المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january15.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين وأقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى31/بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي01/من09حتى17/ كُلُّ شَيءٍ بِهِ خُلِقَ وإِلَيه؛ وهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، وبِهِ يَثْبُتُ كُلُّ شَيء،"

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

من سكت على ظلم المحكمة العسكرية لأهله من أفراد جيش لبنان الجنوبي لا مصداقية لاعتراضه والصراخ على إطلاق سراح المجرم ميشال سماحة/الياس بجاني

زمن محل وبؤس قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هجمة غير مسبوقة في دير ميماس على شراء الأراضي ولجنة متابعة لمواجهة "القرارات الفوقية" لوزارة الداخلية

الحراك المدني يعود إلى المربع الأول ويقطع طرقاً توقيف ناشطين من "بدنا نحاسب" اقتحموا وزارة البيئة/عباس الصباغ/النهار

جلسة حكومية بغياب وزراء عون و«حزب الله»

مخاوف من تداعيات لخروج لبنان عن الإجماع العربي

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 14/1/2016

نأي بالنفس في المكان الخطأ/ أحمد الأسعد

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس 14 كانون الثاني 2016

سلام في مجلس الوزراء: لتفعيل العمل الحكومي وتجنب الأمور الخلافية

ميشال سماحة "المدان" خارج القضبان

جمهورية ميشال سماحة' في لبنان

غضب لبناني من القضاء العسكري

الموافقة على تخلية سماحة بكفالة 150 مليون ليرة

سماحة: سأتابع العمل السياسي وأنا لا أزال جزءا منه

وكيل سماحة: قرار اخلاء سبيله نهائي ولا يمكن الطعن به والقانون لا يسمح له بالتصريح

الرئيسية قضاء نص قرار المحكمة العسكرية بتخلية سبيل سماحة

جعجع: إطلاق سماحة مرفوض بكل المقاييس

السنيورة: قرار اطلاق سماحة اساءة كبيرة للقضاء والقانون ولمنطق قيام المؤسسات

ريفي: أنعي المحكمة العسكرية الى الشعب اللبناني فهناك إجرام صديق وآخر عدو

ريفي زار ضريحي الشهيدين الحريري والحسن

الحريري: إجماع الضباط على إطلاق سماحة عار ومكافأة للمجرم

جنبلاط: إخلاء سبيل سماحة تشريع للجريمة وطعن لجهود الأجهزة الأمنية

المشنوق: إطلاق سماحة إدانة لمحكمة التمييز العسكرية وسيكون لنا موقف عال من زبانية تبرير القتل والتفجير

أمانة 14آذار: في لبنان نوعان من المواطنين من يخضع للقانون ومن هو فوق كل محاسبة

رئيس حركة الاستقلال: الافراج عن سماحة تشريع صريح للاغتيالات والتفجيرات

إعلاميون ضد العنف دانوا إطلاق سماحة: لالغاء المحاكم الاستثنائية

وقفة إحتجاجية للمنظمات الشبابية في 14 آذار امام منزل سماحة بالاشرفية مساء غد

كبارة: مهزلة الافراج عن سماحة تختصر الظلم

نديم الجميل: إطلاق سماحة اغتيال للبنانيين

رعد: التصريحات المعترضة على اطلاق سماحة ليست إلا تعبيرا عن النكد والكيدية

فتفت: قرار الافراج عن سماحة "خطير" يُشجّع على الارهاب و"14 آذار" تدرس خياراتها والغـاء "العسـكرية" ضـرورة

قهوجي عرض مع وزيري دفاع فنلندا واستونيا التعاون والتقى وفد عائلات الضباط الشهداء

 جعجع عرض مع القائم بالاعمال الامريكي المستجدات

النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح : نـرحّب بأي تقارب مسـيحي والاقطاب الاربعة لا يلبون دعوة بكركي

فنيش: للتفاهم على "التعيينات" والترحيل ضرورة وموقفنــا من انتخــاب عــون مرتبط بقراره

الحراك المدني من رياض الصلح الى "البيئة": لا لترحيل النفايات واقتحـام الوزارة تســـبب بتـدافع واعتقــالات بالجملــة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عبـود: مواصفات الوزارة غير واضحة وقرار الإقفال ليس بيئياً و"محرقة ضهور الشوير لم تنتج بعد بل خضعت لـ3 تجارب فقط"

سليم حمادة: علاقة الاسد بفرنجية لا تحتاج وسيطاً لايصال رسائل واللقــاء مــع ارســـلان تفرضــه ضــرورات الحـلف

فادي  كرم: مقاربتنا الرئاسية مــن باب التفاهمات والشروط ولماذا لم يشترط الحريري على فرنجية التفاهم المسيحي؟

ماروني: تفاهم "التيار" و"القوات" لا يعني اختصار المسيحيين و نطـالب بالانتخابـات البلديــة لأنها حـــق للمواطـن

تداعيات موقف باسيل عربيا قد تصيب لبنانيي الخليج مجددا

"النأي بالنفس" متى تتناسـب ومصالح حزب الله وحلفائـه؟

فنيش: للفصل بينها وبيـن وجودنا العسـكري في سـوريا

جنجنيان: القوات تقارب الملف الرئاسي من منطلق سياسي

دريان استقبل فتحعلي: تعزيز وحدة المسلمين لمواجهة التحديات

سليمان استقبل عسيري والهراوي وطربيه

سليمان خلال اجتماع لقاء الجمهورية: لعدم التهويل على المؤسسة العسكرية

السيد ردا على جعجع: آخر من يحق له التعليق على إطلاق سماحة

مطران فرنسا للموارنة مارون ناصر الجميل  يترأس غدا في فرنسا لقاء صلاة مسكونية تضامنا مع مسيحيي الشرق

تدهور في صحة عقيلة الشيخ محمد يعقوب واستدعاء طبيب الى مسجد الصفا

مناصرو حسن يعقوب نظموا مسيرة في سن الفيل احتجاجا على استمرار توقيفه

مجلس الروم الكاثوليك : نحذر من الإستمرار في نهج تهميش الطائفة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

استهجان عربي ـ إقليمي للتدخل الإيراني في 5 دول

كيري أكد للجبير دعم الرياض وتفهم مخاوفها وواشنطن تدعو طهران إلى وقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية

سلسلسة اعتداءات هزت العاصمة الأندونيسية ..إرهاب «داعش» يصل جاكرتا: 7 قتلى بينهم 5 مهاجمين

العاهل الأردني: ندعم السعودية ونرفض التدخلات الإيرانية/لقاء خاطف جمعه مع أوباما في واشنطن

ايران اعلنت سحب قلب مفاعل اراك النووي

مصر مددت لسنة مهمة قوتها المشاركة في التحالف العربي في اليمن

العثور على 7 جثث جديدة لمهاجرين على شواطئ تركيا قبالة اليونان

"نيـويورك تايمـز": حـل أزمـة البحــارة يشير الى علاقات أكثر دفئا بين أميركا وايران

غارديان": رفع العقوبات عن ايران نهاية الاسبوع

 فابيـوس يتـرك منصبــه مطلـع شـباط وأسماء عدة متداولة لخلافته في "الكي دورسيه"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال سماحة «مجرم».. مع إخلاء سبيل/علي الحسيني/المستقبل

جبران باسيل للعرب: بيروت مثل مضايا/نديم قطيش/الشرق الأوسط

بعبدا تمر من معراب/أحمد عدنان/العرب

ترشيح جعجع لعون بات ضرورة/نديم قطيش/المدن

إخلاء سبيل ميشال سماحة.. «إنتصار الإرهاب» في لبنان/خاصّ جنوبية

ا مفرّ من انتخابات بلدية في أيار "حزب الله" يفضّل تأجيلاً...والداخلية "حاضرة"/ايلي الحاج/النهار

لا انتخابات رئاسيّة فيها غالب ومغلوب بل رئيس توافقي مراعاة لدقّة المرحلة/اميل خوري/النهار

من حقيبة النهار الديبلوماسية شروط السلام العربي – الإيراني/عبد الكريم أبو النصر/النهار

إيران بين الزوارق الأميركية والسفارة السعودية/عماد قميحة/جنوبية

تفجيرات اندونيسيا: حرب ضدّ تركيا والسعودية… وإيران تتوسع/ربيع سلامة/جنوبية

كفرّمان je suis/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

ماذا حققت قيادة أميركا للعالم «من الخلف»/راغدة درغام/الحياة

أوهام «الانتصارات» عند الممانعة/وليد شقير/الحياة

العرب وإيران وتركيا/محمد علي فرحات/الحياة

كيف اندمجت المقاومة والعداء للغرب بفشل الثورات العربية/حسام عيتاني/الحياة

تجويع مضايا والمشروع الإيراني في سوريا/خيرالله خيرالله/العرب

إسطنبول في مرمى إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية/إدريس الكنبوري/العرب

إيران والمنطقة: قطيعة لا تريدها واشنطن/محمد قواص/العرب

متطرفو الكويت والولاء للخارج/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

والآن دور الظواهري ضد السعودية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

بين إعلان مضايا وإعلان بيروت ـ دمشق/فايز سارة/الشرق الأوسط

إيران هي المشكلة ولن تكون جزءًا من الحل/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى31/بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

"فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان.

فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان".

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي01/من09حتى17/ كُلُّ شَيءٍ بِهِ خُلِقَ وإِلَيه؛ وهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، وبِهِ يَثْبُتُ كُلُّ شَيء،"

"يا إِخوَتِي، نَحْنُ أَيْضًا، مِنْ يَوْمَ سَمِعْنَا، لا نَزَالُ نُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُم، ونَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَمْلأَكُم مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، في كُلِّ حِكْمَةٍ وفَهْمٍ روحِيّ، لِتَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بِالرَّبِّ في كُلِّ مَا يُرْضِيْه، مُثْمِرينَ في كُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ونَامِينَ بِمَعْرِفَةِ الله، مُتَقَوِّينَ كُلَّ القُوَّةِ بِحَسَبِ عِزَّةِ مَجْدِهِ، بِكُلِّ ثَبَاتٍ وطُولِ أَنَاة، وَبِفَرَحٍ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذي أَهَّلَكُم لِلشَّرِكَةِ في مِيراثِ القِدِّيسِينَ في النُّور؛ وهُوَ الَّذي نَجَّانَا مِنْ سُلطَانِ الظَّلام، ونَقَلَنَا إِلى مَلَكُوتِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذي لَنَا فيهِ ٱلفِدَاء، أَي مَغْفِرَةُ الخَطَايَا: إِنَّهُ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ المَنْظُور، بِكْرُ كُلِّ خَليقَة، لأَنَّهُ بِهِ خُلِقَ كُلُّ شَيءٍ في السَّمَاواتِ وعلى الأَرْض، مَا يُرَى ومَا لا يُرَى، عُرُوشًا كَانَ أَمْ سِيَادَات، أَمْ رِئَاسَات، أَمْ سَلاطِين، كُلُّ شَيءٍ بِهِ خُلِقَ وإِلَيه؛ وهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، وبِهِ يَثْبُتُ كُلُّ شَيء،"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

من سكت على ظلم المحكمة العسكرية لأهله من أفراد جيش لبنان الجنوبي لا مصداقية لاعتراضه والصراخ على إطلاق سراح المجرم ميشال سماحة

الياس بجاني/14 كانون الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/14/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%83%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B8%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3/

لا استغراب في إطلاق سراح المجرم ميشال سماحة اليوم بإجماع أعضاء المحكمة العسكرية كون المحكمة هذه كانت ولا تزال مجرد أداة قهر وظلم وافتراء بيد حزب الله ومن قبله المحتل السوري والمرتزقة التابعين له. والحزب منذ العام 2000 يستعملها على هواه وكما يريد وبما يخدم مشروعه الملالوي المذهبي والإرهابي، ومن أول ضحاياها أهلنا من الشريط الحدودي مدنيين وعسكريين الذين اجبروا على الهرب إلى إسرائيل العام ألفين عقب انسحاب إسرائيل من الجنوب.

نسأل الذين تفاجئوا اليوم بإطلاق سراح سماحة والذين أصدروا بيانات مستنكرين هرطقة المحكمة العسكرية أين كانت غيرتهم والنخوة على القانون والعدل يوم كانت المحكمة العسكرية نفسها تظلم وتفتري على المئات من أهلهم الأبطال من أفراد جيش لبنان الجنوبي وأهل الشريط الحدودي الأحرار منذ العام 2000 وما قبل ذلك. باختصار، إن البلد محتل ومؤسساته مهيمن عليها والمحكمة العسكرية هي عنواناً صارخاً لهذا الاحتلال.

نعم إن إطلاق سراح المجرم ميشال سماحة هو عمل غير قانوني وغير شرعي وغير استقلالي وغير استقلالي، ولكن هل مسرحية التفضيل الرئاسية ال 14 آذارية الاستسلامية والانهزامية وتحديداً بين القوات والمستقبل بين ميشال عون وسليمان فرنجية هي ممارسة مبررة وتحترم قيم وأهداف ثورة الأرز وتحسب حساباً لدماء الشهداء ورزم الوعود والعهود؟ من قبل وارتضى بصمت ظلم المحكمة العسكرية لأهله من أفراد جيش لبنان الجنوبي وللمئات من أهل الجنوب الأبطال عليه مراجعة ذاته وضميره وتلاوة فعل الندامة مرات ومرات.

 

زمن محل وبؤس قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل
الياس بجاني/13 كانون الثاني/16
إن همروجة التسابق والتذاكي الإعلامي الوقح واللابط للأخلاق في الشرح التفضيلي لمحاسن ميشال عون وسليمان فرنجية بين قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل أمر معيب ومشين ومهين بحق الفريقين وهو غير مبرر ومستنكر ويأتي في سياق الإنهزامية والشخصنة والأنانية والتخلي علناً عن كل مبادئ وقيم 14 آذار والتنكر لدماء الشهداء. عيب استحوا ع دمكم

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هجمة غير مسبوقة في دير ميماس على شراء الأراضي ولجنة متابعة لمواجهة "القرارات الفوقية" لوزارة الداخلية

المصدر: خاص - "النهار"/15 كانون الثاني 2016/جاء في مقدمة الدستور اللبناني، المادة "ي": "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". تشي القراءات المتكررة لهذا النص، بأن من كتبه أراد عملياً حماية التنوع واحترام خصوصيات المكونات اللبنانية المختلفة، التي قد يبادر أحدها في ظرف معين الى استغلال السلطة من أجل ضرب العيش المشترك. هذا ما تعانيه بلدة دير ميماس الجنوبية التي تواجه هجمة غير مسبوقة على شراء أراضيها وعقاراتها، وهو ما يهدد نسيجها الاجتماعي وخصائصها المجتمعية، وهي البلدة التي اشتهرت بعلمانيتها والتزام قسم كبير من ابنائها جانب الاحزاب اليسارية، بما يسقط أي اتهام للبلدة بالطائفية في زمن الارهاب التكفيري والاصوليات المتشددة وقمع الرأي الآخر. وبدأت المسألة بالتفاعل مع اجتماع "اللقاء التشاوري" الذي عقدته فاعليات البلدة في كنيسة الروم الارثوذكس في دير ميماس، وضم رجال دين ووجهاء ورؤساء بلديات سابقين وممثلي أحزاب وهيئات اجتماعية، تحت عنوان خصوصية دير ميماس وديمومتها وتلافي النتائج غير المرجوّة، وذلك لمعالجة الإشكال القائم على خلفية "عدم موافقة" البلدية على منح رخصة بناء لـمعن حلاوي من بلدة كفركلا على بعد أمتار قليلة من كنيسة الروم الكاثوليك في البلدة. لكن المشكلة ليست مع معن حلاوي تحديداً، بل مع وزارة الداخلية التي تجاوزت إرادة 3000 ناخب في دير ميماس، فوضوا أمرهم الى البلدية وانتخبوا مجلسها البلدي لتمثيلهم وإدارة شؤونهم، فإذا بوزارة الداخلية تمارس الضغوط وتصدر أوامر الى قائمقام مرجعيون وسام الحايك طالبة منه تجاوز البلدية ومجلسها والاصوات الثلاثة آلاف ورجال الدين والكهنة في دير ميماس، بهدف إعطاء الرخصة رغم رفض البلدية والبلدة. وقد شكّل المجتمعون لجنة متابعة تضم رئيس البلدية وكهنة البلدة وفاعلياتها بهدف التواصل مع فاعليات كفركلا المجاورة وفي مقدمها الشيخ عباس فضل الله ورئيس بلديتها حسن شيت لشرح هواجس دير ميماس وحفظ خصوصياتها، ولقيت هذه المطالب كل تفّهم وايجابية لدى أبناء كفركلا، وتاليا لدى مالك العقار حلاوي الذي وعد ببيعه من أبناء دير ميماس صوناً للعيش المشترك واحتراماً لارادة الاهالي. لكن المشكلة أن وزارة الداخلية لم تقتنع، واستمرت في ممارسة الضغوط على قائمقام مرجعيون وسام الحايك غير آبهة بالتوتر الذي يتسبب به الامر وبمشاعر القهر والاحباط المتراكمة لدى أبناء دير ميماس الذين هالهم اتهامهم بالطائفية والعنصرية والمزايدات "الوطنية والعلمانية" من بعض مسؤولي وزارة الداخلية، بعد كل هذه السنين والتضحيات الجسام التي قدموها. ويقول ناشطون في البلدة، إن رفض البلدية اعطاء رخصة البناء قرب الكنيسة يدخل في صلب مصلحة البلدة والحفاظ على نسيجها الاجتماعي وتراثها المسيحي المتناغم مع محيطها، وهي بلدة تفخر بخصوصيتها المسيحية المشرقية. لكن ما ليس مفهوماً (والكلام للناشطين) هو موقف وزارة الداخلية ومحافظة النبطية التي تتعامل مع البلدة بمنطق استعلائي لا يأخذ في الاعتبار تاريخ دير ميماس ونضالات ابنائها وسعيهم الى حفظ خصوصيتهم ضمن التعددية والتنوع في الجنوب. وفي رأي الناشطين أن إصدار أوامر مبرمة الى القائمقام الحايك بالتوقيع على رخصة البناء، يعني فتح الباب واسعاً امام نقل صلاحيات إعطاء رخص الاعمار من البلديات الى القائمقامين في كل لبنان، ويشكل سابقة خطرة جداً، لجهة فرض أمر واقع على كل بلديات القرى والبلدات المنتخبة شرعياً وبموجب القانون من مواطنيها، والتي ترفض إعطاء رخص اعمار تهدد خصوصياتها والتنوع من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب. المهم في الامر، ان السلطة، اي سلطة، وجدت للتوفيق بين الناس وطمأنتهم وليس لاثارة المشاعر ونقض العيش المشترك، من خلال تجاوز دور البلديات المنتخبة وفرض قرارات فوقية عليها.

 

الحراك المدني يعود إلى المربع الأول ويقطع طرقاً توقيف ناشطين من "بدنا نحاسب" اقتحموا وزارة البيئة

عباس الصباغ/النهار/15 كانون الثاني 2016

من دون أي تردد، حسم وزير الداخلية أمره وأوعز الى القوى الامنية بفض الاعتصام داخل وزارة البيئة وتوقيف عشرة ناشطين من حملة "بدنا نحاسب" وغيرها من الحملات المنضوية تحت لواء الحراك المدني. بعد أكثر من ساعة على اقتحام مبنى اللعازرية، نجحت القوى الامنية في توقيفهم إثر تدافع مع المعتصمين الذين حاولوا منع سيارة مخصصة لنقل السجناء وتابعة لقوى الامن الداخلي من نقل الشبان العشرة الذين دخلوا مكاتب وزارة البيئة. وبعد هرج ومرج شقت السيارة طريقها ونقلت الموقوفين الى مخفر ميناء الحصن. تجدد المشهد أمام مبنى اللعازرية امس بعد اكثر من اربعة اشهر على اقتحام وزارة البيئة والاعتصام داخلها، وتحول الاعتصام الذي كان مقرراً قبالة السرايا الحكومية الى وزارة البيئة بعدما نجح عدد من الناشطين من "بدنا نحاسب" وغيرها من الحملات في دخول حرم الوزارة بعد إشكال مع القوى الامنية. وأعلن الناشطون سلمية تحركهم على الرغم من الاشكالات المحدودة مع القوى الامنية، وأكدوا أنهم تعرضوا للضرب بعد دخولهم مبنى الوزارة. وقالت الناشطة اليسارية نعمت بدر الدين بعد اقتحام وزارة البيئة "إن الناشطين يريدون تعطيل صفقة الترحيل، وعيب السرقة العلنية. اذهبوا لمعرفة مكان وجود العسكريين لدى داعش وثبتوا عناصر الدفاع المدني، ونحن نريد أن نحاسبكم". وخلال الاعتصام أمام وزارة البيئة، أعرب عدد من ناشطي الحملات عن غضبهم لعدم السماح لهم بدخول مبنى الوزارة، منتقدين استخدام العنف من العناصر الامنية، مما أدى الى سقوط جريحين على الاقل، أحدهما عنصر من قوى الامن الداخلي، علماً أن التعزيزات الامنية قبالة السرايا لم تكن على شاكلة التحركات السابقة، عدا عن أن عدداً من المعتصين أزالوا العوائق الحديد التي وضعتها القوى الامنية مكان الاسلاك الشائكة التي كانت تحوط السرايا الحكومية. وقال الناشط ايمن مروة لـ"النهار": "نحن جئنا لنقول ان مجلس الوزراء في حال انعقاد دائم وهناك صفقة كبيرة في ترحيل النفايات، وعلى المعتصمون تفعيل هيئات الرقابة". وثمة مطلب آخر تردد في رياض الصلح، بعيدا من الازمة السياسية، هو مطالبة الحكومة بإصدار مرسوم لإعفاء المواطنين من دفع رسوم تجديد جوازات السفر مرتين. وشارك عناصر الدفاع المدني في التحرك للمطالبة بتثبيتهم، خصوصاً أن وزير الداخلية وعدهم بإقرار مطالبهم في أول جلسة للحكومة، وأكد أحد المنظمين لتحرك عناصر الدفاع المدني ان اعتصامهم منفصل عن التحركات في رياض الصلح وان مطلبهم فقط هو تثبيتهم، ثم عادوا الى خيم اعتصامهم المفتوح في ساحة الشهداء وسط خيبة امل. المعتصمون الذين وصلوا قرابة العاشرة الى رياض الصلح رشقوا مواكب الوزراء بالبيض ورفعوا لافتات كتب عليها: "افرز من المصدر ولا للمطمر"، و"جايين نحاسبكم"، و"حكومة زبالة". وخلال الاعتصام قال أحد المنظمين لـ"النهار"، الناشط اليساري وائل عبد الله: "من غير المقبول أن تغرق النفايات الشوارع ويغرق الوزراء في صفقاتهم، وليس مقبولا الاستهتار بحقوق المواطنين". وبعد كر وفر عاد المعتصمون الى رياض الصلح، ثم توجه عدد منهم الى قبالة مبنى "النهار" وقطعوا الطريق لفترة محدودة بالتزامن مع قطع الطريق أمام ثكنة الحلو التي أوقف في مخفرها كل من الناشطين علي حمود، واصف الحركة، هاني فياض، زياد حسين، عبد القادر الباي، خضر انور، وارف سليمان، بيار حشاش، جاد العريضي، سامر حامد، محمد نبيل، محمد حرب، صادق بحلق، حسن قطيش، محمد دعيس، نبيل شيا ، حسين موسى.

 

جلسة حكومية بغياب وزراء عون و«حزب الله»

بيروت – «السياسة»/15/01/16/لم يرضخ رئيس الحكومة تمام سلام لسياسة الابتزاز والأمر الواقع التي يمارسها وزراء «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، فترأس جلسة للحكومة أمس، بمن حضر وفي ظل غياب وزراء التيار والحزب ووزير «تيار المردة» روني عريجي الموجود في الخارج ووزير الطاقة ممثل «حزب الطاشناق» أرتور نظاريان، حيث أكد عدد من الوزراء الذين حضروا الجلسة أنه لا يمكن للحكومة أن تبقى أسيرة شروط البعض الذي يحاول فرض رأيه على مجلس الوزراء وتقديم مصلحته على مصلحة البلد والناس. وعلمت «السياسة» أن الرئيس سلام رفض طلباً بتأجيل الجلسة بسبب غياب وزراء «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، مصراً على انعقادها، لأنه لم يعد قادراً على تحمل مثل هذه الممارسات التي لا تفيد المصلحة الوطنية بشيء، ومؤكداً على أنه ملتزم بممارسة صلاحياته كاملة ولن يقبل بأن يفرض أحد شروطه عليه. وأكدت مصادر وزارية بارزة لـ«السياسة»، أن تغيب وزراء «التغيير والإصلاح» و«حزب الله» عن جلسة الحكومة يعكس بوضوح استمرار سياسة التعطيل وشل المؤسسات التي ينتهجها هذا الفريق، بعدما جرى إفشال التسوية الرئاسية، وبالتالي فإن الأمور أصبحت واضحة وليست بحاجة إلى تفسير، بعدما ظهر أن القرار بالتعطيل لا زال قائماً استجابة لأجندة إقليمية لا تريد قيام المؤسسات الدستورية بدورها في هذا البلد، بانتظار اتضاح صورة الأوضاع في المنطقة، لافتة إلى أن الفريق المقاطع لجلسات الحكومة يريد أن يحل محل الحكومة وأن يفرض رأيه على مجلس الوزراء، فإما أن تنفذ مطالبه وإما سيستمر في سياسة التعطيل وشل عمل المؤسسات. وجاءت مقاطعة وزراء التكتل و«حزب الله» رداً على عدم طرح بند التعيينات الأمنية والعسكرية على جدول أعمال مجلس الوزراء، بما فيها الحصول على تعهد من الحكومة بتعيين قائد جديد للجيش خلفاً للعماد جان قهوجي الذي تنتهي فترة التمديد له في سبتمبر المقبل، لكن مصادر في «التيار الوطني الحر» أشارت إلى أن ملف التعيينات سيُطرح في جلسة الحكومة المقبلة وبحضور وزيري التكتل. وبالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، اعتصم ناشطو «حملة بدنا نحاسب» في رياض الصلح على مقربة من السراي الحكومي، رفضاً لما سموه منطق المافيا في ترحيل النفايات، حيث قام عدد منهم باقتحام وزارة البيئة، قامت بعدها القوى الأمنية بإخراجهم منها، كما قام بعض الناشطين بقطع طريق المصارف.

 

مخاوف من تداعيات لخروج لبنان عن الإجماع العربي

بيروت – خاص: 15/01/16/أبلغت مصادر ديبلوماسية عربية في لبنان «السياسة»، أن صدى سلبياً كبيراً خلّفه خروج وزير خارجية لبنان جبران باسيل عن الإجماع العربي في إدانة الممارسات الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، مشيرة إلى أن وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في القاهرة، الأحد الماضي، تلقوا باستياء بالغ موقف لبنان الذي عبر عنه وزير خارجيته وقال إنه منسق مع رئيس الحكومة تمام سلام، لافتة إلى أنه يخشى أن يكون للتفرد اللبناني والخروج عن الإجماع العربي انعكاس بالغ الخطورة، على صعيد الدعم العربي للبنان الذي يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مساندة أشقائه العرب لإخراجه من أزماته التي يعيشها وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي. وشددت المصادر على أنه كان الأجدى بلبنان أن يقف إلى جانب أشقائه العرب الذين وقفوا إلى جانبه وما زالوا في مواجهة الصلف الإيراني ومحاولات طهران لزعزعة استقرار الدول العربية وخاصة الخليجية التي تحتضن مئات الآلاف من الرعايا اللبنانيين منذ عشرات السنين، بدلاً من أن يأخذ الوزير باسيل هذا الموقف المدافع عن إيران بضغط من «حزب الله» من دون أدنى شعور بالعواقب التي يمكن أن تتأتى عنه وقد يكون من أبرز ضحاياها اللبنانيون في الدول الخليجية، في وقت يعاني لبنان من ضائقة اقتصادية خانقة وبحاجة ماسة إلى تحويلات هؤلاء المغتربين الذين صدموا بموقف لبنان في الجامعة العربية وبدأوا يعيشون قلقاً كبيراً جراء ما يمكن أن يصيبهم من تداعيات في حال استمرار لبنان في سياسة خرق الإجماع العربي والسباحة عكس التيار لمصلحة إيران و«حزب الله». وهذا ما يحتم على الحكومة اللبنانية أن تعيد قراءة موقفها جيداً من هذا التصرف وتتفادى في المستقبل اتخاذ خيارات خاطئة تتعارض كلياً مع مصالحها ومصالح شعبها.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 14/1/2016

الخميس 14 كانون الثاني 2016 الساعة 22:28

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خطف قرار المحكمة العسكرية في الإفراج عن ميشال سماحة الأضواء من أمام كل الأحداث المحلية سواء أكان غياب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر عن جلسة مجلس الوزراء أم التوتر الذي صاحب خطوة الحراك المدني أمام وزارة البيئة.

كذلك خطف قرار المحكمة العسكرية الأضواء من أمام الاحداث الخارجية من جاكرتا الاندونيسية والهجوم الارهابي الى تفجير العريش المصرية وقبله تفجير ديار بكر التركية.

ولم يتوقف قرار المحكمة العسكرية عند إطلاق سراح ميشال سماحة بل هو خرق من قبل سماحة نفسه الممنوع من الإدلاء بأي كلام للإعلام حين قال إنه سياسي وسيبقى جزءا من العمل السياسي وقال أيضا: من يحمي داعش يجب أن لا يتكلم.

ولم ينفع اعتراض النيابة العامة التمييزية على القرار فسماحة أطلق من الريحانية الى منزله في الاشرفية مقابل كفالة مالية.

وولد قرار الإفراج عن ناقل المتفجرات من سوريا الى لبنان ردود فعل قوية فيما عقد وزير العدل اجتماعات متلاحقة مترحما على العميد الشهيد وسام الحسن.

وذكر ان اجتماعا لقيادة قوى الرابع عشر من آذار سيعقد كما ان اعتصاما امام منزل سماحة في الاشرفية سينفذ احتجاجا على القرار الذي نفذ على الفور خلافا لكل القرارات التي عرفت في لبنان على انها تأخذ عادة يومين أو ثلاثة لدفع الكفالة وترك المسجون أو الموقوف.

وافيد هذا المساء عن تجمعات في بعض المناطق إحتجاجا على القرار فيما زار الوزير ريفي ضريحي الشهيدين الرئيس رفيق الحريري والعميد وسام الحسن.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ويسألون لماذا المحكمة الدولية إسألوا محكمة التمييز العسكرية.

العار.. لا يستقيم توصيف آخر. لا بل انه عار موصوف بالأدلة القاطعة وبطعم الصبير المر. القاتل حر ما دام لم تثبت عليه سوى نيته ورغبته بالقتل. يستحق فرصة ثانية ليفجر عبواته إرضاء لمملوكه.

مجرم الأسد حرا طليقا في الغابة ربما يبحث عن فريسة جديدة، فهو أعلن فور إطلاقه أنه لم يتوف ومستمر في نهجه، واللواء الشهيد وسام الحسن يرقب حزينا من عليائه، العدالة نامت واستيقظ الغضب في صدور اللبنانيين. فما هو الدرس الذي أرادوا تلقينه للبنانيين؟ أن حامي البلاد والعباد مكانه القبر؟ وأن مخطط القتل وتفجير لبنان تحميه شياطين السياسة واحزابها.

فما هي رسالة إطلاق سماحة اليوم؟ هل تعني أن القتلة مكانهم بيننا، وهل هي تشجيع للارهاب والارهابيين بوجود حسومات على الاحكام بحقهم اذا ضبطوا متلبسين؟ ام انها مؤشر لعودة لغة التفجير إلى الشارع؟

اي عدالة هذه وميشال سماحة ينام في سريره الدافئ فيما اللواء الشهيد وسام الحسن ينام تحت التراب البارد.

اللبنانيون باتوا يعرفون (عمايل) هذه المحكمة اليست هي التي أطلقت سراح عنصر حزب الله قاتل الضابط في الجيش اللبناني سامر حنا، بعد اشهر قليلة من توقيفه.

اليست هي التي اصدرت حكما مخففا بحق العميل فايز كرم، القيادي في التيار الوطني الحر وحليف حزب الله، واليوم تطلق سراح ميشال سماحة، حليف الحزب وعميل بشار الاسد وعلي المملوك في تحضير لبنان للفتنة والموت.

الفتنة التي انقذنا منها وسام الحسن والموت الذي ترصد به لانه اوقف ميشال سماحة وكشف مخططه. فماذا يقول للبنانيين من اطلقوا سراح المجرم ليقتلنا مرتين وكأنهم يلقوننا درسا بأن القاتل سينعم دوما بحرية مضرجة بدمنا.

المحكمة العسكرية اصدرت حكمها وعنونته باسم الشعب اللبناني لكن لا... ليس باسم الشعب اللبناني هذا الحكم... ليس باسم الشعب اللبناني.

هو انتهاك لمشاعر معظم اللبنانيين. وهو عار ومشبوه ومكافأة للمجرم ولن أسكت عنه كما قال الرئيس سعد الحريري.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أن بي أن"

كسرت جلسة مجلس الوزراء حلقات التعطيل فانطلقت العجلة الحكومية، عدم مشاركة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله لم يصل الى حد الازمة بعد تنظيم اطار الغياب كي لا يتحول الى مقاطعة. قبل المتغيبون بنتائج الجلسة، وافقوا على المضمون رغم التحفظ في الشكل ليبقى المعيار في حسم تعيينات المجلس العسكري من هنا حتى موعد الجلسة المقبلة.

انطلاقة الحكومة فتحت الباب امام اندفاعة مرتقبة لمجلس النواب لبت ملفات ضرورية معيشية اولوية.

اما ملف النفايات المعلق على حسابات الترحيل فدفعه الحراك المدني لتسريع المعالجة بعد انتظار طويل لم يعد يتحمله الناس، تظاهرة فاقتحام مدني لوزارة البيئة قابله حزم امني بتوقيف عدد من المشاركين، المتظاهرون استنفروا وقوى الامن الداخلي قالت انها تمارس صلاحياتها وهي ليست في موقع الحسم او المواجهة بل تحافظ على النظام والامن وتمنع التعرض للمؤسسات العامة.

ازمة المتظاهرين ليست مع الامنيين بل مع معنيين مقصرين ببت ملف النفايات، الحراك اليوم عبر عن وجع الناس التي تتفرج على جدل بين وزير ووزير وما بينهما من شمع احمر من دون رفع النفايات من الشارع لا حرقا ولا طمرا ولا ترحيلا ولا تدويرا.

المسؤولية تقضي اولا بمنع الحرق العشوائي على مساحة المناطق تحت الجسور وفي الاودية والسهول وضمن مستوعبات النفايات عند كل زاروب وما ينتج عنها من تلوث لا يقف عند صحة مواطن ولا اثر بيئي.

في الخارج اولويات اخطر بحجم ارهاب يمتد ليطال اندونيسيا اكبر بلاد المسلمين، عولمة الارهاب ترعب العواصم وتؤكد مرة جديدة وجوب رص الصفوف لمواجهة الارهابيين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

كل الأحداث اللبنانية اليوم، تصلح عنوانا ومقدمة: في مجلس الوزراء، عنوان بارز أن تكتل التغيير والإصلاح انتزع مبدأ التعيينات العسكرية وتفاصيلها، في الجلسة المقبلة... في وزارة البيئة انتزع الناشطون حقهم في رفض فضيحة الترحيل. خصوصا بعدما ظهر أن أصحاب شركات السفر، من أصحاب السوابق... فكان نصيب الناشطين قمعا وحشيا من سلطة حاكمة بالأمر الواقع، ومحكومة بمصالحها الصغيرة... في البلديات، دخل فيروس التصديق إلى ألف وعشرين بلدية على امتداد لبنان، بدأ أهلها يعدون العدة، ويعدون الأيام لوعد نهاد المشنوق.

وزير الداخلية الذي نسف البرلمان سابقا، يعد الآن بأنه حريص على البلدية لاحقا... فضلا عن تطلع جزين في اليوم نفسه من الربيع المقبل، لاستعادة نصابها النيابي وتأكيد صوتها الوطني المعروف.

في مطار بيروت، تبين أن لا مشكلة في الإجراءات ولا التجهيزات. كل المشكلة أن تهديدا إرهابيا وصل إلى باريس ولندن، حول خطوط طيرانهما مع لبنان... الإرهاب نفسه الذي وصل إلى أندونيسيا، بعدما كان قد انتقل من هناك إلى سوريا منذ خمسة أعوام، على أيدي ثوار الذبح والحز وأكلة الأكباد... فيما الأو تي في تنتقل من بيروت إلى سلمى السورية، لتتفقد سلامها، بعد خروج المسلحين منها...

كل الأحداث تصلح للعنونة والتقديم... لكن عنوانا واحدا لا يزال ينتظر مفاجأة الساعات أو الأيام، هو عنوان الرئاسة... فيما عنوان "مفاجئ متوقع"، أطل اليوم، عبر إطلاق سراح ميشال سماحه... ماذا يقول مؤيدو الخطوة ومعارضوها؟ وماذا يتضمن قرار القضاء؟ إنها بداية أخبارنا.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أم تي في"

وفجأة استحت الفضائح وخجلت واختبأت اكياس النفايات وانطمرت، لقد ارتكب القضاء العسكري فضيحة الفضائح باخلائه المجرم ميشال سماحة من سجنه وكأنه بائع السكاكر المنتهية الصلاحية لا ناقل قنابل كان من شأن استخدامها قتل الابرياء واحداث فتنة تمزق النسيج الوطني وتسقط لبنان في حرب مذهبية دموية تنفيذا لاوامر النظام السوري ورغباته.

لقد احيا القرار القضائي في اذهان اللبنانيين زمن العضومية وزمن الاغتيال حيث كان الشخص المعني او الفرد يكلف النظام رصاصة او حكما قضائيا، والمؤلم هو تدافع العميد خليل ابراهيم والقاضي طوني لطوف الى ادخال الابراهيمية واللطوفية في كتب القضاء وسجلاته كنسق متجدد للظلم سيندى له جبين العدالة اللبنانية المتشح بالاسود اصلا.

وللدلالة على صحة ما اسلفنا، ان البريء الخارج "طازة" من حيث يجب ان لا يخرج اي من السجن لم يكن يسخن لسانه حتى شتم الـ mtv التي ذكرته بما هي التي لا تتغير منارة الحريات، وبما هو الحالم بأن يعود وزيرا لاعلام النظام البائد او ناقلا لقنابله.

والمعيب اكثر هو ذاك المشهد المخجل، ناشطو الحراك المدني يزجون في النظارات والسجون لانهم يطالبون بحقوقهم فيما يفتح باب السجن لاخلاء ميشال سماحة ليلتحق بامثاله الذين يحسبون انفسهم اقوى من اي سلطة واعلى من اي قانون اولئك الذين يسجنون الدولة ولا يسجنون الذين تعدهم الـ mtv بملاحقتهم الى ان ينالوا العقاب الذي يستحقونه.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الثامن من آب 2012 - الرابع عشر من كانون الثاني 2016... ثلاثة أعوام وستة شهور وأسبوع، هي فترة سجن النائب والوزير السابق ميشال سماحه، بجرم إدخال متفجرات من سوريا إلى لبنان بهدف تفجيرها في أماكن مختلفة وفي سياسيين... القرار الاتهامي كان طلب أقصى العقوبة للوزير سماحة وهي الإعدام، لينتهي الأمر بعد المحاكمة أمام المحكمة العسكرية بالسجن ثلاثة أعوام وستة اشهر وأسبوعا، وأطلق اليوم وعاد إلى منزله... السؤال هنا: ما هو مصير مذكرة التوقيف الغيابية في حق اللواء علي المملوك الذي تسلم سماحة المتفجرات من مكتبه، من ضابط يدعى عدنان؟

في مطلق الأحوال، ما قرر قد قرر، والوزير سماحة أطلق وعاد إلى منزله، وبدأ فورا بمزاولة نشاطه السياسي وإطلاق المواقف السياسية، علما ان قرار المحكمة يمنعه من ذلك.

