المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january17.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر

فإِنَّ الرِّيَاضَةَ الجَسَدِيَّةَ نَافِعةٌ بعْضَ الشَّيء، أَمَّا التَّقْوَى فَهِيَ نَافِعَةٌ لكُلِّ شَيء، لأَنَّ لَهَا وَعْدَ الحَيَاةِ الحَاضِرَةِ والآتِيَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: 14 آذار السياسيين والأحزاب ماتت وشبعت موت وهي من أفرج عن سماحة/مقالة رائعة لإيلي خوري وخواطر لنوفل ضو ومحمد بيضون ونديم الجميل

14 آذار السياسيين والأحزاب هم من أفرج عن المجرم سماحة/الياس بجاني

كتير عليكن 150 مليون/ايلي خوري/لبنان الآن

زمن محل وبؤس قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل/الياس بجاني

نديم الجميل: من يرشح فرنجية أو عون لا يستطيع ان يستنكر خروج سماحة من السجن

الدولة اللبنانية صارت رسمياً دولة راعية للارهاب/محمد عبد الحميد بيضون

نوفل ضو/فايسبوك/15 كانون الثاني/16

دولة الرئيس سعد الحريري ... الصديق العزيز الدكتور سمير جعجع/نوفل ضو/فايسبوك

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/1/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم السبت 16 كانون الثاني 2016

بري ترأس اجتماعا نيابيا لبحث معالجة الضغوط المالية على لبنان

أهالي الموقوفين الاسلاميين تجمعوا أمام منزل ريفي في طرابلس

السنيورة خلال الوقفة الاحتجاجية على إطلاق سراح سماحة: قرار المحكمة العسكرية يستخف بدماء الشهداء ونؤيد مبادرة إعادة النظر بقانونها وصلاحياتها

جعجع سلم بطاقات انتساب حزبية: القوات ستبقى رأس حربة قوى 14 آذار

خواطر فايسبوكية للإعلامي نوفل ضو

سليمان لـ»السياسة»: من يقف وراء سماحة ربما اغتال الحسن

وزارة الداخلية نفت خبر محاولة تفجير طائرة اوروبية: المشنوق تحرك لمعالجة نقاط الخلل في مطار بيروت بالتنسيق مع بري وسلام وزعيتر

شاشة - الإعلام "الممانع" لا يخجل: ميشال سماحة بطل!

وفد من “14 آذار” عند ضريح الحريري… السنيورة: لن نسمح لحزب السلاح بالتحكم بالمحكمة العسكرية

السنيورة: القرار استخفاف بدماء الشهداء وتشجيع على القتل/ وقفة لـ"14 آذار" امام ضريح الحريري رفضا لاطلاق سماحة ولن نقبل ان تتحكم مجموعة القمصان السود بمصيـر اللبنانيين

"عاصفة سماحة" لم ترأب صدع " 14 آذار" ولا تلفح اتصالات القوات- التيار واللقاءات تتكثف والترشيحات رسائل "تصفية حسابات" عبر الصندوق الرئاسي

"اليـوم الطيـب" لايـران: رفـع العقوبــات الدوليـة مســـاء

14 اذار تسـتعيد " القمصـان السـود" عـن ضريـح الحريــري

سلامة يلتقي جمعية المصارف وبري يرأس اجتماعا "للضغوط المالية"

 تفعيل الحكومـة أمـر واقـع لا بديـل منـه، بـري ماض في مسـعاه للحل عقـدة عقـدة و"التيار" على قناعة بفصل التعيينات عن القيادة

اجتمـاع مرتقب بين سلامة ووفد جمعية المصارف لعرض قرار الكونغرس وملف زيارة واشنطن الجمعة

ديما صادق تفوز على "حزب الله"

هل تستطيع 14 آذار ردّ «صفعة» إطلاق سماحة؟/سهى جفّال/جنوبية

رئيس المحكمة العسكرية: عميدٌ لم يدرس القانون!

تصريح محمد رعد «أخطر» من تسريح سماحة/عماد قميحة/جنوبية

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حوري: الجريمة نوعان قسم يدلّل وآخر يُنزل به اقصى العقوبات والقضيـــــة أبعـــد مــن نصـــوص قانونيـــة

سعد: "اللقاء الديموقراطي" يواكب "تيار المستقبل" و14 آذار وتداعيـات إطلاق ســماحة يصيـب الحوار والرئاســة

معلوف: بئس قرار قضائي ينسف جهود الأجهزة الأمنية ولا يحترم أدنى حقوق اللبنانيين في التنعم بالأمن والسلام

وقفة لناشطي بدنا نحاسب والحراك الشعبي امام معمل فرز النفايات في الكرنتينا

نعيم قاسم بحث مع وفد علمائي روسي سبل مواجهة الارهاب التكفيري

عون للمحازبين عشية انتخابات التيار الوطني: نتمنى ألا يفنى الوطن وأن يستمر التيار من جيل إلى جيل

الحوت: اطلاق سماحة فضيحة واخشى من ترشيح فرنجية اعادة تجربة لحود الحريري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن والاتحاد الأوروبي أعلنا رفع العقوبات عن إيران

26 قتيلاً من 18 جنسية في اعتداءات دامية لـ »القاعدة« هزت عاصمة بوركينافاسو تخللتها حرب شوارع واحتجاز رهائن في فندق فاخر

اعتقال 12 متورطاً بهجمات جاكرتا

هاغل: الأسد لم يكن عدونا يوماً

كتاب جديد يكشف للمرة الأولى أن الثاني اعتبر الأول «مجنوناً خطيراً» والخميني متورط في خطف وقتل الصدر لأنه كان يشكل التهديد الأكبر لثورته

اختفاء الصدر عبَّد الطريق أمام تشيع متطرف في إيران

فاينانشال تايمز": الفريقان في سوريا مستفيدان من استمرار الصراع

صحيفة اميركية: اوباما يسمح ببيع طائرات الركاب الى ايران

"غارديان": لحظة تاريخية لإيران

واشنطن وطهران تدشنان مرحلة التطبيع بتبادل سجناء

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عرسال بعد مضايا/أحمد عدنان/العرب

إخلاء سبيل “14 آذار”/الياس الزغبي/لبنان الآن

صدمة نفسية تهين الشعور الوطني وتُعبّد طريق الهجرة/مهى حطيط/المستقبل

عضو المجلس الدستوري الدكتور أنطوان مسرّة لـ «المستقبل»: الحروب الأهلية تبدأ بانهيار المؤسسات و«السلطة الإجرائية تعني جعل الأمور تجري»/جورج بكاسيني/المستقبل

حرب التطهير الطائفي القذرة في العراق/داود البصري/السياسة

طهران تخطتف دولاً: العودة الى سياسة الرهائن "الناجحة"/سلام حرب/موقع 14 آذار

سماحة لم يحاكم والأسد يبقى/بيسان الشيخ/الحياة

إيران «الدولة» للغرب وإيران «الثورة» للعرب/الياس حرفوش/الحياة

هل هذا نزاع سعودي إيراني/خالد الدخيل/الحياة

داعش» يمد نفوذه إلى ليبيا والمتوسط/سليم نصار/الحياة

بين يوسف زعين وحافظ الأسد.. ضاعت سوريا/خيرالله خيرالله/العرب

يوم إعادة تأهيل إيران/إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط

تثقيف لاجئي أوروبا أهم من إطعامهم/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر

"إنجيل القدّيس لوقا12/من42حتى48/"قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ. أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر، يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين. فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا. أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر."

 

فإِنَّ الرِّيَاضَةَ الجَسَدِيَّةَ نَافِعةٌ بعْضَ الشَّيء، أَمَّا التَّقْوَى فَهِيَ نَافِعَةٌ لكُلِّ شَيء، لأَنَّ لَهَا وَعْدَ الحَيَاةِ الحَاضِرَةِ والآتِيَة

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس04/من06حتى16/"يا إخوَتِي، إِذَا عَرَضْتَ ذلِكَ لِلإِخْوَة، تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا للمَسِيحِ يَسُوع، مُتَغَذِّيًا بِكَلامِ الإِيْمَانِ والتَّعْلِيمِ الحَسَنِ الَّذي تَبِعْتَهُ. أَمَّا الخُرَافَاتُ التَّافِهَة، حِكَايَاتُ العَجَائِز، فَأَعْرِضْ عَنْهَا. وَرَوِّضْ نَفْسَكَ عَلى التَّقْوَى. فإِنَّ الرِّيَاضَةَ الجَسَدِيَّةَ نَافِعةٌ بعْضَ الشَّيء، أَمَّا التَّقْوَى فَهِيَ نَافِعَةٌ لكُلِّ شَيء، لأَنَّ لَهَا وَعْدَ الحَيَاةِ الحَاضِرَةِ والآتِيَة. صادِقَةٌ هيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بِكُلِّ قَبُول: إِنْ كُنَّا نَتْعَبُ ونُجَاهِد، فذلِكَ لأَنَّنَا جَعَلْنَا رجَاءَنا في اللهِ الحَيّ، الذي هُوَ مُخلِّصُ النَّاس أَجْمَعِين، ولا سِيَّمَا المُؤْمِنِين. فأَوْصِ بِذلكَ وعَلِّمْهُ. ولا تَدَعْ أَحَدًا يَسْتَهِينُ بِحَداثَةِ سِنِّكَ، بَلْ كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف. وَاظِبْ عَلى إِعْلانِ الكَلِمَةِ والوَعْظِ والتَّعْلِيم، إِلى أَنْ أَجِيء. لا تُهْمِلِ المَوْهِبَةَ الَّتي فِيك، وقَد وُهِبَتْ لَكَ بالنُّبُوءَةِ معَ وَضْعِ أَيْدِي الشُّيُوخِ عَلَيك. إِهْتَمَّ بِتِلْكَ الأُمُور، وكُنْ مُواظِبًا عَلَيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ واضِحًا لِلجَمِيع. إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَٱثْبُتْ في ذلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/الياس بجاني: 14 آذار السياسيين والأحزاب ماتت وشبعت موت وهي من أفرج عن سماحة/مقالة رائعة لإيلي خوري وخواطر لنوفل ضو ومحمد بيضون ونديم الجميل

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/16/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: 14 آذار السياسيين والأحزاب ماتت وشبعت موت وهي من أفرج عن سماحة/16 كانون الثاني/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20smaha%2014%20azar%20herecy16.01.16.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: 14 آذار السياسيين والأحزاب ماتت وشبعت موت وهي من أفرج عن سماحة/16 كانون الثاني/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20smaha%2014%20azar%20herecy16.01.16.wma

 

14 آذار السياسيين والأحزاب هم من أفرج عن المجرم سماحة

الياس بجاني/16 كانون الثاني/16

يسأل البعض كيف سترد 14 آذار على جريمة إطلاق سراح الكيماوي والبراميلي والإرهابي ميشال سماحة، في حين يناشدها البعض الآخر ضرورة التحرك وبسرعة لإعادة سماحة إلى السجن.

بداية وحتى لا يغرق أهلنا من الأحرار في لبنان وبلاد الاغتراب في الأوهام، وفي أوحال ومستنقعات الوعود والعهود الوهمية والكاذبة، ويتعلقون بآمال واهية وسرابية، فأن 14 آذار السياسيين والأحزاب عملياً وواقعاً لم تنوجد أصلاً كتجمع سيادي واستقلالي ولا في أي يوم من الأيام، بل سرق هؤلاء، أي الطاقم السياسي والأحزاب من مكوناتها، سرقوا ثورة الأرز بالتضامن والتكافل وتاجروا بها وباعوها بالجملة والمفرق في سوق النخاسة الملالوية، واستعملوها منصة للانطلاق في سعيهم للسلطة والمنافع.

عهروا اتفاقية الطائف، وخصوا القرارات الدولية 1559 و1701 ونزعوا أنيابها عن سابق تصور وتصميم وابقوا خانعين ومستسلمين على دويلات حزب الله وعلى سلاحه وباركوا بذل احتلاله وإجرامه والاغتيالات.

في تسلسل الخيانات الاستسلامية والمنفعية كان أولاً خروج الطروادي النائب ميشال عون من 14 آذار ليرتمي بذل واستسلام وطروادية غير مسبوقين في أحضان الملالي المذهبي والإرهابي، وفي أقفاص نظام الأسد المخابراتية قاطراً معه شريحة كبيرة من المسيحيين الانتهازيين والبسطاء في فكرهم السياسي والوطني.

ومن ثم هرول من 14 آذار هارباً النائب وليد جنبلاط وزاحفاً على أبواب الضاحية الجنوبية وقصر المهاجرين مستغفرا وطالباً الصفح، ومن ثم جاءت مؤامرة حكومة القمصان السوداء التي شارك فيها "البيك" مع ميشال سليمان ونجيب ميقاتي وحزب الله ونبيه بري وميشال عون.

بعد جنوح وشرود كل من عون وجنبلاط وخروجهما من 14 آذار، بدأ النائب سعد الحريري بغباء يعرض مسرحية ال  س س التي كان من أخطر فصولها طرح أمر التنازل عن المحكمة الدولية في مقابل المنافع والسلطة فزار الرئيس الأسد ونام في قصره وهنا لا ضرورة لإعادة سرد التفاصيل التي بات يلعنها كل حر من أحرار وطن الأرز. كما لا ننسى رزم كل وعود وشعارات سعد الحريري النيابية، وأيضاً تلك الآنية التي أدمن على طرحها عقب كل عملية اغتيال لرمز من رموز 14 آذار والتي كان باستمرار يلحسها ويرميها كلها ودون أن يرمش له جفن في سلال القمامة، ليعود دائماً وأبداً إلى أقفاص حزب الله وأحضان الرئيس الأسد والتفرد بالقرارات الغبية وبتبني هرطقة ثلاثية العهر والانتحار، "جيش وشعب ومقاومة"، وهرطقات لا تعد ولا تحصى من مثل "ربط النزاع"، وتطول وتطول قائمة تنازلات الحريري غير المبررة والتي انتهى به الأمر إلى تقديمه رئاسة الجمهورية إلى المحور السوري-الإيراني على طبق من فضة.

عملياً لا يحق لأي من مكونات 14 آذار السياسية والحزبية استغراب إقدام المحكمة العسكرية على إطلاق سراح الإرهابي بامتياز، ميشال سماحة، لأنها هي واقعاً ملموساً محكمة صورية لا تمت للعدل والقانون بصلة وتابعة كلياً لسلطة حزب الله ومن قبله لهيمنة الاحتلال السوري الأسدي.

في هذا السياق الاستسلامي، فإن كل الذين ارتفعت أصواتهم اليوم مستنكرين ومحتجين على ما أقدمت عليه المحكمة العسكرية بإطلاقها سراح سماحة، كانوا عملياً في غيبوبة وجدانية وضميرية ووطنية كاملة طوال سنين، ولم يكن لهم ولو موقف اعتراضي واحد على الفظائع الدستورية والقانونية والإنسانية التي ارتكبتها المحكمة هذه ومن وراءها المحتلين السوري والإيراني بحق أهلنا من أبناء الجنوب الذين انتهى بهم الأمر إما لاجئين في إسرائيل أو مهجرين في العديد من بلدان العام ومسلط على رقابهم سيف الأحكام الجائرة والاتهامات بالعمالة والخيانة.

إن همروجة الاستنكار الإعلامية جراء إطلاق سراح سماحة لن تأتي بأي نتيجة، في حين أن المسؤول فعلاً عن هرطقات المحكمة العسكرية، وعن استمرارية احتلال حزب الله للبنان وتعطيله كل المؤسسات، هم الطاقم السياسي والأحزاب من مكونات 14 آذار الحاليين والسابقين وفي مقدمهم بالطبع عون وجنبلاط.

في الخلاصة، لبنان بلد محتل وحكمه فاشل  وساقط، وبالتالي فإن كل العلاجات "الترقيعية" لن تأتي بثمار إن لم تنتهي حالة الاحتلال ويُسترد الاستقلال وتعود السيادة عن طريق تطبيق القرارات الدولية 1559 و1701.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

كتير عليكن 150 مليون

ايلي خوري/لبنان الآن/16 كانون الثاني/16

سوف أحاول حصر أسباب وصولكم إلى هذا الدرك من "السماحة" منذ ما بعد الـ2005، وإلا لاحتجتُ إلى مجلّد لا مقال.

فعندما تناسى بعضكم في 14 آذار دماء شهدائكم، وهي بعد لم تجِفْ، ومِن على منبر انتفاضة 2005 بالذات كنتم قد بدأتم حفر قبر الثورة لحظة بدايتها.

وعندما قررتم أن تكتفوا من الثورة "بتحرير" رئاسة الحكومة، حيث البازار و"البيزنس"، وبعض مقاعد المُخبرين في مجلس النواب حمايةً لـ"البيزنيس" هذا، دون تحرير المجلس وبالتالي الدستور من السفسطة، ودون تحرير رئاسة الجمهورية وبالتالي النظام برمّته والأمن، بما فيه أمنكم الشخصي، كنتم قد أعلنتم موت حركتكم قبل أن تبدأ.

وعندما لم تفهموا، أو تجاهلتم أن تفهموا، بأن الحزب الإلهي والنظام "العلماني"، لن يقفا متفرجين عليكم وأنتم تستولون على زبدة الحكم، وسوف ينقضّون عليكم عندما تحين الفرصة، لتذهبوا وتتحالفوا معه متناسين الشيعة منكم تاركينهم مكشوفين وراءكم، كنتم قد أعلنتم نهاية المشروع الذي ادّعيتموه عند ولادته.

وعندما لم يفهم السنّة منكم أن المسيحيين منكم ليسوا ملحقاً للزينة فقط، والشيعة منكم ليسوا "ورق كلينكس" للإستعمال عند الحاجة، كنتم قد كذبتم على أنفسكم قبل الناس.

وعندما ارتضى المسيحيون منكم أن يكتفوا بتجميع فواتير البنزين لتحصيلها لدى الشريك السنّي، كنتم قد قبلتم بمبدأ qui donne ordonne.

وعندما لم تستوعبوا أن "المجتمع الدولي" لن يبقى رهن إشارتكم مدى الحياة، كنتم قد استقلتم من المهمّة قبل أن تنطلق.

وعندما توزّع خطابكم بين "بدنا التار من بشار" وبين "إلى اللقاء سوريا"، كنتم قد أعلنتم خسارتكم أمام "شكراً سوريا" لحظة بدء المعركة.

وعندما إرتضى نصف مسيحيّيكم بأن يتبعوا وصولياً مثل "الميشال الأكبر" إلى الجهة التي خرّبت وطنكم وخرّبتكم ولا تزال، كنتم قد قررتم أنكم مواطنون درجًة ثالثة، وحصرتم الصراع على الدرجة الأولى بين السنّة منكم والشيعة منهم، وهو الصراع الذي سيتقرر مصيره بين السعودية وإيران، وليس عند زعمائكم أو زعمائهم.

وعندما تكرهون بعضكم بعضاً لأنكم في الواقع تجّار وطائفيين، وعندما تحفرون قبوركم بأيديكم، وقبور بعضكم البعض.

وعندما تفتحون بازارات نفطٍ وزبالة واتصالات بين موظّفيكم ونظرائهم في الطرف الآخر.

وعندما تذهبون إلى "الميشال الأكبر" لتبيعونه رئاسةً مقابل ضمانات خاصّة، ثم تذهبون عند "سليمان الأصغر" للأسباب عينها، ثم تعودون عند "ميشال الأكبر" للغاية نفسها.

وعندما ارتضيتم شتمَ قاتليكم في الصباح ومحاورَتهم بعد الظهر (قال منعاً للفتنة قال – إذ كيف يمكن لصانع الشيء أن يتفاداه أصلاً؟).

عندما فعلتم كل هذا وذاك، كنتم قد قررتم سلفاً أنّـكم خاسرون أصلاً، وأنّكم في النهاية لستم على قدر الحمل.

لقد أعلنتم بأنفسكم للناس بأنّ الوصوليين والمخبرين وبائعي الآلهة والطوائف الّذين يشكّلون مجموع خصومكم، هم أهلٌ أكثر للقيادة.

كما أعلنتم للمسيحيين منكم بأنهم كـما الزبالة، إمّا على الطريق، إلى المطمر، أو في طور الترحيل.

كما أعلنتم للمسلمين منكم أن لا مكان للمتنوّرين منهم في هذا البلد، وأشرف لهم أن ينضمّوا إلى داعش أو حزب إلهيٍّ ما أو ممانع كي يعيشوا.

لقد أعلنتم لأنفسكم وللناس ومن وراءكم أنّ كلّ ما حصل منذ العام 2005 حتى اليوم، كان كلاماً بكلام. وأنّ قدر هذا البلد إما أن يحكمه المجرمون والحاقدون أو تجار الجملة والمفرّق.

أن يخرج "الميشال الأصغر" من السجن ولو حتى تطبيقاً لقانون ما بعد كل ما فعله وما كان سيفعله، وعبر قضاء المؤسسة العسكرية والذي وعدتم بالانتهاء من وضعه الشاذ من سنين، هو أمر طبيعي جداً بعد كل ما أسلفته أعلاه.

أمّا الـ150 مليون ليرة فهي بالطبع رخيصة، كما الذين سعوا إليها، لكنّها غالية جداً عليكم.

أن يخرج هذا النوع من "الميشالات" إلى الحرية ويضع "إصبعه الأوسط" في بؤبؤ أعينكم مبتمساً فذلك أمرٌ تستأهلونه عن جدارة. تستأهلونه وتستأهلون بعد أكثر من ذلك.

 

شهادت حق في انحطاط العامين في الشأن السياسي والمتعامين عن العمل الوطني

زمن محل وبؤس قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل

الياس بجاني/13 كانون الثاني/16/إن همروجة التسابق والتذاكي الإعلامي الوقح واللابط للأخلاق في الشرح التفضيلي لمحاسن ميشال عون وسليمان فرنجية بين قادة القوات اللبنانية وتيار المستقبل أمر معيب ومشين ومهين بحق الفريقين وهو غير مبرر ومستنكر ويأتي في سياق الإنهزامية والشخصنة والأنانية والتخلي علناً عن كل مبادئ وقيم 14 آذار والتنكر لدماء الشهداء. عيب استحوا ع دمكم

 

نديم الجميل: من يرشح فرنجية أو عون لا يستطيع ان يستنكر خروج سماحة من السجن

الجمعة 15 كانون الثاني 2016 /وطنية - قال النائب نديم الجميل في تصريح له خلال اعتصام المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار أمام منزل سماحة في الاشرفية: "نتذكر اليوم كل القرارات المنحازة لحزب الله و عملاء سوريا التي اتخذتها المحكمة العسكرية من الضابط سامر حنا إلى احداث عين الرمانة وصولا لميشال سماحة". واكد أن "الاشرفية ستبقى صامدة لتقول "لا" لكل المساومات والتنازلات التي حصلت في الآونة الاخيرة". مشيرا الى ان "من يرشح فرنجية أو عون لا يستطيع اليوم ان يستنكر خروج ميشال سماحة من السجن"، مطالبا قوى 14 آذار بالعودة إلى وحدتها وتضامنها بمواجهة حزب الله وتعدياته على الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

 

الدولة اللبنانية صارت رسمياً دولة راعية للارهاب

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/15 كانون الثاني/16

الدولة اللبنانية صارت رسمياً دولة راعية للارهاب والميليشيات المتسلطة والمتحكمة بالدولة ومؤسساتها تنتج وتصدّر الاٍرهاب انها جزء من الشبكات والنشاطات الدولية والإقليمية التي تشكل أذرع الدول الراعية للارهاب والعاملة على تصدير الفوضى والفساد والحروب المذهبية على مستوى المنطقة. البارحة استطاعت ميليشيات الاٍرهاب في لبنان ان تفرض ممارساتها على القضاء الذي اصدر قراراً بإطلاق سراح ناقل رسائل الموت والدمار والقتل اي الاٍرهاب ،اخيراً استطاعت الميليشيات الحاكمة ان تحوّل لبنان الى دولة راعية للارهاب بدل ان تكون راعية لمواطنيها، كل ميليشيا هي منظمة ارهابية وكل المتعاملين معها هم اجزاء من مشروع تخريب الدولة وتدمير المواطن والاقتصاد اننا في مرحلة سيادة الميليشيات بدلاً من سيادة الدولة وسيادة الفساد بدلاً من سيادة القانون ورغم ذلك نرى ان الحاملين لمشروع الدولة غارقين في الكيدية والشخصنة.

هكذا تكون آخرة التذاكي السياسي ... وهذه هي نتيجة التنازلات المجانية! وهذا هو أول غيث نتائج الخطوات غير المحسوبة ...

 

نوفل ضو/فايسبوك/15 كانون الثاني/16

ما الفرق السياسي بين قرار محكمة التمييز العسكرية "إخلاء سبيل ميشال سماحة" وبين قراري ترشيح سليمان فرنجيه أو ميشال عون لرئاسة الجمهورية؟

وما الفرق بين قرار القاضي طاني لطوف ومستشاري محكمة التمييز العسكرية إطلاق سراح ميشال سماحه وبين قراري الصديقين العزيزين سعد الحريري بترشيح سليمان فرنجيه، وسمير جعجع بترشيح ميشال عون؟

عندما يسمح فريق سياسي لنفسه بترشيح من اتهمهما بتفجير لبنان سياسيا وبنسف المؤسسات الدستورية وتعطيلها، وبتنفيذ سياسات بشار الأسد وحزب الله وإيران في لبنان وبدعم قتلة رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز والتحالف معهم ... فلا عجب أن تقدم محكمة التمييز العسكرية على إطلاق سراح سماحه... ربما كانت محكمة التمييز العسكرية تسهل بإطلاق سراح سماحه مهمة فرنجيه او عون مع الحريري بتشكيل حكومة العهد المقبل الأولى بإطلاق سراح وزير إعلامها العتيد ...

هكذا تكون آخرة التذاكي السياسي ... وهذه هي نتيجة التنازلات المجانية! وهذا هو أول غيث نتائج الخطوات غير المحسوبة ...

 

دولة الرئيس سعد الحريري ... الصديق العزيز الدكتور سمير جعجع ...

نوفل ضو/فايسبوك/15 كانون الثاني/16

دولة الرئيس سعد الحريري ... الصديق العزيز الدكتور سمير جعجع ...

شبابنا ... شبابكم ... يتظاهرون في الأشرفية رفضا لإطلاق سراح ميشال سماحة ...

ساعداني من فضلكما ... أنا لم أتمكن من ملاحظة أي مشاركة للتيار الوطني الحر أو تيار المردة في التظاهرة...

ولم يقع نظري أو سمعي على أي تصريح لأي من التيارين يستنكر إطلاق سماحه ...

ترى ألم يشمل اتفاق الشيخ سعد مع فرنجية واتفاق الدكتور جعجع مع العماد عون الموقف من القتلة والمجرمين؟

وكيف نبرر للشباب المتظاهرين قبولنا بفرنجيه أو عون لرئاسة الجمهورية وهما جزء من فريق ميشال سماحه السياسي والأمني والمخابراتي؟

نشكر الله على أن شبابنا لم يصابوا بعد بالإنفصام السياسي ...

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/1/2016

السبت 16 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تداعيات قرار الافراج عن ميشال سماحة متواصلة، وفيها:

- مطالبة أهالي الموقوفين الاسلاميين بتسريع المحاكمات واصدار الأحكام وإخلاء من استوفى مدة توقيفه سجنا.

- وقفة وطنية أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودعوة الرئيس فؤاد السنيورة إلى وقفة في كل المحاكم لمدة عشر دقائق بعد غد الاثنين.

- كلام في المحافل السياسية عن مدى تأثر العملية الانتخابية الرئاسية بقرار المحكمة العسكرية.

- ترقب طلب وزير العدل من مجلس الوزراء احالة قضية سماحة إلى المجلس العدلي.

محليا أيضا، مطار رفيق الحريري الدولي تحت المجهر الدولي، والحاجة ماسة إلى تطوير أجهزته في الشحن بناء لطلب أوروبي. وقد تفقد وزير النقل المطار لهذه الغاية.

خارجيا، الارهاب ضرب في واغادوغو، فيما الاتفاق النووي أطلق من فيينا، وزير الخارجية الايراني يرى في الاتفاق تأمينا لاستقرار المنطقة ومجالا للتعاون مع السعودية في مواجهة التطرف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يوم تاريخي تصنعه الدبلوماسية ما بين الأميركيين والايرانيين.

إتفاق لا يصل إلى حد التحالف، لكن الانفراج الوفاقي في العلاقات سيولد تداعيات ايجابية. ما هي حدودها؟ وأين مساحات تأثيرها؟ ماذا عن دول المنطقة؟.

الأسئلة مفتوحة بحجم مرحلة جديدة دشنها الاتفاق النووي. ومن هنا كان نداء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، للشعوب ليضع الجميع يدهم بيد، لتخليص العالم من شر التطرف والعنف.

الاستعداد الايراني قائم في مد اليد، فماذا ينتظر الآخرون؟.

الارهاب تعولم، وكل يوم يجري استهداف دولة، بالأمس اندونيسيا، اليوم بوركينا فاسو. وكل عاصمة تحسب حساباتها الأمنية خشية من ان تكون هي التالية في العمليات الارهابية المفتوحة.

لبنان، تفاصيل بالجملة لا يتعدى الاهتمام بها حدوده. المهم ان السقف السياسي مضبوط رغم المواقف النارية. والحوار ماض، والحكومة سلكت طريقها. والأهم هو الاستعداد اللبناني لمعالجة الضغوط المالية والاقتصادية على لبنان، ومن هنا جاء اجتماع عين التينة الذي ترأسه الرئيس نبيه بري اليوم، وضم نوابا من مختلف الكتل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنها الثورة الاسلامية في ايران، قبل أن تطفئ شمعتها السابعة والثلاثين بعد أيام، أضاءت بريقا ستحفظه الأجيال، أسست بنيانها على تقوى من الله ورضوان، جاهدت بشرف وفاوضت بثبات، فكان السبت الأبيض مع قرب اعلان سريان الاتفاق النووي ورفع العقوبات، والأسود في قلوب الخصوم والأعداء الغارقين في مشروع كيان مصطنع لن تقبله الحياة، أو التائهين في زواريب الحقد والأوهام.

انه الصبر الاستراتيجي والثقة بالمبادئ والانسان الذي فتح له العالم أوسع الأبواب. انها الجمهورية التي صنعت مجدها بأيدي أبنائها، فبنت انموذجا استثنائيا من التطور الصناعي والعلمي والثقافي والعسكري. انها الجمهورية الاسلامية الايرانية المشعة نوويا بعد أن أذعن لها العالم من كل الجهات، فما أنجز اليوم دفعت قرابينه للشهداء والعلماء وخبراء، وصبرا ومعاناة لأهلها المحاصرين بحروب الحقد وقرارات الزور لمدى عشرات الأعوام، لكنها لم تدفع ثمنه من مبادئها، أو تغير من أولوياتها بدعم المستضعفين والمحرومين، أو تبدل اعلاما للسفارات والبعثات، فالعلم الوحيد الذي أنزل من سمائها وتاريخها علم عدوها الوحيد الكيان الصهيوني، واستبدلته بعلم فلسطين التي بقيت ولا زالت وجهة أهلها وحكوماتها وكل خياراتها.

انها دولة الاسلام المحمدي الأصيل، انها دولة ولاية الفقيه، فمتى يفقهون؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ردود الفعل على إخلاء سبيل الارهابي ميشال سماحة تكبر، فبعد تحرك المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار، تحرك أركان هذه القوى فنظموا وقفة احتجاجية عند ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث ألقى الرئيس فؤاد السنيورة كلمة تميزت بهجومها الحاد على "حزب الله".

في هذا الوقت، كان أهالي الموقوفين العسكريين يعتصمون في بيروت وفي رومية وفي عكار، فيما كان الموقوفون يواصلون إضرابهم عن الطعام.

توازيا، علمت ال MTV أن وزير العدل أشرف ريفي سيتقدم الاثنين المقبل، بكتاب إلى مجلس الوزراء يطلب فيه احالة ملف الارهابي سماحة على المجلس العدلي، كما سيتقدم بمشروع قانون لحصر عمل المحكمة العسكرية بمحاكمة العسكريين.

وفي هذا الاطار، بدأت مشاورات واسعة ضمن فريق 14 آذار لتكوين فريق ضغط إن في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب، تحقيقا لهدف تحول مطلبا وهو حصر صلاحيات المحكمة العسكرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كان الأولى ب 14 آذار ان تشكر محكمة التمييز العسكرية على تخلية ميشال سماحة. فمنذ أشهر وأشهر تعاني الأولى من اخفاقات وخيبات وانتكاسات في الميدان السوري والمستنقع اليمني والمأزق اللبناني، وجاء الاتفاق النووي الايراني الذي يخرج إلى النور في الساعات المقبلة، ليرفع منسوب القلق ويضاعف نوبات الذعر ويسكب مياها باردة على رؤوس حامية وأحجام منفوخة.

