المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 حزيران/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.june03.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان

هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

جعحع والحريري: جدي أقوى من جدك وسجالهما في مربع الإستسلام للأمر الواقع/ تغريدات ومسامير على خلفية مقابلة د.جعجع مع وليد عبود/الياس بجاني

تغريدات ومسامير على خلفية مقابلة د.جعجع مع وليد عبود/الياس بجاني

المبررات التي ساقها د.جعجع لجهة هجومه مع عون على الريس دوري شمعون الأدمي لم تكن لا حقيقية ولا منطقية ولا مقنعة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نموذج طرابلس/ أحمد الأسعد

تعليقاً على السجال القائم بين الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري على التويتر اليوم/العميد خليل حلو/فايسبوك

ارجاء جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الى 23 الحالي

أدنى مشاركة نيابية في جلسة انتخاب الرئيس والسنيورة يرفض ضغط “حزب الله” والموعد الـ 41 في 23 الجاري

بري دعا الى جلسة مشتركة للجان يومي الثلثاء والخميس في 7 و9 الحالي

محكمة تشكك في مقتل قيادي بحزب الله متهم باغتيال الحريري

سجال جعجع والحريري أبعد من خلاف وأقل من قطيعة/شادي علاء الدين/العرب

الجيش: مقتل إرهابي والقبض على ثلاثة آخرين في عمليات استباقية في عكار

مجلس الوزراء ناقش مطولا طلب وزير البيئة بوقف العمل في سد جنة سلام كرر الدعوة الانتخاب رئيس للجمهورية ونوه بالانتخابات البلدية

سلام اصدر مذكرة عن دوام شهر رمضان

ريفي من دار الفتوى: قد نطلب إعادة الفرز في طرابلس لأن لدينا شكا في مكان معين

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 2 حزيران 2016

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 2/6/2016

"إعلان النيات" في سنته الأولى: إيجابيات مؤكدة... رغم النواقص/ألين فرح/النهار

مشهد حيوية مسيحيي الأطراف الانتخابية أمام الحاجة إلى قانون انتخاب يُنصفهم/بيار عطاالله/النهار

رسالة إلى سمير قصير/عقل العويط/النهار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قهوجي عرض ووفد هيئة مراقبة الهدنة الأوضاع على الحدود الجنوبية وعلاقات التعاون

الجيش: ضبط مخزن سلاح ومتفجرات وأجهزة اتصال في خربة داود

العثور على قنبلتين يدويتين امام كنيسة مار جرجس في روم

تننتي: اليونيفيل تواصل عملها في منطقة عملياتها بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية

رسالة شكر من لجنة الدفاع عن القضية الارمنية الى رئيس مجلس النواب الالماني لاعتراف البرلمان بالابادة

بعثة الاتحاد الأوروبي أحيت الذكرى 11 لاغتيال سمير قصير والكلمات أكدت أن ثورة الحرية لا تقف عند أبواب طاغية ظالم او قانون باسم محاربة الارهاب

مروان حمادة: الخروج عن النسبية لا يكون بالعودة لقانون الستين

جعجع في ذكرى استشهاد قصير: مهما قصر المقصرون ستبقى القضية بألف خير

لائحة قرار طرابلس: لإعادة الفرز بسبب عدم فحص الاوراق الباطلة

حبيش من بكركي: اهدينا الانتصار للراعي والقبيات كانت نموذجا في الانتخابات والناس قاموا بردة فعل تجاه التدخلات

عون التقى وفدا من الطاشناق وهنأ الشعب الارمني باعتراف مجلس النواب الالماني بالابادة

قزي امام مؤتمر العمل في جنيف: لا تدعوا لبنان يسقط لان سقوطه هو سقوط للديموقراطية وللتعايش وللنموذج الحضاري

كرم ردا على فتفت: جعجع كان ولم يزل رأس حربة 14 آذار

حسين الموسوي: من يعطل إجراء الإنتخابات هو من يرفض كل صيغ القوانين المنطقية العادلة

السنيورة بعد ارجاء جلسة انتخاب الرئيس الى 23 الحالي: لا أولوية تتقدم أولوية انتخاب الرئيس لان له دورا اساسيا في قانون الانتخاب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

16 قتيلاً بهجوم انتحاري على فندق في الصومال نفذته حركة الشباب بسيارة مفخخة

النواب الالمان تبنوا قرارا يعترف بابادة الارمن

تركيا اعتبرت اعتراف مجلس النواب الالماني بالابادة الارمنية خطأ تاريخيا وارمينيا وصفته بأنه مساهمة قيمة لمنع ارتكاب ابادات

النيابة الفيديرالية: احباط مخطط اعتداء لداعش في المانيا وتوقيف 3 سوريين مشتبه فيهم

نادال: اجتماع وزاري غدا في باريس إعدادا لمؤتمر دولي للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين

الأمم المتحدة: القاء مساعدات جوا فوق مناطق سورية محاصرة ليس وشيكا

أوبك أعلنت تعيين النيجيري محمد باركندو امينا عاما جديدا لها

السويد: السجن 5 سنوات لشاب بتهمة الإعداد لهجوم انتحاري

أوباما حذر من خطر انزلاق أميركا بحرب أهلية جديدة في الشرق الاوسط

صواريخ على القرداحة مسقط رأس الأسد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ذنوب «حزب الله» أكبر بكثير من الرصاص الطائش/حسان حيدر/الحياة

طرابلس لحزب الله: انتهى زمن التنازلات/علي الأمين/جنوبية

ريفي الحريري.. انتظار إشارة الرياض/منير الربيع/المدن

زعامة السنة في لبنان: مزاج الرياض/محمد قواص/العرب

الانتخابات البلدية وحرائق المنطقة/خيرالله خيرالله/المستقبل

رسائل اللبنانيين إلى حكّامهم/محمد علي فرحات/الحياة

نتائج الانتخابات النيابيّة يحدّدها تقسيم الدوائر وتحالفات سياسيّة تفرضها تطوّرات المنطقة/اميل خوري/النهار

واشنطن وموسكو تجهدان لمنع انهيار التهدئة ودلائل روسية لعدم الغرق في الرمال السورية/روزانا بومنصف/النهار

نيران الاستحقاقين/نبيل بومنصف/النهار

هدية "المقاومة" لنتنياهو/حـازم الأميـن/لبنان الآن

 لعبة دبلوماسية المعتقل التي تلعبها البحرين مع واشنطن/سايمون هندرسون/معهد واشنطن

أربع قواعد للسلام في سوريا/عبد الكريم أبو النصر/النهار

إيران: ربحٌ يضمن الخسارة مستقبلاً/أسعد حيدر/المستقبل

الروس يحمّلون إيران مسؤولية عرقلة الملف الرئاسي/ثريا شاهين/المستقبل

محاربة «داعش» وتوظيفه في تسويات سورية والعراق/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

العراق مركز رئيسي لعصابات الإرهاب الإيراني/داود البصري/السياسة

«بازار» المجزرة السورية/ زهير قصيباتي/الحياة

عنجهية وزير الدفاع الإيراني/إبراهيم الزبيدي/العرب

 

عناوين أخبار المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

سفير لبنان في المكسيك: باسيل انتهك مبادىء العمل الديبلوماسي والحكومة تبحث اليوم في استقالتي المبكرة/وطنية

الوزير بطرس حرب أهدى فوز تنورين إلى دوري شمعون: لا يجوز ربط وجود الجمهورية بوصول شخص إلى الرئاسة وسد جنة فضيحة كبرى سيبحثها مجلس الوزراء/وطنية

سلام في اليوم الوطني للصناعة: لانتخاب رئيس صناعة لبنانية الحاج حسن: لتبني سياسة تجارية تفاضلية وفتح أسواق للانتاج اللبناني/وطنية

ندوة في المركز الكاثوليكي عن التزام الكاثوليك وتصرفهم في الحياة السياسية وقراءة في نتائج البلديات/وطنية

سامي الجميل اطلق شرعة أداء وأخلاقيات العمل البلدي: الشعب رفض ان يكون شيكا يجير وهي رسالة صدرت من كل المناطق/وطنية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان

إنجيل القدّيس مرقس16/من15حتى20/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن». وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله. أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات."

 

هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من01حتى08/:"يا إخوَتِي، أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً. ولكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تَأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير. ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر، بَلْ كَمَا ٱخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد، ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم، معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا.

وهكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

لنصلِّ معًا من أجل يوبيل الكهنة من 1 إلى 3 حزيران

Let us pray together for the Jubilee for Priests from 1-3 June. Visit

Prions ensemble pour le Jubilé des prêtres du 1er au 3 juin, visitez

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

جعحع والحريري: جدي أقوى من جدك وسجالهما في مربع الإستسلام للأمر الواقع/ تغريدات ومسامير على خلفية مقابلة د.جعجع مع وليد عبود

الياس بجاني/02 حزيران/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/06/02/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AC%D8%B9%D8%AD%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%AC%D8%AF%D9%8A-%D8%A3%D9%82%D9%88%D9%89-%D9%85%D9%86/

على قاعدة ونغمة جدي اقوى من جدك جاء سجال جعجع-الحريري أمس واليوم مباشرة ومواربة عبر الصنوج والأبواق والزلم والهوبرجية .. فهما للأسف يتباريان في إلقاء قصائد الزجل التي تتغني بفضائل وحسنات وجمال عون وفرنجية..

محزن حالهما التعيس اللا 14 آذاري هذا…

وهل بعد من يستغرب فشل الحريري الفاضح في طرابلس وسقوط كل اقنعة جعجع السياسية وعودته المدوية إلى العقلية الميليشياوية؟؟؟

باختصار هما جراء ترشيحمها عون وفرنجية من ضرب 14 آذار وهما من يبقي حزب الله في وضعيته المهيمنة الحالية وهما من يعطل استعادة الإستقلال وانتخاب رئيس للجمهورية.

هما عملياً الفشل بأمه وأبيه… والانتخابات البلدية عرتهما وفضحت دجل شعارتهما واسقطت عنهما الهالة بالضربة القاضية.

هذا رأينا وكل واحد حر برأيه. إنه فعلا زمن بؤس ومّحل وتعتير

 

تغريدات ومسامير على خلفية مقابلة د.جعجع مع وليد عبود

الياس بجاني/02 حزيران/16

*كل من يتوقع أن يترك عون حزب الله هو إما واهم أو جاهل لطبيعة التحاق الرجل بمحور الشر ويتعامى عن أن كتلة عون هي عملياً تابعة للحزب وليس لعون

*في تذاكي مكشوف قال د.جعجع إنه على عون أن يختار بيننا وبين حزب الله! ألا يعلم  الحكيم أن عون رهينة وأسير لدى الحزب وأن هامش خياراته صفر كبير.اكيد يعلم

*في حال ترك عون حزب الله وهذا أمر مستحيل فعلى الأكيد الأكيد سيترك وحده وكل كتلته النيابية والربع وأولهم الجريصاتي سيبقون مع الحزب بمن فيهم صهره باسيل.

*لم يكن جعجع موفقاً ولا مقنعاً ولا منصفاً ولا بشيرياً في ما طرحه وناقشه وبرره ودافع عنه وهاجمه واستهان به خلال مقابلته مع وليد عبود

*المبررات التي ساقها د.جعجع لجهة هجومه مع عون على الريس دوري شمعون الأدمي لم تكن لا حقيقية ولا منطقية ولا مقنعة. كانت تشاطر ودموع …!!!

*لا أحزاب في لبنان بل شركات تجارية ونفعيه وهم أصحابها الأوحد لا الناس ولا الوطن ولا الشهداء بل الربح والربح فقط..هذا رأينا وكل واحد حر برأيه

*الخطأ لا يبرر بالخطأ وتحالف جعجع مع عون لا يبرره تحالف الحريري مع ميقاتي كما أن ترشيحهما لعون وفرنجية هو سقطة وطنية وركوع واستسلام للمحتل

*نحن مع أي مصالحة ولكننا مع كثر 100% ضد تحالف عون وجعجع لأنه تحالف نفعي ومصلحي والأخطر أنه غير مسيحي وغير لبناني. إن الشر والخير لا يلتقيان

 

المبررات التي ساقها د.جعجع لجهة هجومه مع عون على الريس دوري شمعون الأدمي لم تكن لا حقيقية ولا منطقية ولا مقنعة

الياس بجاني/01/16

للأسف لم يكن موفقاً ولا مقنعاً ولا منصفاً ولا بشيرياً د.جعجع في ما طرحه وناقشه وبرره ودافع عنه وهاجمه واستهان به وحقره خلال مقابلته اليوم مع الإعلامي وليد عبود، لم يكن موفقاً بالمرة. فالصورة التي ظهر فيها اليوم والمنطق الذي استعمله والحجج التي استعان بها مع الأمثلة اعادته إلى حقبة الميليشيات والميليشياويين واخرجته بالضربة القاضية من اطار وصورة السياسي الحكيم والشامل والكبير العابر للطوائف الذي جهد من أجل تسوّيقها لنفسه منذ خروجه من السجن.

أما فيما يتعلق بالمبررات الواهية والغير حقيقية لجهة هجومه الإلغائي اللا مبرر هو وعون على الريس دوري شمعون فقد فشل في أن يكون مقنعاً على الأقل لغير اتباعه والزلم والهوبرجية. كما أن تشاطره وتقيته بالإشادة بالريس دوري وزرفه الدموع .. هي مبررات جلها تذاكي مفضوح ع الآخر يدنيه أكثر ويجعل من فعلته خطيئة ارتكبت عن سابق تصور وتصميم وهي لا تغفر. كما انها تفقده الكثير من جديته والمصداقية وتضرب الهالة.

هذا وكانت دعوته اللواء ريفي للتصالح مع تيار المستقبل استعراضية ينطبق عليها القول المأثور: “مارس انت عملياً ما تبشر به”Practice what you preach”.. أي المطلوب منه هو تحديداً أن يعود إلى 14 آذار ويفك تحالفه اللامسيحي الهجين مع ميشال عون ربيب حزب الله ونظام الأسد” قبل أن يوزع النصائح والحّكم على الغير .

في الخلاصة لا أحزاب في لبنان بل شركات تجارية ونفعيه وهم أصحابها الأوحد لا الناس ولا الوطن ولا الإستقلال ولا دماء الشهداء، بل الربح والربح فقط.. هذا رأينا وكل واحد حر برأيه.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 تفاصيل الأخبار اللبنانية

نموذج طرابلس

 أحمد الأسعد/02 حزيران/16

 لا شك في أن الإنتخابات البلدية في مختلف المناطق اللبنانية عبّرت عن رغبة لدى اللبنانيين، على اختلاف طوائفهم، في تغيير الواقع السياسي السائد. ومن صناديق الاقتراع خرجت صرخات اعتراض، خجولة هنا ومدوّية هناك، على اداء القوى السياسية، عكست عدم رضى اللبنانيين على المشهد السياسي الراهن.

هذا المنحى توجّته نتائج انتخابات طرابلس، إذ هي كانت الأوضح ترجمةً لغضب الناس على طبقة سياسية أثبتت عجزها وعقمها، وأنهكت اللبنانيين بتقلّب خياراتها وتحالفاتها وخطابها، فضلاً عما يتكشّف يوماً بعد يوم من فساد الكثير من مكوّناتها.

إن ما حدث في طرابلس، وبدرجة أقل في مدن وبلدات أخرى، كان ديمقراطية حقيقية بامتياز.

فالديمقراطية ليست مجرّد أن يكون للناس الحق في التصويت، بل هي أن يكونوا قادرين على التغيير من هذا التصويت.

الديمقراطية تتجلى بأبهى حللها عندما تحقق هدفها الأسمى،  وهو أن تكون وسيلة ليحاسب الناس الطبقة السياسية، وسبيلاً إلى تداول السلطة.

هذا هو بالضبط ما حدث في طرابلس.

طرابلس التي كانت حتى الأمس القريب ساحة قتال أهلي شرس، باتت اليوم نموذجاً مثالياً لما ينبغي أن تكون عليه الممارسة الديموقراطية.

نقرأ شمالاً ويميناً عن الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج، لكنّ خلاصة القول في كل تلك القراءات، هي أن سكان طرابلس أرادوا أن يرسلوا رسالة بسيطة إلى الطبقة السياسية التقليدية في طرابلس: "لا. لن نكرر الخطأ. تعبنا منكم ومن مساوماتكم ومن الصفقات في ما بينكم، وحان الوقت لكي نجرّب خياراً جديدا".

وإذا كان "الخيار الجديد" الذي أراده الطرابلسيون هو اللواء أشرف ريفي، فإن المطلوب ألاّ تتوقف المحاسبة هنا. فالمحاسبة التي أتت بخيار ريفي، يجب أن تطبق عليه في الإستحقاق الإنتخابي المقبل، فتثبته خياراً أو تختار غيره، وهكذا دواليك، معه أو مع غيره.

بعد سنة ربما، في الانتخابات النيابية المأمولة، أو بعد ست سنوات، في الانتخابات البلدية المقبلة،  على الطرابلسيين أن يحاسبوا أشرف ريفي، فإذا تبيّن لهم أنه تمسك بمبادئه ونفذ ما وعد به، ينبغي تبعاً لذلك أن يجددوا الثقة به.ولكن إذا تبيّن لهم أنه لم تلتزم بوعوده،  عليهم أن يتصرفوا على هذا الأساس، ويختاروا مرة أخرى شيئاً جديداً.

هذا هو منطق الديمقراطية في كل مكان في العالم، وهكذا تدور عجلتها.

أما عجلة الديموقراطية في لبنان، فتدور في مكانها، لكنها لا تجعل البلد يتقدم، وذلك لأن اللبنانيين لا يحاسبون من انتخبوهم.

يواظب اللبنانيون على التذمر من أوضاع بلدهم، ويئنون من سوء حال بلدهم، ولكنهم، عندما تحين لحظة المحاسبة، وفرصة التغيير من خلال الإنتخابات، يعيد معظمهم انتخاب الطبقة السياسية نفسها التي أوصلت البلد إلى ما هو فيه من تدهور وانحدار.

لقد قدمت لنا الإنتخابات البلدية نموذجاً استثنائياً هو نموذج شعب طرابلس الذي أثبت أنه متقدم جداً في سلوكه السياسي والإنتخابي على بقية اللبنانيين.

تهانينا لطرابلس .... فهي النموذج الذي يجب أن يتبعه جميع اللبنانيين.

 

تعليقاً على السجال القائم بين الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري على التويتر اليوم:

العميد خليل حلو/فايسبوك/02 حزيران/16

- هذه السجالات عقيمة وتفقد المصداقية لأصحابها خاصة وأن الإثنين ينتميان إلى السياديين

- شهدنا من قبل زعماء وسياسيين لبنانيين يقلبون مواقفهم 180 درجة بحجج غير مقنعة ولا يزال أتباعهم خلفهم في كافة الظروف والأوقات.

- القوات اللبنانية كانت طرفاً في التحالف الرباعي الذي ضم تيار المستقبل وحزب الله في إنتخابات العام 2005

- التيار الوطني الحر الذي كان رأس حربة في وجه الإحتلال البعثي السوري خلال 15 عاماً أصبح حليف النظام السوري وهو الذي كان يعتبر حزب الله الذراع الإيراني في لبنان وفقاً لبرنامجه الإنتخابي في العام 2005 أصبح اليوم حليف حزب الله

- الرئيس سعد الحريري زار سوريا وصافح بشار الأسد في العام 2009 وهو الذي ترأس تياراً سيادياً ساهم في إزالة هذا الإحتلال

- العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري هاجما بعضهما البعض بشراسة ثم إجتمعا في باريس وفي لبنان وآخر إجتماع كان في حضرة السفير السعودي منذ أيام

- الدكتور جعجع والعماد عون تحاربا في العام 1990 ثم تابعا نزاعاً غير مسلح في الشارع في العامين 2006 و2007 ثم رشح الدكتور جعجع العماد عون لرئاسة الجمهورية في الأمس القريب

- الأستاذ سليمان فرنجية هاجم تيار المستقبل كما لم يفعل أحد طيلة عشر سنوات ثم رشحه الشيخ سعد الحريري للرئاسة في الأمس القريب

- معظم السياسيين اللبنانيين يقلبون تحالفاتهم بين ليلة وضحاها خدمة لمصالح إنتخابية ضيقة وما زالوا يجدون من يؤيدهم ضمن دائرة المصالح الضيقة

نحن لسنا ضد أي وفاق وتفاهم بل على العكس تماماً وهذا ما نناضل من أجله، ولكن الوفاق الذي نطمع له ليس على أساس قبلي عشائري، بل حول مشروع وطني جامع يهدف لخلق مواطن لبناني فشل لبنان في خلقه طيلة مئة عام، ويضمن الحريات كافة والعيش الكريم وسيادة الدولة على كافة أراضيها بواسطة قواها الشرعية ويحترم قرارات الشرعية الدولية من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي، ويعتمد الحياد نهجاً في صراعات المنطقة ويسعى إلى إدارة رشيدة لملفات اللاجئين السوريين والفلسطينيين بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي.

أما سجالات الزعماء وصراعاتهم ورعايتهم للفساد السرطاني الذي يتورط فيه الجميع، هذه الصراعات التي تتخللها مهادنات قبلية على نموذج اللويا جيرغا فنحن نستسخفها في وقت تجتاح فيها الحروب المنطقة مع أطراف لبنانيين متورطين في هذه الحروب. سئمنا منكم لا بل قرفنا منكم، ولكن ذلك لن يثنينا عن النضال المستمر لتحقيق طموحات اللبنانيين بوطن يليق بهم والله لا يرعى إبل بل بشر ونحن نؤمن به بقوة.

 

ارجاء جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الى 23 الحالي

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية – أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، أرجأ جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الى 23 الحالي. 

 

أدنى مشاركة نيابية في جلسة انتخاب الرئيس والسنيورة يرفض ضغط “حزب الله” والموعد الـ 41 في 23 الجاري

بيروت – “السياسة”:03 حزيران/16/أن يشارك أربعون نائباً فقط في الجلسة الـ”40 لانتخاب رئيس الجمهورية، أمس، وهو أدنى رقم منذ تكرار الدعوات لجلسات انتخاب الرئيس، ما يؤكد بوضوح أن هذا الملف بات في أدنى الاهتمامات، لا بل أصبح طي النسيان، بسبب استمرار تعطيل النصاب من جانب نواب “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، وهو ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تأجيل الجلسة إلى الخميس في 23 يونيو الجاري. وأسف رئيس “كتلة المستقبل” فؤاد السنيورة لعدم انتخاب رئيس، لافتاً إلى أن من يعطل الانتخابات الرئاسية هو “حزب الله” الذي يريد أن يبقي هذه الورقة بيده من أجل أن يستعملها في موضوع المفاوضات بشأن العقوبات ودوره في المنطقة، رافضاً أن يصار إلى محاولة فرض النائب ميشال عون رئيساً.وقال إن في “تيار المستقبل” قراراً واحداً، مشيراً إلى أنه على تواصل مع الوزير المستقيل أشرف ريفي. وأوضح أن ما حصل في طرابلس في الانتخابات البلدية قيد الدراسة المستفيضة داخل “تيار المستقبل”. إلى ذلك، وفيما دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية صناعة لبنانية، شدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على أن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، مؤكداً جهوزية الوزارة لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

في غضون ذلك، لا زالت تداعيات نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في طرابلس والشمال مثار تعليقات القوى السياسية، حيث أكد الوزير ريفي أن لا عودة عن استقالته. وقال لست عضواً في “تيار المستقبل”، لكنني مقاتل شرس في وجه من يحاول إلغاء “الحريرية السياسية”، في حين طالبت “لائحة قرار طرابلس” الوزير المشنوق الذي لم يعلن رسمياً نتائج الانتخابات في طرابلس، بإعادة عملية الفرز بسبب عدم فحص الأوراق الباطلة، مشيرة في بيان، أمس، إلى معطيات تملكها تؤكد فوز المرشحة المسيحية فرح عيسى، ما يسمح بتمثل الأقليات داخل المجلس. في السياق، حمل وزير الاتصالات بطرس حرب على من يتبجحون بالانتصارات الوهمية في الانتخابات البلدية الأخيرة، مهدياً فوزه لـ”الصديق والزميل” دوري شمعون، مضيفاً إن قضاء البترون ليس ولن يكون يوماً مزرعة لبعض الفاسدين، مشدداً على أن تنورين لن تكون ملحقة بأحد وستبقى صخرة مشرقة صامدة تحطم تطاول المتطفلين الصغار وتشهد على نهاية من قذفته الصدفة والقربى (في إشارة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل) إلى حيث هو، فيما اعتبر النائب هادي حبيش من بكركي، حيث التقى البطريرك بشارة الراعي، أن أهل القبيات قاموا بردة فعل ضد التدخلات الحزبية في الانتخابات البلدية.

 

بري دعا الى جلسة مشتركة للجان يومي الثلثاء والخميس في 7 و9 الحالي

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لجان: المال والموازنة، الإدارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، الإعلام والإتصالات الى جلسة مشتركة، تعقد عند العاشرة والنصف من قبل ظهر يومي الثلاثاء والخميس في 7 و9 حزيران الجاري 2016، لمتابعة درس اقتراح القانون الرامي الى تعديل قانون الإنتخاب باعتماد صيغة النظام المختلط بين الأكثري والنسبي.

 

محكمة تشكك في مقتل قيادي بحزب الله متهم باغتيال الحريري

العرب/03 حزيران/16/بيروت - أبدت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان شكوكا حيال مقتل القيادي العسكري في حزب الله مصطفى بدرالدين، المتهم بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقررت المحكمة الاستمرار في محاكمة بدرالدين في قضية الحريري، في انتظار حصولها على “أدلة كافية” تثبت ما أعلنه حزب الله بشأن مقتله في سوريا منتصف مايو الماضي. وقالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إن “غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان أصدرت قرارا شفهيا في قضية عياش وآخرين يقضي بمواصلة المحاكمة في انتظار تلقي المزيد من المعلومات من حكومة لبنان عن وفاة المتهم مصطفى أمين بدرالدين”. وأضاف البيان أن “القضاة يعتقدون أنه لم تقدم بعد أدلة كافية لإقناعهم بقيام الدليل على وفاة السيد بدرالدين”. ولفتت المحكمة إلى أن “القرار صدر بالأغلبية عن غرفة الدرجة الأولى المؤلفة من ثلاثة قضاة وأبدى أحدهم رأيا مخالفا”. وأضاف بيانها أن “الادعاء ينتظر أجوبة على طلبات للمساعدة بعث بها إلى حكومة لبنان للحصول على المزيد من المعلومات التي تتعلق بما حدث للسيد بدرالدين”. وأعلن حزب الله في 13 مايو مقتل مصطفى بدرالدين جراء “انفجار كبير” استهدف أحد مراكز الحزب قرب مطار دمشق الدولي. واتهم الحزب الشيعي فصائل سورية بالوقوف خلف مقتل القيادي. ويعد بدرالدين أبرز المتهمين الخمسة من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال رفيق الحريري الذي قضى في تفجير شاحنة مفخخة وسط بيروت في فبراير 2005، وتتم محاكمتهم غيابيا بعد تواريهم عن الأنظار. ورفض حزب الله تسليمهم بشكل قاطع، متهما المحكمة باستهدافه. ووفق نص الاتهام، فإن بدرالدين هو وأحد المسؤولين العسكريين من الحزب دبرا ونفذا الخطة التي أدت إلى مقتل الحريري مع 22 شخصا آخرين بينهم منفذ الاعتداء. وأصيب في التفجير أيضا 226 شخصا. وأنشئت المحكمة الخاصة بالتحقيق في قضية اغتيال الحريري عام 2007 استنادا إلى قرار صادر عن مجلس الأمن، وهي أول محكمة جنائية دولية تحاكم متهمين غيابيا في حضور محامين لهم.

 

سجال جعجع والحريري أبعد من خلاف وأقل من قطيعة

شادي علاء الدين/العرب/03 حزيران/16

بيروت – بلغ السجال بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري حدودا أثارت جدلا في الأوساط السياسية اللبنانية. وساق جعجع في مقابلة تلفزيونية اتهامات للحريري وضعه فيها في خانة الأطراف الرافضة للتفاهم الذي عقده مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون. ورد الحريري عبر تغريدات على موقعه في “تويتر” مذكرا جعجع بأنه أول من رشحه لتولي منصب رئاسة الجمهورية، ولكن الأبرز في ردود زعيم تيار المستقبل هو تحميل رئيس القوات رفقة حزب الله مسؤولية الفراغ الرئاسي، حين قال إن جعجع يقف مباشرة مع الحزب وراء إفشال مبادرته الرامية إلى سد الفراغ الرئاسي. وفشل مجلس النواب اللبناني للمرة الأربعين على التوالي، الأربعاء، في انتخاب رئيس للبلاد، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة. وقرر رئيس المجلس، نبيه بري، تحديد يوم 23 يونيو موعدا لانعقاد جلسة جديدة. وكان الحريري قد طرح منذ أشهر مبادرة تقضي بوصول رئيس حزب المردة سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية في مسعى لحلحلة الأزمة، الأمر الذي قابله جعجع برفض مطلق، حتى أنه تبنى ترشيح ميشال عون للمنصب لقطع الطريق على المبادرة. وقد أدى الخلاف حول مرشحي الرئاسة إلى فتور في العلاقة بين زعيم المستقبل ورئيس القوات، المنتميَيْن إلى التحالف ذاته وهو تحالف 14 آذار. وازداد الفتور بين الطرفين في الفترة الأخيرة بعد قرار القوات التحالف انتخابيا مع التيار الوطني الحر في الاستحقاق البلدي. وأبدى حزب القوات تعاطفا واضحا في انتخابات الشمال مع وزير العدل المستقيل أشرف ريفي الذي شكل لائحة واجهت لائحة تحالف المستقبل ورئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، وهو ما أثار حفيظة العديد من قيادات المستقبل. ويرى البعض أن الأجواء الملبدة التي تحيط بالعلاقة بين القوات والمستقبل هذه الأيام تعود إلى أن كليهما قد خرج مثخنا بالجراح من معركة الانتخابات البلدية التي كرست من الناحية المسيحية واقعا أثبت عدم قدرة الحلف الثنائي بين جعجع وعون على تشكيل موقع يهيمن على الساحة المسيحية.

أمين وهبي: الانتخابات البلدية أظهرت ميل القوى المتحالفة إلى تغليب المصلحة الحزبية

كما طرحت انتخابات الشمال التي فاز فيها أشرف ريفي أسئلة حول أداء تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري، لا سيما لجهة تحالفاته في الساحة السنية. من هنا فإن كل طرف بات يجد نفسه مضطرا لتغيير خطابه السياسي، واللجوء الى عناوين مباشرة يخاطب فيها جمهوره بشكل لا تحضر فيه العناوين الكبرى التي شكلت عصب تحالف القوات والمستقبل. ورفض النائب المستقبلي أمين وهبي في تصريحات لـ”العرب” اعتبار السجال العنيف الذي دار بين جعجع والحريري مؤشرا على نهاية الحلف القواتي المستقبلي.ورأى أن “هذا السجال وعلى الرغم من حدته لا يعني أن العلاقات بين القوات والمستقبل قد انتهت. فما يجمعهما هو أمور أساسية وليست مرحلية”. واعترف وهبي بأن السياقات التي كشفت عنها الانتخابات البلدية أظهرت “ميل القوى المتحالفة إلى تغليب المصالح الحزبية في بعض المحطات، حيث حدثت ملابسات فرضت خيارات لا تصب في مصلحة العناوين التحالفية الكبرى لدى الطرفين”. ورد وهبي على اتهام جعجع للحريري بأنه ضد التحالف بينه وعون قائلا “الحريري ليس ضد ذلك، ولكن السؤال هو كيف يمكن لجعجع التوفيق بين التحالف مع ميشال عون واتفاق عون مع حزب الله”. ويخلص وهبي إلى رؤية مفادها أن “هناك إمكانية لرأب الصدع في حال تم بذل الجهد المطلوب من الفريقين”.

من جانبه رفض النائب القواتي فادي كرم تعبير “السجال العنيف” الذي شاع كتوصيف لما دار بين جعجع والحريري. ونفى كرم الكلام الذي يعتبر أن الأمور بين القوات والتيار ذاهبة في اتجاه القطيعة. ويرى متابعون أنه رغم تطمينات قيادات الجانبين إلا أنه لا يمكن تلافي حقيقة وجود أزمة فعلية بين الطرفين، قد تتخذ أبعادا جديدة في حال لم يسارعا لردم الهوة بينهما.

 

الجيش: مقتل إرهابي والقبض على ثلاثة آخرين في عمليات استباقية في عكار

الخميس 02 حزيران 2016/وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: في إطار العمليات الإستباقية والنوعية التي تقوم بها وحدات الجيش ضد التنظيمات الإرهابية، وبنتيجة الرصد والمتابعة، دهمت قوة خاصة من الجيش صباح اليوم، خلية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في خربة داوود - عكار، وقد بادر عناصر الخلية المذكورة إلى إطلاق النار على القوة المداهمة، فردت القوة على النار بالمثل وتمكنت من قتل إرهابي وإلقاء القبض على ثلاثة آخرين، من دون تسجيل أي إصابة في صفوف العسكريين. يذكر أن الخلية المذكورة مسؤولة عن قتل ثلاثة عسكريين من خلال كمائن نفذتها في منطقة البيرة والريحانية - عكار، وإصابة رتيب من شعبة المعلومات.

 

مجلس الوزراء ناقش مطولا طلب وزير البيئة بوقف العمل في سد جنة سلام كرر الدعوة الانتخاب رئيس للجمهورية ونوه بالانتخابات البلدية

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية عند الرابعة والنصف من عصر اليوم في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضور الوزراء الذين غاب منهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الاعلام رمزي جريج ووزير العمل سجعان قزي.

اثر الجلسة التي استمرت نحو ثلاث ساعات وصف الساعة، تلا وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس البيان الآتي: انعقد مجلس الوزراء برئاسة دولة الرئيس تمام سلام الذي بدأ بالتأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية منوها في الوقت عينه بالتجربة الديمقراطية الممتازة وهي تجربة الانتخابات البلدية حيث تمت بنجاح تام يشهد فيه للمواطنين وللأجهزة الأمنية والادارية ، وهذا يدل من وجهة نظره على عمق الاحساس الديمقراطي لدى الشعب اللبناني وأن من يستطيع أن ينجز عملية مركبة كالانتخابات البلدية يستطيع بسهولة أن ينجز انتخابات الرئيس والانتخابات النيابية المرتقبة.

أضاف: كانت مناسبة لكي يوجه تحية الى روح الشهيد الكبير الرئيس رشيد كرامي في ذكرى تغييبه وهو الذي كان يعتبر مثالأ يحتذى كرجل من رجال الدولة ومن رجال الوطنية وقد ضحى بروحه في سبيل الوطن ومازلنا نفتقد لرجال مثله ونعول على أن ذكراه ستكون دائما مثلا يحتذى.

بعد ذلك استغرق النقاش وقتا طويلا حول طلب معالي وزير البيئة بوقف العمل في سد جنة لأسباب بيئية، وقد طال الوقت ولم تغرق الحكومة في سد جنة.

سئل: هل كان النقاش فنيا وتقنيا؟

أجاب: كان النقاش تقنيا وفنيا ولكن بعض الزملاء الوزراء كانوا يقولون أن هذا النقاش الفني يخفي وراءه موقفا سياسيا ، لم توضح هذه المواقف السياسية وقد استطاع رئيس الحكومة بحنكته وصبره أن يجعل الأمور ضمن السيطرة وهذا الأمر سيكون مدعاة للمناقشة من جديد ولكن بروح لا تمت الى التعصب والتحزب فهذه مسألة فيها مصلحة لكل اللبنانيين وقد أكد كل الوزراء أن لبنان بحاجة الى السدود وبحاجة الى استغلال المياه وأن أحدا لا يستعمل هذا الأمر لكي يكيد سياسيا للآخرين والمسألة بكل بساطة هي بعض التريث للتأكد من بعض الأمور الفنية والمسائل البيئية.

