المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 حزيران/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.june12.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع

لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالمَلائِكَة، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فإِنَّمَا أَنَا نُحَاسٌ يَطِنّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

واشنطن تتمسك بعزمها معاقبة حزب الله

حزب الله سيطلب من متمولين شيعة سحب ودائعهم التي تقدر بأكثر من 50 مليار دولار

 مشروع قانون اميركي جديد: كل اجنحة حزب الله ارهابية

يلتزم سلامة بتوجيهات نصرالله مقابل التزام حزب الله تغطية الخسائر

حزب الله يستعد لمعاقبة رياض سلامه

عقيلة الشيخ يعقوب: نحن اصحاب القضية والامانة والكل يعلم من يعتقلنا ويظلمنا

هزة أرضية بقوة 3 درجات في بعلبك

السفارة الكندية في لبنان.. تحذر

وزير إسرائيلي: لبنان كله هو العنوان

 تأهب أمني واسع في الضاحية.. معلومات تحاكي دخول إنتحاريين

فنزويلا فتحت الباب.. 100 خلية نائمة لـ”حزب الله” في أميركا اللاتينية

نديم قطيش: التآمر على حزب الله أقدس المهمات

المافيات تحرق البنايات في «تكساس» الضاحية

جعجع: هل المطلوب أن يستمر اللبنانيون في دفع ثمن سياسات حزب الله الأحادية؟

وقفة تضامنية في عين داره مع 3 من ابناء البلدة استدعوا للتحقيق معهم في شكوى مقدمة ضدهم من بيار فتوش

سفيرة اميركا الجديدة في بيروت نهاية الجاري

جنبلاط: فجأة تحركت المكارثية العربية لتدين أمين معلوف هل هناك فرق بين جرائم إسرائيل والتدمير على يد النظام السوري؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/6/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 11 حزيران 2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ريفي: تعالي الفريق الآخر حرم المسيحيين والعلويين من التمثيل

بعد العودة لقناعة اجراء الاستحقاق ضمن سلة متكاملة بري يسعى لتكون جلسات طاولة الحوار مفتوحـــة

"البلدية" في افطار المستقبل مساء والحريري يجمع قيادات 14 اذار

موجة رفض اسـتهداف سـلامة تواجه حـرب حـزب الله عليـه

الجميل "يستنبش" اسباب عدم اعتراض وزراء التيار على النفايـات

النزوح السوري محطّ متابعة حثيثة رغم زحمة الملفـات السياسية/ورقة لبنانية جديدة قيد الاعداد تنظّّمه وتتصدى لأي إجراء توطيني

الارهاب وعبء النازحين في مداخلة لباسيل في "منتدى اوسلو" و"لقـاء ســـريع" قد يجمعـه بكيـري علـــى الهامـش

التيار يستعد لـ"النيابية" بمؤتمر عام في الخريف وباسيل يحدد آليتـي الترشـح والمحاسبـــة

العربي الجديد : خيارات سعد الحريري... انتخاب عون أو المعارضة لاستعادة الجمهور

أبو فاعور: الأمور في سوريا تتجه إلى جولة عنف جديدة وسيزداد عدد النازحين والضغوطات على لبنان شعبا ودولة واقتصادا ونظاما صحيا

بري التقى وفد الجماعة الاسلامية ووديع الخازن: للتوصل سريعا الى قانون جديد للانتخابات

كنعان: اتفاق معراب مقدس وصلب ومؤشرات لملء الشغور الرئاسي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"اندبندنت": تقدم مؤيدي خروج بريطانيا من اوروبا

"وول ستريت": غارة اميركية "طائشة" على المعارضة السورية

الظواهري يبايع زعيم حركة طالبان الجديد

وزير الخارجية الفرنسي يندد بـ'ازدواجية النظام' السوري بعد قصف داريا

واشنطن: لا نملك أدلة على مقتل البغدادي

تفجير مزدوج جنوب دمشق يسفر عن قتلى وجرحى

الغموض يلف المشاورات اليمنية في الكويت

محكمة كندية تأمر باستخدام أموال إيرانية لضحايا هجمات نفذها “حزب الله” و”حماس”ودعوات للإفراج عن بريطانية معتقلة في طهران

مفتي العراق يتهم الحكومة والميليشيات بـ”ممارسة الإرهاب” بحق السنة

تواصل سقوط القتلى الإيرانيين

 

عناوين المقابلات والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدكتورة منى فياض لـ «المستقبل»: على «حزب الله» الاختيار بين الجنسية اللبنانية أو الإيرانية

«ليس من مصلحة السلم الأهلي والاعتدال في لبنان والمنطقة حشر سعد الحريري في الزاوية»

حاورها: يقظان التقي/المستقبل/12 حزيران/16

 إيران وإسرائيل و.. «اللاعداء» التاريخي/علي الحسيني/المستقبل

الرئاسة الخفيفة/الياس الزغبي/لبنان الآن

الوطني الحر": رجال الأعمال يربحون/حسان الزين/المدن

لا جاهزية خارجية لحلّ ملف رئاسة الجمهورية/ثريا شاهين/المستقبل

هكذا استولى حزب الله على بلديات لحركة أمل في الجنوب/فايزة دياب/جنوبية

أمين معلوف المقاوم/محمد علي مقلد/المدن

البطريرك الذي ثأر لاتفاق الطائف/شارل جبور/المسيرة

عن مستقبل العراق في ظل هيمنة إيران/سليم نصار/الحياة

 كأس أردوغان وكوابيسه السبعة/هوشنك أوسي/الحياة

تهديدات الأسد بقوة غيره/وليد شقير/الحياة

أيام عراقية سودا وجحيم طائفي/داود البصري/السياسة

الديموقراطية للعرب حتى يتوقف نهر الدم/جمال خاشقجي/الحياة

وظيفة الجولان بين الأب… والابن/خيرالله خيرالله /العرب

سليماني مستشارا لحكومة العبادي/سالم الكتبي/العرب

الرَّجُل الذي فَقدَ ظله/بول شاوول/المستقبل

عملية تل أبيب وأخلاق التحرير/احمد عدنان/العرب

السؤال السني تحت أسوار الفلوجة: هل المستقبل لإيران/أسعد البصري/ العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

ريفي زار اليازجي: نسعى لإشراك المسيحيين والعلويين في أعمال البلدية/وطنية

 الراعي في قداس ختام الرياضة الروحية للمطارنة في بكركي: لتضافر القوى والتعاون مع القادرين والوقوف إلى جانب شعبنا في معاناته/وطنية

هل يُحرم اللبنانيون من مشـاهدة "كأس الامم الاوروبيـة"؟/حنّاوي: اتابع الموضوع واناشد الحكومة تحمّل مسؤولياتها/المقدسـي: تلفزيـون لبـنان جاهـز للبـثّ "بكبسـة زرّ"المركزية

الحريري: الدماء التي سالت دماؤنا ومن غير المقبول استخدام الشهداء في المزايدات الرخيصة وشعارات الابتزاز السياسي /وطنية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع

إنجيل القدّيس لوقا06/من12حتى19/:"في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله. ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم: سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا. وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون. وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع."

 

لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالمَلائِكَة، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فإِنَّمَا أَنَا نُحَاسٌ يَطِنّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/من28حتى31//13/من01حتى07/:"يا إِخْوَتِي، لَقَدْ وَضَعَ اللهُ في الكَنِيسَةِ الرُّسُلَ أَوَّلاً، والأَنْبِيَاءَ ثَانِيًا، والمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، ثُمَّ مَوَاهِبَ الشِّفَاء، وَإِعَانَةَ الآخَرِين، وحُسْنَ التَّدْبِير، وأَنْوَاعَ الأَلْسُن. أَلَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُل؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ أَنْبِيَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُون؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ صَانِعُو أَعْمَالٍ قَدِيرَة؟ أَلَعَلَّ لِلجَمِيعِ موَاهِبَ الشِّفَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِالأَلْسُن؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ الأَلْسُن؟ إِطْمَحُوا إِلَى المَواهِبِ العُظْمَى. وأَنَا أُرِيكُم طَرِيقًا أَفْضَل. لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالمَلائِكَة، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فإِنَّمَا أَنَا نُحَاسٌ يَطِنّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ. ولَوْ كَانَتْ لِيَ النُّبُوءَة، وَكُنْتُ أَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَالعِلْمَ كُلَّهُ، ولَو كَانَ لِيَ الإِيْمَانُ كُلُّهُ حَتَّى أَنْقُلَ الجِبَال، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فَلَسْتُ بِشَيء.ولَوْ بَذَلْتُ جَمِيعَ أَمْوَالِي لإِطْعَامِ المَسَاكِين، وأَسْلَمْتُ جَسَدِي لأُحْرَق، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فلا أَنْتَفِعُ شَيْئًا. المَحَبَّةُ تتَأَنَّى وتَرْفُق. المَحَبَّةُ لا تَحْسُد، ولا تَتَبَاهَى، ولا تَنْتَفِخ، ولا تَأْتِي قَبَاحَة، ولا تَلْتَمِسُ مَا هوَ لَهَا، ولا تَحْتَدُّ، ولا تَظُنُّ السُّوء، ولا تَفْرَحُ بِالظُّلْم، بَلْ تَفْرَحُ بِالحَقّ، وتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيء، وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيء، وتَرْجُو كُلَّ شَيء، وتَصْبِرُ عَلى كُلِّ شَيء."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

لا تتعبوا أبدًا من طلب المساعدة من الرب بواسطة الصلاة، ولاسيما في الصعوبات

Do not tire of asking in prayer for the Lord’s help especially in difficulty

Ne vous lassez pas de demander par la prière l’aide du Seigneur, spécialement dans les difficultés

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

واشنطن تتمسك بعزمها معاقبة حزب الله

نهارنت/11 حزيران/16/جدد مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب دانيال غلايزر عَزم الولايات المتحدة الاميركية على تنفيذ قانون العقوبات ضد «حزب الله»، «ولكن بما يتّفق والحفاظ على قوة النظام المالي اللبناني وسلامته، «علماً أننا لا نستهدف أيّ مكوّن أو طائفة لبنانية، بل مجموعة واحدة هي حزب الله وأعضاؤه ومنظّماته». وفي شهادة أدلى بها أمام إحدى لجان الكونغرس، أشار غلايزر إلى أنّ «قادة الحزب حاولوا التقليل من تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية والخليجية في مواقف متعددة العام الماضي، وهذا مؤشّر على أنّ جهودنا تُثمر». ولفت الى انّ «حزب الله يتلقى مئات الملايين من الدولارات من إيران، فضلاً عن ملايين أخرى من شبكة عالمية من المؤيّدين والشركات، كما يستخدم شبكة من الشركات والسماسرة لشراء الأسلحة والمعدات وغسل الأموال». وقال: ركّزت واشنطن على «تقييد تمويل حزب الله داخل لبنان عبر تعاون واسع مع السلطات اللبنانية والمصارف، واستهدفت على الصعيد العالمي، الوكلاء والممولين في أوروبا وأميركا اللاتينية وشرق آسيا والشرق الأوسط، عبر تحديد ومعاقبة الجهات الراعية الإيرانية للحزب وتمكين المكلفين إنفاذ القوانين والإجراءات».

 

حزب الله سيطلب من متمولين شيعة سحب ودائعهم التي تقدر بأكثر من 50 مليار دولار

جنوبية/11 حزيران/162016/كشفت أوساط مطلعة لـ”اللواء” أن “حزب الله” يدرس خيارات من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها، ومن بينها عقوبات مماثلة “بالإيحاء لمتمولين شيعة بسحب ودائعهم التي تقدر بأكثر من 50 مليار دولار من المصارف المنخرطة في الإجراءات الأميركية، والتي تصفها أوساط الحزب بأنها “أميركية أكثر من الأميركيين”. وتوقفت مصادر “حزب الله” عند كلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: “نحن لا نريد اموالاً غير مشروعة في نظامنا، كما لا نريد لعدد قليل من اللبنانيين أن يفسد صورة البلاد أو الاسواق المالية في لبنان”، ووصفته بأنه “مشين وغير مقبول”، معربة عن تفهمها لموقف الحكومة، لكنها طالبتها “بموقف صريح وواضح من التعديات والانتهاكات التي تمس بالاستقرار والعيش الوطني”.

 

 مشروع قانون اميركي جديد: كل اجنحة حزب الله ارهابية

نهارنت/11 حزيران/16/تقدمت السيناتور عن الحزب الديمقراطي الاميركي جين شاهين، بمشروع قانون إلى مجلس الشيوخ الأميركي ينص على دعوة الاتحاد الأوروبي «إلى اعتبار جميع أجنحة حزب الله إرهابية، وزيادة الضغط عليه وعلى أعضائه إلى الحدود القصوى». وفور تقديمه، تبنى المشروع عدد من الشيوخ وهم: السيناتور ماركو روبيو، جمهوري وعضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ويعمل أيضاً في اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأدنى ووسط آسيا وجنوبها ومكافحة الإرهاب، والسيناتور إد ماركي ديموقراطي يعمل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، و السيناتور كيلي آيوت جمهورية وتعمل في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ولجنة الموازنة، والسيناتور كريس كونز ديموقراطي يعمل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، والسيناتور مارك كيرك جمهوري يعمل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.

وسبق هذه الخطوة، قيام العضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي ونائب رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وغرب أفريقيا النائب تيودور دويتش (ديموقراطي)، بتقديم مشروع قانون في نهاية أيار الماضي يحمل المضمون ذاته إلى حد كبير.

ويشير مشروعا القانونين في حيثياتهما إلى «دور حزب الله في العمل الإرهابي الذي قام به في تموز 2012 في بلغاريا مما تسبب بمقتل 5 مواطنين إسرائيليين وآخر بلغاري». ويشير المشروعان «إلى أن تصنيف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله بالإرهابي ساهم في الماضي في تعزيز التعاون بين سلطات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية في كشف ومنع النشاطات الإرهابية الدولية مثل الاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال».ويتهم المشروعان إيران بتقديم «مئات الملايين من الدولارات لحزب الله وتدريب عناصره». وينصان على «أن حزب الله يمتلك 150 ألف صاروخ، يمكن للبعض منها إصابة أهداف في عمق إسرائيل». واستند المشروعان إلى تهديد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله «بغزو منطقة الجليل والهجوم على المنشآت الإسرائيلية الكيميائية للتسبب بدمار شامل».

ويتحدث المشروعان «عن دور حزب الله في دعم نظام بشار الأسد من خلال وجود 6 إلى 8 آلاف مقاتل من صفوفه على الأراضي السورية، مما يساهم في تدفق اللاجئين السوريين إلى الاتحاد الأوروبي».

كما يتوقفان عند «دور حزب الله في تسليح وتدريب المجموعات المسلحة في كل من اليمن والعراق مما يتسبب بخلق عدم الاستقرار في المنطقة وانتشار العنف في كل من الدولتين».

ويشير المشروعان إلى «تصنيف كل من الولايات المتحدة وكندا وهولندا وإسرائيل، جميع أجنحة حزب الله بكونها إرهابية». ويُذكِّران أيضاً بتصنيف كل من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، مؤخراً «لجميع أجنحة حزب الله بأنها إرهابية». ويدعو مشروعا القانونين الاتحاد الأوروبي إلى «ضرورة تصنيف جميع أجنحة حزب الله بالإرهابية وزيادة الضغط عليه من خلال:

أولا، تعزيز التعاون بين حدود دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة «حزب الله».

ثانيا، إصدار مذكرات اعتقال بحق أعضاء «حزب الله» والداعمين الناشطين للحزب.

ثالثا، تجميد الأصول المالية لـ «حزب الله» بما فيها تلك التي يتم التنكر بها على أساس أنها أموال خيرية.

رابعا، منع جميع النشاطات المتعلقة بجمع التبرعات لحزب الله».

ووفق مصادر أميركية، من غير المستبعد إقرار المشروعين اللذين أحيلا إلى كل من لجنة الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس بسرعة، بالنظر إلى تجاوب الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس مع سعي إسرائيل لممارسة المزيد من الضغوطات على «حزب الله». وتختم المصادر بالقول إن فعالية القانونين المذكورين إذا وَقَّع عليهما الرئيس باراك أوباما، «تتوقف على مدى استجابة دول الاتحاد الأوروبي لهما»، علما أن هذه الدول سبق لها أن رفضت مؤخرا محاولة خليجية قادتها السعودية لتصنيف الجناح السياسي للحزب بأنه إرهابي، في أكثر من هيئة دولية.

 

يلتزم سلامة بتوجيهات نصرالله مقابل التزام حزب الله تغطية الخسائر

خاص جنوبية 12 يونيو، 2016/نشط مغردو الممانعة عبر موقع التواصل الاجتماعي في توجيه الانتقادات لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة مرفقة بوسم #رياض_مع_السلامة. فقيادات حزب الله في المرحلة الأخيرة، شنّت هجوماً إعلاميا على حاكم مصرف لبنان بعدما أكد أنّه سوف يلتزم القرارات الاميركية لحماية القطاع المصرفي، ولضمان ثقة المودعين. المتابعون لهذا الملف، لا يتعاملون مع انتقادات الحزب لرياض سلامة بجدية، فبرأي هؤلاء، أنّ كل قرار يتخذه حاكم مصرف لبنان إنّما هو طُبّق بالتنسيق مع قيادات الحزب، والهجوم عليه ما هو إلا بروباغندا إعلامية ليطمئن الأميركيين أنّ قانون العقوبات سوف ينفذ كما أقرّوه لا كما يريد حزب الله. هذا التحليل إن صحّ، فإنّه يعني أنّ القطاع المصرفي بخطر وأنّ لبنان أمام مرحلة جديدة من العقوبات تستهدف مصارفه التي لم تلتزم بالقانون الأميريكي وتابعت تعاملها مع الحزب بوسائل غير مباشرة. إلا أنّ المخاوف هذه تتذلل أمام تصريحات سابقة لحزب الله، والتي تدّل على إمكانته في التعويض عن اي خسارة قد يسببها للبنان، وهذا ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حرب تموز 2006 إذ اكدّ انّه سوف يعوض خسائر الحرب الإسرائيلية، غير أنّ التقارير تشير أنّ دول الخليج ولاسيما السعودية والكويت وقطر والإمارات هي من قدّمت المساعدات للبنان وعملت على إعادة إعمار جنوبه. وشعار شكراً قطر لا زالت اصداؤه تتردد من الجنوب الى الضاحية الجنوبية. إلا أنّ تأكيدات السيد حسن نصرالله التي أعلنها في إطلالة سابقة والتي تناولت شقّ التمويل الإيراني، تقدّم لحاكم مصرف لبنان ضمانة، لذا وحماية له أولاً وللقطاع المصرفي ثانياً نقترح أن يتبنى رياض سلامة توجيهات حزب الله كاملة بشأن العقوبات ولكن تحت بند شرطي وهو أن يتعهد الحزب بتغطية أي خسارة نتيجةّ عقوبة مالية قد يتعرض لها أحد المصارف أو يتعرض لها لبنان بشكل عام. وبما أنّ المصارف أولوياتها الربح، لذا تعهد حزب الله التعويض من المال الحلال قد يكون السبيل الأكثر ضمانة لحاكم مصرف لبنان والذي يمكنه من تطبيق قانون العقوبات الأميريكي بالصورة التي تناسب الحسابات المصرفية التابعة للحزب ولشركاته ولمؤسساته ولمستشفياته بحيث لا يتضرر ايّ منها. ولنكون أكثر منطقية، ومن باب الشراكة مع الوطن، فإننّا في موقع جنوبية نقترح أن يتلزم حزب الله بدفع 70% من الخسائر فيما يتكفل مصرف لبنان والقطاع المصرفي بتغطية 30%. فهل يتجاوب حزب الله عبر تقديمه هكذا تعهد؟ إن تمكن فنطالب حزب الله تقديم وعداً صادقاً وقاطعا كعادته لأنّ لبنان وبسياسة حزب الله القتالية بات خارج المظلّة العربية، وأيّ خلل في القطاع المصرفي سيؤدي الى انهيار للعملة وللاقتصاد، لذا نحن ندعم اي اجراءات لحاكم مصرف لبنان تتسم بالتضحية من اجل حزب الله  ولكن أن تقترن هذه التضحية بضمانات الحماية من قبل حزب الله لأن احدا ليس مستعدا للتضحية من أجل حزب الله وخاصة أصحاب المصارف..

 

حزب الله يستعد لمعاقبة رياض سلامه

لمحت مصادر قريبة من حزب الله الى أن الحزب يدرس الخيارات القانونية المتاحة لديه للرد على مسهلي معاقبته ماليا من اللبنانيين. وأشارت المصادر الى أن منفذي قانون العقوبات الأميركي في لبنان، وفي مقدكهك حاكم مصرف لبنان رياض سلامه سبق أن خالفوا القوانين اللبنانية في مراحل متعددة، وقد تساهل الحزب معهم وغض الطرف عن مخالفاتهم لاعتبارات وطنية. وشرحت المصادر وجهة نظر حزب الله بالقول: "إن أضعف الإيمان هو ان يحمل الحزب لواء تطبيق القانون ومعاقبة مخالفيه: أولاً، قانون النقد والتسليف الذي تُلزِم المادّة 117 منه حاكم مصرف لبنان تقديم ميزانية المصرف المركزي وحساب الأرباح والخسائر كل سنة، كما توجب عليه تقديم تقرير عن كل العمليات التي ينفّذها المصرف، ونشر التقريرين في الجريدة الرسمية، وهو ما لم يفعله سلامة منذ تولّيه منصبه في عام 1993؛ وثانياً، إصدار مواد قانون سلسلة الرتب والرواتب التي أقرها مجلس النواب، ولا يزال محضرها معلّقاً، ولا سيما لناحية إلغاء إعفاء المصارف من الضريبة على الفوائد، وزيادة الضريبة على الفوائد وعلى أرباح المصارف. ولا ضير في أن يقدّم حزب الله برنامج عمل جدّيا، في مجلسي النواب والوزراء، يرمي إلى خفض الفائدة على سندات الخزينة، البقرة الحلوب لأصحاب المصارف، ومسرب التبديد الاول للمال العام.

 

عقيلة الشيخ يعقوب: نحن اصحاب القضية والامانة والكل يعلم من يعتقلنا ويظلمنا

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب ان عقيلته الشيخة امتثال حيدر "باتت ليلتها ال38 في مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وجاء البيان الثامن والثلاثون والذي كتب على لوح امام المارة وفيه: "ان فضيحة اوامر السياسة للقضاء لإبقاء الاعتقال التعسفي في اسمى قضية في تاريخ لبنان هو موت للعقل والضمير. نحن اصحاب القضية والامانة نسجن ونشرد ويمنع الناس عن نصرتنا طغيانا وعهرا، ونحن نفترش الطرقات في شهر الرحمة والفضيلة وكل العالم يعلم من يعتقلنا ويظلمنا. انهضوا يا اهل الحرية يا ناصري المظلومين والمحرومين والمستضعفين والمعذبين فان سكوتكم مقبرة لكم. نحن صابرون صامدون محتسبون".

 

هزة أرضية بقوة 3 درجات في بعلبك

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - أفاد المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، أنه سجل هزة أرضية بقوة 3 درجات على مقياس ريختر، في منطقة بعلبك.

 

السفارة الكندية في لبنان.. تحذر

11 حزيران/16/ناشدت السفارة الكندية في لبنان جميع موظفيها والعاملين فيها تجنب الذهاب الى مطاعم بيروت وسط العاصمة، وعلى وجه الخصوص تجنب الذهاب الى منطقة الحمرا. هذا وشمل تحذير السفارة التواجد بأماكن التجمعات العامة والمناسبات السياسية. واكد التحذير ان السفر عبر مطار بيروت لن يتأثر.

 

وزير إسرائيلي: لبنان كله هو العنوان

الجزيرة/11 حزيران/16/أحيت إسرائيل الخميس الماضي الذكرى السنوية العاشرة لحرب لبنان الثانية من خلال خطابات وكلمات لعدد من الوزراء الإسرائيليين، بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت وعدد من المسؤولين الذين شاركوا في احتفال أقيم في منطقة الجليل الأعلى قرب الحدود اللبنانية.

ونقل موقع "ويللا" عن وزير التعليم نفتالي بينيت مطالبته خلال كلمته بأن تعد إسرائيل عقيدة قتالية جديدة مفادها أنه في الحرب القادمة يجب أن يكون لبنان كله هو العنوان. وقال بينيت "لبنان يساوي حزب الله، وحزب الله يساوي لبنان، لأن اللبنانيين يعتقدون اعتقادا خاطئا أن إسرائيل تفرق بين حزب الله والحكومة اللبنانية في أي مواجهة قادمة". وأضاف "في اللحظة التي تسقط فيها قذيفة صاروخية باتجاه المدن الإسرائيلية فإن لبنان هو العنوان في الرد الإسرائيلي، وإذا ما أقيمت قاعدة عسكرية في أرجاء لبنان، فإن هذه الدولة ستتحمل أي رد إسرائيلي على ذلك، وأعداؤنا يجب أن يعلموا أنهم يقفون في الجانب الخاطئ من التاريخ".

من جهته، حذر وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان من أن "من يحاول المس باليهود فسيدفع الثمن، وإذا حاولت أي من الأطراف اختبار قدراتنا، فسيجدون أنفسهم أمام جيش قوي".

 

 تأهب أمني واسع في الضاحية.. معلومات تحاكي دخول إنتحاريين

"ليبانون ديبايت":/11 حزيران/16/تشهد الضاحية الجنوبية لبيروت حركةً أمنيةً كثيفةً في أولى أيام شهر رمضان المبارك مردّها إلى الحالة الأمنية التي تعيشها المنطقة من جراء التهديدات الإرهابية الدائمة. خلية نحل تعمل في الضاحية وخارجها، مشكلة من رجال أمن يتوزعون على حزب الله، الجيش اللبناني، الأمن العام، قوى الأمن الداخلي، والأجهزة المرتبطة، والغاية حماية الضاحية وأهلها من شرور المتربصين إجراماً. "ليبانون ديبايت" الذي إستطلع الحالة الأمنية على مداخل الضاحية الجنوبية، فوجئ بحجم التدابير والإجراءات، خاصة تلك التي يقوم بها شُبّان يردتون سترات الحزب والتي تتركّز على المداخل الفرعية كافة المؤدية إلى الأحياء والمناطق الداخلية في الضاحية ، حيث إنكب هؤلاء نحو التدقيق بهويات الأجانب الوافدين كما السيارات ولاسيما الدراجات النارية.

الجدية هذه تنسحب على حواجز الجيش اللبناني الموجودة على مداخل الضاحية الرئيسية، هنا، يمكن رصد التشديد الأمني على حواجز الكوكودي بإتجاه تحويطة البرج وحاجز المخيم بإتجاه حارة حريك وقلب الضاحية وحاجز المجلس الإسلامي الشيعي بإتجاه مسجد الأمامين الحسنين، التابعة جميعها لفوج التدخل الرابع في الجيش اللبناني التي تتسم حواجزه بإنضباطٍ شديد، حيث لا تكاد سيارة أو دراجة نارية تعبر الحاجز دون تدقيق بها، وهو ما أدى في اليومين الماضيين إلى زحمة سير وصلت حتى مستشفى الرسول الأعظم.

قوى الأمن العام بدورها، لم تكن بعيدة عن هذا الجو، حيث شهدت حواجزها هي الأخرى تشديد وصل حد إعتمار الجنود للخوذ، مشهدية أمنية إنعكست على أهالي الضاحية الجنوبية الذين بدأوا يسمعون روايات مجهولة المصدر تحاكي دخول إنتحاريين أو سيارات مفخخة إلى مناطقهم. وفي متابعة للموضوع، علم "ليبانون ديبايت"، من مصدر أمني على علاقة بملف الضاحية الجنوبية، أن "التدابير الحالية هي إجراءات روتينية دورية تقوم بها جميع القوى المولجة حفظ الأمن من أجل إختبار مدى التأهب الأمني وإبقاء العنصر الأمني البشري جاهزاً ومتحضراً ومستشعراً لدقة المرحلة وظرفها وخصوصيتها".

وإذ نفى المصدر الفراضيات التي يتم ترويجها في الضاحية، قال أن "المنطقة هي دائماً عرضةً للخطر ومنسوب الخطر هذا يختلف بين الحين والأخر، أمّا الأجهزة الأمنية فهي دائماً ما تمتلك معلومات حول تحركات مشبوهة أو أسماء يتم تعميمها عليها"، مؤكداً أن هذه الحالة "يومية وتتم بعيداً عن الرأي العام ووسائل الإعلام"، آملاً من المواطنين "عدم إعطاء آذانهم إلى تسريبات تحاك بغرف سوداء طمعاً بإخافتهم"، خاتماً أن "الحالة الأمنية ممسوكة في الشهر الفضيل وكل الأشهر". إذاً، إجراءات أمنية عادية تشهدها الضاحية الجنوبية لو أن ما فيها مختلف من حيث المضمون عن الإجراءات السابقة التي تندرج دائماً ضمن "المناورات الأمنية" الهادفة إلى تعزيز الأمن.

 

فنزويلا فتحت الباب.. 100 خلية نائمة لـ”حزب الله” في أميركا اللاتينية

الشرق الأوسط/11 حزيران/16/بينما كشفت تقارير إعلامية لاتينية عن وجود أكثر من مائة خلية نائمة تابعة لما يسمى “حزب الله” اللبناني في أميركا الجنوبية٬ ذكرت مصادر في المنطقة أن السياسات التي تركها الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز هي التي مهدت الطريق أمام تكوين هذه الخلايا.

وبعد رحيل شافيز٬ بدأت أجراس الخطر تدق٬ وذلك بعد أن أشارت تقارير إعلامية لاتينية إلى وجود أكثر من مائة خلية نائمة تابعة لما يسمى “حزب الله” منتشرة في أنحاء القارة٬ على رأسها أخطر المناطق في العالم أي “منطقة المثلث”٬ وهي “المنطقة الحدودية بين البارغواي والبرازيل والأرجنتين إضافة إلى مناطق أخرى مثل الحدود الفنزويلية – الكولومبية٬ التي تعرف بحركة تجارة المخدرات”.

منطقة “المثلث الحدودية”

تعد “منطقة المثلث الحدودية” من أخطر الأماكن في العالم٬ التي يسيطر عليها جالية عربية كبرى بين هذة البلدان وخاصة جماعات ما يسمى “حزب الله” والمتورطة هناك في عمليات تجارة المخدرات وغسل الأموال٬ إضافة إلى استخدام المنطقة كنقطة ارتكاز للتحرك في أميركا الجنوبية. فمبجرد الوجود في دولة الباراغواي وعلى امتداد البصر تستطيع أن ترى عيناك خلف شلالات أيغوزو الشهيرة مراكز العبادة الإيرانية٬ التي عملت طهران على قيامها هناك لخدمة جماعات ما يسمى “حزب الله” المنتشرة هناك. وحسب مصادر صحافية هناك تقدر حركة التجارة هناك في منطقة المثلث بنحو 12 مليار دولار بما فيها غسل الأموال والتحويلات التي تخرج من هناك لتمويل أنشطة ما يسمى “حزب الله”٬ وبالفعل رصدت دول في أميركا اللاتينية حركة تحويلات كبيرة من هناك إلى بلدان عربية وغربية”.

“حزب الله” وتجارة المخدرات

إستطاع ما يسمى “حزب الله” بعد سنوات من دخول قارة أميركا الجنوبية من تكوين شبكة ضخمة من العلاقات والمصالح عبر جاليات لبنانية ومعتنقي المذهب الشيعي٬ وذلك لتكوين شبكة مصالح لتجارة المخدرات ويكفي التقرير الأخير٬ الذي قالت فيه إدارة مكافحة المخدرات الأميركية إنها أبلغت أعضاء في الكونغرس بشكل رسمي أنها توصلت إلى أدلة تثبت تورط الحزب المدعوم من إيران في أعمال تهريب وتجارة مخدرات ضخمة حول العالم. زذكر مايكل براون٬ مدير عمليات إدارة مكافحة المخدرات بالولايات٬ إن ما يسمى “حزب الله” تمكن من تحريك شحنات كبيرة من المخدرات عبر القارة وإلى أوروبا وأميركا٬ وذلك في إطار عمليات غسل أموال. التنافس بين “حزب الله” و”داعش” في أميركا الجنوبية كشفت عدد من الصحف اللاتينية مؤخرا أن صراعا بات يجري الآن بشكل علني بين ما يسمى “حزب الله” وتنظيم “داعش” المتطرف على الريادة في نشر معتقدات كل فريق هنا.٬ وذكرت مصادر إعلامية هناك أن الفئة المستهدفة هناك هي الأقليات الإثنية والقبائل الموجودة في الأماكن النائية فقد استطاع ما يسمى “حزب الله” بداية من عام 2006  أن يدخل المناطق النائية في فنزويلا ليقنع قبائل “الوايو” إلى اعتناق المذهب الشيعي٬ لدرجة أنهم أخذوا اسم “حزب الله” الشيعي ليطلق عليهم. تنظيم “داعش” بدوره قام بدعوات هو الآخر بالحديث عن أنه سيعمل على السيطرة على قبائل «المايا» في أقاليم تشيابا المكسيكية مرورا بالحدود مع غواتيمالا. القلق اللاتيني امتد إلى الاعتقاد بأن الطريق الآن أصبح مفتوحا أمام الجماعات المتطرفة وعلى رأسها ماُيسمى “حزب الله” ذراع إيران هناك إلى الوصول إلى تهريب السلاح النووي إلى الولايات المتحدة؛ مما جعل أميركا الجنوبية هدفا وامتدادا للصراع الحالي٬ وذلك كله من الإرث الذي خلفته فترة شافيز التي أصبح من الصعب معرفة متى ستعمل هذه الخلايا النائمة لضرب الهدف المقبل.

 

نديم قطيش: التآمر على حزب الله أقدس المهمات

رصد جنوبية 12 يونيو، 2016/علّق الإعلامي نديم قطيش عبر صفحتك فيسبوك على نظرية التآمر على حزب الله بـ”حزب الله: كفى تآمر الواقع ان التآمر على حزب الله هو أقدس المهمات الوطنية لاي لبناني شريف.”

 

المافيات تحرق البنايات في «تكساس» الضاحية

خاصّ جنوبية 11 يونيو، 2016/اندلع حريق داخل محل في بناية إرسلان السكنية – محلة صفير، امتد إلى خمس شقق سكنية، وفي التفاصيل أن اشكال وقع بين شخص يدعى محمد عادل المقداد وآخر يدعى طارق سلطان. وفي التفاصيل، أن العلاقة بين الشخصين المذكورين متوترة منذ فترة بسبب اشكال قديم بينهما، إلا أنه وبسبب اقدام سلطان واقاربه على نشر صور وكلام ضد المقداد على مواقع التواصل الاجتماعي، أقدم الأخير على اشعال المحال التجاري العائد لسلطان في منطقة الصفير ما أدى إلى امتداد الحريق إلى المبنى كله. وكان المقداد في وقت سابق قد أقدم على طرد عدد من أقارب سلطان من المنطقة، وهو مطلوب بعدد من مذكرات التوقيف وحاولت القوى الأمنية عدة مرات من القاء القبض عليه دون أن تنجح. وقد لاقت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة من قبل أبناء الضاحية الجنوبية الذين بدأوا بإشعال مواقع التواصل الاجتماعي باستنكاراتهم وانتقاد حزب الله الذي يعمد إلى تسييب مناطقهم وتركها للعصابات والزعران.. وقالت حبيبة درويش: كنت بصالون الحلاقة حكت لي صاحبة المحل إنه قبل شوي إجت مرأة معها فوق الـ50 رجلاً وهجموا على المحل لبوجها وضربوا صاحب المحل لي بيكون والد طليق المرأة وحتى حاولوا يخنقوا وصار أزرق ركد صاحب عرباية خضرا ليبعدهم عنه كمان ضربوا. بقيوا يضربوا بالرجل حتى وصل عناصر دويلة حزب الله قوصوا بالعالي وبعدوهم عن بعض وبس!!! وصل التشبيح للنسوان الله تنجينا من الي جاي!!حب الله ما بيقدر يوقف أي أزعر أو معتدي لأن عندها بيصير مجبور يوقف كل عناصره. الضاحية تعيش كالفلوجة والرقة وبأساليب مختلفة #وملنا_غيرك_يا_الله

 

جعجع: هل المطلوب أن يستمر اللبنانيون في دفع ثمن سياسات حزب الله الأحادية؟

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - أكد رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، ردا على الهجمات الأخيرة ل "حزب الله" على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، أن "النظام المصرفي اللبناني مرتبط ارتباطا وثيقا وعضويا ومصيريا بالمنظومة النقدية الدولية، ولذلك لم يكن من مفر أمام حاكم مصرف لبنان إلا أن يطبق القوانين الدولية، مع العلم أنه، وكما يتبين من متابعة تعاميم مصرف لبنان، اتخذ أقصى الإجراءات الممكنة حتى لا يأتي تطبيق العقوبات الأميركية عشوائيا". وأشار بحسب بيان أصدره مكتبه الإعلامي إلى أن "المعني الأول والأخير بدحر الخطر الذي يحدق بالاقتصاد اللبناني في هذه الحالة بالذات، ليس حاكم مصرف لبنان ولا الحكومة اللبنانية العاجزة، إنما حزب الله من خلال تغيير جذري في سياساته الداخلية والخارجية، بما يتناسب مع مصالح اللبنانيين كافة ومن ضمنهم جمهوره بالذات. وليس من المنطق أبدا أن يقوم حزب الله بتحميل تبعات أعماله وأفعاله لحاكمية مصرف لبنان والحكومة"، متسائلا: "هل المطلوب أن يستمر اللبنانيون في دفع ثمن سياسات حزب الله الأحادية، والتي لم يكونوا يوما موافقين عليها؟". وأضاف: "على حزب الله أن يتوقف ولو مرة واحدة أمام مصالح اللبنانيين والأخذ بها، عوض الأخذ بأي شيء باستثناء هذه المصالح، وبدلا من القاء التهم على حاكم مصرف لبنان".

 

وقفة تضامنية في عين داره مع 3 من ابناء البلدة استدعوا للتحقيق معهم في شكوى مقدمة ضدهم من بيار فتوش

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في عاليه مي العلي ان عددا من ابناء بلدة عين داره لبى دعوة البلدية الى وقفة تضامنية قرب مخفرالمديرج مع 3 من ابناء البلدة استدعوا للتحقيق معهم في الشكوى المقدمة ضدهم من السيد بيار فتوش على خلفية اعتراض اهالي البلدة على مشروع مصنع الاسمنت الذي ينوي اقامته في خراج عين دارة. وسأل عدد من المشاركين على ماذا استند المدعي العام لكي يستدعي أهالي عين داره الى التحقيق ؟ ولماذا لم تتحرك النيابة العامة البيئية لضبط مخالفات فتوش في الكسارات وانتهاكاته اليومية على حساب صحتنا وحياتنا ووجودنا. واكد المعتصمون استمرار تحركاتهم الاعتراضية على انشاء هذا المصنع بكل الطرق القانونية والسلمية، حفاظا على صحة ابناء البلدة والجوار وحماية للبيئة التي تخربها مشاريع فتوش وغيره من اصحاب الكسارات .

 

سفيرة اميركا الجديدة في بيروت نهاية الجاري

المركزية- علمت "المركزية" ان السفيرة الاميركية الجديدة اليزابيت ريتشارد ستصل الى بيروت نهاية الشهر الجاري بعدما مثلت امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي وحصلت على موافقتها، ووقع الرئيس باراك اوباما قرار تعيينها. في الاثناء، يواصل القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز زياراته الوداعية للمسؤولين اللبنانيين قبل مغادرته لبنان نهائيا مع وصول ريتشارد.

