المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 تموز/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.july10.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

صَرَخَ يسوع بِصَوْتٍ عَظِيم: «لَعَازَر، هَلُمَّ خَارِجًا!».فَخَرَجَ المَيْتُ مَشْدُودَ الرِّجْلَيْنِ واليَدَيْنِ بِلَفَائِف، ومَعْصُوبَ الوَجْهِ بِمَنْدِيل. قَالَ لَهُم يَسُوع: «حُلُّوهُ، ودَعُوهُ يَذْهَب!».”

إِنَّ الرَّبَّ قَرِيب! لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أحزاب لبنان شركات تجارية تملكها جماعات البيوت السياسية/الياس بجاني

الإرهاب العالمي هويته إيرانية ملالوية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 9/7/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 9 تموز 2016

لبنان الدولة الـ40 في الهشاشة/عباس سعد/المدن

الخلط الناس بين الإقطاع السياسي والبيت السياسي أو العائلة السياسية/ايلي الحاج/فايسبوك

"المستقبل" لـ"الجمهورية": ندعم فرنجية لا عون

الورقة الرئاسية عالقة في جيب ايران

 شمعون: عون وجعجع "غشيانين بحالن"

أهالي القاع... الأمر لنا والجيش والقائد معنا!

لماذا ابن زعيم الحوثيين جبريل في الضاحية الجنوبية؟

انطوان حداد بعد استدعائه: مستمرون في مواجهة «ترابة فتوش» في عين دارة/نسرين مرعب/جنوبية

سرّ إندفاعة جعجع على خط جنبلاط – الحريري

برّي كان يرتدي البيجاما ويلاعب أحفاده واذ بالمفاجأة تحصل!

بري: كلّ شي بِحسابو، والعدس بترابو.

عون والتنازلات/منير الربيع/المدن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ارسلان: لا بد من التنسيق مع سوريا لأن معركتنا واحدة في وجه الارهاب

3 مسلحين خطفوا مواطنا ستينيا على طريق نبحا القدام

الجسم المشبوه في اميون عبارة عن موجودات لمخلفات العاب

قاووق: الى متى سيستمر النظام السعودي بدعم من يقتلنا؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رجوي دعت خلال افتتاح مؤتمر المعارضة في باريس إلى إنهاء الصمت الدولي عن انتهاكات النظام الإيراني وأكدت أنه و«داعش» وجهان لإرهاب «بربري» واحد

رجوي: النظام الإيراني سبب مصائب العراق وسوريا ولبنان

الأمير تركي الفيصل: مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط النظام سيتحقق

المعارضة الإيرانية: فليسقط نظام الولي الفقيه

عشرات الآلاف يطالبون من باريس بإسقاط نظام الملالي

القوات العراقية تحرر شمال الرمادي وتسيطر على قاعدة 'القيارة' واستعدادات لاطلاق عملية كبرى لتحرير قرى جزيرة الخالدية من سيطرة داعش

تقرير أممي: التجارب البالستية الإيرانية تتعارض والاتفاق النووي

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدعو ايران الى الامتناع عن اجراء التجارب البالستية لأنها تهدد بزيادة التوترات في المنطقة.

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وتبقى دماء حزب الله «مشرّعة».. على «المشروع الإيراني/علي الحسيني/المستقبل

ملفات المنطقة في دائرة «اللااهتمام» الغربي ـ الإيراني/ثريا شاهين/المستقبل

تشاؤم القصر/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

ناشطون ايرانيون يسخرون: راتب حسن نصر الله أصبح باللغة الفارسية/بادية فحص/جنوبية

لا نفط بلا دولة كاملة السيادة/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

الحلّ الضروري لأزمة مزدوجة/فارس سعيد/جريدة الجمهورية

جعجع: أللهم أشهد أنّي قد... رَشّحت/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

سيناريو القاع «الفائز»: المجموعة الأولى للدوريات والثانية للقادة!؟/عملية فاشلة بالمقاييس الإرهابية/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

حاجة «حزب الله» الوجودية للحرب/د.مصطفى علوش/صحيفة الجمهورية

لبنان الكبير… خطأ تاريخي/فؤاد ابو زيد/الديار

الفاتيكان طلب والروس حاولوا.. وطهران «لا جدوى»/بسام النونو/المستقبل

دينية الحزب الواحد/أحمد عدنان/العرب

طريق باتجاهين/علي نون/المستقبل

من صَنَع «القاعدة» و«داعش»/بول شاوول/المستقبل

حرب الذات والآخر/نيويورك: راغدة درغام

ما الذي يجمع بين المودودي والخميني والبغدادي/هدى الصالح/العربية نت

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

بري استقبل فتحعلي ووفدا من عائلات الدبلوماسيين الايرانيين المخطوفين

العربي الجديد: المعارضة تفتح معركة جنوب حلب: حصار الراموسة مقابل الكاستيلو

وليد جنبلاط و"الرقص مع الذئاب"/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

صَرَخَ يسوع بِصَوْتٍ عَظِيم: «لَعَازَر، هَلُمَّ خَارِجًا!».فَخَرَجَ المَيْتُ مَشْدُودَ الرِّجْلَيْنِ واليَدَيْنِ بِلَفَائِف، ومَعْصُوبَ الوَجْهِ بِمَنْدِيل. قَالَ لَهُم يَسُوع: «حُلُّوهُ، ودَعُوهُ يَذْهَب!».”

إنجيل القدّيس يوحنّا11/من32حتى44/:”مَا إِنْ وَصَلَتْ مَرْيَمُ إِلى حَيْثُ كَانَ يَسُوع، وَرَأَتْهُ، حَتَّى ٱرْتَمَتْ عَلى قَدَمَيْه، وقَالَتْ لَهُ: «يَا رَبّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي». فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، واليَهُودَ الآتِينَ مَعَهَا يَبْكُون، ٱرْتَعَشَ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَب.ثُمَّ قَال: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوه؟». قَالُوا لَهُ: «يَا رَبّ، تَعَالَ وَٱنْظُر». فَدَمَعَتْ عَيْنَا يَسُوع. فَقَالَ اليَهُود: «أُنْظُرُوا كَمْ كَانَ يُحِبُّهُ!». لكِنَّ بَعْضَهُم قَالُوا: «أَمَا كَانَ يَقْدِرُ هذَا الَّذي فَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى أَنْ يَحُولَ أَيْضًا دُونَ مَوْتِ لَعَازَر؟». فَجَاءَ يَسُوعُ إِلى القَبر، وهُوَ مَا زَالَ مُرْتَعِشًا. وكَانَ القَبرُ مَغَارَة، وقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَر. قَالَ يَسُوع: «إِرْفَعُوا الحَجَر». قَالَتْ لَهُ مَرْتَا أُخْتُ المَيْت: «يَا رَبّ، لَقَدْ أَنْتَنَ، فَهذَا يَوْمُهُ الرَّابِع». قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَمَا قُلْتُ لَكِ: إِذَا آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ الله؟». فَرَفَعُوا الحَجَر. ورَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلى فَوْق، وقَال: «يَا أَبَتِ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ ٱسْتَجَبْتَنِي! وأَنَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ دَائِمًا تَسْتَجِيبُنِي، إِنَّمَا قُلْتُ هذَا مِنْ أَجْلِ الجَمْعِ الوَاقِفِ حَوْلِي، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي». قَالَ يَسُوعُ هذَا، وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيم: «لَعَازَر، هَلُمَّ خَارِجًا!».فَخَرَجَ المَيْتُ مَشْدُودَ الرِّجْلَيْنِ واليَدَيْنِ بِلَفَائِف، ومَعْصُوبَ الوَجْهِ بِمَنْدِيل. قَالَ لَهُم يَسُوع: «حُلُّوهُ، ودَعُوهُ يَذْهَب!».”

 

 إِنَّ الرَّبَّ قَرِيب! لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي04/من01حتى07/:”يَا إِخْوَتِي، أَنْتُمُ الَّذِينَ أُحِبُّهُم وأَشْتَاقُ إِلَيْهِم، وأَنْتُم فَرَحِي وإِكْلِيلي، أُثْبُتُوا هكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء. أَطْلُبُ إِلى أَفُودِيَةَ، وأَطْلُبُ إِلى سُنْتِكَة، أَنْ تَكُونَا على رأْيٍ واحِدٍ في الرَّبّ. وأَسأَلُكَ أَنْتَ أَيْضًا، أَيُّهَا الرَّفِيقُ الصَّادِق، سِيزِيغُس، أَنْ تُسَاعِدَهُمَا، فقَدْ نَاضَلَتَا مَعِي في الإِنْجِيل، صُحْبَةَ إِكْلِمَنْدُس، وسَائِرِ مُعَاوِنِيَّ، الَّذِينَ أَسْمَاؤُهُم في سِفْرِ الحَيَاة. إِفْرَحُوا دائِمًا في الرَّبّ، وأَقُولُ أَيْضًا ٱفْرَحُوا. لِيُعْرَفْ حِلْمُكُم عِنْدَ جَمِيعِ النَّاس: إِنَّ الرَّبَّ قَرِيب! لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفُوقُ كُلَّ إِدْرَاك، يَحْفَظُ قُلُوبَكُم وأَفْكَارَكُم في المَسِيحِ يَسُوع”.

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أحزاب لبنان شركات تجارية تملكها جماعات البيوت السياسية

الياس بجاني/09 تموز/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/07/09/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA/

حقيقة مهمة جداً يتم التعامي عنها من قبل الأتباع والزلم والهوبرجية وجماعات المنتفعين وربع المنافقين وهي أن بعض البيوت السياسية العريقة وأيضاً الحديثة النعمة في لبناننا الحبيب المحتل تمتلك شركات تجارة بكل ما في الكلمة من معاني ومحتوى تحت مسميات أحزاب.

هذه الشركات  المسماة زوراً ونفاقاً أحزاب ومقارنة مع طبيعة وأنظمة وآليات عمل وقوانين وتناوب السلطة فيها في البلاد الديموقراطية الحرة ككندا وأميركا وبريطانيا وأستراليا والدول الأوربية كافة هي لا تمت للأحزاب بصلة ولنا خير أمثلة فاقعة ومعاشة في حال شركة عون المسماة “تيار وطني” وفي شركة الحريري المسماة “تيارا لمستقبل “وفي شركة جنبلاط المسماة “التقدمي الإشتراكي” وفي شركة أمين الجميل المسماة “كتائب” وفي شركة سمير جعجع المسماة “قوات” (هو اسم لا يمت للقوات الأصلية بشيء من حيث التكوين والمكونات والمرجعيات ومركز القرار) وشركة بري المسماة أمل (وهي لا تمت لأمل الإمام الصدر الأصلية بشيء) فهذه خير أمثلة لا ترقى للشك.. في هذه الشركات الأحزاب العائلية والتجارية لا أصوات تعلو على أصوات أصحابها ومن يعارض أو يحتج يطرد ويخون ويؤبلس والأمثلة بالعشرات منها الحدث ومن القديم.

باختصار أكثر من مفيد لا يوجد في لبنان أحزاب بالمفهوم الغربي الديموقراطي الحر..ولكن عندنا بيوت سياسية تمتلك شركات تجارية وجماعات إقطاع سياسيين وأصوليين وداعشيين إضافة إلى الجماعات الطروادية التابعة للخارج من مثل حزب الله الملالوي والإرهابي… وهنا مكن العلل ونبع المصائب. ونقطة ع السطر

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

 الإرهاب العالمي هويته إيرانية ملالوية
الياس بجاني/09 تموز/16
نظام الملالي في إيران هو راعي الإرهاب في العالم من داعش إلى غيرها ولا نهاية لهذا الإرهاب إلا باسقاط النظام. في أسفل تقرير مفصل يبين دور إيران بالإثباتات في كل الأعمال الإرهابية كما علاقاتها بكل منظمات الإرهاب ومنها حزب الله الذي يحتل لبنان ويقاتل في كل الدول العربية نيابة عن أسياده الملالي وخدمة لمشروعهم. من هنا واقعاً وعملياً ودون تذاكي وفلسفات فارغة وتشاطر غبي فإن كل من يؤيد الساقط عون لرئاسة الجمهورية الذي هو مجرد جوكر ملالوي بمن فيهم د. جعجع هم شركاء في الإرهاب ولا يخدمون لا لبنان ولا الكيان ولا المسيحيين تحديداً ولا اللبنانيين عموماً..ونقطة على السطر
Iran's Support for Terrorism Under the Joint Comprehensive Plan of Action ( JCPOA)
Matthew Levitt/The Washington Institute/July 09/16
http://eliasbejjaninews.com/2016/07/09/matthew-levittthe-washington-institute-irans-support-for-terrorism-under-the-joint-comprehensive-plan-of-action-jcpoa/

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 9/7/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة نهاية الأسبوع بعد عطلة العيد، جسر عبور إلى أسبوع سياسي بإمتياز، حافل بتحرك فرنسي لوزير الخارجية جان مارك ايرولت في بيروت يومي الاثنين والثلاثاء.

محور تحرك الوزير الفرنسي حل سياسي لبناني، يؤمن انتخاب رئيس للجمهورية وقيام حكومة كل لبنان. ويعتزم ايرولت زيارة الرياض وطهران لبلورة المبادرة التي سيناقش عناوينها مع المراجع السياسية اللبنانية. وفي هذه المبادرة، مصلحة لفرنسا في استعادة دورها في لبنان، طالما أن الدورين الأميركي والروسي يسيطران على المنطقة.

وعلى صعيد الدورين الأميركي- الروسي، خلاف مستحكم وتبادل بين واشنطن وموسكو لطرد الدبلوماسيين، وارتفاع صرخة الناتو ضد موسكو.

عودة إلى لبنان، وتحديدا إلى عكار، أهالي الضحية التي قتلها زوجها "الداعشي" في استراليا، أصيبوا بصدمة خصوصا وأن هذا الزوج الإرهابي قطع أطرافها، والسبب أنها لا تشاركه أفكاره الإرهابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد إجازة فرضتها عطلة الأعياد، يعود الحراك السياسي مطلع الأسبوع المقبل، مستهلا بزيارة مرتقبة لرأس الدبلوماسية الفرنسية جان مارك ايرولت إلى بيروت، بعد تأجيلها مرات عدة منذ نيسان الماضي.

زيارة وزير الخارجية الفرنسي تستمر يومين، يلتقي في خلالها الرئيسين نبيه بري وتمام سلام، ويجري مروحة من اللقاءات مع القوى السياسية بما فيها المرشحان للرئاسة العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية. وستتمحور محادثاته حول الوضع السياسي في لبنان، وأجواء التحضيرات الدبلوماسية الفرنسية بشأن انعقاد مجموعة الدعم الدولية للبنان وملف النازحين السوريين.

أولى رسائل المبعوث الفرنسي هي الدعم. أما "تقريشه" فلا يعول عليه كثيرا بحل الازمة السياسية اللبنانية. لا حلول ولا مبادرات ولا SAINT CHLOUE جديد يلوح من الأفق. وحده الدعم السياسي والعسكري والدبلوماسي، سيحظى به لبنان في المدى المنظور، بانتظار الروح القدس التي يؤمل ان تحل خلال ثلاثية الحوار المنتظر في الثاني والثالث والرابع من آب المقبل.

"كل شي بحسابو والعدس بترابو"، رد رئيس مجلس النواب نبيه بري على كل التأويلات والسيناريوهات التي أطلق العنان لها، تفسيرا لزيارة عون إلى عين التينة، والربط بين النفط والرئاسة. أما القول ان التفاهم النفطي جاء بعد زيارة وزير المال علي حسن خليل، فليس صحيحا. وخليل لم يعقد أي تفاهمات نفطية مع الروس، وإن ما حرك الملف هو تقرير هيئة إدارة قطاع البترول.

وبالانتظار، ستبقى عين على تطورات الميدان السوري، والأخرى على الأمن وتمدد الارهاب في كل أصقاع الأرض، وسط تبدلات وتحولات سياسية بدأت تعيد البوصلة إلى قبلتها الحقيقية. ففي أول خطوة من نوعها، قام وفد من البرلمان الأوروبي بزيارة إلى سوريا، بعد انقطاع خمس سنوات. وهي الزيارة الثالثة لنواب برلمانيين، عقب زيارتين قام بهما نواب من البرلمانين البلجيكي والفرنسي.

فهل يشكل الانفتاح الأوروبي على سوريا، باكورة العودة الشرعية لدمشق إلى حضن المجتمع الدولي؟، علما ان مصادر الخارجية التركية، نقلت أجواء عن توجه تركي للقبول ببقاء الرئيس بشار الأسد لفترة انتقالية. كلام لم تنفه أنقرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كل الأعين على طريق حلب، ميدانيا وسياسيا. فبعد قطع طريق الكاستيلو بالنار، واحتراق جل خيارات التكفيريين في المدينة وريفها، اختاروا القصف الهمجي ضد المواطنين الأبرياء، موقعين العشرات بين شهيد وجريح، دون ان يوقعوا من سلة انجازات الجيش السوري والحلفاء، أيا من الأهداف.

أكمل الجيش تقدمه، فارضا صورة استراتيجية للمشهد الذي يتكامل في تلك المنطقة، وسط فشل كل محاولات المسلحين، ومعهم أبواق التكفيريين من سياسيين واعلاميين، قطعت بهم سبل التضليل مع قطع طريق الكاستيلو.

طريق دمشق السياسية المفتوحة للعديد من الوفود الغربية، وبعض العربية التي تعبرها سرا، فتحت اليوم أمام عدسات الكاميرات لوفد رفيع من البرلمان الأوروبي، جاء للقاء كبار قادتها، حاملا حقائب دبلوماسية لم يغب عن محتواها سجل الانجازات الميدانية للجيش السوري وحلفاءه، ولاسيما في حلب.

انجاز جديد ضد التكفير، سجله الجيش العراقي على طريق الموصل، مع استعادة قاعدة القيارة العسكرية، بدلالاتها الاستراتيجية في معركة العراق ضد الارهاب وداعميه.

أما الاستراتيجيات اللبنانية، نفطيا وسياسيا، فتنتظر مطلع الأسبوع المقبل لعودة العجلة السياسية، بجلسات حكومية ومشاورات ولقاءات سرية وعلنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كان للاستفاقة الرئاسية التي شهدتها الساحة السياسية في عطلة الفطر، أهمية أكبر لو انها أدت إلى توافق على خريطة طريق، ينزل بموجبها النواب إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس الأسبوع المقبل أو في الأسبوع الذي يليه، بحيث يطأ وزير الخارجية الفرنسية الاثنين، أرضا جاهزة لصفقة محلية برعاية اقليمية دولية، تفتتح بموجبها أبواب بعبدا لأحد المرشحين عون أو فرنجية، أو لأي من المرشحين، المكتومين أو المعلنين.

لكن الفرحة لم تتم. وزيارة الوزير الفرنسي، ستظل في اطار تكرار النصائح، والتحذير من مخاطر الفراغ الذي يساعد في تسرب ويلات الاقليم إلى الداخل اللبناني. وهو سيسمع كلاما لبنانيا سمعه أسلافه، ومفاده ان البعض في لبنان يصر على ربط وطنه وقراره السيادي بعربة النار التي تنشر الخراب في المنطقة.

في الانتظار، جلستان لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، الأولى تخصص لعرض الوضع المالي. فيما ستجانب الثانية البحث في القضايا الخلافية، لا النفط ولا النفايات ولا أمن الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

انتهت عطلة العيد، لتبدأ عطلة نهاية الأسبوع. وبين عطلة وعطلة، أعطال السياسة على حالها: فراغ ينتظر أي حدث، بل أي خبر، ليملأه. من هنا، قد يبدو البعض مهتما بزيارة وزير الخارجية الفرنسية لبيروت مطلع الأسبوع المقبل، لتكثر التحليلات والقراءات والتوقعات عن مصير المقبل من المواعيد، بين تموز الجاري، ومطلع آب المقبل.

ومن هنا أيضا، قد يبدو البعض مهتما بتطورات الاقليم، فيحاول اسقاط تطورات الميدان في سوريا على الرئاسة في لبنان. لتنشد الأنظار إلى الشمال السوري الذي يشهد تطورات متسارعة، وتبرز معادلات على مثال: "من يطوق حلب، يحرر بعبدا".

إلا ان الصحيح، ان للاستحقاقات جواز سفر واحد، يمكن عبره العبور إلى الدولة. جواز مطبوع ببصمة الشراكة، ومدموغ بطبعة الحقوق، ومشغول بدقة الميثاقية.

وفي انتظار ان يقتنع الكل بضرورة اصدار هذا الجواز، انشغل اللبنانيون اليوم بخبر جوازاتهم البيومترية الجديدة، مع عودة الأسئلة عن وجوب تغيير جوازاتنا، وصلاحية الجواز القائم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لن يحمل وزير الخارجية الفرنسي، خلال زيارته المقررة اعتبارا من الاثنين لبيروت، أي مبادرة فرنسية تشكل ولو نواة حل لعقد الرئاسة الأولى. سيصل كما فعل الرئيس الفرنسي قبله، ليستطلع ما إذا كان اللبنانيون قريبين من تصور ما قد يضع الرئاسة على خط الحل. وسيرحل كما سبق ورحل رئيسه. فقصة الرئاسة لم تتغير، وهي تتأرجح بين ثلاث ثوابت حتى الساعة:

العماد عون مرشح دائم للرئاسة الأولى، ورياح عيد الفطر السعودية لم تأته بجواب ايجابي يفتح باب القصر.

"حزب الله" متمسك بعون، ومستعد لانتخابه في أي لحظة من دون ربط الانتخاب لا بمؤتمر تأسيسي ولا بسلة متكاملة، ولا حتى بالنزاع الاقليمي. والمسؤولية في عرقلة الانتخاب يحملها الحزب لتيار "المستقبل" ومن وراء "المستقبل"، أي السعودية.

تيار "المستقبل" على موقفه، فلا مجال لانتخاب عون رئيسا، والمسؤولية تقع على "حزب الله" ومن وراء "حزب الله"، أي ايران، في عرقلة الانتخاب.

وبما ان الصورة بالرئاسة الأولى، واضحة على الرغم من سوداويتها، ثمة صورة بدأت تتضح في ملف النفط، ستبعد لبنان حتما عن افلاس كانت بدأت ملامحه ترتسم، وستحيده عن الحروب التي تلف المنطقة، لأن في بحره الكثير الكثير مما يريده الروس والأميركيون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

استعدادات في اليوم الفاصل عن الأسبوع السياسي الطالع، الذي سينطلق بجملة تحركات واجتماعات، تبدأ مع وصول وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرلوت إلى بيروت الاثنين، على خلفية لقاءات تناولت الشأن اللبناني، وفي أولوياتها تشجيع اللبنانيين وتحفيزهم على انجاز الاستحقاق الرئاسي في ظل الأخطار المحدقة بفعل الحريق السوري.

وفي أجندة وزير الخارجية الفرنسية، سلسلة لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين والشخصيات السياسية.

أما في عمل المؤسسات الدستورية: جلستان لمجلس الوزراء الأولى الثلاثاء ومخصصة للوضع الاقتصادي والمالي، والثانية عادية تنعقد الخميس.

اقليميا، نظام الأسد يعلن تمديد وقف اطلاق النار إلى 72 ساعة إضافية، اعتبارا من الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل. فيما سجل في العراق تطور ميداني، مع اعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تحرير قاعدة القيارة جنوب الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، داعيا أهالي نينوى إلى التهيؤ من أجل تحرير مدنهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ما كان يدور في السر خرج إلى العلن. والحماوة المنبعثة من الميدان، أصابت عدواها خطوط التواصل، فعادت الحرارة ودبت في عروق السياسة. وفد أمني سوري رفيع المستوى زار روما. تقاذفه الأخذ والرد، وبقي طي الكتمان، إلى أن جرى تأكيد المؤكد برد وفد إيطالي وآخر أوروبي الزيارة. واليوم فتحت دمشق أبوابها، واستقبلت وفدا برلمانيا أوروبيا، هو الثالث الذي يخرق الحظر الأوروبي المفروض على النظام السوري، بعد وفدين بلجيكي وآخر فرنسي زاراها في الأشهر القليلة الماضية.

زحمة الوفود على خط أوروبا- دمشق، تشي بإعادة النظر في العقوبات تمهيدا لرفعها. وهو ما يقرأ من عنوان تصريح رئيس الوفد ورئيس لجنة الشؤون الخارجية خافيير كوسو، الذي قال عقب لقائه رئيسة مجلس الشعب: نحن ندعم سوريا ونساندها في مطلبها رفع العقوبات الأوروبية. ما قاله رئيس الوفد يتعدى التصريح، إلى رسالة حمله إياها الجانب السوري إلى البرلمان الأوروبي.

الزيارة هذه، تقاطعت ومصادر فرنسية تحدثت عن أن البيت الأبيض وضع الملف السوري في عهدة الكرملين. وهو ما يفسر الليونة الأميركية في تذليل العقبات أمام التنسيق العسكري الأميركي- الروسي. ولم يعد خافيا على أحد أن محادثات فصل النزاع التي بدأها جيشا الطرفين، آخذة في التوسع، بعد عرض الولايات المتحدة على روسيا تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن الإرهابيين في سوريا.

صفقات الكواليس الخلفية هذه، تؤكد أن باراك أوباما يسعى سعيه ليختم ولايته بتحقيق انتصار عسكري على الإرهاب في سوريا، يحفظ في سجلات البيت الأبيض الرئاسية.

ومن بوادر التحولات الجديدة وغير المسبوقة، فإن معركة إقصاء الرئيس بشار الأسد أصبحت كالحرب الباردة، وانتقل شعارها إلى المواقع الخلفية، بعد إعادة ترتيب الأميركي لأوراقه وأولوياته، التي لم تعد إطاحة بشار الأسد على رأسها لا في المرحلة الحالية ولا في المرحلة الانتقالية.

الانقلاب في الموقف السياسي الأميركي، تلقفه التركي ليحجز له مكانا ولو في آخر الصف، بتوجه أنقرة إلى القبول ببقاء الأسد فترة انتقالية مدتها ستة أشهر. ولكن لا قيمة لمواقف الصغار في ملاعب الكبار، في السياسة كما في الميدان، حيث وعلى أهمية معركة حلب، فإن قرار الحسم يراوح مكانه، وأزيز المعركة يتوقف عند الخط الأحمر الذي سيرسم الحدود.

وفي خلاصة التحول الأميركي، معطوفا على الأوروبي والتركي، ولاحقا الخليجي وتحصيله حاصل، ماذا سيكون موقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير؟، ففي لقاء الرئيس الأميركي ولي ولي العهد محمد بن سلمان، قال "لا يمكن بقاء الأسد"، فما كان من أوباما إلا أن استعان بوليد جنبلاط وأجاب: أنا موافق. ولكن ماذا بعد؟.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 9 تموز 2016

النهار

أكد سياسي متني أن رفضاً واسعاً سيظهر إذا ما عرض موضوع دمج المتن الشمالي ببعبدا وجعلهما دائرة انتخابية واسعة.

بدأ عدد من المرشّحين المحتملين للانتخابات النيابية في كسروان يسألون همساً عمّن سيقرّر أسماء اللائحة العماد عون أم العميد روكز؟

نصح أحد السياسيّين رئيس حزب بعدم التوجّه إلى تحرّكات في الشارع لئلّا يفتضح أمره على المستوى الجماهيري وقدرته على تحريك الناس.

قال نائب مستقبلي: "لا يحرجوننا بالسلّة أو المؤتمر التأسيسي فكلاهما مرفوض".

