المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january18.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ

فلا تَسْتَحْيِ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، ولا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلْ شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فارس بويز والعهر/الياس بجاني

أحزاب لبنان شركات تجارية والمحازبين فيها زلم وأتباع/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

زوجة أحد مقاتليه الجرحى: ألفا قتيل من »حزب الله« في سورية

هل تحوّل «أمن مطار بيروت» إلى أداة من أدوات الصراع السياسي؟

لبنان في مرمى فصلٍ جديد من استقواء حلفاء إيران والنظام السوري ودينامية الاستحقاق الرئاسي مرشّحة للتراجُع ... و«تعويم» الحكومة على المحكّ

تخلية سماحة تتفاعل وتخلط الأوراق الرئاسية و «حزب الله» متوجس من تقارب عون - جعجع

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 17/1/2016

النائب الأردني عبيدات: حزب الله مجرم

خطف كويتي من داخل مزرعته في قب الياس

 جعجع: لإحالة قضية سماحة على المجلس العدلي

حقيقة دعم السعودية لجعجع بقرار ترشيح عون

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

علي يعقوب ردا على بعلبكي: لدينا دليل على التواصل مع وكيلة القذافي

مستشار الرئيس بري يرد على علي يعقوب

مستشار ريفي اجتمع بلجنة الموقوفين الاسلاميين في رومية واتفاق على تعليق الاضراب المفتوح عن الطعام مؤقتا

طلال المرعبي: الطريقة الاستفزازية لخروج سماحة ضاعفت الانشقاق والانقسام

باسيل من جبيل: المحازبون قدوة في ممارسة حقهم الديموقراطي

كاتشا ترأس قداسا لراحة نفس بييتون: كان لديه حس حقيقي لكرامة كل إنسان

قاسم هاشم: الحوار ضرورة وطنية في ظل التوترات

فنيش: بتنا أمام داعشية سياسية لا تقبل الآخر في موضوع سماحة

قاووق: الاتفاق النووي الإيراني إنجاز استراتيجي وانتصار إيران سيعزز محور المقاومة في المنطقة

الراعي من حريصا: الممارسة الهدامة للعمل السياسي شلت الحياة الاقتصادية وفتحت الباب امام آفة الهجرة

سليمان: لم ولن نشترط تسمية أحد العضوين في المجلس العسكري مقابل القبول بتسمية الثاني

سلهب: قرار إخلاء سبيل سماحة قانوني ولا لبس فيه وتوقيفه كان سياسيا

وفاة عسكري احتراقا نتيجة اندلاع النيران في سيارته في بلدة مغدوشة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

باحث إيراني يكشف للمرة الأولى تفاصيل الرحلة الأخيرة إلى ليبيا: القذافي ذوّبَ جثة الصدر بالأسيد بناء على أوامر حاشية الخميني

نتانياهو: رفع العقوبات يمنح إيران المزيد من الوسائل لأنشطتها الإرهابية

محادثات بين خادم الحرمين والرئيس المكسيكي وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وشريف يزور السعودية اليوم وإيران غداً في إطار وساطة باكستانية بين البلدين

الرئيس التشيكي: اندماج المسلمين في أوروبا مستحيل

هكذا تحيا إيران… ويموت أتباعها من الشيعة العرب…

علي العاملي/جنوبية

روحاني:الاتفاق النووي يفتح فصلا جديدا في علاقات ايران مع العالم

داعش يخطف اكثر من 400 مدني اثر الهجوم على دير الزور في سوريا

 نتانياهو: لن نسمح لايران بحيازة سلاح نووي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال سماحة أو «الممانع الكامل»/وسام سعادةLالمستقبل

عندما يلبس «حزب الله» قميص الإرهاب.. الأسود/علي الحسيني/المستقبل

اليوم اكتملت قصة اختفاء موسى الصدر/داود الشريان/الحياة

إعلان الوصاية الإيرانية على لبنان/خيرالله خيرالله /العرب

الساحة اللبنانية منصة خلفية للصراع السياسي الإقليمي/محمد الحمامصي/العرب

عملية تزوير لبيع أراضي مغتربين متوفين في إبل السقي "بطلها" سجين سابق متوار وشريكان في قبضة العدالة/رونيت ضاهر/النهار

ميشال سماحة كما روى زاهي البستاني/ايلي الحاج/النهار

الجمهورية أم الرئيس/نبيل بومنصف/النهار

بعد الرد المحدود على اغتيال القنطار هل تكون حرب تموز هي الأخيرة مع إسرائيل/اميل خوري/النهار

رفع العقوبات يعيد إيران إلى الحضن الدولي لا يريح "حزب الله" بل يزيد التشدد الأميركي/ سابين عويس/النهار

رفع العقوبات يعيد إيران إلى الحضن الدولي لا يريح "حزب الله" بل يزيد التشدد الأميركي/ سابين عويس/النهار

بري للراعي: الا يوجد لدى الموارنة غير «الخلفاء الراشدين الاربعة»/سيمون ابو فاضل/الديار

«عودة إيران» إلى العالم تفويض لها في الإقليم/جورج سمعان/الحياة

عطايا إيران الملغومة/فاروق يوسف/العرب

لا "شيك على بياض" لإيران/علي بردى/النهار

ميشال سماحة أو «الممانع الكامل»/وسام سعادة/المستقبل

عندما يلبس «حزب الله» قميص الإرهاب.. الأسود/علي الحسيني/المستقبل

إنه «النكد» إذن/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

اليوم التالي للاتفاق الإيراني/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ

"إنجيل القدّيس متّى16/من24حتى28/: "قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

 

فلا تَسْتَحْيِ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، ولا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلْ شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل

"رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس01/من01حتى11/: "يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ رَسُولِ المَسِيحِ يَسُوع، بِمَشِيئَةِ الله، وَفْقًا لِوَعْدِ الحَيَاةِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوع، إِلى طِيمُوتَاوُسَ ٱبْنِي الحَبِيب: أَلنِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآبِ والمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا! أَشْكُرُ اللهَ الَّذي أَعْبُدُهُ كمَا عَبَدَهُ أَجْدَادِي، وأَنَا أَذْكُرُكَ بِغَيْرِ ٱنْقِطَاعٍ في صَلَواتِي لَيْلَ نَهَار. وأَتذَكَّرُ دُمُوعَكَ، فأَتَشَوَّقُ أَنْ أَراكَ لأَمْتَلِئَ فَرَحًا، كمَا أَتَذَكَّرُ إِيْمَانَكَ الَّذي لا رِيَاءَ فِيه، والَّذي رَسَخَ أَوَّلاً في جَدَّتِكَ لُوئِيس، وفي أُمِّكَ أُونِيقَة، وإِنِّي وَاثِقٌ أَنَّهُ راسِخٌ فِيكَ أَنْتَ أَيْضًا. لِذلِكَ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُذَكِّيَ مَوهِبَةَ اللهِ التي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ. فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والمَحَبَّةِ والٱعْتِدَال. فلا تَسْتَحْيِ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، ولا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلْ شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، مُتَقَوِّيًا بِالله، الَّذي خَلَّصَنَا ودَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَة، لا وَفْقًا لأَعْمَالِنَا بَلْ وَفْقًا لِقَصْدِهِ هُوَ ونِعْمَتِهِ، الَّتي وُهِبَتْ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة. لكِنَّهَا أُعْلِنَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا الْمَسِيحِ يَسُوع، الَّذي أَبْطَلَ الْمَوْت، فأَنَارَ الحَيَاةَ وعَدَمَ الفَسَادِ بَوَاسِطَةِ الإِنْجِيل". الَّذي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ مُبَشِّرًا ورَسُولاً ومُعَلِّمًا.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

فارس بويز والعهر
الياس بجاني/17 كانون الثاني/16
فارس بويز صهر الرئيس الهراوي، الصهر "التعتير" و"البهدلة" ونائب كسروان "انقطاع الكهرباء" ما غيرو بوقاحة وقلة حياء اليوم وعبر ال بي سي ادعى العفة والوطنية والشرف والشفافية وهو عملياً وواقعاً وتاريخاً ملك متوج في كل فنون العهر والعمالة...فعلا انه زمن محل وماحلين

 

أحزاب لبنان شركات تجارية والمحازبين فيها زلم وأتباع

الياس بجاني/17 كانون الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/17/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88/

للأسف في لبنان الحرف والرسالة وجبران والقداسة في أيامنا هذه، أيام المحل والبؤس والفساد والفوضى والتفلت القيمي والقانوني والإيماني والأخلاقي وعلى كافة الصعد، فإن الأحزاب اللبنانية وطبقاً للمعاير الحزبية كافة في دول العالم الحر والغربي تحديداً هي كلها ودون استثناء واحد شركات عائلية وتجارية تبغي الربح وتأمين مصلحة ونفوذ صاحب أو أصحاب الشركات هذه.

من هنا فبالمنطق والعقل والحجة والواقع التعيس المعاش من العبث الدخول في أي نقاش علمي أو واقعي وعقلاني مع أي حزبي كائن من كان بغير هوى وخيارات وتحالفات وغرائزية ومزاجية صاحب الشركة الحزب.

كما أن نوعية وخامة وثقافة الحزبيين “الموظفين” وعلى أي مستوى حزبي كان هي بوقية وصنجية وغالباً غنمية.

باختصاروبصراحة لابطة فإن كل منتمني لحزب لبناني أكان مسيحياً أو درزياً أو مسلماً هو قابل طوعاً وبفرح بوضعية “الزلمي والتابع”، وهو دون تفكير وجهد وبغياب لأي حاسة نقد يسير خلف ومع صاحب الشركة الحزب على عماها في كل مساراته وخياراته وتحالفاته وبهلوانياته وحقده وفرحه وغضبه وثوراته، وبالروح والدم يفديه، والأمثلة نراها ونسمعها ونعيشها كل يوم وكلها مآسي وبلاوي “متلتلة”.

ومن في هذه الأحزاب من محازبين ونواب واعلاميين وأنفار هم أشبه بالموظفين “التارسو”، ومهمتهم الوحيدة والأكيدة هي تنفيذ قرارات أصحاب الشركات الأحزاب ع عماها والهوبرة، وهم لا رأي ولا قول لهم في أي  قرار او موقف حزبي، ومن يعارض لا مكان له في جنة الشركات الأحزاب هذه.

يشار هنا إلى أن نسبة المنتمين للأحزاب كافة في لبنان لا تتعدى ال 10% في أفضل الأحول، وهذه نعمة، وبالتالي الزلم والأتباع هؤلاء هم أقل من أقلية ولا يمثلون غالبية الشعب اللبناني.

هذا واقع تعيس بالتأكيد، وهو للأسف واقع معاش بكل معاناته والمآسي، ولا خلاص للبنان وللبنانيين منه بغير القضاء على ثقافة التزلم والتبعية وخلق احزاب ديموقراطية بغير مفاهيم وعقلية الشركات والغنمية والتوريث العائلي.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني: تغريدات ومسامير تحاكي اجرام سماحة وكل من هو شريك لحزب الله

17 كانون الثاني/16

ما دام الحريري يصر على ترشيح فرنجية وجعجع يهدد بترشيح عون فهما شركاء لسماحة إن لمن يعلن عون وفرنجية موقفاً مستنكرأ لإطلاق سراح سماحة المجرم.

لأن عون وفرنجية لم يعلنا أي موقف مستنكر لإطلاق سراح سماحة المطلوب من جعجع والحريري التوقف فوراً حتى عن التفكير في ترشيحهما لموقع الرئاسة.

موقف السنيورة المرتفع أمس كنا سمعنا مثله بعد كل جريمة اغتيال طاولت 14 آذاري غير أنه والحريري يلحسا مواقفهما دائما ويعودان إلى أحضان حزب الله وبري.

لا فرق بين ميشال سماحة وبين فرنجية وعون كون الثلاثة ملحقين كلياً لحزب الله وشركاء معه في كل إجرامه أو على الأقل يغطونها.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

زوجة أحد مقاتليه الجرحى: ألفا قتيل من »حزب الله« في سورية

بيروت – »السياسة«/18/01/16/كشفت زوجة عنصر في حزب الله« أصيب خلال مشاركته مع ميليشيا الحزب في القتال بسورية لصالح نظام الرئيس بشار الأسد، أن عدد قتلى الحزب وصل إلى 2000 قتيل. وذكر موقع »جنوبية« اللبناني، أن سيدة في مستشفى الرسول الأعظم، برفقة زوجها المصاب بجروح بليغة، بعد تعرضه لشظايا »قذيفة تسببت باقتلاع إحدى عينيه وتشوّهات في الرأس« بعد مشاركته في القتال بصفوف ميليشيا »حزب الله« في سورية، قالت »إن خسائر »حزب الله« تخطت الـ 2000 قتيل«. وأضافت السيدة المكلومة بإصابة زوجها التي أوصلته الى درجة الإعاقة إنها استقت هذا العدد »من الزوّار رفاق زوجي الذين يزورونه وهم متفرّغون كلياً في حزب الله وبالوقت نفسه يقاتلون في سورية، وأسمعهم يتبادلون الأحاديث مع زوجي عن فلان قتل وفلان جرِح«. وعبرت عن ألمها الشديد لما حل بزوجها جراء مشاركته »حزب الله« القتال في سورية، قائلة »شو دخلنا بسورية« (ماعلاقتنا بسورية؟)، مضيفة »يا أخي أريد أن أفهم، هل كتب القهر والبكاء والحسرة على أهل الجنوب؟«، في تعبير عن »صرخة صامتة وموجعة« ترفض كل ما يجري »من تدخّل على الساحة السورية، على حساب دماء وخيرة شباب الطائفة الشيعية«. وأكّد موقع »جنوبية« وجود حالات كثيرة بلغت المئات، كحال تلك السيدة التي كانت تتحدث بصوت خفيض كيلا يسمعها أحد في المستشفى، مشيراً إلى أن ما يمنع وصول صوتهم ومآسيهم الى وسائل الإعلام هو »الصمت والسكوت وكمّ الأفواه والخشية من المجاهرة من شأنه أن يمنع هؤلاء الناس من الكلام«. ودعا إلى وجوب أن »ينفجر هذا الصمت كالبركان« ويجرف بانفجاره كل الغبن الذي »فُرِض على الطائفة الشيعية« بعد »التكاليف الشرعية الغامضة« والتي تصب في مصلحة »الآخرين تحت ستار الدِّين«. من جهة أخرى، نفت وزارة الداخلية اللبنانية ما تداوله بعض وسائل الاعلام عن كشف محاولة تفجير طائرة تابعة لإحدى شركات الطيران الاوروبية، في اشارة الى الخطوط الجوية الفرنسية، في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وأكدت أن هذا الخبر عار من الصحة تماماً وان كل المعلومات المتداولة بشأنه أياً كان مصدرها تصب في محاولة تعطيل العمل في المطار من خلال اختلاق روايات لا تستند الى اي واقع.

بدورها، أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية ان ما نشر في هذا الخصوص لا اساس له من الصحة. وكان الوزير السابق وئام وهاب كشف عبر »تويتر« عن ان الاميركيين افشلوا محاولة في 8 الجاري لتفجير احدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية الفرنسية عبر مطار بيروت كان سيقوم بتنفيذها تنظيم »داعش« وانهم أبلغوا الفرنسيين بذلك. في سياق منفصل، أكدت عائلة النائب السابق الموقوف حسن يعقوب ان قضية توقيف الأخير هي قضية سياسية بامتياز. وكشفت اوساط مقربة من عائلة يعقوب لـ«السياسة« انها بصدد تصعيد تحركاتها رفضا لابقاء ابنها في السجن من دون وجه حق بعدما تبين بوضوح ان توقيفه سياسي، منتقدة احجام قيادات الطائفة الشيعية السياسية عن التدخل في القضية احقاقا للحق ورفع الظلامة عن يعقوب.

 

هل تحوّل «أمن مطار بيروت» إلى أداة من أدوات الصراع السياسي؟

الإثنين، 18 يناير 2016 / بيروت - «الراي»

ماذا وراء دفْع ملف «أمن المطار» الى واجهة الاهتمام؟ وما خلفيات إثارة «غبار» حول عناوين قديمة - جديدة تتصل بالثغر فيه؟ وهل من «قطبة مخفية» وراء مناخ «التخويف» الذي كان بدأ إعلامياً من خلال الحديث عن تلويح شركات طيران غربية بوقف استخدام مطار رفيق الحريري الدولي، قبل ان يفجّر الوزير السابق وئام وهاب «قنبلة» إعلامية من خلال إعلانه إحباط عملية إرهابية لـ «داعش» كانت ستستهدف في 8 الجاري طائرة تابعة لشركة «إير فرانس» في مطار بيروت؟

هذه الأسئلة التي تدافعت فجأة، قابلتها أوساط مطلعة في بيروت بإشارتها عبر «الراي» إلى ان بروز موضوع أمن مطار رفيق الحريري الدولي بقوة الى الضوء اخيرا ليس بريئاً ابداً، مشيرة في هذا السياق الى ان ما جرى السبت بدا مثيراً للريبة. اذ لم يكد وزير الأشغال العامة غازي زعيتر يفرغ من مؤتمر صحافي طمأن عبره المواطنين والمسافرين الى سلامة الإجراءات الأمنية في المطار ومتحدثاً عن تقدم كبير في مواصفات السلامة، حتى انبرى الوزير السابق وهاب الى إطلاق «تغريدة» عن تهديد إحدى رحلات شركة «اير فرانس» من «داعش»، الأمر الذي كذّبته الشركة ووزارة الداخلية اللبنانية.

وفيما لاحظت هذه الأوساط ان ما حصل اول من امس يأتي بعد إثارة واقع وجود ثغر إدارية وتنسيقية وأمنية في المطار، عبّرت عن خشيتها من ان يكون ذلك «مؤشراً سلبياً من مؤشرات الصراعات السياسية وتوظيفها في المجال الأمني بما يرتدّ بعواقب وخيمة على البلاد».

وكان وهاب أطلّ عبر «تويتر» سائلاً «هل صحيح ان عملية اكتشفت لتفجير طائرة إير فرانس من قبل داعش في مطار بيروت»، قبل ان يوضح ان «العملية كانت ستتم يوم الثامن من يناير وشبيهه بعملية تفجير الطائرة الروسية وكشفتها الاجهزة الاميركية وبلغت الفرنسيين»، لافتاً في تغريدة ثانية الى أنه «لم يتم اختراق المطار لكن العمليه اكتشفت في مرحلة التحضير». وفيما نقل تلفزيون «LBCI» ان جهازاً أمنياً غربياً أبلغ الى الأجهزة الأمنية اللبنانية قبل نحو اسبوعين إمكان حصول عمل أمني يستهدف طائرة لإحدى الشركات الاوروبية، نفت «اير فرانس» عبر احد مسؤوليها في بيروت «أي معلومة متصلة بما يشاع عن إحباط اعتداء في مطار بيروت»، مؤكدة أن «برنامج الرحلات مستمر بشكل طبيعي ولم يطرأ عليه أي تغيير»، قبل ان تعلن في بيان لها امس انها «كما بقية شركات الطيران العاملة في لبنان، تعمل مع السلطات اللبنانية المختصة للتأكد من ضمان سلامة الركاب وذلك وفقاً للتعليمات الأمنية المعتمدة في مطار بيروت، كما تقوم الشركة بالاتصال بالسلطات عيْنها للوقوف على ماهية التهديدات الواردة».

وفي السياق عينه، صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الداخلية نهاد المشنوق بيان جاء فيه: «تداولت بعض وسائل الاعلام أخباراً وتصريحات تتحدث عن كشف محاولة تفجير طائرة تابعة لاحدى شركات الطيران الاوروبية في مطار رفيق الحريري الدولي. ان هذا الخبر عار تماماً عن الصحة، وكل المعلومات المتداولة حوله، اياً كان مصدرها، تصبّ في محاولة تعطيل العمل في مطار بيروت من خلال اختلاق روايات لا تستند الى اي واقع». وأضاف: «الحقيقة ان لجنتين فنيتين من الخبراء في سلامة الطيران من فرنسا وبريطانيا زارتا مطار رفيق الحريري الدولي، وأبدتا ملاحظاتهما بشأن مسار العمل الإداري والفني والأمني في المطار، بما يتطابق مع المعايير الدولية الضامنة لأمن المسافرين ولتسهيل حركتهم داخل المعابر الأمنية. وقد تحرك وزير الداخلية نهاد المشنوق باتجاه رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزير الأشغال العامة، لمعالجة النقص الوارد في تقرير الخبراء والذي يتناول ثلاث نقاط خلل: الأولى تتعلق بوحدة التنسيق بين الادارات المختلفة في المطار، وقد تمت معالجة هذا الأمر مرحلياً إلى حين صدور قرار وزاري بتعيين الهيئة الناظمة للطيران المدني. والنقطة الثانية تتصل بزيادة العديد في قوى الأمن في جهاز أمن المطار، وقد تم إلحاق 37 عنصراً الأسبوع الماضي، على ان يستكمل العدد في أقرب مدة ممكنة. اما النقطة الثالثة فتتعلق بالشأن الأمني التقني. وسبق لوزارتي الداخلية والأشغال العامة ان وقعتا عقوداً مع شركات دولية لتزويد المطار بكل حاجاته من التقنيات الضرورية وفق المعايير الدولية، وقد ارسلت هذه العقود إلى رئاسة الحكومة باعتبارها جزءاً من الهبة السعودية الثانية التي تقاسمتها وزارة الداخلية مع الجيش لأجهزتها الأمنية. والمعروف ان عقود الهبة السعودية الثانية توقفت بمعظمها لأسباب تتعلق بالواهب. ولذلك فان اللجنة التي شكلت في مجلس الوزراء الأسبوع الماضي برئاسة الرئيس تمام سلام ستبحث في أول اجتماع لها في تأمين التمويل اللازم لهذه العقود والبدء في تنفيذها».

وأكدت وزارة الداخلية «الجهد الحثيث الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في المطار لضمان أمن المسافرين، في انتظار استكمال ما هو ضروري لها من تجهيزات أمنية»، مشددة على «ان أمن المسافرين يحظى بجهد استثنائي مما يجعل المطار آمنا لكل المسافرين».

 

لبنان في مرمى فصلٍ جديد من استقواء حلفاء إيران والنظام السوري ودينامية الاستحقاق الرئاسي مرشّحة للتراجُع ... و«تعويم» الحكومة على المحكّ

الإثنين، 18 يناير 2016/يزداد تَلبُّد الأجواء المتوتّرة في لبنان على نحوٍ يثير قلقاً متصاعداً لدى أوساط لبنانيّة واسعة الاطلاع تخشى ان تكون البلاد على مشارف دفْع أثمان إضافية لتطوراتٍ إقليمية ودولية متعاقبة كما لواقع الفراغ المؤسساتي الذي يحكم الفوضى الداخلية. وتلفت هذه الاوساط عبر «الراي» الى ان العاصفة السياسية والشعبية التي أثارتها تخلية الوزير السابق ميشال سماحة والتي تتصاعد لليوم الرابع تزامنتْ مع بداية تنفيذ الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وهو التطوّر الذي يفترض ان يرخي ذيولاً من التهدئة، فاذا بلبنان يبدو كأنه يدخل مرحلة تصعيد جديدة سواء كان لهذا التزامن علاقة بذلك ام لم يكن. ومعنى ذلك في رأي الاوساط نفسها ان القوى المتحالفة مع ايران والنظام السوري بدأت تتصرف داخلياً بطريقة مثيرة لكل الخشية المبرَّرة من الاستقواء بالتحولات الظرفية التي تأتي لمصلحة ايران ونظام الرئيس بشار الأسد، اذ انه ليس خافياً ان تخلية محكمة التمييز العسكرية لميشال سماحة أدرجته قوى 14 آذار وسواها في خانة استقواء حلفاء دمشق وطهران في لبنان بتحوّلات ميدانية في سورية لمصلحة نظام الأسد.

واذا كانت الأوساط عيْنها لا تُسقِط أثر «التنازلات» التي برزت مع تَسابُق كل من الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع على ترشيح كل من النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية على سلوكيات حلفاء دمشق وطهران، فإنها تعتقد ان ترددات العاصفة الحادة التي تركها اطلاق سماحة في السياسة والشارع باتت تُصعِّب على أقطاب قوى 14 آذار المضي بعدها بالأساليب السياسية المرنة نفسها على كل الصعد. وكشفت الأوساط في هذا السياق ان الوقفة الاحتجاجية التي نفذها عدد كبير من نواب 14 آذار و«اللقاء الديموقراطي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط قبل ظهر اول من امس عند ضريح الرئيس رفيق الحريري في وسط بيروت، ومن ثم تلاوة الرئيس فؤاد السنيورة بياناً اتسم بأعنف حملة على المحكمة العسكرية ورفض لسلطة «جماعة القمصان السود»، اي «حزب الله»، إنما شكّل الرسالة الاقوى التي اتُفق عليها بين قادة 14 آذار والنائب جنبلاط على المضي في هذه المواجهة معاً. وتشير الأوساط الى ان المناخ الذي يسود راهناً قوى 14 آذار يوحي بمعطيات قد تتراجع معها الى حدودٍ بعيدة الدينامية السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، سعياً الى احتواء الغضب الواسع الذي تَفجّر في شارع القوى السنية والمسيحية خصوصاً، والذي برز عبر التجمعات والاحتجاجات المتواصلة. ولكن الاوساط نفسها تقول انه يتعين مراقبة الأسابيع القليلة المقبلة لمعرفة صدى الحملات المتصاعدة على القضاء العسكري في قضية سماحة وما اذا كانت قوى 14 آذار ستتمكن مثلاً من فرض وقائع جديدة وكيف ستتصرف 8 آذار مع التعبئة الكبيرة التي أعادت شد عَصّب شارع 14 آذار.

ولا تستبعد الأوساط ان يكون مجمل المناخ الذي سبق إطلاق سماحة عرضة للخرْبطة، وهو الأمر الذي تخشى منه مراجع رسمية. فالحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» الذي سجّل بعض التطرية في الأجواء، سيكون عرضة مرة أخرى للتساؤلات حول جدوى انعقاده، كما ان العمل على تفعيل الحكومة ربما يتأثر سلباً بالحملات السياسية الحادة وتبادُل السجالات بين 14 آذار وحزب الله. ويُنتظر اليوم ان يتقدّم وزير العدل اللواء أشرف ريفي بطلب الى مجلس الوزراء لتحويل محاكمة سماحة الى المجلس العدلي، كما سيقدّم مشروع القانون الذي أعدّه بإلغاء المحاكم الاستثنائية والذي يلحظ إنشاء محاكم ودوائر قضائية متخصصة بجرائم الارهاب وبعض الجرائم المهمّة، وهو المشروع الذي يتضمّن أيضاً تعديلاً لصلاحيات المحكمة العسكرية كي تقتصر على محاكمة العسكريين وحدهم بما يمنع محاكمة أي مدني أمامها. وقد أعطى الدكتور جعجع دفعاً لهذا الملف اذ اعلن عبر صفحته على «تويتر» انه «اذا كان الذين يُدافعون عن إطلاق سراح سماحة يقولون إنهم يريدون العدالة والقانون فقط لا غير، فما الذي يُضيرهم اذا صوّتوا داخل مجلس الوزراء على إحالة هذه القضية على المجلس العدلي لأنه أرفع سلطة عدلية في لبنان؟»، مطالباً وزير العدل بـ «أن يذهب قدماً في تحضير مشروع مرسوم لتحويل قضية سماحة الى المجلس العدلي»، ومناشداً رئيس الحكومة تمام سلام «أن يطرح في أول جلسة وزارية من خارج جدول الأعمال مشروع المرسوم لإقراره».

