المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 تموز/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.july04.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ

لا حُكْمَ بِالْهَلاكِ بَعْدَ الآنَ على الَّذينَ هُم في المَسِيحِ يَسُوع؛ لأَنَّ شَرِيعَةَ رُوحِ الحيَاةِ في المَسِيحِ يَسُوع

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/قراءة لميشال عون في ولاية الفقيه يوم كان يمثل دور الوطني والمقاوم ورد من نصرالله عليه

مقابلة مطولة وشاملة مع د.فارس سعيد من جريدة المستقبل/حزب الله مسؤول عن انكشاف لبنان الأمني وعن الفراغ على المستويات كافة

سلام انتظر "التفاهم النفطي" وبري "استنجد" بالأميركيين الرئاسة "عدس بترابو وكل شي بحسابو"

"ماراتون النفط" انطلق و"حزب الله" مرتاح إلى العلاقة بين بري وعون.

ماذا عن لقاء البطريرك الراعي والسيّد نصرالله؟ وهل صار عون على مسافة أمتار من الرئاسة؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/7/2016

بالتفاصيل: كيف "اصطاد" حزب الله مسؤول عمليات داعش في الجرود؟!

بالاسماء - 4 اصابات بالرصاص الطائش أمس

عقيلة يعقوب من المستشفى إلى الاعتصام: الافراج لحسن او الشهادة

ريفي: ما جرى في القاع من نتائج تدخل "حزب الله" في سورية

الجيش اللبناني يواصل ملاحقة الخلايا النائمة للتكفيريين ودعوات لمراقبة وتنظيم مخيمات النازحين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قاطيشا: إيران تمارس الإرهاب والإجرام عبر “الحشد” و”حزب الله”

 اوغاسبيان: الرئاسة مرتبطة بإيران وملف النفط لا يؤثر فيها

 فرعون: اللبنانيون قاوموا السلاح الفلسطيني وسلطة الوصاية السورية والاعتداءات الاسرائيلية وما زالوا يعطون الدروس في البطولة

نديم الجميل من ولاية نيفادا الاميركية: سيبقى لبنان حاملا لقيم الديموقراطية والحرية والعدالة

قاووق: خطر داعش والنصرة في جرود عرسال وراس بعلبك جدي وحقيقي وشامل ومستمر ولا يحتمل اي تهاون او تجهيل

هل يستطيع الجيش اللبناني حماية الحدود من إرهاب داعش؟

مرشحو لائحة ريفي يقدّمون طعناً: كيف انقلبت النتائج من 23 إلى 16

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قتل انتحاري حاول اقتحام القنصلية الأميركية في جدة

خامنئي أعلن رفض التنسيق مع الولايات المتحدة بالمنطقة وأصفهان تتظاهر ضد حكم نظام الملالي وتهتف: أخرجوا من سورية

الأسد أصدر مرسوما بتشكيل الحكومة السورية الجديدة برئاسة خميس

120 قتيلاً و200 جريح بتفجيرين في بغداد.. وداعش يتبنى والهجمات جاءت بعد استعادة مدينة الفلوجة ومحيطها من داعش

مهاجمة موكب العبادي بالحجارة خلال زيارته للكرادة

رئيس الحكومة اليمنية: لن نسمح بـ"حزب الله" آخر/بن دغر يدعو إيران إلى وقف ضخ الصراعات والأحقاد في المنطقة

الإمارات لشعبها: التزموا حظر النقاب وابتعدوا عن المظاهر

سمكة كبيرة في المقلى!.. دولة قتلت مصطفى بدر الدين ومصدر غربي يرجح مقتله بقنبلة فراغية ويكذب رواية حسن نصرالله

طلب بريطاني لمساءلة ليفني يقلق إسرائيل

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإيرانيون يحرّمون على «حزب الله».. «المال النظيف»/علي الحسيني/المستقبل

العالم يضيّع وقته بغضّ الطرف عن «الباسدران» على امتداد الشرق الأوسط/وسام سعادة/المستقبل

كوز تموز" الرئاسي/نبيل بومنصف/النهار

عطلة العيد تشل الحركة وسط استمرار الخطر الأمني "التفاهم النفطي" دونه خطوات ولا حل قريباً لأمن الدولة/سابين عويس/النهار

تحذير لبنان من العجز عن تحمّل الأزمات ودعوته إلى الإسراع في المعالجة قبل الانهيار/خليل فليحان/النهار

بري يُطلق آخر رصاصة "لبننة" الاستحقاق فهل يُنضج آب اللهّاب الطبخة الرئاسية/اميل خوري/النهار

الاتفاق النفطي يطرح ملف الضمانات المفقودة أي آلية وصدقية في غياب رئيس للجمهورية/روزانا بومنصف/النهار

مراكمة الفشل/علي نون/المستقبل

الدولة والدويلة/د. عمّار حوري/جريدة الجمهورية

القصة الكاملة لرغبة جنبلاط بلقاء نصر الله...هل ينعقد اللقاء/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

السيد نصرالله من محلل سياسي الى مرشد ديني مؤخراً/سلوى فاضل/جنوبية

حظوظ تسوية "عون- الحريري- النفط"/منير الربيع/جنوبية

المسيحية ضمانة ديمقراطية لبنانية/أحمد جابر/جنوبية

حزب الله" يفشل ضد الإرهاب/دلال البزري/جنوبية

الحريري ونصرالله.. منهج تضليلي واحد بالشواهد والتواريخ/عبدو شامي

الأكراد يطرحون دستوراً فيديرالياً و «يتجاهلون» التقارب الروسي – التركي/إبراهيم حميدي/الحياة

إسرائيل تصالح تركيا وتحالف روسيا: سوريا هي الجبنة/علي الأمين/جنوبية

انقلاب في الأولويات التركية/الياس حرفوش/الحياة

قطعان «داعش» تتدفق: لا أحد بريئاً من «الفراغ الخلاق»/حازم الأمين/الحياة

لماذا نمنع المسيحيين من بناء كنائسهم؟!/عماد الدين حسين/ الشروق

مشروعات إيران.. أين العقل والمصلحة؟!/رضوان السيد/الاتحاد

انحدار بريطاني بدأ قبل ستين عاما/خيرالله خيرالله/العرب

هل ستتغير قواعد اللعبة في سوريا/ماجد كيالي/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

الصايغ في ذكرى شهداء قسم كفرعبيدا الكتائبي: هذه الحكومة هي الافسد والاسوأ والقوى السياسية لن تستطيع ادارة المتغيرات الكبرى في لبنان

وزير المالية: لا خيار للبنانيين الا الالتقاء على قاعدة الحوار المفتوح المسؤول لتسوية الأزمات السياسية

السفير اليوناني من بينو: المنطقة تمر بأوقات صعبة وعلينا مواجهة الإرهابيين ومنعهم من العبث بأمن البلاد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ

إنجيل القدّيس متّى02/من14حتى21/:"خَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَى يَسُوعَ لِيُهْلِكُوه. وعَلِمَ يَسُوعُ بِالأَمْرِ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاك. وتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُم جَمِيعًا، وحَذَّرَهُم مِنْ أَنْ يُشْهِرُوه، لِيَتِمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيِّ آشَعيا: «هُوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ. لَنْ يُمَاحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحَات. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ، إِلى أَنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر. وبِٱسْمِهِ تَجْعَلُ الأُمَمُ رَجَاءَها.»"

 

لا حُكْمَ بِالْهَلاكِ بَعْدَ الآنَ على الَّذينَ هُم في المَسِيحِ يَسُوع؛ لأَنَّ شَرِيعَةَ رُوحِ الحيَاةِ في المَسِيحِ يَسُوع

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة08/من01حتى11/:"يا إِخوتي، إِذًا فلاَ حُكْمَ بِالْهَلاكِ بَعْدَ الآنَ على الَّذينَ هُم في المَسِيحِ يَسُوع؛ لأَنَّ شَرِيعَةَ رُوحِ الحيَاةِ في المَسِيحِ يَسُوع، قَدْ حَرَّرَتْني مِنْ شَريعَةِ الخَطِيئَةِ والمَوت. فإِنَّ مَا عَجِزَتْ عَنْهُ الشَّرِيعَة، وقَد أَضْعَفَهَا الجَسَد، أَنْجَزَهُ الله، حينَ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ في جَسَدٍ يُشْبِهُ جَسَدَ الخَطِيئَة، تَكْفيرًا لِلخَطِيئَة، فقَضَى في الجَسَدِ عَلى الخَطِيئَة، لِكَي يَتِمَّ بِرُّ الشَّرِيعَةِ فينَا، نَحْنُ السَّالِكينَ لا بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الجَسَدِيِّ بَلْ بِحَسَبِ الرُّوح؛ لأَنَّ السَّالِكِينَ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الجَسَدِيّ، يَرْغَبُونَ في مَا هُوَ لِلجَسَد، والسَّالِكينَ بِحَسَبِ الرُّوحِ يَرْغَبُونَ في مَا هُوَ لِلرُّوح. فرَغْبَةُ الجَسَدِ مَوْت، أَمَّا رَغْبَةُ الرُّوحِ فَحَيَاةٌ وَسَلام. لِذلِكَ فَرَغْبَةُ الإِنْسَانِ الجَسَدِيِّ عَدَاوَةٌ لله، لأَنَّهَا لا تَخْضَعُ لِشَريعَةِ اللهِ ولا تَسْتَطيعُ ذلِكَ. وإِنَّ السَّالِكينَ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الجَسَدِيّ، لا يَسْتَطيعُونَ أَنْ يُرْضُوا الله. أَمَّا أَنْتُم فَلَسْتُم أُنَاسًا جَسَدِييِّنَ بَلْ رُوحِيُّون، إِنْ كَانَ حقًّا رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فيكُم. وَلكِنْ مَنْ لَيْسَ لَهُ رُوحُ المَسِيح، لَيْسَ هُوَ لِلمَسِيح. أَمَّا إِذَا كَانَ المَسِيحُ فيكُم، فَبِرَغْمِ أَنَّ الجَسَدَ مَيْتٌ بِسَبَبِ الخَطِيئَة، فَٱلرُّوحُ حيَاةٌ لَكُم بِفَضْلِ البِرّ. وإِذَا كَانَ رُوحُ اللهِ الَّذي أَقَامَ يَسُوعَ مِنْ بَينِ الأَمْواتِ سَاكِنًا فيكُم، فالَّذي أَقَامَ المَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يُحْيي أَيْضًا أَجْسَادَكُمُ المَائِتَةَ بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُم".

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

إن الفرح الحقيقي الذي نختبره في الأسرة ليس عشوائيا وسريع الزوال، إنما هو راسخ وثابت.

True joy which is experienced in the family is not something random and fortuitous, but normal and ongoing

La joie véritable dont on fait l’expérience dans la famille n’est pas une chose due à un hasard ou fortuite, mais fondée et stable

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/قراءة لميشال عون في ولاية الفقيه يوم كان يمثل دور الوطني والمقاوم ورد من نصرالله عليه
https://www.facebook.com/hnsouli/videos/vb.683615975/10153111344250976/?type=2&theater

مقابلة مطولة وشاملة مع د.فارس سعيد من جريدة المستقبل/حزب الله مسؤول عن انكشاف لبنان الأمني وعن الفراغ على المستويات كافة

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/03/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1/

 

سلام انتظر "التفاهم النفطي" وبري "استنجد" بالأميركيين الرئاسة "عدس بترابو وكل شي بحسابو"

"ماراتون النفط" انطلق و"حزب الله" مرتاح إلى العلاقة بين بري وعون.

رضوان عقيل/النهار/4 تموز 2016

لم يكن الرئيس نبيه بري يتوقع عند استقباله الوزير جبران باسيل التوصل الى "تفاهم نفطي" الجمعة الفائت، وكسر هذا التطور المراوحة السياسية التي يعيشها لبنان، وتغلب عليها الأحداث الأمنية والخشية من تفجيرات اخرى بعد "غزوة القاع". ولم تلاقِ جهات سياسية عدة هذا التقارب بين الطرفين بارتياح على قاعدة ان استخراج النفط والغاز من البحر موضوع وطني يخص كل القوى السياسية، إلا أن بري لا يتوقف عند هذه الملاحظات من هنا وهناك ما دام على تنسيق مفتوح مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام.

وبعد لقاء عين التينة النفطي سارع النائب وليد جنبلاط الى التعليق على الافراج عن هذا الملف العالق منذ سنوات، بما مفاده ان أهم شيء عنده يبقى تطبيق الادارة المالية والقانونية والشفافية في هذا الحقل. وكرر في اتصال مع "النهار" موقفه الداعي الى الأخذ بملاحظات الخبير النفطي نقولا سركيس.

وكان التفاهم النفطي موضع مناقشة عند جنبلاط، بعدما فاتحه به احدهم في حضور نواب وشخصيات، مبدياً اشارة عدم اطمئنان حيال تفاهم الرئيس بري والوزير وباسيل على قاعدة انهما اختصراه بفريقيهما، فكان حاسماً وطالباً عدم التطرق الى هذا الملف، وقال:" لدي كل الثقة برئيس المجلس".

ويبدو بري مطمئناً إلى وضع لبنان على السكة الصحيحة لاستخراج النفط بعد تحمله طويلاً ما رافق هذا الملف من ضغوط اسرائيلية لمنع لبنان من حقه في الاستفادة من ثرواته النفطية والغازية في البحر والبر. وقال لـ"النهار" في معرض رده على ما رافق ملف النفط من تطورات: "لقد استنجدت بالأميركيين من أجل حفظ حق لبنان في ثروته هذه، ولجأت للمرة الأولى معهم إلى اتباع هذه الطريقة".

ويخلص الى القول ان اجتماعه مع باسيل في حضور الوزير علي حسن خليل "كان ايجابياً" إلى درجة انه طلب إليهما التصريح على الفور امام الاعلام وزف البشرى الى اللبنانيين. ولم يتطرق إلى سبب تغييب وزير الطاقة ارتيور نظريان عن الاجتماع - من دون ان ينتقص من دوره وموقعه - وقائلاً ان القرار النهائي يكون في الحكومة لإقرار المرسومين المتعلقين بالبلوكات ونموذج الاتفاق مع الملتزمين وطرح القضية من أوسع أبوابها.

ويضيف بري انه لن يتم تجاوز احد في هذا المجال، علماً أنه طالب الرئيس سلام اكثر من مرة ببت ملف النفط بدل التفرج كل هذه الاعوام على اسرائيل التي قطعت شوطاً كبيراً في هذا الحقل، وقال:"نحن نننتظر وهي تهدد بلوكات لبنان النفطية". وفي آخر لقاء جمعهما في عين التينة ردد سلام للمرة المئة ان ملف النفط لن يأخذ طريقه الصحيحة في مجلس الوزراء قبل حصول التوافق السياسي المطلوب، ودفع هذا الجواب بري الى المزيد من التنسيق مع باسيل لإتمام التفاهم معه، والعمل معاً على خط مجلس النواب، بدءاً من رئيس لجنة الطاقة النائب محمد قباني، المستنفر والمتحمس لكل ما يطلبه منه بري في هذا الشأن.

وانشغل كثيرون من المراقبين بالتقارب بين بري والنائب العماد ميشال عون، خصوصاً ان كلاما تردد في صالون الرابية قبل اكثر من شهرين على مسمع عون فحواه أن لا بد في نهاية المطاف من تطوير علاقته برئيس المجلس وتبديد الملاحظات الموضوعة بينهما على اكثر من ملف، ومن بينها التنقيب عن النفط واطلاق عجلات هذا الماراتون والاستفادة من موقف الادارة الاميركية التي لم تعد تضع العراقيل في طريق إفادة لبنان من هذه الثروة اذا أحسن المسؤولون اللبنانيون التوافق عليها.

وكان أول الغيث في عين التينة "الاستفادة من قطرات النفط" التي كانت محل ترحيب لدى مراقبين سبق أن قدموا مثل هذه النصائح في الرابية ودعوا إلى اتباعها. وخلّف التفاهم الأخير ارتياحاً عند "حزب الله" بعد كسر جليد العلاقة بين حليفيه، كما ولّد في الوقت نفسه انطباعات ايجابية في البيئة العونية. واذا قرر الرئيس بري القبول باسم الجنرال وحلوله في رئاسة الجمهورية فسيكون ذلك أول ثمار السلة الكاملة التي لا تلقى اعتراضا من اركان طاولة الحوار سوى من "تيار المستقبل"، وأيضاً حزب "القوات اللبنانية" الفريق غير المشارك في الحوار.ولم يشأ الرئيس بري إعطاء أبعاد أوسع من موضوع النفط للقائه وباسيل، أو توضيح وما اذا كان تفاهمهما سيتمدد الى نقاط عالقة وشائكة اخرى وأعقدها رئاسة الجمهورية. وقد اكتفي بالرد على سؤال لـ"النهار" عن هذا الموضوع مستعينا بالمثل القائل "العدس بترابو وكل شي بحسابو".

 

ماذا عن لقاء البطريرك الراعي والسيّد نصرالله؟ وهل صار عون على مسافة أمتار من الرئاسة؟

س. ن./النهار/4 تموز 2016

الشغور في رئاسة الجمهورية الذي بدأ قبل سنتين وشهر وأربعة أيام يقضّ مضاجع المسيحيين في لبنان. ذلك أن المنطقة تعيش منذ نحو سنوات حروباً شرسة متنوّعة بين دول اقليمية كبرى بواسطة شعوب دول أصغر، كما بواسطة طوائف ومذاهب وإتنيات. وتعيش أيضاً صراعات حادة بين جهات دولية عظمى في مقدمها أميركا وروسيا اللتين توحي كل منهما لوكلائها المحليين أو لأدواتها أنها تحميهم أو ستحميهم وتالياً ستمكنهم من النصر، واذا تعذّر فإنها ستقودهم نحو تسويات سياسية لحروبهم تنصفهم وتحافظ على حقوقهم. النتيجة الأولى للحروب المشار اليها كانت سقوط النظام الاقليمي الذي عاشت المنطقة ودولها في ظله منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918. أما النتيجة النهائية لها أو بالاحرى النتائج فلا تزال في عالم الغيب لأن أبطالها المباشرين فشلوا في تنفيذ مشروعاتهم المحلية على تناقضها حتى الآن على الأقل، ولأن أبطالها الإقليميين أي جماعة الحرب بواسطة الآخرين فشلوا بدورهم في تنفيذ مشروعاتهم الإقليمية، ولأن أبطالها الدوليين ليسوا مستعجلين على الحسم. فالدماء التي تُسفك وتسيل هي دماء شعوب وأمم متخلفة أي رخيصة، وهم لن يستعجلوا حقنها وإيجاد حلول للمشكلات الكبيرة التي أوصلت إليها قبل أن يتفقوا، وهم مختلفون الآن، على تأمين مصالحهم في المنطقة. إلّا طبعاً إذا طاولهم الحريق الذي يعيشه الشرق الأوسط أو بالأحرى إلا إذا تأكدوا أنّه سيؤذيهم وشعوبهم في الصميم. ولم يحصل ذلك حتى الآن على رغم تدفق الهاربين من الحروب الى دولهم، ورغم تنامي المشاعر الدينية المتطرفة (الاسلامية) التي تهددهم في عقر دارهم. علماً أن تنامي المشاعر القومية والدينية في بلدانهم رداً على المشاعر الاسلامية سيكون مؤذياً لهم بدوره. هذا الواقع المشروح أعلاه لم يمنع اللبنانيين من الاستمرار في السعي لانهاء الشغور بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الحياة وإن بطيئة جداً الى المؤسسات الدستورية وغير الدستورية المقفلة أو المعطلة أو غير المنتجة. لكنهم فشلوا في ذلك حتى الآن لأسباب عدة هم مسؤولون عنها أساساً لأنهم منقسمون شعوباً طائفية ودينية واتنية متناحرة، ولأن ولاءهم لوطنهم لا يزال مرتبة أدنى وبكثير من ولائهم الديني والمذهبي والعشائري. وفشلوا فيه أيضاً لأن انقسامهم جعلهم رهائن عاجزين عن استعادة حريتهم من الجهات الاقليمية المتطاحنة بواسطتهم هم الذين ظنّوا يوم تحالفوا معها لتشابه في الدين أو المذهب أو ربما القيم أنها ستحقق لهم أهدافهم. لكن ظنهم خاب. والمحزن أن كثيرين منهم لم يكتشفوا خيبة ظنهم حتى الآن، وأن بعضهم اكتشفها لكنه فقد حرية الخروج. هذا الواقع المرير لم يدفع اللبنانيين الى اليأس من الدوران في الحلقة المفرغة إياها أي من السعي مع الذين "يرهنونهم" كي يفكوا أسرهم أو على الأقل أسر رئاسة الدولة. كما لم يدفعهم وعي لم يصلوا إليه بعد الى الانتفاض على هؤلاء "الأبطال الاقليميين والدوليين"، والى العمل معاً لاستعادة وطن كيانه مهدّد وجغرافيته، ودولته صارت فاشلة ومصيره مرتبط، كما دائماً، بما يحصل خارجه. والخارج هو اليوم سوريا واستطراداً العراق واليمن والمملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية... فضلاً عن أميركا وروسيا.

إلا أن قرّاء الصحف اليومية ومتابعي الاعلام المسموع والمتلفز والالكتروني بدأوا يشعرون بالاحباط. فتارة يؤكد لهم الاعلام أنهم صاروا قاب قوسين أو أدنى من إنهاء الفراغ الرئاسي، وطوراً يؤكد لهم أن فجر نهايته لم يبزغ بعد. وتضررت أعصابهم جرّاء ذلك كما أصيبوا بمرض عدم تصديق أي خبر متفائل. ويبدو أنهم يعيشون اليوم محاولات سياسية – إعلامية لدفعهم الى التفاؤل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولاقناعهم بأنه سيكون زعيم "التيار الوطني الحر" الجنرال ميشال عون بعدما حاولوا قبل أشهر إقناعهم بأنه سيكون زعيم "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية.

لذلك رأيت من واجبي أن أحاول إطلاع اللبنانيين وفي مقدمهم "القرّاء" على المعلومات المتيسّرة كي لا يبقوا أسرى "يويو" التفاؤل والتشاؤم المسبّب لأزمات عصبية. علماً أنني لا أدّعي أنني امتلك الحقيقة الكاملة. لكن ما أعرفه وأريد أن يعرفه الناس كاف لدفعهم الى التبصّر، وإلى البحث عن الخلفيات كلما وجدوا أنفسهم أمام بروباغندا رئاسية أو سياسية جديدة.

انطلاقاً من ذلك أشير الى أنني سأنطلق من مرحلة ما بعد تعثر ترشيح فرنجية وتالياً انتخابه رئيساً للبلاد. فالمجال المتاح لا يتّسع لأكثر من ذلك. وفيها استمر الزعيم الزغرتاوي مرشحاً. واستمرّ "حزب الله"، الركن الأكثر وزناً في فريق 8 آذار على رغم التصدّع الذي أصابه وصنوه فريق 14 آذار، متمسكاً في ترشيح عون للرئاسة الأولى، علماً أن الاثنين حليفاه. واستمرت الاتصالات مع الجهات الدولية الفاعلة كي تحاول إقناع الجهات الاقليمية الناخبة لرئيس لبنان وهي اليوم السعودية وإيران بالتفاهم على إنهاء الفراغ الرئاسي. كانت فرنسا المبادرة من بينها لأسباب عدة بعضها عاطفي، على رغم ضآلة تأثير العواطف في سياسات الدولة الكبرى، فتحدثت مع طهران بواسطة موفد خاص لها. لكن جوابها كان: "الرئاسة في لبنان شأن لبناني. ونحن لا نتدخّل في الشؤون اللبنانية". وذكّر ذلك اللبنانيين بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. ثم قامت بمحاولة ثانية بعدما قرّرت أنها بنتيجتها ستوفد وزير خارجيتها الى لبنان. لكنه أرجأ زيارته الأمر الذي أوحى بفشل المحاولة الثانية. وبعد عيد الفطر الذي يُظنّ أنه سيكون غداً جزئياً أو كلياً سيأتي الوزير نفسه (أيرولت) الى بيروت. لكن الانطباع العام عند متابعي تحرّكه يشير الى جدّية مساعيه الايرانية ويدعو في الوقت نفسه الى عدم توقّع الأعاجيب. فالتغيّر السريع في موقف طهران ليس من شيم قادتها.

الى فرنسا قامت مندوبة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بمحاولات أيضاً في أثناء جولتها الأخيرة بين نيويورك وأوروبا، ولم تكن النتيجة التي توصلت إليها اكثر نجاحاً من مسعى باريس. إذاً أن ما سمعته من وزيري خارجية أميركا وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف لم يختلف عما سمعه أيرولت. ومفاده أن رئاسة لبنان يقررها اللبنانيون، وهذا ما سمعاه من نظيرهما الايراني محمد جواد ظريف.

أما في الداخل اللبناني فإن المواقف العلنية والرسمية "لتيار المستقبل" أظهرت تمسكاً بفرنجية ورفضاً لعون، وتمسكاً لـ"القوات اللبنانية" بعون ورفضاً لفرنجية. ولم تفلح مساع كثيرة بُذلت في تبديل ذلك.

أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي صار إنهاء الفراغ الرئاسي هماً مقيماً عنده وله، فإن المعلومات المتوافرة عند أكثر من جهة حزبية وسياسية لبنانية مسيحية وسنية وشيعية تشير الى أنه لا يحبّذ وصول عون الى رئاسة الجمهورية ذلك أنه في الاجتماع غير المعلن عنه الذي عقد بينه وبين الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله قبل أسابيع قليلة. (تحديداً قبل العشاء الواسع الذي استضاف فيه سفير السعودية في لبنان مجموعة كبيرة من زعامات لبنان وسياسييه)، والذي حضره مطران بيروت بولس مطر، والذي لم ينف رسمياً أحد حصوله في كنيسة مار يوسف في حارة حريك (ربما تلافياً لحرج التنقّل في سيارة ذات سواتر قماشية تمنع رؤية الطريق)، ذلك أن في الاجتماع المذكور تحدث "الزعيمان" بالهواجس العامة والقضايا الوجودية التي تتعلق بالمسلمين سنّة وشيعة وبالمسيحيين، وبدا أن في الامكان توصلهما ليس فوراً طبعاً الى تفاهم أو بالأحرى الى تفاهمات جدية ومفيدة. لكن عندما تناول البحث الشغور الرئاسي أبدى البطريرك الماروني عدم حماسةٍ لعون. إلا أنهما اتفقا على متابعة البحث في هذا الموضوع لاحقاً ثمّ التوصل إليه. لكن في الأيام القليلة التي أعقبت ذلك الاجتماع أدلى الراعي بمواقف في غير مصلحة المرشح الرئاسي عون حمّل فيها "حزب الله" مسؤولية تعطيل ملء الفراغ الرئاسي.

ما هو موقف "حزب الله" من "الرئاسة" وفراغها أو بالأحرى ما هو تقويمه للمعركة الرئاسية الناشبة؟

المعلومات والمعطيات الدقيقة المتوافرة، وهي قد لا تكون شاملة، تفيد أن "الحزب" يعتقد "أننا" (كلبنانيين) لا نزال مكاننا. فالمرشح سليمان فرنجية هدأ بعد "فورته" على عون في أعقاب تعثر انتخابه، وبقي على اقتناعه بأن لا أحد غيره سينهي الفراغ الرئاسي. والجهات الاقليمية والدولية التي أيدته لا تزال على موقفها، وكذلك "تيار المستقبل" والرئيس نبيه بري وغيرهما. وقد ساهم في ذلك زعيم التيار الرئيس سعد الحريري لكن في المرحلة الأخيرة "بدأ الفأر يلعب في عبّه" كما يُقال وخصوصاً بعد الكلام المؤيّد لرئاسة "الجنرال" الذي قاله الزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط على التلفزيون، وبعد صدور مقالات – تحليلات اعلامية ومعلوماتية بأقلام مؤيدين لعون في أكثر من وسيلة إعلامية. ودفعه ذلك الى التساؤل وإلى السؤال، وكان جواب "الحزب" أنه لا يزال على موقفه الذي يعرفه.

والمعطيات والمعلومات نفسها تفيد أن "حزب الله" يعتقد أن السعودية لا تزال على موقفها السلبي من عون، وأن الدولة الكبرى الوحيدة التي لا تمانع في ذلك هي فرنسا، وأن رئيسها لا يزال يسعى ولكن حتى الآن من دون نتيجة.

هل من معلومات ومعطيات تعطي صورة إيجابية لترشيح "الجنرال

المعلومة الأولى المشار إليها آنفاً هي تأييد فرنسا له.

والمعلومة الثانية هي ما قيل عن طلب جنبلاط في أثناء لقائه رئيس "حزب القوات" الدكتور سمير جعجع قبل أيام قليلة من الأخير إقناع الرئيس الحريري بتبني ترشيح عون، علماً أن جنبلاط ليس مقاطعاً الحريري وعلاقته به جيدة على رغم "الطلعات والنزلات"، فضلاً عن أنه لا يحتاج الى جعجع لاقناع "المستقبل" وخصوصاً بعدما ساءت قليلاً أو أكثر من "قليلاً" علاقة القوات به.

والمعلومة الثالثة هي الأهم. إذ تشير الى أن "التواصل الرئاسي" بين "الرابية" و"بيت الوسط" بدأ منذ مدة. فمدير مكتب رئيس الحكومة السابق نادر الحريري التقى وزير الخارجية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل مرات عدة، كان آخرها قبل أيام في باريس. وعلى رغم التكتم على هذا الموضوع فإن ما تسرّب لمصدر جيد الاطلاع جملة واحدة قالها باسيل لـ"الجنرال" هي: "أصبحنا على مسافة قصيرة جداً من الاتفاق وربما 20 متراً".

أما المملكة العربية السعودية فإن بعض العارفين يقولون إن الحريري سعى الى جس نبض ولي ولي العهد فيها محمد بن سلمان حول ترشيح عون بواسطة صديقه وزير الخارجية عادل الجبير. فكان الجواب: "سوف نرى".

إلا أن آخرين أكثر معرفة بالمملكة نفوا ذلك.

في النهاية هل يُنتخب رئيس أو يستمر الفراغ؟

الانتظار هو الأفضل لمعرفة الجواب، وكذلك لمعرفة موقف "حزب الله". فهو رشّح عون رسمياً وسواء كان مرشحه الرسمي أو الفعلي كما يظن البعض فإنه لن يستطيع التخلي عنه إذا ضمن فعلياً تأييد "المستقبل" و"القوات" له. وعندها يمكن الحصول على موافقة الرئيس برّي و"الزعيم" جنبلاط، وينزل الجميع الى مجلس النواب ويتم إنهاء الفراغ الرئاسي. علماً أن "الحزب" وحتى برّي يفضّلان اتفاقاً على مشروع قانون انتخاب موقّعاً من هيئة "الحوار الوطني"، ثم انتخاب رئيس يُتّفق عليه، فإجراء انتخابات نيابية. أما الحكومة فتكون الخطوة الأخيرة إذا كان ذلك ممكناً دستوراً وقانوناً.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/7/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ملفا الأمن والنفط استأثرا بالاهتمام، لأن لبنان في عين المواجهة مع الارهاب التكفيري الذي ضرب بالأمس القاع، والمسؤولية الوطنية تقتضي الالتفاف حول الجيش اللبناني، ودعمه كي يمارس دوره الحقيقي الذي يمارسه فعلا على امتداد حدود الوطن.

أما في ملف النفط، فتؤكد مصادر رئيس مجلس النواب، انه يستعجل صدور المراسيم التطبيقية لقانون النفط، خلال أسبوعين، حماية للمصلحة الوطنية العليا في مواجهة القرصنة الاسرائيلية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تدخل البلاد عمليا في عطلة العيد، بانتظار ما ستحمله التطورات الداخلية في الأسبوع الذي يليه. أول الاستحقاقات سيكون ملف النفط والغاز الذي يستعد لورشة وطنية، من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب، ولا عذر شرعيا لأي متخلف عن تلك الورشة.

وزير الطاقة بارك خطوة عين التينة، بعدما حاولت قوى سياسية التصويب على الاتفاق، فيما تقتضي المصلحة الوطنية ان تساهم كل القوى السياسية بتسريع إقرار المراسيم، والانتهاء من ورشة التراخيص، والمباشرة في الاستكشاف والانتاج.

الفائدة لا تقتصر على فريق ولا فريقين، بل تشكل عائدات للخزينة، وللبنانيين الذين يتدرجون نزولا تحت عبء الظروف الاقتصادية الصعبة.

