المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 تموز/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.july01.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِه.

لا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

شو يعني حكمة الرئيس بري…احترموا عقولنا وحلو عن سمانا!!/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان: إحباط هجومين إرهابيين على درجة عالية من الخطورة

سحور جعجع والحريري يبدد غيوما ظللت العلاقة بينهما

كيف قدم ارهابيو القاع من الرقة؟ وما كان هدفهم/سهى جفّال/جنوبي

هل حصل الطلاق البائن بين ريفي والحريري/نسرين مرعب/جنوبية

العمليات الإرهابية في القاع: هل هي داعشية أم مخابراتية/نسرين مرعب/جنوبية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 30/6/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 30 حزيران 2016

أهالي شهداء القاع يتقبلون التعازي السبت في كنيسة مار سمعان السبتية

قهوجي عرض مع سفير ايطاليا الأوضاع والتعاون بين الجيشين

عائلة الشيخ يعقوب:القضية واضحة ومظلوميتنا فاضحة

الحريري وجعجع دانا انفجار القاع وبحثا في انهاء الفراغ الرئاسي واعادة تفعيل التنسيق

الأمن العام: دهم أحد أوكار الإرهابيين في وادي عطا في عملية إستباقية والعثور على حزام ناسف وأسلحة

اليونيفيل ردا على تقارير عن تخفيف دورياتها: أنشطتنا عادية

قناعات ومواقف مستندة إلى العقل والقيم/خليل حلو/فايسبوك

حزب الله يعترف: الجيش مكفّي وموفّي/أحمد الأسعد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النقاش في قانون الانتخاب وتركيبة الحكومة عقيم والأَولى انتخاب رئيس و14 آذار تخشى "سلّة" تؤسس لجمهورية لبنانية "صديقة" للنظام السوري

فتفت: السحور الرمضاني لم يبحث في "تغيير الخيارات الرئاسية" و"المسـتقبل" ضد "السـلّة" والطائف سـقف مواقفه وطروحاتـه

سـيل تحليلات متناقضة في حوادث القاع لن يحسمهــا الا الموقف الرسـمي

الجيش أحبط عمليتين ارهابيتين خطيرتين..والحكومــة غاصـت فــي الأمن

سحور الحريري – جعجع رأب الصدع ولم يخرق رئاسيا..القوات:النيابية أوّلا اذا

الملف الأمني عامل ضاغط على الفرقاء واللبنانيين ودافع لإتمـام الاسـتحقاق قبـل اي بند آخــر

المؤسسات المارونية تحمل الى القاع دعما معنويا وماديا: 600 ألف دولار لمدّ البلدة بمقومــات تعزز صمودها

لبنان امام محطتي ايلول: مؤتمر الطاقة الاغترابية والجمعية العموميـة ودفع جدي لتحمل المسؤوليـة الدولية ازاء النزوح وتغيير نمط التعاطي

الوزير السابق سليم الصايغ:  تردي الوضـع الأمنـي سـبب إضافي لـــرحيل الحكومـة وقد نحتاج "طاولة حوار استثنائية" لبحث اللجوء السوري

المونسينيور لبكي ادعى على محاميين فرنسيين بجرائم قدح وذم وتشهير

حسين الموسوي زار القاع معزيا: فديتم لبنان وكل اللبنانيين بدمائكم الغالية

قزي: اقرار انشاء اوتوستراد جونية بالاجماع وهو ليس لابناء كسروان فقط انما لكل اللبنانيين

دعوى جديدة على هنيبعل القذافي في لبنان

القرار الاتهامي في جريمة خطف الطفلين من آل الأمين رد طلب تخلية 4 ومنع المحاكمة عن الصحافيين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هولاند: وصول ترامب إلى الرئاسة يعقّد العلاقات الأميركية الأوروبية

روسيا تراهن على الأسد في مواجهة المتطرفين

تصاعد القتال بمدن يمنية تزامنا مع تعليق مشاورات الكويت

قرار تاريخي لملك المغرب: منع رجال الدين من السياسة

داعش في سيناء تتبنى قتل القس موسى رفائيل في العريش

مساعد خامنئي يعترف: إيران ليست نموذجا يحتذى به

مقتل 81 مدنيا بانفجار قرب مقديشو

غارديان": لا دولة امنة في العالم

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» في حلب.. بين الانسحاب والموت/علي الحسيني/المستقبل

السلة "آخر خرطوشة" عند رئيس المجلس: هذه نصيحتي ... وثمة من يدفع إلى مؤتمر تأسيسي/رضوان عقيل/النهار

تعزيز القوى الأمنية ودعمها.. خير علاج/ثريا شاهين/المستقبل

في حضرة 'القاع' التي لم تعد لنا ولم تعد هنا/شادي علاء الدين /العرب

المسيحيون في فخ 'حزب الله' والنظام السوري/خيرالله خيرالله/العرب

القلق من الإرهاب يزداد داخلياً وخارجياً وحدات خاصة لحماية المطارات والمسافرين/خليل فليحان/النهار

نصر الله: أنا «أمازون» للمقاتلين الشيعة!/نديم قطيش

اللبنانيّون باتوا يشكّكون في صداقة أميركا: أليس في استطاعتها حل الأزمة الرئاسيّة/اميل خوري/النهار

البحرين.. هي حرب ضد إيران/محمد قواص/العرب

العراق وإيران.. أحقاد فارسية قديمة/سالم الكتبي/العرب

من حقيبة النهار الديبلوماسية - قيادة جديدة لإعادة إعمار سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

روسيا تزيد "يدها العليا" في سوريا وتشكّل حلقة بين تركيا وإيران وإسرائيل/روزانا بومنصف/النهار

 يوم القدس: ذكريات ووقائع/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

جعجع لـ"المركزية": موقف حزب الله من "اعلان بعبدا" ليس مقياســـــا/التواصل مع كل القوى لانتخاب "صنع في لبنان" والامن الذاتـــي ليس عندنا

اللواء ريفي في مقابلة مع تلفزيون لبنان: حزب الله" هو من نفذ اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن والرئيس الشهيد رفيق الحريري

سلام في مجلس الوزراء: للصمود والثقة بقدرات جيشنا وقواتنا الأمنية

الرئيس بري: الحوار والوفاق مصلحة لبنانية ولا بديل من الديموقراطية التوافقية

فتحعلي خلال حفل إلافطار السنوي في يوم القدس العالمي: كلما اقتربنا من طريق تحرير فلسطين ازدادت المؤامرات وحيكت الفتن بين أبناء الأمة الواحدة

باسيل التقى نظيره الدنماركي: التوازن الدقيق لنظامنا في خطر ديموغرافي وإقتصادي وسياسي جنسن:المكان الأفضل للسوريين بلدهم

المسيحيون والمسلمون موضوع رحمة الله وأدواتها ندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِه.

إنجيل القدّيس متّى09/من36حتى38/:"رَأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا. حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».

 

لا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة10/من12حتى21/:"يا إخوتي، فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص. إِذًا فَكَيْفَ يَدْعُونَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بَمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِهِ بِدُونِ مُبَشِّر؟ وكَيْفَ يُبَشِّرُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ المُبَشِّرِينَ بِالخَيْر!».ولكِنْ لَمْ يُطِيعُوا كُلُّهُم بِشَارَةَ الإِنْجِيل، لأَنَّ آشَعْيَا يَقُول: «يَا رَبّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟». إِذًا فَالإِيْمَانُ هُوَ مِنَ السَّمَاع، والسَّمَاعُ هُوَ مِنَ التَّبْشِيرِ بِكَلِمَةِ المَسِيح. لكِنِّي أَقُول: أَلَعَلَّهُم لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «في الأَرْضِ كُلِّهَا ذَاعَ مَنْطِقُهُم، وفي أَقَاصي المَسْكُونَةِ كَلامُهُم». وأَقُول: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَم؟ يَقُولُ مُوسَى أَوَّلاً: «أَنَا أُثِيرُ غَيْرَتَكُم بِمَنْ لَيْسُوا شَعْبًا، وبِشَعْبٍ غَبِيٍّ أُثِيرُ غَضَبَكُم!».أَمَّا آشَعْيَا فَيَجْرُؤُ ويَقُول: «وجَدَني الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُوني، وٱعْتَلَنْتُ لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي». أَمَّا في شَأْنِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُول: «بَسَطْتُ يَدَيَّ النَّهَارَ كُلَّهُ نَحْوَ شَعْبٍ عَاصٍ وَمُتَمَرِّد!».

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

يوبيل الرّحمة هو زمن مصالحة للجميع

This Jubilee of mercy is a time of reconciliation for everyone

Le Jubilé de la Miséricorde est un temps de réconciliation pour tous

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

شو يعني حكمة الرئيس بري…احترموا عقولنا وحلو عن سمانا!!

الياس بجاني/30 حزيران/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/06/30/42533/

فلقوقنا بلازمة “حكمة الرئيس بري” وقرفونا السياسة والسياسيين وكفرونا بكل العاملين بالشأنين الإعلامي والعام .

كل يوم والتاني وبنمط ببغائي فاجر ومقزز ومهين للعقل والمنطق والوقائع المعاش بيربحونا جميلي “بحكمة الرئيس بري” ويصوروه لنا بسوبرمان الحلول وبساحر القبعات والأرانب.

في حين عملياً وعلى أرض الواقع التعيس والمِّحل فأن كل ممارسات “الإستيذ نبيه” وخزعبلاته وخبرياته ومواعظه لا تمت للحكمة بصله وخلفياتها كافة تبعية ونفعية واستسلامية واستنسابية متغيرة باستمرار غب طلب الأسياد والمشغلين.

إن كل ما يقوم به الإستيذ ومنذ أن دخل المعترك السياسي اللبناني هو تنفيذ إملاءات سورية أسدية وإيرانية ملالوية لا أكثر ولا أقل .. وسجله التعطيلي والتجويفي والهرطقي للدستور ولدور مجلس النواب لابط وفاضح ومفضوح.

أما انجازات “الإستيذ” الغزواتية والميليشياوية فحدث ولا حرج.. ولنا خير أمثلة في دوره الإرهابي والدموي خلال غزوة 7 أيار لبيروت الغربية، وفي ضرب “زعرانه” وتخويف شباب وصبايا المجتمع المدني خلال تظاهرهم السلمي مؤخراً احتجاجاً على صفقات أزمة النفايات.

ومن أهم أسباب فشل وخيبة  و”هبل” 14 آذار السياسيين والأحزاب التي انتقلت إلى رحمته تعالي مع ترشيحها ميشال عون وسليمان فرنجية للرئاسة، تمكن في تأييدها للإستيذ نبيه وانتخابه لرئاسة المجلس النيابي وفي التحالف المشبوه معه والسير خلفه على عماها.

إن أفضل من يتفهم حقيقة الرئيس بري ونوعية “حكمته” فهو الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون الذي يصف الإستيذ بالموظف لدى حزب الله وبالملحق به كلياً.

فرحمة بعقولنا وأحتراماً للمنطق والعقل… حلو عن سمانا وتوقفوا عن ترداد لازمة “حكمة الرئيس بري” لأن الرجل في الواقع المعاش مثله مثل 99،9% من الطاقم السياسي الللبناني والحزبي هو غريب ومغرّب عن كل مقومات وركائز الحكمة في غير أطر التزلم والتبعية والبيع والشراء والتجارة والصفقات وأيضاً التشاطر والتذاكي.

بربكم فكو وحِّلو عن سمانا وأرحمونا لأن ما هو في ثقافتكم  الطروادية حكمة هو في واقعنا المعاش دجل ونفاق ونقطة ع السطر.

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان: إحباط هجومين إرهابيين على درجة عالية من الخطورة

العرب/01 تموز/16/بيروت- ذكر الجيش اللبناني في بيان الخميس أنه أحبط هجومين إرهابيين على موقع سياحي كبير ومنطقة مزدحمة. وقال إن "مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أحبطت عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة كان تنظيم داعش الإرهابي قد خطط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان." وأضاف البيان "تم توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطط وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمال إرهابية ضد الجيش في أوقات سابقة، ولا يزال التحقيق مستمرا بإشراف القضاء المختص." حذرت الحكومة اللبنانية اليوم الثلاثاء من احتمال تزايد خطر الإرهاب بعد أن استهدفت ثماني هجمات انتحارية بلدة مسيحية على الحدود مع سوريا في أحدث امتداد للصراع السوري إلى لبنان. واستهدفت ثمانية هجمات انتحارية على دفعتين بلدة القاع وقتل خلالها خمسة أشخاص وجرح العشرات. ووقعت الموجة الأولى فجر الاثنين واشتملت على أربعة هجمات في حين تم تنفيذ الهجمات الأربعة الأخرى ليلا اثنان منها قرب كنيسة. ويعتقد مسؤولون أمنيون أن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤول عن التفجيرات لكن لم يصدر حتى الآن أي إعلان بالمسؤولية. وفي إشارة إلى عدد الانتحاريين قالت الحكومة اللبنانية "إن هذا الاعتداء على الأمن القومي اللبناني والطريقة غير المألوفة التي نفذ بها يدشنان مرحلة نوعية جديدة من المواجهة بين الدولة اللبنانية والإرهاب الظلامي الذي يسعى منذ سنوات إلى ضرب الأمن والاستقرار في لبنان وجره إلى أتون الفتنة." وقال وزير الإعلام رمزي جريج في تصريحات تلفزيونية بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن رئيس الوزراء تمام سلام "أعرب عن خشيته من أن يكون ما حصل في القاع بداية لموجة من العمليات الإرهابية في مناطق لبنانية مختلفة داعيا إلى مواجهة هذا الواقع بموقف وطني موحد وكامل."وتعرض لبنان للعديد من الهجمات المسلحة المرتبطة بالحرب الدائرة في سوريا المجاورة حيث تقاتل جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد. وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الذي كان يتحدث للصحفيين من بلدة القاع إن معظم الانتحاريين أتوا من الداخل السوري وليس من مخيمات اللاجئين بلبنان والتي تؤوي عددا من السوريين الذين يقدر عددهم بما يزيد بكثير عن مليون لاجئ وفقا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إن المتشددين بدأوا مرحلة جديدة لكنه أوضح انه من غير المؤكد أن لديهم خطة جديدة. وفي تصريحات له في بيروت قبل لقاء مع سلام وقادة أمنيين قال قهوجي إن المفجرين بينهم امرأة. وكانت السلطات المحلية قد فرضت حظر التجول على اللاجئين في المنطقة عقب الهجمات. وقال الجيش اللبناني إنه داهم فجرا مخيمات اللاجئين السوريين وأوقف 103 أشخاص موجودين في البلاد بشكل غير قانوني. وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين إن غالبية اللاجئين السوريين وضعهم غير قانوني في لبنان بسبب تعقيدات وتكاليف الحصول على إقامة أو تجديدها وفقا للقواعد المفروضة من قبل الحكومة اللبنانية. وفي بلدة القاع انتشر سكان مسلحون بالبنادق في الشوارع لساعات اليوم الثلاثاء مؤكدين الحاجة إلى حماية منطقتهم. وتفرقوا لاحقا عندما طلب منهم الجيش العودة إلى ديارهم. وكان رئيس بلدية القاع قد دعا السكان الليلة الماضية لإطلاق النار على أي شخص يرتابون في أمره. وقالت مصادر أمنية إن العشرات من مقاتلي حزب الله انتشروا في القرى المجاورة للمساعدة في تأمين المنطقة. وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن شمال وادي البقاع اللبناني يؤوي عددا كبيرا من الناس المستهدفين سواء لبنانيون أو لاجئون. وقال ماتيو سولتمارش مسؤول الاتصالات في المنظمة "تقوم سلطات إنفاذ القانون بعمليات متابعة أمنية في المنطقة. في أوقات التوتر الشديد من المهم أن يتكاتف السكان مع بعضهم."

 

سحور جعجع والحريري يبدد غيوما ظللت العلاقة بينهما

العرب/01 تموز/16/بيروت - لا تجد الطبقة السياسية اللبنانية في السحور الذي جمع رئيس حزب القوات سمير جعجع برئيس تيار المستقبل سعد الحريري انقلابا لافتا، فالتواصل غير المباشر بين الزعيمين ليس مقطوعاً والتباين في رؤى الرجلين لا يرقى إلى مستوى الفراق.

وما الخلاف الذي بدا في الأشهر الأخيرة إلا نتاج تناقض طبيعي في مصالح الحزبين اللبنانيين، وربما اختلاف في أولوية الطرق الأفضل للوصول إلى نفس الهدف. وأكد عضو البرلمان عن كتلة المستقبل عمار حوري لـ”العرب” أن “لقاء الرئيس الحريري بسمير جعجع يأتي في إطار التواصل بين فريقين أساسيين دون أن يعني ذلك عدم وجود نقاط خلافية”. ومهد ملحم رياشي، رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات للقاء ليل الخميس. وللرجل باع كبير في ذلك التمرين وهو الذي نجح مع النائب إبراهيم كنعان عن التيار الوطني الحرّ في إنجاز المصالحة الشهيرة بين سمير جعجع وميشال عون. في مقابل ذلك اشتغل غطاس خوري مستشار الحريري على دوام صيانة الطريق التي تربط “بيت المستقبل” بمعراب، فظهرت صور اللقاء الرباعي وكأنها تنقل جوا عائليا. وإذ يؤكد رياشي أن السحور بدد غيوما ظللت العلاقات بين “المستقبل” و”القوات”، إلا أن المراقبين يرون أن الحريري وجعجع يقاربان علاقتهما وفق تسليم بحسابات الطرفين، فلا جعجع متراجعا عن حلفه مع عون وترشيحه له للرئاسة ولا الحريري ذاهبا باتجاه التخلي عن ترشيح سليمان فرنجية. كما أن الانتخابات البلدية أظهرت ميل الحزبين إلى مباشرة تحالفات وانتهاج خيارات لا تتطابق مع رؤى الطرف الآخر، بما يعني -وبخلاف قوانين الطبيعة- أن الجسمين السياسيين يناوران على خطين متوازيين يلتقيان حين يتطابق مزاج الحريري مع مزاج جعجع. لكن التطورات المتسارعة في لبنان المرتبطة بالعملية الإرهابية في بلدة القاع ذات الغالبية المسيحية تطلبت رفعاً لمستوى التآلف بين المستقبل والقوات إلى درجة لقاء السحور.

وأكد النائب عمار حوري على وجود توافق قواتي مستقبلي بشأن عدم الانجرار خلف منطق الأمن الذاتي لافتا إلى حدوث “حساسيات عند البعض إثر التفجيرات التي ضربت القاع، لكننا نؤكد من جديد أن الإرهابيين لا ينتمون إلى أي مذهب وأن الإرهاب سبق له أن ضرب في بيروت وفي مناطق شيعية”. واستبعد أن “ينجر المسيحيون في لبنان إلى ردود فعل من شأنها أن تدفع بالمجتمع المسيحي إلى الدخول في خيار العسكرة”. التوافق بين الحريري وجعجع في اجتماع الفجر لم يقتصر على التشديد على الوحدة الوطنية ورفض منطق الأمن الذاتي، بل شمل أيضا مسائل مهمة أخرى على غرار قانون الانتخاب حيث أكد الطرفان على القانون المقدم من قبلهما مع الحزب الاشتراكي، وهو ما من شأنه أن ينظّم حال الاصطفافات في هذا الشأن ويسحب فتيل أي خلاف بين الحزبين. لكن بعض السياسيين توقفوا عند الجملة الأخيرة التي صدرت عن بيان الاجتماع التي تحدثت عن “الاتفاق على إعادة تفعيل التنسيق في القضايا كافة بما فيها الانتخابات الطالبية والنقابية”، فالبعض رأى في الأمر عودة إلى تفعيل تحالف شكّل العمود الفقري لتحالف 14 آذار ومنحه زخم التنسيق على المستويات النقابية، لكن البعض الآخر اعتبر أن إغفال التنسيق بينهما في الانتخابات النيابية المقبلة، يعكس عجزهما عن التعهد بذلك لما للأمر من تداعيات على طبيعة التفاهمات الحالية التي تجمع القوات بالتيار الوطني الحر، كما على خيارات المستقبل المفتوحة والتي تبدو ذاهبة إلى انفتاح باتجاه تشكيلات سياسية كانت معادية في المرحلة السابقة. ويستنتج متابعون لملف الحزبين حاجة متبادلة لإعادة الوصل بين القوات والمستقبل، لا سيما بعد ما أظهرته الانتخابات البلدية من نتائج لم ترُق لطموحات جعجع والحريري. فالأول خسر رهانه في تشكيل قوة مسيحية كاسحة بالتحالف مع عون، والثاني لاحظ تراجع شعبيته داخل الطائفة السنّية.وفيما كشفت الانتخابات الأخيرة عن ميل نحو دعم ما يوصف بـ “التطرف” فإن المستقبل والقوات يجمعهما التمسك بالاعتدال وخيار الدولة كطريق وحيد لمواجهة سلاح حزب الله ومنطق الدويلة داخل لبنان.

 

كيف قدم ارهابيو القاع من الرقة؟ وما كان هدفهم؟

سهى جفّال/جنوبي/ 30 يونيو، 2016

فيما تتواصل التحقيقات الأمنية لمعرفة هوية الإنتحاريين والجهة التي تقف وراء العمل الارهابي في بلدة "القاع" ظهر طرف الخيط معه لتبدأ معرفة هويات انتحاريي "القاع". فقد تعرف متهمون على الارهابيين الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية حيت، فانكشف سبعة منهم وأكد الشهود ان هؤلاء قدموا من الرقة وأنهم سوريون ينتمون إلى تنظيم داعش“. وذلك حسب مخابرات الجيش. إلا أن الغموض لا يزال يكتنف كيفية وصول الارهابيين الى القاع، وما هو الهدف الحقيقي لعمليتهم. لكن المفارقة إلى الآن ان داعش لم تتبنى بعد العملية الإرهابية في حين أنها تسارع عند أي عمل ارهابي بالتبني، وفي وقت أعلن التنظيم مسؤوليته عن العملية الاجرامية التي حدثت في أميركا حيث أقدم شاب بتفجير نفسه داخل ملهى ليلي للمثليين في حين تبين لاحقا أن القاتل “مثليّ” لا علاقة له بالتنظيم لا من بعيد ولا من قريب وأن العملية لم تكن إرهابية بأهدافها.

فما سبب عدم تسابق المنظمات الارهابية وفي مقدمها داعش بالاعتراف بالعملية؟ وهل فعلا أتى الانتحاريون من الرقة وما كان هدفهم الحقيقي؟ كشفت مصادر معنية بالتحقيق الجاري لـ “جنوبية” أن “القاع لم تكن الهدف من الهجوم الارهابي مستبعدا أن تقوم خلية ارهابية بالتفجير عند الساعة الرابعة فجرا ” وقال المرجع “الملاحظ أن الصدفة كانت كفيلة بكشف هؤلاء مما دفع بهم الى تفجير أنفسهم كذلك الهجوم الثاني وما رافق البلدة من حذر وتضييق أمني دفع بهؤلاء تفجير أنسفهم بالتجمعات بعدما لم يعد بامكانهم لا العودة إلى الوراء ولا حتى التقدم”.

كما أضاف ان التحقيق تمكن من تحديد الجهة التي ينتمي اليها الانتحاريون الثمانية الذين فجروا انفسهم باحزمة ناسفة ورمي قنابل يدوية وهي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). حيث تعرف متهمون موقوفون لدى الأجهزة على سبعة من انتحاريي القاع وأكدوا ان هؤلاء قدموا من الرقة وليس من مخيمات اللاجئين السوريين وانهم أتوا بهدف تنفيذ هذه العملية تحديداً وهم لا يقيمون في مشاريع القاع. وعن سبب عدم تبني العملية الارهابية من قبل داعش أو النصرة قال المرجع أن “الفشل دائما يتيم خصوصا أن العملية باءت بالفشل ولم تتمكن بالرغم من عدد الانتحاريين الكبير من اسقاط أكبر عدد من الضحايا كما يهدفون”.

وفي السياق نفسه، أكّد العميد المتقاعد أمين حطيط في حديثه لـ “جنوبية” أنه “قد يكون من الأوائل الذين فهموا مقصد العملية الارهابية من اللحظات الأولى”. وأضاف “هناك هدفان للعمليات الانتحارية وليس بالضرورة يكون الهدف منها القتل وحصد الأرواح ، إنما الهدف من عملية القاع كان الترهيب وإثارة الذعر ودس الرعب بين الأهالي وتهجيرهم وحمل الأهالي على افراغ البلدة”. وتابع “كل هذا ليصبح لداعش قرية سكنية يتمركزون فيها مستخدمين اللاجئين السوريين غطاء لهم”. إلى ذلك لفت أن “ما أفشل العملية التدابير واليقظة وإصرار الأهالي على المواجهة بالاشارة إلى الشاب من عائلة مقلد الذي مكان مفتاح احباطها وأجبرهم على تفجير أنفسهم”. إلى ذلك استبعد حطيط ما صدر عن مخابرات الجيش أن الانتحاريين مدربين وقادمين من الرقة قائلا أنه “كلام غير دقيق لكن الأكيد أن الانتحاريين قدموا من محيط قريب من القاع سيما مع وجود أكثر من 150 منزل للسوريين داخل البلدة”. مشيرا إلى “طول المسافة بين الرقة والبلدة حيث تبعد 800 كلم وهي مسافة لا يستطيع هؤلاء عبورها”. وتابع “إذا القول أن الانتحاريين قدموا من الرقة لا يراعي واقع الحال وذلك بالاستناد أيضًا ما أعلن عن قيادة الجيش بضبط تفجيرات وأجهزة تصنيع في أحد المنازل في القاع“. مضيفا “يمكن القول أن التخطيط كان من الرقة لكن التنفيذ هو من الداخل”.

كما أكّد حطيط أن “السيناريوهات التي تثار هي خيال صحافي ولا علاقة لها بالتحليل الأمني والعسكري وهو كلام هواة مؤكدا أن الهدف من العملية هو القاع لا غير أما مقولة أن “القاع” كان محطة فكان فرضية قبل الهجوم الأول لكن الهجوم الثاني كان واضحا بدحض هذه الفرضية وأي كلام آخر هو تغطية عن الارهابيين”. وعن الوضع الأمني أكّد أن “الأمن اللبناني مستهدف و طالما داعش محاصر ويعاني من الضغط في سوريا فمن الممكن أن يعوض عن ذلك في الخارج”. ورأى حطيط أن “الفترة صعبة طيلة الصيف مشبها صيف 2016 بخريف 2004 لكن مايستدعي الاطمئنان أن القوى الامنية تقوم بواجبها على أكمل وجه”. وبدوره أكد العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن “من قال أن الانتحاريين قدموا من الرقة إن كان الجيش أو غير الجيش فمن المؤكد أنهم لا علم لهم في الجغرافيا”. وأضاف ” داعش ثوب واسع يطال الجميع وحتى لو أي جهة ظهرت أنها من قامت بالعملية أصبح يطلق عليها وصف داعش”.

وهبة قاطيشا إقرأ أيضاً: العمليات الإرهابية في القاع: هل هي داعشية أم مخابراتية؟ وأشار قاطيشا أن هدف هؤلاء لم يكن القتل ولو كان فعلا هذا الهدف لكانوا قدموا قبل يوم واحد وقاموا بتفجير الكنيسة لاسقاط أكبر عدد ممكن من الشهداء”. وأضاف “نظرا للظروف التي حصلت انكشف الانتحاريين بواسطة الشاب شادي مقلد”. لافتا أن الهدف من الهجوم الارهابي أن تصبح القاع مخيم نهر بارد ثان”. وتابع حطيط “كان المطلوب إحداث ذعر بين الأهالي للسيطرة على البلدة”. وفي ظل عدم اعتراف أي منظمة ارهابية بهذا العمل أشار حطيط “عن وجود احتمالان فاما الجهة هي داعش الرقة أو تكون داعش النظام السوري”. ولفت إلى أن فرضية قدوم داعش من الرقة غير منطقية بسب المسافة الكبيرة إضافة إلى أن لا بد لهم أن يمروا عبر مناطق تحت سيطرة النظام وحزب الله كالقلمون والقصير وغيرها.. حيث يتواجد مراكز للجيش السوري في هذه المناطق”. كما لفت قاطيشا إلى أن “هدف داعش القتل لغاية التهجير فقط ولكنه لا يؤمن تجمعا كبيرا بوجود 8 انتحاريين في نفس النقطة، فداعش تهدف إلى تشكيل خلايا نائمة لكن لا هدف لها سوى العمليات الارهابية والقتل ولا مشاريع كبيرة لها كتشكيل نهر بارد”. وعن الوضع الأمني قال قاطيشا أن “حروب الشرق الاوسط دائرة ولبنان جزء من هذه المنطقة لذا يجب توخي الحذر”.

 

هل حصل الطلاق البائن بين ريفي والحريري؟!

نسرين مرعب/جنوبية/ 30 يونيو، 2016

"أشرف ريفي لا يمثلني"، عبارة غرّدها الرئيس سعد الحريري عبر صفحته تويتر في 11 شباط 2016، بعدما انسحب الوزير ريفي من جلسة مجلس الوزراء إحتجاجاً على عدم إحالة ملف الوزير السابق ميشال سماحة على المجلس العدلي. الهوّة التي بدأت بين أبناء البيت السني الأزرق، لم تردمها القبلات المتبادلة عشية مهرجان ذكرى 14 شباط في البيال، إذ أعلن الوزير استقالته من الحكومة في 20 شباط 2016 وأنّه لن يكون شاهد زور في ظلّ هيمنة حزب الله على الدولة.الشرخ بين الحريري وريفي لم يتوقف عند تغريدة تويترية، بل تمثّل بعدة مواقف متتالية، منها إعلان الوزير المستقيل أنّه ليس من تيار مستقبل وإنّما حالة حريرية مستقلة، ثمّ دعوته فيما بعد الحريري للعودة لنهج ابيه ولخطّه وللثوابت، وتأكيده أنّ مواقفه الأخيرة تتقاطع مع مواقف الشهيد. كلّ هذه التطوّرات كانت باكورتها الانتخابات البلدية، والتي خاضها الرئيس الحريري بتحالف سياسي مع الأطراف النقيضة، ممّا دفع الوزير أشرف ريفي لمواجهة هذا التحالف الهجين كما سمّاه، بلائحة مستقلة تعكس مناخ طرابلس الذي لا يمكن أن يسمح لا لحزب الله ولا لمشروع النظام أن يتظلل به. تَرّشُح ريفي أمام الحريري، حوّل المعركة إلى معركة زعامات، ووجه الأنظار نحو القائد السني الأوّل، لا سيما وأنّ طرابلس هي عاصمة السنّة.

هذا التحدي، زاد المسافات فأصبح الالتقاء بين الطرفين صعباً وهذا ما أوضحته وسائل إعلامية سرّبت أنّ الرئيس الحريري طلب من السفير السعودي عدم دعوة الوزير أشرف ريفي لمأدبة العشاء التي دعا إليها جميع أفرقاء السياسة. الأزمة الحريرية- الريفية، انفجرت جلياً بعد الانتخابات البلدية، فكان التوّجه الشعبي – السني لصالح الوزير المستقيل، نتيجة لم يتوقعها التحالف السياسي المؤلف من حيتان المال والسياسة، كما لم ينتظرها ريفي نفسه الذي كان يعتبر أنّ الخرق ولو باسم واحد هو انتصار، وكان من انعكاساتها استقالة النائب روبير فاضل. هذه الإعادة الموجزة للمرحلة الريفية – الحريرية، إنّما للتوقف عند زيارة الحريري إلى طرابلس والتي ترافقت بتصريح ناري قال من خلاله علناً لاشرف ريفي “حل عن رفيق الحريري وعن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري باسم رفيق الحريري”، كما اتسمت بتجاهل لزيارته أو زيارة النائب خالد الضاهر. الحريري وأثناء تواجده في طرابلس حاول أن يستوعب المناخ العام، وعمل على استقبال العديد من الناشطين والشباب الذين ينتقدونه عبر مواقع السوشيل ميديا سياسياً، فاستمع لاسألتهم وأجابهم بصراحة، وكان من الأسئلة التي طرحت عليه، لماذا من يحمل مفهوم الاعتدال ومن يقدم التنازلات إن لحزب الله أو لميقاتي أو لغيره، لا يقوم بأيّ خطوة ايجابية تجاه الوزير اشرف ريفي . عن هذا السؤال، يفصل سعد الحريري بين الخصم والحليف وبين ابن البيت الأزرق، موضحاً أنّ الحليف لا يعوّل على مواقفه ولا يؤذيه طعنه وكذلك الخصم، وهو إن قام بخطوة اتجاه أيّ منهما فكونهما يخالفانه، والتضحية هي لأجل الوطن، إنّما ابن البيت الواحد فهو ليس بحليف ولا خصم بل يجمعه به السقف السياسي والخط والنهج، وأيّ خروج عليه هو انقلاب. كذلك، يتساءل الحريري أمام زواره إن كان أشرف ريفي أو خالد ضاهر يريدان أن يقيما زعامات على حسابه بالمزايدة عليه بمواقفهما.من جهة ثانية، تهمس مصادر متابعة أنّ أيّ تنازل سوف يقدّمه الحريري في هذين الملفين، سوف يزعزع مكانته السياسية، فالحريري رئيس تيار سياسي في نهاية المطاف وتقديمه التنازلات للمعترضين سوف سؤذيه شخصياً. في سياق آخر، يصرّح النائب خالد ضاهر لـ”جنوبية”، عن استقبال عكار وببنين للحريري بعد ما أعلنه مؤخراً، بأنّ “أهل عكار وببنين هم أهالي الكرم، والزائر هو سعد الحريري ابن الشهيد رفيق الحريري ولا بدّ أن يتم استقباله أفضل استقبال”. ويضيف ضاهر”انتقادي للحريري أنّه كان عليه أن يدخل البيوت من أبوابها”، متسائلاً، “ليقرأ مستشاروه الشارع الطرابلسي بعد تَجاهُل كل من أشرف ريفي وخالد ضاهر”.

 

العمليات الإرهابية في القاع: هل هي داعشية أم مخابراتية؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 30 يونيو، 2016

صباح ومساء الاثنين 27 حزيران، ضربت سلسلة تفجيرات بلدة القاع الحدودية، واتجهت أصابع الاتهام فوراً نحو داعش، ولكن اللافت أنّ هذا التنظيم الإرهابي الذي أقدم على عمليات إرهابية واسعة في بروكسل وباريس وعدد من الدول الأوروبية وتبنّاها، لم يصدر بياناً يتبنى به تفجيرات القاع.

تحليلات عدّة ارتبطت بهذه العمليات، فحجم الضرر المقترن بثماني تفجيرات يعدّ ضئيلاً مع عمليات أخرى قام بها التنظيم بعدد أقلّ من الانتحاريين وخسائر أكثر، من جهة أخرى التصويب على اللاجئين السوريين وظهور الأمن الذاتي المتمثل بالقوات اللبنانية، شيطن الثورة السورية ومنح شرعية لدويلة حزب الله في حماية بلداتها من داعش. مصادر متابعة تضع العديد من الاستفهامات وراء الأعمال الإرهابية التي استهدفت القاع واستثمارها سياسياً، لتدحض بعدها أكذوبة داعش وتوّجه أصابع الاتهام للنظام السوري ومخابراته وبعض المتطرفين التابعين لمنظومته، لا سيما وأنّ محيط بلدة القاع تحت سيطرة حزب الله والنظام.