 

تخلية سماحة تتفاعل وتخلط الأوراق الرئاسية و «حزب الله» متوجس من تقارب عون - جعجع

بيروت - محمد شقير /الحياة/18 كانون الثاني/16

خلفت تخلية سبيل الوزير السابق ميشال سماحة الذي يخضع مجدداً للمحاكمة أمام محكمة التمييز العسكرية في جلسة تعقد الخميس المقبل، ارتدادات سلبية على مجمل الوضع اللبناني لا يمكن -كما يقول قيادي بارز في قوى «14 آذار» لـ «الحياة»- القفز فوق تداعياتها أو تجاهلها، وبات من الضروري الإسراع في محاكمته بتهمة نقل متفجرات من سورية إلى لبنان لتفجيرها في إحدى المناطق في شمال لبنان شرط أن يعاد النظر في تشكيل هذه المحكمة بالتلازم مع اقتراح وزير العدل أشرف ريفي إحالة هذه الجريمة على المجلس العدلي. ويسأل القيادي عن الأسباب الكامنة وراء توقيت إخلاء سبيل سماحة وعن ردود الفعل عليه من ناحية، وعن المصلحة في إقحام الاستقرار في البلد في مشكلة هو في غنى عنها من ناحية ثانية، خصوصاً أن هذا التدبير الذي لا يمكن التعاطي معه من وجهة قانونية، دفع أهالي الموقوفين الإسلاميين إلى التحرك بذريعة أن القسم الأكبر منهم لا يزال موقوفاً منذ فترة طويلة ولم يحاكم حتى الساعة. كما يسأل القيادي نفسه لماذا لم يؤخذ لدى إصدار قرار بتخلية سبيل سماحة بعين الاعتبار، أنه سيرفع من منسوب الاشتباك السياسي الدائر في لبنان، وأيضاً من الاحتقان المذهبي والطائفي، لا سيما أنه كان وراء مبادرة تيار «المستقبل» إلى تسجيل عتبه على المؤسسة العسكرية، على خلفية أنه فوجئ بتخلية سبيله على رغم أنه كان أوصل تحذيره إلى من يعنيهم الأمر أن هناك من يضغط للتلاعب بالحكم لجهة تخلية سبيله. ويكشف القيادي عينه، أن «المستقبل» فوجئ بالإخلال بالتعهد بعدم السماح بأي تلاعب في الحكم، ويقول إنه لم يمر على مثل هذا القرار مرور الكرام، وكان سجل عتبه على من يعنيهم الأمر استناداً إلى المعلومات التي كانت وردته من أن إخلاء سبيله سيتم في جلسة الخميس الماضي.

ولم يستبعد القيادي أن تكون لتخلية سبيل سماحة تداعيات على ملف رئاسة الجمهورية من دون أن يعلق على ما أخذ يتردد فور صدور القرار في هذا الخصوص، من أن هذا الملف سيخضع تحت وطأة ردود الفعل الغاضبة إلى إعادة خلط الأوراق. ويقول هذا القيادي إن البلد لم يكن في حاجة إلى إقحامه في دورة جديدة من السجال السياسي قد تكون الأعنف هذه المرة، وبالتالي كان الأجدى بمحكمة التمييز العسكرية التريث وعدم تخلية سبيله والإبقاء عليه موقوفاً مع تسريع جلسات محاكمته. ويعتقد أن إخلاء السبيل لا يستهدف طائفة معينة، وإلا لما كانت ردود الفعل السياسية مجمعة على انتقاد قرار محكمة التمييز. ويقول إن رد فعل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) محمد رعد على منتقدي هذا التدبير لم يبدل من واقع الحال ولن يغير من المشهد السياسي الجامع في الاعتراض عليه. وفي هذا السياق، يسأل القيادي نفسه ما إذا كان النائب رعد مضطراً للرد على منتقدي قرار تخلية سبيل سماحة، واصفاً أقوالهم بالتصريحات الصاخبة والمبرمجة التي تعترض على قرار القضاء والتي هي تعبير عن النكد والكيدية السياسية، وهل يصب اعتراضه في خانة الحوار الثنائي بين «حزب الله» و «المستقبل» برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والذي يراد منه خفض منسوب الاحتقان المذهبي والطائفي، وتحديداً بين الشيعة والسنّة، اللذين يلتقيان حول طاولة واحدة بينما المنطقة تفتقد إلى مثل هذا اللقاء وتطغى عليها مفاعيل الاشتباك الطائفي.

وعلمت «الحياة» أنه لم يكن في وسع «المستقبل» تجاهل ما صدر عن النائب رعد، وكان مدار بحث في اتصال جرى بين نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزير المال علي حسن خليل، الذي ينوب عنه في حضور جلسات الحوار الثنائي.

ويأتي هذا الاتصال في ضوء ما نقل عن الرئيس بري لجهة أنه لم يؤيد إخلاء سبيل سماحة، وكان يفضل ترك موضوعه إلى ما بعد الانتهاء من محاكمته، فيما سأل القيادي في «14 آذار» ما إذا كان المطلوب من قرار محكمة التمييز العسكرية دفْعَ الشارع السني إلى التطرف، في الوقت الذي يشكل رأسَ حربة في تصديه للإرهاب وإصراره على أن لا مشروع آخر لديه سوى مشروع الدولة؟

كما أن القيادي نفسه يتوقف أمام قول النائب رعد الذي يغمز فيه من قناة المعترضين على تخلية سبيل سماحة، وفيه: «بالأمس كان القضاء مرضيّاً عنه حين أخلى سبيل ضالعين في الإرهاب أو حين أخرج من السجون عملاء للعدو الإسرائيلي»، ويسأله عن الجهة التي تدخلت للإفراج عن الشيخ عمر بكري فستق عندما كان موقوفاً في بعبدا قبل أن يعاد توقيفه؟ ويقول: ألم يتدخل «حزب الله» من خلال وكيل الدفاع عن فستق النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» نوار الساحلي لإخلاء سبيله؟ ويسأل القيادي هذا عن أسماء المتعاملين مع العدو الإسرائيلي الذين أفرج عنهم بتدخل من «14 آذار»، ويقول: «لا نريد أن نفتح جروحاً، لكن من ضغط للإفراج عن العميد المتقاعد فايز كرم ومن ميز بين متعامل وآخر بعد انسحاب إسرائيل من لبنان في أيار/ مايو 2000؟». ويرى أن حماية السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار لا يكونان في إصدار مواقف من شأنها أن تزيد في إحساس فريق أساسي في البلد بالقهر والمظلومية بفعل قرار محكمة التمييز، ويؤكد أن «14 آذار» مصممة على خوض المعركة ولن تتراجع عن موقفها بضرورة تصويب هذا القرار. ويقول: انتظروا ما ستحمله مواقفنا بدءاً بـ «المستقبل» في اليومين المقبلين.

إعادة تشكيل المجلس العسكري

على صعيد آخر، يفترض أن يعقد مجلس الوزراء جلسة الأسبوع المقبل تخصص لإعادة «تشكيل المجلس العسكري بتعيين ثلاثة أعضاء بعد ترقيتهم إلى رتبة لواء، وبذلك يكتمل عقد المجلس بوجود رئيسه قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء وليد سلمان والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير. وعلمت «الحياة» أن «تكتل التغيير والإصلاح» من خلال رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حاول أن يُدخل تعديلاً على جدول أعمال مجلس الوزراء يتجاوز فيه تعيين ثلاثة أعضاء جدد في المجلس العسكري إلى تعيين قائد جديد للجيش خلفاً للعماد قهوجي.

ولفتت مصادر وزارية مواكبة للتحضيرات السياسية الجارية لعقد الجلسة، إلى أن باسيل أبلغ موقفه هذا إلى الرئيس بري بواسطة الوزير خليل، لكنه عاد إليه بجواب مفاده أن لا مجال الآن لتعيين قائد جيش جديد وعلينا أن ننتظر إلى ما بعد انتهاء فترة التمديد لقهوجي. وتردد وفق المصادر نفسها، أن باسيل أخذ على مضض بنصيحة الرئيس بري، مقترحاً أن يكون لـ«تكتل التغيير» الرأي الراجح في تعيين العضوين الكاثوليكي والأرثوذكسي في المجلس العسكري، على ان تترك تسمية العضو الثالث، أي الشيعي، للتوافق بين «أمل» و «حزب الله». ومع أنه لم يؤخذ برأي باسيل، فإن «حزب الله» أخذ على عاتقه في جلسته الحوارية الأخيرة مع «المستقبل»، مهمة إقناعه بأن يتعهد تعيين قائد جيش جديد فور انتهاء ولاية قهوجي.

وعلمت «الحياة» أن المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين خليل، كان وراء هذا الاقتراح، لكن وفد «المستقبل» في الحوار الثنائي أجابه بعد مراجعة رئيسه الحريري، بأنه من السابق لأوانه الموافقة على مثل هذا التعهد وعلينا الانتظار إلى ما بعد انتهاء ولاية قهوجي وبعدها لكل حادث حديث.

وعليه، هل يوافق «تكتل التغيير» على استكمال عقد المجلس العسكري بتسميته واحداً من أعضائه الثلاثة، أم أنه سيعود إلى رفع سقف مطلبه على رغم استحالة الاستجابة لشروطه، باعتبار أن من سيوقع على قرار التعيين هو نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ولا يبدو أنه في وارد التسليم للعماد ميشال عون بكل ما يطالب به؟ وفي حال لم يستجب عون لطلب حليفه «حزب الله» الذي حاول أن يحسن شروطه في التسوية، فهل يدخل مجلس الوزراء في دوامة جديدة من التعطيل والشلل، مع أن وزراء يتمنون على رئيس الحكومة تمام سلام، الذي يغادر بعد غد الأربعاء إلى دافوس لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي، بأن يدعو الى جلسة فور عودته، ومن يرفض حضورها عليه أن يتحمل تبعات تعطيل الحكومة. ويرى هؤلاء الوزراء أنه من غير الجائز أن نتهم من يقاطع مجلس الوزراء بتعطيل عمل الحكومة من دون أن يبادر رئيسها إلى دعوة المجلس إلى الانعقاد، وعلى ضوء ردود الفعل يكون لسلام موقف يحمّل من يتخلف عن الحضور مسؤولية إعاقة الاهتمام بتدبير شؤون اللبنانيين. ويسألون أيضاً: «كيف يحق لوزير مقاطعة مجلس الوزراء ويكلَّف في الوقت ذاته بتمثيل لبنان في مؤتمرات دولية وإقليمية، ويتصرف أحياناً بأنه «فاتح على حسابه» في اتخاذ مواقف يفترض أن تناقش في مجلس الوزراء؟».

«حزب الله» متوجس رئاسياً

وفي مجال آخر، تسأل مصادر مواكبة عن الأسباب الكامنة التي تملي على «حزب الله» اتباع سياسة الصمت حيال تزايد الحديث عن احتمال دعم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشح العماد عون لرئاسة الجمهورية في مواجهة زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية؟ ومع أن هذا السؤال كان طرح قبل التداعيات المترتبة على تخلية سبيل سماحة التي يتعامل معها البعض على أن المرحلة الأساسية التي سبقت مثل هذا القرار لم تعد قائمة بعد صدوره، فإن «حزب الله» يفضل عدم إقحام نفسه في احتمال ترشيح جعجع لعون. حتى أن ممثليه في الحوار الثنائي يتجنبون الخوض في هذا الاحتمال. وكأن الحزب يتوجس من مفاعيله في حال أصبح بمثابة قرار نهائي لجعجع، وبالتالي يحتفظ لنفسه بأن يبقى في موقع الانتظار، مع أن هناك من يراهن على أن الاستحقاق الرئاسي قد يدخل في مرحلة جديدة بإعادة خلط الأوراق تستدعي التريث في الوقت الحاضر، وربما الانضمام إلى وجهة نظر الرئيس بري بوضعه في الثلاجة في ضوء اعتقاد البعض الآخر بأن تحريكه لن يرى النور قبل أواخر فصل الربيع.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 17/1/2016

الأحد 17 كانون الثاني 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بنود الإتفاق الإيراني الدولي، قيد التنفيذ، بما تضمنته من رفع للعقوبات الأميركية الاقتصادية ضد ايران، وبما عناه الاتفاق في صياغته الأميركية التفصيلية، من تشريعٍ لإستيراد الكافيار والسجاد العجميين، وصولا إلى استيراد الطائرات المدنية الايرانية، وفق قرار وزارة الخزانة الأميركية.

وأوحت الساعات الأولى من التنفيذ، أن إدارة أوباما تعتمد سياسة القطبة قطبة، على غرار الدبلوماسية الايرانية الطويلة النفس المعروفة. فما إن اقلعت الطائرة السويسرية من طهران التي أقلت الأميركيين المفرج عنهم، حتى أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أحد عشر شركة وشخصا، لتقديمهم دعما لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

وفي الاستنتاجات، قرأ الرئيس الأميركي بارك أوباما، أن المقاطعة الدبلوماسية لايران لم تخدم مصالح الولايات المتحدة، قائلا إنه مازال يقف بحزم ضد تهديدات إيران لإسرائيل ودول أخرى بالمنطقة.

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني، فأكد أن الاتفاق النووي الذي أبرِم بين إيران والقوى العالمية الست، يمكن استخدامه نموذجا لحل المشاكل الإقليمية. وهو ما ترجمته سلطنة عمان بالاعلان تعقيبا على الاتفاق بإن شبح الحروب قد اختفى.

وبإنتظار أن تنسحب المصالحات الدولية- الإقليمية على دول المنطقة، بقي الوضع الداخلي أسير تعطيل الإنتخاب والتشريع. وعلى المسار الحكومي، محطة للرئيس تمام سلام في سويسرا يوم الأربعاء، على أن تكون هناك بعد ذلك جلسة لمجلس الوزراء، إنطلاقا من التشديد على الجلسات المتلاحقة لما فيه فائدة للناس والبلاد.

واليوم شهدت بيروت إجتماعا للاتحاد البرلماني العربي في ساحة النجمة، تناول توحيد الجهود لمواجهة الارهاب.

وفي الأمن، توالت الاعتصامات احتجاجا على اطلاق الوزير السابق ميشال سماحة. وبرز سجال بين عائلة الموقوف النائب السابق حسن يعقوب ومستشار الرئيس بري أحمد بعلبكي. فيما أفضى اجتماع مستشاري الوزيرين أشرف ريفي ونهاد المشنوق في سجن رومية، مع لجنة الموقوفين الاسلاميين في المبنى "ب"، إلى الاتفاق على تعليق الاضراب مؤقتا، افساحا في المجال أمام جهود الوزيرين لمعالجة الملف، وفق ما ذكر البيان الصادر عن مكتب الوزير ريفي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

دفع الاتفاق النووي إيران إلى الصدارة. ارتياح في طهران، وقلق في تل أبيب.

الاتفاق جر معه تداعيات إيجابية فورية سياسية واقتصادية، وأعاد للجمهورية الإسلامية حقها في الريادة على مستوى العالم. ثبتت إيران انتصار شعبها، ورسخت نتائج الصمود، وترجمت القدرات الدفاعية والسياسية، وقدمت نموذجا دبلوماسيا لحل المشكلات الإقليمية.

إيجابيات الاتفاق تترجمها الأسواق في الجمهورية الإسلامية، التي تستعد لوصول الأموال التي جمدت، والاستثمارات التي تعطلت بفعل العقوبات.

أول الدفعات ستكون ديون طهران في ذمة الأميركيين، مليارات واستثمارات.

الرئيس الإيراني فتح الباب للشركات الأميركية والصينية، وكشف عن إعلان مئة وخمسين شركة رغبتها في الاستثمار في إيران. من هنا جاء وصف الرئيس روحاني اليوم بالتاريخي والاستثنائي بالنسبة للشعب الإيراني، فمد يد الصداقة لشعوب العالم، وأول الواصلين إلى طهران الأسبوع المقبل سيكون الرئيس الصيني، العملاق الاقتصادي العالمي، حاملا معه مشاريع اقتصادية ضخمة، ومحاولة سياسية لتقريب المسافات بين السعودية وإيران.

في الولايات المتحدة ترحيب بالاتفاق، وتحضير لعقد اتفاقات أوسع مع إيران. والرئيس باراك أوباما قدم موجزا عن دبلوماسية أنجزت اتفاقا بعدما عجزت مقاطعة إيران عن خدمة مصالح الأميركيين.

تطورات دولية سريعة تحمل معها أمير قطر إلى موسكو غدا للقاء الرئيس الروسي، انطلاقا من وجوب التعاون حول ملفين: الطاقة أي الغاز، والسياسية.

فماذا ستحمل معها المستجدات الإقليمية من مفاجآت؟، ومتى؟.

الأجوبة رهن الأشهر القليلة المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على أبواب الذكرى 37 لانتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني قدس سره، تنشقت ايران هواء النصر مجددا، النصر المجيد الذي يكرس الجمهورية الاسلامية رقما صعبا داخل نادي المؤثرين الأصيلين في حركة السياسة والاقتصاد حول العالم.

وعلى طابخي السم في المنطقة، جاء الرد الايراني السريع، بدأنا منذ اليوم زيادة انتاجنا النفطي، أعلن الرئيس الشيخ حسن روحاني، مطمئنا الايرانيين إلى انهم سيدخلون أسواق العالم ونواديه العلمية والمالية من أبوابها الواسعة وبكل حرية.

ترددات الاتفاق النووي ستضرب طويلا في غير مكان من العالم. كيان الاحتلال لا يقدر على لملمة الخيبة واسكات اعلامه. وبعض الخليج الهابط سياسيا هبطت بورصاته بشكل لافت انذارا بمرحلة طويلة من الاهتزاز الذي أسسته مغامرات طائشة وسياسات خاطئة في المنطقة.

وبعلم المعادلات تتكشف الحقائق، البعض أراد محاصرة ايران بخفض سعر النفط، واليوم ها هي صناديق ايران تفتح أمام ملياراتها العائدة في نفس تاريخ هروب الشاه البهلوي من قبضة الثوار عام 1979، بعدما هرب المليارات نفسها إلى مصارف حلفائه الغربيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

خرج ميشال سماحة من السجن، فمن يخرج القضاء من وراء قضبان المحسوبية التي وضع نفسه فيها؟

السؤال لا تجيب عنه هذه الطبقة من المطبقين على العدالة طبعا، لذا فإن الكرة هي في ملعب بعض النزيهين من متعاطي الشأن العام وفي ملعب كل اللبنانيين. ولمن يعتقد ان هناك تجنيا على سماحة عندما يوصف بالمجرم، فإن الـ mtv ستعرض شريطا جديدا خلال النشرة يدلي فيه سماحة باعترافاته وبما ارتكبه بكامل وعيه وبلا ضغوط.

وفيما لبنان يتخبط في نفاياته وفي بحثه العقيم عن تسيير عجلة الدولة بلا عجلات ولا سائق، سجلت نقطة ضوء تمثلت في اجراء "التيار الوطني الحر" انتخاباته الحزبية، ما يشكل حافزا لاجراء الانتخابات البلدية، بما هي الرابط الوحيد الباقي لجمهوريتنا بالديمقراطية.

اقليميا، حققت ايران حلمها بدخول نادي الدول النووية، ما سيضعها ويضع الشرق الأوسط أمام اختبار خطر عنوانه كيف سيفسر الحلم الايراني: كابوسا ام سلاما في المنطقة؟ وأي ارتدادات له على لبنان؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

اشتاق اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع. نسف حكامهم حق الشعب، بسرقة صوته تحت حجج واهية، فكاد الشعب ينسى مظاهر الديمقراطية. اليوم، عاد المشهد بأبهى حلله، إذ قدم "التيار الوطني الحر" نموذجا ثلاثي الأبعاد: البعد الأول، مرتبط بحق الشعوب بتقرير مصيرها واختيار ممثليها، وهو حق مشروع مقدس، عصي على التلاعب فيه.

البعد الثاني وطني بامتياز، فالديمقراطية متاحة في لبنان، ونظام النسبية قابل للتنفيذ الآن بما يضمن حق الجميع في ايصال نوابهم. أما الحجج الأمنية فساقطة، بدليل انتخابات اليوم التي امتدت من أقصى الشمال إلى الجنوب، وصولا إلى البقاع، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود التي يتحصنها الارهاب الداعشي، فكانت أبلغ مقاومة لتكفير "داعش"، الديمقراطية.

أما البعد الثالث، فحزبي، من خلال تجربة فريدة، يشهدها لبنان للمرة الأولى: تنافس راق بين أهل البيت الواحد على مشاريع واضحة، في مشهد قل نظيره لبنانيا، فكان الصوت من القاعدة إلى رأس الهرم، لا بقرارات فوقية تفرض فرضا على قاعدة المؤيدين والمحازبين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ما قبل الاتفاق النووي لن يكون كما بعده، وايران المطوقة اقتصاديا وعسكريا لسنوات، ستخرق اقتصاد العالم عبر اعلانها الحاجة الى استثمارات اجنبية تتراوح ما بين ثلاثين الى خمسين مليار دولار، ترفع معدل نمو اقتصادها إلى ثمانية في المئة في العام 2016.

كلمات قليلة لخص من خلالها الرئيس حسن روحاني وضع بلاده الاقتصادي، وجعلها قبلة أعين الدول الغربية التي ستتهافت إلى السوق الايرانية، فاتحة معها أبواب التفاوض على الشؤون الدولية الكبرى التي تبدأ بسوريا والعراق ولا تنتهي بلبنان ورئاسته المعلقة.

وفيما تلعب ايران على وتر التسابق على سوقها المغلق لسنوات، يتخبط لبنان تحت وطأة ضغوط غربية على المصارف وتحويلاتها ومعاملاتها، تحت غطاء تبييض الأموال وصولا إلى مكافحة الارهاب. ضغوط علمت الـlbci انها استدعت لقاء دعا اليه الرئيس نبيه بري أمس ضم عددا من النواب، وأدى إلى تشكيل لجنة تجتمع غدا لوضع خطة تحرك لمواجهة الضغوط المقبلة على اقتصاد لبنان ومصارفه.

تزامنا، تصدر سؤالان كل الملفات: الأول: هل فعلا كشفت الجهات الأمنية مخططا لاستهداف طائرة "اير فرانس" في مطار رفيق الحريري الدولي؟ والثاني: ماذا قال ميشال سماحة للمحققين عند اعتقاله، وهل ستنعكس هذه الاعترافات على قرار محكمة التمييز العسكرية التي سبق واطلعت على الشريط الذي سنعرضه الآن؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على الرغم من التطورات والحرائق التي تلف المنطقة، فإن اللبنانيين لم يخرجوا من هول الصدمة الناتجة عن اخلاء سبيل المجرم ميشال سماحة.

ويوما بعد يوم، تتلاحق الأسئلة، فهل يعقل ان يخلى سبيل من أراد اشعال بلد بتفجيرات تسعى إلى الفتنة المذهبية، باعترافاته التي ظهرت تباعا، والمزيد منها نبثه في نشرتنا هذه الليلة، ليظهر سماحة مجددا بالصورة والصوت معترفا بارتكاباته والفظائع التي كان يسعى اليها تنفيذا لتعليمات مشغله بشار الأسد.

وكيف ل"حزب الله" الذي أوعز للمحكمة العسكرية باطلاق ميشال سماحة، ان يخرج على اللبنانيين بعد اليوم بمقولة انه يحارب الارهاب والارهابيين؟ أليس ميشال سماحة من طينة وفي طليعة الارهابيين الذين يريدون سفك دماء اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، كرمى لعيون بشار الأسد؟، أم ان سماحة، وفقا لمنطق "حزب الله"، ينتمي إلى ارهاب الممانعة والممانعين المختلف في استهدافاته ونوعيتها وما يسعى اليه من زرع للأحقاد وللشقاق بين اللبنانيين، انطلاقا من غايات وأهداف مشغِّله، رأس النظام السوري بشار الأسد.

انها الجريمة الموثقة، والمؤامرة الوقحة، باطلاق سراح سماحة، والتي توسلت محكمة وجدت للتمييز بين اللبنانيين.

ردود الفعل الشاجبة والساخطة مرشحة للتصاعد في الساعات المقبلة، عبر اجراءات ومواقف سياسية، ومن خلال سلسلة احتجاجات في مقدمها الوقفات أمام المحاكم، وما ستقوم به المنظمات الشبابية في قوى الرابع عشر من آذار ومنظمة الشباب التقدمي من وقفة اجتجاجية عند السادسة من مساء الغد امام مسجد السلام في طرابلس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

صبر يعقوب انتهى بشكله الحسن، وقررت العائلة نقل وجهة المعركة إلى حركة "أمل"، واتهامها مباشرة بمنع مناصريها من التضامن مع قضية النائب السابق حسن يعقوب. لكن الحركة خرجت عن صمتها عبر اعلان مستشار الرئيس نبيه بري أحمد بعلبكي، ان ما ورد هو افتراء، متحدثا عن خطف من أجل مال لا قضية، وهذا ما نفته العائلة.

إلى هنا تشعب الملف الذي بات يحمل معطيات اقتربت من اللغز، بدءا من خطف هنيبعل القذافي، ودور سوريا في العبور، مرورا بالنساء العابرات على غير خط، وصولا إلى المال والجهة التي طلبته.

على ان خيوط هذه الأسرار تتجمع لدى شعبة المعلومات، التي لم تكن قد استفاقت بعد من السكتة الدماغية المتسبب بها إطلاق سراح ميشال سماحة. وملف الوزير السابق الطليق غير الحر، سيتسبب كما توقعنا بتخلية سبيل كل من سمير جعجع وسعد الحريري من ترشيحات الاضداد. وطلائع المخلى سبيلهم سيكون قائد "القوات اللبنانية" الذي سيعقد مؤتمرا صحافيا بعد ظهر غد، ومن المرجح ان يعلن في خلاله كلمته الأخيرة حيال ترشيحه العماد ميشال عون، بحيث رجحت مصادر "القوات" ان يتجه جعجع إلى صرف النظر عن الفكرة التي لم تتعد المناورة، ليصب مؤتمره الصحفي على ملف ترشيح سماحة إلى المحاكمة أمام المجلس العدلي، وهو المجلس نفسه الذي ما وثق به قائد "القوات" عندما أصدر أحكامه ضده في التسعينيات من القرن الماضي.

رسول من "القوات" صعد إلى الرابية لابلاغ عمادها ضرورة استكمال المباحثات من أجل تذليل بعض العراقيل التي برزت أمام الترشيح في الأيام الأخيرة. في وقت كانت الرابية وسائر المشرق البرتقالي، قد بلغت الانتخابات دفعة واحدة، حيث أجرى "التيار الوطني الحر" اليوم عملية ديمقراطية داخلية على أساس النسبية. صناديق وتنافس داخل البيت الواحد، في أرقى صورة مناطقية تعتمد نظاما متطورا مع الصوت التفضيلي. لكن شائبة واحدة وقفت أمام توصيف حضارية هذه التجربة، وهي انها بدأت بمبايعة رئيس التيار العام الماضي، ما دفع أمير التيار جبران باسيل الى إستنفار كل طاقته واتصالاته لتأمين عملية أنتخابية تغسل عيوب تنصيبه على رئاسة الحزب البرتقالي.

ومع ذلك، فالتجربة نظيفة ومطلوبة داخل الأحزاب، علها تؤسس لعدوى بلدية على الأقل، في انتخابات أصبحت داهمة هذا الربيع، ولا يبدو على السلطة حتى اليوم، علامات فتح الصناديق.

وفي لبنان النسبية مكروهة لدى السياسيين، لكن الإستنساب عقيدة، فكل الأصوات التي خرجت تعلن رفضها حصار وتجويع مضايا، لم تستفزها مجازر دير الزور. ما يقرب من ثلاثمئة قتيل بينهم أطفال ونساء، وما يربو على أربعمئة مخطوف، واعدامات أمام الأهل، كله وقع في ساعة واحدة على أيدي تنظيم "داعش" المضيق عليه من حلب وضد طائفة سنية كريمة.

دموع فؤاد السنيورة لم تهطل في دير الزور، وأي من الناجين لم يطرق على كتفه باكيا. والنخب المثقفة لم تكتب عن دير الزور. ربما صباح ايران هو من أبكى البكائين، وسحب رصيد دموعهم، فليس سهلا أن ينبلج فجر رفع العقوبات وتصبح طهران على خير.