في المؤشرات السياسية، شكلت مشاركة الرئيس سعد الحريري في حفل الافطار الملكي السعودي، رسالة للذين صوبوا على رئيس تيار "المستقبل"، فبدت مكانة الحريري محفوظة في المملكة، رغم كل التهجم الاعلامي والسياسي اللبناني الذي تعرض له قبل وبعد الانتخابات البلدية.

إقليميا، مراوحة ميدانية بين تقدم عسكري هنا وتكتيك هناك، من العراق إلى سوريا. لكن الضغوط تزداد على "داعش" الذي وسع من دائرة استهدافاته. ارهاب "داعش" ازداد، بما يدل على تخبط التنظيم، فارتكب مجزرة الكرادة في بغداد، انتقاما من العراقيين الموحدين على محاربته، كما بدا في الفلوجة. تلك الهجمات الارهابية، لن تزيد العراقيين إلا تمسكا بوحدتهم، كما الحال مع اللبنانيين والمصريين والسوريين وغيرهم.

في دمشق، حكومة جديدة حافظت على معظم الوجوه السياسية والسيادية، واستبدلت حقائب أخرى فاستعانت بأهل الخبرة والاختصاص، كما الحال مع وزير الاعلام الجديد محمد رامز ترجمان، ابن الكار الذي انتقل من ادارة الاذاعة والتلفزيون لادارة وزارة الاعلام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا حدود لاجرام الارهاب ولا رادع له إلا القوة، هكذا أثبتت الجبهات والميادين. ارهابيون امتهنوا لغة القتل والتفجير، تحجرت قلوبهم وعقولهم، فحطموا كل منطق الانسانية باستهداف الأبرياء اليوم في سوق الكرادة وسط بغداد.

جريمة مروعة صهرت اللحم بالحديد على أبواب عيد الفطر السعيد، وتصدرت بأرقام شهدائها وجرحاها قائمة أبشع جرائم الارهاب المرتكبة في الفترة الاخيرة.

اليوم، تؤكد مجزرة الكرادة جنون "داعش" جراء هزيمته النكراء في الفلوجة. هو فقد رصيده في الميدان، فأخذ ينتقم في الأماكن المدنية متسللا تحت جنح الظلام، كما فعل ارهابيوه قبل أيام في بلدة القاع اللبنانية. تلك البلدة الحدودية التي لاقى أهلها عملية المقاومة في الجرود وقتل مسؤول "داعش" هناك، بترحيب وارتياح كبيرين يوازيان وعد الأمين العام ل"حزب الله" بحماية أهالي هذه المنطقة بأشفار العيون.

في السياسة اللبنانية، ملف النفط لا يزال طافيا على الوجه، وسط محاولة البعض حجز مقعد على قطار الحلحلة الذي انطلق من عين التينة، بعد الاتفاق بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تدخل البلاد عطلة عيد الفطر، مثقلة بالهموم الأمنية والاقتصادية البيئية والصحية وبالخوف على المستقبل، ولا ننسى المشاريع التي يشتم منها الرغبة في تغييرات بنيوية في اتفاق الطائف، من شأنها نسفه من دون الاتيان ببديل صالح منه. وفيما يراهن اللبنانيون على وعي المسؤولين أهمية احترام الاستحقاقات الدستورية فيسارعون إلى اجرائها، يبدو ان بدايات الحلحلة ربما ستأتيهم من توافقات على سلال اقتصادية تفوح منها رائحة النفط.

في السياق، يشهد خط 14 آذار لملمة لصفوفه يضطلع بها الرئيس سعد الحريري والدكتور جعجع. وبحسب مراقبين تحتاج هذه الحركة، التي تحظى بتشجيع سعودي، إلى توافقات عميقة بين مكونات 14 آذار الرئيسة، بحيث تتحول إلى مبادرة جديدة لاختراق جدار الأزمة الرئاسية.

توازيا، الأجهزة الأمنية التي تنجح في صد الارهاب بالانتحار والتفجير، تعجز عن ردع الارهاب برصاص الابتهاج، حيث سجل سقوط عدد من الضحايا في اليومين الأخيرين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إنه هدوء ما قبل الفطر في لبنان. أما بعد الهدوء، فإما "نسيم تفاهم عليل"، أو "عواصف صدام سياسي هوجاء". الأرجحية، وفق ما يستشف من حركة المشاورات الداخلية، لاتصال وتواصل يصلان ثلاثية الفطر السعيد في تموز، بثلاثية الحوار الحزين في آب، لفشل جلساته السابقة في ولوج باب الحل أو اجتراح أي مدخل لتسوية لبنانية- لبنانية جديدة، تبطل التمديدين، وتملأ الشغور بالشخص المناسب، وتعيد عجلة المؤسسات إلى دورانها الطبيعي، لمواجهة تراكم في الأزمات، ذروته النزوح السوري.

وفي مرحلة الهدوء، لا جديد يذكر على المستوى السياسي، باستثناء الإعلان عن لقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز برئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، على هامش إفطار أقامه لعدد كبير من الشخصيات من حول العالم الإسلامي.

وفي غضون ذلك، انشغل اللبنانيون بخبر وفاة الطفل محمد زين الدين، الذي قيل ليلا إنه سقط بالرصاص الطائش جراء الاحتفال بالنجاح في الامتحانات الرسمية، قبل أن يتبين صباحا أن الخبر غير دقيق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ضربت "داعش" مجددا، فأدمت عيد العراقيين وأحرقت، مع سوق الكرادة وشهدائه كل الفرح والآمال. أكثر من 167 شهيدا سقطوا مع ساعات الفجر الأولى، ليستفيق العالم على مجموعة استنكارات ووعيد لدحر الارهابيين، فيما أصحاب الوجع استقبلوا رئيس حكومتهم بالحجارة والأحذية. فالعراقيون الغارقون في الدماء يعرفون والعالم معهم، ان دحر الارهاب لا يحقق بالقوة وحسب، بل بتسويات دولية وإقليمية تشكل مداميك فعلية لانهاء "داعش".

وإلى حينه، ينتظر لبنان العيد لما قد يحمله من بشائر تسويات دولية وإقلمية، بدأت بلقاءات باريسية علها تترجم محليا، وتفتح ثغرة في الملف الرئاسي تعيد الحياة إلى الدولة المشلولة، وتشكل حزام أمان يحمي اللبنانيين من الارهاب المتنقل، ويحمي الطبقة السياسية من ملاحقتها بالحجارة والأحذية، كما فعل أبناء الكرادة الذين أصابهم الحقد الأعمى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

أسبوع ترحيل للأزمات وبامتياز. هكذا يبدو مشهد الأسبوع الطالع، في ظل الملفات العالقة، على المستويات السياسية والإقتصادية التي تلف البلاد، بدءا بالشغور الرئاسي وتعطيل البرلمان والعقبات أمام مشروع قانون الإنتخاب، وصولا إلى ملف استخراج النفط الذي ينتظر الحكومة، التي دخلت في إجازة تمتد على مدى أسبوع، بالتزامن مع عطلة عيد الفطر.

أمنيا، ألسنة الحريق السوري لا تزال ترتفع مع إستمرار معارك الكر والفر، فيما المعلومات تحدثت عن خوض المعارضة السورية اشتباكات ضارية للسيطرة على طريق الكاستيلو الحيوي في شمال حلب. غير ان بركان النار الأعنف حط رحاله اليوم في العاصمة العراقية بغداد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا يأخذ الإرهاب إجازة. أعماله لا تعترف بالأعياد ولا تستثني شهر الصوم. وهو عابر للدول من أوروبا إلى أفريقيا. فيعود أدراجه نحو العراق. مع إقامة دائمة في سوريا، بعد أن يدمي قلوبا في لبنان.

وعلى توقيت إحياء ليالي القدر، ضرب تنظيم "داعش" حي الكرادة وسط بغداد، موقعا المئات من الضحايا. وقد اعتبر رئيس الحكومة حيدر العبادي، ان الارهابيين يقومون بعمليات تفجير تنم عن يأس بعد سحق. كلام ينطوي على دقة في ظل تقاطع المعلومات عن ألفي إنتحاري يراد التخلص منهم، ولا حل لهم سوى بحشوهم ورميهم في النار، وفي أي وقت ومكان.

سياسة الانتحار المنظم أو العشوائي، متوقع لها ان تتزايد كلما ضاق الخناق على التنظيم الارهابي بفروعه المتعددة. لكن تداعياته على المستوى اللبناني غير كارثية. لا بل توقع وزير السياحة ميشال فرعون ل"الجديد"، عمرانا سياحيا وحجوزات فنادق وقدوم سياح.

لا بالغ تأثير على السياحة جراء العمليات الانتحارية. لكن الضرر واقع من خلال التصريحات والطروحات الانتحارية للسياسيين. ترشيح ثم تبديل، فترشيح آخر. إنتخابات رئاسية أولا، إنتخابات نيابية، سلة "مفخوتة"، قوانين على غاربها، خلوة آب، دوحة لبنانية، مواعيد تشرين، لنصل في النهاية إلى "تشرين التالت"، وتتم المفاضلة بين خيارين مرهما مر: التمديد الثالث أو الانتخاب وفق الستين الذي ينتج "الشبيبة" أنفسهم. وبأفضل تقدير، إذا ما فشلت هذه المفاضلة. سوف نذهب إلى فراغ لا يبقي كرسيا، إنما طاولة حوار تستبيح المؤسسات الدستورية وتأخذ محلها.

آخر المساعي السياسية، ارتمت في أحضان ليالي رمضان، من سحور إلى خلوات، إلى موائد افطار للمحسنين فتحت باب السعودية للرئيس سعد الحريري، وعانق زعيم "المستقبل" الملك سلمان على هامش المائدة المفتوحة للجميع.

طعام الرياض لا رئاسة ولا نيابة فيه. لكن "النعمة" كانت في منزل "طعمة"، وفي لقاء جنبلاط- جعجع على مائدة شاملة. وأكد النائب جورج عدوان ل"الجديد" أن الكرة في موضوع تسمية الجنرال ميشال عون رئيسا، أصبحت الآن لدى تيار "المستقبل".

 

بالتفاصيل: كيف "اصطاد" حزب الله مسؤول عمليات داعش في الجرود؟!

الجديد/03 تموز/16/أعلن "الاعلام الحربي لحزب الله" أمس عن مقتل مسؤول العمليات العسكرية لمنطقة جرود القاع في "داعش" ويدعى "ابو خطاب" مع مرافقيه في عملية نوعية ودقيقة نفذتها وحدات الحزب. وأوضح حساب "الإعلام الحربي" في تغريدة عبر حسابه الخاص على تويتر ان عناصر الحزب استهدفت بصاروخ موجه ومن مسافة قريبة مركزا قياديا في الزويتينه بجرود القاع - رأس بعلبك بالبقاع الشمالي، كان يتواجد فيه ابو خطاب ومرافقيه. ونشر "الاعلام الحربي" فيديو يوضح كيف تم استهداف المركز الذي كان يتواجد فيه ابو خطاب ومرافقيه.وفي التفاصيل، بحسب موقع "العهد"، أن مجموعة من مقاتلي حزب الله وبعد عملية رصد ومتابعة دقيقة للقيادي في التنظيم، تمكنت من التوغل إلى داخل منطقة قطاع ميرا ـ فيخا التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" والممتدة من جرود القاع راس بعلبك شرقا الى وادي مرطبية من فيخا غربا ـ والاقتراب من مركز القيادة العسكرية، وبعد التأكد من تواجد الارهابي ابو خطاب في المركز تم استهداف المركز بصاروخ موجه من مسافة قريبة، ثم اُتبع بصاروخ آخر لمقر ثان قريب في المنطقة نفسها. ويعد ابو خطاب من أبرز القادة الميدانيين لتنظيم "داعش"، فهو يتولى مسؤولية العمليات في منطقة ميرا ـ فيخا، والمسؤول المباشر عن مجموعة من الانغماسين والانتحاريين في منطقة ميرا ـ مرطبية، كما شارك الارهابي ابو خطاب في العديد من الهجمات ضد الجيش السوري في القصير وجوسية والقلمون الشرقي، وفي سلسلة الهجمات على مواقع الجيش اللبناني في جرود راس بعلبك ـ القاع ـ عرسال، خصوصا المعركة التي جرت في بلدة عرسال وتم فيها خطف وقتل العسكريين.

 

بالاسماء - 4 اصابات بالرصاص الطائش أمس

الجديد/03 تموز/16/اشارت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى أن "التحقيقات الاولية اظهرت اصابت كل من (هـ.ع) في المنيه،(ا.ا) في طريق الجديدة، (ر.غ.) في نهر البارد و(هـ.ش) في رياق بطلق ناري طائش ليل امس". واوضحت قوى الامن عبر تغريدة على "تويتر" ان "هناء.ع ادخلت الى مستشفى الخير في المنية، وهناء.ش الى مستشفى رياق، أما اسامة.ا فأدخل الى مستشفى المقاصد  في طريق الجديدة وادخل رفيق.غ الى مستشفى الهلال في نهر البارد. وأشارت قوى الامن الى انها تلقت معلومات عن بعض مطلقي النار في الهواء والعمل جارٍ على توقيفهم.

 

عقيلة يعقوب من المستشفى إلى الاعتصام: الافراج لحسن او الشهادة

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب من مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، بموجب بيان حمل الرقم ستون والذي كتب على لوح امام المارة وفيه: "عادت عقيلة الشيخ محمد يعقوب الشيخة امتثال حيدر إلى مكان اعتصامها بعد دخولها إلى المستشفى لمدة 4 أيام إثر تعرضها لحادث في مكان اعتصامها مما أدى إلى نقلها على الفور من قبل الصليب الاحمر، مؤكدة استمرار اعتصامها المفتوح حتى خروج ابنها البكر النائب السابق حسن يعقوب من سجنه أو الشهادة". وقالت: "أنني اعلم أنهم لا يبالون وان اعتصامي لا يقدم ولا يؤخر ولا يعنيهم ولا مانع لديهم بأن عقيلة رمز من رموز المقاومة والوطن وعباءة شيعية تعتصم على الطرقات منذ شهرين وفي شهر الرحمة لان الدنيا حليت في أعينهم وراقهم منافعها ومصالحها لكنني أريد أن يعلم العالم مدى الطغيان وابراز الظلم والجور في مجتمعنا ودنيانا".

 

ريفي: ما جرى في القاع من نتائج تدخل "حزب الله" في سورية

الجيش اللبناني يواصل ملاحقة الخلايا النائمة للتكفيريين ودعوات لمراقبة وتنظيم مخيمات النازحين

بيروت – “السياسة”03 تموز/16/مع تراجع موجة الشائعات الأمنية التي أقلقت اللبنانيين في الأيام الماضية استمرت قوى الجيش والأجهزة الأمنية في ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة من خلال المداهمات في الكثير من المناطق اللبنانية، وما أسفرت عنه من توقيف عشرات السوريين الذين يتجولون من دون أوراق ثبوتية أو الذين تدور بشأنهم شبهات في أعمال ارهابية بالتوازي مع تنفيذ الجيش خطة انتشار عسكري جديد في المناطق الشرقية المحاذية للحدود السورية والقريبة من بلدة القاع والقرى المجاورة وسط ارتفاع وتيرة الدعوات التي تطالب الجيش والقوى الامنية بتأمين الحماية لاهالي هذه القرى والتصدي لاي محاولة تسلل جديدة قد يقوم بها الارهابيون، سيما أنه لا تزال هناك مخاوف لدى سكان البلدات الحدودية في تكرار ما حصل في القاع. وأكد وزير العدل المستقيل أشرف ريفي أن الإرهاب التكفيري لا يختلف عن الإرهاب الإيراني نهائياً، معتبراً أن التفجيرات التي ضربت بلدة القاع هي إحدى نتائج تدخل “حزب الله” في سورية. وقال إنه “لا توجد لديه مخاوف من انفجار كبير في لبنان ولكن بجانبنا بركان وهذا البركان يقذف حممه، ولابد ان يصيبنا جزء منها”، في وقت شدد منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد على أن حادثة القاع شكلت جرس إنذار أنه ليس هناك من طوائف لبنانية تحميها تحالفات بمنأى عن الإرهاب، محملاً “حزب الله” مسؤولية انكشاف لبنان أمنياً. وفيما تكثر الدعوات لتنظيم ومراقبة التواجد السوري في مخيمات النازحين، لفت محافظ بعلبك والهرمل بشير خضر إلى ضرورة إجراء تنظيم إداري للنازحين السوريين في لبنان، مشيراً إلى أن أهالي القاع حملوا السلاح للدفاع عن بلدتهم وابنائهم، ومؤكداً أن منع تجول النازحين خلال الليل مستمر. وفي هذا الاطار اعتبر رئيس بلدية القاع بشير مطر أن الوجود السوري في مشاريع القاع وتفلت خيم النازحين يشكل منبتاً للعمليات التكفيرية والإرهابية. في المقابل، وفي الوقت الذي يواصل “حزب الله” استنفار وحداته العسكرية على الحدود الشرقية، أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق إلى أن الخطر التكفيري لـ”داعش” و”النصرة” في جرود عرسال ورأس بعلبك جدي وشامل ومستمر ولا يحتمل أي تجاهل أو تهاون. وقال إن لبنان استطاع أن ينجز من خلال التعاون بين الجيش اللبناني والمقاومة ما عجزت عنه التحالفات الدولية الكبرى ضد الإرهاب. إلى ذلك، وفيما دخلت البلاد في عطلة عيد الفطر التي ينتظر أن تمتد حتى أواخر الأسبوع، أبلغت مصادر وزارية بارزة “السياسة” أن مجلس الوزراء سيضع يده على ملف النفط والغاز لاتخاذ الإجراءات اللازمة للاستفادة من هذه الثروة بعد التوافق الذي حصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و”التيار الوطني الحر” على أن يصار إلى طرح هذا الملف على طاولة المجلس في وقت قريب بالنظر إلى أهمية وحيوية هذا الموضوع الذي لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل، حيث شدد في هذا الخصوص النائب جان اوغاسبيان على ضرورة أن يكون للهيئة الناظمة دور أساسي في شرح تفاصيل عملية استخراج النفط.على صعيد آخر، كشفت معلومات لـ”السياسة” أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لم يطلب من رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري في لقائهما الأخير تأييد النائب ميشال عون رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” لرئاسة الجمهورية باعتبار أن جعجع يعرف تماماً أن الحريري يدعم ترشيح رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ولن يتخلى عنه، وبالتالي فإنه لن يسير بخيار عون رئاسياً في الوقت الحاضر، حيث أكدت المعلومات ان الحريري وجعجع مازالا متمسكين بمرشحيهما فرنجيه وعون، وبالتالي فإن اي تغيير في المواقف لم يحصل فيما كان توافق على تنظيم الخلاف اذا صح التعبير والابقاء على تماسك “14 آذار” ولو بالحد الأدنى لمواجهة التطورات التي تفرض نفسها على الساحة الداخلية، حيث تم التوافق على عقد لقاءات أخرى في المرحلة المقبلة المواكبة هذه التطورات. وعلم كذلك أن البند الأساسي في لقاء جعجع برئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط كان ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي وايجاد توافق حول قانون الانتخابات النيابية.وأكد النائب أنطوان زهرا أن “حزب الله” لازال الأقوى، لكنه بدأ بالتآكل لأن الناس بدأت تطرح تساؤلات، مشيراً إلى أن فكرة الأمن الذاتي مرفوضة بالمطلق. وقال ان أهالي القاع أظهروا إرادة في رفض الهروب وبالتالي لا يجب تظهير الصورة وكأنه استعمال للسلاح

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قاطيشا: إيران تمارس الإرهاب والإجرام عبر “الحشد” و”حزب الله”

راوية حشمي/عكاظ/ الأحد 03 تموز 2016 /طالب مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد في الجيش اللبناني وهبي قاطيشا بأن تشمل الحرب على الإرهاب ميليشيا “الحشد الشعبي” وكل الميليشيات الطائفية المدعومة من قبل إيران، مؤكدا أن الفشل مصير هذه الميليشيات. وأكد قاطيشا في حديث إلى صحيفة “عكاظ” السعودية، إن إيران أثبتت عبر ميليشياتها في الدول العربية، بدءاً من “الحشد الشعبي” ووصولاً إلى “حزب الله” أنها دولة إرهاب وإجرام. لافتا إلى تورط ميليشياتها في ارتكاب الموبقات وجرائم حرب ضد الإنسانية. وحول الهدف من إنشاء هذه الميليشيات، قال إن “الحشد الشعبي” كما الحوثيين و”حزب الله” وميليشيات “أبو فضل العباس”، كلها ميليشيات رديفة للجيوش سواء في العراق أو اليمن ولبنان وسوريا، وأنشأتها إيران أولاً لتأمين وجودها على أراضي هذه الدول بصورة مباشرة تحت ذريعة مساعدة هذه الدول على محاربة الإرهاب، وثانياً لضرب هيبة الدولة ومؤسساتها تمهيداً لبسط كامل سيطرتها عسكريا وسياسيا. وعن إمكانية تفكيك هذه الميليشيات، رأى قاطيشا أن إيران نجحت إلى حد ما في التمدد على في بعض الأراضي العربية عبر السيناريو الذي بات مكشوفاً. ولذلك فإن تفكيك هذه الميليشيات سيكون الخطوة الأولى باتجاه تجفيف الإرهاب لأنهما وجهان لعملة واحدة من حيث الهدف والمنشأ.

 

اوغاسبيان: الرئاسة مرتبطة بإيران وملف النفط لا يؤثر فيها

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب جان اوغاسبيان، أن "جميع الملفات متصلة ببعضها، لكن ملف الرئاسة هو مسألة غير لبنانية وليست موجودة في لبنان، ومن يعتبر ان الخيارات الداخلية هي التي تمنع انتخاب الرئيس يكون كمن يبسط الامور كثيرا".

وقال في حديث الى تلفزيون "المستقبل": "اذا حصل لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و(رئيس تكتل التغيير والإصلاح) النائب ميشال عون، فهذا يعتبر امر جيد، وقد يكون له الكثير من الايجابيات، ويمكن ان يفرج عن بعض الملفات العالقة، لكن موضوع النفط ليس له اي تاثير لا من قريب أو بعيد، ولا يغير في مواقف ومواقع قوى بالنسبة الى مسالة رئاسة الجمهورية، التي باتت مسألة اقليمية مرتبطة بالجانب الايراني". وأضاف: "كل الامور العالقة والعراقيل التي تحصل من بعض الافرقاء السياسيين في البلد، هي نتيجة عدم انتظام بعمل المؤسسات الدستورية، واعتبار الدستور وجهة نظر وكل واحد يسن القوانين على ذوقه، وكل فريق سياسي له اجتهاداته الدستورية في ظل هذا الغياب. وبالتالي، اتمنى ان يحصل التفاهم اليوم على مستوى مجلس الوزراء او اقرار المرسومين الذين لهما علاقة بملف النفط، ولكن في الوقت عينه ايضا هناك ضرورة من اجل ان يكون للهيئة الناظمة لقطاع النفط الدور في هذا المجال، وان تطرح على الطاولة، وتقول للناس ما اذا كان الوقت مناسبا للبدء بمسالة التلزيمات ام لا". وتابع: "هناك تساؤلات كبيرة عن السبب الذي يمنع الحكومات السابقة من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الى حكومة الرئيس تمام سلام من البحث ومناقشة واقرار المرسومين، وهما الاساس باطلاق وتحديد مسألة البلوكات العشرة، وهل هناك من نية لتلزيمها جميعها في الوقت عينه ام لا؟". ولفت الى أن "مسألة النفط تبحث في المؤسسسات ذات الصلة، واليوم المرسومين يفترض ان يصدران عن الحكومة، وبالتالي، من المفروض ان يتم مناقشة هذا الموضوع داخل مجلس الوزراء وطرحه من قبل الوزير المعني".

وأردف: "واذ بنا نرى ان هناك اتفاقا حصل في غير مكان، وهذا لا يمنع من وجود تشاور بين القوى السياسية، وهو امر طبيعي وضروري"، مشيرا إلى أن "الاتفاق الذي حصل بين الرئيس بري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وقدم للناس، كما وان المسألة حلت والامور تاخذ طريقها الى اقرار المرسومين، وفي ما بعد الى البدء بمسألة التلزيمات".

 

 فرعون: اللبنانيون قاوموا السلاح الفلسطيني وسلطة الوصاية السورية والاعتداءات الاسرائيلية وما زالوا يعطون الدروس في البطولة

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - إعتبر وزير السياحة ميشال فرعون، أننا "نشعر اليوم بحمل ثقيل بعد سلسلة من المحطات، والكلفة الكبيرة التي دفعناها منذ السبعينات مرورا بالثمانينات والتسعينات حتى يومنا، وتمسكنا بقيمنا تحت عنوان التحدي والأمل والايمان". وقال في تصريح: "اللبنانيون تحملوا كثيرا وما زالوا يعطون الدروس في البطولة والشجاعة، فهم من قاوم ودافع عن ثقافة الحياة بعد توجيه السلاح الفلسطيني الى الداخل العام 1975، وهم من تمسك بالحرية والديموقراطية مقابل ظلم سلطة الوصاية السورية في الثمانينات، وهم من دافع عن السيادة مقابل عنف العنصرية والاعتداءات الاسرائيلية في التسعينات، وهم من رفضوا الاخضاع للارهاب المبرمج ضد ثورة الارز، واليوم ظهر ارهاب التكفير العدو لثقافة الحياة". وأكد فرعون ان الاعتداء الذي تعرضت له بلدة القاع يؤكد "مرة جديدة أن هذا الحمل ما زال ثقيلا، وانه على الجيش اللبناني الدفاع عن سيادة الارض وعن القيم التي نؤمن بها والتي أصبحت معزولة في هذا الشرق، وعلى المجتمع المدني الدفاع عن سيادة الحضارة والتراث والديموقراطية في حركته الاستثنائية". وختم بالقول: "ان التحدي الجديد سنواجهه سوية، مثلما واجه أهل القاع الارهاب والتكفير والتصدي لهما".

 

نديم الجميل من ولاية نيفادا الاميركية: سيبقى لبنان حاملا لقيم الديموقراطية والحرية والعدالة

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - نيفادا - أعلن النائب نديم الجميل من هندرسون - نيفادا "أن الوطن الذي نريده هو حامل القيم الديموقراطية والحرية والعدالة والأمن للجميع". وكان الجميل لبى دعوة القسم الكتائبي في مدينة هندرسون، فزار كنيسة مار شربل حيث أقيم قداس احتفالي بالمناسبة ألقى خلالها كاهن رعية مار شربل الأب نديم أبو زيد عظة رحب فيها بالنائب الجميل وشدد على "دور الكنيسة في صمود اللبنانيين في أرضهم". وفي نهاية القداس، أهدى الأب ابو زيد للجميل صورة مار شربل. ثم انتقل المصلون الى صالون الكنيسة التي غصت بالكتائبيين والقواتيين وأبناء الجالية اللبنانية، حيث ألقى الجميل كلمة شدد فيها على "تمسك اللبنانيين بأرضهم رغم كل المخاطر والأطماع التي تحيط بهم. فاللبنانيون الذين مروا عبر التاريخ بتجارب خطيرة، صمدوا لأن إيمانهم بربهم وبوطنهم أقوى من كل التحديات". وقال: "علينا أن نكون دائما جاهزين ومستعدين لتقديم مزيد من الجهد والعرق والتعب لكي نحافظ على الوطن الذي سلمه لنا الآباء، فهو أمانة في أعناقنا". وأكد أن "لا خوف من كل تلك الجحافل التي تتربص بنا شرا، من داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية بسبب وعي اللبنانيين وجهوزية الجيش اللبناني. وسنحافظ على لبنان ال 10452 كلم مربع مساحة حرية وكرامة لجميع اللبنانيين، وطن يحمل قيم و مبادىء الديموقراطية والحرية والأمن والمساواة والعدالة". ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة على شرف الجميل حيث قطع والأب أبوزيد ورئيس القسم قالب حلوى رسم عليه شعار الكتائب وشرب الجميع نخب الكتائب ولبنان.

 

قاووق: خطر داعش والنصرة في جرود عرسال وراس بعلبك جدي وحقيقي وشامل ومستمر ولا يحتمل اي تهاون او تجهيل

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن الخطر التكفيري لداعش والنصرة في جرود عرسال ورأس بعلبك جدي وحقيقي وشامل ومستمر، ولا يحتمل أي تهاون أو تجاهل أو تجهيل كما يفعل البعض في لبنان، حيث أنهم يصرون على تجهيل العصابات التكفيرية وخطرها، وبالتالي بات هؤلاء عبئا على مصالح البلاد والعباد، وهم بذلك إنما يرتكبون خطيئة وطنية كبرى، وفي المقابل، فإن حزب الله قد دخل في هذه الحرب الاستباقية لإدراكه خطورة تهديدات هذه العصابات الإرهابية". وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة كفركلا الجنوبية، رأى قاووق "أن لبنان استطاع أن ينجز من خلال التعاون ما بين الجيش اللبناني والمقاومة ما عجزت عنه التحالفات الدولية الكبرى ضد الإرهاب التكفيري في سوريا والعراق أو في أي مكان من العالم"، واصفا هذا التعاون ب "الثروة والكنز الاستراتيجي الذي وفر للبنان منعة أمام أي خطر سواء اكان تكفيريا أو إسرائيليا، ونحن سنكمل هذا التعاون، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا، وسنفعل ما يجب أن نفعله حماية لأهلنا ووطننا، وأما الذين يريدون أن يبقوا خارج معركة الوطن، فإنهم سيخسرون شرفا ووطنية".

 

هل يستطيع الجيش اللبناني حماية الحدود من إرهاب داعش؟

خاص جنوبية 3 يوليو، 2016/بعد عودة الحديث عن الأمن الذاتي الذي عاد بقوة بعد تفجيرات بلدة القاع، وما صحبه من محاولة تهميش دور الجيش اللبناني وقدراته، عاد السؤال الأهم إلى العلن من جديد هل الجيش قادر على حماية الحدود والتصدي للإرهابيين الذين يهددون أمن اللبنانيين؟ بعد سلسلة الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها بلدة القاع الحدوية مؤخرًا، عاد الحديث عن الأمن الذاتي، إضافة إلى بروز ظاهرة انتشار السلاح بين ايدي المدنيين في البلدة الذين قرروا امتشاق أسلحتهم والنزول الى الشارع لحماية انفسهم. ردّة فعل أهل القاع بعد التفجيرات الارهابية وحملهم السلاح، لاقت ردود فعل تراوحت بين السلبية والايجابية على الصعيدين الرسمي والشعبي. فبين رفض مظاهر التسلّح و الرأي الذي قام بتأييد خطوة الدفاع عن الأرض ضدّ الارهاب، عاد السؤال الأهم إلى العلن من جديد. هل الجيش قادر على حماية الحدود والتصدي للإرهابيين القادمين من الاراضي السورية الذي يهددون أمن اللبنانيين؟ رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة عميد الركن السابق الدكتور هشام جابر أكّد لـ«جنوبية» أنّ «الجيش استطاع حماية كل المواقع التي تمركز عليها منذ سنتين في القرى الحدودية مع سورية، على الرغم من قدراته المحدودة. ولكن الثغرات الجغرافية ان كان ثبت تسلل الارهابيين منها الى القاع يقع فيها أي جيش في العالم وأي منطقة في العالم،لذلك فان الجيش يستطيع ان يحمي مواقعه والمناطق الحدودية من هجمات داعش وغيرها». تابع جابر «استطاع الجيش اللبناني الذي سقط منه شهداء أثناء تصدّيه أكثر من مرة لهجومات داعش وجبهة النصرة تدمير قواعدهم ومراكزهم في المناطق الحدودية المقابلة لبلدة رأس بعلبك، وأن يخوض حربا استباقية ووقائية ضدّ الارهابيين المتمركزين على الحدود». وختم جابر «ولكن بعديد وعداد الجيش فهو بالتأكيد لا يستطيع حماية كافة الحدود مع سوريا، لذلك يحتاج الجيش الى تجهيز وتسليح ولكن بسبب هدر الأموال ووقف الهبة السعودية ورفض الهبة الايرانية وعرقلة الهبة الروسية بقي الجيش الضحية الوحيدة ولم يسلح». إذًا ما يحتاجه الجيش اللبناني هو ثقة أبنائه به ووقوفهم خلفه في كل الساحات، ووضع خطة لتجهيز الجيش، وزيادة عديده. كي يعود القوة الشرعية الوحيدة على الأراضي اللبنانية.

