الجيش في ريف اللاذقية الشمالي، فبعد إنجاز سلمى الساتراتيجي قدم الى مرتفعات المارونيات ما رفع أزمة الجماعات التكفيرية على مقربة من الحدود التركية.

وعند حدود مهامهم الانسانية وقع بعض ممثلي الامم المتحدة في سوريا دخلوا ميزان التحريف باعتماد وثائق المسلحين في مضايا، واصموا الآذان عن معاناة مدنيي كفريا والفوعة الذين قدموا اليوم المزيد من أطفالهم ضحايا لحصار التكفيريين.

في لبنان، ما زالت جلسة الغد الحكومية تنتظر المزيد من المشاورات المكثفة على أمل ايجاد مخارج قبل موعدها تؤمن نصابا سياسيا أبعد من النصاب العددي.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أو تي في"

فيما كل شيء ينقلب في سوريا... لا شيء يتغير في لبنان... حتى الآن!! لكن علاقات الجوار بين دمشق وبيروت، جعلت عناوين التطورات بين الأحداث هناك والأحداث هنا، تحمل أكثر من مصادفة معبرة ومن صدفة ذات دلالة... ففي سوريا، يحكى عن انهيارات للمسلحين المدعومين من إرادات خارجية... بينما في لبنان، لا يزال التكافؤ قائما بين السياديين والخارجيين... في سوريا، بات الحل عند مدينة الباب القريبة من الحدود... في لبنان، لا باب للحل إلا بصد القرارات الآتية من خارج الحدود، أيا كان قربها.... في سوريا، أطل الحل على سهل الغاب... في لبنان مطلوب حل سهل جدا، هو ألا تظل الدولة مثل غاب، كل ما فيها مادة للنهب، حتى ولو كانت نفايات... في سوريا، يقال أن آخر الحل إنهاء جسر الشغور... وفي لبنان أول الحل إنهاء الشغور، بجسر وطيد من مصالحة ميثاقية لبنانية صافية... على أساس سيادة الوطن وشراكة الدولة وحرية المواطن، وعلى قاعدة تبادل الحقوق كاملة، من دون حق ناقص ولا حق زائد... مصالحة تعيد النازح قسرا من سوريا إلى وطنه بكرامة وأمن... كما تعيد المبعد طوعا من لبنان إلى بلده الأول، بكرامة واستحقاق وأمان... مصالحة، ترحل ما يجب ترحيله، وتبقي ما يقتضي بقاءه، تستخرج ما لا بد من استخراجه من ثروات، وتدفن ما يلزم دفنه من أحقاد... هذا الحل صار قريبا... وإن غاب قطعا عن جلسة الحكومة غدا... لكن الحل آت قريبا كما الغد... كيف؟ كل التفاصيل في نشرتنا، لكن بعد هذا الخبر المفاجئ من ليبيا هذا المساء.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاربعاء 13 كانون الثاني 2016

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016

النهار

قال ديبلوماسي إن المخيف في الشرق الأوسط حالياً غياب الرؤية والاستراتيجية لحل المشكلات والأزمات القائمة.

اعتبر مرجع سابق أن مبادرة الحريري تبقى قائمة طالما لم يقدَّم بديل لها

يؤكّد مرجع قضائي أن الكلام عن قرب إطلاق أحمد الأسير يبقى كلاماً في الهواء وهو غير ممكن لتجاوزه السلطة القضائية

يرى مسؤول فلسطيني أن الاهتمام الدولي باللاجئين السوريّين في لبنان يتقدّم على رعاية الفلسطينيّين الذين يعانون من فقر مدقع.

السفير

توقَّع وزير سيادي أن تجري الانتخابات الرئاسية مع نهاية العام 2016

قال محيطون بمرجع غير مدني إن صفحة الخلاف بينه وبين رئيس تكتّل مسيحي كبير طويت من جانبه نهائيا.

وقع خلاف بين رئيس لجنة دينية وأحد المشايخ في أحد مساجد العاصمة على خلفيّة إجراء روتيني، ما دفع الثاني إلى استدعاء جهاز أمني لتوقيف الأول!

المستقبل

إنّ اتصالات جدّية بدأت لملء ثلاثة شواغر في المجلس العسكري (مسيحيان وشيعي) حظيت بموافقة معظم الكتل الوزارية وتنتظر موقف وزراء كلٍّ من حزب "الكتائب" والرئيس ميشال سليمان بالإضافة الى قيادة الجيش.

اللواء

همس

أدّى موقف حزب وسطي من موظف إداري ناجح إلى فتور مع تيّار سياسي، ويظهر الوزير المعني اليوم ليتولّى الردّ على الحملة

غمز

لزَّم أحد النقباء التأمين الصحّي لنقابته بمبلغ خيالي وبالتراضي، على الرغم من ممانعة معظم الأعضاء

لغز

دعا وزير بيروتي أعضاء المجلس البلدي المسيحيين ومخاتير منطقة الأشرفية لاجتماع "طارئ" بقي بعيداً عن الإعلام!

الجمهورية

يُحاول حزب إتخاذ مواقف مفاجئة للتأكّد من جدّية إقدام حزب خصم على خطوة لوَّح بها من شأنها قَلب الحسابات رأساً على عقب، ليبني على الشيء مقتضاه.

أوعز أحد الأحزاب الكبرى الى كتلته النيابية وكوادره الحزبية حصر التصاريح الإعلامية هذا الأسبوع برئيس الكتلة نظراً لدقّة الأوضاع ومحاولته التهدئة بعد أسبوع من التصعيد غير المسبوق.

قال أحد الوزراء الأعضاء في لجنة وزارية إجتمعت أخيراً، أن لبنان يشارك في مؤتمر دولي حول أزمة وجوديّة تُهدِّده تحت شعار"مكاسب قليلة أفضل من البلاش".

البناء

لم يخف مرجع حكومي أمام بعض زواره في اليومين الماضيين أنه فوجئ بموقف لمرجع سابق يناقض موقفه من قضية حساسة على المستويين العربي والإقليمي، كان الوزير المتخصّ قد تعامل معها بحكمة ودراية، وبتنسيق مسبق مع المرجع الحكومي. وعلّق نائب بارز على هذه المفارقة قائلاً إنّ المرجع السابق، ومن موقعه الخارجي، لا يستطيع إلا أن يسترضي مرجعيته الإقليمية، حتى ولو كان الأمر على حساب الوحدة الوطنية في لبنان

 

سلام التقى رئيس حزب الحوار مخزومي: تفعيل الحومة لا يعني استمرار الفراغ

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - إستقبل رئيس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي، رئيس حزب "الحوار الوطني" فؤاد مخزومي الذي قال بعد اللقاء: "لقاؤنا مع دولة الرئيس لتهنئته بحلول السنة الجديدة والبحث معه في الأوضاع المحلية السياسية والأمنية والتطورات الإقليمية والدولية". أضاف: "نرحب بدعوة سلام مجلس الوزراء للانعقاد، ونؤكد أهمية التضامن الحكومي وتفعيل عمل الحكومة للضرورة القصوى التي تقتضيها الأوضاع المعيشية الصعبة وقطاعات الخدمات الحيوية للناس، فضلا عن ضرورة إيلاء الاقتصاد الأهمية اللازمة". وتابع: "يجب الاستفادة من اجتماع الحكومة لإيجاد حل ملائم لمسألة النفايات لمخاطرها الشديدة على الصحة والبيئة. وكذلك تفعيل ملف الغاز من أجل تفادي المزيد من الخسائر جراء إهمال هذه الثروة. إن سمعة لبنان على المحك". وختم مخزومي: "إن تفعيل عمل الحكومة لا يعني القبول باستمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، فالعالم لن يلتفت إلينا ما لم نبادر إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتحصينه بالتوافق على رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة والتحضير للتغيير التاريخي عبر إجراء انتخابات نيابية بقانون عادل يعتمد النسبية، وإلا فإن البلد سيبقى في حال المراوحة القاتل للمؤسسات وللدولة من حيث أتت، وقبلهما للبنانيين والشباب تحديدا".

 

بري: الاجواء ايجابية لانعقاد مجلس الوزراء غدا والمؤسف اننا لا نساعد انفسنا في ملف الرئاسة

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - نقل نواب "لقاء الاربعاء" عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "الاجواء إيجابية لإنعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم غد الخميس، في اطار اعادة تفعيل عمل الحكومة لمناقشة واقرار كل المواضيع التي تهم لبنان واللبنانيين". وقال انه "لا يجوز الاستمرار في هذا الوضع، ولا بد من الانتقال الى مرحلة جديدة في سياق العمل المؤسساتي". واكد بري "مرة اخرى اجراء الانتخابات البلدية في موعدها"، معتبرا "ان ليس هناك من موانع لإجرائها"، ومشددا على "ان القرارات الواجب اتخاذها في هذا المجال تستلزم اجتماع مجلس الوزراء ايضا". وفي شأن النفايات، نقل النواب ان "الرئيس بري لم يخف استياءه من اخذ كل هذا الوقت حتى الان لمعالجة وازالة جبال النفايات المتراكمة في غير منطقة. وقال لا بد من اتخاذ القرار التنفيذي في اسرع وقت". وعن الاستحقاق الرئاسي نقلوا قوله ان "الامر قد يحتاج الى مزيد من الوقت، والمؤسف ان العالم يقف الى جانبنا لمساعدتنا في هذا المجال ونحن لا نعرف كيف نساعد انفسنا". وكان الرئيس بري التقى في اطار "لقاء الاربعاء النيابي" وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر والنواب: الوليد سكرية، هاني قبيسي، مروان فارس، ميشال موسى، ايوب حميد، قاسم هاشم، علي المقداد، ياسين جابر، علي خريس، نوار الساحلي، ناجي غاريوس، اميل رحمة، علي بزي، عباس هاشم، اسطفان الدويهي، نواف الموسوي، ايلي عون، علي فياض، وعلي عمار.

برقيات

من جهة اخرى، ابرق الرئيس بري الى المستشارة الالمانية انجيلا ميريكل ورئيس البرلمان الاتحادي الالماني نوربرت لاميرت، والى رئيس مجلس الامة التركي اسماعيل كرمان معزيا بضحايا التفجير الارهابي في اسطنبول.

كما ابرق الى رئيس مجلس النواب الفنزويلي هنري راموس المتحدر من اصل لبناني مهنئا بإنتخابه.

 

وزير الداخلية زار سليمان والجميل: الانتخابات البلدية في موعدها والبلد لا يمشي بلا رئيس

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - زار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، قبل ظهر اليوم، الرئيس العماد ميشال سليمان، ثم انتقل إلى بكفيا حيث اجتمع إلى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، في حضور وزير العمل سجعان قزي، وذلك في إطار جولته على القيادات السياسية للتشاور بشأن عقد الانتخابات البلدية في موعدها. بعد اللقاء، قال الوزير المشنوق: "طبعا، الزيارة للشيخ سامي بداية واجب، ولكن الأهم في التشاور والمتابعة المستمرين مع الشيخ سامي أنها محطة لسلسلة الجولات السياسية التي نقوم بها على القيادات السياسية الرئيسية للبحث في موضوع الانتخابات البلدية التي سنجريها ان شاء الله في موعدها القانوني من دون تمديد ومن دون ما لا يرغب به اللبنانيون وعبروا عنه في أكثر من مجال وفي أكثر من محطة". وأضاف المشنوق: "بطبيعة الحال الشيخ سامي مع إجراء الانتخابات في موعدها ومع إجراء كل أنواع الانتخابات في مواعيدها. وأعتقد أنه لا يرغب في الاستمرار بصفة النائب الممدد، وان شاء الله يصبر معنا إلى 2017 موعد إجراء الانتخابات النيابية وفق موعدها الدستوري، ووفقا لرغبات اللبنانيين وآرائهم".

سئل: هل تطرقتم الى موضوع الانتخابات الرئاسية؟

أجاب: "طبعا، طبعا، لقد عبرت بالأمس عن وجهة نظري في أن الظروف الدولية والإقليمية لا تسهل الآن إجراء الانتخابات الرئاسية، لكنني متفق مع الشيخ سامي أن هناك ضرورة قصوى لملء الشغور الرئاسي وإكمال النصاب الدستوري للنظام في البلد، لأنه ثبت بعد كل الكلام عن الصلاحيات الرئاسية أن البلد لا يمشي من دون رئيس جمهورية، وأن رئيس الجمهورية هو عصب النظام رغم كل الكلام عن دور مجلس الوزراء، لكن كل هذا الدور وكل هذه الصلاحيات لا تكتمل ولا يمكن أن تقوم بدورها بشكل سليم من دون وجود رئيس للجمهورية".

 

بعد 18 شهراً على الفراغ في قصر بعبدا هل يجوز لجعجع المناورة هكذا في الرئاسة؟

مي عبود أبي عقل/النهار/14 كانون الثاني 2016

انشغل اللبنانيون عموما، والاوساط السياسية خصوصا، بالتسريبات الإعلامية الاخيرة عن قرب ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وكان لافتا إسراع القريبين منه، الى تبرير هذه الانعطافة "القواتية" في مسيرة الاستحقاق الرئاسي بعد 18 شهرا على الفراغ في سدة الرئاسة. فقد اوردت "النهار" ابلاغ نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" جورج عدوان "قوى 14 آذار" خيار حزبه "السير بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، مثلما كان خيار الرئيس سعد الحريري في ترشيح النائب فرنجية"، داعيا الى "التعامل مع هذا الخيار بهدوء". الى ما ذكره مستشار جعجع العميد المتقاعد وهبة قاطيشا ان "جعجع بدعمه عون للرئاسة يربح"، مشيرا من ناحية اخرى في تصريح لـ"وكالة الانباء المركزية" الى ان الوثيقة السياسية التي ينتظر ان تصدر عن الفريقين "لن تتضمن ترشيح عون بشكل رسمي، لأن هذا الاعلان مرتبط بترشيح الحريري الرسمي لفرنجية". ومجرد فكرة البحث الجدي في ترشيح جعجع عون للرئاسة بعد 18 شهرا على الفراغ في سدة الرئاسة يثير الاستغراب لدى اللبنانيين، ويدفعهم إلى طرح اسئلة عدة، أبرزها:

لماذا انتظر جعجع كل هذه المدة الطويلة ليقتنع بامكان ترشيح حليفه اللدود الى الرئاسة، بعدما وصلت البلاد والعباد الى حافة الانهيار الاقتصادي، والى هذا المدى من الأزمات الاجتماعية والمعيشية التي تقض مضاجع المواطنين، والى "عصفورية دستورية" جعلت كل طرف يجتهد في الدستور ووثيقة الطائف والقانون ليدير الدفة بما يتلاءم مع مصالحه، من دون اعتبار لهيبة الدولة ومؤسساتها وانتظامها؟

هل اصبح جعجع يعتبر أن كل ما كان يردده ويقوله ويتهم به "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر" عن مسؤوليتهما في تعطيل الاستحقاق الرئاسي كان مغلوطا؟ وهل سقطت مسؤولية عون عن تعطيل النصاب من اجل حصر الوصول الى الرئاسة به أو لا أحد؟ وهل سيتمكن جعجع من اقناع حليفه الجديد بالنزول الى جلسة انتخاب الرئيس المقبلة وبأن يمارس ديموقراطيا الاستحقاق الانتخابي؟

ما الذي برأيه يفرق بين ميشال عون وسليمان فرنجية؟ ألم يعد عون جزءا من "قوى 8 آذار"؟ ألم يعد حليفا قويا لـ "حزب الله" وسوريا؟ ألم يعد يغطي السلاح غير الشرعي للحزب في البلد؟ ألم يعد يؤمن الغطاء المسيحي لكل ما يقوم به الحزب سياسيا وعسكريا في سوريا ولبنان؟ أم ان كل هذه الاشكاليات التي لطالما كانت تشكل عناوين طروحات جعجع السياسية في مواجهة "التيار الوطني" تزول وتهون امام "شر" ترشيح خصمه الزغرتاوي التاريخي سليمان فرنجية؟ مع الاشارة الى ان الجميع فهموا سابقا ان ترشيح جعجع نفسه للرئاسة اتى لقطع الطريق على عون، فهل انتفت كل تلك الأسباب؟

اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا يؤيدون ويريدون بالتأكيد كل تقارب يؤدي الى وحدة الصف المسيحي والوطني على السواء، لانهم المتضررون اولا واخيرا من كل انقسام. ولكن لا يمكنهم قبول استغبائهم واللعب بمصيرهم، ولا يقدرون على تفهم مناورات سياسية تهدف الى الوصول الى مكتسبات شخصية تحت ستار الوطنية والحفاظ على وحدة الصف، خصوصا ان مسؤولين "قواتيين" ربطوا سرا وعلانية ترشيح جعجع لعون بالترشيح الرسمي من الحريري لفرنجية، فلو لم يرشح الحريري فرنجية هل كان جعجع سيرشح عون؟ وهل أن رغبة رئيس "القوات" في رد الصاع صاعين للحريري لأنه لم يستشره في هذا الترشيح يبرر رد فعله، ويعطيه الحق في المناورة الرئاسية واللعب بمصير البلاد بهذا الشكل بعد كل هذه المدة؟ وهل الكيدية السياسية اصبحت قاعدة العمل السياسي في لبنان؟ أين الصدقية والصراحة في كل اللعبة؟ اين الناس ومشاعرهم ومصالحهم، لا بل اين لبنان؟ والى متى؟

لكن الجيد أن الزكزكات والمناورات السياسية اصبحت مفهومة لدى الرأي العام، وهو يدرك أنها لا تؤدي سوى الى تأزيم الوضع أكثر، ولن تعطي النتائج التي يأملها اللبنانيون لأنها لا ترتكز على اسس ثابتة وصادقة في العمل السياسي والوطني، والأهم انها لا تقيم اعتبارا لعقول الناس وتضحياتهم ودماء شهدائهم.

 

قراءة في تصدّعات 8 و14 آذار وفي المبادرات المتسمة بالغرابة

ألين فرح/النهار/14 كانون الثاني 2016

تصدّعات بالجملة أصابت فريقي 8 و14 آذار جراء المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري حيال النائب سليمان فرنجيه، وقابلها تلويح سمير جعجع بإمكان ترشيح العماد ميشال عون، مما عقّد الأمور أكثر، علماً أن التباينات قبل هذه المبادرة كانت كثيرة وعلنية. فالأمور لم تعد كما كانت في السابق بين مكوّنات الفريقين، حتى لو جمّدت مبادرة الحريري واهتزّ الوضع الاقليمي واحتدم الصراع السعودي – الإيراني. يحاول كل طرف أن يستوعب الاحداث ويتحصّن بإزائها عبر مبادرات تتسم بالغرابة أحياناً، مثل ترشيح الحريري لفرنجيه والكلام على ترشيح جعجع لعون. وما يتسم بالغرابة ايضاً، وفق مصدر في 14 آذار، هو رفض 8 آذار لفرنجيه وتحفظ "حزب الله" عن التقارب بين عون وجعجع. وجلّ ما يحصل هو محاولات إنقاذ فردي لمكوّنات الاصطفافين بدلاً من محاولة الفريقين إنقاذ نفسيهما، لا يكتب لها النجاح الى الآن لأن اللعبة دولية وإقليمية، وأي محاولة للالتفاف عليها من الداخل ستكون فاشلة، إلا إذا كان الالتفاف جماعياً، وهذا غير وارد. اليوم 14 آذار صارت اسماً لغير مسمّى، وكذلك 8 آذار، وما تبقى منهما هو إنقاذ لماء الوجه وليس للخط السياسي. والواقع أن هذه الانقسامات لم تؤدِ الى اصطفافات جديدة، بل أرست علاقات جديدة لأنه لا يمكن بناء تحالفات قبل انتخاب رئيس للجمهورية.

في المقابل، يرى أحد سياسيي 8 آذار أن التصدّع داخل 14 آذار هيكلي له طابع الابتزاز. فثمة ضغوط على جعجع من "تيار المستقبل" والمملكة العربية السعودية بهدف عدم ترشيحه العماد عون لرئاسة الجمهورية. أي أنه تمّ وضع ترشيح الحريري لفرنجيه مقابل ترشيح جعجع لعون، وبالتالي حصلت عملية ربط بينهما. ومعلوم أن الحريري بترشيحه صديق بشار الأسد والسيد حسن نصرالله، كان يهدف الى تحديد الخسائر. فلماذا يحق للحريري ما لا يحق لجعجع؟ وبعيداً من مبادرة الحريري، يشيد سياسي في 8 آذار بذكاء جعجع وبقراءته الهادئة لما يجري في المنطقة، وبمعرفته أن ما بعد سلمى ليس كما قبلها، أي أن اقفال الحدود التركية وانتصار الجيش السوري بمساعدة روسيا على التحكم في المدن الكبرى من دمشق الى حلب، يعني انهزام المشروع الاقليمي لـ14 آذار وإزاحة بشار الأسد، والأمر زاد تعقيداً بعد خروج الصراع السعودي – الايراني عن السيطرة. ويرى أن جعجع يذهب في اتجاه الرابح، أي العماد عون، الذي هو أحد رموز هذا الخط ومرشحه للرئاسة. بالتالي يمكن أن يكون خيار العماد عون ليس فقط لمصلحة المكوّن المسيحي، بل هو خيار استراتيجي لتحديد الخسائر والبحث عن ضمانات، يقضي بالاتفاق مع "الصديق اللدود" وتزكيته لرئاسة الجمهورية. ويشدد المصدر على أن جعجع ليس رهينة ابتزاز ولا ضغوط، إذ إنه لم يغيّر موقفه بعد زيارة السفير السعودي معراب ولا حتى بعد زيارات مسؤولي "المستقبل" له، وآخرها زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق. وثمة توقف عند "الإغراق الاعلامي" لناحية إمكان ترشيح جعجع لعون، سواء عبر إبلاغ النائب جورج عدوان قياديي 14 آذار أو عبر مواقف النواب والمسؤولين "القواتيين" العلنية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى ما يسرّب عن جعجع نفسه، وكأنه، بعد هذه القراءة، يحاول إفهام الجميع أنه لا يقع ضحية الابتزاز، وأنه يحضّر قاعدته لقرار جريء. أما على جبهة 8 آذار التي لا تميل الى كلمة "تصدّعات"، فالصمت مطبق في حارة حريك والرابية وبنشعي، وثمة قرار لدى العماد عون و"حزب الله" بعدم مقاطعة مع فرنجيه وباستيعاب ما نتج من رفضهما المبادرة الرئاسية ولملمة ذيول تصدّع الترشيح في مرحلة أولى، قبل إعادة الأمور الى ما كانت عليه في أوج العلاقة بينهم، إذ إن فرنجيه حليف أساسي في الخط الاستراتيجي. واذا كانت خطوط التواصل بين فرنجيه والحزب لم تنقطع، فلا تواصل مباشرا بينه وبين العماد عون الى الآن. وهذا لا يعني عدائية، اذ ان كل شخص يعيد قراءة مواقفه، كما ان فرنجيه لا يمكنه الخروج عن الخط الاستراتيجي الذي ينتمي اليه محلياً واقليمياً لاعتبارات إيديولوجية وعائلية. وهو انتقل من مرحلة الاقتناع الى مرحلة السعي الى عدم تأييد جعجع لعون، لأنه في هذه الحال لن يستطيع أن يترك جعجع يرشح عون من دون أن يكون هو أيضاً من داعمي هذا الخيار.

 

ترشيحات متضادة لرئاسة لبنان تهدد تماسك التحالفات القائمة

العرب/14 كانون الثاني/16/أحدثت تلميحات حزب القوات بتبني ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون لرئاسة الجمهورية رجة في الأوساط السياسية اللبنانية التي ضجت بالتأويلات بين شق يرى أن جعجع يريد قطع الطريق على مبادرة الحريري وآخر يقول إن للحكيم حسابات أعمق.

واحدة بواحدة

بيروت- ما فتئت قيادات القوات اللبنانية تلمـح خلال الأيام الأخيرة إلى إمكانية تبني الحزب رسميا ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون لمنصب رئيس الجمهورية. ويربط البعض هذه الخطوة القواتية برغبة الحكيم في قطع الطريق على مبادرة الرئاسة التي طرحها حليفه رئيس تيار مستقبل سعد الحريري والقاضية بوصول رئيس المردة سليمان فرنجية إلى بعبدا مقابل حصوله على رئاسة الحكومة. وأوضح عضو كتلة القوات النائب شانت جنجنيان، أمس الأربعاء، “بما أن الترشيحات باتت محصورة بقوى 8 آذار، فالقوات تفضل عون لكونه أكثر تمثيلا للمسيحيين”. ودحض النائب القواتي أن تكون الخطوة شخصية أو من باب المناورة، مؤكدا أنها تأتي من منطلق مبدئي مذكرا بأن 14 آذار تفصل بين مبدأ التحالف القائم على المشروع السياسي بالعبور إلى الدولة وبين اختيار الرئيس العتيد، ولفت إلى أن القوات تسعى لإقناع حليفها المستقبل بعون مرشحا. ولا يتوقع أن تلاقي مساعي القوات صدى لدى المستقبل خاصة وأن طرح جعجع جاء بهدف القضاء على مبادرة الحريري. ويعتقد العديد أنه في حال أصر رئيس القوات على السير قدما بترشيح عون للرئاسة فإن ذلك سينعكس سلبا على العلاقة بينه وتيار المستقبل الذي يعتبر إلى حد اللحظة أن وصول رئيس التيار الوطني الحر إلى الرئاسة خط أحمر في ظل مواقف الرجل الصدامية. وزار وزير الداخلية نهاد المشنوق، سمير جعجع، أمس الأربعاء، وصرح عقب اللقاء بأن “النقاش دار حول ترشيح الحكيم للنائب ميشال عون”. وأوضح المشنوق وهو قيادي في المستقبل لقد تركز “الحديث على وجوب التروي وإيجاد مخارج يجب أن تكون مشتركة دائما بيننا وبين الحكيم، نظرا لتاريخنا السياسي المشترك والطويل”.

أحمد فتفت: طرح سمير جعجع لترشيح الجنرال عون يدخل في إطار الخطوات التكتيكية

وانقسمت الآراء حول دوافع رئيس القوات لإعلانه عن إمكانية ترشيحه لعون، فهناك من رأى أنها مجرد رد فعل على مفاجأة الحريري له بترشيح فرنجية، بالمقابل يقول آخرون بأن للحكيم أهدافا أخرى. ويرى القيادي البارز في تيار المستقبل أحمد فتفت، أن طرح رئيس القوات الدكتور سمير جعجع لترشيح عون يدخل في إطار الخطوات التكتيكية، والرد على ترشيح سليمان فرنجية لا أكثر ولا أقل، مشددا على أن “جعجع أذكى من أن يذهب بعيدا في ترشيح عون، لأنه يعلم أنه سيكون أول الضحايا في حال حصل ذلك”. وأعرب فتفت في تصريحات لـ“العرب” عن أسفه من أن “هناك سلوكا في 14 آذار يغلب التكتيكي على الاستراتيجي، ويدفع جراء هذه السياسة الفريق كلفة عالية”. المدافعون عن الرأي القائل بوجود أسباب وأغراض أخرى خلف الخطوة القواتية يقولون إن جعجع له من الحنكة السياسية والتجربة ما تجعله حريصا على عدم السقوط في ردات الفعل خاصة في موضوع مهم كالرئاسة. ويضيف هؤلاء أن جعجع يقيس أمر ترشيح عون من منظار مغاير فهو يرى أنه من الأفضل دعم الأخير الذي سيكون عليه بالمقابل تقديم تنازلات خاصة في مسألة التعيينات، الأمر الذي لن يتوفر له في حال وصول فرنجية، ذلك أن الترضيات ستذهب إلى التيار العوني. كما أن جعجع يبدو من ناحية أخرى مصرا على تحويل وثيقة “إعلان النيات” التي وقعها مع عون قبل أقل من عام والتي أنهت عقودا من العداوة، إلى “ورقة تفاهم”، خاصة وأن الحكيم يرى أن هناك عدم توازن على الساحة السياسية لصالح السنة والشيعة وبالتالي يمكن أن يكون هناك توافق قواتي عوني يعيد للمسيحيين مكانتهم. ويقول المحلل السياسي غسان جواد المقرب من حزب الله، إن مقاربتين تسودان في أوساط فريق الثامن من آذار لمبادرة جعجع المحتملة. المقاربة الأولى ترى أن هذا الترشيح لا يهدف سوى إلى نسف مبادرة الحريري. أما المقاربة الثانية فتقول إن جعجع يتصرف استراتيجيا، ويفكر بلحظة ما بعد الترشيح، حيث يرجح أن يتحول في مرحلة لاحقة إلى الزعيم المسيحي الأول.

واعتبر المحلل في تصريحات لـ“العرب” “لا وضوح حتى الآن في الصورة، وهناك محاذير تحول دون ترشيح جعجع للجنرال، تعود إلى ارتباط القوات بالرياض لناحية الدعم فهل ستغامر القوات بخسارة ذلك؟.