خطوة اليوم استحوذت سيلا من المواقف الغاضبة والمستنكرة، وابرز المواقف ما صدر عن وزير العدل اشرف ريفي الذي غادر جلسة مجلس الوزراء قبيل انتهائها بقليل ليعلن من السرايا: "أنعي إلى الشعب اللبناني المحكمة العسكرية وأتهمها بأنها تضرب عرض الحائط بالامن الوطني".

قبل هذا التطور، كان الحدث بين مبنى العازارية، حيث مقر وزارة البيئة، والسرايا الحكومية حيث كانت تعقد جلسة لمجلس الوزراء. في مبنى العازارية أعيد المشهد الذي كان سائدا في أيلول الماضي حين دخلت مجموعات الحراك المدني مكاتب وزارة البيئة، في المقابل كان مجلس الوزراء يؤكد على قراره ترحيل النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بمئة وخمسين مليون ليرة تحصل على ميزة متطورة أهمها: نقل متفجرات مملوكة من الشام إلى بيروت.. التخطيط لتوزيعها تفجيرات على من يستهدف شمالا.. ومن ثم تناول "قطعة صبير" مع شريك صار مخبرا.. لا تأخذ هذه الميزة من رصيدك سوى أربع سنوات.. تقضيها في السجن قبل أن تعود معلنا أنك ستمارس حياتك السياسية يحصل ذلك مع ميشال سماحة .. وفي محكمة تمييز عسكرية وافقت على تخلية سبيله بالإجماع ثم تعلنها قوى الرابع عشر من آذار ثورة تصريحات منددة.. متوعدة بهدم المحكمة العسكرية على رؤوس بانيها ويحدث أن تعثر بين ردود الفعل المستشيطة أن قائدا للقوات اللبنانية لا يستنكر القرار فحسب بل يحاكم من أصدره قائلا بملء العبارة: بئس هذا الزمان.. مستنهضا فينا زمنا كان أكثر بؤسا وأشد مرارة على ذوي الضحايا عندما خرج سمير جعجع بعفو أصدره مجلس النواب عن جرائم وتصفيات سياسية استهدفت خصوما وشخصيات سياسية طالهم من الأرض للسماء كان البؤس معللا محللا مشرعا .. واليوم أصبح يصيب جعجع "باللعيان" ويجرح مشاعره .. وقد ينفجر الرجل غضبا ويعلن تراجعه عن مبادرة ترشيح عون للرئاسة التي لم تخرجْ عن إطار المناورة.

وسواء اشمأز جعجع أم غضب أشرف ريفي وامتعض آخرون فإن ميشال سماحة رجل اتسم بالإرهاب .. مجرم لم ينفذْ جريمته لكن محكمة التمييز العسكرية بعمدائها الأربعة متنوعي التوجهات والطوائف ورئيسها طاني لطوف اتخذوا قرارا ملؤه القانون .. نفذوا ما تفرضه النصوص التي سبق أن كانت نصوصا على هوى الأفرقاء المعترضين عندما أخرجت القاضية اليس شبيطيني عملاء من السجن بأقل من ثلاث سنوات .. كانت العسكرية في حينه " عادلة " متوازنة .. تصدر أحكاما لا تزيح شعرة عن ميزان العدل .. واليوم أصبح قضاتها وعمداؤها مدانين وتحت سيف السياسة يجلدون فالقانون لا يحمي المغفلين .. ومنهم الجهة السياسية التي تقدمت بطعن أمام التمييز وكانتْ لا تمني النفس بأقل من الإعدام وإذ بها تمييز على مادة قديمة تخطاها الزمن وطرأت عليها مواد لاغية بحكم القانون .. ومن غباء جهة الادعاء خرج سماحة حرا يعلن اعتزامه العمل السياسي.

شد الحبال السياسي والاندفاع من دون معرفة وأطلاع على القوانين .. نقطة عبور سماحة الى خارج سجن الريحانية .. فهو حوكم وحيدا بعزل ملفه عن علي مملوك .. وبتنصيب الشاهد ميلاد كفوري الى مرتبة الابطال .. لكن كلا من مملوك وكفوري هما في صلب القضية إدانة وتخطيطا وعبورا .. فإين هما اليوم ؟ السلطة اللبنانية يتعذر عليها أبلاغ المتهم السوري .. وفي المقابل يحمي وزير العدل الشاهد كفوري ويخفيه عن أنظار المحكمة لأعتباره منقذا ورعا .. مهمة لم تتعد " تقشير الصبير " فإذا كانوا يريدون إدانة سماحة وإبقائه سجين فعلته .. فلن يمر ذلك عبر إدانة قضاة حكموا بما يمليه عليهم قانونهم ..

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

اجماع فئة سياسية برئيسها ووزرائها المختصين على قرار تهشيم المحكمة والنيل من القضاء هو عار ومكافأة لكل المجرمين، فما ان اصدرت محكمة التمييز العسكري قرارها بقضية الوزير السابق ميشال سماحة حتى فاعت طبقة سياسية كانت وما زالت ترتكب الجرائم بحق القضاء، فماذا يريدون من القضاء؟ اين كان هؤلاء يوم أصدرت المحكمة العسكرية احكامها المخففة بحق عملاء اسرائيل الذين ارتكبوا ابشع انواع الجرائم بحق الوطن وأهله؟ وعادوا ليكافئوا قضاتها بالوزارات.

اين كانوا يوم اخلاءات السبيل لارهابيين متهمين بقتل الجيش اللبناني بل مساعدة كل اللبنانيين ام انها كلما اطلقت حكما يناسبها بالسياسة هللوا لها وكلما خالفت اهواءها رجموها؟

ان ما جرى اليوم بحسب اهل القضاء هو تحت سقف القانون وضمن مندرجاته، فهل من سبيل لمعرفة ماذا يريد هؤلاء السياسيون من سلطة ما زالت تكافح لتبقى مستمرة في ظل شلل السلطات؟ وماذا يريدون ان يمرروا تحت هذه النيران على القضاء؟ فمتى يرفع الساسة ايديهم عن القضاء؟

وعلى مقلب اخر، سؤال جديد، متى ترفع ادوات التضليل ايديها عن معاناة السوريين وتخرس ابواقها بعد كل الادلة والبراهين؟ فإلى مضايا دخلت دفعة جديدة من المساعدات بالتزامن مع كفريا والفوعة وبالتزامن كشفت المنار تضليلا جديدا قدمته ادوات التكفيريين، فنور جميل فقيه ابنة بلدة الطيرة الجنوبية عنوان جديد.

 

نأي بالنفس في المكان الخطأ

 أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

14 كانون الثاني/16/ثبت الموقف الرسمي اللبناني خلال الإجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية، أن لبنان أصبح كلياً تحت رحمة النظام الإيراني ووكيله في لبنان حزب الله. فإن الموقف اللبناني الملتبس وغير الحاسم في اجتماع وزراء الخارجية العرب، فضح ارتهانها للأجندة الإيرانية، بذريعة الحفاظ على الوحدة الوطنية الداخلية، اي بكلام آخر مراعاةً لحزب الله. وحده لبنان خرق الإجماع العربي، بعدم انضمامه بوضوح وصراحة إلى الإجماع العربي في وجه أطماع النظام الإيراني ووقاحته ودوره التخريبي المتزايد في العالم العربي، وبامتناعه عن التصويت على القرار العربي,

في الواقع، أيّا كانت الإعتبارات والذرائع، لا يجوز للبنان أن يتخذ موقفاً كهذا، أقل ما يقال فيه أنه بارد، فيما العالم العربي يشتعل غضباً من نظام بات لا يوارب في نياته العدوانية والتوسعية.

لا يجوز للبنان أن يقف على الحياد في مواجهة عربية شاملة مع نظام بات يحاول تأليب الشعوب العربية ضد طبيعتها. لا يجوز للبنان أن يظل على الهامش في التصدي لنظام اعترف علناً ومن دون حياء بأن ثمة نحو 200 ألف عنصر مرتبطين بالحرس الثوري، يقاتلون في خمس دول بينها ثلاث دول عربية على الأقل. صحيح أن لبنان يعتمد سياسة النأي بالنفس، لكنّ النأي بالنفس يكون عن الصراعات العربية، والقضايا الداخلية لبعض الدول العربية، ولا يمكن أن يكون نأياً بالنفس عن القضايا العربية. إن المواجهة مع النظام الإيراني قضية عربية بامتياز، والدليل أنها حظيت بإجماع عربي عارم. أما الوحدة الوطنية التي تذرع بها لبنان الرسمي في الإجتماع العربي، فليت حزب الله يراعيها قليلاً بكفّه عن إقحام لبنان في نزاعات المنطقة، من سوريا إلى اليمن.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس 14 كانون الثاني 2016

الخميس 14 كانون الثاني 2016

النهار

تمكن نقيب احدى المهن الحرة من الحصول على خمسين ألف دولار دفعها الى محام معروف بدل أتعاب ورسوم لثلاث دعاوى أقامها النقيب على ثلاث وسائل إعلامية لمقاضاتها بتهمة قدح وذم لشخصه.

قال ديبلوماسي عربي إن حروب المنطقة أنست العالم القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة.

سُئل رئيس جمهورية سابق رأيه في انتخاب رئيس جديد فقال: ما دامت الأزمة السورية لم تحل، فإن الطريق الى قصر بعبدا تبقى تارة سالكة وغير آمنة وطوراً آمنة وغير سالكة.

لوحظ أن الوزارات المختصة تتدخل لخفض فاتورة المولدات الكهربائية بعد انخفاض سعر المازوت انخفاضاً كبيراً.

السفير

تبين أن مرجعا سابقا قد طلب موعدا من رئيس دولة إقليمية كبرى منذ ثلاثة أشهر، فجاءه الموعد منذ شهر بالتزامن مع أكثر من تطور متصل بالدولة نفسها!

أبدى قطب سياسي دعمه لنشاط نجل مرجع ديني راحل على صعيد الحوار والتقريب بين المذاهب، معولا على مبادرات إقليمية تلاقي مبادرات محلية.

تردد أن شخصية نيابية في إحدى المناطق زارت أحد أكبر المخيمات الفلسطينية بعيدا عن الإعلام.

اللواء

همس

سمع وزير سيادي من رئيس حزب مسيحي المعادلة التالية: عندما يُسمّى علناً فرنجية للرئاسة، نُسمّي علناً عون للرئاسة!

غمز

كتفي مرجع كبير بسؤاله عن خلفية دفاعه عن وزير الخارجية بالابتسامة العريضة والخاطفة.

لغز

رفض قطب وسطي إجراء أيّة مصالحة مع وزير سابق من منطقته بعد الحملة الأخيرة عليه.

المستقبل

إن سفير دولة روحية بارزة يقول لزواره، إنه يأمل في أن تبقى جهود الرئيس سعد الحريري قائمة بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي لأن لا بديل عنها طُرح من أي كان.

الجمهورية

يلتزم وزير بيروتي الصمت حيال ملف خلافي على اعتبار أن أي موقف سيتّخذه سيخلق إشكالاً مع أحد من زعيمين حليفين

تُردِّد كوادر في تيار مقولة "إننا تفاجأنا بحجم الرفض لموضوع يخصّنا من تيار حليف"، فقدّ كنّا ننتظر ان "نأكل الكفّ" من الخصم، فأتانا من الحليف.

أعطت مرجعيّة روحية تعليماتها لعدد من المسؤولين في المناطق بعدم إستخدام المنابر للحديث عن إستحقاق سياسي وتحويله طائفياً ومهاجمة زعماء يمكن أن يتفقوا على هذا الإستحقاق.

البناء

أكدت أوساط مطلعة على مسار الترشيحات الرئاسية صحة ما قاله الرئيس نبيه بري قبل أيام، بل زادت عليه بأنّ نسبة البرودة في الثلاجة باتت مرتفعة جداً، وأنّ المحرّكات التي كانت تعمل على هذا المسار قد أطفئت في كلّ المقار المعنية بالأمر في الداخل والخارج، لا سيما بعد إقدام السعودية على إعدام الشيخ نمر النمر، وأيضاً بعد "الموقف الممتاز" الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل في القاهرة

 

سلام في مجلس الوزراء: لتفعيل العمل الحكومي وتجنب الأمور الخلافية

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وفي حضور الوزراء. على أثر الجلسة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: "بناء على دعوة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسة عند الساعة العاشرة والنصف من يوم الخميس الواقع فيه الرابع عشر من شهر كانون الثاني 2016 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزراء محمد فنيش وحسين الحاج حسن وجبران باسيل وارتيور نظريان وريمون عريجي والياس بو صعب.

إستهلت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت عن روح الوزير والنائب السابق فؤاد بطرس. ثم تحدث دولة الرئيس فقدم عرضا لما وصل إليه ملف النفايات، موضحا أن الأمور سائرة في الاتجاه الصحيح وفقا لما أقره المجلس في جلسته الأخيرة. وقال دولة الرئيس إن عملية ترحيل النفايات يجب أن تبدأ في فترة قريبة بعد استكمال التحضيرات، مشددا على أهمية المضي في البحث عن حل مستدام لموضوع النفايات، بالتوازي مع إنطلاق خطة الترحيل الموقتة. وأبلغ دولة الرئيس المجلس أنه تبلغ قرار فريق سياسي تغيب وزرائه عن جلسة اليوم، رابطا ذلك بموضوع سياسي، من دون الاعتراض على ما سيتم إقراره في الجلسة من بنود جدول الأعمال.

وقال الرئيس سلام: نعلم جميعا أن هناك مواضيع خلافية عديدة بين القوى السياسية، لكنني أكرر ما أقوله دائما عن عدم جواز تحميل مجلس الوزراء أكثر مما يحتمل، وانه من الواجب أن يترك له القيام بعمله في إدارة شؤون البلاد والمواطنين. وأضاف: صحيح أن مجلس الوزراء هو المرجعية السياسية خصوصا في ظل الشغور في رئاسة الجمهورية، لكن في هذه المرحلة الصعبة يجب تجنيبه الأمور الخلافية التي يتعين أن تحل بين القوى السياسية. وأوضح دولة الرئيس أنه سيحرص على الدعوة الى اجتماعات لمجلس الوزراء في المرحلة المقبلة لتفعيل العمل الحكومي، مشيرا الى أن هناك مساعي حثيثة واتصالات مكثفة يقوم دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري بدور محوري فيها، من أجل تسوية المواضيع الخلافية بما يسهل مشاركة الجميع في الجلسات المقبلة، وبالتالي إعادة العافية الكاملة الى مجلس الوزراء. وشدد دولة الرئيس في ختام مداخلته على أن المدخل الطبيعي لمواجهة الاستحقاقات الداهمة ولاستكمال مؤسسات نظامنا الديموقراطي، يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية. وقال انه في انتظار إنجاز هذا الاستحقاق ستواصل السلطة التنفيذية القيام بعملها، مكررا مطالبته بضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت، كي ينتظم عمل جميع المؤسسات الدستورية. على إثر ذلك جرت مناقشة عامة أبدى خلالها الوزراء وجهات نظرهم في مختلف المواضيع التي تناولها دولة الرئيس في عرضه في مستهل الجلسة، كما أبدى المجلس ثقته بالوزير أكرم شهيب، منوها بالجهد الكبير الذي بذله في معالجة موضوع النفايات. ثم باشر المجلس البحث في المواضيع الواردة على جدول الأعمال، فتمت مناقشتها من الوزراء، الذين أبدوا وجهات نظرهم في شأنها، وبنتيجة البحث اتخذ مجلس الوزراء في صدد البنود المعروضة القرارات اللازمة وأهمها:

1- الموافقة على مشروع مرسوم بناء على اقتراح وزير العمل، يرمي الى إعطاء منح تعليم بصورة موقتة للمستخدمين والعمال عن العام الدراسي 2015-2016.

2- الموافقة على إعادة إطلاق المناقصة المتعلقة بتلزيم خدمات التشغيل والصيانة لمدينة الرئيس رفيق الحريري الجامعية في الحدت للفترة الممتدة من 1/10/2015 الى 30/9/2018.

3- الموافقة على اتفاقيتي استصناع ووكالة بين لبنان والبنك الإسلامي للتنمية في شأن مشروع تزويد بيروت الكبرى المياه - سد بسري.

4- الموافقة على توقيع:

- مذكرة تفاهم بشأن مركز مرسيليا للتكامل المتوسطي.

- مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للتنمية الدولية US AID تتضمن هبات عينية وفنية ضمن برنامج تحسين البنى التحتية لقطاع المياه في لبنان.

- مذكرة تفاهم مع الحكومة الإيطالية حول تعزيز مشاركة المرأة في الحكم المحلي وقبول هبة بهذا الشأن.

- مذكرة تفاهم مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول أعمال إعادة تأهيل البنى التحتية في أماكن الإحتجاز تحت غدارة قوى المن الداخلي.

- الموافقة على اتفاقية الشراكة لمشروع ميد سيتيز الممول من قبل الاتحاد الأوروبي .

- الموافقة على برنامج تعاون بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة رومانيا في مجالات التعليم والتكنولوجيا والثقافة ووسائل الإعلام والشباب والرياضة.

- أخذ العلم بموافقة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على انضمام لبنان إليه وتفويض وزير المالية توقيع ابلمستندات اللازمة لذلك.

- الموافقة على توقيع مشروع إتفاقية منحة مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية لتمويل عدد من مشاريع الخدمات الإجتماعية.

- الموافقة على مشاريع إتفاقيات تتناول هبات لتمويل تنفيذ بعض المشاريع لصالح بعض الوزارات والمؤسسات العامة.

- الموافقة على مرسوم يرمي الى تعديل المادة 39 -الفقرة 1 من أنظمة المستخدمين النافذة في المؤسسات العامة الإستثمارية للمياه لجهة إجازة الأمومة.

- الموافقة على تعيين أعضاء في بعض لجان التخمين لتسوية مخالفات البناء في بعض البلديات.

- الموافقة على إلغاء تراخيص باكتساب جنسيات أجنبية.

- الموافقة على إجازة إدخال معدات وأسلحة ومنح أذونات عبور طائرات.

- الموافقة على قبول هبات لمصلحة بعض الوزارات والمؤسسات العامة

 

ميشال سماحة "المدان" خارج القضبان

(وكالات)/لبنان الآن/15 كانون الثاني/16

في خطوة لاقت استهجاناً سياسياً وشعبياً كبيراً، وتحديداً من قوى 14 آذار ومن الحزب التقدمي الاشتراكي، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة يوم الخميس قرارًا بإخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة، المدان بتهمة إدخال مواد متفجرة من سوريا إلى لبنان والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية. وكانت المحكمة العسكرية قد حكمت على سماحة الموقوف منذ آب 2012 بالسجن أربع سنوات ونصف السنة، لكنه استفاد من كون سنة السجن في لبنان تمتد لتسعة أشهر فقط. وكان سماحة قد تمّت إدانته بالتخطيط مع رئيس جهاز الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير مكتبه "بنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان بنية تفجيرها وقتل شخصيات سياسية لبنانية ورجال دين ومسلحين سوريين ومهربين" على الحدود بين سوريا ولبنان. وكانت مدة العقوبة انقضت الشهر الماضي لكن محامي الادّعاء طلبوا الإحالة لمحكمة التمييز العسكرية التي طلبت إخلاء سبيله بكفالة مالية. وبلغت قيمة الكفالة 150 مليون ليرة لبنانية أي ما يعادل 100 ألف دولار. ومنعت المحكمة سماحة من السفر أو الإدلاء بأي تصريحات. الرئيس سعد الحريري عقّب على قرار الإفراج بقوله إنّ "إجماع الضباط في المحكمة على القرار بشأن سماحة هو عار ومشبوه ومكافأة للمجرم ولن أسكت عنه." وأضاف الحريري "نشعر في هذا اليوم بالقرف من عدالة منقوصة وبالخوف على أمن اللبنانيين طالما ستبقى الأبواب مفتوحة للمجرمين للهروب من الحكم العادل". وزير العدل أشرف ريفي نعى المحكمة العسكرية وهاجم رئيسها من دون أن يسميه، في حين اعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق عبر حسابه على تويتر قرار المحكمة "إدانة واضحة ومؤكدة للمحكمة بكل المعايير الوطنية والقانونية والمنطقية". وسأل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "كيف لي أن أفهم أن لبنانيًا تآمر مع جهة خارجية لارتكاب أعمال قتل وتفجير في بلاده ونقل متفجرات لهذه الغاية وجنّد أشخاصاً لتنفيذها وجرى وقف المخطط في آخر لحظة من قبل فرع المعلومات؟ كيف لي أن أفهم إطلاق سراح هكذا شخص؟ وأي رسالة بعثها رئيس المحكمة والضباط المعاونون إلى اللبنانيين بهكذا قرار؟". من ناحيته قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن قرار الإفراج بمثابة "تشريع للقتل"، في وقت قررت فيه منظمة الشباب التابعة للحزب والمنظمات الشبابية لأحزاب قوى 14 آذار التحرك في الشارع الجمعة رفضاً لهذا القرار. وشهد عدد من الطرق حالات قطع وإشعال الإطارات استهجاناً لما حصل. في المقابل قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله محمد رعد إن "التصريحات المعترضة على اطلاق سماحة ليست إلا تعبيرا عن النكد والكيدية".

 

جمهورية ميشال سماحة' في لبنان

العرب/15 كانون الثاني/16

سياسيون كبار يجرؤون على انتقاد القضاء العسكري اللبناني للمرة الأولى.

المحرك الحقيقي لسماحة من أطلق سماحة

بيروت - أثار قرار محكمة التمييز العسكرية القاضي بإطلاق الوزير السابق ميشال سماحة عاصفة من الانتقادات للقضاء العسكري لا سابق لها في لبنان. وترافق ذلك مع بدء مواقع التواصل الاجتماعي التركيز على عبارة “جمهورية ميشال سماحة” وسط حملات شديدة على “حزب الله” الذي تعتبره أوساط حركة “الرابع عشر من آذار” أنّه المشغل الحقيقي لسماحة. وسبق للمحكمة العسكرية أن أدانت الوزير السابق في قضية نقل متفجرات من سوريا لاستخدامها في عمليات اغتيال في لبنان، خصوصا في مناطق الشمال ذات الأكثرية السنّية. ولاحظت مصادر سياسية أنّها المرّة الأولى في تاريخ لبنان الحديث التي يذهب سياسيون كبار من وزن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري إلى انتقاد القضاء العسكري بشكل مباشر وقاس في ما يشبه تمرّدا من مجموعة من اللبنانيين على هذه السلطة التي بقيت في الماضي فوق الشبهات. وذهب سعد الحريري إلى حد القول “إن إجماع الضباط في المحكمة العسكرية على القرار بشأن سماحة عار، وهو قرار مشبوه ومكافأة للمجرم ولن أسكت عنه”. وأكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن “قرار إخلاء سبيل ميشال سماحة إدانة واضحة وأكيدة لمحكمة التمييز العسكرية بكلّ المعايير الوطنية والقانونية والمنطقية وسيكون لنا موقف من هذا الموضوع كتيّار سياسي”.

سعد الحريري: إطلاق سماحة قرار مشبوه ومكافأة للمجرم ولن أسكت عنه

وقال وزير العدل أشرف ريفي الذي أشرف على توقيف سماحة عندما كان مديرا عاما للأمن الداخلي “أجد نفسي مرّة أخرى مضطرا إلى نعي المحكمة العسكرية التي تميّز بين إجرام تعتبره صديقا وإجرام تعتبره عدوّا”. وانضم إلى المشككين في القضاء العسكري الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع وعدد كبير من السياسيين اللبنانيين، فيما صمت زعيم “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون حليف “حزب الله” ومرشّحه لرئاسة الجمهورية. وقالت أوساط سياسية لبنانية إن إطلاق ميشال سماحة الذي اعترف قبل ثلاث سنوات بالصوت والصورة بالإتيان بمتفجرات من دمشق لتنفيذ عمليات اغتيال في لبنان تستهدف خصوصا رجال دين سنّة، يشكّل دليلا آخر على هيمنة “حزب الله” على القرار السياسي والعسكري والقضائي في لبنان. وربطت هذه الأوساط بين إخلاء سبيل ميشال سماحة، المدان في قضية ذات طابع إرهابي تمسّ الأمن الوطني، وبين الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي خرج فيه عن الإجماع العربي برفضه إدانة إيران ردّا على إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد. وبدعوى النأي بلبنان عن الأزمة الإيرانية السعودية، أكد باسيل، أن بلاده امتنعت عن التصويت على القرار الذي أصدره وزراء الخارجية العرب الأحد في ختام اجتماعهم الطارئ في القاهرة. وأكد سماحة في الجلسة الأولى من إعادة محاكمته في يوليو إفادته أمام المحكمة التي اعترف فيها بنقل متفجرات في سيارته إلى لبنان بعد تسلمها من مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك في دمشق من أجل استخدامها في عمليات ضد شخصيات ومناطق لبنانية معينة.

 

غضب لبناني من القضاء العسكري

الحياة/15 كانون الثاني/16/فاجأ القضاء العسكري اللبناني أمس، الوسط السياسي بقرار إخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة المحكوم عليه بالسجن 4 سنوات ونصف السنة لتورطه بنقل متفجرات من سورية إلى لبنان لاستهداف تجمعات وشخصيات سياسية ودينية في شمال لبنان، والذي تعاد محاكمته بعد نقض النيابة العامة التمييزية الحكم الأول في حقه، بكفالة مالية قدرها 150 مليون ليرة لبنانية (100 ألف دولار أميركي)، ما أطلق ردود فعل سياسية غاضبة نعى بعضها القضاء العسكري، واعتبرت القرار «تشجيعاً على الجريمة».  وقال سماحة الذي أفرج عنه عصراً وعاد إلى منزله مساء، إنه سيلتزم قرار المحكمة الذي منع عنه الكلام في القضية، لكنه سيزاول عمله السياسي وأعماله الأخرى كالمعتاد وإن وجوده في السجن «كان سياسياً». وبدا عليه التوتر والحدة حين أجاب مراسل محطة «إم. تي. في.» الاتي يملكها آل المر قائلاً: «لن أتكلم في القضية. وأقول لك أنت بالذات إنه مهما تكلمت فإن محطتك لن تتغير».

وتشكل قضية سماحة أحد مواضيع الانقسام الحاد في لبنان بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار (و «حزب الله»)، التي دعت إلى الإفراج عنه منذ سنوات، بعد توقيفه من قبل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في 9 آب (أغسطس) 2012، استناداً إلى تسجيلات بالصوت والصورة، أثناء نقله عبوات متفجرة جاء بها من سورية، من سيارته إلى سيارة عميل وشى به إلى الجهاز الأمني، لاستخدامها في عكار ضد تجمعات وشخصيات سياسية ودينية أثناء مآدب رمضانية. وأشرف على عملية القبض على سماحة في حينها، وعلى التحقيقات الأولية معه اللواء وسام الحسن، الذي اغتيل لاحقاً في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2013. ووردت في التسجيلات أسماء رئيس الاستخبارات العسكرية السورية اللواء علي المملوك والرئيس بشار الأسد على أنهما على علم بمخطط التفجير، إلا أن المحكمة العسكرية ارتأت محاكمة سماحة لوحده بعد فصل قضيته عن التهمة الموجهة للمملوك بالتورط في القضية، كما ورد في القرار الظني. وأثار حكم محكمة البداية الأول في 13 أيار (مايو) 2015 على سماحة بالسجن 4 سنوات ونصف السنة، موجة اعتراضات واسعة ونقضته النيابة العامة التمييزية فأعيدت القضية إلى محكمة التمييز العسكرية التي وافقت أمس بإجماع أعضائها على طلب إخلاء سبيله، بكفالة مالية عالية مع منعه من السفر ومن الإدلاء بتصريحات عن القضية إلى حين انتهاء المحاكمة.

وأثار الإفراج عن سماحة موجة عارمة من الاعتراضات، فقال زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري: «نشعر بالقرف من عدالة منقوصة وبالخوف على أمن اللبنانيين طالما ستبقى الأبواب مفتوحة للمجرمين للهروب من الحكم العادل». ورأى أن «اللبنانيين في كل الأحوال حكموا على ميشال سماحة بأنه مجرم أوقف بالجرم المشهود. ونخشى أن يكون القرار وصمة عار في جبين القضاء العسكري». واعتبر رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط في القرار «طعناً عميقاً في العمل الجبار الذي قامت وتقوم به الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب»، وقال إنه «تشريع للجريمة، إن لم يكن تشجيعاً لها». أما وزير العدل أشرف ريفي فقال: «أجد نفسي مضطراً لأن أنعى المحكمة العسكرية إلى الشعب اللبناني. إنه تمييز بين إجرام تعتبره صديقاً وإجرام تعتبره عدواً»، واصفاً القرار بأنه «مشبوه». وأعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق أنه «سيكون لنا موقف أعلى بكثير ممّا يظن زبانية تبرير القتل والتفجير من قبل النظام السوري». واستهجن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع القرار وقال: «بئس هذا الزمن. لكننا لن نرضخ وإننا كل شيء فاعلون حتى الخروج منه الى زمنٍ أفضل. إنه يوم أسود...».وقطع شبان غاضبون على القرار طريقي قصقص- البربير- كورنيش المزرعة- المحكمة العسكرية في غرب بيروت مساء بإشعال الإطارات ومستوعبات النفايات. وينتظر أن تقوم المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار بتحرك اليوم، فيما اجتمعت قيادات في التحالف لبحث خطواته. ومساء، رد رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد على ما وصفه بـ «التصريحات الصاخبة والمبرمجة التي تعترض على قرار القضاء»، معتبراً أنها «تعبير عن النكد والكيدية والاستنسابية التي ما انفكّ فريق المصرّحين اليوم يمارسها في السلطة وفي التعاطي مع القضاء والإدارة والمال العام». ورأى أن «موقف المعترضين مزاجيٌ متقلّب بحسب القرارات والأحكام التي قد تناسب مصالحه أحياناً أو تتعارض معها أحياناً أخرى». وأضاف:» بالأمس كان القضاء مرضيّاً عنه حين أخلى سبيل ضالعين في الإرهاب وفي إثارة الفتن، أو حين أخرج من السجون عملاء للعدو الإسرائيلي، أما اليوم فقد أصبح مغضوباً عليه من هؤلاء حين أخلى سبيل الوزير السابق ميشال سماحة بعدما أكمل تنفيذ الحكم الصادر بحقه...».

 

الموافقة على تخلية سماحة بكفالة 150 مليون ليرة

الخميس 14 كانون الثاني /2016 /وطنية - وافقت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف وفي حضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي شربل ابو سمرا، على طلب وكلاء الدفاع عن الموقوف الوزير السابق ميشال سماحة تخليته، مقابل كفالة مالية قدرها مئة وخمسون مليون ليرة، ومنعه من السفر مدة سنة ومنعه من تناول ملف القضية والتحقيقات الأولية والإدلاء بتصريحات لوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ولشبكة التواصل الاجتماعي.

 

سماحة: سأتابع العمل السياسي وأنا لا أزال جزءا منه

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - قال الوزير السابق ميشال سماحة في أول تصريح له بعد إخلاء سبيله من منزله في الأشرفية: "سأتابع العمل السياسي، فأنا لا أزال جزءا من هذا العمل". وردا على سؤال عن التصريحات المعارضة لخبر إخلاء سبيله، قال: "هذا الكلام لا يهمني".وتوجه إلى مندوب تلفزيون "ام.تي.في"، بالقول: "أنت ومحطتك بالذات، لن أرد على أسئلتكما".

 

وكيل سماحة: قرار اخلاء سبيله نهائي ولا يمكن الطعن به والقانون لا يسمح له بالتصريح

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد وكيل الوزير السابق ميشال سماحة المحامي صخر الهاشم ان "القرار باخلاء سبيل وكيله ميشال سماحة قرار نهائي لا يمكن الطعن به". واشار الى ان "القانون لا يسمح له بالسفر، كما يمنع عليه التصريحات الاعلامية"، لافتا الى ان "العائلة لن تصرح". وذكر بان "المحاكمة ستستكمل في 21 كانون الثاني". وعن التصريحات السياسية المستنكرة لهذا الاخلاء،اجاب: "هذا كلام سياسي والمحكمة جاء حكمها عادلا وقانونيا".

 

الرئيسية قضاء نص قرار المحكمة العسكرية بتخلية سبيل سماحة

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /نص قرار المحكمة العسكرية بتخلية سبيل سماحة

وطنية - وافقت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي طاني لطوف وفي حضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي شربل ابو سمرا، على طلب وكلاء الدفاع عن الموقوف الوزير السابق ميشال سماحة تخليته، مقابل كفالة مالية قدرها مئة وخمسون مليون ليرة، ومنعه من السفر مدة سنة ومنعه من تناول ملف القضية والتحقيقات الأولية والإدلاء بتصريحات لوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ولشبكة التواصل الاجتماعي.

وجاء في نص قرار التخلية:

"قرار باسم الشعب اللبناني، إن محكمة التمييز العسكرية، لدى التدقيق والمذاكرة، وبعد الاطلاع على الاستدعاء المقدم من المتهم ميشال فؤاد سماحة بواسطة وكيليه المحاميين صخر شهيد الهاشم ورنا عازوري والذي تقيد لدينا بالرقم 241/2015 تاريخ 19/12/2015 والذي يلتمس فيه اتخاذ القرار بإخلاء سبيله بحق واستطرادا بكفالة مخفضة لانقضاء فترة محكوميته المقضي بها من قبل المحكمة العسكرية الدائمة من جهة ومن جهة أخرى نظرا للمعطيات الجديدة التي طرأت على القضية ولوضع المستدعي بشكل عام وهو يتعهد بحضور جميع جلسات المحاكمة ويتخذ محل إقامة له مكتب وكيله،

وحيث انه يدلي بأن المادة 75 ق.ع. فقرة ثانية تكرس إمكانية إخلاء السبيل في القضايا الجنائية خلافا لأحكام المادة 129 أ.م.ج. القديم والتي تقابلها المادة 130 أ.م.ج. الجديد وعلى ضوء نص المادة 299 أ.م.ج. التي تنص على عدم جواز إخلاء سبيل المحكوم عليه الموقوف من قبل محكمة التمييز قبل نقض الحكم المطعون فيه، وذلك بغض النظر عن ماهية ونوع الجرم، وأن المبدأ هو محاكمة المتهم حرا أمام محكمة التمييز والاستثناء هو رفض إخلاء السبيل بقرار معلل، ويضيف بأن المادة 114 من قانون التنظيم القضائي تكرس مبدأ إمكانية إخلاء السبيل في القضايا الجنائية عند قبول النقض المقدم من المدعي العام لحكم براءة وتجري المحاكمة أمام محكمة التمييز بدون توقيف المتهم، ما لم تقضي المحكمة بتوقيفه أثناء المحاكمة، وأنه بحالة التناقض بين أحكام التنظيم القضائي العامة وأصول المحاكمة المنصوص عليها في قانون القضاء العسكري الخاص، تطبق أحكام قانون القضاء العسكري،

وحيث أنه يدلي، لجهة انقضاء فترة محكوميته المقضي بها من قبل المحكمة العسكرية الدائمة بتاريخ 23/12/2015، أن الحكم قضى بإدانته بجرائم معينه وتبرئته من جرائم أخرى، وأنه لم يكن يحق لمفوض الحكومة طلب نقض الحكم إلا إذا اعتبر الحكم قابلا للتجزئة بحيث يعتبر جزئيا حكم إدانة وجزئيا حكم براءة ويكون النقض بالتالي مقتصرا على الجزء من الحكم القاضي بالبراءة ويبقى الجزء الأخر القاضي بالإدانة مبرما وتصبح محاكمته أمام محكمة التمييز مقتصرة على المواد التي تمت تبرئته فيها ويبقى محكوما بالنسبة للمواد التي أدين بها وهو موقوف بالتالي لقضاء العقوبة المقضي بها من المحكمة العسكرية الدائمة بالمواد التي أدين بها، ومع انتهاء فترة محكوميته هذه يتعين إخلاء سبيله فورا وتتابع محاكمته بالمواد الأخرى التي نقض الحكم على أساسها، ثم يدلي استطرادا بوجوب إخلاء سبيله نظرا للمعطيات الجديدة التي طرأت على الملف لجهة كونه ضحية استدراج قام بها محترف تابع لجهاز امني للإيقاع به، على ضوء إقرار رئيس الجهاز الأمني حينها أن ميلاد الكفوري يعمل معهم منذ سنة 2005 وبالتالي سقوط صفة المخبر عنه، إضافة إلى صدور أحكام عديدة بعد صدور حكمه، بنفس الجرائم المنسوبة له، لم يتجاوز الإدانة فيها ثلاث سنوات بالرغم من إيقاعها ضحايا، واخيرا أنه ليس بمجرم خطير وأعماله بقيت أعمالا تحضيرية وتاريخه العلمي والثقافي والسياسي يؤكد أنه ليس إرهابيا ووضعه الإنساني والصحي وتقدم سنه يحتم إخلاء سبيله من الناحية الإنسانية ومتابعة محاكمته حرا لا موقوفا،

وحيث أنه خلال مناقشة موضوع إخلاء السبيل على ضوء المادة 75 ق.ع. ومبدأ إمكانية إخلاء السبيل في القضايا الجنائية بموجب المادة 114 من قانون التنظيم القضائي، ترى هذه المحكمة ضرورة توضيح وتصحيح بعض المفاهيم القانونية التي أوردها المتهم واستند إليها لتبرير طلب إخلاء سبيله،

1- بخصوص ما أورده المتهم لجهة حق مفوض الحكومة للطعن بالأحكام القاضية بالبراءة وإبطال التعقبات واعتبار الحكم الصادر بحقه جزئيا حكم إدانة وجزئيا حكم براءة وكف تعقبات، وبالتالي اعتباره النقض مقتصرا على الجزء من الحكم القاضي بالبراءة وإبطال التعقبات والجزء القاضي بالإدانة مبرما بحقه، وتصبح محاكمته امام هذه المحكمة مقتصرة على المواد التي تمت تبرئته فيها وسجينا موقوفا بالمواد التي أدين بها، تؤكد هذه المحكمة على ما سبق وأوردته عند قبولها طلب النقض المقدم من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية من أن المادة 75 ق.ع. أعطت هذا الأخير الحق بطب نقض الأحكام القاضية بالبراءة لانتفاء الأدلة أو لعدم كفايتها شرط توافر أحد أسباب النقض المنصوص عنها في المادة 74 ق.ع.، وبما أن الحكم المنقوض قضى بإعلان براءة المتهم من جرم المادة 549/200 ع لعدم كفاية الدليل، جرى قبول النقض المذكور المقدم من مفوض الحكومة بعد توافر الحالة المنصوص عنها في الفقرة 3 من المادة 74 ق.ع. أي حصول خطأ في تطبيق المواد القانونية،

2- تؤكد هذه المحكمة على مضمون المادتين 87 و88 ق.ع. الواردتين تحت باب أصول النظر بطلبات النقض لجهة إخضاع النظر بطلبات نقض الأحكام الصادرة عن المحكة العسكرية الدائمة، لمحكمة التمييز العسكرية التي تقرر بالنتيجة إما إبرام الحكم أو القرار المطعون فيه وإما نقضه، فإذا نقضت الحكمة الحكم، تقرر إعادة محاكمة المتهم أمامها، وأمام صراحة النص لا يبقى مجال لأي اجتهاد، فإبرام الحكم من قبل محكمة التمييز العسكرية يعني ابرام الحكم بكليته وليس جزءا منه وكذلك الأمر، نقض الحكم يعني نقض الحكم بكامله وإعادة محاكمة المتهم مجددا أمام محكمة التمييز التي تتحول إلى محكمة أساس وبجميع المواد التي أحيل بها المتهم، وقد جاء قرار هذه المحكمة الصادر بتاريخ 2/6/2015 بخصوص قبول نقض الحكم، واضحا لا لبس فيه لجهة نقض الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة بتاريخ 13/5/2015 تحت رقم 1927/2015 واعتباره لاغيا وإعادة محاكمة المتهم ميشال فؤاد سماحة أمامها، بكامل ما أسند إليه في قرار الاتهام، بحيث لا يبقى مجال لأي اجتهاد بهذا الخصوص،

3- تؤكد هذه المحكمة على ما سبق لها وأكدته خلال الجلسة الأولى من المحاكمة، من أنه على ضوء قبول طلب النقض وإبطال الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة، تتحول محكمة التمييز إلى محكمة أساس تجري المحاكمة مجددا وتفصل في الدعوى وفقا لأصول المحاكمة لدى المحكمة العسكرية ويكون المتهم موقوفا أمامها بموجب مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه عن قاضي التحقيق العسكري الأول مع حفظ حقه للتقدم بطل إخلاء سبيله أمامها وفقا للأصول، علما أنه لم يسبق للمتهم أن تقدم بأي طلب لإخلاء سبيله منذ قبول طلب نقض الحكم تاريخ 2/6/2015 حتى تاريخ 19/12/2015 عندما وردنا طلب إخلاء السبيل موضوع هذا القرار.