 

النائب الأردني عبيدات: حزب الله مجرم

CNN/قال النائب الأردني، عبدالله عبيدات، إن العلاقة بين البحرين والأردن تشبه العلاقة بين التوأمين، مضيفا أن عمّان ترفض بشكل قاطع ما وصفها بـ"الإساءات" الإيرانية للسعودية أو لأي دولة عربية أخرى، كما وصف رجل الدين الشيعي السعودي نمر نمر بالعمل على "خلق فتن" داخل الدول العربية، واتهم حزب الله اللبناني بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مضايا السورية. وقال عبيدات، إن زيارة نواب الأردن إلى البحرين "حلقة من حلقات التعاون بين البلدين الشقيقين" واصفا العلاقة بين المملكتين بأنها "علاقة التوأم بالتوأم" وأنهما "بلد واحد." مضيفا أن الملفات الاقتصادية والسياسية كانت على رأس المواضيع المطروحة خلال الزيارة. وحول الموقف حيال الأداء السياسي الإيراني في المنطقة قال العبيدات: "طبعاً موقفنا هذا موقف رافض وبقوة لأي إساءة للمملكة العربية السعودية، فهي خط أحمر كما أي بلد عربي آخر ولا نقبل بأي حال من الأحوال التعرض لهذا البلد، والمصير واحد والتطلعات واحدة، ونحن نرفض وندين بشدة ما تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران." وحض عبيدات إيران على "التوقف عن استفزازاتها لأي دولة عربية مستقبلاً" كما دعا طهران إلى "اتخاذ قرارات جريئة بألا تتعرض لأي دولة عربية مستقبلاً."واتهم عبيدات رجل الدين الشيعي، نمر النمر، الذي نفذت السعودية حكم الإعدام بحقه قبل أيام، بالعمل قبل إعدامه على "خلق فتن داخل الدول العربية" رافضا اتهام السعودية بالتجاوز في إعدامه قائلا إن ما جرى كان عبارة عن "قرار قضائي اتخذته المملكة العربية السعودية بحق مواطن من مواطنيها." كما ندد عبيدات، المعروف بمواقفه المناهضة للنظام السوري تحت قبة البرلمان الأردني، بما أقدم عليه حزب الله في مضايا من حصار للسكان قائلا: "ما يحدث في مضايا عبارة عن جريمة ضد الإنسانية" مستنكرا ما قال إنها "عمليات تجويع وحصار لأطفال المسلمين في مضايا"، مضيفا: "ما يحدث في مضايا جريمة، وهي وصمة عار أمام العالم ووصمة عار بحق الأمم المتحدة وبحق كل إنسان عربي ينظر إلى الجريمة ولا يحرّك ساكناً."

 

خطف كويتي من داخل مزرعته في قب الياس

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة ماريان الحاج، عن اقدام مجموعة من 3 أشخاص مجهولي الهوية على خطف الكويتي محسن براك الماجد من داخل مزرعته في قب الياس. وفي التفاصيل، فان الماجد وفور وصوله الى مزرعته في قب الياس لتفقدها، أقدم 3 أشخاص مجهولين على تكبيله مع ناطور المزرعة وهو سوري الجنسية، واحتجزوهما لمدة 3 ساعات، وبعدها عمدوا إلى اطلاق النار على الناطور واصابته في رجله وخطف الكويتي والفرار به. وعمل الصليب الاحمر على نقل الناطور الى المستشفى، فيما بدأت القوى الامنية تحقيقاتها في الحادث.

 

 جعجع: لإحالة قضية سماحة على المجلس العدلي

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - سأل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: "اذا كان الذين يدافعون عن إطلاق سراح سماحة يقولون إنهم يريدون العدالة والقانون فقط لا غير، فما الذي يضيرهم اذا صوتوا داخل مجلس الوزراء على إحالة هذه القضية على المجلس العدلي لأنه أرفع سلطة عدلية في لبنان؟"وطالب عبر تويتر "وزير العدل أن يذهب قدما في تحضير مشروع مرسوم لتحويل قضية سماحة الى المجلس العدلي"، وناشد "رئيس الحكومة أن يطرح في أول جلسة وزارية من خارج جدول الأعمال مشروع المرسوم لإقراره".

 

حقيقة دعم السعودية لجعجع بقرار ترشيح عون

اللّواء/ نفى مصدر سعودي ما تردّد مؤخراً في بعض التقارير الإعلامية عن مباركة المملكة العربية السعودية لترشيح رئيس حزب “القوات” سمير جعجع العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وقال المصدر السعودي: “نؤكّد من جديد عدم تدخّل المملكة في الشؤون الداخلية اللبنانية، ونحن نعتبر أن الإنتخابات الرئاسية هي شأن لبناني داخلي، والسعودية تدعم وتؤيّد كل ما تتوافق عليه القيادات اللبنانية، وتشجّعها على الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية تجنّباً لمزيد من التداعيات السلبية للشغور الرئاسي على الأوضاع اللبنانية”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

علي يعقوب ردا على بعلبكي: لدينا دليل على التواصل مع وكيلة القذافي

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - رد شقيق النائب حسن يعقوب علي في بيان على مستشار الرئيس نبيه بري أحمد بعلبكي وقال: "فليسم بعلبكي من طلب منه المال، ومعروف للقاصي والداني من لديه المال. نحن لدينا دليل على التواصل مع وكيلة القذافي". وختم: "السكوت عن اعتقال يعقوب مؤامرة مستمرة منذ تغييب والدي، وإن كان لديه تفاصيل فليذهب إلى فرع المعلومات ويدلي بها فهو على تنسيق دائم معها".

 

مستشار الرئيس بري يرد على علي يعقوب

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - صدر عن مستشار الرئيس نبيه بري أحمد بعلبكي ردا على ما ورد على لسان السيد علي يعقوب: "ألينا على أنفسنا عدم الإجابة وعدم التدخل بهذه القضية حفاظا على قدسية قضية الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه. وأما قد بلغ حد الافتراء بعدا للوصول إلى أسماء، فجوابا وتبيانا للحقيقة:

أولا - لا العميد يوسف دمشق تلقى اتصالا من المحامية بشرى الخليل ولا أنا التقيت المحامية المذكورة أو تلقيت أي اتصال منها.

ثانيا - الاتصال الوحيد الذي تلقيناه في هذه القضية هو أثناء عملية خطف هنيبعل القذافي لمبادلته بالمال، الأمر الذي رفضناه لأننا تأكدنا حينها أن الخطف كان من أجل المال وليس من أجل القضية".

 

مستشار ريفي اجتمع بلجنة الموقوفين الاسلاميين في رومية واتفاق على تعليق الاضراب المفتوح عن الطعام مؤقتا

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلن مكتب وزير العدل اللواء اشرف ريفي، في بيان، ان ريفي "أوفد مستشاره القانوني القاضي محمد صعب الى سجن رومية للاجتماع بلجنة الموقوفين والسجناء الإسلاميين في المبنى "ب"، وقد حضر الإجتماع كل من رئيس لجنة تخفيض العقوبات القاضي حمزة شرف الدين، مستشار وزير الداخلية والبلديات لشؤون السجون العميد منير شعبان، قائد سرية سجن رومية العميد جورج الياس والعقيد محمد الدسوقي، واستمر الاجتماع قرابة الثلاث ساعات حيث استلم القاضي صعب والعميد شعبان من اللجنة جملة مطالب. وقد عبر أعضاء اللجنة عن سخطهم جراء اطلاق سراح المتهم ميشال سماحة، وأشاروا الى أنه بات واضحا ان العدالة في لبنان انتقائية ومعاييرها غير موحدة وان فئة من اللبنانيين مستهدفة ومسلط عليها سيف القضاء دون غيرها ممن تنعم بحماية سياسية وحزبية معروفة للجميع، وطالبوا برفع الظلم عنهم والإسراع بمحاكمتهم وبوضع حد لتصرفات بعض الأجهزة الأمنية الإعتباطية في التوقيف، حيث ما زالت وثائق الإتصال والإخضاع سارية المفعول خلافا لقرار مجلس الوزراء الذي قضى بإلغائها، وشددوا على ان الإستمرار بسياسة الكيل بمكيالين ستؤدي في نهاية المطاف الى الإنفجار لأن الظلم سيولد احتقانا لديهم ولدى عامة الناس وسينعكس سلبا على الإستقرار الداخلي. وتم الإتفاق على تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام مؤقتا لافساح المجال امام جهود وزيري العدل والداخلية لوضع حد لهذه التصرفات ولإعادة الأمور الى نصابها".

 

طلال المرعبي: الطريقة الاستفزازية لخروج سماحة ضاعفت الانشقاق والانقسام

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي أن "فاجعة خروج ميشال سماحة بهذه الطريقة الاستفزازية أحدثت حفرة عميقة ضاعفت الانشقاق والانقسام والكباش السياسي الحاد، في حين كان اللبنانيون ونحن معهم ننتظر صدمة ايجابية تدفع بنا الى الامام". وسأل خلال استقبالاته في دارته في عيون الغزلان: "ما هي التداعيات المنتظرة منه ولماذا الكيل بمكيالين؟ مئات الموقوفين الاسلاميين من طرابلس وغيرهم يقبعون في السجون منذ سنوات وعائلاتهم تعاني الويلات ومحاكمتهم مجمدة عمدا. لا يمكن ان ننهض بالوطن بهذه الطريقة العرجاء ولا يمكن ان يبنى وطن بالغلبة والنكايات". ورأى ان "الاجتماع الاخير لمجلس الوزراء كان بداية حسنة لمعالجة قضايا المواطنين"، داعيا الى "مزيد من القرارات التي تعنى بأمور الناس والبعد عن المحاصصات والقرارات التي تؤدي الى انقسامات". واعتبر ان "القضية المركزية لانتظام العمل السياسي وعودة المؤسسات الدستورية لعملها هو انتخاب رئيس جديد يعيد الامور الى نصابها". وشدد على "ضرورة انصاف متطوعي الدفاع المدني والعمل على اقرار سلسلة الرتب والرواتب ولجم الفساد المستشري". كما، استقبل المرعبي رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة وبحث معه في امور دينية واجتماعية.

 

باسيل من جبيل: المحازبون قدوة في ممارسة حقهم الديموقراطي

الأحد 17 كانون الثاني 2016/وطنية - تفقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مركز إقتراع مدينة جبيل في سنتر البعيني لانتخابات التيار الوطني الداخلية، وأكد بعد الجولة أن "الحماس قوي ونكهة الانتخابات في جبيل لها طعم الانتخابات والمنافسة السياسية"، معتبرا أن "التنافس داخل البيت الواحد يزيد حماسة التيار وستزيد نسبة الانتساب، ومشروعنا الوصول الى 50 ألف بطاقة ينطلق بعد شهر آذار لنبدأ الحملة الكبيرة، وأعتقد أن هذه الصورة الجميلة يريد أن يعطيها التيار والتي سيتعلم منها الجميع، وليس حرمان الناس من ممارسة حقهم الديموقراطي، وتقديم الفرص لاجراء الانتخابات وهذه بداية الطريق".

وردا على سؤال قال: "عندما يطرح موضوع الانتخابات البلدية في مجلس الوزراء سنطالب بضرورة إجراء الانتخابات الفرعية في جزين التي تحرم منها المنطقة منذ مدة والقوة الشعبية لدى التيار تتبلور مرة تلو الاخرى بصورة معينة، ونحن لن نقبل بعد اليوم التمديد للاستحقاقات الانتخابية، حيث أننا نعطي اليوم النموذج بأن لا شيء يمنعنا من إجراء هذه الاستحقاقات وبقانون النسبية، لأن شعبنا مثقف وديموقراطي بما فيه الكفاية للقيام بالانتخابات". وأعرب باسيل عن إرتياحه لمجريات العملية الانتخابية في كافة الأقضية، مشيرا الى "أن المحازبين في التيار هم قدوة في ممارسة حقهم الديموقراطي".

 

كاتشا ترأس قداسا لراحة نفس بييتون: كان لديه حس حقيقي لكرامة كل إنسان

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - ترأس السفير البابوي غابريللي كاتشا، قداسا لراحة نفس السفير الفرنسي السابق في لبنان دوني بييتون، في كاتدرائية القديس لويس للآباء الكبوشيين - باب ادريس، حضرته لمى سلام ممثلة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الوزير السابق سليم الصايغ ممثلا الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الوزير نبيل دو فريج ممثلا الرئيس سعد الحريري، الوزيران رمزي جريج وروني عريجي، السفير الفرنسي ايمانويل بون، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وزوجته نورا، النواب: مروان حمادة، آلان عون وسيمون ابي رميا، الوزراء السابقون: وليد الداعوق، ريمون عودة، نقولا صحناوي، زياد بارود، نايلا معوض، ابراهيم نجار، جهاد ازعور، ناظم الخوري، سليم جريصاتي ورئيس المجلس العام الماروني وديع الحازن، النواب السابقون مصباح الأحدب وسمير فرنجية ومنسق قوى 14 آذار فارس سعيد، مسوؤل العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي، المدير العام ل"سوليدير" منير دويدي، شاديا غسان تويني، الفنانة ماجدة الرومي، القائم باعمال سفارة مالطا فرنسوا ابي صعب، المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، مدير المعهد العالي للأعمال ستيفان اتالي، رئيسة راهبات القلبين الأقدسين الأم دانييلا حروق، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، زوجة الفقيد نجوى واركان السفارة واصدقاء الراحل. والقى السفير البابوي كلمة بعد تلاوة الإنجيل جاء فيها: "وصل المغفور له السفير بييتون الى لبنان في تشرين الأول 2009 اسبوع قبل مجيئي الى هذا البلد، وكان اول من زارني، والتقينا مرات عديدة وتسنت لي الفرصة للقاء زوجته مارلا واعجبت بحيوية هذين الزوجين وحبهما للحياة. اجتمعنا بعد ذلك في 31 كانون الثاني 2010 في هذه الكنيسة لتأبين السيدة مارلا التي ذهبت ضحية حادث مفجع سقوط الطائرة الأثيوبية، واجتمع اللبنانيون حول دوني وعبروا له عن قربهم وتضامنهم وصداقته وقدموا له التعزية والصلاة".

أضاف: "احتفظ الراحل بمكانة خاصة في لبنان لأنه أراد بعد وفاة مارلا ان يتابع مهامه ومسؤولياته فيه، لقد افتتن بهذا البلد وبناسه الذين اعطوه وزوجته اوقات فرح وسعادة وتقربوا منه من خلال الألم الذي يجعل العلاقات اكثر عمقا وقوة.

وفي الذكرى الأربعين لرحيله لا يسعنا القول سوى ان الراحل كان لديه حس حقيقي وعميق ليس فقط لمصلحة دولته الدولة انما للمصلحة الأنسانية ولكرامة كل انسان. والقليل يعرفون انه عمل بخفية هو وزوجته لتخفيف معاناة الأكثر حرمانا". وتحدث عن انجيل عرس قانا الجليل وقال: "اذا كنا نعيش كلمة الرب فنحن اكيدون ان الحياة لا تنتهي انما تتحول واننا مدعوون للمشاركة في فرح وليمة السماء لذلك فلنتهيأ لهذا اللقاء المفرح ولنعش حجنا على هذه الأرض كأخوة واخوات، كرفاق درب وليس كأعداء كأولاد للأله الواحد من دون حواجز ومن دون افكار مسبقة ومن دون تمييز". وختم كاتشا: "فليستقبل الله اب كل المراحم الراحل بسلام وليعطنا القوة ان نسير سويا على طريق الخير بقوة الرجاء التي تغلب كل شر وكل خطيئة وموت وليدعونا الى ملء الحياة". وبعد القداس تلقت نجوى بييتون والسفير الفرنسي والسفير البابوي والعائلة التعازي في صالون الكنيسة من الرئيس ميشال سليمان ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ومن الرسميين والحاضرين الذين شاركوا في القداس على نية الراحل.

 

قاسم هاشم: الحوار ضرورة وطنية في ظل التوترات

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم أن "العودة لجلسات عادية وأسبوعية لمجلس الوزراء، أمر طبيعي وضروري لمناقشة القضايا والأمور التي تهم اللبنانيين وتساهم في تسيير أمور الدولة، لأن سياسة التعطيل والشلل التي أصابت المؤسسات تركت آثارها السلبية على جميع اللبنانيين، وهذا ما يضع الجميع أمام مسؤولياتهم لإعادة تفعيل المؤسسات، لتأخذ الحياة السياسية دورتها الطبيعية، وذلك انطلاقا من انتخاب رئيس للجمهورية، لنصون ونحمي وطننا ونحافظ على الإستقرار الذي ننعم به رغم الظروف والتحديات الصعبة في المنطقة". وقال في تصريح اليوم بعد جولة في قرى العرقوب التقى خلالها فاعليات البلدات والقرى وبحث معها في قضاياها واحتياجاتها الإنمائية والخدماتية: "ما نعيشه في وطننا من استقرار وبهذا المستوى نتيجة إيجابية للمناخ الإيجابي الذي تركه الحوار الوطني الذي رعاه الرئيس نبيه بري بشقيه الوطني العام الذي يجمع الكتل الوطنية النيابية والحوار الثنائي، والكل يقر ويعترف بأهمية هذا الحوار حيث اصبح أكثر من ضرورة وطنية في ظل التوترات التي تظهر بين الحين والآخر". وختم: "اللبنانيون ينتظرون عودة الحياة الى المؤسسات لمتابعة الأزمات والمشكلات الحياتية اليومية والتي أصبحت تقض مضاجع اللبنانيين، وذلك لمعالجة الأزمات وإيجاد الحلول لها أيا كان تعقيداتها وأنواعها وأحجامها، وهذا ما يجب العمل عليه ولو اضطر الأمر تنازلات من هنا وهناك، والإقلاع عن السياسات الضيقة ومقاربة القضايا من زاوية المصلحة الوطنية التي تهم الناس وتقارب احتياجاتهم ومتطلباتهم".

 

فنيش: بتنا أمام داعشية سياسية لا تقبل الآخر في موضوع سماحة

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيسش، "أن هناك مشكلة حقيقية في اداء البعض بالنسبة الى موضوع اخلاء سبيل ميشال سماحة، بحيث اننا بتنا امام حالة من "الداعشية" السياسية في لبنان، التي لا تقبل الآخر وتسعى لتشويه الآخر دون تقديم دليل".

كلام فنيش جاء خلال رعايته حفل الإطلاق السنوي لبطاقة "أمير 2016"، في مدينة فرح - زوطر (النبطية)، بحضور شخصيات وفاعليات.وقال فنيش: "تعاملنا مع الحادثة طيلة الفترة الماضية دون أن نتدخل وبلا اي تعليق، والان صدر الحكم القضائي، فاحترموا حكم القضاء ولا تمارسوا هذا الترهيب". وأضاف: "ان هناك مرحلة اخرى فيها حكم، كيف يمكن ان يكون هناك ثقة امام هذا الترهيب الذي تمارسونة على القضاء". وتابع فنيش: "هذا المسلك مع ما ارتكبه هؤلاء من ممارسات يهدد آخر ما تبقى من هيبة مؤسسات الدولة ومن سمعة القضاء. فنحن تعاملنا مع القضاء في حالات اكثر حساسية يوم اصدر القضاء احكام باخلاء سبيل او احكام تخفيفية على عملاء اسرائيل، ولم نحرض الناس ونهاجم القضاء، ولم نخلق مشكلة في البلد، فاذا كان هناك مشكلة فلنبحث عن القوانين لتبديلها او تطويرها، اما ان نهدم سلطات قائمة، ونشكك ونحرض الناس في الشارع وتوجيه الاتهامات فهذا يسقط مرة اخرى صدقية هؤلاء الذين يتحدثون عن مشروع الدولة".وأردف: "تبقى المقاومة التي لا يريد البعض الاقرار بدورها مع تكاملها مع الجيش والشعب، الضمانة لحفظ وحماية الوطن".

 

قاووق: الاتفاق النووي الإيراني إنجاز استراتيجي وانتصار إيران سيعزز محور المقاومة في المنطقة

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الاتفاق النووي الإيراني هو انتصار تاريخي وإنجاز استراتيجي يتصل بالمسارات والمعادلات الكبرى في المنطقة والعالم، فإيران انتصرت بصمودها ومقاومتها أمام غطرسة الدول الكبرى، وعندما تنتصر إيران فإن هذا الانتصار سيعزز ويقوي محور المقاومة في المنطقة، لأن إيران بعد الاتفاق النووي هي كما قبل الاتفاق النووي، أي هي العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة". كلام قاووق جاء خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" للشهيد محسن محمد خشاب في حسينية بلدة شحور الجنوبية، في حضور قيادات حزبية ورجال دين وفاعليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. واعتبر قاووق أن "هذا الإنجاز التاريخي لإيران من خلال اتفاقها النووي شكل خسارة لإسرائيل والنظام السعودي، لأن إيران استطاعت أن تنتزع حقها، وأن تثبت مكانتها، وأن تحمي دورها أمام كل محاولات إسرائيل والسعودية لمحاصرتها، فعندما يشعر النظام السعودي بالفشل أمام إيران والشعوب في اليمن وسوريا والعراق، وأمام استمرار الثورة والمعارضة السلمية في البحرين، فإنه يحبط وينفعل ويتوتر ويتخبط في سياساته في المنطقة، وبالتالي فإن خسارته تزداد بذلك، لأن النظام السعودي يرى أحقاده قبل أن يرى مصالحه في المنطقة، وهو النظام الدموي الذي لم يحصد إلا الإخفاقات، ويكفيه أنه لم يتمكن وبعد مرور عشرة أشهر على عدوانه، من إسقاط صنعاء، وكذلك في سوريا فإنه وبعد خمس سنوات فشل من إسقاط دمشق، كما فشل في إعاقة وإفشال الاتفاق النووي الإيراني".

 

الراعي من حريصا: الممارسة الهدامة للعمل السياسي شلت الحياة الاقتصادية وفتحت الباب امام آفة الهجرة

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الالهي في بازيليك سيدة لبنان - حريصا على نية المهاجرين واللاجئين، بدعوة من مركز المهاجرين الاجانب في رابطة كاريتاس لبنان، لمناسبة "اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين لسنة 2016"، في حضور السفير البابوي غابريال كاتشيا، عاونه النائب البطريركي المطران بولس صياح، المطران الياس نصار، الاباتي مالك بو طانوس والأب حبيب كلاكش. وألقى نصار كلمة في مستهل القداس رحب فيها بالحاضرين، شاكرا للمحتفى بهم من المهاجرين واللاجئين الموجودين على أرض لبنان الذين يلقون الرعاية والاحتضام من اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس وراعوية المهاجرين والمتنقلين في لبنان، وقال:"نقدم على نيتهم هذا القداس الالهي، ونعرب لهم عن محبتنا ومحبة كنيسة لبنان لهم وعن استعدادنا الدائم لخدمتهم والدفاع عن حقوقهم".

العظة

ثم ألقى الراعي عظة بعنوان "من تراه الوكيل الأمين الحكيم" (لو12: 42)، قال فيها:

"المسؤولية وكالة إما من الله في العائلة والكنيسة، وإما من الشعب في المجتمع والدولة. وقوام هذه المسؤولية - الوكالة توفير الأوضاع الحياتية: الثقافية والاقتصادية والتنظيمية، والروحية والراعوية للأفراد والجماعات الذين تشملهم هذه المسؤولية. ومن شروط المسؤول الأمانة والحكمة على ما يقول الرب يسوع في إنجيل اليوم: "من تراه الوكيل الأمين الحكيم الذي أقامه سيده ليعطي أهل بيته الطعام في حينه" (لو12: 42). أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الذبيحة الإلهية، وتجمعنا فيها مناسبتان: واحدة ليتورجية وواحدة كنسية. الليتورجية هي تذكار الكهنة المتوفين الذين عاشوا كهنوت خدمتهم المقدسة بالأمانة والحكمة، والصلاة لراحة نفوسهم في الملكوت السماوي.وتصلي الكنيسة أيضا من أجل الكهنة الأحياء لكي يعيشوا الالتزام في حياتهم الكهنوتية وفي رسالتهم: يلتزمون الأمانة للمسيح الذي ائتمنهم على نشر كلمة الإنجيل، وتوزيع نعمة الأسرار، وبناء الجماعة المسيحية على الحقيقة والمحبة. ويلتزمون الحكمة وهم يؤدون واجبهم الكهنوتي باستقامة ومن دون لوم". وتابع: "المناسبة الكنسية هي الاحتفال باليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين. وشاء قداسة البابا فرنسيس أن يكون هذا اليوم يوبيلهم في مناسبة سنة الرحمة. ووجه كالعادة رسالة موضوعها: "المهاجرون واللاجئون ينادوننا: جواب إنجيل الرحمة".

نقيم هذا الاحتفال بدعوة كريمة من سيادة أخينا المطران الياس نصار، رئيس اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس ولراعوية المهاجرين والمتنقلين في لبنان، بالتعاون في تنظيم هذا الاحتفال مع فريق العمل الراعوي الذي يعنى بالعمال والعاملات الإفريقيين والآسيويين، ومع رابطة كاريتاس لبنان والمتطوعين والأقسام، ومع مركز المهاجرين الأجانب التابع لها". وقال: "إننا إذ نحييكم جميعا، وعلى الأخص الإخوة الأجانب من عاملين ومهاجرين ولاجئين ونازحين، نتأمل معا في مضمون رسالة قداسة البابا فرنسيس لهذا اليوم الذي يضعه في إطار يوبيل الرحمة الإلهية. إنه يدعونا للنظر إلى المهاجرين واللاجئين، وأبصارنا شاخصة إلى رحمة الله، لكي نصبح نحن أيضا علامة فاعلة لعمل الآب في محبته الشاملة للجميع، بحيث يدرك كل واحد وواحدة أنه محبوب كابن، ويشعر وكأنه في بيته، في العائلة البشرية الواحدة. إن عناية الله الأبوية بالجميع، شبيهة باهتمام الراعي بخرافه، وهي عناية حساسة بنوع أخص تجاه حاجات المجروحين والضعفاء والمرضى. هكذا كشف لنا يسوع المسيح وجه الآب".

أضاف: "إن ظاهرة الهجرة والنزوح واللجوء تعود إلى أسباب اقتصادية وسياسية، وإلى أوضاع الفقر والحروب والإرهاب والنزاعات والاعتداءات. تقتلع المواطنين من بيئتهم وثقافتهم وتقاليدهم. فيقعون ضحايا الاستغلال المالي والجنسي والاتجار بالأشخاص في طريق سفرهم، وهم يحلمون بمستقبل أفضل. وغالبا ما يصطدمون بغياب قوانين واضحة وعملية تنظم مستقبلهم وتحمي حقوقهم وواجباتهم. ويعرض البابا فرنسيس العديد من المآسي التي يعيشها هؤلاء على يد منظمات إجرامية تبيع وتشتري رجالا ونساء وأطفالا وعمالا مرغمين على العمل في مختلف قطاعات السوق: كالبناء والزراعة وصيد الأسماك وسواها. هذه كلها وما شابهها يسميها البابا فرنسيس "صيغا جديدة للعبودات المنظمة". إنهم ينادوننا! إذا اتخذنا موقف اللامبالاة والصمت، كنا شركاء في الجرم". وتابع: "إن إنجيل الرحمة يهز الضمائر، اليوم أكثر من أي يوم مضى، ويمنعنا من أن نعتاد على آلام الآخرين، ويرسم لنا طرقات الإجابة عليها، المتأصلة في الفضائل الإلهية، الإيمان والرجاء والمحبة، ويدعونا لترجمتها في أفعال رحمة روحية وجسدية. هذا الإنجيل يعلمنا أن استقبال الغريب يعني فتح الأبواب لله نفسه، وقراءة وجه المسيح في وجه هذا المحتاج، وهو القائل: "أنا واقف على الباب أقرعه" (رؤيا 3: 20)! أضاف: "يعلمنا جواب الإنجيل أن ننظر إلى المهاجرين، ليس من ناحية شرعيتهم أو لا شرعيتهم، بل كأشخاص لهم كرامتهم. إذا احترموا يستطيعون أن يسهموا في الخير العام والتقدم، وبخاصة إذا تولوا مسؤولية الواجب تجاه الذين استقبلوهم؛ وإذا احترموا بالامتنان وعرفان الجميل التراث المادي والروحي والثقافي الخاص بالبلاد التي تستضيفهم؛ وإذا خضعوا لشرائع البلاد وأدوا واجبهم كسائر المواطنين. تستلهم الكنيسة مثَل يسوع المسيح وكلامه، لتعطي جواب إنجيل الرحمة. فالرحمة، وهي عطية من الله، عندما نقبلها، تولد فينا مشاعر رجاء بثمار سر الفداء بدم المسيح. تغذي وتشدد التضامن تجاه القريب كجواب على محبة الله المجانية، وكالتزام بالمسؤولية تجاه الآخر، وتصوغ علاقات شخصية طيبة. هكذا نتجاوز الأفكار المسبقة والمخاوف، ونثمر ثقافة التلاقي. تولي الكنيسة في لبنان اهتماما خاصا للحد من الهجرة بمواجهة أسبابها. فتحافظ على مؤسساتها التربوية والاستشفائية والاجتماعية، وتقدم الخدمات التي تجيب على حاجات الكبار والشباب والصغار؛ وتوفر المزيد من فرص العمل،وتسعى إلى أن تتواجد في مختلف المناطق لهذه الغاية؛ وتسعى بكل جهدها لتكون بقرب العائلات المعوزة، وتساعد الشبيبة في إعداد مستقبلها".

