المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 حزيران/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.june11.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَقُولُ لَكَ اغفر لأخيك سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات

كَشَاةٍ سِيقَ إِلى ٱلذَّبْح، وكَحَمَلٍ صَامِتٍ أَمَامَ ٱلَّذي يَجُزُّهُ، هكَذَا لا يَفتَحُ فَاه

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب دانيال غلايزر: تصريحات «حزب الله» عن العقوبات دليل تأثيرها والتدابير الأميركية قيّدت قدرته على نقل الأموال وقوّضت قاعدة مداخيله

 «مال المقاومة»..«مصرف» جديد للدم والقتال/علي الحسيني/المستقبل

حملة «حزب الله» على حاكم مصرف لبنان تثير مخاوف على القطاع المالي

التصدعات في تيار المستقبل أكبر من أن يرممها الحريري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/6/2016

الشرق الاوسط": إقفال حسابات مستشـفى الرسول الاعظم وضغوط هائلة على المصارف في تطبيق الاجراءات المالية

"واشنطن تايمز": "حزب الله" يتاجر بالمخدرات للإنفاق علـــى قتاله فــي ســـوريا

هاشم السلمان في ذكراه الثالثة: وما زال القاتل قديساً!‏

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 10 حزيران 2016

عقيلة الشيخ يعقوب: خرجت الرحمة من قلوبكم وفي الطغيان تعمهون

بري عرض الأوضاع مع سلام والتقى لازاريني

سلام التقى السفير المصري ووفدا من المقاصد زايد: لانهاء الفراغ الرئاسي واجراء الانتخابات النيابية

سلام عرض ولازاريني استراتجية الأمم المتحدة لمساعدة لبنان على تخطي الأزمات الاقتصادية

الاحرار: لاختيار رئيس توافقي واحتضانه ودعمه

ريفي: من يمثلون طرابلس على طاولة الحوار فقدوا تمثيلهم.

هل تفرج ايران عن الورقة الرئاسية لانقـــــاذ حزب الله من الاختناق؟/الـ"ستاتيكو" اللبناني يمنع المس بالاستقرار ويدفع البعض للتنازل عن اوراقه

فارس سعيد لـAEN: ليضغط الحزب على إيران لا على سلامة

قائدنا إلى الأبد» في تماثيل الأسد/نسرين مرعب/جنوبية

خطاب الحريري الرمضاني عمومي…ولم يشف غليل أنصاره

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله يكتفي بما اعلنته "الوفاء للمقاومة" حيال قرار سلامة

حــوري: يمنــع الخــراب ويحمـــي الوطــــن

كـرم: يحافـظ علــى مصالــح اللبنانييـن وســيادتهم

تعديلات في المشهد السياسي الداخلي تلي الاسـتحقاق "البلـديّ": خريطة تحالفات "منقّحة" وواقع "رئاسي" جديد.. يستبعد "الأقطاب

"المستقبل" يقوّم اداءه "البلدي" في إجتماع مكتبه السياسي ومؤتمر عـام" نهاية الصيف يُحـدد ثوابته وعلاقاتـــه

 العونيون يتوقعون مفاجـآت ومؤشرات قريبـة تدفع باتجاه وصول العماد عون الى قصر بعبدا

ماروني: قدمنا بدائل للنفايات و"الانسحاب" من الجلسة تسجيل موقف والهجوم على سلامة والمصـــارف استمرار لإفراغ المؤسســات

 شـهيب يلتقـي بوغـدانوف في موســـــكو سعي لفتح الاسواق الروسية امام المنتجات اللبنانية

قداس وجناز الاربعين لراحة نفس نهاد سعيد الاحد في قرطبا

الطاشناق: لا صحة للاخبار عن خلافات مع التيار الوطني الحر والعلاقات في احسن حالاتها

سامي الجميل زار عوده:البلد غارق بين أيدي مافيات مالية تزيد أموالها على حساب صحة الناس

سليمان بعد اجتماع لقاء الجمهورية: لتلافي العيب الدستوري عند إقرار قانون الانتخاب

عون بحث الاوضاع مع سفيري بريطانيا وروسيا

بو صعب كشف عن خليتين لتزوير الإمتحانات الرسمية تستخدمان تلامذة جامعيين متفوقين وأشاد بتعاون قوى الأمن والجيش والقضاء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مدينة كندية تبحث عن لاجئين سوريين ليقيموا فيها

سفير الأردن السابق بطهران: إيران تخطط لاستهداف الحج

متظاهرون يمزقون صور مرشد إيران في محافظات جنوب العراق

إحكام الطوق على داعش بمنبج وقطع آخر طرق إمداده من تركيا

أردوغان يغضب ويقطع مشاركته بمراسم تأبين محمد علي كلاي/انزعج من طريقة استقباله ولم تتح له فرصة لإلقاء كلمة خلال مراسم التأبين

الامم المتحدة بانتظار موافقة دمشق لادخال المساعدات الى بلدتين محاصرتين

الغاء 120 الف وظيفة في بريطانيا بين 2014 و2016 بسبب تراجع النفط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري ينهض و"حزب الله" يصرخ/احمد عياش/النهار

النسبية الانتخابية الكذبة/غسان حجار/النهار

الكلام "الملتبس والمريب" لسلامة يشعل المواجهة مجدداً "حزب الله" يستشعر خطراً ويرى استهدافاً أميركياً لبيئته/سابين عويس/النهار

البرنامج السياسي لـ"لائحة لبنان" يُعلن في أيلول سعيّد: ليست صوتاً اعتراضياً... والمحاربة من داخل المجلس/ألين فرح/النهار

اهداء الدبابة الاسرائيلية سياسة…وأمين معلوف خائن/بتول الحسيني/جنوبية

هل ارتفعت فعلاً حظوظ عون/طوني عيسى/الجمهورية

"المستقبل": "الحق على الطليان"/شارل جبّور/ليبانون فايلز

 حزب الله": حان وقت المقاومة المالية/منير الربيع/المدن

عون ولعنة التاريخ/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

الدول المانحة تنتظر من لبنان مباشرة تنفيذ ثلاثة مشاريع/خليل فليحان/النهار

النزاع السوري: التقاطعات الروسية مع إيران وإسرائيل تحت عين واشنطن/د. خطار أبودياب/العرب

بين الحدود الموروثة والأزمات المفتوحة/بول سالم/الحياة

تهديدات الأسد بقوة غيره/وليد شقير/الحياة

أدب الخراب الأصيل/حسام عيتاني/الحياة

هيلاري وترامب لن يسيرا على خطى أوباما/راغدة درغام/الحياة

خراب» البيت الفلسطيني/مرزوق الحلبي/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

الحريري اقام افطارا للسفراء العرب: غالبية اللبنانيين ومن كل الطوائف يتمسكون بانتمائهم إلى العروبة/العربية

اللبنانية لديمقراطية الانتخابات رفضت ربط انتخاب رئيس للجمهورية بإجراء الانتخابات النيابية أو العكس/العربية

باسيل من فنلندا: النزوح الكثيف إلى لبنان يشكل تهديدا وجوديا له/العربية

وزير الاقتصاد آلان حكيم : الكتائب يولي الموضوع البيئي الاولوية وللابلاغ عن اي شكوى حول ارتفاع الاسعار/العربية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَقُولُ لَكَ اغفر لأخيك سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات

إنجيل القدّيس متّى18/من21حتى35/:" دَنَا بُطْرُسُ مِنْ يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات. لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن. فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن. وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك. فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك. فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ. ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى. حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟! وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه. هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

 

كَشَاةٍ سِيقَ إِلى ٱلذَّبْح، وكَحَمَلٍ صَامِتٍ أَمَامَ ٱلَّذي يَجُزُّهُ، هكَذَا لا يَفتَحُ فَاه

سفر أعمال الرسل08/من26حتى40/:"يا إِخْوَتِي، كَلَّمَ مَلاكُ ٱلرَّبِّ فِيلِبُّسَ قَائِلاً: « قُمْ وَٱذْهَبْ نَحْوَ ٱلْجَنُوب، في ٱلطَّريقِ ٱلْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورَشَليمَ إِلى غَزَّة، وَهيَ طَرِيقٌ مُقْفِرَة».فَقَامَ وذَهَب. وإِذا بِرَجُلٍ حَبَشِيٍّ خَصِيّ، ذِي مَنْصِبٍ مَرْمُوقٍ لَدَى قَنْدَاقَةَ مَلِكَةِ ٱلحَبَشَة، وخَازِنِ جَمِيعِ أَمْوَالِهَا، كَانَ قَدْ حَجَّ إِلى أُورَشَلِيمَ لِلسُّجُودِ فِيها، وكَانَ عَائِدًا مِنْهَا إِلى بِلادِهِ، جَالِسًا في مَرْكَبَتِهِ، وهُوَ يَقْرَأُ ٱلنَّبِيَّ آشَعْيا. فَقَالَ ٱلرُّوحُ لِفِيلِبُّس: «إِقتَرِبْ، وَٱلْزَمْ هذِهِ ٱلْمَرْكَبَة!». فأَسْرَعَ فِيلِبُّسُ إِلى ٱلْمَركَبَةِ فسَمِعَ ٱلْحَبَشِيَّ يقرَأُ ٱلنَّبِيَّ آشَعْيَا، فَقَالَ لَهُ: «هَلْ تَفْهَمُ مَا تَقْرَأ؟». فَقَال: «وكَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَد؟». ثُمَّ دَعَا فِيلِبُّسَ إِلى أَنْ يَصْعَدَ ويَجْلِسَ مَعَهُ.

وكَانَ يَقْرَأُ مِنَ ٱلْكِتَابِ هذَا ٱلنَّصّ: «كَشَاةٍ سِيقَ إِلى ٱلذَّبْح، وكَحَمَلٍ صَامِتٍ أَمَامَ ٱلَّذي يَجُزُّهُ، هكَذَا لا يَفتَحُ فَاه. في ٱتِّضَاعِهِ سُلِبَ حَقُّهُ. فَمَنْ يُخْبِرُ عَنْ ذُرِّيَّتِهِ، وقَدْ أُزِيلَتْ حَيَاتُهُ عَنِ ٱلأَرْض؟». فَأَجَابَ ٱلْخَصِيُّ وقَالَ لِفِيلِبُّس: «أَرْجُوك! عَمَّن يَقُولُ ٱلنَّبِيُّ هذَا ٱلكَلام؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عنْ شَخْصٍ آخَر؟». ففَتَحَ فيلِبُّسُ فَاهُ، وٱنْطَلَقَ مِنْ نَصِّ ٱلْكِتابِ هذَا، وأَخَذَ يُبَشِّرُهُ بيَسُوع. وفِيمَا هُمَا يُتَابِعَانِ طَرِيقَهُمَا، وَصَلا ‍‍‌‌إِلى مَكَانٍ فِيهِ مَاء، فَقَالَ ٱلْخَصِيّ: «هُوَذَا مَاء، فَمَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدْ؟». فَقَالَ فِيلِبُّس: «يُمْكِنُكَ أَنْ تَعْتَمِد، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ!». فَأَجَاب: «إِنِّي أُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱبْنُ ٱلله!». ثُمَّ أَمَرَ بِإِيقَافِ ٱلْمَرْكَبَة، وَنَزَلا كِلاهُمَا في ٱلْمَاء، فِيلِبُّسُ وٱلْخَصِيّ، فَعَمَّدَهُ فِيلِبُّس. ولَمَّا صَعِدا مِنَ ٱلْمَاء، خَطَفَ رُوحُ ٱلرَّبِّ فِيلِبُّس، ومَا عَادَ ٱلْخَصِيُّ يَرَاه، فَمَضَى في طَريقِهِ فَرِحًا. أَمَّا فِيلِبُّسُ فَوُجِدَ في أَشْدُود. وكَانَ يَجُولُ مُبَشِّرًا كُلَّ ٱلْمُدُن، حَتَّى وَصَلَ إِلى قَيْصَرِيَّة".

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

ينعكس حنان الله في حياة أشخاص كثيرين يتواجدون بالقرب من المرضى ويدركون احتياجاتهم، لأنهم ينظرون بأعين ملأى بالمحبة.

The tenderness of God is present in the lives of all those who attend the sick and understand their needs, with eyes full of love

La tendresse de Dieu est présente chez ceux qui sont proches des malades et en comprennent les besoins, avec des yeux plein d’amour

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب دانيال غلايزر: تصريحات «حزب الله» عن العقوبات دليل تأثيرها والتدابير الأميركية قيّدت قدرته على نقل الأموال وقوّضت قاعدة مداخيله

  المستقبل/11 حزيران/16/أكد مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب دانيال غلايزر، ان تدابير الولايات المتحدة لمكافحة تمويل «حزب الله» تخلق بيئة تشغيل معادية له، وترفع تكاليف إدارته لأعماله، وتقيّد قدرته على نقل الأموال، وتؤدي إلى تناقص قاعدة إيراداته، معتبراً أن «محاولة قادة الحزب التقليل من تأثير عقوباتنا في العديد من خطاباتهم، وكذلك الأمر بالنسبة للعقوبات الأوروبية والخليجية» ليست إلا «مؤشراً إضافياً على أن جهودنا مؤثرة». غلايزر الذي أكد عزم الولايات المتحدة على تنفيذ قانون العقوبات ضد الحزب، طمأن في المقابل إلى أن هذا الأمر «يتّسق مع الحفاظ على قوة النظام المالي اللبناني وسلامته«، مع التأكيد «أننا لا نستهدف أي مكوّن أو طائفة لبنانية، بل مجموعة واحدة هي حزب الله وأعضاؤه ومنظماته». وفي شهادة أدلى بها أمام اللجنة النيابية الفرعية المنبثقة عن لجنة الشؤون الخارجية والخاصة بالإرهاب ومنع الانتشار النووي والتجارة، واللجنة النيابية الفرعية المنبثقة من لجنة الخدمات المسلحة والمعنية بالتهديدات والقدرات الناشئة، قال غلايزر إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بالتعاون مع وزارة الخارجية الاميركية، قد أدرج منذ عام 2001 أكثر من 900 من الأفراد والكيانات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بينهم أكثر من 200 لتنظيم «القاعدة»، وأكثر من 100 لـ»حزب الله»، ونحو 60 تابعين لتنظيم «داعش«.

وفي تعطيل تمويل تلك التنظيمات، أكد غلايزر أن وزارة الخزانة تسعى إلى منعها من الوصول إلى النظام المالي الدولي، مشيراً الى تركز الجهود على تعطيل الشبكات المالية لتنظيمات «داعش» و»القاعدة» و»حزب الله«.

غلايزر تطرق تفصيلاً إلى تصدّي واشنطن لـ«حزب الله» الذي تتهمه بقتل أميركيين في هجمات متعددة قبل أحداث 11 أيلول 2001، فلفت الى أن الحزب يتلقى مئات الملايين من الدولارات من إيران، فضلاً عن ملايين اُخرى من شبكة عالمية من المؤيّدين والشركات، كما يستخدم شبكة نائية من الشركات والسماسرة لشراء الأسلحة والمعدات وتبييض الأموال.

وقال «ركزت واشنطن على تقييد تمويل حزب الله داخل لبنان عبر تعاون واسع مع السلطات اللبنانية والمصارف، واستهدف على الصعيد العالمي، الوكلاء والممولين في أوروبا وأميركا اللاتينية وشرق آسيا والشرق الأوسط، عبر تحديد ومعاقبة الجهات الراعية الإيرانية للحزب وتمكين المكلفين بإنفاذ القوانين والإجراءات«.

ولفت إلى أن «واشنطن وبغية ضمان عدم ولوج حزب الله إلى القطاع المالي، فرضت تدابير مالية صارمة، وعقوبات على أكثر من 100 شخص ينتمون إلى الحزب والكيانات التي تشكل البنية التحتية التنظيمية والشبكات المالية والتجارية، بمَن فيهم رجل الأعمال المقيم في بيروت علي يوسف شرارة (في كانون الثاني 2016)، والبنك اللبناني الكندي عام 2011، ومؤسسات قاسم ورميتي وحلاوي عام 2013 لنشاطها في تبييض الاموال لمصلحة الحزب بموجب المادة 311 من قانون باتريوت. وأدت نتائج تحقيقاتنا إلى اتخاذ الحكومة اللبنانية تدبيراً بحق هذه الجهات وإلى إقفال البنك اللبناني الكندي».

وأشار غلايزر إلى «إجراءات مماثلة اتخذت لعرقلة الموردّين الماليين وشبكات المشتريات التي تعمل من خارج لبنان»، موضحاً أنه «تمّ إدراج أنصار الحزب في أكثر من 20 بلداً، بما فيها أميركا اللاتينية وغرب أفريقيا وكافة أنحاء الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال، شمل الادراج في تشرين الثاني 2015 وتموز 2014 ستارز غروب القابضة والشركات التابعة لها لقيامها بشراء معدات عسكرية نيابة عن الحزب في الإمارات والصين، اضافة الى الحرس الثوري الايراني وفيْلق القدس وقائده قاسم سليماني وبنك صادرات ايران (وهو مؤسسة إيرانية تستخدم لتوفير عشرات الملايين للحزب) وأكثر من 50 من الافراد والكيانات الإيرانية ذات الصلة«. ومن أجل تطبيق الإجراءات المالية، قال غلايزر «لقد سافرت إلى كافة أنحاء العالم لأحض شركاءنا على زيادة الضغط على حزب الله. وفي سنة 2013، استهدف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله. وفي آذار 2016، صنّفته كل دول مجلس التعاون الخليجي (إرهابياً)، كما أدرجت المملكة العربية السعودية السنة الماضية أكثر من 20 من أعضائه والشركات التابعة له على لائحة الارهاب، ما شجع شركاءها في المجلس على اتخاذ إجراء مماثل. إضافة الى ذلك، تضافر وزارات الخارجية والعدل والخزانة جهودها من أجل فرض إنفاذ قانون العقوبات ضدّ الحزب في أفريقيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية والوسطى«.وأشار إلى أنه من أجل فرض الإجراءات «وسّعت الولايات المتحدة أدوات منع تمويل حزب الله عام 2015 بإصدارها قانون منع التمويل الدولي عن الحزب (HIFPA)، والذي يشكل استمراراً لسياستنا لإضعاف ماليته«، مؤكداً «التعاون الوثيق في هذا الصدد مع مصرف لبنان والمؤسسات المالية الخاصة». وأوضح أنه «بعد فترة وجيزة من صدور تشريعات (HIFPA)، أصدر مصرف لبنان تعميماً موجهاً إلى كل المؤسسات المالية اللبنانية للإلتزام بها. في الواقع، لقد عدت الأسبوع الماضي من لبنان، حيث ناقشت هذا القانون مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب وحاكم المصرف المركزي والعديد من المؤسسات المالية اللبنانية وغيرهم. وتبين أن المسؤولين اللبنانيين يتخذون التدابير لضمان الإمتثال لهذا القانون«.

 

 «مال المقاومة»..«مصرف» جديد للدم والقتال

علي الحسيني/المستقبل/11 حزيران/16

نغمة التهديد والوعيد أصبحت علامة فارقة في معجم «حزب الله» تميّزه عن غيره في التعاطي مع القضايا الهامة المستجدة التي تطرأ من حين إلى آخر. فبعد تأكيد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خلال حديث تلفزيوني أن «المصرف المركزي أقفل مئة حساب مرتبط بـ»حزب الله « تطبيقاً للقانون الاميركي مع تشديده على كون الأولوية بالنسبة للمصرف المركزي هي لإبقاء لبنان على الخريطة المالية الدولية، سارع الحزب إلى إشهار سلاحه المعتاد في وجه كل من يحاول تطبيق القوانين سواء الداخلية أو الدولية. بعد الموقف الذي اتخذه سلامة، خرجت كتلة «الوفاء للقاومة» لتُحذّر «من مجريات تنفيذ القانون ومن مواقف حاكم مصرف لبنان من هذا الملف«، معتبرة أن «استهداف الادارة الاميركية للمقاومة وجمهورها عبر القطاع المصرفي اللبناني سيبوء بالفشل ولن ينجح في تحقيق أهدافه، وأن الحكومة والمصرف المركزي معنيان مباشرة بحماية سيادة لبنان واستقراره النقدي والاجتماعي«. بالطبع أراد الحزب ومن خلال كتلته النيابية، أن يوصل رسائل كثيرة في اتجاهات عدة عن طريق الضغط على سلامة. وهو أراد أن يقول إنه قادر على ضرب السياسة النقدية في لبنان وتعطيل الإنتخابات الرئاسية وخلق حالة من الفوضى في السوق المصرفي الداخلي عن طريق تحريك جماعاته وكبار المستثمرين من الطائفة الشيعية. ومن هنا جاء قول «الكتلة»: «على الجميع أن يدرك أنّ جمهور المقاومة ومؤسساته التربوية والصحية عصيٌّ على محاولات النَيل منه من أيّ كان مهما علا شأنه«. هو ليس التهديد الأول من نوعه الذي يوجهه «حزب الله» إلى مصرف لبنان والحاكم رياض سلامة، إذ انه ومنذ الشهر تقريباً، إنبرت كتلته أيضاً للقول أن «التعاميم التي أصدرها سلامة وفقاً للقانون الاميركي السيئ الذكر، هو انصياع غير مبرر لسلطات الانتداب الاميركي النقدي على بلادنا، ومن شأنها أن تزيد تفاقم الأزمة النقدية وتدفع البلاد نحو الافلاس بسبب ما سينتج من قطيعة واسعة بين اللبنانيين والمصارف، الأمر الذي يعرض البلاد لانهيار نقدي خطير ولفوضى عارمة غير قابلة للإحتواء«.

بعد محاولاته المتكررة لضرب الإستقرار الأمني والسياسي والإجتماعي في البلد، ها هو «حزب الله» يستعيد اليوم الاسلوب نفسه في التهديد لكن هذه المرّة من باب ضرب الوضع الاقتصادي ومن يدري فربما الأمني أيضًا. فبعد سلاح «المقاومة» و»شبكة الاتصالات» و»المقامات المقدسة»، يطرح اليوم «حزب الله» قضية جديدة على الساحة عنوانها «أموال المقاومة» يُريد من خلالها التهويل وحرف الانظار عن ارتكاباته في سوريا، ومن يدري قد يلجأ تحت حجّة هذا العنوان الجديد إلى حروب دموية تُشبه السابع من أيار والإنقلاب على الدولة ومؤسساتها والإنغماس في الحرب السورية.

تهويل «حزب الله» قابله كلام لمساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب دانيال غلايزر أن بلاده «عازمة على تنفيذ العقوبات ضد الحزب. لكنه طمأن في المقابل أن هذا الأمر سوف يتم بالتنسيق مع الحفاظ على قوّة النظام المالي اللبناني وسلامته»، مشيراً إلى أن «محاولة قادة «حزب الله» التقليل من تأثير عقوباتنا والعقوبات الخليجية، ليست إلا مؤشّراً إضافياً على ان جهودنا مُثمرة». أصبح من الواضح أن «حزب الله» لا يكترث لمصالح الدولة اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد، وأن ما يهمه فقط مصلحته التي تعلو كل ما عداها حتى ولو تعلّق الأمر بجمهوره وبيئته التي ما زالت تدفع أثمان إرتكاباته في وقت يكتفي هو بإطلاق البيانات والشعارات المُستنكرة. علماً أن المتتبع لمسيرة الحزب منذ فترة غير بعيدة، يُمكن ان يلحظ كم الإرتكابات والمخالفات التي جعلته يُدرج لأكثر من مرّة على لوائح الإرهاب أو المنظمات التي تروّج لعمليات تهريب مخدرات أو غسيل أموال، وهو أمر عادت وكشفت عنه بالأمس جريدة «واشنطن تايمز» الأميركية في تقرير اطلعت عليه «العربية.نت» يقول إن إدارة مكافحة المخدرات الأميركية أبلغت أعضاء في الكونغرس بشكل رسمي أنها توصلت إلى أدلة تثبت تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في أعمال تهريب وتجارة مخدرات ضخمة حول العالم. وجاء في التقرير أن مدير العمليات في إدارة مكافحة المخدرات بالولايات المتحدة مايكل براون قال: «إن حزب الله تمكن من نقل أطنان من مادة الكوكايين من أميركا الجنوبية إلى أوروبا، كما نجح في تطوير النظام الأكثر تعقيداً لغسيل الأموال في العالم، أو نظام لم نشهد له مثيلاً من قبل. وبغض النظر عن صحة التقرير من عدمه، إلا أن «حزب الله» يُصر عى خوض عدة حروب في وقت واحد وكأن سمعة البلد وأهله أو دماء عناصره الذين يتساقطون كل يوم في سوريا، ليسوا سوى جزء من مشروع كبير واضح المعالم، لن يوصل سوى إلى خراب لبنان والقضاء على آخر شيعي فيه.

 

حملة «حزب الله» على حاكم مصرف لبنان تثير مخاوف على القطاع المالي

11 حزيران/16بيروت – «السياسة»/أكدت أوساط مصرفية لبنانية بارزة لـ «السياسة»، أن حملة «حزب الله» على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تثير الكثير من التساؤلات والمخاوف، بعد قرار البنك المركزي والمصارف اللبنانية، الالتزام بنصوص القانون الأميركي الخاص بالحزب، مشيرة إلى أن لبنان ملزم ككل دول العالم بالاستجابة لهذا القانون تحت طائلة اتخاذ عقوبات مشددة ضد القطاع المصرفي اللبناني وهذا ليس في مصلحة لبنان بأي شكل من الأشكال. وسألت هل أن «حزب الله» من خلال حملته على المصرف المركزي وحاكمه ودعوته إلى رفض الالتزام بالقانون الأميركي، يريد ضرب القطاع المالي والمصرفي في لبنان، بعد تعطيله الاستحقاق الرئاسي؟ ورأت الأوساط أن مصرف لبنان ومن خلال السياسة الحكيمة التي ينتهجها حاكمه، يؤكد أنه الأدرى من غيره والأكثر حرصاً على القطاع المصرفي في لبنان وعلى سمعة البلد، خاصة وأن هذا القطاع لا يزال الوحيد الباقي، بعد تفكك سائر المؤسسات. وكانت هيئة التحقيق الخاصة في مصرف في لبنان، برئاسة الحاكم رياض سلامة، خلصت بعد اجتماع عقدته إلى قرار بعدم إقفال حسابات «جمعية المبرات الخيرية» التي يترأسها السيد علي فضل الله نجل العلامة الراحل محمد حسين فضل الله، بطلب من أحد المصارف، وإلى قرار مماثل ينطبق على رواتب نواب «حزب الله»، لجهة عدم تجميد حسابات التوطين الخاصة بهم، وذلك لعدم وجود مبررات واضحة وصريحة، في حين علم أن قرار النظر في حال مؤسسات أخرى مثل مستشفيي «الرسول الأعظم» و»بهمن»، سيدرس فور تسلم الهيئة أي طلب مصرفي في هذا الخصوص. وفي هذا الإطار، دعا منسق «14 آذار» فارس سعيد «حزب الله» إلى عدم تهديد الاستقرار المالي والنقدي من خلال حملته على مصرف لبنان وحاكمه ومواقفه السلبية على خلفية التزام لبنان بالعقوبات الأميركية والشروط الدولية المفروضة على القطاع المصرفي، وإنما يجب على الحزب الضغط على شريكه وعرابه الإيراني وليس الضغط في المكان الخطأ. وقال إن «حزب الله» قد يحاول الالتفاف على القانون وربما يبتكر وسائل جديدة لتسيير أموره. وكانت كتلة «الوفاء للمقاومة» التي تضم نواب «حزب الله» في البرلمان، اعتبرت أن الحكومة اللبنانية والمصرف المركزي معنيان بحماية لبنان وسيادته، مشيرة إلى أن موقف حاكم مصرف لبنان جاء ملتبساً ومريباً ونرفضه جملةً وتفصيلاً.

 

التصدعات في تيار المستقبل أكبر من أن يرممها الحريري

العرب/11 حزيران/16/بيروت - يسعى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري خلال دعواته لأمسيات إفطار في شهر رمضان لإعادة ترميم تصدّعات ظهرت شقوقها واضحة في الأسابيع الأخيرة. وما تأكيد الحريري في إفطار بيت الوسط الرمضاني الخميس على أن لا شيء سيربك العلاقة مع السعودية، إلا جانب من أعراض الضرر الذي سببته تصريحات الوزير نهاد المشنوق، والتي لم ترق للعاصمة السعودية، على ما عبّر بقوة سفيرها في بيروت علي عواض العسيري وما سرّبته صحف الرياض، والتي سيحاول الحريري إعادة إنعاشها. والتصدّعات لم تصب التيار الأزرق فقط، بل إن ما تسرّب عبر الصحف اللبنانية يكشف خلافا داخل عائلة الحريري نفسها. وتتناقل وسائل الإعلام المحلية خلاف بهاء الحريري مع شقيقه الأصغر سعد لاختياره جمال عيتاني رئيسا للائحة التي دعمها في انتخابات بيروت البلدية، مع علم سعد بالخلافات المالية بين عيتاني وبهاء. وبغض النظر عن هذا اللغط العائلي، فإن أزمات سعد الحريري تتراكم وبات السعي لمقاربتها ضروريا وعاجلا منذ أن تفاقم ورمها في التصريحات التي أدلى بها الوزير نهاد المشنوق حول مسؤولية الرياض في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز في السياسات التسووية التي انتهجها سعد الحريري، والتي يرى المراقبون أنها وراء انحسار شعبيته التي أظهرتها خصوصا الانتخابات البلدية في طرابلس. ويقول قريبون من تيار المستقبل إن الأزمة المالية تضغط بقوة، وأن سلسلة من التدابير المتخذة لجهة تسريح المئات من العاملين واحتمال دمج وإقفال مؤسسات وفتح باب التبرع باتت ضرورية لإعادة الإمساك بتوازن الحريرية. وترى هذه الأوساط أن علاقات الحريري مع السعودية لن تعود إلى سابق عهدها، ليس فقط بسبب تحفظات الرياض وملاحظاتها على أداء سعد الحريري وتياره، بل بسبب تبدل أسلوب وشخوص الإدارة السعودية الجديدة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتذهب بعض الآراء إلى أن عودة سعد الحريري إلى لبنان لم تكن بسبب خيارات سعودية جديدة في لبنان، بل لحاجة الحريري نفسه إلى إعادة تعزيز علاقاته مع الرياض ومكانته داخل الإدارة الجديدة. وسبق أن لاحظ المراقبون إعادة انفتاح الرياض على شخصيات لبنانية سنّية انعكس ذلك مباشرة من خلال انفتاح لوائح الحريري البلدية على تلك الشخصيات في بيروت والشمال والبقاع وصيدا في الجنوب. وتتحدث الأروقة البيروتية عن جولة قام بها السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري للدعوة إلى إفطار يجمعه بكافة رؤساء الوزراء السابقين إضافة إلى مفتي لبنان ومفتيي المحافظات، في سعي سعودي واضح للمّ شمل الطائفة السنّية في لبنان. لكن متابعين لمجريات مطابخ المستقبل يتحدثون عن ميل داخل التيار لإجراء مراجعة داخلية قد تفضي إلى إعادة انتخاب مؤسسات قيادية جديدة. ويتحدث هؤلاء عن أن نقاشا ذا نكهة سعودية يدور حول حاجة المرحلة إلى الرئيس فؤاد السنيورة الذي أثبت صلابة خلال حصار السراي.ويلفت المراقبون إلى أن السنيورة كان مدركا منذ فترة طويلة لهذا النقاش، وأنه ورغم ما قيل عن تباينات في الرأي مع سعد الحريري، لم يصرّح بما يربك الإجماع الداخلي، كما فعل المشنوق، ولم يقفز من سفينة تيار المستقبل، كما فعل ريفي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/6/2016

الجمعة 10 حزيران 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عدة شغل سياسي بلا إنتاجية فالنفايات تعالج قبل الطمر وفق ما يؤكد مجلس الانماء والاعمار. وسد جنة له مخاطر بيئية تصل الى حد هز القعر لثمانين مترا. وأسعار الخضار والسلع في رمضان ترتفع من دون رقيب أو بوجوده. وأسعار البنزين ترتفع كذلك من دون احتساب البرنت أو غيره. واشتراكات مياه الشفة تطلبها المؤسسات حاليا رغم انقطاع المياه بحجة شحها في الصيف. وفواتير الكهرباء باهظة مثل اشتراكات المولدات، وأقساط آخر السنة المدرسية مثل بدايتها مرتفعة.