 

مرشحو لائحة ريفي يقدّمون طعناً: كيف انقلبت النتائج من 23 إلى 16؟

نسرين مرعب/جنوبية/3 يوليو، 2016/تعود الانتخابات البلدية في طرابلس إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة مع سلسلة من الطعونات المقدمة من قبل مرشحي لائحة قرار طرابلس والتي تتضمن مطالبة بإعادة الفرز والتدقيق في بعض الأقلام الانتخابية. لم تطوَ بعد مرحلة الانتخابات البلدية، فبعد ما يقارب الثلاثين يوماً على اختتام هذه الانتخابات في صناديق الشمال، والتي اسفرت عن مفاجأة للمرشحين كما للمتابعين بنتيجة خالفت التوقعات السياسية والإعلامية، إذ فازت لائحة قرار طرابلس المدعومة من الوزير أشرف ريفي بـ 16 مقعداً، مقابل 8 مقاعد للائحة “لطرابلس” المدعومة من التحالف السياسي الذي يتقدمه الحريري وميقاتي. هذه النتائج الرسمية طرحت في حينها عدّة تساؤلات، لا سيما وأنّ الماكينات الانتخابية للوائح المرشحة كانت تشير لتقدّم لائحة ريفي بـ 22 مقعداً وبأنّ الـ 23 أصبح قيد أنملة من الحصول عليه، هذه المعطيات التي صرّح بها الوزير في إطلالة له صبيحة اليوم الثاني للانتخابات، معلناً أنّ اللائحة كاملة على وشك الفوز. إلا أنّ ما أُعلن صباحاً وتمّ تداوله وتأكيده حتى الثالثة من فجر اليوم التالي، انقلب في الساعات القليلة الأخيرة، لتتراجع لائحة ريفي لـ 16 مقابل 8 للائحة المنافسة. المعنيون بهذه المعركة الانتخابية، لم يصرّحوا في ذلك الوقت ولم يسجلّوا تحفظاً، وكان التعليق الأبرز “الصناديق قلبت النتيجة”. الجديد في هذا الملف، هو ما وصل لموقع “جنوبية” من معلومات عن طعونات قدّمها 7 مرشحون من أصل 8، لم يكن الفوز حليفهم على لائحة قرار طرابلس، وهم: السيّد أحمد العبد الله، السيّد ابراهيم دردري، السيّد أحمد فاخوري، السيّدة فرح عيسى، السيّد ربيع عبود ، السيّد نقولا سليمان، السيّد ربيع جحجاح. فما قصّة هذه الطعونات؟ وما أسبابها؟! السيد أحمد العبد الله وفي حديث لـ”جنوبية”، أشار أنّ “هناك أقلام محسوبة لنا مناطقياً وكانت النتيجة أنّ عدد الأصوات التي حصدتها بها صفر، وهناك شهادات من داخل الأقلام أنّهم أثناء عملية الفرز كان يصيبهم التعب فيعيدون العملية، ويجدون أنّ هناك لغطاً في نتائج بعض المرشحين”. وأضاف أنّ “الطعن قد تمّ تقديمه خلال المهلة القانونية، وأنا كنت من بين الـ 22 الفائزين وفجأة أصبح عدد الفائزين 16 وخسرت بفارق 25 صوت”. وأردف العبد الله “موضوع الطعن ليس محوره الحصول على مقعد في المجلس البلدي وإنّما تقدمنا به حفاظاً على أصوات الناخبين وحقوقهم وحرصاً على ثقتهم بنا”. من جهتها السيدة فرح عيسى أوضحت لـ”جنوبية”، أنّ “هناك صناديق وأقلام نتائجنا بها صفر وهذا ليس بالأمر الطبيعي، كذلك بحسب الماكينات الانتخابية للفريق الخصم كان نتائجنا 23-1 أو 22-2، ومن ثم فجأة انقلبت ل 16-8 وعلى هذا الأساس طالبنا بإعادة فرز في بعض الأقلام”. وأضافت “هناك أرقام لم تصل لنا بشكل مفصل كما لم تنشر على موقع الوزارة وطالبنا بالاطلاع عليها”. وعن موقف الوزير أشرف ريفي من هذه الخطوة، أكدت أنّ “الوزير ريفي كان أوّل من أراد منّا تقديم طعن، لاننا أصحاب حق”. كذلك لفت المرشح ربيع جحجاح لـ”جنوبية”، أنّ “هناك بعض الأخطاء كانت بعملية الفرز، وقدمنا جميعاً الطعن”.وأضاف “النتائج تبدلت بشكل لافت بين النتائج الأولية والرسمية ونحن تحت سقف القانون”. إذاً، طرابلس من معركة الانتخابات لمعركة الطعونات، فهل تعود قرار طرابلس للمجلس البلدي “زيّ ما هي”؟ّ أم أنّه بما أنّ المجلس البلدي قد انطلق، لن تكون الطعونات إلا صوتاً اعتراضياً يسجلّ لأصحابه.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قتل انتحاري حاول اقتحام القنصلية الأميركية في جدة

وكالات/04 تموز/16/أحبطت القوات الأمنية السعودية، ليل الأحد الاثنين، هجوما كان يستهدف القنصلية الأميركية في جدة، وذلك بعد أن أطلقت الرصاص على المهاجم. وقالت مصادر أمنية لـ”سكاي نيوز عربية” إن “الانتحاري حاول اقتحام القنصلية وتصدى له رجال الأمن وحصل تبادل إطلاق نار وتم قتل الانتحاري على الفور”.

 

خامنئي أعلن رفض التنسيق مع الولايات المتحدة بالمنطقة وأصفهان تتظاهر ضد حكم نظام الملالي وتهتف: أخرجوا من سورية

طهران – وكالات/03 تموز/16/فاجأ آلاف المتظاهرين في إيران منظمي تظاهرات «يوم القدس»، وهتفوا ضد التدخل الإيراني في سورية بشعار «اتركوا سورية وفكروا بنا نحن»، وذلك في مدينة أصفهان، ثاني أكبر المدن الإيرانية. وظهر في فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، بينها «يوتيوب» متظاهرون في ثاني أكبر مدينة إيرانية يدعون حكومتهم إلى الخروج من سورية.ولم يعد يحتمل المواطن الإيراني البسيط الخسائر المهولة التي تتلقاها إيران سواء عسكريًا أو اقتصاديًا أو حتى سياسيًا، فإيران باتت تعيش عزلة غير مسبوقة في محيطها الإقليمي وسط تنامي مشاعر الغضب من العالم الإسلامي تجاه جرائم الإبادة التي ترتكبها وميليشياتها في سورية. وكشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية تفاصيل إرسال شباب أفغان إلى سورية، مشيرة إلى أنَّ نظام الملالي يعمل عبر سفارته في كابول على إغراء الشباب بإعطاء وعود لهم بالمال والإقامة وعيش أفضل في محاولة لتجنيد مقاتلين. وقال شخص يدعى جواد لصحيفة «الغارديان»، وهو يقدِّم خدمات للسفارة ويعرف الشباب الأفغان إلى سفارة النظام الإيراني لدى كابول، إنّه قدَّم شبابًا أفغانًا إلى سفارة النظام الإيراني في كابول، مضيفاً إن السفارة بدورها تصدر فيزا لهؤلاء الشباب وترتب مقدمات رحلتهم إلى سورية. ويتلقى جواد مقابل تقديم هؤلاء الشباب مبالغ من المال، لأنه كان يتعاون خلال عام مع قوات الحرس ولواء «فاطميون»، فالدافع الرئيس لأولئك الذين يرضون القتال في سورية هو المال. ولفتت الصحيفة إلى أنَّ جواد احتجز لمدة 48 ساعة من قِبل جهاز الاستخبارات الأفغاني الذي أكَّد له أنه يمتنع عن بيع أبناء بلده لبلد آخر.

يشار إلى أن أفغانستان لا تتدخل رسميًا في الحرب السورية، إلا أنَّ هناك لواء من «المتطوعين» الأفغان يقاتلون في الأراضي السورية ويدعمون الرئيس بشار الأسد. من جهة أخرى، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رفض بلاده التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الإقليمية ولاسيما النزاع في سورية، مؤكداً أن إيران ستتصدى حتى النهاية للعدو. وفي إشارة إلى التصريحات الأميركية التي ذكرت أن واشنطن ترغب بمفاوضات وبالتنسيق بشأن المسائل الإقليمية وخصوصاً سورية، قال خامنئي «لا نريد مثل هذا التنسيق لأن هدفه الرئيسي إنهاء وجود إيران في المنطقة»، وذلك في وقت تحمي طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن القوات الإيرانية على الأرض في سورية والعراق. وأضاف خامنئي أمام آلاف الطلاب الذين استقبلهم مساء أول من أمس، على مائدة الافطار، «انطلاقاً من واجبي الديني والأخلاقي، وطالما بقي في جسدي نفس واحد، سأقاوم أعداء الثورة الاسلامية». وجدد انتقاداته للولايات المتحدة، قائلاً «في الشأن النووي، ثبت أن الولايات المتحدة، سواء الحكومة أو الكونغرس، تواصل عداءها للشعب الإيراني»، داعياً إلى الحذر من «مثل هذا العدو». وأضاف «من يظنون أنه ينبغي اللجوء إلى الغرب لتنمية البلاد فقدوا صوابهم لأن الحكمة تملي علينا أن نتعلم من التجربة».

 

الأسد أصدر مرسوما بتشكيل الحكومة السورية الجديدة برئاسة خميس

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - دمشق - أصدر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، مرسوما بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، كالآتي: عماد محمد ديب خميس رئيسا لمجلس الوزراء، فهد جاسم الفريج نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع، وليد المعلم نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للخارجية والمغتربين، محمد عبد الستار السيد وزيرا للاوقاف، منصور فضل الله عزام وزيرا لشؤون رئاسة الجمهورية، محمد ابراهيم الشعار وزيرا للداخلية، هزوان الوز وزيرا للتربية، نجم حمد الاحمد وزيرا للعدل، حسين عرنوس وزيرا للاشغال العامة والاسكان، أحمد القادري وزيرا للزراعة والاصلاح الزراعي، بشر يازجي وزيرا للسياحة، حسان النوري وزيرا للتنمية الادارية، نزار وهبه اليازجي وزيرا للصحة، ريما القادري وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل، أديب ميالة وزيرا للاقتصاد والتجارة الخارجية، عاطف نداف وزيرا للتعليم العالي، حسين مخلوف وزيرا للادارة المحلية، علي غانم وزيرا للنفط والثروة المعدنية، محمد رامز ترجمان وزيرا للاعلام، محمد زهير خربوطلي وزيرا للكهرباء، مأمون حمدان وزيرا للمالية، أحمد الحمو وزيرا للصناعة، علي الظفير وزيرا للاتصالات والتقانة، نبيل الحسن وزيرا للموارد المائية، علي حمود وزيرا للنقل، محمد الاحمد وزيرا للثقافة، عبد الله القربى وزيرا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، علي حيدر وزيرا للدولة لشؤون المصالحة الوطنية، وكلا من عبد الله عبد الله، وفيقة حسني، رافع أبو سعد، سلوى عبد الله وزراء دولة.

 

120 قتيلاً و200 جريح بتفجيرين في بغداد.. وداعش يتبنى والهجمات جاءت بعد استعادة مدينة الفلوجة ومحيطها من داعش

الأحد 28 رمضان 1437هـ - 3 يوليو 2016م/العربية.نت، رويترز/أفاد مراسل "العربية" في العراق بانتشار أمني كثيف على مداخل حي الكرادة، وسط إغلاق للطرق الرئيسية مع ارتفاع حصيلة التفجيرين اللذين استهدفا الحي وسط بغداد إلى أكثر من 120 قتيلا و200 جريح، وفق مصادر في الشرطة العراقية وأخرى طبية.. التفجيران وقعا نحو منتصف ليل أمس السبت واستهدفا منطقة تسوق مزدحمة. وتبنى تنظيم داعش التفجيرين وكشف عن هوية منفذهما، كما توعد بشن هجمات انتحارية جديدة، حسب ما تناقلته مواقع إلكترونية. وأشارت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد إلى أن تفجيري الكرادة استخدمت فيهما مادة جديدة شديدة التفجير وحملت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المسؤولية كاملة، محذرة في الوقت نفسه من خروقات أمنية مماثلة قد تقع خلال عيد الفطر. ويأتي تبني داعش لتفجيرات بغداد بعد هزيمة عناصره في ساحات المعارك، فهجمات الكرادة جاءت بعد استعادة مدينة الفلوجة ومحيطها، وقبلها شن التنظيم هجمات في منطقة الصدر والشعب بعد استعادة مدينة الرمادي. فيما يقول مراقبون إن قتال داعش لا يتوقف عند المدن المستباحة غرب وشمال البلاد بل في مطاردة خلاياه النائمة في العاصمة ومحيطها، في وقت لا تزال فيه الأزمات السياسية والأمنية تراوح مكانها.

 

مهاجمة موكب العبادي بالحجارة خلال زيارته للكرادة

الأحد 28 رمضان 1437هـ - 3 يوليو 2016م/دبي - قناة الحدث/انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً يصور لحظة تعرض موكب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في حي الكرادة لهجوم من قبل الأهالي الغاضبين. ويظهر المقطع مغادرة موكب العبادي على عجل، فيما يقوم بعض المواطنين بملاحقته واستهدافه بالطوب والحجارة، وسط هتافات مناهضة له، بسبب عجز الأجهزة الأمنية عن حمايتهم. كانت بغداد قد شهدت مقتل أكثر من120 شخصاً وإصابة 200 آخرين في تفجيرين شهدتهما قرب منتصف ليل السبت، بحسب مصادر أمنية وطبية، والتي قالت إن معظمهم لاقوا حتفهم في تفجير استهدف منطقة تسوق مزدحمة. وانفجرت سيارة ملغومة بحي الكرادة، وبعد وقت قصير انفجرت عبوة ناسفة شرق بغداد. وتبنى تنظيم #داعش الهجومين. وكان حي الكرادة مزدحماً وقت وقوع التفجير لوجود كثيرين يتناولون وجبة السحور. وذكرت الشرطة أن عدد القتلى قد يرتفع، إذ إنه من الممكن أن يكون هناك المزيد من الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة.

 

رئيس الحكومة اليمنية: لن نسمح بـ"حزب الله" آخر/بن دغر يدعو إيران إلى وقف ضخ الصراعات والأحقاد في المنطقة

الأحد 28 رمضان 1437هـ - 3 يوليو 2016م/دبي - قناة الحدث/دعا رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر إلى كبح جماح الإنقلاب وهزيمته، مذكراً بأن الدفاع بدأ في عدن وسينتهي في مران. وأكد خلال لقائه في قصر المعاشيق في عدن بقيادات عسكرية وأمنية والمقاومة الشعبية والسلطة المحلية أنه بعد مرور عام على تحرير عدن يجب الحفاظ على هذا الإنجاز والعمل على توطيد اللحمة الوطنية. ودعا إلى الوقوف إلى جانب الشرعية والمؤسسات العسكرية، لأن العدو ما زال يتربص بأمن واستقرار المنطقة. وشدد بن دغر على أنه لن يسمح بوجود "حزب الله" ثاني في اليمن ليهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن إيران وراء أي صراع وهي من دعمت الحوثي والتمرد ويجب عليها الكف عن التدخلات في شؤوننا الداخلية. وأشار إلى أن الحكومة تسعى بقدر استطاعتها إلى حل المشكلات الخدمية في عدن والمحافظات المجاورة، لافتاً الى أن الدعم العربي في هذا المجال قادم خلال الأيام القريبة المقبلة.

 

الإمارات لشعبها: التزموا حظر النقاب وابتعدوا عن المظاهر

الأحد 28 رمضان 1437هـ - 3 يوليو 2016م/العربية نت/دعت وزارة الخارجية الإماراتية مواطنيها للالتزام بالنصائح والإرشادات، التي تخص السفر، وأخذ الحيطة والحذر نظرا للتطورات والأوضاع الأمنية التي تشهدها بعض الدول الأوروبية، والتي جاءت كردة فعل على الاضطرابات والأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط. وأوصت الخارجية ببيانها المواطنين بضرورة الالتزام بقانون حظر البرقع "النقاب" المطبق في بعض الدول والمدن الأوروبية، والتي تحظر ارتداءه في المؤسسات والأماكن العامة، وذلك تجنباً للمساءلة القانونية أو فرض الغرامات المترتبة على انتهاك هذا القانون، علما أن الدول الأوروبية التي تطبق القانون وتحظر ارتداء النقاب هي فرنسا وبلجيكا وهولندا، إضافة إلى بعض الدول الأوروبية التي تلتزم بتطبيق الحظر في مدن معينة مثل مدينة برشلونة الإسبانية، التي حظرت ارتداء أي لباس يغطي الوجه عام 2010، كما فعلت المحاكم الدنماركية وولاية هيسيه الألمانية وعدد من المدن الإيطالية. وأشار إلى أهمية عدم المبالغة في المظاهر من خلال لبس المقتنيات الثمينة التي تشد الانتباه في الأماكن العامة التي يرتادها الناس على مختلف جنسياتهم ومستوياتهم وفي حال اصطحاب مرافقين من غير المواطنين يجب اتباع الإجراءات الاعتيادية لاستخراج تأشيرة الدخول المسبقة ومراعاة الاحتفاظ بتعهد خطي من الكفيل بتحمل جميع مصاريف الخدم. وتضمنت إجراءات السلامة التي نشرتها الخارجية الإماراتية التنبيه بضرورة تجنب مواطني الدولة السفر إلى مناطق الاضطرابات الأمنية، ومتابعة جدول تحذيرات السفر قبل تحديد وجهتهم. وشدد على أهمية احتفاظ مواطني الدولة بجوازات السفر في مكان آمن في مقر السكن، وعدم حملها معهم في الأسواق والأماكن العامة وأخذ صورة منها ومن خلاصة القيد، وحفظها في مكان يمكن الوصول له بسهولة، فيما بعد متى استدعت الحاجة مثل البريد الإلكتروني.. وأشار إلى ضرورة التأكد من صلاحية جوازات السفر، والمدة التي تكفي لفترة المغادرة والعودة على أن لا تقل عن ستة أشهر.

كما دعا البيان إلى ضرورة احترام القوانين العامة للبلد المضيف، وذلك حرصا على تمثيل دولة الإمارات بصورة مشرفة في الخارج.. مؤكدا ضرورة التعاون مع الجهات الرسمية لدى وصولهم إلى مطار البلد المقصود والافصاح عن بعض المعلومات الشخصية المهمة إن طلبت مثل مدة الإقامة ومقر الإقامة وتذكرة السفر وتاريخ العودة والمبلغ المالي المحمول نقدا خلال تواجدهم في البلد المضيف.

 

سمكة كبيرة في المقلى!.. دولة قتلت مصطفى بدر الدين ومصدر غربي يرجح مقتله بقنبلة فراغية ويكذب رواية حسن نصرالله

الأحد 28 رمضان 1437هـ - 3 يوليو 2016م/العربية.نت – عهد فاضل/في الوقت الذي لا يزال فيه حزب_الله اللبناني رافضاً تقديم وثائق محددة وقانونية صارمة للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمختصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق_الحريري، تثبت "وفاة" قائده العسكري الذي قتل في سوريا، أكد مصدر استخباراتي غربي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن مصطفى بدر الدين قتل على يد دولة، لا على يد جماعة مسلحة، كما ذكرت الصحيفة في تقريرها المنشور أمس السبت 2 يوليو. وشكّك المصدر "الاستخباراتي" الغربي برواية "حزب الله" لعملية اغتيال قائده العسكري، بعدما اتّهم جماعات سورية معارضة باغتياله. وشرح المصدر الغربي لـ"الشرق الأوسط" الأسس التي استندت عليها بلاده، في تأكيدها عملية قتل مصطفى_بدر_الدين، من خلال "ترجيح" أن الانفجار "ناجمٌ عن قنبلة فراغية، من النوع الذي تملكه دول كالولايات المتحدة وروسيا وإيران وسوريا".

ويتفق كلام المصدر الغربي مع الكلام الذي سبق لإعلام "حزب الله" أن قاله في معرض وصفه لحالة بدر الدين التي بدا عليها بعد مقتله. إذ أكدت "الأخبار" التابعة لميليشيا "حزب الله" وقبل ظهور حسن نصرالله للإعلان عن ملابسات الاغتيال، بأن الانفجار الذي قتل فيه بدر الدين أقرب الى الانفجار الذي تحدثه القنبلة الفراغية. واستند كلام الصحيفة إلى أن جثة بدر الدين لم تصب إصابات بادية وظاهرة، بل مجرد "نزف في الأنف والعينين" كما سبق وقالت الصحيفة ثم جاء وكذّبه أمين عام الحزب بقوله إن جماعات مسلحة تقف وراء اغتيال قائده، بعملية سمّاها "قصفاً" مدفعياً. ما ترك ظلالا من الشك حول طريقة مقتل بدر الدين، بعد تناقض روايات الحزب التي وصلت حد تكذيب الواحدة للأخرى، خصوصا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان أعلن أن أي قصف لم تقم به الجماعات السورية المعارضة في المنطقة التي قيل إن بدر الدين قتل فيها، وطالب المرصد حسن نصرالله برواية قصة مقنعة أكثر لعملية مقتل قائده العسكري، الأمر الذي لم ترد عليه مصادر "حزب الله". وأكّد المصدر الغربي الذي نقلت عنه "الشرق الأوسط" اللندنية الرواية التي نقضها "حزب الله" بمقتل قائده، من خلال الاستدلال على الكيفية التي ظهرت بها جثة بدر الدين، فقال إنها "كانت سليمة من الخارج مهشمة بالكامل من الداخل". وأن هذا "نوع من الآثار التي يتركها عصف القنبلة_الفراغية على الجسد". وبذلك يكون المصدر الغربي الذي اتفق في معلوماته مع المعطيات التي "تنصّل" منها "حزب الله" في ما بعد، لأسباب لم تتضح بعد، قد كذّب حسن نصرالله عندما أكد أن قائده العسكري قتل بقصف مدفعي. إلا أن المصدر الغربي، لم يجزم باسم الدولة التي تقف وراء اغتيال بدر الدين في سوريا قائلاً: "من يريدون بدر الدين ميتاً، كُثُر. ولكل سيناريو أسبابه الكافية ومسوغاته المنطقية، وليس هناك أحد معنيّ الآن باستعراض عملية الصيد طالما أن السمكة الكبيرة في المقلى!". على حد تعبيره للمصدر السابق.

 

طلب بريطاني لمساءلة ليفني يقلق إسرائيل

القدس – نددت/العرب/04 تموز/16/ إسرائيل الأحد بطلب للشرطة البريطانية لمساءلة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني حول شبهات بارتكاب جرائم حرب خلال نزاع 2008 – 2009 في قطاع غزة. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أنها تنظر إلى هذا الطلب “بقلق عميق”. مضيفة “كنا نتوقع سلوكا مختلفا من حليف قريب مثل المملكة المتحدة”. ويأتي رد الفعل هذا بعدما نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن ليفني تلقت الأسبوع الماضي طلبا للمساءلة من وحدة جرائم الحرب في سكتلانديارد قبيل زيارتها للندن للمشاركة في مؤتمر. وأفادت معلومات أن الطلب مرتبط بالحرب التي شنتها إسرائيل في 2008 – 2009 على قطاع غزة حين كانت ليفني وزيرة للخارجية. وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الطلب ألغي بعد إجراء اتصالات بين إسرائيل وبريطانيا. وأضافت أن ليفني وهي حاليا نائبة في الكنيست عن المعارضة، منحت حصانة دبلوماسية خاصة ردّا على ذلك. ورفضت سكتلانديارد تأكيد أو نفي هويات الأشخاص الذين تطلبهم للمساءلة، فيما لم يعلق المتحدث باسم ليفني على المسألة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإيرانيون يحرّمون على «حزب الله».. «المال النظيف»

علي الحسيني/المستقبل/04 تموز/16

وكأنه لا يكفي إيران بأنها الدولة التي ترزح تحت خط العوز والإنهيار الإقتصادي منذ عشرات السنين، حتّى أتى كلام الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ليصب الزيت على النار ويُشعل غضب الإيرانيين بكلامه الأخير حول التمويل المادي الذي يتلقاه حزبه من إيران، وهو الأمر الذي اعتبره جزء كبير من الشعب الإيراني، أنه استفزاز لهم خصوصاً أنه جاء في وقت تدور فيه صراعات قوية بين الشعب والحكومة على خلفية سياساتها الإقتصادية والإجتماعية المُتبعة في البلاد، والدعوات المتكررة إلى القيام بإصلاحات سواء داخل الجامعات أو المؤسسات أو من خلال التظاهرات شبه اليومية في الشوارع والمدن والتي غالباً ما يسقط خلالها ضحايا في صفوف المواطنين.

بعد أيّام على كلام نصرالله خلال ذكرى أربعين مصطفى بدر الدين والذي قال فيه: «نحن وعلى المكشوف نقول للعالم كله نحن يا خيي على رأس السطح موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران، وطالما يوجد في إيران فلوس يعني نحن لدينا فلوس«، خرجت الإنتقادات من كل حدب وصوب لما لهذا الكلام من وقع خطير على السياسة المالية المتبعة في لبنان وعلى علاقته بالمجتمع الدولي خصوصاً وأن الحزب قد صُنّف كمنظمة إرهابية ويخضع لعقوبات مالية ومراقبة مصرفية من الداخل والخارج، لكن الإنتقاد الأبرز جاء على لسان الضابط السابق في «الحرس الثوري الإيراني« محمد مهدوي فر والذي توجه الى نصرالله بالقول «تأكد بأنك في تصريحك هذا؛ قمت برش الملح على جراحنا نحن الشعب الإيراني. وأنا أسألك هنا كعالم دين، إذا كان الشعب الإيراني غير راض عن الأموال التي تذهب إليكم من خزينة بيت المال، هل يجوز شرعا لك أن تحصل على هذه الأموال؟«.

من المعروف أن المال الإيراني الذي يصل إلى «حزب الله» عن طريق إيران وتحديداً من «الولي الفقيه» شخصيّاً، هو مال يتم جمعه عن طريق النذور و«الخمس» و»الزكاة» والذي وبحسب الأصول الشرعية، يجب أن يذهب إلى الفقراء والمُحتاجين، وإلى «السادة» بحسب المفهوم الديني داخل الأجنحة المُتشددة في ايران، ومن هنا تتضاعف الإشكالات بين الحزب والشعب الإيراني الذي يرى بأن هذا المال يؤخذ من دربه لكن ليس هناك من جهة حكومية تُشرف على طريقة صرف هذه الأموال سوى مكتب أو ديوان «الولي الفقيه»، إذ انه لا يدخل ضمن سيادة الدولة ولا مؤسساتها المصرفية ولا اجهزة الرقابة فيها. وبدوره يوظفها «الولي الفقيه» لصالح المجموعات والأحزاب وحركات «المقاومة» في العالم، وفي طليعتها «حزب الله» الإبن الشرعي لـ»الثورة الإيرانية»، وذلك تحت شعارات «مقدسة» وواجبات «دينية» و»جهادية».

من المؤكد أن هذا المال الذي سبق لنصرالله أن وصفه بـ»الطاهر» و»النظيف»، لا يُصرف في موقعه الصحيح، فعوض أن يُصرف على الفقراء وأصحاب العوز والمرضى وعلى جزء كبير من رجال الدين في إيران أو العالم الإسلامي كما هو الحال في معظم الدول العربية، يقوم حُكّام إيران بتسليح جماعاتهم ودعمهم من خلاله، وبفتح جبهات حرب دائمة وتمويلها كما هو الحال في اليمن والعراق وسوريا التي يُقدّر بأنها تُكلّف إيران سنوياً ما لا يقل عن ثلاثين مليار دولار، وهذا ما دعا منذ فترة عمالاً ايرانيين متقاعدين من شركة «فولاذ أصفهان«، إلى تنظيم تظاهرة كبيرة طالبوا خلالها الحكومة، بحل المشاكل الاقتصادية الداخلية، ورددوا هتافات تدعوها للاهتمام بأوضاع العمال بدلا من التورط في سوريا.

يتعاطى «حزب الله» مع قضاياه أو أزماته المالية، على غرار الطريقة التي سار عليها في حربه السورية. سبق للحزب أن نفى تلقيه أموالاً من الخارج وبأنه يتكل في هذا الشق على مؤسساته الخيرية والإجتماعية وتحديداً «هيئة دعم المقاومة» ومؤسسة «لجنة إمداد الخميني»، وهذا النفي، ينطبق بداية على الحرب السورية وهو الذي لم يعترف بمشاركته بها، الا بعد مرور أكثر من عام على تدخله وذلك بعدما فاحت «روائح» إرتكاباته والإبادات الجماعية التي شارك في إرتكابها مع جيش النظام السوري والميليشيات العراقية. وحتى اليوم، فبعد مرور خمسة أعوام على إنغماسه في هذه الحرب التي لم تزده إلا خسائر، ينفي «حزب الله» ضلوعه في أي من المجازر التي تُرتكب بحق السوريين الأبرياء، في وقت يقوم بمُحاصرتهم وتجويعهم وتشريدهم من ديارهم وإجبارهم في معظم الاحيان على بيع ممُتلكاتهم كما حصل في «مضايا» و»الزبداني» أو إحتلالها كما حصل في «القصير».

اليوم وإنطلاقاً من هذا المال، يتحضر «حزب الله» مجدداً لمعركة حلب. في أحياء الضاحية الجنوبية، ثمة من يتحدث عن الشُبّان الذين تم استدعاؤهم مجدداً لإرسالهم إلى ريف حلب الجنوبي خصوصاً بعد الخسارات المتتالية التي لحقت بالحزب والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية والأفغانية. يقول هؤلاء أنه تقرر إستدعاء فرق متعددة مثل: «الرضوان» و»النصر» و»عزيز» و»بدر» من الجنوب، و»عمّار» من بيروت، وكتيبة «حيدر» من البقاع. وتُعتبر هذه الفرق من «القوّات الخاصة» في الحزب أي النخبة، ويعقد الحزب عليها أمالاً كبيرة لتغيير سير المعركة هناك وقلبها لصالحه، لكن وعلى الرغم من قوّة هذه الفرق، إلا أن الخوف بدأ يتسلل إلى قلوب جمهور الحزب وأهالي عناصره على وجه التحديد لأن المعطيات الميدانية بحسب المتواجدين على أرض المعركة في حلب، تشي بسقوط ضحايا كُثر لأسباب كثيرة، منها، أن حلب مدينة تفوق لبنان مساحة بعشرات المرات، بالإضافة إلى أن حدودها مفتوحة على أكثر من جهة.

«الراسخون» في علم «حزب الله» و»دهاليزه» السياسية والعسكرية، يؤكدون أن نصرالله أصبح يستشعر بدايات تململ وربما أكثر من ذلك لدى جمهوره الذي بدأ بالفعل يتساءل عن جدوى سياسات الحزب وعن ضريبة الدم التي تطال أبناء الطائفة الشيعية في حرب كل هدفها الحفاظ على بشّار الأسد. وهؤلاء أصبحوا على قناعة اليوم، أن الحزب انخرط في مقلب آخر غير الذي ادّعاه لنفسه على أن مقاومته تُعنى في الأصل بالنضال والقتال من أجل الحريّة، فبرأيهم أن أهمّ ما في المقاومات ليس سلاحها ولا عديدها ولا ترسانتها الصاروخيّة، إنما عدالة قضيّتها وتفوّقها الأخلاقي. وبمجرد دفاعه اليوم عن قاتل كان أمر والده حافظ الأسد بقتل لبنانيين ومنهم عناصر من «حزب الله» نفسه، فهذا يدل على فقدان معنى المقاومة وتحوّلها إلى فيلق للدفاع عن نظام ظالم ومستبدّ. وثمّة من في داخل «حزب الله»، بدأ يروّج منذ أيّام قليلة، لفكرة أن دعم حركات «المقاومة» في العالم التي تدعمها إيران، إنما تستمد دعمها المالي من مقام «الامام علي الرضا» في مدينة «مشهد» في إيران، وهو مقام يدر يومياً ملايين الدولارات من خلال تبرعات الطائفة الشيعية في العالم، لكن هناك من يسأل «حزب الله» ومن ورائه الإيراني، عن أحقيّتهم في تطويع هذا المال لصالح «مشاريع الموت» التي يمولونها ويقودونها على مساحة الوطن العربي، وعن «شرعة» التسليح المُستمر ودماء الشُبّان التي تُسال يوميّاً في سوريا؟.