السفير

قرر مخفر أمني حجز جثمان مواطن فلسطيني في أحد المستشفيات بعدما تبين له من خلال النشرة القضائية وجود ضبط سير (سرعة زائدة) بقيمة 240 ألف ليرة.

تم توقيف صحافي تركي في مطار بيروت لفترة من الوقت بطلب من جهاز أمني خارج المطار، وأدى تدخل مراجع سياسية وأمنية الى تركه لكن بعد سحب معلومات من هاتفه.

تبيّن أن مرجعية روحية لبنانية اعتذرت بعدما أذاعت إذاعة دينية خبرا بشأن موعد العيد من دون مراجعة المعنيين.

المستقبل

يقال

إنّ آخر التحقيقات الأمنية الجارية حول شبكة القاع الانتحارية أثبتت أن مخطط الانتحاريين كان يقضي باستدراج وحدات من الجيش اللبناني لاستهدافها وإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوفها.

اللواء

ربط نائب حزبي بين امتناع حزب مسيحي بارز عن المشاركة في طاولة الحوار والحكومة، وما تردّد عن محاولة لترتيب لقاء مع مرجع كبير.

استبعد أحد الوزراء الخدماتيين أن يكون ملف النفط اللبناني متفاهماً عليه دولياً.

يدور جدل عقيم في مؤسّسة وطنية حول إمكانية التمديد لمن يشغل المركز الأوّل فيها، على الرغم من صراحة النصّ.

الجمهورية

لاحظت أوساط أن السلطة الفلسطينية اتخذت قراراً بدمج كل المجموعات العسكرية في مخيم عين الحلوة تحت إسم الحرس الوطني الفلسطيني.

إعتبرت مصادر سياسية أن الإتفاق النفطي غير قابل للصرف لإصطدامه بـ "فيتو" بين طرفين سياسيين آخرين.

حذّرت إحدى البلدات سكانها من التعرّض للسوريين تحت طائلة المسؤولية، ودعتهم للقاء تشاوري لحل هذه القضية.

البناء

أكد نائب بارز أنّ موقف المملكة السعودية السلبي من ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية هو نفسه الذي ينعكس سلباً على الرئيس سعد الحريري ويحول دون وصوله إلى رئاسة الحكومة، وأضاف النائب المشار إليه انّ الحريري والمحيطين به باتوا على قناعة تامة بأنّ مفتاح عودته إلى السلطة و"مغانمها" هو في الرابية حصراً.

 

 

لبنان الدولة الـ40 في الهشاشة

عباس سعد/المدن/ | السبت 09/07/2016

منذ العام 2005 تنشر منظمّة "تمويل من أجل السلام"، التي تأسست عام 1957 ومركزها واشنطن، ما تسمّيه بـ"مؤشّر الدول الهشّة"، معتمدة على ما نشر من آلاف المقالات والتقاريرعن أوضاع الدول، وتستند في الأساس إلى المؤشرات الاجتماعية والإقتصادية والسياسية لتحليل مدى تأثير الحروب، إتفاقات السلام، الكوارث البيئية والتغيرات السياسية على دفع الدول في اتجاه الإستقرار أو بعيداً منه. وفي لبنان وسوريا تحديداً، يوضح المؤشّر، الذي نشرت مجلة "فورين بوليسي Foreign Policy " الأميركية ملخصاً عنه، معطيات لا بدّ من التوقف عندها وربطها بالأحداث التي سجلت في البلدين في العقد الماضي.

صنف لبنان في هذا المؤشّر في المرتبة 40 من أصل 178 دولة شملها التقرير. الصورة الشاملة للمؤشر توضّح أنّ العام 2012 كان منعطفاً في المؤشّر اللبناني. فإذا كان الوضع اللبناني، على الصعد كلها، متجهاً نحو الإستقرار قبل العام 2012، فإن الأحداث السورية وتبعاتها دفعته أكثر في اتجاه حافة التدهور.

وفي حين يمكن للبعض من "الحريصين" على لبنان أن يلخّصوا ذلك بـ"هجمة" اللاجئين إلى البلد، يتمّ تناسي تدخّل فئة عسكرية خارجة عن أحكام الدولة في الحرب في سوريا والضعف الرهيب في نظام الدولة اللبنانية العاجز سياسياً وأمنياً وإقتصادياً عن التعاطي مع أي أزمة.

ومن الملاحظات المهمّة في المؤشّر اللبناني أنّ ملخّص العقد الأخير الذي يقسّمه التقرير بين الإقتصادي والاجتماعي من جهة والسياسي والعسكري من جهة ثانية، يوضّح أن المعدّل العام للوضعين الإقتصادي والاجتماعي تحسّن نوعاً ما، في حين تدهورت الأحوال السياسية والعسكرية. وهذا ما ليس مفاجئاً، خصوصاً أن إقتصاد لبنان محكوم بعوامل خارجية، حيث تكثر فيه الخدمات ويقلّ الانتاج، وسياسته هي عبارة عن حكم لطوائف وميلشيات. فالتحسّن الإقتصادي- الاجتماعي الذي يبرزه المؤشّر، إذا أعتبر دقيقاً، لا يعني أنّه ناتج من سياسات واستراتيجية لبنانية معيّنة، بل هو من باب الصدفة والتقلّب الإقتصادي الذي لا وسع لدولة كلبنان على التأثير فيه.

ويمكن تفسير التردّي في الوضعين السياسي والعسكري بأنّ حكم المجموعات العابرة للدولة يأتي متناسباً مع تردّي هذه الأوضاع، فكلّما حكمت المليشيات كلّما زادت وقاحتها ومزايداتها على بعضها البعض، فتضعف ثقة المواطن بالقانون وأجهزة الأمن والدولة ومؤسساتها.

على الصعيد السوري، دفع العنف اللامتناهي في السنوات الخمس الماضية سوريا لتكون في المرتبة السادسة على المؤشّر، أي من بين الدول التي تعيش حالة "هشة جدّاً". وكان العام 2011 قد شكل بالنسبة إلى سوريا منعطفاً سياسياً- عسكرياً واجتماعياً، ولكن ليس بالضرورة إقتصادياً، بحسب المؤشّر. وقياس الوضع على مدار خمس سنوات أو عشر سنوات يبيّن أنّ كلّ المؤشرات ذهبت نحو الأسوأ إلّا مؤّشر التنمية الإقتصادية اللامتوازنة تحسّن. كأنّ القتال والعنف وإقتصاد الحرب ما جرّ المجتمع السوري نحو توازن إقتصادي ضمن إقتصاد ضعيف وإنفلات سياسي- عسكري.

ولعلّ المرء لا يحتاج إلى كلّ هذه المؤشّرات ليعرف مدى إنهيار الوضع السوري، إلّا أنّ الملاحظ والمهمّ في المؤشّر ألا يكون المؤشّر السوري الداخلي مهمّاً بقدر تأثيره على المؤشّرات الأخرى وخصوصاً في دول أوروبا. فبحسب المقال الذي نشرته "فورين بوليسي" أدّى لجوء السوريين إلى الدول الأوروبيّة إلى تعزيز الشعور المعادي للاجئين. ما أثر سلباً على المؤشّرات الأمنية والسياسية لدول البلقان وبعض دول الاتحاد الأوروبي.

قد لا تكون هذه التقارير والمؤشّرات، التي تحاول إضفاء العلميّة على دراسة أوضاع البلدان والناس، بالغة الدقّة. لكن ربطها بما يحصل يأتي بكثير من الإستنتاجات. والمؤسف في هذا التقرير أن تكون سوريا نقطة أساسيّة فيه من ناحية تراجعها كدولة وتأثيرها على الدول الأخرى. والمؤسف أكثر أن يؤدّي ذلك إلى لوم سوريا على تأثيرها على الدول الأخرى، فتربط مثلاً "الإكزينوفوبيا" في أوروبا بالسوريين قبل ربطها بالهشاشة الإيديولوجية في المجتمع الأوروبي. أو أن يربط، مثلاً، تدهور الأمن في لبنان باللجوء السوري قبل ربطه بـ"إنعدام الدولة".

 

 

الخلط الناس بين الإقطاع السياسي والبيت السياسي أو العائلة السياسية

ايلي الحاج/فايسبوك/09 تموز/15

يخلط الناس بين الإقطاع السياسي والبيت السياسي أو العائلة السياسية .

الإقطاع يعمل الناس في أرضه ويتبعونه.

البيت السياسي ينتج من ولاء للناس متوارث حيال عائلة سياسية . مثلا كان لي صديق قال لي مرة "جدي كان مع إميل إده، وأبي مع ريمون إده وأنا مع ريمون إده". هي علاقة حرة وبالتراضي .

يعني الشاب الذي كان صديقي ليس مجبرا أن يوالي ريمون إده ولكنه عاش وتربى في بيت يحبه. لو لم يقرر كارلوس إده أن يقاطع السياسة اللبنانية لأنه قرف منها لكان لا يزال إديون كثيرون يوالونه.

هل عائلته عائلة إقطاعية مثل آل سكاف مثلا ؟ أكيد لا. عائلة سياسية تقليدية، بيت سياسي أكيد. واليوم كثيرون من الإديين صاروا أنصارا ل"التيار الوطني الحر" وهو تيار يرفع شعار التغيير والإصلاح.

صار بيت سياسي. أقصد إذا أردت أن أكون قاسيا هناك شيء أستطيع تسميته إقطاع حزبي يريد أن يصير بيتا سياسيا وينتقد البيوت السياسية التقليدية إلى أن يؤسس بيته السياسي الخاص. الكتائب أيام مؤسسها الشيخ بيار الجد أكبر مثال .

يقال إن الرئيس سليمان فرنجية توجه إليه مرة بالقول لا تقل نحن إقطاع وأنتم حزب. كل لبنان عائلات ونحن عائلة وأنتم عائلة.

لست أوافقه الرأي تماما إنما يجب التأمل في طبيعة المجتمع اللبناني هذه . تلحق البيوت والعائلات، واليوم يجهد "تيار المردة"ليصيروا حزبا بينما لا تخفى في "القوات" عائلية تتمثل في الموقع المميز كي لا أقول الثاني لزوجة رئيس الحزب، وحتى الحزب القومي السوري جاء بابني اثنين من قادته التاريخيين نائبين عندما أتيحت للحزب النيابة بصفة أنهما من بيتين سياسيين.

عند الدروز إقطاعية لكنهم يتمسكون بها ويوالونها عن حب من جيل إلى جيل. إذا أرادت تستطيع أن تفعل حزبها التقدمي الإشتراكي وإذا أرادت تستطيع الإكتفاء بصفتها ممثلة لغالبية في طائفة مؤسسة تاريخية للبنان.

كل هذا لأقول إن الموضوع كامن في المجتمع . والولاء السياسي في لبنان هو ولاء عاطفي. زعيمي امرأة أو فتاة أعشقها أجمل وأفهم وأروع الناس . كيفما تطلعت فيها لا أرى إلا بهاء مطلقا واكتمال الخلق. من لا ينظر إليها بعيني أنا أعمى وليته ما كان على هذه الأرض . ولماذا يخلق الله الخونة والأغبياء؟

(هكذا أقول لنفسي كعاشق ومؤمن أيضا عمن يشككون في الحزب أو البيت السياسي الذي أواليه).

 

"المستقبل" لـ"الجمهورية": ندعم فرنجية لا عون

موقع الجمهورية/السبت 09 تموز 2016/فيما تستمر القراءات والتحليلات في مسار حراك رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الاخير، وبعدما ذهب البعض إلى اعتبار زيارته إلى دار الفتوى محاولة لانتزاع غطاء سني لترشيحه للرئاسة، أكدت مصادر بارزة في تيار "المستقبل" لـ"الجمهورية"، أنّ "التيار" لا يزال على موقفه الداعم ترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، وقد أعلن ذلك بوضوح رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة أخيراً"، نافية بالتالي وجود رأيين داخل "التيار"، من مسألة ترشيح فرنجية.  وشددت على أن "التيار" لا يزال على موقفه ومستعدّ للنزول إلى مجلس النواب لانتخاب الرئيس حتى ولو لم يفز المرشح الذي يدعمه وسيهنّئ الفائز أياً كان.  وقالت المصادر "إنّنا لسنا معنيين بلقاء عون مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي ولا نعلم ما حدث خلاله، أما معايدة عون لمفتي الجمهورية فأمر طبيعي".

 

الورقة الرئاسية عالقة في جيب ايران

موقع الجمهورية/السبت 09 تموز 2016/في موازاة الحركة السياسية الداخلية لحل المأزق الرئاسي، والمحاولات لإحداث خرق في جدار هذه الأزمة، يُنتظر أن يرتفع منسوب الحركة الخارجية خصوصاً الفرنسية في الأيام المقبلة مع وصول وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت الى لبنان مطلع الاسبوع المقبل.

 وفيما يعول كثيرون على ما سيحمله ايرولت في جعبته من مقترحات وحلول، يقول سفير لبناني سابق لـ"الجمهورية" إن "واشنطن ليست هي رأس الحربة في معالجة مأزق الرئاسة اللبنانية، فهمّ الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم ضرب "داعش" والوصول الى نتائج قبل انتهاء ولايته، ورأس الحربة هي فرنسا. فلننتظر ما ستتمخض عنه زيارة الوزير الفرنسي. علماً أنّ حل العقدة الرئاسية في لبنان هو في جيب إيران التي لا يبدو حتى الآن أنها ستتخلى عن هذه الورقة".

 

 شمعون: عون وجعجع "غشيانين بحالن"

الجمهورية/09 تموز/16/أكد رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون عدم تفاؤله بانتخاب رئيس جمهورية قريبا. وقال كيف سأكون متفائلا ما دام العماد ميشال عون مرشحا؟ وأساسا لا أرى أن الاستحقاق الرئاسي سيُنجر خصوصا بعدما أصبح عون حليف القوات وبذلك تصبح مقاطعة جلسات الانتخاب أسهل". وأضاف شمعون "لست مرتاحا لعون " كلو على بعض" وليس فقط لتحركه وانتخابه رئيسا كارثة". وكشف أن الاتصالات مع القوات شبه مقطوعة بعد تفاهم معراب الذي خفف التوتر في الجامعات والمدارس لكن سلبياته كانت أكبر بكثير على النطاق الوطني. وخاطب شمعون عون وجعجع بالقول: "ما تضلوا غشيانين بحالكن متل ما واحد واقف عل مراية".

 

أهالي القاع... الأمر لنا والجيش والقائد معنا!

ليبانون فايلز/09 تموز/16/يسود الحذر بلدة القاع بعد سلسلة التفجيرات الإرهابية التي ضربتها، وارتفعت عزيمة الأهالي لمواجهة الأرهاب بأجسادهم كما فعلوا يوم التفجيرات، والعزيمة ارتفعت اكثر بسبب التهجم عليهم وعلى قضية الأمن الذاتي، وهم يسألون المعنيين عن سبب مهاجمتهم بهذه الطريقة بالرغم من ان اهلهم قتلوا وجرحوا. الأهالي في البلدة يؤكدون انهم سيستمرون بحمل السلاح وإن كان ليس في الشارع إنما في داخل منازلهم، ويعتبرون انهم حملوا السلاح ليس للزينة بل لمواجهة الإرهاب الذي ضرب أهلهم وقتل وجرح من استطاع الوصول اليه. الأهالي يبدون غضبا وعتباً على السياسيين في لبنان وخصوصا هؤلاء الذين تحدثوا عن الأمن الذاتي ورفض هذه المظاهر، ويشيرون إلى انهم مسالمين ولا يحملون السلاح سوى لحماية ارواحهم وضد خطر مصدره غرباء عن الوطن، وهم لن يعملوا للحظة سوى تحت أمرة الجيش اللبناني وسنداً له، لأن الجيش لا يعلم ابناء البلدة ومن منها ومن ليس منها. ويلفت الأهالي إلى انهم سيحملون السلاح دوما حتى إبعاد الإرهاب والسوريين عن منطقتهم، وهم على تنسيق ايضا مع اهالي بلدة راس بعلبك للدعم والمساعدة بين البلدتين، ويكشف الأهالي عن انهم لن يسمعوا من السياسيين لانه بسببهم وصلت الامور الى هذه المرحلة وبسبب التقاعس الذي لمسوه من الدولة في كل مرة وخصوصا منذ اندلاع الحرب في سوريا. ويدعو الأهالي كل سياسي حريص على رفض الأمن الذاتي الى المجيئ مع عائلته والسكن في القاع لكي يشعر بالرعب والهلع. أهالي القاع الأبطال قتلوا بسلاحهم المتواضع والفردي المهاجمين والانغماسيين في ذلك اليوم الأسود المشؤوم، وهم ليسوا وحدهم، هنيبعل معهم، فخر الدين معهم، الأمير بشير معهم، والشيخ بشير معهم، أبطال بلادي كلهم معهم وليسوا بحاجة الى أبطال من كرتون لكي يقفوا معهم، واليوم الجيش اللبناني كما دائماً معهم، وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أول من وقف معهم، وساندهم... وهذا وحده يكفي لكي يربحوا المعركة، لان ثقتهم بالجيش وقائده أكبر من ثقتهم بالجميع أياً كانوا، هم يعرفون كيف وقف معهم قائد الجيش منذ اليوم الأول وعندها اطمأنوا... فلا خوف بعد اليوم!

 

لماذا ابن زعيم الحوثيين جبريل في الضاحية الجنوبية؟

9 يوليو، 2016/جنوبية/ذكرت العربية عن مصادر يمنية أنّ زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي يسعى لتحضير نجله جبريل لخلافته، وقطع الطريق على أشقائه وأبنائهم. وأوضحت مصادر العربية أن “يحيى الحوثي الشقيق الأكبر للحوثي، وكذلك أولاد مؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي باتوا تحت الإقامة شبه الجبرية، كما أصبحت تحركاتهم محدودة جدا أو تكاد تكون مشلولة بناء على توجيهات عبد الملك الحوثي”. فيما كشفت المصادر نفسها أن “جبريل خضع لـتدريبات مكثفة في إيران على يد الحرس الثوري، كما يتولى “حزب الله” أيضاً تأهيله عسكرياً وأيديولوجياً، ويُعتقد أنه موجود في الضاحية الجنوبية لبيروت، تحت حراسة خاصة من الحزب”.

 

انطوان حداد بعد استدعائه: مستمرون في مواجهة «ترابة فتوش» في عين دارة

نسرين مرعب/جنوبية/ 9 يوليو، 2016/لا يزال مشروع معمل الإسمنت المزمع إنشاؤه في بلدة عين دارة من قبل آل فتوش، والذي تعارضه البلدية والعفاليات كما يعارضه أمين سر حركة التجدد الديمقراطي الدكتور انطوان حداد وشقيقه السيد عبد الله حداد منسق التحرك، وعدّة قوى سياسية لبنانية، مشروع جدلٍ ونزاع.

آل فتوش من جهتهم يستنزفون كل الوسائل المتاحة للمضي بهذا المشروع بالرغم ممّا يؤكده المعارضون من انعكاسات بيئية سلبية على البلدة، وكانوا قد أخذوا في سبيل تنفيذ المصنع القضاء وسيلة فبدأوا برفع الدعاوى القضائية منذ شهر حزيران الماضي على كل منتقد ورافض لأي مشروع من مشاريعهم.

الدعوى الأولى التي رفعت منذ ما يقارب الشهر شملت العديد من المعارضين ومن بينهم السيد عبد الله حداد غير أنّها لم تحقق نتيجة لكونها فارغة المضمون، ولكن اللافت والمستجد في هذا الملف هو تكرار رفع الدعاوي لتشمل قائمة المدّعين عليهم الدكتور انطوان حداد.

أمين سر حركة التجدد الديمقراطي الدكتور انطوان حداد وفي حديث لـ”جنوبية” أكد أنّ ” صباح الاثنين هو يوم المثول في بعبدا في المفرزة القضائية ولكن مصادرنا تؤكد أنّ الدعوى القضائية مقدّمة من السيد بيار فتوش وضد أكثر من شخص من عين دارة غير أنّه سيتم البدء باستواجبنا نحن”.

وأضاف “قد تمّ سابقاً استدعاء شقيقي وهو منسق التحرك في عين الدارة مع أشخاص آخرين، ولكن لم يؤخذ بتلك الدعوى، والتكرار هو بهدف إلهاء أهل عين الدارة وإشغالهم بأعمال قضائية، ولكن هذه الدعوات جميعها بلا أساس ولن يؤخذ بها والدليل على ذلك الدعوى الأولى”.

وأشار “ما يقومون به يزيدنا عزم نحن وأهالي عين دارة على مواجهة هذا المشروع أيّ المصنع الملوث الذي سوف يدمر محيطنا، ولكن نتأمل من السلطات المعنية أن لا تأخذ بهذه الألاعيب القانونية فالدعوى فارغة وما من مستندات حقيقية”.

وأوضح حداد “نحن مصممون على موقفنا ولن نسمح لهذا المعمل لن يمر، فمنطقة عين دارة منطقة منكوبة بسبب الأعمال المماثلة، وسابقاً هناك الملايين من الامتار إما منهوبة أو مستباحة لأعمال خارجة عن القانون، وأصحاب الكسارات يمنعون المواطنين من سلوك الطرقات العامة وتفقد أملاكهم، وحينما نتخلص من مشروع المصنع سوف نعمل أن تعود هذه المنطقة لشريعة الدولة اللبنانية لا شريعة الغاب”.

ولفت إلى أنّه “قد جاءنا الكثير من الاتصالات المتضامنة مع احتجاجنا ضد هذا المصنع والمستنكرة لاستدعائي أنا وشقيقي، وفي مقدمة المتصلين الرئيس ميشال سليمان، والنائب وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والوزير اشرف ريفي”.

وكان الدكتور أنطوان حداد قد الدكتور انطوان حداد قد أعلن عبر صفحته انه قد تمّ استدعاؤه وشقيقه المهندس عبدالله حداد، و وزع بياناً جاء به “تلقى أمين سر حركة التجدد الديموقراطي الدكتور انطوان حداد وشقيقه المهندس عبدالله حداد اتصالا من مخفر المديرج بوجوب الحضور الى المفرزة القضائية في بعبدا الساعة العاشرة صباح الاثنين المقبل من دون تحديد الخلفية او الأسباب. ان المهندس عبدالله حداد هو عضو في هيئة المبادرة المدنية التي تنسق الحملة ضد إقامة مجمع ضخم للصناعات الإسمنتية لآل فتوش في عين دارة، وسبق ان استدعي للتحقيق الى مخفر المديرج مع عدد من فعاليات البلدة من ضمنهم المختار انطوان بدر والمهندس ديب بدر، وذلك بادعاء مقدم من قبل السيد بيار فتوش. وأكد انطوان حداد ان هذا الامر لن يثنيه وشقيقه عبدالله وسائر المعنيين في عين دارة وخارجها وفي مقدمهم المجلس البلدي والجهات السياسية والمدنية التي ابدت تضامنها مع عين دارة، عن مواصلة السعي لاسقاط هذا المشروع التدميري الذي يشكل تهديدا بيئيا وصحيا خطيرا لعين دارة والمناطق المحيطة ومحمية أرز الشوف، والذي سبق وان رفضته مدينة زحلة ومناطق أخرى، حتى الوصول الى الغاء التراخيص التعسفية التي منحت لهذا المصنع من قبل وزارتي الصناعة والبيئة.

وأضاف حداد انه سيستوضح الحيثيات الدقيقة لاستدعائه وشقيقه عبدالله الى بعبدا ليبنيا على الشيء مقتضاه، محتفظين بحق ملاحقة كل من يثبت ضلوعه في الافتراء او التواطؤ او التحريض.

بيروت في 8 تموز 2016 مكتب الدكتور أنطوان حداد”. الجدير بالذكر، أنّ المصنع في حال تمّت إقامته سيكون على مساحة مليون ومئتي ألف متر في خراج بلدة عين دارة وبالنطاق الجغرافي لمحمية أرز الشوف من جهة ضهر البيدر، وهو معمل قدرت مساحته بخمس مرات مقارنة بمعمل شكا للترابة، وربما أكثر ضرراً.

                                                                                                                                                                                                                                                         

سرّ إندفاعة جعجع على خط جنبلاط – الحريري

الراي/09 تموز/16/عشية أسبوعٍ حافلٍ بالمحطات السياسية، استمرّت "التحريات" عن سرّ إندفاعة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع على خط جنبلاط – الحريري، والتي أعقبها خروج رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون من وضعيّة الانتظار رئاسياً، الى مرحلة محاولة فتح الأبواب الموصدة أمامه "بيده".وفي هذا السياق، إعتبرت دوائر سياسية، ان حركة جعجع و عون تتكاملان:

– الأوّل، أي جعجع ، ساعياً الى تسويق مرشّحه زعيم “التيار الحر” مدفوعاً بإقتناع بأن هذا هو الخيار الوحيد المتاح لكسر تعطيل “حزب الله” وايران للاستحقاق الرئاسي واسترهانه للواقع الاقليمي، وتالياً ترْكه بمثابة “صاعق” يمكن ان يُسقِط النظام اللبناني برمّته المرتكز على اتفاق الطائف ، وذلك بحال استمرّ الشغور الرئاسي حتى الإنتخابات النيابية المقبلة في ايار مايو 2017، ما سيعني وقوع البلاد في الفراغ القاتل.

– اما عون ، الذي يراهن على متغيرات خارجية تعزز فرصه، فبدا من خلال حركته كمَن أدرك ان هذا الأمر لا يكفي لوحده لتعبيد الطريق امام وصوله الى قصر بعبدا بل ان ثمة حاجة لدينامية داخلية تُطَمئن كافة الأفرقاء وتحديداً المتحفظين على انتخابه، بدءاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري وليس انتهاءً بالرئيس سعد الحريري.

واذا كانت دوائر سياسية تعاطت مع تحرّك عون ، الذي سبقه تفاهم مفاجئ بينه وبين بري على ملف النفظ والغاز، على انه تأكيد لوجود مبالغات في المناخ الذي ساد أوساطه بأن مسألة وصوله الى الرئاسة باتت “في اليد”، فإن الأكيد ان ثمة محاولات داخلية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من حال “الغيبوبة” وسط تلاقٍ بين خوفيْن يعبّر عنهما كل من بري وقادة في “14 آذار” من مغبة بلوغ الاستحقاق المفصلي المتمثل بالإنتخابات النيابية قبل ملء الشغور الرئاسي.

ومن هنا تشير هذه الدوائر الى ان هذا التلاقي، يعني في مكان ما إما ان ما يشهده لبنان هو تقطيع جديد للوقت بانتظار انقشاع الرؤية اقليمياً ولا سيما في الملف السوري، وإما ان المرحلة المقبلة ستكون مفتوحة على كباش حول شروط التسوية الرئاسية وضماناتها من ضمن السلّة المتكاملة التي اقترحها الرئيس بري تحت مسمى “دوحة لبنانية> حدّد لها موعداً في 2 و 3 و 4 آب المقبل.

وحسب الدوائر نفسها، فإن هذه السلّة التي تشمل في شكل رئيسي ملف الرئاسة وقانون الإنتخاب والحكومة الجديدة رئيساً وتوازنات وبياناً وزارياً وبعض التعيينات الأمنية والمصرفية وضوابط لإدارة الحكم في العهد الجديد، لن تقبل قوى “14 آذار” بتحويلها مدخلاً لتكريس أعراف تضرب اتفاق الطائف، فيما لا يمكن لقوى “8 آذار”، وتحديداً “حزب الله”، إلا ان تحصل منها على الحدّ الأدنى من الضمانات التي تُطمْئِنها، وسط انطباعٍ بأن اي نجاح لمثل هذا المسار للحلّ لا بد ان يراعي عدم امكان تجاوُز النفوذ السعودي في لبنان ولا تَجاهُل النفوذ الايراني ما يعني عملية ترسيم جديدة للنفوذ على طريقة لا غالب ولا مغلوب، وإلا تمديد وضعية الفراغ ليصبح إنهاؤها مرهوناً بالكامل لما ستحمله التطورات في المنطقة.