وتابع: "توجه الكنيسة النداء، مع صراخ المهاجرين والنازحين واللاجئين والعاطلين عن العمل، إلى حكام الدول، لكي يستثمروا ثروات بلدانهم في النهوض الاقتصادي والإنماء الشامل، والاهتمام بمستقبل أجيالهم الطالعة. وتوجه النداء إلى الأسرة الدولية لمساعدة البلدان الفقيرة، وإيقاف الحروب، ووضع برامج تنموية ودعمها. فمن واجبها محاربة الفقر والجوع وتوجيه التوزيع العادل والمنصف لثروات الأرض، ومساعدة الشعوب للبقاء على أرض أوطانها حفاظا على هويتها التي تكون شخصية أجيالها. ومن واجب الأسرة الدولية العمل على الجمع بين اندماج المهاجرين واللاجئين في الأوطان المستضيفة وإغنائها والاغتناء منها على مختلف المستويات، والسعي الدائم إلى تجنب خطر التمييز الديني والعرقي والقومية المتشددة وكره الأجانب". أضاف: "في ضوء رسالة قداسة البابا فرنسيس، لا يمكن أن يتحمل لبنان أن يكون نصف سكانه من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين. نحن نشعر إنسانيا معهم وبأوضاعهم المذلة ماديا ومعيشيا، ونتضامن معهم ونطالب بمساعدتهم. ولكن، لا يمكن أن يكون استقبالهم على حساب اللبنانيين اقتصاديا وسياسيا. فإننا نطالب الأسرة الدولية بالتخفيف من الأعباء المادية والاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان واللبنانيون، وفي الوقت عينه إنهاء الحرب في سوريا والعراق وتأمين عودة النازحين إليها في أقرب ما يمكن، قبل تفاقم الأخطار الناتجة عن وجودهم خارج بلدانهم، واستغلالهم من قبل المتطرفين والتنظيمات الإرهابية. ومن واجب الأسرة الدولية حل القضية الفلسطينية بإقرار الدولتين وعودة جميع اللاجئين إلى أراضيهم الأصلية". وقال: "إننا نحيي كل المنظمات التابعة للكنيسة، التي تعمل في لبنان لمساعدة النازحين والعمال الأجانب، وبخاصة كاريتاس - لبنان ومركز المهاجرين والأجانب التابع لها، والبعثة البابوية، وسواها، بالإضافة إلى الأبرشيات والمؤسسات التربوية والإستشفائية والاجتماعية، وفريق العمل الراعوي الذي يُعنى روحيا بالعمال والعاملات الأجانب. ونثمن مبادرات الأفراد والجمعيات والمجتمع الأهلي في هذا الإطار".

أضاف: "فيما يدعو قداسة البابا فرنسيس حكام الدول لمعالجة أسباب الهجرة من بلدانهم، نوجه بدورنا نداء شديدا إلى المسؤولين في لبنان، ليدركوا أن الأزمة السياسية المتفاقمة بسبب خلافات الكتل السياسية والنيابية المؤدية إلى عدم الاتفاق حول مرشح أو مرشحين لرئاسة الجمهورية، من صفوفها أو من خارجها، وإلى عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة وعشرة أشهر أي منذ 25 آذار 2014، وإلى تعطيل المجلس النيابي وعمل الحكومة، قد شلت الحياة الاقتصادية والتجارية والسياحية في لبنان. فتعاظم الدين العام، وغابت فرص العمل، وظلت الرواتب والأجور دون إمكانيات العائلات من القيام بواجباتها للتعليم والتطبيب وتأمين مستقبل أولادها وحفظهم على أرض الوطن. إن هذه الممارسة الشاذة والهدامة للعمل السياسي والمخالفة للدستور والقوانين، إنما فتحت الباب واسعا، وما زالت، أمام آفة نزيف الهجرة التي تفرغ البلاد من خيرة أبنائها. هذه الممارسة مدانة بشدة، وقد بلغ شرها إلى إغراق البلاد بالنفايات، وتلوث الهواء، والتسبب بتفشي الأمراض، وتشويه طبيعة لبنان الجميلة". وختم الراعي: "إننا نصلي إلى الله لكي يمس ضمائر المسؤولين السياسيين عندنا، فيقوموا بواجبهم الوطني تجاه لبنان وشعبه. ونسأله أن يشمل برحمته كل مهاجر ومهجر ونازح ولاجىء ومخطوف، ويرسل إليهم أشخاصا يجسدون رحمته بالأفعال والمبادرات وبرامج مساعدة وإنماء، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وسيدة المهاجرين واللاجئين، ونرفع المجد والتسبيح للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

سليمان: لم ولن نشترط تسمية أحد العضوين في المجلس العسكري مقابل القبول بتسمية الثاني

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد الرئيس ميشال سليمان عبر "تويتر" تعليقا على ما أوردته بعض الصحف والمواقع عن مطالبة كتلته والكتائب بتسمية احد العضوين مقابل تسمية الثاني من قبل العماد ميشال عون، "اننا لم ولن نشترط تسمية أحد العضوين مقابل القبول بتسمية الثاني، كنا ولا نزال نطالب باحترام الآلية والمعايير وإبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات". وأضاف: "يتم تعيين أعضاء المجلس العسكري بناء على اقتراح وزير الدفاع الوطني استنادا للمواد 23 و24 و26 من قانون الدفاع وليس على قاعدة المحاصصة".

 

سلهب: قرار إخلاء سبيل سماحة قانوني ولا لبس فيه وتوقيفه كان سياسيا

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد النائب سليم سلهب أن "ترشيح العماد ميشال عون من القوات اللبنانية جدي جدا وليس مناورة"، مشيرا الى أن "هناك تقدما في الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات سيظهر جليا في المرحلة المقبلة ولن يقتصر على الانتخابات الرئاسية بل سيتعداها الى الانتخابات النيابية أيضا". ورأى في حديث عبر "صوت لبنان 93,3" اليوم أن "الانطباع الذي أعطي في الفترة الأولى عن دعم خارجي لمبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية تبدد"، معتبرا أن "الملف الرئاسي غير مطروح اليوم ولا يشكل أولوية لدى بعض الأفرقاء وعلى رأسهم تيار المستقبل وبالتالي فإن مبادرة الحريري مجمدة حاليا". ولفت الى أن "هناك ضغطا في اتجاه تفعيل عمل الحكومة في ظل استبعاد انتخاب رئيس جديد للجمهورية قريبا"، مشددا على أن "التحالفات السياسية قبل الانتخابات الرئاسية لن تكون كما بعدها". وأشار الى أن "مقاطعة وزيري التيار جلسة الحكومة الأخيرة من دون تعطيلها رسالة الى الرئيس تمام سلام، وهناك اتفاق يجرى العمل عليه في ملف التعيينات العسكرية". وشدد على "ضرورة إعادة تفعيل عمل مجلس النواب لإقرار المشاريع الضرورية"، مطالبا الشعب "بمحاسبة مسؤوليه ونوابه الذين قصروا وسرقوا ولم يقوموا بواجباتهم". وكشف عن "وجود تخوف أمني جدي من أعمال إرهابية قد تستهدف لبنان في الفترة المقبلة"، داعيا الى "توحيد الصفوف لمواجهة تداعيات ما يحصل من حولنا في المنطقة". وأكد أن "قرار إخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة قانوني ولا لبس فيه بعدما قضى أربع سنوات في السجن"، معتبرا أن "توقيفه كان سياسيا"، مستغربا "تصريحات وزير العدل أشرف ريفي التي تدعو الى إلغاء المحكمة العسكرية". وعن رفع العقوبات الدولية عن طهران لفت إلى أن "إيران بدأت تسترجع ما كانت قد فقدته خلال السنوات الماضية، وإيران ما قبل رفع العقوبات ليست كما بعدها".

 

وفاة عسكري احتراقا نتيجة اندلاع النيران في سيارته في بلدة مغدوشة

الأحد 17 كانون الثاني 2016 Lوطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام، ان العسكري الشاب شربل ح. قضى احتراقا نتيجة اندلاع النيران في سيارته وهي من نوع "تويوتا" بيضاء اللون، في بلدة مغدوشة- قضاء الزهراني، وذلك قبل ان يتمكن عناصر الدفاع المدني من إخماد حريق السيارة.

وقد حضرت إلى المكان الشرطة العسكرية، وفتحت تحقيقا بالحادث لمعرفة أسباب الحريق، والتأكد من أن الجثة تعود فعلا للعسكري شربل ح. خصوصا وانها محترقة بالكامل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

باحث إيراني يكشف للمرة الأولى تفاصيل الرحلة الأخيرة إلى ليبيا: القذافي ذوّبَ جثة الصدر بالأسيد بناء على أوامر حاشية الخميني

السياسة/18 كانون الثاني/16

كشف باحث إيراني كبير ظل لسنوات صديقاً شخصياً لرجل الدين الشيعي اللبناني الإمام موسى الصدر، خلال سبعينات القرن الماضي، أن الحاشية المحيطة بآية الله الخميني من المتطرفين هم الذين تخلصوا من الإمام الصدر، ليضمنوا استيلاءهم على الحكم في إيران واستمرارهم فيه، وهو ما حدث فعلاً في صيف العام 1978 عندما اختفى الصدر في ليبيا مع اثنين من مرافقيه. وقال الدكتور علي نوري زادة، وهو صديق شخصي للصدر ويرأس مركز دراسات متخصصاً في الشؤون الإيرانية في لندن، إن الصدر كان أول من استشعر خطر وصول المتطرفين إلى الحكم في إيران أواخر سبعينات القرن الماضي، وأجرى اتصالات سرية مع الشاه محمد رضا بهلوي، وهو ما علم به الخميني ومن حوله، فقرروا التخلص من الصدر الذي كان يشكل خطراً عليهم وعلى طموحهم بالاستيلاء على الحكم في إيران، وهو ما تم بالفعل بالتواطؤ مع نظام معمر القذافي في ليبيا الذي كان على علاقة سيئة مع نظام الشاه في إيران.

وأوضح زادة في مقابلة خاصة مع موقع «العربية» الالكتروني، أمس، أنه كان في سبعينيات القرن الماضي يتردد على بيروت ويقيم في منزل الصدر شخصياً، وأنه يعلم بالاتصالات التي جرت بين الصدر والشاه، مشيراً إلى أن واحدة من الرسائل وصلت إلى الخميني بدلاً من الشاه نتيجة خيانة ما حدثت، وعندها قرر الخمينيون في إيران التخلص من الصدر الذي يشكل خطراً عليهم، ومنافساً للخميني في البلاد.

وتأتي هذه المعلومات لتؤكد ما نشرته «نيويورك تايمز» قبل أيام وسيظهر في كتاب جديد سيصدر في الولايات المتحدة للكاتب الأميركي البروفيسور أندرو سكوت كوبر، وهو الكتاب الذي سيثبت كيف أن الخميني هو الذي تخلص من الصدر، وأن القذافي لم يكن سوى منفذ للعملية، لكن الكاتب الأميركي يقول إن الصدر تم قتله في ليبيا ومن ثم وضع في تابوت خرساني وألقي في وسط البحر الأبيض المتوسط، فيما يقول زادة إن القذافي وضع جثة الصدر في بركة من الأسيد وقام بتذويبها حتى أصبح أثراً بعد عين.

وكان الصدر سافر إلى ليبيا في أغسطس من العام 1978 وفي 31 من ذلك الشهر شوهد آخر مرة في مطار طرابلس وهو يهم بالمغادرة، حيث يزعم نظام القذافي منذ ذلك الوقت أن الصدر ومرافقيه الاثنين غادروا ليبيا إلى إيطاليا، فيما تنفي إيطاليا أن يكونوا قد وصلوا مطارها أو دخلوا أراضيها، ومنذ ذلك التاريخ لم يظهر أي منهم، كما لم يتم العثور على أي جثة لهم.

وبحسب زادة، فإن ما يؤكد تورط حاشية الخميني بالتدبير للتخلص من الصدر، فهو أنه منذ وصول الخميني إلى الحكم وسقوط الشاه لم يعد النظام في إيران يطالب ليبيا بمعلومات عن الصدر، بل تلقى الخمينيون أموالاً وأسلحة من نظام القذافي مقابل إغلاق ملف الصدر وسكوتهم عن اختفائه.

وأضاف زادة إن «قصة غياب الإمام موسى الصدر تعود إلى مرحلة دقيقة من الثورة الإيرانية، فنحن نتحدث عن مرحلة ما بعد إحراق سينما «ريكس» مباشرة، حيث كان الإمام موسى الصدر على علم بمن هو وراء هذه الجريمة، حيث كان في تلك الفترة ثمة دعاية موجهة ضد النظام في إيران وتتهم جهاز الاستخبارات الإيراني (السافاك) بالقيام بإحراق السينما، فيما كان يعلم الصدر من وراء العمل، فأرسل رسالة إلى السفير الإيراني في السعودية السيد جعفر الرائد وأبلغه بأنه يعرف من قام بهذه الجريمة، وقال له إن هؤلاء لن يتوقفوا عن أعمالهم حتى يتمكنوا من الوصول إلى السلطة، ولم يذكر حينها اسم الخميني، وإنما حاول الاتصال مع الشاه».

وأكد زادة أن «الصدر كان على صلة وثيقة مع الحكومة في إيران، ولكن حصل خلاف بينهما، والسبب وراء ذلك أن سفير إيران في بيروت بتلك الحقبة كان ضابطاً في الاستخبارات الإيرانية اسمه منصور قدر، وهذا الرجل كان معارضاً للإمام الصدر، حيث سافر الصدر إلى إيران وقابل الشاه وطلب منه إنشاء مستشفى ومعهد للشيعة في جنوب لبنان، فوافق الشاه على تحويل مليوني دولار إلى لبنان لتنفيذ المشروع، وعندها بدأ السفير المماطلة في تسليم المبلغ للإمام الصدر من أجل استكمال المشروع، وبعد ذلك اشتكى الإمام الصدر وامتنع عن قبول المال».

وأضاف زادة «كان في السفارة الإيرانية ببيروت رجل متعاطف مع الصدر، وهو رجل معروف ويقيم في فرنسا الآن واسمه معين زادة، حيث أتى به الصدر وسلمه رسالة إلى الشاه كان مضمونها: يا جلالة الشاه، أنا أستطيع أن أتوسط بينكم وبين المعارضة، وقادة الجبهة الوطنية كلهم أصدقائي، عليكم تشكيل حكومة وحدة وطنية بزعامة مهدي بازركان، وأنا سأشجع معارضيكم مثل قطب زادة، وشمران، أن يعودوا إلى إيران وأن يساعدوكم».

وبحسب الدكتور علي زادة، فإن الوسيط تسلم الرسالة من الصدر وسافر بها إلى إيران، لكن رئيس الاستخبارات الإيرانية آنذاك الجنرال مقدم أخذ منه الرسالة لتسليمها إلى الشاه، لكنه بدلاً من تسليمها إلى الشاه، سلم نسخة منها إلى جماعة الخميني في إيران.

وأضاف زادة أنه «على الرغم من التقارب العائلي بين الخميني والصدر، حيث إن ابن الخميني متزوج من ابنة أخت موسى الصدر، إلا أن الخميني وحاشيته شعروا بأن الصدر سيكون حائلاً بينهم وبين الحكم في إيران، وبدا واضحاً حينها أن الصدر يستطيع أن يفعل شيئاً، بما في ذلك إنقاذ نظام الشاه بتشكيل حكومة وحدة وطنية وحل البرلمان وإجراء انتخابات حرة، وكان الشاه سيوافق حينها بالتأكيد على مبادرة الصدر لأنه لم يكن في وضع يسمح له بغير ذلك».

وأكد زادة حديثه أن «جماعة الخميني، وليس الخميني نفسه، جميعهم كانوا أعداء للصدر، وكان من بينهم من هو على علاقة جيدة بالقذافي، وعلى رأسهم رجل اسمه جلال الدين الفارسي الذي كان في بيروت يتزعم خلية من الثوار الإيرانيين».

وخلص زادة إلى القول إن «الإمام اختفى، والخميني انتصر، وكان الجميع يتوقع أن يكون أول شيء يفعله الخميني أن يذهب مع من يدعون أنهم ثوار للتحقيق في مصير الصدر بليبيا، لكن ما حدث أن رجال القذافي ذهبوا إلى ليبيا فقبضوا الأموال من القذافي وعادوا إلى طهران ليصدروا أمراً بمنع الكتابة في قضية الصدر أو الحديث بها في وسائل الإعلام، لا بل نشروا الكثير من المقالات والتقارير التي تحاول تشويه صورة الصدر».

140 عالماً سعودياً يحذرون

من الخطر الصفوي في المنطقة

أبوظبي – سي إن إن: وصف 140 من رجال الدين في السعودية، في بيان مشترك، تحركات إيران في المنطقة بأنها »خطر صفوي«.

كما وصفوا حكامها بـ«نظام الملالي«، مؤكدين أنه »ينتفض غضباً إذا مُّس أحد عملائه بأذى«، في إشارة لإعدام المدان بالإرهاب نمر النمر، وما تلاه من اقتحام للسفارة السعودية في طهران.

وأضافوا إن »تسلط الأعداء ومنهم الإيرانيون الصفويون على أهل الإسلام، يخشى أن تكون عقوبة ربانية على تفريط العباد في جنب الله ونشر دينه ونصرته وظلمهم لأنفسهم، من المهم التنبه إلى خطر ما تفعله فئات من الأقليات في الدول الإسلامية ساعية للتحكم بالأكثرية منسلخة من نسيجها الوطني، ثم تعزز ذلك بقطيعتها وانفصالها المجتمعي، لتدين بالولاء والتبعية السياسية والمذهبية للخارج وتكون خنجراً يوظف للانقلاب على المجتمع والدولة، وهنا نطالب هذه الأقليات بالتعقل والاستقلالية ومراجعة سياساتها حتى لا تكون أداة تستخدم لتنفيذ أهداف أجنبية لا تخدم استقرارهم ومستقبل أبنائهم«.

ودعوا دول الخليج إلى »المزيد من الحذر من الاختراقات الاستخباراتية والسياسية والاقتصادية التي تتسلل بخفاء شديد لتعزز من نفوذها وتسلطها« مشددين على وجوب ظهور »مشروع آخر مضادٍ يقوم به أهل الإسلام ويعملون من خلاله على مواجهة هذا الخطر الداهم«.

من جانبه، قال الداعية محمد العريفي، في تغريدة على موقع »تويتر«، إن البيان الصادر عن رجال الدين السعوديين يتعلق بـ«الخطر الصفوي الإيراني في العراق وسورية واليمن ولبنان

 

نتانياهو: رفع العقوبات يمنح إيران المزيد من الوسائل لأنشطتها الإرهابية

18/01/16/القدس – ا ف ب: أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، أن إسرائيل «لن تسمح لايران بحيازة سلاح نووي» غداة دخول الاتفاق النووي التاريخي بين ايران والدول الكبرى حيز التنفيذ. ونقل بيان صادر عن مكتب نتانياهو قوله خلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية ان «سياسة اسرائيل كانت ولا تزال تقضي بمنع ايران من الحصول على الاسلحة النووية». واضاف ان «اسرائيل ستواصل متابعة كافة الخروقات الدولية التي تقوم بها ايران حول النووي، والاتفاق حول الصواريخ الباليستية والارهاب». وفي حال تسجيل خروقات، دعا نتانياهو المجتمع الدولي الى «فرض عقوبات صارمة ردا على اي خرق»، مؤكداً مرة اخرى ان اسرائيل «مستعدة للتعامل مع اي تهديد» من ايران. واعتبر ان رفع العقوبات على ايران يمنحها «المزيد من الوسائل لانشطتها الارهابية في المنطقة والعالم». وكان نتانياهو اعتبر اول من امس انه «حتى بعد توقيع الاتفاق النووي فإن ايران لم تتخلى عن طموحاتها في حيازة اسلحة نووية ومستمرة في زعزعة الشرق الاوسط وبث الرعب عبر العالم منتهكة التزاماتها الدولية».

 

محادثات بين خادم الحرمين والرئيس المكسيكي وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وشريف يزور السعودية اليوم وإيران غداً في إطار وساطة باكستانية بين البلدين

18/01/16/اسلام آباد، الرياض – وكالات: يزور رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، على رأس وفد رفيع المستوى، اليوم السعودية وغداً إيران، في إطار وساطة تهدف لتهدئة التوتر بين البلدين. وقال وزير الاعلام برويز رشيد ان رئيس وزراء باكستان سيلتقي اليوم في الرياض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وغداً في طهران الرئيس حسن روحاني، فيما ذكر الإعلام الباكستاني ان قائد القوات المسلحة الجنرال رحيل شريف سيكون في عداد الوفد المرافق لشريف. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قاضي خليل الله في بيان ان »تصعيد التوتر الاخير بين المملكة السعودية وجمهورية ايران الاسلامية يقلق باكستان كثيرا«، مشيراً إلى أن تسوية سلمية للخلافات تصب في صالح الامة الاسلامية. واضاف ان »باكستان تجمعها بالسعودية وايران علاقات أخوية عميقة وتشعر بالقلق ازاء التوتر القائم بين البلدين المسلمين«، مشيراً إلى إيمان باكستان بالعلاقات »الاخوية« التي تجمع دول منظمة التعاون الاسلامي كافة. وتأتي زيارة نواز شريف المملكة في اعقاب زيارة قام بها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وكذلك وزير الخارجية عادل الجبير لإسلام آباد في وقت سابق من الشهر الجاري. من جهة أخرى، أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بالرياض، أمس، محادثات مع الرئيس المكسيكي أنريكي بينيا نييتو، تناولت العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين، وتطورات الأحداث على الساحة الدولية. وفي بداية الجلسة، قلد خادم الحرمين الرئيس المكسيكي »قلادة الملك عبدالعزيز« التي تمنح لقادة ورؤساء الدول، فيما قلد الرئيس المكسيكي الملك سلمان الوسام المكسيكي نسر الاستيك من درجة القلادة. وعقب جلسة المحادثات، وبحضور خادم الحرمين والرئيس المكسيكي، جرى توقيع تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرنامج تعاون فني، بين حكومتي السعودية والمكسيك.

وفي لقاء منفصل، بحث الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بقصر اليمامة، أمس، مع رئيس البرلمان بجمهورية قرغيزستان أسيلبيك جيينبيكوف مجالات التعاون بين البلدين، خصوصاً في المجال البرلماني. ونقل جيينبيكوف لخادم الحرمين تحيات وتقدير الرئيس ألمازبيك أتامباييف، فيما أبدى الملك تحياته وتقديره لرئيس قرغيزستان. وحضر الاستقبال رئيس مجلس الشورى الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ ووزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي، ووزير الخارجية عادل الجبير، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى قرغيزستان عبدالرحمن بن سعد الجمعة، وسفير قرغيزستان لدى المملكة عبداللطيف جمعة باييف. من جهة ثانية، تسلم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس، رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تتصل بالعلاقات القائمة بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وتسلم الشيخ تميم الرسالة خلال استقباله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي مساعد بن محمد العيبان والوفد المرافق له. في سياق متصل، بدأ أمير قطر، أمس، زيارة إلى موسكو تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء محادثات تتناول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى بحث وتبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ولاسيما مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وتعد هذه الزيارة الأولى لأمير قطر لروسيا، منذ توليه مقاليد الحكم في 25 يونيو العام 2013.

 

الرئيس التشيكي: اندماج المسلمين في أوروبا مستحيل

18/01/16/براغ – أ ف ب: أعلن الرئيس التشيكي ميلوس زيمان، المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين، أمس، أن اندماج المسلمين في المجتمع الأوروبي مستحيل عملياً. وقال في شريط فيديو على الموقع الإلكتروني لصحيفة »بليسك«، إن »تجربة بلدان أوروبا الغربية حيث توجد غيتوات تثبت أن اندماج المسلمين مستحيل عملياً«، مضيفاً »فلندعهم يعيشون عاداتهم وتقاليدهم في بلدانهم، ويجب أن لا نسمح لهم بدخول أوروبا، وإلا فسيحصل ما حدث في كولونيا (وسط ألمانيا)، التي تعرضت فيها النساء لأعمال عنف ليلة رأس السنة. وأكد أن »الإندماج ممكن مع ثقافات مماثلة، وأوجه التماثل يكمن أن تتنوع«، مشيراً إلى أن الجاليتين الأوكرانية والفيتنامية تمكنتا من الاندماج في المجتمع التشيكي. وأكد أن جماعة »الإخوان« المصرية تقف وراء الموجة الحالية للمهاجرين عبر استخدام وسائل مالية »تبرع بها عدد من البلدان، لاستعادة السيطرة تدريجياً على أوروبا«. وكان الرئيس التشيكي وصف في أواخر ديسمبر الماضي، الموجة الحالية للمهاجرين بأنها »اجتياح منظم«، داعياً الشبان المهاجرين من سورية أو العراق في رسالته الميلادية، إلى »حمل السلاح وقتال داعش، بدلا من الهجرة«.

 

هكذا تحيا إيران… ويموت أتباعها من الشيعة العرب…

علي العاملي/جنوبية/17 يناير، 2016

فيما تحتفل إيران اليوم بتوقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما لأمر رفع العقوبات عنها مع شهادة حقّ من "الشيطان الأكبر" أنّ طهران وفت بالتزاماتها لجهة تطبيق بنود الإتفاق النووي، فإنّه لا بدّ من الإعتراف أنّ هذا "الإنتصار" الذي أعلنه الشيخ حسن روحاني، لم يكن ليتم لو لم تبذل إيران كبيراً من الجهد الأمني والدهاء السياسي والتوظيف الديني على امتداد الوطن العربي، وكذلك لو لم يبذل آلاف من الشيعة العرب دماءهم رخيصة فداءً للمشروع الإستراتيجي الأم الذي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أعلن البيت الأبيض ليلَ أمس السبت، أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما وقّع أمراً تنفيذياً بإلغاء العقوبات المفروضة على إيران والمتعلقة ببرنامجها النووي بعد أن أوفت طهران بالتزاماتها بموجب الإتفاق النووي مع القوى العالمية الذي وقع في 14 تموز 2015. وبناءً على هذا الإتفاق، فإنّ عشرات مليارات الدولارات سيكون بإمكان ايران الحصول عليها بعد رفع تلك العقوبات الدولية عنها، كما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ الولايات المتحدة ستسدد لإيران 400 مليون دولار كديون و1,3 مليار كفوائد تعود إلى حقبة الثورة الإسلامية. وفي شهادة حسن سلوك، كتب أوباما في الأمر التنفيذي الذي أعلنه البيت الأبيض “أنّ تنفيذ إيران للاتفاق يمثل تحوّلاً جذرياً في الملابسات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني”. في المقابل، أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني ببداية تطبيق الإتفاق النووي، مهنئاً شعبه بـ “النصر المجيد” وذلك في تغريدة نشرها على موقعه الإلكتروني. ورغم سوريالية المشهد الذي انعكس، لتصبح إيران الخميني التي قامت ثورتها على إيديولوجيا العداء لأميركا والتي كانت تكابر وتستهزئ بالعقوبات الدولية، غارقة فجأة في احتفال العودة إلى الحظيرة الدولية، ومنتصرة بتوقيع الرئيس الأميركي ومبتهجة بشهادة حسن السلوك منه، فإنّ هذا المشهد لا يبدو أنّه ينسحب على البلدان التي يقيم فيها أتباعهم في لبنان والعراق والبحرين واليمن وغيرهم. فقد دشنت طهران و واشنطن مرحلة التطبيع أمس بتبادل سجناء، إذ أطلقت السلطات الإيرانية أربعة معتقلين يحملون الجنسيتين الإيرانية والأميركية، هم مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان والعنصر السابق في قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) أمير حكمتي، والقس سعيد عابديني ونصرة الله خسروي، الذي ظهر اسمه للمرة الأولى، إضافة إلى رجل الأعمال سياماك نمازي، في حين أفرجت الولايات المتحدة عن سبعة إيرانيين. ولأن إيران وفية لمواطنيها فحسب، ودمّهم الأزرق هو الذي يعني حكومتها الإسلامية، فإنّ المدعي العام في طهران عباس جعفري، أعلن أنّ عملية التبادل تضمنت شرطاً يقضي بأن تتوقف واشنطن عن المطالبة بتسليم 14 إيرانياً متهمين بشراء أسلحة في الولايات المتحدة من أجل إرسالها إلى إيران، وذكر أنّ الرئيس باراك أوباما أصدر عفواً خاصاً عن الأميركيين. وبينما أصبح هؤلاء الإيرانيين المحتجزين والمطاردين ينعمون بالحرية والأمان، وينعم مواطنو الجمهورية الإسلامية بإستقرار لامثيل له، فإنّ العراق وسوريا واليمن ساحات حرب وقتال، لبنان بلا رئيس جمهورية وأمنه مهدد. فالسلاح الإيراني ما زال يتدفق إلى التابعين والأنصار، والموت اليومي هو السائد، الحشد الشعبي الشيعي في العراق، وحزب الله في لبنان الذي أصبح يقاتل بأمرٍ من ولي الفقيه في سوريا، والجيش الحوثي في اليمن، ينعمون بدفق السلاح الإيراني والمال الحلال، فيسقط منهم كلّ يوم العشرات من القتلى والجرحى في المعارك المجانية التي انخرطوا بها في بلادهم كُرمى للمصلحة الإستراتيجية” للأمّة الايرانية” وهو التعبير الذي يستخدمه ولي الفقيه علي خامنئي عندما يتحدث عن وطنه. فهنيئاً لإيران سلامها مع أميركا وملياراتها القادمة من “الشيطان الاكبر”…وتعساً لنا نحن التابعين الذين اخترنا أن نحرق بلادنا فداءً للمشروع الكولوني الإيراني.

