المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 كانون الثاني/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.january24.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ كُنْتُ أَنَا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُم، فَعَلَيْكُم أَنْتُم أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُم أَقْدَامَ بَعْض

الأُسْقُف، بِوَصْفِهِ وَكِيلاً لله، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِلا لَوم، غَيرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، ولا غَضُوبًا، وغَيرَ مُدْمِنٍ لِلخَمْر، ولا تُسْرِعُ يَدُهُ لِلضَّرْب، ولا يَسْعى إِلى رِبْحٍ خَسِيس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ما هي الإيجابية اليتيمة والوحيدة لترشيح جعجع لعون/الياس بجاني

الحرب الكلامية بين زلم القوات والكتائب والعونيين وخطوطهم الحمراء الوهمية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حزب الله» يتفرج على انقسام 14 آذار ويربط الرئاسة الأولى بالثالثة... وإيران/وليد شقير /الحياة

كيري: قلقون من إستمرار دعم إيران لـ”حزب الله” وأغلب أسلحته منها عبر دمشق

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/1/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت 23 كانون الثاني 2016

الراعي يقدم للبابا تقريرا مفصلا عن اوضاع لبنان ويلتقي أمين سر دولة الفاتيكان ووزير الخارجيـة

الراعي التقى البابا فرنسيس وجدد طلب وساطته لتسهيل الانتخابات الرئاسية فيستعيد لبنان دوره المميز

 الراعي التقى ميقاتي في روما وعرضا تطورات انتخابات الرئاسة

سلام عاد إلى بيروت

سلام التقى نظيره الكندي في دافوس ووفدا من رجال الاعمال اللبنانيين

بري التقى رئيس مجلس الامة الكويتي

قهوجي بحث الأوضاع مع فتحعلي

جعجع يبرّر لباسيل وسلام يحاول انقاذ موقف لبنان

مخاوف من ضغط الأسد و»حزب الله« على فرنجية للانسحاب لصالح عون والحريري أكد تمسكه بمبادرته والراعي قدم تقريراً مفصلاً إلى البابا عن الوضع اللبناني

مصادر »المستقبل«: باسيل ينفذ تعليمات أسياده الإيرانيين

ماروني لـ »السياسة«: العقبات زادت أمام الاستحقاق الرئاسي

الرياشي: على الجميل التعمُق أكثر بإعلان النوايا والحريري أول من دعا للمصالحة

احتفالية معراب" والتوتر السـعودي الإيرانـي يعيدان خلط الأوراق وبري خائف على "التفاهم"

اتصالات عون– الحريري- فرنجية: مباركة بالمصالحة مقابل التمسك بتسوية باريس

تكامل الخطــوات يحشـر حزب الله والمســتقبل يرحب بالمــوقف الكتائبــي

لقاء البابـا – الراعـي: تقارير مفصّــلة عـن "الرئاسـة " والوضع المسـيحي

مارسيل غانم: يشتم اللبنانيين ويرقص مع الذئاب/محمد محمود /جنوبية

سلام دعا الى جلسة تعقد الخميس

جعجع عرض التطورات مع رئيس اللقاء العلمائي

خاطفو الحجيري أطلقوه في مكان اختطافه

الاحدب: قيادات 14 اذار تنازلت عن كل مبادئها ورشحت خصومها للرئاسة علها تجد لنفسها حصة في المرحلة المقبلة

المعلوف: مبادرة جعجع لبننت الجزء الكبير من الإستحقاق الرئاسي واعلان النيات يتلاقى مع 14 اذار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحلو: مشاريع القطاع العام تتراجع والمعالجة بـ"المسكّنات" و شكك فـي قدرة الحكومـة علــى تحقيق المطـــالب

 اسرائيل تواصل حربها التجسسية على لبنان

الهبر: من ذهب إلى عون ونصـرالله خـرج من 14 آذار و تصرف جعجـع انزلاق إلى ايران وليس لمصلحة الوطن

نواف الموسوي: الهبة السعودية لتسليح الجيش تبخرت وباسيل فعل الحد الأدنى من الواجب الوطني

كنعان: اتفاقنا الرئاسي مبادرة مسيحية لمصالحة وطنية ونثق بحزب الله وما يجمعنا بفرنجية أكثر مما يفرقنا

وزارة السياحة: إقفال المغارة السفلى في جعيتا إلى حين انتهاء التحقيق في حادثة سقوط السائح المصري

وفد ديني سرياني بدأ جولة على المرجعيات للمطالبة بتمثيل الطائفة في البرلمان

لقاء في دار الفتوى في طرابلس احتجاجا على إخلاء سماحة: لإلغاء المحكمة العسكرية أو إعادتها لحجمها الطبيعي فلا يجوز أن تكون إستنسابية

التيار المستقل: عون سينقلب على القوات مثلما فعل مع رفاق دربه

كبارة: لن نقبل بأحكام العسكر على المدنيين ونطالب بإحالة سماحة إلى المجلس العدلي

كرم: طرح معراب رد ملف الرئاسة إلى الداخل اللبناني وتوافقنا مع التيار الوطني هو توافق قناعات

بدنا نحاسب اعتصمت أمام وزارة الصحة: لإعلان حال طوارىء صحية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اتفاق خليجي – أميركي على مواجهة أنشطة إيران وسياساتها العدائية

اجتماع بين وزراء خارجية مجلس التعاون وكيري أكد تطابق الرؤى تجاه قضايا المنطقة

الجبير يرفض أي دور لإيران في اليمن ويحذرها من تبعات إذا لم تلتزم ببنود الاتفاق النووي

كيري: نعلم أن لدى «حزب الله» نحو 80 ألف صاروخ أغلبها جاء من إيران عبر سورية

واشنطن تدعم السعودية في اليمن وستقف إلى جانب دول «الخليجي» ضد أي تهديد خارجي

اجتماع لمجموعة دعم سورية بعد انطلاق مفاوضات جنيف لمعالجة أي قضايا تحتاج توافقاً

الأميركيون يجهزون قاعدة عسكرية جوية في سورية

بايدن: مستعدون لحل عسكري في سورية إذا فشل الحل السياسي

المعارضة المسلحة ترفض إملاءات روسيا وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية

مصادر ديبلوماسية: دي ميستورا أبلغ دولاً كبرى عزمه على الاستقالة إذا وصلت المحادثات لحائط مسدود

76 قتيلاً في غارات على الرقة ودير الزور

كارتر: أعضاء بالتحالف الدولي لا يفعلون شيئاً و«الأطلسي» يدرس اشراك طائرات «أواكس» في عمليات ضد داعش

حملة في إيران تطالب بـ»رفع العقوبات» عن المرأة

طهران تطلب من بغداد التوسط لاستئناف العلاقات مع الرياض ورسائل عراقية إلى روحاني حذرته من خطورة التصعيد

رفسنجاني يشن هجوماً عنيفاً على النظام: خامنئي لا يطبق ما يقوله والحرية معدومة وحذر من خطورة الأوضاع في الداخل الإيراني

«حماس» تدين بشدة تسريبات إيران تفاصيل اللقاءات الثنائية

بايدن: المتمردون الاكراد يشكلون تهديدا لتركيا على غرار تنظيم الدولة الاسلامية

روحاني يزور ايطاليا وفرنسا في اول رحلة له الى اوروبا

مركز اوروبي جديد لمكافحة الارهاب يبدأ نشاطه هذا الشهر

"فايننشال تايمز": الأسد ينتهج استراتيجية تصـادم القـوى الأجنبيــة ببعضـها

العربي الجديد : المعارضة السورية "تقاوِم": ضغط أميركيروسي لمصلحة موسكو والنظام

"لوموند": ترشيح عون للرئاسة غير مقبول سعودياً ايــران لا تريـد انهـاء الشــغور الرئاســي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال سماحة خرج من السجن في هذه الأجواء/حازم الامين/الحياة

ومتى ترفع إيران عقوباتها على لبنان/خيرالله خيرالله /العرب

عون مقابل السنيورة/أحمد عدنان/العرب

جعجع: السعودية لا تدعم فرنجية/فايزة دياب/جنوبية

مقالب سياسية مقالب رئاسية/محمد علي مقلد/المدن

قراءة في «الاتفاقية» الروسية مع الأسد/ محمد مشموشي/الحياة

أميركا والحل العسكري في سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

جردة حساب إيران والإرهاب/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

مشروع عالمي غامض يسلم إيران مفاتيح المنطقة/أسعد البصري/العرب

خيارات محدودة أمام المعارضة السورية/الياس حرفوش/الحياة

مخدرات إيران تدمر شبابها.. وحرسها الثوري يوظفها سلاحًا ضد دول الجوار

العراق تحول من بلد ترانزيت إلى مستخدم لها.. وحزب الله حول بفتاوى من طهران لبنان مركزًا لترويجها

مـيـشال سـماحـة: نـاقــل الـمـتـفـجــرات لـيــس بـمـجــرم/الأفكار/بقلم علي الحسيني

تفاصيل النشرة

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَإِنْ كُنْتُ أَنَا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُم، فَعَلَيْكُم أَنْتُم أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُم أَقْدَامَ بَعْض

إنجيل القدّيس يوحنّا13/من13حتى17/: ""قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلامِيذِهِ: «أَنْتُم تَدْعُونَنِي المُعَلِّمَ والرَّبّ، وحَسَنًا تَقُولُون، لأَني كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُم، فَعَلَيْكُم أَنْتُم أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُم أَقْدَامَ بَعْض. لَقَدْ أَعْطَيْتُكُم مِثَالاً، لِتَفْعَلُوا أَنْتُم أَيْضًا كَمَا فَعَلْتُ أَنَا لَكُم. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، ولا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا، وعَمِلْتُمْ بِهِ، فَطُوبَى لَكُم"!

 

الأُسْقُف، بِوَصْفِهِ وَكِيلاً لله، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِلا لَوم، غَيرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، ولا غَضُوبًا، وغَيرَ مُدْمِنٍ لِلخَمْر، ولا تُسْرِعُ يَدُهُ لِلضَّرْب، ولا يَسْعى إِلى رِبْحٍ خَسِيس

"رسالة القدّيس بولس إلى طيطس01/من01حتى09/: "يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ عَبْدِ الله، ورَسُولِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في سَبِيلِ إِيْمَانِ مَنِ ٱخْتَارَهُمُ الله، لِيَعْرِفُوا الحَقَّ المُوافِقَ لِلتَّقْوَى، على رجَاءِ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتي وَعَدَ بِهَا الله، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة، واللهُ لا يَكْذِب، إِلى طِيطُسَ الٱبنِ الْحَقِيقِيِّ في الإِيْمَانِ المُشْتَرَك: أَلنِّعْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآبِ والمَسِيحِ يَسُوعَ مُخَلِّصِنَا! فقَدْ أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ في وَقْتِهَا بِالتَّبْشِيرِ الَّذي ٱئْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيه، بأَمْرٍ مِنَ اللهِ مُخَلِّصِنَا. لقَدْ تَرَكْتُكَ في كِرِيت، لِكَي تُنَظِّمَ الأُمُورَ البَاقِيَة، وتُقِيمَ كَهَنَةً في كُلِّ مَدِينَة، كمَا أَوْصَيْتُكَ، على أَنْ يَكُونَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُم بِلا لَوم، وقَدْ تَزَوَّجَ مَرَّةً وَاحِدَة، ولَهُ أَوْلادٌ مُؤْمِنُون، غُيرُ مأْخُوذِينَ بِتُهْمَةِ طَيْش، ولا عُصَاة؛ لأَنَّ الأُسْقُف، بِوَصْفِهِ وَكِيلاً لله، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِلا لَوم، غَيرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، ولا غَضُوبًا، وغَيرَ مُدْمِنٍ لِلخَمْر، ولا تُسْرِعُ يَدُهُ لِلضَّرْب، ولا يَسْعى إِلى رِبْحٍ خَسِيس، بَلْ مِضْيَافًا، مُحِبًّا لِلخَيْر، رَزِينًا، بَارًّا، نَقِيًّا، عَفِيفًا، مُتَمَسِّكًا بِالكَلامِ الْحَقِّ المُوافِقِ لِلتَّعْلِيم، لِيَكُونَ قَادِرًا على الوَعْظِ في التَّعْلِيمِ الصَّحِيح، وعلى إِفْحَامِ المُعَارِضِين".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ما هي الإيجابية اليتيمة والوحيدة لترشيح جعجع لعون؟

الياس بجاني/23 كانون الثاني/16

نحن 100% ضد ترشيح د. جعجع للشارد والطروادي عون الذي لا يمكن لأي عاقل أن يثق به تحت أي ظرف ونرى أن الحكيم لم يكن نفسه في هذا التصرف المدان وهو بفعلته الغريبة والعجيبة والمدانة وضع كل ثوابته وقناعاته على المحك وفي خانة التشكيك... ولكننا أيضاً ألف بالمائة مع المصالحة إن كانت صادقة. ورغم استنكارنا للترشيح وليس للمصالحة إلا أننا نرى إيجابية كبيرة في استدارة الحكيم نقدرها ونثمنها وهي تأكيده عملياً أنه غير تابع للسعودية وحر في قراراته وهذه ميزة لا وجود لها لدى حزب الله الإيراني الصرف، ولا لدى عون السياسي الحالي الذي هو بعد العام 2006 طرطور وصناعة إيرانية كاملة وبوق وصنج وتابع غنمياً لها.

 

الحرب الكلامية بين زلم القوات والكتائب والعونيين وخطوطهم الحمراء الوهمية

الياس بجاني/23 كانون الثاني/16

للأسف فإن السجالات العقيمة والسطحية  والببغائية هي ثقافة كل المنتمين للأحزاب اللبنانية الشركات التجارية دون استثناء. القضية عندهم هي الشخص، شخص صاحب الشركة الحزب، وليس الوطن والمصير والإنسان. من هنا فإن ما يحكى عن مصالحات واتفاقيات واحلاف هي كلها آنية وبمجرد ما يبدل الزعماء مواقفهم وتتبدل مصالحهم واجنداتهم سيجدون الأتباع بأبواقهم والصنجية جاهزين للتخوين ووضع الخطوط الحمراء والتخوين والغرق في سجالات عقيمة وبابلية كما هو حالنا اليوم. المشكلة الأساس هي في جهلنا والغباء ولأننا هكذا يتحكم بمصيرنا طقم سياسي تاجر.

*الكاتب تاشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

«حزب الله» يتفرج على انقسام 14 آذار ويربط الرئاسة الأولى بالثالثة... وإيران

حزب الله/بيروت - وليد شقير /الحياة/24 كانون الثاني/16

يؤثر «حزب الله» الصمت حيال تبني رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح حليفه زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وسط معلومات بأن قيادة الحزب طلبت إلى نوابه وقيادييه الامتناع عن الإدلاء بمواقف في هذا الصدد لأن الملف محصور بأمينه العام السيد حسن نصرالله لاعتبارات تتجاوز الرئاسة، ومتصلة بتصور الحزب للاستحقاق الرئاسي في إطار الوضع الإقليمي من جهة، وفي شأن السلة التي كان الحزب طرحها على أن يكون انتخاب الرئيس من ضمنها. وتشير مصادر متابعة موقفَ الحزب أنه كان اعتمد الأسلوب نفسه بُعيد لقاء زعيم تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري مع رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي الذي توج اتصالات انتهت بطرح الحريري التسوية على انتخاب فرنجية. وعلى رغم أن رئيس «القوات» ونوابه يكثرون من دعوة «حزب الله» كحليف للعماد عون إلى تحمل مسؤوليته في تأمين وصول حليفه بعد تبني ترشيحه، إلا أن جعجع يرمي وفق هذه المصادر إلى التشديد أمام الرأي العام المسيحي على أنه قام بواجبه في الوصول إلى حد أدنى من توحيد الموقف المسيحي بدعم عون، ويسعى على الصعيد اللبناني إلى رمي مسؤولية تعطيل الرئاسة على «حزب الله»، بما يعني أن التنازل الذي قدمه لا يعني تغييراً في خياراته الإقليمية ولا يقود إلى تراجعه عن مواقفه السابقة من الحزب، بموازاة تأكيد علاقته بالمملكة العربية السعودية في تصريحاته التلفزيونية الأخيرة.

وترى هذه المصادر أن تركيز جعجع على دعوة «حزب الله» إلى النزول إلى البرلمان لانتخاب عون، والتي يتصور البعض أنها تحرج الحزب في علاقته مع الجنرال إذا لم يستجب لها، تسلّط الضوء على قرار الحزب تأجيل حسم مسألة الرئاسة، لكنها لا تحرجه الآن لأسباب عدة منها:

1 - إن الوقت الفاصل مع جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب الرئيس في 8 شباط (فبراير) ليس داهماً، والهامش الزمني يتيح الانتظار. 2 - إن عدم استعجال «حزب الله» إعلان موقفه الذي يؤدي إصرار جعجع إلى دفعه للاختيار بين حليفين، يعود إلى انتظار تفاعلات الخلاف داخل قوى 14 آذار، ولسان حال الحزب وفق هذه المصادر أن هناك قطبين في 14 آذار يتنازعان الموقف من الرئاسة هما جعجع والحريري، على مرشحين من قوى 8 آذار وهذا بحد ذاته مكسب كبير.

3 - إن الحزب ليس مرتاحاً لاتفاق كل من الحريري - فرنجية، وجعجع - عون على أن تشمل صفقة كل منهما أن يتولى الحريري رئاسة الحكومة في العهد الرئاسي الجديد. وعلى رغم أن بعض المعطيات يفيد بأن العماد عون قد لا يحبذ مجيء الحريري إلى الرئاسة الثالثة إذا لم يصوت إلى جانبه للرئاسة، فإن إصرار «القوات» على أنها اتفقت مع عون حين تبنت ترشيحه على تولي الحريري رئاسة الحكومة وهي التي دفعته إلى القول أن رئيس الحكومة سيكون السنّي الأقوى. إلا أن المصادر المتابعة موقفَ «حزب الله» تربط الاتفاق على الرئاسة ورئاسة الحكومة بالسلة الشاملة التي طرحها نصرالله سابقاً.

4- إن الحزب ينتظر أيضاً التحركات الإقليمية - الدولية، لا سيما المفاوضات والاتصالات الجارية مع طهران. وتقول المصادر المتابعة موقفَ الحزب أنه لطالما أدرك الجميع (وقالوا) أن فك أسر الرئاسة اللبنانية مرتبط إما بصفقات إقليمية كاملة أو بتسويات موضعية تتناول أوضاع المنطقة.

وترى المصادر نفسها أنه من الطبيعي أن يلائم «حزب الله» في هذا المجال موقفه من المستجدات على صعيد الرئاسة اللبنانية مع الاتصالات الدولية والإقليمية، والتي أبرز محطاتها القريبة لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني مع البابا فرنسيس، ثم اجتماعه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، واللذين سيتناول خلالهما الجانبان موضوع الرئاسة في لبنان. وفي تقدير المصادر نفسها أن إيلاء الحزب أهمية لموضوع رئاسة الحكومة في العهد الجديد، من ضمن السلة الشاملة، مرتبط أيضاً، بما بلغته العلاقة السعودية - الإيرانية من توتر، انعكست بدءاً من أمس على المواقف الداخلية اللبنانية وعلى الانقسام حيال الموقف من إيران والتضامن مع المملكة العربية السعودية بعد نأي وزارة الخارجية بنفسها عن قرار وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة إدانة التدخلات الإيرانية في الدول العربية وسياستها التحريضية ودعم موقف المملكة بقطع علاقاتها الديبلوماسية مع طهران.

وترى المصادر أن هذه الأسباب الأربعة لتريث «حزب الله»، تواكبها تسريبات بأنه لن يضغط على رئيس البرلمان نبيه بري كي ينحاز إلى عون، وأنه لن يمارس نفوذه على فرنجية كي ينسحب لمصلحة عون، لأن أوان الحسم الرئاسي لم يحن بعد.

وتتفق المصادر المتابعة موقفَ «حزب الله» مع أوساط «التيار الوطني الحر» على تأكيد أن جلسة 8 شباط النيابية لن تعقد، بتطيير النصاب مرة أخرى إذا كانت الرئاسة غير مضمونة لعون، فالحزب والعماد عون لن يغامرا بالاستجابة لدعوات النزول إلى البرلمان إذا كان هناك من احتمال بأن يفوز مرشح آخر غير متفق عليه سلفاً.

 

كيري: قلقون من إستمرار دعم إيران لـ”حزب الله” وأغلب أسلحته منها عبر دمشق

وكالات/24 كانون الثاني/16/أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر مشترك مع نظيره الأميركي جون كيري الذي يزور الرياض اليوم السبت، وجود تطابق كبير في وجهات النظر بين الجانبين السعودي والأميركي في عدة ملفات، بينما أكد نظيره وقوف واشنطن مع الرياض في مواجهة التمدد الحوثي في اليمن. وأوضح الجبير أنه بحث مع كيري ملفات سوريا واليمن والتدخل الإيراني في المنطقة، بالإضافة للعلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة. من جهته، أكد كيري أنه سيلتقي أيضاً خلال زيارته للرياض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وعن اليمن، قال كيري: “نقف مع السعودية أمام التهديد الذي يشكله تمرد الحوثي في اليمن.. نواجه التمدد الحوثي في اليمن وتهديد القاعدة”، في حين كشف أنه تباحث مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بشأن الحرب على داعش في العراق، موضحا أنه “متأكد من إلحاق نكسة كبيرة بداعش في العراق وسوريا قريبا”. وفي الموضوع السوري، قال كيري: “أوضحنا الخطوات الأولى بشأن المفاوضات السورية.. اجتماع جنيف سيفضي إلى مرحلة انتقالية في سوريا”، مضيفاً: “سنقارب مفاوضات جنيف السورية بجدية وبأمل.. التسوية السياسية في سوريا صعبة”، وكشف كيري أن “هناك سبيلا كبيرا يسمح بدعوة الكثير من الأطراف إلى جنيف”. وشدد على أن “الأسد هو المغناطيس الذي جلب الإرهاب إلى سوريا”، معرباً عن قلقه “بشأن العنف في سوريا وانتشاره إلى الدول المجاورة”. وتابع: “تنظيم داعش عدو لجميع البلدان، وأي كيان يدعم داعش سيكون هدفا لضربات التحالف”. من جهة أخرى، أكد كيري أن “الولايات المتحدة لا تزال مرتابة من أنشطة إيران في المنطقة.. أغلب أسلحة حزب الله جاءت من إيران عبر دمشق”، مذكّراً بأن “حزب الله يمتلك نحو 80 ألف صاروخ”. وفي هذا السياق قال الجبير: “بحثنا مع كيري كيفية التصدي لتدخلات إيران في المنطقة.. الولايات المتحدة تدرك حقيقة الحكومة الإيرانية.. إيران لاتزال تدعم الإرهاب”، مضيفا أن “استقرار المنطقة يتطلب وقف إيران لأعمالها العدائية” وأن “دول الخليج تعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة تدخلات إيران في المنطقة”. كما أكد الجبير أن على إيران الالتزام ببنود الاتفاق النووي. وتابع الجبير: “نتعاون مع واشنطن لإنهاء دور الأسد في سوريا وإنهاء الانقلاب في اليمن”. وفي الموضوع الليبي، قال الجبير: “نعمل على إعادة الاستقرار إلى ليبيا”.وكان كيري قد وصل إلى الرياض، اليوم السبت. وأفاد الملحق الإعلامي في السفارة الأميركية أن كيري سيبحث بعد الظهر مع المنسق العام لهيئة التفاوض العليا للمعارضة السورية رياض حجاب عملية “جنيف 3”.كما أن لقاء كيري بنظيره السعودي عادل الجبير يهدف للبحث في التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر “جنيف 3” على رغم معوقات، وعلى رأسها محاولة روسيا توسيع الوفد وإدخال تغييرات عليه. يذكر أن الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة رجحتا تأجيل انعقاد المؤتمر بضعة أيام عن موعده الأساسي. وكان نائب رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض، جورج صبرة، قال إنه لا يمكن إجراء محادثات سلام مع النظام قبل وقف الضربات الجوية الروسية ورفع الحصار. من جهة ثانية، حذرت قيادات كردية من فشل محادثات جنيف إذا تم استبعاد الأكراد منها، بينما أكدت المعارضة على مشاركة الأكراد لكونهم يعدون مكوناً رئيساً في سوريا، بينما ترفض مشاركة فصائل بعينها قالت إنها تقاتل بما يتناسب مع مصلحة النظام وارتكبت انتهاكات بحق السوريين.على خطٍ مواز، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن بلاده ترغب في مشاركة جماعات كردية في محادثات السلام السورية.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/1/2016

السبت 23 كانون الثاني

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان تحت تأثير العاصفة "تالاسا" التي تستمر حتى الخميس المقبل، والثلوج ستلامس الساحل يوم الثلاثاء.

وقد هدأت العاصفة السياسية التي ضربت لبنان، ليبرز اليوم اتصالان الأول من العماد ميشال عون إلى الرئيس سعد الحريري، والثاني من الرئيس الحريري إلى النائب سليمان فرنجية، وطبعا أجواء الإستحقاق الرئاسي رافقتها.

وإذا كان الإنتخاب الرئاسي غير مرجحٍ في الجلسة البرلمانية الخامسة والثلاثين في الثامن من شباط، فإن جلسة لمجلس الوزراء ستعقد الخميس المقبل، بدعوة من الرئيس تمام سلام الذي عاد الى بيروت بعد تحرك في بروكسل ودافوس.

ووسط تشاور في الفاتيكان بين البابا والبطريرك الراعي الذي جدد طلب وساطة الكرسي الرسولي لتسهيل الانتخابات الرئاسية، علم أن الرئيس بري الذي التقى رئيس مجلس النواب الكويتي، شدد على علاقات لبنان الممتازة مع أشقائه في دول الخليج العربي.

وفي المنطقة، تحرك أميركي لنائب الرئيس في أنقرة متحدثا عن إمكان الحل العسكري في سوريا، ولوزير الخارجية في الرياض مؤكدا على تغييرات مرتقبة في قوة "داعش". وقد قال كيري إن "حزب الله" يملك ثمانين ألف صاروخ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يترقب اللبنانيون تصاعد العاصفة "تالاسا"، وما تحمله من ثلوج قد تلامس الساحل وأمطار وتدن في درجات الحرارة تصل في المرتفعات إلى ما دون الصفر.

استنفار رسمي وأمني وبلدي، واتخاذ تدابير احتياطية لمواجهة "تالاسا"، ورصد شعبي مع حذر وترقب لما هو آت مناخيا.

أما حكوميا، فالتدابير قائمة لانعقاد جلسة مجلس الوزراء التي دعا اليها رئيس الحكومة بجدول أعمال متخم بثلاثمئة وتسعة وسبعين بندا الخميس المقبل.

وفي الشأن الرئاسي، مواقف بالجملة لا ترتقي إلى حد حسم التوجهات لانهاء فراغ الكرسي الأولى، لتبقى كل الاحتمالات مفتوحة.

وفي الساعات الماضية سجل تواصل على خطين محوره الرئيس سعد الحريري، العماد ميشال عون اتصل به، ورئيس "المستقبل" هاتف زعيم "المردة"، لكن الكلام واحد، دعم المصالحة والمضي بذات التوجهات الرئاسية، ومن هنا كان تذكير الحريري بالمبادرات التي أطلقها وضرورة النزول إلى المجلس النيابي لانهاء الشغور الرئاسي.

فهل تحمل جلسة الثامن من شباط رئيسا جديدا، أم ستكرر سابقاتها بغياب التوافق.

في الفاتيكان، كانت الرئاسة محور اللقاء بين الحبر الأعظم والبطريرك بشارة الراعي. الكاردينال طلب مساعدة الكرسي الرسولي للمؤازرة والدفع نحو اتفاق او انتخاب عجزت عن اتمامه القوى السياسية حتى الآن.

في الخارج، ناظر الخارجية الأميركية في الرياض والرئيس الصيني في طهران، وما بينهما محاولات حل وربط رغم التصعيد في المواقف السياسية المعلنة. فماذا يحضر في الكواليس؟.

سوريا في صلب المعادلة سياسيا وديبلوماسيا عند الاميركيين والصينيين وأصدقاء دمشق وخصومها. الدفع الروسي يسير في كل الاتجاهات حول سوريا. مفاوضات مرتقبة تعيقها حسابات المعارضة، وانجازات عسكرية على المساحة السورية، وسط اعلان موسكو عن فتح الجيش السوري لثلاث جبهات جديدة تضاف إلى الجبهات العشر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قبل ان تترتب أوراق المشهد السياسي اللبناني، ويتوقف قصف الكلام العبثي، جاءت دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بجدول أعمال تعداده يفوق سنة كبيسة من الأرقام، وليس فيه نية سحب ولو فتيل انفجار.

فبعد مرافعات دافوس لرئيس مجلس الوزراء، وتصريحات سلفه الخبط عشواء من الرياض، كانت الدعوة إلى جلسة حكومية ببنود خالية مما حكي عنه بأنه شبه اتفاق، يقدم التعيينات العسكرية كبند نوايا حسنة على جدول الأعمال.

وما لم تتدارك الاتصالات الموقف بتأمين التعيينات كطرح ولو من خارج جدول الأعمال، فان ما علمته "المنار" هو حتمية مقاطعة الجلسة من قبل وزراء "التيار" ومعهم تضامن من وزيري "حزب الله".

في المنطقة شراكة استراتيجية بين بكين وطهران، رسختها الاتفاقيات الموقعة، واللقاءات المستمرة للرئيس الصيني في ايران. أما محاولات لم الشمل الأميركية، والتصريحات الارتجالية من على منابر المنطقة، فلم تدخل إلا في حسابات الاسترضاء، أو التشويش على طريق جنيف الجديدة للمفاوضات السورية.

وفي المنطقة أيضا صوت عاد ليرتفع: تونس في خطر، قال رئيس وزرائها الحبيب الصيد، فهل من يتصيد في مياهها من جديد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا يزال الثنائي عون– جعجع يتقبلان التهاني والتبريكات بانجازهما المصالحة التاريخية، وتتوقف الأمور هنا، فالمصالحة مطلوبة لكن تبني جعجع– عون للرئاسة لم يمر على معبر "المستقبل".

في السياق، اتصل العماد عون بالرئيس الحريري، فتلقى منه التهنئة بالمصالحة، لكنه أكد على اختياره سليمان فرنجية، ودعا عون إلى النزول إلى البرلمان لبت الشغور الرئاسي بالانتخابات. وما ان انهى المكالمة حتى اتصل الحريري بفرنجية، منعا لأي التباس أو تأويل.

أما على خط الضاحية، فصمت "حزب الله" يؤشر إلى عدم رغبته في العمل على أي وساطة لصالح عون. هذا الواقع ظاهريا قد يفتح أبواب المجلس في الثامن من شباط، لتأمين نصاب مريح لانتخاب سليمان فرنجية، والخدمة الوحيدة التي يقدمها الحزب ساعة اذن هي مقاطعة الجلسة من دون أن يغير في مسارها.

في المقابل، تفعيل عمل الحكومة يواجه مطبات على خلفية خلو جدول الأعمال من بند التعيينات العسكرية، ما ينذر بمقاطعة "التيار الحر" جلسة الخميس، علما ان عرضه من خارج جدول الأعمال أمر وارد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

شحذت أميركا هممها نحو المنطقة على أكثر من خط. فعشية جنيف السوري المرتقب مبدئيا الأسبوع المقبل، استنفرت واشنطن دبلوماسيتها نحو الرياض لتشاركها القلق من النفوذ الايراني، وإلى اسطنبول لتجاريها بخوفها من القوة الكردية. سوقت للحل السياسي السوري حسب منظارها، ولوحت بحل عسكري في حال فشل الحل السياسي، فيما أبقت في الوقت عينه خط الاتصال مفتوحا بموسكو، التي استاءت من الطابع الهدام للتصريحات الأميركية، قبل ان تعود واشنطن لتوضح ان احتمال الحل العسكري محصور ب"داعش"، لا بسوريا ككل.

سياسة الخطوط المفتوحة سرت أيضا على المشهد اللبناني، ففيما كان البطريرك الماروني يزور الفاتيكان طالبا وساطة بابوية لانجاز الملف الرئاسي، سجل اتصال العماد ميشال عون بالرئيس سعد الحريري، الذي اتصل بدوره بالنائب سليمان فرنجية. وإذا كان اتصال عون- الحريري أفضى إلى اتفاق على استمرار التواصل بينهما، فإن بيان الحريري أقرن الترحيب بالمصالحة القواتية- العونية بالتذكير بمبادرته تجاه فرنجية.

وفي انتظار انضاج اتصالات الرئاسة، عادت الحكومة السلامية المفعلة إلى واجهة المشهد عبر الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء الخميس، علما ان اكتمال نصابها السياسي قيد الدرس، إذ يبقى مرهونا بالتزام الجميع بالاتفاقات، إذ ان الاتفاق كان منذ عشية الجلسة الأخيرة على تعيين ثلاثة أعضاء في المجلس العسكري، وتكتل "التغيير والاصلاح" لا يزال يعول على التزام المعنيين بهذا الاتفاق، وسط استمرار التواصل مع كل الحلفاء، وخصوصا الرئيس نبيه بري، لبلورة الموقف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لن تتوج جلسة الثامن من شباط بانتخاب رئيس للجمهورية، لكن الأكيد ان المرحلة حتى هذا التاريخ وما بعده، ستكون مرحلة جوجلة موازين القوى، وكسر جليد التحالفات المتحركة على صفائح ترشيحي الحريري لفرنجية، وجعجع لعون.

أولى خطوات كسر الجليد، جاءت عبر اتصال عون بالحريري، فالرابية استراتيجيتها واضحة، العمل على احتضان اتفاق معراب، لأن العماد عون يريد ان يكون رئيسا جامعا لكل اللبنانيين، علما ان أول من رشحه لهذا المنصب كان الرئيس الحريري.

معراب تبدو من جهتها بعيدة عن الاشتباك مع أحد، فهي لا تريد تضييع جهد الاتفاق الذي أتمته، علما ان رسائل الحكيم في اتجاه الضاحية واضحة، وقد تلقفها "حزب الله" وكأنها قنابل صوتية. فالحزب غير المربك، مرشحه ثابت وهو العماد عون، وهو كما لم يمارس أي ضغط على عون لسحب ترشيحه لصالح فرنجية عندما تحسنت ظروف ترشيحه، لم يمارس أي ضغط على فرنجية لينسحب لصالح عون، وسيترك للوقت حكمه، عله يبلور المواقف التي ستأتي عاجلا أم آجلا، تحت سقف اتفاق الطائف وبعيدا عن أي مقايضة مع الرئاسة الأولى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

العاصفة تدق أبواب اللبنانيين، محملة بالثلوج والأمطار. أما عواصف المواقف والتحالفات السياسية الأخيرة، فلن تحمل اليهم في القريب بشرى انتخاب رئيس للجمهورية.

فحال المرواحة والترقب ستنسحب من دون ان يتم انجاز الانتخابات في جلسة الثامن من شباط. فيما وزارة الخارجية اللبنانية، تمعن في تحدي العمق العربي للبنان، انطلاقا من موقف النأي بلبنان في الاجتماع الطارىء لوزراء خارجية دول المؤتمر الاسلامي عن التضامن مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات الايرانية.

سياسيا، برز الاتصال الذي أجراه النائب ميشال عون بالرئيس سعد الحريري، الذي جدد ترحيب تيار "المستقبل" بالمصالحة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". كما أجرى الرئيس الحريري اتصالا بالنائب سليمان فرنجية، تم خلاله تقييم آخر الاتصالات والجهود الجارية لوضع حد للفراغ الرئاسي وإعادة تفعيل عمل الدولة ومؤسساتها.

في تداعيات اخلاء سبيل المجرم ميشال سماحة، لقاء رافض في دار الافتاء في طرابلس، وتظاهرة لمنظمات قوى 14 آذار الشبابية أمام المحكمة العسكرية.

اقليميا، اجتماع لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي التقى أيضا نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض، للبحث في التحضيرات لعقد مؤتمر "جنيف 3". كيري أكد ان الولايات المتحدة لا تزال مرتابة من أنشطة إيران في المنطقة، لافتا إلى ان غالبية أسلحة "حزب الله" جاءت من إيران عبر دمشق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

عون اتصل بالحريري. الحريري اتصل بفرنجية. لكن حرارة الهواتف لا تصنع رؤساء. وحدها حرارة الطقس المنخفضة ستفرض مناخا، ينجم له العرافون بأنه الأسوأ، مع وصول العاصفة "تالاسا" إلى لبنان، ويرجح أن تتغلب الرياح الشديدة على أكل الهواء الرئاسي، لأنه بترشيحاته الكيدية على استعداد لتشلعه الريح.

وحتى الاتصالات المحيطة به تتحول في جزء منها إلى مناورات بالهواتف الحية، فبعد اتصال العماد ميشال عون بالرئيس سعد الحريري، سارع زعيم "المستقبل" إلى وضع زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية في الأجواء. والتبليغ هذا يصنف شكليا، وليس في المضمون، ويندرج تحت شعار "نحن قوم" نبلغ مرشحينا كل شاردة وواردة، إذ تقول مصادر "المردة" إن التواصل لم ينقطع بين الطرفين، وإن الحريري يعطي باتصالاته اليوم إشارة حول جدية الترشيح، وان كان غير معلن بعد.

على أن "تالاسا" الترشيح هي تلك التي ينتظر رياحها سمير جعجع، علها تقتلع ورقة التفاهم بورقة النيات والوصايا العشر، وتفصل رأس عون عن جسد "حزب الله". فقائد "القوات" لا يرشح هدايا سياسية بالمجان، ولأكثر خصومه عداء في التاريخ. ولم يقنع اللبنانيين منذ واقعة معراب، بأنه رجل لا ينام الليل قبل أن يرى ميشال عون رئيسا، وأن سانتا سمير هو واهب الرئاسات، يضحي بترشيحه في سبيل وصول منافسيه.

وتصريحات قائد "القوات" تكشف ورقة النيات، فعندما يقول إن "حزب الله" أمام امتحان جاد بدعم عون وإلا فسوف يخسر أهم حلفائه، يكون قد حرض عون على الحزب وأبلغه أن حزبك لا يريدك رئيسا، أو أنه لم يسع لوصولك ولم يقنع حلفاءه بك. علما أن جعجع أكثر المدركين أن المهمة تكاد تكون مستحيلة، وأن "حزب الله" قد لا ينجح في خطوة ترفضها السعودية نفسها.