في هذا السياق، تداولت وسائل الإعلام منذ ليل أمس معلومات عن إيقاف حزب الله إرسال مقاتليه لحلب، هذا الحدث الذي إن صحّ فهو انعكاس لمطالبة الحزب بالعودة للحدود، إلا أنّه وعلى الأغلب في مقاربة مع خطاب السيد نصر الله الأخير، لا يعدو التسويق الإعلامي لامتصاص الامتعاض والغضب.

فهل داعش من قامت بالعمليات الانتحارية بالقاع؟ ولماذا لم تعلن مسؤوليتها حتى اللحظة؟ وما دور كل من النظام السوري وحزب الله؟ النائب في تيار المستقبل مصطفى علوش، أشار لـ”جنوبية”، أنّه “بما أنّه لم تعلن أيّ جهة المسؤولية فالأمور تترك للتساؤلات”، وأضاف “ظهر اليوم تحليل ومفاده أنّ الهدف من الهجوم ليس بلدة القاع وإنّما الوصول لمواقع من ضمنها كازينو لبنان وبعض المواقع السياحية الأساسية، وهذا الكلام قد يكون منطقي على أساس أنّ الضرر الذي أحدثه 8 انتحاريين هو محدود مقارنة مع تفجير اسطنبول”. وعمّا إن كان وراء التفجيرعناصر جديدة منها عناصر أجهزة استخباراتية، أوضح أنّه “من المستغرب أن تملك المخابرات السورية والإيرانية القدرة على إقناع الناس أن ينتحروا لأجلها إلا إن كانوا من المقتنعين والمعتقدين بمعتقداتهم وهذا إن حدث سوف يكشف من وجوه القتلى وتحليل الـDNA”. وأردف علوش أنّ “هذا لا يمنع أن داعش أساسها مخابراتي غير واضح المعالم، وبالتأكيد دخلت مخابرات بشار الأسد في جزء منها منذ إنشائها وقد تكون لا زالت متداخلة بإدارتها بشكل من الأشكال”.

وأوضح أنّ ” هناك احتمالا يمكن طرحه بخصوص عدم إعلان مسؤولية داعش عن العملية، وهو أنّ حجم الضرر الذي أصابته جعلت التنظيم يتريث ولا يعلن مسؤوليته لأنّه لم يصل لأهدافه، وربما عناصر أخرى فوضوية دخلت على الخط، وربما أيضاً التنظيم الارهابي لم يعلن عن عملياته بانتظار أن يقوم بعمليات أخرى، كل هذه الاحتمالات واردة”. وأضاف “بالمحصلة الأمن الذاتي الذي ظهر بعد العملية يساهم بتسويغ سلاح حزب الله وتبريره، وردّات الفعل التي توّجهت ضدّ الثورة السورية، والمنطق الذي يقول أنّه من الأفضل لكل طائفة أن تعيش لوحدها، لذا بغض النظر عمّا قام بالعملية هذه النتائج التي وصلنا إليها”.

من جهته أوضح الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص لـ”جنوبية”، أنّ “داعش كما الشركة المساهمة كل فرد بالمنطقة له حصة بها، والنظام السوري له حصّة أساسية بتنظيم داعش”.

وأضاف أنّ “المستهجن أنّ هذا التنظيم الذي يفاخر بكل أعماله لم يقم حتى اللحظة بتبني موضوع التفجير في القاع، إضافة إلى الشريط المصور الذي ظهر أمس عن سرايا الأسير والذي هو مجرد مسرحية لا تأخذ بالحسبان ولا يعوّل عليها”.

وأردف فحص أنّ “لظروف الاقليمية المحيطة بالوضع قبل التفجير، توحي أنّ هناك طرفاً ما أو جهازا ما قرر أن يستفيد من داعش، كما أراد سابقاً طرف ما أن يضرب التعاطف الأوروبي الرسمي مع اللاجئين السوريين فكانت عمليتا بروكسل وباريس، ومن النتائج تحوّل الموقع الأوروبي عموماً والفرنسي خصوصاً تجاه النظام، فداعش أراد النظام الاستفادة منه لتقريب وجهة نظره مع الإرهابيين، وفي تلك اللحظة كان الموقف الفرنسي بين الانتقام والعقاب، واعتبروا أنّ داعش والنظام وجهان للإرهاب وأنّنا نعاقب داعش وليس الشعب السوري”.

وتابع “ما حدث في لبنان على هذا النسق، والقصة قُطِعت من أوّلها ولم تتمكن جماعة داعش أن تنفذ العملية، إلا أنّ ما حدث أدّى لشرخ بين الأهالي والنازحين، وهذا أمر خطير يؤثر على الوجود السوري في لبنان وعلى طبيعة الديموغرافيا، كما أنّه أظهر وجوه عنصرية، من ناحية ثانية يقال أنّ التفاهم على استقرار لبنان قد يسقط بأيّة لحظة، وهنا تكمن أهمية كلام وزير الداخلية الأخير والذي توّجه به إلى الأطراف التي قد تواقفت سياسياً على إعادة الأمن إلى لبنان أن لا تخرج من تعهداتها، والذي قرر أن يخرج من تعهداته من هذه التفاهمات التي أنجزت في مكان ما بين أطراف معينة، يكون بوضع حرج اقليمياً، والخريطة السياسية للمنطقة تقول أنّ النظام السوري هو في ورطة ما معينة غير قادر على الخروج منها لذلك يستخدم أدواته، وأهم هذه الأدوات هؤلاء المتطرفين الذين أنتجهم في معسكراته وسجونه والذين غذاهم لدعشنة الثورة السورية”.

وأشار أنّ “وزير الداخلية قد أوضح بالسياسة أنّ التفجير جاء من خارج لبنان أيّ بقرار سياسي، وهنا لا بدّ أن نتساءل عن الذين يقولون أنّهم ينفذون عمليات ضد داعش وأنّهم وصلوا لحلب لمحاربة هذا التنظيم، فيما داعش وصلت للحدود، هنا لا بد من وضع علامات استفهام”؟!.

وعن الذي تصدّر الصحف بالنسبة لقرار حزب الله عدم ارسال مقاتلين جدد لحلب، وإن كان هذا التسريب واقع أم همروجة إعلامية، اعتبر فحص أنّ “هذا الكلام ضمن إطار التوقعات، ولكن الحقيقة أنّ حزب الله أو إيران، إن أرادوا فتح معركة حلب هم يحتاجون بين 6000 و 10000 عسكري وهذا غير ممكن دون حماية جوية، وبالتالي مهما أرسل الحزب سوف يكونون ضحايا لمعركة خاسرة”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 30/6/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الإرهاب يستهدف الإستقرار في لبنان. هذا مبتدأ وليس خبرا... وفي الخبر كيف يرد لبنان على الإرهاب ويحمي استقراره؟

المبتدأ في الجواب أن الأمن هو الواجهة لكن الخبر أن السياسة هي غطاء الأمن ولذا فإن أهل السياسة جميعا مدعوون الى خطة تخرج من التداول المرصود بين المراجع الى التطبيق الذي يمكن أن يبدأ عقب زيارة وزير الخارجية الفرنسي بيروت في الحادي عشر من تموز وتشاوره بعد ذلك مع طهران والرياض لإنتخاب رئيس للجمهورية وقيام حكومة كل لبنان مع استدعاء احتياطيي الجيش ودرس إمكان العودة الى خدمة العلم.

مجلس الوزراء تداول بالموضوع الأمني والجيش أعلن إحباط عمليتين إرهابيتين. فقد صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:

أحبطت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة كان تنظيم داعش الإرهابي قد خطط لتنفيذهما وترميان لاستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان حيث تم توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطط، وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمالا ارهابية ضد الجيش في أوقات سابقة. لا يزال التحقيق مستمرا باشراف القضاء المختص.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

خميس دام للارهاب، بعد ان ادمى المنطقة بانتحارييه لايام..

كسر زحمه عند مزارع الملاح في ريف حلب الشمالي، شتت جمعه قرب عامرية الفلوجة غرب بغداد، واحبطت مخططات كارثية له في لبنان..

فبعد البيانات السياسية الممجوجة تضامنا واستنكارا لهجمات القاع، بيانات امنية كشفت عن بعض ما كان يحضر للبنان..

عمليتان ارهابيتان اجهضتا بعد ان تمكنت مخابرات الجيش قبل اسبوع من توقيف خمسة ارهابيين من داعش، اعترفوا بالكثير:

- تفجير كازينو لبنان ومراكز تجارية في الحمرا والاشرفية والضاحية الجنوبية.

- تفجير سيارة إسعاف مفخخة في الضاحية تزامنا مع مراسم إحياء ليلة القدر الكبرى.

المنار علمت من مصادر امنية ان بين الموقوفين السوريين الخمسة "أبو محمود التدمري" وآخر يدعى "أعسار" كانوا على علاقة ببعض انتحاريي القاع، وقد شاركوا بهجمات سابقة ضد الجيش.

اما مداهمات الامن العام بناء لاعترافات احد الموقوفين لديه في عين عطا بجرود عرسال، فقد انتهت بالعثور على حزام ناسف واسلحة واعتدة حربية، والبحث جار لتوقيف باقي الخلية..

انه حال لبنان، اما واقع سوريا في حربها ضد الإرهاب فيمكن أن تقرر مستقبل المنطقة بأسرها كما رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.. فهل صدفة ان يكون رأي بل قرار اولئك الارهابيين الضرب في كل مكان، الا ضد الصهاينة في فلسطين؟ هنا اصل الحكاية..

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

لبنان ضحية التفجيرات لكنه ايضا ضحية التمادي في نشر سيناريوهات الارهاب الزاحف الى مرافقنا، والاغرب الاخبار عن عمليات لن تحصل لان القوى الامنية كشفتها واوقفت رؤوسها المدبرة. اليكم المثل، فقد اعلن الجيش عن افشال عمليتين ارهابيتين كانتا تسهدفان مرفقين كبيرين سياحيا وتجاريا لكنه لم يسمهما فتبرع بعض الاعلام بنشر الاسمين وارفق الخبر بمعلومة تقول بأن العملية حصلت منذ شهر وقد امتنع الجيش عن نشر الخبر لعدم تعكير اجواء الانتخابات البلدية.

الا يعكر الخبر المطرز باسماء المؤسسات اجواء الموسم السياحي؟ ان الـ mtv التي رفضت يوما تغطية حارقي الدواليب في الشوارع ستمتنع عن الخوض في هذه المغامرة المؤذية وتتمنى على وسائل الاعلام الزميلة ان تحذو حذوها، والمنطق بسيط، الامن يلزم الصمت عندما ينجح في منع الارهاب، وحين ينجح الاخير في تحقيق خرق يتم التعامل معه بما يستحق لان الحياة يجب ان تسمتر.

في الانتظار، الحكومة على انشائياتها ومجلس الوزراء لم يتخذ اي قرار عملاني في مستوى جريمة القاع.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

بات الأمن هو الحدث. ليس فقط على الحدود، ولا في القاع، ولا في الضاحية أو الجنوب، أو البقاع، بل في كل لبنان.

نجح حزب الله بإدخال لبنان في عين العاصفة بعدما اوصله الى القاع. إستدرج داعش وأخواتها إلى كل زنقة ودار من لبنان. مع سبق الإصرار والترصد، شارك في تحويل جزء من الثورة السورية إلى عدو للبنان. وها هو يتفرج، خائفا، بعدما كان يدعي حماية لبنان.

حزب الله ألغى رسميا الاحتفال المركزي السنوي في يوم القدس، الذي لم يغب منذ ربع قرن. تحت وطأة الخوف الأمني، في ما يشبه الإعلان عن سقوط نظرية: “ذهبنا لنمنعهم من المجيء”.

حزب الله الذي تحول من الهجوم في حلب، إلى الدفاع،بات عاجزا عن حماية احتفال في مربعه الأمني، فيما يدعي أنه يريد حماية الشرق كله.

وحدها الاجهزة الامنية الرسمية تعمل في مكافحة الارهاب تكشف شبكات تبطل عبوات وتحبط مخططات وتحمي لبنان واللبنانيين.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

جدول زمني يظهر حجم التخبط، امس مساء يصدر بيان عن رئيس مجلس ادارة كازينو لبنان يعلن فيه ان شركة الكازينو تفاجأت بحجم الاشاعات المتداولة حول وجود مخاطر امنية وتهديدات محدقة بالكازينو ووضعها في اطار الشائعات التي لا ترتكز الى اي معطيات او مؤشرات جدية.

اليوم ظهرا يصدر بيان عن قيادة الجيش مديرية التوجيه يقول ان مديرية المخابرات احبطت عمليتين ارهابيتين كان تنظيم داعش خطط لتنفيذها ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، ما لم يقله بيان الجيش قاله مصدر عسكري لوكالة فرنس برس، وفيه ان المخطط كان يستهدف كازينو لبنان ومنطقة مكتظة مثل مراكز تجارية او الضاحية الجنوبية او مناطق اخرى كالحمرا والاشرفية.

قبل ذلك باقل من ساعة نفت نقابة اصحاب المطاعم كل ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي عن تهديدات امنية قد تطال المؤسسات السياحية، الاستنتاج "الطاسة ضايعة"، حميد كريدي ينفي، الجيش يؤكد، مصدر عسكري يؤكد المؤكد ويسمي، نقابة اصحاب المطاعم تنفي، وسط هذا الضياع ماذا يفعل المواطن والى من يعود، اذا كان المطلوب عدم اخذه بالشائعات وبما تورده مواقع التواصل الاجتماعي فبماذا يأخذ؟ هل يأخذ بالبيانات المتناقضة وكلها صادرة عن مراجع رسمية؟ ربما من حق المواطن ان يطالب بمعلومات اكثر شفافية لئلا يفرض على نفسه عدم تجول طوعي وربما من واجب الحكومة والاجهزة المختصة تزويده بمعلومات تشكل خارطة طريق له لا خارطة ضياع.

في سياق التدابير الاحترازية اوضح حزب الله ان الاجراءات التي يتخذها هي لتخفيف اوجه التوتر والقلق عند الناس.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

الشر المستطير هو عنوان المرحلة على مستوى العالم، يد الارهاب التكفيري تضرب هنا وهناك بانتحارييها من دون وجود خيمة تحمي اية حكومة على مستوى العالم، والوقائع تثبت ذلك، الدعوات الروسية الى توحيد الجهود لمحاربة الارهاب لم تعد ترفا او مناورة اليوم بل حاجة لخصوم موسكو قبل غيرهم، ومن هنا افتى الرئيس فلاديمير بوتين بأن حسم المعركة ضد داعش سيتم على الاراضي السورية. كلام بوتين جاء بعد المصالحة مع تركيا التي اكتوت هي ايضا بنار الدواعش، فهل استفاق اردوغان؟ وماذا عن الاستدارة الغربية تجاه التطورات السورية؟

الغرب يهاجم الدولة السورية في العلن ويرسل موفديه زرافات ووحدانا الى دمشق لطلب مساعدتها الامنية تحديدا من تحت الطاولة لخوف هذا الغرب من الانزعاج الاميركي بحسب ما كشف الرئيس السوري بشار الاسد.

ولم تكتف العواصم الغربية بذلك بحسب معلومات اعلامية بل ذهبت الى حد ارسال اشارة الى الدولة اللبنانية للتنسيق مع سوريا وضبط الحدود ولا سيما ان الانتحاريين قدموا من خارج لبنان.

في الداخل رفعت القاع مستوى التأهب الامني لمواجهة الارهاب وسحب صواعق عملياته قبل ان تقع، وفي هذا الاطار احبطت استخبارات الجيش عمليتين ارهابيتين على درجة عالية من الخطورة كان تنظيم داعش قد خطط لتنفيذهما عبر استهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، وتم توقيف خمسة ارهابيين وعلى راسهم العقل المدبر.

وفي وادي عطا في عرسال دهمت قوة كبيرة من الامن العام منزلا بمؤازرة من الجيش وعثرت على حزام ناسف ومتفجرات.

على طاولة مجلس الوزراء نقاش مستفيض حول الوضع الامني، وتنبيه من الرئيس تمام سلام حول عدم جواز ربط ما حدث بالنزوح السوري ووضع لبنان باكمله في وجه النازحين، سلام الذي لفت الى ان وضع لبنان افضل من غيره وجه التحية لاهل القاع الذين تحلوا بمسؤولية عالية خلافا للاجواء السياسية التي احاطت بالتفجير الارهابي.

الاوضاع الامنية دفعت حزب الله الى تاجيل احتفاله بيوم القدس العالمي المقرر غدا، على ان يوجه السيد حسن نصر الله كلمة متلفزة عند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم نفسه.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

فجأة، وكما كل مرة، بعد وقوع الجريمة، وبعد سقوط الضحايا، وبعد رحيل الشهداء... تخرج التسريبات عن بطولات وإنجازات ومعلومات وحقائق مزعومة... فجأة، يريدون إقناع اللبنانيين أن مكان تدريب الانتحاريين وتجهيزهم كان معروفا منذ ستة أشهر... حسنا! إذا كان ذلك صحيحا، فماذا فعلتم؟ لماذا لم تبادر حكومة المصلحة الوطنية إلى التنسيق مع السلطات في دمشق، لحماية لبنان من المجرمين؟ ولماذا لم يذهب الذين وافقوا على التفاوض مع داعش والنصرة، للتفاوض مع الدولة السورية، العضو في الأمم المتحدة، والتي لها سفير في بيروت، من أجل منع الإرهابيين من ضرب لبنان؟ أكثر من ذلك، فجأة، تنهمر علينا أخبار التوقيفات والمداهمات وإحباط المؤامرات وصد الهجمات... لكن، وكما سأل وزراء في الحكومة نفسها، هل لدى رئيس الحكومة معلومات موثقة عن مسارب للتهريب في المنطقة التي استهدفها الإرهابيون؟ هل لديه معطيات مؤكدة عن موظفين يستفيدون من عمليات تهريب البضائع، المسموحة والممنوعة، عبر تلك المسارب المعتلمة والمكشوفة؟ لا بل أكثر من الأكثر، وهو المحظور الذي لا يسمح بقوله ولا كشفه، هل لدى رئيس الحكومة معلومات عن نافذين يغطون مسارب التهريب تلك، ويحمون الذين يهربون؟ رحم الله الشهداء...

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

سحور بعد فتور ابتدأ بشراب قمر الدين وانتهى بأطباق تشي بأن الطعام كان "دايت" وإن تخلله بعض الدسم السياسي في اللقاء لم يهن الود بين الرجلين فما كان من عتاب دار حول ملفات الأمن والرئاسة وقانون الانتخابات حتى موعد الإمساك وبعد ثلاث ساعات ونصف سكتا عن النقاش المباح وتواعدا على تنظيم العلاقات والخلافات بلجنة ارتباط وربطا بغزوة القاع طفت على قمة التحقيقات مع الإرهابيين الموقوفين إنجازات أحبط من خلالها الجيش اللبناني مخططا لتفجير مرفق سياحي ومجمع سكني وعلى الاعترافات أيضا نفذ الأمن العام يدا بيد والجيش عملية دهم في وادي عطا بعرسال وصادرا حزاما ناسفا وكمية من الذخائر أما بنك أهداف داعش فسنكشفه بمحضر تحقيق في متن النشرة ولأن الإرهاب بالإرهاب يذكر فما عاشتْه بلدة القاع خبره مطار أتاتورك وغدا ربما تهدد ولاية الرقة عواصم قرار ما حدث في القاع الحدودية لن يكون كقبله فهو غير المعادلات الأميركية والفرنسية والأوروبية أما على المقلب اللبناني السوري فالتقطت إشارات إيجابية بين البلدين على قاعدة أن النأي بالنفس انتهى مفعوله السياسي بعد سريان مفعول التهديد الأمني وعليه فإن التنسيق بين الجيشين السوري واللبناني ومعهما حزب الله بات لزوم ما يلزم على أن ينسحب التنسيق على أزْمة النازحين وإذا كان وضع لبنان أفضل من غيره مع أن الحرب على الإرهاب كبيرة بحسب ما قال رئيس الحكومة تمام سلام في جلسة مجلس الوزراء فإن المعركة مع المناقصات والتلزيمات هي أم المعارك الدائرة حول خطة النفايات وفضائح مطمري برج حمود والكوستابرافا التي كشف عنها وزير الخارجية جبران باسيل فمطمر برج حمود كلف مئة مليون دولار فيما تقدمت شركة من أهل البيت والتعبير لباسيل ووضعت لمطمر الكوستابرافا ميزانية قدرت بمئتين وخمسين مليون دولار وأهل البيت هم أهل السياسة وعرابوها في الصفقات التي تجري داخل مجلس الإنماء والإعمار وكما في السياسة فإن المحاصصة في الإعمار تتوزع بين رئيس يلحق ببيت الوسط ونائب رئيس شقيق لرب بيت عين التينة وكل العقود سارية التلزيم تمر بإمضائين وإن تحفظ أحدهما من دون التوقيع على التحفظ كمن يقول لا إله وما يسري على النفايات ينسحب على الرملة البيضاء والسعي لمصادرتها تحت عباءة متعهد غدار أو عاشور أما المؤتمر الصحافي لوزير الأشغال العامة غازي زعيتر على هذا الملف فلم يسمنْ ولم يغن من جوع وهو دار حول القضية وميع الاتهام فلا مانع التلزيم ولا أيده وزاد على التباس القضية التباسا وذر رمادا على رمال بيضاء.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 30 حزيران 2016

النهار

تحويل الصراع ...

تخوّف وزير من تحويل الصراع من سني - شيعي الى مسلم - مسيحي بعد إحباط "حزب الله" و"المستقبل" الخطة الأولى.

مزايدة سياسية ...

قال خبير قانوني إن الكلام على نشر القوة الدولية العاملة في الجنوب على الحدود مع سوريا مجرّد مزايدة سياسية لأنه غير وارد نهائياً.

"بدنا نحاسب" الكتائب ...

شبّه كتائبي عتيق القرارات الاخيرة في حزب الكتائب بأنها محاولة لتحويل الحزب العتيق الى حملة "بدنا نحاسب".

تعرفة المولدات ...

تعذّر على وزارة الطاقة والبلديات تطبيق التعرفة الرسمية على كل أصحاب المولدات الكهربائية.

السفير

بدأ عدد من نواب تيار ســياسي بارز يشــعرون بأن عودة معظــمهم إلى النــدوة النيابية ستــكون صعبة و"مكلفة"!

التقى أحد النواب السابقين في حزب سياسي بارز مرتين بأحد أبرز أعضاء جمعية المصارف في مناسبات اجتماعية وكان الجو إيجابيا.

نصح رجل أعمال مقرب من إحدى سفارات الدول الخمس الكبرى مرشحا رئاسيا لبنانيا بقطع خطوط التواصل من تحت الطاولة مع النظام السوري لأنها باتت تؤثر سلبا عليه!

المستقبل

يقال

إنّ التحقيقات الأولية التي بدأتها أجهزة أمنية لمعرفة مصدر الشائعات التي رُوِّجت أمس لحصول عمليات انتحارية في مناطق متعدّدة أظهرت أن معظمها له طابع فردي.

اللواء

تحرص جهة لبنانية على معرفة ما إذا "لقاءً نوعياً" جرى في عاصمة أوروبية تطرّق إلى أسماء المرشحين للرئاسة اللبنانية..

أعرب وزير معني عن استيائه من موجة شائعات استهدفت قطاعاً يُعلِّق عليه آمالاً لهذا الموسم!

حتى ما بعد تشييع شهداء القاع لم تعلن أية جهة عن تبنّيها للهجمات الإنتحارية ضد الآمنين هناك..

الجمهورية

رفع أحد الأجهزة الأمنية طلباً الى الجهات المعنية بضرورة إزالة أحد المخيمات قرب

القاع نظراً لصعوبة ضبطه.

تقوم دولة أوروبية كبرى بإتصالات مع دولة إقليمية قبل إجراء أي تحرّك باتجاه لبنان لضمان الحد الأدنى من نجاح هذا التحرّك.

أبدت فاعليات بقاعية إمتعاضها من زيارات سياسية من خارج المنطقة وتصريحات أقرب للمزايدات منها الى الدعم.

البناء

كشفت معلومات أمنية عن أنّ المجموعات الإرهابية لا تزال تخطط لعمليات أمنية في عدد من المناطق اللبنانية، ولهذه الغاية جالت مجموعة من الإرهابيين على عدد من المناطق لجمع بنك أهداف يتضمّن مرافق متنوّعة وتطال تجمّعات بشرية ومراكز عسكرية. كما أشارت المعلومات إلى مواصلة الجماعات المسلحة في جرود عرسال ورأس بعلبك تدريباتها العسكرية والتزوّد بالأسلحة والذخائر وقد تكون الغاية منها التحضير لعمل عسكري في وقت قريب.

 

أهالي شهداء القاع يتقبلون التعازي السبت في كنيسة مار سمعان السبتية

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - يتقبل أهالي شهداء القاع والزميل في "الوكالة الوطنية للاعلام" طوني وهبه، التعازي بشهداء البلدة الخمسة، ومن بينهم شقيق الزميل وهبه الشهيد ماجد، بعد غد السبت 2 تموز، في صالة كنيسة مار سمعان في السبتية، من الحادية عشرة قبل الظهر إلى السابعة والنصف مساء.

 

قهوجي عرض مع سفير ايطاليا الأوضاع والتعاون بين الجيشين

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، قبل ظهر اليوم، السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين.

 

عائلة الشيخ يعقوب:القضية واضحة ومظلوميتنا فاضحة

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب، في بيان من مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، انه "كلما ازداد ظلمها ازدادت صبرا وايمانا". ونشرت العائلة البيان السابع والخمسين والذي كتب على لوح امام المارة وفيه: "بالأمس تعرضت عقيلة الشيخ محمد يعقوب أحد رموز المقاومة والوطن لحادث أمام اعتصامها ونقلت إلى المستشفى وهم نيام وما زالوا يقولون ما لا يفعلون.الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. خذ يا ربي حتى ترضى. كلما ظلمنا ازداد صبرنا وعظم أجرنا واشتد ايماننا. وما رأينا الا جميلا. لن نقول شيئا، فالقضية واضحة ومظلوميتنا فاضحة والظالمون في غيهم يعمهون".

 

الحريري وجعجع دانا انفجار القاع وبحثا في انهاء الفراغ الرئاسي واعادة تفعيل التنسيق

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد رفيق الحريري البيان الاتي:

"لبى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يرافقه رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات ملحم الرياشي، دعوة الرئيس سعد الحريري الى سحور أمس، في بيت الوسط، في حضور مستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري.

وقد تم التطرق خلال السحور الى المواضيع الآتية:

1 - الهجوم الارهابي على بلدة القاع وإدانته بشدة والوقوف خلف الجيش والاجهزة الامنية لمحاربة الارهاب وحماية الوطن ورفض مبدأ الامن الذاتي على ان يقتصر دور الاهالي مساعدة ومؤازرة القوى الامنية.

2 - بحث انهاء الفراغ الرئاسي والتأكيد على ان الطرفين مستعدان للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس وتأمين النصاب وفي هذا الاطار فتح المجال للمزيد من التشاور مع كل القوى السياسية.

3 - التأكيد على قانون الانتخاب المقدم من قبل الطرفين مع الحزب الاشتراكي والتشاور مع القوى الاخرى بغية الاتفاق على قانون جديد.

4 - الاتفاق على اعادة تفعيل التنسيق في القضايا كافة بما فيها الانتخابات الطالبية والنقابية".

 

الأمن العام: دهم أحد أوكار الإرهابيين في وادي عطا في عملية إستباقية والعثور على حزام ناسف وأسلحة

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - افاد بيان لمكتب شؤون الاعلام في المديرية العامة للامن العام، انه "بناء على إعترافات أحد الإرهابيين الموقوفين لديها، وفي إطار عملها الامني، قامت المديرية العامة للأمن العام بمؤازرة من الجيش اللبناني، بمداهمة أحد أوكار الإرهابيين في وادي عطا - خراج بلدة عرسال، وذلك في إطار عملية إستباقية حيث عثرت على حزام ناسف وأسلحة وأعتدة حربية مختلفة. وتم ضبط الموجودات، ولا تزال المتابعة مستمرة لتوقيف باقي أعضاء الخلية الإرهابية".

 

اليونيفيل ردا على تقارير عن تخفيف دورياتها: أنشطتنا عادية

الخميس 30 حزيران 2016/وطنية - صور - أكد المكتب الاعلامي لليونيفيل، في اتصال إجراه مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور جمال خليل، ردا على بعض التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تخفيف اليونيفيل للدوريات في منطقة عملياتها في جنوب لبنان، ان اليونيفيل "تنفذ أنشطتها العادية، بما في ذلك تسيير الدوريات في منطقة عملياتها، بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية ووفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 (2006)". وأشار المكتب الاعلامي ردا على سؤال الى "ان تركيز اليونيفيل لا يزال منصبا على عملياتنا وعلى تنفيذ القرار 1701. وعليه، لم يحصل تخفيض في كل من الأنشطة العسكرية والمدنية.وكما هو حال الجميع، فإن اليونيفيل تأخذ على الدوام جانب الحذر لناحية التطورات الأمنية، ولديها أصلا تدابير أمن وحماية شاملة في موضع التنفيذ، حيث يتم مراجعة هذه التدابير بشكل مستمر بناء على الوضع على الأرض. ومن المهم التأكيد على أن اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية والشعب اللبناني بشكل عام، لديهم مصلحة مشتركة في الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان ومنع أي انتهاك للقرار 1701".

 

قناعات ومواقف مستندة إلى العقل والقيم

خليل حلو/فايسبوك/30 حزيران/16

بعض الأصدقاء والمعارف يلومونني على قناعاتي ومواقفي التي أعتقد أنها مستندة إلى العقل والقيم، وهذه الملامة ناتجة عن ضغط الأحداث الجارية، آخرها حادثة القاع. تحت ضغط الأحداث يعتمد البعض التطرف الفكري ويدعو إلى التسلح وإلى تقويم الدنيا وإقعادها وإلقاء الملامة على الآخرين وكأن فريقهم معصوم عن الخطأ والخطايا. جوابي على ذلك هو التالي: المتطرفون ليسوا فقط قاعدة وداعش ونصرة بل هناك عشرات التنظيمات المتطرفة والتي تفسر الكتب الدينية من منظار متزمت وضيق وفي غير عصرها. والتطرف لا يقتصر على التنظيمات التي تسمي نفسها إسلامية بل يتعداها إلى غير المسلمين. الخائف هو الذي يختار مسلك التطرف وكأنه خشبة خلاص وهذا خيار خاطئ جداً، وواهم من يظن أن حلول مشاكله تكمن في هذه الإيديولوجيات. هناك أقليات دينية وعرقية خائفة وهناك أيضاً أكثريات دينية وعرقية خائفة سواءً خوف مادي وجسدي أو خوف على هوية وهمية أو على ثقافتها من الضياع، وهي تتصرف نفسياً وعملياً مثل الأقليات رغماً أنها أكثرية عددية. أما بالنسبة للمسيحيين: المسيحية ليست هوية بل هي إعتناق قيم وعيشها. واهمون اليوم من يظنون أن المسيحية هي هوية ومثالاً على هذه الأوهام هناك في لبنان مع الأسف مسيحيين "شيعة" وهناك مسيحيين "سنـّة" بالمعنى السياسي، وبالتالي حتى الهوية ضاعت عندهم (وأنا لا أؤمن بهذه الهوية أصلاً بل أؤمن بقيم المحبة المسيحية التي لا حدود لها ... فمحبة الغير دون أي إستثناء هي الفرح الحقيقي، وأيضاً نصرة الحق والعدل والضعيف والمحتاج والخائف). أما الذين يندبون حظهم من بين المسيحيين ويقولون أننا ضعفاء: ضعف المسيحيين المادي لم يأت لا من السنـّة اللبنانيين ولا من الشيعة اللبنانيين بل من إحتلال بعثي سوري دام ثلاثين سنة قمع وقصف وخطف وإغتيالات وتهديدات وسجون من جهة ومن معارك المسيحيين بين بعضهم بالمدفعية والراجمات في العام 1990 ما زال البعض واقفة عقارب ساعته في ذلك الحين. أما مسيحيتي فهي محبة ثم محبة ثم محبة ثم حق وعدالة ومكافحة الجهل واللقاء بالآخرين وهذه هي القوة الحقيقية.

