المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 تموز/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.july17.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت

مَا مِنْ أَحَدٍ يَنْطِقُ بِرُوحِ الله، ويُمكِنُهُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ مَحْرُوم!»؛ ولا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ رَبّ!» إِلاَّ بِالرُّوحِ القُدُس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يالاسماء اتهام لبنانيين على صلة بحزب الله في هجمات بورغاس

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/7/2016

شمعون تساءل من شبعا عن عدم افتتاح المستشفى فيها: قدمت ملفا كاملا للخارجية الأميركية وصكوك ملكية تؤكد لبنانية مزارع شبعا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون: نصرالله قيادة اسثنائية

إرتياب من “إنقلاب ناعم” على الطائف.. “الفراغ القاتل” وصولا إلى “مؤتمر تأسيسي”

ما صحة الحديث عن تحركات لمجموعات متشددة في "عين الحلوة"/خالد موسى /موقع 14 آذار

جعجع لوفد بلدية عين داره: نقف بجانبكم في رفض بناء معامل الإسمنت في البلدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أردوغان: لن نستأذن أحداً لمحاكمة الانقلابيين

تركيا.. ارتفاع عدد قتلى محاولة الانقلاب لـ 265 شخصا

هولاند: أخشى عودة تركيا للقمع بعد محاولة الانقلاب

كيري: الادعاءات بتورطنا في انقلاب تركيا "كاذبة"

سرّ نجاح أردوغان في إفشال الانقلاب

وزير الداخلية الفرنسي: منفذ اعتداء نيس اعتنق الفكر المتطرف بسرعة

غولن ينفي علاقته بالانقلاب وتركيا تطالب بتسليمه

سيطرة إيران على كامل العراق تمر عبر الموصل

وزير الداخلية الفرنسي: منفذ اعتداء نيس اعتنق الفكر المتطرف بسرعة

كازنوف أكد أن سائق شاحنة الموت تطرف بسرعة وتحدث عن صعوبة مكافحة الإرهاب

“داعش” تبنى مجزرة نيس وفرنسا تشن حملة اعتقالات

والد منفذ المجزرة: ابني كان غير متدين ويشرب الكحول ويتعاطى المخدرات وعانى من حالة اكتئاب

 أحد الجيران: بوهلال كان يقضي حاجته في كل مكان وطعن دمية ابنته ومزق الفراش

حداد في فرنسا بعد اعتداء نيس الذي تبناه تنظيم داعش

ناشطون سعوديون: إيران انتقمت من فرنسا بعد استضافتها مؤتمراً للمعارضة

اتفاق بين واشنطن وموسكو لإنقاذ الهدنة في سوريا

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إنجازات الحزب منذ حرب تموز/بول شاوول/المستقبل

ليس أنهم لا يفهمون.. بل لا يريدون أن يفهموا/محمد مشموشي/المستقبل

مقابلة مطولة وشاملة مع البروفسور فيليب سالم/ لبنان بحاجة الى رئيس مثل مانديلا/حاوره: يقظان التقي/المستقبل

الدول تتذرّع بعدم وجود قرار يعيد اللاجئين إلى أرضهم/ثريا شاهين/المستقبل

رئيس "تأسيسي/الياس الزغبي/لبنان الآن

حرتقة" السنيورة على بري أو الحريري/محمود بري /المدن

العرب وإيران.. القطيعة لا تكفي/فاروق يوسف/العرب

لماذا لا يصدر نعي رسمي للعراق/خيرالله خيرالله /العرب

الزلزال في تركيا: مسرحية أم انقلاب/طراد بن سعيد العمري/العرب

الإسلام في أزمة/أحمد عدنان/العرب

خيانة الشعب السوري لمصلحة نظام الأسد، ماذا وراءها/خلف أحمد الحبتور/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والبيانات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

فتفت: هناك طرف سياسي قوي لا يريدنا ان نعرف منفذ تفجير لبنان والمهجر ملف النفط تاخر 3 سنوات ومن يتحمل المسؤولية هو اما بري واما باسيل

باسيل تابع وضع اللبنانيين العالقين في المطارات التركية وأجرى سلسلة اتصالات لتأمين إعادتهم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت

إنجيل القدّيس متّى12/من22حتى32/:"حِينَئِذٍ قَدَّمُوا إِلى يَسُوعَ مَمْسُوسًا أَعْمَى وأَخْرَس، فَشَفَاه، حَتَّى تَكَلَّمَ وأَبْصَر. فَدَهِشَ الجُمُوعُ كُلُّهُم وقَالُوا: «لَعَلَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ دَاوُد؟». وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ لا يُخْرِجُ الشَّيَاطِيْنَ إِلاَّ بِبَعْلَ زَبُول، رئِيسِ الشَّيَاطِين». وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم فَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت. فَإِنْ كانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَان، يَكُونُ قَدِ ٱنْقَسَمَ عَلى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ وإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخْرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيْكُم. أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.

أَمْ كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً، وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد. لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر. مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي.

 

مَا مِنْ أَحَدٍ يَنْطِقُ بِرُوحِ الله، ويُمكِنُهُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ مَحْرُوم!»؛ ولا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ رَبّ!» إِلاَّ بِالرُّوحِ القُدُس

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/من01حتى11/:"يا إِخوتي : أَمَّا في شَأْنِ المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا أُريدُ أَنْ تَكُونُوا جَاهِلِين. تَعْلَمُونَ أَنَّكُم، عِنْدَمَا كُنْتُم وَثَنِيِّين، كُنْتُم تَنْقَادُونَ مُنجَرِفِينَ إِلى الأَوْثَانِ البُكْم. لِذلِكَ أُعْلِنُ لَكُم أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَنْطِقُ بِرُوحِ الله، ويُمكِنُهُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ مَحْرُوم!»؛ ولا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ رَبّ!» إِلاَّ بِالرُّوحِ القُدُس. إِنَّ المَوَاهِبَ الرُّوحِيَّةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرُّوحَ وَاحِد؛ والخِدَمَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرَّبَّ وَاحِد؛ والأَعْمَالَ القَدِيرَةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ اللهَ وَاحِد، وهوَ يَعْمَلُ في الجَمِيعِ كُلَّ شَيء. وكُلُّ وَاحِدٍ يُعْطَى مَوْهِبَةً يَتَجَلَّى الرُّوحُ فيهَا مِنْ أَجْلِ الخَيْرِ العَام. فوَاحِدٌ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَم الحِكْمَة، وآخَرُ كَلاَمَ المَعْرِفَة، وَفْقًا لِلرُّوح عَيْنِهِ؛ وآخَرُ الإِيْمَانَ في الرُّوحِ عَيْنِهِ؛ وآخَرُ مَوَاهِبَ الشِّفَاءِ في الرُّوحِ الوَاحِد؛ وآخَرُ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، وآخَرُ النُّبُوءَة، وآخَرُ تَمْييزَ الأَرْوَاح، وآخَرُ أَنْوَاعَ الأَلْسُن، وآخَرُ تَرْجَمَةَ الأَلْسُن. كُلُّ هذَا يَعْمَلُهُ الرُّوحُ الوَاحِدُ عَيْنُهُ، مُوَزِّعًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مَوَاهِبَهُ كَمَا يَشَاء".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

يالاسماء اتهام لبنانيين على صلة بحزب الله في هجمات بورغاس

المستقبل/16 تموز/16/أعلن القضاء البلغاري الجمعة، أنه أنهى التحقيق في الاعتداء الذي استهدف سياحاً إسرائيليين عام 2012 في بورغاس وأسفر عن ستة قتلى، ما يمهد لمحاكمة قريبة للمتهمين الفارين. وقالت متحدثة باسم النائب العام روميانا أرنودوفا لوكالة “فرانس برس” إن “القرار الاتهامي قدم إلى محكمة جنائية متخصصة في صوفيا”. وسيتم الإدلاء بتفاصيل عن موعد المحاكمة الاثنين المقبل الذي يصادف الذكرى الرابعة للهجوم. وستتم المحاكمة في غياب متهمين اثنين بالتواطؤ مع الشخص الذي وضع القنبلة. وأضافت المتحدثة “أنهما على لائحة الإنتربول للأشخاص الملاحقين منذ وقت طويل (…) لا نملك أي معلومة عنهما حاليا”. والمتهمان هما الأسترالي حسين حسين (32 عاما) والكندي حسن الحاج حسن (25 عاما). وقالت السلطات البلغارية إنهما مرتبطان بالجناح العسكري لتنظيم “حزب الله”. أما حامل القنبلة التي خبئت في حقيبة فقضى في الاعتداء. وأفاد المحققون أنه الفرنسي اللبناني محمد حسن الحسيني (23 عاما). يذكر انه في 18 تموز 2012، قتل خمسة سياح إسرائيليين في مطار بورغاس، بانفجار قنبلة وضعت داخل حافلة سياحية. وقتل أيضا سائق الحافلة فيما أصيب 35 آخرون.وساهمت العناصر التي توصل إليها التحقيق في قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/7/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بضع ساعات وفشلت محاولة الإنقلاب العسكري في تركيا. هي لم تكن محاولة من قيادة الجيش، وإنما كانت محاولة من مجموعة عسكرية كانت تفكر بأسلوب الستينيات أو السبعينيات، بأن الإنقلاب ينجح بتوجه دبابة إلى وزارة الدفاع وأخرى إلى مقر الإذاعة.

فالذي حصل ان الجيش لم يتحرك إلا في وجه المتمردين، وأن المعارضة لم تتحرك إلا لدعم الرئيس رجب طيب أردوغان، وان الشعب وهذا هو الأهم لم يتحرك إلا ليطارد الإنقلابيين ويطردهم من مقر التلفزيون في اسطنبول ومن عدد من الشوارع في أنقره.

ويبقى السؤال: من كان يقف وراء محاولة الإنقلاب؟.

أردوغان اتهم الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الأميركية. غير ان غولن نفى ذلك بشدة. كما ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال إن السلطات التركية لم تتقدم بطلب لتسليمها غولن لأن لا إثباتات لديها.

إذن، محاولة الإنقلاب فشلت. والسلطات التركية تعمل من أجل إعادة انتظام الحركة اليومية، بدءا من إعادة فتح مضيق البوسفور والمطارات، مع ملاحقة من تبقى من متمردين بعد إلقاء القبض على أعداد منهم، كانوا يحتلون مقر رئاسة الأركان، واعتقال قائد الجيش الثاني. واليونان تؤكد أنها ستعيد تسليم الجنود الثمانية الفارين، إلى أنقرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

"مرحبا عسكر".. تحية تقليدية يلقيها كبار الزوار، بعد استعراضهم حرس الشرف أمام القصور التركية.

"مرحبا عسكر". لكن أي عسكر بقي، وماذا حل بثاني جيوش الناتو من حيث القوة والعتاد والعقيدة؟.

انقلاب الخامس عشر من تموز، ولو لم يبزغ فجره، هز تركيا وأدخلها في مرحلة خطيرة من التشتت الداخلي والاستراتيجي. وهي ستحتاج إلى وقت طويل بعد هذه الصدمة، لإعادة ترتيب أوراقها، واستعادة الثقة بجيشها، حيث ينصب اهتمام اردوغان الآن على تنظيفه وتطهيره، وهذه أخطر تداعيات الانقلابات.

الانقلاب "اللقيط" لم يتبنه أحد، حتى أن فتح الله غولن المقيم في أميركا، أعلن تنصله منه. فمن كان وراءه: الغولانيون أم الأتاتوركيون أم الليبراليون؟، وهل فشله جاء نتيجة الحسابات الخاطئة وضياع الأهداف وتراجع بعض الضباط؟، أم انه ال"فايس تايم" FACE TIME الذي بقي يعمل رغم توقيف مواقع التواصل الاجتماعي، هو من أنقذ اردوغان بعد توجيهه رسالة إلى الشعب التركي، الذي لم يكن متحمسا على ما يبدو لهذا الانقلاب؟.

أسئلة عدة شغلت العالم منذ ساعة الصفر، وحل الارباك في مواقف الدول، فبدت في الساعات الأولى مترددة ومتريثة إلى ان اتضحت الصورة.

ماذا عن المعارضة التركية؟، لماذ لم تلتقط الاشارة، ونأت بنفسها؟. ماذا عن الأكراد الذين لم يستغلوا الظرف؟. من هو المستفيد الأول أو المستفدين مما حصل؟. وكيف سينعكس الأمر على "داعش" وعلى العلاقات التركية- الأميركية، خصوصا ان يلدريم، رئيس الحكومة التركية، طالبها بتسليم غولن، واعتبر ان أي دولة تحميه ستكون معادية؟. فرد عليه كيري بالدعوة إلى تقديم أدلة تثبت ضلوع غولن في محاولة الانقلاب، وستساعد انقرة في تحقيقاتها.

أحداث تركيا خلفت تسعين قتيلا، وألف ومئة وأربعة وخمسين جريحا، وألف وخمسمئة وثلاثة وستين معتقلا من أفراد الجيش التركي، بالاضافة إلى عزل 2745 قاضيا، ورسمت آفاقا قاتمة حول مستقبلها، فأردوغان ما قبل الخامس عشر من تموز لن يكون كما بعده، واحلام استعادة أمجاد السلطة لم يعد تحقيقها سهلا. وما بين الدولة والكيان الموازي، سيحتاج "حزب العدالة"، اذا ما استطاع الاستمرار، إلى سنوات لاصلاحِ التصدعات الكبيرة التي أصابت هيكل الدولة الأمني، العسكري والسياسي.

ليل تركيا الأحمر، جاء بعد ليل فرنسا الدامي. السلطات الأمنية الفرنسية تستمر بتحقيقاتها حول هجوم نيس. وتنظيم "داعش" يعلن تبنيه هذا العمل الارهابي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

طويلا كان ليل تركيا، حتى جلا صباحها ما لم يكن بحسبان أي من حلفاء أو خصوم رجب طيب اردوغان، ساعات كانت من خارج السياق كادت ان تزيد من خلط الأوراق المبعثرة في كل زوايا الاقليم، وإن كان العنوان انقلابا عسكريا غير متكامل الأضلاع، فإن الاطلاع على ما عاشته تركيا خلال تلك الساعات، كسرت صورة جيش قوي وحكم عتي قدم نفسه على مساحة المنطقة لاعبا فاعلا ورقما مؤثرا في أكثر المعادلات.

عادت تركيا إلى داخل حدودها ترتب تناقضاتها وتلملم جراحاتها وتعيد رسم مساراتها، وهي الحاضنة لقاعدة انجرليك الاطلسية ولأحلام بهوية أوروبية. فماذا بعد ليل الجمعة- السبت الطويل؟، وماذا عن كل فتائل التفجير المتصلة بساعات الحكم التركي؟، وماذا عن خاصرته الأوروبية وجبهته السورية وعقدته الكردية؟، ماذا عن علاقة السياسة بالعسكر وعن السجون المفتوحة على شتى الرتب والأسماء، خصوصا بعد تصريحات التنظيف والتبييض التي عاد بها الرئيس اردوغان؟، من انقلب على من ومن حسم لمصلحة من؟.

أسئلة يبدو ان الاجابة عليها، تحتاج إلى بعض إن لم نقل إلى كثير من الوقت. أما الوقت الذي يحمل كل اجابة بكل وضوح، فهو ذاك النصر الممتد إلى يومنا منذ تموز 2006. بين جنباته شعلة ما استطاع ان يطمرها بين الركام، عدو صهيوني. ولن يستطيع محو بريقها، حقد تكفيري، أو قمر اصطناعي. شعلة اسمها "المنار" وعلى اسمها يبقى للخبر مذاق قناة كل لبناني وفلسطيني ومستضعف ومحروم. قناة حيث يكون الحق تكون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

محاولة الانقلاب في الليل، أسقطتها تطورات النهار. فالمحاولة التي قامت بها بعض القوى العسكرية في تركيا، لم تعش فعليا أكثر من ثلاث ساعات. فشل المحاولة يعود إلى سببين رئيسيين: تأييد الشارع لاردوغان وانتفاضته لحماية النظام، وعدم تجاوب القيادات العسكرية الكبرى مع الانقلابيين، علما ان المحاولة الانقلابية لم تزل إلى الآن يتيمة، اذ لم يتم تبنيها من أي قوى سياسية، كما ان مختلف القوى الكبرى أدانتها.

تزامنا، لا تزال فرنسا تلملم آثار مجزرة نيس. والجديد تبني تنظيم "الدولة الاسلامية" الاعتداء، الذي اعتبره وزير الداخلية الفرنسي من نوع جديد، ويثبت الصعوبة القصوى لمكافحة الارهاب.

محليا، الملفات القديمة- الجديدة تراوح مكانها، بدءا برئاسة الجمهورية مرورا بقانون الانتخاب وصولا إلى النفط. والمراهنة تتركز على جلسات هيئة الحوار في الثاني والثالث والرابع من آب المقبل. فهل تكون المراهنة في محلها هذه المرة، أم ان الثلاثية الحوارية ستكون محطة جديدة للتأجيل والتسويف؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إنه الانقلاب الخامس في تركيا كمال أتاتورك، والأول في دولة اردوغان. لكنه الانقلاب الأول الفاشل في بلد لم يقرأ عسكريوه التبدلات والتحولات، من سقوط العلمانية إلى صعود الأسلمة، في دولة كانت في ما مضى امبراطورية حكمت العالمين العربي والاسلامي. وسيطرت على أجزاء واسعة من أوروبا، فانتهت مع نهاية الحرب العالمية الأولى، نهاية رجل مريض. وتفتتت وتوزعت بين سايكس بيكو وروسيا. واحتلها الانكليز واليونانيون والفرنسيون والروس. وتجرأ عليها الأكراد، وانتفض عليها الأرمن.

فجاء اتاتورك من سخاريا واسكي شهير وديار بكر وسيفان وازمير وبورصة وطرابزون، وأعمل السيف في رقاب مئات الالاف، وكسر ومزق معاهدة سيفر، وفرض نفسه، ولملم فتات الأرض وشتات الشعب وخلع السلطان، وألغى الخلافة وأعلن الجمهورية وفرض العلمانية. فكانت تركيا اليوم التي اقتبست دستورها عن الفرنسيين والسويسريين. واعتمدت الحرف اللاتيني بدل العربي. ولبست القبعة بدل الطربوش. وأقدمت على ما لم يخطر ببال مسلم في العالم ان يقدم عليه: تلاوة الآذان والقرآن بالتركية، وبقرار من اتاتورك، ومن خالف كان الاعدام بانتظاره.

جاء اردوغان العام 2002، وبدأ رحلة العودة المعاكسة إلى مشروع أنور وطلعت وجمال الذين سقطوا جميعا برصاص مغاوير ارمن اصطادوهم في عواصم أوروبا، التي لجأوا اليها بعد انتهاء الحرب وانكشاف حجم الابادة الارمنية.

العسكر، حارس العلمانية، لم يستطع كسر مشروع الاخوانية مثلما حصل في مصر مع محمد مرسي. هناك نزل الجيش إلى الشارع واطاح بمرسي، ووجد بيئة شعبية حاضنة. وفي تركيا نزل الجيش فوجد نفسه في مواجهة الشعب الذي التف حول اردوغان وخذل العسكر.

الإعلام الذي لطالما حاربه اردوغان، خاف سوء العاقبة وشبح العسكر، فوقف "مكره أخاك لا بطل"، مع اردوغان. أما المفاجأة الكبرى فكانت في موقف الأكراد الذين فضلوا السييء على الاسوأ، أي اردوغان على العسكر. ويعرفون ان معاناتهم الحقيقية كانت ولا تزال مع العقيدة العسكرية التركية، التي ترفض أية قومية غير التركية، وتحارب أي اتنية حتى ولو كانت مسلمة.

العطب الأساسي كان في مجموعة الانقلاب، التي اقتصرت رتب قادتها على ضباط من رتبة عقيد في جيش عماده الجنرالات المدججين بالنياشين والأوسمة. في وقت كان رئيس الأركان المقرب من اردوغان يرفض الاستسلام، وكانت المخابرات تقاتل والقوات الخاصة تدافع عن نفسها، والشرطة والدرك كلها في جيب اردوغان.

فشل الانقلاب وحصل انقلاب على الانقلاب، بفضل الناس الذين استثمر فيهم اردوغان اقتصادا وسياحة وصناعة وفرص عمل. وباختصار اشتغل اردوغان دينا ودنيا. ولعل العبارة الأكثر دلالة وتعبيرا التي توجه بها اردوغان إلى الجيش التركي فجر اليوم من مطار اتاتورك، وتحت صورته، هي التالية: "انتم جيش محمد". كلامه يذكر بصدام حسين الذي وقبل سقوطه عدل في العلم العراقي ووضع في وسطه النداء الأقدس عند المسلمين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بعيدا من وباء التحليلات التي صارت تسبق الوقائع، يمكن تسجيل المعطيات التالية: تركيا أسقطت الانقلاب، اردوغان ما زال في السلطة، الانقلابيون تشتتوا بين قتلى ومعتقلين وبين من لا يزالون يقاتلون في بعض الجيوب.

السلطان اردوغان يعلن: هذه الانتفاضة هي هدية من الله لنا، لأنها ستكون سببا في تطهير جيشنا. وأكد بعد أقل من 24 ساعة على الانقلاب وفشله، ستبدأ الأسئلة من واشنطن إلى طهران مرورا بموسكو: ماذا بعد سقوط الانقلاب؟، وهل سيتخذ أردوغان من ما حدث ذريعة لاحكام قبضة حديدية على تركيا؟.

في انتظار الأجوبة، فإن العالم ما زال تحت وطأة الارهاب الذي ضرب فرنسا مجددا، خصوصا ان تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن العملية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

عسكر على مين؟. صدق من قال إن شبه رئيس اسمه بشار الأسد واجه إرادة شعبه بالدبابات وبراميل الموت، في حين أن رجب طيب أردوغان واجه دبابات الانقلاب بإرادة شعبه وناخبيه.

هو الحد الفاصل بين الديمقراطية وبين الديكتاتورية، بين احترام إرادة الناس والناخبين، وبين قتل الناس لإجبارها على الانصياع لحكم الجزمة العسكرية.

الانقلاب الخامس في تركيا كان فشله إشارة إلى أن زمن العسكر بات إلى أفول في الشرق الأوسط، وأن المستقبل لصناديق الاقتراع وارادة الناس مهما طغى الطغاة وتجبروا.

الرئيس سعد الحريري بارك للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والشعب التركي، على انتصار المسار الديموقراطي على الحركة الانقلابية العسكرية.

وفي لبنان، ينزل غدا أهالي العرقوب ليرفعوا صوت الإرادة الشعبية، مطالبين بفتح مستشفى شبعا ووقف موت الشبان على الطريق إلى مستشفيات في مناطق بعيدة، بعد تعطيله من قبل "حزب الله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

انقلاب الليل محاه الفجر. والآمال التي رسمتها ساعات المساء المتأخرة، سرعان ما بددتها ساعات الصباح.

محاولة الانقلاب الخامسة التي شهدتها تركيا، لم تكن وليدة اللحظة، فتاريخ البلاد مثقل بالانقلابات، من أيام سلاطين الباب العالي إلى حكم الديكتاتور الحالي. محاولة الانقلاب على أردوغان لم تكن مفاجئة، فهو مذ تسلم مقاليد الحكم نصب نفسه سلطانا على أمجاد إمبراطورية آفلة. فصل الدستور على مقاسه. استغل المناصب التي تولاها للمكاسب. تقمص دور الغستابو، فحارب حتى الصحافة، لاحقها في المحاكم، وزج بحرية الرأي في السجون. وفي ساعة الحشر كشف عن وجهه المراوغ، وخص محطة CNN التركية المعارضة، بأول ظهور علني بالتزامن مع الانقلاب، بعدما كان يهدد بإغلاقها.

صحيح أن محاولة الانقلاب بدأت عند بوابتي البوسفور، لكن أردوغان كان ينتظر على ضفة النهر، وفي جعبته خطة جاهزة أعدها سلفا، لإطاحة كل من يراه عائقا أمام إمساكه الكلي بمفاصل الجمهورية، لإحكام السيطرة على الأمن والقضاء، بعدما سيطر على مجلسي النواب والوزراء. وهو ما يفسر حملة الاعتقالات الواسعة التي شنها في الساعات الماضية. فإضافة إلى لائحة من ألف ضابط أعدها لإطاحتهم، أمر باعتقال ألفين وثمانمئة وتسعة وثلاثين عسكريا، وعزل ألفين وسبعمئة وخمسة وأربعين قاضيا، إضافة إلى كف يد عشرات القضاة من المحكمة العليا، فما شأن القضاء في انقلاب العسكر؟.

كان أردوغان في سباق مع الوقت لتنفيذ مخططه، فأمر الجيش بدخول سوريا، رفض الجيش أحبط حركته وكبل خطته، فحث الخطى للارتماء في الحضن الإسرائيلي. وفي محاولة لامتصاص المعارضة من جهة والنقمة الأميركية من جهة أخرى، أصدر مواقف ثبت أنها لم تكن سوى فقاقيع سياسية، من محاباته لبقاء الأسد، فاعتذاره إلى روسيا، إلى الإيعاز لرئيس وزرائه بتفجير قنبلة صوتية عبر المطالبة بعلاقات طبيعية مع سوريا والعراق.

الانقلاب العسكري الفاشل، استغله أردوغان لتحقيق انقلابه الناعم، بلا عناء ومن دون أن يرتدي قفازات. ومن مفاعيله أن رجب ستطيب له الإقامة في الحضن الإسرائيلي، وسيبتعد أكثر فأكثر عن الأميركي. وفي الحرب الصامتة بين الأميركيين والإسرائيليين، أصبح أردوغان كلاعب النرد، رمى حجارته على رقعة البيت الأبيض وسارع إلى اتهام فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ سبعة عشر عاما، بالوقوف وراء الانقلاب. وهو في اتهامه إنما يوجه الأصابع إلى واشنطن، مهددا بلسان رئيس مجلس وزرائه بما حرفيته: إن أي دولة تقف إلى جانب غولن لن تكون صديقة وسنعتبرها معادية وفي حال حرب معها وأول الغيث قطع الكهرباء عن قاعدة أنجرليك العسكرية قبل إعلان إغلاقها.

أحبط الإنقلاب، ربح أردوغان، وخسرت تركيا الذاهبة إلى التقسيم، والآتي أعظم.