واللعب على وتر التأليب يشتغل على ضفتيه، إذ لا يتردد جعجع في كشف ما وراء الخبر، وإعلان أن سلاح "حزب الله" وارد في كل بند من بنود الوصايا العشر، لكأنه يلفت الحزب إلى أن الجنرال وافق على نزعك السلاح وأبقى موافقته طي البنود، فتنبه وإلا فسوف تخسر أبرز الحلفاء، ترشيح حكيم، واستراتيجية دفاعية لم تعهدها الطاولات، لكن الرئاسة ملت المناورات.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت 23 كانون الثاني 2016

السبت 23 كانون الثاني 2016

النهار

تردّد أن أحد الوزراء رفض الاستماع الى عرض مقدم لمعالجة النفايات يحول دون تصديرها ودفع الأموال الباهظة.

انطلقت قبل أيام حملة إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على حزب الكتائب وتصاعدت أمس.

قال أحد أعضاء بلدية بيروت إن دور المجلس البلدي صار استشارياً ولا يملك أي صفة تقريرية بعكس ما ينص عليه القانون.

تعاقدت أكثر من عشر بلديات مع إحدى المؤسسات لتلميع صورتها وإطلاق حملة إعلامية قبيل الانتخابات المتوقعة في أيار المقبل.

السفير

بر مرجع روحي مسيحي عن امتعاضه من محاولة مرجع سياسي مسيحي تكبير دور مؤسسة تربوية ـ دينية.. على الصعيد السياسي.

اهتمت أحزاب "8 آذار" بقراءة نتائج انتخابات "التيار الحر".. وخصوصا في أقضية جبل لبنان.

دقق قياديون في التيار الأبرز في "14 آذار" بحيثيات استضافة قناة "العربية" لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

لمستقبل

إنّ مرجعاً روحياً بارزاً يؤكّد في مجالسه الخاصة أنّه طالما أنّ الدكتور سمير جعجع انسحب لمصلحة النائب ميشال عون فليتنافس الأخير والنائب سليمان فرنجية في مجلس النواب ونبارك لمَن يربح.

الجمهورية

مرجع حكومي سابق أبدى استياءه من تصريح وزير سابق يُعتبر حليفاً له، إثر تصريح يتعلق بالإستحقاق الرئاسي يُخالف به موقف المرجع الحكومي.

قال زعيم وسطي إنه من الأفضل إتخاذ الحياد وعدم الدخول في صِدام مع أحد من الزعماء الموارنة ضدّ الآخر.

رأى مسؤول حركة سياسية بارزة أن بعض القيادات المسيحية البارزة يرتكبون "فاولات" في معركة الإستحقاق الرئاسي.

البناء

لم يجد وزير سابق للردّ على أسئلة زوّاره أمس بشأن مآلات الاستحقاق الرئاسي، إلا التذكير بما قاله الرئيس نبيه بري قبل مدّة وجيزة بأنّ هذا الاستحقاق قد دخل "الثلاجة"، وأضاف الوزير السابق أنّ المستجدات التي حصلت بعد الكلام الآنف لم توفّر الظروف الكافية لإخراجه منها، ويبدو أنّ علينا انتظار مرور العاصفة الثلجية التي تقول الأرصاد الجوية إنها آتية إلى لبنان في الأيام المقبلة، علّ الرؤية تصبح أوضح بعد انقشاع غيومها

 

الراعي يقدم للبابا تقريرا مفصلا عن اوضاع لبنان ويلتقي أمين سر دولة الفاتيكان ووزير الخارجيـة

المركزية- واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى روما، حيث التقى اليوم البابا فرنسيس في الفاتيكان على مدى أكثر من ساعة، يرافقه النائب البطريركي المعتمد لدى الكرسي الرسولي المونسنيور طوني جبران ومسؤول البروتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض. وقدم الراعي للبابا تقريرا مفصلا عن الاوضاع العامة في لبنان والاتصالات التي يقوم بها مع المسؤولين السياسيين وحضهم على اجراء الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت لما لذلك من انعكاسات ايجابية على الواقع اللبناني، كما قدم الراعي للبابا تقريرا مفصلا عن وضع المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط، التي زارها، وشكره على كل ما يقوم به من اتصالات مع دول العالم من اجل مساعدة لبنان. والتقى الراعي أيضاً امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، على ان يلتقي بعد ذلك وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول ريتشارد غالاغار. وبعد لقاءات استمرت ساعتين ونصف الساعة في الفاتيكان قال البطريرك الراعي "انّ اللقاءات كانت جيدة ومريحة". وردا على سؤال عما اذا كان انطباعه جيدا قال "طبعا". وتشمل برنامج الزيارة تدشين مذبح في كنيسة مار مارون في الفاتيكان اضافة الى مناسبات اخرى.

       

الراعي التقى البابا فرنسيس وجدد طلب وساطته لتسهيل الانتخابات الرئاسية فيستعيد لبنان دوره المميز

السبت 23 كانون الثاني 2016 /Lوطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم، البابا فرنسيس في القصر الرسولي في الفاتيكان. وتناول اللقاء الأوضاع في الشرق الاوسط ولبنان، ولا سيما الحروب في المنطقة وتداعياتها على المسيحيين ونتائجها الوخيمة على الشعوب والأرواح والممتلكات، إضافة الى نزيف الهجرة الذي يهدد الهوية الحقيقية للشرق. وكان تشديد على ضرورة وقف الحرب وعودة النازحين الى أوطانهم في أسرع وقت، وتطرق البحث أيضا الى الأوضاع في لبنان والفراغ الرئاسي الذي فرض واقعا مريرا على اللبنانيين وعلى الحياة السياسية في لبنان. وجدد الراعي طلب وساطة الكرسي الرسولي من اجل تسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية لكي يستعيد لبنان دوره المميز في المنطقة، هذا الدور الذي يحرص عليه الفاتيكان كل الحرص. وفي ختام اللقاء، سلم الراعي الى قداسة الحبر الأعظم تقريرا مفصلا عن كافة المواضيع التي بحثت خلال اللقاء. الى ذلك عرض الراعي للمواضيع عينها مع كل من امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين ووزير الخارجية المطران بول ريتشار غالاغر.

 

 الراعي التقى ميقاتي في روما وعرضا تطورات انتخابات الرئاسة

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، في مقر إقامته في المعهد الحبري الماروني في روما، الرئيس نجيب ميقاتي. وشارك في اللقاء سفير لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري والمعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران فرنسوا عيد، وراعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خير الله. تم خلال اللقاء عرض التطورات المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية، والجهود التي يبذلها الراعي لانجاز الاستحقاق. كما تم التداول في لقاء البطريرك الماروني اليوم مع البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان، حيث عبر الراعي عن اهتمام البابا فرنسيس البالغ وحرصه الشديد على دور لبنان والاستقرار فيه والذي يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية.

 

سلام عاد إلى بيروت

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - عاد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الى بيروت مساء اليوم، آتيا من دافوس عن طريق زوريخ، بعدما شارك في منتدى الاقتصاد العالمي والتقى رئيس وزراء كندا جاستن ترودو والممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية فردريكا موغيرني، كما شارك في ندوة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في اطار منتدى دافوس، ادارتها الصحافية الاميركية كريستيان امانبور. والتقى عددا من رجال الاعمال اللبنانيين وغير اللبنانيين المشاركين في المؤتمر.

 

سلام التقى نظيره الكندي في دافوس ووفدا من رجال الاعمال اللبنانيين

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - التقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في دافوس، رئيس وزراء كندا جاستن ترودو وتم عرض للاوضاع والتطورات. وكان سلام التقى في مقر منتدى الاقتصاد العالمي، وفدا كبيرا من رجال الاعمال اللبنانيين المقيمين في سويسرا وفي خارجها، وكان حديث حول الاوضاع في لبنان.

بري التقى رئيس مجلس الامة الكويتي

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء امس في عين التينة رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، وتم الحديث حول التطورات الراهنة في المنطقة، ودور الاتحاد البرلماني العربي والتحضير لمؤتمر الاتحاد المتوقع في اذار المقبل، حيث سيرأسه الرئيس نبيه بري بصفته رئيسا له. وكان الغانم زار عين التينة عند التاسعة من مساء امس يرافقه وفد نيابي واداري. والتقى بري الذي اولم له وللوفد وسفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي، في حضور النائب علي بزي والمدير العام لشؤون الرئاسة في المجلس النيابي علي حمد. اشارة الى ان بزي كان في استقباله في المطار.

 

قهوجي بحث الأوضاع مع فتحعلي

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي، في مكتبه في اليرزة ظهر اليوم، سفير ايران محمد فتحعلي يرافقه الملحق العسكري العقيد محمد رضا ميرزائي، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

 

جعجع يبرّر لباسيل وسلام يحاول انقاذ موقف لبنان

خاصّ جنوبية/23 كانون الثاني/16/تباينت المواقف في لبنان على أثر موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عندما أوعز إلى سفير لبنان في المملكة العربية السعودية عبد الستار عيسى ان "ينأى" بالموقف اللبناني عن قرار الإجماع الذي اتخذته منظمة مؤتمر التعاون الإسلامي الذي انعقد في جدّة أمس الأوّل، فالخارجية وضّحت وسلام حاول إصلاح الموقف، أمّا جعجع فبرّر لباسيل..

سلام يحاول إصلاح ما أفسده باسيل

أمام هذا الواقع المشؤوم سارع رئيس الحكومة تمام سلام، وفق “المستقبل”، إلى محاولة إصلاح ما أفسده “العهد” العوني في وزارة الخارجية مع العرب، محاولاً إعادة تصويب الموقف الرسمي للبنان من على منبر إحدى الندوات التي شارك فيها في دافوس. وبدا موقف سلام لـ”النهار” أنه بمثابة كفة القبان التي توازن الموقف السلبي للخارجية من خلال اتخاذ سلام عبر هذا المنتدى العالمي موقفاً سلبياً من التدخل الايراني في العالم العربي: شدد على أنّ “أصل النزاع بين إيران والمملكة العربية السعودية هو التدخل الإيراني القائم منذ سنوات في العالم العربي والذي يزيد الأوضاع المعقّدة تعقيداً”.

شدد على “حق السعودية في اضطلاعها بالدور القيادي في العالم العربي بما من شأنه تعزيز الاستقرار وتحسين الأوضاع الإقليمية”. تساءل: “لماذا تتدخل ايران في شؤوننا الداخلية ولماذا تزيد الاوضاع تعقيداً؟”.

الخارجية توضح

في هذا الوقت، أوضحَت وزارة الخارجية أنّها كانت قد أعطت التعليمات لسفير لبنان في المنظمة قبل انعقاد الاجتماع بوجوب اتّخاذ الموقف نفسه المشابِه للموقف السابق في الجامعة العربية في حال تضمّنَ القرار المضامينَ نفسَها الواردة سابقاً، وذلك التزاماً بسياسة الحكومة القاضية بالنأي بلبنان عن هذه المواضيع المشابهة والمرتبطة بالأزمة السورية، وعملاً بالتوافق على هذا الموقف الذي ظهرَ جليّاً على طاولة الحوار الوطني: جدّدت موقف لبنان الثابت في إدانة الاعتداءات على البعثات الديبلوماسية للسعودية في ايران، وفي رفض التدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

أكّدت أهمية الإجماع العربي عندما لا يمسّ بالوحدة الداخلية. أشارت الى أنّ موقف لبنان بالامتناع عن التصويت (النأي بلبنان) لم يخلَّ بأيّ إجماع، إذ إنّ الموقف اللبناني الذي حصَل في الاجتماع، لم يأتِ معترضاً بل ممتنعاً بالإضافة الى الموقف المتحفّظ والآخر المعترض اللذين صَدرا عن الدول المشاركة.

جعجع يدافع عن باسيل!

وكان باسيل لقي تبريراً لافتاً من جعجع في مقابلة متلفزة أمس. وتساءل في معرض تعليقه على موقف الخارجية: “أين هي الحكومة كاملة ؟ وأياً يكن وزير الخارجية هل كان ليتخذ موقفا مغايراً؟ اذا كان بعض الافرقاء حريصين الى هذه الدرجة فلتجتمع الحكومة وتتخذ قراراً واضحاً وتحمله للوزير باسيل”. لكن “اللواء” رأت أن موقف جعجع من دعوة الحكومة إلى الاجتماع ومساءلة باسيل يمكن أن يكون “بداية تمايز” إزاء البنود العشرة التي وردت في كلمته من معراب عندما أعلن دعم ترشيح النائب عون باسم “القوات اللبنانية”. إقرأ أيضًا: «النيويورك تايمز» ساحة مبارزة بين وزيري خارجية إيران والسعودية…فمن انتصر؟!

الأخبار”: المستقبل يبتزّ اللبنانيين

إلى ذلك، رأت “الأخبار” أن تيار “المستقبل” لجأ إلى تهديد اللبنانيين بأرزاق المغتربين في الخليج، لأن وزارة الخارجية قررت النأي بنفسها عن حملة النظام السعودي على إيران. ومرة جديدة، يلجأ تيار المستقبل إلى وضع اللبنانيين أمام خيارين:

– الخضوع للسياسة السعودية.

– تهديد مصالح المغتربين في دول الخليج.

قالت “الأخبار” أنه على الرغم من أن السلطات الإيرانية اعتذرت عن اقتحام البعثتين الدبلوماسيتين، فإن الحكم السعودي قرر المضي في الهجوم على إيران، للتغطية على خبر المجزرة، ولزيادة التحشيد ضد طهران، ورفع مستوى التوتر المذهبي في الإقليم. وبطبيعة الحال، قرّر “المستقبل” مجاراة القرار السعودي، وابتزاز اللبنانيين: إما الخضوع، وإما قطع أرزاق من يعملون في دول الخليج؛ مع ما يعنيه ذلك من تبرير مسبق لأي قرارات مستقبلية يتخذها حكام الخليج بطرد لبنانيين يعملون في تلك البلاد، كما جرى سابقاً في الإمارات والسعودية.

 

مخاوف من ضغط الأسد و»حزب الله« على فرنجية للانسحاب لصالح عون والحريري أكد تمسكه بمبادرته والراعي قدم تقريراً مفصلاً إلى البابا عن الوضع اللبناني

بيروت »السياسة«/24/01/16

مع تراجع التوقعات بحصول خرق في الجدار الرئاسي بعد إعلان رئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع دعمه رئيس تكتل »التغيير والإصلاح« النائب ميشال عون، نتيجة تريث بعض الفرقاء على الساحة الداخلية في حسم مواقفهم، وتحديداً »حزب الله« الذي يلوذ بالصمت مشرعاً الأبواب أمام سيل من التكهنات بشأن الموقف الذي سيتخذه، دعماً لحليفيه عون أو رئيس »تيار المردة« النائب سليمان فرنجية في سباقهما الرئاسي، فإن الاتجاه الغالب هو لتمديد المشاورات الجارية بين الأطراف السياسية في إطار عملية خلط الأوراق التي حصلت على ضفتي »8 و14 آذار«، بانتظار تبلور معطيات أكثر وضوحاً، داخلياً وإقليمياً تسمح لهذه الأطراف باتخاذ المواقف التي تتناسب مع مصالحها وتموضعها الجديد، في ظل تزايد المؤشرات التي تدل بكثير من الوضوح على مدى التفكك الذي حصل داخل معسكري »8 و14 آذار« بعد إعلان جعجع ترشيح عون واستمرار فرنجية في معركته الرئاسية.

وسط هذه الأجواء، سجل تطور بارز أمس على مستوى التواصل بين القيادات السياسية، إذ اتصل العماد عون برئيس »تيار المستقبل« سعد الحريري الذي كرر الترحيب »بالمصالحة التي لطالما دعونا اليها وسعينا الى تحقيقها« بين »القوات اللبنانية« و«التيار الوطني الحر«.

وأشار الحريري الى المبادرات التي سبق واطلقها، وآخرها مع رئيس »تيار المردة« النائب سليمان فرنجية، مؤكداً »ضرورة النزول الى المجلس النيابي لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة«. وفي خطوة قرأ فيها المراقبون قطعاً للطريق على أي تفسير في غير محله للاتصال مع عون، أجرى الحريري اتصالا بالنائب سليمان فرنجية جرى خلاله تقييم آخر الاتصالات والجهود الجارية لوضع حدّ للفراغ الرئاسي وإعادة تفعيل عمل الدولة ومؤسساتها. وقالت أوساط سياسية مطلعة ان اتصال الحريري بفرنجية مباشرة بعد تلقيه اتصالاً من عون يعكس الاصرار على التمسك »بالتسوية الباريسية« وعدم الاستعداد للتخلي عن ورقة ترشيح فرنجية الذي لا تنفك مصادره تؤكد استمراره في الترشح رغم كل ما جرى بين جعجع وعون. في سياق متصل، أكدت أوساط قيادية بارزة في قوى »14 آذار« اطلعت على الموقف السعودي في الأيام الماضية من الاستحقاق الرئاسي لـ«السياسة«، أن الرياض أبلغت المتصلين بها من الزوار اللبنانيين، أنها ما زالت على موقفها الداعي إلى توافق اللبنانيين على الشخصية التي يرونها مؤهلة لتولي مقاليد الرئاسة الأولى وقادرة على إعادة توحيد المؤسسات وتفعيل دور لبنان في محيطه العربي ومع العالم، مشددة على أن المملكة العربية السعودية، ليس لها مرشح للرئاسة في لبنان ولا تدعم أحداً، بقدر ما تدعم المرشح الذي يحظى بأوسع توافق لبناني لإعادة الاعتبار إلى موقع الرئاسة الأولى ولا يستفز اللبنانيين، لأن هذا الأمر شأن لبناني أولاً وأخيراً.

وأشارت المصادر إلى أن السعودية تعتبر أنه آن الأوان لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد الذي لا يشكل تحدياً لأحد وبإمكانه الحصول على أكبر دعم من الكتل السياسية. لكن في المقابل، أبدت الأوساط البارزة في »14 آذار« خشيتها من ممارسة النظام السوري و«حزب الله« ضغوطاً على فرنجية لدفعه إلى الانسحاب لمصلحة عون كما حصل في العام 2004، عندما اضطر فرنجية الذي كان يحظى آنذاك بدعم الرئيس الشهيد رفيق الحريري للانتخابات الرئاسية، إلى الانسحاب من السباق الرئاسي بضغط من رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي دعم التمديد للرئيس الأسبق إميل لحود. وفي هذا الإطار، كشفت معلومات لـ«السياسية«، أن »حزب الله« يدرس إقناع النائب فرنجية بالانسحاب للنائب عون الذي يحظى بدعم الحزب والأسد لتسهيل انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية، بالرغم من معارضة »تيار المستقبل« وكتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري والنواب المسيحيين المستقلين. في الأثناء، اتجهت الاهتمامات الى الفاتيكان رصداً لما قد يعقب اللقاء الذي انعقد ظهر امس على مدى ساعة بين البابا فرنسيس والبطريرك بشارة الراعي من خطوات. وأفادت المعلومات الواردة ان الراعي قدم للبابا تقريرا مفصلا عن الاوضاع العامة في لبنان والاتصالات التي يقوم بها مع المسؤولين السياسيين، وحضهم على إجراء الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت لما لذلك من انعكاسات ايجابية على الواقع اللبناني، إضافة الى تقرير مفصل عن وضع المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط، التي زارها، وشكره على كل ما يقوم به من اتصالات مع دول العالم من اجل مساعدة لبنان. كما اجتمع الراعي مع امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول ريتشارد غالاغار.

 

مصادر »المستقبل«: باسيل ينفذ تعليمات أسياده الإيرانيين

بيروت »السياسة«/24/01/16/اعتبرت مصادر بارزة في »تيار المستقبل«، أن خروج وزير الخارجية جبران باسيل عن الإجماع الإسلامي في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد في جدة، بالامتناع عن التصويت وعدم مجاراة مواقف الدول المشاركة في إدانة ورفض الممارسات الإيرانية، يؤكد مرة جديدة التزام هذا الوزير بتعليمات »حزب الله« وإيران، على حساب مصلحة لبنان وشعبه. وقالت المصادر لـ«السياسة«، إنه في الوقت الذي لم يجف بعد حبر النقاط العشر في »إعلان معراب« (نسبة إلى بلدة معراب حيث مقر »القوات اللبنانية«) الذي شهد ترشيح رئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع رئيس تكتل »التغيير والإصلاح« النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ضرب صهر عون بمضمون هذه النقاط عرض الحائط، منفذاً تعليمات حلفائه في »حزب الله« وأسيادهم الإيرانيين، ما يؤكد بوضوح أن عون لا يمكن الوثوق به، لأنه لا يلتزم بما يتعهد به، وقد تبين أن موافقته على النقاط العشر، ما كانت إلا لضمان حصوله على تأييد جعجع و«القوات اللبنانية« لرئاسة الجمهورية، باعتبار أنه غير قادر على الخروج من عباءة »حزب الله« الذي يأمل أن يسوقه لدى الإيرانيين والنظام السوري لانتخابه رئيساً. وأكدت المصادر أن تصرفات الوزير باسيل، تؤكد أن شكوك جعجع بمدى جدية باسيل في الالتزام ببعض هذه النقاط، سيما ما يتصل بعلاقات لبنان الخارجية، كانت في محلها، وبالتالي فإن هناك قلقاً كبيراً من أن يعود عون وينقلب على اتفاقه مع »القوات«، كما انقلب على اتفاقات سابقة معها ومع غيرها إذا ما فشل في الوصول إلى قصر بعبدا.

 

ماروني لـ »السياسة«: العقبات زادت أمام الاستحقاق الرئاسي

بيروت – »السياسة«/24/01/16/أكد عضو كتلة »حزب الكتائب« النائب إيلي ماروني لـ »السياسة«، أن »الطريق ليست معبدة أمام انتخاب رئيس في جلسة الانتخاب المقررة في 8 فبراير المقبل، لأن العقبات التي كانت موجودة أمام انتخاب رئيس للجمهورية زادت الآن بعد موجة الترشيحات والترشيحات المضادة، فانتقلنا من الخلافات على تأمين النصاب إلى خلافات داخل الصف الواحد لكل فريق«، مشدداً على »ضرورة أن يدرك الجميع خطورة العودة إلى الحسابات الطائفية والمذهبية التي قد تودي بما تبقى من كيان في هذا الوطن«. وقال ماروني: »إن 14 آذار كانت مريضة منذ سنوات واليوم ازداد مرضها وكذلك الأمر فإن 8 آذار ليست بأحسن حال، فهنالك خلافات بالرأي وبين القيادات، لكنني واثق أن جمهور 14 آذار ما زال نابضاً وموجوداً وقوياً«. وشدد على »أنه من واجب النواب النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس وعدم ربط مصلحة لبنان باتفاقات إقليمية أو دولية، وبالتالي فلينزل الجميع إلى المجلس النيابي ولتخض معركة ديمقراطية وسنهنئ الفائز«. وكان رئيس »حزب الكتائب« النائب سامي الجميل، أعلن مساء أول من أمس أن الحزب لن ينتخب مرشحاً يحمل مشروع »8 آذار«، لأنه ينظر إلى المشروع لا إلى الشخص، مطالباً برئيس يحمل مشروعاً لبنانياً، وموجهاً سلسلة أسئلة إلى النائب ميشال عون.

 

الرياشي: على الجميل التعمُق أكثر بإعلان النوايا والحريري أول من دعا للمصالحة

موقع القوات اللبنانية/23 كانون الثاني/16/أعلن رئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي ألا جواب لديه عما جاء في حديث رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل، مضيفاً: “الكتائب يعلم اننا حلفاء ويعلم ايضاً مدى قربنا من بعضنا”. وخلال مداخلة هاتفية ضمن برنامج “بيروت اليوم” عبر الـmtv، طلب الرياشي من الجميل ان يتعمق اكثر بورقة اعلان النوايا والنقاط العشر، وأردف: “اننا و”الكتائب” حزبان شقيقان، وهناك التباس ربما بشأن بعض النقاط لكن المصالحة قائمة، والاخوة يتشاجرون وهذا لا يفسد في الود قضية”. الرياشي أشار الى ان هناك تفاهمات قائمة على إعلان النوايا بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” وعلى أساسها أعلن رئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع تبني ترشيح العماد عون للرئاسة، مشددا على ان “الكتائب” كان على علم بالموضوع. ورداً على سؤال بشأن العلاقة بيت “القوات” و”تيار المستقبل”، قال: “لا يزايد أحد على صديقنا وحليفنا الرئيس سعد الحريري الذي كان أول من دعا للمصالحة ولطي صفحة الماضي بين جعجع وعون، وهو من أكثر الناس حرصاً على العلاقة بين الرجلين”. وأشار الى ان “هناك اختلافا بوجهات النظر مع “المستقبل” حول المقاربة الرئاسية، لكن الامر لن يتحول الى خلاف”، موضحاً ان الجو الديمقراطي يسود بين الطرفين والثقة المتبادلة من الممكن ان تُخدش لكنها لا تهتز ولن يؤدي اي أمر الى شرخ بين “المستقبل” و”القوات”. ولفت الرياشي الى ان النظرة للعلاقة مع “المستقبل” ليست مرتبطة بعلاقة صداقة بل هي مرتبطة بمفهوم “القوات” للشريك الاخر بالوطن لان الحريري يُجسد بالنسبة لجعجع النقيض الطبيعي والحيوي لدولة تحاول النشوء في بلاد العراق والشام وهي “داعش”. واكد ان “المستقبل” حليف استراتيجي لـ”القوات”، والمصالحة هي مصلحة استراتيجية لـ”القوات”.

 

احتفالية معراب" والتوتر السـعودي الإيرانـي يعيدان خلط الأوراق وبري خائف على "التفاهم"

المركزية- يقول زوار عين التينة ان مجريات الأمور الداخلية والإقليمية انسحبت على التفاهم الذي أرسى دعائمه الأسبوع الماضي رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحت عنوان تفعيل الحكومة وتظهّر في عودة الحكومة الى الانعقاد والاتفاق على آلية عملها والتئامها بكامل مكوناتها في الخميس المقبل اذا ما تم التفاهم على ملف التعيينات الامنية وادرج على جدول جلسة الاعمال.وتتمنى اوساط عين التينة وفق الزوار الا تحول المستجدات التي تمثلت من جهة بترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون والاحتفالية التي رافقت الاعلان من معراب، ومن جهة ثانية بانسحاب التوتر السعودي – الايراني على هذا التفاهم خصوصاً انه أفضى الى اتفاق على ملء الشواغر العسكرية كافة والفصل بينها وبين تعيين قائد جديد للجيش، وتخلي التيار الحر عن هذا المطلب. وقد تجلى ذلك بوضوح في المواقف التي أعلنها وزير الدفاع سمير مقبل وقوله ان التعيينات باتت في حوزته بما فيها الأسماء المطروحة لملء الشواغر. لذلك تدعو الأوساط نفسها الى وجوب ترقب سير الأمور مطلع الاسبوع المقبل للحكم على مسارها وتحديدا بالنسبة الى استمرار التفاهم الذي تم على تفعيل عمل الحكومة، خصوصاً بعدما أدت "احتفالية معراب" الى خلط الكثير من الأمور والمواقف في صفوف قوى الثامن والرابع عشر من آذار على حد سواء، وبعد المواقف التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر الجامعة العربية والتعاون الإسلامي والردود التي أعقبتها بدءا من الرئيس سعد الحريري وانتهاءً بموقف رئيس الحكومة تمام سلام امس في منتدى دافوس واتهامه ايران بالتدخل في الشؤون العربية. وتختم الأوساط ان الرئيس بري الذي تخوف امام زواره من انعكاس ذلك على الساحة الداخلية، مستمر في التشاور مع الفرقاء من خلال اتصالات يجريها شخصياً أو بواسطة موفدين لحصر الارتدادات في مهدها والحؤول دون تدحرجها لتصبح "كرة ثلج" تأخذ في طريقها التفاهم الذي جرى أخيراً.

 

اتصالات عون– الحريري- فرنجية: مباركة بالمصالحة مقابل التمسك بتسوية باريس

تكامل الخطــوات يحشـر حزب الله والمســتقبل يرحب بالمــوقف الكتائبــي

لقاء البابـا – الراعـي: تقارير مفصّــلة عـن "الرئاسـة " والوضع المسـيحي

المركزية- لم تبرّد العاصفة الثلجية التي بدأت تضرب لبنان اعتبارا من ظهر اليوم السخونة السياسية المخيمة على الاجواء العامة بفعل الملفات المأزومة والخلافات الناشئة تارة عن تمنّع لبنان عن الانضمام الى "السرب العربي" في قضية الاعتداء على مبنى السفارة السعودية في طهران، وأخرى عما خلّفه ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون من تداعيات على مستوى العلاقات بين المكونات السياسية لا سيما داخل البيت الواحد، من دون اغفال امتدادات قرار اطلاق سراح الوزير السابق ميشال سماحة التي تجددت اليوم مع لقاء دار الافتاء الروحي- السياسي في طرابلس وتظاهرة منظمات قوى 14 اذار الشبابية أمام المحكمة العسكرية.

الحريري- عون – فرنجية: ووسط ترقب لمسار العاصفة الذي يبدو حافلا بالرياح القوية والثلوج المتوقع ان تلامس البحر وموجة الصقيع التي ستضرب المناطق وصولا الى 600 متر، بما قد يؤثر على النشاط العام في البلاد، سجل تطور بارز على مستوى التواصل بين القيادات السياسية ،اذ اتصل العماد عون بالرئيس سعد الحريري الذي" كرر ترحيب "تيار المستقبل" بالمصالحة التي لطالما دعونا اليها وسعينا الى تحقيقها بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". واشار الحريري الى "المبادرات التي سبق واطلقها، وآخرها مع رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، مؤكداً على "ضرورة النزول الى المجلس النيابي لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة ".وفي خطوة قرأ فيها المراقبون قطعا للطريق على اي تفسير في غير محله للاتصال مع عون ،اجرى الرئيس الحريري اتصالا بالنائب سليمان فرنجية جرى خلاله تقييم آخر الاتصالات والجهود الجارية لوضع حدّ للفراغ الرئاسي وإعادة تفعيل عمل الدولة ومؤسساتها".

وقالت اوساط سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان اتصال الحريري بفرنجية مباشرة بعد تلقيه اتصالا من عون يعكس الاصرار على التمسك "بالتسوية الباريسية" وعدم الاستعداد للتخلي عن ورقة ترشيح زعيم "المردة" الذي لا تنفك مصادره تؤكد استمراره في الترشح على رغم كل ما جرى بين الرابية ومعراب.

تكامل الخطوتين: واعتبرت الاوساط ان ان خطوتي الحريري وجعجع على اختلافهما تتكاملان في مجال تسديد هدف "ذكي" في مرمى 8 آذار وارباكها الى درجة حشرت حزب الله في الزاوية ولم يعد معها ممكنا تقديم المزيد من الاعذار والتبريرات لعدم انتخاب رئيس جمهورية ما دام المرشحان من فريقه السياسي . أما تحميل "المستقبل" مسؤولية التعطيل فتحليل في غير محله، واذا كانت 8 آذار جادة في انتخاب رئيس فلتقطع الطريق عليه وتؤمن النصاب في جلسة 8 شباط المقبل.

المستقبل- الكتائب: في المقابل، خضعت مواقف الكتل النيابية التي تكّر سبحتها تباعا من التقارب المسيحي، وآخرها لحزب الكتائب،الى معاينة ميدانية من الافرقاء السياسيين بين مؤيد ومتحفّظ. ولفت ترحيب "مستقبلي" بالموقف الكتائبي، حيث وجه النائب عمار حوري عبر "المركزية" تحية الى النائب سامي الجميل، معتبراً انه "تحدّث بموضوعية وناقش الامور في شكل "هادئ" ، مثنيا على طلبه من العماد عون تقديم اجوبة على الاسئلة التي طرحها.

في الفاتيكان: في الاثناء، اتجهت الاهتمامات الى الفاتيكان رصدا لما قد يعقب اللقاء الذي انعقد ظهرا على مدى ساعة بين قداسة البابا فرنسيس والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من خطوات. وافادت المعلومات الواردة ان الراعي قدم للبابا تقريرا مفصلا عن الاوضاع العامة في لبنان والاتصالات التي يقوم بها مع المسؤولين السياسيين، وحضهم على اجراء الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت لما لذلك من انعكاسات ايجابية على الواقع اللبناني،اضافة الى تقرير مفصل عن وضع المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط، التي زارها، وشكره على كل ما يقوم به من اتصالات مع دول العالم من اجل مساعدة لبنان. كما اجتمع الراعي مع امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، على ان يلتقي بعد ذلك وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول ريتشارد غالاغار.

لقاء طرابلس: في مجال آخر، عقد لقاء سياسي -روحي دعت إليه دائرة الأوقاف في طرابلس، تنديدا باطلاق الوزير السابق ميشال سماحة، في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وعدد من الوزراء والنواب وفاعليات سياسية، ودينية ونقابية. وطالب الشعار بإلغاء المحكمة العسكرية أو إعادتها إلى حجمها الطبيعي، لأنها محكمة استثنائية ولا يجوز أن تكون دائمة أو استنسابية"، مشيرا الى أننا "لم نسمع أحداً أبداً يدافع عن قرار إطلاق سراح "المدان" ميشال سماحة إلا رموز فريق سياسي حزبي ومن لون واحد."من جهته اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس "ان الاجتماع لا يتدخل في الشأن القضائي، لكنه وقفة احتجاج وتعبير صادق أن أمان الناس لا يمكن ان يكون عرضة للمساومة". اما راعي ابرشية طرابلس للموارنة المطران جورج أبو جودة، فأكد ان الكنيسة تدين بشكل عام كل أعمال العنف والارهاب وأعمال نقل السلاح والادوات المتفجرة.

الحكومة والتعيينات: من جهة ثانية ، وجه رئيس الحكومة تمام سلام دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد في الرابعة من بعد ظهر الخميس المقبل على جدول اعمالها 379 بندا.وفي حين لم يدرج بند التعيينات العسكرية في متنها، توقعت مصادر متابعة ان يطرح من خارج جدول الاعمال.الا ان معلومات ترددت عن ان وزراء التيار الوطني الحر لن يشاركوا في الجلسة لانها لا تتضمن بند التعيينات .

الرياض وواشنطن...وطهران: في المشهد الاقليمي، ومع وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الرياض حيث بحث مع نظيره عادل الجبير في التحضيرات لعقد مؤتمر "جنيف 3" على ان يجتمع مع المنسق العام لهيئة التفاوض العليا للمعارضة السورية رياض حجاب للتشاور في عملية "جنيف 3". ، أطلق الدبلوماسي الاميركي موقفا لافتا ازاء السياسة الايرانية في الشرق الاوسط، فأكد أن "الولايات المتحدة لا تزال مرتابة من أنشطة إيران في المنطقة، لافتا الى ان غالبية أسلحة حزب الله جاءت من إيران عبر دمشق"، ومذكّراً بأن "حزب الله يمتلك نحو 80 ألف صاروخ."

اما الجبير فاعلن انه "بحث مع كيري كيفية التصدي لتدخلات إيران في المنطقة، مشيرا الى ان الولايات المتحدة تدرك حقيقة الحكومة الإيرانية التي لا تزال تدعم الإرهاب"، مضيفا أن "استقرار المنطقة يتطلب وقف إيران لأعمالها العدائية" وأن "دول الخليج تعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة تدخلات إيران في المنطقة". وشدد على التعاون مع واشنطن لإنهاء دور الرئيس السوري بشارالأسد في سوريا وإنهاء الانقلاب في اليمن وإعادة الاستقرار إلى ليبيا".

 

مارسيل غانم: يشتم اللبنانيين ويرقص مع الذئاب

 محمد محمود /جنوبية/23 كانون الثاني/16

مقدّمته" الخميس الفائت، وهي أشبه بمرافعة، ينقصها أن يقوم بعمله. أن "يزرك" هؤلاء الذين اعتبر أنّهم "يستغنمون" اللبنانيين ويعاملونهم كقطعان ماشية. أن يحطّمهم في حلقاته، في حواراته معهم. أن يطرح الأسئلة الحقيقية، الصعبة، المحترفة، لا أن ينام في سرير من حرير، وهمّه كيف يرفع نسبة المشاهدة، فيستفيق وتلمع الفكرة: سأقول للبنانيين إنّهم غنم، هكذا يشاركون المقدمة على فيسبوك وتويتر وأرفع نسبة المشاهدة. قبل 25 عاماً، كان مقدّم برنامج سياسي مثل مارسيل غانم يحلم بمقابلة مع رئيس مثل الرئيس رفيق الحريري. اليوم، حين يقرّر الرئيس سعد الحريري التوجّه إلى اللبنانيين، يخرج في حلقة تلفزيونية مع مرسيل غانم. هكذا يمكن اختصار معنى أنّ مارسيل غانم “ابن الطبقة السياسية” و”والدها” في الوقت نفسه. إذ لا شكّ أنّ مارسيل ينتمي إلى الجيل نفسه لأكثر من 70 % من أعضاء “الطبقة السياسية”. وهو أكبر، عمرياً، من كثيرين، أكبر من سليمان فرنجية (في العمر) وأكبر من سامي الجميل. بل هو ساهم في صناعة آخرين، مثل سالم زهران ووئام وهاب وزياد بارود وغيرهم. يصحّ هنا القول إنّ مارسيل غانم جزء من “أزمة” لبنان، إذا كانت الأزمة مرتبطة بهؤلاء السياسيين. فهو من روّج لهم طيلة 30 عاماً. وهو من “تشتش” معظمهم، ومن رفعهم. لا نذكر له “حواراً قاسياً”. لا نذكر له حلقة من برنامج “كلام الناس” ساهمت في إسقاط نائب متّهم بالرشوة أو وزير متّهم بالسرقة. ولا نذكر له حلقة غيّرت شيئا في وعينا أو أضافت إلى واقعنا السياسي أو حذفت منه. هو هكذا، “جزء” من هذه الطبقة السياسية التي تحتاج، ضمن ما تحتاج إليه، إلى رعاة إقليميين، وممولين محليين وخارجيين، وصحافيين وكتّاب، ومقدّمي برامج، وممسّحي جوخ (منهم صحافيون ومقدّمو برامج)، وتحتاج إلى فنّاني ترويج… وربّما يكون مارسيل غانم أحد أبرز جامعي المجد من كلّ هذه الأطراف. هكذا تلمع الأفكار في رؤوس مثل رأسه. هو “جنون الترافيك” و”رفع نسب المشاهدة”. وهو لا يحقّ له أبدا وصف اللبنانيين بالغنم. هؤلاء الذين اعتادوا على “الجلد”، يحكّ لهم حيث يحبون الحكّ. يعرف أنّ كثيرين منهم يحبّون جلد الذات، بدل جلد السياسيين، فراح يجلدهم. لم يشتم سياسياً، ولم يفضح سارقا، بل قرّر أن يشتم اللبنانيين بأن يقول لهم إنّهم “غنم”، فيما هو “غانم”، إنّهم قطعان، فيما هو يصادق الذئاب ويسهر في بيوتهم ويجلس على موائدهم.