وفي السياسة مماحكات الوزراء في مجلسهم متصاعدة وكأن البلد بخير ورئيسهم يعاني والقصر الجمهوري بلا رئيس من دون أي إشعار او موعد للمرة الحادية والاربعين بفعل فقدان النصاب في البرلمان المشلول تشريعا. واللجان المشتركة عاجزة عن التوصل الى قانون انتخاب وهذا القانون مطروح على طاولة أهل الحوار في الواحد والعشرين من الشهرالحالي.

كل هذا وفرنسا تقول إن الأمن في لبنان بين الاخضر والاصفر وان المطلوب عدم السفر الى هذا البلد.

أما الأمن النقدي وهو محصن كما هو معتقد، فإن الكلام السياسي يواجه كلام حاكم مصرف لبنان. في وقت تقول الخارجية الاميركية إنها تراقب أنشطة حزب الله في كل العالم.

هذا الكم من المخاطر لا بد ان يعالج وإلا فإنه سيزيد من صعوبة الوضع الدقيق وما من عالم بمستقبل اللبنانيين بجميع أجيالهم إلا الله تعالى.

أوضاع البلد عرضت في اجتماع طويل في عين التينة بين الرئيسين بري وسلام.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

كما دائما منذ العام 2005، لبنان واللبنانيون بين صورتين وخيارين. الصورة الأولى لرجل معتدل يدفع ثمن اعتداله وإيمانه بالمناصفة والطائف والحوار، اسمه سعد رفيق الحريري، جدد أمس التمسك بثلاثية الاعتدال والمناصفة والطائف.

والصورة الثانية لحزب يعطل البلاد والعباد، ويدك حصون لبنان واستقراره، بالسلاح والتعطيل، وتجارة المخدرات ما بين اميركا الجنوبية واوروبا وها هو يدك آخر حصون الدولة، وهي النظام المصرفي، الذي يريده مارقا وخارجا على القوانين والأنظمة العالمية، وبقدر ما يبدو الخيار سهلا، بقدر ما هو مستحيل.

وفي الوقت الضائع من عمر الجمهورية وعمر اللبنانيين، يستفحل الفساد حيث تغيب هيبة السلطة وسطوتها، فكيف إذا كنا نعيش في نظام بلا رأس؟ وثقافة تعميم السلاح والفساد هي السائدة من قبل حزب الله.

جديد الفساد شبكات تقوم بالغش في الامتحانات الرسمية بتزوير إخراجات قيد، وتأجير من يقومون بالامتحانات بدلا من الطلاب الكسالى، كم تشبه هذه الشبكات بعض الأطراف التي تغش في الاستحقاقات الدستورية، وتمنع طلابها النواب من حضور امتحاناتها، كما لو أنها تعمم الكسل، لتعميم الفساد أينما كان.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أم تي في"

تسعى البلاد الى هضم كمية القلق الناجم عن الكلام العالي الذي اطلقه حزب الله في حق حاكم المصرف المركزي، وما يمكن ان يتسبب به من تداعيات على الوضع المالي العام وعلى موقع لبنان ضمن المنظومة المالية العالمية كدولة لا شريك لها في سيادتها، وعن تأثير الكلام على الوضع السياسي الداخلي المهتز، في المقلب الاخر الاشتباك يتواصل حول مصير النفايات في برج حمود تقوده الكتائب وبعض الجمعيات البيئية رغم اقرار الحكومة اعتماد الخطة المرسومة كما هي.

في السياسة هدوء حذر على كل الجبهات يتأتى من انشغال الحلفاء والخصوم على كل ضفة بقراءات متأنية للعبر المستخلصة من الانتخابات البلدية، واسقاط نتائجها كمؤشرات على الانتخابات النيابية، في الاثناء يواصل الرئيس سعد الحريري اطلاق المواقف في الافطارات، فبعد الكلام الافقي العام الذي ذكر فيه بثوابت الحريرية السياسية امس، يتكلم الليلة امام سفراء العرب والغربيين محددا رؤية المستقبل الى ما يجب ان تكون عليه علاقات لبنان بالعرب والعالم.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

يحسب الحاكم مئة الف حساب بعد المئة التي طرقت ابواب خزانة بيت المال لحزب الله وهنا اختلطت الحسابات المالية بالسياسية ووقف المصرف المركزي امام التوضيح لا التبرير، فالحديث عن تطبيق القانون الاميركي على مئة شخص من الحزب يبدو انه ليس ابن ساعته بحسب ما يؤكد المحيطون بدائرة الحاكم، اذ ان لائحة المصروفين من المصارف يعود بالزمن الى نحو سبع عشرة سنة الى الوراء، لكن حزب الله احتفظ بالغضب لكون اشارة سلام الى الاموال غير المشروعة كانت قاسية جدا، علما ان تفسيرها قد يذهب الى عصابات تبييض الاموال ولا تنطبق حصرا على ما عرف يوما بالمال النظيف، واذا كان حزب الله يدفع يوما فاتورة سلاحه ومقاومته ويراد محاصرته ماليا فان الحصار هو سياسة دولية وعربية لا تطال الحزب وحده بل الجيش اللبناني وحربه على الارهاب، ربما يستحضر العالم اسبابا موجبة للقضاء على حسن نصرالله وسلاحه عبر شد الطوق المالي على حزب عاص عن الزوال، لكن ما الذي يدفع السعودية الى احكام الحصار المالي والعسكري على الجيش اللبناني الذي يواجه عدوا بلا رحمة وبلا عتاد ايضا، فالمساعدات العسكرية الاميركية الى جيشنا بالقطارة وهي لا تتعدى عشرات الملايين في مقابل ثلاثة مليارات سنويا لاسرائيل، يضاف اليها اربعمئة مليون دولار لزوم صيانة القبة الحديدة الاسرائيلية الفاشلة، ممنوع على لبنان ان يتسلح من ايران ومعرقل تسليحه من روسيا ومن غير المسموح لوزير دفاعنا سمير مقبل ان يفتح فاه طالبا اي مساعدة خلال زيارته الى طهران، فيما مباح للسعودية الغاء ملياراتها الثلاثة للجيش علما انها مليارات غير مشروطة، ولكن اتضح انها مشروطة جدا ومزينة بمحظورات لا تسمح للجيش بضرب الارهاب، وبمليارات او من دونها فان الجيش يستكمل حربه ضد خلايا الارهاب النائمة والصاحية وتقول مصادر عسكرية رفيعة للجديد انه تمت ملاحقة خطر الاحزمة الناسفة والتي ضخم الحديث عنها واكدت المصادر ان كل ما ذكر عن موضوع السيارات المفخخة غير صحيح، غير ان الاحزمة الناسفة تمت السيطرة عليها على الرغم من ان صانعيها بدلوا في التكتيك.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أن بي أن"

مؤشرات الافطارات اوحت بتجاوز المستقبل لما رافق الانتخابات من تصريحات وان كان الرئيس سعد الحريري وعد بفتح دفاتر الاستحقاق البلدي دفترا تلو دفتر. ما بين الشكل والجوهر قراءة فرضها اظهار الود بين الحريري والوزير نهاد المشنوق خلال افطار رجال الدين تبعته زيارة السفير السعودي علي عواض العسيري الى بيت الوسط اليوم موجها دعوة للحريري لحضور مأدبة افطار السفارة، فماذا سيقول الحريري في جردة حساب التيار؟

في عين التينة لقاء اليوم بين الرئيسين نبيه بري وتمام سلام تناول المستجدات اللبنانية في زمن انتظار تحديد مسار قانون الانتخابات على طاولة الحوار.

الملفات السياسية الداخلية معلقة بين تفاؤل من هنا حول الرئاسة ومراوحة واقعية تملؤها التكهنات والتحليلات، وحدها الميادين الاقليمية ترسم ببطء المشهد من فلوجة العراق الى منبج ورقة سوريا وبينها سباق دولي يخوضه الروس والاميركيون والايرانيون علنا بانتظار ترجمة مقررات اجتماع طهران العسكري الثلاثي، وهل ينتج في سوريا والعراق معا؟

* مقدمة نشرة اخبار ال "أو تي في"

من اين نبدأ؟ وعن اي عرقلة نتحدث؟ عن ازمة النفايات او فضيحة الاتصالات او تمريرة النفايات او منع حق المياه حتى عن اللبنانيين بتأخير سد جنة، او ننطلق من الامتحانات الرسمية ومافياتها؟ وانطلاقا من كل شيء، فاذا كفرنا بكل شيء وقررنا السفر، اعترضت طريقنا هنا ايضا فضيحة مواقف المطار التي سنعرض لها في سياق النشرة.

بين كل ذلك، يقف تمام سلام. فبعد تجميده ثروة لبنان النفطية منذ سنتين ونيف بشكل تعسيفي نتيجة عدم توقيعه المرسومين، وبعد تهديده استقرار لبنان في موضوع القانون الاميركي المتعلق بالمصارف.

وبعد سكوته على فضائح التزوير في ملف النفايات، استفاق الآن ليمارس صلاحية غير قانونية بالتمديد لضابط، وهو ما سنعرضه ايضا في تقرير خلال النشرة.

ولكن قبل ذلك، فالسؤال هذا المساء، وعلى مدى شهر من اليوم: اين سيشاهد اللبنانيون مباريات بطولة اوروبا في كرة القدم.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

عميقا كان التغلغل الصهيوني في لبنان عبر اجهزته التجسسية المزروعة في عميق، قضية لم تنته مع الجهاز المكتشف، فما كشفته عدسة المنار من اعالي سلسلة الباروك تظهر خطورة انتقاء المكان الكاشف لمجمل شرقي لبنان من مرجعيون وحاصبيا الى اقاسي لبنان، كما ان النظرة الى المكان تطرح الكثير من التساؤلات، كيف وصل الجهاز وتوابعه الى منطقة لا يمكن الوصول اليها الا سيرا على الاقدام، وكيف اجتاز الجهاز كل الاجراءات الامنية والاستخباراتية حتى وصوله الى هناك؟ وماذا رصد هذا الجهاز من معلومات وهو الجاثم هناك منذ نحو اربع سنوات على ما تقول التحقيقات، حقق الجيش انجازا باكتشاف هذا الخرق الاسرائيلي لكن ماذا عن الاجراءات الرادعة لمثل هذه الاختراقات؟ هل هو جرس انذار للحكومة لعدم الغرق بسد جنة او النفايات والتعاطي الجدي مع ملف الانترنت غير الشرعي الذي لا تقل خطورته التجسسية عن هذا الجهاز؟ وهل سيخرج بعض السياسيين من صناديق الانتخابات البلدية ليفكروا جديا بخطة وطنية تطلق عجلة المؤسسات عل البلاد تستعيد بعض مناعتها لتواجه الخطر الصهيوني المحدق دائما بلبنان؟

مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

انظار العالم ولا سيما عشاق كرة القدم على موعد بعد ساعتين من الان مع بدء يورو 2016 الذي يمتد من الليلة وحتى العاشر من تموز المقبل. قد تكون هذه البطولة متنفسا للكثيرين لكنها ستشكل تحديا هائلا لفرنسا البلد المضيف لجهة الامن والاضرابات.

لبنان يحاول ان يجد متنفسا، لكن تاجيل الاستحقاقات يخنقه تماما كما روائح النفايات التي عادت تتجمع شيئا فشيئا في ظل بعض التعثرات والاعتراضات التي يقودها حزب الكتائب والتي اعلن رئيس الحزب اليوم ان هذه الاعتراضات ستاخذ منحى تصاعديا.

 

الشرق الاوسط": إقفال حسابات مستشـفى الرسول الاعظم وضغوط هائلة على المصارف في تطبيق الاجراءات المالية

المركزية- اشارت صحيفة "الشرق الاوسط" نقلاً عن مصدر في مصرف لبنان الى ان "قائمة حسابات جديدة لـ"حزب الله" صدرت، وسيتم إقفالها في الأيام المقبلة، من بينها حسابات لشركات ومؤسسات تابعة للحزب على رأسها مستشفى الرسول الأعظم". ولفتت الى ان "الحسابات المُزمع إقفالها ستشمل اكثر من 3 آلاف شخص بين موظفين وشركاء ومتعاملين لصالح الحزب، والتعميم سيكون صارما بعدم إمكانية فتح حسابات جديدة في اي من المصارف اللبنانية وبأي عملة كانت". واوضحت الصحيفة نقلاً عن المصادر ان "عملية إقفال الحسابات العائدة لـ"حزب الله" ومؤسساته او القريبين منه، لا تحصل بطريقة كيفية، إنما تخضع اولاً للتدقيق امام هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان"، وان اي حساب سيقفل قبل صدور رأي هيئة التحقيق يكون مشوبا بالالتباس". اضافت المصادر "بعد صدور القانون الأميركي، باتت لدينا صيغة جديدة للتعامل مع الحسابات المصرفية العائدة للزبائن، بحيث لم يعد المصرف مطلق الصلاحية في قبول فتح او إقفال اي حساب، او التغاضي عن تعاملات وتحويلات تشوبها بعض الشبهات". وتابعت "لقد اجبر البنك المركزي كل مصرف في لبنان، على انشاء ما يسمى "دائرة التحقق والانضباط" في الإدارة العامة للمصرف، وهذه الدائرة تطلب في شكل دوري من الفروع تزويدها بمعلومات عن احد المودعين، فإذا وجدت شبهات تحوم حوله تحيل الأمر إلى البنك المركزي للتحقيق، كي لا يكون هناك تعسف في حق المودع، حيث يقوم البنك المركزي بإحالة الأمر على هيئة التحقيق الخاصة، وعلى هذه الهيئة ان تعطي رأيها خلال شهر، فإذا لم يصدر قرارها خلال هذه المهلة، يعود للمصرف إما بإقفال الحساب او إبقائه".

ولم يخف المصدر كما نقلت عنه "الشرق الاوسط" ان "تتعرّض المصارف لضغوط هائلة جداً، تجعلها مقيّدة باتباع ادق التفاصيل عند فتح اي حساب، وهذا ما يجعلها محرجة للغاية في التعامل مع زبائنها ومجتمعها". وختمت الصحيفة بحسب المصادر "عندما يتعلّق الأمر بشبهات لا يكون هناك اي مجال للمسايرة، حتى لو كانت ودائع الزبون مئات ملايين الدولارات، لأن التأثيرات السلبية لعدم التقيد بالقانون تكون كارثية جداً على المصرف المخالف".

 

"واشنطن تايمز": "حزب الله" يتاجر بالمخدرات للإنفاق علـــى قتاله فــي ســـوريا

المركزية- كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية ان "حزب الله" يموّل العمليات الإرهابية في اوروبا وشراء الأسلحة لدعم حربه في سوريا من خلال تجارته بأطنان من المخدرات عبر اميركا اللاتينية". ونقلت عن المدير السابق لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية مايكل براون قوله ان "حزب الله" يُحرّك اطنانا من الكوكايين من اميركا الجنوبية إلى اوروبا، وانه طوّر شبكة معقدة لغسيل الأموال لم نشهد مثيلا لها". واشارت الصحيفة إلى ان "الإدارة سبق ان اعلنت انها اعتقلت عدداً من عناصر "حزب الله" في شباط الماضي المتهمين بالتعامل مع عصابة مخدرات كولومبية كبيرة لتهريب المخدرات إلى اوروبا وغسيل الأموال عن طريق لبنان"، لافتةً إلى ان "تقارير استخبارية رصدت كيف يقوم المهربون بتهريب مهاجرين بصفة غير قانونية من الشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى الولايات المتحدة، بمن فيهم الأفغان الذين تقول السلطات الأميركية انهم كانوا جزءاً من مخطط لشنّ هجمات داخل اميركا الشمالية". واوضحت "واشنطن تايمز" ان "عناصر "حزب الله" يهرّبون المخدرات من جنوب اميركا إلى الدول الأخرى، ومن ثم يحولون الأموال إلى الحزب الذي يستخدمها في شراء الأسلحة والإنفاق على قتاله في سوريا".

 

هاشم السلمان في ذكراه الثالثة: وما زال القاتل قديساً!‏

فايزة دياب/جنوبية/ 9 يونيو، 2016/هي الذكرى الثالثة لاستشهاد الشاب هاشم السلمان، الذي قضي أمام السفارة الايرانية في بيروت برصاص متعمد لأنّه قرّر ورفاقه أن يرفعوا الصوت ضدّ ولاية الفقيه الايرانية التي دفعت حزب الله لكي يرسل شباب لبنان الشيعة الى سوريا لحماية نظام بشار الاسد الذي يقتل الشعب السوري منذ حوالي الخمس سنوات. اعتصام سلمي بدعوة من حزب «الانتماء اللبناني» شارك فيه الشهيد سلمان رفضًا لقرار حزب الله في المشاركة بالحرب السورية، هاشم الذي اعتقد أنّ مشاركته في الاعتصام ستكون صرخةً بوجه من يساندون القاتل في سوريا، إلاّ أنّ القتلة الذين انقضوا على المعتصمين أخافوا صرختهم السلمية فقتلوا هاشم برصاصات غدرهم وأمام مرأى القوى الأمنية والجيش اللبناني الذين منعوا من الاقتراب من ساحة الجريمة من قبل حرس السفارة الايرانية وعناصر حزب الله. مكان الجريمة والزمان والغاية والصور الموثقة للمجرمين كلها موجودة في ملف التحقيق وفي الاعلام وهي لا تحتمل أي تأويل أو ضبابية بأن الشخص أو الأشخاص المتورطين هم ينتمون الى تنظيم حزب الله. إلاّ أنّ الحزب عَمَدَ على حماية الجناة، وضغط من أجل فرض تعثر مقصود على  المسار القضائي لهذا الملف، على الرغم من أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد وصف ما جرى يومها بأنه «حادثة مرفوضة وغير مقبولة ومدانة » وقال: «انها  حادثة عفوية وقتل فيها شخص عزيز” معتبرا انه “قتل مظلوما أيا كان قاتله، وهذا الامر خاضع للتحقيق ويجب الا يضيع هذا الحق» إلاّ أنّ ما فعله على أرض الواقع في هذه القضية ومن خلفه السفارة الايرانية يؤكّد عكس ذلك فقتلة السلمان تحولوا الى «قديسين» في سلسلة «قديسي» حزب الله الذين ينفذون أجندته «الاجرامية» داخل وخارج لبنان. وفي هذا السياق أكّد صلاح السلمان شقيق هاشم السلمان لـ«جنوبية»، أنّ «القضية لا تزال عالقة وممنوع ملاحقة الفاعلين المعروفين، قد تم ارسال مذكرات وكتاب الى جميع الاجهزة الأمنية ومن ضمنهم وزارة الداخلية إلاّ أنّه حتى اللحظة لم يتم التجاوب لتوقيف قتلة هاشم».

وتابع السلمان «نحن متروكون لوحدنا، فهاشم استشهد من أجل وطنه، وهو ذهب ليعتصم أمام السفارة وهو يحمل رسالة خوف على شباب لبنان الذين أرسلهم حزب الله للحرب السورية، وما سيترتب على ذلك من  اشعال فتيل الفتنة في لبنان وتغذية التطرف، هاشم ذهب من أجل رفض قتال حزب الله في سوريا وقتله هناك للشعب السوري». وأكّد السلمان أنّ «حزب الانتماء لم يفعل أي شيئ من أجل هاشم، بل أنّهم يستغلون قضية هاشم ويثيرونها في الخطابات والاعلام عندما لا يكون لديهم أي شيئ أو قضية ليتحدثوا فيها» وختم السلمان «نحن مستمرون في قضيتنا الى حين القبض على قتلة هاشم، وسنبقى نعلي الصوت في قضيتنا لأننا لا ننقل البندقية من كتف الى كتف كما كثيرون». وحدهم عائلة هاشم السلمان لا تزال تحمل القضية وسائرة بها حتى الرمق الأخير على أمل أن تعود الدولة وتبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، لكي يلقى المجرم جزاءه

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 10 حزيران 2016

السفير

قال أحد نواب لجنة الاتصالات إن العقبة الأساس في قضية الانترنت غير الشرعي تكمن في صلة القربى بين أبرز المحققين وبين محامي الشركات المتورطة.

عاتب وزير أحد السفراء على خلفية مقال نشر في إحدى الصحف الأجنبية، متهماً إياه بأنه يقف وراءه.

أخذ مرجع نيابي على الحكومة أن جهات دولية في لبنان تهتم بملف الاتجار بالبشر أكثر من بعض الوزارات.

المستقبل

يقال

إن ضغوطاً سياسية تجري في محاولة لثني مؤسسة قضائية عن اتخاذ قرار بوقف الأشغال في مشروع سد جنة على خلفية شكوى مقدمة من جمعية تعنى بحماية البيئة.

اللواء

توقَّع مصدر نيابي لهجة عالية سيُسمِعها مرجع رفيع للمشاركين في جلسة 21 حزيران الجاري..

دخلت العلاقة بين مسؤول نقدي كبير وحزب لبناني، مرحلة اللاعودة على الصعيد الرئاسي!..

اتّخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة لحماية الإفطارات الرمضانية لا سيّما في بيروت وضاحيتها

الجمهورية

يقول رئيس تكتل سياسي في مجالسه الخاصة إن حليفه هو من أصرّ وقاد إحدى المعارك الإنتخابية البلدية الخاسرة في الشمال.

دعا رئيس حزب خلال إجتماع كوادره الى عدم الذهاب بعيداً في المواجهة لأن العلاقة مع الحلفاء قد تعود كما كانت قبل الإنتخابات البلدية.

وصفت أوساط مقرّبة من أحد المرشحين للرئاسة، كلام أحد الأقطاب عن إنتخاب هذا المرشح، بالمناورة المكشوفة والمرفوضة، طالما أنها مشروطة.

البناء

أشار نائب بارز إلى أنّ أكثر ما لفته في خطاب الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب السوري هو اللهجة الحاسمة التي تحدّث بها في مجمل الخطاب، وخصوصاً حين أكد بشكل واضح وحاسم جداً، على رفض أيّ بحث، بل على مواجهة أيّ طرح يمكن أن يأخذ سورية في طريق طائفي ومذهبي.

 

عقيلة الشيخ يعقوب: خرجت الرحمة من قلوبكم وفي الطغيان تعمهون

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - اعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب، في بيان "ان عقيلته الشيخة امتثال حيدر باتت ليلتها السابع والثلاثين في مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وجاء البيان ال37 والذي كتب على لوح امام المارة وفيه:"خرجت الرحمة من قلوبكم ولم تتعظوا من أسلافكم وتظنون انكم خالدون. نعرف انكم لا صلاة لكم ولا صيام ولكن أين عقولكم والى اين نهاية ظلمكم. عجيب امركم ما هذا الحقد علينا؟ ماذا فعلنا لكم وهذا جزاؤنا. فانظروا الى انفسكم باي طغيان تعمهون.يا مغيث اغثنا يا مغيث اغثنا".

 

بري عرض الأوضاع مع سلام والتقى لازاريني

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، رئيس الحكومة تمام سلام، وعرض معه الاوضاع والتطورات وعددا من الملفات المطروحة. وكان بري استقبل منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية والانمائية في لبنان فيليب لازاريني، وعرضا الوضع في لبنان وقضية النازحين وتداعياتها.

 

سلام التقى السفير المصري ووفدا من المقاصد زايد: لانهاء الفراغ الرئاسي واجراء الانتخابات النيابية

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، اليوم في السراي الكبير، سفير جمهورية مصر العربية في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد وتناول البحث العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر والتطورات العامة في المنطقة.

زايد

بعد اللقاء، قال السفير زايد: "تشرفت بمقابلة دولة الرئيس سلام حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية وبعض المواضيع التي تفيد في تدعيم العلاقات المصرية - اللبنانية في المجالات كافة، وتطرق الحديث ايضا الى الأوضاع في لبنان في ضوء نجاح الانتخابات البلدية، وما يمثله هذا النجاح من إضافة مهمة بالنسبة الى لبنان في هذه المرحلة تؤكد ضرورة استكمال كل الخطوات في المؤسسسات الدستورية وانهاء الفراغ الرئاسي واجراء انتخابات نيابية، وتطرقنا الى الأوضاع الاقليمية وأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان في المرحلة الحالية".

خريجو المقاصد

ثم استقبل الرئيس سلام وفدا من جمعية خريجي المقاصد الذين تحدث باسمهم رئيس الجمعية مازن الشربجي، فقال: "زيارتنا اليوم لدولة الرئيس هي لتهنئته بحلول شهر رمضان المبارك ودعوته لحضور الافطار الذي تقيمه الجمعية في السادس عشر من الشهر الحالي". وأكد "ان الهيئة الادارية والاستشارية والمقاصديين جميعا يشدون على يدي دولة الرئيس لما يعانيه من صعوبات في ادارة شؤون البلاد وفي الوقت نفسه يؤكدون ثقتهم الكبيرة فيه لحسن الادارة، وندعو الله أن يمده بمزيد من الصبر لما يعاني من اشكالات ومناكفات بين الفرقاء السياسيين الذين ندعوهم الى العودة الى ضمائرهم ووطنيتهم وان يشبكوا الايادي لأن الوطن أصبح على شفير الهاوية والمواطن وصل الى مرحلة صعبة وشديدة الارهاق وأصبح طموحه هو الهجرة". أضاف: "نحن نقول أننا نريد البقاء في هذا البلد وان نبنيه، لكن نريد اعادة النظر في الأمور، والتنازل من قبل جميع الأطراف لبناء هذا الوطن. ونتمنى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لأنه بداية الخلاص وان تجرى الانتخابات النيابية وفق قانون عصري وحديث".

 

سلام عرض ولازاريني استراتجية الأمم المتحدة لمساعدة لبنان على تخطي الأزمات الاقتصادية

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم في السراي الكبير، نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، وتناول البحث الاستراتجية التي تعتمدها الأمم المتحدة في لبنان ومواءمتها مع متطلبات الحكومة اللبنانية، لمساعدتها على تخطي الأزمات التي تواجهها لاسيما على الصعيد الاقتصادي.

 

الاحرار: لاختيار رئيس توافقي واحتضانه ودعمه

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون "ان قانون الانتخاب لايزال ينتقل من لجنة الى أخرى وسط نيات غير سليمة وأجواء مشبوهة . فمن اللجنة النيابية المصغرة التي تضم ممثلين عن كل الأطراف الى اللجان المشتركة واليوم الى هيئة الحوار الوطني. علما أنه تمت دراسة كل المشاريع والاقتراحات ولم يعد ينقص سوى القرار الذي يجب الا يتأخر أكثر لكي يعلم اللبنانيون بالقانون الذي على أساسه تجري الانتخابات النيابية. ويهمنا ان نلفت الى التصريحات الصادرة عن أكثرية المرجعيات السياسية والتي ترفض العودة الى قانون الستين، كما نطالب بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن للتمكن من إجراء الانتخابات النيابية في موعدها مما يسمح بانتظام المؤسسات الدستورية وعودة الحياة السياسية الى طبيعتها".وتساءل: "الى متى التشبث بالترشيح لرئاسة الجمهورية بينما الأفق مسدود والمرشحان يدوران في حلقة مفرغة. ألم يحن الوقت بعد لتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والتصرف على ان لا أحد أكبر من وطنه. من هذا المنطلق نطالب المرشحين والذين يقفون وراء ترشحهما بخطوة جريئة تؤدي الى اختيار رئيس توافقي واحتضانه ودعمه. ونخص بالذكر حزب الله الذي يستمر في ممارساته التعطيلية بالتكامل والتضامن مع إيران. في وقت يضاعف من تورطه في الحروب الإقليمية ويزيد أنشطته العسكرية والاستخبارية في أكثر من دولة عربية مما ينعكس سلبا على لبنان واللبنانيين". ولاحظ الحزب "العود على البدء في الملفات المطروحة على مجلس الوزراء، من ملف سد جنة الى ملف الاتصالات الى ملف جهاز أمن الدولة الى ملف النفايات وغيرها من الملفات التي لا تجد لها حلا أو معالجة. والمؤسف تسييسها بينما يطغى عليها الطابع العلمي والفني مما يجعل من السهل التوافق عليها. ومن النافل ان تنعكس على عمل مجلس الوزراء الذي يصاب بالعقم مستكملا مسلسل تعطيل المؤسسات، فيما المطلوب منه أن ينوب عن رئيس الجمهورية إضافة الى صلاحياته المعروفة. ونجدد المطالبة بوضع تقارير فنية تنطلق من التقارير التي بحوزة الفريقين في شكل مقبول من كليهما. أما إذا استمر التعنت السياسي فلا يعود من مجال سوى السير بما هو أقرب الى تأمين المصلحة الوطنية واتخاذ القرار الصائب من دون التوقف عند اي اعتبار". وهنأ الحزب "المسلمين بحلول الشهر الفضيل، ونتمنى لهم صوما مباركا، وأن يحمل معه كل خير وبركة. من جهة ثانية نأمل في إيجابيات تطرأ على صعيد الشغور الرئاسي، فيتم التوصل الى انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وتبني قانون انتخاب وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه . كما نأمل في حل للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي زادت من حدتها أزمة النازحين السوريين الآخذة في التفاقم في شكل مثير للقلق. من هنا المطلوب وقفة لبنانية موحدة للدفاع عن المصلحة الوطنية العليا مع المحافظة على تعامل إنساني مع النازحين لتسهيل عودتهم، عندما تتحسن الأوضاع الأمنية، الى منازلهم وممتلكاتهم".

 

ريفي: من يمثلون طرابلس على طاولة الحوار فقدوا تمثيلهم.

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - رأى وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي أن "نتائج إنتخابات طرابلس البلدية أضعفت المرشحين الرئيسيين لقوى 8 آذار في المدينة"، مشيرا إلى أن "من يمثلون طرابلس على طاولة الحوار فقدوا تمثيلهم". وقال: "من المعيب جدا اتهام تركيا بلعب دور في انتخابات طرابلس البلدية. هناك من شكلت له هذه النتائج ضربة قاضية". كلام ريفي جاء في سياق مقابلة أجرتها معه قناة "العربي" حيث لفت إلى أننا "خضنا معركة الكرامة و القرار الحر بوجه المال والسلطة"، مشيرا إلى أنه " دفع مال كثير من قبلهم لكنهم لم يستطيعوا شراء ذمم الطرابلسيين". أضاف: "هناك فرق بين الإنفتاح على "حزب الله" وبين الإنبطاح أمامه وطرابلس رفضت الإنصياع للمحور الإيراني السوري ولبشار الأسد. إن قائد الجيش العماد جان قهوجي هو أحد المرشحين الأساسيين لكن علينا أن نرى في هذه المرحلة أي مواصفات تحتاج لأننا مرتبطون بوضع إقليمي مأزوم". وشدد على أنه "يجب إعادة ترتيب السلطة إنطلاقا من إنتخاب رئيس للجمهورية. وعن علاقته بالرئيس سعد الحريري أوضح ريفي أن هناك "سعاة خير بيني وبينه وكنت واضحا بأننا لو كنا سنلتقي لمجرد إلتقاط صورة فالصورة لا تنفع وإن كنا سنلتقي على القضية فالقضية جمعتنا سابقا وهي التي ستجمعنا لاحقا ومن هنا دعوت للعودة الى ثوابت الرئيس الشهيد رفيق الحريري السيادية والوطنية والعربية". وشدد على أنه متمسك بثوابته "التي لاقت صدى طيبا لدى اللبنانيين"، وأن "كل من لديه إستعداد للعودة الى ثوابته سيلاقيه على المسار نفسه". وعمن دعمه في هذه الإنتخابات، قال: "إن صناديق الإقتراع كانت وحدها خيار الطرابلسيين وهي إنتخابات بلدية عادية لا تحتاج لتدخل إقليمي أو دولي"، مشيرا إلى أنه "لم يكن لدينا قدرة مالية توازي قدرة الآخرين ونحن خضناها باللحم الحي". وعن العلاقة مع السعودية، أكد ريفي أنها "ممتازة جدا وقائمة و24 قيراط ولا تشوبها شائبة فالمملكة قدمت لنا الكثير وهي لا تتدخل في التفاصيل اللبنانية الداخلية"، مشددا على أننا "لبنانيون وعرب وأنظارنا تتجه صوب المملكة بحكم كونها قبلة سياسية ودينية". وعن الأزمة السورية، قال: "أتمنى سقوط كل ديكتاتور على الكرة الارضية، وبشار الأسد ديكتاتور وهو سار في خيارات معاكسة لخيارات الشعب السوري واختار الإتجاه الفارسي ولن يرتاح الشعب السوري والشعب اللبناني إلا بسقوطه". وختم بالقول: "سوريا هي الجمهورية العربية السورية وليس الجمهورية الفارسية السورية. سقط بشار الأسد مرتين، الأولى حينما خرج من لبنان والثانية يوم دعمه "حزب الله" وإيران وتم إنقاذه بالدعم الروسي وليس برضى شعبه ولا بد أن يسقط قريبا".