 

شمعون تساءل من شبعا عن عدم افتتاح المستشفى فيها: قدمت ملفا كاملا للخارجية الأميركية وصكوك ملكية تؤكد لبنانية مزارع شبعا

السبت 16 تموز 2016/وطنية - زار رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، والوفد المرافق، في إطار جولته التفقدية لمناطق جنوبية، مركز منسقية حاصبيا ومرجعيون في تيار "المستقبل" في بلدة شبعا، وكان في استقباله المنسق العام للتيار في حاصبيا ومرجعيون عبدالله عبدالله واعضاء من المنسقية، رئيس دائرة الأوقاف في حاصبيا ومرجعيون الشيخ جهاد حمد، حشد من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات منطقتي شبعا والعرقوب. بعد النشيد الوطني، ألقى عبدالله كلمة ترحيبية بالنائب شمعون والوفد المرافق، فقال: "هذه المنطقة المعطاءة والمحبة والمخلصة والوفية للدولة ولمؤسساتها بقيت على مر الزمن محافظة على شرعيتها وإخلاصها للوطن". أضاف "زيارتكم اليوم تعطي أملا بأننا على خط واحد مستقيم هو مشروع الدولة، وزيارتكم اليوم إلى هنا، عربون وفاء لهذه المنطقة، وليس غريبا عليكم سعادة النائب أنكم تأتون إلى الجنوب وتصلون إلى الحدود للتعبير عن مدى شرعية الأراضي الحدودية".

وتابع "ولكن همنا الأساسي يبقى مطالبة الدولة الغائبة عن هموم أهالي المنطقة، التي يعاني شعبها المقهور والمحروم من كل مقومات الحياة، لم يعد نستطيع تحمل كل هذا الغبن ولا التعامل مع أهلنا بمنطق المكيالين. فلا شبابنا تعين في القوى الأمنية ولا يسمح لهم بالوصول إلى مراكز في الإدارات الرسمية، ولا ضيعنا تم تأهيلها وإعطاؤها حقها في الإنماء". وأردف "لا نريد أن نحملكم في أول زيارة كل العبء المحمول على أكتافنا، ولكن نعلم أنكم أهل للمساعدة ونقل الصوت، غدا سعادة النائب سيكون لنا وقفة اعتصام أمام مستشفى شبعا، لكي يصل الصوت إلى من لا يريد أن يسمع، مستشفى شبعا منذ العام 2009 وهو مقفل وتم بناؤه وتجهيزه في أحدث التصاميم وأهم التجهيزات والبناء، ولغاية اليوم المستشفى مقفل". وإذ طلب من النائب شمعون "رفع الصوت والمطالبة معنا في حقنا المشروع بفتح المستشفى لأبناء المنطقة المحرومة" قال: غير مسموح أن تكون الدولة مقصرة في التقديمات وعندما تتبرع الدول للمساعدة يتم تعطيل المشاريع ومحاصصتها، بئس هكذا دولة وبئس مسؤوليها، لا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك طفح الكيل المستشفى للأحياء وليس للأموات".

شمعون

بعدها، سأل شمعون في كلمته عن "السبب وراء عدم افتتاح مستشفى شبعا حتى اليوم؟ واذا لم يكن هناك من إمكانيات لماذا تمت الموافقة على بنائه اصلا؟ والدولة لماذا لا تأخذ بعين الاعتبار حاجة هذه المنطقة للمستشفى؟" واعدا بان "يحرك هذا الموضوع مع الجهات المعنية، ولا سيما الصديق الوزير وائل ابو فاعور". وأكد ان "مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي لبنانية"، فقال: "في احدى زياراتي الى الولايات المتحدة الأميركية، قدمت ملفا كاملا لوزارة الخارجية الأميركية وصكوك ملكية تؤكد لبنانية مزارع شبعا". بعدها، تسلم شمعون درعا تذكارية من عبدالله. الى ذلك قام شمعون، بجولة في مناطق مرجعيون وحاصبيا والعرقوب، التقى خلالها فاعليات دينية وبلدية، واطلع على اوضاع هذه المناطق وهمومها وشجونها، كما ووضع اكليلا من الزهر عند بولفار الرئيس كميل شمعون في جديدة مرجعيون.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون: نصرالله قيادة اسثنائية

جنوبية/16 تموز/16/أكدّ الجنرال ميشال عون في حدث لقناة الميادين أنّ “السيد حسن نصرالله هو قيادة استثنائية رفيعة، وقوة لا تعرف الوهن ولا تستكين.”. وأشار أنّه تلقى عدة رسائل تهديد وترغيب لتغيير موقفه من المقاومة خلال الحرب، او على الأقل لخفض الصوت الذي كان على ما يبدو يزعجهم كثيراً.

 

إرتياب من “إنقلاب ناعم” على الطائف.. “الفراغ القاتل” وصولا إلى “مؤتمر تأسيسي”

الراي/17 تموز/16/إنهمكت بيروت في عملية رصْد دقيق لمغازي وتداعيات ضرب “داعش” للمرة الثانية في أقلّ من ثمانية أشهر في فرنسا ، من خلف ظهر “حال الطوارئ” المستمرة منذ اعتداءات 30 تشرين الثاني 2015 في باريس ، كما لارتدادات “الهزّة” التي تعرّض لها حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،الذي تقع بلاده عند نقطة تقاطُع جيو – سياسية بالغة الأهمية تجعلها من الأكثر تأثيراً وتأثُّراً بالعديد من الملفات الساخنة في المنطقة، ولا سيما الحرب السورية ، ومن الأكثر ثقلاً في رسْم التوازنات الإقليمية.

ولم تتأخر دوائر سياسية في بيروت في “إسقاط” هذين الحدَثين على الواقع اللبناني انطلاقاً من نقطتين:

– الاولى، ان لبنان استعاد بقوة في الفترة الاخيرة هاجس الهجمات الإرهابية ، وتحديداً منذ التفجيرات الإنتحارية في بلدة القاع البقاعية (قبل 20 يوماً)، وسط ارتفاع وتيرة المخاوف من مخططات خطيرة قد تنطلق من أحد المخيمات الفلسطينية (عين الحلوة – صيدا).

– اما الثانية، فسياسية وترتكز على المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد في ظل الفراغ المتمادي في رئاسة الجمهورية والذي يتشابك في جوانبه الأساسية مع الاشتباك في المنطقة ولا سيما بين السعودية وايران، كما يخفي داخلياً في طياته محاولة لـ”انقلاب ناعم” من “حزب الله” وحلفائه على اتفاق الطائف لمصلحة إما “أعراف” جديدة في الحكم تفرّغ الطائف من مضمونه- وهو ما تعنيه بالنسبة الى خصوم الحزب “السلة المتكاملة” للحلّ التي يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري – وإما أخْذ البلاد الى “الفراغ القاتل” المحكوم بموعد الإنتخابات النيابية المقبلة في أيار 2017 وما يعنيه ذلك من خطر الانزلاق نحو “مؤتمر تأسيسي” ينسف النظام الحالي برمّته. وبدا ان الانشغال بالأحداث المفصليّة خارجياً، شكّل فسحةً للقوى السياسية لـ”التقاط أنفاسها” قبل انطلاق أسبوعٍ سيشهد جلستين لمجلس الوزراء، واحدة مخصصة لاستكمال مناقشة الوضع المالي والثانية عادية لبحث بنود عدة بينها ملفات خلافية أرجئت من الجلسة السابقة، وسط خشية دوائر سياسية من ارتفاع وتيرة التباين حيال الملفات ما يستدعي “ترحيلها” تفادياً لتفجير الحكومة التي تبقى آخر المؤسسات العاملة ولو بالحدّ الأدنى الذي يحول دون إعلان لبنان “دولة فاشلة”.

 

ما صحة الحديث عن تحركات لمجموعات متشددة في "عين الحلوة"؟

خالد موسى /موقع 14 آذار/16 تموز16/عاد أمن مخيم عين الحلوة الى الضوء مجدداً، بعد الحديث عن تقارير أمنية حول مخططات لبعض الجماعات المتشددة داخل المخيم على علاقة مع جماعات إرهابية متشددة في سوريا، للسيطرة عليه والقيام بأعمال مخلة بالأمن في خارجه انطلاقاً منه.

هذه المعلومات إضافة الى الأحداث الأمنية الأخيرة التي جرت في مخيمي عين الحلوة والمية مية والمحاولات لربطها ببعضها من أجل إستغلالها تنفيذا لبعض الأجندات الخارجية التي تريد اللعب بأمن لبنان انطلاقاً من المخيمات وإحداث فتنة بين المخيمات والجوار اللبناني، دفعت الى عقد إجتماع طارئ في ثكنة محمد زغيب - صيدا بين رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد خضر حمود ووفد من "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" في لبنان برئاسة قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، بحسب ما كشفت عنه مصادر أمنية فلسطينية في حديث لموقع "14 آذار".

الأوضاع هادئة

في هذا السياق، أكد قائد "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، لموقع "14 آذار" أن "الاوضاع هادئة في مخيمات الجنوب ولا صحة للمعلومات التي تداولتها وسائل الاعلام عن دخول غرباء الى مخيم عين الحلوة أو أي تحركات للجماعات المتشددة داخل المخيم"، مشددا على أن "المخيم يعيش هدوءاً تاما بالتنسيق بيننا وبين الجيش اللبناني المنتشر على مداخله".

موجودون ونراقب كل شيء

وطمأن الجوار اللبناني و"أهلنا في المخيم الى أن ما يحكى على الإعلام بشأن أمن المخيم هي مجرد دعايات وأقوال مغرضة، ونحن موجودون على الأرض ونراقب كل شيء وهذا الكلام الذي يقال عن تحركات ومخططات تفجير وسيطرة على المخيم لا أساس لها من الصحة "، مشيراً الى أن "اللقاء مع العميد حمود كان جيد جداً، وتحدثنا بإسهاب عن كل شيء، ونحن نطمأن بأن لا تفجيرات ولا تحركات داخل عين الحلوة وخارج المخيم".

الأمن ممسوك وجيد جداً

وأشار الى أن "الصحافة اللبنانية دائماً تصوب على المخيم وأهالي المخيمات الفلسطينية لغاية في نفس يعقوب، ولا يهمها ما يمكن أن تشكله كتابة مثل هذه الأخبار على المخيم وأهله"، مشدداً على أن "الأمن في المخيم ممسوك وجيد جداً، وجميع القوى الفلسطينية داخل المخيم يد واحدة وهي تتحمل المسؤولية كاملة في هذا الأمر، إن كان فصائل منظمة التحرير والجماعات الإسلامية والتحالف وأنصار الله، فجميع القوى يد واحدة للحفاظ على أمن شعبنا ونسائنا وأطفالنا في المخيمات، ولن نرضى أن يهجر نسائنا وأطفالنا وبناتنا ويجلسون تحت الشجر أو في مكان خارج المخيم، وهذا الأمر لن نسمح به على الإطلاق".

ولفت أبو عرب إلى أن "مسؤول الساحة اللبنانية في حركة "فتح" اللواء عزام الاحمد آت الى لبنان للقاء المسؤولين والبحث في تحصين المخيمات، وتخريج دورة عسكرية لفتح في "معسكر الرئيس ياسر عرفات" في 17 الجاري في مخيم الرشيدية".

الإرتياح لأداء القوة االفلسطينية

من جهته، يؤكد قائد "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة" في لبنان اللواء منير المقدح لموقعنا، أن "الإجتماع مع العميد حمود كان إيجابي جداً، ومخابرات الجيش مرتاحون لأداء القوة الأمنية المشتركة داخل المخيمات"، مشيراً الى أن "ما يرد اليوم عن أمن المخيم في العديد من وسائل الإعلام والصحف لا أساس له من الصحة داخل المخيمات، وأوجه دعوة لكل الإعلاميين الى زيارة المخيم ورؤية واقعه والأمن كيف داخل المخيم".وشدد المقدح على أنه "لم يعد مسموحا العودة الى الوراء، لا لأي شخص ولا لأي مجموعة، أن يفكر بأخذ المخيم لأي جهة، فنحن في سفينة يمنع على أحد إختراقها "، لافتاً الى أنه "لدينا القوة داخل المخيم التي تسمح بالمحافظة على أمننا وأمن الجوار".

 

جعجع لوفد بلدية عين داره: نقف بجانبكم في رفض بناء معامل الإسمنت في البلدة

السبت 16 تموز 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وفدا من بلدية عين داره برئاسة فؤاد هيدموس والمختار انطوان بدر، في حضور منسق منطقة عاليه كمال خيرالله. اثر اللقاء، قال جعجع: "بدلا من ان يكون لقاؤنا اليوم لتهنئة عين داره بمجلسها البلدي الجديد تركز اجتماعنا على معمل الإسمنت المزمع انشاؤه في خراج البلدة".  وأعلن ان "بلدية عين داره ترفض الإنشاءات الصناعية والتي للأسف منحت وزارة الصناعة التراخيص لها بالرغم من عدم موافقة أهالي البلدة على هذا الأمر، والذي تمثل بالاستفتاء الذي طلبته وزارة الصناعة من البلدية السابقة".

وقال: "على الرغم من إجماع الأهالي على الرفض، وموقف البلدية الجديدة الداعم للأهالي، تخطت الوزارة قرار "العين داريين" وأعطت الرخصة بإنشاء المصنع. إنطلاقا من هنا، لا يجوز القيام بأي إنشاءات أو وضع معدات ولو على الأملاك الخاصة، في حال عدم الحصول على رخصة إنشاءات من البلدية التي ستتحمل مسؤوليتها في هذا الخصوص". وأكد "الوقوف بجانب أهالي عين داره الممثلين ببلديتهم ومخاتيرهم ويرفضون بناء هذه المعامل المزمع إنشاؤها في خراج بلدتهم"، وانتقد "الاستدعاءات لبعض المسؤولين من رئيس البلدية ونائبه والأعضاء والمخاتير الى القضاء بسبب رفضهم بناء معامل إسمنت في خراج بلدتهم، في الوقت الذي من ضمن مسؤوليتهم التعبير عن آراء ناخبيهم وممارسة صلاحياتهم في هذا المجال". واستغرب "سرعة القضاء في التحرك حين ادعى شخص على رئيس بلدية عين داره بتهمة غير واضحة المعالم وهي قدح وذم وإثارة النعرات الطائفية وضرب الوحدة الوطنية"، وسأل: "هل رفض إنشاء معامل الإسمنت هو ضربة للوحدة الوطنية؟" وذكر بدعوى القوات ضد المؤسسة اللبنانية للارسال "التي لم يصدر بها الحكم البدائي ولو بعد ثماني سنوات"، مؤكدا أن "هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق". وختم: "نناشد وزير العدل ولو أنه في حكم الإستقالة ومدعي عام التمييز وضع اليد على هذا الموضوع لأنه من غير المقبول استدعاء مسؤولين رسميين منتخبين لمجرد إدعاء ورقي عليهم من قبل أحدهم، وندعو النائب الأول التمييزي الى ايقاف هذه العملية بأكملها لأنه أمر مرفوض ولن نقبل به، ونناشد وزير الصناعة إعادة النظر بقراره على خلفية عدم موافقة أهالي عين داره على هذا القرار، ونتمنى على البلدية الإستمرار في التعبير عن رأي أهالي البلدة بالشكل الذي تراه مناسبا، ولو أنها ليست بحاجة الى المناشدة، ونقف بجانبها في هذا الموضوع".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أردوغان: لن نستأذن أحداً لمحاكمة الانقلابيين

السبت 11 شوال 1437هـ - 16 يوليو 2016م/العربية.نت/قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، إنه لن يستأذن من أحد لمحاكمة الانقلابيين، وسنقوم بتطهير البلاد من الانقلابيين، وسنلاحقهم في منازلهم وأينما كانوا. وأضاف أردوغان خلال كلمة ألقاها في تجمع جماهيري في منطقة كيسيكلي في إسطنبول "لن نسمح لـ"الكيان الموازي" بتقسيم الدولة الواحدة"، واعدا الأتراك أن البلاد ستخرج بأسرع وقت من هذه الأزمة. وقال الرئيس التركي أمام حشد من أنصاره يهتفون مطالبين بتطبيق عقوبة الإعدام، إن مثل هذه المطالب قد تبحث في البرلمان بعد محاولة انقلاب نفذتها مجموعة داخل الجيش مساء أمس، وأدت لمقتل 161 شخصا على الأقل. وتابع أن محاولة الانقلاب نفذتها قلة بالجيش. وبدا الرئيس التركي هادئا وعلت وجهه ابتسامة، وكان يرفع إبهامه أمام أنصاره علامة على الانتصار بين الحين والآخر. وأضاف "الجيش جيشنا وليس للهيكل الموازي. أنا القائد الأعلى"، مشيرا إلى شبكة يقودها خصمه اللدود فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي يتهمه بالتحريض على الانقلاب وعلى محاولات سابقة للإطاحة به. ودعا أردوغان السبت الولايات المتحدة إلى تسليم الداعية فتح الله غولن الذي يحمله مسؤولية محاولة الانقلاب مساء الجمعة. وقال أردوغان أمام آلاف من أنصاره "على الولايات المتحدة أن تسلم هذا الشخص"، في إشارة إلى غولن الذي يقيم في بنسلفانيا ونفى أي ضلوع له في محاولة الانقلاب. وبعيد وصوله ليل الجمعة السبت إلى مطار اسطنبول للإمساك مجددا بزمام الأمور، سارع الرئيس التركي إلى اتهام غولن وحركته بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، في حين دانها الداعية بـ"أشد العبارات" نافيا علاقته بها.

 

تركيا.. ارتفاع عدد قتلى محاولة الانقلاب لـ 265 شخصا

الأحد 12 شوال 1437هـ - 17 يوليو 2016م/اسطنبول – رويترز/قال مسؤول تركي اليوم السبت إن عدد قتلى الانقلاب الفاشل في تركيا ارتفع إلى 265. وأضاف المسؤول أن من بين القتلى 104 من مؤيدي الانقلاب و161 غالبيتهم من المدنيين والشرطة.

وحاولت مجموعة من العسكريين باستخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر الإطاحة بالحكومة مساء أمس.

 

هولاند: أخشى عودة تركيا للقمع بعد محاولة الانقلاب

السبت 11 شوال 1437هـ - 16 يوليو 2016م/باريس – رويترز/قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند السبت إنه يتوقع أن تعود تركيا إلى فترة القمع في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي نفذته بعض العناصر بالجيش هناك. وسحقت القوات الموالية للحكومة التركية على الأرجح بقايا محاولة الانقلاب العسكري الذي تداعى بعد أن استجابت الحشود لنداء الرئيس التركي طيب إردوغان بالنزول إلى الشوارع. وقال هولاند بعد زيارة مركز إدارة الأزمات بوزارة الخارجية الفرنسية "سنرى ما الذي سيكون عليه الوضع في تركيا. إذا استعاد رئيسها السيطرة التامة على زمام الأمور واعتقد أن هذا هو الحال فسوف نشهد فترة من الهدوء الكبير ولكن سيكون هناك على الأرجح قمع". وأضاف "أتصور أنه سيكون لزاما على عدد معين من العسكريين أن يردوا على تساؤلات حول ما فعلوه وما لم يفعلوه". وكان وزير الخارجية جان مارك أيرو قال في وقت سابق إنه يأمل في أن تصمد الديمقراطية في تركيا بعد محاولة الانقلاب. وأضاف في بيان "أظهر الشعب التركي نضجا وشجاعة كبيرين بدفاعه عن مؤسساته". وقال البيان "تأمل فرنسا أن يعود الهدوء بسرعة. وتأمل أن تخرج الديمقراطية التركية معززة من هذا الاختبار وأن يتم احترام الحريات الأساسية بشكل كامل".

 

كيري: الادعاءات بتورطنا في انقلاب تركيا "كاذبة"

الأحد 12 شوال 1437هـ - 17 يوليو 2016م/لوكسمبورغ – رويترز/أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم السبت أن الادعاءات بتورط واشنطن في الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا تضر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان إن كيري حث تركيا على ضبط النفس واحترام سيادة القانون خلال تحقيقاتها في هذه المؤامرة. وأردف قائلا "لقد أوضح أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم المساعدة للسلطات التركية التي تباشر هذا التحقيق ولكن التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تماما وتضر بالعلاقات الثنائية بيننا".

 

سرّ نجاح أردوغان في إفشال الانقلاب

السبت 11 شوال 1437هـ - 16 يوليو 2016م/إذا انتهى الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان من أمر المحاولة الانقلابية عليه وبقي في منصبه، عليه من الآن فصاعداً أن يلهج ليلاً ونهاراً بعبارات الشكر والتقدير والامتنان لوسائل الإعلام المستقلة التي اتخذ أردوغان في السنوات الماضية حيالها موقف العداوة الضارية، ولمواقع التواصل الاجتماعي التي سعى للتضييق على حرية إبحار الشعب التركي في فضائها. نعم، فمن ساعد أردوغان وحكومته في البقاء في السلطة أو العودة إليها هو الإعلام المستقل ومواقع التواصل الاجتماعي التي لعبت دوراً كبيراً في إظهار أنهما يسيطران على الأوضاع. ولو كان اردوغان قد نجح في مساعيه لإسكات الإعلام المستقل وإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، ما كان ومساعدوه سيمكنهم إيصال رسائلهم المصوّرة إلى الشعب التركي وإلى العالم الخارجي، وما كانوا سينجحون في دفع أنصارهم وأعضاء حزبهم بالنزول إلى الشارع ومواجهة القوات الانقلابية، فمن أُولى الخطوات التي اتخذها الانقلابيون احتلال محطة الإذاعة والتلفزيون الحكومية وبثّ بياناتهم عبرها، لكنّ الإعلام المستقلّ ومواقع التواصل الاجتماعي كان لها الدور الحاسم في دحر محاولة الانقلاب، وهذا ما اعترف به ضمنياً رئيس الوزراء بن علي يلدريم في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل ظهر أمس، إذ قدّم الشكر لوسائل الإعلام عن موقفها. والواقع ان هذه الوسائل لم تعبّر عن موقف مؤيد أو معارض وإنما هي غطّت الأحداث بمهنيّة، وفي هذا بالذات تكمن قوة الإعلام، وبخاصة الإعلام المستقل، وهو أمر لم يكن يدركه أردوغان، ولا أظنّ أنه سيدركه لاحقاً لينتهج سياسة جديدة حيال الإعلام المستقل في بلاده ومن مواقع التواصل الاجتماعي، مختلفة عن سياسة الهيمنة والتسلّط التي اتبعها منذ أن كان رئيسا للوزراء ثم جعلها تنفلت من العقال مع جلوسه على كرسيّ الرئاسة في قصره السلطاني الجديد الذي فاق في فخامته قصور سلاطين بني عثمان! حقبة حكم أردوغان هي من أكثر الحقب سوءاً في تاريخ الإعلام التركي المستقل، وتكفي الإشارة إلى وجود العديد من الصحفيين الأتراك الآن في السجن أو في المعتقل انتظاراً للمحاكمة عن "جريمة" واحدة هي انتقاد سياسات أردوغان وتغطية أحداث البلاد بمهنية بما يكشف حقائق لا يرغب أردوغان وحكومته بالكشف عنها، وبالذات في ما خصّ الحرب ضد القومية التركية وعلاقة نظام أردوغان بمنظمات الإسلام السياسي الإرهابية، كداعش والنصرة، والسياسات الخارجية الخاطئة لأردوغان وحكومته. وفي التقارير السنوية للجنة حماية الصحفيين في نيويورك (CPJ) ظلّت تركيا، إلى جانب الصين وإيران، تحتل مكان الصدارة في قائمة الدول التي يوجد فيها أكبر عدد من الصحفيين المعتقلين، وفي العام 2012 مثلاً تجاوز عدد الصحفيين المعتقلين في تركيا نظراءهم في الدول الأخرى الأكثر قمعاً للحريات، مثل الصين وإيران، إذ بلغ عددهم 42 صحفياً، بينما بلغ في الصين، التي يبلغ عدد سكانها 20 ضعفاً عدد سكان تركيا، 27 صحفياً في العام نفسه.الدرس التركي هذا هو درس برسمنا هنا في العراق.. على الحكومة وسائر مؤسسات الدولة أن تُدرك ما سيتعيّن على الرئيس التركي إدراكه الآن، وهو أنَّ الإعلام المستقلّ دعامة قوية وضمانة أكيدة للديمقراطية، أمّا الإعلام الحكوميّ فليس إلّا مضيعة للوقت والمال العام.

 

وزير الداخلية الفرنسي: منفذ اعتداء نيس اعتنق الفكر المتطرف بسرعة

السبت 16 تموز 2016 /وطنية - أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف اليوم، ان منفذ اعتداء نيس الذي اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه "اعتنق الفكر المتطرف بسرعة كبيرة على ما يبدو"، وتحدث عن "اعتداء من نوع جديد يؤكد الصعوبة القصوى لمكافحة الارهاب".وكرر كازنوف القول ان التونسي محمد لحويج بوهلال الذي قتل 84 شخصا بشاحنته مساء الخميس، "لم يكن معروفا لدى اجهزة الاستخبارات"، مشيرا الى ان "افرادا يتأثرون برسالة داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) باتوا ينفذون اعمالا بالغة العنف من دون ان يكونوا قد شاركوا في معارك او تلقوا تدريبات بالضرورة".

 

غولن ينفي علاقته بالانقلاب وتركيا تطالب بتسليمه

السبت 11 شوال 1437هـ - 16 يوليو 2016م/نيويورك - فرانس برس/طالبت تركيا أميركا بتسليمها فتح الله غولن، الذي تتهمه بتدبير الانقلاب العسكري، الذي أفشلته الحكومة التركية أمس، وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديرم إن الدولة التي تمتنع عن تسليم الداعية "فتح الله غولن" الذي يتزعّم منظمة إرهابية لن تكون صديقةً لبلاده، مشيراً إلى أنه سيتمّ بحث إعادة عقوبة الإعدام بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة ليل 15 يوليو/تموز. من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم السبت إنه لم يتلق أي طلب بتسليم رجل الدين التركي المعارض فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ أعوام.