4- بخصوص مبدأ محاكمة التمهم حرا امام محكمة التمييز العسكرية في القضايا الجنائية، فعلى ضوء وجود قانون خاص يحكم عمل المحاكم العسكرية، بمختلف درجاتها، يقتضي إعمال نصوص القانون الخاص إلا عندما يحيل هذا الأخير إلى نص عام أو عند خلو النص الخاص من نص يحكم الموضوع المطروح فيمكن عندئذ للمحكمة العودة إلى النص العام، وحيث إن المادة 75 ق.ع.، التي تنظم حالات تقديم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لطلب نقض الاحكام القاضية بالبراءة لانتفاء الأدلة أو لعدم المسؤولية لانتفاء الصفة الجرمية عن الفعل أو لسقوط دعوى الحق العام، تنص في فقرتها الأخيرة على أنه، خلافا لأحكام المادة 129 أ.م.ج. تجري محاكمة المتهم أو الظنين دون توقيفه اثناء المحاكمة، إلا إذا قضت المحكمة بالتوقيف بقرار معلل، وحيث إن المتهم ميشال سماحة وبتاريخ قبول طلب النقض، كان موقوفا إنفاذا للحكم الصادر بحقه عن المحكمة العسكرية الدائمة واستمر موقوفا، بعد قبول طلب النقض، بموجب مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه عن قاضي التحقيق العسكري الأول، وتقدم بتاريخ 19/12/2015 بطلب إخلاء سبيله، فيكون من صلاحية هذه المحكمة أن تقرر إما إخلاء سبيله ومتابعة محاكمته حرا طليقا أو أن تبقيه قيد التوقيف بموجب قرار معلل وتتابع محاكمته على هذا الأساس؛

وحيث انه على ضوء كل ما ورد أعلاه، تقرر المحكمة بالإجماع وبعد الاطلاع على راي ممثل النيابة العامة التمييزية:

أولا : إخلاء سبيل المدعى عليه ميشال فؤاد سماحة بكفالة نقدية قدرها ماية وخمسون مليون ليرة لبنانية ذات شقين: عشرة ملايين ليرة منها ضمانة للرسوم وماية وأربعون مليون ليرة للحضور ما لم يكن موقوفا بدعوى أخرى.

ثانيا : منع المدعى عليه ميشال فؤاد سماحة من السفر خارج لبنان لمدة سنة تبدأ من تاريخ إخلاء سبيله ومصادرة جواز سفره، سندا لأحكام المادة 192 أصول محاكمات جزائية معطوفة على المادة 108 أصول محاكمات جزائية،

ثالثا : منع المدعى عليه من تناول ملف هذه القضية سواء لجهة إجراءات التحقيق الأولية والاستنطاقية أو إجراءات المحاكمة الجارية ع أي وسيلة إعلامية مقروءة أو مرئية أو مسموعة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي حتى صدور حكم نهائي عن هذه المحكمة تحت طائلة إصدار مذكرة توقيف جديدة بحقه.

رابعا إبلاغ هذا القرار من المدعى عليه ومن يلزم.

قرارا صدر عنا في غرفة المذاكرة بتاريخ 14/1/2016".

 

جعجع: إطلاق سماحة مرفوض بكل المقاييس

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر تويتر معلقا على قرار محكمة التمييز العسكرية بالاجماع اخلاء سبيل ميشال سماحة بكفالة مالية، فقال: "ولو لم أكن خبيرا بالقانون، فإطلاق سراح ميشال سماحة مرفوض بكل المقاييس"؟

وسأل:"بمنطق عفوي بسيط، كيف لي أن أفهم ان لبنانيا تآمر مع جهة خارجية لارتكاب أعمال قتل وتفجير في بلاده ونقل متفجرات لهذه الغاية وجند أشخاصا لتنفيذها وجرى وقف المخطط في آخر لحظة من قبل فرع المعلومات؟ كيف لي أن أفهم إطلاق سراح هكذا شخص؟ وأي رسالة بعثها رئيس المحكمة والضباط المعاونون الى اللبنانيين بهكذا قرار؟ وأي أمل يتركونه لهم بمستقبل بلادهم وسيادتها والحفاظ على أمن أبنائها وعلى حرياتهم؟". وختم: "بئس هذا الزمن لكننا لن نرضخ وإننا كل شيء فاعلون حتى الخروج منه الى زمنٍ أفضل".

 

السنيورة: قرار اطلاق سماحة اساءة كبيرة للقضاء والقانون ولمنطق قيام المؤسسات

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - علق رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على "قرار المحكمة العسكرية اطلاق سراح المجرم ميشال سماحة" وقال في تصريح: "بغض النظر عن اية مبررات قضائية شكلية، فان هذا القرارالصادر عن المحكمة العسكرية يضرب بعرض الحائط كل القوانين والاسس القضائية التي يفترض انها تحقق العدالة وجاء مناقضا للعدل والعدالة وللحق والمنطق، ليقدم هدية للمجرم على طبق من ذهب". أضاف: "ان هذا القرار يشكل اساءة كبيرة للقضاء والقانون ولمنطق قيام المؤسسات في لبنان، لانه عمليا يشجع المجرمين على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم ويشعرهم بأن في استطاعتهم ان يكونوا خارج الحساب والمحاسبة". وتابع: "في هذا القرار نستذكر كلام الامام علي رضي الله عنه في رسالته لمالك الأشتر ولا يكن منكم محسن والمسيء عندك بمنزلة سواء فإن في ذلكت زهيدالأهل الإحسان في الإحسان،وتجريئا لأهل الإساءةعلى الإساءة".

واشار الى ان "هذا القرار الجائر بحق العدالة يأتي بالفعل تشجيعا للمجرمين ولاولئك الذين يخططون لارتكاب الجرائم على المضي في هذا السبيل ويأتي ايضا تزهيدا للمواطنين المطالبين بالدولة العدالة والقادرة، بإمكانية تحققها". ورأى ان "هذا القضاء المولج بتحقيق العدالة قد فشل حتى الآن في تحقيقها وهذا ما يذكرنا بقول السيد المسيح اذا فسد الملح فبماذا يملح". وختم: "لن نقبل بهذا القرار الظالم وسنلجأ بكل الوسائل الشرعية والسلمية والديمقراطية حتى تأخذ العدالة طريقها في معاقبة المجرمين".

 

ريفي: أنعي المحكمة العسكرية الى الشعب اللبناني فهناك إجرام صديق وآخر عدو

الخميس 14 كانون الثاني 2016/وطنية - علق وزير العدل أشرف ريفي بعد جلسة مجلس الوزراء، على قرار إخلاء الوزير ميشال سماحة، بالقول: "مرة جديدة اجد نفسي مضطرا لأن انعي المحكمة العسكرية الى الشعب اللبناني، هذه المنظومة القضائية الاستثنائية بكافة درجاتها، يبدو ان هذه المنظومة تميز بين متفجرات من هنا واخرى من هناك، ويبدو انها تميز بين اجرام تعتبره صديقا واجرام تعتبره عدوا. انها بذلك تضرب بعرض الحائط الامن الوطني اللبناني وامن اللبنانيين". أضاف: "يتحمل كل من شارك في قرارات هذه المنظومة مسؤوليته الوطنية. وانا على ثقة ان اللبنانيين الشرفاء الوطنيين يدينون هذه القرارات المشبوهة. لقد انجزنا في وزارة العدل المشروع البديل لهذه المنظومة واقترحنا ابدال المحكمة بكافة درجاتها بمنظومة قضائية متكاملة تقوم على التخصص اسوة بما هو معمول به في الدول المتقدمة والدول التي تحترم نفسها وتحترم امن وكرامة مواطنيها. ادعو اللبنانيين للعمل على دعم واقرار مشروع القضاء المختص البديل لنماشي العصر ونعامل اللبنانيين بمعيار واحد دون تفرقة او تمييز، فمن يتعرض للبنان وامنه هو مجرم سواء جاء من هنا او من هناك". وختم ريفي: "أتشرف وأفاخر اني قمت بواجبي الوطني عندما كنت مديرا لقوى الامن الداخلي بضبط العبوات الناسفة التي ضبطت مع المدعو ميشال سماحة، مع المجرم ميشال سماحة، وعددها 24 عبوة وكانت معدة لتستخدم في مشروع اجرامي فتنوي كبير. اوجه تحية كبيرة للبطل ميلاد كفوري الذي ساهم معنا في حماية الامن الوطني اللبناني. انحني اجلالا امام روح الشهيد الكبير اللواء وسام الحسن الذي لعب دورا كبيرا في حماية لبنان من هذه الجريمة الارهابية الكبيرة، كما حماه من جرائم كبيرة اخرى. بئس هذا الزمن الذي يتآمر فيه قاض على امن وطنه. بئس هذا الزمن الذي يتآمر فيه ضابط على امن وطنه. سأقوم بما يمليه علي ضميري وواجبي الوطني اتجاه هذه القضية. لن نغفر ولن نتساهل في امننا الوطني".

 

ريفي زار ضريحي الشهيدين الحريري والحسن

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - زار وزير العدل اللواء أشرف ريفي مساء اليوم ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه، ثم وضع إكليلا من الزهر على ضريح اللواء الشهيد وسام الحسن وقرأ الفاتحة عن روحه وعن أرواح الشهداء الأبرار.

 

الحريري: إجماع الضباط على إطلاق سماحة عار ومكافأة للمجرم

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى الرئيس سعد الحريري أنه "مهما كانت أوجه التعليل لقرار محكمة التمييز العسكرية بإطلاق ميشال سماحة، فإنه قرار بإطلاق مجرم متورط بواحدة من أقذر الجرائم في حق لبنان". وقال في سلسلة تغريدات له عبر موقع "تويتر": "إجماع الضباط في المحكمة على القرار، هو إجماع على تقديم مكافأة مجانية للمجرم باسم القانون، وانتهاك لمشاعر معظم اللبنانيين. إن إجماع الضباط على القرار في شأن سماحة هو عار ومشبوه ومكافأة للمجرم ولن أسكت عنه". وأضاف: "البعض سيرى في القرار تدبيرا قضائيا صرفا، ونخشى أن يكون وصمة عار في جبين القضاء العسكري. اللبنانيون في كل الأحوال حكموا على ميشال سماحة بأنه مجرم أوقف بالجرم المشهود وهو يشرع في القيام بأعمال إرهابية ويخطط لقتل مواطنين أبرياء. مجرمون على هذا المستوى يستحقون القصاص العادل، الذي أنزل بكثيرين من طراز ميشال سماحة في عالم الجريمة المنظمة". وتابع: "نشعر في هذا اليوم بالقرف من عدالة منقوصة وبالخوف على أمن اللبنانيين ما دام الأبواب مفتوحة للمجرمين للهروب من الحكم العادل، لكنها مناسبة لأتوجه بالتحية في هذا اليوم الى روح الشهيد وسام الحسن، والى أبطال فرع المعلومات الذين يقومون بدورهم في حماية لبنان". وختم الحريري: "رحم الله الشهداء الذين سقطوا فداء للبنان وحريته وسلامته، ولعن الله المجرمين ومن يقف وراءهم".

 

جنبلاط: إخلاء سبيل سماحة تشريع للجريمة وطعن لجهود الأجهزة الأمنية

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ان "قرار المحكمة العسكرية بإخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة هو إستباحة لشعور الناس، ويشكل طعنا عميقا في العمل الجبار الذي قامت وتقوم به الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب، وأخيرا إنه تشريع للجريمة إن لم يكن تشجيعا لها".

 

المشنوق: إطلاق سماحة إدانة لمحكمة التمييز العسكرية وسيكون لنا موقف عال من زبانية تبرير القتل والتفجير

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - علق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على قرار محكمة التمييز العسكرية إطلاق النائب والوزير السابق ميشال سماحة بتصريح عبر "تويتر" قال فيه: "القرار إدانة واضحة ومؤكدة لمحكمة التمييز العسكرية بكل المعايير الوطنية والقانونية والمنطقية". أضاف: "سيكون لنا موقف من هذا الموضوع، كتيار سياسي، من الذين ما زالوا يتصرفون على قاعدة إلغاء الوطن لصالح القتلة أمثاله. والموقف سيكون أعلى بكثير مما يظن زبانية تبرير القتل والتفجير من قبل النظام السوري".

 

أمانة 14آذار: في لبنان نوعان من المواطنين من يخضع للقانون ومن هو فوق كل محاسبة

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن "الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية والقاضي بإخلاء سبيل ميشال سماحة، أكد رغم اعترافه بالشروع في جريمة موصوفة، أن في لبنان نوعين من المواطنين: مواطنون يخضعون للقانون وآخرون فوق كل محاسبة. ذلك أن الفريق، الذي ينتمي إليه ميشال سماحة، ما زال يتحكم بمفاصل الدولة ويهول على القضاء بقوة سلاحه غير الشرعي". واعتبرت في بيان، أن "مثل هذه الأحكام التي لا تميز بين مجرم وبريء، وتسرع في انحدار البلد نحو المجهول لأنها تفقد المواطن رجاءه في قضاء عادل وتدفعه نحو خيارات يائسة".

 

رئيس حركة الاستقلال: الافراج عن سماحة تشريع صريح للاغتيالات والتفجيرات

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - علق رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض عبر "تويتر"، على حكم المحكمة العسكرية بالإفراج عن الوزير السابق ميشال سماحة، وقال: "عيب على المحكمة العسكرية، فقرار الافراج عن سماحة تشريع صريح للاغتيالات والتفجيرات لا يمكن القبول به او السكوت عنه".

وارفق معوض تغريدته بوسم "محكمة_العار".

 

إعلاميون ضد العنف دانوا إطلاق سماحة: لالغاء المحاكم الاستثنائية

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - دانت جمعية "إعلاميون ضد العنف"، في بيان، "إطلاق ميشال سماحة في قرار قضائي - سياسي يشكل تشجيعا على الإرهاب وضربا للعدالة ونسفا لثقة الناس بالقضاء، خصوصا أن سماحة اعترف بنيته الجرمية إحداث فتنة في لبنان، من خلال أعمال إرهابية تستهدف مجموعات وتجمعات بشرية فضلا عن شخصيات سياسية ودينية". ورأت أن "التحقيقات أظهرت بالأدلة والقرائن والوقائع المثبتة أن سماحة كان ينفذ قرارا سوريا بتفجير لبنان"، مبدية تخوفها من "أن يشكل إطلاقه مقدمة لزعزعة الاستقرار الأمني مجددا". وذكرت الجمعية بموقفها "الثابت القاضي بضرورة إلغاء المحاكم الاستثنائية التي يسيء استمرارها إلى صورة البلد، كونها من مخلفات الأنظمة الديكتاتورية والأمنية"، داعية إلى "حصر اهتمامات المحكمة العسكرية بالشؤون المسلكية العسكرية حصرا". واعتبرت أن "قرار إطلاق سماحة يشكل انتهاكا لمقدمة الدستور والشرعة العالمية لحقوق الانسان"، محذرة من "تمرير هذا القرار وكأن شيئا لم يكن، لأنه يشرِّع الساحة اللبنانية أمام الأعمال الإرهابية والفوضى"، لافتة إلى "ضرورة التأسيس على المناخ الرافض والمستنكر لإلغاء هذا النوع من المحاكم".

 

وقفة إحتجاجية للمنظمات الشبابية في 14 آذار امام منزل سماحة بالاشرفية مساء غد

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلنت المنظمات الشبابية في قوى 14 آذار والتي تضم حزب الوطنيين الاحرار، "تيار المستقبل" و "حزب القوات اللبنانية" إضافة الى منظمة الشباب التقدمي في بيان اليوم، عن "تنفيذ وقفة إحتجاجية رفضا لإطلاق سراح ميشال سماحة، وذلك أمام منزله في الأشرفية عند السابعة من مساء غد الجمعة 15 كانون الاول 2016".

 

كبارة: مهزلة الافراج عن سماحة تختصر الظلم

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - إستنكر النائب محمد كبارة، في تصريح اليوم، قرار محكمة التمييز العسكرية "الافراج عن الارهابي الموصوف ميشال سماحة"، ورأى أنه "في الوقت الذي يفرج عمن كان يستعد لتنفيذ أكبر مخطط فتنوي إجرامي في لبنان، بايعاز من سيده نظام الأسد في سوريا، يصار الى توقيف أبنائنا السنة بتهم أقل خطورة من التهم المثبتة الموجهة الى سماحة". وقال: "من غير الجائز أن يحاكم الارهابي ميشال سماحة وهو حر طليق، بينما يحاكم أبناؤنا السنة وهم داخل السجون، فأي عدل وأي عدالة وأي ظلم يمارس في حق أبنائنا؟". وسأل: "من يضمن الا يفر سماحة الى حضن نظام الأسد كما فعل قبله علي عيد ورفعت عيد وغيرهما كثر؟ بل من يضمن الا يقتل نظام الاسد عميله سماحة كي يموت سره معه بعدما منع وزير اسبق للعدل عرض مضبوطاته كي لا توثق في عقل الرأي العام؟". وختم: "إن مهزلة الإفراج عن سماحة تختصر الظلم الذي نعانيه في لبنان، فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء".

 

نديم الجميل: إطلاق سماحة اغتيال للبنانيين

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - علق النائب نديم الجميل عبر حسابه على "تويتر"، على قرار محكمة التمييز العسكرية تخلية ميشال سماحة بكفالة مالية، وقال "ان اطلاق ميشال سماحة هو اغتيال جديد للبنانيين وعار على المحكمة العسكرية".

 

رعد: التصريحات المعترضة على اطلاق سماحة ليست إلا تعبيرا عن النكد والكيدية

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - علق رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، على التصريحات التي صدرت للطعن بأحكام القضاء العسكري ومحكمة التمييز، وقال: "التصريحات الصاخبة والمبرمجة التي تعترض اليوم على قرار القضاء اللبناني بإخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة، ليست إلا تعبيرا عن النكد والكيدية والإستنسابية التي ما انفك فريق المصرحين اليوم يمارسها في السلطة وفي التعاطي مع القضاء والإدارة والمال العام، دون أن يرف له جفن لأصوات المعترضين على الظلم والفساد والهدر وسوء الإستخدام للنفوذ والحكم". وأشار الى أن "موقف هذا الفريق من القضاء العسكري ومحكمة التمييز العليا فيه هو موقف مزاجي متقلب بحسب القرارات والأحكام التي قد تناسب مصالحه أحيانا أو تتعارض معها أحيانا أخرى، وليس مستندا أبدا للقوانين التي ترتكز عليها تلك القرارات أو الأحكام". اضاف: "بالأمس كان القضاء مرضيا عنه حين أخلى سبيل ضالعين في الإرهاب وفي إثارة الفتن، أو حين أخرج من السجون عملاء للعدو الإسرائيلي. أما اليوم فقد أصبح مغضوبا عليه من قبل هؤلاء حين أخلى سبيل الوزير السابق ميشال سماحة، بعدما أكمل تنفيذ الحكم الصادر بحقه ولم يعد هناك من مسوغ قانوني لإستمرار توقيفه". وأكد رعد أن "العدالة تقتضي إعادة النظر بالقوانين المعتمدة والتي كان لأصحاب التصريحات اليوم باع طويل في إقرارها. وبدل الطعن المبتذل ضد قضاة وضباط يحكمون ضمن صلاحياتهم بموجب القوانين المرعية الإجراء والتي هي من صنائع أصحاب التصريحات السياسية الصاخبة اليوم".

 

فتفت: قرار الافراج عن سماحة "خطير" يُشجّع على الارهاب و"14 آذار" تدرس خياراتها والغـاء "العسـكرية" ضـرورة

المركزية- بكفالة مالية قدرها 150 مليون ليرة لبنانية، وافقت محكمة التمييز العسكرية "بالاجماع" على طلب تخلية سبيل الوزير السابق ميشال سماحة الذي نُسبت اليه تهم نقل متفجرات الى لبنان عبر سوريا من اجل اعداد عبوات ناسفة واغتيال عدد من الشخصيات الدينية والسياسية. وعلّق عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت على القرار، فاعتبر عبر المركزية" انه "اكثر قرار "مُهين" للعقل اللبناني ولحياد القضاء، فهو قرار "تمييزي" بامتياز بين اللبنانيين، "اذ ان هناك لبنانيين يُحاكمون منذ عشر سنوات لنقل سلاح فردي ولا تنتهي احكامهم فيما هناك من يُطلق سراحهم بينما كانوا ينقلون عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات لاشعال فتنة في البلد". وقال "من الواضح ان المحكمة العسكرية محكمة مسيّسة، وهذا الموقف يُذكّرنا بموقفها في قضية مقتل الضابط الشهيد سامر حنّا وقضية محمود الحايك، وهذا كله يُثبت انه لم يعد لدينا ثقة بالقضاء"، مؤيّداً مطلب وزير العدل اشرف ريفي بالغاء المحكمة العسكرية "لانها لا تحكم بالعدل ولا تأخذ في الاعتبار أمن اللبنانيين". واكد ان "قرار المحكمة العسكرية "خطير" لانه يُشجّع على الارهاب ورسالة الى الارهابيين بتنفيذ عمليات ارهابية في لبنان دون الذهاب الى السجن اذا كنتم من طرف سياسي معيّن لاننا نستطيع ان نحميكم كما يحمي "حزب الله" المتّهمين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد يكون ردّ الفعل على هذه الرسالة "الخطيرة" ان يفقد اللبنانيون كامل ثقتهم بالقضاء"، لافتاً الى "ضرورة الغاء المحكمة العسكرية كي نتفادى هذا الوضع الخطير". واكد فتفت اننا "سنطالب بالغاء المحكمة العسكرية لان ممارساتها تُثبت ان لا يجوز استمراريتها"، سائلاً "هل يُعقل جريمة بهذا الحجم ان تُعامل بهذه الطريقة وان يُفرض على "مُجرم" بحجم سماحة مبلغ 150مليون ليرة"؟ واعلن اننا "ندرس كقوى "14 آذار" التحرّك للردّ على القرار، واوّل نقطة لتحرّكنا ستكون في اتّجاه الغاء المحكمة العسكرية"، مشدداً على اننا "نريد ان يبقى للبنانيين حد ادنى من الثقة بالدولة كي لا يلجأوا الى اساليب اخرى".

 

قهوجي عرض مع وزيري دفاع فنلندا واستونيا التعاون والتقى وفد عائلات الضباط الشهداء

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، كلا من وزير الدفاع الفنلندي نينستو جوسي ووزير الدفاع الأستوني هانسو هانيز، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وسبل تعزيز علاقات التعاون بين الجيش اللبناني وجيشي البلدين، بالإضافة إلى مهمات الوحدتين الفنلندية والأستونية العاملتين ضمن قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. كما استقبل قهوجي وفدا من عائلات الضباط، شهداء ساحة الشرف.

 

 جعجع عرض مع القائم بالاعمال الامريكي المستجدات

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، مع القائم بالأعمال الامريكي ريتشارد جونز المستجدات الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، في حضور مستشار رئيس حزب "القوات" للعلاقات الخارجية ايلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجية بيار بو عاصي.

 

النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح : نـرحّب بأي تقارب مسـيحي والاقطاب الاربعة لا يلبون دعوة بكركي

المركزية- في انتظار الساعة الصفر للقاء "المُرتقب" بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، والذي يتوقّع ان يتوّج بتبنّي ترشيح عون لرئاسة الجمهورية من قبل "القوات"، اعتبر النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح عبر "المركزية" ان "احتمال" ترشيح "القوات" لعون وارد انطلاقاً من المواقف الاخيرة التي تصدر عنهما"، مرحّباً بأي "تقارب مسيحي ونشجّع عليه، خصوصاً ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يُنادي بالتوافق المسيحي منذ سنوات". ولم يُبدِ المطران صيّاح رداً على سؤال، تخوّفه "من انقسام مسيحي جديد اذا ما اعلن الرئيس سعد الحريري تبنّي ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية وجعجع ترشيح عون"، مذكّراً بموقف للنائب فرنجية اعلن فيه انه "الى جانب عون اذا رشّحه جعجع للرئاسة". واكد المطران صيّاح ان مسعى بكركي لجمع الاقطاب الاربعة لا يزال قائماً، لكنهم لا يُلبّون الدعوة لاسباب يعلمها الجميع".

 

فنيش: للتفاهم على "التعيينات" والترحيل ضرورة وموقفنــا من انتخــاب عــون مرتبط بقراره

المركزية- من بكركي وتحديداً في 29 كانون الاول الفائت، خرق "حزب الله" جدار صمته حول طرح الرئيس سعد الحريري تبنّي ترشيح "حليفه وصديقه" رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، بعد زيارة قام بها وفد من الحزب الى بكركي لتهنئة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الراعي، والذي تكلم باسمه رئيس المجلس السياسي في الحزب ابراهيم امين السيد، حيث اكد التزام الحزب بتأييد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون"، قائلاً "لا نستطيع التخلي عن هذا الترشيح عند اي مفترق سياسي وهذا الالتزام اخلاقي، ونحن لم يلزمنا احد في ان نؤيد عون، وكان التزامنا اختيارياً". فبعد "انقشاع الرؤية" عن موقف "حزب الله" من طرح الحريري، ما هو موقفه ممّا يتم تداوله عن "نيّة" رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشيح "حليفه الاساسي" عون للرئاسة اثر لقاء قد يجمعهما قريباً في معراب؟ وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش اكد لـ"المركزية" ان "موقفنا من دعم ترشيح عون واضح ومعروف وليس مرتبطاً بشيء، فطالما هو مرشّح نحن الى جانبه، ونزولنا الى مجلس النواب مُرتبط بقراره". واكد ان "النائب فرنجية حليفنا وصديقنا و"اخونا"، وموقفنا من دعم ترشيح عون معلوم مُسبقاً". واوضح اننا "على تفاهم مع "التيار الوطني الحر" في شأن مقاطعة جلسة الحكومة وضرورة اجراء التعيينات في المجلس العسكري"، وقال "قبل ان يتم وضع بند التعيينات على جدول اعمال الجلسة المقبلة للحكومة يجب ان تسبقه "تفاهمات"، فاذا تبيّن لنا انه سيتم العمل على ايجاد "مخرج" للقضية فلا مشكلة لدينا بحضور الجلسة المقبلة". الى ذلك، ذكّر فنيش باننا "كحزب تحفّظنا على خطة ترحيل النفايات، لكننا عندما رأينا ان لا حلول في الافق وان الحكومة عاجزة والقوى السياسية لا تستطيع تطبيق قرارات مجلس الوزراء، اصبح الترحيل "ضرورة"، معتبراً ان "العودة الى خيار المطامر هو الافضل وسبق ووافقنا عليه، واذا ذهبنا الى خيار "التفكك الحراري" فهذا افضل ويُعتبر خيارا استراتيجيا". واشار الى اننا "وُضعنا امام قرار الترحيل كخيار امر واقع كما كل اللبنانيين، فهو ليس حلاً انما معالجة لمشكلة فُرضت كأمر واقع على اللبنانيين لان الحكومة لم تستطع تنفيذ خطة المطامر"، معتبراً ان "افضل الحلول العودة الى خيار "المطامر الصحية"، واكثر من ذلك الذهاب نحو اعتماد خيار "المحارق" التي تعتمد على التفكيك الحراري للنفايات وتحويلها الى انتاج الطاقة".

 

الحراك المدني من رياض الصلح الى "البيئة": لا لترحيل النفايات واقتحـام الوزارة تســـبب بتـدافع واعتقــالات بالجملــة

المركزية- نفذ الحراك المدني المتمثل بحملة "بدنا نحاسب" و"طلعت ريحتكم" اعتصاما في رياض الصلح بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، رفضا لما اسموه "منطق المافيا في ترحيل النفايات". وحاول المعتصمون من "بدنا نحاسب" في وسط بيروت ازالة العوائق الحديدية، ورشقوا البيض باتجاه السراي الحكومي، وطلبوا من العناصر الامنية الوقوف جانبا وعدم اعتبار ان رمي البيض يستهدفهم. وانضم عدد من عناصر الدفاع المدني، الى ساحة الاعتصام في وسط بيروت، وعلا التصفيق تضامنا مع مطالبهم. ودعا المعتصمون الى "رفع النفايات من الشوارع وتجميعها امام الوزارات"، ثم انتقلوا الى مبنى وزارة البيئة في اللعازارية وسط اجراءات أمنية مكثفة، محاولين اقتحامها ودخولها بالقوة، ما سبّب تدافعا بينهم وبين القوى الامنية ادّى الى اصابة بعضهم اصابات استدعت وجود الصليب الاحمر. واثناء الاعتصام، عمد الحرس المكلّف حماية وزارة البيئة الى اقفال الابواب على المعتصمين الذين دخلوا مكاتب الوزارة بالقوة وافترشوا الارض مطالبين برفض ترحيل النفايات قبل ان تقوم القوى الامنية باخراجهم بالقوة، فيما أصيب عنصر من القوى الامنية وناشط من حملة "بدنا نحاسب" تم نقلهما الى المستشفى، وتم سوق اكثر من 17 منهم الى مكاتب التحقيق هم: حسن قطيش، بيار الحشاش، صادق بحلق، عبدالقادر البي، زياد حسين، محمد حرب، محمد نبيل، وارف سليمان، واصف حركة، هاني فياض، علي حمود، خضر انور، رشيد عميرات، محمد عباس، سامر حامد، جاد عريضي. وكان الناشطون قطعوا الطريق المؤدية الى رياض الصلح، بعد اعتقال القوى الأمنية لعددٍ من زملائهم في وزارة البيئة ومحيطها". وقالت الناشطة نعمت بدر الدين " إن الناشطين المعتصمبن داخل مبنى الوزارة يتعرضون للضرب، مشيرة الى انه يتم اخلاء موظفي الوزارة تسهيلا لدخول القوى الامنية، واعلنت ان نقابة المحامين دعت إلى اجتماع طارئ للتباحث في اعتقال عدد من المحامين. وبعد تدافع بين الناشطين والقوى الامنية قرابة الساعة امام وزارة البيئة، تمكنت القوى الامنية من إخراج المعتصمين من مبنى الوزارة ونقلهم بسيارة مصفحة إلى مكاتب التحقيق. ووجهت بدر الدين رسالة إلى المعتصمين، خلال الاعتصام، سألت فيها: "لماذا خطة ترحيل النفايات سرية؟ ولماذا الكلفة باهظة وعالية"، ولماذا لا يوجد استدراج للعروض وتلزيم وفق الشروط؟ واعتبرت ان "تغييب أجهزة الرقابة سببها تسهيل سرقة المال العام، سائلة عن الوعود لتثبيت عناصر الدفاع المدني"، وقالت "جئنا نقول ان جلستكم اليوم يجب ان تكون كل يوم لحل مشاكل البلد، انتم وزراء فاشلون. مجلس وزراء فاشل وفاسد والدولة تنهار". وطالبت وزير البيئة بالاعلان عن رفضه مشروع ترحيل النفايات، والا البقاء في الشارع. كما سألت وزير المال علي حسن خليل عن "كيفية صرف الاموال والبلد بلا موازنة منذ 11 عاما، مكررة القول ان "تغييب اجهزة الرقابة لتسهيل نهب المال العام". ودعت القضاء الى التحرك والا سيكون متواطئا لتغطية السلطة السياسية، وقالت: "ان طلعت ريحتكم وبدنا نحاسبكم تؤكد ان المدخل لاعادة تشكيل السلطة هو قانون انتخاب".

وختمت "نحن لكم بالمرصاد فبدلا من ان ترحلوا الزبالة انتم ارحلوا عنا". وتحدث الناشط اسعد ذبيان قائلا "ان دخول المعتصمين الى وزارة البيئة رسالة الى الحكومة بان المحارق والمطامر والسرقات والفساد أمور مرفوضة". واستنكرت المحامية رانية غيث احتجاز عدد من محامي الحراك في وزارة البيئة.

وانتقد ناشطو الحراك المدني قرار المحكمة العسكرية إخلاء سبيل ميشال سماحة موجهين الانتقادات إلى القضاء. الياس: من جهة اخرى، قال مستشار وزير البيئة سعد الياس " ان هذا الحراك يعتبر ان وزارة البيئة هي الحلقة الاضعف، لافتا الى ان الاقتحام الاول للوزارة تم في ايلول الفائت، واليوم يتكرر المشهد ونأمل عدم الحاق الضرر بمبنى الوزارة وجدرانها التي تحوي صورا للطبيعة تمثل لبنان الحقيقي". اضاف "لا نعلم اذا كان هذا الحراك ادّى وظيفته، ونستغرب اقتحام الوزارة في هذه الاثناء، في وقت يشدد وزير البيئة على اتباع الشروط البيئية باستعمال المحارق، والبيان الصادر اليوم خير دليل. واعلن ان وزير البيئة يعترض على قرار ترحيل النفايات، وهو اتى بعد رفض اقامة المطامر الصحية، لافتا الى ان رئيس الحركة البيئة بيار ابي راشد وجّه رسالة الى وزير البيئة اعتذر خلالها على ما يحصل، وهو يغيب اليوم عن هذه التحركات"، واعلن ان خيار الترحيل اسوأ الخيارات، والوزير اعتبره خيار الاضطرار، وقد تم اتخاذه من قبل اللجنة المكلفة مع الوزير اكرم شهيب، وما وصلنا اليه نتيجة عدم السماح للدولة بالعمل". اضاف "كان هناك حديث عن اقامة مطمرين صحيين الاول في عكار والاخر في البقاع على الحدود اللبنانية السورية، ولكن هذا الحراك أوقف امر المعالجة، وهنا لا نريد تبرئة الدولة اللبنانية من هذا النوع"، لافتا الى "ان موضوع ترحيل النفايات في عهدة الوزير شهيب، داعيا الى عدم الضغط على مجلس الوزراء ليقوم بمهامه اللازمة"، معلنا ان هناك اصولا ترعى موضوع المحارق، ولا بدّ من استيفائها الشروط الضرورية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عبـود: مواصفات الوزارة غير واضحة وقرار الإقفال ليس بيئياً و"محرقة ضهور الشوير لم تنتج بعد بل خضعت لـ3 تجارب فقط"

المركزية- أوضح الوزير السابق فادي عبود أن "محرقة ضهور الشوير لم ولن تقفل بالشمع الأحمر"، مؤكداً أن "المحرقة لم يتم تشغيلها بعد وبالتالي لم تنتج حتى الآن بل تخضع للتجارب"، موضحاً أنها "لا تزال من دون سقف بل في الهواء الطلق"، لافتاً إلى إخضاعها للتجارب التقنية ثلاث مرات فقط، وآخرها الإثنين الفائت لساعات معدودة من أجل التأكد من كيفية تركيب الـ"فلتر" المستورَد من الخارج". وقال عبود في حديث لـ"المركزية" عن قرار وزير البيئة محمد المشنوق إقفال محرقة ضهور الشوير لعدم إجراء دراسة تقييم أثرها البيئي: كي نتمكن من إعداد دراسة تقييم الأثر البيئي يفترض بنا معرفة ما هي المحارق المقبولة وغير المقبولة، وبالتالي لا توجد لائحة واضحة المعالم في وزارة البيئة. لكننا اشترينا المحرقة وأخضعناها لدراسة تقييم الأثر البيئي من الشركات المحددة من قبل الوزير، فكانت النتيجة أن المحرقة لم تكن وفق ما تسمح به وزارة البيئة.

وإذ ذكّر بالقرار السابق الصادر عن الوزير المشنوق "يطلب فيه من المدير العام للجمارك عدم إدخال أي محرقة إلى لبنان"، قال عبود: إذا سلمنا جدلاً أن القرار بيئي، لماذا اقتصر إذاً على محارق النفايات ولم يطاول كل أنواع الأفران والمحارق الأخرى وهي بالعشرات؟ ولماذا لم يتناول الآلات العاملة على المازوت وفق مواصفات اليورو 1 واليورو 2، في حين أن أوروبا وصلت إلى اليورو 6؟ من هنا، يتضح أن القرار ليس بيئياً إنما ينطلق من ترتيب تصدير النفايات بسعر يفوق الـ230 دولاراً كما هو معلن، إذ لم يعلمونا حتى اليوم بالكميات التي سيتم فرزها قبل التصدير، فمن سيقبض ثمنها؟ هل الشركة الفارزة المصدِّرة؟ لأن كل طن يُفرز منه ما يقارب الـ60 والـ100 دولار بضاعة قابلة للبيع. فالكلفة الحقيقية تفوق الـ300 دولار. فالعيب الذي يشوب القرار أنه اقتصر على ما سماه بـ"المحارق". وأضاف: مَن قال إننا لا نريد إجراء دراسة أثر بيئي؟ فكان على الوزير أن يعلن أن الوزارة ستعتمد على مواصفات الإتحاد الأوروبي في هذا الموضوع، إن في نوعية الآلات أو بالنسبة إلى الإنبعاثات، عندها ندعو الشركة إلى إعداد دراسة تقييم الأثر البيئي للمحرقة على أساس تلك المواصفات، لأن للمحارق ثلاث مواصفات: الأولى للمحارق التي تتعاطى بالنفايات المنزلية، الثانية تلك التي تتعاطى بالنفايات الطبية والأدوية، والثالثة للنفايات الصناعية. لكن المواصفات المحددة من قبل الوزارة لم تميّز إطلاقاً ما بين تلك الأنواع المذكورة. وحتى اليوم لا توجد مواصفات واضحة المعالم تتبع المواصفات الأوروبية إن لجهة المحرقة أو الإنبعاثات. وعما لحظه قرار الوزير أن المحرقة تسبّب تلوّثاً بيئياً، قال عبود: لم يرسل الوزير المشنوق لجنة خبراء لفحص المحرقة ولا ممثل عن الوزارة ولا أي شخص جاء بآلة فحص للتلوّث البيئي، حتى أن أحداّ لم يسأل عن أي تقرير أعددناه. ألا يفترض بأي قرار صادر بإقفال محرقة، أن يكون معللاً بتقرير صادر عن لجنة خبراء متخصصة بالمحارق؟! من هنا إن قرار الإقفال لا يتعلق بالتلوّث البيئي وإخافة الناس بشيء غير موجود إطلاقاً.

وأكد "إننا تحت سقف القانون ونتصرّف من ضمنه، لكن القانون لا يُختصر بإنسان، فحق التشريع الجمركي أُعطي لمجلس الوزراء وليس للوزير محمد المشنوق". وكشف عبود عن "جهة واحدة أو عديدة، تريد قطع الطريق على أي حل آخر لمشكلة النفايات غير التصدير، فتلجأ إلى طرق عدة لمنعنا منأن نثبت للبنانيين أن هناك حلاً بكلفة 60 دولاراً يؤدي إلى التخلص من نفاياتنا بطريقة بيئية 100 في المئة.