 

هل تفرج ايران عن الورقة الرئاسية لانقـــــاذ حزب الله من الاختناق؟/الـ"ستاتيكو" اللبناني يمنع المس بالاستقرار ويدفع البعض للتنازل عن اوراقه

المركزية- لا يمكن لحزب الله ان يعلو فوق سقف ما ذهب اليه في بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" أمس. فالانتقاد الذي وجهه لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولئن جاء لاذعا، لن يتخطى حدود الموقف، ما دامت الاجراءات الميدانية لمواجهته غير متاحة، استنادا الى ان أحدا غير قادر على الوقوف في وجه النظام المالي العالمي الذي تشكل واشنطن صاحبة قرار العقوبات الشهير ركيزة اساسية فيه، كما يتعذر على الحزب الاقدام على مغامرة داخلية غير محسوبة النتائج، لعلمه ويقينه ان التلاعب بالـ"ستاتيكو" القائم راهنا سياسيا وامنيا وماليا غير متاح لأي فريق في الداخل او الخارج على السواء من جهة ثانية، لان اي خطوة من هذا النوع من شأنها ان تفتح ابواب المنطقة برمتها على حرب شاملة لن يسلم من نيرانها أحد. وجهة النظر هذه، تفنّدها اوساط دبلوماسية لـ"المركزية" بالقول ان طرفي الصراع السياسي الاساسيين في الداخل يلتزمان مقتضيات هذا الـ"ستاتيكو" الساري المفعول ما دام يحظى بالغطاء الخارجي، بدليل استمرار الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله على رغم عدم وصوله الى نقاط مشتركة ونتائج مثمرة في اي من ملفات البحث، حتى انه صمد في وجه مواقف لاذعة صدرت في اكثر من مناسبة عن مسؤولين من الجانبين بلغت احيانا حدّ الاتهامات المباشرة. اما الحوار الشامل فهو الدليل الثاني الى استمرار رضوخ القوى المحلية الى بنود الغطاء الدولي للساحة المحلية والالتقاء ولو من دون احراز تقدم لتكريس الهدنة السياسية والاعلامية وصيانة الشارع من اي هزات ارتدادية للمشهد الاقليمي المتفجّر. وتشير الاوساط الى ان حزب الله وبعيد الحصار السياسي الخليجي العربي المُطبق عليه وادراجه في لوائح الارهاب ومع بدء سريان مفعول القانون الاميركي لتجفيف موارده المالية، يشعر بالاختناق ولم يعد في مقدوره مواجهة هذا الكّم من الضغط الا عبر المواقف، وان ايران العالمة بمآل احواله وحراجة وضعه تراجع خياراتها وتدرس اوراقها بدقة لانقاذه من الانهيار. وتبعا لذلك تراهن الاوساط الدبلوماسية على ان طهران قد تعمد للغاية الى فك أسر رئاسة لبنان من ضمن تسوية سياسية ينخرط فيها الحزب وتتخلى عن ورقة الرئاسة التي ما زالت تمسك بها حتى الساعة لتحصيل مكاسب سياسية اقليمية في التسويات الجاري نسجها لدول منطقة الشرق الاوسط حيث لم تتمكن حتى الان من الحصول ولو على جزء يسير منها لا بل خسرت بعض ما كانت تتمتع به من امتيازات في سوريا بعد الدخول الروسي المباشر على الخط، ورفض واشنطن دفع اي ثمن مقابل تنازل ايران عن ورقة لبنان وهي الوحيدة القادرة على ذلك، من هنا رفضت طهران بحسب الاوساط الوساطة الفرنسية لان باريس غير قادرة على دفع الفاتورة السياسية التي تتطلع اليها. اما رهان ايران على التهويل على السعودية ودول الخليج لحملها على تقديم تنازلات، فمُني بدوره بالفشل في ضوء التقلبات الكبرى في السياسات السعودية وانتقال الحكم الجديد في المملكة من مرحلة تجنب المواجهات الى قيادة زمام الدفاع في الخطوط الامامية عن مشاريعها وتشكيل تحالف اسلامي سني ضد الارهاب وتنفيذ مناورات عسكرية ضخمة (رعد الشمال).

وازاء مسلسل الاخفاقات الايرانية بفصوله المتكررة، ولانقاذ حزب الله ، تختم الاوساط ان زيارة وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى باريس منتصف الجاري قد تحمل جديدا على المحور الرئاسي اللبناني تحت وطأة الضغط الدولي والتهديدات الواسعة من التنظيمات الارهابية باستهداف الساحة اللبنانية وضرورة تطويقها بانتخاب رئيس جمهورية واكمال عقد السلطات الدستورية وتفعيل المؤسسات، ولحماية حزب الله في آن.

 

فارس سعيد لـAEN: ليضغط الحزب على إيران لا على سلامة

دعا منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد "حزب الله" الى ممارسة الضغط الذي يقوم به في ملف العقوبات الاميركية، على "شريكه وعرّابه الايراني" بدل الضغط على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "الذي لا يملك الحل" وتحميل القطاع المصرفي تبعات ما يعجز عنه، "وهذا ما يجعل الحزب يضغط في المكان الخطأ". وقال سعيد لموقع Arab Economic News ان الحزب قد يحاول الالتفاف على القانون الاميركي، "وربما يبتكر وسائل جديدة لتيسير أموره، ولا ادري ان كان قادرا مثلا على تسييل امواله في القطاع العقاري او غيرها من الاليات".

وسجّل سعيد سلسلة ملاحظات على الملف الساخن، ابرزها الآتي:

"أولا- في لحظة "شهر العسل" الايراني-الاميركي، برزت العقوبات الاميركية على الحزب. اذ صدر القانون في 1 كانون الثاني/يناير 2016 عن مجلس الشيوخ، وصدرت المراسيم التطبيقية في 15/4/2016، اي في اللحظة التي كان فيها حسن روحاني يشتري طائرات "إيرباص" من فرنسا ويبحث في شؤون استثمارية مع الاميركيين. وهي اللحظة التي اعتبرتها اوساط سياسية في لبنان "لحظة النصر"، على خلفية تحوّل ايران مرجعية في المنطقة ونجاحها في استدراج العالم الى عمليات الاستثمار.

ثانيا- قانون العقوبات صدر عن واشنطن وليس عن الحاكم رياض سلامة او المصرفي نعمان الازهري. لذا، فان "المرجلة" على هؤلاء ليس في محله. وطالما ان لدى "حزب الله" شريك مثل ايران يجلس على طاولة مفاوضات واحدة مع اميركا، فليلجأ اليه ليحلّ المشكلة او ربما ليخفف أضرار القانون. ويذكّرنا التوجه من خلال بيان رسمي لـ"كتلة الوفاء للمقاومة" امس، بمرحلة 2004 حين كان مسؤولو الحزب يطلقون مواقف سياسية ولّدت في النهاية مرحلة عنف في لبنان. وبذلك، حوّلوا الحاكم سلامة الى هامة وطنية لانه يغلّب المصلحة الوطنية على غيرها، كما وضعوه في الوقت عينه في دائرة الخطر الفوري، اذ سيكونون مسؤولين بالاتهام في حال تعرّض لاي حادث مقصود او طبيعي.

ثالثا- تشير المتابعات الى انه يستحيل على اي مصرف في العالم فتح حسابات او التعامل مع النظام المصرفي العالمي، الا من خلال مصارف شقيقة (مراسلة) في نيويورك، التي يستحيل عليها الاستمرار بعلاقاتها مع المصارف اللبنانية ان لم يطبق القانون الاميركي. وبذلك، سيتحوّل القطاع المصرفي اللبناني الرائد ان عُزل، الى "كونتوارات" او طاولات تقرض الاموال محليا فقط، اضافة الى التداعيات المتوقعة على الداخل اللبناني.

رابعا- أخطأنا حين ظننا في مرحلة سابقة ان سلاح "حزب الله" هو شأن داخلي. وبعد 11 عاما، تبين ان خطأنا هذا كان "خطيئة". ونأمل في الا تصدر مواقف تقول ان "مالية الحزب" هي شأن داخلي وحلها يكون مع الداخل لا الخارج، لان مندرجات مواقف مماثلة ستأخذ البلاد من سيء الى اسوأ وخصوصا في حال تبرّع مرشحو الرئاسة وشخصيات اخرى وتحت عنوان "السلم الاهلي"، بالذهاب الى واشنطن وابلاغ الاميركيين ان القضية تحلّ باجراءات داخلية، وتتمّ حينها لفلفة الموضوع".

 

قائدنا إلى الأبد» في تماثيل الأسد

نسرين مرعب/جنوبية/ 10 يونيو، 2016/لم يتوقع حافظ الأسد وهو يصارع سكرات الموت أنّ سوريا التي سلمها رهينةً وملكاً لولي عهده بشار الأسد سوف تنتفض بالثورة..16 عامًا على رحيل الأسد الأب الذي أشبع شعبه مرارةً وذلاً وكيداً، فصادر حرياتهم وكراماتهم، وحوّلهم لجنود مدنيين يطيعون أوامر البعث ويمرّون بالقرب من مراكز المخابرات مطأطئي الرأس خوفاً من نظرة خاطئة تزجّ بهم في سجون الموت والاغتصاب. رحل حافظ الأسد وبقي الظلم والاستعباد، وتسلّم الحكم من هو  أكثر طغياناً. بعد 11 عاماً على حكم بشار قامت الثورة، واليوم تأتي الذكرى السادسة عشر لموت الأسد الأب متزامنة مع مرور الذكرى الخامسة للثورة السورية. هذه الثورة التي تحطمت على أعتابها تماثيل حافظ الذي روّج شعار قائدنا إلى الأبد، وأسقطته تحت أقدام الشعب، ثورة حق هي ضد عائلة حكمت بالدم والموت والتعسف والاضطهاد. حافظ مات “ميتة الله”، ولكن الثورة لن تشفع للمجرم سواء كان الأب أو الولد فكما انتزع الثوار تمثال الأسد الأب، يعرفون كيف ينتزعون سلطة الابن وإجرامه. فإرادة الشعب لا بد وأن تنتصر على الاستبداد وعلى ميليشياته ومرتزقته.

 

خطاب الحريري الرمضاني عمومي…ولم يشف غليل أنصاره

خاصّ جنوبية 10 يونيو، 2016/انتظر اللبنانيون عموما وجمهور المستقبل خصوصا اطلالة الرئيس سعد الحريري الرمضانية لتوضيح ما التبس من مواقف عقب الانتخابات البلدية الأخيرة، غير ان الحريري أمس، أطلق مواقف عامة متفاديا الدخول في التفاصيل التي سببت أشكالات كمقاربة الازمة مع اللواء ريفي بعد انتخابات طرابلس، او حديث الوزير نهاد المشنوق فيما خص المملكة العربية السعودية. اطل زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري في أول اطلالة رمضانية ، إلّا أنها لم تشف غليل من انتظروا توغله الى “دفاتر” التجربة الانتخابية البلدية وخلاصاتها تفصيلياً كما وعد، لكن الحريري بدا جازماً في “وعده” بان يفتح الدفتر تلو الآخر تباعاً في سلسلة الافطارات التي سيقيمها في “بيت الوسط” وأماكن أخرى. فسارع الحريري الى تبديد اي لبس حيال اتجاهاته الى التعامل مباشرة مع نتائج “العواصف” السياسية والاعلامية التي أثيرت حول “المستقبل” عقب الانتخابات البلدية والاختيارية راسماً من خلال اطلالته الأولى الخط البياني الثابت للتيار وسياساته. وفي ما يمهد لقراءة نقدية صريحة منتظرة منه، أعلن بوضوح ان هذه الانتخابات “تشكل فرصة لمراجعة نقدية داخلية”. وحصر مواقفه “بثلاث حقائق مركزية”: “الأول عدم الهروب إلى الأمام، الثاني التمسك “بمدرسة رفيق الحريري في الاعتدال والعيش المشترك والانفتاح والمناصفة التامة أما الثالث والأخيرالتمسك باتفاق الطائف “بما هو مشروع بناء الدولة السيدة على كل أراضيها الممتلكة وحدها حصرية السلاح”. كما شدد الحريري على كون “الاعتدال والعيش المشترك والحوار والتفاهم ليست مجرد كلمات بل فعل وممارسة يومية” بشكل يعبّر عن أهم الركائز التي اعتمدها منذ توليه سدة المسؤولية إثر جريمة 14 شباط 2005. وأكد في مقابل كل دروس “الكذب والمناورة والتجييش والتلاعب على الغرائز” التي حاولت السياسة في لبنان أن تقدّمها له، بقاءه على مرتكزات مدرسة رفيق الحريري في”«الصدق والصراحة والوفاء. كشف أنه كان بصدد الطلب من المجلس البلدي لبيروت أن يستقيل لو أدت نتائج انتخابات العاصمة إلى كسر مبدأ المناصفة في التمثيل الإسلامي المسيحي داخل المجلس. تعهد البقاء على تصديه لكل من يحاولون تشويه صورة الإسلام ممن “كان المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله أول من أسماهم “فئة ضالة” وأول من وصفهم بالخونة الذين يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه على أنّه دين التطرف والكراهية والإرهاب”. جدد تمسك “المستقبل” باتفاق الطائف “بما هو مشروع بناء الدولة السيّدة على كل أراضيها الممتلكة وحدها حصريّة السلاح والحامية بالقانون والتساوي لكل المواطنين، وبما هو تحديد نهائي لهوية لبنان العربية”. لم يستثن الحريري ذكر السعودية فأكد أنّ المملكة “وقفت وتقف وستبقى تقف في كل المراحل مع لبنان لأجل مشروع الدولة ولأجل مصلحة كل اللبنانيين من دون تمييز”. ووجها شكر لها “على كل دعمها غير المشروط للبنان وعلى كل مساعيها السياسية في كل المراحل”. وخلص الى “أن إتفاق الطائف هو الجواب الداخلي والعلاقات مع السعودية هي الجواب الخارجي فلا يفكّرن أحد بتغيير النظام أو بتغيير الهوية”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله يكتفي بما اعلنته "الوفاء للمقاومة" حيال قرار سلامة

حــوري: يمنــع الخــراب ويحمـــي الوطــــن

كـرم: يحافـظ علــى مصالــح اللبنانييـن وســيادتهم

المركزية- فيما يسلك قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة القاضي بإقفال 100 حساب مرتبط بـ"حزب الله" طريقه نحو التنفيذ تطبيقاً للقانون الأميركي الخاص بمكافحة تمويل الحزب، يكتفي حزب الله بما اعلنه من خلال بيان الكتلة امس "ان الموقف الأخير لحاكم المصرف المركزي جاء ملتبساً ومريباً وهو يشي بتفلت السياسة النقدية من ضوابط السيادة الوطنية ولذلك فإننا نرفضه جملةً وتفصيلاً"، حسب ما قال النائب حسن فضل الله لـ"المركزية". اما القوى السياسية الاخرى فلا تقارب الموضوع من الزاوية نفسها، حتى ان تلك المناهضة للحزب وسياساتها تذهب الى تحميله مسؤولية ما وصل اليه. وفي السياق قال عضو "كتلة المستقبل" النيابية النائب عمار حوري لـ"المركزية" ان قرار اقفال الحسابات لا خيارات اخرى له، وعدم تنفيذه يضع اللبنانيين والاقتصاد اللبناني في مهب الريح، ويعني الذهاب في اتجاه المجهول.ولفت الى ان "ليس لبنان فقط معنياً بهذا الموضوع، فما حصل ان هذا القانون احتاج مسارا طويلا للاعلان عنه من قبل الكونغرس الاميركي، ولا بدّ انه يحتاج نظرة شاملة للاقتصاد اللبناني. واشار الى ان تنفيذه يمنع الخراب ويحمي القطاع المصرفي اللبناني من التدمير، معلنا ان المصلحة اللبنانية اهم من اي مصلحة لمجموعة محددة".

كرم: من جهته، اشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم الى "ان هذا القرار هو للمحافظة على مصالح اللبنانيين والسيادة اللبنانية، معلنا ان كل من ينتقده يدقّ بالسيادة اللبنانية ولا يحافظ على مصلحة اللبنانيين والقطاعات الاقتصادية".

 

 بعد التهديدات الامنية... فرنسا تحذر رعاياها:الوضع في لبنان بين الاخضر والاصفر

الحريري يتحدث في السياسة الخارجيـة مساء والمستقبل يبدأ جردة الحســـاب

الانماء والاعمار يرد على اتهامـــات الكتائب والجميــــل: سنتابع المواجهة

المركزية- في انتظار جديد المواقف التي ستطلق على دفعات في الافطارات الرمضانية وخصوصا من بيت الوسط ، انشغلت الساحة المحلية في سبر اغوار موقف كتلة " الوفاء للمقاومة" وأبعاده التي اصابت آخر معاقل الاستقرار الداخلي،القطاع النقدي، وذهبت الى التساؤل عن الحدود التي سيصل اليها الحزب في مقاربة ملف يدرك تماما ان لا سبيل للتعاطي معه، الا وفق السياسة التي انتهجها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتي شكّلت على مدى عقود العمود الفقري لحماية الدولة وصونها من اي انهيار لم تسلم منه دول كثيرة، في ظل الازمات المالية العالمية ، في وقت تعاني مؤسسات الدولة من اهتراء على المستويات كافة في ظل الفراغ الرئاسي المتمادي وشظاياه التي لم توفر مؤسسة دستورية في الدولة.

تحذير فرنسي: في المقابل، والى جانب اقرارها بأن الخطر الارهابي موجود وقد ينجح في "الخرق" في أي لحظة على رغم سهر الاجهزة الامنية ورصدها للارهاب وخلاياه، تلتقي مراجع أمنية وعسكرية على التأكيد بأن الوضع الداخلي والحدودي مضبوط. غير ان هذه التطمينات لم تمنع السفارة الفرنسية في لبنان من تحذير رعاياها من "أن الاوضاع الراهنة لا تزال تتطلب اليقظة، لأن الوضع الأمني في لبنان بين الأخضر والأصفر"، مشيرة في رسائل نصية ارسلتها اليهم الى انها "ستعلمهم بالتدابير الواجب اتباعها في حال وجود أي تطورات". سلام - بري: اما اليوميات المحلية، فغاب عنها اي جديد، واقتصرت على زيارة قام بها رئيس الحكومة تمام سلام الى رئيس مجلس النواب في عين التينة .

تقويم الاداء: وليس بعيداً، ومع إنصراف معظم الاحزاب والقوى السياسية الى "ورشة" تقويم نتائج الانتخابات البلدية لجهة ادائها وتحالفاتها، وبعد دعوة الرئيس الحريري خلال افطار امس الى "مراجعة نقدية داخلية وتقديم كشف حساب سياسي ووطني وتنظيمي امام اللبنانيين عموماً وامام اهلي واحبّتي ورفاقي وكل الأوفياء لخط الحريرية السياسية"، اوضح مصدر في "التيار" لـ"المركزية" ان "التقويم لنتائج الانتخابات البلدية لن يتأخر، وتحديد "اخطاء" اعضاء "التيار" اضافةً الى العلاقة مع الحلفاء، خصوصاً "القوات اللبنانية" ستكون على طاولة المكتب السياسي "للتيار الازرق" الذي يجتمع مطلع الاسبوع المقبل برئاسة الرئيس الحريري"، واشار الى ان "اي "احكام" في حق اعضاء ومنتسبين "للتيار" ثبت انهم اخطأوا في الانتخابات البلدية، لن تصدر الا بعد مراجعة تقارير حول ادائهم اثناء الاستحقاق". وعملية التقويم هذه لن تقتصر على إجتماع "مركزي" مُغلق بين اعضاء المكتب السياسي، اذ ان "التيار" وبعد عامين من التأجيل فرضه غياب الرئيس الحريري عن لبنان، يعقد مؤتمره العام الثاني نهاية فصل الصيف (اوائل ايلول المقبل) يُصدر وثيقة تتضمن مقررات تُجدد ثوابته التي يلتزم بها في خطابه السياسي، خصوصاً اتفاق الطائف و"أمانة" المناصفة والعيش المشترك، وعلاقته بالحلفاء والخصوم"،كما يقول المصدر".

تحالفات جديدة: وفي السياق، قالت أوساط سياسية مراقبة لـ"المركزية" إن "فتح الدفاتر" الذي تحدث عنه الحريري، الذي ما زال يمثل خط الاعتدال السني ومحوره الاقليمي المملكة العربية السعودية، لن تقتصر مفاعليه على البيت المستقبلي الداخلي فحسب، بل من المرشح ان يتوسع الى اعادة نظر شاملة في الخريطة السياسية المحلية كلّها. فالتحالفات التقليدية التي كانت قائمة حتى الامس القريب، وما عرف بفريقي 8 و 14 آذار، صدّعته الموجات البلديّة الى درجة الانهيار، حيث لم يتردد الرئيس نبيه بري في نعيه في وقت بدأ أكثر من طرف داخلي يتحدث عن نسخات "منقّحة" عن التحالفات التي كانت موجودة، ستفرض نفسها تدريجيا على الملعب السياسي الداخلي في المرحلة المقبلة.

الى ذلك اوضح مصدر قريب من "المستقبل" لـ"المركزية" ان "الرئيس الحريري سيتطرّق خلال اطلالته الرمضانية الثانية على شرف السفراء والدبلوماسيين مساء في "بيت الوسط" الى سياسة لبنان الخارجية، ليُذكّر بانها لطالما كانت الى جانب العرب ولا يمكن ان تكون خلاف ذلك". واشار المصدر الى ان "من حق الرئيس الحريري وواجبه فتح "دفاتر" مع الجميع، داخل التيار ومع الحلفاء والخصوم لمعرفة مكامن الخطأ وتصحيحها، والطلب مِمَن ارتكب هذه الاخطاء معالجتها". ولفت المصدر الى ان "كلام الحريري امس اكد على الاساسيات لجهة "ثوابت" "تيار المستقبل" وقاموسه السياسي، اي الالتزام باتفاق الطائف والتمسّك بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين وصيغة العيش المشترك".

"الانماء والاعمار" يرد: من جهة أخرى، وغداة الاتهامات التي وجهها رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل اليه متهما اياه بالفساد ومنتقدا أداءه في ملف "النفايات"، متحدثا عن قمامة سترمى عشوائيا على شاطئ برج حمود والجديدة من دون فرز أو معالجة مسبقين... خرج مجلس "الانماء والاعمار" عن صمته اليوم، فأوضح في بيان انه "ينفذ خطة النفايات كما وافق عليها مجلس الوزراء في قراره رقم 1 تاريخ 17/3/2016"، مشيرا الى ان "جميع مناقصات الأشغال العائدة للكنس والجمع والفرز والمعالجة والطمر الصحي وأعمال الحماية البحرية ومعالجة مكب برج حمود أطلقت، ولم يتبق سوى الإعلان عن مناقصات الإشراف على أعمال الكنس والجمع والفرز والمعالجة التي سيعلن عنها في الأيام المقبلة". واذ اعتبر ان "القول بأن النفايات ستطمر دون فرز ومعالجة غير صحيح إطلاقا حيث أن مناقصة أعمال الفرز والمعالجة تتضمن تطوير المعالجة بهدف طمر نسبة اقل من النفايات وبطريقة سليمة تراعي شروط الطمر الصحي"، أكد المجلس ان "مشروع الحماية البحرية ومعالجة جبل النفايات واستحداث خلايا الطمر الصحي في برج حمود/الجديدة لا يتعارض مع مشروع "لينور" بل يشكل جزءا منه". في المقابل، أعلن "الانماء والاعمار" ان "دراسات تقييم الأثر البيئي قيد الانجاز وستعرض على وزارة البيئة كما هو منصوص عنه في مرسوم تقييم الأثر البيئي"، موضحا ان "المجلس كان مضطرا لإطلاق مناقصات الأشغال بالتزامن مع إعداد دراسات الأثر البيئي بهدف التقيد بمهلة الشهرين المنصوص عنها في قرار مجلس الوزراء المشار إليه أعلاه".

مشوار الالف ميل بدأ: وكان الجميل أكد أن "المواجهة التي بدأت أمس في مجلس الوزراء ستكمل في وجه كل من يحاول تمرير صفقات على حساب اللبنانيين، وطرح أفكار مسيئة للبلد". وأشار بعيد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، الى "أننا سنواجه كل المشاريع التي تضر البلد، ولا يتكل أحد على ان الكتائب ستساوم على ما يتعرض له لبنان"، مضيفا "الكتائب بدأت مشوار الألف ميل أمس، في مجلس الوزراء، وهذا الجو سيستمر، وسنتابع المواجهة وسنؤكد ان القاعدة في السياسة هي الصدق والأخلاق وليست الفساد والسرقة والكذب".

 

تعديلات في المشهد السياسي الداخلي تلي الاسـتحقاق "البلـديّ": خريطة تحالفات "منقّحة" وواقع "رئاسي" جديد.. يستبعد "الأقطاب

المركزية- لن تنحسر ذيول الاستحقاق الانتخابي البلدي في القريب العاجل، بل ان ظلال ما أفرزته صناديقه ستبقى مخيمة بقوة على الساحة السياسية اللبنانية في الفترة المقبلة، ونتائجه ستتحكم بكثير من الملفات الداخلية المطروحة وأبرزها رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب. واذا كانت القوى السياسية تجري في كواليسها جردة حساب لما حملته اليها البلديات لتبني على الشيء مقتضاه حزبيا وسياسيا، فان الرئيس سعد الحريري أعلن بالفم الملآن أمس "أنني سأفتح العديد من الدفاتر وأتحدث بما يمليه علي ضميري وبما أتحمل من مسؤوليات تجاه جمهور تيار المستقبل واللبنانيين والحلفاء والخصوم".

الموقف الصريح هذا لرئيس "التيار الازرق" الذي تلقى في "الحلبة" البلديّة ضربات عدة كان أكثرها ايلاما في طرابلس، قالت مصادر في "المستقبل" لـ"المركزية"، إنه يمهّد لنقد ذاتي سيشرف عليه الحريري ضمن سلسلة اجتماعات تقويمية انطلقت في الحزب ستضع تحت المجهر أداءه في المرحلة الاخيرة للخروج بقرارات جريئة ليس من الضروري ان تكون شعبية ذلك أن الحريري اعتاد تجرّع الخيارات المرّة لانه يضع نصب عينه المصلحة الوطنية لا مصالحه الضيقة... انطلاقا من هنا، تقول أوساط سياسية مراقبة لـ"المركزية" إن "فتح الدفاتر" الذي تحدث عنه الحريري، لن تقتصر مفاعيله على البيت المستقبلي الداخلي فحسب، بل من المرجح ان يتوسع الى اعادة نظر شاملة في الخريطة السياسية المحلية كلّها. فالتحالفات التقليدية التي كانت قائمة حتى الامس القريب، وما عرف بفريقي 8 و 14 آذار، صدّعته الموجات البلديّة الى درجة الانهيار، حيث لم يتردد الرئيس نبيه بري في نعيه في وقت بدأ أكثر من طرف داخلي يتحدث عن نسخات "منقّحة" عن التحالفات التي كانت موجودة، ستفرض نفسها تدريجيا على الملعب السياسي الداخلي في المرحلة المقبلة.. في الموازاة، تتابع الاوساط "مواقف الاطراف المحليين ومنهم مثلا الوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي الذي استبعد فرص وصول رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كشف ان خيار ترشيح فرنجية لم يتخذه الحريري بمفرده، معطوفة الى اعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط انه مستعد لانتخاب النائب العماد ميشال عون رئيسا اذا أمّن إجماعا مسيحيا، كل هذه المؤشرات تدلّ الى واقع جديد بدأ يرتسم مؤخرا في الافق اللبناني، لا سيما في الملف الرئاسي، حيث يتأكد يوما بعد يوم ان حظوظ الاقطاب الموارنة الاربعة استنفدت، ومطلوب من القوى السياسية التأقلم مع هذه الحقيقة ومواكبتها بالخطوات المطلوبة. وعليه، تضيف الاوساط "الرئيس الحريري استشعر الذبذبات هذه، ويبدو أنه في صدد "إعادة تموضع" تأخذ في الاعتبار المعطيات المستجدّة.

وتوضح الاوساط في السياق، ان هدف الحريري ومن بدأوا معه بالتحرك وفق ايقاع جديد بعد "البلدية" كالرئيس بري وزعيم المختارة، يتمثل في كسر "الستاتيكو" السياسي السلبي القائم من خلال انجاز الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت، وهم يستعجلونها خوفا مما قد تحمله الأيام المقبلة اقتصاديا وماليا، لكن أيضا أمنيا. فالمنطقة قد تشهد حماوة اضافية مع تراجع الاهتمام الدولي ولا سيما الاميركي والروسي والفرنسي بملفاتها لصالح الانتخابات الرئاسية المرتقبة في هذه الدول، وقد يستفيد الارهاب من هذا الواقع للتسلل مجددا الى لبنان... غير ان مصير هذه الجهود يبقى مرهونا بمدى استعداد الاطراف المحليين المرتبطين بقوى اقليمية للقبول بفك أسر الرئاسة.

 

"المستقبل" يقوّم اداءه "البلدي" في إجتماع مكتبه السياسي ومؤتمر عـام" نهاية الصيف يُحـدد ثوابته وعلاقاتـــه

المركزية- لم يعد سراً ان معظم الاحزاب والقوى السياسية خرجت "مُنهكة" من الانتخابات البلدية والاختيارية التي اصابت جسمها بندوبٍ يختلف حجمها وعددها بين حزب واخر بحسب ادائه وتحالفاته في الاستحقاق. قبل الاستحقاق البلدي وخلاله وبعده "اُغرقت" الساحة الداخلية في بحر من التحليلات والقراءات للارقام التي افرزتها الصناديق ولشبكة التحالفات التي نسجتها الاحزاب والقوى السياسية، لكن جميعها صبّ في خانة واحدة: التقويم والجلسات المُغلقة افضل العلاجات لسدّ الثغرات وتصحيح الخلل. "تيار المستقبل" شأنه شأن احزاب عدة لم يسلم من نيران الانتخابات التي اصابت جسمه بتشوّهات، خصوصاً بعد نتائج انتخابات بيروت وطرابلس، وما ادل الى ذلك الا دعوة رئيسه الرئيس سعد الحريري خلال إفطار اقيم امس في "بيت الوسط" الى "مراجعة نقدية داخلية وتقديم كشف حساب سياسي ووطني وتنظيمي امام اللبنانيين عموماً وامام اهلي واحبّتي ورفاقي وكل الأوفياء لخط الحريرية السياسية". التقويم للنتائج لن يتأخر، وتحديد "اخطاء" اعضاء "التيار" اضافةً الى العلاقة مع الحلفاء، خصوصاً "القوات اللبنانية" ستكون على طاولة المكتب السياسي "للتيار الازرق" الذي يجتمع اوائل الاسبوع المقبل برئاسة الرئيس الحريري، وفق ما ابلغ مصدر في "التيار" "المركزية"، واشار الى ان "اي "احكام" في حق اعضاء ومنتسبين "للتيار" ثبت انهم اخطأوا في الانتخابات البلدية، لن تصدر الا بعد مراجعة تقارير حول ادائهم اثناء الاستحقاق". وعملية التقويم هذه لن تقتصر على اجتماع "مركزي" مُغلق بين اعضاء المكتب السياسي، اذ ان "التيار" وبعد عامين من التأجيل فرضه غياب الرئيس الحريري عن لبنان، يعقد مؤتمره العام الثاني نهاية فصل الصيف (اوائل ايلول المقبل) تخرج عنه وثيقة او مقررات تُجدد ثوابته التي يلتزم بها في خطابه السياسي، خصوصاً اتفاق الطائف و"أمانة" المناصفة والعيش المشترك، وعلاقته بالحلفاء والخصوم. وكشف المصدر ان "التحضيرات مكثّفة كي يكون المؤتمر "ناجحاً" من مختلف جوانبه التنظيمية، اللوجستية والاكاديمية، خصوصاً لناحية المقررات التي سيخرج بها". ولفت المصدر الى ان "الرئيس الحريري يسعى ليكون المؤتمر العام بمثابة صدمة ايجابية لجمهور وانصار التيار بعد نتائج الانتخابات البلدية التي اظهرت "تراجعاً" للتيار في مناطق محسوبة عليه كطرابلس".