 

برّي كان يرتدي البيجاما ويلاعب أحفاده واذ بالمفاجأة تحصل!

السفير/09 تموز/16/أحدثت جولة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون المفاجئة في اليوم الأول من عيد الفطر، خرقا في إجازة العيد التي غابت عنها التحركات والمواقف السياسية، خصوصا في ضوء سفر رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري إلى السعودية. وإذا كانت دوائر دار الفتوى قد وضعت مسبقا في جو زيارة العماد عون، فان دوائر عين التينة، فوجئت بالأمر. وفي المعلومات، أن الرئيس نبيه بري لم يكن مطلعا على نية «الجنرال» زيارته لمناسبة العيد، وبينما كان يلاعب أحفاده في منزل العائلة في عين التينة (وليس في مقر الرئاسة الثانية) وهو يرتدي البيجاما قبل ظهر يوم الأربعاء الماضي، تلقى اتصالا من مسؤول الأمن عنده يفيده خلاله بنية «الجنرال» زيارته للمعايدة، ولم يكد بري ينتهي من ارتداء ثيابه حتى وصل عون وحده، واستقبله في دارته من دون إعلام. ووفق مراجع معنية واكبت الزيارة، فان «الجنرال» كان قد تلقى استفسارات من شخصيات غير عونية، عن «سر» عدم استثماره «التفاهم النفطي» مع رئيس المجلس النيابي ولماذا ترك لصهره رئيس «التيار الوطني الحر» أن يتولى هذه المسألة، بينما كان الأصح أن يكون هو «العرّاب». ولم تمض ساعات، حتى كان عون يبادر باتجاه عين التينة، خصوصا أنه استشعر مناخا إعلاميا يحاول «التخريب» على «التفاهم النفطي» وأية محاولة لاستثماره سياسيا، وما أن انتهى من زيارة دار الفتوى حتى كان موكبه يتوجه إلى عين التينة، خصوصا أنه بدأ يشعر ببداية تحول في موقف «تيار المستقبل» من قضية ترشحه لرئاسة الجمهورية، حسب أوساط قريبة منه، مضيفة أن «المؤشرات الرئاسية ايجابية».. والإشارة الحاسمة «ستكون عندما يعلن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سحب ترشحه»!

 

بري: كلّ شي بِحسابو، والعدس بترابو.

صوت الجبل/09 تموز/16/وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارة العماد ميشال عون له بأنها «زيارة عادية للتهنئة بالعيد، وقد تداوَلنا خلالها في امور مختلفة، وقد عبّر النائب عون عن أمله في ان نتوَصّل في الجلسات الثلاثية في 2 و3 و4 آب المقبل الى حلول وتوافقات، وقد شارَكته الامل في أن ننجح».

وكرّر بري أمام زواره، تأكيده انّ «الاجواء المحيطة بالملف النفطي ايجابية ومشجعة»، مرجّحاً «أن يسلك هذا الملف طريقه بلا ايّ عوائق في الآتي من الايام، وفق الآلية التي يفترض ان تبدأ مع دعوة اللجنة الوزارية المعنية الى الانعقاد ووضع الخطوات التنفيذية قبل ان يُحال الأمر الى مجلس الوزراء ومن ثم الى مجلس النواب».وخلافاً لِما تمّ تداوله خلال عطلة عيد الفطر، لم يجد بري ايّ رابط بين الملف النفطي وملف رئاسة الجمهورية. ورداً على سؤال عمّا اذا كان هناك من رابط او علاقة بين الامرين، استعان بري بالمثل الشعبي القائل: «كلّ شي بِحسابو، والعدس بترابو». وقال: «هذا الكلام أبلغته الى كل من يعنيهم الامر».

وحول الموضوع الرئاسي، لم يعكس بري ما يشير الى وجود تطور إيجابي على هذا الصعيد، مشيراً الى انّ «الأمور ما زالت تراوح مكانها». إلّا انّ بري عندما سئل عن زيارة وزير الخارجية الفرنسية للبنان الاسبوع المقبل، لفتَ الى مضمون رسالة تلقّاها أخيراً من الوزير الفرنسي ويعرض فيها الأخير انّ زيارته تهدف الى البحث في أمرين أساسيين، الاول البحث في هيئة الدعم الدولية للبنان في ما خَصّ موضوع النازحين السوريين، والثاني البحث في السبل الآيلة الى مساعدة لبنان على حلّ أزمته الراهنة. ورداً على سؤال، توقف برّي عند الزيارات الاخيرة التي قام بها بعض المسؤولين اللبنانيين الى المملكة العربية السعودية ومن بينهم رئيس الحكومة تمام سلام، فأشار الى انه كان في جوّ زيارة سلام للمملكة، وانه تلقّى منه اتصال تهنئة بعيد الفطر وتوافَقا خلاله على لقاء بينهما بعد عودة سلام من انطاليا التي انتقل اليها من السعودية لقضاء عطلة خاصة،على أن يُطلعه سلام خلال الاتصال على مضمون المحادثات التي أجراها في السعودية.

 

عون والتنازلات

منير الربيع/المدن/ | السبت 09/07/2016

لم تعد شخصية سياسية من الصف الأول تخفي جدّية الحراك الذي ينطلق فيه النائب ميشال عون. المداولات بدأت قبل فترة ليست قصيرة، الجميع كان يحيطها بالسرّية إلى أن تسرّبت أخبار اللقاءات المكوكية التي شهدتها الساحة اللبنانية. بغض النظر عن مدى نجاح المساعي والوصول إلى النتيجة التي يريدها رئيس تكتل التغيير والإصلاح بالوصول إلى قصر بعبدا، إلّا أنه لا يمكن نفي "حراكه الجدّي" في اتجاه جميع الأفرقاء. فالبنسبة إليه، أن يزور دار الفتوى وعين التينة، ليس أمراً عادياً، ولم يكن ليحصل لولا وجود شيء ما يلوح في الأفق، وفقاً لحسابات الرابية.

زيارة التهنئة بالعيد لمفتي الجمهورية اللبنانية، يدرجها عون في سياق فتح صفحة جديدة مع الطائفة السنية، ومدّ اليد على قاعدة المصالحة. أما الزيارة إلى عين التينة، التي أتت بعد التوافق على الملفّ النفطي، فهي تنطلق من قناعة الجنرال أن لدى الرئيس نبيه برّي جزءاً من مفتاح بعبدا. تتحرّك المفاوضات منذ مدّة على محور الرابية ومعراب وكليمنصو، وحارة حريك توضع بالأجواء، فيما تبقى العقبة الأساسية، وفق ما يتداول المتحاورون في ما بينهم، بإقناع كل من الرئيس سعد الحريري وبري بالسير بتسوية عون، على قاعدة أن البلد أهم من شخص الرئيس.

بالتأكيد، كل ذلك، يوجب على عون دفع أثمان لقاء طرح إسمه أولاً، ولتسويق نفسه ثانياً. وتكشف مصادر متابعة لـ"المدن" أن اللقاءات بين الوزير جبران باسيل ومدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، تفعّلت في الآونة الأخيرة. لكن هذه اللقاءات وحدها لا تنتج رئيساً ولا تسوية. وتقول المصادر إنه في المفاوضات السابقة بين عون والحريري، طالب الأخير بالضمانات التي سيمنحها عون في حال انتخابه، فلم يقدّم أي جواب واضح، وكان يكتفي بالقول: "لا داعي للقلق، إذا ما انتخبت، سنشكّل ركيزة مثلّثة الأضلاع مع حزب الله لحماية البلد، وكل شيء سيكون كما تريدون". لم ترق هذه الإجابات "تيار المستقبل"، الذي طالب بتعهدات علنية ومكتوبة. ففشلت المفاوضات. أما اليوم، وبهدف نجاح التسوية، على عون تقديم ما يريده "المستقبل".

في قراءة لهذه المواقف والمشاورات في الكواليس، تعتبر مصادر أن عون في مكان جاهز لتقديم تنازلات عديدة، كان أولها تسهيل التوافق على ملف النفط، إنطلاقاً من وجهة نظر الرئيس برّي. وبالتالي، فإن هذا التنازل قد ينسحب على أمور أخرى، فيما يوجد في "التيار الوطني الحر" مَن يعتبر أن "المستقبل" ليس بحاجة إلى تنازلات ضخمة، لأنه في وضع ضعيف وأكثر ما يريده بقاء الطائف وعودة الحريري إلى السرايا. ما يعني أن لا مزيد من التنازلات.

يتفق نواب التيار وقادته على أن الحركة الجدية التي يقوم بها عون هي رئاسية فقط، ولا تتعلق بأي أمر آخر. هناك رفض شديد لديهم لاعتبار أن مسألة المفاوضات الرئاسية خاضعة لمفاوضات وملفات أخرى. هذا ما يؤكده كل من النائبين زياد أسود وحكمت ديب لـ"المدن". ويعتبران أن عون لن يقدم أي تنازلات، وما يقوم به هو للحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وللتقريب في وجهات النظر بين الأفرقاء. وبالتالي، لا يمكن لعون التنازل عن أي شعار من شعاراته، وخصوصاً طرحه المتعلق بالرئيس القوي لتعزيز صلاحياته وحماية الوجود المسيحي.

في المقابل، ثمة من يتحدّث عن سلسلة تنازلات مطروحة على الطاولة، تنتظر أجوبة عون، و"حزب الله" من خلفه. أولها التسليم والإعتراف بإتفاق الطائف؛ وثانيها، قانون الانتخاب الذي يرضي الجميع، ولاسيما بري وجنبلاط والحريري؛ بالإضافة إلى التسليم بأن رئاسة الحكومة للحريري، ومنحه مساحة واسعة للتحرك في السياق الإقتصادي، والتعهد بعدم التعرض لأي من المحسوبين على "المستقبل" في مواقع معينة في الدولة. وكذلك مسألة سوليدير وأمور أخرى.

أما في شأن التنازلات الخارجية المطلوب من عون تقدمها، فهي منوطة بحراك وزير الخارجية جبران باسيل: أولاً، إعادة الإعتبار للعلاقة الجيدة مع دول الخليج، والتخفيف من حدّة الموقف "الباسيلي" في المحافل الدولية تجاه اللاجئين السوريين، والتجاوب مع التوجيهات الدول والجهات المانحة لتوفير المساعدات لهؤلاء، ووقف الحملة التي يقودها باسيل ضد المجتمع الدولي متهماً إياه بالسعي لتوطينهم.

وسط ذلك، هناك من يسأل أنه في حال عدم وجود مناخ للتسوية، كيف يمكن إنجاز هذا الإتفاق؟ ومن يضمن تطبيقه والإلتزام به؟ ويعتبر أن المحاولات الجارية حركة في الوقت الضائع. ويرى بعض مستبعدي نجاح التسوية، أنه في حال وافق "المستقبل" عليها، فستعكس مزيداً من الهشاشة والخفة لديه. وبالتالي، سيتحمّل مسؤولية الفراغ في الموقع الأول في الدولة لمدة سنتين، إذ سيبدو أنه كان في إمكان الحريري الموافقة على ذلك قبل سنتين. وينطلق هؤلاء المستشرسين في معارضة انتخاب عون، بإشترط "حزب الله"، منذ بدء الفراغ الرئاسي، القبول بعون. ما يعني أن الحزب يريد الإمعان أكثر في حشر "المستقبل" وتجريده من مواقفه، بمعزل عن المرحلة التي ستلي هذا الإعلان، سواء نجحت التسوية أم لم تنجح. وبالتالي، هذه الحسابات تؤخّر التوافق، وربما تقضي عليه، لاسيما في ظلّ انعدام أي أجواء إقليمية توافقية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ارسلان: لا بد من التنسيق مع سوريا لأن معركتنا واحدة في وجه الارهاب

السبت 09 تموز 2016 /وطنية - رأى رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان، في تغريدة عبر "تويتر"، انه "من العبث الرهان بأن لبنان لن يتأثر بما يحصل في سوريا وبالتالي، إن شاء البعض أم أبى، معركتنا واحدة في وجه الارهاب، لا بد من التنسيق بين الدولتين".

 

3 مسلحين خطفوا مواطنا ستينيا على طريق نبحا القدام

السبت 09 تموز 2016 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش، أن 3 مسلحين في سيارة "ميتسوبيشي باجيرو" لون فستقي، اعترضوا على طريق نبحا- القدام في قضاء بعلبك، سيارة من نوع "رانج روفر" سوداء اللون، يقودها المواطن طوني ج. (عمره 63 عاما) من بلدة القدام ويمتلك محطة محروقات في بلدة نبحا، وخطفوه وفروا به باتجاه نبحا. وفور شيوع الخبر، سادت حالة من التوتر في بلدة القدام التي عمل أهالي على قطع الطريق.

 

الجسم المشبوه في اميون عبارة عن موجودات لمخلفات العاب

السبت 09 تموز 2016 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في الكورة فاديا دعبول انه نتيجة متابعة الاجهزة الامنية تحقيقاتها لمعرفة خلفيات العثور على الجسم المشبوه في احد مكبات النفايات في اميون، وبالتعاون مع بلدية اميون، تبين ان الموجودات تعود لمخلفات العاب عملت السيدة رانيا صوايا على رميها خلال تنظيفها منزل شقيقها صوايا صوايا في اميون.

 

قاووق: الى متى سيستمر النظام السعودي بدعم من يقتلنا؟

السبت 09 تموز 2016 /وطنية - اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "ان النظام السعودي ارتكب خطأ استراتيجيا عندما اراد ان يظلل الامة ويقدم حزب الله كخطر ارهابي يهدد العرب والمسلمين". وقال: "ان العمليات الانتحارية نفسها في جدة والقطيف والمدينة المنورة تثبت خطأ تصنيفات النظام السعودي للارهاب". كلام قاووق جاء خلال احتفال تكريمي اقامة "حزب الله" واهالي بلدات الدوير والكفور وكوثرية السياد في بلدة الدوير عن روح الشهيد عمر رفاعي العبيد (الحاج رضوان) بحضور مسؤول المنطقة الثانية في الحزب علي ضعون وشخصيات سياسية واجتماعية وتربوية وحزبية.

وسأل قاووق: "هل كان حزب الله الخطر على الامن السعودي ام ان الارهاب التكفيري هو الخطر. النظام السعودي مطالب بعد التفجيرات التي اصابته باعادة النظر بالسياسات والتصنيفات والاصطفافات التي تناصب العداء للمقاومة حتى تكون وجهة الصراع ضد الخطر التكفيري الارهابي الذي يوفر الخدمة الاستراتيجية لاسرائيل". أضاف: "المفارقة ان التكفيريين الذين فجروا في بيروت والهرمل والبقاع وخطفوا وذبحوا العسكريين ولا يزالون يحتلون جرود عرسال ورأس بعلبك هم فرع القاعدة في لبنان وسوريا وجبهة النصرة، وجبهة النصرة تقاتل اليوم بالسلاح السعودي". وسأل "الى متى سيبقى النظام السعودي يدعم ويسلح جبهة النصرة في سوريا وهي التي قتلتنا وذبحت العسكريين ولا تزال تحتل ارضنا في البقاع؟". وتابع: "ان استمرار النظام السعودي في دعم وتسليح جبهة النصرة يشكل خطرا حقيقيا على الامن القومي اللبناني، فما معنى ان النظام السعودي يرفض العمليات الانتحارية في السعودية ويدعمها في سوريا"، مؤكدا "أن موقفنا في مواجهة الخطر الارهابي التكفيري حاسم وواضح ومستمر لا يتزحزح وأكدت مجريات المعركة صوابية موقف حزب الله واليوم نجد الغالبية اللبنانيه والعربية والدولية يؤيدون قراره بمواجهة الارهاب داخل سوريا. وما انجزه الحزب ساهم في ابعاد الخطر عن لبنان وحماية المنطقة وسنزيد حضورنا حسب ما تقتضي مواجهة هذا الخطر. لذلك نقوم بواجب وطني يخدم جميع اللبنانيين ولا تساهل ولا تهاون امام حماية اهلنا ووطننا وهو فوق كل الاعتبارات ولا نهتم بكل الصراخ والضجيج الذي يراد من خلاله توفير مظلة تحمي القتلة في سوريا، فداعش اعلنت عن 35 ولاية في العالم ولبنان ولاية منهم ولا خيار امام اللبنانيين الا المواجهة والانتصار فيها. لبنان احرز النصر وسيحسنه اكثر عندما يغلق مقرات وممرات التكفيريين في جرود عرسال ورأس بعلبك".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رجوي دعت خلال افتتاح مؤتمر المعارضة في باريس إلى إنهاء الصمت الدولي عن انتهاكات النظام الإيراني وأكدت أنه و«داعش» وجهان لإرهاب «بربري» واحد

رجوي: النظام الإيراني سبب مصائب العراق وسوريا ولبنان

  اعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي في افتتاح مؤتمر عقدته المقاومة الإيرانية في باريس أمس تحت شعار «الديكتاتورية الدينية في إيران بؤرة الحروب الطائفية في الشرق الأوسط»، أن نظام ولاية الفقيه في إيران يتلطى خلف بدعة محاربة التطرف، بينما هو العامل الرئيسي للمصائب والأزمات المفروضة على العالم الإسلامي منها في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن.

ورأت رجوي في المؤتمر الذي أقيم بحضور شخصيات سياسية ودينية من مختلف دول العالم، أن تحقيق السلام والتسامح والديموقراطية في المنطقة يكمن في قطع دابر النظام الإيراني الذي يرسل الأسلحة والمعدّات الحربية إلى العراق وسوريا لإبقاء دكتاتورية المالكي والأسد في انتهاك لقرارات مجلس الأمن، مطالبة المجتمع الدولي بأن ينهي صمته عن هذه الانتهاكات ويرغم النظام الإيراني على إيقاف إرسال الأسلحة.

ودعت رجوي البلدان العربية والإسلامية الى قطع علاقاتها السياسية مع نظام ولاية الفقيه، احتجاجاً على تصدير الإرهاب والتطرف والمجازر إلى سوريا والعراق وتأجيج الحروب والنزاعات الطائفية في العالم العربي من البحرين حتى اليمن ولبنان.

واعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية أن النظام في طهران لجأ إلى أعمال القتل والمجازر للحفاظ على بشار الأسد، من أجل التغطية على تراجع إيران عن صناعة القنبلة النووية.

ورأت أن «نظام الملالي يتواكب مع تنظيم داعش ويتسق معه. كلاهما ضد رسالة الإسلام الحنيفة. كلاهما له أساليب مماثلة في البربرية والتوحش وكلاهما حياته مرهونة ببعضهما بعضاً. ولهذا السبب، فإن طريق محاربة داعش لا تُفتح ما لم ينته احتلال النظام الإيراني في سوريا والعراق واليمن». ووجدت أن «الأمر الغريب هو تبرير التعاون العملي مع «قوة القدس« الإرهابية بذريعة محاربة داعش»، محذرة من أن «أي صمت على تدخلات نظام الملالي في المنطقة ناهيك عن التعاون معه، سيؤدي إلى فتح الباب على مصراعيه للإبادة وخرق السيادة الوطنية لبلدان المنطقة».

وفي هذا الصدد قالت إن «سياسة أميركا تجاه إيران وأتباعها في الشرق الأوسط طيلة العقود الماضية هي الوقوع في خطوات خاطئة الواحدة تلو أخرى. في يوم تقوم بتعزيز المعتدلين المفترضين وفي يوم آخر بتصنيف «مجاهدي خلق« وفي يوم ثالث الوقوف بوجه الانتفاضات في العام 2009. وهذه السياسة تفتح الطريق أمام الاستبداد الديني وتخلق مصائب لمجتمعاتنا وأزمات لنفسها«. وأضافت: «لتصحيح هذه السياسة، الطريق الوحيد وطريق الضرورة وفي متناول اليد هو الاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق الحرية والديموقراطية. إن هذا الحل ليس فقط لمصلحة الشعب الإيراني بل حاجة السلام والهدوء في المنطقة والعالم أيضاً«.

وأكدت أن القيود ازدادت على الإيرانيين منذ تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني، الحكم، مشيرة إلى أن السنة يتعرضون للقمع أكثر من ذي قبل.

وشدد الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق في كلمة خلال مشاركته في المؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس، على وقوف الشعوب الإسلامية مع الشعب الإيراني لنيل مطالبه وحقوقه.

واعتبر الفيصل أن الشعب الإيراني هو الضحية الأولى لنظام ولاية الفقيه في إيران، الذي حاول تأدية دور المرشد الأعلى ليس فقط في إيران بل خارجها أيضاً.

وأضاف أن هذا النظام لم يستثنِ المعارضين لحكمه والناشطين السياسيين فحسب، بل كذلك مجموعات عرقية ودينية بأكملها في إيران.

كما تحدث في المؤتمر وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب، وقال إن النظام الإيراني قام بسرقة الثورة الإيرانية من الشعب، وعمد إلى تكريس ممارسات القتل والتعذيب ودعم الميليشيات التي تنشر الإرهاب والفوضى في الخارج من أموال الشعب الإيراني.

وقال رئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر المعارضة الإيرانية محمد اللحام، إن «نظام ولاية الفقيه الإيراني يتحدى المجتمع الدولي عبر تأصيله للمذهبية والطائفية في دستوره، وإرسال ميليشياته للقتل وإثارة الفتن عبر الحدود»، موضحاً أن «الشعب الفلسطيني دفع ثمناً غالياً من جراء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية الفلسطينية». (أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، العربية.نت)

 

الأمير تركي الفيصل: مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط النظام سيتحقق

9 يوليو، 2016/جنوبية/أكد رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل أن “القمع في إيران لا يقتصر على المعارضين بل يشمل الأقليات وخاصة العرب والسنة والأكراد”، لافتاً إلى أن “مؤسس الثورة الايرانية السيد روح الله الخميني أسس لمبدأ “تصدير الثورة” الإيرانية إلى الدول العربية والإسلامية”. وخلال مشاركته في مؤتمر المعارضة الايرانية في باريس، رأى الفيصل أن “مبدأ “تصدير الثورة” الإيرانية خلف نزاعات كبيرة في دول العالم الإسلامي”، مشيراً إلى أن “النظام الإيراني يدعم جماعات طائفية لزعزعة الاستقرار في عدة دول”. وشدد الفيصل على “اننا لا نسمح للنظام الإيراني بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية”، معتبراً أن “مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط النظام سيتحقق”.

 

المعارضة الإيرانية: فليسقط نظام الولي الفقيه

 سكانيوز/09 تموز/16/دعت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران، وقالت إن هذا النظام غارق في الفساد وعاجز عن إدارة الدولة. وقالت رجوي خلال مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي يعقد في باريس يومي السبت والأحد "فليسقط نظام ولاية الفقيه"، وأضافت أن هذا الأمر ممكن وأن البديل متوفر عبر المجلس الوطني الإيراني. وقالت رجوي إن "نظام ولاية الفقيه في إيران يرتكب جرائم في سوريا للتغطية على فشله". كما أشارت إلى الانتهاكات التي يتعرض لها السنة في إيران بالإضافة إلى الأكراد والبلوش والأقليات الأخرى. واتهمت رجوي النظام الإيراني بقصف معسكر "ليبرتي" التابع لمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة في بغداد والتسبب بعشرات الضحايا. وكان مؤتمر المعارضة افتتح أعماله في باريس يوم السبت تحت شعار "حرروا إيران"، واستقطب عشرات الآلاف من الإيرانيين المقيمين في دول أوروبية عدة، الذين يعارضون نظام الملالي في طهران. وكانت رجوي قد استبقت المؤتمر بتوجيه رسالة بمناسبة عيد الفطر، تمنت فيها أن "تحقق بشائر الخلاص لهذا العید الکبیر، الحریة‌ والسلام للأمة الإسلامیة كافة ولاسیما شعوب الشرق الأوسط".

 

عشرات الآلاف يطالبون من باريس بإسقاط نظام الملالي

السبت 4 شوال 1437هـ - 9 يوليو 2016م/العربية.نت/انطلقت فعاليات مؤتمر المعارضة_الإيرانية السنوي اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة عشرات الآلاف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرة في مختلف دول العالم. ويشارك في المؤتمر كبار الشخصيات الأميركية والأوروبية والعربية وغيرها من خمس قارات بالعالم، لتعلن تأييدها لمشاريع وبرامج المعارضة الإيرانية. كما يستمر المؤتمر لمدة يومين، وستقدّم الجمعيات الإيرانية الوافدة من أرجاء العالم تقييمها لقضايا عدة، منها ملف قمع الحريات العامة في إيران، والآفاق المستقبلية للتطورات الإيرانية، في ضوء اتساع حركة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات والمدن الإيرانية، وعلى خلفية التصعيد الخطير في الإعدامات التي بلغت رقماً قياسياً. وبدأت الفعاليات التحضيرية للمؤتمر، الجمعة، بندوة تحت عنوان "أزمة الشرق_الأوسط ، ما الحل؟"، شارك فيها دبلوماسيون وسياسيون غربيون، إضافة إلى شخصيات سياسية دولية. كما انعقدت ورشات عمل ونقاش مع المتحدثين الأميركيين والأوروبيين.

 

القوات العراقية تحرر شمال الرمادي وتسيطر على قاعدة 'القيارة' واستعدادات لاطلاق عملية كبرى لتحرير قرى جزيرة الخالدية من سيطرة داعش

العرب/10 تموز/16/الموصل- أعلن محافظ نينوى نوفل حمادي السطان، السبت، اقتحام قاعدة مطار القيارة، بعد تطويقها من قبل الأجهزة الأمنية منذ فجر السبت ودخولها والسيطرة عليها بالكامل. وقال السطان إن الأجهزة الأمنية والعسكرية والحشد العشائري وفوج مكافحة الإرهاب، تمكنوا من السيطرة التامة على قاعدة القيارة بعد هروب كافة عناصر داعش من القاعدة باتجاه القيارة، وترك أغلب معداتهم واسلحتهم فيها. وأشار السطان إلى أن الأجهزة الأمنية تتمركز الآن داخل القاعدة والتي ستكون موقع انطلاق لعملية تحرير مدينة الموصل ودحر الدواعش داخل المدينة على يد الأجهزة الأمنية والعسكرية وأبناء الحشد العشائري . وتعد قاعدة القيارة الجوية/ 50كم جنوب الموصل/ مصدرا هاما لدى الاجهزة الامنية كونها قاعدة انطلاق لعمليات تحرير الموصل ونزول الطائرات الأميركية والعراقية فيها استعدادا لبدء تحرير الموصل. وسيطرت عناصر داعش على القاعدة بالكامل في العاشر من يونيو 2014 منذ سيطرة التنظيم على الموصل ومشارف الموصل. كما أعلن مصدر عسكري عراقي السبت، الشروع بعملية تطهير مناطق شمال الرمادي، بعد استكمال عملية تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقال العقيد أحمد الدليمي، من قيادة عمليات الأنبار إن القطعات العسكرية تمكنت من خوض معارك تحرير قرى البوريشة والطوي الواقعتان شمال مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم الدولة، بعد سقوطها مجدداً بيد عناصره. وأضاف الدليمي أن القطعات العسكرية تمكنت من التقدم من ثلاثة محاور، رافقها قصف جوي لطيران التحالف الدولي والعراقي ومدفعية الجيش العراقي على معاقل تنظيم الدولة، والتي أسفرت عن قتل أكثر من 19 عنصراً وتدمير العشرات من الآليات . وأشار إلى هروب أعداد منهم الى مناطق جزيرة الخالدية، فيما قتل خمسة عناصر من القوات الأمنية منذ انطلاق المعارك قبل يومين. وأكد الدليمي أن القطعات العسكرية شكلت لجاناً وشرعت بعمليات تطهير المنازل والطرق من المواد المتفجرة التي زرعها عناصر تنظيم الدولة، ونصب العشرات من النقاط الأمنية لمنع دخول وصد أي هجوم للتنظيم لعدم سقوطها مرة أخرى، بعد ان حررتها القطعات العسكرية في وقت سابق عند تحرير مدينة الرمادي مطلع العام الحالي. وقال إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب وأفواج الشرطة وقطعات من عمليات الأنبار، تستعد الآن للانطلاق بعملية كبرى لتحرير قرى جزيرة الخالدية من سيطرة تنظيم الدولة، مضيفاً أنه لم يتبق سوى أجزاء قليلة منها تحت سيطرة التنظيم حيث تستعد القطعات لطرد العناصر الإرهابية وبسط السيطرة عليها.