!لا يا مرسيل، “كلّ واحد يحكي عن حالو”. ولا يحقّ لصديق الذئب أن يشتم الصوف. نحن اللبنانيون لسنا غنماً، بل كلّ مشكلتنا أننا ابتلينا باصدقائك السياسيين (كما تخبرنا باعتزاز وابتهاج دائما عبر منبرك) والمروجين لهم من “اصدقائهم” الاعلاميين وبعض الذين يحبّون جلد الذات، فيفرحون لمن يشتمهم. لكن لا، لست غانماً، أنت يا مارسيل ما وصفت به اللبنانيين في أقصى تقدير… غنم

 

سلام دعا الى جلسة تعقد الخميس

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - دعا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى جلسة تعقد عند الرابعة من بعد ظهر الخميس، في 28 الحالي. ووزعت الامانة العامة لمجلس الوزراء جدول اعمال الجلسة الذي يتضمن 379 بندا.

 

جعجع عرض التطورات مع رئيس اللقاء العلمائي

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب رئيس "اللقاء العلمائي اللبناني" الشيخ عباس الجوهري والكاتب المتخصص في الشؤون الاقليمية مصطفى فحص والصحافي علي الأمين، في حضور مدير مكتب رئيس حزب القوات ايلي براغيد. عقب اللقاء الذي استغرق ساعتين، قال الجوهري: "أتت هذه الزيارة بعد المشهد التاريخي على المستوى الوطني، ونحن نبارك أي توافق لأي كتلتين أو فريقين أو مجموعتين، فهذا أمر نؤيده ولا سيما في ظل هذه اللحظة التي يحتاج فيها البلد الى اجتماع كل الأطراف حول المصلحة الوطنية". وأمل في أن "يكون لقاء عون - جعجع خيرا للوطن وبتقديري هو كذلك"، وتمنى "انتخاب رئيس للجمهورية يحظى بتأييد غالبية المسيحيين واللبنانيين بأقرب وقت". وردا على سؤال شدد الجوهري على أن "من كان يتبنى ترشيح العماد عون قبل تأييده من جعجع لا يمكن أن يتراجع عن هذا التبني، وبالتالي "حزب الله" لا يمكنه التراجع عن تبني ترشيح عون، بينما المشكلة تكمن لدى الطرف الآخر الذي عليه أن يقتنع في الأيام المقبلة بضرورة السير بهذا المرشح الذي يحظى بالتأييد المسيحي"، مشيرا الى أن "التأخير في انتخاب رئيس ليس من مصلحة أحد، وبتقديري أن من يقول ان "حزب الله" هو "المحشور" والمتردد كلام غير صحيح لأنه سيبقي تأييده للجنرال عون، وهذا موقف أخلاقي".

 

خاطفو الحجيري أطلقوه في مكان اختطافه

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش، ان خاطفي محمد محمود الحجيري، أطلقوه في محلة المناقع في عرسال، من دون دفع أي مبلغ من المال. وكانت مجموعة تعرف باسم "مجموعة ابو الفوز" قد اقدمت ليل أول من أمس، بالتنسيق مع مجموعة ابو بكر وابو عبد السلام واحمد امون من تنظيم "داعش" في عرسال، على خطف الحجيري الملقب ب"محمد دخان" مواليد 1999، والذي يعمل في محطة للمحروقات عائدة لوالده في منطقة المناقع في البلدة. واتصل الخاطفون بذوي الحجيري مطالبين بفدية قيمتها 250 الف دولار.

 

الاحدب: قيادات 14 اذار تنازلت عن كل مبادئها ورشحت خصومها للرئاسة علها تجد لنفسها حصة في المرحلة المقبلة

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، قال فيه: "بداية نؤكد اننا لطالما دعينا الى الوحدة والالتفاف حول الوطن لا سيما في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة، وما حصل بالأمس من تقارب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، خطوة مهمة جدا مرحب بها، ويجب على باقي مكونات الوطن ان تقتدي بهما، فهما تجاوزا تاريخا اسود من القتال والعنف ومدا اليد لبعضهما لتحييد الطائفة المارونية الكريمة والوطن عن نيران المنطقة. ونأمل ان تكون هذه المصالحة انطلاقة لمصالحة وطنية كبرى لحماية وطننا وتعدديته في هذه الظروف الصعبة". اضاف: "اما اليوم فقد دخل الوطن بمعادلة سياسية جديدة، بعد مرحلة طويلة من سوء الادارة والتسويات والتنازلات المسيئة للوطن، حيث استنفدت قيادات 14 اذار كل مبادئها، ولم تعد تملك ما تتنازل عنه فقررت تنبي ترشيح خصومها لسدة الرئاسة علها تجد لنفسها حصة في المرحلة المقبلة من الحكم".

وتابع: "ان قيام الدكتور جعجع بترشيح العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة جاء بعد مسار طويل من المداولات واللقاءات اثمرت اتفاقا على ثوابت محددة لترشيحه، فيما نرى ان الرئيس سعد الحريري رشح الوزير سيلمان فرنجية دون الاعلان عن اي نقاط اتفقوا عليها، ودون اظهار اي ضمانات لحماية البلد في العهد المقبل لاسيما ابناء السنة الذين يعانون من الاضطهاد يوميا". تابع: "امام هذا المشهد السياسي الجديد، بات لزاما علينا نحن ابناء السنة، ان نعيد حساباتنا ونرتب اولوياتنا، ونترفع عن مصالحنا الضيقة ونعمل على توحيد صفوفنا من جديد، اسوة بشركائنا الشيعة والموارنة، وذلك عبر الشروع فورا بالاتفاق على نقاط توافق مشتركة يتمحور حولها دور السنة في لبنان، غرار الثوابت التي جمعت القوات والتيار الوطني الحر، لنتمكن من بناء الوطن جميعا موحدين وعلى اسس تحمي كل مكونات الوطن".

واردف: "اننا كسنة بأمس الحاجة اليوم للاتفاق على ثوابت محددة نطمئن اليها ويلتزم بها المرشح المطروح لسدة الرئاسة قبل السير بانتخابه والا سنستمر بدفع الثمن ل 6 سنوات قادمة على الاقل، ان لم يمكن اكثر لان جميعنا اصبح يعلم ان انتخاب رئيس لا يكون جزءا من تسوية كبرى ولا نريد ان نكون نحن ابناء السنة الخاسرين الوحيدين لان ذلك لن ينعكس علينا فقط بل سينعكس على استقرار الوطن برمته، وسيشرع ابوابنا لعواصف المنطقة، لان التجارب اثبتت ان تهميش اي مكون من مكونات الوطن له تداعيات خطيرة على الكيان برمته، وعلى سنة لبنان القيام بدور بناء لحماية وطننا وتحصينه والتصدي للإرهاب من اين اتى، ولذلك يجب وضع حد للسياسات التي تضعنا خارج حدود الوطن من قبل الدولة وتتعامل معنا كمواطنين درجة ثالثة". وقال: "ان اطلاق سراح ميشال سماحة لم يكن مفاجئا لنا، بل كان متوقعا لا سيما وان التهمة التي وجهها اليه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر المحسوب على 14 اذار، لا تستدعي اكثر من 4 سنوات حبس، ونراهم اليوم وبعد اطلاق سراح المجرم سماحة يحرضون السنة والاسلاميين مجددا لصرف النظر عن الاتفاق السري بينهم وبين حزب الله الذي بموجبه سلموا امن البلاد للحزب مقابل شراكتهم بالسلطة. لذلك نقول بصراحة ان الشارع السني سئم من التصاريح الفارغة واعتبار الاعتدال هو الخنوع للطرف الاخر والتنازل عن الحقوق المصانة بالدستور، وسئم من عدم اتخاذهم إجراءات ملموسة تحمي الاعتدال السني، وترفع عن رقاب ابنائنا سيوف وثائق الاتصال التي اوقف بسببها الآلاف من شبابنا، فيما لا تزال التوقيفات مستمرة ويوميا دون ان يحرك تيار المستقبل ساكنا لرفع الظلم عن ابنائنا وانصافهم، وهو الممثل بالحكم عبر رئيس الحومة ووزيري الداخلية والعدل". وختم: "بكل وضوح وصراحة، نحن كسنة في هذا البلد، نعتبر ان من يمثلنا عليه اولا ان يحمي انصاره لا ان يحرضهم ويتخلى عنهم، وعليه ان يعمل على توحيد الصف وان يمد يده لكل مكونات الشارع السني السياسية والاجتماعية، اكانت من 14 او 8 اذار، اسلامية ام مدنية، وان يتحاور معها للاتفاق على ثوابت ننطلق منها ونمد اليد لسائر الشركاء الذين سبقونا على جمع كلمتهم، فلقد بقينا وحدنا كسنة في لبنان منقسمين، وذلك بسبب سياسة الغاء الاخر بغية الاستئثار بالسلطة ليبقى من قبل فريق واحد يفاوض باسمنا لمصالح خاصة بعيدا عن المصلحة العامة بدل ان يعمل فعلا على حماية لبنان ليبقى بلدا لكل ابنائه".

 

المعلوف: مبادرة جعجع لبننت الجزء الكبير من الإستحقاق الرئاسي واعلان النيات يتلاقى مع 14 اذار

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - أشار عضو "تكتل القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف الى "أن الحوار بين القوات والتيار الوطني الحر بدأ منذ نحو العام ونصف العام، وهي أخذت وقتها لتنقية الذاكرة، لكي نتعلم من الماضي ونتفادى بعض اخطائه واليوم المصالحة تكرست من خلال أسباب كان واضحا فيها رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع" لافتا الى "ان الوضع الإقليمي والفراغ الرئاسي والوصول إلى ترشيح النائب سليمان فرنجية وبالتالي إعتماد مرشح من "8 آذار"، والنقاط المشتركة مع التيار كلها أسباب دفعت للقيام بهذه الخطوة". أضاف في حديث الى اذاعة "لبنان الحر": "نحن لا نزال أم الصبي في 14 آذار وترشيح العماد عون انطلق من إعلان النيات في أول حزيران الماضي الذي يترجم اليوم بإطار سياسي واضح وعملاني وهو يتلاقى 100 في المئة مع ثوابت 14 آذار، فخطوة القوات استمرار واضح لمد اليد مع المحافظة على الاسس التي انطلقت منها المقاومة اللبنانية ولكن بعيدا من السلاح".

واكد المعلوف على ما قاله جعجع "حيث لا يجرؤ الآخرون وقال بالفعل كانت خطوة جريئة وجبارة تاريخية وعلينا جميعا الإستفادة منها" لافتا الى انها "إذا لم تكن الحل الوحيد فهي الحل الأفضل وهي ساعدت على لبننة الجزء الكبير من الإستحقاق الرئاسي" مشيرا الى "ان هناك تلاقيا وإتفاقا ضمن نقاط واضحة، وهناك مرحلة إنتقالية إستيعابية لإعادة "حزب الله" إلى كنف هذا الوطن ما يتطلب دعما خارجيا" آملا "تفعيل هذه الرؤية والوصول إلى المرحلة المطلوبة". وقال: "نأمل ان يتجاوب "حزب الله" وفرقاؤنا للوصول إلى إنتخاب العماد عون رئيسا او للدفع إلى النزول إلى مجلس النواب"، مؤكدا "ان صدقية حزب الله بترشيح عون في الميزان ونحن ننتظر الوضوح منه الا اذا كان يفضل الفراغ وبذلك يبنى على الشيء مقتضاه"، مضيفا "حان الوقت لحصول التسويات التي قد يستفيد منها لبنان". وردا على سؤال حول زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي روما ولقائه البابا اعرب المعلوف عن اعتقاده "بان الموقف الفاتيكاني داعم لهذه المصالحة التاريخية وانه لا يدخل في الاسماء". وحول ما قاله النائب سامي الجميل، رأى المعلوف "ان المضمون جيد ومن حقه ان يطلب بعض الاستفسارات". وعن قرار اخلاء ميشال سماحة، قال المعلوف: "انتهت مدة حكميته ولكن لم يخل سبيله وسيصلون إلى حكم على معيار ومقياس العمل الشنيع الذي قام به ونأمل في أن يأخذ العدل مجراه، فاللبنانيون لن يسكتوا عن الإجرام الذي قام به". وحول التعيينات العسكرية، لفت الى "ان وزير الدفاع تواصل مع جميع الفرقاء ونحن على إطلاع على الأسماء ولكننا لسنا في مجلس الوزراء الذي لديه القرار النهائي بهذا الموضوع".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحلو: مشاريع القطاع العام تتراجع والمعالجة بـ"المسكّنات" و شكك فـي قدرة الحكومـة علــى تحقيق المطـــالب

المركزية- اعتبر نقيب مقاولي الأشغال العامة مارون الحلو أن "كلما استمر الوضع السياسي على ما هو عليه اليوم، كلما تدهورت الأوضاع الإقتصادية بما فيها وضع قطاع المقاولات". وقال رداً على سؤال لـ"المركزية" عن مصير مطالب القطاع في ظل التأزم السياسي وعرقلة الملف الرئاسي: إذا لم تنتظم كل المؤسسات الدستورية في البلاد ولم يتم انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة تهتم بشؤون القطاعات كافة، فسنكون في وضع حرج جداً. إذ لدينا كمقاولين، مطالب مزمنة تحدثنا في شأنها مع كل الوزراء المعنيين، لكنني أشك في أن تتمكن الحكومة الحالية من تحقيق تلك المطالب، لكونها لم تنجح في معالجة أبسط الأمور، ولا تملك أي رؤية للنهوض الإقتصادي، بل تعالج بعض الملفات الشائكة بـ"المسكّنات"، كما أنها غير متضامنة في ما بينها. من هنا، استبعد الحلو "الحصول على أي من المطالب من الحكومة أو أحد الوزراء أو حتى من مجلس الوزراء مجتمعاً في الوقت الراهن". وقال: لذلك نشدد دائماً على القول إن يدنا ممدودة إلى الدولة لنتعاون معاً، إذ يهمنا أن تكون مؤسساتها منتظمة وتعمل بالشكل الطبيعي لنحقق ما نطمح إليه. أضاف: مطلبنا انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة جديدة ترعى الشؤون الوطنية، ومنها الشؤون الإقتصادية بما فيها قطاع المقاولات الأساسي في هذه المرحلة. وعما إذا كانت مشاريع القطاع العام ستتوقف إذا بقيت الأوضاع على حالها، قال الحلو: بالطبع تخف وتيرة المشاريع، فالقطاع يمرّ في أزمة تزداد أكثر فأكثر، ونتمكن من معالجة المشكلات العالقة مع وزيري المال والأشغال العامة ومجلس الإنماء والإعمار، لكن هذه المعالجات تبقى في إطار "المسكّنات" وليس الحلول الجذرية.

وقال رداً على سؤال "لدينا أكثر من موضوع سنطرحه على المسؤولين المعنيين"، كاشفاً عن مؤتمر صحافي سيعقده قريباً لإعلان برنامج عمل النقابة للعام 2016.

 

 اسرائيل تواصل حربها التجسسية على لبنان

المركزية- لفت مصدر امني في الجنوب عبر "المركزية" ان اسرائيل رفعت من وتيرة تجسسها على الحدود مع لبنان في الاونة الاخيرة، مشيرا الى ان هذا التجسس بلغ ذروته امس عندما رفع الجيش الاسرائيلي منطادا فوق الشريط الشائك عند الحدود الدولية مقابل بلدة الضهيرة الحدودية وهو بيضاوي اللون والشكل، ويحتوي على كاميرات مراقبة موجهة نحو الحدود في تلك المنطقة التابعة لقضاء صور. ونبّه المصدر إلى ان اسرائيل تحاول، من خلال رفع وتيرة اعمالها التجسسية ضد لبنان، وعبر رفع المناطيد التجسسية مقابل الحدود اللبنانية او اعمدة الارسال او كاميرات المراقبة او الصحون اللاقطة او الاجهزة داخل الصخور او على السياج الشائك، ان تصل الى معلومات ما حول تحركات "حزب الله" والجيش اللبناني والقوى الامنية، وكلها اعمال عدوانية مبيتة تدخل في اطار حرب التجسس الاسرائيلية ضد لبنان مع اعمدة الارسال الكبيرة التي رفعها العدو الاسرائيلي بكثافة منذ اسبوع على طول الحدود مع لبنان وصولا الى الجولان اي بعد عملية حزب الله داخل مزارع شبعا. وذكّر المصدر ان اسرائيل كانت ومع اغتيالها سمير القنطار وتخوفا من رد حزب الله، رفعت عددا من المناطيد التجسسية على الحدود الفلسطينية المقابلة للبنان في الوزاني والغجر والعديسة والناقورة ومزارع شبعا، مشيرا الى انه بعدما رفعت اسرائيل منذ 43 يوما منطادا مزودا بكاميرات للتصوير مقابل كروم المراح في ميس الجبل الحدودية عادت ورفعت آخر داخل الاراضي الفلسطينية المقابلة لبلدتي مروحين وام التوت في منطقة صور .

 

الهبر: من ذهب إلى عون ونصـرالله خـرج من 14 آذار و تصرف جعجـع انزلاق إلى ايران وليس لمصلحة الوطن

المركزية- لا يبدو تأثير اتفاق معراب مقتصرا على الاستحقاق الرئاسي، بل إنه يطاول فريقي الصراع السياسي في البلاد، وقد برز ذلك في في المؤتمرالصحافي الذي عقده رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أمس، حيث حامت تساؤلات حول مستقبل العلاقة القواتية- الكتائبية، في ضوء مواقف الجميل من مبادرة معراب الرئاسية. وفي السياق، لفت عضو كتلة الكتائب النائب فادي الهبر في حديث لـ "المركزية" إلى أن "ما حصل في معراب مصالحة مسيحية- مسيحية تداوي جروحا سابقة "كسرت ظهر المسيحيين" في حرب العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع اللذين أضعف خلافهما المسيحيين على الصعيد الوطني. فالعودة إلى المصالحة اليوم أساس وطني، فإذا كان المسيحيون بخير، فالوطن أيضا بخير. أما في ما يتعلق بالرئاسة، فهي ليست صلحة تقوم على مصالح شخصية وأنانيات، بل هي عهد على مدى 6 سنوات، خصوصا في ظل الخلاف السني- الشيعي، لذلك نحن نعتبر أن ترك لبنان على المستوى السياسي الوطني والاتجاه إلى الهيمنة الايرانية، كما فعل الدكتور جعجع بدعمه للجنرال عون، أمر لا نريده ورأيناه من خلال موقف وزير الخارجية الأخير". وشدد الهبر على أننا "لسنا مع برنامج 8 آذار الذي يأخذ لبنان إلى النظام السوري والهيمنة السورية والسيد حسن نصرالله. وهذه السلة توحي مع الأسف أن الدكتور جعجع ذهب إلى السلة التي طرحها السيد نصرالله". وعن مستقبل العلاقة على خط معراب – بكفيا في ضوء احتفالية معراب، أشار إلى "علاقة تاريخية بين القوات والكتائب. غير أن تصرف جعجع لا يصب في مصلحة الوطن ، وعلى العماد عون أن ينقذ هذا الوضع بالذهاب نحو الثوابت السيادية، وإلا فسيكون جعجع قد رهن الوضع اللبناني للهيمنة السورية- الايرانية". وفي ما يتعلق بالكلام عن انفراط عقد 14 آذار في ضوء تباين المواقف الرئاسية بين مكوناتها، أكد أن "14 آذار بكل أطيافها ما زالت 14 آذار، وما زالت القوات تتحدث عن القيم الأساسية والثوابت، غير أنهم عكسوا، عمليا، المفاهيم الرئاسية، من خلال ترشيحهم العماد عون. أعتقد أن من الجيد أن يعود من خرج من 14 آذار إليها. ذلك أننا حريصون على الحلفاء، لكن من ذهب إلى العماد عون وحزب الله خرج من 14 آذار، حتى لو عدد "الوصايا العشر". وعن ربط مبادرة معراب بمبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية، اعتبر أن "لا سبب يعلل آخر على المستوى الوطني. فقداسة الوطن لا يمحوها فعل أشخاص. أي أن الثوابت الوطنية لا تقوم على أساس ردات الفعل. القوات باتت اليوم داعمة للمشروع الايراني الذي يبدأ برئاسة الجمهورية، وهذا خطأ وقد يكون"الرجوع عن الخطأ فضيلة". بالنسبة إلينا، الأمر الجيد في خطوة جعجع هو الجانب المتعلق بالمصالحة لكن الانزلاق في اتجاه ايران انزلاق قواتي كبير أيضا بعد دعم مرشح لم يلاقنا إلى الثوابت. وختم الهبر:"سننتخب أي شخصية واضحة ضمن الثوابت التي طرحها النائب سامي الجميل امس والتي تؤمن بها الكتائب، ولن نعطل الجلسات وسنبارك لمن يفوز، بمن فيهم العماد عون".

 

نواف الموسوي: الهبة السعودية لتسليح الجيش تبخرت وباسيل فعل الحد الأدنى من الواجب الوطني

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، "اننا حينما نقر بأن المقاومة كانت نهجا صالحا لتحرير الأراضي اللبنانية، فيجب علينا أن نقر أنها لا زالت النهج الصالح لتحرير ما تبقى محتلا من الأرض، وأمامنا النموذج الفلسطيني، حيث وصل الجميع بما فيهم الذين سلكوا درب التفاوض إلى أن النهج التفاوضي مع العدو لم يحرر أرضا، بل زاد عدد المستوطنين والمستوطنات، فقبل بدء عملية التفاوض في أوسلو، كان يعد المستوطنون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بالآلاف، أما اليوم فبات عدد المستوطنين في الضفة الغربية حوالي 600 ألف نسمة، وهذا التغيير الديمغرافي ما كان يمكن أن يحصل لو أن فعاليات المقاومة كانت لا زالت على نهجها وأشدها بل حتى على سويتها، فالشباب الفلسطيني الذي كبر بعد اتفاق أوسلو عاد إلى القناعة بأنه لا يمكن دحر الاحتلال إلا بالمقاومة، حينها استل ما بوسعه من سلاح، فلم يجد إلا سكينا أو مقصا، وانبرى الشباب الفلسطيني فتيانا وفتيات يهاجمون العدو لينالون منه، ويستشهدون، حتى فاق عدد شهداء الانتفاضة الفلسطينية الثالثة 160 شهيدا، فيهم عدد كبير من الفتيات في مقتبل العمر، وفيهم أيضا إمرأة في السبعين من عمرها استشهدت وهي تقاوم، واليوم ندرك نحن اللبنانيون أن الكيان الصهيوني هو عدو للبنان، ونحن من وجهة نظرنا آمنا بأن مقاومة العدوان الصهيوني إنما تكون من خلال المقاومة والجيش والشعب الذي يحتضن المقاومة ويدعم الجيش، ومن كان له وجهة نظر أخرى تقوم على أن الجيش لوحده يجب أن يتولى مسؤولية مواجهة العدوان الصهيوني، فإننا نسأله اليوم ألا يفترض بنا كقوى سياسية أن نمكن الجيش من الحصول على السلاح اللازم لمواجهة العدو الصهيوني، والجواب البديهي هو نعم". وقال خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة حاريص الجنوبية، في حضور عدد من رجال الدين وفاعليات وشخصيات وأهالي المنطقة: "من الواجب أن تقوم المؤسسات الدستورية بواجباتها في تمكين الجيش من الحصول على الأسلحة المطلوبة، لأن واقع الحال يقول إن الجيش لا يمتلك حاجته من السلاح في حدها الأدنى لمواجهة احتمال العدوان الصهيوني عليه"، متسائلا: "ماذا علينا أن نفعل، وهل نستطيع نحن كلبنانيين أن نأخذ قرارات تسليح الجيش؟".

وأضاف: "في آخر اجتماع للمجلس النيابي، قدم الجيش فاتورة متواضعة من أجل صيانة ما لديه للحفاظ على حركيته، ولم يستطع المجلس الاستجابة لطلبات الجيش، وخفضت الفاتورة المطلوبة إلى النصف مع العلم أن في معظمها هي ميزانية تشغيلية وليس تسليحية، وقيل لنا إن هناك هبة سعودية لتسليحه، والحال أن هذه الهبة قد تبخرت، ونسمع مرة أخرى تصريحات تؤكد أن هذه الهبة لم تعد موجودة، وعندما قلنا هذا الأمر في المجلس النيابي للزملاء النواب والوزراء، قال لنا رئيس الحكومة تمام سلام إن الهبة لا زالت موجودة على السكة، وهي في طور الوصول إلى لبنان، ولكن تحتاج إلى قرارات، وآليات، ووقت للوصول إلى لبنان، واليوم سمعنا بيانا من وزراة الداخلية يقول إن الهبة لم تعد قائمة، فلبنان ليس قادرا على التسليح، وليس هناك هبة سعودية لتسليحه، لأن النظام السعودي أنفق عشرات المليارات من الدولارات على حربه على الشعب اليمني، حيث استخدم أطنان من الأسلحة والصواريخ والقذائف ضد الشعب اليمني على مدى أكثر من 300 يوم، ولم تجد هذه الترسانة سبيلا لإرسال شيء إلى الجيش اللبناني، فهل النظام السعودي لم يعد قادرا على تسليح الجيش اللبناني، أم أن ثمة شيء آخر، فبالتأكيد هناك شيء آخر، حيث أن النظام السعودي يوجه قدراته ضد مصلحة العرب والمسلمين".

وتابع: "إن السياسة التي ينتهجها النظام السعودي قائمة على العدوان وارتكاب المجازر من اليمن إلى العراق إلى سوريا، ولولا التضحيات التي قدمناها من أجل حماية لبنان من النار السورية لكانت المجازر ترتكب الآن في لبنان، وإن الاستقرار القائم الآن في لبنان ندين به إلى شهدائنا ومجاهدينا الذين يقاتلون التكفيريين في عقر دارهم في سوريا، قبل أن تمتد أيديهم وسكاكينهم إلى اللبنانيين"، متسائلا: "ما العمل ما دام أن الهبة السعودية غير متوفرة؟"، ومضيفا: "نحن كمقاومة لم نتخل عن تحمل مسؤولياتنا في مواجهة العدو الصهيوني، ولكن كيف نستطيع تسليح الجيش حتى يكون قادرا على مواجهة العدوان الصهيوني، بل هل لدى الجيش الإمكانات لمواجهة التكفيريين في بلدة عرسال المحتلة، كما أكد وزير الداخلية أكثر من مرة، وحتى على مستوى بلدة عرسال، هل يمتلك الجيش الصواريخ والأسلحة و"الهيليكوبترات" والطائرات التي تمكنه من إستعادة عرسال وتحريرها، لذلك فإنه على حلفاء النظام السعودي في لبنان أن ينشغلوا بإزالة العوائق أمام إعادة الهبة السعودية إلى لبنان، وعليه فإننا نطالب حلفاء النظام السعودي بالذهاب وفك الحجز عن الهبة وجلبها إلى لبنان".

وأردف الموسوي: "أغرب ما سمعناه في هذه الآونة هو كلام الرئيس الأسبق سعد الحريري حيث يقول "إن الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية اللبناني ليس معبرا عن الموقف اللبناني"، وهذا غريب، وإن كان هناك من لم يدرس فليدرس ويعود ويفهم أن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية، فإذا كانت السياسة الداخلية قائمة بين اللبنانيين على التوافق، فكيف لأي أحد أن يطلب موقفا بالسياسة الخارجية قائما على الانحياز لنظام هو حليف له، ولكن وبالعكس فإن ما قام به وزير الخارجية جبران باسيل هو أقل الواجب في جعل لبنان بعيدا عن سياسة سعودية طائشة، كما تجمع صحافة العالم على وصفها في هذه الفترة، سواء كانت غربية أو شرقية، وقد فعل الحد الأدنى من الواجب الوطني، وكان منسجما مع موجبات الكرامة والمصلحة الوطنية، ولم يخضع لمحاولات سعودية لتزييف صفة الإرهاب ولصقها بالمقاومة، فالإرهابي هو من تموله السعودية، ومن تثقفه بوهابيتها، وهو من تدعمه السعودية وتدربه من أجل ارتكاب المجازر والمذابح في اليمن والعراق وسوريا وفي كل مكان، وكذلك في باكستان وبنغلادش ونيجيريا، لذلك فإنهم هم من يتحمل مسؤولية ارتكاب المجازر، وبالتالي، فإن هذا هو الإرهاب الذي له دين اسمه الوهابية، كما له عاصمة هي الرياض، وإذا شئنا أن نطلب من وزير الخارجية اللبنانية موقفا، فسندعوه أن يسمي الأمور بأسمائها، وأن يرد تهمة الإرهاب إلى أصحابها، ولكن رضينا بالحد الأدنى الذي يؤمن وفاقا وطنيا، "فرضي القتيل ولم يرض القاتل"، وعلى أي حال نحن ندعو الحكومة اللبنانية مرة أخرى إلى المبادرة من أجل انتهاز هذه الفرصة، فالجيش اللبناني لا ينتظر أحدا، ولديه حاجات، وعليهم أن يتركوه ليتحمل مسؤولياته، وفي المقابل فإننا نتحمل مسؤولياتنا، ونحن في مرحلة العمل وليس القول، لأننا نعمل بصمت، ولا نعلن عن شيء ما دمنا في مرحلة العمل الصامت، بل نسعى إلى تحقيق الوفاق بين اللبنانيين الذي يفتح الطريق لاستعادة المؤسسات الدستورية لتركيبتها وفعاليتها، لأننا لسنا معنيين أن يضاف إلى انقسامات اللبنانيين انقساما جديدا".

 

كنعان: اتفاقنا الرئاسي مبادرة مسيحية لمصالحة وطنية ونثق بحزب الله وما يجمعنا بفرنجية أكثر مما يفرقنا

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - أكد أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان، انه "جاء وقت ترجمة الاقوال الداعية الى الالتزام بما يتفق عليه المسيحيون الى أفعال"، لافتا إلى أن "إتفاق التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ليس لاشهر بل لسنوات في سياق استعادة الشراكة والتوازن"، واضاف: "نبحث مع القوات قانون الانتخاب الذي يحقق المناصفة والشراكة، وسنتابع التواصل مع مختلف الكتل". وقال كنعان في حديث الى برنامج "مدى الصوت" الذي يبث عبر أثير إذاعة "صوت المدى": "لا أتوقع بعد اليوم أي تعيين في إدارات الدولة لا يرضى عنه المسيحيون بعد قيامتهم السياسية، فزمن الماضي ولى وسنعيد معا أيام العز"، معتبرا "أن الرهان على الانقسام المسيحي ليختذل البعض المواقع المسيحية في النظام ولى الى غير رجعة". وأضاف: "الشراكة الوطنية التي ضربت بحجة الانقسام المسيحي باتت لعبة منتهية الصلاحية اليوم، واتفاقنا سياسي وليس طائفيا ومستعدون للشراكة الفعلية بين كل مكونات المجتمع". وردا على سؤال حول ما جرى من مستجدات سياسية، أكد أن "مسيرة حوارنا مع القوات لم تأت رد فعل على ترشيح النائب سليمان فرنجية لانها سبقت ذلك بأشهر، علما أن مبادرة الرئيس سعد الحريري سرعت التفاهم بين "القوات" و"التيار"، بتحريكها الركود في الملف الرئاسي وكسرها للمحرم في تأييد مرشح من الفريق الآخر". وعن المواقف المختلفة مما حصل، قال كنعان: "هناك تهيب من قبل الجميع محليا واقليميا ودوليا لما حصل من اتفاق بين "التيار" و"القوات". ولا مواقف سلبية من الاتفاق المسيحي - المسيحي، ومن غير المنطقي ولا المعقول ان يقف احد في وجه تفاهم من هذا النوع".

وأكد أن "الاتفاق لحماية لبنان، ولا يدخل في المحاور وهو ليس في "8 او 14 اذار"، بل ينطلق من ثوابت وطنية وسيادية لا لبس فيها، ويرجو افضل العلاقات مع كل الدول انطلاقا من احترام سيادة لبنان وحق شعبه في تقرير مصيره"، مشددا على أن "المستحيل بات ممكنا ويمكن جمع اللبنانيين انطلاقا مما يمثله العماد ميشال عون بحضوره وتحالفاته والدكتور سمير جعجع بحضوره وتحالفاته". وأكد كنعان أن "العماد عون مؤهل للعب دور الرئيس القوي القادر على حل الازمة لا مجرد شخص يدير استمرارها"، وقال: "تبني ترشيح العماد عون يجسد فعل إرادة و تصميم ومشروع ولا عودة الى الوراء فيه، والمطلوب من الجميع تلقف الفرصة والمبادرة للالتقاء على هذه الرؤية الوطنيةالمشتركة".

وردا على سؤال حول العلاقة مع النائب سليمان فرنجية، أكد ان "ما يجمعنا مع سليمان فرنجية اكبر بكثير مما يمكن ان يفرقنا، وخضنا مسارا طويلا معا وعلى كل المسيحيين المشاركة في احتضان وتطوير الاتفاق الذي حصل، و"الطاشناق" حريصون على الوحدة المسيحية، وكانت لهم مبادراتهم ومساعيهم وهم في صلب معادلة التلاقي". وعن موقف "حزب الكتائب"، قال كنعان: "نتمنى على "الكتائب" قراءة متأنية وجدية للتفاهم الذي حصل بين "التيار" و"القوات"، واي "زعل" بين المسيحيين ممنوعة بعد اليوم، وقد ارتحنا الى بيان "حزب الوطنيين الاحرار"، واعتبار اتفاق معراب تاريخيا ومرحبا به، وندعو الجميع الى قراءة متأنية للاتفاق الذي خلق أرضية مشتركة لبناء الدولة وحماية لبنان واستعادة الدور".

وأضاف: "المطلوب من الجميع التراجع خطوتين، واعتبار ما حصل بين "التيار" و"القوات" بداية جيدة يجب تعميمها على الآخرين، وعلى اهل البيت المسيحي الابتعاد عن المزايدات والالتفاف حول التفاهم بين "القوات" و"التيار"، ودعوة الآخرين للانضام اليه".

وبالنسبة إلى موقف "حزب الله"، قال: "لا شك لدينا بوضوح موقف "حزب الله"، والعلاقة في ما بيننا بنيت على الثقة المتبادلة، والتجارب اثبتت صدق تفاهم مار مخايل، ودعم "حزب الله" للعماد ميشال عون سيترجم في وقت قريب". وعن الأيام الفاصلة عن جلسة 8 شباط، قال: "فلنترك العمل للمطبخ السياسي في الأيام الفاصلة عن 8 شباط بشفاعة مار مارون، واتفاقنا وطنيا لتحقيق امنية الرئيس القوي. والأكيد ان من اهداف الاتفاق المسيحي ليس الحصول على ما ليس لنا، بل الوصول الى شراكة وطنية حقيقية".

واعتبر ان "اتفاق معراب هو يوم قيامة لبنان لا المسيحيين، فكثيرون بنوا على الفرقة والانقسام، ولم يعد بالإمكان اليوم بناء مصالح وسياسات على التباعد"، مشيرا إلى أن "مجتمعنا ارتاح ويمكن النظر الى مستقبل أولادنا بشكل افضل على الصعد كافة، والأكيد ان اتفاقنا ليس ظرفيا، وهنا تكمن قوته وقد مر بمراحل عدة على مدى سنة ونصف ليترسخ اليوم".

وشرح كنعان أن "مسار الحوار بين "التيار" و"القوات" بدأ في تشرين الأول 2014، وأن عشرات الأوراق المشتركة تم تبادلها بين الرابية ومعراب للوصول الى الرؤية المشتركة"، مشيرا إلى أن "أول هدية حملها الى معراب كتاب البطريرك الحويك للتدليل على الدور التاريخي للموارنة في بناء لبنان". وأضاف: "كثيرون حاولوا عرقلة مسار التوافق بين "التيار" و"القوات"، وكثيرون شككوا لكننا تخطينا كل الصعوبات لنصل الى ما وصلنا اليه، فقد كانت هناك قناعة وإرادة لدى العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع للوصول الى الاتفاق مع اعطى حماية كبيرة لما توصلنا اليه". وتحدث عن بعض جوانب مسار التفاوض، لافتا إلى أن "بعض الاجتماعات كانت تمتد حتى الرابعة فجرا لأننا اردنا اتفاقا لا يقتصر على صورة او لحظة بل يبني المستقبل للبنانيين والمسيحيين، وعندما تذكرنا شهداءنا في كل لحظة من مسيرة الحوار حتى الاتفاق اردنا بوحدتنا أن لا تذهب دماؤهم هدرا، وان تثمر تضحياتهم قيامة لبنان". وأضاف: "بإعلان النيات لم تحصل مجرد مصالحة بين شخصين او حزبين بل رؤية مشتركة ترسي التنافس الديموقراطي لاستعادة الجمهورية، والمسائل الدستورية والميثاقية فوق أي تنافس سياسي، فقد ارسينا رؤية مشتركة حولت المسيحي الى موقع المبادر لا المتلقي، وارسينا مشروعا لبنانيا وطنيا ليكون للمسيحيين رأي في الدولة".

 

وزارة السياحة: إقفال المغارة السفلى في جعيتا إلى حين انتهاء التحقيق في حادثة سقوط السائح المصري

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعلن وزير السياحة ميشال فرعون في بيان ان "وزارة السياحة باشرت باجراء التحقيق حول ملابسات سقوط السائح المصري في مياه مغارة جعيتا"، وانه قرر "بعد الاتصال بمستثمر المغارة، إقفال المغارة السفلى حيث حصل الحادث إلى حين انتهاء التحقيق".

 

وفد ديني سرياني بدأ جولة على المرجعيات للمطالبة بتمثيل الطائفة في البرلمان

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - جال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس أفرام الثاني، وبطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف يونان، يرافقهما المطرانان يوستينوس بولس سفر وجرجس القس موسى والأبوان جوزف بالي وحبيب مراد، على رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مطالبين بإعطاء أبناء الطائفة السريانية بشقيها الأرثوذكسي والكاثوليكي حقوقهم النيابية، وذلك بأن يتمثلوا بمقعدين سريانيين أرثوذكسي وكاثوليكي في المجلس النيابي. ولهذه الغاية، سيزور الوفد سائر المرجعيات والكتل النيابية الأخرى.