وقالت الحكومة التركية إن أتباع غولن الذي يعيش في منفاه الاختياري هم من يقفون وراء محاولة الانقلاب، التي نفذتها مجموعة من الجيش الليلة الماضية. وفي نفس السياق أكد فتح الله غولن، خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عدم علاقته بالانقلاب في تركيا، في بيان مقتضب أصدره قبيل منتصف ليل الجمعة. وقال غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة "من المسيء كثيرا بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، أن أتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة"، مضيفا "أنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات". وتابع غولن في بيانه "أندد بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب العسكري في تركيا"، مؤكدا أنه "ينبغي الفوز بالحكم من خلال عملية انتخابية حرة وعادلة". وجاء في البيان "أدعو الله من أجل تركيا، من أجل المواطنين الأتراك، ومن أجل جميع الموجودين حاليا في تركيا، أن تتم تسوية هذا الوضع بصورة سلمية وسريعة".

وكان أردوغان اتهم الداعية المقيم منذ 1999 في منطقة جبلية بولاية بنسلفانيا شمال شرقي الولايات المتحدة بالوقوف خلف الانقلاب. وغولن حليف سابق لأردوغان ويدير من الولايات المتحدة شبكة من المدارس والمنظمات غير الحكومية والشركات تحت اسم "خدمة"، وقد أصبح الخصم الأول للرئيس التركي منذ فضيحة فساد كشفت في أواخر عام 2013. ومنذ ذاك، يتهم أردوغان غولن بإنشاء "دولة موازية" للإطاحة به، وهو ما ينفيه أنصار الداعية. هذا وظهر الرئيس التركي بين مؤيدين ومناصرين له فجر السبت وخاطبهم، قائلاً إن ما حدث من محاولة انقلاب على السلطة في تركيا هو عمل فاشل ضد الديمقراطية، وإنها إهانة للديمقراطية واستهانة بالشعب. وأكد أنه باقٍ في الشارع والميادين، مطالباً الناس بالاستمرار في التظاهر. وقال "سنحاسب كل من كان وراء محاولة الانقلاب".

 

سيطرة إيران على كامل العراق تمر عبر الموصل

العرب/نُشر في 17/07/2016/بغداد - حذر رئيس الحشد الوطني ومحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي من خطورة مشاركة فصائل شيعية ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران أو تدين لها بالولاء في المعركة المرتقبة لتحرير الموصل، مشددا على أن ذلك قد يفتح الباب لأن تكون الموصل، مركز المحافظة وثاني أكبر مدن العراق، ولاية فارسية، وهو ما لن يقبل به أهلها وستكون عواقبه وخيمة على العراق بأكمله . وتعتبر معركة الموصل المعركة الحاسمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وتأخذ يوما بعد يوم زخما أكبر في ظل تنافس محلي وإقليمي ودولي على المدينة الاستراتيجية. وتبدي إيران اندفاعة قوية لوضع يدها على الموصل عبر الميليشيات التي تدعمها، لأنها تدرك جيدا أن وقوع عاصمة محافظة نينوى بين يديها يعني وضع العراق بكامله تحت السيطرة. وهو ما يفسر التصريحات النارية لقيادات الميليشيات الموالية لها، والتي ذهبت حدّ التلويح بالقضاء على أيّ صوت يرفض انخراطها في المعركة. كما لا تخفي تركيا أيضا رغبتها في فرض نفوذها هي الأخرى على المدينة عبر دعم الحشد الوطني في هذه المعركة. وشدد النجيفي من القاهرة بالقول “إذا تمكنت إيران من أن يكون لها نفوذ بالمدينة، تكون بذلك قد هيمنت على كل العراق، ولن تكون أيّ منطقة أخرى بالبلاد خارج النفوذ الإيراني”. وقال “الجميع بالموصل لديه مخاوف كبيرة من أن وجود أيّ جهة لها علاقات بإيران، وتحديدا الجهات المرتبطة مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني خلال عملية التحرير، قد تعمل على امتداد وبسط النفوذ الإيراني بالمدينة”. وأضاف “لن يقبل أحد أن تكون الموصل ولاية فارسية.. هذا مرفوض تماما.. الموصل منطقة عربية يغلب عليها المذهب السني.. ووجود أيّ طرف قد يهدد هذا الوضع سيثير الكثير من المشاكل مع أهل المدينة وستكون عواقب ذلك وخيمة خاصة في ظل وقوع الأهالي تحت ضغط الحملات الإعلامية لداعش وما يقدمه لهم من مواد تدعم تخوفاتهم”. وتابع النجيفي محذرا “قد يدفع هذا الوضع بعض الأهالي بالمحافظة لعدم التعاون مع الجيش العراقي والأجهزة الرسمية مثلما حدث وقت سقوط الموصل بيد داعش”.

واستنكر النجيفي، في هذا الإطار، طرح البعض أن الموصل تمثل حاضنة قوية للوجود والفكر الداعشي وذلك لكونها أول مدينة تسقط بيد التنظيم الإرهابي منتصف عام 2014، وقال “أهالي الموصل ليسوا متعاونين أو متآمرين مع داعش، ولكن كان هناك وضع سياسي غير مقبول لدى الأهالي في تلك المرحلة فضلا عن استيائهم من بعض تصرفات الجيش حينها.. أما اليوم فالأهالي لديهم أمل في حاضر ومستقبل أفضل وأغلبهم يريد الخلاص من داعش”. وذكرت مصادر من داخل المدينة أن هناك حالة ارتباك كبيرة في صفوف التنظيم، يعززها شعور بالخوف من تمرد المواطنين في الداخل. وقال رأفت الزراري، مدير “شبكة إعلاميو نينوى”، نقلا عن مصادر من داخل الموصل، “أغلب سكان المدينة باتوا قاب قوسين أو أدنى من كسر جميع قوانين التنظيم”، مشيرا إلى “التحول المثير لمناصري التنظيم الذين بدأوا بحلق لحاهم وقاموا يشيعون عبارة (لقد خدعتنا الدولة الإسلامية، اتضح لنا الآن الحق من الباطل.. إننا كنا مخدوعين)”. ولفت الزراري، إلى أن “المناصرين يحاولون بذلك كسب استعطاف عامة الناس قبل فوات الأوان، وخوفا من أن يصبحوا بعد تحرير مدينة الموصل من قبل القوات العراقية في دائرة الاتهام”.وكان مجهولون قد قاموا بحرق مقرّين للتنظيم في مركز حمام العليل (30 كلم جنوب الموصل). واتسعت ظاهرة هرب عناصر وقيادات التنظيم في شتى مناطق سيطرته في نينوى. ويقدر المحافظ السابق أثيل النجيفي “عدد مقاتلي داعش الموجودين بالمدينة بما يتراوح ما بين 6000 و7000 مقاتل أغلبهم من العراقيين ونسبة قليلة جدا من المقاتلين الأجانب”. وأعرب النجيفي عن تخوفه من تعرض الأهالي بالموصل خاصة العائلات والعشائر التي ينتمي إليها بعض مقاتلي داعش لعقاب جماعي كما حدث بالفلوجة. وطالب الحكومة بالعمل على “كسب ثقة أهالي الموصل ودعمهم وإعطائهم الأمل في المستقبل والتأكيد على وجود دور سياسي نشط وفاعل لهم بمناطقهم وعدم تكرار سيناريوهات الإقصاء والتهميش لهم التي مارستها حكومات سابقة بحقهم”، معربا عن ثقته بأن مثل تلك التطمينات قد تدفع وتشجع أهالي الموصل على الانتفاضة وبأعداد كبيرة ضد مقاتلي داعش وتحرير المدينة من الداخل خاصة وأن عدد الأهالي يفوق جدا عدد مقاتلي داعش وقدرتهم على المواجهة. وبدأت القوات العراقية قبل أكثر من 3 أشهر حملة عسكرية، انطلاقا من قضاء مخمور جنوب شرق الموصل، لاستعادة تلك المناطق من داعش والزحف نحو المدينة. كما فتحت القوات جبهة جديدة قبل أسابيع، بالهجوم على معاقل التنظيم شمال محافظة صلاح الدين، والتي تشكل الحدود الجنوبية لنينوى. وحققت تلك القوات تقدّما سريعا حتى بلغت قاعدة القيارة الجوية واستعادتها الأسبوع الماضي من داعش، وتنوي بغداد استخدام القاعدة كمنطلق لمهاجمة معاقل التنظيم المتشدد في الموصل، بحسب تصريحات لمسؤولين عراقيين.

 

وزير الداخلية الفرنسي: منفذ اعتداء نيس اعتنق الفكر المتطرف بسرعة

السبت 16 تموز 2016 /وطنية - أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف اليوم، ان منفذ اعتداء نيس الذي اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه "اعتنق الفكر المتطرف بسرعة كبيرة على ما يبدو"، وتحدث عن "اعتداء من نوع جديد يؤكد الصعوبة القصوى لمكافحة الارهاب".وكرر كازنوف القول ان التونسي محمد لحويج بوهلال الذي قتل 84 شخصا بشاحنته مساء الخميس، "لم يكن معروفا لدى اجهزة الاستخبارات"، مشيرا الى ان "افرادا يتأثرون برسالة داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) باتوا ينفذون اعمالا بالغة العنف من دون ان يكونوا قد شاركوا في معارك او تلقوا تدريبات بالضرورة".

 

كازنوف أكد أن سائق شاحنة الموت تطرف بسرعة وتحدث عن صعوبة مكافحة الإرهاب

“داعش” تبنى مجزرة نيس وفرنسا تشن حملة اعتقالات

والد منفذ المجزرة: ابني كان غير متدين ويشرب الكحول ويتعاطى المخدرات وعانى من حالة اكتئاب

أحد الجيران: بوهلال كان يقضي حاجته في كل مكان وطعن دمية ابنته ومزق الفراش

باريس – وكالات:/17 تموز/16/بدأت فرنسا، أمس، حداداً يستمر لثلاثة أيام بعد اعتداء نيس الدامي الذي أوقع  84 قتيلاً بينهم عشرة اطفال وتبناه تنظيم “داعش” الإرهابي، واعتقل على خلفيته أربعة أشخاص. وتتواصل في فرنسا التجمعات التضامنية مع الضحايا كما تم تنظيم دقيقة صمت ظهر أمس في عموم البلاد. في هذه الاثناء، يواصل المحققون العمل على فهم دوافع وطريقة تحرك محمد لحويج بوهلال الذي قال رئيس الوزراء مانويل فالس إنه “لا شك ارهابي على صلة بالاسلام المتطرف بشكل او بآخر”. من جهته، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أن منفذ اعتداء نيس الذي اعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عنه، “اعتنق الفكر المتطرف بسرعة كبيرة على ما يبدو” وتحدث عن “اعتداء من نوع جديد” “يؤكد الصعوبة القصوى لمكافحة الارهاب”. وكرر كازنوف القول إن التونسي محمد لحويج بوهلال الذي قتل 84 شخصا بشاحنته، “لم يكن معروفا لدى أجهزة الاستخبارات لانه لم يلفت اليه الانظار في السنوات السابقة، سواء من خلال الاحكام او من خلال نشاطه، او اعتناق الايديولوجية الاسلامية المتطرفة”. وأشار إلى أن “افرادا يتأثرون برسالة داعش باتوا ينفذون أعمالا بالغة العنف من دون أن يكونوا قد شاركوا في معارك أو تلقوا تدريبات بالضرورة”. وأضاف إن طريقة تنفيذ العملية جديدة أيضا، و”لم يحصل استخدام للسلاح الثقيل او المتفجرات، وبالتالي، فان الصدمة الناجمة عن الطريقة التي استخدمت لارتكاب هذه الجريمة البالغة العنف قد تسببت بصدمة عميقة لدى الفرنسيين، وتثبت لنا في الوقت نفسه صعوبة التصدي للارهاب”.

في المقابل، تبنى تنظيم “داعش”، أمس، الاعتداء، حيث ذكرت وكالة “أعماق” التابعة له إن “منفذ عملية الدهس في نيس بفرنسا هو أحد جنود داعش”، مشيرة إلى أنه “نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل داعش”.

وفي وقت لاحق، أكدت اذاعة “البيان” أن “جنديا من داعش” نفذ العملية “النوعية” باستعمال “شاحنة كبيرة لدهس رعايا فرنسا الصليبية”. وهددت الاذاعة، الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي ينفذ غارات جوية ضد المتطرفين في سورية والعراق منذ صيف 2014، بمواصلة الهجمات.

إلى ذلك، أعلن مصدر قضائي، عن توقيف أربعة أشخاص هم رهن التحقيق لمعرفة صلتهم بمنفذ الإعتداء الذي لا تزال زوجته السابقة موقوفة منذ أول من أمس. وفي تونس، قال محمد منذر لحويج، والد منفذ الهجوم الذي قتل برصاص الشرطة بعد الاعتداء، في مساكن شرق تونس، إن ابنه لم يكن متدينا، وفي بداية العام 2000، “واجه مشكلات وأصيب بانهيار عصبي فبات متشنجا وكان يبكي ويحطم كل ما يجده أمامه”. وروى أن العائلة عرضت ابنه على طبيب وصف له أدوية لأزمته النفسية، واصفا ابنه بأنه كان “دائما وحيدا ومكتئبا” يتجنب الكلام.

وأشار إلى أن عائلته في تونس فقدت الاتصال به منذ مغادرته الى فرنسا ولم يكن قادرا على اعطاء تاريخ لسفر ابنه الى فرنسا، قائلاً “عندما غادر الى فرنسا انقطعت اخباره عنا”. ولفت إلى أنه لم يكن لدى ابنه “اي علاقة بالدين”، مضيفا “لم يكن يصلي ولا يصوم وكان يشرب الكحول حتى انه كان يتعاطى المخدرات”، مضيفاً “نحن أيضا صدمنا لما حدث”. وأكد الوالد أنه “لم يكن على علاقة جيدة” بزوجته السابقة وهي فرنسية من أصل تونسي. وتحدث جار سابق له في مبنى كان يعيش فيه مع زوجته قبل أن يرحل قبل 18 شهرا، عن عدم اتزانه، قائلاً “عندما انفصل عن زوجته كان يقضي حاجته في كل مكان، وطعن دمية ابنته بالسكين، ومزق الفراش”، مضيفاً إن زوجته طلبت الطلاق منه “اثر مشاجرة عنيفة”. وكان ثلاثون الف شخص متجمعين لمشاهدة الالعاب النارية بمناسبة العيد الوطني “يوم الباستيل” عندما انقضت الشاحنة على الحشد ودهست الناس تحت عجلاتها الضخمة على مدى كيلومترين.

وقتل عشرة من الأطفال والفتية وفق مولنس الذي توقع ارتفاع الحصيلة نظراً لوجود 52 جريحا في حالة حرجة “بين الحياة والموت” من أصل مئتين وجريحين. وبين القتلى 17 اجنبيا على الأقل، بينهم ثلاثة ألمان واميركيان وثلاثة تونسيين وثلاثة جزائريين. وعقد الرئيس فرنسوا هولاند، أمس، اجتماعا ثانيا لمجلس الدفاع قبل اجتماع للحكومة، وكان أعلن تمديدا لثلاثة أشهر لحال الطوارئ التي أعلنت بعد اعتداءات 13 نوفمبر 2015 لتسهيل عمليات المداهمة ووضع المشتبه بهم قيد الاقامة الجبرية.

 

حداد في فرنسا بعد اعتداء نيس الذي تبناه تنظيم داعش

العرب/نُشر في 16/07/2016]/نيس (فرنسا)- بدأت فرنسا السبت حدادا يستمر لثلاثة ايام بعد اعتداء نيس الذي اوقع 84 قتيلا على الاقل بينهم عشرة اطفال وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. وتتواصل في فرنسا التجمعات التضامنية مع الضحايا على ان يتم تنظيم دقيقة صمت ظهر الاثنين في عموم البلاد.

وفي هذه الاثناء، يواصل المحققون العمل على فهم دوافع وطريقة تحرك محمد لحويج بوهلال الذي قال رئيس الوزراء مانويل فالس انه "لا شك ارهابي على صلة بالاسلام المتطرف بشكل او بآخر". وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية السبت الاعتداء. وقالت وكالة "اعماق" التابعة له ان "منفذ عملية الدهس في نيس بفرنسا هو احد جنود الدولة الاسلامية"، مشيرة الى انه "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل الدولة الاسلامية". وفي وقت لاحق، اكدت اذاعة "البيان" ان "جنديا من الدولة الاسلامية" نفذ العملية التي وصفتها بـ"النوعية" باستعمال "شاحنة كبيرة لدهس رعايا فرنسا الصليبية". وهددت الاذاعة الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي ينفذ غارات جوية ضد الجهاديين في سوريا والعراق منذ صيف 2014، بمواصلة الهجمات. وكان المدعي العام الفرنسي المكلف بمكافحة الارهاب فرنسوا مولنس قال في وقت سابق ان الاعتداء يمثل استجابة "للنداءات المتكررة للقتل التي تطلقها المنظمات الجهادية".

لكنه اضاف ان منفذ الاعتداء الذي كان يعمل سائقا ويواجه قضية طلاق "لم يكن معروفا على الاطلاق لدى اجهزة الاستخبارات ولم يتم استحداث ملف له او حتى اشارة الى اعتناقه التطرف"، ولكنه كان معروفا لقضايا تتعلق "بالتهديد والعنف والسرقة ومخالفات ارتكبها بين 2010 و2016".

ويهدد تنظيم الدولة الاسلامية باستمرار فرنسا بالانتقام لمشاركتها في التحالف الدولي الذي يحاربه في سوريا والعراق. وقال جيران الرجل البالغ من العمر 31 عاما والاب لثلاثة اولاد انهم لم يعرفوا عنه تدينه ولكنه كان قليل الكلام وعنيفا لا سيما مع زوجته السابقة، لا بل غير متزن.

وافاد السبت مصدر قضائي عن توقيف اربعة اشخاص هم رهن التحقيق لمعرفة صلتهم بمنفذ الاعتداء الذي لا تزال زوجته السابقة موقوفة منذ الجمعة. وقال محمد منذر لحويج، والد التونسي الذي قتل برصاص الشرطة بعد الاعتداء، في مساكن بشرق تونس ان ابنه لم يكن متدينا. وفي بداية العام 2000، "واجه مشكلات واصيب بانهيار عصبي فبات متشنجا وكان يبكي ويحطم كل ما يجده امامه". وتحدث جار سابق له في مبنى كان يعيش فيه مع زوجته قبل ان يرحل قبل 18 شهرا، عن عدم اتزانه. وقال "عندما انفصل عن زوجته كان يقضي حاجته في كل مكان، وطعن دمية ابنته بالسكين، ومزق الفراش". واضاف ان زوجته طلبت الطلاق منه "اثر مشاجرة عنيفة". وعثر المحققون في شاحنة التبريد التي تزن 19 طنا على مسدسين وعلى اسلحة مزيفة. وكان ثلاثون الف شخص متجمعين لمشاهدة الالعاب النارية بمناسبة العيد الوطني عندما انقضت الشاحنة على الحشد في الحادية عشرة مساء الخميس ودهست الناس تحت عجلاتها الضخمة على مدى كيلومترين. وقتل عشرة من الاطفال والفتية وفق مولنس الذي توقع ارتفاع الحصيلة نظرا لوجود 52 جريحا في حالة حرجة "بين الحياة والموت" من اصل مئتين وجريحين. وبين القتلى 17 اجنبيا على الاقل بينهم ثلاثة المان واميركيان وثلاثة تونسيين وثلاثة جزائريين.

وقال الرئيس فرنسوا هولاند "لم ننته بعد من الارهاب"، بعد ان ارتفعت حصيلة قتلى الاعتداءات في فرنسا الى 231 قتيلا ومئات الجرحى خلال 18 شهرا. ويعقد هولاند السبت اجتماعا ثانيا لمجلس الدفاع قبل اجتماع للحكومة. وكان اعلن تمديدا لثلاثة اشهر لحال الطوارىء التي اعلنت بعد اعتداءات 13 نوفمبر لتسهيل عمليات المداهمة ووضع المشتبه بهم قيد الاقامة الجبرية.

 

ناشطون سعوديون: إيران انتقمت من فرنسا بعد استضافتها مؤتمراً للمعارضة

السياسة/17 تموز/16/وجه ناشطون سعوديون الاتهامات إلى إيران بالوقوف وراء هجوم نيس، مشيرين إلى «غضب وامتعاض» طهران من باريس، بسبب استضافتها مؤتمرًا للمعارضة الإيرانية في 9 يوليو الجاري، بمشاركة سعودية. وذكرت مواقع إلكترونية، أمس، أن المغردين السعودين ربطوا في سلسلة تغريدات على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي بين هذا «الغضب» الإيراني بشأن مؤتمر المعارضة وهجوم نيس، معتبرين أن طهران قد تكون مسؤولة عنه. وشهد هاشتاغ «إيران تدعم الإرهاب بفرنساً» تفاعلاً كبيراً، حيث قال المغردون إن «حقيقة إيران انكشفت، بعد احتضانها قيادات (تنظيمي) القاعدة وداعش، والآن تنتقم من دعم فرنسا للمعارضة». وقال أحد الناشطين في الحملة، «لا استبعد تماماً أن هجوم نيس الإرهابي ما هو إلا رد إيراني على مؤتمر المعارضة الإيرانية»، فيما اعتبر آخر أن «الدليل على ذلك هو أن السائق التونسي كان يصرخ الله أكبر بالإيراني». من جهته، قال ناشط آخر «وأخيراً.. إيران تصدر الإرهاب للعالم بعد إنهاء تصديره في الشرق الأوسط»، فيما تساءلت مغردة تدعى مريم، قائلة «ما عمري سمعت أن إيران تضررت من الإرهاب، ليش ؟ لماذا». -

 

اتفاق بين واشنطن وموسكو لإنقاذ الهدنة في سوريا

العرب/نُشر في 16/07/2016]/موسكو- أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف الجمعة انهما اتفقا على "اجراءات ملموسة" لانقاذ الهدنة ومحاربة الجماعات الجهادية في سوريا دون الكشف عن تفاصيل الاتفاق. وبعد 12 ساعة من المحادثات الماراثونية، قال الوزيران انهما توصلا الى اتفاق، لكن كيري أكد انه لن يتم الكشف عن تفاصيله لافساح المجال امام مواصلة "العمل بهدوء" من اجل السلام. وقال كيري "أحرص على التأكيد انه رغم ان هذه الاجراءات لا تستند على الثقة، الا انها تحدد مسؤوليات متتابعة معينة على جميع اطراف النزاع الالتزام بها بهدف وقف القصف الاعمى الذي يقوم به نظام الاسد وتكثيف جهودنا ضد (جبهة) النصرة". وتابع "كل منا يعرف تماما ما عليه القيام به". وكان كيري يتحدث لصحافيين والى جانبه لافروف، وقال ان تطبيق الاجراءات "بحسن نية" سيجعل من "الممكن المساعدة في تثبيت وقف الاعمال القتالية والحد بشكل كبير من العنف والمساعدة في خلق مساحة لانتقال سياسي ذي صدقية يتم التفاوض بشأنه". وافادت تقارير قبل وصول كيري الى موسكو انه سيعرض على الروس توحيد جهود البلدين لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة معا، لكن روسيا لم تبد حماسة للعرض على ما يبدو. وتطالب الولايات المتحدة موسكو بالضغط على حليفها الرئيس بشار الاسد لوقف غاراته وانهاء هجماته على المدنيين وفصائل المعارضة المعتدلة. وشارك كيري ولافروف الجمعة على هامش الزيارة، في مراسم لتكريم ضحايا اعتداء نيس الفرنسية الذي قتل فيه 84 شخصا، فزارا السفارة الفرنسية في موسكو ووضعا الزهور ووقعا كتاب التعازي.

كما بدآ محادثاتهما الجمعة بدقيقة صمت حدادا على ارواح ضحايا الاعتداء الذي اعتبره الرئيس الاميركي باراك اوباما "مأسويا ومروعا"، فيما أكد كيري على اهمية قيام جبهة موحدة ضد التطرف. ويحرص المسؤولون الاميركيون على عدم وصف المحادثات الروسية الاميركية بالفرصة الاخيرة للدبلوماسية لحل نزاع دام مستمر منذ اكثر من خمس سنوات، لكنهم حذروا من ان الوقت ينفد. وتلقي واشنطن بالمسؤولية في فشل عملية السلام على عدم التزام النظام السوري بالهدنة وتنامي نشاط جبهة النصرة الاسلامية المتشددة. وقال مسؤول اميركي "اذا لم نتمكن من التوصل الى حل للمشكلتين، سنكون في مكان مختلف تماما، والحقيقة ان الوقت هنا قصير". ولا مؤشر في دمشق على ان الاسد يشعر بأي ضغط للموافقة على محادثات حول حكومة جديدة، وهي المرحلة التي يفترض ان تلي تثبيت العمل بالهدنة. وكان الاسد سئل في مقابلة مع محطة "ان بي سي نيوز" الاميركية الخميس عما اذا تحدث اليه يوما "وزير الخارجية لافروف او الرئيس بوتين عن عملية الانتقال السياسي، عن حلول يوم تتركون فيه السلطة"، فاجاب "لم يحدث أبدا". وقال "وحده الشعب السوري يحدد من يكون الرئيس، ومتى يصبح رئيسا ومتى يرحل. إنهم لم يقولوا كلمة واحدة في ما يتعلق بهذا الأمر". ودعت روسيا وواشنطن ومجموعة الاتصال حول سوريا التي تضم 22 دولة الى وقف لاطلاق النار في كافة انحاء سوريا ومناقشة "انتقال سياسي" في محادثات جنيف. وتم التوصل في فبراير الماضي لوقف لاطلاق النار لا يشمل تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة. لكنه انهار وسط استمرار المعارك الشرسة. وحث الموفد الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس روسيا والولايات المتحدة على العمل لاستئناف المحادثات الشهر المقبل. وقال لافروف الجمعة ان الجانبين يرغبان في ان يكثف الموفد الخاص للامم المتحدة "عمله ويقدم اقتراحات ملموسة من اجل انتقال سياسي واصلاحات سياسية لجميع الاطراف في سوريا".

وتنفذ روسيا منذ اكتوبر 2015 حملة قصف جوي مكثفة دعما لنظام الاسد في سوريا تستهدف الجهاديين كل الفصائل المعارضة، الامر الذي تنتقده واشنطن التي تقود بدورها تحالفا دوليا ينفذ غارات جوية على الجهاديين في سوريا والعراق منذ صيف 2014.