كان الأحرى ب 14 آذار ان تنظم قصائد الثناء وتقيم حلقات الغناء للمحكمة العسكرية التي أحيت العظام وهي رميم، ونفضت الغبار عن 14 آذار التي أيقظتها تخلية سماحة من سباتها وأعادتها من غربتها السياسية الداخلية.

أقام "المستقبل" القيامة على تخلية سماحة، ولم يرف له جفن لتخلية ارهابي ملفه الفا صفحة حضنه وحصنه ورعاه حتى كبر وقاتل الشرعية وقتل ضباط وجنود الجيش، ولم ير غضاضة في اعدام البطلين بيار بشعلاني وابراهيم زهرمان بدم بارد وحقد حارق، بل ان المحرضين والمجرمين يحظون بالرعاية والعناية ويبسط الزعيم ظل حمايته عليهم ويستقبلهم باكرام واعزاز.

أعادت تخلية سماحة، 14 آذار إلى الشارع من جديد، احتجاجا على قضاء مرتهن لسوريا، كما يقولون. في وقت تقبل 14 آذار بالقدر السوري خيارا سياسيا رئاسيا.

كان الأولى ب 14 آذار ان تشكر المحكمة العسكرية، لأن ما حصل ساعدها في شد عصبها المتراخي ولو مؤقتا، وهذا ما تحتاجه بالضبط عشية ذكرى 14 شباط، بالرغم من أعراض انفصام الشخصية المتفاقمة لديها.

ومن 14 آذار الوكيل إلى 14 آذار الأصيل. يتحضر "التيار الوطني الحر" لانتخاباته الداخلية الأولى غدا. تيار التجديد في زمن التمديد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أكثر من عنوان في أحداث اليوم، لعل أبرزها الحدث الأميركي- الايراني وما يتفرع عنه:

العنوان الأبرز فيه ان اليوم هو موعد بدء تنفيذ الاتفاق النووي، بالتزامن حلحلة في ملف موقوفين بين واشنطن وطهران، حيث تم تبادل عدد من الموقوفين بين البلدين. وفي تطور تجاري ليس بعيدا عن هذا السياق، أعلنت إيران عزمها شراء أكثر من مئة طائرة من طراز إيرباص.

وفيما إنشغال العالم بهذه التطورات، كان إنشغال آخر بتعقب الإرهاب ومكان تحركه. اليوم ضرب في بوركينافاسو حيث اسفرت عملية على أحد الفنادق عن مقتل أكثر من عشرين وجرح أكثر من ثلاثين.

في لبنان، مازال إطلاق الوزير السابق ميشال سماحة محط ردات فعل وغضب سياسي وشعبي، واستمر اليوم هذا الغضب في تحركات ميدانية على الأرض، فيما أجندة الحراك حطت اليوم في الكرنتينا أمام أحد معامل فرز النفايات.

من خارج سياق هذه التطورات، وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى ما غرَّد به الوزير السابق وئام وهاب على "تويتر" هذا المساء، وجاء في التغريدة: " هل صحيح أن عملية اكتشفت لتفجير طائرة اير فرانس من قبل داعش في مطار بيروت؟". مضمون هذه التغريدة نفاه مصدر أمني، فيما تكتم آخرون وامتنعوا عن التعليق، وفي هذا المجال علمت ال "ال بي سي آي" أن جهازا أمنيا غربيا أبلغ إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية منذ قرابة الاسبوعين، إمكان حصول عمل أمني يستهدف طائرة لأحدى الشركات الأوروبية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هي محكمة التمييز بين اللبنانيين. قرار إفراجها، ميز المجرم المتلبس بالجرم المشهود، ميشال سماحة، مع عبواته ومتفجراته، وأخرجه إلى الحرية، ليعلن بوقاحة أنه سيستمر في أعماله. وخرج ليدعمه، رئيس كتلة "حزب الله" محمد رعد، كما لو في رسالة جديدة بأن لبنان تحكمه القمصان السود، ولا مكان فيه للعدالة.

هي محكمة التمييز بين اللبنانيين، وقد أنتجت أحكاما باسم الشعب اللبناني، لكنها تعبر عن رغبات مشغلي سماحة من خارج الحدود، وقد نفذ أوامرهم جنودهم في بيروت.

هي محكمة التمييز بين اللبنانيين، ويصلح أن تكون متجر خضروات وفواكه، أعلى ما يقدمه من فوائد، هو إخبار اللبنانيين عن فوائد الصبير التي تناولها سماحة.

هي محمكة التمييز بين اللبنانيين، وقد أعلن رفض أحكامها، معظم اللبنانيين، وبعضهم محسوب على قوى 8 آذار، من سياسيين وإعلاميين، آخرهم الرئيس نبيه بري، الذي نقل عنه أنه كان يجب انتظار صدور الحكم قبل بحث إطلاق سماحة.

هي محكمة تخلت عنها معظم دول العالم، وهي يا للأسف ويا للعار، عندما خرج ميشال سماحة من السجن، دخلت مكانه المحكمة العسكرية التي أخلت سبيله، قالها الرئيس فؤاد السنيورة من على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن على بعد أمتار قليلة عن ضريح اللواء الشهيد وسام الحسن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حطب الثورة الذي وفره ميشال سماحة لقوى شح زيتها، يتواصل شحنا ليمكن الرابع عشر من آذار الهبوط على مدرج الرابع عشر من شباط، ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بمادة مفيدة تعيد الزخم إلى المناسبة والشارع الذي بهت أزرقه.

لغة "القمصان السود" عادت ناصعة. وكلهم: لن يقفوا مكتوفي الأيدي، لن يسكتوا، لن يمرروا. يصرحون وحولهم الوافر من أدوات الجزم والنفي واللاءات القاطعة رأس المحكمة العسكرية، لكن كل من احترف القانون لغة لهم، سيدلي بكلام مغاير حتى ولو كان خارجا من رحم القوى المعترضة اليوم. فرئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضية اليس شبطيني تقرأ في ما صدر نطقا قانونيا، وتقول إن المحاكمة لم تنته بعد والقانون يجيز محاكمة المتهم طليقا. وأضافت: أنا اشتغلت في القانون عشرات السنين، وليس لنا الحق في إجراء محاكمات شعبية وسياسية، فإما أن تتركوا القاضي يعمل بحسب ضميره، وإما تعالوا واجلسوا مكانه.

ومن الأصوات السياسية المنتقدة، تلك التي طالبت بتعديل القانون العسكري، لكن نقيب المحامين في بيروت أنطوان الهاشم أرشد الساسة إلى المكان المناسب، وقال إن البحث في تعديل أو إلغاء أو تقليص عمل المحاكم الاستثنائية لا سيما المحاكم العسكرية منها، لا يمكن أن يكون من باب رد الفعل، بل هو من مسؤولية السلطة التشريعية.

وبناء على خريطة الطريق إلى مجلس النواب التي وضعها نقيب المحامين، يسأل دعاة التعديل اليوم: لماذا لم تجيزوا لأنفسكم اقتراح التعديلات العادلة طوال تسلمكم السلطة، رأستم الحكومة عشرين عاما، تبوأتم وزارات عدل ورئاسة النيابة العامة التمييزية ومجالس قضاء ومفوضية حكومة في القضاء العسكري، ولم تتحرك مشاعركم القانونية على اقتراح واحد للتعديل، حتى ولو اقترحتم إلغاء المحكمة العسكرية برمتها.

لكن كل ما صدر من تصعيد بلغ الفتنة، لم يكن هدفه تصيحيح القوانين بل اللعب على وترها واستخدام سوئها لإنتاج جمهور. وحده رئيس الحكومة تمام سلام وضع الإصبع القضائية على الجرح العسكري، وطلب إلى رئاسة مجلس القضاء الأعلى القيام بما يلزم لتسريع المحاكمة الجارية أمام المحكمة العسكرية، تمهيدا لإصدار حكمها النهائي في هذه الدعوى. ودعوة سلام يجوز لها أن تسري على كل القضايا والمحاكمات العالقة، وليس سماحة فحسب، بل وصولا إلى الإسلاميين أنفسهم الذين يروح فيهم "عزا الصالح بالطالح".

وأبعد من نقطة خلافية في بحر المنطقة العميق، فإن الخبر اليوم من فيينا التي فتحت أبواب الجنة على ايران، إعلانا لرفع العقوبات بدءا من هذا النهار. وأعقب ذلك اعتزام طهران على شراء صفقة طائرات ايرباص، والإفراج عن عدد من الأميركيين لديها. هو يوم أسود لاسرائيل، التي لعبت في سوق عكاظ المنطقة، وألبتها على ايران علها تحصد صداما يعرقل تنفيذ الاتفاق النووي ويمنع طهران من دخول الأسواق النووية من أبوابها الدولية. خسرت اسرائيل الرهان، وذهب سدى تعويلها على اعدام نمر النمر، وسوق العرب إلى الجامعة العربية... إيران اصبحت نووية.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم السبت 16 كانون الثاني 2016

السبت 16 كانون الثاني 2016

النهار

نقل عن السفير الروسي قوله إن الاستحقاق الرئاسي في لبنان مؤجل الى حين، وإن لا دفع حقيقياً لإتمامه حالياً.

اقترح وزير على زميل له تكليف "الحراك المدني" بتوفير حلول للمشكلات القائمة وتقديمها في مدة شهر.

تسري شائعات عن علاقة أحد الوزراء بالشركة الهولندية التي انسحبت في منتصف الطريق وعن تعهد سابق منه بدفع الكفالة التي لم تدفع.

بدأت حركة لدى عدد من الأحزاب لتحضير الانتخابات البلدية في مدن وقرى خارج مناطق نفوذها القوي

السفير

شكا أعضاء في تيار سياسي مسيحي بارز في بيروت من ضغوط انتخابية شديدة يتعرضون لها على يد "متموّل حزبي" لاقصاء رموز تاريخية في التيار نفسه في العاصمة.

تردّد أنّ أحد القضاة المدنيين في جبل لبنان أمر بتوقيف مستشارة أحد الوزراء بعدما زارته في مكتبه وادّعت كما تفعل مع سائر من تزورهم أنّها قاضية.

تتكرر ظاهرة محاولة بعض رجال الأعمال البارزين رشوة وزراء سياديين للانخراط في شراكات.. وبينها الشراكة في ملف النفايات من دون أن يلقوا آذانا صاغية حتى الآن.

المستقبل

إن "حزب الله" لم يظهر حماسة خلال اتصالاته الثنائية مع تكتّل "التغيير والإصلاح" لفكرة ترشيح الدكتور سمير جعجع للنائب ميشال عون للرئاسة من دون أن يبدي ممانعة صريحة لهذا الاتجاه.

اللواء

همس

يُقلِّل دبلوماسي سابق من أعداد اللبنانيين المتحدّرين الذين يستحقون استعادة الجنسية، ويجزم بأن العدد لا يتجاوز المليون وأربعمائة ألف.

غمز

ينصح قُطب وسطي المسيحيين بالاحتكام إلى تجربة عام 1970، للخروج من نفق الشغور الرئاسي؟

لغز

تمرّ العلاقة بين مسؤولين إعلاميين في حزب "ديناميكي" بأزمة تخبو وتتصاعد من دون تدخّل المعنيين للمعالجة.

الجمهورية

إستبعد مصدر ديبلوماسي حصول أي مفاجآت في شأن إستحقاق حسّاس في المدى القريب لأن الأزمات الإقليمية تزداد تعقيداً ولم تنجح بعد كل المحاولات الجارية للجمِها، ولكنه شدَّد على أن الإستقرار في لبنان كان ولا يزال موضع رعاية الجميع.

نُقِل عن مسؤول مصرفي كبير توقّعه أن تشهد السنة الجارية إقفال نحو 2800 مؤسسة وشركة أبوابها في حال استمرت الأزمة السياسية وعدم الإتفاق على انتخاب رئيس جمهورية جديد وتراجُع النمو الإقتصادي.

يؤكد وزير معني بملف مُهمّ أنه سيُكمل في طرح مشروع إلغاء إحدى المؤسسات غير القانونية والتي اتخذت قرارات اعتُبرت غير قانونية.

البناء

أشار مصدر سياسي مطلع إلى أنّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يزال يعمل على استبيان وحدة الموقف السعودي الداخلي من مبادرة الرئيس الأسبق سعد الحريري، علّه يحصل على "خشبة خلاص"، وذلك لإدراكه أنه في حال كان الموقف السعودي واحداً، فسيدفع "أثماناً باهظة" إذا مضى في خياره بدعم ترشيح العماد ميشال عون، رداً على دعم الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية...

 

بري ترأس اجتماعا نيابيا لبحث معالجة الضغوط المالية على لبنان

السبت 16 كانون الثاني 2016 /وطنية - ترأس الرئيس نبيه بري في مكتبه في عين التينة بعد ظهر اليوم، اجتماعا مع النواب: محمد قباني، ياسين جابر، باسم الشاب، روبير فاضل، وآلان عون، بحضور المستشار الاعلامي علي حمدان. وجرى عرض ما يتعرض له لبنان من ضغوط مالية واقتصادية وكيفية معالجتها. وكان الرئيس بري استقبل المستشار الثقافي في السفارة الايرانية في لبنان محمد مهدي شريعتمداري.

 

أهالي الموقوفين الاسلاميين تجمعوا أمام منزل ريفي في طرابلس

السبت 16 كانون الثاني 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض، أن أهالي الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، تجمعوا أمام منزل وزير العدل اللواء أشرف ريفي، مقابل سنترال الميناء، احتجاجا على قرار تخلية الوزير السابق ميشال سماحة، مطالبين بالاسراع في محاكمة أبنائهم.

 

السنيورة خلال الوقفة الاحتجاجية على إطلاق سراح سماحة: قرار المحكمة العسكرية يستخف بدماء الشهداء ونؤيد مبادرة إعادة النظر بقانونها وصلاحياتها

السبت 16 كانون الثاني 2016

سياسة - أكد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أن "جريمة اطلاق ميشال سماحة لن نسمح لها أن تمر، بينما يقبع آخرون كثيرون في السجون لمجرد الشبهة والوشاية"، لافتا إلى أن "القرار الذي اتخذته المحكمة العسكرية ليس إلا استخفافا بدماء الشهداء الابطال والابرار، وتشجيعا على الاستمرار في القتل والاغتيال"، ومعلنا تأييد "المبادرة القاضية بإعادة النظر بقانون المحكمة العسكرية وصلاحياتها، وطرق عملها، حيث لا يجوز ان تبقى مثل هذه المحاكم الاستثنائية لتنظر في أمور تتعلق بالمدنيين، في زمن تخلت عن هذه المحاكم معظم دول العالم".

كلام السنيورة جاء خلال الوقفة الاحتجاجية على إطلاق سراح ميشال سماحة أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ساحة الشهداء، في حضور حشد كبير من نواب 14 اذار، وقال: "على بعد أمتار من ضريح تلك الكوكبة من الشهداء وأولهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وآخرهم وسام الحسن ومحمد شطح، أقف هنا لأقول، باسمي وباسم إخواني في كتلة "المستقبل" النيابية ومن تمثل، وكذلك باسم نواب الرابع عشر من آذار الذين هالهم كما هال اللبنانيين ما قررته المحكمة العسكرية، لجهة إطلاق سراح المجرم ميشال سماحة في خطوة لطخت سمعة هذه المحكمة وضربت هيبة المؤسسات اللبنانية السيادية، ووجهت ضربة قاصمة للشعب اللبناني، المتطلع إلى بناء مؤسساته على قواعد العدل والانصاف واحترام القانون".

وأضاف: "إن هذه الرسالة الوقحة والصافعة التي وجهها من اتخذ هذا القرار المشؤوم، تقول للشعب اللبناني ولكل اللبنانيين، أنه ممنوع عليكم ان تحلموا ببلد تحترم به حقوق الإنسان وحقوق المواطن، بلد لا يتم فيه الكيل بمكيالين أو سياسة الصيف والشتاء على سطح واحد، وانه ممنوع عليكم ان تحلموا بقضاء عادل ونزيه، ويتم بموجبه إحقاق العدالة، وهم يرون اليوم وبأم العين أنهم كانوا على حق عندما قرروا الاستعانة بالقضاء الدولي، لأنهم كانوا متوجسين من أن لا يتم إحقاق العدالة عبر المؤسسات اللبنانية".

وتابع: "إن هذا الإجراء الجائر والظالم الذي أتى عقب التلاعب بعضوية وتغيير أعضائها تمهيدا لإصدار هذا القرار بإخلاء سبيل ميشال سماحة، هذا القرار الذي هو بحق جريمة اغتيال واضحة لكرامة اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين. إن الشعب لن يقبل بهذه الإهانة، ولن يرضخ لها، ولن يرضى بالذل والوصاية من جديد، ولن يقبل بسيطرة الإرهاب والإرهابيين، والمجرمين أمثال ميشال سماحة، ومن هم وراء ميشال سماحة، المتآمر والمجرم. ولن يرضخ لسلطة محكمة عسكرية تتسامح وتتساهل في التعامل مع العملاء والخونة".

وأردف: "أيها اللبنانيون، يا جمهور "14 آذار" وانتفاضة الاستقلال، بالأمس أطلقوا العميل الإسرائيلي فايز كرم واليوم يطلقون المجرم الارهابي ميشال سماحة. لن نقبل بعد اليوم ان تتحكم مجموعة القمصان السود، بمصير الشعب، وتخرج وتدافع عن مثل هذه الجرائم بعلانية وتبرر موقفها بأنها تتصدى للكيدية والنكد فيما الكيدية معروف موقعها ومصدرها ومن يمارسها ومن يقف خلفها".

وقال: "ميشال سماحة مجرم علني مدان بتسجيلات بالصوت والصورة، وقد شاهده الشعب على شاشات التلفزة، وعرف اهداف جريمته بأنه يريد أن يتسبب بالفتنة، وكل ذلك مبين بالأدلة، بينما الشركاء الذين خططوا لهذه الجريمة يدافعون عنه. واليوم يريدون ان يقولوا لنا أنه بريء وأنه مواطن عادي لم يرتكب جرما يعاقب عليه بأشد العقوبات"، متسائلا: "هل من المعقول ان يتم اعتقال بعض الشبان ورميهم في السجون لسنوات من دون محاكمة، لمجرد الاشتباه بهم، فيما يطلق سراح مجرم إرهابي اعترف بجريمته وادان نفسه ومن هم وراءه علنا وجهارا؟".

ودعا السنيورة "كل المحامين والقضاة ورجال القانون، الى وقفة صمت ورفض واحتجاج الساعة الثانية عشرة ظهر الاثنين القادم في كل المحاكم اللبنانية، وفي كل المناطق اللبنانية، لكي نقول جميعا وبصوت واحد، لا لإطلاق سراح المجرم ميشال سماحة الذي ويا للأسف ويا للعار عندما خرج من السجن دخلت مكانه المحكمة العسكرية التي أخلت سبيله".

وقال: "إننا لن نسمح أن تستمر هذه المحاكم التي تسمح لـ"حزب السلاح" والقمصان السود التحكم بها، ساعة باسم القانون شكليا، وساعة أخرى باسم التجاوز على القانون عمليا وواقعيا وعلنيا"، مضيفا: "نعلن أننا نؤيد ونساند المبادرة القاضية بإعادة النظر بقانون المحكمة العسكرية وصلاحياتها، وطرق عملها، حيث لا يجوز ان تبقى مثل هذه المحاكم الاستثنائية لتنظر في أمور تتعلق بالمدنيين في زمن تخلت عن هذه المحاكم معظم دول العالم".

وتابع: "جريمة اطلاق سماحة لن نسمح لها أن تمر بينما يقبع آخرون كثيرون في السجون لمجرد الشبهة والوشاية، لن نسمح لهذه الجريمة أن تمر من هنا، ونحن على أمتار من ضريح الشهيد وسام الحسن الذي كشف المجرم ميشال سماحة. هذا القرار الذي اتخذته المحكمة العسكرية ليس إلا استخفافا بدماء الشهداء الابطال والابرار، وتشجيعا على الاستمرار في القتل والاغتيال. وتجريئا للمجرمين والقتلة على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم ضد اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ولذلك فإننا سنظل نناضل ليلقى هذا المجرم وغيره من المجرمين عقابهم العادل، مع سائر المجرمين الذين اغتالوا رجالاتنا وكبار وطننا. وسنظل نعمل ونناضل ضد هذا الفساد والإفساد، وضد المتلاعبين بالقضاء، وضد المتلاعبين بمصائر الوطن والشعب اللبناني، من أجل أن نحمل لبنان، وطن العيش المشترك، بلد الحريات، وحماية لسيادة واستقلال لبنان".

 

جعجع سلم بطاقات انتساب حزبية: القوات ستبقى رأس حربة قوى 14 آذار

السبت 16 كانون الثاني 2016

وطنية - سلم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بطاقات الانتساب الحزبية الى الدفعة الأولى من المحازبين في مناطق الجنوب، خلال احتفال أقيم في معراب.

استهل جعجع كلمته شارحا للمنتسبين أهمية البطاقة التي يستلمونها "لأنها تحمل في طياتها تاريخا طويلا من المقاومة التي بدأها أجدادنا، منذ أن سكنوا هذا الوطن وهذه الجبال، مرورا بالحرب اللبنانية التي يجب أن تذكر ولا تعاد وعهد الوصاية السورية، وصولا الى مرحلة ما بعد عام 2005 حتى اليوم". وشدد جعجع على أن "القوات اللبنانية كانت رأس حربة قوى 14 آذار وستبقى كذلك بالرغم من كل الظروف، فنحن رهبان مجتمعنا بمعنى تصحيح المسار العام لسياسة وطننا والاستشهاد في سبيله". وتوجه الى المنتسبين: "لا يمكنكم التفريط ببطاقة الانتساب الى حزب القوات لأن هذه البطاقة دفع ثمنها آلاف الشباب الذين استشهدوا، دفعنا ثمنها دماء ودموعا، وعندما تستلمون هذه البطاقة تتحملون من خلالها مسؤوليات عديدة، إذ عليكم أن تكونوا طليعيين في مجتمعكم، وأن تكونوا أبعد ما يكون عن الفساد، فهذه البطاقة هي بمثابة وزنة وعليكم أن تستثمروها لتصبح وزنات".

 

خواطر فايسبوكية للإعلامي نوفل ضو

*إذا صح ان ميشال عون المرتبط بورقة تفاهم مع حزب الله تقبل بسلاحه غير الشرعي، سيتفق سياسيا مع الدكتور سمير جعجع في مقابل ترشيحه فهذا يعني أمرا من إثنين:

إما أن عون سيفك تحالفه مع حزب الله وعندها لا مشكلة في ترشيحه.

وإما أنه يريد الإبقاء على ورقة التفاهم مع حزب الله ويقيم ورقة تفاهم نقيضة مع القوات التي لا يمكن أن تقبل بمضمون ورقة التفاهم بين عون وحزب الله... وفي هذه الحالة يكون عون كالمرأة المتزوجة من حزب الله و"المصاحبة" القوات في سبيل الشهوة بمعرفة زوجها الذي "يطنش" لتحقيق أهدافه وغاياته ...

القول بأن الرد على ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجيه يكون بترشيح ميشال عون هو كقصة أختين اختارت الأولى أن تعمل مومسا في المعاملتين فانتقمت الثانية مما قامت به أختها بأنها عملت مومسا على الزيتونة.

*لنظرية المعتمدة الآن لتبرير احتمال ترشيح عون لرئاسة الجمهورية هي أن سعد الحريري رشح سليمان فرنجيه مما يضع القوات اللبنانية أمام الأمر الواقع بقبول بمرشح من 8 آذار ...

قبل أقل من سنتين قبل سعد الحريري المشاركة في الحكومة ولم تشارك القوات اللبنانية ... ماذا حصل؟ كبرت القوات في أعين كل جمهور 14 آذار...

قبل أقل من سنة قبل سعد الحريري المشاركة في الحوار ولم تشارك القوات اللبنانية ... ماذا حصل؟ كبرت القوات في أعين كل جمهور 14 آذار...

قبل سنوات قرر المجتمع الدولي تلزيم لبنان لسوريا قبل الجميع ولم تقبل القوات ... ماذا حصل؟ كبرت القوات في أعين اللبنانيين والمسيحيين ...

في العام 1992 قبل الجميع بانتخابات شارك فيها 10 بالمئة من اللبنانيين وفاز نواب مسيحيون بالتزكية ولم ترضخ القوات... ماذا حصل؟ كبرت القوات في أعين اللبنانيين والمسيحيين...

بعد الطائف رفضت القوات اللبنانية المشاركة في حكومة لا تمثل فيها بحسب حجمها ... ماذا حصل ؟ كبرت القوات بأعين المسيحيين واللبنانيين...

في زمن اعتقال سمير جعجع واضطهاد القوات ززز قبل الجميع بالأمر الواقع ورفضت القوات... ماذا حصل؟ أبقت القوات اللبنانية الشعلة مضاءة الى أن جاءت ثورة الأرز ...

لذلك، وبناء على عشرات السوابق المماثلة،

*ليس صحيحا أن قرار سعد الحريري ترشيح سليمان فرنجيه لا يبقي أمام بقية القوى في 14 آذار أي خيار غير ترشيح ميشال عون باعتباره المرشح الرديف من 8 آذار...

الخيار الآخر المتاح غير الرد على الخطأ بخطأ مماثل هو خيار المبادىء والمواجهة السياسية الذي عبر عنه شباب 14 آذار في ساحة ساسين أمس... وإلا لماذا لم نقبل بالأمر الواقع يوم قبل فيه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل الطبقة السياسية التي أنتجها النظام الأمني اللبناني - السوري؟ يومها كان الجميع مع التعاطي بواقعية سياسية ... ورغم ذلك اختارت القوات اللبنانية المواجهة وخونت كل من قال بالتعاطي بواقعية او مع الأمر الواقع ... ما الذي تغير؟

إما أننا كنا مخطئين يومها ... أو أننا مخطئون اليوم ... لا مجال لاحتمال ثالث ...

 

سليمان لـ»السياسة»: من يقف وراء سماحة ربما اغتال الحسن

بيروت – «السياسة»/17/01/16/أكد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، في تصريحات إلى «السياسة»، أن إخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة «أثار صدمة كبيرة بقدر موقع سماحة الذي كان صلة الوصل ومندوباً بيني وبين الرئيس بشار الأسد». وسأل «هل أن خفض السنة السجنية إلى تسعة أشهر، مسموح به لكل السجناء حسب سلوكهم وتبعاً لنوع القضية التي يحاكمون بها؟». وقال إنه بعد توقيف سماحة، تم اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن أحد الذين شاركوا في توقيفه، «وإن كنت لا أستطيع القول إن الجهة نفسها التي تقف وراء سماحة هي التي اغتالت الحسن، ولكن ذلك يدفعني لأن أشك بأن هناك رابطاً بين توقيف سماحة واغتيال الحسن». ولفت سليمان إلى أنه «بعد الصدمة التي أحدثها إطلاق سراح سماحة عند اللبنانيين، فإن من يرتكب الشر ومن يراوده ذلك، فإنه يمكن أن يكرره ثانية، خاصة أن هناك من قد يفكر باللجوء إلى القيام بما قام به سماحة على سبيل التجربة، فإما أن ينفذ ما يطلب منه، وإما يلقى القبض عليه فيسجن ثم يخرج من السجن. ولذلك أعتقد أنه كان يجب أن يكون هناك تشدد في الأحكام أكثر وفي تطبيق القانون». ورأى أن «أي تداعيات متوقعة لقرار إطلاق سراح سماحة، ستكون معنوية عند الناس فقط، لأن ما حصل حصل، وإن كانت محكمة التمييز لم تصدر حكمها بعد في القضية»، مشدداً على «ضرورة أن نتعلم من هذه الحادثة أو غيرها للمستقبل، وبالتالي لا يجب أن يتسبب ما جرى بإحباط. صحيح حصل خطأ في معالجة الموضوع، بمعنى أنه ربما حصل تقدير خاطئ للمحكمة في خطورة هذا الموضوع، لكن يمكن أن تقول المحكمة، إننا طبقنا القانون».

 

وزارة الداخلية نفت خبر محاولة تفجير طائرة اوروبية: المشنوق تحرك لمعالجة نقاط الخلل في مطار بيروت بالتنسيق مع بري وسلام وزعيتر

السبت 16 كانون الثاني 2016 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية والبلديات، البيان الاتي: "تداولت بعض وسائل الاعلام أخبارا وتصريحات تتحدث عن كشف محاولة تفجير طائرة تابعة لاحدى شركات الطيران الاوروبية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. يهم وزارة الداخلية والبلديات ان تؤكد ان هذا الخبر عار تماما عن الصحة وان كل المعلومات المتداولة حوله، ايا كان مصدرها، تصب في محاولة تعطيل العمل في مطار بيروت من خلال اختلاق روايات لا تستند الى اي واقع. والحقيقة هي ان لجنتين فنيتين من الخبراء في سلامة الطيران من فرنسا وبريطانيا زارتا مطار رفيق الحريري الدولي، وابديتا ملاحظاتهما بشأن مسار العمل الاداري والفني والأمني في المطار، بما يتطابق مع المعايير الدولية الضامنة لأمن المسافرين ولتسهيل حركتهم داخل المعابر الأمنية. وقد تحرك وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق باتجاه رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزير الأشغال العامة، لمعالجة النقص الوارد في تقرير الخبراء والذي يتناول ثلاث نقاط خلل:النقطة الأولى تتعلق بوحدة التنسيق بين الادارات المختلفة في المطار، و قد تمت معالجة هذا الأمر مرحليا إلى حين صدور قرار وزاري بتعيين الهيئة الناظمة للطيران المدني. النقطة الثانية تتعلق بزيادة العديد في قوى الأمن في جهاز أمن المطار، وقد تم الحاق 37 عنصرا الأسبوع الماضي، على ان يستكمل العدد في أقرب مدة ممكنة. النقطة الثالثة تتعلق بالشأن الأمني التقني. سبق لوزارتي الداخلية والأشغال العامة ان وقعتا عقودا مع شركات دولية لتزويد المطار بكل حاجاته من التقنيات الضرورية وفق المعايير الدولية، وقد ارسلت هذه العقود إلى رئاسة الحكومة باعتبارها جزءا من الهبة السعودية الثانية التي تقاسمتها وزارة الداخلية مع الجيش لأجهزتها الأمنية. والمعروف ان عقود الهبة السعودية الثانية توقفت بمعظمها لأسباب تتعلق بالواهب. لذلك فان اللجنة التي شكلت في مجلس الوزراء في الأسبوع الماضي برئاسة الرئيس سلام ستبحث في أول اجتماع لها في تأمين التمويل اللازم لهذه العقود والبدء في تنفيذها. ختاما، تؤكد وزارة الداخلية والبلديات على الجهد الحثيث الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في المطار لضمان أمن المسافرين، في انتظار استكمال ما هو ضروري لها من تجهيزات أمنية. كما تؤكد الوزارة على ان أمن المسافرين يحظى بجهد استثنائي مما يجعل المطار آمنا لكل المسافرين".

 

شاشة - الإعلام "الممانع" لا يخجل: ميشال سماحة بطل!

فاطمة عبدالله/النهار/16 كانون الثاني 2016/انقضّت "المنار" على رافضي إطلاق ناقل الرعب من سوريا إلى لبنان، ميشال سماحة، وزجّت، كالعادة، العداء مع إسرائيل في معادلة العدل. تساءلت: "أين كان هؤلاء يوم أصدرت المحكمة العسكرية أحكامها المخففة بحق عملاء إسرائيل؟". وسؤالٌ آخر:"ماذا يريدون من القضاء؟". تكاتف الإعلام "الممانع" لإظهار إطلاق سماحة عدلاً، وكادت "المنار" أن تحتفي به بطلاً يُهلّل له لعظيم أعماله. كُتبت مقدّمة نشرة الأخبار لتكيل الإرهاب بمكيالين، فأوشكت المحطة على التلفّظ بالآتي: "يحقّ لسماحة ما لا يحقّ لغيره". ازدواجية النظرة إلى أمن الوطن. وأكملت المقدّمة التساؤل: "ماذا يريدون أن يمرّروا تحت هذه النار على القضاء؟ فمتى يرفع الساسة أيديهم عن القضاء؟". المسألة ليست صوغ المقدّمات السوريالية في لحظات الأزمة. ولا قراءتها بطمأنينة كأنّ مصاباً لم يقع. المسألة في الإعلام حين يؤدّي دور مُبسّط الخطر، والسياسة حين تساير الضمائر. وفي استسهال اقناع الجماهير بأنّ الآخرين هم الجحيم ونحن لسنا على خطأ. أنكرت "أن بي أن" أهمية إطلاق سماحة كحدث، وحذفت الخبر كلياً من مقدّمة النشرة. الأولويات مزاج. نظّرت في إشكالية النفايات: "المسؤولية تقضي أولاً بمنع الحرق العشوائي على مساحة المناطق، تحت الجسور، وفي الأودية والسهول وضمن مستوعبات النفايات عند كل زاروب، وما ينتج عنها من تلوث لا يقف عند صحة مواطن، ولا عند أثر بيئي". وأكملت تحاكي المصائر: "في الخارج أولويات أخطر بحجم إرهاب يمتدّ ليطال أندونيسيا أكبر بلاد المسلمين، عولمة الإرهاب ترعب العواصم وتؤكد مرة جديدة وجوب رصّ الصفوف لمواجهة الإرهابيين". الإرهاب الأندونيسي أولوية وإرهاب لبنان تسالي أطفال. لا خجل ولا حرج. تذاكت "أو تي في" في محاولة النأي بالنفس. حشرت اسم ميشال سماحة في نهاية مقدّمة الأخبار كمن يؤدّي قسطه للعُلا، وتساءلت: "ماذا يقول مؤيدو الخطوة ومعارضوها؟"، وبهدوء أجابت. "الجديد" كسرت ثم جبّرت. وحارت أيّهما الأولى بالرجم: سماحة أم جعجع؟ برأيها، جعجع طبعاً.