 

لقاء في دار الفتوى في طرابلس احتجاجا على إخلاء سماحة: لإلغاء المحكمة العسكرية أو إعادتها لحجمها الطبيعي فلا يجوز أن تكون إستنسابية

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - عقد اليوم لقاء سياسي ونقابي حاشد، في مقر دار الفتوى في طرابلس، بدعوة من دائرة الأوقاف الإسلامية، تنديدا بإطلاق سراح ميشال سماحة، حضره وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس، النواب سمير الجسر، محمد كبارة، بدر ونوس، كاظم الخير، معين المرعبي، خالد ضاهر، قاسم عبد العزيز، خضر حبيب وأحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى عمر مسقاوي، رئيس بلدية طرابلس عامر الرافعي، رئيس بلدية القلمون طلال دنكر، رئيس أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، رئيس أبرشية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر ممثلا بالأرشمندريت إلياس بستاني، نقيب المهندسين ماريوس بعيني، نقيب الأطباء الدكتور إيلي حبيب، نقيب أطباء الأسنان الدكتور أديب زكريا، نقيب موظفي المصارف مها مقدم، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، رئيس جمعية تجار طرابلس فواز الحلوة، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة أوقاف طرابلس عبد الرزاق إسلامبولي، مدير مكتب المفتي الشعار الدكتور الشيخ ماجد الدرويش ورجال دين وعلماء وشخصيات.

 

التيار المستقل: عون سينقلب على القوات مثلما فعل مع رفاق دربه

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - علق العضو المؤسس في "التيار المستقل" لوسيان عون، على التفاهم "القواتي - العوني" الذي أعلن من معراب، بالقول: "كان حري بالعماد ميشال عون أن يصالح نفسه ويتصالح مع ما يفوق الثمانين مناضلا من رفاق دربه ممن اسسوا واياه "التيار الوطني الحر"، والذين تم اقصاؤهم عنه من قبله فور عودته من المنفى، مكافأة على تضحياتهم التي بذلوها في سبيل عودته ترجمة لوفائه تجاههم، قبل أن يتصافح مع حزب مسيحي لطالما هو دفع هؤلاء المناضلين لمحاربته والقتال في وجهه، ما اسقط آلآف الشهداء والجرحى، وترك آلافا من الارامل والمعاقين، وهجر مئات الالاف من المسيحيين تبعا لاوامره وطموحاته، قبل أن يمحي أثامه بفتح كاس شمبانيا في معراب". واعتبر أن "هدف تلك المناورة شخصي بحت، هو الوصول الى سدة الرئاسة، وسرعان ما سينقلب عون على "القوات اللبنانية"، مثلما انقلب على رفاق النضال معه والسوريين و"تيار المستقبل"، وتجمع قرنة شهوان وأحزاب "الكتائب" و"الاحرار"، الذين شكلوا يوما عماد الجبهة اللبنانية التي كان يؤيدها ايام الحرب، وآخرهم "حزب الله" الذي يؤاثر الصمت ترجمة لشجبه الخطوة الاخيرة مع خصمهم اللدود سمير جعجع". وتوقف عون عند خبر احتمال أن يزور رئيس "التيار" مدافن شهداء "القوات" في ايليج، متسائلا: "عما اذا كان أولى أن يزورها أم زيارة ضريح الشهداء رينية معوض وداني شمعون يوم عاد الى لبنان، أم أن زيارة ايليج تندرج في اطار المجاملات والبروبغندا تمهيدا لايصاله الى قصر بعبدا؟". وتوجه إلى العماد عون بالقول: "من يتحمل مسؤولية حربي الالغاء والتحرير، ان لم يكن لا عون ولا سمير جعجع، وان كان هؤلاء أو اي منهم أليس محقا أن يطالب المسؤول بالتعويضات عنها ان كانا يتمسكان بمثل ألمانيا وفرنسا اللتين تصالحتا عقب حرب مدمرة؟، وهل يستحق من كان مسؤولا عنها تولي رئاسة الجمهورية وادارة شؤون البلاد مكافأة على ما جنته يداه؟".

 

كبارة: لن نقبل بأحكام العسكر على المدنيين ونطالب بإحالة سماحة إلى المجلس العدلي

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - دعا رئيس حركة "التنمية والتجدد" النائب محمد كبارة، إلى "رفع ظلم المحكمة العسكرية عن رقاب اللبنانيين"، مؤكدا "أننا لن نقبل بأحكام العسكر على المدنيين". وقال كبارة خلال لقاء عقدته الحركة في مكتبه في طرابلس، بحضور أعضائها وحشد من المنتسبين: "ميشال سماحة الإرهابي الموصوف المعترف بجريمته، يطلق من سجنه ويحاكم حرا، فيما يزج بأبنائنا في السجون ويتهمون بالإرهاب زورا وبهتانا، بل تجنيا وتلفيقا". أضاف: "من يتلقى على هاتفه رسالة من قريب يقيم في منطقة سورية غير خاضعة للأسد، يتم توقيفه وإتهامه بالإرهاب، فيما الإرهابي سماحة الذي تواصل لساعات وساعات مع مشغله الإرهابي الأسدي علي المملوك يفرج عنه ويحاكم حرا طليقا. لذلك نكرر القول: "فلتعد محكمة العسكر للعسكر". وتابع: "لقد سبق وأصدرت الأمم المتحدة في مذكرة رسمية بتاريخ 7 نيسان 1997، طلبت فيها من الدولة إلغاء المحكمة العسكرية وحصر سلطتها بشؤون العسكر المسلكية والتنظيمية حصرا، لكن هذه المذكرة لم تنفذ، وبقيت المحكمة جاثمة على صدور المدنيين اللبنانيين، وبقيت وثائق الإتصال وإلإخضاع تلتف على رقاب المواطنين كما سوط الجلاد". وقال: "اليوم نقول لذوي الشأن في الحكومة والمجلس النيابي، إرفعوا ظلم المحكمة العسكرية عن رقاب اللبنانيين. فنحن لن نقبل بأحكام العسكر على المدنيين، وأوقفوا مهزلة محاكمة الإرهابي ميشال سماحة أمام المحكمة التي أفرجت عنه. وأحيلوا ملف هذا الإرهابي إلى المجلس العدلي، حتى يعاد توقيفه ويحاكم من وراء القضبان، حيث يجب أن يكون، كما كل المجرمين"، مطالبا بـ"إنهاء الإعتقال التعسفي الكيدي لأولادنا، وإنصافهم، وإطلاقهم أحرارا ليحصلوا على العدالة أمام المحاكم المدنية". وختم: "لقد إمتلأ الشعب قهرا وبدأ يفيض غضبا، فاحذروا وإسمعوا، وتداركوا، قبل أن يتحول الغضب إلى طوفان يجرف الجميع".

 

كرم: طرح معراب رد ملف الرئاسة إلى الداخل اللبناني وتوافقنا مع التيار الوطني هو توافق قناعات

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم، في حديث عبر "صوت لبنان - ضبية"، أنه "عندما تطرح طروحات كبيرة وتحولات كبيرة كملف الرئاسة المعطل لأكثر من سنة ونصف السنة، والذي شكل شللا وحرصنا على إيجاد حل له، من الطبيعي أن يكون لكل فريق الحق في أن يدرس هذه الخطوة، وفتح المجال للتحاور لحين جلسة 8 شباط، ومن هنا موقف حزب الله هو أساسي، وجميع الأفرقاء بإنتظاره، فهل سيسهل هذا الموضوع أو سيعرقل أم سيؤجل"؟. ورأى أن "هذه المفاوضات الجارية طبيعية، والتيار الوطني الحر يتشاور مع الجميع، واللقاءات مستمرة، وأعتقد أن كل هذه المواقف ليست قرارا إنما مواقف مفاوضات". وشدد على أن "الخطوة الأولى التي قام بها الدكتور جعجع بعد لقاء معراب هو الإتصال بالنائب سامي الجميل، وأن هذه الخطوة أتت ضمن برنامج واضح، وقد اتفقنا مع عون على ان أساس إعلان ترشيحه هو البرنامج، وعلى هذا الأساس دعينا 14 و8 آذار للتلاقي حول هذه الخطوة". كما اعتبر أن "التوافق الحاصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية هو توافق قناعات وصلنا إليه، وبناء على الوضع والخطورة التي نراها توافقنا على أن البلد لا يمكنه التحمل وهناك ضرورة لخطة إنقاذية"، وقال: "ورقة النوايا تجاوزت كل الإعلانات التي سبقت إن من 14 آذار أو من غيرها من الأفرقاء، وورقة إعلان النوايا تجاوزت البيان الوزاري وإعلان بعبدا بموضوع الحياد والسيادة وضبط الحدود". أضاف: "كقوات لبنانية، هناك أمور أساسية في ممارسة دورنا في المحافظة على الدستور، ونحن لن نغيب عن أي جلسة، ومبدأ التعطيل لا نقبل به، ونحن مستمرون بآدائنا وبنظرتنا للأمور وكأن شيئا لم يتغير بعد هذا التفاهم". وتابع: "عندما يتخذ حزب الله قراره بإنهاء الشغور، أعتقد أن القصة تنتهي هنا ولا تعود قصة حسابات أصوات". وعن موقف باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، قال: "جعجع كان واضحا وأحمل الحكومة كاملة مسؤولية هذا الموضوع، وأنا أوافق على ما قاله الرئيس السنيورة والرئيس الحريري بأن موقف باسيل يضر بالعلاقات مع السعودية ويعبر عن خط سياسي في لبنان، ولكن هذا الموقف مسؤولية الحكومة كاملة".وقال: "إذا عدنا إلى تاريخ القوات اللبنانية نرى أنها تأخذ قرارات بناء على قناعات وليس بناء على التكيف بالوضع الإقليمي، واليوم قناعاتنا أن إيران تتدخل بالدول العربية كاملة وهي تخطئ جدا وتساعد المخططات بتدخلها بالدول العربية لإضعاف الشعوب العربية كلها وأخذ المنطقة إلى براكين متفجرة وعدم إستقرار. القوات لا تتكيف ولا تتوافق على مخططات إيران إن كانت رابحة أو خاسرة. نحن دائما نؤيد التعاون العربي- العربي لصد محاولات إيران في داخل الساحات العربية".

أضاف: "عند تطير نصاب الرئاسة حاولنا أن نصمد للوصول يوما ما نحن وحزب الله إلى نصف الطريق، إن كان في المشروع وإن كان في المرشح، ولكن المشكلة أن 14 آذار لم تصمد كلها، وكانت مباحثات بأسماء وبرامج سياسية لم نوافق عليها واعتبرناها تراجعا من قبل 14 آذار وتقديمات مجانية لبرنامج حزب الله ومخططاته". إلى ذلك، رأى كرم أنه "لم نوافق على طرح سعد الحريري بموضوع فرنجية رئيسا للجمورية، وبمجرد عدم التوافق مع الجنرال عون فنحن ذاهبون لإيصال فرنجية رئيسا، وبالتالي أثمرنا من إعلان النوايا ترشيح العماد عون. ان موضوع السيادة واضح بالنقاط العشر التي طرحناها، إذا تفاهمنا وعون على برنامج تجاوز إعلان بعبدا والبيان الوزاري فهذا إنجاز وتفاهم جيد، ولا ننسى أن التيار الوطني الحر كان في ثورة الأرز، فليتقدموا بأوراق أهم من العشر نقاط التي تمثل 14 آذار وثورة الأرز". وشدد على أنه "لا تفاهمات تحت الطاولة مع حزب الله، وعندما يكون الحزب جاهزا للمناقشة معنا بهذه الإستراتيجيات والملفات السيادية، فنحن جاهزون ومستعدون"، داعيا "حزب الله" إلى "الإقتناع أن هذا السلاح لن ينتج دولة جديدة أو مؤتمرا تأسيسيا جديدا وتغييرا في الصيغة اللبنانية، وبقاء سلاحه واستراتيجيته ونظرته للوضع الإقليمي لا ينتج إلا مصائب ومشاكل إقتصادية كبيرة، وبالتالي عليه الإقتناع أن تحالفنا مع العماد عون لمصلحته".

وعن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من ترشيح "القوات" لعون، قال: "يجمع عون وبري تفاهم كبير وتحالفات على مدى 10 سنوات، ومن حق كل فريق أن يعلق أو يدرس طرح معراب ويأخذ الموقف الصحيح، ومن هنا على كل فريق تحمل مسؤوليته لإيصال رئيس وإنطلاق السلطة اللبنانية من جديد لانه لا يمكن العيش بالوضع الحالي". وأمل "أخذ الموقف قبل 8 شباط"، وقال: "كان هناك محاولة لتنييم الأمور كي لا يكون هناك من طرح معارض، وأمام طرح سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية كان هناك أطراف خارجية وداخلية تريد إنهاء الفراغ الرئاسي، ولكن عندما لا يكون هناك بديل، ويكون هناك طرح وحيد، فبالتالي أنت موافق على الطرح، ونحن لسنا موافقين عليه". أضاف: "ان اللعبة إقليمية، ونحن لا ننكر، ولكن طرح معراب رد ملف الرئاسة إلى الداخل اللبناني، ولولا ورقة النوايا لم يكن هناك إمكان للوصول إلى ترشيح العماد عون".

وختم كرم: "ما يجمع 14 آذار هو النظرة إلى الوطن والخط الوطني اللبناني والتفاهم مع الدول العربية، وهذه القوى لم تنوجد بسبب إنتخابات نيابية عام 2005 إنما ما يجمعها هو مبادئ وأساسات ثابتة، وماذا يمنع 14 آذار من التفاهم مع الجنرال عون وهناك مسافات قطعها عون من خلال البنود العشرة".

 

بدنا نحاسب اعتصمت أمام وزارة الصحة: لإعلان حال طوارىء صحية

السبت 23 كانون الثاني 2016/وطنية - نظم ناشطو حملة "بدنا نحاسب" اعتصاما أمام المبنى الجديد لوزارة الصحة على اوتوستراد المدينة الرياضية، في وقفة احتجاجية بعنوان "صحتنا مش لعبة". ووزع بيان جاء في نصه: "منذ أن انفجرت أزمة النفايات وما رافقها من فضائح مالية وسياسية واقتصادية، فاقت رائحتها رائحة النفايات، طرحت أسئلة كثيرة، ألا وهي أين وزارة الصحة من كارثة النفايات، وأين خطة الطوارىء التي يجب على وزارة الصحة القيام بها لمواجهة هذا الاعتداء الصحي على المواطن اللبناني، الناتج من هذه السلطة الفاسدة الفاشلة، وأين دائرة الإرشاد الصحي في الوزارة التي لم تقم بأي دور سوى محاولة تنفيذ منع التدخين ولم تكن لتقوم به لولا أن تنفيذ هذا المنع كان مدعوما ماليا، كما وأين مصلحة الطب الوقائي، ومديرية الوقاية الطبية المسؤولة عن نفايات المستشفيات، التي تحرق شركة Arc En Ciel جزءا منها، والباقي تطمره سوكلين عشوائيا تحت الأرض". وسأل البيان: "أين خطة الفحص الدوري للمياه التي يشربها المواطن، ومتابعة مدى تلوث المياه الجوفية نتيجة تراكم النفايات دون حسيب أو رقيب؟ أين لجنة الصحة النيابية التي تضم تسعة نواب ممددين لأنفسهم. أسئلة كثيرة وملحة طرحت وتطرح عن دور الوزارة وما يجب عليها فعله وخصوصا بعد صدور تقرير مستشفى الجامعة الأميركية، الذي أكد أن المواطن اللبناني في خطر صحي كبير جدا، نتيجة تراكم النفايات، إذ أكد التقرير أن أمراضا خطيرة استوطنت المواطنين سوف تظهر آثارها بعد حين، وأخرى سوف تصيب المواطن، ومنها أمراض تم تخطيها منذ زمن. وأكد التقرير أيضا تفشي الأمراض الخطيرة الناتجة من عمليات الحرق العشوائي للنفايات".

وتابع: "صحتنا مش لعبة، هذا ليس شعارا طرحناه ليزين لافتة أو بيانا، وليس استجداء أو طلبا نطلبه من السلطة بامتنان، بل هو تهديد وتحذير، لأن صحة المواطن أصبحت في خطر كبير قد حل منذ تراكم النفايات، التي أدت بحسب التقارير الطبية المخبرية، إلى أمراض تبدأ من الحساسية لتصل إلى الأمراض السرطانية، إذ أكد تقرير الجامعة الأميركية أن الأمراض السرطانية تضاعفت لدى الأطفال والكبار. "صحتنا مش لعبة إيه مش لعبة"، لأن السلطة التي لا تخاف على صحة مواطنيها هي سلطة مجرمة. "صحتنا مش لعبة" لأننا لن نرضى أن نكون بعد اليوم فئران تجارب، لسلطة ساقطة وفاسدة".

أضاف: "من هنا، وبناء على ما تقدم، نطلب من وزارة الصحة وبشكل سريع، دون إبطاء أو مماطلة إعلان حالة طوارىء صحية، تبين الوضع الصحي الناتج من النفايات وآثاره على المواطنين بموجب تقارير علمية مخبرية وإنشاء لجنة طوارىء مركزية مؤلفة من وزارات الصحة والداخلية والبلديات والبيئة والزراعة والصناعة ووضع خطة طوارىء علمية لمواجهة الآثار الصحية الناتجة من تراكم النفايات والإجابة عن أين أصبحت "لجنة الطوارىء لتقييم المخاطر الصحية للنفايات" في وزارة الصحة؟ وتقديم إرشادات صحية للمواطنين لمواجهة تلك الآثار وتقديم المستلزمات المطلوبة بداية للوقاية من آثار النفايات الناتجة من الروائح الكريهة وتلوث الهواء وملاحقة البلديات والمجموعات والأفراد وكل من يقوم بعمليات الحرق العشوائي للنفايات وتحويلهم إلى النيابة العامة التمييزية وملاحقتهم بجرم الإيذاء القصدي والتسبب بالموت وتهديد السلامة العامة".

وقال: "نطالب وزارة الصحة أيضا بفحص علمي دوري للآبار والمياه الجوفية ولمياه الشفة والاستخدام، لمعرفة درجة تلوثها من تراكم النفايات والتعميم على المستشفيات لمعالجة المواطنين على نفقة وزارة الصحة المصابين بأمراض ناتجة من تراكم وحرق النفايات وإنشاء فرق دعم صحي لفحص الأطفال والحوامل باعتبارهم الأكثر تضررا من تلوث النفايات والطلب من وزارة التربية بالتعاون مع البلديات وإزالة النفايات المتراكمة أمام المدارس ودور الحضانة ونشر التقارير الصحية عن آثار النفايات بشفافية وصدق دون أي تعمية والمتابعة الدقيقة لكيفية تخلص المستشفيات والمصانع من نفاياتها".

وختم البيان: "ما طرحناه عناوين وليس خطة حل، لأن خطة الحل واجب الوزارات المختصة وعلى رأسها وزارة الصحة. إنه محاولة منا للضغط على وزارة الصحة، والضغط مع وزارة الصحة لمواجهة هذا الخطر الصحي. ولأن "صحتنا مش لعبة" ولأن لعبة أصحاب السلطة مكشوفة، ولأن "ما رح نسمح تلعبوا بصحتنا، اليوم منحذركم وبكرا بدنا نحاسبكم". بعد الانتهاء من تلاوة البيان تقدم الناشطون نحو المدخل الرئيسي للوزارة وسط اجراءات امنية مشددة بقصد تقديم البيان الى وزير الصحة وائل ابو فاعور، فالتقاهم خارج مبنى الوزارة المدير العام للوزارة وليد عمار وتسلم منهم البيان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اتفاق خليجي – أميركي على مواجهة أنشطة إيران وسياساتها العدائية

اجتماع بين وزراء خارجية مجلس التعاون وكيري أكد تطابق الرؤى تجاه قضايا المنطقة

الجبير يرفض أي دور لإيران في اليمن ويحذرها من تبعات إذا لم تلتزم ببنود الاتفاق النووي

كيري: نعلم أن لدى «حزب الله» نحو 80 ألف صاروخ أغلبها جاء من إيران عبر سورية

واشنطن تدعم السعودية في اليمن وستقف إلى جانب دول «الخليجي» ضد أي تهديد خارجي

اجتماع لمجموعة دعم سورية بعد انطلاق مفاوضات جنيف لمعالجة أي قضايا تحتاج توافقاً

24/01/16/الرياض – وكالات: أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري تفهم واشنطن القلق الخليجي من الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، مشدداً على أن بلاده ستقف إلى جانبها دول مجلس التعاون الخليجي ضد أي تهديد خارجي. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك بين كيري ونظيره السعودي عادل الجبير، عقب محادثات بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم الأميركي، أمس، في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنه جرى خلال الاجتماع بحث علاقات التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة في إطار الشراكة الستراتيجية القائمة، وما تم التوصل إليه بشأن مسارات التعاون المشترك لمخرجات القمة الخليجية – الأميركية التي عقدت في مايو 2015 في كامب ديفيد، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وأكد الجبير، في المؤتمر الصحافي مع كيري، أن الاجتماع الخليجي – الأميركي بحث في العلاقات الثنائية بشكل عام والأمور ذات الاهتمام في قضايا المنطقة سواء كانت سورية أو اليمن وعملية السلام. وأشار إلى أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى «التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة وكيفية التصدي لها»، مشيراً إلى تطابق وجهات النظر حيال الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع المشترك.

وأكد الجبير أن الولايات المتحدة «تدرك جيداً خطر السلوك الإيراني، في ما يتعلق بممارسات إيران وأنشطتها السلبية في المنطقة، إلى جانب استمرارها في دعم الإرهاب، واحتضانها لتنظيمات إرهابية، ناهيك عن ثبوت تورط مسؤولين من المخابرات الإيرانية في أعمال إرهابية، أدى إلى دخولهم قائمة المطلوبين أمنياً في قضايا الإرهاب، أو قيامها بإعدام أشخاص وعرض صورهم أمام العالم، وجميع هذا يبطل إدعاءات إيران بأنها بلد طبيعي وتتصرف بطريقة طبيعية». وبشأن الاتفاق النووي، شدد الجبير على أن إيران وقعت على ذلك الاتفاق، وعليها الالتزام ببنوده، «وإلا فإنه سيكون هناك تبعات إذا لم تنفذ إيران هذا الاتفاق».

وأضاف ان «الولايات المتحدة تدرك جيداً خطر السلوكيات الإيرانية، وتعمل مع حلفائها، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد السبل الكفيلة بوقف الممارسات والأنشطة الإيرانية السلبية، ولا أعتقد أن أميركا لديها شك بشأن الحكومة الإيرانية وطبيعتها». وأشار إلى تعاون المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة في عددٍ من المجالات، «تشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب والدفاع الصاروخي وتعزيز القدرات الدفاعية، ومحاولة إيجاد سبيل يكفل التخلص من بشار الأسد في سورية، وإعادة الأمن والاستقرار في اليمن على ألا يكون هناك دور إيراني فيه، إلى جانب إعادة الاستقرار في ليبيا والتوصل إلى تسوية للصراع العربي الإسرائيلي».

من جهته، أكد كيري أن المفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي كانت بهدف الوصول إلى نتيجة تضمن خلو المنطقة من التهديد الذي يمثله بلد يمتلك سلاحاً نووياً ويتسبب بسباق نووي في المنطقة، مؤكداً أن الرئيس باراك أوباما راعى أن يكون التعامل مع الملف النووي بمعزلٍ عن قضايا أخرى.

وتطرق إلى السياسات الايرانية السلبية في المنطقة، معرباً عن قلق بلاده بشأن الأنشطة التي تقوم بها إيران في بعض البلدان الأخرى، وبشأن دعم الجماعات الإرهابية مثل «حزب الله» اللبناني أو دعم إيران برنامجها الصاروخي. وقال «نحن نعرف أن «حزب الله» لديه من 70 إلى 80 ألف صاروخ، أغلبها جاءت من إيران عبر سورية»، متسائلاً عن حاجة الحزب لها، ومؤكداً أنه أمر مقلق، تشاطره الولايات المتحدة دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف «نحن نرغب في معالجة هذه القضايا، وربما في سياق الوقت الراهن قد تأتي الفرصة للقيام بذلك، لاسيما ونحن نؤيد تصريح الرئيس (الايراني حسن) روحاني بأن يكون هناك تغيير، وهذا ما ترغب به السعودية، إذا ما حدث هذا التغير في إيران، وبالتأكيد هذا أمر ينتظر منا التريث والبحث». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك تعهدات مكتوبة تقدمها أميركا لدول الخليج لتوثيق التطمينات بشأن قلقها من الاتفاق النووي مع إيران، قال كيري «لدينا مذكرات تفاهم، واتفاقات مع جميع دول الخليج، وقواعد عسكرية في بعض البلدان، ومبادلات عسكرية، وبرامج تدريب في مجالات الاستخبارات والأمن، وهناك مشاركة للجيوش الخليجية والأميركية في تلك البرامج»، و»هناك جوانب أخرى ستقدم مثل العمل على نظام دفاعي صاروخي». وأضاف «أطمئن الجميع أن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، مبنية على المصلحة والدفاع المشترك، وأعتقد أنه لا شك لدى دول الخليج، وقد قلنا هذا مراراً، بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبها (دول الخليج) ضد أي تهديد خارجي». وبشأن المفاوضات السورية، أعلن كيري أنه تم التوصل لتفاهم بشأن إطلاق الجولة الأولى من المفاوضات، «وسيكون هناك اجتماع لمجموعة دعم سورية بعد المفاوضات لمعالجة أي قضايا قد تحتاج التوافق في ما بيننا». وأوضح أن الأمم المتحدة ومبعوثها ستيفان دي ميستورا هم من يوجهون الدعوات للمفاوضات، معرباً عن ثقته أن «هناك سبيل يسمح بدعوة الكثير من الأطراف ذات العلاقة، بطريقة تسمح بتناغم وقدرة على دفع لهذه العملية قدماً».

وأشار إلى أن الاجتماع الأول سيكون في جنيف بهدف تحديد آلية تسمح بتنفيذ بيان جنيف والوصول إلى مرحلة انتقالية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي كذلك بيان فيينا الخاص بمجموعة دعم سورية الدولية. وعلى صعيد الأزمة اليمنية، أكد كيري دعم بلاده السعودية في حربها ضد ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح، قائلاً «في اليمن نواجه تمرداً حوثياً، ونقف إلى جانب المملكة في حربها ضد هؤلاء».

 

الأميركيون يجهزون قاعدة عسكرية جوية في سورية

24/01/16/بيروت – أ ف ب: يعمل الأميركيون على تجهيز مطار في محافظة الحسكة شمال شرق سورية لاستخدامه كقاعدة عسكرية لطائراتهم المروحية التي تقل عشرات المستشارين والعناصر الذين دخلوا البلاد أخيراً. ونفت القيادة العسكرية الأميركية سيطرتها على اي مطار في سورية، مشيرة إلى أنها تسعى «باستمرار الى زيادة فاعلية الدعم اللوجستي» لقواتها في سورية. وقال مصدر عسكري سوري، «يجهز الأميركيون قاعدة عسكرية في منطقة تدعى أبو حجر في جنوب رميلان (ريف الحسكة الشمالي الشرقي) منذ نحو ثلاثة اشهر». وأشار إلى أن عشرات الخبراء الاميركيين يشاركون «في تجهيز القاعدة» بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، «وقد باتت شبه جاهزة للعمل»، مضيفاً «هذه ليست المرة الأولى التي ينتهك فيها الاميركيون السيادة السورية». ولفت المصدر، إلى أن القاعدة «معدة لاستقبال مروحيات وطائرات شحن، ويبلغ طول مدرجاتها 2700 متر وهي مؤهلة لان تتحول الى مهبط لطائرات عدة تقل العتاد والذخائر»، مؤكداً عدم وجود أي طائرات حربية مقاتلة فيها كما لم يتم استخدامها في عمليات عسكرية. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن المطار لم يستخدم في عمليات عسكرية بعد، أي للغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية على مواقع متطرفين في سورية. وذكر ان «مطار رميلان بات شبه جاهز للاستخدام وتم توسيع مدرجه خلال الأسابيع الماضية بالتزامن مع هبوط وإقلاع طائرات مروحية أميركية». وأضاف «من شأن المطار ان يتحول الى مقر للمستشارين الأميركيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل شهرين».

 

بايدن: مستعدون لحل عسكري في سورية إذا فشل الحل السياسي

المعارضة المسلحة ترفض إملاءات روسيا وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية

مصادر ديبلوماسية: دي ميستورا أبلغ دولاً كبرى عزمه على الاستقالة إذا وصلت المحادثات لحائط مسدود

24/01/16/عواصم – وكالات: أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، أن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري في سورية إذا لم يكن التوصل لتسوية سياسية ممكناً، فيما تتواصل الاتصالات والجهود الديبلوماسية لعقد محادثات بين نظام دمشق والمعارضة في جنيف خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال بايدن، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، عقب محادثاتهما في اسطنبول، «نعلم أنه من الافضل التوصل لحل سياسي ولكننا مستعدون… إذا لم يكن ذلك ممكناً لأن يكون هناك حل عسكري لهذه العملية وطرد داعش». وأشار إلى أنه ناقش مع أوغلو كيف يمكن للبلدين الحليفين في حلف شمال الاطلسي تقديم مزيد من الدعم لقوات المعارضة التي تقاتل قوات النظام السوري. وقدم نائب الرئيس الاميركي دعمه لتركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني، حيث اعتبر أن المتمردين الاكراد يشكلون «تهديداً» لها على غرار تنظيم «داعش».

وقال في هذا السياق ان «داعش ليس التهديد الوجودي الوحيد لشعب تركيا، ان حزب العمال الكردستاني يشكل أيضاً تهديداً ونحن ندرك ذلك»، مضيفاً إن الحزب الكردي «ليس سوى مجموعة ارهابية». من جهته، قال دواد أوغلو «هناك ثلاثة عناصر في سورية تشكل تهديداً على بلادنا، الأول هو النظام السوري الذي تسبب بأزمة اللجوء من خلال مظالمه الوحشية، والثاني تنظيم «داعش» الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية، وأما الثالث فهو حزب الاتحاد الديمقراطي (وحدات الشعب الكردية)، الذي قام في المناطق التي سيطر عليها بتطهير عرقي ضد العرب والتركمان»، مضيفاً «لا نريد وجود «داعش» ومنظمة «بي كا كا» (حزب العمال الكردستاني) ولا حتى مرتزقة النظام السوري قرب حدودنا». وأكد أن تركيا تعتبر أن لا فرق بين منظمات إرهابية مثل «الكردستاني» و»داعش» و»النصرة»، و»لدينا حساسية بالغة في ما يخص مكافحة كافة هذه المنظمات بالتنسيق مع الولايات المتحدة».

وبشأن محادثات السلام السورية، شدد أوغلو على ضرورة أن تكون جماعات المعارضة الشرعية فقط ممثلة فيها، مؤكداً أن وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تريد موسكو إشراكها في المحادثات، هي جزء من «حزب العمال الكردستاني» المحظور وتحصل على دعم مفتوح منه. في سياق متصل، أعربت فصائل سياسية وعسكرية سورية معارضة، امس، عن رفضها لما وصفتها بـ»الإملاءات الروسية، وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية، من خلال العدوان العسكري والابتزاز السياسي، والتدخل السافر في شأن المعارضة السورية». وجاء في بيان مشترك للفصائل (نحو 40 فصيلاً) «نرفض رفضاً قاطعاً الإملاءات الروسية، وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية، من خلال العدوان العسكري والابتزاز السياسي، والتدخل السافر في شأن المعارضة السورية». وأضاف البيان انه «في ظل استمرار الكارثة الإنسانية، وشلال الدم السوري، وإيغال نظام الأسد، وحليفيه الروسي والإيراني في الإجرام، والتطورات السياسية المتلاحقة، اتفقت قوى الثورة السورية على دعمها للعملية السياسية، ضمن ثوابت الثورة». وشددت الفصائل على ضرورة «التنفيذ الكامل للبندين (12 و13) الواردين في القرار الأممي 2254 الصادر العام 2015، المتعلق بالشأن الإنساني، والذي أكدت عليه قرارات سابقة في مجلس الأمن»، مؤكدة أنها «تعتبره حقاً إنسانياً لا يمكن بدء العملية التفاوضية قبل تنفيذه». وإذ أشارت إلى «مسؤولية الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، في استمرار الحصار والتجويع، وقصف المدنيين، بسبب عدم إلزام النظام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن»، حملت الفصائل «نظام الأسد وحليفه الروسي، مسؤولية أي فشلٍ للعملية السياسية، بسبب استمرار جرائم الحرب في قتل المدنيين، وحصارهم وتجويعهم، وتدمير البنى التحتية، والمستشفيات، والمدارس، والمعابر الحدودية، ورفض تنفيذ القرارت الإنسانية لمجلس الأمن قبل بدء المفاوضات». وحمل البيان توقيع نحو 40 فصيلًا من بينهم، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وحركة تحرير حمص، والفرقة 13، وقيادة الجبهة الجنوبية، وفرقة العشائر، وجبهة الشام، وجيش الاسلام الذي يقود عضو المكتب السياسي فيه محمد علوش المفاوضات في الوفد الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن المؤتمر الذي عقد في الرياض الشهر الماضي. وفي ظل الخلافات المتصاعدة بشأن محادثات السلام، كشفت مصادر ديبلوماسية أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أبلغ بعض الدول الكبرى عزمه على الاستقالة من منصبه. ونقلت جريدة «ايلاف» الاكترونية، أمس، عن مصدر ديبلوماسي غربي قوله ان دي ميستورا أبلغ دولاً غربية كبرى أنه «ينوي الاستقالة من منصبه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، ووصول المفاوضات بين المعارضة والنظام السوري الى حائط مسدود». وقال المصدر إن دي ميستورا أبلغ على الأقل اثنين من وزراء خارجية دول كبرى أنه يتجه للاستقالة إذا فشل في جمع الأطراف السورية في جنيف نظراً للتجاذبات الدولية والاقليمية في موضوع الحضور. وأكد أن «عدداً من المسؤولين الغربيين لمسوا في الفترة الاخيرة تغيّراً في موقف دي ميستورا وباتوا يعتبرونه أقرب الى التصور الروسي في الملف السوري، من خلال ما يلمسونه من محاباة لموسكو في طروحاته»، مشيراً إلى أن المبعوث بات «على ما يبدو أقرب الى موسكو لأنه يجد الروس فاعلين في الملف السوري ولاعبين أساسيين مما يجعل مواقفه أقرب للنظام السوري منها الى المعارضة». وبحسب المصدر، فإن دولاً عدة «وجهت رسائل مبطنة الى دي ميستورا بتغيير مواقفه والعودة الى الحياد المطلوب».

 

76 قتيلاً في غارات على الرقة ودير الزور

24/01/16/دمشق – رويترز، الأناضول: أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، عن مقتل العشرات في ضربات جوية خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية في محافظتي الرقة ودير الزور بشمال وشرق سورية. وأفاد أن عدد القتلى في بلدتين قرب مدينة دير الزور بلغ 44 قتيلا سقطوا في ضربات جوية نفذتها طائرات حربية روسية أو سورية، مشيراً إلى أن 32 شخصاً على الاقل قتلوا في مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية. وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 30 مدنياً بينهم 13 طفلا في محافظة دير الزور شرق سورية في غارات شنها طيران النظام السوري أو الطيران الروسي. وأوضح أن الضحايا سقطوا «في قرية طابية جزيرة (20 كيلومتراً شرق مدينة دير الزور) في مجزرة نفذتها طائرات حربية لا يعلم ما اذا كانت روسية او تابعة للنظام»، مشيراً أيضاً الى «اصابة عشرات المواطنين بجروح». ويضيق مقاتلو «داعش» منذ أيام الخناق على مدينة دير الزور إثر هجوم كبير شنوه عليها، مطلع الأسبوع الماضي، أدى الى مقتل عشرات الاشخاص من الجانبين اضافة الى مدنيين، في حين تمكن التنظيم من أسر 130 مدنيا. ويفيد المرصد ان 439 شخصاً على الاقل قتلوا في دير الزور، خلال نحو أسبوع، جرءا المعارك وضربات الطيران وإعدامات نفذها «داعش» بحق مدنيين ومقاتلين موالين للنظام. من جهة أخرى، أصيب شخصان، امس، جراء سقوط قذيفة صاروخية على أحد المنازل بولاية كلس التركية على الحدود مع سورية. وقال والي كلس سليمان طابسيز، في بيان، أن «قذيفة صاروخية يرجح أن مصدرها من سورية، سقطت في مدخل أحد المنازل، وسط مدينة كلس، وأسفرت عن إصابة شخصين بجروح، أحدهما طفل، وألحقت أضراراً مادية طفيفة بالمباني، والمحال التجارية المحيطة بالموقع».

 

كارتر: أعضاء بالتحالف الدولي لا يفعلون شيئاً و«الأطلسي» يدرس اشراك طائرات «أواكس» في عمليات ضد داعش

24/01/16/بروكسل، واشنطن – أ ف ب: يدرس حلف شمال الأطلسي طلبا لاستخدام طائرات «أواكس» في عمليات ضد تنظيم «داعش». وقال مسؤول بالحلف في بروكسل، «يمكننا أن نؤكد أن هناك طلبا لدعم ملموس من حلف شمال الأطلسي في الجهود المبذولة ضد تنظيم داعش، من خلال إرسال الحلف لطائرات استطلاع من نوع أواكس»، مضيفاً إن «هذا الطلب تتم مناقشته من قبل الحلفاء». وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى أن طلب استخدام قدرات «أواكس» التابعة للحلف الأطلسي أتى من الولايات المتحدة. وبعث وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أخيراً رسائل إلى جميع أعضاء التحالف الدولي، يدعو فيها إلى بذل جهود إضافية. وأكد ديبلوماسي أميركي أن «تلك الرسائل تضمنت واحدة إلى حلف شمال الأطلسي، الذي تشارك دوله الـ28 في التحالف الدولي، بهدف بدء مناقشات بشأن الوسائل التي يمكن أن يساهم الحلف من خلالها» في هذه الجهود.وأضاف إن رسائل كارتر كانت «جزءا من حوار واسع جار حيال كيفية تكثيف معركتنا ضد داعش». وحتى الآن، ليس لحلف شمال الأطلسي أي دور مباشر في عمليات التحالف الدولي الذي يضم نحو 60 دولة. ووفقا لمصادر ديبلوماسية عدة، ليس هناك أي خطط لـ»مشاركة مباشرة» للحلف في مكافحة تنظيم «داعش». وقال مصدر ديبلوماسي إن الحلف «لن يرسل طائرات أواكس إلى العراق وسورية». ويدرس الحلفاء إمكانية إرسال طائرات استطلاع من الحلف الأطلسي إلى الأراضي الأميركية، ما يمكن الأميركيين من إرسال طائرات «أواكس» الموجودة لديهم للمشاركة في ضربات التحالف في سورية والعراق. من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، أمس، أن العديد من اعضاء التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق وسورية «لا يفعلون شيئا بالمرة» في محاربة التنظيم. واتت لهجة كارتر مخالفة لما دأب عليه الخطاب الاميركي المعتاد من تركيز على التعاون بين اعضاء التحالف الـ65 الذي تقوده واشنطن تحت شعار «مهمة واحدة وامم متعددة». وأكد كارتر في مقابلة مع قناة «سي ان بي سي»، على هامش منتدى دافوس بسويسرا، أن «الكثير (من أعضاء التحالف) لا يفعلون ما يكفي أو لا يفعلون شيئا بالمرة». وأضاف «يمكننا نحن أن نفعل الكثير (لكن) نأمل من الباقين ان يتحملوا قسطهم».