واندلعت الحرب في سوريا عام 2011 عندما قمعت قوات النظام السوري تظاهرات مناهضة للحكومة، وما لبثت ان تطورت الامور الى نزاع دام تفاقم واودى بحياة اكثر من 280 الف شخص. واتخذت جهود وقف الحرب منحى اكثر الحاحا مع تصاعد نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية الذي استولى على مساحات واسعة من سوريا والعراق في منتصف 2014.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إنجازات الحزب منذ حرب تموز

بول شاوول/المستقبل/17 تموز/16

انها الذكرى التي يحييها «حزب الله» لانتصاره الإلهي على اسرائيل مع صحافته «الكانتونية». في 12 تموز 2006، اجتاز مقاتلون من الحزب المذكور الخط الأزرق، وخطفوا جنديين اسرائيليين. قبل ذلك بأسابيع طمأن السيد حسن نصرالله على طاولة الحوار اللبنانيين بأن «صيفهم» سيكون «برداً وسلاماً وزهوراً» بالنسبة إليهم، وللسياح،.... والأمن. قالها «بثقة» متفائلة! لكن، ربما، كان وراء كلامه ما يوحي «التضليل» أو غيره. التضليل اذا كان يدري أو لا يدري، أو اذا كان لا يدري ويدري. لكن في الحالين، فالمسألة ليست أصلاً منوطة به. ولا بقيادته الميليشيوية. وانما بإيران. وهذه الأخيرة لا يهمها ما قال «أمينها» العام أو امناؤه الخصوصيون... لأن فرمانها سينفذ. أمر يومي من آخر الدنيا. وهكذا صار. وعلى قولة أبي تمام «السيف أصدق إنباءً من الكُتب». فلا «أنباء» حسن نصرالله تحققت ولا أماني اللبنانيين أو مخاوفهم أخذت بالاعتبار. إذاً، «ويك عنتر أقدم» فأقدم عنتر. لكن السيد حسن وقع في تنبؤ آخر أفدح، هذه المرة، عن نيات اسرائيل: «اطمئنوا لن يكون رد الفعل خطراً». هذا بعد عمليته التي حملت شعار «تحرير سمير القنطار» كبداية، هنا بدا السيد حسن وكأنه يمتلك معلومات مسبقة تفيد أن الظروف غير مواتية لإسرائيل للقيام بعملية كبيرة! لكن، فعلتها اسرائيل. جاءتها «الحُجة» على طبق من فضة إيران، أو على سجادة عجمية من سجاداتها. فإسرائيل شهدت طبعاً في 2005 تفجر ثورة الأرز. (ومثلها حزب سليماني) كما انها راقبت بداية نهوض اقتصادي مع حكومة فؤاد السنيورة. («حزب الله« مثلها). إذاً الفرصة مواتية بالنسبة لإسرائيل ومشفوعة إعلامياً ودولياً وداخلياً ببطاقة دفاع عن نفسها، إزاء اختراق الحزب الخط الأزرق. انه دفاع من جهة بني صهيون ليصبح «دفاعاً» بطولياً ضد العدوان الاسرائيلي. إذاً بات ذلك عند الاثنين، ربما بالتراضي، أو بلقاء النقيضين، تعويماً الواحد للآخر، لكن على حساب لبنان وشعبه: فالاثنان في موقعي الدفاع... ولبنان طبعاً الضحية.

فإذا كان حزب الملالي، قفز فوق كل شيء، الدولة والحكومة والناس ومجلس النواب واتخذ قراراً منفرداً بالحرب، فيعني انه لا يقيم وزناً لأحد. (انا لبنان ولبنان أنا) وانه فوق الجميع (ما عدا طبعاً سقوف ولاية الفقيه!) والمنطق يقول ان اسرائيل كإيران يزعجها ازدهار لبنان وقوة اقتصاده، وتماسك ناسه.. وهنا العامل المشترك. فلا الحزب يبالي لما قد يتعرض له لبنان ولا اسرائيل ضنينة بذلك. رائع! فلنشغل آلتنا العسكرية إلى اقصاها، ونقصف وندمر كل ما هو قائم في لبنان، الجسور، المدارس، الكهرباء، الطرقات، المصانع، المنازل، ونهجر أهل الجنوب... تهجيراً. ابتُلي لبنان إذاً بعمالة «حزب الله« التي استجلبت اسرائيل لتنشر الخراب: «سنعيد لبنان إلى العصر الحجري». هكذا نجح بعض القادة الصهاينة. (لكن هذا يصب عند «حزب الله« الحجري أو البرونزي، أو الخشبي). انه الدمار الشامل: تكاليف ما بعد الحرب بالمليارات. والضحايا بين قتيل وجريح 3470 لبنانياً معظمهم مدني.

[ دفاع الحزب

اما على جبهة الحزب، فهناك دفاع لا هجوم، أي لم يعلن حسن نصرالله انه سيحرر مزارع شبعا. لا! ولا أي منطقة يمكن أن يعتبرها محتلة. فهذا لم يرد في أي خطاب من خطبه، ولا في اعلام مرتزقته. إذاً استدرَج العدو إلى داخل أرضه ليدافع عنها! فيا للعبقرية العسكرية. فالذي يتجاوز الخط الأزرق يعني انه بدأ بالهجوم. لكن اكتشفنا انه بدأ. واكتفى بالدفاع. فهل دافع فعلاً عن الجنوب الذي تغلغل فيه الجيش الاسرائيلي؟ هل تمكن من ردع اسرائيل عن إحداث الخراب، والتهجير؟ لا! هل منع الطيران الاسرائيلي من قصف المنشآت الحيوية؟ لا! إذاً ماذا فعل إذا كان لا يقدر على رد ولو جزء مما تحدثه اسرائيل في البلد. لا شيء من هذا. دافع بكل بساطة عن مقاتليه. (فلا تمكّن من حماية المدنيين الجنوبيين ولا ممتلكاتهم!) سواء كانوا في الانفاق على عمق امتار من التحصينات أو على الأرض. بل هل تمكن مثلاً من حماية مقاتليه فقط. لا غير! وجردة الضحايا تتكلم بالأرقام. هل تمكن من فرض معادلة التوازن في التخريب ما دام لم يختر الهجوم ولم يهدف إلى التحرير؟ لا! فإسرائيل تكبدت 70 قتيلاً (كما قال السيد حسن نفسه) وتكبد لبنان 2000 قتيل: البون شاسع بالنسبة للمُدافع والمُهاجم: فالأخير عادة يخسر من الجنود والمقاتلين أكثر من الأول: حدث العكس ربما للمرة الأولى في تكتيكات الحروب! (أليس هذا السبب انتصر؟).

[ إسرائيل

وتحس وسط هذه الفوضى التي احدثتها قوى خارجية: اسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى وكأن لبنان غير معني حتى بما يتعرض له، وانّ الدولة تبخرت، وتشَظّت. لكن الأمر المفاجئ ان العنصر اللبناني الذي كانت له الفاعلية السياسية والديبلوماسية هي الحكومة برئاسة السنيورة التي وصفها الرئيس بري بحكومة «الديبلوماسية المقاومة!». البصيص الوحيد تجسد في تماسك بعض الحكومة، وسعيها بكل ما اوتيت من علاقات عربية وخارجية ان تحد من حجم الخراب، وان تحافظ على ما تبقى من مقومات المؤسسات. وهنا المقاومة الحقيقية! المقاومة اللبنانية المدنية التي انتصبت وسط بابل السلاح والموت والدمار لتقول «لا» لما ارتكبه الحزب ولا لما تقترفه اسرائيل، وما قد ينشأ من هذين الانتهاكين من احتمال تدمير الدولة والمس باتفاق الطائف وبالدستور... باعتبار ان العدو يمكن ان يكون قد وضع في حساباته، قيام الحزب بانقلاب داخلي بعد نهاية العدوان تحت شعار «الانتصار«! كل هذه الاحتمالات كانت تقض مضاجع الحكومة اللبنانية التي رأت انها اذا عجزت عن منع حزب بني فارس من الاستفراد بقرار الحرب، فلتحاول تطويق مفاعيله... السلبية.

وبين بداية حرب استجلاب اسرائيل وما نتج عن ذلك، فرُغ الجنوب من ناسه. فلا ملاجئ. ولا مخابئ. كما التي بناها الحزب لمقاتليه. (أي حزب هذا يعلن حرباً ولا يؤمن ما يحمي الناس! فهؤلاء مكشوفون، والحزب في المتاريس الجوفية! وهنا كانت الوحدة اللبنانية التي لم تكن اسرائيل راضية عنها ولا إيران: فتح كل اللبنانيين من كل الطوائف والملل وفي كل لبنان، منازلهم، ومدارسهم، وجوامعهم وكنائسهم لاهلم النازحين من الجنوب. كانت لحظة رائعة توحي ان مخطط الحزب لتصديع العلاقة بين اللبنانيين عبر نزعته الكانتونية التقسيمية قد فشلت، وإن لحين!

[ رداً على ثورة الأرز

لكن ما يمكن لحظه، وكما أشرنا في بداية المقالة، انه ربما كان من أسباب اقدام الحزب على هذه الحرب، (بصرف النظر عن الأغراض السياسية الأخرى) الرد على ثورة الأرز وما نتج عنها وما صنعها من وحدة وطنية جامعة من خلال تظاهراتها المليونية، وهذا ما لم نجد له مثيلاً في تاريخ لبنان. انها معركة الاستقلال الشعبية الثانية بعد معركة الاستقلال «النخبوية» في الاربعينات... أكثر، ان ما جمع هؤلاء المنتفضين مبادئ (وبديهيات) كانت قد طُمست في عهد الوصاية الأسدية، الأمر الذي ارعب الحزب: عودة الدولة والسيادة (والاستقلال) والديموقراطية وتحرير الشارع من قمع الوصايتين الإيرانية والسورية و»لبنان أولاً» ولأول مرة رفرف العلم اللبناني عالياً فوق كل الأعلام المستوردة والتمسك بعروبة لبنان وبدستوره (الطائف) وقيام سلطة وطنية يمنحها الشعب شرعيتها... من دون أن ننسى الأهم: 1) تحقيق العدالة وكشف قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في 14 آذار، وتعزيز القوة الدولية في الجنوب...

كل هذه الشعارات التي ارتفعت وهُتف بها، وسار الناس في أثرها تعتبر رداً كبيراً على مشاريع «حزب الله«! وعلى سلاحه وعلى هيمنته وعلى عمالته لإيران ضمن مشروعها العدواني «الهلال الفارسي الصهيوني» . إذاً، من السبل التي اعتبرها الحزب ناجعة هو افتعال حرب تغيرت شعاراتها من «تحرير القنطار» إلى «الحرب الاستباقية» إلى صد المشاريع الشرق أوسطية... والحفاظ طبعاً على سلاح المقاومة التي انتهت بنهاية ما سمي التحرير: وهو تحرير غريب عجيب لا نظير له في كل حركات التحرير العالمية: حرروا الجنوب من احتلال اسرائيلي واحد وسلموه لاحتلالين: سوري وإيراني. (وهذا ما حدا ببعض غلمان ولاية الفقيه اعتبار انه بات له خط هجومي(!) على اسرائيل في الجنوب اللبناني! أو ما صرح به أحدهم بعد ذلك: (ان بيروت (ولبنان) ولاية إيرانية!) فموضوع التحرير وأعياده ومناسباته يجب أن يعاد النظر فيها، لتكتشف ان نفوذ إيران عبر حزبها تضاعف في لبنان بعد التحرير!). لكن يبدو ان هذه الحرب «التموزية» لم تؤت ثمارها على الصعيد الداخلي والسياسي مما دفع السيد حسن نصرالله ازاء الأهوال والدمار والضحايا التي احدثتها إلى النطق بجملته الشهيرة «لو كنت أدري». ويبدو انه لم يدر لا قبل اختراقه الخط الأزرق، ولا بعد الخراب الصهيوني نفسه. وهنا بالذات نفهم لماذا وبلمح البصر رفع الحزب شارات النصر، «انتصرنا على العدو» ، «علمناه درساً» «أقمنا توازن الرعب»... الخ. لكن الحزب عرف في قرار ذاته ان كل ذلك الكلام لا يجدي نفعاً... وهنا يمكن ان نفهم الجزء الثاني من مسلسل استجلاب العدو. لكن هذه المرة ضد لبنان. وكان «7 أيار» المشؤوم تتمة لـ«لململة» المقاومة المحتضرة. وكأنه يقول لثوار الأرز لا التظاهرات المليونية، ولا شعاراتكم، ولا وسائلكم السلمية، ناجعة! السلاح فوقكم وفوق لبنان. وعلينا في هذا الاطار، ان نذكر ان المشترك بين اسرائيل وحزب الله هو العداء للدولة اللبنانية. هذا مؤكد ومن أسباب حرب الحزب ونتائجها اعدام الدولة. فقراره الحزبي المنفرد بأمر ايراني موجه في النهاية ضد الدولة. فالحرب لم تكن بين اللبنانيين واسرائيل بل بين اسرائيل والحزب وتالياً بين إيران وبينها. لكن الدولة «المقاومة صمدت» وكان لها الدور الأساس في وقف الحرب، ومن ثم استجلاب المساعدات لبناء ما تهدم، وحماية الاقتصاد اللبناني وليرته من خلال الهبات والمساعدات السعودية والكويتية والقطرية والخليجية. إيران ارسلت «مساعداتها» إلى الحزب باعتباره «الدولة»، والدول العربية ارسلت المساعدات للدولة المعترف بها دولياً. ومن أهداف 7 أيار اعادة تهديم الاقتصاد اللبناني وفرط الوحدة التي تجلت بينهم أثناء الحرب وتعطيل الحكومة الصامدة: وهنا رافق عدوان 7 أيار (الاسرائيلي أيضاً) حملة شتائم واتهامات للحكومة ورئيسها، ولـ 14 آذار بأنهم تآمروا على الحزب! كيف؟ الله اعلم! فالشتيمة لا تُفسر عند الطغاة! لكن يأتي 7 أيار أيضاً في سياق متصل مع حرب تموز لتأكيد ان الكلمة ما زالت لنا أي الحزب، خصوصاً وانه «اتهم» نفسه بالانتصار! وللمنتصر حقوقه الاستثنائية على الناس والشرعية والبرلمان والكيان والجمهورية. واذا كان الحزب لم يحرر شبراً من مزارع شبعا فلماذا لا يحرر لبنان من دولته، واقتصاده... ونظامه وديموقراطيته؟ فهي مطالب «محقة» لا بد ان تأتي كمكافأة على انتصاره وعلى دم شهدائه (ولمَ لا على الخراب الذي أحدثه). على هذا الأساس سأل النائب وليد جنبلاط الحزب «لمن ستهدي انتصارك؟».

وسؤاله جواب: ليس من يهديه للبنانيين الذين عانوا حربه ولا للدولة... ولا للجمهورية ولا للشعب! بل لإيران! دولة الحزب الشرعية الوحيدة. اقصد للمخطط الإيراني المرسوم للحزب. وجاء مؤتمر الدوحة، ليؤكد اتفاق الطائف. اذاً، يحتاج الأمر إلى أكثر من 7 أيار أي إلى مسلسل ارهابي جديد يحمل سلاح الانقلاب الميليشيوي وهنا كان دور «القمصان السود» (بقيادتهم السوداء!) بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري والمجيء بميقاتي! وهنا كذلك انتهاك لروح 14 آذار التي فازت بالانتخابات النيابية البرلمان وارادته وراء ظهورنا! هذا مدلول الانقلاب. نحن نؤلف الحكومة ونحن نسقطها فلا إرادة شعبية ولا برلمانية... ولا ديموقراطية (هذا كله هراء بالنسبة إلى حزب ينتمي إلى أرهب الأنظمة الدكتاتورية في العالم!) وكان على 14 آذار ومنعاَ لإقدام الحزب على جنون آخر ينتج فتناً وفوضى وخراباً المشاركة في الحكومة. لكن حتى هذه الحكومة يجب اعدامها او تعطيلها لضرب كل محاولة لاستنهاض الاقتصاد ومعالجة أمور الناس. بعد التأليف يأتي التعطيل. وبعد التعطيل التخريب. كل ذلك ليؤكد حزب سليماني ان كانتون الدويلة هو الدولة... هكذا بكل بساطة. والانقلاب على حكومة الحريري لا بد من أن يكون له تتمة (كالمسلسلات الهندية) والتتمة تجسدت هنا في حلقة جديدة: عدم التجديد للرئيس ميشال سليمان بعد انتهاء ولايته وصولاً إلى تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية! وهو الرمز الوطني الجامع. و«حزب الله« يكره كل ما هو جامع وموحد وكل ما هو «رئيس» خارج سلطته. فهناك مرشده «الكانتوني» برتبة اعلى من الرئيس! وفوق البرلمان وفوق الدستور.

[ الملحمة الدستورية

كل هذه الحلقات المتصلة، منذ حرب تموز إلى تعطيل البلد، تُوجت «بملحمة« جديدة للحزب: أمرته إيران بالتورط في الحرب السورية لإنقاذ بشار الأسد! طبعاً باسم «المقاومة» المرحومة. هنا تعددت حروب الحزب، من واحدة ضد الدولة، لأنه استباح الحدود وادخل سلاحه إلى سوريا، من دون أي قرار شعبي أو رسمي، وأخرى ضد بيئته نفسها، عندما ساق ألوف الشبان إلى جحيم الموت في سوريا، لخدمة المصالح الإيرانية (حتى الآن 3000 قتيل، و5000 جريح) والحرب الثالثة ضد العرب والأكثرية المسلمة (السنة). رسمت له ايران خريطة مساره وحاربت بدم اللبنانيين ونظن ان المنحى المذهبي العنصري بلغ أوجه بمشاركة الحزب في حرب ضد الشعب العربي السوري... وقد تفوق الحزب على نفسه عندما وسع ارهابه على عدة بلدان عربية: من العراق إلى اليمن إلى السعودية والكويت والامارات وصولاً إلى خلاياه في عدد من بلدان أوروبا. (الجولان لا يبتعد عن مقاتلي الحزب امتاراً. كأنهم كانوا يحيون جيوش الاحتلال ويكملون طريقهم لقتل السوريين).

هذا هو مسلسل الحزب الفارسي منذ حرب تموز إلى اليوم: لكن شتان بين الحالين: فمن بطل التحرير، إلى المنتصر على «اسرائيل» فإلى 7 أيار فإلى انقلاب القمصان السود... فإلى الانخراط في الحرب السورية: منذ أوج الظاهرة «التحريرية» إلى حضيض الهزائم في بلاد الشام. بدأ منتصراً «ملتبساً» وانتهى مهزوماً واضحاً. لكن ما يربط كل حلقات هذا المسلسل ان الحزب وضع جانباً محاربة اسرائيل (كما فعل حافظ الأسد عام 1974) إلى تخريب لبنان والعالم العربي، فالعدو الجديد لم يعد اسرائيل بل لبنان والسعودية وسوريا والعراق واليمن!

كل هذا باسم «المقاومة» وفي كل هذا يتصدع الحزب وتتصدع بيئته تحت اقدامه وعلى مرآه!

انه النزول إلى الجحيم!

 

ليس أنهم لا يفهمون.. بل لا يريدون أن يفهموا!

محمد مشموشي/المستقبل/17 تموز/16

لم يفعل وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، أثناء زيارته لبيروت الأسبوع الماضي، سوى أنه استنسخ ما قام به السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري عندما بادر الى جمع لبنان كله حول مأدبة افطار أقامها قبل ذلك بأسبوعين تقريباً. وبدا من الحدثين أن الرسالة واضحة الى حد لا تخطئه العين: أولاً، أن السعودية وفرنسا ربما تكونان البلدين الوحيدين الحريصين على سلام لبنان وأمنه. ثانياً، أنهما يريدان حلاً لأزمة لبنان لا يستثني أحداً فيه من جهة، لكنه يرفض من جهة أخرى أن يفرض عليه أحد «حلاً« من خارجه، خصوصاً اذا كانت في هذا الحل شبهة أنه يتم بالقوة أو حتى بادعاء أن صاحبه يعرف مصلحة اللبنانيين أكثر مما يعرفونها هم أنفسهم. ثالثاً، أن الحل في لبنان، ولو طال أمد الوصول اليه، لا يمكن الا أن يكون لبنانياً والا أن يشترك فيه الجميع من دون استثناء حفاظاً على هويته وانتمائه وتعدديته من ناحية أولى كما على وحدة أرضه وشعبه من ناحية ثانية.

أكثر من ذلك، فلم يتوقف أولئك الذين أشاعوا قبل زيارة ايرولت، سواء في بيروت أو في باريس، عن أنه آت بمشروع تسوية فرنسية - ايرانية، أو أقله بالتنسيق بين عاصمتي البلدين، لا أمام معاني الزيارة في حد ذاتها ولا خصوصاً أمام الرسالة التي حملتها مشاركته السفير السعودي دعوة اللبنانيين الى الالتقاء في منتصف الطريق اذا كانوا يريدون فعلاً أن ينقذوا بلدهم من الأخطار التي تهدده داخلياً واقليمياً على السواء. لم يفعل هؤلاء الا أنهم أكدوا، كما بالنسبة الى مبادرة السفير السعودي من قبل، أنهم لم يفهموا الرسالة ولا حتى يريدون أن يفهموها. هكذا استمر الكلام، بعد الزيارة كما كان قبلها، عما وصف بثلاثية انتخابات الرئاسة وقانون الانتخاب والسلة الواحدة، وكأن شيئاً لم يتغير أو لم يكن أصلاً. وفي الثلاثية هذه، ما يعرفه الجميع عن الهدف الحقيقي الكامن وراءها، وحتى وراء كل واحد من بنودها: استمرار الفراغ، ولا شيء غير استمرار الفراغ. ذلك أن «حزب الله»(ومن خلفه ايران) لا يكتم أنه يخوض حربين يعتبرهما مصيريتين بالنسبة اليه وفي وقت واحد: احداهما خارجية، في سوريا والعراق وصولاً الى اليمن، والثانية في الداخل بعنوان انتخاب العماد ميشال عون، وليس غيره حتى من أقرب الحلفاء، رئيساً للجمهورية. وبين الحربين، والنتائج التي يمكن أن تنتهيا اليها، يطرح الحزب أفكاراً عن قانون للانتخابات النيابية لا يرى له بديلاً (النسبية الكاملة)، كما عما يسميه تارة «المؤتمر التأسيسي» وتارة أخرى «السلة الواحدة» مع ما يحمله الطرحان من تنكر لمصالح مكونات الشعب اللبناني الأخرى فضلاً عن وجودها، وما يعنيانه من امكان اللجوء الى القوة لفرضهما عليها.

وليس خافياً أنه ما دامت أي من هاتين الحربين غير مضمونة النتائج، أقله في الوقت الحاضر، فلا يرى الحزب وحلفاؤه أفضل لهم في هذه المرحلة من استمرار الفراغ. وليست الثلاثية شبه المستحيلة، التي يجري التداول بشأنها منذ فترة، سوى حصان طروادة الذي يحاول اخفاء حقيقة الأمر فيما يعرف القاصي والداني أن الهدف في النهاية هو ابقاء الوضع على حاله أياً تكن عواقب ذلك وتبعاته على الشعب اللبناني واقتصاده ومستوى حياته. من يتحدث عن الرسالة، رسالة السفير السعودي في رمضان وبعده الوزير الفرنسي قبل أيام، وامكان فهمها؟. ليس أنهم لا يفهمون، بل لا يريدون أن يفهموا قصداً وبشكل متعمد. أما السبب، فما ذكر عن الفراغ واستمراره ما دامت الحربان على ما هما عليه.

 

مقابلة مطولة وشاملة مع البروفسور فيليب سالم/ لبنان بحاجة الى رئيس مثل مانديلا 

حاوره: يقظان التقي/المستقبل/17 تموز/16

يرسم البروفسور فيليب سالم أفقاً متفائلاً في السياسة كما في الطب ويرفض فكرة الاحباط نهائياً متحدثاً بشغف عن بيروت التي في كل مرة يزورها وكأنه يزور كل العالم، عاصمة الفرح في العالم العربي مع انها عاصمة الألم وبخلاف عواصم كبرى مثل باريس او لندن. ويتمسك سالم بالنموذج اللبناني والتعددية الحضارية باعتباره الحل الذي على اللبنانيين تسويقه اليوم في العالم مع الحاجة الى قائد ورئيس لا من 8 ولا من 14 آذار، اقرب ما يكون الى مانديلا، شخصية لديها صفات القيادة وليس صفات القوة مشدداً على الرئيس المسيحي ولكن «ليس بالضرورة ان يكون مارونياً«. سالم يؤكد ان حظوظ هيلاري كلينتون ودونالد ترامب متساوية في الوصول الى البيت الابيض مبدياً خشيته من عامل ارهابي مفاجئ قبل اسبوعين من الانتخابات «وقد يكون ترامب نفسه مهيأً لذلك»، ذلك ان الذي يتحكم بالمزاج الاميركي عاملان: الخوف من الارهاب والاقتصاد، متحدثاً عن ازمة ثقة بين كلينتون والمواطن الاميركي، معتبراً ان اوباما كان قائداً لأميركا وليس قائداً للعالم الحر وشخصيته نبيلة ولكن ديماغوجيته لم تنجح في الجمع بين الجمهوريين والديموقراطيين. ويرى سالم ان الاتفاق النووي مع ايران اوجد قاعدة جديدة من العلاقات الاميركية الروسية وان السلام والاستقرار في المنطقة رهينة هذا الاتفاق بين الجانبين. وتحدث عن محاور جديدة وبحوث علمية جديدة وفعالة منها تعديل الخريطة الجينية لمعالجة مرض السرطان وتحقيق نتائج ايجابية.

يبدأ سالم حديثه عن بيروت والأمل والاحباط الذي ليس خياراً في الطب كما في السياسة: «إذا تعلمت اي شيء في الخمسين سنة الماضية في معالجة الأمراض السرطانية فقد تعلمت أهمية الأمل، التفاؤل، الاحباط والتشاؤم لا يصلان بالانسان إلى اي مكان، بينما التفاؤل يوصلك إلى اشياء، إلى تجارب جديدة، وهذا لا يتحقق من خلال الوقوف خلف حائط مسدود، الاحباط عندي في الطب، كما في السياسة ليس خياراً، بل هو فعل انحداري يعطل عمل الخيارات الممكنة والمتاحة ويصعب على الانسان التقدم إلى الامام. بيروت تجسد هذا الالم، هذا الفرح، على الرغم من أنها عانت كثيراً من الألم، حين تزور بيروت لا تزور فقط عاصمة، بل تزور كل العالم، هي المدينة التي مرت بتجارب صعبة ومع ذلك تبقى مختبراً للحياة منذ ايام الفينيقيين، كما مملكة صيدا ومملكة صور، هذه مدن مقاومة للموت، لا تسمح لنفسها ان تموت. لبنان وعلى الرغم من ان اهله يقتلونه، لبنان وطن يرفض أن يموت.