 

روحاني:الاتفاق النووي يفتح فصلا جديدا في علاقات ايران مع العالم

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن رئيس ايران حسن روحاني "ان الاتفاق النووي التاريخي الذي دخل حيز التنفيذ امس يفتح فصلا جديدا في العلاقات بين ايران والعالم، بحسب ما نقلت عنه وكالة ايرنا الرسمية. وقال روحاني في رسالة الى الامة "مددنا اليد للعالم في اشارة صداقة، طارحين خلفنا العداوات والريبة والمؤامرات، وفتحنا فصلا جديدا في علاقات ايران مع العالم".

 

داعش يخطف اكثر من 400 مدني اثر الهجوم على دير الزور في سوريا

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - اقدم داعش اثر هجوم شنه على مدينة دير الزور في شرق سوريا على خطف ما لا يقل عن 400 مدني بينهم نساء واطفال.

 

 نتانياهو: لن نسمح لايران بحيازة سلاح نووي

الأحد 17 كانون الثاني 2016 /وطنية - اكد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو "ان اسرائيل لن تسمح لايران بحيازة سلاح نووي" غداة دخول الاتفاق النووي التاريخي بين ايران والدول الكبرى حيز التنفيذ. ونقل بيان صادر عن مكتب نتانياهو قوله خلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعي ان "سياسة اسرائيل كانت ولا تزال تقضي بمنع ايران من الحصول على الاسلحة النووية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال سماحة أو «الممانع الكامل»

وسام سعادةLالمستقبل/18 كانون الثاني/16

حزب، كـ»حزب الله»، ينصّب نفسه، حامياً للقضاء، على خلفية فضيحة إخلاء سبيل «المفكر - المفجّر» ميشال سماحة. والشبيحة في الطرق يزهون بصور ميشال سماحة وبشار الأسد. «حزب الله» تعنيه في كل القضية هيبة القضاء. كقيمة في حدّ ذاتها. وكوكبة الممانعين يتأوّلون الموقف من ميشال سماحة بحسب جدول «القيم» أيضاً. فهذا يعتبر أن سماحة يجسّد قيمة «الوفاء» والتفاني: الإستعداد لتنفيذ أي شيء يطلبه منه «علي والرئيس»، ويُسجَن أربع سنوات لقاء هذا. وذاك يعتبر سماحة خان الأمانة، ولم يخبره بالمتفجرات في السيارة التي نقلتهما سوية. وثالث يعتبر أن سماحة أخطأ لأنه لم يلجم لسانه، وأورد اسم اللواء علي مملوك، الذي هو عنده «قيمة في ذاتها». أيام قليلة ويخرج علينا من يتأوّل محنة سماحة أيضاً على أنها محنة مناضل أراد محاربة الإرهاب بالإرهاب، وقطع الطريق أمام «داعش« و«النصرة«. الممانعة تناقش قضية سماحة من زاوية أخلاقية - هزلية. تتعاطى مع القيم كمسألة هزلية. فإما أن سماحة قيمة في ذاتها، وهي الوفاء «ع العمياني» لمالكه بشار الأسد ولعلي مملوك، وإما أنه لم يفِ الوفاء حقه لما أفشى في التحقيق ما أفشى، وإما أنه مناضل عقائدي، أراد تخليصنا من الشرَ بالشرَ تمكيناً للخير، وإما أنّ العبرة المعتبرة من كل هذا هو اختبار الموقف من القضاء، وضرورة احترام الحكم كما هو، وهذا موقف «الحزب». فعلاً، إنّها لتعددية حيوية في معشر الممانعة، حفّزتها تخلية السبيل. ميشال سماحة هو منظومة الممانعة مكثّفة. هو التجسيد الفكري والرمزي لها، سحنتها ومنطقها ومنطوقها. الجرأة على أن تكون ممانعاً تعني اليوم الجرأة على أن تُخرج ميشال سماحة الذي في صدرك، في قلبك، في رأسك، وتشهره كهوية كفاحية، كدليل عمل. بما أن القضية لم تدمج في ملفات المحكمة الدولية على ما يبدو، من الممكن أن يتساهل رأس النظام البعثي مع عبارة «علي والرئيس». لأن هذا يعني أنه سيلاقي لسماحة مشغلة أخرى. هذا الشخص، بحبه للديكتاتورية الأسدية، لنظرية المؤامرة، للوصل بين أجهزة الاستخبارات الممانعة منها والغربية، بلاساميته واسلاموفوبيته، هو «الممانع الكامل»، على طريقة «الإنسان الكامل» لدى الصوفية. لو قدّرت له الاطلالة الاعلامية في الأيام المقبلة، فمن المرجح أن يستخدم كلمة «ايمان» وعبارة «أنا رجل عقائدي» مئة مرة. حتى «حزب الله» لا يمكن أن يصل فيه زعيم أو نفر لمرتبة «الممانع الكامل» التي يجسّدها ميشال سماحة. حتى بشار الأسد. الحزب لا يؤمن جدياً بحلف الأقليات. يؤمن بجماعته المهدوية الخمينية الأحادية هو، يؤمن بجماعته كامتداد لدولة ذات طابع امبراطوري. بشار الأسد كذلك الأمر، يستخدم «حلف الأقليات» بمقدار ما يؤمن له عديداً ومدداً. أما سماحة فـ «هو» حلف الأقليات نفسه، الاسلاموفوبي، اللاسامي، المهووس بالترويج للديكتاتورية الأسدية كحامية الحضارة في وجه الهمجية. إخلاء سبيل ميشال سماحة فضيحة بكل المقاييس. الفضيحة الأكبر هي تداول الممانعة هذا الإخلاء من زاوية الاستدلال فيه على مدى مطابقة سماحة لقيمة الوفاء. العمل من أجل إعادة محاكمة سماحة، من أجل تصحيح خطأ إحالته الى العسكرية وإحالة الملف الى المجلس العدلي، من أجل حلّ جذري لمسألة المحكمة العسكرية، كل هذا في أمر اليوم. لكن كل هذا يستوجب نضالاً ثقافياً موازياً ضد الظاهرة. ظاهرة تتجاوز بعدها الجرمي. كل الذهنية التخوينية للآخرين، التي تؤبلس انتفاضات الشعوب لدواعٍ اسلاموفوبية، المبهورة بديكتاتورية كنظام آل الأسد، المحابية لحزب مسلح كـ «حزب الله»، المدمنة على نظرية المؤامرة ومروّجيها في الشرق والغرب، التي تسوّق البضاعة اللاسامية الكاسدة وتعادي الفلسطينيين بحجة الصراع العربي ـ الاسرائيلي، كل هذه الذهنية هي ميشال سماحة. وهذه لم يُطلق سراحها بالأمس. لم تُحبس أصلاً.

 

عندما يلبس «حزب الله» قميص الإرهاب.. الأسود

علي الحسيني/المستقبل/18 كانون الثاني/16

يوماً بعد يوم تتعزّز مقولة أن البلد محكوم من «حزب الله»، وتُستتبع هذه المقولة بعبارات أخرى مثل أنه هو الآمر والناهي والمُتحكم بكافة مفاصل الدولة والقابض بسلاحه على الشأنين العام والخاص. ومن هنا يُمكن أن يتلخص الوضع في هذا البلد الذي يقف على حد سكين، بأن لا حياة مع «حزب الله»، ولا الحزب هو مع الحياة، وكأنهما يسيران على خطين متوازيين لن يلتقيا الى ابد الدهر. منذ تخلية سبيل المجرم ميشال سماحة منذ ايام، و»حزب الله» يُحاول أن يمنحه صفة البريء أو البطل، وذلك في سياق إسطورة يحاول أن يرسمها تُظهره وكأنه خرج من سجنه بعد صراع انتصر في نهايته الحق على الباطل، لكن الحزب تناسى كعادته أن في هذا البلد مجرمين يتلطون خلف مواقفه السياسية ويحتمون في ظل سلاحه المتفلت والجاهز دائما وابدا للتلويح بـ»7 ايار» جديد وكأن هذا اليوم «المجيد» الذي قُتل فيه شعب بسلاح قيل فيه ذات يوم إنه موجود لحمايتهم، أصبح عنواناً للإنتصار والعزّة والكرامة، ولكن في الحقيقة فإن هذا «الإنتصار» يُشبه إلى حد بعيد، إنتصار ال الأسد الوهمي «االتشريني» الممتلئ بالذل والعار، ورغم ذلك يُصر هذا الحلف «الممايع» على وصفهما بـ»المجيدين».

اليوم لم يعد مستغرباً أن يقف «حزب الله» مع أمثال سماحة، ومواقفه في هذا الإتجاه كثيرة منها، منح بعض عملاء اسرائيل في العام 2000 مكاسب سياسية أوصلتهم في بعض الحالات إلى ترؤس بلديات ووقوفه الى جانب النظام السوري في عملية إبادة شعبه، ودفاعه عن الداعية عمر بكري فستق واخراجه من سجنه قبل أن يعود ويدخله ثانية بتهم التحريض على الدولة، مروراً بإرتكابات عديدة في بيروت وصيدا والشمال، وصولاً إلى تأييده جريمة إخراج المجرم من سجنه الذي استهل اولى عباراته بعد قرار العار أنه سيُعاود ممارسة نشاطه السياسي مجدداً، ومن يدري فقد يُعيّن الحزب للمجرم سماحة أحد مُحاميه ليطالب الدولة باسترداد المضبوطات التي ادخل السجن بسببها.

تحوّل يوم «القمصان السود» إلى عنوان وعلامة يطبعان نهج وطريقة «حزب الله» في التعاطي مع الإستحقاقات المصيرية، فممارسته الإنقلابية على الدولة ومؤسساتها وأعرافها في ذلك اليوم الأسود، أصبحت دليلاً يُدرّس في صفحات كتبه وفي أجندته السياسية والامنية والعسكرية، وما يُمارسه اليوم في ملف سماحة يدعو إلى الحذر مجدداً من إنقلاب جديد يمكن أن يقوم به للتغطية على ممارساته في سوريا بحق شعبها وللتعمية على تدخله في عمل القضاء وتحديدا عمل المحكمة العسكرية التي تأذى اللبنانيون من حكمها الاخير وذلك على حد وصف رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة بأن «ما قامت به المحكمة العسكرية بتخلية سبيل المجرم ميشال سماحه يعد إجراءً ظالماً وجائراً، وهو بمثابة جريمة إغتيال لكرامة اللبنانيين وبالتالي لن نسمح أن تستمر هذه المحاكم التي يتحكم بها حزب السلاح والقمصان السود«.

لم يعد هناك أدنى شك بوجود نيات مبيّتة لدى «حزب الله« تجاه الوضع في لبنان وتحديداً الوضع الحكومي، وكأنه مخطط يقضي بإسقاط أهم مؤسسات الدولة الرسمية يعقبه انهيار في ما تبقّى من بنية هذه الدولة خصوصاً أن للحزب سوابق في هذا المجال إمّا من خلال اعتماده طرقاً سياسية ملتوية أو في الشارع، وقصّة «القمصان السود« ما زالت تشهد على الحالات التي تفلّت فيها الحزب من عقاله وانقلب من خلالها على الشرعية والدستور والأعراف في البلد. ودفاعه اليوم عن المجرم سماحة يعتبر بمثابة دق المسمار الاخير في نعش النزاهة المتمثلة بالقضاء اللبناني وتحديداً العسكري.

يفرد «حزب الله» مساحات واسعة في اعلامه المرئي والمسموع، لتغطية تخلية سبيل المجرم سماحة والدفاع عنه في وجه الشارع اللبناني الذي خرج مطالبا بعودة المجرم من حيث اتى، مدافعاً عن نفسه من مُخطط كان قاب قوسين من أن يستهدفه لولا ان احبطته شعبة «المعلومات». لكن ما يدعو إلى عدم الإستغراب من موقف الحزب هذا، وقوفه بكل قواه السياسية والعسكرية الى جانب النظام الذي كلّف المجرم سماحة بالقيام بخطة اجرامه هذه ودفاعه المستميت عنه حتّى ولو كلّفه سقوط ما يُقارب الألفي عنصر من أجل قضية لن يربحها سوى الشعب السوري.

السقطات السياسية والإعلامية المتكررة لـ»حزب الله»، ما هي سوى مؤشر واضح على التخبط والارتباك في سياسته في التعامل مع مجموعة من القضايا على الساحتين المحلية والعربية، وما تبنيه لقضية المجرم سماحة ومحاولة اظهاره كبطل وطني ومظلوم، على الرغم من كل الإدانات التي اثبتت جرمه وتورطه، إلا موقف كيدي وغير مدروس، سبقته جملة مواقف تصب جميعها في خانة ضرب مؤسسات الدولة وتحديداً الدستورية، وكأنه أيضاً موقف واضح يؤكد من خلاله تبنيه للإرهاب.

 

اليوم اكتملت قصة اختفاء موسى الصدر

 داود الشريان/الحياة/18 كانون الثاني/16

نقلت قناة «العربية» خبر ضلوع زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني بقتل الزعيم الشيعي موسى الصدر، استناداً إلى كتاب جديد سيصدر في الولايات المتحدة عن «الثورة الإسلامية» في إيران. وفي التفاصيل إن الشاه محمد رضا بهلوي، كان يجري اتصالات سرية مع الإمام موسى الصدر، وكان يريد أن يعيد هذا الأخير إلى إيران لصد الثورة الإيرانية. ويشير الكتاب الذي ألفه البروفيسور في جامعة كولومبيا أندرو كوبر، ويحمل عنوان «سقوط السماء: البهلويون والأيام الأخيرة لإيران الإمبراطورية»، إلى أن الخميني كان يشعر بأن الصدر يشكل تهديداً له، وهو رتب مع العقيد القذافي للخلاص منه. ووفق الكتاب، فإن الصدر كان يُجري اتصالات سرية مع شاه إيران، وهو ما دفع الخميني للتخلص من الصدر حتى لا يصبح جسراً لنجاة الشاه من «الثورة الإيرانية». ويضيف الكتاب، أن «الشاه كان مستعداً للدخول في حوارٍ مع الصدر، لاعتقاده أن الأخير قادر على تفهم مبدأ التعايش بين الدين والحداثة في إيران، لكن اختفاءه «أجهض هذا الحوار وفتح الطريق أمام التيار الشيعي المسلح في إيران». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» التي نشرت مقتطفات من الكتاب، عن الأستاذ في جامعة بوسطن ريتشارد نورتن، الذي عمل مراقباً للأمم المتحدة في لبنان، قوله: «لقد سمعنا عن دور إيراني في اختفاء الصدر»، مضيفاً: «الصدر كان على ألفة مع الشاه، ولا شك في أنه كان يتلقى الأموال منه». ترى ما هي ردود الفعل التي سيحدثها هذا الخبر على الساحة اللبنانية؟ اختفاء الإمام موسى الصدر كان ولا يزال ملهاة كبيرة يجري التفنن في صنع الإثارة حولها بين فترة وأخرى، وكان آخر هذا التشويق إشغال القضاء اللبناني قبل أسابيع بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر بعد القبض على نجل العقيد القذافي هنيبعل، الذي اعتبر شاهداً جديداً في قضية غياب الصدر. التجاهل التام كان أول رد فعل اتخذه «حزب الله» والصحافة اللبنانية الموالية له، على رغم أنها كانت تهتم على الدوام بأي معلومة عن اختفاء الصدر أياً كان مصدرها وقيمتها. هذا التجاهل مؤشر إلى رفض الفكرة، فالتجاهل هنا حملة مضادة لكنها صامتة، وربما كسر هذا الصمت لاحقاً بحملة تعتبر الكتاب محاولة لتشويه صورة الإمام الصدر، على رغم أن هذه المعلومة ستزيد من رصيد الصدر عند آخرين في إيران وخارجها، والنظر إليه كصاحب مشروع لإنقاذ إيران، لكن الظروف لم تسمح له بذلك. لا شك في أن هذا الخبر يفسر اهتمام «حزب الله» المبالغ فيه باختفاء الإمام موسى الصدر، وتحويله إلى إيقونة للحزن والمظلومية، ويبدو أن القائمين على هذه الحملة المتواصلة، كانوا يستعدون لليوم الذي تنكشف فيه الحقيقة، فلا يُتهمون بأنهم شركاء في المؤامرة على الإمام موسى الصدر. الأكيد أن تآمر العقيد القذافي على تصفية الإمام موسى الصدر لم تكن منطقية قبل هذه المعلومة. صحيح أن نظام القذافي احترف التصفيات والقتل، لكن الصدر لم يكن يشكل تهديداً لهذا النظام. اليوم اكتملت قصة غياب الإمام الصدر، وربما طوى هذا الكتاب ذكره إلى الأبد.

 

إعلان الوصاية الإيرانية على لبنان

خيرالله خيرالله /العرب/18 كانون الثاني/16

جاء الإفراج عن الوزير السابق ميشال سماحة المدان في قضية مرتبطة بنقل متفجرات من سوريا من أجل تنفيذ تفجيرات واغتيالات في لبنان مباشرة بعد سعي الرئيس سعد الحريري إلى تسوية في شأن رئاسة الجمهورية إنقاذا للجمهورية. الهدف من إطلاقه واضح كلّ الوضوح ويتمثّل في أن لبنان لم يعد بلدا يستطيع فيه اللبنانيون الاتفاق في شأن أي موضوع كان، بما في ذلك انتخاب رئيس للجمهورية. فاجأت التسوية التي سعى إليها سعد الحريري كثيرين، بمن في ذلك حلفاء لرئيس الوزراء السابق، خصوصا أنّها قضت بإيصال النائب سليمان فرنجية الموجود في صلب جماعة “الثامن من آذار” التي يقودها “حزب الله” إلى رئاسة الجمهورية. فضلا عن ذلك، يعتبر فرنجية نفسه “صديقا” لبشار الأسد رئيس النظام السوري المتواطئ، في أقلّ تقدير، في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، والجرائم الأخرى التي استهدفت اللبنانيين الشرفاء حقّا. من الأفضل التعاطي بدم بارد مع إطلاق محكمة التمييز العسكرية لمجرم مدان بالصوت والصورة وباعترافاته الشخصية في قضيّة استهدفت القتل من أجل إثارة الفتنة المذهبية وضرب السلم الأهلي في مناطق معيّنة ذات كثافة سنّية في البلد. لم يعد سرّا، من خلال اعترافات ميشال سماحة وما ظهر في الأشرطة المسجلة له وهو يسلّم المتفجرات والمال إلى الشخص الذي كان مفترضا به تنفيذ الاغتيالات والتفجيرات، أن بشّار الأسد متورط في المخطط الإرهابي، كذلك اللواء علي المملوك، مسؤول جهاز الأمن القومي، الذي كان سماحة يتعاطى معه مباشرة أو عن طريق مدير مكتبه.

لم يأت إطلاق ميشال سماحة من عبث. التوقيت كان مدروسا وجاء ليؤكد “حزب الله”، ومن خلفه إيران، أن لبنان صار تحت السيطرة. لم تعد هناك سلطة لبنانية مستقلّة عن “حزب الله”. بات في استطاعة النائب محمّد رعد، رئيس الكتلة البرلمانية في الحزب، القول إن سعد الحريري شخص “غير مرغوب فيه” في لبنان. هذا حدث لبناني مرّ مرور الكرام على الرغم من خطورته الشديدة.

أثبت “حزب الله”، من خلال إطلاق محكمة التمييز العسكرية لميشال سماحة أنّه وضع لبنان تحت وصايته. ممنوع حتّى على سعد الحريري الذهاب إلى حدّ القبول بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. مطلوب بقاء الموقع شاغرا إلى أن يقرّر “حزب الله” متى أوان الإتيان بشخص يشغله، هذا في حال كان يريد بالفعل أن يكون هناك رئيس للجمهورية يوما. هناك رغبة إيرانية واضحة في تعديل النظام في لبنان، بما يضمن لطهران التحكّم بالبلد ومصيره من جهة، والتفاوض مع “الشيطان الأكبر” الأميركي في شأن الرئاسة اللبنانية من جهة أخرى. لم يعد لبنان سوى ورقة في جعبة طهران. تعتبر إيران في ضوء توقيعها الاتفاق في شأن ملفّها النووي أن لبنان جائزة ترضية بالنسبة إليها، وعلى العالم الاعتراف بذلك والرضوخ له. لم تستثمر إيران ما يزيد على ثلاثين عاما في “حزب الله” من أجل أن يبقى لبنان صاحب قراره. لم تغيّر طبيعة قسم كبير المجتمع الشيعي في لبنان، كي يعود أبناء هذا القسم من أبناء الطائفة مواطنين لبنانيين لديهم الحقوق والواجبات مثلهم مثل أي مواطن عادي آخر. بإطلاق ميشال سماحة، بالطريقة التي أطلق بها، أعلنت إيران بالفم الملآن أنّها تحكم لبنان وأن لا شريك لها في ذلك كما الحال في سوريا حيث الوجود العسكري والسياسي الروسي. هذا هو المغزى من إطلاق ميشال سماحه الذي عاد إلى منزله في ساحة ساسين، في الأشرفيه معقل بشير الجميّل، بحماية الطرف الذي كان وراء إخراجه من خلف القضبان.

بإطلاق ميشال سماحة، هناك مرحلة سياسية جديدة مختلفة كلّيا في لبنان. كان ملفتا أن قوى سياسية أساسية توافقت على انتخاب سليمان فرنجية رئيسا فشلت في حماية خيارها. ضمّت هذه القوى، إلى جانب “تيّار المستقبل”، رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. تبيّن أن “حزب الله” يرفض وجود مثل هذه النواة التي يمكن أن تؤمّن النصاب في مجلس النواب بما يسهّل انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا أن حزب الكتائب كان يمكن أن يشارك في هذه العملية الإنقاذية وتوفير الغطاء المسيحي المطلوب في حال توفّرت الشروط المعيّنة المطلوبة. ما نشهده حاليا يمثّل خطوة أخرى، في غاية الخطورة، في اتجاه حلول الوصاية الإيرانية المباشرة بديلا من الوصاية السورية – الإيرانية التي انتهت في العام 2005 بعدما أخرج اللبنانيون القوات السورية من لبنان ردّا على اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. كان اغتيال رفيق الحريري حلقة أساسية في الحرب على لبنان. الحرب استمرّت عبر موجة الاغتيالات التي استهدفت تطويع اللبنانيين. كانت الحرب المفتعلة صيف 2006، وكان الاعتصام وسط بيروت بغية تعطيل الحياة الاقتصادية في البلد، وكانت غزوة بيروت والجبل في مايو 2008. وكان اغتيال اللواء وسام الحسن بعد شهرين فقط من القبض على ميشال سماحة وإفشال المخطط الذي كان يسعى إلى تنفيذه في الشمال اللبناني.

ليس إطلاق ميشال سماحة سوى حلقة أخرى وليست أخيرة في مسلسل من بين حلقاته تحوّل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى مجرّد موظف في جهاز العلاقات الخارجية لدى “حزب الله”. كان باسيل صوت إيران في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب. يشير مثل هذا التطور إلى مدى عمق التغيير الذي طرأ على لبنان الذي ألغى “حزب الله” حدوده الدولية مع سوريا، وصار شريكا في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. هل لا يزال لبنان بلدا عربيا يستطيع الوقوف بحريّة مع المملكة العربية السعودية أو أيّ دولة خليجية ساعدته ووقفت إلى جانبه في الظروف الصعبة؟

في ضوء أداء جبران باسيل في القاهرة، يمكن القول بكلّ راحة ضمير إن لبنان صار جرما يدور في الفلك الإيراني لا أكثر. تجرّأ من يُعتبر وزير الخارجية على الذهاب إلى أبعد ما كان يمكن أن يذهب إليه وزير الخارجية العراقي، ذي الأصول الأفغانية، الذي امتلك بعضا من حياء حال دون ذهابه بعيدا في الوقوف مع إيران ضدّ المملكة العربية السعودية، والمزاج العربي العام.

من يعرف ميشال سماحة، يعرف، تماما، أن الرجل لا يمثّل شيئا، باستثناء أنّه أداة صالحة للاستخدام تنفيذا لأغراض معيّنة. لعلّ أخطر ما في إطلاقه يكمن في الظروف التي تمّت بها العملية. فإطلاقه هو إعلان رسمي ببدء عهد الوصاية الإيرانية على لبنان، ودعوة إلى كلّ سنّي لبناني من أجل الانضمام إلى “داعش”. أوليس النظام السوري وإيران الراعيان الأساسيان لهذا التنظيم الذي يلتقي مع المشروع التوسّعي الإيراني القائم على إثارة الغرائز المذهبية في كلّ بلد عربي، وفي كلّ دولة من دول المنطقة؟

 

الساحة اللبنانية منصة خلفية للصراع السياسي الإقليمي

محمد الحمامصي/العرب/18 كانون الثاني/16

ما يزال لبنان يعيش فراغا سياسيا بسبب شغور منصب رئاسة الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشيل سليمان في 25 مايو 2014 بسبب فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد للبلاد، وبسبب تواصل تضارب رؤى الفرقاء اللبنانيين المرتبطة بتداعيات وتأثيرات اللاعبين الإقليميين في هذا الملف. وفي هذا الإطار كان اللقاء مع عبدالغني عماد أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية على هامش مؤتمر الإسكندرية الأخير والذي أكد فيه استحالة أن تتمكن إيران من بسط نفوذها الكامل في لبنان أو سوريا أو العراق، نافيا أن تكون لداعش أي حاضنة اجتماعية أو أمنية في لبنان.

أكد عبدالغني عماد رئيس المركز الثقافي للدراسات والحوار في لبنان، وأستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، أن الوضع في لبنان متأثر جدا بتداعيات ما يجري في الإقليم ككل، وأن أبرز التأثيرات ما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية الذي لا يزال معلقا، فلبنان ممنوع أن ينتخب ويختار رئيس جمهورية إلا بتوافق جميع الأطراف اللبنانية، وحيث أن توافق جميع الأطراف غير ممكن إلا بتوافق إقليمي، وهو غير متوفر حاليا، لذا يبقى الفراغ الدستوري في رأس الجمهورية مستمرا للسنة الثانية على التوالي. ورأى عبدالغني عماد في حوار معه على هامش مؤتمر صناعة التطرف الذي نظمته مكتبة الإسكندرية مؤخرا، أن هذا الفراغ الدستوري في رئاسة الجمهورية ينعكس بطبيعة الحال على الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي ككل، وقال “إن الخوف كل الخوف من أن ينتقل هذا الفراغ الدستوري والأمني والسياسي إلى تداعيات أمنية على الساحة اللبنانية. مضيفا “أن ما يمنع انتقال الخلافات السياسية وتحولها إلى صراعات أمنية على أرض الواقع بين الفرقاء أن هناك ــ كما يبدو ــ توافقا بين مؤيدي المحور السوري الإيراني الروسي بقيادة حزب الله ومجموعة 8 آذار، ومؤيدي المبادرة العربية والفريق العربي بقيادة السعودية ومجموعة 14 آذار، على إبقاء الساحة اللبنانية منصة خلفية للصراع السياسي فقط دون أن يتحول إلى صراع أمني، ويبدو أن هذا الأمر مستمر رغم محاولات بعض التنظيمات المتطرفة اختراقه من خلال عمليات أمنية هنا أو هناك.