 

حزب الله يعترف: الجيش مكفّي وموفّي

 أحمد الأسعد/30 حزيران/16

ما حصل قبل أيام في بلدة القاع أصاب كل لبنان، بالحزن والذهول. من القاع، أطلّ علينا الإرهاب الداعشي بجديده الدموي: انتحاريون انغماسيون بالجملة، وعملية أولى في منطقة مسيحية في لبنان. مرة جديدة يحاول حزب الله الإستفادة من دم ضحايا الإرهاب لكي يثبت صوابية وصحة خياره بالمشاركة في القتال في سوريا. ويسعى حزب الله إلى استخدام ماساة القاع لكي يسوّق فكرة أن التنظيمات الإرهابية لا تستهدفه وحده، ولا تستهدف بيئتة الشيعية دون غيرها، بل جميع اللبنانيين، من كل الطوائف، وبالتالي فهو، بقتاله في سوريا، يدافع عن كل اللبنانيين، وهي نظرية تبريرية خاطئة طبعاً، لأن ما فعله حزب الله هو أنه ورّط الشيعة وجميع اللبنانيين في الحرب السورية، وجرّ عليهم الأعمال الإنتقامية من "داعش" وأمثاله. لن ندخل هنا في جدل غير مفيد حول ما إذا كانت القاع مستهدفة في ذاتها، أم أنها كانت ممراً فحسب للإرهابيين. ولكنّ الأكيد أن "داعش" يستهدف المسلمين قبل المسيحيين، وضحاياه هم من السنّة كما من الشيعة كما من المسيحيين. وبالتالي، لا يمكن تصوير ما حصل في القاع على أنه استهداف للوجود المسيحي تحديداً، ولا يمكن حزب الله استغلال ذلك لاستمالة المسيحيين إلى تأييده في معركته العبثية. صحيح أن إرهاب داعش يضرب في كل مكان، ويقتل أياً كان، ولكنّ تورّط حزب الله في النزاع السوري جعل لبنان تحديداً هدفاً دائماً للتنظيم الإرهابي. وأكثر ما لفتني في كل الكلام الذي قيل من زوار القاع، ما قاله أحد وزراء حزب الله، تعليقاً على حمل أبناء البلدة السلاح بعد التفجيرات: "الجيش موجود على الحدود وفي القاع وهو مكفي وموفي". ونقول لحزب الله: صحيح أن الجيش مكفّي وموفّي، على الحدود وفي الداخل. وإذا كنتم تقولون ذلك لأهل القاع، فلماذا لا تقولونه لأنفسكم، ولماذا لا تعملون وفق ذلك؟ نعم،  الجيش مكفّي وموفّي، ولا حاجة إلى سلاح حزب الله، ولا إلى حروبه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النقاش في قانون الانتخاب وتركيبة الحكومة عقيم والأَولى انتخاب رئيس و14 آذار تخشى "سلّة" تؤسس لجمهورية لبنانية "صديقة" للنظام السوري

المركزية- مع سقوط فكرة اعتماد الانتخابات النيابية مفتاحا لحل الازمة السياسية اللبنانية المعقدة، متأثرة بضربات تلقتها من قوى 14 آذار التي تمسّكت باجراء الانتخابات الرئاسية قبل أي استحقاق آخر، قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لمس على طاولة الحوار الاخيرة استحالة إبصار طرحه النور، إخراج ورقة جديدة من جيبه، تقول بالذهاب نحو "سلّة شاملة" أو دوحة لبنانية، علما أن الاقتراح هذا كان أدرجه بري خيارا أخيرا ضمن مبادرته الثلاثية الاضلاع التي اقترحت انجاز الانتخابات النيابية أولا وفق القانون الحالي، أو انجازها وفق قانون جديد يتم الاتفاق عليه، على أن تعقبها فورا انتخابات رئاسية، غير ان الفكرتين قوبلتا برفض من فريق 14 آذار للسبب المذكور آنفا، فلم يبق أمام عراب الحوار، الا طرح "السلّة". واذا كان رئيس المجلس حدد 3 جلسات حوارية متتالية في 2،3 و4 آب المقبل لعرض القضايا السياسية الخلافية كلّها على الطاولة وأبرزها قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية والحكومة المستقبلية رئيسا وتركيبة، فإنّ اعتراضا واضحا على فكرة فلش النقاط العالقة دفعة واحدة، سرعان ما طفا الى الواجهة، على لسان أكثر من مكوّن في 14 آذار منهم "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" وشخصيات مستقلة كوزير الاتصالات بطرس حرب. وقد سجّل الفريق رفضه لتوجّه برّي ورأت أوساطه أنه يضيّع الاولويات، ذلك أن الجهد السياسي يجب ان ينصب على البحث في كيفية وضع حدّ للشغور الرئاسي، لا أن يذهب نحو نقاشات معلوم سلفا انها ستكون عقيمة، فهل يظن الرئيس بري فعلا ان الاتفاق على قانون انتخاب أو على اسم لرئيس الحكومة الجديد وعلى تركيبتها، ممكن خلال 3 أيام؟ وفي حين جدد رئيس المجلس أمس استغرابه لموقف الفريق الآذاري، خصوصا "أن بنود السلة هي نفسها بنود الحوار"، على حد تعبيره، بقيت مصادر في 14 آذار مرابضة عند كلامها، فأعربت لـ"المركزية" عن خشيتها من أن يكون السعي وراء "دوحة لبنانية" اعادة انشاء الهيكل الداخلي من الصّفر أو انشاؤه بما يتناسب مع مصالح أطراف سياسية داخلية تريد "شرعنة" مكتسبات هي حاصلة عليها اليوم بفعل الامر الواقع، فتصبح ثابتة مكرسة قانونا، ومنها مثلا الثلث المعطل في الحكومة أو ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة أو التسليم بوجود السلاح الذي تمتلكه. سعيد: وفي معرض قراءته لأسباب طرح السلة في هذا التوقيت بالذات، يكشف النائب السابق فارس سعيد لـ"المركزية" عن كلام يتردد اليوم في مطابخ التسويات الاقليمية والدولية حول الوضع السوري يقول بأن اذا سلمت دوائر القرار العربية والخارجية بدور ما للرئيس بشار الاسد في سوريا، فإن ايران وتاليا "حزب الله" سيفسحان المجال امام اجراء الانتخابات الرئاسية. وعليه، يشير الى محاولات للربط بين الواقعين اللبناني والسوري والعودة الى "نغمة" وحدة المسار والمصير، يحاول خلالها البعض، عبر طرح "السلة"، بناءَ جمهورية في لبنان تتناسب وبقاء الاسد في سوريا، بمعنى ان اذا بقي الرئيس السوري في منصبه، فإنه يحتاج الى دولة وجمهورية "صديقة" في لبنان، "صديقة" ليس فقط على مستوى رئيسها بل على مستوى "قانون الانتخاب" و"الحكومة ورئيسها"، تكون منسجمة مع "النظام السوري" او أقلّه مع طبيعة المرحلة الانتقالية في سوريا. ويعرب سعيد عن خشيته من أن تكون هذه السلة، سلة "للاستسلام" لهذا الامر الواقع الذي نرفضه في سوريا ولبنان".

 

فتفت: السحور الرمضاني لم يبحث في "تغيير الخيارات الرئاسية" و"المسـتقبل" ضد "السـلّة" والطائف سـقف مواقفه وطروحاتـه

المركزية- هل ستؤدي ثلاثية الجلسات الحوارية اوائل اب المقبل التي دعا اليها الرئيس نبيه بري الى "قيامة" لبنان واخراج ازماته على رأسها رئاسة الجمهورية من شرنقة التعطيل في ظل ما يُحكى عن "سلّة" شاملة لمُختلف القضايا الخلافية ستكون "نجمة" المباحثات على طاولة الحوار بعدما "فشلت" المؤسسات الدستورية في القيام بواجباتها؟ "المركزية" سألت عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت عن موقف التيار في ما يُتداول في بورصة المواقف السياسية، وتحديداً من جانب عين التينة عن "السلّة" الشاملة، فاعلن اننا "ضد المزيد من الاعتداء على الصلاحيات الدستورية، تحديداً صلاحيات مجلس النواب، لان تعيين رئيس مجلس الوزراء من صلاحيات مجلس النواب وذلك بعد استشارات نيابية مُلزمة وليس من مهمة طاولة الحوار، كما اننا ضد ما يُحكى عن ان السلّة تشمل تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية وتحديد عملها وحتى تغيير النظام الداخلي لمجلس الوزراء الذي نعتبره تطاولاً على صلاحيات رئاسة الحكومة"، واكد ان "الطائف هو سقف مواقفنا وطروحاتنا، وجلسات الحوار "الثلاثية" التي دعا اليها الرئيس بري اوائل اب المقبل هي جلسات تحت سقف الطائف لا جلسات لمناقشة "السلّة" التي لا نعلم ماذا تتضمّن ومن هي الجهة التي وضعت فيها القضايا الخلافية".

وقال "ليقولوا لنا صراحةً بانهم لا يريدون الطائف وان هدفهم شيء اخر. في كل مرّة يعلنون تمسّكهم بالطائف ويدافعون عنه بينما في المقابل يتحدّثون عن "سلّة" متكاملة سيبحثونها في جلسات الحوار. ماذا يعني "تعيين" رئيس الحكومة ضمن السلّة من دون استشارات نيابية مُلزمة؟ اذا استمرّينا بهذا الطرح (اي السلّة) فهذا معناه اعتداء على الدستور وعلى اتفاق الطائف اي مؤتمر تأسيسي غير مباشر وهذا ما لا نقبله". ولم يستبعد رداً على سؤال عقد لقاء مع الرئيس بري قبل موعد جلسات الحوار الثلاثية لنقل موقف "المستقبل" من طرح "السلّة".

السحور الرمضاني: وعن السحور الرمضاني الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع امس، اعتبر فتفت ان "التطورات الاخيرة تستدعي لقاءً كهذا، وتحديداً بعد التفجيرات الانتحارية التي ضربت القاع"، مشيراً الى انهما "اتّفقا على عدم تعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، لكنهما لم يتطرّقا الى مسألة "تغيير الخيارات" الرئاسية، اي ترشيحهما لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية"، ومؤكداً ان "الحريري وجعجع حليفان استراتيجيان على رغم الاختلاف في وجهات النظر حول بعض القضايا". وشدد على ان "الطرفين اتّفقا على الاستمرار بالقانون المُختلط القائم على انتخاب 68 نائباً وفق النظام الاكثري و60 نائبا وفق النسبي". وعن جلسة اللجان النيابية المشتركة المُقررة في 13 تموز المقبل، اجاب "يبدو ان الرئيس نبيه بري اطاح بها لانه دعا في اليوم نفسه الى جلسة لانتخاب الرئيس، وهذا امر مُستغرب"، معتبراً ان "لا فحوى من دعوات رئيس المجلس الى جلسات انتخاب طالما نُقل عنه اخيراً ان لا رئيس جمهورية من دون "سلةّ" شاملة لمختلف القضايا الخلافية". حوار "المستقبل"-عون: اما في شأن دعوة "القوات" "تيار المستقبل" الى فتح حوار مع العماد عون من اجل حل ازمة رئاسة الجمهورية كما جاء على لسان النائب جورج عدوان منذ يومين، ذكّر فتفت باننا "سبق وحاورناه منذ سنتين لكننا لم نصل الى نتيجة، و"القوات" هي اعترضت آنذاك عليه"، لافتاً الى ان "لا مجال لحوار كهذا نعلم سلفاً ان لا نتيجة له كما حصل سابقاً"، وموضحاً ان "مشكلتنا مع العماد عون طريقة ممارسته للحكم من خلال وزرائه اضافة الى مواقفه السياسية "المُلتزمة" تماماً بالخط الايراني المُتحكّم في المنطقة وابتعاده عن المسار العربي". واستغرب موقف عدوان الذي قال انه "في حال فشل هذا الحوار الرئاسي فلنذهب الى انتخابات نيابية على اساس قانون جديد يليها انتخاب رئيس، علماً ان جعجع يقول عكسه تماماً".

الحراك الخارجي: وشكك فتفت في ان "يصل الحراك الخارجي على خط موسكو-واشنطن-باريس الى نتائج ايجابية قد تُفرج عن ازمة الرئاسة في لبنان"، مشيراً الى ان "لا حل في لبنان قبل ان يتوضّح المسار الذي ستسلكه الازمة السورية".

 

سـيل تحليلات متناقضة في حوادث القاع لن يحسمهــا الا الموقف الرسـمي

الجيش أحبط عمليتين ارهابيتين خطيرتين..والحكومــة غاصـت فــي الأمن

سحور الحريري – جعجع رأب الصدع ولم يخرق رئاسيا..القوات:النيابية أوّلا اذا

المركزية- حبر كثير سال وسيسيل في الايام المقبلة حول الأهداف الحقيقية الكامنة خلف الموجة الانتحارية التي استهدفت القاع على ثماني دفعات الاثنين الماضي. التحليلات عديدة ومتناقضة، فمعظم القراءات يغلب عليه الطابع "السياسي"، بحيث يحاول كل فريق توظيف الاعتداء الارهابي غير المسبوق لترجيح كفّة خياراته لا سيما تلك المتعلقة بصوابية تدخل أطراف لبنانيين في الحرب السورية أم لا، وبكيفية التعاطي مع ملف النزوح وغيرها... وما يفتح الباب أوسع أمام قراءات أكثر تشعّباً، واقع أن لا أب رسميا حتى اللحظة لحوادث "القاع". فمع ان التحقيقات الجارية كشفت أن معظم الانتحاريين ينتمون الى "داعش" الا ان التنظيم لم يتبنّ العملية بعد، فيما الناطق الرسمي باسم "كتائب عبد الله عزام" سراج الدين زريقات وجّه منذ ساعات أصابع الاتهام الى "حزب الله" بالوقوف خلف تفجيرات القاع "لرفع أسهمه من جديد". وأمام هذا الواقع، لا بدّ من كلام رسمي حاسم يصدر عن الجهات العسكرية والقضائية المعنية يفصل الخيط الاسود عن الابيض ويوضح للرأي العام حقيقة ملابسات ما جرى في القاع...

احباط مخططين: في الانتظار، تسجّل الاجهزة العسكرية والامنية تأهبا عاليا يرقى الى درجة الاشكال الجديدة للتهديد الارهابي الذي يتربص بلبنان، وقد أثبتت مرة أخرى قدرتها على تحقيق الانجازات في هذا السياق، اذ أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اليوم أن "مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أحبطت عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم داعش الإرهابي خطّط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، حيث تمّ توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطّط، وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمالاً ارهابية ضدّ الجيش في أوقات سابقة، ولا يزال التحقيق مستمراً باشراف القضاء المختص". وفي اطار الحرب الاستباقية على الارهاب، نفّذت وحدات الجيش المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، سلسلة عمليات دهم شملت أماكن ومخيمات يقطنها نازحون سوريون في الجنوب، البقاع، الشمال، كسروان والضاحية الجنوبية، أوقفت خلالها 412 شخصاً.

النقابات واليونيفيل: بيان الجيش زاد محاولات المؤسسات السياحية لملمة آثار موجة الشائعات التهويلية التي غزت البلاد في الساعات الماضية، صعوبة، الا ان نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري نفت اليوم "كل ما يتداول عن تهديدات أمنية قد تطال المؤسسات السياحية"، مؤكدة "انها تأخذ أقصى درجات الوقائية والاحترازية الممكنة". من جهته، أكد المكتب الاعلامي لليونيفيل "انها تنفذ أنشطتها العادية، بما في ذلك تسيير الدوريات في منطقة عملياتها، ولم يحصل تخفيض في كل من الأنشطة العسكرية والمدنية".

مجلس الوزراء: في الموازاة، بقيت مناقشات جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السراي تحت تأثير حوادث القاع، حيث أفادت المعلومات ان الوضع الامني استحوذ على ساعتين من النقاش من أصل ثلاثة، فكان بحث في واقع النزوح وكيفية ضبط الحدود وفي ظاهرة الامن الذاتي. ورأى وزيرا التيار الوطني الحر ووزير العمل سجعان قزي أن ما حصل كان عفويا فقط للدفاع عن النفس فيما الواقع ان الوظيفة هذه موكلة الى الجيش وحده، مطالبين بتصوّر واضح لفرض الجيش سيطرته على الجرود الواقعة تحت سيطرة "داعش" بما يبعد عن القرى اللبنانية التهديد الارهابي. وقال الوزير الياس بو صعب بعد الجلسة "نحن لسنا أصحاب قرار أمني وقلنا أن هناك أراض لبنانية محتلة من داعش وطالبنا بأخذ الإجراءات، وتم التأكيد ان الموضوع سيدرس"، في حين كشف الوزير جبران باسيل "اننا طلبنا بألا تتحول القاع الى عرسال ثانية لذا على الجيش ان يقوم بالخطة العسكرية اللازمة لتكون جرود القاع تحت سيطرته"، في حين لفت قزي الى ان الامن الذاتي لا يتمثل في ما شهدته القاع بل في نموذج "حزب الله" الا ان الوزير محمد فنيش رد قائلا "لا أمن ذاتيا في الضاحية وهي مفتوحة للجميع أما المقاومة فأمر آخر".

سلام يحذر: وكان رئيس الحكومة تمام سلام حذر من "المضي في منحى ربط ما حدث بالنزوح السوري لوضع لبنان بأكمله في مواجهة النازحين، وأكد أن الجيش والقوى الأمنية على جهوزية تامة لمواجهة أي طارئ وأن هناك ثقة كبيرة بها وبقدرتها على مواجهة الارهاب واستباقه وتعقبه وأطلع مجلس الوزراء على نتائج الاجتماع الامني الذي عقد برئاسته.

أوتوستراد جونية: من جهة ثانية، وفي حين غاب ملف الاتصالات وأوجيرو عن الجلسة، أقر بند توسيع أوتوستراد جونية طبرجا بالإجماع. وقد اتُفق على عقد جلستين لمجلس الوزراء بعد الفطر الاولى في 12 تموز المقبل ستخصص لبحث الوضع المالي، والثانية في 14 منه ستبحث في جدول الاعمال العادي.

سحور "الحلفاء": سياسيا، خطف الأضواء السحور الذي جمع ليلا الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بيت الوسط. واذ أفادت مصادر الطرفين ان جلسة الساعات الثلاث ساهمت الى حد كبير في اعادة الدفء الى العلاقة بين الحزبين وبددت الشوائب التي كانت تعتريها، أشار مكتب الحريري الى ان النقاش تطرق الى الملف الرئاسي حيث كان "بحث في انهائه وتأكيد على ان الطرفين مستعدان للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس وتأمين النصاب، وفي هذا الاطار فتح المجال للمزيد من التشاور مع كل القوى السياسية. غير أن معلومات "المركزية" أفادت بأن النقاش لم يسجل أي خرق في هذا المجال حيث أعلن الحريري تمسّكه بترشيح النائب سليمان فرنجية في حين بقي جعجع متمسكا بدعم العماد ميشال عون. في المقابل، تم "التأكيد على قانون الانتخاب المقدم من قبل الطرفين مع الحزب الاشتراكي والتشاور مع القوى الاخرى بغية الاتفاق على قانون جديد.

جعجع: وليس بعيدا، وفي موقف قواتي يكاد يكون الاول من نوعه، كشف جعجع لـ"المركزية" ان "في حال توصل الافرقاء السياسيون الى اتفاق حول قانون انتخابي جديد اعقبه تعهد علني بالذهاب مباشرة بعد الانتخابات النيابية الى انتخاب رئيس جمهورية، فان القوات تؤيد والحال هذه، اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية"، مؤكدا اهمية الاتفاق المسبق في هذا الشأن، معربا عن اعتقاده ان ايا من هذه الافرقاء بمن فيها حزب الله لا يمكن ان يصدر موقفا او تعهدا علنيا وواضحا ثم يعود عنه، مشيرا الى ان ضرب الحزب "اعلان بعبدا" عرض الحائط بعد التوقيع عليه لا يمكن اعتماده مقياسا، ذلك ان الواقع الراهن لا يشبه الظرف آنذاك ، فـ"اعلان بعبدا" مر في الجلسة الحوارية الاخيرة من دون اتفاق مسبق، ولا يجوز اعتباره قاعدة. في المقابل، أكد رئيس القوات "أننا ضد الامن الذاتي جملة وتفصيلا وغير جائز اتخاذ واقعة معينة في ظرف محدد لا علاقة لها بالامن الذاتي حجة لاتهام القوات به، فلولا بطولات اهل القاع ودفاعهم عن انفسهم الى حين وصول الجيش وامساكه زمام الامور لربما كان الانتحاريون حققوا اهدافا ابعد باشواط مما فعلوا".

الحريري – نصرالله: في المقابل، تتجه الانظار الى المواقف المرتقبة للرئيس الحريري ليلا من صيدا حيث يقيم تيار المستقبل افطارا في دارة النائب بهية الحريري في مجدليون، كما الى كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا في "يوم القدس".

                                                                                                                            

الملف الأمني عامل ضاغط على الفرقاء واللبنانيين ودافع لإتمـام الاسـتحقاق قبـل اي بند آخــر

المركزية- يتقدم الملف الأمني على ما عداه من ملفات ساخنة سياسية ومالية على خلفية ما يوجهه "داعش" من ضربات وحصار في كل من سوريا والعراق والتي بحسب القراءات العسكرية ان تنظيم الدولة الإسلامية يبحث اليوم عن موطئ قدم في كل من لبنان والأردن حيث تشكل في الأول مخيمات النازحين والخلايا التكفيرية النائمة في الجرود والاطراف بيئات حاضنة له، اما في الثاني (الأردن) هناك الكثير من المؤيدين لهذا التنظيم. وفي قراءة أوساط سياسية في قوى الثامن من آذار ان السخونة الأمنية قد تدفع بالملفات السياسية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي الى الواجهة، وبالتالي الأطراف الى القبول راهناً بما لم يكن مقبولاً في الأمس على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية ولو من خارج اطار المرشحين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية خصوصاً بعدما تكون هذه السخونة تحولت كالعادة الى عامل ضاغط ومؤثر على مواقف الفرقاء في قوى الثامن والرابع عشر من اذار، ودفعت بالجانبين الى تليين مواقفهم من الطروحات المتداولة محلياً واقليمياً لاخراج البلاد من ازمتها عبر اجراء الاستحقاق الرئاسي قبل اي شيء آخر، وهو ما يصر عليه "تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وسواهم من النواب المستقلين.وتضيف الأوساط حتى ان المبادرة الفرنسية التي يقف الفاتيكان خلفها تولي انتخاب رئيس الجمهورية الأولوية ولا تتمسك بالسلة وتالياً فإن هناك توجهاً جديداً عبر عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يقضي بملء الشغور الرئاسي أولاً. وان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لا يمانع مثل هذا الطرح من منطلق ان اجراء الاستحقاق هو المدخل الطبيعي لمعالجة سائر الملفات والبنود الأخرى. من هنا، تضيف الأوساط كان اصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على التلاقي والحوار تحت أي عنوان على اعتبار ان جلسات الثاني والثالث والرابع من تموز تشكل متابعة لما سيحمله وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت في زيارته لبيروت في 11 و12 تموز المقبل من طرح لإجراء الاستحقاق الرئاسي والذي ستكون التوترات الأمنية التي أجمع الكل على توقعها والتخوف منها قد شكلت الضغط والدافع للقبول بما لم يكن مقبولاً بالأمس.

 

المؤسسات المارونية تحمل الى القاع دعما معنويا وماديا: 600 ألف دولار لمدّ البلدة بمقومــات تعزز صمودها

المركزية- في إطار الحركة التضامنية الواسعة التي شهدتها القاع بعيد سلسلة التفجيرات الانتحارية التي هزتها، توجّهت "الرابطة المارونية" و"المؤسسة المارونية والانتشار"، رؤساءً وأعضاء، الى البلدة "الجريحة" في زيارة تميّزت من حيث المضمون، اذ لم تقتصر على تقديم الدعم المعنوي الى أهلها فحسب، بل حملت دعما ماديا أيضا يؤمّن للبلدة مقوّمات الصمود في وجه التحديات التي تواجهها. فبعد لقاء المجلس البلدي والاستماع الى حاجيات البلدة ومستلزماتها، قررت "المارونية للانتشار" تقديم مبلغ 500 ألف دولار للقاع عبر بلديتها، وتزويد شرطتها بالعتيد والعتاد اللازم لحماية البلدة ومؤازرة الجيش اللبناني في هذه المهمة. كما قدمت مولدات كهربائية لانارة شوارعها ومرافقها الرئيسية إضافة الى كاميرات مراقبة تساعد في ضبط أمنها. وقدمت "المؤسسة" منحا تعليمية مدرسية وجامعية لأولاد الشهداء والجرحى الذين سقطوا في البلدة الاثنين الماضي. كذلك وعد رئيس المؤسسة نعمت افرام بإنشاء برّاد لتخزين الانتاج الزراعي للبلدة والعمل على تسويقه عبر مؤسسات محلية ودولية. من جانبه، قدم رئيس مجموعة "ضاهر" الاقتصادية رجل الاعمال ميشال ضاهر مبلغ 100 ألف دولار للبلدة أيضاً دعما لصمودها.

 

لبنان امام محطتي ايلول: مؤتمر الطاقة الاغترابية والجمعية العموميـة ودفع جدي لتحمل المسؤوليـة الدولية ازاء النزوح وتغيير نمط التعاطي

المركزية- تستعد الدوائر المعنية بالسياسة الخارجية للبنان في كل من السراي ووزارة الخارجية الى تحديين جديدين ينتظران لبنان في ايلول المقبل، يتمثل الاول بالسعي عبر وزير الخارجية جبران باسيل الى جمع مغتربيه والمتحدرين من اصل لبناني لاعادتهم الى ربوع الوطن عبر الاستثمار والسياحة واستعادة الجنسية لمن فقدها، وذلك في خلال مؤتمر يشارك فيه اللبنانيون في شمال القارة الاميركية اي الولايات المتحدة وكندا يعقد في مدينة نيويورك، يرمي للوصول الى اكبر عدد من اللبنانيين المنتشرين الذين لن يتمكنوا من زيارة بيروت في ايار الماضي حيث انعقد مؤتمر الطاقات الاغترابية.

ويراد من هذه الخطوة، الاولى من نوعها، بحسب ما ابلغ مصدر ديبلوماسي "المركزية" الحفاظ على الهوية والكيان اللبناني الذي يكتمل بجناحيه المقيم والمنتشر والتمسك بفكرة تجذر اللبنانيين بأرضهم وعدم تركها للغرباء في ظل وجود العدد الهائل من النازحين السوريين الذين اذا ما اضيفوا الى اللاجئين الفلسطينينن يمثلون ثلث سكان لبنان . وسيتبع هذا المؤتمر آخر مماثل لبلدان اميركا الجنوبية سيعقد في ريو دو جنيرو البرازيلية في تشرين الثاني المقبل. ويقدر عدد المتحدرين من اصل لبناني في هذه البقعة من العالم باثني عشر مليوناً.

اما التحدي الثاني فيتجسد بمدى نجاح لبان الرسمي عبر رئيس الحكومة والوفد المرافق الى نيويورك للمشاركة في افتتاح اعمال الدورة الحالية للجمعية العمومية للامم المتحدة في اقناع المجتمع الدولي بمدى خطورة الوضع الحالي في لبنان في ضوء الاعباء الاقتصادية والامنية والاجتماعية المترتبة جراء وجود نحو مليوني نازح ومقيم سوري على ارضه، وذكر المصدر ان لبنان سيحضر في اللقاءات الثنائية والفاعليات المرتقبة ولا سيما قمة تقاسم المسؤوليات بشأن اللاجئين التي دعا اليها الرئيس الاميركي باراك اوباما في 20 ايلول ويأمل احداث تغيير فعلي في نمط التعامل مع ازمة اللجوء في لبنان .

ويعول المصدر نفسه على هذه القمة التي ستطبع المرحلة المقبلة في المنطقة، حيث يمكن للبنان اعلاء الصوت مستشهدا بالهجمات الارهابية التي اصابته بحكم حدوده المشتركة مع سوريا والمعارك التي خاضها الجيش مع المجموعات الارهابية والابرز الحث على عودة النازحين الى سوريا بشكل آمن ويتوافق مع المصلحة العليا للبنان التي باتت مهددة بفعل الاخطار التي تتربص بالكيان اللبناني اقتصاديا وامنيا واجتماعيا. ولفت الى ان الادارة الاميركية تولي اهتماما خاصا لهذه القمة، وتعتبر ان بإمكانها قيادة حراك دولي جديد واستنهاض الدول المتخاذلة لتحمل مسؤوليتها ازاء ازمة اللجوء التي تعتبر اكبر ازمة شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ويكمن خطرها في انها عابرة للقارات، وتحتم على المجتمع الدولي التحرك على نفس قدر الخطورة والاستجابة السريعة لطلبات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الراعية للاجئين، ووضع خطة تجمع عليها دول العالم او خطط على النطاق الوطني لحماية شعوب هذه الدول، من خطر تفشي الارهاب، ومن شان هذه الخطط احداث تأثير ايجابي لجهة تقليص نسب خطر الارهاب وتحجيم المنظمات الارهابية وتجفيف مصادر التمويل . الجدير ذكره ان الرئيس اوباما يسعى الى ان يختم عهده بمبادرة تُتوجه رجل السلام بعد جائزة نوبل التي حصل عليها. واتت فكرة المؤتمر بعد تلكؤ دولي واضح وتهرب من مسؤوليات المساعدة المالية واللوجستية في التخفيف من وطأة الازمة، علما ان الولايات المتحدة احجمت عن استقبال اللاجئين السوريين والتدقيق الكبير في الاعداد التي تم قبولها لاعتبارات امنية مع انها تتغنى بأنها البلد الاكثر احتضانا للاجئين، حيث أَوت منذ العام 1975 ما مجموعه 3.5 مليون لاجئ على امتداد مساحتها الشاسعة، لكن هذا العدد لا يقارن بأزمة لبنان الذي استقبل في غضون ثلاثة اعوام ما يقارب مليوني لاجئ. وتشير الاحصاءات الصادرة عن المفوضية العليا للاجئين الى ان في نهاية العام 2015، نزح أكثر من 65 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، أكثر من نصفهم من الأطفال. وما يقارب نصف سكان سوريا 6،5 مليون منهم نزحوا ضمن الداخل السوري فيما لجأ اكثر من 5 ملايين سوري الى دول الجوار واوروبا وسواها. وبحسب المصدر، فإن تقاسم الاعداد يبدو امرا مستحيل التحقيق من قبل منظمي القمة لتضارب الاراء في دول عديدة حول ضرورة ايواء اللاجئين او اغلاق الحدود بوجههم، لكن البيت الابيض يعتبر ان ثمة لاجئين لا يمكنهم البقاء في البلدان التي استقبلتهم في المرحلة الاولى نظرا لخطر يتهدد حياتهم، وتقدر الامم المتحدة عدد هؤلاء بنحو 1.2 مليون لاجئ سوري، وتكمن المشكلة في ان دول العالم لم تعط جنسيتها الا لـ107 الاف لاجئ سوري.

وختم المصدر محذرا من احد اهداف القمة، حيث سيطلب اوباما من دول الجوار المضيفة مدعوما بتقرير الامين العام للامم المتحدة الذي اثار سخطا في الاوساط السياسية اللبنانية ان تتيح للاجئين التمتع بمساحة اكبر من الحقوق لتمكينهم من العيش بشكل كريم، وهذا يعني تهاوي الاقتصاد اللبناني فيما المطلوب الالتفاف حل برنامج الحكومة الذي يقضي بدعم وخلق فرص عمل دائمة للبنانيين واخرى مؤقتة للسورين على ان يتم اقتطاع مبالغ من اجرهم يستفيدون منها لدى عودتهم الى ديارهم وهذا البرنامج يحمل اسم "ستيب".

 

الوزير السابق سليم الصايغ:  تردي الوضـع الأمنـي سـبب إضافي لـــرحيل الحكومـة وقد نحتاج "طاولة حوار استثنائية" لبحث اللجوء السوري

المركزية- أتت التفجيرات المزدوجة التي هزت بلدة القاع لتوجه ضربة جديدة إلى حكومة المصلحة الوطنية المترنحة على حبال الأزمات. فإلى جانب ارتفاع منسوب المخاوف الأمنية، وُجد الرئيس تمام سلام وحكومته مجددا أمام معضلة أزمة اللجوء السوري الكثيف إلى لبنان من جهة، وضرورة ضبط الحدود من جهة أخرى، ما دفع إلى التساؤل عن قدرة الحكومة ذات التركيبة الهشة على معالجة كل هذه الملفات الشائكة في ظل تصلب المواقف السياسية. كل هذا يجعل الأنظار تتجه إلى حزب الكتائب الذي كثر الكلام عن أنه اختار توقيتا خاطئا للخروج من الحكومة الغارقة في أزماتها في غياب الحلول.

وتعليقا على هذه الأجواء، سأل نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ عبر "المركزية": "هل إن هذه الحكومة هي التي تدير الأمن في لبنان؟ عشنا في ظل حكومة تصريف الأعمال لمدة 6 أشهر بعد عملية "القمصان السود"، هل أوقفت الأجهزة الأمنية عملها؟ وهل أن أفسد وأفشل حكومة (باعتراف رئيسها) ستدير أمن البلاد؟ هذا سبب إضافي لترحل ولا تتحمل هذه المسؤولية. وهنا أسأل هل كان الجيش اللبناني ينتظر قرارا حكوميا ليتدخل في القاع؟ وفي حال تحولت الحكومة إلى تصريف الأعمال، سيستمر وزير الداخلية في القيام بمهامه، وكذلك رئيس الحكومة، ضمن صلاحياته، لكن الحكومة لا تجتمع، علما أن اجتماعاتها اليوم لا تعدو كونها "سوق عكاظ" يخرج بعدها المجتمعون بمواقف إعلامية وإعلانية، أكثر من كونها عملية. وبالنتيجة، إنها تصرف أموال الناس بدلا من أعمالهم، علما أن أمام هذا الوضع تستمر الادارة والجيش في مهامهما بفعل غطاء سياسي (أكبر من ذلك الذي توفره الحكومة)، وهو ما يؤمنه حوار عين التينة الشامل، من جهة، والطاولة الحوارية التي تجمع "حزب الله" و"تيار المستقبل"، من جهة أخرى".

وتساءل الصايغ أيضا: "هل هناك موقف لبناني موحد من ملف النزوح السوري إلى لبنان، ثم هل من مقاربة مشتركة لموضوع المخيمات الفلسطينية، وهل من مقاربة مشتركة أعدتها الحكومة في ما يتعلق بالعقوبات المالية على "حزب الله"؟ كل الملفات الساخنة تحل اليوم خارج هذه الحكومة".

وتعليقا على عودة ظاهرة الأمن الذاتي إلى الواجهة، لفت إلى أن "هناك شيئا اسمه الحق المشروع في الدفاع عن النفس، ولذلك من واجب كل من يطاله اعتداء أن يدافع عن نفسه بالطرق المشروعة. غير أنه مرتبط بمبادئ الضرورة، والاستثنائية (أي أن ينتهي حمل السلاح عند انتهاء الاعتداء)، وأخيرا أن تناسب ردة الفعل حجم الفعل. علما أن الجيش هو الذي يحدد هذا الحق وانتهاء الظرف الاستثنائي الذي يسمح بها. كل هذا يدفع إلى القول إن هذه الظاهرة طبيعية ومفهومة، بشرط انكفاء الجميع عند تدخل الجيش. غير أن المشكلة تكمن في أن الظاهرة الميليشوية يمكن تبريرها بالفراغ، ما يدفعنا إلى القول إنه لا يجوز أن يُسجل فراغ أمني أو عسكري كما حصل في القاع وسواها، بل على الجيش أن يطبق أكثر القرارات الأممية الداعية إلى ضبط الحدود اللبنانية- السورية. من هنا يجب تقوية الجيش ومنع الفلتان عبر الحدود، إضافة إلى أنه لا يجوز استباحة الساحات من قبل الميليشيات، بمن فيها تلك المرتبطة بـ"حزب الله". كل هذا يستدعي أن يضع رئيس الجمهورية العتيد الاستراتيجية الدفاعية". وسأل: "من يحمي القاع؟ هل إنه الجيش أم "حزب الله"؟ وهل يرضى أبناؤها بأن يكونوا بحماية "حزب الله"؟ هذا أمر غير مقبول والحل ليس في الحكومة، علما أن استمرار هذا الوضع سيعزز الظاهرة الميليشياوية. واليوم يقف داعمو العماد ميشال عون للرئاسة يقفون خيارات يجب أن يسألوه عنها، منها: هل يقبل الجنرال بأمن بالتراضي مع "حزب الله"؟ وعما إذا كانت طاولة الحوار المكان المناسب لمناقشة ملف النزوح السوري، في ضوء اختلاف مواقف المكونات الحكومية منه، ذكّر أن "في الأساس، هدفت طاولة الحوار إلى التداول في انتخاب رئيس للجمهورية. وفي غياب المؤسسات الدستورية بفعل تعطيل ما تعطل منها، يجب أن يبادر أحد إلى طرح مقاربة للملف. وعلى رغم تأكيدنا أن الحوار يناقش قضايا مهمة، وفي ظل حكومة باتت مبتورة، على وقع غياب مكونين مسيحيين كبيرين عنها، وعقب تطورات أمنية من هذا النوع، هناك شيء ما يجب أن يحصل، قد يكون طاولة حوارية استثنائية حول ملف النازحين، إضافة إلى ضرورة وضع ورقة عمل في هذا الشأن. ولا نتصور أن النازحين السوريين هم المصدر الأساسي للإرهاب في لبنان، لذلك يجب ألا يكون جميع النازحين في دائرة الشبهات، بل إن المشكلة تكمن في تفلت الحدود. كل هذا يستدعي تعزيز قدرات البلديات وتطبيق القوانين المرعية الاجراء، قبل أن يأخذ الناس المبادرة. وهنا تكمن خيبتنا من الحكومة التي لم تستطع القبض بيد من حديد على ملف النازحين. وعن مآل التحركات الكتائبية احتجاجا على السياسة الحكومية، أكد الصايغ أن "تحركاتنا على الأرض مستمرة، لكنها تتعلق بمسألة توقيت بفعل الأوضاع الأمنية التي ولدت حذرا من التجمعات، خصوصا في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، علما أننا سنكون دائما في موقع الفعل، لا رد الفعل".