 

تقرير أممي: التجارب البالستية الإيرانية تتعارض والاتفاق النووي

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدعو ايران الى الامتناع عن اجراء التجارب البالستية لأنها تهدد بزيادة التوترات في المنطقة.

العرب/10 تموز/16/نيويورك - أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير رفعه الى مجلس الأمن الدولي ان التجارب الصاروخية البالستية التي اجرتها ايران في مارس "لا تتفق والروح البناءة" للاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي. ولكن الامين العام حرص في التقرير السري الجمعة على ان يترك لمجلس الأمن مهمة استخلاص العبر وأخذ الاجراءات الملائمة. كذلك فإن الأمين العام لا يقول في تقريره بشكل واضح ما اذا كانت هذه التجارب تشكل انتهاكا لبنود الاتفاق النووي الذي ابرم في فيينا في يوليو 2015 ودخل حيز التنفيذ في يناير الماضي، كما انه لا يوضح ما اذا كانت تنتهك قرار مجلس الامن الرقم 2231 الذي كرس هذا الاتفاق. وفي التقرير الواقع في 16 صفحة والمؤرخ في الاول من يوليو يقول بان "حتى وان كان يعود الى مجلس الامن ان يفسر القرارات التي يصدرها، فأنا قلق لكون إطلاق هذه الصواريخ البالستية لا يتفق مع الروح البناءة المتجلية بتوقيع" الاتفاق. واضاف "انا قلق ازاء التجارب الصاروخية البالستية التي اجرتها ايران في مارس 2016. ادعو ايران الى الامتناع عن اجراء مثل هذه التجارب البالستية لأنها تهدد بزيادة التوترات في المنطقة". ومن المقرر ان يناقش مجلس الأمن هذا التقرير في 18 يوليو غير ان دبلوماسيين لفتوا الى انهم لا يتوقعون من اعضائه الـ15 ان يصدر عنهم اي قرار بهذا الشأن او حتى اي موقف رسمي. وهو اول تقرير يصدره بان كي مون حول تطبيق القرار الصادر في 20 يوليو 2015. وسيناقش مجلس الامن هذا التقرير في 18 يوليو لكن بعض الدبلوماسيين افادوا انهم لا يتوقعون صدور اي قرار او حتى اي موقف رسمي للدول الـ15. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن ان "التقرير لا يقدم أي توصية" مضيفا ان الوثيقة "مفيدة جدا لكن يعود إلينا نحن ان نقرر ما سنفعله بناء عليها". وعلى إثر اطلاق ايران صواريخ بالستية في مطلع مارس، اعلنت باريس وواشنطن ولندن وبرلين، وهي من الجهات الموقعة على الاتفاق النووي، في رسالة مشتركة ان عمليات الاطلاق جرت "في ازدراء للقرار الدولي الرقم 2231". غير ان روسيا، العضو الدائم صاحب حق الفيتو في مجلس الامن، عرقلت اي محاولة لفرض عقوبات جديدة على ايران. وكان مجلس الأمن ضمن القرار 2231 كل بنود الاتفاق حول النووي الايراني ورفع عن طهران غالبية العقوبات الدولية المفروضة عليها ولكنه بالمقابل ابقى الحظر المفروض على اطلاقها اية صواريخ بالستية يمكن تحميلها رؤوسا نووية. واكدت الدول الاربع في رسالتها ان الصواريخ التي أطلقتها ايران في مارس مشمولة بالحظر، غير ان ايران تقول انها ليست مصممة لنقل رؤوس نووية وبالتالي هي غير معنية بالقرار الدولي.

وتبنت روسيا حتى الآن الموقف الايراني واشارت الى ان ذلك لم يكن حظرا رسميا بل مجرد "نداء" موجه الى طهران. ولم يتخذ بان كي مون موقفا حول هذه النقطة تحديدا، مشيرا الى انها لم تكن موضع "اي توافق" بين دول المجلس. كما ذكر بان ايران تؤكد انها "لم تسع يوما الى امتلاك اسلحة نووية" ولا تملك صواريخ مصممة تحديدا لحمل رؤوس نووية. لكنه لفت الى ان الولايات المتحدة اعلنت ضبط اسلحة ايرانية موجهة الى اليمن في اذار في خليج عمان. كما اشار الى ان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، زار العراق في مايو الماضي، منتهكا بذلك حظر سفر فرضته الأمم المتحدة عليه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وتبقى دماء حزب الله «مشرّعة».. على «المشروع الإيراني

علي الحسيني/المستقبل/10 تموز/16

في السابع عشر من أيّار العام 2015، أطل الأمين العام لـ»حزب الله« السيد حسن نصرالله من على الشاشة «الصفراء» ليُعلن أنه «سيأتي اليوم الذي لا يكون فيه في الجرود اللبنانية لا داعش ولا النصرة ولا قاطعو الرؤوس، وأن لا خطوط حمراً أمام هذا الهدف المشروع، وأن الشعب اللبناني والبقاعيين قادرون على إلحاق الهزيمة بالجماعات الإرهابية التكفيرية مهما كان دعمها، وأيا يكن من يقف وراءها«. يومها كانت الجرود هي الهدف المنشود، طبعاً بعد الحجج المُتعلقة بحماية «الحدود» و»المقامات». وهناك كانت تقف طموحات عناصر «حزب الله« العسكرية منها والأمنية وذلك طبقاً للوعود التي كان يؤكد أصحابها أو مطلقوها، أن التدخل في الحرب السورية لن يتعدى حماية أهالي القرى الحدودية الشيعية وأرزاقهم وممتلكاتهم من هجمات «التكفيريين» و»سكاكينهم» فقط، خصوصاً أن نصرالله كان سبق وأكد مع بداية الثورة، أن الحرب في الداخل هي شأن سوري محض، وأن نظام بشّار الأسد قادر على معالجة الوضع من دون أي مساعدة من أحد. ذهبت وعود قادة «حزب الله» لعناصرهم أدراج الرياح، فبعد الحدود والوعود والمقامات، كان الداخل السوري هو الهدف المُقبل والذي بدأ من «القلمون» بكل قراه ومناطقه، وصولاً إلى دمشق العاصمة بشقيّها الغربي والشرقي وحمص بأريافها ثم «الزبداني» و»مضايا» ولاحقاً إدلب، إلى أن حط رحاله في ريف حلب. خلال هذا التنقل على جبهات الموت، تنوّعت خسارات الحزب بين مادية ومعنوية وإقتصادية، فقد خسر خلالها ما لا يقل عن الفين من عناصره إضافة الى أكثر من ثلاثة آلاف جريح، كما خسر التعاطف العربي بالإضافة إلى الغضب العارم الذي أحدثه داخل جزء كبير من البيئة المؤيدة له، نتيجة خسارة الآباء والأبناء والأشقاء. كل هذا ووعود الإستمرار بالحرب حتى تعيش ثلث الطائفة الشيعيّة، بـ»كرامة»، بدأت تنسحب خوفاً على الثلثين المتبقيين، من أن ينجر أبناؤهم إلى حرب مفروضة عليهم لا يعود منها حياً، سوى من تقطعت أوصاله.

أمس الأوّل عادت الجرود وتحديداً «القلمون» لتتحوّل مُجدداً إلى مسرح عمليات بين «جبهة النصرة» من جهة، وبين النظام السوري و»حزب الله» من جهة أخرى، حيث تمكنت «النصرة» خلال هجوم مُباغت بالقرب من بلدة «رنكوس»، من تكبيد «الحلفاء«، خسائر كبيرة في الأرواح بالإضافة إلى أسر عدد من الجنود والعناصر، وهو أمر ترك بلبلة بين جمهور الحزب الذي راح يتساءل عن «الإنتصارات» التي تحقّقت في «القلمون» والجرود والخطابات السابقة التي تحدثت عن وصل الجرود بعضها ببعض، سواء ضمن المسار السوري أو ضمن المسار اللبناني، وتطهيرها بالكامل من الجماعات المسلحة. وأمام هذا العجز الذي تُرجم أيضاً من خلال التفجيرات الإنتحارية في بلدة «القاع» منذ أيّأم، لم يجد سوى «عرسال» ليرمي فشله عليها ويتهمها للمرة الألف ربما، بأنها تؤوي إرهابيين وتنظيمات مُسلحة. وهذا الاتهام يُعيدنا إلى كلام سابق لنصرالله بعد «تحرير» الجرود والذي قال فيه: «إن أكبر تمويل وتموين بالأسلحة والذخائر والمؤن للجماعات المسلحة في الريف الدمشقي وفي الزبداني وأماكن أخرى يحصل عبر عرسال، برغم إجراءات الجيش اللبناني، لكن الآن قد قُطع هذا الطريق«.

يوماً بعد يوم، تزداد الادلّة حول التوريط الإيراني لـ»حزب الله» في الحرب السورية وأن «العصمة» في هذه الحرب غير «المُمتعة»، هي بيد الإيراني وحده وبالتالي ما على الحزب سوى الإنصياع لرغباته ومُخططاته، وهنا تتكشّف الأمور للقاصي والداني بأن الهدف الإيراني من وراء هذه الحرب، يصب أولاً وأخيراً في خدمة تحقيق مشروعه، وهذا ما ظهر خلال اليومين الماضيين على لسان النائب في مجلس الشورى الاسلامي الايراني جواد كريمي قدوسي في تصريح أدلى به لوكالة أنباء «فارس« حيث توقّع «أن يكون الكيان الصهيوني قد وجّه رسالة يبدي فيها إستعداده للتفاوض مع حزب الله لبنان لإبرام صفقة تبادل أسرى صهاينة بيد حزب الله من جانب والديبلوماسيين الايرانيين الأربعة الذين خُطفوا خلال الحرب اللبنانية من جانب آخر»، كاشفاً أن «لدى الحزب أسرى صهاينة على مستوى عال بالإضافة إلى أسرى من فرنسا ودول أوروبية أخرى شاركوا في معارك حلب». وأكد أن «أمين عام حزب الله وعد بأنه سيتابع بنفسه القضية«.

هذا التصريح أو الإعتراف، يُشكّل دليلاً قاطعاً على أن تورّط «حزب الله» في الحرب السورية، لم يكن لا من أجل الطائفة الشيعية في لبنان وحمايتها، ولا من أجل خلق حزام أمن للبنانيين في مواجهة «التكفيريين»، بل كان «تكليفاً شرعياً إيرانياً، مُغلّفاً بشعارات مذهبية تحريضية، يقول بنده الأخير «دماء عناصر حزب الله مرهونة بالمشروع الإيراني وخدمته مهما عظمت المصائب وتكاثرت الأوجاع». ويصح القول أن المنطقة كلها وليس لبنان فقط، قد دخلت في أزمة من جرّاء ممارسات «حزب الله« الذي إرتضى لنفسه أن يتحوّل إلى ورقة ضغط بيد الإيراني وبعدما أصبح مصيره مُرتبطاً به مُباشرة وليس بمنظومة دفاعه الصاروخية ولا بالمقاتلين الذين تُهدر دماؤهم بغير وجه حق. ومن يبحث في زوايا السياسة الخارجية الإيرانية وتحديداً في الشق المتعلق بمصالحها التي غالباً ما تأتي على حساب أرواح الغير، ما عليه سوى العودة إلى الزيارة التي قام بها وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى لبنان في آب 2015، حيث الغى يومها زيارته إلى ضريح القيادي في الحزب عماد مغنية وعلامات الإستياء التي كانت بادية على وجه نصرالله خلال اللقاء الذي جمع بينهما.

 

ملفات المنطقة في دائرة «اللااهتمام» الغربي ـ الإيراني

ثريا شاهين/المستقبل/10 تموز/16

تستبعد مصادر ديبلوماسية، أن تحصل أية اختراقات في اتجاه الحلول في ملفات لبنان والمنطقة التي تشهد حالاً من الستاتيكو قبل تسلّم الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة الحكم مطلع سنة 2017. وهذه المسألة، ارتبطت مباشرة بالحوار الغربي الايراني الجدي الذي لم يحصل حول أوضاع المنطقة، بعدما كانت بعض الأجواء تشير الى أن توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، سيخلق مناخاً ايجابياً، قد يساعد في حلحلة العقد في العديد من المواقع في المنطقة، وهو الأمر الذي لم يحدث. بحيث أن التفاوض مع إيران انحصر بالنووي والبحث معها لا يزال يتركز على تنفيذ كافة بنود الاتفاق.

وتكشف المصادر، انه منذ البدء بتنفيذ الاتفاق النووي مطلع هذه السنة وحتى الآن، تجرى محاولات ومساعٍ بين واشنطن وطهران، للبدء في حوار جدّي حول ملفات المنطقة، لكن يبدو أن ليس هناك طرف واحد فقط غير مهتم بهكذا حوار، إنما كل الأطراف المعنية، وذلك نتيجة تدهور الوضع في سوريا وكذلك في العراق. هذه المساعي هدفت الى قيام حوار جدي، إنما تبين أن الأمر غير ممكن حتى اشعار آخر، وتعزو المصادر، غياب الحوار الى عدم الإعداد له مثلما يفترض. كذلك، إن أي تقدم في ملفات المنطقة، لن يحصل إلا من خلال التفاهم الأميركي الروسي الموجود بحده الأدنى، حول سوريا والمنطقة. ولا يمكن مثلاً حصول انتخابات رئاسية في لبنان إلا إذا أخذ هذا التفاهم بالاعتبار تسهيل وصول الرئيس الجديد. وفي هذا الوقت الفاصل عن حصول التقدم الجدي، جرت مساعٍ غربية لدى إيران لفصل الملف اللبناني عن أوضاع المنطقة ولم تقنع هذه المساعي إيران.

وبالتالي، تفيد المصادر أن الوضع اللبناني، أي ملف الرئاسة تحديداً، يبقى حتى الآن مربوطاً بوضع سوريا. كان هناك أمل بعد البدء بتنفيذ للاتفاق النووي، بأن يحصل تركيز على حلحلة العقد في لبنان والمنطقة، لكن لبنان بات جزءاً من الحوار الأشمل. والإيرانيون لم يقوموا بفصل الموضوع عن أزمات المنطقة، ولم يتمكن اللبنانيون من القيام بهذه المهمة، وليس من يستطيع أن يتحدث مع دول المنطقة بأن تفصل لبنان عن أزماتها، وليس من جهة دولية قادرة على التحدث مع الجهات الاقليمية وفي المنطقة لكي تفصل هذه الأزمات عن لبنان. وأفادت المصادر، أن الحوار يكون اما حول كل ملف على حدة أو بشكل متكامل مع كل الملفات. في الأساس، كان مقدراً أن يبدأ الحوار حول سوريا والعراق، على أن يتبعهما كل من لبنان واليمن. قبل سنتين جرى توافق غير مباشر على الرئاسة العراقية وعلى السلطة هناك بشكل عام، لكن حول سوريا لم يتم التفاهم، ولم يتم الاتفاق على فصل اليمن عن الملف السوري. وبعد ذلك، تعقدت العلاقات العربية الايرانية وحصل التدخل الروسي العسكري على خط الأزمة السورية. ما أدى الى تصعيد المواقف، الأمر الذي انعكس على ملف لبنان ولو كان الأسهل بين كل الملفات. وتكشف المصادر، ان إيران ليست مستعدة لتسليف الادارة الأميركية الحالية التي تنتهي ولايتها بعد أشهر قليلة. ومن المؤكد، أن أي رغبة بعقد تفاهمات حول المنطقة لن تتم إلا مع الادارة المقبلة. وتبعاً لذلك، ستبقى كل الملفات في حالة انتظار. لكن خطورة الانتظار لا سيما في الملفات المشتعلة تبدو في غاية الحساسية، نظراً الى احتمال أن يفتح اللاعبون المحليون الباب أمام العنف والتصعيد لتعزيز الأوراق التفاوضية لاحقاً بالتزامن مع التحضيرات لدى الادارة الأميركية الجديدة لمعالجة ملفات المنطقة.

 

تشاؤم القصر

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/09 تموز/16

جميع السياسيّين، معظمهم على الأقلّ، متفائل.

- المرشّحون منهم للرئاسة الأُولى، يوضّبون حقائب الصعود إلى قصر بعبدا، بناءً على همسات وإشارات من أهل البيت وأهل الخارج، أو وسوسات النفس الأمّارة بـ"السوء".

- طابخو الرئاسة يتسابقون على ألقاب عرّابيّ أو صانعيّ الرؤساء.

- بطانات المرشَّحين تحسب الحصص وترسم خريطة طريق المغانم وتوزيع المناصب.

- أولئك الذين يسيل لعابهم على رائحة النفط والغاز، والذين بدأوا يتفاهمون على تقاسم الريوع بحسب البلوكات والسمسرات والعمولات والفواتير الرئاسيّة.

- الموعودون بجنّة السدود والمواقف والنفايات والشواطئ والاتصالات والاوتوسترادات وعشرات المشاريع المدهنة، ويصفّقون لمتفائلي الصف الأوّل.

جميع هؤلاء يربطون تفاؤلهم المستجدّ باستحقاق واحد: تسمية رئيس جديد للجمهوريّة. والمتشائم الوحيد هو قصر الرئيس، فارغاً كان أو مملوءاً بمن لا يريد! وهذه التسمية (نقيض الانتخاب) ما زالت في ظهر الغيب: فالذي يوضّب حقائبه ويوصي الخيّاطين ببذلات الرئاسة، يواجهه غريمه بتسقّط الأخبار من مصادرها بين بيت الوسط وباريس والرياض، ويضحك في سرّه على التفاؤل الصبياني المجّاني. والإثنان ينتظران الترياق الذي يحمله وزير خارجيّة فرنسا، وكأنّ الوزير يملك مفتاحاً سحريّاً لم يملكه رئيسه حين زار لبنان قبل أسابيع فقط. بينما المفتاح مرصود في طهران التي لا تملك سوى جواب نمطي واحد لمن يسألها عن رئيس لبنان: إذهبوا إلى اللبنانيّين وتحديداً "حزب الله". و"حزب الله" ينام "ملء جفونه عن شوارد الرئاسة" وحليفيه المتعلّقَين بحبال هوائه، ويسهر فقط على تشييع ضحاياه الذين يسقطون في سوريّا، وتطويق نقمة أهلهم المتزايدة. ولذلك، حاول حليفاه المرشّحان تغيير أسلوبهما، وقرّرا بسط الكفّ الناعمة لخصومهما: أحدهما ذهب إلى استرضاء الرافضين ترئيسه، نبيه برّي وسعد الحريري، بواسطة الإغراء النفطي للأوّل، وعبر بوّابة دار الفتوى واستعطاف السنّة للثاني. أمّا ثانيهما ففتح خطوطه الخفيّة مع السعوديّة وفرنسا، والعلنيّة مع ممثّلي النظام السوري وحزبه، كي يقطع الطريق على تفاؤل "حليفه" اللدود. والنتيجة، كما تظهر حتّى الآن، أنّ أبرع ماشطة لا تستطيع تجميل الوجه القبيح ورفع المسؤوليّات الدمويّة، وأنّ الكفوف الناعمة غير قادرة على إزالة ما تراكم من عدائيّة عميقة وتحريض مذهبي ونبش قبور وقطع تذاكر سفر واستحالة إبراء. وفي ظلّ غموض الموازين في سوريّا والمنطقة، والمصالحات الإقليميّة والدوليّة الجديدة، وخلو المسعى الفرنسي من أيّ وعد إيراني بسبب توجّس طهران من هذه المصالحات وجهلها لما سترسو عليه خريطة نفوذها، يبدو أنّ طاقم المتفائلين بالرئاسة والنفط وما بينهما وخلفهما، لا يملك الصورة الحقيقيّة. لم ينحدر لبنان عبر تاريخ رئاسيّاته، في الحرب والسلم، إلى هذا الدرك من الخفّة وصَيد السراب، ومحاولة البناء على زيارة أو اتصال أو مأدبة أو غمزة، والاستسلام لإطراء البطانة وتملّق الانتهازيّين وتحرّك الرغبات المزمنة والدفينة. ولم تكن الرئاسة، في أيّ يوم، سلعة مفتوحة في بازار الحصص مهما كانت ثمينة، ولو كان النفط والغاز أثمنها. فرئاسة بلون النفط ورائحته يمجّها اللبنانيّون سلفاً. المتفائلون يُعدّون العدّة للعرس بأرهاط من المطبّلين والمزمّرين. لكنّ مكان العرس وزمانه غير جاهزّين بعد لاستقبال أحد "العريسَيْن". جوقة متفائلين، ومتشائم واحد غارق في ليله الطويل: قصر بعبدا، سواء ظلّ عازباً، أو جاءه عريس غير لائق وغير مرغوب فيه. وقد ينضمّ إلى القصر متشائم آخر، النفط الغارق في سواد اللجج العميقة، سواء ظلّ نائماً أو خرج إلى جيوب المتحاصصين!

 

ناشطون ايرانيون يسخرون: راتب حسن نصر الله أصبح باللغة الفارسية!‏

بادية فحص/جنوبية/9 يوليو، 2016

بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران واميركا قبل عام، قررت الجمهورية الإسلامية الاستغناء عن شعار الموت لأميركا كتعبير عن حسن النوايا والسرائر اتجاه "الشيطان الأكبر"، وبدأت بلديات المدن الكبرى بحملة لإزالته من الأماكن العامة ومن التدوال اليومي أيضا.

شعار “الموت لأمريكا” ارتبط ارتباطا عضويا بالجمهورية الإسلامية في إيران منذ بدايات تأسيسها، فصار أحد تعريفاتها الثورية، واحتل كل المساحات العامة على طول الجمهورية وعرضها، مكتوبا على جدار، مطبوعا على لافتة، مرفوعا على مدخل مؤسسة عامة أو خاصة، أو هادرا عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، أو مخيما على الأدبيات الثورية بدءا من خطب الجمعة والجماعة والأدعية اليومية والأسبوعية والمناسبات الدينية وصولا إلى الأعياد الوطنية والأغاني الثورية والأعمال الفنية من شعر ورسم ومسرح وسينما. لم يلق شعار ثوري في إيران انتشارا واسعا كما لقي شعار “الموت لأمريكا”، ورثته أجيال الثورة الإسلامية عن مطلقيه، ورددته الحناجر على مدى أربعة عقود من عمر الثورة، بالحماسة نفسها التي بدأ فيها.

بعد توقيع الاتفاق النووي، قررت الجمهورية الإسلامية الاستغناء عن هذا الشعار، كتعبير عن حسن النوايا والسرائر اتجاه “الشيطان الأكبر”، وبدأت بلديات المدن الكبرى بحملة لإزالته من الأماكن العامة ومن التدوال اليومي أيضا.

بلدية العاصمة كانت أول المتحمسين لكنس الشعار من ذاكرة الشعب الإيراني، استبدلته باقتباس لوحات جدارية عن أعمال فنية تعود لأشهر الرسامين التشكيليين في العالم، مثل روثكو، مونش ورامبرنت، ولصق صور عملاقة لأهم المصورين العالميين، فتحولت جدران طهران من منبر لمعاداة الإمبريالية إلى معرض مفتوح لأرقى نتاجات الفن الإنساني المعاصر.

نغمة الموت لأمريكا

لكن اختفاء الشعار الهادر، الذي أدمن عليه الشعب الإيراني منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة الإسلامية، حتى رفع الجلسة الأخيرة من مفاوضات جنيف، أحدث فراغا هائلا في خطاب السلطة، وسبب ضعفا لـ”نبض” الشارع، مفقدا المناسبات الدينية والوطنية والخطابات الإيدولوجية بريقها ووقعها المرجو في نفوس الجماهير.

في الشهر الحالي، تحتفل إيران بمرور سنة على توقيع الاتفاق النووي، وضمنا، مرور سنة أيضا على حذف شعار “الموت لأمريكا” من التداول، وقد ارتأت أجهزة السلطة الدينية أن تتضمن الذكرى السنوية لتوقيع الاتفاق عودة ولو سطحية، إلى أدبيات الزمن الثوري الجميل، لسبيين: الأول: انقاذا لشخصيتها الخطابية الحماسية التي تراجع تأثيرها بعد حذف الشعار، والثاني: خوفا من تنامي الإعجاب الشعبي الإيراني بالتجرية المجتمعية الأميركية القائمة على تقديس الحريات والانفتاح وعدم الاستتباع للحاكم الواحد.

لذلك، استبدلت السلطة الدينية شعارها السياسي التعبوي الغابر “الموت لأمريكا”، هذه السنة، بحملة إعلانية موجهة تقوم على فضح هشاشة المجتمع الأميركي الكافر والمنحل أخلاقيا. وانتشرت في وسط العاصمة الإيرانية طهران، لوحات إعلانية ضخمة معادية للمجتمع الأميركي وليس لحكومة الولايات المتحدة، كجزء من البرنامج الأسبوعي الذي أطلقة مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي وسماه “أسبوع حقوق الإنسان في أميركا”، ودعا إلى إحيائه سنويا في إيران.

وبحسب وكالة “رسا” الإخبارية، فقد أعلن یوسف طباطبائي نجاد، ممثل مرشد الجمهورية في مدينة إصفهان أن الأسبوع الممتد ما بين أواخر شهر حزيران حتى بدايات شهر تموز الحالي سمي “أسبوع حقوق الإنسان في أميركا”، وقال في خطبة صلاة الجمعة الماضية: “إن مرشد الجمهورية دعا المسؤولين في هذا الأسبوع، إلى فضح جرائم أميركا الاجتماعية أمام الشعب الإيراني والعالم”، كما أعلن أن “بلدية إصفهان على غرار بلدية طهران، سوف تشارك بالحملة الإعلانية في هذا الشأن، وستقوم بنصب لوحات إعلانية تفضح انتهاكات حقوق البشر في الولايات المتحدة”.

وعليه، فإن أسبوع فضح “أمريكا” أخلاقيا، انطلق في الجمهورية الإسلامية، ونشرت اللوحات الإعلانية الضخمة التي تتحدث عن هشاشة المجتمع الأميركي وانتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، خصوصا النساء والأطفال وغطت سماء المدن الكبرى.

إحدى اللوحات المنتشرة في العاصمة تضمنت “هل تعرفون أن في أميركا اثنين من خمسة من المواليد الجدد هما غير شرعيين”، وأخرى “هل تعلمون أنه كل تسع ثوان تقع امرأة أميركية ضحية للعنف الأسري”.