 

جنبلاط: فجأة تحركت المكارثية العربية لتدين أمين معلوف هل هناك فرق بين جرائم إسرائيل والتدمير على يد النظام السوري؟

السبت 11 حزيران 2016/وطنية - كتب رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر"، منتقدا ردود الفعل على مقابلة الكاتب الفرنكوفوني أمين معلوف مع محطة تلفزيونية داخل الكيان الصهيوني: "فجأة تتحرك "المكارثية العربية" ومن الأفضل تسميتها بجماعة "الممانعة الفكرية العربية" لتدين أمين معلوف"، مؤكدا "نعم، إرتكب أمين معلوف خطأ، بأن أعطى مقابلة إلى قناة إسرائيلية". وقال: "فإلى أمين معلوف أقول إن "ديكارت" لم يمر علينا ولن يمر. في الصباح نكون وطنيين وفي المساء خونة والأمثلة تعد ولا تحصى. هنا جريمة إبادة بحق الشعب الفلسطيني وهنا جريمة إبادة بحق الشعب السوري"، سائلا "هل هناك فرق بين جرائم الحروب على غزة من قبل إسرائيل والتدمير المنهجي لحلب ومن قبلها حمص على يد النظام السوري؟". أضاف "لكن، قولوا لي بربكم يا جماعة الممانعة الفكرية العربية، تدينون جرائم إسرائيل وتمرون مرور الكرام على جرائم النظام السوري. أم أن الفكر الممانع يمنع التميز. هذا المنحى يذكرني كيف أن كبار المثقفين أيام الشيوعية تغاضوا عن جرائم ستالين".وختم موجها نصيحة إلى أمين معلوف "أنصح أمين معلوف بأن يقرأ مجددا نزار قباني، وبالتحديد عندما رثى عبد الناصر، إذ قال: قتلناك يا آخر الأنبياء".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/6/2016

السبت 11 حزيران 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

غليان في بعض بلدان المنطقة، من سوريا والتفجيرات الدامية، إلى العراق وحرب الفلوجة، إلى اليمن وكثافة القصف، إلى ليبيا والهجوم على سرت، إلى مصر والحرب على الارهاب في سيناء، وصولا إلى فلسطين والعنف الاسرائيلي في المناطق المحتلة.

وفي الداخل اللبناني عود على بدء، النفايات موضوع كان يسود الاعتقاد فيه إنه انتهى، غير أن رئيس "الكتائب" يريد البحث والتوضيح في مسألة مطمر برج حمود والطمر دون معالجة، مع ان مجلس الانماء والاعمار أكد ان المعالجة أساسية في الخطة المعتمدة.

وفي ما يتعلق بالمخاوف من تحول المطمر إلى مكب أو مكبين، أوضحت وزارة البيئة مجددا أن مطمري برج حمود والكوستا برافا سيخضعان لعمليات مستوفية الشروط الصحية والبيئية.

رئيس الكتائب ناشد الضمائر التحرك لوقف ردم البحر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

استعداد سياسي لقانون انتخابي جديد، ستطرح تفاصيله في جلسة الحوار المقبلة. ومن هنا حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري، موعد جلسة عين التينة، انصرفت الكتل ضمنا إلى مقاربة أوزانها مع رؤاها للقانون العتيد، ما يعني جدية واضحة لانتخابات نيابية ستحصل حتما في موعدها.

ما بين النسبية والمختلط والتعديلات التي تتبناها كتل نيابية، لا يغيب قانون الستين عن حسابات بعض القوى. لكن الرئيس نبيه بري بدا حاسما بالتأكيد على أن أي تسوية ستمر عبر بوابة القانون الانتخابي الجديد.

الموازين "المستقبلية" يحدد أطرها الرئيس سعد الحريري في إطلالاته الرمضانية، ضمن دفتر ازرق يقلب صفحاته يوما بعد يوم. فيما دفاتر الآخرين مفتوحة على الحسابات الانتخابية التي أفرزتها نتائج البلدية.

في الداخل انتظار، وفي الخارج أعمال ميدانية في زمن الساعة السورية، من منبج شمالا قبل عفرين عند الكرد، إلى الطبقة قبل الفرقة 17، وسد الفرات قبل الرقة السورية. هل هو سباق لاستثماره على طاولة المفاوضات، أم توجه لتوسيع السيطرة وكسر الفدرلة؟.

بين خطوات الميدان وحساب المفاوضات، تطل التفجيرات "الداعشية" لارباك سوريا لا غير. اليوم انتحاريان في منطقة السيدة زينب، شهداء وجرحى كالعادة من دون أي كسر لروح مواجهة الارهاب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا صوم للارهاب عن سفك الدماء، ولا شهر رحمة يشفع للأطفال والمدنيين السوريين عند أولئك التكفيريين. تفجيران انتحاريان في منطقة السيدة زينب عليها السلام في ريف دمشق، أوقعا العشرات من الشهداء والجرحى المدنيين، جلهم من النازحين عن خطر الارهاب.

هجوم تبناه "داعش" الذي ما زال متبنى إلى الآن من دول اقليمية وعربية تنظر لمكافحة الارهاب وتمد التنظيم بكل إسناد. والمسند من الأخبار ان العملية تأتي بعد أمر عمليات المتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني الذي دعا إلى استهداف المدنيين في الشهر الكريم لنيل الأجر العظيم، كما قال، مؤكدا بذلك ان أعظم بلاء الأمة هم أولئك المنتحلون مسمى الايمان، المشوهون للدين والاسلام.

في لبنان، محاولات لتجميل الواقع المشوه بشتى المجالات، لا كهرباء ولا ماء في الشهر الكريم، وبعض المعنيين في رحلات استجمام. أما رحلة قانون الانتخاب، فقد حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من إطالتها، معتبرا ان مجرد التفكير بالعودة الى قانون الستين هو بمثابة تمديد جديد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

التعارضات الكبيرة حول مشروع طمر النفايات في برج حمود، أخذت بعدا سجاليا متصاعدا بين "الكتائب" و"التيار الوطني الحر"، اثر نقل النائب سامي الجميل الجميل المشكلة إلى الرابية حيث اشتكى وزراء "التيار" إلى الجنرال، ما استدعى ردا من مصدر وزاري في "التيار". لكن التوتر، على ما يبدو، سيبقى في أطره السياسية، ولن يتمكن من تعطيل ما قرره مجلس الوزراء في هذا الشأن، من دون ان يعني ذلك ان التنفيذ سيبدأ غدا.

في الانتظار، يترقب اللبنانيون حدثين:

الأول، هل سيدخل الرئيس الحريري في افطار الليلة أمام جمع من "المستقبل" صلب الإشكال البلدي، ليحدد المسؤوليات وخارطة الطريق لتلافي تكرار الاخطاء في الاستحقاق النيابي؟.

الحدث الثاني صحة ما يحكى عن ندم يلفح قيادة "حزب الله" لتسرعها في اصدار حكم غير عادل على اداء حاكم المصرف المركزي، بعد ما تبين لها ان سلامة يحمي الحزب وليس سيفا أميركيا لضرب عنقه ماليا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حرف ال"نون"... هل تذكرونه؟ ذاك الحرف الذي رسمه التكفير منذ عامين بالضبط على جدران منازل مسيحيي الموصول، ليمهد لأوسع حملة تهجير طائفي وعرقي من تلك الأرض، نستعيد ذكراه الأليمة اليوم، فيما ألم التهجير مستمر، وألم التكفير يستشري، على رغم كل الحملات الاقليمية والعالمية للجمه.

ال"نون" في الموصل، كانت مؤشرا لما سموه نصارى، كعلامة تميز لكل آخر مختلف. أما في لبنان، فكم من "نون" مستترة ترسم في السياسة، بيد "داعشية" حليقة الذقن. فعندنا، "نون" مستترة على حائط قصر بعبدا، تمنع وصول الأكثر تمثيلا واجماعا بين المسيحيين إلى السدة الأولى. وعندنا أيضا، "نون" مستترة ترسمها بعض الكتل في البرلمان، لتمنع التوصل إلى قانون انتخابي عادل بتمثيله، ومنصف للجميع. وعندنا أيضا وأيضا، "نون" مستترة على أبواب السرايا، ترتسم عند بعض البنود وعلى غلاف بعض ملفات مجلس الوزراء، لتتحول "نون" الاستنساب والتمييز.

وإذا كانت "نون" الموصل منذ سنتين تهجيرية، فنون لبنان اليوم وجودية: إما ان يكون لبنان الشراكة، أو لا يكون، فلا نتحول جميعا لاجئين نازحين مشردين، نبحث عن بلد أو ملاذ، تماما كمسيحيي الموصل التائهين في صحراء الأزمة منذ سنتين، والغارقين في مستنقع معاناة لا ينتهي فصولا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كمشهد النفايات المتكدس على شواطئنا، والجاثمة لأشهر في شوارعنا، تبدو كل الملفات التي تفوح منها روائح الفساد. فبعد أشهر على إقرار مجلس الوزراء انشاء مركز موقت للطمر المسمى صحيا في برج حمود، الجديدة البوشرية السد والكوستا برافا، ها هو المشروع إلى الواجهة مجددا، عبر اعلان "الكتائب" العمل على منعه، فما الذي تغير منذ 12/3/2016؟.

أما في مغارة المطار وتلزيماته، فقد اختلطت المناقصات بالمزايدات بدفاتر الشروط الملغومة، حتى انتقل تبادل التهم إلى العلن، وعلى عينك يا تاجر.

ملف اطلاق النار العشوائي، حدث ولا حرج، مصابون في رحلات عذاب ومجرمون سارحون على الطرقات.

إلى كل ذلك أضيف ملف الفساد الأكاديمي المستجد، وآخر فصوله ان في لبنان مدارس انتساب أي: تسجل وما تحضر وما تدرس فالنجاح مؤمن.

فهنيئا لنا كل الملفات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

انتظار وترقب للكلمة التي سيطلقها الرئيس سعد الحريري في مجمع "بيال" على شرف تيار "المستقبل" الليلة، وهو سيقول الكلام الفصل ردا على كل التهم والشائعات التي طاولت التيار.

كما سيتحدث عن السياسية التي اتبعها منذ تسلمه زمام القيادة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وسيجدد ثوابت حماية لبنان والشرعية والعيش المشترك.

الرئيس الحريري سيؤكد كذلك على قدرة تيار "المستقبل" الذي واجه العواصف السياسية، على المضي في المواجهة والتصدي من أجل حماية لبنان.

وكان الرئيس الحريري قد أكد أن غالبية اللبنانيين ومن كل الطوائف والمذاهب، يرفضون تدخل إيران في شؤونهم كما في شؤون أي دولة عربية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وضع الإرهاب لمساته على رمضان دمشق، وفجر تنظيم "داعش" في منطقة السيدة زينب، بعمليتين انتحاريتين أوقعتا عشرات الضحايا. وألقت الحكومة السورية بالمسؤولية على دول خليجية وتركيا، سائلة المجتمع الدولي وضع حد لتمويل الإرهاب. لكن هذا المجتمع المنشود، وعلى رأسه المنظمة الدولية، بالكاد ينفض عنه الضغوط وعمليات الابتزاز التي وضعته مؤخرا في أحرج المواقف، وصنفت المنظمة الأممية على انها للبيع والشراء.

لا يختلف هذا الواقع عن لبنان، البلد الأصيل في مهنة بيع قراراته ورهن عقاراته السياسية، والمتاجرة بمشاريع أبنائه، من النفايات إلى السدود، وصولا إلى هدم مواقفه الوطنية واستسهال التطبيع مع إسرائيل، كالموقف الذي ذهب إليه الكاتب أمين معلوف. ولأن الخطب جلل فقد تداعت نخب لبنانية إلى لقاء في مسرح المدينة برزت فيه دعوة معلوف إلى الاعتذار، والتي وجهها الأستاذ طلال سلمان.

لكن وليد جنبلاط هاجم من سماهم جماعة الممانعة الفكرية العربية الذين يدينون جرائم إسرائيل ويمرون مرور الكرام على جرائم النظام السوري، وانتقد تحرك الماكرثية العربية فجأة لإدانة معلوف، وقال: في الصباح نكون وطنيين وفي المساء خونة.

وفي السياسة، فإن الصباح لريفي والمساء للحريري، الذي يستكمل طريقه نحو المحاسبة ونقد الذات، وربما يمر زعيم "المستقبل" بأكثر المراحل شفافية ومكاشفة وبلا حرج يؤدي مناسكه السياسية كمن يصلي أو يؤم بيت الله الحرام، أو كمعتمر تقي ورع. وقد وصل الحريري إلى زمن اختبر فيه أقرب الناس وأكثرهم زرقة، انصرف عنه المؤيدون عندما عز الصرف المالي، واكتشف أن سعد الحريري والدولار وجهان لعملة واحدة فعندما يغيب النقد يحضر التخلي عدا ونقدا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 11 حزيران 2016

السبت 11 حزيران 2016

النهار

بيّنت دراسة علميّة أن معظم الشركات اللبنانيّة والعاملة في لبنان غير راضٍ عن مستوى المتخرّجين الجامعيّين.

من المتوقّع أن يصبح أحد المصارف المرتبط بإيران من أكبر المصارف اللبنانية إذا لجأ إليه "حزب الله" بكل مؤسّساته وأفراده.

السفير

جرى تبادل توضيحات بين حاكم مصرف لبنان و "حزب الله"، في الساعات الأخيرة، ما أدى إلى تبريد الأجواء بين الجانبين، وترافق ذلك مع رفض الهيئة الخاصة في مصرف لبنان إقفال 7 ملفات بينها حسابات لوزراء ونواب حزبيين.

تردد أن أحد أبرز الموقوفين في قضية الإنترنت غير الشرعي كان على موعد مع ترقية قريبة جدا.

لم تتجاوز مقابلة وحيدة أجرتها مسؤولة أوروبية كبيرة مع وزير خليجي أكثر من 20 دقيقة.

المستقبل

يقال

إن التيّار "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" لم يتوافقا على مرشّحين مشتركين لرئاسة اتحادات البلديات في أكثر من قضاء مسيحي رغم خوضهما الانتخابات معاً في معظم قرى هذه المناطق.

اللواء

نُقل عن مرجع نيابي تكرار استيائه البالغ من قانون العقوبات الأميركية ضد لبنان!

كشف مصدر مطّلع أن جردة حساب سياسية خلال إفطارات رمضان يعقبها إجراءات تنظيمية في تيّار واسع في فترة ما بعد الفطر السعيد..

تركت الإنتخابات البلدية جفاءً بين حلفاء الأمس، حتى على مستوى التهاني بحلول رمضان المبارك؟!

الجمهورية

بدأ طرفان سياسيان تحالفا أخيراً في إعداد قوائم حصصهما في الإنتخابات النيابية المقبلة في خطوة إعتبرها نائب بيروتي بأنها تشبه إقتسام جلد الدب قبل اصطياده.

زار أحد السفراء منذ أيام رئيساً سابقاً للحكومة لأول مرة منذ مدة طويلة، موجهاً إليه دعوة لحضور إفطار تقيمه السفارة في 17 الشهر الحالي.

لاحظت أوساط أمنية أن موظفاً كبيراً قيل أنه موجود خارج لبنان للعلاج، لم يُغادر الأراضي اللبنانية وهو موجود في أحد المنازل، إلّا أنه أقفل كل خطوطه.

البناء

كشف سياسي مخضرم أنّ ما أعلنه الرئيس سعد الحريري أول أمس عن مراجعة ومكاشفة سيجريها بعد النتائج التي أظهرتها الانتخابات البلدية والاختيارية في مختلف المناطق التي يتواجد فيها تيار المستقبل، ليس سوى مقدّمة لـ"نفضة" مرتقبة داخل التيار، ستتمّ برعاية جهة سعودية معينة، وقد تناولت هذا الأمر وسائل الإعلام السعودية التي تنطق عادة باسم جهات رسمية، في حين فسّر التحرّك الأخير لبهاء الحريري على أنه رسالة مرمّزة تلقاها سعد من جهة سعودية أخرى…!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريفي: تعالي الفريق الآخر حرم المسيحيين والعلويين من التمثيل

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - اكد وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي أن "البعد السياسي لنتائج إنتخابات طرابلس البلدية لا يمكن إغفاله نهائيا"، ولفت إلى "وجود وسطاء خير بينه وبين الرئيس سعد الحريري، ويجب أن نلتقي على ثوابت الرئيس الشهيد رفيق الحريري". كلام ريفي جاء في مداخلة له عبر "صوت لبنان" 100,5 أعلن عبرها أنه تم تحديد موعد إنتخاب رئيس المجلس البلدي في طرابلس يوم الثلاثاء المقبل، بعد إثارته في وسائل الإعلام. وجدد ريفي تأكيده "أننا لسنا للبيع، ويجب أن نكون على مستوى الأمانة"، لافتا إلى أن "تعالي الفريق الآخر وعنجهيته هو الذي حرم المسيحيين والعلويين من تمثيلهم في مجلس طرابلس البلدي". وأوضح أنهم "حاولوا إستمالتنا عبر إتصالات قاموا بها مع عدد من أعضاء لائحة "قرار طرابلس"، كما تم عرض مبالغ من المال عليهم إلا أنهم جوبهوا بالصد، فأبناء المدينة ثابتون على مواقفهم وخياراتهم". وردا على سؤال عن لقائه بالسيد بهاء الحريري في فرنسا، قال ريفي: "تربطني علاقة ممتازة بأغلب أفراد عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتقيت بالسيد بهاء كما كنت ألتقيه في السابق".

 

بعد العودة لقناعة اجراء الاستحقاق ضمن سلة متكاملة بري يسعى لتكون جلسات طاولة الحوار مفتوحـــة

المركزية- تؤكد اوساط نيابية مطّلعة في قوى 8 اذار لـ"المركزية" ان الاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه داخلياً على الاقل، وجل ما يحكى عن طرق معبّدة وسجاد احمر وقرب ملء الشغور هو مجرد كلام واحلام من قبل الحالمين في شغل الكرسي الفارغ في القصر الجمهوري في بعبدا. ويرى الزوار وبحسب المرجع نفسه ان حظوظ ما يعرف بالمرشحين الاقوياء تراجعت كثيرا ان لم تكن سقطت نهائيا. وتعتبر ان المؤثرين في اجراء الاستحقاق من لبنانيين وعرب واجانب باتوا في هذه الاجواء، لا بل في هذه القناعة، وان المساعي على الخط الرئاسي اصبحت في طور التفتيش عن بدائل واسماء تحظى بتأييد الغالبية من الفرقاء والاطراف اللبنانية النيابية والسياسية وحتى الحزبية والدينية ،وان اتصالات تجرى بهذه القيادات والمراجع لاستمزاج الآراء وغربلتها، قبيل الوصول الى القناعات النهائية وطرح الاسماء الاكثر قبولا وتأييدا من قبل المكونات اللبنانية. ويضيف الزوار ان القيادات اللبنانية المعنية باتمام الاستحقاق الرئاسي، باتت في هذه الصورة المستجدة التي تتبلو اكثر فأكثر عبر المساعي الجارية على الخط الفرنسي الفاتيكاني ومن خلالهما على المستوى السعودي الايراني وان الاولوية في هذا السياق تؤكد على اتمام الاستحقاق الرئاسي قبل اي شيء آخر، وتعتبر ان الحديث عن اجراء الانتخابات النيابية وانجاز قانون الانتخاب لم يعد قابلا للصرف والاخذ به على محمل الجد. وان القول بحلول جانبية سواء عبر الاتفاق على صيغة قانون الانتخاب او شكل الحكومة ورئاستها او انشاء مجلس شيوخ، باتت مجرد طروحات فردية لا تجدي نفعاً في ظل المشكلات القائمة التي تخفي في طياتها مطالب غير معلنة لهذا الفريق او ذاك. وتضيف: ان الحديث عاد مجددا الى السلة الكاملة التي من شأنها ان تلحظ مطالب الاطراف المؤثرة في اتمام الاستحقاق ليشعر بالتالي عند اقرارها وتحقيقها كل فريق بالانتصار او بالوصول الى ما يتطلع اليه. وتتابع ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن خلال طاولة الحوار وما يندرج في اطارها وعلى جدولها من مطالبات وتطلعات، يسعى الى حصر البنود (المطالب) واستخلاصها ليصار الى وضعها على سكة الحل عندما يحين الوقت وتدق ساعة بلوغ الاستحقاق واتمامه عربيا واوروبيا. وانه في هذا الاطار سيسعى في جلسة 21 الجاري لتحويل اجتماعات طاولة الحوار الى مفتوحة او لتقريب زمن وفترات لقاءاتها كأن تجتمع اكثر من مرة في الشهر او حتى في الاسبوع، وذلك من اجل الوصول الى تفاهمات متكاملة يصار الى تضمينها سلة الحل التي تتوج بانتخاب رئيس جديد للجمهورية والتي سيكون وصول وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت اكثر المعنيين بها اثناء زيارته المرتقبة للبنان الشهر المقبل.

                                                                                                                            

"البلدية" في افطار المستقبل مساء والحريري يجمع قيادات 14 اذار

موجة رفض اسـتهداف سـلامة تواجه حـرب حـزب الله عليـه

الجميل "يستنبش" اسباب عدم اعتراض وزراء التيار على النفايـات

المركزية- لا رئاسة جمهورية في الافق ولا حياة برلمانية ولا مؤسسات دستورية فاعلة باستثناء مجلس الوزراء المترهل المستمر فقط بقوة دفع خارجي لمنع دخول الدولة في مدار الفراغ الشامل، في انتظار تظّهر المشهد الاقليمي وتسوياته التي لا تبدو بدورها في الافق المنظور، في ضوء ما يحيط بها من تعقيدات على اكثر من مستوى. وحده الكلام السياسي والملفات الشائكة يملآن الوقت الضائع ليشغلا الللبنانيين عن عجز قادتهم على انتشال دولتهم من هاوية الفراغ التي دفعوها عنوة اليها بفعل ارتهانهم الى الخارج.

افطار المستقبل: في الاثناء، تترقب الساحة جديد هذه المواقف في حفلات الافطار الرمضانية وابرزها غروب اليوم افطار مركزي لكوادر وقيادات تيار المستقبل يقيمه الرئيس سعد الحريري في البيال يلقي في خلاله كلمة يتناول فيها وفق معلومات "المركزية" تحديدا الانتخابات البلدية وحيثياتها ونتائجها وتداعياتها على مستوى العلاقة مع الحلفاء في قوى 14 اذار من جهة وعلى التيار من جهة ثانية. وفي المعلومات ايضا ان الحريري سينظم افطارا خلال شهر رمضان لقيادات ونواب ووزراء وفاعليات قوى 14 آذار بمشاركة كل قياداتها ويحدد خلاله ثوابته ورؤيته للتحالف ومصيره، بعدما تعرض لسلسلة انتكاسات خصوصا في ملف رئاسة الجمهورية واستحقاق الانتخابات البلدية.

المركزي والحزب: والانشغالات السياسية لم تحجب الضوء عن ملف القانون الاميركي لتجفيف الموارد المالية لحزب الله الذي صوّب بوصلة سهامه في اتجاه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سياسيا واعلاميا، اذ برز سيل مواقف رافضة التعرض للحاكم آخرها اليوم لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قال في تصريح "ليس من المنطق ابداً ان يقوم "حزب الله" بتحميل تبعات اعماله وافعاله لحاكمية مصرف لبنان والحكومة اللبنانية. فهل المطلوب ان يستمر اللبنانيون في دفع ثمن سياسات "حزب الله" الأحادية التي لم يكونوا يوما موافقين عليها؟ ولفت الى ان "المعني الأول والأخير بدحر الخطر الذي يُحدق بالاقتصاد اللبناني في هذه الحالة بالذات، ليس حاكم مصرف لبنان ولا الحكومة اللبنانية العاجزة، إنما "حزب الله" من خلال تغيير جذري في سياساته الداخلية والخارجية بما يتناسب مع مصالح اللبنانيين كافة ومن ضمنهم جمهوره بالذات".

الجميل ومواجهة النفايات: من جهة ثانية، وفي خطوة بارزة في اعقاب انسحاب وزراء حزب الكتائب من جلسة مجلس الوزراء امس الاول على خلفية ملف النفايات ، زار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في دارته في الرابية ، وأطلعه وفق المعلومات على خريطة مشروع ردم النفايات على طول ساحل جبل لبنان، مستغرباً عدم رفض إقرار المشروع من قبل وزراء التيار وتعطيله الى جانب وزراء الكتائب على رغم اعتراضهم القوي عليه، لان اي قرار يعترض عليه مكونان ممكن تعطيله. وافادت المعلومات "المركزية" ان الجميل تساءل عما اذا كان من قطبة مخفية وارتباط ما بين ملفي النفايات وسد جنة. وقد بدأ الحزب حملة منظمة لتصعيد الموقف بهدف منع السير بالمشروع الذي من شأنه تغيير هوية المنطقة وتدمير بيئته، وللغاية يجول الجميل على القيادات السياسية والروحية المعنية وقد زار امس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة على ان يزور قريبا بكركي للغاية نفسها.

مجلس الوزراء: في مجال غير بعيد، عممت الامانة العامة لمجلس الوزراء جدول اعمال جلسة تعقد قبل ظهر الخميس المقبل ، ووصفه احد الوزراء لـ"المركزية" بالمختصر وبنوده لا تتعدى الخمسين. واكدت ان موضوع سد جنة لن يطرح مجددا الا بعد التوصل الى تفاهم سياسي في شأنه، بحيث يخصص له الرئيس تمام سلام آنذاك جلسة خاصة ، لانه لن يسمح بان يعطل الخلاف في شأنه عمل المجلس.

"منتدى اوسلو": من جهة اخرى، يواصل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته الخارجية على عددٍ من الدول الاوروبية حاملاً "همّ" استمرار الازمة السورية وتداعياتها على لبنان، من حيث اعداد النازحين وخطر الارهاب. وعلمت "المركزية" ان "باسيل ينتقل الثلثاء المقبل الى العاصمة النروجية لتمثيل لبنان في "منتدى اوسلو" الذي يعقد الثلثاء والاربعاء المقبلين بمشاركة عدد كبير من المسؤولين من دول كبرى الى جانب وسطاء في النزاعات وعمليات السلام من دول العالم. وستكون له مداخلة في المنتدى يُشدد فيها على ضرورة دعم لبنان في تحمّل تداعيات الحرب السورية ومواجهة الارهاب المتطرف، وتحمّل اعباء الوضع المستجد في ايواء مليوني نازح سوري على ارضه". وفي الاطار، رجّح مصدر دبلوماسي لـ "المركزية" ان يعقد على هامش المنتدى "لقاء سريع" يجمع وزير الخارجية الاميركي جون كيري وباسيل يؤكد فيه المسؤول الاميركي على التزام بلاده دعم الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب".

ريتشارد في بيروت: على خط آخر، توقعت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان تصل السفيرة الاميركية الجديدة المعينة في لبنان اليزابيت ريتشارد الى بيروت نهاية الجاري، بعدما وقّع الرئيس باراك اوباما قرار تعيينها اثر الموافقة عليه في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس.

كأس الامم الاوروبية: وفي جديد مسلسل تقاعس الدولة عن واجباتها تجاه مواطنيها، يتخوف اللبنانيون من امكان حرمانهم "نعمة" متابعة مباريات كأس الامم الاوروبية التي افتتحت امس وتنتهي في 10 تموز المقبل، ما لم تتدارك الحكومة الموضوع، بعد ان عمد موزعو اصحاب "الكابل" الى "تشفير" قناة "بي ان سبورتس" الناقل الحصري للمباريات. وفي السياق، اكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلّب حنّاوي عبر "المركزية" انه "سيتابع الموضوع مع المعنيين لتسريع الملف قبل طرحه في اول جلسة لمجلس الوزراء". من جهته، اكد رئيس مجلس ادارة مدير عام تلفزيون لبنان طلال المقدسي لـ "المركزية" ان "تلفزيون لبنان مستعد لنقل المباريات، وجاهز تقنياً وفنياً لبدأ البث مباشرة فور تلقيه الطلب، لكنه بانتظار الايعاز ببدء البثّ من الحكومة اللبنانية ووزارة الاعلام".

قتلى ايرانيين: في المقلب الاقليمي، سجّل المشهد السوري تطورات بارزة مع اشتداد الحصار على التنظيمات الجهادية حيث باتت "داعش" مطوقة بالكامل في الرقّة ، بعدما حاصرت قوات "سوريا الديموقراطية "مدينة منبج وقطعت آخر طرقها مع الحدود التركية في منطقة الباب ابرز معقل للجهاديين ولم يعد للتنظيم من منافذ الى الخارج. في المقابل، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل اثنين من قوات الحرس الثوري خلال مواجهات مسلحة في سوريا، في حين كشفت وكالة "ايسنا" الإيرانيّة عن مقتل المستشار العسكريّ علي بورابراهيمي. وكان تفجيران متزامنان هزا منطقة السيدة زينب في ريف دمشق تبناهما لاحقا "داعش" ، الأول عبر سيارة مفخخة والثاني بدراجة نارية اديا الى مقتل 20 شخصا وجرح نحو 15. وتوازيا وفي موقف لافت اعتبر رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، "ان وجودنا العسكري في العراق وسوريا يستند إلى وحي من الله لمرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي".

 

النزوح السوري محطّ متابعة حثيثة رغم زحمة الملفـات السياسية/ورقة لبنانية جديدة قيد الاعداد تنظّّمه وتتصدى لأي إجراء توطيني

المركزية- اذا كانت قضية النزوح السوري الى لبنان تراجعت من دائرة الضوء في الاسابيع الماضية، بعد أن كانت تصدرت الاهتمام المحلي في أعقاب الكشف عن مضمون التقرير "الشهير" للامين العام للامم المتحدة الذي دعا فيه الدول الى اتخاذ اجراءات تساعد اللاجئين على الاندماج في البلدان التي تستضيفهم، الا ان هذا الملف لا يزال محط متابعة رسمية، رغم زحمة الملفات السياسية المطروحة على بساط البحث، وذلك وفق قاعدة واضحة أجمع عليها الافرقاء السياسيون، تقوم على رفض التوطين العلني او المبطن والتصدي لأي تدابير قد تفضي اليه. وفي السياق، حضر همّ "النزوح" على طاولة اللجنة الوزارية المكلفة متابعته الثلثاء الماضي في اجتماع عقد في السراي برئاسة رئيس الحكومة تمّام سلام وحضور وزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، والعمل سجعان قزّي. وأشارت مصادر اللجنة لـ"المركزية" الى ان العمل جار حاليا على إعداد ورقة لبنانية جديدة ستخرج بسلسلة تدابير إضافية من شأنها مواجهة أي خطوات تساعد في اطالة أمد النزوح أو تشجّع السوريين على البقاء في الاماكن التي نزحوا اليها بما قد يمهّد لتوطينهم لاحقا، كما تعيد وضع النقاط على الحروف في موضوع استباحة هؤلاء لسوق العمل اللبناني ومضاربتهم اليد العاملة المحلية. وفي حين رفضت الاعلان عن طبيعة هذه الإجراءات قبيل الانتهاء من اعداد الورقة العتيدة، أكدت المصادر ان اللجنة متناغمة في أعمالها وثمة وعي لخطورة التوطين وتداعياته وسط إجماع لافت على رفضه.والى جانب العمل الرسمي على خط التوطين، تعكف أكثر من منظمة سياسية وغير سياسية لبنانية على متابعة القضية. ففي وقت تعدّ الرابطة المارونية لمؤتمر وطني في مطلع أيلول المقبل ستخصص مناقشاته لبحث مسألة النزوح ومتفرعاته واصدار مذكرة واوراق عمل ترسل الى الامم المتحدة قبل أسبوعين من موعد انعقاد المؤتمر الدولي للبحث في مصير اللاجئين المقرر في 19 ايلول المقبل في الامم المتحدة، رفع "لقاء الجمهورية" في الاسابيع الماضية مذكرة الى الرئيس سلام طالبه فيها بانشاء "هيئة وطنية للنازحين السوريين" تشكل من القطاعين العام والخاص وتكون عابرة للطوائف، تتولى معالجة هذا الملف الذي بات يشكل خطرا داهما على أن تعطى الهيئة صلاحيات وسلطة تخولها التواصل مع الجهات المعنية محليا وخارجيا، بما يُخرج القضية من اطار المؤسسات الضيق الى مستوى الملف الوطني بامتياز. في الانتظار، ترى مصادر نيابية في معرض قراءتها للسبل الأنجع للتعاطي مع واقع النزوح، ان معالجة الملف يجب ان ترتكز الى الثوابت الآتية: التشدد في ضبط الحدود، تنظيم الوجود السوري ووقف انتشار المخيمات العشوائية، وضع مشروع توزيع للمخيمات على المناطق وفق خطة امنية واضحة، تحفيز النازحين على العودة الى ديارهم والتشدد في مراقبتهم ووقف التسهيلات في انجاز معاملاتهم وفي اعطائهم رخص عمل، وضع اجندة لتنظيم العودة، والتواصل مع الاردن وتركيا والامم المتحدة للمساعدة في هذا المجال.

                                                                                                                            

الارهاب وعبء النازحين في مداخلة لباسيل في "منتدى اوسلو" و"لقـاء ســـريع" قد يجمعـه بكيـري علـــى الهامـش

المركزية- ينتقل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من الدانمارك التي يزورها اليوم ضمن جولة اسكندينافية الى العاصمة النروجية لتمثيل لبنان في "منتدى اوسلو" الذي يعقد الثلثاء والاربعاء المقبلين بمشاركة عدد كبير من المسؤولين من دول كبرى الى جانب وسطاء في النزاعات وعمليات السلام من دول العالم، وذلك لتبادل الخبرات في صنع السلام في مناطق النزاع بدعوة من الخارجية النروجية ومركز "الحوار الانساني" الذي يعتبر من ابرز المنظمات العاملة في مجال الوساطة في الصراعات المسلّحة. وسيُلقي المنتدى الضوء على مسار مفاوضات السلام متناولا النزاع في الشرق الاوسط لا سيما الصراع العربي- الاسرائيلي والازمة السورية، كما الصراع في اليمن واوضاع ليبيا. ومن ابرز المشاركين في المنتدى، وزير الخارجية الاميركي جون كيري، نائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون، مسؤولة السياسة الخارجية والامن المشترك في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الرئيسة السويسرية السابقة والمدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية فاتو بن سودا اضافةً الى وزراء خارجية لبنان وكينيا ومونغوليا ونيو زيلندا. وفي السياق، علمت "المركزية" انه "ستكون لباسيل مداخلة في المنتدى يُشدد فيها على ضرورة دعم لبنان في تحمّل تداعيات الحرب السورية ومواجهة الارهاب المتطرف، وتحمّل اعباء الوضع المستجد في ايواء مليوني نازح سوري على ارضه".وفي الاطار، رجّح مصدر دبلوماسي لـ "المركزية" ان يعقد على هامش المنتدى "لقاء سريع" يجمع وزير الخارجية الاميركي جون كيري وباسيل، يؤكد فيه المسؤول الاميركي التزام بلاده دعم الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب".

 

التيار يستعد لـ"النيابية" بمؤتمر عام في الخريف وباسيل يحدد آليتـي الترشـح والمحاسبـــة

المركزية- بعدما كان أحد أشرس المعارضين للتمديدين النيابيين، بدأ التيار الوطني الحر يعد العدة لخوض غمار الاستحقاق النيابي على المستويين التنطيمي والسياسي. ففي وقت ينخرط نواب ووزراء التيار بقوة في عملية تحضير القانون الانتخابي الجديد في مطابخ اللجان المشتركة، في محاولة لبلوغ هدفه في سن قانون انتخابي قائم على النسبية يؤمن تمثيلا منصفا للمسيحيين ويحفظ لهم ما يسميها العونيون "الحقوق والشراكة"، أطلق وزير الخارجية جبران باسيل الورشة الانتخابية العونية الداخلية بإصداره تعميما حزبيا يفصّل عملية اختيار مرشحي التيار لانتخابات العام المقبل، من دون أن ينسى تعميما آخر يفنّد آلية المحاسبة والمساءلة الحزبية، التي تندرج في إطار "مأسسة التيار"، وهي مشروع باسيل الأساسي خلال "عهده الحزبي، عشية انطلاق التحضيرات للمؤتمر العام الاستثنائي في الخريف المقبل.

وفي السياق، أوضحت مصادر في التيار الوطني الحر لـ "المركزية" أن "نظامنا الداخلي ينص على آلية محددة لاختيار المرشحين للانتخابات، التي تتم على مراحل عدة. المرحلة الأولى تعنى بالملتزمين والمؤيدين على طريقة "رجل واحد صوت واحد". وقد أصدر باسيل التعميم لتذكير المعنيين بالنظام المعتمد لاختيار "مرشحين محتملين". في المرحلة الثانية، يجري التيار استطلاعا خارجيا على مستوى الدوائر الانتخابية لتصنيف المرشحين المحتملين وفقاً لترتيب معين، قبل الوصول إلى المرحلة النهائية حيث يتم اختيار المرشحين بشكل نهائي، وفقا للتحالفات السياسية للتيار".

وفي ما يتعلق بالتعميم الخاص بآلية المحاسبة الحزبية، أشارت المصادر إلى أن "هيئة التحكيم في التيار حددت درجات المحاسبة للمحازبين وفقا للمخالفات المرتكبة. وهناك مروحة واسعة من الخيارات لأن الأمر ليس عشوائيا، بل تنظيمي بامتياز".

وفيما التيار منشغل بترتيب بيته الداخلي، يكثر الكلام عن أنه يتحول الى مؤسسة، فيما المؤسسات الدستورية والسياسية معطلة، في وقت يضعه كثيرون في قفص الاتهام في هذا المجال ، تؤكد المصادر أن "لا تناقض بين الأمرين. ومن يحاول استهدافنا يصورنا السبب في الوضع الذي وصلنا إليه. لكن الحال أن ألمنا بلغ من العمر 26 عاما. نحن سياديون وأحرار ولا نأتمر بأوامر احد، بل إن قرارنا ينبع من نفسنا على عكس الآخرين"، مشددة على أن "لا يمكننا الاستهتار بالشراكة بعد اليوم، ونعتبر أننا نعيش في فراغ منذ 26 عاما، لا منذ سنتين. لذلك نحاول الاصلاح بناء على قواعد وأصول تبدأ بقانون انتخابي جديد".

على صعيد آخر، وتعليقا على ما حكي عن ليونة عونية تجاه تيار المستقبل على وقع التطورات الرئاسية الأخيرة، أعلنت المصادر العونية "أننا لا نريد اقصاء الرئيس الحريري، بل نريده شريكا ونطالبه برد الحقوق إلى أصحابها، وتحديدا مع المكون المسيحي. منذ عامين يراهن الآخرون على تغيرات خارجية. نحن مستمرون في تعزيز مواقعنا، فيما هم في حال من الانحدار والتراجع، علما أننا لا نزال نتبع الاسلوب الديموقراطي ضمن القانون والدستور والمؤسسات، في وقت كان هذا المشهد كفيلا بإشعال ثورة شعبية في أي بلد آخر في العالم".