 

المونسينيور لبكي ادعى على محاميين فرنسيين بجرائم قدح وذم وتشهير

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - تقدم المحامي أنطوان عقل بوكالته عن الأب منصور لبكي بدعوى لدى محكمة المطبوعات في بيروت ضد كل من المحاميين الفرنسيين صولانج دوميك وجاك تريموليه بجرائم القدح والذم والتشهير العلني، والتحقير، وانتهاك سرية التحقيق، وانتهاك قرينة البراءة، ونشر الأخبار الكاذبة، واختلاق الجرائم، مطالبا إياهما "بالعطل والضرر". وجاء في شكوى الأب لبكي أن "جرائم المدعى عليهما ثابتة بالصوت والصورة، وأبرز الأسطوانات المدمغة التي تدينهما". وعينت المحكمة موعدا للنظر في هذه الشكوى في تاريخ 2 تشرين الأول 2016، وقد احتفظ المونسينيور لبكي "بحقه في ملاحقة المدعى عليهم من فرنسيين وإيطاليين، كل في بلده". يذكر أن تشهير المحاميين الفرنسيين بالأب لبكي أتى على خلفية صدور قرار الهيئة الاتهامية في جبل لبنان برئاسة القاضي عفيف حكيم في 24/3/2016 والذي قضى بإحالة كل من المدعى عليهم: سيليست عقيقي، مارلين غانم، ميرنا عازار الحداد، كريستيان بولس بونتان، ريموند معلوف، موريس بعينو، وماريو عقيقي على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، في جرائم اختلاق القدح والذم والتشهير والتحقير واختلاق الجرائم في جريمة التحرش الجنسي بهم، والحض على الشهادة الكاذبة والتزوير واستعمال المزور.

 

حسين الموسوي زار القاع معزيا: فديتم لبنان وكل اللبنانيين بدمائكم الغالية

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - زار رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب حسين الموسوي بلدة القاع معزيا بالشهداء وقال: "أنتم يا أهلنا الأعزاء على طريق السيد المسيح عليه السلام، فديتم لبنان وكل اللبنانيين بدمائكم الغالية، ونحن نقدم تعازينا لكم ونفتخر بكم رجالا ونساء ساهرين على سلامة وكرامة بلدكم ومنطقتكم ووطنكم". اضاف: "إن المجرمين التكفيريين يستهدفون الجميع، وكل من يتنكر لهذه الحقيقة فهو إما غافل وإما مستهتر بوطنه وبمواطنيه.وأمام هذه الزمر الإجرامية أصبح واجبنا الوطني والإنساني أن نتوحد بنيانا مرصوصا بالتكامل والتنسيق مع جيشنا المضحي، لا لنستقبل القتلة بالزهور وبالورود، بل لنواجههم بكل الأسلحة المتوفرة فنقطع دابرهم". وختم: "ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا وتملكت عليهم الأوطان فيما لو تأخروا عن القيام بواجب الدفاع عن الأرض والعرض. انه إمتحان قاس، ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم/ وتأتي على قدر الكرام المكارم. لقد سقطت إسرائيل في إمتحان العدوان علينا وسوف تسقط مجددا هي وأدواتها الرخيصة المشوهة والحاقدة على الاسلام والإنسان، أينما كان".

 

قزي: اقرار انشاء اوتوستراد جونية بالاجماع وهو ليس لابناء كسروان فقط انما لكل اللبنانيين

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - اعلن وزير العمل سجعان قزي بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، "ان البند المتعلق بإنشاء اوتوستراد جونيه طبرجا تم اقراره بالإجماع وان قيمة استملاكاته ( 34 مليون دولار). وقال:"ان هذا المشروع يرفع مستوى السلامة المرورية على الاوتوستراد الساحلي الشمالي ويحسن قدرته الاستيعابية من خلال توسعته ليصبح مؤلفا في كل اتجاه من ثلاثة مسارب سريعة وطريق جانبي منفصلة وكذلك اعادة بناء ثلاثة ممرات علوية وتوسعة بعض الممرات السفلية وانشاء جسور للمشاة ومحول جديد في منطقة الكسليك". اضاف الوزير قزي:"ان المشروع يتضمن في مرحلته الاولى انشاء ثلاثة طرق وصل (Link Roads) عند الجهة الشرقية لهذا الاوتوستراد: طريق يربط منطقة غزير بمنطقة ادما، وطريق يربط منطقة ذوق مكايل في منطقة حارة صخر وطريق يربط منطقة ساحل علما في منطقة غزير، وذلك بهدف تخفيف ضغط السير على الاوتوستراد خلال فترة توسعته".واعتبر الوزير قزي "ان هذا المشروع ليس لابناء كسروان فقط انما لكل اللبنانيين".

 

دعوى جديدة على هنيبعل القذافي في لبنان

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - تقدم الدكتور حسين حبيش بوكالة المحامي علي ابراهيم جوني بدعوى على هنيبعل القذافي وعبدالمنعم سالم فضيل، وهو ضابط في القوات المسلحة الليبية، وكل من يظهره التحقيق، أمام المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود بالجرائم التالية: تأليف عصابات ارهابية وجمعيات أشرار والخطف وحجز الحرية ومحاولة القتل والإمتناع عن تقديم الإغاثة والتدخل في هذه الجرائم. والمدعي لبناني كان يعمل في ليبيا، خطف في 2 آذار 2016 بعد صدور بيان عن مجموعات القذافي يهدد اللبنانيين بالخطف، على أثر توقيف هنيبعل.

 

القرار الاتهامي في جريمة خطف الطفلين من آل الأمين رد طلب تخلية 4 ومنع المحاكمة عن الصحافيين

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - اصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان رامي الامين اليوم قراره الاتهامي في جريمة خطف طفلين من آل الامين في منطقة الحدث - الشويفات في 5/5/2016 من والدتهما الاوسترالية سالي اني روس المنفصلة عن زوجها علي الامين والد الطفلين، بعدد من المدعى عليهم وبفريق تلفزيوني اوسترالي لتصوير العملية، وقرر اعتبار فعل الوالدة مع آدام كريستوفر ويتنغتون وكريغ روبير مايكل من نوع الجناية (المادة 495 عقوبات) أي الخطف بالقوة وتنص على عقوبة الاشغال الشاقة حتى 15 عاما.

واعتبر ان "الوالدة استباحت الاراضي اللبنانية واقدمت على خطف ولديها بالقوة".

ومنع المحاكمة عن الصحافيين "لأنهم كانوا يقومون بعمل طلب منهم".

وجاء في خلاصة القرار: "تقرر وفقا لمطالعة النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان وخلافا لها:

اولا: اعتبار فعل المدعى عليهم: سالي اني روس فولكنر وادام كرسستوفر ويتنغتون وكريغ روبير مايكل وسكورتو ايونو بوغدان ومحمد حسين حمزة المبينة كامل هويتهم اعلاه، مشكلا الجناية المنصوص عنها في الفقرة الثانية من المادة 495 من القانون المذكور لعدم توافر عناصرها الجرمية.

ثانيا: اعتبار فعل المدعى عليه خالد رياض بربور، المبينة كامل هويته أعلاه، مشكلا الجناية المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة 495/219 من قانون العقوبات، ومنع المحاكمة عنه في الجناية المنصوص عنها في المادة 335 من القانون المذكور لعدم توافر عناصرها الجرمية.

ثالثا: منع المحاكمة عن المدعى عليهم: بنجامين لوك وليم ويلسون وتارا كينيلينغ براون وستيفن دريك رايس، وديفيد ارثر بريس بلمانت المبينة كامل هويتهم اعلاه، في الجنايتين المنصوص عليهما في الفقرة الثانية من المادة 495 من قانون العقوبات، وفي المادة 335 من القانون المذكور لعدم توافر عناصرها الجرمية، واحالتهم امام حضرة القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا لمحاكمتهم تطبيقا لنص المادة 28 من قانون اصول المحاكمات الجزائية والا فأمام محكمة الجنايات للتلازم.

رابعا: الظن بالمدعى عليهما كريغ روبير مايكل وسمورتو ايونو بوغدان بجنحة المادة 554 من قانون العقوبات.

خامسا: اتباع الجنحة بالجنايات لعلة التلازم.

سادسا: تدريك المدعى عليهم الرسوم والنفقات كافة.

سابعا: رد طلبات تخلية سبيل المدعى عليهم ادام ويتنغتون وكريغ مايكل، ومحمد حمزة، وخالد بربور وابقاؤهم قيد التوقيف الاحتياطي.

ثامنا: تسطير مذكرة تحر دائم لمعرفة كامل هوية المدعى عليه احمد حمزة تمهيدا لملاحقته اصولا.

تاسعا: اعادة الاوراق الى جانب النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان لايداعها المرجع المختص".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هولاند: وصول ترامب إلى الرئاسة يعقّد العلاقات الأميركية الأوروبية

العرب/01 تموز/16/باريس - اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن فوز المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية دونالد ترامب "سيعقد العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة"، وذلك في مقابلة مع صحيفة ليزيكو" الفرنسية تنشر الخميس. وقال هولاند إن "أولئك الذين يقولون إنه لا يمكن لدونالد ترامب أن يصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة هم نفسهم الذين اعتقدوا بأن البريطانيين لن يصوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي". وأضاف الرئيس الفرنسي أن ترامب اعتمد على شعارات مشابهة لتلك التي يطلقها اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا، كالخوف من موجة الهجرة وتشويه صورة الإسلام، والتشكيك في الديموقراطية التمثيلية، والتنديد بالنخب. وردا على سؤال حول ما إذا انتخاب ترامب سيكون أمرا خطيرا، قال هولاند "نعم". وأوضح أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض "سيعقد العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة". وأظهر آخر استطلاع للرأي نشر الاربعاء احتدام المنافسة بين الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية ليوم الثامن من نوفمبر. ويصف العديد من الأميركيين ترامب بأنه شعبوي، غير أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقول إن المرشح الجمهوري لا تنطبق عليه معايير القائد الشعبوي دون أن يذكره بالاسم. وقال إن "أحدهم... لم يظهر أبدا أي اهتمام بالعمال ولم يحارب من أجل قضايا العدالة الاجتماعية أو ضمان حياة كريمة ورعاية صحية للأطفال الفقراء" لا ينطبق عليه الوصف. وأضاف أوباما "أنهم لا يصيرون فجأة شعبويين لمجرد أنهم قالوا شيئا مثيرا للجدل بهدف كسب أصوات. ليس هكذا تقاس الشعبوية. هذا عداء للمهاجرين أو رهاب الأجانب أو أسوأ من ذلك..."جاءت تعليقات أوباما الذي يترك منصبه في يناير في وجود جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي وإنريكي بينا نييتو رئيس المكسيك. وأظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه أمس الأربعاء أن مواطني أوروبا وآسيا ينظرون إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما باعتباره زعيما قادرا في الوقت الذي يقترب من نهاية فترة رئاسته، إلا أن خليفتيه المحتملين ليسا لهما ذات الشعبية في الخارج. وكشف الاستطلاع الذي أجراه مركز بيو للأبحاث بعنوان كيف ترى 16 دولة أخرى الولايات المتحدة ،عن تأييد إدارة هيلاري كلينتون في المستقبل، ولكن قليلا من الثقة إزاء منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وذكر الاستطلاع أن التصورات عن ترامب سلبية بدرجة كبيرة "في نصف الدول التي أجري بها الاستطلاع، لم تزد نسبة ثقة المشاركين في الاستطلاع في ترامب على الرقم الواحد". ومع ذلك، فإن الدول التي تنظر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج بشكل أكثر إيجابية مثل إيطاليا والهند، تميل إلى النظر إلى ترامب بوصفه قائدا جيدا كذلك، رغم أنه أثار ردود فعل سلبية في الغالب. وسجلت الثقة في قدرات ترامب أعلى مستوى في إيطاليا بنسبة 21 %، وبلغت 3 % فقط في اليونان و 6 % في السويد وألمانيا. وحصلت كلينتون على شهرتها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم من سنوات عملها وزيرة للخارجية والسيدة الأولى في السابق، وحصلت على علامات إيجابية في معظمها، على الرغم من أن تصنيفها ظل أقل مقارنة بأوباما. وكشف الاستطلاع أن نحو 83 % من المشاركين في السويد و 79 % في ألمانيا يثقون في قدرة كلينتون على التعامل مع الشؤون العالمية. وحصلت الوزيرة السابقة على أدنى مستويات الدعم من المشاركين في المسح في الهند والصين، حيث قال 28 % و 37 % على التوالي إنهم يثقون بها. وينظر الى أوباما دائما بصورة أكثر إيجابية أكثر من سلفه جورج دبليو بوش، وخاصة في أوروبا. وجرى الاستطلاع خلال الفترة من 4 أبريل حتى 29 مايو في 10 دول أوروبية وأربع دول آسيوية كبرى مطلة على المحيط الهادئ وكندا والولايات المتحدة. وتستند نتائج الاستطلاع إلى مقابلات عبر الهاتف ووجها لوجه على عينات من مواطني تلك الدول.

 

روسيا تراهن على الأسد في مواجهة المتطرفين

العرب/01 تموز/16/موسكو - قالت مصادر مطّلعة على اتجاهات التفكير في أروقة الكرملين إن روسيا ستؤيد ترك الرئيس السوري بشار الأسد لمنصبه لكن هذا لن يحدث إلا عندما تصبح على ثقة أن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية. وأضافت المصادر أن ذلك قد يستغرق سنوات قبل أن يتحقق وأن روسيا مستعدة خلال تلك الفترة لمواصلة دعمها للأسد بغض النظر عن الضغوط الدولية لإبعاده عن مقعد القيادة في سوريا. ومن المرجح أن يؤدي مثل هذا التأييد الجازم إلى مزيد من التعقيد في مباحثات السلام المتعثرة مع خصوم الأسد ويفسد العلاقات مع واشنطن التي تريد رحيل الزعيم السوري. وقال السير توني برنتون السفير البريطاني السابق لدى روسيا: "روسيا لن تقطع صلتها بالأسد إلى أن يحدث أمران. أولا حتى تصبح على ثقة أنه لن يتم إبداله بشكل ما من أشكال سيطرة الإسلاميين وثانيا حتى تضمن أن قدرة وضعها في سوريا وحلفها وقاعدتها العسكرية على الاستمرار". وتقول مصادر متعددة في مجال السياسة الخارجية الروسية إن الكرملين الذي تدخّل العام الماضي في سوريا لدعم الأسد يخشى حدوث اضطرابات في غيابه ويعتقد أن النظام أضعف من أن يتحمل تغييرا كبيرا كما يعتقد أنه من الضروري خوض قدر كبير من العمليات القتالية قبل أي فترة انتقالية. وتشترك روسيا والولايات المتحدة في رعاية محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في الحرب السورية. وقد تحاشت تلك المحادثات المتوقفة حاليا التطرق إلى مسألة ما إذا كان اتفاق السلام سيتطلب رحيل الأسد حتى يمكن أن تبدأ المفاوضات من الناحية النظرية رغم التباين في مواقف موسكو وواشنطن. وكانت موسكو قد أشارت إلى أن تأييدها للأسد له حدود. وقال دبلوماسيون روس إن الكرملين يؤيد الدولة السورية وليس الأسد بصفة شخصية. كما قال الرئيس فلاديمير بوتين إن النظر في الأسلوب الذي يمكن به إشراك المعارضة في هياكل الحكومة السورية أمر يستحق العناء. وغذت هذه الآراء آمال الغرب في مساعدة روسيا في الوساطة لخروج الأسد عاجلا لا آجلا. غير أن مصادر وثيقة الصلة بالكرملين تقول إنه لا توجد بوادر قوية على أن روسيا مستعدة لإبعاده قريبا. وقالت إيلينا سوبونينا محللة شؤون الشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في موسكو والذي يقدم المشورة للكرملين "لا أرى أي تغييرات الآن" في موقف روسيا بشأن الأسد "فالموقف هو نفسه. وما الداعي لتغييره؟"

مضاعفة الرهان

وعلى النقيض تشير وسائل الإعلام الرسمية التي تسير على نهج الكرملين إلى أن روسيا تضاعف بدلا من ذلك رهانها على الأسد وتحاول سد المنافذ أمام أي محاولات أمريكية لبحث مستقبله. وقال ديمتري كيسليوف مقدم برنامج إخباري تلفزيوني أسبوعي رئيسي للمشاهدين هذا الشهر إن الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو لسوريا كانت رسالة إلى واشنطن للتوقف عن محاولة الضغط على موسكو بسبب الأسد. وقال كيسليوف المعروف أنه من الصحفيين المفضلين لدى بوتين إن "زيارة شويجو ولقاءه مع الأسد رسالة مؤكدة من روسيا." وأضاف "فمن يا ترى يريد الأميركيون أن يرونه محل الأسد؟ لم يفسر أحد في واشنطن بمن فيهم أوباما هذا الأمر".                                                                

سوريا شريك رئيسي في المعركة على داعش

وقال فيودور لوكيانوف خبير السياسة الخارجية المقرب من الكرملين والذي يتولى تحرير المواد الخاصة بروسيا في نشرة جلوبال أفيرز إن حديثا دار داخل الحكومة الروسية عن مستقبل الأسد وإنه يعتقد أنه تم التوصل إلى ترتيبات لوضعها موضع التنفيذ في يوم من الأيام. لكنه قال إن موقف روسيا في الوقت الحالي هو التريث لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور وإن الكرملين يريد أن يعرف أولا من سيصبح الرئيس التالي للولايات المتحدة وإن الأمر سيتطلب فترة طويلة للخروج ببديل مقبول للأسد. وأضاف لوكيانوف "كيف لنا أن نعرف أن النظام كله لن ينهار إذا أبعدناه. هذا الخطر قائم".

تهديد الإسلاميين

ويقول الكرملين إن آلاف الروس ومواطني الاتحاد السوفيتي السابق يقاتلون في صفوف تنظيم داعش وإنه من الضروري هزيمتهم في سوريا والعراق للحيلولة دون عودتهم إلى البلاد لشن هجمات. ويصف الكرملين الأسد الذي كان والده الرئيس السابق حافظ الأسد حليفا لموسكو في العهد السوفيتي بأنه شريك رئيسي في تلك المعركة. وقال أندريه كورتنوف المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية وهو مركز في موسكو لأبحاث السياسة الخارجية تربطه صلات وثيقة بوزارة الخارجية الروسية إنه لا يوجد تعاطف كبير مع الأسد شخصيا داخل دوائر السياسة الخارجية الروسية. غير أنه قال إن موسكو عليها أن تهيء نفسها كطرف مهم منتصر وإن الأسد جزء من تلك المعادلة في الوقت الحالي. وأضاف "عليك أن تتذكر الوجه الآخر للعملة. فروسيا مهمة لأن لها علاقات مع النظام السوري ولذلك إذا تمت التضحية بتلك العلاقة فربما لا تصبح طرفا بعد ذلك". وقالت تارجا كرونبرج الخبيرة في الشؤون الروسية والتي كانت من قبل وزيرة في الحكومة الفنلندية إن روسيا قد توافق على صفقة بشأن خروج الأسد يتم فيها الاحتفاظ بأجزاء رئيسية من هيكل الدولة والنخبة السياسية وفي الوقت نفسه دمج ساسة المعارضة. غير أن التوصل إلى ترتيبات تجمع بين هذين العنصرين لن يتأتي بسهولة أو بسرعة. وأضافت "السؤال في الواقع هو كيفية خلق الاستقرار والتغيير في الوقت ذاته". وفي الوقت الحاضر يقول برنتون السفير البريطاني السابق إن دور الأسد في مواجهة التطرف الإسلامي يطغى على كل شيء آخر. وقال "بالنسبة لهم فالأسد رغم كل مساوئه وكل دمويته وكراهته أفضل من سقوط بلد آخر في أيدي الإسلاميين".

 

تصاعد القتال بمدن يمنية تزامنا مع تعليق مشاورات الكويت

العرب/01 تموز/16/صنعاء ـ تصاعد القتال في جبهات يمنية مختلفة، ليل الأربعاء، وفجر الخميس، بالتزامن مع بدء استراحة طرفي مشاورات السلام التي أقيمت في دولة الكويت"، على مدار 70 يومًا، دون اختراق حقيقي لجدار أزمة تشهدها البلاد، منذ أكثر من عام. ومن المقرر أن يغادر وفدا الحكومة الشرعية من جهة، وجماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى، الخميس، الكويت، لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك، قبل العودة لجولة مشاورات جديدة من المنتظر أن تنطلق منتصف يوليو القادم. وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الإربعاء، رسميا تعليق مشاورات الكويت حتى منتصف الشهر المقبل، بعد موافقة الطرفين على تمديد وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل أكثر 80 يوما، و تحديدا منتصف ليل العاشر من إبريل الماضي. وفشلت لجان التهدئة التي شكلتها الأمم المتحدة بالمناصفة من طرفي الأزمة (الحكومة والحوثيين وحزب صالح) قبيل انطلاق مشاورات الكويت، في تثبيت كامل لوقف إطلاق النار. وقال مصدر حكومي إن لجنة التهدئة المركزية التي تواجدت في الكويت طيلة الفترة الماضية، انتقلت مساء الاربعاء، إلى مدينة "ظهران الجنوب" السعودية لممارسة مهامها خلال فترة رفع المشاورات. وستعمل اللجنة، وفقا للمصدر، على تنفيذ" تفاهمات"، بوقف التصعيد في القتال على جبهات مختلفة. وشهدت عدة مدن يمنية، فجر الخميس، تصاعدًا للمعارك بشكل لافت، وخصوصا مدينة تعز (وسط)، والتي شهدت أعنف المعارك على الإطلاق منذ بدء الهدنة، وفقا لمصادر ميدانية. وقالت المصادر إن الحوثيين وقوات صالح، شنوا هجوما عنيفا من محاور مختلفة على اللواء 35 مدرع، الواقع تحت سيطرة القوات الحكومية (الجيش والمقاومة الشعبية)، في منطقة " المطار القديم" غربي المدينة.ووفقا للمصادر، فقد شاركت خمس دبابات في الهجوم الحوثي و دوريات و عربة صواريخ كاتيوشا، ما جعل طيران التحالف العربي يتدخل ويشن غارات على أرتال الحوثيين العسكرية في منطقة" غراب" في محيط المعسكر. ومنذ 26 مارس 2015، يشن التحالف العربي وبمشاركة جميع دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان، عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، وذلك استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية". وأسفرت المعارك عن سقوط قتيلين من حلفاء الحكومة (الجيش والمقاومة الشعبية)، واصابة آخرين (لم يُحدد عددهم) في حصيلة أولية، فيما قتل 10 من الحوثيين وقوات صالح، وأُصيب 3 آخرون، في المعارك وغارات التحالف العربي، التي أسفرت عن تدمير آليات شوهدت وهي تحترق، وفقا لمصدر عسكري. وقال مصدر في اللواء 35 مدرع (فضل عدم كشف هويته)، إن "10 من الحوثيين وقوات صالح، لقوا مصرعهم في معارك عنيفة، جرت فجر الخميس، عقب هجوم كبير شّنوه على اللواء"، مؤكدا أن "جنود اللواء وعناصر المقاومة الشعبية تصدوا لهم وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات".

حماية اليمن من عدوان المليشيات الحوثية

وأضاف المصدر أن "مليشيات الحوثي وصالح دفعت مساء الاربعاء، بتعزيزات كبيرة إلى الجهة الغربية ومحيط اللواء 35 مدرع، بغرض السيطرة عليه إلا أنها فشلت في ذلك. وكما هو التصعيد المفاجئ في تعز، تُقرع طبول الحرب بشدة في المحافظات الشمالية والشرقية من البلاد، رغم التزام طرفي الصراع، أمام المجتمع الدولي في الكويت، بتمديد وقف إطلاق النار. وذكر مصدر عسكري حكومي، أن المعارك تواصلت في تخوم العاصمة صنعاء في بلدة نهم مع استمرار تحشيد المقاتلين من الجانبين. وتحدثت وسائل إعلام حوثية، عن قيام طيران التحالف بشن 8 غارات على مواقع القوات الموالية لهم في مديرية" نهم" شرقي العاصمة وكذلك في محافظة الجوف، شمالي البلاد. وكانت مشاورات السلام اليمنية المقامة في الكويت، قد أنهت الاربعاء، يومها الـ70، بالاتفاق على تعليق جلساتها التي خيم عليها الانسداد التام، إلى ما بعد العيد، والعودة في جولة جديدة ستكون الأخيرة من عمر المشاورات اليمنية الأربع المقامة منذ اندلاع الحرب في 26 مارس 2015. ووقع طرفا النزاع "تفاهمات" تتضمن أن رفع الجلسات يأتي من أجل عودة المفاوضين( الوفد الحكومي والحوثيين وحزب صالح) للتشاور مع قياداتهم، والعودة للجولة الجديدة في الكويت وليس في السعودية، وفقا لمصادر تفاوضية. وطيلة 70 يومًا ، لم تتمكن مشاورات الكويت من تحقيق أي تقدم جوهري في جدار الأزمة، وأصاب قرار تأجيلها الشارع اليمني بخيبة أمل، لعدم تحقيق السلام المنشود. وتشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة اليمنية ومسلحي الحوثي، وصالح، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات.

 

قرار تاريخي لملك المغرب: منع رجال الدين من السياسة

الرباط - عادل الزبيري/30 حزيران/16/لأول مرة في المغرب، منع العاهل المغربي محمد السادس، الأئمة والخطباء وجميع المشتغلين في المهام الدينية من "ممارسة أي نشاط سياسي"، ومنع "اتخاذ أي موقف سياسي أو نقابي"، إضافة إلى المنع عن "القيام بكل ما يمكنه وقف أو عرقلة أداء الشعائر الدينية". ووقع العاهل المغربي محمد السادس، مرسوما ملكيا، جرى بموجبه منع "الإخلال بالطمأنينة والسكينة والتسامح والإخاء الواجب في الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي" في إشارة إلى المساجد. ودعا القانون الجديد كل العاملين في الحقل الديني المغربي إلى "التحلي بصفات الوقار والاستقامة والمروءة" بالإضافة إلى منعهم من "مزاولة أي نشاط" مدر للمال في القطاع الحكومي أو الخاص، إلا بـ "ترخيص مكتوب من الحكومة" مع استثناء "الأعمال العلمية والفكرية والإبداعية" التي لا "تتعارض مع طبيعة" مهام رجل الدين. ولتلقي الشكايات عند "حيف أو ضرر"، نص القانون الجديد على "إحداث لجنة للبت في شكايات وتظلمات القيمين الدينيين".

الالتزام بالثوابت

وبموجب القانون التنظيمي الجديد للعاملين في الحقل الديني، يتوجب "الالتزام بأصول المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وثوابت الأمة" المغربية، مع "مراعاة حرمة الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي"، وواجب "ارتداء اللباس المغربي". ويأتي القانون الجديد في سياق ما تسميها الرباط، بإصلاحات الحقل الديني، التي انطلقت في أعقاب أول تفجيرات إرهابية هزت مدينة الدار البيضاء في ربيع العام 2003. ويهدف القانون الجديد للعاملين في الحقل الديني، إلى "بناء مجتمع متراص متضامن"، و"متمسك بمقوماته الروحية"، و "متفتح على روح العصر" ومبتعد عن "كل تعصب أو غلو أو تطرف".

وينص قانون الانتخابات في المغرب على منع استعمال المساجد في أي حملة انتخابية.

 

داعش في سيناء تتبنى قتل القس موسى رفائيل في العريش

وكالات/30 حزيران/16/تبنت مجموعة ارهابية تابعة لداعش في ولاية سيناء،الفرع المصري، في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، قتل القس موسى رفائيل في العريش - شمال سيناء"، معلنة انه "تم استهدافه بالسلاح الخفيف".

 

مساعد خامنئي يعترف: إيران ليست نموذجا يحتذى به

نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن موقع جماران الإخباري الإيراني، تبادل أقطاب النظام الإيراني الاتهامات حول قضايا الفساد في البلاد والجهات التي تقف وراء فضيحة الرواتب الفلكية للمسؤولين الحكوميين، واعترف مساعد خامنئي بأن إيران ليست النموذج الذي يحتذى به. واعترف علي أكبر ناطق نوري، مساعد المرشد علي خامنئي، بأن مسار النظام تدنى على مدى الـ37 عاما الماضية في قضايا كثيرة. كما اتهم السلطة القضائية في البلاد بالفساد موضحاً خلفية الأوضاع الراهنة في البلاد، والإحصاءات المعلنة من الحكومة حول وضع الإدمان والمشردين والرشاوى خاصة قضية الرواتب الفلكية، واعترف بأن إيران ليست النموذج الذي يحتذى به. كما اعتبر البعض استغلال المناسبات والمنابر الدينية للأهداف السياسية والحزبية في إيران وتوظيفها لأغراض حزبية وشخصية أمرا غير مقبول.

 

مقتل 81 مدنيا بانفجار قرب مقديشو

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - افادت وكالة رويترز ان الشرطة الصومالية اعلنت عن مقتل 81 مدنيا على الأقل عندما انفجرت قنبلة مزروعة على جانب الطريق في حافلة ركاب صغيرة في بلدة لفولي جنوب غربي العاصمة مقديشو. وقال ضابط الشرطة عبد القادر محمد من موقع الهجوم "كل الركاب الذين كانوا على متن الحافلة وعددهم 81 لقوا حتفهم وأحرقوا.

 

غارديان": لا دولة امنة في العالم

المركزية- اعتبرت صحيفة "غارديان" البريطانية ان "التعاطف العالمي مع ضحايا التفجيرات الأخيرة في مطار اتاتورك في مدينة اسطنبول التركية لايعكس فقط الخوف من الهجمات الإرهابية، لكن ايضا يُشير الى ان هذه الهجمات يمكن ان تقع في اي مكان يتوجه إليه الناس"، لافتة إلى ان "بعد هجمات باريس وبروكسل لا يظن احد ان هناك دولة ما في امان من هذا النوع من الهجمات". واشارت الصحيفة الى ان "احداً لم يلحظ الحملة على صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان "انا اسطنبول" على غرار ما حدث بعد الهجوم على مجلة "شارلي ايبدو" في باريس"، موضحة ان "المسؤولين الاتراك وجهوا الاتهام بالفعل لتنظيم "داعش" وقالوا انه شنّ الهجوم الاخير بواسطة عدد من عناصره وذلك رغم عدم تبنّي التنظيم للهجوم".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» في حلب.. بين الانسحاب والموت

علي الحسيني/المستقبل/01 تموز/16

بدأ «حزب الله» يشعر اليوم، بعمق وخطورة المستنقع الذي أغرق نفسه فيه منذ قرر أن يكون طرفاً في الصراع السوري في العام 2001. واليوم يتنامى هذا الشعور في ظل عجز الحزب وحلفائه من جيش النظام والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية والأفغانية، عن تحقيق أي إنتصار من شأنه أن يُبرّر الأسباب التي أدت أو دفعته إلى هذا التدخل والتي على أساسها ما زال حتّى اليوم يُحاول أن يُقنع جمهوره بأهمية هذه الحرب ودفعه اليها تحت مُسمى «الواجب الجهادي». توصف المرحلة الحالية بالنسبة إلى «حزب الله« بأنها من أصعب المراحل التي مرت عليه منذ تأسيسه ولغاية اليوم، فبعد «القصير» و»القلمون» و»الغوطة»، ظن الحزب أن الطريق لاحتلال سوريا، أصبحت مفتوحة أمامه وأنه ومن خلال «قوّته» العسكرية، قادر على تحقيق أي إنجاز على الأرض بأقل الخسائر الممكنة، لكن مع كل إدعاءاته و»غروره»، وقف عاجزاً وحائراً أمام مجموعات صغيرة من الثوّار في «الزبداني» و»مضايا» المُحاصرة، واليوم في حلب التي أذاقته وحلفاءه مرارة الهزائم وألحقت بهم خسائر فادحة ما زالوا عاجزين حتّى الساعة عن إستيعابها وعن إحصاء خسائرهم فيها، وما الالتباس الذي أوقع السيد حسن نصرالله نفسه فيه، عندما قال إن مجموع اسرى حزبه هو عنصر فقط، سوى مؤشر واضح حول هذا العجز والضياع الكامل الذي يمر به «حزب الله».

أمس الأول، كشفت الوكالة الإيطالية (آكي) في تقرير أن «حزب الله اللبناني والميليشيات الأفغانية والعراقية المساندة لقوات النظام السوري وميليشياته، رفضت مواصلة الهجوم على مدينة حلب شمال سوريا«، مشيرة إلى «خلاف استراتيجي ظهر مؤخرا بين قوات النظام الراغبة بمواصلة محاولة السيطرة على المدينة بدعم جوي روسي، وبين حزب الله الذي يُقر باستحالة السيطرة على المدينة«. والأخطر ما كشفته الوكالة على لسان مصادر في الحزب مواكبة للمعارك العسكرية قولها: أيقنا استحالة السيطرة على المدينة، وكذلك خطورة التوسع شريطياً دون تأمين المناطق المجاورة للتوسع، فضلاً عن تكّبد الحزب خسائر في قواته وفي قوات موالية لإيران في المعارك التمهيدية، وتأكيد الحزب للقوات السورية أن مثل هذه المعركة تحتاج لنحو مائة ألف مقاتل على الأرض على الأقل لترجيح كفّة نجاحها«.