 

وفد من “14 آذار” عند ضريح الحريري… السنيورة: لن نسمح لحزب السلاح بالتحكم بالمحكمة العسكرية

موقع القوات اللبنانية/16 كانون الثاني/16/توجه رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة في رسالة وجهها من ساحة الشهداء الى اللبنانيون بالقول: “من هنا وعلى اضرحة هذه الكوكبة من الشهداء واولهم رفيق الحريري وآخرهم وسام الحسن ومحمد شطح، اقف لاقول بإسم نواب “14 اذار” واللقاء الديمقراطي وكتلة “المستقبل” وبإسم اللبنانيين الذين هالهم قرار المحكمة العسكرية بإطلاق المجرم ميشال سماحة، في خطوة لطخت سمعة المحكمة، ان هذه الرسالة الوقحة التي وجهها من اتخذ هذا القرار المشؤوم انه ممنوع على اللبنانيين الحلم بقضاء عادل ونزيه وبلد تطبق فيه العدالة، وتتثبت توجهات اللبنانيين بالتوجه الى القضاء الدولي، لانه لا يمكن تطبيق العدالة بالمحاكم المحلية”. ولفت الى ان قرار اخلاء سماحة رسالة مشؤومة وجاء عبر اللعب في عضوية المحكمة، وهو جريمة اغتيال واصحة لكرامة الشعب اللبناني، والشعب لن يقبل بهذه الاهانة وبسيطرة الارهاب والارهابيين امثال ميشال سماحة ومن هم خلفه. واوضح السنيورة انه بالامس اطلقوا العميل الاسرائيلي فايز كرم واليوم الارهابي ميشال سماحة، ولن يقبل اللبنانيون ان يتحكم جماعة القمصان السود بهذه القرارات، وميشال سماحة مجرم علني مدان بالصوت والصورة وقد شاهده الشعب اللبناني، وعرف جريمته، بينما الشركاء الذين خططوا للجريمة يدافعون عن ميشال سماحة. وسأل: “هل من المعقول ان يتم اعتقال بعض الشبان ورميهم في السجون لسنوات من دون محاكمة لمجرد الاشتباه بهم فيما يتم الافراج عن مجرم ارهابي اعترف بجريمته؟”. ودعا نقابتي المحامين لوقفة صمت في كل المحاكم اللبنانية لرفض اطلاق المجرم ميشال سماحة الاثنين المقبل الساعة 12 ظهرا، لانه حين خرج من السجن دخلت مكانه هيئة المحكمة التي اطلقت سراحه. واعتبر ان جريمة اطلاق سماحة لن نسمح لها ان تمر فيما يقبع سجناء لمجرد الشبهة بعمل ما. وختم السنيورة: “لن نسمح ان تستمر هذه المحاكم التي تسمح لحزب السلاح والقمصان السود بالتحكم بها. ونعلن اننا نؤيد ونساند المبادرة القاضية باعادة النظر بقانون المحكمة العسكرية وصلاحياتها ولا يجوز ان تبقى مثل تلك المحاكم الاستثنائية”.

 

السنيورة: القرار استخفاف بدماء الشهداء وتشجيع على القتل/ وقفة لـ"14 آذار" امام ضريح الحريري رفضا لاطلاق سماحة ولن نقبل ان تتحكم مجموعة القمصان السود بمصيـر اللبنانيين

المركزية- أعلن رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أن "جريمة اطلاق ميشال سماحة لن نسمح لها أن تمر، بينما يقبع آخرون كثيرون في السجون لمجرد الشبهة والوشاية"، لافتا إلى أن "القرار الذي اتخذته المحكمة العسكرية ليس إلا استخفافا بدماء الشهداء الابطال والابرار، وتشجيعا على الاستمرار في القتل والاغتيال"، ومعلنا تأييد "المبادرة القاضية بإعادة النظر بقانون المحكمة العسكرية وصلاحياتها، وطرق عملها، حيث لا يجوز ان تبقى مثل هذه المحاكم الاستثنائية لتنظر في أمور تتعلق بالمدنيين، في زمن تخلت عن هذه المحاكم معظم دول العالم". نظم وفد من نواب قوى "14 آذار" و"اللقاء الديموقراطي" و"تيار المستقبل" وقفة احتجاجية على إطلاق سراح سماحة، على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث قرأ الوفد الفاتحة لراحة نفسه، ونفس الشهيد وسام الحسن، والقى الرئيس السنيورة كلمة جاء فيها "من هنا، ومن على أضرحة هذه الكوكبة من الشهداء وأولهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وآخرهم وسام الحسن ومحمد شطح، أقف لأقول، باسم نواب الرابع عشر من آذار واللقاء الديموقراطي، وباسمي وباسم إخواني في كتلة المستقبل النيابية بما تُمثل، وكذلك باسم الذين هالهم كما هال الكثرة الكاثرة من اللبنانيين ما قررته المحكمة العسكرية، لجهة إطلاق سراح المجرم الإرهابي ميشال سماحة في خطوة لطخت سمعة هذه المحكمة وضربت هيبة المؤسسات اللبنانية السيادية، ووجهت ضربة قاصمة الى الشعب اللبناني، المتطلع إلى بناء مؤسساته على قواعد العدل والانصاف واحترام القانون.

إنّ هذه الرسالة الوقحة والصافعة التي وجهها من اتخذ هذا القرار المشؤوم، تقول للشعب اللبناني ولكل اللبنانيين، ممنوع عليكم ان تحلموا ببلد تُحترم فيه حقوق الإنسان وحقوق المواطن، ببلد لا يتم فيه الكيل بمكيالين ولا تطبق فيه سياسة الصيف والشتاء على سطح واحد، اوبقضاء عادل ونزيه، او ان تعيشوا في بلد تطبق فيه العدالة وهم يرون اليوم وبأمّ العين أنهم كانوا على حق عندما قرروا اللجوء إلى القضاء الدولي، حيث تتثبت توجساتهم من أنه لا يمكن إحقاق العدالة عبر المؤسسات اللبنانية. إنّ هذا الإجراء الجائر والظالم أتى عقب التلاعب بعضوية المحكمة العسكرية والعمل الشائن الذي جرى باستبدال بعض أعضائها تمهيداً لإصدار هذا القرار بإخلاء سبيل ميشال سماحة، القرار الذي هو بحق جريمة اغتيال واضحة لكرامة اللبنانيين جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين. إنّ الشعب اللبناني لن يقبل بهذه الإهانة، ولن يرضخ لها، ولن يرضى بالذل والوصاية من جديد، ولن يقبل بسيطرة الإرهاب والإرهابيين، والمجرمين أمثال ميشال سماحة، ومن هم وراء ميشال سماحة، المتآمر والمجرم الإرهابي. كما لن يرضخ الشعب اللبناني لسلطة محكمة عسكرية تتسامح وتتساهل في التعامل مع العملاء والخونة. يا جمهور 14 آذار وانتفاضة الاستقلال، أمس أطلقوا العميل الإسرائيلي فايز كرم واليوم يطلقون المجرم الارهابي ميشال سماحة، لن نقبل بعد اليوم ان تتحكم مجموعة القمصان السود، بمصير الشعب اللبناني، وهي تخرج وتدافع عن مثل هذه الجرائم بعلانية وتبرر موقفها بأنها تتصدى للكيدية والنكد فيما النكد والكيدية معروف موقعها ومصدرها ومن يمارسها ومن يقف خلفها.

ميشال سماحة مجرم علني مدان بتسجيلات بالصوت والصورة، وقد شاهده الشعب اللبناني والعالم أجمع على شاشات التلفزة، وعرف اهداف جريمته بأنه يريد أن يتسبب بالفتنة في لبنان، وكل ذلك مبين بالأدلة، بينما الشركاء الذين خططوا لهذه الجريمة يدافعون عنه. واليوم يريدون ان يقولوا للبنانيين إنه بريء وإنه مواطن عادي لم يرتكب جرماً يجب ان يعاقب عليه بأشدّ العقوبات. هل من المعقول ان يتم اعتقال بعض الشبان ورميهم في السجون لسنوات من دون محاكمة، لمجرد الاشتباه بهم، فيما يطلق سراح مجرم إرهابي اعترف بجريمته وادان نفسه ومن هم وراءه علناً وجهاراً؟ انني ادعو، من هنا، كلاً من نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس ورجال القانون، الى وقفة صمت ورفض واحتجاج لعشر دقائق في الثانية عشرة ظهر الاثنين المقبل في كل المحاكم اللبنانية، وفي كل المناطق اللبنانية، لكي نقول جميعاً وبصوت واحد، لا لإطلاق سراح المجرم الإرهابي ميشال سماحة الذي ويا للأسف ويا للعار عندما خرج من السجن دخلت مكانه هيئة المحكمة العسكرية التي أخلت سبيله. إننا لن نسمح أن تستمر هذه المحاكم الاستثنائية التي تسمح لحزب السلاح والقمصان السود التحكم بها، ساعة باسم القانون شكلياً، وساعة أخرى باسم التجاوز على القانون عملياً وواقعياً وعلنياً. إننا من هنا نعلن أننا نؤيد ونساند المبادرة القاضية بإعادة النظر بقانون المحكمة العسكرية وصلاحياتها، وطرق عملها، حيث لا يجوز ان تبقى مثل هذه المحاكم الاستثنائية لتنظر في أمور تتعلق بالمدنيين في زمن تخلّت عن هذه المحاكم معظم دول العالم. ان جريمة اطلاق سماحة لن نسمح لها أن تمر بينما يقبع آخرون كثيرون في السجون لمجرد الشبهة والوشاية، لن نسمح لهذه الجريمة أن تمر من هنا، ونحن على أمتار من ضريح الشهيد وسام الحسن الذي كشف المجرم الإرهابي ميشال سماحة. إنّ هذا القرار الذي اتخذته المحكمة العسكرية ليس إلاّ استخفافاً بدماء الشهداء الابطال والابرار، وتشجيعاً على الاستمرار في القتل والاغتيال. وتجريئاً للمجرمين والقتلة على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم ضد اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ولذلك فإننا سنظلُّ نناضلُ لكي يلقى هذا المجرم وغيره من المجرمين عقابهم العادل، مع سائر المجرمين الذين اغتالوا رجالاتِنا وكباراً من وطننا. وسنظلُّ نعمل ونُناضل ضد هذا الفساد والإفساد، وضد المتلاعبين بالقضاء، وضد المتلاعبين بمصائر الوطن والشعب اللبناني، من أجل أن نحمي لبنان، وطن العيش المشترك، بلد الحريات، وحمايةً لسيادة واستقلال لبنان، وسيبقى لبنان.. سيبقى لبنان.. سيبقى لبنان". وردا على سؤال، ما هي خطوات قوى "14 آذار" لمواجهة هذا القرار وهل يمكن إعادة عقارب الساعة الى الوراء علما ان الحكم مبرم من المحكمة العسكرية؟ قال السنيورة "هذا الامر سيكون موضع التشاور الذي نجريه مع كل قوى "14 آذار" وبالتالي سنلجأ الى كل ما هو باستطاعتنا وضمن القانون من اجل ان تأخذ العدالة مجراها ".

 

"عاصفة سماحة" لم ترأب صدع " 14 آذار" ولا تلفح اتصالات القوات- التيار واللقاءات تتكثف والترشيحات رسائل "تصفية حسابات" عبر الصندوق الرئاسي

المركزية- لم يفلح المشهد السياسي الجامع وحال التأهب والاستنفار العارم داخل فريق 14 آذار اعتراضا على تخلية سبيل الوزير السابق ميشال سماحة، الخطوة التي أتقّن من يقف خلفها في المقلب السياسي توقيتها في عزّ لحظات الانقسام وسريان حال التشرذم بين مكوناتها السياسية بفعل شظايا الملف الرئاسي الذي لم يقف عند عتبة تكريس الرئاسة لفريق 8 آذار فحسب، بل اصاب وحدة 14 في الصميم، في شد العصب بين مكونات 14 اذار التي تتراشق الاتهامات في مختلف الاتجاهات، ولا في تبديد التباينات الواسعة التي تقول مصادر سياسية متابعة انها عميقة جدا لدرجة ان إصلاح ذات البين قد يكون شبه مستحيل، الا اذا طرأ طارئ قلب المعادلة المتحكمة بالعلاقة بين هذه المكونات. وتنقل المصادر لـ"المركزية" معلومات عن اوساط الحزبين المسيحيين، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر مفادها ان تطورات الساعات الاخيرة لم تؤثر اطلاقا على الاتصالات الجارية بينهما، لا بل ان حركة اللقاءات تكثفت بما يخدم تقدم الاتفاق على المحور الرئاسي الذي ما زال يحتاج الى توضيح بعض النقاط بين الجانبين قبل ان يتوّج بزيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى معراب لاعلان الوثيقة السياسية والموقف القواتي النهائي من مسالة ترشيح عون. وتقول ان التطورات الدراماتيكية في ملف سماحة وما تلاها لم تحجب الاتصالات القواتية – العونية ولا الحركة الرئاسية التي يصّر حزب القوات على انها ليست رد فعل على مبادرة الحريري الباريسية التي يبدو زعيم "المستقبل" متمسكا بها حتى النهاية بما يؤمن الارضية الصالحة لمزيد من التنسيق بين القوات والتيار الوطني الحر، وفق ما يتبين من خلال مضمون الاتصالات بين قيادتي القوات والمستقبل، وهي لم تتوقف لحظة، كما تؤكد اوساط الجانبين بيد انها أظهرت استمرار تمسك كل فريق بموقفه وعدم استعداده للتراجع في سبيل اعادة اللحمة الى 14 آذار. واذ تشير الى ان رئيس القوات اذا ما مضى في نهجه المستجد واعلن قراره المنتظر فقد يكون مفاجئا او صادما حتى لجمهور 14 اذار والقوات والتيار والمسيحيين عموما، بيد ان مبرراته " القواتية" منبثقة من الظروف التي ولدتّها مبادرة الحريري بدعم ترشيح فرنجية وتكريس الرئاسة لفريق 8 آذار، بما حمل القوات على اعادة النظر في حسابات الربح والخسارة وخلصت الى محصلة تبين فيها ان الفائدة من ترشيح عون ستكون أشمل واعمّ ان على مستوى 14 اذار او حتى على المستوى الوطني لكون "الرجل" يحظى بشعبية واسعة وحيزا تمثيليا لا يستهان بهما مقارنة مع حجم النائب فرنجية على مساحة الوطن. الا ان المصادر تقول ان كل ما يدور في الفلك الرئاسي في ضفة 14 آذار لن يجدي نفعاً او يؤدي الغاية المنشودة ما دامت "مبارزة" الترشيحات من دون جدوى لجهة ايصال رئيس الى قصر بعبدا، فطريق فرنجية مليئة بأشواك المقاطعة المسيحية ووقوف حزب الله خلف العماد عون، فيما طريق عون أكثر وعورة اذا ما تم الاخذ في الاعتبار حجم المقاطعة المستقبلية والجنبلاطية وفريق المسيحيين المستقلين. وتختم: ان اللاعبين السياسيين يدركون اكثر من غيرهم هذه المعادلة لكنهم يحرصون على تبادل الرسائل بين بعضهم عبر الصندوق الرئاسي.

 

"اليـوم الطيـب" لايـران: رفـع العقوبــات الدوليـة مســـاء

14 اذار تسـتعيد " القمصـان السـود" عـن ضريـح الحريــري

سلامة يلتقي جمعية المصارف وبري يرأس اجتماعا "للضغوط المالية"

المركزية- رسمت نهاية الأسبوع مشهداً سياسياً متوهجاً لم تقتصر معالمه على الصدمة التي أثارها اخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة " وما تنذر به مفاعيل هذه الصدمة، ان على مستوى الشارع الغاضب او في مجريات جلسة مجلس الوزراء المقبلة المرجأة على مدى اسبوعين بسبب سفر رئيس الحكومة تمام سلام الى كل من بروكسيل وسويسرا، او حتى على مستوى الحوارين الوطني والثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل ، بل اتسعت هذه المعالم الى تسابق الازمات السياسية المتدحرجة واضعة البلاد في مهب المجهول، بعدما أشعل قرار سماحة فتيل الفتنة وحرك ملفات كانت حتى الامس القريب في ثبات عميق ابرزها ملف الموقوفين الاسلاميين، فيما الحكومة محاصرة بمقاطعة جلساتها من جانب وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله ما لم يصل ملف التعيينات العسكرية الى خواتيمه، وملف النفايات والحراك المدني الذي لا يتوقف مسلسل مفاجآته .

رفع العقوبات : وفي خضم الانهماك الداخلي بالملفات المأزومة ، انهماك دولي بالملف النووي الذي يصدر التقرير النهائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الاتفاق الخاص به مساء اليوم لترفع العقوبات عن ايران كما اوضح وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الموجود في فيينا ، واصفا الخطوة بـ" مؤشر على يوم طيب بالنسبة لإيران والشرق الأوسط".

على الضريح : وفي انتظار ما ستحمله مرحلة ما بعد النووي عمليا على مستوى ازمات منطقة الشرق الاوسط والدورالايراني فيها خصوصا بعد الدخول الروسي المباشر وفرض موسكو نفسها لاعبا اساسيا ، فان الداخل بقي تحت وقع "صدمة" اطلاق سماحة ، من خلال المواقف والتحركات الميدانية حيث، سجلت اليوم وقفة سياسية اعقبت الاعتصام الطالبي الواسع لقوى 14 آذار في ساحة ساسين مساء أمس، فزار وفد من قياديي 14 اذار تقدمه الرئيس فؤاد السنيورة ضريح الرئيس رفيق الحريري في وسط بيروت وقرأ الفاتحة لراحة نفسه، ونفس الشهيد وسام الحسن، والقى الرئيس السنيورة كلمة شن خلالها هجوما عنيفا على المحكمة العسكرية وفريق "القمصان السود" ، فاعتبر "ان هذه المحكمة تتسامح وتتعامل مع العملاء والخونة ولن نقبل بأن تتحكم مجموعة القمصان السود بمصير الشعب اللبناني. ودعا رجال القانون إلى وقفة صمت لـ10 دقائق في كل المحاكم الإثنين المقبل استنكاراً لإخلاء سبيل سماحة ". وقال: "إنّ هذه الرسالة الوقحة والصافعة التي وجهها من اتخذ هذا القرار المشؤوم، تقول للشعب اللبناني ولكل اللبنانيين، ممنوع عليكم ان تحلموا ببلد تُحترم فيه حقوق الإنسان وحقوق المواطن، ببلد لا يتم فيه الكيل بمكيالين ولا تطبق فيه سياسة الصيف والشتاء على سطح واحد، او بقضاء عادل ونزيه، او ان تعيشوا في بلد تطبق فيه العدالة وهم يرون اليوم وبأمّ العين أنهم كانوا على حق عندما قرروا اللجوء إلى القضاء الدولي، حيث تتثبت توجساتهم من أنه لا يمكن إحقاق العدالة عبر المؤسسات اللبنانية.

اعتصامات: وفي الموازاة، اعتصم اهالي ونساء الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، قبل الظهر أمام المحكمة العسكرية ثم انتقلوا الى رومية رفضا لما اعتبروه "تماديا في عدم بت مصير أبنائهن الموقوفين، محملين الدولة مسؤوليتهم وطالبوا برفع الظلم عنهم وإنصافهم والعفو عنهم أسوةً بسماحة. من جهتهم، واصل الموقوفون في سجن رومية لليوم الثالث على التوالي إضرابهم عن الطعام والماء والدواء احتجاجاً على قرار العسكرية مطالبين بمعاملتهم بالمثل. كما اقيم اعتصام رمزي امام مركز جمعية النور التربوية الخيرية في بلدة البيرة - عكار، تم خلاله قطع الطريق لبعض الوقت.

بين المال والسياسة: من جهة ثانية وفي ملف لا يقل أهمية ، توقعت مصادر مالية لـ"المركزية" أن يلتقي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الأيام القليلة المقبلة، وفداً من جمعية المصارف برئاسة رئيسها الدكتور جوزيف طربيه، في حضور رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف للبحث في قرار الكونغرس الأميركي ضد "حزب الله" وتداعياته على القطاع المصرفي ، وذلك قبل سفر وفد الجمعية برئاسة طربيه إلى واشنطن في 22 الجاري، للبحث مع المسؤولين الأميركيين في القضية إضافة إلى مواضيع مصرفية أخرى يحرص من خلالها الوفد على الالتزام بالعولمة المصرفية وقوانينها. وكشفت المصادر لـ"المركزية" أن "الوفد سيحمل إلى واشنطن ملفاً يؤكد التزام القطاع المصرفي اللبناني بالعقوبات الدولية في ما يختص بمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، بدليل إقرار مجلس النواب مشاريع القوانين المالية التي تؤكد أهمية انخراط لبنان في العولمة المصرفية".

بري يتابع: وفي السياق ، بدا لافتا ترؤس رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعا لعدد من النواب تم خلاله عرض "ما يتعرض له لبنان من ضغوط مالية واقتصادية وكيفية معالجتها" بحسب ما جاء في البيان الصادر عن مكتب الرئيس بري .

شرح الموقف: وافاد النائب ياسين جابر الذي شارك في الاجتماع "المركزية" انه تم عرض ما قامت به وزارتا الخارجية والمالية في اطار التزام لبنان بالمعاهدات والقوانين الدولية لجهة مكافحة الارهاب وتجفيف مصادره المالية اضافة الى ما اقره المجلس النيابي لجهة مكافحة تبييض الاموال والتعديلات التي ادخلها على القوانين المعمول بها واشار الى انه تم الاتفاق على قيام المجلس بدوره في هذا السياق لجهة وضع الادارة الاميركية وتحديدا الكونغرس في هذه الاجواء، بعدما كان شرح ذلك للبنك الدولي والهيئات المالية العربية والدولية وانه اتفق ايضا على المباشرة باجراء الخطوات والاتصالات اللازمة للتمهيد لزيارة واشنطن وغالبية دول القرار لشرح الموقف اللبناني الذي يعد متقدما في القطاع المالي ودليله الى ذلك ما يحقق قطاعه والمصارف اللبنانية من نجاحات على هذا الصعيد.

"بدنا نحاسب" : على خط آخر ، وفي امتدادات الحراك المدني الذي عاد بزخم الى ساحة التحركات مع عودة جلسات مجلس الوزراء ومحاولة اقتحام وزارة البيئة امس الاول، نفذ ناشطون من حملة "بدنا نحاسب" والحراك الشعبي، وقفة رمزية امام معمل فرز النفايات في الكرنتينا بين الحادية عشرة والاولى بعد الظهر، احتجاجاً على قرار ترحيل النفايات مفروزة والمطالبة بتشغيل معامل الفرز والإفادة من النفايات محلياً.

الامتحانات الرسمية: في مجال آخر، أصدر المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق مذكرة ادارية حدد بموجبها مواعيد إجراء الإمتحانات الرسمية وتوزيع المواد على أيام الإمتحانات، بحيث تبدأ للشهادة المتوسطة يوم الثلثاء 31 ايار المقبل وللثانوية العامة في 9 حزيران بدءا بفرع العلوم العامة.

 

 تفعيل الحكومـة أمـر واقـع لا بديـل منـه، بـري ماض في مسـعاه للحل عقـدة عقـدة و"التيار" على قناعة بفصل التعيينات عن القيادة

المركزية- يلتقي أهل الداخل والخارج على اختلاف مواقعهم وتوجهاتهم السياسية على ان لا بديل راهناً امام لبنان واللبنانيين من تفعيل الحكومة وعودتها الى ممارسة مهامها خصوصاً انها المؤسسة الشرعية التي لا تزال قائمة بحكم الشغور الرئاسي منذ سنة وثمانية أشهر تقريباً وتفعيل عمل المجلس النيابي الذي مضى عليه ما يزيد على السنتين ونيف ايضاً. ويجمع هؤلاء كذلك على ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد نجح بالفعل مع رئيس الحكومة تمام سلام والمسعى الذي قاده باتجاه المكونات الحكومية في انهاض الحكومة من رقادها الأخير الذي امتد على مدى اكثر من شهر وان يكن قد امتنع عن حضور الجلسة الأخيرة التي انعقدت هذا الاسبوع وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله لعدم ورود التعيينات العسكرية على جدول اعمال الجلسة البند الذي وعد رئيس الحكومة بإدراجه على جدول أعمال الجلسة المقبلة ريثما تكون المساعي على هذا الخط قد أسفرت تفاهمات تفضي أولاً على الأقل الى تعيين أعضاء المجلس العسكري الثلاثة (الارثوذكسي والكاثوليكي والشيعي) ومن ثم ملء الشغور في باقي المراكز الأمنية والإدارية، ولاحقاً وهو أمر بات يفرض نفسه في ظل الفراغ شبه التام المظلل لعمل الدوائر الرسمية للدولة.

وتقول مصادر برلمانية متابعة لـ"المركزية" ان الرئيس بري كان على علم مسبق بأجواء جلسة مجلس الوزراء الأخيرة والاخراج الذي تم من حيث الحضور والبنود التي أقرت وعدم اعتراض غير المشاركين (التيار وحزب الله) الأمر الذي يمهد لادراج التعيينات العسكرية على جدول اعمال الجلسة المقبلة وإقرارها خصوصاً وان بري لا يزال في طور استكمال مسعاه لتمرير الأمور وبالتالي التعيينات خطوة خطوة كأن يجري ملء الشغور في المجلس العسكري من دون ربط المواضيع بعضها ببعض، وتحديداً بتعيين قائد جديد للمجلس، كما كان ينادي التيار الوطني الحر.

وتضيف ان بري الذي بات على قناعة بطول امد الشغور الرئاسي بفعل تأثر الساحة اللبنانية والملفات الداخلية بما يجري في المنطقة وتحديداً على المحورين الإيراني – السعودي، يرى ضرورة لمعالجة ما يمكن لبنانياً، لذا هو يرتكز في مسعاه سواء باتجاه تفعيل الحكومة او التعيينات او اي ملف آخر الى العمل لتفكيك العقد الواحدة تلو الأخرى، خصوصاً بعد سقوط طرح السلة الكاملة التي كان طرحها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

وتستطرد المصادر: ان بري ومن هذا المنطلق، أوعز الى اللجنة النيابية المكلفة الاتفاق على صيغة قانون الانتخاب بضرورة إنجاز مهمتها قبل الفترة المحددة بشهرين ليوسع حراكه او مسعاه في اتجاه حل باقي الملفات العالقة، سيما وان الجميع في لبنان بات يدرك ان انتظار الخارج وحل الأزمات في المنطقة بدءاً من سوريا والعراق واليمن يحتاج لسنوات.

 

اجتمـاع مرتقب بين سلامة ووفد جمعية المصارف لعرض قرار الكونغرس وملف زيارة واشنطن الجمعة

المركزية- توقعت مصادر مالية لـ"المركزية" أن يلتقي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الأيام القليلة المقبلة، وفداً من جمعية المصارف برئاسة رئيسها الدكتور جوزيف طربيه، في حضور رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف للبحث في قرار الكونغرس الأميركي ضد "حزب الله" وتداعياته على القطاع المصرفي اللبناني، وذلك قبل سفر وفد الجمعية برئاسة طربيه إلى واشنطن في 22 الجاري، والذي سيبحث مع المسؤولين الأميركيين في هذا الموضوع إضافة إلى جملة مواضيع مصرفية أخرى يحرص من خلالها الوفد على الالتزام بالعولمة المصرفية وقوانينها. ولفتت المصادر إلى أن وفد الجمعية سيُطلع سلامة في الإجتماع المرتقب، على تفاصيل زيارة واشنطن، وتدارس كيفية التنسيق على هذا الصعيد، علماً أن بعض أعضاء الوفد إلى الولايات المتحدة، قلل من أهمية هذه الزيارة "لأن الجمعية توفد سنوياً ممثلين عنها إلى الولايات المتحدة الأميركية، كما تشارك في اجتماعات صندوق النقد الدولي التي تقام في تشرين الأول من كل سنة، للإطلاع على التطورات المصرفية والقوانين الدولية الجديدة والتشاور في ما بين أعضاء "العولمة المصرفية". وأضافت: وعقد صندوق النقد اجتماعه هذا العام في ليما عاصمة البيرو، حضره وفد من جمعية المصارف، إلا أن الزيارة إلى الولايات المتحدة كان لا بد منها بعد القرار الأميركي الأخير المتعلق بحظر التعامل المالي والمصرفي مع "حزب الله". وفي هذا السياق، كشفت مصادر مصرفية لـ"المركزية" أن "وفد الجمعية سيحمل إلى واشنطن ملفاً يؤكد فيه التزام القطاع المصرفي اللبناني بالعقوبات الدولية في ما يختص بمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، والدليل على ذلك إقرار مجلس النواب مشاريع القوانين المالية التي تؤكد أهمية انخراط لبنان في العولمة المصرفية". أضافت المصادر: كذلك سيؤكد الوفد حرص القطاع المصرفي اللبناني على الإلتزام بالقوانين الدولية خصوصاً أن اقتصاده مدولر بنسبة 66% في المئة من جهة، وأن القطاع يتعامل مع المصارف المراسلة، وهو بالتالي حريص على عدم تعريض المصارف لأي خضات. وليس بعيداً، لفتت المصادر ذاتها، إلى أن "وفد الجمعية سيستعين بأحد الخبراء القانونيين ليرافقه في هذه الزيارة"، متوقعة أن تكون "النتائج إيجابية بعد هذه الزيارة في ظل الـ"لوبينغ" الذي بدأت تطبقه الجمعية منذ فترة في الولايات المتحدة.

 

ديما صادق تفوز على "حزب الله"

 16 كانون الثاني 2016/كتبت الاعلامية ديما صادق عبر صفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك": "الحمدالله رب العالمين القضاء أنصفني."وتابعت: "قلت منذ اليوم الاول "اتحدّى اي كان ان يثبت انني كتبت ما ادعته الجهة المدعية" . لقد حفظ القضاء الشكوى لعدم وجود اي دليل يثبت الادعاءات التي اتهمت بها زورا. و قد حدث هذا بعد التأكد من مكتب مكافحة جريمة المعلوماتية بأن "البوست " الذي ادعى البعض انه كتب ثم حذف على صفحتي، لم يكتب يوما و لم ينشر و لو لثانية واحدة. تم التأكد من هذا بشكل قاطع. حتى البوست المزور الذي نشر فيما بعد، فقد كان هشا لدرجة ان الجهة المدعية لم تقدم حتى على ابرازه في الشكوى. شكرًا لكل من وقف الى جانبي في تلك القضية. شكرًا لكل الزملاء الذين تضامنوا ضد كم الأفواه."وختمت صادق قائلة: "‏حرية التعبير مقدسة."يذكر ان "حزب الله" كان قد تقدّم بشكوى ضد صادق بجرم القدح والذم على خلفية نشر "بوست".