وفي مقابل الكلام عن انفتاح عوني على الخصوم السياسيين من بوابة الرئاسة، تطرح تساؤلات عن موقف التيار من استهداف حليفه الأساسي حزب الله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد دخول الاجراءات الأميركية الأخيرة حيز التنفيذ. وهنا تتساءل المصادر العونية: "هل ان حزب الله أراد شن هجوم على مصرف لبنان، أم أن هذا الأخير يطبق قانونا أصدرته الادارة الأميركية؟ السهام الأميركية موجهة إلى الحزب للتضييق عليه ماليا. وقد يصل الأمر إلى حد تجميد رواتب النواب اذا طلبت الادارة الأميركية ذلك من مصرف لبنان، ما يجعله فرعا من مصرف الولايات المتحدة، لكننا لا نلومه لأنه ينفذ قرارا أميركيا، ولا خيار أمامه فيما الدول الكبرى تخضع للقوانين الأميركية. لكن حزب الله لا يمكنه التصفيق لقرارات المصرف المضطر لتنفيذ القرارات الدولية في مقابل عقوبات لا يستطيع تحملها. كل هذا يجعلنا تقول إن المصرف والحزب يقفان سويا في موقع ضحية من يريد استهداف المقاومة المحقة في الدفاع عن نفسها".

 

العربي الجديد : خيارات سعد الحريري... انتخاب عون أو المعارضة لاستعادة الجمهور

السبت 11 حزيران 2016/وطنية - كتبت صحيفة " العربي الجديد " تقول : لم يعد سراً وجود فريق داخل تيار المستقبل (بزعامة النائب سعد الحريري) يدفع تجاه تبنّي ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب ميشال عون، لرئاسة الجمهورية. هذا الفريق يملك مواقع قوة أساسيّة داخل تيار المستقبل، ومن الدعاة لهذا الخيار مستشارون مقربون من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. بعد نحو أسبوعين على انتهاء الانتخابات البلدية، يبدو أن وجهات النظر في تيار المستقبل تتباعد لجهة استخلاص نتائج هذه الانتخابات. ففي حين سارع وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى تحميل السياسة السعودية مسؤولية الأخطاء التي أدت إلى تراجع شعبيّة "المستقبل"، يفضل مسؤولون آخرون في التيار الكلام في الجلسات المغلقة، بانتظار إعلان الحريري موقفه النهائي خلال خطابات سيلقيها في إفطارات رمضانية. ينقل مسؤولون في "المستقبل" عن المشنوق اعتباره أن ما قاله يهدف لتحريك "المياه السياسية الراكدة"، وعلى الرغم من ردة الفعل السعودية الحادة تجاهه، يرى المشنوق أن المجال لا يزال مفتوحاً لقراءة سعودية إيجابية للموقف. مقابل موقف المشنوق هذا، يبدو أن عدداً لا بأس به من نواب تيار المستقبل، لا يرى الأفق ورديّاً. بدأت أصوات هؤلاء ترتفع سلباً تجاه الحلقة الضيقة حول الحريري، إذ يعتبرون أن بعض أفراد هذه الحلقة تُحرّكهم المصالح الشخصية على صعيد الصفقات. ويحدد هؤلاء ثلاثة خيارات يمكن للحريري اعتماد أحدها، ويلفتون إلى النقاط الإيجابية والسلبية لهذه الخيارات. الخيار الأول، هو أن يستمر الحريري بالسياسة التي اعتمدها منذ أن قرر المشاركة في حكومة الرئيس تمام سلام إلى جانب حزب الله (2014)، والتي تلاها عقد جلسات الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل. يعتقد هؤلاء، ومنهم نواب في كتلة المستقبل، أن هذا الخيار سيؤدي إلى استمرار الانهيار في شعبية الحريري، وستكثر التجارب المشابهة لتجربة وزير العدل المستقيل أشرف ريفي. كما يشيرون إلى أن تجربتَي الحكومة والحوار يمكن وصفهما بـ"السيئتَين". ففي الحكومة، يُحاسَب "المستقبل" على أنه شريك فعلي، خصوصاً أن رئيس الحكومة من فريقه. "عملياً، لم يعد يستطيع رئيس الحكومة اتخاذ أي قرار حتى في الهيئات التابعة له. فمثلاً يقرر سلام دفع تعويضات عبر الهيئة العليا للإغاثة، لكن وزارة المالية توقف صرف هذه التعويضات"، يقول أحد النواب. وتكثر الأمثلة حول هذا الأمر في صفوف المستقبليين. وفي ما يخصّ الحوار مع حزب الله، يرى هؤلاء أنه لم يحقّق الحد الأدنى من أهدافه، وهو تعطيل "سرايا المقاومة" (تابعة لحزب الله). "لذلك، فإن الاستمرار في السير بالسياسة الحالية لتيار المستقبل، ستكون نتائجه كارثية، لكن ليس بشكلٍ سريع. بل إن التآكل سيستمر بالوتيرة السابقة، لكن قد نصل للانتخابات النيابيّة بعد عام، ولا يستطيع تيار المستقبل الحفاظ على نصف كتلته النيابية"، يقول هذا النائب. أمّا الخيار الثاني، فهو أن يذهب الحريري بالتسوية السياسية مع حزب الله إلى النهاية، عبر انتخاب عون رئيساً للجمهورية. وبذلك، سيصطدم الحريري بعقبة أساسية، وهي أن عدداً من نوابه سيرفضون التصويت لعون. بالتالي، سيكون أمام خيار من اثنين، إما الصدام مع عدد من النواب مثل رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وكل من النواب معين المرعبي، وجمال الجراح، وأحمد فتفت، وآخرين، أو إعطاء النواب حرية الاختيار.

في حال سار الحريري بانتخاب عون، "فهذا سيعني أنه يريد العودة إلى رئاسة الحكومة، وسيقبل به الفريق الآخر، لكن سيستنزفونه في الحكومة ليخرج منها أضعف مما دخل إليها"، على حدّ قول مسؤول في "المستقبل" عاصر تجربة الحريري في الحكومة بعد انتخابات عام 2009 النيابيّة. ويعتبر أن "وجود الحريري في الحكومة، لن يكون محط ترحيب كبير في دول الخليج". ووفقاً لنائب في تيار المستقبل، "سيؤدي هذا الأمر إلى تراجع حاد في شعبية الحريري. فالانتخابات البلديّة أكدت لنا أن ناخبينا لا يؤيدون هكذا تسويات". ويضيف أن النواب الحاليين لن يقفوا ويشاهدوا شرعيتهم تتراجع ومؤيديهم يبتعدون عنهم، بل سيتصرفون، وهو ما يعني صدامهم مع الحريري تدريجياً. ويقول المؤيدون لهذا الخيار في تيار المستقبل، إن موافقة الحريري على انتخاب عون سيؤكّد للجميع أنه لا يُعطّل انتخاب رئيس للجمهورية، وأنه يؤيّد التوافق المسيحي. ويُعبّر بعض هؤلاء عن قناعتهم بأن لا مصلحة لحزب الله بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو بالتالي سيُعيق انتخاب عون، ما سيؤدي إلى "خلق شرخ كبير بين عون وحزب الله"، بحسب أحد مؤيدي انتخاب عون في تيار المستقبل. أما الخيار الثالث فيدعمه فريق واسع في تيار المستقبل، ويحظى بغطاء سعودي، وهو أن يذهب الحريري باتجاه المعارضة. يقول أحد السياسيين في فريق الحريري ممن عملوا مع الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري، إن هذا الخيار سيسمح للحريري بتحقيق سلسلة مكاسب، أهمها استعادة العلاقة مع جمهوره. لكنّه يضيف أن خيار المعارضة سيؤدي إلى إبعاد "الطُفيْليين" عن الحريري، الذين لن يجدوا الكثير من المنافع، خصوصاً أن الوضع المالي للحريري نفسه ليس في أفضل أحواله.

ويلفت إلى أن التواجد في المعارضة سيترك هامشاً واسعاً للحريري للتحرك سياسياً وشعبياً، وسيجعل أي حكومة تحظى بغطاء حزب الله المباشر، وهو ما سيُحمّل الحزب مسؤولية الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والخيارات السياسية، خصوصاً "أننا لا نستطيع تمرير أي شيء من خياراتنا في الحكومة الحالية"، يقول أحد المستقبليين. التنازلات التي قدمها الحريري في حكومة سلام لحزب الله لم تستطع حكومة نجيب ميقاتي تأمين جزء يسير منها، بسبب وجود الحريري خارجها. لذلك يعتقد هذا المسؤول المستقبلي أن الوجود خارج الحكم لمرحلة من الزمن سيُجبر حزب الله على إعادة النظر في سياسته المحليّة، كما سيسحب من التداول الشعار الذي تم تكريسه بأن الحريري يُصادر صلاحيات المسيحيين في لبنان. ويلفت هذا المسؤول إلى أن هذا الأمر سيُعيد خلق حالة تفاهم مع المجموعات الشبابية التي كانت في صفوف فريق 14 آذار، وتقود اليوم الحركة الاعتراضية على أداء الحكومة والطبقة السياسية، "ويمكن، بالتالي، للحريري أن يُحيّد نفسه عن الصراع مع المجتمع المدني". ويذهب أحد النواب إلى الدعوة للاستقالة من الحكومة الحالية، والتمسك بانتخاب رئيس للجمهوريّة لإعادة الحياة السياسية إلى مسارها الطبيعي وتحميل حزب الله مسؤوليّة أي تعطيل لها. لكن لا يبدو أن الحريري يؤيّد هذا الخيار، على الأقل هذا ما يوحي به رده على أصحاب هذه الفكرة خلال إحدى جلسات النقاش، إذ لفت الحريري إلى أن "سنّة سورية أخذوا خيار المعارضة لحده الأقصى، فما الذي فعلته لهم السعودية؟"، كما ينقل أحد النواب عنه. تتسارع الأحداث داخل البيت المستقبلي، ويبدو أن على الحريري الحسم، بشكلٍ سريع، لمنع ازدياد ظاهرة الأجنحة داخل التيار، أو لرفع سقفه حتى تبقى هذه الأجنحة تحته.

 

أبو فاعور: الأمور في سوريا تتجه إلى جولة عنف جديدة وسيزداد عدد النازحين والضغوطات على لبنان شعبا ودولة واقتصادا ونظاما صحيا

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - تفقد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور يرافقه السفير اليوناني تيودور باساس وعضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أنطوان سعد، مستشفى خربة قنافار في البقاع الغربي، حيث كان في استقبالهم أعضاء لجنة المستشفى والموظفون والطواقم الطبية والتمريضية، وكيل داخلية الحزب "التقدمي الاشتراكي" رباح القاضي وفريق من وزارة الصحة. وجال أبو فاعور في مركز العناية والاقسام الجديدة في المستشفى، وقسم سحب الدم، وعاد غرف المرضى، مطلعا على اوضاعهم، واطمأن الى صحة طفلة عمرها خمسة اشهر تعاني من تقوس في الرجلين.

باساس

وأكد السفير اليوناني في كلمة ألقاها "وقوف دولة اليونان الى جانب لبنان واستمرارها في دعم النظام الصحي فيه"، مقدرا "الجهود الكبيرة والنجاحات التي يحققها الوزير أبو فاعور ووزارة الصحة"، معربا عن "اعجابه بلبنان وشعبه".

ابو فاعور

وتوجه أبو فاعور في مستهل كلمته بالشكر إلى الحكومة اليونانية على "هبتها السخية للمستشفى"، وقال: "نحن كدولة، من واجبنا ان نقنع اهالي هذه المناطق بانها ما زالت قابلة للحياة، بتامين فرصة العلم والعمل والرعاية الصحية، لذلك كان هذا المستشفى الذي نأمل في وقت قريب جدا اي قبل شهر ونصف، ان يصل الى طاقته الاستيعابية الكاملة، ويتم تأمين بعض التجهيزات التي نحن بحاجة اليها". أضاف "في الحد الادنى اصبح هناك مستشفى، واذا حصل اي حادث او اي امر طارئ في هذه المنطقة، فالمستشفى مستعد وجاهز لاستقبالها". وفي الشأن السوري، رأى ان "الامور في سوريا تتجه الى جولة جديدة من الصراع والعنف، التي سيراق فيها الكثير من دماء الشعب السوري، في ظل غفلة دولية مقصودة، كي يترك النظام السوري يقوم بما يقوم به"، متوقعا ان "يزداد عدد النازحين السوريين الى لبنان، وان تأتي افواج جديدة منهم، وان تزداد الضغوطات على الشعب اللبناني وعلى الدولة والاقتصاد وعلى نظامنا الصحي".

ولفت إلى أن "الدولة مطالبة بالاسراع في انجاز باقي المستشفيات، فمستشفى الخربة تم افتتاحه، ونعمل على افتتاح مستشفى مشغرة، ومستشفى التركي في صيدا، الذي كان للدولة اليونانية تقدمة كريمة فيه، أما مستشفى شبعا فسنصل الى صيغة ما قريبة لافتتاحه، ونحن بحاجة الى مستشفى الحبتور في عكار والى مزيد من المستشفيات، لكي يبقى النظام الصحي قادرا على احتمال هذه الضغوطات".

 

بري التقى وفد الجماعة الاسلامية ووديع الخازن: للتوصل سريعا الى قانون جديد للانتخابات

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم في عين التينة، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء الرئيس بري، حيث تداولنا في الاوضاع الداخلية والتطورات الاقليمية المتسارعة. ورأى الرئيس في النتائج البلدية والاختيارية، بداية تحول في المزاج الشعبي، نتيجة التراخي في الاستجابة لمتطلبات المرحلة، وأخذ حاجات المواطن بعين المسؤولية والاعتبار". أضاف الخازن: "اعتبر بري، ان مجرد التفكير بالعودة الى قانون الستين، هو بمثابة تمديد جديد للتمديد القائم، محذرا من عدم التوصل سريعا الى تفاهم حول قانون انتخابي يرضى به اكثرية اللبنانيين". وتابع: "قال الرئيس بري "لقد حذرت وأنذرت من انتفاضة شعبية على عقم المحاولات الايلة الى الحفاظ على الستاتيكو القديم من دون الاخذ بمتبدلات الاجيال، وانه لا بد من انتفاضة استباقية من موقعي، لئلا تقع الواقعة والوقيعة بين الدولة والناس". وكان الرأي متفقا على اهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي، الذي هو حق ميثاقي ودستوري، قبل ان تدهمنا الاستحقاقات الاقليمية والدولية، وتفلت الفرصة الاخيرة من أيدي المؤثرين في اعادة الجميع الى رشدهم ووجدانهم الوطني المتعالي عن الذات".

وأكد الخازن أن "الرئيس بري فتح كل الابواب، مقدما مصلحة الوطن على كل شيء آخر، ولا يجوز ان نزايد على بعضنا بالشروط والشروط المضادة، بل يجب المباشرة في البحث عن حل شامل يأخذ في الاعتبار رؤية المواطن، ومراعين السلة الكاملة التي طرحها الرئيس، والتي تشكل أثمن فرصة يمكن ان توصل الى حلول لكل المشاكل التي نتخبط بها"، مشددا على انه "لم يعد هناك مجال للمناورة، وآن للقيادات اللبنانية ان تفهم ان التعاطي مع القضايا المطروحة لا يجوز ان ينزلق الى الساحات، لئلا يصطاد فيها اعداء السلم الاهلي، لان مصير صيغة لبنان الفريدة يتوقف على اتفاق يفضي الى حل كل العقد العالقة".

وختم: "كانت مناسبة لتهنئة الرئيس بري بحلول شهر رمضان المبارك"، راجيا أن "يكون حاملا فرصة التأمل للخروج من الازمات التي نتخبط بها"، ومتمنيا للرئيس "دوام الصحة والعمر المديد".

واستقبل بري بعد الظهر، وفد "الجماعة الاسلامية" برئاسة امينها العام عزام الايوبي، وعضوية رئيس المكتب السياسي اسعد هرموش والنائب عماد الحوت.

وقال هرموش باسم الوفد: "قدمنا للرئيس المباركة بشهر رمضان، وانتقلنا الى تقليب مواجع الانتخابات البلدية، حيث اظهر هذا الانجاز الديموقراطي الحر مساوئ الطبقة السياسية والعجز الحاصل على مستوى الاداء في الخدمات وفي الانماء وعلى كافة المستويات التي حركت الناس للاعتراض في كل لبنان على هذا التراكم التاريخي في الواقع السياسي اللبناني، وتمظهر بعجز النظام اللبناني على انتاج نفسه من جديد".

وأضاف: "نحن نعول كثيرا على دور الرئيس بري الوطني الكبير في اعادة اطلاق مخارج الحلول عبر هيئة الحوار الوطني سواء من خلال العودة الى ما يسمى بالنسبية الكاملة او بالنظام المختلط او بالنسبية على اساس الدوائر ال 13، او بالدعوة فورا وفق القانون الحالي على ان يكون هناك تعهدا بانتخاب رئيس الجمهورية"، لافتا إلى أن "كل الاجواء تشير الى ان كل القوى السياسية باتت على قناعة بأنه يجب الخروج من هذا الواقع المأساوي".

كما استقبل الرئيس بري الدكتور احمد خواجة، الذي جرى تكريمه مؤخرا في الجامعة اللبنانية - الاميركية للانجازات التي حققها حول تطوير المكننة البنكية، ورئيس جمعية "خرجي الجامعة اللبنانية - الاميركية" في دبي سعد الزين.

 

  كنعان: اتفاق معراب مقدس وصلب ومؤشرات لملء الشغور الرئاسي

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - رأى امين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان، "ان الجيش اللبناني اثبت خلال السنوات الاخيرة صلابة وقدرة وثبات في المعركة ضد الارهاب، فلبنان اكثر بلد استطاع ان يواجه هذه المنظومة الارهابية"، داعيا الى "العمل الجدي لدعم الجيش وعدم الاتكال على الهبات والوعود بل الاتكال على انفسنا وإعطاء تجهيز الجيش حيزا من الموازنات". وردا على سؤال حول اتفاق معراب، قال كنعان: "ان الاتفاق بين المسيحيين مقدس فالخروج من الوضع الذي يعيشه اللبنانيون من خلال رؤية مسيحية توصل الى تفاهم وطني مشترك، اما في السياسة والقانون فهو صلب يتخطى الاستحقاقات الانية، فالاتفاق لا يشكل حالة ثنائية بل جسر عبور لجميع المسيحيين لاخراجهم من الواقع الذي عاشوه بعد الطائف وما رافقه من خروج على الميثاق خلال ستة وعشرين سنة كما انه استراتيجي لا يتوقف على نجاح في بلدية او اختلاف على بند ومن الطبيعي ان يمر بطلعات ونزلات ولكن لا عودة الى الوراء". وعن الانتخابات الرئاسية، اعتبر انه "مما لا شك فيه ان هناك مؤشرات ومحاولات لملء الشغور الذي بدأ منذ سنتين وذلك من خلال الانفتاح الذي يحصل على سائر القوى" لافتا الى "ان الاتفاق بين الافرقاء اصبح ملزما للبنان ويبدو ان هناك تقاطعا في الموضوع السياسي داخليا وخارجيا والحل يبدأ رئاسيا وقد تكون الانتخابات الاميركية واحدة من المؤشرات في الاستحقاق الرئاسي ولكنها ليست الوحيدة". وأكد "ان حزب الله مؤيد للعماد ميشال عون وموقفه في هذا الاتجاه ثابت منذ اكثر من سنتين"، مضيفا "علينا الا نتكهن ونقوم بواجباتنا". وحول قانون الانتخاب، قال: "نحن مع القوات اللبنانية مبادرون وسنواجه اي محاولة لابقائنا تحت سيف الستين، ولن نقبل بهذا الوضع كأمر واقع لأننا لن نتنازل عن حقوقنا الدستورية والميثاقية"، لافتا إلى اننا "مع النسبية الكاملة لانها تؤمن عدالة التمثيل للجميع ونحن نبحث الصيغ المختلطة مع سائر الكتل لاسيما حزب القوات اللبنانية"، مضيفا "اذا لم يقم المستقبل بخطوة الى الامام للوصول الى قانون يؤمن صحة التمثيل يكون بذلك معرقلا لاستعادة اللبنانيين لحقوقهم". وحول موضوع النازحين، قال كنعان: "لا احد يستطيع ان يزايد علينا انسانيا، فنحن قمنا بواجباتنا ولكن تطبيع الوضع امر مرفوض وقد يطول الوضع في سوريا" داعيا المجتمع الدولي كما الدول المحيطة بلبنان "لتحمل المسؤولية"، مشيرا الى "ان عودة السوريين الى بلادهم اصبحت ممكنة". وردا على سؤال حول موقف الرئيس سعد الحريري، رأى "الا احد يملك الحقيقة كاملة"، داعيا اياه "للسعي لرؤية وطنية مشتركة لانه بموقفنا كلنا نستطيع ان نحرز الفرق كما دعا الى تفاهم وطني كبير خارج اطار الشعارات التي تعودنا عليها وهذا قد يكون ممكنا ومتاحا". وعن العقوبات الاميركية على حزب الله، اعتبر "ان هناك ملفات حساسة ولها مصلحة وطنية عليا يجب ان تبقى بعيدة من التجاذب السياسي، فضرب الاستقرار المالي يصيبنا كلنا وعلينا التعاطي مع هذا الموضوع بحكمة ودراية، فالموقف السياسي في هذا الملف لا يجوز حفاظا على سلامة لبنان وسلامة وضعه الاقتصادي والمالي". وقال: " بعيدا من الصخب الاعلامي والتجاذب السياسي يتم التعاطي فيه ضمن الاصول كما تتم معالجته في المكان الذي يجب ان يعالج فيه". وحول ملف النفايات رفض كنعان العودة الى المنظومة السابقة، داعيا في ملف الانترنت الى "متابعة قضائية ورفع اليد السياسية عن القضاء".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"اندبندنت": تقدم مؤيدي خروج بريطانيا من اوروبا

المركزية- ذكرت صحيفة "اندبندت" وفق استطلاع رأي اجرته مؤسسة "او.آر.بي" ان "المعسكر المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتقدم بعشر نقاط على معسكر مؤيدي البقاء قبل اقل من اسبوعين من الاستفتاء المقرر تنظيمه في البلاد". ولفتت الصحيفة الى ان "هذه النتائج تعد اكبر تقدم يحظى به من يريدون خروج بريطانيا من التكتل منذ بدء إجراء سلسلة من الاستطلاعات قبل عام". وسيصوت البريطانيون في 23 الجاري على عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي وهو اكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم وهو قرار ستكون له عواقب سياسية واقتصادية وتجارية ودفاعية وعواقب على قضية الهجرة في بريطانيا وفي باقي الاتحاد الأوروبي، وفق ما ذكرت "اندبندت".وشمل الاستطلاع 2000 شخص، ونسبة مؤيدي الخروج من الاتحاد 55 بالمئة مقابل 45 بالمئة لمؤيدي البقاء في الاتحاد.

 

"وول ستريت": غارة اميركية "طائشة" على المعارضة السورية

المركزية- ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، ان "القوات الأميركية قصفت عن طريق الخطأ وحدة مسلحة من المعارضة السورية، قالت انها مدربة جيداً ومجهزة في حادث إطلاق "نيران صديقة" في ايار، ما يُثير تساؤلات حول جهود وزارة الدفاع الأميركية لتجهيز قوات محلية معارضة للنظام في دمشق لمحاربة تنظيم "داعش".ووفق الصحيفة، فقد اعترفت وزارة الدفاع بذلك، موضحة انه يتعلق بقصف "لواء المعتصم" المدعوم من البنتاغون في واحدة من الغارات الجوية على مدينة معرة النعمان السورية الواقعة في ريف إدلب يومي 27 و28 ايار الماضي".واشارت الصحيفة الى ان "هذا الحادث يعد النكسة الأخطر حتى الآن لجهود وزارة الدفاع الأميركية في الآونة الأخيرة للعمل مع قوات من "المعارضة المعتدلة" في شمال سوريا".

 

الظواهري يبايع زعيم حركة طالبان الجديد

العرب/12 حزيران/16/القاهرة - بايع أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي بث عبر الإنترنت الزعيم الجديد لحركة طالبان الأفغانية الذي عُين الشهر الماضي بعد مقتل سلفه في ضربة أمريكية بطائرات بلا طيار. وأصبح الظواهري زعيما للقاعدة بعد أن قتلت قوات أمريكية سلفه أسامة بن لادن في باكستان عام 2011. ويعتقد أنه يختبئ في منطقة حدودية بين باكستان وأفغانستان حيث يتمركز منذ أواخر التسعينات. وقال الظواهري في التسجيل الصوتي ومدته 14 دقيقة "استمرارا على طريق الجهاد وسعيا في جمع كلمة المجاهدين واقتداءا بقادتنا الشهداء... فإني بوصفي أميرا لجماعة قاعدة الجهاد أتقدم إليكم ببيعتنا لكم مجددا نهج الشيخ أسامة (بن لادن) في دعوة الأمة المسلمة لتأييد الإمارة الإسلامية وبيعتها. "فنبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى سنة الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم ونبايعكم على إقامة الشريعة حتى تسود بلاد المسلمين حاكمة لا محكومة.. قائدة لا مقودة.. لا تعلوها حاكمية ولا تنازعها مرجعية". وأضاف "ونبايعكم على البراءة من كل حكم أو نظام أو وضع أو عهد أو اتفاق أو ميثاق يخالف الشريعة سواء كان نظاما داخل بلاد المسلمين أو خارجها من الأنظمة أو الهيئات أو المنظمات التي تخالف أنظمتها الشريعة كهيئة الأمم المتحدة وغيرها ونبايعكم على الجهاد لتحرير كل شبر من ديار المسلمين المغتصبة السليبة". وقال في التسجيل الصوتي "نبايعكم على إقامة الخلافة على منهاج النبوة التي تقوم على اختيار المسلمين ورضاهم وتنشر العدل وتبسط الشورى وتحقق الأمن وترفع الظلم وتعيد الحقوق وترفع راية الجهاد. "نبايعكم على كل ذلك وعلى السمع والطاعة في المعروف في المنشط والمكره والعسر واليسر ما استطعنا. فنسأل الله أن يعيننا على حسن الوفاء ويعينكم على القيام بالأعباء". ولم يتسن التأكيد من مصداقية التسجيل الصوتي على الفور. وأسست طالبان خلال فترة حكمها لأفغانستان من عام 1996 حتى عام 2001 إمارة إسلامية وتقاتل منذ ذلك الوقت لإعادة سيطرتها على البلاد. وتم تعيين هيبة الله أخونزاده -الباحث في القانون الإسلامي وأحد نواب زعيم حركة طالبان السابق الملا أختر منصور- زعيما لطالبان بعد بضعة أيام من مقتل منصور في هجوم بطائرات أمريكية بلا طيار بمنطقة حدودية نائية داخل باكستان. ومنذ أن حل الظواهري محل بن لادن فقد تنظيم القاعدة زعامة حركة الجهاد على مستوى العالم أمام تنظيم داعش. وانشق بعض قادة المسلحين الأفغان عن طالبان وبايعوا تنظيم الدولة الإسلامية رغم أن التنظيم ينشط في الأساس بالعراق وسوريا وفي بعض المناطق بشمال أفريقيا.

 

وزير الخارجية الفرنسي يندد بـ'ازدواجية النظام' السوري بعد قصف داريا

العرب/12 حزيران/16/نيويورك - اعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة عن "استيائه الشديد" حيال قصف مدينة داريا المحاصرة في ريف دمشق، الأمر الذي عرقل توزيع مساعدات انسانية على سكانها.وقال ايرولت في مؤتمر صحافي في نيويورك "اننا فعلا امام ازدواجية غير معقولة للنظام" السوري. وعرقل القصف الجوي الكثيف الذي قامت به قوات النظام السوري على مدينة داريا المحاصرة في ريف دمشق، عملية توزيع المساعدات الغذائية التي دخلت للمرة الاولى الى المدينة ليلا منذ العام 2012، وفق ما اكد ناشط محلي والمرصد السوري لحقوق الانسان. واضاف ايرولت الذي ترأس الجمعة اجتماعا لمجلس الامن الدولي حول حماية المدنيين في عمليات حفظ السلام ان "رد فعلي هو الاستياء الشديد الى درجة لا اجد العبارات لوصفه". بدورها دانت الخارجية الاميركية القصف على داريا. وقال المتحدث باسمها مارك تونر ان النظام السوري "شن عمليات قصف عديدة (...) على داريا صباح الجمعة".واضاف "حتما ان هذه الهجمات غير مقبولة في اي ظرف كان، ولكن في هذه الحالة تحديدا فهي ايضا تؤدي الى ابطاء توزيع مساعدات ضرورية لأقصى الحدود". من ناحيته اوضح الوزير الفرنسي انه "بعد التشديد خلال أسابيع وأسابيع على ضرورة ان تصل المساعدة الانسانية الى هذه المدينة التي هي مدينة شهيدة (...) قال النظام نعم في نهاية المطاف. لكن المساعدات وصلت والقصف تجدد، وهذا يثبت ازدواجية النظام".واكد آيرولت "انه سبب اضافي لاستئناف المسار السياسي بعزم كبير" في اطار مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي تضم القوى الكبرى "لرؤية ما يمكننا القيام به من أمور فاعلة". وقال ايضا "سيتاح لي ان اناقش هذا الامر مجددا مع شركائي الاوروبيين والاميركيين والروس في اسرع وقت لأن الوضع ملح". واعرب ايرولت عن "خيبة امله" حيال نتائج اجتماع مجموعة الدعم الذي عقد في 17 مايو في فيينا، وقال "كان هناك خلاصة يمكن ان تبدو ايجابية ولكن لم يحصل شيء بعد ذلك واستمر الوضع في التدهور". وشكلت مجموعة الدعم الدولية في خريف 2015 في فيينا وهي تضم 17 بلدا وثلاث منظمات متعددة الطرف. وتتقاسم رئاستها الولايات المتحدة وروسيا. وشدد ايرولت على ان "الوضع مأسوي (في سوريا) لأن النظام رغم تصريحاته يختار يوما بعد يوم ان يهاجم شعبه". واضاف "لم يعد هناك وقف لاطلاق النار، يجب قول ذلك، هناك اطلاق نار وقصف يومي بواسطة براميل متفجرة تسقط مباشرة على المدنيين". واكد ان "النظام ارتكب جرائم ضد الانسانية في اطار سياسة دولة منهجية"، موضحا ان فرنسا "ستواصل الدفع في اتجاه محاسبة المرتكبين". وترأس ايرولت الجمعة في نيويورك اجتماعا لمجلس الأمن الدولي ناقش كيفية حماية المدنيين في عمليات حفظ السلام. وتتراس فرنسا مجلس الأمن في يونيو.

 

واشنطن: لا نملك أدلة على مقتل البغدادي

العرب/12 حزيران/16/واشنطن ـ أشار بريت مكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، الجمعة، إلى حتمال بقاء زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، على قيد الحياة، في رد منه على أنباء تم تناقلها مؤخرًا حول إصابة الأخير. تجدر الإشارة أن مصادر عراقية، قد أعلنت مؤخرًا إصابة البغدادي، وعدد من قادة التنظيم بقصف للتحالف الدولي على الحدود العراقية السورية.  وتابع المبعوث الخاص، في موجزه الصحفي من البيت الأبيض بواشنطن، قائلاً "ليس لدينا أي سبب يجعلنا نعتقد أن البغدادي قد مات، لكننا لم نسمع عنه منذ نهاية العام الماضي (2015)"، مستطردًا "لكن بقتلنا لزعاماته (التنظيم) فنحن نقترب أكثر فأكثر من المركز، لذا فإن الأمر (قتل البغدادي) مجرد مسألة وقت". ورفض مكغورك تحديد موعد لتحرير الرقة والموصل من عناصر التنظيم، موضحًا أن "تحرير الرقة سيكون صعبًا جداً، لكن اعتقد أن لدينا خطة جيدة لما سيعقب (تحرير) منبج (بحلب)، تتمثل في تنظيم هذه القوى المحلية، واعني المقاتلين العرب، ليتحركوا باتجاه عزل الرقة". وأشار أن معنويات مقاتلي التنظيم "تراجعت عما كانت عليه قبل 4 أو 5 أشهر خلت، ونراهم الآن وهم يعدمون مقاتليهم في ساحات المعارك، فهم عاجزين عن الحركة داخل ساحات القتال، ومجندوهم يتساقطون بأعداد كبيرة". ولفت أن داعش "لم يحقق هجوماً ناجحاً، في العراق على وجه التحديد، منذ سنة تقريباً"، مبيناً أنهم قد "خسروا 50% من أراضيهم في العراق، وحوالي 20% منها في سوريا". وأفاد مكغورك، أن أعداد المقاتلين في صفوف "داعش" انخفضت من 31 ألف مقاتل في صيف 2014 إلى "أقل مستوى لهم تاريخياً"، مقدراً تعداد قواتهم الحالي بين 19- 25 ألف. واستطرد قائلًا "لقد قتلنا في الأشهر القليلة الماضية فقط أكثر من 100 (من قيادات داعش)، وهذا راجع إلى المعلومات الاستخبارية التي تمكنا من جمعها عبر ما نقوم به من أنشطة (لم يوضحها)". وتقود الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا مكونًا من أكثر من ستين دولة، يشن غارات جوية على معاقل "داعش" في العراق وسوريا منذ ما يقارب العامين، كما تتولى قوات التحالف تقديم المشورة لقوات محلية في البلدين.وفي يونيو 2014، اجتاحت مجموعات من مقاتلي داعش مدينة الموصل في محافظة نينوى العراقية، لتمد نفوذها عبر مساحات شاسعة بين سوريا والعراق.

 

تفجير مزدوج جنوب دمشق يسفر عن قتلى وجرحى

العرب/12 حزيران/16/دمشق - استهدف تفجيران متزامنان السبت احدهما انتحاري منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وتسببا بمقتل شخصين على الأقل واصابة اخرين بجروح، وفق ما ذكر الاعلام الرسمي السوري.من جهته، احصى المرصد السوري لحقوق الانسان "مقتل تسعة أشخاص على الأقل واصابة اكثر من ثلاثين بجروح" جراء التفجيرين. وافادت وكالة الانباء الرسمية "سانا" عن "ارتقاء شهيدين واصابة عدد من الاشخاص في تفجيرين ارهابيين، الأول نفذه انتحاري بحزام ناسف عند مدخل بلدة السيدة زينب والثاني بسيارة مفخخة في شارع التين".وتعرضت المنطقة في 25 ابريل لتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة أمنية وتسبب بمقتل سبعة أشخاص واصابة عشرين آخرين بجروح. وتبناه تنظيم داعش. وتضم منطقة السيدة زينب مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصدا للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا من اتباع الطائفة الشيعية. ويقصده زوار تحديدا من إيران والعراق ولبنان رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في السابق. ويحاط المقام باجراءات أمنية مشددة تمنع دخول السيارات اليه، الا ان المنطقة شهدت تفجيرات عدة أكبرها في فبراير، تبناه تنظيم داعش وأوقع 134 قتيلا بينهم على الأقل تسعون مدنيا، في حصيلة اعتبرت حينها الأكثر دموية جراء تفجير منذ اندلاع النزاع منتصف مارس 2011.

وكان المقام في صلب حملة تجنيد المقاتلين الشيعة من لبنان والعراق للقتال في سوريا حيث ترفع الميليشيات المدافعة عن المقام شعار "لن تسبى زينب مرتين" في اشارة الى سبيها بعد واقعة كربلاء.

 

الغموض يلف المشاورات اليمنية في الكويت

العرب/12 حزيران/16/الكويت ـ قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فجر السبت "هناك اجماع بين الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام بالكويت على مواضيع محورية، رغم وجود بعض التباينات في وجهات النظر". وأضاف ولد الشيخ في بيان صحفي أن "تزمين الخطوات العملية وتراتبيتها لا يزال قيد التفاوض". وكشف المبعوث الأممي عن تسلمه من الأطراف اليمنية "تعهدات تفيد بأنهم سيواصلون العمل الدؤوب في شهر رمضان المبارك من أجل الوصول إلى حل سلمي ومستدام في اليمن". وذكر ولد الشيخ، أنه اجتمع الجمعة، مع رؤساء الوفدين المشاركين في مشاورات السلام اليمنية (الحكومة اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وجماعة أنصار الله (الحوثي)، وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح)، حيث ناقش المشاركون "الترتيبات الأمنية وتسيير شؤون الحكومة والافراج عن السجناء والمعتقلين"، وفقًا للبيان.

ورغم نسبة التفاؤل في تصريحات المبعوث الأممي التي جاءت عقب بيان مقتضب، الجمعة، أعلن فيه أن "الأرضية المشتركة بين الأطراف اليمنية واسعة، وتعمل الأمم المتحدة على البناء عليها"، إلا أن المؤشرات لدى طرفي الصراع، تبعث إشارات سلبية عن سير المشاورات المتواصلة منذ أكثر من 50 يومًا. وسارع الحوثيون رسميًا، فجر اليوم السبت، لنفي وجود أي "توافقات متقدمة" في مشاورات السلام المقامة بدولة الكويت منذ 21 إبريل الماضي، دون تحقيق أي تقدم جوهري، دون الإشارة بشكل مباشر لتصريحات ولد الشيخ. وقال الناطق الرسمي للجماعة، ورئيس وفدها التفاوضي، محمد عبدالسلام، في تغريدة مقتضبة على صفحته الرسمية بموقع تويتر، ونقلتها وكالة سبأ الخاضعة لسيطرتهم، إنه "لا صحة لما تناولته بعض وسائل الاعلام عن وجود توافقات متقدمة يمكن أن تمثل أرضية مشتركة لصياغة أي خطة حل خلال الأيام القادمة". وكان الحوثيون، قد استنكروا رسميًا، في وقت سابق، تصريحات وبيانات المبعوث الأممي، وقالوا إنها تحتوي على" أشياء غامضة" و لم يتم التشاور عنها، وفق تعبيرهم. وعقد طرفا المشاورات، الجمعة "جلسة مباشرة" بمشاركة 4 مفاوضين من كل طرف، وذلك بعد توقفها منذ أكثر من أسبوعين. وجاء استئناف الجلسات المباشرة بعد تعليقها منذ 25 أيار الماضي، واكتفاء ولد الشيخ، بمشاورات غير مباشرة، من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين. ولا يزال الانسداد السياسي يهيمن على مشاورات السلام اليمنية، مع انقضاء 50 يومًا، دون تحقيق أي تقدم جوهري في جدار الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام. ويتمسك الوفد الحكومي بـ"إنهاء الانقلاب وانسحاب المليشيا وتسليم السلاح الثقيل للدولة، قبل الدخول في تشكيل حكومة وحدة توافقية"، فيما يشترط وفد الحوثي ـ صالح، "تشكيل حكومة توافقية يكونون شركاء رئيسيين فيما قبل انسحابهم من المدن".

 

محكمة كندية تأمر باستخدام أموال إيرانية لضحايا هجمات نفذها “حزب الله” و”حماس”ودعوات للإفراج عن بريطانية معتقلة في طهران

أوتاوا – ا ف ب:/12 حزيران/16 أمرت محكمة كندية باستخدام أموال غير ديبلوماسية تملكها الحكومة الايرانية في كندا لتعويض ضحايا هجمات دبرتها، بحسب المحكمة، طهران ونفذها “حزب الله” وحركة “حماس”. وينص الحكم الصادر عن المحكمة العليا في أونتاريو، ليل اول من امس، على أن تحصل عائلات اميركيين قتلوا في ثماني تفجيرات او عمليات خطف رهائن وقعت بين العامين 1983 و2002 على تعويضات مالية يتم اقتطاعها من الاموال المنقولة وغير المنقولة التي تمتلكها الحكومة الايرانية في كندا. وبحسب وسائل الاعلام الكندية، إان قيمة هذه الاموال تصل الى نحو 13 مليون دولار كندي.