 

ملحم الرياشي: تبنّي“القوات” ترشيح العماد عون يرفع من حظوظه للوصول الى الرئاسة

موقع القوات/13 كانون الثاني/16/رأى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي، “ان رئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع قاطع لسنتين إجتماعات الأقطاب الأربعة في بكركي بسبب مفهوم الأقطاب الأربعة من حيث الأحجام والأوزان. وقال في حديث  عبر “TL” ضمن برنامج “كلمة حرّة”، انه  بعد إعلان ترشيح الدكتور جعجع للرئاسة، أعلن أنه مستعد لسحب ترشيحه لمرشح توافقي حتى من خارج الأقطاب الأربعة، مضيفأ، مع التأكيد أنه ليس لدينا أي فيتو ضد النائب فرنجية وطبعاً إذا ما أتى رئيس سنهنئه. وتابع الرياشي: عندما رشح الرئيس سعد الحريري العماد عون كان هناك أكثر من إعتبار ولم يكن هناك من تواصل مع العماد عون ولم يكن هناك من إعلان النيات وقبل إعلان النيات شي وما بعده شيء آخر. وأضاف: تأخرنا 30 سنة أكثر ما ممكن أحد أن يتأخر، ولكن أخيراً تصالحنا اليوم و”التيار الوطني الحر”، وحماية الدور الرسولي للوجود المسيحي في المنطقة ليكون توثيقي بين المسلمين بين بعضهم فالتركيبة السوسيولوجية والديمغرافية للمجتمع ببعض الضيع بين الطائفتين بيناتهم ومن واجب المسيحيين أن يكونوا الحاضنة للمجتمع فكيف بالأحر أن يكونوا حاضنة للصراع الإقليمي الكبير بين طوائف إسلامية كبيرة تشوه صورة الإسلام والطوائف، قبل صورة المنطقة. واشار الى انه من هنا لا يمكن لهذا الدور المسيحي أن يكون قائماً في حال أتى أحدهم ليضع إصبعه بعيني ليقول تصالح إنت وأخيك قبل أن تصالحنا، واليوم تصالحنا مع بعضنا وأصبحنا قادرين على لعب هذا الدور والوضع مختلف مع تيار المردة فهناك لجنة تفاوض. وردأ على سؤال قال الرياشي: الأفضل لـ”القوات” هو سمير جعجع وبين ميشال عون وسليمان فرنجية الترشيح قيد البحث ونحن لا ننظر بالشخصي وطبعا جراء إعلان النيات وحجم تمثيله يغير المعادلة ومن هذه الزاوية تمثيل عون أكبر وحضوره أوسع وهذا ما قاله النائب فرنجية. واعلن انه غير صحيح أن وزير الداخلية طلب التريث عن ترشيح عون، والقصة ليست “رشحلي ت رشحلك”، والموضوع غير مطروح بهذه الطريقة، والتحالف بين سعد الحريري وسمير جعجع قائم ومستمر وهناك مقاربتين مختلفتين لموضوع الرئاسة ونحن نختلف على هذه النقطة ونتفق على غيرها وهناك حرص استراتيجي للحرص على هذا التحالف فتيار المستقبل يجسد الإعتدال وإحتضانه وهو طبيعة الشريك الذي نحب أن نتشارك معه في الوطن. وعن العلاقة مع جنبلاط، اوضح الرياشي انه ليس هنك من تباعد هناك ود وكان هناك تحالف ضمن مشروع قوى “14 آذار” ولكن الوزير جنبلاط حكمته الظروف أن يدخل بمشروع آخر ولكن العلاقة ودية جدا وخصوصا منطقياً. وتابع: “القوات اللبنانية” تقدم تحالفات وفقا لخطابها السياسي وهي لا تخترع قناعات لـتؤسس تحالفات، ومن هنا التعاطي بإحترام كبير بين السعودية وحزب لبناني إسمه “القوات اللبنانية” وهذا الإحترام يفرض أسلوب التعاطي. وشدد ان  القوات هي رأس حربة “14 آذار” ويد القوات ممدودة للجمبع نحن والرئيس بري هناك العديد من نقاط التباعد ولكن لم نشتبك يوماً ونحن والإشتراكيين لدينا العديد من نقاط التباعد والتقارب ولم نشتبك. عن الوضع السوري، قال الرياشي: الجيش السوري الذي كان بيوم من الأيام مؤهلا لمواجهة إسرائيل هو يحارب منطقته والخاسر الأكبر هو الشعب السوري والرابح الأكبر هو إسرائيل، مضيفاً انه  لا يمكن الحديث اليوم عن تغير استراتيجي في سوريا والنظام هو الخاسر الاكبر فبعد أن كان يسيطر على 80% بات يسيطر فقط على 20 % ، والحل يكمن بطائف لسوريا كطائف للبنان. وختم الرياشي بأن همال رغبة جدية بإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، وبتبني “القوات” ترشيح العماد عون أعتقد أن حظوظه ترتفع للوصول إلى سدة الرئاسة.

 

تحذيرات دولية للبنان من شن هجمات إرهابية في الفترة المقبلة/القزي لـ»السياسة»: الحراك الجاري مناورات على حساب الرئاسة

14/01/16/بيروت – «السياسة»: استناداً إلى المعلومات التي حصلت عليها «السياسة» من مصادر رفيعة فإن تحذيرات وصلت إلى بيروت من أجهزة استخبارية دولية، تقاطعت مع معلومات بحوزة الأجهزة الأمنية العسكرية اللبنانية من مغبة شن المجموعات الإرهابية لأعمال عدوانية من خلال تفجيرات أو عمليات اغتيال. وقالت المصادر إن هذه الاعتداءات ربما تستهدف لبنان في المرحلة المقبلة مع استمرار الفراغ الرئاسي وتلاشي دور المؤسسات وعجز مجلس الوزراء عن الاجتماع «ما يوفر للإرهابيين أرضاً خصبة لتنفيذ مخططاتهم وإغراق لبنان بالمزيد من الفوضى والدماء». وأشارت إلى أنه تم إبلاغ بعض الشخصيات السياسية في قوى «8» و»14 آذار» بضرورة اتخاذ إجراءات حماية استثنائية تحسباً لأي استهداف قد تتعرض له. وفي إطار متابعة ورصد نشاطات المجموعات الإرهابية الخلايا النائمة التابعة لها، أوقفت المديرية العامة للأمن العام المدعو (أ.ع) من الجنسية السورية لارتباطه بجماعات إرهابية. واعترف الموقوف السوري بأنه شارك في معارك عرسال ضد الجيش اللبناني، وتولى نقل الأموال لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي بتكليف من قبل شقيقه (ب.ع) الذي يتواجد في جرود عرسال على رأس مجموعة مسلحة تابعة للتنظيم التطرف. كما أوقف الأمن العام في مستودع بمنطقة العيرونية في الضنية المدعو طارق الجمل للاشتباه بانتمائه إلى مجموعة إرهابية، وهو ابن عم إبراهيم الجمل الذي أوقف سابقاً في تفجيري برج البراجنة والتخطيط لتفجير جبل محسن. من جهة أخرى، بدا من خلال تركيز الاهتمام الداخلي على تفعيل العمل الحكومي، أن لا بوادر مشجعة على قرب إنجاز الاستحقاق الرئاسي المعطل منذ نحو سنة وثمانية أشهر. وجاء ذلك بالرغم من الحراك الجاري في لبنان وباريس من خلال الاتصالات بين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية سعياً للدفع باتجاه إنجاح التسوية الرئاسية. وجرت هذه الخطوات بالتوازي مع استمرار المشاورات على خط «الرابية» و»معراب»، بانتظار ما سيعلنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على هذا الصعيد في الأيام القليلة المقبلة، وسط تزايد الحديث عن إمكانية تبنيه ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، وإن كانت معلومات أشارت إلى أن جعجع لن يقدم على هذه الخطوة، إلا في حال أعلن الحريري تبنيه رسمياً لفرنجية. ووسط هذه الأجواء تتكثف الاتصالات لتأمين حضور جميع المكونات الوزارية وبما فيها «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» جلسة الحكومة المقررة اليوم، في ظل حديث عن إمكانية طرح ملف التعيينات العسكرية والأمنية من خارج جدول الأعمال، وهو ما يطالب به «التيار الحر». وقال وزير العمل سجعان القزي «إننا نمر بمرحلة خلط أوراق سياسية لا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية التي يبدو أنها حالياً مؤجلة وبالتالي فإن كل الحراك الجاري عبارة عن مناورات سياسية، إما داخل الطوائف وإما بين الاصطفافات على حساب الرئاسة الأولى والمبادئ والخط التاريخي للسياسة المسيحية». وأكد القزي لـ»السياسة»، أن لذلك مخاطر عدة أبرزها تأخير انتخاب الرئيس وتهديد الجمهورية، بدليل أنه يجري الحديث عن تفعيل عمل الحكومة، ما يعني أن لا تفعيل لانتخاب الرئيس. واعتبر أن خطوة تفعيل الحكومة جدية، لافتاً إلى أن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام جدي في هذا الموضوع وقد أبلغ هذا الأمر إلى كل الأطراف السياسية. وأضاف «إننا نرحب بتفعيل عمل الحكومة ليس على حساب رئاسة الجمهورية، ولكن بانتظار انتخاب رئيس، فإن البلد لا يمكنه أن يبقى مشلولاً»، داعياً إلى عدم استباق الأمور في ما يتصل بالإعلان عن ترشيحات للرئاسة الأولى عند هذا الفريق أو ذاك. وفي هذا الإطار، لفت وزير الدفاع سمير مقبل إلى أنه سيطرح موضوع التعيينات العسكرية في مجلس الوزراء وسيقترح أسماء مجردة من أي محاصصة لصالح الأقدمية والكفاءة. وأشار الرئيس ميشال سليمان إلى ضرورة احترام المعايير عند قيام الحكومة بطرح مسألة التعيينات العسكرية. وشدد على دور وزير الدفاع وقيادة الجيش في اختيار الأسماء المناسبة وفقاً للآلية المتبعة بعيداً من منطق التسوية والمحاصصة والإرضاء أو المسايرة، داعياً إلى إجراء الانتخابات البلدية في موعدها.

 

جعجع عرض التطورات مع باسم الشاب

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع عضو "كتلة المستقبل" النائب باسم الشاب، آخر التطورات السياسية الراهنة في لبنان، ولاسيما موضوع الاستحقاق الرئاسي، فضلا عن المستجدات الإقليمية وأزمات المنطقة.

 

مروان حمادة : لقاء فرنجية والحريري في باريس مؤكد

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - لفت عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5" الى ان "لقاء رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري في باريس مؤكد، بمعنى انه ان لم يتم بعض ظهر امس او مساء، سيتم صباح اليوم، ومن الطبيعي ان يكون هناك تواصل، واللقاءات ستستمر". وأشار إلى أن "ما يشير اليه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق انه ولو تقدمت العدادات الداخلية باتجاه الدفع بمبادرة فرنجية من جهة وبداية اطلاق مبادرة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من جهة، فهذا لا يعني ان هذه العدادات ستصل الى نتيجة خصوصا انها حتى الان تبدو تصادمية اكثر منها توافقية، ولا يرى المشنوق ان الامور نضجت، كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري فتح براده ووضع الأمور في الفريزر على امل انه اذا وضعت مبادرة فرنجيه في الفريزر لا تنطلق مبادرة جعجع". وشدد على انه "يشجع النزول الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية لنرى من الذي يظهر في الدورة الاولى والثانية ومن ينجح في الدورة الثالثة"، لافتا الى انه سيأخذ اليوم في اجتماع لجنة البيئة التي سيترأسها جوابا عن ازمة النفايات"، مشيرا الى "ضرورة أن نترك لقائد الجيش ووزير الدفاع صلاحية اقتراح اسماء المرشحين للمناصب العسكرية".

 

فتفت: جعجع سياسي لبناني وله الحق في طرح ما يريد

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى النائب أحمد فتفت، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 93,3"، أن "التيار الوطني الحر يحاول فرض شروط معينة ويستفز الحكومة من خلال تعطيلها على المستويات كافة"، معتبرا ان "ملء الشغور في أي موقع أمني ضروري جدا وحاجة أمنية لكن ليس بشروط وضغوطات سياسية". وعن موضوع ترشيح الدكتور سمير جعجع للنائب ميشال عون لفت فتفت إلى أن "جعجع سياسي لبناني وله الحق في طرح ما يريد"، معبرا عن شكه بأن "يكون هذا الطرح لمصلحة جعجع الاستراتيجية". واكد فتفت "عدم وجود قرار واضح بشأن هذا الترشيح"، واصفا "ترشيح عون بالانعطاف السياسي باتجاه الخيار الايراني في المنطقة". وفي موضوع الحوار مع حزب الله رأى فتفت أنه "لا يمكن ارساء تهدئة مع الحزب بسبب خيارات الحزب الاستراتيجية في المنطقة".

 

تأخر دفع الرواتب بات يطال عناصر "حزب الله"...

موقع 14 آذار/طارق السيد/14كانون الثاني 2016

 لا يُلزم "حزب الله" نفسه بتعهدات سبق أن وعد بتنفيذها ولا بإتفاقيات وقّعها سواء على طاولات حوار أو ضمن غرف سرية، والأمثلة هنا كثيرة لا تبدأ بوعوده بعدم جعل لبنان ساحة حرب مع اسرائيل وما أكثرها، ولا تنتهي بتأكيداته عن عدم استدارة سلاحه الى الداخل وهو ما حصل أكثر من مرة لا سيما استدارة السابع من أيار التي ستظل وصمة عار تلاحقه مدى الحياة.كثيرة هي التجاوزات التي تُدين "حزب الله"، ومثلها المحارم التي يرتكبها دون أن يُعير اي انتباه لما قد يترتب عليها ولا أبناء طائفته اللذين لا ينفك يرعبهم بوجود تكفيريين خلف ينتظرون الفرصة للإنقضاض عليهم وسفك دمائهم ودماء أطفالهم ونسائهم، إلى ان وصلت به الأمور اليوم إلى حد "شيطنة" عدو جديد هو الدول العربية وقدمه لجمهوره على أنه سفاح إرضاءً للنظام الإيراني وهدية للولي الفقيه، من دون أن يأخذ بعين الاعتبار الانعكاسات السلبية التي يمكن أن تجلبها هذه الخطوة غير المدروسة، بحق من يدعي حمايتهم وخوفه عليهم وعلى مستقبل أولادهم. يبدو أن التهرّب من الإلتزامات، تحوّل إلى صفة تُلازم "حزب الله" في أفعاله وتعهداته. اليوم وصل هذا التهرب إلى حد تأخره عن دفع رواتب عناصره لكن من دون أن ينسحب على قياداته، وقد علت الاسبوع الماضي الصرخات بعد وصول معلومات إلى مسامع هذه العناصر تفيد بأن لا رواتب هذا الشهر وأن عليهم تدبر أمورهم ريثما تنجلي الأمور وتتوضح بشكل أكبر، الأمر الذي استدعى منهم رفع أصواتهم في وجه المرجعية المعنية بالأمور المالية مطالبين اياها بسحب الدفعات التي اعطيت لقيادييهم قبل إنتهاء الشهر الماضي بيوم واحد كونه على حد اعتبارهم، عمل "لا يقبله شرع ولا دين". ليس مستبعداً بعدما واصل انحدار الحزب في تهربه وتنصله من دفع رواتب عناصره، أن يطال الامر نفسه رقبة حلفائه، فهذا احدهم من منطقة الجبل يشرح امام زواره هذه الفترة، كيف تخلّى "حزب الله" عنه مادياً وسياسياً وعن حلمه في بناء مشفىّ في منطقته يمكن ان يساعده على استمالة بعض ابناء الجبل. ويعجز السياسي الحليف عن وصف الحالة التي وصل اليها الحزب بعدما اصبح على حد وصفه، عاجزا عن تأمين رواتب عناصره بينما ينعم قياديوه بحياة الرفاهية والتنعم بملذات الدنيا وقصورها. أي التزامات او تعهدات يُمكن الوفاء بها من حزب، تخلّى عن صراعه مع العدو الإسرائيلي ليوجه بندقيته الى الشعبين اللبناني والسوري والعراقي واليمني؟ وأي تعهدات يمكن الركون، من حزب امتهن محاصرة الاطفال وتجويعهم ثم قتلهم؟

 

غياب القرار الخارجي بانجاز الاسـتحقاق "يفرمـل" المبـادرات و"المستقبل" و"القوات" يتريثان ولا يتخليان عن توجهاتهما الرئاسية

المركزية- تتوقف أوساط سياسية متابعة لسير التطورات محليا سيما "الرئاسية" منها، باهتمام بالغ عند الكلام الواضح الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق من معراب ليل أمس، عقب اجتماعه على مدى ساعتين برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. فالكادر المستقبلي أكد بصريح العبارة أن "انتخاب رئيس للبنان هو قرار إقليمي ودولي غير متوافر الآن، والفرصة غير سانحة في الوقت الراهن، والحوارات الداخلية لن تؤدي الى انتخاب رئيس جديد، إلا في حال ترافقت مع قرار إقليمي ودولي، إذ أن المشكلة في القرار لا في الحوار". وتبني الاوساط عبر "المركزية" على الموقف الصريح هذا لتؤكد ان "الاستحقاق" مجمّد حاليا ويتعذر إنجازه في المدى المنظور، حتى ان الساحة اللبنانية برمّتها في ثلاجة الانتظار، ربما الى ما بعد جلاء صورة التسوية السورية المرتقبة. وبالتالي فإن مبادرة الرئيس سعد الحريري الى إعلان تأييد ترشيح زعيم "المردة" النائب سليمان فرنجية، كما توجّه رئيس "القوات" نحو دعم وصول رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، مسألتان يُرجَّح أن تشهدا بعض "الفرملة" في قادم الايام، نظرا لعدم ضمان أي من الطرفين بلوغ خطوتيهما خواتيمهما السعيدة. في الوقت الضائع، ترجّح الاوساط أن تشهد صفوف 14 آذار ورشة ترميمية تعيد لمّ شمل قواها، عبر التأكيد على الثوابت السياسية والاستراتيجية الكبرى التي تجمعها، والتي تتخطى التكتكات السياسية اليومية الضيقة. وفي حين كانت فرنسا تشهد حركة اجتماعات ناشطة بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، أفيد أن المشنوق نقل الى معراب رسالة مفادها ان رئيس "المستقبل" متريث في اعلان ترشيح فرنجية ويتمنى على جعجع التريث أيضا في خطوة دعم العماد عون. غير ان غياب الفرصة السانحة لاتمام الاستحقاق راهنا، وفرملة توجهات الحليفين الآذاريين "المستقبل" و"القوات"، لن تبلغ حدّ تخلّي أي منهما عما في جعبته من مبادرات رئاسية. وفي السياق، تؤكد مصادر القوات اللبنانية لـ"المركزية" أن الحزب جدي في التوجه الى تأييد عون، والمسألة مسألة توقيت، حيث ان جعجع ينتظر نضوج طبخة الاتفاق مع "التيار الوطني الحر" والتي سيسير بناء عليها، خلف "الجنرال" رئاسيا. بدورها، تفيد مصادر "المستقبل" أن الرئيس الحريري لم يتخلّ أبدا عن ترشيحه لفرنجية وتؤكد ان مبادرته حيّة لكنها تنتظر اللحظة الدولية والاقليمية، ومن بعدها المحلية المناسبة لاعادة تزخيمها، مشيرة الى أن هذا التوجه "التهدوي" كان مدار بحث بين الرجلين في العاصمة الفرنسية. أخيرا، تعتبر الاوساط أن تفعيل عمل الحكومة التي تعقد غدا جلسة من المرجح ان تُحلّ خلالها دوافع مقاطعة التيار الوطني الحر عبر ايجاد حل لاشكالية التعيينات في المجلس العسكري، يشكّل دليلا الى اقتناع القوى السياسية كافة بضرورة تزخيم عمل المؤسسات الدستورية وعدم الاستسلام لمنطق "التعطيل"، خاصة وأن الاستحقاق الرئاسي لا يبدو قريب المنال، وقد جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم التأكيد أمام زواره، بأن الانتخابات الرئاسية في الثلاجة والانقسام حيالها لا يزال على حاله.

 

اتصالات ربع الساعة الاخير حول التعيينات تحسم مصير تفعيل الحكومـة

سليمان ومقبل متمسكان بالكفاءة ورفض المحاصصة وبري يرى ايجابيات

ترحيل النفايات في مربع التعثر وشهيب بين الحل الاصعب وجنون الرفض

المركزية- بين محاولات ربع الساعة الاخير لانعاش الحكومة السلامية وتأمين مشاركة مختلف مكوناتها بمن فيهم وزراء التيار الوطني الحر وحلفائهم في حزب الله وبين ترحيل النفايات المتعثّر العالق عند عتبة كلفة الترحيل الباهظة التي تقارب نصف مليار دولار، توزع المشهد السياسي الداخلي الذي خلا من الحراك الرئاسي الموضوع في ثلاجة التطورات الاقليمية، من دون أن تتضح حتى الساعة صورة النتيجة التي سيرسو عليها الملفان، فالمشاركة في جلسة مجلس الوزراء لم تحسم بعد في انتظار حصيلة الاتصالات المتسارعة بعيدا من الاعلام في شأن التعيينات الامنية والعسكرية المفترض ان تُلين الموقف "البرتقالي" وتعيد وزراءه الى حلبة الحكومة السلامية، والنفايات تبدو ستمدد اقامتها في الشوارع في ضوء العقبات الكبيرة التي تواجه خيار الترحيل.

مجلس الوزراء: وفي انتظار ما ستتمخض عنه حركة الاتصالات في شأن جلسة مجلس الوزراء غدا التي ستشكّل مؤشرا الى المنحى الذي سيسلكه العمل الحكومي في المرحلة المقبلة، أشارت المعلومات المتوافرة في هذا الاطار الى أن العقدة التي يشترط التيار الوطني الحر فكفكتها، الا وهي التعيينات في المجلسين العسكري وقيادة قوى الامن، للعودة عن قرار مقاطعة الجلسات الوزارية، هي قيد الحلّ راهنا، ما يرجّح كفّة مشاركة وزيريه في الجلسة من جهة، ويسمح ببث الروح مجددا في عروق الحكومة، سيما اذا كان الاستحقاق الرئاسي لا يزال بعيد المنال، من جهة أخرى.

التعيينات: وفي حين أكد وزير الدفاع سمير مقبل ان "ملء الشغور في المجلس العسكري أمر ضروري ومهم"، معلنا "أنني سأطرح هذا الموضوع الاسبوع المقبل على أبعد تقدير، وما سأطرحه سيكون بالتأكيد مجردا من اي محاصصة انما استنادا الى الاقدمية والكفاءة، وسأقترح الاسماء وعلى مجلس الوزراء اتخاذ القرار المناسب"،

لفت الرئيس ميشال سليمان خلال اجتماع كتلته الوزارية إلى ضرورة احترام المعايير عند قيام الحكومة بطرح مسألة التعيينات العسكرية، مشدداً على دور وزير الدفاع وقيادة الجيش في اختيار الاسماء المناسبة وفقاً للألية المتبعة بعيداً من منطق التسوية والمحاصصة والارضاء أو المسايرة والاسترضاء.

بري: وتوازياً نقل النواب المشاركون في لقاء الاربعاء عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله "ان الاجواء إيجابية لإنعقاد جلسة مجلس الوزراء الخميس في اطار اعادة تفعيل عمل الحكومة لمناقشة واقرار كل المواضيع التي تهم لبنان واللبنانيين، معتبرا "أن من غير الجائز الاستمرار في هذا الوضع، ولا بد من الانتقال الى مرحلة جديدة في سياق العمل المؤسساتي".واشار الى ان "الاستحقاق الرئاسي قد يحتاج الى مزيد من الوقت، والمؤسف ان العالم يقف الى جانبنا لمساعدتنا في هذا المجال ونحن لا نعرف كيف نساعد أنفسنا.".

تأكيد ونفي: لكنّ اللافت كان ان عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس نقل عن الرئيس بري قوله "ان ترحيل النفايات "مش ماشي"، فلما الدولة عاجزة عن ايجاد مطامر؟" وان بند التعيينات يجب ان يكون الاول على جدول اعمال الجلسة غدا، واذا لم يحصل الاتفاق يبقى بندا اول في الجلسات المقبلة"، لكن هذا الكلام احدث نوعا من الاستياء في عين التينة التي سارعت الى الطلب الى الاعلاميين عدم الالتزام بأي موقف غير الصادر عن مكتبها الاعلامي.

جنون النفايات: أما في شأن ملف النفايات، فلم يخف بري استياءه من اخذ كل هذا الوقت حتى الان لمعالجة وازالة جبال النفايات المتراكمة في غير منطقة. وقال "لا بد من اتخاذ القرار التنفيذي في أسرع وقت". في المقابل، أقرّ وزير الزراعة أكرم شهيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس لجنة البيئة النيابية النائب مروان حمادة، بعد انتهاء اجتماع اللجنة، بأن "الترحيل هو الحل الأصعب الذي يتماشى مع جنون الرفض مناطقيا ومصلحيا"، مؤكدا اننا "حاضرون لأي نقاش ولأي فكرة تغني الحلول المستدامة المقبلة"، وقال "ما يجري اليوم لا يخدم البلد وكل القوى السياسية أيدت الوصول الى حل والقلة التزمت بكلامها"، معتبرا ان "المسؤولية ليست مسؤولية حكومة أو فريق معين بل هي مسؤولية الجميع". واذ اكد شهيب "ان التحضيرات مستمرة والشركة التي اخذت حق ترحيل النفايات تعمل بشكل جدي"، أشار الى "أننا سنعمل على خطة مستدامة وعلى المركزية في أزمة النفايات"، لافتا الى ان "الضرر الصحي والنفسي والإقتصادي أكبر مما ستتكلفه الدولة على النفايات".

الانتخابات : في غضون ذلك، وفي ما يعكس اصرارا على اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها المفترض في شهر ايار المقبل، واصل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق جولته على المسؤولين السياسيين لوضعهم في اجواء التحضيرات . وبعد زيارة الى معراب أمس، زار اليوم الرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وقال المشنوق اثر اللقاء "ان شاء الله نتمكن من اجراء الانتخابات في موعدها القانوني من دون تمديد ومن دون الدخول في اي شيء لا يرغب به اللبنانيون"، مؤكدا ان "النائب الجميل مع اجرائها كما كل انواع الانتخابات في مواعيدها "، في حين حذر الرئيس سليمان من "التداعيات السلبية في حال تأجلت الانتخابات البلدية، داعياً جميع القوى إلى عدم تكريس سياسة التمديد والتأجيل التي تُفقِد ثقة المواطن بدولته العاجزة عن انتخاب رئيس وتداول السلطة التشريعية بنتيجة تغليب المنطق الخاص على العام".

فرنجية- الحريري: اما الملف الرئاسي فغاب بالكامل عن واجهة المتابعات، وفي حين كانت فرنسا تشهد حركة اجتماعات ناشطة بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية تردد ان آخرها عقد امس، أفيد أن المشنوق نقل الى معراب امس رسالة مفادها ان رئيس "المستقبل" متريث في اعلان ترشيح فرنجية ويتمنى على جعجع التريث أيضا في خطوة دعم العماد عون.

قهوجي: على صعيد آخر، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، خلال استقباله وفدا من عائلات العسكريين المخطوفين لدى تنظيم "داعش"، "متابعة القيادة لهذه القضية مع الجهات الرسمية المختصة في الدولة والجهات الخارجية من أجل إيجاد حل سريع لها"، مشددا على "أن هذه القضية تمثل أولوية مطلقة لدى الجيش، الذي لن يدخر جهدا أو وسيلة لتحرير المخطوفين وعودتهم إلى كنف مؤسستهم وعائلاتهم".

خرق اميركي بحري: الى ذلك، وعشية بدء تنفيذ الاتفاق النووي بين ايران ودول الغرب، طرأ تطور هو الاول من نوعه بين طهران وواشنطن، تمثل باعتقال ايران لساعات بحارة اميركيين بعد دخول زورقين كانوا على متنهما "بشكلٍ غير قانوني" إلی المياه الإقليمية الإيرانية قرب جزيرة فارسي، قبل ان يطلق سراحهم ظهرا كما اعلن الحرس الثوري، بعدما اوضح أميرال ايراني ان مشكلة مرتبطة بنظام الملاحة ادت الى دخول الزورقين الاميركيين المياه الايرانية .

 

سليمان: التعيينات العسـكرية شأن المعنييـن ووبعيداً من المحاصصة والاسترضاء والمسايرة

المركزية- لفت الرئيس العماد ميشال سليمان خلال اجتماع كتلته الوزارية إلى ضرورة احترام المعايير عند قيام الحكومة بطرح مسألة التعيينات العسكرية، مشدداً على دور وزير الدفاع الوطني وقيادة الجيش في اختيار الاسماء المناسبة وفقاً للألية المتبعة بعيداً عن منطق التسوية والمحاصصة والارضاء أو المسايرة والاسترضاء. وبعد اللقاء تحث نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل فقال: بحثنا القضايا المهمة واخذنا توجيهاته، وابرز ما بحثناه اليوم التعيينات العسكرية، خصوصا ان مجلس الوزراء منذ اكثر من شهرين لم يجتمع، ومنذ البداية قلت ان ملء الشغور في المجلس العسكري امر ضروري ومهم. سأطرح هذا الموضوع الاسبوع القادم على ابعد تقدير، وما سأطرحه سيكون بالتأكيد مجرد من اي محاصصة انما استنادا الى الاقدمية والكفاءة، وسأقترح الاسماء وعلى مجلس الوزراء اتخاذ القرار المناسب. كذلك بحثنا في بنود جدول اعمال مجلس الوزراء المقرر عقده غدا الخميس لا سيما ابرز البنود، كما اطلعنا الرئيس سليمان على نتائج زيارته الى المملكة العربية السعودية لا سيما لقائه مع خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز وايضا لقاءاته مع المسؤولين السعوديين.

*هل هناك اتفاق بين القوى السياسية على موضوع التعيينات لا سيما ما يطالب به العماد ميشال عون بشأن التعيينات العسكرية؟

- التعيينات العسكرية ستكون مجردة من اي محاصصة وستعتمد معيار الكفاءة والاقدمية، وذلك حفاظا على المؤسسة العسكرية.

ونبّه خلال استقباله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من التداعيات السلبية في حال تأجلت الانتخابات البلدية، داعياً جميع القوى إلى عدم تكريس سياسة التمديد والتأجيل التي تُفقِد ثقة المواطن بدولته العاجزة عن انتخاب رئيس الجمهورية وتداول السلطة التشريعية بنتيجة تغليب المنطق الخاص على العام.