وعوض أن تلقى الحملة الإعلانية أصداءها المرجوة لدى الجمهور الإيراني، كما خطط مطلقوها، هبت على مواقع التواصل الاجتماعي عاصفة من السخرية والاستهزاء بما طرحته، وطالب الناشطون الافتراضيون رئيس بلدية طهران بدل صرف أموال الدولة على هذه “الحملة التافهة” أن يجيرها لمعالجة قضايا الإدمان على المخدرات لدى الشباب والفقر والبطالة وعمالة الأطفال وغيرها من الآفات الاجتماعية التي تفتك بالمجتمع الإيراني.

ورد الساخرون من الحملة بكتابة أقوال مثل: هل تعرفون أنه في إيران بين اثنين من موظفي المصارف هناك خمسة مدراء يختلسون الأموال ولا يحاكمون؟”، أو “هل تعلمون أن جدول راتب حسن نصر الله أصبح باللغة الفارسية؟”، أو “هل تعلمون أنه لو أن أميركا تسهل للإيرانيين شروط الحصول على الإقامة لا يبقى أحد في إيران؟” وأخيرا “هل تعلمون أنه مر أكثر من ألفي يوم على احتجاز ثلاثة أشخاص”، في إشارة إلى استمرار احتجاز السلطات الأمنية لزعماء حركة المعارضة الخضراء.

وقد حذر صحافيون وحقوقيون من أن هذه الحملة الإعلانية ليس هدفها فضح مجتمع الولايات المتحدة كما ساقت الجهات المعنية بها، بل إن هدفها أبعد من ذلك وأخطر، ويتلخص في حرف وعي الشعب الإيراني عن المطالبة بحقوقه المنتهكة، بمقارنة معاناته مع معاناة الشعب الأميركي، الذي يروج أنه يعيش في مجتمع ديمقراطي يقدس الحقوق والحريات.

 

لا نفط بلا دولة كاملة السيادة

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/السبت 09 تموز 2016

أيّ شركة أجنبية لن تستثمر وتوظف الأموال ما لم تطمئن الى أنّ اتفاقات سياسية إقليمية ودولية تحمي استثماراتها

لا يكفي أن يتّفق وزير الخارجية جبران باسيل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على المناطق التي سيتمّ استخراج النفط منها، ولو توّج الإتفاق بزيارة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الى عين التينة، للقول إنّ استخراج النفط قد وُضع على مساره التنفيذي عملياً. صحيحٌ أنّ مثل هذه الخطوة تحتاج الى اتفاق لبناني داخلي، لكنّ مثل هذا الإتفاق لا يقتصر على الإعتبارات التقنية المتعلقة بالملف النفطي بحدّ ذاته، وإنما بالظروف السياسية والأمنية والعسكرية الإستراتيجية التي لا تزال تضع لبنان على خط الزلازل وعدم الإستقرار. بكلامٍ آخر، فإنّ مقاربة ملف استخراج النفط اللبناني يحتاج الى اتفاق بين اللبنانيين يحسمون من خلاله دور لبنان الإقليمي وموقعه وتعاطيه مع الشرعيّتين العربية والدولية ومع النظام الإقتصادي الإقليمي والدولي. ومن دون هذا الإتفاق يستحيل تأمين الظروف والإمكانات المطلوبة لاستخراج النفط. فاستخراج النفط يحتاج الى شركات متخصّصة معظمها أميركية أو أوروبية أو روسية. وهذه الشركات تحتاج الى توظيف رؤوس أموال كبيرة تعد بالمليارات في عمليات بناء منصات التنقيب وحفر الآبار واستخراج الغاز، وهي بطبيعة الحال لن تكون مستعدة للقيام بمثل هذه التوظيفات ما لم تضمن سلامة استثماراتها وإبقاءها خارج دائرة الصراعات والحروب والمخاطر العسكرية والأمنية.

وضمان سلامة الإستثمارات يحتاج الى حال من الإستقرار الطويل الأمد خصوصاً في الجنوب اللبناني وهو ما لا يمكن أن يتحقّق في ظلّ إصرار «حزب الله» على الإحتفاظ بسلاحه وبالتالي على مصادرة القرارات السيادية والإستراتيجية للدولة اللبنانية وتجييرها لإيران واستراتيجياتها الإقليمية والدولية.

من هنا يبدو استخراج النفط من المياه الإقليمية للدولة اللبنانية مستحيلاً من دون اتفاق بين اللبنانيين يقبل بموجبه «حزب الله» بأن يتخلّى عن استراتيجيّته الهادفة الى جعل لبنان جزءاً من المحور الإيراني في المنطقة، وبالتالي جزءاً من المواجهات العسكرية والأمنية التي تضرب دول المنطقة من سوريا الى العراق الى اليمن والبحرين وغيرها من دول الخليج العربي. ولنفرض على سبيل الجدل بأنّ استخراج النفط تمّ بسحر ساحر، فإنّ لبنان سيكون في مواجهة معضلة أخرى تتمثل في الآليات الخاصة بتصدير النفط المستخرج، وهي آليات تحتاج بدورها الى استقرار وحالة سلام لا تبدو عناصرها متوافرة في الأفق السياسي والأمني والعسكري اللبناني بما يسمح بربط الآبار النفطية اللبنانية الموعودة بشبكة من أنابيب النقل في البحر الأبيض المتوسط حيث النفوذ الإسرائيلي والتركي والأميركي والروسي المباشر وغير المباشر.

أما القول إنّ سلاح «حزب الله» هو الضامن والحامي لثروة لبنان النفطية، فمجرد شعار غير قابل للصرف السياسي والإقتصادي والإستثماري في ظلّ المعادلات المذكورة، لأنّ أيّ شركة أجنبية لن تكون في وارد الإستثمار وتوظيف الأموال ما لم تطمئن الى أنّ اتفاقات سياسية إقليمية ودولية تحمي استثماراتها، علماً أنّ رؤوس الأموال الكبرى وخصوصاً في قطاع الإستثمارات النفطية غالباً ما تتحرّك بإيعاز سياسي من الدول الكبرى وبضوء أخضر من القوى الفاعلة والمؤثرة. كذلك، فإنّ تلويح بعض هواة السياسة اللبنانيين بأنّ لبنان قادر على استخراج نفطه وتسويقه يمكن أن يتمّ من خلال اللعب على التناقضات الروسية - الأميركية والروسية - الأوروبية عبر منح شركات روسية حقوق التنقيب والإستخراج بما يدفع بروسيا الى استخدام نفوذها العسكري والسياسي في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط لحماية النفط اللبناني، لا يعدو كونه مزيجاً من المقامرة والمغامرة التي سرعان ما ستكشف مراهقة بعض أركان النادي السياسي اللبناني في ظلّ التفاهمات الإستراتيجية المستجدّة بين روسيا وكلّ من إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة الأميركية. إنّ استخراج النفط اللبناني، يحتاج الى اتفاق بين اللبنانيين ليس على تقاسم الحصص المالية والوظيفية والإستثمارية لهذا القطاع، وليس حتى على مجرّد انتخاب رئيس للجمهورية، وإنما على قيام دولة حقيقية وهو ما لا يمكن أن يتمّ من دون إقرار «حزب الله» بحصر القرارات السيادية والإستراتيجية كافة بالمؤسسات الدستورية قولاً وفعلاً، وبالتوقف عن مصادرة قرارات هذه المؤسسات وإخضاعها لاستراتيجيات الحزب الإيرانية، وبالتالي فإنّ على اللبنانيين، إن هم أرادوا فعلاً الإستفادة من ثروتهم النفطية المفترضة أن يختاروا بين السلاح وحالات الحرب من جهة وبين السلام ومشاريع التنمية المستدامة. وإدعاء القدرة على الجمع بين هذين النقيضين مكابرة ستصطدم بالواقع وستصدم اللبنانيين وتزيد من إحباطهم.

* عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار»

 

الحلّ الضروري لأزمة مزدوجة!

فارس سعيد/جريدة الجمهورية/السبت 09 تموز 2016

لم ينجح المسلمون حتى الساعة، ورغم الجهود المبذولة، في فصل صورة الإسلام عن الإرهاب والعنف. ولم ينجح الغرب ومعه المسيحيون حتى الساعة أيضاً، ورغم الجهود المبذولة، في عدم الخلط بين الدين الإسلامي، بما يمثّل من رسالة حضارية، والإرهاب.

إنّ هذه الأزمة المزدوجة تختزل اليوم مشكلة كبرى يعيشها العالم، وتدفعه نحو العنف والتباعد والغضب وسوء الفهم المتبادل الذي بات يتحكّم بالعلاقات الإنسانية على وسع الكرة الأرضية.

وفي تقديرنا، أنّ هذا الإرهاب المجرم يُعطي المسيحيين والمسلمين كما الشرق والغرب إشارات يومية من شأنها، إذا أحسنّا التقاطها وتوفّر العزم لدى المعنيين، أن تحملنا على اعتبار الحضارة الإنسانية، بشرقها وغربها وجميع أديانها في خندقٍ واحد لمواجهة التخلّف والجنون.

ونلاحظ أيضاً، أنه خلال شهر رمضان المبارك ضرب الإرهاب اسطنبول ودكّا وبغداد والمدينة المنوّرة، كما طاولت مخالبه أورلاندو وغيرها من المناطق في العالم.

وهنا أعتبر أنّ التقصير الإعلامي والثقافي لدى العالم العربي والإسلامي غير مسبوق! فبدلاً من تظهير صورة الإسلام الحقيقية والتي أصبحت مشوّهة بسبب تخلّف الإرهابيّين، وبدلاً من تنظيم تظاهرة مليونية في القاهرة أو بيروت أو في أيّ عاصمة أخرى تقودها وجوه سياسية عربية وإسلامية وثقافية وقادة رأي في وجه الإرهاب، اكتفت الحكومات المعنيّة بمعالجة الأوضاع بطريقة أمنية تقنية، وكان الإعتداء على المدينة المنوَّرة مثلاً يخلو من المعاني السياسية والثقافية ويقتصر على خرقٍ أمنيّ يشبه الخروق الأمنية في مدنٍ وعواصم أخرى.

كما أن التقصير الغربي، وبنتيجة سوء التفاهم التاريخي، كان واضحاً. إذ لم ترفع أيّ عاصمة غربية علم العراق أو تركيا أو بنغلادش أو اليمن أو المملكة العربية تضامناً مع هذه البلاد الجريحة، ولم يرتدِ برج إيفل ألوان تركيا أو العراق مثلاً، بعد الإعتداءات التي حصدت مئات الضحايا.

إن هذه الأزمة المزدوجة مرشّحة للإستمرار، كما أنّ الإعتداءات مرشّحة ايضاً للتكرار.

وفي غياب ارتقاء المجتمعات السياسية إلى مستوى خطورة الأحداث، هل هناك دورٌ ما لكنيسة العرب؟

وهل هناك دورٌ ما للمرجعيات الروحية الإسلامية المتنوّرة؟

إننا كلبنانيين مدعوّون مرةً جديدة إلى ابتكار أطر تواصل بين الطرفين، من أجل ردم الهوّة الكبيرة التي تتّسع يوماً بعد يوم وتهدّد المجتمعات المتنوّعة وتقود العالم إلى اصطفافٍ مدمّر لمستقبل أولادنا.

هذا هو مقامنا في صراع الحضارات وهذا هو الدور المعروض علينا. وإنّ استبدال أولويات أخرى، على أهميّتها مثل قانون الانتخاب أو حتى انتخاب رئيس، بهذه الأولوية لا يعفينا من مسؤوليات كبرى - المساهمة في الحوار الإنساني بين مختلفين!

 

جعجع: أللهم أشهد أنّي قد... رَشّحت!

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 09 تموز 2016

سرَّع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من وتيرة ديناميته في تعزيز فرَص وصول رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الى الرئاسة، بسلسلة لقاءات مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري. بغضّ النظر عن نتائج هذه المساعي، فإنّ جعجع الذي يُريد أن يؤدّي قسط ترشيحه للعماد عون الى العلى، ما زال على قناعته بأنّ «حزب الله» يُعطّل انتخاب عون، وأنّ قطبة «حزب الله» المخفية الذي لا يريد انتخاب رئيس، تمنع وصول عون الى بعبدا، لكنّ المفارقة في كل ذلك أنّ عون نفسه الذي تحرَّك منذ تفاهم معراب على وَقع لعبة عضّ الاصابع، لا يزال يمتنع عن رؤية المكمن الحقيقي الذي يمنع انتخابه رئيساً، أي «حزب الله» الذي لا يستعمل الحدّ الأدنى من أوراق اللعبة لانتخاب عون، ومن هذه الاوراق سَحب ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، والتأثير على الرئيس نبيه برّي، فيما يضع الحزب كل اسباب التعطيل عند تيار «المستقبل» والرئيس سعد الحريري.

في خلاصة تحرّك جعجع لتسريع انتخاب عون، يمكن القول إنّ عثرات واضحة تعترض طريق الجنرال. فالرئيس سعد الحريري الذي استمع مطوّلاً الى الدكتور جعجع وهو يشرح ايجابيات وصول عون، ومنها ترؤسه المؤكّد الحكومة الأولى في عهد عون، لم يوافق على هذا الترشيح لأسباب كثيرة، أوّلها الريبة من عون الذي لا يمكن وضع اليد في يده، فالمجازفة بسحب اليد من فرنجية، قبل التأكّد من حصول تسوية مع عون يوافق عليها «حزب الله»، أمر يحمل الكثير من المخاطرة. أمّا الاسباب الأخرى لرفض الحريري، فهي تتراوح بين الخشية من التأثير السلبي على الحريري نفسه أمام قاعدته، وهو تأثير لا يستهان به، وبين الرفض السعودي الدائم لانتخاب عون. هذا الرفض الذي لم يتغيّر، ولم يكن يوماً مرتبطاً بقرار من أمير سعودي أو آخر، بل كان دائماً توجّهاً سعودياً معزّزاً بخبرة التعامل مع عون منذ «اتفاق الطائف» وحتى اليوم.

بالنسبة إلى النائب وليد جنبلاط، فالقضية تأخذ بعداً آخر، فهو لا يمانع انتخاب عون كتسوية تفتح كوة في الجدار المقفل، لكنّه لا يملك مفاتيح المجلس النيابي، وجُلّ ما قام به هو أنّه تحوّل الى ساعي بريد مع «حزب الله»، معلناً دعماً مبدئياً لعون يُشبه الى حدٍّ بعيد دعمه المبدئي للنائب فرنجية، الذي عاد وتراجع عنه، مستمراً في ترشيح النائب هنري حلو، ومُسدياً في الوقت نفسه النصيحة للدكتور جعجع بأن يتوجّه إلى وضع مفتاحه في قفل الرئيس برّي. لم يتردّد جعجع في استكمال ديناميته العونية، فأوفد النائب جورج عدوان إلى الرئيس برّي، وأتَمّ واجباته الرئاسية على أكمل وجه، لكنّ ما رشح عن الرئيس برّي وما قاله شخصياً في حديث صحافي أمس الاول لم يحمل بوادر كسر الجليد مع العماد عون، لا بل بَدا أنّ برّي متمسّك برفض عون، وبَدا ايضاً أنّ ملائكة «حزب الله» لم تظهر في زيارة عون إلى عين التينة، وبقيَ الجنرال متأرجحاً، وتحوّل الى وسيط نفسه رئاسياً، حيث تركه الحزب يقلّع شوكه بيديه، من دون أيّ تدخل أو إشارة الى تغيير في موقفه الرافض انتخاب الرئيس، إلّا وفق شروط كان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف قد طرحها بالتفصيل في لقائه مع المسؤولين الفرنسيين. مارَس جعجع مع عون منذ تفاهم معراب سياسة واضحة، فقدّم كل ما يجب تقديمه. رغبته في أن يكون صانع الرئيس ميشال عون لا شكّ فيها، لكنّ القدرة على فِعل ذلك تترك مجالاً آخر للبحث، فـ»حزب الله» لن يعطي جعجع هذا الانتصار، وهناك آباء كُثر، يحسبون أنفسهم الأقدر على وَضع التاج على رأس الرئيس، لكنّ جعجع مستمر في مساعيه. فإذا وصل عون الى بعبدا، كان من المشاركين الاساسيين في صنع الرئيس، أما اذا لم يصل، فلن يكون في وسع جعجع إلّا القول: «أللهم أشهد أنّي قد رَشّحت»، عندها تكون الطابة قد أصبحت في ملعب الجنرال، لكي يبدأ العمل على الخطة باء.

 

سيناريو القاع «الفائز»: المجموعة الأولى للدوريات والثانية للقادة!؟/عملية فاشلة بالمقاييس الإرهابية!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 09 تموز 2016

سيَسيل حبر كثير حول انتحاريّي القاع طالما أنّ السيناريو الثابت يفتقر الى الحدّ الأدنى المفقود من القرائن ليتغلّب على ما عداه. وفي ظلّ تمسّك البعض بما لديه من روايات، يُرجّح خبير عسكري أن تكون المجموعة الإنتحارية الأولى انتظرت دوريات للجيش لتكون الثانية مخصّصة للقادة والسياسيين الذين يتفقّدون الموقع ليكتمل المشهد الدموي. على ماذا إستند؟ يعتقد خبير أمني أنّ المواجهة بين «داعش» والجيش اللبناني ما زالت مفتوحة على شتى الإحتمالات وفي أيّ منطقة حدودية أو في الداخل اللبناني. فالحرب بين الطرفين ما زالت قائمة بكلّ أشكالها الأمنية والعسكرية والإستخبارية، وما يقوم به الجيش في مناطق انتشاره على خطوط المواجهة مع المجموعات الإرهابية بالإضافة الى ما حصَدته العمليات الأمنية الإستباقية من نجاحات تقضّ مضاجعهم حيث ما وجدوا. ويستفيض الخبير في شرح الإنجازات المنسّقة بين مديرية المخابرات والأمن العام وفرع المعلومات التي نفّذت عمليات أمنية دقيقة وحساسة للغاية في مناطق كثيرة وفي المخيمات الفلسطينية بعدما تحوّلت بؤراً ومتنفَساً لمَن تشرَّبوا الأفكار التي زرعتها «داعش» وهم مستعدون للقيام بأيّ عمل تخريبي يلقون بعده التهنئة من أمرائها. وفي يقينه، أنّ مجمل العمليات التي نفّذتها هذه القوى كانت موجعة وصادمة على رغم عمليات التمويه التي لجأت اليها المجموعات الإرهابية. وقد تعدّت النتائج التي ترتبت عليها، حدود الأراضي اللبنانية وبلغت دولاً أوروبية وغربية وعربية متخطّية الحواجز الحدودية منها والإستخبارية. ومردّ ذلك الى المراقبة الدقيقة التي أنتجت كمّاً من المعلومات تمّ تبادلها مع أجهزة دولية تخوض المواجهة عينها مع الإرهاب المعولم، وقد أصاب عواصم منها مقتلاً في مطاراتها او مؤسساتها بعدما تجاهل تحذيرات لبنانية مسبقة. هذا على المستوى النظري. أما على مستوى الواقع، فإنّ خريطة انتشار المجموعة الإرهابية الأولى في القاع يدلّ على أنها كانت تستهدف في ساعات الصباح الأولى دوريات للجيش أو باصات تقلّ العسكريين من القاع الى مواقع خدمتهم اليومية في البقاع وبيروت، وأنّ الإنتحاريين كانوا ينتظرون أحدها لشنّ إعتداء دموي بمجرّد أن يقترب انتحاريان مثلاً أو أكثر من باص عسكري أو دورية لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وهو امر لن يكون صعباً في منطقة يُعتقد أنها آمنة. ويضيف الخبير عند حديثه عن مواقع انتشار المجموعة الإنتحارية الثانية أنّ أفرادها تغلغلوا داخل البلدة وتوزعوا في «الوكر» الذي تمّ اكتشافه خصوصاً أنّ هناك ما يدلّ على مختبئين فيه حديثاً أمضوا ساعات قليلة قبل الإنتشار ليلاً. ويلفت إلى أنّ المجموعة الثانية كانت تنتظر مَن يتفقّد موقع التفجير لإصطياد القادة العسكريين وربما الوزراء والسياسيين الذي سيستفزّهم المشهد، باعتبار أنه سيكون سهلاً عليهم مفاجأة المتفقدين من الخلف أي من داخل البلدة وليس من خارجها. وعليه، يستمدّ صاحب السيناريو نظريته من فهمه العميق للعقل الأمني الداعشي الذي يبحث عن الإثارة في تحدي الأجهزة الأمنية والعسكرية والحكومات في آن، متخطّياً كلّ ما يقول به العقل البشري من فنون الإجرام بدليل لجوئهم الى وسائل إعدام لم تألفها البشرية والمجتمعات سابقاً بعدما تفنّنوا في ارتكاباتهم في العراق وسوريا وليبيا والتي تعدّدت حرقاً وإغراقاً أو استخدام السطوح العالية لرمي ضحاياهم أو سحلهم وصولاً الى إستخدام الماء المغلي لإنزال القصاص بمَن يخرج على طاعتهم. ولذلك، يضيف الخبير الأمني أنّ الوقوف على خريطة انتشار الإنتحاريين الثمانية مسبقاً على أطراف البلدة وداخلها يوحي بهذا المشهد وينتهي الى الإعتقاد بأنها كانت عملية فاشلة بكلّ المقاييس الإرهابية، عندما وقعت المجموعة الأولى في مصيدة حديقة المسلم الوحيد في البلدة الذي اكتشفهم في فترة السحور وإلّا كانوا بقوا مختبئين لمفاجأة الدوريات والباصات من دون عين تراقب، وجاء مسلسل التفجيرات الصباحية ليعطّل لهم خططهم، فاستعجلوا عملياتهم الإنتحارية ولو لم تأتِ بالمردود الذي كان مقدّراً. لكن ليس من الحكمة عند تحليل ما حدث - يقول الخبير - تجاهل قدرة افراد المجموعة الثانية على الصبر في بقائهم مختبئين طيلة النهار بعيداً من أعين القوى الأمنية والأهالي حتى ساعات الليل الأولى لتنفيذ ما يمكن تسميته المخطط البديل للأول. ذلك أنهم لم يتمكّنوا من مواكبة حركة القادة العسكريين الذين تفقّدوا المنطقة ولا أن يطاولوا أيّاً من المسؤولين الحزبيين بعدما أحكم الجيش سيطرته على المنطقة ولاقاه الأهالي في إقفال الطرق المؤدية الى الكنيسة ومواقع تجمعهم، فكان ما كان من وقائع توحي في شكلها ومضمونها أنها ترجمة للفشل الذي أصاب مخطّطهم الأساسي في البلدة ليصيبوا أكثر من عصفور بحجر واحد بزرع الرعب في قلوب مسيحيّي القاع واستهداف القادة العسكريين والسياسيين في آن. وعليه يختم الخبير أنّ ما حصل هو جولة في معركة بين الجيش والإرهاب، وهي حرب مفتوحة على شتى السيناريوهات والإحتمالات على الحدود وفي الداخل وما بينهما على كلّ ساح.

 

حاجة «حزب الله» الوجودية للحرب

د.مصطفى علوش/صحيفة الجمهورية/09 تموز/16

 ثالوث الأخ الأكبر: «الحرب هي السلام الحرّية هي العبودية الجهل هو القوة» ١٩٨٤ جورج أورويل

في رواية «١٩٨٤»، تمكن جورج أورويل من إخراج نفسه من قوقعة اليقينية الشيوعية التي سوغت لنفسها حتى أشنع الوسائل للوصول إلى «الجنّة المشاعية»، ليرى في شخصية جوزف ستالين، زعيم الشيوعية، مجرد ديكتاتور (أخ أكبر) مثله مثل أدولف هتلر وبنيتو موسوليني وفرنشيسكو فرنكو.

بالمختصر، فإنه لا فرق بين مسار ديكتاتور وآخر في إنزال ويلاته على شعبه قبل الأعداء، وذلك مهما كان الفرق شاسعاً في العقيدة أو اليقين، أو الفكرة التي يسحر هؤلاء بها الناس، فكلهم يعدون بجنّة ما، في مكان ما، تستأهل التضحية بكلّ البشر في سبيلها، طالما سيبقى في النهاية «فئة ناجية» ستسكن تلك الجنّة.

في تلك الرواية الرائعة، ركّز أورويل على حاجة الديكتاتور إلى حرب ما، بغض النظر عن ماهيّة العدوّ، فلا يهم. فالعدوّ هو الشرّ المطلق والشيطان الأكبر، وبما أنّ الوطن أو الأمة أو الجماعة في خطر دائم، فهي بطبيعة الحال بحاجة إلى قائد عبقري ملهم، ومن الأفضل أن يكون معصوماً.

وبما أنّ القائد عبقري ومعصوم، فعلى الناس أن يصدّقوا إلى حدّ الإيمان كلّ ما يصدر عنه في كلّ الموضوعات من إقتصاد واجتماع وأخلاق وفتاوى… مهما حملت تلك الفتاوى من تناقضات مع الواقع وحتى مع ذاتها أو مع أخواتها من فتاوى سابقة للشخص ذاته!

وكلّ مَن يخطر في باله بأن يسأل علناً عن الحقيقة، فهو حتماً «يساهم في إضعاف الروح القومية» أو «النقاء العقائدي» أو «الصفاء الإيماني»، وهو بالتالي «عدوّ الأمة» أو «الخائن» أو «الكافر»، ولا داعي للشرح ماذا يحلّ بهؤلاء في ظلّ عدالة الاخ الأكبر.

في رواية أورويل، يتحدّث الكاتب أيضاً عن «فترة الكراهية»، وهي عملياً فترة من الزمن تتكرّر بشكل دوري يقوم بها أفراد الشعب بتوجيه من «الأخ الأكبر»، ليصبّوا جام غضبهم على «العدو» و«الخونة»، في نوع من الهستيريا الجماعية حيث تعلو الأصوات هاتفة بالموت فتنتهي الفترة والناس في حالة نشوة من جراء إطلاق شتى أنواع الهرمونات في دمائهم، فيعودون إلى بيوتهم مطمئنّين، مكابرين على شظف العيش وانهيار الأوضاع المعيشية والمرض والبرد والخوف، خصوصاً على أخبار جثث الشبان التي تعود إلى الوطن من جبهات القتال. يعني ببساطة كما يعالج المكتئب حزنه بالإدمان على المخدرات أو الكحول أو المهدّئات، يعالج الشعب المقهور كآبته بفترة الكراهية! القناعة هي أنّ «الأخ الأكبر» لم يكن ليتمكن من الصمود هو وأسطورته أمام الأسئلة القاتلة من عقول واعية حول المصير، لولا وجود الحرب ولولا وجود «العدوّ». والحالة تكون عادة مشابهة إلى حدّ التطابق لدى العدوّ.

ما لنا ولكلّ ذلك الآن؟ فلست بوارد تحليل روائي، ولكنّ الوقائع التي نحياها اليوم تذكّرني دائماً برؤيوية وشفافية جورج أورويل. مثال محلّي هو «حزب الله»، ومثال إقليمي هو إيران، والأخ الأكبر اليوم في لبنان هو (السيد) حسن نصر الله، وأخوه الأكثر كبراً هو (السيد) علي خامنئي في إيران.