ورفعت عائلات الضحايا الاميركيين هذه الدعوى في كندا بموجب قانون جديد أقر في 2012، ويسمح للضحايا وذويهم الحصول على تعويضات من اموال تمتلكها دول تعتبرها الحكومة الكندية راعية للارهاب كما هي حال ايران بالنسبة الى كندا. وسقط مئات القتلى في الهجمات موضوع الدعوى في بوينوس ايرس واسرائيل ولبنان والسعودية. وكانت هذه العائلات تقدمت بدعوى مماثلة امام القضاء الاميركي الذي اصدر في ابريل الماضي حكما مماثلا اعترضت عليه ايران بشدة. ففي 20 ابريل الماضي، أمرت محكمة اميركية ايران بأن تدفع تعويضات بقيمة ملياري دولار من ودائعها المجمدة في الولايات المتحدة. ويطالب بهذه التعويضات أهالي نحو ألف ضحية اميركية سقطوا خلال اعتداءات تمت بتدبير من طهران أو بدعم منها، بحسب هؤلاء الاهالي.

من جهة أخرى، نظم زوج نزانين زاغاري راكليف الموظفة الايرانية – البريطانية لدى مؤسسة “تومسون رويترز” والمعتقلة في ايران منذ 3 ابريل الماضي من دون توجيه اتهام اليها، تجمعاً أمام سفارة ايران بلندن للمطالبة بالافراج عنها. واوضح ريتشارد راكليف ان زوجته البالغة 37 عاما التي تحمل الجنسيتين الايرانية والبريطانية، تم توقيفها في الثالث من ابريل الماضي في مطار طهران حين كانت تستعد للعودة الى بريطانيا مع ابنتها البالغة من العمر حينها 22 شهرا وذلك بعد زيارة للعائلة في ايران. وقال الزوج “اشاروا في البداية الى مشكلة جواز سفر وطلبوا من زوجتي ان تعهد بالبنت لابويها”. والبنت التي ولدت في بريطانيا لا تحمل سوى جواز سفر بريطانياً سحبته منها السلطات الايرانية التي تمنعها من مغادرة البلد، بحسب الزوج. واضاف “ليس هناك اي تهمة. لقد اثاروا مسائل امنية وامضت (الزوجة) 45 يوما (من الاعتقال) في الحبس الانفرادي” قبل نقلها الى سجن كارمان الذي يبعد ألف كيلومتر عن طهران. من جهتها، أفادت الخارجية البريطانية انها أثارت “الأمر مرارا وعلى اعلى مستوى وستستمر في القيام بذلك مع كل مناسبة تسنح”. وقال متحدث باسم الوزارة “التقى وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط توبياس ايلوود الاسرة لطمأنتها الى اننا نواصل بذل ما بوسعنا في هذه القضية”. وشاركت مونيك فيلا رئيسة مجلس ادارة “تومسون رويترز” في التجمع منددة بـ”اعتقال بدون اتهام”. واوضحت ان الموظفة “لا علاقة لها بما يحدث في ايران” وهي منسقة برامج تدريب للصحافيين في العالم ولا تتولى التدريب بنفسها.

 

مفتي العراق يتهم الحكومة والميليشيات بـ”ممارسة الإرهاب” بحق السنة

بغداد – وكالات//12 حزيران/16: اتهم مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي الحكومة العراقية وميليشيات “الحشد الشعبي” بممارسة “الإرهاب” بحق المدنيين السنة، بحجة محاربة تنظيم “داعش”، في شمال وغرب العراق. وقال الرفاعي، في مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية، إن “ما يجري في الفلوجة (هي)عمليات تدمير وليست تحرير. لأن حشود المقاتلين الذين في غالبهم من الميليشيات الشيعية التابعة لإيران ناقمون على أهل الفلوجة ويريدون أن يدفنوهم في مدينتهم”. وأضاف “لا ينبغي للحكومة أن تكون رأساً للإرهاب، ثم تدعي أنها تحاربه”، على حد قوله، محذراً من أن “الميليشيات الشيعية، التي تساند الحكومة في عملياتها في الفلوجة، تقاتل بنزعة طائفية من أجل تصفية أبناء السنة وتدمير ونهب مناطقهم”، وفقاً لتعبيره. وتابع الرفاعي ان “الفلوجة عين قلادة أهل السنة والجماعة في العراق، وما يريدونه هو الانتقام من أهل السنة بدوافع طائفية، ولو دخلوها لن يتركوا حجرا على حجر فيها”.

وبشأن السياسيين السنة المشاركين في الحكومة ودورهم في ما يجري بالفلوجة، ذكر مفتي الديار العراقية أن “الحكومة لا تمسك بزمام الأمور في البلد، وإنما الأمر بيد الميليشيات، التي تدار من إيران”. وفي ما إذا كان العراق يتجه نحو التقسيم نتيجة التوترات الطائفية، قال الرفاعي إن “التقسيم ليس حلا لأنه سيدمر البلاد، فالحل هو وقوف الدولة على قدميها، والتخلص من الساسة الذين جاءت بهم إيران”. في سياق متصل، طالب عدد من شيوخ عشائر ووجهاء مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار الأمم المتحدة بإصدار قرار أممي لإجبار إيران على سحب قواتها من الأراضي العراقية، واعتبارها قوات احتلال للأراضي العراقية. جاء ذلك بعد اعتراف من الحكومة العراقية بتواجد مستشارين إيرانيين في معركة الفلوجة في مقدمهم قاسم سليماني. وقال الشيخ عبدالرزاق الشمري “نطالب مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار بسحب القوات الإيرانية المتواجدة في العراق من جميع الأراضي العراقية والتي اعترف بوجودها وزير الخارجية الإيراني قبل بضعة أيام واعتبارها قوة احتلال، ونطالب أيضاً بتدويل قضية الفلوجة والمقدادية وغيرها من مدن العراق المنكوبة الأخرى كون الحكومة الحالية عاجزة عن حمايتها”.

 

تواصل سقوط القتلى الإيرانيين

السياسة/12 حزيران/16/أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل ضابط برتبة عقيد في «الحرس الثوري» الإيراني في ريف حلب الجنوبي، وعدد من منتسبي «الحرس الثوري» بمعارك ريف حلب الجنوبي، شمال سورية، يومي الخميس والجمعة الماضيين. وأفادت وكالة «أهل البيت» الإيرانية أن العقيد علي منصوري وهو ضابط متقاعد من فيلق «الرضا» المدرع بـ»الحرس الثوري» بمدينة نيشابور، قضى اول من امس بمعارك ريف حلب. ويعتبر منصوري الضابط الخامس الذي يقضي خلال الأيام القليلة الماضية، منذ أن بدأ «جيش الفتح» هجومه على مواقع النظام في الريف الجنوبي لحلب. كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل كل من مهدي نظري وأحمد مكيان ورضا خرمي ومهدي طهماسبي، هو ابن عقيد في الجيش الإيراني يدعى كريم طهماسبي، بالإضافة إلى 3 قتلى من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية هم كل من رستم رضائي وعلي جعفري وسيد حكيم حسيني. وخسرت القوات الإيرانية خلال هذه المعارك أيضا كل من العقيد إبراهيم عشريه، والعميد رضا رستمي مقدم، ومرافقه الملازم أول قدرت عبدیاني، كما قتل قائد كتيبة القوات الخاصة جهانغير جعفري نيا وكذلك العسكري المتعاقد محمد زلقي.

 

تفاصيل المقابلات والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدكتورة منى فياض لـ «المستقبل»: على «حزب الله» الاختيار بين الجنسية اللبنانية أو الإيرانية

«ليس من مصلحة السلم الأهلي والاعتدال في لبنان والمنطقة حشر سعد الحريري في الزاوية»

حاورها: يقظان التقي/المستقبل/12 حزيران/16

الدكتورة منى فياض، أستاذة جامعية وباحثة جريئة ومستقلة متخصصة في علم الاجتماع الحديث وعلم النفس، ترى في الانتخابات البلدية والاختيارية احتمالات تغيير قالت فيها الناس إنها تعرف الكثير ولا داعي للطبقة السياسية أن تتذاكى عليها. وما أظهرته النتائج من صرخة «لا»، تعكس بداية تمرد من دون الفصل بين السياسة والإنماء، وهي تقرأ في الرسائل التي استطاع الناس إرسالها وبقوة وازنة، وكيف على السياسيين أن يتلقفوا هذه الرسائل ويتعاملوا معها؟

وتحذر فياض من أنه: «ليس من مصلحة السلم الأهلي والاعتدال في لبنان والمنطقة حشر سعد الحريري في الزاوية«، كما تدعو «حزب الله« إلى الاختيار نهائياً بين جنسيته اللبنانية أو الجنسية الإيرانية أو أن يلاقي مكاناً آخر له في إيران منطلقاً لأهدافه ولحربه في سوريا«. وتستهل فياض حديثها الى «المستقبل» بقراءة موسعة لنتائج العملية الانتخابية وتقول:

«أعتقد أن الرأي العام اللبناني توصل إلى نتيجة أنه يستحق أفضل من الطبقة السياسية الحاصل عليها والتي تحكمه... وما جرى شبيه بعملية كرة الثلج التي بدأت باعتراض المجتمع المدني في بيروت، والذي لم يكن مهيأً كفاية للمعركة الانتخابية. وانتقلت الكرة إلى البقاع وفي معقل مهم من معاقل حزب الله وتبين أن الصوت الشيعي هو صوت وازن ضد تورط الحزب في حروبه خارج لبنان وبتعبئته العامة لفكرة ولاية الفقيه.

ما أظهرته الانتخابات في البقاع والجنوب أن للناس وزناً على الرغم من كل ممارسات حزب الله لجهة القمع والقدرة على التعبئة واستخدام المميزات المالية والوظيفية والمصالح المالية مع الحزب. رأينا تململاً في الجنوب في المعقل الأكبر للحزب ربما في البقاع هناك نزعة استقلالية أكثر عند العائلات والعشائر أكثر من الجنوب الهادئ الذي عاش زمن الاحتلال الإسرائيلي والذي يشهد تغلغلاً أكثر من حزب الله فيه تحت الأرض وفوق الأرض.. مع هذا كله لاحظت في الجنوب بداية تمرد أصوات تتجرأ وتقول إنها ليست ضد سياسة حزب الله بمعنى المقاومة وبمعنى السطوة التي يملكها، ولكن هذه الأصوات تمردت عليه وأهم ما قالته «إنه ليس حصرياً أن يتكلم حزب الله باسم المقاومة.. الناس قالت نحن أيضاً مقاومة، وهي تحاول الفصل بين السياسة والإنماء وهذا الفصل أصلاً غير موضوعي ولكن الصوت الشيعي عرف كيف يقول لا، وهو يقول في الوقت نفسه إنه ليس ضد المقاومة».

[ ما هي أبرز العوارض الاجتماعية والسياسية والنفسية التي ظهرت في الانتخابات؟

- «تجرأ المجتمع المدني أن يقول نحن «ما بدنا سياسة بدنا إنماء«... ماذا يعني هذا؟ يعني هذا القول لـ«حزب الله« وللأطراف السياسية الأخرى أنها فشلت فشلاً ذريعاً في الإنماء.. لكن الإنماء مرتبط بالسياسة التي تتعامل واقعياً بأموال المواطن اللبناني، سواء خرجت هذه الأموال من البلدية، أو نتيجة تعاون ما بين المجالس البلدية والوزارات».

[ هل هذا ينسحب في القراءة عند المسيحي وعند الشيعي وعند السنّة وعند الدروز؟

- «نعم ولكن بنسب متفاوتة، عند المسيحي كان الصوت المعارض كبيراً، وكان يمكن لهذا الصوت أن يكون أكبر على الرغم من التحالف الثنائي جعجع ـ عون. لأن هذا الثنائي تصرف بطريقة غير مقبولة ديموقراطياً لا سيما في مناخ لبناني ديموقراطي نسبياً. كأن الممثلين الحصريين للمسيحيين حاولوا أن يلغوا أي صوت مسيحي غير متفق معهم بما فيها أصوات لها حيثياتها السياسية. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن المواطن المسيحي يريد تعددية سياسية».

وتضيف فياض: «الزعم أن لدى الثنائي نسبة تمثيل 86 في المئة تبين أنه خطأ، وبالكاد نجح الثنائي على الحفة.. وهذا له دلالة كبيرة أكثر تعبيراً من معارضة مختلفة بعض الشيء في مواجهة الحصرية الدرزية. وهذا مختلف عن طريقة شبه انقلابية في طرابلس وفي الشمال.

وأنا لم افهم حقيقة لماذا يريد الثنائي المسيحي إسقاط شخصيات مستقلة سواء بطرس حرب أو دوري شمعون؟ بطرس حرب تعرض لمحاولة اغتيال واستغرب لماذا يحاول جعجع إسقاطه في تنورين وحرب ما زال يتكلم بنفس المنطق السيادي والوطني الذي يتحدث به جعجع».

[ ماذا قالت الناس في الانتخابات إذاً؟

ـ «الاستنتاج أن الطبقة السياسية «بقضها وقضيضها» كما يقال وبتحالفاتها وبمعظم مكوناتها وحتى تلك المتعارضة بآليات عملها السياسية حتى حدود الاحتقان والاغتيال. هذه الطبقة السياسية اتحدت ضد مواطنين ليس عندهم قدرات ولا تجارب انتخابية وغير مهيأة، لخوض معارك انتخابية.

مع هذا استطاعت الناس أن تكون قوة وازنة وتسجل نسب اقتراع معارضة مهمة ولو كان هناك قانون انتخابات عادل لكانت هذه القوائم شكّلت النصف أو أقل بعض الشيء من المجالس البلدية، أي معارضة وازنة أمام سلطة سياسية تتمتع بكل القدرات وبالتأكيد ساعدتها الظروف في أماكن، ولجنة ديموقراطية الانتخابات سجلت الكثير من الخروق التي كان يمكن أن تغير في نتائج الانتخابات من دون الدخول في التفاصيل»..

[ كيف على السياسيين أن يتلقفوا هذه الرسائل ويتعاملوا معها؟

ـ «لا أمل كبيراً... ومن يسمع كلام الرئيس بري عن التغيير يعرف كيف أن الطبقة السياسية تأخذ خطابنا وبتحكي مثلنا عن التغيير الجاري. من يسمع الرئيس بري يحكي عن التغيير يقول إنه شخص محايد، كأنه بان كي مون يقرأ الوضع من بعيد، يقرأ الوضع اللبناني بحيادية إيجابية وينصح الطبقة السياسية، وهو رئيس البرلمان حيث تسن القوانين.

غير مقبول هذا الكلام من الطبقة السياسية، والناس ترفض هذه الازدواجية في الشخصية السياسية. الناس تريد التغيير الفعلي وبشكل سلمي/ديموقراطي عبر الانتخابات وعبر القوانين. وهذا يلقي بثقله على الحركة المدنية وعلى المجتمع المدني وتحضيراتهما المقبلة بانتظار الانتخابات النيابية.

هذا المجتمع المدني عندما قرر خوض الانتخابات البلدية والاختيارية عبّر بالنهاية عن موقف سياسي والإنماء عمل سياسي بالنهاية.

[ كأستاذة علم اجتماع كيف يمكن التقاط الظواهر الاجتماعية والنفسية كمتغيرات مستقلة؟

ـ «من الصعب الآن تحديد طبيعة كل المتغيرات المستقلة هذا مظهر سياسي/اجتماعي والأمر يتعلق بإحصائيات وبيانات ليست متوافرة لدي الآن.

ولكن ما يمكن قوله، أو تلمسه أن ما جرى هو استكمال لظاهرة «طلعت ريحتكم» و»تظاهرات الحراك المدني» في الصيف الماضي.

اللبناني سلم أمره للأمر الواقع. اعتاد على المواءمة مع الظروف كما هي، اعتاد أن يكون عنده مصدران أو ثلاثة مصادر من المياه أو مولدان أو ثلاثة من الكهرباء اغمض عينيه عمَّ يجري من فساد وتهريب بضائع في المرفأ والمطار.. الأمور مفضوحة والطبقة السياسية تعاني من سلوكيات فضائحية مالية وسياسية كبيرة ومن دون محاسبة.

اعتاد الناس على ذلك إلى ان تُركوا فجأة رهينة أزمة النفايات. إلى حين ترك السياسيون «الزبالة« في وجه اللبناني بداية الصيف الماضي وللآن لم تحل المسألة بشكل منجز وتام. هنا حصل تغيير أساسي في نفسية المواطن اللبناني».

وتضيف فياض: «المسألة تتعلق بحاسة الشم، دخلت الرائحة مثل «OSMOSE« دخلت ذرات كيميائية إلى الجسم على نحو مختلف عن حاسة النظر، حاسة النظر بعيدة بعض الشيء، الرائحة هي مواد تدخل على الجسم وتتسبب بالتلوث والأمراض السرطانية».

وتستطرد: «هنا ارتكبت الطبقة السياسية إهانة لكرامة المواطن عبر تسرب بيوكيمائي في دماغه وفي جهازه العصبي وفي طبيعته النفسية. واكتشف هذا المواطن أن الطبقة السياسية حين تقع الواقعة هي في صف واحد ضد مصالحه في النهاية. وعبرت الناس عن غضبها وسخطها في مواجهة طبقة سياسية ما عادت تملك المناورة في إخفاء نياتها وتحالفاتها الخارجية في تنازلات وتحالفات واتفاقيات تعكس شخصيتها المزدوجة داخلياً وخارجياً».

وتتابع: «خطأ 14 آذار أنها لم تملك هدفاً لتصل اليه، عندها الدولة لتدافع عنها وتنازلت أمام فريق لديه هدف وهذا الفريق يتمثل بالممانعة و«حزب الله« وهؤلاء عندهم هدف السطو على الدولة اللبنانية وجعلها في محورها وموطئ قدم لإيران على البحر المتوسط.

ولكن الممانعة الحقيقية هي فعلاً 14 آذار. وكلها كانت تنحرف في كل مرة عندما تصل إلى تقاسم المصالح أو ما يسمى «الجبنة» أو «الكاتو».

وما فعله «حزب الله« انه عمد ببراغماتيته إلى التنازل إلى 14 آذار على مستوى المصالح الآنية، بعض المصالح الآنية حتى يصل إلى هدفه الرئيس. وفي انتهاج سياسة تخدم مصالحه الاستراتيجية لتحقيق الهدف الإيراني. هكذا كان «حزب الله« يسكت حيناً ويصعّد أحياناً ويستخدم بروباغندا إعلامية قوية ويشتري أقلاماً وأوجهاً تقدم نفسها مستقلة ليتبين لاحقاً أنها تخدم مصالحه الاستراتيجية عبر استخدامها وسائل ملتوية كأن يقدم غسان بن جدو مثالاً نفسه كشخصية حيادية (Neutre).. وهناك أسماء أخرى في كثير من المحطات».

وتضيف: «عند «حزب الله« الإعلام هو رصاص وعند الحزب ما هو رصاص حقيقي وما هو رصاص إعلامي ومعنوي في الجرائد والتلفزيونات والإذاعات وصحافيون يعملون له في أماكن مختلفة وظهر ذلك أخيراً.

14 آذار ليس عندها الكثير، قدمت الكثير من التنازلات ووصلت إلى حائط مسدود أمام جمهورها وتخلت عنه. والأمر لا يتوقف هنا، الدولة اللبنانية انهارت ووصلنا إلى مأزق ننتظر فيه «حزب الله« ليقرر انتخاب رئيس الجمهورية وليقول للنواب متى ينزلون لينتخبوا الرئيس الذي يقرره. وأنا أسأل لما لا يتجرأ النواب المقاطعون لجلسات مجلس النواب على النزول إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية وهذا واجبهم الدستوري؟ ما الذي سيفعله «حزب الله« هل سيعمد إلى اغتيالهم؟ لن يتجرأ على ذلك»..

وتتابع: «البكاء لا يفيد، الأمور صارت مرئية، لم يعد هناك مجال للمناورة من قبل الطبقة السياسية منذ لحظة التمديد للمجلس النيابي، نحن أمام أكثرية نيابية وهمية بمجملها، وخرجت في مواجهتها أكثرية شعبية شرعية.

كان المطلوب منهم أن يتنازلوا عن بعض مقاعدهم لإنقاذ البلد. الآن عليهم عدم التباكي إذا أرادوا فعلاً مصلحة لبنان. غداً بإمكانهم تسوية الأمر بالنزول إلى البرلمان وإنجاز الاستحقاق الرئاسي والدعوة إلى انتخابات نيابية إلا إذا كان البعض يتحسس رقابه خوفاً من «حزب الله« أو يخاف على مصالحه. اللبنانيون يريدون أن يعرف السياسيون أنهم يعرفون كل شيء. وهذا ما قالته الانتخابات؟!

ما عاد يجدي التذاكي على اللبنانيين على غرار ما يفعله جنبلاط على رأس أقلية درزية نتعاطف معها وهو يسعى إلى توريث نجله على رأس الحزب التقدمي الاشتراكي، والدروز بالنهاية لن يأتوا بوئام وهاب ليحكمهم. أهمية جنبلاط أنه يمثل زعامة تقدمية ويعبر بجرأة عن آرائه السياسية ومع ذلك ماذا يقول جنبلاط:

«ساعة الو دخل بالسياسة، ساعة ما دخلوا، ساعة خيفان، ساعة مش خيفان، ساعة بيرمي رسائل وبالونات اختبار، ينتقد حالو، ويتذاكى على اللبنانيين، هو وغيره وكأن اللبنانيين مجموعة «مغفلين» حتى لا أستخدم تعبيراً آخر جرى استخدامه..

الناس قالوا «حاجي تذاكي«، يجري التعامل معهم على أنهم بدون ذكاء. السياسي المثقف هو الذي لا يكتفي بالقراءة، هو الذي يتغير من الداخل هو المتغير المستقل والمتغير في سلوكه العام».

هناك جيل جديد عنده تفكير نوعي، لديه وسائل الاتصال وعلينا تلمس التغيرات السوسيولوجية والنفسية عند جيل له مصالحه المختلفة عن الجيل السابق. بالتأكيد التغيير لا يطال الجميع يطال شرائح من المجتمع. اعتقد تخفيض سن الاقتراع إلى 18 سنة سيؤدي في الانتخابات النيابية إلى نتائج مختلفة. الشباب ليس عنده التعصب المذهبي، الأكثرية الشبابية منفتحة على الشباب من كل العالم في أميركا، انكلترا، أوروبا، وعلى كل الشباب من العالم وحتى الشباب في الكيان المحتل الإسرائيلي هو شباب مختلف اليوم. يريد الشباب انتخابات ديموقراطية وبقوانين مختلفة عن السابق».

[ أي قانون انتخاب؟

- «المأزق في قانون الانتخاب هو أن النسبية أصبحت تخيف الجميع وتخيف حزب الله ضمناً، و«حزب الله« يستخدم شعار النسبية كسلاح ضد الآخر، ولكنه يخشى هذا السلاح لنفسه، مثل قضية الزواج المدني، الكهنة المسيحيون اختبأوا خلف الشيوخ المسلمين، وليس صحيحاً أنهم ليسوا مع الزواج المدني.

«حزب الله« يشعر بالخوف، والطبقة السياسية ككل تخشى قانون انتخابات يفقدها السلطة ومن الصعوبة بمكان أن يتنازلوا للشباب اللبنانيين.

وأنا اقترح لجان محكمة دولية/قانونية، لجنة دولية من قانونيين من الأمم المتحدة تشرف على إعداد قانون انتخاب برلماني عادل «Equitable» يعبر بشكل موضوعي عن المكونات اللبنانية ضمن تطبيق اتفاق الطائف وننتخب برلماناً غير طائفي ومجلس شيوخ يمثل الطوائف والعائلات اللبنانية. أكثر من ذلك علينا أن نطلب إلى الانتخابات المقبلة مراقبين دوليين لمعالجة مسألة الخوف من سلاح «حزب الله« وفي الجنوب بشكل خاص ونطلب من قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب، الإشراف على صناديق الاقتراع.

غير ذلك، لا حل في لبنان، إلا بانتظار أن تقرر لنا إيران من هو الرئيس المقبل أو تقر لنا قانون انتخاب جديداً، وتنصيب مرشد يقبل بترشيحات ويرفض ترشيحات على مثال ولاية الفقيه في إيران التي قمعت الشعب الإيراني واسكتته ونحن في لبنان نرفض ذلك «ما بدنا إيران في لبنان ما بدنا ولاية الفقيه في لبنان».

[ لديك تفاؤل ما بقدرة الطبقة السياسية على التقاط رسائل الناس جدياً؟

ـ ليس عندي تفاؤل كبير. لو كان هؤلاء أذكياء كفاية لحاولوا التغيير بعض الشيء ولو جاء على حسابهم حتى لا تتراكم الأمور وحتى لا يتراكم عدم الرضا وسخط الناس ما سيؤدي إلى تغيير جذري وبحجم أكبر.

ممكن لطرف سياسي ما أن يلجأ إلى العنف ليحافظ على استاتيكو. أنا أرى إلى ذلك، ونحن في وضع أمني مستقر نسبياً، ولكن أحياناً تشتغل الأجهزة الأمنية بصمت وبغرض إسكات الشارع إذا كانوا أذكياء ليتقاسموا السلطة مع المجتمع المدني وليعطوا الناس حقوقها.

على الطبقة السياسية أن تعطي بعضاً من لحمها وأن تتخلى عن جزء من كعكة الجبنة. غير ذلك البلد «مكربج». حصل ذلك حولنا في العالم العربي. ولكن ثمة فرق بين المواطن اللبناني والمواطن في العالم العربي. لم يكن الجيش في تونس قوياً كفاية، في مصر هناك خطوط حمر منذ البداية من النوع الذي لا يهاجم فيه الجيش المصري المواطنين المصريين. عند الجيش المصري مصالحه الاقتصادية وعنده هذه الميزة.

في سوريا نجح بشار الأسد بدعم من إيران ومن «حزب الله« في استخدام العنف ليفرقع الثورة السلمية السورية وتحويلها إلى ثورة عنفية.

في لبنان عندنا شيء مختلف، لدينا عامل ثقل نوعي اسمه «حزب الله« ولفترة قريبة كانت الناس تنظر إليه أنه حزب مقاومة ويجب الحفاظ على دوره في مواجهة إسرائيل.

هذا الحزب أنجز تجارب أخافت اللبنانيين في العام 2006 وفي 7 أيار 2008 وفي العام 2011 اكتفى بإنزال القمصان السود والانقلاب على حكومة سعد الحريري والإتيان بحكومة نجيب ميقاتي. عمد «حزب الله« إلى تخجيل المواطن اللبناني وإلى سياسة التخويف، ووصلنا إلى مرحلة هناك «حزب الله« من جهة وهناك داعش من جهة أخرى. ولأن اللبناني مر بحرب طويلة، هو يرفض العنف، ويرفض العودة إلى الحرب. وكان يأمل أن تلاقي فيه الطبقة السياسية توازناً ما، طريقاً وسطى للحفاظ على الدولة وتقنع «حزب الله« بالتنازل ضمن حدود المحافظة على الدولة. حصل العكس، تنازلت الطبقة السياسية إلى حد كبير بحجة الحفاظ على السلم الأهلي. وأنا برأيي السلم الأهلي قد تهدد لأن السنّة في لبنان يخضعون للضغوط على المستوى السياسي والأمني وتجربة طرابلس مثال على ذلك، والهدف دفعهم إلى التشدد أكثر وجعلهم متطرفين. يبدو أن «حزب الله« اكتشف أخيراً خطورة الأمر، وخطورة الاستمرار في حصار الحريري الذي يمارس سياسة الاعتدال واللاعنف، واكتشف «حزب الله« أن حشر الحريري في الزاوية وهو الذي أخذ مواقف اعتدال على حساب رصيده وجمهوره. اكتشف «حزب الله« أن ليس من مصلحته (آمل ذلك على أي حال) ولا من مصلحة السلم والاعتدال في لبنان والمنطقة حشر الحريري. هذا يتعلق أيضاً بخطط الحريري نفسه المستقبلية ومشروعه التغييري داخلياً ومواكبة لما لاحظه في الخارج في ما أفرزته الانتخابات الأخيرة. وهذا يرتبط بمدى مقاربة سياسية واقعية مناسبة توازن بين عدم التنازل المفتوح أمام «حزب الله« ولا المصادمة مع الحزب وعدم إهمال تجربة الانتخابات في طرابلس والاعتراف بأن جمهوره غير راضٍ عن السياسات التي كانت متبعة سابقاً«.

[ ماذا عن مسؤولية «حزب الله« بوصول البلد إلى الاهتراء السياسي؟

- «أنا متهمة بأني ضد «حزب الله« وهذا ليس صحيحاً. أنا لست ضد الحزب هكذا، أنا أعرف مواطنين كثيرين طيبين في صفوف الحزب، ألتقي معهم على مستوى الخيارات اللبنانية. أنا أفهم أن الحشود تدخل عادة في «تابو» بسبب تحزب غير مفهوم وبسبب التمويل وغيره.. عادة الناس تلتحق بقائد وتريح نفسها وتسلّم أمرها أمام الخالق والمخلوق وإذا أخطأ القائد تقع المسؤولية عليه. أنا أنتقد هؤلاء الناس. أنا أنتمي إلى الجماعة سوسيولوجياً، ولكن أنا شخصية تملك مكونات عالمية وترفض التمييز الأعمى ولا التحزب إلا ضمن خط يضعني على تماس مع العدالة الاجتماعية والحق وكرامة المواطن».

وتضيف: «حزب الله ينفخ الشيعة ليحافظوا على كرامتهم ولكن لا يمكن الحفاظ على كرامة الشيعي اللبناني من دون الحفاظ على كرامة السني والشيعي العربي. كرامتي كشيعية ليست على حساب كرامة الآخر في بلده ولا حريته بالتصرف في بلده كما يرغب وكما يريد.

ليس من حق «حزب الله« ألا يحترم كرامة وحرية الشعب السوري. ليس من حقه أن يدعم نظاماً آخر، ليس من حقه أن يتصرف على أساس أنه ليس حزباً لبنانياً بل حزب عالمي عابر للحدود مثل الشيوعية. وعلى الحزب أن يختار نهائياً إما هو لبناني ويحافظ على مصالح اللبنانيين أو هو حزب عابر للحدود. حينئذٍ ليلاقي له مكاناً آخر، يتمركز فيه، ليتمركز في إيران إذاً كما تمركزت الشيوعية في موسكو في الاتحاد السوفياتي القديم ويكف «حزب الله« عن ممارسة خطف الدولة اللبنانية. لبنان ليس في حال حرب مع سوريا، لبنان الشعب ليس في حرب مع سوريا والدليل استقبال اللبنانيين لمليوني لاجئ سوري، وإن برزت سلوكيات عنصرية طفيفة من مكونات سياسية ليست بالتأكيد من الشعب اللبناني ونتيجة عنف اجتماعي متبادل يمكن معالجته ولكن له علاقة بآليات استيعاب مشاكل اللجوء وليس لأن هناك لجوءاً سورياً في لبنان. «حزب الله« باسم من يقاتل ويحارب في سوريا؟ الجنسية اللبنانية تفرض الخضوع للدولة اللبنانية وليقبل «حزب الله« باستفتاء مستقل تشرف عليه لجنة إحصاء محكمة ومتخصصة حول مشاركته في الحرب في سوريا. استفتاء يأخذ برأي اللبنانيين عن مسألة مشاركة الحزب بالحرب في سوريا ضمن شروط دولية غير شروط إحصائية داخلية مغلوطة ومجتزأة وإذا انتهى الاستطلاع إلى نسبة 51% تصوت أنها مع حربه في سوريا، صحتين على قلبه. هذا إذا أراد الحزب أن يكون عادلاً، وإذا أرادوا أن يكونوا فعلاً عادلين وعليين وحسينيين.. وإذا النتيجة «لأ» من الرأي العام اللبناني ليأخذ «حزب الله« الجنسية الإيرانية وينطلق من إيران الموجودة. وهل أخرجنا إسرائيل من لبنان لتدخل إيران إليه، وما هي مصلحة اللبنانيين بذلك؟ حتى الرئيس روحاني المعتدل يقول «المنطقة خربانة ونحن نحظى بالأمن»، ما هي حقيقة هذا الفهم الإسلامي الإيراني التخريبي الذي يشعل المنطقة ويرسل إليها مستشاريه والأحزاب الموالية له ويفتخر بالأمن والاستقرار، وهل يرضى الإمام علي باللاعدل، وهل يشهد الإمام الحسين على قتل البشر في سوريا بهذه الطريقة؟».

وتستطرد: «نحن كلبنانيين نريد لبنان آمناً ومزدهراً، نريد لبنان وطناً يحافظ على حقوق اللبنانيين متساوية، نحافظ فيه على حرياتنا وعلى الديموقراطية النسبية فيه ولولا هذه الديموقراطية ما كان «حزب الله« موجوداً أصلاً. نعم الجديد اليوم أن فئة شيعية وازنة تقول لـ«حزب الله« «لا». اللبنانيون معنيون بالرجوع إلى وطن متطور لا الرجوع إلى أوضاع الشعوب العربية قبل الثورات العربية».

[ ماذا عن مشاركة المرأة في الانتخابات الأخيرة ومشاركة الشباب؟

- «ليس بإمكاني الحكم على نسبة تلك المشاركة، إذ ليس عندي إحصاءات بالأرقام، بانتظار الحصول على تلك البيانات حول تلك المشاركة بأوجهها المختلفة ترشحاً وتصويتاً وعما إذا كانت المشكلة ذاتية أو عند القيمين على تنظيم اللوائح سواء المجتمع المدني أو السلطة. أتحدث عن نماذج مثل بنت جبيل التي نجحت فيها سيدة على الرغم من الدعاية المغرضة بحقها التي وصلت إلى حد اتهامها بالتعامل مع إسرائيل. في انتخابات بيروت حققت سيدة نسبة أصوات أكثر من رئيس البلدية.. والناس لا تنتخب عشوائياً والمرأة ليست للزينة والشباب على العموم غير تقليديين ويشعرون بالتساوي بين الجنسين».

وتضيف: «المرأة بشكل عام لا تحظى بدعم كافٍ من الرأي العام، وليس عندها قدرات مالية مساواة بالرجل، وعندها مهماتها الأسرية ولا يساعدها المجتمع كثيراً، ومع ذلك هي تتقدم وتتحرك وبغياب الكوتا النسائية المرأة مثل «الولد الصغير». السلطة مدعوة إلى أخذ إجراءات وتدابير لإقرار «كوتا نسائية» وهذا يحتاج إلى تسهيلات على الأقل كوتا تلفزيونية إعلانية تواكب حملة النساء، إزالة العوائق المالية أمام ترشح المرأة، إلغاء البدل المالي للترشح للانتخابات النيابية المقبلة، تدابير مشجعة ومسهلة لترشح النساء، مساعدة الإعلام للمرأة وإعطاء النساء نقاطاً أولية على منابر الإعلاميين والإعلاميات تحديداً. دعوا النساء يتكلمن، فهذا يحتاج إلى نموذج إرشادي يشجع النساء الأخريات. أما نسبة مشاركة الشباب أيضاً فتنقص معطيات إحصائية لإجراء التطبيق اللازم، أرجح أن الصوت الشبابي كان وازناً هذا بالحدس وبالمقاربة مع 2008 و2012 وكانت عندي إحصائيات ومعطيات عن نسب التصويت في المجمع المدني بلغت 30% وأظهرت إحصائياتي من الكتلة الأساسية مع «حزب الله« لا تجاوز 15% أتحدث عن كتلة عقائدية وحولها ناس تتغير وفقاً لأوضاع اقتصادية واجتماعية ومصالح وتخويف، بالمتوسط العام نسبة التجمع المدني كما أظهرتها الأرقام بلغت 40% والسلطة تعزي نفسها بأنها واجهت عائلات، وكأن هذه السلطة لم تفعل المستحيل لإرضاء تلك العائلات والمجتمع المدني جزء أساسي مكون بكل الشرائح، ليس بالضرورة مشابهاً للمجتمع المدني الغربي، وهناك جمعيات أهلية وعائلية أخذت مواقف مهمة والعائلة نفسها تحولت إلى تكتلات ومجموعة انتماءات مختلفة فصارت اتجاها سياسياً، لذلك الأمر يحتاج إلى قراءة تعيد تعريف معنى العائلة وكيف يصرف هذا المصطلح والذي ترك العائلات ما هي ماهيته؟ وإذا 40% ظاهرياً خارج العائلات ماذا يمكن ان نفعل بهم.. أنا مثلاً أمثل مجتمعاً مدنياً، ما عندي عائلة إذاً من نحن؟

المهم أن هناك احتمالات تغيير عند المواطن اللبناني، وعند كل الطوائف بما فيها عند المسيحي والثنائية المسيحية وبالتأكيد عند الطائفة الشيعية وعند السنة والدروز وغيرهم والتعثر هذا نلمسه، عند الطائفة الشيعية لأن «ثقل» «حزب الله« على البلد ككل، ومع ذلك استطاعت الناس أن تقول للحزب لا.. والناس تحملت مخاطر في بيئتها، ومخاطر قمع حقيقية ورغم المخاطر قالت لا في انتخابات إنماء/مقاومة قال عنها السيد نصر الله إنها انتخابات سياسية وهذا صحيح».

 

 إيران وإسرائيل و.. «اللاعداء» التاريخي

علي الحسيني/المستقبل/12 حزيران/16

يُمكن للقارئ بين سطور العلاقات الدولية والمبادرات التي تتخذها كل دولة بعد المواقف الحادة والمُتشنّجة التي تصدر عنها، أن يُدرك بأن كل الحروب الكلامية والمواقف المُشتعلة بين ايران وإسرائيل والتي تصل في كثير من الأحيان إلى «تصادم» إيحائي، ما هي سوى فرقعات في الهواء أو على أبعد تقدير مناوشات سياسية لحرف الأنظار ربما عن ما هو أبعد بكثير من مسألة، إحتلال و»مقاومة» و»عدو تاريخي» إلى آخر المعزوفة المعروفة والتي أكل عليها الدهر وشرب.

أمس الأوّل كشف الدكتور شاهين دادخواه العضو السابق في الفريق النووي الإيراني المفاوض ومستشار الرئيس الحالي حسن روحاني ابان رئاسته للمجلس الأعلى للأمن القومي، أنه «التقى وزير الصناعة الإسرائيلي ومسؤولين رفيعي المستوى في جهاز الاستخبارات «الموساد«. وقد جاء هذا الإعتراف من رجل سبق أن شغل مواقع عدة في ايران أبرزها: مسؤول في فرع الاستخبارات في وزارة المخابرات وعضو سابق في الوفد المفاوض خلال المحادثات الثلاثية الإيرانية الأميركية الأفغانية، ليؤكد العلاقة التي تجمع بين ايران وإسرائيل منذ سنوات طويلة على عكس ما يدعيه الطرفان من عداء واستنفارات وإنذارات بالحروب. وما يُعزّز هذه العلاقة وتطورها، اعتراف دادخواه بأنه «زار تل أبيب عام 2010 بتكليف رسمي من النظام الإيراني«.