 

العالم يضيّع وقته بغضّ الطرف عن «الباسدران» على امتداد الشرق الأوسط

وسام سعادة/المستقبل/04 تموز/16

يضيّع العالم وقته، طالما ظلّت المنظومة العسكرية الأمنية الأيديولوجية، العابرة للحدود، والتي هي أيضاً شبكة مالية ضخمة، والتي اسمها «الحرس الثوري الإيراني»، منظومة يميّع الخوض في مسألتها بوصفها مشكلة عارمة قائمة بذاتها، إما لإدراجها على هامش البحث في العلاقات الإيرانية ـ الأميركية والايرانية ـ الغربية، كما لو كان «الحرس» مسألة تقنية أو جهازاً تنفيذياً، وإما لتناولها بالمفرّق، ايرانياً وعراقياً وسورياً ولبنانياً ويمنياً وخليجياً، والحكم عليها بإيجابية نسبية هنا وبسلبية عاطفية هناك، في حين يطرح «الحرس الثوري» نفسه كـ «وحدة جهادية»، كحرس شاهنشاهي وأممي في وقت واحد، وبشكل يزداد حدة وضراوة في هذه اللحظة بالذات، بما هي لحظة تقرير «الأنسب» لخلافة المرشد علي خامنئي. بيد أن تحاشي الخوض في مسألة «الحرس الثوري الإيراني»، وأشكال تمدّده وتفرعنه في بلدان المشرق العربي، يعني أيضاً تحاشي التقدم أي خطوة جدية على صعيد معالجات كافة الملفات الملتهبة والعالقة. لا حلول في اليمن والعراق وسوريا ولبنان من دون مقاربة دور «الباسدران» وتمدّده، وإدارته للمعارك ونسج الرابطة في ما بينها، ونقل مقاتلين من جبهة إلى أخرى، وتشجيعه على فتح جبهات جديدة.الافراج عن أرصدة ايران المالية ان كان يصب في حساب الحرس لن يخدم أبداً لا أمن المنطقة ولا أمن العالم.

أما تنظيم «الدولة الاسلامية»، فإن كل الرهانات على إضعافه بمساعدة «الحرس» أدت الى تقوية هذا الحرس أكثر مما أدّت الى اضعاف تنظيم «الدولة». لاكتفاء بالمقارنة بين أساليب وصنائع «القاعدة» و»داعش» وبين منظومة «الحرس الثوري الايراني» بتشعباتها وامتداداتها كثيراً مع تدفع مراكز البحث ودوائر التقرير الغربية والأميركية لترجيح خطورة النموذج الأول، «غير المنظورة دركات أعماله»، لا سيما في حالة تنظيم الدولة، على النموذج الثاني، الحرسي، التراكمي، التمدّدي. ولا شك ان هذه المقارنة لها ما يبرّرها لو كان من الممكن الفصل بين الأمور هكذا، وجعلها معلّقة في الفضاء، لكن الواقع ليس هكذا، الواقع تفاعلي بين هذين النمطين من «التشكيلات الجهادية العابرة للحدود»، بحيث ان إضعاف واحدة بتقوية الاخرى يعود فيقوي هذه وتلك، في حين ان استراتيجية إضعاف شاملة لكل هذه التشكيلات، هي التي يمكنها ان تضعف كل واحدة منها. إضعاف «داعش» يمرّ بإضعاف «الحرس الثوري»، وبتقليل تدخله في البلدان العربية، ودعم من يعمل على تقنين تدخله هذا، من خلال إنتاج تسويات يمنية وعراقية وسورية ولبنانية تضمن جدياً هذا الأمر. أما توهّم تقوية «الحرس» لإضعاف «داعش»، او العكس، فهذه هي الاستراتيجية الغربية الكارثية التي اعتمدت بشكل أو بآخر منذ الثورة الايرانية والاجتياح السوفياتي لأفغانستان، باختلاف المراحل والمنعطفات، استراتيجية «تجميل» التطرف السني في مواجهة التطرف الشيعي، ثم تجميل التطرف الشيعي في مواجهة التطرف السني، والتعويل على القومية العربية في مواجهة ايران، ثم التعويل على التوسعية الايرانية في مرحلة ما بعد اقتلاع نظام صدام، للتشارك معها في ادارة الحال العراقية، ثم للتشارك معها في مواجهة الظاهرة الداعشية، الامر الذي ساهم في استعصاء وانتشار هذه الظاهرة، في مسلسل رعب كوكبي متواصل، يضرب أنى استطاع، ويتبنى كل صاحب هوس تدميري على هذه المعمورة. العالم يضيع وقته طالما ظل يتعامل بخفة مع «سندبادية» رأس الحرس الثوري، المتنقل على جبهات القتال والتناحر المشرقية، المزمجرة مرة بوجه العرب السوريين ومرة بوجه أكراد العراق، المتدخل باليمن وبمعظم بلدان الخارطة، مع حالة خاصة في لبنان، البلد الذي يغلّب فيه «حزب الله» باسدرانيته على كل ما عداها، في شخصيته وفي تجربته من عناصر. فمشكلة الحزب ليست «ايرانيته» بالمجرد، وليست حتى موالاته لولاية الفقيه، بل ان الجهاز القابض عليه هو جهاز عضوي في «الحرس الثوري»، تماماً مثلما ان هيمنة «الحرس» على دمشق هي مشكلة لا تقل كارثية عن كارثة النظام السوري نفسه.

 

"كوز تموز" الرئاسي!

 نبيل بومنصف/النهار/4 تموز 2016

قد لا تسمح بعد الظروف التي تظلل البلاد منذ الهجمة الارهابية على القاع بمفاتحة مترفة في ملف الأزمة الرئاسية خصوصا متى استحال الحديث عنها في أي اتجاه بعلك الكلام العبثي في ما لا لزوم له. ولكن يبدو اننا امام جولة صاعدة جديدة تختصر خليطا من حسابات ورهانات يقف أصحابها على مواقع متخاصمة تتجمع عند نقطة محورية لدفع الرئيس سعد الحريري الى التسليم بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. والحال ان هذه المحاولات لا تبدو غريبة وقد ينطوي بعضها على جوانب ايجابية من حيث التحرك داخل المأزق سعيا الى احداث ثغرة في جدار أزمة عالقة بلا أي افق. ولسنا نرى سببا للتحفظ عن أي تحرك داخلي، ايا كان من يتولاه من اي اتجاه سياسي من اجل لبننة الحل الرئاسي متى تبين ان دوافعه الحقيقية هي وضع حد لهذه الازمة المتدحرجة في مستويات الخطورة. لكن ذلك لا يعني في المقابل تجاهل المحاذير الجوهرية التي تطفو على سطح حسابات لدى بعض خصوم الرئيس الحريري خصوصا الذين تتمايز حساباتهم جذريا بطبيعة الحال عن حسابات الداعم المسيحي الاساسي للعماد عون اي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. فاذا كان جعجع يندفع نحو اقناع الحريري بجدوى انتخاب عون من منطلق محاصرة قرار تعطيل ايران و"حزب الله" انتخاب الرئيس في المطلق، تبدو رهانات خصوم الحريري من نوع مختلف وفي اتجاه مغاير يتمركز حول توظيف نقاط ضعف في اوضاع الحريري وتضخيمها لتصيد الفرصة وفق ما يتراءى لهم حالياً. ولعلها مفارقة نادرة فعلا ان نرى زعيما لبنانيا توجه اليه علناً "عينك عينك" من خصومه إغراءات الانخراط في فتح الباب لصفقة غير مضمونة النتائج بطبيعة الحال فيما يمعن المراهنون في اعتبار أي استجابة محتملة للحريري بمثابة استسلام سياسي نهائي لفريقهم. ولا ترانا في حاجة الى التبصير لإدراك معنى هذا الاتجاه الذي من شأنه في اقل التقديرات ان يستتبع استمرار كل شيء على حاله الى امد مفتوح اضافي. بل ان الامر يفتح باب الشكوك على مدى اوسع متى تبين ان الاندفاع نحو استفزاز الحريري وزيادة تصلبه وتمسكه بترشيح النائب سليمان فرنجية حتى إشعار آخر، يستهدف تحرك جعجع ايضا الذي قد لا يلقى الحظوظ التي يتوخاها ولو اختلفت أهدافه جذريا عن مآرب خصوم الحريري. يقال على ذمة هواة ضرب المواعيد والمواقيت ان "الكوز سيغلي في تموز" وان آب لناظره قريب جدا. ولعلنا على الارجح أمام صراع من داخل بين جناحين لا يجمعهما الا العماد عون ترشيحا فحسب فيما كل شيء آخر بما فيه حسابات انتخابه المحتمل وما بعده يزج بمزيد من التعقيدات أمامه وامام سواه ايضا. فأين الجديد إذاً؟

 

عطلة العيد تشل الحركة وسط استمرار الخطر الأمني "التفاهم النفطي" دونه خطوات ولا حل قريباً لأمن الدولة

 سابين عويس/النهار/4 تموز 2016

لم يعد لتفجير فردان أهمية بعد تفجيرات القاع الإرهابية، ولم تعد للعقوبات الأميركية على "حزب الله" أولوية بعد التهديدات الأمنية التي شغلت المشهد السياسي والاعلامي أخيرا. وإذا كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قد طمأن اللبنانيين في خطابه الأخير إلى أن الأمن الداخلي ممسوك ولا داعي للمخاوف القائمة، فإن هذه التطمينات قد جاءت عشية دخول البلاد في أجواء عيد الفطر الذي يطل هلاله مع بداية الاسبوع الطالع، ليؤجل بذلك كل الملفات السياسية المطروحة، ومن ضمنها جلستان حكوميتان الى الاسبوع اللاحق. وحده ملف النفط نفض عن نفسه غبار التجميد ليعود مادة دسمة مرتقبة على طاولة مجلس الوزراء قريباً، في استفاقة حيوية لركني الخلاف على هذا الملف. اذ جاء التفاهم المستجد بين رئيس المجلس نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل في اللقاء الذي جمعهما أخيراً على النقاط الخلافية حول بلوكات النفط والمراسيم المتعلقة بها مفاجئاً للأوساط السياسية عموما والحكومية خصوصا، حيث تبدو الحكومة بمثابة المحطة الاحتفالية المتوجة للتفاهمات السياسية الخارجة عن إطارها وصلاحياتها. ولا تستبعد مصادر سياسية ان يشكل هذا الموضوع محطة سجال ونقاش على طاولة مجلس الوزراء، ليس من باب رفض اقرار مرسومي النفط المجمدين منذ أعوام بسبب الخلاف بين الرئيس بري و"التيار الوطني الحر"، وهو واحد من العوامل التي أججت التباين بين الفريقين، وإنما من خلفية رغبة عدد غير قليل من الوزراء في فهم ما يقف وراء التفاهم المستجد، وإذا كانت ثمة صفقة ما يجري الإعداد لها وتُغيب عنها بعض القوى. وقد بدا هذا التشكيك واضحا في تغريدات النائب وليد جنبلاط الذي طرح تساؤلات عن "سد جنة نفطي".

لكن المصادر لم تستبعد ان يدعو رئيس الحكومة تمام سلام اللجنة الوزارية المكلفة بهذا الملف الى اجتماع يكون مؤشراً الى جدية الحكومة في التعامل مع الموضوع وإطلاقه من أسره، فضلا عن كون اجتماع اللجنة مؤشراً الى تفاهم سياسي شامل لا يقتصر على بري - عون بل يشمل كل المكونات السياسية الاخرى والممثلة بالحكومة حتى تدلي بدلوها قبل الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء، والرامية الى إقرار المرسومين ومشروع القانون الضريبي المرفوع من وزير المال. وتبرز أهمية اجتماع اللجنة ليس فقط في إشراك كل القوى بالتفاهم السياسي وإنما ببحث التعديلات المقترحة على احد المرسومين، والمتعلق بالعقود مع الشركات التي ستشارك في مناقصة التنقيب عن النفط، بحيث يرفع المرسومان مع التعديلات المقترحة ومشروع القانون الى الحكومة لإقرارها تمهيدا لتوجيه رئيس المجلس دعوة الى النواب الى جلسة عامة لإقرار المشروع. لكن مصادر قريبة من عين التينة لا تربط بين ملف النفط وبين أي تفاهم سياسي يمكن أن ينتج من لقاء بين بري والعماد ميشال عون، كاشفة ان اللقاء غير مرهون بموضوع النفط ولن يكون تتويجا للتفاهم الحاصل مع باسيل. وهي إذ لم تنف إمكان حصول اللقاء، تتوقع ان يتم قبيل انعقاد جلسات الحوار الوطني الكثيفة مطلع آب المقبل، على ان يكون موضوعه الأساسي قانون الانتخاب إنطلاقا مما يريده جنرال الرابية، من دون ان تربط ذلك بالاستحقاق الرئاسي الذي يبقى معلقاً الى أجل غير مسمى. وإذا كانت الملفات السياسية ستعود الى الواجهة بعد عطلة الفطر مع انعقاد جلستين لمجلس الوزراء واحدة عادية يوم الخميس في ١٤ تموز الجاري واُخرى استثنائية في ١٢ منه مخصصة للموضوع المالي والمؤجلة من الاسبوع الماضي بسبب تفجيرات القاع، فإن ملفا آخر سيظل معلقاً بدوره على ما تكشف اوساط سياسية مطلعة، يتعلق بتعيين خلف لنائب المدير العام لجهاز امن الدولة العميد محمد الطفيلي الذي أُحيل الى التقاعد. وفهم من هذه الاوساط ان اي تقدم على هذا الصعيد لم يتحقق، وان رئيس الحكومة ليس في وارد اتخاذ أي قرار في هذا الشأن في المدى القريب، على ان يصار الى معالجة ادارية داخلية بتكليف أحد الضباط تولي هذا المنصب بالوكالة في انتظار التوافق على مرشح يحظى بالتوافق السياسي عليه من جهة، والتفاهم على كل ملف الجهاز المطروح على طاولة البحث من جهة اخرى.

 

تحذير لبنان من العجز عن تحمّل الأزمات ودعوته إلى الإسراع في المعالجة قبل الانهيار

خليل فليحان/النهار/4 تموز 2016

يتلقى لبنان ازمة تلو اخرى وتتراكم نتائجها سلبا على البلاد بجميع مؤسساتها، مما دفع احد المسؤولين الى التأكيد لـ "النهار" "ان الطاقة الفعلية لتحمل لبنان الازمات تجاوزت قدرة اي دولة على تحمّلها". وتلقت الجهات المختصة تحذيرات بهذا الصدد من فرنسا والبنك الدولي ومؤسسات مالية عالمية لاتخاذ اجراءات علاجية بشكل تزامني سياسي وأمني وتنظيمي للاجئين السوريين واستنفار اكثر لمكافحة الاٍرهاب مما يساعد على إنعاش الوضع الاقتصادي المتراجع بنِسَب مرتفعة للغاية. وانتقد المسؤول نفسه مواقف عدد من القوى السياسية "التي تعتبر نفسها فاعلة لانها اكثر تمثيلا شعبيا ونيابيا"، في اكثر من ملف وخصوصا ملف النفط الذي مرت ثلاث سنوات على تجميده بفعل الخلاف على مقاربته بين "التيار الوطني الحر" من جهة وحركة "أمل" على رغم ان هذا الملف هو من الثروات الوطنية التي يحتاج اليها كل زعيم سياسي. وبات من المعيب والغريب والممل التذكير بان الأزمة السياسية التي تعانيها البلاد تتمثل في كونها بلا رأس، اي ان قصر بعبدا من دون رئيس للجمهورية منذ أيار 2004 ولا مؤشر في الأفق لامكان انتخاب رئيس جديد في وقت قريب وتسليم المسؤولين بالتنافس العاجز بين المرشحين على امكان تأمين اي منهم النصاب لجلسة انتخابية، وان رمي مسؤولية الفراغ على النزاع السعودي - الايراني تارة وعلى استمرار الحرب السورية تارة اخرى يدّل على فقدان المناعة والارادة الوطنية لدى القوى المؤثرة في العملية الانتخابية على الاختيار والانتخاب وارتضاء النواب، رئيسا وأعضاء، ربط عمل داخلي ودستوري كالانتخاب بالخارج من دون الأخذ في الاعتبار ما ينتج من ذلك من تداعيات على المستويين البرلماني بشلل اعمال المجلس النيابي وانتاج محدود للعمل الحكومي وتراجع في الاقتصاد وازدياد خطر الاٍرهاب الناجم عن اندساس انتحاريين محترفين في صفوفهم، وَمِمَّا يزيد خطرهم الحقيقي انتشارهم في مخيمات غير منظمة وغير خاضعة لإشراف الاجهزة الامنية.

ولعل اكبر شاهد على هذا الخطر هو الهجوم الانتحاري على بلدة القاع والشهداء الذين سقطوا والجرحى، مما طرح مجددا أزمة اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم المليون ونصف مليون بين مسجل وغير مسجل لدى السلطات المختصة، وسيظهر الإحصاء الحقيقي لهم بانتهاء المسح الشامل الذي تجريه وزارة الشؤون الاجتماعية بواسطة مجموعات كلفها الوزير المختص رشيد درباس لهذا الغرض. لا احد يمكن ان يلجم الأجواء السائدة عن عمليات ارهابية محتملة في احياء مختلفة من البلاد، لا سيما بعد اعلان قيادة الجيش احباط عمليتين إرهابيتين كبيرتين وتوقيف عدد من المتورطين. ولم يكن ينقص لبنان سوى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. فقد لفت خبير متخصص الى ان بعض اللبنانيين تأثروا سلبا من هذا الخروج باستثماراتهم في لندن في مجالات العقارات والمؤسسات التجارية والمطاعم والمصارف، ورفع كلفة السياحة الأوروبية على لبنان وفق احد الخبراء الاقتصاديين. إلا ان من إيجابياته خفض التحويلات لمؤسسة كهرباء لبنان وتخفيف الضغط عن الميزان التجاري والمدفوعات من المالية العامة نتيجة انخفاض أسعار فاتورة النفط. غير انه لا تأثير لهذا "الخروج" لا على المصارف اللبنانية بسبب تقلبات الاسواق لتقيّدها بتعاميم مصرف لبنان الذي يحدد حجم التوظيفات المالية للمصارف في الخارج، ولا على سوق الفوائد في لبنان الا في المدى المتوسط نتيجة التحديات الداخلية ذات الصِّلة بتباطؤ النشاط الاقتصادي، وانخفاض ربحية القطاع المصرفي، وازدياد حاجات الخزينة العامة نتيجة تقليص هامش الفوائد وتعديل السياسات النقدية. كما انه انعكس إيجابا على مخزون الذهب اللبناني بحيث يعطي الدعم والاستقرار للنقد الوطني بفعل لجوء المستثمرين الى توظيفات آمنة. وتوقع ان يعيش لبنان تبعات "خروج" بريطانيا من الاتحاد الاوروبي عندما يهبط سعر الاورو ويبتعد مستثمروه عن الاستثمار.

 

بري يُطلق آخر رصاصة "لبننة" الاستحقاق فهل يُنضج آب اللهّاب الطبخة الرئاسية؟

 اميل خوري/النهار/4 تموز 2016

هل يكون فصل الصيف آخر فصول أزمة الانتخابات الرئاسية بحيث يُنضج آب اللهّاب الطبخة وتكون اجتماعات هيئة الحوار الوطني لثلاثة أيام الرصاصة الأخيرة التي يطلقها الرئيس نبيه بري من مسدس "لبننة" الاستحقاق وليتحمل بعد ذلك كل مسؤول مسؤوليته اذا أصبح الرئيس من صنع الخارج من رأسه حتى أخمص قدميه؟ الواقع أن الانتخابات الرئاسية قد تصبح، للمرة الأولى، موضوع مقايضة بحيث أن الطرف الذي تكون له رئاسة الجمهورية عليه أن يعطي الطرف الآخر قانون انتخاب يكون على قياسه، وهذا ما يطرح سؤالاً: هل تجرى الانتخابات الرئاسية قبل إقرار قانون الانتخاب لعل ذلك يسهّل التوصل الى اتفاق عليه، أم يسبق إقرار القانون الانتخابات الرئاسية؟ ترى قوى سياسية ان يتم الاتفاق على قانون للانتخابات اذا ظل متعذراً الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية شرط أن ينتخب الرئيس فور الاتفاق على القانون، لا ان تجرى انتخابات نيابية على اساس القانون الجديد قبل الانتخابات الرئاسية خوفاً من ان يستمر الخلاف على هذه الانتخابات حتى بوجود مجلس نواب جيد فتقع البلاد عندئذ في الفراغ الشامل. فما الذي سيقرره أقطاب الحوار: أن يسبق الاتفاق على القانون انتخاب الرئيس أم ان يسبق انتخاب الرئيس اقرار قانون الانتخاب، أم ان الاتفاق على الموضوعين صار متلازماً وفي وقت واحد؟ ثمة من يرى أن انتخاب الرئيس يسهل الاتفاق على قانون للانتخاب لان مجلس النواب الذي ينبثق من الانتخابات التي تجرى على أساسه يفقد مهمة انتخاب رئيس للجمهورية، في حين أن اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية يحوّل هذه الانتخابات معركة رئاسية قاسية باعتبار ان مجلس النواب الذي سينبثق منها مهمته انتخاب رئيس للبنان.

ويتنازع القوى السياسية الاساسية في البلاد رأيان: رأي يقول بوجوب الاتفاق على قانون للانتخاب قبل انتخاب الرئيس لئلا يواجه وهو في مستهل عهده مشكلة الخلاف على القانون بحيث يحين موعد الانتخابات في حزيران 2017 ولا قانون تجرى الانتخابات النيابية على أساسه سوى قانون الستين المرفوض حتى الآن من الغالبية، فتواجه البلاد عندئذ الخيارات الثلاثة الصعبة: إما إجراء انتخابات على اساس قانون الستين، وهذا مرفوض، وإما التمديد لمجلس النواب مرة جديدة، وهذا مرفوض أيضاً، وإما مواجهة الفراغ الشامل وهو الخطر الكبير. فلا مصلحة إذاً لأحد في أن يبدأ رئيس الجمهورية عهده وهو يواجه هذه المشكلات وهذه الخيارات. لذلك لا بد من الاتفاق على القانون قبل انتخاب الرئيس بحيث تجرى الانتخابات النيابية على أساسه بعد أن يكون هذا القانون حمل توقيع الرئيس، وهذا يتطلب الاتفاق على القانون وفي الوقت عينه على انتخاب الرئيس، أو اجراء مقايضة بين الرئاسة والقانون، فمن تكون له رئاسة الجمهورية يكون لسواه قانون انتخاب يرضيه، وقد يكون أهم من الرئاسة إذا جاء له بأكثرية نيابية تستطيع أن تتحكم بقرار أي رئيس للجمهورية وبتشكيل الحكومات و بالمشاريع التي تطرح على مجلس النواب، واذا كان للخارج دور في تسهيل انتخاب الرئيس فهو دعوة من يمون عليهم من النواب للنزول الى المجلس، او ان يصير مطلوباً من الرئيس سعد الحريري اقناع النائب سليمان فرنجية الذي يؤيد ترشيحه بالنزول الى المجلس، ومطلوباً من الدكتور سمير جعجع أيضاً إقناع العماد ميشال عون بذلك وعدم انتظار رأي أي خارج لكي ينتخب المجلس من يشاء رئيساً للجمهورية من بين مرشحين معلنين وغير معلنين. أما أن يبقى فرنجية وعون مقاطعين جلسة الانتخاب للحؤول دون اكتمال نصابها فإن المسؤولية عندئذ لا تقع على الخارج بل تقع على كل من يستمر في مقاطعة جلسات الانتخاب، ويصبح استمرار ترشيح عون وفرنجية بلا معنى اذا لم يُخرج ترشيحهما لبنان من أزمة الانتخابات الرئاسية. وستظل القوى السياسية الاساسية تواجه في اجتماعات اللجان النيابية وفي اجتماعات هيئة الحوار الوطني مشكلة الاتفاق على ا نتخاب رئيس للجمهورية اذا ظل يتعذر عليها الاتفاق على قانون للانتخاب. فهل يتم التوصل الى عقد صفقة تعطي رئاسة الجمهورية لطرف وقانون الانتخاب لطرف آخر ما دام كل شيء في لبنان لم يعد يمر الا بالمحاصصة؟ فلا حكومة يتم تشكيلها الا بعد الاتفاق على المحاصصة، ولا قانون انتخاب يمر الا بعد الاتفاق على المحاصصة أيضاً، ولا رئيس جمهورية ينتخب الا بعد التوافق عليه ويكون فيه لكل قوة من القوى السياسية الاساسية حصة بعدما صار الحسم بالتصويت صعباً كما كان يحصل في الماضي وعملاً بالدستور وتطبيقاً للنظام الديموقراطي في ظل الانقسام السياسي والطائفي الحاد. أما السلة المطروحة في طاولة الحوار فقد لا تتسع لأكثر من موضوعين مهمين وأساسيين هما: رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، وقد بات مصيرهما متلازماً، فلا اتفاق على هذا من دون ذاك كي تتم القسمة والمحاصصة.

 

الاتفاق النفطي يطرح ملف الضمانات المفقودة أي آلية وصدقية في غياب رئيس للجمهورية

روزانا بومنصف/النهار/4 تموز 2016

يود كثر الاعتقاد ان التفاهم المتجدد بين اسرائيل وتركيا بعد قطيعة لسنوات والذي يشكل الباب الاقتصادي وتحديدا في ملف النفط والغاز الاسرائيلي الذي يحتاج الى تركيا للمرور الى اوروبا شكل احد ابرز المحفزات للتفاهم الذي حصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل حول الافراج عن ملف النفط والغاز، وليس تأثراً بأي اشارة اقليمية بحيث يكون هذا التفاهم رأس جبل الجليد لتفاهم يوصل العماد ميشال عون الى الرئاسة الاولى، خصوصا ان كثرا يعتقدون ان خلاف الفريقين على هذا الملف كان مرتبطا باعتبارات من بينها ربط فك عقدة ملف النفط بموضوع الرئاسة. فهذا الاعتقاد يشكل نوعا من التعزية لجهة انه تم الالتفات في لحظة ما الى مصلحة لبنان في عز حمأة مسارعة دول اقليمية الى تحسين اوراقها وموقعها فيما لبنان غارق منذ سنوات في مشاكله وخلافاته الصغيرة التي اعاقت وتعيق الاستفادة من الغليان الحاصل في المنطقة من اجل تحصين وضعه على كل الصعد.

لكن ثمة اسئلة مقلقة اثارها هذا التوافق الذي بدا مفاجئا في توقيته والذي تم التمهيد له عمليا على طاولة الحوار الاخيرة في عين التينة. وبمقدار ما بدا الاتفاق مهما من اجل الافراج عن ملف النفط والغاز في البحر واعادة تحريكه بعد عرقلة لسنوات ومن اجل الايحاء بان مصالح ما قد تلتقي في وقت من الاوقات على تأمين وقود لاستمرار البلد، بمقدار ما بدا غريبا ومستغربا عدم التوقف والسؤال والمحاسبة حتى في اشكالية ان عدم اتفاق مكونين سياسيين يمكن ان يحجب عن لبنان واللبنانيين استفادة محتملة يمكن ان تساهم في استقرار لبنان واعطاء دفع لوضعه الاقتصادي في ظل انصراف اسرائيل الى استخراج النفط البحري والاستفادة منه. الاسئلة التي يمكن ان يستدرجها هذا التوافق تتصل بالذهاب الى آلية تضعه موضع التنفيذ في غياب رئيس للجمهورية في الوقت الذي يعد من ابرز الملفات التي يمكن ان تترتب عليه التزامات كثيرة شأنه شأن قانون الانتخاب الذي يعترض افرقاء كثر بمن فيهم الرئيس بري في احد المراحل لجهة ضرورة عدم بت قانون انتخاب جديد من دون وجود رئيس للجمهورية. كما ان وجود رئيس للجمهورية يمكن ان يشكل سقفا راعيا لخلافات سياسية قد تكون منضبطة الى حد ما خصوصا بعد انتخاب رئيس جديد بحيث يمكن ان يطمئن الشركات الدولية التي يرغب لبنان في ان تستثمر بلوكاته النفطية في وجود استقرار سياسي وامني غير متوافرين راهنا. فهذا كان مطلوبا بقوة حين كان موفدون من الادارة الاميركية يحضون لبنان على وضع ملفه النفطي على طريق الاتفاق السياسي الداخلي تحصينا للبنان من جهة وطمأنة للمستثمرين في الخارج، ولو ان هذا الاستثمار لن يكون منتجا للبنان قبل مدة تتفاوت بين سبع وتسع سنوات. ولذلك فان السؤال الذي يثيره بعض المتابعين هو ما اذا كان يمكن وسط عدم الاستقرار السياسي والامني الذي يترجمه غياب الاتفاق على انجاز الاستحقاقات الدستورية من جهة وغياب رئيس للجمهورية يمكن ان يمثل مصالح لبنان ويدافع عنها او ان يكون مجلس النواب قادرا على ان يجتمع لتمرير الاتفاق على ملف النفط وان يضمن انخراط شركات عالمية مهمة ما لم يكن ثمة اتفاق غير مباشر على انتخاب عون قريبا او على اساس الاعتقاد بان الرئيس لا بد من ان ينتخب في نهاية الامر قبل الانتهاء من اعداد الالية لبدء السير في طريق هذا الملف والذي سيستغرق اشهرا عدة. غير ذلك، فان الضمان السياسي قد لا يكون متوافرا خصوصا في ظل حكومة بالكاد تنجز بعض المهمات او في ظل مجلس نواب لا يجتمع ويود رئيس المجلس ان يحمل النواب مسؤوليتهم في حال تقاعسهم عن المساهمة في النزول الى المجلس من اجل اقرار القانون الضريبي المتعلق بهذا الملف، علما انه سبق ان حملهم مسؤولية تقاعسهم عن المشاركة في انتخاب رئيس ولم يؤثر ذلك. يود اللبنانيون ايضا ان يحصلوا على اجابات واضحة وصريحة في ظل اتهامات رفعها رئيس الحكومة تمام سلام بالذات في وجه الحكومة بقوله انها الاكثر فشلا وفسادا بين الحكومات، فلماذا قد يكون التعاطي مع ملف النفط غير مندرج في اطار المحاصصة السياسية والطائفية بحيث يصل الى لبنان واللبنانيين من الجمل اذنه فقط من عائدات النفط المفترض ان تكون بالمليارات من الدولارات؟ ففي ظل عدم ثقة مستحكمة من بعض الافرقاء السياسيين انفسهم ومن اللبنانيين عموما بشفافية الطبقة السياسية ومسؤوليتها في اي ملف يجب ان يضع المسؤولون نصب اعينهم تقديم التسليم جدلا بانه سيهلل للموضوع على انه الثورة الموعودة التي ينام عليها لبنان. كما يود اللبنانيون ان يحصلوا على اجابات صريحة وقبل المضي قدما في الملف الضروري والحيوي للبنان كيف يمكن قيادات او افرقاء سياسيين واجهوا تحديات حقيقية في انتخابات بلدية اعتبر افرقاء سياسيون انهم تلقوا رسائل واضحة من خلالها عن وجوب تغيير الاداء واخذ المعطيات الجديدة في الاعتبار ان يتولوا هم تقرير ملف بهذه الاهمية من دون احداث اي تغيير في ادائهم كادراك الذهاب الى توافق سياسي على انقاذ استقرار لبنان بانتخاب رئيس ووضع مساره السياسي على السكة الصحيحة.