 

سليم حمادة: علاقة الاسد بفرنجية لا تحتاج وسيطاً لايصال رسائل واللقــاء مــع ارســـلان تفرضــه ضــرورات الحـلف

المركزية- استغرب مستشار رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان سليم حمادة ما صدر في بعض وسائل الاعلام حول مضمون اللقاء الاخير الذي جمع ارسلان بالرئيس السوري بشار الاسد، معتبرا ان ارسلان كان ولا يزال يتعامل في لقاءاته بمبدأ المجالس بالامانات وان اي تصريح لم يصدر عنه شخصيا او عن قيادة حزبه المفوضة بذلك غير دقيق. واذ تحفظ حمادة عبر "المركزية" عن التعليق على اللقاء، أكّد انه من اللقاءات الدورية التي تفرضها ضرورات الحلف الذي يواجه مخطط تفتيت سوريا وتقسميها، خصوصا في جبل العرب حيث يتعرض كما غيره من مناطق سوريا لمحاولات عزله عن الواقع السوري. واعلن "ان العلاقة المتينة التي تجمع الاسد برئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ليست بحاجة لأي وسيط لايصال رسائل، فمواقف فرنجية العربية والوطنية من ضمن الحلف الذي ينتمي اليه معروفة وغير قابلة للتأويل وليس بحاجة لوساطات، وغالبا ما تكون مباشرة". ولفت الى "ان العلاقة التاريخية اتي تجمع البيت الارسلاني بآل فرنجية فوق كل الاعتبارات، مشيرا الى ان ارسلان يؤكّد دائما انه مع فرنجية في أي موقع وأي مهمة وطنية كبيرة تسند له، وهو يؤازره في كل المواقع"، ناقلا عنه "التزامه بما يتم الاتفاق عليه في الحلف السياسي الذي ينتمي اليه، خصوصا ان قرار ترشيح فرنجية غير رسمي حتى الساعة، وما يتم التداول به على هذا الصعيد لا يزيد عن كونه تأويلات وتحاليل لم تنتقل لتصبح في خانة الطرح النهائي من خلال الترشيح العلني الذي سيبنى عليه مقتضاه". وفي موضوع التسويات قال حمادة "نرحّب بأي تسوية مرحلية يمكن ان تخرج لبنان من دائرة الفراغ، معتبرا ان ديمومة اي تسوية موقتة هي ترقيع موقت لازمة النظام السياسي، فاذا كان لا بدّ من تسويات تفرضها علينا ضرورة استقرار لبنان فهذا لا يعني ان نغفل عن ضرورة اسقاط هذا النظام السياسي المذهبي الذي اصبح يطعن في وجود لبنان والكيان اللبناني برمته، مؤكدا ضرورة تفعيل المؤسسات الدستورية، نظرا لما هناك من شؤون اجتماعية بحاجة الى حلول واخذ قرارات مناسبة في صددها، وعلى الحكومة ان تعلم ان التنازلات ليست خسارة".

 

فادي  كرم: مقاربتنا الرئاسية مــن باب التفاهمات والشروط ولماذا لم يشترط الحريري على فرنجية التفاهم المسيحي؟

المركزية- اوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم ان "الوضع في لبنان "مكربج"، فمؤسسات الدولة ليست بحالة سليمة وكل مؤسسة مشلولة بسبب السياسات المعتمدة في إدارة الدولة"، مشيراً الى ان "كل فريق يعمل قناعاته و"القوات" تبني قراراتها على قناعات وليس وفق المصالح الصغيرة او الضغوط". وقال في تصريح "رئيس الحزب سمير جعجع يأخذ القرارات بناء على القناعات والمعطيات وليس على ردّات الفعل، ولو كانت المبادرة التي اطلقها الرئيس سعد الحريري بتبني ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية جيدة ولها إيجابيات لكنا سرنا بها". وسأل "لماذا اشترط الحريري على رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عندما التقيا منذ عام ونصف التفاهم المسيحي حوله ولم يشترط هذا التفاهم على النائب فرنجية"؟ مشدداً على ان "ورقة "إعلان النيّات" اساس التقارب مع العماد عون وليس الرد على مبادرة الحريري"، ومؤكداً ان "معراب اليوم تملك المفتاح للحل الرئاسي وتملك الأوراق بيدها ولا تتصرف من باب التعطيل". واذ ذكّر بان "القوات" ناضلت لبقاء لبنان وهي تتجرأ للذهاب حيث يجب ان تكون من اجل لبنان"، اعلن اننا "ما زلنا من ضمن النضال الذي بدأ مع ثورة الأرز"، وموضحاً اننا "لا نقارب الموضوع الرئاسي من باب الأسماء بل من باب التفاهمات والشروط". ولفت كرم الى ان "حزب الله" لا يُسهّل الأمور وغير مستعجل لإنهاء الشغور لأن الوضع الحالي يُناسبه"، مشيراً الى "نقاش عميق داخل "14 آذار" لتقريب وجهات النظر في موضوع الطروحات الرئاسية، وهناك افكار واضحة واحتمالات ترشيحات مختلفة". واكد كرم ان "العلاقة مع "المستقبل" قوية واستراتيجية وما يجمعنا الوصول إلى شاطئ الأمان بانتخاب رئيس جمهورية جديد"، مشدداً على ان "القوات" لا تؤمر وما من احد يحاول ان يفرض عليها ما لا تريده". واوضح ان "اللقاء بين جعجع وعون لن يكون من اجل الصورة فقط"، مؤكداً ان "التفاهم مع "التيار الوطني الحر" مبني على اسس وطنية، فلماذا العودة دائماً إلى الماضي"؟

 

ماروني: تفاهم "التيار" و"القوات" لا يعني اختصار المسيحيين و نطـالب بالانتخابـات البلديــة لأنها حـــق للمواطـن

المركزية- بينما يبدو معظم الأفرقاء السياسيين منهمكين في ضخ الحياة في عروق حكومة المصلحة الوطنية لتقفز فوق المطبات الكثيرة التي تعترض عملها، وفي إحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية الآخذة في التفاقم منذ 19 شهرا، يبذل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كثيرا من الجهد لتأمين غطاء سياسي يسمح بانجاز استحقاق الانتخابات البلدية في موعدها في أيار المقبل. وسجلت في هذا الاطار جولة للمشنوق قادته إلى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بعد الرئيس ميشال سليمان والدكتور سمير جعجع و العماد ميشال عون أظهرت نتائجها "موافقة" على اجراء الانتخابات في الوقت المحدد. كل هذا في وقت علت فيه أصوات معارضة تنادي بأولوية الاستحقاقين الرئاسي والنيابي، خصوصا أن الأخير لم يجر في موعده لأسباب أمنية لم تنتف بعد. وفي السياق، ذكّر رئيس كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني عبر "المركزية" أن "موقفنا من الاستحقاق الرئاسي معروف: انتخاب الرئيس واجب على النواب. ونحن من النواب المستمرين في النزول إلى المجلس النيابي، والدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية. أما بالنسبة إلى الانتخابات النيابية، فمعروف أيضا أننا الفريق الوحيد الذي قاطع جلسة التمديد وطالب بالانتخابات. لذلك، لا دخل للانتخابات البلدية بهذين الاستحقاقين، ومن حق المواطن اللبناني أن يجدد إدارته، خصوصا أن بلديات كثيرة حلّت أو وضعت في تصرف المحافظين، أو لم تجر فيها الانتخابات أصلا عام 2010 . من هنا، نحن ندفع باتجاه الانتخابات البلدية باعتبارها حاجة ضرورية للمناطق اللبنانية وطالبنا الوزير المشنوق بالاستمرار في مسعاه".

وعن الهاجس الأمني الذي منع الانتخابات النيابية، بينما لا يقف عائقا أمام الاستحقاق البلدي، لفت ماروني إلى أنه "كان من المقرر أن تجري الانتخابات النيابية في يوم واحد، ولم يكن هناك قدرة أمنية على ضبط الوضع اللبناني في يوم واحد. بينما يمكن اجراء الانتخابات البلدية على مدى شهر وفي كل منطقة على حدة. ويمكن عدم اجراء الانتخابات في المناطق ذات المخاوف الأمنية المعروفة، لكن لا يجوز حرمان المناطق التي تحتاج إلى بلديات من هذا الحق" . وتعليقا على ما يحكى عن أن اللقاء العوني - القواتي المرتقب يختصر الساحة المسيحية بمكونين دون سواهما، شدد على أننا في صلب كل الأحداث التي تجري، ولكن، إن كان هناك تلاق اليوم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فهو يأتي بعد 30 عاما من الاقتتال والخلافات. نحن حلفاء القوات ولا نختلف مع التيار. من هنا، نرحب بأي تقارب مسيحي- مسيحي. ثم إن لكل فريق وزنه على الساحة، ولا أحد يلغي الآخر أو يحل مكانه، وتاليا فإذا التقى فريقان، فهذا لا يعني أنهما يختصران المسيحيين . فهؤلاء ذوو أوجه متعددة والكتائب، بتاريخها وعراقتها، وانتشارها، واحدة من القوى الكبيرة جدا في هذا البلد. وعن تنامي المخاوف من انفراط عقد 14 آذار في ضوء المستجدات الرئاسية، أكد ماروني أن "14 آذار روح وشعب. الروح قوية والشعب موجود. وإذا كان لدى بعض القادة اليوم ارتباك، فأنا أؤكد أن الاستراتيحية التي قامت على أساسها 14 آذار هي التي ستعيد إحياء هذا الحلف الذي يحتاج إليه لبنان السيد الحر المستقل". وفي ما يتعلق بالمعلومات عن حوار كتائبي مع "حزب الله"، أشار إلى أن "هذا الحوار ليس جديدا. نحن نلتقي مع نواب الحزب منذ أكثر من عام ونصف العام، ويتولى هذا الموضوع النائب علي فياض عن الحزب وأنا عن الكتائب، والتقينا على هامش طاولة الحوار، وكانت دردشة حول الأوضاع الراهنة، واتفقنا على استئناف الجلسات"، مشددا على أننا " نؤمن أن الحوار وسيلة تواصل بين اللبنانيين وهو أفضل من التباعد وعدم الاتفاق. وعلى رغم كل الصعوبات أمام ايجاد حلول في ملفات الرئاسة والحرب في سوريا وسلاح حزب الله، على الأقل يبقى وسيلة نستطيع عبرها اقناع بعضنا، أحيانا ببعض وجهات النظر التي يمكن أن تصل في المستقبل إلى اتفاق حول العديد من الأمور". وفي ما يتعلق بالأزمة الحكومية التي خرقتها جلسة اليوم، تمنى أن "يساعد الله لبنان على حكومة كهذه، بوجود وزراء يمارسون مهمة التعطيل الدائم فيها. فمن واجب الحكومة، في ظل الفراغ، أن تكون في حال انعقاد دائم، ومواكبة دائمة لحاجات الوطن والمواطن، لكن للأسف، تؤخد احتياجات اللبنانيين رهينة للوصول إلى المطالب الشخصية".

 

تداعيات موقف باسيل عربيا قد تصيب لبنانيي الخليج مجددا

"النأي بالنفس" متى تتناسـب ومصالح حزب الله وحلفائـه؟

فنيش: للفصل بينها وبيـن وجودنا العسـكري في سـوريا

المركزية- يستغرب مصدر وزاري سابق النهج المتبع ازاء سياسة لبنان الخارجية المتصلة بـ" النأي بالنفس" وتحييد لبنان عن الخلافات العربية ولهب نيران السخونة الاقليمية، لا سيما في ما يتصل بالموقف الذي اتخذه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، بالامتناع عن التصويت على قرار الوزراء العرب والنأي بالنفس عنه، وطلب إزالة الإشارة الى «حزب الله» اللبناني بعد ربطه بأعمال ارهابية في البيان الختامي مسجلا اعتراضه عليه، على رغم تنسيق باسيل الموقف مع رئيس الحكومة تمام سلام، كما اتضح لاحقا. ويقول المصدر لـ"المركزية" ان النأي بالنفس" اما ان ينطبق على سياسة لبنان الخارجية عموما، والا فان الاستثناء واعتماد هذه السياسة حيث تفترض مصالح بعض القوى السياسية يضع لبنان الرسمي في موقف لا يحسد عليه سترتد مفاعيله على اللبنانيين حكما ولو بقرارات غير معلنة لا سيما اؤلئك الموجودين في دول الخليج العربي. والمضحك المبكي كما يضيف المصدر، ان الفريق السياسي الذي يرفع سياسة "النأي بالنفس" شعارا لحماية لبنان اليوم (قوى 8 اذار) هو نفسه رفضها وشوّهها وضربها عرض الحائط بعدما كان وقع عليها من ضمن "اعلان بعبدا" الشهير في العام 2012 إبان عهد الرئيس ميشال سليمان، من خلال انغماس حزب الله في الحرب في سوريا ودعوته آنذاك الى "غلي اعلان بعبدا وشرب زومه". ويعتبر ان حلفاء الوزير باسيل، اي حزب الله، لو لم يحلّوا انفسهم من "النأي بالنفس" وينغمسوا في الوحول السورية لكان الموقف القاضي بالخروج عن الاجماع العربي اليوم مفهوما او مقبولا ولو بالحد الادنى، لكن سياسة "الصيف والشتاء تحت سقف واحد" لا يمكن ان تنطبق والحال هذه. ويتساءل عما اذا كان ما جرى في القاهرة سيشكل انعطافة للقوى السياسية كافة وتحديدا حزب الله للعودة الى كنف "اعلان بعبدا" مع بلوغ الازمة السورية مراحل متقدمة في اتجاه التسوية السياسية ستفترض حكما خروج الحزب من سوريا، ام انه سيدفع لبنان مجددا الى تحمّل وزر سياساته المتناسبة مع مصالح ايران وحدها، بعيدا من الاجماع العربي الشامل؟ ويتوقف المصدر امام ما يعتبره مفارقة لا يقبلها عقل تتمثل في ان الخارج، دولا ومنظمات اممية وقوى وهيئات دولية ترى في "اعلان بعبدا" الذي تحوّل الى وثيقة مدونة في السجلات الدولية باب خلاص للبنان ومخرجا لكثير من الازمات في حين يتخلى عنه بعض القوى السياسية في لبنان نفسه. حزب الله: وفي السياق، سألت "المركزية" وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش عن مقاربة الحزب لسياسة النأي بالنفس فدعا الى "الفصل بين سياسة النأي بالنفس عن قرارات جامعة الدول العربية ومسألة وجودنا في سوريا"، وقال "اين القضية الفلسطينية على طاولة ما يُسمى "جامعة الدول العربية؟ واين هي من موضوع الاعتداءات الاسرائيلية". اما وجودنا في سوريا فللتصدّي للجماعات التكفيرية ومنعها من استهداف امننا وبلدنا. هناك دول حرّضت ودعمت الارهاب في سوريا و"مكّنت" الجماعات التكفيرية من استهداف امننا وبلدنا، لذلك تصدّينا لهذا العدوان". وعن قرار لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، سأل فنيش "هل لكل دولة قرارها الخاص تتخذه بناءً على مصلحتها ام ان هناك دولة تريد "حكم" مجموعة دول بالترهيب والوعيد"؟ مشدداً على "حق كل دولة في اتّخاذ القرار الذي تراه مناسباً، ولبنان دولة لها قرارها الخاص بغض النظر عن رأينا بالموقف الذي اتّخذ في الاجتماع" .واعتبر ان "لا شيء اسمه "اجماع"، لان الاجماع يتكوّن من مجموعة آراء وليس مجرد قرار "تفرضه" دولة على مجموعة دول"، مشيراً الى ان "لبنان امتنع عن التصويت على قرار وزراء الخارجية العرب لان فيه "تجنٍيا" على فريق سياسي اساسي في البلد من خلال وصفه "حزب الله" بانه تنظيم ارهابي، ولا اعتقد ان احداً في لبنان يقبل بهذا"".وسأل فنيش "عن ماذا ننأى بأنفسنا؟ وهل النأي بالنفس بأن "ناكل قتلة" ونُتّهم وان يُعبث بسياستنا؟ قائلا: "ليس كل دولة لديها مشاكل داخلية مع شعبها وترفض الاصلاحات تّتهم الاخرين بالتدخل في شؤونها".

       

جنجنيان: القوات تقارب الملف الرئاسي من منطلق سياسي

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - أشار النائب شانت جنجنيان الى "أن القوات اللبنانية تقارب الملف الرئاسي من المنطلق السياسي"، موضحا "ان القوات إتجهت الى دعم ترشيح العماد ميشال عون كونه الأكثر تمثيلا في الشارع المسيحي وذلك بعد أن حصر الرئيس سعد الحريري الترشيحات ضمن فريق 8 اذار". وقال في حديث لاذاعة " صوت لبنان - 93,3" إن "إعلان ترشيح عون يبقى رهن بعض المعطيات السياسية". وإذ نفى أي تواصل بين القوات اللبنانية وحزب الله، توقع جنجنيان "أن يؤمن الحزب النصاب في جلسة انتخاب الرئيس لصالح مرشحه العماد عون خصوصا بعد أن برهن الحزب أنه لا يناور في مواقفه".

 

دريان استقبل فتحعلي: تعزيز وحدة المسلمين لمواجهة التحديات

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - شدد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على "تعزيز وحدة المسلمين لمواجهة التحديات الداهمة والأخطار المحيطة بالعالمين العربي والإسلامي"، وذلك خلال استقباله في دار الفتوى السفير الإيراني محمد فتحعلي الذي قال بعد اللقاء: "قمنا بزيارة سماحته، وكما تعرفون نحن في أجواء ميلاد الرسول الاكرم والاعياد المجيدة والمباركة، وهنأته بهذه الأعياد، وقد تحدثنا عن الأمور التي تهم العالم الإسلامي وما نشهده من الخطر الإرهابي التكفيري، والارهاب الصهيوني في منطقتنا يستهدف كل المنطقة برمتها، ونحن نعتقد أن دور العلماء في هذه الظروف مهم وحساس جدا، وعلينا أن نوحد صفوفنا ونبادر الى تضافر الجهود، ومن هنا نعتبر أن الوحدة بين الشعوب ودول المنطقة هي الطريق الوحيد لمكافحة هذه الأخطار التي تهدد منطقتنا، ومع الأسف الشديد لا تستثني من شرها أحدا".

لقاء الاعتدال المدني

كذلك استقبل مفتي الجمهورية رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب الذي أشار الى أن البحث تناول موضوع السجناء وقدم له مطالب أهالي السجناء، ونوه بقرار المفتي دريان تشكيل لجنة مهمتها رعاية اهالي السجناء والتواصل معهم.

زوار

والتقى أيضا وفدا من "جمعية إنماء قرى عكار" برئاسة منال المحمود التي قدمت له درع الجمعية تكريما له وعربون شكر وتقدير لعطاءاته في عكار. واستقبل دريان وفدا من منسقية حزب النجادة برئاسة المنسق العام للحزب عدنان حكيم، وتم البحث في الشؤون السياسية والمعيشية والاقتصادية والدينية.

وزاره وفد من منسقية "تيار المستقبل" في بعلبك في حضور مفتي بعلبك والهرمل الشيخ خالد الصلح، وأطلعوه على أوضاع منطقة عرسال والطفيل، ومعربون، والمناطق الحدودية، وأثر الازمة الاقتصادية والاجتماعية على أهالي المنطقة. واستقبل دريان على التوالي: وفدا من مجلس عمدة مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية برئاسة الدكتور وسيم وزان، وفدا من بلدية الفرزل في حضور مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، المهندس سعد الدين خالد رئيس مؤسسات المفتي الشهيد حسن خالد، وفدا من جمعية الانماء الاجتماعية قدم له درعا تكريميا.

 

سليمان استقبل عسيري والهراوي وطربيه

الخميس 14 كانون الثاني 2016

وطنية - استقبل الرئيس ميشال سليمان في دارته في اليرزة سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، وعرض معه للتطورات في المنطقة. وعرض سليمان للأوضاع المحلية مع الوزير السابق خليل الهراوي ورئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه.

 

سليمان خلال اجتماع لقاء الجمهورية: لعدم التهويل على المؤسسة العسكرية

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد الرئيس العماد ميشال سليمان خلال الاجتماع الدوري لـ"لقاء الجمهورية" ان "المواطن اللبناني في الداخل بات بأمس الحاجة إلى عودة المؤسسات للانتظام، وهذا ما لا يمكن ان يتحقق من دون انتخاب رئيس الجمهورية، فيما المواطن اللبناني في الانتشار يعيش اجواء القلق على المصير، خشية من تحميله ضريبة مواقف السياسيين التصعيدية"، داعيا "جميع القوى من جهة والدول من جهة أخرى، إلى تفهم قلق هؤلاء على مصير أرزاقهم". وثمن اللقاء في بيان على الاثر، "عودة الحكومة لمحاولة تسيير الشؤون الملحة التي تعني اللبنانيين جميعا، أيا كان توجههم السياسي وأيا كانت نظرتهم، لأن الملفات العالقة في الادراج لم تعد تحتمل المزاجية في التعاطي معها"، داعيا إلى "ضرورة التعاطي مع قضية مطار بيروت بمنتهى الجدية إضافة إلى ضرورة حماية النظام المصرفي كونهما يشكلان صمام أمان الاقتصاد اللبناني". وشدد على "ضرورة ترك قيادة المؤسسة العسكرية تقوم بعملها وواجباتها تحت إشراف وزير الدفاع الوطني، بعيدا من أي ضغط أو تهويل". واعتبر ان "موقف لبنان الرسمي كان أكثر مناعة وتفهما لو استطاع لبنان تحييد نفسه بالكامل عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية، بما يحفظ خصوصيته ولا يتعارض مع الاجماع العربي". كما عرض "لقاء الجمهورية" نتائج زيارة سليمان إلى المملكة العربية السعودية.

 

السيد ردا على جعجع: آخر من يحق له التعليق على إطلاق سماحة

الخميس 14 كانون الثاني /2016 /وطنية - رد المدير العام السابق للامن العام اللواء الركن جميل السيد على تغريدة رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر" بأن "إطلاق سراح ميشال سماحة مرفوض بكل المقاييس"، وقال: "إن جعجع هو آخر من يحق له التعليق على الحكم القضائي للمحكمة العسكرية كون سماحة كان مشروع جريمة لم تكتمل، بينما جعجع كان مجرما كامل المقاييس وجرى الإفراج عنه بقانون عفو سياسي". واعتبر السيد أن "إتهام ما يسمى بوزير العدل أشرف ريفي لضباط وقضاة محكمة التمييز العسكرية بالتآمر في الإفراج عن ميشال سماحة، لا ينطبق مطلقا على هذا الحكم القضائي، بل اكثر ما ينطبق على ريفي نفسه الذي تآمر مع وسام الحسن والقاضي السابق سعيد ميرزا وغيرهم من الضباط والقضاة، على التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري واستقدموا شهود الزور للتغطية على المجرمين الحقيقيين وإلصاق التهمة زورا بسوريا والضباط الأربعة". وعقب على "تهديد ريفي لقضاة وضباط المحكمة العسكرية من انه سيقوم بواجبه الوطني حيالهم"، بالقول: "على ريفي ان يقوم بواجبه الوطني بتسليم نفسه الى المحكمة العسكرية بناء لإفادات العديد من الموقوفين الإسلاميين الذين جاهروا بأن ريفي وغيره كانوا وراء زجهم بمعارك طرابلس وجبل محسن قبل التضحية بهم وزجهم في السجون مقابل توزير ريفي وغيره في الحكومة الجديدة".

 

مطران فرنسا للموارنة مارون ناصر الجميل  يترأس غدا في فرنسا لقاء صلاة مسكونية تضامنا مع مسيحيي الشرق

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية ـ باريس ـ يترأس مطران فرنسا للموارنة والزائر الرسولي على أوروبا الغربية مارون ناصر الجميل مساء غد في كاتدرائية سيدة لبنان في باريس، لقاء صلاة مسكونية تحت عنوان:"مسيحيو فرنسا متضامنون مع مسيحيي الشرق"، تضامنا مع مسيحيي الشرق، بمناسبة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. يشارك في هذه الصلاة، رئيس أساقفة باريس للكاثوليك اللاتين الكاردينال أندريه فان تروا، ومتروبوليت الأرثوذكس اليونانيين ورئيس مجمع المطارنة الأرثوذكس في فرنسا إيمانويل آداماكيس، ورئيس الفيديرالية البروتستانتية في فرنسا الباستور فرانسوا كلافيرولي، وعدد من رؤساء وممثلي الكنائس المشرقية وجمهور من الكهنة والمؤمنين. وسيشارك في احياء هذا اللقاء جوقات الكنائس بلغات متعددة. وتعاونت برامج مسيحية أربعة في القناة الفرنسية الثانية، لتصوير هذا الحدث وإعادة بثه صباح الاحد في 24 كانون الثاني الحالي.

 

تدهور في صحة عقيلة الشيخ محمد يعقوب واستدعاء طبيب الى مسجد الصفا

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"، عادل حاموش، أن عقيلة الشيخ محمد يعقوب، في وضع صحي حرج، لبدئها منذ ثلاثة أيام اضرابا عن الطعام، بعد إعتصامها لمدة أسبوعين في داخل مسجد الصفا - العاملية في رأس النبع، تيمنا بالامام السيد موسى الصدر تحت شعار "حسبي الله ونعم الوكيل"، احتجاجا على استمرار توقيف نجلها البكر النائب السابق حسن يعقوب. وقد استدعت العائلة طبيبا الى المسجد. وقد حضرعديد من النسوة الى المسجد، استنكارا للحال التي وصلت اليه عقيلة الشيخ محمد يعقوب.

 

مناصرو حسن يعقوب نظموا مسيرة في سن الفيل احتجاجا على استمرار توقيفه

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - نظم مناصرو ومؤيدو النائب السابق حسن يعقوب مسيرة احتجاجية على استمرار توقيفه. وقد انطلقت المسيرة التي شارك فيها المئات من منطقة سن الفيل، وصولا الى منطقة النبعة، حاملين صور الامام المغيب السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والاستاذ عباس بدر الدين والنائب السابق حسن يعقوب. وردد المشاركون هتافات، ذكرت بوقفة الامام الصدر والشيخ محمد يعقوب في منطقة النبعة اثناء الحرب اللبنانية، منعا للفتنة والحفاظ على التعايش الاسلامي المسيحي، حاملين لافتات طالبت المرجعيات الوطنية والشيعية ب"ان تحذو حذو المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وارتفعت صرخات "كلنا حسن يعقوب" و"هيهات منا الذلة" " و"حسن يعقوب موقوف تعسفيا". وقد تقدم المسيرة شقيق النائب يعقوب الدكتور علي وممثل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ زيد فرحات ورئيس تجمع الاحزاب الوطنية اللبنانية الدكتور بسام الهاشم وممثل التيار الوطني الحر في سن الفيل ولفيف من المشايخ والمخاتير والفاعليات، حيث أكد علي يعقوب "أن الوالدة بعد إعتصامها أسبوعين بدأت إضرابا عن الطعام، منذ يومين معتقدة أن البعض قد يكون لهم صحوة ضمير، لكن على ما يبدو أننا في نهاية الزمان". وألقى كلمة الشيخ شئيم القويق، كلمة بإسم محبي الامام الصدر عبر مكبر الصوت، سأل فيها:"أين أبناء الامام الذين شهدوا خطاب القسم؟ وقال أنا الآن أخجل أنني شيعي لبناني والامام الصدر مغيب منذ أكثر من 37 عاما، وكفى القول وبسخرية علينا بأن الامام ورفيقيه مغيبون، بل هم شهداء عند ربهم أحياء يرزقون، فلماذا تخجلون؟ إستعيضوا بالمهرجانات وأقيموا مجالس العزاء، فإن كان مؤسس المقاومة، يستحق الفاتحة منكم فنحن بريئون منكم ومن الطائفة الشيعية. ونسأل من أقوى القذافي أو إسرائيل، فمن إنتصر على إسرائيل ألا يستطيع الانتصار على القذافي وحل هذه القضية وإخراج يعقوب من معتقله؟

 

مجلس الروم الكاثوليك : نحذر من الإستمرار في نهج تهميش الطائفة

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد المجلس الأبرشي العام لأبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك إجتماعا في مطرانية بيروت، ترأسه المتروبوليت كيرلس بسترس وحضره النائب الاسقفي العام الأرشمندريت انطوان نصر وأمين سر المجلس هادي راشد والأعضاء، واصدر بيانا أذاعه عضو مجلس أبرشية بيروت دافيد عيسى وقال:"طالما ان النظام اللبناني هو نظام طائفي بامتياز وتحكمه الأعراف والتقاليد والتوازنات والخصوصيات، فإننا مدعوون الى المناداة والمطالبة بحقوقنا المهدورة والضائعة حتى تحصيلها واستعادة ما يحق لطائفتنا وما تستحقه من مكانة وحضور".

أضاف :"مع الأسف، نرى تراجعا وانحسارا في طائفة الروم الكاثوليك في مؤسسات الحكم والدولة. فقد حرمت من مواقع ومراكز اساسية كانت لها وشغلتها على امتداد عقود، مثل رئاسة الجامعة اللبنانية والأمانة العامة لوزارة الخارجية وغيرها الكثير. وفي مرحلة ما بعد الطائف اسندت اليها بعض المراكز والمواقع كتعويض عما خسرته لكن، وبكل أسف، جرى إفراغ المراكز التي أسندت الى الطائفة من مضمونها وصلاحيتها وتحديدا المجلس الإقتصادي والإجتماعي ومديرية امن الدولة التي يجري وبطريقة منهجية متعمدة تهميشها وإضعافها وعدم تزويدها بإمكانات وصلاحيات وسلطات تتناسب مع دورها ومسؤولياتها، ولا تعامل بمثل ما تعامل به سائر الأجهزة والمديريات الأمنية، وانما يجري التعامل معها وكأنها جهاز امني من الدرجة الثانية يكاد ان تكون مهامه محصورة بحماية الشخصيات والمقررات الحكومية". وتابع:"من هنا، يحذر المجلس من الإستمرار بهذا النهج وهذا الواقع المشين وبات لزاما على رجالات الطائفة وممثليها التحرك لتغيير هذا الواقع وتكريس واقع جديد يعطى فيه الكاثوليك ما يحق لهم، وما يستحقونه من مواقع في الدولة. فلم يعد السكوت على هذا الوضع جائزا، ولم يعد الرضوخ لواقع التهميش والغبن مقبولا". وختم :"لن يموت حق وراءه مطالب، ولن تضيع مكانة طائفة اساسية وعريقة في غياهب النظام الطائفي وفي لعبة التقاسم والمحاصصة. لقد آن الأوان لإسترداد الحقوق الضائعة، وإثبات الوجود والدور الفاعل والمؤثر لطائفتنا في التركيبة اللبنانية والنظام اللبناني".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

استهجان عربي ـ إقليمي للتدخل الإيراني في 5 دول

الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/16

أثارت التصريحات التي أدلى بها قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، حول تدريب الحرس نحو مائتي ألف مقاتل في سوريا والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان، ردود فعل استنكارية عربية وإقليمية. ورأى راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن ما أدلى به جعفري يعد «عدوانًا مباشرًا على اليمن وانتهاك سيادته». وأكد عزم الحكومة اليمنية دعوة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى «التدخل لوقف هذا العدوان الغاشم». بدوره، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد خوجة، لـ«الشرق الأوسط»، إن تصريحات جعفري «تظهر أن إيران لم تعد تتحفظ في الكلام عن دورها السلبي في المنطقة»، مضيفًا أن الميليشيات الإيرانية في سوريا وحدها بلغت نحو خمسين ألف مقاتل، من دون احتساب قوات حزب الله اللبناني. وشدد على ضرورة أن يجري التصدي للتدخل الإيراني «بحزم وبقوة من قبل الدول العربية}. وفي باكستان، قالت مصادر قبلية إن منطقة بارا تشنار الحدودية مع أفغانستان باتت تشكل قاعدة إمداد بالمقاتلين الشيعة من باكستان فيما يسمى لواء «زينبيون» الذي يقاتل إلى جانب النظام في سوريا. كما أكد وزير الحدود الأفغاني أن عشرين شابًا أفغانيًا يُقتلون أسبوعيًا على الحدود مع إيران لدى محاولاتهم الخروج من أفغانستان للبحث عن ملجأ في الدول الأوروبية، ورغبة الحرس الثوري في تجنيد هؤلاء الشبان للقتال في سوريا تحت اسم لواء «فاطميون». وقالت مصادر باكستانية وأفغانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات الإيرانية تدفع ما يُقدر بمائة وعشرين ألف روبية باكستانية (ألف ومائتي دولار) شهريًا لكل مقاتل شيعي باكستاني أو أفغاني، وهو ما يشجع عددًا منهم على الانضمام إلى لوائي «فاطميون» و«زينبيون». في سياق متصل، حسمت حركة حماس موقفها نهائيًا بشأن العرض الإيراني الأخير للحركة الذي تضمن تطبيع العلاقات، ودعمًا ماليًا مقابل دعم الحركة الموقف الإيراني في مواجهة السعودية، وقررت رفضه عبر طريقة عدم إبداء الرأي. وبدورها، أعلنت جزر القمر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران «لعدم احترامها اتفاقيات فيينا المنظمة للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية»، في إشارة إلى الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. وبذلك، باتت جزر القمر سادس دولة تقطع علاقاتها مع طهران في غضون أيام معدودة، بعد السعودية والبحرين والسودان وجيبوتي والصومال

 

كيري أكد للجبير دعم الرياض وتفهم مخاوفها وواشنطن تدعو طهران إلى وقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية

15/01/16/لندن – أ ش أ، واس: أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن واشنطن تقف إلى جانب المملكة العربية السعودية في نزاعها مع إيران، مشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة التوصل لحل ديبلوماسي للأزمة بين البلدين. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير عقب محادثاتهما في لندن، مساء أمس، التي جرى خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي بما فيها الأزمة السورية. ووصف كيري المحادثات بـ»البناءة»، موضحاً أنه تم الاتفاق على أن التعاون أساسي لتحقيق تقدم على صعيد قضايا الأزمة السورية ومكافحة «داعش» والتعامل مع إيران. وفي إشارة إلى التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، أكد كيري أن على دول المنطقة ألا تتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية، قائلاً إن الولايات المتحدة تتفهم «التحديات التي تشعر بها المملكة ودول أخرى في المنطقة إزاء التدخل في شؤونهم الداخلية»، وان «واشنطن تقف إلى جانب أصدقائها، لكننا نريد أيضا أن نرى عمل الديبلوماسية. نريد أن نحاول أن نرى ما إذا كان هناك وسيلة، للتقدم الى الأمام، لحل بعض هذه المشاكل من دون التحرك الى صراع أكبر». وأضاف «إن آخر شيء تحتاجه المنطقة هو المزيد من الصراع، وأنا أعلم أن المملكة العربية السعودية تتفق مع ذلك». من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة «قوية»، مشدداً على أهمية التعاون السعودي – الأميركي. وأشار إلى جملة التحديات التي تواجهها المنطقة في اليمن وسورية والإرهاب والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة، مشدداً على أهمية العمل بشكل وثيق مع شركاء المملكة العربية السعودية وخاصة الولايات المتحدة لمواجهة هذه التحديات وأهمية تعميق العلاقات مع الجانب الأميركي بما يخدم المصالح المشتركة. وإذ قارن عدم الاستقرار الإقليمي الحالي بغزو صدام حسين الغاشم للكويت في العام 1990، أشار الجبير إلى أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ستتعاملان مع التحديات بطريقة تحافظ على مصالح البلدين، لافتاً إلى دعمه جهود كيري للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين النظام السوري والمعارضة. وحرص على التأكيد أن الأزمة مع إيران لن تؤثر على محادثات السلام بشأن سورية، قائلاً إن «علاقتنا مع إيران منفصلة عن العلاقة التي تربطنا بالجميع في ما يتعلق بمجموعة التعاون السورية». كما دان التفجيرات الإرهابية التي وقعت بالعاصمة الإندونيسية والتفجيرات التي حدثت في باكستان، مؤكداً أهمية تقوية العمل بفعالية من أجل مواجهة هذه الأعمال الإرهابية. إلى ذلك، اجتمع وزير الخارجية السعودي في لندن مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توباياس إلوود، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية المهمة للبلدين.

 

سلسلسة اعتداءات هزت العاصمة الأندونيسية ..إرهاب «داعش» يصل جاكرتا: 7 قتلى بينهم 5 مهاجمين

15/01/16/جاكرتا – ا ف ب، رويترز: قتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم خمسة مهاجمين، أمس، في سلسلة اعتداءات أثارت الفوضى في جاكرتا، وتبناها تنظيم «داعش» الإرهابي، في أول هجوم يشنه على اندونيسيا، الدولة التي يعيش فيها أكبر عدد من المسلمين في العالم. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية انتون شارليان «هناك شكوك قوية بأنها مجموعة مرتبطة بتنظيم داعش في اندونيسيا، وبحسب ما شهدناه اليوم (أمس)، تتبع هذه المجموعات نموذج اعتداءات باريس»، مضيفاً «تلقينا من قبل تهديداً من التنظيم بأن اندونيسيا ستكون في بؤرة الاهتمام». بدوره، قال قائد شرطة جاكرتا تيتو كارنافيان ان التنظيم «قطعاً» هو المسؤول عن الهجمات، كاشفاً أن مقاتلاً يدعى بحرون نعيم يعتقد أنه في سورية «كان يخطط لهذا منذ فترة. انه المسؤول عن الهجوم». وبالفعل، تبنى «داعش» هجمات جاكرتا، عبر وكالة «أعماق» للأنباء التابعة له، التي ذكرت أن مقاتلين من التنظيم نفذوا «هجوماً مُسلحاً استهدف رعايا أجانب والقوات الامنية المكلفة بحمايتهم في العاصمة الاندونيسية جاكرتا». وفي بداية الهجمات، فجر انتحاريان حزاميهما الناسفين في حي بوسط العاصمة يضم مكاتب لوكالات تابعة للأمم المتحدة وسفارات، ثم اشتبك خمسة مسلحين آخرين على الأقل مع الشرطة قبل أن يُقتلوا جميعاً. ولم تعرف بعد هوية المهاجمين الذين استهدفوا خصوصاً مقهى تابع لسلسلة «ستاربكس» الاميركية، الا ان الرئيس جوكو ويدودو قال ان الهجمات «اعمال ارهابية».

واعلن وزير الامن الاندونيسي لوهوت بانجايتان «مقتل خمسة ارهابيين»، مضيفاً ان مدنيين هما هولندي واندونيسي قتلا أيضاً. وبعد أن حذرت الشرطة طيلة ساعات من خطر وجود مهاجمين مختبئين، عادت وأعلنت بعد الظهر انهم باتوا غير قادرين على التحرك. وأكد المتحدث باسم شرطة العاصمة محمد اقبال أن «الوضع بات تحت السيطرة»، مشيراً إلى أن خمسة شرطيين وخمسة مدنيين بينهم اجنبي أصيبوا بجروح كذلك في الاعتداء. وأفاد العديد من الشهود ان الانفجارات الاولى دوت صباح أمس، وأشار بعضهم الى سماع ستة انفجارات على الاقل بالقرب من مركز «سارينا» التجاري. وروى رولي كوتستامان (32 عاما) انه كان في اجتماع عندما سمع «انفجاراً عنيفا وكأنه زلزال… ونزلنا جميعنا الى الاسفل»، مضيفاً «رأينا ان مقهى «ستاربكس» المجاور قد تضرر». واعلنت السلسلة الاميركية في بيان من مقرها في سياتل في الولايات المتحدة إغلاق كل مقاهيها في جاكرتا «حتى إشعار آخر» كإجراء احتياطي. وتابع الشاهد «اقترب الجميع، وعندها وصل إرهابي وبدأ إطلاق النار علينا وعلى المقهى»، مشيراً إلى أن المسلح فتح النار أيضاً على صحافي. وأظهرت صور التقطت للمكان جثتين مضرجتين بالدماء لمدنيين على الارجح في شارع قريب من مركز مراقبة للشرطة دمر بالكامل. وأشارت الشرطة إلى انفجار عبوات ناسفة في المركز، موضحة أنه لم يستهدف «بهجوم انتحاري بل تم، بحسب شهود، إلقاء عبوة أو قنبلة يدوية عليه». وكانت الشرطة الاندونيسية في حالة تأهب قصوى خلال فترة الاعياد في نهاية العام الماضي، بعد أن أحبطت هجوماً انتحارياً في جاكرتا بمناسبة رأس السنة خطط له متطرفون بعضهم مرتبط بتنظيم «داعش»، بحسب السلطات.