التداعيات الإقليمية

أكد الباحث اللبناني أن تداعيات المشهد الإقليمي ألقت بظلالها بشكل كبير على المسرح اللبناني وهي لا تزال تعطل انتخاب الرئيس وإمكانية تشكيل حكومة جديدة، كما عطلت انتخابات المجلس النيابي في المرحلة السابقة. والانقسام في لبنان هو انقسام على أساس، أن فريقا وجد نفسه يناصر المشروع الإيراني، وفريقا آخر وقف بقوة ضد المشروع الإيراني وضد التدخل في الشأن السوري عسكريا، وخاصة تدخل حزب الله الذي دخل دون قرار من الحكومة اللبنانية ودون موافقة الشعب اللبناني. وقال عبدالغني عماد أن “أبرز تداعيات تدخل حزب الله في سوريا أنه عمق الشرخ الطائفي المذهبي في لبنان، فتدخله كان بمثابة فرض أمر واقع قامت به ميليشيا دون موافقة الحكومة والجيش والمؤسسات الشرعية.

تدخل حزب الله في سوريا عمق الشرخ الطائفي في لبنان، فتدخله كان بمثابة فرض أمر واقع قامت به ميليشيا دون موافقة الحكومة

كما أن هناك فريقا أساسيا اعتبر هذا التدخل مخالفا لوجود لبنان وللميثاق الوطني، لكن حزب الله يعتبر أن دخوله جزء من التزامه بمشروع المقاومة ودعمه لنظام بشار الأسد جزء من دعمه لمشروع المقاومة، ولا أدري أي مقاومة هذه التي أدت إلى تدمير نصف سوريا. وأضاف “رغم محاولات حزب الله الترويج لتدخله العسكري إلى جانب نظام بشار الأسد، بكونه خطاب الدفاع عن المقاومة، إلا أنه لا يجد قبولا لذلك في الشارع اللبناني وبين شرائح واسعة إسلامية ومسيحية وليست فقط إسلامية على الصعيد السني، هناك أيضا شرائح مسيحية كبيرة ترفض تدخله”.

وحول توقعاته لتموقع حزب الله في ضوء مجريات المحيط الإقليمي قال “إن حزب الله مكون سياسي واجتماعي رئيسي يمثل الشريحة الكبرى في الطائفة الشيعية، لكن المشكلة أنه مرتبط بتحالف استراتيجي مع إيران، فعلى مستوى رسمه لسياسته على المستوى اللبناني ينطلق من مصالحه الاستراتيجية المرتبطة أساسا بإيران، وذلك انطلاقا من التزامه الأيديولوجي بنظرية ولاية الفقيه. وأضاف أن موازين القوى الحالية التي ينطلق منها حزب الله مرتبطة بالحلف الإقليمي الذي ينتسب إليه وهو الحلف الإيراني الروسي السوري، وبالتالي فإن الحزب يترجم عمليا ممارساته وسلوكه على الساحتين اللبنانية والسورية هذا التوازن الاستراتيجي الذي تعكسه هذه التحالفات. فمن الناحية العسكرية مثلا لم يذهب حزب الله إلى سوريا كفريق لبناني وإنما كفريق إيراني يجسد السياسة الإقليمية لطهران في المنطقة، وحال حصول تسوية للملف السوري سيكون لحزب الله موقع ومكان في هذه التسوية.

وأكد عبدالغني عماد أنه لا يمكن الحديث عن استهداف إيران للبنان وكذا سوريا والعراق عمليا. فلا يمكن لحزب الله أن يحكم لبنان وحده، وهو البلد الذي يتكون من طوائف كبرى وتحكمه قوى وتوازنات مذهبية وطائفية. وواقع الحال أنه يمكن أن يكون شريكا فاعلا في الحكم، بل أن حزب الله يحتاج إلى شركاء معه أيضا، ولهذا كان تحالفه مع ميشال عون رئيس تكتل التيار الوطني الحر، وترشيحه له لرئاسة الجمهورية، هذا الحلف الاستراتيجي بين الحزب وشريحة كبير من المسيحيين برئاسة عون إنما يؤكد أنه لا يستطيع حكم لبنان وحده.

عبد الغني عماد: تنظيم الدولة الإسلامية في لبنان لا يزال الطرف الأضعف لأنه يتحرك بسرية مطلقة ضمن خلايا معزولة، وليس له هامش اجتماعي أو أمني واسع

ولفت إلى أن حزب الله سعى إلى اختراق الساحة السنية وإقامة تحالف مع شريحة سياسية ممثلة للشارع السني لكنه لم يوفق بهذا حتى الآن، لأن الشارع السني له ممثلون كثر. ورغم تحالف الحزب مع ميشال عون إلا أن الشارع المسيحي منقسم ما بين عون وسمير جعجع والكتائب اللبنانية وغيرها، وبالتالي لا يستطع فريق لبناني أن يحكم لبنان مهما بلغت قوته العسكرية والسياسية،

وقال عبدالغني إن الفكرة الرائجة حول رغبة إيران في مد نفوذها على كل لبنان وكذا العراق وسوريا أمر لم يعد مطروحا، لأن موازين القوى اليوم لا تسمح بذلك، وكل ما تسعى له إيران حاليا هو تحسين شروط التسوية والتفاوض.

وأشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في لبنان لا يزال الطرف الأضعف لأنه يتحرك بسرية مطلقة ضمن خلايا معزولة، وليس له هامش اجتماعي أو أمني واسع ينطلق منه للتحرك، وبالتالي فهو لا يشكل خطرا حقيقيا على الأرض، وقال “في البداية حظي تنظيم الدولة بجاذبية ما استقطبت بعض الهوامش السنية في مناطق محاذية للبنان، لكن الآن لم يعد الأمر كذلك، لقد تغيرت النظرة إليه نتيجة ما ارتكبه من جرائم في كل من سوريا والعراق”.

وأوضح الباحث اللبناني أن التطرف يتأسس على وهم امتلاك الحقيقة المطلقة، وعليه تبنى نظرية التعصب “الدوغمائي” المغلقة بطوابقها اللامتناهية، بحيث يصبح من الصعب على صاحبه أن يتفاعل مع أفكار غيره، أو يتجاوز أفكاره لأنه يعتبرها قطعية ونهائية، هكذا تنشأ حالة التمركز على الذات، والتغذية على مرجعية ثقافية أحادية، والتي تتحول إلى منهجية في التفكير والسلوك، وتقود صاحبها إلى الخضوع لسلطة الجماعة التي ينتمي إليها وإلى سلب وعيه الفردي، وتؤدي إلى توليد ميل خفي إلى إقصاء الآخر ويمهد للقبول باستخدام العنف في التعامل معه.

وشدد عبدالغني عماد على أن مواجهة التطرف لا بد أن تكون سياسية وتنموية قبل أن تكون أمنية فقط، دون أن نقلل من أهمية البعد الثقافي والفكري المساعد في هذا المجال، وتتمثل في ترسيخ قيم الديمقراطية وثقافة التعددية والمساءلة والمحاسبة، وقيم المواطنة ودولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية، أما الدولة التسلطية فهي الحاضنة والمولدة للفساد والتخلف والتطرف، وجالبة لكل أنواع التدخلات الأجنبية، فالطغاة كانوا على مدى التاريخ جسرا للغزاة وحلفاء طبيعيين لهم، وهما معا الوصفة السريعة لصعود الغلاة في كل مكان.

 

عملية تزوير لبيع أراضي مغتربين متوفين في إبل السقي "بطلها" سجين سابق متوار وشريكان في قبضة العدالة

مرجعيون – رونيت ضاهر/النهار/18 كانون الثاني 2016

الأموات المسيحيون يعودون أحياء في إبل السقي ويبيعون أرضهم من غير أبناء البلدة! ليسوا مذنبين، فهم في ديار الحق، لكنّ الطمع أعمى بصيرة بعض ضعاف النفوس، فاستغلوا موت هؤلاء في المهجر لإعادتهم أحياء بهويات مزوّرة يستغلونها، ليبيعوا بموجبها الأرض من ضمن حملة ممنهجة للاستيلاء على أراض واسعة تعود الى مسيحيين في البلدة (المختلطة مسيحيا ودرزيا)، معظمهم متوفّ في المهجر وله ورثة في لبنان. وبما أن قانون الإرث اللبناني المعقّد بتشعّباته ورسوم تنفيذه يدفع البعض الى الإهمال والتنازل عن حقوقه وترك الأرض في مهب النسيان، ينفد البعض الآخر من هذه الثغرة لاستغلال الإهمال والسيطرة على الأرض عبر التزوير والنصب والاحتيال...

جورج أبو سمرا من المالكين الكبار في البلدة تُوفّي في المهجر منذ زمن وورثته لم يفرزوا الأرض بعد، فجاء من يحرّرها بالنصب والاحتيال ليبيعها عبر وسطاء من أشخاص خارج البلدة. وما يثير الدهشة أن "بطل" هذه العملية ن. م. من إبل السقي كان خرج لتوّه من السجن حيث أمضى عقوبة سبع سنوات بالتهمة عينها، ليعود مجدّدا الى ممارسة "جرمه"، قبل أن يفتضح أمره ويتوارى، فيما جرى القبض على شريكيه اللذين استخدمهما وسيطين لبيع الارض، وهما أ. أ. ش من البلدة نفسها، وج. ي. من دبين، وقد أنجزا صفقة بيع ثلاثة عقارات في مرحلة أولى - أو على الأقل هذا ما جرى كشفه حتى الساعة - وقع ضحيتها مواطنون من الخيام ودبين وشبعا، بمبلغ قارب مئة الف دولار، قبل أن تفتضح مصادفة عملية التزوير والنصب والاحتيال، إذ زوّروا بطاقة هوية تحمل اسم مالك الأرض المتوفي وبياناته، وعليها صورة أ. أ. فتمكّنوا بواسطتها من عقد اتفاق البيع عند الكاتب العدل، وإجراء المقتضيات القانونية الضرورية قبل نحو شهرين، الى أن اكتُشف التزوير وتابعته الأجهزة الأمنية، ولا سيما منها قوى الامن الداخلي التي لا تزال تبحث عن المتورّط الرئيسي في القضية بعد توقيف شريكيه. وما توقّف عنده البعض هو طريقة إقدام السماسرة "الوسطاء" على التسويق لبيع الأراضي في البلدة عبر الترغيب وتقديم التسهيلات، وخصوصاً في أوساط المتمولين والمقتدرين. وفيما لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف كلّ ما يتعلّق بهذه القضية، وإعادة الأرض الى أصحابها، علما أن القانون يُبطل كلّ مفاعيل العقود المزوّرة وتعود الأرض تلقائيا الى مالكها، أثارت هذه القضية حفيظة كثيرين لجهة الاستيلاء على الارض وتغيير معالمها الديموغرافية، رغم إصرار البعض على التأكيد أن لا خلفيات طائفية أو فئوية للمسألة التي لا تتعدّى إطارها التجاري البحت. وفي هذا الاطار، لفت المختار سليمان الجدع الى أن القضية باتت في عهدة الأجهزة الأمنية والقضاء، نافيا أي أبعاد طائفية لها. ولفت الى أن الجميع باتوا أكثر حرصاً ووعياً، خصوصا أن للبلدة أراضي واسعة، وان عددا من ملاكها في الاغتراب. واستغرب المواطن الياس اللقيس كيف أنّ "من يدخل السجن عقابا على إثم اقترفه، يخرج لمزاولة إثمه مجددا"، مشيرا الى "أن نحو 60% من أراضي البلدة معرّضة لهذا النوع من "القرصنة" بسبب هجرة العديد من ملّاكها، وعدم إنجاز معاملات نقل التركة"

وإذ شدّد على "ضرورة حماية الدولة لأراضي المهاجرين"، أسف "أن تكون أراضي المسيحيين دائما هي المستهدفة"، سائلاً: "هل لأنّهم الحلقة الأضعف تُستباح أرضهم؟".

"الأرض": تراخيص البناء للبلديات وليس للمحافظ والقائمقام

تعليقاً على موضوع شراء الأراضي في دير ميماس الصادر في "النهار" أمس، أصدرت حركة "الأرض اللبنانية" بيانا، رفضت فيه "تحدي قرارت البلديات المنتخبة"، مشيرة الى "ضرورة مراعاة القوانين مع حيثية التغيير الديموغرافي والواقع المذهبي بين القرى والبلدات"، معتبرة ان "تدخل المحافظين يجب ان يكون لمصلحة احترام رأي المجالس البلدية المنتخبة والتي تمثل خصوصيه كل بلدة لبنانية". واشارت الى "ان الدولة اخذت من البلديات حق اعطاء براءة الذمة، وأخذت من الناس حق الشفعة، واليوم أخذت من بلدية دير ميماس حق إعطاء الترخيص بالبناء او عدمه. وإذا اعتمدت الحكومة اصدار تراخيص البناء عن المحافظين والقائمقامين، فماذا تترك للبلديات من اجل الاهتمام بالازدهار؟". وناشدت الحركة وزير الداخليه والبلديات نهاد المشنوق "التدخل لحماية حق البلديات في ادارة شؤون بلداتها ومراعاة قوانينها وظروف واقعها".

 

ميشال سماحة كما روى زاهي البستاني

ايلي الحاج/النهار/18 كانون الثاني 2016

رغب بشير الجميّل بالحاح في معرفة مصدر كان يعلم بأنه يزوّد الأمن العام معلومات دقيقة عما يحصل ويُقال في الاجتماعات التي تنعقد في البيت المركزي لحزب الكتائب. عندما صار زاهي البستاني في الموقع المتقدم بين فريق معاونيه الذي أشرف على عملية ايصاله الى رئاسة الجمهورية والتخطيط لما بعدها، سأله بشير الجميّل أن يلبي طلبين. الأول أن يحضر اجتماعاً للمكتب السياسي الكتائبي ليتعرف المسؤولون الحزبيون، مجرد تعرف، الى هذه الشخصية اللاحزبية التي صارت في الموقع الأول عند الرئيس العتيد. الثاني أن يخبره باسم المُخبر الذي أرهقه التفتيش عنه مدى سنوات. كان جواب زاهي: "بالنسبة الى الطلب الأول كلا، لن أحضر اجتماعاً في الصيفي. بالنسبة الى الطلب الثاني، أنا لا أكشف مصادري". اغتيل بشير الجميّل ولم يعرف من هو مصدر الأمن العام لدى قيادة الكتائب. وكان زاهي البستاني المبتسم غالباً، كتوماً جداً ومستودع أسرار عظمى للجمهورية لا يخبر شيئاً عما يعرف. لكنه بعد تقاعده كان يكشف أمام حلقة ضيقة ممن يثق بهم، بعضاً من مفاصل ومحطات من حرب لبنان. أما السرد الطويل للأحداث وما رافقها ففي جعبة زميل صحافي سجله في باريس، كما في جعبة أحد أفراد عائلته المباشرين. سيكون هذا الأرشيف المسموع يوماً عند تحوله مكتوباً ذا دويّ، بمثابة كشف أسرار الحكومات وأجهزة معلوماتها في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وسواها بعد مرور الوقت الكافي، والذي يختلف بين دولة ودولة.

لم يخبر زاهي البستاني صديقه بشير الجميّل بأن ميشال سماحة كان يكتب اليه دورياً عما يجري في بيت الكتائب، والأرجح لم يكن ليرغب في كشف ذلك، ليس اليوم. لكن ما يبيح اخراج المعلومة الى الضوء مصلحة لـ"قضية لبنان" كما كان يسميها البستاني ورفاقه. كما أن سماحة نفسه لم يرتدع عن تعلقه، ليس بالأمن العام وحده بل بأجهزة أمن متعددة، لبنانية وغير لبنانية، وان كانت قمة صعوده في عهد رفيقه الذي أعلن انفصاله عنه، اللواء جميل السيد، بعد خروجه الملتبس والصاخب من السجن بقرار من محكمة التمييز العسكرية. كان ميشال سماحة مخبراً من أول شبابه، أيام ترأس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب، زمن اعتمد الحزب قراراً بأن يكون رئيس هذه المصلحة عضواً حكماً في المكتب السياسي. من سخرية القدر أن يوقع به أو يكشفه مُخبر أصغر بعد عقود. غير المال، الذي كان لا يتجاوز مصروف الجيب العادي لشاب يقيم في بيروت، ما الذي يجذب حزبياً يتسلق المسؤوليات الطالبية والسياسية الى العمل مع جهاز أمني على حساب مصلحة حزبه؟ السؤال يصير أكثر وجاهة باسترجاع وقائع تبيّن أن الشاب الطموح الذي يهوى السياسة والصحافة والاعلام والتعامل مع أجهزة الأمن تنقّل بين هذه الأجهزة مراراً من غير أن يتوقف عند تناقض سياساتها، والاختلافات بين حقبة وحقبة وبين عهد وعهد ودولة ودولة. بعد الكتائب التي أسس فيها جهاز الأمن قبل ايلي حبيقة انتقل للعمل مع حبيقة في جهاز أمن "القوات اللبنانية" أيام الميليشيا، وكان الطابخ الأساسي لـ"الاتفاق الثلاثي"، وبعدما أطاح سمير جعجع هذا الاتفاق بالقوة وبالتحالف مع أمين الجميّل أيام رئاسته قبل ثلاثين عاماً في 15 كانون الثاني 1986 دخل سماحة دائرة العمل مع الأمن السوري في ظل حافظ وبشار الأسد على التوالي. ومن هناك أطل على "المقاومة" وانتسب اليها حدّ البكاء لدى ذكر اسم السيد حسن نصرالله أمامه. قضية ميشال سماحة الى أين بعد عودته الى منزله وعائلته؟ تبدو متجهة بالأكثر الى فتح ملف القضاء برمته في لبنان، أكان عسكرياً أم أمنياً. لعلّ رأي وزير عدل سابق هو شارل رزق يفيد بدقة هنا في التحديد: "الدولة، أي دولة، تقوم على توازن ثلاث سلطات، الاشتراعية أي البرلمان، التنفيذية أي الحكومة. لكن البرلمان عاجز عن انتخاب رئيس ريثما تأتيه تعليمات من الخارج، والحكومة عاجزة عن التخلص من النفايات ريثما يتفق الوزراء على تقاسم عمولات. وتريدون قضاءً؟".

 

الجمهورية أم الرئيس؟

 نبيل بومنصف/النهار/18 كانون الثاني 2016

لن تقاس الأخطاء التي ارتكبتها قوى 14 آذار في حقبات سابقة بالخطأ الافظع الذي يمكن ان ترتكبه ان هي عادت بعد تخلية ميشال سماحة الى حساباتها الكلاسيكية في شأن الأزمة الرئاسية وأزمة المصير الوطني. لن نقف امام نشوة استنهاض التحالف السيادي البديهية في الايام الاخيرة عقب الأثر المزلزل لهذا التحدي الأشد وقاحة لمنطق حماية السلم الأهلي. ذلك ان اطلاق سماحة سيشغلنا لوقت طويل في تقصي طبيعة ذاك الشيء الذي قرر تخليته: هل هو أفظع الأخطاء القضائية العسكرية في التقدير؟ أم انه صنيعة "مؤامرة " مدبرة؟ وعلى من التآمر ما دام القضاء العسكري صار في مواجهة أسوأ مما واجهه " المكتب الثاني" سابقا؟ الآن اننا امام المقلب السياسي الأشد ايلاما في اختبار قدرة تحالف 14 آذار الذي حظي ايضا بدعم تلقائي من الحزب التقدمي الاشتراكي في هذه المواجهة التي، مهما كانت طبيعة الاستهداف الذي أخرج ميشال سماحة من السجن ليتحدى مجموع المؤمنين الباقين بالعدالة، لم تعد سوى النذير الأخير لوضع يد معلومة - مجهولة على كل مفاصل الدولة والسلطات وإرضاخ الآخرين على الاستسلام الناجز. تبعا لذلك ترانا نخشى اكثر من اي وقت الا يكون قادة قوى 14 آذار قد قرأوا بإمعان معنى الانتفاضة الشبابية في الأشرفية ليس على ذاك الخطر الزاحف مع قرار قضائي هجين يطلق مدانا بالارهاب بحكم مثبت فحسب بل على قادتهم انفسهم ايضا ليكشفوا للمرة الاولى بهذا الشكل الدراماتيكي اتساع الانفصام بين القواعد والقيادات ان لم تكن كلها فبعضها غير القليل. ان استهدافا انقلابيا اسود قاتما يحمل ذروة الخطورة بمثل ما يشكله الإطلاق الفضائحي لميشال سماحة قبل نهاية محاكمته، ومع زيادة الشكوك في الحكم النهائي عليه اكثر فأكثر، بات يستدعي مغادرة موقع رد الفعل مغادرة نهائية. ولا شك في ان أفضل الممكن قضائيا ونظاميا ورسميا ونيابيا هو ان يدعم وزير العدل اشرف ريفي دعما جماعيا في معركته لنزع قضية سماحة من القضاء العسكري وإحالتها على المجلس العدلي كما في اعادة هيكلة شاملة للمحاكم الاستثنائية حتى حدود الغائها. ولكن ذلك لا يغني عن الحسم السياسي الذي بات على تحالف 14 آذار والحزب الاشتراكي ان يذهبا اليه دون تردد. هو حسم يوقف كل مفاعيل المعركة الرئاسية ويلغي كل ما كان قبل فتنة تخلية سماحة بما يعني نزع الاستحقاق من براثن الاسترهان لبعض تحالف ٨ آذار وداعميه الإقليميين. مثلما جمدت 8 آذار الاستحقاق 14 شهرا فليجمد الى افق غير محدد من الجهة الاخرى حتى ضمان جمهورية لا تسبق رئيسها بانقلاب متدحرج تشكل تخلية " وكيل المملوك " والخروج عن الإجماع العربي نسختهما المتقدمة.

 

بعد الرد المحدود على اغتيال القنطار هل تكون حرب تموز هي الأخيرة مع إسرائيل؟

 اميل خوري/النهار/18 كانون الثاني 2016

يمكن القول إن رد فعل "حزب الله" على اغتيال القيادي الشهيد سمير القنطار حتى الآن حدّد حجم الرد في الزمان والمكان وأكّد أن ذلك لن يبلغ حد قيام حرب مع اسرائيل، لأن آخر الحروب معها كانت حرب تموز 2006، وبات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 هو الذي يحول دون تجدّدها، عدا أن الظروف السائدة في المنطقة لا تسمح بقيام مثل هذه الحرب. فالحرب على تنظيم "داعش" لها الأولوية على أي أمر آخر، وهذا التنظيم هو الذي يستفيد من أي حرب سواء كانت بين الدول العربية أو كانت ضد اسرائيل. لذلك فإن الفعل ورد الفعل بين "حزب الله" واسرائيل سوف يقتصر على ضربة تقابلها ضربة، وإن تفاوت حجمها، وقد تقوم حرب أجهزة لتنفيذ اغتيالات متبادلة لتكون بديلاً من حرب نظامية. لقد حقّق الأمين العام لـ"حزب الله" ما أعلنه على إثر اغتيال القنطار بقوله: "إنّ ردّ المقاومة على اغتيال القنطار قادم لا محالة"، وقد فعل بأوّل ردّ له على هذا الاغتيال، وقد تليه ردود من دون أن تغيّر قواعد المواجهة المحكومة بالقرار 1701 حتى وإن ظلّت اسرائيل قلقة في الداخل وفي الخارج من ردود الفعل التي قد لا تتوقّف انتقاماً للقنطار وتظل اسرائيل حائرة حول أين ومتى. وردود الفعل المتبادلة بين اسرائيل و"حزب الله" لن تثير قلق المجتمع الدولي ما دامت محكومة بالقرار 1701 وقد احترمه الطرفان ولو في حدّه الأدنى، وهو وقف العمليات العسكريّة وإن ظل يُخرق من حين إلى آخر.

ويرى بعض المراقبين إن وجود روسيا عسكرياً داخل سوريا يمنع قيام حرب بين أي جهة واسرائيل بدليل ان اغتيال الشهيد القنطار تم داخل سوريا وبوجود منظومة دفاعية روسيا تغطّي سماء سوريا، ولا جبهة الجنوب اللبناني مع اسرائيل مسموح تحريكها ولا تحريك جبهة الجولان مسموح أيضاً لأن المطلوب في الظرف الراهن ليس إشعال حروب في المنطقة مهما بلغت حدّة التوتّر بين دول عربية ولا سيما بين السعودية وإيران، إنّما المطلوب بذل المساعي لايجاد حلول للأزمات في سوريا وفي اليمن وفي العراق وفي ليبيا توصلاً إلى اقامة حكم قوي فيها مدعوم من الشعب ومن كل القوى السياسية الأساسية في كل دولة لتكون قادرة على القضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية، بحيث لا تعاود نشاطها مستفيدة من ضعف الحكم في أي دولة.

الواقع ان الاتفاق النووي بين أميركا وإيران لم يعقد من أجل إدخال المنطقة في حروب مدمّرة إنّما في مرحلة سلام ثابت ودائم تحميه دول يقوم فيها حكم قوي متماسك وله شعبيته، وان بداية تنفيذ هذا الاتفاق ومن ثم رفع العقوبات عن إيران يجعلان المنطقة يسودها الأمن والاستقرار العام والازدهار، وهذا يشكّل أهم وسيلة لمكافحة الفقر الذي يولّد الارهاب. ولكي يقوم في كل دولة في المنطقة حكم قوي، لا بدّ من منع وجود أي سلاح خارج الدولة بحيث يأتي بعد ضرب الارهاب دور الميليشيات التي لا يعود مبرّر لوجودها، وسوف يعتبر هذا السلاح غير شرعي ويجب إزالته، خصوصاً بعد التوصّل إلى حل للقضية الفلسطينية على أساس قيام دولتين يمنع قيامهما وجود تنظيمات مسلّحة جهادية. وعندم تقوم دولة قوية في كل دولة في المنطقة تتحمّل هي وحدها مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار فيها، فلا يعود ثمة مبرّر لوجود تنظيمات مسلّحة إلى جانبها تعوق سير الحكم وتضعفه، وهذا ينطبق طبعاً على لبنان الذي تعذّر أن تقوم فيه دولة قوية حتى الآن بسبب وجود سلاح خارجها، ولا حل لمشكلته إلاّ بالتوصّل إلى حل للأزمة في سوريا قد تكون مدخلاً لحل كل الأزمات وإزالة التوتّر بين عدد من الدول ولا سيما بين السعودية وإيران. لذلك، فكما أن التنظيمات الارهابية تهدّد أمن واستقرار دول كثيرة في العالم، فإن كل سلاح خارج الدول يهدّد الأمن والاستقرار فيها. فهل ينتهي العام 2016 وقد ارتاح العالم من التنظيمات الارهابية وتخلّص من كل سلاح يحول دون قيام الدولة القوية القادرة على بسط سيادتها وسلطتها على كل أراضيها فلا يكون قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها فتنعم الشعوب عندئذ بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار؟

 

رفع العقوبات يعيد إيران إلى الحضن الدولي لا يريح "حزب الله" بل يزيد التشدد الأميركي

 سابين عويس/النهار/18 كانون الثاني 2016

ما إن أعلن الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أوفت بالتزاماتها في شأن الاتفاق النووي، حتى بادرت واشنطن الى الإعلان أن الاتفاق النووي مع طهران دخل حيز التنفيذ، لتكر وراءه سبحة اعلانات مماثلة عن الدول الأوروبية، فتُفتح بذلك صفحة جديدة من العلاقات بين الاسرة الدولية وطهران، أهم ما فيها أنها أعادت بلاد فارس الى الحضن الدولي والى نظامه، مع كل ما ستحمله هذه العودة من تحديات ومحاذير بعد العزلة الدولية التي حاصرتها لعقود من الزمن. فيما ينتظر العالم آليات رفع القيود الاقتصادية التي ستتطلب نقضاً أو إلغاء لقوانين وإجراءات حكمت العقود التجارية والتعاملات المالية في حقبة الحظر، يرى المراقبون الاقتصاديون أن من المبكر جداً تقويم المكاسب التي ستتحقق لطهران أو لدول الغرب أو العالم العربي من جراء عودتها المشرعة الى الساحة الدولية، خصوصا أن بدء تطبيق الاتفاق النووي يأتي في خضم التغيرات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية، وقد كان الاتفاق جزءاً أساسياً في تركيب المعادلات التي ستحكم الشرق الاوسط الجديد وترسيم خريطة طريقه.لم تكن مصادفة أن يأتي قرار رفع العقوبات بعد أيام قليلة على صدور قانون أميركي جديد يحظر التعامل مع "حزب الله" ويفرض عقوبات شديدة على كل التعاملات المشتبه فيها، ليس لعناصر تابعة للحزب، ولكن حتى لتجار أو قريبين منه.