وهذه ليست الفضيحة الأولى من نوعها التي تطال إيران ونظامها، فقد سبق أن اهتز هذا النظام عقب الفضيحة المدوية المتعلقة بشراء أسلحة أميركية لقاء إطلاق سراح بعض الرهائن الأميركيين الذين كان يحتجزهم «حزب الله» و»الجهاد الإسلامي» في لبنان في العام 1985 في عهد الرئيس الاميركي رونالد ريغن، وفي تلك الأثناء كان الإمام الخميني قد عمّم على «شعبه« شعارَي «الموت لإسرائيل« و»الشيطان الأكبر». يومها برّر النظام الإيراني المحكوم بقبضة «خُمينية»، هذه العملية بأنها «حاجة ضرورية للحرب التي نخوضها ضد العراق« الذي كان مدعوماً حينها من معظم الدول العربية.

ومما قاله دادخواه، أنه تباحث مع بعض المسؤولين الأمنيين وغير الأمنيين الإسرائيليين بهدف ضمان المصالح الإيرانية، وأنه قدم تقريراً عن نتائج زيارته لكبار المسؤولين الإيرانيين. واتهم كذلك وزارة المخابرات الإيرانية بعدم الكشف عن القتلة الحقيقيين للعلماء النوويين الإيرانيين، حيث قال إن «قتلة شهدائنا النوويين هم أحياء، ويترددون الى شوارع طهران يومياً، ويستهزئون بنا، وحتّى اليوم لم نسمع عن مُحاكمة هؤلاء». والمفارقة هنا، أن ايران كانت شهدت منذ سنوات قليلة، موجة من الإغتيالات طالت مجموعة من العلماء النوويين، بينما كان يكتفي النظام الإيراني بالإستنكار وتوجيه الإتهام لإسرائيل أو إلى جماعات تعمل لحسابها، بالإضافة إلى إضفائه على الموضوع بعض «الأكشن» مثل التعهد بالإنتقام من إسرائيل وحلفائها.

ليس سراً أو معلومة تُكشف، إذا قيل إن إيران لم تُنشئ «حزب الله» إلا لتحقق أهدافها في المنطقة، والجغرافيا التي وضعت الحزب على الحدود مع إسرائيل، إستغلتها إيران بما يزيد على ثلاثة آلاف شهيد لبناني دفعوا دماءهم ثمناً لمشروعها، إذ إنه ومنذ ان إشتعل «العداء» الإيراني لكل من إسرائيل واميركا، لم توجّه بندقيتها يوماً صوب هذين «العدوّين»، وهي التي اتكلت على ذراعها (حزب الله) لإشعال الفتن في المنطقة تحت شعار «العداء» للصهيونية العالمية وقد اتخذت من فلسطين شعاراً تستغله خلال المناسبات فقط، ومن الشعب الفلسطيني وقوداً وناراً وكأنه تكامل أدوار بينها وبين إسرائيل لضرب الشعوب المُحتلة، وإلا لكانت تركت الحرية للأكراد في إيران وأهل «الأحواز» في تقرير مصيرهم.

وللتذكير على ترابط العلاقات بين إيران وإسرائيل وقدمها، فقد كان الصحافي الإيراني نادر كريمي نزيل سجن ايفين في طهران، ذكر العلاقات السريّة الحميمية بين البلدين، من خلال مقابلات ولقاءات كان أجراها ما قبل العام 2011، مع عناصر من «الموساد« استمرت 20 ساعة، ومع المخابرات الإيرانية «الاطلاعات»، تخللتها استجوابات وصلت مدتها إلى 200 ساعة ترافق بعضها مع تعرضه لتعذيب جسدي. ويؤكد كريمي أن الحرب بين طهران وتل أبيب لا تتجاوز الحرب الكلامية والعنتريات لإيهام المسلمين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحد ألدّ أعداء إسرائيل وأهم حماة الفلسطينيين في العالم«.

 

الرئاسة الخفيفة

الياس الزغبي/لبنان الآن/11 حزيران/16

لم يحدث على مدى 90 عاماً، منذ أن بدأ يكون للبنان رئيس جمهوريّة، أن شهد الاستحقاق الرئاسي انحداراً في أسلوب السعي والترويج والأداء السياسي، كما يحصل الآن.

بدأ الاستحقاق، قبل أكثر من عامين، بمستوى رفيع وشفافيّة سياسيّة وطريقة حضاريّة على طرف واحد من الثنائيّة السياسيّة اللبنانيّة بين 14 و 8 آذار.

فقد أقدمت “14 آذار” على تسمية مرشّحها للرئاسة علناً ومن دون مواربة أو تلطٍّ، هو الدكتور سمير جعجع، الذي لم يتأخّر في إعلان برنامجه الواضح والشامل بأبعاده الوطنيّة والسياسيّة والدبلوماسيّة والاقتصاديّة والبيئيّة والتربويّة والثقافيّة، والإنمائيّة التطويريّة العامّة.

بينما نام فريق “8 آذار” على مرشّحه وبرنامجه، واعتمد طريقة التسريب والاستنتاج، وكأنّما الرئاسة مسألة فيها نظر أو خجل. وظلّ المرشّح “المعلوم – المجهول” يمرّر اسمه من تحت الطاولة عبر أنصاره تارةً، وعبر “حزب الله” تارةً أُخرى. واتّسم أداؤه بالتستّر، حتّى في ذروة سعيه إلى كسب ودّ رئيس “تيّار المستقبل” سعد الحريري، والهرولة إليه في أوروبا ووادي أبو جميل. وكلّ ذلك من دون كلمة واحدة عن الرؤية الوطنيّة والسياسيّة، اعتماداً للقاعدة البائدة: “الشخص هو البرنامج”!

واستمرّ أداء فريق “14 آذار” مع مرشّحه حضاريّاً ديمقراطيّاً، في دأبه على حضور جلسات الانتخاب، الواحدة تلو الأُخرى، والاحتكام إلى صندوقة الاقتراع، بينما انحدر أداء “8 آذار” إلى المقاطعة وتعطيل النصاب تحت ستار الحقّ في تغيّب النائب عن واجبه، إلى ما شاء الله، أو حزبه!

وقد نجح المقاطعون في خفض مستوى الاستحقاق الرئاسي إلى مستوى البازار المفتوح: لا ننزل إلى الجلسة إلا إذا كفلنا وصول من نريد، فيكون التصويت مجرّد فولكلور للبصم على فرض مرشّح بعينه، ودائماً تحت الشعار الخادع: الميثاقيّة. فكم من الأخطاء والخطايا ارتُكبت وتُرتكب باسمها!

خصوصاً بعد افتضاح أمر “حزب الله” في تكريس حال الفراغ الرئاسي، ولو على حساب حليفيه.

والأسوأ أنّ المرشّح “الميثاقي” غير سيادي، طالما أنّه مرتبط بسلاح غير شرعي يقوم بوظيفة خارجيّة خارقة للسيادة اللبنانيّة، فتصطدم الميثاقيّة بالسياديّة في الشخص نفسه.

لكنّ الأمر ظلّ مقبولاً في إطار التجاذب الإقليمي حول الرئاسة اللبنانيّة، إلى أن جاءت الصدمة السياسيّة بترشيح “بيت الوسط” سليمان فرنجيّة من حيث لا يحتسب كثيرون، ودائمأً بحجّة كسر الفراغ، ولو بأيّ ثمن، وعاجلتها صدمة أُخرى لا تقلّ عنها قوّة، بترشيح ميشال عون من “معراب”.

هنا، تحوّل ما كان مقبولاً ومحمولاً، إلى مأزق لا يعرف أيّ فريق سبيلاً للخروج منه. وبدأ الاستحقاق الرئاسي يهبط نزولاً، في الأداء والمستوى وحسابات الدكّان.

والمضحك المبكي أنّ مرشّحاً يجلس على أريكة شرفته، ويبدأ بالتقاط كلمة هنا وإشارة هناك ودعوة عشاء هنالك، كي يبني بيتاً من وهم، وينام على حلم يقظة في أريكة قصر بعبدا.

لقد باتت الرئاسة الأُولى في لبنان، معقودة على لسان وزير، أو سفير، أو هبوط حظّ غريم، أو كلمة عابرة من كريم… وهكذا هبط مستوى الرئاسة إلى وضع الغريق المتمسّك بحبال الهواء، والتبصير بفنجان العرّافين، أو الغرق فيه.

والعودة إلى المستوى الرئاسي المطلوب ليست مستحيلة.

فطالما أنّ المراجعة بدأت في نتائج الانتخابات البلديّة بإخفاقاتها ونجاحاتها، خصوصاً على مستوى رصد إرادة الناس وتوجّهاتهم الحقيقيّة، لا بدّ من الربط بين الإخفاقات والخيارات الرئاسيّة التي اتُخذت، وعدم إهمال أنّ الترشيحَين الرئاسيّين كان لهما صدى سلبي قويّ في صناديق الاقتراع. هذا ما حصل في طرابلس من جهة، وفي غير منطقة مسيحيّة من جهة أُخرى.

وبالتأكيد، ليست المكابرة صفة العقلاء، بل النقد الذاتي أو فحص الضمير. والشجاعة السياسيّة تقضي بالاعتراف بأنّ نتائج صناديق البلديّات حملت رسالة رئاسيّة، وليس نيابيّة وإنمائيّة فقط، وكان النموذج  الطرابلسي خير دليل. فالطرابلسيّون صوّتوا بلا مزدوجة للمرشّحَين، إلى جانب التصويت السياسي والإنمائي.

ولعلّ آخر الرسائل جاءت من كسروان في مناصفة صندوق اتحادها، حيث أنقذ محسوبان على “الكتائب” ماء وجه المرشّح، مرّةً ثانية، وعلى الحافّة، بعد بلديّة جونية.

كلّ هذه المؤشّرات تؤكّد أنّ الملفّ الرئاسي بات في حاجة إلى إعادة إحياء وتجديد بمستوى المقاربة وأحقيّة التمثيل ووحدانيّته، وإلى ضرورة التدقيق والتبصّر في معنى الميثاقيّة الحقيقيّة التي لا تناقض السيادة، وفي واقعيّة الأرقام والأكثريّات “الساحقة” والأقلّ سحقاً.

والأهم، تخليص الاستحقاق الرئاسي من خفّته، ومن خطّة تسخيفه، والعودة به إلى مرحلة القيم والأفكار والأُسس والأداء النبيل، التي بدأتها قوى “14 آذار” بثوابتها ومبادئها، ومرشّحها الأصيل، وبرنامجه.

 

الوطني الحر": رجال الأعمال يربحون

حسان الزين/المدن/السبت 11/06/2016

"لا يمكن أن تهاجم الفساد وتسمح به، وتدعي الديموقراطية وتمارس الحكم الفردي. ولا يمكن أن تنادي بالسيادة وتكون تابعاً، وتبشر بدولة المؤسسات وتمارس العائلية، أو أن تنادي بالعلمانية وتكون مذهبياً".

"لأن جوان حبيش إلى جانبنا في انتخابات 2016 يصبح ابن عائلة من صفّ الفلاحين، ولمّا كان ضدّنا في انتخابات 2010 كان إقطاعيّاً. كيف تختلف التسميات؟".

هاتان الشهادتان لعضوين في "التيار الوطني الحر"، الأول عصام أبو جمرا والثاني باتريك رزق الله. وأكثر ما تقولانه هو الإزدواجيّة في شخصيّة التيّار الذي أخذ مساراً حزبيّاً بعد عودة العماد ميشال عون من منفاه الباريسي في 7 أيار 2005. وقد تشكّل في رحم الحالة العونيّة التي كانت محطتها الأولى البارزة في 14 آذار 1989 يوم أطلق رئيس الحكومة العسكرية ميشال عون من مقر إقامته في بعبدا حرب التحرير ضد الجيش السوري.

مثل حليفه "حزب الله"، كانت سنة 2005 سنة تحوّل تاريخيّة للتيار. والسبب لهما، كلٌّ من موقعه، هو الإنسحاب السوري من لبنان، ووطأتهما أرض واقع السياسة. وكما وَفَدَ "حزب الله" إلى السياسة اللبنانية من "مقاومة الإحتلال الإسرائيلي"، كذلك وَفَدَ التيّار من "مقاومة الإحتلال السوري". الفارق بينهما، آنذاك، إضافة إلى بوصلة العداء والمقاومة والتكوين المذهبي والعقيدة، هو أن "حزب الله" واصل العداء لإسرائيل، فيما طوى التيار صفحة عدائه لسوريا لحظة إنسحاب جيشها.

وجود المؤسس

اليوم، 2016، "التيار الوطني الحر" غير التيار 2005 وليد الحالة العونيّة. صار أقوى وأوسع انتشاراً ولا يمكن تجاوزه في السياسة، كما تقول قيادته بغرور يذكّر بحالات مشابهة قبل الحرب. لكنَّ الأهم من هذا الخطاب الرسمي، هو ما يجري داخله. وتعدد الأصوات فيه، والاعتراضات المتوالية هنا وهناك، خلال الانتخابات البلدية وقبلها وبعدها، والتي تصل إلى حد الإحالة إلى اللجنة التحكيميّة أو الطرد والفصل أو الإستقالة، هي صدى لصراع بات يتحكّم في جسم التيّار وشخصيّته، وما يضبطه حتّى اللحظة هو وجود المؤسس وشخصه والهالة المحيطة به وبصورته الرمزية.

إذا كان توزير عون أو التيّار شربل نحاس (2009) من خارج التيار والحالة العونية، هو الشعرة التي قسمت الظهر، بالنسبة إلى "الرجل الثاني" في التيار آنذاك عصام أبو جمرا، فإن هناك حملاً ثقيلاً عبّر عنه الرجل وآخرون. فرفيق السلاح مع عون، في الجيش ثم الحكومة العسكرية والمنفى والسنوات الأولى بعد العودة، شعر بأن التيار يتغيّر وأنَّه وأمثاله ورفاقه ما عادوا الفئة الوحيدة أو القويّة فيه. وتأكّد له أنه شخصيّاً يتحوّل صورة تذوي وتُحال إلى التقاعد بل إلى الهامش. والأمر يتجاوز البعد الشخصي الفردي، رغم دراميّته. فأبو جمرا هو القسم الأعلى في مرآة هرم التيّار. وتهميشه وتقليص مساحته امتداد لما يجري في الأجزاء الأخرى من الهرم. أدرك أبو جمرا وكثيرون أن المسألة أبعد من تقدّم الشاب جبران باسيل، صهر عون، في سلّم القيادة حتى بات يوازيه ويغطّي عليه ويشارك في دائرة القرار التي أُبعد منها أبو جمرا من دون أن يُقال له ذلك. وأدرك أبو جمرا وكثيرون أن المسألة أعمق من إحكام أسرة ميشال عون- جبران باسيل السيطرة على مركز القرار والانتفاع بالمكاسب والامتيازات. وأدرك أنّه من السذاجة الدعوة إلى الالتزام بنظام الحزب واستكمال تشكيل هيئاته القيادية، والحفاظ على عقيدته الثالوثيّة: السيادة والديموقراطية وبناء دولة المؤسسات.

حزب السلطة

ما هو أبعد من تقدّم باسيل، وإن كان يحصل بتدبيره وإرادته، هو دخول "رجال الأعمال" التيّار وتغلغلهم فيه ووصولهم بريموت كونترول باسيل مدعوماً من عمّه عون، إلى حقائب التيّار الوزارية والكراسي النيابيّة، وأخيراً إلى المقاعد البلدية. هكذا، وجد "مناضلو" الحالة العونية ضد الوجود السوري، أن ثمة شريكاً مضارباً يزاحمهم ويتسلّقهم ويتسلّق التيّار للوصول قبلهم إلى ما يعتبرون أنّهم ناضلوا كي يصلوا إليه، وكي يناضلوا فيه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، وجد المناضلون أو "العونيّون القدامى والأصليّون"، كما يحلو لبعضهم القول، أنفسهم في تيّار يمارس سياسة تختلف عن خطابهم. "فدخول رجال الأعمال التيّار لا يهدف إلى ركوب المصعد الاجتماعي لوصول هذا الشخص أو ذاك إلى مقعد بلدي أو كرسي نيابي أو حقيبة وزارية"، يقول "مناضل عوني". "القضية أعقد من ذلك. لقد تحول التيار إلى حزب السلطة الذي يمتطيه رجال الأعمال من أجل مشاريعهم التجارية، بينما يكرر هؤلاء والقيادة من فوقهم خطاباً شعبويّاً لشد العصب الحزبي والطائفي، لتمرير مصالح هؤلاء وأعمالهم".

كأنَّ المشهد في التيّار الآن هو وجود خطّين:

- فئة الذين ارتبطوا، خصوصاً في الحقبة السورية، بعون وشعاراته، وهم في غالبيّتهم من الطبقات الوسطى وما دون.

- وفئة من الأغنياء وفّر لها جبران باسيل بيئة داخل التيّار وفي مساحات المصالح المحيطة بالدولة ومؤسساتها وبالسياسة وعلاقاتها.

يلاحظ المناضل "أمراً خطيراً": "لأسباب طائفية أو حزبية وحبّاً بالتيّار، تسكت القواعد أو تتواطأ مع لعب رجال أعمال التيار مع الدولة تجاريّاً واستثماريّاً، تحت مسمّى الخصخصة أو التعهّدات، حتى ولو كانت القواعد لا تستفيد كلّها من ذلك. فأيديولوجيا التيار ليست إشتراكيّة كي ترفض القواعد البزنس ووجود رجال أعمال معها ضمن الحزب. وللأسباب نفسها تقبل قواعد التيار ميل سياسته نحو رعاية مصالح رجال الأعمال. لكن ما يحصل، وهنا المشكل وشرارة الصراع، هو أن يُدَلَل رجال الأعمال على حساب المناضلين والقواعد، وأن يُدعم رجال الأعمال ليحتكروا الامتيازات التي يخوض التيار المعارك للفوز بها، انتخابيّاً وسياسيّاً. وانفجار الأزمات داخل التيّار خلال الانتخابات البلدية والنيابيّة الاستثنائية في جزين هو تعبير عن صدام بين إرادة باسيل وبين جبهة واسعة في التيّار ترفض تسخيرها والتيار في خدمة رجال الأعمال، بل تأبى التنازل لرجال الأعمال والعمل من أجل وصولهم. وآخر هؤلاء أمل أبو زيد في جزين".

والأزمة، هي أن التيار، مثل قوى السلطة عموماً الآن، عاجز عن توفير عطاءات ووظائف لقواعده وجمهوره وبيئته من الدولة، بينما يبدو ساعياً نشيطاً لتوفير مصالح رجال الأعمال واستثماراتهم وتعهّداتهم.

الراعي الأول

تاريخيّاً، يبدو عون من فتح الباب لرجال الأعمال أو المتموّلين. لكنّه، يقول المناضل بشيء من التبرير، "لم يدخلهم في التيّار، أوصل بعضهم إلى النيابة مقابل تغطيتهم نفقات الحملات الانتخابيّة وبعض التمويل". والنماذج التي اختارها، وفق المناضل، "تختلف عمن فتح ويفتح باسيل لهم الأبواب. متموّلو عون ليسوا من فئة رجال الأعمال الذين يريدون أن يعملوا مع الدولة في عالم الاستثمار والتعهّدات والخصخصة، إنما لديهم أعمالهم خارج الدولة وبعيداً منها. بينما رجال أعمال باسيل، وباسيل شخصيّاً، لديهم نظرة نيو ليبراليّة إلى الدولة والسوق والخصخصة ويريدون أن يناضل التيار لتحقيقها وتوفير مناخ وحماية لأعمالهم، إضافة إلى سعي العديد منهم إلى الفوز بحقيبة أو كرسي أو مقعهد أو منصب". يضع هذا الكلام تحت المجهر مباشرة وعد الرئيس الحالي للتيّار، جبران باسيل، بناء مقر مركزي للتيّار وتشييد صروح صحية وتربوية وخدماتيّة. فهذا، وإن ورد في سياق رسم الصورة الدعائيّة للتيّار المنطلق نحو العصرنة والمأسسة، إلا أنّه يطرح سؤالاً بسيطاً: من أين سيأتي بالمال الذي سيصرف لتنفيذ ذلك وخدمته؟ فحين كانت ميزانيّة التيّار محدودة (مليون وأربعمئة ألف دولار في 2014) كان يؤمّنها من الأعضاء وبعض الأصدقاء، لكن مشاريع بهذا المستوى الطموح تقتضي وجود متموّلين أو رأسمال ضخم. والجواب عن هذا يردّنا إلى تضخم حجم رجال الأعمال في التيّار، وربّما إلى محاولة باسيل بناء جسور وسلالم بين "طبقات" التيّار.

فالتيار الذي يملك الأبنية هذه، وعداً دعائيّاً حتى الساعة، والذي يوصل رجال الأعمال إلى الحقائب والكراسي والمقاعد والمناصب، والذي يضبط المناضلين أو يحاصرهم أو يقصيهم عبر نظام مسيطر عليه.. هو تيّار جبران باسيل. وإذا كانت لحظة ولادته سياسيّاً وإقتصاديّاً وتنظيميّاً هي لحظة إبعاده أبو جمرا واستخدامه الوزير شربل نحاس في حرب ضد الحريريّة، ثم انقلابه عليه على مذبح تسوية سياسيّة وماليّة، فإن لحظة قمّته تكون في تأكيد وراثته عون. وهي نفسها لحظة إقفاله الباب في وجه شامل روكز، الوافد الذي لم ينل بطاقة العضوية الحزبيّة بعد، والذي يقف بينه وبين "المناضلين" والتيّار حاجز معنوي هو أنّه ليس منهم وإن هو آتٍ من الجيش ومن قرابة عون. فهذه الورقة إذا ما إضطُر باسيل إلى استخدامها ستحتاج إلى ورقتين أخريين، واحدة باسيليّة تتمثل بنظام حزبي متماسك وحائل دون تسلّله، والثانية عونيّة تتمثل بالقدرة على الحفاظ على المناضلين أو العونيين، كي لا يغادروا التيّار ويذهب بعضهم إلى روكز. فهل ينجح، أم يبقى كما هو الآن عرّاب رجال الأعمال وسياستهم وخطابهم ومساعيهم؟

 

لا جاهزية خارجية لحلّ ملف رئاسة الجمهورية

ثريا شاهين/المستقبل/12 حزيران/16

أمران يقلقان معظم الذين يفضلون طرح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية:

الأول يكمن في العرقلة المستمرة من قبل «حزب الله» لحصول الاستحقاق الرئاسي والتوافق على رئيس للجمهورية يرضي كل الأفرقاء. وهم يعتبرون أن هذه العرقلة وراءها الموقف الإيراني الذي لا يواجه ضغوطاً دولية جدية لتسهيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ولفصله عن أزمات المنطقة، لأن إيران تستمر في الربط بينها.

والثاني، الذي يكمن بتفضيل عون كرئيس للجمهورية فقط على شروط أخرى وهي السلة المتكاملة وما تتضمنه من قانون انتخابي، وتعديلات دستورية تريح «حزب الله» لاحقاً وتوليه السيطرة الكاملة على البلد.

هذا ما تؤكده مصادر سياسية بارزة، حيث تشير إلى أن الرفض الذي كان يميز موقف تيار «المستقبل» من تولي عون سدة الرئاسة، لا يزال قائماً وسببه ما يلي: التزامات عون الإقليمية وتحديداً الإيرانية الواضحة، وتحالفه مع إيران، وممارساته عندما وصل إلى السلطة فضلاً عن كلامه الطائفي والاستفزازي، وتعاونه مع «حزب الله» لدى إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وكانت حكومة وحدة وطنية، ثم الممارسات الكيدية لمعظم وزرائه لا سيما في قطاعي الطاقة والاتصالات. وتعتبر هذه المصادر أن السير بعون يعني السير بما يشابه الرئيس السابق إميل لحود.

على أن تيار «المستقبل» لن يعمد إلى تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، إلا أن لدى المصادر شكوكاً حول رغبة «حزب الله» في أن يكون هناك فعلاً رئيس للجمهورية، وهو لا يريد أحداً في هذا المنصب.

لكن الخطورة في عودة بعض الأطراف عن مواقفها السابقة لتصب في خانة عون رئيساً وهي تشكل بالتالي إحراجاً للحزب.

وتشير مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع إلى أن موقف رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط يأتي في إطار أنه إذا كان لا بد من حلحلة الأمر وعبر وصول عون، فإنه لا مانع لديه، لكن مصير هذه الحركة المستجدة يتوقف على موقف الرئيس سعد الحريري، وما إذا كان سيقبل بتعديل موقفه أم لا، إذ إن موقف «حزب الله» لم يتغير، وإن رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع يسير في الموضوع، وحتى أن المرشح للرئاسة النائب سليمان فرنجية لم يعارض هذه الحلحلة.

وتؤكد المصادر أنه في الأفق الإقليمي والدولي للملف الرئاسي، لا يوجد شيء جديد، ولا يوجد ضغط جدي جديد أيضاً. إنه بحث داخلي لبناني بحت، وليس مؤشراً لقرار دولي أو لتوافق إقليمي، يجري العمل لبلورته داخلياً. بالنسبة إلى الناحية الخارجية للملف اللبناني، لا يزال لبنان يراوح مكانه في ربطه بالوضع في العديد من الدول المحيطة به، وبأزمات هذه الدول، والأطراف الإقليمية التي تربطه ما زالت تقول إنها غير مستعجلة لإيجاد الحل. وطالما الأمور مستقرة ليس هناك من ضرورة للتفكير الجدي بالرئاسة.

كما أن دولاً كبرى تفكر بهذه الطريقة ولو أنها تدعو باستمرار إلى أن ينتخب اللبنانيون رئيساً فوراً، إذ إن الأولوية لديها هي في الاستقرار، وإنه على الرغم من أهمية وجود الرئيس لكن يمكن تلافي أي أزمات أكبر قد يقع بها لبنان لناحية التفاهم على رئيس للحكومة الجديدة، والبيان الوزاري للحكومة، وانطلاقتها. وفي اعتقاد هذه الدول أن الرئيس مهم لكنه لا يؤثر كثيراً أو يعطي حيوية للمؤسسات، وأنه إذ ما تبعت عملية الانتخاب عراقيل، فيكون قد تمّت حلحلة مشكلة وبرزت مشكلات أخرى، إلا إذا تم التوافق قبل الانتخاب على الحكومة ورئيسها وعلى بيانها الوزاري، وأن هذا البيان سيكون كسابقاته.

لكن ليس هناك من جاهزية إقليمية ولا دولية لحل الملف اللبناني. حتى أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي منتصف تموز المقبل لا تحمل جديداً، وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، إنما تأتي زيارته في إطار التعبير عن الاستمرار بدعم لبنان، وأن لبنان غير متروك، وأن الاستقرار فيه هو الأساس في هذه المرحلة الدولية والإقليمية.

 

هكذا استولى حزب الله على بلديات لحركة أمل في الجنوب

فايزة دياب/جنوبية/11 يونيو، 2016

التشطيب الممنهج لغاية اقتناص مقاعد أكثر كان سيّد الموقف في تحالف حزب الله وحركة أمل البلدي في الجنوب، خصوصًا من قبل حزب الله الذي عمد على تشطيب مرشحي حركة أمل من أجل احلال "مستقلين" تابعين له والسيطرة على البلديات، مما أورث توترا وغضبا لدى أنصار الحركة، فما هي تفاصيل هذا "الغدر" الالهي الذي حصل في الانتخابات؟ لا تزال تداعيات الانتخابات البلدية التي شهدها جنوب لبنان في شهر أيار الماضي متواصلة، خصوصًا أنّ الأحزاب السياسية كانت رأس الحربة في خوض المعركة، وأبرز هذه الأحزاب الثنائي حزب الله وحركة أمل اللذان أبرما اتفاقا مركزيا منذ العام 2010 يقضي بالتحالف في المناطق كافة في الجنوب والبقاع والضاحية والمحاصصة داخل المجلس البلدي على قاعدة الالتزام بمفاعيل الانتخابات البلدية لعام 2004، بمعنى ان البلدية التي حصل فيها أي من التنظيمين على الأكثرية، فان هذه الأكثرية سوف تحترم وتشكل لائحة مشتركة بنفس النسبة.

غير أن حزب الله الذي تضخم مالا وسلاحا ووظف الآلاف في قطاعاته العسكرية والمدنية في السنوات الماضية، يبدو انه لم يعد يرغب باتفاق الـ 2004 البلدي الآنف الذكر الذي أصبح يراه انه مجحف بحقه، فرسم خطة تقضي بالإلتفاف بطريقة ملتوية عليه تكررت في أكثر من بلدة جنوبية، وتقضي الخطة ان يترشح مستقلون يقوم الحزب بدعمهم بالسرّ أثناء عملية الاقتراع ودون معرفة شركائه في اللائحة من حركة أمل، فيشطب ناخبو الحزب الشخصية الرئيسية لدى الحركة وهو المرشح لرئاسة البلدية مع مرشحين إثنين أو ثلاثة منهم، ليحلّ مكانهم بعد عمليات الفرز “مستقلو حزب الله”، فيحصل الحزب على الأكثرية على حساب الحركة، وتنكشف الخديعة ولكن بعد فوات الأوان. نموذج عن ذلك حصل في بلدة المنصوري قضاء صور، عندما عمد الأعضاء المحسوبون على حزب الله بالأمس وبعد قيام الحزب بالخديعة إياها أثناء الانتخابات وحصولهم على الأكثرية البلدية بواسطتها، ورفضوا في قائمقامية صور انتخاب رئيس البلدية المحسوب المفترض انه محسوب على حركة أمل بحسب اتفاق 2010، ما حصل دفع الأعضاء الاربعة المحسوبين على حركة أمل بتقديم استقالتهم، يُذكر أنه في حال استقال عضو آخر فسيتم حلّ البلدية.

فيما تشهد البلدة حالة من التوتر يتراشق الطرفان فيها التهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد عمدت شعبة “أمل” في المنصوري بتوجيه رسالة الى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وصفت فيها اللائحة الإئتلافية بـ«التنمية والنفاق» وأضافبيان البيان «شكرًا لكم أيها المرابطون على خطوط النار، شكرًا للعهد ..للوعد، شكرًا للغدر وللصدق .. شكرًا لكم يا “حزب الله” بل شكرًا للشياطينية بقلوبكم، قلوبكم معنا وسيوفكم علينا، لا والله بل كلّ ما فيكم علينا!.اسرائيل والعرب عجزوا عن تفكيك الثنائي الشيعي، لكن بحقدكم تفككون صداقات العالم». ما حصل في المنصوري ليس بحالة إستثنائية، فكذلك شهدت عدّة بلدات جنوبية عملية تشطيب واسعة وممنهجة ضدّ مرشحي حركة أمل من قبل حزب الله في لائحة التوافق، ففي بلدة عربصاليم قضاء النبطية، روى مصدر من البلدة لـ«جنوبية» أنّ «رئيس لائحة التوافق المحسوب على حركة أمل محمود أمين حسن لم يفز في الانتخابات، وذلك بسبب التشطيب الذي جرى بشكل كبير من قبل الحزب، فبحسب لائحة التوافق هناك 8 مرشحين محسوبين على حركة أمل و7 على حزب الله، إلاّ أنّ الحزب قام بترشيح 4 أضاء تحت غطاء “المستقلين” وعمد الى تشطيب مرشحي الحركة في لائحة “الوفاء والتنمية” وإبدالهم من لائحة المستقلين التابعة له وذلك من أجل الحصول على رئاسة البلدية».

وفي بلدة كفرا «كذلك حصر التنافس بين لائحتين الأولى لائحة «التنمية والوفاء» المدعومة من الحزب وأمل، والثانية غير مكتملة برئاسة مهدي حمدان الذي استطاع أن يخرق لائحة التوافق وذلك بعدما عمد مؤيدوا حزب الله الى تشطيب مرشحي حركة أمل واستبدالهم بمرشحي من اللائحة المنافسة» وذلك بحسب ما روى مصدر من البلدة لـ«جنوبية». المنصوري، كفرا، وعربصاليم، هي نماذج عن الانتخابات التي تمكن فيها حزب الله من الاستيلاء عليها ونزعها من حركة أمل بالقوة والخديعة، رغم اتفاق الشرف المبرم على مستوى قيادة التنظيمين، وهي تعكس طبيعة التحالف الغير متكافىء بين الحزب والحركة في الجنوب، تحالف يبدو انه بعيد عن “الوفاء” وهدفه ليس “التنمية”، بل أصبح هدفه واضحا وهو ابتلاع الجنوب بلديا من قبل حزب الله بعد ابتلاعه سياسيا وعسكريا، وهذه المرّة على حساب حليفه الصّوري الأضعف “حركة أمل”.

 

أمين معلوف المقاوم

محمد علي مقلد/المدن/السبت 11/06/2016

اقتضى الدفاع عن حرية أمين معلوف وحقه في التعبير عن رأيه تذكير المجدفين بأن دور الرجل تخطى الحدود المحلية وصارت شخصيته ذات بعد عالمي، وقد يكون من المرشحين لنيل جائزة نوبل ذات عام قريب، فلم يعد من الجائز تقليص عالميته وزجه في معسكر الممانعين. وكذلك تذكيرهم بأن نهج المقاطعة الذي اعتمدته وروجت له الأنظمة العربية لم يكن فحسب عديم الجدوى بل أدت نتائجه العكسية إلى عزلة عربية وإلى انحياز لدى الرأي العام العالمي لأن إسرائيل أحسنت الدفاع عن "حق" غير مشروع بينما قصر العرب في الدفاع عن حقهم المشروع. لقد بات في حكم المؤكد أن الممانع لم تعد تهزه وحول "الحجج والذرائع" هذه بعد أن اعتاد خوض كل طقوس التخوين دفاعاً عن نظامي الاستبداد البعثي الصدامي والأسدي (إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ....... فأهون ما يمر به الوحول...المتنبي) مع ذلك، سنذكّرهم، إن نفعت الذكرى، بأن سياسة الممانعة هي بالذات التي اختارت الوصل لا الفصل مع العدو الاسرائيلي، وبات التنسيق الروسي الاسرائيلي في أعلى المستويات تعبيراً عن حاجة لهذين الطرفين ومن خلالهما لسائر أطراف الصراع على الأرض السورية، بما في ذلك مقاومة حزب الله التي يممت وجهتها شطر الحدود السورية ثم التركية بدل فلسطين، وتمثل لها العدو قادماً من المذاهب الاسلامية لا من الصهيونية، والخطر من السعودية لا من اسرائيل. أمران على العقل الممانع أن يضيفهما إلى مستجدات ما بعد انهيار "حركة التحرر الوطني العربية" وزوال "جبهة الصمود والتصدي" وتبعثر الجبهة المؤلفة من "دول الطوق"، وما بعد مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو وأحداث الربيع العربي التي فضحت زيف "التقدمية" في الأنظمة، وكذبة الديمقراطية في الأحزاب القومية واليسارية، وما بعد صعود الاسلام السياسي إلى هاوية الارهاب والعنف الدموي والحروب الأهلية، وما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية والأممية الثالثة ودول عدم الانحياز والتضامن الأفروأسيوي وتشتت بقايا اللينينية والماوية والتروتسكية في متاهات البحث المضني عن صيغ لمواجهة الرأسمالية المتوحشة. الأول هو أن نجاح المشروع الصهيوني في اغتصاب فلسطين لم يكن نتيجة مؤامرة فحسب، بل حاصل تخلف حضاري عربي ضارب في القدم، يعود إلى نهاية الألفية الأولى، وبالتالي سيظل من المستحيل انتصار مشروع المواجهة العربية بمعزل عن حل معضلة التخلف الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي. وقد بات من البديهيات أن العلم هو باب الدخول إلى هذه الحضارة. وبهذا المعنى ليس بلوغ أمين معلوف ما بلغه في هذا الحقل مسألة ثانوية، بل  هو التعبير الأبلغ عن قدرة أمتنا على ولوج هذا الباب، وليس أمين معلوف الأول في هذا المضمار، بل هو اسم يضاف إلى مئات العلماء والمفكرين والمبدعين الذين بلغوا العالمية وأزالوا بعضاً من التشوه الذي لحق بنا بسبب سيادة الاستبداد أنظمة وأحزاباً، ولا سيما بعد أن صار العالمان العربي والاسلامي أكبر مصدر للارهاب والعنف الأعمى. لا مقاومة للمشروع الصهيوني من غير احترام العلم والعلماء، وليس مقاوماً من يكون مثاله الأعلى الممانع نظام الاستبداد الأسدي. الثاني هو أن من عوامل نجاح المشروع الصهيوني استناده إلى لوبي منتشر في معظم البلدان، يستقوي بالصهيونية وتستقوي به. أما نحن، فبدل البحث عن تشكيل لوبي لبناني أو عربي لدعم قضايانا ترانا "نتفرق عن حقنا"، مع أن انتشار اللبنانيين والعرب ليس قليل الأهمية، والأسماء اللامعة في مضامير الاقتصاد والسياسة والطب والفيزياء وعلوم الفضاء أكثر من أن تحصى. فاعلية اللوبي متوقفة على توفر المشروع. اللوبي الصهيوني وجد مشروعه، أما اللوبي اللبناني أو العربي فلن يبصر النور ما دامت الأنظمة الحاكمة لا تملك مشروعاً لا للتحرير ولا للتنمية، وما دام مشروعها الوحيد  استمرار الاستبداد وأنظمة الوراثة ونهب المال العام وتنظيم الحروب الأهلية. اللوبي المأمول سيبقى بعيد المنال في غياب مشروع لبناني أو عربي، مبتداه التخلص من أنظمة الاستبداد وبناء الدولة الديمقراطية.

 

البطريرك الذي ثأر لاتفاق الطائف…

شارل جبور/المسيرة/11 حزيران/16

يردد كبار السن من الموارنة حكمة مفادها أن الشعب الماروني ولد بمهمة ورسالة: المهمة ما هي سوى الحفاظ على الوجود المسيحي الحر في لبنان واستطرادا الشرق. والرسالة تعميم ثقافة العيش معا على قاعدة التعدد والتنوع والشراكة والتفاعل. ويضيف هؤلاء الكبار: في كل مرة شعر هذا الشعب أنه متروك لقدره ظهر راع يقوده إلى شاطئ الأمان، لأن العين الإلهية ساهرة دائماً على مسيرة الشعب الماروني. في المرحلة التي غُيِّبت فيها القيادات السياسية المارونية، ودخل لبنان في نفق مظلم بفعل الاحتلال السوري الذي وضع نصب عينيه ضرب الحضور السياسي المسيحي كمقدمة للسيطرة على لبنان، برز دور البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي لولاه لما كان ممكنا الخروج من هذا النفق، إنما هذه الإرادة الخفية نفسها ما كانت لتترك لبنان الذي حظي آنذاك باهتمام فاتيكاني استثنائي من خلال الإرشاد الرسولي والزيارة التاريخية للبابا يوحنا بولس الثاني التي فعلت فعلها في النفوس وساهمت في تهيئة مناخات التغيير.

فالبطريرك صفير الذي اعتبر ان اتفاق الطائف يشكل مدخلا للحل وساهم في توفير الغطاء المسيحي لإقراره إلى جانب “القوات اللبنانية” شعر بانه تعرض للخيانة من خلال تراجع المجتمعين الدولي والعربي عن التزاماتهما برعاية تنفيذ هذا الاتفاق الذي تم تلزيمه للنظام السوري الذي استفاد من هذه اللحظة لسورنة لبنان وتحقيق حلمه التاريخي بضم لبنان إلى سوريا.