 

مراكمة الفشل

علي نون/المستقبل/04 تموز/16

سُرّبت قبل أيام خبريات تقول إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طرح على المسؤولين الفرنسيين خصوصاً (وغيرهم من الأوروبيين) مقايضة بين قبول طهران «هدنة» في سوريا في مقابل التعجيل بمقاربة الغرب لملف العقوبات على بلاده تبعاً لتتمات الاتفاق النووي العتيد! وبالأمس، تسرّبت خبريات تقول إن إيران (وبواسطة ظريف أيضاً) طرحت على الغربيين، مقايضة انتخاب رئيس جمهورية في لبنان بالتسليم ببقاء بشار الأسد في سوريا! لم تنفِ طهران أياً من الروايتين، لكنها في المقابل وللمفارقة قدمت ما يؤكدهما! «المرشد« علي خامنئي عاد إلى مهاجمة كل من يراهن في إيران على علاقة مع الخارج، خارج سردية النزال والمواجهة والقتال ووضع الحراب في رأس جدول الأعمال! مستخدماً مصطلحات كانت خفتت أو تراجعت بُعيْد الإعلان عن الوصول إلى الاتفاق النووي ومعيّراً من «لا يزال» مقتنعاً بأن الأميركيين خصوصاً والغربيين عموماً يريدون علاقة جيدة مع بلاده، بأنهم فقدوا صوابهم، داعياً هؤلاء إلى عدم الانخداع في التعامل مع «العدو» الأميركي! ما يلفت في هذا الكلام، مع أنه لا يخرج كثيراً عن أدبيات «المرشد« الإيراني، هو أنه يأتي بعد عودة ظريف من جولته الأوروبية خالي الوفاض، والأهم (من التوقيت) هو أنه يأتي ليناقض كلاماً آخر، كان قاله خامنئي نفسه (وخلال وجود وزير خارجيته في أوروبا) يدعو فيه إلى الإسراع في تنفيذ الشق المتعلق برفع العقوبات عن إيران ومن ضمن ذلك ما يتعلق بالقطاع المصرفي الإيراني. ذلك في زبدته يدلّ على أمرين (أو يعيد تأكيدهما): الأول أن إيران كانت ولا تزال تجمع «أوراق» النفوذ في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهي أوراق نكبات وويلات، لتطرحها على طاولة البحث في مصالحها الاستراتيجية الكبرى والصغرى، مع الغرب في الإجمال.. ولا يهمها بالعمق، كل الباقي! والثاني (المقابل) هو أن الغرب يربط تطور العلاقات الشاملة مع الإيرانيين بتغيير شامل في أدائهم! أي: مقابل التخلي عن المشروع النووي جرى فتح قنوات محددة ورفع جزئي لبعض العقوبات! لكن الملف النووي ليس (ولم يكن) وحده القصّة المفتوحة بين الطرفين! بل هناك، كما هو واضح، أداء إيران المستمر على وتيرته إزاء الخارج! وتلك ازدواجية ترتضيها إيران وتعتمدها، لكنها أعقد وأكبر بكثير من قدرة «الخارج» على قبولها أو التسليم بها! ما يعنيه ذلك هو أن إيران تراكم الفشل في أدائها السياسي والديبلوماسي، لكنها لا تعرف كيف وأين تقف في اللحظة المناسبة! وقمة خطاياها افتراضها القدرة على لعب أدوار أكبر منها! ومن قدراتها! ومن إمكاناتها! والاستمرار باعتماد الشيء ونقيضه، أي الارتداد إلى مفهوم «الدولة« في الداخل، ومتابعة درب «الثورة» في الخارج! ثم متابعة الافتراض بأن الكرة الأرضية لا تعرف الدوران من دونها! وأن ابتزاز القريب والبعيد بالنار يمكن أن يُبقي حدائقها باردة! ثم قبل ذلك كله: ماذا يعني حديث المقايضات سوى التجارة؟!

 

الدولة والدويلة

د. عمّار حوري/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 تموز 2016

ينظّر علينا دائماً «حزب الله» بأنه يحمي اللبنانيين ودولتهم، بينما واقع الحال انّ ما يقوم به فعلاً هو تنفيذ أجندة إقليمية والخروج على القانون والإجماع الوطني من خلال إقامة مناطق نفوذ طائفي على حساب الدولة وسلطتها المركزية لمصلحة دويلته ممّا يُشكل أعلى مرتبة من مراتب تخريب الدولة وإضعافها وإشاعة الفساد والتهرّب من الالتزامات التي توجبها القوانين، من خلال عسكرة البيئات التابعة له وإقامة مربعات واسعة للأمن الذاتي، وتعميم هذه الثقافة، وتشريع التهريب عبر المرافق العامة، والامتناع عن دفع الرسوم والضرائب، وتشجيع الأسواق السوداء التي يديرها ويستفيد منها المحازبون والمقرّبون، والإتجار غير الشرعي بالدواء والمخدرات والكبتاغون وغيرها. ودأب «حزب الله» على حصر المسؤولية عن الدين العام وأزمات الكهرباء والمياه وغيره من المشكلات الاجتماعية، في اتجاه واحد يتمّ التعبير عنه بمصطلح السياسات الاقتصادية المعتمدة منذ العام ١٩٩٢، غاسلاً يديه من ناحية ومكرّراً من ناحية ثانية حملات التضليل التي استهدفت الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونهجه لاحقاً. وأدّت تلك الحملات الى شلل إدارات الدولة، وإدخال لبنان في نفق التراجع والجمود، وبصمات الحزب واضحة في كل مكان، ولا يمكن حجب مسؤوليته عن تفاقم الدين العام، والخلل الذي أصاب العديد من المرافق العامة.

إنّ إجماع اللبنانيين على إعلان الغضب ممّا آلت اليه الكهرباء مثلاً، هو دليل قاطع على حال الاهتراء الذي انتهت اليه أحد قطاعات الدولة. وقد يكون من المهم وسط صراخ المواطنين وتذمّرهم، التذكير بأنّ الدولة اللبنانية في النصف الثاني من التسعينات تمكنت من تأمين الكهرباء ٢٤/٢٤ لمعظم المناطق اللبنانية، وأنّ الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على محطات الكهرباء، شريكة للفشل المتراكم في إدارة هذا المرفق، والذي تتحمّل مسؤوليته جهات سياسية معروفة حليفة لـ«حزب الله» تعاقبت على استلام زمام أمور الكهرباء والطاقة على مدى سنوات طويلة، ووُضعت في تصرّفها كل الامكانات المتاحة لإدارة هذا المرفق وتخفيف الاعباء التي يرتّبها على الخزينة وتفاقم الدين العام. إنّ مرحلة الإعمار وإعادة البناء والازدهار الاقتصادي بعد 1992، والتي لم يكلّ «حزب الله» من تشويهها، تتحدّث عن نفسها، مهما حاول المضللون الإساءة اليها وتشويه إنجازاتها.

فقد واجهت تلك المرحلة بمسؤولية وشجاعة آثار العدوان الاسرائيلي الغاشم عام ١٩٩٢ وما نجَم عنه من خسائر اقتصادية ومادية وإنسانية، وتولّت تلك المرحلة بكفاءة عالية مواجهة اجتياح العدو عام ١٩٩٦، وسجّلت انتصاراً ديبلوماسياً غير مسبوق للبنان، مَكّنه من مواجهة تداعيات الاجتياح والخسائر الجسيمة التي حلّت بقطاعات الانتاج والمرافق العامة. تلك المرحلة أنجزت وأسَّست لأوسع شبكة مواصلات في تاريخ لبنان، وربطت العاصمة بكل المناطق بخطوط لم تكن موجودة لعشرات السنين، ودخلت تلك المرحلة الى الضواحي الجنوبية والشرقية والشمالية بأوسع عملية تأهيل للبنى التحتية التي لم تمتد إليها يد التأهيل والتصحيح منذ الستينات، وأعادت تلك المرحلة بناء المدينة الرياضية فخرّبوها وحوّلوها الى مرعى للفوضى واليباس، وأنشأت المدينة الجامعية في الحدث فجعلوها مقراً حصرياً للاحتفالات الحزبية والدينية الخاصة. وأقامت تلك المرحلة أحدث مستشفى حكومي في تاريخ لبنان، فأمسَت الآن مستشفى يحتاج الى العناية الفائقة، وأعادت تطوير وتوسعة مطار بيروت ليكون مرفقاً يتّسع لاستقبال ملايين الوافدين والمسافرين وبوابة حضارية تليق بلبنان واللبنانيين، فاتخذوا منه وسيلة لفرض النفوذ وتهريب ما يتيسّر من الحاجات والاتباع. تلك المرحلة أعادت ترميم وبناء آلاف المدارس الرسمية في كل المناطق اللبنانية، وأسهمت بكل اعتزاز وراحة ضمير في إعادة بناء الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية. هذا باختصار هو مفهوم الدولة وصورة الازدهار والإعمار لتلك المرحلة، والتي لو قُدّر لها أن تستمر لكان اليوم لبنان منارة حقيقية في هذا الشرق. أما مفهوم الدويلة اليوم، فـ«حزب الله» هو النموذج. ولن يكون استقرار لبنان وازدهاره إلّا في ظل الدولة وحصرية سلاحها. وللحديث صلة.

 

القصة الكاملة لرغبة جنبلاط بلقاء نصر الله...هل ينعقد اللقاء؟

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 تموز 2016

إثر تلبية رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إفطار «حزب الله» الذي أُقيم غروب يوم ٢٠ حزيران الماضي في مقرّ كتلة «الوفاء للمقاومة» في الضاحية الجنوبية، صدرت تسريباتٌ صحافية مستقاة من مصادر في الحزب تقول إنّ تلبية جنبلاط للإفطار لا تأتي في سياق الإعداد للقاء بينه وبين السيد حسن نصر الله، علماً أنّ هذا النفي لا يعني وجود فيتو من الحزب على اللقاء، لكنّ ظروفه الموضوعية ليست مؤاتية. في مقابل هذه التّسريبات، تحدّثت أجواء في «حزب الله» أنّ جنبلاط يرغب فعلاً في عقد لقاء مع نصر الله في هذه الفترة، وأنه أفصَح عن رغبته هذه لقنوات الاتصال المعتمدة بين المختارة وحارة حريك، وفي تفسيره لموجبات هذا اللقاء، أوحَى جنبلاط بأنّ لديه أفكاراً لحلّ الأزمة يرى أنه قد يكون مفيداً عرضها على نصرالله. وهناك في الواقع سؤال يطرح نفسه، تعقيباً على حضور جنبلاط مع وفد ضمّ أبرز أركانه إضافة إلى نجله تيمور، إفطار ٢٠ حزيران، وهو عن المعنى السياسي الذي يضمره من حضوره الافطار، سواءٌ لجهة توقيته أو رسالته السياسية؟ المصادر التي جمَعت معلومات على صلة بإعطاء اجابة عن السؤال الآنف، تقدم رواية كاملة لما تعتقد أنها الخلفيات التي تُفسّر خطوة جنبلاط في اتجاه «حزب الله. تستند هذه الرواية الى معطيين أساسيَّين؛ أوّلهما له منزلة اقليمية داخل حسابات المختارة، والثاني يتعلق برغبة جنبلاط في إيجاد إسقاطات محلية له:

- تقول حيثيات المعطى الأول إنّ جوهر القصة يتصل بمستجدات طرأت على حسابات المختارة الاقليمية التي بقيت طوال العامين الماضيين تراعي جانب ألّا تقوم بمبادرات تجاه «حزب الله» تؤثر سلباً على جهود جنبلاط الحثيثة لحماية مصالح دروز سوريا.

فحينما نشبت أحداث السويداء العام الماضي واستشعر جنبلاط بأنّ دروز سوريا قد يدفعون من وجودهم ثمن الحرب الداخلية السورية، رأى أنّ الحكمة تقتضي منه إعطاء الأولوية في كلّ تحرّكاته للحفاظ على الوجود الدرزي في سوريا المهدّد من التيارات الإسلامية السلفية الصاعدة في كلّ المنطقة.

ورأى جنبلاط أنَّ أفضل طريق لبلوغ هذا الهدف، هو تجنّب استفزاز التيار الإسلامي السلفي المتعاظم في سوريا. وذهب بعيداً في تجسيد هذه السياسة، حيث عرض ما يُشبه الهدنة غير المعلنة بين طائفة الموحدين الدروز والإسلاميين السلفيّين. وتوجّهه هذا هو الذي يُفسّر حينها دعوته العلنية إلى «الدروز للعودة إلى الإسلام» والتي لاقت حينها استغراب مشايخ الدروز.

ومن ثمّ أتت مبادرته التالية في سياق أساليبه في توجيه الرسائل الرمزية، والتي بموجبها شرع ببناء جامع لصيق بدارة المختارة، علماً أنه تباطأ في اتمام بناء قبته. وفي الوقت عينه كثّف من تصريحاته التي تُظهر أنّ المختارة تعيش أجواء التفاهم مع حارة حريك تحت سقف تعارض موقفهما من الازمة السورية ومن النظام السوري.

وضمن سياسة عدم استفزاز التيار السلفي في المنطقة، وسوريا خصوصاً، وحرصاً على إنجاح جهود اقليمية لأخذ ضمانات بعدم تعرّض دروز سوريا لمصير يشبه ما لحق بالايزيديين وأقليات مسيحية اخرى، قرّر جنبلاط النأي بنفسه عن «حزب الله»، أو أقله تحاشي ظهوره بأيّ صورة مع الحزب تُوحي بتواصل وثيق بينهما، وذلك تجنّباً لتأجيج نار غضب السلفيين السوريين ضد الدروز، خصوصاً «جبهة النصرة» التي بينها وبين «حزب الله» حساب مفتوح.

وتقول المعلومات إنّ جنبلاط في المرحلة الراهنة، وكنتيجة لمستجدات عدة أبرزها الوجود العسكري الروسي المباشر في سوريا، اصبح متحرّراً من عقدة خوفه على مصير دروز سوريا، وصار مطمئنا بالكامل الى أنّ مرحلة توجسّه بأنهم قد يتعرضون لنوع من حرب الإبادة ضدّهم قد انتهت واصبحت وراء ظهره. وهذا السبب قاده بالتالي للتحرّر من التحوّط الذي كان يبديه سابقاً تجاه فتح حوار مباشر مع «حزب الله» وعلى أعلى مستوى ليجرّب إنتاج حلٍّ محلّي للأزمة اللبنانية الراهنة.

- أما المعطى الثاني، فهو محلّي ويتصل بنصائح سمعها جنبلاط في لقاءاته الخارجية. وهذا المسار بدأ قبل نحو شهر تقريباً، حينما كان المعهد الثقافي العربي في باريس يستضيف مناسبة عرض فيلم وثائقي عن كمال جنبلاط. وعلى هامشها عقد لقاء غير رسمي ضمّ جنبلاط وجيفري فيلتمان وغسان سلامة وناصر السعيدي ورياض سلامة. وقد أطلق بعض المصادر اللبنانية في باريس على هذا اللقاء غير الرسمي تسمية «اللقاء الخماسي» (كشفت «الجمهورية» عنه في حينه).

آنذاك، لم تتسرّب أيّ اجواء حول طبيعة النقاشات التي دارت في اللقاء. لكن بعد مرور نحو اسبوعين، توضحت أبرز خلاصاته، ومفادها أنّ فيلتمان ابلغ محادثيه الأربعة بأنّ الصورة الاقليمية قاتمة، حيث الاشتباك الإيراني - السعودي لا يزال مستمراً، وأسوأ من ذلك، أنّ كلّ المحاولات الدولية المبذولة لإنتاج تسوية لهذا الاشتباك باءت بالفشل، وهذا الاشتباك مرشح للاستمرار في المدى المنظور، ومعه مرشح على نحو كبير أن تستمرّ انعكاساته السلبية على أزمات المنطقة ومن بينها أزمة الشغور الرئاسي في لبنان.

واستدراكاً، استخلص فيلتمان أن لا إمكانية في هذه المرحلة لإنتاج مسعى دولي أو مبادرة اجنبية لحلّ أزمة الرئاسة في لبنان، ويبقى الأمل الضئيل معقوداً على إمكانية أن يحاول اللبنانيون تدبر أمورهم بأنفسهم، وأن يحاولوا - إن استطاعوا - السعي لترتيب حلّ محلّي لأزمة الشغور الرئاسي.

وخلال نهايات هذا الشهر، ردّدت الخارجية الفرنسية بمناسبة الإعداد لزيارة وزيرها جان مارك إيرولت بعد ايام الى لبنان، امام محادثيها اللبنانيين المضمون نفسه لعبارات التشاؤم التي قالها فيلتمان.

وكانت أوضح في تفسير وجهة نظرها عندما ردّت تعثّر انتخاب الرئيس اللبناني الى حقيقة «أنّ طهران لا تزال غير معنية بفتح باب مجلس النواب أمام جلسة انتخاب رئيس، فيما الرياض لا تزال تريد الاستثمار في لبنان داخل دائرة جهودها لضرب النفوذ الإيراني حصراً».

أكثر من ذلك أرجأت باريس مؤتمر المانحين لدعم لبنان من موعده الأوّلي هذا الشهر الى الخريف المقبل، وقال مسؤولون فرنسيون حسبما ورد لبيروت في التقارير الديبلوماسية أنّه حتى لو عُقد المؤتمر في موعده الأصلي (تموز الراهن) فلن يؤدّي الى نتيجة عملية نظراً لغياب لبنان عن أولويات اجندة الاهتمامات الدولية والاقليمية.

وعن زيارة ايرولت للبنان، فإنّ باريس لا تدّعي أنّها ستساعد في تحريك انتخابات الرئاسة اللبنانية. ومع ذلك حاول إيرولت لمناسبة زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى فرنسا قبل ايام محاولة تكرار «ضربة حظ» عبر مفاتحته باقتراح أن تساعد طهران عملياً في انتخاب رئيس لبناني، ولكنّ ظريف كرّر عبارته ذاتها التي درجت إيران على استخدامها أخيراً كلما استمزجت باريس رأيها بالتدخل لإنهاء الشغور الرئاسي اللبناني، وفحواها «أنّ هذا الامر متروك للبنانيين». ومن خلال التجربة بات واضحاً لباريس أنّ ترجمة هذه العبارة تعني أنّ «ايران لا ترى أنّ وقت التسويات مع السعودية قد نضج لا في لبنان ولا خارجه». في هذا الإطار، ليس صعباً الاستنتاج أنّ جنبلاط نقل انطباعاته عمّا سمعه من فيلتمان لجهة أن لا حلّ الآن سوى بجهد لبناني صرف، الى الرئيس نبيه بري الذي بدأ من جانبه يدلي بتصريحات ضخّت مناخ تفاؤل محتمل عن حلّ لأزمة الشغور الرئاسي في شهر آب المقبل. وكلّ هدف برّي من النفخ في هذا المناخ هو استكشاف ما إذا كانت هناك فرص لإنتاج حلّ محلّي للأزمة، ولذلك تصاحبت تصريحاته مع عودة تداول مصطلحات «دوحة لبنانية» «ورئيس صنع في لبنان»، الخ.

والى عاملَي التحرّر من عقدة الخوف على دروز سوريا والتيقّن بأنّ الحلّ يكون لبنانياً في هذه المرحلة أو لا يكون، ثمّة عامل ذاتي يدفع جنبلاط لمحاولة طرق باب حارة حريك، وهو رغبته في إعادة إنتاج دوره كبيضة قبان داخل التوازنات السياسية في البلد.

وعشية تعليقاته على مجريات الاستعدادات لعقد الانتخابات البلدية في لبنان، كان جنبلاط يتقصّد نعي دوره كخشبة خلاص سياسية وسطية، ودعا إلى الاعتراف بحيثيات سياسية مستجدة ينتجها الواقع الجديد على الارض. غير أنّ جنبلاط يظن أنّه يمكنه الآن إعادة دوره كبيضة قبان، نظراً لوجود حاجة لتسوية حلّ الضرورة بين «٨ و١٤ آذار» على رئيس للجمهورية ليس مهماً اسمه بل المهم مدى إسهام وظيفة انتخابه في إنهاء أزمة شلل مؤسسات الدولة.

ولا شك في أنه وصلت إلى جنبلاط أخبار التفكير الجديد لنصرالله عن رغبته بحلّ مع الحريري يقوم على سلّة مطالب أقلّ من تلك التي كان يعرضها قبل عام. فما يريده الحزب حالياً كشرط لقبوله بـ»إنتخاب رئيس ضمن حلّ أكبر لأزمة البلد» هو فقط موافقة تيار «المستقبل» على قانون انتخاب جديد.

يختم القائلون بالرواية الآنفة عن خلفيات رغبة جنبلاط بلقاء نصر الله بالقول، إنّه فيما لو وافق الاخير على لقاء سيد المختارة، فسيؤشر ذلك الى إمكانية وجود «أفق ما» لصالح تسهيل الحلّ المحلّي. وهذا سيؤسّس لمسار عقد جلسة انتخاب يؤمّن نصابها «المستقبل» ويتأمّن الفوز فيها للعماد ميشال عون بأصوات «حزب الله» وحركة «امل» وجنبلاط و»القوات اللبنانية» والنائب سليمان فرنجية. اما فيما لو تمّ تأجيل موعد جنبلاط مع نصرالله تحت مبرّر انتظار نضوج ظروفه، فهذا سيعني أنّ تعقيدات المشهد السوري وانعكاساته السلبية على لبنان، لا تزال أقوى حضوراً داخل معادلة الأزمة اللبنانية. وبالتالي فإنّ تذليلها لن يحدث بمجرّد رغبة جنبلاط بالخروج من هدنته غير المعلنة مع «النصرة» ليبدأ مسار عودته الى حارة حريك «كمخلّص سياسي» يكون له ثلاثة أرباع حصة الدور في تسوية حلٍّ صنع في لبنان.

 

السيد نصرالله من محلل سياسي الى مرشد ديني مؤخراً!!‏

سلوى فاضل/جنوبية/3 يوليو، 2016

على غير عادته صار السيد حسن نصرالله يُضمن كلماته توجيها دينيا مباشرا ونقديا للفرق الإسلامية الأخرى رغم حرصه السابق، وبشدة، على ما يسمى الوحدة الإسلامية. فما الذي دفعه الى هذه المغامرة الخطابية الصعبة؟ صار من عادات السيد حسن نصرالله الإطلالة على السعودية في كل خطاب له منذ تفجّر الأزمة بينهما بُعيد حرب اليمن وإعلان دول الخليج حزب الله حزبا إرهابيا..هذا الصراع الذي كان حتى أشهر مضت خفيّا، غير معلن، على اعتبار أن إيران عدوة السعودية اللدود سياسيا، تقف وراء الحزب، وعلى اعتبار أن السعودية حليفة الولايات المتحدة هي عدوة إيران والشيطان الأكبر والتي تدعم إسرائيل، على حد قول الدعايتين المتقابلتين. هذا التقسيم في التوجهين والحلفين والخطين لم يمنع أي تعاون بين السعودية وحزب الله سابقا على صعد عدة، وكان الطرفان اللدودان لا يُجهران بعداوتهما التي بلغت ما بلغت خلال تصريحات سعود الفيصل في حرب الـ33 يوم، اذ كانت بعض اللقاءات تتم على صعيد وزراء الحزب في الحكومة اللبنانية، على الأقل، مع السفير السعودي في لبنان. وجاءت حرب اليمن بشكل قطعيّ- رغم ان ثورة البحرين كانت قد سبقتها – التي لا ناقة لحزب الله فيها ولا جمل، الا ان الحزب دسّ نفسه في مطولات خطابيّة ودعم عسكريّ وماديّ ولوجستيّ دفاعا عن اليمنيين، فانقطع خيط معاوية الرفيع بينهما وصارت التصريحات النارية تطل برأسها في خطابات السيد بشكل غيرمسبوق، والمفاجئ هو قول السيد نصرالله في يوم القدس العالمي ان “كل من يحتفل بيوم القدس هو من عانىّ من سياط الحكام”. في إشارة واضحة الى الأنظمة الملكيّة في الخليج العربي. ولم تتخذ ثورة البحرين صفة الدعم القتاليّ لأنها ظلت ثورة سلميّة كما أرادها أبناؤها ولم يتم الإضاءة عليها الا إعلاميا وبشكل غير مكثّف لكون البحرينيين غير تابعين لولاية الفقيه التي تُحيل القرار الديني الصادر عن ولي الفقيه الى أمر واجب التنفيذ. ويتجلى الهجوم الحزب اللهي على السعودية بوضع الإصبع على مكمن الإفتراق، أي على الفكر الوهابي في السعودية الذي على أساسه تقوم أفكار الحركات التكفيرية، في مواجهة مقابل الفكر الشيعي. فهو هنا يعمل وبكل ذكاء على هدم الهيكل على أصحابه كما حاول سابقا الكتّاب والمفكرون العرب والفلسطينون تهشيم العنصرية الصهيونية التي على أساسها قامت إسرائيل. لم تعد قضية فلسطين الداخل، رغم عظمة ثورتها، في أولويات خطاب السيد حسن، وبالقدر نفسه، خاصة ان جلّ تركيزه يأتي دوما على الخطاب الوهابيّ و فكره وأعمدته في محاولة لتحصيص (من حصحصة) المشاهدين وجذبهم وإستمالة الخليجيين والعرب الآخرين إليه الذين يعانون من تعصب الفكر الوهابي، خاصة في مصر ودول المغرب العربي، وممن هم على تماس مع هذه الحركات التي تقدّم الإسلام المتشدد العنيف، لا الإسلام المنفتح الوسطي الذي كان يحمله أغلبية المسلمين من العرب ومن غير العرب. والسيد نصرالله هنا يضرب ضربتين الأولى خلع مسامير الفكر المتشدد، وثانيا تقديم صورة عن الإسلام المنفتح المتمثل بالفكر الشيعي حسبما يظهره، او العقيدة الشيعية حسب عقيدته ورأيه علما ان كثر من السنة الوسطيين يرون في الفكر الشيعي تطرفا وانحيازا باتجاه ما. اليوم يتفرّغ السيد حسن وبشكل تام لمواجهة السعودية ونظامها الفكري والعقدي، متراخيا مع إسرائيل التي مازح قادتها مؤخرا، قائلا لهم: “صايرين تحكوا كتير” كما العرب قاصدا بقوله. وكثرة الكلام تعنيّ قلة الفعل. ومحيلا قضية فلسطين الداخل وفلسطين غزة الى حماس وكل الفصائل وكل من يقاتل اسرائيل ولو بالسكين فقط. “لقد حررنا ارضنا نحن الشيعة فحرروا أرضكم أيها السنّة المعتدلين، وانا اتفرّغ للفكر السنيّ المتشدد فأهدم الهيكل على رأسه”. هذا هو مضمون كلمات وخطابات السيد مؤخرا. .. إنها لعبة ذكيّة جدا، كان قد اعلن عن أحقيتها بعض المُعممين الشيعة الذين يحملون الفكر الشيرزاي الذي يقول: “إن حرب الشيعة الأساس مع هذا الفكر الوهابي لا مع إسرائيل”.وهو ما تم إكتشافه وإعلانه وفضحه بشكل صريح، والذي كانت تتم تغطيته باسم الوحدة الإسلامية كما يقول الشيرازيون. والسيد نصرالله لا يواجه السنّة من أبناء المذاهب الأربعة في أيّ من مواقفهم فهو يعرف أن معظمهم بات خارج دائرة الإعجاب به بعد إنخراطه في الحروب العربيّة الداخلية، لذا عليه جذبهم من جديد بخطاب مذهبيّ معتدل. باعتقاده انه يواجه “خوارج العصر” الذين حاربوا أجداده.

 

حظوظ تسوية "عون- الحريري- النفط"

منير الربيع/جنوبية/الأحد 03/07/2016

لم تستمرّ الحركة السياسية الناشطة "خفيّة". ثمة من أراد إحراقها، أو التشويش عليها. الإتفاق النفطي بين الرئيس نبيه والوزير جبران باسيل ليس منعزلاً، بل أتى في سياق مفاوضات سرّية شملت مختلف الإستحقاقات، البعيدة نسبياً من السلّة التي طرحها برّي وتتعلق بشكل الحكومة، قانون الانتخاب وأمور أخرى. إذ بموازاة هذه السلّة التي أجهضت نسبياً، كانت المشاورات تدور حول كيفية إيجاد حلّ سياسي "مؤّقت" للأزمة، بالصيغة الحالية وبلا أي تعديل. لم يكن عن عبث، تأجيل برّي "خلوات" الحوار الثلاث إلى آب المقبل. وإثارته موضوع النفط في آخر جلسة حوار، إضافة إلى تشبّثه بالسلة بين الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب، أو الذهاب إلى دوحة لبنانية، سوى إستمرار بالتهويل لضرورة إنجاز الإستحقاقات للحفاظ على النظام، واستقراره. وفي هذا السياق تبرز اللقاءات المكثّفة التي أجريت بين قادة الصف الأول في الأيام الماضية، ومنها السحور الذي جمع رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع جعجع والرئيس سعد الحريري، واللقاء بين جعجع والنائب وليد جنبلاط، بالإضافة إلى لقاء جنبلاط بالأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. في لقاء جنبلاط جعجع، وفق مصادر، التقى الجانبان على وجهة نظر للأوضاع الإقليمية، وأن لا تسويات تلوح في الأفق. لذلك، لا بد من إيجاد حلّ "صنع في لبنان" لإبعاده عن حريق الخارج. أما في الشق الداخلي، فقد توزّع النقاش على خطين: الإتفاق على انتخاب النائب ميشال عون وحماية لبنان ومؤسساته والإهتمام بالإقتصاد والأوضاع المالية، أو البحث عن تسوية تنتج رئيساً وتوافقاً على الحكومة المقبلة.

أبلغ جنبلاط جعجع أن لا مانع لديه بانتخاب عون مع توافق مسيحي عليه، ولكن بشرط موافقة بري والحريري. حتى أن المصادر تتحدث عن إمكانية مفاتحة الرجلين الحريري بالأمر، فيما يتابع جعجع البحث مع عون، على أن يعمل جنبلاط على خط برّي والضاحية، لتسهيل تلك العقبات، "رغم من مرورة المحاولة".

في اليوم التالي، حضرت هذه الملفات على طاولة السحور في بيت الوسط، وإنطلق النقاش من مسارين: إمكانية عودة جعجع عن ترشيح عون، والحريري عن ترشيح النائب سليمان فرنجية، أو إقناع الحريري بدعم عون وبالتالي موافقة "حزب الله" وإنجاز الإستحقاق. وتقول المصادر، إن الحليفين عرضا كل الخلفيات والتداعيات لأي خطوة قد يقدم عليها الحريري، ولاسيما ارتداداته على جمهوره وبيئته أولاً، وموقف السعودية منها ثانياً. ولذلك، ثمة من يقرأ في سطور البيان الصادر عن الطرفين، بأنهما تراجعا عن خياريهما، خصوصاً مع إعادة إحياء "السين السين" أي سعد وسمير، فيما يصرّف الطرفان علناً على أن كل واحد منهما مستمرّ على موقفه. وتكشف مصادر المجتمعين أن جعجع والحريري اتفقا على أن عون لم يقدّم أي تنازل ولم يتخذ أي موقف يشجع على دعمه ويبرر هذا الخيار. ورغم عدم اقتناع شخصيات بارزة في الحزبين بإمكانية إنجاز هذه التسوية، وتعتبر أن هذا الحراك يهدف إلى إنهاء حظوظ عون، وإقناعه بالبحث عن بديل منه، مقابل حصوله على مكاسب سياسية. وعليه لا شيء واضحاً بعد، خصوصاً أن جوهر الأمر يبقى لدى "حزب الله". وفي هذا السياق، أتت زيارة جنبلاط إلى نصرالله، حيث أبلغه، وفق المصادر، أن لا مانع لديه من انتخاب عون والعمل على تأمين توافق وطني حول هذا الخيار.

ثمة من يشير إلى أن هذه التسوية المقترحة، تنطلق من توافق على ملف النفط، حول طريقة توزيع الحصص والبلوكات، وإجراء المناقصات وأعمال التنقيب وفق الرؤية التي يريدها الرئيس نبيه بري والتي اختلف عليها قبل سنوات مع باسيل. وعليه، يسجّل هنا تنازل من قبل باسيل على طريق تمهيد الطريق أمام التسوية، مقابل أن ينتخب عون رئيساً للجمهورية، على أن يأتي الحريري رئيساً للحكومة مع بعض الإمتيازات لمصلحته في بعض الأملاك البحرية. ولكن حتى الآن، هناك من يرى أن هذه التسوية غير قابلة للمرور، خصوصاً أن الوضع الإقليمي لم يتبلور بعد، وفي ظلّ تأكيد بعض الأطراف، أنه لا بد من حلّ لبناني للأزمة لأن الدول الأخرى غير مهتمة لأمر لبنان، وتطالب اللبنانيين بإيجاد حلّ بأنفسهم. إلا أن هناك من ينفي ذلك، قائلاً: "إذا لم يحصل إتفاق سعودي إيراني، فإن الأزمة ستستمر، ولا يمكن حلها بمعزل عن الأزمة السورية، وبلا رعاية إيرانية سعودية. وهذا بعيد الآن بفعل التصعيد السعودي الإيراني".