 

هل تستطيع 14 آذار ردّ «صفعة» إطلاق سماحة؟

سهى جفّال/جنوبية/ 16 يناير، 2016

تنديدات واستنكارات بالجملة في اوساط 14 آذار صدرت عقب قرار المحكمة العسكرية بإطلاق سراح الوزير السابق ميشال سماحة. وعلى ما يبدو، فإن هذا القرار لن يمرّ مرور الكرام، كما تقول تلك الأوساط، وأن ما بعد قرار المحكمة العسكرية ليس كما قبله. تتخذ قضية الافراج عن الوزير السابق ميشال سماحة منحىً تصاعديًا، ما يؤشر إلى معركة جديدة ستكون ساحتها القضاء العسكري بقيادة قوى 14 أذار التي جمعتها المصيبة منذ أول أمس، بعدما بدا في الآونة الأخيرة مؤشرا لفرط هذا المحور خاصة مع الشرخ والتباين الحاصل بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل التي عادت والتأمت بعدما خلطت الأوراق من جديد. فقد نفذت المنظمات الشبابية لهذه القوى و”الحزب التقدمي الاشتراكي” اعتصاماً انطلاقاً من ساحة ساسين باتجاه محيط المبنى الذي يقطنه سماحة في الأشرفية. في مشهدية تذكرنا بنبض الشارع عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري إذ شهدت تلك الفترة تحولات سياسية جذرية في الساحة اللبنانية. فهل إطلاق الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بحيازة ونقل أسلحة من أجل تنفيذ أعمال ارهابية  في البلاد يعني مرحلة سياسية جديدة مقبلة على لبنان؟ يسأل المراقبون. وما مصير التسوية والصفقة السياسية  وهل سيتراجع كل من جعجع و الحريري عن خطوتهما بترشيح عون وفرنجية للرئاسة؟  أم أن قرار الإفراج يأتي ضمن سلّة التسوية التي تنذر ببدأ مرحلة سياسية جديدة؟ علمت “جنوبية” عن مباحثات تجري داخل كتلة المستقبل و قوى 14 أذار للخروج بموقف رسمي وجدي من من إطلاق سراح سماحة في الساعات الـ 24 أو 48 المقبلة . كما أكدّت مصادر مواكبة أن ما حصل ليس شأنًا قضائيا. بل، هو قرار سياسي وسيتم مواجهته بالسياسة. وهذا يعني أن لبنان امام مرحلة سياسية جديدة قد يكون عنوانها عودة مسلسل الإغتيالات. مؤكدا أننا أمام مفصل جديد، كما ولم يستبعد المصدر أن يلي خطوة الإفراج خطوات تصعيدية وأنه خلال أيام ممكن أن نشهد استقالات من الحكومة. في هذا السياق، رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أن “قرار الإفراج يبعث رسالة لفريق 14 أذار لا سيما لقائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ررئيس تيار المستقبل سعد الحريري أن حزب الله يستطيع ان يفعل ما يشاء. وبالتالي الأخير له قدرته على تنفيذ ما يريد في شأن التسوية الرئاسية”. مؤكدا أنه “ستكون هناك على الصعيد السياسي ردّات فعل على كافة المستويات”. ولكن هل ستقوم  قوى 14 أذار بتغيير مضمون خطابها وعملها أو انها ستكتفي بخطوات شكلية فقط؟  أجاب فتفت “إن 14 أذار أخطأت في البداية عندما اكتفت بتعديلات شكلية دون التوجه نحو تفعيل المضمون. ونحن اليوم أمام مفصل سياسي وتاريخي لأن هذه الرسالة من قبل أطراف محددة في البلد تعني أنهم غير معنيين باستقرار لبنان نهائيا “. كما أشار فتفت إلى أن “المواجهة يجب أن تكون بالسياسة لأن المواجهة القضائية لن توصل إلى نتيجة خصوصا أن القرار أبعد من إطلاق سراح فقط، بل هو محاولة لإنهاة القضية”. وحول ما ستؤول إليه الأمور على الصعيد السياسي خلص فتفت إلى أن “لا يمكن، التنبؤ من الآن لكن ما يمكن قوله أننا نمرّ في مرحلة خطيرة  وسيحدث خلل كبير بالتوازنات على الساحة الوطنية”. واستبعد أن يكون انهاء ملف الإسلاميين مقابل طي قضية سماحة”. وعليه، فهل سيحدث فعلا الانقلاب الموعود في أداء 14 آذار؟ لانه حتى الان تبقى الاستنكارات والتنديدات أسلحة 14 آذار الوحيدة لمواجهة ما جرى ويجري، فيما يثبت حزب الله يوماً بعد يوم أنه الممسك بمفاصل البلد كافة، وهو الحاكم الفعلي، فيما لا يشكل عليه خصومه أي خطر أو مصدر إزعاج.

 

رئيس المحكمة العسكرية: عميدٌ لم يدرس القانون!

رصد جنوبية 16 يناير، 2016/استناداً لتقرير عرضته قناة الجديد فهذه المحاكم الخاصة لم تعد موجودة في الدول الديمقراطية الا لمحاكمة العسكريين لأنها تفتقر الى شروط المحكمة العادلة للمدنيين، وهناك عدة نقاط يمكن تسجيلها. النقطة الأولى أن رئيس المحكمة هو ضابط من رتبة مقدم وما فوق ولا يحوز اجازةً في الحقوق، وهذا ما هو حاصل مع الرئيس الحالي العميد خليل ابراهيم الذي يُطلق عليه لقب القاضي وفق قانون القضاء العسكري. وفيما يتعلق بهذه الآلية أوضح المحامي منير الزغبي أنّه لا يوجد أيّ نص في قانون القضاء العسكري يفرض أن يكون رئيس المحكمة العسكرية الدائمة أو المستشارين أو الأعضاء مجازين في الحقوق، إلا أنّه دائماً يكون هناك مراعاة لاختيار رئيس المحكمة العسكرية الدائمة، فرئيس المحكمة العسكرية الدائمة الحالي هو عميد طيار، ولكنه ل7 سنوات مست\شار في محكمة التمييز العسكرية، وهذه الخبرة كافية ليترأس محكمة عسكرية. النقطة الثانية أنّ هذا الأمر لا يقتصر على رئيس المحكمة بل ينسحب أيضاً على باقي الضباط داخلها في مختلف الهيئات، ومنها هيئة محكمة التمييز مثلاً التي ميّزت قرار إدانة سماحة حيث تتألف من 4 مستشارين عسكريين ورئيس من القضاء العدلي لا يمكنه بطبيعة الحال من حيث المنطق البتّ بأي قضية بمفرده لأن القرار يؤخذ بغالبية الاصوات. وفي هذه النقطة أوضح المحامي الزعبي أنّ محكمة التمييز العسكرية تختلف أن رئيسها قاضي عدلي، وأنّ وجوده قاضي سواء في المحكمة العسكرية الدائمة أو على رأس محكمة التمييز العسكرية هو لخلق بعض التوازن في القرارات. أما النقطة الأخيرة فإنّ قضاة المحكمة العسكرية يعينهم وزير الدفاع بقرار وزاري عند مطلع كل أوّل عام وهذا ما حصل مع القاضيين في هيئة التمييز التي تحدثت بعض وسائل الإعلام عن استبدالهما لخدمة قرار تخلية السبيل.

 

تصريح محمد رعد «أخطر» من تسريح سماحة

عماد قميحة/جنوبية/ 16 يناير، 2016

أن يتصدى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، ويصدر بياناً من موقعه المتقدم والرسمي للدفاع عن مجرم بالصوت والصورة المفرج عنه بقرار من محكمة التمييز العسكرية ميشال سماحة، لهو أمرٌ يجب التوقف عنده مليّاً، إن لم نقل بأنّ هذا البيان نفسه هو الحدث بعينه وهو ما يكشف عن حجم وخطورة المرحلة وليس عملية إطلاق السراح نفسها. في البداية لا بدّ من التأكيد بأنّ ما يصدر عن حزب الله من مواقف وبيانات رسمية، يخضع كما يؤكد العارفون إلى الكثير من الدراسة والتمحيص، من حيث الشكل والتوقيت فضلاً عن المضمون وتنقية العبارات وحدود “دوز” موجة التصعيد أو التخفيف منها، ودراسة الإنعكاسات وردّات الفعل عن أيّ من المواقف، فلا وجود البتّة في قاموس حزب الله للصدفة أو التفرد أو الشخصي. ومن هذه الزاوية بالتحديد يجب قراءة التصريح الدفاعي، الذي ظهر وكأنّه معدّ سلفاً، ومقصود عن سابق تصور وتصميم بما فيه وما عليه، لأنّه وبكل بساطة كان يمكن لحزب الله اتخاذ جانب الصمت وترك الأمور على غاربها، في موضوع بهذه الحساسية وبهذه “الوساخة” إن جاز القول. إنّ تبنّي محمد رعد ومن ورائه حزب الله لشخصية مثل ميشال سماحة، والدفاع عنها، في لحظة احتدام الصراع السعودي الإيراني، وعشية ما يُحكى عن تسوية رئاسية أطلقها سعد الحريري، وتحظى بغطاء إقليمي ودولي ويعمل على تنشيطها من خلال اللقاء الثاني بين الرجلين، وما يُقال في هذا السياق عن “قبة باط ” إيرانية أو على أقل تقدير عدم رفض إيراني ممّا يعني أنّ إعادة الروح لهذه التسوية  قد تحرج كلّ المعترضين عليها في القادم من الأيام وفي مقدمتهم حزب الله نفسه.

طبعاً إنّ رفض حزب الله للتسوية الحريرية لا ينطلق من زاوية وصول النائب فرنجية إلى قصر بعبدا، وإنّما الخشية تكمن بعودة سعد الحريري وخلفه الحليف السعودي إلى السراي الكبير، وهذا ما لا يستطيع حزب الله أن يستسيغه الآن وهذا ما عبّر عنه النائب رعد أيضاً في تصريح سابق له، عندما قال بأنّ عودة سعد إلى لبنان لم تحن بعد. وبالتالي فإنّ حزب الله ومن خلال تصريحي محمد رعد الأول عن عودة سعد الحريري والثاني حول ميشال سماحة، يكاد يكونا متكاملين ويخدمان نفس الغاية، فقد أراد الحزب أن يؤكد الآن ما كان قاله، ولكن هذه المرة بصورة عملية من خلال التبني الإستفزازي للمجرم ميشال سماحة، وكأنّه أراد أن يُذكّر من يعنيهم الأمر وبشكل واضح أنّ لبنان محكوم لمنطق القوة ولمنطق العبوات والإغتيال، وأنّ العودة إلى هذا المنطق يمكن أن يأخذ سبيله إلى الواقع إذا ما احتاج الأمر،  ولا تعنينا التسويات السياسية وما تؤول إليه المصالح الإقليمية من أيّ جهة أتت.

لا يمكن فهم الدفاع عن شخص متورط بأعمال قذرة، واعترف بنواياه الشريرة للسعي بأحداث فتنة سوداء تطيح بأمن واستقرار البلد عبر الدم وقتل الأبرياء وبالخصوص منهم الشخصيات السنية وتفجير إفطارات رمضانية، إلاّ إذا كان وراء هذا التبني “مصلحة” حزبية تفوق ما يصيب “سمعة المقاومة ” الحريص جداً حزب الله على عدم تلويثها بمثل هذه الأفعال الإجرامية. وهذا ما يعني إنّه عندما يضطرار الحزب للإقدام على هذه الفعلة المستهجنة والمحرجة حتى لأنصاره وجمهوره، إنّما ينبئ ذلك بأنّ مرحلة جديدة من الصراع قد بدأت، وبأنّ الساحة اللبنانية لم تعد محكومة لقواعد اللعبة الحالية على الأقل، هذا ما يحاول الحزب التلميح له، ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار تصريح النائب رعد هو أخطر بمَا لا يٌقاس ،من نفس إطلاق سراح مجرم مدعوم تعود اللبنانيون على مثل هذه الأحكام في ظلّ قضاء متهم من قبل كل الأطراف …

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حوري: الجريمة نوعان قسم يدلّل وآخر يُنزل به اقصى العقوبات والقضيـــــة أبعـــد مــن نصـــوص قانونيـــة

المركزية- واجه قرار اطلاق سراح الوزير السابق ميشال سماحة موجة انتقادات عارمة، رافقتها تحركات على الارض من قبل القوى المنضوية في 14 آذار، تمثلت باعتصامات طالبية وبوقفة امام ضريح الرئيس رفيق الحريري اليوم، فماذا بعد والى اين تتجه تحركات قوى "14 آذار" في مواجهة الخطوة. عضو كتلة "المستقبل النيابية" النائب عمار حوري، قال لـ"المركزية": "عبرنا عن موقف سياسي سيكون بمثابة كرة ثلج تنمو وتكبر، لأن ما حصل شكل اهانة للبنانيين، وأثبت ان الجريمة الارهابية تقسّم الى نوعين، قسم يدلّل من قبل القضاء، وآخر يُنزل به اقصى العقوبات". واعلن حوري الاستمرار على مستوى القانون باستصدار قانون من مجلس النواب، ان على مستوى مشروع قانون او اقتراح قانون، لاعادة المحكمة العسكرية الى طابعها العسكري بعيدا من القضايا الاخرى التي يجب ان ينظر بها القضاء العادي المختص، وهذا يحتاج الى تعديل قانون سنمضي به حتى النهاية. اضاف "لا بدّ من التوقف عن التذلل الذي حصل في المحكمة العسكرية قبل شهر ونصف من استبدال عضوين ما ادى الى ما وصلت اليه الامور، وكل هذا يحصل في ظل السلاح وهيبة السلاح التي تتحكم بكثير من مفاصل الحياة السياسية في لبنان"، لافتا الى "ان البعض سأل يوما، لماذا ذهبنا الى المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ والاجابة بكل بساطة أعطتنا اياه المحكمة العسكرية من خلال اطلاق سراح سماحة". وقال "ربّ قائل هنا انه تم اخراج سماحة وفق النصوص القانونية، ولكن يبقى السؤال، هذا "المجرم" أوقف بتهم مخففة، بهدف تخفيف الاحكام التي تصدر، ولكن القضية أبعد بكثير من نص قانوني هنا او آخر هناك، وهي اما ان ندفع اللبنانيين الى فقدان الثقة بدولتهم وقضائهم، ونعطي تبريرات لكل الارهابيين، بان لا عليكم تستطيعون القيام بأعمالكم الارهابية والقضاء سيصدر احكاما مخففة جدا". واشار الى "ان هذا الموضوع اذا استمر على ما هو عليه يقضي على لبنان الدولة ولبنان الوطن". ولفت الى ان الحوار مع حزب الله سببه الخلاف الكبير القائم، ولو لم يكن هناك خلاف لما كنا نتحاور، والحوار قائم ومستمر". واعلن ان الصورة الجامعة لـ14 آذار التي ظهرت اليوم أمام ضريح الحريري أتت نتيجة تحسّس الجميع بتجاوز الخطوط الحمر، فالموضوع لم يعد موقفا سياسيا هنا او آخر هناك بل اصبح قضية مصير بلد وكيان الدولة الذي يخضع الان لتهديد خطير جدا".

 

سعد: "اللقاء الديموقراطي" يواكب "تيار المستقبل" و14 آذار وتداعيـات إطلاق ســماحة يصيـب الحوار والرئاســة

المركزية- جمع قرار المحكمة العسكرية القاضي باطلاح سراح الوزير السابق ميشال سماحة قوى 14 آذار ومعها "اللقاء الديموقراطي" أمام ضريح الرئيس رفيق الحريري، وذلك ليس للاعلان عن ان "اللقاء الديموقراطي" عاد للانضواء تحت جناح 14 آذار بل لان المرحلة تقتضي المواكبة والسير معا رفضا لقرار مجحف بحق لبنان واللبنانيين، ورفضا للاستهانة بدم الشهداء، هذا ما اعلنه عضو "اللقاء" النائب انطوان سعد لـ"المركزية، موضحا ان الخطأ الاساسي كان بتصنيف جريمة سماحة في المحكمة العسكرية العادية قبل محكمة التمييز، في حين ان مخططه وتحضيراته واستحضار التفجيرات وتحديد الاهداف والمستهدفين كلها أمور يمكن وضعها في اطار الجريمة الارهابية، خصوصا ان سماحة تلقى اوامره من سوريا، وكان يسعى الى ضرب الصيغة اللبنانية وخلق فتنة وتفجير الوضع الامني في لبنان، ونعلم تماما ان النظام السوري ارتكب اغتيالات وتفجيرات"، مشيرا الى "ان قرار تخلية السبيل يعيدنا الى زمن الوصاية السورية وتشريع الارهاب، ويدل على اغتيال للعدالة والقانون". وقال " الحكم صدر باتهام سماحة بنقل متفجرات، ولكن هذه المتفجرات تهدف الى تفجير الوضع اللبناني، فالاملاءات السورية لا تزال تتحكم بجانب من القرار القضائي في لبنان، ونعلم تماماً الضغط على محكمة التمييز العسكرية".

اضاف "ما حصل جريمة ارهابية لا يمكن مقارنتها بجريمة عادية، وتسييس المحكمة يزج لبنان في صراعات ونزاعات تسهم في تنمية الجريمة المنظمة، واعتقد ان من المفترض وضع الملف في عهدة المحكمة الدولية، فهذه جريمة تهدد الكيان اللبناني، ويجب الا تمر ارضاء لرأس النظام السوري وبعض ملحقاته في لبنان". واعلن ان للقرار تداعيات سلبية على المناخات السياسية، في مقدمها الحوار الوطني ورئاسة الجمهورية، لافتا الى ان توقيت هذا القرار وصيغته واسلوبه مشبوهة ومدانة وشكل صدمة للرأي العام، واستهانة بمشاعر اللبنانيين". وقال "التجمع امام ضريح الرئيس رفيق الحريري أتى مواكبة لتيار المستقبل و14 آذار، وكان تصريح رئيس "اللقاء" النائب وليد جنبلاط واضحا، وكما ان كل لبنان يشعر بان ما حصل فضيحة قضائية، وانتهاك لأسس المحاكمات الصادرة، ولا يمكننا الا السير في هذا الامر". وختم " من الواضح ان تداعيات ملف اطلاق سراح سماحة سيؤثر سلبا على الوضع الراهن"، لافتا في ملف الرئاسة الى "ان حزب الله يعرقل رئاسة الجمهورية لانه لا يريد رئيسا، ويريد سلة متكاملة من ثلث معطل في الحكومة وقانون انتخاب".

 

معلوف: بئس قرار قضائي ينسف جهود الأجهزة الأمنية ولا يحترم أدنى حقوق اللبنانيين في التنعم بالأمن والسلام

المركزية- اعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جوزف معلوف "أن قرار المحكمة العسكرية بإخلاء سبيل ميشال سماحة، ألحق الأذى بصورة القضاء اللبناني قبل أن يلحقه بالشعب الذي كان ينتظر من المحكمة العسكرية جعل سماحة عبرة لكل من تسول له نفسه تهديد أمن لبنان وإشعال الفتنة الطائفية فيه كما كان مخطط له في مكتب اللواء السوري علي المملوك وبعلم رئيس النظام السوري بشار الأسد بحسب اعترافات سماحة نفسه". ولفت معلوف في تصريح الى "أن المشكلة الأكبر في قرار المحكمة العسكرية، أنه يشرع الجريمة في لبنان، ويمنح سلفا الحكم المخفف لكل الطامحين بتحويل لبنان الى محرقة بشرية، فبئس قرار قضائي ينسف جهود الأجهزة الأمنية ولا يحترم أدنى حقوق اللبنانيين في التنعم بالأمن والعيش بسلام وطمأنينة". وقال "صحيح أن قرار المحكمة العسكرية قضى باخلاء سبيل الإرهابي ميشال سماحة، لكن الأصح أنه أسر في المقابل جميع اللبنانيين في زنزانات الخوف على مستقبلهم وعلى حياتهم وحياة أولادهم". ورد معلوف على منتقدي الدكتور سمير جعجع بسبب تصريحه المتعلق بقرار المحكمة العسكرية، قائلا: "حبذا لو تنعم المنتقدون بشرف إعتقالهم احد عشر عاما بملفات فبرك حيثياتها وتفاصيلها النظام الأمني في لبنان خدمة للاحتلال السوري، انتقاما من الوحيد آنذاك الذي أوجع النظام السوري بإسقاطه للاتفاق الثلاثي، فهنيئا للدكتور جعجع بانتقاده من قبل من ينتقده اللبنانيون لتآمره على لبنان".

 

وقفة لناشطي بدنا نحاسب والحراك الشعبي امام معمل فرز النفايات في الكرنتينا

السبت 16 كانون الثاني 2016 /وطنية - نفذ ناشطون من حملة "بدنا نحاسب" والحراك الشعبي، وقفة امام معمل فرز النفايات في الكرنتينا بين الحادية عشرة والاولى بعد ظهر اليوم، احتجاجا على قرار ترحيل النفايات مفروزة والمطالبة بتشغيل معامل الفرز والافادة من النفايات محليا.

واستغرب الناشط في حملة "بدنا نحاسب" احمد الحلاني "كيف باتت، في خطة الترحيل، معامل الفرز قادرة فجأة على الفرز وباتوا قادرين على ترحيل النفايات مفروزة ويريدون ان يفرضوا علينا تكاليف اضافية بينما هذا مرفق عام يمكن للدولة ان تستفيد منه وان يعمل فيه الشعب اللبناني وليس شركة خاصة". وطالب "ببدء الفرز فورا، كما قلنا في بداية الحراك، وفي المستقبل اي حل يمكن التوصل اليه، ترحيل أو غيره، تكون النفايات مفروزة ويكون تنفيذه اسهل الى ان نجد حلا، ولو كان الحل الترحيل علما ان فيه خسارة مادية وخسارة في النفايات"، مبديا "الموافقة على ترحيل النفايات مفروزة الى حين الوصول الى حل مستدام، لكن بعد الفرز اذا افدنا من الحديد والكرتون والبلاستيك والورق واعدنا تدويرها يكون لدينا مواد اولية نستطيع اعادة تدويرها بدل ان نشتريها خام ونعيد تصنيعها، وهناك يد عاملة يمكن ان تفيد من هذا الموضوع". ولفت الى "ان العوادم المتبقية بعد الفرز يمكن ان ترمم فيها مواقع الكسارات ويمكن ان تطمر وتأثيرها ضئيل على البيئة، تبقى النفايات العضوية، اذا لم يكن ممكنا معالجتها ترحل وهكذا نكون نرحل ربع طن بدلا من 3 اطنان، علما ان الحل المستدام الذي طرحناه بداية يلحظ اعادة تدوير النفايات العضوية وتخميرها ضمن حرارة عالية وتصير سمادا، فلا يبقى شيء للترحيل اذا بدأت كل معامل الفرز في كل المناطق العمل". وشدد "لا نريد شركات خاصة ولا سمسرات ومحاصصة"، لافتا الى ان "الدولة قادرة على تشغيل معامل الفرز بكلفة اقل على الشعب".

 

نعيم قاسم بحث مع وفد علمائي روسي سبل مواجهة الارهاب التكفيري

السبت 16 كانون الثاني 2016/وطنية - استقبل نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، وفدا علمائيا روسيا، حيث جرى عرض للتطورات في المنطقة والتحديات القائمة، وأهمها الإرهاب التكفيري وسبل مواجهته. وقال قاسم: "يساعد التلاقي بين علماء المسلمين في التعرف على قضايا مناطقهم وعدم الانجرار وراء الإعلام المضلل، ونسجل إيجابا موقف روسيا في مواجهة التكفيريين في سوريا، والعمل على الحل السياسي الذي يؤدي إلى اختيار الشعب بحرية لممثليه ومستقبله". وأضاف: "أثبتت الأحداث في سوريا والمنطقة أن المشكلة الكبرى في استخدام الإرهاب التكفيري لتعديل الأنظمة والسياسات في منطقتنا، ومحاولة اللعب على الفتنة المذهبية، لكن وعي شعوب منطقتنا فضح هذا الاتجاه، واليوم الإرهاب التكفيري مصيبة كل العالم بما فيه الغرب، وعبء على البشرية، وقد أدى صمود مقاومتنا إلى توجيه البوصلة نحو أساس المشكلة وهي إسرائيل، وفي كل الأحوال، فإنَّ المتضامنين ضد المشروع التكفيري ومعهم روسيا كشفوا حقيقة الخطر البعيد عن المذهبية والمتماهي مع الخلاف السياسي ضد المعتدين على حاضر ومستقبل المنطقة". وقال: "دور العلماء هو الأساس، ونحن سنتعاون مع كل الشرفاء للعمل الإسلامي المليء بالرحمة، والذي يعطي حرية الشعوب لخياراتها وعزها واستقلالها ومقاومتها للاحتلال والعدوان".

 

عون للمحازبين عشية انتخابات التيار الوطني: نتمنى ألا يفنى الوطن وأن يستمر التيار من جيل إلى جيل

السبت 16 كانون الثاني 2016 /وطنية - وجه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، كلمة للناخبين عشية العملية الإنتخابية التي ستجري في "التيار الوطني الحر" صباح الغد، جاء فيها: "بالأمس، سلمنا الأمانة إلى فريق عمل جديد. أما اليوم، ومن خلال معنى الديمقراطية التي نمارسها، سيقوم الجيل السابق بتسليم جيل جديد من أجل تأمين إستمرارية التيار على مدى عمر الوطن. نتمنى الا يفنى الوطن، وأن يستمر التيار الوطني الحر من جيل إلى جيل". أضاف: "يجب أن يعرف الجميع، ان الأداء الذي سيقدمونه اليوم، من شأنه أن يؤدي إلى تأمين الإستمرارية المطلوبة. من هنا عليهم معرفة معنى الديمقراطية وكيفية ممارستها بشكل صحيح وجيد، لضمان إستمرارية التيار، والا فهم يخونون الأمانة التي أعطيناها لهم ليوظفوها في خدمة الوطن".

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 

الحوت: اطلاق سماحة فضيحة واخشى من ترشيح فرنجية اعادة تجربة لحود الحريري

السبت 16 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى النائب عماد الحوت "ان اللبنانيين ذاهبون في اتجاه صيغة المغلوب والمغلوب لان الغالب هو خارج البلد"، معتبرا "ان لعبة التوافق ليس لانقاذ البلد انما لتبرير التعطيل وهي ليست آلية حل". وحول التظاهرات ضد اطلاق الوزير السابق ميشال سماحة، رأى الحوت في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" "ان هناك فريقا في الحكومة متواطئ مع هذا الحكم"، معتبرا "ان التظاهرات تأخذ سقفا معينا وبعدها تتراجع"، مشددا على "ان فضيحة اطلاقه ليست بسيطة ما يعني اننا عدنا الى ايام الممارسة السورية، فسماحة الذي هو جزء من النظام السوري محترف سياسي امني مخابراتي وبالتالي عمله السياسي يتضمن الاغتيالات وايجاد بلبلة امنية"، داعيا الى "اعادة النظر بالمحكمة العسكرية نفسها التي ليست جزءا من القضاء السليم وهي محكمة استثنائية والى وجوب احالة هذا الملف الى الرأي العام وجعله مطلب اللاعودة لننجح فيه". وعن الاستحقاق الرئاسي، قال: "في هذه المرحلة نحن بحاجة الى رئيس من خارج الاصطفافات الحادة لكي يلعب دورا والرئيس القوي لا يجب ان يكون قويا فقط في طائفته بل بين اللبنانيين فعندما نحول هذا الملف الى ملف وطني بامتياز تسهل المسألة" لافتا الى "ان الاجماع المسيحي على مرشح واحد شبه مستحيل وهذا مؤشر صحة وليس سلبيا وبالتالي من الظلم ان اجبرهم بهذا الاجماع". وردا على سؤال حول امكان ترشيح الدكتور سمير جعجع للنائب العماد ميشال عون اعتبر "ان هذا الطرح يشبه طرح القانون الارثوذكسي" مشيرا الى "ان هناك مبادرة اطلقت من قبل الرئيس سعد الحريري بشكل خاطئ وبتسويق خاطئ ما ادى الى ردة فعل، ومن هنا طرح ترشيح عون" مضيفا "ان الدكتور جعجع ليس مقتنعا بالعماد عون اذ ان هناك افتراق بالرؤى السياسية" معربا عن خشيته "بترشيح فرنجية من ان تعاد تجربة اميل لحود رفيق الحريري". ورأى الحوت "ان الافعل في فرملة مبادرة الحريري هو حزب الله الذي يتحكم بها"، لافتا الى "ان طرح المبادرة انطلق من الخوف على البلد وعلى المنظومة الاقتصادية من خلال الفراغ من جهة كما ان الغياب عن السلطة ولخمس سنوات فترة ليست بقليلة فكان لا بد من حل لمحاولة استعادتها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن والاتحاد الأوروبي أعلنا رفع العقوبات عن إيران

السبت 16 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، من العاصمة النمساوية فيينا، ان بلاده رفعت اليوم العقوبات التي كانت تفرضها على ايران، وذلك بعيد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها اعطت الضوء الاخضر لدخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، وإشارتها الى ان طهران التزمت بما تعهدت به للحد من برنامجها النووي. كما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ونظيرها الايراني محمد جواد ظريف، من فيينا أيضا، ان المجتمع الدولي رفع كل العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي لطهران، تنفيذا للاتفاق النووي الذي وقع في 14 تموز الماضي. وقالا في بيان مشترك: "بعدما وفت ايران بالتزاماتها، سيتم اليوم رفع العقوبات الاقتصادية والمالية الوطنية والمتعددة الطرف المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني".

 

26 قتيلاً من 18 جنسية في اعتداءات دامية لـ »القاعدة« هزت عاصمة بوركينافاسو تخللتها حرب شوارع واحتجاز رهائن في فندق فاخر

17/01/16/واغادوغو – وكالات: هزت مدينة واغادوغو عاصمة بوركينافاسو سلسلة اعتداءات إرهابية، بعضها انتحاري، استمرت نحو 12 ساعة، وأسفرت عن مقتل 26 شخصاً على الأقل من 18 جنسية. وتبنى تنظيم »القاعدة« الاعتداءات التي تمكنت قوات الأمن من إنهائها بقتل المهاجمين الذين احتجزوا عشرات الرهائن لساعات. وأعلن مصدر أمني، ظهر أمس، أن عمليات قوات الأمن ضد منفذي الاعتداء انتهت، موضحاً أنها تواصل تمشيط المنطقة المحيطة بفندق »سبلنديد« ومقهى »كابوتشينو« اللذين تعرضا للاعتداء، والمباني المجاورة لهما. واكدت السلطات الرسمية في حصيلة موقتة مقتل 26 شخصاً بالإضافة إلى أربعة انتحاريين بينهم إمراتان، فيما أشار مصدر فرنسي إلى سقوط 27 قتيلاً. وقبل ذلك، كان وزير الداخلية سيمون كومباوري أكد »مقتل ثلاثة انتحاريين هم عربي وإفريقيان«، مضيفاً ان قوات الأمن حررت 126 شخصاً بينهم 33 جريحاً. وكان الاعتداء بدأ عند قيام عدد غير محدد من المهاجمين باقتحام فندق »سبلنديد« الفاخر، ليل أول من أمس، الذي يرتاده موظفون من الأمم المتحدة وغربيون. وتمكن شهود عيان من تمييز ثلاثة مسلحين يضع كل منهم عمامة على رأسه عند بدء الهجوم، في حين قال أحدهم إنه رأى أربعة مهاجمين »يعتمرون عمامة وبدوا من العرب أو البيض«. وشنت قوات الأمن هجوماً أول بدعم من عسكريين فرنسيين، لتتحول المنطقة المحيطة بالفندق إلى ساحة معركة مع اشتعال النيران في الكثير من السيارات وفي واجهة الفندق. وعند الفجر، تواصل الهجوم قبالة الفندق في مقهى »كابوتشينو« الذي يرتاده غربيون أيضاً. وأعلن وزير محلي، فجر أمس عندما كان الاعتداء لا يزال مستمراً، أن 30 شخصاً تمكنوا من مغادرة الفندق سالمين، بينهم وزير العمل كليمان ساوادوو الذي كان في الفندق، كما تم إجلاء 33 جريحاً. وقال أحد الناجين من الفندق يدعى يانيك ساوادوغو إنه »أمر فظيع، تمدد الناس أرضاً والدماء في كل مكان، كانوا يطلقون النار على الناس من مسافة قريبة«.

وأضاف: »سمعناهم وهم يتحدثون وكانوا يتنقلون حول الناس ويطلقون النار على من لا يزالون أحياء وأضرموا النار بعد خروجهم، واستغلينا رحيلهم للخروج من النوافذ المحطمة«. من جهته، ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بـ »الاعتداء المقيت والجبان«، فيما كتب السفير الفرنسي لدى بوركينا فاسو جيل تيبو في تغريدة، »تقاسمت مختلف فئات الأمن والجيش المهام بينها« في الوقت الذي انتشر فيه عسكريون فرنسيون في المكان. يشار إلى أن قوات فرنسية خاصة تتمركز في ضواحي واغادوغو في إطار مكافحة التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل، في حين تنشر واشنطن 75 عسكرياً في البلاد، وذكرت أنها قدمت الدعم للقوات الفرنسية في العملية. وبعد الاعتداءات، وسعت الأجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينا فاسو نطاق »المنطقة الحمراء«، التي ينصح بعدم السفر إليها لتشمل قسماً كبيراً من بوركينا فاسو، لكن من دون أن تشمل العاصمة واغادوغو. من جهته، تبنى تنظيم »القاعدة في المغرب الإسلامي« الاعتداء الذي نسبه إلى كتيبة »المرابطون« بزعامة مختار بلمختار، بحسب موقع »سايت« الأميركي المتخصص في متابعة المواقع المتطرفة. وأكد أحد المهاجمين متحدثاً بالعربية في نص التبني أن ثلاثين شخصاً قتلوا. في سياق آخر، أعلنت وزارة الأمن الداخلي في بوركينافاسو أمس، أن طبيباً نمساوياً وزوجته اختطفا أول من أمس، في منطقة بارابوليه الساحلية الواقعة في شمال بوركينا فاسو على الحدود مع النيجر ومالي.