فتحول إخراج الجيش السوري إلى قضيته الأولى، ولم يأبه للتعقيدات والصعوبات المحيطة بهذا الملف والتي تبدأ من التخلي الدولي عن لبنان ولا تنتهي بغياب البيئة الحاضنة الوطنية الداخلية، فيما تحولت القوى الحزبية المسيحية المعارضة لهذا الوجود، وتحديدًا “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” إلى خارجة عن القانون، وبالتالي كان وحيدا في مواجهة سياسة التخلي الدولي والعربي والتسليم المحلي، وعلى رغم ذلك لم يتراجع قيد أنملة عن هدفه. وفي المقابل حاولت سلطة الاحتلال استخدام شتى الأساليب والوسائل من أجل تليين موقف البطريرك صفير واستيعاب صرخته، ولكنها لم تفلح، بل حافظ على الوتيرة نفسها من دون ان يقفل الباب أمام وعود بالتغيير على غرار مطلع عهد الرئيس إميل لحود، حيث منح العهد الجديد فرصة جدية، ولكن سرعان ما تبين له ان ذاك العهد كان أسوأ مما سبقه، الأمر الذي دفعه إلى رفع الصوت مجددا وبشكل غير مسبوق.

وقد ساهم الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في إسقاط البطريرك أي تحفظ بالدعوة لخروج الجيش السوري، لأن بعض الأصوات في الداخل كانت في معرض دفاعها عن الوجود السوري تعيب المطالبة بانسحابه قبل خروج الجيش الإسرائيلي.

ولأنه استثنائي بكل ما للكلمة من معنى لم يأبه لاتهامه بالانحياز إلى جانب فريق ضد آخر، بل جاهر علنا برعايته لقاء “قرنة شهوان” بسبب رفعه عنوان الخروج السوري من لبنان، وعندما كان يطالب من قبل فريق آخر بالمعاملة بالمثل كان يدعو هذا الفريق صراحة إلى تبني العنوان السيادي ليصار إلى معاملته بالمثل. ولم يسمح الانقسام الوطني الذي تلى الخروج السوري، وتفرطع لقاء “قرنة شهوان” والقوى السيادية، ودخول البلاد في اصطفاف من نوع آخر حول موضوع سلاح “حزب الله”، في تكريم البطريرك صفير باعتباره بطريرك الاستقلال الثاني، لأنه لولا دوره في الداخل والخارج لما تبلورت معارضة مسيحية ولا وطنية، بل كان الجيش السوري ما زال في لبنان، وحتى الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان ما زال على قيد الحياة، لأن تقاطعه مع الحالة المسيحية السيادية أدى إلى سقوطه شهيدا، بل حتى شهادته لما كانت أثمرت ثورة في 14 آذار 2005، تلك الثورة التي ولدت في بكركي وتفجرّت في ساحة الشهداء.

فكل الاغتيالات في لبنان كانت مفاعيلها عكسية باستثناء اغتيال الشهيد الحريري، حيث كانت ترتد على الداخل بمزيد من الانقسامات والترسيمات، فيما استشهاد الحريري ولّد مشهدا وحدويا، وهذا الاستثناء مرده إلى ما زرعه البطريرك صفير على امتداد 15 عاما.

أعاد البطريرك أولا توحيد الصف المسيحي الذي لم يتوحد إلا في الحرب مع الجبهة اللبنانية ومؤخراً مع “اتفاق معراب”، خصوصًا أن كل هدف الاحتلال السوري كان اللعب على التناقضات المسيحية-المسيحية، والإسلامية-الإسلامية، والمسيحية-الإسلامية، وبعد توحيد هذا الصف أعاد ثانيا الوصل مع القوى الإسلامية بدءا من النائب وليد جنبلاط وصولا الى الشهيد رفيق الحريري. فالبطريرك صفير هو الذي كان له الدور الأول والأساسي في إخراج الجيش السوري من لبنان، حيث أن صلابته وثباته على موقفه وتدرجه بشكل تصاعدي أدت إلى ولادة بيئة لبنانية حاضنة، وتفهم خارجي لموقف الكنيسة المارونية، الأمر الذي أوصل في التوقيت المناسب إلى تقاطع الداخل مع الخارج، ما أفضى إلى خروج الجيش السوري من لبنان.

ومن الواضح أن البطريرك صفير أدرك باكرًا أن إخراج الجيش السوري يتطلب الدفع بثلاثة اتجاهات: رفع الصوت عاليا ضد هذا الوجود، إنضاج الساحة الداخلية من خلال تحويل المطالبة بخروجه من مسيحية إلى وطنية، انتزاع تفهم خارجي لمساوئ استمرار هذا الاحتلال.

وفي موازاة هذا الدور التاريخي الذي يجعله صاحب الفضل الأساس في إنجاز الاستقلال الثاني، كان البطريرك صفير “صوت الذين لا صوت لهم”، وتحولت بكركي في عهده إلى منبر لكل إنسان، ولم يكن يكتفي برفع شكوى الناس في الإعلام، إنما يعمل على متابعتها مع المسؤولين والقيمين والعودة إلى صاحب الشكوى بالجواب الشافي أو المعالجة المطلوبة. فكانت بكركي في عهده مرجعية وطنية ومرجعية لكل إنسان في آن معا، وكما نجح باختراق الحواجز الطائفية والمذهبية والتحول إلى ضمير لبنان، نجح بإعادة ترميم ثقة الناس بالبلد. وإذا كانت أبواب بكركي مفتوحة أمام الجميع، فإن صوت البطريرك كان يعلو ولا يعلى عليه. وعلى رغم غضبه الشديد من التحالف الرباعي وإعادة إنتاج قانون انتخابات العام 2000 في العام 2005 او ما عرف بقانون غازي كنعان، إلا أنه لم يضع في المنزلة نفسها الفريق المسلح والفريق الأعزل، بل اعتبر أن الاحتلال السوري استمر بعد العام 2005 بأوجه مختلفة، وأنه لا يمكن بناء دولة في ظل سلاح خارجها. وعلى الطريقة نفسها التي تعامل فيها مع لقاء “قرنة شهوان”، لم يتأخر عشية انتخابات العام 2009 بالتأكيد ان فوز فريق الثامن من آذار يؤدي الى مضاعفات كارثية، وهذا الموقف كان كفيلا بقلب الدفة لمصلحة 14 آذار، علما ان “حزب الله” كان متأكدًا من فوزه في الانتخابات واستكمال انقلابه العسكري في 7 أيار بانقلاب سياسي.

لم يساوم يومًا على موقف وطني، ولم يهادن لحظة واحدة في شأن مصيري، ولم يتراجع قيد أنملة عن ثوابت الكنيسة المارونية، ولم تفلح كل محاولات الترغيب والترهيب في ثنيه عن إطلاق مواقفه الوطنية. كان يبدّي وحدة الموقف على وحدة الصف، ولم يقارب القضايا الوطنية بمعيار عاطفي، بل بنظرة عقلانية مجردة لا تُأخذ بالعاطفة، وفي إحدى المرات قال لي تعليقاً على ما قلته بأنه لا يجوز وضع هذا الفريق في المنزلة نفسها لذاك الفريق “صحيح ما تقوله، لأن الشكوى اليوم هي من هذا الفريق بالذات، ولكن من يقول إن الفريق الآخر لن يستعيد سياسته السابقة التي كانت بدورها فيما مضى محط الشكوى نفسها”.

وفي سابقة تاريخية رفض ملاقاة البابا في زيارته إلى سوريا كي لا يسجل على بطريرك الموارنة أنه زار دمشق في حين أن معاناة رعيته وشعبه وأبناء بلده متأتية من هذا النظام، ومن دون أن ينتزع مقابل زيارته السيادة للبنان، بل زار كل أصقاع العالم حاملاً القضية اللبنانية مستنهضًا ومحرضًا الشعوب اللبنانية في الاغتراب  لحض المجتمع الدولي من أجل وضع لبنان في رأس سلم أولوياته.

إنه صاحب قضية اسمها لبنان، ومن أبرز أقواله التي تجسِّد مسيرة الموارنة في لبنان انه “إذا خيّر اللبنانيون بين العيش المشترك والحرية، فإن التاريخ يظهر أنهم لم يترددوا أبدًا، وخصوصًا المسيحيين من بينهم، في اختيار الحرية التي تشكل بالنسبة إليهم مبدأ لا يتزحزح”، لأنه في الحقيقة لا عيش مشتركاً من دون حرية. وإذا كانت الحقبة التي شهدها لبنان بين عامي 1990 و2005 سوداء بامتياز، فإن دور البطريرك صفير حوّلها إلى مساحة أمل ورجاء وعبرة لكل من اعتبر، وأثبت أنه بالصلاة والإيمان والكفاح والنضال يمكن اجتراح المعجزات، حيث أنه لا يوجد في قاموس الموارنة وإنجيلهم مصطلحات من قبيل استسلام وخضوع وخنوع…فلقد كتب البطريرك صفير فصلاً من فصول نضال الموارنة عبر العصور، وقدم مثالاً حيًا للأجيال الآتية، وأكد أن للموارنة مهمة ورسالة، وأن الصعوبات التي تعترض سبيلهم هي لامتحان صلابة إيمانهم بإلبقاء شهودًا للمسيح في هذا الشرق، وأن رياح العالم لن تزحزحهم من هذه الأرض.

 

عن مستقبل العراق في ظل هيمنة إيران!

سليم نصار/الحياة/11 حزيران/16

عقب انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية، وإعلان الخميني وقف إطلاق النار بمرارة وصفها بأنها أبشع من شرب السم، اتخذت الجمهورية الإسلامية الايرانية قراراً حازماً بضرورة منع الجمهورية العراقية المتاخمة من إستعادة وحدتها الوطنية. ولم يكن ذلك القرار مرتبطاً بنتائج المواجهة الواسعة بينهما بقدر ما كان مرتبطاً بتاريخ هذين البلدين، وبالحاجز المذهبي الذي أقيم بينهما منذ المعارك الفاصلة بعد القادسية ونهاوند سنة 634 م. وظلت أعراض ذلك الإنشطار المذهبي تظهر في مختلف وجوه ايران السياسية، لا فرق أكانت شاهنشاهية أم خمينية.

وكان من الطبيعي أن تسعى ايران الخمينية في هذا المجال الى تشجيع الولايات المتحدة على اجتياح العراق عام 2003، وتدمير بنيته التحتية ومؤسساته الرسمية. وقد عهدت بمهمة إقناع إدارة جورج بوش الابن الى رجليها في بغداد أحمد الجلبي، رئيس «الحزب الوطني العراقي»، وكنعان مكية، حامل شهادة فخرية من الجامعة العبرية. وقد نجحا في مهمة الإقناع، خصوصاً بعدما دخلت اسرائيل على الخط، وأيّدت قرار غزو العراق الذي تبناه ديك تشيني.

ولتأكيد هذا المنحى، أصدر السفير الأميركي السابق في العراق زلماي خليل زاد كتاباً يتضمن بعض الحقائق حول هذا الموضوع، عنوانه «المبعوث». وقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» بعض نصوص الكتاب، والتي تؤكد حدوث التنسيق بين واشنطن وطهران قبل الغزو.

وقال السفير خليل زاد إن محادثات سرية دارت بين مسؤولين اميركيين ومحمد جواد ظريف، سفير ايران السابق في الأمم المتحدة (جنيف). وكانت الغاية من تلك المحادثات حصول واشنطن على تعهد من ايران بعدم إغلاق الأجواء في حال اضطر الطيارون الأميركيون الى دخول الأجواء الإيرانية.

وحصلت واشنطن على ذلك التعهد. وكشف خليل زاد في كتابه أيضاً أن محمد جواد ظريف - الذي رقّي الى منصب وزير خارجية - كان مصراً على ضرورة حلّ المؤسسات الأمنية في العراق، وإعادة بنائها من جديد، بعد إجراء تطهير شامل لأعضاء «حزب البعث».

ومن المؤكد أن ظهور قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» وسط القيادة العراقية قرب الفلوجة أعطى الإنطباع بأن ايران تتدخل عملياً في معركة التحرير من سلطة «داعش».

لذلك سارع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى إعلان بعض التوضيحات المتعلقة بأسباب وجود سليماني مع قوات الجيش والشرطة الاتحادية و «الحشد الشعبي». وقال إن حكومته طلبت من سليماني أن يكون مستشاراً أمنياً في شكل رسمي، تماماً مثلما طلبت من القيادة المركزية الأميركية تعيين مستشارين خاصين لشؤون الأمن القومي. وكان جواب العبادي مقنعاً لأنه ساوى بين دولة جارة وصديقة... وأخرى غريبة تدّعي الحفاظ على أمن العراق. لذلك قطع كل حجّة يمكن أن تُستخدَم للتشويش على مشاركة سليماني في معركة تحرير الفلوجة.

تقول مصادر عراقية موثوقة إن سبب انتقاد وجود سليماني كان أشبه برد فعل على اقتراح قدّمه قائد «الحرس الثوري» الإيراني السابق محسن رفيق دوست. ذلك أنه أعلن عن استعداد طهران لمساعدة العراق على تأسيس «حرس ثوري» يشبه في تنظيمه ومهمته «الحرس الثوري» الإيراني. وقال أيضاً: «إنه باستطاعة العراق الإقتداء بهذا النموذج الذي خاض معارك مهمة على الصعيدين الداخلي والخارجي. لذلك يستطيع أن يخدم العراق بخبراته مثلما خدم سورية».

ويبدو أن هذا الاقتراح لم يرُق للسنّة في العراق، كونه يمهد لتشكيل حرس يتقدم في نفوذه على قيادة الجيش المختلط، ويتمتع بصلاحيات استثنائية تجيز له المشاركة في الحكم. ولكن طهران تنظر الى المسألة من زاوية الهيمنة المتواصلة على الجارة التي أقلقت ماضيها وهددت حاضرها. لذلك يشكل «الحرس الثوري» رقيباً دائماً يمنع العراق من تجاوز حدوده مثلما فعل صدام حسين.

أهمية المعارك المستعرة هذه المرة على الجبهتين العراقية والسورية أن هجماتها تزامنت في وقت واحد بهدف تحرير الفلوجة والرقة، عاصمة تنظيم «داعش».

وتطوق الفلوجة مجموعة من القوى المتباينة بينها ميليشيات شيعية نافذة، بعضها تربطه بإيران علاقات تنظيمية وتدريبية. علماً أن نواب السنّة يعتبرون أن سرعة الهجوم ترمي الى تحويل الانتباه عن الاضطرابات القائمة في بغداد. أي الاضطرابات التي انتشرت عقب اقتحام مبنى البرلمان، ورفض النواب المصادقة على فريق العمل الذي اختاره رئيس الوزراء حيدر العبادي. يقول المراقبون إن النصر في ميادين الحرب ضد «داعش» يُعتبَر من الانجازات البالغة الأهمية. ذلك أنه ينفي المزاعم التي روَّجها التنظيم بأنه قوة لا تُقهَر. ومثل هذا الأمر يثني المجندين الجدد عن الالتحاق به. كما يحول دون توسيع رقعة نفوذه في ليبيا وسيناء ومناطق أخرى. وقد تخفف إنتصارات القوات العراقية الضغط السياسي القائم على مختلف الجبهات الأخرى. وترى واشنطن أن التقدم في ساحات القتال ضد «داعش» في العراق وسورية لم يترافق مع حل المشكلات السياسية العميقة التي كانت وراء ظهور التنظيم وعثوره على ملاذات آمنة في عدد من الدول.

القوات الأميركية الخاصة ترافق دائماً الجيوش العربية المقاومة لـ «داعش» في سورية والعراق وليبيا. وهي غالباً ما توفر لها المشورة والدعم الجوي. والثابت في هذا المجال أن الولايات المتحدة تُعتبر جزءاً من المشكلة في الشرق الأوسط. والسبب أنها تفتقر الى الريادة والجرأة، الأمر الذي يجعلها رهينة التردد والحيرة. ومثل هذا الأسلوب السلبي اختاره الرئيس باراك أوباما حلاً لعدم توريط قواته في مجابهة مكشوفة. تعرضت معركة تحرير الفلوجة هذا الأسبوع لانتكاسات سياسية وأمنية تتعلق بالانتهاكات التي ارتكبت بحق آلاف النازحين واختفاء المئات منهم. وبسبب كثرة الشكاوى، وإصرار رئيس الجمهورية فؤاد معصوم على تشكيل لجنة تحقيق، اضطر رئيس الحكومة حيدر العبادي الى زيارة قواطع العمليات العسكرية. وأعرب عن قلقه من تقارير أفادت بحصول حالات خطف جماعية لنازحين من مناطق الصقلاوية والكرمة.

إثر عمليات التطويق والحصار في الفلوجة، زاد «داعش» جرائمه الانتقامية في محافظتي كربلاء وبغداد. وكانت حصيلة التفجيرات أكثر من خمسين قتيلاً بينهم أربعون من حي الحسين.

الأمم المتحدة حذرت من خطورة المرحلة، ومن ردود فعل «داعش» أمام تعدد الجبهات المفتوحة ضده داخل الدول العربية وخارجها. وجاء في تقرير أعده الأمين العام بان كي مون توصيات بضرورة زيادة الرقابة على انتقال الإرهابيين الأجانب، وتبادل المعلومات في شأنهم. وأشار التقرير أيضاً الى أن «داعش» شنَّ خلال الأشهر الستة الماضية هجمات متواصلة في روسيا والمانيا وفرنسا وبلجيكا واندونيسيا وباكستان وبنغلادش وتركيا ومصر والولايات المتحدة ولبنان، أسفرت عن مقتل خمسمئة شخص وجرح المئات. هذا الى جانب عملياته اليومية في سورية والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان.

واعتبر بان كي مون أن زيادة الضغط على التنظيم في العراق وسورية يدفعه الى نقل أمواله الى الجماعات المنتسبة اليه خارج منطقة النزاع، مشيراً الى أن القيادة المركزية لـ «داعش» تعاني ضغوطاً مالية، الأمر الذي دفعها الى تخفيض رواتب المقاتلين في الرقة خمسين في المئة.

ويذكر تقرير الأمم المتحدة أن عائدات تهريب النفط نخفضت في العراق وسورية. كما أوقفت الحكومة العراقية صرف رواتب الموظفين الذين يعيشون في مناطق يسيطر عليها «داعش» والتي تعادل بليوني دولار سنوياً. وهذا ما قلص قدرة التنظيم على فرض الضرائب. لهذه الأسباب وسواها تحولت ليبيا الى مركز تحويل مالي لتنظيم «داعش»، المكلف حالياً بتمويل الجماعات الإرهابية التي تنتمي اليه. ومن هذه الوقائع المتغيرة يتحدر السؤال التالي: هل نفاد المال لدى تنظيم «داعش» يمكن أن يقضي على هذه الحركة... أم أنها قادرة على الاستمرار من دون مال؟

يجيب الكاتب والمحلل باتريك كوكبرن عن هذا السؤال بالقول إنه كان في عمان حزيران (يونيو) 2014 عندما سمع بأن تنظيم «داعش» احتل الفلوجة التي تبعد من بغداد أربعين ميلاً فقط. كما أدهشه أيضاً أن يعرف بأن الجيش النظامي المقدَّر عدده بـ 350 ألف جندي، لم يحرك ساكناً. واختصر كوكبرن في حينه ملاحظاته بإصدار كتاب عنوانه: «الفوضى والخليفة». وفي سياق تناوله المتطرفين الجهاديين وصفهم بالعدميين لأنهم لا ينتظرون شيئاً من المستقبل، ولأن موتهم هو بمثابة فرار من الواقع المجحف. وهو يصفهم بأنهم شباب يسعى الى رفع لواء قضية، بحيث ينقل تطرفه من موقع الى آخر، من البوسنة الى أفغانستان الى الشيشان. ومن «القاعدة» الى «داعش». والحل، في نظر هذا الكاتب، لا يأتي من طريق القوة، بل عبر أيديولوجية تزيل أعراض الاضطراب والقلق من نفوس آلاف الشبان في العالم الإسلامي!

 

 كأس أردوغان وكوابيسه السبعة

هوشنك أوسي/الحياة/11 حزيران/16

عمليّاً، تعيش تركيا في ظل نظام رئاسي غير معلن. وليس من المبالغة بشيء القول أن الصلاحيات التي يتمتّع بها رجب طيب أردوغان تفوق وتتجاوز الصلاحيات الممنوحة لباراك أوباما بموجب الدستور والنظام الرئاسي المعمول به في أميركا. أبعد من ذلك، فصلاحيّات أردوغان، غير الدستوريّة حتى الآن، تتجاوز صلاحيّات السلاطين العثمانيين أيضاً، لجهة الانفراد والاستبداد في الرأي والقرار. بمعنى أن سعي أردوغان حاليّاً ينحصر فقط في بلورة التكييف الدستوري الداعم المحصّن سلوكه المنتهك الدستور، في سياق جرّ تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي! ذلك أن أردوغان انتهك الدستور، في فترات كثيرة، وتدخّل في كل شاردة وواردة من عمل حكومة رئيس الوزراء التركي السابق، المُقال أو المخلوع، أحمد داود أوغلو، بحيث أصبح الأخير ليس فقط مجرّد واجهة وحسب، بل شارب «كأس» أردوغان الذي سقى منه الرئيس التركي السابق عبدالله غل، وحليف أردوغان السابق الداعية فتح الله غولن.

وكان واضحاً وضوح الشمس، لمن يريد أن يرى ويفهم ما يجري في تركيا، كيف أن أردوغان أخذ الكأس من يد داود أوغلو وناولها لرئيس الوزراء الجديد، بن علي يلدرم، كي يسقيه منها بعد استنفاد صلاحيّته وقيامه بالمهمات الموكلة له على أكمل وجه. والتجربة الأردوغانيّة في التعامل مع الحلفاء الذين يعتمد عليهم في تعزيز سلطانه وسطوته تؤكّد أنه سيأتي اليوم الذي يشرب فيه يلدرم أيضاً من الكأس ذاتها التي شرب منها سابقوه! وسط هذه السلطانية غير المعلنة التي يعيشها أردوغان، ثمّة كوابيس تؤرق حياته وأحلامه التي حققها أو يطمح إلى تحقيقها. ومن أبرز هذه الكوابيس:

1 - أن يسقيه أحد من حاشيته من الكأس ذاتها التي سقاها لصديقه غل، وحليفه السابق غولن، ورئيس ديبلوماسيته ووزارته السابق داود أوغلو. ذلك أن مخاوف أردوغان من تشكّل حلف بين الذين غدر بهم (داود أوغلو، غل، غولن...) ما زالت قائمة. لذا، يصار إلى «شيطنة» داود أوغلو في الإعلام الموالي للحكومة. وفي حال لمس أردوغان أي تحرّك من هذا النوع، لا يُستبعد أن تظهر ملاحقات قضائية تطاول داود أوغلو أيضاً. والتهم دوماً جاهزة!

2 - أن يحقق كرد سورية، بدعم من «العمال الكردستاني» وأميركا وأوروبا، إقليماً كرديّاً شمال سورية، على الحدود الجنوبيّة لتركيا، ويضطر أردوغان لإعادة العلاقة مع الأسد وروسيا للحؤول دون ذلك، وأن يفشل في هذا المسعى أيضاً، فيما ترفض إسرائيل ونظام الأسد اليد التي يمدّها أردوغان للقرداحة وتل أبيب، من تحت الطاولة.

3 - أن يتحقق التعاون والتنسيق بين «العمال الكردستاني» و «الديموقراطي الكردستاني» العراقي، وتقوى شوكة الأكراد أكثر فأكثر. فتضطر تركيا وأردوغان للدخول في مفاوضات جديدة مع «العمال الكردستاني» تتنازل فيها عن الكثير من الغطرسة الأردوغانية - الأتاتوركية.

4 - أن تنفجر فضائح فساد جديدة تكشف تورّط قيادات حزب أردوغان ووزرائه السابقين أو الحاليين، بخاصة مع إيران، وكيف أن تركيا أصبحت مغسلة للأموال الإيرانية، حين كان حلفاء أنقرة في الغرب يشددون الخناق الاقتصادي على طهران، بينما كانت أنقرة تقدّم لعاصمة الملالي طوق النجاة. وعــــليه يتبدّى كيف أن أنقرة متورّطة فـــي الدم السوريّ، من البوابة الإيرانية أيضاً، وليس فقط من بوابة دعم «داعـــش» و«النصرة» والتنظيمات التكفيرية النشــــطة والمـــتــقاتـــلة عــلى الأرض السورية.

5 - أن تنفجر فضائح تكشف تواطؤاً بين مخابرات أردوغان والجناح المتطرّف في «الكردستاني» بهدف الاستمرار في دوامة العنف وإراقة الدماء. ما يعني تورّط أردوغان و «دولته الخفيّة والعميقة» في الدم التركي - الكردي.

6 - أن ينجح اللوبي الأرمني في تحقيق المزيد من المكاسب على الصعيد الدولي، لجهة تشديد الحصار على تركيا وأردوغان، وإدانة الدولة التركية بارتكاب المذابح، وإجبار أنقرة على الاعتراف بهذه المجازر، ودفع التعويضات المادية والمعنوية.

7- أن تفشل الأذرع السياسية والعسكرية التركية ضمن المعارضة السورية في إطاحة المكاسب الكردية في سورية. وتترسخ وتتكرس هذه المكاسب.

ختام القول: كلما ازداد حكم أردوغان استتباباً وتسلّطاً على رقاب الأتراك، ازداد قلق وهواجس بل كوابيس السلطان التركي، أردوغان الأوّل.

 

تهديدات الأسد بقوة غيره

وليد شقير/الحياة/11 حزيران/16

لا حرج عند الرئيس السوري بشار الأسد في القول إن «حمام الدم لن يتوقف»... كأنه يتحدث عن «حمام الهنا» الذي تشتهر به الأحياء الدمشقية والحلبية... طبعاً هو برر ذلك بأنه لن يتوقف عن محاربة الإرهاب. لم يختلف خطاب الأسد الأخير عن خطاباته السابقة. إنكار كامل للواقع واسترسال في تجاهل وجود معارضين لنظامه المستبد، عبر وصمهم جميعاً من دون استثناء بـ «الإرهاب» الذي يريد «اقتلاع جذوره»، فضلاً عن مساواته الرافضين حكمه العائلي وبطشه، بـ «داعش» وسائر التنظيمات الإرهابية. الإنكار يبلغ درجة تجاهل وجود الخصوم الفعليين في الداخل عندما يقول «لم نرَ أطرافاً أخرى ... لا يوجد أطراف أخرى»، في حديثه عن وفد المعارضة في مفاوضات جنيف - 3 التي أفشلتها براميله المتفجرة ومحاولة جيشه مع الإيرانيين السيطرة على حلب منذ سريان الهدنة أواخر شباط (فبراير) الماضي. لا جديد في وصف الأسد معارضيه بالخونة، ورفضه «المرحلة الانتقالية» وفق جنيف 2012 ومفهومه لها. فوفق خطته للحل، يطلب استسلام المعارضة، وصولاً إلى مؤتمر وطني للحوار. الجديد أنه ينسف جنيف - 3 وكل المحاولات الروسية - الأميركية لإحيائه، ويتحدث عن أن سورية «لا ترضى الخنوع ولا تقبل الوصاية»، مقرناً ذلك بالإصرار على تحرير حلب وعلى استعادة كل شبر من سورية من الفصائل المعارضة. لكن المضحك في هذا الجديد هو رفضه «الوصاية»، في وقت تجتاح الجيوش بلاده من كل حدب وصوب، والميليشيات المتعددة الجنسيات المستقدمة من إيران، من دون أن ننسى تلك المنضوية تحت لواء «داعش»، وتحول بلاد الشام إلى ملعب عالمي للحروب بالواسطة، نتيجة تمسكه بالتفرد بالحكم، واستدعائه كل أنواع الدعم الخارجي إلى الأرض السورية، منذ تعامل مع تظاهرات الاحتجاج السلمية بالبطش والمجازر والقهر، ثم تعاظم احتلالات الدول الساعية إلى موطئ قدم في سورية، للدفاع عنه، عندما اقتربت المعارضة من دمشق.

مهزلة الاعتداد بالوطنية السورية في خطاب الأسد في ظل مسؤوليته عن استباحة بلاده من الخارج، تطرح الأسئلة عما يقف وراء توعده بتحرير كل شبر وجعل حلب «مقبرة» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هل أن اشتراك الجنود الأميركيين مع الميليشيات الكردية و»جيش سورية الديموقراطية»، في تحرير منبج من «داعش»، (انضم إليهم خبراء فرنسيون) والجنود البريطانيين في تأمين الحدود الشرقية مع العراق (عبر إنشاء «جيش سورية الجديدة») في مواجهة التنظيم، والدور التركي على الحدود، أخذا يشعرانه بأن ورقة محاربة الإرهاب التي يراهن على أن تبقيه في الحكم طالما لها أولوية على إزاحته عند المجتمع الدولي، باتت في يد الدول والفصائل التي تساندها؟ وهل أن الإصرار على «السيادة» ناجم عن إحساسه بأن قضم هذه الدول الأرض من «داعش» يفقده الدور الذي اصطنعته له إيران وروسيا تحت عنوان محاربة الإرهاب، لإبقائه في الحكم، فتبطل هذه الحجة بعد التخلص من «داعش»؟ والأسد والمحيطون به غضبوا لمشروع الدستور الذي وضعت روسيا مسودته، مستبقة الاتفاق مع واشنطن على وجوب التوصل إليه في آب (أغسطس) المقبل، والذي يحوي توزيعاً جديداً للسلطة، ونظاماً فيديرالياً، رفضته القيادة الأسدية؟

الوجه الآخر للسؤال عما إذا كان تبجح الأسد بقوة غيره ضد خصومه، قد يكون في مراهنته على أن يقود تصاعد الصراع الروسي - الأميركي على أوروبا الشرقية والذي أخذ بعداً جديداً مع تعزيزات حلف الناتو في دول البلطيق ومناورات القوات الأميركية مع 20 دولة في بولندا، إلى اتجاه موسكو للرد في سورية، بالتصعيد العسكري ضد المعارضة، وإمكان أن يشمل ذلك حلب. فبإسم السيادة سبق للأسد أن وقّع الصيف الماضي مع موسكو المعاهدة التي تجيز لقوات القيصر استباحة سورية لسنوات، بحيث تحوّلت قاعدة حميميم إلى مرجعية الجيش السوري، وبديلاً لدمشق في القرارات حول الهدنة ووقف النار أو استئنافه... فهو سلّم أمره لموسكو وقبلها لطهران. إذا صح هذا التفسير لخلفية تهديدات الأسد، يقتضي انتظار مفاعيل الاجتماع التنسيقي الذي عقد أمس بين وزراء الدفاع الروسي والإيراني والسوري في طهران، ليتبين ما إذا كان الثلاثي يتجه إلى تعزيز أوراقه الإقليمية، ومنها في سورية، خلال الأشهر الفاصلة قبل قيام الإدارة الأميركية الجديدة مطلع العام المقبل. ثمة من يعتقد بأن الأسد أخذ يطمئن إلى مصيره، ويوزع التهديدات نتيجة التقارب الروسي - الإسرائيلي الذي توّجه بنيامين نتانياهو قبل يومين، خلال زيارته موسكو، بالقول إن مسألة بقاء الأسد في السلطة «ثانوية». فلطالما كانت روسيا صلة الوصل بينه وبين تل أبيب.

 

أيام عراقية سودا وجحيم طائفي

داود البصري/السياسة/12 حزيران/16

تشابك الاوضاع العراقية, وخروج الجماهير الشعبية في عمق المدن التي يتركز فيها نشاط الاحزاب الطائفية العراقية العميلة لايران, مثل عصابة حزب الدعوة العميل, وعصابة آل الحكيم, باقتحام مقار تلك الاحزاب وتكسير يافطاتها ومن ثم حالات التشابك بين المكون الطائفي الواحد افرز حقيقة اساسية تتمثل في اتجاه الاوضاع العراقية الداخلية نحو نهايات تصادمية عنيفة, ستترك مؤثراتها على مستقبل الوضع العراقي المعقد الحساس.

ومع تصاعد القتال الشرس في الفلوجة وضواحيها, وتعدد فتح جبهات المواجهة العسكرية، والاستعجال الحكومي في اعادة السيطرة على الموصل التي ستكون معركتها المرتقبة واحدة من اكثر كوارث الشرق المزنر اصلا بحزام واسع من الكوارث. تبدو الاوضاع العراقية في قمة سخونتها القاتلة. فمعركة الفلوجة لم تسفر ابدا عما وعدت به الحكومة بتحرير سريع وانهاء للموقف وطرد لمسلحي تنظيم الدولة من تلك المدينة العراقية الصغيرة المنكوبة التي تحولت فعلا وقولا لاسطورة عسكرية تنبهت لها حتى السينما الاميركية، ما تحقق من الوعد الحكومي هو زيادة مساحات المعاناة والفوضى المهلكة بعد ابتعاد ملف تحرير الفلوجة عن اعادتها لحضن الوطن ودخولها في ملف تصفية الحسابات الانتقامية، وحسابات المصالح الطائفية الضيقة، ومناهج التغيير الديموغرافي المريضة للخارطة الاجتماعية والسكانية في العراق، وهي المهمة المركزية التي تعمل في اجندتها عصابات الحشد الطائفي المدعوم ايرانيا والتي تشكل جزءا لا يتجزا من مؤسسة الحرس الثوري الايراني، واعتقد ان التهديدات المتوالية التي اطلقها قادة الحشد وجميعهم يحملون رتب عسكرية في الحرس الثوري تنبيء عن طبيعة التخطيط والهدف المركزي المراد تحقيقه, وهو هدف انتقامي محض لاعلاقة له بتحرير الارض والانسان قدر علاقته بتنفيذ سيناريو ومخطط تدميري كبير للنسيج الاجتماعي العراقي في مناطق غرب وشمال بغداد, وكانت آخر التهديدات الفظة, ما ورد على لسان قائد الحشد وزعيم عصابة بدر التابعة للحرس الثوري والوزير السابق هادي العامري عن اعتبار مدينة الفلوجة ( غدة سرطانية ) ينبغي استئصالها, وهو نفس منهج وتفكير المجموعة الايرانية التي تقود الميدان في العراق ممثلة بابي مهدي المهندس, وآوس الخفاجي, وقيس الخزعلي وبقية الجمع الطائفي الطالح العاملين بجد واجتهاد لتدمير العراق و نسفه من الداخل, في ظل حكومة ضعيفة يتلاعب امراء الحرب بها وبخططها ومناهجها وتصرفاتها, عملية الفلوجة لم تحسم بعد, وماحصل حولها كان مجزرة حقيقية للانسانية عبر اطلاق يد الميليشيات الطائفية في التصرف وقيامها بخطف المئات من المدنيين من الصقلاوية والنعيمية وتعذيبهم واعدام ميداني لمئات الشباب دون محاكمة ولا تهمة معلومة وفي ظل غياب السلطة التي اعترفت على مضض بالتجاوزات ولكن لايمكنها ابدا محاسية المسؤولين؟ وكيف تحاسبهم وهم كبار رموزها في الداخلية والدفاع وقيادة الحشد الطائفي؟ لقد اعلنت الامم المتحدة رسميا عن توثيق الانتهاكات التي لم تصبح مجرد اتهامات لادليل عليها!, وطبيعة التهديدات المكشوفة لقادة الحشد تؤكد وتدعم الجرائم التي اقترفتها الميليشيات عن قصد وتخطيط, وفي اسلوب شديد الشبه بل و الاستنساخ باسلوب العصابات الصهيونية من جماعة الهاغاناه والارغون في فلسطين قبل قيام اسرائيل!!، فمخطط الميليشيات مركزي وواسع ولكنه ايضا واضح ومعروف ومشخص بدقة تؤكدها سيناريوهات الفعل والممارسات الميدانية المريضة!, ورغم ان الحكومة العراقية تحاول التغطية على مايدور عبر اجراءات ترقيعية الا ان النيران قد امتدت لعمق العاصمة عبر سلسلة التفجيرات المتنقلة, والتي تضيف للمشهد المتدهور اصلا ابعادا درامية رهيبة, رئيس الحكومة حيدر العبادي حاول بدوره امتصاص الازمة عبر اصداره لقرارات تنظيمية تتعلق بالوضع الداخلي لحكومته كطرده لرئيس شبكة الاعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط البريطاني الجنسية, وتعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات العراقي هو الكاتب الصحافي مصطفى الكاظمي! في خطوة غريبة يبدو انها رسمت ضمن اطار التفاهم مع الاميركان الذين يراقبون تطورات الموقف بغموض وينتظرون الفرصة المناسبة لتدخل قد يقلب جميع الموازين القائمة على الارض, ورغم مآسي الوضع في معارك الفلوجة وظهور تداعيات لصراعات رهيبة باتت تهشم الجسم الداخلي العراقي بشكل موجع.. بكل تاكيد الصيف العراقي الراهن سيكون الاسخن والاعنف والاشد ماساوية منذ الاحتلال الاميركي, وعمليات التحرير المخطط لها للموصل لن ترى النور في ظل التشابك القائم والفشل المريع, فاذا كانت الفلوجة وهي قضاء اداري صغير ومحدود المساحة قد استنزفت ما استنزفت من جهود جميع اطراف الصراع في العراق, فكيف سيكون الحال مع مدينة هي الاكبر في العراق بعد بغداد!؟ سيناريوهات كارثية عراقية لن يخمد اوارها الا ارادة الله سبحانه وتعالى.. العراق يصعد بامتياز نحو الهاوية. صيف عراقي ساخن ورهيب سيؤطر بكل تاكيد نتائج محورية على صعيد الصورة المستقبلية للعراق.

 

الديموقراطية للعرب حتى يتوقف نهر الدم

جمال خاشقجي/الحياة/11 حزيران/16

الديموقراطية حول العالم في أزمة، هذه مسألة مفروغ منها، وقد خصصت مجلة «إيكونوميست» المرموقة في عددها الأخير تقريراً مطولاً لتأكيد ذلك، خلاصته أنها تعاني من فقدان الثقة بها، فاستعرضت جملة من الاقتراحات لتحسين أدائها وأدواتها واستعادة إيمان الناس بها، كي تحقق غرضها لتحقيق الحكم الراشد. هذا رخاء لمّا نصل إليه بعد، فالديموقراطية باتت ضرورية لنا - معشر العرب - حتى نتوقف عن قتل بعضنا البعض، ثم نفكر بعدها في استخدامها لتحقيق «الحكم الراشد». يسري هذا تحديداً على الجمهوريات العربية التي انهارت بعد الربيع العربي، وخرجت من منظومة «النظام العربي القديم» القائم على استبداد العسكر، ولم تفلح حتى في العودة إليه على رغم أنه كان سبباً في ثورات 2011، بالتالي تظل الديموقراطية هي المخرج الوحيد الممكّن لها للخروج من دائرة الدم التي تعيشها. عندما يناقش الغربي حال الديموقراطية عنده فهو مشغول بتوجهات الناخبين، الذين انصرفوا نحو اليمين المتشدد، ومرشح أهوج يتعارض مع قيمها مثل دونالد ترامب، ومعني بانخفاض نسبة المشاركين في الانتخابات، وارتفاع نسبة عدم الرضا في البرلمانات، لذلك يتفكرون في سبل إعادة إحيائها من جديد لتتوافق مع تحولات العصر وثورة المعلومات والتواصل، ولكن العربي في العراق وسورية وليبيا واليمن يحتاج إلى الديموقراطية «فقط» حتى يعيش، وحتى تتوقف آلة القتل التي تحصد مئات الآلاف من حوله. ولكن العربي بدأ يفقد الثقة بالديموقراطية بعدما كانت مطلبه وأمله. بدا ذلك في العراق باعتصامات المتظاهرين وتعدّيهم على حرمة البرلمان، فكان إعلان شعبي لوفاة تلك الديموقراطية الهزيلة، التي سقطت قبل فوضى التظاهرات التي دعا إليها الزعيم الديني مقتدى الصدر، تحت معول الطائفية والفساد و«داعش». للأسف فإن فشل الديموقراطية في العراق، على رغم أنها موجودة ولا تزال على الورق وفي الدستور، سيكون دليلاً سيستخدمه كل الرافضين لها، إما لمنطلقات دينية وإما تقليدية عتيقة، أو حتى عاشق للاستبداد يقول: لا يمكن حكم العرب بالديموقراطية، أو ليبرالي مزيف يقول: يجب إعداد الشعب ونشر التعليم قبل الديموقراطية. الآن لديهم حجة قوية هي انهيار التجربة العراقية.