 

سلام اصدر مذكرة عن دوام شهر رمضان

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - اصدر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اليوم مذكرة بدوام شهر رمضان المبارك جاء فيها: "طيلة شهر رمضان المبارك يكون دوام الموظفين والمستخدمين العاملين في الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات على الوجه التالي:

1- من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة عشرة ظهرا، للموظفين والمستخدمين والأجراء الذين يطبق عليهم الدوام العادي.

2- يخفض دوام الموظفين والمستخدمين والأجراء الذين يخضعون لدوام خاص بمقدار عدد الساعات ذاتها المخفضة للعاملين وفقا للدوام العادي. وللجهات صاحبة الصلاحية تقرير كيفية تطبيق هذا التخفيض، شرط التوفيق بين مقتضيات الصوم ومتطلبات العمل".

 

ريفي من دار الفتوى: قد نطلب إعادة الفرز في طرابلس لأن لدينا شكا في مكان معين

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وزير العدل المستقيل أشرف ريفي الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت اليوم بمقابلة صاحب السماحة في هذه الدار الكريمة التي هي دار كل المسلمين وكل اللبنانيين، للمعايدة بشهر رمضان المبارك، أعاده الله على اللبنانيين جميعا بالخير والبركات، وأعاده على المسلمين بالصحة والعافية، وعلى البلد بالأمن والاستقرار".

سئل: لقد قلت ان الانتصار الذي حققته في طرابلس تهديه الى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهل يعني ذلك أن هذا الانتصار يعود لنجله الرئيس سعد الحريري؟

أجاب: "هذا الانتصار قدم هدية لروح الشهيد رفيق الحريري وكل من يسير على هذه الطريق، هذه قضية تجمعنا مع دولة الرئيس سعد الحريري، تجمعنا كمسلمين، وكلبنانيين سياديين، وأهدي كذلك الأمر هذا الإنجاز والانتصار إلى كل شهداء ثورة الاستقلال، والشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان".

سئل: هذا يعني أنك لم تخرج من "تيار المستقبل"؟

أجاب: "أنا عضويا لست في تيار المستقبل، لم أخرج من الحريرية السياسية، نعم انا مقاتل شرس للدفاع عن الحريرية السياسية في وجه كل من توهم أنه يمكن أن يزيلها. من ضحى بروحه ودمه فداء للبنان لا يمكن أن نتخاذل في الدفاع عن دمه وشهادته، مثلما هو دفاع عن دم وشهادة وسام الحسن، ووسام عيد، ومحمد شطح، وبيار الجميل، وكافة شهداء ثورة الاستقلال".

سئل: هل طلب منكم سماحة المفتي ان تقوموا باتصالات بين القيادات السنية للسعي الى توحيد الصف السني؟

أجاب: "جميعنا نعرف تماما أن هذه الدار جامعة، وصاحب السماحة كان دوره دائما جامعا، وقد تمنى علينا أن نكون على الأقل في حد أدنى من القواسم المشتركة ونقطة التلاقي، يدنا ممدودة للجميع ولكل من يسير في القضية وعلى ثوابت الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

سئل: هناك عتب من المسيحيين والعلويين على عدم فوز أحد منهم في الانتخابات البلدية؟

أجاب: "بكل أسف، لقد سبق أن قدمت عرضا، وكنت أرى مسبقا أن اليوم عندما نذهب بلائحتين أساسيتين ومتواجهتين، قد يكون هناك خطر على سقوط الإخوة المسيحيين والعلويين، وقدمت مبادرة واضحة للجميع، وأكدت وكررت مرات عدة، فلنتفق على أسماء المسيحيين، ولنتفق على أسماء العلويين، وضعوا الأسماء في اللائحتين لضمان وصولهم، طرابلس حكما مصرة على الشراكة الإسلامية - المسيحية، وعلى الشراكة السنية - العلوية، إنما بكل أسف لم نلق آذنا صاغية من الفريق الآخر، لأنه كان فعلا ذا نظرة متعالية، وكأنه ضامن وصول لائحته فقط، ولم يضع أي احتمال للائحة الأخرى. أنا أصر تماما على تكرار هذه المبادرة التي تلقيت من المطارنة تهنئة عليها، إنما الفريق الآخر لم يترجمها باعتبار أنه يرى أن لائحته مضمون وصولها مئة في المئة".

سئل: لماذا تطلبون إعادة فرز بعض الأصوات؟

أجاب: "نعم، كل اللبنانيين يعرفون، نحن كنا نواكب الفرز، وفي مرحلة معينة أبلغنا بأن الفرز وصل الى 22 مقابل اثنين، وفجأة نزل الى 16 مقابل ثمانية، فكان لدي تساؤلات كيف حصل ذلك. لذا قد نطلب إعادة الفرز لأن لدينا شكا في مكان معين".

سئل: هل سيكون هناك لقاء بينكم وبين الرئيس سعد الحريري قريبا في "بيت الوسط"؟

أجاب: "لا شيء منه حتى الآن، نحن نلتقي على القضية وليس بالمكان الجغرافي، أنا أدعو الى اللقاء على القضية، وليس في المكان الجغرافي، الجغرافية ليست مهمة، القضية هي الأساس".

سئل: كيف تنظر الى السجال بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع؟

أجاب: "لا أريد الدخول في تفاصيل، لطالما كنا حلفاء ورفاق درب، ورفاق قضية، فلنعد رفاق درب ورفاق قضية على كل المستويات وبين كل القوى التي تسعى وتدافع عن لبنان بالمنحى السيادي والاستقلالي".

سئل: بعد انتصارك في طرابلس هل ستعود عن الاستقالة؟

أجاب: "كلا، العودة عن الاستقالة غير واردة تماما لدي، أنا استقلت لأسباب عديدة جدا، والأسباب التي دفعتني الى ذلك لم أر أنها تغيرت، أنا لا أشبه هذه الحكومة، وهي لا تشبهني".

سئل: هل تلقيتم أي طلب من المحكمة الدولية في قضية مصطفى بدر الدين للتأكد من وفاته؟

أجاب: "من الطبيعي أن يأتينا كتاب بذلك، وحتى الآن لم يصلنا أي كتاب، ولكن من الطبيعي لأي إنسان يحاكم أن يطلب حكما ادلة علمية قاطعة عن حصول الوفاة او قتل مصطفى بدر الدين، وانا كنت قد قلت انه اذا جاءني طلب فسيأخذ مجراه الطبيعي، وأنا سأذهب به حتى النهاية، ويبدأ بفحص الحمض النووي للجثة، وليس انه مجرد وثيقة وفاة, نحن محترفون في الأمن، ومحترفون في القضاء، إما أن يكون هناك إثبات كامل، وإما لا".

سئل: هل سيكون هناك لم شمل للطائفة السنية بعد الذي حصل؟

أجاب: "صاحب السماحة كان له تمن، او عنده توجه دائم للم الشمل مبدئيا. ولم الشمل يكون بالاجتماع على القضية وليس الصورة التذكارية فقط لا غير، انا لست مع الصورة الشكلية، انا مع القضية، وما يجمعنا هو القضية".

سئل: ماذا تقول للرئيس سعد الحريري من هذا المنبر؟

أجاب: "أوجه له تحية، وأقول له كل سنة وانتم بخير، رمضان كريم، اعاده الله عليكم بالصحة والعافية. فلنعد إلى ثوابت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هو الذي جمعنا، وهو الذي سيجمعنا نهاية الأمر.

وثمة نقطة أخيرة، هناك توق عند اللبنانيين الى التغيير، نقرأ التوجهات عند كل الفئات اللبنانية، سواء عند السنة، او عند الشيعة، او عند الدروز، او عند المسيحيين، نعم، هناك أناس لم يعودوا يرضون ان تبقى الأمور كما هي. هناك توق واضح، وقد ترجم في طرابلس وفي بيروت، وحتى في مدينة بعلبك هناك ميل للبنانيين الى التغيير، فلنقرأ هذه الرسالة، وأقول لرجال التغيير، نعم حان الدور، يجب ان نرى توجهات جمهورنا الى اين ذاهبة".

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 2 حزيران 2016

السفير

أخذ مرجع غير مدني على مرجع شمالي أنه لم يأخذ بكل نصائحه المتعلقة بإدارة المعركة البلدية.

سجل نائب أرمني انزعاجه من تسويق فكرة أن التحالف العوني ـ القواتي في الانتخابات البلدية جعل الأرمن خارج المعادلة.

تردد أن أحد الوزراء يضغط لعدم ذكر اسم قريبه في أحد الملفات القضائية.

المستقبل

يقال

إنّ مسؤولاً في حزب مسيحي أبدى استياءه من تجاهل رئيس تيار مسيحي حليف لمكانة الحزب وحصّته في النتائج التي تحقّقت في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَي الشمال وعكار.

اللواء

تجنّب دبلوماسي في سفارة دولة كبرى الخوض في مصير مبادرة للحل، مكتفياً بالإحالة على موقف بلاده الأول.

تعاظم الاتجاه لدى تيّار واسع بالابتعـاد عن التحالف السياسي الانتخابي، وعدم تكرار الائتلاف البلدي في عاصمة كبرى.

نُسب إلى عدد من الكوادر الحزبية أن نتائج الانتخابات البلدية كانت كافية لإعادة النظر بهيكلية الحزب.

لجمهورية

أبدت مرجعية روحية تخوّفها من العودة الى قانون "الستين" وأن ينطبق على قانون الإنتخاب المثل القائل "عالوعد يا كمّون".

جرت إتصالات على مستوى عالٍ بين جهتين حليفتين لرآب الصدع بينهما بعد حديث رئيس تيار منذ يومين.

تساءلت اوساط سياسية عن هدف زيارة نائب حديث العهد الى روسيا.

البناء

اعتبر خبير انتخابي أنّ المصالحات التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري مع عدد من منافسيه على الساحة السنية، تبقى مشوبة بعيب كبير طالما أنه يرفض اعتماد النظام النسبي في قانون الانتخابات النيابية، وسأل: كيف يمكن لمصالحة أن تستقيم فيما أحد أطرافها لا يزال يريد إلغاء الآخرين؟ وقال الخبير: يبدو أنّ الحريري أراد المصالحة والانفتاح على خصومه فقط لتمرير الانتخابات البلدية على خير، وهي لم تكن كذلك على أيّ حال…!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 2/6/2016

الخميس 02 حزيران 2016

* مقدمة نشرة أخبار " تلفزيون لبنان"

الجلسة الحادية والاربعون للانتخاب الرئاسي في الثالث والعشرين من الشهر الحالي بعد فشل الجلسة الاربعين اليوم، والسؤال أي رقم لأي جلسات انتخابية سيبلغه الاستحقاق الدستوري المؤجل؟

نيابيا ايضا قانون الانتخاب مؤجل كذلك وتقديم موعد الانتخابات النيابية لن يتم في ضوء ذلك ورئيس الكتائب تمنى على الرئيس بري عدم اعتماد قانون الستين فيما وزير الداخلية أكد الجهوزية الأمنية والإدارية لهذه الانتخابات.

وعلى صعيد مجلس الوزراء، الجلسات تعقد على حافة غير صلبة في ضوء عدم الانتاجية التي يأملها الرئيس تمام سلام.

وقد انعقد مجلس الوزراء هذا اليوم لكن سد جنة أرخى بظلاله على الجلسة بين أهمية السد على ان يراعي الناحية البيئية وضرورة إبعاده عن الناحية السياسية.

وبعيدا عن كل هذه الشؤون الجيش قام بعملية أمنية نوعية ضد إرهابيين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بتحب لبنان.. "حب صناعتو" وفي اليوم الوطني للصناعة لم تنتج جلسة الانتخابات الرئاسية لا نموا في ميزان الحضور النيابي ولا حياكة لتحالفات سياسية جديدة وكساد الشغور يولد الاختلال.

وحدها المؤسسة العسكرية بقيت متزنة عينها على امن الوطن بعيدا عن شظايا التعطيل ويدها تشل خلية داعشية في خربة داوود عبر عملية استباقية نوعية لا غبار عليها تمكن الجيش خلالها من قتل ارهابي والقاء القبض على 3 آخرين اضافة الى ضبط جنة سلاح للخلية في المحلة نفسها.

جنة من نوع سد كانت تفصل المواقف وترصف احجار التباعد على طاولة مجلس الوزراء علما ان مسألة سد جنة هي فنية بحتة وطرحها في اجتماع السراي يثير علامات استفهام، خلاص لبنان يبدأ من النسبية ومن قانون انتخاب يعتمد دوائر انتخابية موسعة تعزز المنطق الوطني خلافا للدوائر الصغرى التي يحكمها الطائفي والمذهبي.

في سوريا الى اي جنة يطمح الارهابيون وهم يستهدفون المصلين عقب خروجهم من مسجد الراشدين في اللاذقية.

اما تركيا الساعية في الزمن الاردوغاني الى تغيير نظام الحكم من برلماني الى رئاسي فلم تكد تعلن انه سيتم انجاز دستور جديد حتى كانت الصفعة تأتي من برلمان المانيا الذي تبنى قرارا وصف الجرائم التي ارتكبت بحق الارمن خلال الحقبة العثمانية بالابادة الجماعية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

نشرة الاخبار وحدها حظيت بتقصير المهلة لكن الانتخابات الرئاسية لا ينطبق عليها تقصير المهل، اليوم موعد جديد وفضيحة جديدة، الجلسة الاربعون نزل اليها اربعون نائبا، اما الحادية والاربعون فإلى الثالث والعشرين من هذا الشهر، في غضون ذلك ارتدادات الانتخابات البلدية حلت على طاولة مجلس الوزراء من باب سد جنة في تتمة للصراع المكشوف بين الوزيرين بطرس حرب وجبران باسيل، اما اللواء اشرف ريفي فبدأ يتمدد خارج طرابلس، واليوم في بيروت حيث زار دار الفتوى.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

السجالات الارتدادية التي ولدتها هزة البلديات لا تزال تحفر عميقا بين حلفاء اليوم والامس حتى صار الكل في لبنان يعادي الكل بلا ضوابط ولا روادع، هكذا هي الحال بين الحريري وجعجع وعون والجميل وفرنجيه وباسيل وحرب وكل العائلات السياسية التقليدي منها والتقدمي.

وسط هذا السجال اطلق الوزير اشرف ريفي نسمة هادئة من دار الفتوى تجاه بيت الوسط لكنها تحتاج جهدا كبيرا لتحويلها الى جسر يعيد الربط بين المستقبل والحريرية السياسية بحسب مفهوم وزير العدل المستقيل.

في المقلب الاخر طارت الجلسة الاربعون لانتخاب رئيس فيما يسعى الرئيس نبيه بري الى الاستدارة على الاستحقاق عبر وضعه في التراتبية بعد الانتخابات النيابية لكن دون نجاح المناورة عناد كثير ومصالح متضاربة وخلاف حول قانون الانتخاب.

واذا لم تنتج طاولة الحوار حلا فالمساعي ستتجمد الى ما بعد رمضان وربما ابعد.

تزامنا، قتال عنيف على ضفاف سد جنة في مجلس الوزراء في وقت كانت قوة من الجيش تفكك خلية من داعش في احدى نواحي عكار.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

وعاد الشمال حديث الاعلام، فبعيد اقفال صناديق الاقتراع البلدية برسائل سياسية صارخة، اقفل الجيش اللبناني بيتا للارهاب في عكار، محتواه قنابل موقوتة قاتلة، احزمة ناسفة وقاذفات صاروخية ومتفجرات وكواتم للصوت واجهزة اتصال، ضبطها الجيش خلال مداهمات في خربة داوود افضت الى تفكيكه خلية داعشية، فاعتقل ثلاثة من عناصرها وقتل ارهابيا رابعا، عملية استباقية للجيش اذ ابطلت مخططا من مخططات يعدها التنظيم الارهابي لاستهداف المدنيين او العسكريين اللبنانيين.

في مجلس الوزراء ابطل سجال سد جنة جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء، فالحكومة المرحلة ملف النفايات والصامتة عن الانترنت غير الشرعي والتخابر الدولي والعاقدة اولى جلساتها بعد انتخابات بلدية تحتاج الى تقييم سياسي وتقني لم تجد اولى من سد جنة ليناقش بأساليب تعطيلية مع علم الجميع لحاجة منطقة جبيل وكسروان بل كل لبنان لمشاريع انمائية ضرورية مثل هذا.

في سوريا مشاريع الارهاب تواصل سفك دماء الابرياء والجديد هجوم انتحاري قرب مسجد في اللاذقية اوقع العشرات بين شهيد وجريح.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

صحيح أن في روزنامة السنة 365 يوما، لكن تحول بعض مجريات هذه الايام الى حدث، يجعل منها اياما تاريخية، لأنها ببساطة تشكل صناعة للتاريخ والمستقبل.

هكذا هو الثاني من حزيران 2015، يوم "اعلان النيات" بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. ما قبله ليس كما بعده، لأن هناك من لم يكتف بالبكاء على هوة ثلاثين عاما بين جماعتين وحزبين وتيارين، بل عمل على ردمها بالمصارحة والمصالحة، وطي صفحة الماضي السوداء، وكتابة صفحة جديدة بيضاء بالآمال، لتنطلق مسيرة جديدة، على طريق استعادة الحضور والشراكة.

يوم شكك الضعفاء، ورمى المغرضون العصي بالدواليب، وحاك المتضررون المؤامرات، انتصرت ارادة التلاقي، وكان حدث الثاني من حزيران. تماما كما اليوم، كما الغد، كما بعد حين او بعد سنوات، ستبقى المواجهة قائمة بين الاستسلام ورفض الامر الواقع، بين من يرفع العشرة، ومن يرفع الصوت في وجه كل ظلم وكل ظالم.

وكما شكك من شكك قبل عام، فكان الثامن عشر من كانون الثاني 2016، كذلك اليوم، سيحين موعد استعادة الشراكة، وإن عرقل المعرقلون وميع المميعون، وتمتعا بوجهين ولسانين. في الثاني من حزيران، وبعد عام تبدل فيه الكثير، كيف يقيم عرابا الاتفاق هذه المرحلة وماذا عن الاستحقاقات المقبلة في تقرير ضمن النشرة المسائية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

للمرة الاربعين، يعطل حزب الله والتيار الوطني الحر معه، جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وللمرة الاربعين ايضا، يضرب حزب الله بعرض الحائط ارادة اللبنانيين المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، كرمى لعيون ايران.

وبانتظار ان يفرج الحزب ومن معه، عن موقع الرئاسة، فان نتائج الانتخابات البلدية والصيغ المطروحة لقانون الانتخاب، كانا في صلب مناقشة النواب الذين حضروا الجلسة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

ظن الارهاب أن إمارة قد رفعت رايتها في الشمال بعد نتائج الانتخابات البلدية.. فارتاح تنظيم داعش وشعر بطيب الاقامة وإذ بالجيش اللبناني يضرب خلاياه المستيقظة في عكار.

وفي عملية واسعة ضبط الجيش مخزن سلاح في خربة داود يتحوي حزاما ناسفا وقاذفات صاروخية وذخائر وصواعق وأجهزة إشتعال وتمكن من اعتقال خلية داعشية وقتل أحد قادتها.

جاء ذلك على شمال رجل المجتمع المدني أشرف ريفي الذي انغمس في تقديم صورة السياسي المنفتح صاحب اليد الممدودة للمستقبل لكن مع سلة شروط.. تعيد التيار الازرق الى نهج الرئيس رفيق الحريري.

وبذلك أصبح زعيم تيار المستقبل على تيه من أمره.. حلفاؤه لم يبادلوه الوفاء.. أحدهم يشترط متربعا على نتائج بلدية ساحقة والاخر يتعالى من معراب.. وما بين المنزلتين يقف الحريري أمام قانون إنتخاب لا يرضيه وسيحدد له الحجم الحقيقي للمستقبل.. لكن عن أي مستقبل نتحدث الآن؟

مستقبل سعد؟ أم تيار ريفي؟ مستقبل خالد الضاهر في عكار؟ أم مستقبل فؤاد السنيورة من بيروت الى صيدا؟ لم يعد الازرق على زرقته بل مال الى اللون "المنيل" على نفسه.. وأولى إستحقاقات الانكشاف السياسي ستتمثل في إجراء الانتخابات النيابية إذا ما وقعت.. ووفقا للستين كما يدفع أهل السياسة..

زمن حصرية الزعامات أنتهى.. فالحريرية في بيروت لن تمون على أكثر من عشرة بالمئة.. أما الامال في بيروت مدينتي فقد أسقطتها شهوة السلطة والركض نحو مقعد بلدي واحد.. كلهم طوقوا مدينتهم.. بيروتهم.. فراحت المشاريع بوعد المشاريع.. وأنهار فؤاد مخزومي بمقعد هدى.. وأصبح طموحه أن يذوب سياسيا على سطح بلدية وان يجير أمواله لشراء كلمة رضى من آل الحريري..

اليوم سوف يتوحدون اما على التمديد او بأحسن الاحوال على الستين فيما أخرج لهم الرئيس نبيه بري أرنب قانون ميقاتي الذي كان نسيا منسيا.. فزاد مخزون القوانين واحدا: نسبي.. نصف نسبي.. أرثوذكسي.. عدواني.. بزي.. والان ميقاتي.. وغيرها من المشاريع التي يلغيها نظرة واحدة الى الدستور.. وأعتماد نظامه ومواده وكل ما عدا ذلك: غير شرعي وغير دستوري..

ويعتمد التطرف.. ويلجأ الى أرهاب الناس وتخويفهم من البديل.. لكن أسوأ بديل سيكون حكما أرحم من الحكم الحالي....

 

"إعلان النيات" في سنته الأولى: إيجابيات مؤكدة... رغم النواقص

ألين فرح/النهار/3 حزيران 2016

كانت تكفي رؤية ميشال عون وسمير جعجع معاً، متّفقين، لتشكّل سابقة ومطلباً مسيحياً. في 2 حزيران 2015، كان "إعلان النيات" بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" من الرابية. تجربة سنة مرّت على الاتفاق وطرفيه، وقد استأثر بحيّز كبير من التحليلات والتأويلات، خصوصاً في الشهر الأخير.

لا يمكن الإنكار أن للاعلان إيجابيات كثيرة، فمجرد الاتفاق بين الطرفين كان حلماً عند المسيحيين، ويكفيه أنه محا الحقد والضغينة والخلافات والتباعد بين الطرفين وقواعدهما الشعبية. لم يكن من أمر واحد مشترك بينهما داخلياً ولا خارجياً، وكان "الاتكال" على الخلاف العميق بين الطرفين المسيحيين ليتم التعامل بازدواجية مع القيادات المسيحية. فكان الاتفاق في ذاته خارجاً عن إرادة الجميع، ما عدا المسيحيين، مما أثر على المعادلة المسيحية. حكي الكثير عن أن هذا الاتفاق لن يدوم، والـ18 بنداً التي تضمنها الاعلان اعتبرها البعض بمثابة إنشاء، لكنه تطور الى أن توصلا الى قرار مشترك في الجلسات التشريعية والمطالبة بقوانين موحدة، كاستعادة الجنسية واللامركزية الإدارية الموسعة. كذلك أوصل الاتفاق الى تحالف رئاسي في 18 كانون الثاني، على رغم كل العوامل التي أدّت الى هذه الخطوة، لكن يكفي ما قاله جعجع في مقابلة أول من أمس لبرنامج "بموضوعية"، أنه مع العماد عون حتى النهاية رئاسياً.

أما لناحية الانتخابات البلدية، وتحالفهما بغض النظر عن نتيجة بعضها، فلم تتم قراءة التلاحم الذي حصل بين القواعد الشعبية للحزبين، والتي تخطّت القيادات أحياناً، مما يؤسس لمعارك نيابية سياسية وفق ماكينة مشتركة ورؤية موحدة لأي استحقاق. وفي نظر مؤيديه أنه فرض على طاولة المجتمع السياسي ككل أجندة لم تكن موجودة، وهي وفق أي قانون ستجرى الانتخابات النيابية؟ إذ إن الهدف المقبل طور النقاش بين "التيار" و"القوات"، وهو قانون الانتخاب لتحسين الوضع المسيحي وتحصينه، وبالتالي نقل المسيحيين من مرحلة الى أخرى لم تكن قائمة قبل عام 1990 في الممارسة فقط، وليس المسّ باتفاق الطائف.

مع ذلك، سنة من عمر "الاعلان" شابتها ثغرات متعددة. يكفي أن يعلن محازبون من الطرفين أن حملة دعائية رافقته، ركيزتها أن الفريقين اللدودين تصالحا ثم تحالفا فقط، "وكأن في الأمر منّة". فهم يرون أنه "كان يمكن أن يكون التحالف أكثر تواضعاً لناحية تقدير الحجم، وأن يكون العمل في السياسة أكثر من الكلام، إذ إن الإدارة الاعلامية المضخمة له جعلت الجميع يتكتّل ضدهما، وخصوصاً أن شهوة كبيرة ومستعجلة ظهرت بغية الحصول على مكتسبات سياسية سريعة"، من دون البناء الحقيقي على القاسم المشترك الذي تم توقيع "الاعلان" على أساسه، وهو صحة التمثيل وإعادة التوازن الوطني، فبدا الأمر كأن ثمة محاولات إقصاء من الطرفين لجميع المسيحيين الآخرين. علماً أن المصالحة المسيحية أيّدها المسيحيون، لكن تأييد التفاهم او التحالف الثنائي كان نسبياً، في الوقت الذي يجب ان تكون المصالحة مسلمة وفوق الصراعات الحزبية. حتى على صعيد العلاقة بينهما، يرى محازبون ومناصرون أنها يجب أن تكون أكثر تنظيماً، وكذلك على صعيد كل حزب على حدة. إذ ثمة حالات في كلا الحزبين ما زالت غير مؤيدة للاتفاق، فيما اعتقدت قيادات الحزبين ان الوقت يعالج الرفض، لكن تبين ان المعالجة من رأس الهرم ضرورية للملمة الوضع واستيعاب أكبر لفكرة التفاهم، على رغم أن القسم الأكبر من القواعد بدا متلاحماً.

وإذا كانت "المعارك" هي التي يريدها المواطنون، فبالطبع ليست فقط سياسية ومجرد أرقام تحدد الأحجام، لكن ثمة قضايا حياتية واجتماعية تخصّ المجتمع والمواطنين تناساها الحزبان كما بقية الاحزاب، اذ ان الجميع يختلفون ويتحالفون من دون العودة الى قرار الشعب، وتبيّن ان هذه الأحزاب "تبيع" المواطنين مضموناً فارغاً من دون الاهتمام الفعلي والمحاربة الجدية لقضايا المواطنين. في المحصلة، على رغم النواقص والثغرات التي شابت تجربة عمرها سنة من التفاهم وسيعمل على معالجتها في المرحلة المقبلة، لا يمكن الانكار أن ما حققه الثنائي، مسيحياً ووطنياً، أمر مهمّ.

 

مشهد حيوية مسيحيي الأطراف الانتخابية أمام الحاجة إلى قانون انتخاب يُنصفهم

بيار عطاالله/النهار/3 حزيران 2016

ليس مهماً من فاز في الانتخابات البلدية والاختيارية في هذه المدينة او تلك البلدة او القرية، ومن انتخب مختاراً على هذه الناحية او تلك. الأهم في المشهد الانتخابي كان تلك الحيوية التي أظهرها المجتمع المسيحي في جميع مناطق الاطراف الحدودية المسيحية، من رميش جنوباً الى القبيات وعندقت وشدرا والقاع شمالاً، وصولاً الى جديدة (بعلبك) وغيرها في مواجهة أطروحات هجرة المسيحيين وانتفاء حضورهم السياسي والاجتماعي والعمل على تهميشهم واقصائهم عن الحياة الوطنية. ليس أمراً عارضاً ان يشارك غالبية ناخبي مدينة رميش الجنوبية الحدودية في الاستحقاق الانتخابي البلدي، وعند الساعة الثالثة والنصف مثلاً، من نهاية اليوم الانتخابي الجنوبي في 22 أيار، كان عدد المقترعين قد بلغ 3200 ونيّف، من أصل 5000 ناخب مسجلين على لوائح الشطب. وتلك النسبة لا مثيل لها في الدول المتقدمة، حيث يولي المواطنون عنايتهم بالحياة السياسية ويقومون باختيار ممثليهم على المستوى المحلي والوطني، فعلاً لا قولاً. وما جرى في رميش يمكن تعميمه على كل البلدات والقرى المسيحية جنوباً، سواء في دبل، او عين أبل، والقليعة وغيرها من الأنحاء التي شهدت ازدحاماً غير مسبوق في تاريخها، معطوفاً على الحراك العائلي والسياسي المحموم الذي شهدته تلك الأنحاء قبل الانتخابات، في السعي الى حشد الناخبين والمؤيدين. وما جرى في انحاء الجنوب المسيحية يمكن تعميمه على كل المناطق الاخرى في القاع التي احتشد ناخبوها من كل الأنحاء للتصويت في معركة خيارات بلدية على الخيارات السياسية والوطنية التي تتبناها اللوائح او رؤساؤها في نهاية المطاف، وليس على اي شيء آخر. وحدّث كذلك عن تلك الحشود التي تدفقت على أقلام الاقتراع في القبيات للاعراب عن موقفها من إحدى أكبر البلديات في شمال لبنان وأكثرها نفوذاً.أياً تكن الخلاصات التي توصل اليها الزعماء والسياسيون (وليس معروفاً قدر اهتمامهم بتلك الحشود المسيحية في الاطراف)، فإن عرض تفاصيل ما جرى في مناطق الاطراف امر في غاية الاهمية، ويجب التوقف عنده والاضاءة عليه، وخصوصا لدى النواب الذين يجتمعون هذه الايام لمناقشة قانون الانتخاب والبحث في سبل تأمين التمثيل الصحيح لمختلف المكونات اللبنانية، وفي مقدمها المسيحيون الذين تصادر القوى السياسية والطائفية الاخرى نصف عدد نوابهم وتفرض عليهم خياراتها. والحق أن تفسير اندفاعة الآلاف من مسيحيي الاطراف الى صناديق الاقتراع البلدية والاختيارية وتبريرها بالعصبيات العائلية والعشائرية، يبدو بسيطاً وبدائياً ومحاولة لتجاهل واقع "الحرمان" السياسي والتمثيلي الذي يعانيه هؤلاء المسيحيون في أقضية بعلبك والهرمل والجنوب والشمال، حيث يتعرضون عملياً للتهميش السياسي والاستتباع الى حشود الطوائف الاخرى وسياساتها وإمرائها، في غياب قانون انتخاب عادل يتيح لهم التعبير عن موقفهم، وليس أكثر دلالة على ذلك من مقارنة نسب المشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية مع نسب المشاركة في الانتخابات النيابية.

أما النواب الذين يهتمون بصوغ قانون انتخاب ينصف الجميع، وخصوصاً المسيحيين منهم، فعليهم أن يدركوا أن العودة الى قانون الستين لن تؤدي الى نتيجة، وكذلك اعتماد اي قانون انتخاب لا يؤمن معايير العدالة والمساواة والمناصفة سوف تؤدي الى النتيجة عينها، والرأي العام في الاطراف المسيحية لن تخدعه عناوين النسبية والاكثرية ما لم يتم احترام تقسيمات الدوائر وتوزيعها بشكل عادل يمنع طغيان فريق على آخر وهيمنته، والانتخابات البلدية والاختيارية في نهاية المطاف ليست إلا انتخابات على مستوى الدوائر الفردية مع اختلاف الغايات والمقاصد من ورائها. وما جرى في بيروت من انخفاض اعداد الناخبين الى مستويات قليلة ليس إلا نتيجة اعتماد المنطق الاكثري في دمج الدوائر وفي نظام الانتخاب الذي لا يحفظ مكاناً للتعددية والتنوع.

 

رسالة إلى سمير قصير

عقل العويط/النهار/3 حزيران 2016

صار عمركَ هناك أحد عشر عاماً. فما أجملكَ حيث أنتَ، أيها الفتيّ كسهولٍ من قمح اللذة ووردة الشبق في نظرات امرأةٍ شقية، يا حضوراً طيّباً كمنقوشةٍ من الصعتر في أوّل الصباح، ويا غياباً مجروحاً بكؤوس النبيذ في منتصفات الليل البهيم. كيف لا أجدكَ أمامي، ورائي، وفي نزيف الخيال، أنتَ الذي يومئ إلى قلبي فيرتجف من فكرة الضوء في عينيكَ، وأنتَ الذي يفتح عقلُه الكتبَ المغلقة ويضحك وجهُه لأحلام الرومنطيقيين والأحرار. فما أبهاكَ، أيها الأمير الشاعر. أيها الناصع كأوراق الشعر، اللامع كبروق الشهوة في يدين متضرّعتين، الرقيق كابتسامة طفلٍ رضع للتوّ حليب أمّه الحارّ؛ يا أنتَ الجارح كذرّيةٍ من النسور النادرة، تعال إلى ظلال شجرتكَ التي تؤمّها العصافير في الغياب. تعال الى رذاذ البحيرة الحميمة لتُجالِس فناجين القهوة ودخان السجائر المتطاير في سماء كآبتنا المستطيرة. لكن، لا. لقد قتلوكَ، نعم. لكننا نحن الذين قتلناك مرةً، ثمّ قتلناكَ مراراً، وكلّ يوم، ونقتلكَ إلى الآن، وسنقتلكَ غداً، وبعد غد. فلماذا نطلب منك أن تمُرّ بنا قليلاً، وهنا وهناك، لئلاّ يُترك الأمل وحيداً في مواجهة التجربة والجريمة. لا تفعلْ يا سمير. إيّاكَ أن تمرّ بنا، بعد الآن. إيّاكَ أن تعبر في أحلام واحدٍ منا، لئلا ترشد يأسه إلى ميناء أرضنا اليباب. لا طريق. ولا أمل. فما أفدح فصاحتي الممجوجة هذه. وما أسوأ الحقيقة الممهورة بالصدق الأرعن.

يكذبون عليكَ. ويمطرونكَ بالوعود المعسولة. فإيّاك أن تصدّق. كلّ يوم، يهرب قبركَ خارج البلاد. أراه، قبركَ، بعينيَّ، وفي كوابيسي ورؤيايَ، هاشلاً في حريته المطلقة. فنِعمَ حريتكَ المطلقة! أعرف ماذا تعرف. مَن مثلكَ، لن تنطلي عليه هذه الأكذوبة. يا سمير، يمكنكَ أن تفعل شيئاً جميلاً واحداً: الانتقام. أرجمهم بحجارةٍ من نار. وأمطرهم بجمر اللعنة. ولا تندم. ثمّ، انتبِهْ جيداً: اكتبْ من هناك مانيفست النعيّ الذي ليس بعده من بداية!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قهوجي عرض ووفد هيئة مراقبة الهدنة الأوضاع على الحدود الجنوبية وعلاقات التعاون

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، رئيس بعثة هيئة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة UNTSO ورئيس أركانها اللواء ىرثر دايفيد غاون ، وتناول البحث الأوضاع على الحدود الجنوبية، وعلاقات التعاون بين الجيش والهيئة في إطار اتفاقية الهدنة والقرار 1701.

 

الجيش: ضبط مخزن سلاح ومتفجرات وأجهزة اتصال في خربة داود

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: "إلحاقا ببيانها السابق المتعلق بدهم قوة خاصة من الجيش صباح اليوم خلية إرهابية في محلة خربة داود - عكار وإلقاء القبض على أفرادها، نفذت وحدة من الجيش عملية بحث وتفتيش واسعة في المحلة المذكورة، تمكنت خلالها من ضبط مخزن سلاح يحتوي على حزام ناسف، وكمية من القاذفات الصاروخية والأسلحة الرشاشة والقذائف والذخائر، والمتفجرات والقنابل اليدوية والصواعق وأجهزة الإشعال، بالإضافة الى منظار وكاتم للصوت وعدد من أجهزة الاتصال، ومعدات عسكرية مختلفة. وتم تسليم المضبوطات الى المرجع المختص، وتستمر قوى الجيش بالتفتيش في المحلة المذكورة، بحثا عن ممنوعات مماثلة".