ولم يكن هذا القانون بريئا بما أنه قرر تشديد القبضة الأميركية على الحزب، مع ما يستتبعه ذلك على لبنان، فيما كان يرخيها في المكان الذي يشكل المصدر الأساسي لتمويل الحزب ولشبكاته الخارجية. وهذا التزامن لا بد أن يستدعي قراءة لمضامينه والرسائل التي على لبنان أن يتلقفها، بمصارفه من جهة وبسلطاته من جهة ثانية، وبـ"حزب الله" من جهة ثالثة. عندما صدر القانون الأخير، مع ما أثاره من ضجة في الاعلام بعد تناوله مباشرة من الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله من خلال دعوته المصارف الى عدم الانصياع للإرادة الأميركية، ساد نقاش داخلي بعيد من الاضواء بين المصارف التي يستعد وفد منها للسفر في ٢٤ من الجاري الى واشنطن للقاء الدوائر المالية الأميركية، حيال المقاربة الواجب إتباعها لاحتواء التعاطي الإعلامي السلبي او غير المتفهم للموضوع، ولأهميتها على سمعة لبنان وقطاعه المصرفي. وقد انقسم الرأي بين من دعا الى الاستمرار في التزام الصمت بما أن لا شيء لقوله ما دامت المصارف تلتزم القوانين، وليس ضروريا بالتالي تكرار ذلك كلما صدر قرار أو اتخذ إجراء. وذهب الرأي الآخر الى ضرورة شرح المواضيع الملتبسة على الاعلام، منعا لخروجها عن سياقها. وقرّ الرأي على عدم التعليق إلا عند الحاجة، والواضح أن لا حاجة راهنا الى إيضاحات ما دامت المصارف تقوم بواجباتها.

ستساعد زيارة الوفد المصرفي اللبناني لواشنطن ونيويورك الأسبوع المقبل في إطار الزيارات الروتينية التي تقوم بها المصارف سنويا للولايات المتحدة، في استيضاح القانون وآليات تطبيقه، لكنها ستساعد كذلك في إفساح المجال امام المصرفيين اللبنانيين للإستفسار عن آلية رفع العقوبات عن طهران بالنسبة الى المصارف اللبنانية، وما سيرتب عليها التعامل المالي الجديد، وفق اي قوانين او معايير. بات أكيدا للوسط المصرفي أن ثلاث حقائق ستحكم المرحلة المقبلة في مقاربة الملف المالي:

- ان الولايات المتحدة جدية جداً في تطبيق القانون الجديد وتضييق الخناق على الشريان المالي لـ"حزب الله".

- ان المصارف ستكون ملتزمة الى أقصى الحدود ولن تسمح بأي تفلت يؤثر عليها.

- ان "حزب الله"، رغم رفضه للمنظومة المالية والمصرفية القائمة، لن يعرض المصارف اللبنانية لأي تهديد، إنطلاقا من حرصه على الاستقرار الداخلي والحؤول دون انهيار الأوضاع، خصوصا أنه يعي تحميله مسؤولية التعطيل والشغور الرئاسي.

ثمة حقيقة رابعة لا بد من أخذها في الاعتبار، وتكمن في أن الادارة الأميركية مضطرة الى إعطاء إشارات واضحة وجدية مفادها أنها لن تخفف الضغط على "حزب الله"، بما يطمئن إسرائيل من جهة ويؤكد الموقف الاميركي الصارم في شأن مكافحة تمويل الارهاب، من جهة أخرى.

 

رفع العقوبات يعيد إيران إلى الحضن الدولي لا يريح "حزب الله" بل يزيد التشدد الأميركي

 سابين عويس/النهار/18 كانون الثاني 2016

ما إن أعلن الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أوفت بالتزاماتها في شأن الاتفاق النووي، حتى بادرت واشنطن الى الإعلان أن الاتفاق النووي مع طهران دخل حيز التنفيذ، لتكر وراءه سبحة اعلانات مماثلة عن الدول الأوروبية، فتُفتح بذلك صفحة جديدة من العلاقات بين الاسرة الدولية وطهران، أهم ما فيها أنها أعادت بلاد فارس الى الحضن الدولي والى نظامه، مع كل ما ستحمله هذه العودة من تحديات ومحاذير بعد العزلة الدولية التي حاصرتها لعقود من الزمن. فيما ينتظر العالم آليات رفع القيود الاقتصادية التي ستتطلب نقضاً أو إلغاء لقوانين وإجراءات حكمت العقود التجارية والتعاملات المالية في حقبة الحظر، يرى المراقبون الاقتصاديون أن من المبكر جداً تقويم المكاسب التي ستتحقق لطهران أو لدول الغرب أو العالم العربي من جراء عودتها المشرعة الى الساحة الدولية، خصوصا أن بدء تطبيق الاتفاق النووي يأتي في خضم التغيرات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية، وقد كان الاتفاق جزءاً أساسياً في تركيب المعادلات التي ستحكم الشرق الاوسط الجديد وترسيم خريطة طريقه. لم تكن مصادفة أن يأتي قرار رفع العقوبات بعد أيام قليلة على صدور قانون أميركي جديد يحظر التعامل مع "حزب الله" ويفرض عقوبات شديدة على كل التعاملات المشتبه فيها، ليس لعناصر تابعة للحزب، ولكن حتى لتجار أو قريبين منه.

ولم يكن هذا القانون بريئا بما أنه قرر تشديد القبضة الأميركية على الحزب، مع ما يستتبعه ذلك على لبنان، فيما كان يرخيها في المكان الذي يشكل المصدر الأساسي لتمويل الحزب ولشبكاته الخارجية. وهذا التزامن لا بد أن يستدعي قراءة لمضامينه والرسائل التي على لبنان أن يتلقفها، بمصارفه من جهة وبسلطاته من جهة ثانية، وبـ"حزب الله" من جهة ثالثة. عندما صدر القانون الأخير، مع ما أثاره من ضجة في الاعلام بعد تناوله مباشرة من الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله من خلال دعوته المصارف الى عدم الانصياع للإرادة الأميركية، ساد نقاش داخلي بعيد من الاضواء بين المصارف التي يستعد وفد منها للسفر في ٢٤ من الجاري الى واشنطن للقاء الدوائر المالية الأميركية، حيال المقاربة الواجب إتباعها لاحتواء التعاطي الإعلامي السلبي او غير المتفهم للموضوع، ولأهميتها على سمعة لبنان وقطاعه المصرفي. وقد انقسم الرأي بين من دعا الى الاستمرار في التزام الصمت بما أن لا شيء لقوله ما دامت المصارف تلتزم القوانين، وليس ضروريا بالتالي تكرار ذلك كلما صدر قرار أو اتخذ إجراء. وذهب الرأي الآخر الى ضرورة شرح المواضيع الملتبسة على الاعلام، منعا لخروجها عن سياقها. وقرّ الرأي على عدم التعليق إلا عند الحاجة، والواضح أن لا حاجة راهنا الى إيضاحات ما دامت المصارف تقوم بواجباتها.

ستساعد زيارة الوفد المصرفي اللبناني لواشنطن ونيويورك الأسبوع المقبل في إطار الزيارات الروتينية التي تقوم بها المصارف سنويا للولايات المتحدة، في استيضاح القانون وآليات تطبيقه، لكنها ستساعد كذلك في إفساح المجال امام المصرفيين اللبنانيين للإستفسار عن آلية رفع العقوبات عن طهران بالنسبة الى المصارف اللبنانية، وما سيرتب عليها التعامل المالي الجديد، وفق اي قوانين او معايير. بات أكيدا للوسط المصرفي أن ثلاث حقائق ستحكم المرحلة المقبلة في مقاربة الملف المالي:

- ان الولايات المتحدة جدية جداً في تطبيق القانون الجديد وتضييق الخناق على الشريان المالي لـ"حزب الله". - ان المصارف ستكون ملتزمة الى أقصى الحدود ولن تسمح بأي تفلت يؤثر عليها.

- ان "حزب الله"، رغم رفضه للمنظومة المالية والمصرفية القائمة، لن يعرض المصارف اللبنانية لأي تهديد، إنطلاقا من حرصه على الاستقرار الداخلي والحؤول دون انهيار الأوضاع، خصوصا أنه يعي تحميله مسؤولية التعطيل والشغور الرئاسي.

ثمة حقيقة رابعة لا بد من أخذها في الاعتبار، وتكمن في أن الادارة الأميركية مضطرة الى إعطاء إشارات واضحة وجدية مفادها أنها لن تخفف الضغط على "حزب الله"، بما يطمئن إسرائيل من جهة ويؤكد الموقف الاميركي الصارم في شأن مكافحة تمويل الارهاب، من جهة أخرى.

 

بري للراعي: الا يوجد لدى الموارنة غير «الخلفاء الراشدين الاربعة»

سيمون ابو فاضل/الديار/17 كانون الثاني 2016

لم ينعكس جمود المبادرة الرئاسية الهادفة لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية تراجعا في تفاؤل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لدخوله قصر بعبدا على وقع التطورات الاقليمية التي يجدها لصالح تحالفاته الإقليمية، لا بل انه يعتبر حسب محيطين به بأن لا مخرج للفراغ الرئاسي الا بالتسليم به رئيسا للبلاد.

وفي حين يبقى الكلام عن المبادرة «حمالا للاوجه» بحيث اتى قول وزير الداخلية نهاد المشنوق من معراب «بان الظروف الخارجية غير مؤاتية» لتضع طابة التعطيل في مرمى حزب الله كونه يرفض القبول بحليفه رئيس تيار المردة رئيسا للجمهورية وان ايران لا تريد الإفراج عن الاستحقاق هذا . في مقابل مواقف اخرى لقياديين في تيار المستقبل بان المبادرة ما زالت سارية، يأتي ما يعلنه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط امام زواره من نعي للمبادرة في خانة التكامل مع حالة الجمود التي تطغى عليها.

ويندرج ما يقوله رئيس مجلس النواب نبيه بري من كلام حول استمرارها بمثابة المؤشر على انها تدور في حلقة مفرغة وهو الذي حمل اليه موفده يومها الى ايران وزير المالية علي حسن خليل في زيارته التي استحدثت لهذه الغاية الموقف الاول لطهران الرافض لهذا التفاهم بين رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري وبين النائب فرنجية بحيث تبلغ خليل من موفدين ايرانيين قبيل مغادرته بساعات الموقف الايراني المتحفظ الذي كان خلاصة اجتماعات الاستشفاف التي امتدت اياما.

ولان المبادرة في قناعة بري اضحت جامدة يتساءل في مجالسه عما اذا كان للطائفة المارونية غير «الخلفاء الراشدين الاربع» المرشحين الى رئاسة الجمهورية اي الاقطاب الاربعة، مشيرا الى ان كلا من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لعب حتى حينه ورقته ونال ما ناله من اصوات، وحاليا يرفضان وصول فرنجية، كاشفا بأنه تطرق الى مسألة توسيع لائحة الاسماء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ولا يخفي بري بأنه كان يأمل حصول اللقاء بين كل من جعجع وفرنجية للتداول مباشرة في الموضوع الرئاسي عله بسهل الامر، مبديا تفهمه لعدم زيارة رئيس المردة معراب للنقاش الثنائي بينهما بعد أن كان رئيس القوات رفض الرد على اتصاله الهاتفي كما بدا ظاهرا يومها على الاعلام بعيد خروجه من المعتقل عام 2005.

ويكمل مراقبون بأن بري يجد ان روحية المبادرة بانتخاب رئيس للجمهورية لا زالت طاغية على الواقع مما يتطلب الاستفادة من هذا المناخ، لكن ايضا على الفريق المسيحي ان يسعى للتفاهم على مرشح لان استمرار الفراغ له تداعيات واضحة على الواقع اللبناني.

ويدور الكلام في اوساط سياسية على صلة بتيار المردة بأن ترشح فرنجية يندرج في خانة الميثاق الذي اطلع عليه الاقطاب الاربعة في بكركي بدعم اي مرشح يكون الاقرب الى دخول بعبدا، وهو ما ينسحب حاليا على فرنجية انما تسجل هذه الاوساط تحفظات عدة على كل من عون و جعجع، بحيث انه لم يعلن ترشيحه منذ اليوم الاول لترشيح عون لكن اتت خطوته بعد أن «قرع بابه» وجرى مكاشفته بالأمر وهو تفاعل مع الخطوة من زاوية انقاذ البلد من الازمة التي يدور فيها. اما في ما خص القوات اللبنانية فان الاوساط نفسها لا تتقبل الذي يتم «اسقاطه» على فرنجية من كلام سياسي -إعلامي فالرئيس السوري بشار الأسد لم يفرض ترشيحه على أي فريق داخلي، لكن ما يجب ان يعرفه البعض، يتابع هؤلاء هو ان الذي بين امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وبين فرنجية لا يعلم به احد سواهما وان اللافت في الموضوع هو ان جعجع يتداول امام زواره اسم مرشح رئاسي غير العماد عون لدخول قصر بعبدا في وقت تتسع دائرة الكلام عن احتمال ترشيح معراب لجنرال الرابية.

ويأمل عون بحسب مصادر مسيحية ان يتمكن جعجع من ترشيحه في المدى القريب لا سيما ان الهوة بينهما قد تضاءلت عدا ان على رئيس القوات ان يختار بين «موجودين»، اي هو او فرنجية، خصوصا بعد تجربته مع حلفائه ومدى الحال التي وصل اليها معهم، اذ ان في انتخاب عون يكون جعجع مساهما في عهد له فيه حضور سياسي وشراكة معنوية وانتعاشا مسيحيا. في حين اي خيار آخر لن يأتي عليه بالنتائج ذاتها.

لكن معراب بحسب مقربين منها لن تقبل ان يفرض عليها الحريري رئيسا للجمهورية على قياس حساباته وذلك بعيدا عن اي اعتبار سياسي شخصي مع فرنجية الذي تسود بينهما علاقة جيدة تمثلت في تطبيع الواقع الشمالي بين شباب «القوات» وشباب «المردة»، لكن هذا الامر لا يدفعه لانتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية لان الخلافات السياسية هي الاساس في هكذا حجم استحقاق، عدا أن جعجع يملك هامشا سعوديا لترشيح عون خلافا لقراءات تيار المستقبل الذي يراهن على عدم قدرته باتخاذ هكذا خطوة، مشيرا الى أن الحريري اصابه مرات عدة بجراح معنوية.

لكن المراقبين وبعضهم من تيار المستقبل يعتبرون تأييد جعجع لعون لن يؤمن له ضمانة مستقبلية لكون الأخير سيتفاعل حكما مع حزب الله في مواجهة جعجع الذي قد يخسر رهانه على ما حصل معه مرارا عدة وانه كان بامكان رئيس القوات الدخول الى هذه التسوية خصوصا ان فرنجية عبر امام عدة سياسيين مشتركين عن رغبته بترييح جعجع سياسيا ونيابيا اذا انتخب رئيسا. ثم ان رئيس المردة قابل «لتدوير الزوايا» بين تيار المستقبل وحزب الله وان يكون في الوقت ذاته قادرا على لعب دور إيجابي خلافا لنهج عون الذي لا يمكنه من هذا الدور. خصوصا ان وصول فرنجية يعني وصول احد الاقوياء على ما هو بند النوايا بين التيار وبين القوات الذي ينص على ضرورة دعم رئيس قوي، وهو ما يتمثل اليوم بالنائب فرنجية، ولذلك فان كل من عون وجعجع يستمران في رهن مصير المسيحيين وفق حسابتهما التي لم تأت يوما خيرا على هذه البيئة، وعليهما حاليا اما المضي في اتجاه تفاهم يدفع في تبني جعجع لعون، او ينتقلان الى تبني ترشح توافقي ام يدعمان وصول فرنجية لكون لا خيار امامهما.

وترى اوساط مراقبة بأن جمود المبادرة لن يعيد اي تحرك رئاسي قبل اشهر عدة، بحيث يأتي رفع «الخلفاء الراشدين الاربع» البطاقة الحمراء في وجه بعضهم للوصول الى بعبدا لاستهلاك اوراقهم لصالح ادخال اسماء جديدة الى الحلبة الرئاسية.

انما قد يكون الحراك الرئاسي الجديد بالتزامن مع بداية الازمة السورية بحيث ان فشل اي تفاهم رئاسي في لبنان بانتخاب عون كونه الاقوى مسيحيا قد يتقدمها تسوية سياسية على غرار الواقع السوري تمكنه من أن يكون نافذا في هذه التسوية كأن يفرض قانون الانتخاب الذي يجده مناسبا للمسيحيين بهدف تأمين التوازن المسيحي وتحرير هؤلاء الممثلين عن المسيحيين من ان يكونوا رهائن لدى القوى الطائفية السياسية المقابلة.

 

«عودة إيران» إلى العالم تفويض لها في الإقليم؟

 جورج سمعان/الحياة/18 كانون الثاني/16

مع بدء تطبيق الاتفاق النووي تدخل إيران مرحلة جديدة. تحمل عودتها إلى الساحة الدولية تغييراً جوهرياً للمشهد الاستراتيجي في الإقليم. لكن هذا التغيير يظل تدريجياً ورهناً بخيارات طهران المقبلة، على مستوى الداخل والخارج. فالنجاح الذي حققته حكومة الرئيس حسن روحاني أعاد تحريك السياسية الداخلية. وخلط الأوراق في أوساط الكتل والقوى المختلفة في الجمهورية الإسلامية. لكنه لم يحسم الأمر لمصلحة تيار الاعتدال. والذين راهنوا على الاتفاق قوة دافعة لاستعجال الاصلاح في بنى النظام قد ينتظرون طويلاً، مثلما انتظروا سنوات للتوصل إلى تسوية للبرنامج النووي. ومن المفيد ألا يتوقعوا الكثير من انتخابات مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة الشهر المقبل. أو حتى من الانتخابات الرئاسية السنة المقبلة. الحراك أو الصراع بين التيارات المختلفة سيستمر. والقوى التي كانت تمسك بعصب الاقتصاد وتهيمن على السياسة الخارجية والقرارات العسكرية والأمنية لن تتساهل بتحجيم دورها أو ضرب مصالحها. لكن رفع العقوبات سيخلق دينامية سيعزز دعوات الانفتاح. من هنا لا يزال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي يمارس دوراً دقيقاً لا يغلب تياراً على آخر. دعم الفريق المفاوض لبلاده وقدم له غطاء كبيراً. لكنه في المقابل لا يزال يحذر من الساعين إلى استعجال الانفتاح السياسي على الولايات المتحدة والغرب عموماً. وينم ذلك عن عمق الصراع على مستقبل النظام ووجهته الجديدة ودوره في المنظومة الدولية.

التعامل السياسي لطهران مع جملة من الأحداث أخيراً تظهر عمق الخلاف في وجهات النظر. والتباين في قراءة هذه الأحداث. المرشد الأعلى وقادة في «الحرس الثوري» والتيار المتشدد حملوا على المملكة العربية السعودية بعنف. وتوعدوها بـ «انتقام شديد»، إثر إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر مع مجموعة من المدانين بأعمال إرهابية. لكن حكومة روحاني تصرفت بخلاف جاري العادة. دانت الاعتداء على مقر السفارة السعودية في العاصمة ومقر القنصلية في مشهد. وأقالت مسؤولين كبيرين حملتهما مسؤولية ما حدث. وأوقفت عدداً من مهاجمي المقرين وأحالتهم على القضاء. واستعجل الرئيس محاكمة هؤلاء «من أجل وضع نهاية حاسمة لكل الإساءات والأضرار التي لحقت بكرامة إيران وبالأمن الوطني». ولم تمض ساعات على اعتقال «الحرس» بضعة جنود من البحرية الأميركية ضلوا وجهتهم في مياه الخليج ودخلوا المياه الإقليمية الإيرانية خطأ، حتى أطلقوا. وهو ما اعتبره وزير الخارجية الأميركي جون كيري من ثمار التحول الجديد والاتفاق النووي والخطوط المفتوحة بين واشنطن وطهران. وفي هذا الإطار أيضاً جاء تبادل إطلاق سجناء بين البلدين.

هذا التباين في القراءات والمواقف في الداخل الإيراني، يعني أن النظام يواصل نهج سياسة امتلاك الشيء ونقيضه. تدرك الجمهورية الإسلامية أنها ستكون تحت رقابة صارمة لمجلس الأمن لتحديد مدى التزامها تنفيذ بنود الاتفاق. أي أن سيف العقوبات الاقتصادية سيظل مسلطاً فوق رأسها. وقد لا تستطيع في المدى المنظور التملص أو الالتفاف على بنود الاتفاق النووي، هي الموعودة برفع العقوبات. والواعدة للدول الغربية بصفقات اقتصادية واستثمارية مجزية. لكن ما يقلق أهل الإقليم خصوصاً أن تشعر طهران بأن وفاءها بالتزاماتها في هذا الإطار يمنحها تفويضاً مطلقاً في مواصلة سياساتها السابقة، داخلياً وخارجياً. فليس قليل الدلالة أن تشكف قبل ايام ترسانتها الصاروخية الضخمة التي تغطي الشرق الأوسط كله، وتشكل تهديداً لمنابع النفط وممراته، فضلاً عن حدود الاتحاد الأوروبي القريبة. وليس قليل الدلالة أيضاً أن يكرر قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري تدريب قواته نحو مئتي ألف مقاتل من أبناء الإقليم وباكستان وأفغانستان. وهاتان رسالتان صريحتان أنها لا تنوي التخلي عن سياستها الخارجية في المنطقة. وإذا كانت تولي برامجها العسكرية هذا الاهتمام، على رغم الحظر الدولي على الأسلحة التقليدية والصواريخ الباليستية حتى 2020 و2023، فإن من غير الجائز والمقبول أن تتوسل هذه القوة معطوفة على «ميليشيات» رعت قيامها في عدد من الدول العربية، أداة لتوكيد أرجحية دورها وسيطرتها على الشرق الأوسط ودول الجوار القريب والبعيد.

مواصلة هذا النهج يعني أن الفوائد المالية والاقتصادية التي ستجنيها إيران بعد تطبيق الاتفاق ستتيح لها تعزيز «استثماراتها» في الإقليم. ويعني أيضاً أن عودتها إلى المجتمع الدولي لن تحول دون مواصلة اعتمادها على ما دأبت عليه منذ قيام ثورتها قبل ثلاثة عقود ونصف عقد. فقد اندفعت أولاً نحو «تصدير الثورة». لكن الغرب واجهها مع القوى الإقليمية التي وقفت خلف صدام حسين في حرب الخليج الأولى. لكنها لم تستسلم. لجأت كما هو معروف إلى بناء شبكة من «الجيوش» المحلية في دول الجوار شكلت لها رافعة عوضت غياب دورها عن التأثير في السياسات الإقليمية والدولية. وساهمت في تأجيج الصراع المذهبي المتصاعد. وبعدما أفادت من الغزو الأميركي لأفغانستان ثم العراق، تسعى جاهدة لملء الفراغ الناجم عن قرار الولايات المتحدة تحويل ثقل استراتيجيتها إلى المحيط الهاديء. ويساعدها بالطبع اضطراب النظام العربي وتهاويه على وقع عواصف «الربيع». وغياب القوة الجاهزة والمنظمة لملء الفراغ في الإقليم. مثلما يساعدها أيضاً تعثر الحرب على الإرهاب في سورية والعراق وأفغانستان... فضلاً عن تلاشي أي أمل بتسوية القضية الفلسطينية التي عولت عليها كثيراً رافعة لنفوذها في الشارع العربي.

ولا شك في أن سياسة الإدارة الأميركية ساعدت هي الأخرى في تمادي هذا النهج الإيراني الذي أقلق ويقلق حلفاءها وشركاءها العرب وغير العرب. كانت واشنطن تحذر في السنوات الماضية من أن تفلت طهران من

التزاماتها الدولية في البرنامج النووي و»دعمها الإرهاب» يشكلان تهديداً إقليمياً ودولياً، ومن أن امتلاكها سلاحاً نووياً سيغيّر صورة المنطقة ويطلق سباق تسلح نووي، ويفاقم النزاعات، ويعزز الإرهابيين والمتطرفين. وعلى رغم أن المنطقة تشهد اليوم كل ما كانت تحذر منه أميركا، لا تبدي إدارة الرئيس باراك أوباما، أي اهتمام بدفع إيران إلى التخلي عن طموحاتها في الدول العربية. والعمل على إقامة نظام أمني جديد في الشرق الأوسط يراعي المصالح العربية والإيرانية والتركية وغيرها. وليس كافياً بالطبع أن يؤكد وزير الخارجية الأميركي لنظيره السعودي عادل الجبير قبل يومين أن الصداقة بين بلديهما «تظل حجر الأساس لجهودنا في المنطقة». وأنه يتحدث دائما مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف عن وجوب «عدم التدخلات» وعن «السعي إلى السلام والاستقرار». هذا الموقف تلزمه ترجمة فعلية. واشنطن التي ألقت صراحة مهمة علاج أزمات المنطقة على عاتق أهلها تبدو سياسة انتقائية. فهي لا تبدو مبالية بما حدث ويحدث في اليمن. وهو ما دفع السعودية إلى أخذ الأمر بيدها. كما أنها في حربها على «داعش» في العراق تظهر حرصاً على عدم إزعاج «الحرس الثوري» وميليشياته المحلية، من خلال حرصها على التنسيق مع حكومة حيدر العبادي. فضلاً عن أنها لم تفعل شيئاً للتخفيف من غلواء قوات «الحشد الشعبي» باستثناء التركيز على دعم قوات العشائر و»البيشمركة». وفي سورية أسلمت القياد لرغبات روسيا ومواقفها من التسوية، متجاهلة ما تمخض عنه مؤتمر المعارضة السورية الواسع في الرياض تمهيداً لمفاوضات مع النظام. وهو ما أثار حفيظة بعض شركائها الغربيين وتركيا وليس استياء السعودية والعرب الآخرين فقط.