 

 العونيون يتوقعون مفاجـآت ومؤشرات قريبـة تدفع باتجاه وصول العماد عون الى قصر بعبدا

المركزية- يراهن العونيون والمنضوون في "التيار الوطني الحر" على ان عودة العماد ميشال عون الى قصر بعبدا باتت قاب قوسين والتئام المجلس النيابي لانتخابه رئيسا للجمهورية مسألة اشهر قليلة وقبل انقضاء فصل الصيف. وينطلقون في رهانهم هذا وفق ما تبلغ مصادر في التيار "المركزية" من جملة معطيات ومتغيرات بدأت ترتسم على ارض الواقع لعل ابرزها تبدل موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط واعلانه جهارا هذا الاسبوع ان لا مانع لديه من انتخاب عون رئيسا خصوصا ان جنبلاط كان من العاملين على خط ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. ويرون وفق المصادر في تكرار سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري عبارة ان "لا فيتوات للمملكة على اي مرشح رئاسي في لبنان" في اكثر من مناسبة ما يصب في اطار ملء الشغور الرئاسي قريبا ووصول عون الى بعبدا، ويبنون تفاؤلهم هنا من جهة على تصدع الحلف الممانع لترشيح عون (بري والحريري وجنبلاط) وعلى مشاركة عون شخصيا في العشاء السياسي الذي اقامه سفير المملكة في دارته في اليرزة اخيرا من جهة اخرى. وتتوقع المصادر حصول مفاجأة خلال الاسابيع القليلة المقبلة تدفع بدورها لانتخاب عون رئيسا وتزيل من امام طريقه الى القصر الجمهوري آخر عقبات هذه الاشكالية. اذ لا تستبعد وصول المرشح الاخر النائب فرنجية في شكل مفاجئ الى الرابية او الضاحية لاعلان عزوفه عن الترشح للرئاسة، خصوصا بعدما بات "رئيس المردة" على قناعة بتبدل الاجواء التي رافقت ترشحه واعلان الرئيس سعد الحريري ذلك سيما ان فرنجية كان قد دعا الحريري الى عدم الاحراج في التراجع عن تأييده اذا ما ارتأى ذلك. وترى ان ثمة مؤشرات تدفع بدورها في تعبيد طريق بعبدا امام الجنرال، منها ما يتصل بامكانية انضمام احد اركان تيار المستقبل البارزين الى حلف بدأت ترتسم معالمه في الافق بعد نتائج الانتخابات البلدية بما يؤدي الى تراجع المستقبل اكثر ويدفع بالرئيس الحريري الى تبديل موقفه المعارض لانتخاب عون. ومن الامور الايجابية التي قد تساهم في حمل عون لقب الفخامة، هو امكانية اعلان حزب الله قريبا عزمه على الانسحاب الفعلي من سوريا، في ضوء التواجد الكبير للحرس الثوري الايراني على الارض السورية وتسليم الحزب العديد من مواقعه الى القوة الايرانية. وفي رأي المصادر نفسها ان ما يدفع حزب الله الى هذه الخطوة ارتفاع الصوت الشعبي المعارض لتواجده في سوريا والضريبة الكبرى التي تدفعها الطائفة الشيعية بأكملها من الشهداء كذلك الاجراءات والتدابير المالية الاميركية التي بدأت تطال ابناء الطائفة بكاملها ولم تعد مقتصرة على الحزب والمنضوين فيه.

 

ماروني: قدمنا بدائل للنفايات و"الانسحاب" من الجلسة تسجيل موقف والهجوم على سلامة والمصـــارف استمرار لإفراغ المؤسســات

المركزية- تبدو الحكومة مصرة على المضي في الخطة التي أقرتها بعد مخاض عسير لحل أزمة النفايات. ذلك أن مجلس الوزراء أقر البندين المتعلقين بهذه الأزمة، على رغم تحفظ كتائبي بلغ حد انسحاب الوزيرين آلان حكيم وسجعان قزي من الجلسة، احتجاجا على ما يعتبرانه "غياب الشفافية" في تطبيق الخطة على أرض الواقع، وكي لا يكونا "شهود زور على ما يجري في أروقة الحكومة السلامية". وعلى رغم الترحيب الذي لقيه الموقف الكتائبي الذي اكتفى أصحابه باعتباره "تسجيل موقف"، إلا أن كثيرين أخذوا على الكتائب الاكتفاء بالاعتراض الشكلي من دون تقديم البدائل الناجعة. وفي السياق، أوضح رئيس كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني لـ"المركزية" أن "منذ بداية الأزمة، لم يطرح أحد حلولا لها بقدر ما فعل حزب الكتائب. وقد عقد رئيس الحزب النائب سامي الجميل عشرات المؤتمرات الصحافية لطرح هذه الحلول، عرضت كلها في الحكومة، وفي خلال جولات على المسؤولين، ونحن لم نترك بابا إلا طرقناه لعرضها، سواء على وزير الزراعة، أو على وزير البيئة، ولم يؤخد بأي منها. هذه الحكومة "مهزوزة" أصلا ، وساقطة حكما. وتاليا، فإنها لا تبشر بالخير. غير أننا لن نستقيل، ولن نعطل العمل الحكومي. وانسحاب وزيرينا أمس يعد "تسجيل موقف" كي لا تمر الصفقات، ونحن صامتون. ولو كان خروجنا من الحكومة يؤمن البدائل والشفافية الكاملة، لخرجنا فورا. وشدد على أنهم "لا يستطيعون تجاوزنا ساعة يشاؤون، ولا يستطيعون الاستمرار في تجاهل مواقفنا لأننا نملك حلولا وبدائل لكل ما يحصل اليوم، ولسنا مستسلمين أو صاغرين، بل إننا موجودون وقادرون على اتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب". وتعليقا على الهجوم العنيف الذي شنته كتلة الوفاء للمقاومة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والقطاع المصرفي، اعتبر ماروني أن "هذا البيان يأتي في إطار استمرار سياسة إفراغ المؤسسات، والتعطيل. اليوم، يعتبر القطاع المصرفي ركيزة من ركائز بقاء لبنان على رغم كل الصعوبات. لذلك، علينا أن نحافظ عليه بمختلف الوسائل ". وعن تأثير مواقف الحزب على الحوار الذي يجمعه بالكتائب، لفت إلى "أننا نقول دائما إن الحوار يهدف إلى التواصل، ولم نعلن أي موقف في هذا الشأن لأننا لم نصل إلى أي نتيجة جدية في أي ملف خلال حوارنا مع حزب الله. لكن استمرار الحوار أفضل من عدمه".

 

 شـهيب يلتقـي بوغـدانوف في موســـــكو سعي لفتح الاسواق الروسية امام المنتجات اللبنانية

المركزية- إلتقى وزير الزراعة أكرم شهيب الذي يزور موسكو المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في حضور السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار والقيادي في الحزب التقدمي الإشتراكي حليم أبو فخر الدين.

وتناول المجتمعون الوضع اللبناني خصوصا الانتخابات الرئاسية حيث جدّد شهيب التأكيد على أهمية انتخاب رئيس الجمهورية لأنه يشكل مدخلا لإعادة الإنتظام للحياة السياسية والدستورية ولإعادة تفعيل المؤسسات. كما تناول سبل إبعاد التأثيرات السلبية للأزمة السورية على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللبنانية، مؤكّدا على الحل السياسي في سوريا لوضع حد للمأساة المتفاقمة، ومشدداً على أهمية وحدة أراضيها. من جهته، أبدى الجانب الروسي دعمه لاستقلال لبنان ووحدته ولستقراره مؤكداً على أهمية لنتخاب رئيس جديد، كما أكّد الطرفان نية موسكو وبيروت على إستمرار وتعميق العلاقات الروسية- اللبنانية على مختلف الصعد والمستويات لا سيما في المجال الزراعي حيث سيسعى الوزير شهيب للتفاهم مع الجهات الروسية المعنية خصوصا وزارة الزراعة الروسية على فتح الأسواق الروسية للمنتجات الزراعية اللبنانية.

 

قداس وجناز الاربعين لراحة نفس نهاد سعيد الاحد في قرطبا

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - يقام قداس وجناز الأربعين لراحة نفس النائبة السابقة نهاد سعيد، الساعة 11,00 من قبل ظهر الأحد في 12 الجاري، في كاتدرائية مار الياس الرعائية في بلدة قرطبا.

 

الطاشناق: لا صحة للاخبار عن خلافات مع التيار الوطني الحر والعلاقات في احسن حالاتها

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في حزب الطاشناق البيان الآتي: "تصدر منذ فترة اخبار في بعض وسائل الاعلام حول خلافات بين حزب الطاشناق و"التيار الوطني الحر" وعدم حضور الامين العام لحزب الطاشناق اجتماعات تكتل "التغيير والاصلاح"، وغياب اي لقاء بين النائب اغوب بقرادونيان والعماد ميشال عون بعد الانتخابات البلدية". اضاف: "يهم مكتب الاعلام لحزب الطاشناق ان يؤكد ان هذه الاخبار عارية عن الصحة ومشبوهة وتهدف الى ضرب صميم العلاقات التي بدأت منذ عام 2005 ولا تزال في احسن حالاتها. ويهم المكتب ان يلفت نظر وسائل الاعلام متابعة الاخبار بدقة وحرفية ويذكر ان لقاء انعقد نهار الخميس الماضي في 2 حزيران في الرابية بين العماد عون وأمين عام حزب الطاشناق لمناقشة المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية ولا سيما جلسات هيئة الحوار الوطني وانتخاب رئيس للجمهورية وقانون الانتخاب. وقد صدر بيان عن هذا الاجتماع في حينه".

 

سامي الجميل زار عوده:البلد غارق بين أيدي مافيات مالية تزيد أموالها على حساب صحة الناس

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل الذي قال بعد الزيارة: "جئنا اليوم لإطلاع سيدنا الياس على أجواء ما يحصل في كل الملفات التي يتعرض لها البلد ونضطر لمواجهتها. نحن نأخذ دائما من سيدنا البركة ونتأثر بالروحية التي يتميز بها". وأسف لانه "في هذا الوقت، البلد غارق بين أيدي مافيات مالية تعمل لزيادة أموالها على حساب صحة الناس، على حساب مستقبل لبنان، على حساب بيئة المجتمع اللبناني. أمام هذه الكوارث نحن لا نستطيع إلا أن نكون في خط المواجهة وهذه المواجهة لن نتخلى عنها من أجل أحد". وقال: "بالنسبة لنا ليس أهم من قول الحقيقة، ليس أهم من أن نكون صادقين مع أنفسنا، ومع الناس. هذه الممارسات تمس ضميرنا الوطني وهذا شيء لن نقبله ولن نسمح به. لهذا السبب هذه المواجهة التي بدأت أمس في مجلس الوزراء ستكمل في وجه كل من يحاول تمرير صفقات على حساب اللبنانيين، وطرح أفكار مسيئة للبلد. سنواجه كل المشاريع التي تضر البلد، ولا يتكل أحد على ان الكتائب ستساوم على ما يتعرض له لبنان"، داعيا الى "الوقوف حفاظا على مصلحة البلد وعلى مستقبل اللبنانيين". أضاف: "أنا لا أريد أن أتكلم كثيرا، لأنه سيأتي وقت نتكلم فيه أكثر، لكنني أحببت فقط أن أقول لسيدنا ولكل اللبنانيين، ان الكتائب بدأت مشوار الألف ميل أمس، في مجلس الوزراء، وهذا الجو سيستمر، وسنتابع هذه المواجهة وسنعطي أملا ان في لبنان حزبا ومسؤولين لديهم ضمير ومبادئ وصدق في التعاطي، لديهم أخلاق في السياسة، لديهم أخلاق بالتعاطي المالي مع الدولة اللبنانية وهذه ميزة الكتائب، وهذا دور الكتائب منذ القديم: الدفاع عن لبنان وعن اللبنانيين، والأهم أن نعطي صورة نظيفة عن الحياة السياسية، ونؤكد ان القاعدة في السياسة هي الصدق والأخلاق وليست الفساد والسرقة والكذب. وإذا كان الجزء الكبير من الطبقة السياسية يعتمد مبادئ السرقة والكذب والتضحية بالبلد والناس من أجل مصالح خاصة، نحن سنؤكد ان في لبنان أناسا يرفضون هذا المنطق وسيعملون بطريقة مختلفة، وسيعطون نموذجا جديدا أو نموذجا مختلفا عن التعاطي بالشأن العام والأيام أمامنا. أفضل عدم الكلام وسنبرهن بأفعالنا وبأدائنا اليومي ان السياسة بالنسبة لنا ليست هكذا، السياسة شيء مختلف ونبيل، السياسة هي خدمة الناس، خدمة البلد، خدمة الشأن العام وهذا بيت القصيد بالنسبة لنا". وردا على سؤال عن كيفية متابعة المواجهة التي بدأت في مجلس الوزراء في ظل متابعة الأعمال في برج حمود وسد جنة قال: "نحن دائما لدينا خطة. نحن أناس علميون ندرس ملفاتنا بعمق وكل بند على طاولة مجلس الوزراء نفنده وندرسه ولدينا أخصائيون يساعدوننا لدرس كل بند لكي يكون باستطاعتنا مناقشة شؤون اللبنانيين عند الجلوس إلى الطاولة، ونناقشها على قواعد علمية وهذا ما دفعنا للاعتراض على ما هو مطروح على طاولة مجلس الوزراء واعتراضنا كان اعتراضا علميا. لهذا السبب نحن سنستمر في هذه المقاربة العلمية والمواجهة ستأخذ أشكال عدة وعندما يحين وقتها نتكلم عنها".

 

سليمان بعد اجتماع لقاء الجمهورية: لتلافي العيب الدستوري عند إقرار قانون الانتخاب

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - دعا الرئيس العماد ميشال سليمان خلال اجتماع "لقاء الجمهورية"، اللجان النيابية المشتركة إلى "عدم اختلاق الذرائع للتهرب من المسؤوليات المتعلقة بضرورة إقرار قانون انتخابي عصري، وبالتالي مواصلة البحث الجدي لاعتماد القانون الانتخابي الأفضل والتوصل إلى تأمين الأغلبية المطلوبة لإقراره فورا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، لتلافي العيب الدستوري، إذ من غير المنطقي ولا الميثاقي، استغياب رئيس الجمهورية عند إقرار القوانين ذات الطابع التكويني". وحول الخلاف القائم في مجلس الوزراء والمتعلق بسد جنة، حذر "لقاء الجمهورية" من "إلغاء هذا المشروع الحيوي والمنتج للمنطقة"، مشيرا إلى "إمكانية تجميده مؤقتا وتكليف لجنة تقنية محايدة تأخذ بعين الاعتبار كل الهواجس، لتبديد الشكوك ومناقشة الاقتراحات وتحسين الشروط البيئية والتقنية وغيرها من المخاوف وعدم تسييس الموضوع أو تطييفه". وحذر "اللقاء" من "خطورة عودة ملف النفايات إلى نقطة الصفر"، داعيا "مجلس الوزراء وجميع القوى إلى الابتعاد عن منطق الكيدية في التعاطي للوصول إلى الحلول المناسبة بأسرع وقت ممكن، ما يضمن رفع الضرر عن منطقة دون سواها ويعتمد سياسة لامركزية في تقاسم الأعباء الوطنية".

 

عون بحث الاوضاع مع سفيري بريطانيا وروسيا

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، صباحا في دارته في الرابية، سفيري بريطانيا يوغو شورتر وروسيا الكسندر زاسبكين، في حضور المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شادارنيان، وتم البحث الاوضاع في لبنان والمنطقة، ولا سيما رئاسة الجمهورية. واعتبر السفير الروسي ان "كل تدخل في الامور الداخلية الرئاسية أمر مرفوض في الاوضاع في سوريا، وما زالت روسيا على موقفها الداعم لضرب الارهاب".

 

بو صعب كشف عن خليتين لتزوير الإمتحانات الرسمية تستخدمان تلامذة جامعيين متفوقين وأشاد بتعاون قوى الأمن والجيش والقضاء

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - عقد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب مؤتمرا صحافيا خصصه لكشف التفاصيل الأولية المتعلقة بشبكة تزوير الإمتحانات الرسمية، وقال: "نحن أمام أكبر وأخطر شبكة تزوير وغش في الإمتحانات الرسمية، إذ إننا ضبطنا، وللمرة الأولى، شبكات منظمة ظهر حجمها وطريقة عملها في استقطاب المرشحين بمشاركة من الأهالي والوسطاء والمشغلين والمدارس". ولفت إلى أن "الإصلاحات التي قمنا بها ساعدت الجهود التي بذلتها القوى الأمنية في الكشف عن أكبر شبكة فساد". وأشار إلى أن "غياب الدولة والمؤسسات، والفوضى في أكثر من مكان تجعل المواطن يتطاول على المؤسسات الرسمية". وأكد أن "الإجراءات التي اتخذت في الإمتحانات من تصغير للمراكز وخفض عدد المرشحين فيها وزيادة عدد المراقبين أدى إلى تحمل المزيد من المسؤولية وإلى الإشراف بصورة لصيقة في تفاصيل الإمتحانات. كما أن المواكبة من جانب القوى الأمنية وخصوصا قوى الأمن الداخلي التي تعمل معنا على مدار الساعة في حماية مراكز الإمتحانات وتوزيع الأسئلة وإعادتها تؤدي دورا مهما في ضبط الإمتحانات". وأضاف: "أغتنم المناسبة لأتوجه بالشكر إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص الذي أمن مواكبة التربية في التوسع الكبير بأعداد مراكز الإمتحانات بحيث تمكنت قوى الأمن من تغطية هذا التوسع بكل مهنية واحتراف. وأتقدم بالشكر من قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد كميل ضاهر وجميع الضباط والعناصر الذين يسهرون على عزل مركز اللجان الفاحصة وعلى أمن الإمتحانات في كل لبنان. وأريد أن أنوه بالعمل الإحترافي الذي تولته فصيلة أنطلياس في قوى الأمن وعلى رأسها الرائد بول نخلة الموجود معنا. وأقدر عاليا انتباه عناصر فصيلة انطلياس الموضوعة في خدمة الإمتحانات وسهرهم. وأحيي رئيس مركز الإمتحانات الأستاذ توفيق المتني على كل الجهد لكشف المتورطين. كما أوجه تحية التقدير الى النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم الذي يتعامل مع موضوع الشبكة بكل مهنية واحترافية عالية". وتابع: "لقد تم ضبط مشغلين ووسطاء ومدارس وطلاب جامعات يتولون تنفيذ أوامر المشغل، كما أن أهل التلامذة يتحملون المسؤولية. لقد كشفنا حتى اليوم مشغلين اثنين لخليتين مختلفتين، إذ يأتي الطلب من أحد المرشحين إلى المشغل الذي يكلف تلميذ جامعة متفوقا وعرفنا أنه يتقاضى ألف دولار للشهادة المتوسطة في حين يتقاضي الطالب منتحل الصفة الذي يتقدم عن مرشح في الشهادة الثانوية معدل 2500 دولار لأحد المشغلين و 3000 دولار للثاني. وقد كشفت التحقيقات حتى اليوم أربعة منفذين تقدموا إلى الإمتحانات عن تلامذة آخرين".

وقال: "أما طريقة التنفيذ فتبدأ مع بداية العام الدراسي حين يعطي المرشحون طلبهم إلى الوسيط فيأخذ إخراج القيد ويكلف تلميذا جامعيا بالأمر فيتم تزوير إخراج قيد وتوضع عليه صورة المنفذ البديل عن التلميذ وترفع مع لائحة المدرسة التي يصبح لديها الإسم الحقيقي للتلميذ ولكن مع صورة لتلميذ آخر. وتأتي اللوائح من المدارس إلى وزارة التربية فتخرج من عندنا وثيقة الترشيح حاملةً إسم التلميذ الحقيقي وعليها صورة المنفذ الذي سيتقدم إلى الإمتحانات. وتبين أيضا أن المشغل والمنفذ لا يعرفان صاحب العلاقة الأصلي بل أن الوسيط هو الذي يؤمن الربط بين المرشح والمشغل".

واضاف: "إن هاتين الشبكتين تعملان بمهنية عالية، وسوف أعرض عليكم ثلاثة إخراجات قيد بثلاثة أسماء مختلفة تحمل صورة منفذ واحد وهو تلميذ جامعي متفوق قام بإنهاء إمتحان المتوسطة عن أحد التلامذة فلاحظه أحد عناصر قوى الأمن المولجين الحراسة في مركز الإمتحانات في انطلياس، وعاد فرآه ثانية يتقدم من امتحانات الثانوية فأبلغ رئيس مركز الإمتحانات الذي استدعاه فاعترف بالأمر وسلم إلى المدعي العام الذي حقق معه وأوقفه بعد اعترافه بما نسب إليه. وقد استخدمت مديرية الإمتحانات الصور واللوائح التي أثبتت قيامه بالإمتحان للشهادة المتوسطة وللثانوية كما تبين من اللائحة مقعده في الصف في كل شهادة والتلامذة الذين يحيطون به والأساتذة الذين شاهدوه في كل صف وظهر توقيعه في مقابل اسمه في كل من الشهادتين". وتابع: "لقد اكتشفنا امورا أخرى منها تهريب هواتف خليوية وتصوير امتحانات وتوزيعها وتم ضبط اصحاب العلاقة ومحاسبتهم فالمسؤولية هي بيد رئيس المركز ولا يمكنه أن يسمح لأحد بالدخول مهما كان موقعه. إن ثقتنا كاملة بالقاضي كلود كرم وبالجسم القضائي لإظهار المتورطين ومحاسبتهم".

بدل المراقبة والتصحيح

وقال: "أما في ما يتعلق برفع بدل المراقبة والتصحيح واللجان الفاحصة فإن الأساتذة يتعاونون بكل مسؤولية في ورشة الإمتحانات وقد أرسلت مشروع قرار موقع مني إلى معالي وزير المال بعدما كنا توافقنا شفهيا على توقيع هذا القرار المشترك، ولكنني فوجئت بأن معاليه لم يوقع القرار، وقد بنى رده على مراسيم وقرارات قديمة لم تعد نافذة، فيما توجد مراسيم جديدة معتمدة استندنا إليها في طلبنا رفع بدلات المراقبة والتصحيح. لذا فإنني أتمنى على معالي وزير المال أن يعتمد على المعلومات التي نقدمها وهي المراجع الصحيحة المبينة وأن يوقع القرار المشترك لما لهذا الأمر من إسهام حيوي في تقدير عمل الأساتذة المشاركين في ورشة الإمتحانات".

وعن كشف المرتكبين في التزوير وادانتهم، قال: "بات معروفا من القوى الأمنية وبعضهم موقوف وقد حضرت أمس إلى فصيلة انطلياس لأستمع إلى المتورطين واستمعت إلى التلميذ الجامعي الذي نفذ الإمتحان بدلا من المرشح الأصلي واشفقت عليه لما ورط نفسه فيه، وأصبحت الأسماء والعناوين والهواتف معروفة. وعلمت من اللواء بصبوص أنه عمم على المناطق لكي تقوم قوى الأمن بإحضار المتورطين غير الموقوفين. وأتمنى على معالي وزير الداخلية أن نقوم بتطوير نظامنا وقيودنا ونتخلى عن اخراجات القيد لأن الطلاب والمزورين يحصلون عليها بسهولة ويزورون محتواها، وهذا الأمر يشكل خللا كبيرا ومخيفا.

إن التلامذة المشاركين في التزوير تتم محاسبتهم وهناك تلامذة حصلوا على شهادات مزورة العام الماضي باعتراف الموقوفين وسنسحبها منهم".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مدينة كندية تبحث عن لاجئين سوريين ليقيموا فيها

لندن- كمال قبيسي/10 حزيران/16/مدينة كندية، قريبة ساعة بالسيارة تقريباً من حدود ولاية واشنطن الأميركية، تبحث عن لاجئين سوريين ليقيموا فيها، وهي "نيلسون" الموصوفة بهادئة وجميلة، لكنها لا تجد، إلى درجة استعانت معها بمواقع التواصل بحثاً عنهم وعن أي لاجئ، فدشنت حساباً في "فيسبوك" سمته Nelson Friends of Refugees فيه يجد زائره أنها ترحب باللاجئين عموماً، لكنها تركز على السوريين بشكل خاص، وتنشر صوراً ومعلومات تلبي معظم الفضوليين. نيلسون، هي في مقاطعة British Columbia بأقصى الغرب الكندي، وهي مدينة جبلية الطراز، تحيط بها جبال يسمونها Selkirk وبين سكانها 140 صينياً و30 من السود و14 فلبينياً و25 من أميركا اللاتينية، ومثلهم بالعدد يابانيون، لكن لا يوجد فيها ولا أي عربي حتى الآن، طبقاً لما اطلعت عليه "العربية.نت" في جردة عن الأجانب المقيمين هناك، أو كنديين من أصول أجنبية. أما طقسها فقاري ورطب، حار صيفاً ومقبول شتاء، ولها موقع خاص باسم Nelson.ca فيه ما هو غريب حقيقة، وهو أنه بأكثر من 200 لغة، بينها العربية.

بيل مور، الباحث عن لاجئين سوريين ليقيموا في نيلسون، ذات القلب الكبير

"كنت شاباً ببداية العمر، فوقعت بحبها"

ولأن في كندا قانوناً فريداً من نوعه بين قوانين بقية الدول، يسمح منذ 1979 لأي ساكن فيها برعاية وإقامة أي عائلة لاجئة، لذلك شمرت "نيلسون" عن ساعديها ونشطت بحثاً عن الحل الأفضل لزيادة عدد سكانها البالغين 10 آلاف و500 تقريباً، وهو أن يأتيها لاجئون، فتفيدهم ويفيدوها.

وأحد أكبر الناشطين فيها بحثاً عن لاجئين، هو معلم مدرسة متقاعد، اسمه بيل مور، وذكر أنه أسس الموقع "الفيسبوكي" وغيره، تأثراً في البداية بحالة اللاجئين السوريين، فشعر بأنها مؤلمة "ووجدت أن بإمكاننا أن نفعل شيئاً" وفق ما ذكر لموقع محطة Kare 11 التلفزيونية، وهي "ديجيتال" وفرع بولاية مينيسوتا الأميركية لمحطة NBC الشهيرة. قال Bill Moore أيضاً، إن السبب الرئيسي الذي يدفعه لمساعدة عائلات اللاجئين السوريين واستقبالهم في المدينة، هو شخصي أكثر منه سياسي، فحين كان عمره بالعشرينات، أمضى شهراً متنقلاً في سوريا وحقيبته على ظهره، وقال مشيراً بكلامه إلى سوريا: "كنت شاباً ببداية العمر، فوقعت بحبها" لذلك جنّد 15 آخرين في نوفمبر الماضي، فأسسوا موقعاً بالاسم "الفيسبوكي" نفسه، يجمع التبرعات ويبحث عن لاجئين، خصوصاً السوريين، لإحضارهم إلى "نيلسون" الصغيرة، ذات القلب الكبير.

 

سفير الأردن السابق بطهران: إيران تخطط لاستهداف الحج

صالح حميد - العربية.نت/10 حزيران/16/اعتبر الوزير السابق للتنمية الإدارية في المملكة الأردنية الهاشمية وسفير الأردن السابق في إيران، د. بسام العموش، في حوار خاص مع "العربية.نت"، أن تحريم إيران الحج ومنع مواطنيها من أداء الفريضة "غير مبرر"، محذراً من "احتمال وجود مخططات إيرانية لاستهداف موسم الحج هذا العام"، داعياً إلى "مقاطعة عربية شاملة للنظام الإيراني". وقال العموش إن الموقف الأردني داعم للمملكة العربية السعودية في مواجهة المد الإيراني، واعتبر "عاصفة الحزم" أنها "منعت إيران من ابتلاع اليمن".

وفيما يلي نص الحوار:

1 - بحكم عملكم كسفير سابق للأردن في إيران، كيف تقرأون منع طهران مواطنيها من أداء فريضة الحج هذا العام؟ ما هي الأهداف التي يسعى إليها النظام الإيراني من هذا القرار؟

لقد تمادى النظام الإيراني ضد شعبه بأن حرمهم هذا العام من الحج دون مبرر منطقي، فالحج عبادة يقوم بها المسلم مرة في العمر، وهو بانتظار الفرصة التي تحين له من استطاعة مادية ومعنوية، لكن نظام الملالي الذي تغطرس على شعبه يوم سرق خمس أموالهم وكتم حريتهم حيث الملايين من الشعب الإيراني هم خارج بلدهم بسبب الاضطهاد. لقد أراد النظام الإيراني تحويل الحج إلى موسم سياسي لتصفية حساباته مع السعودية وبقية الدول في محاولة لزعزعة ما استقرت عليه الدول الإسلامية من القبول بإدارة المملكة السعودية للحرمين، فهم يريدون الطعن في تلك الإدارة بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وتحسين المرافق والخدمات. والخوف أن يكون وراء هذا الغياب شيء خفي ستكشف عنه أيام الحج، حيث لا بد أن تتنبه السعودية فلربما أرادت إيران الغياب رسمياً، ثم تحدث فوضى عبر آخرين يتبعون لها من العراق أو لبنان أو اليمن، لتقول إن إيران ليست مسؤولة لأنها لم تشارك.

2 - كيف تنظرون إلى الدور الإيراني وتدخلات حرسها الثوري في سوريا والعراق ولبنان واليمن وزرع خلاياها في بعض الدول؟

منذ أن وصل الخميني للسلطة بترتيب غربي أعلن عن تصدير الثورة فأخذت الدول حذرها، ما دفع إيران لعدم الحديث عن تصدير الثورة لكنها ستترك الكلام فقط بينما ستعمل بنفس طويل لتحقيق هذا الشعار عبر زرع الخلايا النائمة كما فعلت في لبنان واليمن والبحرين والعراق وسوريا. وكلنا يعلم أن حزب الله اللبناني لم يكن شيئاً عام 1980 بينما هو اليوم الحزب الأول الذي يملك جيشاً وسطوة، فهو دولة قوية داخل دولة ضعيفة. وكذا الأمر بالنسبة للحوثيين الذين احتلوا صنعاء، وراح قادة إيران يرقصون ويعلنون أن عبدالملك الحوثي هو ملك جزيرة العرب. وقد رأينا ونرى إلى الآن كيف يسرح ويمرح قاسم سليماني في سوريا والعراق وهم يفخرون بذلك!

3 - كشفتم في تصريحات سابقة عن زرع إيران لخلايا تابعة لها في الأدرن، كيف تعاملت السلطات الأردنية مع هذا الأمر؟ وكيف تنظرون لمستقبل العلاقات الإيرانية - الأردنية؟

لا أبالغ حين أقول إن الأردن من أوعى الدول تجاه الخطر الإيراني ومع ذلك فهو يقيم معها علاقة دبلوماسية، ويدرك الأردن الدور المشبوه لسفراء إيران، وكشف عن تنظيم مسلح قام عليه أحد سفراء إيران السابقين في عمان، ما دفع الأردن لاستخدام أسلوبه الدبلوماسي، فأعلن أن السفير هو شخصية غير مرغوب فيها وتم سحبه.، فالبلدان يفهمان بعضهما بعضا، حيث تقوم العلاقة على المجاملة الحذرة، واستمر الأردن في استخدام الأداة الدبلوماسية، وكان آخرها استدعاء السفير الأردني من طهران للتشاور في احتجاج على سياسة إيران مع العرب، خاصة الاعتداء على المقار الدبلوماسية للمملكة السعودية، فلم يقطع العلاقة لكنه اتخذ موقفاً ضاغطاً تضامنياً مع السعودية، وبعث بذلك رسالة إلى إيران مضمونها عدم الرضا عن السياسة الخارجية لإيران تجاه العالم العربي.

4 - برأيكم ما هو الموقف العربي المطلوب لصد التوغل الإيراني في المنطقة العربية؟ وكيف تنظرون لنتائج عاصفة الحزم؟

في رأيي أن الدول العربية تملك سلاح المقاطعة لإيران، فأنا من دعاة قطع كافة الدول العربية لعلاقاتها الدبلوماسية مع نظام الملالي لعله يرعوي ويرتدع وتعود إيران دولة مسلمة مسالمة لجيرانها لا تتغول على أحد ولا تتدخل في شأن أحد، أما أن تبقى المقار الدبلوماسية الإيرانية مقار تآمر على البلدان العربية فهذا أمر غير منطقي، خاصة أن كل الدول العربية لا تتآمر على إيران، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية. وإذا تمت تلك المقاطعة فإنها ستكون سلاحاً فعالاً، وإنني متأكد أن إيران سترضخ وستطلب التفاوض، وهنا يجب أن يكون جماعياً، ولن يشذ من الدول العربية سوى العراق وسوريا ولبنان لطبيعة النفوذ الإيراني في هذه البلدان الثلاثة. إن الموقف الحازم هو المطلوب، وقد رأينا فاعلية عاصفة الحزم التي منعت إيران من ابتلاع اليمن كما ابتعلت لبنان والعراق.