كما بحث سليمان في الاوضاع العامة مع النائب خضر حبيب واستقبل السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر الذي اطلعه على حيثيات الاجتماع الدولي المخصص للدول المانحة للاجئين والذي سينعقد في لندن في شباط المقبل.

وتحدث النائب خضر حبيب بعد اللقاء فقال: زيارتي لفخامة الرئيس تندرج في اطار التشاور الدائم معه، ووضعني في اجواء زيارته الى المملكة العربية السعودية، حيث لمس الحرص الكبير لدى قيادة المملكة على انتخاب رئيس جمهورية في اقرب واسرع وقت ممكن، كما وضعني في مراحل تنفيذ الهبة السعودية والتي هي ايضا تندرج في اطار حرص المملكة على امن واستقرار لبنان، وهذه الهبة التي كان لفخامته اليد الطولى فيها وكان عرابها والتي هي قيد التنفيذ في اسرع وقت ممكن. وتداولنا في موضوع انعقاد مجلس الوزراء وكان موقفه واضح وصريح بعدم مقاطعة جلسات مجلس الوزراء ومع الانفتاح على الجميع، والكل يعلم حقيقة الوضع الاقتصادي والانمائي والامني في البلد والذي لا يتحمل هذه المقاطعة لجلسات الحكومة، والبلد بأمسّ الحاجة لانعقاد مجلس الوزراء، ونحن مع عدم الابتزاز السياسي من اي جهة كانت في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها لبنان والمنطقة.

* هناك من يربط عقد جلسات مجلس الوزراء بالتعيينات الامنية، ما هو موقفكم ككتلة مستقبل؟

- وزير الدفاع الوطني دولة الرئيس سمير مقبل هو الشخص المعني بهذا الموضوع وهو الشخص الذي يطرح الاسماء من خلال الالية المتبعة في وزارة الدفاع، ولا نخترع جديدا هناك آلية والوزير المعني هو الذي يتخذ القرار بطرح الاسماء.

من ناحية أخرى، نوّه الرئيس سليمان خلال استقباله مجموعة من الرسامين المحترفين، بالدور اللامع لدى هذه الفئة من الشعب اللبناني في ابراز أجمل صورة عن لبنان، الذي سينتفض كطائر الفينيق من تحت الرماد، أيّاً كانت المشكلات التي تعترضه، لأن الشعب اللبناني بمختلف تلاوينه ومشاربه، ارتضى صيغة العيش المشترك الصامدة في مواجهة كل التحديات، مثمناً أهمية الدور الذي يقوم به "تجمع الحدث الفني" في عمشيت بالتنسيق مع الفنان بول سليمان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

زهرمان: تخوّف من فشل "الترحيل" والعودة الى المطامر

 تبنّي جعجع ترشيح عون يتنافى مع استراتيجية 14 آذار

المركزية- شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان على ضرورة "الا نستبق الامور في شأن المعلومات المتداولة عن ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سيتبنّى ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية"، مشيراً الى ان "هذا الموضوع لا يزال ضمن نطاق "التوقعات"، وعندما يُعلن عنه رسمياً نبني على الشيء مقتضاه". واعتبر عبر "المركزية" ان "من الضروري بقاء قوى "14 آذار" على وحدتها وتماسكها، خصوصاً في ظل الظروف التي نمرّ بها، لان مشروع الدولة مُهدد بالخطر"، مشيراً الى "وجود مشكلة بين المكوّنات الحزبية لـ "14 آذار"، لذلك من الضروري الذهاب نحو ما يُسمّى "اعادة رؤية" لكيفية تفعيل التعاون بينها، لان جمهور "14 آذار" لن يتخلى عن مبادئ وشعارات يؤمن بها". واكد ان "علاقة "المستقبل" مع "القوات اللبنانية" جيّدة والتواصل قائم ومستمر، لكن هذا لا يعني اننا متّفقون على كل العناوين السياسية وهذا امر طبيعي"، لافتاً الى ان "لا خوف على "14 آذار"، ومذكّراً بان "14 آذار" مرّت "بمطبات" في السابق لكن العناوين والخيارات المشتركة بين "المستقبل" و"القوات" اكبر بكثير من ازمة "آنية" سنتخطاها". واوضح زهرمان رداً على سؤال ان "طرح الرئيس سعد الحريري تبنّي ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية لا يزال قائماً الى حين توفّر البديل"، معتبراً ان "ترشيح عون ليس البديل"، ومشدداً على ان "رهاننا على جعجع الذي يُرجّح دائماً الاستراتيجيا على التكتيك"، ورأى ان "خطوة تبنّي ترشيح عون تتنافى مع استراتيجية "14 آذار". من جهة اخرى، ذكّر زهرمان بان "الحكومة ذهبت الى خيار ترحيل النفايات بعد ان "اٌقفلت" كل الخيارات لايجاد حلّ داخلي"، مشيراً الى "وجود عوائق امام خطة الترحيل"، ولافتاً الى "خيارات عدة يُمكن اعتمادها بدلاً من الترحيل، لكن يجب ان نتساعد جميعاً لايجادها". اضاف "لو تم وضع خطة واضحة في شأن المطامر تعتمد على توزيعها بين مناطق عدة كي لا يشعر فريق من اللبنانيين بانه يتحمّل وحده مسؤولية ازمة النفايات، لكانت الخطة نجحت، لكن للاسف هناك فريق كان يرفض "علناً" واحياناً تحت الطاولة اي محاولة لايجاد حلّ للازمة عن طريق خيار المطامر". وتخوّف زهرمان من العودة الى "نقطة الصفر والرجوع مجدداً الى خطة المطامر"، اسفاً لان "اللبنانيين يدفعون ثمن خطة "التعطيل" المُتّبعة في المؤسسات الدستورية كافة".

       

ابو زيد: جاهـزون لها وتقارب القوات – التـيار قد يفعل فعلـه والانتخابات البلدية تحتم "فرعية جزين" فهل توافر القرار السياسي؟

المركزية- تنظر اوساط سياسية باهتمام بالغ الى حركة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في اتجاه المسؤولين والقادة السياسيين ورؤساء الاحزاب لوضعهم في أجواء عزمه على اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية وتزامنا الانتخابات النيابية الفرعية عن المقعد الماروني الشاغر في جزين، لتلمس مدى جدية الخطوة وامكانات تنفيذها في ظل الاجواء غير المستقرة في البلاد والتعطيل المتحكم بالمؤسسات الدستورية، خصوصا ان المشنوق اوضح ان الاستحقاقين سيتمان في الوقت نفسه بحيث تخصّص ثلاثة صناديق للاقتراع في كل قلم من أقلام دائرة جزين، الاول للبلدية والثاني للاختيارية والثالث للنيابية الفرعية.

وتقول لـ"المركزية" ان عدم اجراء الانتخابات الفرعية في جزين منذ نحو عامين شكل أكبر خرق للدستور في تاريخ الانتخابات، ذلك ان الذرائع التي تم التحجج بها لم تقنع ابسط مواطن في لبنان، فلا الوضع الامني في المنطقة يحول دون اجرائها باعتبارها اكثر المناطق اللبنانية أمانا واستقرارا وبعيدة كل البعد من الخلافات الطائفية او المذهبية ولا عذر التمديد مرتين متتاليتين للمجلس النيابي قدم العذر. واذا كان الوزير المشنوق مصرّاً على اجراء الانتخابات البلدية نهاية أيار المقبل وفق المفترض، فان "فرعية جزين" ستصبح حتمية ولا مفر من اجرائها ما دامت الظروف نفسها تحكم الاستحقاقين وما يسري على البلدية ينسحب على الفرعية التي لا يشك أحد في أن قرار عدم انجازها حتى اليوم سياسي بامتياز. واذا كانت المهلة المتبقية امام موعد الانتخابات نهاية أيار لم تدخل بعد مرحلة العد العكسي لبدء التحضيرات والاجراءات الواجبة من جانب وزارة الداخلية ان لجهة مواعيد البت في لوائح الشطب بعد تعميمها على المخاتير والمخافر وغيرها لتصحيحها المفترض خلال شهري شباط واذار المقبلين او توجيه وزير الداخلية الدعوة للانتخابات قبل شهرين من موعدها، فان القوى السياسية بدأت تحضيراتها الجدية للانتخابات وكأنها واقعة غدا، كما تبين من مواقف ممثليها، فقد اكد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان ان "القوات" تدفع بقوة في اتجاه حصول الإنتخابات البلدية والإختيارية في موعدها"، كاشفا عن "لقاءات عدة عقدت منذ اشهر مع الحلفاء في "14 آذار" من اجل هذه الغاية وأفضت بالإجماع إلى الذهاب إلى هذه الإنتخابات تحت اي ظرف كان".اما اللجان الكتائبية، فتعمل على قدم وساق بعدما اطلقت اشارة العمل للهيئات ومجلس العمل البلدي الاسبوع المقبل وبدأت التحضير لمؤتمر بلدي كبير فيما سائر القوى حذت حذوها. ويقول مرشح التيار الوطني الحر عن المقعد الماروني في جزين الدكتور امل ابو زيد لـ"المركزية" ان الدستور الذي يفرض اجراء الانتخابات الفرعية خلال ستين يوما تلقى صفعة بعدم تنفيذ نصوصه وتجاوزها لاعتبارات لن ندخل في تفاصيلها، بيد ان اجراء الانتخابات البلدية بات يحتم اجراء الفرعية النيابية،اذ من غير المقبول ترك المركز شاغرا، حصل الاتفاق السياسي ام لم يحصل. وأكد ان التحضيرات العملية للانتخابات على المستوى الشخصي ماضية بجدية ولم اتوقف لحظة عن العمل منذ شغور المقعد الماروني، على رغم ان ترشيحي لم يصبح بعد رسميا في انتظار قرار رئيس الحزب. اما في الضفة الاخرى فثمة مرشح للقوات اللبنانية يتحرك ميدانيا هو الدكتور انطوان سعد اضافة الى مرشح الرئيس نبيه بري النائب السابق سمير عازار او نجله. ولم يستبعد ان يفضي التقارب بين القوات والتيار الى اتفاق حول الترشيحات مؤكدا ان كل الاحتمالات تبقى مفتوحة لان المشهد السياسي يتبدل وقد يرسو على خيارات وطروحات جديدة.

 

عدوان: لاجراء الإنتخابات البلدية في موعدها

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان أن حزب "القوات اللبنانية يدفع بقوة باتجاه حصول الإنتخابات البلدية والإختيارية في موعدها"، كاشفا عن "لقاءات عدة عقدت منذ عدة أشهر مع الحلفاء في 14 آذار من أجل هذه الغاية وأفضت بالإجماع إلى الذهاب إلى هذه الإنتخابات تحت أي ظرف كان". وشدد عدوان خلال لقائه وفدا من "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات" أن حزب "القوات اللبنانية لا يفصل هذا الإستحقاق عن باقي الاستحقاقات الديمقراطية، إذ يعتبره حلقة من سلسلة حلقات إنتخابية أخرى يجب إحترامها كالانتخابات الرئاسية والتشريعية وذلك انسجاما مع ثقافة لدى الحزب يعمل دوما على تعزيزها وهي ثقافة الديمقراطية التي تكرس مبدأ المراقبة التي من دونها لن يتمكن المواطن من محاسبة مسؤوليه مما يجعلها ديمقراطية ناقصة". واعتبر ان "الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لديهم مسؤولية كبيرة في تثبيت هذه المبادىء والحرص على احترامها من قبل الجميع، لذا وجب علينا ان نتعاون من أجل تحقيقها وتعميم ثقافة الديمقراطية وتداول السلطة، خصوصا وأن هناك محاولات حثيثة من قبل البعض لمنع هذه الثقافة لأن منطق المحاسبة لا يناسب أبدا مصالحه الآنية". كذلك، أطلع عدوان الوفد على "الأجواء التي تسود داخل لجنة درس قانون الإنتخاب واصفا إياها بالجدية". وسلم الوفد عدوان ورقة تتضمن عدد من الإصلاحات التي تقترحها الجمعية للقانون الإنتخابي الجديد إضافة الى نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته الجمعية حول الإنتخابات البلدية وحول عدد من القضايا أبرزها ثقة المواطنين بالمؤسسات اللبنانية ومن ضمنها الأحزاب اللبنانية إضافة الى عدد من القضايا الأخرى مثل النظام الانتخابي الأفضل، وغيرها من الأمور التي لها صلة بالشأن الإنتخابي. وفي نهاية اللقاء شدد عدوان على دعمه المطلق لمطالب الجمعية وحملة البلدية_نص_البلد، ووقع على العريضة الوطنية التي تطالب بإجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية في موعدها المحدد في أيار 2016، مذيلا توقيعه بالمطالبة بالدولة مدنية ودولة المواطن.

 

الجسر: غير متفقين مع القوات حول ترشيح عون

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب سمير الجسر في حديث لاذاعة "صوت الشعب" أن "لكل طرف سياسي الحق في تبني مرشح لرئاسة الجمهورية"، لافتا الى أن "ترشيح القوات اللبنانية للعماد عون ليس اعلانا رسميا وقد وضعنا في جو أنهم يحضرون لهذا الأمر، ولكل منا موقفه من هذا الترشيح ونتفهم بعضنا الآخر، ولكننا غير متفقين مع القوات حول ترشيحهم للعماد عون"، ومؤكدا أن "لا تغيير في موقف تيار المستقبل المتعلق بمبادرة الرئيس سعد الحريري ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للانتخابات الرئاسية". وأشار الجسر أن "زيارة وزير الداخلية لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، أتت في سياق زيارات يقوم بها الوزير المشنوق تتعلق بالانتخابات البلدية، ومن الطبيعي أن يتخلل هذه الزيارات التطرق للملفات السياسية"، معتبرا أن "كلام المشنوق حول الانتخابات الرئاسية وارتباطها بالمعطيات الدولية والإقليمية التي لا تؤشر الى إمكان توافر العناصر التي تساعد على انجازها، هي نتيجة لقراءة سياسية تعبر عن رأيه الذي نحترمه". وحول تفعيل عمل الحكومة لفت الجسر الى انها "خطوة مهمة في ظل غياب رئيس للجمهورية، والجميع متفق على ضرورة تعيين المجلس العسكري، والأصل في هذا الاستحقاق أن الترشيحات تأتي من قيادة الجيش ووزير الدفاع، وليس مطروحا الآن تعيين قائد للجيش لأن هناك فترة ممددة ولا ضرورة لاختصارها".

 

جنجنيان: عون اكثر تمثيلا للمسيحيين

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - أوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان، في حديث الى "إذاعة الفجر"، أن "إمكانية ترشيح الدكتور سمير جعجع لرئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون للرئاسة، جاءت بعد اختيار حليفه رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية". وأكد جنجنيان أن "القوات وبما أن الترشيحات باتت محصورة بقوى 8 آذار، تفضل عون لكونه "أكثر تمثيلا للمسيحيين" مقارنة بفرنجية"، نافيا أن "تكون الخطوة شخصية أو من باب المناورة"، ومؤكدا أنها "تأتي من منطلق مبدئي". وذكر بأن "14 آذار تفصل بين مبدأ التحالف القائم على المشروع السياسي بالعبور إلى الدولة وبين اختيار الرئيس العتيد"، مقللا من "حجم ما يقال عن خلافات داخل هذه القوى". واعتبر انه " لا فرق بين اسم وآخر من ضمن 8 آذار في حين يبقى المعيار حجم التمثيل في الشارع المسيحي". وقال :"عندما تصل الأمور لترشيح اسم من خارج هذه القوى فالخيار طبعا دعم مرشح توافقي مقبول من الجميع ولا سيما من المسيحيين". وشدد جنجنيان على أن "الخطوة تنسجم أيضا مع إعلان النوايا الذي رمم العلاقة بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" اللذين يمثلان 80 % من الشارع المسيحي"، مؤكدا أن "القوات تعول على دعم "حزب الله" للعماد عون ونزول نوابه للتصويت له عندما تصبح تسميته نهائية". واكد أن "القوات تسعى لإقناع حليفها "المستقبل" بعون مرشحا"، مشيرا إلى "عدم وجود مايسترو واحد يقود الآراء المتباينة الطبيعية داخل 14 آذار".

 

النائب خضر حبيب: استبعد ان يعلن جعجع ترشيح عون

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد عضو "كتلة المستقبل" النائب خضر حبيب، في حديث الة محطة ال MTV، ان "حزب الله" يرغب بابقاء ورقة رئاسة الجمهورية بيد النظام الايراني لاستعمالها في اللحظة المناسبة". ورأى ان "بعض الجهات السياسية تتبع سياسة انا او لا احد، وهذا ما يكرس غياب النصاب، خصوصا اننا خضنا الجلسة الـ 34 لانتخاب رئيس للجمهورية"، لافتا الى ان "مبادرة الرئيس سعد الحريري اتت لخرق جدار في مكان ما، وحصل الاجتماع بين الرئيس الحريري والنائب سليمان فرنجية، و"حزب الله" هو من قام بتسريب المعلومة وتبين ان الحزب لا يريد حلا لانتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة، خصوصا في ظل التأزم الحاصل بين ايران والمملكة العربية السعودية وما يحصل على صعيد الساحة السياسية في المنطقة". اضاف: "بالمقارنة بين تاريخ فرنجية وتاريخ النائب العماد ميشال عون، نجد ان فرنجية يلتزم بخطه السياسي او بقول قاله، في ما عون يعرف بتقلباته السياسية"، سائلا: "من يضمن لنا ان لا ينقلب ميشال عون على اتفاق الطائف اذا ما وصل الى الرئاسة، في حين ان فرنجية كان واضحا واعلن انه متمسك باتفاق الطائف اكثر من اي وقت مضى واكثر من اي شخصية سياسية في البلد. كما ان فرنجية اعلن انه اذا ما وصل الى الرئاسة سيكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين"، مستبعدا ان "يعلن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع ترشيح عون". وتابع: "هناك قرارات عدة تتخذها قيادات "المستقبل" لا تصب في اطار المصلحة الشخصية بل لمصلحة البلد، والشعب اصبح يرى فيها تنازلات، وهنا اريد ان اذكر بما كان يقوله الرئيس الشهيد رفيق الحريري "ما حدا اكبر من بلدو" والتنازلات هي لمصلحة البلد والعيش المشترك ولمصلحة حماية السلم الاهلي". وعن القرار الذي اتخذه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب، قال: "في الحقيقة هي المرة الاولى منذ الاستقلال التي يخرج فيها لبنان عن منظومة قرارات جامعة الدول العربية. اضف الى ذلك، فنحن شئنا ام ابينا نجد ان حزب الله يتمثل في الحكومة ولديه كتلة نيابية ممثلة في مجلس النواب ايضا، ونحن لا ننكر هذا الامر".

 

وفد مكلف من البطريرك الماروني زار محافظ طرطوس شاكرا حفاوة استقبال الراعي

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في سوريا جومانا خوري ان وفدا مكلفا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زار ظهر اليوم محافظ طرطوس صفوان ابو سعدي، لشكره ولشكر الشعب السوري على حفاوة الاستقبال والضيافة اللذين لقيهما الراعي خلال زيارته الاخيرة الى سوريا. وضم الوفد مطران حلب يوسف طوبجي ومطران اللاذقية انطوان شبير وباتريك الفخري.

محافظ طرطوس

وبعد اللقاء، قال محافظ طرطوس : "زيارة الكاردينال الراعي حملت الخير والسلام لسوريا، والتي اعتبرت بركة للوطن، حيث دعا غبطته السوريين الى السلام والرحمة والحفاظ على تضامنهم وتشبثهم بأرضهم وتاريخهم وحضارتهم في وجه الظلم". أضاف: "زيارة غبطة البطريرك الراعي لم تكن تعني المسيحيين فقط بل جميع السوريين، وخصوصا في طرطوس التي قدمت الكثير من أجل استقرار البلد".

شبير

بدوره، قال أسقف أبرشية اللاذقية المارونية المطران شبير: "زيارة اليوم هي لحمل رسالة شكر وامتنان من غبطة البطريرك الى الرئيس بشار الاسد ولمحافظة طرطوس قيادة وشعبا، على الاهتمام الكبير الذي أولوه اليه أثناء زيارته طرطوس، والتي كانت من أنجح الزيارات على الاطلاق وتدل على محبته ومودة الشعب السوري لغبطته". ودعا الى "الصلاة من أجل أن يحل السلام ليس فقط على سوريا، بل في المنطقة كاملة".

 

قاسم: إدانة العالم للسعودية بايجاد الإرهاب ودعمه باتت لصيقة بها

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال لقاء حواري ان "السعودية هي رأس الفساد في هذه الحقبة من الزمن بسبب ما تصنعه من توترات وإجرام وتدمير وتحريض وإثارة القلاقل المذهبية، وهذا طبعا له مبرره الذي نقوله بكل صراحة".

اضاف: "السعودية تسلك هذا المسلك لسببين رئيسيين: الأول لأنها شعرت بعدم قدرتها على تحقيق أهدافها التوسعية، والسبب الثاني هو أن إدانة العالم للسعودية بأنها من أوجد الإرهاب التكفيري فكرا وسلوكا ودعمه بكل إمكانات الدعم، هذه الإدانة أصبحت لصيقة بها".

 

حسين الموسوي: الأيادي البيض لايران وإنجازات المقاومة أكبر من أن تقزم بحفنة من الأباطيل

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - دعا رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب حسين الموسوي إلى "إدارة الإختلاف اللبناني بعيدا عن الإصطفافات، على أن تكون أولويتنا مواجهة المشروع الصهيو-تكفيري الذي يريد العبث بالأوطان والمقدسات والإيغال في تطبيق فتنة الفوضى الأميركية الهدامة". وقال الموسوي في تصريح: "يجب عدم الرهان والإرتهان إلى الخارج المحكوم لمصالحه على حساب مصالح المستضعفين. ان الحوار بين المكونات السياسية اللبنانية يجب أن يكون ناتجا عن إيماننا بهذا اللبنان العزيز وعن إبتناء خطوات تغييرية إصلاحية في محاربة الفساد والإفساد، وفي المحافظة على ثرواتنا من النفط والغاز بالمسارعة إلى الإستفادة من هذه الثروة تحقيقا لاقتصاد سليم ومعافى وصولا إلى التخفيف من عبء الدين العام الذي يرزح تحته اللبنانيون جميعا". أضاف: "إن السعي من قبل دول عربية بعينها إلى التأصيل لفتنة سنية شيعية والإستراتيجيات المتبعة من قبلها على المستوى الإعلامي، لتشويه صورة حزب الله ورسم صورة شيطانية لسياسات إيران الإسلام في المنطقة العربية والإسلامية، كلها أمور مردودة على أصحابها لأن العقلاء والشرفاء الأحرار في عالمينا يعلمون تماما، أن طابخ السم آكله وأن الأيادي البيض للجمهورية الإسلامية في إيران وإنجازات المقاومة الإسلامية في مختلف الميادين هي جميعا أكبر من أن تقزم بحفنة من الأباطيل التي لن تنطلي على أحد، فالشمس في مدها الكون بالنور لا تحتاج إلى دليل". وختم: "إن خطر التوغل التكفيري صار في قلب كل الدول التي كانت وما تزال تشكل الحاضنة والداعمة له، ما يؤكد على صوابية مواقف محور الممانعة والمقاومة الإستباقية في مواجهته، وهذا يحتم على المعنيين في منطقتنا القيام بتغذية راجعة للحسابات الضيقة لكي لا يكون البعض ضحية لهذا المشروع القاتل لكل مقدرات الأمة. فلا بد من أن نخرج جميعا إلى حالة القوة والتمكين والإلتفاف حول قضايانا المصيرية وفي طليعتها القدس السليب بما يحفظ أمتنا والأوطان في غدها قبل حاضرها".

 

رفعت عيد أمينا عاما جديدا للحزب العربي الديموقراطي

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - اجتمع أعضاء المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي إستثنائيا اليوم، في حضور كافة الاعضاء وتناول المجتمعون في الجلسة الشؤون السياسية العامة. وكان على جدول الاعمال، بحسب بيان للحزب، بند وحيد وهو انتخاب أمين عام جديد للحزب بعد وفاة الامين العام السابق علي يوسف عيد. وبناء على ما سبق أجمع المجتمعون على انتخاب رفعت علي عيد أمينا عاما جديدا للحزب.

 

فتحعلي زار المجلس الماروني : لتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب التكفيري

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - زارسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد فتحعلي، رئيس المجلس الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في مقر المجلس. واثر اللقاء قال فتحعلي: "كانت فرصة طيبة، حيث قدمنا التهنئات والتبريك بحلول السنة الجديدة مع الشيخ وديع الخازن، وتحدثنا حول المستجدات في المنطقة، وكما تعلمون منطقتنا، وللأسف الشديد، تعاني من مخاطر كبيرة وعميقة، وعلينا أن نمهد صفوفنا ونبادر بتضافر الجهود لمكافحة هذا الإرهاب التكفيري الذي يستمد جذوره من الارهاب الصهيوني، ونعمل إن شاء الله على أن تكون هذه السنة على لبنان الشقيق سنة إزدهار وبركة وعلينا أن نعزز علاقاتنا مع لبنان الشقيق، خصوصا بعد رفع العقوبات عن إيران وكلنا امل بفتح صفحة جديدة في هذه المنطقة، ومكانة لبنان في سياسة خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية عالية جدا".

الخازن

بدوره، شكر الخازن السفير فتحعلي على زيارته التي أتت للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة، مشيرا الى ان "سعادة السفير، وبتوجيهات من الجمهورية الاسلامية الايرانية، يسعى لتمتين العلاقات اللبنانية - اللبنانية ويسعى أيضا ونحن معه لإستمرار الحوار الوطني الذي هو ضمانة وركيزة للاستقرار الداخلي والحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" لأنه لا يمكننا أن نتحمل اكثر خضات في هذا البلد، ولأن المواطن اللبناني بات يكفر في كل شيء وعلينا أن نلتفت اليه وكل ما يبتغيه هو الاستقرار ولقمة العيش ونظرة مستقبلية إيجابية". وأوضح الخازن "أن اللقاء تطرق أيضا الى الاوضاع في المنطقة وما تتخبط به من مشاكل وقد طمأنني سعادته أن ايران هي جمهورية حوار وانفتاح ومحبة ولها تجارب عديدة في هذا المجال، خصوصا انها عانت أكثر من 30 سنة من تجارب الحصار والمقاطعة وإنتهت الامور على خير، وكان هناك اتفاق تاريخي حصل بين الادارة الاميركية وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية، آملا ان "تنسحب هذه الامور على بقية القضايا العالقة، ونصل الى خواتيم سعيدة في اتفاقات اقليمية بين الدول التي هي اليوم في تصارع في ما بينها، حيث ان نتائج الحروب فيها قتل وتدمير وخراب للشعوب جميعها في المنطقة". وعن ملف إنتخاب رئيس الجمهورية أشار الخازن إلى ان "السفير فتحعلي أكد أنهم لا يتدخلون في الشؤون التفصيلية الداخلية اللبنانية وأن ملف رئاسة الجمهورية يعني لبنان واللبنانيين وهناك مجلس نيابي ونحن والجمهورية والاسلامية الايرانية نريد ان نحافظ على كرامة هذا المجلس النيابي كي يصار الى انتخاب رئيس جديد في أسرع وقت ممكن واليوم قبل الغد". وختم الخازن انه "لا يمكن أن يؤكد حصول انتخاب رئيس للجمهورية في 8 شباط عشية عيد ما مارون ولا يمكن أن أنفي ذلك الهمة هي همة السادة النواب وماذا يمكن أن يقرروا ونعلم أن هناك اتصالات اليوم للوصول الى تفاهم حول هذا الملف".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البرلمان العربي: إيران تؤجج الفتنة الطائفية

14/01/16/القاهرة – د ب أ: حذر البرلمان العربي أمس، من التدخلات الإيرانية المكشوفة في شؤون الدول العربية، وتأجيج الفتنة الطائفية وتهديد تماسك الكيان العربي وتعريض أمنه القومي للخطر وتماديه في انتهاك سيادة السعودية. وجدد البرلمان في بيان بختام أعمال جلسته العامة من دور الانعقاد العادي السنوي الرابع، التي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، تأييده الكامل للسعودية في موقفها الحازم تجاه إيران، داعياً إلى تبني مواقف عربية حاسمة وحازمة وملزمة لكل الدول العربية لمواجهة التدخل الإيراني في المنطقة، ليكون رسالة إلى الأطراف الإقليمية والدولية التي تسعى إلى التدخل في الشأن العربي. وشدد على رفضه التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية أيا كانت المسوغات والحجج والمزاعم. وبشأن الإمارات، جدد دعوته لإيران للجلوس إلى طاولة الحوار حسماً لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، أو قبول الاحتكام لمحكمة العدل الدولية إنصافاً للإمارات التي حرصت دائماً على احترام الجوار مع إيران، كما دان التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبحرين بعد اكتشاف وجود الخلية الإرهابية أخيراً. وأكد مركزية القضية الفلسطينية، ودان أعمال القتل المتعمد التي تواجه بها قوات الاحتلال، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني في نضاله المتواصل ودعم صموده. وجدد مناشدته للقوى والفصائل الفلسطينية من أجل تنفيذ اتفاقها بإنهاء الانقسام.