65 مليون لاجئ في العالم، لا تعرف عن لبناني واحد لاجئاً في العالم بل يكون فاعلاً ودينامياً ومندمجاً في كل العالم حيث تصل قدماه.

ليس عندنا خيار الاحباط، خيارنا الوحيد ان يكون عندنا أمل، نحن محكومون بالأمل وخيارنا الى الامام وأن نعمل جميعاً لقيامة لبنان. وأنا كتبت في غير افتتاحية صحافية ان لبنان ليس للسياسيين بل هو لكل اللبنانيين وللمجتمع المدني الذي تقع عليه مسؤوليات كبرى كإيقاع بناء لقيامة لبنان تلك، واذا نهض هذا المجتمع المدني والأهلي قام بثورة حقيقية وحدث ذلك التغيير الجذري الذي ننتظره في صفوف الطبقة السياسية.

[ تأتي من اميركا التي تعيش قصة ظاهرة ترامب والبعض يتحدث عن نهاية الحلم الاميركي والعولمة التي استهلكت قصص الشعوب، كيف تقرأ ما يجري على صعيد الانتخابات الرئاسية الاميركية في السباق نحو البيت الأبيض؟

ـ «الحلم الاميركي لن ينتهي، من ثوابت القصص الاميركية هي التجريب والاختيار من حالة الى حالة والتطور الدائم في الافكار، صناعة تكوين الافكار والاتجاهات، وهذه هي عظمة اميركا، اميركا تتقدم كل يوم وتتغير في كل ساعة، وهي تجري في طور التغيير الدائم.

يحدث ان يأتي زلزال مثل زلزال ترامب، واذا ما وصل هناك خشية على حقوق السود وعلى البناء الجمهوري الذي بنى استقلال اميركا، وعلى الحريات والتعددية والكنيسة.. وكأن قصة اميركا انتهت..

ولكن اميركا تعود دائماً الى قيمها. اميركا لا تشبه لبنان، لبنان بلد متحجر، لا يتغير كثيراً، متحجر طائفياً، النظام قاس فيه ومتعفن فيما النظام الاميركي دائماً في حالة تغيير وتطوير!

ليس عندي خوف على الحلم الاميركي، واميركا ترمز الى كثير من الاشياء الى القيم التي ذكرت. في اميركا ديانات مختلفة وحضارات مختلفة، وناس من جميع الألوان والأمم، انهم متساوون في الحقوق والواجبات ويخضعون لدولة تستخدم في الداخل الوسائل القانونية على عكس دول الشرق الأوسط.

اميركا دولة مدنية لا تعرف مسيحياً او مسلماً، بوذياً، هناك فصل للدين عن الدولة وبالتالي دولة تساوي بين جميع المواطنين.

لذلك التجربة الاميركية لن تفشل، لأنها في اميركا هي الحياة المعاصرة والتاريخ والمستقبل ومستقبل العالم هو الدولة المدنية والتنوع والتعدد، اي القيمة الحضارية مثل تلك التي يرمز اليها لبنان وأهمية لبنان في الشرق الأوسط انه البلد الوحيد للتعددية الحضارية. اسرائيل التي تدعي الحرية والديموقراطية وتزعم لذلك لا تستطيع ان تدعي التعددية الحضارية.

هذه صفة استثنائية يتمتع بها لبنان وهذا هو المستقبل لذلك رئيس جمهورية لبنان يجب ان يقدم للعالم نموذجين:

ـ نموذج الدولة المدنية، اي على قاعدة التعددية والتنوع وفصل الدين عن الدولة.

ـ ونموذج مغاير تماماً لنموذج الثورة الخمينية، ونموذج مغاير للفلسفة السلفية المتشددة أي مغاير لأي شكل من أشكال التطرف الديني.

لبنان هو هذا النموذج. نموذج الحل في الشرق الأوسط.

للأسف لم نحافظ كثيراً على هذا النموذج منذ الاستقلال لا بل عدنا إلى الوراء وكبر أكثر النظام الطائفي في جسد الدولة».

[ إذاً كيف قرأت ظاهرة دونالد ترامب في مسار العملية الانتخابية الرئاسية؟

ـ «هي ظاهرة تعبر عن خوف الاميركي من الارهاب وأنا قلت في مؤتمر دولي منذ عشرين سنة تقريباً في مؤتمر لمكافحة التمييز العرقي ان اسرائيل تعمل جاهدة لتجعل من الارهاب قيمة مرادفة للعرب، أخشى ان تكون نجحت اسرائيل في ذلك وأن تجعل من الارهاب مرادفاً للعرب وأن ينظر العالم كله للعرب على أساس جماعة غير حضاريين ولا يستأهلون الدعم الاميركي والغربي وتحصل اسرائيل على كل الدعم الدولي.

الارهاب موضوع طرحه نتنياهو نفسه نهاية السبعينات وبريزنسكي ايضاً وهو يتقدم كأكبر خطر على الحضارة الانسانية وعبرت عنه كتابات اميركية عدة في العقدين الأخيرين وحقنت من مصطلح «فوبيا الاسلام».

الاميركي اذا رأى اليوم امرأة محجبة في الشارع صار لديه حذر وخوف، عنده فعلاً فوبيا الاسلام، الاميركان في مزاج عالم مضطرب تحت سطوة هذه الفوبيا الشعبوية، وللأسف وصلنا إلى درجة ان كل الشعبوية وصلت الى حد صار معه من الصعوبة بمكان اقناع الاميركي اليوم ان الاسلام الحقيقي لا علاقة له مع هذا الارهاب، من الصعب ان يتقبل الاميركي العادي فكرة الفصل تلك، وهؤلاء المتشددون فعلاً ضربوا الاسلام وشوهوا صورة الاسلام في الغرب».

[ يمكن ان يكون ترامب صيغة استهلاكية لهذا الغضب الفوري والخوف من الارهاب؟

ـ إذا حدث أي عمل إرهابي في اسبوعين ما قبل الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني، أخشى ان يصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهنا «نكتة» سياسية في اميركا اليوم أن ترامب يهيئ نفسه لفعل عمل ارهابي ليربح السياق الانتخابي.

ترامب ظاهرة لدى الذين يخشون من فكرة التمديد لفترة أوباما، وظاهرة تجسد هذه المعارضة لمؤسسة كلينتون التي تعد مكملة لفترة أوباما والشعب الاميركي مقتنع بأن فترة أوباما وما قبله لم تعمل كثيراً في منع الارهاب وأميركا تشعر بالحاجة الى شخص يمنع الارهاب ويصلح الاقتصاد وعند البعض ايمان بأن ترامب تاجر ناجح وعنده فكرة أعمق من هيلاري كلينتون بموضوع الاقتصاد والمال. هناك مزاج اميركي يدفع بترامب الى الامام وهذا المزاج يقوم على عاملين اثنين: عامل الخوف من الارهاب، وعامل الاقتصاد.

[ والحظوظ اليوم؟

ـ «بالوقت الحاضر هي 50% عند المرشحين«.

[ والسيناريو الأسوأ؟

ـ «حتى مع وصول ترامب، هذا إذا حدث ذلك، الذي نخشاه والمفاجئ وهو أمر سيئ وغير مفهوم تماماً والمزعج بالنسبة الي كما حصل في الاستفتاء البريطاني، حتى مع هذا الاسوأ (الافتراضي) عندي فكرة كيف يعمل البيت الابيض وقد شغلت على مدى 4 سنوات منصب مستشار للرئيس الاميركي جورج بوش الأب، والرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية فريق عمل متكامل والدوائر هي التي تنتج قرارات رئيسه ولا سيما منها دائرة الأمن القومي والقرارات تصدر من عمل هذه الدوائر، وحتى ترامب اذا ما وصل الى الرئاسة سيصير شخصاً آخر.

[ وهيلاري كلينتون؟

ـ «هي تكملة لاوباما، المشكلة هي بالاقتناع لدى قسم كبير من الاميركيين بأن كلينتون لم تعمل شيئاً مهماً ولا انجازاً مهماً، ولا بدبلوماسية ناجحة، وهي امرأة موزونة وتتكلم بدقة. ولكن هناك أزمة ثقة بينها وبين المواطن الأميركي.

والبعض في اميركا يظن انها تتكلم أحياناً كلاماً هي لا تؤمن به وتقول شيئاً وتعمل ضده، على عكس ترامب الذي عرف كيف يتكلم لغة الناس الطبيعية والمباشرة، ولكن باعتقادي انه إذا وصل إلى البيت الأبيض سيتخلى عن هذا النوع من الكلام الذي يتكلم به وهو فقط الآن يجري تصويبات بتصريحاته».

[ وما هو توصيفك لشخصية باراك أوباما؟

ـ «من دون شك هو يريد السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ودخل في تجريب كل الطرق لتفادي الحرب وأعتقد أنه أنجز شيئاً مهماً من الاتفاق النووي مع إيران وهو إنجاز تاريخي وهو كان خياراً وحيداً وعلى اميركا ان تأخذه والرئيس اوباما هو الرئيس الوحيد في اعتقادي في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية الذي تجرأ وأخذ قرارات كبيرة مثل الاتفاق النووي مع إيران من دون موافقة اسرائيلية.

في مقابل هذه الايجابيات لدى أوباما صفتان لا تمكنه من ان يكون قائداً.

فهو ليس عنده القدرة على اتخاذ قرارات سريعة. وليس عنده القدرة على الالتزام بكل القرارات والحالة التطبيقية هي سوريا حيث وضع خطاً أحمر على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي وهدد بالتدخل العسكري وهو لم يفعل شيئاً وجرى الاستخدام الكيميائي ولم يتدخل. صفة التردد في أخذ القرارات هي صفة سيئة جداً، وهو يخشى أخذ قرارات غير شعبية وهدفه الدائم النجاح في الانتخابات، وفعلاً نجح في الولاية الثانية لكن لم ينجح برأيي ان يكون قائداً جيداً للولايات المتحدة الاميركية.

«لا استطيع أن اقول إن أوباما كان قائداً للعالم الحر. كان قائداً لأميركا كان ديماغوجياً في ارضاء الشعب في حين ان القائد الفعلي الشامل هو الذي يأخذ قرارات تقود الناس الى تجارب جديدة ومكان آخر. بمعنى آخر برأيي هو شخصية أنانية في حقوق الحزب الديموقراطي.

في اميركا لا تستطيع ان تكون رئيساً حقيقياً إذا لم يكن الكونغرس الاميركي الى جانبك لذلك لم يكن ذلك القائد الذي يجمع الجمهوريين والديموقراطيين لا بل زاد الشرخ الحاصل بينهما، أوباما لم يستطع ان يفعل شيئاً في هذا المجال، وها هو الكونغرس يرفض صفقة بيع طائرات بوينغ وتسليمها الى ايران، وانسحب الأمر على طائرات اير باص، هذا تطبيق على عدم قدرة اوباما على جمع الاميركيين وعلى جمع الديموقراطيين والجمهوريين والجمع بين الأغنياء والفقراء وحتى تساعد الفقراء ليس بالضرورة ان تقتل الأغنياء لذلك في التوصيف العام كان اوباما رجلاً طيباً، ذا نوايا حسنة، الا انه لم يكن قائداً».

[ وماذا في مستقبل العلاقات الاميركية ـ الروسية؟

ـ «الاميركيون والروس وبطريقة ما يحكمان العالم، يتقاتلان ويختلفان ولكن بلغة المصالح الدولية وفي النظرية القانونية في العلاقات الدولية هما اصدقاء حتى لا أقول حلفاء، ودوماً هناك حوار، لذلك لا خطر من حرب عالمية ثالثة، وسواء جاءت هيلاري كلينتون او دونالد ترامب العلاقات الاميركية ـ الروسية سوف تشهد تحسناً.

«الرئيس الروسي بوتين اخطأ في علاقته مع الاميركيين، والاميركيون اخطأوا في علاقتهم مع بوتين ومن الضروري في مرحلة الحكم التنفيذي الجديد الوصول الى نقطة ما بين الاثنين. بالتأكيد في العلاقات الدولية لا اتفاق على كل شيء. ولكن الاتفاق النووي مع ايران وجد قاعدة جديدة وتشكل بوضوح تام صورة عن اتفاق اميركي/روسي في البحث عن حل لمشكلة ما عالمية. وباعتقادي لا سلام في سوريا أو اليمن أو العراق أو ليبيا الا باتفاق اميركي ـ روسي. هذا لا يعني التقليل من حجم الاتجاه الأميركي الآسيوي والصين ليست فقط استراتيجية في التجارة العالمية وفي حجم الاحتياط النقدي وفي المديونية العالمية لأميركا، ولكنها مسألة استراتيجية للأمن والسلام العالميين بالنسبة لأميركا».

[ وماذا عن الخيارات المطروحة أمام المنطقة العربية للخروج من أزماتها التي تأخذ ابعاداً مذهبية؟

ـ «الوضع السوري صعب ومعقد، وبات من الصعب برأيي التفكير بالسلام الآن في الشرق الأوسط من دون سلام بين اميركا وروسيا، الزلزال الذي يضرب الشرق الأوسط، هو من تداعيات الزلزال في العلاقات الاميركية ـ الروسية وما يحصل يصب في خدمة اسرائيل والرابح الرابح في كل ما يجري هو اسرائيل.

اسرائيل اكتشفت ان لتحقيق سلام دائم لها، لا بد من اذكاء الخلاف بين السنة والشيعة، وهكذا تبدلت الاولويات في المنطقة في مواجهة اسرائيل ومشروعها من اقامة دولة يهودية الى اشعال الفتنة واضعاف الدول العربية وتفككها.

تراجع الكلام في السنوات الأخيرة عن مواجهة ومقاتلة اسرائيل لا بل الكلام يجري عن تعامل عربي اكبر مع اسرائيل وضد عرب آخرين.

لكن هذا العنف والتطرف والتشدد الذي يجتاح دول المنطقة هو ضد كل الأديان في المنطقة ما عدا ان هذا التطرف لا يأتي على ذكر التطرف اليهودي، ولم اسمع تنظيم داعش مرة تحدث عن اسرائيل، او عن التطرف اليهودي، ولا مرة تحدث داعش عن محاربة الصهيونية العالمية والصهيونية العالمية تنظر في الشرق الى دولة واحدة هي اسرائيل والى العرب كجماعات متفككة جماعات تقاتل بعضها البعض وصحراء تتوزعها رياح شتى.

اسرائيل اليوم تطالب اكثر بدولة يهودية في فلسطين، وتشعر اكثر من اي وقت مضى بعظمتها وتزعم بأنها دولة ديموقراطية بين دول عربية غير ديموقراطية ويجتاحها التطرف، والأمر البالغ الخطورة اليوم ان اسرائيل على استعداد للتنازل حتى عن الديموقراطية للحصول على الهوية الدينية ـ اليهودية، اي شبه كل دول الشرق الأوسط، اي دولة لها دين واحد هو اليهودية، مقابل عالم عربي دينه الاسلام، وحده لبنان يتميز بهذه الفرادة اذ لا دين للدولة في لبنان».

[ ومع ذلك في هذا الوقت الضائع ومرحلة خلط الأوراق كيف يحمي لبنان رأسه؟

ـ «لبنان نموذج مغاير تماماً لاسرائيل لذلك تريد اسرائيل قتل هذا النموذج للتعددية الحضارية والدينية في لبنان.

اسرائيل تخاف يوماً من هذا اللبنان المسيحي ـ الاسلامي ومن هذا التعايش في لبنان الذي يحاصرها وهي تصر على يهودية الدولة الفلسطينية وليس دولة واحدة للاسرائيليين والفلسطينيين. اسرائيل لن تكون موئلاً للتعددية الحضارية لأنها ببساطة في دولة يهودية لا تستطيع ان تكون مواطناً من الدرجة الاولى الا اذا كنت يهودياً.

[ برأيك كيف سيكون وجه المنطقة بعد مئة عام على سايكس بيكو؟

ـ «اعتقد ان الهدف الكبير لاسرائيل في الشرق هو تحول الدول المحيطة بها الى دويلات طائفية لتحمي وجودها، دولة قائمة على الهوية الدينية اليهودية، ويهمها عدم التعاون بين الدول المحيطة بها وضرب المرجعيات المركزية في التواصل بين بعضها البعض. نحن نحضر سيناريو زلزال زرع اسرائيل في الشرق، ونشهد ارتدادات هذا الزلزال الذي يضرب المنطقة«.

[ هل من توقعات متفائلة باختراق ما لجهة الفراغ الرئاسي في لبنان؟

ـ «لبنان سفينة تبحر من دون قبطان أو من دون قائد أو رئيس يدير الدفة وسط الأمواج ويدير هذا التوازن حتى لا تطفو السفينة أمام الحائط الجليدي، لذلك وجود رئيس للجمهورية أمر هام وضروري، لادارة هذه الدفة ومواجهة الرياح والانواء.

لكن الامر يتعلق بنوعية القيادة، الشخصية القائدة وليس الشخصية القوية، لبنان يحتاج الى رئيس جمهورية لديه صفات القيادة وليس صفات القوة.

القائد في التعريف عنده القوة، وليس بالضرورة الشخص القوي هو الشخص القائد..

لدى القائد الحكمة لكي يستخدم القوة. لبنان يحتاج الى هذا الشخص، الى شخص اقرب ما يكون إلى نلسون مانديلا، ولكن للاسف النظام الطائفي في لبنان هو نظام من الصعب ان يفرز مانديلا آخر.

لبنان يحتاج إلى رئيس جمهورية لا من 8 ولا من 14 آذار، رئيس يستطيع ان يجمع كل القوى السياسية حوله وكل الفرقاء ويصهرهم في لبنان.

لبنان يحتاج رئيس جمهورية يعرف كيف يعيد حزب الله إلى حضن الدولة من دون صدام مسلح، بل بالسياسة والحكمة.

«يجب ان يبقى الرئيس مسيحياً أنا أؤكد على هذا الكلام تحديداً من هذه اللحظة التاريخية في المنطقة ولكن اؤكد بالوقت نفسه ان الرئيس يجب ان يكون مسيحياً ولكن ليس بالضرورة مارونياً، هذا الخيار لكل المسيحيين، قد يغضب كلامي اصدقائي الموارنة وقد يساء فهمه، ولكن برأيي لهذه الظروف وحيث وصلت الأمور الى ما وصلت اليه من جمود وشغور رئاسي، افضل رئيساً للجمهورية غير ماروني وعرف لبنان رؤساء غير موارنة مثل شارل دباس وايوب ثابت. هذا الخيار المسيحي من المهم ان ينفتح في الاطار المسيحي العام وهذا يحمي برأيي الطائفة المارونية مستقبلاً«.

[ هل من جديد بالنسبة للمبادرات والمواقف الدولية والاقليمية ازاء لبنان؟

ـ «الاهتمام بموضوع الاستحقاق الرئاسي يبقى قائماً، لبنان يحظى باهتمام دولي واقليمي ولبنان يتمتع بمحبة واحترام من العالم كله من اميركا، اوروبا، اميركا اللاتينية هذا الانتشار اللبناني استثنائي وما من دولة عربية عندها هذا الانتشار الواسع في المكسيك والأرجنتين وفي اميركا واوروبا والحضور اللبناني دينامي وفعال مميز«.

[ هل يمكن استثمار هذا الانتشار بالدفع بلبنان خطوة الى الامام؟

ـ «أعتقد ان هناك دائماً أملاً، ولكن هذا لا يعفينا من تحمل المسؤولية. في لبنان خرافة الانتظار لمبادرة من وزير خارجية اميركا/ روسيا/فرنسا. في تفكير اللبنانيين ان الغير يملك القدرة اكثر على حل مشاكلهم الداخلية. في حين ان حل المشاكل يجب ان يكون أولاً داخلياً من دون اغفال حجم الترابط اليوم في العلاقات الدولية والعالم الى ترابط اكثر ولكن لدينا هذا اللبنان النموذج في الشرق، النموذج الذي صار ضرورة عالمية اليوم لتعايش المجتمعات التعددية.

هذا النموذج يحتاج الى دبلوماسية نشيطة لتسويقه في العالم وفي الشرق، كنموذج للتعددية والحرية والاعتدال والتسامح، وهذا النموذج مصلحة عالمية واذا ذهب هذا النموذج يخسر العالم كثيراً.

الغرب والعلاقات الدولية لا تقوم على مواقف، وانما تقوم على مصالح تنتجها الدول لنفسها، في حقل الربح والخسارة. في الواقعية السياسية لبنان مهم للغرب لأنه امتداد لقيم الغرب وحضارته، واذا ذهب لبنان ذهب شيء من الغرب، وذهب الحوار بين ضفتي المتوسط. المشكلة ان اللبنانيين هم من وضعوا سلاسل في اياديهم، سلاسل لقوى خارجية اربكت الوضع الداخلي وربطته بسلسلة مصالح اقليمية ودولية.

القوى السياسية اللبنانية مقيدة بالسلاسل المعلقة في خدمة الآخر والقدرة على الحوار الداخلي جزئية وحرية القرار معطلة في اجراء حوار حقيقي. للأسف القوى السياسية اختارت الربط مع القوى الخارجية من اجل السلطة والثروة».

[ السيناريو الذي يعطي ضمانات للبنان وللمسيحيين تحديداً في لبنان هل هو مبالغ فيه، ومبالغ في المظلة الدولية لحماية أمن واستقرار لبنان؟

ـ «المظلة الدولية تبقى قائمة في حال ان اللبنانيين عرفوا كيف ينجون برأسهم وسط التحولات والمتغيرات في المنطقة، ولغاية الآن لا يبدو ان اللبنانيين والمسيحيين تحديداً يعرفون كيف يحافظون على لبنان في دولة اسمها لبنان.

وإذا زال لبنان زال الحضور المسيحي وأسدل الستار على الحضور المسيحي في الشرق. وأسدل الستار على أهم ما نصبو إليه وهو الثالوث المقدس: التعددية الحضارية والحرية والديموقراطية. لذلك علينا ان نفرض لبنان وبدبلوماسية غير تقليدية، نفرض لبنان في السوق العالمية، والسوق الديموقراطية، ان ننجح في ان نعرض بضاعتنا تلك، النموذج اللبناني، ونعرض على العالم دعمنا، والا دون ذلك، تحول لبنان مثله مثل اي بلد في العالم الثالث.

من يتحدث باسم لبنان اليوم، هل هو الرئيس تمام سلام، أم الرئيس بري، ام السيد نصر الله أم جبران باسيل؟ لا وجود لمرجعية تحكي معها في لبنان. لذلك نريد مرجعية مركزية عبر انتخاب رئيس جمهورية يصهر كل هذه القوى ويفرض الحد الأدنى من التفاهم مع حزب الله لعودته الى لبنان.

ليس بمقدورنا الصدام القسري مع حزب الله الذي تحول قضية دولية بين اميركا وايران، القصة ليست بين تمام سلام ووفيق صفا، ولا بين تيار المستقبل وبين حزب الله.. القصة أكبر، قضية دولية وفي هذه المرحلة، المهمّ الوصول الى تفاهم مع الحزب. الحوار ليس خياراً، يجب الكلام مع حزب الله والتفاهم معه ليس مستحيلاً عن 50 بالمئة من القضايا المشتركة غير القضايا الاقليمية في توجهه. 50 بالمئة افضل من الصفر بالمئة.

أخطر سياسة اخذتها الدولة اللبنانية هي النأي بالنفس يعني اللاسياسة، يعني ما خصنا! دعموا من يقاتلون بعضهم في سوريا وانتهوا عندنا.. النأي بالنفس يعني ما عندنا سياسة، والحياد هو الحياد الفاعل وليس النأي بالنفس، الحياد يعني وضع خطة لحماية لبنان او حلول على المدى القصير والبعيد.

الحياد ان تسمح بمليون ونصف مليون نازح اي اكثر 3 اضعاف من اي دولة عربية اخرى؟، وتحول لبنان الى ارضية لصراعات الشرق، هل هذا هو الحياد الفاعل، هل هذا يعيد الاعتبار للعملية السياسية، وأين هي المصلحة اللبنانية في غياب الوعي الاستراتيجي لإدارة ازمة تتعلق بنيران محيطة بلبنان من كل جانب ومأزق ركود في الاقتصاد والاجتماع والديموقراطية؟ وهذا النأي بالنفس احدث زلزالاً في العلاقات اللبنانية ـ العربية وكاد يتسبب بكارثة اقتصادية واجتماعية مع حجم العلاقات التي تربط لبنان بأشقائه من دول الخليج العربي ولجهة حجم العمالة اللبنانية، النأي بالنفس هو ضد مصلحة لبنان من ناحية ازمة اللاجئين ومن ناحية العلاقات اللبنانية العربية، وهذا أسوأ ما طلع به لبنان في مرحلة من العلاقات الدولية شديدة الترابط».

[ هل تبدو معالجة المرض في لبنان مستعصية؟

ـ «الوضع اللبناني كما هو عليه الآن اخطر من مرض السرطان. ولكن ازمة لبنان تنتمي الى ازمة الديموقراطية وكل ما يجري في المنطقة ومسألة الحفاظ على هذه الرقعة الجيوسياسية المسماة الشرق الأوسط تحت ضوابط اقليمية ودولية.

وكما في الطب، كذلك في السياسة العالم كله يبحث عن تسويات للتمكن من العيش، المريض يبحث عن تسوية ما مع مرض السرطان، المفارقة انه لدينا في لبنان نموذج هذا التمكن من العيش ولدينا هذا البعد Spirituep في مقاومة المرض ونحن ملزمون بالبحث عن تسوية في مكان ما، ما تعلمته في حياتي في معالجة مرض السرطان انه لا يمكن معالجة مرض السرطان الا اذا مشينا خطوات الى الامام في تجاوزه بعد انجاز كل الجهود وهي جهود مشتركة لفريق عمل طبي كامل ومتناغم، اقول كل الجهد المشترك وليس ربع الجهد أو نصف الجهد، هل يبذل اللبنانيون كل الجهد لتجاوز الأزمة؟

انا طبيب مؤمن بالله ولكن مهمتي في معالجة مرضى السرطان ان ابذل كل ما انا قادر عليه اولاً. الاحباط غير موجود، على اللبنانيين ان لا يحبطوا.. غالبية مرضى السرطان الذين يموتون، يموتون من هذا الاحباط في نصف الطريق نحو الشفاء.