هذه المعطيات تؤكد الواقع القائم بين حلف «الممانعة» على أرض حلب، من بينها الاشتباكات بين عناصر من «حزب الله» وآخرين من جيش النظام في مناطق متعددة في حلب منذ اسبوعين، بالإضافة إلى النفور الواضح بين الروسي والإيراني حول مجريات معارك حلب واتهام الروسي للأخير بالتخاذل والجُبن من خلال رسالة وجهها اليه مطلع الأسبوع الحالي «نحن قمنا بواجبنا في الجو، وأنتم يجب أن تقوموا بما عليكم على الأرض». وجاءت إنتكاسة الإيراني وحلفائه بخسارتهم بلدة «الملاح» في حلب أمس الأوّل وسقوطها بيد المعارضة السورية، لتُعزّز الخلافات القائمة بين ما يسمى قوى «الحلف الواحد« ولتؤكد إستحالة سيرهم بمعركة حلب. ولا بد من التذكير أنه يوم كانت سقطت «الملاح» بيد الإيراني وحلفائه، أفرد إعلام «المُمانعة» مساحات واسعة للتحدث عن الأهمية الاستراتيجية لهذه البلدة ما يُمكن أن يؤشر له هذا السقوط لاحقاً. بغض النظر عن جديّة المعلومات التي تحدثت خلال الساعات الماضية، عن نيّة «حزب الله» الانسحاب من حلب والتي اكدها أيضاً مصدر في «الجيش السوري الحر» بقوله «إننا لم نلحظ أي انسحابات لجماعة حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى التي تقاتل نيابة عن النظام سواء في مدينة حلب أو ريفها«، إلا أنه يُمكن القول إن الحزب يتخبّط بأزمة كبيرة بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها في ريف حلب الجنوبي، فهو وعلى لسان نصرالله، اعترف بسقوط ستة وعشرين عُنصراً اضافة الى اسير واحد ومفقود واحد منذ أول حزيران الفائت، لكن سير المعارك هناك، يؤكد أن عدد العناصر الذين نعاهم الحزب في حلب وحدها، يفوق بكثير ما أعلنه نصرالله مؤخراً بالإضافة إلى أن «جبهة النصرة» وحدها، كانت عرضت مقابلة متلفزة مع أربعة عناصر من الحزب تم اسرهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو الامر الذي يدحض كلام نصرالله حول عدد اسرى حزبه. من المؤكد ان ما يجري في ريف حلب الجنوبي اليوم، هو صورة مُصغّرة عما يُمكن ان تكون عليه سوريا في المستقبل، إذ أن جميع الفرق المُتقاتلة هناك، تسعى إلى فرض سيطرتها وذلك من مبدأ أن من يُسيطر على حلب يُمكن أن يحجز لنفسه مكاناً في المقاعد الأمامية للمفاوضات والمؤتمرات التي تُعقد في الخارج، ومن هنا تسعى إيران من خلال حرسها الثوري وميليشياتها المتنوعة، إلى تحقيق خرق ولو بسيط، لتثبيت حضورها على الساحة الدولية، ولذلك أعلن نصرالله خلال أربعين مقتل القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين أنه «لدينا مسؤولية تتمثل بالمزيد من الحضور في حلب، نحن سوف نزيد من حضورنا في المنطقة، والمطلوب من الجميع أن يحضر، لأن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى هي المعركة في مدينة حلب ومنطقة حلب«.

 

السلة "آخر خرطوشة" عند رئيس المجلس: هذه نصيحتي ... وثمة من يدفع إلى مؤتمر تأسيسي؟

رضوان عقيل/النهار/1 تموز 2016

من يستمع الى الرئيس نبيه بري في اليومين الاخيرين بعد الردود غير المشجعة التي تلقاها حيال السلة الكاملة التي قدمها، يستنتج أنه لا يزال على حماسته الحوارية المعهودة. ولا يعني هذا الكلام ان محركات عين التينة تتجه الى التوقف عن هذه المهمة التي يسعى من خلالها الى عدم ملامسة "الجروح" السياسية وتقديم الشفاء لها فحسب، بل يعمل على شفاء المريض من خلال "وصفة" بنود السلة التي وضعها في بداية الحوار، ووافق عليها الجميع من دون اعتراض. وإذا كان كثيرون يظنون أن انتخاب رئيس للجمهورية – اذا حصل - سيؤدي الى حل كل المشكلات في اليوم التالي، فهم مخطئون، لأن البلد يمر في أزمة حكم وأزمة نظام. ويسلط بري الضوء على هذا الواقع من المشكلات المتراكمة في البلد والتي لم يكن ينقصها إلا التهديدات الامنية الاخيرة، ولا سيما بعد موجة الانتحاريين في القاع. ويبقى الامر الذي لا يزال محل مفاجأة عند بري، وهو ان المعترضين على محتويات السلة يعرفون تفاصيل مواد طبختها، وبعدما تناولوها مرات عدة وغرقوا في تفاصيلها "جاء من يقول لك اليوم على سبيل الاستعارة انهم لا يتناولون اللحوم". ويعود الى الطرح الذي قدمه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن إمكان الوصول الى مؤتمر تأسيسي للخروج من نفق هذه الازمات، وقد قامت الدنيا آنذاك ضد الرجل. وعاد رئيس المجلس الى التذكير عندها ببنود الحوار وتشديد الحزب على التزامها من ألفها الى يائها. وبعد استهداف السلة المذكورة بـ"نيران صديقة" من شخصيات تشارك في الحوار، لم يبق أمام بري إلا الرد على هؤلاء: "إذا كان عندكم يا سادة بديل أو حلول أخرى، فتفضلوا بتقديمها وانا جاهز للاستماع اليها، واطرحوها في الاعلام وأمام الرأي العام".

ويعود الى التذكير أمام زواره بأنه قدم أكثر من مبادرة لإيجاد حلول على قاعدة السير بالبلد بالتي أحسن، وحماية ما تبقى من مؤسسات والحفاظ على عملها قدر الامكان.

ويدقّ ناقوس الخطر من اليوم، "وإن تشرين لناظره قريب"، في اشارة الى اقتراب موعد انهماك جميع القوى بالانتخابات النيابية المقبلة. ويقول: "نحن في سباق مع الوقت، فلنعمل وننجز بنود هذه السلة ونتفق عليها قبل فوات الاوان. ومن يعارض هذا المخرج هو في اختصار من يدفع البلاد الى عقد مؤتمر تأسيسي. وهذه نصيحتي لهؤلاء والسلام". ولدى مفاتحته في أن المعترضين على إتمام السلة نجحوا في الانقضاض عليها قبل موعد خلوات آب المقبل، يجيب: "لا أسمح لأحد بالمزايدة عليّ. وردّي على هؤلاء أننا إذا وصلنا الى حائط مسدود فلن يبقى أمامنا إلا قانون الستين أو الذهاب الى التمديد للمجلس، وهذا من رابع المستحيلات. وإذا كانوا يريدون الابقاء على هذا القانون فليقولوها صراحة، ونتجه الى الانتخابات على أساسه من دون لف ودوران". والاستغراب عند بري حيال هؤلاء "انهم يقولون الشيء ويفعلون نقيضه، وقد دعوت الى الحوار على أساس البنود المعروفة وقلت إن هذه السلة هي آخر خرطوشة".

الى هنا ينتهي كلام بري وتحذيراته، الا ان ثمة من يعتقد انه رؤيوي أراد معالجة لكل جوانب هذه الازمة وتقديم حلول جذرية لمدّ الحياة السياسية بالاوكسيجين، على الرغم من كل ما يطوقها من غيوم وأخطار أمنية. وان المعارضين للسلة لا ينظرون الا الى متراس دفاعاتهم السياسية والحفاظ على مصالحهم تحت عنوان عدم المس بالطائف، مع العلم أن السلة لا تمس الدستور ولا "تنال منه". وإذا بقيت الاوضاع على هذا المنوال فسيكتشفون انهم على خطأ، هم ومن يقف خلف سياساتهم، ولا سيما أن الكابوس الامني يكبل تحركات اللبنانيين ويقض مضاجعهم في يومياتهم.

 

تعزيز القوى الأمنية ودعمها.. خير علاج

ثريا شاهين/المستقبل/01 تموز/16

يعترف بعض الوزراء انه من الممكن ان يكون الانتحاريون موجودين في اي منطقة من لبنان غير منطقة القاع التي تعرضت للتفجيرات الارهابية اخيراً. وان هذا الوضع مقلق، ويلقي بظلاله على الاتصالات السياسية وعلى الوضع الامني في البلاد ككل. واكدت مصادر وزارية، انه من غير المنطقي ان يفكر اللبنانيون بأن الامن الذاتي هو العلاج، انما العلاج هو بتقوية مؤسسات الدولة من جيش وامن داخلي، وكافة اجهزة الشرعية، واعطائها الضوء الاخضر لتنفيذ التدابير اللازمة، وهو الامر الذي حصل في مجلس الوزراء الثلاثاء. اذ لا يمكن القول إن هناك خللاً امنياً، خصوصاً وان الاجهزة الامنية قد كشفت مخططات عدة ومحاولات وعملت على منع تنفيذها. وبالتالي يجب على الجميع الاستمرار في دعم القوى الامنية، والدعم مطلوب كذلك من السلطة السياسية بكامل مكوناتها. وفي مجلس لوزراء، كشفت المصادر، انه جرى التطرّق الى مسألة اللاجئين السوريين والعلاقة المحتملة بينها وبين الوضع الامني الصعب. وكان واضحاً لدى بعض وزراء «حزب الله» وكذلك وان بنسبة اقل لدى بعض وزراء تكتل «التغيير والاصلاح»، التلميح بأن الأمر يقتضي الحديث مع الحكومة السورية حول الحلحلة، في ظل وجود مناطق آمنة في سوريا، وان التنسيق واجب بين الطرفين حول قضية اللاجئين. لكن وزراء آخرين يعتبرون ان المساعدة والتنسيق في الحل يجب ان يقوم به لبنان مع الأمم المتحدة، والتي بدورها تقوم بالتنسيق مع الجهات السورية المعنية. وقالت المصادر، إن مطالبات جرت داخل مجلس الوزراء بأن تتولى «اليونيفيل» حماية الحدود مع سوريا في اطار مؤازرة الجيش لهذه الغاية. ومنذ بدء الحرب السورية جرت مطالبات من هذا النوع. وتساءلت «لماذا يقف «حزب الله» ضد الموضوع؟»، اذ إن كرة النار السورية تمتد في اتجاه لبنان. ولماذا لا يتم تنفيذ قرار موجود هو القرار 1701، وقد نص على حماية حدود لبنان كلها بما فيها ايضاً البحرية. ولفتت المصادر، الى ان كل لبنان مهدد والخطر داهم على الجميع، الامر الذي يقتضي من كل الافرقاء الموافقة على الطلب من «اليونيفيل» دعم الجيش في حماية حدود الوطن الشمالية والشرقية. مصادر ديبلوماسية، تؤكد ان لا احد يمكنه معرفة ما يدور في الرأس المفكر للارهابيين. لكن في المنطق هذه المجموعات تبدو «محشورة» لتقوم بالتفجيرات. ولا يمكن لهذه الأعمال، إلا الحاق الأذى، وليس الانتصار على الارض، بحيث انه في ظل وجود الجيش لا يمكن لهؤلاء الانتصار. والمسألة ليست متعلقة بطوائف لبنان، وهذه الطوائف لا تستهدف بعضها، وكل الزعماء السنّة في لبنان يحاورون، والزعماء الشيعة ليسوا في هذا الوارد. وليس من طائفة اخرى في وارد ان تقوم بفتنة. هناك قلق وخوف مؤكد من هكذا اعتداءات. والجديد فيها انها استهدفت المسيحيين. لكن السلطة الآن في لبنان يغيب عنها الرئيس المسيحي. الأكيد، انه حتى الآن المستهدف هو منطقة قريبة من مجال الإرهابيين ومن منطقة عرسال، مع انه لا توجد منطقة تختلف عن الاخرى. انما اذا توسعت الاعتداءات، فيعني إن هناك هدفاً اكبر اي استهداف لبنان وزعزعة الاستقرار فيه وارباكه. وليس من جهة متطرفة حتى الآن، تعتبر أن ارض لبنان، هي ارض نصرة وارض جهاد. وبالتالي، يمكن توصيف ما حصل بأنه عمل انتقامي. وقد خلّف الأذى للسياحة، وأعاد مناخ القلق الى اللبنانيين والمسيحيين تحديداً، حيث بات لديهم خوف من تفجيرات تطال مناطقهم. وتزامنت التفجيرات في لبنان مع تفجيرات في الاردن وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة، والسؤال، بحسب المصادر، يبقى ضمن اية استراتيجية يأتي ذلك، هل لقضم الاراضي، او افتعال مشاكل ضمن الدول؟

 

في حضرة 'القاع' التي لم تعد لنا ولم تعد هنا

شادي علاء الدين /العرب/01 تموز/16

أكثر ما يثير الرعب في مشهد التفجيرات الانتحارية التي ضربت بلدة القاع أنه لم يعد من الممكن تركيب سياق مباشر ومحليّ لها بل باتت مجرّد تفصيل من جملة تفاصيل كبرى ترتبط بالرقة وحلب وبغداد وإسطنبول. لم تعد القاع هنا ولم نعد قادرين على التعرف عليها ولا على رسم ملامحها لبنانيا. خرجت من الحدود لتقيم في ما وراء الحدود. دفعتها سلاسل الارتباطات الموصولة بواقع التفجيرات الانتحارية، إلى حالة قاسية من ضياع المعاني وتشتتها. موجة التفجيرات الأولى خلقت سياقات تحليلية تقول إن القاع لم تكن مستهدفة، بل كانت معبرا لتنفيذ عمليات في أماكن أخرى، وبذلك لم يكن يحق للقرية أن تبكي شهدائها الذين افتدوا البلاد فقد تم إدخالهم في دائرة الشعر التي لا تحتمل في هذه اللحظة، وباتوا شهداء الوطن الملتبس، وليسوا أبناء بلدتهم. الموجة الثانية من التفجيرات عكست المعاني التي سادت إثر الموجة الأولى، فباتت القرية مستهدفة في حدّ ذاتها. اتفق على هذا التوصيف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وأحد نواب كتلة حزب الله، ولكن في الآن نفسه لم يُسمح لأهل القرية بتركيب معاني شهادتهم وتنظيم شؤون مصيبتهم. تحوّلت ردود الأفعال المباشرة التي قاموا بها ومشاهد حمل السلاح إلى جزء من خطابات ذاكرة عسكرية حربية، تلقي بظلالها على حاضر مريض لا يقدم نموذجا تحتذي به هذه الصورةُ، سوى في الصورة التي يسيطر حزب الله على ظروفها، ويتحكم بإنتاجها وإدارتها. هكذا بات أهل القاع عناصر ميليشيوية تستعيد نغمة الأمن الذاتي. لم يقل الأهالي ذلك، بل أُسبغ عليهم هذا المعنى بقوة الإسقاطات السياسية التي حاصرتهم بمشهدية لم يكونوا صناعها.

مشاهد السلاح التي ظهرت عند هؤلاء المواطنين العزل كانت فعلا غريزيا مباشرا مستقلا عن السياسة. مشروعيته الأولية تكمن في هذا البعد بالتحديد الذي سرعان ما نزع عن المشهد لتلصق به سلسلة تأويلات رأت فيه عسكرة للمجتمع المسيحي، وركبت انطلاقا منه عنصرية شرسة ضد اللاجئين السوريين.

لم تعد القاع هنا. وقع مشهد النساء السبعينيات اللواتي يحملن السلاح في حفرة الاستثمار، وصار موجها ليس إلى صدور الانتحاريين ولكن إلى صدور لبنانية أخرى، لم يعلن أبناء القاع توجيه سلاحهم إليها. لم تعد القاع هنا لأنها أخرجت من جغرافيتها ومن خصوصيتها، وصارت مسرحا لمجزرة تقع في مكان آخر. كنا نتذكر القاع ولا نراها. لم يرها أحد من قبل ولم يرها أحد في عز مصابها وهي مرشحة لامتناع الرؤية في المستقبل. حضرت لتدل على ما ليس فيها وعلى ما لم ترد أن تكون جزءا منه. قالوا إن شهداءها افتدوا الوطن لكي لا يكون لها شهداء، وكي لا يكون لأبناء البلدة الحق في النطق باسمهم. كيف يمكن للمرء أن يكون شهيدا للوطن في لبنان؟ وكيف يمكن افتداء لبنان؟ هل هناك إجماع على شيء واحد يمكن أن يجعل من هذه المساحة من الخراب وطنا قابلا للافتداء؟ لم يكونوا مستهدفين لأنهم مسيحيون، كانوا مستهدفين لأنهم عراة من الأمن ومن الدولة ومن الحضور ومن العيش. الخطاب الذي يعتبر أن عدد الشهداء الذي لا يتجاوز الخمسة مقارنة بعدد الانتحاريين الذي وصل إلى تسعة يعني فشلا تاما للانتحاريين، يعكس خفة رهيبة، ويفصح عن منطق إحصائي لا يصلح للنظر في الشؤون التي تنطوي على بعد إنساني. خطاب العدد هو خطاب حربي يحرم المشهد من أن يكون اعتداء خالصا وجريمة من طرف واحد، بل يقول وكأن هناك معركة بين أنداد في القيمة وفي التوجه وفي القدرات، وقد انتصر فيها الطرف الذي سقط له العدد الأقل من القتلى.

 

المسيحيون في فخ 'حزب الله' والنظام السوري

خيرالله خيرالله/العرب/01 تموز/16

لماذا استهداف القاع، البلدة المسيحية في قضاء بعلبك الواقع بمحافظة بعلبك ـ الهرمل التي يسيطر عليها “حزب الله”؟ الجواب، أقلّه إلى الآن، أن الانتحاريين الثمانية الذين فجروا أنفسهم في البلدة يوم السابع والعشرين من حزيران- يونيو الجاري حققوا الهدف المطلوب. ويتمثّل هذا الهدف، الذي يقف خلفه من أرسلهم إلى البلدة، في جعل أهل القاع يحملون السلاح فيها بشكل علني بحجة حماية أنفسهم. لا يخدم هذا الهدف سوى حزب الله الذي يمارس الأمن الذاتي مدّعيا أن الدولة اللبنانية قاصرة، وأنّه الوحيد القادر على حماية البلد كلّه في انتظار بلوغ هذه الدولة سنّ الرشد. من المفترض أن يعي المسيحيون في لبنان هذا الواقع الذي يسعى حزب الله إلى جرّهم إليه، هم الذين كانوا الضحية الأبرز للعبة السلاح التي أتقنها النظام السوري إتقانا جيدا. لقد أدخل هذا النظام المسيحيين في هذه اللعبة بعدما حوّلهم إلى ميليشيات كان يصلها السلاح من مصادر مختلفة، فيما كان يتولى بنفسه تسليح الفلسطينيين الموجودين في البلد أو تسهيل وصول شحنات السلاح إلى “الفدائيين”. هل يتعلّم المسيحيون في لبنان من تجارب الماضي القريب؟ هل يتعلّمون من أنّ لا شيء يحدث بالصدفة في لبنان، وأن المطلوب دفعهم إلى أن يكونوا رأس الحربة ضدّ وجود اللاجئين السوريين في لبنان، من زاوية عنصرية ليس إلّا؟

بعد 48 ساعة من الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في أربعينية أحد قادته العسكريين والأمنيين مصطفى بدرالدين، الذي قتل في سوريا والذي يقف على رأس قائمة “القديسين” المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، جاءت مجزرة القاع الجديدة. كانت القاع باستمرار علبة بريد استخدمها النظام السوري لتوجيه رسائل في مناسبات معيّنة. على سبيل المثال وليس الحصر، شنت مجموعة مسلّحة تابعة للنظام هجوما على القاع في الثامن والعشرين من حزيران- يونيو 1978، وقتلت نحو 28 من أهالي البلدة بحجة أنهم كتائبيون، وأنّ حزب الكتائب وراء اغتيال طوني سليمان فرنجية وأفراد عائلته في إهدن يوم الثالث عشر من الشهر نفسه. وقعت مجزرة القاع الأولى بعد 15 يوما من مجزرة إهدن. كان ما يريد النظام السوري تحقيقه واضحا وقتذاك؛ كان يريد تعميق الشرخ المسيحي- المسيحي بين آل فرنجية من جهة، والكتائب من جهة أخرى. ما هي الرسالة المطلوب توجيهها هذه الأيّام عبر القاع؟

بعد 38 عاما على مجزرة القاع الأولى، شهدت البلدة يوم السابع والعشرين من حزيران- يونيو 2016 مجزرة أخرى. ليس سرّا أن هؤلاء الانتحاريين ينتمون إلى تنظيمات متطرّفة تعمل في سوريا. بين هذه التنظيمات داعش المرتبط ارتباطا وثيقا بالنظام السوري. من يعرف كيف ولد تنظيم داعش لا يستغرب تلك العلاقة الحميمة القائمة بينه وبين النظام السوري الذي يستخدم هذا التنظيم ليقول للعالم إنّه يخوض حربا ضدّ الإرهاب، في حين أنّه يخوض حربا مع شعبه ليس إلّا. من يتذكّر مهزلة تدمر قبل أشهر قليلة وتبادل الأدوار بين النظام السوري وداعش؟ كان الاستنفار المسيحي المسلّح في القاع دليلا على أنّ هناك من لا يريد الاستفادة من التجارب التي مرّ فيها لبنان، بما في ذلك مجزرة القاع في العام 1978. لا يحمي اللبنانيين إلا الدولة اللبنانية، ولا فائدة من استعراضات مسلّحة تظهر فيها نساء يحملن رشاشات. نعم، هناك ظلم لحق بالقاع وأهلها الذين سقط بينهم خمسة شهداء. لكن السلاح كان يجب ألّا يظهر بالطريقة التي ظهر بها. كان أكثر من ضروري أن يظهر المسيحيون وعيا في هذه الظروف بالذات، وأن يستيقظوا جميعا على أنّ المشكلة الأساسية في البلد هي سلاح حزب الله غير الشرعي من جهة، وتورطه من جهة أخرى في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري، وهو تورط سيعود بالويلات على لبنان واللبنانيين.

كان هناك دائما هدف من وراء استهداف مسيحيي الأطراف في لبنان، خصوصا سكّان بلدات وقرى حدودية مثل القاع. كان الهدف معروفا وهو إقناع المسيحيين بالحماية السورية، أي بحلف الأقلّيات الذي نادى به، في كلّ وقت، النظام العلوي القائم منذ 1970.

أكثر من ذلك، كان مطلوبا جعل المسيحيين يحملون السلاح علنا بغية التغطية على الكلام الأخير بالغ الخطورة، الذي صدر عن الأمين العام للحزب حول مدى ارتباط الميليشيا المذهبية التي يقف على رأسها بإيران. لم يكن كلام حسن نصرالله جديدا للذين يعرفون أن حزب الله لم يكن يوما سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. لكنّ العلاقة بين الجانبين لم تكن يوما واضحة مثل هذا الوضوح ومكشوفة بهذا الشكل الذي ينمّ عن وقاحة ليس بعدها وقاحة واحتقار ليس بعده احتقار للبنان واللبنانيين، خصوصا عندما قال الأمين العام “يا خيي، نحن (نعلن) على رأس السطح، موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران. تمام”. بكلام أوضح، مطلوب شغل لبنان، ومسيحييه خصوصا، بمصير بلدة مثل القاع ترمز إلى الانتشار المسيحي على الخارطة اللبنانية والإيحاء بأن المسيحيين في خطر، وهم فعلا في خطر. السبب الحقيقي لهذا الخطر سلاح حزب الله الذي يمنع مجلس النوّاب من انتخاب رئيس للجمهورية أولا، ثم استثماره في الحرب السورية ثانيا. من يستثمر في مثل هذه الحرب ذات الطابع الطائفي والمذهبي ومن يمنع انتخاب رئيس مسيحي للجمهورية اللبنانية بقوّة سلاحه، لا يعرض المسيحيين وحدهم للخطر، بل يضع البلد كلّه على كفّ عفريت.

جاءت مجزرة القاع الجديدة بعد اختتام الرئيس سعد الحريري لجولته الشمالية التي وضعت كلّ شخص بالمنطقة في حجمه الحقيقي من جهة، ورسمت من جهة أخرى معالم الدور الذي يمكن أن يلعبه الشمال اللبناني خصوصا مدينة طرابلس ومنطقة عكّار في مجال إعادة إعمار سوريا بعد رحيل بشّار الأسد.

مرّة أخرى، لا شيء يحدث بالصدفة في لبنان؛ القاع مستهدفة بصفة كونها بلدة مسيحية، والهدف من استهدافها استنفار المسيحيين وجعلهم يحملون السلاح، تماما كما حصل بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في شباط- فبراير 2005. وقتذاك، ظهر مسلّحون مسيحيون في البعض من شوارع بيروت خشية تسلل “الغرباء” إليها. كان الهدف من التفجيرات التي استهدفت أحياء مسيحية في بيروت وخارجها، مباشرة بعد اغتيال رفيق الحريري تصوير الأمر وكأنّ هناك فتنة مسيحية- إسلامية في البلد، وأن المسيحيين في حاجة إلى حمل السلاح من أجل حماية أنفسهم في بيروت وخارج بيروت. إنّها فكرة الأمن الذاتي التي ينادي بها حزب الله، الذي تبيّن أن مجموعة من عناصره متّهمة بتنفيذ عملية اغتيال الحريري وسلسلة من عمليات الاغتيال الأخرى. هل يقع المسيحيون في الفخّ الذي ينصبه لهم هذه المرّة النظام السوري وحزب الله في الوقت ذاته مستخدمين شعارات برّاقة من نوع أن “التكفيريين” يستهدفونهم؟

يكفي، تفاديا للوقوع في هذا الفخّ، ألّا يغيب عن البال أن حزب اللّه يمنع انتخاب رئيس للجمهورية أوّلا، وأن داعش والنظام السوري وكلّ الميليشيات التي تدعمه، بما في ذلك ميليشيا حزب الله، وجهان لعملة واحدة. هذه لعبة من الضروري أن يتفاداها مسيحيو لبنان، في حال كانوا يريدون إظهار أنّهم تعلّموا شيئا من لعبة السلاح والميليشيات الطائفية والمذهبية التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه!

 

القلق من الإرهاب يزداد داخلياً وخارجياً وحدات خاصة لحماية المطارات والمسافرين

 خليل فليحان/النهار/1 تموز 2016

يتزايد قلق اللبناني في الداخل والخارج بعد الهجوم الإرهابي على بلدة القاع البقاعية فجرا ومساء الاثنين الماضي. ويتزايد في الداخل عندما يطلع من وسائل التواصل الاجتماعي ومحطات تلفزيونية على أسماء أماكن كانت مرشحة لضربات ارهابية وتضم مجمعات تجارية او مطاعم وما شابه. ويضاعف قلق المواطن ما توقعه البيان الرسمي الذي صدر عن الاجتماع الأمني الموسع الذي ترأسه رئيس الحكومة تمام سلام الثلثاء الماضي وفيه ان الاعتداء على القاع "يشكّل تحولا نوعيا في الحرب التي تشنها تنظيمات الارهاب الظلامي على لبنان دولة وشعبا، وقد يكون مؤشرا إلى مرحلة جديدة اكثر شراسة...".

اما القلق في الخارج فيعود الى التنقل الكثير للبنانيين المنتشرين في العالم من الخليج وأوستراليا الى افريقيا وأوروبا والأميركيتين. وفي الاحصاءات ان المسافر اللبناني يستعمل مطار اتاتورك في اسطنبول ليس فقط من بيروت ولكن عبره الى اميركا والبرازيل وكندا. وهذا ما يدفع اي سفير او قنصل عام في الخارج إلى ان يستنفر في حال وقعت اية عملية ارهابية على مطار في البلد المعتمد لديه، وهذا ما حصل مع قنصل لبنان العام في اسطنبول هاني شميطلي. وعلمت " النهار" انه فور وقوع الهجوم الانتحاري على مطار اتاتورك سارع الى اجراء الاتصالات اللازمة بسلطات المطار ومركز والي اسطنبول (المخول اعطاء المعلومات) لمعرفة ما اذا كان ثمة مسافرون لبنانيون بين الذين تعرضوا للهجوم باطلاق النار أو بالأحزمة الناسفة. وقبل ساعتين من وقوع العملية الارهابية دخل قاعة المغادرة 250 مسافراً الى بيروت، وهي القاعة التي استهدفها أحد الانتحاريين الثلاثة. بعد ذلك تابع شميطلي أولا بأول مع المسؤولين في مكتب والي اسطنبول لائحة بأسماء الضحايا والجرحى. وحرص القنصل العام على متابعة ما يستجد من خلال التأكد من أسماء المسافرين لمعرفته ان لبنانيين كثيرين يستخدمون ذلك المطار للوصول إلى بيروت من دول الاغتراب في الاميركيتين وافريقيا والدول الاسكندينافية، مستفيدين من التسهيلات الممنوحة لهم من الخطوط الجوية التركية لناحية كثافة شبكة رحلاتها او من السلطات التركية في المطار لجهة الإعفاء من تأشيرة الدخول. وتبين ان عملية التثبت من أسماء القتلى والجرحى استغرقت وقتا طويلا واستمرت حتى عصر أمس الأربعاء، وتلقى شميطلي لوائح اسمية بهم خلت من اسم أي راكب لبناني، وابلغ وزارة الخارجية والمغتربين بذلك على الفور. يذكر ان مدينة اسطنبول تشكّل بمطاريها الأوروبي والآسيوي وجهة السفر الأولى للمغادرين من مطار بيروت أو العائدين اليه، وهناك يوميا سبع رحلات مباشرة بينهما، ويرتفع عدد هذه الرحلات في موسم الصيف، وتضاف إليها الرحلات الصيفية المباشرة التي تنظمها شركات سفر لنقل السياح اللبنانيين الى مطارات الساحل الجنوبي التركي في أنطاليا ومرمريس. وتوقعت مصادر متابعة أن تنحو الاتصالات الدولية والعربية لمكافحة الإرهاب نحو إنشاء وحدات متخصصة لحماية المطارات وأمن المسافر بعد تدمير طائرة سياح روسية غادرت شرم الشيخ في طريقها الى موسكو في نهاية الصيف الماضي، وأيضاً بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مطار بروكسيل في 22 آذار الماضي.

 

نصر الله: أنا «أمازون» للمقاتلين الشيعة!

نديم قطيش/الشرق الأوسط/01 تموز/16

سردية «حزب الله» عن المقاومة كانت وما زالت أن المقاومة نشأت في لحظة تخلي الدولة اللبنانية عن مسؤولياتها. بُنيت هذه السردية على ذاكرة اختلال ميزان «التوزيع العادل» للأمن والأمان والإهمال، الذي تعرضت له مناطق لبنانية ذات أغلبية شيعية.

تغافلت هذه السردية عمدا، عن أن الدولة اللبنانية، في مكونها العسكري، كانت ضعيفة عموما، إنما ظهر ضعفها فاقعا في الجنوب اللبناني بإزاء الاعتداءات الإسرائيلية، وسطوة السلاح الفلسطيني. أي أنه ضعف مقيم في تكوين الدولة نفسها، وليس إهمالا متعمدا لمنطقة دون غيرها، ولا سيما أنها دولة غير معدة للمواجهة، وتحديدا مع إسرائيل، بل كانت أول من ذهب إلى اتفاق هدنة معها عام 1949.

لم تحفل السردية العقائدية التي ورثها «حزب الله» ونماها، بكل هذا. بل مضت تبني على مفردات الحرمان، ومعاداة نظام المارونية السياسية، ثم الطائف، والمخزون اليساري بين عموم الشيعة، ثم المخزون الإسلامي الذي استخرجته تجربة الإمام موسى الصدر، لصياغة قول واحد. ميليشيا «حزب الله»، دون غيرها من ميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية، هي المقاومة، وهي جزء من التكوين الشرعي للدولة اللبنانية، والمعطى الذي به تعالج الدولة نقصانها وتقصيرها.

في ظل هذه السردية نمت واحدة من أعتى الميليشيات المذهبية في المشرق العربي، ومرت بمنحنيات كثيرة قبل أن تستقر بصفتها أقوى ذراع عسكرية إيرانية تقاتل على كامل جبهات الحرب الأهلية السنية الشيعية في المشرق والخليج، عسكريا وسياسيا ودعائيا.

وحين دعت الحاجة إلى أن يدخل «حزب الله» في حرب نظام بشار الأسد على شعبه، بقيت هذه السردية في صدارة الخطاب الذي برر المشاركة في الحرب. فالدولة لا تزال ضعيفة، في وجه الإرهاب اليوم كما في وجه إسرائيل بالأمس، وضعفها هو مبرر ذهاب المقاومة إلى سوريا. بل إن القتال في سوريا وضع في سياق الدفاع عن مشروع المقاومة نفسه، وهو إدغام، بين جبهتين، ثابر عليه «حزب الله» بشكل يومي منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة السورية وزاد بعد دخوله الحرب.

المقاومة وفق هذا التصور، هي نتيجة وليست مشروعا قائما بذاته. وهذا تواضع مزيف يبديه حسن نصر الله للتعمية على كونه قائدا لميليشيا إيرانية صدف أن لبنان مسرح عملها، وأن لبنانيين هم مقاتلوها وقادتها. فلبنانية هذه الأبعاد في تكوين «حزب الله» لا تتناقض مع إيرانية الوظيفة التي يؤديها. كما الأفراد، كذلك المؤسسات، تمتلك هويات عدة. الطبيب الجراح، هو زوج في هوية ثانية، وأب في هوية ثالثة، ولاعب كرة في النادي المحلي لمنطقته في هوية رابعة، أو محاضر جامعي في خامسة، أو… هذه هويات تتجاور ولا تلغي الواحدة الأخرى. وهكذا «حزب الله». لبنانية مكوناته لا تتعارض مع إيرانية وظيفته، وهو ما يسقط، بالمنطق، سردية «حزب الله» عن أنه مجرد بديل عن دولة ضعيفة أو غائبة.

الواقع أن الخطاب الأخير لحسن نصر الله، وتزامنه مع واقعة الهجوم الإرهابي على بلدة القاع الحدودية مع سوريا، أضافا إلى المنطق وقائع تدعمه، وتساهم في إسقاط سردية «حزب الله» بلسان نصر الله نفسه وحراك حزبه الميداني.

ففي معرض ترويجه وتفخيمه، بالمتهم الأول في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مصطفى بدر الدين، روى نصر الله كيف أن العراقيين اتصلوا بـ«حزب الله»، طالبين دعمهم، في المعارك ضد «داعش»، بكوادر وقادة ميدانيين، وأن «حزب الله» لبى الطلب.

البناء على سردية «حزب الله» يفترض أن الدفاع عن ديالى وكركوك وصلاح الدين والموصل في مواجهة «داعش» هي من مهمات الدولة اللبنانية التي أفضى تقصيرها إلى أن ينوب عنها «حزب الله» في الدور والوظيفة! أو يفترض أن العراق، كما سوريا جغرافيا، هو العمق الاستراتجي اللوجستي والسياسي للمقاومة، وهو افتراض يلغيه أن «حزب الله» قاتل منذ عام 1982 وحتى عام 2003، حين كان عراق صدام حسين حاجزا في وجه إيران وفي اشتباك معها دام ثماني سنوات!

الحقيقة، أنه حين يجاهر «حزب الله» بتحوله من مقاومة نمت في ظل غياب الدولة اللبنانية، إلى ما يشبه «أمازون» لتوصيل المرتزقة إلى ساحات القتال، إنما يسقط هذه السردية تماما ويسقط معها سردية رديفة فضحتها عملية القاع الإرهابية.

قبل جريمة القاع، بساعات كان نصر الله يتوعد حلب بالمعركة الفصل، ويبرر لجمهوره ما سقط وما سيسقط من قتلى في المعارك الضارية الجارية، والتي ستتوسع. وما كاد ينتهي من خطابه، وإيحائه أن «حزب الله» سيزج بأعداد كبيرة في القتال هناك، حتى استفاق اللبنانيون على جريمة إرهابية، تحمل بصمات «داعش» إلى أن يثبت العكس، في بلدة القاع الحدودية المسيحية. يكفي النظر للخريطة لرؤية كم تبعد حلب، في شمال سوريا، عن الموقع الذي هاجمته «داعش» خلف الخطوط الأمامية لانتشار «حزب الله» وعلى الحدود اللبنانية. فلو كان دخول الحزب إلى سوريا هو بغرض حماية لبنان، حيث ستفشل الدولة في الحماية، لكان «حزب الله» يقاتل في القاع وليس في حلب، ولكان خطابه ومشروعه وحراكه الميداني مرتبطا بحماية الحدود اللبنانية وليس بتغيير الخريطة الديموغرافية في سوريا من خلال الاشتراك في هدم مدن وحواضر السنة وتهجير سكانها.

