المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january20.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا

ونَاشِدْهُم في حَضْرَةِ الله أَنْ يَتَجَنَّبُوا المُمَاحَكاتِ الَّتي لا نَفْعَ مِنْهَا، والتي تَهْدِمُ السَّامِعِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مع عون فالج لا تعالح في زمن المحل والحيطان/الياس بجاني

مشهدية معراب كاذبة ولا تعتمد على أسس وطنية/الياس بجاني

حزب الله هو الأم الحنوني لكل الزعلانين، عون وجنبلاط والحريري والحكيم، وكلون يعني كلون/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عقدة الرئاسة في لبنان مستمرة على الرغم من دعم جعجع لعون

مبادرة معراب.. وبرّي أوّل معارض لترئيس عون

هكذا سيهزم سليمان فرنجية ميشال عون في المعركة الرئاسية خاصّ جنوبية

عون بين ورقة حزب الله وورقة القوات/عماد قميحة/جنوبية

اتفاق جعجع-عون: إتحاد النعاس والتعب/روجيه عوطة/المدن

بري مع فرنجية: المرحلة ليست لإنضاج التسوية الرئاسية/صبحي أمهز/المدن

فارس سعيد: "حزب الله" وايران نجحا في وضعنا امام خيارات رئاسية في صالحهما

نستحق اكثر من ذلك/منى فياض/فايسبوك

بمعزل عما جرى بالامس/جو توتنجي/فايسبوك

ليس مهما" من يربح ومن يخسر! المهم أن لا يخسر لبنان/توفيق هندي/فايسبوك

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء الواقع في 19 كانون الثاني 2016

سلام عرض مع بون العلاقات والتطورات في لبنان والمنطقة

بري استقبل وزيري الخارجية والتربية وكاغ وهيئات باسيل: نبدأ مرحلة جديدة ونأمل تلقف الفرصة

 الحراك الرئاسـي من معراب الى الفاتيكان والراعي الى روما الخميس وفرنجية الجمعة

جعجع من بكركي: لا أتوقع السلبية من فرنجيه وآمل انتخاب عون قريبا

الرياشي: لا تركيبة من قبل جعجع بترشيحه عون ولا مؤامرة ضد أحد

 كنعان بعد اجتماع التكتل: ترشيح جعجع لعون بادرة امل لتوحيد اللبنانيين ويدنا ممدودة للجميع لإنقاذ الجمهورية

كتلة المستقبل رحبت بمصالحة معراب: قرار إطلاق سماحة رسالة للشعب اللبناني بأنه ممنوع عليه العيش بأمن وسلام

قاسم استقبل وفدا من الكتائب: لبنان لنا جميعا ومسؤوليتنا جميعا والاختلاف السياسي لا يفسد في الود قضية

 جعجع عرض مع سفير السويد الاوضاع في لبنان والمنطقة

خليل التقى رئيس الكتائب: التجربة اثبتت ان رأس السلطة في البلد ليس موقعا رمزيا

الموسوي التقى لازاريني: لتفتح التطورات السياسية الطريق لاستعادة المؤسسات الدستورية دورها الفاعل

سليمان: لتغليب المصلحة الوطنية على الشخصية

14 آذار سحبت كل مبررات التعطيل فهل يؤمن حزب الله النصاب الانتخابي؟ هولانـد لن يثير "الرئاسـة" مع روحانـي وسـيطلب تثبيـت الاسـتقرار

"ترشيح معراب" يفتح خطوط الاتصالات في الداخل والخــــــارج

الراعي الى روما الخميس للقاء البابا وفرنجية الجمعة للاجتماع بساندري

"المستقبل" تتجنب تحديد الموقف وسلام يبدأ غدا محطات خارجيـــة

 تدمير معراب ورمي عون وجعجع بالحجارة..

ما بعد الزواج الماروني: الى اين/ليبانون ديبايت - لارا الهاشم

الراعي استقبل قهوجي

حزب الله” كان في جو ما حصل.. ويعتبر تبني جعجع ترشيح عون خطوة إيجابية

المطران صياح: ما حصل في معراب كنا ننتظره منذ زمن.. والآن ستتكشف نوايا الشركاء في الوطن

وزير الخارجية القطري خالد العطية: قرار جعجع حكيم

علوش: ترشيح جعجع لعون يحشر “حزب الله” بالزاوية.. والرؤية الإستراتيجية تجمعنا

حمادة : لعدم استعجال الامور في ترشيح جعجع لعون

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اندراوس: نرحّب بالتلاقي بين خصمين و"العبرة" في تنفيذ الوثيقة السياسية وبيان الكتلة و"اجتماع الرياض" يُحددان موقف "المستقبل" مـن خطوة معراب

عقيلة الشيخ محمد يعقوب من المستشفى: عندما أتعافى سأعتصم مجددا حتى الموت او اطلاق ابني من معتقله

كرم: الحريري قد يرشــح فرنجية في اللحظة الأخيـرة و جعجع ... من قطع الطريق على عون إلى تمهيدها أمامه

خمور كفررمان: بعد العريضة... التشهير!

اصداء ايجابية لمؤتمر الرابطة المارونية عن الادارة العامة وصوغ التوصيات لتقديمها الـى السياسيين سعيا للاصلاح

غاريوس: "الترشيح" خطوة استراتيجية على المدى الطويل و ندرس مشاركتنا في جلسة 8 شباط ونزور فرنجية قريبا

ايران ستستعيد 32 مليار دولار من الاموال المجمدة مع رفع العقوبات عنها

خامنئي رحب برفع العقوبات عن ايران وحذر من خدع أميركا

وفاة 11 شخصا جراء اصابتهم بانفلونزا الخنازير في سوريا

"اندبندنت": السعودية تراقب بقلق متابعة اوباما للاتفاق النووي

"الشرق الاوسط": ترشيح عون رد انتقامي على تسوية فرنجية

الراعي استقبل سفير تونس عصام سليمان: انتخاب الرئيس يجب ان يقترن بمشروع بناء الدولة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

العبادي يزور المقدادية وعلاوي يعلن عن تحالف جديد والوزراء والنواب السُنّة يقاطعون الحكومة والبرلمان ويهددون بتدويل قضيتهم

سقوط 19 ألف قتيل خلال عامين والأمم المتحدة تؤكد أنداعش» يستعبد نحو 3500 شخص في العراق

التحالف الدولي يجتمع في باريس للبحث في تكثيف الحملة على «داعش»

قيادي عراقي لا يستبعد تحول ميليشيات «الحشد» هدفاً لضربات التحالف الدولي

إيطاليا تقرر إنشاء مجلس للعلاقات مع الإسلام

المفاوضات السورية نحو التأجيل بسبب انسداد الأفق وخلافات المعارضة وميشال كيلو متشائم من عقدها بموعدها ويدعو إلى وقف إطلاق النار فوراً

إدخال مساعدات إلى مضايا والزبداني والفوعة وكفريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفائدة من تبني سمير جعجع لترشيح ميشال عون/خيرالله خيرالله/العرب

عون.. او الفيدرالية/ساطع نور الدين/المدن

جعجع يستبق انكفاء «حزب الله»/زهير قصيباتي/النهار

"صُنع في لبنان" لا يوافق إيران والأسد/عبد الوهاب بدرخان/النهار

مهلة شهر لتفعيل ترشيح عون أو...؟ حسابات الربح والخسارة بين الداخل والخارج/روزانا بومنصف/النهار

معراب... على البارد/نبيل بومنصف/النهار

مبروك لسمير جعجع/ميشيل تويني/النهار

قرارات الأمم المتحدة تنال من سيادة لبنان/سليم فريد الدحداح/النهار

الجريمة ومرايا الموت/الياس خوري

"الكتائب" يتدلل: نحن بيضة القبان/نادين مهروسة//المدن

معاقبة اللبنانيين بجريرة أزلام إيران في لبنان أفضل خدمة لها/منى فياض/العرب

السعودية تشعر بالحصار بعد رفع العقوبات عن إيران/أسعد البصري/العرب

سوق تبادل الجوع والموت في البورصة الفارسية/حامد الكيلاني/العرب

في انتظار كلمة السر يبقى لبنان مهدّداً/الشيخ عبد الحميد سنو/النهار

رجل دين نيجيري قضية جديدة لحزب الله/ألكس راول/لبنان الآن

ميشال عون لمحطة ال او تي في : "إعلان النوايا" جزء من خطاب القسم

شكوك حيال موقف عون... وترقب لموقف حزب الله/خالد موسى/موقع 14 آذار

الإقرار بتناقض المصالح بين الجماعات المدخل لمعالجة الملف الرئاسي وسواه/وسام سعادة/المستقبل

متى ترفع إيران عقوباتها عن لبنان/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا

إنجيل القدّيس متّى20/من20حتى28/""دَنَتْ مِنهُ أُمُّ يَعْقُوبَ ويُوحَنَّا ٱبْنَي زَبَدَى، وهُمَا مَعَهَا، وسَجَدَتْ لَهُ تَلْتَمِسُ مِنْهُ حَاجَة. فقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِين؟». قَالَتْ لَهُ: «مُرْ أَنْ يَجْلِسَ ٱبْنَايَ هذَانِ في مَلَكُوتِكَ، واحِدٌ عَنْ يَمِيْنِكَ ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان. هَلْ تَسْتَطِيْعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي سَأَشْرَبُها أَنَا؟». قَالا لَهُ: «نَسْتَطِيْع!». فقَالَ لَهُمَا: «نَعَم، سَتَشْرَبَانِ كَأْسِي. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِيْنِي وعَنْ يَسَارِي، فَلَيْسَ لي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَعَدَّهُ لَهُم أَبي». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، ٱغْتَاظُوا مِنَ الأَخَوَين. فَدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَال: «تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين».

 

ونَاشِدْهُم في حَضْرَةِ الله أَنْ يَتَجَنَّبُوا المُمَاحَكاتِ الَّتي لا نَفْعَ مِنْهَا، والتي تَهْدِمُ السَّامِعِين

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس02/من14حتى26/" يا إخوَتِي، ذَكِّرْهُم بِذلِك ونَاشِدْهُم في حَضْرَةِ الله أَنْ يَتَجَنَّبُوا المُمَاحَكاتِ الَّتي لا نَفْعَ مِنْهَا، والتي تَهْدِمُ السَّامِعِين. إِجْتَهِدْ أَنْ تُقَرِّبَ نَفْسَكَ إِنْسَانًا مَقْبُولاً لله، وعامِلاً لا يَسْتَحْيِي بِعَمَلِهِ، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الحَقِّ بِٱسْتِقَامَة. أَمَّا الكَلامُ الفارِغُ التَّافِهُ فَٱجْتَنِبْهُ، لأَنَّهُ يَزِيدُ أَصْحَابَهُ كُفْرًا، وكَلامُهُم يَتَفَشَّى كالآكِلَة، ومِنهُم هُومَنَايُوس وفِيلاتُوس، اللَّذَانِ زَاغَا عَنِ الحَقّ، زِاعِمَينِ أَنَّ القِيَامَةَ قَدْ تَمَّتْ، وهُمَا يَقْلِبَانِ إِيْمَانَ بَعْضِ النَّاس. إِلاَّ أَنَّ الأَسَاسَ المَتِينَ الَّذي وَضَعَهُ اللهُ يَبْقَى ثَابِتًا، وعَلَيهِ هذا الخَتْم: «إِنَّ الرَّبَّ يَعْرِفُ الَّذِينَ لَهُ»، «ولْيَتَجَنَّبِ الشَّرَّ كُلُّ مَنْ يَذْكُرُ ٱسْمَ الرَّبّ». في بَيتٍ كَبير، لا تَكُونُ الآنِيَةُ كُلُّهَا مِنْ ذَهَبٍ وفِضَّة، بَلْ أَيْضًا مِنْ خَشَبٍ وخَزَف، بَعْضُهَا لِلكَرَامَةِ وبَعضُهَا لِلهَوَان. فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ تِلْكَ الشُّرُور، يَكُونُ إِنَاءً لِلكَرَامَةِ مُقَدَّسًا نَافِعًا لِلسَّيِّد، مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح. أَمَّا شَهَوَاتُ الشَّبَابِ فَٱهْرُبْ مِنهَا، وَٱتْبَعِ البِرَّ والإِيْمَانَ والمَحَبَّةَ والسَّلام، مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ بِقَلْبٍ طَاهِر. وَٱرْفُضِ ٱلمُجادَلاتِ الغَبِيَّةَ والسَّخِيفَة، فأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا تُوَلِّدُ المُشَاجَرَات. ولا يَجُوزُ لِخَادِمِ الرَّبِّ أَنْ يُشَاجِر، بَلْ أَنْ يَكُونَ لَطِيفًا معَ الْجَمِيع، قَادِرًا على التَّعْلِيم، صَابِرًا على المَشَقَّات، وَدِيعًا في تَأْدِيبِ المُخَالِفِين، لَعَلَّ اللهَ يَمْنَحُهُم التَّوبَةَ لِمَعرِفَةِ الحَقّ، فيَسْتَفِيقُوا مِن فَخِّ إِبْلِيس، وقَدِ ٱصْطَادَهُم رَهْنًا لِمَشِيئَتِهِ".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مع عون فالج لا تعالح في زمن المحل والحيطان

الياس بجاني/19 كانون الثاني/16

كل عمليات التجميل والترقيع القواتية لن تجعل من عون رجل دولة ولن تخرجه من عاهاته والنرسيسية. أما الأبواق المجانية التي فجأة وعلى خلفية التبعية والتزلم حملت المباخر وراحت تبخر لهذا العون فهي مجرد صنوج لا أكثر ولا أقل وهي سترمي هذه المباخر لتحمل غيرها ودائماً على نفس الخلفية الغنمية

 

مشهدية معراب كاذبة ولا تعتمد على أسس وطنية
الياس بجاني/20 كانون الثاني/16
مسرحية معراب المفرغة من اي محتوى جدي وصادق ووطني ومنطقي انتهت كما انتهىت من قبلها رزم من المسرحيات المشابهة وما أكثرها. أما النتائج الحقيقية والعملية لهذه المهزلة فصفر كبير وما يزيد عن الصفر إن زاد سيكون لمصلحة المحور الإيراني 100%. أما الخاسر في هذه المشهدية الغريبة والعجيبة فهو لبنان وكل لبناني حر وسيد ومستقل. يبقى أن شعب 14 آذار في أكثريته وبالطبع غير الحزبية هو في غير وجدان وغير ضمير وغير آمال وتطلعات الأخوة-الأعداء عون وجعجع وما كانوا يتمنوه هو في تناقض كامل مع مشهدية معراب.

 

حزب الله هو الأم الحنوني لكل الزعلانين، عون وجنبلاط والحريري والحكيم، وكلون يعني كلون!!

الياس بجاني/19 كانون الثاني/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/01/18/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%83/

نيالنا بهيك زعماء وسياسيين حناين وزعلون غير شكل... وكما ردات أفعالون!!

عون لمن زعل من 14 آذار، وما عجبتو الحصة حرد وتنحر وراح عند حزب الله وبقي عندو.

جنبلاط لمن زعل من 14 آذار وشاف الدفي عم تبرم كمان هرول نادماً ومستغفراً وراح عند السيد والصفا ومن عندون عالشام.

الحريري زعل عالبلد متل ما خبرنا وخاف، فركض ركض عند الحزب بس عن طريق فرنجية،

وهلقتني زعل الحكيم من الحريري وأخد عا خاطروا، وما راح بعيد وما ضيع االبوصلة، ومتل الباقين راح دركبي عند حزب الله بس عن طريق عون!!

نيالنا فعلا بهيك زعماء مرهرفين ومغنجين وزعلون وردات افعالون غير شكل،

وكلون بس يزعلوا بيروحوا عند حزب الله  وبيرتموا بحضن السيد والصفا ورعدو الحيط الواقي، يا مباشرة يا مواربة.

الظاهر والله أعلم، ما في ادفئ من حضن الحزب، وما في أحن من خضن رعد وقاسم والسيد!

ومبين انو الحزب كمان أخذ محل الأم الحنوني.

وهلقتنيي صارت الإم الحنوني بدويلة الضاحية ومش بفرنسا!!

وسبحانك ربي ما اسهل الجري والهرب من الأبواب الواسعة!!

فيا سعدنا ويا فرحتنا...

وكاسك يا وطن،يا وطن ما عاد لا فيك حراس ولا مين يحرس والكل نايم بحضن المقاومة الحنوني.

وشر البلية بزمن البؤس والمحل لا يضحك فقط، ولكنه "بيفقع" من الضحك.

ونحنا كلنا فقعانين من الضحك ع هيك زعماء تعتير وبهدلي.

*الكاتب تاشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عقدة الرئاسة في لبنان مستمرة على الرغم من دعم جعجع لعون

العرب/20 كانون الثاني/16/ما يزال طريق بعبدا طويلا وشائكا أمام رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، فرغم حصوله على دعم سمير جعجع، إلا أن ذلك غير كاف خاصة بعد تأكيد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية استمراره في السباق الرئاسي وتأييد المستقبل له.

بيروت - يتمسك تيار المستقبل بالمبادرة التي طرحها رئيسه سعد الحريري قبل شهرين والقاضية بدعم زعيم تيار المردة سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الجمهورية، وهذا يعني رفضه السير حذو حليفه القوات في دعم رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون. وأكد القيادي في المستقبل مصطفى علوش لـ“العرب”، أمس الثلاثاء، أن التيار مازال مصرا على ترشيح رئيس تيار المردة. وأوضح علوش “ترشيح فرنجية سيستمر والمجلس النيابي هو الحكم، وإذا كان من يؤيدون ترشيح الجنرال عون قادرين على تأمين الأصوات اللازمة لانتخابه فليكن، ولكننا نعلم والقوات يعلمون أن ذلك غير ممكن ضمن جردة حساب القوى القائمة حاليا في المجلس النيابي”. ويتوجب حضور ثلثي عدد النواب البالغ عددهم 128 لتأمين نصاب انتخاب الرئيس اللبناني في الدورة الأولى أي 86 نائبا، وفي حال عدم حصول المرشّح على ثلثي الأصوات، تجري عملية اقتراع جديدة يحتاج فيها المرشّح إلى 65 صوتا على الأقل للفوز بالمنصب.

وكان رئيس حزب القوات سمير جعجع قد أعلن مساء الاثنين في مؤتمر صحفي حضره رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، عن دعمه للأخير للوصول إلى قصر بعبدا، داعيا حلفاءه في فريق 14 آذار ومن ضمنهم المستقبل إلى الحذو حذوه. وعقب هذا الإعلان أطل سليمان فرنجية عبر تغريدة على موقعه على تويتر ليعلن استمرار ترشحه هو الآخر بعد لقاء جمعه بالبطريرك الماروني مارة بشارة بطرس الراعي. وفي ظل هذه الوضعية يصبح هناك مرشحان لرئاسة لبنان، هما فرنجية وعون وكلاهما ينتمي إلى فريق الثامن من آذار المتحالف مع النظام السوري وإيران.

 هناك مرشحان لرئاسة لبنان، هما فرنجية وعون وكلاهما ينتمي إلى فريق الثامن من آذار المتحالف مع إيران واعتبر القيادي في المستقبل مصطفى علوش أن دوافع جعجع لدعم ترشيح عون منطقية، فهناك حسابات سياسية ومناطقية تحكم رفض جعجع لفرنجية، ويدرك رئيس القوات جيدا أن الجنرال (عون) يشكل حاليا القوة المسيحية الأبرز، وأن التحالف معه أفضل على المستوى الاستراتيجي خاصة أن مستقبله السياسي لا يزال مفتوحا أمامه. وعلى ضوء موقف المستقبل الرافض لدعم عون وإصرار فرنجية على ترشيح نفسه، فإن العونيين يجدون أنفسهم أمام سيناريوهين. الأول هو استمرار تكتل التغيير والإصلاح في مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس في حال لم يتحقق النصاب القانوني وهو الثلثين لصالح مرشحهم. وفي هذا الإطار يحاول التيار الوطني الحر بدعم من القوات تلافي قدر الإمكان هذا السيناريو عبر إقناع المتحفظين عليه من القوى السياسية في المجلس. وقد بدأ فعليا التيار الحر عن طريق رئيسه جبران باسيل بالتحرك في هذا الإطار انطلاقا من عين التينة، حيث زار رئيس حركة أمل نبيه بري، في محاولة لإقناع الأخير بأهمية السير في انتخاب مرشحهم سواء كان على صعيد حلفهم أو على مستوى لبنان. وأكد باسيل عقب اللقاء على “أهمية الحفاظ على الحلفاء ووضع أسس تخرجنا من الماضي إلى أفق أوسع”، وقال، “أمامنا حالة انفراج في الرئاسة ولنستغل الفرصة وسنحافظ على حلفائنا”. وأعرب عن أمله بأن “لا يدخل الترشيح في مطبات سياسية نحن في غنى عنها”.

وقال المعاون السياسي لبري، وزير المالية علي حسن خليل، إن أمل لا تزال في طور دراسة المعطيات الجديدة في ملف رئاسة الجمهورية. وجدير بالذكر أن العلاقة بين بري وعون تشهد فتورا كبيرا رغم انتمائهما لذات الفريق، فعون رفض التمديد للمجلس النيابي الذي يرأسه بري الأمر الذي لم ينسه الأخير.

وبري من الأطراف التي شجعت الحريري على المبادرة التي طرحها والقاضية بدعم فرنجية. ويتوقع محللون أن لا يغير نبيه بري من موقفه ما لم يتدخل حزب الله على الخط لإقناعه بـ”وجاهة” الخيار.

وتحرك التيار عاضدته القوات حيث سعى جعجع بنفسه إلى إقناع حزب الكتائب المسيحي والذي ينتمي إلى فريق 14 آذار بضرورة السير في انتخاب عون.

وأكد جعجع بعد اللقاء، أنه وضع حزب الكتائب في أجواء التلاقي الذي حصل مع عون، داعيا مختلف الكتل السياسية إلى استعراض الموقف “والنقاش في النقاط العشر التي تشكل إطارا سياسيا للترشيح”أما السيناريو الثاني فهو تخلي فرنجية عن الترشح وهذا وارد في حال قام الجنرال بتقديم تنازلات لزغرتا.

ويقول في هذا الصدد المحلل السياسي راشد فايد لـ“العرب”، “رغم إعلانه عن استمراره في الترشح، إلا أن فرنجية يبدو أنه سيدعم الجنرال عون في ترشحه شرط الاتفاق معه على الخطة “ب”، حيث أنه إذا لم يفز الجنرال في الدورة الأولى ولا الثانية فإنه سيكون الخيار الذي يتوجب دعمه”. وجدير بالإشارة أنه وعلى ضوء خارطة المؤيدين الحالية فإن التصويت لن يخدم ميشال عون حيث لن يتجاوز عدد المصوتين له الـ55 بالمئة ستوفرها له كل من كتلة حزب الله (13) وتكتل التغيير والإصلاح (21) والقوات (8) وحزب الطشناق (2) وحزب الاجتماعي السوري (2) والمستقلين (4). بالمقابل فإن خارطة مؤيدي فرنجية بالبرلمان على ضوء المعطيات الحالية تبرز ترجيح كفته وذلك على النحو التالي المردة (3) والمستقبل (36) وحركة أمل (13) والمستقلون (6) واللقاء الديمقراطي (11).

 

مبادرة معراب.. وبرّي أوّل معارض لترئيس عون

جنوبية/20 كانون الثاني/16/يبدو أنّ المواقف الرسمية لترشيح عون من معراب لم تتبلور بعد، فهذا الحدث المفاجىء يبدو انه أربك الأقطاب وتحالفاتهم واصطفافات جمهورهم، وقد برز موقف لافت من عين التينة من شأنه أن يساهم في خلط الأوراق اعلن فيه الرئيس نبيه بري استمراره بدعم ترشيح فرنجية للوصول الى بعبدا. بعد انتهاء اليوم التاريخي الطويل مع إعلان «إتفاق معراب» وترشيح الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية من قبل خصمه التاريخي الدكتور سمير جعجع، تتجه أنظار المراقبين والمواطنين إلى مواقف الكتل النيابية لتحديد قرارها من الحدث الأخير والمفاجىء، الذي حصر المرشحين إلى بعبدا بين الحليفين في قوى الثامن من آذار ميشال عون ووسليمان فرنجية. وعلى الرغم من مواقف معسكر 8 آذار الواضحة التي عبّر عنها حزب الله أكثر من مرة، في أنّ مرشحهم الوحيد هو الجنرال العون، فإن ما يلاحظ هو ان الشرخ داخل هذه القوى بات واضحا منذ مبادرة الرئيس الحريري الرئاسية، فقد ورد موقفا مفاجئا تناقلته وسائل اعلامية اليوم من رئيس المجلس النيابي وحليف حزب الله بري أكّد فيه استمراره بتأييد فرنجية. فقد ذكرت جريدة «الأخبار» أنه في عين التينة، لم يكن المشهد الصادر من معراب مريحاً. تقول مصادر الرئيس نبيه بري إن «تطويب جعجع زعيماً للمسيحيين من خلال ترشيح عون بهذه الطريقة أتى بعد اتفاق سياسي بين الرجلين، ولا يمكننا إصدار موقف قبل الاطلاع على تفاصيل الاتفاق. لكن في جميع الأحوال، نحن نؤيد سليمان فرنجية، ولا يراهننّ أحد على أن حزب الله سيغيّر رأينا، وقيادة الحزب تعرف ذلك. وإذا أراد فرنجية الانسحاب، فسنسعى إلى إقناعه بالاستمرار في السباق».

وفي سياق متصل، علمت “اللواء” ان رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليس على عجلة من امره، وهو سيقيّم الموقف في بحر هذا الأسبوع، حيث تكتمل لوحة مواقف الكتل، مع العلم انه سبق وحدد موعداً لجلسة رقم 35 لانتخاب رئيس الجمهورية يوم الاثنين في 8 شباط المقبل، اما مسألة إعادة النظر في هذا الموعد فهي تحتاج إلى بعض الوقت حتى تتبلور الصورة. ومن المتوقع ان تشهد عين التينة، اتصالات مباشرة لرؤية مآل هذا التطور. وسألت “السفير” بدورها عن موقف كتلة بري؟ ولفتت إلى ان الأخير قالها بالفم الملآن. إذا تبنّى جعجع ترشيح عون وبادر فرنجية الى دعم ترشيح “الجنرال”، سيترك الحرية لأعضاء كتلته. هذه القاعدة لم تتبدل حتى الآن. ولعلّ القراءة في مواقف الرئيس بري السابقة بخصوص المواضيع الخلافية التي كان يتميّز فيها عن حزب الله، ما يدلّ ويؤشّر على ما سوف يكون بعد مشهد خلط الأوراق، والاستاذ الضليع بإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة، بدأ بورقة ثابتة تؤشّر على الموقف الرئيسي الذي سوف تتخذه 8 آذار من مسألة الترشيحات الرئاسية، وهودعم ترشيح سليمان فرنجية وليس ميشال عون الذي طالما اعلن حزب الله انه مرشحه الوحيد. خيار الرئيس بري هذا سوف يفضح حزب الله، فالقريب والبعيد يعلم كما عون وجعجع، انه في المواقف السياسية التي تتطلّب زئبقية ومناورات وعدم ثبات من قبل حزب الله، يأخذ الرئيس بري موقفا مغايرا يتميّز فيه عن الحزب وعن حليفه عون، كما في مسألة حضور جلسات مجلس الوزراء، ولكن في موضوع مصيري وحساس يتعلق برئاسة الجمهورية، فان توزيع الادوار هنا يصبح مكشوفا ومعناه ان بري الذي لا يخالف حزب الله في القرارات الهامة والمصيرية سوف يتخذ موقفا يخالف صوريا موقف الحزب “الظاهري” الداعم لترشيح ميشال عون، ولكن في العمق فان موقف بري سيكون متلازما مع ارادة حزب الله “الغير معلن” بعدم رغبته بوصول عون الى بعبدا، أو في عدم رغبته كما يقول المحللون في حلّ مسألة الازمة الرئاسية وأزمة لبنان بشكل نهائي دون حلّ أزمة المنطقة وأزمة سوريا تحديدا، كطلب من الراعي الأكبر …ولي الفقيه الايراني.

 

هكذا سيهزم سليمان فرنجية ميشال عون في المعركة الرئاسية خاصّ جنوبية

جنوبية/20 كانون الثاني/16/بعد الإعلان رسميًا عن تبني ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة من قبل سمير جعجع، واستمرار فرنجية باعلان ترشّحه، نحن أمام سيناريوهين للجلسة الإنتخابية المقبلة إن عقدت، وبحسب الإحصاءات يظهر البوانتاج أن فرنجية سيحصد أصواتا أكثر من عون إن خاضا المعركة الرئاسية في مجلس النواب. دخل لبنان مرحلة جديدة بعد تبني رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح الجنرال ميشال عون إلى منصب الرئاسة الأولى، هذا الحدث المربك سبقه مبادرة من قبل الرئيس سعد الحريري بدعم من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط بترشيح النائب سليمان فرنجية إلى الرئاسة.

ما حصل في الأسابيع الماضية وانتهى أمس بإعلان «اتفاق معراب»، وضع فرنجية في موقف مربك فإمّا أن ينسحب لصالح عون كما كان يعلن دائمًا، وإمّا أن يستمر بترشيحه كما أعلن بالأمس من بكركي. وبانتظار أن تتبلور المواقف والصورة لجلسة انتخاب الرئيس المحدّدة في الثامن من شباط المقبل فنحن أمام سيناريوهين متوقعين:

مجلس النواب

السيناريو الأول: في حال تم تأمين نصاب الجلسة وفي حال ترشح العماد عون بمفرده، هذه الاصوات التي قد يحصل عليها:

نواب “التيار الوطني الحر” : 21، نواب “القوات القوات اللبنانية”: 8، الرئيس نجيب ميقاتي: 1، النائب احمد كرامي: 1، الوزير محمد الصفدي:

1، نائبا الطاشناق: 2، نائبا القومي: 2، نواب “حزب الله”: 13، نواب فرنجية: 3، نائبا حزب “البعث”: 2، النائب نقولا فتوش:1

مجموع الاصوات: 55

أما السيناريو الثاني، فهو ترشيح عون في وجه فرنجية:

الاصوات التي قد يحصل عليها عون:

نواب “التيار الوطني” : 21، نواب “القوات اللبنانية”: 8، الرئيس نجيب ميقاتي: 1، النائب احمد كرامي: 1، الوزير محمد الصفدي: 1،نائبا الطاشناق: 2، نائبا القومي: 2، نواب “حزب الله”: 13، نائبا حزب “البعث”: 2، النائب نقولا فتوش: 1

مجموع الاصوات: 52

أما الاصوات التي قد يحصل عليها فرنجية:

نواب فرنجية: 3، نواب بري: 13، نواب “المستقبل”: 36، مستقلون: 6، نواب جنبلاط: 7، النائب ميشال المر:1

مجموع الاصوات 66 من دون أصوات حزب “الكتائب”، و72 مع احتساب أصوات الكتائب.

إذًا بحسب هذا البوانتاج الذي سوف يظهر الانقسام في صفوف 8 آذار حول الموضوع الرئاسي، تظهر الإحصاءات التي اعتمدت على المواقف المعلنة للقوى السياسية أنّه في حال قرّر فرنجية استمرار ترشحه في وجه الجنرال عون، فان الاصوات في المجلس النيابي ستصبّ اغلبها لصالح زعيم زغرتا المسيحي سليمان فرنجية.

 

عون بين ورقة حزب الله وورقة القوات

عماد قميحة/جنوبية/20 كانون الثاني/16/فعلها سمير جعجع، فمشهدية البارحة في معراب، وإعلان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية انسحابه من السباق الرئاسي وإعلان دعمه لخصمه التاريخي ميشال عون، ;كل ذلك شكلّ حدثاً مفصلياً في مسار اللعبة السياسية. ليس من باب الإنتخابات الرئاسية فقط وإنّما ما لهذه الخطوة من تداعيات تصل إلى حد خلط الأوراق وإعادة التموضعات على مساحة كل الأفرقاء وبما قد يتخطى بأشواط الإستحقاق الرئاسي. نجحت القوات اللبنانية بشكل باهر في تظهير وإخراج سيناريو الحدث، بحيث بدا الأمر وكأنّه عملية تسلّم وتسليم بين العماد ميشال عون وسمير جعجع، فيسلّم سمير جعجع مفاتيح قصر بعبدا التي لا يملكها ولا يملك حتى نسخة عنها إلى الجنرال، وفي المقابل يسلّم هذا الأخير الزعامة المسيحية بما فيها التيار العوني ومعه الصهر الرئيس للحكيم. هذا هو الإيحاء الأوّلي والإنطباع السريع في تقييم ما حصل بالأمس، وعليه فيكون الرابح الأكبر من كل هذه “المسرحية” هو حكيم المسيحيين بلا أدنى شك. أما بالمنظار السياسي المجرد، فإنّ محاولات سمير جعجع إضفاء أبعاد منهجية على الصورة من خلال إعلان بنود اتفاق سياسي على ضوئها كان هذا الدعم، فإنّها لا تعدو أكثر من مؤثرات صوتية لا تسمن ولا تغني عن مواقف.

فموافقة جنرال الرابية على ورقة النوايا مع القوات اللبنانية، لا تكاد تشكل بالنسبة له أكثر من مجرد موافقة صورية طالما هي تصب بخدمة تسهيل الهدف الأكبر والأوحد أمام الجنرال وهو الوصول إلى بعبدا، تماماً كالموافقة على ورقة التفاهم بينه وبين حزب الله، والتي ظلّت حبراً على ورق بكل محتوياتها، ما دامت الغاية من وجودها ومن توقيعها لم تتزحزح باستمرار عون كمرشح رئاسي للحزب. إذ لا يمكن فهم السلوك السياسي للجنرال إلاّ من خلال هذه الخلفية، فلا مانع عند ميشال عون أن يوقع تفاهم أول لا يجد حرجاً من خلاله بدعم قتال حزب الله في سوريا وبنفس الوقت يوقّع على تفاهم ثاني مع القوات اللبنانية ينص ببنده الثامن على “ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية في الإتجاهين وعدم استعمال لبنان مقرّاً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين”، وكذلك التناقض الفاقع بالجمع بين حليف الورقة الأولى بتهجمه على المملكة العربية السعودية، وخوضه حرب إعلامية شعواء معها وحليف جديد يطالبه بالإلتزام بسياسة خارجية تطمح “لنسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول، ولا سيما العربية منها ” !! والأمر نفسه من التعارض والتناقض يكاد ينجر ويسري على مجمل ما جاء بالورقة الجديدة واختلافها العميق مع الورقة القديمة. المؤكد أنّ هذا التصادم بالتزام ميشال عون بالشيء ونقيضه ليس خافياً على مخضرم عتيق كسمير جعجع، والتاريخ الطويل بين الرجلين كفيلٌ بأن لا ينخدع أحدهما بالآخر، وعليه فالمطلوب مقاربة هذا التفاهم بينهما وفق معطيات تتناسب مع المعرفة المسبقة أحدهما بالآخر. فإذا كان همّ الجنرال هو كسب غطاء مسيحي من القوة الثانية بهذا الشارع، وربح سبعة أصوات في صندوقة الإقتراع، فإنّ جعجع استطاع أن يضع ميشال عون بين ورقتين مختلفتين عليه أن يختار واحدة منهما بحيث ستثبت الأيام أنّ الجمع بينهما هو تماماً كالصياد الذي يركض خلف أرنبين فيضيّع الاثنين معاً.