5 - بحكم عملكم الدبلوماسي كسفير أردني سابق في إيران، كيف تنظرون لإيران من الداخل في ظل قمعها لشعبها واضطهادها للأقليات الدينية والقومية؟

منذ أن قام النظام الإيراني بدأ بتصفية مخالفيه السياسيين، حيث لم تتوقف الإعدامات في الجيش والمدنيين والسياسيين، وكانت الإعدامات والتعذيب شاملة لكل الإيرانيين سنة وشيعة وكرداً وعرباً، ولعل الناظر في أعداد الفارين من إيران وهم بالملايين يؤكد على طبيعة السياسة الداخلية لهذا النظام، وقد قرأ المتابعون عن معسكر أشرف وليبرتي والتصفيات خارج حدود إيران وداخلها، والاغتيالات التي تمت داخل العراق لكل معارض لإيران، حيث كانت هناك قوائم بعلماء السنة في العراق، كما شملت الاغتيالات رموزاً شيعة مثل الخوئي، وهم أنفسهم الذين طاردوا طارق الهاشمي، واستمتعوا بالقتل في غرب العراق واليوم في الفلوجة وقبلها في تكريت. وليس هذا غريباً على نظام ناهض من شارك فيه مثل إبراهيم يزدي ومهدي كروبي وغيرهما الكثير.

 

متظاهرون يمزقون صور مرشد إيران في محافظات جنوب العراق

العربية.نت - رمضان الساعدي/10 حزيران/16/هاجم متظاهرون غاضبون عراقيون مساء الخميس صوراً للخميني وعلي خامنئي المرشدين الأول والثاني في إيران ومقرات أحزاب عراقية اشتهرت بولائها لطهران، لاسيما حزب الدعوة الإسلامية، في عدد من المحافظات جنوب العراق. وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي من حشود كبيرة وهم يهاجمون صورا للخميني وخامنئي الزعيمين للثورة الإيرانية ومقرات أحزاب عراقية يرى المتظاهرون الموالون للتيار الصدري أنهم معارضون للإصلاحات والتصدي للفساد في العراق. وفي أول رد على الحادثة هاجم رئيس الوزراء العراقي السابق والأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي مهاجمة مقرات حزبه في عدد من محافظات الجنوب العراقي، واصفاً إياها بـ "اعتداءات آثمة قامت بها مجموعات شغب". ووصف المالكي في بيان له المتظاهرين الغاضبين في المحافظات الجنوبية بأنهم يشبهون "عصابات الحرس الجمهوري وفدائيي صدام" الرئيس العراقي الأسبق، حسب تعبيره. اسقاط لافتات حزب الدعوة من قبل المتطاهرين العراقيين من جانبه اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من سماها جهات مجهولة بحرق مقرات ومكاتب الكتل السياسية، مطالباً الكتل السياسية برفض هذه الأفعال واستنكارها. وبينما نشرت المواقع العراقية والعربية تقارير عن مظاهرات الغاضبين في محافظات الجنوب، وما ورد من تصريحات للعبادي والمالكي المعارضة لما قام به المتظاهرون، سكت الإعلام الإيراني الرسمي وشبه الرسمي عن الحادثة خصوصا بعد مهاجمة صور زعيميها الخميني وخامنئي. هذا في حين اعترف أمين عام ميليشيات كتائب "سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي في حديث لوكالة تسنيم الإيرانية بأن معظم التنظيمات في العراق ومنها الحشد الشعبي، تتلقى كل الدعم المالي والسلاح والتدريب من قبل النظام الإيراني منذ عام 2003.

 

إحكام الطوق على داعش بمنبج وقطع آخر طرق إمداده من تركيا

العربية.نت/10 حزيران/16/قطعت قوات سوريا الديموقراطية طرق الإمداد الرئيسية لتنظيم داعش بين سوريا وتركيا، وباتت تطوق مدينة منبج بريف حلب في شمال سوريا، بالكامل اليوم الجمعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة "فرانس برس" بأن "قوات سوريا الديمقراطية (تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن) قطعت الجمعة الطريق الأخير بين منبج والحدود التركية". ولا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة، بحسب قوله. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر وصفها بالموثوقة، أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي، ومحاصرة مدينة منبج بشكل كامل، بعد سيطرتها على طريق منبج – الغندورة، في شمال غربي المدينة، وذلك خلال اليوم الـ 11 لهجوم قوات سوريا الديمقراطية الذي يهدف للسيطرة على مدينة منبج وطرد تنظيم "داعش" منها.

وأشار المرصد إلى أن السيطرة على طريق منبج – الغندورة، تأتي بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على طرق منبج – عين عيسى، منبج – الرقة، منبج – جرابلس، منبج – الباب – حلب، فيما تمكنت هذه القوات من تحقيق مزيد من التقدم خلال ساعات الليل الماضية، بدعم من طائرات التحالف الدولي التي استهدفت مواقع للتنظيم في المنطقة، واستهدفت مفخختين له قرب جامعة الاتحاد. وتمكنت من السيطرة على أكثر من 10 قرى ومزارع، ليرتفع عدد القرى والمزارع التي تمت السيطرة عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية منذ الـ 31 من شهر مايو الفائت إلى نحو 90، فيما تم العثور على جثث 12 عنصراً من تنظيم "داعش" ليرتفع إلى 159 عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا خلال 11 يوماً من المعارك في مدينة منبج، بينهم قيادي ميداني وشرعي نقل المرصد أنه "الشرعي العام لمدينة منبج".وارتفع إلى 22 عدد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين استشهدوا في المعارك ذاتها، بينهم فيصل سعدون الملقب بـ"أبو ليلى"، القيادي في قوات سوريا الديمقراطية وقائد كتائب شمس الشمال.

 

أردوغان يغضب ويقطع مشاركته بمراسم تأبين محمد علي كلاي/انزعج من طريقة استقباله ولم تتح له فرصة لإلقاء كلمة خلال مراسم التأبين

انقرة - فرانس برس/10 حزيران/16/اكتفى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالمشاركة في صلاة الجنازة وليس في كافة مراسم تأبين محمد علي كلاي، واختصر زيارته لمدينة لويزفيل في ولاية كنتاكي في الوسط الغربي للولايات المتحدة، نظرا لانزعاجه من طريقة استقبال المنظمين له، وفق ما أفادت وسائل إعلام تركية.ولم تتح لأردوغان فرصة لإلقاء كلمة خلال مراسم التأبين التي تجرى الجمعة. حضر أردوغان إلى لويزفيل الخميس برفقة زوج ابنته برات البيرق وزير الطاقة التركي لكنه اختصر فجأة زيارته التي كان مقررا أن تستمر حتى مساء الجمعة. ونقلت صحيفة "حرييت ديلي نيوز" عن مصادر في مكتب الرئاسة، أن أردوغان انزعج لأنه لم يسمح له بأن يضع قطعة من كسوة الكعبة على نعش الملاكم. من جهة أخرى، أشارت وكالة "دوغان" للأنباء إلى احتمال حصول خلاف بين حراس أردوغان الشخصيين ورجال الأمن الأميركيين. تم تكريم محمد علي في كل أنحاء العالم الإسلامي، نظرا إلى اعتناقه الإسلام في عام 1964.

وأثار سفر أردوغان المتهم بالاستبداد، جدلا في تركيا التي شهدت هذا الأسبوع اعتداءين بسيارتين مفخختين تبناهما المتمردون الأكراد وأوديا بحياة 17 شخصا، معززين المخاوف الأمنية في البلاد.

 

الامم المتحدة بانتظار موافقة دمشق لادخال المساعدات الى بلدتين محاصرتين

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - لا تزال الامم المتحدة تنتظر موافقة الحكومة السورية لادخال المساعدات الى بلدتين محاصرتين وفق ما اعلن اليوم المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في جنيف، بعد ان كانت المنظمة الاممية قالت امس انها حصلت على الاذونات اللازمة. وقال المتحدث ينس لايركي :"هناك بلدتان لم نحصل على موافقة خطية بشأنهما من الحكومة. انهما الوائر في حمص والزبداني في ريف دمشق".

 

الغاء 120 الف وظيفة في بريطانيا بين 2014 و2016 بسبب تراجع النفط

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - اعلن اتحاد شركات النفط والغاز ان "صناعة النفط والغاز في بريطانيا قد تخسر نحو 120 الف فرصة عمل مباشرة او غير مباشرة بين 2014 واواخر 2016 بسبب تراجع اسعار النفط". وذكر اتحاد "اويل اند غاز يو.كاي" في بيان، ان "العمل في حقول النفط في بحر الشمال كان يوفر نحو 450 الف فرصة عمل في 2014، وهي السنة التي بلغ فيها عدد الموظفين ذروته. وكان ذلك العدد يشمل الوظائف المعنية مباشرة باستخراج النفط والغاز، وكذلك الوظائف غير المباشرة المستحدثة لمصلحة الشركات المتعهدة وحتى الشركات المختصة بتوفير المواد الغذائية والفنادق التي تعمل على هامش الصناعة النفطية". لكن اسعار الذهب الاسود تراجعت منذ ذلك الحين، وانتقلت من اكثر من 100 دولار للبرميل الى نحو 50 في الوقت الراهن. حتى ان برميل برنت بحر الشمال الذي يستخدم مرجعا اوروبيا للنفط الخام، بلغ عتبة 10,27 دولارا في 20 كانون الثاني. واشار الاتحاد الى ان "نحو 84 الف فرصة عمل قد اختفت في 2015 وان نحو 40 الف فرصة عمل اخرى قد تلغى في 2016، لان الشركات تسعى الى تقليص نفقاتها حتى تحافظ على ارباحها في الاطار الحالي للاسعار". ويعتبر هذا التحدي بالغ الصعوبة في بحر الشمال، حيث يحتاج استثمار الحقول النفطية الى مبالغ طائلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري ينهض و"حزب الله" يصرخ

 احمد عياش/النهار/11 حزيران 2016

لم يعد خافياً على أحد أن الرئيس سعد الحريري عازم على المضي قولا وفعلا في مواجهة الازمة التي يواجهها تيار "المستقبل" سياسيا وماليا وهذا ما بدأ يخرج الى العلن على لسان الحريري في الافطارات الرمضانية التي يرعاها مباشرة. وفي المقابل، تصاعد احتجاج "حزب الله" على بدء تطبيق العقوبات المصرفية الاميركية بحقه محمّلا الحكومة والمصرف المركزي مسؤولية ما سمته كتلة الحزب النيابية "حماية سيادة لبنان واستقراره النقدي والاجتماعي". من واكب الصعوبات الهائلة التي واجهها الحريري على مدى شهور عدة خلت لم يجده مرة متخليّا عن فضيلة الكتمان والسعي الى حلول من دون رمي المسؤولية على أية جهة، مع الاعتراف بأن زمن الوفرة قد انتهى وبدأ زمن الندرة الذي يتطلب تطابقا بين الانفاق والامكانات وهو ما يمضي اليه الحريري الان. في المقابل، لم يكن "حزب الله" الغارق في حرب سوريا في حالة يحسد عليها. فعلى رغم طوق الكتمان تفيد المعلومات من بيئة الحزب انه اضطر الى خفض المخصصات التي تتلقاها عناصره لقاء الالتحاق للقتال في سوريا من نحو ألفي دولار شهريا لكل عنصر الى بضع مئات من الدولارات فقط، فيما صار معلوما أن التنظيمات التي تدور في فلك الحزب فقدت معظم الاعانات المالية التي كانت تتلقاها منه. قد لا يطول الوقت حتى يخرج الحريري من أزمته المالية في وقت يجهد الى وضع حد لأزمته السياسية التي تتركز الان على إيجاد توازن بين التباينات التي عصفت بتياره خلال الانتخابات البلدية الاخيرة. لكن "حزب الله" في وضع مأزوم ماليا وسياسيا ولا يبدو من سلوكه انه في مسار حل بل هو في مسار يزداد تأزّما. ففي موضوع العقوبات المصرفية، هناك حالة قلق عارمة في بيئته المذهبية التي تخشى دفع أثمان هذه العقوبات بسبب تعاطفها معه. أما على المستوى السياسي، فهناك ارتباك كبير داخليا في التعامل مع ملف الرئاسة الاولى أدى الى تكليف نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم المجاهرة بأن "لا جديد بعد، وقد نصل الى الانتخابات النيابية (أيار المقبل) من دون رئيس...". وبمثل هذا الارتباك الداخلي هناك ارتباك في الميدان السوري. فبعد معلومات أفادت عن تباين حاد بين موسكو وطهران في إدارة ملف الحل، جاء اللقاء الثلاثي الذي جمع هذا الاسبوع وزراء دفاع روسيا وإيران والنظام السوري في العاصمة الايرانية ليؤكد ان الكلمة الروسية هي العليا وهو ما عبّر عنه وزير الدفاع الايراني بقوله: "إننا نوافق على وقف إطلاق نار مكفول ومضمون..."خلافا لما كان الحرس الثوري الايراني وقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني يرددانه من أن "إنتصاراً إلهياً" على وشك الحصول في حلب. لبنان الآن وحتى إشعار آخر بين "فكيّ كماشة" حسب رؤية "حزب الله" هما العقوبات المصرفية الاميركية والانضباط الامني. وفيما ينطلق الحريري في إفطاراته، نجد السيد حسن نصرالله صائما حتى عن شاشات رمضان.

 

النسبية الانتخابية الكذبة

غسان حجار/النهار/11 حزيران 2016

النسبية تلك الكذبة الكبيرة التي ندّعي انها ستنقلنا من نحو خمسين سنة الى الامام. اي انها ستخلصنا من قانون الستين لتحملنا الى السنة 2017. كذبة صارت موضة، أطلقها البعض وصرنا جميعا نصدقها ونروج لها ونحلم بها كأنها النظام الامثل الذي سينقلنا الى العصرنة والتقدم نحن الغارقين في اتون نار التخلف.

والنسبية اذا ما اعتمدت الدائرة الاكبر، اي لبنان دائرة انتخابية واحدة، لن تحمل جديداً، بل ستكرس واقع البوسطة "الوطنية"، بل يمكن ان تتيح لافراد بعدد اصابع اليد الواحدة منضوين في لائحة منافسة للائحة السلطة، اختراق سياج مجلس النواب، ليدخل هؤلاء الى المجلس عراة، لا حول لهم ولا قوة، تماماً كما عدد من النواب المستقلين حالياً، او الذين يمارسون التقية في تكتلات نيابية، ولا قدرة لهم على صنع التغيير، او حتى ابداء رأي مخالف. تلك النسبية تلهّى بها الجميع قبل اليوم، لتصبح امراً واقعاً لا مفر منه، ويصبح الحديث عن تجاوزها من المستحيلات، كما بات الحديث عن العودة الى قانون الستين من المحرمات، علماً ان معظم الاطراف، باستثناء الثنائي الشيعي الذي روج اساساً للنسبية، يحنّون الى الستين ويرغبون فيه، خصوصاً بعدما أظهرت نتائج الانتخابات البلدية الاخيرة ضعفاً وهشاشة لدى معظم التركيبات الحزبية، علماً ان معظم المنتصرين (في الاعلام) يعيشون في اوهام المحيطين بهم، ولا يجرؤون على الافصاح عن الارقام البلدية بعد التدقيق فيها. اذاً صارت النسبية شغلنا الشاغل، فيما عيوننا شاخصة الى الستين، طالما ان لا اتفاق واضحاً على اي نسبية يتكلمون. هل هي النسبية الكاملة؟ وهل تعتمد تلك النسبية الصوت التفضيلي الضروري لاظهار الاحجام؟ ام يصار الى اعتماد نظام مختلط يجمع ما بين الاكثري والنسبي بحيث تقسم الدوائر وفق مصالح الاقربين ثم الابعدين لتناسب النتائج المرجوة والتي تعيد انتاج الطبقة السياسية نفسها؟ وهل يصار الى اعتماد نظام ينتقم من بعض هؤلاء؟ النسبية لا ترضي الواقع السني المستجد، وحجة الرافضين الظاهرة هي السلاح، فيما السبب المستتر تراجع شعبية "تيار المستقبل" في غير منطقة. والنسبية لا ترضي الاقلية الدرزية في ظل اكثريات مسيحية وسنية وشيعية تغزو عاليه والشوف وراشيا وحاصبيا حيث الغالبية الدرزية. والنسبية لا تناسب التناقص المسيحي والتوزع الجغرافي لهؤلاء، او بالاحرى الاختراق الديموغرافي لمناطق تعتبر "مسيحية". فاذا كان هؤلاء بمجملهم يرفضون النسبية، فهل يمكن اعتبارها وفاقية، او بالاحرى ميثاقية؟ تلك الكذبة، تضاف اليها تلك الرغبة، تدفعان الى ارجاء البحث في قانون جديد للانتخاب، ورميه على طاولة الحوار العاجزة اصلاً عن التفاهم على أي شيء، وربما تطيير النقاش، رغبة ربما لدى البعض في تطيير الانتخابات، والتمديد مرة ثالثة. فهل يكون الهدف الابقاء على قانون الستين؟

 

الكلام "الملتبس والمريب" لسلامة يشعل المواجهة مجدداً "حزب الله" يستشعر خطراً ويرى استهدافاً أميركياً لبيئته

سابين عويس/النهار/11 حزيران 2016

أربع دقائق من التصريح كانت كفيلة بإعادة إشعال المواجهة بين " حزب الله" وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على خلفية مواقف الحاكم من التزام لبنان تطبيق قانون العقوبات الأميركي في حق الحزب. على أهمية المضمون الذي أشعل غضب كتلة "الوفاء للمقاومة"، بدا توقيت كلام الحاكم والوسيلة الإعلامية التي عبَر خلالها عن مواقفه، السببين الرئيسيين لذلك الغضب. فكلام سلامة لم يحمل جديدا بتأكيده التزام لبنان تطبيق القانون، والعمل من أجل بقائه ضمن النظام المالي العالمي. وحتى كلامه على إقفال 100 حساب لم يكن جديدا للحزب الذي يتابع من كثب آليات تطبيق القانون والحسابات التي يجري إقفالها. ولكن الجديد الذي أزعج الحزب أن أولوية الحاكم تكمن في الحرص على الانخراط في الممارسات المالية الدولية، وتعزيز صدقيته في الأسواق الدولية، عندما قال "كلما حسنت سمعتك، تحصل على المزيد من الأموال"، ذاهبا في كلامه في اتجاه استفزاز الحزب في بيئته من خلال قوله "لا نريد أموالاً غير مشروعة في نظامنا، كما لا نريد لعدد قليل من اللبنانيين أن يفسد صورة البلاد أو الأسواق المالية في لبنان". وتذهب مصادر قريبة من الحزب الى اعتبار هذا الكلام ومن وسيلة اعلامية اميركية، أبعد من الإستفزاز، تحدياً للحزب في بيئته المستهدفة أميركيا، إذ حمَل سلامة " قلة من اللبنانيين" المسؤولية عن إفساد صورة لبنان بـ"أموالها غير المشروعة"، خصوصا أن الكلام الصادر عن أعلى سلطة نقدية في لبنان والمعنية مباشرة بهذا الملف يأتي غداة زيارة مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايتزر الى بيروت والذي حمل فيها رسائل جازمة إلى المسؤولين اللبنانيين بضرورة الالتزام الكامل بتنفيذ القانون.

والواقع أن كلام غلايتزر ولا سيما الجزء الذي غازل فيه سلامة منوها بجهوده وحنكته، وواصفا إياه بأحد أهم حكام المصارف المركزية في العالم، لم ينزل بردا وسلاما على الحزب، خصوصا بعدما رصد جنوحا واضحا لدى السلطات المالية والنقدية والمصرفية إلى التنفيذ الأعمى للقانون من دون أخذ في الاعتبار لخصوصيات التكوين اللبناني. وقد بات "حزب الله" ينظر الى عمق الأمور من منطلق أن القانون الاميركي لا يستهدف الحزب وعناصره ومؤسساته، بقدر ما يستهدف البيئة المجتمعية الحاضنة، والتي تتغذى من الحزب وباتت عرضة للعقوبات والتشكيك لمجرد قربها أو إفادتها من الحزب.

في المقابل، يدرك الحزب أن مسألة قفل 100 حساب ليست أمرا جديدا علما أن أزمة رواتب النواب والوزراء كانت تمت معالجتها، كذلك الأمر بالنسبة إلى بعض المؤسسات الاجتماعية والتربوية التابعة للحزب، ولكن ظلت الشكوك تحوم حول مؤسسات أخرى لا تزال تدور في فلك الاتهام وقد تطاولها أي لوائح جديدة منتظر أن تصدر قريبا عن الخزانة الأميركية، علما ان بعضها مثل "مستشفى الرسول الأعظم" رفضت هيئة التحقيق الخاصة طرحه قبل إستكمال الملف. أما سلامة، الذي ازعج بكلامه الحزب ودفع كتلته إلى شن هجوم شديد عليه قارب التهديد، (وصفه بـ"الملتبس" و"المريب")، فقدم ما يطمئن الاميركيين حيال التزامات لبنان ومصارفه، وأعطى الحزب من خلال هيئة التحقيق الخاصة ما يطمئنه إلى أن تنفيذ القانون سيكون ضمن الحدود المعقولة والمقبولة. والواقع أن امورا ثلاثة يمكن ملاحظتها في الشروط الاميركية: أن الحسابات بالليرة اللبنانية المخصصة للإستعمال المحلي ( توطين رواتب... ) لن تكون مشمولة بالقانون، وأن المراقبة تتم على حركة الحسابات ووتيرة تبدلها سلبا أو إيجابا. وفي هذا المجال يكشف أحد النواب الشيعة وهو رجل أعمال أنه أتم صفقة لبيع عقار يملكه خارج لبنان، وعندما حول المبلغ على حسابه، تعرض لاستجوابات دقيقة عن سبب دخول مبلغ غير إعتيادي إلى حسابه. اما الامر الثالث فيتعلق بضرورة إلتزام لبنان اللوائح الصادرة عن الإدارة الاميركية، بينما تبقى مبادرات المصارف في التشكيك بحسابات معينة مجرد إجتهادات ليس المطلوب من المصارف أن تذهب فيها أبعد مما هو مطلوب، وهذا ما كان كشفه غلايتزر للمسؤولين اللبنانيين في سياق تفسيره لآليات تطبيق القانون.

ولكن السؤال المحير والمقلق في آن واحد: ماذا لو توسعت اللائحة المقبلة، أو ماذا لو تعددت اللوائح بما يتعذر ضبطها وتطبيقها؟

 

البرنامج السياسي لـ"لائحة لبنان" يُعلن في أيلول سعيّد: ليست صوتاً اعتراضياً... والمحاربة من داخل المجلس

ألين فرح/النهار/11 حزيران 2016

كأنه يستريح قليلاً من أمانته العامة، يبحث الدكتور فارس سعيد في برنامج سياسي يقود إلى "الدولة المدنية" بعيداً من الغرق في حسابات الطوائف والأحزاب الطائفية. تأمّل في الانتخابات البلدية والاختيارية ونتائجها وما أفرزت، فكان الاتجاه صوب إعلان "لائحة لبنان"، يترشح من خلالها 128 شخصاً للانتخابات النيابية المقبلة على مساحة البلد كله. مقتنع جداً بالفكرة فارس سعيد، ويعمل على بلورتها لإعلانها قريباً. يرى زعماء الطوائف حاملين هموماً طائفية يحملها ويؤكد أنهم سيرشّحون على قاعدة الطائفية، وأخرى حزبية اسمها تحديد الأحجام. أما "لائحة لبنان" التي يعدّ لها فستكون بعيدة من هذين الهمّين. ويرى الوقت مناسباً للتغيير الآن وفي صناديق الاقتراع النيابية، نظراً الى ما أفرزت نتائج الانتخابات البلدية، وامتعاض المواطنين من الأحزاب والعصبيات الطائفية. يقول سعيد لـ"النهار" إن لبنان في حاجة الى همّ وطني شامل يأخذ على عاتقه تنفيذ الدستور اللبناني المنبثق من اتفاق الطائف والمرتكز على بناء مجلسين: الأول للنواب محرر من القيد الطائفي ويؤمّن حقوق المواطن الفرد، وآخر للشيوخ ينتخب على أساس طائفي ويؤمّن ضمانات للجماعات الطائفية، و"بالتالي أي قانون يصدر عن مجلس النواب يمس بالقيد الطائفي يُحوّل على مجلس الشيوخ لدرسه ويعاد تحويله على النواب لإقراره. بمعنى ان مجلس الشيوخ سلطة رقابية على السلطة التشريعية تطبيقاً لاتفاق الطائف. اضافة الى البنود السيادية الواردة في الطائف، نحمل البنود الاصلاحية في اتجاه الدولة المدنية". لكن من تضم هذه اللائحة؟ وممن تتشكّل نواتها؟ لا رأسمال بل كفاءات مهنية واجتماعية وقادة رأي وليست مقفلة أمام السياسيين، "إلا بشرط واحد: على السياسيين الكشف عن السرية المصرفية كي يدخلوا اللائحة مثل اي انسان آخر، ويحملون همّ البلد، ويترشحون اياً يكن القانون الذي على أساسه ستجري الانتخابات". الفكرة قيد العمل عليها، أما نواتها فلم يشأ سعيد الافصاح عنها، وهي التي تكبّ على وضع البرنامج السياسي الذي سيعلن في أيلول المقبل في لقاء موسع. لائحة سعيد لا تشبه أياً من حالات المجتمع المدني، لا التي برزت في الانتخابات البلدية الأخيرة، ولا "الحراك المدني" الذي نزل الى الساحات سابقاً للاعتراض على حالات الفساد. "هذه ليست لائحة اعتراضية كالحراك المدني، ما نريده هو الوصول الى مجلس النواب و"المحاربة" من الداخل للقضاء على الفساد وإصلاح البلد، وسيتم التعاون مع الكفاءات أكانوا من داخل الطبقة السياسية أم من خارجها، خصوصاً أن ثمة حلقات فساد يشارك فيها المجتمع اللبناني والمجتمع السياسي على السواء". هل سيتم التعاون مع أشخاص يدورون في فلك قوى 8 آذار أو في صلبها؟ يجيب سعيد: "ما لاحظناه في الانتخابات البلدية ان هناك جرأة في مواجهة الثنائية الشيعية المتمثلة بـ"حزب الله" وحركة "أمل"، خصوصاً في بعلبك وفي بعض القرى الجبيلية والجنوبية، لكن لا نرى ان ثمة اعتراضاً شيعياً ممكناً يبرز على هيمنة السلاح". أما مسيحياً، فيرى سعيد أن ثمة هموماً حزبية واضحة عند "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" مثلاً، "علماً أني لا أقلل أهمية حملهما الهمّ الوطني، لكن همّهما تحديد حجميهما على حساب المصلحة الوطنية العامة. واذا كان من حقهما تحديد الأحجام، فمن حقنا نحن أن نحدد حجم البلد وتحديد المصلحة الوطنية المشتركة على حساب المصالح الحزبية الفئوية". في انتظار معرفة أسماء من سيكونون ضمن تركيبة "لائحة لبنان" ومضمون البرنامج السياسي، يؤكد الدكتور سعيد ان حركته "ليست اعلامية ولا صوتاً اعتراضياً، بل ثمة فكرة جدية نعمل عليها بهدف إيصال كتلة نيابية موحدة، أياً يكن حجمها وعدد الناجحين، وبمعزل عن اللون الطائفي والمناطقي. كتلة عابرة للطوائف والمناطق".

 

اهداء الدبابة الاسرائيلية سياسة…وأمين معلوف خائن؟!‏

بتول الحسيني/جنوبية/ 9 يونيو، 2016

حرّك ظهور الكاتب اللبناني-الفرنسي، أمين معلوف، على تلفزيون "i24" الإسرائيلي ضمن برنامج ثقافي مشاعر الإنتماء الوطني لدى جمهور الممانعة الذين وجهوا انتقادات لاذعة لهذه الإطلالة "السقطة" لما يمثله معلوف من رمزية لبنانية. حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان ــ اللجنة اللبنانيّة للمقاطعة الثقافيّة والأكاديميّة لـ «إسرائيل» (قاطعْ) أصدرت بدورها بياناً أدانت به هذه الإطلالة، وطالبت بمقاطعة معلوف وعزله إعلامياً إذ حسب ما أوردته في نص البيان “لا مكان لمعلوف في عرف المظلومين والأحرار”. وأردفت “أنّه في حال لم يكن على علم بخلفية القناة التي ظهر عبرها، عليه تقديم الاعتذار احتراماً للشهداء والأسرى وعائلاتهم، وللمشرّدين واللاجئين اللبنانيين والفلسطينيين، ولدوْر الثقافة (المفترض) في خدمة العدل والإنسانيّة”. قضية معلوف وإطلالته تفاعلت أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ أقدم مجموعة من الناشطين إلى الدعوة للتجمّع عند الساعة الخامسة من بعد ظهر الغد في «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت) احتجاجاً على المقابلة. وتضمن نص الدعوة أنّ ما قام به الكاتب «خرق لقانون منع التطبيع في لبنان، بأقل وصف»، كما وصف المقابلة بـ «وقاحة أمين معلوف المتلطي خلف جنسيته اللبنانية». هذا ووضعت العديد من الصحف الممانعة إطلالة معلوف في معرض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والترويج لها وأنسنتها.

ليصفها الإعلامي في جريدة الأخبار اللبنانية بيار أبي صعب بالغطرسة والفجور وأنّ الكاتب أمين معلوف كان شاهد زور لا مبالٍ في مقال عنونه بـ”أمين معلوف… ليون الاسرائيلي؟”. في حين اعتبرت جريدة السفير هذه الخطوة بـ “خيانة «مثقف»”. ممّا لا شكّ به أنّ الإطلالة عبر وسيلة تلفزيونيّة “إسرائيليّة” هي زلّة نتحفظ عليها لكاتب مركب، وعلم من أعلام لبنان تفخر به الدولة وبإنجازاته، ونتفهم تحفظ الأصدقاء الممانعين وقسوتهم التي وصلت حدّ التخوين والمقاطعة للكاتب والأديب أمين معلوف، فاسرائيل هي عدّوة وتاريخ لبنان وثقافته وحضارته مكانه ليس شاشاتها. ولكن لا بد أن نسأل من ضجّت الصحف ومواقع التواصل بتنديداتهم، أين كان الحس الوطني حينما أهدى “أبو علي بوتين” دبابة لحليفه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو؟. هذه الدبابة التي دفع ثمنها دماء الشهداء من المقاومين، والتي استولى عليها الجيش السوري ليهدرها مرتين الأولى حينما أهداها نظام الأسد للروس والذين لا يرى قيصرهم حتى اللحظة برأس النظام السوري حليفًا له، ليهديها هو بدوره مؤخرًا لحليفه اليهودي. قنوات الممانعة كما صحفها وجمهورها الالكتروني لم تتوقف عند هذه الحادثة التي أقلّ ما تمثل به إهانة لشهداء الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، كما لم تتوقف عند العشق المحلل الذي دخل عامه الـ 25 بين الروس والاسرائيلين. يحق لكم أن تنتقدوا أمين معلوف، ولكن لا يحق لكم الصمت على التفريط بكرامة الشهداء، شهداء لبنان لم يتعرضوا للإهانة حينما أطلّ الأديب بقدر ما شعروا بها وهم يبصرون من فردوسهم الدبابة غنيمة حرب استشهدوا في سبيلها تذهب للعدو “على عينك يا تاجر”. كذلك جمهور الممانعة الذي يجلد “أمين معلوف”، لم تستوقفه العلاقة الوطيدة بين الروس والإسرائيلين، والتي يقابلها شراكة بين ايران وروسيا وحزب الله في الحرب السورية وضمانة من الرئيس الروسي لحماية أمن اسرائيل وعدم التعرض لمواقعها. كما لم يستنكروا سفينة الأسلحة الاسرائيلية التي ضبطت في اليونان قبل عامين وكانت مرسلة لإيران وقد ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، بشأنها في حينها، أنّ «سفينة الشحن التي اختفت في القناة الإنكليزية أواخر تموز / يوليو الماضي كانت تحمل أسلحة روسية إلى إيران وخضعت لمراقبة جهاز الأمن الإسرائيلي (الموساد)». هذا التقاطع بين المصالح الإيرانية والروسية والإسرائيلية، تضع أخلاقيات الممانعة والمقاومة موضع تساؤل، فأن يكون “أبو علي بوتين” ممانعًا، وأن يتحوّل “أمين معلوف” لخائن، هو انفصام بالمعايير، وإن كان يدل على شيء فهو أنّ مفاهيم المقاومة نسبية وتحكمها المصالح والايديولوجيا لا الوطنية.