 

حملة في إيران تطالب بـ»رفع العقوبات» عن المرأة

24/01/16/تواجه السلطات الإيرانية حملة احتجاجية شعبية لم تكن في حساباتها الداخلية، تقودها ناشطات في الداخل والخارج تحت شعار انه بعد رفع العقوبات عن إيران على العالم أن يحتشد لرفع العقوبات عن المرأة الإيرانية. وفي إطار الحملة الشعبية، تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو لإيرانيات يقدن سيارات من دون حجاب، كنوع من الاحتجاج على قوانين ارتداء الحجاب بالكامل أثناء قيادة السيارة، ضمن حملة لخلع الحجاب تقودها الصحافية الإيرانية ماسيه ألينجاد التي تعيش في نيويورك. وحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فإن الصحافية ألينجاد تشجع منذ مايو 2014 النساء على نشر صورهن فيما يضربن عرض الحائط قواعد ارتداء الحجاب وسط العامة. كما أنشأت صفحة على «فيسبوك» بعنوان «حريّتي الخفية»، أو بالإنكليزية «My Stealthy Freedom»، مع أكثر من 840 ألف إعجاب، تدعو إلى حرية المرأة في إيران في اختيار ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه، وتدعو أيضاً إلى إقامة يوم عالمي من أجل أولئك النساء. ونشرت الناشطة الإيرانية فيديو لمجموعة من النساء داخل سيارة أثناء قيامهن بخلع الحجاب والكشف عن رؤوسهن فيما كنّ يضحكن ويلبسن تنورات قصيرة. وقالت الصحافية الإيرانية من منفاها في نيويورك إن «السيدة التي أرسلت لنا هذا الفيديو تمثل النساء اللواتي لا يوافقن على تلك القواعد ويخاطرن بحياتهن ويرفضن حظر قيادة السيارات في إيران». وكانت الصحافية ألينجاد التي تبلغ من العمر 39 عاماً وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة، اعتقلت بتهمة انتقاد أعضاء البرلمان حين كان عمرها 19 عاماً قبل أن تعمل صحافية استقصائية. وفي العام 2009، فرت إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتححدة حيث تعيش مع زوجها وابنها. وأفاد تقرير نشرته جريدة «ايلاف» الالكترونية، أمس، بأن ألينجاد حققت انتشارا واسعا من خلال حملتها على «فيسبوك»، لكنها تسعى لحض النساء على أن يتحدثن عن مشكلاتهن. وفي إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الكبرى، قالت ألينجاد إن حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني «تستطيع التفاوض مع عدوها المزعوم، لكنها لا تتفاوض مع المرأة الإيرانية». وأضافت «لدينا الآن اتفاق نووي، ونحتاج إلى اتفاق مع المرأة. وحينما ترفع العقوبات الدولية عن إيران، فإننا ندعو جميع النساء حول العالم إلى التضامن مع المرأة الإيرانية حتى ترفع العقوبات المحلية المفروضة عليها أيضاً».

يذكر أن مسؤولين إيرانيين كانوا قد أعلنوا في وقت سابق عن حجز آلاف السيارات لنساء كنّ يقدن من دون ارتداء غطاء الرأس، أو بغطاء رأس «غير لائق»، بعد القانون الذي أقر قبل أشهر قليلة، ويلزم النساء بارتداء غطاء الرأس طوال الوقت أثناء قيادة السيّارات، وإلا فسيكنَّ عرضة للإيقاف.

ويعتبر ارتداء الحجاب إحدى القواعد الإسلامية الإلزامية للنساء في إيران، وتم اعتقال أكثر من 3.6 مليون امرأة في إيران العام 2015 بتهمة المظهر غير المحتشم، كما تعرضن لغرامات مالية.

 

طهران تطلب من بغداد التوسط لاستئناف العلاقات مع الرياض ورسائل عراقية إلى روحاني حذرته من خطورة التصعيد

بغداد – باسل محمد/24/01/16/كشف قيادي بارز في التحالف الوطني الشيعي، وهو أكبر تكتل سياسي في البرلمان العراقي، لـ»السياسة» أن النظام الأيراني طلب من الحكومة العراقية التوسط لإعادة العلاقات الديبلوماسية بين طهران والرياض. وقال القيادي إن مقربين من الرئيس حسن روحاني طلبوا من وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري بذل كل الجهود المطلوبة لتسوية الخلافات وترتيب لقاء بين السفيرين الإيراني حسن دنائي والسعودي ثامر السبهان في بغداد، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية متحمسة للعب هذا الدور لأن إعادة العلاقات الطبيعية بين طهران والرياض هو تطور إيجابي للأمن والسلم في المنطقة، كما أن بغداد تشعر أن التصعيد الأيراني الأخير ضد السعودية كان محاولة لتخريب العلاقات العراقية – السعودية التي تطورت بشكل ايجابي في الآونة الأخيرة وأثمرت إعادة افتتاح سفارة المملكة في بغداد. وبحسب معلومات القيادي، أبلغت بغداد طهران مخاطر استخدامها المذهب الشيعي في علاقاتها مع الدول العربية لأن ذلك من شأنه تأجيج التوتر وإشعال اقتتال طائفي في المنطقة، وفي المحصلة يكون المستفيد من كل هذا المناخ هو الجماعات الإرهابية. وفي السياق، بعثت قيادات في التحالف الشيعي العراقي رسائل إلى روحاني تحضه على وقف التصعيد السياسي والإعلامي الإيراني ضد السعودية، فيما حرصت حكومة بغداد على أن لا تكون جزءاً من الأزمة بين الرياض وطهران، وهو ما فتح الطريق أمامها للعب دور الوساطة، وأثار أجواء ارتياح في الدول العربية عامة والخليجية خاصة. وانتقد القيادي العراقي الشيعي التيار المحافظ المتشدد في إيران لأنه يقف وراء تدهور العلاقات بين دول المنطقة، معتبراً أنه لا يريد الوصول إلى تسويات للأزمات المشتعلة، خاصة في اليمن وسورية، لأن التصعيد الإيراني ضد السعودية هو تخريب لكل جهد بناء لإعادة التضامن والتوافق في الشرق الأوسط. ولفت القيادي إلى أن التيار المتشدد في إيران لعب أيضاً دوراً سلبياً في العراق من خلال عرقلة الإصلاحات التي بدأها رئيس الحكومة حيدر العبادي، عبر حض المتشددين في التحالف الشيعي على مواجهتها، كما أنه يقف وراء تأخير تحسن العلاقات بين بغداد والرياض.

 

رفسنجاني يشن هجوماً عنيفاً على النظام: خامنئي لا يطبق ما يقوله والحرية معدومة وحذر من خطورة الأوضاع في الداخل الإيراني

24/01/16/شن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس الأسبق المعتدل علي أكبر هاشمي رفسنجاني هجوماً عنيفاً على النظام الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي، على خلفية رفض آلاف المرشحين من التيار الاصلاحي للانتخابات البرلمانية المقررة في 26 فبراير المقبل. وانتقد رفسنجاني خلال كلمة في جامعة بهشتي، بشدة مجلس صيانة الدستور والمرشد الأعلى علي خامنئي، بسبب شطب غالبية مرشحي التيار الإصلاحي من المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وقال «عندما وصلنا إلى تطبيق الاتفاق النووي، لم تكتمل فرحتنا وفرحة الشعب الإيراني، ففي اليوم ذاته، تم الإعلان عن رفض مرشحي التيار الإصلاحي للانتخابات البرلمانية من قبل مجلس صيانة الدستور». وأضاف «المرشد الأعلى للثورة الإيرانية نفسه طرح مشروع الاستماع إلى العلماء والمفكرين الإيرانيين ليعبروا عن آرائهم بحرية، لكن خامنئي لم يطبق ما قاله بنفسه قبل سنوات عدة، وأصبحت الحرية معدومة في البلاد، ولا يستطيع أي مفكر أو عالم إيراني أن ينتقد أداء النظام، ومن ينتقد يتم إذلاله بطرق غير قانونية، وإذا استمر وضعنا على هذا الحال فلن نتطور ولن تتقدم البلاد». وانتقد الفساد السياسي والاقتصادي في إيران، قائلاً إن «منطقة الشرق الأوسط باتت منطقة شبه عسكرية، وانتشر فيها الإرهاب بشكل كبير، ويجب أن ننتبه للداخل لأن الفساد والانحراف والإشكاليات الموجودة في مؤسسات النظام كبيرة جداً، والوضع الاجتماعي الإيراني أصبح خطيراً جداً، ولن أقول أكثر من ذلك». في المقابل، شنت وكالة «باسيج» التابعة لـ»الحرس الثوري» هجوماً على رفسنجاني، مشيرة إلى أنه «حد لسانه على مرشد الثورة الإيرانية بعد الاتفاق النووي، وطعن فيه بشكل وقح خلال الكلمة التي ألقاها بجامعة بهشتي بين الطلبة والأساتذة في طهران». وأضافت إن «رفسنجاني انتقد المرشد بسبب رفض مرشحي التيار الإصلاحي في الانتخابات البرلمانية، ولم يكتف بطعن المرشد، بل استمر في التشكيك والطعن بمجلس صيانة الدستور الذي يعد أهم مؤسسة تنفيذية يشرف عليها المرشد في البلاد». وأشارت إلى أن «هجومه الحاد على المرشد ومجلس صيانة الدستور سيفرح أعداءنا»، مضيفة إن الدور الذي يقوم به رفسنجاني «خطير جدا لأنه يستهدف رأس النظام»، وأنه اصطف مع «أصحاب الفتنة»، وفق وصفها. وانتقدت تشبيه رفسنجاني الاتفاق النووي بالقرار 598 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أنهى الحرب العراقية–الإيرانية، معتبرة أن ما أراد رفسنجاني قوله هو أن «المرشد تجرع كأس السم في الاتفاق النووي وهزم». وذكر موقع «عربي 21» الإلكتروني، أمس، أنه بعد الاتفاق النووي ظهرت جلياً مخاوف التيار الأصولي المتشدد و»الحرس الثوري» الإيراني من تبعات الاتفاق، موضحاً أن من أهم التغييرات التي يتخوف منها جنرالات «الحرس الثوري» التي يمكن أن تحدث في البلاد، إمكانية الدعوة إلى استفتاء عام على منصب المرشد في إيران.

 

«حماس» تدين بشدة تسريبات إيران تفاصيل اللقاءات الثنائية

«السياسة» – خاص/24/01/16/القدس – وكالات: كشفت مصادر مسؤولة في حركة «حماس» لـ»السياسة» أن جهات إيرانية رسمية تقف وراء التسريبات الإعلامية بشأن تفاصيل ما جرى في لقاءات جمعت بين مسؤولين إيرانيين ومسؤولين في «حماس» خلال الأسبوعين الأخيرين (صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 10 يناير الجاري)، مشيرة إلى أن الهدف من التسريبات هو دفع الحركة لاتخاذ مواقف لصالح طهران في الخلاف مع السعودية. وأشارت إلى أن «حماس» نفت الخبر في تصريحات للقيادي في الحركة صلاح البردويل خشية أن تتعرض علاقة الحركة مع السعودية لأية اهتزازات غير مرغوبة في هذه الفترة. واعربت المصادر عن غضبها الشديد من التصرفات الايرانية التي وصفتها بالصبيانية التي تسعى من خلالها طهران إلى دفع الحركة لاتخاذ مواقف لصالحها ضد السعودية، مشيرة إلى أن «حماس» كانت وستبقى قبل كل شيء حركة إسلامية عربية فلسطينية. وأضافت إن الحركة رغم أنها تسعى إلى الحفاظ على علاقات طيبة مع سائر الجهات العربية والإسلامية بما يخدم الشأن الفلسطيني، فلا يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي تجاه ما من شأنه أن يوتر علاقات الحركة مع أية جهة كانت، خصوصاً السعودية التي لا توفر جهداً ومالاً لدعم الحركة ودعم الشأن الفلسطيني في هذه الفترة التي توقف فيها تماماً الدعم الإيراني للحركة ولسكان القطاع.

 

بايدن: المتمردون الاكراد يشكلون تهديدا لتركيا على غرار تنظيم الدولة الاسلامية

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - قدم نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اليوم، دعمه لتركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني، حيث اعتبر ان "المتمردين الاكراد يشكلون تهديدا لها على غرار تنظيم الدولة الاسلامية". وقال بايدين في ختام لقاء عقده في اسطنبول مع رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو: "ان تنظيم الدولة الاسلامية ليس التهديد الوجودي الوحيد لشعب تركيا، ان حزب العمال الكردستاني يشكل ايضا تهديدا ونحن ندرك ذلك". أضاف: "إن الحزب الكردي ليس سوى مجموعة ارهابية".

 

روحاني يزور ايطاليا وفرنسا في اول رحلة له الى اوروبا

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - يتوجه رئيس ايران حسن روحاني الى ايطاليا وفرنسا الاسبوع المقبل في اول زيارة رسمية له الى اوروبا، بعد انتهاء عزلة ايران مع دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ ورفع العقوبات عن طهران. وتأتي هذه الزيارة في اجواء ملائمة لطهران التي باتت تستطيع انعاش علاقاتها الاقتصادية مع ايطاليا وفرنسا شريكتيها الاقتصاديتين. وسيلتقي روحاني الذي سيقود وفدا كبيرا سياسيا ومن رجال الاعمال، الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا على غداء عمل الاثنين قبل ان يجري محادثات مع رئيس الوزراء ماتيو رينزي ويلقي خطابا امام منتدى اقتصادي. وسيلتقي الرئيس الايراني المعتدل الذي يدعو الى انفتاح سياسي واقتصادي واجتماعي، البابا فرنسيس ايضا. وتعود آخر زيارة لرئيس ايراني الى الفاتيكان الى 1999 وقام بها الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي. وكانت ايطاليا الشريك التجاري الاول لايران قبل 2012. وكانت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين تبلغ حينذاك سبعة مليارات يورو قبل ان تتراجع الى 2،1 مليار.

 

مركز اوروبي جديد لمكافحة الارهاب يبدأ نشاطه هذا الشهر

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - أعلن مدير المكتب الاوروبي للشرطة "يوروبول"، أن "المركز الاوروبي لمكافحة الارهاب الذي أنشىء حديثا، سيباشر عمله في كانون الثاني، ويهدف الى تقاسم المعلومات بشكل افضل بين البلدان الاوروبية، بعد اسابيع على اعتداءات باريس التي كشفت عن ثغرات على صعيد الاستخبارات في اوروبا". اضاف مدير اليوروبول روب واينرايت في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش منتدى دافوس الاقتصادي الذي انهى اعماله اليوم في سويسرا، "سننشىء هذا الشهر مركزا اوروبيا جديدا لمكافحة الارهاب في اطار اليوروبول، لتزويد جهازي الاستخبارات الفرنسية والبلجيكية واجهزة الاستخبارات في اوروبا، بالبرامج التي تحتاج اليها من اجل تقاسم المعلومات بشكل اسرع وضرب المجموعات الارهابية". واعلن الاتحاد الاوروبي عن مشروع انشاء هذا المركز في نيسان الماضي، وبالتالي، فهو غير مرتبط مباشرة باعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس. اضاف واينرايت: "ان فرنسا وبلجيكا أقامتا علاقة عمل وثيقة جدا بعد اعتداءات باريس التي تسببت بمقتل 130 شخصا وسقوط مئات الجرحى، وتبين ان لمنفذيها صلات ببلجيكا" موضحا أن المركز الجديد الذي يتخذ من لاهاي مقرا، "سيتيح المضي قدما في هذا التعاون". وتقضي مهمة اليوروبول الذي يتخذ من لاهاي مقرا، بمساعدة الاجهزة الامنية في البلدان الاعضاء ال28، على مكافحة الجريمة الدولية والارهاب. ويعمل في اليوروبول اكثر من 900 شخص. وكان النائب الاول لرئيس المفوضية الاوروبية فرانز تيمرمنز قال لدى الاعلان عن المركز: "اننا ننشىء هذا المركز لنرى ما اذا كان ممكنا ان تلتقي الدول الاعضاء بوتيرة اكبر وتعمل معا بثقة". واوضح واينرايت من جانبه "سنعمل لتحسين تقاسم المعلومات وزيادة قدراتنا على تعقب عمليات تمويل الارهاب، كتمويل الاسلحة النارية على سبيل المثال". وقال: "ان الهدف ايضا ان نراقب بشكل افضل انشطة تنظيم الدولة الاسلامية والمجموعات الاخرى على الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا نشاطها الدعائي واساليب التجنيد التي تطبقها". كما، دعا واينرايت الى "تعميم جواز السفر الالكتروني في اوروبا".

 

"فايننشال تايمز": الأسد ينتهج استراتيجية تصـادم القـوى الأجنبيــة ببعضـها

المركزية- نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقالا بعنوان "مقامرة بوتين الفاشلة في سوريا تضر بآمال السلام"، اشارت فيه الى ان "في الثالث من كانون الثاني وقبل أسابيع من وفاته أُرسل رئيس المخابرات العسكرية الروسية الجنرال إيغور سيرغون في مهمة بالغة الحساسية وحمل رسالة سرية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرئيس السوري بشار الأسد وفحوى الرسالة أن الكرملين أقوى حلفاء الدكتاتور السوري يرى أن على الأسد التنحي ورفض الأسد ذلك غاضبا". وأشارت الصحيفة إلى أن "اثنين من كبار رجال المخابرات الغربيين أعطيا الصحيفة تفاصيل رسالة سيرغون ومهمته"، موضحةً أن "في الأمس عندما سئل المتحدث باسم بوتين في مؤتمر صحافي عما إذا كان الكرملين طلب من الأسد التنحي، أجاب "لا. الأمر ليس كذلك". ولفتت إلى أن "محاولة روسيا الفاشلة جعلت الأسد اكثر تشبثا بالسلطة وان آمال التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب الأهلية في سوريا تتراجع"، موضحةً أن "مسؤولي الأمم المتحدة أمضوا الأسبوع الماضي في محاولات لخفض سقف التوقعات أن المحادثات بين الفصائل السورية المتناحرة المزمع عقدها في فيينا يوم الاثنين ستمضي قدما، ناهيك عن احرازها أي تقدم ملموس". وأوضحت أن "المعلومات عن مهمة سيرغون إلى إعطاء أمل إلى دول التحالف الغربي الذي يقاتل تنظيم "داعش" أن التدخل العسكري الروسي في سوريا اعطى الكرميلن فرصة لإعادة النظر في شأن الأسد"، مشيرةً إلى أن "مسؤول استخباراتيا غربيا بارزا قال ان بوتين ألقى نظرة فاحصة على دواخل النظام السوري، ووجد أن الكثير من الأمور أكثر إشكالية مما كان يتصور". وأفادت أن "الأسد ينتهج استراتيجية مواجهة القوى الأجنبية ببعضها البعض وأن بطاقته الرابحة في هذا المجال كانت إيران"، مفيدةً أن "روسيا قلقة منذ شهور من تنامي النفوذ الدولي لإيران على حساب النفوذ الروسي في المنطقة"، لافتةً إلى أن "الشكوك إزاء النوايا الروسية تتزايد لدى النظام السوري منذ فترة".

 

العربي الجديد : المعارضة السورية "تقاوِم": ضغط أميركيروسي لمصلحة موسكو والنظام

السبت 23 كانون الثاني 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : بات واضحاً أن روسيا، بدعم من النظام السوري والأكراد الموالين له، تعمل على خرق وفد المعارضة السورية المفاوض، أو فرض تشكيل وفد ثالث لتمثيل بعض الأسماء في مباحثات جنيف، كرئيس "الاتحاد الديمقراطي الكردي" صالح مسلم، ورئيس مجلس "سورية الديمقراطية" هيثم مناع، في المفاوضات التي تأجلت لبضعة أيام، وهو تأجيل حاولت موسكو ربطه بـ"الغموض بشأن تشكيل الوفد السوري المعارض"، كما قال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أمس الجمعة، معلناً أن المحادثات قد تبدأ يوم 27 أو 28 الحالي.

وفي وقت يتجه فيه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم السبت، إلى الرياض حاملاً معه "أفكاراً روسية" لمحاولة إرغام الهيئة العليا للمفاوضات على إدخال "رجال روسيا" في الوفد المعارِض، تتمسّك الهيئة بحقها كجهة وحيدة بتسمية الوفد المفاوض، مع الإصرار على تنفيذ القرار الدولي 2254، خصوصاً إجراءات بناء الثقة، والتي لا تُعتبر بطبيعة الحال شروطاً مسبقة، بقدر ما هي تنفيذ للقوانين الدولية، حسب المعارضة السورية. وفي المقابل، حاول مسلم مسايرة الخط الروسي بهدف الضغط على الوفد المعارض، بإعلانه أمس الجمعة، أنه لا بد من تمثيل الأكراد في محادثات السلام المقررة في جنيف، محذراً من فشلها. أما النظام السوري فيسعى إلى محاولة اللعب على وتر أن حركة "أحرار الشام" الإسلامية، و"جيش الإسلام"، هما فصيلان إرهابيان. وهي خطوة تدخل في التوجّه نفسه لروسيا وحزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي قال رئيسه صالح مسلم إن "جماعة جيش الإسلام لا تختلف عن جماعات إسلامية متشددة أخرى".

في غضون ذلك، يؤكد نائب رئيس الوفد المفاوض إلى جنيف عن المعارضة السورية، جورج صبرا، أن "الهيئة العليا للمفاوضات هي الجهة الوحيدة المخوّلة بتسمية الوفد، وهذا ليس قرارنا أو قرار السعودية، بل كان قرار الدول السبع عشرة الداعمة لسورية في مؤتمر فيينا، وكلفت المملكة باستضافته، وكان له مخرجات لم يعترض عليها أحد، ولم يُبدِ عليها ملاحظة".

ويشير صبرا، في حديث مع"العربي الجديد"، إلى أن قرار مجلس الأمن يطالب باحترام إدارة السوريين، متسائلاً "كيف يمكن أن يتم احترام إرادة السوريين، إذا كان الروس يريدون أن يتدخلوا في وفد المعارضة، فما بالك في وفد النظام". ويرى أن روسيا "تحاول الظهور كقوة احتلال، إذ تمارس دوراً، هو انتدابي، عسكرياً على الأرض، وتحاول الهيمنة على المسار السياسي".

وحول المحاولات الروسية لفرض أسماء جديدة على الوفد المفاوض، خصوصاً اسمي هيثم مناع وصالح مسلم، يلفت صبرا إلى أن "هيثم مناع دعي بكل احترام إلى مؤتمر الرياض، ولم يلبِّ الدعوة، فهو لا يريد مشاركة المعارضة، فلماذا يريد الآخرون إشراكه؟".

أما بشأن تصريحات مسلم والحديث عن تمثيل الأكراد، فيشير نائب رئيس الوفد المفاوض إلى أن "الأكراد تمثّلوا بـ13 حزباً كردياً في مؤتمر الرياض، وهناك عدد من القادة السياسيين الأكراد كعبد الباسط سيدا، فؤاد عليكو، عبد الحكيم بشار، ومصطفى أوسو"، مؤكداً أن "الأكراد موجودون بقوة في مؤتمر الرياض وفي الهيئة العليا للمفاوضات وفي الوفد المفاوض، ولا يمكن الحديث عن تمثيل للأكراد عن طريق الاتحاد الديمقراطي الذي وُلد بالأمس، فالأكراد لديهم حركة سياسية ناشطة منذ عام 1957، وهم ممثلون بقوة

ويضيف صبرا أن "النقطة الثانية، التي تحدد رفضنا لمشاركة صالح مسلم، أنه ليس معارضاً، ولا نريد أن نتحدث عن التقارير، التي تشير إلى علاقته بالنظام السوري وإيران، بل نتحدث عن وقائع، فقبل أسبوع فقط كان هناك اجتماع من قبل وزير داخلية النظام، محمد الشعار، في مكاتب الاتحاد الديمقراطي في قلب القامشلي، وهناك اجتماعات أسبوعية يعرفها العرب والأكراد والسريان الآشوريون، بين ممثلي النظام وممثلي هذا الحزب". ويشدّد على أن "هذا الحزب ليس معارضاً كي تدخله روسيا في المفاوضات مع وفد المعارضة، ونحن بالاستناد إلى هذه الحقائق نقول إن المعارضة تمثّلت في أوسع شكل لها في مؤتمر الرياض".

وفي ما يتعلق بإشارة مجلس الأمن من خلال القرار 2254، إلى ضرورة الإحاطة بمؤتمري القاهرة وموسكو، يوضح صبرا أن المعارضة تستند إلى القرار الدولي، مبيّناً أنه "من أصل 117 مشاركاً في مؤتمر الرياض، حضرت 28 شخصية كانت في مؤتمر القاهرة 1 و2 ومؤتمر موسكو 1 و2، وهي ممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات وفي الوفد المفاوض"، لافتاً إلى أن "هيئة التنسيق كانت ممثلة بوفد كبير جداً يقارب 12 شخصاً، منهم رئيس الهيئة حسن عبد العظيم، فماذا يريدون أكثر من ذلك؟".

وحول التسريبات التي أشارت إلى أن جلسات جنيف لن تشهد لقاء مباشراً بين وفدي النظام والمعارضة، بل سيقوم الدبلوماسي الألماني، فولكر بيرتس، بدور الوسيط بينهما، يرى المعارض السوري أنه "ليس من المهم نوعية المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، عبر الوسيط الدولي أو مواجهة"، لافتاً إلى أن "الأساس هو جدول العمل وموضوع المفاوضات، وهل سنذهب من أجل توفير الشروط لعملية انتقال سياسي، كما نصّ قرار مجلس الأمن، بدءاً من أساس العملية السياسية، والتي هي بيان جنيف 1 في عام 2012"، مشدداً على أن "المطلوب تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، توفر شروط الانتقال السياسي".

ويوضح صبرا أن المعارضة لا تطالب بإجراءات الثقة كشروط مسبقة، فـ"نحن نطالب بتنفيذ بنود القرار 2254، وهو يتحدث عن البندين 12 و13، المطلوبة من الطرف الآخر، فمن يقصف بالطيران، فليوقفوا طيرانهم"، مشيراً إلى أن "القرار في البند 12 تحدث عن رفع الحصار عن كل المناطق المحاصرة، وتوفير السبل لكل المؤسسات الإغاثية والوكالات، ونحن نطالب بتنفيذ بنود القرار 2254، قبل الذهاب إلى جنيف".

على الطرف الآخر، يحاول النظام الاصطياد في "الماء العكر"، من خلال اللعب على وتر أن العسكريين المشاركين في جنيف هم إرهابيون، وهو وتر ما فتئت موسكو تعزف عليه، قبل أن تُفاجأ بتعيين "الهيئة العليا للمفاوضات" محمد علوش كبيراً للمفاوضين، وهو المسؤول السياسي عن "جيش الإسلام".

وتقول مصادر مقرّبة من النظام السوري في دمشق إنه "لا يوجد توافق على موعد بدء المفاوضات، وهناك طرح روسي بتشكيل وفد المعارضة مناصفة، إضافة إلى رفض مشاركة جيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية، في ظل رفض سعودي للأمر".

وتشير المصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الروس أخبروا الأميركيين أنهم غير مستعجلين لعقد مفاوضات جنيف، في حين أن النظام يرى في الوفد الحالي فرصة لتحقيق مكاسب إعلامية على الأقل بوجود فصائل إرهابية شريكة لتنظيم القاعدة في بلاد الشام"، مبيّنة أن "الجولة الأولى هي مفاوضات غير مباشرة وستكون لوضع أسس التفاوض، وسيكون تحديد الفصائل الإرهابية وإقرار المبادئ التي ذكرت في جنيف وفيينا والقرار الأممي وعلى رأسها علمانية الدولة، أحد شروط انطلاق المرحلة الثانية".

أما "جيش الإسلام" فيؤكد أنه أصرّ على المشاركة في الوفد التفاوضي لـ"إنهاء شلال الدم في سورية والسعي إلى حصول الشعب السوري على حريته وكرامته، وعلى دولة يسود فيها القانون والعدل، ولأجله حمل السلاح وقاتل ذوداً عن أبناء بلده، ومن أجل ذلك سيسلك كل الطرق الممكنة، عسكرياً كان أو سياسياً".

وحول الموقف الروسي، يؤكد المتحدث الرسمي باسم "الجيش" إسلام علوش، لـ"العربي الجديد": "إننا في جيش الإسلام في سورية مؤسسة عسكرية تشكّلت من أبناء سورية وحملت السلاح لتقاتل عدوَّي هذا الشعب، وهما النظام السوري وداعش، ونعتقد أن روسيا لا يناسبها ذلك، فهي دخلت لتقوي النظام السوري والتنظيم على حد سواء"، لافتاً إلى أن "الدراسات والإحصاءات لنسب استهداف الروس لداعش مقارنة باستهداف قوى الثورة السورية، تُظهر أن الأغلبية الساحقة من هذه الاستهدافات كانت لقوى الثورة، كما قام الروس بشن هجمات على الثوار على جبهات القتال مع داعش، وباعتقادنا لو استطاع الروس عدم استهداف داعش لفعلوا، وكانت هذه النسبة الضئيلة هي فقط لتزيين صورتهم أمام المجتمع الدولي". وعن الضغوط التي تتعرّض لها المعارضة السورية، يقول علوش إن "المعارضة تتعرض للكثير من الضغوط، ولكن نحن ملتزمون بمبادئ ثورتنا، ولا ننسى أن هناك دولاً شقيقة تدعمنا وتساعدنا في تجاوز هذه الضغوط لا سيما السعودية وقطر وتركيا".

 

"لوموند": ترشيح عون للرئاسة غير مقبول سعودياً ايــران لا تريـد انهـاء الشــغور الرئاســي

المركزية- علّقت صحيفة "لوموند" الفرنسية على تقارب معراب والرابية، معتبرةً أنّ "لا شيء مستحيلاً في السياسة في لبنان"، واشارت في مقال بعنوان "في لبنان: إتفاقٌ بين سمير جعجع وميشال عون" الى انّ "صورة "الدكتور" و"الجنرال" يقطعان قالب حلوى احتفاءً بالحلف الجديد بعد أن تقاتلا في العامين 1989 و1990 خلال إحدى الحقبات الأكثر عنفًا في الحرب الأهلية اللبنانية، جعلت بعض اللبنانيين مذهولين بما يحدث". ورأت أنّ "هذا التقارب لم يكن مفاجئًا خصوصا أنّ في صيف 2015 دفن العدوّان القديمان رواسب الحرب، ووقعا إعلان النيات". وأوضحت "لوموند" أنّ "القوات اللبنانية ترى أن في حال وصل (رئيس تيار المردة النائب) سليمان فرنجية إلى سدّة الرئاسة ستُبعَد عن السلطة، لكن إذا تحالفت في قوائم مشتركة مع عون فإنّها ستفوز في الإنتخابات البلدية المقرر إجراؤها في حزيران المقبل والإنتخابات التشريعية في 2017". وأضافت أنّ "تيار المستقبل لم يقدم تنازلات ملحوظة لحلفائه المسيحيين، ومنذ 2005 لم يعطهم سوى مناصب وزارية ليست ذات أهميّة". ورأت الصحيفة أنّ "تحالف عون - جعجع يحيي اللعبة السياسية مجددا، لكن لا شيء يضمن أن يؤدي إلى انتخاب رئيس"، لافتةً إلى أنّ "جعجع يصفّي حساباته بعد ترشيح الرئيس سعد الحريري لفرنجية"، وما حصل في معراب شكّل "صفعة" للحريري. لكن ردّة الفعل الأكثر انتظارا هي من "حزب الله" الذي يدعم عون منذ 2014". وأشارت إلى أنّ "حزب الله" لم يضع ثقله على هذا الترشيح ما يثير الشكوك في نواياه الحقيقية. وأعلنت أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف "حزب الله"، وأحد صانعي "الملوك في لبنان"، لا يحب عون والعكس صحيح. وبعد مقاطعة النواب العونيين و"حزب الله" لجلسات انتخاب الرئيس، يمكن أن يمدّد تحفظ خصوم عون اي الحريري وجنبلاط وبري مقاطعة الجلسات. ورأت انه بالنسبة الى السعودية فإنّ ترشيح عون غير مقبول بديهيا. أمّا إيران فليس لديها مصلحة بإنهاء الشغور الرئاسي الذي يعطي حزب الله حرية التصرف خصوصا في الحرب السورية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ميشال سماحة خرج من السجن في هذه الأجواء
 حازم الامين/الحياة/24 كانون الثاني/16

«داعش»... التعبير الوحيد الذي تلفّظ به ميشال سماحة فور خروجه الأسطوري من السجن اللبناني. «داعش»، قالها الرجل بغبطة، وكأنها الحصيلة الوحيدة لأكثر من ألف يوم أمضاها الرجل المقاوم في السجن. «داعش» هدية السماء لميشال سماحة أيضاً. علينا أن نُدقق ملياً في مشهد الرجل ينطقها. علينا أن نعيد مشاهدة الشريط وأن نصفن ملياً. قالها من دون مناسبة. خرج من السجن وأراد أن يقول كلمة واحدة قبل أن يلتزم بقرار ضباط المحكمة العسكرية التي أطلقته، فنطقها على نحو إنشادي. اختلط نطقه لها بغبطة الخروج الخرافي من السجن.

علينا أن نكرر نطق العبارة من بعده لكي نشعر بما يشعر. «داعش... داعش... داعش». وربما كان مفيداً أن نُلحنها ونميل برؤوسنا على نحو ما يفعل المُـــطربون. إنها اللحظة التي طَربَ فيها ميشال سماحة، والتي لم يجد فيها ما يقول غير ذاك التعبير. «دولة الإسلام في العراق والــشام»، أي «داعش». الأحرف الأربعة التي يؤدي اصطفافها متعاقبة إلى ذلك الشعور الغامض. البراءة حين تقع على قاتل! هل من شيء أقرب إلى الشعر من حقيقة أن ميشال سماحة خرج من السجن من دون أن يُبرأ؟

والحال أن «داعش» هو الدمية التي رُميت بين أقدامنا كلنا. النصر غير المتحقق على الشر وعلى النفس وعلى المستقبل. ففي اليوم الذي كان فيه سماحة يُغرد خارج السجن، كانت الجيوش الروسية والإيرانية والسورية تتقدم على كل جبهات المُدن السورية التي تقاتل فيها فصائل أخرى، باستثناء جبهة دير الزور التي كان «داعش» يتقدم فيها لينتزع المدينة من يد جيش النظام السوري.

هزيمة «داعش» في دير الزور، فيما لو وقعت، ما كانت لتتيح للمقاوم ميشال سماحة أن يصدح مغرداً بالتعبير اليتيم. إذاً، يجب أن يكون هناك «داعش» ليكون هناك نصر على غيره. لكي يجيب سماحة عن سر المتفجرات التي نقلها بسيارته من دمشق إلى بيروت بهدف قتل من كان يريد قتلهم. ثم إن هزيمة «داعش» لو وقعت، لما أتيح للطائرات الروسية أن تقصف يومياً مناطق لا يسيطر عليها «داعش» في سورية، ولما اشترت تركيا نفطاً رخيصاً من الآبار السورية، ولما تسلّل الجيش التركي إلى شمال العراق استعداداً لملء فراغ يمكن أن يُخلفه «داعش».

و «داعش» الدمية، ليس دمية على نحو ما هي أحزابنا وعشائرنا ومُدننا دمى. الدمية «داعش» لا نلهو بها، نستعيرها لنداري بها أمراضنا تارة وجرائمنا تارة أخرى. المرضى بيننا أحالوا إليها أهوال أمراضهم، وأزاحوا فيها عن أنفسهم مهمة العلاج، أما المجرمون، فلا جريمة بعد «داعش»، وها هو ميشال سماحة الذي نقل 24 عبوة ناسفة بهدف قتل مدنيين ورجال دين صارت جريمته خلفه فقط لأنه أخرج الدمية في يوم الفضيحة.

يوم راح ناشطون يشيرون هازئين إلى أسامة بن لادن بصفته إرهابياً وسطياً، لم تكن الطرفة بلا معنى، فـ «داعش» كان أيضاً مدخلاً لقبولنا بـ «النصرة» ولتولّي كثر ممن يشبهوننا مهمة الدفاع عن موقع «النصرة» في إدلب وغيرها من المناطق التي تقاتل فيها هذه الجماعة الإرهابية. لا بل إن ناشطين ودعاة خارج سورية، وفي دول الجوار السوري، جاهروا بانحيازهم إلى «النصرة»، التنظيم الذي صنّفه العالم كله إرهابياً بما فيه حكومات تأوي هؤلاء الدعاة. وهذا الأمر ما كان ليتحقق لولا أن ثمة من يحرص على بقاء «داعش» كائناً جماعياً حياً وشاغلاً دولة ومساحات وصحارى وأنهاراً.

ليس ميشال سماحة وحده من يغبطه «داعش». فلنفكر بالجميع، بنوري المالكي مثلاً وبرجب طيب أردوغان، ناهيك ببوتين وأبو مازن الذي يسعى مستشاروه إلى تسويق المهمة الروسية. و «داعش» بهذا المعنى هو الطُعم الذي رماه الجميع للجميع، وهو إذ يتضخم يوماً بعد يوم، لا يجد سوى الأسماك الصغيرة في وجهه. فروسيا تقاتل «داعش» وتنتصر على جبهات غير جبهاتها مع التنظيم، والحكومة العراقية تُحرر الرمادي من أيدي التنظيم ممهدة لتحريرها من أهلها، فيما يتولى «الحشد الشعبي» التمهيد لنصر جديد للتنظيم في بعقوبة عبر قتل أهلها السنة.