 

العثور على قنبلتين يدويتين امام كنيسة مار جرجس في روم

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام، أن قوة من شعبة معلومات أمن عام الجنوب، تضرب طوقا امنيا حول كنيسة مار جرجس في بلدة روم قضاء جزين، بعد العثور على قنبلتين يدويتين امامها. بانتظار حضور خبير متفجرات لرفعها من المكان.

 

تننتي: اليونيفيل تواصل عملها في منطقة عملياتها بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - جدد الناطق الرسمي باسم اليونيفل اندريا تننتي تشديده على ان اليونيفل تواصل العمل في منطقة عملياتها العملانية بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية . ولفت في رده على التقارير الإعلامية الأخيرة التي تحدثت عن تعليق اليونيفل لدورياتها اليومية الى ان تركيز اليونيفل لا يزال منصبا على عملياتها وعلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وقال :"ان لدى اليونيفل اجراءات امنية وحماية شاملة تعمل في اطارها وليس هناك حاجة لزيادتها. كما يتم مراجعة هذه الإجراءات بشكل مستمر بناء على الوضع على الأرض ، وان امن وسلامة افراد اليونيفل في غاية الأهمية وهو جزء با يتجزأ من النجاح في تنفيذ ولايتها، لذلك فإننا نأخذ هذا الأمر على محمل الجد". وختم تننتي قائلا " من المهم التأكيد على ان اليونيفل والقوات المسلحة اللبنانية والشعب اللبناني بشكل عام لديه مصلحة مشتركة في الحفاظ على الإستقرار في جنوب لبنان ومنع انتهاكات القرار 1701".

 

رسالة شكر من لجنة الدفاع عن القضية الارمنية الى رئيس مجلس النواب الالماني لاعتراف البرلمان بالابادة

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - وجهت لجنة الدفاع عن القضية الارمنية في لبنان اليوم، رسالة الى رئيس مجلس النواب الالماني نوربيرت لاميرت أعربت خلالها عن "إمتنانها العميق لاعتماد القرار التاريخي بالاعتراف بالابادة الارمنية، وقد أحيت الهيئة البرلمان الألماني لاعتماد هذا القرار، رغم الضغوط والتهديدات التي بذلتها تركيا في الاسابيع الماضية". وإعتبرت الهيئة أن "من خلال إعتماد هذا القرار أكدت ألمانيا أن لديها الشجاعة لمواجهة الحقيقة بصدق، وواجهت تاريخها وعلمت تركيا عن طريق القدوة، أن البلاد لا يمكن أن تنمو الا عند مواجهة ماضيها".

 

بعثة الاتحاد الأوروبي أحيت الذكرى 11 لاغتيال سمير قصير والكلمات أكدت أن ثورة الحرية لا تقف عند أبواب طاغية ظالم او قانون باسم محاربة الارهاب

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - أحيت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، بالتعاون مع "مؤسسة سمير قصير لحرية الصحافة"، الذكرى الحادية عشر لاغتياله، خلال حفل أقيم مساء اليوم، في حدائق سرسق في الاشرفية، تم خلاله تسليم جائزة سمير قصير لحرية الصحافة.

حضر الحفل ممثل الرئيس سعد الحريري النائب باسم الشاب، النائبان أحمد فتفت ومروان حمادة، ممثلة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، الوزراء السابقون: زياد بارود، طارق متري، منى عفيش، مدير تحرير مؤسسة sky eyes جوزيف الهاشم إضافة إلى شخصيات دبلوماسية وإعلامية وسياسية.

في ما يلي أسماء الفائزين بنسخة 2016:

- فئة مقال الرأي: ماهر مسعود (مواليد 1977) من سوريا وهو كاتب صحفي في عدد من الصحف والمجلات والمواقع، وباحث في المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى في بيروت. نشر مقاله بعنوان "أرض الكلام"، في مجلة "طلعنا عالحرية" السورية في 8 آذار 2016 ويؤكّد فيه انتهاء زمن الصمت في سوريا بغض النظر عن كل التطوّرات الدامية التي حلت ببلده والفشل في تحقيق التحول الديمقراطي.

- فئة التحقيق الاستقصائي: محمد طارق (مواليد 1989) من مصر وهو صحافي استقصائي في جريدة "المصري اليوم". نشر مقاله بعنوان "شبر وقبضة"، في "المصري اليوم" في 21 شباط 2016 وهو يصوّر واقع الاكتظاظ وسوء المعاملة في أماكن الاحتجاز والسجون المصرية، ومعاناة الموقوفين وعائلاتهم.

- فئة التقرير السمعي البصري: مطر اسماعيل (مواليد 1988) من سوريا وقد عمل في المجال الإعلامي منذ آذار 2011 في عدد من المحافظات السورية، وأصبح مراسل قناة "الآن" منذ عام 2013. صور تقريرا بعنوان "حب في الحصار"، من إنتاج "بدايات" والذي بثه كل من موقعي "أنا برس" السوري و"المدن" اللبناني في 27 كانون الأول 2015 وهو يصور الحياة اليومية لأسرة محاصرة جنوب دمشق.

تكافئ جائزة سمير قصير لحرية الصحافة التي يمولها الاتحاد الأوروبي، صحافيين تميزوا بجودة عملهم والتزامهم حيال الديمقراطية وحقوق الإنسان. وتكرم هذه الجائزة التي تنظم سنوياً منذ عام 2006 الصحافي اللبناني سمير قصير الذي اغتيل في 2 حزيران 2005 في بيروت. والمسابقة مفتوحة أمام صحافيي بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط والخليج العربي. وبلغ عدد المشاركين هذه السنة 259، مما يرفع عدد المشاركين منذ إطلاق الجائزة إلى أكثر من 1750. وتبلغ قيمة الجائزة في كل من الفئات الثلاث 10000 يورو.

لاسن

واستهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الاتحاد الأوروبي، ثم ألقت السفيرة لاسن كلمة شددت فيها على أن "حرية التعبير وخصوصا حرية الصحافة هي التي كانت عزيزة على قلب سمير قصير، كما هي معززة في قيم الاتحاد الأوروبي ومبادئه".

وقالت، إن "النسخة الحادية عشرة من جائزة سمير قصير مخصصة لجميع الصحافيين الذين يقومون بعمل شجاع وباهر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج - معرضين أحيانا حياتهم للخطر في أثناء تأدية عملهم".

خوري

أما رئيسة مؤسسة سمير قصير جيزيل خوري، فقالت: "ثورة الحرية التي أسس لها سمير قصير بكتاباته وآرائه واستشرافه، واستشهد من أجلها، لا تقف عند أبواب حاكم مستبد او طاغية ظالم او قانون باسم "محاربة الارهاب" بل وجدت لتبقى وتستمر في فكر وقلب وعين وقلم وصوت كل من آمن بها في كل أصقاع الأرض. وما العدد الهائل من المتقدمين لنيل جائزته اليوم ومن عشرات الجنسيات والدول إلا خير دليل على ذلك".

اللجنة

وكما في الأعوام السابقة، قيمت لجنة تحكيم مستقلة المشاركين، وقد تألفت من سبع شخصيات في مجال الإعلام والصحافة من أوروبا والشرق الأوسط وهم: ألبرتو توسكانو من إيطاليا، وهو رئيس نادي الصحافة الأوروبية؛ خليل عبدالله من فلسطين، وهو كبير مصوري قناة "سي.أن.أن." الأميركية؛ وسناء الجاك من لبنان، وهي كاتبة صحفية ومدربة في مجال الصحافة والتطوير الإعلامي؛ وفاطمة فرج من مصر، وهي رئيسة مؤسسة "ولاد البلد" للخدمات الإعلامية ورئيسة تحرير سابقة لنسخة "المصري اليوم" الإنكليزية؛ وفريدريك دومون من فرنسا، وهو رئيس شركة "ميديان" للانتاج والخدمات الإعلامية ومراسل سابق لراديو فرنسا الدولي؛ ومايكل يونغ من لبنان، وهو رئيس تحرير منشورات مركز كارنغي للشرق الأوسط؛ وناتالي نوغايريد من فرنسا، وهي المديرة السابقة لجريدة "لوموند" وكاتبة في جريدة الـ"غارديان".

 

مروان حمادة: الخروج عن النسبية لا يكون بالعودة لقانون الستين

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - رأى النائب مروان حمادة "ان اللجان المشتركة تتجه الى قانون مختلط نسبي الى حد ما، مع تقسيمات تراعي التساوي والعدالة بين الطوائف والمناطق والفئات". ورفض حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5"، "اعتبار ما حققته اللجان حول قانون لانتخاب بانه صفر تقدم"، موضحا انه "في جلسة اللجان امس دافع عن نظرية تطبيق النسبي في بعض المقاعد والاكثري في مقاعد اخرى". وقال: "دافعت عن نظرية الشوف وعاليه معا، وهي الدائرة المثالية لتطبق فيها الاكثرية في بعض المقاعد والنسبية في مقاعد اخرى". اضاف: "نحن مع التمثيل المسيحي الصحيح ايا كانت الصيغ، ولكن ليس على حساب مكون صغير واساسي في انشاء لبنان هو المكون الدرزي"، لافتا الى انه "من غير المقبول ان نترك قرار انتخاب النائب الدزري في حارة حريك او معراب او الرابية". وشدد حمادة على ان "الخروج عن النسبية لا يكون بالعودة لقانون الستين، بل باعتماد الدائرة الصغرى كما في كل الديموقراطيات الاوروبية حيث يطبق نظام اكثري على دوائرة صغيرة جدا".

 

جعجع في ذكرى استشهاد قصير: مهما قصر المقصرون ستبقى القضية بألف خير

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لمناسبة الذكرى ال11 لاستشهاد الصحافي سمير قصير، عبر "تويتر" قائلا: "لا تخف يا سمير فمهما قصر المقصرون ستبقى القضية بألف خير لأن روح 14 آذار لا تموت". وارفق جعجع تغريدته بصورة للشهيد.

 

لائحة قرار طرابلس: لإعادة الفرز بسبب عدم فحص الاوراق الباطلة

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - اصدرت لائحة قرار طرابلس بيانا طالبت فيه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق باعادة عملية الفرز لانتخابات بلدية طرابس . وقالت في بيان:"حيث انه ثبت لدينا أن عملية الفرز في السراي لانتخابات بلدية طرابلس، قد شابها الكثير من الشوائب ابسطها عدم فحص الأوراق الباطلة، فضلا عن الارهاق الشديد الذي اصاب القضاة نتيجة إعطاء كل قاض مسؤولية 60 قلم إقتراع بينما كانت النسبة في بيروت 20 قلم فقط". وتابعت :"وحيث أن بعض المرشحين سقط على عشرات الأصوات ومنهم زميلتنا فرح عيسى التي سقطت بفارق 151 صوتا. وعلى الرغم من حصولنا على أغلبية مريحة في المجلس البلدي، ولكن حرصا على الشفافية وعلى تمثيل الأقليات. نطالب الوزير المشنوق، الذي لم يعلن بعد النتائج رسميا، بإعادة عملية الفرز مع زيادة عدد الغرف بحيث تتساوى على الأقل مع ما حصل في بيروت لتسريع إصدار النتائج. وندعوه الى ان يستجيب لطلبنا لطمأنة الرأي العام عبر الحرص على عدم تزوير إرادته، كما أنها فرصة للتأكد من الأصوات التي وفق معطياتنا تشير لفوز المرشحة فرح عيسى ما يسمح بتمثيل الأقليات داخل المجلس، لا سيما وان معاليه كان اعتبر غيابهم بمثابة الجريمة".

 

حبيش من بكركي: اهدينا الانتصار للراعي والقبيات كانت نموذجا في الانتخابات والناس قاموا بردة فعل تجاه التدخلات

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، النائب هادي حبيش، في زيارة عرض فيها للأوضاع الوطنية والإستحقاقات الدستورية الراهنة، وأبرزها الإنتخابات البلدية والإستحقاق الرئاسي.

حبيش

وبعد الزيارة قال حبيش: "وضعت غبطته طبعا في الأجواء الإنتخابية البلدية التي سادت منطقة القبيات، وأهدينا الإنتصار طبعا إلى كرسي بكركي وغبطة البطريرك، والقبيات هي دائما تحت عيون غبطته وتحت عيون بكركي. وتداولنا في التفاصيل التي جرت أثناء هذه الإنتخابات". واعتبر أنه "كان من الافضل ألا تأخذ التدخلات السياسية في الإنتخابات البلدية هذا الحد، ولا سيما من خارج أبناء البلدة. ولكن بما أن التدخلات حدثت، والناس أعطوا رأيهم بأنهم ضد التدخلات الحزبية لهذه الدرجة في مسألة الإنتخابات البلدية، والقبيات كانت نموذجا عن هذا الموضوع، وقد قام الناس بردة فعل تجاه هذه التدخلات". أضاف: "في المقابل، من حق الحزبيين من أبناء القرى أن يكونوا ممثلين في المجالس البلدية، ولكن ما لم يعجب الناس، هو تدخل القيادات من خارج القرى مباشرة بمسألة الإنتخابات البلدية، كما حدث عندنا في القبيات، من خلال اتصالات رؤساء الأحزاب والأمناء العامين ليضغطوا على المواطنين بهدف دعم بعض اللوائح المدعومة حزبيا، ولذلك صوتوا باتجاه اللوائح المدعومة من أبناء ونواب وسياسيي البلدة مباشرة"، مشيرا إلى أنه نقل "إلى غبطته تحيات الشيخ ميخائيل الضاهر وكل الحلف في الإنتخابات نفسها، وقد جرى اتصال بين غبطته وبين الشيخ الضاهر". وعن الإنتخابات الرئاسية والحديث الذي يجري عن تقصير الولاية الرئاسية إلى سنتين، وأسبابه، أوضح أن "الولاية يجب أن تكون لست سنوات، ومسألة السنتين ليست مقبولة، ويجب أن نحافظ على الرئاسة لست سنوات. أما الحلول الجزئية فليست مقبولة بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية، وبخاصة مع التأخير الحاصل في انتخاب الرئيس، أصبحت الأمور كارثية. أما وأن ندخل الآن بحلول جزئية كأن نجعل الولاية سنتين، ومن ثم نقع مجددا بالفراغ مرة ثانية، فهذا أمر مرفوض. وبما أننا أردنا الحل في مسألة الرئاسة، لننتخب رئيسا لست سنوات. وأنا شخصيا من القائلين، إنه بعد انتخاب هذا الرئيس، يجب الوصول إلى حل جذري بالنسبة إلى نصاب الثلثين، كي نتجنب الوقوع كل ست سنوات في الإبتزاز نفسه". وعن القانون الإنتخابي، أكد "الأفضلية للقانون المختلط الذي تم الإتفاق عليه، والذي سيكون المخرج الوحيد من هذه الأزمة. وأما قانون الستين فيجب ألا يبقى معمولا فيه بأي شكل من الأشكال".

وفد اعلامي كوري

بعد ذلك، استقبل البطريرك الراعي وفدا اعلاميا كوريا، ثم التقى راعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله والياس ضومط.

 

عون التقى وفدا من الطاشناق وهنأ الشعب الارمني باعتراف مجلس النواب الالماني بالابادة

الخميس 02 حزيران 2016/وطنية - زار الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان يرافقه نائب الامين العام أواديس كيدانيان، رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي هنأ "الشعب الارمني باعتراف مجلس النواب الالماني بالابادة الارمنية"، مؤكدا أن "القضية العادلة للشعب الارمني لا تموت طالما وراءها مطالبون". وقيم اللقاء، بحسب بيان للحزب، "الاجواء الديموقراطية التي سادت خلال الانتخابات البلدية والاختيارية، كذلك تمت مناقشة النتائج التي اثمرت عن هذه الانتخابات وضرورة العمل لتحضير الانتخابات النيابية المقبلة". وتطرق اللقاء الى "أعمال هيئة الحوار الوطني وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية كاستحقاق دستوري حتمي".

 

قزي امام مؤتمر العمل في جنيف: لا تدعوا لبنان يسقط لان سقوطه هو سقوط للديموقراطية وللتعايش وللنموذج الحضاري

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - أكد وزير العمل سجعان قزي ان "دور الامم المتحدة ليس تغطية اخطاء الدول الكبرى بل الوقوف الى جانب الشعوب المقهورة"، وقال: "لا تدعوا لبنان يسقط، لأن سقوطه هو سقوط للديموقراطية وللتعايش الاسلامي المسيحي وللنموذج الحضاري".ألقى الوزير قزي اليوم كلمة لبنان امام مؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف في دورته ال 105، حيث لقيت كلمته ترحيبا وتصفيقا لافتين من الوفود العربية والاجنبية، وقال: "سأتحدث في خمس دقائق عن ثلاث قضايا: قضية عمرها خمس سنوات هي النزوح السوري الى لبنان. وقضية عمرها 70 سنة هي اللجوء الفلسطيني الى لبنان. وقضية عمرها ستة الاف سنة هي الوجود اللبناني. في القرن الحادي والعشرين، لا يجوز ألا تحترم حقوق الانسان، ألا نؤمن كل الضمانات للعاملين. ان نميز بين الهويات والجنسيات والاثنيات والالوان. ان نمنع العمل عن كل طالب عمل. انما التضامن الاجتماعي يجب ان يأخذ في الاعتبار الوضع الوطني لكل دولة، اذ ليس بخلق قضية اخرى ومأساة اخرى نحل قضية اولى ومأساة اولى. اليوم الذين قرأوا الصحافة في سويسرا وفي جنيف بالتحديد وقعوا على خبر ان سويسرا تفكر بالعودة الى اعطاء الافضلية لليد العاملة السويسرية لان نسبة البطالة في سويسرا وفي جنيف بالتحديد بلغت 7,3 بالمئة عوض 4,3 في المئة ، فما قولكم ولبنان ونسبة البطالة فيه 25 في المئة بعدما كانت 32 في المئة عام 2014. ومع كل ذلك، يأتي بعض المنظمات من خلال المعايير الدولية ويطلب منا ان نستوعب كل يد عاملة موجودة على ارض لبنان". اضاف: "نحن مع التضامن مع الاشقاء العرب ، ومع الاصدقاء في العالم، ولكن لبنان لم يكتب له ان يتحمل اخطاء الاخرين، وأخطاء الانظمة، والتطرف، والارهاب، واخطاء الدول الاقليمية والكبرى التي تخرب كيانات دول الشرق الاوسط". واكد ان "منظمة الامم المتحدة وكل المنظمات التابعة لها، يجب ألا تكون المكان المناسب لتغطية أخطاء الدول الكبرى والدول التي تختلق الحروب وتطلب من الامم المتحدة تغطيتها. يجب ان تكون الامم المتحدة مع الدول الصغيرة قبل ان تكون مع الدول الكبرى، والامم المتحدة عبر منظماتها يجب ان تكون مع الشعوب قبل ان تكون مع الحكومات". وتابع: "من هنا من هذا المنبر بالذات، اوجه ندائي الى كل المنظمات ولا سيما الى منظمة العمل الدولية، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان تنتقل بمنطقها وتفكيرها وجدليتها من مشروع تثبيت النازحين واللاجئين حيث هم، الى مشروع اعادة النازحين واللاجئين الى اوطانهم، لان اوطانهم أحق بهم من أوطان الاخرين. لا يجوز ان يبقى الشعب الفلسطيني مشردا، لان العالم عاجز عن فرض قيام دولة فلسطينية مستقلة، ولا يجوز ان يبقى الشعب السوري نازحا لان العالم لا يريد حلا للحرب في سوريا. ومن هنا نقترح بالنسبة الى النازحين السوريين في لبنان ان لا يطلب منا ان نتحمل أكثر، انما ان تنشأ ارادة دولية لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا تستوعب النازحين. فلا تدعوا لبنان يسقط لأن سقوط لبنان في الشرق الاوسط هو سقوط للديموقراطية وللتعايش الاسلامي - المسيحي ، وللنموذج الحضاري". وختم: "جئت اقول لكم هذه الكلمات البسيطة لكي اوجه ندائي من هنا الى الامم المتحدة ومنظماتها لنقول لها لا نريد مالا انما نريد حلولا لشعوب المنطقة ولسيادة لبنان".

غداء تكريمي

واقامت السفيرة نجلا عساكر مأدبة غداء للوزير قزي والوفد المرافق في مقر السفارة.

واستقبل الوزير قزي اللبنانيين واللبنانيات العاملين في منظمات الامم المتحدة في جنيف.

 

كرم ردا على فتفت: جعجع كان ولم يزل رأس حربة 14 آذار

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - رد النائب فادي كرم على تصريح النائب احمد فتفت قائلا: "مؤسف ان يخسر الصديق احمد فتفت مرجعه الاستراتيجي، ولكن هذا لا يعني ان المرجع فقد استراتيجيته، عل الدكتور فتفت يبتعد قليلا فيرى افضل ان سمير جعجع كان ولم يزل رأس حربة 14 آذار، ومن يحتاج للعودة اليها، هم من خرجوا عن ثوابتها عبر تكتيكات صغيرة ورخيصة لا تخدم الا اعداء لبنان. وما الدليل والعبرة الا طرابلس". وختم: "عسى ان يتعظ الواعظ".

 

حسين الموسوي: من يعطل إجراء الإنتخابات هو من يرفض كل صيغ القوانين المنطقية العادلة

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - دعا رئيس "تكتل نواب بعلبك الهرمل" النائب السيد حسين الموسوي خلال لقاء سياسي في بعلبك، إلى "وجوب ممارسة فعل الدولة بتنمية مستدامة في كل منطقة من محافظة بعلبك - الهرمل التي تركتها الحكومات المتعاقبة نهبا للذين يريدون ترويع المواطنين وتهديد منظومة أمانهم الإجتماعي والإقتصادي". وسأل: "ما الذي يؤخر دولتنا الموقرة عن القيام بواجبها تجاه رمزية المنطقة المشهورة بالكرم والكرامة ودفع الظلم وتقديم قوافل الشهداء في سبيل عزة ومنعة وحرية وسيادة لبنان؟". وقال: "إن بناء دولة حقيقية قادرة ومقتدرة عمادها القانون والحوكمة في المؤسسات والعدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص، هو ما نتطلع ويتطلع إليه أهلنا الكرام، بقانون إنتخابي عصري يقوم على النسبية التي تشكل ضامنا للاستقرار والسلم الأهليين وللتمثيل الصحيح لكل مكونات المجتمع اللبناني". وأكد "وجوب رفض إجراء الإنتخابات على أساس قانون الستين"، موضحا أن "العقلاء يعرفون أن الذي يعطل إجراء الإنتخابات هو الذي يرفض كل صيغ القوانين المنطقية العادلة ولا يرضى إلا القانون المفصل على قياس أنانيته ومصالحه الشخصية والمذهبية حتى ولو أخذ البلد إلى مزيد من الإنقسامات والإصطفافات المذهبية والطائفية، وأغرق الجميع في حمأة الفساد المستشري والمتحكم في مفاصل الدولة". وأهاب الموسوي ب"الذين يشعرون بمسؤولياتهم الوطنية، أن يضعوا خلافاتهم السياسية الضيقة جانبا، ويفتشوا عن مساحات التلاقي، وهي كثيرة، من أجل أن يكون الإستحقاق الإنتخابي في مصلحة أجيال لبنان، لأن مزيدا من التحريض والإستغراق في المزايدات السياسية التي لا طائل منها، ستوصل الوطن إلى الوهن والضعف والإنحلال، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى التماسك والتعاضد لتفويت الفرصة على المراهنين والمرتهنين للمشاريع الخارجية". وختم: "لقد أسمعت لو ناديت حيا، فيا ليت قومي يسمعون".

 

السنيورة بعد ارجاء جلسة انتخاب الرئيس الى 23 الحالي: لا أولوية تتقدم أولوية انتخاب الرئيس لان له دورا اساسيا في قانون الانتخاب

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - أرجا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة ال40 لانتخاب رئيس للجمهورية الى الخميس 23 حزيرانالحالي، بسبب عدم اكتمال النصاب. وحضر 40 نائبا الى المجلس، وعقد بعد تأجيل الجلسة اجتماع بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان. وقال السنيورة بعد اللقاء: "نحن نحكي في موضوع بالانتخاب فلا يذهب الفرد ليعين رئيسا وبالتالي في جلسة انتخاب الرئيس تتم دعوة جميع النواب لممارسة حقهم وواجبهم الدستوري لينتخبوا، وبالتالي فلينزل الجنرال عون الى مجلس النواب وتتم العملية الانتخابية كما ينبغي، وليست العملية بدعوة الى نتخاب زيد او عمر من الناس".

وقال: "عندما نعود الى تصويب البوصلة وما وصلت اليه البلاد، فليس هناك اولوية تتقدم اولوية انتخاب الرئيس، وهناك من يؤجل في التعطيل، وبالتالي لا يجوز ان تكون هناك أولوية تتعدى اولوية انتخاب رئيس جديد للبلاد".

وعن التباعد بينه وبين رئيس حزب "القوات اللبنانية"، قال: "علينا ان نرى الواقع وينبغي ان نعود مرة ثانية الى الاولوية وهي انتخاب رئيس للجمهورية".

سئل هل غيرت الانتخابات البلدية النظرة الى قانون الانتخاب؟

اجاب: "اعتقد اننا وقعنا اقتراح القانون المختلط، وهناك عمل تدريبي للمرشحين وللناخبين في الموضوع المتعلق بالنسبية، وهذا الامر ليس بهذه السهولة التي يظنها البعض. وهذا لا يعني ان لا تقدم للمشروع المختلط. في حكومتي بادرت من اجل انشاء اللجنة المختلطة والتي عرفت ب"لجنة فؤاد بطرس" والتي خرجت باقتراح محدد ان يكون هناك قانون مختلط بنسبة 40 في المئة للنسبي و60 في المئة للأكثري. وهذا الامر له حسنات ويجب ان تكون لدينا الفترة الزمنية لتدريب المواطنين على فهم ماذا يعني ويجب ان نسارع الى إقرار هذا الامر، وهذا يجب ألا يمنعنا ان نرى ان الاولوية الصحيحة هي لرئاسة الجمهورية".

واضاف: "موقفنا واحد في المستقبل، وهناك وجهات نظر وهذه من الامور التي نعتز بها. هناك توجه في موضوع يتعلق باقتراحين لكن عندما نعود الى تصويب البوصلة تفكيرنا يكون عند ما وصلت اليه حال البلاد. اعتقد انه ليس هناك من اولوية حقيقية تتغلب على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية".

وعن البحث في المشروع النسبي، قال: "نحن قدمنا المختلط وقلنا أكثر من مرة ان هذا هو اقصى الممكن بالنسبة الينا. كن نحكي بالنسب التي اقترحتها "لجنة فؤاد بطرس" وخضنا مباحثات ومناقشات ووصلنا الى اقصى الممكن".

واكد ان رئيس الجمهورية "له دور اساسي"، وقال: "رئيس الجمهورية هو رمز وحدة البلاد وهو الذي يستطيع ان يأتي بالجميع الى اماكن مشتركة، وهو الذي يستطيع ان يسهم وله دور في موضوع التوصل الى قانون عصري. اعتقد ان الامور تعود بنا الى القول إن الاولوية هي لانتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي لا نستمر في اقرار البعض استخدام الورقة اللبنانية لأغراض خارج لبنان".

وشدد على ان "انتخاب الرئيس اذا هو الاساس، ورئيس الجمهورية له الدور الاساسي في النظر في قانون الانتخاب والتعليق عليه او ربما رده".

وقال ردا على سؤال: "انا على اتصال باللواء اشرف ريفي وهذا الامر (نتائج انتخابات طرابلس) هو قيد الدراسة المستفيضة داخل "تيار المستقبل".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

16 قتيلاً بهجوم انتحاري على فندق في الصومال نفذته حركة الشباب بسيارة مفخخة

مقديشو – وكالات/السياسة”:03 حزيران/16/قتل نحو 16 شخصاً من بينهم نائبان برلمانيان وأصيب 55 آخرون في هجوم بسيارة مفخخة على فندق بمقديشو تبنته حركة “الشباب المجاهدين”، بعد معارك استمرت نحو 12 ساعة مع قوات الأمن وانتهت، أمس. وبدأ الهجوم الانتحاري ليل أول من أمس، على فندق “أمباسادور” الذي ينزل فيه عدد من النواب أول من أمس، مع انفجار عنيف لسيارة مفخخة ما تسبب بأضرار جسيمة، كما أدى إلى تطاير الحطام لمسافة عشرات الأمتار، فيما شوهد الدخان من على بعد كيلومترات. واقتحم المهاجمون بعدها الفندق وسمع تبادل متقطع لإطلاق النار وانفجارات طوال الليل إذ حاولت قوات الأمن القضاء على المقاتلين المتحصنين داخل المبنى. وقال وزير الأمن الصومالي عبد الرزاق عمر محمد إن “كل المهاجمين قتلوا بأيدي قوات الأمن”، مشيراً إلى أن الاعتداء أدى لمقتل نحو 16 شخصاً معظمهم من المدنيين وإصابة نحو 55 آخرين. وعرضت السلطات ثلاث جثث للمهاجمين أمام واجهة الفندق المدمرة، فيما واصل المسعفون البحث في الفندق عن ناجين محتملين أو جثث لضحايا. وذكرت الشرطة أنه تم الانتهاء من أعمال تأمين وإخلاء الفندق الذي استهدفته حركة “الشباب” بهجوم انتحاري. ونقلت شبكة “يورو نيوز” الأوروبية عن العقيد فرح علي قوله إنه تم إطلاق النار على آخر مسلح كان على سطح الفندق وأخلي الفندق من جميع المسلحين. من جهته، اعتبر رئيس الصومال حسن الشيخ محمود أن “هذه الاعتداءات الإرهابية الوحشية هدفها بث الرعب بين السكان لمنعهم من تأييد السلام والحوكمة الجيدة، لكن ذلك لن يتحقق أبداً”. أما ممثل الاتحاد الإفريقي في الصومال فرانسيسكو ماديرا، فندد بـ”الأفعال الأنانية والجبانة التي تظهر مجدداً أن حركة الشباب لا تحترم قدسية الحياة ولا حقوق الإنسان”. ووقع الهجوم الذي تبنته “الشباب المجاهدين” بعد ساعات على إعلان السلطات الصومالية مقتل العقل المدبر المفترض للاعتداء الذي نفذته الحركة ضد جامعة في غاريسا بشرق كينيا وأوقع 148 قتيلاً في العام 2015 من بينهم 142 طالباً. وقبل ساعات على الاعتداء أعلن وزير الأمن أبي راشد جنان في ولاية جوبالاند مقتل المشتبه بأنه العقل المدبر لمجزرة غاريسا في 2 أبريل 2015 وأثارت استنكاراً كبيراً في مختلف أنحاء العالم. وقال جنان إن محمد محمود المعروف بـ”كونو” وهو مدرس كيني سابق في مدرسة قرانية في غاريسا “قتل بأيدي قوات خاصة صومالية وقوات خاصة في جوبالاند

 

النواب الالمان تبنوا قرارا يعترف بابادة الارمن

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - - صوت النواب الالمان بغالبية ساحقة، اليوم، على قرار يعترف بابادة الارمن في عهد السلطنة العثمانية، في نص نددت به بشدة انقرة، الشريك الرئيسي لكن الصعب في مسألة حل ازمة الهجرة في اوروبا. وصوت نائب واحد ضد النص وامتنع آخر، كما اعلن رئيس مجلس النواب الالماني نوربرت لامرت، و"بما ان التصويت جرى برفع الايدي، لم يتم احتساب الاصوات المؤيدة".

 

تركيا اعتبرت اعتراف مجلس النواب الالماني بالابادة الارمنية خطأ تاريخيا وارمينيا وصفته بأنه مساهمة قيمة لمنع ارتكاب ابادات

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - نددت تركيا، اليوم بتبني مجلس النواب الالماني قرارا يعترف ب"ابادة الارمن" على يد القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى مع انتهاء حقبة السلطنة العثمانية، معتبرة انه يشكل "خطأ تاريخيا" وانها تعتبره "باطلا ولاغيا". وقال الناطق باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش على حسابه على "تويتر" ان "اعتراف المانيا ببعض المزاعم المحرفة والتي لا اساس لها يشكل خطأ تاريخيا" مضيفا بالنسبة الى تركيا "هذا القرار باطل ولاغ".

ارمينيا ترحب

في يريفان، رحبت ارمينيا بقرار مجلس النواب الالماني الاعتراف ب"ابادة الارمن"، وقال وزير الخارجية الارميني ادوارد نالبانديان "ارمينيا ترحب بتبني مجلس النواب القرار". واشاد الوزير بالقرار ووصفه بأنه "مساهمة المانية قيمة، ليس فقط في الاعتراف والتنديد الدولي بابادة الارمن، وانما في النضال العالمي لمنع ارتكاب ابادات وجرائم ضد الانسانية". وتسعى يريفان منذ فترة طويلة الى الحصول على اعتراف دولي بالابادة، الا ان انقرة ترفض استخدام ذلك الوصف للاشارة الى مقتل الارمن قبل قرن وتقول ان "ما حدث هو مأساة جماعية قتل فيها عدد متساو من الاتراك والارمن".

 

النيابة الفيديرالية: احباط مخطط اعتداء لداعش في المانيا وتوقيف 3 سوريين مشتبه فيهم

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - اعلنت النيابة الفيديرالية الالمانية، اليوم، أنه "تم احباط مخطط اعتداء يستهدف وسط دوسلدورف غرب المانيا وتوقيف 3 سوريين مشتبه فيهم يعتقد انهم من تنظيم "داعش". وقالت النيابة في بيان: "بحسب نتائج التحقيق الجاري حاليا، فان المشتبه فيهم كانوا يفكرون في تنفيذ اعتداء انتحاري لحساب تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي في المدينة القديمة في دوسلدورف".

 

نادال: اجتماع وزاري غدا في باريس إعدادا لمؤتمر دولي للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - باريس - أعلن الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي رومان نادال أن الاجتماع الوزاري الذي يضم 28 بلدا ومنظمة ويبحث في عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ويفتتحه غدا صباحا في باريس رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند، "سيضع أسسا ليدناميكية جديدة للسلام" ويعد لمؤتمر دولي نهاية 2016". وقال نادال في تصريحه: "إن اجتماع الغد هو أول خطوة للمبادرة التي تحملها فرنسا من أجل السلام في الشرق الأوسط، وإن المشاركين سيدرسون الوضع على الأرض الذي يحمل مخاطر ضد حل الدولتين. ويتطرقون إلى وسائل المحافظة على هذا الحل، والتقريب بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وإعادة إمكان مفاوضات السلام، ولا سيما الاعداد لمؤتمر دولي نهاية 2016. والمطلوب وضع أسس لديناميكية جديدة للسلام مع المساندة الفاعلة لمجمل الأسرة الدولية".

 

الأمم المتحدة: القاء مساعدات جوا فوق مناطق سورية محاصرة ليس وشيكا

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - اعتبر مساعد موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا رمزي عز الدين رمزي، اليوم، ان "القاء مساعدات جوا على مناطق محاصرة في سوريا ليس وشيكا"، فيما تمارس لندن وباريس ضغوطا على الامم المتحدة "من اجل تدخل سريع". وقال رمزي للصحافيين عقب اجتماع في جنيف لمجموعة العمل لايصال المساعدات الانسانية في سوريا: "ما دام برنامج الاغذية العالمي لم ينجز بعد خططه، لا اعتقد انه سيكون هناك شيء وشيك لكنني اعتقد ان العملية التي ستؤدي الى القاء مساعدات قد بدأت". واكد ان برنامج الاغذية العالمي "يضع اللمسات الاخيرة على خططه". واوضح ان "من المفترض القاء تلك المساعدات من طائرات تحلق على مستويات عالية، كما هي الحال في دير الزور (التي يسيطر عليها تنظيم "داعش")، او بواسطة مروحيات في المناطق المكتظة بالسكان. و"نظرا الى الطبيعة المعقدة لهذه العمليات التي تستلزم استخدام الممرات الجوية التي تعتمدها في العادة الطائرات التجارية، فان الامم المتحدة تحتاج الى ضوء اخضر من الحكومة السورية للسير قدما في خطتها"، كما اضاف. وقتل اكثر من 270 الف شخص وهجر اكثر من نصف الشعب وتعرضت مناطق كاملة للدمار، "في اضخم مأساة انسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية"، بحسب الامم المتحدة، "ناتجة من الحرب المستمرة في سوريا".