وفي ديسمبر الماضي، أوقفت الشرطة خمسة اشخاص يشتبه بانتمائهم الى شبكة قريبة من التنظيم المتطرف واربعة اخرين على اتصال مع «الجماعة الاسلامية» المسؤولة عن تنفيذ هجمات على نطاق واسع في اندونيسيا، كما ضبطت مواد يمكن استخدامها لتصنيع متفجرات. من جهته، قال المحلل لدى معهد «س.راجاراتنام» للدرسات الدولية في سنغافورة كومار راماكريشنا «نعلم ان داعش يريد اعلان ولاية تابعة له في المنطقة». وأشارت مجموعة «صوفان» المتخصصة في الاستخبارات الى ان عدداً كبيراً من الاندونيسيين المقدر عددهم بين 500 و700 شخص توجهوا للقتال الى جانب متطرفين في الشرق الاوسط، عادوا الى بلادهم.

 

العاهل الأردني: ندعم السعودية ونرفض التدخلات الإيرانية/لقاء خاطف جمعه مع أوباما في واشنطن

 و15/01/16/واشنطن – وكالات: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني دعم بلاده الكامل للسعودية، واستمرار التنسيق معها، رافضاً تدخلات إيران في اليمن وإفريقيا والعراق وسورية ولبنان وأفغانستان. وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي عاد إلى عمّان فجر أمس، بعد زيارة لواشنطن، في تصريحات لشبكة «سي أن أن» الأميركية، رداً على سؤال عن عدم قطع الأردن لعلاقاته الديبلوماسية مع إيران بعد إحراق ونهب السفارة السعودية في طهران، إن بلاده اتخذت موقفاً حازماً تجاه ما فعله الإيرانيون، مؤكداً دعم بلاده الكامل للسعودية. وأضاف «إننا ندعم إخواننا السعوديين بالكامل، واتخذنا الموقف الذي ارتأيناه، فاستدعينا السفير الإيراني للتعبير عن عدم رضانا حيال ما قامت به إيران، وذلك بالتنسيق مع أشقائنا في السعودية، وعلاقتنا بالأخوة هناك قوية بشكل كبير، وكذلك هي علاقتي بخادم الحرمين وولي عهده وولي ولي العهد، والموقف الذي اتخذناه في الأردن جاء بالتنسيق بين البلدين». وأشار إلى إن رفع العقوبات عن إيران والإفراج عن نحو 100 مليار دولار بعد اتفاقها النووي مع الدول الكبرى يشكل «مصدر قلق للعديد منا في المنطقة وخارجها، وعليه لابد من الربط بين الاتفاقية النووية وأداء إيران في ما يتعلق بالملفات الأخرى». وبشأن محاربة الإرهاب في إطار التحالف الدولي ضد «داعش» قال الملك عبدالله الثاني «لقد ضربنا عدداً هائلاً من الأهداف الأرضية، وأردنا دائماً أن نضرب المزيد وهناك بعض الجنرالات الجدد في وزارة الدفاع الأميركية يريدون تصعيد المعركة ضد عصابة داعش، وأعتقد أنك سترى تصعيداً في وتيرة الحرب». وقال «من وجهة نظر الأردن إننا نريد أن نرى المزيد، وهذا هو أحد أسباب زيارتنا الحالية إلى واشنطن، يتعلق الأمر بمسالة التنسيق». وبشأن سورية، قال الملك عبدالله الثاني «لأننا شركاء في محادثات فيينا، إرتأينا من الحكمة أن يكون لدينا موقف مرن أثناء المحادثات في هذه المرحلة، من الواضح أن هناك ارتفاعاً في منسوب التوتر بين السعوديين والإيرانيين، وسيتجلى ذلك خلال محادثات فيينا، لكن الأهم من ذلك، في اعتقادي، أن أشقاءنا السعوديين ينظرون من الزاوية الأخلاقية للموضوع، حيث إنهم لا يريدون للتوتر أن يتصاعد نحو صراع شيعي – سني في المنطقة، لذا أعتقد أن الجميع يسعى لتهدئة الموقف والتركيز على الأمور ذات الأولوية، خصوصاً محادثات فيينا». وأضاف إن هناك تنسيقاً أردنياً – روسياً لتحقيق وقف لإطلاق النار في المناطق المحاذية للحدود الأردنية الشمالية. وكان العاهل الأردني التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما لفترة قصيرة ليل أول من أمس، في قاعدة عسكرية قريبة من واشنطن، حيث جرت محادثات مقتضبة بينهما في مطار قاعدة أندروز العسكرية الجوية بضاحية واشنطن.

 

ايران اعلنت سحب قلب مفاعل اراك النووي

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - قالت ايران ، اليوم، انها قامت ب"خطوة مهمة" تمثلت في سحب قلب المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل من موقع اراك النووي، تمهيدا لتطبيق الاتفاق النووي بين طهران والقوى العظمى عما قريب. واعلن المتحدث باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي في تصريح للتلفزيون الرسمي: "انهينا القسم الاساسي - قلب المفاعل أمس، وملئت الفتحات بالاسمنت". وهذه المرحلة التي تعني ان ايران لم تعد قادرة على ان تنتج في اراك كمية البلوتونيوم المخصب التي تتيح من حيث المبدأ انتاح سلاح ذري، مقررة في الاتفاق المعقود في تموز بين طهران ومجموعة "5+1" (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا). لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستقوم بالتحقق من هذه الخطوة وإعداد تقرير عن تطابق هذه العملية مع بنود الاتفاق قبل دخوله في تموز حيز التطبيق.

 

مصر مددت لسنة مهمة قوتها المشاركة في التحالف العربي في اليمن

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - مددت مصر، اليوم، لسنة مهمة قوتها المشاركة في التحالف العسكري العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن. وقالت الرئاسة المصرية في بيان: "وافق مجلس الدفاع الوطني على تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية في مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، لمدة سنة إضافية أو الى حين انتهاء مهمتها القتالية". وتشارك مصر بقوات جوية وبحرية في الحملة التي تقودها السعودية منذ 26 آذار. واعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان مصر "حريصة على ضمان امن الملاحة في البحر الاحمر ومضيق باب المندب".

 

العثور على 7 جثث جديدة لمهاجرين على شواطئ تركيا قبالة اليونان

الخميس 14 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلنت وكالة "الاناضول" التركية للانباء، اليوم، العثور مساء أمس على جثث سبعة مهاجرين على شواطئ تقع غرب تركيا قبالة الجزر اليونانية. واوضحت الوكالة ان "الدرك التركي فتح تحقيقا بعد العثور على الجثث على شواطئ تقع في محافظة ازمير، وقد توفوا على الارجح نتيجة غرق الزوارق التي كانت تقلهم الى اليونان". والمعروف ان تركيا باتت المعبر الاساسي لعبور المهاجرين السوريين خصوصا الى اوروبا سعيا الى الهجرة. وتفيد منظمة الهجرة الدولية ان "اكثر من مليون مهاجر دخلوا الاتحاد الاوروبي عام 2015 بينهم 850 الفا عبر اليونان. وقتل منهم اكثر من 800 او اعتبروا مفقودين العام الماضي".

 

"نيـويورك تايمـز": حـل أزمـة البحــارة يشير الى علاقات أكثر دفئا بين أميركا وايران

المركزية- رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية أن "حل أزمة البحارة الأميركيين وتسريع إيران الافراج عنهم، بمثابة علامة على علاقات أكثر دفئا بين البلدين". وعلقت الصحيفة الأميركية في تقرير، على حل الأزمة الخاصة باحتجاز إيران لزورقين على متنهما 10 بحارة أميركيين أوقفتهم السلطات الإيرانية في مياه الخليج بعد اقترابهم من قاعدة بحرية عسكرية كبرى، حيث تم الإفراج عنهم بعد ساعات، معتبرةً أن "سرعة الإفراج عن البحارة حظيت بإشادة من الإدارة الأميركية باعتباره يصب في مصلحة العلاقات الدبلوماسية الجديدة مع إيران والتي بدأت مع الإتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الست في آب الفائت".

ورجحت الصحيفة أن "يبدأ العمل بالإتفاق النووي الأسبوع المقبل، حيث يتم رفع العقوبات المالية والخاصة بتصدير النفط الإيراني، المفروضة منذ العقد الماضي، والسماح لطهران بالوصول إلى أرصدتها المجمدة في المصارف الأجنبية، البالغة 100 مليار دولار". وأشارت إلى أن "وزير الخارجية الاميركي جون كيري أجرى ما لا يقل عن 5 مكالمات هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لإطلاق سراح البحارة الأميركيين"، لافتةً الى أن "من غير الواضح مدى تأثير وزير الخارجية الإيراني على الأحداث"، موضحةً أن "قوات الحرس الثوري تخوض صراعا مفتوحا على النفوذ في مواجهة الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، ومن غير الواضح من قرر السماح بإطلاق سراح البحارة".

 

غارديان": رفع العقوبات عن ايران نهاية الاسبوع

المركزية- توقعت صحيفة "غارديان" البريطانية رفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إيران رسميا في عطلة نهاية الاسبوع، مشيرة إلى أن رفع العقوبات، الذي سيشمل انهاء الحصار الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط الإيراني، ستكون له تداعياته الدولية وبشكل خاص على أسواق النفط العالمية، حيث من المتوقع أن تضيف طهران مباشرة نحو نصف مليون برميل يوميا إلى صادراتها من النفط الخام.

 

 فابيـوس يتـرك منصبــه مطلـع شـباط وأسماء عدة متداولة لخلافته في "الكي دورسيه"

المركزية- طبقا لما كانت أوردته "المركزية" منذ مدة، أفادت تقارير اعلامية فرنسية أن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس سيترك منصبه مطلع شباط المقبل، وان أسماء عدة متداولة لخلافته في "الكي دورسيه". وتردّد نقلا عن مصادر في "الكي دورسيه" ان فابيوس سيترك منصبه لينضم الى المجلس الدستوري، وأن ميشال سابان وسيغولين رويال هما من المرشحين المحتملين لخلافته. وكانت اذاعة "ار تي أل" الفرنسية نسبت الى مصادر برلمانية أن فابيوس سيترك الحكومة ليعين رئيسا للمجلس الدستوري، وأعلنت ان اسماء عدة مطروحة لخلافة فابيوس، بينها وزيرة العدل السابقة اليزابيت غيغو ووزيرة البيئة سيغولين رويال ووزيرة الصحة مايسول تورين. ويفترض تعيين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في شباط المقبل ثلاثة حكماء من مجلسي الشيوخ والجمعية الوطنية ليحلوا محل جان- لوي دبريه ورونو دونوا دو سان مارك وغي كانيفيه الذين تنتهي ولايتهم المستمرة منذ تسع سنوات".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال سماحة «مجرم».. مع إخلاء سبيل 

علي الحسيني/المستقبل/15 كانون الثاني/16

«سوف اتابع عملي السياسي بشكل طبيعي وإخلاء سبيلي حقي القانوني». لم تصدر هذه الجملة عن سجين سياسي تم الإفراج عنه بعد انقضاء فترة محكوميته، ولا عن رجل ينتمي الى مؤسسات الدولة اختلس اموالا عائدة لها قبل أن تظهر براءته. بل صدرت عن رجل مخابراتي امني، ضُبط بالصوت والصورة وهو يوزّع مهام الاغتيال والتفجير في اكثر من منطقة وتحديدا بهدف ايقاع فتنة مذهبية خصوصاً وأن النيّة كانت معقودة على استهداف رجال دين وسياسيين ينتمون إلى جهة سياسية واحدة ومذهب ديني محدد. أمس قررت محكمة التمييز العسكرية اطلاق سراح المجرم ميشال سماحة الرجل الثاني في هرمية عصابة يقودها اللواء في تركيبة النظام السوري الأمنية المجرمة علي المملوك، حيث كان يقل بنفسه المتفجرات في صندوق سيارته من سوريا الى لبنان قبل ان تُلقي شعبة «المعلومات» القبض عليه في العام 2012 حيث قضى في السجن فترة محكومية لم تتجاوز الثلاث سنوات وستة اشهر علماً أن الجرم بحد ذاته الذي ارتكبه هذا الإرهابي لصالح نظام لا يكن سوى العداء والقتل للبنان وممارسة الإرهاب بحق أبنائه، يجب ألا تقل عن عشر سنوات.

لم تذهب الفترة التي أمضاها سماحة في سجنه هدراً او سُدى من دون أن يتعلّم خلالها أصول توجيه الإتهامات العشوائية والتفنّن في لغة التخوين واستبدال إتهام الآخرين بالعمالة لإسرائيل بـ«الداعشية» موضة الحلف «الممانع» الجديدة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، هل خرج سماحة من سجنه من دون العودة اليه، أم ان مصيره سيبقى معلقا الى حين ان تُعلن محكمة التمييز العسكرية قرارها النهائي وهو إما بالموافقة على إخلاء السبيل بشكل كامل، وإما بمضاعفة الحكم؟. المحامي فؤاد شبقلو يُشير في هذا الصدد إلى أنه «وخلافاً للهيجان الحاصل بين اللبنانيين على خلفيّة إخلاء السبيل، فإن قاضي التمييز قد طبق القانون خلافا، وذلك لسبب قانوني أن مدة المحكومية استنفدت بالتوقيت وبمدته، لأن سنة الحكم هي تسعة أشهر وليست اثني عشر شهرا، ولذلك فأن مدة الحكم البدائي انقضت»، لافتاً إلى أنه «كان على المحكمة إما ان تخلي سبيله بحكم القانون، أو إنتظار تعيين جلسة لمحكمة التمييز ذات طبيعة مستعجلة لمحاكمته ونقض الحكم أو التطبيق، وعلى هذا الاساس يُمكن إعادة ادخاله الى السجن اذا كان حكم التمييز أشد من حكم البداية».

ولفت إلى أن «حكم التمييز ما زال مفتوحا وعلى المحكمة العسكرية أن تُسرّع في المحاكمة وأن تُعيّن جلسة للمرافعة وتبادل اختتام المحاكمة التمييزية إذا طالت مدتها وترك الدعوة للحكم»، مؤكداً أن «مفوض الحكومة ميّز الحكم والدعوى اليوم هي أمام محكمة التمييز، ولا نستطيع إلا أن نسلك الدرب القانوني، وهذا الطريق هو إنتظار انعقاد محكمة التمييز بالسرعة التي تأخذها جلسات المحكمة العسكرية. إذا نحن بإنتظار انعقاد محكمة التمييز بأقصى سرعة لإنهاء المحاكمة التمييزية وأخذها للحكم». وعمّا إذا كان الحكم الصادر بحق سماحة كافياً للجرم الذي ارتكبه، شدد شبقلو على أن «الحكم البدائي الذي صدر عن المحكمة العسكرية كان مخففا وقد تساهل القضاء كثيرا في ما خص مدة العقوبة، فجريمة من هذا النوع كان يُفترض أن لا تقل محكوميتها عن عشرة أعوام»، مضيفاً: «ولكن أمام فترة الحكم أو التوقيف، استنفد الحكم البدائي مدته فلم يعد يستطيع القاضي إبقاءه قيد التوقيف لا من خلال مذكرة توقيف ولا في حكم العقوبة، ولذلك كان اخلاء السبيل وفق القانون». وعلى الرغم من توقعه تسريع البت تمييزاً في هذه الدعوة، إلا أنه أنكر معرفته مصير الحكم الذي سوف يصدر في هذا المجال، فبرأيه «أن المطلعين على الملف هم أدرى إذا كان يستأهل عقوبة مشددة اكثر ام تصديق الحكم»، مؤكداً أن «محكمة التمييز لا علاقة لها بحكم البداية وهي لم تدلِ برأيها في الدعوى ولذلك فلنثق بكل القضاء وفي الوقت المناسب نطلق مواقف التصويب والتصحيح واستدراك الحكم المجحف».

في إختلاف الأحكام الصادرة بين محكمة الجنايات الجزائية وتلك التي تصدر عن المحكمة العسكرية الدائمة، يقول المحامي ماجد فيّاض « عندما تطلب النيابة العامة النقض في قضايا الجنايات، فإن المحكوم عليه يبقى موقوفا بحكم هذا النقض إلى أن تُقرّر محكمة التمييز تخلية سبيله. أما امام المحكمة العسكرية، فانه عند إنتهاء فترة المحكوم بها الشخص المعني، إذا كانت النيابة العامة العسكرية قد قدمت طلب نقد بحقه على اساس الادانة، فإن المحكمة تكون ملزمة بتخلية فترة محكوميته مع إنتهاء الفترة المقررة إلّا اذا أصدرت محكمة التمييز العسكرية قرارا بإبقائه موقوفا». وفي حين رفض بعض رجال القانون التعليق على مسألة إستحقاق سماحة الفترة التي حُكم عليه بها من عدم استحقاقه خصوصاً لناحية نوعية الجرم الذي ارتكبه، يشرح فيّاض الآتي: «الجرم الذي كان مسنداً اليه كان جرما يتألف من عدة جرائم بعضها تصل عقوبته الى حد الإعدام، وإعادة المحاكمة اليوم أمام محكمة التمييز العسكرية على الرغم من تخلية السبيل عملاً بالمادة 75 من قانون القضاء العسكري، يجعل بإمكان محكمة التمييز العسكرية أن ترفع العقوبة التي حكم بها أمام المحكمة العسكرية الدائمة من جديد إلى ما هو أقصى مما حُكم به»، مشيراً إلى أنه «يمكن إستبقاء العقوبة على ما هي عليه ولكن يتوجب انتظار الحكم النهائي عند صدوره مُبرماً عن محكمة التمييز العسكرية». لا صك براءة لسماحة حتّى ولو تم الركون في نهاية المطاف إلى الحكم المُخفّف الذي أصدرته المحكمة العسكرية. يقول فيّاض «هو مُخلّى سبيله لقاء كفالة ضامنة تبلغ 150 مليون ليرة لبنانية، وهذا يعني انه ما زال في المعنى العام في حالة استمرار المحاكمة وأنه على ذمة التحقيق، ولمصلحة التحقيق تم إتخاذ تدابير احترازية كسحب جواز سفره ومنعه من التحدث إلى الإعلام».

 

جبران باسيل للعرب: بيروت مثل مضايا

نديم قطيش/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/16

من محن اللبنانيين الكثيرة أن يودعوا في غضون عشرة أيام علمًا من أعلام الدبلوماسية والسياسة، وزير الخارجية اللبناني الأسبق فؤاد بطرس، وأن يستقبلوا فضيحة جديدة لوزير الخارجية الحالي جبران باسيل. كأن جرح الانحدار المريع من بطرس إلى باسيل لا يكفي بحد ذاته، فيزيد عليه الرجل إهانة خالصة مثلها أداؤه في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وامتناعه عن التصويت على قرار يدين اعتداءات إيران على السعودية. قرر باسيل أن يغرد خارج سرب إجماع العرب، بما في ذلك العراق الذي اكتفى بملاحظات على القرار لا تقدم ولا تؤخر في حقيقة التصويت.

حجته هي حماية الوحدة الوطنية اللبنانية، ونأي لبنان بنفسه عن صراعات المحاور في الإقليم، وهو ما كان يمكن تحقيقه لو حذا حذو العراق بالتصويت على قرار إدانة إيران والتحفظ على وسم حزب الله بالتنظيم الإرهابي. بل كان يمكن حتى فهم الموقف الذي اتخذه الوزير اللبناني لو أن حزب الله ليس واحدًا من الحراب التي تجرح بالمملكة، والفئة التي تتصدر، بلسان عربي فصيح، أعنف الهجمات عليها، خدمة خالصة لإيران، ومن دون مصلحة لبنانية في ذلك. بهذا المعنى بدا واضحًا أن باسيل اختار أن يكون وزير خارجية حزب الله لا الدولة اللبنانية التي مثلّها، حتى لو شاركه في الخطيئة رئيس الحكومة تمام سلام الذي قال إن موقف الخارجية اللبنانية اتخذ بالتنسيق معه وبموافقته. وإذا مثّل الموقف، بسبب دعسة سلام المستغربة، أي شيء له صلة بالدولة اللبنانية، فقد مثل دولة لا تريد أن تتحمل مسؤوليتها حيال الموقف العدواني لحزب الله، الذي تجاوز السياسي إلى المساس بالأمن القومي للمملكة، من خلال التحريض المتكرر على إسقاط النظام أو «التنظير» لحتمية سقوطه.

ليس خافيًا أن حزب الله يطرح إشكالية معقدة على الحياة السياسية والوطنية اللبنانية؛ فمن جهة هناك الإقرار، ذو القاعدة الصلبة، بكونه ميليشيا تشترك اشتراكًا بينًا في العدوان على الأمن القومي العربي، ومن جهة هناك الاضطرار للتعامل معه ومع صفته التمثيلية بصفته حزبًا لبنانيًا شيعيًا في نظام سياسي طائفي، بل مذهبي. وبسبب من هذه الإشكالية، كان على لبنان ألا يقع في فخ مغازلة حزب الله أبعد بكثير من قدرة الدول العربية على تفهم لبنان، وأن يميز بين ما تطلبه إدارة هذه الإشكالية في الداخل، وبين تبعاتها على موقف وموقع لبنان العربي، وحيال دول يرتبط فيها بمصالح اقتصادية وسياسية ودبلوماسية، تطال الدولة وشرائح كبيرة من اللبنانيين. بدل ذلك، انتهينا إلى موقف يجمع، بخفة لا نحسد عليها، بين «الدلع» اللبناني على العرب، وتواطؤ بعض الانتهازيين وعديمي المسؤولية كالوزير باسيل، مفترضين أن سعة الصدر العربي كافية لابتلاع تخلي لبنان عن مسؤولياته، وأن «نكتة الوحدة الوطنية» كافية لأن يغطي فريق لبناني، الاختراق الخطير الذي بات يشكله حزب الله، سمينا ذلك إرهابًا أو خلافه. وقد كشف لي وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أنه حاول الوصول مع الوزير باسيل إلى تسوية تزال بموجبها الإشارة إلى حزب الله، في مقابل أن يحصل جبران عبر عمه الجنرال ميشال عون على التزام من حزب الله بعدم التعرض للمملكة بما يمس أمنها، مؤكدًا أن بلاده لا تتدخل في موقف حزب الله السياسي الداخلي في لبنان. يعرف الشيخ عبد الله، بحنكته وخبرته، أن مثل هذا الاقتراح لن يمر، وهو ما حصل، لكنه كان يريد من خلاله إحراج باسيل وإفهامه أن الجميع بات يعرف لعبة التذاكي اللبناني، التي تعمل، إما عن قصد وإما نتيجة تخلٍ عن المسؤولية، في خدمة تغطية مشروع حزب الله المعلن بمعاداة العرب ومصالحهم خدمة لإيران، لا أكثر ولا أقل.

لا حاجة للتأكيد أن لبنان لا يزال يقاوم، الاحتلال الإيراني له عبر ميليشيا حزب الله، التي تزداد سفورًا في إعلان هويتها الميليشياوية. لكن هذه المقاومة تضعف، فيما يزداد حزب الله إصرارًا على منطق العدوان. ولئن كان لا بد من استنهاض الهمم مجددًا ومعالجة الاعتياد على تجرؤ ميليشيا حزب الله، لا بد أيضًا من التفات عربي جاد لتعزيز مرتكزات هذه المقاومة، إعلاميًا وسياسيًا، بموازاة إشعار لبنان أن «دلعه» لن يمر. هذه معادلة دقيقة آن أوانها. ما قاله الرئيس سعد الحريري إن موقف جبران باسيل، «لا يعبّر عن رأي غالبية اللبنانيين»، هو كلام ينم عن عاطفة صادقة، لكنه يعبر أيضًا عن واقع سياسي ووطني لبناني، لا ينبغي التفريط فيه. الألم الذي عبر عنه مسؤولون وكتّاب عرب من موقف لبنان، هو تجسيد لخيبة أمل بحجم حبهم لهذا البلد، لكنه يجب ألا يسقط حقيقة حاجة لبنان للعرب أكثر من أي وقت مضى. فلا فرق بين بيروت ومضايا إلا توفر الطعام على موائد المحاصرين، الذين يقاومون، والذين لا ينبغي تركهم.

 

بعبدا تمر من معراب

أحمد عدنان/العرب/15 كانون الثاني/16

لبنان يعيش مرحلة إدارة أخطاء تيار المستقبل الذي سلم الرئاسة مجانا للفريق الآخر، ولست أرى التيار، ومن خلفه السنة للأسف، في غير عزلة تامة بعد تسوية الحريري – فرنجية.

يبدو أن الدكتور سمير جعجع حسم قراره مرشحا غريمه ميشال عون لرئاسة الجمهورية، أغلب الصحف اللبنانية نشرت أن نائبه جورج عدوان بلّغ القرار لقوى 14 آذار. المعترضون على هذا الترشيح لديهم غير حيثية، ومنها ما هو معتبر وجدير بالتأمل، فترشيح عون، من وجهة نظرهم، يعني مكافأته على سياسة التعطيل التي مارسها منذ عودته من المنفى ومنها دخول لبنان مرتين في فراغ قاتل وتسميم الانتظام الحكومي مرارا، وتسليم لبنان كليا إلى الوكر الإيراني. والحقيقة أن الرد على هؤلاء سهل، فسليمان فرنجية (مرشح سعد الحريري) شريك في أغلب خطايا عون، وولاؤه لحزب الله يساوي ولاءه لبشار الأسد.

طباخو تسوية الحريري – فرنجية غير ملمين بتفاصيل الفسيفساء اللبنانية، على صعيد المناطق، هناك خصومة تاريخية بين إهدن (منطقة فرنجية) وبشري (منطقة جعجع)، فلو تصفحنا سجلات المؤرخين لن نتفاجأ لو وجدنا نسبة التزاوج بين المنطقتين ضئيلة جدا، ولن نتعجب من غارات متبادلة وحروب أهلية صغيرة بين المنطقتين سبقت حتى العصر المملوكي ولم تتوقف إلا باتفاق الطائف، وفوق كل ذلك ليس هناك أي مكسب سياسي قطعي لقوى 14 آذار، القائمة على فكر ومنهج القوات اللبنانية، يلوح خلف التسوية، ولو عدنا إلى التاريخ مجددا فإن السياسة نادرا ما جمعت بين حزبي القوات والمردة إلا في لحظات مؤقتة عرفتها “الجبهة اللبنانية”.

لبنان يعيش مرحلة إدارة أخطاء تيار المستقبل الذي سلم الرئاسة مجانا للفريق الآخر، ولست أرى التيار، ومن خلفه السنة للأسف، في غير عزلة تامة بعد تسوية الحريري – فرنجية، وليد جنبلاط انزوى في ما يسمى بالخيار الوسطي منذ انتخابات 2009، والجفوة بين المستقبل والقوات لا تحتاج إلى دليل، وبالتالي لم يبق من تحالفات المستقبل إلا البؤر الضيقة، ولا تلام القوات على نفاد صبرها إزاء الخيارات المستقبلية المجانية أو الأحادية، بداية من الانتخابات النيابية الأخيرة التي شهدت قسمة ظالمة حول المقاعد المسيحية، وعدم مراعاة الهاجس المسيحي حول الحضور في الدولة، وليس انتهاء بالحوار الحريري – العوْني ثم تسوية الحريري – فرنجية، فالفارق واضح بين الهاجس الحزبي المستقبلي، والهاجس الوطني القواتي، والحقيقة أن التيار الأزرق لو قام بواجباته اللازمة لما وصلنا إلى هذه اللحظات الداكنة، ربما عاندهم الحظ أحيانا، وربما اقتربوا من الصواب في أحيان أخرى، لكن الإخراج غالبا ليس موفقا.

تلقى سمير جعجع دعوة لزيارة السعودية، وأعتقد أنه حين يذهب إلى الرياض سيسمع رسالة حاسمة، الثقة معقودة على شخصه وعلى حزبه من المملكة، والعلاقة بين الرياض ومعراب خط أحمر وفوق كل اعتبار، ويحق للمراقبين التساؤل: ما الفرق بين الحوار القواتي – العوني وبين الحوار المستقبلي – العوني الذي رفضته المملكة سابقا؟ والإجابة في ورقة إعلان النوايا التي وقّعها جعجع وعون، فالنص النظري ليس فيه أي تنازل من جعجع عن قيم ومبادئ وثوابت قوى 14 آذار، بل العكس هو ما حصل، كل بنود النوايا مناقضة لسياسات عون ومواقفه، أي أننا أمام ورقة سياسية وليست ورقة سلطة مع أن المحك هو التطبيق. هل هناك ألغام تحدق بالترشيح القواتي لعون؟ بالتأكيد، فوجود عون في قصر بعبدا لن يكون منطقيا من دون وجود صقر مستقبلي في السراي الحكومي أقله فؤاد السنيورة، والأهم من ذلك هو مصير اتفاق الطائف بين عون وحزب الله اللّذين يحاربانه ومحور الاعتدال (إقليميا ولبنانيا) الذي يحميه، هل هناك اتفاق دولي فعلا على فرنجية؟ هل ستقبل القوات بمساومات حزب الله على انتخاب الرئيس المسيحي في حال رشحت عون رسميا؟ وما هو موقف الجنرال لو اكتشفت أنه استخدم كشماعة لتعطيل الدولة في حال لم يدرك ذلك؟ أحد الدبلوماسيين العرب بدا متفائلا وهو يسألني “هل تتوقع أن نجد عون يوما ما بعيدا عن حزب الله؟”، ولم أتمكن من مشاركته التفاؤل. من يظن أن ترشيح جعجع لعون يعني تمهيدا منظورا لحلف مع حزب الله واهم، فليس هناك أي قاسم مشترك يمكن أن يجمع بين الطرفين، وهؤلاء لا يقلون وهما عن من يظن بأن نبيه بري سيتمايز عن الحزب الإلهي مُصوّتا لفرنجية، الأوضاع في لبنان مقلقة فعلا، لكن وجود القوات اللبنانية، دائما، هو صمام الأمان، وما يثير التأمل أن خطوة جعجع تثبت أنه حتى لو انسدت القنوات الإقليمية، تستطيع الكلمة المسيحية أن تكون الأساس والملاذ للدولة اللبنانية.

لحظة نيل الجنرال عون ترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية، يستحق الصديق توفيق الهندي (أحد أبرز ساسة ومثقفي لبنان) احتفالا خاصا، منذ أشهر طويلة يرى الهندي أن هذا هو الحل رغم تواجده في صلب قوى 14 آذار وقبل ذلك لقاء قرنة شهوان، اعتمدت وجهة نظره على أن عون خارج القصر الرئاسي حليف كامل لحزب الله وداخله نصف حليف، بدا واثقا بأن عون سيتغير داخل قصر بعبدا، لم يترك الهندي سبيلا إلا وسلكه لتسويق هذا الخيار، كنت شخصيا أراه يحرث في المستحيل، لم أرد التصديق، رغم السوابق الشاهدة والثابتة، بأن لبنان بلد المستحيلات.

 

ترشيح جعجع لعون بات ضرورة

نديم قطيش/المدن/الخميس 14/01/2016

لا شك في جدية خيار الدكتور سمير جعجع ترشيح الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية. الاسباب كثيرة. ابرزها أن الترشيح هو اولاً وأخيراً رد على خيار جدي آخر إتخذه الرئيس سعد الحريري بترشيح الوزير والنائب سليمان فرنجية، للخروج من نفق تعطيل الرئاسة والاستثمار المتعدد الجهات في الفراغ. تجاهل جعجع كثيراً إحتمال أن يقدم على الحريري على ما بات معلوماً أنه أقدم عليه، وإن لم يعلن ذلك رسمياً. وبالغ في تقديره لرغبة وقدرة الحريري على السير طويلاً في سياسة التريث والانتظار، وتعليق الاستحقاق الرئاسي ريثما يخرج عون من السباق، او تتغير معطيات اقليمية ودولية تأتي برئيس من خارج نادي “الكبار”.

ثانياً، يقدر جعجع أن سيره في ترشيح عون بعد مسلسل التفاهمات واعلانات النوايا، واللقاءات الطويلة، أياً تكن النتيجة، يضيف الى رصيده التصالحي المسيحي، ويردم شروخاً عميقة في العلاقات المسيحية المسيحية، بين الزعيمين كما بين قاعدتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

كل شيء يوحي، إذاً أن الخيار هذا أكثر من مناورة، ورويداً رويداً يكتسب منطقاً داخلياً وقوة دفع واسباباً لاستمراره ليست بالضرورة هي نفسها محفزات وظروف ولادته.

في المقابل، أمام خيار الحكيم بترشيح عون تحديان غير سهلين.

بداية هو رفض ترشيح فرنجية ونظَّر لرفضه على قاعدة أن موقف القوات اللبنانية ليس موقفاً تجاه إسم الرئيس او شخصه، بل تجاه أى رئاسة سيعيش معها اللبنانيون في السنوات الست القبلة. ما رشح عن موقف معراب يفيد ان ما يهم جعجع هو “رئيس يشبه مشروعنا ويحفظ ثوابت 14 آذار ودماء الشهداء”، وهي منصة أخلاقية-سياسية، وقف عليه قواتيون ومؤيدون للقوات، لمهاجمة “تسووية واستسلامية” سعد الحريري. غير أن المكسب بإنتزاع “الصفة التمثيلية لضمير 14 آذار”، تحول الي تحدٍ أمام خيار القوات ترشيح عون. وسيحتاج المرء للي عنق الوقائع كثيراً لتقديم قراءة تفيد أن عون “رئيس يشبه مشروعنا ويحفظ ثوابت 14 آذار ودماء الشهداء”.

التحدي الثاني، يكمن في الموقف العربي، وتحديداً السعودي، الرافض لترشيح عون، وهو موقف أُبلغ للدكتور جعجع بديبلوماسية عالية وبعبارات غلبت اللياقة فيها على الوضوح، كما هي قواعد “علم الكلام” في المملكة. أما الرفض، الذي يتشارك فيه الحريري والعرب، فمرده أن عون لم يقدم على أي خطوة من شأنها أن تطمئن العرب الى طبيعة علاقته بحزب الله الذي بات يشكل رأس الحربة الايرانية الناطقة باللغة العربية في مواجهة العرب.  ويعطي مسؤول عربي مثالاً في المقابل يفيد ان موقف الوزير سليمان فرنجية كان لافتاً من جريمة مضايا. ففي تغريدة على موقع تويتر كتب فرنجية أنّ «الوجع كما الحرص يكون واحدا على مضايا كما على كفريا والفوعة ونبل والزهراء». ليس مهماً أن موقفه ساوى بين معاناة مضايا ومعاناة قريتي الفوعة كفريا الشيعيتين والمحاصرتين من فصائل ثورية مسلحة، لأنه في العمق شكل اعترافاً بحصول الجريمة، بل وبشكل غير مباشر، بمسؤولية حلفائه عنها في الوقت الذي كان هؤلاء ينكرون المأساة والمسؤولية.  وسيزداد ضغط هذا العامل على موقف القوات من عون في إثر الفضيحة السياسية التي مثلها موقف وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، الذي رفض التصويت على قرار عربي يدين الاعتداءات الايرانية على السعودية. مستوى الاستياء العربي من باسيل، ومن كثيرين غيره ممن هم في خانة الحلفاء والاصدقاء، ( كتغطية الرئيس تمام سلام لباسيل، وصمت آخرين بحيث لم يضهر الا بيان الحريري)، سيسحب نفسه على الموقف من عون، ويؤكد للمتشككين فيه شكوكهم، بأنه ليس أكثر من واجهة لحزب الله.

حتى الان لا يتعامل جعجع مع هذه الوقائع بجدية كافية. فهو يرغب في قراءة الموقف السعودي و”طراوته”، انه موقف غير حاسم برفض عون وتبني تسوية فرنجية. وهو يعتبر ان الدعسة الناقصة للرئيس سلام بتغطية باسيل، تحرره من ان يكون عروبياً وخليجياً أكثر من رئيس حكومة لبنان! كما يعتبر أن الاستنفار القواتي في مواجهة فرنجية كافٍ لتبليع القواتيين ترشيح عون، وتجاوز عنوان “رئيس يشبه مشروعنا ويحفظ ثوابت 14 آذار ودماء الشهداء”. في شتى الأحوال ترشيح الدكتور جعحع للجنرال عون خطوة ممتازة ويجب ان تحصل في اسرع وقت ممكن لأنها، بصرف النظر عن التقييم السياسي او الموقف من الجنرال، تغذي المناخ الضاغط لعقد جلسة لإنتخاب رئيس بنصاب مكتمل. وليتنافس عون مع الوزير والنائب فرنجية، ولينتخب كل فريق من يراه مناسباً، ونكون جميعاً قد تكاملنا لكسر الحصار المفروض على جلسة الانتخاب ووضعنا الجميع امام مسؤولية تأمين النصاب. أتمنى أن أرى الجنرال في معراب اليوم قبل الغد وأن استمع الى مؤتمر صحافي مشترك للرجلين يعلن فيه الحكيم ترشيح عون. فالاثر الانقاذي الدستوري لهذه الخطوة يفوق أي إختلاف سياسي ناتج عن الانحياز الى أي من المرشحين. المهم الان أن تتكامل الجهود لاعادة الاعتبار للنصاب الدستوري والمؤسساتي، وخطوة ترشيح عون لا يمكن الا ان تصب في هذا الاتجاه.

 

إخلاء سبيل ميشال سماحة.. «إنتصار الإرهاب» في لبنان

خاصّ جنوبية 14 يناير، 2016

قررت محكمة التمييز العسكرية إخلاء سبيل ميشال سماحة رجل النظام السوري الذي كان ينوي تنفيذ مخطط سوري ارهابي في طرابلس، وتنفيذ تفجيرات بحق شخصيات دينية وسياسية، وتفجيرات في افطارات رمضانية من أجل إثارة النعرات الطائفية لإعادة الحرب الأهلية بين اللبنانيين. وافقت محكمة التمييز العسكرية صباح اليوم على إخلاء سبيل ميشال سماحة بكفالة مالية عالية قدرت بـ 150 مليون ليرة، صدر القرار بالإجماع وهو معلل حيث اعتبر القاضي “طوني لطوف” أنّ المتهم سماحة قضى محكوميته السابقة، وان عليه حضور الجلسات المقبلة. هذا القرار عليه وكيل ميشال سماحة صخر الهاشم بالقول:”محكمة التمييز العسكرية هي فعلاً محكمة القانون واثبتت انها عملت بهذا الملف خارج عن السياسة وقرارها يتوافق مع القانون”. يذكر أنّه في آب 2012 تمّ توقيف سماحة بتهمة التخطيط مع رئيس جهاز الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير مكتبه “لنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان بنية تفجيرها وقتل شخصيات سياسية لبنانية ورجال دين ومسلحين سوريين ومهربين”. خلال التحقيق معه اعترف سماحة أنه تسلّم “مبلغ 170 ألف دولار من السوريين داخل كيس في مكتب عدنان (مدير مكتب مملوك) ووضعتها في صندوق سيارتي مع المتفجرات. ولدى وصوله إلى بيروت عند الساعة 7 مساء اتصل بميلاد كفوري وسلمته الأموال والمتفجرات في مرآب منزلي في الأشرفية”. وميلاد كفوري هو أحد معارف سماحة، وقد وشى به إلى القوى الأمنية قبل أن يغادر البلاد. اقرأ أيضًا: الحكم على ميشال سماحة يقول للسنّة: إذهبوا إلى داعش كلّكم.. وفوراًوطلب القرار الاتهامي الصادر بحق مملوك وسماحة في 20 فبراير 2013 عقوبة الإعدام للمتهمين. وأصدر القضاء اللبناني مذكرة توقيف غيابية في حق مملوك. أقر سماحة الذي استجوبته المحكمة العسكرية للمرة الأولى بعد سنتين و9 أشهر على توقيفه، أن الهدف من التخطيط لتنفيذ تفجيرات على الحدود كان إقفالها نهائياً وبالتالي وقف عبور المقاتلين، في إشارة إلى تقارير عن مقاتلين سنة يتوجهون من شمال لبنان للقتال إلى جانب قوات المعارضة ضد النظام السوري. وقال سماحة إنه تعرض “لاستدراج وضغط”، مضيفا “وقعت في فخ نصبه لي ميلاد كفوري المرتبط بجهاز مخابرات”. ولدى سؤاله في المحكمة عن الهدف من التخطيط لاغتيالات وتفجيرات في شمال لبنان وبينها محاولة اغتيال النائب خالد الضاهر المعارض بشدة لنظام الرئيس بشار الأسد، أجاب “كنت أسمع على المنابر تحديا للدولة وشتم للجيش وإيقاظ الغرائز ولا أحد يلاحق”. وأضاف “صحيح أخطأت لكن كنت أريد تجنب فتنة طائفية”.