معونة «حزب الله» للمليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، وحدوث جريمة القاع التي لم تجد من يحميها إلا ما تيسر من سلاح في يد أبنائها، يقولان شيئا واحدا.

«حزب الله» ميليشيا إيرانية تعمل ضمن مشروع إيراني وبحسابات إيرانية لا مكان فيها للبنان.. دع عنك ألا مكان فيها لهوية لبنان العربية!

 

اللبنانيّون باتوا يشكّكون في صداقة أميركا: أليس في استطاعتها حل الأزمة الرئاسيّة؟

 اميل خوري/النهار/1 تموز 2016/من يصدق إن إيران التي تدفع لـ"حزب الله" الأموال التي يحتاج إليها وتزوّده الأسلحة على اختلاف أنواعها، لا "تمون" عليه بل تترك له حرية القرار في كل شأن لبناني، مع أن أحداً لا ينسى أن إيران هي التي طلبت من الحزب إشعال حرب تموز مع اسرائيل بعدما كان أمينه العام السيد حسن نصرالله طمأن أقطاب الحوار عند انتهاء الجلسة الى أن لبنان سيشهد موسم صيف واعداً... وأن إيران هي التي طلبت من الحزب ارسال مقاتليه الى سوريا لدعم نظام الأسد الذي كان يوشك على السقوط، فنخالف بذلك سياسة الحكومة التي دعت الى "النأي بالنفس" ونالت ثقة مجلس النواب على أساسها في بيانها الوزاري. كما خالف الحزب المعادلة التي يعتبرها "ذهبية" وهي: "الجيش والشعب والمقاومة" عندما لم يسأل الجيش ولا الشعب عن تدخله عسكرياً في سوريا بل سمع كلمة إيران فقط. فاذا كان الحزب وباعتراف منه تابعاً لإمرة إيران عملاً بالمثل الفرنسي Qui Donne Ordonne، أي أن من يعطي يأمر، وصار جناحاً عسكرياً لها ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة، وله دور داخلي واقليمي ودولي، أفلا تستطيع أن تطلب منه انتخاب رئيس للبنان وهي التي طلبت منه عدم التزام تنفيذ قرارات هيئة الحوار الوطني مع أنها صدرت بالاجماع، وجعلته يسخر من "إعلان بعبدا" ويطلب "بلَّه وشرب مائه"، ومن سياسة "النأي بالنفس" عندما وصفها الرئيس الأسد بـ"اللعي بالنفس"؟ ومن يصدّق بعد كل ذلك قول إيران لكل مسؤول لبناني وعربي وأجنبي انها لا تتدخّل في الانتخابات الرئاسية في لبنان وتعتبرها شأناً لبنانياً، في حين أن موقفها بات معروفاً ومكشوفاً وهو انها لا تريد انتخاب رئيس للبنان إلا عندما تقرر هي ذلك. ومن يصدّق أن روسيا لا "تمون" على ايران وهي متحالفة معها في سوريا ويعملان معاً على دعم نظام الأسد وعلى بقائه مهما بلغ عدد القتلى والجرحى وعدد النازحين واللاجئين. ومن يصدق أن روسيا التي تكرر القول إن ما يهمها هو استقرار لبنان ولا "تمون" على إيران بأن تطلب من نواب "حزب الله" النزول إلى المجلس لانتخاب الرئيس، إذ لا استقرار دائماً وثابتاً من دون رئيس. ومن يصدق أن أميركا التي أصبحت صديقة لإيران بعد توقيع الاتفاق النووي وتقول إنها حريصة على استقرار لبنان ولا "تمون" على إيران في تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، ولا تذهب من أجل ذلك الى حد تهديدها باعادة فرض عقوبات عليها إذا لم تفعل ذلك. إلا إذا كان كل ما يهم أميركا هو أمن اسرائيل، وقد حصلت عليه بالاتفاق النووي، ولا يهمها بعد ذلك أي شيء آخر، ولا حتى ما يهم الدول الصديقة لها في المنطقة. ثم كيف تكون أميركا صديقة لإيران وفي الوقت عينه صديقة للبنان ولا تفعل شيئاً له تأكيداً لهذه الصداقة؟!

لقد بات اللبنانيون يشكّكون في صداقة أميركا للبنان عندما تفعل كل شيء خدمة لاسرائيل ولا تفعل شيئاً خدمة للبنان. أليس في استطاعة أميركا أن تحل أزمة الانتخابات الرئاسية بمعزل عما يجري في المنطقة وفي سوريا بالذات وهو ماكانت تفعله سابقاً؟ وإلا يصبح السؤال المطروح هو: ما حقيقة العلاقات بين أميركا وإيران بعد توقيع الاتفاق النووي؟ هل من تقاطع مصالح يجعل إيران تفعل ما تريد في لبنان والمنطقة الى حد زعزعة الاستقرار في أكثر من دولة في المنطقة بتسليحها جماعات بهدف إسقاط أنظمة أو تعديلها تحصيلاً لحقوق، أو التفرج على تفكيكها تمهيداً لتقسيمها واقامة دويلات مذهبية وعرقية فيها؟ وهل على لبنان أن ينتظر ما ستكون عليه صورة الوضع في المنطقة من أجل اعطاء صورة له؟ وما الحملات المتبادلة من حين إلى آخر بين أميركا وايران سوى للتغطية والتمويه.

الواقع أن إيران ليست وحدها في ما تفعله بلبنان والمنطقة، وإلاّ لما كانت قادرة على تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية ليبقى تحت خطر الفراغ الشامل، ولا كانت الأزمات تتفاقم في العراق واليمن وسوريا وتوشك أن تنتقل إلى البحرين. إن لبنان يعيش منذ أن حصل الشغور الرئاسي حال ضياع وقلق لأنه لا يعرف متى يخرج من أزمة الانتخابات الرئاسية التي تولّد أزمات، هل بعد التوصل الى حل في سوريا ولا أحد يعرف متى يتم التوصل اليه؟ هل بعد التوصل الى حل في اليمن ليصبح تحقيق تقارب سعودي – ايراني ممكناً؟ هل بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية لمعرفة أي سياسة ستنتهجها الإدارة الاميركية الجديدة في المنطقة فتعود إما الى سياسة الحوار والتفاوض التي ثبت فشلها، إما الى سياسة العصا والجزرة وهي سياسة قد لا يعود في امكان اميركا أن تمارسها وحدها ما لم تتعاون مع دول أخرى ولا سيما روسيا؟ لقدبات مطلوباً معرفة حقيقة سياسة أميركا في المنطقة: هل هي مع سياسة التوسّع الايراني علّها تشعل حرباً عربية – فارسية أو حرباً سنية – شيعية خدمة لاسرائيل أو خدمة لمخطّط تقسيم دول المنطقة إذا صار خلاف على تقاسمها؟

 

البحرين.. هي حرب ضد إيران

محمد قواص/العرب/01 تموز/16

التقيت بالشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق في البحرين نهاية عام 2011. كان ذلك في لندن بمناسبة تلبيته لدعوة المعهد الملكي للشؤون الدولية “تشاتام هاوس” لعرض وجهة نظره من الأزمة بين المعارضة والنظام السياسي في البلد. كان المعهد اللندني الشهير قد وجّه دعوة أيضا للمشاركة في نفس الفعالية للشيخ د.عبداللطيف المحمود آل محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية في البحرين، الذي التقيته أيضا. وكان التجمع، على الرغم من تأكيد المحمود أنه عابر للطوائف، يمثّل ما يمكن تسميته بالكتلة السنية التي وقفت ندا لحركة الاعتراض الشيعي في فبراير من العام 2011.

في ظاهر الكلام مع الشيخ سلمان، آنذاك، كلام عن حقوق وديمقراطية وعدل وحكومة منتخبة. في ذلك الوقت كانت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، برئاسة الدكتور شريف محمد البسيوني، قد أصدرت تقريرها، وكان الاتصال مستمرا بين حكم ومعارضة، وكانت جلسات الحوار تقوم، رغم تحفّظات جمعية “الوفاق” على نوعية الحضور وجدول الأعمال. وكان وليّ عهد المملكة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ممسكا بذلك الملف في سعي للوصول إلى تسوية ما تُخرج البلد من خطر هذا “الربيع” الذي تبتسم أنيابه في كل المنطقة.

في الاستماع إلى البحرينيين إبحار في تاريخ علاقة ملتبسة ومعقّدة. كان الشيخ المحمود يشرح لي بإسهاب كيف وقع البلد بين ليلة وضحاها، منذ 14 فبراير 2011، في يد الشارع المعارض الذي كانت تقوده جمعية الوفاق. لم تكن المعارضة البحرينية هي التي تتحرك، بل المعارضة الشيعية فقط، بحيث تنبّه السنّة لأول مرة إلى مفاعيل الضجيج في الشارع ومخاطره على راهن ومستقبل البلد. يروي الشيخ المحمود أن العالم كان غير آبه لمصير الحكم في المنامة، وأن واشنطن لم تكن ربما تمانع في أن يحكم المعارضون البلد. يروي أن الأسطول الخامس الذي يرسو في قاعدته البحرينية قرر، على نحو عجيب ولأول مرة في تاريخ تواجده في البحرين، إبعاد بوارجه نحو عُمان بداعي “أعمال الصيانة”، مفترضا أن ما وراء ذلك كان تواطؤا أميركيا مع إيران.

يستنتجُ المراقب من كلام الشيخ المحمود أنه حين فرض “الشيعة” حضورا في شوارع المنامة اكتشف “السنة” أنهم سنّة. كانت الفكرة، وفق روايته، أن يتنادوا لصلاة جماعية في 21 فبراير، أي بعد أسبوع على انطلاق مظاهرات المعارضة، رفضا للأمر الواقع في شوارع البلد، “ففوجئنا” بأن الأمر تحوّل إلى زحف لم يشهده تاريخ البحرين قبل ذلك. يخبرني واحد من المعارضين السنّة السابقين لنظام الحكم في المنامة أنهم عملوا مع المعارضين الشيعية جنبا إلى جنب لعقود من الزمن، و”لم نعرف أنهم طائفيون” إلا حين سنحت لهم فرصة فبراير 2011، “صعقتنا تلك الحقيقة”.

يرفض الشيخ علي سلمان اختصار الأمر في بعد طائفي، كما يرفض أن يكون حراك البحرينيين الشيعة تابعا لأجندة الحكم في طهران. يكرر مساعدوه هذا الكلام ويسرّون لي حرجهم من تصريحات تصدرُ في إيران داعمة لهم أو زاعمة أن البحرين محافظة إيرانية يجب استعادتها. لكن المراقب يلاحظ بسهولة أن النفي لا يستقيم مع واقع الأمر، ويتناقض مع حقيقة غياب أي موقف من تلك المعارضة إزاء الشطط الذي ترتكبه طهران بحقّ البحرين.

بالمقابل، لا يعدو الأمر بالنسبة إلى البحرينيين، نظاما وحكومة وكتلا موالية للنظام أو أخرى معارضة لـ”الوفاق” وصحبها، عن كونه “مؤامرة” إيرانية ضد بلادهم. بعض قادة الاعتراض الشيعي كانوا يلتقون قيادة حزب الله علنا، ناهيك عن تقارير عن قيام الحزب بتدريب الناشطين، فيما تتعدد بيانات الأمن البحريني التي تتحدث عن خلايا نائمة أو أخرى ناشطة تمت السيطرة عليها.

هي حرب إيران في البحرين. هكذا رأى زعماء مجلس التعاون الخليجي الأمر فأرسلوا وحدات من قوات درع الجزيرة إلى البحرين في مارس 2011 لإبلاغ من يهمّهم الأمر في طهران، كما في واشنطن وعواصم أخرى، بأن الخليجيين لن يسمحوا بسقوط البحرين.

ما بين الأمس واليوم حلقات ومراحل طوّرت الصراع وبدّلت من وسائله. سُدَّتْ سبل الحوار وبات الصدام مفتوحا بين الطرفين. خسرت المعارضة الشيعية رهانها الداخلي والإقليمي والدولي لتحقيق إنجاز تاريخي يُسقط البلد في يدها. لفظ المزاج العربي الإسلام السياسي السنّي لحكم أي بلد، ولم تعد لعتاة الإسلام السياسي الشيعي في البحرين حظوظ في تحقيق ما عجز نظراؤهم السنّة عنه في المنطقة.

بات استقرار الحكم مطلبا خليجيا بامتياز، وباتت استعادة هيبة الحكم في المنامة أمرا مطلوبا، ليس لحكومة المنامة فقط، بل لأمن النظام السياسي لدول الخليج برمته. كان على المعارضة الشيعية أن تدرك تبدّل الظروف والتقاط ما طرأ من ديناميات أخرى، لكنها لم تفعل، وربما لم تكن تملك هامشا لأن تفعل.

بات عسيرا أن تقنع المعارضة أصدقاءها والمتفهمين لحراكها، قبل خصومها، أنها ليست بالمحصلة، أرادت ذلك أم أبت، أداةً إيرانية، حالها في ذلك حال الأحزاب الشيعية في العراق وجماعاتها في أفغانستان، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن.

لم يسعف حسن نصرالله وحزب الله وقادة الأحزاب الدينية في العراق ومنابر طهران الأخرى المعارضة الشيعية في البحرين في تخليصها من تهمة “إيرانيتها”. قدّمت الحملات التي شنّتها تلك الوجهات ضد البحرين ونظامها المسوّغ القانوني الشرعي للمنامة لمعاملة المعارضين على أنهم عملاء لدولة أجنبية تجاهر ليل نهار بعدائها لنظام الحكم في البحرين وحلفائه. بات سهلا على المنامة اعتقال الشيخ سلمان الذي كانت تحاوره، وبات عاديا أن يحكم على زعيم “الوفاق” بالسجن، فيما تشدد محكمة استئناف على الحكم وتمدد فترته سنوات أخرى. وبات ضمن ذلك المنطق منهجيا إغلاق مقرات جمعية “الوفاق” ومنع أنشطتها.

يعكس الحكم بإسقاط الجنسية البحرينية عن الشيخ عيسى قاسم عزما رسميا على المضي قدما في وقف “التمدد الإيراني” داخل البحرين. تحمل تهديدات طهران ومنابرها المياه غزيرة إلى طاحونة المنامة باعتبار أن المتّهمين جميعا يمثّلون تمددا لطهران في البحرين يستدعي صدّه، على ما يفسّر غضب إيران من هذا المسّ بمصالحها. أخطأت المعارضة في البحرين حين قدّمت نفسها مدافعة عن حقوق الشيعة في البلاد، أي أنها غير معنية بالدفاع عن حقوق غير الشيعة هناك. أخطأت المعارضة البحرينية حين نفضت ما هو غير شيعي، له صبغة سنية أو قومية أو يسارية، من صفوف حالة الاعتراض التقليدي في تاريخ البحرين. فحتى لو كانت للمعارضة في بلد معيّن صبغة طائفية تدافع عن حقوق الدروز أو الإيزيديين أو الصابئة…إلخ، فإن المنابر الدولية كانت ستتبنى الأمر بصفته دفاعا عن الأقليات. لكن حمل لواء الشيعة أخطرٓ العالم أجمع بأن الحراك إيراني الهوى يروّجُ خدمة لصالح حسابات طهران.

وفّرت المعارضة الشيعية في البحرين، ومنذ اللحظات الأولى، كل الأسباب التي لا تنتج قلقا للنظام السياسي في البحرين. وضعت شيعية المعارضة السنّة في مواجهتها، ما أراح الحكم من همّ اعتراض عابر للطوائف، وما عزز التضامن الخليجي والعربي والإسلامي لنظام الحكم في البحرين، وما أطلق يد المنامة في ردّ ما اعتبرته اختراقا إيرانيا بكل السبل المتاحة التي استخدمت والتي ستستخدم لاحقا. في متن البلاد صدى لمنطق الراهن. فذلك المنطق يقول إنه إذا كانت المعارضة الشيعية تقارع النظام البحريني بصفته سلطة سنية، فلماذا الاستغراب من أن يدافع النظام عن نفسه سنّيا يستقوي بسنة البحرين كما بسنّة الخليج والسنّة في العالم. "هو تماما منطق يقارع آخرا يعتبر رد الفعل المهدِّد أو المُدين أو المتضامن الصادر عن المرشد علي خامنئي أو قيادات شيعية في العراق أو زعيم حزب الله في لبنان واللائحة تطول، عاديا في زمن باتت قضية أي شيعي في العالم واحدة يقودها الحاكم في طهران.

 

العراق وإيران.. أحقاد فارسية قديمة

سالم الكتبي/العرب/01 تموز/16

لم أكن يوما من المقتنعين بأن إيران تتدخل في العراق لأسباب استراتيجية تتعلق بالأمن القومي الإيراني فقط، بل أثق بأن هناك أسبابا دينية مذهبية تتغذى على أحقاد فارسية تاريخية تجاه العراق وأهله. تاريخ العراق الضارب في عمق الحضارات منذ العصور السحيقة يعرفه الباحثون والمتخصصون في التاريخ والحضارات، كما يعرف هؤلاء أيضا أن النعرات العنصرية والمذهبية ظلت طيلة التاريخ هي المحرك الأساسي لإيران الصفوية تجاه العرب بشكل عام وبلاد الرافدين بشكل خاص. أما تاريخ إيران ومواقفها تجاه العرب السنة، والعراقيين منهم تحديدا، في العصر الحديث فمعروفة للجميع ابتداء من ثورة الخميني عام 1979، ورفع شعار تصدير الثورة وغير ذلك. الدولة الصفوية كانت دولة شيعية بالأساس، وعرفت بعدائها وكراهيتها الشديدة للعرب والسنة، ويقال إن الملوك الصفويين كانوا يبنون أهراما من الجماجم عقب ما يرتكبونه من مذابح وحشية، وهم من عرفوا محاكم التفتيش قبل أن تعرفها أوروبا في القرون الوسطي، فضلا عما يذكره التاريخ من استباحة النساء والأعراض وغير ذلك من مآس وانتهاكات بشرية بشعة لو حدثت في العصر الحديث لكان مرتكبوها قد عرضوا على الجنائية الدولية من دون تردد. ويشير باحثون عراقيون في التاريخ القديم إلى أن تاريخ العلاقات مع إيران هو تاريخ مكتوب بالدماء ومليء بالأحقاد وعقدة الثأر الإيرانية من العراق والعراقيين. ويشير هؤلاء إلى أن اعتداءات إيران على العراق تعود إلى مرحلة التاريخ القديم، حيث كانت اعتداءات الإيرانيين هي السمة المميزة لتلك المرحلة، حتى هزيمة الفرس على يد العرب المسلمين، وكانت فترات الظلام في تاريخ العراق القديم هي تلك التي سيطر عليه فيها الإيرانيون الغزاة، حتى أن باحثا عراقيا معروفا يقول إن الإيرانيين ما تركوا فرصة طيلة التاريخ القديم لغزو العراق إلا واغتنموها. تشير دراسات التاريخ أيضا إلى أن الإيرانيين تسببوا في تدمير مراكز حضارية كثيرة طيلة التاريخ العراقي القديم، ولم يتخلص العراق من السيطرة الفارسية سوى مع الإسلام، حيث هزم العرب المسلمين الفرس في معركة القادسية في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه لدرجة أن بعض المتخصصين يعتقدون أن طول الفترات التاريخية التي استغرقها الاحتلال الإيراني للعراق قد غرس في الوعي الإيراني الفكرة القائلة إن العراق جزء لا يتجزأ من إيران. شخصيا، لا اعتقد أن هذا التفسير دقيق تماما لأن الطموح الإيراني يتجاوز العراق إقليميا بمراحل، فهناك توغل في سوريا وهناك محاولات في اليمن، وهناك الآن تدخلات غير مشروعة في الشأن الداخلي البحريني، ما يعني أن هذه التدخلات لا ترتبط بالتاريخ فقط، بل لها أبعاد توسعية ترتدي رداء مذهبيا. ما سبق لا ينفي أن لإيران أطماعا في العراق تحديدا، وهي أطماع تتغذى حديثا على رغبة دفينة في الثأر والانتقام مما لحق بإيران خلال فترة حرب الثماني سنوات، التي عانت خلالها الكثير على يد الجيش العراقي، لذا لم يكن مفاجئا أن تكون لإيران خطة مدروسة للانتقام من كل من شارك في تلك الحرب من العسكريين العراقيين، بل كان من ضمن الخطة اغتيال العلماء والباحثين وكل من يستطيع المشاركة في بناء عراق قوي قادر على أن يقف على قدميه بعد طي صفحة صدام حسين. وفي ضوء هذا التاريخ المعقد والأحقاد الدفينة للإيرانيين تجاه العراق والعراقيين، يبدو من السذاجة التسليم بتصريحات المسؤولين الإيرانيين الحاليين بأن التدخل العسكري في العراق يستهدف مساعدة العراقيين في تحقيق الأمن والاستقرار، فهذا الهدف ليس مدرجا على أجندة إيران ولا يمكن أن يدرج مطلقا، فكيف لدولة تكن كل هذا الحقد والكراهية تجاه العراق أن تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار فيه!، ثم إذا كان هذا الكلام صحيحا فكيف يمكن أن نفسر حملات التطهير العرقي التي تشنها ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية ضد السنة العراقيين؟

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية - قيادة جديدة لإعادة إعمار سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار/1 تموز 2016

"الحرب متواصلة في سوريا على جبهات عدة، لكن الدول البارزة المؤثرة وعلى رأسها اميركا وروسيا ودول عربية واقليمية داعمة للمعارضة السورية تتشاور سراً حول شروط السلام وقضية اعادة اعمار هذا البلد وطبيعة النظام الذي سيتولّى تنفيذ هذه المهمة ويحقّق الاستقرار والسلام. هذه المشاورات ليست دليلاً على أن الحرب ستنتهي قريباً بل انها دليل على أن عملية اعادة اعمار سوريا جزء أساسي من الصفقة الشاملة التي تسعى الى انجازها الدول المؤثّرة والهادفة إلى تسوية الأزمة سياسياً ومعالجة تداعياتها ونتائجها. وإذا كانت روسيا تملك مع إيران أوراقاً قوية في مرحلة الحرب، فإن أميركا والدول الحليفة لها والمعادية للرئيس بشار الأسد تملك في مرحلة تطبيق السلام واعادة اعمار سوريا أوراقاً قوية أساسيّة أكثر تأثيراً على مصير النظام والقيادة السورية من تلك التي تملكها موسكو وطهران معاً". هذا ما أوضحه لنا مسؤول غربي بارز في باريس يشارك في هذه المشاورات وقال: "يجب ضمان خمسة عناصر أساسية من أجل بدء عملية اعادة اعمار سوريا وتحقيق متطلّبات السلام والاستقرار وهي الآتية:

أولاً: يجب إنجاز اتفاق سياسي شامل وصلب وقابل للتحقيق على تسوية الأزمة السورية تشارك في صوغه وتدعمه أميركا وروسيا وتوافق عليه "المجموعة الدولية لدعم سوريا" التي تضم أكثر من عشرين دولة والغالبية الكبيرة من هذه الدول الغربية والعربية والاقليمية تتمسّك بضرورة رحيل الأسد عن السلطة وقيام نظام جديد من أجل تأييد الاتفاق السياسي الشامل.

ثانياً: يجب أن يتبنى مجلس الأمن في قرار جديد يصدره هذا الاتفاق السياسي الأمر الذي يتطلّب أن يرتكز الاتفاق في بنوده ومضمونه على تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخصوصاً القرار 2254 الذي يشكل المرجعية الدولية الشرعية لعملية التفاوض بين وفدي النظام والمعارضة المعتدلة. وينص القرار 2254 بوضوح على "أن الحل السياسي الوحيد الدائم" للأزمة السورية يتطلّب "التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر العام 2012 الذي يطلب انتقال السلطة الى نظام جديد ويتطلب أيضاً تشكيل هيئة حكم انتقالي من ممثلي النظام والمعارضة تمارس السلطات التنفيذية الكاملة"، وتصوغ دستوراً جديداً للبلد وتجري انتخابات نيابية ورئاسية تعددية حرة تشرف عليها الأمم المتحدة. والاتفاق الشامل هو الذي يساعد على تسوية مشكلة ملايين اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج، وهي مشكلة ذات تداعيات اقليمية ودولية ملموسة. وتنص القرارات الدولية على ضرورة العودة الطوعية للاجئين الى بلدهم بعد ضمان الأمن والاستقرار وظروف سلامتهم في البلد.

ثالثاً: ضمان الأمن والاستقرار في سوريا بعد انتهاء الحرب يتطلّب وجود قيادة جديدة وسلطة جديدة وانخراط الدول المؤثرة في دعم العملية السلمية جدّياً وارسال قوة حفظ سلام دوليّة لحفظ السلام في الأراضي السورية.

رابعاً: من الضروري إنجاز مصالحة وطنية شاملة في إشراف دولي – إقليمي بين السوريين، الأمر الذي يتطلّب التفاهم على صيغة جديدة عادلة ومتوازنة لتقاسم السلطة والمسؤوليات بين مكوّنات الشعب تضمن الحقوق المشروعة للغالبية وللأقليات معاً وتشكّل القاعدة الصلبة الضرورية التي يرتكز عليها الاتفاق السياسي. وبالنسبة الى الغالبية الكبيرة من الدول المؤثّرة المعنية بالأزمة، ليس ممكناً تحقيق المصالحة في ظل وجود الأسد ونظامه بتركيبته القائمة.

خامساً: يجب انجاز تفاهم أميركي – روسي – دولي – اقليمي جدّي حقيقي على إعطاء الأولوية لانقاذ سوريا وشعبها والحفاظ على البلد موحّداً، الأمر الذي يتطلّب تنفيذ القرارات والتفاهمات الدولية بسرعة وضمان الانتقال من نظام الأسد الى نظام جديد بقيادته وتركيبته وتوجّهاته.

وخلص المسؤول الغربي الى القول إن نظام الأسد وحلفاءه سيواجهون مأزقاً حقيقياً في مرحلة ما بعد الحرب وأياً تكن نتائج هذه الحرب والصيغة المعتمدة لانهائها. ذلك أن شروط تحقيق السلام واعادة اعمار سوريا وتسوية مشكلاتها الهائلة المتعددة تتطلّب أساساً حسم مصير الأسد ونظامه وتنفيذ القرارات والتفاهمات الدولية ذات الصلة والتوقف عن المماطلة وإطالة الحرب من غير جدوى وتنفيذ الاجراءات والخطوات المطلوبة داخلياً واقليمياً ودولياً من أجل تحقيق التغيير الجذري الكبير في سوريا بعيداً من الأسد وفي ظل قيادة شرعية جديدة".

 

روسيا تزيد "يدها العليا" في سوريا وتشكّل حلقة بين تركيا وإيران وإسرائيل

 روزانا بومنصف/النهار/1 تموز 2016

اعتبر متابعون سياسيون كثر استبعاد السفير الروسي في دمشق الكسندر كينشتشاك يوم الثلثاء الماضي أن يهاجم النظام السوري كلا من حلب والرقة في المدى القريب، قائلا انه ليس على يقين من شن القوات النظامية هجوما على حلب في المستقبل المنظور، وانه يود ان يحجم ايضا عن اي تكهنات محددة بخصوص تحرير الرقة، بمثابة رسالة وجهتها روسيا الى من يلزم من القوى الاقليمية والدولية، اولا عن انها تضمن ان النظام وحلفاءه على الارض لن يقدموا على هذه الخطوة، وثانيا أن حلب ليست على جدول اعمال التغطية الروسية لأي هجوم، مما يضمن فقدان قدرة النظام وحلفائه على المخاطرة بمثل هذه الخطوة من دون التغطية الجوية الروسية، تحت طائل سقوط عدد كبير من القتلى، كما حصل خلال شهر حزيران. وهناك من لم يهمل توقيت الموقف الروسي الذي أعقب بأيام قليلة موقفا اعلنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن الاعداد للمزيد من الحضور لمعركة حلب، لانها كما قال المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى. تظهر روسيا انها لا تزال تملك اليد العليا في سوريا من جهة والتي تستطيع ان تبيع الدول الاقليمية خصوصا والدول المؤثرة مواقف او ضمانات في خضم اندفاع ايراني على الارض ما لبث ان اخذ ابعادا جديدة على اثر زيارة قام بها امين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني الذي عين منسقا مع روسيا وسوريا للشؤون العسكرية والامنية والسياسية الى موسكو يوم الاثنين الماضي اي قبيل ما اعلنه السفير الروسي في دمشق. واللافت بالنسبة الى هؤلاء المتابعين تزامن زيارة شمخاني لموسكو الاثنين الماضي مع زيارة قام بها المساعد الجديد لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للشؤون العربية والافريقية جابر الانصاري والذي حل مكان حسين عبد اللهيان لبيروت، وهي زيارة لم تأخذ حجمها الاعلامي والسياسي قياسا بتزامنها مع التطورات الارهابية التي وقعت في بلدة القاع وأدت الى تسليط الضوء عليها. وليست زيارات المسؤولين الايرانيين غريبة عن لبنان الذي يخصّونه بزيارة بمعدل زيارة كل شهر ونصف أو شهرين، انما مغزى زيارة الانصاري لمحطة خارجية أولى معلنة له، على الاقل، الى لبنان وما قد يكون حمله من رسائل في ضوء التطورات الاقليمية الجديدة. فعلى الخط بين موسكو وتركيا ثمة تطور نوعي انتقل من قمة التوتر والذي تمثل في مواقف روسية قاسية وصولا الى طلب روسيا اجتماعا لمجلس الامن في 23 من شهر حزيران، اي قبل اقل من اسبوع واحد من اعلان ذوبان الجليد بينهما، من اجل البحث في موضوع الجدار الذي تبنيه تركيا على طول الحدود مع سوريا، بذريعة روسيا ان تركيا تبني الجدار على اراض سورية، علما ان الجدار لم تبدأ تركيا ببنائه امس، بل من العام الماضي.

يقول هؤلاء المتابعون انه حين انطلقت ازمات الربيع العربي في بعض دول المنطقة كانت المحورية الثلاثية تتركز على كل من اسرائيل وتركيا وايران وطموح كل منهما في المنطقة. وهذا لا يزال قائما، لكن بعدما دخلت روسيا الحرب في سوريا شكلت هي المحور الذي بدت هذه الدول تدور من حوله انطلاقا من موقعها في الميدان السوري وتأثيرها فيه. فاذا كانت اسرائيل التقطت على الفور اهمية التنسيق مع موسكو منذ لحظة دخولها الى سوريا، فان تركيا التي اعادت تحسين علاقاتها مع اسرائيل بعد قطيعة سنوات عدة مدفوعة بعامل تجاري اقتصادي له مفاعيل سياسية اكيدة لجهة انقاذ تركيا من العزلة التي اصابتها من جهة والضغط في موضوع الاكراد واعتذرت الى روسيا بهدف اعادة العلاقات معها قد تحصد تنسيقا وتفهما افضل من روسيا في موضوع سوريا وخصوصا بالنسبة الى موضوع حلب وجوارها بما لا يصب في مصلحة النظام او ايران ايضا. وهو امر غير مستبعد، انطلاقا مما يمكن ان تبيعه روسيا ليس لتركيا فحسب بل لدول اخرى، حتى لو لم يكن من ضمن روزنامتها التورط اكثر في الحرب السورية. اذ ان القصف الجوي لدير الزور قبل ايام ايضا ادى الى سقوط عدد كبير من المدنيين ومن بينهم عدد لا يستهان به من الاطفال، بما يمكن ان يرتد على روسيا ايضا، علما ان الموقف من تهدئة المخاوف من هجوم النظام على حلب قد يتصل بجانب منه بما ساهم به القصف الجوي الروسي الكارثي في دير الزور. في أي حال، هناك ترقب لمؤشرات ايرانية تتصل بامكان ان تكون ايران بدأت تعيد النظر في سياستها السورية على وقع التغييرات الادارية الاخيرة وعلى وقع مواقف نقلت عن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على هامش منتدى اوسلو في 15 حزيران من النية لحل سياسي في سوريا، مضافا اليه كلام يوحي عدم إمكان أن تكون المركزية لشخص وحيد تتمحور حوله السلطة. وهذا يفتح الباب على تساؤل عن كلام الحزب في لبنان عن الاستعداد لمعركة حلب والتي قد تكون متصلة بالصراع الايراني الداخلي او بكلام سياسي ايراني لا يشهد ترجمة فعلية . ولكن في اي حال فان روسيا ابرزت اخيرا موقعها اكثر لجهة ان تلعب دورا محوريا في الوصول الى حل سلمي عماده من جهة اظهار القدرة على لجم النظام عن أي مغامرة عسكرية في حلب قريبا (ربما ما لم تطرأ تطورات مغايرة تجعلها تعيد النظر في ذلك) وعماده من جهة اخرى تشكيل موسكو حلقة مؤثرة تربط بين كل من ايران وتركيا واسرائيل.

 

 يوم القدس: ذكريات ووقائع!

أسعد حيدر/المستقبل/01 تموز/16

في المسيرة الاولى ليوم القدس العالمي في طهران قبل 37 عاماً، تجمعنا في السفارة الفلسطينية التي كانت قبل عام السفارة الاسرائيلية. العالم كله كان قد تغير. كانت مشاعرنا ملتهبة ونحن نقف تحت علم فلسطين في قلب طهران. اخيراً نعيش حلم جمال عبد الناصر بقيام التحالف العربي الايراني على طريق تحرير فلسطين. شعارات ذلك الزمن المجيد كانت كثيرة لكن اكثر ما طارت بنا الى القدس وحلقت فوقها منها: «اسرائيل سرطان يجب اقتلاعه»، «الموت لإسرائيل - الموت لأميركا». «لا سنية ولا شيعية». لم يطل زمن الفرح. يوماً بعد يوم تدرج الحزن وأخذت جميع الوافدين من العرب الى طهران أسئلة كثيرة. كانت البداية في تغير المعادلة، فالعلاقة لم تعد بين ثورة وثورة، ولا بين ثوار وثوار، أصبحت بين دولة لها جذورها في التاريخ وثورة فلسطينية كان ماوتسي تونغ قد قال عنها «انها أصعب ثورة في التاريخ». تبين للجميع من المراقبين أن «الختيار» ياسر عرفات لم يعد مرحّباً به في طهران كما في البدايات. لم يشأ أن يضع «بيضه» كله في «السلة» الإيرانية. ثم اشتعلت الحرب العراقية الايرانية، فأدركنا سنة بعد سنة أن «الحواجز» تتزايد على طريق الشراكة العربية الإيرانية، وأن فلسطين والقدس، تبتعدان يوماً بعد يوم عن آمالنا وطموحاتنا. حتى إذا جاء رفض الامام الخميني ايقاف الحرب مع العراق أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان وضرب منظمة التحرير الفلسطينية عام 1982، تأكدنا مرة أخرى أن كل ما بُني كان على أحلام. أصبحت المهمة أن لا تتحول الحرب مع العراق إلى عداء عربي إيراني، وكانت المهمة صعبة جداً. في قلب هذا الانهيار، وقف الرئيس حافظ الأسد موقفاً مغايراً. لكن موقفه وهو «الداهية» لم يكن لإعادة اللحمة العربية مع إيران وإنما:

[ استثمار الخلافات للحصول على أقصى ما يمكنه من المساعدات والدعم المالي من إيران والعرب، وقد نجح نجاحاً باهراً في ذلك دون السقوط في «الشباك» الإيرانية.