واليوم قررت لجنة العمل المكلفة شؤون المساعدات الانسانية، والتي تضم اعضاء من "المجموعة الدولية لدعم سوريا"، ان تضيف حي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حمص الى لائحة "المناطق المحاصرة في سوريا". وتعتبر الامم المتحدة ان "592700 شخص يعيشون في 19 منطقة سورية محاصرة".

 

أوبك أعلنت تعيين النيجيري محمد باركندو امينا عاما جديدا لها

الخميس 02 حزيران 2016/وطنية - أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك"، اليوم، انها عينت النيجيري محمد باركندو امينا عاما جديدا لها. وباركندو الرئيس السابق لشركة النفط الوطنية النيجيرية سيحل محل الليبي عبدالله البدري الذي تولى هذا المنصب منذ 2007.

 

السويد: السجن 5 سنوات لشاب بتهمة الإعداد لهجوم انتحاري

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - قالت محكمة محكمة مقاطعة أتوندا: "إن شابا سويديا في العشرين من عمره عوقب اليوم بالسجن خمس سنوات لتحضيره لصنع قنبلة لتنفيذ هجوم انتحاري". وأضافت: "جمع الرجل معلومات من الانترنت عن صناعة القنابل وحمل مواد دعاية من تنظيم "داعش". ودانت المحكمة أيدين سيفيجن ب"شراء مواد منها إناء طهي بالضغط لصنع قنبلة بنية تفجير نفسه في هجوم انتحاري". ويعتقد الادعاء العام أن "الرجل حاول من قبل الانضمام إلى تنظيم الدولة في سوريا لكن أوقف مرتين في تركيا وأعيد إلى السويد". ولم تتعرض البلاد لأي هجوم كبير من متشددين، لكن وسائل إعلام سويدية ذكرت في نيسان أن "السلطات تلقت معلومات عن هجوم محتمل على العاصمة من مسلحي التنظيم المتشدد". وفي عام 2010، قتل انتحاري عندما انفجر حزامه الناسف قبل الموعد المحدد في وسط استوكهولم.

 

أوباما حذر من خطر انزلاق أميركا بحرب أهلية جديدة في الشرق الاوسط

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - دافع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن مقاربته حيال النزاع السوري، محذرا من "خطر انزلاق الولايات المتحدة الى حرب اهلية جديدة في الشرق الاوسط"، وقال امام الاكاديمية العسكرية التابعة لسلاح الجو الاميركي في كولورادو سبرينغز: "إن المقترحات بتدخل عسكري أميركي أقوى في نزاع مشابه للحرب الاهلية في سوريا يجب دراستها بدقة صارمة، مع الاخذ في الاعتبار المخاطر التي تنطوي عليها بشكل صادق". أضاف: "يجب ان تكون سياستنا الخارجية قوية، لكنها يجب أن تكون ذكية ايضا".

 

صواريخ على القرداحة مسقط رأس الأسد

العرب/03 حزيران/16/دمشق - نشرت وسائل إعلام سورية خبر سقوط صاروخين في أراضي مدينة ‏القرداحة (مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد) وإحدى المناطق الساحلية المحمية بشكل كبير، مما أدى إلى مقتل امرأة وثلاثة جرحى. واتهمت أطراف مقربة من النظام حركة أحرار الشام بالوقوف وراء هذه العملية ولا سيما أنها تمتلك صواريخ غراد، وتطلق بين الفترة والأخرى صواريخها على الساحل السوري، إلا أن استهداف القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية هو الأول من نوعه. وسقط الصاروخ الأول على أراض زراعية بالقرب من الضاحية، في حين سقط الثاني عند الاوتستراد الجديد. ويعتبر استهداف المدينة في هذا الوقت من قبل المعارضة رسالة إلى الأسد عن إمكانية نقل المعركة إلى قلب الساحل السوري. وعلى صعيد آخر، سقط قتيل وثلاثة جرحى الخميس في تفجير انتحاري قرب أحد الجوامع في مدينة اللاذقية الساحلية. ونقل التلفزيون السوري في خبر عاجل سقط “قتيل وثلاثة جرحى” في تفجير انتحاري قرب جامع الخلفاء الراشدين في حي الدعتور الواقع في شمال شرق اللاذقية. وتستهدف تفجيرات انتحارية أو بالسيارات المفخخة محافظة اللاذقية بين الحين والآخر. وقتل في الـ24 من مايو أكثر من 170 شخصا في سلسلة تفجيرات انتحارية متزامنة استهدفت مدينة جبلة جنوب اللاذقية ومدينة طرطوس الساحلية مركز محافظة طرطوس. وتبنى داعش تلك الاعتداءات. وبقيت محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011، وتسبب في مقتل أكثر من 270 ألف شخص. وترى أوساط عسكرية أن هناك سعيا لنقل المعركة إلى منطقة الساحل السوري التي تعتبر خزانا بشريا للعلويين في سوريا، كما تعتبر مناطق النظام الآمنة أساسا من أسس ما يطلق عليه اسم “سوريا المفيدة”. وتعتقد أوساط مراقبة أن التطورات الأمنية في هذه المنطقة هي جزء من المشهد العسكري والسياسي العام المتسم بالتعثر، لافتة إلى أن رد الفعل الأخير في منطقة الساحل، سواء في جبلة أو طرطوس أو اللاذقية والقرداحة، يأتي صدى للمعركة المفتوحة والمعلنة ضد مدينة الرقة وجوارها.ولا تستبعد أن يكون الاستفزاز الذي يسببه اقتراب قوات الحماية الكردية من مناطق تعتبرها تركيا محرّمة بالنسبة إلى أمنها الاستراتيجي حافزا إضافيا للرد، ولو بشكل مباشر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ذنوب «حزب الله» أكبر بكثير من الرصاص الطائش

 حسان حيدر/الحياة/03 حزيران/16

ماذا كان الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله ينتظر عندما هدّد محازبيه بأنه سيتخذ «إجراءات تنظيمية» في حقهم إذا واصلوا إطلاق الرصاص في الهواء خلال المناسبات الحزبية؟ هل كان يفترض باللبنانيين أن يشكلوا وفوداً لشكره على محاولته منع رجاله من قتلهم وهم يسيرون في شوارع بيروت وضواحيها أو يقفون على شرفات منازلهم، أم أن يرفعوا لافتات ترحيب بالاستفاقة المتأخرة على أبسط الواجبات وأقل الذنوب؟ فاللبنانيون يتساءلون أساساً عن أسباب استمرار وجود كل هذه الغابة من السلاح والمسلحين طالما ان المعركة مع اسرائيل انتهت منذ عقد.

فبعد حرب 2006 المفتعلة، كرّس الحزب نفسه قوة داخلية مسلحة خارجة عن الاتفاقات المعقودة بين اللبنانيين لنزع سلاح القوى غير الحكومية وتعزيز الدولة ومؤسساتها، وبدأ يقترب تدريجاً من مواصفات قوى النظام اللبناني التقليدية الموسومة بالفساد بكل انواعه، وغاص في تحالفات محلية ادخلته في دهاليز لا يتقن العبور فيها بحكم ضعف تجربته. وكان نجح في سنواته الأولى في رسم صورة مختلفة لنفسه عبر ضبط سلوك عناصره، وعملت ماكينة دعائية جيدة التمويل والتدريب على الترويج لهذا «الاختلاف» داخل لبنان وخارجه، مستندة الى مقارنة بممارسات ميليشيات محلية وبعض الفصائل الفلسطينية، علما ان راعيها جميعاً ومحركها كان هو نفسه، أي نظام حافظ الأسد. وساعده في هذه المهمة تركيز الإعلامين الإقليمي والدولي على مواجهاته مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، ما أوجد حوله هالة من التقدير. لكن بعد انسحاب اسرائيل في العام ألفين، وتمسك الحزب بدفع من دمشق وطهران بأن المعركة معها لن تنتهي قبل «تحرير فلسطين»، بدا انه يدخل في مواجهة مفتوحة مع معظم اللبنانيين الذين ظنوا انهم ارتاحوا اخيراً من عناء الحروب.

واضطرته هذه المواجهة، في إطار شدّ عصب أعضائه ومقاتليه ومناصريه، الى استخدام تعابير في توصيفهم وتصنيفهم توحي بنوع من «التفوق» على من عداهم من مواطنيهم، وتلعب على مشاعر طائفية ومذهبية، حتى لو ألبسها لبوس الشعارات السياسية، مثل الممانعة والمقاومة ومقارعة الصهيونية. وأدى ذلك الى شعور عام بأن جمهور الحزب فوق المحاسبة لأنه «أشرف» و «أطهر» من عداه. ولم تلبث ان اأطاحت سمعتَه سلسلةُ فضائح ظهرت الى العلن عن تورط قياديين فيه، مباشرة او عبر عائلاتهم، في قضايا فساد شملت احياناً تبييض الأموال وتهريب المخدرات. وهذا لا يشمل الاختراقات الأمنية التي كشف هو بعضها، وبيّنت تورط بعض كوادره في العمالة لإسرائيل. وأظهرت العقوبات الأميركية المصرفية الأخيرة على مسؤولين في «حزب الله» انهم لا يختلفون عن معظم السياسيين اللبنانيين الملتجئين الى طوائفهم لحماية مفاسدهم، وأنهم يمتلكون حسابات مالية شخصية كبيرة غير مبررة ولا تعكس الانصراف الذي يدعونه الى «النشاط المقاوم»، ولا تتماشى مع الدعاية التي يبثونها عن نزاهة انفسهم وحزبهم. ويأتي تحذير نصرالله الجديد لمسلحي الحزب بعد مناشدات عديدة سابقة، ما يعني اعترافاً بمشكلة يواجهها في ضبطهم عبر التوجيهات الداخلية وحدها، ويفضح ركاكة في البنية التنظيمية التي تحوّلت الى ما يشبه تجمعاً عشائرياً اساسه الانتماء الطائفي الفضفاض وليس الأفكار السياسية والعقائدية، وخصوصاً بعد تدخل الحزب المباشر في سورية وحاجته الى تجنيد اكبر عدد من المقاتلين. لكن ما تعنيه ظاهرة التفلت ان الحزب يحصد ما زرعه بنفسه عندما ارتضى استخدام المذهبية وسيلة للتعبئة، دافعاً عناصره ومحازبيه الى التعامل بفوقية واعتداد حتى داخل بيئته، وإلى اعتبار بقية اللبنانيين «أعداء» أو «مشتبهاً فيهم»، وهو ما يجعله مجرد ميليشيا أخرى مثل تلك التي تكاثرت في لبنان خلال حربه الأهلية ومارست فوقيتها على المدنيين. وإطلاق النار العشوائي ليس سوى مظهر جانبي لاستباحة بلد بأكمله، والتهديد الدائم باستخدام القوة لفرض وجهة نظر الحزب ومصالحه، ونتيجة للتورط في قتال الشعب السوري الى جانب حكم مستبد. ومن لا يخجل من جرائم بهذا الحجم يكون اطلاق الرصاص في المناسبات أقل ذنوبه.

 

طرابلس لحزب الله: انتهى زمن التنازلات

علي الأمين/جنوبية/ 2 يونيو، 2016

الموقف الضدّ من حزب الله كان العنوان الأقوى الذي زاد من استقطاب اللواء ريفي، فالمزاج الطرابلسي لم يزل في حالة حرب مع النظام السوري وفي حالة مواجهة مع حزب الله الذي يخوض حربًا دفاعية عن هذا النظام، وهو دفع ثمن هذا التوتر في مدينة طرابلس في السنوات الأخيرة.

لم تزل الإنتخابات البلدية في طرابلس وما أفرزته من نتائج مفاجئة مثار تحليل وبحث، ويمكن ملاحظة خطأين أساسيين تتحمل مسؤوليتهما قيادة تيار المستقبل وكانا مؤثرين في إحداث شرخ بين هذا التيار وجمهوره الذي انتخب اللائحة التي دعمها الوزير المستقيل أشرف ريفي. الأوّل، تراكم المواقف السياسية التي صدرت عن قيادة هذا التيار الصادمة، من بينها تبنّي ترشيح النائب سليمان فرنجية، ولم يفهمه هذا الجمهور، فيما لم يبذل قادة المستقبل وكوادره السياسية أيّ جهد جدي لشرح هذا القرار المفاجىء للقاعدة كي تستوعبه. الخطأ الثاني الذي كان له الأثر في نتائج طرابلس، التحالفات التي انخرط فيها تيار المستقبل في “لائحة لطرابلس” وما قدمه من تنازلات لما يسمى أقطاب طرابلس على صعيد حصص المرشحين، علمًا أنّ مبدأ التحالف لم يكن مفهومًا من القاعدة.وأظهرت النتائج أنّهم لا يشكلون قوّة  بالمعنى الانتخابي الجدي لتبرير التحالف.

هي إذًا رسالة إنذار للمستقبل بأنّ عليك أن تصوّب البوصلة السياسية، وهي تقول أنّ المزاج الطرابلسي والذي يشكّل أساس العصب السني، عصب يحدث ارتدادات في بيروت وطرابلس، يرفض المساومات الذي يسير فيه هذا التيار، فهو يذهب إلى التنازلات في مرحلة يرفض فيها الطرف الآخر ولا سيما حزب الله قبولها، بل يستمر في قرع طبول الحرب، سواء في سورية ضد الشعب السوري والامتداد العميق للمدينة في سوريا، أو على المستوى اللبناني من خلال تبخيسه خطوة تبني ترشيح فرنجية وازدراء هذا التنازل الصادم للمزاج الطرابلسي والسني عمومًا. فضلا ان الحزب لم يعط “المستقبل” شيئا بالرغم من كل الليونة الحريرية في الحكومة وفي جلسات الحوار .. وكأنه مصرّ على ان يدفع  بالسنّة نحو المواجهة.

هي أيضًا في هذا السياق رسالة تهديد لحزب الله، إذ يجب ملاحظة أنّ الموقف الضدّ من حزب الله كان العنوان الأقوى الذي زاد من استقطاب ريفي، فالمزاج الطرابلسي لم يزل في حالة حرب مع النظام السوري وفي حالة مواجهة مع حزب الله الذي يخوض حربًا دفاعية عن هذا النظام، وهو دفع ثمن هذا التوتر في مدينة طرابلس في السنوات الأخيرة، وبالتالي في خضم المواجهة في سورية ومع استمرار قتال حزب الله في سورية من دون إظهار أيّ استعداد للعودة، بدا أنّ المزاج السني يقول أنّه من المبكر الحديث عن مصالحات ما دام الطرف الآخر مصرٌّ على قرع طبول الحرب.

مجددا هي رسالة تهديد لحزب الله، فالكتلة المعترضة والمكتسحة في انتخابات طرابلس لا تتسم بطابع ديني  أصولي أو سلفي أو جهادي، بل هي ذات سمة مدنية وهنا تكمن الدلالة التي يفترض أن تُقلق حزب الله، فهذا الجمهور المديني باتت نقطة استقطابه من يدعو إلى رفض المساومات مع حزب الله أو تقديم التنازلات له. وبالتالي فإنّ ما يمكن قراءته سياسيًا أنّ المدينة انحازت الى عقلية المواجهة. فقيادة المستقبل المستعجلة لإنجاز تسوية مع حزب الله، بدت لجمهورها أنّها بالغت في التنازلات فيما الطرف الأخر زاد في التمنع وفي الابتزاز، لقد تمّ ترشيح فرنجية وتمت التضحية ب14 اذار، والحكومة التي تنسب إلى تيار المستقبل قياسًا إلى حكومة الرئيس ميقاتي، هي إلى مزيد من العجز والترهل والى مزيد من ترسيخ المحاصصة بين اقطابها، وهي الحكومة التي قدّمت الغطاء عمليًا لقتال حزب الله في سورية، ولم تستطع أن تحقق مكسبًا في المقابل، سوى فتح الشهيات على المزيد من الغرق في المحاصصة وتعميق الأزمات.

كل هذا المشهد كان يتشكّل خلال العامين الماضيين، ليزيد من التململ والاحتقان لدى جمهور المستقبل، وفي موازاته كانت سلسلة من حلقات التواصل تفتقد بين القاعدة وقيادة المستقبل ووزرائها ونوابها، وساهم ذلك في نشوء نوع من الغربة بين مزاج الشارع السني المدني وقيادة تيار المستقبل. طرابلس المدينة تحتاج إلى تعامل أكثر من العصبية، الاعتراض كان يتجاوز البعد العصبي المذهبي بل كان ردًّا على محاولة ردم الهوة بين تيار المستقبل وجمهوره،عبر خطاب شدّ العصب سواء من خلال تبرير تحالف “لطرابلس” بالحديث عن جمع السنة ووحدتهم، أو من خلال تسمية زعيم السنة من السفارة السعودية.

الإعتراض خرج من داخل جمهور المستقبل من القاعدة المتروكة لنفسها، بحيث استطاع من جاء ليستثمر هذا المزاج السياسي وينجح، هذا الاعتراض لم يزل في إطار الرسالة القاسية للمستقبل ومن جمهوره، لكن هي رسالة إعلان مواجهة ورفض من الشارع السني المعتدل في طرابلس لمسار المساومات والتنازلات مع استمرار قرع حزب الله لطبول الحرب.

 

ريفي الحريري.. انتظار إشارة الرياض

منير الربيع/المدن/الخميس 02/06/2016

يواسي "تيار المستقبل" نفسه في طرابلس باعتبار أن فوز الوزير أشرف ريفي من فوزه. اكتسح ريفي بخطاب "المستقبل" وأصوات الناس التي كانت مؤيدة له، حتى أن الحديث يذهب إلى أكثر من ذلك باعتبار أن مندوبي ريفي كانوا مستقبليين، وأرادوا الحفاظ على النهج والخطّ نفسه. تقود هذه القراءة إلى اعتبار أن قادة "المستقبل" هم من خرج عن نهجه، فيما الشارع وريفي احتفظا بالثوابت. لا تُظهر ردة الفعل المرافقة للنتائج أن "المستقبل" سيقيم ورشة نقد ذاتي، رغم كثرة الحديث عنه، وعن دراسة أسباب الهزيمة، خصوصاً أن الأصوات التي تتهم ريفي بالخيانة داخل التيار تتعالى. والجميع ينطلق من مبدأ أن "من ليس معنا فهو ضدنا".

بعيد صدور النتائج، وزّع ريفي نظره إلى مكانين أساسيين، عينه اليسرى إلى بيت الوسط، حيث امتلأت النظرة نشوة وثقة. فيما العين اليمنى ابتعدت نحو الرياض. فهو الوحيد الذي وجّه إلى كل القادة السنية ضربة واحدة قاسية. حتى وصل الأمر بأحد المقربين منه ومن الرياض في آن، إلى القول مازحاً: "لعلّ السفير السعودي وقادة السعودية يقولون أنه لو دعي ريفي وحيداً إلى عشاء اليرزة لكان ذلك كافياً بدلاً من زحمة المدعوين". فقد اتصل السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري بريفي مهنئاً. وبعض المطّلعين على بواطن الأمور، يقول لـ"المدن" إن فرحة السفير لا توصف، خصوصاً في ضوء إثبات ريفي، أن من يبقى على موقفه هو من يكسب الناس والشارع. وهناك من يعتبر أن كل سياسات سعد الحريري التسووية كانت خاطئة، وهي التي أدّت إلى خسارته، رغم التحالف العريض الذي بناه. وبعض الذين يلومون الحريري، يعزون فرحة السعودية بما حققه ريفي، تثبيتاً لوجهة نظرها في فترة ما بعد الإجراءات العقابية التي اتخذتها المملكة بحق لبنان و"حزب الله". وفي وقت تماشى ريفي مع ما جرى سعودياً، بالتصعيد والإستقالة من الحكومة، اكتفى الحريري بتوقيع عريضة تضامن مع السعودية، ليعود فيما بعد وينكرها، أو ينفض يده منها بعد تبلّغه أن ذلك لم يعد ينفع سعودياً والمطلوب إجراءات عملانية لمواجهة "حزب الله" أو السيطرة الإيرانية على لبنان. مجدداً، هناك من يعتبر في السعودية، أن النتيجة التي حققها ريفي، تعبّر عن وجهة نظرها الصائبة في الوصول إلى مزاج الناس ومحاكاة هواجسهم. لكن على الضفة المقابلة والمعارضة لريفي ولهذه القراءة، ثمة من يعتبر أن تحميل الحريري مسؤولية كل ما جرى فيه ظلم له، ولا سيما أنه يتعاطى دائماً من منطلق أنه "أم الصبي"، والتنازلات التي قدّمها تصب في هذه الخانة، وانطلاقاً من حرص سعودي على لبنان واستقراره، حتى أن أبرز التنازلات، في الدوحة وما بعدها وصولاً إلى زيارة دمشق كانت بطلب سعودي وتحت عنوان "سين سين" في حينها، ولا يمكن محاسبة الحريري على ما جرى في ضوء الأزمة المالية المتحكّمة بالتيار، والتي أدت إلى ابتعاده عن شارعه وبيئته. ما بين القراءتين، ثمة أمر تغيّر، ومن المفترض أن يحدث تغيير أكبر وفي نواحٍ أشمل. هذا المتغيّر يبقى الرهان عليه سعودياً، بحسب ما يؤكد ريفي. إذ يقول لـ"المدن" إن النتائج المتحققة ستحدث تغييراً في الموقف السعودي بالتأكيد، لكنه غير معلوم بعد وغير واضح. لكن الأكيد أن تخطّي ريفي في المعادلة اللبنانية والسنية، لم يعد ممكناً. الجميع الآن، ينتظر ما ستكون عليه التوجهات السعودية بناء على نتيجة انتخابات الشمال. البعض يأمل أن يقرأ الحريري النتائج وخلفياتها وكيفية لملمة تداعياتها، فيما البعض الآخر، ينتظر زيارة سعودية لريفي للبناء على الشيء مقتضاه، خصوصاً أنه سيرفع سقفه أكثر، لأن بالتأكيد النتائج التي حققها، لن تعيده إلى حضن الحريري في السياق الذي كان عليه قبل الإستقالة من الحكومة. فهو يطمح لأكثر. ولكن، كيف سيكون ذلك، وبأي صيغة وحجم؟ ذلك ينتظر التقييم السعودي. والأكيد أن التكامل ما بين الحالتين الحريرية والريفية، قد يغيّر كثيراً.

 

زعامة السنة في لبنان: مزاج الرياض

محمد قواص/العرب/03 حزيران/16

تعجل المحللون السياسيون اللبنانيون في استخلاص العبر من الانتخابات البلدية في طرابلس ليطلقوا أحكاما تطال أهواء السنة في لبنان كما هوية زعامتهم. ورغم أن الحدثٓ الطرابلسي، إذا ما أضيف إلى مراحل سابقة أهمها ذلك البيروتي والصيداوي، يستفز حبرا وفيرا لفهم تداعيات المناسبة، إلا أن ما بعد الحدث يحتاجُ إلى استدراك حكيم بعيد عن أي استنتاجات انفعالية. لم يكن للسنّة في لبنان زعيم وحيد قبل أن يتعرّف اللبنانيون على رفيق الحريري ويخبُر السنّة في البلد مواهب الصيداوي المجهول الذي ترجل بين ظهرانيهم ذات يوم. كان سنّة لبنان موزعي الولاءات على زعامات تقليدية محلية، فيما ولاؤهم الأصيل كان متوجّها نحو شخوص من خارج الحدود تروّج للدولة العربية الكبرى غير المعترفة بلبنان وتقسيماته وحدوده وقواعده. كانت زعامات السنّة في لبنان زعامات موسمية يروج تداولها في مواسم الانتخابات. عند تلك المواعيد فقط ينقسم السنّة اللبنانيون بين صائب سلام وعبدالله اليافي ورشيد كرامي ومعروف سعد ونزيه البزري وتطول السبحة في مناطق التجمع المذهبي في بيروت وصيدا والشمال وإقليم الخروب في الشوف والبقاع الغربي…إلخ. وإذا ما صدف أن تصاعدت عصبيات الجمهور حول تلك الزعامات فذلك لأمر يتعلق باستحقاق مستورد تنفخه ناصرية شعبوية أو رياح عروبية مختلفة الهويات.

نأى السنّة بأنفسهم بصفتهم سنّة عن الحرب الأهلية اللبنانية، حتى أن قياداتهم التقليدية تشرّدت وتهجرت وشلّت حركتها مقابل رواج التيارات اليسارية والقومية، المفترض أنها عابرة للطوائف، بما في ذلك السنّة في البلد. ولأنهم لم يحضروا السوق (الحرب) فقد فاتتهم التجارة، فأتت مآلاتها ورعاية دمشق لخلاصاتها مهمّشة لدورهم السياسي في سبيل “فرض الخيار العربي” الذي يرتئيه الحاكم في دمشق. وحين لم يفهم السنّة بأمر التحوّلات باللسان جرى إفهامهم بالسيف (من اغتيال مفتيهم الشيخ حسن خالد إلى اغتيال زعيمهم رفيق الحريري).                                                                                             

لم يكن رفيق الحريري ليصبح زعيما “وحيدا” للسنّة في لبنان لولا حاجة الطائفة لزعيم “وحيد” بمواصفات رفيق الحريري. بهذا المعنى فإن زوال الحاجة هذه الأيام يزيل مبرر وجود زعيم وحيد للسنّة في لبنان. وعلى هذا لا تبدو في الأمر نكسة مفترضة لسعد الحريري، بقدر ما أن تبدل ظروف اليوم لم يعد يتيح مكانا حصريا لزعامة مركزية تجتمع في شخص وحيد، وهذا أمر ينسحب، وسينسحب، على بقية طوائف لبنان.

بإمكان السنّة في لبنان ألا يجتمعوا على قِبلة سياسية واحدة، وألا يمتلكوا رشاقة انتقال تلك القِبلة من “قريطم” إلى “بيت الوسط”. قد يقول قائل إن لغياب سعد الحريري وقعا مسؤولا عن تصدّع زعامة الرجل، لكن في ذلك استعجالا مغرضا، ذلك أن غياب الحريري جاء في سياق إقليمي، وربما دولي، تواطأت فيه حتى العواصم الحليفة. وأن إضعاف مكانة الحريري الشاب في لبنان، لا سيما إبعاده (وما يمثّل إقليميا) عن رئاسة الوزراء كان نكسة إقليمية للسعودية مقابل تقدم نوعي لإيران، وهو صراع كبار لا يمكن للحريري إلا أن يكون نتيجة لا صانعاً له. وإذا ما كان قرار عودة سعد الحريري إلى لبنان قرارا شخصيا، على ما هو مرجح، فإن رحيله قبل سنوات لم يكن قرارا شخصيا على ما هو مؤكد.

تمثّل النتائج التي حققها الوزير أشرف ريفي في طرابلس مناسبة لتفحّص راهن مزاج السنّة في لبنان، ومسؤولية تيار المستقبل وزعيمه في ما انتهى إليه. ينطلق ريفي من أرضية متينة تنهل من تراث رفيق الحريري الذي ينهل منه الحريري الابن. ويستند الرجل على تراكم وخبرة (منذ أن كان مديرا عاما للأمن الداخلي انتهاء براهنه كوزير للعدل في حكومة الرئيس تمام سلام) من كونه يتظلل بغطاء الحريرية بنسختها الأصيلة مع رفيق، وتلك المتوارثة مع سعد. ولا شك أن الرجل يعرف أنه لولا تلك الرعاية ما كان له ما له وما هو عليه اليوم غداة الانتخابات البلدية. يتأسس المزاج السني الذي حمل الفوز لريفي على ثوابت أطلقتها حركة “14 آذار” وذهبت بعيدا بها بسبب استنادها على الحريرية وما تمثلها شعبيا بقيادة سعد الحريري. في تعبيرات الزعيم الشاب إدانة لنظام دمشق، ورفض لمنطق السلاح الذي يفرضه حزب الله على البلد، ورفض لتبعية لبنان لأجندات إقليمية في دمشق وطهران. كان سعد الحريري والحلفاء يتحركون من منظور إقليمي دولي يوفّر غطاء قانونيا وسياسيا ومعنويا للحراك اللبناني الداخلي.

لم يتغير خطاب سعد الحريري حين طالت الاغتيالات أصدقاءه وحلفاءه واضطر نواب الحلف للجوء إلى أحد فنادق العاصمة اتقاء من موت كان يتربص بهم خارج جدرانه. لكنه فهم مرغما أن تلك التغطية الإقليمية الدولية لم تعد حاضرة، وأن المقتلة التي يتعرض لها فريقه لا تقابل إلا بالـ“إدانة والقلق” اللفظيين. ثم فهم الرسائل الصديقة حين “اقتيد” للمبيت في قصر “قاتل والده” في دمشق “من أجل مصلحة لبنان”، وفهم التوجهات الحليفة المفروضة حين أتاه الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ببشار الأسد زائرا “تاريخيا” لرئيس سوري إلى بيروت. يستعيد أشرف ريفي مزاجا سنّيا تمت صناعته وصيانته ورعايته من قبل سعد الحريري وصحبه، قبل أن تنفخ فيه الأجندات الإقليمية خيبة تلو أخرى. كم كان يتمنى سعد الحريري إخراج دمشق نهائيا وشلّ شللها في البلد. كم كان يتمنى أن تتمكن المحكمة الدولية من إلقاء القبض على قاتلي والده في دهاليز “المقاومة”. كم كان سيفرح لو استطاع إخضاع سلاح حزب الله للدولة اللبنانية ومنعه من نشر “سراياه” في لبنان وإرسال مقاتليه إلى سوريا. لكنه علم أن الأمور لا يكفيها التمني. لا نعرف خيارات الرياض الحالية بالنسبة إلى السنّة في لبنان. قيل إن الرياض قد وسّعت من مروحة اتصالاتها، وأنها استقبلت شخصيات سنّية لم يكن مسموحا لها بزيارة المملكة في زمن سابق. لكن من الذي أغلق طرقات الرياض وأعاد فتحها؟ ومن الذي انتقل بالسنّة في لبنان من طور إلى آخر ومن سياسة إلى أخرى؟ فإذا ما كان خطاب ريفي يجاري مزاجا سعوديا راهنا، كما يقال دون تدقيق، فمن كان بوسعه أن ينقذ سعد الحريري من مزاج سعودي سابق؟

قبل الانتخابات في طرابلس دعا السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري قادة لبنان لمأدبة عشاء حُمّلت معانيها أوجها كثيرة. لم توجه الدعوة لأشرف ريفي، فهم الرجل الرسالة وأعلن بعد انتصاره أنه غير عاتب. بعد ساعات على صدور النتائج الأولى للصناديق في طرابلس، كانت الكويت وأميرها يستقبلان سعد الحريري. لا يملك الرجل أي منصب سياسي رسمي لكي يحظى باستقبال من قبل الدولة أميرا وحكومة وبرلمانا. استقبلت الكويت سعد الحريري وستستقبله عواصم عربية أخرى لأنه، وحتى إشعار آخر، زعيم السنّة في لبنان.

 

الانتخابات البلدية وحرائق المنطقة

خيرالله خيرالله/المستقبل/03 حزيران/16

سُدلت الستارة على الانتخابات البلدية في لبنان. اظهرت هذه الانتخابات التي كان الفصل الاخير منها في شمال لبنان الذي عاصمته طرابلس ان لبنان بلد يستأهل الحياة وانّ لدى شعبه كمّية من الحيوية تمكّنه من ممارسة اللعبة الديموقراطية. قبل كلّ شيء، بغض النظر عن نتائج الانتخابات التي اثبتت مقاومة اللبنانيين، حتّى في المناطق الشيعية، لنهج «المقاومة» و»الممانعة» وكلّ ما له علاقة من قريب او بعيد بالمزايدات، لا بدّ من الاعتراف بأنّ الانتخابات البلدية أزالت كلّ منطق يدعو الى تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان مفترضًا ان تجري البارحة قبل اليوم. اكثر من ذلك، بات إجراء الانتخابات النيابة المؤجلة منذ العام 2013 أمراً محتوماً. عكست الانتخابات البلدية مزاجاً متأصلًا في نفوس اللبنانيين. هناك رغبة واضحة داخل كل لبناني في رفض كلّ من له علاقة بذلك الشعار الكبير الفارغ الذي اسمه «المقاومة» و»الممانعة»، خصوصًا في بيروت وطرابلس وصيدا. لم تعد الشعارات تنطلي على أحد، لذلك لم تكن من حماسة شعبية في طرابلس للائحة تضمّ عناصر من المحسوبين على النظام السوري، بطريقة أو بأخرى. طاول هذا التوجّه معظم المناطق المسيحية أيضًا. تبيّن ان هناك رفضا مسيحيا في العمق لكلّ ما يمثله النائب ميشال عون وتيّاره الذي يستخدمه «حزب الله» لتغطية عملية تستهدف منع انتخاب رئيس للجمهورية من جهة واعادة النظر في اتفاق الطائف من جهة اخرى. وهذا ما يفسّر الى حد كبير هذا الاحترام الشعبي لشخصيات وطنية مثل الوزير بطرس حرب. قال اللبنانيون كلمتهم. اكّدوا انّه لا تزال لديهم كلمة وانّهم يرفضون بشكل عام ان يكونوا ذلك القطيع الذي يسير وراء ما يقرّره الوليّ الفقيه في طهران. هناك، في المناسبة، نكتة ليس بعدها نكتة تتمثّل في شماتة وسائل الاعلام التابعة لـ»حزب الله» وامثاله بالرئيس سعد الحريري بعد صدور نتائج طرابلس. كلّ ما فعله سعد الحريري كان السعي الى جعل الانتخابات البلدية مناسبة لايجاد الطريقة الافضل لانماء المدينة وتطويرها. هل كان عليه الدخول في مزايدات سياسية ورفع سقف مطالبه السياسية كي يرضى «حزب الله» عنه؟ هل مطلوب من سعد الحريري تسييس الانتخابات البلدية الى ابعد حدود والمساهمة في تعميق الشرخ السنّي - الشيعي وإثارة كلّ الغرائز المذهبية كي يبعث اليه «حزب الله» برسالة امتنان؟

وضع سعد الحريري الانتخابات البلدية خلفه، كذلك فعل وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي عليه من الآن فصاعدًا الاعداد للانتخابات النيابية والعمل مع القوى السياسية على ازالة العقبات التي تضعها ايران، عن طريق «حزب الله» في وجه الانتخابات الرئاسية.

كانت الانتخابات البلدية حدثا في غاية الاهمّية. كان النجاح الاوّل لوزارة الداخلية والاجهزة الامنية التي امّنت اجراء الانتخابات في هذه الظروف المعقّدة. السؤال الآن كيف العمل على ابقاء لبنان بعيداً عن حرائق المنطقة، خصوصاً عن الحريقين السوري والعراقي؟ لا شكّ أن هناك عوامل عدّة تعمل لمصلحة لبنان. في مقدّمها وجود هويّة وطنية حقيقية لدى معظم اللبنانيين. هذه الهويّة اللبنانية ظهرت بوضوح في مناسبات عدّة. لولا هذه الهويّة التي تفرض على كلّ القوى السياسية، خصوصا القوى الحزبية، اعادة النظر في حساباتها، لما كان الجيش السوري خرج من لبنان في العام 2005. كذلك، لولا هذه الهويّة اللبنانية لما كان لبنان لا يزال صامداً في وجه ما يجري في المنطقة وفي ظلّ كلّ المحاولات التي يبذلها «حزب لله» لجعله مجرّد مستعمرة ايرانية وتابع للمنظومة المذهبية التي تدار من طهران. هذه المنظومة التي تعبّر عن نفسها حالياً عبر ارتكابات الميليشيات المذهبية في سوريا والعراق، من دمشق الى حمص وحماة وحلب وادلب... وصولا الى بغداد والفلّوجة.