تعلمت شيئاً آخر في مهنتي، كيفية التعامل مع الزملاء في المهنة للتوصل الى افضل النتائج والا لن تصل الى القمة أو النجاح. وهذا درس مهم في السياسة ايضاً، لا تستطيع انجاز شيء بمفردك من دون فريق عمل متكامل يعمل من اجل مصلحة لبنان.

الوضع الصحي في لبنان شبيه بالوضع السياسي، السفينة اللبنانية جميلة ولكنها تعبر في بحر هائج وسط الأمواج والعواصف وللأسف من دون قبطان.

القادة السياسيون موجودون ليتقاتلوا مع بعضهم البعض على مصالح تؤدي بالبلد ومؤسساته الى انحدار السفينة.

مع ذلك كلما زرت لبنان شعرت بهذه الظاهرة السياسية التي اسمها بيروت، تبقى بيروت عاصمة للفرح، مع أنها عاصمة للألم، تبقى بيروت ازاء كل ما يجري في المنطقة من مآسي وآلام وهجرات عاصمة للفرح في الشرق كله، وتبقى بيروت عاصمة للصداقة وعاصمة للمهرجانات وعاصمة للثقافة وعاصمة للطب وعاصمة الجامعات والتربية.

عظيم هذا اللبنان، لا يموت، لا رئيس جمهورية ولا وزارة فاعلة، ولا مجلس نيابي يعمل، ولبنان ماشي هالقد.. لكن الخطر هو التأقلم مع هذا الواقع، يجب الثورة على هذا الواقع ونقده بقوة واحتمالات تغييره موجودة بالتأكيد.. والمجتمع المدني موجود لكن يحتاج الى هيئة حكماء ومن عدة طبقات ترافق نزوله الى الارض وفي المظاهرات. لا اجد خياراً آخر وأنا أطلب من الطلاب من الجامعات ومن النقابات ان تجتمع وتدعو مع المجتمع المدني ومع الهيئات الاقتصادية والخبراء من علم السياسة والاجتماع والأمن الى مؤتمر لبلورة خيارات سياسية واحتمالات تغيير في عملية سلمية/حضارية لا تنتمي الى اي شكل من اشكال العنف، لان العنف لا يصل بنا الى مكان وذلك من ضمن الدولة وليس عبر اسقاط الدولة».

[ بالنسبة الى موضوع معالجة مرض السرطان، ما الجديد؟

ـ «هناك محاور عدة تجري فيها أبحاث متخصصة وأهم جبهة يجري التقدم فيها حاليا هي جبهة كيف نقوي المناعة في جسم المريض ومن شأن تقوية هذه المناعة قتل جسم السرطان.

جهة أخرى انجزت وتحقق نتائج فاعلة وايجابية على صعيد أدوية المعالجة، وفي السوق العالمي اليوم دواء يسمى «Nivoleemab» ودواء آخر يحمل اسم «Opdivon» وهذان الدواءان يقويان المناعة في الجسم ويعطيان نتائج متقدمة في معالجة سرطان الرئة وسرطان الجلد، والمضاعفات الناتجة عن استخدام هذه الأدوية اخف وطأة من استخدام العلاج الكيمائي«.

[ اسم البروفسور فيليب سالم يتردد دائماً في الاعلان عن جائزة نوبل في الطب؟

ـ «نحن أجرينا بحوثاً مهمة كفريق عمل جامعي حول مسألة الالتهابات المبكرة والتكرار التحرري الذي يؤدي الى خلل في نظام المناعة في الجسم وبالتالي قد يتسبب بمرض السرطان.. وهذه البحوث متقدمة.. لكن نحن لا نشتغل من اجل الحصول على جائزة، جائزة فيليب سالم هي شفاء المريض».

[ ثلاثمئة حالة شفاء في الجامعة الاميركية في بيروت، وفي صفوف مرضى شباب، لماذا لا يعلن عنها؟

ـ «سجلنا حالات شفاء كبيرة الحمد لله، ولكن للأسف الذين يعالجون ويشفون لا يخرجون ولا نراهم على التلفزيون، غالباً ما يسمع الناس لحكايات مرضى يموتون وليست حكايات كثيرة ومهمة جداً ومعبرة جداً نحقق فيها شفاء لحالات مستحيلة احياناً وبالعشرات«.

[ وموضوع «الجينات»؟

ـ «في هذا المجال على صعيد تغيير خريطة الجينات او ADN وفي بريطانيا سجلت حالة شفاء لطفل يعاني من اللوكيميا، رفض اهله العودة به الى المنزل ليموت، وجرى فعلاً تغيير في خريطة ADN، والطفل تماثل الى الشفاء، وهو امر معقد يحتاج الى نقاش آخر. وأنا افتخر بهذه الابحاث المتقدمة واعتبر ان لبنان هو من اهم الدول العربية في معالجة الأمراض السرطانية والعالم اجمع اكثر ترابطاً في العلاقات الدولية على المستويات كافة والاهمية بمكان ان تكون المؤسسات الطبية مرتبطة بمؤسسات كبيرة في الغرب وتبادل الخبرات».

[ د. فيليب سالم متفاءل دائماً؟

ـ «نعم، لا احباط، متفائل بامكانيات العلم والمعرفة، انا لست متفائلاً لناحية القضية الفلسطينية التي لم تعد تحضر دولياً وتفرض نفسها، والموضوع اساسي في مستقبل المنطقة واستقرارها. ونقطة ارتكاز للعرب والمسلمين في الاقليم وخارج الاقليم والمسألة للأسف التي عايشناها طويلاً من الغرب لم تعد ذات جاذبية، صارت قضية جانبية، وما عادت اسرائيل تشعر بتهديد وجودي والحرب المذهبية التي تعطي اشارات الفتنة اعطت اسرائيل ارتياحاً استراتيجياً لكي لا تنجز سلاماً مع الفلسطينيين ونتنياهو ليس بوارد الدفع باتجاه عملية السلام».

 

الدول تتذرّع بعدم وجود قرار يعيد اللاجئين إلى أرضهم

ثريا شاهين/المستقبل/17 تموز/16

مع استمرار أجواء الحذر ما بعد تفجيرات القاع، تؤكد مصادر وزارية، أنه لا يمكن الربط بين اللاجئين السوريين وموضوع الارهاب والانتحاريين، إذ تبين من التحقيقات، أنه لم تضبط من بينهم حالات ارهابية. كما تبين أن نسبة المخالفات التي يرتكبها اللاجئون لناحية الجريمة العادية موازية تماماً لنسبة الجريمة التي يرتكبها اللبنانيون، مع أن هناك فارقاً في مستوى المعيشة بين اللبنانيين والسوريين اللاجئين. وتفيد هذه المصادر، أن في لبنان حالة معيّنة هي اللجوء السوري والضغوط المتأتية من ذلك، وأن شعباً عبء على شعب آخر. هناك حذر دائم، لكن لا يجوز رمي التهم جزافاً، إنما يفترض إبراز العوامل التي تسهل وتبدي الحرص من المخاطر، بحيث أن اطلاق التهم بالارهاب جزافاً يعني استدراج هؤلاء الى عداوة مع لبنان واللبنانيين، ما يسهل مهمة الارهابيين ويمنحهم أرضاً خصبة لزرع مخططاتهم. وبالتالي، الارهاب لا يأتي منهم، وإذا تم استفزازهم فإن ذلك يعني تسهيل مهمة الإرهابيين واجتذابهم الى ذلك. لذلك الارهاب عدو كل العالم، واستهدف قبر النبي محمد. وتقول المصادر: «إن لبنان مع العودة الآمنة للسوريين الى بلادهم، والى مناطق آمنة ومحمية هناك. ومن تمكن من انتخاب الرئيس السوري في السفارة السورية في لبنان، يمكنه العودة الى مناطق هناك ليس فيها حرب وقتل وتدمير«.

والدولة استجابت الى موقف كل من «حزب الله» والتيار «الوطني الحر» بعدم السماح بإقامة مخيمات يتجمع بها النازحون السوريون، مع أن هناك آراء كثيرة كانت تفضل التجمع في مخيمات. قد تكون التجربة مع اللجوء الفلسطيني ذات أثر على هذا الموضوع.

وتطالب المصادر المجتمع الدولي بأن يشعر فعلاً مع اللاجئين والدول المضيفة لهم والعمل لعودتهم الى المناطق الآمنة في سوريا، وعدم الاستمرار في التذرع بأن ليس هناك من قرار في مجلس الأمن يحمي المناطق التي يعتبرها لبنان آمنة في سوريا ويمكن عودتهم اليها. وتتساءل المصادر هل التدخل الروسي في سوريا تم بقرار في مجلس الأمن؟، فمن تحدى الإرادة الدولية ودخل الى سوريا، ألا يمكن أن يقوم مجلس الأمن في المقابل، بالتنبه الى مخاطر اقتلاع شعب من أرضه، وتأثيراته على أرض غيره في تغييرات ديمغرافية؟. يجب على الدول المساعدة في تخفيف العبء عن لبنان.

وتنظر المصادر بعدم ارتياح الى موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال فيه إنه سيمنح الجنسية التركية للاجئين السوريين في تركيا، مع ما يحمله ذلك من بوادر يأس من إمكان التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية قريباً. ومردّ عدم الارتياح هذا، هو التساؤل هل أن المطلوب أن تتحمل دول الجوار عبء اللاجئين؟. ان الأمر إذا كان كذلك يمثل مشكلة كبرى. وتشير المصادر الى أن لبنان لن ينجرف الى أي تدابير أمنية مع الحكومة السورية، وكذلك مع المعارضة السورية على حد سواء، بحيث ان أي شكل من هذه الأشكال سيؤدي الى خلق مشكلات. لبنان لديه سياسة النأي بالنفس، وهو يتبعها وينفذها، لذا لن ينسق أمنياً مع أي من الجهتين تلافياً لأن يستدرجه ذلك الى الانغماس في الصراع السوري والتحول الى جزء منه وهو ما لا يريده. أي تنسيق يحتاج الى العودة عن قرار النأي بالنفس، مع الاشارة الى أن التنسيق في مجال الأمن العام يتم بصورة اعتيادية.

وتشدد المصادر على أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يقومون بواجباتهم في حماية اللبنانيين والاستقرار والأمن. ومنذ 5 تشرين الثاني 2015 لم يدخل أي سوري جديد الى الأراضي اللبنانية. وتؤكد مصادر ديبلوماسية في نيويورك، أن اجتماع القمة الدولي الذي دعت إليه الولايات المتحدة والذي سينعقد في الأمم المتحدة على هامش أعمال افتتاح الجمعية العامة في أيلول المقبل، يهدف الى تشجيع الدول على استقبال اللاجئين السوريين وليس دول الجوار فقط، وهذا ينطوي على مشاركة مسؤولة لتحمّل العبء. وستحض واشنطن الدول على أن تتعهد في الاجتماع بالأرقام التي ستستضيفها. ولبنان سيشارك في الاجتماع لكنه استضاف أكثر من قدراته الاستيعابية ولا يوجد أي خطر من فرض أية شروط عليه. لكن قرار أردوغان هو قرار وطني تركي وقرار سيادي، ولا يعني أنه يهدف الى استباق التوطين للاجئين السوريين حيث هم. ولبنان يجب أن يقارب الأمور المتصلة بهذا الموضوع بصورة شاملة وعقلانية، فهو غير موقع على اتفاقية 1951 الدولية حول اللاجئين، ودستوره يمنع التوطين، كما يمنع منح الجنسية إلا بمرسوم يوقّعه رئيس الجمهورية، وهو الآن غير موجود. تركيا موقعة على الاتفاقية وقد أغرقت أوروبا باللاجئين، ولديها مشكلة «داعش» الذي انقضّ عليها، كما لديها مشكلة الأكراد، وتريد أن تنشئ جداراً آمناً على حدودها مع سوريا، ما يعني أن لديها مقاربة مختلفة لموضوع اللاجئين السوريين لا تنسحب على أية دولة مضيفة لهم.

 

رئيس "تأسيسي"

الياس الزغبي/لبنان الآن/16 تموز/16

حين خيَّر "حزب الله" الجميع، بمن فيهم وزير خارجيّة فرنسا، بين ميشال عون رئيساً أو "المؤتمر التأسيسي"، كشف من حيث يدري أو لا يدري، حقيقة العقدة التي يتولّى وضعها نيابةً عن إيران: لا رئيس للبنان في المدى المنظور.

والضحيّة الأُولى لهذه الحقيقة السوداء هي الآمال التي عقدها عون نفسه على انفراج طريقه إلى قصر بعبدا خلال شهر آب المقبل كحدّ أقصى، والبشائر التي زوّد بها كلّ زائر إلى دارته، أو كلّ من قابله، في الآونة الأخيرة.

لكنّ خطورة طرح "حزب الله" لا تكمن في نسف تفاؤل الرابية فقط، بل في تقديمه المرشّح عون كبديل من "المؤتمر التأسيسي"، أو كمساوٍ له في الجوهر، وكأنّه يقصد عمداً مضاعفة توجّس المتوجّسين من وصوله إلى الرئاسة، وتحفّظ المتحفّظين عليه، ومن لديهم شكوك أصلاً في كلّ سياساته وممارساته القديمة والحديثة.

فحين يقبل "حزب الله" بعون رئيساً كترضية مؤقّتة عن تغيير النظام اللبناني بدستوره وتوازناته وصيغته التي أرساها اتفاق الطائف، يكون قد كشف مرشّحه، وأوحى للجميع بأنّ هذا "الرئيس" بالذات مرتبط بالتزامات تجاهه، وبوعود وعهود لا تقلّ عمّا يريده ويسعى إليه من خلال "المؤتمر التأسيسي".

ولا يغيب عن بال قيادة "حزب الله" وأمينه العام حسن نصرالله تحديداً، أنّ هذا الطرح يؤدّي حكماً إلى نتيجتين متلازمتين: إحراق ورقة عون نهائيّاً، وتكريس فراغ سدّة الرئاسة فترة إضافيّة طويلة.

ولا يمكن افتراض البراءة أو السذاجة لدى هذه القيادة حين قدّمت طرحها، وهي لها ما لها من باع طويل في السياسة والأمن وخوض المواجهات وتراكم التجارب.

ولا يبدو ميشال عون، أمام هذه المعادلة المكشوفة من حليفه، في موقف يُحسد عليه. فقد بات من الصعب جدّاً أن يستطيع طمأنة الأطراف الأُخرى، مثل "تيّار المستقبل" ووليد جنبلاط مثلاً، وحتّى حلفائه في الوسط المسيحي، إلى عدم ارتباطه بالتزامات خفيّة من شأنها تغيير الوضع السياسي لمصلحة "حزب الله". خصوصاً أنّ هناك التزاماً خطّياً معلناً ومستمرّاً منذ أكثر من 10 سنوات تحت مسمّى "ورقة التفاهم" لا تخفى خطورته في بنده العاشر المخصّص لتكريس سلاح "الحزب"، بل تقديسه.

لم تكن المرّة الأُولى التي يُحرِج فيها "حزب الله" حليفه العوني في السياسة الداخليّة والخارجيّة، وذروة الإحراج تكمن في هذا التبنّي الضرير لترشيحه، والإصرار على أحاديّته، ومعانقته حتّى الاختناق.

والسؤال الآن: هل يستطيع عون أن يمون على نصرالله ويتمنّى عليه سحب معادلة: عون أو "التأسيسي"؟

قد تلجا أوساط "حزب الله"، بإيعاز من نصرالله، إلى نفي ما تمّ كشفه عن المعادلة، لكنّ الحقيقة ماثلة لدى الفرنسيّين وسواهم، داخل لبنان وخارجه. ولم يعد هناك أيّ غموض أو التباس حول الغاية الايرانيّة من تطويل أمد الفراغ. وقد كانت الوسيلة الأخيرة لتحقيق هذا الهدف، هي هذا الربط الجهنّمي بين "رئاسة" ميشال عون وتغيير النظام.

ولم ينفع الماكياج الذي وضعه نبيه برّي على وجه هذا المشروع حين أعلن تمسّكه باتفاق الطائف واستبعاده "المؤتمر التأسيسي"، فهو في واد ومشروع إيران و"حزب الله" في واد آخر (إعلاميّاً على الأقلّ).

لم يستطع "حزب الله" بانخراطه في الحرب السوريّة منع المعارضة هناك من تحقيق هدفها السياسي الوحيد حتّى الآن: إلغاء المادّة 8 من الدستور السوري التي تجعل حزب البعث "قائداً للدولة والمجتمع".

وما فشل فيه هناك يحاول أن يحقّقه هنا، بجعل نفسه "قائداً للدولة والمجتمع" في لبنان. وهو يرى أنّها فرصته الآن، من خلال الإمساك والتلاعب بورقة عون.

بوضوح كلّي، إنّه يريد رئيساً يحافظ على "قدسيّة" سلاحه، ويعتبر أنّ حروبه في سوريّا وسائر المنطقة شرعيّة، بل "إلهيّة"، ويفتح له باب التغييرات الدستوريّة لتغيير التوازنات تحت شعار تعديل النظام، بما يكرّسه "حرساً ثوريّاً" حاكماً باسم "ولاية الفقيه".

المشكلة أنّ "حزب الله" يريد رئيساً "تأسيسيّاً"، إذا لم يكن في الامكان الآن عقد "مؤتمر تأسيسي".

ومن هنا، انسداد الأفق أمام كلّ مرشّح يقبل بهذا الدور وهذه الوظيفة.

وسيبقى الأفق مقفلاً، إلى أن تحلّ نعمة الحلول السياسيّة في سوريّا والمنطقة، أو تستمرّ لعنة الحروب المفتوحة على المجهول.

 

حرتقة" السنيورة على بري أو الحريري؟

محمود بري /المدن/السبت 16/07/2016

"حرتقة" السنيورة على بري أو الحريري؟ يرفض السنيورة ترشيح عون لرئاسة الجمهورية (علي علوش)

يُوحي المتسائلون عن العلاقة السياسية بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، بأنهم يملكون الحقيقة دون الناس، وأنهم الأعرف بما هو قائم فعلاً بين الزعيمين "المتوافقين حتى العظم". ويبدو السعي المتواصل في نثر التساؤلات والإجابات بأساليب التشويق والإثارة، كأنّه الوسيلة التي اختاروها لتعميم وجهة نظر يتبنّونها تقول إن ما بين زعيم "أمل" الشيعية وزعيم "المستقبل" السني، هو علاقة تحالف وثيق تتجاوز ما يفرضه تمركز كُلٌّ من الرجلين داخل حركته وتياره الواقفين على ضفتين آذاريتين متقابلتين.

تبدو هذه العلاقة "المزعوم وثوقها وخصوصيتها" صحيّة تماماً ومطلوبة للخير العام، كرد على خناجر التسعير المذهبي الهادفة إلى دبّ مزيد من النار وإذكائها بين الطائفتين الإسلاميتين على مساحة العالم الإسلامي.

من هذا المنظور يُصبح السجال المالح الذي انفجر على حين غرّة بين الرئيس فؤاد السنيورة (رئيس كتلة "المستقبل" النيابية)، ووزير المال علي حسن خليل (المستشار السياسي للرئيس بري والذي لا يفتح أيّ معركة سياسية على حسابه ومن دون ضوء أخضر من مرجعيته السياسية)، نوعاً من الحرب المُستغربة التي تنشب للمرة الأولى بين حالتين سياسيتين ربط بينهما توافق تاريخي شديد الخصوصية، أثبت جدّيته وجدواه غير مرّة، ولا سيّما إبان محاصرة الحشود الغاضبة السراي الحكومية بوجود الرئيس السنيورة داخلها (في كانون الأول 2006).

اليوم تغيّرت الدنيا على ما يبدو، وانتقلت الأمور إلى مربّع آخر مختلف. السنيورة يعارض بتوتّر عالي السقف، "سلّة" الرئيس بري التي يراهن عليها للخروج بالبلد من عنق الزجاجة. يرتفع الشحن بين الرجلين لينفجر من خلال السجال الحاد الذي خاضه المستشار السياسي لبري من جهة، ورئيس كتلة "المستقبل" من الجهة المقابلة. ولو شئنا تحكيم منطق الأمور واستنطاقها لأمكننا القول إن شيئاً ما إنكسر بين الرجلين، وإن  الخلاف المستجدّ بهذه الصراحة والمباشرة لا يمكن أن يبقى حبيس العلاقة الثنائية بين بري والسنيورة، بل ينبغي أن ينسحب على معسكري "المستقبل" و"أمل". إلا أن الأمور لم تسِر على هَدي هذا المنطق، والعلاقة الوثيقة بين التيارين وبين زعيميهما لم تتعرّض لأي انتكاسة على خلفية السجال، بل إن كُتلة المستقبل" ذاتها سارعت إلى احتواء عاصفة السنيورة.

هنا برزت الألسنة (صاحبة المصلحة) لتُشيّع "خبريات" إتهامية في حق السنيورة، زاعمة توجهه الأصلي، وعن سابق تصميم، لإطاحة ما جهد بري والحريري طويلاً على بنائه وتدعيمه بينهما كشخصين وكتيارين سياسيين، وذلك كاستمرار لما كان الحال عليه بين بري والرئيس الشهيد رفيق الحريري. وللتدليل على سلامة وجهة النظر الإتهامية هذه، استعان أصحابها بما اعتبروه "حرص الوزير خليل على توجيه سهام انتقاداته تحديداً إلى شخص فؤاد السنيورة وليس إلى تيار "المستقبل".

على خلفية هذا السياق ازدهرت مواسم الأسهم المسمومة مُستهدفةً السنيورة، ولا سيما من داخل تياره السياسي، راسمةً علامات استفهام حول العديد من المحطات في مسيرته السياسية، وتحديداً بعد غياب الحريري الأب، وملاحِظةً مستوى غير صحّي من التفرّق في التوجّهات السياسية بين رئيس التيار الأزرق من جهة وزعيمه الأول من الجهة الثانية، مما لا ينبغي أن يكون على الإطلاق. وهذا ما أدّى إلى بروز "نَفَسَين" إثنين ونسختين غير متطابقتين تماماً داخل التيار الواحد: الأول، يُسمّى بالمعتدل ويميل إلى التوافقات الداخلية مع الشركاء في الوطن، يقوده الحريري. والآخر، ويُوصف بالمُتشدد، لواؤه معقود للسنيورة.

ولئن كانت وسائل الإعلام قلّما تنقل أخبار لقاءات تجري تخصيصاً بين زعيم تيار "المستقبل" من جهة ورئيسه من الجهة المقابلة، فهذا يعني ببساطة أن الرجلين قلّما يلتقيان. وهذه "أخبار عاطلة". كذلك حين تنتشر أقاويل (مجهّلة المصدر) تتحدث عن قرب إعلان الرئيس الحريري سحب ترشيحه النائب سليمان فرنجية، إفساحاً للطريق أمام الجنرال ميشال عون (بعد عودة الأخير من زيارة تتوقّعها له هذه المصادر إلى المملكة العربية السعودية)، فهذا لا يُبنى على فراغ.

هنا، لا بدّ من أخذ بعض المستجدات بالاعتبار، ولا سيّما الحركة المكوكية لرئيس "حزب القوّات اللبنانية" سمير جعجع بين الزعيمين وليد جنبلاط وسعد الحريري. فالرجل يسعى جهاراً لتسليك الأقنية بين الرابية وكل من العربية السعودية وبيت الوسط والمختارة. وهو أعلن غير مرّة قناعته أن لا خيار سوى ايصال ميشال عون للرئاسة، وأنّ إيران و"حزب الله" هما الطرفان المعيقان والمتمترسان خلف تأييدهما الكلامي لعون.

وهذا بالذات ما يرفضه تيار "المستقبل" بتشدّد ويرى فيه نوعاً من مؤتمر تأسيسي يُلغي "الطائف" من أساسه.

والمحصلة من ذلك تُؤدي إلى احتمال أزمة داخل "المستقبل"، على خلفية قبول الحريري بعون من خلال تفاهم يحفظ مصالح الطرفين، ورفض السنيورة (وفريقه) وصول عون إلى الرئاسة، والعمل على تعطيل ذلك مهما كلّف الأمر.

فهل يُظلمُ الرئيس السنيورة لدى اتهامه بـ"الحرتقة" على "العلاقة المميزة" بين الرئيسين الحريري وبري؟

هذا هو التساؤل الثاني. أما التساؤل الأول فمُؤدّاه: هل اتفق بالفعل كلٌ من بري الحريري وعون وجنبلاط وجعجع على الإسراع في تهيئة قصر بعبدا للعودة إلى نبض الحياة... وهل يأتي تعويم المملكة السعودية الحريري (بعد جفاء) إشارة بموافقتها على طبخة جعجع المنادي بعون للرئاسة؟

الجواب الشافي عند الوزير سليمان فرنجية الذي سيكون أول من يعلم.

 

العرب وإيران.. القطيعة لا تكفي

فاروق يوسف/العرب/17 تموز/16

لم يدرك العرب إلا متأخرين أن العلاقة التي تربطهم بإيران لم تكن سوية. وكما يبدو فإن محاولاتهم لضبط سلوك النظام الإيراني في حدود اللياقات الدبلوماسية قد باءت بالفشل، وهو أمر كان متوقعا في ظل استمرار ذلك النظام في نهجه العقائدي الذي يستمدّ منه الحق غير المشروع في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. ولأن تصحيح تلك العلاقة المضطربة أمر ميؤوس منه فإن تفادي أضرارها هو الفعل الإيجابي الوحيد الذي يمكن أن تلجأ إليه الدول العربية متجنبة الانزلاق إلى ما هو أسوأ. وهو ما يمكن أن يجرّ المنطقة إلى كارثة شبيهة بحرب الثماني سنوات التي خاضها العراق في ثمانينات القرن الماضي.

وقد تبدو مسألة تفادي الأضرار هيّنة إذا ما ارتبطت بإنهاء تلك العلاقة غير السوية، غير أنها لن تكون كذلك إذا ما تعلق الأمر بمنع النظام الإيراني من الاستمرار في التدخل، مستثمرا هيمنته على عدد من الجماعات والمنظمات والأحزاب التي وضعت نفسها في خدمته وارتضت أن تكون منفذة لمخططاته كما هو حال حزب الله في لبنان. صار واضحا أن تلك الكيانات التي لم تخف ارتباطها بالنظام الإيراني قد انفصلت بطريقة لا تقبل اللّبس عن أيّ خيار وطني يجمعها بفاعليات المجتمع الذي يحتضنها، بعد أن انساقت وراء المشروع التوسّعي الإيراني الذي يتّخذ من المسألة الطائفية وسيلة له في عزل جماعات بعينها عن المجتمع. وهو ما لم يخفه نوري المالكي زعيم حزب الدعوة الإسلامي في العراق حين تحدث عن الخطر المحدق بالمشروع الإسلامي وهي التسمية المضلّلة للمشروع الإيراني.