 

هل ارتفعت فعلاً حظوظ عون؟

طوني عيسى/الجمهورية/10 حزيران/16

لا أحد يعلم من أين تهبُّ موجات التفاؤل والتشاؤم الرئاسية، ساعة على النائب سليمان فرنجية، وساعة على العماد ميشال عون. لكنّ المؤكد أنّ هناك «حَرِّيفاً» يوزِّع التفاؤل بالعدل والقسطاس على «المحتاجين»، فلا يزعل أحد. وفي الحالين، ليس في وسع اللبنانيين إلّا أن يصدِّقوا. لقد باتوا «يغرقون بشبر ماء»!

من المبالغة القول إنّ كلام الوزير نهاد المشنوق هو الذي أحرَق فرنجية. فمسار هذا الرجل نحو بعبدا لم يكن ميسَّراً في أيّ يوم، منذ أن عقد اللقاء الشهير بينه وبين الرئيس سعد الحريري.

لكنّ إعلان المشنوق أنّ ترشيح فرنجية اقترحه البريطانيون، وسوَّقه الأميركيون لدى السعوديين، والسعوديون لدى الحريري، من شأنه أن يقضي تماماً على أيّ احتمال لموافقة «حزب الله». وليس معقولاً أن يقبل «الحزب» برئيس ينكشف أنه جاء بهذه الطريقة.

في أيّ حال، تلقَّف «الحزب» رسالة المشنوق بمعزل عما إذا كانت تمثّل تيار «المستقبل» أم لا، وبدأ حملة متجدّدة لدعم عون، ما يُعيد ثقته التي اهتزت إلى حدٍّ ما في بعض الأوقات نتيجة انطباع ناشئ لديه بأنّه ليس الرجل المفضّل وصوله إلى بعبدا، بالنسبة إلى حليفه «حزب الله».

ولأنّ «الفرن حامٍ»، رمى النائب وليد جنبلاط بدلوه في السجال الدائر من أجل تحقيق مكاسب سياسية، خصوصاً في قانون الانتخابات الذي يتعرّض فيه للإحراج. فقد أعلن جنبلاط أنه صار مع عون بعدما حظيَ ترشيحه بالتوافق المسيحي، علماً أنّ هذا التوافق تمّ منذ زمن.

فورقة التفاهم بين «الجنرال» و»الحكيم» صار عمرها عام، و»إعلان معراب» صار عمره 4 أشهر. فلماذا انتظر جنبلاط حتى اليوم ليُعلن دعمه خيار التوافق المسيحي؟

قبل عامين، كان السيناريو مقلوباً. فالعماد عون كان نجم المفاوضات المدلّل مع الحريري. وعلى رغم أنّ عون لم يكن يحظى يومذاك بدعم «القوات»، وعلى رغم أنّ علاقته مع جعجع كادت تنفجر بسبب هذا الملف، فقد آثر الحريري استمرار التفاوض مع عون، من دون أن ينطق بكلمة «نعم» لترشيحه.

لكنّ الرابية، عشية الفراغ الرئاسي، 25 أيار 2015، كانت تحتفل بأنها تبلّغت من طواقم ديبلوماسية كبرى في بيروت تأكيدها أنّ عون سيكون الرئيس العتيد. إلّا أنّ التوقعات سقطت، ووقع الفراغ.

وفي ما بعد، جاء دور بنشعي في الاحتفال بالنصر لمجرّد إعلان الحريري دعم فرنجية. بل إنّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اتصل به لا ليعلن الدعم فحسب، بل ليقول له «مبروك» أيضاً.

اليوم، عادت الاحتفالات إلى الرابية. وبعض القريبين منها يتحدثون عن وصول عون إلى بعبدا وكأنّه مسألة محسومة. ولكن، هل صحيح أنّ حظوظ عون قد ارتفعت أم إنّ الأمر لا يعدو كونه موجة تفاؤل جديدة وشبيهة بسابقاتها؟

في الرابية يسود انطباع بأنّ عون أنهى صومه الرئاسي وأنه أخيراً سيفطر. لكنّ هذا الانطباع ليس مبنياً على معطيات واقعية، باستثناء كشف المشنوق معلوماته وإعلان جنبلاط أنه بات مع عون، وما تسرّب عن دعم فرنسي مستجدّ لعون. وهذا لا ينهي عملية التأرجح التي يغرق فيها الملف الرئاسي.

المطلعون يقولون إنّ أيّاً من القوى التي تتحرك علناً في الملف يمتلك القدرة على حسمه، لا «المستقبل» ولا جنبلاط ولا الفرنسيون. ولو كان الأمر مخالفاً لذلك لتمت الانتخابات الرئاسية منذ زمن بعيد، ولما وقع الفراغ الرئاسي. وكلّ ما أُطلق من مواقف جديدة لا يعدو كونه تجارب وتكتيكاً سياسياً.

والأرجح أنّ جنبلاط يُدرك هذا الواقع، ويعرف أنّ الانتخابات الرئاسية لم تنضج ظروف إجرائها بعد.

وإذا ما نضجت الظروف، فإنّ نجم هذه الانتخابات لن يكون لا فرنجية ولا عون، بل رئيس آخر من خارج الاصطفاف السياسي التقليدي. ولذلك، وجد جنبلاط أنّ الفرصة مناسبة في هذا الخضم لتوجيه الرسائل السياسية وتحقيق المكاسب.

فبعد الانتخابات البلدية، تحرّك ملفان: الرئاسة وقانون الانتخاب. ومكمن القلق الأساسي في المختارة ليس في هوية الرئيس الجديد للجمهورية، بل في قانون الانتخاب الذي من شأنه أن يُحدّد مصير القوى الداخلية ومستقبل التوازنات في السلطة، فيما النقاش حول رئيس الجمهورية يبدو عقيماً.

ويُدرك جنبلاط أنّ الشخصية التي ستصل إلى بعبدا، عندما يتمّ الإفراج عن الانتخابات الرئاسية، لن تكون لا عون ولا فرنجية. فالقوى السياسية النافذة لا تريد أيّاً منهما ولا أيّ سياسي ماروني آخر، وأنّ الأمر سيرسو في النهاية على شخصية من خارج نادي الأسماء المتداولة.

وفي تقدير المطلعين أنّ القرار بالإفراج عن الانتخابات الرئاسية ما زال في طهران وليس في سواها، وتالياً إنّ «حزب الله» هو الطرف الوحيد الفاعل في هذا الشأن على الساحة الداخلية.

ولذلك، إنّّ الجدل القائم حالياً على أساس ثنائية عون- فرنجية ليس في محله الصحيح. وباستثناء «حزب الله»، تعيش القوى الداخلية في لبنان على ردّات الفعل، كما هو الحال في الأيام الأخيرة، حيث يغرق عون في أجواء متفائلة، لكنّ التفاؤل ليس مبنيّاً على معطيات ملموسة.

و«المستقبل» ليس في وارد التراجع عن دعم فرنجية الذي يُصرّ على المضي في المعركة ما دام يتمتع- بالأرقام- بدعم عدد من النواب يفوق عدد الداعمين لترشيح عون. وقد برزت أصوات مستقبلية «متطرفة» في رفضها تغيير المرشح المستقبلي للرئاسة، من فرنجية إلى عون.

فالنائب أحمد فتفت أعلن بوضوح أنه ونواب آخرون في «المستقبل» لن يصوّتوا لعون ولو كانت قيادة «التيار» قد اتخذت قراراً مخالفاً. وهذا الأمر قد يُوحي باحتمال وقوع تنافر داخل «المستقبل» حول الملف الرئاسي إذا قرّر دعم عون. لكنّ قريبين من «التيار» يؤكدون أنّ سيناريو التخلّي عن فرنجية لمصلحة عون ليس وارداً. في الأيام الأخيرة، بعد تجربة الانتخابات البلدية، كان الجدل ساخناً حول إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً أو الانتخابات النيابية. ولكن، لم يبرز ما يُوحي بخرق سياسي في أيّ من الملفين، ما يثير انطباعات بأنّ الأزمة السياسية باقية على حالها. ومن هنا، يبدو تفاؤل الرابية خارج السياق. وعلى الأرجح هو موجة جديدة لن تدوم كثيراً. وهكذا، مضى عامان كاملان من الفراغ الرئاسي في أجواء من الإثارة الوهمية، مداورة بين الرابية وبنشعي. لكنّ الأكثر إثارة هو أنّ أيّاً من عون وفرنجية لم يقرأ ما يجري على حقيقته، وأنهما مستعدان للبقاء «على الوعد» لسنواتٍ أخرى.

يبدو واضحاً أنّ الجميع يناور ما دامت التسويات الجدية مؤجلة. والدعم الذي يقدّمه «المستقبل» لفرنجية في مقابل دعم «القوات» لعون سيجعل وصول أحدهما إلى رئاسة الجمهورية أمراً مستحيلاً.

وهذا ما يؤدي واقعياً إلى استمرار المراوحة في حال الفراغ إلى أجل غير مسمّى.. أو إلى أن تنضج التسوية التي تأتي برئيس من خارج النادي السياسي التقليدي. ومن هنا يبدو حديث الرابية عن تفاؤل بوصول عون إلى الرئاسة مبالغاً فيه كثيراً.

وينتظر كلٌّ من عون وفرنجية وصوله إلى بعبدا، على رغم إدراكه أنّ القوى الداخلية لا تُريد أيّاً منهما. ويراهن كلّ منهما على معطيات خارجية يستفيد منها «حزب الله» وتجعله قادراً على حسم ملف الرئاسة. ويعتقد كلّ من عون وفرنجية أنّ «الحزب» يريده هو، لا سواه، في بعبدا. ولذلك، قرّرا المراهنة على الانتظار، كلّ مِن جانبه، مهما طال أمد الفراغ الرئاسي... و «الحزب» كذلك!

 

"المستقبل": "الحق على الطليان"

شارل جبّور/ليبانون فايلز/الجمعة 10 حزيران 2016

أي مراقب لسلوك تيار "المستقبل" في الأشهر الأخيرة يتوقف أمام انفعالية قيادته خلافا للميزة التي تمتع بها الشهيد رفيق الحريري عندما كان يواجه الأوركسترا المعهودة التي تنظِّم الحملات المسعورة ضده بأعصاب باردة وابتسامة ساخرة تهزأ من أصحابها كونهم مجرد أبواق لدى الجهات المعلومة.

وما انطبق على الرئيس الشهيد انسحب بدوره على الرئيس فؤاد السنيورة الذي ترجم وطبّق ومارس ما قاله عن نفسه وتعلمه من والده بان "يعلك المياه" و"يعلك الهواء"، الأمر الذي أربك خصومه بقدرته الفائقة على ضبط أعصابه وانفعالاته، فكان رجل دولة بامتياز شأنه شأن الشهيد الحريري.

وفي سياق التفسيرات التي أعطيت لهذا السلوك الجليدي ان الطائفة السنية هي "عدد ومدد وأمة" كما قال يوما الوزير نهاد المشنوق، فيما الطوائف الأخرى في لبنان تمزج بين كونها أقلية لديها هاجس القلق الوجودي غير الموجود لدى السنة، وبين ان جذورها "جبلية" لا "مدنية"، بمعنى ان طبائع اهل الجبال تختلف عن طبائع أهل المدن. ولكن هذا السلوك الذي ميّز الطائفة السنية وتحديدا تيار "المستقبل" شهد تبدلا مع الرئيس سعد الحريري الذي لم يستطع، على سبيل المثال، ان يكتم انفعاليته بعد تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، إذا بدا غاضبا ومتجهما في اللقاء البروتوكولي الذي جمعهما، وذلك في صورة غير مسبوقة بين السياسيين اللبنانيين او نادي رؤساء الحكومات. وهذا الجانب الشخصي لم يكن مجرد استثناء يتصل بإسقاط "حزب الله" لحكومته، بل تحول إلى قاعدة في علاقته مع الحلفاء والخصوم في آن معا، حيث ان ردوده غالبا ما تكون فورية ولا تخلو من الحدية، كما لا تأخذ في الاعتبار التداعيات التي يمكن ان تخلِّفها على غرار ما حصل في "البيال" في مشهد غير مألوف أيضاً عندما فجّر الحريري غضبه باتجاه الدكتور سمير جعجع علانية وفي مناسبة تخصه على خلفية رفضه لمبادرته الرئاسية، ولولا حكمة جعجع واستيعابه الموقف لكانت الأمور اتخذت منحى مختلف تماماً.

فالرئيس الحريري أقرب في طباعه إلى الأقليات القلقة منه إلى الأكثرية التي ينتمي إليها، وهو بعيد كل البعد في طباعه عن مدرسة الشهيد رفيق الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، ولكن الأمور لم تقف مع رئيس "المستقبل" عند هذا الحد، حيث ظهر في الانتخابات البلدية بانه ليس متسرعا فقط في الردود السياسية الفورية، إنما في تحميل المسؤوليات لغيره وقبل صدور النتائج، وتحول معه مصطلح الغدر إلى جزء لا يتجزأ من أدبياته السياسية. فما حصل في انتخابات بيروت، بالنسبة إلى وئيس "المستقبل"، تقع مسؤوليته على "المسيحيين الخونة"، ولا حاجة طبعا للاعتذار او التوضيح بعد ظهور النتائج التي دلت على اقتراع عقابي ضد "المستقبل"، فيما المسيحي لا يلام لجملة اعتبارات تبدأ من عنوان المعركة التي حولها الرئيس الحريري إلى استفتاء على زعامته البيروتية، ولا تنتهي بتمنينه بمناصفة بلدية وحجبها عنه في النيابية، وما بينهما هامشية دوره في تسمية اللائحة واختيار رئيسها، ومن دون التقليل من أداء المجلس السابق...

وما حصل في بيروت تكرر في طرابلس، إنما التخوين هذه المرة طال الوزير أشرف ريفي عوضا عن المكونات الحليفة له في اللائحة على غرار اللائحة البيروتية، ولكن الملفت ان "المستقبل" لم يحاول البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا الاقتراع في بيروت وطرابلس، بل ذهب مباشرة إلى رفع المسؤولية عن نفسه ورميها على الآخرين على الطريقة المعهودة او المثل الشائع "الحق على الطليان".

وهذا الهروب إلى الأمام لن يؤدي سوى إلى تراجع "المستقبل" داخل بيئته، لأن المعالجة لا تكون بالمكابرة، بل بالاستماع إلى صوت الناس وشكرهم على اقتراعهم والتشديد ان رسالتهم وصلت والدعوة الى ورشة تنظيمية وسياسية مفتوحة من اجل الخروج بخريطة طريق جديدة ومتجددة.

ومقاربة الرئيس الحريري في البلديات لم تختلف عن مقاربته النيابية والرئاسية، حيث ان الحريري لم يسأل نفسه عن الأسباب التي دفعت الدكتور جعجع إلى تبني المشروع الأرثوذكسي الذي أثار ما أثاره من خلافات، وهي متصلة بالوجع المسيحي من غياب الفعالية المسيحية التي تشكل الانتخابات النيابية مدخلها الأساس، بل على رغم كل الصولات والجولات بين جعجع والحريري حول ضرورة تغيير القانون الحالي وأهمية قانون الانتخاب بالنسبة إلى المكون المسيحي، خرج الحريري بتصريح مؤخرا يستغرب فيه "كيف ان بعض حلفائنا الذين ربحنا الانتخابات معهم في العام ٢٠٠٩ يريدون تغيير قانون الانتخاب"، وهو يقصد تحديدا الدكتور جعجع الذي يدفع باتجاه إقرار قانون جديد يصحح الخلل في التمثيل السياسي المسيحي تجسيدا للميثاق الوطني ومندرجات الدستور، ولكن إن دل تصريح الحريري على شيء، فعلى انه لم يستخلص شيئا من كل الخلاف حول قانون الانتخاب، وانه لا يكترث إلى المطلب المسيحي المتصل بغياب القدرة على استعادة الشراكة والحضور والدور.

ولم يشذ الرئيس الحريري عن القاعدة نفسها في تحميل غيره المسؤولية، فيما لو أخذ في الاعتبار الهاجس المسيحي منذ انتخابات ٢٠٠٩ لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، ولكن دائماً "الحق على الطليان".

وفي الانتخابات الرئاسية وصل الأمر بالرئيس الحريري إلى درجة تحميل الدكتور جعجع مسؤولية الإطاحة بمبادرته ترشيح النائب سليمان فرنجية، وكأن المطلوب من رئيس "القوات" ان يبصم على ما يقوم به رئيس "المستقبل" الذي يتحمل في هذا الملف إيضا مسؤولية الخلاف الذي نشأ بينه وبين الدكتور جعجع، لأن المبادرة في هذا الملف يجب ان تكون بيد رئيس "القوات" على غرار وضعها من قبل "حزب الله" في يد العماد ميشال عون، ومن ثم تفرُّد الحريري لم يؤد إلى أي نتيجة رئاسية، بل فاقم الخلافات الداخلية، ودائما "الحق على الطليان".

ويبقى انه من حق "المستقبل" ان يعتبر نفسه فوق المحاسبة و"معصوم عن الخطأ"، ولكن عليه في المقابل ان يتحمل تبعات هذه السياسة التي أدت إلى تصدُّع ١٤ آذار وتراجع شعبيته، وهذا لا يعني رفع المسؤولية عن غيره، إنما المدخل إلى تصحيح الخلل الفاضح الذي ظهر في طرابلس وعكار وغيرهما يبدأ بالإقلاع عن لازمة "الحق على الطليان".

 

حزب الله": حان وقت المقاومة المالية

منير الربيع/المدن/الجمعة 10/06/2016

لم يصل الإتفاق بين "حزب الله" وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى خواتيمه. قبل نحو الأسبوعين، عقد الاجتماع بين وفد من الحزب وسلامة، للبحث في كيفية "توسيع" الخناق المالي الذي يضيق حول عنق الحزب، بموجب قانون العقوبات الأميركي. في الاجتماع جرى الاتفاق على تخفيف حدّة هذه الإجراءات، وعدم الإسراع في تنفيذها وإقفال الحسابات المرتبطة بالحزب أو القريبة منه، هذا الاتفاق أيضاً حصل بين الحزب وجمعية المصارف. لكن على ما يبدو أن الأمور تعاكست. ووفق مصادر لـ"المدن"، هناك لائحة أخرى لم يتبلّغها لبنان بعد من الأميركيين لإقفال حسابات أشخاص وشركات قريين من الحزب.

تؤكد المصادر، أن المصارف اللبنانية أقفلت نحو المئة حساب التي تبلّغت بوجوب إقفالهم من قبل وزارة الخزانة الأميركية، ما دفع كتلة الوفاء للمقاومة إلى شنّ هجوم على الحاكم، معتبرة أن موقفه الجديد مريب ويشي بتفلت السياسة النقدية من السيادة، كما أعلنت رفضها لها. ولدى سؤال مصادر قريبة من الحزب عن الإجراءات الجديدة التي اتخذت، أجابت لـ"المدن" أن سلامة كان قد التزم الاتفاق بحدود معينة، لكنه عاد وتراجع عنها، وربما بسبب الضغط الأميركي، والزيارة التي أجراها مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب دانيال غلاسر إلى لبنان. ويعتبر "حزب الله" أن بعض المصارف اللبنانية تريد أن تكون "أميركية أكثر من الأميركيين" وربما لأهداف سياسية، لأنه بإمكانها الإستمهال في تطبيق الإجراءات وفي رفع دراساتها حول الحسابات إلى مصرف لبنان.

اتخذ قرار إقفال الحسابات بعد اجتماع عقدته هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان برئاسة سلامة الخميس 9 حزيران، وفق المصادر، لافتة إلى أن التواصل مع الحاكم نجح إلى حدّ ما ولكن ليس بالشكل المطلوب. إذ إنه لم يستطع إيقاف إقفال الحسابات، لكنه قرّر عدم إقفال حسابات "جمعية المبرات الخيرية"، علماً أن إقفال هذا الحساب جاء بطلب من أحد المصارف، وقد رفض إقفال الحسابات التي تعتبر رواتب نواب ووزراء الحزب، وبالتالي فلن يتم تجميد حسابات التوطين الخاصة بهم، وذلك لعدم وجود مبررات واضحة وصريحة، تستدعي ذلك، خاصة أن رواتبهم معروفة المصدر وبالليرة اللبنانية وليس بالدولار.

وتكشف المصادر أن الإجراءات لن تتوقف هنا، بمعنى أن هناك تخوفاً من إقفال حساب مستشفى الرسول الأعظم، ومستشفى بهمن، علماً أن بهمن تابع لـ"المبرات"، إلا أن المصادر تعتبر أن إقفال حساب بهمن يأتي بطلب من أحد المصارف على اعتبار أنها تفيد "حزب الله" بشكل أو بآخر. وتكشف المصادر أن بعض المصارف ترفض إقفال الحسابات، وبالتالي تجانب إرسالها إلى هيئة التحقيق في مصرف لبنان، لكن هذا قد يستدعي عقوبات على هذه المصارف. وتؤكد المصادر أنها لن تتعرض إلى عقوبات بل بأقصى حدّ قد تتلقى تحذيرات وتنبيهات لا أكثر، وذلك لمنع أي سلبيات في الإستقرار النقدي اللبناني.

بعد ما جرى، تؤكد مصادر الحزب لـ"المدن" أن الحكومة اللبنانية ومصرف لبنان، يتوجهان إلى تطبيق القانون الأميركي بحذافيره، وبعد الفشل في التوصل إلى تسوية ملائمة، تبحث الجهات المعنية الحزبية سبل التكيف مع العقوبات، أو الالتفاف عليها، بشكل لا تؤثر عليه.

ومن بين هذه الإحتمالات، تلفت المصادر إلى إمكانية الإستعانة بالنموذج التطبيقي الإيراني الذي اتبعته طهران أثناء العقوبات الدولية عليها، وذلك عبر قطع التعامل النقدي عبر المؤسسات المالية والمصارف الخاضعة للرقابة الدولية والأميركية خصوصاً. ما يعني أن الحزب قد يلجأ إلى وقف التعامل المالي عبر المصارف، وثانياً عبر تأمين موارده المالية بشكل مباشر وعبر تجارات مباشرة، في شكل يشبه معادلة "النفط مقابل الغذاء". إذ يؤكد قيادي في الحزب لـ"المدن" أن المسألة أصبحت وجودية، وبالتالي المقاومة تجوز هنا، وقد حان وقت العمل

 

عون ولعنة التاريخ

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/10 حزيران/16

أنعَش كلام النائب وليد جنبلاط لبرنامج "كلام الناس" (الأحد 5 حزيران) آمال العونيين بوصول "عونهم" إلى سُدِّة الرئاسة. إذ أعلن زعيم المختارة قبول "قرار المصالحة المسيحية، وإذا اعتبَر القرار المسيحي أنّ الخلاص بميشال عون فلا مشكلة". ذهبت أحلامُك يا هنري مع الريح.

وذهب العونيون في تفاؤلهم الخلاصي إلى الحدّ الأقصى وتطلّعوا إلى إمكان انتقال عون مباشرة من الرابية إلى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في "بيت الدين". سألوا كيف الطقس فوق في شهر تموز؟ وذلك لمعرفة "شو بدّن يطلّعوا معن" بجهاز الرئيس. لن يكون على الجنرال تحمّل مشقّة الطريق لحضور ورعاية حفل افتتاح مهرجانات بيت الدين في 8 تموز بمسرحية غنائية راقصة من عاصمة الأفلام السينمائية الهندية. وإذا ما داهَم الكرى جفنيّ صاحب الفخامة مع بداية فصل المسرحية الثاني يستأذن ويطلع إلى غرفة نومه الرئاسية.

نحن على مشارف شهر عسل بين عون وجنبلاط. في العادة لا يدوم شهر عسل عون مع القوى السياسية كثيراً. قبل ما يناهز الثلاثة أعوام كان الجنرال يصف جنبلاط بالكذّاب ولا يتأخر أبو تيمور بالردّ واصفاً "مون جنرال" بالشتّام.

وبين "الجنرال" و"الحكيم" سجلٌ حافل من الإختلافات والعداء إنتهى بإعلان نيّات أراده عون ممراً لترئيسه ووجد فيه الدكتور جعجع - بمعزل عن بنوده - قطعاً للطريق أمام سليمان بك فرنجيه. أمّا علاقة الجنرال عون بسعد الحريري فتتراوح بين "إبراء مستحيل" وبين محبة تفيض متى لاح ما يشبه القبول المستقبلي بعون رئيساً.

وما بين الرئيس نبيه بري وعون خلافات لم تُبعِد عون عن 8 آذار ولا قرّبت بري من المنطق العوني. فقط مع حزب الله دام الشهر 10 أعوام! سبحان الله.

يعيش العونيون في حال انتظار يوم العرس وليلة الدخلة. صبروا. جدّوا ووجدوا. الرئيس العتيد يستعدّ لدخول جنة الحكم دخول المنتصرين. لنفترض مع المتفائلين أن العماد ميشال عون - وهو اليوم في العقد التاسع - قد بلغ سدرة المنتهى، وتربّع على عرش الجمهورية قريباً، فماذا يعني وصوله إلى الموقع الرئاسي الأول؟

يعني أولاً أن الإبتزاز، كسلوك سياسي في لبنان، هو الأنجع لبلوغ الأهداف الكبرى.

ويعني ثانياً أن مجلس النوّاب يستمد شرعيته الدستورية من إنتخاب الجنرال ميشال عون دون سواه لرئاسة الجمهورية.

ويعني ثالثاً أن فريق 8 آذار نجح في سياسة عضّ الأصابع والتعطيل.

ويعني رابعاً وصول الجنرال جبران باسيل إلى القصر كرئيس ظل.

ويعني خامساً أنّ عون سينقلب على الإتفاق الضمني مع القوات مع الشروع بتشكيل حكومة العهد الأولى.

ويعني سادساً أن التاريخ سيسامحنا على تأخير انتخاب عون كل هذا الوقت. ألم يقل الدكتور نبيل نقولا كشاهد على العصر قبل أشهر: "إذا بقينا على هذا المنوال لمنع العماد عون من الوصول إلى سدة الرئاسة سيلعننا التاريخ."

فهل يستلحق النواب حالهم قبل أن تحل اللعنة عليهم؟

 

الدول المانحة تنتظر من لبنان مباشرة تنفيذ ثلاثة مشاريع

خليل فليحان/النهار/11 حزيران 2016

علمت "النهار" أن قادة الدول المانحة لمؤتمر لندن وهي بريطانيا والمانيا والكويت ونروج بعثوا برسائل الى الدول التي شاركت في المؤتمر بهدف الإسراع في تنفيذ الالتزامات التي تعهدتها خلال المؤتمر، وذلك بعد "مؤتمر القمة العالمي للعمل الانساني" الذي عقد في اسطنبول. وأبلغ سفير بريطانيا هيوغو شورتر "النهار" ردا على سؤال أن بلاده ستعلن في تقرير، في تموز المقبل، الأجوبة التي ردت فيها تلك الدول على الرسائل. وسبق ان تبلغّ لبنان ان تلك الدول ستقدم للبنان كمجموعة لهذا العام أكثر من 550 مليون دولار اميركي، ومن المنتظر أن يضع لبنان ثلاثة مشاريع على الأقل من أصل المشاريع التي وضعها وزير المال علي حسن خليل، وينتظر البنك الدولي تعيينها من أجل تمويلها، ويحض مصدر دولي على الاسراع في ذلك من أجل المزيد من التشجيع على المستوى العالمي لمزيد من المساعدات. كما أكدت الامم المتحدة تخصيص أكثر من مليار دولار للبنان العام المقبل، لتلبية الاولويات التي كانت حددتها الحكومة اللبنانية في الخطة المشتركة مع الامم المتحدة، وفي إعلان النيات استجابة للازمة في لبنان. ويسترسل شورتر في شرح فوائد مقررات مؤتمر لندن للدول المانحة للاجئين السوريين الذي كان عقد في العاصمة البريطانية في 4/02/2016. وأولى الفوائد تشغيل اللبناني واللاجئ السوري في الورش التي ستنشأ للبنى التحتية الوطنية، بحيث يمكنها أن تكون صالحة لمواكبة التطور والتحديث للنمو الاقتصادي والاستثماري والتكنولوجي مع تقدم السنين، والتوظيف على مستوى البلديات، إذ إن بريطانيا رصدت مبلغ 114 مليون جنيه لتمويل برنامج "توفير التعليم لجميع الاطفال في لبنان 2" ( 40 مليون جنيه) والاستثمار في 49 بلدية لاستحداث فرص عمل (34 مليونا) والاغاثة الانسانية للاجئين الاكثر ضعفا والفقراء اللبنانيين (40 مليونا). وهذا ما سؤدي الى إيجاد فرص عمل للبناني وللاجىء السوري على المديين القصير والطويل. وثانية الفوائد، الاستثمار في قطاع التعليم وتحسين التعليم الرسمي كي يكون أكثر أمانا للاطفال، وتوفير التعليم للجميع حرصا على عدم ضياع جيل. والثالثة، أن الدول المانحة ستسعى الى منح لبنان قروضا ضخمة بفوائد متدنية ولآجال طويلة الأمد، بشروط تتلاءم مع الاستثمار في البنى التحتية، بما يعزز الاقتصاد ويستحدث فرص عمل ويحسّن حياة كل اللبنانيين ويفسح في المجال أمام اللبنانيين لإعادة إعمار سوريا لدى التوصل الى حل سياسي للازمة بعد عودة اللاجئين الى ديارهم. ولفت مصدر ديبلوماسي الى أن إيجاد فرص عمل للاجئ السوري أفضل من أن يظل عاطلا عن العمل ويربي الحقد على النمط الذي يعيشه، ولا بأس بالاحتفاظ بجزء من معاشه الشهري، لا يردّ له إلا لدى عودته الى سوريا وفق برنامج START الذي كان اقترحه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، علما أن الدول المانحة لا تعارضه بالمبدأ. وأكد أن تشغيل اللاجىء السوري وفق شروط تضعها السلطات اللبنانية المختصة يجب ألا يعني أن ذلك تمهيد لتوطينه، بل إنه في آن واحد يوفر على الدول المانحة ويفيد الانتاج المحلي، مع الاشارة الى أن العامل السوري يعمل في قطاعي الزراعة والبناء منذ ما قبل اندلاع الحرب السورية.

 

النزاع السوري: التقاطعات الروسية مع إيران وإسرائيل تحت عين واشنطن

 د. خطار أبودياب/العرب/11 حزيران/16

تتسارع التطورات إبان الشهور الصعبة في النزاع السوري، وتُسلط الأضواء الإعلامية على معركة منبج تمهيدا لمعركة الرقة. لكن الوقائع السياسية، هذا الأسبوع، وأبرزها زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى موسكو، والاجتماع الثلاثي لوزراء الدفاع الروسي والإيراني والسوري في طهران، تعتبر فائقة الأهمية لأنها تكشف عن القفز الروسي على الحبل المشدود في الساحة السورية ما بين أطراف يفتـرض أنهـا متخاصمة، وكل ذلك تحت سقـف تنسيق جـون كيري – سيـرجي لافروف. هل يستفيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (لاعب الجودو) من نهاية ولاية باراك أوباما كي تكسب استراتيجيته الملتبسة بالنقاط ويزهو عندها القيصر الجديد بغنيمته السورية؟ أم تبرز الاستحالة لأن تبديد شبح تنظيم داعش سيضع الكل أمام مسؤولياتهم وعندها يتضح من يريد الحل السياسي فعليا، ومن يناور للاحتفاظ بالسلطة أو للإمعان في الاهتراء والتفتيت، وصولا إلى إعادة تركيب الإقليم في فترة لاحقة؟

قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى موسكو (ثالث زيارة له إلى روسيا منذ سبتمبر 2015) قام الكرملين بخطوة رمزية تمثلت في إعادة دبابة إسرائيلية شاركت في معركة السلطان يعقوب، التي وقعت خلال حرب لبنان في العام 1982. ويبدو أن إعادة “الغنيمة السورية” من المعركة إلى إسرائيل تأتي في إطار تحسين العلاقات بين روسيا وإسرائيل، خصوصا بعد الدخول الروسي المباشر للحرب السورية. وبالفعل، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “أن زيارات نتنياهو المتكررة إلى موسكو هي ثمرة لعلاقات الثقة القائمة”. ولم يقتصر الأمر على التعبير عن مخاوف الجانبين وطمأنة أحدهما الآخر، ولا على التعاون في مجالي الزراعة والتكنولوجيا المتقدمة، بل تعداه إلى تنسيق استراتيجي لتفادي الصدام، كما بالنسبة إلى موقع حزب الله في سوريا وتسليحه، أو كما في نزاع أذربيجان – أرمينيا ونقاط تعارض أخرى منها بيع السلاح الإسرائيلي لجورجيا وأوكرانيا وأذربيجان، وبيع السـلاح الروسي إلى إيران.