 

قيادي في «متحدون»: بعقوبة برميل بارود قد يعيد العراق إلى أسوأ من الاقتتال الطائفي وطهران تخطط لتحويل ديالى إلى خط دفاع لها وتطهيرها من السنة

السياسة/14 كانون الثاني/16/بغداد – باسل محمد: وصف قيادي في إئتلاف «متحدون»، وهو أكبر تكتل سياسي سني في البرلمان العراقي، الوضع الأمني في ديالى بالخطير السيئ والمقلق جداً، محذراً من مخطط ايراني لتطهيرها من السنة. وقال القيادي العراقي لـ»السياسة» إن بعقوبة تشبه برميل بارود قد ينفجر في أي وقت سيما مع تصاعد نفوذ الميليشيات الشيعية المسلحة وتواجد مئات العناصر من الحرس الثوري الإيراني في المحافظة التي تقع على الحدود مع إيران. وأضاف إن الوضع بتقييم كل الأطراف السياسية والعشائرية بديالى قد يشهد تصعيداً لأن الميليشيات تدفع بهذا الإتجاه وهناك أطراف خارجية وهي إيران حصراً ستكون مستفيدة من تدهور الوضع في المحافظة العراقية التي تقطنها غالبية من السنة والتي تضم مناطق تقطنها غالبية من الشيعة وتمثل معاقل لفصائل «الحشد» الشيعية، وبالتالي ديالى مهمة من النواحي العسكرية والستراتيجية والسياسية. وكشف القيادي العراقي السني، أن لدى إيران مخطط لتحويل ديالى الى خط دفاع كبير ومهم لأمنها القومي، وهذا الأمر لا يتعلق بموضوع الإرهاب وتنظيم «داعش» فحسب بل يرتبط بشكل أساس بكون إيران لا تريد أن تكون على حدود منطقة فيها غالبية من العرب السنة، وديالى هي المنطقة العراقية الوحيدة التي لها حدود مع إيران باستثناء المحافظات التابعة لإقليم كردستان الكردي والتي لا تشكل خطراً على الأمن القومي الإيراني كما هم السنة العرب وفق قناعة النظام الإيراني. وأكد أن إيران تغذي عمليات الإنتقام الطائفي في ديالى لأنها ستكون مستفيدة جداً اذا وصلت الأوضاع في هذه المحافظة إلى أسوأ من الإقتتال الطائفي أي الحرب الأهلية بين السكان الشيعة والسنة في المحافظة نفسها لأن هذا التطور لو حدث وانعدم التعايش بين الطرفين يستطيع النظام الإيراني أن يدفع الفصائل الشيعية المسلحة إلى عمليات تطهير واسعة وطرد العرب السنة من المحافظة ليسهل تحويلها إلى منطقة شيعية يعتقد الإيرانيون أنها ستؤمن حدودها مع العراق بهذا العمل. واعتبر أن من بين الأمور السيئة للغاية أن بعض الفصائل الشيعية طرحت بشكل مبطن أو غير مباشر فكرة أنه من الصعوبة الوثوق بتطبيع الوضع الأمني في ديالى وخروج الميليشيات منها على أساس أن مسلحي «داعش» سيعودون إلى المنطقة ويهددون بغداد، وهذه هي الحجة لبقاء الفصائل الشيعية والنفوذ الإيراني وهي الحجة التي ستستخدم لعمليات تطهير طائفية في ما بعد. وحذر من أن المخطط الإيراني في ديالى بالتحديد قد يهدأ أو يهيأ للبعض أنه تراجع غير أن كل المعطيات على الأرض تقول العكس لأن النفوذ الإيراني ونفوذ الميليشيات في تصاعد، ما يعني أنهم ينتظرون حدوث بعض المتغيرات كي يبدأوا عمليات التطهير الطائفية في المحافظة. ورأى أن البعض يخطئ اذا ظن أن هزيمة تنظيم «داعش» في الأنبار أو كركوك أو الموصل، أقصى الشمال العراقي ومناطق في محافظة صلاح الدين يمكنه أن يحد من المخطط الإيراني المرسوم لديالى بل العكس، فهذا المخطط سيبدأ تنفيذه بعد تدمير «داعش» لأن مرحلة ما بعد «داعش» ستسمح بعمليات تصفية واسعة سياسياً وجغرافياً فبعض الأطراف سيما في قوات «الحشد» تعتقد أنه يجب ترتيب الأوضاع في ديالى ومناطق أخرى بعد القضاء على «داعش» وليس ترك هذه المناطق أو التفكير بتركها. وأشار إلى أن بعض الفصائل الشيعية المسلحة أقامت معسكرات كبرى في ديالى وعلى الحدود العراقية الإيرانية ويوجد عسكريون إيرانيون يدربون عناصر الميليشيات العراقية من «الحشد» على كيفية تأمين الحدود المشتركة ومراقبتها، كما أن بعض الفصائل الشيعية حلت محل قوات الجيش العراقي في بعض المواقع سواء داخل مركز ديالى أي بعقوبة أو في ما يسمى مواقع حرس الحدود. وشدد على أن نفوذ وهيبة قوات الجيش التابعة لوزارة الدفاع العراقية في ديالى هي الأضعف في كل مناطق العراق وهو الشيء نفسه التي تحاول الفصائل الشيعية المسلحة أن تفعله في صلاح الدين المجاورة أي أن تكون زمام المبادرة العسكرية والأمنية بيد الميليشيات وليس بيد القوات المسلحة العراقية النظامية، وهذا أمر حيوي للمخطط الإيراني لجعل ديالى خط دفاع ستراتيجي للأمن القومي لإيران في المستقبل.

 

وزير الداخلية الإيراني يتجول علناً في أسواق وشوارع دمشق

14/01/16/دمشق – وكالات: ظهر وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي وهو يتجول علناً في أسواق وشوارع دمشق، في خطوة لم يتجرأ رئيس النظام السوري بشار الأسد على القيام به منذ خمسة سنوات من عمر الثورة السورية. ونشرت قناة «العالم» الإيرانية أول من أمس، صورة لفضلي وهو يتجول في أزقة وأسواق دمشق، وذلك عقب محادثات أجراها مع الأسد. وشبه مراقبون التجوال العلني للوزير الإيراني في أزقة دمشق، بزيارة المندوب السامي لقوى استعمارية إلى منطقة تخضع للاحتلال، حيث أغدقت إيران عشرات المليارات من الدولار للمحافظة على نظام الأسد، في محاولة للإبقاء على مخططها التوسعي في سورية، عبر حقن شوارع «عاصمة الأمويين» بعشرات الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية، لتطبيق هدف ملالي طهران بإكمال «الهلال الشيعي»، الذي يمتد من إيران للعراق ويصل إلى البحر الأبيض المتوسط. في مقابل ذلك، لا يجرؤ بشار الأسد على مغادرة قصره الذي يتحصن فيه منذ أعوام، وزياراته القليلة التي كان يقوم بها لا تتعدى سوى بضع كيلو مترات من مقر إقامته، اقتصرت على بعض المساجد والكنائس، والتي تكون سرية وتبثها وسائل إعلامه بعد ساعات من عودته إلى حصنه في المهاجرين. وسابقاً، حاولت وسائل إعلام النظام عبثاً ترميم صورة الرئيس الخاضع «للإقامة الجبرية» في قصره، ولتنشر صوراً زعمت أنها لزيارته إلى إحدى جبهات القتال، ليتبين لاحقاً أن الصور التقطت له ضمن مشهد تمثيلي.

 

نائب رئيس البرلمان البحريني: إيران وجهت الهجوم على السفارة السعودية

14/01/16/المنامة – سي أن أن: أكد نائب رئيس مجلس النواب البحريني علي عبدالله العرادي أن الهجوم على الممثليات السعودية في إيران عمل إرهابي، متهماً السلطات الإيرانية بالضلوع مباشرة في ترتيب الهجوم. وجدد العرادي تأكيد موقف بلاده تجاه التنظيمات المصنفة «إرهابية» في المملكة، خصوصاً حركة «14 فبراير». وأشار إلى الموقف البحريني الثابت حيال الهجوم على السفارة السعودية في البحرين، معتبراً أن الخطوة كانت عملاً إرهابياً غير مبرر، خصوصاً أن اتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية والعلاقات القنصلية أعطت الدولة وفرضت عليها أن توفر حماية كاملة للبعثات الديبلوماسية والقنصليات، مضيفاً إن ذلك لم يتحقق في إيران. واعتبر أن الاعتذار الإيراني «غير كاف»، مضيفاً «لو كان الاعتذار كافياً لتذرعت أي دولة أن توجه مواطنيها أو أجهزتها بحرق سفارة دولة أخرى ثم تقوم فتعتذر». وأضاف «لم يحدث أن وجهت دولة رعاياها بشكل مباشر أو غير مباشر وطلبت منهم حرق سفارة دولة أخرى وهي تعلم بذلك، خصوصاً إذا ما أخذنا بالاعتبار أن الجهاز الرسمي الإيراني قام بالتصعيد». ولفت إلى أنه «في دول أخرى عندما كان هناك أعمال عنف وجهت ضد السفارات من دون أن تقوم الأجهزة الرسمية بالتصعيد، لكن في إيران صعدت الأجهزة الرسمية ضد السعودية، وبالتالي هذا دليل مباشر على ضلوعها في الأمر.»

وشدد العرادي على الموقف البحريني الرسمي حيال تنظيمات المعارضة الموضوعة على قوائم الإرهاب في المملكة، بينها «حركة 14 فبراير» التي شاركت في التحركات الاحتجاجية بالبلاد خلال السنوات الماضية قائلاً إن «المشروع الإصلاحي للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وضع لبنات أساسية ومباشرة الحقوق السياسية، وأيضاً النقد البناء في البحرين من خلال الآليات الدستورية كمجلس النواب أو غيره.» واختتم حديثه قائلاً «أما ما يطلق عليها 14 فبراير أو غيرها فهي حركات إرهابية ندينها جميعاً سواء داخل مجلس النواب أو خارجه، كما ندين ندين أي منظمات أخرى تتدخل في الشأن المحلي البحريني، سواء أكانت حزب الله أو غيره، ولا نقبل كذلك أن تتدخل هذه المنظمات في شأن مملكة البحرين، وهذا أمر أساسي.»

 

المحادثات بين واشنطن والرياض بشأن صفقة سفن حربية مستمرة

14/01/16/واشنطن – رويترز: أعلنت مصادر مطلعة على محادثات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن صفقة لبيع أربع سفن حربية من إنتاج شركة «لوكهيد مارتن» ومعدات أخرى أن المحادثات لا تزال جارية رغم رفض الرياض العرض الذي قدمته الولايات المتحدة في البداية. وقالت المصادر، أمس، إن السعودية التي تكافح للتكيف مع انخفاض أسعار النفط لأدنى مستوى منذ 12 عاماً رفضت السعر الذي عرضته البحرية الأميركية للفرقاطات الأربع والإطار الزمني المقترح لتسليم السفينة الأولى بعد سبع سنوات. ووافقت الحكومة الأميركية في أكتوبر 2015 على أن تبيع للسعودية أربع سفن حربية متعددة المهام من إنتاج شركة «لوكهيد» تصل قيمتها إلى 3ر4 مليار دولار، إضافة إلى التدريب والأعمال الهندسية والدعم اللوجستي المصاحب لها التي سترفع قيمة الصفقة إلى نحو 11٫25 مليار دولار.

 

أوباما يدعو الكونغرس إلى السماح باستخدام القوة في مواجهة «داعش» وأكد أن التنظيم لا يشكل تهديداً على الولايات المتحدة

14/01/16/واشنطن – وكالات: أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن تنظيم «داعش» لا يشكل تهديدا وجوديا للولايات المتحدة، داعياً الكونغرس إلى السماح باستخدام القوة ضد التنظيم. وحاول اوباما في خطابه الأخير بشأن حال الاتحاد تهدئة الجدل القائم بشأن الامن القومي والذي تزايد حدة مع بدء احتدام المعركة الانتخابية لخلافة الرئيس الاميركي. ودعا الكونغرس الى مساعدته على اغلاق سجن غوانتانامو الذي فتح بعد اعلان «الحرب على الارهاب» اثر اعتداءات سبتمبر 2001، معتبرا أنه لا يؤدي سوى الى تعزيز دعاية المتطرفين الراغبين في تحريك المشاعر المناهضة للأميركيين. ورفض التأكيدات بأن العالم يخوض «حربا عالمية ثالثة» في مواجهة المتطرفين، قائلاً إن «جموعا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة واشخاصا نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطرا هائلا على المدنيين وعلينا وقفهم، ولكنهم لا يشكلون خطرا وجوديا على وطننا». وتوجه الرئيس الديمقراطي الى خصومه الجمهوريين الذين يدينون غياب ستراتيجية حقيقية في مواجهة تنظيم «داعش» في سورية، ليحذر من «التصريحات المبالغ فيها» التي تفيد أنها «حرب عالمية ثالثة»، مضيفاً إنهم «يفعلون ما يريده» المتطرفون. ووعد بالا يحذو حذو الرئيس السابق جورج بوش عبر ارسال الاف القوات البرية للمشاركة في نزاعات بالشرق الاوسط، معترفاً بأن تنظيمي «القاعدة وداعش يشكلان تهديدا مباشرا لشعبنا»، وملمحا إلى اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وهجوم سان برناردينو. وأضاف إنه «التاريخ الذي يريد داعش كتابته، إنه نوع الدعاية التي يستخدمونها للتجنيد»، مؤكداً أن «علينا تسميتهم وفق ما يفعلون، انهم قتلة ومتعصبون يجب القضاء عليهم ومطاردتهم وتدميرهم». ورفض أوباما ارسال قوات برية الى سورية على الرغم من وجود قوات خاصة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة «تدرب وتسلح وتدعم القوات التي تستعيد الارض في سورية والعراق». ووضع كرة شن حملة جدية ضد «داعش» في ملعب الكونغرس، مطالبا إياه بان يعتمد قانونا يجيز استخدام القوة العسكرية ضد المتطرفين. في المقابل، استغل الجمهوريون الفرصة لانتقاد الادارة الاميركية على عدم احراز تقدم في نزاعات الشرق الاوسط، ووصفوا أوباما بانه رئيس ضعيف. وقال رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب الاميركي مايكل ماكول، «التقيت مع مسؤولين من سان برناندينو، ويمكنني أن ابلغكم بما يحتاجونه: انهم بحاجة لافعال وليس لكلمات لضمان امن بلدنا». وأضاف «رغم ذلك يركز البيت الابيض على اغلاق معتقل غوانتانامو بدلا من ابقاء الارهابيين غير قادرين على اقامة ملاذات آمنة جديدة في مختلف انحاء العالم، وللاسف يبدو ان الرئيس لا يزال يريد أن يعلن خطأ ان الحرب على الارهاب انتهت، في حين ان الاميركيين يريدونه أن يربحها».

 

بلغاريا تريد مراقبة مدارس الائمة

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - دعا رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، اليوم، البرلمان الى "انشاء فرع رسمي لتخريج علماء دين مسلمين لتجنب تلقي ائمة بلغار تعليمهم في الخارج". وقال زعيم اليمين الوسط امام النواب: "بدلا من رفض مواجهة الواقع يجب مناقشة اين وكيف يتم تخريج علماء الدين المسلمين البلغار؟". واضاف ردا على سؤال نائب قومي يعارض هذا المشروع: "في حين ان لدينا مئات الاف المسلمين فان الدولة التركية تتولى شؤون قسم منهم". وبعد خمسة قرون من الهيمنة العثمانية، تعد بلغاريا اكبر اقلية تركية في البلقان وتقدر ب10 في المئة من سكانها ال 7,3 ملايين. ويشكل مجمل المسلمين في بلغاريا وبينهم البلغار الذين اعتنقوا الاسلام وبعض غجر الروما 13 في المئة من السكان أي أعلى نسبة في الاتحاد الاوروبي.

 

النيابة الاسرائيلية طلبت السجن المؤبد لشابين قتلا فتى فلسطينيا حرقا

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - طالبت النيابة الاسرائيلية، اليوم، بالسجن المؤبد لقاصرين اسرائيليين قتلا فتى فلسطينيا حرقا عام 2014. وقضى محمد ابو خضير (16 عاما) من حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة في الثاني من تموز 2014 بعدما خطفه ثلاثة اسرائيليين واحرقوه حيا في غابة في القدس الشرقية. وعقدت جلسة اليوم في القدس للنظر في الحكم على القاصرين. وكانت المحكمة اعلنت في تشرين الثاني ادانة اسرائيليين اثنين قاصرين بقتل الفتى الفلسطيني وقررت اعطاء فسحة من الوقت لتحديد الحالة العقلية للمتهم الثالث يوسف حاييم بن ديفيد الراشد الوحيد (31 عاما) ضمن المجموعة القاتلة عند حصول الوقائع والذي قاد الهجوم على ابو خضير الا ان محاميه اكدوا انه "يعاني مرضا عقليا ولم يكن مسؤولا عن افعاله في حينه". وفي 30 من تشرين الثاني الماضي، دانت المحكمة الاسرائيليين بخطف ابو خضير وقتله. ولم تكشف أي معلومات عن القاصرين الاثنين عدا عن ان الاول من مواليد 4 آب 1997 وهو تلميذ مدرسة دينية، والاخر من مواليد 20 تشرين الثاني 1997. واليوم، صعد والد ابو خضير، حسين الى منصة الشهود وتحدث باللغة العربية في المحكمة، وقال امام القضاة الثلاثة: "نعيش في كابوس.أصحو في الليل على صراخ زوجتي. لم نعد نتحمل". اضاف: "نريد ان نعرف لماذا قاموا بذلك؟ أنا أطالب بانزال اقصى العقوبات عليهم مثلما (يفعلون مع) العرب. وأطالب بهدم بيوتهم". وطأطأ المتهمان اليهوديان رأسيهما عندما بدأت والدة محمد ابو خضير بالحديث، ولم تتوقف عن البكاء أثناء شهادتها، سائلة: "ماذا فعل لكم محمد؟ لم أنم منذ عام ونصف عام. ابني محمد من جيلكم لماذا فعلتم ذلك بابني"؟ وتابعت: "اعرف ان ابني لن يعود لكنني اريد ان يعاقبوا ليصبحوا عبرة وحتى لا يحدث هذا لأي أم أخرى".

 

الخارجية الالمانية أعلنت مقتل 10 ألمان في تفجير اسطنبول

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان عشرة المان قتلوا في التفجير الانتحاري الذي استهدف اسطنبول أمس، من دون ان توضح ما اذا كان ذلك يعني ارتفاعا في الحصيلة العامة للهجوم والبالغة عشرة قتلى. وصرحت متحدثة باسم الوزارة هي سوسن شبلي: "لدي خبر محزن فقد قتل عشرة المان"، بينما اشارت حصيلة سابقة الى مقتل ثمانية المان وشخصين آخرين.

 

وزير داخلية فرنسا: حظر 3 جمعيات اسلامية متهمة بالتطرف

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016/وطنية - أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، اليوم، "حظر 3 جمعيات اسلامية ثقافية اتهمتها بالتطرف وتدير مسجدا في منطقة باريس كان اغلق في اعقاب اعتداءات باريس في تشرين الثاني الماضي".  وقال: "لا مكان في الجمهورية الفرنسية لمجموعات تثير الاستفزاز وتدعو الى الارهاب او تحض على الكراهية".

 

الحرس الثوري الايراني اعلن الافراج عن البحارة الاميركيين

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن الحرس الثوري الايراني في بيان بثه التلفزيون الرسمي اليوم "اطلاق سراح البحارة الاميركيين العشرة الذين دخلوا المياه الاقليمية الايرانية امس". وافاد البيان "بعد التدقيق، تبين ان دخولهم المياه الاقليمية للبلاد لم يكن عن قصد. وبعد تقديمهم الاعتذار، تم اطلاق سراحهم في المياه الدولية".

 

 انتهاء الهجوم قرب قنصلية باكستان في افغانستان والحصيلة 7 قتلى

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلنت السلطات الافغانية ان سبعة من افراد قوات الامن الافغانية قتلوا اليوم في هجوم وحصار مبنى قريب من القنصلية الباكستانية في جلال اباد، مؤكدة ان الحصار انتهى. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الافغانية :ان "حصار المبنى الذي بدأ بهجوم انتحاري انتهى بمقتل ارهابيين تحصنا في النزل وقتلتهما قواتنا". واضاف :"ان سبعة من افراد قوات الامن قتلوا وسبعة آخرين جرحوا".

 

مقتل 10 في مسجد في الكاميرون

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد مسؤولون في إقليم أقصى الشمال في الكاميرون ان مفجرا انتحاريا قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأصاب شخصا واحدا على الأقل في مسجد شمال الكاميرون اليوم . وكثفت جماعة بوكو حرام النيجيرية هجماتها في الكاميرون وتشاد والنيجر منذ العام الماضي، ونفذت نساء هجمات كثيرة في الكاميرون.

 

روسيا أكدت احتجاز 3 روس في تركيا لصلتهم بداعش

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - ذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم أن "القنصلية الروسية في مدينة أنطاليا التركية أكدت اعتقال ثلاثة روس للاشتباه بصلتهم بتنظيم داعش". وكانت "وكالة دوجان للأنباء"اعلنت إن "الشرطة التركية اعتقلت ثلاثة روس بعد تفجير انتحاري في مدينة اسطنبول أمس".

 

15 قتيلا في انفجار امام مركز لمكافحة شلل الاطفال في باكستان

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلنت الشرطة الباكستانية ان انفجارا وقع امام مركز لمكافحة شلل الاطفال اسفر عن سقوط 15 قتيلا على الاقل في كويتا المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب غرب باكستان. وكان الشرطيون يتجمعون امام المركز لمرافقة العاملين في حملة تلقيح ضد شلل الاطفال في يومها الثالث في بلوشستان الولاية التي تشهد اضطرابات وعاصمتها كويتا. وقال ضابط في الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس "سقط 15 قتيلا هم 12 شرطيا واحد افراد القوات التابعة لوزارة الداخلية ومدنيان". اضاف :"ان عشرة اشخاص على الاقل جرحوا بينهم تسعة شرطيين ومدني". واكد طبيب في مستشفى سانديمان في كويتا حصيلة الضحايا.

 

العربي الجديد: داعش" يختار إسطنبول: رسائل متعددة وأنقرة تزيد دعمها للسوريين

الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 /وطنية - كتبت "العربي الجديد " تقول : تعرضت تركيا، أمس الثلاثاء، إلى اعتداء إرهابي جديد، استهدف قلب مدينة إسطنبول، وتحديداً ميدان السلطان أحمد السياحي، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص منهم تسعة ألمان، وجرح 15 آخرين، اثنان منهم بإصابات بالغة، وسط توقعات بارتدادات داخلية وخارجية للاعتداء، ولا سيما بعدما توجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم "داعش" وسط حرص تركيا على تأكيد أن الاعتداءات التي تتعرض لها تركيا لن تبدل من موقفها الثابت في دعم الشعب السوري. وعلى الرغم من عدم تبني تنظيم "الدولة الإسلامية" للاعتداء رسمياً، إلا أن تصريحات مختلف المسؤولين الأتراك كانت تشير أمس إلى تورطه. وفي السياق، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأن "داعش" هو المسؤول عن العمل"، فيما أشار نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة، نعمان كورتولموش، إلى أنه "تم التثبت من هوية الانتحاري الذي يحمل الجنسية السورية ومن مواليد 1988". بدورها، كشفت وكالة "دوغان" الإخبارية التركية المعارضة أن اسم الانتحاري الذي نفذ العملية، وهو نبيل الفاضلي الذي دخل الأراضي التركية أخيراً على أنه لاجئ، وهو من مواليد السعودية في شهر سبتمبر/ أيلول 1988. وسارع داود أوغلو، أمس، إلى دعوة المجتمع الدولي إلى مساندة تركيا كما حصل في الهجمات التي أصابت العاصمة الفرنسية باريس. كما أكد داود أوغلو، والذي أطلع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في اتصال هاتفي على المعلومات المتوفرة لدى السلطات التركية حول الاعتداء، أن "الإرهاب يستهدف جميع الدول"، مشيراً إلى عزم بلاده على "محاربة التنظيمات الإرهابية العالمية". وفيما لفت إلى أن الفراغ الأمني في سورية يشكل أحد المصادر الرئيسية للإرهاب الذي يضرب تركيا والمنطقة، شدد داود أوغلو على وقوف تركيا إلى جانب الشعب السوري، وأكد الاستمرار في دعمه. في موازاة ذلك، بدا رئيس الوزراء التركي حريصاً على طمأنة السوريين الموجودين في تركيا بعدما تبين أن منفذ الاعتداء سوري الجنسية، محذراً من أي محاولة للاعتداء عليهم ومشدداً على ضرورة التفريق بين الانتحاري السوري وبين السوريين الأبرياء الذي أجبرتهم الأوضاع في بلادهم على مغادرتها. من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الاعتداء يظهر مرة أخرى "أن علينا أن نقف معا في وجه الإرهاب"، مشدداً على أن بلاده هي "الهدف الأول لجميع الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، لأنها تقاتلها جميعاً بالتصميم نفسه"، من دون أن يغفل أردوغان، خلال كلمة له أمام السفراء الاتراك في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، توجيه انتقادات شديدة لكل من روسيا وإيران متهما كلاهما بتأجيج الصراعات في المنطقة. وفيما اعتبر أن روسيا لا تمتلك أي رغبة في قتال "داعش"، رغم أنها استخدمت ذلك حجة للتدخل في سورية، اعتبر أردوغان أن إيران "تستغل التطورات في دول مثل سورية والعراق واليمن لتوسيع نطاق نفوذها وتحاول إشعال عملية خطرة باتخاذها موقفاً يحول الخلافات الطائفية إلى صراع

تفاصيل ورسائل الاعتداء

لم تخلُ تفاصيل الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مدينة إسطنبول، أكبر المدن التركية وأهمها، من الرسائل المتعددة التي يبدو أن تنظيم "داعش" قد أراد إيصالها، وخصوصاً لناحية هوية الانتحاري أو لجهة الضحايا الذين استهدفوا. وينطوي استهداف الاعتداء الانتحاري تجمعاً لسائحين ألمان رسالة واضحة ليست تركيا المعني الوحيد بها، ولكن أيضاً حلفاءها الغربيين، وتحديداً الألمان الذي استقبلوا مئات آلاف اللاجئين على مدى الأشهر الأخيرة، وسط مخاوف من استغلال اليمين العنصري الألماني الاعتداء لتصعيد حملته ضد المسلمين عموماً، ويتم التحريض ضد أي دواع إنسانية لاستقبال اللاجئين السوريين الفارين من الحرب، باعتبارهم مشتبهين في كونهم عناصر "داعشية، ولا سيما بعد التغيير في استراتيجية التنظيم بالاعتماد على السوريين. كما لا يمكن فصل الاعتداء عن فشل التنظيم في تنفيذ هجوم في مدينة ميونخ الألمانية خلال احتفالات رأس السنة بسبب معلومات استخباراتية من دولة صديقة، بحسب تعبير وزير داخلية مقاطعة بافاريا، تبين لاحقاً بحسب تسريبات تركية أن مصدرها أنقرة. أما الأنباء الأولية التي أشارت إلى أن منفذ الهجوم هو نبيل الفاضلي سوري الأصل سعودي المولد، وفي حال صحت، فإنها لا تخلو من رسالة متعددة الأطراف يريد التنظيم إيصالها إلى تركيا والسعودية اللتين تشهد العلاقات بينهما تحسناً متصاعداً منذ أشهر. كما أن الاعتداء الانتحاري يوحي بأن التنظيم عمد إلى تغيير استراتيجيته، وعلى خلاف الهجمات السابقة في كل من مدينة أنقرة وبلدة سوروج، إذ لجأ هذه المرة إلى عنصر سوري الجنسية لتنفيذ الاعتداء. كما لم يكن أنصار الحركة القومية الكردية من يسار تركي وكردي هم المستهدف، بل السواح الأجانب، فكان القتلى أغلبهم من الألمان. أما اختيار الموقع فلا يقل أهمية، وخصوصاً بعد تنفيذ الاعتداء في ميدان السلطان أحمد، أهم المزارات السياحية في وسط إسطنبول، الذي يشكل الهدف القديم لكل من أراد إيصال رسائله للعالم في التاريخ التركي بدءاً من العمال الكردستاني مرورًا بالتنظيمات اليسارية التركية الراديكالية. ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه في إسطنبول الذي يبدو بأن داعش يقف وراءه، بعد الأخير الذي تم في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، والذي وقع قرب ميدان السلطان أحمد واستهدف قسم الشرطة فيه مودياً بحياة شرطي

حملة أمنية

وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية التركية المشددة على الحدود وكذلك في الداخل، وأيضاً التعاون الاستخباراتي الكبير بين مختلف الأطراف الفاعلة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بدا الأخير، من خلال اعتداء أمس، لا يزال قادراً على زرع خلاياه. إذ أعلنت مديرية أمن أنقرة، بعد ساعات، من الهجوم الانتحاري، عن نجاحها في إلقاء القبض على مجموعة من عناصر "داعش"، في العاصمة، كانت تخطط للقيام بعمليات تستهدف مباني حكومية تركية. كما قامت شعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن ولاية شانلي أورفة الحدودية مع سورية، أمس، بشن عملية أمنية واسعة في المدينة ضد تنظيم "داعش" ما أسفر عن اعتقال 21 شخصا مشتبها بانتمائهم للتنظيم. واستهدفت العملية 22 عنوانا بشكل متزامن، من بينها منزلا في منطقة الأيوبية في المدينة، ذلك أن عناصر تابعة للتنظيم كانت تتجهز لعقد اجتماع في سبيل جمع التبرعات لنقل عدد من الأعضاء الذين قدموا إلى المدينة إلى أماكن سيطرة التنظيم في الأراضي السورية، وكذلك التباحث في كيفية إحضار معدات لتنفيذ عمليات في تركيا، مما أدى إلى اعتقال المشاركين في الاجتماع

 

إيران: جهزنا 200 ألف مقاتل في المنطقة

 العربية//الأربعاء 13/01/2016/ أقر قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بتجهيز آلاف ممن أسماهم الجيل الثوري المسلح في دول المنطقة، وفق ما نقلته وكالة فارس الإيرانية. وقال جعفري، في تأبين حميد رضا أسد الله، القيادي في الحرس الثوري الذي قتل في سوريا، إن النتيجة الإيجابية للتطورات والأحداث في المنطقة تجهيز نحو 200 ألف من القوات الشبابية المسلحة في دول المنطقة. ورغم أن محللين سخروا من الأرقام التي أطلقها جعفري فإنهم ذهبوا إلى أن هذا الاعتراف دليل جديد على تورط النظام الإيراني في تجييش المنطقة طائفياً وبث العنف والتوتر، بحسب قولهم.