 

اتفاق جعجع-عون: إتحاد النعاس والتعب

روجيه عوطة/المدن/الثلاثاء /20 كانون الثاني/16/لم يخالف المشهد الإحتفائي مساء الإثنين في معراب، السلوك السياسي اللبناني. ففي ذروة توانيه، يعود وينقبض على ظن أصحابه بأنهم، باجتماعهم وانكماشهم، يحدثون فرقاً في مواقفهم ومن مواقعهم. غالباً، ما يدور انمساك هؤلاء حول لغة مليئة بالتعيين والتنصيب، وموضوعها الوحدة، ومحورها تعريف البلد من أوله إلى آخره، وعلى أساس مطلق ومتقادم. على أن الذهاب من التواني إلى الإنقباض، يوصف كأنه "واقعة تاريخية"، ولا يتردد المشاركون فيه عن تحضيره والتفوه به كما لو كان على هذه الحال فعلياً. فإلتقاء سمير جعجع بميشال عون، وتبني الأول لترشيح الثاني إلى رئاسة الجمهورية، بدا في تصويراته كأنه انتصاراً وليس اتفاقاً، وغلبة وليس ائتلافاً. بالتالي، استطال قالب الحلوى، ورُفعت الكؤوس فوقه، وسرعان ما صارت أنخاباً يشربها الحاملون لها في صحة بعضهم البعض. وهذه الصحة هي نتيجة لجمع نقيضين على إسم أحدهما، وتظهير لهما انطلاقاً من علاقة التضحية بالجرأة، والورع بالجسارة.  غير أن التدقيق في تلك العلاقة، وفي "يومها التاريخي"، يكشف عن كونها تألفت بإضافة التقوى إلى الهذيان، والوعي المقلوب إلى الإحساس بالعظمة، والترفع إلى الفقدان، وحراسة المتخيل إلى حلم الإفاقة. انطلاقاً من ذلك، حل "اليوم التاريخي"، الذي أعد واحتفل به في مقر "القوات اللبنانية" وبحضور ممثلي "التيار الوطني الحر"، وعلى رأسهم الجنرال البرتقالي، حلّ على مواقع التواصل الإجتماعي من باب الإندهاش به، والتفاجؤ بما خلص إليه. ففور ذيوع صوره، انتشر في "تويتر" وسم إستفهامي، "#ليه_جعجع_رشح_عون"، وتوالت الإجابة عليه، مرةً، بالسخرية، "علشان الرز الإيراني"، ومرات، باللجوء إلى الذاكرة، كالرجوع إلى أيام حرب الإلغاء، وحيناً، بالإستنتاج السريع، "جعجع والحريري متفقان على حرق معسكر 8 آذار".  وفي كل أحوالها، ظلت الأجوبة متسمة بالتحيّر، ولو كان موقف مطلقيها بائناً، فهي إما مع خطوة جعجع، رصاً "للصف المسيحي"، أو ضدها لأنه "خان المبادئ". والحق، أن التوحد القواتي-العوني مفهوم بإرجاعه إلى ما تبقى من اللاسياسة ومعاييرها في البلاد. لكن، عندما يحاول الذين لطالما ميزوا بين الفريقين ترجمة ذلك التوحد في مُعاشهم، يصبح مستغرباً وصعب المنال، أو أنه يتحول إلى مادة للتهكم. على هذا النحو، راح مستخدمو "فايسبوك" ينشرون "بوستات" تجمع بين "القوات" و"التيار". فرأى أحدهم أن شعار "القوات" الجديد هو "أنتم الليمونة ونحن خطها الأحمر"، ورسم سمير جعجع حاملاً صورة عون، وقائلاً: "أكيد أكيد تراتاتاتا". كما استبدل حرف "O" في شعار محطة "OTV" بشعار "القوات"، أي الدائرة المقفلة على أرزة خضراء.

ولم يتوقف المستخدمون عند "اليوم التاريخي"، بل سعى الكثيرون منهم إلى إبداع يومهم المماثل له، فيكون تغيير المواقف  خلاله من سماته الأولية، مع الاشارة إلى أن السياسة ليست وحدها ساحته، "إذا سمير جعجع يرشح خصمه اللدود ميشال عون للرئآسة في لبنان يعني معقولة ميسي راح يشجع ريال مدريد". 

وعليه، يكشف مسعى الإنترنتيين إلى صياغة "يومهم التاريخي" عن كون الأخير لبنانياً مجرد جمع للمتنافرين، وتبديل للصلات بينهم، لتتحول من أقصى الخصومة، أو بالأحرى العداوة، إلى أقصى التكتل والإندماج، ذلك، بدون التدرج بين تلك الأقاصي، وبلا استيفاء شروط التنقل بينها. كما لو أن الذهاب من أقصى إلى أقصى ليس سوى تجمد في مكان واحد، وثبوتاً في موضع بعينه، وهو لا يتغير حتى لو تبدلت عبارات الناطق منه. هكذا، ومنذ الآن فصاعداً، أصبحت "القوات اللبنانية" ساهرة على حلم ميشال عون، على بلوغه قصر بعبدا. وفي الوقت نفسه، أضحى عون جنرالاً في صفوف "الحراس الذي لا ينعسوا". ثمة، في كل ذلك، نوع من التكامل بين الطرفين: جنرال يحلم بدون أن ينام، وقوات تحرس بدون أن تغفو. ربما، الإتحاد بينهما، يقتضي من كل واحد منهما أن ينوب عن الثاني في دوام سهره، فينام الجنرال وتحرس القوات حلمه، ويغفو الحراس ويسهر الجنرال على مداهمة أي كابوس لهم. سأل واحد من المغردين: "لماذا رشح جعجع عون؟"، وأجاب:"لأن نعسوا الحراس"، وقد يكون لأن الجنرال أصابه التعب من جراء أرقه على بُغية لم تتحقق أيضاً. إتفاق جعجع-عون هو تناوب على السهر، الذي حين تصرفه السياسة المحلية، يستحيل بعبارته الأعلى استيقاظاً اضطرابياً، وبعبارته الأدنى قلة نوم. وهذا، على الأغلب، لن يلغى الاحباط الذي أنتجه وصدر عنه. وللمتفرج أن يتخيل: قالب الحلوى في معراب سرير طويل، صنعته مشقة الهجس الشديد في كرسي بعبدا، وتوجس خلائها، وهو كان قد أكل، لكن، لم ينم عليه أحد.

 

بري مع فرنجية: المرحلة ليست لإنضاج التسوية الرئاسية

صبحي أمهز/المدن/الثلاثاء /20 كانون الثاني/16

قلب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الطاولة السياسية بإعلانه من معراب الإنسحاب من المعركة الرئاسية لصالح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، خالطاً بذلك كل الأوراق الرئاسية، وخصوصاً على مستوى فريق "8 آذار"، وبالتحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان من أوائل الداعمين لترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية. ويقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر لـ"المدن" إن "ما جرى بين كل من عون جعجع هو أمر جيد على مستوى المصالحات الوطنية، إلا أن الكتلة لم تحسم موقفها بعد، وهذا الأمر سيتم حسمه بعد اجتماع كتلة التنمية والتحرير، خصوصاً أنه لا يمكننا إصدار موقف قبل الاطلاع على تفاصيل الاتفاق بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، ومن المبكر حسم الموقف قبل الإطلاع على مضمون الإتفاق الثنائي، وبالتالي لا يمكننا التسرع بحسم الموقف"، من دون أن يغفل الإشارة الى أن فرنجية أعلن أنه لا يزال مستمرا في ترشيحه. وعلى الرغم من الكلام الدبلوماسي لجابر، إلا أن مصادر مقربة من بري تشير عبر "المدن" إلى أن "تبني جعجع لترشيح عون لا يعني بالضرورة انه سيتم الإفراج عن الرئاسة الأولى، خصوصاً ان لدينا حليفاً لم يعلن انسحابه حتى الآن من المعركة الرئاسية"، مستدركة بالإشارة إلى أن  أي اتفاق بين مكونين لا يمكن لأحد أن ينتقده. وتراهن أوساط عين التينة على باقي الكتل النيابية لقطع الطريق على وصول عون إلى بعبدا. ويقول المصدر المقرب من بري لـ"المدن" إن من ينتخب الرئيس هم النواب، وكتلة "التنمية والتحرير" ضمنها 13 نائبا فقط، وبالتالي من يحدد المشهد هو موقف كل من رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط وتيار "المستقيل". ويرى أكثر من مصدر انه لا يمكن لبري أن يؤيد ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، وبالتالي فان السيناريو المحتمل هو ان يستمر نواب "التنمية والتحرير" في حضور جلسات الإنتخاب، خصوصاً أن عون لن يحضر أي جلسة، ما لم يكن متأكداً بأنه يمتلك الأغلبية النيابية، التي تخوله الوصول الى بعبدا، وهو الأمر المستبعد، بحسابات الورقة والقلم، وبالتالي سيناريو المقاطعة والتأجيل سيبقى حاضراً.  وعلى الرغم من موقف بري الحاسم الذي عبر عنه حتى قبل مشهد معراب، إلا أنه لا يرغب إطلاقا بإحداث أي سوء تفاهم مع "حزب الله"، خصوصاً أن الحزب لا يزال يعتبر عون مرشحه الأول. وتجمع مصادر "المدن" على التأكيد أن المرحلة الراهنة لن تكون مرحلة إنضاج التسوية الرئاسية، وبالتالي فأن تأييد بري لعون أمر مستبعد جداً في المدى المنظور، خصوصاً أنه يدرك – كما "حزب الله"، انه لن تتبلور صيغة الرئاسة اللبنانية قبل اتضاح المشهد السوري، من هنا فان بري سيستمر بدعمه لفرنجية دون إثارة أي إشكال مع حليفه "حزب الله".

 

فارس سعيد: "حزب الله" وايران نجحا في وضعنا امام خيارات رئاسية في صالحهما

رأى المنسق العام لقوى 14 اذار النائب السابق فارس سعيد ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "طرح مرشحاً لرئاسة الجمهورية من المربع الماروني وبدعم من الأجنحة السياسية الأكثر نفوذاً في الطائفة المارونية، ودخلت هذه المقاربة الموازين الطائفية بين المسيحيين والمسلمين".

وقال لـ"النهار": تكمن خطورة هذه الخطوة في مكانين:

الأول ان "حزب الله" هو الفائز الأكبر بهذا الترشيح بحيث أصبحت المفاضلة بين الابن الاول العماد عون والابن الثاني سليمان فرنجية وفي الحالتين هما تحت عباءة واحدة.

والثاني: اذا تجاوز المسلمون السنة رغبة المسيحيين بترشيح العماد عون لا يمكنهم ان يتجاوزوا مسألة انتخاب مرشح حزب الله وهذا يمكن ان يخلق فرزاً طائفياً".

واعتبر ان" 14 اذار رغم اخفاقاتها استطاعت ان تبقي الانقسام في لبنان سياسياً، مشيراً الى انه "بعد ترشيح العماد عون من معراب أصبح الفرز طائفياً وهناك خشية من قيام تفاهم اسلامي-اسلامي في مواجهة التفاهم المسيحي".

وأكد ان انتخاب رئيس الجمهورية ليس له علاقة لا بمعراب ولا بالرابية انما بحزب الله وايران"، لافتاً الى "انهم نجحوا في وضع اللبنانيين امام خيارات تصب جميعها في مصلحتهم وتحقق لهم ربحاً صافياً".

 

 نستحق اكثر من ذلك

منى فياض/فايسبوك/19 كانون الثاني/16

من ترشيح فرنجية الى ترشيح عون الى عدم حضور جلسات الانتخاب: يقال ان أصعب ما في السجن، انك لا تتحكم بوقتك او برنامجك، نومك اوطعامك.... ماذا نقول عن حالتنا؟ أصعب واقسى من السجن، انها مصحة يتحكمون بمصيرنا وهم يضحكون متمازحين ونكاية ببعضهم البعض!!!!

اعتقد اننا نستحق اكثر من ذلك

 

بمعزل عما جرى بالامس

جو توتنجي/فايسبوك/19 كانون الثاني/16

شو مفكر وليد بيك أنو بدو يضل راكب عالموارنة و يفتن بينهم؟ خلصت أيام المتصرفية يا بيك من 100 سنة. جنبلاط يرى في اتفاق الموارنة خطراً . توقّعت مصادر قريبة من النائب وليد جنبلاط أن يؤجّل اجتماع كتلته الذي أعلن عنه لبحث الموقف من ترشيح رئيس حزب القوات للعماد ميشال عون بانتظار تبلور صورة أوضح لما جرى. ولفتت هذه المصادر الى ان جنبلاط يرى في "اتفاق الموارنة خطراً أكبر من اختلافهم".

 

ليس مهما" من يربح ومن يخسر! المهم أن لا يخسر لبنان

توفيق هندي/فايسبوك/19 كانون الثاني/16

نعم، لبنان بخطر جسيم! وهو قد يزول ككيان ودولة! ولا مبالغة ولا تهويل بهذا القول! وقد بينت هذا الأمر في مقالاتي السابقة ومداخلاتي في المرئي والمسموع. لذا، للحكم على خطوة معراب الجريئة التي أفرحت قلوب المسيحيين من حيث التلاقي المسيحي بهدف إستعادة فعالية الدور المسيحي في الحياة الوطنية والسياسية وإبراز أهمية هذا الدور في وجود الكيان-الرسالة، ثمة معيار رئيسي يجب إعتماده: هل هذه الخطوة تخرج لبنان من حالة اللادولة وتسمح له بإعادة تكوين السلطة عبر تسوية الممكن التي وحدها تسمح له بالإستمرار ومواجهة الأخطار الآتية من الداخل والخارج؟ الجواب، بنظري واضح: لا السنة ولا الشيعة (بالرغم من إدعاءات حزب الله) ولا الدروز يقبلون بميشال عون رئيسا" للجمهورية. ومن الواضح أيضا" أن المعادلة فرنجية رئيسا" للجمهورية والحريري رئيسا" للحكومة هي الوحيدة الممكنة والمعبرة عن ميزان القوى الحقيقي، بغض النظر عن المواقف المناورة من هنا ومن هناك. لذا، المطلوب وطنيا" ومسيحيا" أن ينفتح القطبان المسيحيان عون وجعجع على باقي القوى المسيحية لطمأنتها على أن تحالفهما ليس هدفه الهيمنة على الساحة المسيحية، والأهم من ذلك توظيف هذا الزخم لدعم تسوية فرنجية-الحريري والإتفاق مع فرنجية وإحاطته بهدف إعادة الفعالية للدور المسيحي داخل الدولة والوطن والكيان.

ثمة من سوف يقول أني أحلم وأن لا علاقة لي بالسياسة ولا أفهم ما يحرك رجال السياسة (ألا وهو السعي الدائم لتملك السلطة، وأن هذا الأمر حق لكل من يعمل في حقل السياسة!)!!! وجوابي بسيط. فإن لم يتخل عون عن هدفه المشروع والطبيعي بالوصول إلى سدة الرئاسة الأولى ويلبس ثوب المخلص، فلن يبقى لبنان الدولة والكيان لكي تتحقق أي شراكة مسيحية فاعلة في السلطة ولا أي سلطة لعون ولجعجع ولا لأي كان من اللبنانيين!

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء الواقع في 19 كانون الثاني 2016

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016

النهار

يعتقد مرشح جدي للرئاسة بأن الانتخابات الرئاسية قد تجري بعد مرور الأربعين على إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية!

قال وزير إنه لا يجوز مقارنة انتخابات تجري داخل حزب وعلى قاعدة النسبية مع انتخابات تجري بين أحزاب متخاصمة سياسياً ومذهبياً وتتم بهدوء.

سُئل وزير معني عما إذا كانت الانتخابات البلدية والاختيارية سوف تجري في ظل وجود رئيس للجمهورية، فلم يجب.

تبيّن أن في لبنان آباراً ارتوازية غير مرخصة ولا تستوفي الشروط الصحية.

تدرس تعاونية الموظفين رفع تعرفة استشفاء أهل الموظف وتعرفة طبابة الأسنان.

السفير

أبلغ وزير عربي نظيره اللبناني أنه تم اكتشاف أطنان من "الكبتاغون" في أحشاء قطعان من الغنم اللبناني الحية المصدرة الى دول الخليج!

قال وزير لبناني سابق إننا أمام معادلة اقتصادية لبنانية غير مسبوقة دولياً: وضع مصرفي سليم .. ووضع اقتصادي سيئ جداً.

تعرض مدير مؤسسة استشفائية في أحد ضواحي العاصمة لانتقادات من الطاقم الطبي بسبب تفرده باتخاذ قرارات على خلفية إرغام كفاءات على الاستقالة، الأمر الذي ترك أثره السلبي على أداء المؤسسة.

المستقبل

يقال

إنّ الرئيس نبيه برّي سيلتقي تباعاً وزير الدفاع سمير مقبل ورئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل لبحث ملء الشواغر في المجلس العسكري تمهيداً لإحالة الملف على مجلس الوزراء.

اللواء

يتحفَّظ دبلوماسي غربي حول إعطاء حكم متسرِّع على ترشيح الرابية، داعياً لمراجعة دقيقة لمسار المواقف منذ ما قبل بدء مرحلة الشغور الرئاسي..

أعرب وزير حالي عن استيائه مما انتهى إليه لقاء عقده مع شخصية مسيحية ذات تأثير!

تدور نقاشات قانونية، في وسط داعم لفريق المحكمة العسكرية، تنتقد سقف العقوبة بحق سماحة، وعدم مراعاة الظروف السياسية التي صدر خلالها بالقرار؟!

الجمهورية

يؤكد فريق سياسي أن المواجهة التي بدأها بعد صدور قرار يعتبره غير عادل سيستمر فيها لأن المسألة مسألة حياة أو موت.

قال مسؤول روحي شارك في اللقاءات والإتصالات الطويلة: "انتهى المزح وإجا الجدّ"، في إشارة الى الخطوات الرئاسية المستقبلية.

أكد نائب في حزب مسيحي أنه لا يكفي أن نغلق صفحة التقاتل القديمة بين المسيحيين بل المهم ألّا نفتحها مجدّداً عند أي إختلاف.

البناء

بعد إعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع دعم ترشيح رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، سأل وزير سابق: هل سيبقى تيار المستقبل على موقفه القائل بإلزامية حضور النواب جلسة انتخاب الرئيس، وهو الموقف الذي دأب على تكراره منذ الشغور الرئاسي، أم أنّه سيلجأ إلى مقاطعة الجلسة بداعي أنّ "الضرورات تبيح المحظورات"؟

 

سلام عرض مع بون العلاقات والتطورات في لبنان والمنطقة

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم، في السراي الحكومي سفير فرنسا لدى لبنان ايمانويل بون، وجرى عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، إضافة الى العلاقات اللبنانية الفرنسية.

 

بري استقبل وزيري الخارجية والتربية وكاغ وهيئات باسيل: نبدأ مرحلة جديدة ونأمل تلقف الفرصة

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم الوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب، وعرض معهما الاوضاع الراهنة.

وقال باسيل بعد اللقاء: "هذه أول زيارة سياسية تعمدنا أن نقوم بها لدولته لما له من موقع وطني وسياسي بالنسبة الينا، وقرب سياسي، ولما له من حرص على الاستحقاق الرئاسي وحصوله بحسب القواعد الوطنية والميثاقية التي يقوم عليها وطننا، ومن أجل ذلك فإن ما حدث كان باب انفراج كبير لتسريع الامور، لكي يتم الاستحقاق الدستوري وفق ميثاقنا الوطني. وحالة الانفراج هذه نريدها أن تصب في مصلحة الجميع، وما حصل يعزز الوحدة والتفاهم المسيحي، ولكن يعزز أكثر الوحدة والتفاهم على المستوى الوطني على قاعدة التوازن الوطني وعلى قاعدة أن الاقوياء والممثلين الفعليين لهذا الوطن هم الذين بتبوأون المناصب الدستورية، وهم الذين يشيعون جوا من التفاهم والتوافق الوطني الذي يزيل كل الاختلالات القائمة في وطننا، وهذا ما نعتقد أنه يركز دعائم أساسية للمرحلة المقبلة. نحن حرصاء كل الحرص على بعضنا وعلى حلفائنا وعلى حفظ حلفائنا، وساعون التى التفاهم مع الجميع والى استيعاب الجميع ووضع أسس حقيقية يمكن ان تخرجنا من الماضي وتأخذنا الى أفق أوسع بكثير".

وأضاف: "أعتقد أننا اليوم نبدأ مرحلة جديدة بالنسبة الينا بمد اليد الى الجميع وبالسعي الفعلي الى التفاهم على هذه الاسس، لأن لدينا فرصة توازن وتعادل وتماثل، فرصة جديدة سانحة نأمل جميعا أن نتلقفها لكي لا نعود وندخل الى مطبات سياسية ووطنية نحن بغنى عنها".

سفير اوستراليا

ثم استقبل بري السفير الاوسترالي الجديد غلين مايلز في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، في زيارة بروتوكولية.

الحوت

والتقى أيضا النائب عماد الحوت وعرض معه الوضع العام.

كاغ

وبعد الظهر زارته المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ في حضور حمدان، وتناول الحديث التطورات الراهنة.

من جهة أخرى، أبرق بري الى رئيسة مجلس النواب الهولندي خديجة عريب مهنئا بانتخابها.

 

 الحراك الرئاسـي من معراب الى الفاتيكان والراعي الى روما الخميس وفرنجية الجمعة

المركزية- يتوزّع "الهمّ" الرئاسي الذي يُرخي بظلاله الثقيلة على "عمل" المؤسسات الدستورية كافة والاوضاع الاقتصادية والمالية والامنية "المُتعثّرة"، بين الجهود الداخلية التي تقوم بها قوى سياسية عدة وبين اللقاءات الخارجية "العابرة للحدود".

فبعد طرح الرئيس سعد الحريري تبنّي ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية تبعه "الاعلان التاريخي" الذي صدر من معراب امس بتبنّي القوات اللبنانية ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، وما بينهما من "خلط لاوراق" التحالفات على ضفتي "8 و14 آذار" بسبب هذين الترشيحين، تبقى الانظار مشدودة الى الفاتيكان التي لم تنفكّ يوماً ومنذ شغور سدّة الرئاسة تبذل الجهود من اجل انتخاب رئيس، اذ ستكون محطة لزيارات سيقوم بها مسؤولون لبنانيون لعقد لقاءات مع بعض المسؤولين فيها تتناول ملف الرئاسة.

وفي السياق، يتوجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد غد الخميس الى روما حيث سيُدشّن مذبحاً في كنيسة مار مارون في الفاتيكان قدّمته رئيسة مجموعة "الشويري" السيدة روز الشويري، في احتفال يُقام في المناسبة يحضره وفدٌ من المؤسسة المارونية للانتشار وممثلون عن المؤسسات المارونية كافة، وفق ما علمت "المركزية".

وعلى هامش الاحتفال "الديني"، يتوقّع بحسب معلومات "المركزية" ان يعقد البطريرك الراعي لقاءات تشمل عدداً من المسؤولين الكبار في الكرسي الرسولي، خصوصاً من يُتابع منهم عن كثب اوضاع لبنان وازماته الشائكة.

ويتوقّع ايضاً ان يتوّج البطريرك الماروني زيارته روما بلقاء قداسة البابا فرنسيس للبحث في اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط عموماً وازمة رئاسة الجمهورية في لبنان خصوصا، على ان يعود الى بيروت الثلثاء المقبل.

وزيارة روما لن تكون فقط على جدول اعمال الراعي هذا الاسبوع، اذ من المتوقّع وبحسب المعلومات ان يزورها النائب فرنجية يوم الجمعة المقبل حيث سيلتقي الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية، بعد ان تم ترتيب موعد الزيارة من قبل مسؤولين في الفاتيكان.

 

جعجع من بكركي: لا أتوقع السلبية من فرنجيه وآمل انتخاب عون قريبا

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في بكركي الوم، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي أطلعه على خطوة ترشيح النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

وعقب اللقاء، قال جعجع ردا على سؤال عن توقعاته لردود فعل الأفرقاء لما جرى أمس في معراب: "أتوقع الحصول على ردود فعل إيجابية، لأنني وفق المنطق لا أجد سببا لردود سلبية، فالإطار السياسي للترشيح واضح جدا، ولا أعتقد أن أي لبناني يختلف مع الآخر على النقاط العشر التي طرحت، وفي ما يتعلق بضرورة حصول انتخابات رئاسية أيضا، أتمنى على كل الكتل النيابية عرض الموقف والتوقف عنده ومناقشته لاتخاذ الموقف المطلوب للتوصل في أسرع وقت الى انتخابات رئاسية تخرجنا من الوضع الذي نحن فيه الى وضع أفضل".

وعن موقف الكتائب من الترشيح، أجاب جعجع: "بالأمس اتصلت برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وكان حزب الكتائب قبل ذلك مطلعا على أننا نحاول التوصل الى أمر ما مع الجنرال عون، ولا أتصور أن الكتائبيين موقفهم سلبي من التوحيد واجراء انتخابات رئاسية، ولا سيما أنهم من أكثر الناس المنادين بانتخاب رئيس للجمهورية بدل التلهي بعقد جلسات تشريعية للمجلس النيابي وتفعيل العمل الحكومي، فلنتجه مباشرة الى اجراء انتخابات رئاسية، وقد باتت الفرصة متاحة انطلاقا من إطار سياسي واضح جدا، قوامه النقاط العشر التي طرحت بالأمس بوجود العماد عون".

وعن استمرار النائب سليمان فرنجيه بترشيحه وقوله "من يريدني يعرف أين بيتي"، قال جعجع: "أعتقد أن هنا بيت القصيد وليس الجزء الأول، فالنائب فرنجيه، بغض النظر عما إذا اختلفنا معه في السياسة أم لا، يقف عند كلامه، وكان يكرر دوما أنه "اذا كان للجنرال عون حظوظ في الانتخابات الرئاسية فأنا معه وأصوت له"، وأتصور ان حظوظ العماد عون باتت مكتملة تقريبا، لذا أتوقع أن يتمسك النائب فرنجيه بكل الكلام الذي قاله سابقا، وهذا مغزى كلامه ان عنوان بيته معروف".

وهل نقل اليه العماد عون تطمينات من "حزب الله" في الخلوة أمس، قال جعجع: "ان موقف حزب الله واضح من هذه الجهة، ففي ما يتعلق برئاسة الجمهورية، يسير الحزب على السراء والضراء خلف الجنرال، وبالتالي لا أعتقد أن هناك لغطا في الموضوع".

وعن علاقته بالرئيس سعد الحريري، أكد جعجع "ان العلاقة مع الرئيس الحريري هي كما كانت دائما، وما يجمعنا معه ومع تيار المستقبل أكبر من كل الخطوات السياسية الصغيرة والكبيرة، ولا أنكر أبدا أن هناك خلافا حول الترشيحات لرئاسة الجمهورية، ولكن في الوقت عينه أؤكد النظرة الأكبر للأمور التي نتفق حولها، ومن خلال التواصل المستمر الذي لم ينقطع لحظة، سنتوصل الى موقف غير بعيد عن بعضنا البعض، أقله لناحية حضور الجلسات الذي هو مبدأ ثابت لدى تيار المستقبل، الأمر الذي يتيح إجراء الانتخابات الرئاسية والخلاص من الفراغ".

وسئل عن إمكان انتخاب رئيس للجمهورية خلال الشهرين المقبلين، فرأى جعجع أنه "يجب أن نضع كل جهدنا لانتخاب رئيس في الجلسة المقبلة في 8 شباط، أو قبلها إذا استطعنا، وهذا الأمر يتطلب نيات سليمة للخلاص من الفراغ الرئاسي".

واستبعد إمكان تطيير نصاب جلسة الانتخاب من بعض الكتل النيابية، وقال: "إذا لم يوافق أحد ما على مضمون النقاط العشر التي على أساسها تم هذا الترشيح، فنحن مستعدون لمناقشته، وعدا ذلك حرام الاستمرار بالفراغ الرئاسي أكثر، يجب انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن".

ونفى جعجع حصول شرخ في الصف المسيحي بين عون وفرنجيه في حال حصول جلسة انتخاب، وقال: "في الأنظمة الديموقراطية، هذا المنطق غير موجود، في كل انتخابات في أي مكان من العالم أحدهم يربح والآخر يخسر، وإذا حصلت الانتخابات فسنشارك بديموقراطية ونصوت، وليفز من يستحق"، آملا "أن تنعقد جلسة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن لأن البلد لم يعد يحتمل، وأنا غير متشائم لناحية الموقف الذي سيتخذه النائب فرنجيه، وان شاء الله في وقت ليس ببعيد سنتوجه الى جلسة برلمانية ويتم انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية".

 

الرياشي: لا تركيبة من قبل جعجع بترشيحه عون ولا مؤامرة ضد أحد

موقع القوات اللبنانية/أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي أن إنطلاق المفاوضات القواتية – العونية كانت بسبب الشغور الرئاسية، وبعد الشغور الرئاسي رجعنا إلى فتح سائر الملفات أدت إلى إعلان النيات وتثبيت دعائم هذا الإتفاق وصولا إلى الترشيح الذي ليس مناورة ولا مؤامرة. وشدد الرياشي عبر الـ”LBCI” على أن “بيان إعلان ترشيح عون هو بيان إعلان النيات وإعلان القاسم المشترك بينهم الإتفاق بالطائف وانبثاق قانون إنتخابي جديد يحقق العدالة والبنود العشرة التي بات يعرفها الجميع”، مشيراً إلى أن “السبب الأول متابعة الخطوات الأخيرة مع التيار الوطني الحر وحرق ورقة الماضي الأليم الذي أصبح في الذاكرة وفتح صفحة جديدة بين الفريقين”. ولفت الرياشي إلى أن “التيار و”حزب الله” بتواصل دائم ولا أستبعد أن يكون الحزب بالأجواء ونحن بدورنا وضعنا حلفاءنا بهذا الخيار ووضعنا حزب الكتائب وتيار المستقبل والآخرين بذهابنا إلى ترشيح العماد عون بحسب ثوابت “14 آذار” مؤكداً ألا مؤامرة ولا شيء مخفي. وعن موقف السعودية من ترشيح عون، قال الرياشي: “رغبة المملكة العربية السعودية رغبة أكيدة أن تكون المجموعة المسيحية قوية ومتضامنة في لبنان وهناك حرص على حماية هذا التنوع وعلى التعددية القائمة وعلى التركيبة المجتمعية التي هي أكبر من حالة سياسية”، معتبراً أن دور السعودية هو دور راع وليس دورا تعطيلياً وحتى تيار “المستقبل” هناك احترام كبير على الرغم من إختلاف النظرة تجاه ملف الرئاسة، وكل الحديث عن صفعة للمستقبل أمر غير صحيح.

وعن العلاقة مع تيار “المستقبل”، أكد الرياشي أن “الرئيس سعد الحريري حليفنا شكلا ومضمونا والسين – السين غير قابلة للكسر والأيام ستثبت لك ذلك”، مشددا على أنه “ليس هناك من إصطفاف طائفي بترشيح الدكتور جعجع لعون وهذا ترشيح من مكونين مسيحيين أساسيين”.

وأضاف: نحن والرئيس الحريري واحد وهو ليس وحيدا والإدعاء أنه صانع الرؤساء غير صحيح فهو لم يقلها وكل ما يريد هو إيجاد حل لمشكلة الرئاسة في لبنان واليوم إذا الحريري لم يمش بترشيح عون فلن يصل إلى رئاسة جمهورية. ورأى الرياشي أن هناك إتفاق استراتيجي بين “القوات” و”التيار” على ما يسمى المجموعة الإقليمية وعلينا أن نساهم بتقريب وجهات النظر، مشيراً إلى أن “القوات” متفقون و”التيار” على مبدأ أن تحكم الديمقراطية يكون فيها الكل مرتاح السنة والشيعة والدروز وحتى المسيحيين ونحن حين نقرر أن نكون مرتاحين لن نرتاح على حساب الطوائف الأخرى. كما شدد الرياشي على أن “القول إن هناك مظلومية سنية من قبل المسيحيين قول مردود ومرفوض والعلاقة مع السنة هي علاقة استراتيجية بالنسبة إلى “القوات اللبنانية”.

واعتبر أن “سوريا هي قلب هذا العالم العربي والثورات العربية ستعود مرة جديدة والمصالح طغت بشكل عنيف والنتائج على الأرض تضر الجميع ولا تفيد إلا إسرائيل لأن كل الجيوش باتت تقتل شعبها بأزقة حلب”، داعياً ألا يموت الأمل لدى الشعوب العربية. وذكر الرياشي أن “القوات” والرئيس الحريري واحد وهو ليس وحيدا والإدعاء أنه صانع الرؤساء غير صحيح فهو لم يقلها وكل ما يريد هو إيجاد حل لمشكلة الرئاسة في لبنان واليوم إذا الحريري لم يمش بترشيح عون فلن يصل إلى رئاسة جمهورية. ولفت إلى أن “القوات” رشحت شخصا إلى الرئاسة مواصفاته أقرب إلى رؤيتها وهدفها”، مؤكدا أن الحريري ليس معزولاً ونحن عشنا فترات العزل ولا نقبل أن نعزل أحد كما عُزلنا سابقاً. إلى ذلك، لفت الرياشي إلى أن الوزير فرنجية هو من ذات المجموعة وليس بعيدا عن خيار “حزب الله” كالعماد عون. ورأى أن رئاسة الحكومة ليست منّة للحريري من أحد هذا حق ومطلب أساسي و”القوات اللبنانية” تعرف كيف تصون حلفاءها ، مشيرا إلى أن وجود العماد عون في بعبدا ورقة قوة للفئات الأخرى لكون عون متحالف مع “8 آذار” ولديه قاعدة أساسية كبيرة. وأكد الرياشي أن ما حصل في معراب ليس إصطفافا طائفيا على الإطلاق والدكتور فارس سعيد يعرف أكثر مني أن الدكتور جعجع لا يقوم بإصطفافات طائفية والإصطفافات اليوم هي لمصلحة رئاسة الجمهورية وقوى “14 آذار”. وأضاف: “هناك قواعد مشتركة مع “التيار” وصلت إلى تفاهم لم تصل بعد إلى التحالف وهناك نقاط اختلاف لا خلاف بينما نحن وتيار “المستقبل” حلفاء.” وتابع: “ما قيل عن الرئيس الحريري عن لقائه فرنجية بأنه تركيبة نقول إنه التقاه لإنهاء الشغور الرئاسي ولا يقوم بأي تركيبة وبالوقت نفسه لا تركيبة من قبل الدكتور جعجع بترشيح العماد عون ولا مؤامرة ضد احد.

 

 كنعان بعد اجتماع التكتل: ترشيح جعجع لعون بادرة امل لتوحيد اللبنانيين ويدنا ممدودة للجميع لإنقاذ الجمهورية

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي في الرابية برئاسة النائب العماد ميشال عون وناقش آخر المستجدات والقضايا الوطنية. تحدث بعده امين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان فقال: "يثمن التكتل موقف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي تبنى ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ويعتبر التكتل الخطوة بادرة امل ليس فقط لتوحيد الصف المسيحي، ولكن ايضا، لتوحيد جميع اللبنانيين من خلال شراكة وطنية وإرادة تنحو نحو حل وطني لانقاذ الجمهورية".

اضاف: "يعتبر التكتل ان الحل المنشود ابعد من رئاسة الجمهورية، ونحن نريد ملء الشغور بإرادة وطنية جامعة من خلال التواصل مع الجميع والتفاهم معهم. وقد اثبتنا من خلال ممارستنا السياسية وتعاطينا مع كل الكتل، قدرتنا على الوصول الى تفاهمات تتخطى الاصطفافات العمودية. ويرى التكتل أن مبادرة تبني القوات اللبنانية ترشيح العماد عون تتمتع بالعناصر الدستورية والميثاقية والتفاهمات اللبنانية اللبنانية ويمكنها ان تنقذ لبنان من خلال الالتفاف حولها".

وتابع: "يحرص التكتل على تأكيد علاقات لبنان الجيدة مع جميع الدول العربية، المبنية على المادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية والتي تقوم على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية في ما بينها او من خارج هذه الدولة. ويعتبر ان احترام هذه القاعدة أساس عمله السياسي، لا سيما في ظل التفاهمات الداخلية القائمة. ويعتبر ان الجهد الذي يجب ان يبذل في هذا الاتجاه من كل الكتل النيابية يحمي لبنان واللبنانيين في الانتشار وفي الدول العربية. واحترام هذا المبدأ والعمل على تطبيقه من الأسس التي نراها اساسية في عمل لبنان وسياسته الخارجية".

وختم كنعان: "هذا ما بحثناه اليوم، على امل ان نصل الى انتخابات رئاسية ضمن المواصفات التي طرحناها، على ان نلتقي قريبا بتوافق على هذه المسلمات. لا سيما أن اليد الممدودة من قبلنا للجميع لا تستثني احدا وتتخطى الانتخابات للوصول الى حل وطني مع الحلفاء، وكل من يمكن ان نصل معه الى تفاهمات نسعى الى تطويرها لإنقاذ الجمهورية".