لا بد للمراقب أن يلاحظ أن غياب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن مؤتمر باريس حول الشرق الأوسط في 3 يونيو، واكتفاء موسكو بإيفاد ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي، وهذا يعطي دليلا إضافيا على رغبة موسكو في تجنب أي إزعـاج أو نقـد محدود لإسـرائيل في الملـف مع الجـانب الفلسطيني. وهكذا تبدو العـلاقة الروسية – الإسرائيلية متينة ومستندة إلى مصالح متبادلة كثيرة ووجود ديموغرافي هام لليهود مـن أصل روسي في إسرائيل. وهكذا لم يكن عبثـا وصف أرييل شارون يوما لفلاديمير بوتين بـأنه صديق إسرائيل الكبير. بالطبع تبقـى إسرائيـل مقيـدة بتبعيـة استراتيجية إزاء واشنطن، لكن بالرغم من تدهور العلاقة الشخصية بين أوبامـا ونتنياهو، هـناك قراءة إسرائيلية تركز على أنه أيا كان الرئيس الأميركي الجديد، لن تعود واشنطن بزخم إلى الشرق الأوسط، وأنه لا بد من التعامل مع اللاعب الـروسي بصفته من القوى الدولية المؤثرة في الجوار الإسرائيلي. وبحسب مصادر روسيـة فـإن تفاهـم بوتين ونتنيـاهو على عدم التركيز على مصير الرئيس السوري لأنـه “ليس من أولويات إسرائيل”، بل كان الأهم، بحسب هذه المصادر، هو “التعهد باحتـرام المصـالح الأمنية الإسرائيلية”، مقابل دعم إسرائيل لاستمرار تسليم واشنطن بالدور الروسي القيادي في الملف السوري. والملفت للنظر أن تتزامن نهاية الزيارة الإسرائيلية إلى مـوسكو مع استضافة طهران لاجتماع رفيع المستوى بين وزراء دفاع روسيا وإيران وسوريا من “أجل تنسيق المعركة ضد داعش”، كان هذا في ظاهر الأمر حتى لا تربح واشنطن قصب السباق نحو الرقة، لكن في حقيقة الأمر كان ذلك بغاية دراسة تنسيق المواقف بخصوص وقـف الأعمال العدائية وإطلاق النار بعد بروز مواقف روسية رفضت في الأسابيع الماضية مجاراة إيران والنظام السوري في التصعيد حتى لا يسقـط التفاهم مع واشنطن.

كان هناك عتب متبـادل في طهـران (نتيجة التنسيق الروسي – الإسرائيلي يطرح البعض في طهران والضاحية الجنوبية لبيروت تساؤلات عن اختراقات في اغتيال مصطفى بدرالدين القائد العسكري والأمني في حزب الله) نتيجة الخسائر الكبرى في معارك جنوب حلب، لكن ذلك ترافق مع مسعى إيراني لانتزاع وعود من روسيا للقيام بعمليـات مشتركة واسعة تهدف إلى إسقـاط كل الشمـال السوري، ودفـن الحراك الثوري السوري وتعويم النظام، من خلال استغـلال تركيز واشنطن الحصري على الحرب ضد داعش وعلى قرب دخول الإدارة الأميركية “مرحلة البطة العرجاء”.

من خلال القفز على الحبل المشدود، يمسك فلاديمير بوتين بالورقة السورية بشكل عام، مع مراعاة لمصالح إسرائيل وطمأنة إيران ومنظومة بشار الأسد، إضافة إلى الضغط على تركيا، ومحاولة عدم قطع الجسور مع الدول العربية في الخليج.

يرتبط نجاح التوجهات الروسية بالقدرة على عـدم “استفزاز واشنطن” في حال توسيع العمليـات العسكـرية، خاصـة أن جون كيـري يربط اسمه بمحاولة إنقـاذ المسار السلمي حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.

تأمل واشنطن، كمـا باريس ولنـدن وبرلين، في أن تلتزم موسكو بما وقعت عليه في فيينا في شهر مايو الماضي، حول بدء الحكم الانتقالي في سوريا في الأول من أغسطـس القـادم. لكن من يسمع خطـاب الأسد الأخير ومجريات اجتماع طهران الثلاثي، يتضح له أن الوعود الروسية ستبقى من دون تنفيذ، وأن غبار المعارك ضد تنظيم داعش كفيل بحجب الرؤية عن حقيقة اللعبة الجهنمية الدائرة على الأراضي السورية.

*أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك – باريس

 

بين الحدود الموروثة والأزمات المفتوحة

 بول سالم/الحياة/10 حزيران/16

انقضت مئة سنة منذ توقيع اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة في العام 1916، وقد عدتُ أخيراً من مؤتمر دوليّ حول الموضوع، نظّمه «بيت المستقبل» في لبنان برعاية الرئيس السابق أمين الجميّل، وجمع مفكّرين وخبراء من لبنان وسورية والعراق، والأردن وفلسطين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتّحدة وروسيا. وفي سياقه، راجع المشاركون تاريخ التقسيم الاستعماري، وتمعّنوا في مسيرة الدول التي انبثقت من تلك المرحلة، وتشاوروا حول المسائل التي يمكن أن تواجه دول المنطقة وحدودها في السنوات المقبلة.

أوّلاً: لا بدّ من الإشارة إلى أنّ حدود لبنان وسورية والعراق وفلسطين والأردن بصيغتها الحاليّة لم تُرسَم ضمن اتّفاقيّة سايكس بيكو، بل كانت حصيلة معقّدة لسلسة من الاتّفاقات والمؤتمرات والمواثيق والقرارات، بما يشمل وعد بلفور في العام 1917، ومحادثات سلام باريس في العام 1919، ومؤتمر سان ريمو ومعاهدة سيفر في العام 1920، ومعاهدة لوزان في العام 1923، وقرارات عصبة الأمم التي أرست الانتدابين الفرنسي والبريطاني، وصولاً إلى الاتفاقية الفرنسيّة التي سمحت لتركيا بضمّ لواء الاسكندرون في العام 1938. وفي الواقع، لم يتصوّر التصميم الفرنسي لمنطقة الانتداب ظهور دولتي لبنان وسورية كما أصبحتا في ما بعد، إنّما ستّ دول هي دولة لبنان الكبير، ودولة جبل الدروز، ودولة دمشق، ودولة حلب، ودولة العلويين، ودولة الاسكندرون. أمّا ما يُحال إليه اليوم على أنه «حدود سايكس بيكو»، فهو ملخّص لعملية الرسم وإعادة الرسم الطويلة للحدود الإقليميّة التي أقدمت عليها القوّات الاستعماريّة.

إلى أي مدى شكّلت هذه الحدود المفروضة من قوى الاستعمار السبب الرئيس لمشكلات المشرق في العقود التالية، وحتّى أيّامنا هذه؟ بالنسبة إلى لبنان الكبير، شكّلت المناطق والمجموعات السكنية الجديدة التي أضيفت إلى جبل لبنان التاريخي ميزةً وتحدّياً على حدّ سواء. فمن جهة، أضيفت إليه مناطق ساحليّة وسهول داخليّة سمحت بإنشاء دولة ذات قدرة أكبر على الاستمرار اقتصادياً والازدهار في نهاية المطاف، ومن جهة أخرى، ولّدت الحدود الجديدة تناقضاً بين السلطة السياسية والواقع الديموغرافي المتغير، مما أدى مع الوقت إلى تشنّج في النظام السياسي وإلى انهيار النظام ونشوب حرب أهليّة. بَيد أنّ التعدّدية في المجتمع سمحت للبنان في النهاية بتطوير نظام سياسي يضم كل الأطراف، ومجتمع منفتح ومتنوّع.

أمّا في سورية والعراق، فتشمل القراءة التاريخية للأحداث تحدّيات أكبر. ففي حين نعم لبنان بستّين عاماً من الاستقلال الذاتي، مع تشارك في السلطة واعتماد سياسة انتخابيّة في عهد المتصرّفيّة بين العام 1861 حتى الحرب العالمية الأولى، ناهيك عن بضعة قرون من الاستقلاليّة عن الحكم العثماني المباشر في عهد الأمراء الشهابيين والمعنيين، مرّت مدن وأرياف سورية والعراق بمعاناة كبيرة بعد أن فرض عليها الأتراك حكماً مباشراً منذ القرنين السادس والسابع عشر. وبالتالي، فإن أي انتقال من الحكم التركي المباشر إلى أشكال جديدة من الحكم وضمن أي حدود جديدة كانت سيواجه تحديات عميقة. ما هو التوازن السياسي بين المدن الرئيسة الخمس: دمشق، حلب، الموصل، بغداد والبصرة وأين تقع العاصمة «الطبيعية»؟ كيف تنظم وتوزع السلطة في هذا الفضاء السياسي المستجد؟ وهل كان سيتم إدراج الأقليات الكردية والعلوية والمسيحية والدرزية في صيغة الحكم هذه؟ وهل كانت مملكة عربية يحكمها الملك فيصل القادم من الحجاز لتتمكن من حكم سورية وإدارتها، وأن تضمّ في مرحلة لاحقة مدن ومناطق العراق أيضاً؟ ستبقى هذه الأسئلة قائمة بنظر المؤرخين. لكنّ التجربة تشير إلى أنّ أيّ طرف كان ومن أجل تحمّل تحدّيات الحكم في مرحلة ما بعد الانسحاب التركي كان سيواجه تحديات كبيرة في إرساء الاستقرار السياسي وبناء الوحدة الوطنية ضمن إطار التنوع. لعلّ الملفت هو أنّ الحدود العشوائية التي أرسيت في مرحلة الاستعمار صمدت خلال الفترة التي صُمَّمت من أجلها، بل ولّدت هويّات وروابط سياسيّة دامت بعد زوال الاستعمار ولا تزال نافذة حتّى يومنا هذا، ومن المتوقع أن تحدّد مسار هذه المجتمعات على امتداد القرن الحادي والعشرين. على سبيل المثال، مع أنّ غالبيّة السكّان الذين ألحقوا بجبل لبنان عند إنشاء لبنان الكبير في العام 1920 رفضوا هذه الدولة الجديدة وأرادوا أن يشكّلوا جزءاً من الدولة السوريّة، وعلى رغم اقتتال اللبنانيين في ما بينهم على السلطة والسياسة وحتّى في سبيل الانفصال خلال الحرب الأهلية المطوّلة التي عاشوها، ظهرت هوية لبنانية قوية، وتراجعت الأفكار المناشدة بالانقسام والانفصال.

وفي شكل موازٍ، رفض السوريّون الحدود الجديدة التي فُرضَت عليهم. إلا أنهم مع الوقت طوّروا حسّاً قويّاً بالهويّة السورية، وحتّى اليوم، ووسط الحرب الأهليّة العنيفة التي يشهدها هذا البلد – وهي أسوأ حتّى من التجربة اللبنانيّة - ومع أنّ الأكراد يطالبون باستقلال ذاتي فدرالي، أو حتّى باستقلال كامل في يوم من الأيام، شأنهم شأن إخوانهم في العراق، ترفض غالبيّة السوريّين أيّ تقسيم لسورية، وأي تغيير لحدود البلاد. وفي العراق أيضاً، وفي حين يتحدّث الأكراد عن الاستقلال، لا تزال المكونات العربية – الشيعية والسنية - تصرّ على مستقبل موحّد للعراقيّين، على رغم الخلافات المريرة وأعمال العنف. ولعلّ الأردن يشكّل أكبر مفاجأة، كونه ظهر كنزوة استعماريّة، وقد بات اليوم يتباهى بهويته الوطنية القوية ويُظهر تعلّقه بوحدة الدولة وسيادتها ضمن الحدود الموروثة.

صدرت مخاوف كثيرة من عودة التدخّل الاستعماري في المنطقة، لا سيّما منذ اجتياح الأميركيّين العراق في العام 2003، وكلام كوندوليزا رايس عن «ولادة الشرق الأوسط الجديد»، وعودة روسيا إلى سورية في العام 2015، وتوسيع نطاق التدخل الإيراني والتركي في المنطقة العربية. وفي سياق المؤتمر المنعقد أخيراً، قام عدد من المشاركين بعرض خرائط مرسومة من قبل كتاب وباحثين في الغرب، تستعرض طرقاً افتراضية لرسم حدود جديدة، وليس فقط في العراق وسورية، بل أيضاً في دول أخرى في المنطقة أيضاً. وتحدّث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر من مرّة عن فكرة تقسيم العراق. لكنّ الواقع لا يزال يفيد بأنّه ضمن النظام العالمي القائم اليوم، لا بدّ لأيّ محاولة تغيير للحدود أن تحظى بموافقة مجلس الأمن، علماً أنّ الدول الدائمة العضوية في المجلس لا تُظهر أي استعداد للموافقة الرسمية على حدود جديدة في الشرق الاوسط. إذ لا تؤيد أي من حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقسيم العراق أو سورية أو اليمن أو ليبيا. نعم إنها تتعاطف مع الاستقلال الذاتي الكردي ضمن التركيبة الفدرالية للعراق، ولا تعترض على الاستقلال الذاتي الكردي ضمن سورية فدرالية مستقبلية، في حال وافق السوريون على ذلك عبر المفاوضات، إلاّ أنّها لا تدعم رسم أيّ حدود وطنية جديدة أو منحها طابعاً شرعيّاً، علماً أنّ روسيا والصين، من جهتهما، تبديان اعتراضاً شديداً على تغيير أيّ نظام، وعلى تعديل حدود أي دولة، وهو موضوع غير قابل للنقاش معهما. ولا يتمتّع «إلغاء» «داعش» الموقت لحدود سايكس بيكو بأي قيمة قانونية دولياً، ولا يكتسب أي أهمية على الأمد الطويل.

إن أزمة دول المشرق ليست أزمة حدود، بل هي أزمة أنظمة سياسية. وسيتوجب على العراق وسورية، كما توجب على لبنان قبلهما، إيجاد طريقة لتخطي التحدّيات المرافقة لتطوير أنظمة سياسية مستقرة وشاملة وفعّالة. وقد تُوفّر التجربة اللبنانية بعض الدروس – بالمعنيين الإيجابي والسلبي - على صعيد التشارك في السلطة وتعزيز التعايش والمجتمع المنفتح على التنوع، من دون الوقوع في كمائن الانقسام الطائفي الدائم، والفساد السياسي، والحكم غير الفعال. في مطلق الأحوال، ما من اتفاقية سايكس بيكو جديدة في الأفق، وسيكون علينا بالتالي شقّ طريقنا الى المستقبل وسط عشوائية الحدود التي ورثناها من الماضي.

* كاتب لبناني ونائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن.

 

تهديدات الأسد بقوة غيره

وليد شقير/الحياة/10 حزيران/16

لا حرج عند الرئيس السوري بشار الأسد في القول إن «حمام الدم لن يتوقف»... كأنه يتحدث عن «حمام الهنا» الذي تشتهر به الأحياء الدمشقية والحلبية... طبعاً هو برر ذلك بأنه لن يتوقف عن محاربة الإرهاب. لم يختلف خطاب الأسد الأخير عن خطاباته السابقة. إنكار كامل للواقع واسترسال في تجاهل وجود معارضين لنظامه المستبد، عبر وصمهم جميعاً من دون استثناء بـ «الإرهاب» الذي يريد «اقتلاع جذوره»، فضلاً عن مساواته الرافضين حكمه العائلي وبطشه، بـ «داعش» وسائر التنظيمات الإرهابية. الإنكار يبلغ درجة تجاهل وجود الخصوم الفعليين في الداخل عندما يقول «لم نرَ أطرافاً أخرى ... لا يوجد أطراف أخرى»، في حديثه عن وفد المعارضة في مفاوضات جنيف - 3 التي أفشلتها براميله المتفجرة ومحاولة جيشه مع الإيرانيين السيطرة على حلب منذ سريان الهدنة أواخر شباط (فبراير) الماضي.

لا جديد في وصف الأسد معارضيه بالخونة، ورفضه «المرحلة الانتقالية» وفق جنيف 2012 ومفهومه لها. فوفق خطته للحل، يطلب استسلام المعارضة، وصولاً إلى مؤتمر وطني للحوار. الجديد أنه ينسف جنيف - 3 وكل المحاولات الروسية - الأميركية لإحيائه، ويتحدث عن أن سورية «لا ترضى الخنوع ولا تقبل الوصاية»، مقرناً ذلك بالإصرار على تحرير حلب وعلى استعادة كل شبر من سورية من الفصائل المعارضة. لكن المضحك في هذا الجديد هو رفضه «الوصاية»، في وقت تجتاح الجيوش بلاده من كل حدب وصوب، والميليشيات المتعددة الجنسيات المستقدمة من إيران، من دون أن ننسى تلك المنضوية تحت لواء «داعش»، وتحول بلاد الشام إلى ملعب عالمي للحروب بالواسطة، نتيجة تمسكه بالتفرد بالحكم، واستدعائه كل أنواع الدعم الخارجي إلى الأرض السورية، منذ تعامل مع تظاهرات الاحتجاج السلمية بالبطش والمجازر والقهر، ثم تعاظم احتلالات الدول الساعية إلى موطئ قدم في سورية، للدفاع عنه، عندما اقتربت المعارضة من دمشق. مهزلة الاعتداد بالوطنية السورية في خطاب الأسد في ظل مسؤوليته عن استباحة بلاده من الخارج، تطرح الأسئلة عما يقف وراء توعده بتحرير كل شبر وجعل حلب «مقبرة» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هل أن اشتراك الجنود الأميركيين مع الميليشيات الكردية و»جيش سورية الديموقراطية»، في تحرير منبج من «داعش»، (انضم إليهم خبراء فرنسيون) والجنود البريطانيين في تأمين الحدود الشرقية مع العراق (عبر إنشاء «جيش سورية الجديدة») في مواجهة التنظيم، والدور التركي على الحدود، أخذا يشعرانه بأن ورقة محاربة الإرهاب التي يراهن على أن تبقيه في الحكم طالما لها أولوية على إزاحته عند المجتمع الدولي، باتت في يد الدول والفصائل التي تساندها؟ وهل أن الإصرار على «السيادة» ناجم عن إحساسه بأن قضم هذه الدول الأرض من «داعش» يفقده الدور الذي اصطنعته له إيران وروسيا تحت عنوان محاربة الإرهاب، لإبقائه في الحكم، فتبطل هذه الحجة بعد التخلص من «داعش»؟ والأسد والمحيطون به غضبوا لمشروع الدستور الذي وضعت روسيا مسودته، مستبقة الاتفاق مع واشنطن على وجوب التوصل إليه في آب (أغسطس) المقبل، والذي يحوي توزيعاً جديداً للسلطة، ونظاماً فيديرالياً، رفضته القيادة الأسدية؟

الوجه الآخر للسؤال عما إذا كان تبجح الأسد بقوة غيره ضد خصومه، قد يكون في مراهنته على أن يقود تصاعد الصراع الروسي - الأميركي على أوروبا الشرقية والذي أخذ بعداً جديداً مع تعزيزات حلف الناتو في دول البلطيق ومناورات القوات الأميركية مع 20 دولة في بولندا، إلى اتجاه موسكو للرد في سورية، بالتصعيد العسكري ضد المعارضة، وإمكان أن يشمل ذلك حلب. فبإسم السيادة سبق للأسد أن وقّع الصيف الماضي مع موسكو المعاهدة التي تجيز لقوات القيصر استباحة سورية لسنوات، بحيث تحوّلت قاعدة حميميم إلى مرجعية الجيش السوري، وبديلاً لدمشق في القرارات حول الهدنة ووقف النار أو استئنافه... فهو سلّم أمره لموسكو وقبلها لطهران. إذا صح هذا التفسير لخلفية تهديدات الأسد، يقتضي انتظار مفاعيل الاجتماع التنسيقي الذي عقد أمس بين وزراء الدفاع الروسي والإيراني والسوري في طهران، ليتبين ما إذا كان الثلاثي يتجه إلى تعزيز أوراقه الإقليمية، ومنها في سورية، خلال الأشهر الفاصلة قبل قيام الإدارة الأميركية الجديدة مطلع العام المقبل. ثمة من يعتقد بأن الأسد أخذ يطمئن إلى مصيره، ويوزع التهديدات نتيجة التقارب الروسي - الإسرائيلي الذي توّجه بنيامين نتانياهو قبل يومين، خلال زيارته موسكو، بالقول إن مسألة بقاء الأسد في السلطة «ثانوية». فلطالما كانت روسيا صلة الوصل بينه وبين تل أبيب..

 

أدب الخراب الأصيل

 حسام عيتاني/الحياة/10 حزيران/16

تنضم رواية كنعان مكية «الفتنة» الصادرة أخيراً، الى ما يمكن ان يُطلق عليه اسم «أدب الخراب الأصيل». لائحة طويلة من الأعمال الأدبية، الروائية خصوصاً، تناول كتّابها على اختلاف مدارسهم الفنية وانتماءاتهم السياسية، ظواهر العطب العميق في مجتمعاتنا ونزوعها الى العنف والقتل والتدمير الذاتي في معزل عن أثر الخارج وتحريضه ودوره في ترسيخ الشقاق ثم الاقتتال الأهليين واستغلالهما وتوظيفهما في جداول أعماله السياسية. في «الفتنة» يحضر الاحتلال الأميركي للعراق كمكمل للنزاعات القديمة بين العراقيين السنّة والشيعة وبين الشيعة أنفسهم، كما يأتي التدخل الإيراني ليزيد عمق الصراعات الشيعية – الشيعية ويستغلها لأهدافه. يصح الكلام ذاته على علاقات الهزارة مع الباشتون، على سبيل المثال في رواية الأفغاني خالد الحسيني الأولى «عدّاء الطائرة الورقية»، او عمل البريطاني - الهندي سلمان رشدي «العار» حيث يرسم الخريطة التي مهدت الطريق الى الانقلاب العسكري بقيادة ضياء الحق في باكستان.

في الأعمال العربية لا تندر الأمثلة كذلك. نجدها على سبيل المثال في روايات الياس خوري مثل «الوجوه البيضاء» و «الجبل الصغير» و «غاندي الصغير» و «يالو» (او الاعمال التي تناولت الواقع اللبناني عموماً)، حيث تظهر خطوط التصدع الاجتماعية العميقة التي لا تنفك تنقلب الى حروب يتداخل فيها العاملان الشخصي والعام. او ان يحمل المشارك في الحرب عنفه ليفجره على شكل جريمة «عادية» على نحو ما فعل «يالو». اعمال قريبة الى هذا الوصف نجدها عند خالد خليفة في «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» وفواز حداد في «السوريون الأعداء» وغيرها. يصح ان تضاف هنا لائحة فرعية تضم أدب السجون والمنافي. مفهوم أن لهذا النوع من المعالجة الاجتماعية – السياسية للواقع العربي من خلال الأدب، أسلافاً مثل اعمال عبدالرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا، بيد أن المهم هو أصالة الخراب في المجتمعات في المشرق العربي وتلك القريبة منها والتي لم تؤدّ أعمال الغزو والاحتلال إلا الى تظهيرها وتضخيمها وإخراجها من جحورها الأزلية. ومفهوم أيضاً ان الأعمال الأدبية ليست دراسات توثيقية اجتماعية واقتصادية وفيها مجال واسع للتخيّل ولاستخدام الادوات الفنية المختلفة ضمن سياق الرواية. لكن ذلك لا يلغي النصيب، الكبير في بعض الأحيان، من تصوير الواقع وعكسه.

تشريح المآسي الاجتماعية وعلل الجماعات والأفراد صنعة قديمة في الأدب الذي لا تتوقف مهمته او رسالته ههنا. من «جرمينال» أميل زولا و «بؤساء» فيكتور هوغو مروراً بديستويفسكي في «الجريمة والعقاب» و «مذلون مهانون» وليس انتهاء بأعمال شتاينبك وفولكنر الخ... لكن ما يتعين الانتباه اليه ويمثل فارقاً اساسياً بين الأعمال الأدبية العربية ونظيرتها الغربية، يشبه ما تعيشه المجتمعات والشعوب العربية منذ عقود وخلاصته الطلاق البائن بين تشخيص المشكلة وبين القدرة على علاجها. لا يعنينا هنا التصنيف السياسي لكاتب «الفتنة» وليست مهمة تلك الزوبعة التي يطلقها نقاده على مواقفه عشية الاحتلال الأميركي للعراق. ليس لأن مكية اعتذر عنها في الصفحات الأخيرة من الكتاب المذكور، لكن لأن ما تسعى هذه السطور اليه هو ما سماه رونالد بارت «الدرجة صفر للكتابة» حيث لا مكان للكاتب في نصه اذ يستقل هذا عن صاحبه وينشئ حياته الخاصة، على رغم ما على هذه المقولة من مآخذ. بكلمات ثانية، يبدو أن الأعمال الأدبية العربية استطاعت على مدى عقود رؤية الأمراض والآفات السياسية والاجتماعية والثقافية، فيما تقيم السلطات القادرة على الاستفادة من الرؤى هذه في قارات أخرى.

 

هيلاري وترامب لن يسيرا على خطى أوباما

 راغدة درغام/الحياة/10 حزيران/16

من المبكر رسم ملامح السياسة الخارجية لأي من المرشحين المفترضين – حتى الآن – للرئاسة الأميركية، إنما من الممكن الإضاءة على عناوين عريضة، لا سيما أن مرشحة الحزب الديموقراطي المفترضة، هيلاري كلينتون، ومرشح الحزب الجمهوري المفترض، دونالد ترامب، لن يسيرا طبق الخطى التي رسمها لهما الرئيس الحالي الديموقراطي، باراك أوباما، بالذات في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً الخليج. انعزالية ترامب ستكون مختلفة عن انعزالية أوباما، لكن الرجلين يتفقان على ترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقعد القيادة في المنطقة. كلاهما لا يستسيغ الدول الخليجية العربية، إنما أوباما وقع في حب إيران بينما ترامب وزّع كراهيته على المسلمين كافة من السنّة والشيعة. وهو يهدد بإلغاء الاتفاقية النووية مع إيران. هيلاري كلينتون توحي بأنها تود العودة إلى حكمة العلاقات التقليدية مع الحلفاء التقليديين من دون أن تتملص من الاتفاقية النووية مع إيران. لكنها تدرك أن الثقة بها في حال اهتزاز. تحمّست لحكم «الإخوان المسلمين» في مصر. أسرعت إلى إسقاط معمر القذافي وإسقاط ليبيا في دوّامة الفوضى والعنف والتشرذم والانفتاح على الإرهاب. تنصّلت من سورية فيما كان بوسعها أن تصر على أوباما أن سياساته خاطئة. وهكذا فعلت في موضوع العراق عندما انسحب أوباما قبل الأوان وترك الساحة مفتوحة على الحرب المذهبية مكرّساً النفوذ الذي قدمه الرئيس السابق جورج دبليو بوش لإيران عبر حرب العراق. إنما هيلاري كلينتون، على رغم كل ذلك، ستكون أكثر عقلانية وأكثر حكمة من دونالد ترامب في صوغ علاقات مسؤولة وواقعية مع القيادات الخليجية وقد يكون أهم تحدٍّ لرئاسة هيلاري كلينتون هو حياكة صفحة جديدة في العلاقات العربية – الإيرانية إيماناً بأن الاستمرار في سياسة أوباما ووزير خارجيته جون كيري ونائبه جون بايدن إنما هو استثمار خطير في إنماء التطرف الإسلامي المذهبي الذي لن يبقى محصوراً في الرقعة العربية والإسلامية وإنما سيطاول أميركا بعدما تمكّن من دخول العواصم الأوروبية. وسائل محاربة «داعش» وأمثاله قد لا تكون ذاتها في عهد هيلاري كلينتون كما في عهد أوباما الذي تعمّد لعب الورقة المذهبية لسكب الزيت على نيران العداءات السنّية – الشيعية فأطلق يد «الحرس الثوري» الإيراني وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في سورية والعراق بحجة أنه شريك ضروري للقضاء على «داعش». هيلاري كلينتون قد تختار إخماد النيران المذهبية، إذا كان ذلك هو الخيار الاستراتيجي الأميركي للمؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة. وهوذا القرار الغامض الأهم في مسيرة الرئيس الأميركي الآتي والذي سيؤثر جذرياً في مستقبل المنطقة العربية وغيرها.

عمداً أو سهواً، شجّعت إدارة أوباما على تطوّر فائق الأهمية هو السماح لإيران أن تشكّل ميليشيات وتدرب ما يسمى «الحشود الشعبية»، إما للدفاع عن بقاء نظام بشار الأسد في السلطة أو لدعم حكومة حيدر العبادي وقبله نوري المالكي كرئيس لحكومة العراق، تحت ذريعة محاربة «داعش».

ما فعلته إدارة أوباما عملياً هو تمكين الميليشيات التي تديرها أو تدعمها طهران من إضعاف الجيوش التقليدية وتهميشها. هكذا ساهمت في إضعاف المؤسسات في العراق وسورية وزادت من ركاكتها في أكثر مراحل الدولة هشاشة. هكذا تلاقت أهداف «داعش» لتدمير الدولة العربية مع رغبات إيران بدعم من واشنطن.

هذه المعادلة خطيرة جداً لأنها تشرّع حلقة مفرغة من الانتقام بين التطرّف السنّي والتطرّف الشيعي – وكلاهما ليس صديقاً للولايات المتحدة ولا للقيم الغربية.

جورج دبليو بوش وباراك حسين أوباما التقيا في رغبتهما في حصر الحرب على الإرهاب في الدول العربية بعيداً من المدن الأميركية، ولعلهما نجحا عبر حرب بوش في العراق ولا حرب أوباما في سورية. لكن هذه وصفة موقتة ومخدّر له آثاره المدمرة، في نهاية المطاف، ليس فقط في العالم الإسلامي، وإنما أيضاً في عقر الدارين الأوروبية والأميركية.

دونالد ترامب، استناداً إلى شخصيته، لن يبالي على الأرجح ما لم يأتِ الخطر إلى عقر الدار الأميركية حصراً. فهو لن ينساق وراء التعاطف مع حلفاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) ولن يرمش جفنه لو استمرت آلة القتل في كامل المنطقة العربية بغض النظر عمّن يَقتل أو يُقتل، ولو حشدت طهران الميليشيات كبديل عن الجيوش، ولو أصبح قاسم سليماني بطلاً لكامل الطائفة الشيعية وليس فقط بطلاً جماهيرياً في إيران.

ولكن، مرة أخرى، إن القرار الاستراتيجي لما هو في مصلحة الولايات المتحدة لن يكون في يد الرئيس الجديد في البيت الأبيض. فالأمن القومي له حسابات تتعدى شخص الرئيس ومقتضيات الأمن القومي الاستراتيجي ليتم وضعها وتحديدها لعقود وليس لمجرد 4 أو 8 سنوات. عليه، سيتصرف دونالد ترامب في البيت الأبيض كما تملي عليه المؤسسة الحاكمة – العسكرية والمدنية على السواء – «الاستابليشمانت». فالولايات المتحدة ليست الاتحاد الروسي حيث للرئيس فلاديمير بوتين صلاحيات تتعدى المؤسسات وهو الذي تنقّل من رئاسة الدولة إلى رئاسة الوزراء وأصبح رئيساً فوق العادة.

دونالد ترامب لن يتمكن من أن يصبح رئيساً فوق العادة مهما تعاظمت غطرسته وغروره ومهما تحنّك في فن التفاوض وتباهى بعقد الصفقات. بل إن بهلوانيته واعتباطيته وسطحية مواقفه وتعاليه على الدستور الأميركي وعلى الحزب الجمهوري وعنصريته بدأت تطاوله. واليوم، إن كبارَ الحزب الجمهوري غاضبون جداً وهم عازمون على تلقين دونالد ترامب درساً مهماً وهو: عليك أن تصحّح اعوجاجك وتتعلم لغة الاعتذار وتبلع حبوب التواضع، وإلاّ لن تنال دعمنا. بكلام آخر، إن رسالة التهديد التي يتلقاها ترامب اليوم هي: اهدأ. ولا تجبرنا على إيذائك كما أذيتنا. لا تدفعنا إلى الموافقة المبطّنة على هيلاري كلينتون الديموقراطية في الرئاسة. طفح الكيل، ولقد دمّرتنا بما هو كافٍ.