 

اعتقال 12 متورطاً بهجمات جاكرتا

17/01/16/جاكرتا – وكالات: توصلت أندونيسيا أمس، إلى أسماء خمسة أشخاص يشتبه في أنهم نفذوا هجوماً بالأسلحة وتفجيرات في جاكرتا. وذكرت الشرطة الأندونيسية في بيان، أن الخمسة الذي قتلوا في الاعتداءات، كانوا يخططون لهجمات في مدن أندونيسية أخرى، بمساعدة 12 شخصاً على الاقل، مضيفة إنها اعتقلت 12 شخصاً آخرين على صلة بالهجوم الذي أعلن »داعش« مسؤوليته عنه، أحدهم يشتبه في قيامه بتمويل الاعتداءات الدامية »تلقى الأموال من داعش«. وقال المتحدث باسم الشرطة أنطون تشارليان في مؤتمر صحافي، أمس، إنه »كانت هناك خطط عامة لاستهداف أماكن بعينها، مثل مقار الشرطة والحكومة وأجانب، أو من يتعاونون مع كيانات أجنبية«.

 

هاغل: الأسد لم يكن عدونا يوماً

17/01/16/واشنطن – وكالات: انتقد وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هاغل الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنه هدد بضرب رئيس النظام السوري بشار الأسد ولم ينفذ، ما أضر بمصداقيته، مؤكداً أن دعوة الأخير إلى التنحي كانت خطأ، «لأن الأسد لم يكن عدونا يوماً». وقال هاغل في محاضرة بواشنطن أول من أمس، إن أوباما أخطأ عندما دعا الأسد إلى التنحي في بداية الحرب الأهلية السورية، مضيفاً «الأسد ديكتاتور متوحش يجب أن يترك منصبه في النهاية، لكن على الولايات المتحدة أن تكون تعلمت درسها من الفوضى العارمة التي تلت إطاحة صدام حسين ومعمر القذافي، فإسقاط الطغاة من دون معرفة من سيكون بديلاً عنهم ليس هو الحل الأفضل». وأضاف «إن مقولتنا (على رئيس النظام السوري أن يرحل) ساهمت في حصارنا وشلت سياستنا في سورية، فالأسد لم يكن عدونا يوماً». ورداً على سؤال بشأن السبيل لإعادة الاستقرار إلى سورية، اعتبر هاغل أن الحل يستدعي العمل مع الروس والإيرانيين والسعوديين، مضيفاً «على الجهود أن تتضافر وأن يواكبها اهتمام مشترك بتحقيق الاستقرار». وانتقد أوباما لإعلانه «استخدام الأسد سلاحاً كيماوياً ضد معارضيه خط أحمر، ثم فشله في تنفيذ الضربات الصاروخية التي هدد بها في العام 2013، بعدما تأكد استخدام النظام السوري المكثف لهذا السلاح في الصراع». ورأى «هذا التراجع أثر سلباً في مصداقية الرئيس (أوباما)، فعندما يقول رئيس الولايات المتحدة شيئاً، فإنه يعني ما يقول، والأقوال من دون أفعال تؤثر في مصداقية الرئيس». في سياق متصل، أعلن البيت الأبيض أن أوباما يرغب في «تكثيف» حملة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق. وذكرت الرئاسة الأميركية في بيان أول من أمس، أن أوباما تحدث بشأن هذا الموضوع مع مجلس الأمن القومي وعبر أمامه عن رغبته في تعزيز محاربة التنظيم المتطرف ضمن التحالف الذي تقوده واشنطن. ودعا إلى محاربة التنظيم المتشدد بشكل أكبر «من خلال العمل مع شركائنا لتعزيز تعاوننا العسكري لتفكيك شبكات المقاتلين الأجانب وتوقيف توسع داعش في العراق وسورية من خلال إفشال تمويله والقضاء على كل محاولات المؤامرات الخارجية له ومحاربة (منظومته) للدعاية والاتصالات». وأشارت الرئاسة إلى «أن الولايات المتحدة ملتزمة بحزم في مواصلة القيام بالجهود المشتركة» للتحالف الدولي المعادي لـ»داعش» الذي شكلته وتقوده.

 

كتاب جديد يكشف للمرة الأولى أن الثاني اعتبر الأول «مجنوناً خطيراً» والخميني متورط في خطف وقتل الصدر لأنه كان يشكل التهديد الأكبر لثورته

اختفاء الصدر عبَّد الطريق أمام تشيع متطرف في إيران

السياسة/17/01/16/تنتظر دور النشر والمكتبات ووسائل الإعلام العالمية صدور كتاب جديد في الولايات المتحدة عن «الثورة الإيرانية» يكشف للمرة الأولى معلومات جديدة عن رجل الدين الشيعي اللبناني موسى الصدر الذي اختفى منذ العام 1978 ويسود الاعتقاد بأن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي تورط بقتله، إذ يكشف الكتاب عن ضلوع مؤسس الجمهورية الاسلامية في إيران الخميني في تصفية الصدر الذي كان يشكل التهديد الأكبر لثورة الملالي.

وفيما يرقد هنيبعل معمر القذافي في زنزانة لبنانية وفي أخرى يرقد النائب اللبناني السابق حسن يعقوب، نجل الشيخ محمد يعقوب أحد مرافقَي الامام موسى الصدر، الذي خطف ابن القذافي ليعرف منه أي خبر عن أبيه الذي اختفى مع الامام، تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن جانب آخر من مؤامرة إخفاء الإمام، الذي قيل الكثير عن خيوطها التي تصل إلى أركان سابقين، أحياء وأموات، في النظام السوري، وعن رغبة جمعت أكثر من طرف للتخلص من إمام شيعي عُرف عنه تمسكه بالاعتدال والوسطية، في منطقة لا مكان فيها للاعتدال، وفي زمان، سبعينات القرن الماضي، اتسم بالتفجيرات وعمليات الخطف والاغتيال.

ففي «نيويورك تايمز»، كتب ريك غلادستون عن أندرو سكوت كوبر، الأكاديمي المختص في شؤون الشرق الأوسط، الذي يتناول مسألة اختفاء الصدر في كتاب جديد يصدر قريباً، بعنوان «سقوط السماء» (The Fall of Heaven)، الذي فجر فيه مفاجأة لم تخطر ببال أحد، إذ قال إن شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي كان مستعداً لمفاوضة موسى الصدر، خلافاً للإمام الخميني الذي خاف منه وتآمر بإخفائه في العام 1978، أثناء زيارته إلى ليبيا.

وبحسب الصحيفة، أجريت تحقيقات كثيرة، وكُتب كثير من الكتب والمقالات بشأن مصير الصدر، الامام الشيعي الكارزماتيكي المولود في إيران في عائلة متدينة ذات نفوذ، واختار العيش في لبنان، مدافعاً خلال عقدين من عمره عن الشيعة الفقراء. ويقول غلادستون «كانت آخر رؤية للصدر ومرافقيه في 31 أغسطس 1978 بمطار (العاصمة الليبية) طرابلس، وهذا ما سبب توجيه الاتهام في مسألة اختفائه إلى استخبارات القذافي، على الرغم من عدم وضوح الأسباب والدوافع».

ويشير كوبر في كتابه إلى أن سقوط الشاه في العام 1979 يلقي الضوء من زاوية جديدة على اختفاء الصدر، «فربما رأى رجال الدين القائمون على الثورة الاسلامية في إيران، الذين قادهم حينها آية الله الخميني من منفاه الباريسي، في موسى الصدر تهديداً لثورتهم»، مؤكداً وجود اتصالات سرية بين الشاه والصدر، رغم التوتر العلني في العلاقة بينهما، «وربما كان الشاه يرغب في عودة الصدر إلى إيران ليحبط طموح الخميني في أشهر ما قبل الثورة، ولو تم هذا الأمر لكان تغيّر مسار التاريخ في إيران». يقول غلادستون إن كوبر يحشر في كتابه أدلة كثيرة، تشي بعدم ثقة موسى الصدر بالخميني، فكان يصفه بأنه «مجنون خطر» متجاوزاً علاقات النسب بينهما. وبحسب كوبر، أخبر الصدر الشاه بعدم ثقته بالخميني. وينسب غلادستون إلى كوبر قوله إن «الكتاب ينسف فرضية قائمة إلى اليوم، مفادها أن الصدر أيد الخميني ضد الشاه».ويشير تقرير «نيويورك تايمز» إلى أن كوبر استقى معلوماته عن الإمام الصدر المختفي من مقابلات كثيرة أجراها مع عائلة الشاه، ومع رجال دين سابقين في إيران، ومع مستشارين سابقين كانوا على علاقة وثيقة بالشاه، لم يعيروا هذه القضية اهتماماً أو سكتوا عنها.

ويقول كوبر «كان الشاه مستعداً لمفاوضة موسى الصدر، وكان ذلك ليشكل أملاً كبيراً لتعايش التشيّع والحداثة. لكن اختفاء الصدر أطفأ جذوة ذلك الأمل، وعبّد الطريق أمام تشيع متطرف ثوري في إيران».

ويتناول كوبر خيوط المؤامرة التي استهدفت الصدر، فيصفها بالمثيرة، إذ أن النظرية السائدة حتى الآن هي أن القذافي دعاه إلى طرابلس وأمر باختطافه مع رفيقيه وبقتلهم، وأن القذافي ربما تصرف على هذا النحو بناء على طلب من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات آنذاك، وكان غاضباً من الصدر الذي عارض بشدة وجود قواعد فلسطينية في الجنوب اللبناني، حيث غالبية السكان من الشيعة، بالقرب من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

وثمة روايات أخرى عن تبرعات مالية أرسلتها ليبيا إلى حركة «أمل»، التي أسسها الصدر، وأخرى عن رؤية النظام السوري نفوذ الصدر في لبنان عقبة أمام طموحه ضم لبنان أو البقاع اللبناني، وأخرى عن خسارة الصدر صراعاً شيعياً داخلياً على السلطة في لبنان، وأخرى أيضاً عن تآمر الشاه عليه وقتله. ويقول غلادستون إن القذافي أصر دائماً على أن الصدر ومرافقيه غادروا ليبيا إلى إيطاليا، خلافاً لنفي المحققين الإيطاليين في هذه المسألة. وفيما يتوقع أن يرى الإيرانيون الكتاب استرجاعاً للتاريخ، يقول مختصون في تاريخ الشرق الأوسط إن التعاون بين الصدر والشاه كان محتملًا. وبحسب الصحيفة الأميركية، كان معروفاً أن الشاه حاول التوصل إلى حل سياسي مع رجال الدين المعتدلين في إيران، «والجديد هو أن هؤلاء المعتدلين حاولوا تقديم ستراتيجيا تساعدهم على التغلب على الخميني، وكانت إحدى الأفكار المطروحة أن يعود موسى الصدر إلى إيران».

وتذكر الصحيفة أن هذه المعلومات مأخوذة بشكل جزئي من علي كاني، مستشار الشاه وصديق طفولة الصدر، وهو ثمانيني يعيش حالياً في أوروبا. وفي يوليو 1978، راسل الصدر الشاه عبر عميل إيراني في بيروت، يعرض عليه التحدث إلى الخميني نيابة عن الشاه، وإرضاء المعارضين في المؤسسة الدينية، بحسب الكتاب، الذي يذكر أيضاً أن الشاه وافق على إرسال مبعوث عنه ليقابل الصدر في ألمانيا الغربية في سبتمبر من العام نفسه، لكن ذلك اللقاء لم يحصل، «فالعقيد القذافي رتب لقاء في أغسطس بين الصدر وآية الله محمد بهشتي، كبير مستشاري الخميني والمنظم الرئيس للتمرد ضد الشاه». ويقول غلادستون في «نيويورك تايمز» إن الصدر سافر من لبنان إلى ليبيا ومعه مستشاره الشيخ محمد يعقوب والصحافي اللبناني عباس بدر الدين، وانتظروا أياماً في أحد فنادق طرابلس من دون جدوى، حتى فرغ صبر الصدر وقرر المغاردة في 31 أغسطس من دون لقاء بهشتي، وإلى هنا لا اختلاف على الرواية، لكن ما حصل بعد ذلك بقي في علم الغيب. تستعين «نيويورك تايمز» بكتاب «الجاسوس الصالح « (The Good Spy)، الصادر في العام 2014، الذي يروي سيرة روبرت أميس، المسؤول عن مكتب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في بيروت في ذلك الوقت. وبحسب الكتاب، فإن الصدر ورفيقيه شوهدوا في قاعة كبار الشخصيات بمطار طرابلس واعتدى عليهم رجال القذافي وحملوهم في سيارة، وأن بهشتي اتصل بالقذافي وطلب منه منع الصدر من المغادرة لأنه عميل للغرب. ويرد في كتاب كوبر «علم الشاه باختفاء الصدر، فأرسل علي كاني ليستقصي الخبر من الزعماء العرب، فعلم كاني أن الصدر قتل بأوامر من القذافي»، مستشهداً بقول ينسبه كاني إلى الرئيس المصري الراحل أنور السادات، مفاده أن مصادره الاستخباراتية أنبأته بأن العقيد القذافي وضع جسد موسى الصدر في صندوق، وغلفه بالإسمنت، وأسقطه من مروحية في مياه المتوسط. ويقول كوبر في كتابه «أخبر كاني الشاه بذلك، فغضب غضباً شديداً، وارتمى جالساً في كرسيه 10 دقائق». فلا شك بأن الشاه أدرك في تلك اللحظة أن الخميني قد انتصر.

 

فاينانشال تايمز": الفريقان في سوريا مستفيدان من استمرار الصراع

المركزية- اشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ان "بعد مرور شهور من الحصار أصبحت فيه مدينة دير الزور السورية على حافة المجاعة"، موضحة ان "خلال الصراع المستمر منذ 5 سنوات لجأ جانباً الصراع سواء القوات الحكومية أو الجماعات المسلحة المعارضة لتكتيك الجوع أو الاستسلام، وليس فقط لاغراض عسكرية وإنما هناك مكاسب مادية وراء حصار المدن".ورأت الصحيفة ان "فريقي الصراع في سوريا يربحان من معاناة المجتمعات اليائسة واستمرار الصراع يصب في مصلحتهما".

 

صحيفة اميركية: اوباما يسمح ببيع طائرات الركاب الى ايران

المركزية- اشارت صحيفة "يو اس اي تودي" الاميركية، أن الرئيس باراك اوباما اصدرقرارا يسمح ببيع طائرات الركاب الى ايران وذلك قبل يوم من رفع الحظر عن طهران. وأضافت الصحيفة أن اوباما فوّض وزير الخارجية الاميركي جون كيري بتطبيق القرار التنفيذي الذي يأتي في اطار الخطوات المتخذة لتطبيق الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1. وأوضحت ان اجراءات الحظر التجارية الاميركية المفروضة على ايران تظل قائمة، وأن الغاء الحظر بحسب الاتفاق النووي سيقتصر على السماح لطهران بشراء طائرات الركاب من اميركا وتصدير الصناعات اليدوية سيما السجاد الى الاخيرة. وكان الكونغرس الاميركي فوّض الرئيس اوباما في 2010، بتصدير السلع والخدمات والتقنية الى ايران بحسب ما تقضتيه المصلحة الوطنية الاميركية.

 

"غارديان": لحظة تاريخية لإيران

المركزية- تحدثت صحيفة "غارديان" البريطانية عن حالة تفاؤل يعيشها الشارع الإيراني قبل ساعات من صدور تقرير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" الذي إذا أقر التزام طهران ستُرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، واصفة المشهد بأنه "لحظة تاريخية لإيران مع عودة ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط من الجمود". واشارت الصحيفة الى أن "إيران تضررت كثيراً على مدار عقد من الزمان بسبب العقوبات المفروضة عليها ولكن الصورة توشك على أن تتغير خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ يلتقي وزير الخارجية محمد جواد ظريف مع نظرائه من أميركا وأوروبا لإعلان تقرير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" عن التزام طهران بالاتفاق النووي الذي أبرم في تموز الماضي".

 

واشنطن وطهران تدشنان مرحلة التطبيع بتبادل سجناء

 17/01/16/طهران - محمد صالح صدقيا واشنطن، فيينا، لندن - «الحياة»، ا ب، رويترز، ا ف ب

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالتزامن مع إعطاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الضوء الأخضر لرفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على بلاده، بعد «التزامها تعهداتها تقليص برنامجها النووي تنفيذاً لاتفاق 14 تموز (يوليو) 2015»، أن «الوقت حان لاتحاد الشعوب الإسلامية من أجل إنقاذ العالم من التطرف». ودشنت طهران وواشنطن مرحلة التطبيع بتبادل سجناء، إذ أطلقت السلطات الإيرانية أربعة معتقلين يحملون الجنسيتين الإيرانية والأميركية، هم مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان والعنصر السابق في قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) أمير حكمتي، والقس سعيد عابديني ونصرة الله خسروي، الذي ظهر اسمه للمرة الأولى، إضافة إلى رجل الأعمال سياماك نمازي، في حين أفرجت الولايات المتحدة عن سبعة إيرانيين. وأوضح المدعي العام في طهران عباس جعفري، أن عملية التبادل تضمنت شرطاً يقضي بأن تتوقف واشنطن عن المطالبة بتسلم 14 إيرانياً متهمين بشراء أسلحة في الولايات المتحدة من أجل إرسالها الى إيران. وذكر ان الرئيس باراك أوباما اصدر عفواً خاصاً عن الاميركيين. وبعد الكشف الايراني عن تبادل السجناء أعلن مسؤول اميركي «ان الادارة عفت عن سبعة ايرانيين واسقطت التهم عن 14 اخرين مقابل افراج طهران الاميركيين الاربعة السجناء لديها».

وقال المسؤول «عبر قناة ديبلوماسية اقيمت بهدف الافراج عن مواطنينا الاميركيين السجناء، يمكننا ان نؤكد ان ايران افرجت عن اربعة اميركيين مسجونين في ايران». واضاف «لقد عفونا عن سبعة ايرانيين ستة منهم اميركيون ايرانيون تمت ادانتهم او ينتظرون محاكمتهم في الولايات المتحدة. كذلك، الغت الولايات المتحدة مذكرات الانتربول الحمراء واسقطت التهم عن 14 ايرانيا قدرت ان طلبات ترحيلهم لن تنجح على الارجح».

وتبين ان سويسرا لعبت دور الوسيط المباشر في الصفقة. وقال السفير الايراني لدى الامم المتحدة غلام علي كوشرو للتلفزيون الايراني العام ان سويسرا اضطلعت بـ «دور ايجابي وسهلت» تبادل السجناء. وقال كوشرو ان «البلدين تحركا لدواع انسانية. كان المسؤولون الاميركيون طلبوا تعاون المسؤولين الايرانيين والحكومة السويسرية بوصفها مسهلا اضطلعت بدور ايجابي» في عملية التبادل، موضحا ان «الية الافراج قائمة» لدى الجانبين. وكتب ظريف الذي ناقش في فيينا أمس مع نظيره الأميركي جون كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني «اللمسات الأخيرة» قبل إعلان رفع العقوبات الدولية عن إيران، علی «تويتر»: «إنه يوم جيد وسعيد للشعب الإيراني والمنطقة والعالم. ونحن مستعدون للتعاون مع بقية الشعوب الإسلامية لإنقاذ العالم من العنف والتطرف». وسيحرص الرئيس الإيراني خلال تقديم حكومته اليوم موازنة السنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ في 21 آذار (مارس) إلی مجلس الشوری (البرلمان)، على طمأنة الأوساط المتشددة إلی مرحلة ما بعد الاتفاق النووي بالنسبة إلى الإجراءات المتخذة والتعاطي مع الشركات والاستثمارات الأجنبية التي تريد دخول السوق الإيرانية. وأرسلت شركتا «توتال» و «شل» النفطيتان مديرين تنفيذيين إلى طهران للقاء مسؤولين من «الشركة الوطنية الإيرانية للنفط» وشركة «ناقلات النفط الوطنية الإيرانية»، علماً أن طهران تعهدت زيادة إنتاجها النفطي بعد رفع العقوبات، ما تسبب في تراجع سعر برميل النفط الخام إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل أول من أمس، علماً أن السوق تعاني أصلاً من فائض في العرض. كذلك أعلنت وزارة النقل الإيرانية أنها اتفقت مع شركة «إيرباص» على شراء 114 طائرة مدنية.

وعموماً، قطعت العقوبات الدولية صلة إيران بالنظام المالي العالمي، وقلصت في شكل كبير صادرات نفطها، ما خلّف أعباء اقتصادية على حوالى 80 مليون من مواطنيها. وكانت نسبة النمو زادت على 40 في المئة حين تولى روحاني السلطة في آب (أغسطس) 2013، ثم انخفضت إلى 13 في المئة. وفي ردود على رفع العقوبات، رأی رئيس مجلس الشوری علي لاريجاني، أن إزالتها «خطوة مهمة بعدما حاول الغرب إرغام إيران علی عدم تخصيب اليورانيوم في الداخل، لكنه فشل». وحذر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي جلعاد ايردان من أن تطبيق الاتفاق النووي بين إيران والغرب سيعرض الشرق الأوسط للخطر، ولن يكبح برنامج طهران النووي. وقال الوزير المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: «تطبيق الاتفاق النووي يدخلنا في عهد جديد وخطير يرفع فيه معظم العقوبات الاقتصادية عن إيران من دون أن تتخلى عن برنامجها النووي، أو تقدم تفسيرات لنشاطاتها العسكرية». وزاد: «واصلت إيران تزويد جماعات إرهابية بأسلحة بينها حزب الله وحماس كما واصلت التدخل في شؤون الدول الخليجية، وانتهاك الحظر الذي أقره مجلس الأمن على «تطوير صواريخ باليستية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عرسال بعد مضايا

أحمد عدنان/العرب/17 كانون الثاني/16 /الصور القادمة من قرية مضايا السورية أكثر من مأساوية، والمعلومات الصادرة عنها أكثر من مفجعة وكارثية، يرتكب محور الممانعة جريمة التجويع العمد ضد أهل البلدة، وليس السبب فقط أنها من أوائل القرى السورية التي قالت لا لبشار الأسد ولا لإيران، فحين تشاهد الجغرافيا تعرف الحقيقة، الدرس الأول في السياسة دائما “أنظر إلى الخريطة”. قام ما يسمى بحزب الله بتفريغ المراكز السنية على شريط الحدود اللبنانية-السورية، القصير مثلا، القرية السنية الخالصة، أصبحت وكرا للأشباح ولعناصر الحزب الأمنية، الزبداني شاهدنا تهجير أهلها قبل أسابيع عبر مطار بيروت، ومضايا تعاني الجوع والقصف الإرهابي الممارسين من الحزب الإلهي وبشار الأسد، وعندما تلوح لأهلها أيّ ثغرة لن يبقى فيها أحد، فلعنة الله على من حاصرهم وجوّعهم وشرّدهم وهجّرهم. بعد أن يفرغ الحزب الإلهي من مضايا، أمامه المهمة شبه الأخيرة، قرية عرسال اللبنانية، المركز السني في قلب السطح الشيعي. لا أدري أيّ أسلوب سيستخدمه الحزب الإلهي لتهجير أهالي عرسال، لكنه ماض إلى مؤامرته لا محالة، أتذكر مانشيت صحيفة (الأخبار) اللبنانية المقربة من الحزب عن عرسال “إما الإخلاء وإما الحرب الشاملة”، بدأ التمهيد للمؤامرة قبل أيام باستشهاد عنصر أمني لبناني (ينتمي إلى شعبة المعلومات المتناغمة سياسيا مع تيار المستقبل)، اغتيل العنصر على يد داعش، عدد عناصر داعش في عرسال عشرة أفراد بالعدد وبالاسم، دعاية الممانعة بدأت منذ دهر بترويج أن داعش استولت على عرسال، أو عرسال هي مركز داعش في لبنان، وهذا كذب بواح، فالجيش اللبناني من يرحب به ويتمسك به ويطالب بوجوده ويتعاون معه هم أهل عرسال ولولا ذلك لما نجح الجيش في تحركاته هناك، لكن المسألة عند الحزب الإلهي هي معاقبة عرسال على موقفها الإيجابي من الثورة السورية إضافة إلى تهجير السنة. كل داعش في عرسال عشرة أفراد، أتمنى من القوى الأمنية أن تستأصلهم وتبيدهم، فالتهاون مع هذه الحالة له آثاره الوخيمة لبنانيا وإنني أتعجب من التأخر غير المبرر في التعامل معهم، والغريب أن هؤلاء الدواعش العشرة كانوا عناصر سابقة في “سرايا المقاومة” التابعة لما يسمى بحزب الله، وبين يوم وليلة أصبحوا دواعش، وهذا التحول -من وجهة نظري- شكلي صرف، فهم ما زالوا ضمن سرايا الحزب الإلهي، وتغيير اليافطة من مخططات الميليشيا الإيرانية لتحقيق أهدافها القذرة، تأملوا هذا الرباط الخفي والعجيب بين داعش والحزب الإلهي، لا جبهات متحاربة في سوريا، تفصل داعش بين المعارضة السورية وبين بشار الأسد، وفي لبنان تتفرغ داعش لخدمة أهداف الحزب الإلهي، ولن أتحدث عن التمويل غير المباشر من حزب الله لعناصر داعشية في عين الحلوة وشاتيلا، ولا أدري هل سيتآمر الحزب على أهل فلسطين قبل عرسال أو بعدها. فلتكن هذه المقالة بلاغا إلى جامعة الدول العربية، أو حتى إلى مجلس الأمن، لا بد من رفع الصوت عاليا لفضح الارتباط الإيراني مع الإرهاب، بل إن إرهاب الحزب الإلهي يتجاوز الجرائم الصهيونية، شاهدنا التطهير العرقي الذي مارسوه في العراق وفي سوريا، ولبنان ليست بعيدة، هم يمكرون لكن الله خير الماكرين.

 

إخلاء سبيل “14 آذار”

الياس الزغبي/لبنان الآن/16 كانون الثاني/16

“ربّ ضارّةٍ نافعة”. معادلة تنطبق على حالة “14 آذار” إذا أحسنت قراءة معاني إخلاء سبيل ميشال سماحة، والضرر الوطني والسياسي والأمني الذي يكتنفه، وحوّلت الحدث المثير بكلّ المعايير القانونيّة والأخلاقيّة والسياسيّة، إلى فرصة. وكأنّ “انتفاضة الاستقلال” التي قامت في أساسها على ركنَي الحريّة والعدالة، كانت في حاجة إلى صدمة وعي من هذا النوع المؤذي والخطير، كي تستعيد ذاتها من التغرّب في غياهب القراءات الخاطئة والحسابات الضيّقة وتجاذبات المصالح. ففي متابعة سهلة لمواقف أركانها بعد الإخلاء – الفضيحة، يتبيّن عمق التقائهم على أسس انطلاقها وثباتهم على أهدافها العليا، ويتضح مدى حاجتهم إلى تصحيح المعادلة التي يرفعونها وتكاد تتحوّل إلى خشبيّة، وهي: نتّفق على الأسس الكبرى ونتمايز أو نختلف في التفاصيل والأداء وبعض الخيارات! والسؤال الذي يطرحه اليوم أهل “ثورة الأرز” عليهم هو: وهل رئاسة الجمهوريّة تفصيل أو ترف سياسي يمكن الاختلاف فيه، وكذلك التسليم المجّاني بها ل”8 آذار” وكأنّها باتت حقّاً مكتسباً لهذا الفريق؟ الدكتور سمير جعجع كان سباّقاً في الإجابة على السؤال حين رفض رئاسة جمهوريّة تؤدّي إلى دولة على شاكلة إخلاء سبيل سماحه. وكذلك تعليقات الرئيس سعد الحريري وسائر أركان “14 آذار”، والوجدان الاستقلالي برمّته في تعبيره على وسائل التواصل الاجتماعي.

إذاً، لم يبقَ سوى توسيع معادلة اتفاقهم على الأسس كي تشمل الرئاسة وكلّ المسائل المحوريّة مثل قانون الانتخاب وسبل تكوين السلطة بما فيها رفض بدعة الثلث المعطّل والثلاثيّات الأُخرى. ويجب ألاّ تقتصرالفرصة التي شكّلها إخلاء السبيل أمام “14 آذار” على الحراك العفوي أو المنظّم للتنظيمات الشبابيّة، على غرار ما حصل بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، ولا على المعالجة القانونيّة فقط لأنّها غير سهلة في ظلّ تشريع شبه مشلول في مجلس نوّاب شبه غائب ،  بل تكون منطلقاً لعمل منهجي يُعيد إحياء النضال الوطني الأصيل الذي حقّق إنجازات مشهودة في مراحله الأُولى. والأمر السريع والملحّ الآن هو إعادة تقويم الأداء “الرئاسي”، والعودة عن الخطوات المتسرّعة المتّسمة بشيء من تسطيح السياسة وتبسيطها في أخطر مرحلة من التعقيدات الخارجيّة والداخليّة. فهنا لا يصحّ القول الشهير لشارل ديغول بأنّه يذهب “إلى الشرق المعقّد بأفكار بسيطة”. فالوضع اللبناني والإقليمي المعقّد لا يُعالَج بالبساطة، وربّما السذاجة، السياسيّة.

ويكفي أن يطرح أركان “14 آذار” على أنفسهم الأسئلة الآتية:

  هل المجيء برئيس للجمهوريّة من “8 آذار” يناقض إخلاء سبيل سماحة أَم يعزّزه؟

  وهل يُتيح المجال لإلقاء القبض على “قدّيسيّ” جرائم الاغتيالات المحميّين في مربّعات “الممانعة”، أَم يزيد حصانتهم ضمن وعد الـ”300 سنة”؟

  وهل يحصر ضرر المحاكم الاستثنائيّة، العسكريّة، أَم يعمّمه على سائر القضاء، تيمّناً ب”عدالة” الثلاثي عضّوم – السيّد – غزاله؟

  وهل يجعل لبنان يلتزم الشرعيّة العربيّة ووحدة الموقف العربي، أَم يتمادى في التفرّد بخرقهما كما فعل وزير خارجيّته، بل خارجيّة “8 آذار”، أخيراً؟

ويكفي أن يعاينوا الأرشيف منذ ثلاث سنوات ونصف كي يروا مَن الذين كانوا الأشدّ حماسةً في الدفاع عن المُخلى سبيله سواء في تصريحاتهم أو في بكائيّات وسائل إعلامهم، وأن يتابعوا مَن هم اليوم الأشدّ فرحاً وتهليلاً، وراء إشارة مرجعيّتهم التي أطلقها النائب محمّد رعد في تصريحه الساخط.

بعد ذلك، يجلسون إلى طاولتهم التاريخيّة النبيلة، يستعيدون صفاء المراحل الخوالي، ويُعيدون تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح، نحو المعادلة العقلانيّة السليمة القاضية بأنّ انتخاب رئيس للجمهوريّة ليس من الترف السياسي الذي يُمكن الاختلاف فيه، بل هو من صلب الأهداف المركزيّة التي تشكّل أرضيّتهم الصلبة.

صحيح أنّها أزمة قضاء وسياسة وأخلاق، لكنّها بالتأكيد فرصة.

فرصة لفكّ أسر “14 آذار” وإخلاء سبيل مسيرتها الوطنيّة. هي ليست ملكاً لقياداتها، بل لأبنائها.

فلا قيمة، ولا وجود، لملوك بلا رعايا!

 

صدمة نفسية تهين الشعور الوطني وتُعبّد طريق الهجرة

مهى حطيط/المستقبل/17 كانون الثاني/16

توقّع اللبنانيون كل شيء في بلد باتت النفايات جزءا من الجغرافيا والدولة فكرة تبتعد عنهم أكثر وأكثر يوما بعد يوم، لكنهم لم يتوقعوا حتى في أسوأ تخيلاتهم ان من شاهدوه على شاشات التلفاز يتحدث عن اهداف للتفجير وشخصيات للاغتيال وهو يأكل الصبير اصبح حرا طليقا. هكذا وبقرار من محكمة التمييز العسكرية وبكفالة مالية 150 مليون ليرة لبنانية، عاد سماحة الى منزله، والذي للصدفة يقع على بعد أمتار قليلة من منزل اللواء الشهيد وسام الحسن الذي اغتيل أمامه بعد شهرين على توقيف سماحة، كأن شيئا لم يكن ليصرّح بعد خروجه انه سيعود الى نشاطه السياسي. لم يكن سهلا على اللبنانيين ان يتقبلوا قرار المحكمة العسكرية، فالجريمة هذه المرة كانت موثقة بالصوت والصورة وهم شاهدوا بأعينهم كيف نقل سماحة المتفجرات والصواعق وكواتم الصوت بيديه من سيارته الى سيارة المخبر كفوري. فعبّروا عن استنكارهم لهذا القرار بمختلف الطرق من مواقع التواصل الاجتماعي وصولا الى قطع طرقات في بيروت والمناطق. يقول الدكتور في علم النفس الاجتماعي زهير حطب لـ«المستقبل» ان «الموضوع ليس اقتصاديا او اجتماعيا بل يمس أمن كل لبناني لان برنامج ميشال سماحة للتفجير كان يشمل جميع المناطق ويتناولها بالتساوي وهناك اصرار على ان عمله الجرمي يطال جميع المواطنين ولا يمكن لاحد ان يجد له اعذاراً او مبررات». أما الرسالة من قرار المحكمة العسكرية فهي، بحسب حطب، ان «القرار النهائي بإصدار مواقف حاسمة، في البلد يخضع لتأثير قوى سياسية لا تتأثر بالرأي العام ولا تتفاعل مع الواقع اللبناني المجتمعي». ويضيف: «الناس تلقوا بنوع من الدهشة والاستغراب والخيبة وعدم التصديق ان المؤتمنين على الامن والعدالة تواطأوا على افشال الذين كشفوا الجريمة!، والأثر الآخر الذي تركه قرار تخلية سماحة عند اللبنانيين هو ان اللبناني البسيط الذي كان يقول اننا مهددون بالامن والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والنظام الطائفي اكتشف البارحة انه مهدد ايضا بان النزاهة والقانون أصبحا في خبر كان، والقضاء لم يعد لديه مصداقية او اعتراف او انه فعلا قد يحميه وينظر اليه كمرجعية». ويضيف حطب: «إن الرسالة المباشرة من قرار المحكمة العسكرية هي عدم الاكتراث واهانة الشعور الوطني. يمكن ان يحصل سماحة على لقب سياسي في المستقبل من قبل جهة سياسية وهنا تصبح الحياة الوطنية مهزلة وتتبخر فكرة بناء دولة حديثة واجهزة وومؤسسات، كل هذا تبخر في الهواء امام قرار ذهب بأحلام المواطن اللبناني العادي بانه من الممكن ان يحصل على حقه.» ويختم حطب حديثه بالتأكيد على ان «اطلاق سماحة له تأثيراته على المدى الطويل وليس فقط على الوضع الراهن فهو يؤسس لخيبة كبيرة تُسرّع من حركة نزوح وهجرة الشباب الذين تأكدوا ان لا مستقبل لهم في الوطن طالما ان هناك استهانة كبيرة بكل ما يبني البلد ومؤسساته وخصوصا ان هذه الاستهانة تأتي، وهنا المهزلة الكبيرة، باسم النظام وأجهزة الدولة».