 

كتلة المستقبل رحبت بمصالحة معراب: قرار إطلاق سماحة رسالة للشعب اللبناني بأنه ممنوع عليه العيش بأمن وسلام

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة النائب عاطف مجدلاني، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف الجوانب، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب عمار حوري أعربت فيه الكتلة عن ارتياحها "للمصالحة التي جرت في معراب بالأمس بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر"، مشيرة الى أنها تابعت "المستجدات المتعلقة بإنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وتوقفت عند إعلان القوات اللبنانية دعم ترشيح العماد ميشال عون وإعلان الوزير سليمان فرنجية عن عزمه الاستمرار في الترشح للرئاسة". وأكدت الكتلة "أهمية إجراء الانتخابات لإنهاء الشغور الرئاسي"، مشددة على "التزام توجهات الرئيس سعد الحريري في هذا الشأن انطلاقا من أن الكلمة الفصل في هذا الملف تبقى للمجلس النيابي، في ظل النظام الديمقراطي وتحت سقف الدستور". واستنكرت "أشد الاستنكار القرار الجائر الذي اتخذته محكمة التمييز العسكرية بإخلاء سبيل المجرم ميشال سماحة من دون التوقف عند الاعترافات العلنية وخطورة الجريمة التي تورط بها"، معتبرة ان "هذه الرسالة التي وجهها من اتخذ هذا القرار ومن خلفه، تقول للشعب اللبناني انه ممنوع عليكم ان تعيشوا في أمن وسلام، وممنوع عليكم أن تحلموا ببلد لا يتم فيه الكيل بمكيالين، وانه ممنوع عليكم ان تحلموا بقضاء عادل ونزيه، وممنوع عليكم ان تعيشوا في بلد تطبق فيه العدالة وهم يرون اليوم وبأم العين أنهم كانوا على حق عندما قرروا اللجوء إلى القضاء الدولي". وأكدت إصرارها على "إحالة ملف جريمة ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، والعمل على ذلك بشتى السبل والوسائل، وعلى تعديل القوانين التي ترعى عمل المحكمة العسكرية كي لا تبقى أداة ضغط وظلم وترهيب للمواطنين".

.كما استغربت "إطلاق سراح العميل الاسرائيلي أديب العلم قبل إنهاء محكوميته".وطالبت ب"تسريع محاكمة الموقوفين بالمئات في أحداث السنوات الاخيرة". وشددت الكتلة على "ضرورة تفعيل عمل الحكومة"، مؤكدة على "مطالبتها الحكومة بالعمل على ترحيل النفايات كحل مؤقت ومكلف وقد أوجب ذلك عدم التوصل لحلول داخلية لهذه الأزمة الخطيرة والمستفحلة، مع ضرورة العمل فورا على إيجاد الحلول المحلية الدائمة وغير المكلفة في شتى المناطق اللبنانية".

 

قاسم استقبل وفدا من الكتائب: لبنان لنا جميعا ومسؤوليتنا جميعا والاختلاف السياسي لا يفسد في الود قضية

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وفدا من حزب الكتائب برئاسة الأمين العام للحزب المحامي رفيق غانم، في حضور النائب علي فياض والنائب السابق نزيه منصور.

وأوضح بيان لـ"حزب الله"، أنه "تم التداول في الأوضاع العامة، وكانت مناسبة ليعتذر الوفد عن مقالة مسيئة لحزب الله وردت على موقع الكتائب الإلكتروني في الفترة السابقة، وهي التي كانت سببا لدعوى قضائية. وقد أبلغهم نائب الأمين العام بإسقاط الدعوى، مؤكدا على أهمية استمرار التواصل والحوار".

وقال قاسم: "كل مصائبنا في لبنان والمنطقة من إسرائيل، وعندما يكشف كل الأفرقاء جرائمها وعدوانها، ويعبروا عن مناصرتهم للفلسطينيين وقضيتهم، فهذا الأمر يضيِّق الخناق على إسرائيل ويتماهى مع مقاومتها، لتدرك بأنها معزولة ومرفوضة، وأن الرأي العام على اختلاف طوائفه وبلدانه في منطقتنا ضدهم، وأن إثارة الفتن لا تغيِّر من حقيقة إسرائيل العدو الأساس للجميع والخطر الأكبر على مستقبل منطقتنا". أضاف: "الاختلاف السياسي لا يفسد في الود قضية، والتعبير عن الاختلاف بموضوعية حق مشروع بعيدا عن الإساءة لمن نختلف معه. وهذا الأمر برسم القوى السياسية التي تؤمن بأننا نعيش في بلد واحد، وكلنا شركاء، ولا يمكن لأحد أن يستفرد بلبنان، ولا أن ينجح بتسخيره لصالحه. لبنان لنا جميعا ومسؤوليتنا جميعا، والأفضل هو من يبذل لمصلحة وحدته وقوته وحمايته وتحريره".

غانم

من جهته، قال غانم: "تشرفنا بلقاء سماحة الشيخ نعيم قاسم، وهذه الاجتماعات نعتبرها ضرورية جدا للحوار بالعمق حول القضايا الوطنية، فكلنا معنيون بالوطن وهناك هموم مشتركة لمستقبلنا ومستقبل أولادنا ومستقبل وطننا. وبالفعل كان حوارا بالعمق، وحوارا طرحنا فيه أمورا دقيقة، وكنا متفاهمين بقضايا كثيرة، ونتمنى على سماحة الشيخ التواصل بهذه الحوارات للمصلحة العامة ولمصلحة لبنان".

 

 جعجع عرض مع سفير السويد الاوضاع في لبنان والمنطقة

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، مع سفير السويد في لبنان بيتر سمنبي، الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة.

 

خليل التقى رئيس الكتائب: التجربة اثبتت ان رأس السلطة في البلد ليس موقعا رمزيا

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - إستقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وزير المالية علي حسن خليل، وشارك في اللقاء وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم ورئيس مجلس الإعلام في الحزب ساسين ساسين.

وقال خليل بعد الإجتماع: "اللقاء اليوم هو في اطار التشاور المفتوح حول القضايا المطروحة، ونحن ركزنا على حاجة اللبنانيين ليروا مؤسساتهم الدستورية تعمل بشكل طبيعي على مستوى الحكومة، واستطرادا على مستوى المجلس النيابي. هذا الأمر كان مدار نقاش بالترافق مع المسألة الأساسية التي تهم كل اللبنانيين وهي الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. لا يمكننا ان نتحدث عن تفاصيل كثيرة حول هذا الموضوع لأن الأمر لا يزال في اطار دراسة كل المعطيات الجديدة التي طرأت على الملف مع ما حصل بالأمس من ترشيح القوات اللبنانية للجنرال ميشال عون. بالنسبة الينا نحن حريصون جدا على ان نرى الحكومة في الدعوة المقبلة مكتملة من كل الأطراف والقوى السياسية ونعمل على تسهيل وازالة كل العوائق من امام هذا الأمر الأساسي الذي نعمل عليه الآن".

سئل: الأولوية اليوم هي لرئاسة الجمهورية وليس لتفعيل الحكومة؟

اجاب: "بالنسبة الينا الأمر كذلك، واذا تمكنا من الوصول الى انتخابات سريعة في الجلسة المقبلة لرئاسة الجمهورية فهذا انتصار لنا ولكل اللبنانيين. التجربة اثبتت ان رأس السلطة السياسية في البلد ليس موقعا رمزيا فقط انما موقع فاعل واساسي، ويجب ان يكون ضروريا لانتظام عمل المؤسسات السياسية. لقد رأينا كل الفوضى التي حصلت خلال السنة والنصف الماضية، وهي نتيجة غياب رئيس للجمهورية. اذا استطعنا ان نصل الى تفاهم على رئيس فستكون افضل صيغة يمكننا ان نعمل عليها".

سئل: هل نحن امام فرصة رئاسية سانحة؟

اجاب: "هناك دينامية جديدة خلقت بترشيح الأمس وبترشيح الوزير فرنجية، جيد ان نعطيها فرصة ودفعا الى الأمام للوصول الى تفاهمات وطنية. الأهم ان يحصل تفاهم وطني مرتكز على رؤية سياسية للمرحلة المقبلة توصلنا الى انتخاب الرئيس".

سئل: هل هناك خوف على الأوضاع الإقتصادية في لبنان خصوصا بعد العقوبات الأميركية على المصارف اللبنانية؟

أجاب: "لا عقوبات اميركية على مصارف لبنانية، يجب ان نكون دقيقين جدا في هذا الأمر. الوضع المالي في البلد متين، الوضع المصرفي جيد، لكن طبعا الأزمة الإقتصادية الكبيرة الناتجة عن جملة من المعطيات والأمور، تترك اثرها على الإقتصاد وعلى المالية العامة للبلد، ولكن لا حال هلع لدينا على هذا الصعيد. المطلوب مجموعة من الإجراءات ولكن للأسف لا يمكن الحديث عن موضوع اصلاحي حقيقي الا اذا كنا امام انتظام لعمل الدولة والمؤسسات، وهذا لا يتم الا من خلال عمل المجلس النيابي والحكومة بوجود رئيس للجمهورية".

سئل: هناك مرشحان الآن، من هو مرشح حركة "أمل

أجاب: "سنعلن عنه في حينه".

 

الموسوي التقى لازاريني: لتفتح التطورات السياسية الطريق لاستعادة المؤسسات الدستورية دورها الفاعل

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل النائب السيد نواف الموسوي، اليوم في مكتبه، في المجلس النيابي منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية والانمائية في لبنان فيليب لازاريني، ترافقه مساعدته الخاصة محاسن رحال ومدير مكتب الشؤون الانسانية يوهان بلمن. وتم عرض الاوضاع في المنطقة ولبنان.

واشار الموسوي، وبحسب مكتبه الاعلامي، "الى وجوب مبادرة الامم المتحدة الى وقف الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي ضد الشعب اليمني عبر شن عدوان عليه، وفرض حصار شامل واستخدام الاسلحة المحرمة كالقنابل العنقودية وارتكاب المجازر بصورة يومية". واستغرب الموسوي "الصمت الذي قوبلت به المجزرة التي اقترفها التكفيريون في دير الزور، والحصار المضروب عليه وعلى قرى كفريا والفوعة ونبل والزهراء، وحث على ضرورة المساعدة لانهاء الحصار عنها". ثم جرى عرض نتائج المؤتمر الذي عقده المجلس النيابي لبحث دور الجهات الدولية في مساعدة لبنان على احتواء ازمة اللاجئين السوريين. وطالبا "تبني مقترحات المؤتمر والسير في تطبيقها". وامل الموسوي ان تفتح التطورات السياسية الطريق الى استعادة المؤسسات الدستورية دورها الفاعل في ترسيخ الوحدة الوطنية وتلبية مصالح المواطنين.

 

سليمان: لتغليب المصلحة الوطنية على الشخصية

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد الرئيس العماد ميشال سليمان "ان التزام تطبيق مبدأ الكفاءة والمعايير يحافظ على تماسك المؤسسات ويبقيها خارج التجاذبات السياسية ويحميها من الارتهان". واعتبر سليمان خلال استقباله الوزير علي حسن خليل ان "تفعيل عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي يتطلب تغليب المصلحة الوطنية على الشخصية"، مؤكدا ان "الحوار هو السبيل الوحيد لصون الوحدة الوطنية في ظل التفككات التي تشهدها المنطقة". وبحث الرئيس سليمان الاوضاع المحلية مع النائب السابق غبريال المر.

 

14 آذار سحبت كل مبررات التعطيل فهل يؤمن حزب الله النصاب الانتخابي؟ هولانـد لن يثير "الرئاسـة" مع روحانـي وسـيطلب تثبيـت الاسـتقرار

المركزية- لم تترك خطوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المتمثلة بترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون للرئاسة مجالا للشك في أن قوى 14 آذار تخلت عن طموحها الرئاسي بالكامل لمصلحة فريق 8 آذار بعدما اسقطت ورقة ترشيح جعجع من خلال مبادرة " التسوية الباريسية" التي تولى الرئيس سعد الحريري تسويقها محليا بعدما حظيت بمباركة خارجية وقبول ايراني من فريق الاعتدال الذي يمثله الرئيس حسن روحاني، ورمت تاليا الكرة الرئاسية في ملعب الثامن من آذار وتحديدا حزب الله، بحيث بات المرشحان من هذا الفريق الاول يدعمه جعجع والثاني الحريري وقوى اخرى من 14 آذار.

وتقول اوساط سياسية مراقبة لـ"المركزية" ان مبادرتي 14 آذار الرئاسيتين ستضعان حزب الله في موقف بالغ الاحراج لجهة ضرورة تأمين النصاب القانوني للجلسة الانتخابية المقبلة التي حدد الرئيس نبيه بري موعدها في 8 شباط المقبل، اذ من غير المنطقي، بعدما انتفت كل مبررات عدم المشاركة في الجلسات الانتخابية وسحبت كل الذرائع التي وقف خلفها حتى الساعة، وتوافرت كل العناصر لانتخاب احد مرشحين من فريقه السياسي، ألا يعمد الى توفير النصاب القانوني للجلسة لانتخاب رئيس. فهل ان الحزب سيقدم على هذه الخطوة المرتبطة كما يعلم الجميع بمعطيات اقليمية لم تتوافر حتى الساعة لاعطاء الضوء الاخضر لانتخاب رئيس في لبنان ؟ أم انه سيعمد الى خيارات أخرى لا يعلمها أحد،علما ان هامشها ضاق الى الحد الاقصى، وبات لزاما على 8 آذار عموما ان تحسم أمرها رئاسيا بعدما حسمته قوى 14 آذار وتبادر الى تأمين النصاب الانتخابي في الجلسة المقبلة من دون أي تأخير، ففي مطلق الاحوال المرشحان المتنافسان من 8 آذار . وهل ان الحزب ما زال قادرا على ايجاد ما يبرر استمرار تعطيله الانتخابات الرئاسية ؟ فالمسيحيون كما تمنى الرئيس بري حددوا خيارهم وتوافقوا على العماد عون بعدما تباركوا من بكركي، و14 اذار قدمت على طبق من فضة الرئاسة لمرشحَين من 8 اذار، وهذا أقصى ما يمكن ان تفعله، فماذا بعد؟ الجواب رهن الساعات المقبلة التي يفترض ان يحدد فيها حزب الله موقفه مما جرى والارجح في بيان كتلة الوفاء للمقاومة بعد ظهر الخميس المقبل، الا اذا! وفي معلومات مستقاة من مصادر دبلوماسية في باريس، فان فرنسا تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ولا تفضل مرشحا على آخر وجلّ ما يمكن ان تفعله هو توفير ظروف الانتخابات من خلال السعي الى تثبيت الاستقرار وتقديم المساعدات اللازمة للبنان لمواجهة الاعباء الضخمة الملقاة على عاتقه. وتشير مصادر المعلومات الى ان الرئيس فرنسوا هولاند الذي يستقبل الرئيس الايراني حسن روحاني الاسبوع المقبل لن يطرح معه ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني، خلافا لكل التوقعات، وسيكتفي بالطلب اليه المحافظة على الاستقرار في لبنان، حتى متى توافرت ظروف انتخاب الرئيس تكون الساحة مهيأة امنيا وسياسيا للخطوة. وتعزو المصادر عدم اثارة هولاند ملف الاستحقاق تحديدا الى علمه المسبق بأن الكلمة الفصل في الملف ليست ملك روحاني الذي تبين انه بعدما وافق على "التسوية" الشهيرة ووعد الفرنسيين بتمريرها لم يتمكن من الايفاء بوعده لان القرار في هذا الشأن في يد المتشددين وجناح الحرس الثوري.

 

"ترشيح معراب" يفتح خطوط الاتصالات في الداخل والخــــــارج

الراعي الى روما الخميس للقاء البابا وفرنجية الجمعة للاجتماع بساندري

"المستقبل" تتجنب تحديد الموقف وسلام يبدأ غدا محطات خارجيـــة

المركزية- قبل ثلاثة اسابيع من موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية، وبعد شهرين على "المبادرة الباريسية" التي قدمت النائب سليمان فرنجية مرشحا من بعض فريق 14 اذار، رُفعت خطوة اعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع دعمه ترشيح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، عنوانا حصريا فوق مجمل المشهد الرئاسي والمصير الذي سيؤول اليه الاستحقاق بعد خلط كل الاوراق وحشر "المعطّلين" في فريق 8 آذار، لا سيما حزب الله في زاوية ضرورة "تأمين النصاب" للجلسة الخامسة والثلاثين في 8 شباط المقبل، بعدما حُصرت الترشيحات بزعيميها المارونيين عون وفرنجية، وارتسمت علامات استفهام حول ما اذا كان عيد مار مارون لهذا العام في 9 شباط سيحمل معه "رئيس الجمهورية" عيدية للموارنة واللبنايين.

ومما لا شك فيه ان محطة معراب التي دوّنت في سجل المنعطفات التاريخية اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا، خلقت ديناميكية في المحور الرئاسي قلّ نظيرها منذ بدء الشغور في 25 ايار 2014، وانفتحت ابواب الاتصالات على مصراعيها داخليا وخارجيا بين مختلف المقار الرئاسية والقيادية والروحية ودارت عجلة المحركات السياسية بسرعة قصوى . ولليوم الثاني على التوالي بقيت بكركي محطة انظار "رئاسية" لكثرة "زوّارها" من مختلف القوى السياسية. وبعد زيارة الرئيس فؤاد السنيورة والعماد عون والوزير جبران باسيل والنائب فرنجية امس اضافة الى "عرّابي" اعلان النيات، النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل ملحم رياشي، زارها اليوم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لوضع سيّد الصرح في اجواء "الاعلان التاريخي" للقوات بتبنّي ترشيح عون .وتوقّع جعجع اثر اللقاء ان "تكون ردود الفعل على خطوة الترشيح "إيجابية"، متمنياً على الكتل النيابية كافة عرض الموقف والتوقف عنده ومناقشته لاتّخاذ القرار المطلوب والوصول في اسرع وقت الى انتخابات رئاسية تخرجنا مما نحن فيه الى وضع افضل."

وعلى محور العلاقة مع الحلفاء، اكد جعجع ان "العلاقة مع الرئيس سعد الحريري كما كانت دائما، وما يجمعنا معه ومع "تيار المستقبل" اكبر من كل الخطوات السياسية الصغيرة والكبيرة"، وقال "لا أنكر ابداً ان هناك خلافا حول الترشيحات لرئاسة الجمهورية، لكن في الوقت عينه اؤكد النظرة الأكبر للأمور التي نتفق حولها، ومن خلال التواصل المستمر الذي لم ينقطع لحظة، وسنتوصل الى موقف غير بعيد عن بعضنا البعض، اقله لناحية حضور الجلسات الذي هو مبدأ ثابت لدى "تيار المستقبل"، ما يتيح إجراء الانتخابات والخلاص من الفراغ".

المستقبل: في المقابل، جاء بيان كتلة المستقبل النيابية اثر اجتماعها بعد الظهر غامضا لجهة الموقف من ترشيح جعجع لعون واكتفى بالاشارة الى "اننا توقفنا عند ترشيح جعجع لعون وعند عزم فرنجية الابقاء على ترشحه، ونؤكد الالتزام بتوجهات الرئيس الحريري في موضوع الرئاسة انطلاقا من ان كلمة الفصل تبقى للمجلس النيابي".

الحوار والتلاقي: وعلى الخط الرئاسي ايضاً، زار وزيرا التيار الوطني الحر جبران باسيل والياس بو صعب الرئيس نبيه بري في عين التينة.واوضح باسيل ان "ما حصل امس في معراب باب انفراج كبير لتسريع الامور، كي يتم الاستحقاق الدستوري وفق ميثاقنا الوطني"، مشيراً الى ان "حالة الانفراج هذه نريدها ان تصبّ في مصلحة الجميع ". اما بو صعب فاكد ان "اللقاء مع الرئيس بري إيجابي وتأسيسي ويفترض ان يكون هناك لقاء مع النائب فرنجية."

وافادت مصادر المعلومات "المركزية" ان الرئيس بري اعرب امام الوزيرين باسيل وبو صعب عن ترحيبه بكل خطوة تقارب واتفاق بين اللبنانيين وفي اي موقع . ولفت الى ما حققه حزب الله وحركة امل على المستوى الشيعي واللبناني في تفاهمهما وتعاونهما ، وانه اكد العمل والحرص على استمرار تلاقي الحزب وتيار المستقبل وحوارهما مشيرا الى انه على استعداد لتقريب موعد جلسة الانتخاب في حال طلب منه احد ذلك.

حراك رئاسي: وفي سياق "الحرارة" التي عادت الى ملف الرئاسة من معراب واخرجته من "الثلاجة"، يتوجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد غد الخميس الى روما لتدشين مذبح في كنيسة مار مارون في الفاتيكان، حيث يتوقّع ان تكون له على هامش الاحتفال سلسلة لقاءات تشمل عدداً من المسؤولين الكبار في الكرسي الرسولي، خصوصاً من يُتابع منهم عن كثب اوضاع لبنان وازماته الشائكة، يتوجّها بلقاء قداسة البابا فرنسيس للبحث في اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط عموماً وازمة رئاسة الجمهورية في لبنان خصوصاً، على ان يعود الى بيروت الثلثاء المقبل.

كما يتوقّع وبحسب المعلومات ان يتوجّه الى روما النائب سليمان فرنجية الجمعة المقبل حيث سيلتقي الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية، بعد ان تم "ترُتّيب" موعد الزيارة.

ورفضت مصادر سياسية مطلعة ردا على سؤال لـ"المركزية" تأكيد او نفي ما اذا كانت روما ستشكل محطة لفريق داعمي مبادرة فرنجية للتشاور في ما آلت اليه الامور بعد خطوة ترشيح جعجع للعماد ميشال عون ، على رغم انها استبعدت ان يزور الرئيس سعد الحريري روما في الايام المقبلة.

سفر سلام: على خط آخر، يتوجّه رئيس الحكومة تمام سلام إلى بروكسل غداً في زيارة تستغرق يوماً واحداً يلتقي في خلالها رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، للبحث في مختلف أوجه التعاون بين لبنان والإتحاد الأوروبي، كما يجتمع مع عدد من المفوّضين الأوروبيين المعنيين بالإعداد لمؤتمر الدول المانحة للنازحين السوريين الذي ينعقد في العاصمة البريطانية في الرابع من شباط المقبل. وينتقل الخميس المقبل إلى سويسرا للمشاركة في أعمال "ملتقى دافوس الاقتصادي العالمي"، ويمضي هناك يومين يجري في خلالهما سلسلة من اللقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية العربية والدولية ويعود الى بيروت على ان يتوجه في 11 شباط المقبل الى المانيا للمشاركة في مؤتمر امني يعقد في ميونخ كما علمت "المركزية".

كوكايين في المطار: من جهة ثانية، تمكنت الجهات المختصة في مطار بيروت من ضبط 100 كيلوغرام من الكوكايين مخبأة داخل صناديق من الفاكهة المجففة. وأعلن وزير المال علي حسن خليل في مؤتمر صحافي عقده في مبنى المستودعات الجديدة لشركة طيران الشرق الأوسط في المطار ، "أننا أمام تفعيل الإجراءات التي تضبط عمليات التهريب وغيرها من عمليات الضبط الجمركي"، معتبراً أن "حال الإستنفار القائمة على مستوى الجمارك تجعل النجاحات تتحقق".

 

 تدمير معراب ورمي عون وجعجع بالحجارة..

"ليبانون ديبايت"- ريتا الجمّال/19 كانون الثاني/16

18 كانون الثاني 2016، تاريخ جديد يضاف الى لائحة الاحداث اللبنانية الطويلة التي حفرت في ذاكرتنا ولن يمحوها الحاضر او المستقبل.. بالامس، اكتملت ورقة اعلان النوايا بتوقيع تاريخي على التزامات ومقررات وصفحة من العلاقات المتينة المبنية على الثقة والوعد الصادق. "اعلان النوايا" عمل عليها عرابيها رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" الاستاذ ملحم رياشي وامين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، فوضعا كل وقتهما وجهودهما في سبيل ترميم الصورة وتثبيتها في اطارها الصحيح ومداواة جراح قدر المستطاع ولو بقيت اثار بعض ندباتها. وهذان الرجلان يستحقان منا كل الشكر والتقدير.. ولكن.. كالعادة، اللبناني يحب " النق" و"الانتقاد" و"التعليق"، فيجد في كل حل مشكلة، وفي كل "حلحلة" عقدة، ولا يرضيه شيئاً، فإذ به فجأة يبكي على الاطلال ويحوّل الفرحة الى دراما، او يسخر مما يحصل ويريد بسحر ساحر ان يحول لبنان الى اميركا او يجعل منه دولة اوروبية متطورة تمنح كافة الحقوق لشعبها، وتؤدي واجباتها كاملة. فبينما كان عدد كبير من اللبنانيين ينظرون الى "الاتفاق المعجزة" بسعادة ودهشة وتفاؤل غير "مصدقين" خروج العماد ميشال عون مرشحاً من باب معراب هذه القلعة التي لم يزرها يوما، وُجد من ينغص هذه الفرحة بتعليقاته وهجومه واستهزاءاته، اذ ان البعض سخر من هذا "الانجاز" وراح يطالب بفرص عمل ومال وعلم وكهرباء وطبابة وحقوق وتداول سلطة وتغيير الطبقة السياسية.. وكأن باقي المواطنين لا يريدون تحقيق هذه الامنيات.. واخرون فسّروا هذه الخطوة بالرد المباشر على ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير السابق والنائب سليمان فرنجية.. والقسم الاكبر نبش القبور وراح يستخرج اسماء الشهداء وكأنه لم يكن مشاركاً في الحرب الاهلية سواء معنويا او مادياً.. والى هؤلاء جميعا أقول:

نعم، نحلم بوطن الارز، فعلا وقولا، بدولة قوية متطورة تقوم بواجباتها تجاه المواطنين وتؤمن لهم حقوقهم، نعم نتمنى ان يأتي اليوم الذي لا ندفع فيه فاتورتي كهرباء، ومواد اولية باهظة، وبفرص عمل، ومعيشة محترمة، ان نعيش بحماية القوى الامنية الشرعية، ونمزق معا وصايا وتركات لسياسيين يكتبون المناصب والكراسي لاولادهم قبل وفاتهم، نعم نحلم برئيس شاب خارج الاقطاب الاربعة الذين نتذكر في كل واحد منهم ماض اليم، او شهيد، نعم والف نعم، ولكن للذين ينتقدون اسألوا انفسكم الم تشاركوا معا في هذا المصير؟ بسكوتكم الطويل، بانتماءاتكم السياسية وادمانكم للزعيم، وللدول الخارجية؟ الم تبيعوا الوطن لمصالح شخصية ومكاسب، وتفضلوا المذهب على الانتماء للبنان؟ الم تربوا اولادكم على حب هذا الزعيم وكره ذاك؟ الم ترووا لهم قصص انتم كتابها لتبيضوا صورة فلان وتسيئوا الى علان؟ الم تفوتوا الفرص للالتقاء والتغيير؟ واخرها الانتفاضة الشعبية التي امن بها اللبنانيون فنزلوا من مختلف الاعمار والانتماءات والمذاهب والطبقات، الى الشارع لينادوا بصوت واحد ضد كل الطبقة السياسية، قبل ان تتحول القضية الى قضايا وتدور الوجهة نحو القوى الامنية لاظهارها بصورة العدو الظالم ( رغم تسجيل ملاحظات كبيرة على تصرفاتها)، ونصبح امام حملات لكل واحدة اسمها وشعاراتها، حتى بات الخلاف يقع ضمن الحملة الواحدة على اتفه الاسباب؟ وهذا قبل ان يتجرع قادة الحراك كأس الشهرة والقوة والزعامة فباتوا اسوأ من الذين يطالبون باسقاطهم. فلهؤلاء فرصتكم التي لن تموت يوما لان الشعب جاهز لتلبية النداء عندما يثق بالنداء نفسه.. فبدل التعليق ابدأوا بتغيير انفسكم.

نعم، قد يكون الترشيح بالامس ردا على ترشيح الحريري لفرنجية وتخلي الاخير عن المرشح الاول الاساسي بالنسبة اليه كما كان يقول، ولكن على الاقل قام جعجع باعلان ترشيح عون بطريقة تليق بالجنرال وبموقعه، فحوّل معراب الى خلية نحل، وجمع الشخصيات لاستقباله، فكان الاعلان الصريح الجدي الشجاع، من قلب الدار، وقام بما لم يجرؤ الاخرون على فعله، ففرنجية تخلى عن عون بمجرد تسريب معلومات صحافية، ومبادرة شبه رسمية، اختلف على تسميتها "المستقبل" بين المبادرة والفكرة، حتى ان المعترضين عليها من داخل هذا "التيار" يساوون الموافقين عليها، فعن اي رد تتحدثون؟ رد على مبادرة لم يعلن عنها يوما الحريري بطريقة يستحقها فرنجية كزعيم سياسي، تاركا اياها بين ايدي الاوساط السياسية والرحلات الجوية من بنشعي الى الرياض فباريس؟

نعم، فرحة الامس لم تكتمل، وغصت عيون الامهات والاباء بالدموع على اولادهم، فكم كانوا يتمنون لو ان الحرب "الرخيصة" لم تندلع وتسقط هذا الكم من الشهداء، ولكن الحزن لن يعيد الينا الغوالي، او يغيّر الماضي، لكن من شأن هذا الحاضر، ان يحافظ على احفاد هذه العائلات، وينقذ الجيل الجديد، وينقيه من الاحقاد والكراهية، حتى يأتي الى هذه الدنيا وهمه بناء الوطن لا كره عون او جعجع، وبفضل هذه المصالحة، يمكننا ان نبني مستقبل جديد صلب ينشأ على قاعدة "عدم الموت من أجل زعيم، وانما الاستشهاد دفاعا عن الوطن".

فعذرا لشهداء الحروب، "كلنا يعني كلنا" نتحمل مسؤولية ما حصل، عذرا لان الصلحة تمت في وقت متأخر بعدما خسرنا وجودكم، عذرا الى كل ام واب وشقيق وصديق واخت لكن للامس فقط، علمنا ان دماء شهدائكم لم تذهب سدىً لاننا بفضلهم حمينا اولادهم وعوائلهم من حروب اهلية جديدة وانقسامات، فكم كان دمكن ليكون رخيصا لو لم نتعلم من اخطاء الماضي وكوارثه... لهذا اشتموا واشمتوا بكل ما لديكم من أقلام، انا عن نفسي سعيدة برؤية الشباب معا، مجتمعين، متكاتفين، حتى على مواقع التواصل الاجتماعي التي ستخلو من النكايات والغضب والكره، على امل ان يمتد الاتفاق الى كل القوى المسيحية والاسلامية السياسية والشعبية لبناء وطن أفضل. وفي النهاية، شكرا للعرابين رياشي وكنعان وللحزبين على راسهما الحكيم والجنرال.. شكرا لكم فلم ترتكبوا الخطأ نفسه بل اعدتم الالتئام الى ابناء الطائفة الواحدة، على امل اكمال المسيرة والحفاظ عليها.. فحتى لو لم يات عون رئيسا كنتم مثالا للوطنية.. شكرا على حكمتكم وقيادتكم. ولا يسعنا سوى القول:" من منكم بلا خطيئة فليرجمهما بالحجر.. ويهدم معراب " وعلى "الحب والتسامح والغفران" ووصايا الديانة المسيحية نحن سائرون.

 

ما بعد الزواج الماروني: الى اين؟

ليبانون ديبايت - لارا الهاشم/19 كانون الثاني/16

ما بعد 18 كانون الثاني لن يكون كما قبله. هذا ما بات مؤكدا وما كرسته ورقة اعلان النوايا التي وضعت منذ ثمانية اشهر لتلد ثنائية مسيحية رمت وراءها ثلاثون عاما من السواد والخصومة الشعبية والسياسية. ما قد ينتجه تبني ترشيح الحكيم للجنرال ليس واضح المعالم بعد، لكن ما لا لبس فيه ان ورقة اعلان النوايا قد تضاهي اهميتها وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر. فهي لن تكرس الاستقرار وحسب بل ستعيد معاني الشراكة التي ارساها اتفاق الطائف وضيّعتها سنوات الاقصاء والانقسام. ولِما يحمل مشهد معراب الحار من معان على المدى البعيد، لم يمر مرور الكرام. لا لان رئيس حزب القوات دعم ترشيح خصمه اللدود السابق رئيسا فحسب، بل لأن الثنائي المسيحي سيشكل قوة كان البعض يعوّل على ضعفها لقطع الطريق على المناصفة التي سيؤسس لها هذا التقارب من خلال برنامج سياسي واضح المعالم. وفي هذا الاطار يرى الصحافي شارل جبور ان الثوابت التي اعلنها العماد ميشال عون ود. سمير جعجع في لقاء معراب ستشكل قاعدة ستحدد كل القوى مواقفها انطلاقا منها، وبالتالي فهي ستقطع الطريق على التباس المواقف وستفضح المعرقلين. وعلى هذا الاساس جاءت زيارة النائب سليمان فرنجيه السريعة الى بكركي، حيث اكد المضي في ترشحه حاملا اكثر من رسالة يقول جبور. اولها وضع حد للمباردة القواتية على المتسوى الوطني وثانيها التأكيد انه لن ينسحب للعماد عون وثالثها موجهة الى الرئيس سعد الحريري على قاعدة "تمسك بترشيحي". وفي هذا الاطار يتوقع جبور ان يتصرف الحريري على طريقة الكيد السياسي متمسكا بالاخير وان تعود الامور الى نقطة الصفر.

اذا، زادت التعقيدات على المستوى السياسي، هكذا يصف الصحافي جوني منير المشهد العام على الرغم من النقلة التي احدثتها المبادرة القواتية-العونية على المستوى الشعبي. لا ير انها ستتنج حلا رئاسيا على المدى القريب لكنها اقلّه حققت غايتها عبر ارباك مبادرة الحريري -فرنجيه. اما نضوجها فهو يحتاج الى استكمال على المستوى الوطني لاسيما على المستوى السني-الشيعي والموقف الجنبلاطي، خاصة بعد الرفض المسبق الذي اعلنه رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيوة من بكركي وهو موقف يعبر عن رفض سعودي واضح لا "مستقبلي" فحسب كما يقول منير. اليوم وبعد ان اتفق المسيحيان الاقوى اللذان يمثلان 70% من الشارع المسيحي بات الرهان على موقف الثانئي المسلم، فهل يقف حزب الله خلف اصرار فرنجيه على ترشحه وهل فعلا حزب الله يعرقل وصول العماد عون الى الرئاسة لا مصلحة له في اتحاد المسيحيين وقوتهم، وهل تمسك فرنجيه بترشحه كان ليتم لولا "قبة باط" من حزب الله؟ كلها اسئلة يطرحها جبور. في المقلب الاخر لا ير منير التباسا في موقف حليف الجنرال الشيعي، بل ان الاخير مستمر في دعمه في السر كما في العلن مقابل مجموعة مطالب واضحة، فيما اكتمال سلة الحل تحتاج الى توضيح موقف الرئيس نبيه بري الملتبس وتحديد موقف النائب وليد جنبلاط وترقب مسار حراك فرنجيه . اما 14 اذار فبشهادة كل المراقبين باتت مربكة والمطلوب منها تنظيم الخلاف فيما بينها والتعامل بواقعية مع الطرح الجديد اذا ما وجدت النية فعلا في انهاء الشغور الرئاسي. فالى اين تتجه الامور؟ سؤال ستجيب عليه مواقف الايام القليلة المقبلة.

 

الراعي استقبل قهوجي

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بكركي إيلي منصور أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي استقبل، مساء اليوم، قائد الجيش العماد جان قهوجي.