مشكلة هؤلاء - أكانوا محليين من أبناء تلك الدول المنكوبة أم أشقاء مؤثرين - أن ليس لديهم مشروع بديل للديموقراطية لتلك الدول، غير «استعادة» النظام العربي القديم، الذي انهار في 2011 بعدما استقر في صور عدة أكثر من نصف قرن، فحسبوه استقراراً ولم يروا أسباب السقوط الكامنة فيه، وهم غير وحيدين في ذلك، فكثير من مواطني تلك البلدان المنكوبة باتوا يقارنون بين حالهم البائسة اليوم وفقدانهم الأمن وتشتتهم في المنافي واحترابهم الطائفي، وبين حالهم زمن الحاكم الفرد، قذافياً كان أم صداماً. في مصر الساخرة دوماً انتشر في «تويتر» وسم: «رجعوا لنا حسني مبارك»! يختصر في كلماته الأربع الكوميديا السوداء من شعب اعتقد يوماً أن فرصته في الانعتاق من بؤس العيش وقلة الوظائف واستبداد الدولة كان في التخلص من رئيس الدولة، على رغم أن وضع المصريين أفضل بكثير من السوري والليبي واليمني والعراقي.

من يريد وقف دائرة العنف هناك عليه ضخ فكرة «الديموقراطية هي الحل»، ولكن لن يكون ذلك قبل اقتناع الأطراف الإقليمية المؤثرة باستحالة استعادة النظام العربي القديم. لقد حصل ذلك عندما اجتمع اليمنيون في الرياض العام الماضي، ومن بعدهم السوريون، فكان في بيان الاثنين إشارة صريحة إلى اعتماد الديموقراطية توصيفاً لدولتهم المقبلة والمنشودة، وأنها آلية انتقال السلطة، ولكن جملاً كهذه يمكن أن نجدها في كل جمهوريات العرب المنهارة. الدستور العراقي الجديد، الذي وضع تحت الاحتلال، يكاد يكون نموذجياً في ديموقراطيته، ولكنه لم يوفر الديموقراطية ولا احترام سيادة القانون ولا حقوق الإنسان. وبالتالي فلا بد من مشروع عربي لنشر الديموقراطية، ترعاه الدول العربية المستقرة، حتى لو لم تكن ديموقراطية. فكرة متناقضة! ولكن هل يملك أحد اقتراحاً أفضل غير الاستمرار العبثي في استعادة نظام عربي قديم لن يعود؟

ففي النهاية ستتوقف آلة القتل في الجمهوريات العربية المنهارة، والأفضل أن نكون مستعدين بمشاريع لها تسهل عملية تحولها وتعزز استقرارها، فبعدما ينجلي غبار المعارك لن نجد مدناً مهدمة فقط، بل مجتمعات متفككة أيضاً، منقسمة طائفياً وعرقياً ومناطقياً، ولن يكون هناك جيش واحد وإنما فصائل وميليشيات عدة، ولا مستبد قوياً يفرض سطوته بالقوة، حينها لا حل لتنظيم تلك الانقسامات غير الديموقراطية الملزمة بقوة أممية أو عربية، تمنع اندلاع خلافات صغيرة تستمر سنوات وسنوات أخرى، وتنظم تلك الانقسامات، وتمهد لعودة حكومة ما مركزية.

أمامنا التجربة الليبية، استنفدت فيها كل محاولات فرض الاستقرار بغير الديموقراطية، من رفض نتائج الانتخابات التي مارسها برلمان طرابلس، الذي طغى عليه الإسلاميون، إلى استخدام القوة وإقصاء الآخر لاستعادة «النظام العربي القديم». بعد احتراب كاد أن يدمر ليبيا واستمر نحو العامين اقتنع معظم الليبيين بأنه لا حل غير الديموقراطية الحقيقية القائمة على التوافق والمشاركة، وذلك بدعم أممي، فعادوا إلى نقطة البداية التي ضيعوها بعد انتصار ثورتهم وإسقاطهم نظام معمر القذافي الاستبدادي. هذه الوصفة هي ما تحتاج إليه بقية الجمهوريات العربية المنهارة، ومن العبث دعم جهة واحدة لفرض سيطرتها على بقية الدولة (إذا افترضنا أنه بقيت هناك دولة)، فالسلاح الحديث وتوافره يمنع أي طرف من تحقيق انتصار حاسم، فيوفر شرط «حكم المتغلب» الذي كان آلية تداول السلطة التي شرعها الفقهاء من باب الضرورة لا التفضيل، كما أن كثرة اللاعبين الإقليميين والدوليين تسعر الصراع ما لم تتفق، وتجعل انتصار طرف من دون آخر مستحيلاً. ففي اليمن، على سبيل المثال، أعظم دعم توفره السعودية ودول الخليج له بعدما تضع الحرب أوزارها، ليس ضمه لمجلس التعاون كما يدعو البعض، ولا خطة مارشال ومنح ببلايين الدولارات، وإنما مساعدته بآلية ديموقراطية تنظم تداولاً سلمياً للسلطة، وتجمع مكوناته المتعددة والإقليمية في مجلس تأسيسي، وكذلك الحال في سورية والعراق، ستختلف التفاصيل، ولكن جوهر الديموقراطية واحد. ليس مهما أن تفرز الأفضل، المهم الآن أن تفضي إلى سلام، وبعدما تستقر الديموقراطية والإيمان بها لضمان السلم والتعايش، ننتقل إلى رخاء التنمية وإعادة بناء الوطن. المهم الآن أن يتوقف نهر الدم.

 

وظيفة الجولان بين الأب… والابن

خيرالله خيرالله /العرب/12 حزيران/16

كان الخطاب الذي ألقاه رئيس النظام السوري بشّار الأسد في الجلسة الأولى لمجلس الشعب السوري الجديد (مجلس النوّاب) في غاية الأهميّة. كان الخطاب منعطفا تاريخيا، لا لشيء سوى لأنّه جاء ليعكس جديد سوريا. يأتي هذا الجديد بعد خمس سنوات ونصف السنة على اندلاع الثورة الشعبية فيها.

جديد سوريا أنّ رئيس النظام يعتبر أنّه وجد معادلة جديدة للبقاء في دمشق، أي لاستكمال عملية تفكيك البلد وتدمير كل مدينة وبلدة وقرية فيه. تقوم المعادلة الجديدة على التخلي عن الجولان نهائيا لإسرائيل من جهة وعلى الاستعانة بالروسي والإيراني من جهة أخرى. يحدث كلّ ذلك من أجل البقاء في السلطة ولا شيء غير ذلك. إنّها السلطة العارية من أيّ شرعية من أيّ نوع، خصوصا أن الانقلابات العسكرية لم تكن يوما أساسا صالحا لأيّ شرعية في أيّ بلد من بلدان العالم. قبض حافظ الأسد ثمن تسليم الجولان إلى إسرائيل في العام 1967 عندما كان وزيرا للدفاع. ليست معروفة، إلى اللحظة، الظروف التي أدّت إلى احتلال إسرائيل للجولان بسرعة البرق، خصوصا بعد صدور أوامر للجيش السوري بالانسحاب من الهضبة بكل الوسائل المتاحة. هذا ما حصل بالفعل وذلك قبل أن يصل الإسرائيليون إلى الهضبة. لم تحصل وقتذاك أيّ مقاومة. ارتدى الجنود والضباط السوريون ملابس مدنية وخرجوا من الجولان بالتي هي أحسن على الرغم من أن الموقع الطبيعي للهضبة والتحصينات المقامة فيها، كانت تسمح بالمواجهة، إضافة إلى أن الاندفاع والوطنية والشجاعة والاستعداد للتضحية لم تكن تنقص العسكري السوري في تلك الأيّام. في كلّ الأحوال، بعد تسليمه الجولان في العام 1967، صار سهلا على حافظ الأسد احتكار السلطة في العام 1970، خصوصا بعدما تبيّن أن خصومه هواة من المنتمين إلى اليسار الطفولي في حزب اسمه حزب البعث. لم يكن هذا الحزب بفكره المتخلّف سوى مطيّة لمجموعة من الانتهازيين الذين قضوا على كلّ ما هو حضاري في سوريا، بما في ذلك الحياة السياسية الطبيعية فيها.

سنبقى في الجولان بقاء بشار في دمشق

سمح تسليم الجولان لإسرائيل، بطريقة حبيّة، لحافظ الأسد بحكم سوريا بطريقة مطلقة ثلاثين عاما بالتمام والكمال. سعى إلى اكتساب شرعية لنظامه غير الشرعي في العام 1973 عندما شارك أنور السادات في شنّ “حرب تشرين” أو “حرب أكتوبر” في التعبير المصري.

في حين استطاع أنور السادات توظيف “حرب أكتوبر” في استعادة سيناء، بما في ذلك حقول النفط والغاز فيها، بقي الجولان المحتلّ الهمّ الأخير لحافظ الأسد الذي فضّل المتاجرة بالهضبة المحتلّة على أيّ شيء آخر. توصّل إلى اتفاق فكّ الارتباط مع إسرائيل في العام 1974 وانطلق من ذلك في اتجاه السيطرة على لبنان مستغلا الوجود الفلسطيني المسلّح فيه وبداية ظهور ميليشيات مسيحية معادية لهذا الوجود في ظلّ رئيس للجمهورية، هو سليمان فرنجية الجدّ، لا يعرف شيئا عن المعادلات الإقليمية وتعقيدات المنطقة.

كان الجولان المحتلّ رأسمال حافظ الأسد. كانت إسرائيل تعرف ذلك تماما لذلك لم تقدم يوما على خطوة جديّة يشتمّ منها أيّ عداء لنظامه. في المقابل، لم يبق أمام بشار الأسد من رأسمال سوى تسليم الجولان نظرا إلى أنّه لم يعد ورقة مساومة لديه في اللعبة الإقليمية التي خرج منها.

كانت بداية النهاية للنظام السوري خروجه من لبنان بالطريقة التي خرج بها في نيسان ـ أبريل من العام 2005. ضاقت أمامه كلّ الخيارات، خصوصا بعدما أكّد السوريون بأكثريتهم الساحقة أن ليس في استطاعتهم القبول بنظام لا يتقن سوى الابتزاز ولعبة الإرهاب مع الخارج ومع جيرانه من جهة وقمع شعبه في الداخل وإفقاره من جهة أخرى. كان خطاب بشّار الأسد في مجلس الشعب بداية لمرحلة جديدة تقوم على تناسي وجود الجولان المحتل. ليس صدفة أن يلقي رئيس النظام السوري خطابه، أمام مجموعة من النوّاب المهرّجين، فيما بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤدي زيارة لموسكو في مناسبة مرور ربع قرن على إعادة العلاقات الديبلوماسية بين روسيا الحالية (الاتحاد السوفياتي سابقا) وإسرائيل. ألقى الأسد الابن خطابه الذي اعتبر فيه الشعب السوري مجموعة “إرهابيين” مؤكّدا أنّه سينتصر عليهم، بينما كان فلاديمير بوتين يقدّم لـ”بيبي” ما يمكن وصفه بالرمز الجديد للعلاقات الوثيقة بين روسيا وإسرائيل على حساب كل الاعتبارات الأخرى ذات الطابع الإقليمي.

كان هذا الرمز دبابة إسرائيلية غنمتها القوات السورية في معركة بين الجانبين في بلدة السلطان يعقوب في البقاع اللبناني. كان ذلك في العام 1982 في أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي كشف حجم التواطؤ بين النظام السوري وإسرائيل ووجود اتفاقات كان على الجانب الإسرائيلي احترامها، بما في ذلك عدم تجاوز خطوط معيّنة. وكان أن التزمت إسرائيل تلك الخطوط بدقّة متناهية في مرحلة ما بعد معركة السلطان يعقوب التي سقط فيها قتلى إسرائيليون، بينهم ثلاثة جنود ما زالت جثثهم مفقودة. ستكون الدبابة الإسرائيلية بمثابة مزار لعائلات هؤلاء الجنود تعويضا عن فقدان العسكريين الثلاثة. سلّم بوتين الدبابة إلى نتانياهو، علما أنّها هدية سورية كان يجب أن تبقى في متحف روسي خاص بمثل هذا النوع من الهدايا. لكنّ موسكو فضّلت إعادة الدبابة إلى أصحابها لتأكيد عمق العلاقة الجديدة بين روسيا وإسرائيل، فضلا عن طبيعة التعاون القائم بين الجانبين في سوريا. بات هذا التعاون الجديد الروسي ـ الإسرائيلي في سوريا جديد التطورات في هذا البلد حيث يرفع النظام المتحالف مع ايران وذراعه اللبنانية ، أي “حزب الله”، شعاري “المقاومة” و”الممانعة”. هل لا يزال في الإمكان الحديث عن “مقاومة” و”ممانعة” بعد انكشاف حقيقة العلاقة الروسية ـ الإسرائيلية وبعدما تبيّن بكلّ وضوح أن هناك وظيفة جديدة للجولان. تتمثّل هذه الوظيفة في عدم لعب إسرائيل أيّ دور في سوريا خارج التفاهم مع روسيا والتنسيق معها، ما دام مصير الهضبة صار معروفا. إلى إشعار آخر، تبدو موسكو متمسكة ببقاء بشّار الأسد في دمشق إلى أن يأتي اليوم الذي تجد فيه الصفقة المناسبة التي تسمح لها بالمقايضة على رأسه، في مقابل الثمن المناسب.

جديد سوريا كان الجولان. كشف الخطاب الأخير لبشار أن الجولان لم يعد سوى ورقة تصلح لإقناع إسرائيل بدعم النظام أو باتخاذ موقف محايد منه. الواقع أن إسرائيل حصلت على ما تريد بعدما عقد “بيبي” مجلس الوزراء في الهضبة المحتلة قبل بضعة أسابيع وبعدما اطمأنّ إلى أنه لن تقوم لسوريا قيامة في يوم من الأيّام ما دام بشّار موجودا في دمشق. من حافظ الأسد، إلى بشّار الأسد، تغيّرت وظيفة الجولان. هل التخلي عن الهضبة كاف لبقاء النظام، ولو على جزء من الأرض السورية؟ من الصعب تصوّر ذلك. لو كان النظام الأقلّوي قادرا على الاستمرار، لما كانت إيران قبلت بأن يكون لها شريك في قصر المهاجرين. كانت تريد أن يبقى بشّار تحت وصايتها وحدها. لم تعد هذه الوصاية حكرا عليها، بل صار فلاديمير بوتين يمتلك في سوريا من النفوذ ما يجعل هديته السورية لإسرائيل حدثا أقلّ من عادي، خصوصا لدى المتشدّقين بـ”المقاومة” و”الممانعة”!

 

سليماني مستشارا لحكومة العبادي!

سالم الكتبي/العرب/12 حزيران/16

لا أتفق كثيرا مع الذين استغربوا إعلان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني يعمل في العراق بشكل رسمي بوظيفة مستشار عسكري للحكومة العراقية. فهذا الاعتراف ليس سوى ورقة التوت التي تحاول الحكومة العراقية ستر عورتها بها في مواجهة عدم قدرتها على التحكم في البلاد وفشلها في السيطرة على التدخل الإيراني ورسم حدود له ولو على سبيل التظاهر بالسيادة.

الواقع أن العبادي ووزير خارجيته لم يجدا مخرجا يعتقدان أنه يحفظ لهما ماء الوجه مما يحدث من حولهما سوى هذا الإعلان، الذي يفضح بقوة حدود العلاقات بين حكومة حيدر العبادي الطائفية من ناحية، وبين مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي من ناحية ثانية.

دعونا نتفق أولا على أنه لا العبادي ولا وزير خارجيته إبراهيم الجعفري يستطيعان منع إيران من التدخل في الشأن العراقي، ولا يمتلكان جرأة فتح نقاش مع خامنئي أو مستشاريه حول “حدود” هذا التدخل، وإعادة ترسيم هذه “الحدود” بما يحفظ للحكومة العراقية شكلا من أشكال السيادة أو حدا أدنى من الكرامة السياسية في مواجهة مواطنيها. والسبب المباشر في ذلك أن حيدر العبادي قد عين بقرار من طهران، التي تخلت عن المالكي واستعانت برجل المرحلة الجديد وقتذاك حيدر العبادي لتنفيذ مهام محددة تستكمل بها طهران السيطرة على مقدرات الشعب العراقي. والأمر لا يقتصر على ذلك بل إن العبادي حافظ على كرسيه بدعم ومساندة مباشرين من خامنئي. ولا يجب أن ننسى التصريح المهم الذي أدلى به منذ أشهر قليلة، علي أكبر ولايتي، أحد أهم مستشاري خامنئي، وقال فيه إن “أيّ قوة عراقية لن تستطيع إزاحة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، من مناصبهم”، لافتا إلى أن “الحشد الشعبي سيتصدى للأطراف غير المسؤولة التي تثير بعض الاضطرابات والقلاقل في الساحة العراقية”، بل تحدى ولايتي معارضي العبادي من التيار الصدري قائلا “إن ما قيل بأن هناك إمكانية لإزاحة الحكومة العراقية الحالية هو ضرب من الوهم والخيال”.

لا يقتصر الأمر على ما سبق، فمنذ أشهر نشرت تقارير إعلامية موثوقة تؤكّد أن كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، قد قام بزيارة إلى بغداد نقل فيها إنذارا مباشرا من خامنئي إلى حيدر العبادي.

ومفاد هذا الانذار أن ولي الفقيه الإيراني سيطيح برئيس الوزراء العراقي في حال لم يلتزم بالتوجيهات المتفق عليها بشأن تشكيل الحكومة العراقية. وسلسلة الفضائح في هذا الإطار طويلة وممتدة، فالمعروف أن ملالي إيران هم من وفروا الحماية لحكومة العبادي في مواجهة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، وأمروا الحشد الشعبي بالتصدي لها وقمعها، لا سيما أن الاحتجاجات كانت ترفض التدخل الإيراني الفج في شؤون العراق. ولو كانت هذه التقارير غير دقيقة فليبلغ العبادي الجميع عن سر توقف حملته على الفساد، وكيف بلع لسانه حين وجد أن ملالي إيران غير راضين عن محاكمة رؤوس الفساد في العراق وفي مقدمتهم نوري المالكي وغيره. وإذا كان هذا هو واقع الحكومة التي تحتفظ بوجودها بدعم مباشر من إيران، فلماذا نستغرب أن يخرج وزير الخارجية، ليجاهر بإثم سياسي بشع يتمثل في تعيين مسؤول عسكري يقود ميليشيات عسكرية تابعة لدولة أخرى وهي ميليشيات غير قانونية ومدرجة ضمن قوائم الإرهاب الدولية، في وظيفة مستشار عسكري لرئيس حكومته؟ الموضوعية تقتضي أن المجاهرة بالإثم لا تقدم ولا تؤخر في الحالة العراقية لأن الجنرال قاسم سليماني باق في العراق، ولا يتوقف وجوده على تعليمات حكومة حيدر العبادي وموقفها حياله، بل العكس هو الصحيح تماما، فهو من يقدم الحماية لهذه الحكومة، فكيف لها أن تضن عليه بلقب وتخلع عليه صفة المستشارية؟

الحقيقة الوحيدة التي قالها الجعفري في تصريحاته تلك إن “سليماني يعمل في الأراضي العراقية بعلم الحكومة العراقية ودرايتها التامة” فالرجل بالفعل يصدح بالحق في هذا الجانب، فكيف لحكومة أن تنكر معرفتها بوجود من يحميها في أراضي بلادها!

ربما اعتقد الجعفري لوهلة أن اعترافه بوجود الجنرال سليماني ومنحه لقب المستشار هو رد بالغ على الألسنة المعارضة، ولكنّ الرجل توهم بشكل خاطئ أن معارضي وجود سليماني غيورون على الحكومة العراقية فأراد أن يبرئها من مزاعم وجود غريب في بيتها، فالحقيقة أن سجل حكومة العبادي معروف ولكن هؤلاء غيورون على العراق العريق، الذي لا تنقصه الخبرات والكفاءات العسكرية والاستراتيجية، وبدرجات تفوق سليماني بمراحل، ولكنه الهوى السياسي والانحياز الطائفي البشع، الذي حصر خيارات الحكومة في الرضوخ لإملاءات من عينوهم في مناصبهم، فلم يفكّروا لحظة في الانتصار لكرامة الشعب العراقي، ولا التفكير ـولو للحظةـ في حجم الجرم الذي يرتكبونه في حق هذا البلد حين يتركون أجنبيا محترفا طليق اليدين للثأر من المسلمين السنة في بلدهم تحت مسمّى تقديم استشارات عسكرية. ثم، هل بعد هذا الاعتراف البشع بالاستعانة بخدمات الجنرال سليماني الذي ينفذ تعليمات خامنئي ويتلقّى منه الأوامر مباشرة، هل بعد ذلك يمكن أن تجرؤ حكومة العبادي وتدّعي أنها حكومة لكل العراقيين، أو تحاول إسقاط تهمة الطائفية البغيضة عن نفسها؟ الكارثة أن الحشد الشعبي يسعى إلى احتلال العراق بشكل كامل ويمارس التطهير العراقي في أبشع صوره، وحكومة العبادي باتت تقر هذا التدخل علنا بغض النظر عن رأي الشعب العراقي. للأسف اخترقت حكومة العبادي القواعد والمبادئ والأسس ذات الصلة بسيادة الدولة، وانتهكت كل ذلك حين جاهرت بالاستعانة بخدمات مسؤول عسكري حالي لدولة أخرى وتعيينه في منصب مستشار عسكري لرئيس الحكومة العراقية في إهانة تاريخية قد لا تمحى من سجل هذا البلد العريق، ولم يعد هناك ما يقال سوى “إن لم تستح فافعل ما شئت”.

 

الرَّجُل الذي فَقدَ ظله

بول شاوول/المستقبل/12 حزيران/16

عندما تشاهد بشار بن حافظ الأسد على الشاشة ترى شخصاً غادره كل شيء. بلا متاع. بلا ارث. بلا حَيل. ولا رجاء. ولا مستقبل ولا ماضٍ. شخص مَصَلتْ جذوره. شخص لم يَعدْ سوى الزمن. والزمن بات بعيداً عنه. كل ما حوله حيطان وخيبات ومُلك ضاع. لا جيش. ولا شعب سوى ما تبقى من قبيلته . رأسه لم يعد على كتفيه. وعيناه لم تعودا في وجهه، ومصيره بديد. لا يقوى على البقاء. ولا على الرحيل. لا على الصعود ولا على الترجل. لا على المواجهة ولا على الاستسلام. يحارب ولا يحارب. يقود وهو مَقود. يصرخ بأصوات سواه. يُصرّح بمواقف سواه. «ينتصر» بقوى سواه. ويخسر بخسارة سواه. يقتل بإرادة سواه. انه الشخص الذي فقد ظله. أو الشخص الذي احتّله ظلُّه. ظِلّ بين المعادن. ظل بين جدران القصر. ظل على الشاشات. يتكلم صدى صوت من تملّكه. هنا الروس. هنا «حزب الله«. هنا فيلق القدس. هنا أوباما... كلهم موجود وحاضر إلاّه! فيا لهذا البقاء غير الباقي... ولهذه النهاية غير المنتهية. ويا لهذا الموت الذي لا ينتهي.

انه الشخص الذي فقد زمنه. ورث ما ورث. وبدّد كل شيء حتى لم يتبق له سوى يديه الخاويتين وسوى عينيه الشاغرتين. لا شيء. ولكن عندما يتكلم كأنما شخص آخر يصغي ويتكلم. وعندما تمتعت بخطابه المتلفز امام مجلس الشعب المنتخب (أي المعيّن) شعرت انه واقف وغير واقف. ومخاطِب وغير مخاطَب. فلا هو محدّد ولا من يسمعه معروف: هو بدَا مجهولاً ومجلسه مجهولاً: مجهولان تصادفا في قاعة.

فلا هو، رئيس يتكلم، ولا مجلس الشعب مجلس يصغي كأنما ديكوران من أدوات قديمة، لمسرحية قديمة، ولشخصيات قديمة، وحكاية قديمة. مجلس الشعب أشباح تصفق لشبح. أشياء تتحرك نحو أشياء. وعندها يحلو كل شيء، حتى ما هو غير موجود (ومتخيل) وما هو موجود (وغير متخيل) . قاعة صَفْصَفْ، بجدران من فرط ما اصغت إلى الفراغ شحُبتْ ألوانها، وضجرت حجارتها! اذاً في مثل هذه المونودرامات «اللوناتيكية» يصبح كل شيء ممكناً. وكل فصام عافية ذهنية، وكل ميغولومانيا تماسكاً نفسياً وكل تهريج نوعاً من الدراماثورجيا. كأنها اللحظة التي تفصل بين الجسد والمكان، بين المكان وسكانه. بين سكانه ووجوههم. اذاً هنا تزول المفارقات بين ما هو جنوني وما هو هلوسي، وما هو نِهيلي ذاتي وما هو حقيقي. وما هو حقيقي وما هو تصوري. ما هو حاضر وما هو ماض. ما هو زمني وما هو غير زمني... بين ما هو مادي وما هو غير مادي. فتلتبس الأحجام والأوزان والنبرات والقامات فتظن وهو يتكلم عن «انتصاراته» وكأنه انتفخ كبالون ضخم مكتظ بالحصى والحجارة.. أو كعملاق مطاطي عندما تكف عن شده ينحسر إلى كرة صغيرة. انها انتصاراته ينسبها إلى جيشه! وانت تعرف ان جيشه بات بلا جيش، وأركانه بلا اركان، وعزيمته بلا عزائم... وروعه بلا رَوع. يتخيل جيشاً جراراً هزم العالم كله. دحر كل أعداء «الوطن» وحرَّر الأرض من الغزاة ومن الوافدين.... دون كيشوت اذاً! ماذا نسمي ذلك، عندما نكتشف لا الأرض تحررت ولا الوطن ولا الجيش انتصر. نواجه العالم كله «بإرادة شعبنا...» هكذا يقول الصوت الآتي من النهايات. لكن اين العالم كله؟ تبحث لتجد انه استجلب ما تيسّر من العالم من شتات ليشعر بأنه «موجود بهم» ... وانه مستمر في دوره «التاريخي» بهم وانه بلا جيش، ولا ارض ولا حدود ولا سلطة.. شيزوفرانيا مقصودة او غير مقصودة! أهاملت كان مجنوناً ام كان يتظاهر بالجنون؟ هنا المسافة ملغاة، ايهما نجد بشار الشيزوفراني أم الذي يلعب دور الشيزوفراني: ذاك ان المسافة ممحوة، لكن هذه الحالات المشوشة، اذا كانت تتملك هذه الشخصية «المشخصنة» فلكي تحجب الرؤية عن العالم. فالعالم موجود ليقضي عليه. العالم غير موجود لكي لا يرى واقعه. ذلك انه يُنكر كل ما هو في حدود الحواس والملموس والحقيقة والمخيلة والذاكرة... وكل المسافات ملغاة. وهو في هذه «اللعبة» البائسة يلغي من يريد الغاءه أو تمحو تصوراته من يريد الغاءه في اطار دراماتيكي متقلب. فأميركا اوباما معه، ويرى انها ليست معه! واسرائيل حليفته ويدعي انها «عدوه». وفلسطين الذي دمّر والده مقاومتها في لبنان (الأعز على قلبه) وهو الذي ورث حقده عليها من والده. وعليه في هذه الأحوال والأهوال ان يرى ما يراه النائم في مناماته: فتركيا دولة ارهابية.

لأنه هو غير إرهابي. وأردوغان دكتاتور لأنه هو «أسانس» الديموقراطية. والسعودية أخطر من إسرائيل... وهو استرجع الجولان. وإيران هي الحل: مع هذا يتكلم عن العروبة و»قلب العروبة النابض»، وربما يتماهى بصلاح الدين أو بعبدالناصر وحتى بالسادات... إنه افتراق الذهن عن الذهنية. أكثر: يتكلم عن السيادة وعن شجاعة جيشه بالحفاظ عليها، في الوقت الذي لا يسيطر سوى على أقل حصة من حصص المحتلين أو المسيطرين على أرضه. سيادة ونص! نعم! ولم لا! أحياناً تصبح ردهات قصر المهاجرين أوسع من البلاد كلها، وها هو سيدها! وفي هذه الحلقات الحلزونية ينسى روسيا! التي لم تكتف باحتلال الأرض بل احتلت القرار تاركة لحزب الله والمستجلبين الشيعة وغير الشيعة من العراق وأفغانستان الفتات: أي القتل، والنهب، وممارسة المتعة المذهبية الدموية، وإذا كانت ملابسه جميلة، وأنيقة، فلمَ لا تكون هذه الأناقة من وفر السيادة والاستقلال والعزة، والكرامة، من وَفْر الخزائن المنهوبة من الناس، أو من تهريب الآثار (بالشراكة مع داعش)! إنها روسيا باتت جزءاً من البلاد، ولأنها جزء من البلاد فجيشها هو «جيشنا» العربي السوري الباسل، لا محتل ولا أوراسي ولا من يحتلون. ولأن إيران من جِبلّتنا ومن «أرومتنا»(!) فلمَ لا يكون حرسها الثوري وتوابعه من «حزب الله«، جزءاً من مكونات البلاد وهويته وتاريخه، فلّمَ العجب: فوجودهم هو تعزيز لسيادتنا! خصوصاً لسيادة الرئيس! ولا بأس إذا كان هناك عدة «سيادات» خارجية تصنع سيادة وطنية. فهذا يشكل خصباً وثراء وتعدداً في الاختلافات التي تثري الاستقلال وإرادة الشعب الواحد... ولمَ لا يقول «سيادة الرئيس» إن الشعب الذي أراد استجلاب هؤلاء من روسيا وإيران وأفغانستان والشيشان، لكي يحقق أمنياته بالتحرير الوطني، والحرية، والديموقراطية، ونظام متكافئ، شعبي إلى آخر قطرة من دماء فيه.. وهو من وراء كواه المحصنة وفي أقبية قصره يحصي الشعب كل يوم، ويتأكد أن ما زال كله موجوداً في سوريا، ولولا ذلك لما عبّر عن إرادته في «انتخاب مجلس الشعب». فتلك الملايين التي هجّرها أو قام بهذه المهمة حزب سليماني أو سوخوي بوتين، أو البراميل المتفجرة، أو القصف بالكيماوي، هو لم يهجرها! على العكس تماماً. فلو كان هو الفاعل لأكمل على البقية الباقية! وهذا ليس من شيم «الكبار» وهو «كبير»! وذو رؤيا، وذو علم وثقافة وطب ودكترة وحضارة... وكومبيوتر! والذين غرقوا في البحار، أو شردوا في جهات الأرض الأربع (لبنان، الأردن، تركيا، أوروبا...)، أغراهم أعداء سوريا وضللوهم، بأبشع المؤامرات ليتركوا بلدهم. فسيادته (وسيادة بوتين وخامنئي)، منعوا استمرار الهجرة لأنها إفراغ الوطن من طاقاته وعقوله وصموده وهذا لا يمكن أن يرتكبه إلا أعداء سوريا! «ومن لم يهجره أصحاب المؤامرات الصهيونية الغربية، فقد هجره الإرهابيون!». إنهم الإرهابيون من «داعش« ولفيفهم. ونحن هدفنا الأسمى محاربة الإرهاب! الإرهاب الذي يذبح ويقطع الرؤوس ويسبي النساء ويغتصبهن ويبيعهن كجوارٍ وعبيد، الإرهاب الذي دمر حلب، وحمص، ودرعا، والقصير، ودوما، ونهب تدمر، سنقضي عليه، من دون أن ننسى إرهاب أردوغان! فنحن نحارب مع دولتين ديموقراطيتين هما روسيا وإيران كل الطغاة والاستبداديين والإرهابيين والمذهبيين من أجل المصلحة السورية البحتة وقيمها الجمهورية تماماً كما دحرت هاتان الدولتان الشقيقتان المؤامرات الشعبية في بلديهما، بما تستحق من عقاب وخيانة! أما نحن فكيف نكون إرهابيين كما يدعي أعداؤنا، ونحن نحارب «داعش«! ومن تراه استرد «تدمر« غيرنا من بربرية هذا التنظيم، ومن دون معركة! تسلّم وتسليم. إنها هيبة جيشنا جعلتهم ينسحبون آن اكتشفوا أننا قادمون بلا مقاومة تماماً مثل جيشنا الذي انسحب من تدمر تجنباً للضحايا لدى هجوم «داعش«: لم يكن لا تسلّماً ولا تسليماً، بل إعادة تموضع قواتنا. لا تذكرونا بالجولان، وكيف انسحب والدنا تاركاً أسلحة وعتاداً لجيش كامل، معلناً سقوط الجولان قبل أن تعلنه إسرائيل بـ48 ساعة: فالنظام الذكي العبقري الوطني هو أهم من الأرض: أخذ الأرض قد يتكرر ولا يتكرر. وقد لا يتكرر ويتكرر. وهكذا الأرض قد تذهب ولا تعود، أو تعود لكي تذهب: أنه الفكر السياسي التكتيكي الذي يتحول استراتيجية، أو الاستراتيجية التي تتحول تكتكة ساعة معطلة!

ونظن أن سيادة الرئيس في مونودراماه أمام مجلس الشعب (الشعب أو ساكن السجون، أو المقابر الجماعية...) يعرف معرفة القائم في مناماته، إن نبش التاريخ يعرقل انتصارات الحاضر، وسيرة الجغرافيا الناقصة تزرع الإحباط في الجيوش المنتصرة! وإن كل من يسعى إلى تقليب تذكارات من متاع الإرهاب الذي نتهم به، ما هو إلا مؤامرة على سوريا وشعبها وقيادتها الحكيمة والطبية والنباتية... والحيوانية. هناك إرهاب نُرهبه هو داعش. وهذا يبرئ كل تهمة توجه إلينا كدولة ورئيس بارتكاب الإرهاب الأقصى، فميشال سماحة صديق علي المملوك وهما رتبا نقل السلاح لإحداث جرائم جماعية في أهل السنة وغير السنة... أو اللبنانيين (أشقائنا) أو غير اللبنانيين، ونظن أن ما أوشك سماحة على «تحقيقه» لم يكن مجرد جريمة موصوفة، لا! إنه جزء من تفكير «مقاومتنا» الباسلة. وممانعتنا «الصامدة»... إنه فعل تطهيري حراجي تشريحي يجب تطبيقه في بعض الفئات الخائنة، أو العميلة كأهل عكار، وطرابلس... طبعاً لا يمكن أن نؤيد «محارق» هتلر في حق اليهود ولكن يحتاج أحياناً كل ذي أحلام كبرى أمثالنا وامثال ايران وروسيا إلى إبادة كل من يقف في وجه مشاريعه العظمى... من حشرات، وكائنات فائضة... ونوافل.

هكذا بدا سيادة الرئيس على تلفزيونه وأمام مجلس شعبه. يتبارى مع ظله، أو مع خيالاته، أو مع تهويماته. وهذا شأن أبطال المونودرامات «التراجيدية الكوميدية« الذين يلتبسون أحياناً مع أشيائهم، وديكوراتهم: كملابسهم، ومنصاتهم، والكراسي المزروعة أمامهم، والناس التي لا تميزها عن الكراسي ولا عن اللمبات، ولا الميكروفونات والزخارف... فترى أن البطل الحقيقي في هذه المسرحية ليس الواقف أمامك، أو اللاعب على أدوار، بل هي الأشياء والديكورات والمؤثرات، والإضاءة، هي البطل ليصبح عندها «الممثل» بلا دور... وبلا شخصية، ولا حوار، ولا جمهور...

تصبح الكراسي المليئة بالظلال الشاغرة هي الحضور! وعندها لا ينتظر أحد من كل ذلك سوى إطفاء الأضواء والمغادرة، وإغلاق الأبواب، وترك البطل غارقاً في ظلمته الغامرة!

 

عملية تل أبيب وأخلاق التحرير

احمد عدنان/العرب/12 حزيران/16

قبل أيام، نفذ فلسطينيان عملية عدائية استهدفت أحد المجمعات التجارية وسط تل أبيب، وأسفرت العملية عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 6 آخرين، ووفق وسائل الإعلام، أثناء هروب المنفذين، قتل أحدهم وتمكن الآخر من الهروب.

وعلى الفور قررت الحكومة الإسرائيلية إجراءات عقابية أو انتقامية ردا على العملية، منها إحكام الحصار على بلدة يطا (جنوب الخليل) التي ينتمي لها المنفذان، وحرمان أقاربهم من تصاريح دخول أراضي 48 وسحب تصاريح العمل التي بحوزتهم، كما ألغت الحكومة تصاريح 83 ألف فلسطيني تخوّلهم زيارة القدس ومناطق داخل الخط الأخضر، هذا غير إجراءات أخرى. ومن خلال متابعتي لردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وقع جدل حاد حول العملية إن كانت إرهابا أو عملا مشروعا، وهناك من استفزه قيام إعلاميين عرب بتعزية الإسرائيليين ووصف العملية بالإرهاب البشع. في البداية، إنني أؤيد كليا كل جهد فلسطيني لتحرير الأرض وإنجاز الدولة الفلسطينية، سواء كان هذا الجهد مسلحا أو سلميا، من دون إخفاء انحيازي الكلي إلى خيار السلام، لكن المشكلة اليوم ليست أن العرب لا يريدون السلام، إنما إسرائيل هي التي لا تريده وتعمل ضده.