هناك حرب مذهبية في المنطقة تصرّ ايران على زج لبنان فيها. ذلك هو التحدي الاهم الذي يواجه اللبنانيين. كان مجرّد اجراء الانتخابات البلدية الحدث الاهم في سياق هذه الانتخابات التي راهن كثيرون على انّها لن تجري في مواعيدها. كان مهمّاً ظهور تيّار عام في البلد يعكس رغبة في التعلّق بثقافة الحياة. وهذا يعني في طبيعة الحال التصدي لثقافة الموت التي يسعى «حزب الله» الى فرضها، ان عبر سلاحه المذهبي غير الشرعي او عبر مشاركته في كلّ الحروب المذهبية في المنطقة، بما في ذلك الحرب التي يشنّها النظام الاقلّوي في سوريا على شعبه المهمّ ان لبنان اظهر مرّة اخرى ان في استطاعته الدفاع عن نفسه وانّه لم يستسلم بعد لا لايران ولا لغير ايران التي يتكشّف كلّ يوم انّها لم تتخل عن مشروعها التوسّعي المرتكز على اثارة الغرائز المذهبية في كلّ مكان تستطيع الوصول اليه. يبدو انّ على من لا يزال يراهن على تغيير في ايران الانتظار طويلًا، ذلك انّ لا شيء يشير الى الآن الى بداية تغيير في ضوء الانتخابات التي أُجريت أخيرًا في هذا البلد. فإيران التي لا تترك مناسبة الّا وتعبّر فيها عن ان لبنان مجرد جرم يدور في فلكها. بكلام اوضح، تعتبر ايران نفسها القوّة الاقليمية التي تستطيع ان تفعل ما تشاء حيثما تشاء، بما في ذلك التدخل المباشر في الفلّوجة... او منع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. هذا ما يفترض في اللبنانيين التفكير فيه مليًا من دون تجاهل الدروس التي يمكن استخلاصها من الانتخابات البلدية. عليهم باختصار شديد عدم اضاعة البوصلة والغرق في متاهات انتخابات لا يمكن في نهاية المطاف الّا وضعها في حجمها الحقيقي بغض النظر عن النتائج التي اسفرت عنها.

 

رسائل اللبنانيين إلى حكّامهم

محمد علي فرحات/الحياة/03 حزيران/16

بين ردود الفعل على الانتخابات البلدية (المحليات) في لبنان، قول رئيس البرلمان نبيه بري إن بعض النتائج رد فعل عفوي على سلوك الطبقة السياسية وما أفرزت من أزمات، مشيراً إلى فضيحة النفايات والعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية وشلل الحكومة والبرلمان. وبري، المشهور بصراحته ومعه صديقه الوزير وليد جنبلاط، سبق أن قال في ذروة الحراك المدني في شوارع بيروت: لولا الطائفية لأخذونا من بيوتنا. هذا الكلام لا يعني أن الطبقة السياسية الحاكمة وعت الدرس حقاً، فهي تراجع أسباب خساراتها لتنقضّ من جديد على اللبنانيين. لكن عيون كبار الإقليم والعالم تراقب لبنان، بما في ذلك انتخاباته البلدية، بهدف المحافظة على الحد الأدنى من أمنه، ومخافة اقترابه من فم التنين الذي ابتلع سورية والعراق، فسلامة لبنان ضرورية، لكونه منصة للسياسة والمعلومات في مشرق عربي يحترق. وتتعزز سلامة لبنان بقواه الشعبية المدنية أكثر منها بطبقته السياسية التي اعتادت الانصياع خيراً أو شراً، فمعظم هذه الطبقة من قيادات الحرب الأهلية التي تغلّب النزعة الأمنية على العمل المدني الحر. واللبنانيون لا يريدون أن تتكرر الحرب الأهلية تحت عناوين جديدة، لذلك يعمدون عبر قواهم المدنية والاقتصادية والثقافية إلى الحدّ من التطرفين السياسي والديني اللذين أدخلا سورية والعراق في الجحيم.

أبرز إشارات نتائج الانتخابات البلدية التراجع النسبي لثلاث قوى من الطبقة السياسية الحاكمة: «تيار المستقبل»، «ثنائية أمل– حزب الله»، «ثنائية القوات اللبنانية– التيار الوطني الحر». وفي الكلام على «المستقبل»، ينبغي تفادي حملات خصومه الذين يفرحون بتراجعه ويعمون عن رؤية الأسباب. والواقع أن هذا التيار بزعامة الرئيس رفيق الحريري، وبعد استشهاده بزعامة الرئيس سعد الحريري، تصدى لمهام كبرى بدت ثقيلة على جسمه المحدود، فـ «المستقبل» تحمّل ويتحمّل المسؤولية السياسية لإعمار لبنان بعد الحرب، ولإعادة تكوين المؤسسات الدستورية والإدارة وفق اتفاق الطائف، ولمواجهة الوصاية السورية بعدما تفاقم تدخُّلها في شؤون الدولة والشعب، وصولاً إلى «14 آذار» العابر للطوائف والمناطق، والتصدي لمحاولات «حزب الله» وراثة الوصاية السورية. عبء كبير كان منطقياً أن يعجز عن حمله «تيار المستقبل»، خصوصاً مع إصراره على الخطاب اللبناني الجامع وعلى الاعتدال السياسي والديني الذي سمح لمتطرفين بالمزاودة. والمطلوب ليس التخفُّف من هذا العبء إنما توسيع التحالفات، خصوصاً لدى الطائفة الإسلامية السنّية، أكثر طوائف لبنان عدداً وتأثيراً، فيتم النظر إلى «المستقبل» كتيار لا مجرد زعامة لعائلة مهما بلغت أهميتها وجدارتها.

أما ثنائية «أمل»– «حزب الله» فتلقت رسالة من القواعد الشعبية، أن ليس بشعار المقاومة وحده يحيا الإنسان، خصوصاً أن «الثنائية» استولت على مؤسسات الدولة في مناطقها وأجبرت القطاع الخاص على دفع ثمن رضاها إذا رغب بتنفيذ مشاريع استثمارية. والأدهى أن «أمل» تنافس «حزب الله» ثقافياً على ملعبه، فيقتصر نشاط عناصرها على المناسبات الدينية، وهي التي يفترض أن تحمي التيار المدني، بل أن تشارك في تمثيله، تعرقل نشاطه موضوعياً، ويكفي النظر إلى النشاط الثقافي في مدن جنوب لبنان قبل سيطرة ثنائية «أمل»– «حزب الله» وبعدها لندرك تراجع أجواء محافظتي الجنوب والنبطية إلى أفكار القرون الوسطى و «طرد» النخب الحداثوية من منابر المحافظتين. في هذا السلوك نجد أسباب تمرُّد السكان الأصليين في البقاع والجنوب بهدف المحافظة على مصالحهم الاقتصادية وثقافتهم الموروثة من أهلهم بالذات وتلك الحداثوية المنفتحة على الداخل اللبناني والعرب والعالم. وتتقدّم «القوات اللبنانية»– «التيار الوطني الحر» في حضورها الوفاقي الأول بعد تاريخ من التناحر، كأنها تمارس تمريناً أول في مسار يستند إلى تمثيلها غالبية المسيحيين اللبنانيين، وقد تعثّر المسار في التعقيدات البلدية، ووجّهت النتائج رسالة إلى «الثنائي» مفادها أن المسيحيين اللبنانيين هم الحماة الأول لحرية الفرد والجماعة في لبنان، وبتفاعلهم مع سائر اللبنانيين شاركوا في المحافظة على وطن متعدد حر، وفي فترات حافة الخطر كانوا ينصتون الى صوت العقل الحضاري وينفضون عن أنفسهم غبار عصبية يعمي البصر والبصيرة. هذه الحقائق تقدّم إنذاراً لـ «الثنائي المسيحي» بأن نسبة تمثيله يمكن أن تتراجع دراماتيكياً إذا تمادى في إلغاء الأفراد والجماعات الصغيرة في بيئته. ليس إنذاراً حقاً بقدر ما هو بيان جوهر الديموقراطية.

 

نتائج الانتخابات النيابيّة يحدّدها تقسيم الدوائر وتحالفات سياسيّة تفرضها تطوّرات المنطقة

 اميل خوري/النهار/3 حزيران 2016

إذا كانت الانتخابات البلدية والاختيارية جرت على أساس تنافس عائلي بنكهة سياسية، لا سيما في المدن، فإن الانتخابات النيابية، مثل كل انتخابات، تجرى على أساس مبادئ سياسية تتنافس فيها اللوائح بحيث لا يصح تأليفها في دوائر تحت شعارات ومبادئ سياسية وفي دوائر تحت شعارات أخرى، وهذا ما يحول دون مقارنة نتائج الانتخابات البلدية بنتائج الانتخابات النيابية. إن "الحلف الثلاثي" الذي كان مؤلفاً من كميل شمعون وبيار الجميل وريمون إده خاض الانتخابات النيابية بلوائح مشتركة وبشعار سياسي واحد هو التصدي لـ"المد الناصري" الذي كان يخشى أن يهدّد لبنان بهويته وكيانه، بحيث ذهب الشعور المذهبي حد التصديق بأن تمثال السيدة العذراء في حريصا قد استدار ليبارك صناديق اقتراع المسيحيين في كسروان، وهو ما جعل لوائح "الحلف الثلاثي" تكتسح كل مقاعد جبل لبنان النيابية وحتى في كسروان عقر دار الرئيس فؤاد شهاب. وهذا يطرح السؤال: هل في استطاعة التحالف الثنائي المسيحي المؤلف من "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" أن يحقّق فوزاً كاسحاً للوائحه المشتركة في الانتخابات النيابية المقبلة إذا لم يكن شعاره السياسي واحداً، ويكون موقفه واحداً من مشروع التوسّع الإيراني ومن سلاح "حزب الله" الذي يحول منذ عام 2005 دون قيام الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها إذا لم يوضع هذا السلاح في كنف الدولة وتكون الأمر عليه لها؟ وهل يكون موقفه واحداً من تحييد لبنان عما يجري حوله ضماناً للاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الدائم والثابت، أم يظل لكل حزب رأي يخالف رأي الآخر كما هو حتى الآن، ما يجعل من الصعب خوض الانتخابات النيابية بلوائح مشتركة ليصير في الامكان تنفيذ ما جاء في "إعلان النيّات" وحتى ما هو جيد في "ورقة التفاهم" بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر؟"

المطلوب إذاً من "التيار الوطني الحر" أن يحدّد موقفه الذي يجعله يلتقي مع "القوات اللبنانية"، سواء من سياسة التوسّع الإيراني في المنطقة وفي لبنان، وسواء من سلاح "حزب الله" بحيث لا يظل يتدخّل من يشاء وحيث يشاء داخل لبنان وخارجه ويخلق العداوات له مع دول عدة شقيقة وصديقة. فليس في الامكان جمع حزبين في تحالف واحد ولكل حزب مبادئه المتناقضة مع الحزب الآخر، وأن لا شيء يسمح بذلك إلا إذا حصلت تطورات في المنطقة أنهت صراع المحاور فيها ولا سيما بين السعودية ومن معها وإيران ومن معها. ومن دون حصول ذلك فإن مصير ورقة "اعلان النيات" سيكون كمصير "ورقة التفاهم" التي لم يتحقّق شيء حتى المهم منها مثل قانون الانتخاب، وبناء الدولة والقضاء المستقل، ومكافحة الفساد بتفعيل مؤسّسات الرقابة، ومعرفة مصير المفقودين خلال الحرب واللبنانيّين في إسرائيل، والاغتيال السياسي، ووضع اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان وتأمين عودتهم إلى ديارهم وإنهاء موضوع سلاحهم خارج المخيمات. وكان العماد ميشال عون قد أعلن اثر توقيع "ورقة التفاهم" هذه مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في شباط 2006 "أن اللقاء هو التقاء حول الايجابيات وبناء لبنان (...) ونحن مشهورون بسلوكنا وبالاتفاق على الـ"لأ". أما اجتماعنا فهو للاتفاق على الـ"نعم" لبناء لبنان وتقوية الوحدة والتعاضد لحل جميع المشاكل. واعتقد أنه من خلال هذه الذهنية يمكن إنشاء لبنان المستقبل". وتحدث بعده السيد نصرالله فقال: "لقاؤنا مع العماد عون هو لقاء ينطلق منذ وقت طويل، وقد حرصنا على أن لا يكون بروتوكولياً فقط ومجاملات على الطريقة اللبنانية. انه لقاء تأسيسي حقيقي للتعاون بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، قائم على التفاهم ورؤية ومنهج، وقد بذلت لجنة مشتركة جهداً وأنجزت مسودة تم إقرارها. ونحن تياران نلتقي على رؤية ونتعاون على أساسها وهدفنا هو سيادة لبنان وحماية استقلاله وحريته وبناء الدولة التي تحمي الجميع وترعاهم وتحل مشاكل البلد. دولة قوية قادرة تملك شجاعة أن تتحمّل المسؤولية ولا تلقي التبعات على الآخرين. دولة مبادرة صاحبة قرار ومشروع (...) ونعتبر اللقاء بداية ممتازة جداً بين تيارين لبنانيين وطنيين كبيرين، وهو ليس لقاء تعاون في مقابل احد، إنّما هو دعوة للآخرين لنجلس ونتفاهم ونتحاور لبناء البلد بعيداً من لغة الشطب والالغاء والحذف وتجاوز أي شريحة لبنانية أو تيار لبناني أساسي في البلد". لقد مرّت عشر سنين على "ورقة التفاهم" بين الحزب والتيار ولم يتحقّق شيء مهم منها ولا سيما بناء الدولة، فهل يكون مصير ورقة "إعلان النيّات" كمصيرها إذا لم تغيّر الانتخابات الرئاسيّة ولا النيابيّة شيئاً من الوضع الشاذ، وإذا لم يقرّر العماد عون هل هو مع "حزب الله" أو مع "القوات اللبنانية"، أو كيف يكون "حزب الله" مع "التيار الوطني الحر" ولا يكون مع "القوات" حليفة هذا التيار؟

 

واشنطن وموسكو تجهدان لمنع انهيار التهدئة ودلائل روسية لعدم الغرق في الرمال السورية

روزانا بومنصف/النهار/3 حزيران 2016

أعلن مركز المصالحة الروسي في القاعدة الجوية داخل مطار حميميم أن التهدئة لمدة 48 ساعة في داريا التي يحاصرها النظام منذ عام 2012 جاءت بمبادرة روسية وتنسيق مع النظام السوري والولايات المتحدة. وسبق للنظام أن منع دخول مساعدات انسانية تقدمها الامم المتحدة الى البلدة، كان آخرها في 12 أيار حين أعطى النظام موافقته على إدخال مساعدات إنسانية، لكن الفرقة الرابعة في الجيش التابع للنظام بقيادة شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد منعت دخول المساعدات بذريعة أنها تتضمن مساعدات طبية وأغذية، وهو لم يوافق على ذلك. وحين غادر الوفد قصف النظام أماكن تجمع فيها أهالي البلدة لنيل المساعدات وأوقع إصابات. وسبق أن مانعت روسيا ومنعت صدور قرار عن مجلس الامن الدولي للضغط على النظام من أجل السماح بإدخال مساعدات الى البلدة المحاصرة. إلا أن المرونة التي أبدتها روسيا تتصل وفق ديبلوماسيين مراقبين بواقع الجهود التي تبذلها كل من روسيا والولايات المتحدة من أجل محاولة إبقاء الهدنة، أو ما بات يسمى نظام التهدئة بعد سقوط الهدنة، قائمة تحت وطأة الخوف من انهيار امني في سوريا قد يطيح جهود البلدين ويعيدها الى نقطة الصفر، ولو انها لم تقلع بعيدا من هذه النقطة. لكن ثمة دلالات تتصل في جزء منها بما كانت التزمته مجموعة دعم سوريا من حتمية اللجوء الى إسقاط المساعدات الانسانية جوا في حال لم يسمح النظام بخرق الحصار إنسانيا، فهبت روسيا للمساعدة في الضغط على الاخير من اجل ان يسمح بعبور بعض المساعدات وإظهار أنها تستطيع ان تمارس ضغوطها او ان تقنع النظام ربما لقاء بعض المكاسب له في المقابل.

يقول الديبلوماسيون المراقبون إن روسيا يهمها الا يعود الوضع الامني الى نقطة الصفر وينهار الاتفاق بينها وبين الولايات المتحدة، انطلاقا من اقتناع هؤلاء بأن روسيا ستكون في أزمة حقيقية إذا كانت ستغرق في ما سبق للرئيس باراك اوباما ان تحدث عنه لجهة غرقها في المستنقع السوري، خصوصا أن سقوط نظام التهدئة وتصاعد حمى الانتخابات الاميركية التي تساهم في ترحيل اي اتفاق اخر محتمل الى الادارة الاميركية الجديدة من شأنهما ان يساهما في هذا الواقع الذي لا تود روسيا السقوط فيه، ولا يسمح لها وضعها بأن تفعل.

ولذلك فهي تظهر مؤشرات أقله في المرحلة الراهنة بناء على العوامل الآتية: تسريب مسودات عن دستور سوري محتمل وضعته روسيا، على أن يكون صيغة أساسية يتم وضع تعديلات عليها، فيما المفاوضات الثنائية بين وفدي النظام والمعارضة قد سقطت وليس من افق واضح حتى الان لاعادة تأمين اجتماعها. في حين ان المسودة الروسية، التي ترصد روسيا ردود الفعل العملانية عليها من جانب الدول الاقليمية والدولية كما من جانب الافرقاء السوريين، تعتبر خطوة متقدمة نسبيا تعبر عن مدى رغبة روسيا في عدم العودة الى مواجهة عسكرية يمكن ان تتورط فيها على نحو يعيدها الى تجربة افغانستان، فيما جهود المنسق الدولي لسوريا ستافان دو ميستورا هي في مكان آخر، وذلك بغض النظر عما اذا كانت المسودة الروسية للدستور السوري سيتم التعامل معها بجدية على انها مستند يمكن درسه ام لا، خصوصا ان النظام كان قد نفى اعداد الخارج لدستور سوريا منتفضا لسيادة بلاده، في حين ان ما يجري هو عملية استكشاف الصيغة التي يمكن ان يرسو عليها الحل لسوريا.

كانت هناك إشاراتان لافتتان في الاداء الروسي، إحداهما اعلان موسكو انها ستعيد الى اسرائيل دبابة كان غنمها الجيش السوري في معركة السلطان يعقوب عام 1982. ولا يعتقد أن الرئيس الروسي قرر إهداء ما تم اهداؤه له من النظام السوري، من أجل الاطلاع ربما على تقنية عسكرية أدخلها الاسرائيليون، أو سوى ذلك من دون معرفة حليفه السوري الذي لزم الصمت حيال هذه المسألة كما سائر حلفائه الايرانيين و"حزب الله" ايضا، على رغم ما للمسألة من رمزية غير مشرفة للمحور الممانع، ما لم يكن ذلك لقاء مقابل ربما من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو. فهناك ما قد تكون سعت موسكو الى الحصول عليه من اسرائيل لقاء ذلك، ويتصل بالوضع في سوريا وما تمهد له روسيا في هذا الاطار، إن ميدانيا او سياسيا، خصوصا ان التنسيق كامل بين موسكو وتل ابيب على الصعيد الميداني في سوريا منذ دخول روسيا عسكريا في المعارك الهادفة الى انقاذ النظام ومنع انهياره. وتاليا، فإن خطوة اعادة الدبابة الاسرائيلية ليست بادرة كريمة، ولا تنفصل بالنسبة الى المراقبين انفسهم عن الواقع المتصل بسعي روسيا الى تأمين اهدافها او ما يصب في مصلحتها، ومن ضمنها توفير المستلزمات الممكنة لإعادة تأهيل النظام عسكريا او ميدانيا ومساعدته على استعادة السيطرة او النفوذ على أراض باتت تحت سيطرة فصائل معارضة. هناك طبعا تساؤلات من نوع لماذا لا تسعى روسيا الى حل جدي للحرب في سوريا بناء على اساس يقضي بالاستغناء عن رأس النظام السوري بشار الاسد الذي يتعذر على غالبية السوريين القبول باعادة فرض سيطرته عليهم، ما دامت قد ضمنت واقعيا سقوط مشروع الاخوان المسلمين في المنطقة، إن في ليبيا او في مصر او في سوريا، بما يمكن ان يطمئنها الى مخاوفها من التشدد او التطرف الاسلامي؟

 

نيران الاستحقاقين

نبيل بومنصف/النهار/3 حزيران 2016

لن تقف تداعيات الصدمات المكهربة للانتخابات البلدية والاختيارية عند حدود إنعاش حاد للخلاف بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع بل ستتدحرج طولا وعرضا في مجمل الواقع المقبل على فوضى إفلات الزمام السياسي من عقاله. سال حبر مدرار في رسم المشهد الداخلي غداة واقعة طرابلس "السنية" والواقعات "المسيحية" الاخرى في الشمال التي شكلت واقعيا ذروة مفاجآت الاستحقاق البلدي. وسيتعين علينا التحلي بمزيد من الانتظار لاستكشاف ملامح المراجعات الذاتية الصامتة الجارية في أروقة قيادات الأحزاب والقوى لتبين الخط البياني الذي سيحكم انهيارا شاملا لكل خريطة التحالفات التي طبعت لبنان ما بين 2005 والزمن الانتقالي الحالي. ولكن ذلك لا يقلل خطورة الدلالات لانفجار سجال نزق بين أكبر حليفين سابقين على غرار ما حصل بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع ينبئ بانصرام زمن من دون حلول زمن بديل متماسك مكانه. مفاد هذا الانفجار التسلسلي ان "اهداء" اللواء أشرف ريفي انتصاره الطرابلسي الى"ثورة الأرز" لن يجد من يتلقفه. والأهم في رصد خط التأزم الصاعد بين معراب وبيت الوسط هو نعي اللواء ريفي لمعادلة المرشحين العماد عون والنائب فرنجية اللذين ذهب ممانع آخر لها هو الدكتور فارس سعيد الى القول انهما سقطا في صناديق طرابلس. والحال انه الفراغ الرئاسي الذي أشعل في ثنايا انتخابات بلدية نيرانا زائدة وحملها أكثر مما تحتمل بدليل الانفجار السياسي الحاصل على وقع تشكيلات بلدية صارت بحكم البديل من ضائع الكتل النيابية الهائمة تحت وصمة التمديد. صمد التباين "الناعم" بين الحريري وجعجع حتى انتخابات بيروت التي أطلقت الشرارة الى انهيار الدومينو، ثم جاءت انتخابات الشمال لتسدد الرصاصة القاتلة في التحالف السيادي. لن يكون السؤال الآن الا في زاوية حصرية: اذا كانت معادلة الترشيحين المتساويين في قدرة الفيتوات المتبادلة ترنحت حتى حدود انهيار لا قبل لأحد بوقفه فبأي قوى سياسية سينتخب لبنان رئيسا؟ لا نطرح السؤال حول المدى الزمني لإنهاء الازمة لان الامر هنا صار خارج المتناول الداخلي كله. ولكن مع نموذج الصدام بين حليفي الامس وما سيليه تباعا من انهيارات أخرى ترانا نخشى تلك الفوضى العارمة التي ستطيح بقايا مشهد سياسي متآكل ومهترئ من دون أي قدرة داخلية على احتوائه. فماذا سيعني تمسك كل من مرشحي المعادلة الثنائية والحال هذه ما دام استفتاء طرابلس مثلا سحب الكثير من تفويض الحريري في المضي بمرشحه، واستفتاء تنورين والقبيات ومناطق أخرى تعثر فيها تفاهم معراب سحب الكثير المماثل من تفويض جعجع في دعم مرشحه؟ انه الاعتمال الداخلي لأزمة الرئاسة الذي اطلق الانقلاب في طول البلاد وعرضها فلا تبحثوا عن الشمس في عز الظهيرة.

 

هدية "المقاومة" لنتنياهو

حـازم الأميـن/لبنان الآن/02 حزيران/16

في واقعة شديدة الرمزية والدلالة، أهدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دبابةً كان قد غنمها الجيش السوري من الجيش الإسرائيلي في لبنان في العام 1982. جرى ذلك في وقتٍ يستمر فيه حزب الله في القتال في سوريا إلى جانب الجيش الروسي، ومن المفترض أن نُصدّق الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بأن فعل القتال في سوريا هو فعل "مقاوم"!.

ألا يقتضي ما جرى توضيحاً حفظاً لماء وجه "المقاومة"؟ فالمعادلة هنا هي أن الحليف أهدى العدو دبابة عزيزة على قلب "الممانعة"، ذاك أنها غنيمة حرب نادرة، ثم إن "المقاومة" إذ تقاتل في سوريا تفعل ذلك وهي مستمرة بوصفها "مقاومة". ألّا يبدو هذا غريباً بعض الشيء؟ فالموقع الروسي في المعادلة السورية منسجم أشد الانسجام مع الموقع الإسرائيلي، وهو منسجم أيضاً أشد الانسجام مع موقع "المقاومة"! وهذه معادلة تقتضي التوضيح، لمن يصدقون "خطاب المقاومة" على الأقل.

الوقائع التي حفت بخبر إهداء بوتين الدبابة لنتنياهو مهينة لهذا الخطاب، وقبول ما جرى بوصفه جزءاً عادياً من طبيعة الأشياء ينطوي على استخفاف بعقول مُصدقي الخطاب.

لكن يبدو أن الصمت الذي قابلت به الممانعة واقعة الهدية الروسية هو جزء من صمت أوسع حول المهمة في سوريا. فهناك تجري حرب لا مكان فيها لمخاطبة العقول. المهمة شديدة الوضوح ولا تحتمل التمسك بقيم أو بقناعات. المهمة هناك تقتضي فعالية، والفعالية لا تأبه للعقول.

قبل واقعة الدبابة جرت واقعة أخرى أضيق، ولكنها أكثر دلالة حيال الصمت المضروب حول المهمة في سوريا. فقد أقدم "مقاوم" من سرايا حزب الله على قتل مواطن لبناني غيلة في العاصمة بيروت. كُشف إسم القاتل ونُشرت صور له مرتدياً زي حزب الله وصور أخرى له في سوريا، وتسجيلات صوتية يُردد فيها عبارات الولاء للحزب. وساد صمت هائل حول فعلة هذا المقاتل. لقد هرب في أعقاب جريمته إلى سوريا بحسب قوى الأمن اللبناني. الأمر لم يتطلب اعتذاراً من الحزب، ولم يتطلب توضيحاً على رغم أن الصور التي نُشرت من المفترض أن تُمثل إدانة ليس للجريمة وحسب إنما أيضاً لطبيعة المهمة في سوريا، وأي رغبة في الدفاع عن هذه المهمة تقتضي أكثر من توضيح، وتقتضي اعتذاراً. فللقاتل صور يبدو فيها على جبهات الحزب في سوريا، وفراره إلى سوريا ينطوي أيضاً على احتمال معاودته الالتحاق بهذه الجبهات.

هنا تماماً تكمن الفكرة، أي في أننا لم نعد في مرحلة مخاطبة العقول أو الرغبة في الإقناع. فليلاحق القاتل، ولكن أن نطرح على أنفسنا مهمة التنصل من فعلته أو مراجعة مدى مسؤوليتنا عنها، فهذا ما لن يُقدم عليه حزب الله.

وبهذا المعنى يمكن أيضاً أن لا تشكل هدية بوتين نتنياهو الدبابة الغنيمة ما يُمكن أن يخدش شعور "المقاومة"، فلطالما أطلقنا على حروبنا الأهلية أسماء من هذا القبيل، ولم نتعرض يوماً للمساءلة.

 

 لعبة دبلوماسية المعتقل التي تلعبها البحرين مع واشنطن

سايمون هندرسون/معهد واشنطن/02 حزيران/16

في 31 أيار/مايو، أفرجت الحكومة البحرينية عن  [الناشطة الحقوقية البحرينية] زينب الخواجة، التي تحمل الجنسيتين الدنماركية والبحرينية، كاستجابة على ما يبدو لضغوط أمريكية ودولية أخرى. وكان قد حُكم عليها بالسجن ثلاث سنوات في آذار/مارس المنصرم لتمزيقها صور للعاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وقد حققت قضية الخواجة، ابنة ناشط في مجال حقوق الإنسان يقضي حكماً بالسجن المؤبد، أهمية خاصة لأنها كانت محتجزة مع ابنها البالغ من العمر عاماً واحداً. وجاء إطلاق سراحها بعد يوم واحد من صدور قرار الحكم بحق أحد زعماء المعارضة، الشيخ علي سلمان، بتهمة التحريض، حيث حكم عليه بالسجن لمدة تسعة أعوام وهو أكثر من ضعف فترة الحكم السابقة التي صدرت بحقه وأمدها أربع سنوات.

وعموماً، وُضعت واشنطن في مأزق، لأنها تريد تشجيع العملية السياسية في البحرين - التي يشعر غالبية سكانها الشيعة بأنهم مستبعدين من قبل العائلة المالكة السنية - مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الحكومة، التي تسمح بقيام ديمقراطية محدودة. وفي الأشهر الأخيرة فقط تراجعت التوترات في الجزيرة بعد وقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن عام 2011. وقد تجنبت القاعدة الأمريكية وعدة آلاف العسكريين الذين يخدمون فيها من أن يصبحوا قضية سياسية، ولكن الموقع الإلكتروني للسفارة الأمريكية ما زال يُظهر خريطة تضم مساحات واسعة من القرى الشيعية في شمال الجزيرة التي يمكن للموظفين الذين يحملون الجنسية الأمريكية الوصول إليها بشكل دائم، في حين لا يمكن زيارة عدة مناطق أخرى إلا خلال ساعات النهار.

وفي حين تَعتبر الخواجة على ما يبدو أن العائلة المالكة تشكل العائق الرئيسي للإصلاح في البحرين، إلا أن الشيخ سلمان هو الأمين العام لـ "جمعية الوفاق"، التي حصلت على ثمانية عشر مقعداً من أصل أربعين مقعداً في البرلمان الماضي، إلى أن انسحبت من المجلس النيابي احتجاجاً على حملة القمع التي جرت ضدها عام 2011. ودعا الشيخ سلمان "جمعية الوفاق"، التي هي الجماعة الشيعية الرئيسية في الجزيرة، إلى مقاطعة انتخابات عام 2014، بسبب فشل الحكومة في الوفاء بتعهداتها بتقسيم الدوائر بصورة أكثر عدالة. وكان قد اعتُقل في حزيران/ يونيو الماضي وصدر عليه الحكم أول الأمر في أيلول/سبتمبر. ولكنه استأنف قرار المحكمة، وفعلت الحكومة الشئ نفسه. وقد أرادت الحكومة فرض عقوبة أشد من قرار الحكم السابق. وقال محامو الشيخ سلمان بأن تصريحاته قد أُخرجت عن سياقها. بيد، كان رأي الحكومة هو السائد. وسيظل الشيخ سلمان في السجن خلال الانتخابات المقبلة المزمع إجراؤها عام 2018، وحيث كونه رجل دين يرتدي عمامة، فقد تم استبعاده على أي حال بسبب القانون الجديد الذي يمنع رجال الدين الذين يشغلون مناصب دينية، سواء كانوا من السنة أو الشيعة، من التدخل في السياسة.

وقد طغت التدابير المتخذة ضد الناشطين الشيعة على الإجراءات القانونية الي اتُخذت ضد المؤامرة التي نظمها أنصار تنظيم «الدولة الإسلامية» والتي تم الكشف عنها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عندما تم القبض على ثمانية من المشتبه بهم، بينما تستمر مطاردة ستة عشر شخصاً آخر لضلوعهم في هذه القضية. وشملت المؤامرة احتمال قيام هؤلاء بشن هجمات انتحارية ضد أماكن العبادة، يُفترض أن تكون في المساجد الشيعية. وعلى الرغم من أن المنامة تلقي اللوم على إيران باستمرار التحريض على الاضطرابات بين أبناء الطائفة الشيعية في البحرين، إلا أن المتطرفين السنة في الجزيرة يشكلون تهديداً مماثلاً وربما خطراً أكبر على الاستقرار في البحرين. ويقول مسؤولون في الجزيرة أن أكثر من مائة بحريني يقاتلون مع الجماعات الجهادية في سوريا والعراق كما أن نحو عشرين مقاتلاً لقوا حتفهم، بينهم عدداً من الذين كانوا قد خدموا ذات يوم في قوات الأمن في البحرين. ويشغل ضابط سابق في جيش الدفاع البحريني، تركي بن ​​علي، منصب في القيادة العليا لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتم إدراجه من قبل السلطات الأمريكية على قائمة الإرهابيين [المطلوبين] - ولكن الحكومة البحرينية لم تُدرجه حتى الآن على قائمتها.

ومن المرجح أن يعيق الحكم الشديد الذي صدر بحق الشيخ سلمان، المحاولات الحالية التي تقوم بها الولايات المتحدة لتعزيز الإصلاح السياسي في المملكة. فعندما زار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري البحرين في نيسان/أبريل المنصرم، شملت لقاءاته عقد جلسة مع قادة المعارضة، بينهم اثنان من "جمعية الوفاق"، أخبرهم خلالها عن "خارطة طريق" غير محددة تقوم الولايات المتحدة بإعدادها للانتخابات التي ستجري عام 2018. وفي وقت لاحق طلبت واشنطن من ولي العهد الأمير سلمان، الإبن الأكبر للملك ومؤيد للإصلاح، السفر إلى الرياض للقاء الرئيس اوباما خلال قمة «مجلس التعاون الخليجي» التي ستنعقد هذا الشهر.

وتنطوي السياسة في البحرين [على خلافات] بين السنة والشيعة وبين المتشددين والإصلاحيين، في الوقت الذي تقوم كل من إيران والمملكة العربية السعودية بمراقبة الأحداث عن كثب في الجزيرة، لكن من على الهامش. تحتاج واشنطن إلى إقناع المنامة بأنه من الضروري تحقيق تقدم سياسي من خلال زيادة الشمولية من أجل التغلب على أولئك الذين يسعون إلى المواجهة المباشرة.

*سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، ومؤلف الدراسة التي أصدرها المعهد في كانون الثاني/يناير 2016 بعنوان "إصلاحات البحرين المتوقفة والدور المستقبلي للولايات المتحدة".

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية أربع قواعد للسلام في سوريا

عبد الكريم أبو النصر/النهار/3 حزيران 2016

"الحل الحقيقي الشامل للأزمة السوريّة الذي يُنهي الحرب ويقود تدريجاً إلى تسوية النزاع سلمياً ليس الحل الروسي أو الأميركي أو الإيراني المفروض فرضاً على السوريين، بل إنه الحل الذي ينطلق من الوقائع والحقائق الأساسيّة التي أفرزتها الحرب ويحقّق التطلّعات والأهداف المشروعة لكل مكوّنات الشعب السوري وليس لفئة منه ويحدّد أسساً واضحة لمعالجة الأسباب والعوامل الجوهرية التي فجّرت سوريا دولة ومؤسّسات وشعباً ومجتمعاً وزرعت بذور اقتتال طويل الأمد فيها". هكذا اختصر مسؤول دولي معني بهذه القضية المساعي الدولية والاقليميّة المبذولة لتسوية الأزمة السورية. وقال لنا في لقاء خاص معه في باريس: "إن الجهود الأميركية والروسية تتركّز علناً على حماية اتفاق وقف الأعمال العدائية من الانهيار وعلى ضمان انعقاد محادثات جنيف لمناقشة قضية الانتقال السياسي إلى نظام جديد، كما تتركّز على محاولة توجيه ضربة قاسية إلى "داعش" من طريق تحرير الرقة من سيطرة هذا التنظيم في عملية عسكرية على مرحلتين ينفذها التحالف الكردي – العربي ويدعمها الائتلاف الدولي بقيادة أميركا. لكن المحادثات السريّة الأميركية – الروسية تذهب أبعد من ذلك وتتناول طبيعة ومضمون التركيبة الجديدة للحكم في سوريا في مرحلة ما بعد الحرب".