 

“حزب الله” كان في جو ما حصل.. ويعتبر تبني جعجع ترشيح عون خطوة إيجابية

/19 كانون الثاني/16/كشفت معلومات لصحيفة “الجمهورية”، أن “حزب الله” كان في جوّ التحضيرات والخطوات التي سجلتها الساعات الاخيرة. وهو يصف خطوة تبنّي رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون ، بالأمر الجيد والخطوة الإيجابية في إتجاه إنجاز الإستحقاق الرئاسي من خلال مشروع إجماع مسيحي، حيث أن كل الاطراف السياسية قالت أنه اذا اتفق المسيحيون فإنها توافق على ما يتفقون عليه، كما ان المرشح النائب سليمان فرنجية اعلن مراراً ان جعجع اذا رشّح عون فهو سيكون مع عون ،وكذلك فعل رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل. فاذا التزم هؤلاء جميعاً بما قالوه وأعلنوه، نستطيع عندئذ القول ان الإستحقاق الرئاسي اصبح على وشك الإنجاز الجدّي. وإذ يُذكّر “الحزب”، بحسب “الجمهورية”، الجميع بأنه أول من دعم ترشيح عون للرئاسة وأول من وقف الى جانبه حتى آخر المطاف، يؤكد انه سيبقى مع عون وسينتخبه رئيساً للجمهورية عندما ينزل الجميع الى مجلس النواب. ويشدّد “حزب الله” على ان موقفه واضح ويلتزم بما يعلنه، حتى عندما اعلن حليفه الإستراتيجي فرنجية ترشيحه، ظل “الحزب” على إلتزامه مع عون ولم يخلّ بوعده له. في المقابل، يحرص “الحزب” على التأكيد ان ما ورد في “وثيقة التفاهم” بينه وبين “التيار الوطني الحر”، ثابت ومؤكد ولن يتغيّر فيه شيء، بل سيكون دعامة أساسية للمرحلة المقبلة.

 

المطران صياح: ما حصل في معراب كنا ننتظره منذ زمن.. والآن ستتكشف نوايا الشركاء في الوطن

 صحيفة الجمهورية/19 كانون الثاني/16/أكد النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ، أن “ما حصل في معراب هو ما كنا ننتظره منذ زمن ، فالوحدة المسيحية هي مطلب بكركي وبالتأكيد هي مع كل الخطوات التي تؤدي الى التقارب وإنتخاب رئيس للجمهورية”.

وأضاف صياح لصحيفة “الجمهورية”: “علينا بعد هذه الخطوة ان ننتظر كيف سيتعامل الشركاء في الوطن الذين كانوا يقولون ان الكرة في الملعب المسيحي، فالمسيحيون إتفقوا وعندها ستتكشّف نياتهم الحقيقية”.

 

علوش: ترشيح جعجع لعون يحشر “حزب الله” بالزاوية.. والرؤية الإستراتيجية تجمعنا

 الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/16/شّدد القيادي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش على أن تياره لا يمكن أن يعتبر أي محاولة لملء سدة الرئاسة بمثابة “صفعة له” أو “عملية إنتقامية” بحقه. مشيرا إلى أن ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع لرئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون للرئاسة، “يندرج في إطار الجهود المبذولة بإتجاه وضع حد للشغور الرئاسي ، بغض النظر عمن سيخرج رئيسا من المجلس النيابي”. وقال علوش في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط”: “هذا الترشيح من شأنه أن يحشر “حزب الله” بالزاوية ويضعه في مكان لا يريده٬ بإعتبار أّنه كان يراهن على المراوحة تمهيدا لإفشال الجمهورية وإحداث تغيير جذري بالنظام٬ إلا أن ما حصل سيجعله يعيد حساباته”. وأّكد علوش أن الإختلاف بين “القوات” و”المستقبل” على إسم المرشح لرئاسة البلاد “لن يغير قواعد اللعبة وقناعات الفريقين”٬ مشّددا على أن “الرؤية الإستراتيجية لـ”14 آذار” لا تزال تجمعهما، حتى ولو كان هناك إجتهادات معينة بالملف الرئاسي”.

 

وزير الخارجية القطري خالد العطية: قرار جعجع حكيم

النهار/20 كانون الثاني 2016

وصف وزير الخارجية القطري خالد العطية قرار رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون للرئاسة بأنه قرار حكيم، مؤكداً أن "جعجع أخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان".

 

حمادة : لعدم استعجال الامور في ترشيح جعجع لعون

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - وصف النائب مروان حمادة في حديث الى اذاعة "الشرق": ما تم أمس في معراب من ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بأنه "فرح كبير، كأنه نوع من الزواج بكل مراسمه. الله يوفق الجميع مثل ما قال البطريرك بشارة الراعي". اضاف:"علينا أن لا نستعجل الأمور وعلى اللبنانيين أن يستبشروا خيرا من تحريك المبادرة الرئاسية بدءا من باريس وصولا إلى معراب ولتلعب الديموقراطية دورها". وشدد حمادة على ضرورة "تبريد الساحة وتقييمها وإنتظار ردود الفعل من قبل القوى السياسية، ونحن لم نتخذ قرارا ولم نتوصل إلى إتخاذ قرار أو موقف، أنتظر اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي ونرى إذا كانت الأمور ستتجه نحو حل المعضلة الرئاسية في لبنان أو أننا أضفنا عقدة جديدة. من المبكر إطلاق رأيي". ورأى "أن أفضل شيء الآن هو الصمت، من المبكر أن نخمن ما هي خطط حزب الله وما هي خلفية الرئيس نبيه بري وما ستؤول إليه إجتماعات اللقاء الديموقراطي والحزب الإشتراكي وبما سيعود به الرئيس فؤاد السنيورة وأركان المستقبل من الرياض. كل ذلك سابق لأوانه، أدعو الآن إلى أخذ نفس عميق وبعدها سنرى". وتابع حمادة: ان "أنظاري مشدودة في الواقع إلى سوريا وإلى المعارك المحتدمة هناك، من جهة تتقدم داعش في دير الزور والمعارضة في حماه والنظام يحاول الضغط في حلب، هذه المعارك مهمة جدا وهناك كلام اليوم عن إحتمال تأجيل لقاء حول سوريا، هذه أمور أساسية". وقال: "من المبكر أن نرى إذا كانت الظروف الإقليمية سوف تدفع القوى الدولية إلى مواكبة التحرك اللبناني المتنوع"، مشيرا إلى أنه "من غير الممكن أن يقرر رئيس هنا أو هناك بمعزل عن القرار الوطني الجامع، صحيح أن القرار هو قرار مسيحي ونحترم الترشيح المسيحي لكن القرار لبناني". وعن رفع العقوبات المالية عن إيران وتأثير ذلك على لبنان قال حمادة: "علينا أن لا نستعجل الأمور ولن تكون هناك معجزة مالية في إيران لأن العقوبات المالية سوف تذهب بالتدرج والإتفاق يلزمه 10 سنوات حتى يصبح نهائيا وربما نرى في هذا الوقت عقوبات جديدة تقرر، هذه لعبة القط والفأر في العلاقات الدولية ويبدو أن الولايات المتحدة ماضية في عملية إركاع الجميع بما فيها إيران، من جهة ترفع عن إيران العقوبات ومن جهة ثانية تهبط أسعار النفط". وأشار إلى "أن الإنتخابات الإيرانية موعدها الشهر المقبل ويجب أن نتوقف عند القرارات التي إتخذها مجلس قبول الترشيحات الإصلاحية التي قد تكون أهم مما يجري على طريق حريصا ومعراب". واشار حمادة الى ان "الوزير أشرف ريفي وضع قضية سماحة على طاولة مجلس الوزراء من جهة وعلى طاولة المفتشية العامة للقضاء من جهة أخرى، على اللبنانيين أن يختاروا إذا كانوا يريدون نظما يسوده القانون أم لا، ويكون القضاء مستقلا ولا نخضع لمزاجية ضابط هنا أو مناورة رئاسية من هناك".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اندراوس: نرحّب بالتلاقي بين خصمين و"العبرة" في تنفيذ الوثيقة السياسية وبيان الكتلة و"اجتماع الرياض" يُحددان موقف "المستقبل" مـن خطوة معراب

المركزية- اذا كان الشارع المسيحي، وتحديداً "القواتي" بدأ "بهضم" فكرة ذهاب رئيسه سمير جعجع الى خيار ترشيح "خصمه التاريخي" رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية بعد "ضخّه" بمعلومات وتحليلات ومواقف تصبّ كلها في هذا الاتّجاه، بعد ان كان "اعلان النيّات" قد فعل فعله بتسهيل عملية الهضم، الا ان جمهور "14 آذار" وتحديداً "تيار المستقبل" "تفاجأ" بحدث معراب امس انطلاقاً من مواقف قياداته واعضاء كتلته النيابية التي كانت تستبعد اعلان ترشيح "خصمها" من معراب انطلاقاً من ان "الحكيم" وعلى حدّ تعبيرها "اذكى" من الذهاب في هذا الاتجاه الذي يعني وبحسب قولهم ايضاً "تسليم البلد الى "حزب الله" ومن ورائه ايران". فما قبل 18 كانون الثاني 2016 لن يكون كما قبله، والعلاقة بين الحلفاء على ضفتي "8 و14 آذار". ستسلك اتّجاهاً قد يكون "غير مألوف" عمّا اعتدنا عليه في السنوات العشر الاخيرة.

وبإنتظار البيان الذي سيصدر بعد اجتماع كتلة "المستقبل" النيابية عصرا وما سيخرج به "لقاء الرياض" الذي يجمع قيادات من "التيار الازرق" مع الرئيس سعد الحريري لمعرفة موقف "الحليف" من لقاء معراب والوثيقة السياسية التي صدرت خلاله، علماً ان جعجع اكد بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي اليوم ان "علاقتي بالرئيس الحريري ما زالت كما كانت دائما وما يجمعنا بـ "تيار المستقبل" الكثير، واعتقد انه من خلال التبادل المستمر مع "المستقبل" سنتوصل الى موقف اقله لناحية حضور جلسات الإنتخاب ما يتيح إجراء الإنتخابات"، رحّب نائب رئيس "تيار المستقبل" انطوان اندراوس عبر "المركزية" بالتلاقي بين حزبين كانا "متخاصمين"، لكنه لفت الى ان "تأثير "لقاء معراب" على الملف الرئاسي يحتاج الى ايام كي تتوضّح الصورة اكثر". واذ دعا الى "انتظار الموقف "الرسمي" للتيار بعد اجتماع كتلته النيابية عصرا وما سيصدر عن اجتماع الرياض، ايّد "ما قاله الرئيس السنيورة امس من بكركي بان الاستحقاق الرئاسي استحقاق وطني وليس فقط مسيحيا"، واعتبر ان "النقاط العشر التي وردت في الوثيقة السياسية "ليست واضحة"، فمثلاً بند "بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية" ليس واضحاً لان "حزب الله" يُكرره دائماً، والامر نفسه ينطبق على بند "احترام القرارات الدولية"، مشدداً على ان "العبرة في التنفيذ". وذكّر اندراوس بممارسات "حزب الله" في هذا المجال، اذ يقول شيئاً لكنه لا يلتزم به". واعتبر ان "ما صدر امس في الوثيقة السياسية "كلام سمعناه مئة مرّة"، رافضاً التحليلات التي ذهبت الى ان الرئيس الحريري هو الخاسر الاكبر بعد لقاء معراب"، فهو على الاقل "حرّك" الملف الرئاسي مجدداً، اذ اصبحنا امام مرشّحين، عون من جهة ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية من جهة اخرى، ولتأخذ الديموقراطية مجراها". واكد اندراوس ان "المستقبل" سينزل الى مجلس النواب للمشاركة في جلسة الانتخاب المُقررة في 8 شباط المقبل، فالمشاركة في جلسات الانتخاب "امر مقدّس" بالنسبة لنا"، مشدداً رداً على سؤال على اننا "سنحاول "الابقاء" على صورة تحالفنا مع "القوات اللبنانية" رغم ما حصل اخيراً. سبق وتجاوزنا الخلاف حول "القانون الارثوذكسي"، واليوم سنتجاوز خلاف الرئاسة لان همّنا انتخاب رئيس جمهورية".

 

عقيلة الشيخ محمد يعقوب من المستشفى: عندما أتعافى سأعتصم مجددا حتى الموت او اطلاق ابني من معتقله

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب، ان عقيلة الشيخ محمد الحاجة امتثال، ما زالت تقبع في مستشفى أوتيل ديو لليوم الرابع بعد نقلها على عجل صبيحة يوم السبت الماضي بعد تدهور حالتها الصحية بسبب اضرابها عن الطعام لمدة أسبوع، خلال الاعتصام المفتوح الذي بدأته مع العائلة في مسجد الصفا - العاملية في رأس النبع منذ ثلاثة اسابيع، استنكارا على توقيف نجلها النائب السابق حسن يعقوب، تحت شعار"حسبي الله ونعم الوكيل". وقالت عقيلة الشيخ يعقوب من على سريرها في المستشفى:"لم أعد آسف على صحتي، فأنا ربيت أولادي بدموع العيون، منذ تغييب والدهم مع قائد المحرومين الامام السيد موسى الصدر والاستاذ عباس بدر الدين، ونجلي حسن الموقوف الآن كان عمره 10 سنوات عندما اختطف والده وغيب، وكان مسؤولا عن العائلة". وتوجهت الحاجة امتثال الى السياسيين:" طالما ان توقيف ابني هو توقيف سياسي بامتياز كما أقر العديد من أصحاب الضمير ومحبي الامام الصدر، أقول للسياسيين ان يحكموا بالعدل". أضافت: وبعد خروجي من المستشفى سأتوجه مباشرة الى مسجد الصفا للاعتصام مجددا حتى أموت او اطلاق ابني حسن من معتقله، وأخلص من هذه الحياة وأرتاح من الظلم والمظلومية التي لحقت بنا ولا من يسأل". وتابعت: يلعبون بأعصابنا، ماذا فعلنا، فنحن نصوم ونصلي ونعبد ربنا ونحب كل العالم، فلماذا هذا الحقد علينا وعلى ابني وعائلتي، هل لاننا فقط نطالب بمعرفة حقيقة مصير الامام الصدر وأخويه. يريدون ان يعملوا من ابني حسن مجرما ويطلقوا المجرم، فنحن ننتظر منذ 38 عاما لمعرفة مصير المغيبين احياء أم أموات، وأصبحت قضيتهم لغزا، ويبدو انها لم تعد قضية وطنية كما كانوا يروجون. وختمت الحاجة امتثال يعقوب بالقول:"فليأخذوني الى السجن وليحاسبوني بدل ابني، فأنا هرمت ولم يعد لي حيل، فابني ما زال شابا ومسؤولا عن عائلة، واولاده شردوا، فهل يريدون تشريد اولاده كما شردوا اولادي، اولاد الشيخ محمد يعقوب، سابقا.واوجه صرخة في وجه الظالمين والسياسيين، واقول معتصمة بحبل الله سبحانه وتعالى "حسبي الله ونعم الوكيل .

استمرار الاعتصام المفتوح

الى ذلك، ما زالت العائلة مستمرة في اعتصامها المفتوح في مسجد الصفا تنديدا باستمرار توقيف حسن يعقوب، وقد زارها العديد من الوفود المتضامنة والمطمئنة، مستغربة، بحسب ما ردده المتضامنون "ما آلت إليه الامور وكيف أن المرجعيات في الطائفة الشيعية ما زالت صامتة على ظلم عائلة الشيخ محمد يعقوب أحد أبرز مؤسسي المقاومة وحركة المحرومين".

 

كرم: الحريري قد يرشــح فرنجية في اللحظة الأخيـرة و جعجع ... من قطع الطريق على عون إلى تمهيدها أمامه

المركزية- لم يمنع إعلان الدكتور سمير جعجع تبني ترشيح العماد ميشال عون، النائب سليمان فرنجية من تأكيد استمراره في السباق الرئاسي، مع كل ما قد يعنيه ذلك من تداعيات على علاقة قطبي 8 آذار التي سبق أن تلقت ضربات كبيرة على وقع لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب فرنجية. كيف يقرأ "المردة" ما حصل أمس في معراب؟ وما مصير المبادرة الباريسية في ضوء المعطى الجديد؟ عضو كتلة المردة النائب سليم كرم ذكّر عبر "المركزية" أن "في الأساس، ترشح الدكتور جعجع لرئاسة الجمهورية ليقطع الطريق على العماد عون. وفجأة رأيناه ينتقل من قطع الطريق عليه، إلى تمهيد الطريق أمامه، وهذه هي المفاجأة الكبيرة، ولو حصل هذا الأمر منذ البداية لوفرنا على أنفسنا عاما ونصف العام من الأوضاع السيئة". وشدد كرم على أن "النائب سليمان فرنجية لم بنسحب بعد، ولم ندع إلى مجلس النواب لنعرف من مرشح من، لأن البعض ينسحب لمصلحة آخرين عند الاستحقاق". وعن العلاقة على خط الرابية بنشعي على وقع حدث الأمس، لفت إلى أن "لطالما رشح النائب فرنجية العماد ميشال عون لكن البلد لم يعد يحتمل، فيما الامور أمام عون مقفلة. فجأة أتى ترشيح النائب فرنجية من الرئيس الحريري أو من السعودية، فامتعض الجنرال لأنه اجتمع مع الرئيس الحريري ولم يتوصلا إلى شيء". وحول ما ما يحكى عن أن جعجع رشح عون ردا على مبادرة الحريري، نبه إلى أن "في السياسة، لا ردات فعل، بل موقف ومبادرة. وصاحب ردات الفعل لا يستطيع أن يقود دولة ويحكمها". وكشف كرم أن "من الممكن في اللحظة الاخيرة أن يفعل الرئيس الحريري ترشيح النائب فرنجية، لننتطر ونر.

 

خمور كفررمان: بعد العريضة... التشهير!

المركزية- ابلغت مصادر اهلية وبلدية في كفررمان "المركزية" ان رجال الدين في البلدة الذين يسعون إلى التوقيع على عريضة في البلدة لاقفال محلات المشروبات الروحية وعددها 8 باتوا يشهرّون بأسماء اصحاب تلك المحلات في العريضة التي تجوب في البلدة وهي كما حصلت المركزية عليها "محل عفيف حسن صالح، نديم غالب صالح، محمد سليمان نحلة، حسن علي ابو زيد، عفيف صالح، حسن ابو زيد، استراحة محمد علي سلامة. ونبهت المصادر إلى أن الأمر لم يقتصر على التشهير، بل بلغ حد الطلب الى محافظ النبطية محمود المولى اقفالها. ولفتت إلى ان البلدية التي يرأسها كمال غبريس غير قادرة على اقفال تلك المحلات وهي ستحيل العريضة الى المولى فقط، مشيرة الى انقسام في كفررمان لان اليساريين والشيوعيين اتخذوا قرارا بالوقوف مع اصحاب تلك المحلات وعدم السماح لأي جهة بإقفال المحلات التي تشكل مورد رزق للعديد من العائلات، إضافة إلى أن هناك محلات مجاورة لبلدة كفررمان تبيع المشروبات ولا احد يقترب منها لان جهات نافذة تدعمها فلماذا لا يسري الأمر نفسه على محلات كفررمان؟

 

اصداء ايجابية لمؤتمر الرابطة المارونية عن الادارة العامة وصوغ التوصيات لتقديمها الـى السياسيين سعيا للاصلاح

المركزية- ترك مؤتمر الرابطة المارونية "الادارة العامة والاندماج الوطني: شراكة وتحديث" اصداء ايجابية لدى المعنيين للمصالحة مع الدولة والعودة الى كنف المؤسسات العامة نظرا لما يتميز به القطاع العام من مكاسب كثيرة تتمثل بديمومة العمل والضمانات المتطورة والتقاعد وغيرها. وشكل المؤتمر نقطة انطلاق هامّة نحو تشجيع الكفايات من الشباب اللبناني للانخراط في الوظائف العامة. وفي السياق، اشار مقرّر لجنة الادارة والمؤسسات العامة في الرابطة المارونية العميد ابراهيم جبور في حديث لـ"المركزية" الى "ان المؤتمر اضاء على الكثير من مواقع الادارة العامة وحدّد المشكلات التي تعاني منها الدولة بسبب تراجع الادارة اللبنانية على المستويات كافة". وقال "ان الحاضرين الذين توزعوا على محاور البحث الخمسة كانوا من كبار الخبراء في شؤون الادارة، ومن كل المواقع السياسية والطائفية والمناطقية، وكانت آراؤهم متفقة على وجوب تحديث الادارة اللبنانية وعصرنتها، لتكون خليقة في الدول المتقدمة والمتطورة".واضاف "اضاء المؤتمر على الكثير من العلل والامراض ووصف الدواء الناجع لها، ولكن ذلك للاسف لا يرتبط بارادة المؤتمرين لانه يتطلب قرارا سياسيا كبيرا وجادا. قرار يؤكّد ضرورة قيام الدولة ونهوضها، وذلك لا يتم الا:

1- برفع يد السياسة والسياسيين عن الادارة.

2- تعزيز سلطة الهيئات الرقابية.

3- انشاء هيئة مستقلة للامتحانات التي تنظم طريقة دخول الموظفين الى وظائف الدولة، على ان تطبق المعايير الدولية المعترف بها في اكثر الدول تطورا باختيار الموظفين الاكفياء.

4- ضرورة اعادة النظر في الرواتب.

واعلن "انه لا يجوز ان تنحصر عملية ادخال الموظفين بمصلحة عادية في مجلس الخدمة المدنية، وعلى الرغم من ان هذه الاصلاحات تقوم بواجباتها على اكمل وجه، لكن هناك ثغرات كبيرة بسبب تطور العلوم الادارية، وقد مضى على وجود هذه الادارة اكثر من 60 عاما، وهي تحتاج الى تطوير وتحديث وتسويق".

وقال "هناك ضرورة لايجاد هيكلية مرنة للرتب والرواتب في الدولة اللبنانية من اجل استقطاب الكفايات لان الشباب اللبناني يتجه الى الوظائف الخاصة نظرا لما توفره من حوافز مالية.

واشار الى "ان هذا الامر يتطلب جهازا لتوعية الشباب وتوجيههم نحو الوظيفة العامة التي تتمتع بمكاسب كثيرة لا يوفرها القطاع الخاص، من ديمومة عمل وضمانات متطورة وتقاعد وامور يمكن ان يستكين لها الموظف في القطاع العام".

وختم "تخللت المؤتمر نقاشات غنية وافكار من قبل المحاضرين، والمشاركين، سيتم توثيقها من قبل لجنة الصياغة التي ستعكف على درسها لصوغ توصيات كاملة شاملة، حيث تجول فيها فيما بعد على المسؤولين السياسيين والقيادات طالبة التعامل معها جديا والسعي الى تنفيذها لانها تضع اللبنة الاولى على طريق الاصلاح الاداري".

 

غاريوس: "الترشيح" خطوة استراتيجية على المدى الطويل و ندرس مشاركتنا في جلسة 8 شباط ونزور فرنجية قريبا

المركزية- قنبلة سياسية من العيار الثقيل فجّرها رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع بإعلانه تبني ترشيح شريكه في "إعلان النيات" العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، اعقبها مباشرة اعلان النائب سليمان فرنجية من بكركي استمرار ترشحه لرئاسة الجمهورية. ما يفرض سلسلة من التساؤلات ليس أقلها عن سبب انتظار جعجع 18 شهرا من الفراغ لإعلان موقفه المدوي، ومآل مبادرة ترشيح النائب فرنجية، في ضوء الكلام عن أن جعجع رد عليها فأطاحها، والعلاقة على خط الرابية- بنشعي بعد تكريس ترشيح زعيميهما. في معرض اجابته عن هذه التساؤلات، أكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس لـ "المركزية" "أن الدكتور جعجع انتظر كل هذه المدة لأن المعطيات لم تكن مكتملة طوال تلك الفترة ورأى أن الأمور وصلت إلى طريق الخلاص، فوجد أن ترشيح العماد عون لا يمنع التقاء اللبنانيين حوله". وعن توجيه "الحكيم" ضربة قاسية لمبادرة الحريري، أشار غاريوس إلى أن "جعجع تساءل: لماذا يأخد الرئيس الحريري في كل مرة قراراته من دون أن يستشيره في الأمور المهمة والوطنية؟ أعتقد أن هذا أحد أسباب مبادرة الأمس". وشدد على أن "من حق النائب فرنجية القول إنه لا يزال مرشحا، وهو ترك الباب مفتوحا أمام من يريد أن يأتي إليه. في كل الأحوال، ما زلنا وسنظل نعتبره من تكتل التغيير والاصلاح، ثم إننا لم نتهجم عليه، لا قبل الترشيح ولا بعده. نحن نتفهم موضوع ترشحه الرئاسي وسنزوره، وهذا من واجبنا لانه قطب من أقطاب التكتل. علما أن الزيارة لا تقتصر على دعمه للعماد عون لأنه يدعمه منذ ما قبل الترشيح، ونحن لا نمننه. ولا إشكال بيننا وبينه. فرئاسة الجمهورية لا تفسد للود قضية ولن تؤدي إلى خلاف بيننا".

وفي ما يتعلق بالكلام عن مرشحين رئاسيين في 8 آذار، أكد أن "العماد عون هو "المرشح الأصلي لـ 8 آذار، علما أن الرئيس الحريري لم يرشح النائب فرنجية رسميا بعد، وقد قالت الصحف إن الرئيس الحريري سيعلن ترشيح فرنجية في ذكرى 14 شباط". واعتبر أن "جعجع كان سيعلن ترشيح العماد عون حتى لو لم تكن هناك "مبادرة" من الرئيس الحريري وهو انتظر حتى يحين الوقت المناسب لذلك. وكشف أننا سندرس مشاركتنا في جلسة انتخابية عصر اليوم في اجتماع التكتل، لافتا إلى أننا لن نعود إلى ما قبل 18 كانون الثاني 2016 بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي. ذلك أن انتخاب الى الرئيس سيؤدي إلى توجه سياسي جديد في البلاد بمشاركة الجميع. ترشيح العماد عون قد يكون محطة من المحطات الأساسية في السياسة اللبنانية. إضافة إلى أن انتخاب العماد عون رئيسا سيفتح المجال أمام جمهورية جديدة وأفكار جديدة يشارك فيها الجميع. نحن نقول إن ترشيح جعجع للعماد عون ليس موجها ضد أي مكون في لبنان. إنه بداية اجتماع اللبنانيين حتي يبنوا دولة حديثة تضمن حقوق الجميع". وعما يتم تداوله من أن حزب الله "محشور" بين حليفيه المرشحين الرئاسيين، لفت إلى أنني لا أعتقد أن حزب الله في وضع محرج، وهو لطالما قال إن مرشحه الوحيد هو العماد عون، وهو لن يقف اليوم حجر عثرة في طريقه.

وختم: "ما حصل أمس خطوة استراتيجية على المدى الطويل، وهي خطوة مسيحية تثبت المشاركة الحقيقية مع باقي الأفرقاء".

 

ايران ستستعيد 32 مليار دولار من الاموال المجمدة مع رفع العقوبات عنها

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن رئيس البنك المركزي الايراني ان ايران ستستعيد 32 مليار دولار من اموالها المجمدة في المصارف الدولية مع رفع العقوبات الاقتصادية والمالية عنها اثر دخول الاتفاق حول ملفها النووي حيز التنفيذ. وقال ولي الله سيف في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي اليوم انه :"مع رفع العقوبات ودخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، سيتم الافراج عن 32 مليار دولار من الاموال المجمدة".

 

خامنئي رحب برفع العقوبات عن ايران وحذر من خدع أميركا

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - رحب المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي، اليوم، ب"رفع العقوبات عن ايران" في اطار تنفيذ الاتفاق النووي لكنه حذر من "خدع" الولايات المتحدة، حسبما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

واعرب في رسالة وجهها الى الرئيس حسن روحاني عن "ارتياحه لما اثمر عنه صمود الشعب الايراني في وجه الحظر الجائر الذي فرض عليه وتراجع الاطراف الآخرين امام جهود العلماء النوويين والفريق النووي المفاوض"، داعيا الى "عدم الغفلة عن خدع اميركا".

ودعا ايضا الى "الانتباه الى الطرف المقابل وان يعمل بتعهداته بشكل كامل"، مضيفا ان "تصريحات السياسيين الاميركيين في الايام القليلة الماضية كانت بشكل كامل تبعث على الشك". وشدد على ضرورة تقوية الاقتصاد الايراني من الداخل وما سماه "الاقتصاد المقاوم"، مؤكدا ان "رفع الحظر غير كاف وحده لتحقيق الانفراج في اقتصاد البلاد ومعيشة المواطنين".

 

وفاة 11 شخصا جراء اصابتهم بانفلونزا الخنازير في سوريا

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن مسؤول في وزارة الصحة السورية عن اصابة 27 حالة بفيروس انفلونزا الخنازير "اتش1 ان1" منذ ايلول الماضي توفي منهم 11 شخصا، حسب ما نقلت عنه "وكالة فرانس برس" اليوم. وقال مدير الأمراض السارية والمزمنة بالوزارة أحمد ضميرية :ان "المشافي العامة استقبلت منذ 22 أيلول 2015 ولغاية يوم أمس 107 حالات تحمل أعراض اتش1 ان1". واكد ضميرية ان "الفحوصات في مخابر الوزارة اظهرت 27 حالة مثبتة تحمل فيروس المرض توفي منهم 11 مصابا على مستوى المحافظات كافة". واشار الى ان "الوفيات بمعظمها من أشخاص يحملون أمراضا عالية الخطورة". واعتبر ضميرية أن "الإصابة بالفيروس ضمن المعدلات الطبيعية وقريبة من معدلات العام الماضي".

 

"اندبندنت": السعودية تراقب بقلق متابعة اوباما للاتفاق النووي

المركزية- اشارت صحيفة "اندبندنت" البريطانية إلى أن "إيران لم تضيع أي وقت في إعادة دخولها إلى النظام المالي العالمي عشية رفع العقوبات عنها، إذ عقدت صفقات جاهزة الآن مع شركات فرنسية وألمانية، فضلا عن مسارعة الرئيس الإيراني حسن روحاني للقيام بجولة أوروبية هي الأولى منذ رفع العقوبات عن بلاده الأمر الذي مكن إيران من استعادة علاقاتها التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة". ولفتت الصحيفة الى ان "إيران عقدت صفقة تقدر قيمتها بعشرة مليارات دولار مع شركة أيرباص الفرنسية لشراء 114 طائرة جديدة، بحسب تقارير الصحافة المحلية"، موضحة ان "هناك قلقا شديدا في السعودية لعودة الدولة المبذرة، مضيفة ان "السعودية لم تعترض رسميا على اتفاق تحجيم برنامج إيران النووي ورفع العقوبات عنها، لكنها تراقب بقلق شديد متابعة الرئيس الاميركي باراك أوباما للاتفاق التاريخي، وتشكو من عملية استرضاء عدو غير جدير بالثقة على حساب حليف مخلص للولايات المتحدة".ولفتت الصحيفة إلى أن "السعودية ودول الخليج خسرت مليارات الدولارات لحظة عودة ايران إلى الأسواق النفطية العالمية"، موضحة أن "في الوقت الذي ترك فيه انخفاض أسعار النفظ الخام تأثيرات كبيرة فان خوف هذه البلدان الأكبر من إيران، التي في فورة تدفق الايرادات عليها، ستتشجع على تكثيف نشاطاتها في الشرق الأوسط غير المستقر والغارق في دوامة العنف.

 

"الشرق الاوسط": ترشيح عون رد انتقامي على تسوية فرنجية

المركزية- نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن قوى مقربة من "حزب الله" قولها ان "ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية تصرف انتقامي بحق رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري كرد على ترشيحه رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية من دون مراعاة خاطر "القوات".

 

الراعي استقبل سفير تونس عصام سليمان: انتخاب الرئيس يجب ان يقترن بمشروع بناء الدولة

الثلاثاء 19 كانون الثاني 2016 Lوطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره الراعي، في بكركي اليوم، سفير تونس محمد كريم بودالي، في زيارة بحث خلالها مع البطريرك في "الواقع الإقليمي والدولي وضرورة الحفاظ على السلام والتسامح بين الدول وضرورة إرساء الحوار ومواصلته بين الحضارات والديانات".

رئيس المجلس الدستوري

واستقبل الراعي رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان الذي بحث معه في الأوضاع السياسية والقضائية في لبنان"، وأمل أن "تسير الأمور في الإتجاه الذي يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية والى مشروع إعادة النهوض بالدولة لأن مؤسسساتها في حال يرثى لها"، مشيرا إلى أن "انتخاب رئيس الجمهورية لا يكفي، بل يجب أن يقترن الإنتخاب بمشروع إعادة بناء الدولة والنهوض بها كي تلبي ولو بالحد الأدنى حاجات اللبنانيين". وختم : "ما حصل البارحة خطوة إيجابية جدا لأن كل تقارب بين الأطراف اللبنانيين هو إيجابي، وخصوصا أن الإنقسامات بلغت حدا خطيرا جدا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

العبادي يزور المقدادية وعلاوي يعلن عن تحالف جديد والوزراء والنواب السُنّة يقاطعون الحكومة والبرلمان ويهددون بتدويل قضيتهم

بغداد – وكالات/20/01/16/أعلن وزراء ونواب تحالف القوى العراقية السنية مقاطعتهم جلستي الحكومة والبرلمان، أمس، احتجاجاً على الانتهاكات الطائفية في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى شرق العراق، مهددين بتدويل قضية حماية أبناء المكون السني. وإثر اجتماع عقدوه مساء أول من أمس في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بالمنطقة الخضراء في بغداد، قرر وزراء ونواب القوى السنية تعليق مشاركتهم في جلستي مجلسي النواب والحكومة، أمس، احتجاجاً على الممارسات التي تنفذها ميليشيات طائفية مسلحة ضد أبناء مكونهم في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى (65 كيلومتراً شمال شرق بغداد) من خلال عمليات تفجير لمساجد ومقاهٍ وقتل واختطاف مواطنين سنة. ودخل النواب السنة إلى جلسة مجلس النواب، أمس، لتلاوة بيان بشأن الأوضاع الأمنية المتدهورة في عموم العراق، وخاصة في محافظة ديالى، وللتعبير عن موقفهم الرافض للتجاوزات الطائفية والدعوة إلى محاسبة مرتكبيها. وقال عضو لجنة التنسيق العليا لتحالف القوى السنية النائب عز الدين الدولة، إن «اللجنة في صدد إعداد ورقة عمل لآليات تدويل ملف انتهاكات المقدادية ومحافظة ديالى»، مشيراً إلى أن النواب سيمضون لجمع العدد المطلوب من التواقيع لطلب استجواب البرلمان لرئيس الوزراء حيدر العبادي عن ملف الانتهاكات الطائفية. وأكد أن اللجنة التنسيقية ستعد ملفاً عن الانتهاكات التي يتعرّض لها المكون السني، يتم تسليمه إلى مجلس الأمن والمحكمة الدولية الجنائية ومركز حقوق الإنسان في جنيف. من جهته، حذر رئيس ائتلاف «العربية» صالح المطلك من توسع دائرة الانتهاكات الإنسانية في قضاء المقدادية وانتقالها إلى مناطق أخرى في ديالى وغيرها من المحافظات، مشيراً إلى أن اللجنة التنسيقية لكتل تحالف القوى وائتلاف «الوطنية» في صدد اتخاذ قرارات تدريجية في حال استمرار الانتهاكات وعدم وجود حلول حقيقية جدية من قبل الحكومة والشركاء السياسيين.

وأوضح أن المقاطعة ستتحول إلى شاملة في حال ثبوت عدم وجود جدية لحل الانتهاكات الأمنية. وفي ما بدت خطوة لتنفيس الاحتقان، زار رئيس الحكومة حيدر العبادي، أمس، قضاء المقدادية لمتابعة التطورات الأمنية. وفي ما بدت خطوة لتنفيس الاحتقان، زار الحكومة حيدر العبادي، أمس، قضاء المقدادية لمتابعة التطورات الأمنية. يشار إلى أن لكتلة اتحاد القوى السنية 70 مقعداً في البرلمان، و5 وزارات في الحكومة هي الدفاع، والتربية، والتخطيط، والزراعة، والكهرباء. من جهة أخرى، أعلن زعيم حركة «الوفاق» العراقي اياد علاوي، أمس، عن تشكيل تحالف سياسي جديد باسم «وطنية الأنبار» من اجل بناء الدولة المدنية وتحقيق المصالحة الوطنية. وقال في تصريح صحافي إن «مشروعنا الوطني يتمثل في بناء الدولة المدنية وتحقيق المصالحة الوطنية وهذا المشروع انتصر لأنه نفس المشروع الذي يتحدث به المتظاهرون والمنتفضون في جميع انحاء العراق»، مضيفاً «لا يمكن ان نكون شهود زور في الوضع السياسي الراهن ولا بد من الاعداد لمرحلة ما بعد داعش». وأكد أن «النصر العسكري يجب ان يتزامن مع النصر السياسي وان الوضع السياسي في العراق كارثي والعملية السياسية في العراق وصلت الى طريق مسدودة ولا تتلاءم مع مطالب الشعب العراقي».