من الآن وحتى منتصف الشهر المقبل، قد ينقلب دونالد ترامب على نفسه ويمارس ضبط النفس ويلقي الخطابات المدروسة المقروءة بدلاً من الارتجال النرجسي الذي تميز به طوال الانتخابات التمهيدية – وقد يتواضع ويتعلّم الإصغاء. وقد يختار طاقماً ذكياً من المستشارين في شتى المجالات بما في ذلك السياسة الخارجية. قد يكف عن العنصرية الشاملة ضد المسلمين والمكسيكيين وغيرهم من ذوي البشرة غير البيضاء. وقد يفهم، أخيراً، كم هي معقّدة العلاقات الدولية، السياسية منها والاقتصادية.

في المقابل، قد يراهن على شعبيته مع الناخب الأميركي الذي دعمه كما هو ويقرر أن تهذيب شخصيته سيفقده تلك الشعبية والقاعدة الانتخابية. قد يزداد تمسكاً بفلاديمير بوتين شريكاً ويعلن صراحة أنه يوافقه الرأي بأن بشار الأسد باقٍ في السلطة تحت أي ظرف كان. كلاهما يكره الإسلام الراديكالي وهذا قاسم مشترك مهم. فلاديمير بوتين قرر أن يصوغ علاقة استراتيجية مع إيران كي يقمع السُنّة عبر الشيعة، وهو بذلك يلعب الورقة المذهبية مثل إدارة أوباما. الفارق أن أوباما دعم صعود «الإخوان المسلمين» إلى السلطة في تونس ومصر واليمن وليبيا واعتقد أن تركيا نموذج للإسلام المعتدل. في المقابل، رأى فلاديمير بوتين خطراً وجودياً في صعود الإسلاميين إلى السلطة فتحدى أوباما في سورية. ثم، وبعد توافقهما في سورية، أصبحا شريكين في إعادة الاعتبار لإيران ومساعدتها في الهيمنة الإقليمية. دونالد ترامب يقرأ الكراهية الأميركية للراديكالية الإسلامية السنّية بسبب إرهاب 11-9، لكنه لا يبدو جاهزاً لتبني إيران شريكاً كما فعل بوتين وأوباما.

واضح أن هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب – أو غيرهما في حال بروز مفاجآت أو إصدار مذكرات تهم رسمية – سيرث عن باراك أوباما علاقات متوترة مع دول خليجية، بسبب رميه جانباً العلاقات التحالفية التقليدية مع دول الخليج بتزامن مع إقباله على صنع التهادنية والتطبيع مع إيران. سيرث الرئيس الجديد انعزالية أوباما وسيرث معها انخراط أميركا عسكرياً عبر الطائرات بلا طيار. الحروب المستعرة في سورية واليمن والآتية إلى ليبيا والعراق ستكون ساحة لتفريخ المزيد من الراديكالية الإسلامية، السنّية منها والشيعية، ولن يكون تنظيم «داعش» وحده في ساحة الإرهاب. لن تكون مناطق الحروب البعيدة في عزلة لمكافحة الإرهاب بعيداً من المدن الأميركية والروسية والأوروبية. فإذا لم تقع عملية إرهابية كبرى في الولايات المتحدة، يستطيع باراك أوباما أن يقول أنه نجح في سياسة إبعاد الإرهاب عن أميركا كما فعل جورج دبليو بوش. أما إذا وقع الإرهاب مجدداً في الأراضي الأميركية، فسيكون ذلك إجهاضاً للتركة التاريخية التي يريدها أوباما لنفسه وسيستفيد ترامب من المشاعر الهائجة وقد تدفع هيلاري كلينتون الثمن. أما إذا سارت الأمور بصورة طبيعية، فالأرجح أن لا تنتخب أميركا دونالد ترامب رئيساً. مزاجيته مكلفة، في نهاية المطاف، وهو أثبت تكراراً أنه ضحية غطرسته العارمة. ثم إن ترامب صعّد كثيراً في وعوده الانتخابية، الساذج منها والخيالي، فزجّ نفسه في زاوية وقد لا يتمكن من التراجع عن تلك الوعود دفعة واحدة. هيلاري كلينتون ليست محبوبة شعبياً وهناك أزمة ثقة بها. ثم هناك أخطاؤها على نسق حرب ليبيا واستخدام الرسائل الإلكترونية بوسائل شخصية حين كانت وزيرة خارجية. فإذا قام مكتب التحقيق الفيديرالي FBI بإصدار مذكرة ضدها لكسرها القانون، قد يؤدي ذلك إلى مفاجأة خسارتها الترشيح الديموقراطي. وهذا ما يراهن عليه أتباع بيرني ساندرز وهم يصرّون عليه للبقاء في مواجهتها حتى انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي. التحدي الآخر الذي يلازمها هو أن يقرر باراك أوباما أنه سينزل الساحة الانتخابية دعماً لها، وبذلك يؤذيها كثيراً. فهي تريد إبعاد الفكرة التي يسوّقها الجمهوريون بأن رئاستها ستكون عبارة عن ولاية ثالثة من إدارة أوباما. لعل هيلاري كلينتون تشكر في صميمها ذلك الرجل الذي أتى من حيث لم يكن في الحسبان فدمّر الحزب الجمهوري ونصَّب نفسه منافساً بهلوانياً للرئاسة الأميركية قبالتها، وهي تبدو أكثر جدية. ولعل دونالد ترامب الذي استهان به الجميع وصُدِموا صدمة تلو الأخرى وهو يصل إلى حصوله على الأصوات الانتخابية اللازمة لاعتباره المرشح الجمهوري المفترض، لعله يأتي بالصدمة الكبرى في 4 تشرين الثاني (نوفمبر). فليس من الحكمة استبعاده كلياً من الرئاسة الأميركية. بوصلة اليوم تفيد بأن هيلاري كلينتون ستعود إلى البيت الأبيض عبر بوابة التاريخ أول امرأة تصل إلى منصب الرئاسة. إنها تعرف جيداً ذلك البيت الأبيض الذي استقرت فيه سيدة أولى لزوجها الرئيس بيل كلينتون لثماني سنوات. لكن إبرة البوصلة لم تستقر بعد والعالم أجمع ينتظر استقرارها.

 

«خراب» البيت الفلسطيني!

مرزوق الحلبي/الحياة/10 حزيران/16

 إحدى زوايا النظر المثيرة إلى الشأن الفلسطيني هي تلك التي تتعامل معه على أنه أُسْرة. فماذا حلّ بهذه الأسرة في السنوات الأخيرة؟ سؤال يقودنا إلى نتائج مأساوية. فربّ الأسرة الفلسطينية بعد النكبة وبعد الانطلاقة أواسط الستينيات، ياسر عرفات، رحل، وهذا معناه أن الطوطم الذي دارت حوله الأسرة وتوحّدت لم يعد موجوداً، وأن البدائل غير كافية لإنتاج الدبق - الولاء للأسرة والالتزام بمقتضياتها. بل كان موته بداية لتفككها وتداعيها كمنظومة عشنا على إيقاعها عقوداً. قامت المنظومة الفلسطينية كمشروع وجماعة، كباقي المنظومات العربية، على أساس أن هناك أباً رعوياً يحتوي بعباءته وأبوته الجميع. بل هو عمود الخيمة ومحورها وساندها وما يتبع ذلك من تمثيلات تكرّس مركزيته في التجربة الجماعية والفردية. وغياب عرفات - الأب، تبعه غياب البيت الفلسطيني الذي تصدع وصار بيتين/ أسرتين في أقل حساب، واحد بقيادة السلطة الوطنية (اقرأ فتح) في الضفة الغربية وواحد بقيادة حركة حماس في قطاع غزة. إلا أن هذا الانقسام في البيت لم يكن جغرافياً فحسب، بل تحول إلى انقسام عمودي طاول كل مواقع التواجد الفلسطيني. فكأننا في شأن مشروعين لا واحد (السيرورة ذاتها حصلت في الإقليم العربي مع بروز الإسلام السياسي كبديل للدولة ومشروعها). نقول «انقسام»، وفي البال مشاهد عنف مروّعة رافقت عملية استيلاء «حماس» على غزة. نستذكر هنا أن عنفاً فلسطينياً - فلسطينياً سبق هذا المشهد، لكنه جاء في زمن كان فيه الأب موجوداً، وهو مصدر السلطة والأمر والنهي، وكانت الغالبية تُدين له وتسأل خاطره. وكان هو قادراً على رأب الصدع وترميم الأسرة والبيت كما حصل مرات قبلاً. وكان هذا الأب قادراً كل مرة وبأثمان باهظة على صد محاولات التدخل من الأشقاء العرب ومناوراتهم التي لم تتطابق ومصالح الأسرة ومشروع حياتها. ليس هذا فحسب، فأشقاء الأسرة انصرفوا بالكامل إلى شؤونهم وأداروا ظهورهم لها ولاحتياجاتها وأصوات استغاثاتها. لم يحصل ذلك بفعل الثورات العربية فحسب، بل بفعل التفرّغ إلى مصالحهم وشؤونهم الداخلية والخارجية. بل إن تحولات الإقليم العربي زادت من الضغط على الأسرة الفلسطينية بخاصة في لبنان وسورية. إن الاستعاضة بسلطة الأب في هذه الأسرة بسلطة «السلطة الفلسطينية» خففت من وقع الكارثة التي يُمثّلها رحيل الأب المؤسس والراعي. ومع هذا فهي لم تحلّ مكانه ولم تستطع منع التداعيات الأخرى لرحيله. وهذا ما سرّع خصخصة المشروع القومي الفلسطيني إذا صح التعبير، وصولاً إلى ظاهرة خروج الأفراد الفلسطينيين إلى حتوفهم وموتهم المعلن مسبقاً في كل مرة يحاولون فيها مواجهة أزمتهم الوجودية بمواجهة الاحتلال وحدهم عُزّلا من السلاح ما خلا السكاكين البسيطة. وهي مواجهة تنتهي في كل مرة تقريباً بموتهم المؤكّد من دون أن يكون لـ «بطولتهم» أي أثر يُذكر سوى الفاجعة الذاتية. هؤلاء الأفراد إنما يبحثون عن «الكرامة» الضائعة للأسرة وعن موقعهم فيها بعدما ضاعت البوصلة المؤشرة. بل إن خلخلة بيت الأسرة وزعزعته أفقدتهم الأمل بأن تتحسن أحوالهم وتنتظم حياتهم على نحو ما.

حتى التنظيمات التي كانت تفخر بالعمليات من كل صنف ونوع نراها عاجزة عن فهم ما يحصل أو منحه شرعية. وهذا ما يؤكّد أن المقدمين على هذه العمليات الفردية أفراد تملكهم اليأس من انتصار الأُسرة لهم وفقدوا كل أمل في تحسن الأمور. إن الانطلاق من فرضية وجود أسرة فلسطينية والسير معها من نقطة رحيل عرفات، سيقودنا إلى الاستنتاج بأن هذه الأسرة تداعت وتداعيها طاول كل مواقعها. فنحن حيال «خراب» البيت الفلسطيني كما عرفناه مجازاً وحقيقة، خراب المكان وخراب السكان الذين في البيت. وهي حالة خطيرة قد تؤول إلى سيناريوات عدة، منها استمرار الخراب في الأمد المنظور واستمرار هروب السكان من البيت وانشقاق المزيد من أفراد الأسرة عنها بُغية الانتماء إلى أُسر أخرى كالأسرة الإسلامية، وهو حال حركات كحماس والجهاد والإخوان المسلمين في الأردن، أو حال الذين قرروا الاستقرار حيث هم في دول الاغتراب واللجوء. هذا، إلى حين يُقرر جيل الأولاد والأحفاد تكوينها من جديد من خلال «استحداث» أب/طوطم جديد، أو من خلال بنائها بصيغة حديثة أكثر. تشهد الساحة الفلسطينية جهوداً بالاتجاهين، فيما تعمل جهات خارجية على إدامة حالة الخراب. ولكل من هذا وذاك منطقه!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

الحريري اقام افطارا للسفراء العرب: غالبية اللبنانيين ومن كل الطوائف يتمسكون بانتمائهم إلى العروبة

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - اقام الرئيس سعد الحريري غروب اليوم في "بيت الوسط" مأدبة افطار تكريمية على شرف السفراء العرب المعتمدين في لبنان حضرها الرئيس فؤاد السنيورة والوزراء سجعان قزي، رمزي جريج، نهاد المشنوق، عبدالمطلب حناوي، اليس شبطيني، رشيد درباس، الان حكيم وميشال فرعون، سفراء السعودية علي عواض العسيري، قطر علي بن حمد المري، مصر محمد بدر الدين مصطفى زيد، الكويت عبدالعال القناعي، الاردن نبيل مصاروة، تونس كريم بودالي، الجزائر احمد بوزيان، المغرب علي اومليل، القائم بالاعمال العماني خالد بن علي حردان، المستشار الاول في سفارة فلسطين حسان ششنة ممثلا السفير الفلسطيني اشرف دبور، القائم بالاعمال اليمني علي احمد الديلمي، الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح، عدد من النواب، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت جمال عيتاني واعضاء المجلس وشخصيات وفاعليات اقتصادية ومصرفية وامنية وصناعية واطفال من "دار الايتام الاسلامية".

الحريري/بعد الافطار القى الحريري كلمة قال فيها: "يطيب لي أن أرحب بكم في بيتكم، بيت الوسط بمناسبة هذه الليلة المباركة من الشهر الفضيل.نجتمع اليوم وعالمنا العربي يعيش مرحلة من أشد المراحل خطورة، يتشابك فيها التدخل الخارجي في شؤونه بحروب أهلية ونزاعات مذهبية واعتداءات إرهابية تهز استقرار عدد من مجتمعاته ودوله.لقد تمكن لبنان، من تجنب امتداد نيران الحروب المحيطة إليه، بفضل حكمة غالبية مكوناته السياسية وبفضل تضحيات جيشه وقواه الأمنية.وهذه مناسبة لنحيي قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة وكبار الضباط الأمنيين الموجودين معنا اليوم. لكن وطننا، مع الأسف الشديد، يدفع ثمن تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية وتحويله إلى متدخل رغما عنه في أزمات وحروب خارج أراضيه". اضاف: "ليس سرا أيها الأصدقاء، أن حزب الله دفع بتنظيمه العسكري إلى حرب مجنونة في سوريا، بطلب من إيران، دفاعا عن نظام بشار الأسد في مواجهة شعبه، وأنه يجاهر بتدخله في عدد من البلدان العربية الأخرى، من اليمن إلى البحرين والعراق، في وقت يمنع بطلب من إيران أيضا، اكتمال النصاب في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية، منذ أكثر من عامين. هذا الواقع، كبد لبنان المئات من القتلى والآلاف من الجرحى ووضع بلدنا رغما عنه، وللمرة الأولى منذ استقلالنا، في مواجهة الإجماع العربي، ما انعكس تراجعا في الدعم العربي الحيوي لدولتنا، وإحجاما للسياح والمستثمرين العرب عن بلدنا". وتابع: "إن هذا الوضع الذي نعيشه، هو وضع شاذ، ومؤقت. لأن غالبية اللبنانيين ومن كل الطوائف والمذاهب، يتمسكون بانتمائهم إلى العروبة، ويتمسكون بالإجماع العربي، ويرفضون تدخل إيران في شؤونهم كما في شؤون أي دولة عربية، ويرفضون، وإن كان رفض بعضهم صامتا، أن تستخدمهم إيران حطبا في النار السورية، أو أدوات في فتنها المتنقلة على امتداد العالم العربي.وختم: "نحن من جانبنا سنواصل التضحية من أجل حماية بلدنا من نيران الفتنة ومن أجل الحفاظ على استقراره وصولا للحظة التي يعود فيها انتظام الدولة ومؤسساتها، كما سنواصل العمل على ترميم علاقاتنا العربية، وصولا إلى عودة إخواننا العرب سياحا ومستثمرين إلى أهلهم في لبنان، وإلى عودة لبنان كاملا، إلى كنف العروبة الصافية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا".

 

اللبنانية لديمقراطية الانتخابات رفضت ربط انتخاب رئيس للجمهورية بإجراء الانتخابات النيابية أو العكس

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - أعلنت "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" في بيان، عن موقفها من إصلاح قانون الإنتخابات النيابية والتأخر في إنتخاب رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أنها "تناضل منذ تأسيسها في عام 1996 من أجل اصلاح القوانين الانتخابية، لا سيما قانون الانتخابات النيباية. ولقد دأبت على بلورة الحاجات الاصلاحية ومناقشة تلك الحاجات مع كل شرائح المجتمع اللبناني، كما مع الطبقة السياسية منذ سنوات. وتأتي مراقبة العملية الانتخابية من قبل الجمعية في إطار متابعتها لمجريات الانتخابات وتقويم الإجراءات المعتمدة بهدف التأكد من مطابقتها والقوانين المرعية الإجراء، والمبادىء العامة لديمقراطية الانتخابات، أي ما يضمن حق المواطنين بالاقتراع بحرية وبسرية من دون أي تهديد أو ضغط، وأن تكون العملية الانتخابية سليمة وخالية من أي شوائب إدارية تعيق هذه الحقوق وتمنع الناس من ممارستها".ورفضت "ربط انتخاب رئيس للجمهورية بإجراء الانتخابات النيابية أو العكس، فالاثنان استحقاقان دستوريان متأخران يجب القيام بهما في أسرع وقت ممكن من دون اي إبطاء أو تمييع". ورفضت أيضا "استعمال النواب لتأخيرهم في تأدية واجبهم الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية كمبرر لتمديد ولايتهم، بل على العكس تماما، فإن فشل البرلمان الحالي بانتخاب رئيس يؤكد الحاجة الى اجراء انتخابات نيابية في أسرع وقت ممكن عل البرلمان الجديد يتمكن من ملء الفراغ الرئاسي". وبالنسبة إلى عمل اللجنة البرلمانية التي تناقش حاليا القانون الإنتخابي، أكدت الجمعية أن "الإصلاح الانتخابي لا يقتصر على النظر بالنظام الانتخابي، بل يجب أن يتضمن سلة متكاملة من الاصلاحات التي يجب على البرلمان البدء بمناقشتها فورا". ولفتت إلى "أن قانون الإنتخاب شأن يطال جميع اللبنانيين واللبنانيات، ولا يمكن للجنة أن تحصر النقاش حوله بأعضائها فقط من دون اشراك كل شرائح المجتمع اللبناني من جمعيات ونقابات وأحزاب وهيئات اقتصادية وغيرها بهذا النقاش والاستماع الى آرائها حوله"، مطالبة "اللجنة بدعوة ممثلين عن الفئات المذكورة للتوصل إلى خلاصة جدية لقانون انتخابات يعبر عن المجتمع اللبناني بمختلف مكوناته". وذكرت أن أي "نظام انتخابي يطرح يجب أن يعتمد على معايير هي صحة ودقة التمثيل، المساواة بين اللبنانيين، القدرة على إحداث تغيير وتنشيط الحياة السياسية، الخروج من الخطاب الطائفي والمذهبي والعنصري والمناطقي، والتشجيع على تقديم سياسات مبنية على حاجات الناس وعلى مستوى الوطن". وحذرت الجمعية من "أي تراجع في المكتسبات الإصلاحية التي كانت قد تحققت في السابق، خصوصا بعد المشاهدات غير المشجعة التي وثقتها الجمعية أثناء مراقبتها للانتخابات البلدية والاختيارية وفرعية جزين الأخيرة"، داعية كل الأطراف السياسية والمواطنين الى "التعامل بجدية مع هذا الاستحقاق لأن الإصلاح الانتخابي أصبح حاجة ملحة ومدخلا أساسيا للخروج من الأزمة".

 

باسيل من فنلندا: النزوح الكثيف إلى لبنان يشكل تهديدا وجوديا له

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن "الاعتقالات الأخيرة في اليونان وألمانيا وفرنسا لخلايا إرهابية هي مثال صارخ على الترابط بين الهجرة والإرهاب الذي لا يزال بعض القادة التقليديين يرفضون الاعتراف به، وبات الأمر يستدعي تطبيق قواعد أكثر صرامة للتمييز السليم بين المهاجر الاقتصادي ومن هو في حاجة إلى المساعدة الإنسانية"، مشددا على ضرورة "تجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية وتضافر الجهود العسكرية لاجتثاثها من معاقلها"، ولافتا الى إن حجم النزوح الكثيف إلى لبنان "يشكل تهديدا وجوديا له". وقال باسيل خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره وزير الخارجية الفنلندي تيمو سويني الذي التقاه خلال زيارته لفنلندا: "أشكر السيد تيمو سويني على دعوته الكريمة واستقباله الحار. إن هذه الزيارة هي فرصة لتقييم العلاقات الودية بين بلدينا. نشكر فنلندا لمشاركتها في قوات اليونيفيل التي تساهم في استقرار حدودنا الجنوبية، على الرغم من الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية، ونعتبر هذه المشاركة عربون صداقة وتضامن. شكل هذا اللقاء فرصة لمراجعة العلاقات السياسية والاقتصادية، واتفقنا على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري بين بلدينا، وناقشنا التطورات الإقليمية في كل من الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط حيث اتفقنا على ضرورة تخفيف التوترات بين اللاعبين الإقليميين حرصا على الاستقرار في المنطقة. واتفقنا على أن الحل السياسي وحده يمكن أن يضع حدا لإراقة الدماء في سوريا واليمن وليبيا". أضاف: "ناقشنا بشكل خاص التفاقم المخيف للتحديات التي تواجه لبنان في ظل الأزمة السورية التي طال أمدها، والمتمثلة بالنزوح السوري الكثيف إلى أراضينا والإرهاب الدولي المتصاعد. وركزنا على الآثار السلبية التي تعانيها دولنا جراء الهجرة الجماعية الحالية، وعرضنا وسائل التصدي لموجات المهاجرين التي إن لم تعالج من الجذور، فستؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأمني على الرغم من الاختلاف في الحجم بين لبنان وفنلندا التي تفوق مساحتها مساحة لبنان بـ 33 مرة مع عدد سكان متقارب (5،5 ملايين نسمة في فنلندا)". وتابع: "في الشرق الأوسط، سوف تغير الهجرة الجماعية القسرية بصورة لا رجعة فيها الطبيعة التعددية للمنطقة، وتدمر تنوع نسيجها الاجتماعي، إذ إننا نستضيف ثلث سكاننا عددا. في أوروبا وخارجها، سوف تزعزع الهجرة الجماعية الأسس التي بني عليها الاتحاد الأوروبي ومنظومة الأمم المتحدة كمجموعة من القيم وجماعة من الشعوب".

وأشار الى "أن حجم النزوح الكثيف إلى لبنان يشكل تهديدا وجوديا لبلدنا. وفي موازاة ذلك، تتساءل فنلندا اليوم عما إذا كانت لا تزال لديها القدرة على الحفاظ على القيم التاريخية والثقافية". وقال: "اتفقنا على أن موجات النزوح الجماعي العالمية تتطلب استجابة دولية، وعلى أن الأدوات اللازمة لمواجهة هذا الواقع غير المسبوق عاجزة عن تقديم الحلول المطلوبة، كما اتفقنا على العمل معا من أجل إعادة النظر في الإطار الدولي لحماية مصالح دولنا وشعوبنا. إن الآثار السلبية الناجمة عن الهجرة الجماعية على مجتمعاتنا واقتصاداتنا وحياتنا السياسية، ظاهرة لا تحتاج إلى إثباتات أو أدلة. وقد بات الأمر يستدعي تطبيق قواعد أكثر صرامة للتمييز السليم بين المهاجر الاقتصادي ومن هو في حاجة إلى المساعدة الإنسانية، ولقطع الطرق أمام التنظيمات الإجرامية التي تدس بين المهاجرين لأسباب إنسانية إرهابيين ومجرمين. إن الاعتقالات الأخيرة في اليونان وألمانيا وفرنسا لخلايا إرهابية تتألف من أفراد دخلوا الاتحاد الأوروبي كلاجئين، هي مثال صارخ على الترابط بين الهجرة والإرهاب الذي لا يزال بعض القادة التقليديين يرفضون الاعتراف به". وأضاف: "عبرنا عن مخاوفنا في ما يتعلق بالتنامي المخيف للارهاب الذي تغذيه الأيديولوجيات الإجرامية القائمة على الكراهية وترعاه العقول والقيادات الظلامية، واتفقنا على ضرورة مضاعفة الجهود لمكافحة داعش وجبهة النصرة ومثيلاتها". وشدد على أنه "ينبغي تركيز الجهود على تجفيف مصادر تمويل هذه التنظيمات وتضافر الجهود العسكرية لاجتثاثها من معاقلها. والأهم من ذلك، على المجتمع الدولي العمل على نزع الشرعية عن الأيديولوجيات التي تقف وراء كل أشكال التطرف العنيف، مما يتطلب إسقاط الأقنعة عن قبح الوجوه والكشف عن الجهات الفاعلة الحقيقية التي تقف وراء تلك التنظيمات الإرهابية". وأشار الى "أننا اتفقنا على أن الاقتصاد هو وسيلة ملموسة لتطوير علاقاتنا الثنائية، وقد تسنى لي لقاء الجالية اللبنانية في فنلندا، التي تعوض ديناميتها وريادتها في مجال الأعمال والمشاريع عن ضآلة عددها. ما زال لبنان على استعداد لاستنهاض المغتربين اللبنانيين المنتشرين في جميع أنحاء العالم لخدمة علاقاتنا الثنائية. ونحن نشجع الشركات الفنلندية على التعاون مع الجاليات اللبنانية للاستفادة من نجاحاتها في الدول التي تقيم فيها". وختم باسيل بشكر فنلندا "على دعمها المستمر لجهة الاستجابة الفورية لاحتياجاتنا الإنسانية ومشاركتها في المساعدة الإنمائية طويلة الأجل، وقد وجهنا بالطبع الدعوة إلى السيد سويني لزيارة لبنان والتمتع بطقسه ومطبخه وروح المرح وحب الحياة فيه، وأنا على يقين أنه سيختبر شخصيا النموذج اللبناني في الشرق الأوسط القائم على التسامح والتعايش السلمي".

سويني

بدوره وصف سويني العلاقات الثنائية بين البلدين بالممتازة، وقال: "لدينا تعاون وثيق وقديم، ونحن نشارك في قوات اليونيفيل في جنوب البلاد. إن لبنان يتأثر جدا بالصراع في سوريا، وشكرت الوزير باسيل على ما يقوم به بلدكم لاستضافة النازحين السوريين، وأنتم تحملون حملا ثقيلا، وعلى كل الدول أن تقدر هذا الامر وتقدم الدعم لكم".أضاف: "لقد ناقشنا مواضيع عدة ومنها ما يحدث في سوريا، وهو أمر صعب جدا. لا نعرف ماذا سيحصل، لا أحد يعرف، لكننا ندرك أمرا واحدا هو أن علينا التخلص من الارهاب والارهابيين، لأنهما يشكلان مصدر الهجرة الى أوروبا، ونحن نستطيع العمل معا في المستقبل، وعلينا أن نتعاون معا، لأن الدول الصغيرة هي المستفيدة من سيادة القانون استنادا الى قاعدة دولية والتعاون المتعدد الاطراف". وختم: "لقد وجه إلي الوزير باسيل دعوة لزيارة لبنان، ووعدت بتلبيتها في آب المقبل".

باسيل

وردا على سؤال، قال باسيل: "هناك الكثير من النقاط المشتركة بين لبنان وفنلندا، إنما النقطة التي اتفقنا عليها تنص على أن ليس هناك إرهاب معتدل. فالإرهاب هو إرهاب يضرب كل ما هو مختلف ومتميز، والتنوع الانساني الديني والثقافي. واتفقنا أيضا على أن الحجر الاول لمواجهة الارهاب وإزالته هو بعدم اعطاء اي تبريرات له، بل القضاء عليه، لأنه أحد منابع الهجرة الجماعية التي تواجه لبنان وأوروبا. ان هذه الهجرة لا يراد منها خير الانسان المهجر او المهاجر، إنما استعمال هذه الموجة البشرية المظلومة لتسلل الارهاب عبرها وضرب التنوع والتسامح القائم في أوروبا وتفكيك القيم الانسانية القائم عليها الاتحاد الاوروبي. إن لبنان هو القلعة، وخير من يدافع عن هذه القيم في المنطقة، ويحمي هذا التنوع ويواجه الارهاب وموجات النزوح".

وزيرة التجارة

وكان باسيل استهل جولته الى الدول الاسكندينافية بزيارة فنلندا التي وصلها مع مديرة البروتوكول في الوزارة السفيرة ميرا ضاهر والوفد الديبلوماسي والاعلامي المرافق. واجتمع صباحا مع وزيرة التجارة والتنمية الخارجية الفنلندية لينيتا تويفاكا وعرض معها العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، وجرى التطرق الى ازمة النازحين والارهاب ومشاركة فنلندا في القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني. كما عقد لقاء مع وفد من أبناء الجالية اللبنانية في هلسنكي.

 

وزير الاقتصاد آلان حكيم : الكتائب يولي الموضوع البيئي الاولوية وللابلاغ عن اي شكوى حول ارتفاع الاسعار

الجمعة 10 حزيران 2016 /وطنية - دعا وزير الاقتصاد آلان حكيم في حديث الى برنامج "نقطة عالسطر" مع الزميلة نوال ليشع عبود عبر صوت لبنان 100,3-100,5، الى "الخروج من العقود المركزية والتوجه الى عقود لا مركزية، ترتكز على تحسين وتنشيط اداء البلديات"، مشيرا الى ان "هذا الامر تحقق في بكفيا و6 قرى مجاورة بواسطة مساعدة البلدية عبر مبالغ زهيدة للتوصل الى فرز النفايات، وصولا الى التخلص منها، لافتا الى انه "بالاضافة الى ذلك، طلبت بلدية بيروت الانسحاب من العقود المركزية". ولفت الى انه "تم وصف وزيري الكتائب بأنهم وزراء الرفض والمعارضة والتعطيل بسبب هذا الموضوع"، مشددا على انه "ينتج عن العقود المركزية فساد واموال غير شرعية". واوضح ان "اعتراض وانسحاب وزيري الكتائب ارتكز على اربع نقاط هي: "اولا: لماذا لا يوجد دراسة بيئية؟ فمشروع سد جنة بدأ العمل به من دون دراسة بيئية، وحتى في موضوع المطمرين لا يوجد دراسات. ثانيا: اذا افترضنا ان مطمر الكوستابرافا غير صالح ماذا سيحصل عندها؟ نريد دراسة بيئية كي لا يتحمل شاطئ المتن نفايات كل لبنان، ونكون قد انتهينا من مطمر الناعمة وان ننتقل الى برج حمود - الجديدة. ثالثا: ماذا عن مشروع لينور؟ وهو مشروع انماء وتنشيط ساحل المتن من المارينا ضبية الى مرفأ بيروت. رابعا: بيروت طلبت الانسحاب من العقود المركزية، إذا ألا يجب اعادة النظر بالمساحات المطلوبة للمطمرين؟ كما ان بلديات اخرى قد تطلب ايضا الانسحاب." وأشار الى ان "وزيري الكتائب طلبا التريث الى حين وجود رؤية واضحة"، وقال: "سألنا عن كيفية طمر النفايات، هل سيتم فرزهم؟ ما هي النسبة؟ هل تم درس تأثير طمر النفايات على شاطئ البحر الابيض المتوسط؟"، داعيا الى "اعادة النظر بالبندين اللذين اقرهما مجلس الوزراء واجراء دراسة بيئية"، مؤكدا ان "حزب الكتائب يولي الموضوع البيئي الاولوية". من ناحية ثانية، دعا الوزير حكيم المواطنين الى التواصل مع الوزارة عبر الخط الساخن 1739 للابلاغ عن اي شكوى حول ارتفاع الاسعار. كما جدد التذكير ان وزارة الاقتصاد وضعت خطة حددت فيها قواعد خطة شاملة تصل لعام 2020 محاورها: تصحيح الاوضاع المالية، تحسين مكان العمل المشجع للاستثمارات وحركة الرساميل والتجارة، تحسين القطاع الخاص، ومعالجة تداعيات اللجوء السوري. وعن ملف دخول لبنان الى منظمة التجارة العالمية، قال: "استفدنا من التعاون الحاصل بين وزارتي الاقتصاد والصناعة، اخذين بعين الاعتبار جميع الملاحظات الموجودة على الارض".وشدد على ان الاقتصاد اللبناني صامد، وقال: "اجتمعت مؤخرا مع وزير الاقتصاد الفرنسي الذي قال ان الاقتصاد اللبناني في حالة صمود عجيبة". واضاف: "في العام 2015 حققنا معدل نمو %1.2، وفي العام 2016 تتراوح النسبة بين 1.2 و1.5 %، هل هذا يكفي او هذا طموحنا؟ بالتأكيد كلا، لكن في ظل الاوضاع السياسية الداخلية والخارجية يمكن القول اننا في افضل الحالات".