[ العمل على ضرب غريمه الرئيس صدام حسين في العراق، حتى ولو سقط العراق كله تحت وطأة الحرب بدلاً من العمل على وقف الحرب.

[ القضاء على غريمه أبو عمار بعد أن نجح الإسرائيليون في ضرب منظمة التحرير بعد غزو لبنان.

لم يتوقف تدحرج «الانشقاق العربي الإيراني، حتى تحول كما هو اليوم الى مواجهات بعضها دموي، بين كل من ليس من الممانعة... طبعاً أي قراءة كما حدث منذ وفاة الإمام الخميني وتسلم آية الله علي خامنئي لهذه العلاقات ولما آلت إليه قضية فلسطين، لن تكون موضوعية لأن لكل طرف رؤيته ومواقفه ودوافعه وأهدافه. لكن بلا شك إن شعار «لا سنية ولا شيعية»، قد نحر، ويكاد يكون الضحية الكبرى للعلاقات العربية الإيرانية.

مبدأ تصدير الثورة، تحول مع الزمن الى سلاح مذهبي قاتل.

هذا التحول نشأ من إرادة المرشد خامنئي في تحويل كل نقطة مشتعلة في المنطقة الى ملف يمكنه التفاوض به وعليه مع الولايات المتحدة الأميركية، ومع دول المنطقة العربية خصوصاً المملكة العربية السعودية، بهذا الهجوم الخامنئي الذي من أهدافه الدفاع عن إيران بعيداً عن حدودها، جعل مقولة «الهلال الشيعي» واقعاً يمكن زرع الخوف والرفض عليه. الأسوأ جرى إخراج الأحقاد التاريخية القائمة على أساطير وقصص مرفوضة من العاقلين من الجهتين جملة وتفصيلاً.

اليوم قد يخرج الملايين في طهران، للهتاف دعماً للشعب الفلسطيني. لكن كل هذه الهتافات ستتبخّر في فضاء طهران، في حين ستستمر الحرب تحصد في سوريا الآلاف، لأنها في جانب منها لا يقبل المرشد خامنئي سقوط بشار الأسد، ولأنه تحت الدعوة للآخرين بعدم التدخل، تدخل بكل ما يملك ضد جزء أساسي من الشعب السوري (للأسف وباللغة المذهبية هو سني ينظر الى الحرس الثوري جيشاً شيعياً غازياً). وهو يتدخل في العراق وجنراله قاسم سليماني يقود فيه الحرب الى جانب الأميركيين، في وقت يدفع فيه «سنة الأنبار» ثمنها من أرواحهم وأملاكهم. في اليمن تقف إيران الى جانب الحوثيين وتمدهم بكل المساعدات دون النظر الى كلفتها اليمنية وفي الإقليم، علماً أنه ممنوع دولياً على إيران الامساك بالقرار ولو سياسياً بباب المندب فكيف عسكرياً؟ أيضاً وبعيداً عن خطأ القرار بسحب جنسية عن مواطن فإن تهديد الجنرال قاسم سليماني «بإحراق» البحرين هو صبّ للزيت على النار المذهبية، المرفوضة جُملة وتفصيلاً.

في يوم القدس، تصالحت إسرائيل وتركيا وازدادت بذلك عزلة «حماس» التي أنكرتها إيران بالثلاثة ،لأنها رفضت البقاء تحت جناحها فعاقبتها كما عاقبت سابقاً حركة «فتح» وأبو عمار ومعهما الشعب الفلسطيني.

أمام هذه الكوارث، وأمام تحول إسرائيل الى أقوى دولة في المنطقة، لا يبقى سوى الأمل بأن تقف الحروب الإيرانية العربية بكل صورها، لأنه مهما تحولت إيران الى قوة إقليمية كبرى فإن «خاصرتها» العربية ستبقى ضعيفة ومكشوفة، وفي ذلك خسارة كبرى لها وللجميع ما عدا إسرائيل، الرابحة الكبرى.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

جعجع لـ"المركزية": موقف حزب الله من "اعلان بعبدا" ليس مقياســـــا/التواصل مع كل القوى لانتخاب "صنع في لبنان" والامن الذاتـــي ليس عندنا

نسير بالنيابية قبل الرئاسية اذا اقر القانون وتعهد الافرقاء علناً انتخاب رئيس"

المركزية- كشف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لـ"المركزية" ان في حال توصل الافرقاء السياسيون الى اتفاق حول قانون انتخابي جديد اعقبه تعهد علني بالذهاب مباشرة بعد الانتخابات النيابية الى انتخاب رئيس جمهورية، فان القوات اللبنانية تؤيد والحال هذه، اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، مؤكدا اهمية الاتفاق المسبق في هذا الشأن. واعرب عن اعتقاده ان ايا من هذه الافرقاء بمن فيها حزب الله لا يمكن ان يصدر موقفا او تعهدا علنيا وواضحا ثم يعود عنه. وقال ان ضرب الحزب "اعلان بعبدا" عرض الحائط بعد التوقيع عليه لا يمكن اعتماده مقياسا، ذلك ان الواقع الراهن لا يشبه الظرف آنذاك، فاعلان بعبدا مر في الجلسة الحوارية الاخيرة من دون اتفاق مسبق، ولا يجوز اعتباره قاعدة. وفي معرض سؤاله عن عدم تمكن القوات اللبنانية من اقناع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بالنزول الى مجلس النواب ومشاركة نواب التكتل في جلسات الانتخاب الرئاسية اوضح جعجع: في رأي العماد عون ان الامور لم تنضج بعد، وحين تصبح كذلك سيشارك في الجلسات. بالنسبة الينا رأينا معروف نريد رئيسا اليوم قبل الغد، لكن الامور تحتاج الى بعض الوقت، ونعمل على صعود السلم درجة درجة ان من خلال التشاور المستمر مع العماد عون او عبر فتح قنوات الاتصال المباشر من جانبي شخصيا في مختلف الاتجاهات لحمل القوى السياسية على تليين مواقفها وانتخاب رئيس في اسرع وقت لان البلاد لم تعد تحتمل .

وقال جعجع ردا على سؤال عما اذا كان لمس من الرئيس سعد الحريري خلال لقائهما على السحور امس اي نية او مجرد استعداد لتأييد ترشيح عون لاحداث الخرق المطلوب في ازمة الرئاسة: الموضوع دقيق لا يمكن انهاء البحث فيه في جلسة واحدة. لقد استحود على حيز لا بأس به من النقاش فالبحث طال وتشعب في الملف الرئاسي المعقّد لكننا مصرون على المضي فيه. الرهان اليوم معقود على الاطراف اللبنانية لتتحمل مسؤولياتها وتسعى لتحقيق اختراق ما، وهو ما ننكب عليه في حزب القوات اللبنانية، خصوصا بعد الانتهاء من حقبة الانتخابات البلدية، حيث نعكف على محاولة الوصول اليه عبر مروحة اتصالات واسعة جدا منها في الضوء ومنها غير المعلن، واضعين نصب اعيننا هدف اقناع الاطراف في الداخل للمرة الاولى ربما بانتخاب رئيس "صنع في لبنان"، لانه واهم كل من ينتظر حصول اختراق في الازمة الرئاسية من البوابة الاقليمية، بعدما ثبت ان ايران تربط انتخابات لبنان بالحصول على مكاسب سياسية في مكان آخر وتحديدا في سوريا. ووضع جعجع تفجيرات القاع الانتحارية في سياق العمليات التي درجت المجموعات الارهابية على تنفيذها في لبنان منذ سنوات مع تفجيرات الضاحية الجنوبية وطرابلس والهرمل وغيرها، والادلة المتجمعة حتى الان تشير الى ان "داعش" يقف خلفها. واعتبر ان التنظيم يعتمد منذ مدة تكتيكا جديدا في ما يتصل بتأخير اعلان تبني عملياته، كما فعل في اعقاب تفجير مركز الامن الحدودي الاردني منذ مدة، حيث اعلن مسؤوليته عن العملية بعد نحو اسبوع، وهنا اشير الى مفارقة صغيرة تكمن في وجود اوجه شبه كثيرة بين تفجيرات القاع وتفجير الاردن الحدودي لجهة ان الهجومين يتسمان بعنصر المباغتة الصاعقة عبر انتحاريين وعلى مركزين حدوديين، ذلك ان القاع تصنف مركزا حدوديا. وعلى رغم عدم اتضاح اهداف تفجيرات القاع بالذات حتى الساعة، فانا اميل الى تبني نظرية استهداف تجمعات او دوريات او نقطة تبديل للجيش اللبناني في القاع، بيد ان لا شيء مؤكدا حتى الساعة. واكد انه لا يؤيد بعض الطروحات والتحليلات التي ذهبت الى محاولة رمي كرة المسؤولية على افرقاء في الداخل استخدموا القاع ورقة لمصالح واهداف وصولية منها الامني ومنها الرئاسي، مشيرا الى ان كل المعطيات المتجمعة تشير بالاصبع الى "داعش". اما ما يتردد عن تكتيك جديد اعتمده الانتحاريون بتكرار العمليات فجرا وليلا فمرده على الارجح ان عدم تحقيق هدف التفجير الصباحي دفع المجموعة الثانية الى تفجير آخر علّه يصيب المبتغى.

واكد جعجع ان التطورات الميدانية منذ اربع سنوات حتى الان اكدت ان "الدنيي مش فالته" وقد أثبت الجيش اللبناني تفوقا في الميدان وقدرة عالية على ضبط الاوضاع، حتى ان مجموع العمليات الارهابية التي حصلت في لبنان قد يكون ادنى من تلك التي استهدفت فرنسا مثلا، مرجحا ان يكون الانتحاريون تسللوا الى القاع من الداخل السوري اما عبر الاطراف الحدودية او من جرود عرسال، ويمكن اعتبار ما جرى مثابة هجوم عسكري فاشل على نقطة حدودية. وما اعلان الجيش اليوم عن احباطه عمليتين ارهابيتين على درجة عالية من الخطورة وتوقيف خمسة ارهابيين والرأس المدبر الا الدليل الى ان الامور تحت السيطرة.

وعما اذا كان متخوفا من حصول عمليات امنية واسعة، قال رئيس القوات :" More of the same" لا جديد راهنا ولا اتوقع تطورات كبيرة . نحن نعيش في حالة معينة في منطقة الشرق الاوسط يتلقى لبنان رذاذها من حين الى آخر باشكال مختلفة وفي مناطق عدة، بيد ان ذلك لا يدعو الى القلق ما دامت الامور تحت السيطرة والاجهزة الامنية تمسك بزمامها باحكام، الا ان الاوضاع لا يمكن ان تضبط بنسبة مئة في المئة، ذلك ان ثمة ثغرات صغيرة تبقى موجودة يمكن ان ينفذ منها الارهابيون لتنفيذ عمليات محدودة من حين لآخر. وفي ما يتصل بموضوع الامن الذاتي ولعب بعض وسائل الاعلام على صورة للنائب انطوان زهرا في القاع قال جعجع: نحن ضد الامن الذاتي جملة وتفصيلا، موقفنا واضح لا رجوع عنه، وغير جائز اتخاذ واقعة معينة في ظرف محدد، لا علاقة لها بالامن الذاتي حجة لاتهام القوات به، فلولا بطولات اهل القاع ودفاعهم عن انفسهم الى حين وصول الجيش وامساكه زمام الامور لربما كان الانتحاريون حققوا اهدافا ابعد باشواط مما فعلوا. وسأل هل كان المطلوب من هؤلاء الدفاع عن انفسهم بالحجارة مثلا، علما ان كل مظاهر السلاح اختفت فور اقفال المعابر وضبط الوضع، هذا توظيف في غير محله والاجدى بمستغلي هذه النقطة شكر اهل القاع على حمايتهم، وتوجيه بوصلة الامن الذاتي نحو مكان آخر يعرفه جميع اللبنانيين.

 

اللواء ريفي في مقابلة مع تلفزيون لبنان

حزب الله" هو من نفذ اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن والرئيس الشهيد رفيق الحريري

"غطاس خوري مستشار غير كفوء وعلى الرئيس سعد الحريري أن يتخلص من البطانة الفاسدة التي تتحمل المسؤولية عما وصل اليه

المرحلة تتطلب يقظة والتسويات على أمننا تعرض أولادنا للخطر ونحن في مرحلة البحث عن طبقة سياسية جديدة

الخميس 30 حزيران 2016

وطنية - رأى وزير العدل أشرف ريفي أن "البركان السوري ما زال يقذف حممه على لبنان". وطمأن اللبنانيين إلى أنه "في ظل هذه اللحظات الحرجة لا داعي للخوف بل ليثقوا بالجيش وبالدولة في مواجهة الارهاب"، مهنئا في هذا الإطار أهالي القاع على "اصرارهم على الوحدة الوطنية".

وتوجه ريفي، في حديث لتلفزيون لبنان، إلى اللبنانيين بالقول: "ان اللحظة حساسة انما لا خطر يفرض هلعا والمرحلة تتطلب يقظة والجيش والقوى الامنية في حال جهوزية كبرى".

واستغرب ريفي وجود هذا العدد الكبير من الانتحاريين، متخوفا "من ان تكون تفجيرات القاع محاولة لصرف انظار اللبنانيين بهدف تمرير اشخاص آخرين وتكرار ما حصل في القاع في مكان آخر"، شارحا تركيبة هذه التنظيمات بأنها "تركيبة عنقودية لا مركزية".

وقال: "ما حصل في القاع امر غير طبيعي ومن حق اهل القاع ان يدافعوا عن انفسهم. واي انسان يتعرض لخطر داهم له الحق في الدفاع عن نفسه. ردة الفعل العفوية الأولية كانت مبررة، لذلك، اتفهم صورة السلاح الفردي الذي ظهر إنما من الضرورة ان لا يتكرر. الأمن الذاتي حق مشروع عند الاستشعار بالخطر ولكن العقلانية مطلوبة".

وأشار ريفي إلى أن "لا اميركا ولا اوروبا ولا اي دولة في العالم تستطيع ان تحمي نفسها 100%"، لكنه شدد على أن "الجهوزية الامنية في لبنان كافية، من هنا، يجب ضبط الحدود اللبنانية كاملة".

وإذ دعا "حزب الله" للخروج "بأسرع وقت من سوريا"، قال: "لا أخشى انفجارا أمنيا شاملا ولا مصلحة لأحد بأن ينفجر الوضع الداخلي. فهناك قرار دولي بحماية البلد والأطراف الداخلية لها مصلحة في الاستقرار، لكن من الممكن ان نرى حوادث متفرقة بعضها قد يكون موجعا لكنها ستكون ضمن قدرة الجيش والقوى الامنية على السيطرة عليها".

كذلك، دعا ريفي "لنزع كل "اوراق التوت" لإلزام "حزب الله" وايران العودة الى المربع الاول وحل مسألة الشغور الرئاسي التي هي علة العلل".

وقال: "منذ حصل الشغور الرئاسي وقعنا كـ14 آذار في الفخ مع "حزب الله" واصبحنا شهود زور على هيمنة الحزب على مجلس الوزراء.

وأشار إلى أن "ايران لن تسمح بانتخاب رئيس طالما لم تفرغ بعد من أجندتها". وشدد على "وجوب العودة الى الدستور وانتخاب رئيس للحمهورية".

وعن استقالته من الحكومة، أوضح وزير العدل أن "الشغور الرئاسي حال دون صدور مرسوم استقالته"، وقال: "إستقلت من الحكومة لانني لست شريكا في المحاصصة".

وتابع: "إتفقت مع فريقي على سيناريو معين وخذلت. نفذت ما طلب مني، لكن تبين ان هناك تسوية معينة من تحت الطاولة. لم اكن أناور حينما إستقلت، وموضوع ميشال سماحة يعني لي الكثير. ولمن يتنكرون لدوري أقول كنت المسؤول عن ملفه أنا واللواء الشهيد وسام الحسن".

وإذ أكد ريفي أن "أمن "حزب الله" هو من نفذ اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن والرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وقال: "لدينا أدلة على اشخاص من حزب الله متهمون باغتيال الحريري. وان اللواء الحسن قابل السيد حسن نصرالله مرارا وقدم له الأدلة الدامغة على تورط عناصره في عملية الاغتيال، وقلنا له هناك إدانة لعناصرك، لأننا لسنا أشباه رجال بل نواجه ونطالب بالحقيقة".

ولفت إلى أن "بصمة الجريمة تدل على المدرسة السورية - الايرانية"، مؤكدا ان "اغتيالات شخصيات 14 آذار اتت بقرار ايراني - سوري وبتنفيذ من قبل أمن "حزب الله".

وفي هذا السياق، كشف أن "من حاول اغتيال الوزير بطرس حرب هو أمن حزب الله أيضا ولدينا الدلائل".

وقال: "أحلنا على القضاء الدولي ما يكفي للمباشرة بالتحقيقات بشأن الاغتيالات".

وجدد التأكيد أن "القاتل واحد لكل شهداء "14 آذار" هو "حزب الله".

واعتبر ريفي أن "طاولة الحوار مرفوضة ويجب الإلتزام بالدستور وانتخاب رئيس للجمهورية". وقال: "هناك مصلحة وطنية بالجلوس على الطاولة عينها مع "حزب الله" لكن هذا لا يلغي انه متهم بالاغتيالات. فقناة التواصل مع الحزب تحل امورا تكتيكية وليس استراتيجية".

أضاف: "قلبت الطاولة لأقول ان الامور ليست على ما يرام وشاركت في الحكومة على اساس انها حكومة ربط نزاع.

ان الامن والاستقرار في لبنان لا يبنيان إلا على العدالة وعندما نقوم بتسويات على أمننا فنحن نعرض أولادنا للخطر. لن اسمح باستمرار الدويلة التي تهيمن على الدولة في بعض الاماكن. و"حزب الله" هو أداة تنفيذية بيد الحرس الثوري الايراني.

وتابع ريفي: "كلنا ملامون في أحداث 7 أيار وقصرنا بحماية أهلنا".

وكشف انه قدم إستقالته حينها لكن تم رفضها رغم أنه لم تكن لديه القدرات الكافية كمدير عام لقوى الأمن الداخلي".

وجدد التأكيد أن "الرئيس الشهيد رفيق الحريري مشروع سياسي وهو شريك فيه". وقال: "باق على ثوابتي التي تخلى عنها غيري، ولا نتبع أحدا ولدي رأيي الحر. أنا وفي للقضية وللشهداء ومن يخرج عن الثوابت يكون في حالة إنحراف".

أما رئاسيا، فرأى ريفي أن "ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية نقطة خلاف اساسية بينه وبين الرئيس سعد الحريري"، مؤكدا "أن لا وساطة حاليا بينه وبين الحريري".

وقال: "ترى هل تابع كيف قرأت طرابلس خطابه؟ ان أبناءها توقعوا منه ردا على خطاب نصرالله".

أضاف: "لست موافقا على تفسير وزير الداخلية نهاد المشنوق وجميعنا يدرك كيف تم تركيب ترشيح النائب سليمان فرنجية".

وأكد أن "ترشيح فرنجية أثار حالة غضب في بيئته"، وقال: "انا ابن بيئة احمل اوجاعها وآلامها. ارفض ترشيح سليمان فرنجية ولا اقبل من اي فريق ان يقوم بترشيحه. فالشخص الذي شارك في جنازة مصطفى بدر الدين والذي لا يكلف نفسه المشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لن يكون مرشحا لرئاسة الجمهورية. فحليف بشار الأسد ليس مرشحي".

وجدد التأكيد أن "عون وفرنجية لن يصلا إلى رئاسة الجمهورية. وايران لا تريد انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة". وتوجه الى عون بالقول: "لست مرشحا جديا لـ"حزب الله" بل فقط اداة للتعطيل وانا مسؤول عن كلامي".

أضاف: "لن أعطي رئاسة الجمهورية لقوى 8 آذار طالما أنا قادر على مواجهتها وهذا هو المعنى الحقيقي للتمسك بالثوابت. ولا أرى انتخاب رئيس للجمهورية قريبا".

ولفت إلى ان "هناك ازمة كبيرة بين جمهور 14 آذار وقياداته"، وقال: "نحن في مرحلة البحث عن طبقة سياسية جديدة. قياداتنا اثبتت انها ليست على قدر المسؤولية".

وردا على سؤال، قال: "حريصون على العلاقة بين زغرتا وطرابلس ونحن متجاورون ومتحابون ومع العيش المشترك. والجوار السني لزغرتا يرفض ترشيح فرنجية وانا عبرت عن غضب الشارع علنا من ترشيح الاخير".

أضاف: "طرابلس لأهل طرابلس ومارسنا العمل الديموقراطي بالانتخابات البلدية بأرقى صورها. فطرابلس مدينة سيادية بقرارها الأغلبي وقوى 8 آذار اذا حشدت كل اساطيلها تحصل على 30%".

وتابع: "أعدت الناس الى ثوابتهم الأساسية بانتخابات طرابلس وهذه المدينة لا تذهب الى المحور السوري الايراني لا عن طريق نجيب ميقاتي ولا غيره. فهل يعقل أن يسير تيار المستقبل خلف الرئيس ميقاتي بالانتخابات البلدية؟".

وسأل: "من انحرف عن الخط؟ الأمر ليس عنادا وأنا وفي للشهداء ولا أتبع خيارات خاطئة".

وأشار ريفي إلى أن "غطاس خوري مستشار غير كفوء وعلى الرئيس سعد الحريري أن يتخلص من البطانة الفاسدة التي تتحمل المسؤولية عما وصل اليه".

وقال: "هناك تراجع كبير لتيار المستقبل في طرابلس وهذه المدينة هي التي رسخت الرئيس الشهيد رفيق الحريري زعيما ومن بعده سعد الحريري. لنبحث عن قادة جدد من رحم المجتمع المدني، قدمنا نخبة شباب طرابلس للبلدية ولدينا مشاريع على المدى القريب ستبصر النور للمخطط التوجيهي للمدينة".

 

سلام في مجلس الوزراء: للصمود والثقة بقدرات جيشنا وقواتنا الأمنية

الخميس 30 حزيران 2016/وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. على أثر الجلسة التي استمرت نحو ثلاث ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المعلومات الرسمية الآتية:

"بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الاسبوعية عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم الخميس الواقع فيه 30 حزيران 2016 برئاسة دولة الرئيس.

في مستهل الجلسة، توقف دولة الرئيس عند موضوع الشغور الرئاسي، وأكد عدم جواز التعامل مع هذا الأمر باعتباره واقعا يجب التعايش معه، داعيا الى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

وتوقف دولة الرئيس عند الاعتداء الارهابي الذي جرى في القاع، فوجه تحية الى أهالي البلدة لصمودهم في مواجهة الارهاب وللثمن الكبير الذي دفعوه، وكذلك لسلوكهم الوطني الراقي، إذ إنهم عضوا على جراحهم وتصرفوا بحكمة وسط أجواء ومواقف سياسية لم تكن جميعها ملائمة.

وحذر دولة الرئيس من المضي في منحى ربط ما حدث بالنزوح السوري لوضع لبنان بأكمله في مواجهة النازحين، وأكد دولة الرئيس أن الجيش والقوى الأمنية على جهوزية تامة لمواجهة أي طارىء وأن هناك ثقة كبيرة بها وبقدرتها على مواجهة الارهاب واستباقه وتعقبه وأطلع مجلس الوزراء على نتائج الاجتماع الامني الذي عقد برئاسته.

وختم دولة الرئيس بالقول: الارهاب مصيبة كبرى والتصدي له يتطلب مسؤولية عالية. ليست هناك ضمانات أمنية مئة في المئة في أي بلد في العالم، والامثلة كثيرة من حولنا عن العمليات الارهابية في دول أكبر وأكثر قدرة من لبنان، لكن علينا الصمود والثقة بقدرات جيشنا وقواتنا الامنية.

بعد ذلك انتقل مجلس الوزراء الى البحث في المواضيع الواردة على جدول أعمال الجلسة، فتمت مناقشتها، وبنتيجة البحث والتداول اتخذ المجلس بصددها القرارات اللازمة ومنها:

1- الموافقة على استطلاع رأي المجالس البلدية حول بعض مشاريع المراسيم المتعلقة بالتصاميم التوجيهية الواقعة في نطاقها.

2- الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى نقل اعتمادات من احتياط الموازنة العامة الى موازنة بعض الوزارات للعام 2016 على القاعدة الاثني عشرية تلبية لحاجاتها.

3- قبول هبات مقدمة من بعض الجهات الى بعض الوزارات والادارات العامة.

4- الموافقة على طلب بعض الوزارات المشاركة في مؤتمرات في الخارج وسفر ممثلين عنها لحضور هذه المؤتمرات.

وفي ختام الجلسة صرح دولة الرئيس انه بسبب حلول عيد الفطر السعيد الاسبوع المقبل ستعقد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء في 12 تموز، وستكون مخصصة للبحث في الوضع المالي، وان جلسة ثانية ستعقد للبحث في جدول الاعمال العادي في 14 تموز، مقدما التهاني للبنانيين بمناسبة حلول العيد اعاده الله عليهم وعلى الوطن بالخير والسلام".

 

الرئيس بري: الحوار والوفاق مصلحة لبنانية ولا بديل من الديموقراطية التوافقية

الخميس 30 حزيران 2016

وطنية - أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن أمله الكبير "بقيامة عربية وإسلامية بعد الحروب الصغيرة والكبيرة الجارية"، مؤكدا أن "إمارات المدن والزواريب والجهات والفئات كلها ستذوب بعد حمامات الدم الجارية".

وأشار في حديث شامل وخاص الى مجلة "الشراع" ينشر غدا، الى أن "العرب لا يتمسكون بتاريخ الكبار كجمال عبد الناصر مثلا، ولو فهم المسلمون الإسلام كمحمد عبدو وعبد الحسين شرف الدين لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم".

وأوضح أن "فلسطين وحدتنا عربيا وإسلاميا ومسيحيا، وعندما تناسيناها عدنا الى الفتنة القبلية".

وشدد على أن "العروبة اليوم حاجة من المحيط الى الخليج، في مواجهة مشروع الفوضى الذي تمثله صورة "داعش" الارهابية والتمذهب داخل الاقطار العربية".

وأشار الى أن "هناك علاقة ملتبسة بين العرب وايران"، عازيا السبب الى أنه "لم يجر بناء وصنع مؤسسة لتحرير العلاقات العربية - الايرانية من بعض المشكلات التاريخية".

وشرح الفوائد المصلحية لوجود علاقات مفتوحة بين العرب وايران، معتبرا انه "كان من المفروض الثبات على التحول الايراني نحو المصالح العربية، وخصوصا انحياز الثورة الاسلامية في ايران الى قضية الشعب الفلسطيني بعد سقوط الشاه".

وقال: "ما شهدناه هو النتائج المدمرة للحرب التي شنها نظام صدام البائد ضد الجمهورية الاسلامية".

ولفت الى أنه يراهن على "الديبلوماسية الناعمة والبعيدة عن الاضواء من الرياض الى طهران الى اليمن التي تقوم بها الكويت بتوجيه من أمير الدولة".

وأعلن بري أنه سعى "من أجل ألا تصل العلاقات السعودية-الايرانية الى نقطة الانكسار، بحيث لا يعود بالامكان ترميمها"، معربا عن استعداده "للقيام بأي أدوار تسهم في تصنيع العلاقات العربية مع الجمهورية الاسلامية"، ومشيرا الى أنه تمنى على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "بذل مساعيه لرأب الصدع، وبناء الثقة في العلاقات الخليجية خصوصا السعودية مع ايران".

وأوضح أن الدعوة الموجهة اليه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة السعودية لم ترفق بجدول أعمال، وقال: "هناك عشرات العناوين التي تستدعي بحثها، خصوصا اللبنانية منها"، مشيرا الى أن "ما يؤجل الزيارة هو الاولويات بالنسبة الى القيادة السعودية وأولوياتنا".

وأضاف: "حين أتمكن من زيارة المملكة سأتحدث عن اهمية العلاقة السعودية - الايرانية وانعكاساتها على قضايا المنطقة، وفي رأيي أن نصف حلول هذه المسائل والملفات هو محلي لبناني - لبناني أو سوري - سوري، ولكن نصفه الآخر عربي - إقليمي، أي خليجي وسعودي - ايراني".

ورأى بري أنه "يمكن قطع الطريق على الفتنة بالوعي والحوار وقيام المؤسسات المرجعية الدينية بدورها وتعميم أفكارها في مواجهة الغلاة".

وأكد "أننا في لبنان تمكنا من خلال الحوار الثنائي من خفض سقف التوترات وإبعاد شبح الفتنة، اذا لم نقل قطع دابرها. فالحوار ضرورة ومصلحة، وأول الأعداء المشتركين، عدا اسرائيل، الفتنة والجهل والفقر، وهذه العناوين تمس الجميع".

وأكد أن "سايكس بيكو انتهى"، لافتا الى أن "ما هو جار يستهدف الدولة المركزية وينتج فيديراليات وكونفيديراليات على أساس الأديان والمذاهب والاعراق". وقال: "لقد كنت أول من حذر من أننا نقف أمام مشروع تقسيم المقسم. ليس عندي شك في أن الشيعة والسنة لن يقعوا في مشاريع تقسيمات سكانية - جغرافية متنابذة، وأؤكد أن الاسلام سينتصر".

وتابع: "نحن نشعر بالائتلاف والاختلاف الروسي - الاميركي، ونسمع مصطلح لافروف - كيري محل سايكس - بيكو".

وأشار الى أن "ما يجري في سوريا هو تآكل لسوريا الجغرافية كما البشرية. إنها حرب. تريد اسرائيل كما هو ثابت من تدخلاتها ثمنا في الجولان للموافقة على وقف الحرب، وليس أقله ابتعاد الموقف السوري عن معاداة اسرائيل وتأجير الجولان وتريد تركيا عدم عودة حلب الصناعية، وأن تصبح سوريا سوقا للسلع التركية وضمان نظام رئاسي حاكم في تركيا. ويريد الجميع في المنطقة الحفاظ على مصالحهم وجماعتهم. والسؤال: أين سوريا وسط ذلك ووسط الحضور الروسي والاميركي -الغربي؟".

وأضاف: "أنا شخصيا أبحث عن إبرة سورية في كومة القش هذه وفي ما يسمى لعبة الأمم. إن ما حصل في سوريا مؤامرة بدأت ولا تزال. ولو أريد لسوريا نهاية لهذه المعاناة وهذا النزف لكما نجح حوار ايران مع 5+1. لماذا لا يكون حوار سوريا 6 +1؟"

وأعرب عن عدم اقتناعه بأن "أميركا وروسيا تريدان فعلا وقفا لإطلاق النار ويستمر اطلاقه. اسمحوا لي ان لا أصدق".

وداخليا، أكد بري أن "قرار الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والامم المتحدة هو الحفاظ على الاستقرار النقدي والامني في لبنان، مع ملاحظة حال التوتر السياسي والمذهبي والطائفي"، معربا عن اعتقاده أن "لا أحد في لبنان يريد العودة بالبلد الى الاجواء التي سادت الحرب الاهلية"، لافتا الى أن اللبنانيين "تعلموا أن لا أحد يمكنه إلغاء الآخر".

ورأى أن "لبنان هو الذي يتحول الى مخيم نازحين"، مشددا على أن "التوطين مرفوض فلسطينيا وسوريا، أما لبنان فهو في مقدمة الدستور ويرفضه جميع اللبنانيين".

وعن مبادرته الثلاثية قال بري: "أنا لا أدير مسرح دمى محليا، انا اسعى الى حلول وأرى أن هناك أولويات مختلفة في الطابق الدولي من البناء الثلاثي، وهناك انشغالات وأولويات عربية واقليمية تستبعد لبنان. أنا أحاول ان اجمع قوى الفعل الوطني لأن ذلك أمر يمثل مصلحة لبنان المقيم والمغترب. أنا في ذلك لا ابيع الامل ولا امثل بياع الخواتم في مسرح الرحابنة.

وشدد على ان "الحوار والوفاق مصلحة لبنانية، ولا بديل من الديموقراطية التوافقية"، مشيرا الى أن "ما يجري بين تيار المستقبل وحزب الله ليس تقطيع وقت، هو بحث في اليوميات المتوترة وطنيا في الشارع السياسي، وهو جلسة تفقدية للتأكد من انخفاض سقف التوترات، وهو جلسة مفتوحة لمحاولة الاتفاق على عناوين وطنية، وفي الحوار الوطني الامر نفسه".

وأكد أن "انتخاب رئيس الجمهورية اولوية اساسية وحيوية لا تكفي وحدها، بل تحتاج الى قانون انتخابات وإجراء هذه الانتخابات وحكومة اتحاد وطني، وبالتالي كل ما ورد في جدول اعمال الحوار".

ورأى بري ان قانون الستين "يوقع نكبة سياسية بلبنان"، لافتا الى "اننا في حاجة الى جبهة وطنية موحدة لخوض معركة المستقبل السياسي للبنان".

واوضح ان علاقته استراتيجية وثابتة مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، واصفا الرئيس سعد الحريري بأنه "ضرورة وطنية". وقال ان "الحوار سيكثف مع حزب الكتائب بعد شهر رمضان".

وكشف بري عن وجود "اختلافات بيننا وبين حزب الله حول ادارة العديد من الملفات، ولكنها لا تفسد في الود قضية".

وانتقد "المغالاة اللبنانية في التزام مندرجات القانون الاميركي 2279 ومحاولات تطويع القطاع المصرفي اللبناني والاقتصاد الحر".

 

فتحعلي خلال حفل إلافطار السنوي في يوم القدس العالمي: كلما اقتربنا من طريق تحرير فلسطين ازدادت المؤامرات وحيكت الفتن بين أبناء الأمة الواحدة

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - اقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت حفل إفطارها السنوي لمناسبة يوم القدس العالمي في حديقة السفارة الإيرانية - الفياضية، حضره رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بعضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الدكتور خليل حمدان، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلاً بوزير الصناعة حسين الحاج حسن، الرؤساء إميل لحود ممثلاً بالنائب السابق إميل إميل لحود، حسين الحسيني، النواب أيوب حميد، مروان فارس، آلان عون، إميل رحمة، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان ممثلاً بالشيخ بلال الملا، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان ممثلاً بالمفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، رئيس الطائفة القبطية الأب رويس الأورشليمي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ممثلا بالشيخ سامي ابي المنى، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان ممثلاً بالمطران نور اير اشكيان، سفير فلسطين أشرف دبور ممثلا بالقنصل العام رمزي منصور، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، امين سر حركة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان، رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين، وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ حسان عبدالله، وفد حركة أمل برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري، نواب ووزراء سابقون، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية وإجتماعية وإعلامية وثقافية وديبلوماسية.