 

سقوط 19 ألف قتيل خلال عامين والأمم المتحدة تؤكد أنداعش» يستعبد نحو 3500 شخص في العراق

20/01/16/جنيف – رويترز، كونا: كشفت الأمم المتحدة، أمس، أن مقاتلي تنظيم «داعش» «يستعبدون» نحو 3500 شخص معظمهم من النساء والأطفال في العراق. وأكد تقرير صادر عن مفوضية الامم المتحدة لحقوق لانسان بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي» أن التنظيم التنظيم المتشدد ارتكب انتهاكات واسعة النطاق قد «تصل في بعض الحالات الى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وربما ابادة جماعية». وتقدر بعثة الامم المتحدة في العراق ومكتب حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية أن 3500 شخص «مُستعبدون حالياً» لدى «داعش». وأوضح التقرير الذي صدر في جنيف أن «معظم أولئك المحتجزين نساء وأطفال غالبيتهم من الطائفة اليزيدية لكن هناك أيضا عدد من أقليات عرقية ودينية». وأورد التقرير بالتفصيل حالات اعدام باطلاق الرصاص وقطع الرأس والدهس بالجرافات والاحراق والالقاء من أسطح المباني. وأكد أن الامم المتحدة لديها معلومات عن قتل مجندين صغار وتحققت من تقارير عن خطف ما بين 800 و900 طفل بالموصل لادراجهم في برامج تدريب عسكرية ودينية. وقال المفوض السامي لحقوق الانسان بالامم المتحدة زيد رعد الحسين في بيان «حتى أرقام الضحايا المفزعة لا تعكس بدقة مدى معاناة المدنيين البالغة بالعراق». وأضاف إن «الأرقام تحصي القتلى أو من لحقت بهم عاهات مستديمة نتيجة العنف السافر لكن أعداداً أخرى لا تحصى ماتوا نتيجة تعذر الوصول للسلع الاساسية أو الماء أو الرعاية الطبية». واعتبر أن التقرير كشف «الأهوال» التي تدفع اللاجئين العراقيين للفرار الى أوروبا ومناطق أخرى. وبحسب التقرير الأممي، فإن عدد الضحايا المدنيين جراء عمليات العنف والقتل يقارب 19 ألف قتيل في حين بلغ عدد المصابين ما يزيد على 36 الفا في الفترة الممتدة من 1 يناير 2014 وحتى 31 اكتوبر 2015، أي خلال عامين. كما أن نحو 3.2 مليون شخص نزحوا داخلياً خلال تلك الفترة من بينهم ما يزيد على المليون طفل في عمر الالتحاق بالمدارس. من جانبه، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش «انه على الرغم من الخسائر المستمرة التي تكبدها «داعش» على يد القوات الموالية للحكومة العراقية الا ان هذه الآفة ما فتئت تقتل وتشوه وتهجر المدنيين العراقيين بالآلاف وتتسبب بمعاناة غير مسبوقة».

 

التحالف الدولي يجتمع في باريس للبحث في تكثيف الحملة على «داعش»

20/01/16/باريس – أ ف ب: يجتمع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اليوم الأربعاء بباريس للبحث في كيفية تكثيف حملته العسكرية ضد تنظيم «داعش» الذي أجبر على التراجع عن بعض مواقعه في العراق وسورية، لكنه لا يزال يحتفظ بقوة ردع كبيرة وقدرة على الجذب لا يستهان بها.

ويلتقي وزراء دفاع الدول السبع الأكثر التزاماً في الحملة العسكرية الجوية في العراق وسورية وفي تدريب القوات العراقية التي تضم كل من الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا في باريس وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، لإجراء محادثات بشأن سبل تكثيف الجهود لمواجهة «داعش».

وقال مصدر من أوساط لودريان إن الوزراء «سيبحثون ما يمكن أن يكون ضرورياً لتسريع وتيرة» الحملة، لافتاً إلى أن الضربات يمكن «أن تتسارع على الأرجح لكن التحالف يعمل وفق معايير متشددة خصوصاً بشأن ما يتعلق بالأضرار الجانبية»، في إشارة إلى ضرورة تجنب إصابة المدنيين.

من جهته، قال مصدر بوزارة الدفاع الفرنسية إن الوزراء سيبحثون في إيجاد سبل إضافية «لتسريع تنامي قدرة القوات المحلية التي تستعيد أراضي من داعش».

 

قيادي عراقي لا يستبعد تحول ميليشيات «الحشد» هدفاً لضربات التحالف الدولي

بغداد – باسل محمد/20/01/16/تصاعد الجدل السياسي في بغداد بشأن مصير قوات «الحشد» التي تضم فصائل شيعية مسلحة وتشكلت بموجب فتوى من المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني في صيف العام 2014 لمواجهة خطر تنظيم «داعش». واتهمت قوى سياسية سنية الميليشيات الشيعية بأنها تريد العودة الى أعوام 2005 و2006 و2007 التي شهدت أعمال عنف وانتقام طائفية واسعة في العراق، سيما في بغداد ومحافظة ديالى. وحذر سياسيون سنة في البرلمان، في تصريحات إلى «السياسة» من احتمال أن تقدم الميليشيات على اغتيال قيادات سياسية عراقية من السنة أو من الشيعة التي لديها مواقف مناهضة لنفوذ قوات «الحشد»، مشيرين إلى أن بعض أعضاء التحالف الشيعي المعتدلين الذين لديهم مواقف وطنية واضحة ربما يكونون هدفاً لعمليات اغتيال، خاصة أن قسماً منهم نصح رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتعامل بحزم مع قوات «الحشد» الشيعية أو حلها إذا تطلب الأمر. وقال قيادي بارز في التحالف الشيعي لـ»السياسة» ان خطف الأميركيين الثلاثة في حي الدورة، جنوب بغداد، قبل أيام، شكل تطوراً خطيراً في دور بعض العناصر المنفلتة داخل الفصائل الشيعية المسلحة التي تقاتل ضمن قوات «الحشد»، مشيراً إلى أن عملية الخطف ربما تحمل رسالة سياسية الى الولايات المتحدة والتحالف الدولي. واضاف ان ارسال قوات خاصة أميركية الى مناطق عراقية وقصف المقاتلات الأميركية بطريق الخطأ قوات من «الحشد» بالقرب من مدينة الفلوجة، غرب بغداد، ساهم بتدهور العلاقة بين الاميركيين وقوات «الحشد»، التي هي أصلاً متشنجة. وحذر القيادي من أن الولايات المتحدة ربما تقرر استهداف قوات الفصائل الشيعية إذا بقي الأميركيون الثلاثة رهائن بيد مجموعات أو عصابات تعمل تحت راية «الحشد»، مشيراً إلى أن ديبلوماسيين أميركيين تحدثوا الى العبادي عن مخاطر استمرار نفوذ الميليشيات الشيعية، سيما لجهة اتصالها المباشر مع إيران من دون المرور بالحكومة العراقية. وتضمنت وجهة النظر الأميركية التي طرحت على العبادي إشارة واضحة إلى الدور الإيراني في تعزيز نفوذ الميليشيات على حساب نفوذ الدولة العراقية، كما قدم الأميركيون إلى العبادي معلومات استخباراتية بأن جهات في ايران هي من تقف وراء الأحداث الأخيرة في بلدة المقدادية بمحافظة ديالى، شمال شرق بغداد. وقلل القيادي من أهمية الأنباء عن تخطيط الميليشيات لخطف عسكريين أميركيين أو قتلهم، لكنه حذر من أنه في حال صحت هذه المعلومات ستصبح قوات «الحشد» هدفاً لغارات التحالف الدولي مثل «داعش»، ولذلك يتوجب على حكومة العبادي أن لا تترك هذا الموضوع من دون حل حاسم وحقيقي. وشكك في قدرة العبادي على التعامل بحزم مع الميليشيات الشيعية لأسباب عدة أهمها أن البعض من قادة التحالف الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية يعتبر هذه الميليشيات خطاً أحمر، كما أن نفوذ العبادي داخل ائتلافه (ائتلاف دولة القانون) وحزبه (حزب الدعوة) يبدو ضعيفاً مقارنة بنفوذ خصمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

 

إيطاليا تقرر إنشاء مجلس للعلاقات مع الإسلام

20/01/16/روما – ا ف ب: أعلنت الحكومة الايطالية، أمس، إنشاء مجلس للعلاقات مع الاسلام، يكون بمثابة هيئة استشارية بهدف ادماج المسلمين في ايطاليا «ذات التقاليد المسيحية والانسانية». وأوضحت وزارة الداخلية في بيان ان المجلس الذي يضم جامعيين وخبراء في الثقافة والديانة الاسلامية سيكون مكلفاً بإعطاء آراء وتقديم اقتراحات بشأن مسألة الاندماج في البلاد. وقال وزير الداخلية انجلينو الفانو الذي ترأس اجتماع تشكيل المجلس ان «الاحترام والتعاون بين الهويات الثقافية والدينية الموجودة في ايطاليا يجب أن يكونا قاعدة لحوار من شأنه إثراء الديمقراطية». ودعا المسلمين الى «المساهمة في تنمية وازدهار بلدنا وسط احترام قوانيننا وتقاليدنا المسيحية والانسانية». وتوقعت وزارة الداخلية أن تسمح اعمال المجلس بتشكيل «اسلام ايطالي». وفي غياب احصاءات دقيقة، تشير تقديرات الباحثين والجمعيات الى وجود نحو مليون مسلم في ايطاليا.

 

المفاوضات السورية نحو التأجيل بسبب انسداد الأفق وخلافات المعارضة وميشال كيلو متشائم من عقدها بموعدها ويدعو إلى وقف إطلاق النار فوراً

20/01/16/عواصم – وكالات: تتجه المفاوضات بشأن سورية التي كانت مقررة في 25 يناير الجاري نحو التأجيل، حيث كشفت الأمم المتحدة أنها لن توجه دعوات لحضور المحادثات بين النظام السوري والمعارضة لحين اتفاق القوى الكبرى التي ترعى عملية السلام على ممثلي الفصائل المعارضة المقرر حضورهم.

وقال المتحدث المساعد باسم الامم المتحدة فرحان حق، أول من أمس، إن «الأمم المتحدة ستوجه الدعوات (لمحادثات جنيف 25 يناير الجاري تحت اشراف الأمم المتحدة) عندما تتفق الدول التي تقود هذه العملية (جنيف) بشأن من ستتم دعوته لتمثيل المعارضة». وأضاف إن «الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون) يحض هذه الدول على مضاعفة جهدها للتوصل الى اتفاق»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تعلق أهمية كبرى على ضرورة انطلاق المحادثات في 25 يناير الحالي، الا أنه لم يستبعد حصول تأخير. من جانبه، أشار السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إلى وجود خلافات كبيرة بشأن تشكيلة وفد المعارضة.

وقدم وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، أول من أمس، عرضا عن الاستعدادات لمحادثات جنيف أمام أعضاء مجلس الأمن المجتمعين في جلسة مغلقة. وذكر ديبلوماسيون أنه أعلن لممثلي الدول الـ15 أن الدعوات ستوجه «عندما نصبح على أرض صلبة»، معرباً عن أمله في أن يتخذ طرفا النزاع «اجراءات حسن نية» مثل رفع الحصارات عن بلدات عدة، حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن نحو 400 ألف مدني محاصرون من قبل طرفي النزاع في 15 مكانا في سورية. في سياق متصل، قال ديبلوماسيون إن الأرجح على ما يبدو هو تأجيل المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة. من جانبه، أعلن الرئيس الدوري لمجلس الامن سفير الاوروغواي البيو روسيلي، أن الدول الـ15 كررت «بالإجماع دعمها الحازم» لدي ميستورا. ونقل سفير الأوروغواي عن دي ميستورا قوله إنه تلقى «ضمانات» بأن الخلاف القائم حاليا بين إيران والسعودية لن يؤثر على محادثات السلام بشأن سورية. إلى ذلك، أعرب عضو الإئتلاف الوطني السوري المعارض ميشال كيلو، عن تشاؤمه بشأن عقد مفاوضات جنيف في موعدها، 25 يناير الجاري. وقال كيلو، إن «المفاوضات لن تعقد، وإن عقدت فستكون لجلسة أو جلستين، ولن يترتب عليها شيء»، مشدداً على أن «حماية الشعب السوري، مسؤولية دولية». وأشار إلى أن «هيئة المفاوضات العليا (تابعة للمعارضة) المنبثقة عن مؤتمر الرياض (الذي عقد أخيراً)، تتعرض إلى ضغوط شديدة للدخول في المفاوضات، يقابلها نفور وعدم رغبة من الهيئة، نتيجة الوضع الراهن على الأرض، واستمرار قصف الشعب السوري وحصاره». واعتبر كيلو بيان فيينا (30 أكتوبر 2015)، وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 (18 نوفمبر 2015)، بشأن الحل السياسي في سورية، تراجعاً عن وثيقة جنيف (30 يونيو 2012)، التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، لافتاً إلى أن «بيان فيينا هو تفسير لوثيقة جنيف بمنظور روسي وتفاهم أميركي». وأضاف إن «النظام يسعى للتفاوض على حكومة جديدة، وسن دستور جديد، ويرغب أن يأتي بالمعارضة لإبداء الرأي فيها، وهو يسعى إلى انتخاب بشار (الأسد) عن طريق البرلمان وليس الشعب». وانتقد «تصورات دي مستورا الملغومة، الهادفة إلى وقف إطلاق النار المتدرج، بدءاً من المدن وانتهاءاً بالأحياء، والتي تتجاهل هيئة الحكم الانتقالي»، داعياً إياه إلى إدراك أن وقف إطلاق النار بناءاً على القرار 2254 يجب أن ينفذ فوراً، ولا يجوز تركه للمفاوضات. وبشأن التدخل الروسي في سورية، أوضح كيلو أن «النظام السوري وروسيا حققا انجازات خلال فترة الأربعة أشهر السابقة، منذ بدء التدخل الروسي، وبحساب الإنجازات خلال هذه الفترة، يتضح أن روسيا بحاجة إلى 20 عاماً لإنهاء مهمتها في سورية (في إشارة إلى ضألة تلك الإنجازات)». وأكد كيلو أن «فصائل المعارضة باتت بحاجة إلى أسلحة أكثر للتصدي للتدخل الروسي، وأن على الدول الصديقة للشعب السوري تزويدها بالأسلحة المطلوبة»، واصفاً الوضع الداخلي السوري بـ»بيضة القبان» في المنطقة، الذي إذا انهار، فإن الوضع الإقليمي كله سينهار. وأضاف «من غير المنتظر أن يحدث تدخل من دول إقليمية بشكل مباشر في سورية»، لافتاً إلى أن «بإمكان الدول الإقليمية أن تحدث فرقاً من دون الحاجة لتدخل مباشر، من خلال تسليح فصائل المعارضة السورية بأسلحة نوعية، ومواصلة دعمها لها خلال تقدمها».

 

إدخال مساعدات إلى مضايا والزبداني والفوعة وكفريا

20/01/16/دمشق – أ ف ب: تمكنت الفرق الإنسانية والهلال الأحمر السوري من إيصال كمية من الأغدية والمساعدات الطبية إلى مضايا والزبداني والفوعة وكفريا المحاصرة في سورية.وذكر مكتب الأمم المتحدة في سورية والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان مشترك، أمس، أنه تم «بعد تأخير استمر لعدة ساعات» إيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى مدينة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية والتي تحاصرها قوات موالية للنظام في وقت متزامن مع إدخال الوقود إلى بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المسلحة المعارضة في محافظة إدلب، وإلى بلدة مضايا المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق. وأضافت أن الفريق الإنساني لم يتمكن من الدخول إلى الفوعة وكفريا لتقدير احتياجات السكان «إثر استلام تقارير من جماعات المعارضة المسلحة بأنهم في حاجة إلى مزيد من الوقت لاستكمال الترتيبات الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ولذلك عاد الفريق المشترك إلى دمشق بعد وصوله إلى قلعة المضيق».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفائدة من تبني سمير جعجع لترشيح ميشال عون

خيرالله خيرالله/العرب/20 كانون الثاني/16

يعتبر تبنّي الدكتور سمير جعجع ترشيح النائب المسيحي ميشال عون لرئاسة الجمهورية حدثا في غاية الأهمية في لبنان، خصوصا أنه سيكشف ما إذا كانت هناك نية لدى معرقلي انتخاب رئيس للبنان في تغيير موقفهم. لعلّ أهمّ ما في الحدث أنّ جعجع تلا على عون في المؤتمر الصحفي المشترك بيانا لا يؤمن الأخير بأيّ كلمة فيه، خصوصا أنّه بيان يتضمّن كل المبادئ التي تنادي بها حركة الرابع عشر من آذار التي قامت من أجل استعادة لبنان لحرّيته واستقلاله وسيادته. قبل كلّ شيء، لا يمكن إلا الترحيب بأي تقارب مسيحي – مسيحي في لبنان، خصوصا في حال كان لهذا التقارب مضمون ما، وفي حال ساهم في انتخاب رئيس للجمهورية بعد ما يزيد على تسعة عشر شهرا على شغور هذا الموقع ووضع إيران، عن طريق “حزب الله”، عراقيل في وجه انعقاد جلسة لمجلس النوّاب يُنتخب فيها رئيس للدولة. في تاريخه السياسي والعسكري الطويل، لم يعمل ميشال عون سوى من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية بأيّ ثمن كان. هل صار القائد السابق للجيش اللبناني الذي أدخل الجيش السوري إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية مهتما في السنة 2016 بوثيقة الوفاق الوطني، أي باتفاق الطائف، وبحصر السلاح بالقوى الشرعية اللبنانية، أي بالجيش وقوى الأمن الداخلي؟

الأكيد أن عون صفّق لجعجع من دون أن يسمع أي كلمة قالها الأخير في المؤتمر الصحفي المشترك أو يستوعب معنى الكلام الصادر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” ومغزاه. كان كلّ همّه محصورا في سماع تبني “القوات اللبنانية” لترشيحه للرئاسة.

من الواضح أن سمير جعجع أراد من خلال تبنّيه ترشيح ميشال عون خلط الأوراق السياسية في لبنان. بكلام أوضح، أراد الردّ على الرئيس سعد الحريري الذي عقد اتفاقا مع الوزير السابق والنائب الحالي سليمان فرنجية “صديق بشّار الأسد” الطامح، بدوره، إلى أن يكون رئيسا للجمهورية.

على خلاف ميشال عون، بقي سليمان فرنجية دائما في خط سياسي معروف. ذهب بعيدا في مرحلة معيّنة في ممالأة النظام السوري وفي قول كلام عن “المقاومة” وما شابه ذلك. كان عليه قول هذا الكلام الذي يعرف أنّه ليس صالحا سوى للاستهلاك الداخلي وتمرير الوقت في أحسن الأحوال.

لكنّ ما لا بدّ من الاعتراف به أنّ سليمان فرنجية لم يلعب يوما دور المنافق كما فعل غيره. كان معروفا في كلّ وقت أنّه ورث زعامة جدّه سليمان لأنّ عمه روبير قال كلاما جريئا، بل جارحا، للرئيس السوري حافظ الأسد في العام 1988 بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميّل. وقتذاك، تخلّى الأسد الأب عن ترشيح سليمان فرنجية الجدّ لرئاسة الجمهورية بحجة أنّه مرفوض أميركيا، فما كان من روبير فرنجية إلا أن اتّهم حافظ الأسد بـ”قلة الوفاء” في جلسة بينهما.

كان ردّ فعل الرئيس السوري الراحل أن طلب أن تنتقل زعامة آل فرنجية إلى سليمان الحفيد واضعا نهاية للحياة السياسية لروبير فرنجية.

هذه، بكل بساطة واختصار، قصّة سليمان فرنجية الحفيد الذي اغتالت مجموعة كتائبية، على رأسها إيلي حبيقة، والده وأمه وأخته. كان سمير جعجع ضمن المجموعة التي توجّهت لتنفيذ عملية الاغتيال في إهدن يوم الثالث من حزيران ـ يونيو 1978، لكن الذي حصل استنادا إلى شهود العيان أن جعجع أصيب في الطريق إلى إهدن ونقل إلى المستشفى. على الرغم من ذلك، تصالح سليمان فرنجية مع إيلي حبيقة وبقي خصما لدودا لسمير جعجع، لا لشيء سوى لأنّ النظام السوري يريد ذلك. فحبيقة انتقل من الحضن الإسرائيلي إلى الحضن السوري، فيما حافظ سمير جعجع على مواقفه المعروفة، بما في ذلك تأييده اتفاق الطائف في العام 1989 وقبوله حلّ ميليشيا القوات اللبنانية وبيع سلاحها.

من حقّ سمير جعجع الاعتراض على سليمان فرنجية، الذي ظلمه، ولكن هل من حقّه تبنّي ترشيح ميشال عون للرئاسة؟

توصّل سمير جعجع إلى تفاهم مع ميشال عون قبيل خروج أمين الجميّل من قصر بعبدا في أيلول ـ سبتمبر 1988. لم يحترم ميشال عون الاتفاق الذي جعل منه رئيسا لحكومة مؤقتة في انتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بدل تنفيذ المهمّة الوطنية الموكولة إليه، حصر ميشال عون طموحه في القضاء على “القوات اللبنانية” التي كانت لا تزال ميليشيا مسلّحة، لعلّ ذلك يقنع السوري بإيصاله إلى رئاسة الجمهورية. بين 1988 و1990 دارت حروب بين عون وجعجع. معظم المسيحيين الذين هاجروا من لبنان، إنّما هاجروا بسبب تلك الحروب.

هل تغيّر شيء في ميشال عون في السنة 2016، كي يصبح في الإمكان تبني ترشيحه لرئاسة الجمهورية؟

الأكيد أن شيئا لم يتغير، كما أنّه لا يمكن لشيء أن يتغيّر في الرجل. الدليل على ذلك، أن جبران باسيل، صهر عون ووريثه، الذي يشغل حاليا موقع وزير الخارجية، كان في الواقع وزير خارجية إيران في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة. كان الهدف من الاجتماع التضامن مع المملكة العربية السعودية بعد إحراق الجمهور الإيراني “الغاضب” سفارتها في طهران والقنصلية في مشهد. ماذا فعل باسيل في الاجتماع الذي كان فيه مزايدا حتّى على وزير الخارجية العراقي المعروف بعلاقته الوثيقة بطهران؟

ليس سرّا أنّ وزير الخارجية اللبناني ذهب إلى أبعد حدود في إثارة الشكوك العربية في قدرة ميشال عون على أن يكون خارج وصاية “حزب الله” وسيطرته.

هل هذا هو الرئيس الذي يريد سمير جعجع، الرجل المبدئي، إيصاله إلى قصر بعبدا؟ هل يستطيع ميشال عون التراجع عن وصفه للشهيد جبران تويني بأنّه كان “مياوما”؟ هل يستطيع العودة عن تبريره لاغتيال “حزب الله” الطيار سامر حنا لمجرّد أنّه حلّق في هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني في منطقة لبنانية يعتبرها الحزب محظورة على جيش البلد؟

هذا غيض من فيض الأسئلة التي يمكن طرحها على شخص مثل ميشال عون قبِل يوما أن يكون “جنديا صغيرا في جيش حافظ الأسد” من أجل أن يقبل به الأخير رئيسا للجمهورية…

في كلّ الأحوال، هناك فائدة لتبنّي “القوّات اللبنانية” ترشيح ميشال عون. تتمثّل هذه الفائدة في معرفة هل يمكن لـ”حزب الله” السماح بعقد جلسة لمجلس النوّاب يتنافس فيها سليمان فرنجية وميشال عون على الرئاسة؟ هذا هو السؤال الذي سيطرح نفسه بإلحاح في الأيّام القليلة المقبلة في وقت سيطغى تبني ترشيح “القوّات” لميشال عون على فضيحة إطلاق المحكمة العسكرية ميشال سماحة المدان بنقل متفجرات إلى لبنان وسوريا، ومحاولته قتل لبنانيين لإثارة فتنة طائفية ومذهبية!

 

عون.. او الفيدرالية

ساطع نور الدين/المدن/الثلاثاء /20 كانون الثاني/16

لم يعد سمير جعجع سياسياً إشكالياً يبذل جهداً متواصلاً للتحرر من أعباء الحرب الاهلية وموروثاتها المشينة، ويسعى بدأب منذ العام 2005 الى تقديم أوراق اعتماده في نادي النخبة اللبنانية. ها هو بالأمس يتسلم أوراق العضوية الكاملة، ويتحول الى مرجع معترف به في الحياة السياسية، والى قطب مركزي من أقطابها، المسيحيين والموارنة تحديداً، يصنع الرؤساء والوزراء.. ويصبح مرشحاً جدياً جداً جداً لرئاسة الجمهورية، بعد مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا.  قد يبدو مشهد معراب بالامس مجرد إستكمال طبيعي لصراع تاريخي قديم بين إقطاع زغرتا وبين أرياف بشري، أو مجرد تواطوء ضمني بين زعيمين سياسيين مستجدين في مواجهة التقليد الماروني الموروث منذ عشرات بل ربما مئات السنين. لكن ثمة نهضة مسيحية-مارونية لا شك فيها، في مواجهة ما يبدو انه إستخفاف او حتى تلاعب إسلامي بالمسيحيين أنتجه سوء التطبيق المتمادي لإتفاق الطائف. ترشيح أقوى الموارنة للرئاسة لا يمكن ان يختزل الى مجرد إنتقام من آل فرنجية، هو بمعنى ما يعيد او يطمح الى استعادة التوازن المفقود مع المسلمين، وينبيء بان هناك مشروعاً، (او طموحاً)، مارونياً جديداً للبنان، يشبه المشروع التأسيسي الاول، وان كان لا يوازيه، نظرا للاختلاف الجذري في الظروف التاريخية بين بدايات القرن الماضي وبدايات القرن الحالي.

لم يقدم جعجع للمسيحيين وللبنانيين بالامس مرشحاً قوياً للرئاسة فقط، بل هو “تجرأ” على تلاوة ما وصفه صراحة ب”البرنامج الرئاسي”، الذي يلزم عون أولاً ، كما يعبر تالياً عما يشبه الاجماع المسيحي الماروني. وهو، في الشكل، يجعل معراب مركزاً لكتابة خطاب القسم الرئاسي، وفي الجوهر، يعيد التيار العوني الى سيرته الاولى كفريق سياسي بنى مجده، وراكم غالبيته الشعبية، على مقارعة النفوذ السوري وملحقاته اللبنانية. الآن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان التيار العوني كان مستعداً وجاهزاً لمثل هذه العودة، او المراجعة إذا جاز التعبير، لكنه لم يجد عند تيار “المستقبل” تحديداً الفطنة المطلوبة التي تواكبه وتتوج طموحه بالوصول الى قصر بعبدا. الآن ايضا، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان جعجع كان الأقدر على مواكبة تلك العودة، وعلى إسترداد المبادرة الرئاسية التي كانت ضائعة في الخارج، وتحديداً في الرياض، وفي غيرها من العواصم العربية والاجنبية التي تورطت في ترشيح النائب سليمان فرنجية.

لم يكن الامر يتطلب سوى القليل من الحنكة، “ونكران الذات”، حسب تعبير جعجع، لكي  تصبح معركة الرئاسة شأناً داخلياً، مسيحياً-مارونياً، ( لمَ لا ؟)، طالما ان المسلمين ماضون في فتنتهم المذهبية حتى النهاية التي يدفع المسيحيون ثمنها أكثر من السنة والشيعة على حد سواء، لانهم كانوا مدعوين من قبل الفريقين الى تقديم تضحيات ليس أقلها الفراغ والغياب التام، والتخلي عن حصصهم الشرعية في السلطة وأدوارهم الرئيسية في السياسة. خطاب القسم الرئاسي الذي كتبه جعجع وقرأه، وأنصت إليه عون وباركه، هو ككل خطاب  قسم، ليس أكثر من إعلان نوايا رئاسية، وهو ملزم حتى الان لفريقيه، ولن يكون بمقدور الكنيسة المارونية ان تحجب بركتها عنه، أو أن تسمح بتمرد مسيحي جدي عليه. لكن إلزام المسلمين به، السنة والشيعة على حد سواء، لن يكون بالسهولة المفترضة. في الشكل كما النص هناك الكثير مما يمكن ان يثير حفيظة الجانبين، وان كان الحرص السني والشيعي على الشريك المسيحي قد زاد أخيراً مع احتدام الصراع المذهبي.  لكن أي إعتراض إسلامي، سنياً كان أم شيعياً، على إتفاق معراب، سيكون إما بقرار الخارج وتعليماته، او بوحي من تراث الحرب الاهلية..الذي يمكن ان يدفع المسيحيين هذه المرة الى البحث الجدي أكثر من أي وقت مضى في الخيار الفيدرالي، المقيم في العراق والمرتقب في سوريا، لتفادي خطر الإندثار تحت وطأة صراع تورط به المسيحيون صدفة، وها هي الفرصة تلوح لخروجهم منه بأقل قدر ممكن من الخسائر والأضرار.

 

جعجع يستبق انكفاء «حزب الله»

 زهير قصيباتي/النهار/20 كانون الثاني/16

بعد عشر سنين على ولادة تحالف «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» الذي تزعّمه ميشال عون، وُلِد تحالف الجنرال وزعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عبر ترشيح الأخير خصمه السابق، لرئاسة الجمهورية. وإذا كان ما سُمِّيَ «الانقلاب المسيحي» يعزّز فرضيات قلق مشترك على مصير المسيحيين في لبنان، بدا جسراً للمصالحة بين الجنرال وجعجع، في زمن تغيير الخرائط إقليمياً، فالأكيد أن الحلف الجديد في «اليوم التاريخي» للرجلين، لن يعني تلقائياً أن زعيم «القوات» بات شريكاً لـ «حزب الله» في نهجه وقراراته. لذلك، قد يكون أول التساؤلات المشروعة محوره ليس مبررات قبول عون خطوة زعيم «القوات»، بل ما وراء إقدام جعجع على ترشيح خصم لطالما اعتبره يسهّل خضوع لبنان للإرادة الإيرانية، عبر تأمين غطاء مسيحي للقرارات الكبرى التي اتخذها «حزب الله»، وغالباً ما كانت من اختصاص الدولة. صحيح أن جعجع سيبدو في موقع الشريك الأول للعهد الجديد، إذا انتُخِب عون رئيساً للبنان، ومَن قدّم تضحيةً لإنقاذ موقع الرئاسة من الشغور المديد، لكنّ قراره لم يأتِ على الأرجح لمجرد إحراج الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الذي كان باغت الجميع بترشيح سليمان فرنجية. في المقابل، لا تكفي ضربة زعيم «القوات» لضمان وصول الجنرال الى قصر الرئاسة، فيما الجميع يدرك أن تصويت كتلة تيار المستقبل سيكون حاسماً. بالتالي، لم يخطئ الجنرال حين استخدم كلمة الإجماع الذي يطلبه، ليصبحَ المؤتمن الأول على الدستور، الضامن لسيادة لبنان التي أُهدِرَت طويلاً. وبعيداً من الغوص في مسلسل الأزمات التي عصفت بالبلد منذ تفاهم «حزب الله» وعون، مروراً بتداعيات «الربيع العربي»، وتدخُّل الحزب في الحرب السورية، الثابت أن ذاك التفاهم كان بين العوامل التي كرّست الانقسام بين القوى المسيحية، حتى كان الشغور الرئاسي الذي اكتوى به لبنان، فيما أبوابه ونوافذه مشرّعة على زلازل إقليمية، ارتداداتها معروفة.

وإذا كان من الحكمة التريُّث في الحماسة للتفاهم الجديد بين الخصمين اللدودين لعله ينهي الانقسام المسيحي، فالحال أن قراءةً لتوجُّهات جعجع قد تُفضي الى اختياره واحداً من خصمين، أو الأقوى في الشارع المسيحي، ما دام هو اقتنع بأن حظوظه في كرسي الرئاسة باتت شبه معدومة. ولكن، مثلما أحرج زعيم «القوات» حليفه السابق في قوى 14 آذار، سعد الحريري، بمفاجأة ترشيح عون، فالأكيد أنه أحرج الجميع أيضاً، خصوصاً «حزب الله» الذي أصرّ طويلاً على أن الجنرال هو مرشّحه الوحيد، مكافأة له على إخلاصه للتفاهم الأول، وعدم طعنه الحزب في الظهر، رغم كل الأزمات على مدى عشر سنين.

فهل في حسابات جعجع اختبار إرادة الحزب، في استدراج الجميع إلى حسم ملف الرئاسة؟... أم تفكيك تحالف الحزب وعون، إذا تخلى الأول عن ترشيح الجنرال؟ ألم يأخذ زعيم «القوات» في الاعتبار تداعيات أي اصطفاف مسيحي يقابله آخر إسلامي في الزمن الصعب الذي لا يعرف فيه أحد بعد، مع أي سورية سيتعايش لبنان؟ سورية دويلات أم دويلة علوية و «إمارات» إسلامية؟ المدافعون عن «مبادرة» جعجع، يربطون ترشيحه عون بإلزامه معنوياً بمبادئ عشرة تشكّل برنامج عمل. والمهم وفق هذه الرؤية هو التمسُّك باتفاق الطائف، والمناصفة، من دون حاجة الى مؤتمر تأسيسي جديد يصوغ نظاماً سياسياً مختلفاً للبنان، قوامه مثلاً المثالثة التي طرح ورقتها مرات «حزب الله». والرؤية ذاتها تُبرِّر الإصرار على المناصفة بالاستعداد لمرحلة ما بعد انزلاق الحزب إلى الحرب السورية، وهو قلق يتضاعف بقلق «صامت» لديه من نهاية مرحلة «الإدارة» الإيرانية للحرب في سورية، وطلب النظام في دمشق تدخُّلاً عسكرياً روسياً. فموسكو التي باتت صاحبة القرار الأول في «تكييف» الصراع هناك، لن تُطلق يد «حزب الله» كيفما شاء، وعلاقتها به ليست كعلاقة الحزب مع الوليّ الفقيه. بين المدافعين عن ترشيح جعجع الجنرال عون، مَنْ يرى احتمالين يسابقان انكفاءً محتملاً لـ «حزب الله» من سورية: إما أن يمتنع الحزب عن تأييد عون في اللحظة الأخيرة، وفي هذه الحال يتكرّس تحالف «القوات» و «التيار الوطني» قوة مسيحية أولى قادرة على رفض طروحات المؤتمر التأسيسي للجمهورية الحائرة، وإما أن يسهّل الحزب عبور الجنرال الى القصر. في الاحتمال الثاني، هل ينفّذ عون وعوده ليصبح حَكَماً؟ القراءة ذاتها تفترض انكفاءً قريباً لـ «حزب الله» من سورية لم تَبدُ بعد مؤشراته، وفي كل الأحوال لبنان ليس أولوية إقليمية ودولية، فيما براكين الحروب على حالها، من العراق إلى اليمن وسورية وليبيا، وإيران الحاضن الأول للحزب تتلمّس طريقها ما بعد الاتفاق النووي، وسحب الروس البساط من تحت وصايتها على سورية.