من هو ميشال سماحة

ميشال فؤاد سماحة (من مواليد الجوار سنة 1948) سياسي لبناني ووزير سابق ومستشار للرئيس السوري بشار الأسد، انضم سنة 1964 لحزب الكتائب وأصبح مسؤولاً عن القطاع الطلابي داخله، كان أثناء الحرب من المكلفين بالاتصالات بين الحزب وسوريا، وفي سنة 1985م ترك الكتائب بعد تأييده انتفاضة سمير جعجع وإيلي حبيقة، أصبح بعدها من المقربين من إيلي حبيقة. سنة 1992 عين كوزير للإعلام والسياحة في حكومة رشيد الصلح ثم وزيراً للإعلام في حكومة رفيق الحريري الأولى. انتخب سنة 1992 أيضاً كنائب في أول انتخابات بعد إتفاق الطائف. انهزم في انتخابات 1996 و2000 أمام أنطوان حداد. عين في 17 نيسان 2003 مرة أخرى كوزير للإعلام واستمر في منصبه إلى 26 تشرين أول 2004. في حزيران 2007 أعلنت الإدارة الأمريكية قرار منعه من دخول أراضيها صحبة شخصيات لبنانية وسورية بحجة “التورط أو إمكانية التورط في زعزعة الحكومة اللبنانية”، و”رعاية الإرهاب أو العمل على إعادة ترسيخ السيطرة السورية على لبنان”، وأنهم بذلك “يلحقون الضرر بمصالح الولايات المتحدة”. في 17 كانون الأول 2012 أدرجت الولايات المتحدة ميشال سماحة على لائحة الارهاب بموجب القرار 13224 الذي يمنع المواطنين الاميركيين أفراداً ومؤسسات من عقد صفقات معه ويجمد أية أصول له.

هو متأهل من غلاديس عريضة ولهما 3 بنات. حاصل على إجازة في إدارة الأعمال من جامعة القديس يوسف سنة 1973. حاول النظام السوري اغتيال ميشال سماحة أثناء نقله إلى المستشفى بتاريخ 16 فبراير 2015 لمنعه من كشف كل ما في جعبته لكن قوى الأمن أحبطت العملية.

 

لا مفرّ من انتخابات بلدية في أيار "حزب الله" يفضّل تأجيلاً...والداخلية "حاضرة"

 ايلي الحاج/النهار/15 كانون الثاني 2016

على أبواب اللبنانيين تقرع انتخابات بلدية واختيارية موعدها أيار، ووزارة الداخلية والبلديات جاهزة وحاضرة لها قانوناً. انتخابات ستلقي حجراً في مستنقع التمديد وتصريف الأعمال العملي وتعطيل للمؤسسات اعتاده المواطنون حدّ الخمول. تتقاطع معلومات منذ أشهر عن مواقف الأحزاب والتيارات السياسية الرئيسية من إجراء الانتخابات البلدية والإختيارية، مختصرها أن ثمة غالبية متحفزة لـ"معركة" سياسية وإعلامية فور صدور أي إشارة إلى نية لتمديد ولايات المجالس البلدية والإختيارية وعدم إتاحة الفرصة لتكرار ما سمي بـ"الحراك المدني" ضد كل القيادات والمسؤولين بلا استثناء كما فعل عند محطات سابقة مثل التمديد لمجلس النواب، خصوصاً عندما اندلعت أزمة النفايات. يتطلع السياسيون الذين شعروا بالإهانة من شعارات "كلكم يعني كلكم" التي اتهمتهم بالفساد إلى معركة رد اعتبار سيوفرها لهم الفريق الذي سيقدم على اقتراح ضم البلديات إلى المؤسسات المعطلة انتخاباتها. والمعركة ستكون رابحة سلفاً، فلا مبرر إطلاقاً لتأجيل الإنتخابات البلدية والإختيارية، وليس لدى من يطلب إرجاءها ما يقوله للناس. الوضع الأمني؟ جيد جداً مقارنة بظروف سابقة حصلت فيها انتخابات وبأوضاع كل دول الجوار والعرب. الخوف من الفتنة؟ إنها نائمة بل مغشي عليها ولن تستيقظ ما دام الأطراف الحزبيون والمذهبيون حرصاء على الحكي والتحاور والتشاور بعضهم مع بعض. القياس على انتخابات رئاسة الجمهورية ومجلس النواب؟ انتخاب الرئيس يحتاج إلى نصاب مفقود والبلديات لا تحتاج انتخاباتها إلى نصاب. مجلس النواب يلزم لتجديده قانون للانتخابات مفقود ويتعذر التفاهم عليه، أقله حتى اليوم. أما قانون الإنتخابات البلدية والإختيارية فـ"حاضر ناطر". وأما تأجيلها فيحتاج إلى قانون من مجلس النواب لن يحظى بغالبية بالتأكيد. ليست الرغبة وحدها في النزول إلى الشارع لقطع طريق على "حراك مدني ما"، وتسجيل سبق عليه، ما يحفّز المتحمسين للإنتخابات الصغيرة والموزعة على أرجاء البلاد. هناك اقتناع عميق لدى الأحزاب والتيارات بأن لبنان متجه إلى إقرار اللامركزية الموسعة عملياً وتطبيقها وفلش نطاقها إلى أقصى حد ممكن في ضوء ثبوت إخفاق السلطة المركزية في حل أبسط مشكلات المواطنين: رفع النفايات من الشوارع ومن تحت الأنوف. في المواقف كان "تيار المستقبل" سباقاً أول من أمس إلى إعلان تأييده الإنتخابات البلدية في بيان كتلته النيابية الأسبوعي، ولا بد أن وزير الداخلية نهاد المشنوق أطلع الكتلة قبل أي أحد آخر على قضية الإنتخابات البلدية وما حولها. حزب الكتائب كان رئيسه النائب سامي الجميّل منذ أشهر يحذّر في مجالسه من أي حديث عن إرجاء هذه الانتخابات حين يقترب موعدها ويحض أنصاره على الإستعداد للتحرك من أجل فرض إجرائها وخوضها حيث للحزب حضور. حزب "القوات" كذلك يستحيل أن يقبل بانسحاب حال مجلس النواب على مجالس البلديات "ولو نزلت السما على الأرض"، بتعبير نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان لـ"النهار" في تشرين الثاني الماضي، مضيفاً: "سنخوض أكبر معركة سياسية وإعلامية لإسقاط أي تفكير في التمديد للبلديات والمختريات".

لماذا هذه الاستباقات والمخاوف؟ الواقع أن معلومات تتجمع لدى متابعي الموضوع عن رغبة لدى "حزب الله" تحديداً في إرجاء الإنتخابات البلدية بذريعة انتظار عبور سُحُب الإرهاب المتجمعة فوق المنطقة ومعها أجواء التشنج السياسي والمذهبي، وإلى أن ترسي تسوية ما ركائزها في سوريا من خلال مفاوضات جنيف وفيينا. يقول هنا خصوم للحزب من بيئته إن انشغالاته الحربية المرهقة في الحرب السورية والكلفة الكبيرة التي تكبدها ويتكبدها هناك إضافة إلى أداء سيئ لبلديات محسوبة عليه في المناطق ذات الغالبية الشيعية، شمالاً وجنوباً وضاحية، ستفتح عليه أبواباً يفضل إبقاءها مغلقة في هذه المرحلة، فكيف إذا كانت الإنتخابات ستضطره إلى خوض مفاوضات وترتيبات مرهقة مع حليفته حركة "أمل"، المتطلعة دوماً إلى منافسته بما تيسر لها من إمكانات خدماتية، وأيضاً مع العائلات والعشائر التي يصعب ضبطها في بعض المناطق؟ ويتردد على نطاق واسع أن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط غير متحمس للإنتخابات البلدية والإختيارية في الربيع هو أيضاً لأنها ستضطره إلى عقد عشرات وعشرات من اللقاءات والإجتماعات توصلاً إلى تفاهمات مرهقة في بعض البلدات والنواحي، ويعكس بعض المطلعين على الإهتمامات في البيئة الدرزية توجساً من احتمال تطبيق طرفي "إعلان النيات" نياتهما في منطقة الجبل، لكن المتابعين يؤكدون أن هذا الاحتمال غير وارد في سياق من التحدي على الإطلاق. "القوات" خصوصاً متمسكة بروح المصالحة في الجبل إلى الحد الأقصى.

 

لا انتخابات رئاسيّة فيها غالب ومغلوب بل رئيس توافقي مراعاة لدقّة المرحلة

 اميل خوري/النهار/15 كانون الثاني 2016

ماذا يحصل لو أن الدكتور سمير جعجع قرّر تأييد ترشيح العماد ميشال عون منافساً للمرشّح النائب سليمان فرنجيه؟ هذا السؤال تختلف الأجوبة عنه باختلاف الجهة والمصدر. ثمة من يقول إن الرئيس نبيه بري قد لا يدعو الى عقد جلسة للانتخاب تجنّباً لمواجهة هذا التنافس الحاد الذي ينعكس خلافاً وانقساماً داخل أكثر من كتلة، عدا ان الظروف الداخلية والإقليمية قد لا تسمح بمعركة "كسر عضم" تنتهي بغالب ومغلوب وتجعل الرئيس المنتخب عاجزاً عن الحكم بدءاً بتشكيل أول حكومة والاتفاق على بيانها الوزاري وسط انقسام داخلي بين محورين متصارعين سعودي وإيراني، وثمة من يقول إن الجلسة إذا ما انعقدت لانتخاب أحد المرشّحين عون وفرنجيه فإن أيّاً منهما قد لا يستطيع الحصول على أصوات الأكثرية النيابيّة المطلوبة أي 65 صوتاً ومن الصعب على كل منهما إجراء عملية حسابية دقيقة للأصوات باعتبار أن أكثر من نائب في كل كتلة قد يؤيّد فرنجيه أو يؤيّد عون لعلاقة شخصية أو مناطقية، لأن المعركة بينهما لا تدور بين خطّين سياسيّين كي يعرف موقف كل كتلة، انما تدور بين مرشّحين من خط سياسي واحد فيصبح موقف الكتل والأحزاب واضحاً ولا تضيع بمن يلقي أوراقاً بيضاء في صندوق الاقتراع وتتعذّر معرفة معظمهم، عدا أن نواباً قد يعدون هذا المرشّح أو ذاك، وعند الاقتراع يغيّرون موقفهم ولا أحد يعرف لمن صوتوا أو من منهم ألقى ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع. وثمة من يقول إنّ أيّاً من المرشحين فرنجيه وعون قد لا يغامر بحضور جلسة مكتملة النصاب قبل أن يتأكّد من فوزه، خصوصاً إذا حضر عنصر المال وقلب كل الحسابات، أو كانت المفاجأة انتخاب مرشّح ثالث يصير الاتفاق عليه خلف الكواليس والأبواب المغلقة، وهي مفاجأة قد تكون لها ردود فعل سلبية شديدة عند كل من فريق فرنجيه وفريق عون تجعل المرشّح الثالث الذي فاجأ الجميع بفوزه غير قادر على الحكم. لذلك يرى بعض المراقبين انه لا بد من التفاهم داخلياً واقليمياً ودولياً على مرشّح توافقي يفوز بشبه اجماع، وهذا التوافق من شأنه أن يسهّل أمامه طريق الحكم كما يسهّل تشكيل الحكومة وإقرار قانون عادل ومتوازن تجرى الانتخابات النيابية المقبلة على أساسه، ولا تخاض معركة الانتخابات الرئاسية حتى بين مرشّحين مستقلّين لئلا تجعل نتائجها فريقاً غالباً وفريقاً مغلوباً، وهذا ما لا يتحمّله الوضع الدقيق في لبنان ولا الوضع الأكثر دقّة في المنطقة. والتفاهم على مرشّح توافقي يفوز بشبه اجماع يحتاج إلى أن تكون الأزمة السوريّة قد دخلت مرحلة الحل لتطمئن إيران، والأزمة اليمنية دخلت أيضاً مرحلة الحل لتطمئن السعودية، وقد يكون هذا ما جعل الرئيس بري يقول أن الرئاسة الأولى أصبحت في الثلاّجة ولا بد في خلال مرحلة الانتظار من تفعيل عمل الحكومة وعمل مجلس النواب.

إن حصر التنافس بين عون وفرنجيه على رئاسة الجمهورية يجعله تنافساً بين شخصين وليس بين خطّين سياسيّين بحيث أن فوز أي منهما يشكّل انتصاراً للخط السياسي الإيراني وهو ما لا يريده خصوم هذا الخط في الداخل اللبناني وفي خارجه، وهو مرفوض منهم بصرف النظر عن العلاقة بأي شخص منهما.

يقول سياسي مخضرم ان كل انتخاب يتنافس فيه أقوياء ينتهي بالاتفاق على مرشّح تسوية أو مرشّح توافق، وهو ما حصل غير مرّة في الانتخابات الرئاسيّة ففضّلت الأكثرية النيابيّة، مثلاً، شارل حلو رئيساً للجمهورية على العميد ريمون إده وهو الأقوى، وفضّل الزعماء في جبل لبنان أن يأتي رئيس من الجنوب أو من البقاع أو من الشمال كي لا تتأثّر زعاماتهم بمجيء رئيس من الجبل فيضعفها. وقد كان هذا من أسباب عدم اتفاق أركان "الحلف الثلاثي" (شمعون – الجميل – إده) على مرشّح واحد منهم، وهو الآن من أسباب عدم اتفاق الأقطاب الموارنة الأربعة على مرشّح منهم أيضاً، فكان شبه اتفاق على فرنجيه لأنه من الشمال وليس من الجبل. وما يحصل في الانتخابات الرئاسيّة بين أقوياء يحصل أيضاً في انتخابات البطاركة الموارنة، إذ عندما تعذّر الاتفاق على مرشّح قوي منهم كان الاتفاق على مرشّح تسوية أو توافق مثل البطريرك عريضة، والبطريرك خريش، ولم ينتخب المطران المعوشي القوي بطريركياً إلا بشبه تعيين من الفاتيكان.

يبقى أن أهم ما في معركة الانتخابات الرئاسية، وتجنّباً لمواجهة لعبة التعطيل بإفقاد النصاب عند كل استحقاق، أن تتّخذ هيئة مكتب المجلس أو مجلس النواب قراراً بجعل حضور النواب جلسة انتخاب الرئيس إلزامياً لإفساد هذه اللعبة التي قد تتكرّر في كل انتخاب رئاسي، والأهم أيضاً أن تفهم القوى السياسية الأساسية في البلاد أن لا انتخاب لرئيس يكون بانتخابه غالب ومغلوب، لا داخلياً ولا عربياً واقليمياً، وسيبقى رئيس لبنان غير منظور إلى أن تُعيد إيران النظر في موقفها من الوضع في لبنان بعدما أصبح فاقد الوزن بسبب انقسامه الداخلي الحاد.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية شروط السلام العربي - الإيراني

عبد الكريم أبو النصر/النهار/15 كانون الثاني 2016

"تقود السعودية بالتعاون مع دول أخرى عملية تصحيح مسار العلاقات العربية – الإيرانية تجنّباً لتطوّرات وتداعيات أكثر خطورة ممّا نشهده حالياً، وهي تلقى في مسعاها هذا دعماً أميركياً - غربياً غير مُعلن. وتتعامل القيادة السعودية مع إيران على أساس أن تفجير الأزمة علناً معها في هذه المرحلة كان ضرورياً وان هذه الأزمة ليست ثنائية فحسب، بل انها في الدرجة الأولى عربية – إيرانية مردّها إلى استياء الكثير من الدول والشعوب في المنطقة من سياسات القيادة الإيرانية وأعمالها وتوجّهاتها. وعكست هذه الأزمة في وقت واحد حجم الرفض العربي الواسع للسياسات الإيرانية الاقليمية المهدّدة لمصالح الكثير من الدول والشعوب، وهو ما أكّدته قرارات وزراء الخارجية العرب والخليجيين، ومدى الحاجة إلى المواجهة السياسية الصريحة مع القيادة الإيرانية من أجل بناء علاقات جديدة وصحيّة فعلاً ترتكز على الاحترام المتبادل وضرورة ضمان المصالح المشروعة لكلّ الأطراف بعيداً من الرغبة في الهيمنة ومحاولة فرض مطالب ومشاريع وسياسات جهة واحدة على الآخرين". هذا ما قاله لنا مسؤول عربي وثيق الاطلاع على تطوّرات الأزمة السعودية – العربية مع ايران. وأوضح "أن القيادة السعودية ترفض أي وساطة مع ايران من جهة لأنها ليست راغبة في الدخول في عملية مساومة وانجاز تسويات شكلية أو جزئية أو موقتة، ومن جهة ثانية لأنها تريد حلولاً حقيقية للمشاكل العالقة بين العرب والإيرانيين. وقد حدّد المسؤولون السعوديون في اتصالاتهم الاقليمية والدولية المسائل والمطالب الأساسية التي يريدون مناقشتها مع المسؤولين الإيرانيين:

أولاً: تريد القيادة السعودية حواراً قائماً على المصارحة والمكاشفة تطرح فيه كل المشاكل العالقة مع الإيرانيين الذين يتدخّلون سلباً في الشؤون الداخلية للكثير من الدول، لكنهم يرفضون الاعتراف بذلك ويمتنعون عن مناقشة هذه القضية مع الجهات المعنيّة ويكتفون بالنفي.

ثانياً: تريد الرياض تحديد قواعد جديدة واضحة في العلاقات السعودية – العربية – الايرانية تمنع وتحظر أي تدخلات ايرانية في شؤون عدد من الدول العربية تتناقض مع مصالح شعوبها ومع متطلبات الأمن والاستقرار والسلم الأهلي فيها وتمنع في الوقت عينه أي تدخلات عربية في شؤون إيران في حال حصولها. وتلتزم كل الدول العربية وايران احترام هذه القواعد الجديدة وتطبيقها خطياً ورسمياً. ثالثاً: ترى السعودية أن أساس التفاهم الجديد مع ايران يجب أن يرتكز على المناقشة الصريحة لكل مشكلة عالقة معها. ففي اليمن المطلوب سعودياً وعربياً دعم الحل السياسي الشامل القائم على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216 ورفض المشروع الإنقلابي للحوثيين وحلفائهم المدعومين من طهران. وفي سوريا المطلوب وقف الحرب وليس محاولة إنقاذ النظام والتعاون الجدي مع سائر الأفرقاء المعنيّين من أجل تطبيق الحل السياسي المتفق عليه دولياً واقليمياً الذي تبنّاه مجلس الأمن والذي ينص على انتقال السلطة إلى نظام جديد تعدّدي ديموقراطي يضمن المصالح المشروعة لكل المكوّنات. وفي العراق المطلوب تقاسم السلطة بين كل المكوّنات وليس حصرها في أيدي فئة معيّنة واحدة. وفي لبنان العمل على تشجيع كل الأفرقاء على التعاون معاً من أجل انتخاب رئيس للجمهورية يلقى دعماً من الغالبية الواسعة من اللبنانيّين وليس محاولة فرض مرشّح وحيد للرئاسة حليف لطهران، وفي الخليج المطلوب الامتناع عن دعم أعمال وممارسات تزعزع الأمن والاستقرار في بعض الدول. رابعاً: القيادة السعودية تنصرف على أساس انه ليس ممكناً أو واقعياً انجاز سلام مع إيران بمعزل عن معالجة وتسوية المشاكل الإقليمية العالقة بين العرب والإيرانيين. فالسلام الحقيقي المنشود يجب أن يكون سعودياً - عربياً مع إيران ويرتكز على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وينهي الأعمال والممارسات السلبية الإيرانية في عدد من الدول. وخلص المسؤول العربي إلى القول: "إن إنجاز هذا السلام العربي – الإيراني يتطلّب أن تتخلّى القيادة الإيرانية عن استراتيجية تصدير ثورتها ومشاريعها الى ساحات عربية عدّة وان تتعامل بمنطق الدولة المسؤولة الحريصة على الأمن الاقليمي مع دول المنطقة. وهذا قرار كبير وصعب جداً. لكن الأزمة السعودية – العربية مع ايران أظهرت ان سياسة تصدير الثورة ثمنها باهظ وان مواصلتها تؤدي الى تقليص نفوذ طهران في المنطقة وتجعلها تخسر مواقع مهمة، الأمر الذي ينعكس سلباً على علاقاتها مع الدول الغربية بقطع النظر عن نتائج توقيع الاتفاق النووي

 

إيران بين الزوارق الأميركية والسفارة السعودية

عماد قميحة/جنوبية/ 14 يناير، 2016

من هذا المنظار بالتحديد تعاملت تركيا مع الطائرة الروسية التي اخترقت أجواءها لدقائق معدودات، ولم تجد بدّاً من إسقاطها، الامر الذي الذي أدّى الى التسبب بأزمة كبيرة بين البلدين، كانت إرهاصات تلك الأزمة قد بدأت بالظهور من خلال تضارب المصالح بينهما على الساحة السورية. فمن بديهيات القول أنّ طبيعة وحجم ردة الفعل التركي آنئذٍ لم تكن بحجم نتاج الإختراق الروسي، وانّما كان ترجمة طبيعية وتعبيرا عن الإختناق والتضخم بالعلاقات المتدهورة بينهما. وبنفس المنظار يمكننا التطلع إلى حادثة احتجاز إيران لزورق البحرية الأميركية الذي اخترق ولمسافة كيلومترات المياه الإقليمية الإيرانية، فمن حيث المبدأ لا يمكن توصيف الفعل الإيراني إلاّ بالعمل الصحيح والمبرر، هذا إن لم نقل بأنّ إيران تستحق الثناء والمديح بقيامها بالحد الأدنى من واجباتها السيادية ولو بأسلوب فولكلوري تمثيلي كانت الكاميرا هي الحاضر الأكبر بالحدث ولا يعكس ردّ الفعل الإيراني مطلقاً حجم الإدعاء ودعاية النظام لصورة العداء مع أميركا الشيطان الأكبر.

الاتفاق النووي

فلم تلجأ الزوارق الإيرانية مثلاً إلى تدمير الزورق المعادي وقتل من فيه داخل حدودها، حتى أنّ طبيعة الفيلم الموزع من السلطات الإيرانية كان يعكس بشكل واضح طريقة التعامل الممتازة، وحسن الضيافة وطيب الطعام المقدم ” للأخوة ” المحتجزين، وقصر المدة الإحتجزاية يخبرنا بشكل لا لبس فيه أنّهم لم يخضعوا لا إلى تحقيق ولا إلى ما يحققونه، لدرجة أنّ مُشاهد فيلم الإحتجاز، وغبطة المحتجزين يقتنع بأنّ ” الشباب ” سوف يعيدون الكرّة حتماً، بقرار من قيادتهم أو من دونه. هذه الحالة من الود والرحمة بين إيران وأميركا والتي تجّلت بأبهى صورها عبرالإفراج السريع عن الجنود “المعتدين”، والإتصالات الفورية بين مسؤولي البلدين ( ظريف – كيري ) بدون أيّ وساطة أو وسطاء، حتى كأنّ الأمر لم يحدث أبداً، وليس له أيّ تبعات سلبية تذكر على العلاقة بينهما، شاهدنا عكسها تماما بين إيران والسعودية، فمشاهد الشدة والغلظة بالهجوم على السفارة السعودية بطهران (والتي تعتبر السفارة هي الأخرى بحسب الأعراف الدولية المتبعة أرض سعودية) وإضرام النيران فيها وتكسير محتوياتها، وقطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين إلى حدّ يقرب من إعلان الحرب، ولم تبادر إيران بعد ذلك لخطوات فعلية تساهم بمعالجة الموضوع، مع التركيز أنّ السعودية لم تقم بأيّ عمل عدائي مباشر ضد إيران يستدعي هذه الـ”ردة الفعل”. فبين مشهد الرحمة للزوارق، ومشهد الشدّة والنيران للسفارة، يطفو على السطح السؤال البديهي عن الأسباب الحقيقية التي تكمن خلف هذا العداء الإيراني للدول والأنظمة العربية وفي مقدمهم المملكة السعودية، بعد تهافت الإتهام بالأمركة والتقرب من الشيطان الأكبر، ليظهر الآن وبوضوح أنّ رميَ “الأخوة” العرب في الجب، والدم الكذب على قمصانهم ليس بسبب الذئب الأميركي حتماً.

 

تفجيرات اندونيسيا: حرب ضدّ تركيا والسعودية… وإيران تتوسع

ربيع سلامة/جنوبية/ 14 يناير، 2016/لن تقتصر الإعتداءات الإرهابية على تركيا واندونيسيا، لكن ما جرى في هاتين الدولتين خلال أيام قليلة، مؤشر على توسع رقعة الإشتباك الدولي، لا سيما أن قواعد اللعبة تتغير، وبعد أن كانت الحروب تخاض بالوكالة عبر ضرب كل دولة لمصالح وحلفاء الدولة الخصمة، أصبح الضرب في العمق. وفق ما يتبين من خلال قراءات عديدة، فإن إيران هي المستفيد الأول استراتيجياً من ضرب تركيا، وربما هذا ما دفع بالمسؤولين الاتراك الى رفع سقوف مواقفهم ضد إيران، ليصل الأمر بالرئيس التركي إلى إتهامها بأنها تسعى إلى تقسيم سوريا واقتطاع أجزاء من أراضيها لإقامة دويلة علوية، هذا الكلام يأتي كرد على إتهامات إيرانية سابقة بحق أنقرة في هذا الشأن، التي تتهم “السلطان التركي” بالسعي إلى السيطرة على أجزاء من الأراضي السورية المحاذية للحدود التركية. ولا شك أيضاً أن ثمة أطرافاً آخرين قد استفادوا من ضرب العمق التركي، على غرار روسيا والنظام السوري، لكن إيران تبقى في صدارة المستفيدين، إذ أن الرسالة الدموية في منطقة تركية تعتبر خطاً أحمر على مختلف الصعد، قد يأتي في سياق الرسالة الإيرانية الرافضة والمحذرة من دخول تركيا في الحلف الإسلامي لمواجهة الإرهاب الذي أنشأته السعودية، ومن هنا لا بد من ربط ما جرى في تركيا، ونفّذه شخص سعودي المنشأ، في وقت تتحدث معلومات عن أنه كان محتجزاً لدى قوات سوريا الديمقراطية وتحديداً لدى الطرف الكردي من هذه القوى والمعروف ولاؤه وعلاقته بالإيرانيين، وإذا ما صحّ هذا الكلام، يعني أن ايران وجهت رسالة قاسية إلى تركيا عبر إنتحاري سعودي، من المضي أكثر في تعزيز العلاقة التركية السعودية.

وعليه، فإن ما جرى في اندونيسيا، لا سيما ان التفجير حصل على مقربة من مقر الأمم المتحدة في العاصمة جاكرتا، لا يمكن فصله عن إطار الرسائل الإيرانية الدموية إلى مختلف الدول التي تمثل رمزية إسلامية ولديها علاقات وثيقة بالسعودية، وقد أيدت الدخول في الحلف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، ومن هنا فلم يعد مستبعداً أن هذه العمليات تحصل في أكثر من دولة، وقد تكون باكستان على خارطة الاستهدافات أيضاً. أما لناحية رمزية المكان المستهدف في العاصمة الاندونيسية، فدلائله تشير إلى الإيراني بشكل بديهي، إذ أنه الطرف الوحيد الذي يجيد إيصال الرسائل بهذه الطريقة، اختيار مقر الأمم المتحدة مسرحاً للعملية، ليس عبثياً، بل هو رسالة تريد توجيهها إيران إلى الجميع، بأن السنة المتحالفين مع السعودية لا يمكن أن يحاربوا الإرهاب، وهذا الإرهاب موجود في قلوب عواصمهم.

تركيا ايران

هو وجه جديد من وجوه الصراع، وتغيير أساسي في قواعد الحرب، إذ انتقل الإشتباك من الوكالة إلى الأصالة، وأصبح الضرب بالمباشر، فمثلاً بعد أن كان الصراع التركي الإيراني يحصل في سوريا، إيران عبر أذرعها العسكرية كحزب الله، وتركيا عبر أحرار الشام مثلاً، وما جرى بين الزبداني وكفريا والفوعة خير دليل، انتقل الامر إلى داخل كل بلد، إذ أنه لم يعد خافياً الدعم الإيراني الأميركي الروسي للأكراد الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين، وينفذون عمليات في الداخل التركي، فيما توجه الإتهامات إلى تركيا باعتبارهما أبرز المتعاونين مع تنظيم داعش، إلا أن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو سارع إلى اعتبار داعش متهماً أساسياً بما حصل، مع الغمز بأن داعش والمستفيد منها من الاطراف الأخرى كالروسي والإيراني، وكاد أوغلو أن يشير إلى التسنيق بين هاتين الدولتين وداعش. وربطاً، فإنه في الوقت الذي تتدخل فيه إيران في الشأن السعودي بدءاً من التعاطي مع إعدام الشيخ نمر النمر، وصولاً إلى إحتمال إعادة تحريك الشارع في المنطقة الشرقية، مقابل تحريك السعودية لعرب الأحواز داخل إيران، وهذا أيضاً سيكون مؤشراً من مؤشرات تفاقم الصراع، الذي إذا ما استمر، قد يدفع بتركيا إلى دعم أكراد إيران، رداً دعم إيران لأكراد تركيا. كل هذه المؤشرات الخطيرة، تفيد بأن الصراع مديد وطويل، وقد بشّر به الرئيس الأميركي باراك اوباما باعتباره “أن الحرب قد تمتد لمئة عام”، وعليه فالأكيد بعد كل ما يجري، أن المنطقة ككل لن تبقى كما هي، وهناك كيانات غير متوقعة أصبح بالإمكان تغيير أشكالها وأنماطها، وعلى رأسها السعودية وتركيا اللتين لن تبقيا بهذا الشكل الدولتي، إيران أيضاً مرشحة لهذا الإحتمال إذا ما أجاد خصومها اللعب على أوتار التناقضات الداخلية فيها.

 

كفرّمان je suis

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/15 كانون الثاني/16

ليست المرة الأولى التي يحاول فيها "الحرس الثوري اللبناني" (أي "حزب الله" منعاً للتأويل) تعميم "ثقافته" بالقوة على بيئة شيعية صافية، أو على بلدات جنوبية وبقاعية ذات أكثرية شيعية. ويفترض "الحزب" ذو الوجه الإيراني أنه يمثّل المرجعية الوطنية والفقهية للشيعة في لبنان حتى لو وُلدوا من أرحام أمهاتهم "شيوعيين" أو "تقدميين إشتراكيين" أو "شمعونيين" أو "أسعديين" نسبة إلى أحمد بك الأسعد (الجد) ونجله "كامل". قبل أربعة أعوام تصدى الطبيب غالب صالح وولداه لقرار "حزبي" مُهّد له بعروض مالية سخية قُدمت لأصحاب محال في كفرّمان تبيع الخمور، ذاهباً إلى الحدّ الأقصى ففتح محلاً لبيع الخمور على مدخل البلدة (جادة الرئيس نبيه بري)، متحدياً سلطة حزب الله. إيماناً باحترام الحريات والخصوصيات لم ترضخ كفرّمان كما جارتها النبطية التي انصاعت لقرارات "الحزب" العام 2011 كسلطة منتدبة تكره جوني ووكر وأخوانه كما تكره الأخطل الكبير وعمرالخيّام و"أبو نوّاس" وصاحب "الأطلال" ابراهيم ناجي.

ممنوع على أبناء البيئة الخاضعة لحزب الله أن يرددوا مع أم كلثوم: هل رأى الحب سكارى مثلنا\كم بنينا من خيال حولنا\ومشينا في طريق مقمر\تثبُ الفرحة فيه قبلنا\وضحكنا ضحك طفلين معاً\وعدونا فسبقنا ظلنا. ابراهيم ناجي شاعر ملعون. وسيصدر "حزب الله" بلاغات بحث وتحر عن أنصار شاعر الأطلال في بيئة المقاومة الإسلامية لتحصينها ضد الفن الماجن. وإن لم يفعل ذلك مباشرة فقد يوعز للأهالي أن يتصرفوا بما يمليه عليهم الواجب الشرعي. والجميع يدرك ما يستطيعه الأهالي في الجنوب المحروس والبقاع العبوس والضاحية الشموس متى تعلّق الأمر بالأخلاق الحميدة. في إمكان الأهالي تغيير قواعد الإشتباك في الجنوب وإشعال حرب. في إمكان الأهالي تأديب اليونيفيل وطرد الكتائب غير المرغوب فيها. وفي إمكانهم تشكيل فرق نسوية مهمتها تنفيذ عمليات إطباق على عيادات متخصصة. يعتقد "حزب الله" أن أهالي كفرّمان كما أهالي برج قلاويه وزفتا جزءٌ لا يتجزّأ من منظومة "أهالي الحزب" والبيئة الحاضنة بالكامل لـ"المقاومة الإسلامية" وبالتالي لا يمكنه القبول بتعددية حزبية أو بوجود أصوات إعتراضية على سياسته وسلوكه الإجتماعي المتزمّت. قالها الشيخ نعيم قاسم بصراحته الحادة والمزعجة كـ"خر برّ" ينخر ضرس العقل: إن هدف حزب الله "إقامة الدولة الإسلامية والتي تكون جزءاً من المشروع الذي نؤمن به على مستوى العقيدة وعلى مستوى الثقافة"، والدولة هذه إن لم تقم بعدُ على كامل التراب اللبناني، فهي قائمة حيث يمارس حزب الله سلطته "الثقافية" وهيبته "الفكرية" متى وكيفما شاء. مرة جديدة إنتفض "الأهالي" في كفرّمان (يمثّلهم في البرلمان رئيس السن عبد اللطيف الزين) ضد المخلّين بالمعتقد الديني، ورفعوا عبر رئيس المجلس البلدي طلباً للمحافظ بإقفال ثمانية محال لبيع الخمر "ما يؤدي إلى نشر الفساد والمساس بالشعور الديني والشريعة الإسلامية لأهل البلدة...". عملاً بأحكام الدستور اللبناني والقوانين المرعية، واستناداً إلى رفض أكثرية اللبنانيين تطبيق أنظمة الشريعة الإسلامية، أُعلن كلبناني منذ أكثر 40 عاماً تضامني مع أحرار كفرّمان، كما تضامنت سابقاً مع محبّي البيرة (5% كحول) ضد قرارات المجلس البلدي لمدينة طرابلس. أتضامن بجملة مستعارة: كفرّمان Je suis.

 

ماذا حققت قيادة أميركا للعالم «من الخلف»؟

راغدة درغام/الحياة/15 كانون الثاني/16

أتى الخطاب الأخير للرئيس الأميركي الـ44، باراك حسين أوباما، حول حالة الاتحاد أمام الكونغرس، باهتاً بلا ذلك البريق الذي رافق انتخابه ودخوله إلى البيت الأبيض قبل 7 سنوات وسط تطلعات ودهشة واحتفاء عالمي. أوباما اليوم يبدو منقبضاً يعترف بأن أميركا باتت أكثر حقداً وتشكيكاً وانقساماً في عهده، ويعرب عن أسفه لعدم تمكنه من لمّ الشمل. إنما أوباما ليس آسفاً على كثير من الأمور بل هو متصلّب في إصراره على أن آراءه وسياساته صائبة، وهو مقتنع بأن تركته للتاريخ ستصنّفه رؤيوياً أنقذ الولايات المتحدة من العجرفة والحروب. هذا في نظره. في نظر الذين يلومونه على تقزيم قيادة الولايات المتحدة، وإضعاف نفوذها، فهو مثال الغرور والعناد ساهم جذرياً في تعميق الانقسام الأميركي. التاريخ سيحكم. وأوباما عازم على أن تتوّج إيران تركته عبر طي صفحة العداء معها – معترفاً بذلك بشرعية نظام الملالي والثورة الإيرانية بعد مرور 36 سنة وعبر الاتفاق النووي الذي أقر بحق طهران امتلاك القدرات النووية وأجّل إمكانية تطوير تلك القدرات كسلاح نووي لفترة 10 سنوات مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها والقبول بدورها الإقليمي المميز والقيادي. تركة أوباما للتاريخ شيء، وما يتركه وراءه عندما تنتهي ولايته بعد سنة شيء آخر. أي عالم ساهم الرئيس الديموقراطي باراك أوباما في نسجه؟ وهل ترك لخليفته مهمة أصعب أو أسهل مما ورثه عن جورج دبليو بوش الجمهوري؟ ثم هل يصنع رئيس لولاية أو اثنتين السياسة الخارجية الأميركية أم أنه حلقة من حلقات صنع هذه السياسة التي توضع تقليدياً لعشرين سنة إلى الأمام على الأقل؟

الذين يقدّرون أوباما ويعتبرونه رئيساً جيداً وسيسجل التاريخ انه منقذ أميركا يشيرون إلى سلسلة إنجازات من ضمنها، أولاً، أنه أحسن قراءة مزاج الرأي العام الأميركي ولبّى طلباته وأبرزها الانسحاب من الحروب التي خاضها الرئيس بوش انتقاماً من الإرهاب الذي ضرب الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001. الأكثرية الأميركية ارتدت على انتقامات بوش في حربي أفغانستان والعراق لا سيما بعدما تبيّن أن اتهام العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل أتى بناءً على أدلة مزورة. وقررت الأكثرية أنها لا تريد التورط في الانتقام ولا أن تخوض حروب الآخرين. هكذا قرأ أوباما المزاج الأميركي فانسحب من أفغانستان والعراق، بغض النظر إن كان الانسحاب متسرعاً، وقاوم دخول حلبة الحروب المباشرة أينما كان.

ثانياً، يشير المعجبون بباراك أوباما إلى انه تمكن من حماية الولايات المتحدة من عملية إرهابية كبيرة – حتى وإن اعترفوا بفضل بوش في ذلك على مضض. يرفعون إنجاز قتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن دليلاً على إنجاز ضخم وتحدياً لمن يتهم أوباما بالوهن أو الجبن أو الضعف. يشيرون إلى أن أوباما، كما بوش، تبنى عقيدة «لنحاربهم هناك كي لا نحاربهم في المدن الأميركية».

ثالثاً، يبارك المعجبون بالرئيس الـ44 عقيدة «القيادة من الخلف» التي تبناها أوباما والتي يرون فيها وسيلة لإبعاد الولايات المتحدة عن التورط في حروب باسم القيادة الأميركية التقليدية كدولة عظمى. يعتقدون أن تلك العقيدة رمت الثقل على الآخرين بدلاً من الأكتاف الأميركية وأنها، بذلك، صدّرت كلفة القيادة الاقتصادية والسياسية والميدانية إلى مَن يرغب بأن يسدّدها بدلاً من الأميركيين. في رأيهم، استطاعت الولايات المتحدة أن تمارس القيادة لا كلفة – وهذا إنجاز كبير.

رابعاً، بناءً على الانسحاب من مغامرة القيادة الهجومية، يرى داعمو أوباما أن ذلك ساعد في تحسين الاقتصاد ومكّن أوباما من التركيز على الاقتصاد الداخلي ومسائل محلية بالغة الأهمية مثل انخفاض نسبة البطالة. ومن وجهة نظرهم، أن التأمين الصحي المسمى «أوباما كاير» إنجاز.