و «داعش» الدمية ليس وهماً على نحو ما هي الدمى أوهام. إنه الحقيقة التي تبتلع الجميع. ها هي تبتلع فعلاً دير الزور، وهي وإن تلاشت في الرمادي، فإنها مقيمة في الرعب الذي يظهر في عيون عناصر الجيش العراقي هناك، وفي البساتين المحيطة بالمدينة، بحيث يشعر المرء بأن النصر على التنظيم في عاصمة الأنبار ما كان يُمكن أن يتحقق لولا وجود رغبة في الكذب. الأرجح أن ميشال سماحة حين نطق بالتعبير، أبقى في حنجرته ما صمت عنه الجميع. صحيح أن الغبطة خانته ولم يتمكن من وقف تدفقها على ملامح وجهه في تلك اللحظة، إلا أن الغبطة بقيت خرساء ولم تُترجم عبارة صحيحة. إنه الصمت نفسه الذي ضُرب حول أسرار احتلال «داعش» كل المدن التي احتلّها، واستيلائه على جبال الأسلحة الحديثة من ثكنات الموصل والرمادي وتدمر والرقة. وهو الصمت نفسه على وجه الرئيس الأميركي عند تلقّيه أخبار سقوط المدن، بيد التنظيم. وهو اليوم يدرك أن الرمادي استعيدت في غير سياق هزيمة محتملة لـ «داعش» في المدن الأخرى. العنجهية العسكرية الروسية لا تشمل الهزائم المتحققة على جبهات «داعش»، وفاعلية التكنولوجيا الجوية الأميركية لم تُفض إلى انتصار يُذكر على التنظيم، والكرامة المتضخمة لرجب طيب أردوغان لا تهتز عند انتهاك التنظيم سيادة أنقرة. أما العرب فينتظرون مترنحين ما ستؤول إليه أوضاع دولهم ومجتمعاتهم في ظل الحرب الوهمية على التنظيم المتوحش. ميشال سماحة خرج من السجن في هذه الأجواء، والتقط الموجة وغرد بموجبها، وعرف أن لا موعد قريباً لهزيمة التنظيم. ذاك أن الكثير من المهمات لم تنجز بعد، والستاتيكو الذي يبدو أن «داعش» في صلبه ما زال يؤمن للجميع فرصاً أين منها فرصة الإفراج عن ميشال سماحة.

 

ومتى ترفع إيران عقوباتها على لبنان؟

خيرالله خيرالله /العرب/24 كانون الثاني/16

رفع المجتمع الدولي العقوبات المفروضة على إيران بعدما تأكّدت الوكالة الدولية للطاقة النووية من التزامها بنود الاتفاق في شأن ملفّها النووي وأنّها تنفّذ المطلوب منها بدقّة. تحرّكت الإدارة الأميركية على وجه السرعة واتخذت كلّ الإجراءات المطلوبة من أجل مباشرة التطبيع مع طهران. عزلت واشنطن بين الملفّ النووي الإيراني وكلّ السياسات الأخرى للبلد في وقت لم تمض سوى بضعة أيام على إحراق متظاهرين إيرانيين، كانوا يتحرّكون بإشراف من السلطات الرسمية، السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد. مبروك لإيران التي التزمت ما تعهدته بموجب الاتفاق الذي أمكن التوصل إليه في تمّوز ـ يوليو الماضي بينها وبين مجموعة الخمسة زائد واحدا. لكنّ هذا الانفراج الواسع في العلاقة بين طهران و”الشيطان الأكبر” لا يمنع من التساؤل متى ترفع إيران عقوباتها المفروضة على لبنان؟ ليس لبنان سوى واحد من الأمكنة التي تمارس فيها إيران سياسة تقوم على الهدم والعرقلة ليس إلّا وذلك عن طريق الاستثمار في الغرائز المذهبية. الأمل كلّ الأمل أن ينعكس رفع العقوبات الدولية عن إيران إلى بدء سياسة جديدة تظهر أن هناك سياسة إيرانية مختلفة تشير أوّل ما تشير إلى أن إيران دولة طبيعية وليست ضحيّة أوهام من نوع القدرة على لعب دور إقليمي والهيمنة على دول أخرى في المنطقة.

لا حاجة إلى تعداد ما تقوم به إيران، بدءا بالعراق وصولا إلى لبنان، مرورا بسوريا طبعا. لا داعي أيضا إلى التذكير باضطرار المملكة العربية السعودية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران في أعقاب اعتبار إيران نفسها مرجعية كلّ شيعي في العالم، بما في ذلك المتشيعون الجدد في نيجيريا.

لا حاجة أيضا إلى التذكير بأنّ إيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث الطنب الصغرى والطنب الكبرى وأبو موسى منذ العام 1971، أي منذ أيام الشاه، بما يؤكد أن شيئا لم يتغيّر في البلد، بعد ثورة 1979 وقبلها، أقلّه في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية والرغبة في لعب دور شرطي الخليج وفرض أمر واقع على دول المنطقة، تماما كما تسعى إسرائيل إلى عمله.

الصفة: وزير خارجية لبنان، المهمة: ناطق باسم إيران

لا حاجة بالطبع إلى استعادة التهديد الإيراني للبحرين وتدخلها في شؤون هذه المملكة الصغيرة من منطلق مذهبي، ولا حاجة بالتأكيد إلى التذكير بأفضال إيران على الكويت وإلى مخازن الأسلحة والمتفجرات التي اكتشفت في هذه الدولة أخيرا. ولا حاجة أخيرا إلى الإشارة إلى الدور الإيراني في اليمن وإلى دعمها للحوثيين الذين باتوا يحملون تسمية “أنصار الله” بعدما صار طموحهم محصورا في أن يكونوا ميليشيا مذهبية، على غرار “حزب الله” في لبنان. لم يعد سرّا أن إدارة باراك أوباما اختزلت كلّ أزمات الشرق الأوسط بالملفّ النووي الإيراني. قرّرت بكل بساطة أنه يكفي التوصّل إلى تسوية في شأن هذا الملفّ من أجل أن يدخل اسم باراك أوباما في كتب التاريخ. ما الذي كان يمكن لإيران أن تفعله في حال حصولها على قنبلة نووية؟ لدى باكستان قنبلة نووية. هل وضع باكستان صار أفضل بعد امتلاكها القنبلة بفضل المساعدات التي حصلت عليها في مرحلة معيّنة من الصين لأسباب مرتبطة بالمنافسة وعداء بين بيجينغ ونيودلهي؟

مشكلة إيران مع جوارها، وما يتجاوز جوارها، تبرز من خلال ما يتعرّض له لبنان منذ العام 1982، تاريخ قيام “حزب الله”. تعتقد إيران أنّ التدخل في شؤون الدول الأخرى وتعطيل الحياة فيها وإنشاء ميليشيات مذهبية كفيل بضمان دور لها على الصعيد الإقليمي واعتراف أميركي بهذا الدور. هذا ما تؤكّده الأحداث.

سارت الولايات المتحدة في اللعبة الإيرانية إلى النهاية. صحيح أنه ليس من حقّ أحد الاعتراض على التسوية في الشأن الملف النووي الإيراني، نظرا إلى أن لكلّ دولة مصالحها، لكنّ الصحيح أيضا أن من حقّ أيّ لبناني التساؤل لماذا زادت عدوانية إيران تجاه البلد في الأسابيع التي سبقت الإعلان رسميا عن رفع العقوبات عنها؟ لماذا استمرار الاعتراض على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟ لماذا ذلك الكلام الذي لا سابق له في التعاطي مع السياسيين اللبنانيين، أي الكلام الذي صدر عن النائب محمد رعد، رئيس كتلة نواب “حزب الله” في حقّ الرئيس سعد الحريري؟ منذ متى يحقّ لحزب، يعتبر نفسه لبنانيا، القول إنّ هناك لبنانيين آخرين ممنوع عليهم أن يكونوا في لبنان؟

أخيرا وليس آخرا، لماذا هذا الإصرار على إطلاق شخص مثل ميشال سماحة، مدان بالصوت والصورة بنقل متفجّرات والسعي إلى تنفيذ عمليات إرهابية لخلق فتنة طائفية ومذهبية، في تحدّ لمشاعر كلّ اللبنانيين الشرفاء حقّا، خصوصا كلّ سنّي ومسيحي، لم يبع نفسه، ودرزي؟

هل بدأت إيران تحصل على مكافآت على حسن سلوكها في تنفيذ الاتفاق في شأن الملفّ النووي؟ يبدو أن هذا هو الجواب عن السؤال المطروح. حتّى قبل رفع العقوبات عنها، باشرت إيران تشديد العقوبات على لبنان. لم تعد تكتفي بتحويل البلد “ساحة” تتمّ عبرها عملية التبادل السكّاني التي تجري في سوريا من منطلق مذهبي. لم تعد الأراضي اللبنانية التي يسيطر عليها “حزب الله” مكملة فقط لعملية فرض طوق الحصار والتجويع على بلدة مثل مضايا قريبة من الحدود. بدأ الكلام الصريح الذي ترافقه خطوات إجرائية عن أن لبنان صار محكوما من طهران. ممنوع على مجلس النوّاب الانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية حتّى لو كان المفروض أن يصبح رئيسا من قلب جماعة الثامن من آذار التابعة لـ”حزب الله”. ممنوع على الحكومة أن تجتمع بكامل أعضائها وأن تتخذ قرارات تسهّل حلّ الأزمات التي يعاني منها المواطنون. صار القضاء مقيّدا بما يريده “حزب الله” وما تريده إيران. كلّ السلطات في لبنان، السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية صارت بإمرة إيرانية. أكثر من ذلك، يتجرّأ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل حيث لا يجرؤ آخرون، بما في ذلك وزير الخارجية العراقي، فيصبح ناطقا باسم إيران في مؤتمر لوزراء الخارجية العرب! هل على لبنان دفع ثمن الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني؟ إنه سؤال مشروع بعدما رفع العالم العقوبات على إيران وسمح لها في الوقت ذاته بزيادة عقوباتها على لبنان. أما آن لهذا الليل اللبناني الطويل أن ينتهي؟

 

عون مقابل السنيورة

أحمد عدنان/العرب/24 كانون الثاني/16

خلال أجواء كتابة المقالة، استضافتني محطة لبنانية من صميم الخط الممانع، سألني أحد إعلامييها عن رأيي في قضية لبنانية، وحين أجبت علق متسائلا “وهل هذا رأي السعودية الرسمي!”، والحقيقة أن هذه معضلة تواجه الصحافيين السعوديين في التعامل مع القضايا العربية، لا يتصور بعض الساسة وبعض صناع الرأي في العالم العربي أن الصحافي السعودي له رأي مستقل، للوهلة الأولى تتصور أن هذه إساءة للمملكة، لكن هذا التفكير يعكس محيط السائل قبل موضوع السؤال، مؤخرا أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا يوضح أن آراء الزملاء نواف عبيد وجمال خاشقجي ود. أنور عشقي تمثلهم كأشخاص، وليتهم وسعوا البيان ليشمل كل الكتاب والصحافيين السعوديين فيرتفع الحرج عن الجميع.

لبنان يتشقلب بلا توقف، الشيخ سعد الحريري رشح سليمان فرنجية، د. سمير جعجع رشح عون، فرنجية يقول لأصدقائه: لو هاتفني بشار الأسد والسيد حسن نصرالله لن أتنازل، فلننزل إلى الانتخابات، وصاحب الأصوات الأقل يتنازل لصاحب الأصوات الأعلى، فليس هناك انتخابات في العالم تنازل فيها صاحب القبول الأكبر لصاحب القبول الأصغر، وما يردده فرنجية في مجالسه انعكاس لأجواء تيار المستقبل، لو حصلت الانتخابات فرنجية سيكتسح، ومن الطريف أن يشيع عبر أوساط فرنجية: مستعد أن أتنازل لأيّ أحد إلا عون!

في هذه المعمعة لديّ رأي شخصي، بترشيح القوات لعون، تكون الكتلة المارونية الأكبر قالت كلمتها، وتلبية هذا الترشيح يعني إجباريا، حين تقول الكتلة السنية الأكبر كلمتها في رئاسة الحكومة لا بد أن تتحقق، والأمر نفسه منطبق على الكتلة الشيعية ورئاسة مجلس النواب، والذهاب إلى العكس، اختيار ماروني من الكتلة الأصغر، يشرّع ما يفعله حزب الله راهنا، سلب حقوق الكتلة السنية الأكبر في رئاسة الحكومة، وهذا التعدي لا بد من إيقافه إلى الأبد، وهذا مريح للسنة ولتيار المستقبل كما يناسب القوى المسيحية اليوم وغدا ولا يمس المواقع الشيعية، وربما نتخلص من هاجس الفراغ نهائيا.

فلنطبق هذه المعادلة الذهبية كقاعدة دائمة ونوسعها، في تشكيل الحكومة المقبلة، نعود إلى مبدأ المداورة الذي انطلق مع حكومة الرئيس تمام سلام في إطار أغلبية 14 آذار وأقلية 8 آذار، يفترض أن لا يكون هناك فيتو على أسماء 8 آذار من قوى ثورة الأرز، والعكس صحيح، مرفوض قطعا أيّ فيتو على أسماء 14 آذار من الأطراف الأخرى، ومن يضع فيتو هنا يقابله فيتو هناك، ويتمدد هذا إلى التعيينات، وما يساعد على إتمام هذه القاعدة المصالحة المسيحية التي تحققت بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، العامل الأهم الذي تحققه هذه القاعدة إضافة الى التدوير، عدم الحاجة إلى أشهر طوال لتشكيل الحكومة، أصلا لن تحكم الحكومة المقبلة أكثر من سنة وربع حيث تبدو الانتخابات النيابية التي ستكتسب زخما ممتازا مع تثبيت هذه الأعراف التي ستضمن نجاحا مستقرا لسنوات الجنرال الست في بعبدا، ليكون “العهد العوني” علامة فارقة في التاريخ اللبناني.

هناك نقطة جوهرية لا بد أن يدركها عون، أصوات تيار المستقبل هي محطة العبور الإلزامية إلى قصر بعبدا، قال في مقابلة تلفزيونية حديثة إنه وقف مع الشيعة حين استهدفهم العالم لأنه يعيش معهم، لا بد أن يتذكر أنه يعيش مع السنة أيضا، هناك ورقة تفاهم مع حزب الله وورقة نوايا مع القوات، لكن الورقة السنية غائبة، تجربة الحوار مع الشيخ سعد الحريري مؤلمة للطرفين، يقول عون إن الحريري لم يعطه شيئا، وأوساط الحريري تقول إن عون لم يلتزم بأي وعود منها قبل الرئاسة فماذا سيفعل بعدها؟

في ظل انعدام الثقة بين عون والحريري، لا بد من طرف ثالث يتكفل بإدارة الحوار بين المستقبل والعونية، وربما تكون المعايير الأولية: أولا، ميشال عون في قصر بعبدا وفؤاد السنيورة في السراي الحكومي مسميا من الرئيس الحريري، ما دامت معادلة “فرنجية -الحريري” لم تعجب البعض.

ثانيا، تشكيل سريع ومرن لحكومة آمنة من التعطيل أو الإسقاط، مع تركيزها على الأحوال الاقتصادية والمعيشية وتثبيت الأمن.

 عون قال في مقابلة تلفزيونية حديثة أنه وقف مع الشيعة حين استهدفهم العالم لأنه يعيش معهم، لا بد أن يتذكر انه يعيش مع السنة أيضا

ثالثا، أراحتنا ورقة النوايا حين أكدت الالتزام باتفاق الطائف، وهذا يشمل العلاقة بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة والحكومة نفسها، والآليات الدستورية في هذا الشأن واضحة وحاكمة، وبالمناسبة فإن اتفاق الطائف ليس مقدسا لكن تعديله يستوجب ظروفا متساوية، إما أن يكون الجميع بلا سلاح، أو أن يتسلح الجميع وهذا مرفوض، وأعتقد أن المسيحيين اكتشفوا أهمية الطائف بعد المصالحة، فالرئيس قوي من دون الحاجة الى تعديل الدستور، والاعتقاد بأن تعديل الطائف في ظل هذه الظروف الإقليمية والدولية من مصلحة المسيحيين محض وهم، والأولى هو تطبيق الطائف تماما قبل الحكم عليه، ولو تم تعديل الطائف ألف مرة لن تحل العقدة اللبنانية، فالمشكلة ليست اتفاق الطائف أو الدوحة، إنما السلاح الخارج عن الدولة القادر على تعطيل أو تفشيل أيّ اتفاق.

رابعا، قانون انتخابي أكثري يحترم المناصفة، ومعادلة ذلك بسيطة، لا هدف لحزب الله من القانون النسبي إلا شرذمة السنة وإضعاف الدروز، السنة والدروز يرفضون النسبية، والمسيحيون يريدون انتخاب العدد الأكبر من نوابهم، فلنذهب إذن إلى قانون أكثري لا يتعدى على أحد وينصف المسيحيين بتحقيق المناصفة من دون تدمير العيش المشترك، وإذا أصر الحزب الإلهي على النسبية فليطبقها في مناطقه. خامسا، لتكن على طاولة المفاوضات، كل التعيينات والملفات العالقة في الحكومة الراهنة ليتم الاتفاق عليها مسبقا، وليضع كل طرف مشاريعه التي يمكن أن يقدمها خلال حكومة العام الواحد للاتفاق عليها وعلى رأسها الإجراءات الاقتصادية، وما يتم الاختلاف عليه يرحل لما بعد الانتخابات. سادسا، تسليم ملف مكافحة الإرهاب لشعبة المعلومات لضمان الابتعاد عن الكيدية الطائفية. سابعا، معالجة القضايا الخلافية في البيان الوزاري بالعودة إلى بيان حكومة تمام سلام وورقة النوايا بما في ذلك الأزمة السورية وسلاح حزب الله، ومن حسن الحظ أن الجنرال أراحنا بوعد إدراج إعلان النوايا ضمن خطاب القسم. ثامنا، ميشال سماحة في السجن. تاسعا، تجديد الالتزام بالمحكمة الدولية واحترام قراراتها وأحكامها. عاشرا، تجديد الالتزام بإعلان بعبدا.

لماذا أطرح هذه الصيغة، رغم المؤشرات القاطعة لفوز فرنجية بالرئاسة وفق المتفائلين، القضية باختصار توقع استمرار ما يسمى بحزب الله في تعطيل الانتخابات الرئاسية، لأنه ببساطة لا يريد رئيسا، يريد الانهيار التام للدولة ليبتلع لبنان على أنقاضها، قد يتعذر الحزب بعدم انسحاب فرنجية، وقد يتعذر بموقف السنة والدروز، فلنحاصر الحزب إذن في حال تعذر وصول فرنجية في جلسة الانتخابات المقبلة مطلع فبراير. والسؤال الآخر لماذا السنيورة وليس الحريري من وجهة نظري الشخصية التي لا تقدم ولا تؤخر؟ في سنوات غياب الحريري، تعرض تيار المستقبل وتعرض السنة لسيولة واضحة، المطلوب دائما من الشيخ سعد العودة الفورية إلى بيروت لرص صفوف السنة وإعادة هيكلة تيار المستقبل جذريا والتحضير للانتخابات المقبلة، وهذه المهمة لتقوم على الوجه الأمثل بحاجة إلى تفرغ كامل، لكنه إذا وجد الظروف والقدرة تتيحان أداء هذه المهمة مع القيام بأعباء رئاسة الحكومة التي ستعمل على تنظيف تسيب الحكومة الراهنة وخطاياها فلن يكون هناك معترض، فمن يوافق على من يسميه سعد الحريري لرئاسة الحكومة من البديهي أن يوافق على الحريري نفسه.

التركة المعقدة التي خلفتها حكومة تمام سلام، ومنها الخدوش التي طالت هيبة رئيس الحكومة ومنها المؤامرات التي ستستهدف مقامه مستقبلا، كل ذلك يستدعي رئيس حكومة من طراز دقيق كالسنيورة والحريري حصرا. أعتقد أن مهمة رص صفوف الاعتدال والسنة وإعادة هيكلة تيار المستقبل ومداواة جروح 14 آذار ودعم الحكومة أهم من رئاسة الحكومة المهمة بطبيعة الحال، لذلك فالرجل الأهم سنيا وسياسيا (سعد الحريري) للمهمة الأهم، والرجل المهم للمهمة الأقل أهمية، وما يستطيع أن يقوم به الحريري لا يمكن أن يقوم به غيره في تيار المستقبل أو في السنة، مع التأكيد على أن من يدخل السراي الحكومي هذه الأيام يجزم بأنها لم تخلق لغير آل الحريري، وعودة الشيخ سعد إلى السراي أكثر من طبيعية ومنطقية بعد الانتخابات من دون منة أو مقايضة، وفي ظل الأعراف التي أرستها حكومة العهد الأولى، كانت مسيسة أو تكنوقراطا، لن تكون هناك مشكلة. قد يلوح أحدهم باعتراض القوى الشيعية على الاتفاق بين عون والمستقبل، وهذا الاعتراض لا مبرر له إلا مخططات الحزب الإلهي لإلغاء الآخر السني والمسيحي، خصوصا وأن هكذا تفاهم لا يمس الحضور الشيعي في الدولة مطلقا. آن للبنان أن ينهض، وآن للدولة أن تستقيم، وعدو الدولة واللبنانيين واضح، والسؤال الآن للجنرال عون: ماذا لو عطل حزب الله وصولك إلى بعبدا رغم انعقاد الإجماع عليك إذا تحقق؟

 

جعجع: السعودية لا تدعم فرنجية

فايزة دياب/جنوبية/23 كانون الثاني/16

أسئلة كثيرة بدأت تطرح حول مصير 14 آذار والعلاقة بين المستقبل والقوات، وعلاقة القوات بالسعودية، بعدما تبدّد وهج ترشيح جعجع إلى رئاسة الجمهورية لخصمه التاريخي من دارته. أوساط قريبة من جعجع أكّدت لـ«جنوبية» أنّ العلاقة مع السعودية جيدة والتواصل مع المستقبل مستمر. تستمر مرحلة ما بعد «اتفاق معراب» بالتبلور، خصوصًا أنّ مواقف الأحزاب السياسية تباينت إزاء إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وهو أبرز قياديي 14 آذار ترشيح الجنرال ميشال عون القيادي في قوى 8 آذار إلى رئاسة الجمهورية بعد عام وثمانية أشهر على الفراغ. لا شكّ أنّ ما حصل في معراب قبل أيام في الشكل والمضمون أحدث صدمة عند فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، لذلك فإنّ هذا الإتفاق يحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تضح الصورة أكثر إن من حيث مضمونه أو للالتفاف حوله أمّا التصدي له من قبل الخصوم والحلفاء معًا. ولكن بعيدًا عن المواقف المنتظرة قبل جلسة الثامن من شباط المقبل، برز بالأمس تصريح للدكتور سمير جعجع أكّد فيه أنّ «آخر اتصال حصل مع الرئيس سعد الحريري كان بعد ترشيح النائب سليمان فرنجية، فالعلاقة ليست على ما يرام في الوقت الحالي»، أوساط قريبة من جعجع أكّدت لـ «جنوبية» أنّ التواصل بين المستقبل والقوات مستمر والاتصالات ليست مقطوعة ولكنها محصورة بين النواب والمستشارين وهذا التواصل سيستمر. وعلى الرغم من تأكيد جعجع أنّ 14 آذار مستمرة لكن هناك كلام عن مصادرة موقف المسيحيين المستقلين في 14 آذار من خلال ترشيح جعجع لعون، رأت الأوساط أنّ «هناك اتفاق على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، ومستقلي 14 آذار هم مع فكرة التلاقي، ولأنّ ترشيح جعجع لعون هو عن اقتناع وليس لمصادرة آراء أي أحد».وفيما يتعلّق بحقيقة العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجعجع بعد إعلان ترشيحه لعون، وإن كان الترشيح منسق مسبقًا أكّدت الأوساط أنّ «جعجع اتخذ قرار ترشيح عون من دون أن يستشير أحد، وكل الكلام عن أنّ السعودية مستاءة من جعجع وتعتبر ما حصل هو طعنة في الظهر هو عار عن الصحة، فهناك ثقة متبادلة بين الحكيم والسعودية، والعلاقة مع السعودية جيدة جدًا، فالمملكة تدعم التوافق المسيحي في لبنان». ولكن هل ستقف السعودية مع عون ضدّ فرنجية مرشّح الرئيس سعد الحريري، أكّدت الأوساط أنّ جعجع يعلم أنّ «السعودية أقرب إلى الحريري منه، ولكن اقتراح ترشيح فرنجية لم يأت من قبل السعودية بل هو اقتراح الحريري، والسعودية وافقت عليه لأنّها تريد انتخاب رئيس للجمهورية. ولكن الأكيد انّ السعودية لن تستمر بدعم فرنجية بعدما لاقت كل هذه الاعتراضات على خطوة الحريري». ويعوّل جعجع بحسب الأوساط على اطمئنانه من موقف السعودية، على إعلان اللقاء الديمقراطي استمراره في ترشيح النائب هنري حلو بعد لقاء عقده برئاسة النائب وليد جنبلاط، هذا التراجع عن ترشيح فرنجية بعدما كان جنبلاط قد رشّحه من دارته، يعكس موقف السعودية خصوصًا أنّ الوزير وائل أبو فاعور كانفي زيارة إلى السعودية قبل اللقاء. وهذا دليل على أنّ الموقف السعودي من ترشيح عون هو إيجابي وهناك تراجع لدعم ترشيح فرنجية.

 

مقالب سياسية مقالب رئاسية

محمد علي مقلد/المدن/ السبت 23/01/2016

يكاد ميشال عون أن يكون المخدوع الوحيد من مناورة معراب. للوهلة الأولى، بدا سرابها مبهراً للجميع، فمضوا في حساب البوانتاجات الانتخابية واحتمالات النصاب، فيما عكف آخرون على التمييز بين حقيقتها  ومجازها، مستعينين بكل مناهج التحليل والتأويل، من بينها المنهج النفسي المبني على قراءة حركة الأجساد وقسمات الوجوه. قبلها، كان يبدو الجنرال كتلة من قلق، "كأن الريح تحته"، تصريحاته مشحونة بالغضب والتوتر وبمرض الرئاسة، إلى أن كان اللقاء بمثابة التميمة التي هدأت من روعه مثلما هدأت من روع الحدث الحمراء في قصيدة المتنبي، التي "كان بها مثل الجنون"، قبل بدء المعركة.

ليست أفضل مصيراً من سواها، ذلك أن لجة الأزمة اللبنانية قادرة، كما عودتنا من بداية الحرب الأهلية، على ابتلاع كل مشاريع الحلول التي يحاول أصحابها أنضاجها قبل الأوان، ولأنها تشبه سائر المبادرات، إذ  ما  أن يعلق المستعجلون آمالهم عليها حتى ترتد عليهم العجلة خيبة وإحباطاً.

سمير جعجع الوحيد من بين الحزبيين الذي راح يتحمس للمبادرة ويروج لها في ظل صمت داخل جسد القوات اللبنانية،العصي على الخروج من اصطفافات الماضي ولغته، تماماً مثل كونه شبه وحيد في نقده الذاتي الذي جعله، دون سواه، يخرج من مظلوميته إلى الحرية مصحوباً بسعة الرؤيا، فيما ظل مناصروه المتزايدون عدداً يرزحون تحت عبء هذا النقد العالي الكلفة، ما وضع مراجعته العاقلة على حافة المجازفة برصيده المسيحي، وعلى حافة الحنين إلى منافسة أثيرة على قلوب القواتيين، في الملعب المسيحي لا في الملعب الوطني،وصار عون هو الخصم والحكم الذي يطالبه القواتيون، بلسان المتنبي أيضاً، بألا يحسب ورم السنين الطويلة من التبعية والاستلحاق شحماً وطنياً. مناورة هدأت عاصفتها بعد ساعات من هبوبها. قيل عنها أنها أعادت الأمور إلى نقطة الصفر، وسرعان ما ذاب ثلجها وبان مرجها، فظهر كل قديم على قدمه، وكل فريق على سلاحه، وبدا إجماع على صعوبة اكتمال النصاب في جلسة الانتخاب المقبلة، وعلى عدم نضج الظروف الاقليمية، الإيرانية تحديداً، رغم المطالبات الدولية التي لا تتجاوز حدود الرجاء والتمنيات وتظل دون التدخل المجدي والفعال.

على أن في المناورة وجوهاً سلبية أخرى، فهي شوهت صورة التنوع المسيحي الذي عدّه الحالمون بمثابة رافعة للنهوض بالوطن أو جسراً يعبر لبنان عليه من ضفة التزمت الطائفي إلى ضفة التعدد، فإذا بالمناورة تغلّب، لدى المواطنين المسيحيين،انتماءهم الديني على الوطني، وإذا بها تستهويها محدلة للانتخابات تشبه "استفتاء" الشيعية السياسية على المقاومة،  وال" زي ما هي " لدى السنية السياسية، ووحدانية الزعامة الدرزية. هكذا تكون المناورة قد توسلت لغة طائفية بامتياز في كلامها عن وحدة الصف المسيحي، وكأن طرفيها خارجان للتّو من حرب الالغاء المشؤومة، الشبيهة بحرب اندلعت ذات حين بين طرفي الشيعية السياسية، وعن الرئيس المسيحي وحماية الوجود المسيحي، وقد استسهل جعجع القفز فوق كلام ذي بعد وطني واجه به ، ذات يوم، "الخصم والحكم" في معركة حمي وطيسها بينه وبين عون  حين الكلام عن حماية مسيحيي الشرق في كل من سوريا والعراق.

على أن أخطر ما فيها أنها فضحت خطاب الرابع عشر من آذار الذي أصم آذان اللبنانيين بتكرار أهمية الدولة واستحالة الحل خارجها، فيما هو يظهر على حقيقته شريكاً في عرقلة بنائها، ذلك أن انتهاك السيادة لا يتمثل فحسب  بخرق الحدود وتجاوز القوانين وتشريع السلاح الميليشيوي وتعطيل المؤسسات وتدمير القضاء بل بتكريس منطق المحاصصة، وهي مصدر الخطر الأساسي على نظامنا الديمقراطي، لأنها تلغي  معايير الكفاءة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، في الوظائف العامة والنقابات والجمعيات الأهلية وفي التمثيل السياسي كما في اختيار رئيس للجمهورية ، وتعتمد، بديلا منها معايير الولاء للحزب أو لفريق الوصاية أو للقوى الخارجية، بمعزل عن المؤهلات والكفاءة في معظم الأحيان، كما هي الحال في الترشيحات المفروضة فرضاً على اللبنانيين من خارج تلك المعايير. حين تكون المناورة مكشوفة إلى هذا الحد في نظر الجميع، ما عدا ميشال عون، فهي لا تستحق إسمها وتغدو مجرد مقلب من مقالب السياسة اللبنانية تشبه لعبة القط والفأر (توم إند جيري)، وتنتظر الرد عليها بمقلب مشابه ، قبل سقوط التعليمة الخارجية

 

قراءة في «الاتفاقية» الروسية مع الأسد

 محمد مشموشي/الحياة/24 كانون الثاني/16

ليس تفصيلاً، ولا هو أمر عادي في هذه الفترة بالذات، أن يعمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى توقيع اتفاقية عسكرية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد. ففي كلام بوتين نفسه، غداة إرسال قواته إلى سورية في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، أن مهمتها الأساسية هي محاولة إنقاذ هذا النظام من السقوط، بل حتى أن شعار محاربة الإرهاب لم يكن إلا ذريعة للتغطية على هذا الهدف. إذاً، فلهذه الاتفاقية عنوان واحد لا غير: إنقاذ نظام الأسد، إن لم يكن إنقاذ الشخص تحديداً. أما في التفاصيل، حيث النص في الاتفاقية على أن مدة بقاء القوات الروسية مفتوحة «لأمد غير محدد»، وأنه «في حال رغب أحد الجانبين في إنهاء العمل بأحكامها، يتوجب عليه إبلاغ الجانب الآخر خطياً... لكي يسري إنهاء العمل بعد مرور عام كامل على تلقي الإشعار الخطي»، فلا حاجة إلى القول أن لذلك أهدافاً سياسية وحتى استراتيجية كبرى. وفي الحال السورية الراهنة، بخاصة إذا ما أضيفت سنوات أخرى في عمر النظام، يكون «انتداب» القوات الروسية على سورية، أرضاً وشعباً ودولة، مرتبطاً بشخصين فقط لا غير: فلاديمير بوتين وبشار الأسد. لكن، هل هو «انتداب» فقط؟ الواقع أنه يبدو أبعد من ذلك، وقد يرقى إلى مستوى «احتلال»، وإن لجزء من الأرض فضلاً عن احتلال الأجواء والمياه الإقليمية، إذا ما نظر إليه من زاوية أن أحد الموقعين عليه (الأسد) يقمع ثورة شعبية مستمرة ضده منذ قرابة خمس سنوات وقد قتل من شعبه مئات الآلاف وشرد الملايين. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، فلأن تعبير الانتداب (mandate) في حد ذاته له علاقة بالقانون الدولي، كما كانت حال الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان مطلع القرن الماضي، والذي تم بقرار من «عصبة الأمم»، بغض النظر عن أحقية هذا القرار أو موقف الشعب السوري منه. أكثر من ذلك، فإذا كان «ممثلو هياكل السلطة السورية لا يحق لهم دخول أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية من دون موافقة قائدها»، كما نصت الاتفاقية التي نشرها موقع «العربية.نت»، وكانت هذه المجموعات تمتلك «جميع الحصانات التي تمنع محاكمة أفرادها أو اعتقالهم أو استجوابهم»... أو حتى تفتيشهم من جانب الأجهزة الأمنية أو الجمركية السورية، فإن ما أرادته موسكو منها يكون أبعد من الأحكام الواردة في الاتفاقية، وحتى من العنوان المعلن أيضاً (إنقاذ نظام الأسد من السقوط) إياه.

يؤكد ذلك، مباشرة أو في شكل ضمني، عدد من الوقائع التي كشفتها نصوص الاتفاقية كما يأتي:

أولاً، إن التوقيع على الاتفاقية تم في 26 آب (أغسطس) 2015، أي قبل أكثر من شهر من الكشف عن وصول الطائرات والمعدات الروسية إلى طرطوس، والقول أن هدفها حماية النظام ومكافحة الإرهاب... وأنها (لمن يمكن أن يعترض؟!) تمت تنفيذاً لـ «معاهدة الصداقة والتعاون» المعقودة بين الاتحاد السوفياتي السابق وسورية في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 1980. وفي ما يعنيه ذلك، من ضمن معانٍ أخرى، أن الاتفاقية الجديدة ستستمر لعقود كما هي حال معاهدة 1980.

ثانياً، إن مواقع العمل هي «المنشآت والعقارات الواقعة في أماكن انتشار المجموعات الجوية الروسية وبينها المباني وملحقاتها وكل المنشآت الأخرى القائمة على الأراضي... التي يتم تسليمها إلى الجانب الروسي، أو التي تقع أصلاً في ملكية روسيا الاتحادية». واللافت هنا، ليس فقط الكلام عن منشآت وعقارات ومبانٍ وملحقاتها إلخ... إنما أيضاً عما «تقع أصلاً في ملكية روسيا الاتحادية»، بما قد يعني احتمال بيع أو تمليك أراض جديدة لروسيا، فضلاً عن عدم تعيينها أو تحديد مساحاتها.

ثالثاً، على عكس المتعارف عليه دولياً، كما هي الحال بالنسبة للقواعد العسكرية التي تقيمها دولة ما على أراضي دولة أخرى، تنص الاتفاقية على ألا تدفع أي أموال كبدل إيجار على سبيل المثل. وقد ورد ذلك حرفياً في شأن مطار حميميم (ريف اللاذقية) الذي يستخدم «بكل منشآته التحتية وملحقاته وكذلك الأراضي اللازمة لتنفيذ المهمات التي يتفق عليها فيه من دون أي مقابل».

رابعاً، إن واقع أن ما وصف بـ «إدارة وتنظيم نشاط وعمل المجموعات الجوية الروسية» تتم بتخطيط وإقرار من الجانب الروسي الذي يقوم بـ «إشعار الجانب السوري»، يكشف في الواقع طبيعة الاتفاقية وكونها تقيم «دولة روسية» ضمن الدولة السورية. في الوقت ذاته، تقدم إحدى المواد الدولة الأخيرة في صورة من يتحمل الغرم، كل الغرم، عندما يتعلق الأمر بأطراف ثالثة يمكن أن تتضرر نتيجة أعمال الدولة الأولى. تقول المادة المشار إليها في هذا المجال: «تأخذ الجمهورية العربية السورية على عاتقها تسوية أي مطالبات أو شكاوى يمكن أن ترفعها أطراف ثالثة إذا ما تعرضت لأضرار بسبب نشاطات المجموعات الجوية الروسية في سورية».

وفي الأمرين منتهى التسليم السوري بسلطة «الاحتلال»: أولاً، لجهة أخذ العلم فقط، وبعد التنفيذ، بما تقوم به القوات الروسية. ثانياً، تحمل تبعات هذه الأعمال أمام العالم الخارجي ودول الجوار.

ويجوز الظن أن لا مثيل لذلك في العلاقات بين دول العالم. وقد يكون مفيداً في هذا الصدد التذكير بأن تركيا رفضت استخدام قاعدة إنجرليك الأطلسية (وتركيا عضو في الحلف) القائمة على أراضيها للإغارة على العراق أثناء غزوه عام 2001، وأن الولايات المتحدة (وليس اليابان مثلاً أو كوريا) هي التي دفعت تعويضات لفييتنام عن الخسائر التي ألحقتها بها مقاتلاتها التي كانت تنطلق من البلدين للإغارة على فنوم بنه. في أي حال، يبدو جلياً أن في الاتفاقية، كما في القصف الروسي المتعمد للثوار، ما يؤكد أن أهداف بوتين في سورية (أوكرانيا ثانية في الشرق الأسط) تتعدى كل ما قاله من قبل ومن بعد في هذا الشأن.

لكن، فيها ما هو أفدح من ذلك: استعداد بشار الأسد لبيع كل شيء من أجل البقاء في السلطة... من لواء الاسكندرون، إلى القاعدة البحرية في طرطوس، إلى القاعدة الجوية في ريف اللاذقية وغيرها من المواقع، حتى لا نتحدث عن تسليم سورية كلها إلى «الولي الفقيه» في إيران.