 

"صُنع في لبنان" لا يوافق إيران والأسد

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/20 كانون الثاني 2016

الكل طرح السؤال: هل أن تتويج مصالحة "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" بترشيح سمير جعجع خصمه السابق ميشال عون سيساهم فعلاً في حل أزمة الشغور الرئاسي؟ لم يكن هناك أي جواب. كالعادة، لا يمكن تأثيم أي توافق إذ يقيمه طرفاه بإرادتهما، والمهم كيف يمكن أن يكون ايجابياً في واقع مفعم بالسلبيات. هذا أيضاً غير واضح. عندما وقّع "حزب الله" والتيار العوني على تفاهمهما عام 2006 انطلقا بعده بـ "حملة لطافة" مفادها أنهما ليسا ضد أي طرف، وأنهما استناداً الى النصّ يريدان مصلحة البلد. لكنهما في التطبيق نسيا النص ودخلا في سلسلة سياسات تخريبية تبدو معالمها واضحة في مختلف أنحاء البلد، بل ذهبا بعيداً في استهداف فريق وطني عابر للطوائف (14 آذار) فضلاً عن الطائفة السنّية، من محاولة اسقاط المحكمة الدولية الى السعي لإسقاط الدولة مروراً بكل ما تعرفون ولا بأس بالتذكير ببعض منه، غزو بيروت، الى مزيد من الاغتيالات والتورّط في الصراع السوري، وصولاً الى أبشع جريمة قضائية بتخلية سبيل ميشال سماحة. واقع الأمر أن الاحتفال "القواتي" بترشيح عون كان له انعكاس أولي مباشر تمثّل عملياً بحرف الأنظار عن تداعيات هذه الجريمة، والايحاء بتجاوزها، وكأن ردود الفعل على اطلاق متهم بالتخطيط لفتنة طائفية لا تخصّ سوى الجمهور المسلم، أو كأن هذا الحكم القضائي يختلف عن ذلك الحكم الذي انتزع من عمر جعجع 11 عاماً سجناً. لا شك في أن واقعة اطلاق سماحة أثبتت بشكل نهائي ضرورة المحكمة الدولية للنظر في الاغتيالات السياسية، فالقضاء اللبناني، عسكرياً أو مدنياً، واقع تحت وطأة الخارج. كان السوري مَن حاكم جعجع وحكم عليه، وها هو الأسدي - الايراني يُخرج سماحة من السجن ويحاول تبرئته. لعل أفضل استطلاع يمكن أن يُجرى الآن هو الذي يسأل اللبنانيين ما اذا كانوا يصدّقون فعلاً أن الجنرال عون يؤمن بـ "الثوابت العشرة" التي رشّحه جعجع على أساسها، وهل يعتقدون أن "حزب الله" معني بهذه "الثوابت" في حل أزمة الاستحقاق الرئاسي؟ الأرجح أن يكون الجواب سلبياً، فالسياسة هي ما نشاهد لا ما نتخيّل. أما اذا كان الجواب بالايجاب، واذا توافق مع ما يحصل في الواقع، فيكون الثنائي جعجع - عون توصّل أخيراً الى حلٍّ "صنع في لبنان"، لكنه يعني عملياً أن عون تغيّر في الاتجاه الذي يفترضه جعجع. هذا لا يوافق الايراني - الأسدي الذي يرى أن انتخابه يجب أن يبقى النتيجة الطبيعية لتحالفه مع "حزب الله" وبعدما أدّى عون دوريه الايراني والأسدي على أكمل وجه، وهذا يعني عملياً أن جعجع هو من يتغيّر في الاتجاه الذي يفترضه عون.

 

مهلة شهر لتفعيل ترشيح عون أو...؟ حسابات الربح والخسارة بين الداخل والخارج

 روزانا بومنصف/النهار/20 كانون الثاني 2016

بمقدار ما ترغب غالبية سياسية في لبنان في مصالحة مسيحية تنهي العداء التاريخي بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، وهو عداء أنهك المسيحيين سياسيا واقتصاديا وعلى كل المستويات طيلة 30 عاما، فإن النظرة الى المصالحة التي جرت اخيرا بين الطرفين لم تخل من ريبة كبيرة، ولو ان احدا لن يكون ضد هذه المصالحة او يرفضها. والريبة مردها الى أن هذه المصالحة، على اهميتها، تأتي على خلفية أسباب خاطئة، غير منطلقة من رؤية قلقة للوضع المسيحي في لبنان والمنطقة. لكن ذلك لا يمنع من التعامل مع نتائجها على أساس أمر واقع فرضته حسابات الطرفين ومصالحهما على الآخرين، بالاستناد الى أسباب مبررة في رأي محايدين داعمين، تكمن في عدم قدرة الفريقين المسيحيين على أن يكونا ملحقين بحسابات حلفائهما المسلمين في هذا الاتجاه او ذاك، وان في تحالفهما شيئا من انتفاضة لكرامة كل منهما في وجه هؤلاء الحلفاء. مع مسارعة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الى لقاء الرئيس نبيه بري والحلفاء، بات 8 شباط، موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية، يشكل تحديا كبيرا من أجل تفعيل الزخم الذي اطلقه ترشيح جعجع لعون. ومن المهم ان يتم العمل على اقناع الافرقاء الاخرين، وفق مصلحة "التيار الوطني"، انطلاقا من معلومات عن ان المهلة ليست مفتوحة امام خطوة جعجع، وان امامها، أقله وفق هذه المعلومات مهلة شهر من أجل إنجاحها تحت وطأة احتمال بروز تطورات تؤدي الى ذهاب عون وجعجع الى خيار ثالث، اي ما يقضي بالاتفاق في ما بينهما على اسم شخصية يتوافقان عليها للرئاسة الاولى. والمهلة الطويلة، في حال استغرقتها المبادرة الجديدة، ستكون مقبرة لها في نهاية الامر، مع تأجيل غير محدد للرئاسة الاولى سيتحمله الطرفان المسيحيان المعنيان اللذان لم يتفقا منذ أكثر من سنة ونصف سنة على خيارهما الحالي، وهما أضافا الى تعقيدات الملف الرئاسي تعقيدات أخرى من خلال دعم جعجع لعون نتيجة حسابات ومصالح لا تتصل بالوحدة المسيحية او بالحسابات الوطنية.

يتفق سياسيون كثر على ان جعجع ربح أيا تكن نتائج خطوته، ولعل الرابح الأكبر في موازاة المكاسب التي حققها هو "حزب الله"، اولا من ترشيح قوى 14 آذار، متفقة او مختلفة، مرشحين مسيحيين محسوبين عليه، ثم تبني جعجع ترشيح عون، اي المرشح الاساسي للحزب. فجعجع يمكن ان يربح في حال وصول عون الى الرئاسة وفي حال إقناع الحزب كلا من الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط بدعم وصول عون، واضعا الرئيس سعد الحريري في وضع صعب، كما سيربح من اتفاقه مع عون في حصر المقاعد المسيحية النيابية بينه وبين "التيار الوطني"، وسيربح مسيحيا في حال عدم وصول عون والذهاب الى مرشح ثالث، ضامنا لنفسه موقعا كركن اساسي لا يمكن تجاوزه في المعادلة الداخلية. لكن الحزب لا تقل مكاسبه عن مكاسب جعجع، اذ سيربح من وصول مرشحه ومن استدراج جعجع الى محوره في المقابل. والخطوة الثانية على الارجح لـ"التيار الوطني" هي محاولة التقريب بين حليفه الشيعي وجعجع، على نحو قد يجد الحزب مصلحة كبيرة في انتزاع ورقة طرف مسيحي كان حتى اليوم محسوبا على محور الدول الخليجية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية. ومعلوم أن هذا الامر قد يلعب على نحو مختلف من خلال سعي هذا المحور الى عدم خسارة هذا الطرف ومحاولة استيعابه. وسيكون من مصلحة "التيار الوطني" ألا يبقى حليفه المسيحي الجديد مكشوف الظهر، من دون حماية اقليمية، إذا كانت خطوته من دون غطاء او موافقة اقليمية او دولية.

ومع أن الحسابات الداخلية ليست وحدها المقررة في الانتخابات الرئاسية، فإن إنجاحها من خلال الإجماع الذي تحدث عنه عون يفترض ان يسحب ورقة حسمها من يد جعجع الى يد الحزب الذي لا يستبعد ان يضع شروطه من أجل السير حتى بمرشحه متى كانت التسوية بين عون وجعجع تتضمن شروطا معينة. وسيتعين على عون أن يتوجه للحريري بأن ثمة موافقة مسيحية كبيرة عليه وان تكن غير مكتملة كليا، لكنها تحظى بدعم بكركي و"القوات" وهو الشرط الذي رفعه الحريري قبل سنة ونصف سنة حين رفض جعجع الحوار بين الحريري وعون من أجل ترجيح وصول الاخير. واذا كان عون سيضمن في المقابل عودة الحريري رئيسا للوزراء، فإن ثمة شروطا للحزب قد تبدأ بقانون الانتخاب وصولا الى ضرورة التخلي عن المحكمة الدولية، والتي على رغم إظهار الحزب لامبالاة حيالها، ينسحب عليها ما سرى بالنسبة الى لامبالاة السيد حسن نصرالله بالعقوبات الاخيرة التي فرضها الكونغرس على الحزب، فيما تحرك رئيس مجلس النواب طالبا تحريك اكثر من قناة اتصال لرفع الضرر بعد هذا القرار. والواقع أن كثرا يرون أن الحزب، إذا شك في نيات جعجع ولم يرغب في التسليم له بمكاسبه، قد يوازن بين ان يكسب التحالف المسيحي الجديد الذي قد يرى فيه خطورة على حصته النيابية وحصصه الباقية، وأن يجري مصالحة محتملة مع الطرف السني المؤثر في البلد. وهذه الحسابات لا تصب وفق المتابعين انفسهم في مصلحة التحالف المسيحي. وثمة سياسيون كثر ليسوا متفائلين بأن الامور ستسهل، بل على العكس.

 

معراب... على البارد!

 نبيل بومنصف/النهار/20 كانون الثاني 2016

استنفدت الصحافة ووسائل الاعلام كل مفردات التعظيم والانذهال بحدث معراب كما لم تفعل مع اي حدث داخلي سابق. وهو امر مبرر موضوعيا أمام هذه المحطة من محطات التحولات والانقلابات السياسية اللبنانية المثيرة خصوصا متى اتصل التطور الطارئ بواقع ثنائية مسيحية تسببت يوما بأفدح الزلازل للمسيحيين، وها هي الآن تحاول أخذهم بسرعة قياسية الى معايير التوحد على المستقبل. يقطف "الحكيم" حتما قصب السباق في انطباعات الرأي العام الداخلي وكذلك في الاستخلاصات السياسية ايا تكن مقاصدها من انه بطل التحول الذي جعل معراب وسمير جعجع شخصياً الممر الإلزامي الى بعبدا والسنوات الآتية في المعادلات السياسية الداخلية كما في الشارع المسيحي. الامر يكتسب وجاهة استثنائية في العمق المسيحي واللبناني الاوسع متى تكرست معادلة تفاهم الثنائية العونية - القواتية في فرض قواعد اشتباك وقواعد توازنات جديدة على الشركاء في الطوائف الاخرى وحتى ضمن الجماعات المسيحية الاخرى على قاعدة "عدالة" النظام الطائفي وكما أنتم نحن بلا زيادة او نقصان. ولعلها ستكون السابقة التي لم يسجل مثلها منذ فجر الطائف في اعادة الاعتبار الى التوازن واقعيا وفعليا من خلال لاعب "ثقيل " لا يمكن تجاوز حضوره القوي. رغم كل هذه المشهدية الاستثنائية التي تثير غمرة من الاضطراب غير المسبوق لدى اللبنانيين، ولا سيما منهم المسيحيين، ترانا أمام محاذير يستحيل تجاهلها لهذا الخيار ليس من الزاوية المسيحية بطبيعة الحال التي يصعب الجدال الآن في استخلاصاتها المبكرة وانما من الباب الاوسع الذي يعني كثيرين وهو الخيار الرئاسي عبر المعايير "الوطنية " فقط. معادلة ترشيح معراب للجنرال عون ذهبت واقعيا بالصراع الداخلي الى استكمال الفصل الاخير مما ذهبت اليه مبادرة الرئيس سعد الحريري غير المعلنة بعد بترشيح النائب سليمان فرنجية، اي انهما قوضا القواعد الطبيعية لبقايا صراع عابر للطوائف بين جبهتي 14 آذار و8 آذار من خلال تطويب مرشحي 8 آذار والاتجاه تدرجا الى دفع فرنجية للانسحاب أمام عون. ليس الخيار الإجماعي غريبا على تاريخ الاستحقاقات الرئاسية اللبنانية، ولكن تجربة تجري على وقع تدمير تحالف 14 آذار لا تؤخذ نموذجا عابرا إضافيا للتجارب اللبنانية بهذه البساطة. لم تتبد بعد فداحة الاختلال الذي سيحدثه خلط الاوراق الهائل الذي رسمت صورته احتفالية معراب لجهة ما نعده مع كثيرين اطلاق العد العكسي لنهاية 14 آذار مهما أخضعت هذه الخلاصة لتجميل وتنميق. حتى النقاط العشر السيادية التي تفوق الدكتور جعجع في تثبيتها "برنامجا لمرشحه" لن تكفل ردع مخاوف الكثيرين من تداعيات انقلابية لانهيار قواعد التوازن الوطني الذي كان تحالف 14 آذار حارسا على ملعبه.

مع صعوبة تجاوز مشاعر المتحمسين، عسانا نكون مخطئين.

 

مبروك لسمير جعجع

ميشيل تويني/النهار/20 كانون الثاني 2016

ما حدث ليل الاثنين الماضي حقق مصالحة تاريخية ليتها حصلت منذ زمن طويل، لكانت وفرت الكثير... لكن المهم انها حصلت، والرابح الأكبر هو من دون أي شك "الحكيم". لماذا؟

أولا، وجهت "القوات" رسالتين مبطنتين الى الرئيس الحريري. الاولى مفادها انه اذا أردت التفرّد بتسمية فرنجيه من دون استشارة "القوات"، فنحن بدورنا نتفرّد بتسمية الجنرال من دون استشارتك. والثانية رسالة الى "تيار المستقبل": المسيحيون يرشحون ويتفقون على مرشح، لا أنتم (ولو ان الرئيس للجميع، لكن يبقى المقعد مارونياً ويجب ان تكون الأكثرية المارونية راضية). ثانياً، "الحكيم" ربح لانه وضع الكرة عند حليف الجنرال، "حزب الله"، وقال له: نحن دعمنا ميشال عون وأنت تدعمه، فكل ما تبقى لك ان تفعله هو إجراء انتخاب رئاسي والتصويت لحليفك وتأمين الأصوات له من حركة "أمل" وحلفائك الآخرين. فاليوم لا حجة لتعطيل الانتخابات الرئاسية، إذ اصبح للحريري ولجنبلاط مرشح هو فرنجيه، وللحزب و"القوات" مرشح، فما الذي يمنع الاتجاه الى جلسة والتصويت؟ بهذه الخطوة فكّ "الحكيم" عقدة التعطيل ووضع الكرة في ملعب المعطلين، وإن لم تجر الانتخابات سيواجههم بأنهم لا يريدون رئيساً للجمهورية ويريدون الفراغ، فحتى الجنرال لم يدعموه... أما السيناريو الثاني فهو أن تكون النيات صافية وأن يدعموا الجنرال، وفي هذه الحالة ايضاً "الحكيم" هو الرابح لان الجنرال سيردّ له الجميل في الحكم، وإن لم يربح الجنرال في التصويت فسيُصبِح التحالف العوني – "القواتي" أكبر وأشد ويكسب الكثير في الشارع المسيحي في الانتخابات النيابية، خصوصاً أن جعجع أثبت رؤية وحنكة. وطبعاً في كل هذه الخطة دور للزميل ملحم رياشي الذي يمتلك حنكة وثقافة خولتاه بدء مفاوضات ووضع ورقة نيات مع التيار منذ فترة، لكي يأتي الوقت المناسب لاستعمال هذه الورقة الرابحة للـ "القوات"! ثالثاً، وجّه ضربة قاضية لفرنجيه لانه وضع حركة "أمل" في حالة حرجة لا تمكنّها من ان تتخلى عن الجنرال، لان ذلك سيفسر بأن الحزب قد تخلى عنه، كما وضع حزب الكتائب في وضع حرج مسيحياً لانه لا يمكنه ألاّ يدعم أكبر إجماع مسيحي، وبهذه الطريقة يكون أضعف ترشيح فرنجيه.

رابعاً وأخيراً، كانت الرسالة واضحة: طريق "التيار" الى بعبدا تمر بمعراب، ومن كان ليقول إن ترشيح عون سيكون يوماً من معراب مع جمهور كوادر "القوات"؟

أخيراً، نحن الشباب نطمح الى تغيير الطبقة السياسية التي لم تعط لبنان شيئا كل هذه السنين إلا الشهداء والنفايات والتعطيل والفساد والفراغ. لكن رغم اقتناعنا بالتغيير والمحاسبة، لا يمكن اليوم الا التوقف عند خطوة "الحكيم" والقول إن المصالحات التي تولد أجواء إيجابية وتفاهماً بين قيادتين مسيحيتين ليست بالأمر السلبي، خصوصاً بعد كل الأوراق التي لعبت قبلها.

 

قرارات الأمم المتحدة تنال من سيادة لبنان!

سليم فريد الدحداح/النهار/20 كانون الثاني 2016

بعدما كانت عصبة الأمم مساحة حوار وتلاق بين الدول من أجل التوصّل الى توافقات على حل المشكلات العالقة بينها، نشأت منظمة الأمم المتحدة ومعها مجلس الأمن، وأُعطيت لهما صلاحيات اتخاذ القرارات العملية والعملانية للمحافظة على السلام في العالم أو إعادة بسطه.

بالمادة الأولى من شرعتها، تعمل المنظمة المذكورة جاهدة لتكون مكاناً لبناء مستقبل أفضل للإنسانية، وذلك وفق الأهداف الأربعة الآتية:

ــ المحافظة على السلام والأمن في العالم.

ــ تطوير العلاقات الودية بين الدول.

ــ بناء تعاون دولي على كل المواضيع التي يُمكنها أن تُسهّل نجاحها، والعمل على احترام حقوق الإنسان.

ــ تثبيت نفسها مركزاً تتضافر فيه جهود الدول من أجل العمل على أهداف مشتركة.

لبنان الذي عاش منذ أكثر من ثلاثة عقود حرباً مدمّرة ووصاية خانقة هو النموذج الحي للدولة التي استفادت من هذا الاختبار. لكن هذا الوطن الصغير الذي ما زال ضعيفاً وبحكم جيرته مع دولة تعيش حرباً داخلية مريبة، التزم استضافة عدد من اللاجئين السوريين يساوي 25% من سكانه، الأمر الذي شرّع الأبواب أمام إمكان ضرب استقراره الداخلي.

بعد شبه غيبوبة دامت أكثر من أربع سنوات، اجتمع مجلس الأمن من أجل معالجة الكارثة الوطنية الإنسانية والثقافية المذهلة التي يتعرّض لها شعب سوريا، واتخذ مجموعة قرارات لإنهاء الحرب هناك، ورسم خارطة طريق لتنفيذ الخطة التي تم التوافق عليها، ومن بينها ما يهمنا في لبنان، قضية عودة اللاجئين الى ديارهم. أما المربك في هذا القرار أنه تضمّن توصيفاً ملتبساً وخطيراً لكيفية وأسلوب هذه العودة، حيث أنه لم يؤكد حتميتها بعد وقف إطلاق النار النهائي وتوقف الحرب على الأراضي السورية. فقد ترك المجال مفتوحاً لبقاء اللاجئين في الدولة المستضيفة، ولم يأخذ في الاعتبار الانعكاسات السلبية التي يُمكن أن يفرضها هذا الوضع الاستثنائي عليها. علماً أن هذا الواقع الجديد، أي عودة السلام المرتقب على الأراضي السورية، يوجد حتماً حالة قانونية جديدة لناحية القانون الدولي العام، ويغيّر توصيف اللاجئ، ومفهوم وأصول اللجوء! فانطلاقاً من هذا التحوّل، هناك سؤالان لا بد من طرحهما لفهم مدى حرية تحرّك المنظمة الدولية في اتخاذ القرارات، ومساحة تحررها من الضغوط التي تمارسها الدول العظمى عليها لإمرار مصالحها الجيوستراتيجية حول العالم:

ــ هل يحضّر القرار لإعادة تموضع سكاني داخل سوريا بعد فرز مناطقي جيوغرافي جديد، نتيجة الحرب الداخلية؟

ــ هل هو أيضاً مشروع مباشر أو غير مباشر لضم ديموغرافيا جديدة الى لبنان، وإعادة تنظيم المعادلات الاجتماعية الحالية فيه من أجل تغيير داخلي أو إقليمي ما...؟

في حال كان الهدف من ذلك تلبية مضمون السؤال الثاني، فالخطر كبير جداً على لبنان وصيغته الدستورية، وتعدديته، والعيش معاً، وعلى كيانه، ورسالته، ومختبره للطوائف وللثقافات...!

هل تصرف مجلس الأمن هو "شخطة قلم" أو قرار "مدروس ومتعمّد"؟ المستقبل القريب سيحمل الجواب عن ذلك... أما القرار المذكور أعلاه والراعي لعودة اللاجئين، فهو بالفعل انتهاك فاضح لسيادة لبنان، وضرب للأصول والأهداف التي تعتمدها منظمة الأمم المتحدة في علاقاتها مع الدول الأعضاء.

ولكن أين المسؤولون السياسيون اللبنانيون، المُمَدد لهم، من هذا الموضوع الحساس وعدم اكتراثهم لخطورته؟ الحقيقة لا يزالون منذ وقت طويل، غائبين عن السمع وغير مهتمين لإدارة وحل أبسط الشؤون الحياتية اليومية التي تهم المواطنين والشعب..! ماذا يُمكن أن يُنتظر من هذه الجمهورية، حيث الجهل، والفساد المستشري، والانتماءات الى الخارج هي العنوان...؟

قبيل كل هذه التطورات السلبية التي تزعزع الاستقرار الوطني وتهدّد هيكل الجمهورية، هل من خشبة خلاص أو بصيص نور يُمكن أن تبُدي شبح الانهيار؟ الحقيقة أنه يوجد على الأرض مجتمع مدني متعطّش لتغيير جذري، وقد عبّر مراراً عن إرادته بإعادة تأهيل دولة المؤسسات، ومن ضمنها: مفاهيم الدولة المدنية والمواطنة والعدل، والمساواة، والشفافية، والصدقية والاستقرار. وبالفعل هناك مكونان يحضّران منذ فترة زمنية، برنامجاً متكاملاً لإطلاق سلسلة من طاولات حوار مفتوحة، مع وبين مؤسسات ونقابات من القطاعين العام والخاص. الهدف منها التداول في ما بينها، لتوصيف الخلل القائم، ونوعية المرض، واقتراح الدواء، وصولاً الى استخلاص النتائج، وتجهيز مشروع رؤيوي متكامل، للانتقال الى دولة مدنية مواطنية، منسجمة مع صيغتها الكيانية ونظامها الاقتصادي الحر، ومؤسِّسة لنقلة نوعية شعبية وتقنية لبسط السلام والاستقرار وحياد لبنان الدائم.

 

الجريمة ومرايا الموت

الياس خوري

كان المشهد غرائبياً في ذلك المساء في حي الأشرفية، الذي يسمونه «الجبل الصغير»، في بيروت. وصل الخوري بطرس الخوري، كاهن كنيسة مار يوحنا في قرية الخنشارة، وهو يحمل ضمة من أغصان الزيتون وبدأ يرش الماء المُقدس في أرجاء منزل ميشال سماحة وعلى رؤوس الحاضرين ووجوههم وهو يرنم طروبارية الظهور الإلهي التي تُرتل عادة في عيد الغطاس، وفي طقس المعمودية. امتزج الترتيل بالجريمة، هكذا تكون الجريمة خليطاً من القداسة والوحشية، أو لا تستحق اسمها. فالجريمة هي الغواية الكبرى، وكل الغوايات الأخرى تصغر أمام هولها. يكفي أن تنظروا في عيون المجرمين كي تكتشفوا كيف تتزجج العين ويصير بياضها أملس. وحدهم المجرمون يحملون مرايا الموت في عيونهم، ويتحممون بقداسة ملوثة بدماء الضحايا. لم يكن المشهد مستغرباً، فهذا التقليد الإجرامي قديم، شاهدناه خلال فصول الحرب الأهلية اللبنانية كلها، ونشاهده اليوم في سوريا، من جهة يرش الكهنة الروس الماء المقدس على الطائرات التي تقصف سوريا، ومن جهة أخرى يسنّ الداعشيون سكاكينهم على إيقاعات الآيات والأناشيد الدينية. هكذا تستولي الجريمة على القداسة، وتتمسح بها، وتحولها بقعاً من الأسى والمآسي. لكن هل كان السيد سماحة في حاجة إلى كاهن ضيعته كي يرشه ويعيد تعميده؟ ألم تكفه بركات الديكتاتور السوري ودعوات اللواء علي المملوك الذي أرسله محملاً بالمتفجرات من أجل أن يُغرق لبنان في الدم؟ حيرني مشهد الكاهن، ولم أجد له تفسيراً، فالجريمة التي توغلت في أزقة الحرب الأهلية اللبنانية، من مذبحة صبرا وشاتيلا إلى ما لا آخر له، ثم وضعت نفسها في خدمة حقل الموت السوري تنتشي بالدم، وتتلذذ بسماع أنين الضحايا، هذه هي عباداتها، وهنا يكمن إيمانها الوحيد. الجريمة تعبد القوة، والقوة تصنع المال والنفوذ، فلماذا جلبوا الكاهن؟ لماذا لم يكتفوا بطقوس النصر على الضحية؟

أغلب الظن أن مجيء الكاهن لم يكن عفوياً، بل كان جزءا من سيناريو الجريمة التي لم تتحقق. مشكلة السيد سماحة ليس الجريمة بل فشلها. الوزير والنائب السابق، الكتائبي النشأة والذي تمرس في المهمات حين عمل مستشاراً لإيلي حبيقة الذي نفذ مجزرة صبرا وشاتيلا خدمة للإسرائيليين، ثم صديق سورية الأسدية ومستشار بشار الأسد، ملك التقلبات ومهندس استراتيجيات الممانعة، سقط في الفشل. أوقعه جهاز الأمن اللبناني في الفخ فوقع، ورغم أن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وسام الحسن، قُتل غيلة وامحت بقاياه، رداً على اعتقال السيد سماحة، مثلما يُشاع، لكن الفشل غير مسموح، والسيد سماحة، في حاجة إلى براءة تعيد موضعة جريمته، أي تضعها في سياقها الطائفي والديني، وتدخلها من جديد في حمّى الصراعات الطائفية التي تلتهم المنطقة. ألا تذكرون أشرطة الفيديو التي كان يسرّبها شبيحة نظام الأسد في بدايات الثورة السورية، وهم يدوسون على ضحاياهم ويطلبون منهم السجود وتقبيل صورة الأسد والاعتراف بألوهيته! إله الجريمة، أرسل السيد سماحة بشارة موت، ونذير انتقام، ومن الواضح أن الرجل أخطأ أو خُدع، واضطر إلى الإعتراف. لكن «الفتى» الذي تربى في أحضان الفاشية اللبنانية، قبل أن تتقاذفه أدرع المخابرات الاسرائيلية والسورية، التجأ إلى الماء المقدس، لا كي يستغفر ربه ويعتذر من ضحاياه، بل كي يستعيد مكانته في المكان الذي بدأ منه، ويستكمل مسيرته في حكاية «وحدة المسار والمصير» الذي يصنعه الاستعباد والقتل.

ميشال سماحة مظلوم، بل ربما كان أكثر مجرمي هذه الحقبة السوداء التي افتتحها اغتيال سمير قصير، مظلومية. كل الجرائم التي ارتكبت سجلت ضد مجهولين، كلنا نعرف مصدر القتل ومنظمه، لكن يد الجريمة كانت الأعلى. الجريمة تتجول في الشوارع والساحات، والقتلى في عتمة القبور. هذه هي عبقرية ملك الجريمة الجالس فوق أكوام الجماجم التي تحيط بقصره الذي تحميه الطائرات.  جريمة ميشال سماحة الكبرى أنه فشل في ارتكاب جريمته، وبهذا المعنى هو الأكثر صدقاً في عالم الجريمة الذي يفترس سوريا ولبنان، والأكثر اثارة لمزيج من الشفقة والاشمئزاز. أقرانه يصولون ويجولون في كل مكان من وطننا اللبناني، أما هو فتبهدل وبهدل معه أحد أكثر أنواع الفاكهة جمالاً. ففي الفيديو الذي تسرّب عن تهريب المتفجرات كان السيد سماحة يأكل «الصبير» ويمدحه. فتمت اهانة أكواز الصبار، وعلى هذه الاهانة وحدها يستحق الرجل العقوبة. فالصبار هو فاكهة الفقراء، وتين الشوك الذي يحول الأرض القاحلة إلى مصدر للماء.

صدق الرجل لأنه قال ما لم يقله أحد غيره. فنحن لم نشهد اعترافاً بالصوت والصورة كالاعترافات التي ادلى بها سماحة. ربما كان هذا هو السبب الحقيقي وراء إطلاق سراحه، فلبنان لا يحتمل صدق الجريمة، ولا يستطيع أن يتابع البحث، لأن أي بحث سوف يقود إلى الفضيحة التي تقول بأن جميع أفراد طبقة المافيا الطائفية الحاكمة هم مجرمون، وجرائمهم التي تعشش في صمت العتمة تستطيع أن تستفيق في أي لحظة تشاء، وتعيدنا إلى مسلسل الموت. الأشرفية التي شهدت، عقب إطلاق سماحة، تجمعات احتجاج تجد نفسها للمرة الأولى مضطرة إلى الاختيار بين الجريمة والعدالة. فعلى بعد عشرات الأمتار من ساحة ساسين، حيث منزل سماحة، وعلى جانب الطريق التي تنحدر بعد مدرسة «زهرة الإحسان»، تنتصب زيتونة أمام حائط صغير حمل صورة سمير قصير. الزيتونة التي امتصت دم الكاتب والصحافي الشهيد وحولته زيتاً، طهّرت الأرض من الجريمة وأعادت تقديسها بدم بريء سُفك من أجل أن يُزهر ياسمين دمشق حرية.  إطلاق سراح ميشال سماحة يعيد الحكاية إلى مصدرها، أي إلى مقاومة الاستبداد والطائفيات المتوحشة. ويدعونا إلى زيارة زيتونة سمير قصير التي تشابكت في أغصانها آلام لبنان وسوريا وفلسطين، كي نجدد التزامنا بقضيتي الحرية والعدالة.

 

"الكتائب" يتدلل: نحن بيضة القبان!

نادين مهروسة//المدن/الثلاثاء /20 كانون الثاني/16

باتت الأوراق المسيحية، بعد تبني رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، مكشوفة على الطاولة بين ثلاث قوى مسيحية من أصل أربع في ظل موقف رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، الذي أكد فيه من بكركي، وبعد دقائق من المشهد "المعرابي" استمرار ترشيحه. وحده حزب "الكتائب اللبنانية"، الطرف الرابع في المعادلة المسيحية، يقف مترقباً، على الرغم من تكرار قياداته استمرار الرئيس أمين الجميل في ترشيحه، في محاولة لإبقاء ورقة التفاوض حاضرة، مع الأطراف المتصارعة، عطفاً على موقفه الغامض حتى الآن.

غموض "الكتائب" ينطلق، وفق مصادر "المدن"، من حسابات دقيقة. البازار الرئاسي الذي فتح يحاول كل طرف تحقيق مكتسبات سياسية عبره، وهذا ما يدفع "الكتائب" الى دراسة معمقة لكل حسابات الربح والخسارة، في حال تأييد هذا المرشح أو ذاك، خصوصاً أن هذه الحسابات لا يسقط منها صورة التركيبة السياسية المقبلة، التي ستفرز بعد إنتخاب رئيس جديد، اضافة الى الإنتخابات النيابية، التي ستحدد أحجام الكتل ومدى تمثيلها شعبياً. وعلى الرغم من حجم كتلة "الكتائب" النيابية الصغير نسبياً (5 نواب)، إلا أن احتدام المنافسة بين عون وفرنجية، وخلط الأوراق، وفتح بازار حساب الأصوات التي من الممكن أن ينالها كل مرشح، في حال جرت الإنتخابات، أفرز واقعاً ايجابياً بالنسبة لـ"الكتائب"، يساهم في تعزيز المكتسبات أو الثمن الذي يريده لقاء تأييد أي مرشح، خصوصاً أن الحزب يعتبر أنه أصبح "بيضة القبان"، بما أن الجميع بحاجة له. وعلى صعيد الحسابات أيضاً التي يدركها "الكتائب"، تشير مصادر "المدن" إلى أن "أي مرشح إن كان سيفوز، فسيكون فوزه بفارق صوت واحد، من دون حساب نواب الكتائب وعددهم خمسة، وبالتالي فإن فرنجية كما عون بحاجة إلى الأصوات الكتائبية ليبقى فوز أحدهما بمأمن عن أي تحولات". وفق هذه القراءة، بدأت القوى السياسية تضغط على "الكتائب". وعلمت ''المدن'' أن قيادات  من أكثر من تيار وتكتل وحزب، تتصل بالقيادات "الكتائبية" لإستمالتها، وهذا ما فعله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عندما إتصل برئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل. وتشير المصادر إلى أن تيار "المستقبل" على تواصل مستمر مع "الكتائب" لحثه على دعم فرنجية، خصوصاً أن "الكتائب" أكثر ميلاً لفرنجية، لأن تحالف عون وجعجع يحجم دوره، أما نجاح فرنجية فيعني حصة في السلطة، وحلفاً جديداً يمكنه من مواجهة الثنائية المارونية الجديدة، اضافة الى أن البعض في "الكتائب" يبحث عن دور مشابه للذي اتخذه جعجع، أي عراب العهد الجديد، بدل أن يكون الحزب ملحقاً فقط بالثنائية المارونية. لكن كل الحسابات تبقى غامضة في بكفيا، خصوصاً أن مصير الحزب السياسي معلق، بعد أن أوصل "الثنائي الماروني" رسائل حازمة، وفيها تهديد مبطن، بأن عدم الإلتحاق بـ"الإجماع المسيحي" يعني عملياً تحجيم "الكتائب" في أي انتخابات نيابية مقبلة، وهو الأمر الذي يقلق الجميل، ويدفعه أكثر الى التريث والترقب. وعلى الرغم من حالة الترقب والإنتظار، إلا أن الحزب يعتقد أنه في موقع قوي، خصوصاً بعد عودة الحوار بينه وبين "حزب الله"، كما الى علاقاته الجيدة بمختلف الأطراف، وخصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي ينسق معه دورياً، وآخر جولات التنسيق هذه كانت خلال اللقاء الذي عقد بين الجميل ووزير المال علي حسن خليل.

وفيما دعا الجميل كتلة "الكتائب" النيابية إلى إجتماع يعقد الأربعاء، لمناقشة آخر المستجدات على صعيد ملف الرئاسة، يشير نائب رئيس حزب "الكتائب" الوزير السابق سليم الصايغ لـ''المدن'' إلى أن "موقف الحزب واضح من الرئاسة، فالعملية ليست الأشخاص، ولا الكيدية، وإنما مضمون المشروع الذي يقدمه المرشح".

 

معاقبة اللبنانيين بجريرة أزلام إيران في لبنان أفضل خدمة لها

منى فياض/العرب/20 كانون الثاني/16

يتابع الكاتب السعودي جاسر عبدالعزيز جاسر الوضع اللبناني عن كثب، ففي آخر مقالاته “الحال المتردية التي وصل إليها لبنان” يُوصّفُ تماما ما آلت إليه “الدولة المخطوفة” من قبل حزب إيران وطائفتها من اهتراء، مدركا أن معظم اللبنانيين يشاطرونه الرأي فعلا. كان قد بدأ منذ أيام مع مقال بعنوان “إلى متى ندعم لبنان.. وهو يخدم أعداءنا؟” عن الجزيرة السعودية، ثم أردفه بعد يومين بآخر بعنوان “ماذا استفدنا من الإغداق على لبنان؟” في نفس الموقع يشير فيه إلى الصدى الإيجابي الذي وجدته مقالته الأولى من المواطنين في الخليج “المقالة المنشورة قبل يومين عن عدم وفاء وزير خارجية لبنان جبران باسيل وإقدامه على اتخاذ موقف عدائي ضد مطالب المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية بالتصدي إلى التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية، ودفاعه عن الدور الإرهابي لحزب حسن نصرالله في سوريا والبحرين، وجدت صدى وتعليقات من عدد كبير من القراء سواء في المملكة أو في البحرين أو في الكويت”.. وطالب القراء باتخاذ مواقف واضحة وصريحة ضد المسؤولين في لبنان الذين يُقدمون على اتخاذ مواقف عدائية ضد المملكة والخليج العربي. وهذا ما تؤكده بعض المواقع الإلكترونية عن وجود إجماع سعودي وخليجي على التعبير عن “سخط خليجي يصل حدّ المرارة” من موقف لبنان في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لجامعة الدول العربية الذي انعقد في القاهرة الأحد الماضي. وقد أشارت صحيفة “السفير” إلى أن الخليجيين لا يقتنعون بحجّة لبنان التي ساقها عبر وزير الخارجية جبران باسيل في الاجتماع الوزاري العربي والمرتكزة على “الحفاظ على وحدتنا الداخلية من دون التخريب على الإجماع العربي”. ونقلت الصحيفة عن مصدر خليجي واسع الاطلاع قوله “إنها وحدة إيرانية! كان يفترض بلبنان الاصطفاف بلا لبس إلى جانب العرب وإلا لِمَ يسمّي نفسه: لبنان العربي؟”، مضيفا “للحق وجه واحد وليس وجوها”. وأشار المصدر إلى تداعيات أكيدة سوف يتكبّدها لبنان نتيجة موقفه، متوقعا أن تتمّ إعادة تقييم للعلاقات الخليجية مع لبنان لجهة السياسة الخارجية والاقتصادية، “فقد بات لبنان مدرجا على جدول أعمال السعودية والخليج والدول الإسلامية برمتها”. وتابع المصدر أن “سلوك لبنان الخارج عن الإجماع العربي، سيجرّ إليه العقاب”.