هذه الحقيقة، لا تلغي أن المشكلة الأساس أجدها في المشهد الفلسطيني، فانقسام الفلسطينيين السياسي جرّ الويلات على قضيتهم وعلى قضية العرب الرئيسية، إنني لا أجد جدوى وراء عملية تل أبيب أو جهود الرئيس عباس لإحقاق السلام في ظل تشرذم الفلسطينيين وتشظّي قرارهم، وما زاد الطين بلة هو هذا الانهيار العربي الجارف من المحيط إلى الخليج. إن السلطة الفلسطينية الموقرة لا أدري لماذا تعجز عن فعل شيئين في وقت واحد، فإن اعتماد خيار السلام لا يلغي مطلقا القتال من أجل تحقيقه، لذلك تبدو السلطة الفلسطينية كأسيرة حرب بين يدي نتنياهو، ومع ذلك فهي تستحق التحية نظير “جهادها” الدبلوماسي الذي توج باعتماد فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة وعليها إكمال هذا المسعى. وفي المقابل فإن حركة حماس أثبتت أنها تكرّست كجماعة سلطة بدلا من حركة تحرّر، لقد نسيت هذه الحركة أن الهدف الأسمى هو فلسطين لا حكم غزة وتحصيل رسوم الأنفاق والتفاعل مع علاقاتهم الإيرانية المتقلّبة وتنغيص الأمن المصري في سيناء. الفلسطينيون اليوم بحاجة إلى منهج جديد، وثقتي في الرئيس المثقف والمحترم محمود عباس لا حصر لها، فهذا الانقسام بين معسكر أوسلو و”جبهة الصمود والتصدي” يجب أن يتحوّل إلى تكامل، فمن اعتمد خيار السلام ليس عميلا، وليس متطرفا كل من حمل السلاح، وما نراه -للأسف- منذ أوسلو أن كلّ طرف يحاول إثبات خطأ الطرف الآخر، وليتهم يعملون معا من أجل فلسطين، ليتهم يتحدون أو يتكاملون من أجل فلسطين. يجب أن تقتنع الفصائل الفلسطينية بالحاجة إلى قيادة مركزية مسؤولة أمام شعبها لإنجاز الدولة الفلسطينية عسكريا وتفاوضيا، وحصر القرارات السيادية في تلك القيادة التي هي السلطة الفلسطينية مهما كان الاختلاف معها، وتحت هذه القيادة لا بد أن يتصالح الجميع، لم ولن تجد المبادرات العربية للمصالحة، لأن إرادتها يجب أن تكون فلسطينية خالصة. إن حديثي عن عملية تل أبيب هدفه الأساس هو تعريف أخلاقيات التحرير، فحتى لو كان العمل العسكري مشروعا عند البعض أو الكلّ، لا بد من تقييده بأخلاقيات رادعة، فأشد هزيمة تلحق بالقضية الفلسطينية هي أن يتحول الفلسطينيون إلى صهاينة أو إسرائيليين، لا يعقل أن ننتقد في إسرائيل إرهابها وعنصريّتها ثم نحذو حذوها داعمين حجتها.

 من خلال متابعتي الضئيلة للمشهد الفلسطيني، أدين تسرّب “الأخلاقيات الصهيونية” إلى الداخل الفلسطيني، راعتني تلك الخطابات العنصرية التي لا تفرق بين الصهيونية واليهودية، وراعني ذلك الخطاب الذي يبشر الفلسطينيين بالدولة الإسلامية/الإسلاموية، وراعني هذا التهليل لاستهداف المدنيين، أعرف أن إسرائيل تحمل كل العنصرية ضد العرب، وأعرف أن إسرائيل تنادي بدولة يهودية، وأعرف أن إسرائيل تقتل المدنيين وتحاصرهم وتجوّعهم وتعتقلهم، لكنني حين أتشبه بالخصم سينتصر الخصم، وهذا ما لا يريده أحد.

 

السؤال السني تحت أسوار الفلوجة: هل المستقبل لإيران؟

أسعد البصري/ العرب/12 حزيران/16

سنة العراق يريدون إجابة فكرية منّي ورسائلهم كثيرة. سؤالهم واضح هو إذا كانوا سيتحوّلون إلى أقلية مستضعفة، وهذا مفهوم. ماذا عليهم أن يفعلوا للمستقبل؟ لقد شبعوا من قناة البغدادية والجزيرة والفضائح وغيرها، لقد أعياهم التهريج والردح وشتم إيران. يريدون منّي الإجابة هل المستقبل للمحور الإيراني؟ وإذا كان المستقبل في المنطقة شيعيا ما هي خياراتهم للتعايش؟ لقد فقدوا الثقة بالدول السنية القلقة هي الأخرى على أنظمتها. عندهم قناعة الآن بأنهم قد خدعوا وتحولوا إلى مصدات دفاعية وعبرة لغيرهم. الدول المجاورة تبدي مرونة كبيرة مما يشي بقلق. المكون السني يبحث عن أبطال غير موجودين، يريد مثقفين يمثلونه ويمثلون قلقه بشكل مقنع. لم يعد مجديا الانطلاق من الدين، فقد اكتشفوا خدعة النصوص وانتهازية رجال الدين. كما ليس مجديا الدوران في حلقة مفرغة من شتم إيران.

ما العمل وما هو المصير وكيف سيكون المستقبل؟ هل من الممكن أن تعمل الولايات المتحدة على دعم المحور الإيراني؟ عمليا هذا ما يجري اليوم على الأرض وهناك مشروع استراتيجي كبير. بعد داعش السنة نازحون وأرض محروقة بحاجة إلى دعم من الدولة العراقية. إعادة إعمار وتوطين ودور في المستقبل.

السنة يتساءلون ما هو المستقبل؟ إنهم لا يفهمون ما حدث لسوريا ولا ما حدث لهم. من الذي قام بإدارة هذه الحرب على حكومات ودول؟ كيف أن السوريين مثلا قدّموا 11 مليون نازح ونصف مليون قتيل لأجل هدف غامض غير معروف، هل تغيير نظام يستحق كل ذلك؟

الدول المجاورة تبدي مرونة شديدة توحي بأنها في دوامة، على سنة العراق القيام بإعادة صياغة ثقافية. إنهم يعلمون ذلك وهذا واضح من شغفهم بالقراءة وطرح الأسئلة. الشغف ليس له مثيل ويدلّ على قلق كبير، يريدون أفكارا وحلولا وليس “عركات” وشتائم. لقد ملأ العرب أطنانا من الصحف حول الجنرال سليماني ثم خرج وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ليقول إنه مستشار عسكري بصفة رسمية من الحكومة العراقية الشرعية، وانتهى الأمر.

سنة العراق عندهم مشكلة أخرى، هي فقدانهم الثقة بالجميع. لقد تم خذلانهم مئات المرات وخاب أملهم. خذلهم البعثيون بإصرارهم على رفض الواقع والحاضر، لقد منعوهم من العيش في الصحو ودفعوهم إلى الغيبوبة، والإسلاميون خدعوهم بفكرة الإقليم، تماما كما خدعهم البعثيون بالعودة والحكم في بغداد.

لقد تم إحداث تمزيق شعبي في كل الاتجاهات، وفي النهاية وجدوا أنفسهم تحت حكم داعش والخلافة، كأنهم في فيلم سينمائي تاريخي يدفعهم نحو الموت. رجل نحيل هالك غارت عيناه من الجوع في الفلوجة يقول للجنود العراقيين لقد ورطونا وهربوا إلى بلاد بعيدة، وجوههم تنضح بالصحة ووجوهنا صفراء من الجوع والحصار، وما زالوا يزايدون على دمنا في الفضائيات بكروشهم المتخمة. إن القنوات الفضائية المدعومة من جهات غامضة تدفعهم ليكونوا حطبا، تدويخ وتدويخ وخداع وكلام كثير مدمر. الناس عندهم سؤال بسيط، هل المستقبل في المنطقة لإيران؟ وإذا كان الأمر كذلك كيف سيتعايشون مع هذه الحقيقة؟

شباب الموصل يقولون هناك خدعة كبيرة. كيف يمكن أن تبقى كنيسة الاعتكاف السرياني المقدس “مار متي” من القرن الرابع الميلادي حتى اليوم مأهولة ومضاءة بالشموع والنبيذ وتستقطب التلاميذ والروحانيين ولم يعتد عليها أحد قبل اجتياح داعش للموصل عام 2014. المحاربون الساسانيون والعرب والسلاجقة والمغول والصفويون والعثمانيون مروا بالقرب من كنيسة مار متي ولم يجرؤ أحد على الاعتداء على الكنيسة التاريخية. لم يفعل ذلك سوى داعش قبل عامين. كيف يمكن أن يعيش الأيزيديون من فجر التاريخ حول جبل سنجار ولم يُعمل أحد فيهم السيف أو يجبرهم على الإسلام قبل داعش؟

أهل الموصل يقولون هناك شيء غامض فيما يجري وهو ضدّ كل التصورات المطروحة. ولهذا عندهم قلق كبير على مستقبل المدينة ومصير أهلهم ويريدون معرفة ما يجري بشغف كبير. هناك شيء مخيف ينطوي على ظهور جماعة تهدم الآثار والكنوز الإنسانية في نينوى، وتذبح الأيزيديين وتسبي نساءهم وتبيعهن وتعلن عن عودة “الرق” وتجارة البشر علنا بلا رحمة، وتطرد المسيحيين السريان الذين هم سكان الأرض الأصليين وعماد ثقافتها وعلومها ونهضتها العلمية والفنية. هناك أمر فوق كل التصورات يجري ولا شك. سنة العراق لا يهمهم الماضي الآن إنهم تحت أسوار الفلوجة نازحون ويسألونني ما هو المستقبل؟ هل المستقبل لإيران؟ وماذا نفعل لنعيش في العصر الجديد؟ لم تعد عندهم ثقة بالعرب. العرب اليوم يقولون العدو هو إيران، وفي اليوم التالي يقولون إيران دولة مسلمة وجار مهم والعدو هو الإرهاب، وفي النهاية لن تسقط الصواريخ الإيرانية إلا على بيوتهم، ولن تحلق الطائرات السعودية إلا فوق مدنهم. سنة العراق في تعب عقلي فوق تعب الحصار والجوع والتشرد والإذلال، وقد فقدوا ثقتهم بالجميع. يريدون منك أن تقول لهم كصديق وأخ ما العمل؟ مع كل هؤلاء المعوّقين والمرضى النفسيين والبيوت المهدمة ورائحة داعش التي تطاردهم في العراق.

لا توجد عندهم طاقة للشتم ولا لتحميل هذا الطرف أو ذاك المسؤولية. أهالي الفلوجة الذين نجوا بأرواحهم لا يتفرجون على الأخبار وليس عندهم استعداد لسماع المزيد من اللغو. لقد وجه لي بعضهم سؤالا عن المستقبل بسبب ثقتهم وحسن ظنهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمناسبات خاصة

ريفي زار اليازجي: نسعى لإشراك المسيحيين والعلويين في أعمال البلدية

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - زار وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في المقر البطريركي في البلمند يرافقه العميد فواز متري والمحامي هاني المرعبي، وكان في استقبالهم الى اليازجي الرئيس السابق لجامعة البلمند الوزير السابق الدكتور ايلي سالم، وبحث المجتمعون في المستجدات المحلية والاقليمية وقضايا وطنية. وبعدما ودع اليازجي وسالم ريفي عند مدخل المقر البطريركي، قال ريفي: "سررت اليوم بزيارة غبطة البطريرك اليازجي للتشاور معه في التطورات اللبنانية والعربية، وتناولنا كل المواضيع والمستجدات المحلية والاقليمية، وأمل غبطته ان نشهد نهاية قريبة لكل الحروب الدائرة في المنطقة، ونحن بدورنا نتمنى ان تنتهي لغة السيف والنار وتتوقف آلة الدمار والخراب، وينكشف مصير المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي وسائر المدنيين المخطوفين، والسعي للافراج عنهم، كما تطرقنا الى موضوع جامعة البلمند واهميتها في تعزيز التعايش المسيحي الاسلامي". أضاف: "تناولنا موضوع الانتخابات البلدية وخصوصا بلدية طرابلس وما نتج منها من ثغرات بعدم تمثيل المسيحيين والعلويين، واكدنا للبطريرك باننا عرضنا على الفريق المنافس مشروعا قبل الانتخابات يتمثل بتبني الاسماء المسيحية والعلوية نفسها في اللائحتين لضمان نجاحهم، ولكن الطرف الآخر لم يستجب لطلبنا بسبب فوقيته وتكبره، وحصل ما حصل من نتائج بينت ان المرشحين المسيحيين على اللائحة التي دعمناها قد خسروا بفارق اصوات قليلة ونالوا اصواتا اكثر بكثير من مرشحي الجماعة الاسلامية وجمعية المشاريع الخيرية، وهذا يدل على ان اهل طرابلس اعطوا اصواتهم دون التمييز بين شخص وآخر".

وتابع: "خضنا المعركة الانتخابية تحت عناوين سياسية واضحة، وحرصنا على ان تبقى طرابلس كما هي، مدينة للتعايش الاسلامي-المسيحي، السني-العلوي، وبعد صدور النتيجة اصبح هناك ثغرة في المجلس البلدي، اذ فقدنا العناصر المسيحية والعلوية، وثمة ارادة من الجميع لاشراك الاخوة المسيحيين والعلويين في اعمال البلدية سواء في اللجان او في مواقع المساعدة لرئيس البلدية، ونحن نصر ونؤكد على تعزيز العيش المشترك، لاننا تربينا في مدينة العلم والعلماء التي تحتضن كل فئات المجتمع".

وردا على سؤال عن اتهامه بخطف جمهور المستقبل، قال: "الجمهور لا يختطف، واحد لا يمكنه اختطافه، فالجمهور اللبناني عموما والطرابلسي خصوصا لديه الوعي الكامل والقناعة الكافية لكي يقرر من يريده بحرية، وهو لا يخضع للترهيب والتهويل والرشوة، والشعب الطرابلسي يتمتع بالوفاء لقضيته وقضية الشهداء الذين ضحوا من اجلنا ومن اجل خلاص الوطن، وعلينا احترام دمائهم قبل اي مصلحة شخصية او حزبية. الوفاء بنظري هو الوفاء للقضية والشهداء وللحلفاء، وليس الوفاء للاشخاص والتبعية، ونحن رجال احرار نؤمن بقضيتنا المقدسة".

وردا على سؤال، قال: "ان معركة البلدية في طرابلس كانت معركة ديموقراطية وانتهت واصبحت وراءنا، واليوم على الفائزين في المجلس البلدي العمل متحدين كمجلس بلدي لكل ابناء طرابلس، وعلينا نحن كقوى سياسية دعم المجلس البلدي في شتى المجالات ليتمكن من انماء المدينة، ونحن نمد ايادينا الى كل الافرقاء من اجل طرابلس واهلها. بالطبع دعمنا لائحة معينة لكن اليوم انتهى دورنا كسياسيين، وعلى اعضاء المجلس البلدي التعاون في ما بينهم واخذ دورهم الحقيقي وسنحاسب كل من يقصر بحق المدينة ولو كان من اللائحة التي دعمناها، والمجلس البلدي عليه ان يكون متحدا وهو امام تحديات كبيرة لوضع المشاريع الحيوية والانمائية على السكة الصحيحة، من اجل رفع الحرمان المزمن عن كاهل المدينة، وخلق فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل واكرر ان يدي ممدودة للجميع وان التنافس الانتخابي قد انتهى، واقول بصوت عال ان بابي مفتوح للجميع دون استثناء من اجل مصلحة اهلي في طرابلس".

وقال: "ادعو جميع اعضاء المجلس البلدي للقيام بجولة على المرجعيات الدينية والسياسية بدون استثناء احد، لان طرابلس ليست لاشرف ريفي ولا لغيره فطرابلس هي لاهلها مجتمعين ومتحدين".

وعن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري، قال: "لم يحصل اي اتصال مباشر مع الرئيس الحريري الذي نكن له كل محبة واحترام، ولكننا اختلفنا معه على بعض النقاط السياسية التي نعتبرها من الثوابت الرئيسية واستشهد من اجلها العشرات وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذكرت على المستوى الشخصي لا يوجد اي خلاف نهائيا، فالقضية التي كانت تجمعنا مع الشيخ سعد اعتقد انها ستجمعنا مرة ثانية". وجال ريفي والوفد في ارجاء الدير بصحبة رئيس دير سيدة البلمند الارشمندريت يعقوب خليل، وتفقدوا كنيسة السيدة الاثرية ثم كنيسة مار جاورجيوس والمطل الذي يشرف على الدير، وشكر ريفي في ختام الجولة للأب خليل حفاوة الاستقبال، منوها بأهمية هذا الصرح الديني والوطني في آن.

 

 الراعي في قداس ختام الرياضة الروحية للمطارنة في بكركي: لتضافر القوى والتعاون مع القادرين والوقوف إلى جانب شعبنا في معاناته

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس ختام الرياضة الروحية للمطارنة الموارنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة أساقفة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "أمضى يسوع ليلته في الصلاة الى الله"(يو6: 12-13)، قال فيها: "نحن على مثال الرب يسوع، أمضينا ثلاثة أيام كاملة في الصلاة والإصغاء لما كان المسيح يقول لنا، من خلال المواعظ والتأملات التي ألقاها علينا مرشد الرياضة قدس الأب مالك ابو طانوس، الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين. وكان موضوعها العام: "يا سمعان، "عندي ما أقوله لك". فإني باسمكم وباسمي أشكره على أنه أسمعنا ما يقوله الله لنا في الكتب المقدسة وتعليم الكنيسة والآباء القديسين والمفكرين الروحيين واللاهوتيين. ونصلي لكي يكافئه الله بفيض من نعمه، وينعم على الجمعية التي يرئسها بدوام التقدم والنمو الروحي". أضاف: "أمضى يسوع ليلته في الصلاة إلى الله" (لو6: 12-13)، استعدادا لعملين كبيرين: اختيار رسله الاثنَي عشر، وشفاء الشعب من أمراضه الجسدية والنفسية بسماعه كلام الحياة. ونحن من جهتنا أمضينا ثلاثة أيام في الصلاةوالتأمل والتوبة والمصالحة مع الله والذات ومع بعضنا البعض. وكانت لنا أيام استعداد لما سنقوم به من أعمال في السينودس المقدس، بدءا من صباح الاثنين. إنها أعمال نقررها معا لأنها تختص بكنيستنا المارونية ككل. نتباحث فيها ونتشاور ونقرر، لكون البطريرك والأساقفة المجتمعين في السينودس يشكلون السلطة الأعلى في الكنيسة البطريركية. لذا، كان من الواجب الاستعداد لهذه الأعمال في هذه الرياضة الروحية، لكي تأتي قراراتنا من وحي روح الرب وحاجات كنيستنا ومقتضيات خلاص النفوس. وبالتالي منزهة عن كل ميل أو مصلحة أو غاية شخصية". وتابع: "ما قمنا به من رياضة روحية وأعمال مجمعية، تعملون مثله نوعا ما في أبرشياتكم. تصلون مع كهنتكم وشعبكم، تقيمون معهم رياضات روحية، وتتآزرون، من خلال الهيكليات والمجالس واللجان والمنظمات، في الخدمة المثلثة: التعليم والتقديس والتدبير، في الأبرشية ورعاياها والمؤسسات". وقال: "نحن ندرك أن المسيح، راعي الرعاة العظيم، هو الذي يأتمننا على الخدمة المثلثة بسلطان إلهي، لكي نمارسه بشخصه وباسمه، ونجعله حاضرا وسط الجماعة: متكلما بإنجيله، ومقدِسا بنعمة أسراره، ومدبرا بمحبته. إننا نلتمس كل حين الأمانة له ولجماعة شعب الله الموكولة إلى محبتنا الراعوية". أضاف: "ليست رسالتنا وخدمتنا منا ولنا، ولا هي رهن إرادتنا. بل هي منه وله وخاصته. يسوع نفسه كان يكرر أن رسالته هي من عند الآب، وأن كلامه ليس من عنده، بل من عند الآب الذي أرسله، وأن إرادته هي أن يتم إرادة الآب. بهذه الصفة "أخلى ذاته، وأخذ صورة الخادم، وأطاع حتى الموت على الصليب، فرفعه الآب" (راجع فيليبي 2: 7-9). "إخلاء الذات" جعله في حالة جهوزية دائمة للخدمة والعطاء، على ما يقول إنجيل اليوم: إذ كان يجول "في كل اليهودية واورشليم وساحل صور وصيدا، ومعه جمع غفير، أتوا ليسمعوا كلمته ويستشفوا من أوجاعهم. وكانوا يطلبون أن يلمسوه، لأن قوة كانت تخرج منهم وتشفيهم جميعا" (لو6: 17-19). وتابع: "شعبنا الذي يعاني من أوجاع جسدية وروحية ومعنوية ونفسية، ينظر إلينا، ينظر إلى الكنيسة، إلى رعاتها، إلى مؤسساتها. الحاجات تتكاثر، فلا بد من المزيد من تضافر القوى والتعاون مع القادرين، ولا بد بخاصة من الوقوف إلى جانب شعبنا في معاناته: نستمع إليه، نتضامن معه، نتفهمه، نساعده. نحن على يقين من أن عناية الله ورحمته لن تغيبا، وتظهران بواسطتنا وبواسطة الخيرين. إننا نحيي الكهنة والرهبان والراهبات الذين يعيشون وسط هذا الشعب ويخدمونه. نحيي المؤسسات التربوية والاستشفائية والاجتماعية والإنسانية التي تحتضن الكثيرين من أبناء شعبنا بمختلف حاجاتهم. نحيي المنظمات الخيرية والحركات الرسولية وكل ذوي الإرادة الحسنة الذين يسخون في سبيل خدمة المحبة". وختم الراعي: "ذبيحة الإفخارستيا، وهي صلاة الشكر التي نرفعها إلى الله على نعم هذا الأسبوع، تبقى لنا مدرسة المحبة والرحمة والسخاء، ومصدر غذائنا الروحي وقوتنا في خدمتنا الراعوية ورسالتنا في هذا المشرق وفي بلدان الانتشار. للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس كل مجد وتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

 

هل يُحرم اللبنانيون من مشـاهدة "كأس الامم الاوروبيـة"؟/حنّاوي: اتابع الموضوع واناشد الحكومة تحمّل مسؤولياتها/المقدسـي: تلفزيـون لبـنان جاهـز للبـثّ "بكبسـة زرّ"

المركزية- يبقى المواطن اللبناني مع ازماته التي لا تنتهي ومعاناته العابرة للحدود، الحلقة الاضعف و"الضحية" الاكبر لغياب دولته بمؤسساتها الدستورية "المشلولة" وتقاعسها عن ابسط واجباتها. ففي جديد مسلسل غياب الدولة، يبدو ان اللبناني سيُحرم من مشاهدة نهائيات مباريات كأس الامم الاوروبية التي انطلقت مساء امس من ملعب "ستاد دو فرونس" في فرنسا وتستمر حتى 10 تموز المقبل، بعد ان كان "حُرم" من متابعة نهائيات كأس بطولة لبنان في كرة السلّة ليس بسبب غياب دولته، لكن هذه المرّة نتيجةً لغياب "الروح الرياضية والثقافة الرياضية" عن فئة من الجماهير المتحمّسة فوق العادة.

كما في كل مرّة، وقبل ان تتدارك الدولة الموضوع قبل حدوثه كما تفعل معظم الدول، لم يستطع جزء من اللبنانيين متابعة انطلاقة كأس الامم الاوروبية بسبب "تشفير" اصحاب "الكابل" وموزّعي "الدش" قناة "بي ان سبورتس" القطرية الناقل الحصري للمباريات، ما دفع قسماً من اللبنانيين الى متابعة المباراة عبر القنوات الفرنسية وسط تخوّف من تشفيرها هي ايضاً. فهل سيُحرم اللبناني من مشاهدة المباريات التي "تُنسيه" ولو لفترة قصيرة واقعه المرير وتقصير دولته؟

وزير الشباب والرياضة عبد المطلّب حنّاوي ناشد عبر "المركزية" الحكومة اتّخاذ الاجراءات الملائمة كي يستطيع اللبناني متابعة كأس اوروبا"، ولفت الى ان "موزّعي "الكابل" يتصرّفون مع اللبنانيين كما فعلوا منذ عامين خلال مباريات كأس العام (مونديال)"، معتبراً ان "من حق كل مواطن ان يتابع المباريات.

واوضح ان "هذا المضوع يعني ايضاً وزارة الاعلام"، داعياً الحكومة الى "تحمّل مسؤولياتها في هذا المجال لاستدراك الموضوع سريعاً كي يستطيع اللبنانيون مشاهدة المباريات".

وقال "اوجه نداء للسماح لتلفزيون لبنان المحطة الوطنية بنقل المباريات كونها القادرة على البثّ ارضياً من دون مخالفة القانون كما حصل سابقاً مع نقل مباريات كأس العالم 2014".

واكد حنّاوي انه "سيتابع الموضوع مع المعنيين لتسريع الملف قبل طرحه في اول جلسة لمجلس الوزراء"، مثنياً على اهمية "الرياضة كَونها تجمع الناس، خصوصاً ان مباريات كأس الامم الاوروبية تجري في صورة حضارية كما تقتضي قواعد الرياضة، وهذا من شأنه ان يُعلّمنا "الروح الرياضية" واحترام الفرق المنافسة وجمهورها". المقدسي: من جهته، اكد رئيس مجلس ادارة مدير عام تلفزيون لبنان طلال المقدسي لـ"المركزية" ان "تلفزيون لبنان مستعد "وبكبسة زر" لنقل المباريات، وهو جاهز تقنياً وفنياً لبدأ البث بعد 30 دقيقة من تلقيه الطلب الرسمي، لكنه بانتظار الايعاز ببدء البثّ من الحكومة اللبنانية ووزارة الاعلام".واوضح ان "تلفزيون لبنان المحطة الوحيدة التي تملك إمكانية البثّ الارضي (والفضائي) لتوفر توفّر 17 برج

إرسال ارضي تُغطّي اكثر من 95% من الاراضي اللبنانية، في حين ان معظم القنوات التلفزيونية الاخرى تبثّ فضائياً فقط".واشار الى "اتّجاه قنوات لبنانية وموزّعي "الكابل" الى تشفير المحطات التي تنقل المباريات، وهذا مخالف للقانون".

وكشف المقدسي انه "راسل منذ اربعة اشهر السلطات القطرية وادارة محطة "بي ان سبورتس" عبر السفارة القطرية في بيروت، سائلا عن شروط بث المباريات وامكانية التعاون لنقلها".

 

الحريري: الدماء التي سالت دماؤنا ومن غير المقبول استخدام الشهداء في المزايدات الرخيصة وشعارات الابتزاز السياسي

السبت 11 حزيران 2016 /وطنية - أعلن الرئيس سعد الحريري، انه "مسؤول مسؤولية كاملة عن المسار السياسي للتيار (المستقبل) وللحريرية الوطنية، منذ تسلمي زمام القيادة بعد اغتيال الرئيس الشهيد إلى الشوط الأخير من الانتخابات البلدية"، وان ثمن غيابه عن بيروت "كان باهظا جدا". لكنه أكد انه لن ينحني "أمام أي عاصفة مهما اشتدت". وطمأن مناصريه ان "بيت المستقبل الذي أصابته شظايا" نتائج الانتخابات البلدية "ثابت الأركان والأساسات. وأن تيار رفيق الحريري، يستحيل أن يسقط لا بالضربة القاضية ولا بالنقاط (...) ولن نعطي أيا كان فرصة لتزوير مسيرة رفيق الحريري والتلاعب فيها". وقال: "الدماء التي سالت هي دماؤنا"، و"من غير المقبول استخدام الشهداء في المزايدات الرخيصة وشعارات الابتزاز السياسي". ودعا إلى الثقة بأن تيار "المستقبل" لن يتأثر "بعواصف الفناجين وسيبقى صامدا في وجه الريح يمسك قراره بيده، ولا يتأخر عن حماية لبنان".

جاء ذلك في كلمة ألقاها الحريري خلال مأدبة إفطار أقامها غروب اليوم في مجمع "بيال على شرف تيار "المستقبل"، واستهلها بالقول: "رفيقاتي ورفاقي، إخوتي وأخواتي، أيها الأحبة والأصدقاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رمضان مبارك بكم وبكل الناس الطيبين وبهذه النخبة من أهل الخير والوفاء التي حملت رايات تيار المستقبل في أصعب الظروف، ولن تتخلى عنها مهما بلغت التحديات، ولن تسلم مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لبعض الأوهام الصغيرة والمزايدات التي لا طائل منها. كل رمضان وأنتم جميعا بخير وكل رمضان وتيار المستقبل بإذن الله بألف خير، وسيبقى هذا الشهر المبارك مناسبة تجمعنا على التعاون والوحدة وحماية السلام الوطني".

وتابع قائلا للحضور: "معكم سأبقى مرفوع الرأس بإذن الله، ولن أنحني أمام أي عاصفة مهما اشتدت، ومعكم أشعر أنّ ما من شيء في هذا العالم يمكن أن يستقوي على تيار المستقبل. من البداية أقول: هناك أزمة عصفت في تيار المستقبل تستدعي صراحة في المواجهة وأمانة في التقييم وجرأة في المحاسبة. هذه حقيقة، يجب أن نعترف بها فلا نخفيها وراء جميل الكلام أو أي عمليات كذب على الذات. وأمامكم أعلن: أنا، سعد رفيق الحريري، رئيس تيار المستقبل مسؤول مسؤولية كاملة عن المسار السياسي للتيار وللحريرية الوطنية، منذ تسلمي زمام القيادة بعد اغتيال الرئيس الشهيد إلى الشوط الأخير من الانتخابات البلدية".

أضاف: "نعم، أنا المسؤول عن أنني مشيت في آفاق الدوحة بعد اجتياح بيروت بـ 7 أيار، لأن قراري كان وما يزال وسيبقى رفض اللجوء إلى السلاح في النزاعات الداخلية. ولا أرضى ولن أرضى لو مهما حصل، أن يصبح تيار المستقبل ميليشيا مسلحة.

نعم، أنا المسؤول عن هذا الخيار، الذي أذكركم أنه أوصلنا إلى انتصار 14 آذار في انتخابات العام 2009 النيابية.

وصحيح، أنا المسؤول رغم هذا الانتصار عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وعن القبول بالوزير الملك لنتجنب تهديد تعطيل المؤسسات الدستورية وجر البلاد إلى دوامة الانقسام على صورة ما يحصل هذه الأيام".

واستطرد: "وأنا المسؤول في ذاك الوقت أني مشيت بإرادتي وعقلي وقناعتي بالمبادرة السعودية للمصالحة العربية الشاملة، على أساس أن يكون لبنان أول مستفيد من هذه المصالحة، لأن السعودية لم ترد ولا تريد للبنان إلا الخير والاستقرار، وقد قامت بالمستحيل لحماية بلدنا من الفتنة.

أنا من شربت كأس السم! أنا من ذهبت إلى سوريا لأفتدي بكرامتي الشخصية هذا الهدف العربي النبيل! السعودية كانت تريد أن تنهي النزاعات بين أطراف البيت العربي بدءا من لبنان، وبشار الأسد كان يريد أن يغدر بالسعودية وبمبادرتها وبدورها، ويقضي على الحريرية الوطنية في لبنان!".

وأردف: "وأنا المسؤول عن تداعيات ال"سين- سين" على 14 آذار، واهتزاز الثقة بين الحلفاء، لأنني قبلت أن أسير في هذا المسار حتى النهاية. تعلمون لماذا؟ لأكشف في النهاية لكل الأشقاء والأصدقاء أن بشار الأسد دكتور في تقديم الوعود الكاذبة ويريد هو وحلفاؤه أن يغتالونني سياسيا، إن لم يتمكنوا من أن يفعلوا معي ما فعلوه مع رفيق الحريري جسديا!".

وقال: "تذكروا يومها، ليست فقط السعودية، بل أوباما وساركوزي وحسني مبارك وأمير قطر وإردوغان، جميعهم قالوا قولا واحدا، كانوا يقولون لي: "يا سعد، ولو، بتخلي كبرياءك وكرامتك ومشاعرك الشخصية توقف بوج وعود بشار الأسد لإلنا إنو ينفصل عن إيران ويرجع للحضن العربي؟".

يومها، والحمد لله أن معظمهم ما زال شاهدا، قلت لهم: أنا سأذهب إلى سوريا، عند بشار فقط لكي تروا أن هذا المجرم أكبر كاذب! وتعرفون ماذا؟ تقريبا كلّهم، وهناك من هم جالسون معنا اليوم، كانوا شهودا، وعادوا وقالوا لي: "والله كان الحق معك ويا ليتنا سمعنا منك!".

أضاف: "على كل حال، من يقتل نصف مليون ويهجر 5 ملايين من شعبه، نعم: يكذب على الملك عبد الله ورؤساء أميركا وفرنسا ومصر وتركيا وأمير قطر. دون أن يرف له جفن! هل الأمر صعب؟".

وتابع: "وأنا المسؤول عن كشف مناورات حزب الله مع المبادرة القطرية- التركية والورقة التي كتبها في بيروت وزير خارجية قطر ووزير خارجية تركيا والأمين العام للجامعة العربية، عندما رفضنا شروط حزب الله وحلفائه وغادر الوفد الثلاثي بيروت متأكدا أن التعليمة الإيرانية- السورية وصلت للحزب بنسف المبادرة بعد الانقلاب على حكومتي أثناء وجودي في واشنطن بطريقة غير مسبوقة في تاريخ لبنان".

وتابع: "هل تذكرون كل ذلك؟ هل تذكرون أنني مسؤول عن معالجة الجرح تلو الجرح؟ والانقسام تلو الانقسام؟ والتهديد تلو التهديد؟ وإصراري في كل المراحل بالعض على الجرح وكتم الألم في الصدر واعتماد سياسة تدوير الزوايا وفتح النوافذ في الجدران المسدودة حتى لا يسقط لبنان في المجهول ولا نقع جميعا في بحر الفتنة الذي تتلاطم فيه أمواج الغرائز من مختلف الأقطار الإسلامية؟".

وقال: "أنا مسؤول، بل أنا مذنب، إذا شاء البعض أن يعتبر ذلك ذنبا، في أنني سعيت وما زلت وسأبقى أسعى لحماية لبنان من الجنون الذي يشارك فيه الآخرون. أنا مسؤول عن قرار الغياب لمدة 4 سنوات لأسباب ليست خافية على أحد وعن نتائج إدارة الشأن السياسي بالواسطة والمراسلة.

وأنا هنا لأقول: ثمن الغياب عن بيروت كان باهظا جدا، ولكن على القاصي والداني أن يتأكد أن وجودي معكم في بيروت لن ينكسر بعد اليوم، وأن الخطر الذي يسعى نحوي منذ سنوات سأسعى إليه ولن أخشاه، مهما تعددت وجوه الشر والجريمة، متوكلا على الله سبحانه وتعالى وعلى حمى التيار الذي له في قائمة شهداء 14 آذار، لائحة شرف محفورة في وجدان كل منا. لائحة يتقدمها حبيب بيروت وكل لبنان رفيق الحريري ومعه باسل فليحان ويحيى العرب وطلال ناصر، ومازن الذهبي وزياد طرّاف وعمر المصري ومحمد درويش ومحمد غلاييني ووليد عيدو وخالد عيدو، ووسام الحسن ووسام عيد ومحمد شطح وشهداء اليوم المشؤوم 7 أيار".

وتابع: "الدماء التي سالت هي دماؤنا. نحن أمناء عليها وعلى تضحيات كل شهداء 14 آذار إلى يوم القيامة، ومن غير المسموح لأي كان أن يضع دماء هذه النخبة من شهداء لبنان في سجل النسيان، أو تسطير بيانات براءة للقتلة المجرمين، كما أنه من غير المقبول استخدام الشهداء في المزايدات الرخيصة وشعارات الابتزاز السياسي".

واستطرد: "أنا المسؤول عن قرار أن لا مساومة، لا في المواقف السياسية ولا في الحوارات الداخلية على الثوابت التالية: حماية لبنان، حماية الشرعية في لبنان، حماية العيش المشترك والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، حماية الاعتدال الإسلامي في مواجهة الإرهاب والتطرف، حماية عروبة لبنان وعلاقاته مع أشقائه، حماية الساحة الإسلامية من الفتنة ودعوات التحريض والتعصب، حماية ثوابت انتفاضة الاستقلال وقيم العبور إلى الدولة، رفض الخضوع لهيمنة السلاح غير الشرعي والتمسك بحصرية السلاح والسلطة في يد الدولة ومؤسساتها".

أضاف: "أنا المسؤول، من وحي هذه الثوابت، أنني دعوت من أمام المحكمة الدولية في لاهاي إلى فتح ثغرة في الجدار الحكومي وبادرت إلى الحوار مع العماد ميشال عون متجاوزا الإساءات والحملات والاتهامات ولغاية واحدة، نقرؤها دائما في كتاب رفيق الحريري: إيجاد مخرج لمأزق المؤسسات الدستورية والشرعية.

أنا المسؤول إنني أردت للحوار مع حزب الله أن يشكل مفتاحا للأبواب الموصدة في وجه رئاسة الجمهورية، وتجاوبت مع دعوات صادقة في هذا المجال صدرت عن الرئيس نبيه بري والأخ وليد جنبلاط، للتعاون على ضبط الإحتقان المذهبي المتصاعد، ووقف مسلسل النزاعات المسلحة في طرابلس وقطع الطريق على مخطط النظام السوري في تفريخ خطوط التماس العسكرية من باب التبانة وجبل محسن إلى الطريق الجديدة والضاحية".

وقال: "أخلاقنا، مدرستنا، مسؤولياتنا الوطنية، خوفنا على البلد وأهلنا، فرضت علينا كل هذه الأمور.

أنا المسؤول عن كل شيء قمنا به لملء الفراغ من أول لحظة: سرنا بالمرشحين الحلفاء حتى النهاية، نحن أول من رشح الدكتور سمير جعجع، تذكرون وقتها على تويتر، وقامت القيامة! ونحن أول من حاول أن يسمي الرئيس أمين الجميل عندما تأكد الدكتور جعجع أن وصوله مستحيل.

كتلة المستقبل قامت بواجبها الدستوري وحضرت كل جلسة، وبقينا ندور في الفراغ، أسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر، وبتنا نقول الآن: سنة بعد سنة! وعندما أقفلت الأبواب في وجه كل الحلفاء وفي وجه كل اسم توافقي، وأقفلت في وجه كل شيء إلا الفراغ، نعم، أنا المسؤول. أنا المسؤول عن فتح باب جديد: أيدنا ترشيح الوزير سليمان فرنجية، من ضمن لائحة بكركي، وصحيح، بعكس المزاج الشعبي لتيار المستقبل! فقط لكي نكسر الحلقة المفرغة، وصحيح، من دون نتيجة حتى الآن.

اصطدمنا بردات فعل أصدقاء، وحلفاء وخصوم وبقي الفراغ وبقيت المخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية تتراكم أمام كل اللبنانيين، دون أن يقدم أحد من الأحزاب والقيادات مفتاح الحل!".

وأردف: "هل وصلنا إلى الطريق المسدود؟ قد يبدو ذلك للكثيرين، لكنني لا أعترف بوجود طرق مسدودة إذا كان الأمر يتعلق بمصلحة لبنان، وبقضية الدفاع عن المؤسسات الشرعية. لقد اخترت وآمنت بهذا المسار، مسار سياسي ووطني، له ما له وعليه ما عليه".

وقال: "نصل إلى الانتخابات البلدية، وهنا بيت القصيد، وبيت المستقبل الذي أصابته شظايا النتائج ولم ينج من سيل الحملات والمقالات والتمنيات بكسر شوكة آل الحريري، ورهان الشامتين بتصدع جدران البيت وانهياره على رؤوس أصحابه. لقاء اليوم، أول إشارة، لمن يريد أن يسمع ويرى ويكتب ويحلل أن بيت المستقبل ثابت الأركان والأساسات وأن تيار رفيق الحريري، يستحيل أن يسقط لا بالضربة القاضية ولا بالنقاط!.

نحن ثابتون في أرضنا، ثبات الإيمان بكم والثقة بوفاء شعبنا. ولن تثنينا عن مواصلة المسيرة أي تحديات. تيار المستقبل وجد ليكون في مستوى أحلام رفيق الحريري، أمينا على هذه الأحلام ومدافعا عنها، ولن نعطي أيا كان فرصة لتزوير مسيرة رفيق الحريري والتلاعب فيها".

وختم: "لقد واجهنا عواصف سياسية عاتية ومحاولات اغتيال سياسي من الداخل والخارج وبقي تيار المستقبل الرقم الصعب في الحياة السياسية اللبنانية. ثقوا تماما أن هذا التيار، لن يتأثر بعواصف الفناجين وسيبقى صامدا في وجه الريح يمسك قراره بيده، ولا يتأخر عن حماية لبنان. عشتم، وعاش لبنان".