صحيح أنّ «حزب الله» لم يخترع الحرب في لبنان، فالحرب كانت قائمة قبله، ولم يخترع العدوّ أيضاً، فإسرائيل عدوّ بالمطلق، لكنّ الحرب هي التي أوجدت «حزب الله» في لبنان، وإسرائيل كانت لفترة طويلة سبباً لوجوده، ووسيلة لتصبير اللبنانيين، قناعة أو حياءً، على دعمه والقبول بكلّ ما يقوم به في سبيل التحرير مهما تسبّب ذلك بخسائر. لكن هل كانت فعلاً إسرائيل العدوّ الوحيد حتى في لحظة إنشاء الحزب؟هل ننسى عشرات الشيوعيين الشيعة الذين قتلوا لأنهم «كفار» وآخرين من حزب البعث العراقي من «أتباع صدام الخونة»، ومئات القتلى من حركة «أمل»، «الزنادقة»؟

هل ننسى رفض «حزب الله» اتفاق «الطائف» لأنه أنهى الحرب المدمّرة، ولأنّه منع الحزب من النصر المبين الذي كان يظنّ يومها أنه كان قريباً؟ أما بالنسبة إلى العدوّ وتغيير الوجهة، فبعد حرب ٢٠٠٦، أصبح عدوّ «حزب الله» في الداخل متمثلاً في قوى «١٤ آذار». والعدوّ المثالي في هذه الأيام هو التكفيري والسعودي واليمني والعراقي والبحريني والكويتي والبلغاري والمصري والتركي… واليوم المصارف اللبنانية، عميلة أمريكا! من هنا عقم الحديث عن تحوّل «حزب الله» إلى منظومة سياسية محلّية، وليس بسبب تبعيّتها للولي الفقيه، بل لأنها أساساً أداة عسكرية هذا المشروع، فالحزب وقيادته يعلمان تمام العلم بأنّ حزبهما إما أن يكون حركة ثورية مسلحة، أو لا يكون. من هنا فإنّ الحزب في دخوله الحروب المتعدّدة يبحث عن سبب لاستمراره في الوجود. فلا أحد يظن يوماً أنّ كتلته النيابية ستقدم مشروعاً لتنشيط السياحة مثلاً، فكلّ ما يحتاجونه من لبنان هو استمراره ساحة مفتوحة للموت والقتل والدمار، يسميها (الشيخ) نعيم قاسم «مجتمع المقاومة!». ومن أجل البقاء لا يهمّ هذا الحزب كم من الأكفان سيُحصي لخدمة أسطورة النصر المبين للأخ الأكبر، طالما أنّ ثمن تلك الأكفان يأتي من إيران في حقائب مغلقة. المهم اليوم هو أن تعود جرأة السؤال عند جمهور الحزب عن الخيارات الإنتحارية التي أخذه إليها.

ملحوظة: كلما تابعت الهتافات بالموت للأعداء وزخات الرصاص التي يطلقها محبو نصرالله عند ظهوره المتلفز، أتذكّر حديث جورج أورويل عن «فترات الكراهية» التي تعتري جمهور الأخ الأكبر من حين لآخر!

 

لبنان الكبير… خطأ تاريخي !؟

فؤاد ابو زيد/الديار/09 تموز/16الديار

المواطن اللبناني اليائس من حصول اي خير على يد هذه الطبقة السياسية الحاكمة، الاّ انه في الوقت ذاته ومن باب طلب الحلّ لأزماته ولو من الصين، يرجو الله ان «يديم الوفق» بين القيادات السياسية المتناحرة منذ زمن ويهلّل لأي بصيص نور يظهر من اي اجتماع يتمّ بين قيادتين ليستا على وفاق سابقا، علّ وعسى يحمل اجتماعهما غصن الزيتون معلنا انحسار طوفان الخلافات والاحقاد، وهو بهذه النفسية يتابع فصولا جديدة من لقاءات واجتماعات تجرى بين خصوم وحلفاء متمنيا الاّ تكون على حساب الدستور وحساب مصلحة الوطن والشعب، وحساب الشفافية المطلوبة ليطمئن قلب المواطن ان نتائجها ستكون على قدر ايمانه بها. الحدث «السكوب» الذي غطّى على معظم النشاطات التي سجّلت في الاسبوعين المنصرمين كان لقاء وزير الخارجية جبران باسيل برئىس مجلس النواب نبيه بري او ربما لقاء رئىس حزب التيار الوطني الحر برئيس حركة امل، على اعتبار ان خلفيات هذا اللقاء لم تتوضح بعد، فاعلام التيار يصف اللقاء بأنه «نفطي سياسي»، في حين ان اعلام حركة امل يصرّ على انه «نفطي بحت» تمّ التوافق فيه بين بري وباسيل على احياء ملف النفط النائم في الادراج منذ سنتين واكثر على خلفية الخلاف بين باسيل وبرّي على افضلية التنقيب ويبدو ان باسيل خرج من لقائه مع بري «مقتنعا سياسيا» انه من المفيد البدء في البلوكات الجنوبية الثلاثة التي هي على تماس مع البلوكات التي بدأت اسرائيل باستثمارها، وقد يعهد الى شركات روسية باستخراج النفط والغاز من هذه البلوكات على اعتبار ان اسرائيل لا تجرؤ على اللعب مع الدبّ الروسي. كل هذا امر حسن، لأن هناك «ملامح» حرص على المصلحة العامة بانتظار التفاصيل وما ادراك ما هي التفاصيل لكن اللافت في الامر كما هو ظاهر للعيان، انه ممنوع على اي لبناني البحث والبتّ في ملف النفط والغاز سوى نبيه بري وجبران باسيل فالملف جمّد بسبب خلافهما وعاد الى الحياة بعد توافقهما في حين ان هناك وزيرا للطاقة والنفط تم استبعاده، وهو المسؤول المباشر عن هذا الملف وهناك رئىس حكومة اعطاه الدستور في البندين 7 و8 م المادة 64 الحق في متابعة اعمال الادارات والمؤسسات العامة وينسّق بين الوزراء ويعطي التوجيهات العامة لضمان حسن سير العمل ويعقد جلسات عمل مع الجهات المعنية في الدولة بحضور الوزير المختص، ولم يعطه لرئىس مجلس النواب فكيف يصحّ تجاوز الدستور بهذا الشكل الاّ اذا تحوّلت الدولة الى مجلس طائفي ومذهبي يتحكم بها كما يشاء. الهدف من اثارة هذا الامر عدم تحقيق سابقة، تنسحب على جميع الاعمال والمشاريع الاخرى كأن يأتي وزير الزراعة مثلا، ويتفاهم مع مسؤول كبير او قيادي نافذ على خطة لاستبدال السيارات العاملة على البنزين بأخرى تعمل على الغاز او المازوت، او غير ذلك واستبعاد رئىس الجمهورية – اذا انتخب رئىس – او رئىس الحكومة او الوزير المعني بالامر او مجلس النواب اما اذا كانت الضرورات تبيح المحظورات كأن ينتج عن التوافق النفطي تسهيل انتخاب رئىس فمغفورة لكما خطاياكما هذه المرة على امل ان يعيد الرئىس المقبل الاعتبار للدستور اللبناني الذي تحوّل في ظل هذه الطبقة السياسية الحاكمة الى وجهة نظر لا غير وكأن المطلوب تثبيت القول بأن لبنان الكبير ليس سوى غلطة تاريخية.

 

الفاتيكان طلب والروس حاولوا.. وطهران «لا جدوى»

بسام النونو/المستقبل/10 تموز/16

بعيداً عن الدهاليز اللبنانية الضيّقة وزواياها الرئاسية الحادة حيث ينازع البلد ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة اختناقاً تحت ضغط كماشة الشغور بفكّيها المحلي والإقليمي، للاستحقاق الرئاسي أبعاد أعمق ومنطلقات مختلفة فاتيكانياً عما هي لبنانياً لاعتبارات عدة تتعاطى في أبرزها معه بوصفه ملفاً مفصلياً يوازي بمفصليته كبرى القضايا التي تضع الوجود المسيحي في الشرق على المحك لاتصال الموضوع بعملية انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد من سواحل الهند حتى شواطئ المغرب. في الفاتيكان، القلق يتنامى والمخاوف تتعاظم، والأبواب والاتصالات مفتوحة على مصراعيها في محاولة لفكفكة طلاسم الأزمة اللبنانية المستحكمة مع أصحاب الحل والربط الدوليين بعدما أثبت اللبنانيون عجزهم عن لبننة وترجمة أي من الحلول التي لاحت تباعاً في أفق المبادرات الوطنية الهادفة إلى انتخاب رئيس للجمهورية. فأهمية لبنان بالنسبة للحاضرة الفاتيكانية وإرشادها الرسولي الصادر عنه أنه يجسد «المختبر» للتعايش المسيحي - الإسلامي و«النموذج» الواجب الاقتداء به في دول المنطقة والعالم المختلطة، وعلى قدر هذه الأهمية وانطلاقاً منها تنكبّ دوائر الفاتيكان المختصة بمواكبة أوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة على متابعة ملف الأزمة الرئاسية اللبنانية بشكل شبه يومي سواءً مع الزوار أو مع عواصم القرار سعياً لإيجاد ثغرة مركزية في جدار الشغور تتيح لرئيس الجمهورية أن ينفذ منها.

زوار الفاتيكان في الآونة الأخيرة يخرجون بانطباع ممزوج بالأمل والقلق بعد محادثاتهم مع المعنيين فيه بمتابعة الملف اللبناني.. أمل معقود على الاهتمام البالغ الذي تبديه الدوائر الفاتيكانية إزاء الاستحقاق الرئاسي وعلى أن تفضي مساعيها في المحافل الدولية إلى إنهاء الشغور «في أقرب الآجال»، وقلق يبعثه الخوف المتنامي الذي يعتري هذه الدوائر من تلكؤ اللبنانيين أنفسهم عن المساهمة بحل أزمتهم بل واعتياد بعضهم على فكرة عدم وجود رئيس للجمهورية، وهي فكرة يعرب المسؤولون الفاتيكانيون عن خشيتهم من تأصّلها في النفوس لما لها من تداعيات مشؤومة تضاهي بحد ذاتها شؤم تداعيات الشغور وتتعدى بمخاطرها خطورته على الوجود المسيحي في لبنان والمشرق. أما في المعطيات المتوافرة والمتواترة عن الجهود الحثيثة التي يبذلها الفاتيكان عبر سفرائه في عواصم القرار لفكفكة الحبائل الإقليمية الملتفة حول رأس الجمهورية اللبنانية، فتكشف تقارير ديبلوماسية موثوقة عن اتصالات فاتيكانية مركّزة في الآونة الأخيرة مع موسكو لعلها تنجح حيث أخفق الغربيون في حث طهران على رفع وزر التعطيل الذي يفرضه حلفاؤها على نصاب انتخاب الرئيس العتيد... لكن وبدل رفع الوزر التعطيلي ألقى التباعد الروسي الإيراني في سوريا بأوزاره على ميزان الاستحقاق الرئاسي اللبناني بعدما أغلقت طهران بوابة الوساطة في وجه موسكو، إذ وبحسب خلاصة هذه التقارير أنّه وبعد مدة من مفاتحة المسؤولين في الفاتيكان كبار المسؤولين الروس بمطلب السعي لدى السلطات الإيرانية لحثها على المساهمة في حلحلة الأزمة الرئاسية اللبنانية جاء الجواب سلبياً ومفاده أنّ القيادة الروسية سعت تكراراً ومراراً مع القيادة في طهران لفتح كوة في جدار الأزمة «لكن من دون جدوى».

باختصار يؤكد العارفون بالحياكة الإيرانية المتقنة لسجادة الشغور الطويلة الممتدة على أدراج قصر بعبدا: أبواب طهران ستبقى موصدة أمام الحل اللبناني وكل جهود العالم فاتيكانياً وغربياً ودولياً وأممياً ستظلّ «من دون جدوى» ما لم يطرأ طارئ ما، في مكان ما، يفرض نفسه على أولويات بازار مقايضاتها الإقليمو-دولية!

                                                                                                                            

دينية الحزب الواحد

أحمد عدنان/العرب/10 تموز/16

في نقاش مع المغرد السعودي المتميز منصور البلوشي، رأى أن الإرهاب ليس حصرا على الإسلامويين مستشهدا ببشار الأسد “البعثي العلماني”، وكان رأيي أن حزب البعث ليس حزبا علمانيا وفي هذا التفصيل. ففي فيلم وثائقي عن صدام حسين، تم عرض تسجيل لإحدى مؤتمرات حزب البعث، كان صدام يوزع تهم الخيانة تمهيدا للإعدام، قام أحد الأعضاء المغضوب عليهم “أنا لست خائنا ولم أدعم الإسلاميين، أنا دعمت حلقة تحفيظ القرآن، كتابنا المقدس”، فرد عليه صدام بحسم “ميثاق حزب البعث هو كتابنا المقدس”، وأذكر أن اسم الفيلم هو “العائلة” وقد أنتجته قناة العربية في بداياتها.

وحين اندلعت الثورة السورية، نقل لنا يوتيوب مقاطع مؤلمة جدا، حيث كانت عناصر الأمن السوري تعذب المعارضين وتجبرهم على أقوال أو أفعال لها خلفيات دينية، كالسجود لصورة بشار الأسد، وقول “لا إله إلا بشار”، وهذا مواز لقول صدام “ميثاق البعث هو كتابنا المقدس”.

بالنظر إلى مسيرة حزب البعث، سواء في العراق أم في سوريا، نلحظ نمطا سلوكيا وسلطويا واحدا، فالحزب لا يصل إلى الحكم إلا عبر انقلابات عسكرية، وتتشكل عصبية حكمه عبر تحالف أقلّوي، السنة في العراق والعلويون في سوريا، وهنا وهناك قامت دولة الحزب الواحد، وفي إطار محاربة الإسلامويين تم استهداف الإسلام نفسه، فخوى موقع الدين في الحياة العامة، وبما أن الطبيعة لا تقبل الفراغ، حل الحزب الواحد محل الدين وظيفيا في الحياة العامة، وهذا ما يفسر المشاهد التي سردناها أول المقالة في العراق وفي سوريا، ولا أستبعد قابلية هذا التحليل لاستيعاب الاتحاد السوفييتي البائد.

بمعنى، رغم العلمانية النظرية لحزب البعث، إلا أنه عمليا حزب ديني، قد تتبدل مفردات هنا وهناك، لكن المعنى واحد، وقد يتباين مسلك بين هذا وذاك، لكن النتيجة واحدة، لا فرق بين التكفير وبين الخيانة، ولا فرق بين التعذيب وحدّ الحرابة، ولا فرق بين الإعدام وحدّ الردة، وعلى صعيد الأشخاص يتعامل البعثيون مع صدام حسين وحافظ الأسد وابنه وميشيل عفلق كما يتعامل الإسلامويون مع ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وحسن البنا. لذلك، عندما كتبت مرارا هنا عن العلمانية، قلت إنها ليست تعريفا منزوعا من سياقه القيمي والتاريخي، وليس هناك شيء اسمه “العلمانية الجزئية” وفق اصطلاح عبدالوهاب المسيري، إنّما العلمانية “فصل الدين عن الدولة” أو “نظام أخلاقي واجتماعي يقوم على اعتبارات الحياة المعاصرة وتبني المدنية والمواطنة، ورفض تدخل المؤسسة السياسية في أمور الاعتقاد ورفض تدخل المؤسسة الدينية في أمور السياسة” مفهوم متسلسل يرتبط بالحداثة وبالليبرالية وبالديمقراطية وبحقوق الإنسان وبالمواطنة، وإذا جرت محاولة لتبنّي مفهوم بعينه معزولا عن المفاهيم المتصلة به، فإن النتيجة ستكون مشوّهة ومأساوية حكما وحتما.

ونتائج العلمانية الخاوية شاهدناها في غير دولة عربية كتونس وسوريا وغيرها، أي اختصار العلمانية في محاربة الإسلامويين ورفض تطبيق الحدود الإسلاموية، وشاهدنا النتيجة الكارثية التي حاقت بتلك الدول. ومن هذا المنظور، أقول نعم في عالمنا العربي اليوم لم نجد علمانيا أو ليبراليا رفع السلاح أو شكّل ميليشيا لتطبيق الليبرالية الحقة أو للدعوة إلى العلمانية الصافية، والتجارب التي شاهدناها زمن الاستعمار تندرج في إطار معركة التحرير لا الدعوة الأيديولوجية، بل إنني لم أر سيادة نمط العمليات الانتحارية إلا في جماعتين تتناقضان نظريا وتتماثلان موضوعيا، الإسلامويون واليساريون.

وفي هذا السياق، ألفت النظر إلى ملاحظة أخرى، وهي سلوك بعض “الملحدين” في دول الدين الواحد، حيث بدا لي غريبا من خلال بعض النقاشات الإلكترونية والفكرية، تعامل بعض الملحدين مع الإلحاد كمنظومة دينية بديلة من الناحية الموضوعية، وهذا أمر مثير للعجب من تفسيراته سخرية الأقدار.

 

طريق باتجاهين!

علي نون/المستقبل/10 تموز/16

لا يدل تقدّم بقايا قوات بشار الأسد ومَن معه من ميليشيات مذهبية مستوردة من تحت الخيمة الايرانية في منطقة حلب على بدء ترجمة أوهام الانتصار الأخير! فذلك، مثلما يعرف كلّ من عليها، دونه زلازل لا يحتملها القريب ولا البعيد، وليست ممكنة عملياً وواقعياً ومنطقياً. لكن، في مقابل ذلك، لا يمكن اعتبار نجاح ذلك المحور العدمي، في محاصرة مناطق المعارضة، أمراً عابراً، بل هو يدلّ على أن واشنطن أساساً، وأنقرة فرعاً، قدّمتا الى موسكو منفذ خلاص يمكّنها من الاستمرار بالإمساك بالواقع السوري على كيفها. بمعنى، أن المطلوب أسدياً وإيرانياً هو الخروج النهائي من «مصيبة» الهدنة والذهاب مباشرة وتحت وطأة التدخل الروسي الصارخ والصاروخي الى تجريب المعادلة القذافية التي رددها الرئيس السابق بشار الأسد لجهة «تحرير سوريا شبراً شبراً.. وبدءاً من حلب! لكن لموسكو (مرة أخرى) حسابات أخرى أكثر دقّة من تخرّصات ذلك المحور. وأقل جموحاً واندفاعاً. وأكثر أخذاً بمعطيات الأرض والعلاقات الاقليمية والدولية المحيطة بها.. ولذلك يمكن الافتراض، انها أخذت من أنقرة شيئاً من حلب وأعطتها أشياء من المعضلة الكردية! وأخذت من واشنطن إذناً بإعطاء المحور الآخر نصف انتصار على طريق الكاستيلو وأعطتها في المقابل شيئاً له علاقة ما بإيران وأتباعها وخصوصاً لجهة لجم طموحاتهم الاستراتيجية الكبرى (في سوريا وانطلاقاً منها) كما في شأن الاستمرار بالتزام معادلة «الحل السياسي». وغير ذلك صعب عملياً ومستحيل نظرياً. صعب على المحور الأسدي الإيراني أن يتقدم شبراً واحداً من دون أكلاف باهظة. وهو على أي حال جرب كل شيء على مدى السنوات الخمس الماضية من دون أن يتمكن من تحقيق جزء من أهدافه الخلاصية الكبرى. وأهله، مثلهم في الواقع، مثل غيرهم، يعرفون تماماً بتاتاً ومن دون أدنى شك، أن العودة بسوريا الى ما قبل آذار 2011 يشبه عودة إيران الى أيام الشاه! وعودة الروس الى أفغانستان! والأميركيين الى فيتنام! وبرلين الى الانقسام! وهؤلاء «المرشديون« بالمناسبة (نسبة الى المرشد الإيراني) يعرفون الاستحالة وينكرونها. ويعرفون المصيبة وينخرطون فيها. حساباتهم خاصة بهم وبرؤيتهم للدنيا والناس فيها. وهي تتماشى مع قول «المرشد الأعلى» مباشرة لطلاب إيرانيين في العشر الأواخر من رمضان أنه سيستمر في ما هو عليه وسيتصدى حتى اللحظة الأخيرة لمحاولات الأميركيين و»الأعداء» الذين يحيطون بإيران من كل جانب، للقضاء عليها وعلى «ثورتها» وامتداداتها في المنطقة، وخصوصاً في سوريا! والواضح أن موسكو في مكان آخر! وطريق الكاستيلو بالنسبة اليها هو طريق نفاذ لها من كمّاشة الجموح الايراني الأسدي الى «الحسم العسكري» من جهة ومقتضيات المنطق السليم ووقائع الأرض وحدود التفويض الأميركي ومتوجبات العلاقات مع الأتراك ودول الخليج العربي، بل مع العالم العربي والإسلامي العام، الفعلي وليس المفتعل والمختصر بـ»داعش»، من جهة أخرى! الاستحالة التي لا تغيّرها تطورات الميدان في الأيام الماضية، هي تمكّن إيران من إعادة تنصيب الأسد «رئيساً« على سوريا! أو الإطباق على حلب، أو الظن الفعلي، بأن طريق الكاستيلو هو باتجاه واحد! وان الآخرين، كل الآخرين، سيقفون مكتّفي الأيدي إزاء ما يحصل!

 

من صَنَع «القاعدة» و«داعش»؟

العملية الإرهابية في الحرم النبوي في المدينة المنوّرة نفذها «داعش»

بول شاوول/المستقبل/10 تموز/16

لم تكن العملية الإرهابية التي نفذها «داعش» في الحرم النبوي في المدينة المنوّرة، هي الأولى من الجهة المذكورة ولا من الحوثيين، ولا من «القاعدة». ونذكر هنا أن أولى الضربات التي نفذتها «القاعدة» عام 1991 (عندما انتقل بن لادن إلى السودان). كانت في أفريقيا، وفي السعودية، وليست في أوروبا أو أميركا... فهناك إذن ثلاث جهات معادية للمسلمين العرب وللسعودية، وكلها مرتبطة بالنظام الإيراني، مباشرة أو غير مباشرة (بعض قادة «القاعدة» يقيمون في إيران بصفتهم معتقلين!). وحول هذه الجماعات الإرهابية يلتفّ بإعلامه وسلاحه ومرتزقته نظام ولاية الفقيه «الإلهي»، وكلنا مطلع على الحملات التحريضية التي تتولاها إيران، وحزبها «الإثيري» بقيادة السيد حسن نصرالله على المملكة، التي صارت بالنسبة إليهم «إسرائيل» وأدهى، وأفدح! فالعمليات الإرهابية التي تضرب المملكة تمهّد لها حملات تلفزيونية وصحافية وحزبية وسياسية، إنها الجبهة الأخرى التي تمهّد للعنف ليس ضد السعودية فقط وإنما ضد العرب والعروبة والأكثرية الإسلامية. وهل ننسى مواقف بعض الدول الغربية وتفسيراتها وتذبذب أوباما وانحيازه ضد العرب والمسلمين والمملكة (كأنه نسي خطاب القاهرة الذي ألقاه في بداية ولايته الأولى)، ورفضه التدخل للحد من استفراس «الحرس الثوري«، و«حزب الله«، والنظام السوري في الثورة السورية في انطلاقاتها السلمية الأولى وتظاهراتها! رفض أوباما ذلك قبل ظهور «داعش« وبعده... وحتى الآن مدفوعاً بكراهية معلنة في أكثر من مناسبة عن مواقفه السلبية من الثورة السلمية و«الجيش الحر«... والمعارضة وإرادة الأكثرية السورية، ليفسح بذلك المجال لتظهير «داعش»... الذي بدأت طلائعه بالظهور بعد عامين ونصف العام من بداية الحرب على الشعب السوري. «فالقاعدة» و»داعش» والحوثيون... و«حزب الله« هي من صنائع الغرب أولاً (القاعدة)، وإيران وآل الأسد لكي لا ننسى إسرائيل.

لكن على الرغم من كل هذه الإثباتات الدامغة، فالجوقات الأميركية والأوروبية، ومعها دولة الملالي وحزبها وبشار وشبيحته، ما زالوا، وبمنهجية «غبية» هنا، وخبيثة هناك، وفاجرة هنالك، يتهمون السعودية بأنها وراء «القاعدة» و»داعش»... والإرهاب العالمي.

ومن لا يعرف في العالم من «صنع» القاعدة؟ أوليس الأميركيون هم الذين استخدموها، كحركة جهادية إسلامية ضد الجيش الأحمر السوفياتي في أفغانستان؟ أوليس الأميركيون، والسي.آي.إي، وبعض المخابرات الأوروبية من دربوا وموّلوا هذه الحركة، لكي تقاوم «الكفر» الإلحادي السوفياتي في وجه «الإيمان»، الأميركي الأبيض والإسلامي؟

حركة سياسية

اليوم نسمع، وأمس، وبعد ارفضاض «الأسرار»، وانسحاب الجيش الأحمر السوفياتي من أفغانستان، أن هؤلاء الذين «ألفوا» «القاعدة»، فسّروا ظاهرتها بأنها مكوّنة من «مجانين الله» تفسير «خنفشاري»، لا هو علمي ولا هو بحثي: فكأن الذين أطلقوا هذه التسمية هم مجانين! وهم لاعقلانيون كما يقول الباحث علي بعيد. فالقاعدة حركة سياسية محددة وليس دينية، انطلقت بأهداف سياسية كحليف للغرب. والذين يفتحون بعض الأراشيف السابقة المتصلة بتلك المرحلة يكتشفون مدى إعجاب النخب الثقافية والسياسية والإعلامية الغربية بـ»القاعدة». فالفرنسيون كانوا يسمونها «المقاومة» والمقاومين «Resistants»، والانكلو أميركيون يسمون مجاهدي القاعدة «المقاتلين من أجل الحرية» (Freedom Fighters). وكان بن لادن على علاقة وثيقة بكل هذه الجهات، أي كل الذين حاربوا «الجيش الأحمر» السوفياتي باسم الدين باعتبار هؤلاء شيوعيين، كَفَرَة، وأعداء الله والإسلام! وهنا بالذات نشير إلى أنه بين عام 1989 (سقوط جدار برلين، وتأسيس القاعدة)، احتفل بن لادن والظواهري بانتصارهما في العالم العربي وراحا يجولان على المساجد، والجامعات، والمدارس، ليشرحوا لهؤلاء الناس والشبان «معاني الجهاد الإسلامي ضد العدو السوفياتي الملحد والكافر»! إلى درجة أن هذه الحركة التي ولدت في المصانع الأميركية والأوروبية اكتسبت شعبية عارمة في العالم العربي والإسلامي، ليصبح بن لادن الرمز الجهادي الإسلامي، المدافع عن المسلمين من أفغانستان، إلى باكستان... وصولاً إلى السعودية، التي أدرجتها «القاعدة« في خانة «الأعداء»، والتي كانت بواكير عمليات القاعدة الإرهابية ضدها عام 1991 (عام احتفالها بالنصر). وكما يقول الباحث علي بعيد «هناك تاريخان: 1989 (سقوط جدار برلين)، و1991 (تأسيس القاعدة كما هي عليه اليوم أو أمس)، وهما تاريخان لا يمتان إلى الدين بصلة... «فهما من هذا العالم الذي ولد بعد سقوط جدار برلين».