خامئني "يعمد" نجل مصطفى بدرالدين ويهديه خاتمه الخاص

ولأن تلك الأحزاب غير الوطنية بسبب ولائها المطلق لنظام ولاية الفقيه تعمل داخل المجتمعات العربية مستغلة علوّ الصوت الطائفي وسط الفوضى السياسية التي تعيشها دول ضعفت أو تلاشت فيها قدرة المجتمع على ضبط سلوك أفراده قانونيا كالعراق ولبنان وسوريا، فإن خطر التمدد الإيراني يفوق بأضعاف الخطر الإسرائيلي الذي تراجع بسبب قوة التدمير الذاتي التي صارت تعصف بالعالم العربي. وكما أرى فإن جزءا أساسيا من تلك القوة التدميرية يستمد طاقته من وجود أحزاب تشارك في صنع القرار المحلي معتصمة بالخندق الإيراني. وهو ما يجعلها بمثابة أذرع تنفيذية لما يرغب النظام الإيراني في أن يراه سائدا في العالم العربي. وليس من الصائب التغاضي عن تصريحات حسن نصرالله التي يؤكد من خلالها تبعية حزبه المالية والعقائدية والسياسية لنظام الولي الفقيه.

في ظل تلك المعطيات الواقعية تبدو مقاطعة إيران غير مجدية لتفادي أضرارها. فعلى المستوى العملي لا يمكن إنكار حجم التأثير الإيراني داخل القرار السياسي العراقي على سبيل المثال. وهو ما يعني أنّ العراق لن يكون في إمكانه أن يلعب دورا إيجابيا في صيانة الأمن القومي العربي، إذا لم تتح له فرصة إلحاق الضرر بأمن الدول العربية. وهنا ينبغي التذكير بموقفيْ لبنان والعراق السلبيين من مسألة الإدانة العربية للهجوم الغوغائي المتعمد الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية للسعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. بطريقة ضمنية كانت إيران من خلال لبنان والعراق حاضرة في مجلس الجامعة العربية يومها.

لذلك فإنّ التصدي للخطر الإيراني لا يمكن أن يكون نافعا من غير تفحّص ومعالجة الأضرار التي ألحقها التمدد الإيراني بالجسد العربي في أوقات سابقة. وقد يكون مناسبا هنا أن يبدأ الحلّ من المسألة السورية التي جعلت من إيران طرفا في تقرير مصير شعب عربي ألقي به في أتون حرب أهلية، لم يكن الموقف العربي منها قائما على أساس الشعور بالمسؤولية إزاء ما يمكن أن تشكّله تلك الحرب من خطر على الأمن القومي. إن مراجعة نقدية جادة لذلك الموقف من شأنها أن تقلب جزءا من المعادلة المضطربة. فتراجع الدور الإيراني في القضية السورية من شأنه أن يقلّم جزءا من أظافر إيران ويعيدها إلى حجمها الطبيعي. وما لم تنتقل الدول العربية من موقع تفادي تلقّي الضربات الإيرانية إلى موقع المبادرة الاستباقية التي تهدف إلى منع وقوع تلك الضربات، فإن روح التوسّع الإيراني ستبقى قادرة على بثّ سمومها في أجزاء واسعة من العالم العربي وتصدير ثقافة الموت، وذلك أقصى ما يمكن أن تقدمه طهران للآخرين.

في أحسن أحواله وإذا ما توفّرت النيّة الحسنة فإن نظام ولاية الفقيه سيكون متفضلا بكرم إذا ما قدم للآخرين ما يقدمه لشعبه. وهي نتيجة تدعو إلى الشعور بالتعاسة. فإيران بلد كئيب، تتراجع فيه أسباب الحياة، يُدار من قبل طغمة خفية تعتصم بالخط الذي يصل بينها وبين الإرادة المطلقة والصلة منقطعة تماما بين ما يرغب فيه المجتمع وبين ما صار سياقا ثابتا للعيش. وهو ما يمكن أن يحدث في أيّ بلد، يُقدّر فيه لرجال الدين أن يحكموا سيطرتهم على مجتمعه. لا بسبب ماضويتهم وهو أمر مفروغ منه بل بسبب عقدهم المتراكمة من الحياة، بصيغتها الأرقى كونها مختبرا لتلاقي العناصر وامتزاجها وانصهارها وانبعاثها من جديد في صيغة أقوى وأجمل.

للحياة من وجهة فقهاء الدين المتزمتين صورة واحدة لا تقبل التحديث، هي تلك التي تمهّد للموت. ما من شيء أكثر. وتشهد وقائع السنوات الأخيرة على أن إيران لم تطور شيئا بقدر ما طورت وسائل وأدوات الموت. وإذا ما كان العالم قد منعها من الحصول على السلاح النووي فإنها استطاعت في مكان آخر أن تطور أسلحة للدمار الشامل، هي ليست أقل خطرا من السلاح النووي. المعجبون بإيران ومريدوها يفاخرون بقوّتها الفتاكة. وواقعيا فإن إيران لم تبخل بخبراتها المتراكمة على جيرانها العرب. فهي لا تصدّر عقيدتها القتالية مجرّدة من موقفها من حقوق الإنسان مثلا. ولهذا فإن حزمة الخدمات التي تقدّمها إيران لأتباعها لا بد أن تؤدّي بالضرورة إلى تدمير فكرة المجتمع المدني وتحدُّ من إمكانية قيام دولة مدنية، يقوم أساسها المتين على شرعة حقوق الإنسان. إيران لم تقدم لجيرانها العرب سوى الميليشيات وهي عصابات مسلحة لا تخضع لقانون ولا تعترف بوطن ولا تحترم شعبا. لذلك يكون من العبث والسخرية من الحقيقة إذا لم نعترف بأن إيران لا تملك شيئا سوى الموت تقدمه للعرب ولكم في العراق مثل على ما يمكن أن يلحقه المشروع الإيراني من أضرار مهلكة ببنية المجتمع. فالعراق الذي يمشي على الألغام الإيرانية لا يمكن أن يستعيد شيئا من دولته المدنية التي حطمها المحتل الأميركي. لقد قُدّر للعراقيين أن يُصابوا بخلل دمّر قدرتهم على استعمال حواسّهم، بعد ما سمّم الحزبيون الموالون لإيران حياتهم بمعجزات نظام ولاية الفقيه التي لا يمكن إدراك عظمتها من خلال الحواس المباشرة. في حقيقتها فإن إيران لا تملك ما تقدمه للآخرين سوى الأزمات. الأزمات المستمرة وحدها هي ما يكسب الميليشيات شرعية تحتاجها من أجل السيطرة على المجتمع. ولأن إيران متعهدة جيدة في مجال إنشاء الميليشيات، ولها في ذلك تجربة عظيمة من خلال الحرس الثوري، فقد كانت حاضرة بقوة في لبنان وسوريا والعراق من خلال الميليشيات التي تأتمر بأوامرها وتمهّد أمامها الأرض لإنجاز حلمها في الاحتلال المباشر. لم تقدم إيران لجيرانها العرب سوى الميليشيات وهي عصابات مسلحة لا تخضع لقانون ولا تعترف بوطن ولا تحترم شعبا. أما المستشارون الإيرانيون من نوع قاسم سليماني فهم خبراء في فنون القتل وعلوم الإرهاب. لذلك يكون من العبث والسخرية من الحقيقة إذا لم نعترف بأنّ إيران لا تملك شيئا سوى الموت تقدمه للعرب، جيرانها الذين يحلمون بحياة حرة، كريمة يضعون في خدمتها ثرواتهم التي حباهم الله بها. وإذا ما كانت إيران قد نجحت في غفلة من العرب في نشر رموز الموت من شاكلة حسن نصرالله وهادي العامري في أماكن مختلفة من العالم العربي فلا يزال في إمكان العرب أن يدعموا رموز الحياة في الأماكن نفسها وسواها. ما يجعلني متفائلا بإرادة الخير شعوري بأن المشروع الإيراني قد وصل إلى طريق مسدودة، وهو ما لا يعني أن النظام سيستسلم ويعكف على نفسه ولا يعني أن الفاسدين ممن أقسموا على الولاء لولاية الفقيه سينسحبون طوعا من المشهد، بقدر ما يعني أن المجتمعات التي كانت غافلة عن المشروع الإيراني باتت اليوم متأكدة من أن هلاكها إنما يكمن في ذلك المشروع.

إرادة الحياة العربية ستنتصر على إرادة الموت الإيرانية، غير أن ذلك الأمر لن يتم من غير العمل القومي المنظم.

 

لماذا لا يصدر نعي رسمي للعراق

خيرالله خيرالله /العرب/17 تموز/16

مسكين العراق. إذا كان الانقلاب العسكري الذي وقع في الرابع عشر من تموزـ يوليو 1958 بداية مرحلة الانحدار التي توجت بالغزو الأميركي في العام 2003، فإنّ الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لهذا الانقلاب جاء ليكرّس الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة العراقية، أو ما بقي منها.

كان ظهور “الحشد الشعبي” في العرض العسكري الذي أقيم في بغداد يوم الرابع عشر من تمّوزـ يوليو 2016 نهاية معلنة للجمهورية العراقية، ذلك أن “الحشد الشعبي” ليس سوى ميليشيات مذهبية لا مهمّة فعلية لها سوى القيام بعمليات تطهير لمناطق عراقية معيّنة. تستهدف عمليات التطهير هذه كلّ ما هو سنّي عربي في العراق. ليست الميليشيات المذهبية سوى أدوات إيرانية لا أكثر ولا أقلّ تستخدم في تصفية بقايا الدولة العراقية. لعلّ أخطر ما في الأمر موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي على مشاركة “الحشد” في العرض العسكري إلى جانب وحدات من الجيش العراقي، إضافة إلى رعايته العرض.

عندما يقبل جيش أن يكون في مستوى ميليشيا مذهبية، فألف سلام على هذا الجيش الذي أصرّ المفوّض السامي الأميركي بول بريمر على حلّه في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدّام حسين وسقوط العراق تحت الاحتلال الأميركي.

لا يمكن الدفاع عن النظام الذي أقامه صدّام حسين، لا لشيء سوى لأن هذا النظام لم تكن له علاقة بالاعتبارات الحضارية والإنسانية بأيّ مقياس من المقاييس. تكفي الحروب التي خاضها من أجل التأكّد من ذلك. خاض حربا طويلة مع إيران ليس معروفا هل كان في استطاعته تفاديها. استهلكت هذه الحرب خيرة الشباب العراقي واستنزفت ثروات العراق ودول الخليج. وحده التاريخ سيحكم هل كان في الإمكان اللجوء إلى خيار آخر غير الحرب، خصوصا أنّ الهجوم العراقي على إيران واحتلال قسم من أراضيها جعل الشعور القومي الفارسي يستفيق فيها. وقد عرف نظام الخميني كيفية الاستفادة من ذلك إلى أبعد حدود واضعا الجيش الذي كان يمكن أن ينقلب عليه في مواجهة مع القوات العراقية.. كذلك، احتل العراق الكويت في عهد صدّام. كيف يمكن لبلد احتلال بلد آخر وتشريد شعبه بحجة حصول خلاف في شأن أسعار النفط أو في شأن بعض الآبار النفطية على الحدود بين البلدين. أدخل صدّام العراق في منطق اللامنطق، لكن مؤسسة الجيش بقيت، في كلّ وقت، صامدة إلى حدّ كبير ورفضت النزول إلى مستوى ميليشيا تحت أيّ مسمّى من المسمّيات. صحيح أنّه كان هناك “جيش شعبي” في عهد صدّام، إلّا أن هذا “الجيش الشعبي” لم يستطع يوما وضع الجيش العراقي تحت مظلته.

على العكس من ذلك، بقي الجيش العراقي يتمتع بوضع خاص وبقي لمعظم كبار ضباطه رأيهم، وإن كان غير معلن، بصدّام حسين ورتبه العسكرية وأوسمته. اضطر الأخير إلى اختراع رتب عسكرية لنفسه، مثل رتبة “المهيب” وذلك كي يقول إنّه ينتمي بطريقة أو بأخرى إلى المؤسسة العسكرية التي بقي في نهاية المطاف عالة عليها ومرفوضا منها. لدى التمعّن في مشهد العرض العسكري المشترك بين الجيش و”الحشد” في الرابع عشر من تمّوزـ يوليو 2016، نجد الجيش العراقي أقرب إلى المغلوب على أمره. يبدو أن إيران نجحت أخيرا، في ضوء الحرب المشتركة التي خاضتها مع “الشيطان الأكبر” على العراق، في الانتهاء من الجيش العراقي ووضعه تحت حماية “الحشد الشعبي”، أي حماية الميليشيات المذهبية التي تولّت أمن العرض العسكري الذي أقيم في بغداد. فرضت ميليشيات “الحشد الشعبي” إجراءات في أحياء معيّنة من بغداد في أثناء العرض العسكري، فيما كان الجيش في موقع المتفرّج الذي لا حول له ولا قوّة.

    ظهور "الحشد الشعبي" في العرض العسكري الذي أقيم في بغداد يوم الرابع عشر من تموزـ يوليو 2016 كان نهاية معلنة للجمهورية العراقية، ذلك أن "الحشد الشعبي" ليس سوى ميليشيات مذهبية لا مهمة فعلية لها سوى القيام بعمليات تطهير لمناطق عراقية معينة

نجحت إيران في العراق حيث فشلت في لبنان. لبنان لا يزال يقاوم ما تحاول إيران فرضه عليه عبر رفع “حزب الله” شعار “الشعب والجيش والمقاومة” وتمريره في البيانات الوزارية للحكومات المتلاحقة وذلك عن طريق التهديد بالسلاح.

تريد إيران تعميم تجربة الميليشيات المذهبية وتوابعها في كلّ بلد عربي تستطيع الوصول إليه. يظهر أن نجاحها في العراق شبه كامل، فيما يبقى محدودا في لبنان. أمّا في اليمن، فقد استطاعت في مرحلة معيّنة جعل الميليشيا المسماة “أنصار الله” تتمدد في كلّ الاتجاهات قبل أن تضع “عاصفة الحزم” حدّا لذلك. وهذا ما يفسّر ذلك الحقد الإيراني على المملكة العربية السعودية والذي يعبّر عنه باستمرار قادة “حزب الله” وأبواقه بوضوح ليس بعده وضوح. لا يزال الجيش اللبناني يشكّل مؤسسة محترمة إلى حدّ كبير، فيما لم يعد الجيش العراقي سوى تابع للميليشيات المسمّاة “الحشد الشعبي” والتي قائدها الفعلي الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني. يمكن الكلام عن صمود نسبي للبنان على الرغم من “المربعات الأمنية” التي أقامها “حزب الله” في مناطق عدّة لا يستطيع أحد غيره دخولها وعلى الرغم من سعيه إلى اختراق الطائفة السنيّة عبر ما يسمّى “سرايا المقاومة”. تبقى “السرايا” ظاهرة هامشية مرتبطة إلى حدّ كبير بحاجة بعض اللبنانيين إلى من يؤمّن لهم رواتب شهرية! في الرابع عشر من تمّوزـ يوليو 1958، بدأ العدّ العكسي لانهيار الدولة العراقية. أعطت الطريقة التي قُضي بها على العائلة المالكة في ذلك اليوم المشؤوم فكرة عمّا سيكون عليه العراق.

بعد ثمانية وخمسين عاما، لم تعد من حاجة إلى الدخول في تكهّنات من أيّ نوع. مصير العراق صار واضحا. إنّه بلد يقبل فيه رئيس الوزراء رعاية عرض عسكري لميليشيات مذهبية تسرح وتمرح على هواها وتحرّك من طهران. عندما يصبح العراق في هذا الوضع، لا يعود مستغربا أن يجد “داعش” حواضن له. هناك رغبة لدى الدولة العراقية الجديدة، وهي دولة تابعة لا أكثر، في عمل كلّ ما يمكنه وضع “داعش” في الواجهة. ليس “داعش” سوى جزء من المخطط الإيراني الهادف إلى تكريس الشرخ المذهبي في العراق ومتابعة حملات التطهير ذات الطابع المذهبي. في هذا الجو لا يعود مستغربا أيّ موقف يتّخذه الأكراد للمحافظة على حقوقهم الوطنية. المستغرب أن يوقّع رئيس الجمهورية الكردي فؤاد معصوم أحكاما بالإعدام تحت ضغط الميليشيات الشيعية. ولكن في ظلّ ما يفعله رئيس الوزراء الحالي الذي لا يشبه سوى سلفه نوري المالكي، لا يعود أيّ تصرّف غريبا في العراق، البلد الذي لم يعد فيه رجال دولة منذ زمن بعيد.

الغريب أن لا يوجد من ينعى بشكل علني بلدا كان مؤهلا في مرحلة معيّنة، خصوصا بسبب امتلاكه نظاما تعليميا متطورا. مثل هذا النعي يسهّل في أسوأ الأحوال الاعتراف بأمر واقع يتمثل في أن إيران وضعت يدها على جزء كبير من العراق. هل مثل هذا الأمر مسموح به من المنظور التاريخي، خصوصا أن إيران لا تمتلك أيّ نموذج تقدّمه لا للعراق ولا لغير العراق. تشبه تجربة إيران في العراق، إذا وضعنا الحقد والرغبة في الانتقام جانبا، انتصار برلين الشرقية على برلين الغربية في مرحلة ما قبل إعادة توحيد المدينة. صحيح أن العراق ليس برلين الغربية، لكنّ الصحيح أيضا أنّه ليس لدى إيران ما تعلّمه للعراقيين باستثناء إغراقهم في التخلف وفي مزيد من التخلف مستخدمة سلاح الميليشيات المذهبية..

                                                                                                                            

الزلزال في تركيا: مسرحية أم انقلاب

طراد بن سعيد العمري/العرب/17 تموز/16

ضرب زلزال عسكري مؤسسة الرئاسة في تركيا مساء يوم الجمعة 15 يوليو 2016 في محاولة انقلاب باءت بالفشل بعد 6 ساعات من انطلاقها وإعلان البيان الأول للجيش. اهتز العالم على إثر هذا الزلزال وتوالت التصريحات الرسمية الحذرة من موسكو وواشنطن ولندن وبروكسل وصولا إلى الدوحة التي شجبت الانقلاب بالطبع. أما دمشق فقد ابتهج الشعب بخبر الانقلاب من دون تصريح رسمي. ومع انجلاء الموقف بعض الشيء، يمكن طرح سؤال حول هذا الزلزال، هل هو مسرحية سياسية أو انقلاب عسكري؟ إذ يمكن النظر إلى محاولة الانقلاب ضمن ثلاثة سيناريوهات:

* السيناريو الأول: محاولة انقلاب من خصوم أردوغان السياسيين باستخدام ثلة من العسكر لتنفيذ الانقلاب، مع إشارة واضحة واتهام معلن للمعارض التركي وخصم أردوغان الحقيقي والقويّ فتح الله غولن الذي يقيم في بنسلفانيا بالولايات المتحدة وتتعاطف معه شريحة كبيرة من الشعب التركي لانتمائه لفكر “الإسلام الاجتماعي” وليس “الإسلام السياسي”.

* السيناريو الثاني: محاولة إرسال رسالة تحذيرية من “العسكر” في تركيا لكبح جماح مؤسسة الرئاسة وللرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الجيش التركي العمود الفقري للدولة التركية وحامي حمى العلمانية لازال قويا ومتيقظا بعد خمس انقلابات نجحت جميعها خلال نصف القرن الماضي في العام 1960 و1971 و1980 و1997 و2001 واستباقا لمزيد من الإجراءات الرئاسية في تطهير وتحجيم مؤسسة الجيش.

* السيناريو الثالث: أن محاولة الانقلاب الهشة هي من تدبير الرئيس التركي أردوغان ذاته، بمساعدة الاستخبارات التركية بهدف إعلان الفصل الأخير من مخطط الرئيس التركي في القبض على كافة مفاصل الدولة التركية قبل البرلمان والدستور بعد أسبوع من الانقلاب السياسي لتركيا في السياسة الخارجية تجاه روسيا وإسرائيل وسوريا وربما مصر.

ومهما يكن السيناريو المحتمل من السيناريوهات الثلاثة، أو سيناريو آخر كخليط بينها، نجادل بأن سقوط تركيا الدولة بات وشيكا بصرف النظر عن سقوط النظام وحزب العدالة والتنمية وأردوغان. فتركيا تعيش أسوأ مراحلها السياسية على مدى تاريخها منذ سنوات الربيع العربي وتحديدا مع التدخل التركي السافر في سوريا، ودعم الإرهابيين القادمين إلى سوريا، وتمرير اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، والعلاقة مع الأكراد في الداخل التركي والعراق وسوريا، وتأزم العلاقة مع الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي. ترجيح السيناريو الثالث يدعمه عدد من المؤشرات: توقيت محاولة الانقلاب؛ طلب أردوغان من الشعب للنزول إلى الشارع؛ ظهور الرئيس التركي السريع.

لم ينجح الانقلاب العسكري مما يعد نشازا بين تاريخ الانقلابات العسكرية في تركيا، لكن المحاولة في حد ذاتها حققت لتركيا وحزب العدالة والتنمية ولأردوغان، تحديدا، فرصة ذهبية لكشف المشاعر الداخلية والدولية

* أولا: أن الأحداث التي كان متوقعا للجيش أن يتحرك فيها مرت بسلام، كما يجادل الخبير الإستراتيجي، بشير عبدالفتاح، مثل أحداث “تقسيم” في العام 2013؛ والمحاكمات التي جرت لقيادات الجيش في “أرجيلكون” و”المطرقة” منذ العام 2011. كما أن الساعة 7:30 مساء في يوم الجمعة (العطلة)، وإقفال جسر البوسفور، وجسر السلطان محمد، المكتظة بالحركة يجعل من الانقلاب أشبه بالمسرحية أو محاولة غير جدية.

* ثانيا: طلب الرئيس التركي من الشعب أن ينزل إلى الشارع في وقت يتم فيه قصف المطار، والقصر الرئاسي والبرلمان ومبنى المخابرات والتلفزيون أمر يدعو للتشكيك في الانقلاب العسكري ودليل على عدم الاهتمام بسلامة المدنيين.

* ثالثا: ظهور أردوغان للعلن والعامة خلال ساعات الانقلاب مع تواتر تأكيدات لقصف المروحيات ونزول الدبابات والتفجيرات لعدد من الأجهزة الحساسة وأنباء عن مقتل رئيس الأركان، وتزعم قائد القوات الجوية والبرية، هو مجازفة لا تدل إلا على مسرحية الانقلاب ونوايا الرئيس التركي لخلق قاعدة شعبية متجددة بتصوير نفسه بـ”الأباضاي”، كما سبق أن وصف نفسه.

يتوقع أن تكشف الأسابيع والأشهر القليلة القادم ماهية الانقلاب تبعا لما سيتم اتخاذه من قرارات داخلية وقانونية كرد على محاولة الانقلاب. لكن محاولة الانقلاب أيّا يكن السيناريو هي جزء وفصل من فصول الارتباك السياسي وبوادر الفوضى التي ضربت تركيا مؤخرا. ولا يمكن فصلها عن مسلسل التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا خلال العام الماضي.

الأكيد، أن تركيا الدولة أوشكت على السقوط بسبب وقوفها حائرة بين العلمانية والإسلام السياسي منذ تولي أردوغان زمام القيادة في حزب العدالة والتنمية وترقّيه في السلطة بتسارع نحو حكم الفرد، كما هو منهج “الإخوان” في التعامل مع السلطة السياسية.

نجح أردوغان وحزب العدالة والتنمية خلال العقد الماضي في رفع مكانة تركيا من الناحية الاقتصادية. كما استحق بذلك أردوغان شخصيا ثقة غالبية الشعب التركي، الذي ظهر واضحا في نتائج عدد من الانتخابات حتى ولو لم يحصل على الغالبية العظمى في البرلمان لكي يقوم بالتعديل المنشود للدستور. لكن هذا الانفراد بالسلطة الذي يسعى إليه أردوغان هو المسار الذي يخيف العسكر (مؤسسة الجيش) في تركيا ولكثير من القوى الديمقراطية.

كما أن عدم نجاحه في الانضمام للاتحاد الأوروبي، وفشله في الهيمنة على الشرق الأوسط خلال “الربيع العربي” وتأزم العلاقة مع مصر العمود الفقري للعالم العربي، خلق علاقة الحب/الكره مع تركيا وحزب العدالة والتنمية وأردوغان.

هناك من يرى أن الولايات المتحدة لم تعد متحمسة لبقاء أردوغان في السلطة، وأن تصريحات جون كيري من موسكو خلال محاولة الانقلاب حملت كثيرا من الميوعة والسيولة تشي بالهوة أو الفجوة بين الولايات المتحدة وتركيا.

 محاولة الانقلاب في حد ذاتها حققت لتركيا وحزب العدالة والتنمية ولأردوغان، تحديدا فرصة ذهبية لكشف المشاعر الداخلية والدولية يمكن البناء عليها وتحديد المسار السياسي لتركيا في المستقبل

البعض يرى أن الولايات المتحدة استنفدت غايتها من رجب طيب أردوغان وأن جون كيري تصرف في تعليقه على محاولة الانقلاب على قاعدة “لم آمر بها لكنها لم تسؤني”. أما روسيا، فبالرغم من عودة العلاقات إلى طبيعتها بعد اعتذار تركيا، والمشاريع الاستراتيجية والسياحية، إلا أن بوتين ليس متحمسا لبقاء أردوغان في السلطة.

بالنسبة إلى مصر فقد تباعدت الشقة بينها وبين تركيا بسبب موقف أردوغان من الإخوان والتدخل في الشأن الداخلي المصري، وبنظرة عجلى على عناوين و”مانشيتات” الصحف المصرية لليوم التالي لمحاولة الانقلاب، يمكن إعطاء مؤشر لقياس ومعرفة المزاج المصري العام. صحيفة الأهرام “الجيش التركي يطيح بأردوغان”؛ المصري اليوم “الجيش التركي يطيح بأردوغان”؛ الوطن “الجيش يحكم تركيا ويطيح بأردوغان”؛ وصحيفة أخرى “تركيا في مهب الريح”.