 

سليمان ومقبل متمسكان بالكفاءة ورفض المحاصصة وبري يرى ايجابيات

 اتصالات ربع الساعة الاخير حول التعيينات تحسم مصير تفعيل الحكومـة

ترحيل النفايات في مربع التعثر وشهيب بين الحل الاصعب وجنون الرفض

المركزية- بين محاولات ربع الساعة الاخير لانعاش الحكومة السلامية وتأمين مشاركة مختلف مكوناتها بمن فيهم وزراء التيار الوطني الحر وحلفائهم في حزب الله وبين ترحيل النفايات المتعثّر العالق عند عتبة كلفة الترحيل الباهظة التي تقارب نصف مليار دولار، توزع المشهد السياسي الداخلي الذي خلا من الحراك الرئاسي الموضوع في ثلاجة التطورات الاقليمية، من دون أن تتضح حتى الساعة صورة النتيجة التي سيرسو عليها الملفان، فالمشاركة في جلسة مجلس الوزراء لم تحسم بعد في انتظار حصيلة الاتصالات المتسارعة بعيدا من الاعلام في شأن التعيينات الامنية والعسكرية المفترض ان تُلين الموقف "البرتقالي" وتعيد وزراءه الى حلبة الحكومة السلامية، والنفايات تبدو ستمدد اقامتها في الشوارع في ضوء ...

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الارتدادات السلبية على قوى 14 آذار تكبر قصة رئاسة وملف علاقات فُتح على غاربه

 روزانا بومنصف/النهار/14 كانون الثاني 2016

الارتدادات السلبية التي بدأت تظهر على قوى 14 آذار نتيجة التمايز بين موقفي الرئيس سعد الحريري في اتجاه دعم ترشيح النائب سليمان فرنجيه، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي لوح برسائل وتسريبات اعلامية مؤداها انه سيدعم في المقابل ترشيح العماد ميشال عون، أثارت علامات استفهام كبيرة لدى بعثات ديبلوماسية اجنبية حول الاتجاه الذي ستسلكه هذه القوى، وما اذا كانت تخط نهايتها بنفسها. والانطباع عن انتهاء هذه القوى يغلب على محاولة الطمأنة من هذه الجهة او تلك الى أن هذه القوى باقية، وان التحالف بين قواها استراتيجي ومتين، أيا تكن الخلافات. والواقع أنه بعيدا من المكابرة، وعلى رغم تمني مراقبين كثر أن تنتهي الثنائية القائمة في البلد بين قوى 8 و14 آذار، هناك استهوال لواقع انهيار قوى 14 آذار على النحو الحاصل، أي الاختلاف او الخلاف على دعم مرشحين من قوى 8 آذار لرئاسة الجمهورية، بحيث أن هذه القوى، وإن أتيح ترشيح جعجع لعون بما يمكن أن يخلط الاوراق الداخلية، فإن ما يحصل على صعيد انهيار خصومها يسجل انتصارا كبيرا لها ستكون انعكاساته الكبيرة على هؤلاء الخصوم. وسيكون متعذرا، حتى في ظل حسابات شخصية طاغية في خيارات الترشيح من هنا أو هناك من أجل قطف الثمار لاحقا، أن يكون الأمر متاحا أمام من ينتظر، نتيجة احتمال احتراقها او احتمال بروز من يقطف هذه الثمار. في المقابل، يدفع البعض الاختلاف القوي في اتجاه آخر، بحيث يمكن أن يحرج الحليف السني في الدرجة الاولى. فما يقال هو أن ما يجري بين عون وجعجع لجهة التقارب وردة فعل جعجع على مبادرة الحريري دعم ترشيح فرنجيه، يتخطى الرئاسة الى ملف المصالحة المسيحية التاريخية بين "القوات" والتيار العوني، وإذا كانت الرئاسة هي المدخل لذلك فينبغي أن يكون الجميع معها من دون تحفظ. ومن جهة أخرى، وكما أن الحليف الشيعي القوي لـ"التيار الوطني" وضع ملف الرئاسة في خانة هذا الحليف من أجل ان تكون له الكلمة النهائية فيه، فلا بأس أيضا أن يعمد "تيار المستقبل" الى الاسلوب نفسه، على أساس تفويض حليفه المسيحي، أو بالاحرى مرشحه الاساسي، من أجل التفاوض حول الرئاسة. فما يثار على هذا الصعيد او يبرز كضرورة تتعدى كل الضرورات هو أهمية المصالحة التاريخية بين طرفين مسيحيين، بحيث يماثل وضعهما السياسي ما هو قائم على الساحة الشيعية من اختصار للطائفة بهما، فقط في ظل تسوية بينهما تحترم خصوصية كل منهما، بحيث يمكن أن تنبثق الرئاسة من اتفاق الطرفين المسيحيين الاساسيين في الدرجة الاولى، خصوصا أن كلا من الطرفين الاقليميين المعنيين بالوضع اللبناني، أي ايران والمملكة العربية السعودية، غالبا ما يضع موضوع الرئاسة في اطار اتفاق المسيحيين في ما بينهم. كما ان ما سيتم ابرازه في هذا الاطار هو أن على الافرقاء الداخليين احترام ما سيعتبر مصالحة تاريخية بين المسيحيين، بحيث تكون الوحدة المسيحية في خانة مصلحة الجميع. والكلام على احراج الحليف السني مبني على حسابات او اعتبارات مؤداها أن ايران ومعها "حزب الله" لا يبديان انزعاجا من المصالحة المسيحية، لانها ستكون قيمة مضافة في التحالف مع حليفه العوني، وان هناك خطأ استراتيجيا ايرانيا بعدم التفريط بالحليف المسيحي للحزب في لبنان. ويقول من يتبنى هذا المنطق ان المصالحة المسيحية ليست ضد تحالف قوى 14 آذار، ولن تؤثر على الامتداد الاقليمي لهذا التحالف. الا ان واقع الامور ان التوقيت والظروف المحيطة بالتطورات الاخيرة ترسم علامات استفهام لا تتصل بالمصالحة المسيحية، على رغم أهميتها بالنسبة الى الدور المسيحي في لبنان والمنطقة، بل هي تنطلق من رد فعل منزعج من دعم الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجيه، وتاليا الرد على ذلك بدعم ترشيح عون وخلط الاوراق الداخلية، الذي يمكن ان يؤدي الى البناء على ذريعة انه لا ينبغي ان تكون هناك مشكلة مع دعم "القوات" لعون ما دام الحريري نفسه كان في هذا الوارد قبل اكثر من عام لو قبل جعجع بذلك، في حين ان فرنجيه رفضه حلفاؤه في قوى 8 آذار، اي عون و" حزب الله" وفق هذا المنطق. بعض شخصيات قوى 14 آذار تدفع في اتجاه لملمة صفوف هذه القوى ايا يكن الثمن، فيما يقول معنيون ان مشكلة قيادات قوى 14 آذار استهانتها بجمهورها وتضحياته ودفعه الى خيارات يصعب القبول بها ايا تكن تبريراتهم الموضوعية في هذا الاطار. وراهنا، هناك مآخذ على اداء هذا او ذاك من القيادات وعتب كبير، بحيث تحتاج المسألة الى عملية غسل قلوب حقيقية بين الطرفين، استنادا الى ما بات يكبر الحديث عنه في الاروقة عن تجاهل او اهمال او تفريط بالتنسيق بين افرقاء الصف الواحد. هل يجب انقاذ 14 آذار ام تركها تنهار تحت وطأة الصراع على مرشحين من قوى 8 آذار، انما بعناوين باتت تكبر لتتخذ منحى آخر؟ وهل المصالحة المسيحية بدعم عون تنهي الصراع على الشارع المسيحي بين السنة والشيعة؟

 

الحكومة تعود إلى التوافق "المرن" الجلسة تُعقد اليوم ولكن قراراتها غير محسومة!

 سابين عويس/النهار/14 كانون الثاني 2016

رغم أن كل الاجواء التي واكبت يوم الحوار الطويل في عين التينة وتلته، ثنائيا بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، بعد الاجتماع الموسع صباحاً، وشت بأن التوافق على تفعيل الحكومة بات بديهياً تحت وطأة تجميد الطروحات الرئاسية، تبددت الاجواء الايجابية أمس بعدما عكست المشاورات السياسية تعثر تذليل بعض العقد الناجمة عن عدم بت رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون قراره في شأن موقف وزرائه في الجلسة الحكومية اليوم. ينعقد مجلس الوزراء في ظل شكوك لا تزال تغلف المقاربة التي سيشارك على أساسها وزراء التكتل في الجلسة. إذ حتى مساء أمس لم يكن عون قد أبلغ رئيس الحكومة إذا كان الوزراء سيشاركون أم لا، وعلى أي أساس سيشاركون. في الاوساط الوزارية من يطرح أكثر من سيناريو لهذه المشاركة. فإما يشاركون ولا يعطلون، وإما يعطلون على خلفية عدم طرح ملف التعيينات العسكرية وآلية العمل الحكومية، وإما لا يشاركون بالمطلق. وفيما تستبعد أي ترجيحات في شأن الموقف العوني الذي يظل ملك أصحابه حتى انعقاد الجلسة، تؤكد الاوساط أن المقاربة المتوقعة ستحدد المنحى العوني في مرحلة الوقت الضائع الفاصلة عن حسم الخيارات الرئاسية. وفي حين ينقل زوار السرايا أمس أن رئيس الحكومة لم يتبلغ بعد أي موقف رسمي في هذا الشأن، كشفت أن مجلس الوزراء سيكون محكوما بمسألة التعيينات العسكرية التي يصر وزراء عون حتى الساعة على البحث فيها، علماً أنه حتى مساء أمس لم تكن التسوية قد نضجت فصولها. ففي حين يطلب عون تسمية إثنين من الضباط المسيحيين المرشحين لعضوية المجلس العسكري، كشفت الاوساط الوزارية أن وزير الدفاع سمير مقبل لا يتنازل عن حقه الدستوري الذي يقتضي أن يرفع الاقتراح بنفسه بناء على توصية من قائد الجيش. ومعلوم أن الاوساط كشفت أيضا أنه لا مانع من أن يلجأ مجلس الوزراء إلى البحث في اقتراحات أخرى غير اقتراح وزير الدفاع، شرط أن يأتي الطرح منه أولا إحتراما للآلية الدستورية. لكن الاوساط أكدت أن المشكلة القائمة لا تزال في مكانين: الاول ان لا توافق بعد على الأسماء المطروحة، والثاني أن لا توافق على آلية طرح الموضوع من خارج جدول الاعمال، باعتبار أن الأمر غير مطروح على جدول أعمال الجلسة. والمشكلة بالتالي لا تزال مبدئية، قبل الخوض في التفاصيل، على ما يكشف وزير التربية الياس بو صعب لـ"النهار" أمس، مضيفا ان التيار لا يزال يدرس خياراته وليس في وارد بتها قبل أن يستمع إلى ما لدى الآخرين من اقتراحات. ويستطرد بو صعب أن "مطلبنا واضح ولسنا مستعدين للتسليم بالمخالفات الدستورية التي ارتكبت سابقا". ويُفهم من الكلام الذي تردد في اليومين الأخيرين، إن عبر بيان "تكتل التغيير والاصلاح" او عبر وزرائه أن الجلسة الحكومية اليوم لا تزال دونها عقبات، ولا تؤشر إطلاقا إلى أن قرار تفعيل الحكومة المتخذ على طاولة الحوار سيسلك طريقه، وأن الملف الحكومي لا يزال مرتبطا إرتباطا وثيقا بملف الاستحقاق الرئاسي. وعليه، فإن الجلسة اليوم ستعقد إذا تأمن النصاب الطائفي والميثاقي لها، كما وعدت القوى السياسية الممثلة فيها على طاولة الحوار، ولكن أن تتخذ قرارات وتقر جدول أعمال، فهذا أمر لا يحسمه أي من الوزراء، خصوصا أن المشكلة المطروحة اليوم في شأن التعيينات تعيد الملف الى المربع الاول، أي إلى مسألة الآلية الحكومية، وهل تتخذ القرارات بالتوافق أو بالتصويت؟ علما أن بعض الأوساط القانونية تحدثت عن التوافق المرن الذي يتيح التوافق خارج مجلس الوزراء، تماما كما يطالب رئيس الحكومة، أي تأمين التوافق خارجا ثم اللجوء الى المجلس لإصدار القرار!

       

التوتر الإقليمي يصادر الرئاسة

ربى كبّارة/المستقبل/14 كانون الثاني/16

طغى تفاقم الخلاف الاقليمي على منصب الرئاسة الاولى الذي دخلت مفاعيل انجازه دائرة الغموض الشديد مع تفاقم التشنج السعودي - الايراني وتلكؤ الولايات المتحدة، خلافا لتعهداتها، عن ضبط تمدد النفوذ الفارسي في المناطق العربية بعد انجاز الملف النووي، بما حتّم على الدول الخليجية خصوصا، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، الانتقال الى المواجهة بدل الاستمرار في سياسة مسك العصا من وسطها حفاظا على استقرار مجتمعاتها. وقد تفجر الخلاف السعودي - الايراني بعد احراق السفارة السعودية في طهران والهجوم على قنصليتها في مشهد انتقاما لاعدامها مواطنها الداعية الشيعي نمر النمر، والذي كان واحدا من بين 47 شخصا اعدموا لتورطهم بالارهاب. فأتى الرد الملكي قطعا للعلاقات الديبلوماسية في خطوة حظيت بدعم خليجي وعربي عبرت عنه مواقف الجامعة العربية المستنكرة. ولم تكن ايران لتتوقع هذا الرد رغم ما سبقه من مؤشرات واضحة الى تغيير في نمط مواجهة المستجدات انطلق مع «عاصفة الحزم«، بما يوحي بان الزمن الذي كانت فيه السعودية تتردد في المواجهة حفاظا على الاستقرار في الاقليم قد ولى لان التوغل الايراني غير الملتزم بخطوط حمر لم يترك لها مفرا وفق سياسي سيادي. كما يشكل الموقف السعودي نوعا من الرد على التلكؤ الاميركي في مواجهة التمدد الايراني عندما تخلف عن فرض قيود جديدة على ايران ردا على الاختبارات الاستفزازية لصواريخها البالستية في مضيق هرمز، وذلك خلافا لتعهداته السابقة «بالعمل مع الحلفاء والاصدقاء للحد من انشطتها المزعزعة للاستقرار» وفق المصدر نفسه. بعد هذه الاحداث لم يعد ملء الشغور واردا في الامد المنظور وخصوصا ان ورقة الرئاسة بالنسبة لايران ورقة لها ثمنها لدى الغرب المتمسك بالحفاظ على استقرار لبنان اقله حفاظا على امن اسرائيل.فماذا لو وصل المتشددون الى جنوب لبنان وارادوا اكتساب شرعية اسلامية واسعة عبر هجمات على الدولة العبرية؟، كما يقول السياسي السيادي. وهو يلفت الى ان ايران لا تريد التفريط بهذه الورقة، بغض النظر عن شخص المرشح، قبل اتضاح بضعة امور منها ما هو داخلي يتمثل بنتائج انتخاباتها الاولى التي تخوضها بعد طي صفحة الملف النووي، ومنها ما هو خارجي يتمثل بالحجم الاقليمي المسموح لها به والذي لن تتحدد ملامحه قبل وصول رئيس جديد للسدة الاميركية في نهاية العام الجاري. وتترافق هذه المدة مع ما هو متوقع للمرحلة الانتقالية في سوريا وفق معطيات مرحلة التفاوض الجديدة المقررة في 25 من الجاري بين النظام والمعارضة. فطرح النائب سليمان فرنجية، رغم انتمائه الى «قوى 8 آذار» كحل لمسألة الشغور المتواصل منذ اكثر من 19 شهرا بدا معقولا عند بدء تداوله في ظل توافق غربي وسعودي واضح وايراني ضمني سرعان ما انكشف التنصل منه عبر تشدد «حزب الله» في تمسكه بالنائب ميشال عون مرشحا وحيدا. فقد فوّت اللبنانيون فرصة انتهاز التقاطع الايجابي لانهاء الشغور بسرعة لان التوافق الاميركي - الروسي بدا واضحا بشأن امور المنطقة وانعكس هدوءا في مرحلة اولى على جبهة طهران - الرياض. ثم تغيرت الامور بسبب المستجدات الاخيرة لان ملء الشغور يتطلب حدا ادنى من التوافق الاقليمي كما اوضح مسؤولون لبنانيون منهم وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اقر بان ملء الشغور «قرار اقليمي دولي غير متوفر الآن» واعتبار رئيس مجلس النواب نبيه بري انه متعذر حاليا.  ومحلياً، الى جانب رفض «حزب الله«، اتى رفض سمير جعجع، الداعي الى مرشح توافقي اذا لم يكن من ضمن 14 آذار، بما دفعه الى حد التلويح بدعم ترشيح عون في خطوة يدرجها المصدر نفسه في اطار السعي لابعاد فرنجية مستبعدا استكمالها ومصنفا اياها باللعب في الوقت الضائع. ومن مؤشرات دخول الرئاسة «ثلاجة الانتظار» الدفع الكبير لتفعيل العمل الحكومي. فالتركيز في جولة الحوار الاخيرة تمحور حول هذه النقطة بعد ان كان ملء الفراغ الرئاسي بنده الاول الذي لن يتم تخطيه قبل انجازه.

 

إلى البطريرك الراعي

محيي الدين عيتاني/النهار/13 كانون الثاني 2016

إلى نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الاحترام

تحية اجلال وتقدير واحترام وبعد، يشرّفني أن أنحني اجلالاً للمقام الذي تمثلونه ولشخصكم الكريم الذي يوحي الثقة والمحبة التي يكنّها لكم اللبنانيون جميعاً. سيدي صاحب النيافة، إن الطائفة المارونية التي نحب ونقدر فيها من الشخصيات المؤهلة للمناصب القيادية على كل المستويات ما لا يعد ولا يحصى، إن كان على الصعيد السياسي أو الفكري أو الثقافي أو الاقتصادي وهم من أهل الثقة المعروفين في وطنهم لبنان وعلى الصعيدين العربي والدولي. وهم خير من يمثلون لبنان ويؤتمنون عليه. سيدي صاحب النيافة، إنّ حصر الترشيح لرئاسة الجمهورية، وهي رأس لبنان بالشخصيات الاربع الذين يتندر اللبنانيون بتاريخهم يعد ظلماً فادحاً في حق الطائفة المارونية الكريمة، لأن تاريخهم لا يخفى على أحد وسيادتكم تعرفون، ولا مجال لسرد هذا التاريخ الآن ولا أخجل اذا قلت انهم لا يشرفون الطائفة الكريمة. سيدي صاحب النيافة، إن لبنان يناديكم لاتخاذ القرار وانقاذه من براثن بعض السياسيين لأنهم فشلوا في تنفيذ تعهدات لقاء بكركي، حيث أنهم اتفقوا على شيء، لكن كل منهم يضمر على أنا أو لا أحد. ومن هذا المنطلق فإنهم غير مؤهلين لرئاسة لبنان والمحافظة على سيادته ووحدة أراضيه. إن الطائفة المارونية الكريمة التي نحب ونقدر تزخر بالكفايات والشخصيات التي يمكنها قيادة لبنان. إن القوي ليس بسلاحه أو عزوته، بل القوي الذي يوحي الثقة ويلتف حوله اللبنانيون، كما أنتم سيدي. انقذوا لبنان باتخاذالقرار التاريخي. إن اللبنانيين ينظرون اليكم لأن محبتكم واحترامكم في قلوبهم جميعاً من الطوائف كافة. مع محبتي واحترامي لمقامكم ولشخصكم الكريم.

 

المنافسة المستحيلة بين عون وفرنجيه مطالبة ديبلوماسية بمرشح تسوية

خليل فليحان/النهار/14 كانون الثاني 2016

"آن لمعرقلي انتخاب رئيس جديد للجمهورية أن يعوا أنهم يتحملون مسؤولية عدم انتظام المؤسسات التشريعية والتنفيذية منذ نحو عشرين شهرا، حتى أصبح عقد جلسة لمجلس الوزراء حدثا جللا او من عجائب الدنيا السبع. كما أنهم غير متهيبين لتنبيهات خبراء الاقتصاد ان البلاد دخلت مرحلة خطيرة من بدء الانهيار، وحتى قطاع الخدمات بلغ حالا من التدهور الكبير". هذا ما أفادت به "النهار" مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ردا على سؤال عن تقويمها للحالة بعد طرح رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية. واعترفت المصادر بأن الموقف الذي اتخذه الحريري كان "مفاجئا لهم لانه جريء، خصوصا أنه يؤيد قطبا في قوى الثامن من آذار وهو صديق شخصي للرئيس السوري بشار الأسد ولإيران وعضو في كتلة العماد ميشال عون النيابية، وان انتخابه سيتم في وقت قريب. وساد الوسط الديبلوماسي للدول المهتمة بانجاز هذا الاستحقاق الرئاسي تأييد فرنسي وسعودي لهذا التوجه للحريري. واضافت ناقلة ما قاله سفير أوروبي معتمد لدى لبنان: "ان ما جعل دولنا تتفاءل بامكان حصول الانتخاب هو ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اتصل بفرنجيه داعما له. وسارع السفير السعودي علي عواض عسيري الى التحرك ومقابلة بعض المفاتيح الانتخابية لإبلاغهم أن المملكة تؤيد هذا الترشيح ولا تعارضه، ما دام مصدر الترشيح زعيما لبنانيا له تاريخه السياسي، على الرغم من سياسته المناهضة لسياسة بلاده من الازمة السورية. وأوحى القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز ان واشنطن تؤيد فرنجيه للرئاسة، وقابل عددا من الفاعليات للتأكد من عدم الممانعة في ذلك. ولفتت المصادر الى أن اعتقاد بعض القادة أن انتخاب رئيس الجمهورية يتم بقرار دولي - إقليمي لا يصح في الظروف الحالية المحيطة بهذا الاستحقاق، وقد أظهر عدم وحدة الصف المسيحي، وتحديدا عدم تقيّد المرشحين بما التزموه أمام البطريرك الماروني بشارة الراعي، وتعثر جمعهم في محاولة منه لإيجاد حل. وأشارت الى أن تأييد الحريري لخصم له أحدث إرباكا في صفوف 8 آذار و14 معا. بالنسبة الى الفريق الاول، بدّل فرنجيه موقفه من عون، فأعلن ترشيحه في مقابلة تلفزيونية بعدما كان يردّد أنه مرشح للرئاسة أكثر من أي وقت مضى، وفق تعبيره. إلا أن "حزب الله" لم يبدل موقفه من المضي في تأييد عون، وبذلك يكون قد أصاب عصفورين بحجر واحد، الاول أنه يرفض ما يرشحه الحريري ويبقي على الوعد الذي كان قطعه لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح". واستنتجت أن الفريق القائل إن الاتفاق الماروني هو الطريق الاقصر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي هو على حق. وسألت: في مثل هذه الحال، لماذا لا تتفاهم الفاعليات السياسية على مرشح تسوية أو مقرب من كلا الفريقين، لئلا يبقى قصر بعبدا مقفلا حتى إشعار آخر، بعدما كان العائق الاول لمنع الانتخاب النصاب القانوني؟

 

لا استقرار سياسياً وأمنياً واقتصادياً ما لم يتقرّر تحييد لبنان عن صراعات المحاور

اميل خوري/النهار/14 كانون الثاني 2016

لو أن لبنان التزم "إعلان بعبدا" لما كان القادة يدخلون كل مرة في جدل حول ما يجب أن يكون عليه موقفه في المحافل العربية والدولية من قضايا مطروحة عليها و مثيرة للخلاف والانقسام، ولا تكون هذه المواقف استنسابية وانتقائية ووفقاً لظروف يختلف القادة على تقديرها... ولو أن لبنان التزم حتى سياسة "النأي بالنفس" عما يجري حوله، لما كانت تعرضت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي للاستقالة تحت ضغط تدخل "حزب الله" عسكرياً في الحرب السورية التي ينقسم اللبنانيون وقادتهم حولها انقساماً حاداً سياسياً ومذهبياً. لذلك فإن اقتراح الوزير ميشال فرعون جعل سياسة "النأي بالنفس" موضوع بحث في جلسة هيئة الحوار المقبلة هو اقتراح في محله، اذ بات على لبنان أن يحسم سياسته الخارجية اما باعتماد الحياد واما باعتماد الانحياز لأن لا استقرار سياسياً وأمنياً واقتصادياً دائماً وثابتاً فيه ما لم تحسم هذه السياسة بموافقة كل القوى السياسية الأساسية في البلاد بحيث تكون سياسة كل رئيس للجمهورية وكل حكومة تحصيناً للجبهة الداخلية وترسيخاً للعيش المشترك والسلم الأهلي. لقد دفع لبنان غالياً ومنذ العام 1943 ثمن انحيازه لهذا المحور أو ذاك وجعل أرضه مفتوحة لتحمّل عواقب صراع المحاور سياسياً وأمنياً واقتصادياً. فمن صراع بين فرنسا وبريطانيا على أرضه الى صراع بين بريطانيا وأميركا وصراع بين "حلف بغداد" و"التيار الناصري" فكانت أحداث 58، الى خلاف حول السلاح الفلسطيني الذي لم ينفع لضبطه حتى "اتفاق القاهرة" وإخلاله بالسيادة الوطنية، ولا منع حصول حرب لبنانية – فلسطينية تحوّلت حرباً لبنانية– لبنانية واستمرت 15 سنة لأنها أصبحت حرب الآخرين على أرضه، ولم تتوقف تلك الحرب الطويلة إلا بعد التوصل الى اتفاق عرف بـ"اتفاق الطائف" الذي أخضع لبنان لوصاية سورية دامت 30 عاماً خلافاً حتى لمضمون هذا الاتفاق. ولأن في لبنان قادة مرتبطين بخارج لا بل مرتهنين له يواجه عند كل استحقاق رئاسي أزمة كان أشدها تلك التي يشهدها اليوم. فلم تحل أزمة الانتخابات الرئاسية في الماضي إلا بعد التوصل الى اتفاق في الدوحة، ولم تحل أزمة الانتخابات الرئاسية الى اليوم حتى بعد مرور 19 شهراً، ولا أحد يعرف أي اتفاق سيتم التوصل اليه في الداخل أو في الخارج بحيث بات على القادة في لبنان واجب الاتفاق على أي سياسة يريدون في علاقاتهم مع الدول العربية والإقليمية والأجنبية كي يستطيع أي حكم يقوم فيه التزام هذه السياسة، ولا يظل الخلاف عليها يثير الانقسامات الداخلية السياسية والمذهبية المهددة للوحدة الوطنية والعيش المشترك. والحاجة الى بلوغ هذا الاتفاق هي اليوم أكثر من أي وقت مضى في اجتماع أقطاب الحوار وبت هذا الموضوع والتعهد بالتزامه فلا يتكرر ما حصل بعد "إعلان بعبدا" من خرق له وما حصل لسياسة "النأي بالنفس" من خرق لها أيضاً. لقد كفى لبنان أن يظل ساحة مفتوحة لصراعات الآخرين على أرضه، حتى إذا حصل انقسام داخل أي دولة عربية أو حصل صراع بين دولة ودولة كانت هذه الساحة متنفساً لهذه النزاعات، وآن للبنان ان يبتعد عن صراعات المحاور على اختلاف هوياتها وأهدافها اذ لا شأن له بها مثل الاعدامات في السعودية وانقسام اللبنانيين حولها سياسياً ومذهبياً. وما شأن لبنان بما يفعله الحكم داخل مصر والعراق وتونس والجزائر وموريتانيا كي ينحاز لفريق من دون آخر؟ إن سياسة ربط المحاور وسياسة الحدود المفتوحة لا تصلح للبنان نظراً الى تركيبته الدقيقة والسريعة العطب، إنما سياسة "لا شرق ولا غرب" التي دعا اليها "الميثاق الوطني" لأنها السياسة المناسبة لاستقراره العام، وهي السياسة التي لم تطبق لأن انضمام لبنان الى جامعة الدول العربية جعله طرفاً في أي خلاف عربي عند التصويت. وهو ما واجهه في الخلاف السعودي – الإيراني وفي أي خلاف عربي محتمل، وهو ما يؤكد ان سياسة تحييد لبنان هي السياسة الحكيمة والصائبة التي تلائم تركيبته الدقيقة والحساسة. الى ذلك، فإن عدم توصل القادة في لبنان الى اتفاق على أي سياسة خارجية يريدون قد يجعل عهد كل رئيس للجمهورية وكل حكومة عرضة للاهتزازات السياسية والأمنية والاقتصادية. فعلى اللبنانيين، ولا سيما منهم الموارنة، أن يتفقوا على هذه السياسة لأن اتفاقهم على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى تشكيل حكومة وعلى قانون للانتخاب لا يكفي لحماية لبنان وتحصينه. ما لم يتم التوصل الى اتفاق على تحييد لبنان كي لا يظل يدفع ثمن انحيازه غالياً. فكفى لبنان أن يظل ساحة لصراعات المحاور ومكباً لمشكلات المنطقة.