 

أميركا والحل العسكري في سوريا!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/24 كانون الثاني/16

فجأة، وبلا مقدمات، أعلن جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، أن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري في سوريا إذا لم يكن التوصل لتسوية سياسية ممكنًا. وبالطبع فإن فرص نجاح الحلول السياسية في سوريا تبدو ضعيفة، خصوصًا مع تعثر الاجتماع المرتقب في جنيف، فهل التدخل العسكري ممكن الآن؟ الإجابة بسيطة، مهما حاول البعض التهرب منها، أو إنكارها، وهي أنه لا حل في سوريا الآن إلا عسكريًا. والمسألة لا تحتاج إلى كثير من الشرح، فما تفعله روسيا بسوريا هو عمل عسكري. وكذلك إيران، فما تقوم به طهران، والميليشيات الشيعية المحسوبة عليها، في سوريا هو عمل عسكري، بل وعدوان. وما يقوم به نظام بشار الأسد، منذ اندلاع الثورة، هو عدوان وإجرام بحق السوريين، وعمل عسكري. والأمر نفسه ينطبق على التدخلات التركية بسوريا، وكذلك ما تقوم به المعارضة السورية من حق الدفاع عن النفس، وهو عمل عسكري أيضًا. وهناك التحالف الدولي ضد «داعش»، وبقيادة أميركية. كل عمل بسوريا الآن هو عمل عسكري، فكيف يتم التلويح بالتدخل العسكري الآن؟ وبأي حق أصلا تندد روسيا بتصريحات نائب الرئيس الأميركي، وطائراتها (أي روسيا) تستهدف السوريين العزل، والمعارضة؟ وعليه، فإن كل ما يحدث في سوريا الآن هو عمل عسكري، ولذلك لا معنى للتلويح الأميركي باستخدام القوة العسكرية هناك. وقد يقول قائل: حسنًا، وما المفروض عمله؟ الإجابة بسيطة أيضًا، فالمطلوب الآن هو الجدية، والالتزام، وهذا ما لم يقم به الأميركيون في سوريا، وكل المنطقة، وتحديدًا في العراق، وهذا ما استوعبه الإيرانيون، والروس، والأسد، وكذلك «داعش». عدم الجدية الأميركية، ومحاولة تضييع الوقت حتى تصبح الأزمة السورية وغيرها مشكلة الرئيس الأميركي القادم، هو ما دفع الروس للتدخل في سوريا، وجرأ الإيرانيين، وجعل الأسد يلعب بالأوراق الإيرانية الروسية حتى يشتري مزيدًا من الوقت. ولذا، فمن الصعب تخيل نجاح الحلول الدبلوماسية بسوريا وسط كل هذا الدم، والدمار، ودون أن تستوعب الأطراف المدافعة عن الأسد أن هناك ثمنًا باهظًا سيدفع، ومسؤولية سيتحملونها ما داموا استمروا في التسبب في إزهاق الأرواح في سوريا. كما لا يهم إن لوح نائب الرئيس الأميركي بالتدخل العسكري من عدمه، لكون أنه لا مصداقية للإدارة الأميركية، خصوصًا أنها، أي إدارة أوباما، لم تلتزم بالخطوط الحمراء التي حددها أوباما نفسه للأسد الذي تجاوزها، ليس مرة واحدة، بل مرارًا. ومن هنا، فإن القصة ليست بالتلويح العسكري، أو التهديد بإرسال قوات عربية أو غربية، وإنما القصة الحقيقية هي بمدى جدية الإدارة الأميركية، وهناك خطوات عدة بإمكان واشنطن القيام بها لإرسال رسالة واضحة للأسد، ومن يقف خلفه، بأن قواعد اللعبة قد تغيرت، ومثلما هناك جزرة، فإن هناك عصا، وهذا ما لم يفعله أوباما للآن، ولذلك فإنه لا قيمة حقيقية لتهديدات بايدن، فالأفعال هي المحك، وليس الأقوال، خصوصًا في سوريا التي كل ما فيها هو عمل عسكري.

 

جردة حساب إيران والإرهاب

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/24 كانون الثاني/16

لم تضع السعودية إيران في مأزقٍ، بل إيران هي من صنعت ذلك لنفسها، والسعودية استفادت منه ليعلم العالم بأسره جناية ومروق الجمهورية الإسلامية في إيران عن كل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية.يبدو أن شيخوخة الملالي في إيران تمنعهم من رؤية التغيير الكبير في التوجهات السياسية السعودية وطرق إدارة الأزمات، ولم ينتبهوا لدرس اليمن وضرب ميليشيا الحوثي بالقوة السياسية والقوة العسكرية، وإجبارهم على أن يتخلوا عن نمر الورق الحوثي الذي صنعوه ويقفوا مكتوفي الأيدي وعاجزين عن أي رد فعل إلا بعض المناوشات. اعتداء إيران السافر على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير، فكان قرار السعودية التاريخي بقطع العلاقات مع طهران، وتبعه بناء قضيةٍ متماسكةٍ ضد إيران، بدءًا بالجامعة العربية التي دعمت الموقف السعودي، وصولا لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي أدانت الخميس الماضي بالإجماع اعتداءات إيران، وهي خطواتٌ ناجحةٌ للدبلوماسية السعودية يبنى عليها غيرها، فهي كما يبدو لن تكون الأخيرة.

بعد قطع العلاقات نشرت الخارجية السعودية بيانًا موثقًا يوضح بالأرقام والإحصائيات والمعلومات جرائم الجمهورية الإسلامية في إيران على مدى خمسة وثلاثين عامًا. وهذا البيان يمثل جردة حساب الإرهاب الإيراني الثوروي الإسلاموي، وهو بيان خاص بموضوع الإرهاب ورعاية إيران له ودعم حركاته وتنظيماته وخلق ميليشياته، دون التطرق لبقية البشاعات التي ارتكبتها إيران. فمن المسكوت عنه في البيان قرار الخميني بتصفية كل رفقاء السلاح في بناء ما عرف لاحقًا بالثورة الإسلامية، فهو لم يدع منهم أحدًا، فهم اليوم بين قتيلٍ وسجينٍ ومنفي أو مفروضٍ عليه الإقامة الجبرية، كما أنه لم يتطرق لحرب الخميني ضد العراق والتي استمرت لثماني سنوات حسومًا، استنزفت موارد إيران والعراق دون طائلٍ، ولم يتخل عنها الخميني إلا بعدما تجرع السم، كما هي عبارته الشهيرة.

كما لم يتطرق البيان لمواصلة الثورة الإسلامية لاحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى، وصولاً إلى ما يشبه احتلال العراق بعد انسحاب القوات الأميركية دون أي شعور بالمسؤولية التاريخية، وهو ما سماه الراحل الأمير سعود الفيصل بتسليم العراق على طبقٍ من ذهبٍ لإيران.

في البيان رسائل متعددةٌ للعالم أجمع وللدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، تذكرهم بجرائم إيران وإرهابها الذي طال مواطني هذه الدول، الذين ذهب العشرات منهم ضحايا لذلك الإرهاب ولم تزل عوائلهم تئن من فجيعة الجرائم وتئن ثانيةً بتخلي دولهم عن حقوقهم دون جدوى.

وفي البيان سردٌ لاستخفاف إيران بالقوانين والأعراف الدولية والدبلوماسية، فهي لم تحترم يومًا تلك القوانين، وقد هاجمت بشكلٍ منظمٍ وعلى مدى سنواتٍ السفارات الأميركية والبريطانية والكويتية والسعودية أكثر من مرةٍ، وهي لم تلتزم أبدًا بمبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهذا تاريخها ماثل للعيان في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

لقد كانت إيران وليس السعودية من بدأ بالحرب الإقليمية الباردة، فتحت «أوهام الإمبراطورية» و«تسنين التشيّع» ومبدأ «تصدير الثورة» ومبدأ «الاستغلال»، أرادت إيران بسط نفوذها على الدول العربية وشعوبها، وقد أخطأت حين ظنت أن الدول العربية وشعوبها ستصمت عن هذه الاعتداءات.

لم تزل إيران تستحضر التاريخ القديم وأمجاد الإمبراطورية الفارسية، وتوضح تصريحات بعض مسؤوليها وسياساتهم الداخلية والخارجية هذه الشوفينية العنصرية البغيضة، وهي بتضخيم نظرية الخميني لـ«ولاية الفقيه» إنما قامت فعليًا بـ«تسنين التشيع» كما شرح بإسهاب المفكر المغربي عبد الله العروي، أي تحويل المذهب الشيعي من مذهب معارضةٍ وانتظارٍ إلى مذهب حكمٍ وتنفيذ، كما أن مبدأ «تصدير الثورة» بزعم نصرة المستضعفين إنما أسفر عن تصدير القتل الجماعي والمذابح والإرهاب لدعم الاستكبار والديكتاتورية الإيرانية.

لقد كان الهدف من «تصدير الثورة» هو الدول العربية وليس باتجاه آسيا الوسطى أو الهند أو غيرهما، وقد كان من طرق سعيها لبسط الهيمنة مبدأ «الاستغلال»، وهو ذو أبعادٍ ثلاثةٍ: أولاً، استغلال المذهب الشيعي وتطويعه فقهيًا وطائفيًا لخدمة الأهداف التوسعية السياسية، أو استخدام الطائفية كسلاح سياسي وإرهابي. ثانيًا، استغلال قضية فلسطين، في البداية كغطاء لمعارضة الشاه، ومن بعد في محاولات التدخل في شؤون الدول العربية، وفي هذا يقول رفسنجاني: «لقد استفدنا من هذه الوسيلة في طرح القضية الفلسطينية، التي كانت منسيةً، وضمنًا، لنتمكن عبر هذا الطريق من إيجاد علاقات مع الخارج وتقويتها». ويفسر في موضعٍ آخر إصرار الخميني على تبني القضية الفلسطينية فيقول: «هذا الإصرار يبين بوضوح بعد نظر الإمام.. ورغبته في أن تمتد المعركة (مع الشاه) إلى المنطقة، ومن ثم إلى العالم». وهو ما استمرت فيه إيران بعد إطاحة الشاه عبر فيلق القدس ويوم القدس ونحوهما من الشعارات.

والاستغلال الثالث هو استغلال شعارٍ برّاقٍ مثل «المقاومة والممانعة» لخديعة بعض النخب والشعوب العربية، وهو شعارٌ سيطرت به على لبنان وسوريا، وشقت الصفّ الفلسطيني عبر حماس وانقلابها في غزة.

قدّم بيان الخارجية السعودية ومقال وزيرها عادل الجبير في «نيويورك تايمز» حقيقة إيران للعالم، بالأحداث والأرقام والتواريخ والمعلومات، وهي بذلك تكون قد ردّت بشكلٍ قوي على محاولات إيران البائسة لربط السعودية بالإرهاب، وردّت كذلك على وسائل الإعلام الغربية التي تستهدف السعودية بشكلٍ ممنهجٍ ينمّ عن جهلٍ ذريع تتخبط فيه تلك الوسائل بطبيعة المنطقة وصراعاتها وتاريخها وأزماتها. تخلّت إيران بعد الحرب مع العراق عن رؤية الخميني لاستخدام الحرب المباشرة لتصدير ثورتها وبسط نفوذها، وتبنّى خامنئي طريقة بناء الميليشيات ودعم الجماعات الأصولية والتنظيمات الإرهابية، التي يتم تدريبها وتسليحها عبر الحرس الثوري الإيراني، من حزب الله اللبناني إلى حزب الله الحجاز، ومن حركة الحوثي إلى حركة حماس، ومن الحشد الشعبي إلى تنظيم القاعدة، وهي حركاتٌ وتنظيماتٌ إرهابية تتفق مع إيران في عدائها للسعودية والدول العربية. وضمن هذه الرؤية تأتي زراعة خلايا التجسس في الكويت والبحرين والسعودية، وتأتي مهاجمة الحج والحجاج وقتلهم وترويعهم في البلد الحرام وفي الشهر الحرام، والأمثلة كثيرةٌ ومتعددةٌ. أخيرًا، كم هي ضخمةٌ جناية إيران على أتباع المذهب الشيعي، ومحاولتها الدائمة لاختطافه واختطاف تمثيل أتباعه، مع رفض كثيرٍ من الشيعة لذلك وانتمائهم غير المشروط لأوطانهم ودولهم وانحيازهم لشعوبهم، لكنها تؤجج طائفيةً مقيتةً ستدخل أتباعها في محرقةٍ كبرى حين يتأجج الغضب السني ضدها.

 

مشروع عالمي غامض يسلم إيران مفاتيح المنطقة

 أسعد البصري/العرب/24 كانون الثاني/16

لا يوجد خطر على إيران من الانفتاح على الغرب، لا توجد ثقافة عند الغرب تشكل خطرا على الدولة. ثورتهم كانت ضد احتكار الشركات الأجنبية الكبرى للاقتصاد الإيراني، وأن الشاه حاول تغريب المجتمع، وأهمل طبقة كبيرة من الفقراء والقرويين. كان المهندس الأميركي يعمل بشركة بيل طهران بمرتب عشرة آلاف دولار شهريا، بينما راتب نظيره الإيراني الذي يقوم بالعمل ذاته مئة دولار فقط. الشعب اختار نظاما قريبا من طبيعة الأغلبية وثقافتها الأبوية الشرقية. لقد فشل مشروع الشاه بتغريب المجتمع الإيراني وتحويل طهران إلى باريس الشرق. بكل تأكيد هناك نخبة قد تتذمر وتسبب مشاكل في حال وجود انفتاح على الغرب، إلا أن ذلك لا يكفي لهز سياسة قوية كالسياسة الإيرانية. إيران ليست فقط منسجمة مع هويتها وتعي منجزات ثورتها وتضحياتها، بل تعرف أنها صاحبة مشروع وانتقلت إلى طور الشراكة مع الولايات المتحدة في أمور كثيرة أهمها الحرب على الإرهاب.

إيران دولة غير قلقة في منطقة قلقة كما في الربيع العربي، بل تكاد ترى تصدعات في تركيا ولا ترى شيئا كبيرا في إيران. ماذا سيجلب الانفتاح لإيران سوى الرفاه؟ المرأة الإيرانية متحررة ضمن هويتها، والرجل الإيراني لا يهاجر لسبب آخر سوى النقود، ومعظمهم يشعر بعد سنوات قليلة بالضجر ويعود إلى بلاده.

إن تغريب شعب متمدن كالشعب الإيراني غير ممكن لأن لإيران مصلحة في نظامها الحالي. يستطيع شعب إيران أن يثور في أي لحظة كما فعل ذلك عدة مرات، لكن من الواضح أن الأمور ليست بذلك السوء، ثم أن النظام يظهر الكثير من التواضع وهذا ما يحب أن يراه الشعب. شخصيات مثل خاتمي وروحاني وأحمدي نجاد هي شخصيات متواضعة.

لا يقلب النظام في إيران شيء كالغطرسة. شعب شيعي يحب التذمر من نظامه، إلا أنه مجرد كلام يشبه تذمر شيعة العراق من الذين ينتخبونهم باستمرار. السؤال هو هل يستوعب الإسلام الشيعي الانفتاح على الغرب؟ الجواب نعم. التكنولوجيا في إيران متطورة والدليل صناعة السيارات، والجامعات بمستوى رفيع رغم الحصار والعقوبات. الخبراء هناك يعلمون بأن الديمقراطية تهدد الاستقرار، لهذا جعلوا نظام ولاية الفقيه مع انتخاب الحكومات حلا وسطا. الشيء الآخر أن التجربة أثبتت بأن الشعب الإيراني يستقر في نظام أبوي كولاية الفقيه، أكثر من استقراره في نظام غربي متغطرس.

تجربة إيران تشبه الصين ولا تشبه الاتحاد السوفييتي. السؤال هو هل تستحق إيران نظاما ليبراليا غربيا يشبه النظام الكندي مثلا؟ لقد أجاب السيد علي خامنئي على هذا السؤال في حديثه عن رئيس الحكومة الأسبق محمد مصدق (ت 1967) الذي كان علمانيا ليبراليا يحب الأميركان، ولكنه وطني دافع عن ثروات الإيرانيين وأمّم النفط. النتيجة هي أن المخابرات الأميركية خططت لانقلاب واحتلال البلاد من السفارة الأميركية بطهران، وقد اشتركت القوات البريطانية والأميركية باحتلال البلاد وإعادة الشاه، وتم سجن مصدق ثلاث سنوات ليخرج ويموت تحت الإقامة الجبرية في بيته. لهذا وافق الخميني على اقتحام السفارة الأميركية بطهران، وأخذ الرهائن. وكان السبب الأكبر أن ضابطا في المخابرات الأميركية قد نشر كتابا عن تفاصيل الانقلاب على مصدق، وقال إنهم قد أداروه من مبنى السفارة، الأمر الذي أغضب الوطنيين الإيرانيين كثيرا.

أعتقد بأنه آن الأوان لنكون صادقين مع أنفسنا، ونكف عن التناقض في خطاباتنا المتعلقة بإيران، حتى نصبح مقنعين، ولا نخسر ثقة شبابنا الذين يلتحقون بالدولة الإسلامية أو بالزندقة ورفض الهوية كل يوم.

فهل “الروافض” أحفاد ابن العلقمي حلفاء الصليبيين واليهود كما يقول إمام الحرم المكي؟ أم أن إيران نظام إسلامي متطرف لا يمكن للولايات المتحدة الثقة به، وأن العرب بالمقابل حلفاء موضع ثقة وأكثر إخلاصا للولايات المتحدة، كما يقول الكتاب السعوديون الليبراليون؟ هذا التناقض في الخطاب سيدمرنا في النهاية.

السؤال المهم اليوم ليس خطر الانفتاح على الغرب الذي ستواجهه الجمهورية الإسلامية، بل ما هو سبب الثقة والتحالف مع إيران؟ لماذا تعتقد الولايات المتحدة وبريطانيا أن إيران أنسب طرف للتعامل مع خطر القاعدة والدولة الإسلامية والإرهاب عموما؟

تنظيم داعش منتشر بشبه الجزيرة الواقعة بين العراق وسوريا، وصحراء سيناء، وصحراء ليبيا، وبعض صحارى أفريقيا. ينتشر في مناطق القبائل كما لاحظنا التعاطف الذي يحصلون عليه من قبائل الأردن وفلسطين. داعش يعدهم بالفتوحات والغنائم، ويطالبهم بالبيعة وهو يهدد بالانتشار في الجزيرة العربية البيئة الأمثل بالنسبة إلى المتطرفين الوهابيين. فالقضية هنا بيئة وجغرافيا وثقافة معا. الحواضر والشعوب والمجتمعات غير القبلية في المنطقة متحالفة ليس ضد داعش فقط بل ضد البنية العربية القبلية، فهناك رأي يقول إن القضاء على داعش سيؤدي إلى ظهور منظمة أخطر منها، بسبب وجود بنية اجتماعية قبلية ذات عقيدة ومال في المنطقة العربية، ولا يمكن تفكيك هذه البنية دون مساعدة الصفويين أعداء العرب التاريخيين. إيران تقود هذا التحالف “الشعوبي” مع الأقليات المسيحية وغيرها. وأعتقد بأن انزلاق السيد سمير جعجع إلى حلف الأقليات مؤخرا وتأييده لمرشح حزب الله الجنرال ميشيل عون دليل على أن الشعوب كلها مصطفة اليوم ضد القبائل السنية العربية.

هذا لا يعني أنه لا يمكن الاستفادة من القبائل في المعركة ضد داعش، كما فعل السيد السيستاني بالحشد الشيعي، وكما فعلت الحكومة العراقية بالصحوات السنية “المرتزقة” لكنها معركة ضد التركيبة القبلية في النهاية لصالح التحالف الشعوبي من فرس ومسيحيين وحضر في المنطقة.

وقد لاحظنا تراجعا كبيرا لدور شيخ القبيلة الشيعي في السياسة العراقية بهذا العهد الساساني لصالح رجل الدين، مقارنة بسيطة بدورهم بالعهد الملكي تكشف بأن هناك تهميشا لبنية اجتماعية لصالح بنية أخرى، وكأننا في مرحلة انتقالية. إيران تحول قبائل العراق إلى تركيبة مشابهة للدروز مع الوقت، تركيبة طائفة وليس تركيبة قبائل عربية عادية. صراع النواة القبلية ضد النواة الشعوبية القديمة. تصفية حساب بين العرب والموالي تمتد إلى ما قبل الإسلام وفتح فارس والهلال الخصيب المسيحي. لقد سبق وسألت رجل دين إيراني لماذا تثقون بشيعة لبنان أكثر من العراق؟ فقال لأن شيعة لبنان شعب وليسوا قبائل.

داعش بالمقابل يجذب أجانب بالعقيدة الوهابية لكن نواتها وثقافتها قائمة على مجتمع قبلي، وعلى قيم القوة والبطش. العالم في معظمه ليس قبائل، وربما سيقف ضد القبائل. العالم مكون من شعوب، وقيمه وثقافته كلها ثقافة شعوب خاضعة للقانون.

الوهابية أساسا هي تحالف قبائل عربية مع دعوة سلفية. ليست مجرد فكرة فقط بل تركيبة اجتماعية، والحرب ستشمل الثقافة والتركيبة القبلية معا. يرى الفرس بأن العرب صنف خاص من البشر، مازال إلى اليوم يفخر بالنسب والقبيلة. فالقبائل الجرمانية التي هي أصل الألمان مثلا قد اختفت منذ قرون طويلة، كذلك قبائل الفايكنغ التي هي أصل الشعوب الأسكندنافية. العرب بنية مجتمع قديم جدا، وهذه البنية مندمجة مع الدين بفكرة التوحيد والفتح والجهاد والتكفير بطريقة لم يخترقها أحد في التاريخ سوى الفرس بالتشيع والتجارة والثقافة والذكاء.

وحدها إيران تستطيع أن تحول الشمري العربي الصحراوي، القادم من أسلاف صناديد يموتون على الرماح ضاحكين إلى إنسان رقيق يبكي على الحسين، ويستنجد بسيدة مثل زينب في الشدائد. إيران عندها خبرة قرون من ترويض القبائل العربية وهذا سر التحالف الأميركي معها. ربما سيعتمد العالم عليها لمكافحة الإرهاب، وقد يمنحها إدارة هذا الجزء من العالم بطريقة تضمن سيادة الشعوب وثقافتها على القبائل وثقافتها. القبائل العربية السنية في العراق مثلا لا تعرف التظلم، لا تكتب قصيدة تراحم إنساني ولا أغنية، لا تنشر دمعة، ولا ترسم لوحة. إنها تنتقم وتثأر وتبطش وتفخر وتنشر قيم القوة حتى لو كانت في آخر نفس. ثقافة غابات قديمة وصحراء موحشة، لا يعترفون بالقانون والمدنيات، بل يريدون إثارة الخوف عند الجميع. القوة المفرطة تجعلنا وحيدين منبوذين بلا ذرة تعاطف. نتصرف كقبيلة جاهلية تهجم على العصر الحديث بالسيوف.

عندما كانت عندنا الموصل نصرخ “قادمون يا بغداد”، وعندما راحت الموصل صرنا نصرخ “قادمون يا موصل” وانتقلنا من تحرير العراق من الأميركان، إلى تحرير العراق من إيران، إلى تحرير العراق من داعش؟ لا يوجد عقل، مجرد قبائل ضالة في الوديان تمكنت منها إيران بمكرها وسياستها.

خطورة اليمن من جهة أخرى، البلاد التي اختطفها الحوثيون كانت تمثل أهم تجربة إيرانية لقدرة الشعوب على احتواء القبائل العربية والتحكم بها. اليمن قبائل بالكامل وليس شعبا. تحاول إيران أن تحتويه بالثقافة فقط! تجربة خطيرة حقا والجيد أن السعودية قد انتبهت وقوضت ذلك المشروع في مهده.

هناك مشروع غامض في الأفق ليس متعلقا بإيران بل متعلق بمصيرنا كعرب. هناك حلف شعوب ضد القبائل لتجريدها من الثقافة والمال والسيادة والتخلص من خطرها. لا بد أن نواجه ذلك بكل ما نمتلك من وعي وسياسة وثقافة. نحن نتعرض لمشروع انقراض وأرحام وإبادة.

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.”

 

خيارات محدودة أمام المعارضة السورية

 الياس حرفوش/الحياة/24 كانون الثاني/16

خرجت ورقة الحل في سورية من أيدي النظام والمعارضة منذ زمن بعيد. وصارت المفاوضات تجري بين مختلف الأطراف الدولية من فوق رؤوس السوريين. لذلك تبدو الاتصالات الجارية لتسوية الخلاف حول تشكيل وفد المعارضة إلى المفاوضات المنتظرة في جنيف، وكأنها اتصالات روسية - أميركية - تركية - إيرانية، تتجاوز مطالب المعارضة وتلتقي مع أهداف النظام. وهو ما يستدعي السؤال عمّا يمكن أن تفعله المعارضة، ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات والمنسق العام رياض حجاب، في وجه أي تفاهم حول الصيغة التي تتفق عليها الأطراف الدولية لتشكيل وفد المعارضة. الحل الوحيد في يد المعارضة هو مقاطعة المفاوضات، وهو موقف بالغ الكلفة، فضلاً عن أنه يحتاج إلى دعم من الدول الإقليمية المتحالفة مع المعارضة، كي يثمر ضغطاً على النظام وشركائه.

واضح أن الموقف الروسي يتقارب مع النظام السوري إلى حد التماهي في رفض مشاركة «جيش الإسلام» في الوفد المفاوض، واستبعاد «الجيش السوري الحر»، الذي اختارت المعارضة العميد أسعد الزعبي كممثل له في رئاسة الوفد. ولا يبتعد الموقف الأميركي كثيراً عن ذلك. فاقتراح الوزير جون كيري باستبدال الزعبي ومحمد علوش بشخصيتين مدنيتين، لا يمكن إلا أن يلاقي التصفيق من جانب بشار الأسد، الذي يعتبر الجهتين («الجيش الحر» وسائر الفصائل المسلحة) جماعات إرهابية، ويصر على استبعادها من عملية التفاوض.

غير أن الموقف الأميركي، الذي يتقارب مع دمشق وطهران وموسكو (!) بالنسبة إلى تصنيف المعارضين «الإرهابيين»، يختلف مع تركيا، المفترض أنها حليفه الاستراتيجي، حيال مشاركة أكراد سورية في المفاوضات. واشنطن ترى ضرورة مشاركة حزب «الاتحاد الديموقراطي»، ممثلاً بصالح مسلم، لأنه يقاتل «داعش» في نظرها. أما أنقرة فتضع فيتو كبيرة على هذه المشاركة، وتعتبر هذا الحزب فصيلاً تابعاً لـ «حزب العمال الكردستاني» الذي تضعه في رأس قائمة الإرهابيين. ويبدو أن محادثات جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، في تركيا لم تفلح في حل هذا الخلاف.

النظام السوري هو الأكثر ارتياحاً حيال هذه المواقف الدولية. لقد بات الالتقاء ضد الإرهاب هو العنوان الرئيسي لهذه المواقف التي يستفيد منها النظام ليمدد إقامته. فمنذ سحبت الولايات المتحدة يدها من العملية السورية، وتركت الساحة مفتوحة لروسيا وإيران، تتصرفان فيها كما تشاءان وبما يخدم مصالحهما، صار في إمكان النظام السوري أن يحدد هوية «الإرهابيين» على هواه. قادة الألوية العسكرية التابعة للنظام، والذين يعطون الأوامر بالقتل والتجويع والتهجير، فيما يرقى إلى حرب إبادة جماعية ضد المعارضين، هؤلاء مستبعدون من التصنيف الإرهابي، الذي بات يقتصر على مسلحي المعارضة، على اختلاف فصائلهم. ومع أن عدداً من هذه الفصائل، وفي مقدمها «داعش» و»جبهة النصرة»، تستحق هذه الصفة الإرهابية وأكثر، فان الخلاف بين جرائمها وجرائم قادة عسكر النظام السوري هو خلاف في نوعية الجرائم فقط، وليس في حجمها أو في فظاعاتها. فإلقاء القنابل المتفجرة على الناس من الجو، وفرض حصار الجوع على الهياكل العظمية في مضايا وغيرها، لا يقل بشاعة وإرهاباً عن قطع الرقاب وإلقاء الضحايا من أسطح البيوت. خلاف في أنواع الجرائم لا يستحق اهتمام الرئيس باراك أوباما، الذي قرر أن يحول نظره عن جرائم النظام، ويدفع بالمعارضة إلى حائط مسدود.

لم يكن رياض حجاب مخطئاً عندما اعتبر أن التاريخ لن يغفر لباراك أوباما دوره في إطالة المأساة السورية. كلام تردد كثيراً من دون أن يغير شيئاً في قرار هذه الإدارة الأميركية. والآن يأتي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ليهدد بـ «حل عسكري» في سورية، إذا لم يكن الحل السياسي ممكناً. والحل العسكري الذي يقترحه بايدن هو ضد تنظيم «داعش» لطرده من الأراضي التي يسيطر عليها في سورية. مع أنه كان يجب تهديد النظام السوري بهذا الحل، عندما تأكد العالم أنه سائر في مجزرته ضد شعبه حتى النهاية. لو حصل ذلك، لكانت الولايات المتحدة وفرت على نفسها وعلى المنطقة، وبالدرجة الأولى على الشعب السوري، استمرار هذه المأساة. وكانت وفرت كذلك الحاجة إلى البحث عن حل عسكري لوجود «داعش». لأن حل الأزمة السورية في وقت مبكر، وقيام حكم بديل في دمشق يحفظ وحدة الأراضي السورية، في الشهور الأولى لاندلاع الأزمة، كان سيريح سورية والمنطقة من نشوء هذا التنظيم الإرهابي.

 

مخدرات إيران تدمر شبابها.. وحرسها الثوري يوظفها سلاحًا ضد دول الجوار

العراق تحول من بلد ترانزيت إلى مستخدم لها.. وحزب الله حول بفتاوى من طهران لبنان مركزًا لترويجها

الشرق الأوسط/24 كانون الثاني/16/لندن: عادل السالمي بغداد: مناف العبيدي أربيل: دلشاد عبد الله

قبل أيام أعلن رئيس مركز مكافحة المخدرات في الشرطة الإيرانية، الجنرال علي مؤيدي، عن اعتقال 260 ألف شخص في قضايا تتعلق بالمخدرات، 180 ألفا منهم متاجرا و80 ألف مدمنا، وضبط 420 طنا من أنواع المخدرات وتفكيك ما لا يقل عن ألفي عصابة تهريب مخدرات في غضون تسعة أشهر الماضية.

رغم ذلك تبقى إيران أكبر معبر (ترانزيت) للمخدرات في العالم فضلا عن کونها من أكثر البلدان استهلاكا لها. وبحسب مصادر مطلعة فإن موقوفين بتهمة الاتجار بالمخدرات في سجن «كارون» الواقع في الأحواز، ذكروا أنهم كانوا «ضحية» أجهزة مخابرات إيرانية في عملية تهريب المخدرات من أفغانستان إلى العراق. وتشير المعلومات أن العصابات المرتبطة بشخصيات وجهات متنفذة هي التي تملك قوة التحرك والنشاط في تهريب السلع والمخدرات من دون ملاحقة أمنية التي غالبا ما تشمل صغار المتاجرين.

بل إن هناك أدلة على أن الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له الذي يتزعمه قاسم سليماني يتولى الإشراف على عمليات تهريب المخدرات إلى العراق، بما فيه إقليم كردستان، ومن العراق إلى دول الخليج، فيما تؤكد مصادر لبنانية أن حزب الله استحصل فتاوى شرعية من إيران لترويج المخدرات. «الشرق الأوسط» تلتقط في هذا التحقيق كيف يستخدم النظام الإيراني المخدرات التي تفتك بالمجتمع الإيراني سلاحا لزعزعة خصومه.

تؤكد المعلومات المتوفرة أن تهريب المخدرات «المنظم» إلى داخل العراق بدأ مع التدخل الإيراني عبر الميليشيات وعصابات المخدرات والجريمة المنظمة برعاية جهاز المخابرات الدولي الإيراني ومخابرات الحرس الثوري وفيلق القدس.

وكشف المساعد الدولي في مركز مكافحة المخدرات، أسد الله هادي نجاد، أن أكثر من 35 في المائة من المخدرات المنتجة في أفغانستان، تمر من إيران باتجاه الدول الأخرى. وبحسب المسؤول الإيراني الرفيع تعد إيران الطريق المثالي لعصابات الاتجار بالمخدرات كما تشهد إيران استثمارا واسعا من قبل العصابات المهربة للمخدرات في إنتاج المخدرات الصناعية وتهريبها وتوزيعها في المناطق الأخرى. ويقدر إنتاج المخدرات في أفغانستان بستة آلاف و400 طن سنويا بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وکشف رئيس مرکز مکافحة المخدرات التابع للشرطة الإيرانية عن شبكة تهريب مخدرات دولية وتشير المعلومات التي وردت على لسان الجنرال علي مؤيدي إلى أن العصابة الدولية نشطت في محافظات بلوشستان وقم وسمنان وطهران بأساليب «معقدة» قبل تفكيكها على يد شرطة مكافحة المخدرات واعتقال عشرة من أعضاء العصابة وضبط ثلاثة أطنان.

وتقدر السيولة المالية لتجارة المخدرات في إيران بأكثر من عشرة آلاف مليار تومان إيراني بحسب وزير الداخلية الإيراني، رحمان فضلي، الذي أكد أن تلك الأموال تلعب دورا أساسيا في السياسة الداخلية الإيرانية عبر تمويلها الحملات الانتخابية. وقبل ذلك، كان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قد لمح إلى تورط الحرس الثوري في السيطرة على السوق السوداء وتهريب السلع والمخدرات عندما وصفهم في إحدى خطبه بـ«إخوتنا المهربين».

وبحسب تحقیق صحافي نشره «رادیو زمانه» الإيراني فی مارس (آذار) 2015 فإن مواقف متعددة من المسؤولين الإيرانيين أظهرت في السنوات الأخيرة دور السلطة الإيرانية ودوائر حكومية في التهريب الدولي للمخدرات. ووفقا للتحقيق فإن الدبلوماسي الإيراني السابق في اليابان، أبو الفضل إسلامي، ذكر أن دور الحرس الثوري في تهريب المخدرات بدأ منذ ثمانينات القرن الماضي عقب تراجع أسعار النفط وأشار التحقيق إلى تصريح وزير العدل الإيراني، مصطفى بور محمدي في يناير (كانون الثاني) 2013 مع صحيفة «تجارت فردا» الذي كشف النقاب عن دور بعض الأجهزة الإيرانية في التهريب الدولي للمخدرات قائلا: «من المؤكد أن المخدرات بأي صورة خيانة بالبشرية ولا منافع فيما تقوم به بعض المؤسسات. ومن يفعل ويفكر بذلك يضر البلد ولا مصلحة لنا فيه».

وأشار التحقيق إلى مسؤولين إيرانيين دعوا إلى تأمين «معبر آمن» لعصابات تهريب المخدرات من الحدود الأفغانية إلى الحدود الغربية في إيران ردا على قطع المساعدات الأجنبية لإيران لمكافحة المخدرات وكان المدعي العام الإيراني السابق، دري نجف آبادي من بين الذين دعوا إلى ذلك في 2004 كما صدرت مواقف مشابهة من أعضاء سابقين في لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه وأحمد بيش بين. وبدوره كان عضو المكتب الإعلامي في حكومة أحمدي نجاد قد أثار جدلا واسعا عندما اقترح أن تقوم إيران بفتح طريق لعبور المخدرات ضد الدول الغربية التي طالبت بتحسين أوضاع حقوق الإنسان ووقف الإعدامات في إيران.

يشار إلى أن الحرس الثوري يتكفل منذ سنوات بتأمين الحدود الشرقية مع باكستان وأفغانستان وهو ما يثير الشكوك حول علاقته بعصابات تهريب المخدرات ومسارات مرورها إلى الدول الأخرى وبحسب التحقيق المشار إليه، فإن صحيفة «التايمز» في 2011 أفادت نقلا عن العضو السابق في مخابرات الحرس الثوري، سجاد حق بناه، أن الحرس الثوري متورط بتهريب المخدرات وتوزيعها في منطقة الشرق الأوسط فيما وضعت وزارة الخزانة الأميركية في مارس 2012، القيادي في فيلق قدس الإيراني، غلام رضا باغباني على لائحة العقوبات الإيرانية.

وكان الكونغرس الأميركي قد كشف في تقرير له صدر في 2012، عن علاقة إيران وحزب الله بعصابات تهريب المخدرات في المكسيك وفقا لاعترافات أدلى بها منصور عرب سيار الذي خطط لاغتيال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير عندما كان سفيرا لبلاده في واشنطن.

راجت في العراق لرخص ثمنها وتراخي الرقابة

يؤكد محافظ ديالى السابق عمر الحميري إن أكثر من 90 في المائة من المخدرات والحشيشة التي تدخل إلى العراق مصدرها إيران عبر الحدود الشاسعة الممتدة مع العراق وخصوصا مع محافظة ديالى وأن تدفق تلك المواد السامة يمثل مؤامرة يراد منها خلق آفة تهدد المنظومة الاجتماعية وتزيد من أعباء المشهد الأمني في العراق والمحافظة.

وقال الحميري لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الموضوع الخطير كان قد أثار اهتمام إدارة محافظة ديالى سابقًا والأجهزة الأمنية فيها، وتم إلقاء القبض على عدد من العصابات التي تقوم بإدخال كميات هائلة من المواد المخدرة كالحبوب والحشيشة وغيرها ونقلها إلى جميع المحافظات العراقية، والغريب في الأمر أن تلك العصابات المنظمة ازداد نشاطها بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة مما تسبب في انتشار ظاهرة الإدمان بين الشباب وأكدت دراسة قامت بها إحدى الفرق الصحية والرقابية أن المخدرات انتشرت بين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة في المحافظة وباقي محافظات العراق».

وأضاف الحميري «يقينًا أن هناك غطاء سياسيا لتلك العصابات التي تقوم بنقل المواد المخدرة والحشيشة بهذه الكميات الهائلة إلى العراق، وأن ما يحدث يمثل مؤامرة يراد منها خلق آفة تهدد المنظومة الاجتماعية وتزيد من أعباء المشهد الأمني باعتبار أن الإدمان وسيلة لخلق المجرمين للإضرار بالصالح العام في اتجاهات مختلفة، بينما في المقابل نشهد سكوتا من قبل الجهاز الأمني المعني (مديرية مكافحة الجرائم) عن هذا الأمر بل تبدو هذه المديرية بعيدة كل البعد عما يجري من بيع وشراء وترويج لتلك المخدرات داخل المحافظة التي يجري بيعها بشكل علني وأمام أنظار الناس».