ردود الفعل الأوروبية كانت أكثر من حذرة ما عدا تصريح مقتضب من مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. فأوروبا تترنح سياسيا واقتصاديا وأمنيا. فانفصال بريطانيا في الجناح الغربي لها، وارتفاع وتيرة العنف والإرهاب في وسطها، وازدياد الفوضى في شمال أفريقيا جنوب القارة العجوز، وارتباك المشهد في تركيا جناحها الشرقي، يضع القادة في أوروبا في موقف لا يحسدون عليه. فالهجرة الجماعية للاجئين الذين سهلت لهم تركيا التسلل إلى أوروبا أصابت النظام الأوروبي بمأزق مما حد بألمانيا زعيمة القارة إلى تقديم تنازلات لتركيا في وعد بالانضمام للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى دعم مالي مجز لإيقاف طوفان اللاجئين. فمن ناحية، لا تتحسر أوروبا على سقوط أردوغان وأيديولوجية حزبه، ومن ناحية أخرى، تظل مكبلة وحبيسة خوف مريع من فوضى في تركيا تفتح عليها نار الإرهاب.

خليجيا خرجت قطر، كما هو متوقع، عن الحذر والتروّي الذي هيمن على المواقف الرسمية الخليجية. وأعلنت رسميا رفضها للانقلاب مما أثار سخرية الكثير في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يرى كثيرون أن قطر لا تحمل أيّ أهمية تذكر في القبول أو الرفض. أما في السعودية وبقية دول الخليج شعبيا، فيمكن معرفة المتحمسين لنجاح الانقلاب من الرافضين له من خلال توجهاتهم الأيديولوجية والدينية. فالذين يدعمون ويشجعون ويتعاطفون مع “الإخوان المسلمين” كانوا من فريق الرافضين والشاجبين لمحاولة الانقلاب.

أما السواد الأعظم فانقسموا بدورهم إلى فريقين: فريق يأسف على تحول تركيا إلى فوضى بحكم أنها بلد سياحي واستثماري؛ وفريق آخر كان من الشامتين بأردوغان ومحاولته تقمص شخصية السلطان العثماني الذي يذكرهم بأسوأ مراحل التاريخ من الذلّ والهوان الذي أذاقته الإمبراطورية العثمانية للعرب.

أخيرا، لم ينجح الانقلاب العسكري مما يعد نشازا بين تاريخ الانقلابات العسكرية في تركيا، لكن المحاولة في حد ذاتها حققت لتركيا وحزب العدالة والتنمية ولأردوغان، تحديدا، فرصة ذهبية لكشف المشاعر الداخلية والدولية يمكن البناء عليها وتحديد المسار السياسي لتركيا في المستقبل، فأما السير في طريق الحكمة ومصالح الشعب التركي، أو السير خلف أوهام القوة والسلطة حتى يصاب أردوغان وحزبه ودولته بالعمى، وعندها يصبح كل شيء مفاجئا، كما يجادل مايكل هوارد، أستاذ التاريخ السياسي. ختاما، فصول وتفاصيل محاولة الانقلاب، أو مسرحية الانقلاب تحتوي على دروس كثيرة يمكن الاستفادة منها في المكر السياسي.

 

الإسلام في أزمة

 أحمد عدنان/العرب/17 تموز/16

قبل أسابيع، أثار الزميل إيلي الحاج زوبعة إلكترونية بسبب ما كتبه في مواقع التواصل الاجتماعي “كلما وقعت جريمة إرهابية باسم الإسلام أقول إنّ الإسلام منها براء، ولكن لكم أتمنّى في الوقت نفسه لو كانت ممكنة إعادة النظر في بعض الآيات القرآنية حتى لو كان كاتبها افتراضا الله ذاته، ألا يمكن أن يعيد الله النظر؟”. وما أريد قوله إن الحاج -بحكم صدق نيته وصفاء سريرته- قد ظلمته ردود الفعل، والأهم من ذلك، أن القرآن مظلوم حقا من تجار العنف وليس من إيلي الحاج، وإيقافه عن العمل الإذاعي يأتي في سياق التفاخر الطائفي اللبناني الذي شاهدناه سلفا -في المقلب الآخر- في ردود الفعل على موقف النائب السلفي خالد الضاهر من تمثال يسوع. تدوينة الحاج، جاءت في سياق مفجع، سعوديا على وجه الخصوص، حيث بدأ الإرهاب منذ أشهر ليست بعيدة باستهداف المساجد، وربما يكون مفهوما أن يفعل ذلك متطرف ينتسب إلى دين غير الإسلام، كما شاهدنا في بعض نواحي الهند وبورما وغيرها، لكن أن يصدر ذلك ممن يزعمون الإسلام، فهذا دليل على أن علاقتهم بالدين لا تتجاوز الزعم، ودليل كذلك، على أن الطرفة التي تداولناها منذ سنوات بعيدة أصبحت حقيقة، ولم يتصوّر أحد يوما أنها ستكون واقعا معيشا، تقول الطرفة إن إبليس اختلى بحاكم عربي ليستمع منه، وفي نهاية المقابلة قال إبليس للحاكم “اتق الله”، تذكّرت هذه الطرفة وأنا أتابع أخبار الإرهابي الذي أراد استهداف المسجد النبوي، ﻷننا لو زودنا إبليس نفسه بحزام ناسف، لخجل -قطعا وحتما- من استهداف الحرمين الشريفين، ولعل إبليس قال لذلك الإرهابي -بدلا من حاكم الطرفة هذه المرة- “اتق الله”.

لكنّني أرى في استهداف المساجد، حتى لو كان منفذوها مسلمين اسما فحسب، رمزية أهم وأكبر، وهي أن الإسلام نفسه يعيش أزمة حقيقية، وأول من يفترض أن يشعر بها هم المسلمون، وما ظاهرة داعش وأخواتها كتنظيم القاعدة وجماعة الإخوان وما يسمّى بحزب الله، إلا انعكاسات صريحة لهذه الأزمة، وما قيام الإرهابيين باستهداف المساجد، التي ترمز للإسلام ككل حصرا، إلا صرخة تلخّص معنى تلك الأزمة.

المشكلة التي تواجه الإسلام، ويعانيها المسلمون، هي أن النسخة السائدة للدين، بغض النظر إن كانت إسلاما صحيحا أو تصوّرا خاطئا عن الإسلام، نسخة مصادمة للحياة أو غير قابلة للحياة، والمسلمون مثل كل بني البشر يحبون الحياة ويريدونها، وما التصور الإسلامي للجنة، موعد المتّقين، إلا صورة رفيعة للحياة بحورها وخوارقها وكمالها المفقود الذي يساوي جمالها المأمول، والأهم أن التصور الواقعي للاعتدال هو ابن العقل لا تلميذ النصوص.

حين بزغت بعض دعوات التحرر في أميركا اللاتينية، استطاعت أن تتصالح مع الدين المسيحي حين رفعت شعارا ذكيا وجميلا “نستحق الجنة في السماء إذا استطعنا أن نحققها في الأرض”، وبغض النظر عن مآل ذلك الشعار لاتينيا، إلا أن الملاحظ عند إرهابيي المسلمين أنهم يريدون استحقاق الجنة في السماء بتحويل الأرض إلى جهنّم، وهذا أمر مؤلم ومحزن.

فقهاء المسلمين وسلاطينهم، لعبوا دورا جوهريا في بناء هذه الأزمة، بل إن اختصار أزمة الإسلام والمسلمين هي عجزهم عن نسج علاقة سويّة مع ربّهم ومع حاكمهم، لأن صورة الحاكم في تراثهم تتجلّى كإله صغير، وصورة الإله في موروثهم تبدو كحاكم مستبد، والأسوأ هو قيام العقل الإسلامي بغرس مفهوم الكمال ومفهوم الهوية في الماضي، فلم يعد للمستقبل معنى، ولم يعد للتطوير قيمة، وزاد الطين بلة ربط مفهوم الهوية بالتماثل الداخلي والانعزال الخارجي كما نرى في مفهوم “الجماعة” الذي أباد قيم الفرد والحرية، لا فرق إذن إن أصبح عدد المسلمين مليارا أو مليارين، لأنهم في حقيقتهم نسخ مكررة لرجلين أو ثلاثة، والمشكلة أن هؤلاء الرجال غادروا دنيانا منذ قرون، فغدا أتباعهم أحياء كالموتى أو موتى كالأحياء، ليصبح اعتناق الدين بريدا للتصادم مع الإله الصغير (الحاكم) أو تنفيذا عاجلا ودائما لبطش من يظنونه مستبدا أكبر (الله) في بقية الخلق والعباد.

الاعتراف بالخطأ فضيلة عظيمة، وإصلاح الخطأ فضيلة أعظم، لكننا على مرّ قرون مضت، إن اعترفنا بالخطأ تهيّبنا من معالجته جذريا وجديّا، وما يؤكد ذلك هو مصطلح “تجديد الخطاب الديني” الذي يفيد المراوغة، وكم احترمت المفكر المصري الراحل جمال البنا يوم رفع شعار “تجديد الإسلام”، ولفتني مؤخرا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حين اجترح مصطلحا لا أدري إن قصده عمدا أو صدفة “تصويب الخطاب الديني”، وخلاصة كل ذلك أن الإسلام ليس بحاجة فقط إلى تجديد خطابه، بل هو يحتاج إلى تجديد كليّ وجوهري لا يصح تسميته بغير التغيير.

أصدر المفكر المصري عبدالجواد ياسين قبل سنوات كتابا فخما هو “الدين والتدين”، وضع فيه الإسلام -بمختلف مذاهبه- ندا بند بجوار المسيحية واليهودية فوق طاولة التشريح، وهذا الكتاب يعد امتدادا -من وجهة نظري- لمبحثه السابق “السلطة في الإسلام”، وطالب ياسين لأول مرّة عبر تاريخ الإسلام والمسلمين بالتمييز وبالفصل بين الدين (الجوهر المتمثل في الإيمان ومكارم الأخلاق) والشريعة (الظرف التاريخي الذي شكل الجوهر)، قبل التمييز والفصل بين الدين والدولة، وهذه الدعوة هي لبّ الصواب ومفتاح الحلول، والمبشر أنّ لها جذورا نصية، فالقرآن وصف نفسه كنص تعبّدي معجز لغويا فيه أحسن القصص للعظة وللعبرة، لا دستورا دولتيا وميثاقا أيديولوجيا، وحين تعامل الحكام

والفقهاء والمتطرفون مع القرآن والإسلام وفق مآربهم وقعت الطامة وتحقـــق الالتباس. قبل سنوات أبعد، كتب عبدالرحمن الراشد “صحيح أنه ليس كل المسلمين إرهابيين، لكنّ أغلب الإرهابيين مسلمون”، وتعليقي اليوم بعد أن أصبحت تلك الزمرة أسوأ نماذج الإرهاب، أنهم قوم فشلوا في الحياة فأفسدوا حياة كل الآخرين.

قبلنا، كان المسيحيون كذلك في عصر محاكم التفتيش وصكوك الغفران، لكنهم نجوا إلى حد كبير بإجراءات قاسية عالجت جوهر المسيحية وتعريفها ومعناها، وخطاب البابا فرانسيس اليوم يمثّلني كمسلم أكثر من سلوك وفتاوى بعض الفقهاء وكل ميليشيات الإسلاموية، الفرد هو الأساس والحرية هي المقدّس والله هو السلام وفي الحب معنى الحياة، وصدق تركي الحمد حين قال “الوسطيّ هو من ينشغل بعلاقته بالله، والمتطرف هو من ينشغل بعلاقة الآخرين بالله”، لكنّ المتطرفين طغوا وتجبّروا، وأهل الوسطية والتجديد والتنوير يساقون إلى المقابر وإلى السجون بسيوف الإرهاب والطائفية والدول الباغية، فلم يعد الإسلام في أزمة، بل هو في عين الخطر، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

خيانة الشعب السوري لمصلحة نظام الأسد، ماذا وراءها؟

خلف أحمد الحبتور/السياسة/17 تموز/16

دأت أشتم رائحة مخطط بغيض يتم التحضير له، وفي حال كنت محقّاً في توجّسي، فهذه خيانة لتطلعات الشعب السوري، وخنجر يُغرَز في ظهر السوريين الأبطال الذين ناضلوا ببسالة من أجل حريتهم. ثمة مؤشرات بأن واشنطن وحلفائها يتحركون بحسب القاعدة الآتية: «إذا لم تستطع التغلب عليهم، انضم إليهم».

في مواجهة المشقّات الاقتصادية والهجمات الإرهابية، يبدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستعداً للنسيان والمسامحة. كاد يركع أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين للتوسّل إليه من أجل رأب العلاقات مع روسيا، والتي كانت قد انقطعت بعد قيام تركيا عن سابق تصوّر وتصميم بإسقاط طائرة حربية روسية.

ورغم قسمه إنه لن يقيم أبداً علاقات من جديد مع إسرائيل ما لم يتم رفع الحصار عن غزة، قبّل بنيامين نتانياهو وتصالح معه بعد خلاف استمر ستة أعوام على خلفية قيام إسرائيل بمهاجمة مركب تركي كان يسعى إلى خرق الحصار.

لكنني شعرت بالصدمة والهول عندما سمعت عن تغيير ثالث في موقف أردوغان يلوح في الأفق. يشنّ أردوغان هجوماً عنيفاً على النظام السوري منذ اندلاع الانتفاضة المدنية عام 2011 – وهو محق في ذلك. فقد شبّه الرئيس بشار الأسد بـ»هتلر»، وأعلن قبل أسابيع أن عدوه السوري اللدود «إرهابي أكثر تقدّماً من تنظيم داعش». وحذّره أيضاً من أن نهايته ستكون مشابهة لنهاية معمر القذافي في ليبيا، كما أنه دعم بعضاً من المجموعات المعارضة الأكثر سوءاً بهدف تغيير النظام في سورية.

بحسب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، تفكّر القيادة التركية في رأب العلاقات مع النظام السوري، مضيفاً: «إنه هدفنا الأعظم والذي لا عودة عنه: بناء علاقات جيدة مع سورية والعراق… قمنا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل. وأنا على يقين من أننا سنطبّع العلاقات مع سورية أيضاً. كي تنجح المعركة ضد الإرهاب، يجب أن يعمّ الاستقرار من جديد في سورية والعراق». هكذا إذاً! بما أن الإرهابيين الذين حظيوا من قبل بالرعاية الطبية في المستشفيات التركية «لأسباب إنسانية» يعضّون الآن اليد التي عالجت إخوانهم، لم يعد مهماً أن نظام الأسد مسؤول عن مقتل 400000 من أبناء شعبه.

في غضون ذلك، يتودّد البيت الأبيض إلى موسكو أملاً في تشكيل تحالف عسكري مشترك للقضاء على «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، والتي وصفتها صحيفة «الواشنطن بوست» بأنها القوة الثورية الأنجح ضد النظام، فضلاً عن المجموعات المتطرفة الأخرى.

بالطبع، لا مكان للإرهابيين في سورية أو أي بلد آخر، وأنا لا أعارض في المبدأ شنّ حملة جوية أميركية-روسية مشتركة، إلا أن هدفها الأساسي يجب أن يكون قوات النظام التي قصفت أحياء بكاملها وحوّلتها أنقاضاً غارقة بالدماء.

إذا أبصرت هذه الشراكة النور، فسوف يخرج الأسد منتصراً، هو الذي كشف لإحدى المحطات التلفزيونية الأسترالية في وقت سابق هذا الشهر أن الولايات المتحدة ليست عدوة سورية، وأن البلدان الغربية تتعامل مع بلاده عن طريق قنوات خلفية.

قال الأسد: «يهاجموننا سياسياً ثم يرسلون مسؤولين للتعامل معنا تحت الطاولة. لكن إذا سألتهم ينكرون الأمر. ونحن سوف ننكره، لكنه موجود في الواقع عن طريق قنوات خلفية».

من اللافت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم يعد يصرّ على أنه ينبغي على الأسد التنحي، وفقدت مطالب رئيسه زخمها. تتعزّز الشكوك لدى شريحة من السوريين بأن إدارة أوباما تعاملت برفق مع النظام السوري لأنها اعتبرت أنه الأفضل بين زمرة من السيّئين.

السؤال المطروح هو إذا كانت الولايات المتحدة وتركيا وروسيا شركاء جدداً في ما أعتبره جريمة حقيقية. إذا شعرت قوات المعارضة المؤلّفة في شكل أساسي من السنّة بأن هناك مؤامرة لتعويم الأسد، سوف تفقد حماستها. ما الذي سيدفعهم إلى التضحية بحياتهم من أجل قضية خاسرة؟ خوفاً من الانتقام، سيكون خيارهم الوحيد الهروب مع عائلاتهم بحثاً عن ملاذ آمن.

آمل بأن أكون على خطأ، لكن إذا بقي الأسد في السلطة، سوف تتراجع إلى حد كبير أعداد السنّة في سورية – وهذا ما بدأ يحدث فعلاً. كما العراق، ستقع سورية تحت السيطرة الشيعية، وتخضع لدائرة النفوذ الإيراني في المنطقة. تنجح إيران، بالاشتراك مع روسيا، في تطهير سورية من الوجود السنّي، وتحظى هذه الستراتيجية الآن بالموافقة من الولايات المتحدة وإيران وحلفائها في الغرب . سوف تتبدّد أحلام ملايين اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق، بالعودة إلى ديارهم.

لقد اكتشف أكثر من مليون لاجئ سوري موزّعين في مختلف أنحاء أوروبا أنه غير مرغوب فيهم، وأنهم موضع ريبة وخشية. عدد كبير من اللاجئين الذين ابتهجوا لدى وصولهم إلى ألمانيا تحطّمت أفئدتهم عندما وجدوا أنه لا أمل أبداً بأن يُسمَح لعائلاتهم بالانضمام إليهم.

تنظر تركيا في منح الجنسية لثلاثمئة ألف سوري من الأثرياء أو من ذوي التحصيل العلمي المتقدّم أو المؤهلات العالية. ويُعاد توطين لاجئين آخرين، لا سيما الألمع والأفضل بينهم، في الغرب حيث سيُعاملون معاملة مواطنين من الدرجة الثانية، وينصبّ عليهم غضب المجموعات اليمينية المتشدّدة. هؤلاء هم شريان الحياة الذي يجب أن يُبنى عليه مستقبل سورية. السوريون شعبٌ أبي. أمنيتهم القصوى هي العودة إلى ديارهم لاستئناف حياتهم. لم يختاروا أن يكونوا لاجئين يُعامَلون كإحصاءات وليس ككائنات بشرية. ليس ذنبهم أنهم باتوا مضطرين إلى الكفاح من أجل البقاء والصمود في ظل ظروف قاسية جداً في معظم الأحيان، حيث لم يعد بإمكان أولادهم الذهاب إلى المدرسة، وهم محرومون من كل شيء ما عدا الرعاية الطبية الأساسية. لقد أصابت الصدمة أجيالاً بكاملها، وسوف يعاني الأطفال والشباب باستمرار من أجل التخلص من الندوب التي انطبعت في ذاكرتهم.

لقد فشل ما يُسمّى بـ”المجتمع الدولي” في وضع حد لهذا النزاع. عجزت القوى الكبرى عن إنهائه. والنتيجة هي أننا أمام قنبلة موقوتة – شتات جديد على طريقة الشتات الفلسطيني إنما على نطاق أوسع بكثير ومع تداعيات أكبر بأشواط. لن يتخلّى السوريون عن هويتهم وأرضهم، شأنهم في ذلك شأن الفلسطينيين؛ معاناتهم وخسائرهم الجماعية هي الإرث الذي سينقلونه إلى أحفادهم وأحفاد أحفادهم خلال العقود المقبلة. المأساة هي أن إنقاذ سورية كان ممكناً لو أن المجتمع الدولي تحلّى بالعزيمة وتوحّد حول الهدف. سقط مئات آلاف الضحايا عبثاً، وتعرّض نصف السكان تقريباً للتهجير. لكن كل البلدان المعنية، وعدد كبير منها شارك بإرادته في حروب غير شرعية، نأت بنفسها عن الالتزام بخوض معركة عادلة من أجل حماية الأبرياء من القتل، ويبدو أن بعض تلك البلدان يصافح الآن القاتل في الخفاء. لا يسعنى سوى أن أناشد القادة ذوي الضمير الحي التدخّل سريعاً قبل أن تصبح الاتفاقات السرّية مع الشيطان مبرَمة ونهائية. يجب أن يرحل الأسد كي يتمكّن الأحياء من إعادة الإعمار، وكي لا تضيع تضحيات الشهداء سدىً. لا بد من أن خالد بن الوليد (رضي الله عنه)، وهو قائد عسكري لامع من صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) دافع عن بلاد ما بين النهرين في وجه الغزو الفارسي وسحق قوات الاحتلال البيزنطية في سورية، يتقلّب في قبره. ما أحوجنا اليوم إلى الشرفاء والشجعان!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

فتفت: هناك طرف سياسي قوي لا يريدنا ان نعرف منفذ تفجير لبنان والمهجر ملف النفط تاخر 3 سنوات ومن يتحمل المسؤولية هو اما بري واما باسيل

السبت 16 تموز 2016 /وطنية - قال النائب احمد فتفت "لا اعتقد ان فرنسا ستحذو حذو بريطانيا بالخروج من الاتحاد الاوروبي لانها ركن اساسي ومصالحها اكبر بكثير من مصالح بريطانيا"، ولفت في حديث لبرنامج "بين السطور" الى انه على "الاتحاد ان يغير سياسته الامنية وليس سياسة الانفتاح على اللاجئين كما عليه تغيير التعاطي مع الازمة السورية والعودة الى اساس مشكلة العنف في المنطقة وهي المشكلة الفلسطينية". وعن تفجيرات القاع، راى الا تفسير حتى الان لما حصل في القاع، نظرا الى الدقة والتخطيط الذي يحصل عادة في العمليات الارهابية حتى في مناطق في العالم، مشيرا الى "ان حماية لبنان تكون في السياسة اولا من خلال اعادة تكوين السلطة وتطبيق اعلان بعبدا ومن خلال الامن اي تطبيق ال 1701 في اطار عمله كله الذي يشمل كل الحدود اللبنانية، فالجنوب ينعم بالكثير من الامان ولا يجب ان نرفض تطبيق هذا القرار في البقاع والشمال"، مشيرا الى "ان تقصير تطبيق اهدافه سياسية".

وعن تفجير بنك لبنان والمهجر، اشار الى "ان هناك طرفا سياسيا قويا لا يريدنا ان نعرف منفذ التفجير". اضاف: "نفتقد في هذا البلد الى رجال دولة وعندما يوجدون نحاربهم وذلك بسبب تراجع الثقافة والخطة الممنهجة لضرب الدولة وانهيارها لان حزب الله جاهز لان يحل مكان الدولة فحزب الله معني فقط بقرار ايران وليس بقرار مسيحي ولا سني ولا حتى ديني شيعي ولو كان معنيا لكان طبق ال 1701 لحماية المسيحيين اولا والمسلمين بعامة، مؤكدا "ان مصيبة المصائب السلاح غير الشرعي". واعتبر "ان فصل الازمة اللبنانية عن السورية ممكن لكنه يحتاج الى قرار لدى بعض المسؤولين اللبنانيين وهو صعب بوجود سياسة حزب الله بينما الفصل في عقول اللبنانيين سهل جدا وهذا ما قام به الرئيس ميشال سليمان من خلال اعلان بعبدا"، مشيرا الى "ان المخيمات العشوائية للاجئين السوريين في لبنان خطرة امنيا واقتصاديا وصحيا واكبر الاخطاء في ملف النازحين ارتكبت خلال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عندما رفض التيار الوطني الحر وحزب الله انشاء المخيمات كما رفضوا تطبيق ال 1701". وقال فتفت: "لا احد يملي علينا اراءنا السياسية ولا حتى السعودية"، لافتا الى "ان السنة لن يستفيدوا من تطبيق الطائف مشوها". وعن سلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: "لا ارضى بسلة لا تعطي حقا للمجلس النيابي بانتخاب رئيس ولا تعطيه صلاحية تسمية رئيس الحكومة وغيرها من الامور الاساسية". وفي موضوع النفط، اعتبر "ان ملف النفط تاخر 3 سنوات ومن يتحمل مسؤولية ما خسره اللبنانيون هو اما بري واما باسيل"، وقال: "نحتاج الى قانون وهناك قانون موجود في وزارة المالية ولم يحل حتى الساعة".

 

باسيل تابع وضع اللبنانيين العالقين في المطارات التركية وأجرى سلسلة اتصالات لتأمين إعادتهم

السبت 16 تموز 2016 /وطنية - أجرى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، سلسلة اتصالات عاجلة، في إطار متابعة وضع المواطنين اللبنانيين العالقين في المطارات التركية، ولا سيما في مطار اتاتورك اسطنبول، نتيجة التطورات الأمنية التي شهدتها تركيا منذ مساء أمس، والتي أملت إقفال الأجواء التركية أمام حركة الملاحة المحلية والدولية، وذلك بهدف إعادتهم بأمان وسلامة إلى لبنان بالسرعة المرجوة. وقد أوعز باسيل إلى سفارة لبنان في أنقرة وقنصلية لبنان العامة في اسطنبول، القيام بكل الإجراءات اللازمة بغية مساعدة اللبنانيين الموجودين في تركيا، حيث وكيفما أمكن.

وقد توجه قنصل لبنان العام في اسطنبول هاني شميطلي، بصورة شخصية إلى مطار اسطنبول بمجرد رفع القيود الأمنية عن حركة المواطنين في المدينة من قبل الأجهزة الأمنية التركية، حيث التقى اللبنانيين الموجودين في المطار، ووقف عند حاجاتهم. وقد تبين أن حركة الملاحة الجوية قد بدأت تعود تدريجيا إلى حالتها الطبيعية، مع حديث عن رحلات مرتقبة في الساعات المقبلة إلى بيروت لشركة طيران الشرق الأوسط وشركة الطيران التركية. يشار إلى أن جولة الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية والمغتربين شملت رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، حيث بحث معه سبل إعادة جميع اللبنانيين الراغبين بذلك، من مطار اسطنبول إلى لبنان في أقرب وقت ممكن.