 

عضو المجلس الدستوري الدكتور أنطوان مسرّة لـ «المستقبل»: الحروب الأهلية تبدأ بانهيار المؤسسات و«السلطة الإجرائية تعني جعل الأمور تجري»

حاوره: جورج بكاسيني/المستقبل/17 كانون الثاني/16

الحوار مع عضو المجلس الدستوري الدكتور أنطوان مسرّة شيّق ومفيد وغنيّ في كل الأوقات، فكم بالحري في عزّ الأزمات الدستورية والديموقراطية في لبنان «وفي كل العالم»، وهو الخبير في النظام اللبناني والدستور والمتابع لأزماتهما منذ عقود من الزمن، والباحث الدائم عن حلول انطلاقاً من النصّ والتجربة.

بموضوعيته المعهودة قارب مسرّة مجموعة من العناوين الساخنة بهدوء ودقّة، بدءاً من أزمة الديموقراطية في لبنان والعالم وصولاً الى يومياتنا المثقلة بالفراغ والتعطيل، ليذكّر بأن «كل الحروب الأهلية تبدأ بانهيار المؤسسات»، وبأن الحقّ الوظيفي «يُلزم المسؤولين بممارسة واجباتهم«.. وبأن السلطة الإجرائية تعني «جعل الأمور تجري».

الدكتور مسرّة الذي تحدّث مطوّلاً عن الإرهاب ومخاطره أعاد تسليط الضوء على أن عملياته الأولى «بدأت في لبنان وأن العالم يريد دعم لبنان لكنه يحاذر ذلك لتجنّب المخاطرة»، وتناول عناوين داخلية كثيرة، فكان هذا الحوار:

[هل تنتمي أزمة الدولة والديموقراطية في لبنان الى سياق إقليمي أو عالمي أم أنها حالة معزولة؟

- العالم اليوم في حالة انفصام، لسنا أمام مجرد تحوّل بل انفصام عن فترة ماضية. نشاهد ذلك في الأمم المتحدة التي كانت فعاليتها محدودة بشكل دائم لكنها لم تكن عديمة الفائدة لهذه الدرجة تجاه عالم منفلت من أي ضوابط وتجاه طغاة يدمّرون شعوبهم. لا يعني ذلك أن الأمم المتحدة غير مفيدة، والحمد لله أنها لا تزال موجودة، لكننا في مرحلة صياغة أخرى للأمم المتحدة يكون لها حد مقبول من الفعالية في العالم. ونلاحظ تحوّلاً آخر على مستوى الدول، فسلطة الدولة في تراجع حتى في الدول العريقة في الديموقراطية بسبب تنامي الفردانية وحقوق الفرد، وهذا شيء إيجابي، لكن تنامي الفردانية على حساب مفهوم السلطة والصلة الاجتماعية وسلطة الدولة ومفهوم السياسة كما رآها أرسطو، أي إدارة الشأن العام لأن السياسة هي في الوقت ذاته صراع على النفوذ وعلى الموارد وتنافس على السلطة وتعبئة نزاعية وهي في الوقت ذاته إدارة الشأن العام والمصلحة العامة. هذا المفهوم السياسي في إدارة الشأن العام في تراجع عالمياً وأكثرية الدول العريقة في الديموقراطية تعاني من عجز في تطبيق سياسات عامة لأن المواطنين متذمّرون يشتكون ولا يدعمون وتعدّدت الجهات بين المواطنين على حساب مفهوم السلطة. كلمة السلطة بالمعنى الأجنبي authorite كلمة راقية جداً غير السلطة بمعنى القوة. اللغة العربية تخلط بين pouvoir وauthorite التي هي خاضعة لقواعد ناظمة في الحياة العامة ونشاهد كيف أن مفهوم السلطة يتراجع في المدارس، في العائلة، في تنامي عدم الاحترام للمسؤولين والأساتذة والأب والأم. إذاً، الديموقراطيات في حالة عجز.

ظاهرة الإرهاب دُشّنت في لبنان

[ما هو سبب ذلك؟

- تنامي الفردانية على حساب الصلة الاجتماعية ووسائل التواصل الحديثة التي هي من جهة تنشر معلومات لكن ليس بالضرورة تؤسس لمواطن واعٍ. كل الأفكار الديموقراطية في العالم منذ عهد التنوير ومونتسكيو نشأت على أساس أن الديموقراطية تقوم على مواطنين واعين. أين المواطن الواعي في العالم الذي يعرف فعلاً ماذا يجري. الحمد لله أنه لا تزال هناك بعض الصحف المكتوبة وبعض البرامج المتلفزة التي تنمّي المعرفة لدى الناس، واليوم السبق الصحفي ليس أن تنشر الخبر أولاً لكن السبق هو أن تتحقق من الخبر أولاً، من الذي يفعل ذلك للتحقق من أي خبر؟ والآليات الديموقراطية أصبحت مستغلّة. كانت قضية الانتخابات تخضع في العالم لسلطة المال ووسائل البروباغندا وخاضعة لتراجع الالتزام لدى المواطنين، كل ذلك يعود أيضاً لهذه السلطات الأربعة: المال والأنتلجنسيا والسياسة والإعلام، أصبحوا اليوم مجتمعين في كتلة واحدة، واليوم هناك بحث عن سلطة خامسة هي سلطة المواطن التي هي مفقودة وضائعة. هل يوجد اليوم رأي عام؟ هناك آراء عامة مبعثرة بينما منذ ما يقارب 30 أو 40 عاماً كان هناك رأي عام. هذه الظواهر بدأت سيئاتها في لبنان مع نشوب الحروب 75 90 لم اسمّها لا الحرب اللبنانية ولا الحرب الأهلية. بدأت هذه السيئات تظهر في لبنان من خلال قوى عابرة للدول بين 1975 و1990 كان هناك استخفاف بهذا الوضع في لبنان حيث اعتبروا أن لبنان ظاهرة خاصة ولزّموا الأمن فيه الى دول مجاورة، وبالفعل العمليات الإرهابية التي يشكو منها العالم اليوم دُشّنت في لبنان، وكانت تُطلق اتهامات عشوائية في أغلب الأحيان ضد إسرائيل التي هي ليست بريئة في هذه الأمور، لكن الأحكام كانت عشوائية حول هذا العمل الإرهابي وتعرضت له قوات أميركية وقوات متعددة الجنسيات وتعرض له أخيراً الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل أفواج الاغتيالات التي حصلت. هذه الظواهر بدأت عندنا والعالم لم يأخذها بكثير من الجدية. ميترنيخ قال في العام 1830 إن «هذا البلد الصغيرة البالغ الأهمية اتخذ ساحة للصراعات الإقليمية والدولية» ولا يزال يُستعمل لغاية اليوم ساحةً» لكن مع نتائج محدودة نسبياً كالحامضة التي تعصرها حتى آخرها تقريباً. لكن لبنان الساحة مثل الفخ. كان الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر يقول إن لبنان مثل القنفذ أينما تلمسه يشكك. لهذا السبب نرى اليوم في قضية لبنان أن هناك دعماً دولياً للبنان ولعل أكثر القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة كانت دعماً للبنان لكن الدول بعد تجربتها في دعم لبنان تريد أن تدعمه من دون مخاطرة لأن العمليات الإرهابية لا تزال في ذاكرتها واللبنانيون لم يستوعبوا بعد بشكل كافٍ هذا الموضوع أي الاعتماد على أنفسهم. أي أن عهد الحمايات والدعم المباشر انتهى، اعتمدوا على أنفسكم. يمكن تفهّم ذلك، لأن لبنان في جوار إما عدائي أو في جوار في طور التحول الديموقراطي أو في جوار كان في طغيان في الماضي كيف يستطيع أن يكون بمعزل عن هذه التغيرات. يجب الإشادة بالقيادات اللبنانية التي خاطرت بحياتها في اتخاذ مواقف لحماية لبنان وعندما قال بعض القيادات «لا» كان مصيرها الاغتيال مثل الرئيس رينيه معوض والرئيس بشير الجميل والرئيس رفيق الحريري. نحن في طور الاعتماد على النفس في جوار مضطرب لكن لا أحد يمنعنا مباشرة من اتخاذ القرار.

للوصاية وجهان خارجي وداخلي

[كيف يمكن للبنان اتخاذ قرار وهناك تعطيل لآليات اتخاذ القرار؟

- النظام الدستوري اللبناني هو أساساً نظام صعب ودقيق. يقول الرئيس حسين الحسيني إن لبنان كميزان الجوهرجي قائم على توازنات ويتطلب درجة عالية من الحكمة. فترة الاحتلالات التي حصلت في لبنان استغلت الديموقراطية لضربها واستغلت التعددية لضربها. واليوم هناك خبراء لضرب الديموقراطية بالوسائل التي هي ظاهراً ديموقراطية، على أساس التوافق وعلى أساس حرية الرأي وعلى اعتبارات عديدة، اعتمدت أساليب عدة لجعل النظام اللبناني غير قابل للحكم إما بالتعطيل أو من خلال حكومات تضم الجميع بشكل لا يتخذ أي قرار مهم إلا بعد موافقة الباب العالي. مقاربة كثير من علماء الدستور تكون في بعض الأحيان منقوصة. في النظام الدستوري اللبناني يجب تجنب منحيين: الأول ربط ما حصل في لبنان من حروب بطبيعة النظام، لأن ما حصل في لبنان أكبر بكثير من النظام وأكبر من أي نظام في العالم، وحمّلونا في لبنان قضية الشرق الأوسط التي هي أكبر أساساً من كل الدول العربية مجتمعة وربما أكبر من قدرة العالم على معالجتها. والمنحى الثاني هو اختزال موضوع الاحتلالات التي حصلت في لبنان. كل نظام دستوري تحت الاحتلال لا ينتظم. يجب أخذ هذين العاملين في الاعتبار. لدينا إرث ثقيل جداً ولدينا رجالات وبحاجة لرجالات لتقوم بهذا العمل، ولدينا وسائل تربوية وثقافية للعودة الى قيم الجمهورية.

[انتهت الاحتلالات والوصايات ولا يوجد منذ العام 2005 جيش غريب على أرض لبنان. لماذا لا يزال النظام معطلاً؟

- لا أعلم إذا كانت الوصاية قد انتهت. للوصاية وجهان خارجي وداخلي لأن لها أعوان ولديها بنيات ذهنية في النفسية اللبنانية. اللبناني لديه عقدة الباب العالي. علينا الشفاء من هذه العقدة. اليوم لبنان في وضع هل أنت راشد أم لا. النظام العالمي والنظام الإقليمي فجأة رمى بنا للانتقال من سن المراهقة الى سن الرشد أما أهم مظاهر هذا الانتقال فكانت «انتفاضة الأرز«، «ربيع بيروت«، «ثورة الاستقلال«. كان انتقالاً بالفعل من المراهقة الى سن الرشد حيث اللبنانيون من كل المناطق والطوائف والأعمار والفئات شعروا أننا كلنا صغار في لعبة الكبار. لكن ثورة الأرز وربيع بيروت تعرّضتا للاستغلال من خلال وسائل التواصل الحديثة ومن خلال تظاهرات مضادة ومن خلال تسخيف الظاهرة ومن خلال إعطائها معنى سياسياً مبتذلاً وتصويرها أنها صراع حزبي رغم أنها تتخطى أي معنى حزبي وتعرضت للابتزاز والتسخيف. لقد كان المجتمع قائد الثورة لكن الوضع كان غير ملائم. ماذا نفعل في هذا الوقت الذي يسميه البعض الوقت الضائع أو اليأس أو الانحطاط.

[ماالحلّ؟

- هناك مثل يقول عندما يعم اليأس تزداد الحاجة الى الذين لا ييأسون. نحن اليوم أمام حالة فيها مظاهر ايجابية جداً مثل «إعلان بعبدا« الذي أقرّ بالإجماع وهو تلخيص لسنّ الرشد اللبناني الميثاقي. هناك إيجابيات أنه نتيجة التجربة والمعاناة يتجنب كل الفرقاء الفتنة لأنهم سيكونون ضحيتها. هناك بعض الفئات التي تسعى الى الفتنة لكن القيادات الرئيسية تسعى الى تجنب الفتنة وهذا من الإيجابيات. لكن لا يوجد شيء مساعد أي أن الأنتلجنسيا والجامعات والإعلام وخصوصاً المتلفز بغالبيته ليس مساعداً في هذا العامل النهضوي، مع أن الفترة مناسبة جدياً بالرغم من قضية النفايات وما الى ذلك لاستنهاض المجتمع.

الحكومات الائتلافية تلغي المحاسبة

[إذاً، نحن أمام معضلة ليست في النظام بل في كيفية التعامل مع هذا النظام. التعطيل هو أبرز تجليات هذه المعضلة؟

- لأن أفضل الدساتير هي مجرد وصفة طبية وليست العلاج. نحن لم نطبق الوصفة وفي بعض الأحيان لم نستطع تطبيقها. نحن الآن في مرحلة لتطبيق الوصفة وإذا طبّقناها ولم نشفَ عندئذٍ نعدّل الدستور. لبنان ليس لديه معضلة أساسية في النصوص الدستورية. انتهينا من المرحلة التأسيسية. تذكّرت كاريكاتوراً للرسام الراحل بيار صادق يقول فيه: «شو هالبلد العمرو آلاف السنين وبيضل بمرحلة تأسيسية». لقد اجتزنا مرحلتنا التأسيسية واختبرناها وأتخمناها.

[ هل كانت هناك سابقة لظاهرة التعطيل في لبنان أو في دول أخرى؟ أي شغور رئاسي، مجلس نيابي معطل وحكومة معطلة؟

- كلمة التعطيل خارج كل منظومة حقوقية. هناك بطء في القرار أو تعجيز في القرار لكن التعطيل المتعمد هو خارج أي منظومة حقوقية. حصلت مرات عدة في بلجيكا حيث لم تشكّل حكومة خلال بضعة شهور (منذ سنوات)، لكن أمور المجتمع والبلد كانت «ماشية» أي لم يكن هناك تعطيل. كان هناك تأزيم لكن من دون تعطيل. التعطيل (sabotage) هو تراجع في المفهوم القانوني والحقوقي وتقاعس عن ممارسة المسؤولية.

[ ماذا عن السلطة الإجرائية؟

- ظهرت في الآونة الأخيرة شعارات كثيرة في الشارع عن المحاسبة لكن قاعدة المحاسبة في لبنان مفقودة في ذهنية الحكومات التي تضم الجميع (الائتلافية) لأنها تلغي المحاسبة من الجذور ولأنها أصبحت برلماناً مصغّراً يضم كل الفرقاء ولا يمكن للبرلمان أن يحاسب نفسه. بوجود الوزراء الذين يمثلون كل الكتل أصبحت اجتماعات مجلس الوزراء تقاسم نفوذ ومنافع ولم يعد كتلة متضامنة معرّضة للمحاسبة إما من قبل المجلس أو من قبل الناس.

[ يعني نظام توافقي؟

- أرجوك لا تستخدم كلمة توافقي فهي كلمة راقية ولها معنى دستوري ولها قواعد حتى باللغة العربية. مفهوم الشورى في الإسلام راقٍ جداً، ومفهوم المواثيق والميثاق راقٍ جداً، لكن كل المفاهيم في لبنان تلوّثت، حتى «داعش» وإخوانه لوّثوا الله. كلمة توافق هي في بناء الأمم لكن سير الحكم يخضع لقواعد. هنا أساس المحاسبة مفقود. في بعض الظروف الاستثنائية قد تنشأ حكومات ائتلافية وهذه ظاهرة موجودة في كثير من البلدان في العالم، والدستور اللبناني في هذا المجال واضح جداً. إنه الدستور الوحيد في العالم العربي الذي استخدم كلمة «السلطة الإجرائية». السلطة الإجرائية هي السلطة التنفيذية، لكن عبارة إجرائية أكثر دقة، بمعنى أنها في معجم «لسان العرب» تعني جعل الأمور تجري. وعند كتابات الآباء المؤسسين للدستور اللبناني وأبرزهم ميشال شيحا، البرلمان هو مجال الحوار الدائم ويضم كل التيارات وكل الطوائف، وفي مجتمع مؤلف من 18 طائفة لا يمكنك تحويل الحكومة الى مجلس حوار، يتحاورون ويناقشون هذا صحيح لكنهم ينفَذون، أي أنهم يجعلون الأمور تجري.

[ بخلاف ما يجري اليوم؟

- كل الأنظمة في العالم خاضعة لمبادئ عامة. هناك مبادئ للديموقراطية وهناك أنظمة يجب تسميتها كما هي واردة في الدستور اللبناني. هو نظام برلماني يخضع لكل الأنظمة البرلمانية، لكنه بخلاف بعض الأنظمة البرلمانية مثل البرلمان البريطاني أو غيرها، يدخل أنماطاً تعاونية وتنافسية في آن، أي من خلال ما يسمّى التمييز الإيجابي، التمثيل الطائفي في الحكم والوزارات، ومن خلال حكومة فيها ممثلون عن كل الطوائف، هكذا تنص المادة 95 من الدستور التي لا تقول تمثيل كل القوى السياسية بل كل الطوائف بصورة عادلة، حكومة تكنوقراط نعم، لكن حكومة تحكم. في الذهنية اللبنانية نخلط بين الأنماط الفيديرالية الجغرافية والفيديرالية الشخصية، في النظام الفيديرالي الشخصي مثل سويسرا أو بلجيكا يمكن أن تكون الحكومة هيئة مشتركة تضم مختلف المناطق، لأن الأمور تتخذ فيها القرارات على مستوى المقاطعات. في سويسرا يفسّر ذلك على أنه في الكانتونات هناك استقلالية ذاتية، إدارة ذاتية واسعة حيث تتخذ القرارات، والمجلس الرئاسي أو الحكومة المركزية تنسّق أو تضع ضوابط بين القرارات المناطقية.

في نظامنا معارضة لكننا أدخلناها في الحكومة

[أما في لبنان؟

- نحن في نظام شخصي موحد. الحكومة ليست في نظام فيديرالي حيث تتخذ المناطق القرارات وتحكم نفسها في كل شؤونها الداخلية. الحكومة هنا مركزية.

[أي الجانب التمثيلي ليس ضرورة في الحكومات؟

- الجانب التمثيلي الشامل ليس ضرورة. لو حوّلت لبنان الى كانتونات ومقاطعات يصبح بالإمكان تأليف حكومة على طريقة الكانتونات في سويسرا. هذا غير واضح في الثقافة الدستورية اللبنانية. أنا بحاجة لمركز قادر أن يكون إجرائياً. تأليف الحكومات عالمياً خاضع لمبادئ عامة. إذا شكّلت حكومة تمثل كل الفئات فهي تلغي المعارضة. ولبنان من التجارب المهمة في العالم التي كان يوجد في نظامه الدستوري دوماً معارضة. مع العلم أنه كان هناك خطر بأن تضعف المعارضة. اليوم أدخلنا المعارضة في الحكومة، عملياً لم يعد لدينا معارضة ولم يعد لدينا محاسبة.

[أصبح لدينا معارضة داخل الحكم؟

- هناك معارضة في المجتمع لكن هذه المعارضة هي جزء من القوى السياسية الموجودة في السلطة، فعندما ينتقد المجتمع الطبقة السياسية الموضوع يحتاج الى توضيح لأن الذين ينتقدون الطبقة السياسية من المجتمع هم جزء من الطبقة السياسية ومستفيدين منها.

[ لننتقل من الجانب التمثيلي الى الجانب المسيحي. هناك دائماً معضلة مطروحة بعنوان أزمة تمثيل المسيحيين. كيف نفسّر ذلك. المسيحيون يعانون من أزمة تمثيل أم دور أم ماذا؟ مع كل استحقاق دستوري نعود لأزمة تمثيل المسيحيين، ما مدى واقعية هذا الشعار؟

- علينا التمييز بين واقع الأمور وبين الاستغلال السياسي والتعبئة النفسية لدى بعض الجهات المسيحية. هناك جانب واقعي بحاجة الى إحصاءات. مثلاً في الجيش والدرك هناك جهود كبيرة لإيجاد توازن ومناصفة لكن هناك تقاعس من المسيحيين في الانخراط في الجيش وقوى الأمن الداخلي. في أكثر الأحيان هناك مبالغة واستغلال لنفسية الضحية عند بعض المسيحيين.

[ هل صحيح أن هناك أزمة تمثيل عند المسيحيين؟

- هناك أزمة تمثيل لدى الجميع. ما يهمّني أكثر هو تمثيل القوى الحية في المجتمع، القوى الاقتصادية، النقابات، بالإضافة الى القوى المعروفة الحزبية والسياسية والقوى التي تحمل تراثاً لبنانياً، هناك أزمة تمثيل لهذه القوى. لذلك اليوم المجتمع في حالة ضعف لأن المجتمع المدني جزء منه والمؤسسات الدينية والنقابات والقوى الاقتصادية وهي غائبة، مستتبعة أو متقاعسة. فالمسيحيون لديهم موقع في الدستور اللبناني وليسوا كما الأقباط في مصر، وهذا المنحى عند بعض المسيحيين في لبنان في البحث عن تجمع للأقليات ونقل أنماط الدول العربية الأخرى يفقدهم دورهم الريادي. هناك تغيّر جذري في الذهنيات لدى القيادات الإسلامية، نتيجة «ثورة الأرز» و»ربيع بيروت» لأن المسيحيين عنصر توازن بين الطوائف الأخرى ودورهم مطلوب وملحّ، لكن هناك استغلال نفسي لبعض المسيحيين، وهذا بحاجة لمعالجة نفسية. رئاسة الجمهورية في لبنان رئاسة مهمة جداً بدورها، حاكم مصرف لبنان، قائد الجيش، رئيس مجلس القضاء الأعلى، رئيس المجلس الدستوري، هذه مؤسسات ناظمة في الحياة العامة، والحمد لله لأسباب تاريخية، ليس لأن المسيحيين أفضل من المسلمين، لكن لا ننسى أن المسيحي كان خاضعاً لثلاثة أجيال من القهر والاستعباد والتواطؤ، واليوم بعد الظواهر العربية الجديدة يحاول الخروج منها. أهم شيء بالفعل في المنطقة العربية أن لبنان دافع عن النسيج التعددي في المنطقة وهذا تراث نسميه عثمانياً لكنه تراث عربي. المنطقة خلال السلطنة العثمانية عاشت أجيالاً بل قروناً في إدارة التنوع انطلاقاً من فلسفة الحقوق في الإسلام. هذا دور لبنان الرسالة. لكن أين دور لبنان الرسالة اليوم؟ هل لا يزال هناك من يؤمن بهذا الدور؟

مخاطر الفراغ

[ ماذا يعكس الشغور الرئاسي في لبنان منذ سنة وثمانية أشهر برأيك؟

- ذكرت في كتابي الجديد «ثقافة المواطنية في مجتمع الطوائف» أن هذا يعني عدم تقيّد بالقواعد القانونية البديهية. من يحمل مسؤولية عامة يجب أن يمارس الحق الوظيفي. إذا اجتمع مجلس النواب ولم يتخذ قراراً أي لم يصوّت هو حر. لكن يجب أن يجتمع، يجب أن يؤمن النصاب.

[ ماذا يعني الشغور الطويل الأمد في الموقع الرئاسي الأول؟

- مع تفهم هذا الوضع دون تبريره. هناك رئيسان للجمهورية تعرّضا للاغتيال قبل وصولهما الى بعبدا. تفهم دون تبرير.

[ ألا تتأتّى مخاطر من الفراغ؟

- طبعاً، مخاطر المس بكل المؤسسات. كل الحروب الأهلية تبدأ بانهيار المؤسسات بالرغم من مناعة الشعوب ورفضهم للحرب الأهلية. كل مسّ بالمؤسسات واستمراريتها يحمل بذور حرب أهلية.

[ لذلك يجب أن يُنتخب رئيس وأن تعود الحياة الى مجلس النواب والحكومة؟

- لذلك عندما تم رفض الطعن بالتمديد لمجلس النواب كان مدروساً جداً. المجلس الدستوري لم يقبل بالتمديد وإنما اعتبره أمراً واقعاً تفادياً لاستمرار الفراغ في المؤسسات الدستورية.

[عودة الى الإرهاب كيف تفسّر تناميه في عالم اليوم؟

- امتد الإرهاب ونما بصمت عالمي من قبل دول تمارس ديبلوماسية الابتزاز بالأمن. الغرب أصبح خائفاً اليوم. محاضرة سولجنستين (المنشقّ السوفياتي) العام 1978 أمام الأمم المتحدة تحدّث فيها عن تراجع الشجاعة في الغرب. هذا التراجع يجعل منظمات عابرة للدول تمتد وتمارس الإرهاب الذي وصل الى فرنسا ومدريد وأميركا وغيرها. الغرب الذي نشر القيم الديموقراطية يجب أن يدافع عنها، فاليوم هي مهددة. هناك كتابات بدأت تتحدّث عن نهاية الغرب. نهاية حضارة الغرب. يدافعون عن هذه القيم. شهدنا في الماضي جون كينيدي وتشرشل وشارل ديغول ونيلسون مانديلا والأم تيريزا والأب بيار، أين هي هذه الشخصيات اليوم؟ أثناء النازية كان هناك دفاع عن هذه القيم كان بإمكانهم الاستسلام والخضوع للإرهاب النازي. الغرب مهدد بحروب عابرة للحدود، ومن دول مارقة تمارس ديبلوماسية الابتزاز.

[هل لديك شعور بوجود صحوة عربية؟

- كلا لا توجد صحوة عربية، وهذه أيضاً نتيجة تراجع المثقفين والنخب والجامعات. النخب والمثقفون أصبحوا أشخاصاً مثقفين (بين مزدوجين) يؤلفون كتباً فقط. شعرت بالحزن في مؤتمرات عربية عدة عن التحولات في العالم العربي. سمعت نقاشاً من دون مغزى، حديث سفسطائي، أساتذة جامعيون يتحدثون كما لو أن لا دور لهم. سألتهم أين دوركم أنتم في مساعدة هذا التحوّل العربي؟

[الربيع العربي لم يحدث تحوّلاً؟

- خلق ديناميكية جديدة. على كل حال كل هذه الثورات وربيع براغ تخلق ديناميكية جديدة لكن التغيير يتطلب عملاً ثقافياً وتربوياً. اليوم مع منجزات الحضارة والتقدم في المفاهيم الحقوقية، لو أخذت النخب دورها يمكن أن تحقق إنجازاً في أقل من خمس سنوات. ظاهرة تونس والمغرب مهمة جداً. أيام الثورة الفرنسية كان التحوّل بحاجة لسنوات. لم نكن نعرف ما هي الانتخابات وكيف تنظّمها وكيف تضع دساتير. اليوم أصبح كل ذلك معروفاً يمكن قراءته في الكتب وهناك تربية وثقافة. خلال خمس سنوات يمكن إحداث تغيير لكن على النخب أن تأخذ دورها.

[هناك إذن أمل في أن يعطي الربيع العربي ثماره؟

- حتماً سيعطي ثماراً. لكن المدة هي المشكلة لأن الجامعات والمثقفين يتصرفون كما لو أن لا دور لهم في هذا التحوّل.

[ يمكن أن تؤتي ثمارها إذا واجه العرب الإرهاب كما يجب؟

- والدين الإسلامي له دور ليس لأنه دين لكن لأسباب تاريخية. المسيحية مرت بهذه المرحلة التاريخية (صراع البروتستانت والكاثوليك). الدين الإسلامي بحاجة لاتخاذ مواقف. الأزهر بدأ بهذه الخطة. هناك مثل يقول «ليس أشد إيلاماً من ظلم الظالمين إلا صمت الطيّبين». أنا ما يزعجني هنا هو صمت الطيّبين.

[ الحضارة الغربية مهددة والحضارة العربية أيضاً إذا لم تراكم النخب...؟

- إذا لم تراكم ولم تلتزم. أسمع كتّاباً ومثقفين وأساتذة جامعات يتحدثون ويكتبون عن التحولات العربية كما لو أنهم متفرّجون ومحللون وباحثون. الحركة النضالية في تراجع في العالم. حتى فلسفة الإلحاد مع ألبير كامو وجان بول سارتر كانت مناضلة، والشيوعية كانت مناضلة لكن النضال انتهى. العالم اليوم بحاجة الى نضال للتمكين (empowerment) .

 

حرب التطهير الطائفي القذرة في العراق

داود البصري/السياسة/17 كانون الثاني/16

العراق اليوم يمر بأشد مراحله التاريخية حلكة وسوادا ودمارا، بعد أن تمكنت عصابات النظام الإيراني فيه من أخذ مواقعها السيادية، وباتت هي الحاكم الفعلي، والعبادي لا يهش ولاينش، بعد أن أضحت الميليشيات الإيرانية هي الحاكمة بأمرها، وبين نيران الحرب الأهلية التي زادت اشتعالا في العراق، وفشل الحكومة العراقية في كبح جماح ميليشياتها وحماية شعبها، تدور رحى حرب عبثية مدمرة أضحت حصيلتها الدموية المتراكمة تتجاوز كل الحسابات الطائفية الضيقة لتشمل تصفية حسابات إقليمية ساخنة فوق الأرض العراقية وبدماء العراقيين وعبر استهداف المكون العربي السني وخلط الحابل بالنابل ، في معارك متنقلة لايبدو أنها ستنتهي في المدى المنظور، لكونها مرتبطة بمواقف وحسابات أنظمة أخرى، وهي أشد ارتباطا بالحالة السورية على وجه التحديد والذي بحسمها ستتغير أمور كثيرة في الداخل العراقي؟ لقد توحشت الميليشيات الطائفية بصورة مرعبة و استغلت أبشع استغلال حالة الإنهيار الأمني، لتباشروتصفية حساباتها و تنفيذ أجندتها المشبوهة في التطهير العرقي و الطائفي وفي إحداث فوضى داخلية حقيقية تستطيع عن طريقها تحقيق الهدف الستراتيجي, وهو الوثوب الى قمة السلطة المتأرجحة أحوالها حاليا, والعراق يعيش مرحلة انعدام الوزن، ومواجهة إستحقاقات المستقبل في ظل فوضى إقليمية عارمة زادتها اشتعالا تصاعد العمليات الإرهابية في المنطقة بأسرها ، لقد أعرب رئيس الحكومة عن صدمته واستغرابه من المجازر التي حدثت في محافظة ديالى, وفي قضاء المقدادية بالذات, وحيث تم حرق عدد كبير من المساجد وقتل العشرات من المواطنين على الهوية في عمليات إرهاب طائفية في منطقة يسيطر عليها ويديرها تنظيم «بدر» الذي هو أحد أكبر أركان الحكومة الحالية والمكلف بإدارة الملف الأمني؟ أي أن استغراب العبادي أعجب من أي استغراب آخر, فكيف لايعرف حقيقة مايدور وهو نظريا ودستوريا القائد العام للقوات المسلحة, وحليفته حركة «بدر» تهيمن على وزارة الداخلية وتدير أمور الميليشيات المنفلتة الوقحة؟

ما يحصل في العراق, وفي محافظة ديالى بالذات, وهي المحافظة الحدودية المحاذية لإيران من فظائع يندى لها جبين الإنسانية أمر يؤكد على ضرورة التدخل الدولي لحماية الإنسانية في العراق من موجات البربرية والوحشية الصفوية التي تستهدف مكونات معينة, ووفق برنامج تصوفي طائفي إرهابي واضح المعالم بات تنفيذه ميدانيا اليوم يشكل جزءا من أهم أجزاء تفتيت العراق و المنطقة وإقامة الحصون والقلاع الطائفية, وبما يدمر الرابطة الوطنية الجامعة المانعة التي تحمي الوطن و تساهم في تنمية المجتمعات ، لقد كان واضحا منذ بداية الفوضى العراقية ان هناك اهدافا كبرى وخطيرة تسعى اليها الجماعات الطائفية التي كانت تنتظر الفرصة المناسبة للإنقضاض على فريستها وتحقيق أهدافها وترجمة أحقادها، وها هي المجازر القائمة اليوم في العراق تفصح عن طبيعة ذلك المشروع الإرهابي المدمر للأوطان.