أكثر من ذلك، هناك من يعتبر أن "حزب الله" لن يدخل في أي تسوية سياسية قبل معرفة وجهة الأمور في سوريا، ومصير النظام وشخص رئيسه. وبالتالي، إن كل ما يُحكى لا يغدو كونه محاولات ليس أكثر. وهذه ليست إلا محاولة جديدة مع عون، كما كانت في السابق مع فرنجية ولم تصل إلى أي نتيجة، رغم كثرة الكلام في حينها عن انتخاب رئيس المردة خلال أسبوع أو أسبوعين. وهذا أيضاً ينطبق على عون، وعليه تستبعد المصادر إمكانية حصول هذه التسوية، إذ ترى أن "عون في وضع لا يُحسد عليه، وهو مستعد للسير مع أي كان في سبيل الرئاسة، وحين دعي إلى العشاء في السفارة السعودية ظن أنها موافقة على ترئيسه وأنه سينتخب في الأيام التالية". لا شك أن هذه المشاورات ستسمرّ وقد تتشعّب، وربما قد تتكثف اللقاءات، لا سيما أن هناك من يشير إلى إمكانية لقاء بين عون وبري، وبين السيد نصرالله وفرنجية. ولكن ذلك قد لا يعني الوصول إلى التسوية، وفق المصادر. فيما هناك من يريد حشر عون أكثر، باعتبار أن "حزب الله" لا يريده رئيساً رغم دعمه له. وبالتالي هناك من يريد اللعب على وتر إثارة الخلاف بين عون والحزب من جهة، ودفع عون إلى الإقتناع بأن مسألة ترئيسه غير ممكنة وعليه التعاطي مع الأمر الواقع والبحث عن رئيس مقبول من الجميع.

 

المسيحية ضمانة ديمقراطية لبنانية

أحمد جابر/جنوبية/الأحد 03/07/2016

الهجوم الانتحاري الذي تعرضت له بلدة القاع البقاعية، ذهب أصحابه بعيداً في أهدافهم. فلقد اختيرت البلدة كخاصرة لبنانية رخوة، بسبب من انتماء أهلها الطائفي، وليس بسبب من سهولة التسلل العسكري إليها، والضرب فيها والانسحاب الآمن منها. لقد وضع المخطط السياسي الإرهابي في ذهنه توجيه ضربة إلى فحوى الصيغة اللبنانية التي ما زالت تقوم على الشراكة المعلنة، على الرغم من الأعطاب الواقعية التي أصابت هذه الشراكة. وأراد المخطِّط ذاته أن يعلن بالتفجير القاتل أن العيش اللبناني المشترك الذي عرفه اللبنانيون، قد نالت منه عوامل تنافر كثيرة، منها الخارجي الذي يشكل العمل الإرهابي الآتي من خلف الحدود، أحد عناصره الأشد خطورة. بعيداً عن صورة الحدث الدامي على الأرض، يحضر في الذهن أن الخصوصية اللبنانية تتميز بالثقل الوطني المسيحي فيها، وأن هذا الأخير طبع لبنان الكيان بطابعه، وأن ما عرفه اللبنانيون من اتصال بالغرب والتطورات الحديثة فيه، يعود الجهد الأول المبذول في مضماره إلى المسيحيين، وأن نسخة الإتصال اللبناني بالعرب والعروبة، ذات النكهة الخاصة بين أقرانها، اشترك في صناعتها المسيحيون أولاً، من خلال روادهم القوميين العرب الأوائل، ومن خلال مفكريهم النهضويين، ومن خلال حكمة رجال "الكيانية اللبنانية" الذين استطاعوا مع ما شابههم من المسلمين العرب واللبنانيين، أن يقيموا الكيان الحالي الذي صار عربياً وليس ذا وجه عربي، وحاول قدر استطاعته، أن لا يكون "للاستعمار ممراً ولا مستقرا".

لبنان الذي ظلَّ وطناً للمسيحيين واستمر، خالف أشقاءه العرب المسلمين الذين بنوا أنظمة استبدادية استمر أكثرها إلى الأمس، محمَّلاً بشعارية العروبة وبادعاءات القومية. كان لبنان ذا تشكيلة طائفية معلنة وما زال، ولم تكن البلاد العربية الأخرى قومية ولا تحررية، وما زالت. استطاع لبنان بتوازناته التي كانت المسيحية السياسية تحتل مركزها، أن يدير اختلافه وائتلافه، على قواعد عامة منعت أياً من مكوناته الذهاب إلى حد الإطاحة بالكيان، وباشرت البلاد العربية المنكوبة اليوم بحروبها الأهلية، رحلة تفكيك كياناتها منذ أن خرج إلى العلن الخلاف على السلطة، ورفض الصيغ السلطوية التي تحكّم بموجبها سلاطين القومية برقاب العباد وبخيرات البلاد. لا يجب أن يغيب من البال، لدى نقاش النسخ السلطوية العربية، أن الأكثرية الإسلامية التي حكمت عدداً من البلاد قد حصدت الفشل والخيبة من تجاربها. كذلك يجب القول أن الذين كانوا في سدَّة الحكم كانوا "مسلمين سياسيين" بعباءات قومية وتحررية، وأن الذي انتصر لديهم، عندما واجه الخطر سلطانهم، هو النزوع القبلي العشائري، الذي توسّل مقولات إسلامية عديدة لتبرير قمعه واضطهاده، ومن ثم لتبرير ديمومة سلطانه. كثيرة هي الشواهد التي تجعل من الصعوبة بمكان إقامة الفصل بين الحاكم المسلم وإسلامه. هذه الصعوبة تتجلى اليوم بصورة فاقعة مع التنظيمات الإرهابية، التي تعلن أنها تنطق باسم "الإسلام"، الذي يصير فقط إسلامها هي حصراً، وتجهر بأهدافها التي منتهاها إقامة "الخلافة الإسلامية"، التي تفصّل أحكامها على قياس مناصريها الذين انسحبوا من العصر، ووفقاً لذهنياتهم التي تطوّع كل نص مقدس لتوليفاتها وتعريفاتها المريضة.

بناءً عليه، ينكشف المشهد عن إقصاء أكثري مسلم، يتابع سيرة الإقصاء الذي مارسه مسلمون سابقون، وما يختلف بين حاكم سابق وساعٍ إلى الحكم اللاحق، هو أسلوب الإقصاء وطريقة ممارسته. لقد مارست الأنظمة الاستبدادية جرائمها في السر عندما كانت في جنّة حكمها، ومارسته علناً عندما دق على أبواب جنتها شياطين طامحون، هؤلاء الشياطين يتحلون بميزة الجهر، لأن ميزانهم لا يقول بتقية التعددية، ولا بكذبة اللحمة القومية، ولا بخديعة التصدي لقوى النهب والاستغلال. في هذا السياق الفاشل الذي يتحمل المسؤولية الأولى عنه حكام مسلمون، يصير الوضع اللبناني نشازاً تقتضي ضرورات "المسلمين الجدد" إزاحته. فالتعددية اللبنانية، والتوافقية والتعايش والتساكن، والاحترام المتبادل بين اللبنانيين... كل ذلك من الأمور المرفوضة في "شرع" الاستبداد الذي خرج من القمقم بلبوس ديني، وبأهداف محض دنيوية. ينبغي التذكير، بأن المسيحية اللبنانية لها سيرتها الخاصة التي تختلف عن سِيرَ مثيلاتها المشرقيات. فهي كيانية طائفية مؤسسة للكيان، ولدى الدراسة المدققة يجب التوقف أمام كل بذور الكيانية الوطنية في كل كينونة طائفية. نستطيع القول، ودائماً في السياق اللبناني، أن المسيحية اللبنانية تمتلك من الضرورات الوطنية ما يجعلها تمتنع عن ركوب مركب المحظورات في الراهن، وأنها لا تحمل عصا ترحيل البلاد إلى خارج البلاد، هذه "الفعلة" التي لا يجد غضاضة في ارتكابها كثيرون. في القاع استهدفت اللبنانية أيضاً، هذه اللبنانية يجب أن يدافع الحريصون على أن يبقى لهم وطن ولبنانية.

 

"حزب الله" يفشل ضد الإرهاب

دلال البزري/جنوبية/الأحد 03/07/2016

عندما يلغي "حزب الله" الحدود الوطنية، يعبرها بحرية، يحمل الى الداخل السوري سلاحه ورجاله للمساهمة إلى جانب بشار الأسد في قتل السوريين؛ وعندما تكون الحرب التي يخوضها هي "ضد التكفيريين"، وتكون المعركة الاستراتيجية لبلوغ فلسطين، هي تلك الدائرة رحاها حول مدينة حلب، الأبعد جغرافياً من الحدود اللبنانية؛ وعندما يكون "حزب الله" أقوى من الجيش اللبناني نفسه؛ وعندما يكون لبنان، بعد ذلك، من أكثر بلدان العالم تعرضا للهجمات الارهابية، وآخرها الهجمة، غير المفهومة حتى الآن، على بلدة القاع البقاعية... وبعد ذلك، أو على اثر ذلك، ينتعش الخطاب الممانع، ومعه "حزب الله" و"الثلاثية الذهبية"، أي "الجيش، والشعب، والمقاومة" (أي "حزب الله")؛ فيخطب حسن نصر الله بأنه لولا حربه "الإستباقية" على الشعب السوري "سيكون هناك عشرات السيارات (المفخخة) في المدن اللبنانية"؛ ويصرخ معه الإعلام الممانع عاليا "وينيّ (أين هي) الدولة؟"، مستهجناً، مستنكرا غيابها... فيتطوع بمنح هذه الدولة نصائح مضحكة، من قبيل ان عليها، من ضمن 12 نصيحة أساسية، أن "تفعّل غرفة عمليات مشتركة"، أو "أن تشدّد على تأمين الحدّ الأدنى من الإجماع الوطني"، أو "تطور بصورة عاجلة تقنيات الرصد والتنصّت ومراقبة الإتصالات اللاسلكية والانترنت"الخ... من "أساسيات" محاربة الإرهاب؛ كل هذه النصائح على أساس التزام أصحابها بنظرية "الدولة الواحدة التي عليها تحمل مسؤولية العمليات الإرهابية"... فهذا يعني بأن هذا الاعلام، يصدق فعلاً انه ربح ضد الإرهاب؛ أو انه يحتقر عقل مريديه وأعدائه على حدّ سواء؛ أو انه لم ينتبه إلى أضعف الايمان: من انه، أي "حزب الله"، يتعارض جذرياً، من حيث كينونته، مع كيان الدولة الواحدة الموحّدة، المطلوبة للحرب على الإرهاب؛ بل ايضاً، يختلف مع جيش هذه الدولة في أدنى المتطلبات، منها مثلاً، رؤية منابع الأخطار؛ وكانت آخر تجلياتها ان الحزب قال بأن الإرهابيين جاؤوا من "جرود عرسال" إلى القاع لتنفيذ عملياتهم الارهابية، فيما وزير الداخلية قال انهم أتوا من "الداخل السوري". والحال ان الواقع الحيّ يقول العكس تماما: يقول بأن كل هذه الحرب التي يخوضها "حزب الله" في سوريا منذ ست سنوات، فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة. فشلت في حماية لبنان من الإرهاب، ولم تنجه منه. يمكن ان يردّوا بأن لولا حرب "حزب الله" في سوريا لكان لبنان قد تعرض للمزيد، كما فعل حسن نصر الله مؤخراً... ولكن، هل نبني نظرنا للأشياء السياسية على التخمين والتبصير؟ فاذا كان المطلوب من الجيش القيام بدور الحماية، علينا أولاً الإقرار بأنه القوة الوحيدة المخولة لذلك، ويأتمر "حزب الله" بأوامره، لا يتركه خاضعا لأوامر ولي الفقيه. فالواضح ان هذا الأخير، أي ولي الفقيه، ليس في وارد إنقاذ لبنان من الإرهاب، بل "محاربة التكفيريين" في سوريا؛ وشتان ما بين الإثنين. ولذلك فشل ولي الفقيه وذراعه الامضى،"حزب الله"،  في محاربة الإرهاب، فيما نجح في تحويل الإرهاب إلى ذريعة للوقوف، هو وميليشياته الناجحة، مع بشار الأسد وأجهزته. "حزب الله" يفشل في معركته ضد الإرهاب، ولكنه ينجح، بعد مجزرة بلدة القاع، في إيقاظ الحنين إلى السلاح لدى حزب "القوات"؛ وهو واحد من أطراف 14 آذار، المنضوي تحت سقف "بناء الدولة"، والمعادي للحزب على هذا الأساس. رغم فشله في رد ّ الإرهاب على أعقابه، نجح "حزب الله" في فضح فشل مشروع "بناء الدولة" ومؤسساتها على يد الفريق المعادي.فضلاً عن نجاح الجميع في التعبير عن عنصرية وقحة ومبطّنة ضد اللاجئين السوريين. الشهر الماضي، وقع تفجير إرهابي تبنّاه "داعش" في كل من جبلة وطرطوس السوريتين، أودى بحياة العشرات من السوريين. ردة الفعل المباشرة كانت هجمات للشبيحة وقوات الأسد على تجمعات اللاجئين في طرطوس، تقتل سبعة منهم وتحرق مخيم عمريت. بشار الأسد أول عنصري ضد اللاجئين السوريين. هو لا يكتفي بتطفيش السوريين من بلادهم وفي داخلها، وتركهم لمصيرهم، إنما يقتلهم أيضاً، هو وميليشياته المنفلتة من عقالها. وعندما يكون اللاجئون محرومين من أية حماية، وطنية كانت ام دولية، فهذا ما يثير شهية الذئاب، يسيل لعابهم، ويجعل اللاجئين السورين أسهل فريسة للتنفيس عن حقد تحييه تلك الحروب؛ بما يجعله فائض حقد، يحتاج الى "مجال حيوي"، تكون مخيمات النازحين الأقرب، الأسهل، الأقل تعرضا للمحاسبة، والحساب الأخير. فليكونوا على بيّنة من هذا الحساب الأخير، عليهم ان يؤمنوا بالآخرة، على الأقل. لكنهم في أعماقهم متعصبون حاقدون مشحونون، وصلت رائحة الدماء إلى أنوفهم، فأجّجت غريزتهم الإستكبارية على أضعف مخلوقات الجحيم السوري.

 

الحريري ونصرالله.. منهج تضليلي واحد بالشواهد والتواريخ

عبدو شامي/03 تموز/16

الاعتراف بالخطأ فضيلة لا يعرفها إلا الكبار من أصحاب الضمائر الحيّة. النقد الذاتي والمراجعة والشعور بالمسؤولية... كلها خصال حميدة وأخلاق وثقافة لا يجرؤ على التحلي بها إلا الأقوياء وهي دليل اخلاص في العمل واحترام لعقول الآخرين. في المقابل، ثقافة اختلاق الأعذار بهدف الإصرار على الخطأ والتمادي فيه والمكابرة في إنكاره وصولا الى الكذب على الذات بتبريره وتسويغه وتحويله الى صواب (أو حتى بطولات!) هي ثقافة ضعفاء النفوس وعديمي المسؤولية والمستكبرين والمستخفّين بعقول الناس. وهذا فن احتيالي خطير، أخطر حِيَله على الإطلاق تلك التي تعتمد "المنطق المغلوط" عبر إيراد حجج واستنتاجات تبدو بظاهرها منطقية بحيث تولّد لدى العاجز عن اكتشاف المنطق المفقود قناعة موهومة بأن الخطأ هو الصواب.

باختصار وتبسيط، عندما يبرّر أحد خطأه قائلا إنه ليس الشخص الأول الذي يرتكبه، أو أن معظم الناس ترتكب مثله، فلن يحظى بإقناع إلا قلة قليلة من السذّج الذين تنطلي عليهم مثل تلك الأعذار الواهية والمكشوفة لأي عاقل... أما عندما يلجأ المُحتال في تبرير خطئه الى إيراد حجج بقالب ظاهره منطقي كأن يدعي أن فعله صواب لأنه كان تفاديا لنتائج افتراضية سيئة أو تخوّفات مستقبلية غيبية، عندئذ يصبح عقل المتلقي أمام امتحان صعب، فإما أن ينبهر بادعاء المحتال تحقيق أو تفادي نتائج مفترضة هي بحد ذاتها وهمية ومستقبلية وغبيبة أو حتى خيالية ومعدومة، فينسى الخطأ وتتحقق عنده القناعة الموهومة بصوابيته، وإما أن ينسف المغالطة بمجرّد إثبات أن الفعل خطأ من أساسه دون الانتشاء بنتائج غير متحقّقة أو متعلّقة بعلم الغيب. وفيما يلي شاهدان من خطابات الرئيس سعد حريري وحسن نصرالله.

ففي إحدى حلقات البرنامج الكوميدي الساخر الذي عُرض بشكل شبه يومي بعد الإفطار خلال شهر رمضان، وقدّمه الحريري وتميّز بحملته الكوميدية العنيفة على الحزب الإرهابي الذي سمح له بالعودة الى لبنان وضمن له أمنه الشخصي... قال الحريري في 16/6/2016 رافضا الاعتراف بخطأ معاودته الحوار مع الحزب ونكثه وعودا سابقة بعدم استئنافه :"إن الحوار مع حزب الله كان سببه الأساسي العمل على تخفيف التوتر ودرء الفتنة بين السنة والشيعة، (...) وأنا أعرف صعوبة قياس هذا العمل الذي سنواصله طالما أن هناك من يعمل على تأجيج الفتنة لأن مقياسه الحقيقي ليس ما أُنجِز ولكن ما تفاداه من مآس وويلات لو سمحنا للفتنة أن تقع". إذن برر الحريري خضوعه للمحتل والعمل لصالحه ونكث الوعود بالحؤول دون تحقق نتائج مستقبلية غيبية سيئة هي أنه لو لم يفعل لكانت وقعت الفتنة والويلات، لكن بمجرّد أن يدرك المتلقي أن الحوار مطلب الحزب لتضييع الوقت والتغطية على تحضير أعمال إرهابية داخلية وخارجية وتنسيق بين محتل وصحوات، وأن الفتنة ليست من مصلحة الحزب حاليا الذي يريد أن يحمي ظهره في حربه ضد الشعب السوري، وأن الحريري لا يملك قاعدة شعبية يمون عليها تستطيع الحؤول دون الفتنة وهو ما أكدّته الانتخابات البلدية، وأن الحوار بحد ذاته ضاعف التوتر الطائفي لأنه مثّل تنازلا مخزيا للحزب، عندئذ يدرك خطأ الحوار ومكابرة الحريري بجعله صوابا.

الحيلة الحريرية نفسها نجدها ظاهرة في خطاب نصرالله الذي ألقاه في يوم المتاجرة بالقضية الفلسطية الذي سماه الخميني "يوم القدس العالمي"، حيث قال في 1/7/2016 مبررا تدخله الإرهابي في سوريا ومستثمرا في المسلسل الإيراني الدموي الطويل وتحديدا حلقة 27/6/2016 التي صوّرت في قرية القاع الحدودية المسيحية التي استهدفت بثمانية إنتحاريين دفعة واحدة ينتمون الى إحدى أهم فرق عمل محور الشر والمسماة "داعش": "لولا هذه الحرب الاستباقية في سوريا والقصير وفي القلمون وفي الزبداني وفي السلسلة الشرقية وفي دمشق... كنتم رأيتم كل يوم ثمانية انتحاريين يدخلون الى بلدات لبنانية(..)، كنتم بدل السيارة التي نفتش عليها كل شهر أو شهرين رأيتم عشرات السيارات تدخل البلدات والمدن والقرى اللبنانية، أليس هذا فرقا وأليست هذه نتيجة؟". بدوره لجأ نصرالله الى ادعاء تحقيق نتائج مستقبلية غيبية بل معدومة تبريرا لخطئه، مفادها أنه لو لم يتدخل في سوريا لكان لبنان يكتوي يوميا بتفجير عشرات السيارات والانتحاريين وبالتالي ما فعله صواب، لكن كل تلك المغالطة تُنسَف من أساسها بمجرّد تنبّه المتلقي الى أن الخطأ بل الجريمة الأساس هي قتل الشعب السوري وتشكيل عصابة إرهابية وضرب القوانين واستباحة الحدود... وعندما يتذكّر أن العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة الآتية من الخارج لم تضرب لبنان إلا بعد تدخل الحزب في سوريا، وأن عملية القاع ذات أهداف مكشوفة وغرضها تبرير الأمن الذاتي والتسليم بصوابية لا منطق الحزب.

 استخفاف بالعقول واستغباء، لكن مهما بلغ دهاء المحترفين في صناعة الحِيَل وإيراد المغالطات لتبرير الأخطاء، سيبقى الخطأ خطأ والصواب صوابا والحقيقة حقيقة. 

 

الأكراد يطرحون دستوراً فيديرالياً و «يتجاهلون» التقارب الروسي - التركي

إبراهيم حميدي/الحياة/03 تموز/16

يستبعد أكراد سوريون أي انعكاسات سلبية لتطبيع العلاقات والتقارب بين موسكو وأنقرة، على مشروع اقامة «غرب كردستان» (روج آفا) قرب حدود تركيا، ويعولون على دعم واشنطن وسط تأكد أنباء عن وجود ثلاث قواعد عسكرية أميركية في مناطقهم وتقديم التحالف الدولي بقيادة واشنطن الغطاء الجوي لمعاركهم ضد «داعش». واستعجل الأكراد طرح مسودة دستور للفيديرالية تضمن 85 مادة بينها اعتماد علم مستقل وفتح المجال لإقامة علاقات ديبلوماسية مع الخارج واعتبار الانضمام الى «قوات سورية الديموقراطية» واجباً على الشباب الأكراد. واستبعد رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم في اتصال مع «الحياة» حصول أي تغيير بالنسبة الى الموضوع الكردي، اذ ان «مشروع الإدارات الذاتية الفيديرالية طالما ان المكونات السورية معنا، مستمر»، قائلاً: «لن نتازل عن اقامة روج آفا والربط بين اقاليم الشمال وعفرين مقبل عاجلاً او آجلا»، الأمر الذي وافقت عليه الرئيسة المشتركة لـ «مجلس سورية الديموقراطي» إلهام أحمد، التي قالت لـ «الحياة»: «المناطق التي يحتلها داعش ستكون هدفاً لقوات سورية الديموقراطية بما في ذلك المناطق بين منبج (شرق حلب) وعفرين». وأوضحت: «لن يكون هناك تأثير سلبي علينا للتقارب كما تريد انقرة خصوصاً ان مشروعنا فيديرالي وجغرافي لكل سورية. ودولة عظمى مثل روسيا لن تقف ضد قوة ريادية مثل قوتنا لها دور كبير في دحر داعش. لكن التأثير سيكون اكبر في المعارضة السورية التي وضعت كل رهاناتها على تركيا». وكان الطيران الروسي قصف مواقع لفصائل معارضة قرب عفرين شمال حلب ما سهل على «وحدات حماية الشعب» الكردية التقدم للسيطرة على هذه المدينة، مع وجود علاقة سياسية تمثلت بفتح مكتب تمثيل للإدارات الذاتية في موسكو، اضافة الى ان مسودة مشروع الدستور الذي اعده الروس وسلمته موسكو الى دمشق وطهران، تضمنت اعتماد النظام الفيديرالية لـ «الجمهورية السورية». (من دون كلمة العربية). لكن الدعم العسكري الأكبر يأتي من الجانب الأميركي، اذ ان قاذفات التحالف الدولي وفرت غطاء جوياً لـ «وحدات حماية الشعب» في السيطرة على عين العرب بداية العام الماضي ومناطق اخرى قرب حدود تركيا. ونظراً إلى ابلاغ دول اقليمية واشنطن بوجود حساسية من السيطرة الكردية، دفعت باتجاه تشكيل «قوات سورية الديموقراطية» من مقاتلين اكراد وعرب، وهي تخوض معارك في منبج شرق حلب وشمال الرقة معقل «داعش» ضمن وجود خطة لدى فريق الرئيس باراك اوباما بـ «تحرير» الرقة. ويعتبر ريت ماغورك مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» اكبر المتحمسين لـ «وحدات حماية الشعب» التي تضم 50 الف عنصر. وهو زار مع قائد عسكري شمال سورية في ارفع زيارة لمسؤول أميركي لسورية ليس عبر بوابة دمشق. وأكدت مصادر لـ «الحياة» أمس تحويل الجيش الأميركي ثلاثة مطارات زراعية الى قواعد عسكرية بعد قرار الرئيس اوباما نشر اكثر من 250 خبيراً عسكرياً لقتال «داعش». وهذه القواعد في الرميلان والحسكة وعين العرب، وتستخدمها طائرات اميركية لنقل الذخيرة والسلاح والخبراء. كما ان أحمد ومسؤولين اكراداً قاموا قبل اسابيع بزيارة غير علنية الى واشنطن تضمنت لقاء رسمياً مع ماغورك ومسؤول الشرق الأوسط في مكتب الأمن القومي روبرت مالي، اضافة الى اتصال المسؤول الكبير في الخارجية طوني بلنكين بصالح مسلم لتقديم تطمينات سياسية.

وكانت انقرة اعتبرت ربط أقاليم الإدارات الذاتية في الجزيرة وعين العرب (كوباني) شرق نهر الفرات وإقليم عفرين غرب النهر «خطاً أحمر» لخشيتها من قيام «كردستان سورية» قرب حدودها ما ينعش آمال اكراد جنوب شرقي تركيا. ولم تكن واثقة من وعود واشنطن التي استمرت في تقديم الدعم العسكري لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية و»الاتحاد الديموقراطي». وكان هذا بين امور دفعت الرئيس رجب طيب اردوغان الى تقديم «تنازلات» للرئيس فلاديمير بوتين. كما ترددت أنباء عن وجود رغبة في دمشق وطهران للدفع باتجاه تنسيق ثلاثي مع انقرة لمنع قيام «كردستان سورية» كي لا يتكرر الأمر ذاته في ايران وتركيا بعد اقليم كردستان العراق. لكن قادة «الاتحاد الديموقراطي» و «مجلس سورية» يرون ان «التوازنات الدولية وواقع الأكراد على الأرض لن تسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء». واستعجلوا طرح مسودة الدستور الفيديرالي. وتضمنت مسودة «العقد الاجتماعي للفيديرالية الديموقراطية لروج آفا»، التي حصلت «الحياة» على نصها، 85 مادة بينها اعتبار «مدينة قامشلو (القامشلي) مركز الفيديرالية» يكون لها «علم خاص يرفع الى جانب علم فيديرالية سورية الديموقراطية وله شعار». وتضمن تشكيل مجلس تنفيذي وآخر للشعب وهيئات (وزارات) واحدة لـ «العلاقات الخارجية وتمارس النشاطات الديبلوماسية» وأخرى لـ «الدفاع، مكلَّفة ومسؤولة عن تنظيم وإعداد وتجهيز قوات الدفاع في الفيديرالية، على اساس اعتبار «قوات سورية الديمقراطية» هي قوات الدفاع المسلحة في «الفيديرالية الديموقراطية لروج آفا». الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي جون كيري «إمكانية التعاون الروسي - الأميركي في القتال ضد الجماعات الإرهابية في سورية»، ذلك بعد اعلان واشنطن ان سفينة حربية روسية قامت بـ «مناورات عدائية وغريبة» على مقربة من سفينة تابعة للبحرية الأميركية شرق البحر المتوسط كانت تساهم في ضرب «داعش» في سورية والعراق.

 

إسرائيل تصالح تركيا وتحالف روسيا: سوريا هي الجبنة

علي الأمين/جنوبية/3 يوليو، 2016

لم تعد القضية الفلسطينية هي الأهم بالنسبة للعرب كما لحزب الله وإيران، وإنّما الأولوية هي للتمدد الإيراني ولنفوذه. فالحزب مطمئنٌ لحدودخ الجنوبية، أما استراتجيته في سوريا فهي لمآرب ايديولوجية بحتة. يبدو أنّ روسيا هذه الأيام تستثمر حضورها السوري في كل الإتجاهات. فقد حقق الدخول العسكري الروسي إلى سورية جملة متغيرات تتسم بالإستراتيجية تجاه المنطقة عموماً وليس سورية فحسب. يكفي ألاّ يتطرق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا إلى الهدية الروسية لإسرائيل، تلك الدبابة الإسرائيلية الغنيمة، وألاّ يعلق على المناورات المرتقبة بين روسيا واسرائيل في المتوسط وفي الساحل السوري وربما اللبناني… هذه تبدو أموراً تفصيليةً لا يليق الحديث عنها في يوم القدس. ذلك أنّ يوم القدس، مع مدّة الإعفاء التي أعطاها الحرس الثوري لإسرائيل، أي 25 سنة كحد أقصى لتنتهي من الوجود، فهي المدة الزمنية التي تفصل بين إنهاء الجماعات الإرهابية التكفيرية واتباع الفكر الوهابي والقضاء عليهم قضاءً مبرماً، ثم الانتقال بعد ذلك إلى محاربة اسرائيل. لا شكّ أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صار مقرراً في الشأن السوري ولو من زاوية الأمن الإسرائيلي وضمان حدود دولته بضمانة روسية. وهو الذي ساهم بفتح قناة التواصل بين حلف الممانعة، من خلال روسيا، والحلف المقابل الذي أطلقت عليه أوصاف عدّة منها الدواعش والإسلاميين، ممثلاً بتركيا. اسرائيل صلّة وصل وفاعل خير بين أحلاف طالما كانت بعيدة منها أو معادية. الدور الإسرائيلي محوري هذه المرة. روسيا تحتاجه في لعبة التوازن التي تديرها في سورية، وتحتاج أيضاً قوة الضغط الاسرائيلية على الإدارة الأميركية للحد من الضغوط الأميركية في أوروبا على الاتحاد الروسي. اللوبي الإسرائيلي يُراهن عليه في لعبة الضغوط هذه، لكن إلى جانب هذا وذاك نجد في اسرائيل أكبر جالية من أصول روسية في الشرق الأوسط. وثمّة مسؤولية معنوية. فروسيا تطلب منها حماية هذا العرق الروسي الذي امتدّ إلى اسرائيل ويتجاوز عديده المليون.

وتركيا التي طوت أزمة سفينة مرمرة مع اسرائيل فتحت آفاقاً جديدة من التعاون مع اسرائيل. ولسان حال إيران وحزب الله: لن نكون عرباً أكثر من العرب. هذه العبارة بدأت بالتداول في أوساط حزب الله. وهو ما يعكس تحولاً في النظرة إلى القضية الفلسطينية. إذ طالما نظّرت القيادة الإيرانية لفكرة أنّ فلسطين قضية إسلامية وليست قضية عربية. لكن في موسم التسويات مع الشيطان الأكبر تسود نظرية: إذا العرب تخلّوا عن فلسطين فماذا نفعل نحن هل نكون عرباً أكتر من العرب؟ هو موسم حيث لم تعد فلسطين وسيلة مربحة في الألاعيب السياسية، من استغلال هذه القضية لتحقيق مآرب أخرى. ذلك أنّ اسرائيل أصبحت في قلب اللعبة وطرفاً فيها والكل يطلب ودّها أو يتحاشى إغضابها. هذه المرة روسيا من سيزاحم الإدارة الأميركية على إدارة التسويات في المنطقة من خلال سورية. ويمكن القول أنّ اسرائيل ضمنت منذ الآن إخراج الجولان السوري من دائرة أيّ تفاهم أو تفاوض. الضمانة الروسية لن يعترض عليها النظام السوري ولن يرفضها حزب الله. ولسان حاله “إذا السوريين ما بدن الجولان رح نكون سوريين أكتر من السوريين؟”. هذه اللغة وهذه العبارات قالها اللبنانيون أيضاً وأولهم مناصرو حزب الله. وخلاصتها أنّ “لبنان لن يكون منطلقاً لعمليات عسكرية ضد اسرائيل”. هذه العبارة هي التي عززت الاستقرار والأمن على الحدود اللبنانية الجنوبية، والتزام حزب الله بمقتضياتها وفرّ له المزيد من النفوذ الداخلي الأمني والسياسي. فلسطين لم تكن أولوية ولن تكون في المدى المنظور. الأولوية اليوم هي لحماية منظومة النفوذ الإيراني على امتداد المنطقة. وقد ثبت أنّ ايران اقتنعت بكون العلاقة مع واشنطن هي الطريق الذي يمهّد لحماية نفوذها أو ما تبقى منه.

العلاقة مع الدول العربية ليست هدفاً، بل إنّ إيران تستفيد من الضعف في العديد من الدول وتعمل على اختراقها أمنياً وسياسياً ومن خلال بناء جماعات تابعة لها وذات نفوذ أمني وعسكري وديني. هذه الحرفة الإيرانية لن تتوقف ما دامت واشنطن لا تشعر أنّ هذه السياسة تهدد مصالحها. وبالتالي ستجد إيران الطريق مفتوحة لها في العراق الشيعي، وفي اليمن الحوثي وفي لبنان الحزب اللهي، فيما سورية لم تزل عصية اجتماعياً على نفوذ إيراني إلاّ بالاقتلاع الديمغرافي الجاري برعاية إيرانية ومباركة نظام الأسد وبتنفيذ من حزب الله من الحدود السورية وصولاً الى العاصمة وشمالاً نحو حمص.