الإعلام الغربي

وعلى الرغم من كل هذه الحقائق التاريخية و»الجيوسياسية» فما زال الإعلام الغربي (راعي القاعدة)، يعتبر أن السعودية هي التي كانت من مفبركي «القاعدة»! والغريب أن عمى بعض المثقفين (والفلاسفة الأوروبيين، خصوصاً الفرنسيين)، يقودهم باستمرار ممزوجاً بجهل مطبق، أن السعودية وراء «القاعدة«!... وأنها تؤويها! أي أن السعودية باعتبارها «أم» القاعدة... تخطط لضرب بلدها السعودية. وقد ورثت أجهزة «ولاية الفقيه« والنظام السوري ومرتزقتهما وأبواقهما هذه الأكاذيب وراحت تروّجها، لحرف الأنظار عن الراعي الحقيقي اليوم للقاعدة وهي إيران. (الغريب أن «القاعدة» ضربت السعودية وأميركا (ربيبها السابق) وسواهما، ولم ترشق إيران ولو بوردة! مع هذا، فهؤلاء المثقفون يتغابون عنها، باعتبارها «ثورة»! والفرنسيون وخصوصاً مثقفيهم «العميان» أيدوا الثورة الخمينية المذهبية كميشال فوكو... وناصروا قاتل شعبه ماوتسي تونغ في ثورته الثقافية الإرهابية، وقام بعض رموزهم بزيارة الصين تأكيداً على دعمهم لتلك الثورة التي قتلت ملايين المواطنين، والمثقفين، والمعارضين الصينيين، ومنهم الأخ ميشال فوكو، وسارتر وعشيقته سيمون دو بوفوار، والفيلسوف ألان باديو، والكاتب فيليب سولرز!... والله! مثقفون متبصرون، مستبصرون! ذلك لأن هؤلاء مهووسون بكل ما يسمى ثورة، ومنها الثورة الخمينية.

ملحقات الإعلام الغربي

من هنا نستبشر: فهؤلاء الذين ما زالوا يتهمون المملكة بمناصرة «القاعدة» ينسبون «غباءهم» أو «تواطؤهم» إلى «داعش»! فالسعودية التي صنعت «القاعدة« متهمة اليوم وأمس «بخلق» داعش، وذلك على الرغم من العمليات الإرهابية التي قام بها هذا التنظيم ضدها، وآخرها العملية التي ضربت الحرم النبوي في المدينة المنوّرة. تماماً كما ضربت السعودية نفسها عبر «القاعدة» فها هي تضرب نفسها مع «داعش»! حسن نصرالله، والذي يستنبت مواقفه من خامنئي اعتاد أن يلصق تهمة الإرهاب الداعشي بالسعودية، وعلى غراره الصحافة الغربية وكتّابها... حتى بعد الجريمة الأخيرة التي ارتكبها هذا الأخير!

وإذا كنا سنقف على «كيمياء» اللعبة الداعشية، يمكن أن نعود إلى «فتح الإسلام» بقيادة أميرها «المفدى» شاكر العبسي: النظام السوري وإيران وضّبا هذه الحركة الإرهابية وأرسلاها إلى نهر البارد، لتمارس التخريب أولاً، ولتقيم «إمارة سُنية» في الشمال تشبه إمارة «حزب الله« في الضاحية: إمارتان شيعية في ضواحي بيروت، وسُنية في ضواحي طرابلس وامتداداتها. وكلنا يتذكر «المُحرّم» (ربما الشرعي) الذي وضعه حزب سليماني على الجيش الذي أراد أن يواجه تلك الحركة «نهر البارد خط أحمر»! لأن حليفه هناك! أي شاكر العبسي. وقد خيّب الجيش آمال الحزب والنظام السوري... بدحره هذه المؤامرة الإرهابية. مع هذا، وكلنا يذكر أن إعلام إيران (وفي مؤخرته حزبها)، والأسدي اتهما سواه بخلق تلك الحركة وتمويلها: تيار «المستقبل« و»الحريرية»! (هكذا فعلوا بعد اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري عندما اتهموه بالعمالة لإسرائيل ثم اتهموا هذه الأخيرة بقتله، ثم وصل الدور إلى ابنه سعد حيث لم يتورّعوا عن اتهامه بقتل والده).

هوية «داعش«

وعلينا أن نتحرى عن دور «داعش» المرتقب والمربك والمنشود (من قبل هؤلاء) لكي نفهم «ماضيه» وهويته: دخل الحرب بعدما سبقه إليها «حزب الله«، والحرس الثوري تحت يافطة مذهبية. وفي ظل «تعددية» المعارضة السورية، من «نصرة» و»جيش حر»، وسواهما، وتحت ضغط المفاوضات التي كانت آنئذ ترى الحل برحيل الأسد، فقد أراد هؤلاء أن يكون «داعش« المعادل الأول للنظام: نظام إرهابي صعد كالصاروخ واستولى على أراض، وحقق انتصارات خاطفة وصاعقة، بتواطؤ «حزب الله« والحرس الثوري وجيش النظام. وما رافق ذلك من مذابح فظيعة مصوّرة، ليقول للغرب، هناك «داعش« الإرهابي... ونحن الدولة «السلمية» الحضارية، فمن تختارون! إما الأسود أو الأبيض. ولتحقيق هذه المعادلة، وجّه «داعش« وجيش النظام و«حزب الله«... ضرباته إلى الجيش الحرّ لأنه يمثل الجناح الديموقراطي والسلمي، في الثورة السورية. «فلندمره!». فلنلغ كل اعتدال، ونبرز «داعش» ونقويه ونسلمه تدمر تسليم اليد، ثم نستعيدها تسليم اليد، وهكذا دواليك. لكن الخطة فشلت.. وانتكست رايات الحزب في هزائمه المدوية، وتراجع النظام الذي جاء الحزب «لينقذه« فغرق معه في وحول الدماء، والدمار، والتخريب، والقتل. ألم يكن يمر مسلحو «حزب الله« قرب «داعش« من دون التعرض له ليسهل هذا الأخير الممرات له في طريقه لمحاربة «الجيش الحرّ«؟ ألم يتجنب النظام ضرب «داعش» بالبراميل المتفجرة، والكيماوي، والقصف الطيراني، ليضرب المدنيين، ويدمر المدن؟ّ فشل الاثنان النظام والحزب، وهذا ما جعل بوتين يُنجد الاثنين، فجاء بطائراته السوخوي تحت شعار «محاربة الارهاب» لكن ليقصف «الجيش الحر« لا «داعش«! الخطة محكمةّ وشغالة: تصفية الطرف الديموقراطي، وإبقاء المعادلة بين «داعش« والنظام!..

الوقائع والنقائض

انها وقائع، ويمكن كل إعلامي أو صحافي موضوعي بلوغها، ومعرفتها. مع هذا، فقد استمرت بعض الأقلام الغربية، من أميركية (مؤيدة لأوباما)، وفرنسية وانكليزية، من اتهام السعودية بأنها وراء «داعش«. كل الوقائع موجودة، وكل التواريخ موجودة، وكل الحقائق تنبئ بأن الذين خلقوا الوحش الداعشي هم الذين سبق وخلقوا وحش «فتح الاسلام» في نهر البارد! عبثاً! فالرؤوس الثقافية لم تعد ثقافية بالمعنى المعرفي الناقد، بل غرقت باللاعقلاني، أو بالتواطؤ: تيار «المستقبل» وراء «داعش» (كما اتهموه بأنه وراء شاكر العبسي)، فلا الميادين أوحت لهم العكس ولا التصاريح، ولا المناحي التي سلكها داعش: «عنزة ولو طارت».

أما ظهور «داعش» في العراق في معركة الموصل وكيفية انتصاره مع انسحاب مدبر للجيش العراقي في عهد نوري المالكي الموالي لإيران يثير الشكوك. انها السعودية، أي السّنة. فالسنة العرب خلقوا «القاعدة« (وليست المخابرات الأميركية والأوروبية)، وهم ذاتهم اليوم، يدعمون «داعش«! ويكفي ان نكرر ما سبق أن أوردناه. فداعش ضربت السعودية (كالحوثيين)، وأخيراً لبنان، وفرنسا، وأميركا... ولم ترشق إسرائيل ولا إيران بوردة! فكيف يمكن ان نفسّر موقف «الغرب» الاعلامي، وكذلك الفرنسي، وسواه، في الاستمرار على نسيانه دور إيران، والتركيز على السعوديةّ؟ عباقرة!

وفي المناسبة نتساءل: هل سمعنا تنديداً أميركياً أو إسرائيلياً مثلاً، بتدخل «حزب الله« وإيران في الحرب السورية؟! هل سمعنا تنديداً بتدخل روسيا؟ لا! هل سمعنا من إيران وحزبها المهزوم ونظام آل الاسد (وهم من «الممانعة» ومقاومة العدو الصهيوني) سوى مجرد انزعاج من التنسيق بين حليفهم الروسي ونتنياهو؟! هل اتخذوا ولو موقفاً من باب رفع العتب، ينتقد هذا التنسيق مع «عدوهم» (الحليف طبعاً). ربما نعم! صرح السيد حسن نصر الله من باب لزوم ما يلزم «ان صديق صديقنا ليس صديقنا». هكذا. بدون اسماء. فقط مجازات وحزازير وفوازير! كل ذلك لم ينفع! لا بروسيا ولا من دون روسيا! ما زال الوضع بين كر وفر.. والميادين طويلة النفس! وما زال بشار على لائحة «الراحلين». وها هو «حزب الله« في قعر قعر الحضيض. وها هي إيران تفقد حضورها في سوريا، بعدما خطف بوتين دورها! لكن، إذا كان إعلام الحزب قائماً على المنطق «الغوبلزي» ومعه اعلام بشار... فلماذا ما زال بعض الكتاب والصحف والمجلات والمنابر الغربية، معانداً في مواقفه «الثابتة»: السعودية وراء «داعش»! كل هذه الوقائع التي باتت معروفة من القاصي والداني، وكل هذه الاحداثيات التي يتناقلها الناس العاديون، لا تشفع بأن يغير هذا الغرب وخصوصاً الاعلام الفرنسي (والاوبامي)، موقفه، ويحدد دور إيران الارهابي، في سوريا واليمن، والعراق، والكويت، والسعودية! غريب! كأن عماء الأمس الذي اصاب هؤلاء المثقفين الغربيين ما زال يسدل سُتره على عيونهم المغشية.

وأخيراً هل ننسى، والشيء بالشيء يذكر كيف آزر عدد من الاعلام الغربي ومثقفيه دعم الولايات المتحدة للأنظمة الدكتاتورية العسكرية امثال فرانكو في اسبانيا، والعسكري التشيلي ونورييغا، والخمير الحمر، وبول بوت وصدام حسين وحافظ الأسد وبن علي في تونس، من دون ان نغفل رعايتها للأخوان المسلمين في الخمسينات بعد ان دعمتهم انكلترا والنازية الالمانية في بداياتهم.. وصولاً الى أوباما، الذي أراد أن يخطف مرسي و«أخوانجيته« الثورة المصرية... ويحكموا بها! تاريخهم شاهد عليهم! وموبقاتهم ما زالت تفوح في كل مكان.

 

حرب الذات والآخر

نيويورك: راغدة درغام/الحياة/09 تموز/16

عقلية ونوعية تنظيم «داعش» وإرهابه المتميز بأيديولوجية إسلامية متطرفة تتحدى الإسلام المعتدل الرحب المتطور المتقبل للعلم والتجدد، تتطلب اليوم اختراقاً خارقاً للعادة بأدوات غير مسبوقة تمتد من التعليم الابتدائي إلى السياسات المصيرية للدول، الكبرى منها والصغرى، وفي الإقليم وخارجه. فلا أحد بريئاً من صنع هذه الظاهرة المدمِّرة والآفة النامية، والكل مسؤول عن إيقافها وإيقاف جميع أنواع التطرف العقائدي الأخرى، المسيحية واليهودية والشيعية والعلمانية على السواء. المسؤولية الأولى إسلامية سُنيّة لأن تنظيم «داعش» وشبكة «القاعدة» وأمثالهما هم أبناء تفسير متحجِّر للإسلام. المسؤولية أيضاً عربية لأن معظم المنتمين إلى هذه الحركات الجهادية والتدميرية عرب من المشرق والمغرب والخليج. إنما هناك «الآخر». من هو ذلك الآخر الذي لعب دوراً تأسيسيّاً وبات شريكاً مساهماً في شركة إنتاج «الداعشية» وأمثالها؟ لا أحد بريئاً، والجميع هم «الآخر». صنع الأصولية السنيّة في أفغانستان بشراكة غربية - إسلامية ولّد «القاعدة» وأسفر عن إسقاط الاتحاد السوفياتي، فكانت تلك محطة الانتقام الأميركي من عقدة فيتنام. الأصولية الشيعية وصلت الحكم في طهران بشراكة أوروبية - أميركية وكانت هذه الشراكة قبل عقود صنعت الأصولية اليهودية التي أوصلت إسرائيل اليوم إلى التباهي بإنشاء المستوطنات غير القانونية ورفض إنهاء الاحتلال ومعه رفض حل الدولتين. ومع صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق البريطاني في شأن حرب العراق السير جون تشيلكوت، بات واضحاً أن الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير بيتا النية لغزو العراق فور وقوع هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة، وأن «أخطاء» تسريح الجيش العراقي و «اجتثاث البعث» كانت مساهماً مباشراً وتأسيسياً في صنع «داعش». ثم أتت حرب سورية ووجدت روسيا نفسها قادرة على الانتقام من عقدة أفغانستان فجعلت من سورية ساحة لاستدعاء الإرهابيين كما فعل بوش في العراق، ظنّاً منها أن ذلك يبعد الإرهاب من مدنها. لكن روسيا تورطت كطرف في الحرب السورية المستمرة وهي الآن في شراكة مع أميركا تنطوي على هندسة الفصائل والميليشيات على نسق من منها المؤهل لقتال «داعش»، والصفقة بينهما هشّة لأن سياساتهما هي التي أسهمت في إنماء هذه التنظيمات. فلا أحد بريئاً من إنشاء تلك الشركة المساهمة المدعوّة «داعش»، وللكل أسهم فيها.

المعضلة الكبرى هي أن تنظيم «داعش» يبدو واعياً لمواقع الهشاشة في كل من مالكي الأسهم وكذلك أولئك الذين يتعجرفون غباءً ويفتحون الباب أمام مغامراته على نسق ما يحدث في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

«داعش» قد يقرر أن يصبح أهم ناخب أميركي إذا تمكّن من تنفيذ عملية إرهابية كبرى قبل إجراء الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. مثل هذا «التصويت» سيكون لمصلحة المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب الذي يلعب على الأوتار العاطفية للشعب الأميركي، ويتعهد إقصاء المسلمين، ويتوعّد بإجراءات خيالية.

«داعش» يريد دونالد ترامب رئيساً لأنه يتشوق لأن يكون عدوّاً مباشراً للولايات المتحدة، فهذا يرقى به ويرفع من شأنه. ثم إن اعتباطية ترامب وإقصاءه المسلمين يشكلان مواد تعبئة يحتاج إليها التنظيم ليس داخل المدن الأميركية فحسب، بل في شتى أنحاء العالم.

هذا لا يعني أن «داعش» لن يستدرج المرشحة الديموقراطية المفترضة هيلاري كلينتون إلى المبارزة معه، فهو يتشوّق في كل الأحوال لأن يصبح عدوّاً رسمياً للولايات المتحدة. الفارق أن كلينتون ستكون من الصقور في السياسة الخارجية الأميركية، وستقوم ببناء الشراكات الجديدة وإحياء الشراكات القديمة، من أجل مقاربة جديدة ضد «داعش» وأمثاله. فالتنظيم لا يستفيد من مقاربة شاملة مدروسة وعالمية. إنه يفضّل الاعتباطية.

اليوم، وبعدما قرر مكتب التحقيق الفيديرالي FBI ودعمته بذلك وزارة العدل - إعفاء كلينتون من الملاحقة القضائية ضدها في قضية بريدها الإلكتروني الخاص لتتوجه إلى المؤتمر الديموقراطي هذا الشهر، متحررة من عبء المحاكمة، بات ترشيح الحزب الديموقراطي لكلينتون مضموناً تقريباً. فقرار مكتب التحقيق الفيديرالي نسف حظوظ المرشح الآخر بيرني ساندرز الذي بقي في السباق حتى الآن، آملاً بأن يؤدي التحقيق إلى عكس ما توصل إليه - فيكون جاهزاً ليحصل على الترشيح الديموقراطي.

على أن هناك بعداً آخر لما قد يؤدي إليه تقرير مدير مكتب التحقيقات جيمس كومي الذي قدّم إدانة تلو الأخرى لكلينتون عبر تعرية مزاعمها وتكذيب أقوالها وكشف «إهمالها» الذي كان «كبيراً جداً» بإرسالها 110 رسائل إلكترونية «سرية» عبر بريدها الخاص بدل البريد الرسمي، بما في ذلك من مواقع «غير صديقة» مما قد يعرّض الأمن القومي لخرق من قبل أجهزة أجنبية.

هذه مواد حارقة في أيادي الحزب الجمهوري الذي لا يريد أن تصبح كلينتون رئيسةً. أركان هذا الحزب التقليديون غاضبون جداً من ترامب وبهلوانيته وبعضهم كان قرر أنه لن يدعمه للترشيح الجمهوري، مهما كان. إنما مع اقتراب المؤتمرين الجمهوري والديموقراطي هذا الشهر، وعلى بعد خمسة أشهر من التصويت، قد يجد الجمهوريون في أقوال كومي ذخيرة لا يُفرّط بها لمنع كلينتون آخر من الوصول إلى البيت الأبيض.

لكن أياً كان الرئيس الأميركي المقبل، فإنه سيكون أمام مهمة صعبة مع تصاعد وتوسع قدرات ومغامرات «داعش». وما قد يطرأ على الساحة الأميركية من إرهاب، قد يكون «داعش» في صدد إعداده، سيؤثر في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية. أما السياسات المقبلة للولايات المتحدة نحو مختلف الدول في العالم فهي التي ستحدد في شكل جذري ما هو مستقبل «داعش» وأمثاله - وإن لم تكن وحدها من سيحدد ذلك المستقبل.

فحرب العراق، كما أثبت تقرير تشيلكوت، أسهم في إعدادها واختراع مبرراتها مهرّج البلاط توني بلير الذي قد يواجه تهمة ارتكاب «جريمة حرب»، وقد يُجرَّد من لقبه كرئيس حكومة سابق، وليس من أمواله التي جمعها من المنطقة كرئيس شركة استشارات مستخدماً منصباً لم يستحقه إطلاقاً - كما أثبت لاحقاً - هو المبعوث الدولي لـ «اللجنة الرباعية» المعنية بإيجاد حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

بلير أساء إلى العراق بقدر ما أساء إليه جورج دبليو بوش وطاقمه المؤلف من ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وتوابعهما. ففور وقوع إرهاب 11/9 بدأ هذا الفريق بالإعداد للحرب على العراق وبدأ تغليف المبررات ذات العلاقة بأسلحة الدمار الشامل التي كانت الأمم المتحدة قد نجحت في تدميرها. بلير قدم الأدلة الملفّقة عن أسلحة الدمار الشامل. بول ولفووتز - العراب الديبلوماسي للحرب - اخترع فكرة حرب العراق من أجل الديموقراطية في العالم العربي. وهكذا اتُخذ قرار تدمير العراق عمداً بذريعة واهية، ثم عدم الاعتذار عن التخلص من الديكتاتور صدام حسين، ثم إعلان بوش أن الهدف كان إبعاد الحرب على الإرهاب من المدن الأميركية عبر محاربته في العراق.

يقال إن تفكيك الجيش العراقي كان خطأ ولم يكن قراراً استراتيجياً. هذا هراء. لقد تم اتخاذ قرار تفكيك الجيش العراقي خدمة لكل من إسرائيل وإيران اللتين اعتبرتا الجيش العراقي عدواً يجب تدميره. لم يكن قرار تفكيك الجيش خطأ. كان قراراً استراتيجياً بامتياز. هراء أن يقال إنه لم يخطر على بال منفذي ذلك القرار أن مثل هذا الإجراء سيولّد مجموعات انتقامية، وأن استدعاء الإرهابيين إلى العراق سيجعل من العراق تربة للإرهاب. ففي الأمر أكثر من شك وريبة.

ظهور «داعش» في العراق في معركة الموصل وكيفية انتصاره مع انسحاب مريب للجيش العراقي في عهد رئيس الحكومة السابق الموالي لطهران نوري المالكي، يثير أيضاً الشكوك والريبة. تسريح الرئيس السوري بشار الأسد أولئك الإرهابيين الذين استخدمهم في العراق ثم سجنهم في سورية، أيضاً يثير الشك والريبة. فالأسد، بدعم من طهران وموسكو، قرر أن يحوّل الحرب في سورية من حرب ضده إلى حرب على الإرهاب، فكان لا بد من تقديم الذخيرة. وهكذا برز المحور الذي ضم روسيا وإيران و «حزب الله» وشتى الميليشيات المستوردة والنظام في دمشق إلى محور ضد «داعش» و «جبهة النصرة». وأتى امتناع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الانخراط كمساهم آخر في إنماء هذه التنظيمات.

لا أحد بريئاً مما حدث في سورية من إنماء للإرهاب، فالكل شارك في أفغنة سورية بقرارات مسبقة. وبعضهم اعتقد بأن الأفضل له أن تنحصر تلك الحرب في سورية كي لا تطاوله في عقر داره. والجميع أخطأ الحساب لأن «داعش» وأمثاله بات غولاً أكبر فرّخ في كل أنحاء المنطقة والعالم.

العمليات الإرهابية التي شنها التنظيم وحاول تنفيذها توسعت في أميركا وأوروبا وتركيا وبنغلادش والسعودية والكويت، والآتي قد يكون أعظم وقد يطاول روسيا والجمهوريات الإسلامية في جوارها ودولاً عربية أخرى ولربما أيضاً إيران.

واضح أن السياسات الخطأ تغذي هذا الوحش الذي تم اختراعه وصنعه وإنماؤه. تدمير الجيوش أفسح في المجال أمام «داعش»، ومحاربته عبر الميليشيات المستوردة أو المحلية في سورية أو العراق قد تؤدي إلى كسب معركة هنا أو هناك، لكنه لن يؤدي إلى ربح الحرب. فإذا غادرت كوادر «داعش» العراق أو سورية موقتاً ومرحلياً، فإنها ستنمو في تونس والمغرب والدول الخليجية والجمهوريات الإسلامية والشيشان، وستنفذ أينما كان.

لن يكفي حوار الأديان والمذاهب، ولا إنشاء مراكز لمحاربة الإرهاب، على رغم أهمية وضرورة الاستمرار في هذا النهج الذي تعمّد «داعش» تحديه وضربه لإيقافه. هناك حاجة إلى تفكير مختلف يتعدى التعاون الاستخباراتي والتكنولوجي، ولعل هناك مجالاً لتطوير دور التكنولوجيا في مكافحة الإرهاب الذي يستخدم التكنولوجيا بلا قيود أو حدود.

الدول الخليجية التي تتعرض للإرهاب حالياً تدرك الآن أن تنظيمات مثل «داعش» وأخرى ذات علاقة بالأصولية الشيعية باتت قادرة على أن تخترق الساحة الخليجية وتؤذيها.

الحكومات تتأهب أمنياً، لكن المطلوب أيضاً هو مواجهة تيارات التشدد وذوي عقيدة «النار بالنار» وقطع الطريق على فكرهم وعلى مساهمتهم في دعم التيارات والتنظيمات الراديكالية المتطرفة. هناك حاجة إلى الإقرار بأن الوقت حان لإجراءات فعلية في مجال التعليم وتقاليد المدرسة كي يكون فيها الإسلام الرحب المتطور والمتقبل للعالم هو الذي يتم تدريسه. فالمعركة مصيرية بين الإسلام الحديث وبين إسلام يتم تفسيره من قِبَل عقائديين متشددين يمتلكون قبضة التفسير التحريضي. المطلوب عدم غض النظر عن القوى الدينية المتسلطة بتمكين حكومي لها لتستبد وتردع وتغذي الكوادر التي تلتحق بـ «داعش» وتمول هذه التنظيمات.

فهذه حرب الذات. هذه آفة ليست فقط نتيجة سياسات الآخر، وإنما أيضاً نتيجة عقلية أصولية محلية بامتياز.

 

ما الذي يجمع بين المودودي والخميني والبغدادي؟

مفكر إيراني: الثورة الخمينية تبنت الأفكار المودودية والدعوة السلفية النجدية براء منها

السبت 4 شوال 1437هـ - 9 يوليو 2016م/الرياض - هدى الصالح/العربية نت

العربية نت/أثارت شخصية منفذ الهجوم الانتحاري الباكستاني عبدالله قلزار خان، البالغ من العمر 36 عاماً، والذي عمد إلى تفجير نفسه بحزام ناسف داخل موقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه بمحافظة #جدة غرب #السعودية ، وما تبعه من إلقاء القبض على 12 من الجنسية الباكستانية للاشتباه بعلاقة تجمعهم مع الانتحاري نفسه. وتأتي أهمية الإشارة إلى دور المنظر الأشهر للحركات الأصولية وإعادة تسليط الضوء على ما يسمى بـ"الجماعة الإسلامية الباكستانية" بصرف النظر عما إذا كان الانتحاري منتمياً لها أم لا.

كما أن تورط بعض العناصر من شبه القارة الهندية ضمن خلايا القاعدة وداعش لم يقتصر على الانتحاري "عبدالله قلزار خان"، ففي 7 يناير 2012 بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة محاكمة باكستاني وآخر أفغاني ضمن خلية الـ16، والتي كانت قد خططت لتنفيذ عمليات تستهدف أحد كبار رجال الدولة ومخازن أسلحة في القوات البحرية وقوات الطوارئ الخاصة ومباني المباحث العامة واغتيال رجال الأمن. كذلك في 7 ديسمبر 2014 ، كشفت #الداخلية_السعودية عن القبض على 135 إرهابيا من بين الـ26 شخصاً من جنسيات أجنبية، منها أفغانيو الجنسية. وفي أكتوبر 2015، أعلنت الداخلية عن إحصائية تضم 83 إرهابياً أوقفوا في قضايا تمس أمن الدولة وانتمائهم لتنظيمات #إرهابية قبض عليهم في عدد من عدة مناطق في المملكة، ومن 8 جنسيات مختلفة. وكان ضمن الموقوفين اثنان من الجنسية الهندية.

كما حصل هجوم إرهابي آخر وقع في ديسمبر 2015 في مؤسسة للخدمات الاجتماعية بسان بريناردينو بولاية كاليفورنيا، وأودى بحياة 14 شخصاً. وأصاب 17 آخرين، ووقف خلفها المدعو سيد رضوان فاروق 28 عاماً ولد في الينوا بأميركا من أصول باكستانية، ومعه امرأة تدعى تشفين مالك تصغره بعام واحد.

إلى جانب هجوم أورلاندو بالولايات المتحدة، والذي نفذه الأفغاني الأصل "عمر متين" (29 عاماً) المولود بنيويورك في يونيو 2016 . استهدف الهجوم حينها نادياً ليلياً واسمه "بولس" للمثليين في أورلاندو، حيث بادر متين بإطلاق النار على مرتادي النادي مخلفاً 49 قتيلاً و50 إصابة، ما استدعى الاستحضار من جديد لمؤسس الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية أبو الأعلى المودودي الملهم والأب الروحي لسيد قطب الذي استعار منه مبادئه في "الحاكمية" والجاهلية" و"الخلافة"، والصديق لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا الذي أسس لجماعته الإسلامية بباكستان بعد 13 عاماً من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والتي نهل منها تنظيم "القاعدة" و"داعش"، بحسب ما تؤكده العبارات "القطبية" على جداريات الرقة والموصل وإشادة الظواهري زعيم القاعدة بأدبيات قطب والمودودي.