يذكر أن تجارة المخدرات راجت في العراق بعد أحداث 2003. جراء التراخي الأمني الذي ساد في تلك الفترة. وأشارت تقارير دولية صدرت عن مكتب مكافحة المخدرات في الأمم المتحدة إلى أن العراق تحول إلى محطة ترانزيت لتهريب المخدرات من إيران وأفغانستان نحو دول الخليج العربي، محذرة في الوقت نفسه من احتمال تحوله إلى بلد مستهلك.

من جهته، قال الناشط المدني العراقي عدي الزيدي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «مما لا شك فيه أن الجميع يعلم أن المخدرات هي آفة أسوأ من الحروب وكان العراق من أنظف الدول ليس على المستوى الإقليمي بل حتى على المستوى العالمي حتى عام 2003 عندما غزت أميركا العراق وقامت بحل جميع الأجهزة الأمنية ومنها جهاز مكافحة المخدرات ليصبح العراق بعد ذلك سوقا رائجة للمخدرات الإيرانية ولدينا في الجنوب والناصرية خصوصا يباع أكثر من 400 كيلو من الحشيشة والمخدرات الأخرى أسبوعيًا بين الحين والآخر تلقي السلطات الأمنية القبض على عصابة تتاجر بالمخدرات لكن لتنشط أخرى». ويضيف «بينما كانت حالات التعاطي في العراق لا تتعدى مائتي حالة قبل الاحتلال وكان المدمنون يتلقون العلاج في معاهد خاصة للعلاج، هناك الآن عشرات الآلاف ممن يتعاطون المخدرات من دون أي مكافحة أو عزل أو علاج». ويوضح أن المخدرات «تأتي الآن على شكل معسل الذي يستعمل للنرجيلة ويكون سعره أقل بكثير من سعره في الدول الأخرى والهدف هو نشر هذا الطاعون بين الشباب وتدمير المجتمع العراقي خصوصا عناصره الشابة».

وأضاف الزيدي «أن القانون العراقي كان يعاقب كل من يساهم بنقل المخدرات أو يستخدمها بالإعدام، لكن بعد التغيير عام 2003، أصبحت المخدرات مصدرا مهما لتمويل الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة وتبييض الأموال».

ويقول رواد أحد المقاهي الشعبية في منطقة العشار وسط مدينة البصرة في جنوب العراق إن سعر سيجارة الحشيشة الإيرانية رخيص جدًا قياسًا بباقي البلدان حيث لا يتعدى سعرها الدولار ونصف دولار، مشيرا إلى أن إقبال الشباب عليها أخذ يزداد بشكل خطير، حيث يمكن لآلاف العاطلين عن العمل من الشباب وصغار السن تناولها بسبب رخص ثمنها ويتهافت هؤلاء الشباب على تدخين الحشيشة هربا من ظروفهم الاجتماعية السيئة كفقدان المعيل أو البطالة.

بدوره أكد صاحب مقهى آخر أن «انخفاض أسعار الحشيشة جلب لنا زبائن أكثر رغم أننا لا نقدمها لهم في مقهانا، لكننا نرى غالبية الشباب يضعون على الشيشة التي يطلبونها من المقهى الحشيشة، وهناك حشيشة النرجيلة، والأفيون الإيراني والأفغاني».

طهران تستخدمها لتخريب أوضاع إقليم كردستان

وفي كردستان تعددت أشكال الخطر الإيراني على الإقليم الذي يمتلك حدودا طويلة مع إيران. فبالإضافة إلى التدخلات السياسية والأمنية لنظام طهران وأجهزته في الإقليم ومحاولاته لقطع المياه على مناطق الإقليم المختلفة، يعمل النظام الإيراني من خلال خطة موسعة يشرف عليها قادة الحرس الثوري وفيلق القدس والاطلاعات الإيرانية (المخابرات والاستخبارات) منذ سنوات على ضخ كميات كبيرة من المواد المخدرة إلى الإقليم ونشرها بين الشباب بطرق مختلفة.

وكشف خالد وَنَوشة، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني - إيران، لـ«الشرق الأوسط»: «يكثف النظام الإيراني محاولاته من أجل ضخ هذه السموم بشكل سري إلى داخل إقليم كردستان، وتشترك كافة مؤسسات النظام الإيراني في إنجاز هذا المخطط للنيل من الإقليم وشعب كردستان، ويشرف على تنفيذه بشكل رسمي قيادة الاطلاعات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني عن طريق شبكات التجسس التابعة للاطلاعات، ونما انتشار هذه الآفة بشكل ملحوظ بين الشباب لأن النظام الإيراني يعمل بشكل متواصل من أجل نشر أكبر كمية من هذه المواد بين الشباب الكرد، وضرب المجتمع الكردي وتحطيم الإنسان الكردي وتدمير إقليم كردستان وهذا ما تسعى إليه طهران».

وكشف وَنَوشة أن «قنصليتي إيران في أربيل والسليمانية بإقليم كردستان منشغلتان بتخريب الأوضاع في الإقليم، من خلال التجسس بالإضافة إلى أن قسما من المواد المخدرة تدخل الإقليم عن طريق موظفي هاتين القنصليتين، فهما أصبحتا مركزين لاستخدام هذا السلاح ضد إقليم كردستان، كذلك تعملان باستمرار عن طريق التواصل مع الأشخاص التابعين لإيران على الإشراف على هذه العملية».

من جهته، يوضح حسين يزدان بنا، قائد الجناح العسكري لحزب الحرية الكردستاني الإيراني، لـ«الشرق الأوسط»: «لا يشرف أشخاص عاديون على تجارة المواد المخدرة في إيران، لأن الحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية التابعة لنظام طهران هي التي تمارس هذه التجارة وتشرف عليها، سواء داخل إيران أو عملية تصديرها إلى الدول المجاورة، وتجارتها وتصديرها محصوران بيد الحرس الثوري والاطلاعات وفيلق القدس الذي يقوده قاسم سليماني، ويشرف كل معسكر من معسكرات هذه القوات على دولة معينة في المنطقة، مثلا معسكر رمضان يختص بشؤون العراق، ومعسكر حمزة خاص بتركيا وأذربيجان، أما دول الخليج العربي فخصص النظام لها مجموعة من المعسكرات، وكل معسكر من هذه المعسكرات مسؤول عن إدارة ومراقبة وتصدير هذه المواد المخدرة إلى هذه الدول، والهدف من تصدير هذه المواد ليس تجاريا بل هي وسيلة سياسية يستخدمها النظام في طهران لإنشاء أزمات في المجتمع الكردي، والمجتمعات الأخرى المستهدفة والمجاورة لإيران»، مشيرا إلى أن هذه العمليات «تنفذها إيران بشكل سري جدا بحيث لا يمكن معرفة الإحصائيات الخاصة بالكميات المصدرة من هذه المواد، وتجري هذه العمليات على طول الشريط الحدودي في غرب وجنوب إيران مع العراق، والمؤسسات الأمنية في الإقليم تلقي أسبوعيا القبض على الكثير من الأشخاص الذين ينقلون هذه المواد إلى الإقليم».

في لبنان.. حزب الله دخل على الخط بقوة بعد عام 2000

بعد إنهاء حزب الله اللبناني عملياته العسكرية في منطقة القصير السورية وبعض مناطق القلمون القريبة من هذه المنطقة عام 2013، أعلن عن اكتشاف الكثير من الأماكن التي كانت «الجماعات المتطرفة» تستخدمها لإنتاج «حبوب الكبتاغون» وتصنيعها، ومن ثم تصديرها إلى السوقين اللبنانية والسورية لتمويل نفقاتها العسكرية والأمنية أو استخدامها بين أفرادها الذين تدفع بهم إلى المعارك، خاصة العمليات الانتحارية، حسب توصيف وسائل الإعلام التابعة لهذا الحزب.

لكن مصادر لبنانية واسعة الاطلاع تشكك بهذه الرواية لأنه كان يفترض بها – إذا صحت – أن تؤدي إلى تراجع حجم وكمية المواد المشابهة المنتشرة في الأسواق اللبنانية أولا، وأن تتراجع عمليات التهريب عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية اللبنانية باتجاه دول العالم خاصة دول الخليج ثانيا. إلا أن عمليات التهريب بعد هذا التاريخ، وبجهد بسيط وفي تتبع فقط لما أعلنته الأجهزة الأمنية اللبنانية وسلطات الأمن العام في المنافذ الرسمية، لم تتراجع، بل ارتفع منسوبها وكذلك حجم وكمية المواد التي حاول تجار المخدرات تهريبها من لبنان إلى مختلف الاتجاهات.

والحقيقة التي تتكشف من جراء متابعة العمليات التي قامت بها الأجهزة الأمنية، تظهر وجود مصانع كبيرة وضخمة تعمل في مناطق مختلفة على الأراضي اللبنانية وتتمتع بحماية أمنية من أطراف نافذة في لبنان، تقوم على تصنيع كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون وتسهل عملية تهريبها عبر المنافذ الرسمية برعاية من قوى الأمر الواقع التي تملك نفوذا في هذه المنافذ وتتحكم بها.

وقبل عام 2000 لم يدخل حزب الله في دائرة المستفيدين من عمليات زراعة وتصنيع المخدرات، على الرغم من انتشاره الكبير وتأييده الواسع بين الجماعات والعشائر التي تقوم على زراعة الممنوعات، خاصة في منطقة البقاع وبعلبك الهرمل. لكنه في المقابل لم يقم بأي خطوة للحد من هذه الظاهرة أو المساهمة في محاربتها ومحاربة زراعتها، على الرغم من أنها تتعارض مع التعاليم والأحكام الشرعية والدينية والفقهية التي كان يدعو ويحض الناس على تطبيقها، مفضلا عدم الدخول في مواجهة مع الجماعات التي تقوم بزراعتها حتى لا يخسر تأييد العشائر التي ينتمون لها.

لكنه وبعد عام 2000. أي بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، ظهرت لديه الحاجة للحصول على معلومات استخباراتية من الجانب الإسرائيلي، فلجأ إلى الاستحصال على فتاوى شرعية من مرجعيته الدينية في إيران، بجواز استخدام المخدرات وتوريدها إلى شبكات تهريب إسرائيلية مؤلفة من ضباط وجنود إسرائيليين مقابل الحصول على معلومات عسكرية وأمنية يستخدمها في إطار التخطيط للعمليات التي يقوم بها ضد الإسرائيليين.

وهذا الأسلوب سبق أن اعتمده حزب الله في التعامل مع قوات جيش أنطوان لحد التابع لإسرائيل قبل عام 2000، حيث كان ينسق بعض العلميات للاستيلاء على المواقع العسكرية من دون قتال ليستخدمها في الترويج الإعلامي والعسكري لقدراته في مواجهة الأعداء والخصوم.

هذه المخدرات كان مصدرها إيران، خاصة عبر أجهزة الحرس الثوري، التي كانت تصادرها قوات الأمن الإيرانية من شبكات التهريب التي كانت تخرج من أفغانستان عبر الأراضي الإيرانية باتجاه أوروبا.

وخلال الحرب الإسرائيلية عام 2006. جرى حديث جدي عن أن الأموال التي رصدتها إيران لمساعدة حزب الله في إعادة الإعمار والتي وصلت إلى حدود 4 مليارات دولار، أنها أموال جاءت من كولومبيا، أي أن إيران استغلت علاقتها بكارتيلات المخدرات في أميركا اللاتينية وقامت بتبييض أموالهم ونقلها إلى لبنان «المال النظيف» لمساعدة حزب الله، ما يقلل عليها الفاتورة المالية.

وتقول مصادر في شعبة مكافحة المخدرات وتبييض الأموال والإرهاب في الجمارك اللبنانية بأنه في عام 2007 ضبطت هذه الشعبة كميات من «بودرة» جاهزة للتحويل إلى حبوب الكبتاغون على معبر العبودية على الحدود الشمالية بين لبنان وسوريا، وصادرت 103 كيلوغرامات منها. وكانت هذه الحادثة أول المؤشرات على بداية ظهور هذا النوع الجديد في لبنان حسب هذه المصادر.

وتضيف، أن السنوات العشر الأخيرة، نشطت صناعة الكبتاغون داخل سوريا في ظل حكم بشار الأسد، وعمدت عصابات التهريب إلى استخدام الأراضي اللبنانية كمحطة «ترانزيت» باتجاه دول الخليج والأسواق الأوروبية، في حين كان لبنان مشهورا بالاتجار بمادة الكوكايين التي كانت تنتج من زراعة الأفيون أو نبتة الخشخاش في سهول البقاع والهرمل.

وتقول شعبة مكافحة المخدرات بأن عمليات التهريب من سوريا بعد الأزمة في هذا البلد نشطت بشكل كبير، خاصة في ظل عدم قدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية على ضبط الحدود بسبب عدم قدرتها على القيام بواجباتها بسبب انتشار قوى الأمر الواقع في إشارة إلى سيطرة حزب الله على المنطقة وتحويلها إلى منطقة عسكرية لعناصر ميليشياته.

الوضع الأمني والعسكري المستجد في سوريا، حول لبنان من بلد «معبر» إلى بلد «مصنع» وأصبحت معامل التصنيع تنتج حبوب الكبتاغون داخل الأراضي اللبنانية داخل مناطق أمنية لا يمكن للدولة أن تدخلها أو تراقبها. لكنها اكتفت بعمليات ضبط الكثير من عمليات التهريب ومصادرة المواد الأولية المستخدمة في التصنيع في المنافذ الرسمية.

وتصنيع الكبتاغون لا يحتاج إلى معدات ضخمة، فالآلة المستخدمة في تصنيعه هي عبارة عن ماكينة تصنيع «شوكولا» بعد إدخال تعديلات عليها لإنتاج حبوب صغيرة. وعند تشغيل ماكينة تصنيع الحبوب فإنها تكون قادرة على إنتاج نحو 700 حبة في الدقيقة، أو ما يقارب مائة ألف حبة في اليوم.

ويكاد يكون من شبه المؤكد أن حزب الله أو المحسوبين عليه أو المقربين منه بعد عام 2006 تولوا مهمة تصنيع حبوب الكبتاغون، إذ تفيد تقارير صحافية مدعومة بمصادر معلومات أمنية أن هذا الحزب عمد إلى استيراد الآلات الخاصة في صناعة هذه الحبوب من إيران في إطار المساعدات العينية التي قدمتها إيران ومؤسسة حرس الثورة للحزب ولبنان تحت غطاء دعم الشعب اللبناني بعد حرب يوليو (تموز) 2006.

ويعتبر هاشم الموسوي، شقيق النائب عن حزب الله في البقاع حسين الموسوي (أبو هشام) أحد أبرز وأخطر مصنعي حبوب الكبتاغون وأكبر المهربين. إذ عمد إلى إنشاء مصنعين لإنتاج هذه الحبوب واحد في منطقة بعلبك داخل مبنى أسسه ليكون حوزة علمية دينية وآخر في منطقة «التيرو» في صحراء الشويفات جنوب العاصمة بيروت تحت عنوان «مصنع نايلون» وكل مصنع وصلت قدرته الإنتاجية إلى مائة ألف حبة يوميا.

وكان حزب الله يرسل ما ينتجه من هذه الحبوب عبر شبكات تهريب سورية – لبنانية، إلى الساحل السوري وتركيا التي تعتبر طريق أول نحو أوروبا، كما أنه يقوم بنقلها إلى دمشق ودرعا لتصل السعودية عبر الطريق البري من الأردن، بالإضافة إلى طرقات التهريب عبر البادية السورية إلى العراق، والتي كانت سهلة بفضل شبكات المخابرات السورية والعراقية المتعاونة مع الحزب.

وتفيد تقارير تابعت هذه الصناعة أن تصنيع هذه الحبوب انتقل على عدة مراحل إلى الداخل السوري، وتركز في عدة مناطق منها حمص وجرود القلمون القريبتان من مصدر المواد الأولية في البقاع اللبناني، حيث كان يشرف عليه عدد من الصيادلة السوريين، ومنهم صيدلانية من مدينة حمص ألقي القبض عليها قبل عدة سنوات، كما تم إلقاء القبض على رئيس شبكة التهريب والتصنيع هذه، المدعو أبو عباس، وهو من بلدة سورية على الحدود اللبنانية السورية.

وأبو عباس هذا هو المسؤول عن فتح معامل تصنيع الكبتاغون في سوريا منذ بداية 2006، كما أنه المسؤول عن تهريب الحبوب إلى السعودية، الأمر الذي دفع السعودية لمطالبة السلطات السورية أواخر 2010 بالقبض عليه وتسليمه لها، وبالفعل تم القبض على أبو عباس حينها، غير أن نظام الأسد أفرج عنه مع بداية الثورة السورية، ليتضاعف نشاطه عما كان عليه.

وكان عام 2013 محطة مفصلية في علاقة حزب الله بمصانع الكبتاغون في منطقة البقاع شرق لبنان، عندما قامت دورية من القوى الأمنية بمداهمة حوزة الإمام الحسين للعلوم الدينية التي أسسها هاشم الموسوي، وعهد بإدارة الحوزة إلى الشيخ عباس ناصر. عندها لم يسمح لعناصر القوة الأمنية من دخول الحوزة إلا بعد أن قام الشيخ عباس بنقل صناديق قال للطلاب الذين قاموا بحملها بأنها تحتوي على مجموعة من الكتب إلى منزل يقع خلف الحوزة. فلم تجد القوة المداهمة ما كانت تبحث عنه.

لم يطل الأمر حتى أقفلت الحوزة بالشمع الأحمر، بعد أن تم مداهمتها بغتة ومن دون سابق إنذار وعثر في داخلها على كميات من حبوب الكبتاغون، ما أكد أن هذه الحوزة كانت تستخدم من قبل هاشم الموسوي كغطاء ديني لتصنيع وترويج حبوب الكبتاغون. ويتم تصديرها إلى الخارج خاصة إلى العراق وأفريقيا وأميركا اللاتينية والدول الخليجية خاصة المملكة العربية السعودية، والتي كانت تعتبر حسب هذه الشبكة أكثر الأسواق استهدافا.

بعد التحقيقات الأولية مع الموقوفين، أحيلت القضية على القضاء اللبناني، فبدأ حزب الله تحركا سريعا لإبقاء القضية بعيدا عن الرأي العام والإعلام، وبذل جهودا حثيثة من أجل تمييعها ودفنها في مهدها. فعين الحزب محاميا للموقوفين منع إجراء أي تحقيق قضائي معهم عبر استمراره بتقديم الدفوع الشكلية بحجة مراجعة الملف على مدى أكثر من سنة. في إطار مخطط واضح يهدف إلى إماتة القضية في الإعلام من أجل الضغط على القضاء لاحقا لإطلاق سراح المتهمين. بعد سنة ونصف على اكتشاف القضية وإلقاء القبض على بعض المتورطين أصبح المتهمون خارج السجن حيث أطلق سراحهم بكفالة مالية قدرها مليونا ليرة لبنانية. وهذا ما أثار استغرابا واسعا في المجتمع اللبناني، ثم جرى تهريب هاشم إلى العراق وفق ما أفادت عدة مصادر لبنانية.

 

مـيـشال سـماحـة: نـاقــل الـمـتـفـجــرات لـيــس بـمـجــرم!

الأفكار/بقلم علي الحسيني

في وقت كانت فيه البلاد منشغلة بملف الفراغ الرئاسي ومحاولة اخراجه من غرفة الانعاش السياسي، أعلنت المحكمة العسكرية تخلية سبيل الوزير السابق ميشال سماحة الذي اعترف بجرم نقله متفجرات الى لبنان بهدف زعزعة الامن وخلق فتنة مذهبية، الامر الذي اثار استياء وحفيظة قسم كبير من اللبنانيين، خصوصاً وان هؤلاء كانوا يتطلعون الى ان ينال سماحة حكما يترواح بين السجن المؤبد والاعدام. بسرعة فائقة وبلمح البصر تم انجاز معاملات الوزير السابق ميشال سماحة استعداداً للخروج من سجنه بعد ان أمضى فيه ثلاث سنوات وخمسة أشهر، ولم تكن قد مضت سوى بضع ساعات على تهيئة الاوراق المطلوبة لدى القضاء العسكري حتى وصل فريق سماحة القانوني وعائلته الى سجن الريحانية واقلوه الى منزله في الاشرفية حيث كانت وسائل اعلام لبنانية واجنبية بانتظاره، لكنه لم يدخل منزله من الباب الرئيسي بل من جهة باب المرآب الذي سبق ان سلم بداخله المتفجرات للمدعو ميلاد الكفوري، وذلك هربا من عدسات الكاميرات التي كانت تنتظر لحظة وصوله الى منزله. لكن بعد عدة دقائق سمحت عائلة سماحة بدخول الصحافيين الى المنزل والتقاط صور له حيث حاول حينئذٍ اظهار ابتسامته اكثر من مرة بطلب من ابنته التي كانت تحاول اعطاءه ملاحظات حول الطريقة التي يجب ان يتصرف بها امام الاعلام، الا انه خرج عن هذه التعيلمات في اللحظة التي اقترب منه مراسل تلفزيون <ام تي في> حيث قال له <لن اتحدث اليك لان محطتك لن تتغير>. وبعد دقائق من الصمت عاد ليقول: <سوف اعاود عملي السياسي بشكل طبيعي والافراج عني هو حقي الطبيعي>. يُذكر ان القرار الصادر عن المحكمة العسكرية قد الزمه بعدم التصريح امام وسائل الاعلام اوعلى وسائل التواصل الاجتماعي لمدة سنة كاملة ابتداء من لحظة خروجه.

اي عمل سيتابعه سماحة؟

السيد- العلاقة-مع-سماحة-انتهت

عندما قال إنه سيتابع عمله السياسي بشكل طبيعي وإن اخلاء سبيله حق قانوني، تساءل البعض عن نوعية العمل الذي سوف يستكمله، هل هو سياسي محض ام انه سيتابع عمله بنقل المتفجرات مجدداً؟ خصوصاً وانه كان ضُبط بالصوت والصورة وهو يوزع مهام الاغتيال والتفجير على اكثر من منطقة بهدف ايقاع فتنة مذهبية من خلال استهداف رجال دين وسياسيين ينتمون الى جهة سياسية واحدة ومذهب ديني محدد، وهو المعروف عنه بأنه كان الرجل الثاني ضمن هرمية ما عُرف بمخطط سماحة – مملوك نسبة الى اللواء في الجيش السوري علي المملوك الذي سلمه المتفجرات وطلب منه نقلها الى لبنان لتنفيذ مخططهم، وقد أقر خلال التحقيقات معه لدى شعبة المعلومات بكل ما نُسب اليه من اتهامات كان يمكن ان تصل عقوبتها الى حد الاعدام او السجن عشرة اعوام على اقل تقدير.

شبقلو: الحكم جاء مخففاً ومتساهلاً

خلاف وقع بين الافرقاء اللبنانيين في تفسير القرار الصادر عن المحكمة العسكرية في قضية سماحة والذي افضى الى اخلاء سبيله بعد مدة ثلاث سنوات وستة اشهر، ففي حين اعتبر البعض ان القرار جائر وغير منطقي وفقا لنوعية الجرم المرتكب، وبأن سماحة كان يجب ان يُحكم بعشر سنوات على الاقل ان لم يكن الاعدام، رأى البعض الآخر ان تخلية السبيل جاءت منطقية مقارنة مع مبدأ الحكم الذي استنفذت مدته، خصوصاً وان السنة السجنية هي 9 اشهر وليس 12 شهراً كما يعتقد البعض.

وحول ما اذا كان الحكم الصادر بحق سماحة كافياً للجرم الذي ارتكبه يشرح المحامي فؤاد شبقلو عبر <الافكار> ان الحكم البدائي الذي صدر عن المحكمة العسكرية كان مخففاً، وقد تساهل القضاء كثيراً في ما خص مدة العقوبة، فجريمة من هذا النوع كان يُفترض ان لا تقل محكوميتها عن عشرة اعوام، ولكن امام فترة الحكم او التوقيف استنفذ الحكم البدائي مدته فلم يعد القاضي يستطيع ابقاءه قيد التوقيف لا من خلال مذكرة توقيف ولا في حكم العقوبة، ولذلك كان اخلاء السبيل وفق القانون. وتابع: خلافاً للهيجان الحاصل بين اللبنانيين على خلفية اخلاء السبيل، فإن قاضي التمييز قد طبق القانون وذلك لسبب قانوني هو ان مدة المحكومية استُنفذت بالتوقيت لأن سنة الحكم هي تسعة أشهر وليس اثني عشر شهراً، ولذلك فأن مدة الحكم البدائي انقضت.

وأشار شبقلو الى انه كان على المحكمة اما ان تخلي سبيله بحكم القانون او انتظار تعيين جلسة لمحكمة التمييز ذات طبيعة مستعجلة لمحاكمته ونقض الحكم أو التطبيق. وعلى هذا الاساس يمكن إعادة ادخاله الى السجن اذا كان حكم التمييز أشد من حكم البداية. وعلى الرغم من توقعه تسريع البت تمييزا في هذه الدعوى الا انه انكر معرفته مصير الحكم الذي سوف يصدر في هذا المجال، فبرأيه ان المطلعين على الملف هم ادرى اذا كان يستأهل عقوبة مشددة اكثر ام تصديق الحكم. واكد ان محكمة التمييز لا علاقة لها بحكم البداية وهي لم تدلِ برأيها في الدعوى، ولذلك فلنثق بكلمة القضاء، وفي الوقت المناسب نطلق مواقف التصويب والتصحيح المحامي-ماجد-فياض واستدراك الحكم المجحف.

وختم بالتأكيد أن حكم التمييز ما زال مفتوحاً، وعلى المحكمة العسكرية ان تسرع في المحاكمة وان تعين جلسة للمرافعة وترك الدعوى للحكم. وقال: مفوض الحكومة ميز الحكم، والدعوى اليوم هي امام محكمة التمييز ولا نستطيع الا ان نسلك الدرب القانوني، وهذا الطريق هو انتظار انعقاد محكمة التمييز بالسرعة التي تأخذها جلسات المحكمة العسكرية. اذاً نحن بانتظار انعقاد محكمة التمييز بأقصى سرعة لإنهاء المحاكمة التمييزية وأخذها للحكم.

ما هو قرار المحكمة؟

جاء قرار المحكمة في قضية سماحة على الشكل الآتي: قررت المحكمة بالإجماع وبعد الاطلاع على رأي ممثل النيابة العامة التمييزية. أولاً: إخلاء سبيل المدعى عليه ميشال فؤاد سماحة بكفالة نقدية قدرها مئة وخمسون مليون ليرة لبنانية ذات شقين: عشرة ملايين ليرة منها ضمانة للرسوم، ومئة وأربعون مليون ليرة للحضور ما لم يكن موقوفاً بدعوى اخرى.

ثانياً : منع المدعى عليه ميشال فؤاد سماحة من السفر خارج لبنان لمدة سنة تبدأ من تاريخ إخلاء سبيله، ومصادرة جواز سفره سنداً لأحكام المادة 192 أصول محاكمات جزائية معطوفة على المادة 108 أصول محاكمات جزائية.

ثالثاً : منع المدعى عليه من تناول ملف هذه القضية سواء لجهة إجراءات التحقيق الأولية والاستنطاقية أو إجراءات المحاكمة الجارية على أي وسيلة إعلامية مقروءة أو مرئية أو مسموعة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي حتى صدور حكم نهائي عن هذه المحكمة تحت طائلة إصدار مذكرة توقيف جديدة بحقه.

رابعا:ابلاغ هذا القرار للمدعى عليه ومن يلزم.

علوش: نحن لا نملك مقومات الفتنة

من جهته رأى عضو المكتب السياسي في تيار <المستقبل> مصطفى علوش في حديث لـ<الافكار> ان اطلاق سراح ميشال سماحة هو استهتار كامل، فالقرار الصادر عن المحكمة العسكرية يُعتبر وكأنه تبرئة، وعلى منطق المحاكمة ان يكون قد ذهب في اتجاه آخر لاسيما وان سماحة اعترف بالجرم. اما عن امكانية حصول فتنة بعد اطلاق سراح سماحة كما يشير البعض قال: <قوى 14 آذار لا تملك ادوات الفتنة لا في منطقها ولا في حديثها السياسي، فهي وُجدت لمواجهة اي فتنة بلغتها السياسية وبتعقلها الوطني>، لكنه في المقابل سأل: <هل سيقوم احد من افرقاء 8 آذار بإخفاء دلائل الجريمة وبعدها يتم اتهام الطرف الآخر؟ كل ذلك موجود في العقلية الاجرامية الموجودة عند من يخطط لجماعة 8 آذار>.

وأضاف: ميشال سماحة لا يُعتبر انه قام بأي عمل ارهابي لانه ينتمي الى منظومة تعتمد على الإرهاب في العمل السياسي، وكان يجب إبعاده عن التعامل مع الناس لمدى حياته لانه يشكل خطراً على المجتمع بأي لحظة. ولا بد من الاشارة الى ان المنظومة التي ينتمي إليها سماحة تعرف كيف تزرع المتفجرات وتنزل الى الشارع وتخلق 7 أيار/ مايو، وهذه المنظومة التي ينتمي اليها هي المشكلة ويجب ان ندرك كيفية التخلص منها. واكد ان اطلاق سراحه رسالة لحلفاء ما يُسمى بالممانعة بأنهم محميون مهما ارتكبوا من موبقات، اما الرسالة للطرف الآخر فتقول: <استعمل الاسلوب الارهابي نفسه كي تتمكن من مواجهتنا>.

من هو ميلاد الكفوري؟

واين هو اليوم؟

هناك من سأل عن دور المدعو ميلاد الكفوري الذي قيل إنه يعمل لحساب شعبة المعلومات وانها هي التي دفعته للايقاع بسماحة، خصوصاً وانه محاط بحماية كاملة وبالتالي لم يتم استدعاؤه للمثول امام المحكمة العسكرية لا كشريك ولا كشاهد، وهو الذي قام بتصوير سماحة من خلال شريط فيديو اظهر الاعترافات بالصورة والصوت ودعوات التحريض المذهبي، فمن هو الكفوري؟

ميلاد كفوري الشاهد الذي اوقع بالوزير السابق ميشال سماحة في ملف الإعداد لتفجيرات في لبنان هو نفسه زهير نحاس وامجد سرور، وهي ثلاثة اسماء لشخص واحد ينتمي الى بلدة بولونيا المتنية وهو في العقد الخامس من العمر. يعمل الكفوري في المجال الأمني منذ العام 1983، وكان على علاقة جيدة بالوزير الراحل ايلي حبيقة لكنه لم يكن في عداد مرافقيه. وكان يهوى بالدرجة الاولى جمع المعلومات ما خلق له علاقات مع جهات واجهزة متعددة كان من بينها علاقة مع ميشال سماحة وعلاقة ايضاً مع شعبة المعلومات، وأنشأ كفوري شركة أمنية شكلت له غطاءً لمواصلة هواياته وعلاقاته الأمنية.

وتؤكد مصادر امنية انه بموجب العلاقة التي كانت قائمة مع سماحة اتصل الأخير بالكفوري من اجل تنفيذ المخطط المذكور، إلا ان ميلاد ذُهل عندما حدثه سماحة عن تفجيرات لذلك توجه الى المعلومات وابلغهم بذلك، فطلب منه رئيس الفرع حينذاك العميد وسام الحسن المتابعة، وتم تزويده بوسائل تسجيل للصورة والصوت، فبدأ كفوري بتسجيل اجتماعاته وتحركاته مع سماحة منذ الاجتماع الذي نُسب فيه إلى الوزير قوله <بشار بدو هيك> وصولاً الى عملية نقل المتفجرات في مرآب البناية التي يسكنها سماحة في الأشرفية من سيارته إلى سيارة كفوري. ويُذكر ان ميلاد كفوري الذي يملك منزلا ًفي وطى بولونيا في المتن الشمالي اصبح خارج لبنان ولا ترغب الجهات الأمنية بالحديث كثيراً عنه، وذلك في إطار ما تتبعه من حماية له بعدما تعاون معها لكشف الجريمة قبل حدوثها.

المحامي-شبقلو فياض: يمكن للتمييز

إعـــادة النظر بالحكم

في اختلاف الأحكام الصادرة بين محكمة الجنايات الجزائية وتلك التي تصدر عن المحكمة العسكرية الدائمة، يقول المحامي ماجد فيّاض عبر <الافكار>: عندما تطلب النيابة العامة النقض في قضايا الجنايات فإن المحكوم عليه يبقى موقوفا بحكم هذا النقض إلى ان تقرر محكمة التمييز تخلية سبيله. اما امام المحكمة العسكرية فإنه عند انتهاء الفترة المحكوم بها الشخص المعني اذا كانت النيابة العامة العسكرية قد قدمت طلب نقد بحقه على اساس الادانة، فإنه تكون المحكمة ملزمة بتخلية فترة محكوميته مع انتهاء الفترة المقررة الا اذا اتخذت محكمة التمييز العسكرية قراراً بإبقائه موقوفاً.

وفي حين رفض بعض رجال القانون التعليق على مسألة استحقاق سماحة الفترة التي حُكم عليه بها من عدم استحقاقه خصوصاً لناحية نوعية الجرم الذي ارتكبه، يشرح فياض الآتي: <الجرم الذي كان مُسنداً اليه كان جرما يتألف من عدة جرائم، بعضها تصل عقوبتها الى حد الإعدام، وإنه عبر اعادة المحاكمة اليوم امام محكمة التمييز العسكرية على الرغم من تخلية السبيل عملاً بالمادة 75 من قانون القضاء العسكري، فإنه يمكن لمحكمة التمييز العسكرية ان ترفع العقوبة التي حُكم بها امام المحكمة العسكرية الدائمة من جديد إلى ما هو أقصى مما حُكم به>، مؤكداً انه يمكن استبقاء العقوبة على ما هي عليه ولكن يتوجب انتظار الحكم النهائي عند صدوره مبرماً عن محكمة التمييز العسكرية.

لا صك براءة لسماحة حتّى ولو تم الركون في نهاية المطاف إلى الحكم المخفف الذي أصدرته المحكمة العسكرية. يقول فياض هو مخلى سبيله لقاء كفالة ضامنة تبلغ 150 مليون ليرة لبنانية، وهذا يعني انه ما زال في المعنى العام في حالة استمرار المحاكمة وأنه على ذمة التحقيق، ولمصلحة التحقيق تم إتخاذ تدابير احترازية كسحب جواز سفره ومنعه من التحدث إلى الاعلام.

محامي سماحة

 بدوره أكد وكيل سماحة المحامي صخر الهاشم لـ<لافكار> ان القرار باخلاء سبيل وكيله ميشال سماحة قرار نهائي لا يمكن الطعن به رغم ان القانون لا يسمح له بالسفر، كما يمنع عليه التصريحات الاعلامية، لافتاً الى ان العائلة لن تصرح. وذكر بأن المحاكمة ستُستكمل في 21 كانون الثاني/ يناير.

وعن التصريحات السياسية المستنكرة لهذا الاخلاء، اجاب: <هذا كلام سياسي، والمحكمة جاء حكمها عادلا وقانونياً>.

وعما يُحكى بأن النائب خالد الضاهر يمكنه اعادة محاكمة سماحة في حال ادعى على سماحة بشكل شخصي، اجاب: لا يحق له لان الحق العام سقط ويمكنه ذلك فقط في حال قدم أدلة جديدة ولا أعتقد ان محكمة التمييز ستحكم برد سماحة الى السجن، ومع هذا لا أريد استباق الامور او ان اظهر وكأنني أمارس نوعاً من الضغط على عمل المحكمة التي نؤمن بعملها وبقراراتها.

جميل السيد: سماحة خان ثقتي واخطأ بحقي

أما المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد فقد علق على إطلاق سراح سماحة بالقول: لكل شيء وقته ولكل وقت حكمه والآن هو الوقت. لقد تعاطفت مع عائلة سماحة في محنتها حتى الافراج عنه كونه ليس من الاخلاق التخلي عنهم في ساعة الشدة، وقد رديت في الأمس على بعض كبار المجرمين في الدولة والسياسة الذين تباكوا زوراً على العدالة التي افرجت عنه، وليس لنا في كل ذلك فضل ولا منة على أحد. وتابع: محامي-سماحة-صخر-الهاشماليوم اكتمل الواجب الأخلاقي لكن ميشال سماحة خان ثقتي واخطأ بحقي حين رافقني من دمشق وهو يعلم ما كان يخفيه في سيارته، من اليوم وصاعداً كل في طريقه. انتهينا.

وكان السيد قد ردّ على كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حول إطلاق سماحة وقال عبر تغريدة على <تويتر>: جعجع الذي اعتبره مرفوضاً بكل المقاييس هو آخر من يحق له التعليق على الحكم القضائي للمحكمة العسكرية، فسماحة كان مشروع جريمة لم تكتمل بينما جعجع كان مجرماً كامل المقاييس وجرى الافراج عنه بقانون عفو سياسي.

الاستنكارات تصل الى رومية

حتى اليوم تتوالى ردود الفعل على قرار محكمة التمييز العسكرية الذي قضى بإخلاء سبيل سماحة، ففي صباح اليوم التالي لإخلاء سبيله كان بدأ عدد من السجناء في سجن روميه، وغالبيتهم من الموقوفين الإسلاميين، إضراباً مفتوحاً عن الطعام والماء والدواء احتجاجاً، وقد اقفل المضربون <الكافيتريا> في السجن وابواب زنزاناتهم مطالبين بمعاملتهم بالمثل، خصوصاً ان عددا منهم لا يزال موقوفاً، اضف الى ذلك ان الاحكام التي ستصدر بحقهم قد تكون أقل من الايام التي أمضوها في السجن. وامام هذا الواقع اتخذت القوى الامنية الاحتياطات اللازمة، منها وضع سيارات الاسعاف في حال تأهب لنقل اية حالة طارئة.

.. وسلام يستوضح

 طبيعة القرار

وبعيداً عن إضراب روميه، استوضح رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود بصفته نائباً لرئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد الموجود خارج لبنان طبيعة القرار الذي صدر عن محكمة التمييز العسكرية، وطلب في الوقت نفسه من رئاسة مجلس القضاء الأعلى القيام بما يلزم لتسريع المحاكمة الجارية امام محكمة التمييز العسكرية تمهيداً لاصدار حكمها النهائي في هذه الدعوى احقاقاً للحق اولاً، ونظراً لأهمية الملف وحساسيته باعتباره يتعلق بقضية تمس الامن القومي لبلد ما زال يخوض معركة مع ارهاب متعدد الأشكال. وقد اكد سلام انه بقدر ما يتمسك بمبدأ فصل السلطات الذي نص عليه الدستور اللبناني، فهو يتطلع دائماً مثل جميع اللبنانيين الى سلطة قضائية لا تنحني الا لقوة الحق.