 

التمديد للبلديات مخالفة دستورية

غسان حجار/النهار/14 كانون الثاني 2016

الحكومة امام تحدي اجراء الانتخابات البلدية في موعدها في ايار المقبل. لا مبررات للتأجيل، فلا توترات أمنية ولا تفجيرات واغتيالات، (اللهم الا اذا كانت حاجة للتأجيل فيتم استحضارها)، ولا خلاف على القانون لضمان حسن التمثيل، ولا حاجة الى جيوش جرارة منتشرة على الحدود، اذ تكفي عناصر قوى الامن الداخلي لمتابعتها وتنظيم اجرائها في معظم المناطق. يختلف القانونيون حول مشروع محتمل للتمديد للمجالس البلدية، فثمة من يقول ان القرار يحتاج الى جلسة تشريعية، فلا يقتصر على قرار حكومي، تماما مثل التمديد لمجلس النواب، اذ انها مجالس تمثيلية منتخبة مباشرة من المواطنين، ويحكمها قانون واحد.

لكن الرأي المرجح الآخر، وقد عشناه تجارب في مرات عدة، ويتكرر حاليا، يفيد ان انحلال المجالس البلدية او استقالتها او انتهاء ولايتها من دون القدرة على اجراء انتخابات، يدفع بالقائمقامين او من يكلفون من الموظفين ادارة البلديات، الى حين حصول الاستحقاق الانتخابي. فقد نصت المادة 24 من قانون البلديات على الآتي: "في حال حل المجلس البلدي أو اعتباره منحلا يصار إلى انتخاب مجلس جديد في مهلة شهرين من تاريخ مرسوم الحل أو إقراره إو إعلانه. يتولى القائمقام أو رئيس القسم الأصيل في القضاء والمحافظة أو امين السر العام في مركز المحافظة أعمال المجلس البلدي حتى انتخاب المجلس الجديد وذلك بقرار من وزير الداخلية". هذا النص واضح لجهة عدم التمديد للبلديات طالما انه وفر مخرجا لاستمرار المرفق العام، تماما كما في رئاسة الجمهورية التي لا تمدد ولاية شاغلها، او يستمر في تصريف الاعمال الى حين توافر البديل، اي انتخاب رئيس جديد، بل تنتقل صلاحيات الرئيس الى مجلس الوزراء مجتمعا بما يضمن استمرار الاعمال الادارية الضرورية الى حين حصول الاستحقاق، علما ان اي نص لم يلحظ، او يتوقع، تعطيلا بلغ مداه، وشغورا مرشحاً للاستمرار الى وقت غير محدد. اما عدم اجراء الانتخابات، فيعني الشلل التام في الدولة ومؤسساتها، بدءا من رأس الهرم، اي الرئاسة الشاغرة، والمجلس المعطل، والحكومة المشلولة، مروراً بالوزارات العاجزة، والقضاء المتردد، وهيئات الرقابة التي لا تجتمع. وفي عدم إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية أيضا تغييب متعمد لدور المواطن وحرمانه حقه في التصويت والانتخاب، وإبقائه رهينة حسابات السياسيين. من هنا يصبح الكلام على تمديد للمجالس البلدية نوعا من الترف الفكري، وجس نبض الاحزاب المستعدة دوما ومرارا للاتفاق على تجاوز الدستور اذا كان هذا التجاوز يضمن مصالحها النفعية في السلطة وفي توارثها. وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وعدنا بالانتخابات في موعدها، فهل ينجح في فرض الاستحقاق على الاحزاب التي تفضل ارجاء كل استحقاق لألف سبب وسبب؟

 

الحقيقة المرّة: لبنان دولة تدور في الفلك الإيراني

خلف أحمد الحبتور/السياسة/14 كانون الثاني/16

حتّام سنستمر في خداع أنفسنا معتقدين أن ولاءات لبنان هي للعالم العربي! فخلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب عُقِد أخيرا في إطار الجامعة العربية، بناءً على طلب من المملكة العربية السعودية، لمناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها رداً على«الأعمال الإرهابية» التي تقوم بها إيران وأعمالها العدائية ضد السعودية، بدا جلياً أن بيروت تقف إلى جانب العدو. فقد تجاهل لبنان الدعوة التي وجّهها الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إلى جميع وزراء الخارجية لـ»اتخاذ موقف جماعي قوي واضح بمطالبة إيران بوقف جميع صور التدخلات في شؤون الدول العربية»، وامتنع عن التصويت على قرار يدين الممارسات الإيرانية الخطيرة، والذي حظي بالدعم من جميع الدول الأعضاء الأخرى. إن فشل لبنان في التكاتف مع أشقائه العرب خير دليل على أن استقلاله سُحِق تحت الحذاء الإيراني. هذا الوضع المؤسف أمر معلوم، لكن الآن بعدما أعلنت بيروت بوضوح عن موقف منحاز لإيران، لم يعد هناك مجال للشك؛ لقد بات الأمر بحكم المؤكّد. سوف يُستتبَع البيان الصادر عن الاجتماع بتشكيل لجنة تضم ممثّلين عن السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، مع العلم أن هذه البلدان إما قطعت علاقاتها مع إيران وإما عمدت إلى خفضها؛ ومهمة اللجنة رصد الأزمة واقتراح مزيد من الإجراءات ضد طهران، في حال اقتضت الضرورة. وسوف تُجري السعودية أيضاً محادثات مع حلفائها العرب حول الخطوات المستقبلية.

لقد صُدمت وشعرت بخيبة أمل عندما علمت بالموقف اللبناني الذي اتُّخِذ على ما يبدو على خلفية إدانة البيان لـ»حزب الله»، عميل إيران في لبنان، بسبب تدخلّه السافر في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين. نُقِل عن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قوله: «البيان الذي صدر بحق البحرين لا يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية وسياستها ولا الجهة السياسية التي أمثّلها «التيار الوطني الحر العوني». لست أفهم لماذا يتورّط بعض المسيحيين الموارنة مع عملاء إيران إلا إذا كانوا يسعون خلف مآربهم الخاصة؟. قال باسيل الذي سبق أن تسلّم حقائب وزارية في حكومات فؤاد السنيورة وسعد الحريري، القياديَّين في تحالف» 14 آذار»: «لا يختلف موقف لبنان الضمني عن موقف الدول العربية في بيانها، لناحية عدم التدخل في شؤون البحرين. لكن أن يصدر بيان يُفسَّر أنه ضد لبنان أو ضد فريق من اللبنانيين، فطبعاً أعترض عليه…».

وصبّ باسيل مزيداً من الزيت على النار قائلاً: «يجب أن يُسجَّل أن هذا البيان طُرِح بخلاف الأصول المتبعة في الجامعة وميثاقها، لكننا لم نرغب في إثارة هذه النقطة، لأننا لا نريد أن تحصل مشكلة مع أي دولة عربية». يا لها من بادرة «لطيفة وذكية» من قبله! الحقيقة هي أن أي تلميح من هذا القبيل من جانبه كان ليُجابَه بالرفض من جميع الدول الأعضاء التي كانت ستجهز عليه بالضربة القاضية، وهو يعلم ذلك جيداً. وتابع مشتكياً من أن المساعدات العربية الموعودة لم تأتِ بعد. بعبارة أخرى، يُسيء إلى الدول العربية التي دأبت تقليدياً على مساعدة لبنان، ويتوقّع منها في الوقت نفسه تقديم مليارات الدولارات لدعم حكومة معطّلة عاجزة عن إيجاد حل لمشكلة جبال النفايات المتحلّلة، ومجلس نواب فشل منذ أكثر من 18 شهراً في التوصّل إلى إجماع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وجيش تنقصه الفعالية وتسيطر عليه ميليشيات إيرانية. قدّمت المملكة العربية السعودية هبة قدرها مليار دولار إلى الجيش اللبناني العام 2014، وفي أبريل من العام الماضي، تم تسليم الدفعة الأولى من الأسلحة والمعدات العسكرية الفرنسية الصنع إلى الجيش اللبناني بموجب اتفاق أبرمته السعودية مع شركات فرنسية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وذلك بهدف إعادة بناء «جيش لبناني قادر على الاستجابة للمستجدات الأمنية الجديدة».

من وجهة نظري، يحتاج الجيش اللبناني إلى الحس الوطني أكثر من حاجته إلى الأسلحة. فكما أن الحياة السياسية معطّلة بسبب الابتزاز من «حزب الله»، تسلّل الحزب إلى المؤسسة العسكرية ويعمد إلى وضع العصي في الدواليب مانعاً الجيش من أداء واجبه كما يجب. لا تستطيع كل أموال العالم أن تشتري حب الوطن وتزرعه لدى الأشخاص الذين يقع على عاتقهم حمايته من الكيانات المعادية داخل البلاد أو خارجها. صحيح أن لبنان يرزح تحت الأعباء المالية المترتبة عن تدفّق أعداد هائلة من اللاجئين السوريين، فضلاً عن اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في البلاد. لكن صحيح أيضاً أنه لو لم يقدّم «حزب الله» وأسياده في إيران الدعم لنظام الأسد الإجرامي، لربما كان ذلك النظام أنهار قبل أعوام عدة عندما كانت هناك معارضة حيوية تتحيّن الفرصة لتشكيل حكومة تسيير أعمال تمهيداً لإجراء انتخابات.

ليس لتدخّل «حزب الله» العسكري في سورية أي علاقة بتأمين المصالح اللبنانية، بل يتم بناءً على أوامر الملالي الإيرانيين. يتحمّل الحزب مسؤولية المساهمة في النزوح الواسع للسوريين الهاربين من قنابل النظام، وكذلك مسؤولية تحويل لبنان هدفاً للجماعات الإرهابية.

يؤكّد جبران باسيل أن لبنان يعتمد سياسة عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى. إذا كان ذلك صحيحاً، فهذه السياسة هي مجرد حبر على ورق لأن الميليشيا التي يدافع عنها باسيل ضربت عرض الحائط بها خدمةً لأسيادها. لقد أعرب رئيس كتلة تيار «المستقبل»، سعد الحريري، عن أسفه أزاء امتناع بلاده عن التصويت، في بيان صادر عن مكتبه الصحافي جاء فيه: «امتناع وزير خارجية لبنان عن التصويت على القرار لا يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين الذين يعانون من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية». أصدّق كلامه. لدي عدد كبير من الأصدقاء اللبنانيين، وأعتقد أن جميعهم تقريباً سيحتفلون باليوم الذي سيختفي فيه «حزب الله» عن وجه الأرض. يسمّون أنفسهم عرباً أو مشرقيين، إنما بالتأكيد لا يعتبرون أنفسهم فرساً. معظم اللبنانيين الذين أعرفهم يعشقون بلادهم والنعَم التي وهبها إياها الله عز وجل، لكن المنظومة السياسية والعسكرية تستمر، للأسف، في إحباط تطلّعهم إلى رؤية لبنان يحقق الازدهار كما في أيام العز في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي قبل اندلاع الحرب الأهلية وتعطيلها عجلة التقدّم في البلاد. يجب أن يتحلّى اللبنانيون الأخيار بالشجاعة والحزم لطلب المساعدة من أجل قطع اليد الإيرانية التي تخنق مستقبل أولادهم. وفي غضون ذلك، أود أن أناشد السعودية التوقّف عن إرسال الأموال إلى لبنان، لأنه قد ينتهي بها الأمر بسهولة في ملء جيوب الميليشيات الإيرانية. علاوةً على ذلك، يتعيّن على الجامعة العربية أن تعيد النظر في عضوية لبنان بانتظار أن يصبح جاهزاً للإعلان بوضوح عن الجهة التي يقف فيها.

*رجل أعمال إماراتي

 

"المستقبل": جعجع يلعب على حافة الهاوية!

محمد شبارو/المدن/الأربعاء 13/01/2016

على مدار المرحلة السياسية، منذ العام 2005، شكل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، محجة سياسية لكثر في تيار "المستقبل" وفي قوى "14 آذار"، وفي القواعد الشعبية. كانت بعض السياسات "الإنبطاحية" التي يتخذها "المستقبل"، ولا يستسيغها كثر، تلقى سنداً في معراب، قبل أن ينتقل جعجع في المرحلة الأخيرة، إلى خانة الحسابات الخاصة أو الضيقة. وعندما سرب خبر لقاء الرئيس سعد الحريري، برئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية. تماهى كثر مع مواقف معراب، بوصفها تعبر عن "14 آذار"، خصوصاً لجهة اعتبار خيار فرنجية، تسليم البلد لـ"حزب الله" وسوريا وإيران. كل ذلك انقلب رأساً على عقب، مع تلويح جعجع بإحتمال تبني ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون. وفي حالة استثنائية، يندر أن تسجل قيادات "المستقبل" توافقاً بينها، كما تتوافق اليوم على التعبير عن سخطها واستيائها من ما يسرب من معراب، خصوصاً أن خيار فرنجية بالنسبة لهم، وإن كانوا يرفضونه، إلا أنه "أرحم" من خيار عون.

وعلى الرغم من استبعاد أوساط "المستقبل" إحتمال ان يلجأ جعجع إلى خطوة تبني عون، بوصفها "إنتحار سياسي"، ووضعها في خانة الرد حصراً على طرح اسم فرنجية، إلا أنها تستغرب، في ظل الصورة الأقليمية، والتصعيد الإيراني – السعودي، الذي سد منافذ أي تسوية رئاسية، استمرار جعجع بتلويحه، وهو الموقف الذي عبر عنه صراحة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بعد زيارة معراب.

هذا الإنسداد، هو ما دفع عملياً "المستقبل"، للبحث عميقاً في خلفية تهديدات معراب، التي لا يمكن أن تفسر سوى أنها محاولة استهداف واضحة لـ"المستقبل" ومن خلفه المملكة العربية السعودية، وحتى المقربين في التيار من جعجع يشيرون إلى أن ما يحصل لا يمكن إلا اعتباره ايضاً ابتزازاً لـ"المستقبل".

في سياق شرح موقف "المستقبل"، ولماذا يعتبر موقف جعجع، استهدافاً لهم، تذّكر مصادر مطلعة عبر "المدن" بـ"الحفلة" الأخيرة بعد أن سرب خبر لقاء فرنجية والحريري. يشيرون في هذا السياق إلى حملة البعض في "8 آذار" الشخصية ضد الرئيس سعد الحريري، ورفضهم علناً عودته إلى بيروت، ورئاسته للحكومة المقبلة، اضافة الى النقاش حول القانون الإنتخابي المقبل. وتعتبر المصادر أن خيار تبني عون يعني عملياً تبني خيار عدم عودة الحريري، ويعني ايضاً تبنياً لقانون إنتخابي يؤدي حكماً الى تحجيم "المستقبل" وكتلته النيابية العابرة للمناطق والطوائف، وبالتالي يعني تبني خيار المحور الإيراني في كسر الحريري، وما يمثل داخلياً وأقليمياً. لا يفصل "المستقبل"، وإن وضع خيار جعجع في إطار المناورة، بين هذا التلويح، وبين ما يسميه خيارات جعجع الجديدة، بعد التقارب مع عون، ورفعه شعار الأولويات المسيحية، خصوصاً أن المرحلة الراهنة، وفق أوساط "المستقبل"، هي صراع بين من يؤيد النظام اللبناني وفق اتفاق "الطائف"، والذي يضم رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جانب "المستقبل"، وبين من يسعى الى فرض معادلات جديدة، خصوصاً أن "حزب الله"، الذي يقود هذا المشروع، كرر مؤخراً على لسان قادته، المقاربة بين صلاحيات رئاسة الحكومة، ورئاسة الجمهورية.

تفضل أوساط "المستقبل" في سياق شرح أو قراءة موقف جعجع، وصفه بأنه "يلعب على حافة الهاوية". وتعتبر أن جعجع لطالما فضل اللعب سياسياً على هذه الطريقة، خصوصاً أنه يؤمن أنها تحقق له مكتسبات سياسية على مختلف الصعد، من دون الوقوع في المحرم، مستشهدة بقانون "اللقاء الأرثوذكسي"، وبالخلاف ابان جلسة تشريع الضرورة، عندما هدد جعجع بالنزول الى الشارع، والإضراب العام، ضد الحلفاء في "المستقبل"، وسلف عون ورقة تحويل الصراع الى سني – ماروني، وكأنه "لم يكن بيننا حلف ونضال مشترك"، وهو عملياً ما يعزز موقع الفريق المعارض لـ"الطائف".

هذه القراءة دفعت "المستقبل" إلى تحذير جعجع، سراً وعلناً، لأن اللعب على حافة الهاوية هذه المرة، خطر جداً، خصوصاً أن أحداً لا يمكنه ضمان عدم وقوع المحظور، كما أن "حزب الله" لن يفوت هذه الفرصة إطلاقاً، وان كانت ايران لا ترى أن الوقت حان للإفراج عن الإستحقاق الرئاسي.

رسالة "المستقبل" أوصلت عبر القنوات إلى جعجع، بإنتظار موقفه، لكن في المقابل ثمة بعض الأصوات بدأت ترتفع في "المستقبل"، مستفسرة، بغض النظر عن كل الخلافات التي حصلت مرخراً، عن موقف "القوات" من "الطائف"، ومن المعادلة التي أرساها، بوصفها عصب تحالف قوى "14 آذار"، والثابتة الأخيرة، بعد إنهيار كل الثوابت الأخرى بينهما، خصوصاً أن إختيار أي اسم لرئاسة الجمهورية، ينطلق بالنسبة لـ"المستقبل" من هذه الحيثية، بوصفها أولوية وطنية ضامنة.

 

"شعب لبنان العظيم" و"أشرف الناس"

إيلـي فــواز/لبنان الآن/13 كانون الثاني/16

يبدو أن هذه الهاوية التي نسقط فيها، شعباً أحزاباً، سياسيين، ومحللين، لا قاع لها. لبنان أصبح رسالة حقد. عندما اغتيل جبران تويني ذُهل اللبنانيون لمشهد توزيع الحلوى احتفالاً في أزقّة الممانعة. عندما اغتيل النائب وليد عيدو لم تستطع مذيعةٌ ما من كتمان فرحتها بالخبر، فشاركتها المشاهدين مباشرةً متسائلةً بنشوة عن هوية التالي من ضحايا الإجرام. عندما سقطت القصير ومن فيها من أبرياء ذُهل الناس مجدداً لمشهد اليافطات المنتشية وبتوزيع الحلوى على طرقات الضاحية احتفالاً ايضاً. عندما قُتل سمير قصير، هلّل أحدهم - رئيس تحرير- للخبر. تلك الهاوية التي نسقط فيها لا حدود لها. لم يكن هناك ثمّة عذر لهذا القبح. ولكن يقول البعض، أتى هذا التعبير في السياق السياسي المتشنج، ونتيجة الحرب الباردة الدائرة يومها. عيدو وتويني وقصير وغيرهم من الشهداء صُوِّروا لبيئة الممانعة على انهم أعداء لا خصوم سياسيين، يقاتلون حزب الله لا يختلفون معه وحسب. حسناً ولكن ماذا عن مضايا؟ هذه لا علاقة لها بالسياسة. هذه مأساة انسانية. ومع ذلك لم يشعر بعض جمهور الممانعة حرجاً في الاستهزاء من المأساة ومن ضحاياها. ليس الكلام هنا عن محاولة الإعلام الممانع من التخفيف والتقليل من جريمة كتلك او حتى نفيها. فمبجرد إدخال المساعدات الغذائية بعد مفاوضات مع الجهة المحاصِرة يعني ان مضايا تموت جوعاً. البعض الداخل مع تلك الطوابير يتكلم عن أطفال يأكلون الحشيش، مدينة فيها ناس ولكن ليس فيها حياة. كل ما جاء على لسان السياسيين والاعلاميين الموالين لحزب الله حول مضايا على انها مؤامرة تستهدف صورة المقاومة سقط بمجرد وقوف طوابير الشاحنات المحملة مواد غذائية على ابواب البلدة. نحن نتكلم هنا عن صورٍ عرضها اصحابها من دون خجل، عن تخمة يفتخرون بها امام جوع اطفال مضايا. شبان معروفو الهوية. حتى هناك من هم من اهل الفن، لهم جمهور يتأثر بمواقفهم، لم يتوانوا عن المشاركة بالتهكم على مأساة مضايا عبر تعليقات ساخرة. كبريات الصحف العالمية تناولت تلك الظاهرة التي تميز بها جمهور الممانعة. للأسف لم يتوقف الحقد على حدود مضايا، بل ذهب الى حد نبش قبر الشهيد رفيق الحريري وشتمه. المضحك في الأمو ان هذا الجنوح في الحقد أتى بعد الكم الهائل من تصريحات لجماعة حزب الله يشددون فيها على البعد الاخلاقي الذي يلتزمون به نهجاً في ممارستهم السياسية، في اشارة الى وقوفهم بجانب حليفهم ميشال عون في مسعاه الرئاسي. يتحفنا الحزب عن الاخلاقيات التي تميز عمله السياسي، ويتكلم دائماً عن أخلاقيات بيئته الحاضنة، على اساس أنهم من اشرف الناس. وكذلك البرتقاليون الذين لا ينفكون يتكلمون عن نزاهتهم وزهدهم في ممارسة السياسة. ومع هذا لم يصدر من تلك الجهات حتى تصريح واحد يدين تصرفات ناسهم المشينة. على كل الأحوال نحن امام جريمة حقد ارتكبها كل من ظن ان تغريداته تعبير عن رأي لا يمكن ان يطاله قانون طالما هو "شريف" او "عظيم". إلى أي درْك يمكن ان يسقط حزب الله من اجل اهدافه السياسية ليس سؤالاً مطروحاً. فحزب ايدولوجي عقائدي ثيوقراطي يؤمن انه يمتلك الحقيقة المطلقة من دون غيره لن يتوانى عن تجويع اهل مضايا و سيجد ما يبررها "إلهيا". المشكلة تكمن في تلك البيئة الحاضنة. كيف لها ان تنتشي بالموت والقتل و الدم؟ و تزدري بأقدس ما يكون: الروح الانسانية؟

 

بعد احكام الاعدام في الكويت: هل يتكرر السيناريو السعودي – الإيراني؟

سهى جفّال/جنوبية/13 يناير، 2016/بعد خطوة السعودية بإعدام الشيخ الشيعي نمر النمر. لحقت الكويت بشقيقتها إذ أصدرت المحكمة الكويتية حكما بإعدام المتهمين الرئيسيين، في قضية خلية "العبدلي" الإرهابية المرتبطة بإيران وحزب الله. فهل ستقحم إيران نفسها أيضًا بالشأن الكويتي ويتكرر سيناريو الايراني السعودي مع الكويت؟ وهل يمكن اعتبار الحكم الكويتي استمرار لسياسة الحزم العربية بوجه التجاوزات الإيرانية؟ لا تزال تداعيات الصراع الدبلوماسي بين السعودية وإيران على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر يرخي بظلاله على الساحة الإقليمية. وجديد التوترات بين الخليجين العربي والفارسي ما أقدم عليه القضاء الكويتي بإصدار حكما بإعدام المتهمين الرئيسيين، في قضية خلية “العبدلي” الإرهابية بتهم منها التخابر لصالح ايران وحزب الله اللبناني وحيازة متفجرات. فقد قضت المحكمة بإعدام كويتي وآخر إيراني هارب، وبمعاقبة أحد المتهمين بالسجن المؤبد. كما أصدرت أحكاما بحبس 15 متهما يحملون الجنسية الكويتية 15 عاما. وهو حكم محكمة أول درجة وقابل للاستئناف ثم التمييز. وتعود القضية إلى الـ13 من آب من العام الماضي، حين أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن ضبط أعضاء في خلية إرهابية ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات في منطقة العبدلي.

فهل ستقحم إيران نفسها أيضًا بالشأن الكويتي ويتكرر سيناريو الايراني السعودي مع الكويت؟ وهل يمكن اعتبار الحكم الكويتي استمرار لسياسة الحزم العربية بوجه التجاوزات الإيرانية؟ خاصة، أن الكويت حينها اكتفت بإستدعاء السفير الإيراني لديها وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران. ولم تقدم على اتخاذ إجراءات مشدّدة كما فعلت السودان والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير الايراني”. في هذا السياق، إعتبر الكاتب والصحافي مصطفى فحص في حديثه لـ “جنوبية” أن قرار محكمة الجنايات الكويتية موقف تصعيدي بوجه ايران”. مضيفا أن “القرار الكويتي وان كان غيابيا بحق المتهم الإيراني إلّا أنه حساس أكثر من السعودية في هذا الإطار. لكن، هذا الموقف هو داعم للحليف السعودي بالتأكيد، ورسالة لكل من يريد أن يعبث بأمن المنطقة والخليج”. كما لفت فحص إلى أن “انفعال ايران إزاء هذه المسألة أقل من انفعالها على خلفية اعدام النمر”. وأعاد ذلك لعدّة أسباب اولها أن “تبني اعدام النمر هو سياسي بالدرجة الأولى، إذ اعتبرت ايران أن اتهامه بالإرهاب غير كاف. بينما في الكويت، فهناك أدلة جنائية واضحة وملموسة”. مضيفا أن “المأزق السياسي لإيران مع السعودية وليس مع الكويت، كما ان مهاجمة إيران للسعودية هي من منطلق سياسي وليس دفاعا عن الشيخ النمر”.

وخلص فحص إلى ” ضرورة التمييز بين السعودية في الحجم والقدرة وبين الكويت”. وكان للكاتب والصحافي راشد الفايد رأي مغاير إذ أكّد لـ “جنوبية” أن ” الشبكة الارهابية كشفت قبل التوتر الايراني السعودي وان الحكم بالإعدام ليس ردة فعل”. مشيرا إلى أن ” الكويت تحرص على أن تكون مستقلة وإن كان هذا الموقف يتماهى مع ما جرى مع السعودية لانه يرتبط بما فعلته هذه الخلية وليس لأسباب أخرى”.

الكاتب والصحافي راشد الفايد

ورأى أن ” رغم حجم الكويت ودورها وحرصها على استقلاليتها إلا أن قراراتها منسجمة مع دول التعاون الخليجي”. كما استبعد الفايد أن “تلجأ إيران إلى خطوات تصعيدية بسبب الحكم أو عند تنفيذه خصوصا أنها لم تتخذ هي وحزب الله موقفا في تلك الفترة عند القبض على الخلية وهذا يعني أنهما يريدان حلولا”. ولفت إلى “الحكم لم ينفذ وقابل للاستئناف.مشيراً إلى أن “إيران في المراحل الأخيرة من اشتباكها السياسي مع السعودية تعمل على التهدئة”. لافتًا إلى أنه أيضًا “إيران تقترب من موعد رفع العقوبات المالية الدولية عليها والتصعيد لا يصب في مصلحتها”. كما أن الفايد لم يستبعد أن “تنفذ الكويت الحكم لكن ليس في المدى القريب خاصة أن مثل هذه الأحكام تدخل فيها السياسة”. والجدير بالذكر، أن المحكمة اعتبرت المتهم الأول – وهو كويتي – “العقل المدبر للخلية وخائنا للوطن وحمل أسلحة فتاكة تلقاها عن طريق البحر”. كما قضت بإعدام المتهم الإيراني لضلوعه في قضية خلية العبدلي، ولتخابره مع إيران وحزب الله وحيازة ترسانة أسلحة ومفرقعات، إضافة إلى تجنيده 14 شخصا اتهمتهم المحكمة أيضا بـ “الخيانة العظمى، والغدر بالكويت”. وشملت الأحكام بمعاقبة متهم واحد بالمؤبد، وآخرين بفترات سجن تراوحت بين خمس سنوات و15 سنة.

 

صمود المعارضة يضطر بوتين الى «المرونة»

 حسان حيدر/الحياة/14 كانون الثاني/16

حديث بوتين المخادع عن «إمكان» منح بشار الأسد اللجوء السياسي على رغم انه «سابق لأوانه»، لا غرض له سوى المناورة وإطلاق بالونات اختبار قبل الموعد المزمع في غضون عشرة ايام لبدء المفاوضات في جنيف بين المعارضة والنظام، ذلك ان الرئيس الروسي متمسك الى اقصى حد ببقاء تابعه المخلص رئيساً، حتى ولو على رقعة مصغرة من سورية. أما السبب الذي يدعو «القيصر» الذي يهوى عرض عضلاته الى المناورة ودغدغة آمال المعارضين وسائر السوريين برحيل الديكتاتور، فهو ان حملة القصف الجوي والصاروخي والمدفعي التي تشنها قواته في سورية لم تحقق حتى الآن الأهداف المتوخاة منها، أولاً لأن المعارضة تمكنت من الحفاظ على معظم مواقعها على رغم شراسة الهجمة وبعض النكسات الصغيرة هنا وهناك، وثانياً لأن الوقت يضغط على موسكو على رغم ادعاءاتها بأنها «مرتاحة جداً» في حربها وأن جيشها «يتمرن» فحسب. كان جنرالات موسكو يعتقدون ان قنابل قاذفاتهم ستدفع مقاتلي المعارضة الى الانكفاء وبسرعة، لكن كلما اثبت هؤلاء صمودهم كلما ألحّ بوتين على تحقيق «انتصارات» ودعا حلفاءه الميدانيين من «الحرس الثوري» و «حزب الله» وسائر الميليشيات الداعمة للنظام الى بذل جهود اكبر للدفاع عن سمعته التي تواجه امتحاناً جدياً، بعدما كان يأخذ على الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة «عدم فاعليته» في محاربة «داعش» عبر القصف الجوي وحده. ولهذا ايضاً خرق «حزب الله» الحدود الأخلاقية كافة في حصار مضايا، لأنه مستعجل كثيراً للاستفادة من الهجمة الروسية في تحقيق انتصار، أي انتصار. وكان يُظن ان اسرائيل وحدها لا تقيم وزناً في عدوانها لأي قيم انسانية، مثلما فعلت في حصار بيروت، عندما كان جنودها يفتشون الداخلين الى المدينة بحثاً عن رغيف خبز، ومثلما تفعل حالياً في حصار غزة المنكوبة، إلى ان بزّها الحزب المتشدق بشعار «تحرير الارض والانسان» في اساليبها الوحشية، ذلك اننا لم نر صوراً لمعتقلين لدى العدو وقد برزت عظام اجسادهم من الجوع مثلما يحصل في البلدة السورية.