خامساً، تحتفي القاعدة المؤمنة بعقيدة أوباما بإدارته للعلاقة مع الصين بعيداً عن المواجهة وعزمه على بناء علاقات تهادنية مع الدول التي لها تاريخ مواجهة مع الولايات المتحدة. وهم يرون أن سياسة «التحوّل شرقاً» بعيداً عن الشرق الأوسط سياسة حكيمة ومجدية. ففي رأيهم، حان الوقت للتخلص من علاقات تاريخية مع دول الشرق الأوسط، لا سيما النفطية، وذلك لأن لا حاجة لنفطها بعد اكتشاف ضخامة النفط الأميركي وبعد انخفاض أسعار النفط لدرجة سقوطه عن 30 دولاراً للبرميل. سادساً، المعجبون بسياسة أوباما ينظرون إلى العلاقة مع روسيا فقط من منظور درجة التشاور والتنسيق، إما لمعالجة الخلافات الجذرية أو لبناء شبه تحالف أميركي – روسي لمعالجة الأزمات كتلك التي في سورية. يُعجَبون أيضاً بقرار إدارة أوباما الأزمات مع روسيا نفسها كما في موضوع جورجيا مثلاً، وحتى في أعقاب استيلاء روسيا على القرم وفي الوقت الذي تُفرَض فيه عقوبات غربية على روسيا. فلغة حلف شمال الأطلسي (ناتو) تغيّرت في عهد باراك أوباما.

سابعاً، يوافق الداعمون لأوباما على سياساته نحو سورية بما فيها التراجع عن الخط الأحمر الكيماوي والخط الأحمر الآخر، أي رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة. يدعمونه في رفض التورط قبل خمس سنوات عندما انطلقت التظاهرات المطالبة بالإصلاح، أو الآن بعدما ساهم امتناع إدارة أوباما عن الانخراط في صنع كارثة إنسانية حصيلتها 300 ألف قتيل و9 ملايين مشرد ولاجئ وتحوّل سورية إلى المغناطيس الذي يجذب الإرهاب إليها. لا يوافق الداعمون على تحميل إدارة أوباما مسؤولية المساهمة عبر اللاانخراط، ويرفعون الأيدي استسلاماً للقدر عندما يُواجَهون بمقولة القيادة الأخلاقية الأميركية. فهم مرتاحون إلى أوباما في اعتباره أن لا عيب في التراجع عن الخطوط الحمر. ثامناً، لا مانع لدى أوباما أو لدى مؤيديه من مباركة تحالف روسي – إيراني مع نظام الأسد و «حزب الله» الذي تصنّفه واشنطن إرهابياً طالما أن الولايات المتحدة ليست متورطة في المستنقع السوري بعض النظر عن التغيير الجذري في موازين القوى الدولية والإقليمية. بل أن بعض ذلك التغيير مطلوب، بحسب المؤمنين بعقيدة أوباما.

تاسعاً، لم يواكب الذين يدعمون سياسات أوباما ما حدث بعد خطابه الشهير في القاهرة الذي دشّن فيه سياسات جريئة على نسق العزم على حل النزاع العربي – الإسرائيلي والمشكلة الفلسطينية. لم يرافقوا ذلك الاندفاع لأخذ النموذج التركي للحكم الإسلامي مثالاً صالحاً لتطبيقه في مصر. مثلاً، احتفوا بالتخلص من الرئيس المصري حسني مبارك وهرولوا إلى تبني «الإخوان المسلمين» كنموذج «الاعتدال» كما تراه تركيا. اعتبروا إسقاط مبارك إنجازاً لأوباما، على نسق القيادة من الخلف. وكذلك الأمر عند إسقاط معمر القذافي في ليبيا، مع أن ذلك كان قيادة من الأمام عبر وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، مستشارة الأمن القومي حالياً، سوزان رايس. المهم، أن إسقاط الرجلين في رأي مساندي أوباما هو إنجاز له، حدث في عهده.

عاشراً، الانفتاح على كوبا إنجاز. القضاء على مرض «ايبولا» إنجاز. الاتفاقية الدولية في شأن التغيير الماضي إنجاز. هكذا يعدد داعمو أوباما إنجازاته.

الذين يحمّلون أوباما مسؤولية سياسية وقيادية وأخلاقية يشيرون، أولاً، إلى وهم داعميه بأنه داعية سلام يداه نظيفتان من الدماء. يشيرون إلى حروب الطائرات بلا طيار (drones) التي لبّت، عملياً، رغبات الأميركيين. فطالما ليست هناك جثث أميركية عائدة على متن الطائرات، وطالما لا مشاهد تلفزيونية لأفعال أميركية خلّفت القتلى والدماء، فليكن. إنما واقع الأمر هو أن سياسة أوباما خلّفت وراءها الضحايا والدماء عبر حروب الـ «درونز» فارتاح الضمير الأميركي لمجرد أنه لم يطّلع ولم يشاهد. إنما هذا ليس المصدر الأساسي لمنتقدي أوباما الذي، في رأيهم، لبّى الانعزالية الأميركية الجديدة عبر لعب الأدوار الخفية.

أولى محطات الانتقاد هي أن أوباما هو الرئيس الذي مزّق التآلف الأميركي. فإذا كان بوش أطلق الانقسامات، فإن أوباما متّنها.

احتجاج المعارضين هو على استضعاف باراك أوباما للولايات المتحدة وتحويلها من دولة عظمى إلى نمر من ورق. هذا، في رأيهم، جعل روسيا تتحدث عن أميركا بأنها «العجوز» التي لا حيوية ولا نشاط فيها. والتي بالتأكيد ستتراجع. المعارضون يرون في «القيادة من الخلف» تفويضاً لأمثال روسيا وإيران، في جورجيا وفي سورية واليمن والعراق ولبنان، على حساب المصالح والقيم الأميركية. يقولون إن القائد الحقيقي ليس مجرد قارئ يحسن استنباض مزاج الناس، وإنما هو رؤيوي يحسن حماية المرتبة المميزة التي جعلت الولايات المتحدة تستفرد بمركز العظمة ولا تتخلى عن زمام القيادة.

يقول المعارضون لسياسات أوباما إن كلفة الانعزالية وسمعة الضعف والتخلي عن الحلفاء ستكون باهظة للولايات المتحدة مهما بدت الانعزالية واللامبالاة مريحة الآن. رأيهم نحو روسيا وإيران و «حزب الله» وبشار الأسد وكذلك الصين هو أن تلك سياسات أوباما ستثبت أنه ساهم في إنماء التطرف السنّي والشيعي، وأنه مكّن الميليشيات من أخذ زمام الأمور بأيديها بدلاً من الحكومات، وأنه أعطى إيران مفاتيح التسلط إقليمياً والتعالي على الولايات المتحدة، ورسّخ سمعة التخلي عن الأصدقاء والحلفاء وخيانتهم، ونصب روسيا زعيماً في الشرق الأوسط بشراكة مع إيران واستثمار التنافس والتصادم مع تركيا. رأيهم أن ثقافة الانتقام من تنصيب إيران كولي الأمر في عالم إسلامي بأكثرية سنّية ستسفر عن تقاعس الشريك السنّي الضروري في الحرب على «داعش» و «القاعدة» وكافة المنظمات الإرهابية.

تركة أوباما، بحسب الناقدين له، هي أنه في عهده، قُتِلَ مئات الآلاف من الضحايا المدنيين في مغامرة إسقاط القذافي ومغامرة بقاء الأسد. النأي بالنفس عن الإقرار بهذه الحصيلة لا يعفي من المسؤولية الأخلاقية ولا يليق بدولة عظمى تدعي التمسك بالقيم العليا.

الرئيس أوباما ما زال في صدد صنع تركته التاريخية لأنه وضعها في أيدي غيره وليس في يديه. الانتخابات الإيرانية في الشهر المقبل محطة اختبار. مسيرة الحرب السورية محطة اختبار. عمليات «داعش» في سورية والعراق إن امتدت إلى المدن الأميركية ستلغي جزءاً من التركة التي يتمناها أوباما. لعل التركة الثابتة هي أن الرئيس الـ44 رأى في العظمة ثقلاً لا تحتاجه ولا تريده الولايات المتحدة، فقرر «القيادة من الخلف» باعتبارها في صلب المصلحة الأميركية. هل كان هذا قراراً تفرد به، أو أنه محطة من محطات السياسة الأميركية البعيدة المدى؟ التاريخ لديه الجواب.

 

أوهام «الانتصارات» عند الممانعة

 وليد شقير/الحياة/15 كانون الثاني/16

تتعاظم احتفالية إيران والنظام السوري وحلفائه من الميليشيات، لا سيما «حزب الله»، بـ «الانتصارات» وبتغيير موازين القوى على الأرض في سورية وفي سائر ميادين الصراع القائم في المنطقة على طريق محاولة تثمير هذه الحملة في التفاوض والتسويات السياسية، فيما تؤشر هذه الاحتفالية إلى أنها تطلق مرحلة جديدة من الحروب والقتال والتناقضات على امتداد الإقليم. لا تأبه هذه الاحتفالية بكل الحملة الإعلامية التي انطلقت حيال الحصار اللاأخلاقي المشين لمضايا وغيرها من البلدات في سورية الذي يساهم فيه إلى جانب النظام، سلاح الجو الروسي قتلاً للمدنيين المحاصرين في سائر المدن، ولا إلى انعكاس إفشال المفاوضات في جنيف حول وقف الحرب في اليمن، تصعيداً للحرب فيها وحصد المزيد من الدمار والقتل للشعب اليمني الفقير. وهي لا تأبه أيضاً بكونها تهدف إلى تقويض قراري مجلس الأمن 2254 ومؤتمر الرياض تحضيراً لمفاوضات الحل السياسي، بالنسبة إلى سورية، و2216 بالنسبة إلى اليمن.

لا تعود مشكلة لدى «محور الممانعة» في هذه الحال، أن يعمل على معاكسة القوانين المحلية والعبث بها في بلد صغير مثل لبنان، تحت ضغط فائض القوة، كما حصل أمس في الإفراج- الفضيحة عن المتهم بالتخطيط لتفجيرات تطاول مدنيين وسياسيين ورجال دين، الوزير السابق ميشال سماحة.

فلطالما استهزأت دمشق بشار الأسد وإيران «الحرس الثوري» بالقرارات الدولية وبالقوانين المرعية، وعملتا على معاكستها عبر «الانتصارات الميدانية»، إلا إذا اضطرهما ميزان القوى إلى التسليم بها وظروف محاصرة أي منهما، كما حصل في شأن الملف النووي الإيراني الذي اضطر طهران لأن تقدم التنازلات التي ألح عليها المجتمع الدولي، وكما حصل للنظام السوري حين انسحب من لبنان عام 2005. كما أنها لا تكترث إلى أن هذه الحملة ستقود إلى مزيد من التوتر في العلاقات الإيرانية السعودية ولا إلى التضامن السياسي الواسع عربياً وإسلامياً مع الرياض ضد تدخل طهران في شؤونها والاعتداء على بعثاتها الديبلوماسية في إيران نفسها. فالقيادة الإيرانية تتجاهل ما صدر عن وزراء الخارجية العرب في القاهرة من إدانات لسلوكها، وستستخف بما يصدر عن الدول الإسلامية في هذا الصدد. بل هي تذهب إلى حد تحريض الغرب على الرياض كما جاء في مقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف لصحيفة «نيويورك تايمز»، من اتهامات للمملكة بأنها وراء الإرهاب. وإذا كانت هذه الاتهامات تهدف إلى التعمية على جموح التوسع والتمدد الثوري والمس بسيادة الدول وإسقاط الحدود، في السلوك الإيراني، فإن لها مفعولاً مزدوجاً: المساهمة في الموجة العنصرية ضد المسلمين في الغرب وأميركا من جهة، والاستعانة بـ «الشيطان الأكبر» مجدداً في مواجهة الخصوم من العرب والمسلمين، على قاعدة الوهم بأن التفاهم مع واشنطن سيؤدي إلى التسليم بنفوذ القيادة الإيرانية في الخليج على حساب الدور العربي، من جهة أخرى. فالعملية التي قام بها «الحرس الثوري» الإيراني في الخليج باحتجاز بحارة أميركيين ثم الإشادة الأميركية بالإفراج عنهم، اعتبرهما القادة الإيرانيون أمس رسالة إلى السعودية ودول المنطقة عن «القوة» التي تتمتع بها طهران، وعن أن أمن الخليج «في عهدة إيران وليس بمقدور أميركا عدم مراعاة قواعد هذه اللعبة»، كما قال رئيس لجنة الأمن القومي والخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أمس.

تخالف الاحتفالية بالانتصارات حقائق لا تلبث أن تظهر في كل مرة، فلطالما دعا الإيرانيون وحلفاؤهم الخصوم إلى التسليم بانتصار النظام في سورية وحلفائهم الحوثيين في اليمن، حتى عادوا فاستنجدوا بالروس وأكثروا من الصراخ عن «مظلومية» أدواتهم اليمنية وأنها متروكة من سائر دول العالم، بعد أن لقيت الصد من التحالف العربي والشرعية اليمنية. والوقائع أثبتت أن الحرب في سورية كر وفر، وأن تمكن النظام وإيران من استعادة مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة، لا سيما المعتدلة، هو محاولة لتكريس الأمر الواقع بتقسيم بلاد الشام بين 3 دويلات، لن تكون قادرة على ضمان مقومات الحياة والديمومة، لأنها سترسم خريطة المرحلة الجديدة من الحروب المقبلة. حديث الانتصارات وتضخيمها المفتعل في هذه الحال، سيتحول مآزق متتالية تزيد من ارتفاع منسوب الحساسيات المذهبية في المنطقة، وتعاظماً للإنفاق على الحروب والمواجهات المفتوحة. فالذين يوهمون أنفسهم بها ينقطعون عن الواقع ويتخيلون أن ما من خصوم يقفون في مواجهتهم، فيتفاجأون حين يتصدون لهم. وهكذا دواليك.

 

العرب وإيران وتركيا

 محمد علي فرحات/الحياة/15 كانون الثاني/16

تتبلور في هذه المرحلة الدموية نزعة عربية قومية ترفع الإسلام المعتدل شعاراً لنفسها وللعالم، وتحدّ من أطماع الإسلام السياسي القومي وأخطار الإرهاب اللابس ثوب الإسلام. والحال أن الإسلام السياسي عندما يصل إلى سدة الحكم يجد نفسه أمام مفترق، فإما طريق الأممية الإسلامية التي تهدم مؤسسات الدولة بمعناها الوطني او القومي لتحضر في صورة أيديولوجيا دينية نقيّة تعتبر نفسها مهيأة للامتداد في العالم الإسلامي، على رغم معوّقات الوطنية والقومية واللغة والمأثور الاجتماعي. والطريق الأخرى هي التآلف مع القومية وتغذيتها بالأيديولوجيا الدينية بما يضفي شيئاً من القداسة على الحاكم (يُفضّل هنا أن يكون معمماً وإذا تعذّر أن يكون مدنياً يكثر من الاستشهاد بالقرآن والحديث).الطريق الأولى اعتمدها «الإخوان المسلمون» في مصر ورئيسهم محمد مرسي، فحطوا من شأن الوطنية المصرية ورموزها وصولاً إلى تحطيم تماثيل طه حسين وغيره، وعقد بعضهم العزم على تحطيم الآثار الفرعونية كونها تستحضر في رأيه عبادة الأوثان، وقد فشل «الإخوان» في تطويع المجتمع المصري ودولته العميقة، لكون المجتمع المصري قادراً على استيعاب المختلف. وهنا تحضر أمثلة لا تحصى لشخصيات وأفكار غريبة جعلها المصريون أليفة «من أبناء البلد». لم يعتمد محمد مرسي نهج إيران وتركيا في مصالحة الإسلام والقومية، ولم يستجب تحديداً لنصائح رجب طيب أردوغان حين زار القاهرة مهنّئاً «إخوانه» بحكم مصر وناصحاً إياهم بقيادة دولة ذات بنية علمانية، كشأنه في حكم تركيا. «الإخوان» يكتفون من الجهاد اليوم بعرقلة الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمصريين، من باب «عليَّ وعلى أعدائي»، فيما يبدو الإسلام السياسي المتآلف مع الوطنية والقومية، ممثلاً بإيران وتركيا، الحاضر الأكبر في الشرق الأوسط، على رغم مواجهته تحدّيات عدة، أبرزها الإرهاب المسلح الرّافع شعارات متزمتة تخيّر المسلم بين الخضوع أو الموت قتلاً. وإذا كان الإرهاب يبدو عدواً لدولة الإسلام السياسي القومية، فهو في الواقع أداة لقيادات هنا وهناك، في هذه الدولة أو تلك. لذلك نلاحظ ارتباك دلالات الجرائم الإرهابية وتعدّد قراءاتها والغموض الذي تشكّله لأي مراقب عقلاني. تركيا دولة إسلام سياسي قومية في عهد رجب طيب أردوغان وحزبه، وهي تحاول مزج النزعة الطورانية بالإسلام السياسي الأكثري، مقدمة نفسها لأوروبا دولة حديثة، وللعالم الإسلامي وريثة شرعية للعثمانيين، ولأتراك العالم مركزاً يرعاهم أينما كانوا: من خليج البوسفور حتى شمال الصين. وإيران تملك المواصفات نفسها، مع الفارق: إنها طوّعت الإسلام الشيعي بواسطة نظرية «الولي الفقيه» لتؤهله لحكم دولة إسلامية، دولة أدركت بسرعة عجزها مذهبياً عن قيادة العالم الإسلامي فعمدت إلى الضغط على شيعة هذا العالم ليعتبروها قائدة لهم. وأن قوميتها الفارسية ذات امتداد يمثل جزءاً كبيراً من إيران لكنه لا يتجاوز حدودها. على صعيد آخر، يبدو العالم العربي، بمشكلته الفلسطينية المزمنة وبارتدادات زلزال ثورات الربيع، بمثابة الساحة الأثيرة للإسلام السياسي القومي في صيغتيه التركية والإيرانية. هنا تصارعت أنقرة وطهران وتتصارعان بالواسطة، حتى ضاق العرب بالمآسي الإنسانية التي يخلفها هذا الصراع. وبدأت في التبلور نزعة قومية عربية تتمحور الآن حول المملكة العربية السعودية، وهي مرشّحة للنمو لتعود للعالم العربي صورته القومية المعتدلة (بخلاف صورتيه الناصرية والصدّامية)، وصورته الإسلامية المنفتحة على العقائد الأخرى، والمرشحة للتخلُّص من العصبيات الإرهابية. وفي هذا المعنى سيحضر العرب، ولو بعد حين، باعتبارهم علامة سلام يحتاجها العالم.

 

كيف اندمجت المقاومة والعداء للغرب بفشل الثورات العربية؟

 حسام عيتاني/الحياة/15 كانون الثاني/16

ليست سخرية سوداء أن يحتج «حزب الله» على «تشويه صورة المقاومة» عند تناول إعلامه الحربي الحملة الداعية إلى فك حصاره عن بلدة مضايا السورية. فلدى الحزب الذي يتولى منفرداً تطويق عشرات آلاف السوريين، تعريفه الخاص للمقاومة الذي يتعارض مع بقية التعريفات الرائجة في نواحٍ، ويتقاطع معها في نواح ثانية. ينجم التعارض والتقاطع هذان عن امتزاج مفاهيم عدة تعرضت كلها لاستغلال سياسي حتى الإنهاك. ولم يعد واضحاً الفارق بين المقاومة والممانعة، ولم يعد أحد يسأل هل الممانعة تيار يساري أم يميني أو بالأحرى هل من معنى لهذا السؤال إذا استبعد منه مضمون العداء الغريزي للغرب؟ ثم كيف يمكن تعريف وإدارة علاقة المقاومة بالدولة؟ تساهم العودة إلى بدايات «حزب الله» في الثمانينات في فهم أفضل لحاضره وعمله. في تلك المرحلة، نشأ الحزب رداً على الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، لكنه انشغل في الوقت ذاته بفرض قيم يراها إسلامية على الجماعة التي ظهر فيها وعلى باقي الجماعات بدرجة أقل. نشط عناصر «حزب الله» في مطاردة أشكال الاختلاف مع رؤيتهم للمجتمع الإسلامي، وملاحقة محال بيع الخمور في أماكن وجوده وإقامة «المصليات» في الأحياء السكنية لأهداف من بينها تعزيز قبضته الأمنية وفرض سلوك معين على القاطنين في «مناطقه».

تراجعت حدة هذه الممارسات بعد اندلاع حرب الحزب وحركة «أمل» في 1988، والتي استمرت إلى 1990، ثم خفّت أكثر بعد استثناء الحزب من نزع سلاح الميليشيات في التوافق الإيراني – السوري على تقسيم العمل داخل الكتلة الشيعية، والذي أفضى إلى تفرغ «حزب الله» لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحييده عن التدخل في الشأن الداخلي ولو إلى حين، مع إبقاء مقدار من السلطة الاجتماعية له – إذا جاز التعبير - في مناطق انتشار الطائفة الشيعية. لم يكن ثمة تناقض بين محاولات تعميم سلوك اجتماعي معين ومحاربة إسرائيل والتقاتل مع حركة «أمل» (وقبل ذلك المساهمة في تصفية الناشطين اليساريين في عملية لاستعادة الشيعة إلى طائفتهم ولو قسراً). وبالمقدار ذاته ليس من تعارض بين الحرص على «صورة المقاومة» وحصار مضايا وبقين، وقبلهما الزبداني وتهجير القصيْر وإرسال مقاتلين «إلى حيث يجب أن نكون»، وفق ما أعلن زعيم الحزب. بالأحرى يمكن الحديث عن تجانس عميق في هذا الخطاب، بغض النظر عن اعتراضات من كان يرى في المقاومة وسيلة سامية لتحرير الأرض وتحرر الإنسان.

في الواقع، لم يخدع «حزب الله» أحداً في أي يوم في شأن فهمه للمقاومة، ولم يكذب كذباً بواحاً، ولم يعلن عكس ما كان يضمر. كان خطابه الرسمي في مرحلة التسعينات التي تعايش فيها مع حكومات رفيق الحريري ومع الوصاية السورية، يؤجل بحث المسائل الوطنية (شكل النظام بعد اتفاق الطائف الذي سجل الحزب اعتراضاً مبدئياً عليه يوم إقراره) والقضايا الاجتماعية، إلى ما بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب. في سبيل ذلك، عمد إلى تبني سلسلة من المناورات التي تقوم على تجنب التورط في الصراعات الداخلية ودفع القوى الأخرى إلى تحمل أعباء المواجهات التي شهدتها الفترة الممتدة من إقرار التعديلات الدستورية التي جاء «الطائف» بها إلى لحظة اغتيال رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري في 2005، حيث تغير المعطى السياسي المحلي تغييراً جذرياً. والحزب ليس غريباً عن منطق المقاومة على ما يحاول بعض نقاده الإيحاء به. بل إننا نجد هنا تناغماً مع مقولة المقاومة باعتبارها إشهار الجماعة آليات الدفاع، المسلح والسياسي والثقافي، عن تماسكها الداخلي في وجه الخطر الآتي من الخارج. في بداية الثمانينات، كان الخطر على الجماعة الشيعية التقليدية متعدد المصدر: النفوذ اليساري، الهيمنة الفلسطينية، العدوان الإسرائيلي. «حزب الله»، بهذا المعنى، هو الرد الجذري على التهديدات تلك. وليس عبثاً أنه ظهر في رعاية إيرانية مباشرة في الأيام التي تلت اقتحام إسرائيل الجنوب وانهيار قوات منظمة التحرير وحلفائها هناك. كان ممثلو التيار الأشد التصاقاً بالهوية الطائفية الذين جاؤوا من تجارب تنظيمية مختلفة (حركة «أمل» و «حزب الدعوة» وحركة «فتح» على الأغلب) هم الذين حملوا مشروع إنقاذ الطائفة من خسارتها رهاناتها باحتلال موقع رئيس في لبنان ما بعد الحرب الأهلية، وهي الخسارة التي لاحت مع انهيار التحالف اليساري – الفلسطيني بعدما دفعت الرهانات الشيعة إلى انخراط واسع في صفوف الأحزاب اليسارية والتنظيمات الفلسطينية، إثر انحسار اهتمامهم بالولاءات الإقطاعية التي ثبُت عجزها عن تغيير حصتها من السلطة وفق صيغة 1943.

وعلى غرار باقي حركات المقاومة، يرتبط «حزب الله» بفضاء ثقافي ذي بعد تحرري. لكنه تحرر من نوع خاص يحيل إلى الإرث الشيعي الكربلائي ورفض الظلم الذي لحق بآل البيت النبوي كموقف تأسيسي من رؤية إلى العالم. لهذه الرؤية حيزها المشترك مع قيم العدالة والحرية الكونية، لكنها في المقابل ترتبط بتفسيرات دينية (ثيولوجية) وقيامية (اسكاتولوجية) خاصة تتغير بتغير الظروف المحيطة بالجماعة الحاملة لها، على ما يفيد تاريخ التشيع وموقفه من السلطات السياسية المختلفة والعلاقة المركبة بين المؤسسة الدينية والدولة بمعناها الواسع منذ ظهور الدولة البويهية مروراً بالإمبراطورية الصفوية وصولاً إلى مقولة «ولاية الفقيه» واعتمادها في دستور الجمهورية الإسلامية الايرانية بعد ثورة 1979.

عليه، يتعين التشديد على صفة «الإسلامية» التي يُلحق بها «حزب الله» كل تناول لمقاومته. هي مقاومة إسلامية – شيعية، ضمن منطق المقاومة التي تدافع عن هذه الجماعة ومصالحها وترفع جسوراً وطيدة مع المنتمين إليها أمتن من الصلات مع شركاء في الوطن من جماعات مختلفة دينياً ومذهبياً.

وليست نادرة مساعي ربط التراث الشيعي المُطالب بالعدالة بقيم التحرر الإنساني، وقد تولاها يساريون في العراق وإيران ولبنان في الحقبة التي امتدت بين الخمسينات والثمانينات، أي إلى حين ظهور «أصحاب الحق» في تقديم الخطاب الشيعي الداعي إلى العدالة المترافقة مع توسيع الموقع السياسي. محاولات تزويج اليسار بالتشيع لم تنته بعد ووجدت من يحييها على أساس ضم إيران و «حزب الله» إلى محور عالمي مناهض للإمبريالية الأميركية وللصهيونية، من دون تمحيص في مضمون هذا المحور الناهض على ركام التجربة السوفياتية وشعبويات أميركا اللاتينية وأنظمة الاستبداد العربي والآسيوي. «فالمقاومة» لا تسائل هذا المحور عن القيم المشتركة التي ينهض عليها ولا عن مضمونه التحرري والإنساني ولا عن فهمه لمسائل العدالة الاجتماعية وتداول السلطة والحريات العامة وإعادة توزيع الثروة. يكفي المقاومين أن المحور الممتد من بكين إلى كراكاس يعادي الولايات المتحدة وحلفاءها. كيف يُدار هذا العداء؟ إلامَ يهدف؟ ما هي البدائل التي يقترحها والسياسات التي يدعو إليها؟ كيف يتصور المحور الأنظمة السياسية التي يجب أن تحل مكان الحكومات العميلة للغرب والمختبئة في ظله؟ كيف سيتدبر مواطنو هذه الدول معيشتهم؟ لا جواب. لكن الافتقار إلى الإجابات عن هذه الأسئلة لا يصدر عن فهم خافٍ عن الأنظار سيُعلن عنه «في المكان والزمان المناسبين» – على ما تقول العبارة البعثية المبتذلة – بل يصدر عن تبنٍّ عميق لكل سياسات المحور الغربي الكبرى التي يحتج عليها «المقاومون» من بوتين إلى (الرئيس الفنزويلي نيكولاس) مادورو مروراً بالفقيه والسيد والممانع والمقاوم ومن يحذو حذوهم. إنها ذات سياسات الغرب المعولم والنيوليبرالي اقتصادياً واجتماعياً وذات المقدار الهائل من التفاوت في توزيع الثروات والاستغلال اللذين لا تقوم أي سياسة تحررية من دون اتخاذ مواقف جذرية حيالهما، وهي نجدها مطبقة في الصين وروسيا فيما تقوم برجوازية متحالفة مع رجال الدين بمهمة مشابهة في إيران. السلطة، إذاً، هي عنوان هذه المشاريع. سلطة متربحة دموية وفئوية لا تبالي حتى بالغلالة الكاذبة من الديموقراطية والتعددية التي يقول الممانعون أن حكومات الغرب البرجوازي تستر عوراتها بها.

لعل في هذه النقطة يكمن الإفلاس الكامل لمشروع الممانعة والمقاومة، أي باعتماده الضدية لمقولات الغرب. تتحول في السياق هذا حقوق الإنسان والحريات والديموقراطية ودولة القانون والدستور وحتى دولة الرفاه، إلى ما تقول الممانعة أنه مجرد شعارات يرفعها الغرب لخداع شعوبنا وإشغالها عن مقاومة الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية. أما كيف تعيش شعوبنا، فلا أهمية لذلك. ولا مانع من أن يهتم «الأذكياء» في محور الممانعة بتسليط الضوء على كل نقاش في الغرب يتناول هذه القيم والتشكيك بها باعتباره دليلاً صلباً على سطحية ما يدعو الغرب إليه، من دون أن يذكروا أن التشكيك والنقد والنقد الذاتي من الآليات التي اعتمدتها الحداثة الغربية في مسيرتها التاريخية، وأن الاعتراض على أوجه القصور والخلل، حتى لو كان بنيوياً على ما بين التراث الماركسي، يأتي من داخل المجتمع الحديث لتغييره بل تدميره (على ما دعا الفوضويون) ولكن ليس لإعادة بنائه في أماكن بعيدة جغرافياً مع نقل السلطة فيه إلى شرائح مشابهة لا تقل شراهة وجوعاً إلى امتيازات السلطة المطلقة عن تلك الحاكمة في الغرب الإمبريالي.

غني عن البيان أن من واجب العرب، بعد إخفاق ثوراتهم في الأعوام الخمسة الماضية، أن يقفوا من الغرب ودعاواه موقفاً متشككاً بل مستريباً، وأن يجروا نقاشاتهم المعمقة لمجريات هذه الأعوام وما كشفته وهو كثير من نفاق الغرب وانتهازية سياسييه وانحيازاته المعلنة والمضمرة التي صب أكثرها في غير مصلحة مشاريع التغيير والديموقراطية والحكم الصالح في بلادنا. بيد أن هذه المراجعة شيء، والاعتراض المبدئي والضدي الجذري عليها شيء مختلف تماماً. ويكفي صمت الغرب وتفرجه على قصف النظام السوري الغوطة بالسلاح الكيماوي في 2013 ليستدعي نقاشاً واسعاً في صفوف مؤيدي الثورات العربية عن معنى ثوراتهم ووجهاتها ومعنى الرغبة في الانتماء إلى العالم والعصر والخروج من حكم العصبيات الأهلية في وقت ينأى الغرب بنفسه عن المساهمة في تعميم القيم التي يقول أنها كونية. إلى أين يقود هذا الكلام؟ أولاً، إلى أنه ينبغي على المقاومة لتتجاوز مجرد كونها أداة للدفاع عن الجماعة الأهلية ولحمتها التقليدية، أن ترتبط بمشروع تحرري يغيّر أشكال الحكم والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية تغييراً جذرياً، لا أن تعيد إنتاج الأنماط القديمة من الاستغلال والاستلاب. بكلمات ثانية، يجب أن تحدد المقاومة موقفها من قيم العدالة والحرية والديموقراطية بكل معاني القيم هذه، تحديداً واضحاً. ثانياً، إلى أن العالم والغرب ليسا مدينين للعرب الذين ثاروا في الأعوام الخمسة الماضية بأي شيء. فالثورات العربية قامت من أجل الخلاص من أنظمة الاستبداد لا تلبية لنداء صدر من الغرب. والاستمرار في إلقاء اللوم على أميركا ورئيسها أو على أوروبا لإخفاق الثورات يتعارض مع المبدأ البسيط لـ «حق تقرير المصير» ولاعتبار الشعوب العربية بلغت سن الرشد ويجدر بها صناعة مستقبلها بأيديها. ثالثاً، إلى أنه حريّ أن تنتهي مهزلة إدغام المقاومة والممانعة واليسار واليمين والتطرف والاعتدال في خطاب واحد. لقد أظهرت التجربة لكل ذي بصر أن ما من شيء يربط المقاومة باليسار، على سبيل المثل، إذا أبعد عن هذين المفهومين العداء المراهق للغرب.

قد يكون في الأسطر أعلاه الكثير مما جرى التطرق إليه سابقاً، لكنه كثير من النوع الذي تتعين العودة إليه بين الحين والآخر.

 

تجويع مضايا والمشروع الإيراني في سوريا

خيرالله خيرالله/العرب/15 كانون الثاني/16

هناك نية واضحة لدى إيران في إعطاء الصراع الدائر في سوريا طابعا مذهبيا، على الرم من أنه صراع بين شعب يسعى إلى استعادة كرامته من جهة، ونظام يعمل من أجل استعباده.

أبعد من حصار مضايا، ثم سماح النظام السوري و”حزب الله” بإدخال مواد غذائية إليها، الإصرار لدى جهة معيّنة تقف وراء الحزب على الربط بين مضايا السنّية وقريتيْ كفريا والفوعة الشيعيتين. هناك نيّة واضحة لدى إيران في إعطاء الصراع الدائر في سوريا طابعا مذهبيا، على الرغم من أنّه صراع بين شعب يسعى إلى استعادة كرامته من جهة، ونظام يعمل من أجل استعباده. من هذا المنطلق، لم يكن الحصار الذي استهدف مضايا وتجويع أهل البلدة القريبة من الحدود اللبنانية والذين يقدّر عددهم بنحو أربعين ألفا، مستغربا. إنّه حصار يأتي في سياق عمليات التهجير والحصار التي مارسها النظام السوري منذ قيامه، أي منذ تفرّد حافظ الأسد بالسلطة في خريف العام 1970. الجديد الآن البعد الذي أخذه حصار مضايا. يتمثّل هذا البعد في الانتقال من إفقار سوريا والسوريين.. إلى تجويع البلدة. لم يتغيّر شيء في نصف قرن. كان مطلوبا في كلّ وقت إخضاع السوريين بكلّ الوسائل المتاحة، بما في ذلك تيئيسهم وتحويلهم إلى عبيد في خدمة النظام الأقلوي. لذلك استُحضر علويون لاستيطان مناطق خاصة بهم في المدن الكبرى، مثل دمشق وحلب وحمص وحماة وفي طول الساحل السوري وحيث وجدت مدينة سورية ذات شأن.

حيث لا وجود لكثافة سكّانية علويّة، خصصت أحياء جديدة في المدن الكبرى لهؤلاء. شغل هذه الأحياء جنود وضباط ينتمون إلى حاميات مرابطة في تلك المدن أو في مواقع قريبة منها. أما القرى الجبلية التي جاء منها العلويون إلى المدينة ليكوّنوا السلطة الأمنية فيها، فقد اشترى أراضيهم فيها المتمولون الكبار من أبناء الطائفة. وبين هؤلاء عدد لا بأس به من كبار الضبّاط المعروفين. استطاع حافظ الأسد، منذ احتكاره السلطة، تغيير طبيعة المدينة السورية وذلك في ظلّ كرهه لأهلها وحذره منهم. كان هدفه الدائم، وهو البعثي القديم المؤمن بحلف الأقلّيات، ترييف المدينة وفي باله كبار الضباط السنّة، الآتين من المدن الكبيرة، الذين تخلّص منهم الواحد تلو الآخر بعدما استطاع إعادة تركيب الجيش على طريقته، وبما يتلاءم مع النظام الأمني الذي أقامه.

خضع أهل دمشق الذين يمتلكون مزاجا مسالما، فيما جرى تطويع حلب وحمص وحماة بالحديد والنار. كانت هناك انتفاضة في حلب في العام 1980. بلغت حصيلة تلك الانتفاضة التي لم يعد يتحدّث عنها أحد ما يزيد على خمسة آلاف قتيل.

وفي العام 1982، انتفضت حماة فأزيلت أحياء كاملة من المدينة عن بكرة أبيها وشرّد أهلها. أمّا عدد الضحايا، فزاد على عشرين ألف قتيل. هناك عائلات كاملة أُبيدت على يد قوات تابعة للنظام. كان كبار الضباط العاملين في خدمة النظام، على رأسهم رفعت الأسد، يتبارون في مجال ممارسة الوحشية في المدينة وحيال أهلها بحجة أن القتال دائر مع “جماعات إسلامية متطرّفة لجأت إلى الإرهاب”. أمّا حمص، فكانت موضع ضغوط مستمرّة. كان مهمّا للنظام تعزيز الوجود العلوي فيها، على حساب السنّة والمسيحيين أيضا، نظرا إلى موقعها الاستراتيجي على الطريق الذي يربط بين دمشق والساحل السوري حيث الثقل العلوي.

كان الهدف من تدجين المدن الكبرى، أيّام الأسد الأب، تدريب المواطن السوري على الانصياع والرضوخ لشعار “سوريا الأسد”، أي لسوريا التي تمتلكها العائلة الحاكمة.

ما يحصل في مضايا التي تعرّضت ولا تزال تتعرّض الآن لحصار يشارك فيه “حزب الله” اللبناني، لم يعد يستهدف الترويج لـ”سوريا الأسد” وفرضها كواقع على السوريين الانصياع له. ما يحدث اليوم يأتي في سياق إقامة الدويلة العلوية المرتبطة بممرّ إلى قسم من الأراضي سهل البقاع اللبناني يسيطر عليها “حزب الله”. يحصل ذلك بعدما حوّل الحزب نفسه وصيّا على الدولة اللبنانية وعلى شؤون اللبنانيين. المخيف أن العالم، على رأسه الإدارة الأميركية، يتفرّج على المأساة السورية، وهي مأساة تتمّ فصولا وتشمل عمليات تطهير ذات طابع مذهبي.

المؤسف، أن لا وجود لأيّ رد فعل دولي على الجرائم التي يتعرّض لها السوريون يوميا. من الواضح أنّ هناك مشاركة روسية وإيرانية في عملية تهجير السوريين من أرضهم، وتنفيذ عملية تبادل سكاني من منطلق مذهبي. كان ملفتا مسارعة إيران والناطقين باسمها من لبنانيين وغير لبنانيين إلى الربط بين حصار مضايا من جهة، والقرى الشيعية، مثل الفوعة وكفريا، القريبة من حلب من جهة أخرى. الهدف الإيراني بات مكشوفا. خلاصته أنّه ما دام ليس في الإمكان السيطرة على سوريا كلّها، خصوصا في ضوء سقوط النظام، ليس ما يمنع القيام بعملية جراحية تؤدي إلى تقسيم الكيان السوري بإشراف بشّار الأسد الذي فقد منذ فترة طويلة قدرته على اتخاذ أيّ قرار ذي شأن. مفهوم لماذا تريد إيران ذلك وتسعى إلى تحقيقه عبر “حزب الله” وميليشيات جاءت بها من العراق وغير العراق. هناك مشروع توسّعي إيراني يقوم أساسا على إثارة الغرائز المذهبية، ولكن ما ليس مفهوما أين مصلحة روسيا التي تستهدف المعارضة المعتدلة في تقسيم سوريا؟ هل التغاضي عن تجويع مضايا يمكن أن يفيد موسكو في شيء؟ يعتقد فلاديمير بوتين أن في استطاعته استغلال السياسة الأميركية المتسمة باللامبالاة تجاه المأساة السورية لإثبات أنّ روسيا استعادت مواقعها في الشرق الأوسط. إنه تفكير ينمّ عن قصر نظر في أحسن الأحوال. يمكن أن تربح روسيا في المدى القصير، خصوصا أنّها تنسّق عن كثب مع إسرائيل. ولكن هل سينسى أهل المنطقة من العرب، خصوصا أهل سوريا، من وقف معهم ومن تعمّد تجويعهم وتهجيرهم؟

لن يصنع تجويع مضايا من روسيا قوّة عظمى، ولن تحقّق إيران أي هدف من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، مهما طال الزمن ومهما تفنّن “حزب الله” في تطوير أساليب الحصار للقرى والبلدات السنّية السورية القريبة من الحدود اللبنانية.