العراق يقف اليوم على أعتاب مرحلة هي الأخطر في تاريخه المعاصر، لكونها تحمل تحديات واضحة تمس الوجود ذاته و تتجاوزه لتغيير طبيعة وشكل الصراع في الشرق القديم، ومسألة إيقاف النزيف الطائفي هي مسؤولية كبرى تقع على عاتق دول المنطقة و المجتمع الدولي والدول الكواسر تحديدا التي تمتلك من وسائل التدخل ما يمكنها من كبح جماح الفتنة السوداء وإطفاء نيرانها المشتعلة بشراسة وعدوانية رهيبة، وهي نيران ستلتهم المنطقة بأسرها إن لم يتم التعامل معها بحكمة ودراية، لا شك أن هناك مشاريع دولية وإقليمية كبرى تتطاحن في المنطقة، ومن سوء حظ العراقيين أنهم باتوا يدفعون بدماء أبنائهم, ومن خيرات وطنهم المنهوبة, فواتير صراع الآخرين، وتصعيد الصراع الطائفي في العراق وتسعير نيرانه ليس مجرد مصادفة, بل أنها عملية مدروسة وممنهجة ومعدة بإحكام وخبث لخلط الأوراق في أوسع عملية إبتزاز إقليمية في تاريخ المنطقة، ليس من المصلحة الوطنية ولا القومية السكوت عن الحريق العراقي، وإطفاء ذلك الحريق مهمة إقليمية, وحتى دولية, لحفظ أمن المنطقة والإقليم لأن تقسيم العراق طائفيا معناه بداية النهاية للشرق الأوسط الذي عرفه العالم منذ مرحلة مابعد الحرب الكونية الأولى. التحديات صعبة، ولكن إرادة العراقيين وحدها الكفيلة بمنع الكارثة وحقن الدماء وعدم تهديم المعبد على رؤوس الجميع ، ينبغي وضع حد للعبث الدائر وإيقاف المجزرة المتوحشة، والبدء بحوار وطني مسؤول يتجاوز الطائفية و العشائرية, وهي المهمة الأصعب في الزمن العراقي الصعب. إنقذوا ما تبقى من العراق قبل أن يلوت وقت مندم…! أهل التوحيد في العراق يتعرضون لأبشع مجزرة منذ الغزو المغولي! فماذا أنتم فاعلون يا منظمة المؤتمر الإسلامي و يا أحرار العالم؟

 

طهران تخطتف دولاً: العودة الى سياسة الرهائن "الناجحة"

سلام حرب/موقع 14 آذار/17 كانون الثاني 2016

جواد ظريف، الدبلوماسي الإيراني الذي شقّ طريقه الى قمة وزارة الخارجية منذ ثمانينات القرن العشرين، على موعد جديد مع ابتسامة انتصار أخرى شبيهة لتلك التي أطلقها في لوزان ومن ثمّ في فيينا قبل أشهر. كيف لا وإيران باتت على قاب قوسين أو أدنى من التحرر من وطأة العقوبات التي رزحت على صدر اقتصادها، وستعود كل حسابات المصارف الإيرانية من الثلاجة الى العمل بطريقة حرّة، في حين ستُطلق يد الشركات العالمية للإستثمار في قلب جمهورية ولاية الفقيه. بالإضافة الى ذلك، فإنّ عدداً هائلاً من الأسماء الإيرانيين سترفع من على اللوائح السوداء لكل من وزارة الخزانة الأميركية والمجلس الاقتصادي الأوروبي بعد مضي ثلاثة عقود ونصف من الحظر الاقتصادي والمقاطعة التي بدأت منذ العام 1979. إيران يبدو أنها نفّذت الجزء الخاص من الصفقة ولا نعني بذلك فقط الالتزام بـ"سلمية البرنامج النووي" بل كذلك ما أعتُبر مبادرة "حُسن نية" بدأت باطلاق سراح البحّارة الأميركيين الذي تمّ اعتقالهم الأسبوع الفائت وتتابعت السبت بالعفو عن 4 مواطنيين أميركيين متهمين بالتجسس بعد سنوات من الاحتجاز هم أمير حكمتي، سعيد أباديني (القس المسيحي)، نصرت الله خسروي، بالإضافة الى مراسل الواشنطن بوست جايسون رازيان. مع العلم أنّ لدى الإيرانيين مزيداً من السجناء الأميركيين الذين قد يظهروا قريباً من بينهم سياماك نامازي المحتدز منذ ثلاثة أشهر وكذلك العميل السابق لدى الـFBI روبرت ليفنسون الذي اختفى منذ العام 2007 في ايران.

لا ريب أن السلوك الإيراني "السويّ" مرتبط الى حدّ كبير بالحصول على الأموال والتحرر من العقوبات ولكنّه تكتيك مفصلي في استراتيجية ايرانية معهودة منذ العام 1979 تقوم على الابتزاز من خلال رهائن دبلوماسيين في سفارة واشنطن، ومن ثم أمنيين وأكاديميين وقعوا رهائن في بيروت خلال الثمانينات إلى آخر موجة من الرهائن والمحتجزين. في كل مرة كانت إيران تخرج بمكاسب سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو غيرها مقابل اطلاق هؤلاء الرهائن، وقد سجلت في ذلك "نجاحاً" ملفتاً في الحصول على مبتغاها. فاطلاق رهائن السفارة في طهران جاء بعد 444 يوماً من الاحتجاز لتحقيق مكاسب سياسية تجلت بإسقاط الرئيس جيمي كارتر ووصول الرئيس رونالد ريغن. وفي حالة رهائن بيروت، كانت المكاسب تتدرج بين صواريخ مضادة للدبابات وبين قطع غيار عسكرية وماشاكل استعملتها طهران في حربها ضد عراق صدام حسين. وآخر "حزمة" من الرهائن كانت لتقديم اوراق اعتماد للغرب عموماً والأميركي خصوصاً لقبول إيران في المجتمع الدولي من جديد باعتبارها "مواطناً صالحاً" ومسح جميع ما يعتري "السجل العدلي" لدولة الولي الفقيه من جرائم بحق الغربيين قبل أي طرف آخر.

ولأنّ الشيء بالشيء يذكر، فإنّ إيران الثورية قد اقتبست هذا السلوك الخاص بالرهائن من دول المعسكر الشرقي السابق مثل فيتنام وغيرها ولكن بالتحديد كوريا الشمالية التي احتجزت في العام 1967 سفينة أميركية ولم تفرج عن بحارتها الـ82 إلا بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية. في حالة البحارة المطلق سراحهم مؤخراً، لا زالت إيران تأخذ بالإعتبار مصلحة الرئيس الأميركي باراك اوباما. فقد جاء إطلاق سراح البحارة بسرعة كبيرة كخدمة من طهران لأوباما كي لا يصب استمرار اعتقالهم في مصلحة معارضيه الجمهوريين الذين يريدون عرقلة الاتفاق النووي. بل أنّ التماهي الإيراني-الأميركي وصلاً إلى مرحلة متقدمة للغاية دفعت بالولايات المتحدة لدفع تعويضات لرهائن السفارة في طهران بعد 36 عاماً، أو لذويهم لمن توفوا، تعويضات تزيد عن أربعة ملايين دولار لكل منهم تمّ رصدها في الموازنة الأمريكية الجديدة التي صدرت، مع العلم أنه من حيث المنطق البسيط للأمور فمن المفترض أن من يدفع التعويضات عن عملية الخطف هم الخاطفون أي الإيرانيون أنفسهم! نعم، لقد بلغت السياسة الإيرانية المتعلقة بالرهائن أوجها واستطاعت ان تكسر من خلالها الحصارات المختلفة بل وتفرض على أصحاب العلاقة ان يدفعوا هم التعويضات ويحصل الإيرانيون على المكاسب وهذا في حال كان الرهائن هم مواطنو الدول الغربية. الآن تبدو إيران أقوى ربما لأنّها تقدمت في "سياسة الرهائن" هذه، وتجاوزت مرحلة احتجاز رهائن-أفراد، إلى حدود أخذ رهائن-دول من لبنان الى سوريا والعراق وحتى اليمن علّها بذلك تحصل على مكاسب مجزية ترضي جشع الولي الفقيه!

 

سماحة لم يحاكم والأسد يبقى؟

 بيسان الشيخ/الحياة/17 كانون الثاني/16

على رغم الصدمة الفورية التي أحدثها الإفراج عن الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، المثبت عليه اتهام إدخال متفجرات من سورية إلى لبنان لتنفيذ عمليات اغتيال ضد سياسيين ومواطنين عاديين، يتعين التسلح بشيء من القسوة والكثير من اليأس، لإعادة النظر بالمسألة برمتها من زاوية أوسع. زاوية، لا يعود فيها سماحة نفسه أكثر من حدث هامشي بشع من جملة أحداث أبشع وأفظع. فمنذ لحظة توقيف الرجل في 2012 في تلك المداهمة الهوليوودية، واستسهال توجيه التهم إليه، وإلى مشغله السوري علي مملوك، لا بل استدعاء الأخير للمثول أمام القضاء اللبناني!، وتسريب شريط مصور يورط مملوك وبشار الأسد شخصياً، ثم فصل الملفّين وتبرئة سماحة بقرار محكمة عسكرية اتخذ بالإجماع المطلق، تغيرت معادلات كثيرة تفضي بغالبيتها إلى نهايات غير سعيدة ولا متوقعة من هذا النوع. ففي 2012، وعلى رغم بداية تعثر الثورة السورية، لاح اقتراب نهاية حكم بشار الأسد أو على الأقل سحب الغطاء الدولي عنه وتضعضع أركانه. وتنفس خصومه اللبنانيون الصعداء، فشعروا أن ما لم تنجزه «ثورة الأرز» والمحكمة الدولية وغيرهما، ستنجزه لا محالة ثورة الشعب السوري ضده. كانت برهة أو أقل ربما، لكنها بدت كافية آنذاك لإطلاق تصفية بعض الحسابات اللبنانية العالقة لدى النظام السوري، أو وضعها على تلك السكة.

لكن في 2012، لم يكن انخراط «حزب الله» في سورية بلغ ما بلغه اليوم من علانية وسطوة و»إنجاز ميداني»، ولا قاسم سليماني كان قد أصبح ناطقاً شبه رسمي بلسان السياسة الخارجية اللبنانية، ولا كانت «الأزمة» السورية تدولت بدخول الروس والإيرانيين وغيرهم إليها... ولا كانت حتى «داعش» أقامت خلافتها بعد.

4 سنوات أو أقل بقليل، تغيرت خلالها موازين قوى كثيرة، ورسمت خرائط جديدة، واندلعت حرب اليمن مستدرجة القطبين اللدودين في المنطقة إلى مواجهات عسكرية مباشرة، بدلاً من «حروب سياسية بالوكالة» دارت رحاها جزئياً على الساحة اللبنانية.

سنوات قليلة كانت كفيلة بجعل سماحة يدخل إلى السجن في 2012 «محرجاً» ونادماً عن «الخطأ الفادح» الذي ارتكبه على ما قال بنفسه خلال التحقيق معه، غير متورع عن تسمية «علي (مملوك) والرئيس (الأسد)» كأبرز المتورطين معه والداعمين له، ليخرج علينا بالأمس متوعداً باستئناف نشاطه السياسي، ومتهماً من يعترض عليه بدعم «داعش». لا بل أكثر من ذلك، بتنا نحن المعترضين على حكم المحكمة والرافضين له مجرد «انتقائيين» محبين لـ «النكد» على ما قال النائب «المرح» عن حزب الله محمد رعد. لكن الواقع أن سماحة لم يبالغ حين عبر عن رغبته في استعادة دور سياسي ما. فهو مدرك تماماً أن السياسة المقبلة علينا تدار بهذه الأدوات تحديداً وكل ما عداها مجرد ميل للنكد وحب للدراما لا يؤتي ثمره. وفي ذلك ما يلخص حالنا وحال السوريين مثلنا أبلغ تلخيص. فها هو بشار الأسد يذهب اليوم إلى طاولة المفاوضات، وحلفاؤه الروس هم من يشاركون في وضع أسماء ممثلي المعارضة، ونظامه مرجحٌ أن يبقى مرحلة انتقالية إضافية «حفاظاً على مؤسسات الدولة ومنعاً لانهيارها»، ومنعاً لتكرار ما حدث في التجربة العراقية مع «اجتثاث البعث». تلك المؤسسات التي تبدأ بقطاع تعليم يؤبّد القائد، وجيش «علماني» يبيد شعبه، مستعيناً بميليشيات «طائفية» تمارس التهجير المنهجي والتجويع، ولا تنتهي عند أفرع أمن تصفّي نزلاءها، وقضاء يرسل المئات إلى إعدامات سريعة، وطبابة عسكرية توثق وتصور وتتحقق من أسباب السكتات الدماغية، كلها وأكثر مما يجب الحفاظ عليه وتعميم فائدته.

وإذ ذاك، يقتضي حسن الجوار رد الجميل لحلفاء النظام السوري من اللبنانيين ممن بذلوا دماءهم لإنجاح هذه التجربة، وذلك بالحفاظ على «مؤسسات» دولتهم أيضاً. ولم لا إعادة هيكلتها بما تقتضيه المستجدات الراهنة والانتصارات الميدانية ونقل التجربة من مأسسة الاهتراء والفساد والقتل، أو كما أسماها مدير منظمة «هيومن رايتس ووتش» نديم حوري أبلغ تسمية، «بيروقراطية الموت». ذلك هو السياق الوحيد الذي يمكن إدراج قضية/ فضيحة ميشال سماحة فيه. إنه جزء صغير من سياسة عامة، داخلية وخارجية ينتهجها بشار الأسد في سورية، و»حزب الله» في لبنان، ولم تجد من يتصدى لها محلياً أو دولياً، فما عاد أحد منهما معنياً بتبريرها أو عدم حرق المراكب من خلفها. فلا هذا ولا ذاك منشغل اليوم بالتفكير في إمكانية العيش مع الآخر، أي آخر، ضمن حيز بلد واحد، على رغم إعلان حسن النوايا في إطلاق المفاوضات. لكن هل لمن بلع مضايا ومجازر الكيماوي وفضائح «سيزار»، وسلك طريق القدس من تحت شرفاتنا، أن يغص بميشال سماحة حراً طليقاً؟ بالعكس تماماً. ربما يستحق منا الرجل اعتذاراً عن خطأ في الحسابات الإقليمية ادى به إلى ذلك «الاعتقال التعسفي» في 2012، فيما لم يبق اليوم من مبرر «منطقي» لاحتجازه بينما سيده متربع على كرسي رئاسي في قصر المهاجرين.

 

إيران «الدولة» للغرب وإيران «الثورة» للعرب

 الياس حرفوش/الحياة/17 كانون الثاني/16

لا تبالغ إيران عندما تحتفل برفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب ملفها النووي. إنها خطوة سوف تحرر الاقتصاد الإيراني وتفتح أسواقه أمام المنتجات الغربية، ما سوف ينعكس بشكل طبيعي انخفاضاً في الأسعار وتنوعاً في البضائع. كما أن هذه الخطوة سوف تضخ في الخزينة الإيرانية 30 بليون دولار بصورة فورية، من أصل مئة بليون دولار من أموال إيران المجمدة، بالإضافة إلى 500 ألف برميل من النفط سيتاح لإيران أن تضيفها يومياً إلى صادراتها الحالية، كخطوة أولى على طريق إعادة إنتاجها إلى ما كان عليه قبل العقوبات.

ليس صعباً أمام مردود فاتورة غنية كهذه، أن نفهم أسباب التسامح الذي لقيه الرئيس روحاني ووزير خارجيته الظريف من قبل المرشد علي خامنئي وجماعة «الحرس الثوري»، والذي أتاح لفريق روحاني «الإصلاحي» إتمام عملية التفاوض مع الغرب وتلبية الشروط والقيود التي تم فرضها على البرنامج النووي، في مقابل المكاسب الاقتصادية التي تحققت لطهران. في الصراع القائم في إيران بين سلوك «الدولة» القائم على ضرورة احترام أصول العلاقات بين الدول، ونهج «الثورة» القائم على الفوضى والاستقواء والتدخل في شؤون الآخرين، وصلت إيران إلى قناعة بأن مصلحتها تقتضي التعامل مع الغرب بمنطق «الدولة»، في الوقت الذي يغض هذا الغرب، وخصوصاً إدارة أوباما، الطرف عنها، بينما يستمر سلوكها في المنطقة هو سلوك «الثورة» الجاهزة للتصدير إلى الدول المجاورة، كما كان عليه الحال منذ عام 1979.

تصرفت إيران مع الغرب منذ وصول روحاني إلى الحكم عام 2013 تصرف «الدولة». تخاطب الغرب بلغة مصالحه. لهجة العداء تراجعت، ولم يعد هناك مكان لتهمة «الشيطان الأكبر» التي كانت صفة لازمة للولايات المتحدة، إلا بقدر ما يحتاج الاستهلاك المحلي إلى هذا الخطاب. ولم يكن القبض على البحارة الأميركيين في الأسبوع الماضي فوق إحدى الجزر الإيرانية في الخليج، وطريقة الإفراج عنهم إلا دليلاً على المناخ الجديد في علاقات البلدين. في هذا كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري صادقاً عندما قال إنه لو حصل حادث كهذا قبل ثلاث أو أربع سنوات، لكانت النتيجة مختلفة تماماً.

لكن، ما الذي تغير خلال هذه السنوات؟ أهم ما تغير أن إيران لم تعد تجرؤ على ارتكاب الاستفزازات التي كانت تقوم بها في السابق حيال الولايات المتحدة والغرب عموماً. اقتنعت طهران بأن مواجهة كهذه ستكون بالغة الكلفة عليها، وقد تنتهي إلى تدمير النظام بكامله فوق أصحابه الملالي. هذه القناعة هي التي ساهمت في إسكات الفريق الذي كان رافضاً للتفاوض مع الغرب، بعد أن اتخذ خامنئي قراره بأن يشكل مظلة للفريق المفاوض، متجاوزاً «الخطوط الحمر» السابقة، التي كان قد وضعها هو شخصياً، ومنها تحريم التفاوض مع «الشيطان الأكبر» أو عقد اتفاقات معه.

وأهم ما تغير أيضاً، بل ما لم يتغير، هو أن إيران لا تزال كما كانت في علاقاتها مع جيرانها العرب، ففي الوقت الذي تسعى إلى تحسين صورتها في الغرب، تزداد عزلة في محيطها. سفاراتها في عواصم المنطقة تُغلق، ومستوى تمثيلها ينخفض، والاتهامات بتدخلها في شؤون جيرانها تتزايد. وكل ذلك تحت نظر الغرب، وأحياناً كثيرة في حمايته. ولم يكن من قبيل الصدف أن يدشن قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري عهد الانفتاح الجديد على الغرب بإعلانه الأخير أن إيران تدرب 200 ألف مقاتل في خمس دول تحيط بها، هي سورية والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان! ولسبب ما، نسي الجنرال جعفري «حزب الله» في لبنان، ربما لأنه يعتبر أن عناصر هذا الحزب اكتمل تدريبهم وما عادوا بحاجة إلى رعاية «الحرس الثوري»! فوائد إيران «الدولة» من الاتفاق مع الغرب، والتي تقدر ببلايين الدولارات، سوف تنتهي بتمويل إيران «الثورة» لعملياتها واعتداءاتها وتدخلها في شؤون المنطقة العربية. هل هذا ما قصده الوزير الظريف عندما قال أمس إن رفع العقوبات عن إيران هو «نهار جيد» للعالم؟!

 

هل هذا نزاع سعودي إيراني؟!

 خالد الدخيل/الحياة/17 كانون الثاني/16

يتردد كثيراً في الإعلام العربي أخيراً، حديث عن خطورة المذهبية والاصطفاف المذهبي، وضرورة الابتعاد عن مثل هذا المنزلق وعدم التورط فيه. من حيث المبدأ هذا حديث عقلاني مستنير ينحاز، أو يجب أن ينحاز إلى فكرة الدولة الوطنية الجامعة، التي لا تفرق بين مواطنيها على أساس من دين أو مذهب أو أصل قومي. مثل هذا الحديث، وبهذا المعنى يجب وجوباً أن يكون نبراساً للجميع: دولاً، ومجتمعات، وأحزاباً، ونخباً. لكن في واقع الأمر، ومن حيث إنه حديث عن حال معينة، هي التدخلات الإيرانية المدمرة في العراق وسورية ولبنان واليمن، هو من نوع الهمهمة المبهمة، لا يبين في شكل مباشر من هو الطائفي في هذه المواجهة. ولكي يستقيم هذا الحديث مع معناه الأصلي المستنير، ويمهد الطريق للهدف الذي يتجه إليه، يجب على أصحابه الإجابة عن أسئلة محددة تفرضها الحال المعينة التي يتوجه إليها من دون أن يسميها صراحة ومباشرة: من هي الدولة التي تجعل من المذهبية عنصراً أساسياً في تحديد هويتها الدينية والسياسية، بنصوص دستورية ملزمة؟ ومن هي الدولة في هذه الحال المعينة التي تجعل الميليشيا المذهبية آلية رئيسة لدورها في المنطقة، وتمنح الغطاء السياسي لميليشيات مذهبية تتولى هي إنشاءها، أو تشجع على إنشائها، وفي كلا الحالين توفر لها التمويل والتسليح والتدريب في بلدان عربية من دون غيرها؟!

الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك أن إيران هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تحدد هويتها السياسية على أساس مذهبي في شكل واضح ومباشر، ومن دون مواربة، بنصوص دستورية، وبخاصة المادة 12 من دستورها. بل إن المادة 71 تحرّم على مجلس الشورى (بمثابة البرلمان) تمرير أي قانون يتعارض مع مبادئ المذهب الرسمي للدولة، وليس مع الدستور، على رغم أن هذا «الدستور» مذهبي في معظم مواده. في المقابل، وعلى العكس من إيران، نجد أن كل الدول العربية من دون استثناء لا تتطرق في دساتيرها عند تحديد هوية الدولة إلى هذه المسألة المذهبية لا من قريب ولا من بعيد. تكتفي هذه الدول عند تعريف نفسها بالإشارة إما إلى «أن دينها الإسلام»، وإما «أنها دولة عربية إسلامية»، وأن الشريعة (من دون تحديد مذهب معين) إما مصدر من مصادر التشريع فيها، وإما مصدر للتشريع، وإما أنها تحكم وفقاً للشريعة، كما في السعودية مثلاً، في نظامها الأساسي للحكم الذي هو بمثابة دستور للدولة.

قد يقال إن أمر تحديد هوية الدولة شأن داخلي للدولة، يعبر عن إرادتها بوصفها دولة ذات سيادة. وبالتالي لا يحق لأحد أن يفرض على إيران أو غيرها كيف ينبغي لها أن تحدد هويتها، حتى وإن اختارت المذهبية بمثابة محدد من محددات هذه الهوية. وهذا صحيح، لكن إيران تجعل من هويتها المذهبية هذه أساساً لدورها ولتحالفاتها الإقليمية. تختار حلفاءها على أساس مذهبي، وتجعل من الميليشيا المذهبية أداة رسمية لهذا الدور، وقاسماً مشتركاً يجمعها مع هؤلاء الحلفاء. بالتالي فإن تحديد إيران هويتها المذهبية بنصوص دستورية لم تعد تقتصر آثاره وتبعاته داخل حدودها، حتى يقال إنه خيار لها نابع من سيادتها، وإنما تجاوز ذلك، وأصبح منطلقاً لسياستها الخارجية، وأساساً تبرر به تدخلاتها في دول الجوار، ونشر آثار هذه الهوية وتبعاتها المدمرة خارج حدودها. هذا واضح في حالة العراق الآن، الذي يعاني من حروب أهلية وتطهير مذهبي منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة بسبب الاحتلال الأميركي الذي دمر الدولة هناك، والنفوذ الإيراني الذي جاء معه بآلية الميليشيا بمثابة قوة موازية ومنافسة للدولة التي أعيد بناؤها على أساس مذهبي. وقبل ذلك هناك «حزب الله» في لبنان، الذي يكاد أن يلتهم الدولة بتشجيع وتسليح إيراني معلن، وتتفاخر به قيادات هذا الحزب. ومن المنطلق ذاته كان ولا يزال التدخل الإيراني في سورية من خلال ميليشيات شيعية تأتي بها إيران من لبنان والعراق وأفغانستان دعماً للإبقاء على بشار الأسد رئيساً للدولة، لا لشيء إلا لأنه علوي، خوفاً من استيلاء الغالبية السنية على الحكم هناك، وكسر الطوق المذهبي الذي تحاول ترسيخه من بغداد إلى بيروت مروراً بدمشق.

الآثار المدمرة لهوية إيران المذهبية في هذه الحال هي ما يهدد وطنية الدول العربية وسيادتها، وليس العكس. وذلك لأن إيران تنطلق من هذه المذهبية لتجعل من نفسها دولة ليس فقط للشيعة الفرس، بل وللشيعة العرب في المنطقة، بما يسمح لها - كما ترى - بالتدخل سياسياً وعسكرياً في دول عربية (العراق وسورية مثالاً) متجاوزة بذلك حدود الدول وسيادتها. والأخطر أنها لا تعمل على تحقيق ذلك من خلال السياسة والنشاطات الدينية والثقافية فحسب، بل تعمل إلى جانب ذلك على نشر ثقافة الميليشيا في دول الجوار، في الوقت الذي تحرم هي فكرة الميليشيا على أراضيها. وإذا كانت الميليشيا المذهبية المسلحة هي نقيض للدولة ومصدر تهديد لوحدتها وسيادتها، فإنه يصبح من الواضح أن استثمار إيران للكثير من مواردها لنشر هذه التنظيمات وتمويلها في الدول العربية إنما هو بهدف إضعاف هذه الدول، بما يمكنها من استخدام هذه التنظيمات قناة للتدخل فيها، والتأثير في سياساتها وخياراتها المحلية والخارجية. آخر تجليات هذا التأثير هو امتناع لبنان قبل أيام عن التوقيع على قرار الجامعة العربية برفض التدخلات الإيرانية، بذريعة أن القرار جاء على ذكر «حزب الله»! وهكذا فإن حزباً أنشأته وتموّله إيران في لبنان يضع قيداً على سيادة دولة عربية في اتخاذ موقف يحظى بإجماع عربي!

لماذا استعادة كل ذلك وهو معروف للجميع؟ قد يبدو السؤال مشروعاً، لكن حقيقة أن «كل ذلك» معروف للجميع، هو ما يبعث على الحيرة أمام محاولات عربية لوصف ما يحصل في المنطقة بأنه صراع سعودي إيراني حصراً، وليس صراعاً عربياً إيرانياً. وفضلاً عن أن هذا وصف يجافي تماماً حقيقة ما يحصل، فإنه يخدم - من دون قصد لدى البعض - الخطاب الإيراني الذي يحاول الإيحاء بأن السعودية هي وحدها من يعترض على دور إيران وتدخلاتها العبثية في الدول العربية. أبرز من استخدم هذا الوصف جميل مطر، أحد ألمع كتاب مصر السياسيين، في مقالة له في صحيفة «الشروق» المصرية يوم الأربعاء الماضي، بعنوان: «نحن والنزاع السعودي الإيراني». ومن حيث إن كلمة «نحن» هنا تشير إلى مصر، توحي وكأن مصر بمعزل عن «النزاع» بين السعودية وإيران، وأن إيران لم تصطدم إلا مع السعودية، وبالتالي فإن هذا «النزاع» محصور بينهما. السؤال: كيف يمكن أن يستقيم هذا الوصف والآثار المدمرة للدور الإيراني تطاول أكثر من أربع دول عربية، ليس من بينها السعودية حتى الآن؟ هذا في حين أن طبيعة وحجم ومدى التدخلات الإيرانية تقول إن طهران تعتبر نفسها في صراع عربي إيراني. لحمة هذا الصراع المذهبية هي ما يفرض ذلك، فالمذهب بوصفه تعبيراً عن رؤية دينية عابرة للحدود، وهي لحمة فرضتها وتفرضها الطبيعة المذهبية لنظام «الجمهورية الإسلامية»، وهي من ألزمت نفسها بذلك دستورياً، وتنطلق منه في سياستها الخارجية بمثابة امتداد لسياستها الداخلية، وبالتالي تدير الصراع مع الدول العربية على هذا الأساس. طبعاً لا ينبغي الانجرار مع ايران إلى هذا المنزلق البائس، وإنما يجب مواجهتها بخيار نقيض للمذهبية. صحيح أن السعودية هي من يقود الآن مواجهة التدخلات الإيرانية، لكن هذا ليس لأن الأمر محصور بين الرياض وطهران، وإنما هو أمر فرضته طبيعة المرحلة. كان العراق هو من يقود هذه المواجهة، لكنه سقط تحت النفوذ الإيراني، وتلته سورية، وهو ما يؤكد أن ما يحصل صراع عربي إيراني. تراجع دور مصر الإقليمي في شكل كبير منذ ما قبل ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، وتضاعف هذا التراجع بعد الثورة، وهو تراجع أفسح في المجال العربي للعبث الإيراني، ما يؤكد مرة أخرى طبيعة الصراع. حصر المواجهة مع إيران بالسعودية لا يجافي الواقع فحسب، بل هو نوع من الهرب من حقيقة ما يحدث، ويطيل أمد الصراع ولا يساعد في وضع حد له.

 

«داعش» يمد نفوذه إلى ليبيا والمتوسط

 سليم نصار/الحياة/17 كانون الثاني/16

عقب تحرير مدينة الرمادي من سيطرة «داعش»، دخلها رئيس الحكومة حيدر العبادي مع عدد من الوزراء. وبعد أن تجوَّل في شوارعها المهدمة، أعلن أن الخطوة التالية تستهدف استعادة الموصل، أي المدينة التي اتخذها تنظيم «الدولة الإسلامية» عاصمة لـ «الخليفة» أبو بكر البغدادي. واعتبر المراسلون والمرافقون أن العبادي يريد رفع معنويات القوات المحاربة، الأمر الذي دفعه إلى الإدلاء بتصاريح مشجعة يصعب تحقيقها. والسبب أن استعادة الرمادي أخذت ثمانية أشهر من الجهد والاستعداد قبل التنفيذ. «مركز دراسات الحرب» في واشنطن ردَّ على مبالغات العبادي بالتذكير بأن الجيش النظامي لم يصمد أكثر من أسبوع سنة 2014، أي عندما استولى أنصار البغدادي على الثكنات وصادروا كل الأعتدة الحربية المخزنة في عنابرها. وعلى الفور أعلنت واشنطن في حينه أنها باعت حكومة نوري المالكي أسلحة مختلفة بقيمة عشرين بليون دولار تسلمها الجيش العراقي على دفعات ما بين سنتَي 2005 و2011.

وعندما تم تحرير الرمادي أعلن «البنتاغون» أن هذه المغامرة العسكرية الناجحة تُعتبَر الاختبار الأول لما ستكون عليه المغامرات الأخرى الرامية إلى استرجاع كل الأراضي العراقية التي احتلها «داعش». ولكن هذا الإعلان تعرض لانتقاد الصحف التي تجاهلت دور القيادة الاميركية التي ساهمت من وراء الستار في تحقيق هذا النصر. ذلك أنها أشرفت على تدريب المقاتلين، وعلى إنشاء فرقة تابعة للعشائر السنيّة. كما مهَّدت طلعات طائراتها الحربية (630 طلعة فوق الرمادي) لإخلاء المراكز التابعة لـ «داعش». ووفق المراجع الرسمية في بغداد، فإن القصف المتواصل الذي نفذته الطائرات الاميركية على امتداد شهر كامل كان كافياً لهرب سكان المدينة، ومن بعدهم القوات المحتلة. ومع أن مدينة الرمادي، التي كان يسكنها أكثر من مئتي ألف مواطن، بدَت في حينه خالية كمدينة أشباح إلا أن قوات «داعش» زرعت الشوارع بالألغام من أجل إعاقة مرور الدبابات والمجنزرات والشاحنات. وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته القوات العراقية التي رفعت العلم الرسمي فوق مبنى الحكومة، فقد اعترفت وزارة الدفاع الاميركية بأن جماعات تابعة لـ «داعش» لا تزال موجودة في الضواحي الشرقية الشمالية للمدينة.