والسبب الثاني لـ «المرونة» التي يبديها بوتين عندما يتحدث عن «أخطاء الاسد الكثيرة» وعن «حاجة سورية الى دستور جديد»، فهو رغبته في ان يظهر دولياً بمظهر المحايد الذي يتعاطى مع الوضع السوري بواقعية ولا هدف له سوى «محاربة الإرهاب»، موجهاً كلامه أساساً الى الغرب المكتوي باعتداءات المتطرفين المشبوهة الدوافع والتدبير. لكن السوريين انتفضوا قبل خمس سنوات ليس فقط لأنهم يريدون تعديلاً دستورياً او إقراراً من هذه الدولة او تلك بـ «أخطاء» الاسد التي وصلت الى حد قتل 300 الف سوري وتشريد الملايين وتدمير نصف البلاد، بل لأنهم لا يرون حلاً للأزمة في بلدهم يقلّ عن تغيير النظام ورحيل رأسه، بل ومحاكمته مع حاشيته، حتى بعد فراره الى موسكو. ويستفيد بوتين في مناورته من الموقف الاميركي المتدرج في تخاذله. وقبل يومين اتهم منسق الهيئة التفاوضية للمعارضة رياض حجاب الولايات المتحدة بالتراجع عن كل مواقفها السابقة الداعية الى رحيل الاسد وحتى عن المرحلة الانتقالية وعن سائر مقررات اجتماعي جنيف، وانها لم تعد تريد سوى حكومة يشكلها الاسد ويعطي فيها بعض الحقائب لمعارضين يختارهم. إلا ان الأخطر من كل هذا، ان الاميركيين يلجأون في تصعيد ضغطهم على المعارضة، الى تأخير وتجميد شحنات الأسلحة والذخائر، وهو ما يفسر الى حد كبير التقدم المحدود الذي تحققه ميليشيات الأسد.

 

عن الشامتين بجوع مضايا

 ماهر مسعود/الحياة/14 كانون الثاني/16

نُشرت خلال الأيام الماضية مجموعة كبيرة من الصور والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، لداعمين لـ «حزب الله» اللبناني، المتدخل في سورية والمُحاصِر بلدة مضايا يداً بيد مع النظام الحليف في دمشق. الجامع بين تلك الصور والتعليقات والفيديوات، هو الشماتة بالمحاصرين الجائعين، والتشفي بإذلالهم وموتهم، والتهكم الساخر عليهم وعلى المتعاطفين معهم أو الداعين لفك الحصار عنهم. مما لا شك فيه أن الموجودين في مضايا يمثلون عدواً غير تقليدي، بعدما أصبح العدو «منا وفينا» لأولئك الشامتين أو الفرحين بالحصار، لا سيما أن الممانعة وذيلها المقاوم في لبنان يعدون المحاصَرين أعداء وإرهابيين. كما ليس بغريب على جنود الممانعة المدنيين في سورية أن يطالبوا نظامهم بإبادة المناطق الثائرة، وتحويلها «مزارع بطاطا» مثلما تكرر على مسامعنا منذ بداية الثورة السورية. لكن اللافت في الشامتين هذه المرة ليس فحسب كون معظمهم إعلاميين ومراسلين ومصورين، ولا كون معظم الصور القادمة من تحت الحصار لأطفال ومسنين جفت عروقهم من الجوع ونقص التغذية، بل في كون نوعيتهم تزيد المأساة السورية الحاصلة لمن يقع عليهم الحيف والظلم والموت والدمار والتشرد مأسوية. إنه العدو البالغ ذلك الدرك من الانحطاط النفسي والوضاعة الأخلاقية، وكون تلك السمة النفسية التي يُعمل دائماً على ترجمتها سياسياً، أصبحت سمة ذات حامل اجتماعي وسياسي كبير، يمتد من طهران إلى لبنان، ويشمل، ضمن من يشمل، نخبة ممن يُفترض أن يكونوا أعداء رسميين، من أصحاب الأعلام السوداء والسجلّ الأسود. والحقيقة أن التشابه بين «داعش» والنظام السوري و «حزب الله»، لا يقتصر على طبيعة الفعل الإجرامي القائم على أرض الواقع، بل يتعداه نحو الجنود المدنيين المقتنعين فعلاً بصوابية أسيادهم، وشرّية أعدائهم المطلقة. واللافت حقاً في تصوير الطعام كتضامن هزلي مع محاصري مضايا، أنه تعبير مدني عن القسوة والانفصال الاخلاقي والنفسي عن الضحايا، متشابه الى حد التطابق مع ذات القسوة والانفصال النفسي اللذين يمارسهما مرتكبو الجرائم الداعشية من صلب وقطع رؤوس لضحاياهم، ومع الشبيحة ورجال الأمن السوري الذين ملأت الصور والفيديوات التي صوروها هم أنفسهم غالباً، وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهم يستمتعون بتعذيب ضحاياهم بأشد أنواع القسوة، من دون أن يرف لهم جفن، بل غالباً بضحك واستهتار بآلام الضحية، ما يدل على المتعة السادية المريضة وانعدام القدرة المطلق على تمثل الضحايا أو التفكير بهم انسانياً. التعبير العلني عن المتعة بموت الأطفال جوعاً، هو القول صراحة إن ما يبطنه هؤلاء هو ما يفعله صراحة أسيادهم وممثلوهم على الأرض، والعكس صحيح، أي أن ما يفعله الشبيحة وجنود ولاية الفقيه، بالإضافة الى جنود الخلافة أيضاً، ليس سوى ايصال ما يبطنه هؤلاء المدنيون إلى نهايته. لكن هذا البلاء المبتلية به منطقتنا، والذي أصبح واقعاً يفوق الخيال، لا تكمن أهميته في حصوله وانقضائه أو الوصول إلى مستوياته وحسب، بل في ما يثيره من فزعٍ، ما يجعل كل كلام عن حلول سياسية كلاماً عن عودة للتعايش الإكراهي، أو التعايش غير القابل للعيش الذي كان يخفيه الاكراه أو يلجمه بقيوده المكروهة. ذلك أن هذا النوع من التعايش ولاّد للخراب أكثر من كونه منتجاً للأوطان القابلة للحياة، أو للتعايش والاندماج الوطني المأمول أو المُتخيل.

 

 رحيل الأسد أوائل 2017 بتوافق روسي - أميركي

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/14 كانون الثاني/16

بدّدت فضيحة المجاعة الممنهجة في مضايا وجوارها، كل الأوهام عن «أخلاقية» ما لدى نظام بشار الأسد وحلفائه، ميليشيات كانوا كـ «حزب الله» اللبناني، أم دولاً كروسيا وإيران. بل إن «اللاأخلاقية» هذه تنسحب على مجتمع دولي تعايش مع مجازر الأسد وسلاحه الكيماوي وبراميله المتفجّرة وصواريخه الباليستية وتصفيته المعتقلين تعذيباً، ومع بشاعة الدور الروسي بسياسة الأرض المحروقة والقنابل العنقودية، الى حدّ أن المجاعة لم تصدمه أو تحرّك ضميره، أو تجعله يراجع رهانه على «بقاء الأسد». لذلك، يُظهر النظام وأعوانه الكثير من علامات الارتياح الى مسار الأحداث منذ صار التدخل الروسي واقعاً وقلب معادلات الصراع. جمع الأسد كبار الضباط، وقال لهم أن الخطر زال كلياً، ولم يعد هناك داعٍ للقلق، لكن الشهور المقبلة ستكون صعبة وعلينا أن نقاتل كي يُحسَم الموقف نهائياً لمصلحتنا. قال أيضاً، لا تخشوا شيئاً من التحركات الدولية وما يقال عن المفاوضات والحل السياسي، فالحلفاء الروس وجدوا مصالحهم معنا وأثبتوا طوال المرحلة السابقة أن رهانهم الوحيد كان على تماسكنا، ولم يخذلونا في أي لحظة. يشاطر الضباط رئيسهم الأسد مشاعره، لكنهم لا يجهلون الوجه الآخر من الواقع، وهو غير مطمئِن، ذاك أنهم يعرفون جيداً أن استعادة السيطرة الكاملة تبقى مشروعاً وهمياً من دون مشاركة فعلية من إيران وميليشياتها، وأن روسيا نفسها وافقت على أن العمر الافتراضي للنظام ينتهي بالانتخابات المقترحة في غضون سنتين. وعلى رغم أنهم يقدّرون أن هذه المهلة نظرية، قد تُحترم في موعدها أو تمدّد قليلاً، إلا أنها تعني ما تعنيه. لذلك، لم يلمس الضباط ما يقنعهم بوقف خططهم الخاصة لاستكمال تأمين مستقبلهم مع عائلاتهم خارج سورية.

ما زاد في ارتياح الأسد، أنه وجد لنفسه دوراً جديداً يمكّنه من اللعب ولو بحذر شديد على الحساسيات بين روسيا وإيران، ليبقى مستفيداً من توافقهما وتنافرهما، موزعاً الأدوار على الأعوان المكلّفين التنسيق من كلٍّ منهما. فعلى سبيل المثل، رأى الروس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أن الهدنة ممكنة في بعض مناطق الغوطة الشرقية، وطلبوا التفاوض عليها مع أطراف المعارضة، فانتدب النظام مَن يقوم بالمهمة، وبعدما أُعلنت تلك الهدنة فعلاً، لم يحبذها الإيرانيون (ولا الأسد)، فأقدموا مع شركاء من النظام على قصف مركّز أدّى الى إسقاطها. لا تجهل طهران أن حسابات الأسد وأعوانه تغيرت جزئياً تجاهها، فمع استمرار تعاونهم معها انحازت أولويتهم أكثر الى الروس، الذين أنقذوا النظام وأوقفوا انهياره وجلسوا في غرفة عملياته معوّلين في شكل خاص على الجيش ولا يرغبون في الاستعانة بالميليشيات إلا عند الضرورة.

لكن الأسد لا يستغني عن الميليشيات سواء تلك التي استوردتها إيران أو تلك المحلّية التي أنشأتها ودرّبتها، فهي الوحيدة المتوافرة للنظام كي يعوّض النقص في قواته، إذ إن حواجز حملة اصطياد المدنيين (بمن فيهم بعض اللبنانيين!) لم تحقق نجاحاً. إضافة الى تغلغلهم في الأجهزة، أولى الإيرانيون أخيراً اهتماماً خاصّاً بحزب البعث وأنعشوا وجوده في المشهد، فعاد يتدخّل في الحياة اليومية للنظام وفي التعيينات لمناصب في المناطق، مستقوياً بميليشياه المسمّاة «كتائب البعث». وما يدفع الأسد الى التمسّك بالإيرانيين، يقينه بأنه رجلهم يستخدمهم ويستخدمونه ولا يسعون الى استبداله، فمستوى الثقة بينه وبينهم يبقى أعلى من ثقته بالروس الذين لم يفوّتوا فرصة للإعراب علناً عن عدم اهتمامهم به أو بمصيره. وإذا كان الإيرانيون عاملوه أحياناً بشيء من التهميش، وأكثروا من القول أنه لولاهم لكان سقط، فإن منسوب التهميش زاد مع الروس.

يوجز العديد من الأعوان وضع الأسد، منذ جاء الروس، بأنه يعيش حالياً «رعب البديل». فـ «القيصر» فلاديمير بوتين، يحتاج إليه لتمرير مرحلة، وبعدها سيكون لكل حادث حديث. أما البديل، فقد يكون موجوداً وقد لا يكون، لكن مجرد الشعور بأن البحث جارٍ فعلاً لا بد أن يؤرق الأسد. هنا، يقدّر قريبون منه أنه صار اليوم مهدّداً أكثر مما كان سابقاً، فبمقدار ما أن الروس أنقذوه بمقدار ما أقلقوه، لأن اللجوء إليهم قد يشبه أكثر ما يشبه اللعب بـ «الروليت الروسية».

في خلفية الثقة والارتياح، هناك وقائع كثيرة لا تخلو من الإزعاج، إذ لم يعد سرّاً أن الاهتمام الروسي مركّز على الجيش، حتى أن اللوائح السنوية للترقيات والترفيعات والإعفاءات جاءت هذه المرّة من موسكو. كما أن اتساع رقعة الإشراف الروسي على القطاعات والتحركات الأمنية بدأ يمسّ بمصالح قريبين من الأسد، فهذا رجل أعمال كانت سفنه تفرغ حمولتها فور وصولها الى ميناء طرطوس، لكنها باتت تنتظر أياماً للحصول على الموافقة الروسية، وهناك آخرون مثله، إضافة الى ضباط توزّعوا مختلف مجالات «البزنس»، من تهريب النفط والآثار مع «داعش»، الى التسلّط على وسائل النقل وجمع المحاصيل الزراعية وتحصيل الضرائب، إضافة الى غسيل الأموال. صحيح أنهم ينشطون كالمعتاد، إلا أنهم يشعرون بأن الروس يبدون اهتماماً متزايداً بأعمالهم التي لا علاقة لها بوظائفهم، أو حتى بتمويل حربهم. ولعل تكاثر مشاريعهم في رومانيا وهنغاريا وبيلاروسيا، وحركة تجاراتهم المشتبه بها عبر بيروت ودبي، وضخامة أموالهم في الخارج، هي ما جعل موسكو وطهران تحجمان منذ شهور عن تقديم مساعدات مالية للنظام.

في وقتٍ تبدو العلاقة بين الروس والنظام بالغة التواطؤية، خصوصاً على الصعيد الميداني، إلا أنها غير مريحة دائماً على المستوى السياسي. إذ يقصف الروس مناطق المعارضة وفقاً لـ «بنك أهداف» النظام وبالشدّة التي يتمنّاها، من دون اكتراث بانتقادات أميركية وأوروبية انعدمت تقريباً ولم تعد تلفت موسكو الى استهداف مواقع «داعش» بين حين وآخر، ولو حفاظاً على المظاهر. وقد أظهرت العمليات العسكرية أن الروس يريدون إنهاك المعارضة المسلّحة بعدما ظهر ممثلون عنها في مؤتمر الرياض وأضفوا طابعاً أكثر جدية على المفاوضات المزمعة، تحديداً في ما يتـعلّق بـإعادة هيكلة المؤسّستين العسكرية والأمنية. ومع وجود اختلاف شكلي بين أهداف روسيا والأسد، إلا أن أجندتيهما تلتقيان عند ضرورة تصفية قادة المعارضة المقاتلة في هذه المرحلة، على رغم أن موسكو لم تتخلَّ عن سعيها الى استعادة معظم عسكريي «الجيش الحرّ» لكن بشروطها، ومنها خصوصاً إقصاء فصيلي «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» اللذين حسمت تصنيفهما «إرهابيَّيْن»، وتتصرف إزاءهما على هذا الأساس لإقصائهما عن الجانب العسكري من العملية التفاوضية. أما بالنسبة الى الأجندة السياسية، فثمة اختلاف غير ظاهر بين مقاربتي موسكو والأسد في ما يخصّ مستقبل هذا الأخير. فمنذ بداية لقاءات فيينا، وكان أولها غداة استدعاء الأسد الى موسكو، لم تكن دمشق مرتاحة الى اتجاه النقاشات التي تبلورت في بيان 14 تشرين الثاني (نوفمبر) ثم في قرار مجلس الأمن، تحديداً في الإشارة الى «عملية انتقالية» والانتخابات بإشراف الأمم المتحدة ومشاركة سوريي الشتات فيها. قبل صدور القرار 2254 وبعده، حاول موفدو النظام الى موسكو إقناعها بتعديلات ولم ينجحوا. وعلى رغم أن أوساط المعارضة تتخوّف من انتخابات تُجرى في ظروف غير مناسبة لها، إلا أن أوساط النظام تتداول قصة/ إشاعة معبرة عن مخاوف مماثلة، مفادها أن استطلاعاً أجراه مكتب الأمن القومي الذي يديره علي المملوك، بيّن أن مرشحي النظام لن يحصلوا على أكثر من 23 في المئة من الأصوات في أي اقتراع بشروط الأمم المتحدة.

غير أن الجدول الزمني الأميركي لبقاء الأسد حتى آذار (مارس) 2017، وفق تسريبة الى وكالة «أسوشييتد برس» لم تنفها واشنطن، أقلق أوساط النظام الذي راجع موفدوه موسكو ولم يعودوا بتطمينات صلبة، ما عنى أن الروس والأميركيين يسعون الى حلٍّ تظهر ملامحه الرئيسية قبل تولّي الرئيس الأميركي المقبل مهماته. لذلك، تبقى التفاهمات الأميركية - الروسية أكثر فاعلية من القرار 2254، إذ تعتمد صيغة وسطاً بين «حكومة وحدة وطنية» و «هيئة حكم انتقالي» لا تريح النظام ولا ترضي المعارضة، بحيث تنقل ثقل السلطة الى موقع رئيس الحكومة الذي قد يُسمّى أيضاً «نائباً للرئيس» لتسهيل تمرير الصلاحيات إليه.

 

اليأس من إصلاح إيران

 محمد برهومة/الحياة/14 كانون الثاني/16

من المؤكد أن مهمة وقف النفوذ السلبي لإيران في المنطقة مسؤولية عربية أساساً، لكنّ نقطة النظام هذه وهذا المحدد على أهميته لا يقلل من أهمية الإقرار بأنّ التدخل الروسي العسكري في سورية وتنامي نزعة الانسحاب والانعزالية الأميركية عن منطقتنا قد أعطيا مزيداً من الطاقة لإيران في الاستمرار بنهجها التدخلي في الشؤون العربية وتبني المباريات الصِفريّة في صراعها مع خصومها الإقليميين. من هنا يأتي قرار السعودية وحلفائها قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران أو تخفيض مستواها واستدعاء السفراء الإيرانيين للاحتجاج على سلوك بلادهم في المنطقة بمنزلة تعبير عن يأس خليجي، خصوصاً، وعربي، عموماً، من إصلاح إيران. هذا اليأس الخليجي والعربي من إصلاح إيران عبّر عنه وزير الخارجية الإماراتي في الاجتماع الطارئ للجامعة العربية حين قال «على إيران أنْ تُحدّدَ أيّ نوعٍ من الجيران تريد أن تكون: هل تريد أن تكون جاراً صالحاً أم عبثياً» وأضاف: «حتى الآن نرى العبثية واهتمام إيران في إصلاح العلاقة مع الغرب وليس مع الإقليم» وأشار الوزير الإماراتي إلى أنه «لو أنّ إيران بذلت مع الدول العربية الجهد والحماسة نفسيهما اللذين بذلتهما لحلّ ملفها النووي مع الغرب لحلّت جميع مشاكلها مع الدول العربية، لكنّ الجدية الإيرانية تجاه العرب غير موجودة»، خاتماً بالقول: «ما نراه مجرد أقوال لا أفعال، والمطلوب أن تتوقف إيران عن تصرفاتها السلبية لكي تثبت حسن نيتها». المؤكد أن مشاكل العرب ليست جميعها من مسؤولية إيران أو إسرائيل أو التدخل الروسي والانكفاء الأميركي، فهناك مشاكل وملفات داخلية عاجلة تتلكأ، أو لم تنجح، الحكومات العربية في معالجتها، بخاصة في ما يتعلق بحكم القانون والعدالة الاجتماعية ومكافحة التمييز ومواجهة الفساد وإشاعة الحريات. لكنّ على الدول الكبرى إدراك أنّ عالم الفوضى المقبل في المنطقة العربية يُعَدُّ مكاناً يبعث على الرعب، وأنّ ثمة حالة تصاعد في منسوب شكوك المجتمع الدولي حول أهداف ونوايا ومخططات واشنطن وروسيا على حدّ سواء. وعلى هاتين العاصمتين إدراك مغزى تصاعد اليأس الخليجي والعربي من إيران ومن إصلاح سياساتها في المنطقة، كما أنّ على العاصمتين سماع رسالة الخليجيين والعرب بأنّ الفراغ السياسي والأمني الناجم عن غياب التنمية والاعتدال في المنطقة سيملأه الإرهاب، وهذا الإرهاب ليس سنيّاً فقط بل شيعيّ على حدّ سواء، فطائفية «داعش» وإرهابه يقابلهما طائفية «الحشد الشعبي» وإرهابه وفظائع «داعش» في الرقة تقابلها فظائع «الحشد الشعبي» في صلاح الدين وتكريت. اليأس من تراجع احتمالات الضغط الغربي على إيران لإصلاحها وإصلاح سياساتها يتعزز ونحن نسمع الخبراء الأميركيين يؤكدون أنّ «دور واشنطن اليوم يتمثل في مفارقة إدامة مكانة القوة العظمى مقرونة بتراجع النفوذ العالمي، وأنّ من المرجح أن تظل الولايات المتحدة القوة العالمية الوحيدة خلال الخمس عشرة سنة المقبلة على الأقل، حيث تتفاخر بامتلاكها عناصر تُحسَد عليها مثل التركيبة السكانية والاقتصاديات والابتكارات والموارد الطبيعية والامتداد الثقافي والقوة العسكرية بالطبع، غير أن قدرة واشنطن على تشكيل سلوك الفاعلين الآخرين تتراجع». إصلاح إيران يتطلب رغبة أقوى في إصلاح الشؤون العربية، وتحصين الداخل العربي بإعادة البناء والإعمار والتنمية وإشاعة المعرفة الحرة.

 

التوازن الجيوسياسي مع باكستان

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/16

رغم المسافة البعيدة نسبيًا، هل يمكن القول إن باكستان قوة مهمة في منطقة الخليج؟ عدا عن ثلاثة ملايين من مواطنيها يعملون في دول مجموعة مجلس التعاون الخليجية، وأكثر من أربعة مليارات دولار تحويلاتهم السنوية، فإن العلاقة تعتبر هنا استراتيجية، وليست مجرد شريك تجاري، أو دولة إسلامية أخرى.

ولطالما كانت باكستان تحتسب ضمن معادلة التوازن الإقليمي مع إيران وتركيا ومصر والسعودية، وخُصت باكستان باتفاقيات عسكرية بالمشاركة والعقود والتحالفات غير المعلنة. وعملت السعودية والإمارات العربية المتحدة على تجسير الهوة حتى عندما ازدادت الضغوط على باكستان من قبل الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وما اعتبره الأميركيون حينها تراخيًا باكستانيًا في التعامل مع التهديدات الإرهابية الموجهة إليهم من ذلك الإقليم، وهناك من اتهم باكستان بأنها كانت تعرقل المشروع الأميركي في ترتيبات الحرب والحكم في أفغانستان. بالطبع القدرات العسكرية الباكستانية تؤهلها لأن تلعب دورًا موازنًا في الصراع الإقليمي، بحيث تكون رادعًا للنوايا الإيرانية التوسعية التي ازدادت بعد اتفاقها النووي مع الغرب. ورغم التوتر فإننا لا نتصور أن الأمور ستؤول إلى حالة صراع عسكري بين الدول الإقليمية الكبرى، لكن تفعيل الحضور الباكستاني في ساحة منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا الخليج، سيحقق التوازن والأمن لدول الخليج، وسيعزز من أهمية باكستان ونفوذها دوليًا. والباكستانيون رغم كثرة خلافاتهم مع الجارة الأكبر، الهند، فإنهم نجحوا في تجنب المواجهة العسكرية، ورغم نفوذهم في أفغانستان فقد غضوا الطرف عما يفعله الأميركيون، المتشككون دائمًا في نشاطهم الخفي هناك. ولأنهم يتفوقون عسكريًا على جارتهم الثالثة، أي إيران، التي يشتركون معها في حدود طويلة مسافتها تسعمائة كيلومتر، فإن النظام الإيراني يتحاشى الصدام معهم، وإن لم يكف عن العبث الطائفي في كل من باكستان وأفغانستان. وقد حرص الإيرانيون على إغراء الحكومة الباكستانية بالحديث عن مد أنبوب الغاز عبر أراضيهم.. مشروع لطالما تأخر بسبب أزمات المنطقة السياسية، وإشكالات الجغرافيا السياسية، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي كانت تحرم على باكستان المتاجرة مع الإيرانيين. وحتى لو نفذت طهران مشروع أنبوب الغاز فإن المصالح الباكستانية مع عرب الخليج أكبر قيمة تجاريًا وسياسيًا ودينيًا. باكستان لعبت دورًا موازنًا مع إيران في منطقة الخليج منذ السبعينات، وازداد ثقلها مع تنامي التهديدات الإيرانية في عقد الثمانينات ضد دول الخليج. وقد استمرت حكومات كراتشي المتعاقبة في تمتين العلاقة، ومعها ازدادت أرقام التجارة والعمالة بين عرب الخليج. باكستان تكتسب أهمية لأن دول الخليج تعتبرها حليفًا استراتيجيًا، وتفرضها ضمن لعبة التوازن الإقليمي التي تهدف إلى منع الإيرانيين من الانفراد بمنطقة الخليج واستهدافها بالفوضى.

 

سوريا: غياب أميركي وهيمنة روسية وتنظيمات إرهابية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/16

باستحياء وبمواربة واضحة اعترف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن هناك فعلاً «ورقة» أميركية تتضمن اقتراحًا ببقاء بشار الأسد رئيسًا لسوريا حتى بدايات عام 2017، وهذا يعني أن هناك ترتيبات تم الاتفاق عليها، من دون معرفة الأطراف المعنية الأخرى بشأن الأزمة السورية، بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وهذا يفسِّر معنى ابتعاد الأميركيين والنأي بأنفسهم عن هذه القضية وإفساح المجال للروس، ليفعلوا ما يشاءون، وليتركوا «داعش» وشأنه، ويستهدفوا عسكريًّا حتى المعارضة (المعتدلة) وحتى المواطنين السوريين الذين لا حول لهم ولا قوة.

ربما أن هناك ما يبرر انكفاء الإدارة الأميركية وانسحابها تسللاً من جهود ومحاولات إيجاد حل معقول ومقبول للقضية الفلسطينية، فالفترة فترة انتخابات رئاسية، والرئيس الأميركي باراك أوباما أثبت خلال ولايته الأولى، وما مضى من ولايته الثانية، أنه أضعف رئيس أميركي ولج أبواب البيت الأبيض، وأنه لا يملك القدرة وربما ولا الرغبة لمواجهة لا هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية ولا مجموعات الضغط الصهيونية وفي مقدمتها الـ«أيباك» التي لها تأثير رئيسي في صنع قرارات واشنطن المتعلقة بالصراع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.

أما أن ينكفئ الأميركيون على هذا النحو ويتركوا أكثر ساحات الشرق الأوسط خطورة والتهابًا للروس ليفعلوا فيها ما يشاءون، وليصوغوا معادلة عسكرية وسياسية.. واقتصادية تضمن بقاءهم في الشرق الأوسط ربما لقرن بأكمله، فإن هذا يدل على أنهم فعلاً قد نقلوا اهتمامهم إلى الشرق الأقصى، وإلى أميركا اللاتينية وغرب أفريقيا، أو أنهم في عهد هذه الإدارة المترددة لم يجدوا أن هناك ما يعيبهم في أن يرفعوا أيديهم عاليًا استسلامًا للرئيس فلاديمير بوتين، واعترافًا بأن وضعية القطب الدولي الأوحد قد ولت بلا رجعة، وأن روسيا قد استعادت مكانتها السابقة إنْ في عهد الاتحاد السوفياتي، وإنْ في عهد الإمبراطورية القيصرية عندما كانت في ذروة تألقها. والغريب أن هذه الإدارة الأميركية، التي تتصرف بأسلوب وبطريقة من يضع كفيه فوق عينيه ليس حتى لا يراه الآخرون، لكن حتى لا يرى هو الآخرين، قد بقيت تتصرف تجاه هذه الأزمة السورية المستفحلة وهي تخبئ ورقتها الآنفة الذكر عمن من المفترض أنهم حلفاؤها، كأنها لم تسمع تأكيد فلاديمير بوتين على أن بشار الأسد سوف يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يعني أن روسيا باتت تطارد وتلعب في هذا الميدان وحدها، وأنها لم تعد معنية حتى بمجاملة دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهذا في حقيقة الأمر تتحمل مسؤوليته إدارة الرئيس باراك أوباما التي بقيت تتراجع خلال الأعوام الأربعة الماضية، بالنسبة للأوضاع الملتهبة في سوريا، خطوة بعد خطوة، وإلى أن أصبحت الأمور على ما هي عليه الآن، وغدت سوريا مستعمرة روسية يفعل فيها الروس ما يحلو لهم وما يشاءون.