 

انقلاب في الأولويات التركية

 الياس حرفوش/الحياة/03 تموز/16

من النادر أن تشهد دولة انقلاباً في سياستها الخارجية خلال أسبوع واحد، مثل الانقلاب الذي حصل في أنقرة هذا الأسبوع. في البداية كانت المصالحة مع إسرائيل، التي لم يرافقها أي تراجع من جانب بنيامين نتانياهو، لا في شأن حصار غزة ولا في ما يتعلق بمعاملة الفلسطينيين في الضفة. بل إن رجب طيب أردوغان انتقد الطريقة، التي سماها «استعراضية»، التي قامت بها بعض السفن، ومن بينها سفن تركية، عندما حاولت خرق الحصار الذي كانت تفرضه إسرائيل على القطاع. ثم جاءت المصالحة مع روسيا، التي سبقها اعتذار علني من أردوغان لبوتين عن إسقاط الطائرة الروسية، بينما لم تقدم موسكو أي تنازلات ولو شكلية لإرضاء أردوغان، لا في ما يتعلق بسياستها في سورية ودعمها نظام بشار الأسد، ولا في تصنيفها معظم فصائل المعارضة باعتبارها تنظيمات «إرهابية». وكل هذا بينما يقول أردوغان إن سقوط رأس النظام السوري لا يزال بين أولويات سياسته في المنطقة. ثم جاء الهجوم الإرهابي على مطار إسطنبول الذي نفذته مجموعة من ثلاثة أشخاص بقيادة رجل شيشاني من قيادات «داعش»، وفق أجهزة الأمن التركية، ليقلب الأولويات التركية في الحرب على الإرهاب رأساً على عقب. أصبح «داعش» الآن على رأس أهداف الأمن التركي بعد أن حوّل أردوغان في السابق نظره ونظر أجهزته الأمنية إلى الحرب على «حزب العمال الكردستاني»، وتحولت مناطق الجنوب الشرقي من تركيا، إضافة إلى عدد من المدن، من بينها أنقرة وإسطنبول، إلى ساحات مواجهة شبه يومية بين الطرفين، فيما كانت الفصائل الكردية على الجانب الآخر من الحدود تخوض معارك صعبة مع «داعش»، وتحقق تقدماً في معظمها، مثلما حصل في عين العرب (كوباني) في خريف العام 2014، حيث أكدت التقارير الميدانية آنذاك أن القوات التركية لعبت دور المتفرج، وأحياناً المسهّل لعبور المقاتلين الذين كانوا يقاتلون الأكراد في تلك البلدة الحدودية. الأرجح أن المصادفة وحدها هي التي دفعت الإرهابيين الثلاثة الذين هاجموا مطار إسطنبول إلى ارتكاب هذه المجزرة، بعد 48 ساعة على المصالحة بين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين. غير أن هذه المصادفة دفعت الشراكة في الحرب على التنظيم الإرهابي إلى رأس جدول التفاهمات بين البلدين. بوتين في حرب مع إرهابيي الشيشان وهو يخشى من انعكاسات تحالفه مع نظام بشار الأسد على تجنيد مقاتلين من الجمهوريات الإسلامية، التي كانت في مضى جزءاً من الاتحاد السوفياتي، لتهديد الأمن في بلاده. خصوصاً أن أعداداً كبيرة من هؤلاء يقاتلون الآن في صفوف «داعش»، وتقدّر أجهزة استخبارات غربية أن عددهم يتجاوز 7 آلاف. وأردوغان لم يعد يستطيع، بعد تفجيرات مطار إسطنبول، سوى أن يكون حليفاً لبوتين وللدول الغربية وفي الخندق ذاته في الحرب على «داعش». وكان اللقاء بين وزيري خارجية تركيا وروسيا في سوتشي بعد المصالحة مناسبة لتأكيد الموقف الروسي من أولوية محاربة الإرهاب في سورية، وهي النغمة العزيزة على قلب بشار الأسد. ولدعوة أطراف المعارضة إلى الانسحاب من المواقع التي يتواجدون فيها مع الإرهابيين، وهنا كذلك إشارة أخرى إلى ما يكرّره النظام السوري من اتهامات للمعارضة بالتعاون مع الإرهابيين، فيما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن بلاده تحارب «داعش» مباشرة ولذلك هي هدف للإرهابيين. لا شك في أننا أمام مرحلة جديدة في تركيا. بعد تفجير مطار أتاتورك في إسطنبول صار أردوغان مضطراً إلى التعامل مع الوضع الإقليمي بطريقة مختلفة وإلى إعادة ترتيب الأولويات. سوف يعني هذا سياسة أقل تشدداً في الأزمة السورية. ومثلما فرض شعار «الحرب على الإرهاب» نفسه على كل المعنيين بهذه الأزمة، من روس وأميركيين ودول إقليمية، فقد أصبح هذا الشعار الآن هو في رأس الحملة الجديدة التي تخوضها تركيا، والتي لا تستطيع سوى أن تربح فيها، فيما هي مهدّدة بخسارة 30 بليون دولار سنوياً من عائدات السياحة إذا استمر الإرهاب في تهديد هذا القطاع الحيوي للاقتصاد التركي.

 

قطعان «داعش» تتدفق: لا أحد بريئاً من «الفراغ الخلاق»

حازم الأمين/الحياة/03 تموز/16

«داعش» ليس جسماً غريباً عن المنطقة التي يقيم فيها. الوقائع تكشف يوماً بعد يوم أن التنظيم الإرهابي جزء من شبكة علاقات مكثفة وصلبة تربط الجماعات الأهلية والسياسية والاجتماعية والمذهبية بعضها ببعض. هو كذلك ليس كبنية تنظيمية، انما كوظيفة أمنية وعسكرية أيضاً. فالعنف إحدى وسائل التبادل بين الجماعات الأهلية، ولطالما نُسجت العلاقات بين هذه الجماعات وفقاً لما يمليه هذا العنف من توازنات. تحضر هذه المعادلة إذا ما راقب المرء دفق الانتحاريين المفاجىء عبر الحدود اللبنانية، وتحضر أيضاً في تدفقهم إلى مطار أتاتورك في اسطنبول، وفي العملية التي نفذها التنظيم ضد موقع للجيش الأردني قبل نحو ثلاثة أسابيع على الحدود السورية الاردنية، والعمليات الثلاث هذه كانت درة عمليات التنظيم الإرهابي هذا الشهر خارج العراق وسورية. والحال أن الذهول الذي أصاب اللبنانيين نتيجة تنفيذ «داعش» ثماني عمليات انتحارية في يوم واحد وضد هدف واحد هو بلدة القاع الحدودية، والمخاوف والاشاعات التي أعقبت هذه العمليات، حالت دون طرحهم سؤالاً لا يمكن تفسير ما جرى من دونه، وهو: ماذا اخترق العناصر الانتحاريون حتى وصلوا إلى أهدافهم في القاع؟ من المفترض نظرياً أن هناك طوقين يحولان دون وصولهم من مواقعهم في الجرود إلى البلدة. الطوق الأول طوق حزب الله الذي من المفترض أنه توجه للقتال في سورية لـ «منع وصول الإرهاب إلى لبنان»، وهذا عملياً يعني في حالة الكارثة التي حلت ببلدة القاع، أن مواقع الحزب في الجرود اختُرقت من جانب انتحاريين كشفت العمليات التي نفذوها أنهم غير محترفين، وأن فعلتهم مرتجلة، وأن القوة الوحيدة التي يتمتعون بها تتمثل في عزيمتهم على الموت السهل والعادي. وهذا علماً أن المساحات التي يتحرك فيها التنظيم في تلك الجرود ليست شاسعة اذا ما قورنت بالمساحات التي يتحرك فيها في الصحراء وفي البادية السورية. أما الطوق الثاني الذي اخترقه انتحاريو «داعش» فهو مواقع الجيش اللبناني داخل الحدود اللبنانية، وهذه المواقع من المفترض أيضاً أن تكون محصنة حيال احتمالات الاختراق، لا سيما أننا نتحدث عن منطقة سبق أن شهدت محاولات نجح الكثير منها في الوصول إلى أهدافه!

أما الجديد الآن والذي يدعو إلى الريبة في أسوأ الاحوال، وإلى الخوف في أحسنها، فهو أن الانتحاريين كانوا هذه المرة قطعاناً وليسوا أفراداً، وانتقالهم من الجرد واختراقهم طوقي «الأمان» اللبنانيين يتطلبان مواكبة لوجستية وربما عربات وسيارات، وفراغاً يبدو أنه توافر لهم. ثم لماذا علينا أن نستبعد نظرية «الفراغ الخلاق» الذي سبق أن اختبره قاسم سليماني في الموصل لحظة سقوطها بيد «داعش». ولبنان الذي لطالما استدخل أي حدث سياسي في ماكينة أزمته الأهلية، سرعان ما استدخل الكارثة التي حلت ببلدة القاع متناسياً المسؤولية السياسية والأمنية عن الفشل الذي عكسته. فسريعاً ما استُهدف اللاجئون السوريون بـ «هبة» وطنية مشحونة بمشاعر الكراهية، وسريعاً ما تلقف حزب الله العمليات بصفتها دليلاً على صحة خياره في القتال في سورية، بدل أن يُشكل نجاح الانتحاريين في الوصول إلى البلدة دليلاً على فشل هذا الخيار! وبين سهولة وصول الانتحاريين غير المحترفين إلى أهدافهم وسرعة التوظيف، على المرء أن يُبقي احتمالات التواطؤ على افتعال الفراغ ممكنة. فالمنطقة أمنية بامتياز، ومن المفترض أن تكون مراقبة بقوة، والعملية كانت كبيرة وسهلة. والجماعات الأهلية والمذهبية غير مترفعة عن شيء. ونحن بعد واقعة التواطؤ الكبرى والجلية عندما سُلمت الموصل قبل سنتين علينا أن نحك رؤوسنا دائماً. كشفت «نيويورك تايمز» قبل أيام، أن رصاصة استقرت في جسم جندي أردني خلال عملية الرقبان على الحدود مع سورية، تم تحليل مصدرها ليُكتشف أنها جزء من ذخيرة غربية كانت وصلت إلى الأردن بهدف تزويد فصائل سورية موالية للغرب وتم بيعها قبل أن تصلهم، ويبدو أن «داعش» من اشتراها. وهذا كاشف لانخراط «داعش» في شبكة علاقات تحتية لطالما ربطت بين جماعات المنطقة وتشكيلاتها العشائرية والأمنية والجغرافية.

والفساد جزء من هذه العلاقات، وهو يخترقها على مختلف مستوياتها، وأي ادعاء براءة من التنظيم يُمكن دحضه بالكثير من الوقائع التي تجري على الأرض والتي تتحدث عن علاقات «عادية» تربط «داعش» بنظام الحياة الاجتماعية والسياسية والأمنية. وهنا تحضر أكثر فضيحة معمل لافارج للاسمنت الفرنسي في منطقة شمال شرقي سورية، والذي بقي يعمل بإدارته تحت سلطة «داعش» بعد أن دفعت الشركة مستحقاتها للتنظيم، وتمت ادارة العلاقة بين إدارة المعمل والتنظيم عبر مدير يقيم في دمشق، بحيث تولى دفع الضرائب من هناك لـ «داعش»، بينما كانت ادارة المعمل في فرنسا تدفع ضرائبها أيضاً للسلطات الفرنسية! وهذه وقائع وثقتها أيضاً جريدة «لوموند» الفرنسية. السنوات الأربع الأخيرة من عمر التنظيم، وهي سنوات ازدهاره وإقامته سلطته الواسعة في العراق وفي سورية، كانت كثيفة الوقائع حيال فصام في العلاقة بين التنظيم الإرهابي والإقليم كله. درجة عالية من «الواقعية» الفاسدة والقاتلة مارسها مختلف القوى والجماعات حيال «داعش»، في مقابل خطاب أبلسة للتنظيم وذهول من أفعاله وارتكاباته. واليوم يبدو أن استحقاق دفع الأثمان بلغ ذروته. فتركيا التي كانت بوابة «الهجرة» الأولى إلى سورية لن تنجو من تبعات وظيفتها هذه، ولبنان الذي نقل حربه الأهلية والمذهبية إلى سورية سيكتشف، وهو بدأ يكتشف، أن سكوته عن مهمة حزب الله هناك، أدخله في أتون موصلوي (نسبة إلى الموصل) يصعب معه تمييز الفشل عن التواطؤ في ظاهرة تدفق الانتحاريين عبر حدوده. واذا كان صحيحاً أن ساعة هزيمة «داعش» قد دقت، فإن أسرار «دولة الخلافة» في حال انهيارها ستتكشف لنا عن تنظيم لم يكن يوماً إلا جزءاً من حروبنا الأهلية والمذهبية، وأن لا أحد بريئاً.

 

لماذا نمنع المسيحيين من بناء كنائسهم؟!

عماد الدين حسين/ الشروق/03 تموز/16

كلاكيت للمرة التريليون.. صراع بين مسلمين ومسيحيين فى إحدى القرى بسبب شائعة عن تحويل منزل لأحد المسيحيين إلى كنيسة. ولا أعرف لماذا لا تتحرك الحكومة وتنهى هذه المأساة بإصدار قانون دور العبادة الموحد، بدلا من سياسة المسكنات والمجالس العرفية والاحضان والقبلات المزيفة؟!!.

أحدث هذه القصص المأساوية وقعت قبل أيام قليلة، فى قرية «كوم اللوفى» التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، حينما هاجم نحو ٣٠٠ مسلم منزلا كان يقوم ببنائه أيوب خلف بحجة أنه سيتم تحويله إلى كنيسة. المهاجمون أشعلوا النيران فى الشدة الخشبية للمنزل وامتدت لثلاثة منازل أخرى.

قبل ذلك كانت كل الأمور قانونية، حيث حرر 15 شخصا محضرا ضد المواطن المسيحى، ومجلس المدينة أصدر قرارا بوقف البناء لعدم وجود ترخيص، لكن فجأة قرر الشباب الهائج حسم الأمر بيده.الآن هناك ٢٥ شخصا يتم التحقيق معهم على ذمة الحادث منهم أربعة متهمون بحرق المنازل والاعتداء على قوات الأمن بالطوب والحجارة وتهشيم زجاج سيارتى الشرطة. لا جديد فى هذه القصة، لأنها تتكرر تقريبا نصا فى العديد من القرى المصرية خصوصا فى الصعيد. وشخصيا شهدت واقعة مشابهة فى قريتى التمساحية مركز القوصية بمحافظة أسيوط فى أوائل التسعينيات، حينما قررت الكنيسة الرسمية وضع صليب ضخم فوقها وبه نيون. شباب القرية المسلمون تجمعوا وحاولوا إزالة الصليب بالقوة؛ لأنه من وجهة نظرهم سيكون أعلى من مئذنة المسجد، وسيراه القادمون من خارج القرية منيرا دائما!!. وقتها تدخل الأمن، ولكن بعد أن تفاقمت الأمور. إذًا هذا الأمر قابل للتكرار كل يوم.. هناك قرى كثيرة لا توجد بها كنائس. المسيحيون يبحثون عن مكان يؤدون فيه عباداتهم، وعندما يعجزون، يقومون بالصلاة فى البيوت، وبعدها يتحرك بعض الشباب المسلم الغاضب والمتحمس، معتقدا أن هدم هذا البيت هو الذى سيجعل حال الإسلام والمسلمين أفضل!

الدولة والحكومة وكافة أجهزتها عليها أن تحسم الأمر مرة واحدة، بدلا من سياسة المسكنات. بداية الحل أن نسأل أنفسنا سؤالا واحدا هو: هل من حق المسيحيين أن يؤدوا عباداتهم فى كنائس رسمية ومرخصة ومعترف بها أم لا؟!. ولماذا نسمح باستمرار هذا الاحتقان الشعبى الذى يستغله المتطرفون؟. والغريب أن أنصار القوى والتيارات الإسلامية المعتدلة والمتطرفة على حد سواء، الذين ينكرون على المسيحيين بناء كنائس للتعبد، هم أنفسهم الذين يشيدون ببلدان أوروبية كثيرة تسمح للمسلمين بالتعبد وإقامة المساجد، بل وتعطى لقادة المتطرفين حق اللجوء السياسى. والمثير أن أعضاء بجماعة الإخوان ــ الذين يتحمسون أو على الأقل لا يدينون الهجمات ضد الكنائس ــ ينسون أن قادتهم يتمتعون بحرية العبادة فى أوروبا بل وحرية العمل السياسى!!. نتغنى جميعا فى البلدان العربية والإسلامية بالقيم الأوروبية التى تتيح للجميع حرية العمل، والإقامة والعبادة للقادمين من أى مكان بالعالم، لكننا ــ وفى تناقض صارخ ــ ننكر على المصريين المسيحيين أن يتعبدوا فى كنيسة رسمية معترف بها من الحكومة.مشروع قانون دور العبادة الموحد، جاهز منذ فترة طويلة، والدستور نص على ضرورة إصداره فى الفصل التشريعى الأول. والحكومة مشكورة قالت إنها ستعجل بإصدار القانون الخاص بدور العبادة المسيحية أولا. لكن لم يتم أى شىء على أرض الواقع حتى الآن. على الحكومة أن تحسم الأمر بإصدارالقانون، وتجبر الجميع على احترامه حتى ننزع هذا اللغم الذى قد ينفجر بصورة كارثية، ووقتها لن ينفع الندم.

 

مشروعات إيران.. أين العقل والمصلحة؟!

رضوان السيد/الاتحاد/03 تموز/16

أول مرة سألتُ هذا السؤال عام 1998، ووقتَها اتهمني أبطحي، مساعد الرئيس خاتمي، بالتعصب. فقد كانت وجهة نظره أنّ الجهات المحافظة في إيران إنما تريد تمكين سيطرتها بالداخل، ومشكلتها الحقيقية مع الرئيس خاتمي وليس مع السعودية أو مصر أو باكستان! وعندما ذكّرتُه بـ«حزب الله» والأحزاب الأخرى التي تدعمها إيران، قال: هذه الأحزاب والحركات تحظى بشعبية في إيران لأن لها علاقةً بفلسطين. وكان الخميني مؤمناً بذلك، أما مَنْ بعده فيريدون بقاءها على سبيل الدعاية، فيزعجون أميركا وإسرائيل، ويعيّرون العرب أنهم مهتمون أكثر منهم بفلسطين! لكن أبطحي نفسه وفي عام 2002، عاد فقال لي: إنّ أذرُع إيران في الخارج ليست شكلية وليست للدعاية، بل جزءٌ من التفكير الاستراتيجي للمتدينين والقوميين معاً، وأظنّ ( كما قال) أنه ستكون لها عواقب خطيرة على العرب والأميركيين وعلى إصلاحيي الداخل. قلتُ له: من تقصد بإصلاحيي الداخل؟ فأجاب: كل القوى التي ليس لها كراسي في منتدى الحرس الثوري!

بعد احتلال العراق من جانب الأميركيين، ودخول إيران عليه، ثم تمكين قبضتها على سوريا ولبنان، ما عاد سؤال العقل والمصلحة وارداً كثيراً. فقد استخدمت إيران القوى الميليشياوية في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا.. والبحرين واليمن، أدوات في سياساتها الخارجية، سواء تجاه العرب أو تجاه أميركا وإسرائيل. وبعد الاتفاق النووي الإيراني الأميركي 2013 –2014 تكرر شكر سياسيي وزارة الخارجية والرئيس الإيراني لـ«حزب الله» والحركات الفلسطينية الموالية، باعتبار أنها أسهمت إسهاماً بارزاً في إنجاح الاتفاق، من خلال تحديها للولايات المتحدة وإسرائيل بالتنسيق مع إيران خلال المفاوضات واتفاقاتها! وبالطبع فما دامت تلك الحركات والميليشيات قد خدمت وظائفها، فلن تكونَ لها أهمية كما في السابق؛ إذ لا حرب بعد الآن بين «حزب الله» وإسرائيل. لكنّ خبيراً إيرانياً ببريطانيا اعتبرني مخطئاً، ونبّهني إلى اهتمام إيران بإعادة منظمة «الجهاد الإسلامي» إلى أحضان الحرس الثوري أخيراً بعد تحييدٍ استمر لأكثر من ثلاث سنوات بسبب الموقف من نظام الأسد. وقال: بالطبع «الجهاد» ليست في أهمية «حماس»، لكنها تستطيع التحرش بإسرائيل، والإشراف على تنظيمات المتطرفين الصغيرة التي تتلقى الدعم الإيراني، فضلاً عن كتيبة «صابرون» وهم متشيعة غزة. وقال لي أحد منظِّري منظمة «الجهاد» إنّ هؤلاء إنما تشيعوا بسبب دعم إيران للمجاهدين في فلسطين منذ عقدين وأكثر!

والسؤال بشأن العقل والمصلحة في الجهود الإيرانية لاختراق البلدان العربية يتناول أمرين: القتال في سوريا والعراق، والإصرار على نشر حركة للتشييع في أوساط فقراء السنة في كل مكان. فالقتال في العراق الذي يقوده ضباط إيرانيون على رأس كتائب: «الحشد الشعبي» بتنظيماته المتعددة، هجَّر خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط، زهاء الثلاثة ملايين ونيف، معظمهم إلى المنطقة الكردية. وقتل الحشد والإيرانيون في 2016 ما لا يقل عن العشرين ألفاً بتهمة مُخامرة «داعش»! فإذا كانت إيران مهتمة بقيام دولة مستقرة بالعراق؛ فإنّ هذه التصرفات ستجعل من العرب السنة (كما كانوا حتى الآن) صواعق مفجِّرة وبخاصةٍ الشبان منهم. والوضع في سوريا أصعب بكثير. فالجيش والحرس الثوري لديهما كتائب مقاتلة، إضافةً لـ«حزب الله» والميليشيات الأُخرى العراقية والأفغانية والباكستانية. وهؤلاء جميعاً يقتلون ويهجّرون منذ ثلاث سنوات ونيِّف. لكنْ ماذا يفيد ذلك غير بعث الأحقاد الطويلة الأمد لدى كثرة كاثرة من الشعب السوري؟!

أما الأمر الآخر غير المفهوم، فهو الإصرار على إقناع عوائل سنية في كل البلدان على اعتناق المذهب الشيعي الإثني عشري. بل إنّ بعض علماء الزيدية شكوا لي من الظاهرة ذاتِها في اليمن وتجاه الزيدية. إذ إنّ هذه الجهود والأموال ستخلق مؤقتاً أقليات صغيرة في البلدان الإسلامية أو في المهاجر، ثم لا تلبث تلك الأقليات بعد جيلٍ أن تزول، مخلِّفةً ذكريات سيئة عن أولئك الذين شروا دينهم بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودات. وأعرف كهولاً علويين قالوا لي إنهم ارتاحوا نسبياً من جهود التشييع بالتدخل الروسي! الأمر الثالث الأكثر أهميةً وخطورة، هو استقطاب المجموعات الشيعية في البلدان العربية والإسلامية وصنع تنظيمات سرية مسلحة أو غير مسلحة فيها، تقودها الأجهزة الإيرانية، لصُنْع الاضطراب في دول الجوار السنية. إنّ هذه التنظيمات إمّا أن تخرب نظام هذا البلد أو ذاك وانتظامه، أو تحاول فرض غلبة بالسلاح. وكل ذلك لا استمرار له وعواقبه وخيمة.

 

انحدار بريطاني بدأ قبل ستين عاما

خيرالله خيرالله/العرب/04 تموز/16

مرّت أيّام على الاستفتاء الذي شهدته المملكة المتحدة والذي كانت نتيجته تأييد الخروج من الاتحاد الأوروبي بأكثرية ضئيلة. منذ إعلان نتيجة الاستفتاء الذي أُجري في الثالث والعشرين من حزيران ـ يونيو الماضي، لا تزال بريطانيا تحت الصدمة. لم تجد مجلة “إيكونوميست”، وهي مجلّة أكثر من جدّية سوى عبارة “فوضى في المملكة المتحدة” تتوّج بها غلافها الذي ظهر فيه العلم البريطاني بشكل لباس داخلي (للطبقة السفلى من الجسم) يرفرف في الهواء الطلق. تبيّن فجأة أنّ لا سياسيين كبارا في البلد وأنّ هناك غيابا للزعامـات الحزبية التي كانت تستطيع أن تشرح للمواطن العادي ما على المحك فعلا في هذا الاستفتـاء. ماذا يعني الخـروج مـن الاتحـاد الأوروبي بالأرقـام وما تأثير ذلك على الاقتصاد؟ ما البديل من أوروبا؟ أين تكمن مصلحة المملكة المتحدة؟ هل هناك ما يعوّض الخروج من السوق الواحدة التي تضمّ ثمانية وعشرين بلـدا، والتي كـانت المملكة المتحدة جزءا منها؟ أقدمت المملكة المتحدة على خطوة في المجهول. سارت أكثرية المواطنين (أقل من نسبة اثنين وخمسين في المئة من المشاركين في الاستفتاء) خلف شعارات لا علاقة لها بالواقع من نوع أن الخروج من الاتحاد الأوروبي “سيسمح باستعادة السيادة الوطنية”، نظرا إلى أن هناك قوانين أوروبية لم تكن تتوافق مع مصلحة بريطانيا وقد فُرضت فرضا على المملكة. كذلك، رُفع شعار أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيسمح بكبح الهجرة إلى بريطانيا، خصوصا من دول أوروبية فقيرة تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبي. لم يوجد من يشرح للمواطنين حقيقة الوضع ومعنى الأرقام بعيدا عن المبالغات. كان رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، شبه غائب عن الحملة التي سبقت الاستفتاء. ظهر، بكلّ وضوح، أن المواطن البريطاني ذهب ضحيّة عملية غش لا سابق لها، خصوصا بعدما استخدم نايجل فراج زعيم “حزب الاستقلال للمملكة المتحدة”، الذي يمثل اليمين المتطرف، خطابا عنصريا للتحريض على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ليس ما يشير إلى أن استفتاء جديدا يمكن أن يُنظّم في المملكة المتحدة، على الرغم من توقيع أربعة ملايين بريطاني عريضة تطالب بمثل هذا الاستفتاء. على المملكة المتحدة التعاطي مع نتيجة الاستفتاء من دون تردد. طالبتها أوروبا بالإسراع في إجراءات الطلاق، وذلك استنادا إلى المادة خمسين من معاهدة لشبـونة التي تحدد كيفية الخروج من الاتحاد الأوروبي. نقطة الخلاف الأساسية بين أوروبا وبريطانيا في الوقـت الحاضر في غـاية البسـاطة. تريد لندن التفاوض بشأن صيغة جديدة للتعاون مع أوروبا وضمـان البقاء في السوق الأوروبية الواحدة، في حين أن الأوروبيين يصرون على رفض المباشرة في مثل هذه المفـاوضات قبل حصول الطلاق بين الجانبين. لم تكن هناك حسابات بريطانية لمرحلة ما بعد الاستفتاء، بما في ذلـك وضع البريطانيين المقيمين في الدول الأوروبية، خصوصا في أسبانيا وفرنسا. خدعت المواطن البريطاني سياسات صغيرة عكستها الخلافات داخل حزب المحافظين، وعدم قدرة زعيم حزب العمّال جريمي كوربن على التحكم في الحزب. أعطت النتيجة فكرة عن الدرك الذي بلغته السياسات الداخلية في بريطانيا من جهة، وسطحية السياسيين من جهة أخرى. لعلّ أفضل دليل على ذلك تصرّفات عمدة لندن السابق، بوريس جونسون، الذي لم يعد لديه ما يقوله في اليوم الذي تلا إعلان نتيجة الاستفتاء، علما أنّه كان من أشدّ المتحمسين لخروج المملكة المتحدة من أوروبا. في الواقع، ليست نتيجة الاستفتاء التي أدت إلى تراجع الجنيه الإسترليني وهبوط أسعار الأسهم وفقدان المستثمر الأجنبي الثقة ببريطانيا سوى تتويج لسلسلة من التراجعات استطاعت مارغريت تاتشر وضع حد لها في مرحلة معيّنة امتدت بين العامين 1979 و1990. أسست تاتشر للازدهار الاقتصادي البريطاني. كانت شخصية سياسية استثنائية عرفت كيف تعيد المملكة المتحدة إلى خارطة العالم بعد سلسلة من النكسات بدأت عمليا في العام 1956، عندما خاضت بريطانيا بمشاركة فرنسا وإسرائيل حرب السويس. حتّى حرب السويس، كانت بريطانيا ومازالت تعتقد أن شيئا لم يتغيّر في العالم، وأنّها لا تزال قطبا من أقطابه. احتل البريطانيون والفرنسيون قناة السويس، واحتلت إسرائيل سيناء من دون استشارة الولايات المتحدة التي كان رئيسها، وقتذاك، دوايت أيزنهاور.

لم يرق لأيزنهاور أن تحصل مثل هذه الحملة العسكرية من خلف ظهر بلاده التي لم يكن لأوروبا أن تتحرر من النازيين لولا دخولها الحرب العالمية الثانية. كان كافيا اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأميركي، جون فوستر دالاس، برئيس الوزراء البريطاني، أنتوني إيدن، كي تنسحب بريطانيا عسكريا من قناة السويس ومعها فرنسا وكي تخلي إسرائيل سيناء. في ذلك الاتصال الهاتفي المشهور، وضع دالاس بريطانيا، التي لم تكن قد انسحبت بعد من منطقة الخليج، في حجمها الحقيقي. أفهم وزير الخارجية الأميركي رئيس الوزراء البريطاني أن من يحكم المعسكر الغربي هو الولايات المتحدة، وأن ليس واردا إقدام بريطانيا على أيّ مغامرة عسكرية من دون العودة إلى واشنطن. الأكيد أنّه لم تكن من حاجة إلى اتصال من وزير الخارجية الأميركي بالمسؤولين الفرنسيين أو الإسرائيليين لإفهامهم ما هو المطلوب منهم. كان على الجميع تنفيذ التعليمات الصادرة عن واشنطن من دون أي سؤال من أيّ نوع. كان ذلك في أيّام العز الأميركية، أيّام أيزنهاور، وليس في أيام الإدارة التي على رأسها باراك أوباما. فهمت بريطانيا أن كلّ ما عليها أن تفعله بعد خسارتها حرب السويس هو أن تتحوّل إلى حليف لأميركا. هذا ما استوعبته إسرائيل أيضا. أمّا فرنسا، فإنّها اتجهت إلى بناء أوروبا. ليس صدفة أن اللبنة الأولى للسوق الأوروبية المشتركة وُضعت مباشرة بعد انتهاء حرب السويس، وذلك عندما وقّعت كلّ من فرنسا وألمانيا وإيطاليا ودول “البينيلوكس” الثلاث، أي بلجيكا وهولندا ولوكسمبور، معاهدة روما التي أسست في مارس من العام 1957 لقيام السوق الأوروبية التي مهّدت بدورها لقيام الاتحاد الأوروبي لاحقا.

عرفت تاتشر كيف تعمل من أجل استعادة مكانة بريطانيا مستندة إلى الحلف القائم مع الولايات المتحدة من جهة، والعلاقة الجديدة بأوروبا التي بدأت تنمو في العام 1975 من جهة أخرى. جعلت من بريطانيا جسرا بين أميركا وأوروبا. لم يمنعها ذلك من المحافظة على خصوصية المملكة المتحدة التي لم تنضم إلى “معاهدة شنغن”، كما حافظت على عملتها بدل اعتماد “اليورو”.كشفت نتيجة الاستفتاء بريطانيا. كشفت الأحزاب البريطانية. كشفت خصوصا أنّ الانحدار لم يتوقف منذ العام 1956. كلّ ما هناك أن مارغريت تاتشر عرفت كيف توقفه مؤقتا، وأن تخلق دورا للبلد مبنيّا على اقتصاد من نوع جديد يقوم على الفكر الليبرالي، وعلى تطوير قطاع الخدمات. سمح ذلك للندن بأن تصبح أحد أكبر المراكز المالية في العالم، والمملكة المتحدة مركز استقطاب لكلّ أنواع الصناعات في ظل اقتصاد مرتبط بالعولمة.