سيبقى تجويع مضايا وصمة عار على جبين كل من ساهم في الحصار وكلّ من عمل من أجل تقسيم سوريا. صحيح أنّ هذا التقسيم صار واقعا، لكنّ الصحيح أيضا أنّ المأساة السورية لا يمكن إلا أن ترتدّ على الذين أشعلوا نارها. من كان يصدّق أن الشعب السوري مستمرّ في ثورته منذ أربعة أعوام وعشرة أشهر. من كان يصدّق أن السوريين سيصمدون كلّ هذا الوقت في وجه “داعش” وكلّ الدواعش السنّية والشيعية.. وفي وجه الإمبريالية الروسية التي تدّعي قتال “داعش” في حين أنّها في الواقع شريك فعّال في الحرب على الشعب السوري لا أكثر ولا أقل؟

هذه الإمبريالية الروسية تبدو أكثر من أيّ وقت شريكا في عملية التبادل السكّاني التي تشهدها الأرض السورية، والتي هي جزء لا يتجزّأ من المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة.

 

إسطنبول في مرمى إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية

إدريس الكنبوري/العرب/15 كانون الثاني/16

هل ستكون الهجمة الأخيرة لداعش

تشبه عملية إسطنبول التركية، التي نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية”، العمليات التي نفذها نفس التنظيم في العاصمة الفرنسية باريس قبل أسابيع، من حيث طبيعة الأهداف والرسالة السياسية منها. فكما حصل في باريس لم يستهدف التنظيم في إسطنبول مواقع حكومية أو أماكن ذات رمزية سياسية معينة، ففي باريس استهدف التنظيم مواطنين عاديين في قلب العاصمة للتأثير على المعنويات السياسية للحكومة الفرنسية، وخلق نوع من الغضب في أوساط الرأي العام الفرنسي. أما في إسطنبول فقد استهدف التنظيم سياحا أجانب، في قلب المدينة الشهير بحركته السياحية التي لا تتوقف طيلة النهار وإلى وقت متأخر من الليل، بهدف التأثير على العصب الحساس لتركيا، المتمثل في الرواج السياحي. وفي كلا البلدين كانت الرسالة السياسية للتنظيم هي الانتقام، بسبب السياسات التي بدأ البلدان ينخرطان فيها، في ما يتعلق بمواجهة هذا التنظيم الإرهابي المسلح.

رغم أن العملية الأخيرة في إسطنبول كانت الأقل من حيث عدد الضحايا، مقارنة بعملية أنقرة التي خلفت حوالي مئة قتيل في أكتوبر الماضي، إلا أنها من الناحية السياسية تشكل اختراقا يفوق العملية السابقة، إذ حصلت في الوقت الذي توجد فيه البلاد في حالة تأهب قصوى منذ قرابة أربعة أشهر، تحسبا لتفجيرات إرهابية، كما أنها حصلت في منطقة تشكل محجا للسياح الأجانب، يفترض أنها تخضع لحماية أمنية قصوى، زد على ذلك أنها وقعت في ساحة توجد في المنطقة الأوروبية؛ وهو ما يعني أن التنظيم وجه ضربة موجعة ومهينة للحكومة التركية.

لم تكن تركيا بحاجة إلى هذه العملية الدموية لكي تدرك بأنها أصبحت في مرمى تنظيم الدولة الإسلامية، ففي العام الماضي حدثت القطيعة بعد سنوات من التلكؤ الذي جعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهجا للتخاطب مع بلدان الجوار الإقليمي ومع التحالف الدولي على السواء، وهو نهج لم يثمر سياسة واضحة من الجانب التركي تجاه قضية الإرهاب، حتى بعدما تجاوز الوضع السوري النقطة الحمراء وتحول إلى حالة إقليمية ودولية، وعنوانا على التلاقي الغريب والمفاجئ ـ في تاريخ الصراع ضد الاستبدادـ بين المقاومة والإرهاب.

تركيا ظلت تتعامل مع التنظيم الموجود على حدودها كورقة سياسية في مخططها الإقليمي الرامي إلى تحقيق المزيد من النفوذ في المنطقة

الأمر الواضح الذي لا يقبل المماحكة أن تركيا لم تنجز ذلك التحول في موقفها من إرهاب تنظيم الدولة بدافع القناعة السياسية الذاتية، ولا بدافع من نقد ذاتي لسياستها السابقة، وإنما حصل ذلك بسبب الضغط الدولي، والأميركي منه بالخصوص، الذي دفع أنقرة إلى إعادة النظر في حساباتها وفتح قاعدتها العسكرية “إنجرليك” لطيران التحالف الدولي. فقد ظلت تتعامل مع التنظيم الموجود على حدودها كورقة سياسية في مخططها الإقليمي الرامي إلى تحقيق المزيد من النفوذ في المنطقة، وكانت ترى فيه ضمانة لمستقبلها في ما بعد الانتهاء من الملف السوري. ذلك أن أردوغان، الذي تراوده طموحات الزعامة خارج بلده، لم يتردد منذ اليوم الأول لنشوب النزاع في سوريا في مد المعارضة السورية المسلحة بالعون والمساندة، وعينه على إسقاط نظام بشار الأسد، مقتنعا بأن هذا الأخير إذا سقط فسيسقط في يده. وعندما نشأ ما يسمى بـ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” استمر في مواصلة دعمه لها، من خلال غض الطرف عن الآلاف من المقاتلين العرب والأجانب الذين كانوا يعبرون التراب التركي، ظنا منه أن التنظيم سيلعب دور المعارضة المسلحة الأكثر جذرية للنظام السوري، ومن ثم انخرطت أنقرة في سياسة مغايرة لسياسات بلدان المنطقة وترددت في الالتحاق بالتحالف الدولي ضد التنظيم المسلح، حرصا على عدم إفساد مخططها.

وعلى الرغم من التحول الذي حصل في موقف أنقرة من التنظيم المسلح، نتيجة المآسي التي خلفتها التفجيرات في الأشهر الأخيرة، إلا أنها ما تزال في موقف حرج لناحية الحسم في مستحقات هذا الموقف. فهي تحاول الجمع بين تنظيم الدولة وبين التنظيمات الكردية داخل وخارج تركيا في نسق واحد، الأمر الذي سوف يؤثر على أي سياسة أمنية قوية تريدها ضد التنظيم الأول. إذ رغم التقائها والأكراد في مواجهة عدو مشترك، إلا أنها تنظر بعين الشك إلى إنجازات الجانب الكردي في ما يتعلق بالحرب ضد مقاتلي تنظيم البغدادي في سوريا والعراق، حيث ترى أن هذه الإنجازات يمكن أن تمس مستقبلا سياستها المتعلقة بالقضية الكردية؛ وهو مأزق تواجهه أنقرة، التي تدفع اليوم كلفـة الوقت الذي أضاعته في ملاطفة الإرهاب.

 

إيران والمنطقة: قطيعة لا تريدها واشنطن

محمد قواص/العرب/15 كانون الثاني/16

واشنطن ستكتشف سريعا أن القطيعة بين الرياض وطهران، وتمددها نحو كل المنطقة على ما وشى بيان الجامعة العربية الأخير، يفرغ الاتفاق النووي من مضامينه بعيدة المدى، ويعطل حالة التطبيع المطلوبة مع إيران.

عقد المجتمعُ الدولي العزم على محاصرة البرنامج النووي الإيراني والتعايش معه مدجّنا تحت رقابة دولية مشدّدة. فاوضت مجموعةُ الخمسة زائد واحد، بصلابة ومرونة، حتى خرج ما بات مقبولا لأطراف التفاوض، حتى لو لم يكن مقبولا لكافة الأطراف الإقليمية. كان الهدفُ الغربي يروم رفع الخطر الاستراتيجي عن إسرائيل إقليميا، وتطبيع العلاقات مع إيران دوليا (ما يفتح السوق الإيراني للعقود الغربية)، وسحب تلك الورقة من الحاكم الإيراني، بما يعزز الميل نحو الاعتدال، ويفضي إلى انحسار التطرّف داخل مجتمع يتوق لمقاربة أعراض الازدهار الذي يَعدُ بها انفتاح البلد على العالم. وعقدت إيران العزم على إغلاق الملف – الأزمة، ذلك أن العقوبات الدولية أثقلت جدّيا كاهلَ الاقتصاد الإيراني، ولم يعدْ الخطاب المتصلّب قادرا على تسويق ديمومة استقرار داخلي. فيما كشف المخاضُ الذي صاحب انتخابات عام 2009 وما واكبها من حراك في الشارع وما تبعها من قمع لما سمي بـ”الثورة الخضراء” واعتقال للقيادات الإصلاحية، أن للترياق النووي المستخدم لحماية النظام أعراضا جانبية خطيرة وقد تكون قاتلة. فهمت نُخب الحكم وجاهة المعضلة، فأتت بحسن روحاني بعد أربع سنوات رئيسا، وكلّفته وفريقه بإخراج إيران من مطحنة البرنامج النووي، وهذا ما حصل.

ما بين رؤى المجتمع الدولي ورؤى الجانب الإيراني، جرى رسم الصفقة بشكل ثنائي متعلّق بمصالح فريقيْن، وتمّ إخراج ذلك السيناريو من وراء ظهر أولي الأمر في المنطقة. عبّر ذلك عن جهل أو تجاهل لأبجديات الدبلوماسية وأصول القواعد الدولية، خصوصاً في ما يتعلّق بأمر جلل يتداعى على شكل وحجم ومضمون دور إيران المقبل في كل المنطقة. تعاملت واشنطن مع الهواجس الخليجية بتبسيط تقليدي لطالما اعتادت عليه إدارات البيت الأبيض المتعاقبة، فتواترت زيارات الموفدين وتكدّست التصريحات المطمئنة وتوالت المواقف التي تتعهد بحماية دول المنطقة من أي خطر إيراني محتمل.

من صلب تلك التطمينات رشحت أعراضُ قلق أكبر لدى الرياض وجُل المجموعة الخليجية. تولى الرئيس باراك أوباما الدعوة إلى قمة مع المنطقة الخليجية (مايو الماضي)، لعلّ في ذلك ما يعكس توقا أميركيا لتأكيد تلك الشراكة التاريخية الأميركية الخليجية (وخصوصاً السعودية منذ أربعينات القرن الماضي). بيد أن تلك القمّة لم تتجاوز بالنسبة إلى الخليجيين طقوس القمم الشكلية، فقاربوها ببرودة تنذر ببداية زمن آخر في المشهد الدولي الكبير. لسان حال عواصم المنطقة المرتابة كان يقول: إذا كان اتفاقكم مع إيران يستدعي تطميننا وحمايتنا، فذلك إقرار بأن ذلك الاتفاق يزوّد إيران بما يجعلها خطرا أكبر يستدعي تطمينا أكثر.

في السلوك الغربي في هذا الصدد ما يفضي إلى استنتاج أن العلاقة الجديدة مع إيران، المتناسلة من اتفاق فيينا النووي، هي متن أكيد، فيما تحفّظات السعودية والدائرة الخليجية الإقليمية هي هامش ثانوي ساكن. في السلوك الأميركي ما فُهم أيضا أن الانفتاح (لاسيما الاقتصادي) الموعود على إيران يفتح سوقها الرحب أمام استثمارات جديدة في المنطقة، تضاف إلى ما هو مكتسب في نفس المنطقة داخل دول مجلس التعاون الخليجي. المسألة حسابية صرف تتعلق بالتعامل مع “صديق” جديد لا تحتمل تحفظا واعتراضا وتوجسا من قبل أصدقاء قدماء. بيد أن علاقات الدول وتماسُها التاريخي لا يخضعان لعلم الحساب بل لعلم المنطق، وفي المنطق أن الاتفاق النووي العتيد لن ينفخ بالثمار الموعودة في ظل قلاقل كبرى تعصف بالمنطقة، سببها في الكثير من منابعها تلك “القطيعة” (دون مبالغة في الأمر) في فلسفتي الأمن والبقاء بين إيران وجُل دول المنطقة.

يكتشف العالم اليوم أن ازدهار الإرهاب يعود إلى ذلك الزلزال الذي عصف بالمنطقة منذ غزو العراق (2003)، فيما مثّل “الربيع العربي” شكلا من أشكال الارتدادات التي سببها الزلزال الشهير. باتت إيران شريكة للغرب في مغامرته الأفغانية وبعدها العراقية. أضحت طهران تشعر بأنها تملك هامش مناورة كبير يرعاه صمت دولي خبيث. أباح ذلك للمخالب الإيرانية اختراق المنطقة برمتها، بحيث تحوّل الاستثناء الإيراني الذي كشفت عنه الحرب العراقية الإيرانية، إلى تمرين عادي في المشهد الإقليمي العام. مدّت طهران نفوذها داخل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين، ناهيك عن ورش تشيّع في المغرب ومصر والسودان ودول أخرى (حديث عن جهود في هذا الصدد في تونس والجزائر). ويأتي هذا العام ليمحضَ إيران، بعد الاتفاق النووي، بما يشرّع الأمر الواقع، ويفرض على المنطقة القبول بالدور الإيراني وفق الخارطة التي دأبت ترسمها طهران منذ عقود. لكن العالم يكتشف أيضا أن ورشته المعلنة ضد داعش والإرهاب، حتى بالشراكة الأطلسية الروسية الرائجة هذه الأيام، لا يمكن أن يُكتب لها النجاح، طالما أن هذه “القطيعة” قائمة بين طهران وعواصم القرار الكبرى في المنطقة. يحتاج القضاء على الإرهاب اتساقا كاملا في مواقف طهران والرياض وأنقرة أساسا، ذلك أنها الدول الإسلامية المعنية بأزمات العراق وسوريا، والمعنية بالتعامل مع آفة تنشط متسترة بالإسلام يروّجها مسلمون يتحركون داخل / ومن داخل دول إسلامية. فإذا ما أنتج الاتفاق النووي ما يعظّم من نرجسية إيران وما يفاقم من قلق الآخرين، فحريّ بمن أخرج الترياق أن يُلحقه بمضادات تابعة تعيد التوازن للمنطقة وترتقي بالاتفاق إلى ما هو ناضج، يتجاوز ما هو تبسيطي حسابي في علاقات الأمم. لم نعد في زمن كان بالإمكان أن يُمرر داخله اتفاق سايكس بيكو البريطاني الفرنسي، بالتواطؤ مع روسيا القيصرية، دون أي اعتبار لما يراه أهل المنطقة وما يتمنونه.

لم تعد المنطقة قاصرة خارجة من نظام الرعاية أيام السلطنة العثمانية. خَبِرت بلدان المنطقة تجربة الدول الوطنية، بغضّ النظر عن نجاعة أو وهن ذلك. باتت للمنطقة مصالح ومنافع يتقاطع داخلها الجغرافي بالديمغرافي بالاجتماعي بالديني بالثقافي بالاقتصادي. لم يعد بالإمكان الخضوع لما يرتئيه الكبار، ذلك أن عواصم المنطقة أدرى بشعابها، وتمتلك من الحوافز والمعطيات ما يمكّنها من تعطيل ما خططته الغرف السوداء. تدرك النخب في واشنطن حقيقة ذلك، ويستنتج أصحاب الخبرة من ضجيج المنطقة صراعا شيعيا سنيا تقوده طهران والرياض. اعتبر البعض منهم أن إعدام الشيخ نمر النمر وردود الفعل على ذلك في إيران قوّضت مشاريع الولايات المتحدة لسوْق البلدين باتجاه ورشة واحدة لقتال داعش. في بعض المقاربات دعوةٌ لوقوف واشنطن على الحياد بين الحليف التقليدي السعودي و”الصديق” الإيراني الكامن. وفي بعض آخر دعوة للوقوف إلى جانب طرف على حساب آخر، حسب الخلفيات الأيديولوجية المذهلة لأصحاب تلك الدعوات.

لكن قد يجوز الابتعاد عن الجدل الأميركي الداخلي حول مستقبل الاصطفافات في المنطقة، للاقتراب من خرائط روسيا المطلة حديثا وبقوة على المنطقة وأهلها. يـُظهر الاتفاق النووي الشهير أن العلاقة بين إيران وروسيا لم تكن تحالفاً بالمعنى الحقيقي، ولو كانت كذلك، لما اضطرت إيران لـ”خصي” برنامجها النووي والخضوع للشروط الدولية. ولا ضرر من التذكير هنا، أن روسيا كانت عضوا فاعلا داخل المجموعة الدولية التي فاوضت إيران وفرضت عليها ما خرجت به بنود فيينا. تعرف موسكو أن حوافز طهران للقبول بالاتفاق هي الانفتاح على الغرب، وبالتالي الاستغناء نسبيا عن خدمات روسيا. يحرر الاتفاق إيران من عزلتها ويحضّرها لتكون منافسا لروسيا في قطاع النفط والغاز (لاحظ إعلان شركة الغاز الوطنية الإيرانية بناء خط أنابيب للغاز من إيران إلى أوروبا).

بات التناقض الروسي الإيراني علنيا تفصح عنه التصريحات في إيران، وتكشفه تفاصيل ميدانية في سوريا، منذ أن أصبح مقتل الضباط الإيرانيين هناك من عاديات الأمور، ومنذ أن بات باستطاعة إسرائيل اغتيال سمير القنطار دون اعتراض من الماكينة العسكرية الروسية. لا شيء يدعو للتصادم في المدى المنظور، فلحربهما السورية منافع مشتركة عاجلة تستحق تعايشا. في المقابل قد يظهر أن روسيا تحتاج للانفتاح على دول الخليج ومراعاة مصالح دول المنطقة، على الرغم من تناقض رؤاهما الراهنة في الميدان السوري. تحتاج موسكو لجهد الرياض، لا سيما في ظل خلافها مع أنقرة، من أجل انجاح مخرج سياسي للأزمة السورية يوقف تلك النار التي لا تحتملها خزينة موسكو، مهما كابر بوتين ووعد بالنصر الأكيد. تحدد الساعات الراهنة شكل الخرائط وطبيعة الاصطفافات. ستكتشف واشنطن سريعا أن القطيعة بين الرياض وطهران، وتمددها نحو كل المنطقة على ما وشى بيان الجامعة العربية الأخير، يفرّغ الاتفاق النووي من مضامينه بعيدة المدى، ويعطّل حالة التطبيع المطلوبة مع إيران، لكنها أيضا تفتح الأبواب لتمدد روسي في المنطقة، وهي التي بالكاد تتعايش مع تبختر بوتين العجيب في سوريا.

 

متطرفو الكويت والولاء للخارج!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/16

هناك رسالة يفترض أن تصل إلى الجميع: دولنا لن تتحمل من يريد إسقاطها، سواء بقوة السلاح أو بالكلمة فوق المنابر المفتوحة، ويجب أن تسمو الوطنية على الانتماءات الطائفية والقبلية. من دون هذه القيم لا تقوم الأمم وفق مفهوم الدولة الحديثة، والتهاون فيها سيوصلها في يوم مقبل إلى تقاطعات طرق تنقسم بسببها، أو تحترب الفئات في ما بينها. وقد كان موقف البرلمانيين التسعة الشيعة في مجلس الأمة الكويتي، أول من أمس، فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة، لأن بعضهم قرروا مقاطعة الجلسة بعد إصدار أحكام ضد المقبوض عليهم من الشيعة في خلية إرهابية، وبعضهم قاطعوها احتجاجًا على بيان التضامن مع السعودية ضد إيران التي أحرقت سفارتها وجاهرت بتهديدها. هذا الموقف الرديء من قبل البرلمانيين الشيعة مماثل لموقف الجماعات السنية التي ساندت التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، واعتبرتها قضيتها بالدعم، متحدية الأنظمة الأمنية والمصرفية الكويتية. وكذلك يذكرنا بالموقف المخزي لبعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين السنة، الذين تضامنوا مع المعارضين لتحرير بلدهم الكويت من جماعة الإخوان في الخارج، عندما كانت محتلة من قبل قوات صدام حسين. لمن الولاء عندما يكون البلد محتلا، أو يكون مستهدفًا من جماعات إرهابية، كما حدث في خلية العبدلي التي كانت تدار من قبل السفارة الإيرانية في الكويت؟ هل يعقل، وهل يقبل، في أي نظام ديمقراطي في العالم أن ينحاز من هم في مناصب عامة، ولأسباب طائفية أو عرقية، ضد بلدهم مثلا لصالح تنظيم القاعدة أو حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني؟ الكويت قد تكون صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، لكنها بلد عريق في تجربته السياسية والثقافية والديمقراطية. ونحن نتذكر أن الإيرانيين سعوا مرات لضرب الوحدة الوطنية من خلال فرض قضاياهم الطائفية، لكنهم فشلوا. عماد مغنية، الإرهابي الشهير المقبور، قام في عام 1988 بخطف طائرة كويتية (الجابرية)، حيث أجبرها على الهبوط في مدينة مشهد الإيرانية لمدة أربعة أيام ثم قبرص. وقد تعمد مغنية اختيار اثنين من الركاب السنة وقتلهما، وأطلق سراح الركاب الشيعة لاحقًا. في الكويت حينها أقام المواطنون الشيعة سرادق عزاء مشتركا مع السنة، وشجبوا علانية جرائم حزب الله وإيران. اليوم، بكل أسف، يتجرأ برلمانيون شيعة بالتضامن مع الإرهاب الإيراني ضد دولتهم في مناخ طائفي يسود المنطقة، كما سبقهم إلى ذلك برلمانيون سنة بالتضامن مع «القاعدة» و«جبهة النصرة». ولا بد أن الكويتيين، مثلهم مثل بقية شعوب المنطقة، يشمون رائحة الحريق الكبير، ويرون بأم أعينهم كيف تدمر الطائفية والقبلية دول المنطقة بيسر شديد، بعد أن عجزت جيوش العالم عن ذلك. وعساهم يعون أنه من دون محاربة الفئوية، ورفض التحالف مع الخارج، سيُصبح كل بلد بلا هوية وطنية مهددًا بالتمزق بأسرع وأهون مما نتخيله.

 

والآن دور الظواهري ضد السعودية

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/16

بعد سلسلة الهجمات الإعلامية من إيران وأبواقها في لبنان والعراق، و«محترفي» كره السعودية من غلاة اليسار الغربي، ها هي «القاعدة» تدلي بدلوها ضد السعودية على خلفية أحكام الإعدام على 47 إرهابيًا جلهم من «القاعدة» وقلة قليلة من إرهابيي إيران. زعيم «القاعدة» المصري أيمن الظواهري، خرج علينا بتسجيل صوتي يشتم فيه الدولة السعودية ويكفرها ويخوّنها - هذا ليس جديدًا - بسبب إعدامها لـ«المجاهدين» من أجل كسب رضا «الصليبيين» حسب القاموس القاعدي العتيد. مفهوم أن يغضب أيمن الظواهري، رمز «القاعدة» الأول في العالم بعد مقتل المؤسس أسامة بن لادن، فمن أدين وأعدم هم من «جماعتهم»، وهم الأكثر عددًا، لذلك فقد استغرب الظواهري، عن حق، ما سماه بـ«عويل» إيران على مقتل رجلها في السعودية، نمر النمر، والوصف كله منه. كيف فسر الظواهري هذا التناول السعودي لكل الإرهابيين، دون تمييز بين سني وشيعي؟! فكر الرجل وقدر، لكنه لم يخرج بكبير شيء، إلا أنه يأتي في سياق السباق بين إيران والسعودية على كسب رضا أميركا الصليبية. الظواهري في كلمته الأخيرة هذه، وصف المعدم، منظّر «القاعدة» في السعودية، فارس شويل، بـ«العالم الشهيد» كما وصف من قبل خامنئي مرشد إيران وأتباعه في كل مكان، بمن فيهم رئيس جمهوريته روحاني ووزير خارجيته الظريف، نمر النمر ذات الوصف. دعا الظواهري من وصفهم بـ«المجاهدين» لتوجيه ضربات للمصالح الأميركية والغربية في المنطقة، انتقامًا من السعودية لتنفيذها أحكام الإعدام بحق المدانين بالإرهاب، مضيفًا أن إعدام الخطيب والمحرض والمنظّر الشيعي، نمر النمر، إنما كان في سياق التسابق على النفوذ بين طهران والسعودية لكسب ود أميركا «الصليبية». النقطة الكاشفة في كلمة الظواهري، هي تقديم «القاعدة» بوصفها هي الحامي الحقيقي لأهل السنة من الخطر «الصفوي» الإيراني، وهو تحول جديد في ثقافة «القاعدة» التي كان هذا الرجل نفسه، الظواهري، سابقًا، يحث «القاعدة» على عدم استهداف إيران لأن لـ«القاعدة» مصالح معها (رسالته الشهيرة للزرقاوي) والتركيز على الحكومات العربية والمسلمة المرتدة، ثم على أميركا لاحقًا. تحول انتهازي غرضه خلق أرضية جديدة لشرعية بقاء «القاعدة»، في سباق التنافس مع ابنة «القاعدة» العاقة، «داعش»، على احتكار «الثأر» للسنة. لذلك حض الظواهري بكلمته هذه أهل السعودية على التخلص من حكم الدولة السعودية لأن حكامها «لن يدافعوا عنهم أمام الخطر الصفوي». تناغم مثير بين مشاعر «القاعدة»، وابنتها العاقة «داعش»، مع خطاب الجماعات الخمينية، على الغضب من إعدام الإرهابيين الـ47، ماذا يعني ذلك؟!

 

بين إعلان مضايا وإعلان بيروت ـ دمشق!

فايز سارة/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/16

عشر سنوات وستة أشهر، تفصل بين صدور إعلان مضايا وصدور شقيقه إعلان بيروت - دمشق. الأول أصدره مثقفون لبنانيون في بيروت أوائل يناير (كانون الثاني) 2016، والثاني أصدره مثقفون لبنانيون وسوريون بالتزامن في بيروت ودمشق بدايات يونيو (حزيران) 2005. وسط تمايزات بين الإعلانين، ومشتركات جوهرية تجمع بين الاثنين. في تمايزات الإعلانين، أن إعلان مضايا صدر في بيروت وحدها، لأن شقيقتها دمشق غارقة في غمار حرب النظام على السوريين، وليس بمقدور دمشق وسط الدم والدمار أن تشارك في إصدار وثيقة تدين نظام القتل والتدمير وحلفاءه، كما أن اقتصار صدور إعلان مضايا على مثقفين لبنانيين، دون أقرانهم السوريين، كان بسبب غرق الأخيرين في أعماق الحرب، موزعين ما بين مقتول ومعتقل ومصاب ومشرد. والتمايز الثالث، هو اختلاف زمن صدور الإعلانين، إذ صدر إعلان بيروت - دمشق في وقت كانت سمته نهوض قوى وشخصيات في وجه الاستبداد والديكتاتورية وأدواتها، فيما يصدر الثاني عشية بداية العام السادس من المذبحة السورية، التي تشكل رأس جبل جليد لمذابح صارت شائعة في أكثرية البلدان العربية، يتشارك في صنعها إرهاب الدولة الذي تمارسه أنظمة بينها سوريا وإيران وروسيا والعراق مع إرهاب الجماعات المتطرفة من حزب الله اللبناني إلى «داعش» و«النصرة» وميليشيات الحشد الشعبي العراقي في قتل الشعوب. إن الأبرز في معنى الإعلانين خروج مثقفين من قلب النار على زمن الصمت واللامبالاة السائد في عموم المنطقة، ليقولوا كلمة حق في وصف ما يجري والحكم عليه، والتصويب نحو ما ينبغي أن تكون عليه الحال من مواقف تصب في المصلحة العليا للبلدين والشعبين وعموم المنطقة في مواجهة تمدد الاستبداد والإرهاب، وشيوع القتل والتدمير وسط شعارات استهلكت وانكشف زيفها وكذبها. لقد بدا من الطبيعي في الإعلانين وصف حالة التردي العام، حيث أشار إعلان بيروت - دمشق إلى ما جرى في الواقع اللبناني عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، وما أعقبه من اغتيالات في صفوف النخبة اللبنانية، وما تركته من تأثيرات سلبية على العلاقات السورية - اللبنانية، فيما أشار إعلان مضايا إلى ما يحصل في سوريا من جرائم، يتم القيام بها ضد الشعب السوري، يشارك فيها «لبنانيون» تحت شعارات وحجج لا صلة لها بالواقع، كما في حالة حصار مضايا وتمويت أهلها، الأمر الذي يؤثر سلبًا على العلاقات السورية - اللبنانية بنقلها من علاقات الأخوة والتعاون إلى علاقات الصراع الدموي.

وكما في مثال إعلان بيروت - دمشق الذي أخلى مسؤولية السوريين عن تدخلات نظام الأسد في الشؤون اللبنانية، ورفضه ما تمخض عنها من نتائج، فإن إعلان مضايا أخلى مسؤولية الشيعة اللبنانيين، عما يقوم به حزب الله من جرائم في سوريا، لا يتحملها شيعة لبنان، بل هم يرفضونها ويدينونها بكل المعايير، وهي حالة تكاد تتماثل مع محتوى إعلان بيروت - دمشق في موقفه من ممارسات نظام الأسد في لبنان. وبعيدًا عن وصف الحالة، وإعلان البراءة مما يجري من جرائم، فقد خطا إعلان مضايا نحو معالجة ضرورية بمطالبته بانسحاب فوري للمسلّحين اللبنانيين (وليس الشيعة فقط) المتدخّلين في الحرب السورية إلى جانب النظام، نتيجة ما يلحقه ذلك من جرائم وأضرار على العلاقات الثنائية للشعبين، وهو ذات المسار الذي كان يؤدي إليه تدخل نظام الأسد في لبنان حسبما تضمنه إعلان بيروت - دمشق، معلنًا رفض التدخل السوري في الشؤون اللبنانية.

ولم يقف إعلان مضايا عند حدود الانسحاب من الشأن السوري، إنما ذهب إلى الأعمق في الدعوة «إلى تفعيل الحل السياسي، الضامن لوحدة سوريا وشعبها، وانسحاب كل القوى المتدخّلة في الشأن السوري، وترك الشعب السوري، بأطيافه وتشكيلاته، يقرّر مصيره وحريته»، وهي دعوة تتقارب مع ما أشار إليه إعلان بيروت - دمشق عند تحديداته مصير الشعبين اللبناني والسوري، بالقول «نصرُّ على أن سيادة نظم ديمقراطية في البلدين تشكل أفضل ضمانة لقيام ورسوخ علاقات متكافئة وسليمة بينهما. لكننا نتمسَّك، في الآن ذاته، بحق الشعبين في أن يختارا، بكامل الحرية، النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يتلاءم وتطلعاتهما من دون أي إكراه». بين إعلاني بيروت - دمشق ومضايا زمن طويل زاد على عشر سنوات ونصف السنة، لكن روابط الإعلانين كثيرة، والأبرز فيها، أن مثقفين يحملون هم بلادهم، يتابعون ما يجري فيها وحولها، ويؤشرون إلى مواطن الخطر فيما يجري، ليس باعتباره حدثًا راهنًا فقط، إنما باعتباره حدثًا يتطور إلى المستقبل، تاركًا آثاره السلبية على البلد ومواطنيه وعلى ما يجاوره من بلدان وشعوب، الأمر الذي فرض على مثقفي الإعلانين، توصيف الحدث وبيان آثاره، وضرورة الخروج منه، ثم رسم ملامح الطريق الأفضل لتجاوزه، ولعلها النقطة الأكثر أهمية في إعلاني مضايا وبيروت - دمشق.

 

إيران هي المشكلة ولن تكون جزءًا من الحل!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/16

بعد وزير الخارجية الإيراني الظريف ومقالته التصعيدية في «نيويورك تايمز»، جاءت الرسالة الثانية من وزير الداخلية الإيراني من دمشق، الذي زعم أنّ السعودية «اعتدت»، نعم اعتدت، على السفارات الإيرانية في لبنان وصنعاء وغير لبنان وصنعاء! فالأمر عند إيرانيي ولاية الفقيه والحرس الثوري هو كما قال المثل العربي: «رمتْني بدائها وانسلّت»! منذ خمس سنواتٍ وأكثر، لا يمر يومٌ إلاّ ويخرج مسؤولٌ عربي أو مفكر عربي في وسائل الإعلام ليدعو إيران إلى تفاوض وعلاقات حُسْن جوار. وفي كل مرةٍ يدعو فيها عربي لعلاقاتٍ طبيعيةٍ مع إيران، مستصرخًا التاريخ والثقافة والدين والجوار، تجيب إيران بالمزيد من التدخلات في كل مكانٍ، إضافة للتصريحات التهديدية أو المتشفية، مثل القول إن «الثورة» أو «المقاومة» أو «الممانعة» أو «الجمهورية الإسلامية»، استولت على أربع عواصم عربية والحبل على الجَرّار! في عام 2006، وعندما كانت دول جوار العراق تجتمع دوريًا في طهران للاتفاق على سياساتٍ بشأن الاحتلال الأميركي للبلاد ووسائل إخراجه، قال وزير الخارجية الإيراني السابق للمجتمعين: «إذا كنتم تريدون أن يخرج الأميركيون من العراق، فلتتوقف الهجماتُ عليهم وعلى الشيعة، أو سيبقون في ذلك البلد إلى ما لا نهاية»! لكنّ الأميركيين، ومنذ عام 2008 بدأوا بالتفاوض على الانسحاب، وليس مع السلطة العراقية الموالية لإيران فقط؛ بل ومع الإيرانيين. وكما في اتفاق عام 2002 – 2003، جرى التوافُق على استخلاف إيران على العراق، ومنذ ذلك الحين ما مرَّ على العراق يومٌ مثل أيام الناس. قلت لمسؤولٍ إيراني: «في الحرب العالمية الثانية، من كانت أكثر الدول عداءً للولايات المتحدة؟»؛ فقال: «اليابان وألمانيا». فقلتُ: «وأين هما الآن؟»، قال: «في تحالُفٍ وثيقٍ معها». قلت: «والسبب أنّ الولايات المتحدة بعد الحرب أعادت إعمار البلدين، وساعدت في إقامة نظامٍ للحكم الصالح فيهما، فنسوا أو تناسوا ملايين القتلى، وكلّ الخراب، وصاروا حلفاء أميركا إلى الأبد، فماذا فعلتم أنتم بالعراق؟ بلد أكثريته شيعية، وقد سلّم الأميركيون بالبلاد لكم ولأنصاركم منذ عام 2003 - 2004، والعراق بلدٌ غنيٌّ، أفما كان يمكنكم بدلاً من القتل والتخريب والتهجير المساعدة في إقامة نظامٍ للحكم الصالح أو الرشيد، فيصبح البلد صديقًا لكم، وتكونون المرجعية لدى سائر الفئات، بدلاً من هذا الخراب الهائل الذي شهده العراق منذ عام 2003؟ لقد شاركتم الفاسدين في سرقة موارده، ونشرتم الطائفية بين أبنائه وفئاته، وجعلتم السياسيين العراقيين تابعين لإدارة الجنرال سليماني، ثم تشكون الآن من (داعش) دون أن تقاتلوه، بل تعهدون بقتاله إلى الأميركيين كما من قبل، وأنتم لا تزالون تؤوون نصف قيادات (القاعدة)، وتتهمون العرب بالإرهاب»!

ولا يحسبنّ أحد أنّ الإيرانيين يراجعون سياساتهم استنادًا إلى النتائج التي تحققت، فالسياسات في العراق كانت فاشلة بدليل صعود نجم «داعش»، وعودة الأميركيين. لقد كرروا ذلك وبشكلٍ أفظع في سوريا، التي تهجّر نصف شعبها بمعاونتهم لنظام بشار، وبشكلٍ مباشر. ومرةً أخرى عندما فشلوا، ما التفتوا ولا راجعوا، بل تعاونوا مع الروس للتدخل وإنجاز ما لم يمكنهم إنجازه، ولا تزال المذابح جاريةً على قدمٍ ومساق. وآخِر مآثر ولاية الفقيه مشاركة حسن نصر الله في حصارات التجويع إن لم يمكن الاقتحام والتهجير، كما حصل في مضايا وبقين وداريا ودوما والمعضمية، وحمص، وشمال حلب.. إلخ.

بيد أنّ الفشل السوري بدوره، ما ثناهم عن إثارة المشكلة باليمن، وليس منذ عام 2013، بل منذ عام 2009.. فقد ظلَّ الإيرانيون، بل والأميركيون، يجادلون في مدى علاقة الحوثيين بإيران، حتى تحرش هؤلاء بالسعودية على الحدود عام 2009، مما اضطر المملكة للرد على مدى ثلاثة أشهر. وعندما بدأوا الاستيلاء على المنطقة تلو المنطقة منذ عام 2013، قرنوا ذلك بالمظاهرات المسلَّحة على الحدود السعودية كالعادة، وتفاقم الأمر بعد الاستيلاء على عَمران فصنعاء. ومنذ عشرة أشهر لا يمرُّ يومٌ إلاّ ويجري فيه الاعتداء على الحدود، وتوجيه المدفعية والصواريخ نحو الداخل السعودي. قلتُ لأحد أنصار الحوثي الذي كان يطالب بإنهاء الحرب بأي شكل: «لماذا لا تتوقفون عن الاعتداء على الحدود، لتروا كيف تكون ردةُ فعل السعودية؟»، فأجاب مسرعًا: «أنت تعرف أنه إن توقفنا تتوقف المساعداتُ الإيرانية عنا»!

ولماذا ننغمس في المباشر، ولدينا درْسا لبنان وغزة المستمران. قلتُ لمسؤول فلسطيني: «لماذا لا تتصالحون بعد خراب البصرة؟»، قال: «لأن قراري الحرب والسلم هما بيدي إيران وإسرائيل، وليس بأيدينا؛ وهذا على الرغم من أنّ مسؤولي حماس بغزة يحبون السلطة مثلهم مثل جماعة أبو مازن بالضفة»!

ما أهداف السياسات الإيرانية؟ هذا ليس سؤالاً خطابيًا كما قد يقال. فالجاري على الأرض أنهم يخربون في كل مكانٍ يدخلون إليه، وحتى لو استولوا - كما حصل في العراق ولبنان - فإنّ التخريب لا يتوقف.. فقبل أسبوع عاد العونيون ونواب حزب الله لتهديد سعد الحريري بعدم السماح له بالعودة إلى بيروت! وظلّت الاغتيالات تتوالى في صفوفنا حتى عام 2013 مع أنهم كانوا مسيطرين بمفردهم في الحكومة ومجلس النواب. أما «الإنجاز» الآخر الذي حقّقوه، إنْ كان التخريب والقتل يُعتبران كذلك، فهو اختراق المجتمعات العربية بالتنظيمات المذهبية المسلَّحة، وبالاستخبارات التي لا تستخدم دائمًا شيعةً، بل يمكن أن تستخدم «القاعدة» وتنظيم «داعش» أيضًا. إنما لماذا يحصل ذلك على طول الخطّ؟ لا علّة أعرفها لذلك إلاّ الكراهية الدينية والقومية، وأن تبقى إيران هي الدولة الوحيدة ذات الشأن في المنطقة، فما يحصل عندنا على يد إيران وإسرائيل، تحاول إيران مدَّهُ إلى تركيا أيضًا، بينما تسارع تركيا لتوثيق العلاقات مع إسرائيل لاتقاء الشرين الروسي والإيراني! منذ عام 2006 وعندما كانت المملكة العربية السعودية تبسط كفيها للبنان بالدبلوماسية وبمئات ملايين الدولارات لإعادة الإعمار، كان حسن نصر الله يخرج علينا يوميًا بخطاب ضد حكومة لبنان، وضد المملكة العربية السعودية بحجة أنه لا يقبل غير المال الطاهر! وبعد المال السعودي، تدفق عليهم المال القطري، وما عاد أحد منهم يتحدث عن الطهارة، ليعودوا فيلعنوا العرب جميعًا بعد خلاف قطر مع نظام الأسد. هناك ثابتان لا ينبغي لعربي أن يعرض لهما بالتساؤل: الحقد الإيراني على الدولة السعودية، لأنها هي دولة العرب اليوم. والثابت الآخر: أنّ إيران تشكّل جزءًا كبيرًا من المشكلات في العالم العربي، ويستحيل أن تكون يومًا جزءًا من الحلّ: وقد ينبت المرعى على دِمَن الثرى وتبقى حزازاتُ النفوس كما هيا