حتى بالنسبة لمحادثات ومفاوضات الخامس والعشرين من هذا الشهر، بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد، فإن الغياب الأميركي واضح وضوح الشمس، واللافت أن هذا الغياب الأميركي يكمله غياب أوروبي، مما يعني أن الأوروبيين، بعد ضربات «داعش» الأخيرة في باريس، قد تسلموا رسالة الفاعلين، وفضّلوا الابتعاد عن هذه الدائرة الملتهبة وترك قيصر روسيا الجديد فلاديمير بوتين ليفعل في الشرق الأوسط ما يشاء وما يحلو له. وهكذا فلربما أن اجتماع جنيف الآنف الذكر لن ينعقد نهائيًا ما دام الروس يعتقدون أنهم قد ضمنوا بقاء بشار الأسد في موقع الرئاسة حتى أبريل (نيسان) العام المقبل 2017، وفقًا للورقة الأميركية التي يخبئها جون كيري في جيبه، ولم يطلع عليها حتى حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، وما دام رئيس النظام السوري قد أعلن سلفًا ومنذ فترة سابقة بعيدة أن كل تنظيمات المعارضة المسلحة تنظيمات إرهابية، وأنه لا يمكن أن يفاوض أي قوى إرهابية، ولهذا فإن المعروف أنه اشترط أن يعرف سلفًا ومسبقًا أسماء أعضاء وفد المعارضة المفاوض، وأن يتسلم قائمة بأسماء الفصائل التي جرى تصنيفها على أنها تنظيمات إرهابية. ثم وباستثناء تصريحين متضادين؛ الأول اعتبر أن أحكام القصاص التي أصدرتها المحاكم السعودية ضد 47 إرهابيًا ستؤدي إلى «توترات طائفية»، والثاني وصف إيران بأنها دولة راعية للإرهاب، فإن الملاحظ أن الولايات المتحدة قد حرصت على ألا تتعاطى مع هذا التطور الخطير المتمثل في الاعتداءات الإجرامية السافرة على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد بالجدية المتوقعة، وهذا مع أن المفترض أنها تدرك وتعرف أنَّ أي خطأ في الحسابات وتحديدًا من قبل دولة الولي الفقيه التي تتنازع اتخاذ القرارات فيها مراكز قوى متعددة وكثيرة قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة كلها بحرب جديدة ستكون وبالتأكيد، إنْ هي اندلعت، أخطر وأسوأ الحروب المحتدمة الآن!

إن الخطير في هذا كله هو أن انكفاء الولايات المتحدة وابتعادها عن كل هذه القضايا الملتهبة في الشرق الأوسط قد ترتب عليه أن روسيا قد أصبحت ليس رقمًا رئيسيًا، وإنما الرقم الرئيسي في معادلة هذه المنطقة، مما يعني تكريس بشار الأسد ليس لولاية جديدة، بل لولايات متعددة جديدة، وأيضًا تكريس هذا الوضع القائم في العراق وليبيا، وبالطبع في إيران، مما يعني مزيدًا من تجذير الإرهاب؛ «داعش»، و«القاعدة»، و«النصرة» في هذه المنطقة، إذ إن العنف الروسي الذي يستهدف المسلمين السنة في سوريا وتركيا وغيرهما سيؤدي حتمًا إلى تعاظم وطأة هذه التنظيمات الإرهابية، بل وإلى ظهور تنظيمات وتشكيلات متطرفة جديدة، وهنا فإن المشكلة التي يجب أن يفهمها الأميركيون هي أن هناك من بات ينظر إلى الحرب التي تشنها روسيا على الشعب السوري وعلى الشعب التركي على أنها حرب مسيحية ضد الإسلام، وأن فلاديمير بوتين يقود تحالفًا مذهبيًا وطائفيًا ضد الأكثرية المسلمة في هذه المنطقة الملتهبة التي من المنتظر أنها ستزداد التهابًا إنْ قريبًا وإن على المدى الأبعد! كان على الولايات المتحدة أن تدرك وقبل فوات الأوان أن بقاء بشار الأسد، وأن انفراد فلاديمير بوتين بسوريا.. وبالتالي بالمنطقة، سيؤديان حتمًا إلى مزيد من التوتر المذهبي والطائفي في هذه المنطقة، وبخاصة أن هناك ذلك التحالف الذي يعد نفسه منتصرًا الذي يضم روسيا وإيران، وهذا النظام السوري البائس وأيضًا هذه «التركيبة» التي تحكم العراق بإشراف حراس الثورة والجنرال قاسم سليماني، وهذا يعني أن الأميركيين قد ارتكبوا خطأً فادحًا وقاتلاً عندما بادروا إلى الانكفاء، وترك هذه المنطقة الحساسة لهذا التحالف الذي بتصرفاته وممارساته واستهدافه للأغلبية السنية سيؤدي حتمًا إلى انتعاش «داعش»، و«القاعدة»، بل وإلى ظهور كثير من التنظيمات الإرهابية الجديدة. إنه لا يمكن أن تكون مواجهة «داعش» و«القاعدة» مثمرة ومجدية إذا بقي هذا الحلف الآنف الذكر يستهدف السنة العرب والسنة الأتراك، وإذا بقيت الولايات المتحدة مصرة على حالة الانكفاء التي تعيشها الآن، كأنه لم يعد لها هم إلا تلك الورقة التي يحتفظ بها جون كيري في جيبه التي تنص على بقاء بشار الأسد في موقع الرئاسة حتى بدايات العام المقبل 2017.. إن الحرب الحقيقية على هذه التنظيمات الإرهابية تستدعي وضع حدٍّ لكل هذه التوترات الطائفية المتصاعدة والمتعاظمة، بسبب الاحتلال العسكري الروسي لهذا البلد العربي، وبسبب التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية العربية، وبسبب كل هذه الممارسات المذهبية البغيضة إنْ في العراق وإنْ في سوريا وإنْ في اليمن وإنْ في لبنان. مرة أخرى نقول إن انكفاء الولايات المتحدة وانسحابها من شؤون هذه المنطقة وشجونها قد عزز «التغول» الروسي في الشرق الأوسط كله، وقد فتح المجال واسعًا أمام هذا التحالف الطائفي الذي تقوده روسيا والذي يضم إيران، والعراق وسوريا بوضعهما الحالي، وهذا يعني ومرة أخرى مزيدًا من انتعاش «داعش» و«القاعدة»، ومزيدًا من ظهور تنظيمات إرهابية جديدة.

 

سياسات النظام الإيراني الطائفية تدمر التعايش السلمي بين المسلمين

فيصل بن عبد الرحمن بن معمر/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/16

لقد تأكد للكثير من القادة السياسيين والمحللين؛ أن استخدام إيران للأدوات المذهبية لتكون غطاءً لخلافاتها القومية والسياسية مع الدول العربية والإسلامية له آثار كارثية على وحدة منطقة الشرق الأوسط واستقرارها. إلا أن كثيرًا من الخبراء والمحللين لم ينتبهوا في الماضي للعواقب الخطيرة لنزعة النظام الإيراني في اللعب على الوتر الطائفي على حساب قيم التعايش السلمي المشترك بين مذاهب المسلمين وتوجهاتهم، وكذلك بينهم وبين الأديان والثقافات الأخرى، وذلك لعوامل متعددة لا يتسع المجال لذكرها. وانطلاقًا من اهتمامي بقضايا الحوار والتعايش بين المذاهب الإسلامية، وبين المسلمين وغيرهم، فإن سلوك النظام الإيراني خلال العقود الماضية نسف الجهود المبذولة لتحقيق التعايش بين المسلمين، وأحدث شرخًا كبيرًا في مسار التعايش المذهبي في العالم الإسلامي، وساهم في تكريس الصورة الذهنية السلبية عن العالم الإسلامي في الخارج كمنطقة صراعات طائفية، ومصدر تهديد للأمن العالمي.

لقد سعى النظام الإيراني، منذ عام 1979م، إلى تصدير مشروع ثورته للدول العربية والإسلامية من خلال استخدام أدوات مذهبية، وزج بالمنطقة في دوامة من الأزمات المتصاعدة.

إن منهج تسييس الخلافات المذهبية، واستخدام الشعارات الدينية لأغراض سياسية الذي ظل يمارسه النظام الإيراني بناء على نظرية ولاية الفقيه، أصبح هو الأداة الرئيسية للدعاية التي قام عليها مشروع تصدير الثورة في الدول العربية والإسلامية. وبناء على هذا المبدأ حاولت بعض المراجع الدينية والقيادات السياسية الإيرانية استغلال بعض الشيعة العرب في المنطقة لنشر تلك الدعاية. وفي ذلك السياق، تم تأسيس تنظيم حزب الله في لبنان عام 1982م، وخلايا سرية وتنظيمات علنية في سوريا والعراق ودول إسلامية أخرى في آسيا ومجتمعات إسلامية في أوروبا وأميركا وأفريقيا. وفي عام 1992م قامت القيادة الإيرانية بتبني جماعة الحوثي في اليمن وربطها بمشروعها الثوري، لتضع بذرة الشقاق الطائفي في ذلك البلد الشقيق. هذا بالنسبة للمكون الذي زرعه النظام الإيراني في المنطقة العربية. أما بالنسبة للحركات الإسلامية التي ارتبطت في علاقاتها مع إيران، فقد كانت الشعارات الإسلامية، كتحرير الأقصى والدفاع عن فلسطين، مدخلا لتلك العلاقة، فيما كان يسمى الممانعة بصورته المزيفة ضد القوى الغربية الكبرى وإسرائيل مدخلاً لعلاقة إيران مع النظام السوري، وغيره من الأنظمة والمنظمات. وعلى الرغم من أن الغالبية من إخواننا الشيعة ومراجعهم الكبار كانوا قد كتبوا آراء وفتاوى واضحة وصريحة ضد التجييش الطائفي الذي تقوده إيران، كالمرجع الشيعي اللبناني العلامة محمد مهدي شمس الدين، الذي أفتى وصرح بأن يكون ولاء الشيعة في كل بلد عربي لأوطانهم ودولهم، حفاظًا على اللحمة الوطنية، ودعمًا للأمن والاستقرار والتزامًا بمبدأ التعايش المذهبي بين المسلمين وغيره من العلماء من أبناء الدول العربية؛ فإن النظام الإيراني استطاع أن يجند ويوظف وكلاء له في تلك البيئات الشيعية للزج بهم في تطبيق أجندته ودعايته السياسية ونشر مخططه التخريبي الهادف إلى تقويض الدولة العربية من ناحية، واستثمار نفوذها بين بعض الشيعة العرب من خلال تلك الأذرع كأوراق ابتزاز ضد خصومها الإقليميين والدوليين من ناحية أخرى.

ويمكن للمراقب أن يسوق الكثير من الأمثلة على كيفية استخدام النظام الإيراني للورقة المذهبية؛ إما لتعزيز المصالح القومية الإيرانية، أو لابتزاز خصومها الإقليميين والدوليين؛ فبالإضافة إلى أن المفاوضات بين النظام الإيراني والدول الغربية حول برنامجه النووي تعد مثالاً واضحًا على هذا النهج، نجد أن النظام الإيراني لم يتوانَ عن توظيف الخلافات المذهبية في تسييس بعض الحوادث التي تقع في مواسم الحج وغيرها من الأحداث التي كان آخرها افتعال أزمة مع المملكة العربية السعودية على خلفية تنفيذ الأحكام الشرعية بحق بعض الإرهابيين، حيث وصل التصعيد إلى حرق سفارة المملكة بطهران، والاعتداء على قنصليتها بمدينة مشهد. إن ذلك الاعتداء من حرق لسفارة المملكة هو اعتداء مخالف للمواثيق الدولية، ولا عذر لإيران عن تحمل مسؤوليتها في حماية مبنى السفارة من التخريب، وأن التاريخ ليشهد أن السعودية لم يسبق لها التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولها سجل حافل في الإنجازات في المحافظة على كل زائر وحاج ومعتمر وعلى كل مؤسسات وبعثات الدول الأجنبية. إن أكثر ما يثير القلق هو أن النظام الإيراني لم يكتفِ بتجنيد المجموعات الطائفية لتحقيق أهداف سياسته الخارجية في العالم الإسلامي، بل تطور هذا السلوك إلى نمط بدائي وخطير من السلوك السياسي، وهو: عسكرة الخلافات المذهبية بين المسلمين، حيث استغل النظام الإيراني عدم الاستقرار السياسي في كل من لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن لتأسيس ميليشيات طائفية مسلحة. لقد ترتب على هذه السياسة، أي عسكرة الخلافات المذهبية، مجموعة من التداعيات الكارثية التي سوف تدفع المنطقة برمتها ثمنًا فادحًا، فبالإضافة إلى إضعاف مؤسسات الدول العربية (العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن)، وارتكاب المجازر ذات الطابع المذهبي (سوريا، والعراق)، وتزايد نفوذ الحركات الإرهابية المضادة (تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش الإرهابيين كمثالين فقط)، فقد ترتب على السياسات الإيرانية الطائفية استقطاب طائفي غير مسبوق في العالم الإسلامي. وعندما يكون الاستقطاب الطائفي مصحوبًا بالصراع المسلح، فإن الحديث عن التعايش والحوار بين المسلمين يصبح أمرًا غاية في الصعوبة. أنه لمن المشروع أن يتساءل المراقب لأحوال المنطقة: لماذا تأخذ الصراعات في بعض الدول العربية التي اخترقها النفوذ الإيراني الطابع المذهبي (العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والبحرين)؟ في حين أن دولاً أخرى تعاني من صراعات دموية، ولكنها ما زالت خارج نفوذ التأثير الإيراني، تأخذ الصراعات فيها الطابع السياسي أو العسكري، وليس المذهبي.

وإنه لمن المؤسف نتيجة سياسات النظام الإيراني المتهورة، أن أصبح العالم الخارجي ينظر للعالم الإسلامي كمنطقة ملتهبة دينيًا وطائفيًا، وغير قادرة على النمو، بل وأصبحت تشكل خطرًا على أمن العالم. هكذا وجدت الجاليات المسلمة في الغرب نفسها في حالة من الرعب والارتباك، حيث امتدت لها تداعيات سياسات التجييش الطائفي التي تبنتها إيران خلال العقود الثلاثة الماضية. لقد ظلت سياسة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مرتكزة على مجموعة من الثوابت، لعل من أهمها العمل على تحقيق وحدة المسلمين وتوحيد صفوفهم، من غير تدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى. كما نجحت قيادة هذه البلاد باستخدام فعال لأدوات سياستها الخارجية، وأهمها تعزيز التعاون والتحالف العربي والإسلامي، وتيسير مواردها المالية في خدمة ودعم المشاريع الإنسانية في مختلف مناطق العالم، ومناصرة القضايا العادلة للعرب؛ كالموقف الرسمي والشعبي مع الثورة السورية، وإطلاق «عاصفة الحزم» كعملية اضطرارية مسنودة بالمشروعية اليمنية والعربية والدولية من أجل حماية أمن واستقرار ووحدة اليمن، والأمن الخليجي والعربي من التوغلات الإقليمية، لكن المملكة في الوقت ذاته، ولاعتبارات دينية وأخلاقية، وعملية، تجنبت استخدام الورقة المذهبية كأداة لسياستها الخارجية، لأنها سعت انطلاقًا من ثوابتها الشرعية والوطنية، لتحقيق التقارب والتعايش المشترك بين كل أطياف المجتمعات المسلمة، سواء من خلال الهيئات والمنظمات الإسلامية أو من خلال المؤتمرات، أو الندوات، أو المراكز الخاصة بالحوار. وفي الوقت الذي تسعى فيه المملكة لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية، والمالية، والسياسية، وتحسين الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين حول العالم، بما لها من سجل ناجح في مكافحة الإرهاب طورت المملكة خططا فعالة لمحاربة الإرهابيين وتفكيك شبكاتهم عبر الكثير من أساليب المواجهة الأمنية والفكرية، وعبر الكثير من برامج إعادة الدمج كبرنامج ولي العهد (برنامج المناصحة) لإعادة تأهيل المتطرفين، وغيرها من البرامج يدفع النظام الإيراني بالمزيد من التجييش المذهبي، من أجل تفتيت العالم الإسلامي على أساس مذهبي. ومن هنا تأتي ضرورة التأكيد على حق المملكة بتبني استراتيجية حازمة، وفي إطار ثوابتها الدينية والوطنية، لحماية شعبها وأمنها، ووضع حد لسياسات النظام الإيراني الطائفية في المنطقة. إن قطع المملكة العربية السعودية علاقاتها السياسية مع إيران، وهو الإجراء الذي اتخذته بعض الدول العربية والخليجية، هو الرد الطبيعي ليس فقط على جريمة النظام الإيراني في حق البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران وإحراق مبنى السفارة السعودية هناك؛ وإنما هو كذلك رد مشروع؛ لأن ما سببه ويسببه النظام الإيراني من تخريب في المنطقة العربية، من زرع للفتن وتكريس للتخندق والاقتتال الطائفي؛ تحول اليوم إلى كوارث لا تطاق في البلدان العربية. وإذ تمارس قيادة هذه البلاد المباركة حقها المشروع في الدفاع عن نفسها، فإنها في ذات الوقت تحافظ على وحدة العالم الإسلامي في مواجهة أخطار الاحتراب الطائفي الذي يعد نتيجة حتمية لسياسات النظام الإيراني الطائفية، وتعزيز التعايش المشترك بين المذاهب الإسلامية، وتحسين صورة الإسلام والمسلمين لدى العالم الخارجي، ومن المأمول بمشيئة الله أن يحقق التحالف الإسلامي نقلة نوعية في مواجهة الإرهاب والتطرف عسكريًا وفكريًا على كل الأصعدة.

* الأمين العام لمركز

 

الإيرانيون اختطفوا أوباما!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/16

عندما احتجز الحرس الثوري الإيراني زورقين تابعين للبحرية الأميركية في الخليج، مساء الثلاثاء الماضي، وعلى متنهما عشرة بحارة أميركيين، لم تكن القصة البحارة أنفسهم، بل في أن الحرس الثوري قام فعليًا باختطاف الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقبل ساعات محدودة من إلقاء أوباما لخطاب حالة الاتحاد الأخير له قبل انتهاء فترة رئاسته الثانية. أزمة البحارة الأميركيين في إيران انتهت بعد ساعات من الاعتقال، لكن خطاب أوباما هو الذي اختطف تمامًا، حيث فوت الإيرانيون على أوباما فرصة الظهور بمظهر القوي الذي أجبر إيران على الرضوخ في الملف النووي. عملية اعتقال البحارة أضاعت على أوباما فرصة التباهي بمشروعية الاتفاق النووي، وأفسدت عليه فرصة القول لأميركا المنقسمة، ومعها العالم، حول إيران، إن طهران قد تغيرت، وإنها ستعود عضوًا فاعلاً بالمجتمع الدولي ينبذ العنف، ويحترم المواثيق والاتفاقيات الدولية. وقد يقول قائل إن في التصرف الإيراني حماقة، وهذا صحيح، ومثل حماقة الوثوق بنظام إيران أيضًا!

ولذا فإن اعتقال البحارة الأميركيين، وقبل خطاب أوباما، أظهر الرئيس الأميركي ضعيفًا، وشكك حتى المدافعين عن سياساته الخارجية، وتحديدًا تجاه إيران في منطقتنا، كما أن الارتباك كان واضحًا على فريق البيت الأبيض، وذلك من خلال التسريبات، والتبريرات، التي قدمها فريق أوباما للإعلام الأميركي لحظات اعتقال البحارة، وكان الارتباك الأكبر هو في كيفية تعامل أوباما مع الحدث، أي اعتقال البحارة، وهل يضمنه خطابه المعد سلفًا أم لا، لذلك كله لم نكن أمام عملية اعتقال بحارة بقدر ما أننا كنا أمام عملية اختطاف للرئيس الأميركي نفسه، وكانت «الفدية» هي تفويت الفرصة على أوباما للظهور بمظهر الرئيس القوي صاحب شرعية إنجاز الاتفاق النووي مع إيران. وإمعانًا في التنكيل بالرئيس الأميركي، والرغبة في إظهار ضعفه، قام الحرس الثوري الإيراني باعتقال البحارة الأميركيين، وبالتالي اختطاف أوباما نفسه، قبل أيام من التنفيذ المتوقع للاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، وهدف الحرس الثوري الإيراني هنا واضح حيث يريدون القول إنهم لم يرضخوا، وإن أوباما أضعف من أن يتباهى بالنصر عليهم، كما أنهم، أي الحرس الثوري، يريدون القول للداخل الإيراني، وللخارج، إنه لا يزال لديهم اليد العليا في طهران، ورغم كل ما حدث لإيران مؤخرًا بعد همجية الهجوم على السفارة السعودية في إيران، واعتذار طهران لمجلس الأمن عن ذلك. كما أن ما فعله الحرس الثوري هو إحراج، ورد عملي على دعائية الرئيس الإيراني وفريقه، وتحديدًا المتذاكي وزير الخارجية وغيره، والذين يدعون رغبتهم في السلام والانفتاح بينما يسوقون أكاذيب وتهمًا مغرضة ضد السعودية. وورطة أوباما ليست اختطافه هو نفسه وحسب، بل وفي أنه كان يريد لعب لعبة الحياد تجاه العدوانية الإيرانية الأخيرة ضد السعودية، والمنطقة ككل، إلا أنه، أي أوباما، بات نفسه ضحية إيران يوم اختطفته قبل خطاب حالة الاتحاد الأخير وأفسدت عليه فرصة الظهور ببطل المنجز غير المكتمل أصلاً.

 

يخطئ الأميركيون إذا راهنوا على الإصلاحيين في إيران!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/16

اقترب رفع العقوبات عن إيران، وتضخمت التوقعات خصوصًا بالنسبة إلى سياسة إيران الخارجية. كان أكثر المتنفسين الصعداء محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، الذي اعتبر في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الأحد الماضي أن العالم كله سيحتفل بتطبيق الاتفاق حول برنامج إيران النووي. في المقال يعطي ظريف صورة جد وردية عن إيران «الضحية»، التي منذ مجيء حسن روحاني إلى الرئاسة تردد على لسانه أن أولوية سياستها الداخلية الصداقة مع كل الجيران، والسلام والاستقرار في المنطقة والتعاون الدولي ومحاربة التطرف. وبعدما أبلغ قارئه الأميركي بأن كل ما يجري في المنطقة تتحمل مسؤوليته السعودية في وقت كان فيه رد إيران ضبط النفس، انتهى إلى القول: «إن الحذر من جانب واحد غير قابل للاستمرار». بعض الأميركيين يريدون تصديق هذه الصورة، يعرف ظريف ذلك جيدًا، وهؤلاء البعض يعتقدون أن روحاني سيقود مسيرة تحرير إيران من الثورة إلى الدولة. لكن لسوء حظهم لن تكون هناك سياسة إيرانية خارجية سلسة أو أقل عدوانية، فالرئاسة ووزارة الخارجية اللتان فاوضتا على الاتفاق النووي لا سلطة لهما على أجهزة الجيش والشرطة والاستخبارات، والذين يسيطرون على كل القرارات هم الحرس الثوري ووزارة الأمن والاستخبارات ومكتب المرشد الأعلى. ومنذ التوقيع على الاتفاق لم يتقلص نفوذ المتشددين في إيران الذين يسيطرون على كل هذه المؤسسات. ومن المؤكد أن الفئات العسكرية والدينية ستستغل أي فرصة تنشأ بسبب الاتفاق، وتنقض بوحشية لسحق أي محاولة من جانب الإصلاحيين تسعى إلى مزيد من الحرية السياسية أو الإصلاحات الاجتماعية.

الذين ينتظرون إيران جديدة يعزون السبب إلى أن الاتفاق سيدفع إلى علاقات أفضل بين واشنطن وطهران. هذا الافتراض قائم على أن البراغماتيين الإيرانيين الذين استقووا بنجاحهم في رفع وشيك للعقوبات الاقتصادية عن إيران سيتحركون لتغيير السياسة الخارجية الإيرانية بشكل كامل. ويعتقد المتفائلون الغربيون أن أنصار روحاني الشباب سيجبرون بطريقة أو بأخرى النظام المتجذر على إجراء إصلاحات تؤدي إلى تحسين حقوق الإنسان وتحرير المجتمع من السياسة التي تقيده. بنظرهم على ما يبدو، فإنه عندما تصبح طهران أكثر اندماجًا مع العالم الغربي وتطور علاقات دبلوماسية طبيعية معه، فإن سياستها التوسعية الإقليمية ستصبح مدجنة ويمكن السيطرة عليها. لكن، نظرًا لطبيعة النظام السوداء والقاتمة، ونظرًا لتصرفاته المستفزة للدول الأخرى، فإن كل هذا التفاؤل الغربي يفتقد المصداقية، خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار بيانات القيادة الإيرانية العدائية طوال 35 سنة، وتصرفاتها السرية (عبر خلايا وصل انتشارها حتى أميركا الجنوبية) وسلوكها العدائي لخدمة مصالحها الذاتية التوسعية. هناك سوابق كثيرة لآمال عالية بنى عليها الدبلوماسيون الغربيون الكثير، ما لبثت أن تبددت. لن نعود في التاريخ بعيدًا، ففي 4 من هذا الشهر اتهم المرشد الأعلى خامنئي الولايات المتحدة بأنها تسعى للتأثير على الانتخابات الشهر المقبل.

خلال اجتماع لأئمة المساجد قال إن هناك محاولات من «الأعداء» لإبعاد إيران عن مسيرة ثورتها، لكنها ستبوء بالفشل: «إن عيون الأميركيين تتربص طامعة بالانتخابات، لكن هذه الأمة العظيمة واليقظة إيران ستتصرف بما يتعارض مع إرادة الأعداء، سواء أكان ذلك في الانتخابات أو في قضايا أخرى، وكما فعلنا من قبل سنوجه لهم لكمة في الفم».

وكان خامنئي، الذي تفوق سلطته كل سلطات روحاني وظريف، حذر بعد التوقيع على الاتفاق في يوليو (تموز) الماضي، من أن أميركا ستحاول التسلل إلى إيران. وفي لقائه مع خطباء المساجد ركز على التسلل واحتمال أن يصل المتسللون إلى البرلمان أو مجلس الخبراء، فهؤلاء سيكونون «النمل الأبيض الذي سيعمل على نخر الأسس وإضعافها من الداخل».

بعد فوز محمد خاتمي في انتخابات الرئاسة عام 1997 «قرر» أغلب المحللين الأميركيين أن التطور الليبرالي للثورة الإيرانية بدأ بالفعل. لكن، وكما أصبح معروفًا، فإن العكس هو الذي حصل. اغتيل أو اختفى العشرات من المعارضين السياسيين، وعندما استحوذ أنصار الليبرالية على المبادرة من أجل تسريع الإصلاح، نشرت قيادة الحرس الثوري رسالة (بين الموقعين عليها قاسم سليماني) تهدد بحل رئاسة خاتمي، عندها أوقف خاتمي صديق الطفولة وحليف خامنئي على الفور كل محاولات الإصلاح، وجلس يراقب كيف زجت وزارة الاستخبارات والحرس الثوري بمستشاريه في المعتقلات. بعد خاتمي جاء الأكثر رجعية في تاريخ هذا النظام محمود أحمدي نجاد رئيسًا، واليوم يعاقب أي صحافي ينشر خبرًا أو صورة لخاتمي الممنوع من السفر.

حاليا العديد من الدبلوماسيين الأميركيين والمشرعين في الكونغرس ورجال الأعمال الذين لديهم مشاريع دولية متفائلون، تشبه توقعاتهم بمرحلة روحاني تلك التي رافقت رئاسة خاتمي. الواقع بالنسبة إلى روحاني هو أنه موثوق من النظام، أكثر مما كان عليه خاتمي، فهو شارك عن كثب في كل القرارات العسكرية والسياسية التي اتخذتها الثورة منذ 35 عامًا. المشاركة في اتخاذ القرارات لا تعني السلطة.

روحاني لا يمكنه تحرير المجتمع الإيراني من قبضة المتشددين إلا إذا «باركت» المؤسسات الدينية عملية الإصلاح، وقد سارعت هذه إلى خنق أي تحرك لتخفيف القوانين الاجتماعية والسياسية الداخلية القمعية.

خامنئي يعيش هاجس تسلل الجواسيس: «الشيطان الأكبر» لن يصبح «الملاك الأبيض»، إذ لا توجه اللكمات إلى الملائكة. في استعداده لتوجيه «اللكمة إلى فم أميركا» جاءت تعليقاته مع التحضير للانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء، ويعرف خامنئي والمشددون معه أن المعتدلين والإصلاحيين سيسعون لانتزاع السيطرة على البرلمان، الذي يهيمن عليه المحافظون حاليًا، على خلفية الصفقة – الاتفاق، التي حققها روحاني - ظريف. كلمة «تسلل» التي كرر استعمالها خامنئي لن تتأخر في أن تصبح الوصف الذي يحيط بهؤلاء.

في مقاله في «نيويورك تايمز» لم يأتِ ظريف على ذكر الانتخابات المنتظرة في إيران أو «سيف ديموقليس» المسلط على كل مرشح، بل روى ما جرى للسفارة السعودية في طهران، فبدا كأنه نعامة تدفن رأسها في الرمال. قال إن الإدانة لهذا العمل صبت من أعلى المستويات (حتى الآن لم يدِن المرشد الأعلى الهجوم، أو الحرس، أو خطباء المساجد) قال: «أعلنا عزمنا على تقديم الجناة إلى العدالة». أيضًا هذا أمر مستبعد. مقارنة صغيرة: ما زالت الدنيا مقلوبة في ألمانيا بعد الذي حدث ليلة رأس السنة في كولونيا، ويتعرض المسؤولون هناك للضغوط للكشف عن مزيد من تفاصيل حول تقاعس رجال الشرطة في حماية الناس والنساء بشكل خاص. أقيل قائد شرطة كولونيا، لأن الشرطة ضللت وسائل الإعلام حول الدور السيئ الذي قام به مهاجرون. المستشارة أنجيلا ميركل تتهاوى شعبيتها. فمن الذي يتحمل المسؤولية في إيران، ليس فقط عن الهجوم على القنصلية السعودية في مشهد أو على السفارة السعودية في طهران، إنما عن كل السياسات الخارجية المعتمدة تجاه المنطقة. يعرف ظريف أن الغرب لن يطالب إيران بشيء. سيتحمل اتهامات خامنئي، ويتحمل تلاعب روحاني وظريف. لقد أراد شيطنة الدول العربية ويريد تجميل صورة إيران. إنه يزرع، وعن قصد، بذور حرب طويلة المدى. ولن تنفتح إيران على الغرب بل ستزداد عزلتها إقليميًا ودوليًا.