فتحعلي

بداية الحفل آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى السفير الإيراني محمد فتحعلي كلمة قال فيها: "أعلن إمام الأمة الراحل الإمام الخميني (قدس سره) يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك لتبقى القدس حية في وجدان وضمير الأمة حتى تتحد الإرادات الحرة من أجل تحريرها وإنقاذها من براثن الاحتلال الصهيوني... وليس غريبا أنه كلما اقتربنا من طريق تحرير فلسطين كلما ازدادت المؤامرات وحيكت الفتن بين أبناء الأمة الواحدة التي هي " خير أمة أخرجت للناس" لحرفها وصرفها عن عدوها الأساسي الذي يتربص بها". وأضاف: يوم القدس العالمي يمكنه أن يلعب دورا هاما في مصير الشعب الفلسطيني وأن يكون مناسبة مؤثرة لاتحاد الأمة بكافة أطيافها وأحرارها وبجميع طوائفها ومكوناتها في الدفاع عن الحقوق القانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني, فتعبر عن إيمانها الراسخ الداعم لفلسطين وبالحل الناجز للقضية الفلسطينية الذي ينطلق من الإعداد والتعبئة الشعبية الشاملة في سبيل القضاء على الغدة السرطانية واستئصالها ومن أجل التعهد بالولاء والثبات في مواجهة كل الطروحات والمشاريع الاستسلامية ورفض كل الحلول الدولية التي تغفل حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والسيادة والاستقلال والعيش بسلام على كامل أرضه... ولقد اختار الإمام الخميني (قدس سره) هذا اليوم ليكون تظاهرة سياسية تعم كافة مدن العالم الإسلامي لتكون صوتا واحدا ونداء قويا يتصاعد من حناجر الشعوب وليكون تعبيرا سنويا لتجديد الموقف المبدئي لأحرار هذه الأمة ومصداقا لالتزام الشعوب العربية والإسلامية بقيمها الدينية ورفضها لكل الأنظمة المرتهنة لإرادة الاستكبار العالمي والحلول المستوردة وكشفا لكل الألاعيب والمؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية ولتكون القضية قد رسخت جذورها في عمق الوجدان الإنساني لا يطويها النسيان مهما طال الزمن ولتكون شاخصا حيا يعبر عن ضمير الأمة... وإن كانت هذه المؤامرة تعبر عن نفسها في هذه المرحلة من خلال التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تنفذ عملياتها الإرهابية في كل حدب وصوب, وآخر هذه الأعمال المروعة تجلت في القاع". وتابع: "في يوم القدس العالمي نؤكد أن فلسطين لن تعود إلا بالجهاد والمقاومة وأن أي طريق آخر لن يعيد فلسطين ولا أي أرض محتلة... كما أثبتت التجربة العملية في لبنان أن الجيش الصهيوني لم يندحر عن الأرض اللبنانية المحتلة إلاّ من خلال المقاومة الإسلامية الباسلة التي حطمت أسطورته ومرغت وجهه في التراب . ولهذا فنحن نعتقد أن المفاوضات والقرارات الدولية منذ احتلال فلسطين عام 1948 لم تكن إلا تسويفا وخداعا وسرابا". وقال : "إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ظل القيادة الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني نقف دائما وبكل فخر واعتزاز إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة مؤكدين على وحدة كافة القوى الفلسطينية المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني لدحره عن كامل فلسطين من البحر إلى النهر".

قاسم

ثم ألقى رئيس مجلس علماء فلسطين الشيخ حسين محمد قاسم كلمة أشار فيها إلى ان "الطريقة الوحيدة للتخلص مما يجري في أمتنا وعالمنا العربي ومجتمعاتنا اليوم من قتال وحرق وخلاف وتشرذم وفرقة هو أن نتوحد في وجه هذا العدو الصهيوني ونجعل البوصلة في الجهاد والقتال في وجه هذا العدو حتى نغير الواقع الذي نعيش فيه". وتوجه قاسم بالسؤال لهؤلاء التكفيريين الذين تم غسل أدمغتهم والذين يفجرون أنفسهم في المجتمعات العربية وفي الأسواق والشوارع والحسينيات والكنائس والمساجد كما جرى أخيرا في القاع وفي تركيا وفي كثير من دول العالم العربي: "لماذا لم نسمع أن واحدا منكم فجر نفسه في أي يهودي مغتصب للأراضي المحتلة والمقدسة؟"، مضيفا : "من يريد أن يكون مشروع إستشهاد عليه أن يتوجه إلى المحتلين في فلسطين ويفجر نفسه بهؤلاء الصهاينة حتى يخرجهم من هذه الأرض". كما انتقد قاسم الدول التي تسعى إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، قائلاً:" نذكرهم بأننا مستمرون في تقديم أموالنا وأبنائنا في سبيل الله حتى نحرر آخر حبة تراب من أرض فلسطين، وأن تطبيعهم هو خنجر مسموم في ظهر المقاومين والمجاهدين.

 

باسيل التقى نظيره الدنماركي: التوازن الدقيق لنظامنا في خطر ديموغرافي وإقتصادي وسياسي جنسن:المكان الأفضل للسوريين بلدهم

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره الدنماركي كريستين جنسن في حضور سفير الدنمارك في لبنان سفيند وويفر والوفد المرافق، وعن الجانب اللبناني حضر مدير الشؤون السياسية شربل وهبة، مديرة المراسم السفيرة ميرا ضاهر، ومستشار الوزير رامي عدوان.

بعد الإجتماع عقد باسيل وجنسن مؤتمرا صحافيا استهله باسيل بالقول: "أرحب بالوزير جنسن وبزيارته الأولى الى لبنان، إنها فرصة لنا لإعادة النظر بعلاقات الصداقة القائمة بين بلدينا. لقد زرت الدنمارك أخيرا وأود أن اشكر المملكة وشعبها على الضيافة الكريمة للجالية اللبنانية. عبرت عن إدانة لبنان للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة واليومية للسيادة اللبنانية وناقشنا التطورات المحلية والاقليمية، ولفت نظر السيد جنسن الى المخاطر المشتركة التي تواجه بلدينا وأعني بها التدفق الكثيف للمهاجرين والانتشار السريع للارهاب. واتفقنا على أن المنظمات الإرهابية أصبحت عابرة للحدود وقد أدنا بأشد العبارات نشاطها الإجرامي، إن كان في كوبنهاغن أو في القاع، والاعتداء الأخير في اسطنبول". اضاف: "اتفقنا أيضا على أن الكلام وحده لا يكفي لمحاربة انتشار ورم الإرهاب الخبيث، كما أن البنى الإجرامية يجب أن يتم انتزاعها من جذورها وتجفيف مصادر تمويلها، والتغلب على رعاتها الأيديولوجيين". وتابع: "من جهة أخرى، ناقشنا خطر النزوح السوري الكثيف الى لبنان وتأثيره المقلق عليه، وكررنا دعوتنا من أجل حل سياسي في سوريا. وشرحنا للسيد جنسن الحقيقة اللبنانية نتيجة العبء الذي لا يحتمل باستضافة النازحين السوريين رغم إمكاناته المتواضعة والقليلة. من وجهة نظرنا، إن الحل السياسي الدائم لأزمة النازحين هو إعادتهم الى بلادهم بما في ذلك الأخذ بالإعتبار أنه منذ الآن والى حين تحقيق العودة، بأن توطينهم ليس خيارا مطروحا. خلال زيارتي الأخيرة الى الدول الاسكندنافية والدنمارك، كان لي التجربة الأولى من حيث الإطلاع على التدابير التي اتخذتها ونتفهمها، لمعالجة موجة النزوح الى بلادها. إن إجراءات مشابهة يجب أن تتخذ على الأراضي اللبنانية وبطرق جذرية أكثر، والمطلوب أن تتخذها السلطات نظرا لما يصيب لبنان من هزة جراء النزوح".واردف باسيل: "في هذا الإطار ونسبة للوضع الخاص للبنان، نتوقع من الدول الصديقة مساعدتنا على الصمود بدلا من أن ننكسر تحت هذا الضغط الهائل. نحن لا نرى في كل نازح سوري إرهابيا محتملا، ففي هذه الأثناء برهنت الوقائع على الأرض أن التنظيمات الإرهابية ناشطة في تجنيد متطوعين في صفوفها ضمن مجتمعات النازحين، مستفيدة من حالة الفقر المدقع واليأس التي تصيب هؤلاء. فضلا عن أن الإرهابيين يتسللون بين أفواج النازحين، مستغلين الهجرة كغطاء من أجل نشاطاتهم المتنقلة عبر الأوطان. إن هذا الأمر قد يؤذي أصحاب العقول السليمة، إلا أنها حقيقة لا يمكن نكرانها". وقال: "لقد عبرنا عن إمتناننا للمساعدة التي تقدمها الدنمارك عبر صندوق الإئتمان أو من خلال المشاريع المحلية، لكننا في الوقت ذاته، نصر أيضا على أن تكون المساعدات في المستقبل، من حيث النوعية والكمية، موجهة للمؤسسات اللبنانية بدلا من أن تقدم لمنظمات الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية. اتفقنا بالتالي على أنه في هذه الأيام المتوترة، إن الدمج بين الهجرة الجماعية للمهاجرين والايديولوجيات الإرهابية المظلمة مع الأفعال قد تصبح متفجرة وتتحول الى تهديد وجودي للبنان والدنمارك، الأمر الذي يؤدي الى زعزعة كل من الشرق الأوسط وأوروبا. في لبنان إن التوازن الدقيق لنظامنا هو في خطر ديموغرافي، إقتصادي، سياسي، وأمني أيضا".

اضاف: "في المقابل، إن الدنمارك، وبشكل أوسع الإتحاد الأوروبي، في مواجهة تهديد وجودي أيضا ما يضعف القيم المشتركة التي عليها بنى الشعب الأوروبي إتحاده. لقد حذرنا أوروبا سابقا، لا سيما في الإجتماع الوزاري الذي عقد في برشلونة في 13 نيسان 2015، أن أزمة النازحين السوريين التي يعاني منها لبنان، ستؤدي حتما الى تقطيع أوصال المجتمع الأوروبي. إن بريطانيا تركت الإتحاد الأوروبي واسكتلندا سوف تنفصل عن بريطانيا لكي تبقى فيه، وإسبانيا تضع الفيتو لكي لا تعطي حافزا لكاتالونيا للانفصال عنها والإنضمام الى الإتحاد كدولة مستقلة. وربما ستكون هناك دول أخرى ستتبع خطوة بريطانيا. يبدو أن فكرة إعادة رسم حدود سايكس - بيكو للشرق الأوسط ستقودنا الى إعطاء شكل جديد لأوروبا". وأشار باسيل الى أنه ناقش العلاقات الاقتصادية مع نظيره الدنماركي وتم الإتفاق على "زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. وجرى التشديد على الدور الإيجابي الذي تلعبه الشركات الدنماركية لا سيما في مجال الطاقة وقطاع الأدوية".

وختم بالقول: "تشاركنا مع ضيفنا حاجة لبنان بأن يكون لديه قيادة قوية نابعة من الإرادة الحرة للشعب من أي تدخل أجنبي خصوصا وأن مثل هذه القيادة الشعبية هي الضامن لاستقرار لبنان الذي هو ضرورة بالتالي للمنطقة ولأوروبا وللعالم. ونحن ندعو للحفاظ على النموذج الفريد للحكم في لبنان والذي هو قائم على المساواة بين المسلمين والمسيحيين. إن تعميم هذا النموذج من الإنسانية والتسامح بدلا من المشاريع التقسيمية الطائفية التي تهدد الشرق الأوسط هي الجواب الأفضل للتهديدات التي تطال اليوم السلم والأمن الدوليين".

جنسن

بدوره، قدم وزير الخارجية الدنماركي تعازي بلاده الحارة بشهداء تفجيرات القاع التي حصلت يوم الإثنين الماضي، وقال: "شهدنا أحداثا إرهابية أخرى في اسطنبول ودول أوروبية وكوبنهاغن. نحن نرى أن الإرهاب يضرب أينما كان، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الدين أو الإتنيات، إنهم جبناء يضربون الأبرياء، وعلينا القيام بكل ما بوسعنا، وجميعنا لمحاربة الإرهاب مهما كان وأيا يكن خلفه. نحن نعمل معكم لمساعدة لبنان على تحمل هذا العبء الهائل الذي يتحمله الشعب اللبناني جراء استقباله عددا كبيرا من النازحين من الدول المجاورة، من فلسطين والعراق ومن سوريا في السنوات الأخيرة. نحن سنبقى أصدقاء ثابتين للبنان ونستمر في دعمه بأفضل السبل لمساعدته على استضافة هذا العدد الهائل من النازحين". أضاف جنسن: "اتفقنا خلال الإجتماع على أن المكان الأفضل للسوريين هو وجودهم في سوريا ولذلك علينا الإستمرار في العمل وتوحيد جهودنا من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا ينهي النزاع القائم فيها، لكي يتمكن السوريون من العودة الى ديارهم في أسرع وقت ممكن. ثمة خطر مشترك يهدد بلدينا هو التطرف إذ أن الأشخاص يميلون لأن يكونوا أكثر تطرفا، ونحن نرى ذلك في أوروبا من خلال المقاتلين الأجانب لدى تنظيم "داعش"، وقد رأينا ذلك في أماكن أخرى في العالم. لقد تحدثنا عن كيفية العمل معا لمحاربة التطرف، وأعتقد أنه من المهم جدا تخفيف حدة النزاعات وليس تصعيدها وتقسيم المواطنين وأن نكون منفتحين على إقامة الحوار مع الجميع". تابع: "لدى لبنان نظام فريد جدا وقائم على توازن دقيق بين رجالات السياسة والأديان. ونحن نحترم ونثمن هذا النظام المميز جدا، والذي يجب المحافظة عليه في بلدكم، وسنستمر بالقيام بما في وسعنا لدعم المجتمعات المضيفة للحصول على المساعدات المالية والعينية. ونأمل أن تأتي شركات دنماركية أخرى الى لبنان، وسوف نضاعف عدد العاملين في السفارة الدنماركية لمساعدة الشركات الدنماركية للمجيء اليه لتستثمر أكثر فيه لا سيما في مجال الطاقة، وهكذا نقدم لكم المساعدة على الصعيد الإقتصادي". وختم جنسن بالقول: "عليكم أن تعلموا جميعا أن الدنمارك جاهزة ومستعدة دائما للوقوف الى جانب لبنان والى إرشاده على الصعد كافة".

 

المسيحيون والمسلمون موضوع رحمة الله وأدواتها ندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام

الخميس 30 حزيران 2016 /وطنية - عقدت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ندوة صحافية قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للاعلام، بعنوان "المسيحيون والمسلمون: موضوع رحمة الله وأدواتها" قراءة في رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان حول المعايدة في عيد الفطر، الصادرة عن حاضرة الفاتيكان في 10 حزيران 2016. شارك في الندوة رئيس أساقفة بيروت للموارنة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، الأمينان العامان للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار الدكتور محمد السماك، وحارس شهاب، وحضرها أمين عام "جمعية الكتاب المقدس" الدكتور مايك باسوس، مدير "صوت الإنجيل" الأب اغسطينوس حلو والأب نطوان عطالله.

مطر

وقال مطر: "صباح الخير صباح البركة والإعياد المطلة علينا لعلها تحمل غفرانا لنا ومحبة وهداية ومزيدا من المحبة والسلام. يسرنا في مناسبة نهاية شهر رمضان، شهر الصلاة والصوم وعمل الإحسان والخير ومع إطلالة عيد الفطرالسعيد، أن نتقدم بتهانينا من إخوتنا المسلمين في لبنان وفي العالم وأن نعرب لهم عن محبتنا وعن تضامننا في السراء وفي الضراء في هذا الشرق المعذب. ونحن اليوم بصدد إعلامكم عن الرسالة التقليدية التي يصدرها المجلس البابوي للحوار بين الاديان ككل سنة معايدا إياهم بعيد الفطر السعيد".

أضاف: "أريد بادئا ذي بدء أن الفت إلى أربع نقاط حول مضمون هذه الرسالة: الأولى: تتحدث الرسالة وهي من الكاردينال توران رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان حول شهر رمضان حول الصوم فيه والصلاة وعمل البر والإحسان، يجل كاتب الرسالة اخوتنا المسلمين في عملهم في صومهم في كل ما يقومون به في هذا الشهر الفضيل. الصلاة تقربنا من الله والصوم يجعلنا أكثر طاعة لأوامره تعالى، بالصوم نروض النفس على طاعة الله، بالصلاة نرتفع إلى مستوى من يحادث الله ويطلب بركته ونعمه، وعمل الإحسان هو عمل أساسي تضامني يقوم به المسلمون ونقوم به جميعا وهكذا يجب أن يكون في العالم كله حتى لا يكون هناك فقير وذليل معدم ومتخوم، أن يكون الناس اخوة متضامنين أن يلتفت بعضهم إلى بعض، هذه معاني هذا الشهر الكريم، عندنا نحن المسيحيين زمن للصوم أيضا فيه نتعاطى بالصلاة الصوم والعمل الحسن ما يجعلنا نتقارب بعضنا من البعض إنطلاقا من هذه القيم التي تجمعنا".

وتابع: "الثانية: الكاردينال توران يذكر أن هذه السنة هي في الكنيسة الكاثوليكة سنة الرحمة، ويقول أن اخواننا المسلمين يدعون الله "الرحمان الرحيم" ونحن نقول "يا رب يا حنون يا محب البشر" أي أننا نقدس القيم ذاتها، وعندنا عن الله هذه المقاربة الجميلة إنه الرحمان إنه العطوف المحب ونقول له في صلاتنا لا تنسى يا رب هذه الكرمة التي غرستها أيادينا. وانطلاقا من هذه الرحمة التي هي صفة عند الله أساسية يذهب نيافته إلى الغفران، الرب الرحوم يغفر يعطي فرصة للناس كي يتوبوا أليه كي يعودوا إلى ذاتهم، هذا الغفران ضروري أن نتأمل به كثيرا لأنه يجدد فينا طاقة الحياة وطاقة المحبة، يجعلنا نبتعد عن كل ما هو شر ونحن نقول الإنسان ليس هو شر الشيطان يلبس الإنسان ويبعد عنه، الإنسان يبقى إنسانا على صورة الله خلق مشدود إلى ربه إذا ما فتحنا له سبيلا لمعرفة هذه الحقيقة عن ذاته وعن ربه في آن معا الرحمة تؤدي إلى الغفران ورحمة الله هي الغفران بالذات".

وأردف: "الثالثة: يقول الكاتب بما أن الله هو رحوم نحن مفروض علينا أن نكون رحومين. الإنجيل المقدس يقول "كونوا رحومين كما أن أباكم السماوي هو رحوم" فأين الرحمه عند الناس؟ يطلب نيافة الكاردينال أن نفكر جميعنا ونفكر مليا بما يجري من حولنا، ما يجري من حولنا ليس كله رحمة بل على العكس قساوة وتعذيب وقتل وتشريد هذه ليست إرادة الله فينا وعلينا، لذلك انطلاقا من رحمته يجب أن نفكر كلنا كيف نغير هذه القساوة، وإذا غيرنا ما بأنفسنا يتغير الناس انطلاقا من ذواتنا. ولذلك على الصائمين والمصلين في العالم كله أن يركزوا على هذه القضية أن نتغير انطلاقا من صومنا وصلاتنا حتى نكون نحن من أهل الرحمة وأن نواجه هذه القساوة التي نحياها في شرقنا العربي وفي كل مكان في العالم".

وختم: "الرابعة: يعود الكاتب ويقول إن لم يكن بإمكاننا مباشرة أن نوقف الحروب لعلنا نستطيع أن نخفف من ويلاتها بمعاطاتنا مع الناس بصورة إنسانية، يذكر قداسة البابا عندما أخذ كوكبة صغيرة من الأطفال المشردين إلى الفاتيكان حتى يكونوا معه ليقول للعالم كله لا تتركوا المهجرين وهم ستون مليون في العالم، هذه مأساة كبيرة تطال الإنسانية بأسرها، نحن لسنا من اللامبالين تجاه هذه المأساة، طبعا لنا حساباتنا نحن في لبنان، لنا إناس بعدد كبير جدا يعيشون بيننا مما لا نطيق ولا نحتمل، ولكننا لن نترك الإنسانية فينا، ونبقى إنسانيين إلى آخر معنى الكلمة، وفي الوقت عينه لن نتناول الأمور من جوانبها كافة، ونحمل الدول كلها مسؤولياتها تجاه هذا الموضوع المأساوي الرهيب، لبنان ليس وحده له أصدقاء، ما من أحد وحده في هذه الدنيا وعلينا التضامن والإنسانية في العالم كله".

السماك

أما السماك فكانت له كلمة بعنوان "الرحمة في العلاقات الاسلامية - المسيحية"، قال فيها: "ليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الفاتيكان رسالة أخوة الى المسلمين مهنئا ومباركا بشهر رمضان وبعيد الفطر. وإن تسمية الرسالة بأنها رسالة أخوة، ليست توصيفا شخصيا من عندي. البابا بولس السادس، ثم البابا يوحنا بولس الثاني، والبابا بنديكتوس السادس عشر، وأخيرا البابا فرنسيس، جميعهم خاطبوا المسلمين بأنهم أخوة. والواقع انه منذ "الفاتيكان الثاني"، ووثيقة "نوسترا ايتاتي" التي صدرت عنه، اصبح الخلاف مع المسلمين في نظر الكنيسة الكاثوليكية خلافا مع الإيمان بالله الواحد الذي خلقنا جميعا. وهذه العبارة أيضا ليست توصيفا شخصيا من عندي، انها النص الحرفي لما جاء في تلك الوثيقة التاريخية في عام 1965".

أضاف: "منذ ذلك الوقت أو بعده بقليل، اصبحت رسائل المعايدة السنوية للمسلمين تقليدا فاتيكانيا نتوقعه في كل عام مع اطلالة شهر رمضان. ولكن ما تجاوز حسن توقعاتنا كمسلمين هو ما ذهب اليه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما دعا المسيحيين الى مشاركة المسلمين في صيام اليوم الأول من رمضان. لتكون هذه المشاركة مبادرة روحية رمزية تعبيرا عن الايمان بالله الواحد وبالوطن الواحد، وبالعيش الواحد. تجسدت هذه الرمزية التزاما أخلاقيا وموقفا مبدئيا في مناسبات متعددة وفي ظروف مختلفة أشير على سبيل المثل والمثال معا الى موقفين تاريخيين أعلنهما البابا القديس يوحنا بولس الثاني. الموقف الأول بعد الجريمة الارهابية في 11 سبتمبر - ايلول 2001 والتي كانت أساسا ومنطلقا لاتهام الاسلام بالارهاب. يومها صدر عن لقاء عقد برعايته في الفاتيكان موقف يقول "لا يوجد دين ارهابي ولكن يوجد ارهابيون في كل دين". وفي اعتقادي ان ذلك كان أبلغ رد يصدر من أعلى مرجعية دينية مسيحية في العالم يسفه اتهام الاسلام بالارهاب".

وتابع: "أما الموقف المبدئي الثاني فقد صدر في أعقاب اجتياح الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، وهو الاجتياح الذي وصفه الرئيس الأميركي في ذلك الوقت جورج بوش بأنه "صليبية جديدة". يومها صدر عن البابا يوحنا بولس الثاني نفسه موقف أخلاقي سام قال فيه "ان هذه الحرب ليست دينية. وهي غير اخلاقية وغير مبررة". وفي اعتقادي انه لم يرتفع الى مستوى أخلاقية وصدقية هذا الموقف اي موقف آخر".

وقال: "لقد تعمدت الاشارة الى ذلك وبهذه المناسبة بالذات بعد أن قرأت تصريحا لمسؤول تركي يتهم فيه البابا فرنسيس بأنه يمارس صليبية جديدة لمجرد انه وصف ما تعرض له الأرمن في تركيا العثمانية في عام 1916 بالإبادة. أن تختلف تركيا اليوم مع الفاتيكان حول توصيف تلك المجزرة التاريخية البشعة، فذلك موضوع سياسي خاص بالدولة المعنية. أما ان تحمل العلاقات الاسلامية مع الفاتيكان، ومع البابا بالذات، ومع البابا فرنسيس على الأخص الذي فتح قلبه وكنيسته للناس جميعا، وزر هذا الموقف، فذلك أمر آخر. إن التفاهم القائم على المحبة والاحترام والتعاون مع البابا فرنسيس يعني كل المسلمين الحريصين على إقامة افضل علاقات الأخوة مع الفاتيكان. والذين يعتبرون البابا فرنسيس شخصيا وكما اكدت ذلك زيارة إمام الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب الى الكرسي الرسولي، مرجعا روحيا وأخلاقيا موثوقا يمكن الاعتماد عليه ويمكن الاستناد اليه والاستقواء به لرد الاتهامات العشوائية التي تنهال على الاسلام من كل حدب وصوب، وحتى من داخله".

واردف: "لتركيا كدولة حق الدفاع عن نفسها. والاعتراف بالحقيقة هو أفضل أنواع الدفاع عن النفس. ولكن ليس لها، ولا لأي دولة أخرى عضو في منظمة التعاون الاسلامي أن تحمل الاسلام ومسلمي العالم والعلاقات الاسلامية المسيحية، أوزار أو تبعات أي موقف سياسي تتخذه دفاعا عن مصالحها. ثم انه لا يجوز استخدام الصليبية "شماعة" لتعليق التوترات التي تواجه علاقات طرف اسلامي ما بالأطراف الدولية الأخرى. فالقرن الواحد والعشرين ليس القرن العاشر والبابا فرنسيس ليس البابا اوربان".

وتابع: "من حيث المبدأ لا يجوز اطلاق تهمة الصليبية على كل جهة تختلف مع جهة اسلامية في الرأي أو في الموقف السياسي. فكيف اذا كان صاحب هذا الرأي، او هذا الموقف، هو فاتيكان نوسترا إيتاتي، وفاتيكان البابا فرنسيس؟ وبأي منطق يوجه الاتهام بالصليبية الى من يوجه رسالة تهنئة الى المسلمين، والى من يقول في رسالته "إنه لمن دواعي الرجاء أن نسمع عن مسلمين ومسيحيين يضعون أيديهم في أيدي بعضهم البعض لمساعدة المحتاج. وعندما نعمل سويا، فإننا نتم وصية هامة توصينا بها كل من ديانتينا ونقدم، أفرادا وجماعات، شهادة أكثر مصداقية لما نؤمن به".

وقال: "أود الاشارة الى أمرين متكاملين وردا في رسالة التهنئة الفاتيكانية هذه، يتمثل الأمر الأول في قول الرسالة "نحن نعلم ان المسيحية والاسلام ديانتان تؤمنان بإله رحيم، وان رحمة الله تتجلى على وجه الخصوص عندما يغفر لنا ذنوبنا". أما الأمر الثاني فيتمثل في قول الرسالة ايضا "نحن مدعوون مسيحيين ومسلمين الى الاقتداء بالله تعالى". أضاف: "شكرا لسيادة الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للعلاقات بين الأديان وصديق لبنان ومحبه. وشكرا لسيادة المطران ميغل أنخيل أيوزو أمين سر المجلس والذي قضى زهرة شبابه في الشرق يعمل على بناء التعاون الاسلامي - المسيحي. شكرا لهما على رسالة التهئنة باسم قداسة البابا فرنسيس، حامل اسم القديس فرنسيس الذي تسامى فوق الحملات الصليبية وفتح صفحة مشرقة في سجل الحوار الاسلامي - المسيحي حتى اثناء تلك الحملات البغيضة".

وختم: "فمن منطلق الرحمة خرج القديس فرنسيس، وكان راهبا متواضعا، من بين صفوف القوات الصليبية الى المعسكر الاسلامي محاورا وليس مقاتلا، ومن منطلق الرحمة أيضا استقبله المسلمون وأحسنوا وفادته وحاوروه، ثم أعادوه سالما من حيث أتى، محملا بالهدايا الملكية. تلك هي ممارسات الرحمة التي "توصينا بها كل من ديانتينا"، كما جاء في الرسالة البابوية. فالرحمة، وكما جاء في الرسالة أيضا، موضوع عزيز على قلوب المسلمين والمسيحيين سواء بسواء، بها نمارس إيماننا وانسانيتنا، وبها نقتدي بالله خالقنا جميعا، وبها نتمثل بجلاله، وبها نتصل به ونتواصل معه".

شهاب

بدوره، قال شهاب: "اللافت في رسالة هذه السنة هو التوجه العملي الذي تتضمنه، وهو توجه لا ينشد أفكارا عامة فقط، إنما ينطلق من أهمية الاختبار الروحي، الذي يرسي معادلة لا مفر منها وهي أن من تمسه رحمة الله لا محال عامل بهديها فيجعل من ذاته أداة لها. وتهدف الرسالة الى تقوية العلائق الروحية التي تجمعنا، وخصوصا أن موضوع الرحمة، هو موضوع عزيز على قلوب المسيحيين كما المسلمين، إذ أن الله خلقنا بفعل محبة شامل وهو رحيم من خلال العناية التي يمنحها لنا في حياتنا اليومية". أضاف: "تأكيدا على أهمية الرحمة أعلن قداسته سنة 2016 سنة الرحمة تنتهي في العشرين من تشرين الثاني القادم. ولأنها كذلك فهي تشكل زمنا مؤاتيا لتضميد الجراح ولعدم الأستسلام للملل والسأم، لا سيما وأننا عندما نمعن النظر في حالة البشرية اليوم يتملكنا الحزن بسبب الضحايا البريئة التي تسقط باستمرار من جراء دورات العنف والآفات البشرية والإجتماعية. لا يجوز لنا أن نشيح بنظرنا عن هذه الحقائق وعن هذه الأوجاع التي تسببها". وتابع: "نقطة الارتكاز هي إذا اختبار الرحمة بكونها صفة ملازمة لله في الفهم المسيحي والفهم الإسلامي. فالله هو "الرحمان الرحيم" في الاسلام وهو المحبة في المسيحية. بحيث أن هاتين الصفتين تتجاوزان التعبير اللفظي، وهو ما نجده في الفهم الاسلامي والمسيحي أن الله بكونه يرحم فهو يخرج إلى لقاء الإنسان. وفي القرآن آية تعبر خير تعبير عن هذا التلازم بين الصفة والذات الإلهية: ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله". وقال: "إذا كان الله لا يشبه بشيء ولا يجسم فإن رسالة المجلس الحبري تتحدث عن تبعات اختبار الرحمة، بمعنى أن من اختبر الرحمة يكون وجه الله في أرض البشر، أي أنه يذهب، وهذا هو الوجه، بما تقتضيه الرحمة. ويترجم ذلك بشكل عملي في الرسالة على مستويين: الأول، شخصي وهو سعي الانسان الفرد مسيحيا كان أو مسلما إلى طلب وجه الله، عبر مسيرة الصوم والتقشف والحج الذي تقول فيه الرسالة "إنه مناسبة مميزة لاختبار رحمة الله"، مما يقود المؤمن إلى التوبة والمصالحة مع الله والآخر. والثاني، جماعي. فاختبار رحمة الله لا يعد مكسبا شخصيا يقف عند حدود الاختبار الذاتي، بل يتعداه إلى الخير المشترك. وهنا تقوم في النص معادلة صريحة بين الاختبار والعيش. فالرسالة تشدد على هذا التطابق، إذ من يختبر الرحمة يستحيل ألا يتشبه بمن اختبر رحمته عليه".

أضاف: "إن هذه الدعوة الصريحة التي تحملها رسالة هذه السنة تعنينا نحن المسيحيين والمسلمين في لبنان أيضا، إذ أنه على رغم كل الجو القاتم الذي نعيش فيه، لا يمكننا تناسي الشهادة المشتركة التي تقدمها العديد من المؤسسات المسيحية والإسلامية في لبنان في تجسيد هذه الرحمة حيث هناك آلام، وهذا ما يشكل عنوان أمل للمستقبل". وتابع: "لذلك نحن في لبنان مدعوون بشكل خاص الى التأمل العميق في محتويات هذه الرسالة وفي تطبيقاتها العملية في ديارنا. إن العنف الذي يضرب مجتمعنا محاولا تفسيخه وما نشهده من بوادر تؤشر الى هذا التفسخ تدفعنا أن نشد عزائمنا ونتصدى لهذه التيارات الهدامة ونعمل معا لإعادة الزخم للرسالة اللبنانية التي أفردت لوطننا مكانة مرموقة على المستوى العالمي". وأردف: "لقد دلت مسيرة البابا فرنسيس حتى اليوم من خلال مختلف النشاطات التي قام بها في مجال العلاقات الإسلامية المسيحية، خصوصا خلال هذا العام، عن عمق تمسكه بضرورة تفعيل هذه العلاقات، وهو في ذلك إنما يعبر عن إخلاصه وتعلقه بما قرره المجمع الفاتيكاني الثاني ولا سيما الوثيقتان "في عصرنا" و" فرح ورجاء" وصولا الى ما يسميه حماية الدار المشتركة، والتعايش المتناغم. إن الحوار ليس خيارا بل إنه ضرورة لإنشاء شبكات التفاعل والإحترام والاخوة وبناء وتدعيم الجسور لا سيما بين المسيحيين والمسلمين الذين يشكلون معا نصف سكان العالم". وختم: "لا بد لنا في الختام من وقفة مع التطور السلبي والخطير الذي شكلته تفجيرات القاع الإرهابية المستنكرة والمدانة، فنتضامن بشكل كامل مع أهلها الأبطال الذين بذلوا دماءهم دفاعا عن عقيدتهم ومبادئهم وأرضهم، وإذ نوجه لأهل القاع تحية وفاء وتقدير، نطالب الدولة بإلحاح أن تخرج من عجزها وتسرع في تضميد الجراح وتستخلص العبر والدروس مما حصل وتتخذ التدابير اللازمة كي تحول دون تكرار مثل هذه المأسي".

أبو كسم

وقال أبو كسم: "نجتمع اليوم في مناسبة عيد الفطر السعيد ونهاية شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والصوم والصلاة، لنتبادل التهاني في هذا العيد، مسليمن ومسيحيين، بهدف تأكيد ما تصبو إليه الديانتان المسيحية والإسلام، وهو عيش المحبة والرحمة على هذه الأرض، كما أوصانا الله سبحانه وتعالى".

أضاف: "إن اجتماعنا اليوم يأتي أيضا تضامنا مع أهلنا في بلدة القاع، لنؤكد لهم أن كل لبنان يتعاطف، لا بل متمسك أكثر من أي وقت مضى، بضرورة بقاء هذه المنطقة وأهلها حيث هم، لانهم كانوا وما زالوا رمزا للوحدة الوطنية والعيش الواحد والدرع الواقي للداخل اللبناني". وتابع: "إن الشهداء الأبرار والأبطال الذين سقطوا في بلدة القاع فدوا بدمائهم كل لبنان، وبرهنوا أنهم حموا بصدورهم أرض الوطن متمسكين بإيمانهم وأرضهم أرض السلام والمحبة". وأردف: "في هذه المناسبة، فإننا ندعو إلى استكمال التضامن الوطني في مواجهة كل أشكال العنف والإرهاب، وندعو إلى ترجمة كل الشعارات التي أطلقت من قبل المسؤولين الذين زاروا بلدة القاع، السياسيين منهم والأمنيين، والفاعليات الروحية من مختلف الطوائف، ندعوهم إلى ترجمة شعاراتهم إلى حقائق على أرض الواقع، فالإستنكار وحده لا يكفي، إنما الدعم الأخوي هو الأهم، "فالجمرة لا تكوي إلا مكانها" كما يقول المثل".وختم: "نسأل الله أن يعيد عيد الفطر على المسلمين واللبنانيين بالخير والبركة والصحة، وأن يبسط سلامه في ربوع وطننا العزيز لبنان".