وذكرت مصادر إعلامية في الموصل أن تنظيم «الدولة الإسلامية» ردَّ على خسارته في مدينة الرمادي بإعدام 83 شخصاً من عشيرة الجبور في محافظة نينوى، بتهمة التعاون مع الدولة والبيشمركة. وذكرت أن غالبية الأشخاص الذين أعدِموا كانت تنتمي إلى الجيش العراقي أو الشرطة. ورأى المراسلون في بغداد أن الحملة الإعلامية التي تشنها حكومة العبادي وتهديدها باسترجاع مدينة الموصل، كانا السبب في الإعدامات التي نفذها تنظيم «داعش» بغرض تخويف عناصر «الحشد الشعبي» والمتعاطفين معهم. ويضم «الحشد الشعبي» عدداً كبيراً من المتطوعين. وهم ينتظرون ساعة الصفر للهجوم على الموصل، بالتعاون مع الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي وعناصر البيشمركة.

ومع أن المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن حذر من الإقدام على مغامرة غير محسوبة في الموصل والفلوجة، إلا أنه أعلن أيضاً ضمور المساحة التي كان يحتلها «داعش» في العراق بنسبة أربعين في المئة. ثم تراجع عن بيانه الأول ليقول: تنظيم «داعش» خسر أربعين في المئة من قدرته على القتال!

وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني خالفت تقويم وارن، لأنه تجاهل مساحة التمدد الخارجي التي أحرزها تنظيم «داعش» في ليبيا ودول المغرب العربي، إضافة إلى ضم «بوكو حرام» إلى رعايته السياسية.

ويُعتبَر تمدد تنظيم «داعش» في المناطق الساحلية لليبيا، وتهديده المثلث النفطي، تحدياً كبيراً لاوروبا ومصالحها الحيوية. وهو ما يفسر حرص الاتحاد الاوروبي على الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنها أن تمنع الانقسام السياسي بين الحكومتين المتنازعتين في طرابلس وطبرق.

من أجل دعم هذا التوجه، التقت موغيريني في تونس، مسؤولين ليبيين، أبلغتهم أن الاتحاد الاوروبي مهتم بتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، وأنه على استعداد لتقديم مئة مليون يورو في سبيل تحقيق هذا الهدف. وأخبرتهم أيضاً أن الاتحاد الاوروبي متخوف من ازدياد حدة الانقسام العشائري الذي يشجعه «داعش». لذلك أكدت مشاركة فرقة ألمانية مؤلفة من 150 جندياً سيتوجهون إلى تونس للمباشرة في تدريب عناصر ليبية. والسبب أن الوضع الأمني داخل ليبيا لا يسمح بذلك.

وبما أن ليبيا تُعتبَر البوابة الاستراتيجية لاوروبا وبما أن تمزقها الجغرافي سيؤثر في الأمن الاوروبي وحوض الأبيض المتوسط، لذلك اتفق الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرانسوا هولاند على شن حرب جوية ضد مراكز «داعش». وهي منتشرة في مدينة سرت وحولها، أي على المنطقة الوسطى من الساحل. ويزعم أهل تلك المدينة أن غالبية المتطوعين جاءت من تونس والسودان ومصر وبعض مناطق الخليج العربي.

وترى حكومة فرنسا أن طموح «داعش» لحكم ليبيا من سرت يؤهله مستقبلاً للاستيلاء على آبار النفط، وعلى تقييد حركة الملاحة في البحر الأبيض المتوسط. أي أن يلعب دور «القاعدة» في الصومال، وما يمثله «الشباب» من مخاطر على التجارة البحرية قبالة مضيق باب المندب.

والمؤكد أن دولاً اوروبية غير فرنسا أيدت المشاركة في ضرب مراكز «داعش»، شرط موافقة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة فائز السراج على ذلك. ويبدو أن الجزائر تحفظت على القرار الغربي، بحجة أن الهاربين من الهجمات الجوية قد يلجأون اليها أو إلى تونس.

والملفت في الأمر أن فرنسا لم تعد تنتظر الضوء الأخضر، بدليل أن طائرتها من طراز «رافال» شنت الإثنين الماضي هجوماً على ستة أهداف تابعة لتنظيم «داعش» في سرت والنوفلية. والسبب، كما حددته جماعة تابعة للفريق خليفة حفتر، أن تنظيم «داعش» قام بمهاجمة ميناء الزويتينة بواسطة ثلاثة زوارق حربية كان يقود أحدها شاب تونسي ألقي القبض عليه.

ومثل هذا الانتشار الخطر أثار تساؤلات كثيرة حول قدرة «داعش» على الاستمرار في تحدياته، وما إذا كانت التوقعات، التي أعلنها الرئيس باراك اوباما، ستصدق أم لا.

واعترض بعض زعماء الشرق الأوسط، وبينهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، على هذا التصور الخاطئ، لأن تنظيم «داعش» يصعب حصره ضمن حدود جغرافية معينة.

فالذين يشرفون على التنظيم الخارجي لـ «داعش» هم من الضباط البعثيين الذين اختبروا في عراق صدام حسين نظام الخلايا المستقلة. ويبدو أن «داعش» نقل هذا التنظيم إلى صفوف عناصره في المغرب العربي، بدليل أن ليبيا والجزائر وتونس والمغرب كانت تفاخر بخلو مجتمعاتها من هذه الآفة. وفجأة، أعلن هذا الأسبوع مدير مكتب التحقيقات القضائية في المغرب تفكيك خلية إرهابية تضم سبعة أفراد كانوا ينشطون في ضواحي الدار البيضاء. كما كشفت السلطات الجزائرية عن وجود فرع لتنظيم «جند الخلافة»، وهو ينشط بطريقة سرية، لاجتذاب المقاتلين. وأعلنت إدارة التحقيقات عن التحاق ثلاث جزائريات بصفوف «داعش» في ليبيا. وكما استقطب أبو بكر البغدادي ضباط صدام حسين لإدارة العمليات الارهابية في سورية والعراق كذلك فعل في ليبيا بحيث أنه ضم ما نسبته ثمانون في المئة من قوات معمر القذافي إلى فرع «سرت».

وتعترف الدول الغربية بأن «داعش» يتقدم على «القاعدة» في حقل الاعلام ونشر المعلومات. وأظهرت الأحداث في سنتي 2014 و2015 أن هذا التنظيم برع في استخدام الوسائل العصرية كـ «اليوتيوب» و «الفايسبوك» و «تويتر» من أجل نشر أخبار عملياته وصورها الوحشية المنفرة بغرض التخويف. ومن الواضح أن صور قطع رؤوس الرهائن كانت تحمل رسائل سياسية أبعد من الأذى والاستفزاز.

وإلى جانب مظاهر العنف التي اشتهر بها «داعش»، فإن التقرير السنوي الذي تصدره الخارجية الاميركية عن الارهاب أشار إلى سفر أكثر من 20 ألف مقاتل إلى سورية والعراق ينتمون إلى 99 دولة. وقال ما معناه أن الحياة «الرغيدة» «السعيدة» التي يعيشها «الداعشيون» على الأرض تجعلهم يتخلون عن انتسابهم العائلي والوطني. وأكبر مثل على ذلك ما كشفه «المرصد السوري لحقوق الإنسان». فقد ذكر هذا الأسبوع أن علي صقر، أحد عناصر «داعش»، قام بإعدام والدته أمام جمع من الناس في وسط مدينة الرقة. والسبب أن الأم حاولت إقناع ابنها بالانسحاب من هذا التنظيم الارهابي. وعلى أثر الشكوى التي تقدم بها علي صقر (20 سنة) قام جهاز الأمن في التنظيم باعتقالها واتهامها بالردة. وبعدما نظر قاضي الشرع التابع للتنظيم بوضعها الديني، حلَّل إعدامها. وقد وزع مكتب الاعلام صورة الابن وهو يتكئ على رشاشه، بعد أداء مهمته!

وفي حكاية مشابهة، ذُكِرَ قبل عدة سنوات أن شرطة «طالبان» ضبطت امرأة فقيرة تمارس الزنا، فحكمت عليها بالموت رجماً. وبعدما حفرت لها حفرة في وسط مدينة قندهار، كلفت نجلها بأداء دور الراجم!

ومع هذا كله، فإن العالم مليء بالذين يؤيدون عودة «طالبان» إلى حكم أفغانستان أو يبررون قطع رؤوس معارضي «داعش»، ومخالفي أحكام «بوكو حرام».

منذ انتخاب الرئيس محمد بخاري في نيجيريا وهو يسعى إلى إقامة تعاون اقليمي، يضم النيجر وتشاد وبينين والكاميرون، بهدف تشكيل قوة ضاربة تمنع عناصر «بوكو حرام» من التمدد والانتشار. وازاء تهديدات العسكريين في كل الدول المعنية بسلامة مواطنيها، أعلن زعيم «بوكو حرام» مبايعته تنظيم «داعش»، وطلب الحماية والرعاية من أبو بكر البغدادي. ورأت الدول المهتمة بمكافحة تنظيمات الارهاب أن مبايعة «بوكو حرام» أعطت البغدادي نفوذاً إضافياً يمكن أن يستخدمه خلال سنة 2016، بحيث تصبح توقعات الرئيس اوباما مجرد تكهنات سياسية يصعب تحقيقها ميدانياً.

       

بين يوسف زعين وحافظ الأسد.. ضاعت سوريا

خيرالله خيرالله/العرب/17 كانون الثاني/16

بين البعثي السنّي الساذج الآتي من الريف والعلوي الماكر الآتي من القرداحة والباحث عن غطاء لنظام أقلّوي.. ضاعت سوريا. الساذج هو الدكتور يوسف زعيّن الذي كان رئيسا للوزراء حتّى العام 1970. والماكر هو حافظ الأسد الذي عرف كيف يضع كلّ الرفـاق البسطاء من نوع زعيّن ونورالدين الأتـاسي وصلاح جديد في السجن بعدما تبيّن أن الفارق بين عقله المركّب وعقولهم البدائية ذات الرؤية الأحادية فارق كبير، بل كـبير جدّا. لا يشبه هذا الفارق سوى المسافة التي تفصل بين الحلم والحقيقة وبين الخيال والواقع. لم يكن من مجال لأيّ مقارنة من أيّ نوع بين حافظ الأسد وخصومه. كان متفوّقا عليهم في كلّ المجالات والميادين، إن من ناحية الذكاء الحاد والشيطاني الذي يُستغل في مجال الهدم أو من ناحية المعرفة بالتعقيدات الإقليمية والدولية وكيفية التعاطي معها. كان خصوم حافظ الأسد أقرب إلى نكتة من أيّ شيء آخر مقارنة مع شخص عرف كيف يبني على كلّ خطأ ارتكبه هؤلاء وصولا إلى تحوّله إلى لاعب إقليمي مستفيدا حتّى، وإلى أبعد حدود، من خصمه العراقي صدّام حسين الذي كان يعرف في كلّ شيء ما عدا في السياسة وفي ما يدور في الإقليم والعالم.

أذاب حافظ الأسد خصومه في كوب، وشربهم مع الماء الذي في الكوب وراح يتفرّج عليهم في السجن أو في المنفى، كما حال العلوي الدكتور إبراهيم ماخوس الذي فرّ إلى الجزائر بعد انقلاب السادس عشر من تشرين الثاني ـ نوفمبر 1970، وهو الانقلاب الذي قاده حافظ الأسد واحتكر بعده السلطة وأقام نظاما خاصا به.

قبل أيّام، انطفأ يوسف زعيّن الذي خرج من السجن الأسدي في العام 1981 بعدما أصيب بمرض عضال وأظهرت التقارير أن موته مسألة أيّام. لكنّ الأطباء في بريطانيا والسويد استطاعوا معالجة السرطان. انتقل زعيّن بعد ذلك للإقامة في بودابست حيث أمضى السنوات الأخيرة من حياته في غرفة متواضعة.

عاش أكثر من نورالدين الأتاسي وصلاح جديد اللذين قضيا في السجن وأكثر من إبراهيم ماخوس الذي توفّي في منفاه الجزائر في العام 2013. أي بعد ثلاثة وأربعين عاما من خروجه من وزارة الخارجية السورية. كان التخريب الذي تسبب به يوسف زعين ورفاقه تخريبا موضعيا، في معظمه. استهدف هذا التخريب خصوصا نسيج المجتمع السوري، فضلا عن الحياة السياسية والاقتصاد على الرغم من أنه لا يمكن الاستهانة بما خلفته حرب 1967 على الصعيد الإقليمي

حكمت المجموعة التي ضمّت الدكتور نورالدين الأتاسي والدكتور يوسف زعيّن والدكتور إبراهيم ماخوس واللواء صلاح جديد واللواء حافظ الأسد سوريا بين 1966 و1970. تجمع بين الخمسة المسؤولية عن حرب 1967، حين كان الأسد وزيرا للدفاع.

دمّر الخمسة سوريا، كلّ على طريقته، علما أن الأتاسي وجديد وماخوس وزعيّن كانوا أقرب إلى السياسيين الهواة من أي شيء آخر مقاربة بحافظ الأسد الذي عرف كيف يتلاعب بهم الواحد تلو الآخر.

جمع بين الأطباء الثلاثة نورالدين الأتاسي ويوسف زعيّن وإبراهيم ماخوس انضمامهم إلى الثورة الجزائرية في خمسينات القرن الماضي والعمل إلى جانب الثوّار في معالجة الجرحى، وذلك قبل عودتهم مجددا إلى سوريا وشغل مناصب عليا في الدولة بعد انضمامهم إلى حزب البعث.

ما يجمع بين الدكاترة الثلاثة وصلاح جديد نظافة الكفّ والتقشّف والجهل بالعالم وبكيفية بناء الدول الحديثة وبالمعادلات الإقليمية. لعلّ أهمّ ما ميّز هؤلاء تجاهل موازين القوى ورفضهم أخذ العلم بها. وهذا ما سهّل إلى حد كبير خسارة الجولان في حرب 1967.

لا شكّ أنّ زعيّن، الآتي من الريف، من البوكمال (محافظة دير الزور) على الحدود العراقية تحديدا، كان يمتلك كلّ النيات الطيبة بدليل أنّه لعب دورا أساسيا في إنشاء سدّ الفرات، ابتداء من العام 1968، بمساعدة سوفياتية. لكنّ المأساة كانت، في جانب منها فقط، في مشروع الإصلاح الزراعي الذي عمل على تطبيقه عندما كان وزيرا للزراعة. 

حافظ الأسد (وسط) عرف كيف يضع كل الرفاق البسطاء من نوع صلاح جديد (على يمينه) ونورالدين الأتاسي (على يساره) في السجن، حيث انتهت بهما رحلة الحياة.

أدّى الإصلاح الزراعي، الذي قام على مصادرة أراضي كبار الإقطاعيين والمالكين وتوزيعها على صغار الفلاحين، إلى القضاء على الزراعة في سوريا ومنعها من التطوّر. نشر الإصلاح الزراعي الفقر والبؤس في سوريا. هرب أصحاب الثروات، فيما لم يمتلك الأصحاب الجدد للأرض أيّ خبرة في مجال الزراعة.

لم يكن كافيا أن تكون عملت في الزراعة عند صاحب الأرض كي تصبح خبيرا زراعيا وكي تمتلك الإمكانات التي تسمح لك باستغلال الأرض. كانت تلك بديهيات لم يفهمها زعيّن ورفاقه الذين بدا أن الحقد على أصحاب الثروات والأملاك يعمي قلوبهم. كانوا مجموعة هواة تتعاطى في الاقتصاد والسياسة..

هناك معادلات بسيطة لم يستوعبها الدكتور زعيّن ورفاقه من المنتمين إلى اليسار الطفولي الذي استكمل التأمينات في مجال الصناعة بموازاة السير في سياسة خارجية من النوع المضحك ـ المبكي وصلت برئيس الوزراء السوري وقتذاك إلى مهاجمة لبنان حيث الديمقراطية المزدهرة التي كانت تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النوّاب بفارق صوت واحد.

استأهل زعيّن في العام 1968 أو 1969، لست أذكر التاريخ تماما، رسما كاريكاتوريا من بيار صادق، رحمه الله صدر في جريدة “النهار”. كان صاحب فكرة الرسم الكاريكاتوري الصحافي الراحل ميشال أبو جوده، وظهر فيه مغنّ بثياب القروي اللبناني يعزف على العود مردّدا “ميّل يا زعيّن.. يا زعيّن ميّل.. ميلّك ميولة، أيّلك أيلولة، تشرب فنجان قهوة، نعملك تبّولة”، وذلك على وزن الأغنية المشهورة “ميّل يا غزيّل”. خدم يوسف زعين حافظ الأسد من حيث لا يدري. سهل مع رفاقه انتقال سوريا من مرحلة السقوط تحت حكم المخربين الهواة إلى حكم المخرب المحترف والماكر الذي يصعب في السنة 2016 التكهن بكمية الضرر الذي سيلحقه ابنه بالبلد نفسه وبالمنطقة كلها

كان كاريكاتور “النهار” بمثابة تذكير لزعيّن وأمثاله بأن معظم الذين حكموا سوريا في الماضي، انتهوا لاجئين سياسيين في لبنان. وهذا ما يفسّر ذلك الحقد لدى ما يُسمّى بـ”بعثيي سوريا” على البلد الجار، وهو حقد تجلّى بأقبح مظاهره في عهد حافظ الأسد، ثمّ في عهد الأسد الابن.

اكتفى يوسف زعيّن ورفاقه في تخريب سوريا من داخل. لم يستطع هؤلاء حتّى تخريب الأردن عندما سعوا إلى إرسال دبابات مموّهة في العام 1970 لنجدة المسلحين الفلسطينيين، غير آبهين أنّ تلك كانت مساهمة في إطالة الحرب الداخلية في المملكة الهاشمية وإرهاق مزيد من الدماء من جهة واستخفافا بقدرة “الجيش العربي” على تلقينهم درسا لا ينسى من جهة أخرى.

استفاد حافظ الأسد من أداء خصومه. بلور نظاما استمر بين 1970 و2011، تاريخ اندلاع الثورة الشعبية التي تعاني من حصار عالمي ومن رغبة واضحة لدى أطراف عدّة، إقليمية ودولية، في الانتهاء من الكيان السوري.

كان التخريب الذي تسبّب به يوسف زعيّن ورفاقه تخريبا موضعيا، في معظمه. استهدف هذا التخريب خصوصا نسيج المجتمع السوري، فضلا عن الحياة السياسية والاقتصاد على الرغم من أنّه لا يمكن الاستهانة بما خلفته حرب 1967 على الصعيد الإقليمي.

في عهد البعث اليساري، الذي تعبّر عن عقمه وعن الفراغين السياسي والاقتصادي اللذين يعاني منهما خسارة الجولان في مقابل المحافظة على النظام وحمايته، لم تكن المذهبية والطائفية أطلّت بتلك الوقاحة التي أطلّت بها في عهد حافظ الأسد.

المجموعة التي ضمت الدكتور نورالدين الأتاسي (الأول على اليسار) والدكتور يوسف زعين (الثالث على اليسار) والدكتور إبراهيم ماخوس (الأول على اليمين) واللواء صلاح جديد واللواء حافظ الأسد حكمت سوريا بين 1966 و1970.

في عهد الأسد الأب، الذي ساعدته رعونة خصومه في الوصول إلى السلطة وحكم سوريا التي صار اسمها “سوريا الأسد”، بدأت المنطقة تتغيّر، خصوصا بعد قيام الحلف الجديد بين طهران ودمشق مباشرة بعد الثورة الخمينية في 1979.

خاض هذا الحلف حربا مع العراق من منطلق مذهبي في العمق. كان الرابط المذهبي في أساس هذا الحلف الذي ما زال يعمل على تدمير لبنان بعدما قضى على كلّ أمل لدى الفلسطينيين في تحقيق بعض ما يصبون إليه على صعيد قيام دولة مستقلة لهم. حـارب حافظ الأسـد القـضية الفـلسطينية عـبر إغـراق ياسر عرفـات، أسير عقـدة الجغرافيا، في حروب لبنان رافعا في الوقت ذاته شعار “القرار الفلسطيني المستقلّ (مجرّد) بدعة”. قتل من الفلسطينيين، هو وأدواته اللبنانية والفلسطينية أكثر بكثير مما قتلت إسرائيل.

خدم يوسف زعيّن حافظ الأسد من حيث لا يدري. سهّل مع رفاقه انتقال سوريا من مرحلة السقوط تحت حكم المخرّبين الهواة إلى حكم المخرّب المحترف والماكر الذي يصعب في السنة 2016 التكهّن بكمية الضرر الذي سيلحقه ابنه بالبلد نفسه وبالمنطقة كلّها.

مسكينة سوريا التي كانت، ولا تزال، تمتلك بعض أفضل العقول في المنطقة كلّها، بدليل المشاركة في نهضة لبنان في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي في حقول التجارة والصناعة والمصارف والمقاولات والبناء.

شارك في حكم سوريا هواة من نوع يوسف زعيّن تمهيدا للوصول إلى محترف من طينة حافظ الأسد عرف كيف يتاجر بالجولان وفلسطين وبعدائه لصدّام حسين، في حين كان يؤمن في قرارة نفسه بأن الانتصار على لبنان، وهو الانتصار شبه الوحيد الذي كان يعني له شيئا، بديل من الانتصار على إسرائيل!

 

يوم إعادة تأهيل إيران..

إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/16

ماذا سيترك باراك أوباما لخلفه في البيت الأبيض؟

على الأقل وضع الشرق الأوسط لا يبدو مطمئنًا، في هذه اللحظات، مع رفع المجتمع الدولي العقوبات المفروضة على إيران. عمليًا، المجتمع الدولي أعاد تأهيل إيران، وقرّر تصديق قادتها والوثوق بخطها السياسي، والتغاضي عن كل تجاوزاتها دوليًا وإقليميًا – بل ومحليًا أيضًا – حيث يمارس النظام «الديمقراطية» بطريقته الخاصة. إنه نظام يضم حكومة لا تحكم، ويرأسه «مرشد أعلى» يرشد ويوجّه ويأمر بالتنسيق مع ميليشيا اسمها «الحرس الثوري». مع هذا، لا يجوز الاستهانة بما فعلته هذه «الحكومة التي لا تحكم». فمنذ انتخاب حسن روحاني رئيسًا لإيران صارت هناك أولويات واقعية تختلف عن جموح مرحلة محمود أحمدي نجاد. وسياسيًا واقتصاديًا وإعلاميا وأمنيًا، صارت «العلاقات العامة» السمة الغالبة على مرحلة روحاني، بموافقة «المرشد» و«الحرس». وبين أبرز نجوم هذه المرحلة وزير الخارجية محمد جواد ظريف و«فريقه» من رجال الدبلوماسية والاستخبارات والتعامل مع «اللوبيات» الخارجية، وبالأخص، في الولايات المتحدة.

ولكن ثمة من يقول، إن هذه النقلة المهمة لم يحققها انتخاب روحاني بل كان انتخابه من «السيناريو» المرسوم لها. ذلك أن مجموعة الناشطين لمصلحة نظام طهران في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول الغربية النافذة لم تُزرع وتغذّى بعد انتخاب الرئيس الجديد، بل نشط بعضها في دهاليز شراء النفوذ وبناء الصلات المصلحية الوثيقة قبل عقود. ومن ثم، فإن بذور عملية إعادة تأهيل إيران والترحيب بها شريكًا إقليميًا زُرعت منذ زمن غير قصير، حتى خلال فترة العداء اللفظي المرير بين طهران وواشنطن في عهد رونالد ريغان. ويكفي تذكّر صفقة «إيران – كونترا» التي نُسي معها «الشيطان الأكبر» تمامًا.

في هذا السياق يغدو عهد روحاني التطور المطلوب لإحداث تغيير استراتيجي في المشهد الجيو - سياسي في الشرق الأوسط. وفي هذه الحالة فهو لا يختلف كثيرًا عن ظهور تنظيم داعش الذي ولد في ظروف غير مألوفة، متسمًا بتركيبة غامضة وممارسات مشبوهة.

وحقًا ها هي إيران تطرح نفسها عبر روحاني، ووزير خارجيته، للعالم على أنها «شريكة».. ليس في مجال التنمية والاستثمارات المجزية فحسب، بل في مجالي مكافحة الإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان، بما فيها الأقليات، أيضًا. غير أن هذا الادعاء ما كان له أن يمرّ لولا حقيقتان:

- الأولى، الاستثمار الإيراني الدؤوب لأذرعها في الخارج.

- الثانية، فهمها أن عالم السياسة يقوم على المصلحة لا المبادئ وفروسية الخلق.

هاتان الحقيقتان، الموجودتان في صلب تفكير نظام طهران منذ 1979، مكّنتا القيادة البراغماتية الحالية في طهران من الاستفادة من دعم شخصيات مؤثّرة وقريبة من مراكز القرار في الكثير من العواصم العالمية، ومن ثم، إقناع المواطن العادي في أميركا وأوروبا بأنها طرف «مفيد» على عدة أصعدة بعكس خصومه الإقليميين، وأنها «لاعب يعرف أصول اللعبة» حتى وإن كان يتبع أسلوب المزايدة في الإسلام والثورية والعداء للغرب وإسرائيل. لقد جاء «الربيع العربي» ليكشف حقيقة مهمة لا بد من الاعتراف بها، هي أن عالمنا العربي لم يكن متحسّبًا للتغيير ولا مدركًا أبعاده وثمنه. وحتى هذا اللحظة، على الرغم من كل ما شهدته الأقطار العربية التي مرّ بها ذلك «الربيع»، نجد أن الرأي العام العربي ما زال منقسمًا حول المصير، ومرتبكًا إزاء ما عليه فعله. هذا الوضع أتاح للقوى الثلاث غير العربية في الشرق الأوسط، أي إسرائيل وإيران وتركيا، أن تظهر كدول فاعلة إقليميًا، ترى «من حقها» الدفاع عمّا تعتبره «مصالحها الحيوية» في ظل التشرذم العربي. وبالنسبة لإسرائيل أطلق يد الليكود وقوى اليمين المتطرّف في إسقاط أي فرصة لتسوية سلمية تحفظ للفلسطينيين حق تقرير المصير. ولكن على مستوى آخر، وصل الاستقطاب المذهبي «السنّي – الشيعي» إلى مرحلة التطهير الديموغرافي وتقسيم الكيانات كما يحصل في مناطق عدة في سوريا ومحافظة ديالى في العراق. كان «الخطاب المذهبي» الإيراني المنقول عبر شعارات «تصدير الثورة» وممارستها قد أطلق صافرة البداية بناء ولاءات مذهبية متطرفة ومسلحة، فإن رد الفعل كان مسألة وقت ليس إلا. وفعلاً، جاء رد الفعل بعدة وجوه، أبرزها: نجاح الأحزاب والقوى الإسلامية المتشدّدة في تعزيز مواقعها حتى في دول عربية وإسلامية علمانية كتونس وتركيا. وبروز جماعات سنّية متشدّدة ردًا على الهيمنة الطائفية السياسية والميليشياوية الشيعية (أو اللاسنّية) في العراق وسوريا ولبنان. لقد كان تأسيس نظام طهران ميليشيات مذهبية مسلحة خطوة عملية مهمة على صعيد «تصدير الثورة» بعد اصطدامه بـ«حرب الخليج الأولى» (الحرب العراقية – الإيرانية). وأثبتت الأيام أن نموذج حزب الله اللبناني، واختراق الساحة الفلسطينية بدعم منظمات سنّية، واستثمار «مقاومة» إسرائيل كان خير وسيلة لتصدير الثورة؛ ذلك أن إيران لم تنجح بتجييش الشيعة في مناطق كثافتهم فحسب، بل حيّدت أيضًا قطاعًا واسعًا من السنّة، وعزّزت أيضًا حضورها مع استحواذها على قواعد يسارية وقومية «تيتّمت» بعد انهيار الاتحاد السوفياتي و«كامب ديفيد». ما يحدث اليوم في المنطقة، ما كان ليحدث من دون مناخ دولي مساعد، وبالأخص في الولايات المتحدة. وسياسة واشنطن على الأرض باتت واضحة من دون الحاجة للتوقف طويلاً أمام التصريحات. والبديهي أن المصالح الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة وكبريات الدول الغربية أسهمت في اتخاذ قرار إعادة تأهيل إيران، لكنها تأتي على حساب كوارث إنسانية وتغييرات ديموغرافية وكيانات فاشلة وأحقاد عرقية ومذهبية باهظة التكلفة. العواصم الغربية لن تكترث بكل هذا، لأنها قرّرت أن ترى في «داعش» اختصارًا كافيًا لعموم السنّة في المنطقة، وأن تراهن على إيران حليفًا لها في الحرب الكونية على الإرهاب السنّي.. حصرًا. قد تنجح هذه السياسة على المدى القصير، لكنها محكومة في النهاية بالفشل لأنها أضمن وسيلة لتغذية التطرف والتعصب. هذا هو الشرق الأوسط الذي سيقذف لاجئيه إلى أوروبا، والذي يعد به باراك أوباما خلفه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل!

 

تثقيف لاجئي أوروبا أهم من إطعامهم

عبد الرحمن الراشد /الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/16

هناك أكثر من مليون شخص يمثلون هدية مجانية للجماعات المتطرفة، حلّوا في القارة الأوروبية، بعيدًا عن معسكرات اللاجئين التي تركوها خلفهم. وقد سبقتهم إلى أوروبا الجماعات المتطرفة، التي تتمتع بحرية أكثر في التعبير والنشاط المجتمعي. اللاجئون الذين جاءوا بحثًا عن ملاذ وحياة جديدة، قد يصبح بعضهم هدفًا للمتطرفين الذين يريدون توسيع وجودهم ونشاطهم بما فيه العمل على بناء الإرهابي، أو على الأقل نشر الفكر المتطرف الذي يجعلهم لاحقًا جمهورًا تابعًا، مناهضًا للمجتمع الذي يعيشون فيه. لكن ومنذ بداية تدفق الفارين من حرب سوريا، عابرين تركيا إلى أوروبا بأعداد ضخمة غير مسبوقة، ونحن نشرف على دخول مرحلة جديدة من الأزمات التي، على الأرجح، ستبقى طويلاً حتى لو آل الصراع السوري إلى الحل النهائي. ومع أن مليون لاجئ، معظمهم سوريون، ليس رقمًا كبيرًا في قارة يقطنها نحو ثلاثمائة مليون إنسان، وليس عددهم بالمشكلة العويصة حتى في حساب الدولة المضيفة الأكبر، ألمانيا، التي تستطيع استيعابهم ضمن اقتصادها الحي الكبير، فإن مشكلتهم كبيرة ثقافيًا، اجتماعيًا، أمنيًا. المخاطر حقيقية تتهدد المليون إنسان، الذين هم ضحايا للحرب البشعة التي شردت ظلمًا أكثر من عشرة ملايين سوري آخر، مع بضعة ملايين آخرين من العراقيين. المليون لاجئ في أوروبا معرضون للاستغلال واستخدامهم كرة في هذه اللعبة التي تزداد تعقيدًا وخطورة. هناك قوى تتصارع عليهم في أوروبا، من مناهضي اللاجئين، إلى المحتجين على البطالة، إلى الجماعات الموالية للنظام السوري والإيراني، وبالطبع أكثرهم خطورة المتطرفون والمتعاونون مع تنظيمات إرهابية، مثل «داعش» و«جبهة النصرة».

ومن مصلحة السلطات الألمانية، والأوروبية عمومًا، استباق الإشكالات المحتملة، بعدم تركهم فريسة للمتطرفين الذين قد ينشأون داخلهم، وكذلك من الذين يتواصلون معهم بدعاوى الدعم الإنساني. نقترح الاهتمام بتأهيل هذه الجموع فكريًا للعيش بكرامة، والتعايش مع المجتمع الجديد الذي استضافهم، ويحترم عقائدهم وحقوقهم، ويتوقع منهم الشيء نفسه تجاه الغير. حاليًا التركيز الشعبي والحكومي في أوروبا هو الاهتمام بمساعدة الناس بالسكن والطعام والدفء وأوراق إقاماتهم النظامية، لكن الذي لا يقل أهمية عن إطعام اللاجئين الغرباء على القارة هو تثقيفهم، من أجل أن ينخرطوا بيسر، وحتى يواجهوا محاولات استغلالهم من قبل المتطرفين. ولا أتصور أن هناك برامج تأهيلية معدّة بعد لمثل هذه الأرقام الكبيرة من اللاجئين، حيث لا توجد أمام الحكومات، مثل الألمانية، سوى التهديد بطرد كل من يثبت تورطه في نشاطات عدوانية أو إجرامية، وهذا يعني أنه يعالج نسبة صغيرة من المليون لاجئ. أما التحدي الصعب فهو تحصين الأغلبية فكريًا من سعي المتطرفين للتغلغل بينهم، وتحويلهم من شاكرين إلى باغضين، وإلى أناس متطرفين في حالة رفض وصدام مع المجتمع الجديد الذي يعيشون وسطه. وأنا واثق أن هناك إمكانية لنشر ثقافة التعايش والتسامح مستمدة من ثقافة اللاجئين الإسلامية، والشرق أوسطية، التي انهارت في العقود الثلاثة بفعل دخول الفكر المتطرف والكراهية، مرافقًا للحروب المستمرة.