ويخشى أن تجد الولايات المتحدة نفسها أخيراً مرغمة على الانخراط في الصراع المحتدم في الإقليم، والذي سيلحق ضرراً كبيراً بمصالحها وعلاقاتها وحضورها قوة دولية كبرى. فالتوتر بين السعودية ودول عربية كثيرة من جهة وإيران من جهة أخرى بلغ ذروة لم يشهدها من قبل، وينذر بالتفاقم. ما يعني أن الأزمات التي تشكل ساحة مواجهة بينهما لن تشهد حلولاً ناجزة أو حتى تهدئة معقولة. صحيح أن طهران تملك أوراقاً وأدوات توسلتها رافعة في علاقاتها الخارجية، مع الحلفاء أو الخصوم. لكن هذه الأوراق تحترق تباعاً. في اليمن يواجه الحوثيون حرباً تعدها السعودية مصيرية ومفصلية. وهي لن تهدأ حتى يرضخ «أنصار الله» وأنصارهم وينتظموا في إطار الشرعية التي تمثلها حكومة عبد ربه منصور هادي. لا يمكن الرياض، اياً كانت النتائج ومهما طالت الحرب، أن تقبل بقيام «جيش رديف» على حدودها يناصبها العداء، ويساهم في تطويقها. كما أن العراق لم يسقط كاملاً بيد الجمهورية الإسلامية. بل بات عنصر استنزاف دائم لطهران سياسياً وعسكرياً. فلا السنة رضخوا بل يهددون بتدويل «اعتداءات» «الحشد الشعبي» عليهم. والتهديد الذي شكله ويشكله قيام «الدولة الإسلامية» قريباً من الحدود الإيرانية قائم وطويل. وفي سورية حيث استثمرت إيران الكثير في النظام الحالي، تنظر طهران بعين الريبة إلى موسكو التي انتزعت منها عصا الإمرة. ولم يعد بامكان «ميليشياتها» في بلاد الشام أن تنازع القوات النظامية دورها وحضورها خصوصاً بعد وصول المدد الروسي. والحديث طويل عن هواجسها من التسوية التي يرسمها الكرملين بالتنسيق مع واشنطن. إلى كل هذه المتاعب، قد لا يثمر رفع العقوبات الكثير من العائدات التي تتوخاها إيران. تدني أسعار الطاقة ألحق ويلحق أضراراً قاسية بها كما بباقي الدول المنتجة. فكيف لها أن تعول كثيراً على رفع صادراتها وفتح الباب أمام استثمارات أجنبية كانت أحجمت بفعل العقوبات التي فرضت عليها تباعاً منذ نحو عقد من الزمن؟ والسؤال هل يرجح الإيرانيون كفة تيار الاعتدال والإصلاح تدريجاً ليخرجوا من ضائقتهم الاقتصادية ومن طوق العداء المحيط؟ وإذا كانت واشنطن لا ترغب في الدفع نحو استعجال التحول في الجمهورية الإسلامية لئلا ينتج مردوداً عكسياً ويعزز كفة المتشددين، فلماذا لا تنخرط قبل فوات الأوان في إعادة بناء علاقات سوية وندية بين الجمهورية وجيرانها. وهذا خير سلاح لمحاربة الإرهاب؟

 

عطايا إيران الملغومة

فاروق يوسف/العرب/18 كانون الثاني/16

أن تنزلق المنطقة إلى حروب طائفية، ذلك حلم إيراني. فهل هناك مَن يمنع وقوع ذلك الحلم؟ 200 ألف هو عدد المقاتلين الذين جهّزهم الحرس الثوري الإيراني للقيام بمهمات قتالية في المنطقة. وهذا ما صرّح به زعيم الحرس الثوري مؤخرا. وإذا ما عرفنا أن لا قوة في المنطقة تهدد إيران بحرب، يعرف الجميع أن لا أحدا يمكنه تحمّل مسؤولية ما يمكن أن تؤدي إليه، فإن الحرس الثوري يُعدّ مقاتليه من أجل التدخل في شؤون دول بعينها. وليس مفاجئا أن تكون كل تلك الدول عربية. على سبيل الجدل لا يمكننا إلا أن نسأل مؤيدي التدخل الإيراني في الشؤون العربية عن المنفعة التي حصل عليها العرب جراء تلك التدخلات؟

لبنان الذي أصبح رهين سلاح حزب الله الإيراني يمر اليوم بأسوأ مراحله، دولة تقف فيها الحكومة عاجزة عن حل مشكلة يسيرة مثل مشكلة النفايات. العراق وقد ألحقه حكامه بإيران يبدو بلدا لا مستقبل له، بعد أن تقاسم الفاسدون ثرواته وصار على حافة الإفلاس، من غير أن يتقدم خطوة ولو صغيرة في مجال إعادة تأهيل بنيته التحتية التي حطمتها الحروب. سوريا التي يقاتل فيها الإيرانيون بضراوة هي بلد مزقته الحرب، ولا أمل في استعادته لجزء مما كان عليه قبل الحرب، بعد أن حوّل الإيرانيون الصراع فيه من مساره الوطني إلى مسار طائفي. وفي اليمن انقلب الحوثيون المدعومون من إيران على التاريخ السياسي اليمني حالمين بقيام دولة الطوائف محطمين مقومات العيش المشترك. البحرين هي الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت أن تحد من حجم التدخل الإيراني، وهو ما حفظ للدولة قدرتها على أن تحمي مواطنيها من خطر الانزلاق إلى الهاوية الطائفية. إيران هي القاسم المشترك بين كل تلك التجارب المريرة. لم تقدم إيران لمريديها سوى السلاح. لا شيء غير السلاح. هل تملك إيران شيئا آخر لتقدمه؟ ولكن هل تحتاج المنطقة المدججة بالسلاح إلى المزيد؟ تخبئ إيران أطماعها التوسعية في المنطقة وراء ستار عقائدي هزيل. فهي إذ تلجأ إلى استعمال أدواتها في إشاعة الفوضى، فإنها تسعى إلى إضعاف سلطة الدولة في العالم العربي، بما يسهل لعملائها مهمة صناعة القرار من غير العودة إلى المجتمع كما هو حاصل في لبنان. وما كان الوضع في لبنان يصل إلى ما وصل إليه لولا سلاح حزب الله الذي هو سلاح إيراني. ما يشهده العراق اليوم من عمليات إبادة تقوم على أساس التطهير الطائفي، هو جزء من أجندة إيرانية تهدف إلى إفراغ المناطق العراقية المجاورة لطهران من ساكنيها لتكون في ما بعد نقطة انطلاق لميليشيا الحشد الشعبي في اتجاه بغداد. وهو ما يعني تكرار تجربة حزب الله، لكن بدموية أكثر. وهكذا تكون إيران موجودة حيثما تكون الفتنة. وهو ما أدركته دول مجلس التعاون الخليجي بعد القبض على عدد من شبكات التآمر التي استطاع النظام الإيراني أن ينسجها داخل المجتمعات الخليجية. الأمر الذي دفع بتلك الدول إلى أن تتعامل، بشكل جاد، مع ما يمثله المشروع الإيراني من خطر على نسيجها الاجتماعي. ألا تعني كل هذه التجارب أن من يغرفون من النهر الإيراني لا يقدمون إلى مجتمعاتهم إلا مياها مسمومة؟ فإيران التي لم تقدم لحوارييها سوى السلاح هي دولة لا تتمنى لجيرانها من العرب سوى الحروب الأهلية والأزمات الداخلية. ولأنها دولة أزمة فليس بإمكانها سوى أن تصدر الأزمات، وصولا إلى هدفها في بناء إمبراطوريتها القائمة على استعباد الآخرين.

 

لا "شيك على بياض" لإيران

علي بردى/النهار/18 كانون الثاني 2016

وَفَت إيران بالتزاماتها كاملة في الفصل الأول من خطة العمل الشاملة المشتركة مع مجموعة 5 + 1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى ألمانيا. أعادت الى الوراء إرادياً عقربي الساعة لبرنامجها النووي. يبدو أن إتمام الفصول الأخرى من الإتفاق سيعطيها أكثر بكثير من زهاء 100 مليار دولار من الأرصدة المجمدة. غير أن ذلك لا يعني البتة أن القوى الست الكبرى منحت طهران "شيكاً على بياض". هلّل الرئيس باراك أوباما لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. على رغم تشكيك الكثيرين، وليس فقط اسرائيل، لاحظ "تحولات جذرية" في البرنامج النووي لدى ايران. قال وزير الخارجية جون كيري إنها اتخذت "خطوات مهمة" إذ شحنت 98 في المئة من الأورانيوم المخصب الى روسيا، وفككت أكثر من 12 ألف جهاز للطرد المركزي، وصبت الإسمنت على مفاعل كان مصمماً لتخصيب البلوتونيوم. ما لم يقله هو أنها طوت صفحة كانت لا تزال مفتوحة منذ عام 1979 بعد انتصار الثورة بقيادة آية الله روح الله الخميني. بال شعار "لا شرقية ولا غربية، جمهورية إسلامية". أنهى الرئيس حسن روحاني عقوداً من العداء مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والغرب عموماً. هذا ما بدأه الرئيس سابقاً محمد خاتمي الذي طبع العلاقات مع روسيا، وريثة الإتحاد السوفياتي، والصين وغيرها من دول ذلك الشرق. لم تفعل ايران ذلك كي يطمئن العالم الى الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي والى نياتها الحسنة حيال البلدان المتوجسة من طموحاتها، بل أيضاً لاعبة رئيسية في حفلة إعادة ترسيم خرائط النفوذ الإقليمية، وخصوصاً في الشرق الأوسط الذي يشهد تحولات عميقة وواسعة لا سابق لها منذ نحو مئة سنة.

في سنته الأخيرة في البيت الأبيض، لن يجد أوباما غضاضة في أن يضم الى ميراثه تصفية العناصر الأخيرة من تركة الحرب الباردة. أعاد العلاقات مع كوبا وها هو يعيدها مع ايران. التحقت بكتب التاريخ أيضاً رطانة التعابير الرنّانة: "نحن نكرهكم، أيها الإمبرياليون" و"الموت لأميركا" وغيره من الشعارات ضد "الشيطان الأكبر". لم يعد لائقاً كذلك التصنيف الذي وضعته إدارة الرئيس السابق جورج بوش للجمهورية الإسلامية ضمن "محور الشرّ". انتهى من حيث المبدأ زمن هذه المواجهة بالذات. يفتح تنفيذ الإتفاق النووي صفحة جديدة من العلاقات بين واشنطن وطهران. صحيح أنه يعيد مليارات الدولارات الى ايران. بيد أن هذا الإستثمار الإستراتيجي أكبر بكثير وطويل الأجل بالنسبة الى الدول الصناعية الكبرى في منطقة تشهد حروباً وسباقاً على اقتناء السلاح التقليدي، وتشتهي الطاقة النووية، وتريد تجديد منشآتها النفطية، وتحتاج الى تنمية وإعادة إعمار.

يتطلب هذا الإستثمار دوراً بناء من ايران. لا يعني إطلاقاً إطلاق يدها في هذه المنطقة الملتهبة.

 

ميشال سماحة أو «الممانع الكامل»

وسام سعادة/المستقبل/18 كانون الثاني/16

حزب، كـ»حزب الله»، ينصّب نفسه، حامياً للقضاء، على خلفية فضيحة إخلاء سبيل «المفكر - المفجّر» ميشال سماحة. والشبيحة في الطرق يزهون بصور ميشال سماحة وبشار الأسد. «حزب الله» تعنيه في كل القضية هيبة القضاء. كقيمة في حدّ ذاتها. وكوكبة الممانعين يتأوّلون الموقف من ميشال سماحة بحسب جدول «القيم» أيضاً. فهذا يعتبر أن سماحة يجسّد قيمة «الوفاء» والتفاني: الإستعداد لتنفيذ أي شيء يطلبه منه «علي والرئيس»، ويُسجَن أربع سنوات لقاء هذا. وذاك يعتبر سماحة خان الأمانة، ولم يخبره بالمتفجرات في السيارة التي نقلتهما سوية. وثالث يعتبر أن سماحة أخطأ لأنه لم يلجم لسانه، وأورد اسم اللواء علي مملوك، الذي هو عنده «قيمة في ذاتها». أيام قليلة ويخرج علينا من يتأوّل محنة سماحة أيضاً على أنها محنة مناضل أراد محاربة الإرهاب بالإرهاب، وقطع الطريق أمام «داعش« و«النصرة«.

الممانعة تناقش قضية سماحة من زاوية أخلاقية - هزلية. تتعاطى مع القيم كمسألة هزلية. فإما أن سماحة قيمة في ذاتها، وهي الوفاء «ع العمياني» لمالكه بشار الأسد ولعلي مملوك، وإما أنه لم يفِ الوفاء حقه لما أفشى في التحقيق ما أفشى، وإما أنه مناضل عقائدي، أراد تخليصنا من الشرَ بالشرَ تمكيناً للخير، وإما أنّ العبرة المعتبرة من كل هذا هو اختبار الموقف من القضاء، وضرورة احترام الحكم كما هو، وهذا موقف «الحزب». فعلاً، إنّها لتعددية حيوية في معشر الممانعة، حفّزتها تخلية السبيل. ميشال سماحة هو منظومة الممانعة مكثّفة. هو التجسيد الفكري والرمزي لها، سحنتها ومنطقها ومنطوقها. الجرأة على أن تكون ممانعاً تعني اليوم الجرأة على أن تُخرج ميشال سماحة الذي في صدرك، في قلبك، في رأسك، وتشهره كهوية كفاحية، كدليل عمل. بما أن القضية لم تدمج في ملفات المحكمة الدولية على ما يبدو، من الممكن أن يتساهل رأس النظام البعثي مع عبارة «علي والرئيس». لأن هذا يعني أنه سيلاقي لسماحة مشغلة أخرى.

هذا الشخص، بحبه للديكتاتورية الأسدية، لنظرية المؤامرة، للوصل بين أجهزة الاستخبارات الممانعة منها والغربية، بلاساميته واسلاموفوبيته، هو «الممانع الكامل»، على طريقة «الإنسان الكامل» لدى الصوفية. لو قدّرت له الاطلالة الاعلامية في الأيام المقبلة، فمن المرجح أن يستخدم كلمة «ايمان» وعبارة «أنا رجل عقائدي» مئة مرة. حتى «حزب الله» لا يمكن أن يصل فيه زعيم أو نفر لمرتبة «الممانع الكامل» التي يجسّدها ميشال سماحة. حتى بشار الأسد. الحزب لا يؤمن جدياً بحلف الأقليات. يؤمن بجماعته المهدوية الخمينية الأحادية هو، يؤمن بجماعته كامتداد لدولة ذات طابع امبراطوري. بشار الأسد كذلك الأمر، يستخدم «حلف الأقليات» بمقدار ما يؤمن له عديداً ومدداً. أما سماحة فـ «هو» حلف الأقليات نفسه، الاسلاموفوبي، اللاسامي، المهووس بالترويج للديكتاتورية الأسدية كحامية الحضارة في وجه الهمجية. إخلاء سبيل ميشال سماحة فضيحة بكل المقاييس. الفضيحة الأكبر هي تداول الممانعة هذا الإخلاء من زاوية الاستدلال فيه على مدى مطابقة سماحة لقيمة الوفاء. العمل من أجل إعادة محاكمة سماحة، من أجل تصحيح خطأ إحالته الى العسكرية وإحالة الملف الى المجلس العدلي، من أجل حلّ جذري لمسألة المحكمة العسكرية، كل هذا في أمر اليوم. لكن كل هذا يستوجب نضالاً ثقافياً موازياً ضد الظاهرة. ظاهرة تتجاوز بعدها الجرمي. كل الذهنية التخوينية للآخرين، التي تؤبلس انتفاضات الشعوب لدواعٍ اسلاموفوبية، المبهورة بديكتاتورية كنظام آل الأسد، المحابية لحزب مسلح كـ «حزب الله»، المدمنة على نظرية المؤامرة ومروّجيها في الشرق والغرب، التي تسوّق البضاعة اللاسامية الكاسدة وتعادي الفلسطينيين بحجة الصراع العربي ـ الاسرائيلي، كل هذه الذهنية هي ميشال سماحة. وهذه لم يُطلق سراحها بالأمس. لم تُحبس أصلاً.

 

عندما يلبس «حزب الله» قميص الإرهاب.. الأسود

علي الحسيني/المستقبل/18 كانون الثاني/16

يوماً بعد يوم تتعزّز مقولة أن البلد محكوم من «حزب الله»، وتُستتبع هذه المقولة بعبارات أخرى مثل أنه هو الآمر والناهي والمُتحكم بكافة مفاصل الدولة والقابض بسلاحه على الشأنين العام والخاص. ومن هنا يُمكن أن يتلخص الوضع في هذا البلد الذي يقف على حد سكين، بأن لا حياة مع «حزب الله»، ولا الحزب هو مع الحياة، وكأنهما يسيران على خطين متوازيين لن يلتقيا الى ابد الدهر. منذ تخلية سبيل المجرم ميشال سماحة منذ ايام، و»حزب الله» يُحاول أن يمنحه صفة البريء أو البطل، وذلك في سياق إسطورة يحاول أن يرسمها تُظهره وكأنه خرج من سجنه بعد صراع انتصر في نهايته الحق على الباطل، لكن الحزب تناسى كعادته أن في هذا البلد مجرمين يتلطون خلف مواقفه السياسية ويحتمون في ظل سلاحه المتفلت والجاهز دائما وابدا للتلويح بـ»7 ايار» جديد وكأن هذا اليوم «المجيد» الذي قُتل فيه شعب بسلاح قيل فيه ذات يوم إنه موجود لحمايتهم، أصبح عنواناً للإنتصار والعزّة والكرامة، ولكن في الحقيقة فإن هذا «الإنتصار» يُشبه إلى حد بعيد، إنتصار ال الأسد الوهمي «االتشريني» الممتلئ بالذل والعار، ورغم ذلك يُصر هذا الحلف «الممايع» على وصفهما بـ»المجيدين». اليوم لم يعد مستغرباً أن يقف «حزب الله» مع أمثال سماحة، ومواقفه في هذا الإتجاه كثيرة منها، منح بعض عملاء اسرائيل في العام 2000 مكاسب سياسية أوصلتهم في بعض الحالات إلى ترؤس بلديات ووقوفه الى جانب النظام السوري في عملية إبادة شعبه، ودفاعه عن الداعية عمر بكري فستق واخراجه من سجنه قبل أن يعود ويدخله ثانية بتهم التحريض على الدولة، مروراً بإرتكابات عديدة في بيروت وصيدا والشمال، وصولاً إلى تأييده جريمة إخراج المجرم من سجنه الذي استهل اولى عباراته بعد قرار العار أنه سيُعاود ممارسة نشاطه السياسي مجدداً، ومن يدري فقد يُعيّن الحزب للمجرم سماحة أحد مُحاميه ليطالب الدولة باسترداد المضبوطات التي ادخل السجن بسببها.

تحوّل يوم «القمصان السود» إلى عنوان وعلامة يطبعان نهج وطريقة «حزب الله» في التعاطي مع الإستحقاقات المصيرية، فممارسته الإنقلابية على الدولة ومؤسساتها وأعرافها في ذلك اليوم الأسود، أصبحت دليلاً يُدرّس في صفحات كتبه وفي أجندته السياسية والامنية والعسكرية، وما يُمارسه اليوم في ملف سماحة يدعو إلى الحذر مجدداً من إنقلاب جديد يمكن أن يقوم به للتغطية على ممارساته في سوريا بحق شعبها وللتعمية على تدخله في عمل القضاء وتحديدا عمل المحكمة العسكرية التي تأذى اللبنانيون من حكمها الاخير وذلك على حد وصف رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة بأن «ما قامت به المحكمة العسكرية بتخلية سبيل المجرم ميشال سماحه يعد إجراءً ظالماً وجائراً، وهو بمثابة جريمة إغتيال لكرامة اللبنانيين وبالتالي لن نسمح أن تستمر هذه المحاكم التي يتحكم بها حزب السلاح والقمصان السود«. لم يعد هناك أدنى شك بوجود نيات مبيّتة لدى «حزب الله« تجاه الوضع في لبنان وتحديداً الوضع الحكومي، وكأنه مخطط يقضي بإسقاط أهم مؤسسات الدولة الرسمية يعقبه انهيار في ما تبقّى من بنية هذه الدولة خصوصاً أن للحزب سوابق في هذا المجال إمّا من خلال اعتماده طرقاً سياسية ملتوية أو في الشارع، وقصّة «القمصان السود« ما زالت تشهد على الحالات التي تفلّت فيها الحزب من عقاله وانقلب من خلالها على الشرعية والدستور والأعراف في البلد. ودفاعه اليوم عن المجرم سماحة يعتبر بمثابة دق المسمار الاخير في نعش النزاهة المتمثلة بالقضاء اللبناني وتحديداً العسكري. يفرد «حزب الله» مساحات واسعة في اعلامه المرئي والمسموع، لتغطية تخلية سبيل المجرم سماحة والدفاع عنه في وجه الشارع اللبناني الذي خرج مطالبا بعودة المجرم من حيث اتى، مدافعاً عن نفسه من مُخطط كان قاب قوسين من أن يستهدفه لولا ان احبطته شعبة «المعلومات». لكن ما يدعو إلى عدم الإستغراب من موقف الحزب هذا، وقوفه بكل قواه السياسية والعسكرية الى جانب النظام الذي كلّف المجرم سماحة بالقيام بخطة اجرامه هذه ودفاعه المستميت عنه حتّى ولو كلّفه سقوط ما يُقارب الألفي عنصر من أجل قضية لن يربحها سوى الشعب السوري. السقطات السياسية والإعلامية المتكررة لـ»حزب الله»، ما هي سوى مؤشر واضح على التخبط والارتباك في سياسته في التعامل مع مجموعة من القضايا على الساحتين المحلية والعربية، وما تبنيه لقضية المجرم سماحة ومحاولة اظهاره كبطل وطني ومظلوم، على الرغم من كل الإدانات التي اثبتت جرمه وتورطه، إلا موقف كيدي وغير مدروس، سبقته جملة مواقف تصب جميعها في خانة ضرب مؤسسات الدولة وتحديداً الدستورية، وكأنه أيضاً موقف واضح يؤكد من خلاله تبنيه للإرهاب.

 

إنه «النكد» إذن

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/16

لم يتلكأ حزب الله في إبداء الدعم للقرار الشائن للمحكمة العسكرية في لبنان بإطلاق سراح ميشال سماحة. بل لم ينتظر حتى أن تهدأ مشاعر الغضب والصدمة جراء الإفراج عن الوزير السابق الذي ثبت بالصوت والصورة تورطه الشخصي في نقل عبوات ناسفة من سوريا إلى لبنان بهدف تنفيذ تفجيرات واغتيالات. سارع الحزب إعلامه في إشهار ردود لا تقل غرائبية عن القرار نفسه، فكل هذا الغضب والسخط جراء القرار المخجل للعدالة اللبنانية جرى اختزاله بأنه ليس سوى «نكد»، على ما قال رئيس كتلة الحزب في البرلمان محمد رعد.. حقا، كيف لنا أن نغضب..؟! في وضع كالذي نعيشه في لبنان من حق محمد رعد أن يتهمنا بالكيدية. فما أنكدنا في لبنان! كيف نستنكر أن يُطلق سراح سياسي لبناني من الصف الأول لصفوف الممانعة لمجرد أنه شارك في مخطط لتفجير واغتيال شخصيات سياسية ودينية ومواطنين؟! أي لوثة جنون أصابتنا حين استغربنا إطلاق سراحه بعد أن شاهدنا اعترافاته بالصوت والصورة وهي قضية لم يسبق أن شهدنا في بوليسيتها ووضوحها لا في لبنان ولا حتى في المنطقة؟! يحق لحزب الله ولمحمد رعد أن يصف ردات فعل لبنانيين كثر بأنها «نكد»، ويحق لإعلام الحزب والممانعة البائس أن يخرج علينا بتعميم هذه اللغة، أي أن ينخرط في عملية تسخيف لقرار الإفراج عن سماحة بصفته شأنًا قضائيًا يجب القبول به كما تم القبول بانتهاكات قضائية سابقة، وما الضجيج المثار ضده سوى نكد ليس أكثر. إنها اللغة نفسها التي لم يعد يملك حزب الله غيرها في دفاعه عن مواقعه ووظائفه المكشوفة، أي تلك اللغة التي تبرر ارتكابًا بارتكابات أخرى، وهي في الحالات التي يستحضرها الحزب وإعلامه لا تقاس بما يقدم عليه. ألم يستغرب حزب الله استهوالنا حصاره مضايا، وتجويعه أهلها بحجة أننا ضربنا صمتًا حول حصار الفوعة وكفريا؟!

لماذا تقبلون بحصار وترفضون آخر..؟! عليكم أن تقبلوا إذن بكل أنواع الحصار والتجويع.

وها هو الحزب يلجأ للقاموس المبتذل ذاته في تبرير فعلة لم يقوَ حتى رجل الأمن جميل السيد على الدفاع عنها، بل أعلن صراحة تبرمه وتبرؤه من سماحة وفعلته. فلماذا تستنكرون خروج سماحة من السجن وسبق أن خرج مدانون؟! علينا إذن أن نساوي بين المجرمين ونقبل بهم جميعًا.

هذا هو المنطق الذي بات حزب الله يشرعه في وجوهنا. صحف الممانعة لم تقوَ على الدفاع عن خطوة القضاء العسكري في لبنان فالفضيحة أقوى من أن تُدارى.. جل ما كان لديها استحضار مقارنات لا توازي في فداحتها والأدلة عليها نسبة ضئيلة مما تشكل فضيحة سماحة. يسجل للقرار القضائي اللبناني أنه سابقة لم يشهد مثلها التاريخ، وقائع من نوع تلك التي تجري في كوريا الشمالية أو في ديكتاتوريات السبعينات وجمهوريات الموز في أميركا اللاتينية. جرى ذلك في لبنان في زمن لم يعد من الممكن مداراة فضيحة بحجم أقل بكثير من حجم فضيحتنا مع ميشال سماحة.

 

اليوم التالي للاتفاق الإيراني

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/16

هل منطقتنا ستصير أكثر أمنًا واستقرارًا بعد رفع أوروبا وأميركا العقوبات عن إيران؟ هذا هو السؤال الجوهري في القصة كلها. بالنسبة لفريق الرئيس الأميركي أوباما، وفي مقدمهم وزير الخارجية جون كيري، هذا هو الأمر الذي سيحصل من إيران بعد توقيع القرار برفع العقوبات، مع كثرة الكلام «التقني» عن إجراءات الرقابة والتحقق من قبل الوكالة الدولية، حول المنشآت النووية الإيرانية، لضمان أن يكون نوويها مدنيًا لا عسكريًا. هكذا يقولون، ويؤكد الغرب كله مع أميركا، مع إبقاء بعض الشكوك كل مرة، كما التأكيد على أن كل هذه الترتيبات محددة بفترة زمنية، يعني بكلمة أخرى هي «ترحيل» للمشكلة النووية العسكرية الإيرانية للمستقبل، وليس حلاً نهائيًا نقيًا لها. بالنسبة لأكثر شخص في العالم تملكته الحماسة طيلة فترة رئاسته الثانية، لهذا الاتفاق، أكثر حتى من المرشد خامنئي، وهو الرئيس الأميركي أوباما، فهذا «تقدم تاريخي»، كما قال، محتفيًا بعيد إعلان رفع العقوبات.

كيف رأى جون كيري العالم والمنطقة بعد هذا الرفع والتأهيل الجديد لإيران؟ أكد عراب الاتفاقية كيري في اجتماعه مع العريس الإيراني للاتفاق وزير الخارجية ظريف، أنه نتيجة للإجراءات التي اتخذت منذ يوليو (تموز) الماضي، فقد باتت «الولايات المتحدة وأصدقاؤها وحلفاؤها في الشرق الأوسط والعالم أجمع أكثر أمنًا».

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن هذا التطور من شأنه أن يعزز الاستقرار والسلم الإقليميين. بالنسبة للرئيس الإيراني الذي يجيد بعث رسائل السلام المعسولة لدول الجوار، والمقصود تحديدا دول الخليج، بعد الاتفاق، والضمانة هي نياته الطيبة، فإن تنفيذ الاتفاق هو «انتصار جليل لأمة صبورة». لكن بالعودة إلى الواقع، بعيدًا عن هذه الحفلة، فإن المتاعب، لإيران نفسها، قبل دول المنطقة، بدأت الآن. الاتفاق كما قيل مرارًا مختل البناء، فهو يحصر المشكلة مع إيران في القصة النووية، وليس في النهج السياسي التخريبي بالمنطقة، وهو جوهر المشكلة، والدليل أن إيران ظلت وفية لهذا النهج التخريبي قبل وبعد إعلان التنفيذ، بل إن الخزانة الأميركية فرضت عقوبات جديدة على إيران بسبب تجربة إطلاق الصواريخ الباليستية. ثم هل توقيت تحرير النفط الإيراني يعد جيدًا بالنسبة لإيران في هذا الوقت العصيب لسعر البترول بالعالم؟ الحق أنه لا يجوز الهلع، فهذا الاتفاق بناه أوباما ومن معه على قصور الرمال، وسيجرفه موج الواقع الآتي في المستقبل، فإيران الخمينية لا تقدر على ألا تكون ذاتها، ولا يمكن لأوهام كيري وموغيريني أن تغير حقائق الجغرافيا والديمغرافيا والتاريخ في منطقة الشرق الأوسط.