وأضاف المسؤول الدولي: "من الضروري في هذا المجال الإفادة من دروس التجربة العراقية. فقد فشلت عملية انقاذ العراق وبنائه مجدداً وانفجرت الأوضاع فيه بعد انهيار الجهود التي بذلت من أجل إيجاد صيغة متوازنة وعادلة لتقاسم السلطة وتوزيع المسؤوليات بين المكوّنات العراقية. ففي ربيع 2010 اتفق المسؤولون العراقيون على صيغة موحّدة ومشتركة لتقاسم السلطة وتوزيع المسؤوليّات بين المكوّنات الرئيسية الثلاثة الشيعة والسنة والأكراد وأيّدت الدول العربية المجاورة والجهات الدولية البارزة هذا الاتفاق. لكن رئيس الحكومة آنذاك نوري المالكي المدعوم من إيران أحبط هذا الاتفاق وفرض سلطته وهيمنة الفريق الذي يمثّله على البلد فانهارت الأوضاع واستغل "داعش" هذا الانهيار وسيطر على عدد من المدن والمناطق وتحوّل العراق ساحة للحروب وزادت حدّة الصراع على السلطة بين الأفرقاء فيه وباتت الجهات الدولية ترى أن الحل الواقعي لمشاكله يتطلّب تقسيمه ثلاثة كيانات وأخذت تدرس جدّياً هذا الخيار". وشدّد المسؤول الدولي الوثيق الاطّلاع على التطوّرات السورية على أن "الحل السياسي الحقيقي الشامل للأزمة الذي ينهي الحرب ويحقّق الانتقال إلى مرحلة السلام والاستقرار، أياً تكن الصيغة النهائيّة للحل التي سيتّفق عليها الأميركيون والروس، يجب أن يرتكز على أربع قواعد أساسيّة هي الآتية:

أولاً - الاتفاق بدعم دولي – إقليمي واسع على صيغة جديدة لتقاسم السلطة والمسؤوليّات في سوريا تنهي الحكم المتسلّط وتضمن الحقوق والمصالح المشروعة لكل مكوّنات الشعب أي للغالبيّة والأقليّات معاً وذلك لعدم تكرار التجربة العراقية الفاشلة.

ثانياً - صوغ دستور جديد يضمن التداول السلمي للسلطة والتعدّدية السياسية ويمنح الشعب السوري حق تقرير مصيره بنفسه من طريق انتخابات نيابيّة ورئاسيّة تعدّدية حرّة في إشراف الأمم المتحدة يختار فيها السوريّون للمرّة الأولى منذ 1963 ممثّليهم وحكّامهم.

ثالثاً - انجاز مصالحة وطنية ضروريّة وشاملة تمنع تواصل الحروب الداخليّة وأعمال الثأر بعد انتهاء الحرب رسمياً وتعزّز فرص السلام والاستقرار وتتطلّب الاتفاق بين الأفرقاء على أسسها ومقوّماتها السياسية والقانونيّة والإجرائيّة.

رابعاً - وضع خطة دولية – إقليميّة لاعادة إعمار سوريا وتسوية قضية ملايين اللاجئين والنازحين السوريّين ومعالجة المشكلات الهائلة التي أفرزتها الحرب. والواضح أن أي نظام سوري لن يستطيع بقدراته الذاتية اعادة إعمار سوريا ومعالجة مشكلاتها لأن نفقات هذه العمليات تتجاوز 500 مليار دولار استناداً إلى تقديرات الخبراء الدوليّين". وشدّد المسؤول الدولي على أن "النزاع لن ينتهي على اساس الانتصار العسكري المستحيل لأي فريق على الأفرقاء الآخرين، بل ينتهي من طريق إنجاز حل سياسي شامل يرتكز على القواعد الأربع الأساسية ويتطلّب دعماً دولياً وإقليمياً واسعاً له ورحيل الأسد عن السلطة وإنهاء حكمه واختيار قيادة جديدة للبلد تمتلك الشرعيّة الحقيقيّة وتنقل سوريا إلى مرحلة السلام والاستقرار. ولن تتوقّف الحرب ويتحقّق السلام في سوريا ويعاد إعمارها في ظل الحكم الذي ألحق الكوارث بهذا البلد".

 

إيران: ربحٌ يضمن الخسارة مستقبلاً

أسعد حيدر/المستقبل/03 حزيران/16

القراءة السريعة لنتائج انتخابات رئاستي مجلسي الخبراء والشورى في ايران، تؤشر الى عدم حصول تغيير رغم الانتخابات وفوز «التكليف الشعبي» على «التكليف الخامنئي»، وبذلك يمكن الذهاب بعيداً بأنه لا فائدة من الانتخابات سوى منح شهادة مزورة للديموقراطية للنظام الذي يتحكم به المرشد آية الله علي خامنئي بما يملك من صلاحيات مطلقة نتيجة لـ«ولايته المطلقة» منذ ربع قرن والتي تتجاوز كل ما عرف عن الديكتاتوريين العرب. ما يؤكد هذا الرأي المواقف المسبقة التي نمت وتمددت مع النزاعات والصدامات العربية - الايرانية منذ الحرب في سوريا.

لكن القراءة العميقة للنتائج، تؤكد ان مسار التغيير يتقدم ببطء وبعمق، في وقت يقف فيه كل النظام في الجمهورية الاسلامية امام مفترق طرق حساس ودقيق، وعبر قوى ترى انها تدير المواجهة في المربع الأخير بالنسبة اليها. اللافت للنظر ايضا ان كل حركة على رقعة الشطرنج الداخلية تتضمن رسالة أو أكثر يجب فكفكتها على قاعدة ان كل خطاب يتضمن خطابا آخر. من ذلك:

[ ان فوز آية الله احمد جنتي الطاعن في السن ( تسعون سنة وأكثر) والذي لم يعرف بفقهه او بدور متقدم في الثورة برئاسة المجلس حمل رسالة قاسية للمرشد خامنئي. هاشمي رفسنجاني امتنع عن الترشح وسمح لجنتي بالفوز علماً انه ضم الى لائحة الفائزين في طهران في اللحظة الاخيرة وحتى لا يتسبب سقوطه إسقاطاً للشرعية المهزوزة أصلاً لـ«مجلس صيانة الدستور«. الرسالة التي وجهت الى خامنئي عنوانها: فقدت قرار انتخاب المرشد القادم. لماذا؟ ينص الدستور على ان انتخاب المرشد يتم بأغلبية الثلثين اي عضواً من الأعضاء ، وفي حين ان جنتي حصل على صوتاً لاستكمال الرسالة فإن نائبي جنتي آيتي الله محمد كرماني وهاشمي شهروردي حصلا على صوتاً و صوتاً.

الى جانب ذلك ان الهيئة المشرفة على انتخاب المرشد تضم ثلاثة وهم: الرئيس حسن روحاني وآية الله صادق لاريجاني رئيس هيئة القضاء (شقيقه علي لاريجاني) وهاشمي رفسنجاني رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» وذلك كما ينص الدستور. وقد لوحظ انه عندما دخل رفسنجاني الى جلسة مجلس الخبراء فقد وقف كامل الأعضاء له عدا أربعة من أصل عضواً. اما القول ان خامنئي قد يلجأ الى تعيين خليفة (قائم مقام) له فان موازين القوى لا تسمح له، وإذا كان آية الله العظمى حسين منتظري ابعد فمن هو القادر حالياً؟ الآن وايران تحيي ذكرى وفاة الامام الخميني فان مراجعة عملية انتخاب خامنئي مرشداً للثورة برعاية كاملة من رفسنجاني تؤشر بقوة الى ما يمكن ان يحصل بعد اكثر من ربع قرن. اما إمكانية استعانة خامنئي بالحرس الثوري فان ذلك سينتج نهاية الجمهورية الاسلامية اضافة الى ان تركيبة الحرس المعقدة لا تقبل ولا تسمح بهكذا قرار. ومقدمة لكل ذلك فان الجنرال نقدي قائد الباسيج و»المذياع العسكري« للمرشد والمتشددين سيذهب الى التقاعد في الأيام القادمة.

[ فوز علي لاريجاني تم برعاية كاملة من الثنائي روحاني - رفسنجاني حتى لا يقع عداء مضر على موازين القوى بعد ان انضم لاريجاني الى لائحة «الأمل« مع الإصلاحيين. ايضا قراءة نتائج انتخابات مكتب المجلس تؤكد حجم التغيير في موازين القوى. انتخب كلٌّ من مسعود بزتشيكان بـ صوتاً وعلي مطهري صوتاً. الاول كان وزيراً للصحة في حكومة الرئيس محمد خاتمي وهو النائب الوحيد الذي تجرأ عام على الدفاع علناً عن أمير حسين موسوي ومهدي كروبي، اما الثاني فانه «النائب المشاغب» الذي تجرأ على المطالبة بفرض الضريبة ومراقبة مؤسسة خامنئي الضخمة وقد شجّ راْسه من متظاهرين، ولو لم يكن ابن آية الله مطهري لكان سقط ضحية ذلك. أيضاً، وهو مهم، ان مكتب المجلس الذي يضم عضوا بالانتخاب قد توزع على النحو التالي: خمسة أعضاء لروحاني وخمسة لخاتمي يعني عشرة أعضاء، واثنان للاريجاني. وهذا مهم في إدارة اعمال المجلس لمصلحة روحاني وحكومته. وبذلك يضمن روحاني الذي يثبت يوماً بعد يوم برأي الايرانيين انه «رجل دولة» حقيقي من ناحية تمرير كل مشاريعه وكسب مزيد من الشعبية. عندما انتخب حسن روحاني قال له المرشد المتضائلة شعبيته والمعارض لانتخابه، «لن تحصل على ولاية ثانية كما جرت العادة، ستنتهي مع نهاية ولايتك». روحاني يكاد منذ الآن يضمن اعادة انتخابه لولاية ثانية...

 

الروس يحمّلون إيران مسؤولية عرقلة الملف الرئاسي

ثريا شاهين/المستقبل/03 حزيران/16

انتهت الانتخابات البلدية، لكن الاهتمامات بقيت منصبّة على مصير الانتخابات الرئاسية التي تعتبر المحرك الأساسي لعجلة الدولة. روسيا في الآونة الأخيرة كانت تعمل على الخط الرئاسي مع أكثر من طرف إقليمي ودولي. وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن موسكو تستبعد حلولاً قريبة للملف الرئاسي اللبناني. إلا أن اللافت، هو أن الروس بدأوا يتحدثون ويعبّرون ويحملون المسؤولية عن عرقلة انتخاب الرئيس، الى إيران و»حزب الله». كان الأمر بالنسبة الى الروس يحصل، ويقابلونه بالتلميح عبر القنوات الديبلوماسية، لكن حالياً بات موقفهم أوضح وهذه نقطة جديدة، حيث إن موسكو تعتبر أنه يمكن لإيران أن تؤدي دوراً مساعداً أكثر في الموضوع اللبناني، لكنها لا تقوم بذلك. والروس يعتبرون أيضاً، أن لدى إيران سلة مصالح في المنطقة، إنما تضع مصالحها في تلك الملفات أولوية وتفضلها على أن تلعب دوراً تسهيلياً في لبنان، على الرغم من أن جهات أوروبية دعتها الى التسهيل، وكذلك موسكو. وتؤكد المصادر، ان إيران تخلط وتربط مواقفها في المنطقة ببعضها البعض، وهذا ما ينطبق على موقفها من الملف اللبناني، الذي تربطه بالوضع في اليمن، وسوريا، ولم تقبل بعد بالفصل بينها، وبالتالي، لهذا السبب يستمر لبنان في أن يدفع الثمن في الفراغ الرئاسي الذي أكمل السنتين. لكن حتى في سوريا هناك اختلاف في المصالح والأولويات بين موسكو وطهران. في آخر معركة في خان طومان، حصل استياء ايراني من روسيا لأنها لم تتدخل بالطيران، الأمر الذي أدى الى خسارة كبيرة لإيران، والروس يقومون باتصالاتهم الديبلوماسية مع إيران ومع كل الأطراف الدولية. ولم يظهر لديهم أن الاستحقاق الرئاسي أولوية عند كل هؤلاء، لا الاقليميين ولا الدوليين، واستنتجت موسكو انه يمكن لإيران المساعدة في انتخاب الرئيس لكنها لا تقوم بذلك. منذ التدخل العسكري الروسي تحدثت معطيات عن خلافات بين إيران وروسيا. لكن الواقع، وفقاً للمصادر، أن لا خلافات استراتيجية، ولا تزال مصالحهما تتقاطع في أماكن كثيرة. روسيا يتمايز موقفها عن إيران وهي تدعم وصول رئيس توافقي يجمع عليه اللبنانيون وهي تعتبر أن الموضوع شأن داخلي وليس لديها «فيتو» على أحد، إنما هناك ضرورة ماسة للوصول الى مرشح توافقي ينهي الأزمة في أسرع وقت ممكن. المشكلة هي في أنه لا حلول قريبة للأزمات في المنطقة، وكل ملفاتها تحتاج الى الوقت نظراً لتعقيداتها، ومن بين تلك التعقيدات ما هو متأتٍ من التدخلات الإيرانية في المنطقة. وإيران في الوقت نفسه ليست موافقة على فصل الملف الرئاسي اللبناني عنها، على الرغم من أن الملف اللبناني هو أسهل ملف نسبة الى ملفات المنطقة الأخرى، وليس من تجاوب إيراني لحله حتى الآن. وتتوقع مصادر ديبلوماسية أخرى، أن يستمر الستاتيكو الرئاسي سائداً الى حين حصول ظروف اقليمية ودولية جديدة. وداخلياً هناك أفرقاء داخليون قادرون على تعطيل النصاب، وافرقاء لديهم الأكثرية إنما غير قادرين على توفير النصاب. لبنان ليس أولوية دولية في ظل الوضع المأزوم في سوريا واليمن والعراق ومكافحة «داعش». والدول على الرغم من كل ذلك، تريد من الداخل أن يصار الى انتخاب رئيس وإنهاء الأمر، لا سيما وأنها تعتبر أن أي رئيس في هذه المرحلة لن يغير كثيراً في أوضاع البلاد. الفكرة الأفضل هي عدم ربط ملف لبنان بأزمات المنطقة من أجل حل الموضوع والحفاظ على المؤسسات. الرئاسة الفرنسية خذلت عندما تدخلت في ترشيح النائب سليمان فرنجية ولم يتم تسهيل انتخابه. أرادت أن يكون لها دور في انتخابه، واعتقدت أن وصوله ممكن، وأن فرنسا هي التي ستساهم في حلحلة الأمر. الفكرة طرحت داخلياً واقتنع بها بعض الخارج. لكن البعض الآخر عمد إلى عرقلتها. والآن لا يبدو في الأفق أن اختراقاً ما سيحصل قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية وتسلم الادارة الجديدة السلطة وروسيا لا يمكنها وحدها حل المسألة.

 

محاربة «داعش» وتوظيفه في تسويات سورية والعراق

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/03 حزيران/16

تثير معركتا الفلوجة والرقّة جدلاً متوقعاً ومشروعاً، حتى لو اتخذ طابعاً طائفياً مؤسفاً، فهذا هو المنطق الذي فرض نفسه في الأعوام الأخيرة، حين راحت الصراعات الأهلية تتطيّف، وبالأخص حين دخلت الولايات المتحدة وروسيا كطرفين في هذه الصراعات ومنحازَين صراحة أو ضمناً إلى جانب إيران في مشروعيها للهيمنة بميليشياتها الطائفية على العراق ثم على سورية ولبنان. إذ لا تمكن إهانة عقول الناس في مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، والمتعاطفين مع معاناتهم، باعتبارهم مجرّد حاضنين لتنظيم إرهابي لم يكن لهم دور في استيلاده وتسليحه، أو بالقول إنهم مخيّرون في الفلوجة بين «داعش» وميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية التابعة لإيران ومخيّرون في الرقة بين «داعش» وميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكرديّة التي تدين بوجودها للنظامين السوري والإيراني. وبالتالي لا يمكن توقّع أن يفهم السوريون والعراقيون محنتهم بأنها مجرّد «ارهاب» مرفوض دولياً، أو أن يتفهّموا جعلهم بدورهم مرفوضين ومكروهين وهو قتلهم ويقتلهم قبل/ وأكثر مما يقتل سواهم، وكانوا رأوا بالأعين المجرّدة وأدركوا بالتجربة المباشرة مَن فتح الطرق لـ «داعش» كي يدخل إلى مدنهم وقراهم. ولذلك يصعب أن يميّزوا بين من استدعش مناطقهم وبين من يدّعي الآن أنه آتٍ لتحريرهم، ويصعب أن يستوعبوا أن قتلهم وإذلالهم بأيدي «داعش» وصانعيه ومحاربيه في آن.

قبل أيام، فيما باشرت ما تسمّى «قوات سورية الديموقراطية»، تمويهاً لتسميتها الصحيحة كـ «قوات كردية»، شنّ هجمات منظمة لانتزاع مناطق من «داعش» في ريف الرقّة الشمالي، وبدأت التموضع تمهيداً لاقتحام المدينة - «عاصمة دولة الخلافة» - فإذا بالتنظيم يدفع بمجموعات كبيرة من مقاتليه غرباً بهدف الوصول إلى أعزاز بعد مارع في ريف حلب الشمالي، ثم السيطرة على معبر التواصل الأخير بين تركيا والمعارضة في حلب. كانت موسكو طلبت علناً تسكير هذه البوابة، وقبل ذلك كان نظام بشار الأسد والإيرانيون من اعتبرها «سبب» استمرار الأزمة. لماذا أقدم «داعش» على هذه الخطوة ومَن كان يخاطب؟ من الواضح أن الهجمات التي يتعرّض لها شمالاً لم تقلقه، وبالنسبة إلى قوى المعارضة الموجودة على الأرض لم يكن هناك أي غموض: فالتنظيم الإرهابي ونظام الأسد لا يزالان يتخادمان. فأي قتال بينهما يُكسب كلاً منهما «شرعية» يريد التنكّر بها، النظام في إثبات مواجهته لـ «الإرهاب»، و»داعش» في سعيه إلى تأكيد جدّية مشروع «دولته». هذه المعادلة التصادمية - التهادنية لم تقطع سبل «تنسيق» بينهما، كان بإشراف ضباط أسديين وايرانيين ثم دخل عليه الروس في شكل غير مباشر، إذ لا تزال واقعة تدمر طريّة في الأذهان، حين تمكن «داعش» من الانسحاب بآلياته وأسلحته وبرعاية غطاء جوي روسي. هناك وقائع كثيرة سابقة، من بينها مثلاً سيناريو تسليم مركز الرقّة إلى «داعش»، أو تدخّل مسؤولين من استخبارات النظام لحل إشكال أدى إلى مواجهات دامية بين التنظيم والميليشيا التــــابــــعة لـ «حــــزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم الذي تريد موسكو تمثيله في وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف.

بين نظام دمشق الذي لا تعترف الولايات المتحدة بشرعيته والمعارضة التي لا تعترف بأي من فصائلها ولا حتى بـ «الجيش الحر» أو المقاتلين الذين درّبوا بمعرفتها لدى دول صديقة أو بإشراف وكالة «سي آي اي» ارتأى الأميركيون أن يعتمدوا على الأكراد وعلى مجموعة محدودة العدد استُخدمت لخلع صفة «العربية - الكردية» على «قوات سورية الديموقراطية». لكن الجميع بات يعرف أن هذه «القوات» كردية وكذلك قيادتها وأن الأميركيين يعوّلون عليها لـ «تحرير الرقة»، ولذلك قال غريب حسّو، أحد ممثلي «حزب الاتحاد» إن «من المنطقي أن تنضمّ المدينة بعد تحريرها تلقائياً إلى النظام الفيديرالي»، الذي يعمل الأكراد على إنشائه في شمال سورية. من الواضح لكثيرين، لا سيما للعرب والروس والأتراك، أن هذه الصيغة العسكرية - السياسية التي اختارتها أميركا لبتّ مصير الرقّة تسلخها عملياً عن خريطة سورية وتؤسس بها لصراع عربي - كردي، فضلاً عن أنها لا توحي بجديّة فعلية للقضاء على «داعش» بل ربما تفتح أمامه فرصاً للاستمرار بصيغ مختلفة، وهي تذكّر بأن الأميركيين تحدثوا دائماً عن إضعافه، أكثر مما تحدثوا عن إنهاء وجوده.

والواقع أن تحليل «الحرب على داعش»، كما قادتها أميركا حتى الآن، من دون معالجة الأزمات التي أدّت إلى ظهوره سواء في سورية أو في العراق، يبيّن أمرين: الأول أن وجود وباء الإرهاب وليس غيابه يحقّق مصلحة أميركية، والثاني أن محاربة الإرهاب تمكّن واشنطن من ضبط إيقاع المنطقة وتحديد أدوار الدول فيها، بما في ذلك روسيا التي فشلت كلّياً في طرح معايير مختلفة عن تلك الأميركية، لا في التعامل مع ملف الإرهاب ولا في حل الأزمة السورية. ولعل الأخطر أن تلك الحرب، بمحدداتها السياسية التي وضعتها القيادة الأميركية لـ «التحالف الدولي»، لا تساعد الدول والحكومات المعنية في المنطقة على تجاوز الإرهاب بعد «إضعافه»، بل تبقي مجتمعاتها في مواجهة ومعاناة دائمتين مع موجاته المرشحة للتجدّد مستمدّة وقودها من عوامل عدة. ذاك أن الصراعين السنّي - الشيعي والكردي - العربي يدوران في بيئة أفسدتها إيران بتهميش الجيوش والمؤسسات الأمنية الوطنية لمصلحة الميليشيات التي أنشأتها. ثم أن هذه الميليشيات اكتسبت «مشروعية» بفعل تعامل الأميركيين والروس معها كقوى أمر واقع، وهو ما ظهر بفجاجة في غضّ النظر أميركياً عن مشاركة ميليشيات «الحشد» بقيادة قاسم سليماني في معركة الفلّوجة، كما يظهر في تلاقي الأميركيين والروس والإيرانيين ونظام الأسد على دعم الميليشيا الكردية مع علمهم بخطورة أنشطتها الانفصالية أو بالأحرى تأييداً لهذه الانفصالية. وجميع هؤلاء يدّعون محاربة «داعش» ويوظّفونه في مشاريع لتغيير الديموغرافية والجغرافية ورسم حدود ما بعد «سايكس - بيكو».

تدافع روسيا وايران عن نظام الأسد وتعترف أميركا لهما بهذه الأفضلية، وتدافع أميركا وإيران عن النظام العراقي وتعترف روسيا لهما بهذه الأفضلية. في الحالين يبدو السوريون موالين ومعارضين، والعراقيون شيعةً وسنّةً، كمَن فقدوا أي تأثير في مستقبل بلدهم. فمَن يأخذ الرقّة يطلق رصاصة الرحمة على سورية الموحدة، كذلك مَن يأخذ الفلوجة يتحكم بصيغة الفدرلة العراقية، و«الفضل» في الحالين لـ «داعش» ذريعة ووسيلة. لا تزال لنظام الأسد فسحة يتظاهر فيها بأنه يحكم، فيما يتصرّف الروس والإيرانيون ميدانياً كأنه غير موجود. أما صورة حيدر العبادي وهو بين يدَي هادي العامري فلا تعني شيئاً آخر غير أن سلطة الميليشيا تبقى أعلى من الحكومة وأي سلطة أخرى، ففي يوم غير بعيد كان العبادي يستقوي بمرجعية علي السيستاني لكن دعوات المرجع إلى عدم الاستباحة في الفلوجة بقيت بلا صدى، فالميليشيات وُجدت أساساً للانتهاكات.

كل السيناريوات التي حاولت تصوّر حلول ما في سورية أو في العراق كانت تشير إلى لحظة فارقة غير محددة المعالم، كإعلان توافق أميركي - روسي أو توافق أميركي - إيراني، غير أن أيّاً منها لم يتوقّع أن يكون «تحرير» المدن المستدعشة هو تلك اللحظة. كان الظن أن «داعش» حال شاذة يتنافس فيها الغباء مع الخطورة ولا يمكن بناء حلول دائمة عليها، فهو لا يعبّر عن المجتمع وحركة التاريخ، وليست لديه مشاريع ورؤى للمستقبل. لكن المتدخّلين الكبار وجدوه فرصة سانحة للعبث بخرائط طرأت عليها تغييرات تنتظر من يعترف بها.

 

العراق مركز رئيسي لعصابات الإرهاب الإيراني

داود البصري/السياسة/03 حزيران/16

يمكن القول, ومن دون مواربة, ان العراق وتحت حكم تحالف حزب “الدعوة” العميل وشركاه وبعد 13 عاما من التغيير الإحتلالي الأميركي، تحول قاعدة إرهاب إيرانية متقدمة في الشرق العربي! وملعبا من ملاعب غلمان الولي الفقيه في الشرق القديم. وإذا كانت الأحداث الدموية الجارية فيه حاليا ، والمعارك المحتدمة التي تشهدها أرجائه تدل على امر معين، فإنها تؤكد على عمق التخادم الإيراني لأحزاب السلطة العراقية الطائفية! فمعارك الفلوجة وغرب العراق أسفرت عن تواجد المئات من الميليشيات الطائفية الرثة, التي هي غرس إيراني خالص, وبإعتراف رئيس الحكومة ذاته حيدر العبادي الذي أكد وجود نحو من 100 عصابة ميليشياوية لاتقع تحت سيطرته! ورغم أن قوات الحشد الشعبي الطائفي التابعة لرئاسة الوزراء هي أصلا تنظيمات إيرانية مسلحة وجدت بعد فتوى الجهاد الكفائي للسيستاني العام الماضي، إلا أن ممارساتها مغطاة بالكامل من الحكومة العراقية التي أضفت الشرعية عليها وربطتها بالحكومة مباشرة وتحت أمرة القائد العام الذي هو العبادي، إلا أن المفارقة تكمن في كون قيادتها العسكرية الميدانية المباشرة مكونة من غلاة العملاء للنظام الإيراني المباشرين ، بدءا من هادي العامري العميد في الحرس الثوري الإيراني, زعيم “عصابة بدر” الإيرانية المعروفة, وكذلك نائبه الإرهابي الدولي جمال جعفر (أبو مهدي) المحكوم بالإعدام غيابيا في الكويت, والمطلوب للسلطات الأميركية, واخرين من كبار عملاء النظام الإيراني في العراق, فكيف تحمي الحكومة إرهابي دولي هو مطلوب أساسا لقوات التحالف الدولي التي تغض النظر بفضائحية وتواطوء غريب عن وجود ذلك الإرهابي, بل و تدعمه؟

والأغرب هو إدعاء النظام الإيراني والميليشيات التابعة له ان وجود الإرهابي اللواء قاسم سليماني في العراق هو بطلب من الحكومة العراقية, رغم أن سليماني مفروضة عليه عقوبات أميركية ودولية مفترضة وممنوع من مغادرة إيران إلا أنه يتجول سعيدا في الشرق القديم بحرية، فهو مرة في بغداد وأخرى في حلب وثالثة في بيروت! ولربما تسلل لعواصم عربية أخرى، يتنقل ويالسخرية الأقدار ويمارس قيادته العسكرية تحت حماية الطائرات الأميركية!، في تخادم مثير للدهشة ولمليون علامة تساؤل؟ لقد إرتكبت العصابات الإيرانية الميليشياوية في العراق جرائم إبادة جماعية ومارست ولا تزال عمليات تطهير عرقي ورفعت الرايات الإيرانية ، بل وقصفت مدينة الفلوجة بصواريخ وأسلحة تحمل رموزا ودلالات إيرانية واضحة مثل صواريخ “نمر النمر”! وكل شيء موثق ومسجل بالصوت والصورة أمام العالمين وليس هناك ما يمكن إخفائه مطلقا، بل أن الناطق بإسم الحشد الطائفي وهو كريم النوري من “عصابة بدر” زعم بأن وجود “الحاج سليماني” في العراق مسألة عادية مقارنا بينه وبين رموز نضالية كبرى مثل جيفارا وهوشي منه!.. في تبرير هو الأسخف من نوعه ، والطريف إن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وهو يرد على مطالبة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الداعية لخروج الإيرانيين من العراق من أجل إقرار السلام في ربوعه ، أكد على أن النظام الإيراني لن يخرج من العراق إلا بطلب حكومته!!!، وهنا النكتة التاريخية العظمى!، فالنظام العراقي في حصيلته العامة هو نظام تقوده للأسف أحزاب إيرانية صرفة، ويسير أركانه وكلاء تاريخيون للنظام الإيراني، فحيدر العبادي رئيس الحكومة الحالي هو عنصر قيادي من حزب “الدعوة” العميل والموالي تاريخيا لإيران! وهو لا يستطيع أبدا الخروج عن الأوامر والنواهي الإيرانية، وبقية أركان الحكومة مثل “جماعة الحكيم” و”بدر” هم أصلا جماعات إيرانية الولاء والتأسيس والتنظيم, وبقية الأطراف من الضفة الطائفية الأخرى متواطئين مع النظام الإيراني, ورموزه, وحتى رئيس البرلمان سليم الجبوري تحول واحدا من أعتى المدافعين عن النظام الإيراني وميليشياته في العراق! ، فالنظام العراقي بمجمله هو آلة إيرانية, وجواد ظريف حين طلب الحصول على طلب الحكومة العراقية للخروج من إيران فهو إنما كان يسخر ولايوضح!؟ فحكومة العراق الراهنة ومنذ سنوات الاحتلال الاميركي بقضها وقضيضها تقع تحت السيطرة الإيرانية، وكل القرارات الحكومية الكبرى لا تصدر إلا من خلال بوابة السفارة الإيرانية في بغداد, وهي المندوبية السامية للاحتلال الإيراني غير المباشر، وقد كشفت العمليات العسكرية الأخيرة في الفلوجة عن عظم الدور و التأثير الإيراني في قرارات عراقية يفترض أنها سيادية، إذ أضحت للميليشيات الدور الأكبر في قيادة العمليات وأختفى تماما بل توارى دور وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الذي “شاهد ما شافش حاجة”،… العراق اليوم بلا جدال هو القاعدة العربية الكبرى لتنظيمات الإرهاب الإيرانية في الشرق ، فمنه تنطلق الميليشيات لضرب الشعب السوري, ومنه تهيأ الأسس المادية والعسكرية للعدوان على السعودية ودول الخليج العربي … فهل أنتم منتبهون يا عرب.

 

«بازار» المجزرة السورية

 زهير قصيباتي/الحياة/03 حزيران/16

معركة الرقة تُمدِّد عمر النظام السوري، ولا تُحسَم ببضعة أسابيع. أغلب الظن أن معظم الأثمان سيدفعها المغلوبون على أمرهم، المحاصَرون بين ظلم النظام وجنون «داعش». معركة الفلوجة تمدِّد لحكومة حيدر العبادي فترة السماح للمضي في الإصلاحات التي تقاومها القوى الحليفة لإيران، بالدرجة الأولى.

تصر إيران على «المساعدات الاستشارية» التي تقدِّمها لدمشق وبغداد. لنظام دمشق «المظلوم» في مواجهة «الإرهاب» والشعب الظالم(!)... لا الشعب ولا الضحايا في حسابات الخطاب الإيراني، أو في بيانات الكرملين ووزارة الدفاع الروسية التي لا تعترف بسقوط مدنيين أبرياء قتلى بعد غارات طائراتها.

تبخَّر مسار جنيف الذي أوحت واشنطن بممارستها ضغوطاً على موسكو لدفعه وإنهاء نكبات السوريين في الداخل والخارج، وأوحى الكرملين بأنه ينأى عن نظام بشار الأسد من أجل تسريع تسوية. تبخُّر كل الرهانات على تقاطع مصالح أميركية- روسية قد يبرِّد الجحيم السوري، فلا موسكو مهتمة بمصير السلام والمرحلة الانتقالية، ولا أحلام باراك أوباما تتجاوز المبارزة مع «داعش»، وتحقيق انتصارات على التنظيم، لتجييرها إلى الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون. في بازار المبارزة، يتبارى القيصر والبيت الأبيض في إحصاء قتلى «داعش»، يتوارى الحديث عن لوائح «الفصائل الإرهابية» بين المقاتلين المعارضين، الجميع في كفة واحدة لتغليب كفة النظام، والضحايا المدنيون مجرد أرقام ترتفع.

وبين مسار جنيف وطموحات فلاديمير بوتين وأوباما، لـ «المستشار» الإيراني أن يفعل ما يشاء، دفاعاً عن «المظلوم» الذي لا يكون إلا نظام الأسد! واضح أن إيران تسلّم بكذبٍ تفتعله لتبرير سياساتها، فيما واشنطن التي ارتضت تسليم العراق إلى «الحرس الثوري» تصمت إزاء دوره في سورية، خصوصاً فتح فصول جديدة من المجازر. والأكيد أن الأصابع الإيرانية تبدي مقاومة شديدة لأي جهد يُبذل من أجل تسويات تخمِد الحرائق الكبرى في المنطقة، بدءاً بسورية مروراً بالعراق، وانتهاء باليمن. فلا قطار الكويت يتحرّك إلى حل متوازن وقرارات للحوثيين تعترف بالشرعية، ولا قطار جنيف يقلع إلا محمّلاً بمزيد من جثث السوريين، بدلاً من المفاوضين. فلنستمع إلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني يبرر مجدداً دعم طهران «محور المقاومة» في مواجهة «محاولات الأعداء لإسقاط دمشق وبغداد». وبعدما «فشل الاستكبار العالمي في تحقيق أهدافه عبر احتلال البلدان، مثل العراق وأفغانستان»، لا دور لإيران فيهما إلا «لدعم الاستقرار»، بدليل ما نراه من ازدهار واستقرار في بلاد الرافدين. مساندة إيران «المقاومة»، يقول شمخاني تنطلق من مبادئ الثورة والدين «فالوقوف إلى جانب الحق واجب شرعي، ومساندة المظلوم وظيفة دينية وأخلاقية، يجب القيام بها، مهما كان الثمن». هكذا يُبَرَّر عدم تخلي طهران عن دعم النظام السوري باعتباره «وظيفة دينية» أيضاً، ولو كان الثمن ربما إبادة نصف الشعب المنكوب. ألا يقاوم هذا النظام «التكفيريين والإرهاب»؟ تضليل يدمج السياسة والأطماع بالعقائد، ولأن حقبة الظلام طويلة، لا يضير «الجمهورية الإسلامية» في محاولاتها لصرف الأنظار عن أهدافها البعيدة في سورية، أن لا تهدّئ مع السعودية، وأن تواصل تحريض الحوثيين على إهدار الوقت في مشاورات الكويت، وتحريض المعارضة في البحرين، بانتظار مرحلة «إنهاك الخصوم»، وفرض دور إيراني في التسويات. لا يضيرها أيضاً أن يطغى على وقائع المجزرة الرهيبة في سورية، التصعيد الروسي ضد تركيا، بعدما لوّح بوتين بالحرب معها، وهو «يأمل بتفاديها». من مصلحة طهران أن يتدخّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فجأة ضد الدور التركي في العراق، خصوصاً في الشمال لئلا يخطف من وهج قاسم سليماني ودوره «الاستشاري». وإذا كان واضحاً أن فترة عصيبة تنتظر الدور الإقليمي لتركيا، في ظل أزمة ثقة بين أنقرة وواشنطن التي تدعم أكراد سورية، في المقابل لا يمكن الاتكاء على «اعتراف» هاشمي رفسنجاني بصعوبة استمرار التورُّط الإيراني في سورية والعراق ولبنان وأفغانستان، ولا اعترافه بخلافات بين أجنحة السلطة في طهران. فمنذ عهد محمود أحمدي نجاد، استُخدِم الترويج لخلافات الداخل أداة للتغطية على أدوار «خفية» في الخارج، ولإسكات أي صوت يشكّك بـ «حكمة» القائد المرشد. على مدى عشرات السنين، كان للعرب حيّز للمناورة تحت سقف صراع القطبين ثم الحرب الباردة... في حقبة المجازر، أكثر من سقف للتفاهمات الأميركية - الروسية، وأكثر من حلبة للتواطؤ الإيراني.