فهل يجب معاقبة لبنان ككل أم أن مثل هذه المواقف المجحفة تتخذ بحق اللبنانيين قبل غيرهم؟

اللبنانيون المغلوبون على أمرهم الذين يعانون من قهر وقمع غير مسبوقين، لم تمر عدة أيام على موقف وزير داخلية لبنان “جبران باسيل”، وهو ليس الأول من نوعه على كل حال، حتى تم الإفراج عن ميشال سماحة والذي كان قد أدين بنقل متفجرات للقيام باغتيالات وتفجيرات تثير الفتنة وتشعل البلد. أفرج عنه بعد أن تم تبديل أعضاء المحكمة العسكرية وخرج مصرحا، مع أنه ألزم بالصمت، ليؤكد عودته إلى العمل السياسي العادي، وكأنّ شيئا لم يكن، وكأنه خارج من نقاهة في مشفى. ليس هذا فحسب، سبق أن عانى اللبنانيون من قهر مماثل عندما أُفرج عن العميل الاسرائيلي المعلن فايز كرم، التابع لميشال عون مرشح الحزب للرئاسة، واستقبل بالأرزّ. وبعد أن أوقف قاتل سامر حنا الطيار في الجيش اللبناني أفرج عنه “على عينك يا تاجر” إلى أن أعلن مقتله في سوريا. ناهيك عن مفجّر مسجديْ طرابلس ورفعت عيد وغيرهم كثر. هذا دون أن ننسى أن جيش فتح الإسلام الذي يحاربه الآن حزب الله في سوريا باسم القضاء على “التكفيريين” سبق أن وضع خطا أحمر بوجه الجيش اللبناني الذي قاتله في مخيم نهر البارد. والأمثلة لا تنضب.

ماذا نفهم من ذلك؟

لبنان دولة مخطوفة ورهينة، واللبنانيون جميعهم سجناء تم ربط مصيرهم “شاؤوا أم أبوا” على حد تعبير نواب حزب الله وخطبائه، بشكل وثيق بإيران التي حوّلت لبنان إلى مجرد “ورقة” للتفاوض من أجل الحصول على مكاسب في أماكن أخرى مثل سوريا وغيرها. حتى أن الأمر يتعدى حصولها على المكاسب في سوريا، فأميركا أعطتها ضوءا أخضر لممارسة ما تريد. إنه امتلاك لبنان نفسه، جوهرة تاج إمبراطورية الولي الفقيه؛ فمن دون لبنان وسياسة القضم والاحتواء البطيء المتأني التي سمحت لها بوضع يدها عليه عبر استراتيجية التقية والذبح بالقطن وبذل المال مع الشعارات. لبنان كان بوابة إيران إلى قلب العالم العربي السني وإلى وجع القضية الفلسطينية. لن تتخلى إيران عن لبنان الذي في قبضة حزب الله (سلاحها الاستراتيجي)، بسهولة. لقد نجحت في وضع يدها على الطائفة الشيعية عبر البروباغندا والنفوذ المالي والضخ الإعلامي، ما وفّر لها تجربة طويلة ساعدتها على التغلغل في المناطق الأخرى من اليمن والبحرين والكويت إلى السعودية والإمارات بنجاحات متفاوتة وطرق مختلفة بعد أن استولت على العراق بمساعدة الأميركيين ورمت ثقلها في سوريا التي إما أن تبقى في قبضتها أو فلتتفتت. هذا كله صار معروفا وممجوجا.

لكن السؤال الأكبر يظل ما الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه؟ أليس التغاضي طويلا، إضافة إلى سياسة الانسحاب، عمّا حصل ويحصل، خلال سنوات من مراعاة الممانعات وعدم مواجهتها؟

باكرا جدا تُرك لبنان للنظام السوري “العربي المقاوم” لقمة سائغة بمباركة من الدول العربية مجتمعة. ومن ثم انتقلت كل من سوريا ولبنان إلى الهيمنة الإيرانية. يذكرنا هذا بما حصل عندما انسحب السفراء العرب من العراق إثر اغتيال السفير المصري في بغداد في العام 2005. وماذا كانت النتيجة؟ تسليم العراق بما فيه للسلطة الأميركية ومن خلفها إيران التي استكملت وضع يدها عليه، وزرع المكونات السياسية التي أمّنت لها الهيمنة فارضة نوري المالكي الذي نفذ سياساتها مضطهدا السنة، مؤججا الصراع المذهبي، مطلقا وحوش القاعدة من سجونهم، بمعية زميله بشار الأسد، الذين تحولوا إلى داعش.

لقد انتهت الدولة اللبنانية تحت أنظار الجميع وتُركت المنطقة طويلا لإيران تعبث كما تشاء، بحيث توهمت مع أتباعها فائض القوة ما يجعلهم لا يحترمون سيادة الدول ولا حدودها متسببين بإطلاق وحش العنصريات المتبادلة وموجة من تدني القيم الإنسانية وإسقاط جميع المحرمات المتعارف عليها. يعاني اللبنانيون يوميا وعلى جميع الأصعدة. سلوك وزير الخارجية اللبناني مرفوض من معظمهم وليس علينا سوى متابعة وسائل الاتصال الحديثة. إن موقف مقاطعة لبنان، إذا اتخذ، ومعاقبة جميع اللبنانيين بجريرة مواقف البعض المستتبع لإيران هو ما تريده طهران تماما، وهو الأنسب ويسهل مهمتها في القضاء على آخر ممانعة في وجهها. المواجهة هي المطلوبة. الآن هناك إسرائيل وإيران. إيران تتمدّد وتقسم العالم العربي وتنجح في ما عجزت عنه إسرائيل. إسرائيل عدو معترف به ولدينا مناعة ضده، إيران تخترقنا من الداخل عن طريق بعض شيعة العالم العربي وهذا أخطر بكثير. وهذا يؤجّج شعور القهر، فالقهر والغضب هما أحد أهم عوامل محركات التاريخ، لا يمكن القضاء على داعش إذا لم يستكمل العالم العربي مواجهة إيران، وإعطاء حقوق المواطنة للأقليات الشيعية، لسحب أي ذريعة من إيران وأبواقها.

 

السعودية تشعر بالحصار بعد رفع العقوبات عن إيران

 أسعد البصري/العرب/20 كانون الثاني/16

أول المهنئين برفع العقوبات عن إيران هو سلطنة عمان، الدولة التي رعت المفاوضات السرية الأولى بين الولايات المتحدة وإيران، وعملت على تقريب وجهات النظر. وإذا تنظر إلى الخارطة تجد الحدود الجنوبية للسعودية هي اليمن وعُمان. سلطنة عمان 72 بالمئة سنة، و26 بالمئة إباضية، و2 بالمئة شيعة، الإباضية دين الدولة، ولا تسمح بالنشاط الوهابي السلفي. الشأن الخليجي معقد جدا، إلا أننا نستطيع القول إن عزل إيران غير ممكن اليوم. مازال كثيرون يتذكرون قوة إيران أيام الشاه، حين ترددت دول الخليج في ضم البحرين إلى مجلس التعاون بسبب مطالبة الشاه بها والادعاء بأنها بضعة من إيران. لم تقدم السعودية على ضم البحرين عام 2012 بعد التمرد الشيعي الواسع فيها، الذي استوجب تدخل قوات درع الجزيرة لإنقاذ البلاد، ومن الواضح أن كلا من قطر وسلطنة عمان ضد أي مشروع للاندماج بالمملكة، وتتبعان سياسة خاصة بهما.

السعودية على حدودها الشمالية العراق والنفوذ الإيراني القوي، بسبب التعاون الأمني بين البلدين لمكافحة الإرهاب، ولا يفصلها عن سوريا سوى المملكة الأردنية الهاشمية التي تغص باللاجئين، وتكافح لاستقرار المنطقة. وعلى حدودها الشرقية لا يفصلها عن إيران سوى الخليج. بانقلاب الولايات المتحدة من عدو إلى صديق لإيران سيكون هناك مشروع إقليمي غامض بلا شك على حساب العرب. السنة العرب انكسروا في العراق وسوريا، في بغداد تم تهجيرهم وأصبحت عاصمة الرشيد شيعية بالمطلق، وفي سوريا هناك عشرة ملايين نازح ونسبة العنوسة بين الفتيات 70 بالمئة وتم دمج مصيرهم بمصير الإرهاب، وسيحتاج بقاؤهم مستقرين بمدنهم إلى وصاية إيرانية مباشرة أو غير مباشرة. هذا يعبر عن نفسه بوضوح من خلال الرضوخ التام الذي يبديه القادة السنة في العراق للشروط الإيرانية، أما مصر فقد عبرت عن ثقافتها القادمة بأنها دولة علمانية أتاتوركية بشكل لا لَبْس فيه، وغير مستعدة للدخول في أي نزاع ديني أو مذهبي في المنطقة، وستبقى على حربها للإسلام السياسي السني والإرهاب، سواء كان الإخوان المسلمين أو داعش أو الوهابية.

تبقى نواة العقيدة السنية في السعودية. حاولت الحكومة تهذيب الدعاة ورجال الدين، وشجعت تغيير المناهج التعليمية، إلا أنه برفع العقوبات عن إيران وتصعيد التوتر بين البلدين، بما يحمله من شحنة واستقطاب طائفي، قد يؤدي ذلك كله إلى انتعاش التطرّف، ويخفف من ثقل التحالف الدولي ضد الإرهاب. لأول مرة رأينا تغريدة نشرها الشيخ سعود الشريم، إمام الحرم المكي، يقول “ليس العجب في تحالف الصفويين مع اليهود والنصارى ضد المسلمين، فالتاريخ شاهد على ذلك، وإنما العجب في عقول تأخر فهمها لهذه الحقيقة حتى هذه اللحظة”. وبالنتيجة إيران مستفيدة من التصعيد الطائفي والسياسي، ولا نرى أنها متضررة، ولا توجد إمكانية لعزلها إقليميا. الشيعة حول العالم يشعرون بنوع من الزهو والنصر، فقد رفض تسعة نواب كويتيين من الشيعة قبل أسبوع تقريبا حضور جلسة مجلس الأمة الكويتي لإدانة الموقف الإيراني العدائي ضد السعودية وبعثاتها الدبلوماسية في طهران، بعد يوم من إعلان أحكام بحق 26 شيعيا اتهموا بالتخابر مع إيران وحزب الله اللبناني. ومقال منشور في نيويورك تايمز لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يهاجم السعودية ويقول هي تُمارس الإرهاب داخليا على الشعب، والشعوب الأخرى تطلق عليها داعش.

وانشغل الإعلام الأميركي لأيام بصفقة تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران. كل هذا عشية التوقيع على الاتفاق النووي ورفع العقوبات. يعني السعودية تقطع رأس 47 إرهابيا بالسيف، وإيران تطلق سراح متهمين بالتجسس. أما البنك المركزي العراقي فقد أعلن عن تخصيص مئة سبيكة ذهب للقبة الشريفة على قبر سيدنا علي بن أبي طالب في رسالة قوية مفادها أن هبوط سعر النفط لا يجعلهم يتراجعون عن بناء القباب الذهبية، وأن الشيعة غير خائفين على الأضرحة من داعش، بل سيضعون المزيد من الذهب فوقها. أجواء زهو واحتفال شيعي سياسي واضحة.

الإعلام السعودي ضعف خلال اليومين الأخيرين على خلفية الإعلان عن شهر عسل أميركي إيراني ورفع العقوبات وتبادل السجناء، قضية تشبه الصدمة. انخفاض أسعار النفط بدأ يؤثر على الجميع وإيران ستستلم 100 مليار دولار وتعاود السياحة والمصارف الإيرانية نشاطها. زراعة وصناعة وانفتاح على شركات أجنبية ضخمة. إن جالية إيرانية صغيرة في مدينة تورونتو تهز اقتصاد المدينة العملاقة هزا، فكيف بشعب بأكمله؟ أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأحد أن واشنطن وطهران توصلتا إلى تسوية لدعوى أقيمت قبل فترة طويلة في لاهاي، أُفرج بموجبها عن 400 مليون دولار لإيران كانت مجمدة منذ عام 1981 بالإضافة إلى 1.3 مليار دولار كفوائد على المبلغ. وبالرغم من كل شيء فإن حجم الاقتصاد السعودي البالغ حاليا 650 مليار دولار أكبر بكثير من اقتصاد إيران الذي يبلغ حجمه 400 مليار دولار. التخوف من أن تكون نفقات الحروب والأزمات ورفع العقوبات عن إيران ما يقلب هذه الأرقام في المستقبل.

يتحتم علينا إيجاد طريق مستقلة الآن مختلفة عن طريق أميركا. عندنا خطر الدولة الإسلامية والتطرف الديني، وعندنا خطر التوسع الإيراني. السعودية مركز للعقل العربي اليوم وهي آخر أمل للبقاء في طريق آمنة. يحق للمملكة أن تشعر بالحصار فقد تلقت ثلاث رسائل تهديد خلال أسبوع واحد، الأولى من المرشد الأعلى علي خامنئي، والثانية من الخليفة البغدادي، والثالثة من زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

الإحباط السني شامل اليوم، فلأول مرة يخرج بروفيسور الأدب المقارن والفلسفة في جامعة لندن العراقي أحمد خليل عن صبره ويقول في رسالة خاصة “عبث، كل الحلول عبث في عبث. مقولة الفاروق ‘وددت لو أن بيني وبين فارس جبل من نار’ كانت لمدة 1400 سنة أمام أعيننا ولم نفهمها. لم نفهم أن الحقد على العرب من ثوابتهم، لكنهم أدركوا أن الغفلة من ثوابتنا. كان ينبغي علينا أن نبني هذا الجبل بيننا وبينهم لكف الأذى ودرء فتنة ‘لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة’. للأسف لم نفعل رغم كل ما قدمه لنا التاريخ من دروس”. كلام كهذا من رجل عراقي متعلم ومعتدل يعتبر علامة حمراء حقا.

الفارسي الغني والقوي قادم. إيران بإرثها الفلسفي والشعري والحضاري، بغنائها وموسيقاها، بصداقتها للغرب والعالم القوي، باقتصادها وزراعتها وسواحلها، كل هذا سيكون وجها لوجه أمام العرب، لأن إيران ستحتفظ بمشروعها وعقائدها، بثأرها وأضرحتها وبكائها. سيتلفت العربي من حوله فلا يجد سوى مالك بن الريب “تذكرتُ مَنْ يبكي عليّ فلم أجدْ / سوى السيف والرمح الرّدينيّ باكيا”. ربما نجح الخميني! لقد صبروا أربعين سنة، وها هي السجادة الفارسية مكتملة على حائط التاريخ. وكتب روحاني “أشكر الله وأحني هامتي أمام عظمة شعب إيران الصبور. أهنئكم بهذا النصر”.

يقول عالم الاجتماع الإيراني إحسان نراغي إن سبب سقوط الشاه هو أميركا، لأنها قد دللت الشاه إلى درجة أنه بدأ يتصرف وكأن أميركا هي جزء من ممتلكاته الخاصة، ثم فجأة تخلت عنه. مما جعل الشاه يتصرف كعاشق خائب ومخدوع. لا نريد لشيء مشابه لهذا أن يحدث للعرب.

 

سوق تبادل الجوع والموت في البورصة الفارسية

حامد الكيلاني/العرب/20 كانون الثاني/16

شكسبير في جملته “أكون أو لا أكون” من مسرحية هاملت، أو ديكارت في مقولته “أنا أفكر إذن أنا موجود” وغيرهم من كتاب وشعراء ومفكرين وفنانين، اختصروا ذواتهم أو حياتهم أو مجدهم وخلودهم بمفردات موجزة لا أبالغ إذا قلت إنها كانت حربهم الخاصة التي كان يجب أن يخوضوها وينتصروا في نهايتها لمصيرهم. ولعل كافكا أكثر أثرا في ما أريد أن أبني عليه، عندما قال “أنا خائف إذن أنا موجود” لأنه في خوفه يَعُدُ العدة لمقاومة ما يمكن أن يهدد وجوده، ويزيد من طاقة تفكيره لإنتاج الأساليب، وصولاً إلى ذروة التركيز للتفكير الصحيح وبلوغ الهدف في حماية الفرد أو المجموعة أيضاً.

من تاريخ العراق، أمثلة ممتدة الأزمنة لمواجهات عنف واجتياحات متكررة لموجات همجية، أكثرها فداحة بحجم الخسائر في البشر أو التدمير، هي تلك التي رافقت قلة التحسب للعدو وضعف كيان الدولة وعدم الشعور بوحدة المصير المشترك بين العرب.

الحكاية ذاتها، تتداعى حدود شرق العراق ويتدفق الشر بعدها إلى سوريا وهكذا، مغولاً أو فُرساً أو أقواما أخرى، لكن ما ينطبق على الماضي هل بالإمكان أن يجري تطبيقه على الحاضر مع كل ما جادت به البشرية في القرن العشرين، بعد تجارب حربين عالميتين وحروب إقليمية وما تمخض عنها من اتفاقات وعلاقات وإنشاء منظومات أممية متعددة الاهتمامات للحفاظ على السلم العالمي، واستقرار مفاهيم التعايش والتطور الحضاري والتكنولوجي، وضمان حقوق الإنسان وعدم الحط من كرامته وكبريائه وحقه في العيش، وأهمها توفير أمنه الغذائي وإبعاد جائحة الجوع عن الشعوب. ما يخطر ببالي مباشرة، عادات أهلنا في مدينة الموصل، من تأمين المواد الأساسية وتخزينها في أماكن خاصة وجهد الأسر في الإعداد والاعتماد على نفسها في توفير حاجة الأفراد لفصل أو أكثر، لاستمرار الحياة في حالات القحط الشديد وقلة كميات المطر في مواسم الزراعة.

الحقيقة أن مدينة الموصل تعرضت أكثر من مرة للحصار من قبل الأعداء، وشاهدها البطولي مقاومتها لحصار نادر شاه في منتصف القرن الثامن عشر بعد سلسلة مآس في المدن العراقية الأخرى، وعلى الرغم من جيشٍ بلغَ تعداده 300 ألف مقاتل مع أعداد كبيرة من المدافع لكنهم عجزوا عن اقتحام المدينة لبسالة الأبناء وبطولاتهم الاستثنائية، وأيضاً لتكديس مستلزمات العيش من محاصيل زراعية وكذلك المواشي وخشب التدفئة.

الصراع كان حينها لذات الأسباب المذهبية والطائفية، ومع تعجيل الانتقال إلى حاضرنا، ما كان لنا أن نصدق ما يجري في بلدة مضايا السورية لولا حقائق الأرض ورصد الهواتف النقالة والناشطين الذين دونوا واقع حصار أكثر من 40 ألف إنسان أغلبهم من مهجري مدينة الزبداني المتاخمة للحدود اللبنانية والمدمرة بالكامل، تم زج الناس في البلدة وأغلقت منافذها الرئيسية وطوقت جهاتها الجبلية بالألغام ولمدة 7 أشهر من قوات النظام الحاكم ومن الميليشيات الإيرانية التي ارتهنت الدولة اللبنانية لمشروع ولاية الفقيه.المحاصرون، عاداتهم في التموين والإعداد تشبه إلى حد كبير عادات أهلهم العرب في الموصل، لأنهم يستعدون بجهود ربات البيوت لفصل الشتاء وأيام الثلج، لكنهم لم يتحسبوا لحصار خانق من حاكم يفترض به أن يحميهم ويدافع ويمنع عنهم تغول التطرف ونيات الميليشيات الطائفية التي كانت عوائلهم في ضيافة أهل الزبداني والبلدات التابعة لها ومنها مضايا أيام حرب 2006 مع العدو الصهيوني. على حدود العراق من جهة الشرق، إيران ومشروعها القومي الفارسي يتمدد بشعاراته الطائفية في البلدات التابعة لمحافظة ديالى وضحيتها الكبرى المقدادية وما يجري فيها من إبادات وتدمير وتهجير، لتأمين وضمان الشريط الحدودي داخل عمق العراق من الجنوب إلى إقليم كردستان لبسط سيطرة الميليشيات الإيرانية ومشروعها الطائفي الذي تجهر به ليل نهار، وفي الجهة المقابلة عبر امتداد الأرض العراقية السورية، أي الحدود الغربية المحاذية للبنان، حيث تجري السيطرة على الشريط الحدودي بذات النهج والأهداف السياسية والطائفية.

المشروع الفارسي لولي الفقيه يطبق بفكيه على حدود العراق الشرقية وحدود سوريا الغربية المتاخمة للبنان، وما حدث من اتفاق في منطقة الزبداني بين إيران وجهات من المعارضة السورية في تركيا، لا يمكن تحجيم أهدافه في النواحي الإنسانية لصراع الحصار المتبادل بطابعه الطائفي بين بلدتي كفريا والفوعة من جهة، والزبداني وبلداتها من جهة أخرى.

إنه اتفاق مصغر وبالون اختبار لمشروع التقسيم الطائفي القادم بقوة من خلال مساعي طهران ونظامها بإذكاء الحروب العبثية وتدمير العرب وجرهم إلى خندق طائفي مقابل.

العرب بشبه إجماعهم على مجابهة التحديات الكبرى وبكل الوسائل وبشجاعة واعتمادهم على عمق أمتهم العربية والإسلامية وتحديهم للإرهاب بوجهيْ عملة التطرف المذهبيتين، إنما ينفتحون على حلم وحدتهم بواقعية تعادل خوفهم على مستقبل أجيالهم كأمة، وعلى مصير شعوبهم التي اكتشفت بالتجربة فادحة الثمن، أن المأساة توحدهم وأن المخاطر والتحديات جوهرها فُرْقَتهم والتفرد بهم وعزلهم وتطويقهم باليأس والعجز، ومحاربتهم حتى بسلاح التجويع حتى الموت.

ولي الفقيه الفارسي يريد كل شيء، العرب، أمتهم، دينهم، تاريخهم، حياتهم، كعبتهم، بغدادهم، ألا يكفي ذلك أن نكون أو لا نكون، أو نفكر إذن نحن موجودون، أو نخاف على مستقبلنا بما يكفي لنتوحد وننتفض على صبرنا وحلمنا تجاه من لا يراعي حرمة لجار أو إنسانية أو دين أو تعايش تمليه القوانين السماوية والوضعية. إيران كنظام سياسي ودور حمامة السلام والأفلام العاطفية مع روسيا وأميركا وغزل المصالح الأوروبية وما يأتي من رفع جزئي للعقوبات وإطلاق سراح ما يقارب من 50 مليارا من أرصدتها المجمدة، يجب ألا يكون على حساب العرب أو زيادة دعم أوجه الإنفاق على الفتن الطائفية في منطقتنا.

أستنجد بما آلت إليه مشاعر المهمشين في المدن العربية ومنها الموصل وديالى والمقدادية ومضايا والزبداني وكفريا والمعضمية وتعز، بل مواطني دول كالعراق وسوريا ولبنان واليمن ودول أخرى تحت يد الإرهاب وملفات المشروع الطائفي الفارسي، السؤال هو هل يمكن العيش أو الحياة مع من لا يمكن الاتفاق معه؟

محاولات بعض الساسة والقادة اللعب على الأديان والطوائف وارتداء زي رجال الدين وتناوب الأدوار والحماسة في حماية الشريعة مرة، وحماية القوانين مرة أخرى، أو دفع الناس لمزيد من الطقوس يقابلها في الحقيقة غياب أبسط الحقوق الإنسانية حتى البدائية منها، وهي حق الإنسان في العمل والحصول على الطعام.

ظاهرة انعدام تأثيرات التقدم الحضاري وعدم تجاوز سقطات الوعي الإنساني كما في حصار مدينة الموصل قديماً، زمن نادر شاه الفارسي وهزيمته المنكرة وفشله في اختراق صمود قلعة الموصل (باشطابية) التي تصلح أن تكون نموذجاً بطولياً لردع ودحر كل مدارس الإرهاب وأخطرها نظام ولي الفقيه الفارسي ومشتقاته الإرهابية من داعش وغيرها، إنه نظام نادر في كراهيته للعرب والحياة ولا يعترف أبداً بمقولة شاعر مثل اللورد بايرون “أنا أحب إذن أنا موجود” لكن اقتراب موعد مباحثات جنيف، سيوسع الأحداث على طاولة النزاعات وحصار المدن ويعيد مفردة “الإنسانية” للاستخدام السياسي، ويفتح بابا واسعا لنفاق المصالح الإقليمية والدولية على حساب الأبرياء.

 

في انتظار كلمة السر يبقى لبنان مهدّداً

الشيخ عبد الحميد سنو/النهار/20 كانون الثاني 2016

تبدو الامور في لبنان وكأن كل شيء يتوقع كل شيء سوف تأتي به الرياح المقبلة من خارج المنظومة السياسية المتعارف عليها بكل فئاتها، وبكل تنوعها اللبناني، كما يحب القادة اللبنانيون اطلاق نعوتهم بخصوصية الوضع في لبنان. وجلسات الحوار الممتدة منذ فترة بين اقطاب السياسة، وماسكي خيوط اللعبة، في بلد بلغ فيه نزق المواطن البسيط اقصى درجات الانهيار النفسي، وأصبح القتل على أحقية المرور أو هلاك مريض على ابواب المستشفيات مجرد حديث عابر وغير صارم، وربما كان مبررًا رغم قسوة الحدث، ورغم ذلك الانهيار الاخلاقي الذي وصل اليه المجتمع اللبناني نتيجة انقسامات الساسة، وعدم احساسهم بالمسؤولية تجاه مجتمع يجب أن يعبّر عن ذاته، وأن يحقق طموحه، وأن ينطلق بحرية خارج نزاعات عابرة في تاريخ وطن استطاع الصمود والتحدي على رغم كل الآلام والحروب، وعلى رغم كل ما كان يساعد على الانهيار. انتظار ما سوف ينتج من جديد الحوادث، وتطورات الوضع القائم في الجوار اللبناني، هو اللغة المتداولة اليوم، ولو كان الامر تحت اسم آخر. التوقعات لا تبدو ايجابية في ظل مستجدات يومية على ارض الواقع المحيط بالكيان اللبناني. الحوادث بين الاطراف المسؤولين تأخذ وقتاً أطول من المحتمل، لأن اطراف الحوار لا يملكون العصا السحرية التي تأتي بنهاية سعيدة. يعتقد كل طرف محاور أنه يمتلك عصا موسى التي تبتلع عصي الآخرين عندما تأتي كلمة السر. كلمة السر يتوقعها الجميع من خارج لبنان الذي رهنه قادته وزعماؤه، عن علم او جهل، الى ذلك المجهول الذي سوف يأتي بحل ما على رغم الاصوات العالية التي تطالب برئيس صنع في لبنان. تلك هي خطورة اللعبة أن تتوقع ما ليس بامكانك ادراكه او استيعابه، لأن الامور ذات أبعاد اقليمية وعالمية، ونحن لا نزال تحت تأثير غيبوبة سياسية اتقنا تمثيلها على مسرح الشعب الذي ينتظر خروج المجهول الى واقع الحياة حتى تكتمل حفلة توزيع الهدايا وتقاسم الخسائر ويلتئم شمل بنشعي ومعراب والرابية، وكل عام وانتم بخير.

 

رجل دين نيجيري قضية جديدة لحزب الله

ألكس راول/لبنان الآن/19 كانون الثاني/16

ليس من الغريب على أمين عام حزب الله حسن نصرالله أن يتطرّق في خطاباته المتلفزة من حين إلى آخر، إلى أحداث تجري خارج الحدود اللبنانية. بل على العكس من ذلك، غالباً ما تحتلّ التطورات في العالم العربي، لا سيّما في مناطق النزاع مثل سوريا وفلسطين، جزءاً هاماً من تصريحاته التي يشاهدها مناصروه وأعداؤه على حد سواء. إلا أن من النادر أن تستنفذ منطقة غرب أفريقيا انتباه هذا القائد، لكن هذا التحوّل حصل أثناء خطاب له في 21 كانون الأول، وبدا واضحاً. "قبل أن أتطرّق إلى الحدث الأبرز" - وهو اغتيال اسرائيل للقائد العسكري في حزب الله سمير القنطار في دمشق- "أُريد أن أذكر أيضاً [...] حادثاً دموياً حصل في نيجيريا قبل أيام قليلة"، قال نصرالله أمام الكاميرا. "أتحدّث عن المجزرة المرعبة في مدينة زاريا، 260 كلم شمال أبوجا التي أودت بحياة مئات أتباع الحركة الاسلامية على يد الجيش النيجيري، بالاضافة الى اعتقال قائد الحركة فضيلة الشيخ العالم، المجاهد ابراهيم الزكزاكي". وناشد نصرالله الحكومة النيجيرية إطلاق سراح زكزاكي و"القبض على المسؤولين عن الحادث ومحاسبتهم"، ومن ثم تحدّث عدة دقائق عن فضائل هذا الشيخ النيجيري- "ثلاثة من أبنائه قُتلوا قبل عام خلال مسيرة يوم القدس، إحياءً لقضية القدس وفلسطين"- خالصاً الى القول إنّ "أكثر ما نخشاه هو وجود أيادٍ أميركية أو اسرائيلية أو تكفيرية خلف هذا العمل الفظيع الذي ارتكبه جنود في الجيش النيجيري، لوضع نيجيريا وحكومتها وجيشها وشعبها في مواجهة فتنة مخيفة، كما يحدث في العديد من البلدان في المنطقة". ولم يكن نصرالله السياسي الشرق أوسطي الوحيد الذي عبّر فجأة عن اهتمام غير مسبوق في الشؤون النيجيرية. حيث أطلق رجل الدين العراقي الشهير مقتدى الصدر تصريحاً دعا فيه أبوجا إلى إطلاق سراح زكزاكي، كما دعا "شعب العراق" إلى التظاهر تكريماً له. وقد وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى حدّ الاتصال شخصياً بنظيره النيجيري، محمد بحاري، للتعبير عن تذمّره، في حين عبّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن انزعاجه ممّا حصل لوزارة الخارجية النيجيرية. وحتى المرشد الأعلى للثورة في إيران، آية الله علي خامنئي، وضع على "تويتر" صورةً يظهر فيها جنباً الى جنب كل من القنطار، ومؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، الشيخ السعودي المعدوم مؤخراً نمر النمر، وزكواكي، تحت عنوان: "لا يمكن إخماد الصحوة".

ما الذي حصل تحديداً في نيجيريا لجعل هذه الشخصيات المتباينة مستخدمة جداً؟ وما الذي يجمع ما بين رجل دين معروف جداً في نيجيريا وكبار قادة الميليشيات في لبنان، والعراق، ورئيس إيران؟ فيما يلي يعالج NOW هذه الأسئلة الواحد تلو الآخر.

"خسارة فعلية في الأرواح"

ممّا لاشك فيه بأنّ عدداً كبيراً من أفراد الحركة الاسلامية في نيجيرية (IMN) - ربما أكثر من 300- قُتلوا على يد الجيش النيجيري في زاريا بين 12 و14 كانون الأول 2015، وفقاً لمنظمات حقوق انسان دولية.

وفي حين يزعم الجيش بأنّه أُجبِر على إطلاق النار على حشد مناصري الحركة الاسلامية الذين كانوا يحاولون اغتيال رئيس الأركان، توكور بوراتي، بينما كان يمر في المدينة، تقول منظمة هيومن رايتس ووتش - التي نشرت تقريراً مفصلاً يستند الى فيديو وإلى شهادات شهود عيان- إنّ هذه "الرواية للأحدث ليست متماسكة"، بل إنّ الجيش قام بإطلاق الرصاص الحي على الناس الخارجين من أحد مراكز الحركة الاسلامية "بدون أي استفزاز خارجي"- أفراد الحركة مسلمون شيعة- ما دفع الحشد الغاضب الى حمل العصي والحجارة والنزول الى الشارع احتجاجاً، كما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش. ففتح الجيش النار على الحشد، قاتلاً العديد منه، ومن ثمّ تقدّم الى منزل زكواكي، حيث تجمّعت مجموعة أخرى من أفراد الحركة الاسلامية لمنع اقتراب الجيش. وتم اطلاق النار على هؤلاء أيضاً، ومن ثم جرى اعتقال زكزاكي، الذي أصيب بجروح، واعتُقلت معه زوجته زينات. "في أفضل أحوالها تُعتبر هذه ردّة فعل مبالغ فيها، وفي أسوأ الأحوال تُعتبر اعتداءً مخططاً له على هذه المجموعة الشيعية التي تعتبر أقلية"، كما قال المدير الأفريقي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، دانيال بكيلي. وفي بيان صحافي، قال مدير منظمة العفو الدولية في نيجيريا م.ك ابراهيم إنه "في حين لا تبدو حصيلة الوفاة النهائية واضحة، لا شك بأنّ كان هناك خسارة كبيرة في الأرواح على يد الجيش". لا يزال زكزاكي وزوجته في الاعتقال "أحياء وفي صحة جيدة"، وفقاً للمتحدث باسم الشرطة. وفي حديث لموقع NOW الاثنين الماضي، قال المتحدث باسم الحركة الاسلامية النيجيرية ابراهيم موسى بأنّ زكزاكي ممنوع من استقبال أي زوار، بما فيهم المحامون والأطباء- على الرغم من تقارير شهود عيان تحدّثت عن تعرّضه لاطلاق النار أربع مرات أثناء عملية الجيش. "لم يره أحد أو يتحدّث اليه"، قال موسى، "نعتقد أنه في وضع مزر يتطلّب عناية طبية". ولدى سؤاله عمّا إذا كان يتوقّع إطلاق سراح زكزاكي في وقت قريب، أجاب موسى بالنفي، ذاكراً النقد الكبير الذي يوجّهه المسؤولون ووسائل الإعلام المحلية للحركة الاسلامية واصفينها بـ"الدولة صعبة المراس ضمن الدولة"، والتي تهدد الأمن القومي. "نعتقد بأنّ الحكومة اتخذّت قرارها بشأن أتباع الشيخ ابراهيم زكزامي والحركة الاسلامية"، قال موسى لـNOW، "نعتقد بأنّ ما يحصل اليوم ليس من صنيع الحكومة بحد ذاتها، بل من فعل المؤامرة الوهابية الصهيونية ضد الحركة".

"أتباع تعاليم الإمام الخميني"

لم يكن مصادفةً أن تحمل ملاحظة موسى الأخيرة أصداء ما عبّر عنه نصرالله حول وجود "أيادٍ إسرائيلية أو تكفيرية"، فما يجمع الحركة الاسلامية بالعديد من المجموعات الشيعية في لبنان والعراق وغيرهما، هي علاقات سياسية وعقائدية- وعلى حد اعتقاد العديد من المحللين، علاقات تنظيمية ومالية- بالنظام الحاكم في طهران. أما كيف أصبح مواطنو نيجيريا- هذا البلد حيث لم يكن المذهب الشيعي معروفاً فيه قبل 40 عاماً- جزءًا من كيان سياسي عابر للأوطان، فهي قصة لا تنفصل عن حياة رجل واحد، هو الشيخ ابراهيم الزكزاكي. انخرط زكزاكي، 63 عاماً، في النشاط الاسلامي منذ أيام مراهقته في أوائل السبعينات. وُلد مسلماً سنّياً، وبدأ حياته السياسية كمناصر للإخوان المسلمين، وقيل إنّه كانت تجمعه علاقات صداقة بالمجموعة- التي تضم في صفوفها محمد يوسف، مؤسس الحركة الجهادية المعروفة اليوم باسم بوكو حرام- حتى التسعينات. إلاّ أنّه ومنذ أوائل الثمانينات، قام زكزاكي بزيارة تحولية الى إيران، التي كان آية الله روح الله خميني قد أمسك فيها السلطة للتو، وبعد تلك الزيارة تحوّل إلى شيعي. منذ منتصف الثمانينات، الدعوات المتكررة لزكزاكي للاقتداء بالثورة الايرانية في نيجيريا أكسبته زيارات متكررة إلى السجن، لكن الزخم خلف الحركة الاسلامية (التي انشقت عن الإخوان المسلمين عقب تحوّله إلى المذهب الشيعي) كان يزداد مع كل اعتقال له. واقتداءً بزكزاكي، ازدادت أعداد معتنقي الشيعية ليقارب عددهم بعدما كانوا عبارة عن أقلية ضئيلة الى ما بين "عشرات الآلاف" و"ثلاثة ملايين".