عرف "المودودي" كراعٍ وملهمٍ للإسلام السياسي، وللفكر الشمولي، والذي لم يكن يعرفه الإسلام السني طوال تاريخه. وعلى الرغم من افتقاره لمكونات "العالم الكلاسيكي" إلا أنه تمتع بالعبقرية الحركية الحزبية.

وأوجب استدعاء أبو الأعلى المودودي عامل الربط مابين صعود الجنسيات من شبه القارة الهندية الأفغان والباكستانيين والهند ضمن عناصر تنظيم "داعش" ودعاياتها بإقامة دولة الخلافة، بما أسسه وجند له والد الإسلام السياسي، من خلال كتبه ومؤلفاته وجماعته (الجماعة الإسلامية بباكستان).

ومثّل أبو الأعلى المودودي الرمز الأول للجماعات الإسلامية المتطرفة لشبه القارة الهندية الشاملة للهند وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا وكشمير، مثلاً الرمز الأول للإسلام السياسي الأصولي ويماثله في العالم العربي حسن البنا وسيد قطب.

وبحسب ما أورده المودودي ضمن أهداف تأسيس الجماعة الإسلامية التي ألقاها في خطابه المؤسس للجماعة في مؤتمره العام بلاهور سنة 1941 بحضور 75 شخصاً يمثلون مختلف بلاد الهند، فإنه انتخب بعدها أميراً للجامعة، وسجله في كتابه "تذكرة يا دعاة الإسلام"، جاء فيه بعض من مطالبه: "دعوتنا لجميع أهل الأرض أن يحدثوا انقلاباً عاماً في أصول الحكم الحاضر الذي استبد به الطواغيت والفجرة الذين ملأوا الأرض فساداً، وأن ينتزعوا هذه الإمامة الفكرية والعملية من أيديهم".

كما تابع في مسألة الحاكمية والخلافة: "ثبت لنا باليقين والبرهان والمشاهدة أنه لا أمل في صلاح العالم، ولإرجاء في استقامة الأمور على موازين الرشاد والحق ما دام أولئك الطغاة المنحرفون عن الله ورسوله يتصرفون في شؤون الملك، ويديرون أموره ويشرفون على جليلها وصغيرها، فمن مقتضيات إسلامنا وعبوديتنا الخالصة لله الواحد الأحد أن نجد ونجتهد، ونبذل الجهود المتواصلة والمساعي المتتابعة للقضاء على زعامة أئمة الكفر والضلال واجتثاث النظم الباطلة من جذروها، وإحلال الإمامة العادلة والنظام الحق محلها".

وأضاف مؤكداً: "إننا عندما نقول إنه لا يستحق التشريع للحياة الإنسانية إلا الله، وإذا كان من دعوانا أن الحاكمية إنما هي حق لله وحده ولا يجوز لأحد سواه كائناً من كان أن ينفذ حكمه في أرض الله بدون طاعته والتزامه بقانونه وقيامه عند حدوده، وإذا كان من عقيدتنا أن كل قانون يقضي بين الناس بدون استناده إلى ما أنزل الله، هو قانون الكفر والفسق والظلم فإنه مما يستلزم ألا تترك قضية تقرير الحق وتمييزه من غير الحق إلى حكومة حاكم نعتقده بطلان أساسه للحكم".

وتابع المودودي: "وما رأيك في هذه الشعوذة التي يرتكبها المسلمون في جميع أنحاء العالم؟ يتشدقون بالإيمان واليوم الآخر ويتظاهرون بالإسلام ويتسمون بسمته، ولكنهم جميعاً يدخلون في معترك الحياة العملية ويخوضون غمار السياسة، ويبحثون في مسائل الاقتصاد والاجتماع. لا تجد عليهم مسحة من تعاليم الإسلام ولا أثراً من آثار أتباعها للدين الحق والشريعة الكاملة، أي شعوذة أكبر من هذه وأشنع؟".

فيما يشار إلى عملية تأثر وتأثير بين دعوة الإخوان المسلمين ودعوة الجماعة الإسلامية. وكتب كل منهما تدرس في مناهج الأخرى.

وقد وجد حسن البنا في كتاب "الجهاد في الإسلام" الذي ألفه المودودي تطابقاً بينه وبين أفكاره التي يحملها عن الجهاد، وأبدى إعجابه به. كما أن هناك أشبه ما يكون بالارتباط الروحي بسيد قطب، حتى بلغ تبني قطب المودودية. فبحسب مارواه خليل الحامدي سكرتير الشيخ المودودي، قال: "في أحد أعوام الستينيات الميلادية، دخل شاب عربي على الأستاذ المودودي، وقدم له كتاب "معالم في الطريق" لمؤلفه سيد قطب، وقرأه الأستاذ المودودي في ليلة واحدة. وفي الصباح قال لي: "كأني أنا الذي الذي ألفت هذا الكتاب"، وأبدى دهشته من التقارب الفكري بينه وبين سيد قطب".

وأضاف: "غداة تنفيذ حكم الإعدام بسيد قطب، دخلنا على المودودي، وقص علينا كيف أنه أحس فجأة باختناق شديد، ولم يدرك لذلك سبباً، فلما عرف وقت إعدام سيد قطب من الصحف الباكستانية قال: "أدركت أن لحظة اختناقي هي نفس اللحظة التي شنق فيها سيد قطب".

تجدر الإشارة إلى أن من بين ما دعا إليه أبو الأعلى المودودي، إعداد جماعة تهتم بالدعوة في مختلف الدول قائلاً: "دعوتنا للعالم بأسره أن يعنى ويهتم بإعداد جماعة صالحة مؤمنة متحلية بالسجايا والطباع التي لابد منها لتدبير شؤون الدنيا وتنظيم أمور العالم.

من جانب آخر، لا تتصف هذه الجماعة الصالحة بتلك المزايا والطباع فحسب، بل تعلو وتفوق أئمة الكفر والضلال وأعوانهم الذين تراهم مستبدين بأزمة أمور الدنيا اليوم للاضطلاع بأعباء الملك وتدبير شؤون العالم".

أشاد د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالمودودي ووصفه: "المفكر المجدد صاحب النظر العميق، والتحليل الدقيق، ناقد الحضارة الغربية على بصيرة، والداعي إلى نظام الإسلام على بينة، صاحب الكتب والرسائل التي ترجمت إلى عشرات اللغات، والذي وقف في وجه دعاة (التغريب) وأعداء (السنة)، مؤسس كبرى الجماعات الإسلامية في شبه القارة الهندية".

المودودي والخميني

لم يقتصر أثر وتأثير المودودي على جماعة الإخوان المسلمين، وإنما وإضافة إلى ذلك كله كان لافتاً صلة الوصل ما بين الفكر الثوري للخميني والمودودي نفسه، والذي بلغ إلى حد الإشادة من قبل المودودي، وهو ما لفت إليه "سيد ولي نصر" (أكاديمي أميركي من أصل إيراني، وابن الفيلسوف الإيراني البارز سيد نصر أستاذ الفلسفة والدراسات الإسلامية)، في رسالة الدكتوراه عن جامعة بيركللي كاليفورنيا حملت عنوان "طلائع الثورة الإسلامية الجماعة الإسلامية في باكستان"، وكتابه الآخر "المودودي وصناعة الإحياء الإسلامي" من جامعة أكسفورد للنشر، والتي قام بتأليفهما في التسعينيات الميلادية، اطلعت "العربية.نت" عليهما.

كما ربط المؤلف سيد ولي نصر في كتابه بين الجماعة الإسلامية "جماعة المودودي" في باكستان وتطور الفكر الخميني. فالخميني الذي بحسبه لم يكن يطالب بأكثر من عودة دستور 1906م لإيران، إلا أنه وبتأثير من أفكار المودودي صعد الخميني من مطالباته ليؤلف كتاب الحكومة الإسلامية.

بالمقابل، أشاد المودودي نفسه بالثورة الخمينية الإيرانية ومباركاً لها، وبحسب ولي نصر "ردد المودودي أن ما حدث في إيران من البشائر التي تؤكد أنه سيحدث في باكستان".

الدعوة السلفية النجدية براء من أفكار المودودي

في كتابيه الاثنين أنصف سيد ولي نصر الأكاديمي الإيراني الدعوة السلفية النجدية من تهمة تصدير الفكر التكفيري، وأعاد بالأدلة أصول أفكار الإسلام السياسي إلى صاحبها الحقيقي "أبو الإسلام السياسي أبو الأعلى المودودي"، مؤكداً بشكل صارم أن المودودي لم يتأثر بالدعوة السلفية النجدية، بل إن بذوره الفكرية من الجماعة السلفية الهندية.

كما أكد أن المودودي "لم يكن فرحاً بضم الحجاز إلى الحكم السعودي، إذ اعتبر أن هزيمة الشريف هي وأد للطموح بتأسيس دولة عربية هاشمية تلتحم مستقبلاً مع مشروعه الإسلامي. كما برهن المؤلف على أن القطبية ليست إلا ترجمة ذكية لأفكار المودودي، وأن التصعيد الخميني كان بتأثير منه".

وأشار ولي نصر إلى أن سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924م لم يكن وحده من أسباب المرارة التي أصيب بها المودودي، وإنما يورد نقلاً عن المودودي أن هزيمة الشريف حسين وضم الملك عبدالعزيز للحجاز قد سبب حسرة، فهو يرى أن فشل مشروع الشريف قد هدم كل أمل بقيام دولة عربية طموحة قد تلتحم بالعالم الإسلامي.

وعلق المؤلف في كتابه على ذلك: "أن المودودي استعمل مفهوم الجماعات المتخيلة قبل بنديكت أندرسون صاحب الكتاب الذي يحمل نفس العنوان، معتبراً ذلك النقطة الفاصلة في اتخاذ المودودي موقفاً معادياً من الدولة الناشئة في نجد والحجاز، فضلاً عن أن يتأثر بأئمة الدعوة، فلم تكن سوى سنوات حتى أعلن المودودي أن الإسلام بحاجة إلى قراءة تجديدية، واكتسب بسببها لقب مجدد بين أتباعه قبيل رحيله إلى باكستان".

من هو أبو الأعلى المودودي؟

أبو الأعلى المودودي ابن سيد أحمد المودودي ولد في 25 سبتمبر 1903م، ولد في مدينة أورنك آباد الدكن بولاية حيدر آباد، بدأ حياته الدعوية بالدخول إلى ميدان الصحافة عام 1918م، وفي عام 1920م كون جبهة صحافية هدفها تبليغ الإسلام. أصدر مجلة ترجمان القرآن من حيدر آباد الدكن سنة 1933م، التي كان لها الدور الأبرز في نشر أفكاره في شبه القارة الهندية/الباكستانية، ما مهد له الطريق إلى تأسيس جماعته الإسلامية فيما بعد.

عن طريق مجلة ترجمان القرآن، وجه المودودي دعوة لعلماء المسلمين وقادتهم لحضور المؤتمر الذي عقد في أغسطس 1941 بلاهور بحضور 75 شخصاً يمثلون مختلف بلاد الهند وتأسس في هذا المؤتمر الجماعة الإسلامية وانتخب المودودي أميراً لها.

أسست الجماعة عندما كانت شبه القارة الهندية تحت الاستعمار البريطاني وقبل الانقسام إلى باكستان والهند، ارتبطت أدبيات المودودي بالخلافة والحاكمية والجرائم ضد العثمانيين.

كما كان معارضاً لفكرة القومية، وأنها غير موجودة في الإسلام، وعارض ذلك بسبب استقلال باكستان وقيام دولة. في 28 أغسطس 1947م ظهرت الباكستان بشطريها الغربي والشرقي (باكستان وبنغلاديش) دولة مستقلة عن الهند، وتبع ذلك ظهور قيادة جديدة للجماعة في الهند مستقلة بذاتها لتسهيل النواحي الإدارية. واعتقل المودودي في حياته عدة مرات لمعارضته الحكومة الباكستانية، وحكم عليه في بعضها بالإعدام قبل تخفيف الحكم.

بعد ذلك عمدت الجماعة الإسلامية إلى إيجاد حركة طلابية إسلامية منظمة عرفت باسم "إسلامي جمعية الطالبة".

توفي المودودي في سنة 1979م إثر عملية جراحية أجريت له في نيويورك ونقل جثمانه إلى لاهور.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

بري استقبل فتحعلي ووفدا من عائلات الدبلوماسيين الايرانيين المخطوفين

السبت 09 تموز 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ظهر اليوم، السفير الايراني محمد فتحعلي، ووفدا من عائلات الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة المخطوفين منذ عام 1982.

بعد اللقاء، قالت زوجة القائم بالاعمال الايراني محسن الموسوي - أحد المخطوفين الاربعة - السيدة مجتهد زادة: "تشرفنا بزيارة الرئيس بري، وتحدثنا حول آخر المستجدات المتعلقة بملف الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة المختطفين. واغتنمنا المناسبة لشكره على كل الجهود الطيبة والدؤوبة، التي بذلها طوال السنوات السابقة لمتابعة هذا الملف الحقوقي والانساني"، مضيفة "اكدنا للرئيس ان هذا الموضوع قد تحول الى مطلب شعبي ورسمي في الجمهورية الاسلامية الايرانية على الصعيد الحكومي والرأي العام الايراني، وبطبيعة الحال من قبل عوائل هؤلاء الدبلوماسيين، خصوصا أن هذه الفاجعة قد حدثت على الارض اللبنانية، وهذا الامر يحمل الحكومة الشقيقة مسؤولية حقوقية وقانونية لتتابع اكثر من السابق وبشكل جدي كل التفاصيل المرتبطة بهذا الملف، حتى نصل بهذا الملف الى النتيجة المرجوة".

وأكدت أنه "حتى الان هناك 3 أجيال تعاقبت على متابعة هذا الملف"، آملة أن "يصل الى النهاية السعيدة في اقرب وقت ممكن".

وقالت: "كما تعلمون انه خلال عام 1982، كان هناك 4 دبلوماسيين ايرانيين معتمدين رسميا لدى السفارة الايرانية في لبنان، يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية ويقومون بكافة الاعباء المطلوبة منهم، ويقفون مع الشعب والحكومة اللبنانية في تلك الظروف الصعبة التي كان يمر بها لبنان الشقيق انذاك. وبسبب الاحتلال الاسرائيلي عمل معظم الدبلوماسيين الاجانب على مغادرة لبنان في تلك الفترة، لكن نتيجة العاطفة الصادقة التي تربط ايران مع لبنان، فان الدبلوماسيين الايرانيين تشبثوا بوجودهم على الاراضي اللبنانية، انطلاقا ايضا من المهام الدبلوماسية والانسانية. وهذا الامر يدل على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف الى جانب اخوتها واصدقائها في السراء والضراء على حد سواء"، مضيفة: "اؤكد مرة اخرى ان عملية الاختطاف الآثمة جرت على الاراضي اللبنانية وامام اعين جهاز السفارات في لبنان، ونعتبر ان هذا يحمل مسؤولية قانونية وحقوقية على الحكومة اللبنانية الشقيقة لتقوم بمتابعة هذا الملف الى خواتمه، ونأمل من الشعب اللبناني الذي نحترم، ان يبدي مواقفه الانسانية بالتضامن الصادق مع قضية الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة، ويلعب دورا ضاغطا من اجل حل هذا الموضوع بشكل نهائي".

ثم استقبل الرئيس بري النائب انور الخليل، ووفدا من حاصبيا، ضم رئيس اتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي، رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا، واعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة، ووكيل الداخلية في الحزب "التقدمي الاشتراكي" شفيق علوان.

وشكر الوفد الرئيس بري على "دوره في متابعة شؤون وشجون المنطقة".

 

العربي الجديد: المعارضة تفتح معركة جنوب حلب: حصار الراموسة مقابل الكاستيلو

السبت 09 تموز 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : لم تنجح فصائل المعارضة في زحزحة قوات النظام عن أقرب نقطة وصلت إليها، قبل يومين، باتجاه طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد المتبقي للمعارضة في الجزء الشرقي من مدينة حلب، لكنها في المقابل فتحت معركة جنوب حلب، لقطع طريق الراموسة، الشريان الوحيد للنظام في الأحياء الغربية من حلب. في المقابل، يواصل النظام ارتكاب مجازره، إذ شنّ الطيران الحربي غارتين على بلدة دركوش في ريف إدلب الشمالي، أمس الجمعة، ما أدى إلى مقتل خمسة عشر مدنياً وإصابة نحو ستين آخرين. وتقول مصادر الدفاع المدني في دركوش لـ"العربي الجديد" إن فرق الدفاع المدني هرعت بعد الظهر إلى منطقتي الكورنيش والحريري الواقعتين وسط البلدة، حيث سقط صاروخان على مناطق سكنية مكتظة بالمدنيين ما خلف عشرات القتلى والجرحى. وتشير مصادر "العربي الجديد" إلى أن ضحايا الغارات على دركوش كانوا في غالبيتهم من النازحين إلى البلدة من مختلف مناطق ريف إدلب وحلب التي تعرضت في وقت سابق لقصف عنيف أدى لتهجير السكان. في حلب، وبعد سلسلة من الهجمات المتكررة لقوات المعارضة التي وصلتها مؤازرات عدة، تمكنت من استعادة نقاط تقدمت إليها قوات النظام في هجومها الأخير، وأهمها كتلة جامع الملاح التي تبعد أقل من 1400 متر عن طريق الكاستيلو، ما جعل قوات النظام قادرة على قطع هذا الطريق بنيران المدافع الرشاشة التي نصبتها على هذا الموقع المرتفع والحاكم للطريق الاستراتيجي.

وتواصلت الاشتباكات بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية في منطقة الملاح بريف حلب الشمالي، في إطار محاولات المعارضة استعادة المواقع التي خسرتها في المنطقة، وذلك وسط كثافة ملحوظة في الغارات الجوية من جانب طائرات النظام والطائرات الروسية بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي. ويقول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن القصف الجوي استهدف منطقة الملاح وبلدة كفر حمرة شمالي حلب التي سقط فيها قتلى وجرحى. فيما ألقيت براميل متفجرة على منطقة خان طومان بريف حلب الجنوبي. كما قصفت الطائرات عن طريق الخطأ مواقع لقوات النظام على جبهة الملاح، وفق هؤلاء الناشطين. كما تتعرض فصائل المعارضة في المنطقة لضغط عسكري متزامن من قوات "سورية الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية، والتي شنّت، أمس الجمعة، هجوماً واسعاً، حاولت من خلاله التقدم والسيطرة على مواقع للمعارضة في طريق الكاستيلو من جهة حي الشيخ مقصود، شمالي مدينة حلب. ودارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين على أطراف الحي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المهاجمين، وفق ما أعلنت المعارضة السورية.

ويعتبر طريق الكاستيلو المنفذ الأخير الواصل بين مدينة حلب وريفها الشمالي، وإذا تواصل قطعه لفترة طويلة فإن ذلك يضع مدينة حلب تحت الحصار، على غرار حمص من قبل، والغوطة الشرقية. ويقول الناشط عمر الحلبي لـ"العربي الجديد" إن "طريق الكاستيلو مغلق الآن، وانعدمت الحركة عليه بسبب استهدافه بالنيران الأرضية والطائرات الحربية، وإن شوهدت حركة بسيطة خلال الليل". ويوضح أن جميع الفصائل أرسلت تعزيزات، في محاولة لاستعادة المواقع التي سيطرت عليها قوات النظام، لكن لم يحدث أي اختراق كبير حتى الآن، بسبب كثافة الغارات الجوية التي لم تنقطع حتى خلال الليل.

غير أن المحلل العسكري العميد أحمد رحال يقول، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي المعارضة حققوا تقدماً، أمس الجمعة، واستعادوا نقطة جديدة من قوات النظام التي لم يتبقّ بيدها سوى نقطة واحدة وهي كتلة جامع الملاح. ويوضح رحال أن فصائل المعارضة حققت تقدماً آخر في جنوب المدينة بعدما فتحت معركة الراموسة، الأمر الذي يمكنها من فتح طريق إمداد إضافي لحلب، يمر عبر خان طومان، والخالدية، والراموسة، والشيخ سعد، وهو ما يؤثر في الوقت نفسه على إمدادات النظام الآتية من خناصر. ويؤكد الحلبي أنّ فصائل المعارضة شنت هجوماً على طريق الراموسة في المحور الجنوبي لحلب، ما أدى إلى قطع الطريق لبعض الوقت. وطريق الراموسة هو الشريان الوحيد المغذّي لقوات النظام في الأحياء الغربية من حلب، إذ يعدّ امتداداً للطريق الواصل من منطقة خناصر وحتى مناطق سيطرة النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي. ويؤكد رحال أن تقدم قوات النظام على هذه الجبهة جاء إثر حملة جوية شرسة شارك فيها طيران النظام والطيران الروسي، وشملت 300 غارة جوية خلال 18 ساعة، إذ أغارت 93 طائرة عسكرية روسية وسورية على مدينة حلب خلال اليوم الثاني من أيام عيد الفطر وحده.

ويمتد طريق الكاستيلو الحيوي من دوار الجندول في مدخل حلب الشمالي باتجاه منطقة الشقيف الصناعية التي تسيطر عليها المعارضة، وصولاً إلى منطقة الليرمون التي تسيطر عليها المعارضة أيضاً، ومن ثم بلدة حريتان شمال حلب، ومنها إلى باقي مناطق سيطرة المعارضة في أرياف حلب الشمالية والغربية، وفي ريف إدلب الشمالي. ويبلغ طول الطريق نحو ثلاثة عشر كيلومتراً، وتسعى قوات النظام للسيطرة عليه منذ أشهر عدة. وظل الطريق يشهد حركة نشطة خلال النهار خصوصاً بالنسبة للشاحنات التي تنقل البضائع، بينما تشرف حواجز المعارضة على الطريق أمنياً.

ودخل طريق الكاستيلو، أخيراً، في حسابات الصراع العسكري بين الأطراف المتحاربة في حلب، ما جعله عرضة للاستهداف تارة، والتهديد بالقطع وحصار المدينة تارة أخرى. وبدأت الطائرات الروسية، منذ 25 يونيو/ حزيران الماضي، حملة قصف عنيف وغير مسبوق على مناطق سيطرة المعارضة في ضواحي الملاح وحندرات شمال حلب، وفي بلدات ومدن كفرحمرة، وحريتان، وحيان، وعندان، وبيانون، ومعارة الارتيق، وأورم الكبرى. وشمل القصف استخدام القنابل، والصواريخ الفراغية، بالإضافة إلى استخدام أسلحة محرمة دولياً، وفي مقدمتها القنابل العنقودية والفوسفورية. وهدفت هذه العمليات التي تعد استكمالاً لهجوم واسع نفذته قوات النظام في فبراير/ شباط الماضي، إلى قطع طريق الكاستيلو ومحاصرة الأحياء الشرقية للمدينة بالكامل، بعدما حققت، بدعم روسي، اختراقاً في جنوب حلب بداية فبراير/ شباط.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أنه حتى لو تمكنت قوات النظام من إحكام سيطرتها على طريق الكاستيلو، فإنه يمكن للمدينة الصمود لأشهر وسنوات، لأن المعارضة تسيطر على ثلثي مدينة حلب ولديها مخزونات كبيرة من الأسلحة، وكذلك من المواد الغذائية. فيما بادر المجلس المحلي في مدينة حلب، في وقت سابق، إلى زراعة المساحات الفارغة في أحياء المدينة، خوفاً من حصار قد يطاولها. كما أن المعارضة في أرياف المدينة، وفقاً للمراقبين، تتمتع بوضع عسكري جيد على الرغم من الغارات الجوية اليومية التي تستهدفها يومياً، خصوصاً في الريفين الجنوبي والشمالي، وهي لن تترك النظام يواصل حصاره على المدينة، وستخوض معه معارك استنزاف يومية، خصوصاً في الريف الجنوبي، مشيرين إلى أن هذا التحرك بدأ فعلاً من خلال فتح معركة الراموسة.

 

وليد جنبلاط و"الرقص مع الذئاب"

المستقبل/09 تموز/16

علّق رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط على تقرير رئيس اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق في ظروف وملابسات التدخل البريطاني في حرب العراق عام 2003 جون شيلكوت، في رسالة وجّهها إلى الصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك قال فيها:

"عزيزي روبرت،

يجب إضافة العديد من تقارير "شيلكوت" إلى هذا التقرير.

في الواقع، هذا التقرير خفيف وغامض في ما يتعلق بأكاذيب توني بلير، ولا يبالي تقريباً بتدمير العراق والجرائم الجماعية التي ارتكتبها القوات البريطانية والأميركية والكتائب العسكرية الأخرى بالشعب العراقي خلال الغزو السيئ السمعة لهذا البلد.

لكن عليك الانتباه بأن لا ينتهي بنا الأمر مدافعين عن صدام حسين الذي يجب أن توضع حوله العديد من تقارير "شيلكوت"، حول جرائمه ضد الشعب العراقي ولاحقاً السنوات الثماني من حربه ضد إيران. في ذلك الوقت، وفّرت الحرب سوقاً هائلة للأسلحة بما فيها الأسلحة الكيميائية من بريطانيا، وكميات ضخمة من جميع أنواع المواد القاتلة وصلت مما يسمّى الدول العربية والغربية "الخيرية"، والتي أصفها بمثيري الشغب والقراصنة.

توني بلير وصدام حسين ليسا سوى وجهين لعملة وسخة واحدة.

لكن وبالحديث عن سوريا، دعني أذكّرك روبرت أنه منذ اليوم الأول للانتفاضة السلمية للشعب السوري، لم يتوقف بشار عن إطلاق النار على المتظاهرين مشيراً إليهم في جميع خطبه بالارهابيين.

واستمرت الانتفاضة السلمية لأكثر من ستة أشهر قبل أن تبدأ المواجهة المسلحة الحتمية.

اليوم، نحن في العام السادس.

حتى في تلك الفترة، جاءت وساطة الجامعة العربية والأمم المتحدة مع كوفي أنان ثم الأخضر الابراهيمي، في محاولة للتأسيس لحل سياسي، غير أن بشار تجنّب أي مقاربة سياسية مما أفشل جميع المبادرات.

وحتى مهمة دي ميستورا الفعلية، دعني أقول روبرت أنها مزحة ثقيلة.

إنها شبيهة بالرقص مع الذئاب، مع استمرار معزوفات "الكاتيوشا" و"السوخوي" فوق ركام المدن المدمّرة وأشلاء الأجساد الممزقة.

ثم جاء من يسمونهم في جميع أنحاء العالم "المعتدلون".

يبدو غريباً كيف أنهم سافروا بحرية من تونس والمغرب والخليج والشيشان وفرنسا، وحتى الأويغور. لقد جاؤوا من كل مكان وتمكنوا من عبور الحدود السورية.

بالطبع لا توجد حدود للجنة.

منذ عهد الطوفان، نسير في هذه الأراضي المقدسة من جنة إلى أخرى.

كم نحن محظوظون.

بالعودة إلى الجدية، أعتقد أننا بحاجة إلى تقارير "شيلكوت" إضافية.

غير أنها قد تكون مثل هذا التقرير، مملة وغير مفيدة.

نحتاج يا صديقي روبرت إلى جواب واحد عن سؤال واحد، نعم جواب واحد عن سؤال واحد.

لماذا وجدت كل تلك الجهود أو المبادرات أو الأفعال أو مهما كانت التسميات التي تطلقها عليها، لماذا وجدت فقط لإبقاء بشار في السلطة، ولم يفعل أي شيء لتجنيب الشعب السوري هذه المعاناة الهائلة وتجنيب سوريا هذا المصير الرهيب؟

لماذا؟