                                                                                                                            

عنجهية وزير الدفاع الإيراني

إبراهيم الزبيدي/العرب/03 حزيران/16

لا تصبح هذه الدولة أو تلك إمبراطورية ما دامت تعتمد في أيٍّ من حاجاتها، صغيرة كانت أو كبيرة، على غيرها. ولم تلبس دولة من الدول (الناقصة) لبوس الإمبراطوريات وهي تحتاج إلى ماء أو دواء، مال أو رجال، سلاح أو عتاد، إلا وهوت بسرعة، كمن طار بأجنحة من شمع فأذابتها الشمس وهي في الهواء. والأمثلة على ذلك كثيرة في التاريخ، من أيام الإسكندر المقدوني وإلى اليوم. ففي الزمن الطويل أقامت دول صغيرة، كبريطانيا وأسبانيا والبرتغال وهولندا إمبراطوريات هائلة، وتوسعت خارج حدودها، ولكنها كانت تحمل بذور هزائمها في أحشائها، لأنها كانت تعتمد في حروبها على تجنيد أبناء الشعوب الضعيفة التي تحتل بلادها، لتغزو بهم بلادا جديدة.وآخرها، وربما أكبرها وأوسعها، كانت الإمبراطورية العثمانية التي قامت عام 1299 ومدت جناحيها على أنحاء واسعة عديدة من آسيا وأوروبا وأفريقيا. وكان سلطانها مَلكَ العالم دون منازع، ولكنها هوت في النهاية، وتقاسم أعداؤها الكثيرون أسلابها. وها هي اليوم لا تملك من كل ذلك التاريخ الطويل سوى مسلسلات تلفزيونية تدغدغ بها مشاعر مواطنيها القومية الغافية. وللعبرة، فقد كان أول من تمرّد عليها وانضمّ إلى أعدائها ضباطـُها وجنودها أبناءُ الشعوب المستضعفة، وفي طليعتهم العرب الطامحون إلى الحرية والاستقلال. ومشكلة النظام الإيراني اليوم تكمن في أنه لا يقرأ التاريخ ولا الجغرافيا، ولا يريد أن يقرأ. فقد تملك قادتَه العسكريين والمدنيين، معا، وهْمُ القوة وغرورها، وأعمتهم عنصريتهم وطائفيتهم عن الطريق القويم.

يتباهى كبار معمميهم وقادتهم بدخول ميليشياتهم العراق وسوريا، ناسين، أو متناسين، أنهم تمكنوا من دخول العراق متغطّين بالعباءة الأميركية، وها هم، حتى في معركة الفلوجة الحالية، لا يستطيعون مخالفة القائد العسكري الأميركي وأوامره وإرشاداته. وفي سوريا كانوا ومازالوا يتدثرون بالراية الروسية، و“يجاهدون” لنصرة الإسلام وآل البيت بسلاح بوتين وطائراته وجنوده. وتقول الأخبار الأخيرة من حلب إن أهمّ ضباطهم وقادة جيوشهم تساقطوا صرعى حين رفع الرئيس الروسي غطاءه عنهم قليلا لفرض أجندته عليهم، وفقا لتفاهماته مع الولايات المتحدة، وهم صاغرون.

مناسبة هذه المقدمة الطويلة ما طيَّره أكبر مسؤول عسكري إيراني، مؤخرا، من كلام كبير فاض يتبجح فيه بما يفعله جنرالاته في سوريا والعراق من خراب بيوت. فقد أعلن وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، خلال مؤتمر صحافي، أن “المناطق التي يحتلها الإرهابيون في حلب السورية سوف تتحرّر على يد قوات محور المقاومة”. (لم يحدد هوية هؤلاء الإرهابيين، ولا أسماء تنظيماتهم، ولا أماكن تواجدهم). وبرّر تدخل جيوشه في سوريا والعراق، بالقول “إن جزءا من المجتمع الإسلامي في العراق وسوريا قد تعرض لهجوم، ونحن ندافع الآن عنه، وسنستمر بإرسال المستشارين العسكريين إلى هناك”، “لأن الإسلام والمناطق الإسلامية مهمة بالنسبة إلينا”. كما أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، أعلن، هو الآخر، استمرار إرسال القوات إلى العراق وسوريا لـ”مكافحة الإرهاب”. (لم يحدد هوية هؤلاء الإرهابيين، ولا أسماء تنظيماتهم ولا أماكن تواجدهم).وقال “لو لم يكن دعم إيران وإجراءات الجيش وقوات الحشد الشعبي المؤثرة في العراق وسوريا في محاربة الإرهاب، لما كانت اليوم أيّ نقطة في منطقة غرب آسيا الحساسة تشعر بالأمان”.

وكما ترون؛ إن الأمور، كلها، نسبية على طول الخط. فما يراه القادة الإيرانيون نعيما نراه نحن جحيما. وما يرونه أمنا وسلاما نراه نحن احتلالا وتقتيلا وتهجيرا وتدميرا لأمن شعوب لم تبادرهم بعداء ولا بحروب. لو كانت هذه العنتريات صادرة عن دولة كبرى، بحق، كأميركا أو روسيا، مثلا، لهان الأمر، ولقلنا إنه القضاء والقدر وسوء الطالع الذي أوقعنا تحت أقدام غزاة جبارين لا طاقة لنا على هزمهم، أو على منعهم من استعمار بلادنا، ولو إلى حين. ولكن حين تصدر هذه العنجهيات عن إيران، دون غيرها، فتلك مسألة تدعو إلى الضحك والبكاء معا. الإمبراطورية التي يبشرنا بها المعممون الإيرانيون، مرارا، ويتباهون بانتصاراتها، ويعلنون أن العراق وسوريا واليمن ولبنان أصبحت من مستعمراتها، بعيدة عن شواربهم، وعن عمائمهم أيضا. وليس هذا اختراعا مني، بل هو الحق الذي يعرفه العرب والعجم والعالم أجمعون. لأن ما حدث من اختراقات وتدخلات إيرانية في العراق وسوريا لم يتحقق بفعل عبقرية حسن دهقان ولا اللهيان ولا قاسم سليماني وحسن نصرالله وهادي العامري، بل بما حكمت به مصالح أميركا وروسيا، ودول انتهازية عديدة أخرى في العالم، لها مخططاتها التي سمحت للنظام الطائفي الإيراني بالتسلل إلى بلادنا من أجل إشعال الحرائق في بيوتنا، لأغراض نعلمها، ويعلمها الله ورسوله والولي الفقيه. هذه حقيقة لا ينكرها حتى الإيرانيون المعارضون للنظام الذي يكمم أفواههم بقوة الباسيج، وحبال المشانق والاعتقال. ويبدو أن العصبية القومية الفائرة، تسببت في عمى البصر والبصيرة لدى وزير الدفاع الإيراني ورفاقه “المجاهدين” الإيرانيين، وجعلهم لا يسمعون التاريخ الذي يقول إن لتلك المصالح مواسم وفصولا تتقلب فيها وتتبدل وتتغير، وإن أسهل شيء على دول، كأميركا وروسيا وأمثالهما، أن تستغني عن أدواتها القديمة بأخرى جديدة، بجرّة قلم أو ركلة قدم، وربما بأسرع من ذلك بكثير.

والمهم أن إيران، مهما تبجح دهقان واللهيان، تبقى دولة من دول العالم الثالث، يصعب أن تسمح لها القوى الكبرى المهيمنة على العالم اليوم بأن تكبر أكثر من المقرر والمسموح، وأطول من الزمن المقنن والمرسوم. فهي، وبشهادة منظمات عالمية محايدة عديدة، دولةٌ غارقة في همومها ومشكلاتها الداخلية إلى حد أنها أصبحت الدولة الأكثر في العالم كله إعداما واغتيالا وتعذيبا لمعارضيها من أبنائها. ومن اللازم هنا أن نتذكر نظرية أطلقها روبرت ماكنمارا الذي كان وزير الدفاع في عهد الرئيس جون كندي عام 1962 تقول “لنجعل الاتحاد السوفييتي قلعة مسلحة، ولكن لا تملك الزبدة”.وبالفعل أجبرت أميركا وحلفاؤها الاتحادَ السوفييتي على دخول سباق تسلح تقليدي ونووي هائل، وأدخلوه في حروب باردة وساخنة في جمهورياته المتعددة، أنفق بسببها نصف ثرواته على السلاح النووي والتقليدي حتى أصبح قوة نووية هائلة، ولكن بشعب يعيش على أقل من الكفاف، الأمر الذي جعله يتهاوى على يد ميخائيل غورباتشوف من الداخل ودون حروب. وإيران اليوم واقعة في نفس اللعبة الخادعة. فتعالوا ودققوا حجم إنفاق النظام الإيراني على مشروعها النووي، وعلى شراء الأسلحة المتطورة. واحسبوا كم أحرقت من أموال على إشعال الحرائق في العراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان والبحرين، وعلى تدبير المؤامرات هنا وهناك، وعلى تمويل المنظمات والميليشيات، وتسليح وتدريب الآلاف من القتلة الإرهابيين، شيعة وسنة. وابحثوا في آثار العقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني وانعكاساتها على الإيرانيين بسبب هوس الحكام بأوهام القوة.

ثم فتشوا، بعد ذلك، عن الضرورة الوطنية والقومية والدينية التي حكمت على الولي الفقيه بأن يناطح العالم، ويدفعه إلى فرض العقوبات على شعبه عشرات السنين، وصُنع التعاسة للملايين الإيرانية المُتعبة، من أجل أن يمتلك سلاحا نوويا يجبر به العالم على تتويجه ملكا على المنطقة وعلى تسليمه مفاتيح الدول العربية وثرواتها، ثم يركع قبل سواه، ويتخلى عن ذلك الحلم الذي شاغل به شعبه سنوات طويلة، فلا يطلب ثمنا لتراجعه سوى أن يرفع الأميركان وحلفاؤهم عن نظامه البعض من تلك العقوبات، وأن يعيدوا له البعض من أموال شعبه المحتجزة منذ سنوات. أليس هذا نوعا من أنواع الخبل؟ تقول دراسة أجراها معهد غالوب للدراسات إن أتعس دولتين في العالم هما إيران والعراق. وأشارت إلى أن أهم أسباب تعاسة الإيرانيين هو ارتفاع معدلات البطالة وتقييد الحريات، فضلا عن الآثار السيئة للعقوبات الدولية على النظام. كل ذلك لم يمنع دهقان عن المفاخرة بالقوة، والتهديد بحروب جديدة، والمنطق والعقل يقولان إن القوي الواثق من قوته لا يتبجح، ولا يهدّد، ولا يتطاول على أحد، بل يترك قوته تتحدث عنه وترهب خصومه دون كلام؛ إنه بحاجة إلى عينين ليقرأ بهما التاريخ، وأذنين ليسمع بهما الملايين من العرب والمسلمين وهي تلعن الذي يجعل الباطل حقا، والحرب سلاما، وتبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.

 

تفاصبل أخبار المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

سفير لبنان في المكسيك: باسيل انتهك مبادىء العمل الديبلوماسي والحكومة تبحث اليوم في استقالتي المبكرة

الخميس 02 حزيران 2016/وطنية - أكد سفير لبنان في مكسيكو الدكتور هشام حمدان أن مجلس الوزراء سيبحث اليوم في طلبه بالتقاعد المبكر من وزارة الخارجية، مؤكدا أن "مشكلته مع وزير الخارجية جبران باسيل ليست شخصية ولا سياسية ولا طائفية ولا آنية بل هي مشكلة مفاهيم وطنية متصلة بانتهاك الوزير لمبادىء العمل الدبلوماسي". وفي ما يلي نص الكتاب الذي وجهه السفير حمدان الى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والوزراء:

قدمت بتاريخ 15 أيار 2016 طلبا عبر وزارة الخارجية لاحالتي على التقاعد المبكر وانهاء مهامي في السلك الخارجي، بعد مرور أكثر من اربعين عاما على عملي في السلك والادارة العامة. وقد جاء هذا الطلب اثر المشادة الكلامية بيني وبين وزير الخارجية المهندس جبران باسيل خلال اللقاء الدبلوماسي الذي عقد في فندق لارويال الضبيه يومي 3 و4 ايار الجاري. وإني أتشرف أن أضع بين أيدي دولتكم وأيدي أصحاب المعالي الوزراء الأسباب الموجبة التي دفعتني الى القيام بهذه الخطوة، طالبا حماية كرامتي كموظف في الادارة اللبنانية بذل اكثر من أربعين عاما في العمل لخدمة لبنان والدفاع عن قضاياه ولحماية نظام العمل للادارة اللبنانية والمساهمة في حماية مؤسسات الدولة وابراز الوجه الحضاري للبنان. وأود أن أؤكد بداية، أن مشكلتي مع الوزير باسيل ليست شخصية ولا سياسية ولا طائفية ولا آنية بل هي مشكلة مفاهيم وطنية متصلة بانتهاك الوزير لمبادىء العمل الدبلوماسي وأصول التعامل معي كسفير مفوض مطلق الصلاحية ورئيس لبعثة لبنان في المكسيك حيث خلق لي مركز قوة في السفارة وجعلها جناحين وبعثتين في بعثة من خلال تمسكه ودفاعه عن سكرتير السفارة في وجهي متجاهلا موقعي وصلاحياتي مما أضر بصورة السفارة ودورها في هذا البلد الصديق. كما منعني من القيام بمهامي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بل أفشل الكثير من المشاريع التي قمت بها ليس اقلها تحويل مبنى سفارة لبنان في المكسيك الى متحف لبناني يحكي تاريخ الحضارة اللبنانية ويشكل حافزا فريدا لاستعادة الجالية اللبنانية الى الوطن الأم.

لقد التزمت دائما حدود النظام العام للوزارة لجهة التعبير من خلال الاطر الادارية المباشرة عن شكواي وأسبابها وكذلك عن آرائي التي رأيتها مفيدة لتحقيق الاهداف المرجوة من الدبلوماسية اللبنانية في المكسيك بما في ذلك تلك المبادىء وأسلوب العمل الذي يحقق استعادة المغترب في اميركا اللاتينية والذي هو في معظمه من الطوائف المسيحية ومن الدروز. لكن الوزير تعامل مع واقع الانقسام في السفارة ومع أفكاري وآرائي من منطلق موقعه ومصالحه السياسية كمسؤول في تيار سياسي يريد من كل موظف ودبلوماسي في الوزارة خدمة هذه المصالح بدلا من أن يتفاعل مع مراسلاتي من منطلق موقعه كوزير للخارجية يفترض أن يكون فوق المصالح السياسية والفئوية للاحزاب والطوائف، ويفترض بالتالي أن يقرأ الشكاوى والمراسلات خارج الاطر السياسية الخاصة به ومن موقع المسؤول عن حماية النظام الدبلوماسي وحماية دوري كسفير رئيس البعثة اقدم قراءاتي وتقاريري ومراجعاتي بما أراه مصلحة لبنان ومصلحة العمل في هذه السفارة لا غير.

لقد دفعت ثمنا باهظا لعنادي في الدفاع عن سفارتي وصلاحياتي وكذلك لكتابتي هذه المواقف والآراء التي لم تعجب معاليه بصفته السياسية فتعامل معي بشكل ظالم وحاقد وصلت ليس فقط الى حد تقديم الدعم المطلق لسكرتير في السفارة في وجهي وتعزيز بالتالي الانقسام والازدواجية في السفارة بل الى استغلال مواقف وجوه محلية ادعى الوزير انها اشتكت علي متبنيا موقفها ورافضا بحث تلك الشكاوى التي يدعيها بما يخدم مسيرة العمل المؤسساتي والوطني للسفارة.

إن اسباب انفعالي في وجه الوزير باسيل خلال المؤتمر لا يتصل فقط بالطريقة التحقيرية التي عاملني بها حين كانت امارس حقي بالكلام كسائر الحاضرين، والتي هي طريقته في التعامل مع كل سفير ورئيس بعثة لا يماشيه في افكاره وأغراضه، بل هو هذا الاحتقان القائم في العلاقة بيننا وذلك التحقير اليومي لي أمام الجالية والمسؤولين والسفراء عربا وأجانب الذين كانوا يراقبون هذه الحالة الفريدة من التباعد بيني وبين الثاني واصرار هذا السكرتير على لعب دور القيادي بالنظر للدعم المطلق له من الوزير بالاضافة الى تجاهل الادارة مطالبي واقتراحاتي مما ضرب مصداقيتي أمام السلطات الفدرالية والاقاليمية. هذا اضافة الى المعاملة التمييزية التي عانيتها من ادارة اختارت مسايرة الوزير على حسابي وملاحقتي بالتأنيب والحرمان من ابسط وسائل العمل الضروري لتحقيق مهمتي. ولم يشأ الوزير ابقاء حقده ضدي مستورا بل عمد الى تفجير نقمته علي أمام الزملاء باستخدام وسيلة مخابراتية يستخدمها الغرب واسرائيل تعتمد توجيه اتهامات قاسية الى الضحية لتعريته من حسناته ومنع التعاطف معه حين مهاجمته فوجه الي اتهامات مباشرة أمام المحفل الدبلوماسي تصيب مبادئي والقيم التي أحملها وحمتلها طوال عملي في الوزارة والادارة.

فالوزير باسيل اتهمني باني "غصن يابس" في وقت يعرف فيه القاصي والداني المهتم عن نشاطي في خدمة الددبلوماسية اللبنانية ولبنان. وقد تلقيت أكثر من تهنئة بشأن عملي من وزراء للخارجية سابقين بما في ذلك من الوزير جان عبيد والوزير الشامي. ان مثل هذا الاتهام كان هدفه أن يسرق مني أمام الرأي العام كل ما قمت به من جهود جبارة لخدمة صورة الوطن. واني اتساءل كمثال فقط كم سفير آخر مثلي نشر ثمانية كتب للتعريف بلبنان وحقوقه؟ وكم سفير نشر مجلة عن زيارة الوزير باسيل نفسه رغم كل ما أعانيه منه الى الدولة المعتمد فيها احتراما مني لمقامه أمام الرأي العام المكسيكي ولتوثيق تلك الزيارة؟ وهذه المجلة ستبرز في اي معرض تقيمه الخارجية هنا عن العلاقات الثنائية ولو بعد مئة سنة.

كما أن الوزير باسيل اتهمني علنا بأني اقمت سفارات منعزلة عن الجالية سواء خلال عملي في الارجنتين بين ايلول 2000 وشباط 2013 أو في المكسيك التي بدأت مهمتي فيها في آذار 2013 على الرغم أن الجميع في الوزارة يعلم كيف أني جلت أرجاء البلدين وعلى حسابي الشخصي في أحيان كثيرة، من الزاوية الى الزاوية بحثا عن ابناء الجالية. وثمة عشرات الوثائق التي تثبت كلامي علما اني تلقيت كتاب تهنئة من المدير العام للمغتربين لجهودي هذه. ولا اخفي غضبي الشديد ازاء هذا الاتهام الاخير بل انه الشعرة التي قصمت ظهر البعير لان هذا الاتهام يناقض كل ما قمت به منذ العام 1978 عندما بدأت عملي الدبلوماسي وحتى تاريخه بغية تقديم نفسي من خلال العمل اليومي كنموذج دبلوماسي ووطني يؤمن اولا بلبنان ولا يفرق بتاتا بين اللبنانيين وأني فوق الطوائف. انا ابن عائلة تمرست بالوطنية ولا استطيع تحمل مثل هذا الاتهام الظالم. نموذجي في حياتي كبار مثل غاندي ومانديلا وكمال جنبلاط ورفيق الحريري. كما أن هذا الاتهام يوحي باني امتنعت عن التفاعل مع الجاليات في هذين البلدين لاني غير مسيحي وتحديدا لأني درزي الأمر الذي له آثار ضارة جدا بل وخطيرة لاسيما واني من الجبل وتحديدا من الشحار الغربي الذي مر كما هو معروف، بتجربة مريرة وبحيث تصورني كاني اتعامل بانتقام وبتحد لكل ما اتفقت عليه القيادات الدرزية والمسيحية منذ زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى المختارة وزيارة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الأخيرة الى الشحار. لقد وجه الوزير إلي أيضا اتهامات بوجود شكاوى ضدي مسميا المطران جورج ابي يونس راعي الكنيسة المارونية في المكسيك (وهو من حمانا) وابناء من الجالية بانهم هم الذين وجهوا هذه الاتهامات ضدي. وكنت استمعت لمثل هذا الاتهام من الوزير سابقا في شباط 2015 خلال زيارته الرسمية للمكسيك. وقد طالبته في حينه وطالبت المسؤولين في الوزارة لاحقا ومرارا وتكرارا تفعيل هيئة التفتيش في الوزارة للتحقيق في هذه الشكاوى. فانا مصر ومن خلال المبادئ التي احافظ عليها في اطار وظيفتي، على ضرورة المحاسبة الشفافة للموظف المسؤول فاذا كنت مخطئا وجب مساءلتي وان كنت مظلوما وجب حمايتي. فلم يفعل وكرر هذه التهمة أخيرا امام الملأ خلال اللقاء الدبلوماسي مما اثار غضبي ايضا علما أن ما اسمعه حاليا من المطران وابناء الجالية يخالف هذا الأمر اذ يحمل الثناء والتقدير للجهود التي اقوم بها. إني مدرك لمواقف المطران ومن حوله من بضعة افراد من الجالية فقد عانيت من هذه المواقف منذ استلام مهمتي الا أني امتنعت عن اثارة هذا الأمر علنية بل واجهت المطران مباشرة بما لمسته منه ونقلت الأمر بوضوح وشفافية الى الوزير والى غبطة البطريرك مصرا على رفض اية ايحاءات مذهبية او طائفية بل اني ذهبت الى وضع قبل شهور من مشادتي مع الوزير، استقالتي من السلك بأيدي غبطة البطريرك اذا ما تبين اني مخطىء في تعاملي مع سيادة المطران. لقد تحملت بمرارة الشخصانية التي غلبت البعض بما في ذلك المطران فلم يتقبلوا اصراري على استعادة دور السفارة كواجهة العمل لبناء العلاقات الثنائية مع المكسيك بل ارادوا أن تظل السفارة ملحقا تحت جناحهم الأمر الذي يناقض جهود كل الوطنيين بما في ذلك الكنيسة والقادة المسيحيين باستعادة دور الدولة ومؤسساتها. وهم دعموا الشخص الثاني الماروني في وجهي الأمر الذي ساهم بتعزيز الاندفاعة السياسية الخاصة للوزير وخلق ازدواجية في السفارة واضعافها. وقد سكت ابتداء من اوائل العام 2016 ولو على مضض على الواقع القائم في السفارة تجاوبا مع نصائح لي ومنعا لتصادم مع سيادة المطران يمكن ان يفسر بانه طائفي ولامتصاص المشاكل مع الوزير والوزارة وكذلك لعدم ازعاج المسؤولين بالشكوى الدائمة. لكن وكما يقول المثل بالعامية: " رضي القتيل ولم يرض القاتل". دولة الرئيس، آمل أن يتغلب الشعور بالمسؤولية الوطنية لكل معني ومسؤول عند بحث هذه الحادثة الفريدة في الحياة الدبلوماسية. وأنا اتخذت قراراي بمغادرة الوزارة لكي لا أتحمل عقوبة لعمل قمت به غصبا عن ارادتي وكي لا يكون انفعالي سابقة تتكرر، مؤكدا اعتذاري منكم ومن اعضاء الحكومة ومن زملائي في الادارة لما حدث. واني اتطلع الى موقف يحمل العدالة بحيث لا يبقى سكرتير السفارة هنا لأن ذلك سيخلق توترات وسابقة مريرة في تاريخنا الدبلوماسي. وأتمنى من أعماقي أن تبدأ هذه السفارة مرحلة جديدة مع وجوه جديدة تنسي الجالية والرأي العام المكسيكي ما حصل وتبقي الدبلوماسية اللبنانية حصنا كريما.

 

الوزير بطرس حرب أهدى فوز تنورين إلى دوري شمعون: لا يجوز ربط وجود الجمهورية بوصول شخص إلى الرئاسة وسد جنة فضيحة كبرى سيبحثها مجلس الوزراء

الخميس 02 حزيران 2016

وطنية - عقد وزير الإتصالات بطرس حرب مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة، تناول فيه الإنتخابات البلدية ونتائجها، كما رد على التهجمات التي طالته وطالت بلدته تنورين بعد الإنتخابات على لسان أحد الوزراء.

وقال حرب: "الحمد لله، جرت الإنتخابات البلدية والإختيارية في موعدها، وكانت مناسبة لكي يمارس اللبنانيون حقهم في انتخاب أعضاء السلطات المحلية والإختيارية الذين يتولون شؤون مدنهم وقراهم. لقد مارس اللبنانيون حقهم هذا على مستوى رفيع من الديمقراطية والحرية، ما يؤكد تمسكهم بحقوقهم الدستورية وتمسكهم بمبدأ تداول السلطة بشكل دوري، وما يدلل على رفضهم لأي تأجيل أو تعطيل للاستحقاقات الديمقراطية والدستورية، كما يحصل على صعيد الإنتخابات الرئاسية وتعطيلها من قبل فريق يريد فرض نفسه على اللبنانيين خلافا لرأي أكثريتهم الساحقة وللقواعد الديمقراطية ونصوص الدستور. وكما يحصل أيضا في الإنتخابات النيابية التي تأجلت لمرتين لأسباب اختلطت فيها الدواعي الأمنية وقدرة الدولة على إجرائها في كل المحافظات في يوم واحد، مع الإعتبارات السياسية، ولا سيما خلو سدة الرئاسة وعدم الإتفاق على قانون الإنتخابات الجديد".

أضاف: "في الخلاصة دلت الإنتخابات البلدية على اشتياق اللبنانيين للانتخابات والديمقراطية. لكن الفرح بحصول الإنتخابات البلدية يرافقه غصة وخوف من أنها لن تحول دون انهيار مؤسسات الدولة ومعها نظامنا السياسي والتوازنات التي يحميها، إذا استمر البعض في منع اللبنانيين من انتخاب رئيس للبلاد ومن إعادة تكوين سلطتهم الدستورية. ومن هنا مناداتنا بوجوب وقف المناورات السياسية والعودة إلى أحكام الدستور، والقبول بقواعد المنافسة الديمقراطية القائمة على الإنتخاب، والإقلاع عن محاولات فرض رئيس للجمهورية، بتعطيل العملية الإنتخابية وتعريض البلاد للفراغ القاتل المهدد لاستمرار الدولة اللبنانبة، لأنه لا يجوز ربط وجود الجمهورية والنظام بوصول شخص إلى الرئاسة، أيا كان هذا الشخص، لأن الضرر اللاحق بلبنان، وبموقع رئاسة الجمهورية المسيحي، أكبر بكثير من أية فائدة ترتجى من وصول شخص ما، هذا طبعا إذا سلمنا بأن وصول هذا الشخص يعود بالفائدة".

وتابع: "إننا نرفض بعض الطروحات التي بدأت بالظهور بسبب الإبتزاز السياسي المستمر، والداعية إلى إجراء انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، استنادا إلى تعهدات الأفرقاء السياسيين المسبقة بتسهيل انتخابات رئيس للجمهورية بعد الإنتخاب وعدم تعطيلها، لأن القبول بهذا الطرح سيدفع بلبنان نحو مغامرة مجهولة النتائج، في ظل نكث الكثير من الأطراف السياسيين لعهود قطعوها سابقا "واللي جرب مجرب كان عقله مخرب"، ما يدعونا إلى مطالبة كل من قبل بقواعد اللعبة الديمقراطية في الإنتخابات البلدية إلى القبول بها في استحقاق رئاسة الجمهورية لكي نعيد إلى الدولة اللبنانية رأسها، وإلى المسيحيين دورهم وموقعهم في الحياة السياسية. كما ندعو أصحاب نظرية إجراء الإنتخابات النيابية قبل الرئاسية إلى الحذر من عدم تحقيق نواياهم السليمة لأهدافها واستغلال البعض لها لتدمير صيغة لبنان الميثاقية، ودفعنا مكرهين إلى الهيئات التأسيسية، التي ستعجز حتما عن الإتفاق على صيغ بديلة تحفظ للمسيحيين حقهم ودورهم في تقرير مصير البلاد وإدارة شؤونها".

وأردف: "بالعودة إلى الإنتخابات البلدية، عاش اللبنانيون محاولة لتنفيذ خطة محكمة وضعتها القوى السياسية والحزبية لتحويلها إلى عملية استئثار سياسي وطائفي في كل المناطق اللبنانية، ما دفعهم إلى التصدي لها وإسقاطها. نعم لقد سقطت محاولة الإستئثار الطائفي في كل المناطق اللبنانية، كما سقطت محاولة مصادرة قرار اللبنانيين من قوى حزبية، تفرقها المبادىء الوطنية والديمقراطية، وتجمعها ظروف انتخابية مؤقتة. ومع تأكيدنا أنه لا يمكن قياس نتائج الإنتخابات البلدية على الإنتخابات النيابية المرجو حصولها في أقرب وقت بعد انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن تحليلا موضوعيا لهذه النتائج يوصلنا إلى الخلاصات الآتية:

أولا: يرفض اللبنانيون عموما، والمسيحيون خصوصا، الإصطفاف والإنصياع لإملاءات تصدر من عل، وبعيدا عن إرادتهم الحرة، ما يثبت ميزة الشعب اللبناني، الفريدة في منطقة الشرق الأوسط، والقائمة على التنوع الفكري والعقائدي والسياسي والديني.

ثانيا: يرحب كل اللبنانيين، ونحن في مقدمتهم، بالمصالحات التي تنهي الصراعات والأحقاد والإقتتال، إلا أن ذلك لا يعني أنهم يبصمون على اتفاقات غامضة لا تقدم حلولا لمشكلاتهم ومخاوفهم، ولا تقوم على توحيد مواقفهم من الثوابت الوطنية والدستورية.

ثالثا: إن نتائج الإنتخابات البلدية دلت على أن تأييد اللبنانيين الكاسح لطي صفحات الإقتتال الأخوي، لا يعني قبولهم بالإصطفاف وراء المتصالحين الجدد، قابلين باستمرار تعطيل الدستور وحرمانهم من حق انتخاب رئيس للجمهورية، وبغيرها من الممارسات الشاذة، لا يدفعهم لتسليم قرارهم للمتفاهمين الجدد، ولا يفترض تنازلهم عن مسؤولياتهم وحقوقهم وخياراتهم وتنوعهم، دون أن يعني ذلك رفضهم للتحاور والتعاون معهم لتحقيق برنامج إعادة تكوين السلطة وبناء دولة الحق والقانون.

رابعا: إن اللبنانيين تواقون إلى العودة للاصالة السياسية ولبقاء العمل السياسي على مستوى القيم والأخلاق والصدق، بحيث لا يتجاوز بعض الأقزام الطارئين على الحياة السياسية، ممن رفضهم اللبنانيون وأسقطوهم في استحقاقات بلدية ونيابية متعددة كل قواعد الآداب واحترام الآخرين، ما يدفعني إلى رفض التعليق أو الرد عليهم، مكتفيا بترداد قول مارك توين "لا تناقش السفهاء فيستدرجونك إلى مستواهم ويغلبونك بخبرتهم في النقاش السخيف".

خامسا: من المؤسف أن طموحات بعض الفاسدين قد تحولت لديهم إلى كوابيس من الحقد والحسد والعقد النفسية، إلا أنها لا تبرر لهم الكذب والتدجيل والسخرية واحتقار الناس والتبجح والزعم بتحقيق انتصارات وهمية غير صحيحة، كما لا تسمح لهم برفض آراء المواطنين والمس بكراماتهم، تنفيسا لتراكمات من الخيبات، وتغطية لفسادهم وموبقاتهم. كما لا تسمح لهم بتقييم عمل الآخرين في وقت أثبتوا فشلهم في كل عمل قاموا به، ولم ينجحوا إلا في إبعاد كل الرفاق الطيبين ليستأثروا بالعطف والدعم والسلطة.

سادسا: أخيرا، أود أن أطمئن أن قضاء البترون ليس، ولن يكون، يوما مزرعة لبعض الفاسدين، وتنورين لن تخضع ولن تتنازل عن عنفوانها لتصبح تابعة لنفوذهم. إن تنورين مثلها مثل أي مدينة وبلدة وقرية في قضاء البترون، كانت وستبقى حصرمة في عين كل الطامعين في تطويعها، ولن تكون ملحقة بأحد أو بأي بلدة أخرى، ولن تكون ضحية مناورات أحد، ولا سيما من سعى إلى تقسيمها وتفتيت عائلاتها لكي يتبجح أنه فاز بمجلس بلدي لجزء عزيز منها. كما أن محاولات البعض اليائسة لتدمير شرفات مداميك الكرامة فيها ما هي إلا دليل على فقدان الآداب والأعصاب وعلى الخيبة".

وقال: "إن هذه الشرفات الفسيحة، التي قامت بفضل تضحيات أصحابها ومواقفهم الثابتة، وبفضل ثقة الناس ومحبتهم، ستبقى صخرة مشرقة صلبة صامدة تحطم تطاول المتطفلين الصغار، وتشهد على نهاية من قذفته الصدفة والقربى إلى حيث هو، وإن غدا لناظره قريب. وأود، ختاما لهذا المؤتمر، أن أهنىء اللبنانيين والمرشحين، ناجحين أو فاشلين، على الروح الديمقراطية التي مارسوها. كما أود، وفاء للصدق في الوطنية والتضحية والأصالة أن أهدي انتصارنا إلى الصديق والزميل دوري شمعون".

حوار

ورد حرب على أسئلة الصحافيين، فقال: "حدثت الإنتخابات ثلاث مرات في 2005 و2009 واليوم 2016، وإني أستغرب تبجح البعض وزعمهم بتحقيق الفوز وأنهم سوف يفوزون مستقبلا. ففي إنتخابات 2005 وكانت شاتين لا تزال مضمومة إلى تنورين وحققت 3244 صوتا فيها بما يعادل 60% في حين أن خصمنا الوزير جبران باسيل حقق 2219 صوتا بما يعادل 40%. وفي ال 2009 وكان الوضع يشابه ال 2005 نلت أنا بطرس حرب 3672 صوتا بما يوازي 63% من الأصوات فما نال باسيل 1989 صوتا بما يعادل 37%. وبعد فصل شاتين عن تنورين، إنخفض عدد ناخبي تنورين حوالى 800 مقترع فعلي، وبعد تحالف العونيين والقوات جاءت نتيجة إنتخابات 2016 البلدية لتعطي لائحتنا 2510 أصوات كمعدل وسطي أي بنسبة 61%، ولائحة الخصم -وفيها باسيل طبعا- 1623 صوتا بمعدل 39%. فهل يعتبر هذا إنتصارا وتقدما للخصم أم تراجعا دراماتيكيا له؟ فالفارق الوسطي بعدد الأصوات بين اللائحتين هو 887 صوتا".

سئل عن سد جنة المطروح اليوم كبند للبحث على جدول مجلس الوزراء، فأجاب: "صحيح أن موضوع السد مطروح على جدول مجلس الوزراء مع ما رافق هذا التلزيم من صفقات وتساؤلات ومخالفات وعلامات إستفهام وشبهات، وهي "شغلة كتير كبيرة" وإني أعتبر أن هناك مئات ملايين الدولارات في معرض التساؤل حول سد جنة وموقعه وشكله والشركات التي تنفذه وممثليها في لبنان وعلاقتهم بالمسؤولين الذين كانوا في وزارة الطاقة والمياه، بالتأكيد هناك تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام، وستكون مواجهة في مجلس الوزراء اليوم، وآمل أن يطلع الرأي العام على كل تفاصيلها ويدرك المستوى الأخلاقي المتدني الذي يمارسه بعض المسؤولين في الإدارات الرسمية المناط بها إدارة الأموال العامة والمحافظة على مصلحة الدولة".