قد يكون هناك ما يقارب الثلاثة ملايين نيجيري، يسعون ظاهرياً الى استبدال الحكم الجمهوري الديمقراطي الموجود لديهم الآن بولاية الفقيه، أي النموذج الإيراني للحكومة الدينية التي أسسها الخميني والتي يطالب بها علناً على موقعهم الإلكتروني أفراد الحركة الاسلامية النيجيري (المزيّن بصور الخميني وخليفته، خامنئي، وإلى جانبهما زكزاكي). وفي خطاب أثناء مؤتمر الإمام الخميني في لندن، أوضح زكزاكي مدى إعجابه بالخميني. "العالم بحاجة إلى أفكار الإمام الخميني [...] ما يتبقّى للعالم هو اتّباع تعاليم الإمام الخميني. لا يمكننا الحديث عن الإمام الخميني وكأنه قائداً سابقاً، أو قائداً أكبر سنّاً، هو لا يزال القائد، والحمد لله بأنّ خلفه كان السيد علي خامنئي، حماه الله، حيث لا تزال تعاليم الإمام مستمرة كما لو أنّ الإمام نفسه لا يزال على قيد الحياة". وفيما يتعدّى الالتزام بولاية الفقيه، يمكن وصف سياسة زكزاكي بالمعادية للأميركيين وللإسرائيليين، وتغذّيها نظرية المؤامرة والمعاداة للسامية. وفي دراسة له حول موضوع "الإرهاب" نشرها على موقع IMN الإلكتروني، يزعم في معرض ذلك، بأنّ الحكومة الأميركية نفّذت اعتداءات 11 أيلول، وبأنّ الحكومة الإسبانية نفّذت تفجيرات القطار في مدريد عام 2004، وبأنّ الـCIA اغتالت الرئيس جون.ف. كينيدي. ويشدد فيها على أنّ "لا أحد ينفي حقيقة أنّ "يهودياً واحداً لم يُقتل" في اعتداءات 11 أيلول، ويرى أن المستفيد من الحرب على العراق، هو "الشعب اليهودي"، أما إسرائيل "فكافة مواطنيها، 100% هم إرهابيون".

وبالتالي قد لا يكون من المفاجئ بأنّ وجهات سفر زكزاكي، تشمل اليوم بالإضافة إلى لندن، لبنان الذي زاره العام الماضي، وجال على مواقع عمل حزب الله (بينها مدافن شهداء المقاومة، وسجن الخيام، ومتحف المقاومة في مليتا)، وحضر مؤتمر الاتحاد الدولي للمقاومة، وقام بمقابلة مطولة مع تلفزيون المنار (حاول خلالها أن يصل ما بين أحداث حصلت في أفريقيا وأخرى في الشرق الأوسط، حيث قال إنّ داعش، وجبهة النصرة، وبوكو حرام، والشباب الجهادي في الصومال كلهم موظفون من قبل الغرب وإسرائيل).

حزب الله النيجيري؟

يثير تاريخ العلاقات مع حزب الله - إلتقى وفد من IMN بمسؤولي الحزب في بيروت عام 2012 - أسئلةً حول احتمال تسليحهم في قتالهم مع الدولة النيجيرية. وأصرّ موسى، المتحدّث باسم IMN أمام NOW على أنّ علاقاتهم بحزب الله كانت مجرّد مسألة "وجهات نظر مشتركة"، ولا يوجد شيء "مالي أو عسكري أو أي شيء من هذا القبيل". لكن عام 2013، اكتشف الجيش النيجيري مخزناً للأسلحة يمتلكه لبناني، هو طلال أحمد روضة في مدينة كانو، على بعد 160 كلم شمال شرق زاريا. وفقاً لأوراق من المحكمة النيجيرية، اعترف روضة ولبنانيان آخران، اعتُقلا معه بأنهم جزء من خلية تابعة لحزب الله في البلد. وحُكم روضة بالسجن مدى الحياة لامتلاكه أسلحة بشكل غير قانوني (ليُطلق سراحه في كانون الثاني 2015)، ولكن نُفيت عن الآخرين تهمة الارهاب بناء على أنّ حزب الله لا يُعتبر منظمة ارهابية حسب القانون النيجيري. ومع ذلك، في شباط 2015، اتهمت وزارة الخزانة الأميركية اثنين من الثلاثة- مصطفى فواز وعبدالله طحيني- ومعهما شقيق فواز، فوزي، بالقيام بنشاطات عسكرية ومتعلقة بجمع المال بالنيابة عن حزب الله في نيجيريا. وقال موسى لـNOW إنّ الحركة الاسلامية النيجيرية "ليس لديها اي علاقات" بالجالية اللبنانية الكبيرة في نيجيريا. غير أنّ محللين أمنيين في البلد، قالوا العكس تماماً.

"لدى الدولة النيجيرية الكثير من المعلومات التي تجمع الـ IMN بمئات اللبنانيين المقيمين في نيجيريا، لاسيما اللبنانيين الموجودين في كانو"، قال لـ NOW شتا نوانز، رئيس قسم الابحاث في استخبارات SBM، "يعتقدون بقوة بأنّ هذه قاعدة للتنسيق بين حزب الله ولبنان". هكذا، في أعقاب أعمال القتل في زاريا العام الماضي، تتزايد المخاوف في نيجيريا من أن تتطور الحركة الاسلامية- بمساعدة حزب الله- لتصبح قريباً جناحاً عسكرياً كاملاً. وقد اتُّهِمت الحركة في الحقيقة بأعمال عسكرية متفرّقة وعلى مستوى خفيف للعديد من السنوات، معظمها موجّهة ضد منافسيهم السنّة. وقد زعمت برقية مسرّبة للسفارة الأميركية تعود الى شباط 2008 بأن "معسكرات تدريب للحركة الاسلامية توجد في الشمال"، على الرغم من أن الكاتب، الذي كان حينها السفير روبن ساندرز، لم يعتقد حينها بوجود "تهديد كبير للنضال المستوحى من الشيعة". واليوم، يخشى محللون من أن أي تمرد للحركة الاسلامية لم يعد احتمالاً بعيداً، بما أن الحركة تواجه اعتداءات من قبل الدولة ومن قبل مجاهدي بوكو حرام- الذين قتلوا 22 عضواً من الحركة كانوا يسيرون في كانو في ذكرى عاشوراء في تشرين الثاني 2015 بتفجير انتحاري. "المزيد من الأعمال ضد زكزاكي ومناصريه، لا سيما إذا ما كانت مخالفة للقانون، قد تجعل الحركة الاسلامية النيجيرية، كما كانت الحال مع بوكو حرام، تعبّر عن ظلم الدولة النيجيرية لها بأعنف السبل"، كتب الأسبوع الماضي، ريان كامينكز، المحلل الأساسي للشؤون الافريقية في red24. ولا داعي للقول إنّ الثورة كاملة من قبل بوكو حرام- التي سمّت نفسها ولاية غرب أفريقيا عقب تعهدها بالولاء لداعش في آذار 2015- التي بدأت بالغليان في شمال شرق نيجيريا، تجعل المحللين يتخوّفون جدّياً من احتمال أن تطلق IMN ثورتها في أراض متاخمة. "الجيش النيجيري بدأ أصلاً بالتمدّد في قتال بوكو حرام، هناك عنف في وسط الشمال واحتمال حصول تمرّد جديد في دلتا النيجر، عندما سينتهي برنامج العفو الرئاسي في غضون أسبوعين"، كتب نوانزه على موقع SBM الالكتروني، "بالاضافة الى أنّ تمرداً شيعياً قوياً يدعمه الملايين في قلب نيجيريا هو الوصفة لكارثة لا يمكن لنيجيريا تحمّلها".

جميع العيون على إيران

في النهاية، يقول محللون، إن العامل المتغيّر الحاسم في المعادلة هو ايران، الدولة التي تدعم حزب الله، ومهما كانت احتجاجات الحركة الاسلامية، فقد دعمتها منذ اعتناق زكزاكي للمذهب الشيعي في أوائل الثمانينات. فإذا أرادت ايران للوضع أن يتدهور- و"بأن تتحوّل مسألة صغيرة الى قضية كبرى"، وفقاً لتعبير الرئيس روحاني- فهي ستقوم بذلك. غير أنّ نوانزي، وغيره، قالوا لـ NOW إنهم لا يعتقدون بأنه تم الوصول الى مرحلة الثورة المسلحة. بل بدلاً عن ذلك، حتى اللحظة، قد تكتفي إيران باستغلال قضية زكزاكي سياسياً كوسيلة أخرى لتقويض حكومة صديقة للغرب، فتقدّم نفسها على أنها مدافعة عالمية عن المصالح الاسلامية (وبشكل خاص عن مصالح الشيعة)، في حين أنّ همّها هو توسيع نطاق سلطتها، بكل السبل. "على الأرجح فإنّ إيران تحاول أن تلعب دوراً علنيًا أكثر مع عملائها لتبيان وحدة الشيعة في ظل قيادة إيران"، قال لـ NOW الباحث في جامعة ماريلاند والمتخصص في الشؤون الاسلامية الشيعية، فيليب سميث، "هي تحاول مما لا شكّ فيه أن تقدّم نفسها على أنها ممثلة عالمية للمذهب الشيعي. يكفي النظر الى الوضع في سوريا، والعراق، ومؤخراً مع اعدام السعودية للشيخ نمر النمر".قد لا تعاني نيجيريا من مستويات الرعب التي نشاهدها في سوريا والعراق، ولكن مع اندلاع أعمال القتال وغليانها غير المسبوق تاريخياً حول العالم، يبدو للأسف بأنّ المواد التي ستساهم في احتراقها وتأججها أكثر من متوفرة.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

ميشال عون لمحطة ال او تي في : "إعلان النوايا" جزء من خطاب القسم

 20 كانون الثاني 2016

 أوضح رئيس تكتل 'التغيير والاصلاح”العماد ميشال عون 'اننا حددنا الزيارة الى معراب في 17/1/2016 ولكن بسبب الانتخابات الداخلية لـ”التيار الوطني الحر” قمنا بتأجيل الزيارة نهارا واحدا والبحث بالزيارة بدأ منذ رأس السنة وقمنا بشرح المواضيع حتى لا يحصل أي التباس”، لافتاً إلى أنه 'بعد اعلان ورقة النوايا بين 'التيار الوطني الحر” وحزب 'القوات اللبنانية” في حزيران وزيارة رئيس حزب 'القوات” الدكتور سمير جعجع للرابية قمنا بزيارة شكر لجعجع والجو كان أولا جوح فرح وواضح على وجوه الجميع”. ورأى عون، في حديث للـ”OTV”، أن الجو في الرابية كان 'جو فرح لأن هناك استحقاق كبير”، معتبراً ان 'اللقاء مع جعجع أنسانا الاستحقاق الرئاسي لأن اللقاء أهم من الانتخابات بالنسبة للمسيحيين وقلت أنا أنه لا يمكن البقاء بالماضي ولكن لا يمكن أن ننساه حتى لا نكرره”. وتطرق عون إلى موضوع زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، معرباً عن فرحه من هذه الزيارة 'وأحسست بالفرح على وجه الراعي والمفاجئة كانت كبيرة بالنسبة له وهو كان مصرا على التفاهم وشعر أن هذه الخطوة تقرب حصول الاستحقاق الرئاسي”، مؤكداً أن 'لا ملحقات سرية للنقاط التي تلاها جعجع بالأمس والنقاط التي قام جعجع بتلاوته هي بعض الأفكار وليس من الضروري نشره والنوايا هي جزء من خطاب القسم ”.

وأوضح عون 'اننا لم نطلع الحلفاء على التفاصيل المملة من الاتفاق بل على النقاط الأساسية منه”، مؤكداً أن 'ردود الفعل ايجابية على المستوى الشعبي وعلى مستوى التحالفات وهي مبشرة وواعدة”، معرباً عن اعتقاده بأن 'حزب الله أصدر اليوم موقفا يؤكد تأييده لترشيحي للرئاسة”.

وعن علاقته برئيس تيار 'المردة” النائب سليمان فرنجية، أوضح عون أن 'وزير الخارجية جبران باسيل اتصل بفرنجية يوم أمس ووضعناه بجو الاتفاق مع جعجع واعلان التأييد”، لافتاً إلى أنه 'في زيارة فرنجية لي أكدت له أن له حق الترشح للرئاسة وأنا لا زلت مرشحا أيضا وهو أعلن تأييده لي لفترة زمنية معينة وان يكون هناك Plan B ولكن هذه الخطة تعني الاستغناء عن 'Plan A” اي ترشيحي، لكن لا أحد يسلم خطة ثانية للخطوة الأولى لأنه بذلك يكون يسقط نفسه”>ووصف العلاقة مع فرنجية بالطبيعية قائلاً: هو مثل أبني ونحبه ونغطيه عندما يمكن أن نغطيه وأحب أن تبقى العلاقة طبيعية، نحن أخرجنا السيء مع سمير جعجع فلماذا ننتظر 30 سنة أخرى اذا حصل سوء تفاهم مع فرنجية”.

ولفت عون إلى 'اننا كنا نعمل مع جعجع على ترشيحي منذ سنة لتطوير الثقة بيننا وذلك قبل أن يقوم رئيس تيار 'المستقبل” سعد الحريري بترشيح فرنجية وبحثنا مع جعجع طرح شخص ثالث لكننا لم نجده خصوصا بالأوصاف التي قمنا بتحديدها وقمنا بحسم الموضوع بترشيحي للرئاسة”، مؤكداً أن 'جعجع كان مستعجلاً أكثر مني لطرح ترشيحي ولكن حصل بعض المواضيع التي كانت بحاجة الى ايضاحات”، وتابع قائلاً 'عضو تكتل 'التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب 'القوات اللبنانية” ملحم رياشي ساهما بشكل كبير في هذا التقارب وخصوصاً ان نقل الرسائل يتم بدقة كبيرة والود الذي ولد بين الشخصين يطور العلاقة بين الفريقين”. وبما يخص رأي تيار 'ألمستقبل” بترشيحه، اعتبر أن 'بيان 'المستقبل” إيجابي وهادئ والقرار هو عند الحريري والواضح ان الحريري لم يقرر بعد من سيدعم فالاحتمالات مفتوحة وأصبح للكلام مسؤولية”، مؤضحاً أن 'الحريري ليس موجوداً هنا لنبحث المواضيع معه ويمكن أن يحصل اتصال معه حسب مراحل معينة واذا لم يحصل فمعناه أن المسار غير معبّد”.

وشدد عون على تأييده لاتفاق الطائف 'فمن المصيبة أن بعض الأشخاص يعلقون على الموقف دون الاطلاع عليه وانا قلت لرئيس الجمهورية السابق فرنسوا ميتيران عام 1989 انني اوافق على الاصلاحات الدستورية التي اقرها 'الطائف” فوثيقة التفاهم الوطني نأخذها كمرجع لقانون الانتخابات”.

ورأى عون أن 'قانون النسبية يعطي لكل شخص حقه وأكد ذلك في انتخابات 'التيار الوطني الحر”، لافتاً إلى 'اننا اتفقنا مع جعجع على صيغ لقانون الانتخابات تلحظ المناصفة والميثاقية وأنا متمسك بالأسباب الموجبة للقانون الأرثوذوكسي أيا كان القانون الذي نختاره لا يجب أن يكون مثل القانون الحالي”.

ودافع عون عن وزير الخارجية جبران باسيل، مؤكداً أن رئيس تكتل 'المستقبل” النائب فؤاد السنيورة 'يعرف من أفسد الوزارات وعملها بين 2010 و2012، وهو وغيره من فريقه السياسي عرقلوا عمل باسيل الذي أخذ الوزارات الأساسية ونتمنى على أي أحد أن يعرض أين أخفق باسيل وأين نجح ونرحب بالانتقاد إذا كان بناءاً ولكن نرفض الافتراء”، مؤكداً 'اننا نتفق معه بأن الرئاسة شأن لبناني والذي يريد أن يسكن ببلده يجب أن يكون مطلعا اقليميا وعالميا لا أن يسأل ماذا يجب أن أفعل”.

وأكد عون 'أننا سنتصل برئيس 'جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط ولكن لا أقدر ردة فعله نحن سنقوم بخطوة ايجابية نحوه حتى اذا نعرف أنه سيرفض بعد التجربة التي عشناها سويا وتعاطينا بالقضايا الشائكة أعتقد أنه سيكون هنا شيئا ايجابيا ولكن لا يمكن أن نحدد نسبة الايجابية والسلبية”، ومضيفاً 'خير البر عاجله لذا اتصلنا بكافة القوى السياسية ونترك لها الوقت للتفكير والانفعالات العاطفية مع الوقت ستخف، يجب تخطي بعض الأمور لبناء المجتمع والوزير السابق فيصل كرامي لديه فكر عاقل وكبير وأظهره بموقفه اليوم”.

واوضح أن 'العلاقة مع السعودية صحيحة لكن أنا لا ألتقي السفير السعودي لكن باسيل يلتقيه”، مشيراً إلى أن 'المبعوث الفرنسي كان ينقل لي ان إي ايران تترك الملف الرئاسي للبنانيين كي يقوموا بحله بأنفسهم وسوريا رسميا لا علاقة لها بالملف ولكنها تتكلم عنها مع رفاقها والسفراء اعلنوا اكثر من مرة ان لبنان ليس اولوية ويجب ان نستفيد من هذا الوضع لننتخب رئيساً لبنانيا”. وأكد عون أنه 'لن يحزن أحد إذا اتفقنا وعلينا مهمة إعمار لبنان اقتصاديا فهناك ركود قوي جدا وأي هدوء واستقرار نهائي يحصل بلبنان يوحي بالثقة ويحسن الاقتصاد”، لافتاً إلى 'انني إذا حملت ملفاً إلى دول العالم يكون من أجل لبنان وقد يكون اقتصادياً او لدعم الجيش اللبناني لكن بالطبع لن يكون مسعى شخصي”. وعن العلاقة مع الدول العربية، أوضح أن 'الاعتداء على سوريا من عندنا هي مسؤوليتنا ويجب أن لا يحصل ذلك والصراع بين ليبيا ومصر ممكن أن أبعد عنه، ولكن بين داعش وسوريا فهو يدخل الى حدودنا وكان لنا تجربة في طرابلس وعكار فلا يجب أن نكذب على أنفسنا، نحن نرى ما يحصل بالشرق الأوسط وهدمت الجوامع والكنائس وهناك من يكفر الناس ويقوم بقتلهم، الوقوف بوجه الارهاب هو لمصلحة الجميع ولا يجب أن يكون مأخذا علينا”، مضيفاً 'عام 2006 كان كل العالم ضد الشيعة في لبنان والحكومة تبرأت من عمل المقاومة، سألت لماذا وقفت مع المقاومة؟ أنا أفكر أنه اذا ربح الشيعة سأعيش معهم وكذلك اذا خسروا الحرب، كيف لا أقف معهم؟ هذه نظرتي الى المواطن الاخر، الضرر يلحق بالمواطي فالى أي جانب يجب أن أقف فنحن ننظر الى الآخر كانسان”. وشدد عون على 'اننا لم نقرر كيف سنتعامل مع جلسة انتخابات الرئاسة في 8 شباط ولم نتباحث الوضع”.

 

شكوك حيال موقف عون... وترقب لموقف حزب الله

خالد موسى/موقع 14 آذار/20 كانون الثاني 2016

بعد أشهر من المداولات والزيارات بين المستشارين على خط الرابية – معراب، قضي الأمر أخيراً، و"رد الجنرال" الأجر للحكيم الذي زاره في معراب وبات عون مرشح "القوات" لرئاسة الجمهورية، وفق ما أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء أمس الأول وسط أجواء احتفائية عارمة شهدتها معراب، وجاء الرد من مرشح "التسوية" النائب والوزير السابق سليمان فرنجية عبر زيارة خاطفة الى بكركي، مؤكداً من هناك أنه "لن يتراجع عن ترشيحه وهو مستمر، واللي بدّو منّي شي بيعرف عنواني". وباتت أوراق الإقتراع مكشوفة بين الأقطاب الموارنة الثلاث، يبقى أن يحدد حزب "الكتائب" موقفه وتموضوعه الرئاسي بين بنشعي والرابية. وفي هذا السياق، كشفت مصادر نيابية بارزة في كتلة نواب "الكتائب"، في حديث لموقع "14 آذار" أن "رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل دعا الكتلة النيابية الكتائبية إلى اجتماع يُعقد اليوم لاتخاذ الموقف المناسب إزاء المستجدات الرئاسية"، علماً أن جعجع اتصل ليل أمس الأول وناقش مع الجميل تطورات الملف الرئاسي في ضوء ترشيحه عون. وفي ضوء هذه المستجدات الرئاسية، ما هو رأي الأطراف المسيحية المستقلة في قوى "14 آذار"؟

"اتفاق على حساب الموارنة ووجع الناس" يعتبر رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "المستفيدين من ترشيح جعجع لعون هما وحدهما، وبهذه الخطوة باتت الناس واعية الى أنهما اساس المشكلة"، مضيفا: "لا أدري كم هناك أناس مؤمنين بأن الإتفاق بين جعجع وعون وبانه صادق بكل ما للكلمة من معنى".وشدد على أن "14 آذار باقية ولا زلنا مستمرين بها، ولا يعني خروج القوات بهذا الشكل وقيامهم بهذه الهمروجة، أن عقد 14 آذار سيفرط أو أنها ستنتهي"، مضيفا: "كم كنت أتمنى أن تكون طريقة مقاربة الأمور مغايرة وليست بهذا الأسلوب، لأن الشعب تعب من مشاكل عون وجعجع واليوم يحلان مشاكلهما على حساب وجع الناس وحساب الموارنة خصوصاً". ودعا الى "الإنتظار قليلاً لنرى من سيصوت لمن"، مشدداً الى "أنني بين فرنجية وعون بطبيعة الحال أفضل الذهاب نحو مرشح آخر توافقي".

ولفت الى أن "هذه المؤشرات وغيرها لن تؤدي الى إنتخاب رئيس في المدى المنظور، والأمور بحاجة الى مزيد من الوقت"، موضحاً أن "حزب الله كان مرشحه عون واليوم جعجع يرشح عون، فلنرى موقف حزب الله من هذا الترشيح؟".

"تصالح إيجابي ولكن" من جهته، يعتبر عضو الأمانة العامة في قوى "14 آذار" الصحافي نوفل ضو، في حديث لموقعنا، أن "للقاء عون وجعجع وتصالح القوات مع التيار الوطني الحر الكثير من الإيجابيات، وفي الوقت نفسه علينا أن نكون حذرين في التعاطي مع شق من جوانبه"، مشيراً الى أنه "في شق الإيجابيات، لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقف ضد تفاهم اي طرفين لبنانيين وخصوصاً عندما يكونا طرفين مسيحيين مرا بظروف صعبة جداً على مدى السنوات الثلاثين الماضية، فموضوع التصالح بين القوات والتيار الوطني الحر هو موضوع إيجابي جداً ويجب الحفاظ على إيجابيته من خلال التأكيد بمبدأ والممارسة على ألا يكون هذا التقارب مشروع إشكال جديد بين القوات والتيار مجتمعين في مواجهة بقية الأطراف المسيحية وبالتالي هذه مسؤولية تقع على عاتق الدكتور جعجع والعماد عون بأن لا يظهروا هذا التفاهم على أنه تموضع أو تمترس في مواجهة بقية المسيحيين".

شكوك حول موقف عون

وقال: "تقع على عاتق الدكتور جعجع أكثر من العماد عون أن لا يظهر هذا التفاهم على أنه تمترس مسيحي جديد في مواجهة تمترس إسلامي، فجعجع ينظر الى الموضوع من زاوية إستراتيجية في حين أن عون ينظر اليها من زاوية تكتيكية لها علاقة بمدى مصلحته المتعلقة بالوصول الى رئاسة الجمهورية وعلى هذا الأساس يحكم عليه"، مشيراً الى انه "لا يجب النفور في قوى 14 آذار من هذا التقارب، لأنه يجب التعاطي معه بموضوعية، فالبنود العشرة الموجودة في ورقة النيات والتي تلاها جعجع هي تترجم 14 آذار وأفكارها وأهدافها، ولكن علينا أن نضع العماد عون أمام هذا الإمتحان، فأن لا اشكك بنوايا الدكتور جعجع في أي لحظة من اللحظات، ولكن نحن نطرح علامات استفهام كبرى حول موقف العماد عون، ونحن نعلم كيف أن هذه الورقة نصت على احترام المواثيق والقرارات الدولية ما يعني احترام القرارات 1701 الذي يقول بضرورة بسط شرعية الدولة على كامل أراضيها ويمنع وجود سلاح لحزب الله ضمن منطقة عمل اليونيفيل فما الواقع مغاير، وثانيها القرار 1559 القاضي بحل المليشيات ما يعني لا يجب أن يكون هناك سلاح بيد حزب الله في لبنان، والقرارت الدولية تعني المحكمة الدولية وحزب الله اذلي يتبط معه العماد عون بورقة تفاهم يرفض المحكمة الدولية وحتى العماد عون في الكثير من المراحل تهجم على المحكمة وانتقدها".

 

الإقرار بتناقض المصالح بين الجماعات المدخل لمعالجة الملف الرئاسي وسواه

وسام سعادة/المستقبل/20 كانون الثاني/16

يحتاج المرء لمسحة سميكة من الرياء كي لا يعترف بأنّ مصالح الطوائف المختلفة، ومن حيث هي جماعات إثنو - سياسية مختلفة، هي مصالح يُفترض أن تكون متعارضة، وغير متكيفة مع بعضها البعض بشكل تلقائي. إنما يكون التكيف بالكد والجهد، وبتطويع اللغة السياسية في المقام الأول، لتكون أكثر قدرة، على إقرار واقع المصالح المتناقضة بين الطوائف كواقع حيوي لا مكابرة عليه، و»تحفر نفسها» في الوقت نفسه، فتكون لغة «مُعقلنة» لهذه التناقضات، وساعية للتحكم بها، ولمنعها من الشطط المؤدي بالمنخرطين فيها، لخدمة غير ما يطرحونه من أهداف، بل نقيض ما يطرحونه.

يزدحم التاريخ اللبناني المعاصر بالأمثلة التي لا عدّ لها ولا حصر، حول الضرر الناجم عن استمرار المكابرة على التناقضات في المصالح بين الجماعات الإثنو - سياسية، ومن أوجه هذه المكابرة اعتبار الصراع الطائفي وهماً مختلقاً يُراد به إبعاد الناس عن خدمة مصالحها «الحقيقية» كأفراد، أو طبقات، أو قيم مجردة، أو «قضايا كبرى». يختنق هذا التاريخ أيضاً من كثرة الشواهد الكارثية في المقلب الآخر، التي وبدلاً من أن يقودها إقرار الواقع الطائفي - التناقضي الى لغة تبقي مسافة بينها وبينه، وتسعى الى الإصلاح في الأرض وحسن التدبير، والمقاربة الملموسة والصبورة، قادتها الانفعالية وهوس «مطابقة الواقع» الى تحقيق الكوابيس التي منها توجّست، والى تغليب غريمها عليها. اليوم، ثمة حاجة لقول في هذا الاتجاه. لئن كانت هناك شبهة خط غير جدي في وضع حد للشغور الرئاسي، ويمثله «حزب الله»، وهو مجدداً الآن على المحك، فإن عدم الاعتراف بأن الطوائف المختلفة لها وجهات نظر مختلفة في الموضوع الرئاسي، وبالذات كلما استفحل فيه الشغور، لا يساعد كثيراً على حل المشكلة. التظاهر بأنّه ليس هناك اختلاف طائفي في هذا الموضوع هو شيء تدحضه أي نظرة لمواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.

ينبغي الانفتاح، بسرعة، على مناقشة صريحة، حقيقية، للحساسيات الاثنو - سياسية المختلفة كما تظهر حيال الموضوع الرئاسي. لأن اختزال الموضوع الى «كباش تشويقي»، غير مرتبط بتناقضات قاعدية، معاشة، حقيقية، في غير محله. المسألة لا تزال في بعدها الأول، والأساسي: نحن نتجادل حول ملء الشغور لأي منصب؟ ينبغي تعلّم قراءة الاتجاهات العميقة في «مجتمعات» الجماعات المختلفة. وهذه ليست مسألة سهلة، والأهم: ليست مسألة بديهية. ليست مسألة تحل بتبديل المعطيات بالرغبات. ليس هناك طوائف «واهمة» وطوائف «علمية». ليس هناك زعامات «خارقة الذكاء» وزعامات «سوبر مبدئية». هناك زعامات وتيارات تعبر بشكل أو بآخر، بشكل محور طبعاً، لكن بشكل له رصيد كبير، عن مسارات في جماعات أهلية مختلفة، ليس واضحاً لها كيفية استتباب قواعد لعبة تعدل وتنصف بين جميع المكونات، وتشعر كل منها بالمظلومية، وفي مظلومياتها أوهام نعم، لكن أوهام تضخيمية لعناصر واقعية، جدية، تغطي مساحة من المنافع المادية ومن الإشباع المعنوي للجماعات المختلفة. في الملف الرئاسي، وفي سواه أيضاً، وفي انتظار مواكبة تنفيذية إقليمية أو دولية المصدر، للحيوية المستعادة حول هذا الملف، لكن التي «تكربج» بعضها بعضاً في الوقت الحالي، ثمة استحقاق «ذهني» أساسي: الاعتراف بأن الطوائف المختلفة لها مصالح مختلفة والبناء على الاعتراف بواقعية وتداولية وتشذيب الخطاب لأجل الخروج بتقاطع في زحمة التباين هذا، تقاطع يملأ شغوراً.

 

متى ترفع إيران عقوباتها عن لبنان؟

خيرالله خيرالله/المستقبل/20 كانون الثاني/16

تحرّكت الإدارة الأميركية على وجه السرعة واتخذت كلّ الإجراءات المطلوبة من اجل مباشرة التطبيع مع طهران، وذلك في ضوء اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام ايران بنود الاتفاق في شأن ملفّها النووي. فرّقت واشنطن بين الملفّ النووي الإيراني وكلّ السياسات الأخرى للبلد في وقت لم تمض سوى بضعة ايام على احراق متظاهرين ايرانيين، كانوا يتحرّكون بإشراف من السلطات الرسمية، السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد. مبروك لإيران التي التزمت ما تعهدته بموجب الاتفاق الذي امكن التوصل اليه في تمّوز الماضي بينها وبين مجموعة الخمسة زائداً واحداً. لكنّ هذا الانفراج الواسع في العلاقة بين طهران و»الشيطان الأكبر» لا يمنع من التساؤل متى ترفع ايران عقوباتها الظالمة المفروضة على لبنان؟ ليس لبنان سوى واحد من الأمكنة التي تمارس فيها ايران سياسة تقوم على الهدم والعرقلة ليس الّا وذلك عن طريق الاستثمار في الغرائز المذهبية. الأمل كلّ الأمل ان ينعكس رفع العقوبات الدولية عن ايران ببدء سياسة جديدة تظهر ان هناك سياسة ايرانية مختلفة تشير اوّل ما تشير الى ان ايران دولة طبيعية وليست ضحيّة اوهام من نوع القدرة على لعب دور اقليمي والهيمنة على دول اخرى في المنطقة. لا حاجة الى تعداد ما تقوم به ايران، بدءاً بالعراق وصولاً الى لبنان، مروراً بسوريا طبعاً. لا داعي ايضاً الى التذكير باضطرار المملكة العربية السعودية الى قطع العلاقات الديبلوماسية بطهران في اعقاب اعتبار ايران نفسها مرجعية كلّ شيعي في العالم، بما في ذلك المتشيعون الجدد في نيجيريا. لا حاجة ايضاً الى التذكير بأنّ ايران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث الطنب الصغرى والطنب الكبرى وابو موسى منذ العام 1971، اي منذ ايام الشاه، بما يؤكد ان شيئاً لم يتغيّر في البلد، بعد ثورة 1979 وقبلها. لم يتغيّر شيء، اقلّه في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية والرغبة في لعب دور شرطي الخليج وفرض امر واقع على دول المنطقة، تماماً كما تسعى اسرائيل الى عمله مع الفلسطينيين. لا حاجة بالطبع الى استعادة التهديد الإيراني للبحرين وتدخلها في شؤون هذه المملكة الصغيرة من منطلق مذهبي. ولا حاجة، بالتأكيد، الى التذكير بأفضال ايران على الكويت والى مخازن الأسلحة والمتفجرات التي اكتشفت في هذه الدولة اخيرا. ولا حاجة اخيرا الى الإشارة الى الدور الإيراني في اليمن والى دعمها للحوثيين الذين باتوا يحملون تسمية «انصار الله» بعدما صار طموحهم محصورا في ان يكونوا ميليشيا مذهبية، على غرار «حزب الله» في لبنان. لم يعد سرّا ان ادارة باراك اوباما اختزلت كلّ ازمات الشرق الأوسط بالملفّ النووي الإيراني. قرّرت بكل بساطة انه يكفي التوصّل الى تسوية في شأن هذا الملفّ من اجل ان يدخل اسم باراك اوباما في كتب التاريخ.

مشكلة ايران مع جوارها، وما يتجاوز جوارها، تبرز من خلال ما يتعرّض له لبنان منذ العام 1982، تاريخ قيام «حزب الله». تعتقد ايران انّ التدخل في شؤون الدول الأخرى وتعطيل الحياة فيها وانشاء ميليشيات مذهبية كفيل بضمان دور لها على الصعيد الإقليمي واعتراف اميركي بهذا الدور. هذا ما تؤكّده الاحداث.

من حقّ اي لبناني التساؤل لماذا زادت عدوانية ايران تجاه البلد في الأسابيع التي سبقت الإعلان رسمياً رفع العقوبات عنها؟ لماذا استمرار الاعتراض على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟ لماذا ذلك الكلام الذي لا سابق له في التعاطي مع السياسيين اللبنانيين، اي الكلام الذي صدر عن النائب محمد رعد، رئيس كتلة نواب «حزب الله» في حقّ الرئيس سعد الحريري؟ منذ متى يحقّ لحزب، يعتبر نفسه لبنانياً، القول انّ هناك لبنانيين آخرين ممنوع عليهم ان يكونوا في لبنان؟ اخيرا وليس آخرا، لماذا هذا الإصرار على اطلاق شخص مثل ميشال سماحه، مدان بالصوت والصورة بنقل متفجّرات والسعي الى تنفيذ عمليات ارهابية لخلق فتنة طائفية ومذهبية، في تحدّ لمشاعر كلّ اللبنانيين الشرفاء حقّا؟ هل بدأت ايران تحصل على مكافآت على حسن سلوكها في تنفيذ الاتفاق في شأن الملفّ النووي؟ قبل فترة قصيرة، بدأ الكلام الإيراني الصريح الذي ترافقه خطوات اجرائية عن ان لبنان صار محكوماً من طهران. ممنوع على مجلس النوّاب الانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية حتّى لو كان المفروض ان يصبح رئيساً من قلب جماعة الثامن من آذار التابعة لـ»حزب الله». ممنوع على الحكومة ان تجتمع بكامل اعضائها وان تتخذ قرارات تسهل حل الأزمات التي يعاني منها المواطنون. صار القضاء العسكري مقيّداً بما يريده «حزب الله» وما تريده ايران. لم يعد من فصل بين السلطات في لبنان. اكثر من ذلك، يتجرّأ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل حيث لا يجرؤ آخرون يمتلكون حدا ادنى من الشعور الوطني، بما في ذلك وزير الخارجية العراقي، فيصبح ناطقاً باسم ايران في مؤتمر لوزراء الخارجية العرب! هل على لبنان دفع ثمن الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني؟ انه سؤال مشروع بعدما رفع العالم العقوبات على ايران وسمح لها في الوقت ذاته بزيادة عقوباتها على لبنان.