هل الجهل الذي حمل أكثرية على التصويت مع الخروج من أوروبا؟ الجواب نعم، لا لشيء سوى لأن الذين صوّتوا مع الخروج لم يجدوا من يشرح لهم النتائج الخطيرة لمثل هذا التطوّر. الأخطر من ذلك، أن المملكة المتحدة تدخل مرحلة ما بعد الاستفتاء من دون رجال دولة… إلا إذا تبيّن أن تريزا ماي، المرشحة لخلافة ديفيد كاميرون على رأس حزب الحافظين وفي موقع رئيس الوزراء، قادرة على أن تكون مارغريت تاتشر أخرى. من الصعب الرهان على تلك المرأة على الرغم من أن لديها مؤهلات كثيرة. ولكن هل من أمل آخر لبريطانيا غيـر رئيس للوزراء يمتلك شخصية رجل دولة، ويعرف في الوقت ذاته ماذا يريد؟

 

هل ستتغير قواعد اللعبة في سوريا

ماجد كيالي/العرب/04 تموز/16

باتت المسألة السورية في مواجهة تطورين كبيرين، سيكون لتداعيات كل منهما شأن كبير، إن على مآلات الوضع السوري والثورة السورية، أو على مكانة الفاعلين الدوليين والإقليميين، في إطار الصراع على سوريا. التطور الأول، ويتمثل بهذا التمايز، الذي بات علنيا وواضحا، في مواقف كل من روسيا وإيران بخصوص ما يجري في سوريا، وفي الموقف من نظام الرئيس بشار الأسد، ومن مسألة الهدن، والعملية التفاوضية؛ ففيما تبدو إيران مصرة على استمرار الأسد في السلطة إلى ما بعد المرحلة الانتقالية، باعتباره الضامن الوحيد لاستمرار نفوذها، ليس في سوريا فحسب وإنما في العراق وإيران أيضا، ثمة تسريبات جديدة تفيد بأن روسيا ليست متمسكة للنهاية بالرئيس، وأنها تفعل ذلك الآن فقط لمصلحة بقاء الدولة السورية، وتلافيا لانهيارها. ومعلوم أن روسيا تعوّل في دورها على العملية التفاوضية، في حين أن إيران تعول فقط على مشاركة ميليشياتها في الصراع إلى جانب النظام، ما يعني أنه بات ثمة فارق جوهري في مضمون مواقف هذين الطرفين؛ الروسي والإيراني، كما في اصطفافهما على الأرض، وفي هدف كل منهما لأغراض التدخل العسكري. وقد شهدنا في الآونة الأخيرة مجموعة من الإشارات الروسية التي تفيد بالتوضيح للعالم، وضمنه للإيرانيين، بأن سوريا هذه ورقة في يد روسيا، لا في يد إيران، وأن هذه أصغر من أن تنافس روسيا في سوريا. ولعل هذا ما بدا واضحا من “فيلم حميميم”، في القاعدة البحرية الروسية على الساحل السوري، الذي ظهر فيه الرئيس الأسد وكأنه في حالة استدعاء إلى قاعدة روسية في سوريا لمقابلة وزير دفاع بلد آخر. هذا أيضا ما يمكن استنتاجه من رفع الغطاء الجوي الروسي عن الميليشيات التي تشتغل كأذرع لإيران في سوريا مثل حزب الله في مناطق حلب، وفي نفي السفير الروسي للكلام الذي صدر عن زعيم هذا الحزب حسن نصرالله بخصوص أن ثمة معركة مصيرية آتية في حلب.

التطور الثاني الذي يمكن ملاحظته أيضا، وستكون له تبعاته في المشهد السوري، يتمثل في إعادة التموضع التركي المفاجئ؛ إن لجهة عودة العلاقات الطبيعية بين تركيا وروسيا، أو لجهة تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية، وذلك بغض النظر عن العوامل الذاتية أو الموضوعية، التي ضغطت من أجل ذلك، وأفضت إلى هذا التحول الدراماتيكي في السياسة التركية. في هذا التطور تحاول تركيا الخروج من الضائقة التي باتت تجد نفسها فيها بسبب انعكاسات الصراع السوري عليها، وتحوله إلى عامل لزعزعة الاستقرار فيها، إن كان من مدخل العمليات الإرهابية التي نشطت في الفترة الماضية، أو من مدخل إشعال فتيل الصراع مع الأكراد، إما في داخل تركيا ذاتها، وإما في سوريا، بحكم تصدر قوات حماية قوات الشعب (الكردية) لقوات سوريا الديمقراطية، والتي بات لها دور فاعل على الأرض في إطار الجهد العسكري ضد داعش. هكذا يقف السوريون اليوم لمراقبة تداعيات هذين التطورين المهمين، على مجريات الصراع في سوريا وعليها، بحيث يمكن القول معهما إن سوريا ستشهد، على الأرجح، معادلات سياسية جديدة، قد تمهد لتسويات قريبة تخفّف من حدة الصراع السوري، وصولا إلى إيجاد مخارج أو توافقات مناسبة، تمهد لتحقيق النقلة السياسية اللازمة لاستعادة الاستقرار في هذا البلد. ومعنى ذلك أن هذا الاصطفاف الجديد في علاقات القوى المتصارعة على سوريا، سيعني إضعاف دور إيران، وتاليا إضعاف أهم قوة ساندت نظام الأسد، وأسهمت في وصول الأوضاع في سوريا، وفي المشرق العربي عموما، إلى ما وصلت إليه، من حال التصدع الدولي والمجتمعي. ومن شأن هذا الاستبعاد ربما أنه يوحد الجهود في اتجاه إخراج كل الميليشيات العسكرية من البلد، ووضع حدّ للصراع المسلح، أو التخفيف منه، بانتظار أن تفرض التسوية السياسية ذاتها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

الصايغ في ذكرى شهداء قسم كفرعبيدا الكتائبي: هذه الحكومة هي الافسد والاسوأ والقوى السياسية لن تستطيع ادارة المتغيرات الكبرى في لبنان

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - أحيا قسم كفرعبيدا الكتائبي ذكرى شهدائه ال 14 الذين سقطوا في الاحداث اللبنانية، في خلال قداس ترأسه خادم الرعية النائب العام في أبرشية البترون المارونية المونسنيور بطرس خليل في باحة كنيسة سيدة الخندق، في حضور ممثل رئيس الحزب النائب سامي الجميل الوزير السابق سليم الصايغ، رئيس إقليم البترون الكتائبي أرز فدعوس ممثلا النائب سامر سعاده ، رئيس بلدية كفرعبيدا طنوس الفغالي، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، عضو المكتب السياسي في الحزب المحامي منير الديك، رئيس مجلس الدراسات والابحاث العلمية في الحزب الدكتور جوزف شليطا، مختار كفرعبيدا أنطوان رومانوس، رئيس قسم كفرعبيدا فارس الخوري إضافة الى رؤساء اقسام وكتائبيين وحشد من الاهالي.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المونسنيور خليل عظة قال فيها: "في كل يوم نلتقي لنقدم الذبيحة الالهية لراحة أنفس شباب ضحوا بحياتهم لكي نبقى في هذا الوطن ، نبقى بحريتنا وكرامتنا ويبقى لبنان ال10452 كلم مربع، وطن الحرية ملاذا لكل طالب حرية. انها قمة الوفاء ان نلتقي لكي نصلي للرب لكي يقبلهم في ملكوت السماء. كلمة شهيد اعطيت للمرة الاولى للمسيحيين الذين بذلوا حياتهم من اجل الحفاظ على ايمانهم بالرب يسوع. الشهيد هو كل انسان مسيحي معمد يبذل ذاته كل يوم حتى يربح ملكوت السماء ومن بعدها اصبح لنا شهيد الحزب وشهيد الوطن. شهداؤنا الاربعة عشرة لم يبذلوا ذاتهم من اجل مكسب مادي بل لأنهم ناضلوا لكي يمنعوا كل عدو للبنان. شهداؤنا الذين نستذكرهم اليوم حملوا شرف الكتائب، استشهدوا في سبيل قضية أرادوا الدفاع عنها وهي بقاء المسيحيين في لبنان والشرق. هؤلاء ليسوا شهداء الحزب فقط بل هم شهداء الكنيسة الذين مع شرف الحزب حملوا ايمانهم بكنيستهم المارونية التي طبعت باسم لبنان فأضحت هي ولبنان توأمان لا ينفصلان".

وأضاف: "علينا اليوم مسؤولية كبرى لكي نكون اوفياء لدم الشهداء الذين سقطوا لكي نبقى اليوم ونحافظ على ايماننا. ورسالتنا اليوم ان نحافظ على حرية ارضنا التي تتعرض لشتى الضغوط لكي نبيع ارضنا ونتركها للغريب. المطلوب منا ان نحافظ عليها لكي نحافظ على لبنان الذي هو ارض لله".

بعد القداس، ألقيت كلمات قدمت لها المربية سليمة جرجس فكلمة رئيس القسم فارس الخوري الذي شكر المشاركين في الذكرى "للوقوف معنا اجلالا امام الشهادة التي دافعت عن اهلنا ومنطقتنا وكرامتنا، والتي ارتسمت سياجا حصينا للوطن".

وقال: "ننظر بإكبار الى شهدائنا، ونعاهدكم بأننا سنبقى خط الدفاع الاول عن لبنان في مواجهة الارهاب وفي مواجهة الظلم والمؤامرات".

وخاطب ارواح الشهداء بالقول: "ستظلون شهداءنا الابرار قدوتنا وامانتنا وفخرنا".

الحويك

ثم، كانت كلمة عائلات الشهداء ألقتها كلير شاهين الحويك التي حيت الشهداء والقت قصيدة من وحي المناسبة.

الصايغ

أما الوزير الصايغ فاستهل كلمته متسائلا عن "ما ممكن أن يطلب منا شهداء كفرعبيدا نحن المؤتمنين على هذه الأمانة التي تركوها لنا بين أيدينا، هم الذين إستشهدوا على هذه الأرض المقدسة وحموا الحرية في لبنان والذين كانوا سياج الحرية ولولاهم لما بقيت الحرية. فمنذ قليل قلنا أن كسروان تكون عاصمة فلسطين لأنهم قالوا لنا ان طريق فلسطين تمر بجونية وأكيد لما استطاعوا الوصول الى فلسطين وأكيد كانوا إستقروا في جونية. فشهداء كفرعبيدا تركوا لنا أمانة كبيرة جدا، بالطبع نستذكر بطولاتهم في شكا وغيرها ونروي قصصهم ونتسامر عن بطولاتهم مع دمعة وإبتسامة ولكن هذه الذكرى لا تكفي وحدها".

وأضاف: "اليوم في لحظة صلاة معكم في هذا الصرح المقدس الذي إجتمعنا حوله قرب المذبح وأمامه، هذه الوقفة وقفة صلاة وتأمل، لأن هؤلاء الشهداء يناجوننا ويطلبون منا أن لا نفرط بالأمانة والأمانة التي تركوها لنا ليست فقط أرضا، لأن لبنان أكثر من وطن هو رسالة والقضية التي دافعوا عنها هي قضية لبنان هي ليست قضية مساحة أرض هي قضية إنسان يعيش بكرامته، إنسان يعيش بحريته. مساحتنا هي مساحة الحرية، مساحتنا هي مساحة الإبداع مساحة الكرامة في هذا الشرق. هم الذين عادوا وأعطوا للعلم اللبناني ألوانه، هم الذين عادوا فأعطوا لجلستنا اليوم هنا كل معانيها، نحن لسنا بشرا نعيش فقط لنشرب ونأكل وننام، نحن بشر زرعنا في هذه الأرض. هكذا يقول شهداؤنا لنا اليوم زرعنا في هذه الأرض لنحمل الرسالة".

وتابع: "طبيعتنا تدمر أمامنا، بإسم أمن المياه في لبنان، طبيعتنا تدمر بالنفايات وصحة أولادنا والأجيال التي ستأتي تدمر وتتكدس النفايات ونحن هنا لا نحرك ساكنا. هذه الأرض المقدسة لوثها الفساد، شهداؤنا تركوا لنا أمانة مقدسة ونحن نفسد فيها ونفعل ونفتك بها كل يوم. ماذا يقول لنا أهل الطبقة السياسية كل اليوم؟ هم يشترون كرامتنا التي دفع شهداؤنا ثمنها الغالي قبل الرخيص. ماذا نفعل بهذه الأمانة؟ دعونا نفكر ماذا نعلم أولادنا؟ أي نموذج سنعطيه في مجتمعنا. شهداؤنا يقولون لنا: نحن النموذج ولكن نحن بأحيائنا بشوارعنا بعائلاتنا بشركاتنا، بأحزابنا ماذا نعطيهم نموذجا؟ نعطيهم نموذج محاصصة، نموذج تجار الهيكل، نموذج الذين يشترون ويبيعون، نموذج الذين يكتبون تقارير بإخوتهم ويبيعهم تجار الهيكل، هذا النموذج الذي نتركه لهم. من أجل ذلك لم نستطع ابقاء أولادنا في هذا البلد. حين ينتهون من دراستهم ويتخصصون ويحاولون إيجاد عمل يذهبون الى الخارج لأننا لسنا على قدر شهادة هؤلاء الشهداء الذين نستذكرهم اليوم. نبكيهم في حين ما علينا فعله هو ان نبكي انفسنا. لأننا لا نعرف أن نكون على مستوى تضحيتهم من أجلنا. أنا لا أتكلم عن الآخرين بل أبدأ بحزب الكتائب حيث أتخذنا قرارات صعبة جدا وبدأنا بتنظيف أنفسنا من الداخل لكي نستطيع التحدث عن الشهادة. يجب أن أرتقي الى هذا المستوى وأقول لو ربحت العالم كله وخسرت حزبي ونظافته أكون خسرت كل شيء. هذا نحن الذي نعمل عليه، علينا أن نكون النموذج الصالح وحبة الحنطة التي يجب ان تزرع في محلها لا نريد أن نعطي مثلا للناس ونقول لهم أن يكونوا هكذا أو ذاك، نطلب من الكتائبيين أن يكونوا في المكان المناسب على مثل الشهداء الذين كانوا على مثل المسيح الذي قال لهم أنا الحق والطريق والحياة".

وتابع: "نحن اليوم نعمل على أن نحقق تغييرا كبيرا جدا في الحياة السياسية الذي نحتكم به لثلاثة أمور: الأمر الأول المحبة، لأن شهداءنا علمونا المحبة والشيخ بيار المؤسس علمنا المحبة، وثانيا نحتكم للحكمة وأن الأمور يجب أن تكون موزنة وليس من السهل أن تؤخذ قرارات صعبة. علينا التصرف بحكمة في وضع نشهد فيه الخطر على الأبواب، وثالثا يجب العمل بحزم لأن المسيح علمنا أن تكون نعمكم نعم ولاؤكم لا، لا نستطيع أخذ أنصاف الحلول ونتكلم بضبابية، لا نستطيع أن نكون في الداخل والخارج، لا نستطيع أن نصرخ صرخة الناس ونحن نتقاسم الحصص على المائدة بل علينا أن نكون في المكان المناسب بجانب الطيبين والاوفياء الذين يبكون شهداءنا حتى اليوم. يجب أن نعرف كيف نعطي الجواب؟ من أجل ذلك هناك عناوين عدة وكبرى للمرحلة المقبلة، شهداؤنا يقولون لنا إياكم ان تتركوا أرضنا. مثلما دافعنا في الأمس عن شكا اليوم سندافع عن القاع، هذا إسمه الحق المشروع للدفاع عن النفس، أقول للبنانيين وللمسيحيين بخاصة كونوا أقوياء وإستعملوا كل الوسائل المشروعة بين أيديكم للدفاع عن أنفسكم".

وقال: "نحن ضد الأمن الذاتي، ولكننا مع الأمن اللامركزي وهذه مسؤولية البلديات لتعود وتدرب شبابها وتحصنهم ليكونوا رجالا. وظيفة شرطي البلدية لا تقتصر على تسطير محضر ضبط وانتظار الرشوة، بل من الآن وصاعدا سيكون مؤتمنا على الأمن اللامركزي حيث هو. من أجل ذلك أقول لكم أننا ضد الأمن الذاتي، نحن ضد الميليشيات، نحن ضد ما يسمى بهذه المقاومة لأنه عندما يستدعي الامر مقاومة بالحق المشروع للدفاع عن النفس نحن نعرف أن نكون رجالها وقد علمنا شهداؤنا وأرشدونا على الطريق".

وتوجه الى أهل كفرعبيدا، بالقول: "لا أحد يعطيكم دروسا، وعندما نتكلم عن كفرعبيدا نرى وهجا كبيرا مختلفا عن البلدات الاخرى. إسم كفرعبيدا له معنى ومن كفرعبيدا الى القاع علينا أن نرسم الطريق"، مؤكدا "أن الإنفتاح سيتحول إنبطاحا إذا لم نكن أقوياء، لأننا نأخذ المثل والعبر التي علمتمونا إياها قبل تاريخكم".

وقال: "هناك دعوات كثيرة عن النازحين السوريين وآخر بدعة سمعناها أنه يجب أن نذهب ونتفق مع بشار الأسد لحل مشكلة السوريين في كفرعبيدا والأشرفية وبكفيا والى آخره، هذا الكلام مرفوض ونعتبره خيانة بحق لبنان، ولنا جواب على هذا الكلام . نحن نقوم بواجباتنا ونقول: أيها الحاكم الجالس على عرشك وتأخذ قرارات وتعلم بأنك لا تستطيع تطبيقها إما لأن أجهزتك مرتشية وإما أنت لا تريد تطبيقها، نفذ القانون اللبناني حتى النهاية، وعندها سنرى كيف نحمي الوضع اللبناني من النازحين السوريين. لا تدعوا المحافظة على الكرامة في حين انتم متمسكون بالسلطة ومهما كان الثمن لا يمكنكم أن تقولوا بيعوا انفسكم الى الشيطان مرة أخرى إذهبوا واجلسوا في فم الأسد ومن ثم قولوا يا رب السترة. موقفنا بالنسبة للنازحين السوريين واضح ودعونا نحقق الأمن اللامركزي، وفي الوقت نفسه تنفذ الدولة قراراتها عبر الأجهزة التي هي مؤتمنة والجيش على رأسها، فهم أولادنا وهم يعتاشون من رزقنا، هم لخدمتنا وخدمة لبنان واللبنانيين ينفذون واجباتهم على أتم وجه ويمنعون الإنتهاكات ويمنعون الإرهاب لأن الإرهاب يأتي من الكلام الذي يكون في غير محله أكثر من المتاريس أو خطوط التماس".

وطالب "الحاكم الجالس في قصرك ومرتاح وإنك تعترف بأن هذه الحكومة هي أفسد حكومة وأسوأ حكومة على الأقل إحفظ ما تبقى لك من كرامة إحم الحدود، طبق القرارات الدولية التي تطلب أن تكون حدودنا محمية من الدولة اللبنانية لمساندة الأمم المتحدة وكفى كلاما آخر خارج الخط. شهداؤنا اليوم بكل بساطة لم يطلبوا منا الكثير بل فقط أن نواصل الدفاع عن الدولة بمفهوم دولة الحق ودولة العدل ليس دولة البزارات والفساد".

ووجه رسالة من كفرعبيدا "أن المتغيرات الكبيرة اليوم تأتي في لبنان، من هنا من هذه الأرض الطيبة نقول المتغيرات الكبرى تضرب لبنان، وحذار أن تفكروا ان القوى السياسية التي حولكم هي التي تستطيع أن تديرها. أزمة نفايات لم يستطيعوا إدارتها فكيف سيديرون مسيرة وطن؟ من أجل ذلك المشهد الذي سنصل إليه في المستقبل هو مشهد قلب طاولة له أول وليس له آخر، سيبدأ قلب الطاولة إبتداء من أواخر شهر تموز أو شهر آب وسوف تجدون تباعا أحداثا مدنية وليست أمنية أبدا وشعبية وليست ميليشياوية أبدا تواكبها تطورات سياسية والتراكم الذي سيحصل سيكنس الطاولة الموجودة اليوم عندنا والمسيطرة على رقاب الناس وسيفرز طبقة سياسية جديدة أو متجددة".

وختم قائلا: "نحن في حزب الكتائب نعيش المطهر ونتمنى على كل الأحزاب وكل القوى أن تقوم بالخطوة نفسها الذي تقوم به الكتائب، أن تعمل على تنظيف نفسها من الداخل لأن كل الاحزاب تضم عناصر لديهم مشروع العظمة ومشروع البطولة، ونحن نحترمهم ولكن أيضا يوجد أغصان يابسة عليهم أن يعرفوا كيف يقطعون هذه الأغصان اليابسة لتنمو الأشجار كشجر الأرز وتظل وتفيء على مدافن الشهداء وعلى أحلام أهلهم وآمالهم وطموحاتهم".

بعد ذلك، توجه الجميع الى مدافن الشهداء حيث وضعت أكاليل الغار والزهر.

 

وزير المالية: لا خيار للبنانيين الا الالتقاء على قاعدة الحوار المفتوح المسؤول لتسوية الأزمات السياسية

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - أكد وزير المالية علي حسن خليل أنه "لا خيار لنا الا ان نلتقي مع بعضنا البعض على قاعدة الحوار المفتوح المسؤول، لنصل الى تسويات لأزماتنا السياسية". جاء ذلك خلال مجلس عزاء في مقام النبي حزقيل في بلدة بلاط بمناسبة أسبوع زوجة رئيس ديوان المحاسبة الأسبق القاضي عوني رمضان، شارك فيه، الى خليل، النائب الدكتور قاسم هاشم، رئيس المحاكم الجعفرية العليا الشيخ محمد كنعان وفاعليات. وقال خليل: "عرفنا القاضي رمضان في كل المواقع مقداما وجريئا، واليوم نقف معه الموقف نفسه بمصابه الأليم. هو الذي كان سندا لكثير من الناس وله الكثير من الأحبة".

أضاف: "على هذه الارض وفي هذا الجبل العاملي الذي اختزن عناوين الوحدة والتلاقي، نستذكر في هذه اللحظة الصعبة من مصير وطننا لبنان اننا في عين المواجهة مع الارهاب التكفيري الذي ضرب بالأمس في البقاع وهو يتربص بنا على امتداد الوطن. نقف امام هذا التحدي لنقول ان الواحب علينا كلبنانيين وكقوى سياسية في هذا الوطن ان نجعل مناسبة الالم هذه في خسارة في مواجهة الارهاب فرصة لتأكيد وحدة خطابنا الوطني في مواجهة هذا التحدي كلبنانيين على اختلاف مشاربنا، لأن هذا الارهاب لا يستثني احدا على الاطلاق، ومواجهته تتطلب موقفا وطنيا واحدا نعيد معه ترتيب أوليوات خطابنا بعيدا عن الانقسام حول القضايا التي تهم الجميع دون استثناء ودون استغلال لهذه المناسبة او غيرها لإبراز عناصر الانقاسم والتفرقة في ما بيننا. يكفيننا ان عدونا لا يقف عند قيم او اخلاق او مبادئ او دين، بل انه يستهدف الانسان بوجوده ويستهدف وطننا بوحدته واستقراره. ان المسؤولية الوطنية تقتضي منا جميعا ان نترفع في هذه اللحظات الصعبة التي يمر بها عالما العربي ككل والمنطقة ككل ولبنان جزء منها وهو في موقع التحدي والمواجهة والاستهداف، لنكون مسؤولين على قدره ومسؤولين قادرين على ان نقول لا وان نقف خلف مؤسساتنا السياسية والعسكرية والأمنية وندعمها ونلتف حولها لمواجهة هذا التحدي الكبير. ان المسؤولية تقتضي الا نمارس ردة الفعل بأمن ذاتي بل بالالتفاف حول الجيش اللبناني وان نؤمن المقومات والدعم له كي يمارس دوره الحقيقي والذي يمارسه فعلا على امتداد الحدود من الجنوب الى الشمال فالشرق". وتابع: "اليوم، مثل هذا التحدي يتطلب منا على المستوى السياسي وعيا وادراكا اكبر لحقيقة الا خيار لنا الا ان نلتقي مع بعضنا البعض على قاعدة الحوار المفتوح المسؤول، لنصل الى تسويات لأزماتنا السياسية، فلا انتصار لأحد على الآخر في هذا البلد، الانتصار يكون للبنان وطنا واحدا موحدا، الانتصار يكون بالاقتراب من بعضنا البعض في القضايا الخلافية كي نصل الى المشترك في ما بيننا على المستوى السياسي، في قانون الانتخابات علينا ان نراعي فيه حق الناس في ان تعبر وان يصل صوتها بأمانة، ومن خلال التعاطي مع ملفاتنا السياسية الكبرى أيضا من انتخاب رئيس للجمهورية واعادة العمل للمؤسسات بروح المسؤولية والجدية. لا انتصار لأحد الا اذا انتصر لوطنه ولا قيامة لهذا الوطن الا اذا توحدنا جميعا حول الدفاع عن قضاياه ومؤسساته وانطلاق عمل هذه المؤسسات. بهذا نحمي تاريخنا الجهادي، مقاومين على حدود الوطن دفاعا عن ارضه ومقاومين في الداخل دفاعا عن وحدته".كما كانت كلمة لكنعان نوه فيها بمزايا الراحلة، ثم قال: "لا خلاص للبلد الا عبر الدولة العلمانية والمدنية التي ترجمتها المادة 95 من الدستور. هي ليست دولة ملحدة او كافرة، الدولة المدنية في لبنان تحقق طموح كل اللبنانيين بالعدالة وليس بالمساواة". كذلك، القى علي رمضان كلمة باسم عائلة الراحلة، جاء فيها: "نباعد بين ليلنا والخرافة، وتسيل مياه مآفينا في وجع الرحيل حدادا. شجر الكلمات محموم بشهي التحدث عن امرأة تعتنق الفرادة. هي الايام الغريبة بين عبرتين وهي الدهشة قد مرت بنا بهدأة بحرنا ليصير أمتع. وهي السجينة والحزينة والرهينة بفقد ثلاثة من عضد الأخور التي تلاشت في ضحى سنتين، وهي الجميلة التي اتقنت لغة الجمال، هي زمزم سيدة البيت الذي لا يمل الوجوه، والتي كانت تدرك ان حياة الرئيس عوني يشاركها فيها جميع الناس والاصدقاء واصحاب الحاجات الى محيط عطاء زوجها الذي لا ينضب".

 

السفير اليوناني من بينو: المنطقة تمر بأوقات صعبة وعلينا مواجهة الإرهابيين ومنعهم من العبث بأمن البلاد

الأحد 03 تموز 2016 /وطنية - أقام متروبوليت عكار وتوابعها للروم الأرثوذوكس باسيليوس منصور، لقاء تكريميا للسفير اليوناني تيودور باسس، في دارة النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس في بينو، حضره النائب نضال طعمة، المدير العام لمؤسسة فارس العميد المتقاعد وليم مجلي، مدير اعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية، اسقف طرطوس المطران ديمتري شربك، مسؤول معلومات الامن العام في عكار النقيب وسيم الصايغ، آمر مفرزة استقصاء الشمال النقيب نبيل عوض، رؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير وكهنة.

منصور

بدأ اللقاء بكلمة ترحيب من الاب نايف اسطفان، فكلمة المتروبوليت منصور، نقل فيها "تحيات دولة الرئيس عصام فارس، الذي اتصل به هاتفيا، الى السفير باسس"، وقال: "هذه التحيات للاخوة الاباء الاجلاء ورؤساء البلديات، رؤساء الاتحادات، مجالس الرعايا سيدنا ديمتري، القوى الامنية، الاخوة الصحافيين والاعلامييين. يسلم عليكم دولة الرئيس ويقول لكم ان قلبه قبل بيته مفتوح دائما لعكار وللعكاريين، بدون تمييز". أضاف "دولة الرئيس عصام فارس: الذي كما لك من المشاعر، الجياشة في قلوبنا ونفوسنا، تحتاج الكلمات والاحرف، ان تخترع نصوصا جديدة لكي تفيك الحق، في ما هو انت عليه من حب الضيافة والكرم، والوطنية، وما تمثلونه شخصيا، في قلوب جميع الناس العكاريين وغير العكاريين، من قبل الفضائل والعطاء والكرم والاكرام، ونجدة الملهوف، وقد صدق فيكم ذلك القول، انكم بحر من العطاء والاخلاق لاشواطئ له تحده، كذلك في الوطنية، وفي العيش الواحد لا المشترك، لأن الأب، كما انتم، لكل العكاريين، ولكل من التجأ اليكم". وتابع "يادولة الرئيس: نحن الان هنا في ضيافتكم مع سعادة سفير اليونان، السيد ثيودورس، ونحن هنا لما لداركم من عظيم المحبة نحوالجميع، اذا قلتم انكم تحبون اليونان، لأن لكم فيها زمنا، ليس بالقليل. نحن نجتمع اليوم في هذه الدار لأنه بالفعل ذلك الدار الذي يضم الجميع الى صدره، ولهذا ترى هذه الوجوه التي قليلا ما تجتمع، الا بميادين العمل حيث خصص لها، لا تجتمع الا في بيت دولة الرئيس عصام فارس". وأردف "دولة الرئيس عصام فارس يا سعادة السفير، هو عنوان وعلم في الوطنية، نحن اليوم نجتمع من الكنائس المسيحية هنا، ولكن عادة يكون معنا، المفتي الشيوخ العلماء الأفاضل، مدير الاوقاف رؤساء البلديات الاسلامية الذين نرجو لهم، صياما مبارك، لم يأتوا معنا الى هذه المناسبة، وان شاء الله عند قدومكم مرة اخرى سوف يكونون موجودين بكل تأكيد، في استقبالكم وفي التعبير عن المحبة التي تربطهم بعصام فارس، والاحترام له، كما الاحترام لليونان". وتناول منصور في كلمته "علاقات المحبة التي تربط هذا الشرق باليونان والتفاعل الحضاري بينهما"، مشيرا الى ان "فتوحات بولس الرسول توازي، فتوحات الاسكندر الكبير، هذا قد فتح بالجيش والحضارة، وذاك فتح بالمحبة والحضارة، ايضا"، متمنيا لباسس "اقامة طيبة في ربوع عكار الجميلة التي تحاكي ربوعا في اليونان، بزراعاتها، باهلها بشهامة الناس، الذين فيها كما في عكار".

باسس

ورد السفير باسس بكلمة فقال: "لا يمكن فهم كلمة ان لم يأت الانسان، الى عكار في ضيافة صاحب السيادة ودولة الرئيس عصام فارس". أضاف "نحن من بلدين عندهما تاريخ عريق، ليس في التاريخ اطلاقا بلد كبير وبلد صغير، هناك ناس كبار وناس صغار، عندنا بلاد الانتشار التي نحن نفتخر بها، عندنا رجال اعمال في كل العالم، كيونانيين وكلبنانيين، واكيد بلدينا ساهما في بناء الحضارة، العالمية والاوروبية، الفلسفة في اليونان. الفنيقيون هم الذين اعطونا الابجدية، وهناك البحر الذي يوحدنا البحر الابيض المتوسط، وحوله ناس عاشت وناس تألمت ولكن ايضا هناك ناس وصلت الى اعلى درجات الحضارة". اضاف "نحن في اليونان في السنوات الاخيرة، نمر بضائقة اقتصادية كبيرة، ولكن يجب ان اقول لكم بان الشيء الوحيد الذي جعلنا نقف ونبقى صامدين هو العائلة، مفهوم العائلة، والكنيسة التي بقيت دائما، الى جانب المواطنين". وتمنى "السلام للمنطقة، بالرغم من انها تمر احيانا باوقات صعبة، ولكن لا ننسى ايضا انه على بعد كيلومترات قليلة منا في بلد اسمه سوريا ايضا، الناس هناك يعانون. ويجب ان نكون مؤمنين حقا في داخلنا، ان صلواتنا المشتركة، ترفع الى الله من اجل ان يبقى السلام والامان في هذه البلاد". وإذ شدد على "مواجهة الارهاب والارهابيين ومنعهم من العبث بامن البلاد"، قال: "هذا ليس من تقليدنا، وليس من فكرنا وليس من حضارتنا. يجب ان نبقى دائما متحدين بغض النظر عن الدين او الانتماء، حتى نبعد عنا هذا الارهاب، واريد بمحبة ان امدح العمل الذي تقوم به، الجهات الامنية والجيش، من اجل الحفاظ على الامن والسلام في هذا البلد".وكان باسس قد شارك في القداس الالهي الذي تراسه منصور وعاونه فيه الاسقف ديمتري شربك وكاهن الرعية الاب حنا الشاعر وحضره طعمة ومجلي ورئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر. بعد ذلك كانت زيارة الى دار المطرانية في بينو، فجولة على المشاريع التي نفذها فارس في البلدة خاصة المحمية والبحيرة التابعة لها.