أضاف: "المواجهة ستحصل في مجلس الوزراء اليوم لأن طرح بند سد جنة على مجلس الوزراء بصورة دقيقة جدا كم هي الصفقات والمخالفات والفاسدين الذين وراءها والتي ستؤدي إلى تدمير أجمل موقع طبيعي في لبنان والتي لن تؤدي إلى بناء سد يتسع ل 30 أو 40 مليون متر مكعب، وبالكاد سوف يتسع ل 8 ملايين ليتر مكعب، وهكذا تكون الدولة تتكلف بحدود 500 مليون دولار لبناء سد ل 8 ملايين ليتر مكعب وهو ما يمكنها بناؤه في أي مكان آخر في لبنان بكلفة لا تزيد عن 100 مليون دولار".

وتابع: "إنها الفضيحة الكبرى التي سيبحثها مجلس الوزراء اليوم، وآمل أن تكون نتيجة البحث في الجلسة منع تمرير هذه الصفقة التي سيكون من نتائجها تدمير البيئة في أجمل وأفضل وأهم واد في لبنان، بالإضافة إلى القضاء على التراث الملتصق بإسم أدونيس وعشتروت الذي جرت أحداثه الأسطورية في ذلك الوادي".

 

سلام في اليوم الوطني للصناعة: لانتخاب رئيس صناعة لبنانية الحاج حسن: لتبني سياسة تجارية تفاضلية وفتح أسواق للانتاج اللبناني

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - نظمت وزارة الصناعة احتفالا، قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، لمناسبة "اليوم الوطني للصناعة"، برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضوره. كما حضر وزيرا الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن والبيئة محمد المشنوق، رؤساء بعثات ديبلوماسية وممثلو منظمات دولية وغير حكومية ومديرو عامون في الوزارات ومؤسسات عامة ورؤساء هيئات اقتصادية وصناعية والمشاركون في المنتدى الاورو - متوسطي المنعقد في بيروت. بعد النشيد الوطني، وعرض فيلم عن وزارة الصناعة والقطاع الصناعي، قدم رئيس مصلحة المعلوماتية في وزارة الصناعة الدكتور ربيع بدران عرضا احصائيا عن تطور الصناعة اللبنانية وحركة الصادرات.

جدعون

وقدم المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون عرضا تقييميا عن الرؤية التكاملية للقطاع الصناعي ( لبنان الصناعة 2025 ) ومما قاله: "استنادا الى مهام وزارة الصناعة المحددة قانونا بصفتها الراعية والموجهة والداعمة والمنظمة للقطاع الصناعي اللبنانية، التزمنا بوضع رؤية تكاملية للقطاع الصناعي: لبنان الصناعة 2025 وقد اعلنا عنها العام الماضي. ونعلن اليوم عن اداء وحدات وزارة الصناعة حول تنفيذ هذه الرؤية العشرية، مع العلم ان الرؤية التكاملية تضمنت اهدافا استراتيجية نرى انه يقتضي تحقيقها بحلول العام 2025، كما تضمنت سبعة اهداف عملانية نعمل على تحقيقها بشكل يومي ومتواصل".

باسيني ونوتاري

كما تحدث كل من الممثل الاقليمي لمنظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية ( يونيدو ) في لبنان كريستيانو باسيني، والمفوض العام لشبكة انيما للاستثمار الاورو - متوسطية ايمانويل نوتاري عن اهمية تطوير القطاع الصناعي لتحقيق النمو الاقتصادي. وشددا على العلاقات القوية التي تربط لبنان بكل من يونيدو وشبكة انيما للاستثمار الاوروبي.

الشمالي

اما رئيس الاتحاد العربي لتنمية الصادرات العربية المهندس يحيى الشمالي فقال: "يسرنا ان يكون لبنان الحبيب مقرا للاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية ونقطة انطلاق انشطته"، مؤكدا "ان الصناعة اللبنانية تخطو بخطى ثابتة وفق رؤية واضحة واستراتيجية تكاملية نحو تطوير وتنمية وزيادة قدراتها التنافسية والارتقاء بصادراتها والانخراط في الشبكة الانتاجية الاقليمية والعالمية". وقال: "جاءت مبادرة انشاء الاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية استجابة الى تطلعات القطاع الصناعي والتجاري في الدول العربية لايجاد منبر للحوار وتوثيق الروابط والصلات بينهم والضرورة الملحة لانشاء آلية تكاملية عربية تعنى بتنمية الصادرات غير النفطية تعمل جنبا الى جنب مع الرؤية الوطنية لكل دولة عربية وتنسق في ما بين الجهات المعنية بتنمية الصادرات العربية والدولية".

لاسن

وشددت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن على "أهمية التعاون بين الإتحاد الاوروبي ولبنان في مجال الصناعة"، مؤكدة ان "القطاع الصناعي في لبنان يشكل نقطة اساسية بالنسبة للاتحاد خصوصا، وان الشركات كافة في لبنان تعاني من وضع متدهور بسبب الوضع في المنطقة"، لافتة الى ان "الإستقرار ضروري للنمو الإقتصادي".

الحاج حسن

والقى الوزير الحاج حسن كلمة جاء فيها: "إن مهام الحكومات في الدول ومنها لبنان هي المحافظة على الاستقلال والسيادة والحدود، وبالتوازي تأمين رفاهية أبنائها ومستوى معيشي لائق لهم وفرص عمل ومداخيل محترمة للمواطنين. ويتأمن ذلك عبر تدعيم القطاعات الاقتصادية وفي طليعتها الصناعة".

وتوجه الى الضيوف العرب والاوروبيين، فقال: "إنني أحملكم أمانة نقل واقع لبنان الصعب على صعد عدة، وأبرزها الصعيد الاقتصادي إلى دولكم، وآمل مساعدتنا في تطبيق التدابير اللازمة لمعالجة الوضع الاقتصادي وتحفيز النمو، ومنها حماية الصناعة الوطنية وزيادة الصادرات اللبنانية الى الخارج وخفض الواردات الى لبنان". أضاف: "ان هذه التدابير متوافق عليها داخل الحكومة اللبنانية وبرعاية دولة الرئيس. وأريد أن أشدد هنا على أننا لا نريد اغلاق حدودنا مع أي من شركائنا التجاريين، ولا نريد القطيعة مع أحد. ولكننا في مرحلة اعادة صياغة سياساتنا الاقتصادية والتجارية مع الدول الشريكة بما يؤمن مصالحنا، ويضمن عدم تحميل الصناعة والزراعة في لبنان المزيد من الخسائر". وتابع: "يمر لبنان حاليا بظروف حرجة جدا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وكل المؤشرات غير مطمئنة إذا واصلنا سلوك هذا المنحى الانحداري الذي فاقمته استضافة لبنان مليونين ونصف مليون لاجىء سوري. وما يزيد الطين بلة، ربط المجتمع الدولي مساعداته للبنان على حجمها المتواضع، بتوفير فرص عمل للاجئين السوريين. السؤال هنا كيف يمكن توظيف اللبنانيين أولا والسوريين ثانيا إذا لم نؤمن البيئة الحاضنة للمستثمرين في القطاعات كافة، وأبرزها القطاع الصناعي. وكيف يمكن تأمين هذه البيئة الحاضنة من دون طمأنة المستثمر الى وجود أسواق تصديرية أمامه". وقال: "إن لبنان يشكر الدول العربية والاوروبية الصديقة على مساعداتها، ويطالبها بأن تزيد مساعداتها بما يتلاءم مع التعويض العادل لخسائره الناجمة عن الأزمة السورية وعن تدفق اللاجئين على اراضيه والتي فاقت عشرة مليارات دولار، لم يصل منها حتى الآن الا ما نسبته أقل من 10%. إننا نريد من الدول أن تساعدنا بتبني سياسة تجارية تفاضلية ازاء لبنان، وبفتح أسواقها أمام الانتاج اللبناني، الذي نؤكد انه يتمتع بالمعايير والمواصفات الاوروبية والدولية. وعندما ترتفع صادراتنا، يزيد انتاجنا، وتعمل مصانعنا بأقصى طاقاتها، فتحتاج الى توظيف المزيد من العمال اللبنانيين والأجانب لتلبية حاجاتها التشغيلية. هذه هي الخطوة الأولى المطلوبة لبداية الحل الاقتصادي في لبنان." وتابع: "لقد وضعنا أمامنا هدف رفع الصادرات اللبنانية من 3.5 مليارات دولار الى 5 مليارات دولار وتخفيض الواردات من 18 مليار دولار الى 16 مليار دولار فيصبح العجز 11 مليار دولار بدل 15 مليار دولار. وبذلك نرفع نسبة الصناعة من الناتج المحلي من 10% الى 15%. ويمكن تحقيق هذا الهدف خلال فترة زمنية تتراوح بين 5 و7 سنوات". وختم: "إن وزارة الصناعة تنشط بالتعاون مع الوزارات والادارات الرسمية كافة، ومع القطاع الخاص والشركاء العرب والاجانب على صعيد القيام بواجباتها تجاه القطاع الصناعي، لناحية تأمين البيئة الحاضنة للاستثمار الصناعي، وتأمين المناطق الصناعية، واعطاء الحوافز الضريبية، والحماية من الاغراق، ومنع الاحتكار، وتأمين منظومة المواصفات والأبحاث والدراسات والمطابقة والمختبرات في أجهزة ومديريات وزارة الصناعة ومؤسسة المقاييس والمواصفات ومعهد البحوث الصناعية".

سلام

وألقى الرئيس سلام كلمة جاء فيها: "بقدر ما عندنا طموح لتتحول الصناعة في لبنان ركيزة اساسية لحاجاتنا الاقتصادية التي تنعكس بدورها على نمو البلد وصدقيته وعلى قوة ومناعة لبنان، بقدر ما نحن بحاجة الى أجواء وظروف محيطة ملائمة لنمو الصناعة. والجميع يتساءل كيف يمكن للبنان أن يصمد في ظل هذه الأجواء؟ نعم يصمد عندما تكون الإرادة اللبنانية جامعة وعندما تكون الرؤية اللبنانية واضحة في سبيل مستقبل مزدهر لهذا الوطن. وهنا لا بد لي أن أقول انني شخصيا أتطلع الى عيد وطني للصناعة وهذا العيد بالنسبة لي هو عندما نتمكن من إنتخاب رئيس جديد للجمهورية صناعة لبنانية".

الجميل

وفي نهاية الحفل قدم رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل درعا للرئيس سلام تقديرا للجهود التي يبذلها لتسهيل وتوفير كل الإمكانات لتقدم الصناعة اللبنانية وازدهارها.

بعد ذلك وقع وزير الصناعة ورئيس الاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية إتفاقية نصت على استضافة لبنان لمقر الإتحاد العربي لمجلس التنمية والصادرات الصناعية.

 

ندوة في المركز الكاثوليكي عن التزام الكاثوليك وتصرفهم في الحياة السياسية وقراءة في نتائج البلديات

الخميس 02 حزيران 2016 /وطنية - عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام عن "قضايا تتعلق بالتزام الكاثوليك وتصرفهم في الحياة السياسية، وقراءة في نتائج الانتخابات البلدية"، شارك فيها: رئيس أساقفة بيروت للموارنة، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، الوزير السابق سليم الصايغ، النائب السابق فارس سعيد. وحضر المسؤول عن الفرع السمعي البصري في المركز، الأمين العام لجمعية الكتاب المقدس الدكتور مايك باسوس، ومهتمون.

مطر

بداية رحب مطر بالحضور، وقال: "نحن في الكنيسة عندما نتطرق إلى موضوع السياسة نضع نصب أعيننا كلام الإنجيل القائل "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، فالكنيسة تميز بين القطاع الزمني والقطاع الروحي الديني المتعلق بالخلاص الأبدي للإنسان. نحن نقر بالشوؤن الزمنية على أساس أن لها قيمة بذاتها ولها إدارتها المستقلة عن السلطة الدينية بصورة خاصة". ورأى أن "السياسة يمكن أن تكون بلا أخلاق، ويمكن أن نعيش أخلاقا بلا سياسة، أي في عالم لا علاقة له بالأرض، المطلوب فعلا أن تكون السياسة متصالحة معنا، نريد سياسة بأخلاق وليس سياسة بلا أخلاق. كيف نترجم هذه المقولة؟ نترجمها بالقول إننا نتمسك في الشأن السياسي بقيم أساسية ضرورية لحياة الإنسان. طبعا على الناس أن يتدبروا أمرهم وينظموا صفوفهم ويطلقوا سلطتهم لتكون مسؤولة عن الوضع الأمني وعن حضاراتهم، ولكن ذلك كله ضمن المعايير الأخلاقية. فالكنيسة تتدخل في كل ما يعود إلى القيم الأخلاقية، وعلى سبيل المثال: كل قيمة تتعلق بكرامة الشخص البشري الذي له قيمة مطلقة، السياسة لها حدود أمام كرامة الشخص البشري لا تتصرف به على الإطلاق". أضاف: "في ما يخص القراءة في الانتخابات البلدية، أرى أن الشعب اللبناني أثبت تمسكه بالديموقراطية، وهذا أمر مهم جدا. نحن لا نرضى بغير الديموقراطية سبيلا للعيش ولتدبير أمورنا السياسية. طبعا الديموقراطية صعبة، وقد قال عنها روسو "يجب أن يكون الممارسون لها آلهة حتى تمارس بشكل صحيح"، أي أن يكون كل الناس متعلمين ومن ذوي الأخلاق حتى تستقيم الديموقراطية، ولكن بالرغم من كل مصاعبها ومساؤئها نذكر كلام تشرشل "الديموقراطية هي أسوأ نظام انتخابي... ما عدا كل الإنطمة الأخرى". هذا أمر مهم جدا أن ننظر إلى الشعب اللبناني كمتمسك حقيقة بالديموقراطية". وتابع: "القضية الثانية التي فرضت نفسها هي عودة إلى الاصالة الديموقراطية، بمعنى أن الشعب هو مصدر السلطات ومصدر الإرادة، الشعب تكلم خلافا لما كان متوقعا في بعض الأماكن، أعطى كلمة خاصة به مهما كانت هذه الكلمة، لذلك لا تستقيم سياسة إذا كنا نعلل الديموقراطية وقوانين الانتخابات لتأتي بالنتائج التي نريدها نحن والتي لا يريدها الشعب. في الدول الراقية، عندما يختلف السياسيون من معارضين ومن حكام يذهبون للإحتكام إلى الشعب، هذا الإحتكام هو قمة الصحة والسلامة في العمل الديموقراطي الإنتخابي. لذلك ما ظهر في الإنتخابات الأخيرة يدل على أن الشعب هو الذي يجب أن يقرر". وختم: "ليس من الضرورة أن نتعامل بالنسبية في كل شيء، في الانتخابات البلدية هناك دول كبيرة لا تتعاطى النسبية، اولا النسبية تشرذم المجلس النيابي بحيث لا يمكن أن يؤلف كتلات كبيرة يستطيع من خلالها سياسة واضحة. النظام الأكثري له أفضلية، أي أن أكثرية تحكم وأقلية تعارض، وفي المرة التالية قد تصبح الأكثرية أقلية والأقلية أكثرية".

الصايغ

ثم كانت مداخلة للصايغ قال فيها: "يؤسس مفهوم الكرامة الإنسانية لمنظومة حقوق الإنسان. ولا يستوي هذا المفهوم إن لم يكن في خدمة الخير العام. والتفاعل بين مفهوم الكرامة ومفهوم الخير العام يتم عبر الإعتراف بالإنسان. المواطن المؤتمن والمتمتع بحقوق مكفولة قانونا وبواجبات موازية لها. وبالتالي تكون الديمقراطية نظاما قِيما كما هي طبيعة نظام حبث تحتكم إلى مبدأين أساسيين: مبدأ الأغلبية التي تحكم، ومبدأ الإحتكام الى الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية والمدنية. من هنا، نطرح السؤال: إلى أي مدى أتت الإنتخابات البلدية مطابقة للديموقراطية؟ وهل يكفي أن تتم عملية التصويا والاحتكام إلى قرار الناس عبر صندوقة الاقتراع للقول إن الديموقراطية بخير؟ وأين الالتزام بمنظومة الحقوق والقيم؟" ورأى أن "التعبير الديموقراطي هو تعبير فردي ولو تبنته الجماعة. لقد أظهرت الإنتخابات البلدية توق الناس إلى إبداء الرأي في ظل نظام تتعطل مؤسساته الواحدة تلو الأخرى، في ظل حكومة قال رئيسها عنها انها أفشل حكومة منذ الإستقلال. ومع تحفظنا عن هذا الإستنتاج لأن العلة في فشل الدولة وليس الحكومة لأسباب تتعلق بالإستقلال السياسي وتحجيم السيادة، نرى ان الإنسان في لبنان في حالة نزاع مع الواقع المرير وهو يسعى إلى التغلب عليع ساعيا إلى تغيره عبر الوسائل المتاحة".

وأضاف: "تعلم الكنيسة ان لا نسبية ثقافية، استطرادا لا نسبية مذهبية أو مناطقية أو حزبية أو قروية أو عائلية عندما يتعلق الأمر بالإلتزام الأدبي الذي عليه أن يبقى متماسكا على أساس نظام اجتماعي أكثر عدالة يتوافق وكرامة الشخص البشري. ما تطلبه الكنيسة هو الالتزام الأدبي بغض النظر عن ماهية الالتزام الآخر. لقد نجح كثيرون في هذه الإنتخابات في الأصوات، إنما قد سقطوا في الإلتزام الأدبي، وقد يجتاز كثيرون امتحان الطعون القانونية، إنما هم حتما راسبون في امتحان الإعتراف بشرعيتهم". وقال: "يشجع القانون التوافق للفوز بالتزكية، وهذا ما حصل في عشرات البلديات. ولكن أين المحاسبة في ما بعد؟ وتبقى القاعدة العامة في الديموقراطية هي التنافس بين لوائح تتقابل على أساس احترام حصص عرفية تتوزع على القوى البلدية، عائلية كانت، فردية أو حزبية. المهم قبول الخسارة، وطي الصفحة، والتجانس. ان تجميع الحصص لا يبني مجلسا متجانسا ويؤدي إلى فقدان الفعالية". وعزا تدني نسبة الإقتراع في المدن الى سببين: سوء القوانين وتقسيم الدوائر الإنتخابية، والرهبة من الثورة من دون نتيجة او مردودية، مع ضعف البدائل كما حصل في بيروت". ولاحظ أن "المرأة اقترعت بنسبة عالية ولو متفاوتة بين المناطق. إلا أن ترشحها يبقى متواضعا، مما يعني أن أسباب انكفائها عن التقدم للعمل البلدي لا تزال قائمة. ومنها: التلوث بالفساد المستشري، ذكورية الشأن العام، انحسار سلطة المعايير لصالح سلطة القوة، عدم ترسخ المرأة المتزوجة في بيئة زوجها إلا بعد زمن، المجتمع البطريركي العائلي الذي يولي الرجل، والإنخراط الخجول في الاحزاب". وأوضح أنه "بالنسبة الى الكنيسة، لا تضر التعددية مهما كان شكلها السياسي بالأدبيات، ما دامت لا تذهب إلى النسبية الثقافية". وختم بأنه "المستقبل لن يبتسم إلا للقوى التي تجرؤ على الخروج من التقليد والانتهازية إلى التغيير، والتغيير يبدأ من الذات ومع الذات ليبلغ الفضاء الأصعب في المجتمع".

سعيد

ثم كانت مداخلة لسعيد عن الإنتخابات البلدية، وقال: "أثبتت أجهزة الدولة، الإدارية والأمنية والسياسية، أنها قادرة على تنظيم وتنفيذ عملية انتخابية على مساحة لبنان إذا توفر القرار السياسي". ورأى أنه "كان للمال مساحة وازنة في كل المعارك، ساحلا وجبلا وسهلا شمالا وجنوبا. إذ إن المرشحين في المدن الكبيرة والبلدات كانوا بغالبيتهم الساحقة أصحاب قدرة مالية عالية وإمكانية إدارية تجعل منهم أرقاما صعبة في العملية الانتخابية. ولم تنجح الأحزاب المسيحية والإسلامية يمينا ويسارا في أن تكون "رافعة" حقيقية لتجديد النخب السياسية لا بل على العكس تماما، إذ تميزت بالتعاون "البراغماتي" مع قوى التقليد والعائلات في كل قرية وبلدة، ووصلت عملية التعامل الحزبي مع الأطر التقليدية إلى حد أن قال لي أحد القرويين أنه أضيف على كل قرية في لبنان "عائلة بيت القوات وعائلة بيت التيار وعائلة بيت المستقبل". وأضاف: "غابت العناوين والاهتمامات البيئية والإنمائية وموضوع اللامركزية الادارية وبرزت في المقابل المحاصصة، أي تحديد الأحجام السياسية والعائلية في كل مدينة وقرية، ولم تبرز مشكلة حل النفايات مثلا كموضوع أساسي في اهتمامات الناخبين، وكأن أزمة نفايات بيروت حصلت في بكين أو في أحدى عواصم أميركا اللاتينية.وقد حافظت بيروت على تنوعها الطائفي بفضل تفاهمات سياسية، ولم تحافظ طرابلس على تنوعها بسبب تصويت الطرابلسيين الكثيف في وجه التحالف السني العريض الذي احترم التمثيل المسيحي. كما برزت مشكلة تمثيلية في بعض القرى المختلطة الشيعية المارونية في قضاء جبيل، تم تذليلها بالحوار مع المرجعيات المحلية بعيدا عن الارجحيات العددية لكل فريق". وأشار الى أن "القوى السياسية العملية الانتخابية دخلت بادعاء واضح أنها تحتكر تمثيل طوائفها على مستوى الدولة، ثم أسقطت هذا الادعاء على الواقع البلدي المحلي، فاصطدمت باعتراضات في كل المناطق وداخل كل الطوائف، إذ برزت جرأة شيعية في بعلبك وجبل لبنان والجنوب في مواجهة الثنائية الشيعية. كما برزت حالة اعتراضية مسيحية على تحالف القوات - التيار الوطني الحر في جبل لبنان (المر مثلا) وفي الشمال (حرب - حبيش - فرنجية - معوض...). وبرزت معارضة سنية في وجه تحالف عريض في طرابلس قام على قاعدة التلفيق وليس على قاعدة الانسجام السياسي". وتابع: عندما يعود اللبنانيون إلى داخل مربعاتهم الطائفية تحت عنوان "تقوية الطائفة" بهدف حمايتها، تبرز حالة اعتراضية في وجه الاختزال في كل المناطق. وقد بينت هذه الانتخابات أن عملية الاختزال التي قام بها حزب الله في طائفته قد غدت مثلا يحتذى لدى الاحزاب الطائفية الأخرى، على قاعدة خاطئة تقول إن الأقوى هو الأكثر مصادرة لقرار المواطنين في مناطقهم وطوائفهم. وقد سقطت الذريعة الأمنية لتأجيل أي استحقاق انتخابي، رئاسي أو نيابي". وقال: "في المحصلة، سقط عون وفرنجية في صناديق الاقتراع في طرابلس التي صوتت ضد من دعمهم لرئاسة الجمهورية. ورغم المرونة الزائدة التي استخدمها تيار المستقبل في التعامل مع أكثر المسائل الشائكة، والتي لم تخل من بعض الأخطار، لم يحصد التيار سوى خسائر متلاحقة". وختم: "يبقى دور الكنيسة في دائرة الضوء، ومسؤوليتها كبيرة في ابتكار مخرج لأزمة رئاسة الجمهورية، ربما من خلال التراجع عن مقولة الزعماء الأربعة أو المرشحين الأقوياء".

ابو كسم

واختتمت الندوة بكلمة أبو كسم الذي قال: "الكنيسة أم ومعلمة، وهي الأم الساهرة للمحافظة على القيم الأدبية وكرامة الإنسان. أولا أدعو جميع الأبناء في القرى إلى طي صفحة الإنتخابات والإنطلاق إلى العمل الإنمائي الذي يجمع المسيحيين واللبنانيين لخير المجتمع وخصوصا في الجنوب والبقاع والشمال وجرود جبيل وكل المناطق اللبنانية. ثانيا، إن الذي شهدناه في طرابلس غير مقبول، ومعالي الوزير المشنوق قال إن ما حصل جريمة. نحن لدينا في لبنان ميثاقية علينا المحافظة عليها، هذا الإقصاء في غير مكانه، ومهما كانت الأسباب علينا أخذ العبر للمرة المقبلة. ثالثا، الانتخابات النيابية تؤجل من مجلس إلى مجلس، ويبدو أننا اليوم لا نتفق على قانون انتخابي. منذ 7 سنوات لا نستطيع انتخاب رئيس للجمهورية، علينا الخروج من هذه المراوغة السياسية، وندعو المجلس النيابي رئيسا وأعضاء لإنجاز قانون انتخابي. البلد في حالة خطر، وعلينا انتخاب رئيس للجمهورية، وسيدنا البطريرك يطالب من سنتين بانتخاب رئيس، لبنان صدر الحرف وصدر الحضارة ومن غير المسموح أن نبقى في هذا الوضع، وإن شاء الله تكون هذه الانتخابات لخير لبنان وشعبنا".

 

سامي الجميل اطلق شرعة أداء وأخلاقيات العمل البلدي: الشعب رفض ان يكون شيكا يجير وهي رسالة صدرت من كل المناطق

الخميس 02 حزيران 2016/وطنية - أطلق رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل "شرعة أداء وأخلاقيات العمل البلدي التي ترتكز على الشفافية والنزاهة والمحاسبة واشراك المجتمع المدني والمرأة". واعتبر في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، قرأ فيه نتائج الانتخابات البلدية أن "الانتخابات أثبتت أن معارك الالغاء والتحجيم سقطت، وأن الشعب اللبناني أثبت لم يعد حرفا ساقطا او شيكا يجير وهو مستعد للتغيير وقادر على المحاسبة، وهذا الامر أساسي اذا أردنا اصلاح الاداء الساقط والأهم من الحسابات هو استخلاص العبر من النتائج"، لافتا الى أن "الشعب اسقط مقولة كما أنتم يولى عليكم، اذ برهن أنه أفضل من الطبقة السياسية التي يجب أن تتمثل به". واستهل الجميل المؤتمر ب-"توجيه تحية الى روح الشهيد سمير قصير وعائلته في ذكرى استشهاده في الثاني من حزيران"، وقال: "تربطنا به صداقة وهو رأي حر من الكفاءات القليلة التي ملأت المشهد في الحياة السياسية والفكرية". وتوقف عند الانتخابات البلدية، مشيرا الى أن "اهتمام الكتائب بهذا الاستحقاق مرده الى أن اللامركزية تتجسد بالبلدية"، وقال: "منها سنحاول أن نحقق المرجو من اللامركزية أي العمل على التنمية المحلية والانجازات على صعيد الضيع بظل غياب الدولة عن واجباتها وواقع الدولة المركزية المرير". وهنأ "اللبنانيين الذين خاضوا الانتخابات البلدية كونهم شاركوا باعادة إحياء الديموقراطية في لبنان، بظل تلكؤ القوى السياسية عن اجراء انتخابات نيابية ورئاسية". ووجه تحية الى "الكتائبيين الذين خضعوا لهذا الامتحان الكبير، اذ أن قيادة الحزب تركت لهم فرصة اختيار الانسب لقراهم، فكان القرار محليا على صعيد أهل البلدة وهم من اختاروا التحالفات".

وأوضح أن "ما ميز الكتائب هو أنها عملت على أساس أن هدف الانتخابات تنمية المناطق وليس تسجيل نقاط أو الغاء الآخرين أو تصفية حسابات سياسية"، وقال: "اننا فصلنا بين التحديات السياسية الوطنية والتحديات المحلية والاهم من الحسابات هو استخلاص العبر من النتائج".

أضاف: "ان الناخبين تكلموا ونحن سمعناهم وسمعنا من صوت ومن صمت واستمعنا الى الجميع ونستنتج عبرتين أساسيتين: أولا أن اللبنانيين أحرار والشعب قادر على أن يقول "لا" أو"نعم" عندما يجب، فالشعب اللبناني لا يجير ولا يوضع في "الجيبة" كما أن عدد الاصوات ليس بسلعة تباع وتشترى، ولكن للاسف ان أهل الضيع والمجتمع المدني والعائلات شعرت أن بعض الاحزاب تتعامل معهم على أساس أنهم سلع، لذلك وجدنا أنفسنا في بعض المناطق وحدنا الى جانب العائلات. ان الشعب واع لكون الاستحقاق البلدي تنمويا، لذلك رفض أن يكون "شيكا" يجير وهي رسالة صدرت من كل المناطق، اذ أن أحدا لا يمكنه أن يمون على اللبنانيين لأن يصوتوا ضد قناعاتهم وهذه العبرة الاولى والاساسية التي يجب أخذها، واذا لم نتعلمها لا نكون قد فعلنا شيئا، لا سيما اننا ككتائب نعمل لمواكبة الناس لا لتجييرها". أما العبرة الثانية فلخصها الجميل بالقول: "كل الكلام عن أن الشعب عاجز عن التغيير قد سقط والشعب أكد سقوط هذه المقولة وانه قادر على التغيير، ولو البعض من أهل بيروت وعى قدرته على التغيير لكان التصويت ل-"بيروت مدينتي" أكبر، كما أن أهل طرابلس قاموا بردة فعل على تجربة بيروت والاهم أن تكون لنا الثقة بأن الشعب اللبناني ما عاد حرفا ساقطا او عاجزا عن التغيير، وعلى جميع القوى السياسية، لا سيما التي تحيد عن ثوابتها وتقيم تحالفات غير طبيعية أن تعيد حساباتها لان للمواطن رأي حر سيعبر عنه". وشدد على أن "الديموقراطية غير المبنية على المحاسبة ليست ديمقراطية"، مؤكدا أن "الناس قلبت الطاولة على كل التوقعات والشعب ليس بضاعة أو شيكا للتجيير، انما لكل مواطن كرامة لا أحد يقدر على بيعها".

وعن انتخابات بيروت، قال: "بغض النظر عن المشروع الانمائي لهذه اللائحة أو تلك، فان الروحية الاصلاحية الموجودة لدى المجتمع المدني ولدى لائحة بيروت مدينتي هي ما يحتاجه البلد، وأشعر أن الشعب اللبناني بحاجة الى روحية "نادين لبكي" ودمعتها أكثر من الحاجة الى الطبقة السياسية التي أثبتت فشلها على كل الصعد".

أضاف: "اذا كان الخيار بين مهنية الطبقة السياسية وفشلها الذريع عبر مخالفة الدستور والتبعية للخارج ومراهقة المجتمع المدني، فإننا نفضل طبعا مراهقة المجتمع المدني لكننا نتمنى من الاخير الا يضع كل الناس في "الجيبة" نفسها ولا يجب أن يبقى منغلقا على نفسه"، مؤكدا أن "المشكلة ليست في الاحزاب أو بمبدأ وجودها انما في اداء بعضها"، داعيا "المجتمع المدني الى حوار مفتوح من أجل التغيير في لبنان و"نحن جاهزون للقيام بهذه الورشة". وقال: "ان المعركة البلدية ليست معركة أحجام لذلك لن نستخلص منها حجم هذا الفريق او ذاك. ان مئات الكتائبيين الذين فازوا في الانتخابات البلدية سيلتزمون بـ"شرعة اداء واخلاقيات العمل البلدي" المبنية على 7 نقاط، وهي: اولا العمل على تطوير العمل البلدي، ثانيا وضع خطط وبرامج سنوية فالمشروع العام يجب أن يقسم على مشاريع، ثالثا حضور الجلسات وجدية العمل البلدي، رابعا الشفافية والمساءلة بحيث ويجب نشر كل الحسابات وتقارير عن المشاريع المنجزة وكلفتها، خامسا اشراك المجتمع المدني بالعمل البلدي وتفعيل دور المرأة وذوي الحاجات الخاصة والمسنين والشباب، اذ لا يجوز أن تختصر البلدية عملها بالاعضاء فقط، سادسا التشاور مع أهل المنطقة باجتماع عام كل سنة أو 6 أشهر، وذلك للمساءلة واعطاء الملاحظات، سابعا مراجعة منطق الرشوة والواسطة واساءة استخدام النفوذ وممتلكات البلدية لمصالح خاصة". وشدد على أنه يجب "الوقوف بوجه أي مخالفة انطلاقا من ان الكتائب "حزب الاوادم". وأشار الجميل الى ان "الانتخابات برهنت ان كل المعارك للمحاصصة والالغاء والتحجيم سقطت بصناديق الاقتراع، فالناس لا تريد أن يستغلها أحد لالغاء الآخر أو يستقوي بها على حساب المصلحة العامة والانماء". ووجه تحية ل-"طلاب الكتائب عشية انتخابات رئيس مصلحتهم الاحد المقبل". وأوضح انها "تجربة ديمقراطية نموذجية أن يقوموا بسابقة من خلال حملة انتخابية راقية ومناظرة"، معتبرا ان "الانتخابات المقبلة للمكتب السياسي ستكون أقله على مستوى ما قام به الطلاب"، وواعدا "اللبنانيين بالارتقاء الى مستوى طموحاتهم".

وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين، قال: "لم نرد أن نكون على خلاف مع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وعندما اعتمدا منطقي الاستئثار والالغاء لم يتركا لنا المجال لنقوم بأي عمل الا الوقوف بوجههما، ولا عقدة لدينا في التعامل معهما حيثما كان هناك مجال ولم تكن لدينا سياسة مسبقة عما يجب القيام به". أضاف: "في زحلة كنا مع التيار والقوات، أما في جونية فكنا مع التيار ولم نرد ضرب زعامة الجنرال عون او ضرب اي تحالف. اننا وضعنا قاعدة منذ اليوم الاول انه لا يمكن فرض "تحالف من فوق" واكدنا ان اهل القرية هم من يقررون ولا يمكن تطبيق المنطق نفسه بين الانتخابات النيابية والبلدية، فالثانية انمائية وتؤثر على مسار القرية، فاذا اختلف القوات والتيار في احدى القرى فماذا سيحصل فيها؟" وتابع: "لدينا مشروع ومبادئ وثوابت ونحن ثابتون حيثما نحن ولا نحيد عنها، كما اننا لا نخون مبادءنا ولا نقوم بتحالفات عجيبة غريبة بالسياسة، لاننا دفعنا ثمنها 6000 شهيد. ان لبنان لا يبنى الا انطلاقا من رؤية واضحة لمستقبله والخروج من المنطق المرير الذي تتعاطى من خلالها الدولة بفوقية. نريد تقديم نموذج جديد للمواطنين، والكتائب تريد بناء بلد ودولة، اننا لن نشارك في اوركسترا الحديث عن التمديد او عدمه". واردف: "أدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عدم المخاطرة بالعودة الى قانون الستين والقيام بتعهد انه بتاريخ محدد، يجب أن نذهب الى التصويت في الهيئة العامة ونضع القوانين ونصوت عليها والقانون الذي يحصل على أكثر عدد من الاصوات نسير به، اما رمي الشعارات من هنا وهناك فهو كلام فارغ ويجب ان نعمل ليكون هناك قانون في أيلول". وردا على سؤال آخر، قال الجميل: "اننا نادينا بالمصالحة لعشر سنوات ولكن ما نتمناه ان تكون مبنية على ثوابت ومبادئ واضحة، ولا نريد حصة ولا نضع شروطا انما يجب أن نعرف انه اذا سرنا معهم فأين سنصل باللبنانيين، فخيارات الجنرال عون مناقضة لخيارات جعجع ويهمنا أن نعرف الجواب على السؤال لنقرر اذا كنا سنسير بالتحالف او لا والافضل ان نسير بخط ثالث هو الخط اللبناني الصرف، خط الكتائب وخط الحياد ورفض منطق الميليشيات والسلاح غير الشرعي، خط التطور والحداثة ولا نكون بحلف ايران وبشار الاسد او الفريق المقابل، انما بفريق لبنان فقط". وختم: "ان الكتائب هو الحزب الوحيد الذي رفض ترشيحي عون وفرنجية بسبب خياراتهما السياسية وان المعيار هو الاتفاق على الثوابت الوطنية والاصلاحية والرسالة الاهم التي ارسلها الشعب اللبناني من الانتخابات البلدية هي الاصلاح".