المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 حزيران/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.june20.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

عيد الأب: يوم لإظهار الوفاء وتأكيد واجب العرفان بالجميل/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/6/2016

يموتون دفاعاً عن الأسد/نايلة تويني/النهار

وثائق وتقارير تكشف ضلوعه في تبييض الأموال وتهريب المخدرات/هكذا يموّل حزب الله «حلال» مشاريعه ومؤسساته/جانا حويس/المستقبل

33 قتيلاً لـ«حزب الله» في ريف حلب/الأمهات لنصرالله: «اتفاقنا مش هيك»

سلام: قرار المسؤول لا يُتّخذ بفشة خلق لم أتسلم استقالة خطية تثبت جدية الخطوة/سابين عويس/النهار

“حزب الله” يفقد 31 قتيلاً بـ5 أيام بحلب… وعلى رأسهم القيادي رمزي مغنية

والدة أحد قتلى 'حزب الله” بسوريا لنصرالله: 'دم إبني برقبتكم”

من بين القتلى الستة القيادي في حزب الله اللبناني رمزي مغنية

بعد ارتفاع عدد الاسرى والجثامين: هل سيفاوض حزب الله جبهة النصرة لاسترجاعهم؟

رئيس الـCIA السابق: 3 دول عربية ستختفي عن الخريطة!

لا فيزا أميركية لجنبلاط

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جعجع: اذا بقي تفجير بنك لبنان والمهجر مجهل الفاعل فسيبقى حكما ضمن تفجيرات قيادات 14 آذار

طعمة دعا الى حوار مباشر بين حاكم مصرف لبنان وحزب الله لبلورة مخارج قانونية سليمة تحول دون المساس بمصالح اللبنانيين

فتفت: سياسة حزب الله ستؤدي حتماً الى تدمير القطاع المصرفي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان استنكر تفجير القامشلي: نشكر الله على سلامة البطريرك افرام الثاني والأساقفة والإكليروس والمؤمنين

«جيش الفتح» يتقدم إلى «معقل الإيرانيين»

الملك سلمان: موقف السعودية ثابت تجاه القضية الفلسطينية

الحكومة اليمنية: حل الميليشيات قبل بحث الشراكة السياسية

مصر تكشف آخر تطورات تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة

أم "جزار أورلاندو" صاحبة مشاكل وضربت والده فاعتقلوها

كشف محادثات هاتفية بين الشرطة وجزار أورلاندو قريباً

العراق.. أنباء عن مشاركة أميركية برية مرتقبة في الموصل

ماذا قال ترامب عن بريطانيا والاتحاد الأوروبي؟

روسيا: سننسق مع أميركا لتفادي حوادث عسكرية في سوريا

العربي الجديد: داعش يحاول تعويض خسارته بالفلوجة بفتح جبهات جديدة

طهران تستدرج واشنطن لتخفيف القيود المصرفية بصفقات الطائرات

الأسد يجني ثمار التردد الأميركي في حل الأزمة

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

للفتيان نعوش في صفوف الحزب/علي الحسيني/المستقبل

 تخبّط «حزب الله» في سوريا وتخبّط اللبنانيين معه بشكل عام/وسام سعادة/المستقبل

حرب على الإرهاب، وعلى ذئابه/علي بردى/النهار

لسنا في 2004/نبيل بومنصف/النهار

مفتاح رئاسة الجمهورية في مجلس النواب ومفتاح رئاسة الحكومة في نتائج الانتخابات/اميل خوري/النهار

هيلاري خدمت الفلسطينيين من حيث لا تدري/خيرالله خيرالله/المستقبل

تيّار للمستقبل/المحامي حسان الرفاعي/النهار

أي دلالات لغياب التغطية الجوية في حلب؟ روسيا تثبت تحكمها بمصير النظام وإيران/روزانا بومنصف/النهار

أميركا: "حزب الله" الشيطان الأكبر.. وإيران لا/أحمد جابر/المدن

لعنة عين دارة.. ومعمل الإسمنت/يارا نحلة/المدن

الدين العام مدخل لخرق السيادة الوطنية/البروفيسور جاسم عجاقة/المدن

أمن الدولة إلى التقاعد المقنّع: لا دور لـ"مذهبها"/حسان الزين/المدن

ما مِن لبنان ولا مهجر مِن دون البنك/يوسف بزي/المدن

الحزب والمستقبل.. تطرّف مشترك وتبادل خدمات/عبدو شامي

«داعش» في أميركا... ومتين قتل نفسه التي يكرهها/حازم الأمين/الحياة

الدبلوماسيون ودعوة التدخل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الجريمة واحدة ... والقاتل واحد/الياس حرفوش/الحياة

بقية من أخلاق في واشنطن دي. سي/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

تشييع نجل بصبوص في مأتم رسمي وشعبي في داريا

مصلحة طلاب القوات عقدت مؤتمرها الأول في سيدة الجبل: عودوا إلى خلاياكم وقراكم وشاركوا الناس عملكم وحولوا الحبر إلى فعل

فرعون خلال تكريم شارل مالك: دورنا أن نعطي أمثولة بالعيش المشترك والاعتدال وأن نحافظ على الحرية والحضارة

نزهة في جبال عين دارة دعما لإقفال الكسارات والمرامل غير الشرعية ووقف إنشاء معمل الإسمنت

ذخائر القديسة مريم ليسوع المصلوب تتابع جولتها

الراعي في عيد الآباء: لا يحق للسياسيين التمادي في خراب الدولة وقهر المواطنين وتعطيل الخير العام

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

إنجيل القدّيس متّى10/من16حتى25/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام. إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ. وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان. لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ. حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟"

 

كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/من12حتى13/27-30//:"يا إخوتي، كَمَا أَنَّ الجَسَدَ هُوَ وَاحِد، ولَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَة، وأَعْضَاءُ الجَسَدِ كُلُّهَا، معَ أَنَّهَا كَثِيرَة، هيَ جَسَدٌ وَاحِد، كَذَلِكَ المَسِيحُ أَيْضًا. فَنَحْنُ جَمِيعًا، يَهُودًا ويُونَانِيِّين، عَبِيدًا وأَحْرَارًا، قَدْ تَعَمَّدْنَا في رُوحٍ وَاحِدٍ لِنَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا، وسُقِينَا جَمِيعًا رُوحًا وَاحِدًا. فأَنْتُم جَسَدُ المَسِيح، وأَعْضَاءٌ فِيه، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قُسِمَ لَهُ. فقَدْ وَضَعَ اللهُ في الكَنِيسَةِ الرُّسُلَ أَوَّلاً، والأَنْبِيَاءَ ثَانِيًا، والمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، ثُمَّ مَوَاهِبَ الشِّفَاء، وَإِعَانَةَ الآخَرِين، وحُسْنَ التَّدْبِير، وأَنْوَاعَ الأَلْسُن. أَلَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُل؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ أَنْبِيَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُون؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ صَانِعُو أَعْمَالٍ قَدِيرَة؟

أَلَعَلَّ لِلجَمِيعِ موَاهِبَ الشِّفَاء؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِالأَلْسُن؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ الأَلْسُن؟"

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

الكون هو أكثر من مجرّد مسألة، إنه سرُّ فَرِح، إنه لغة محبّة الله لنا.

More than a scientific question, the universe is a joyful mystery that speaks of God’s boundless love for us

L’univers est quelque chose de plus qu’une question scientifique, c’est un mystère glorieux, un langage de l’amour de Dieu pour nous

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

عيد الأب: يوم لإظهار الوفاء وتأكيد واجب العرفان بالجميل

الياس بجاني/19 حزيران/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/06/18/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%84%d8%a5%d8%b8%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%81%d8%a7%d8%a1/

تحتفل كندا اليوم بعيد الأب. في هذه المناسبة نصلي من أجل كل الأباء الأحياء منهم والأموات مذكرين بالوصية الخامسة من الوصايا العشرة: "أكرم أباك وأمك".

في مفاهيمنا الإيمانية الأب هو حجرة زاوية العائلة التي باركها الله ومنحها النعم والعطايا.

من أقوال الأباء القديسين عن الوالدين:

ليكن كلُّ أحدٍ كبيراً في عينيك ولا تهِن الذين هم أقل منك معرفة، ولا تطلب كرامةً من أحدٍ، لكن اتضع لكلِّ الناسِ ولا تغضب من الذي يتعظَّم عليك لأنه قليل المعرفة، لأن من قلةِ المعرفةِ يتعظَّم الأخُ على أخيه.

الأباء والأمهات واجبنا نحوهم الاحترام والتحمل رغم عيوبهم أو مزاياهم

إكرام الوالدين في الكتاب المقدس:

"من اكرم أباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم".

"من احترم أمه فهو مدخر الكنوز".

"من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له."

"من احترم أباه طالت أيامه ومن أطاع أباه أراح أمه".

"الذي يتقي الرب يكرم أبويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له".

"أكرم أباك بفعلك ومقالك بكل أناة لكي تحل عليك البركة منه وتبقي بركته للمنتهي".

"بركة الأب توطد بيوت البنين ولعنة الأم تقتلع أسسها".

"لا تفتخر بهوان أبيك، فان هوان أبيك ليس فخراً لك، بل فخر الإنسان بكرامة أبيه، ومزلة الأم عار للبنين".

"يأ بني أعن أباك في شيخوخته، ولا تحزنه في حياته، وان ضعف عقله فاعذره ولا تهنه وأنت في وفور قوتك، فان الرحمة للوالدين لا تنسي وباحتمالك هفوات أمك تجزي خيراً".

"من خذل أباه فهو بمنزلة المجدف، ومن غاظ أمه فهو ملعون من الرب".

"يا بني اقضي إعمالك بوداعه فيحبك الإنسان الصالح".

إيمانياً إن الجاحدين من البنين بحق إبائهم وأمهاتهم لأي سبب كان، هم عملياً وواقعاً معاشاً واقعين في التجربة بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم، وتخدر ضمائرهم، وقساوة قلوبهم، وعدم خوفهم من الرب ومن يوم حسابه الأخير.

من أجل هؤلاء نصلي في هذا اليوم ليستفيقوا من غيبوبة وتخدر ضميرهم ويعودوا إلى طرق الحق ويزرعوا من جديد في قلوبهم نعمتي المحبة والعرفان بالجميل.

في هذا اليوم، يوم عيد الأب، نصلي خاشعين من أجل راحة نفوس كل الأباء الذين غادرونا إلى العالم الآخر طالبين لهم الراحة الأبدية والسكنة في جنة الخلد إلى جانب القديسين والبررة.

كما نصلي من أجل كل الأباء الأحياء وخصوصاً المرضى، والمعذبين والمحرومين منهم من عطف بنيهم.

عيد مبارك لكل الأباء وألف رحمة تحل على أرواح الأباء الذين انتقلوا إلى العالم الآخر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/6/2016

الأحد 19 حزيران 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يهل الأسبوع الجديد على ارتفاع حرارة الطبيعة، ومعها ترتفع الحرارة السياسية في البلاد، نظرا لإنشغال الدوائر الرسمية بأجندة حافلة من الاستحقاقات: أولها جلسة حوار مفصلية من حيث جدول عملها الثلاثاء في عين التينة، مهمتها فتح الطريق المقفلة أمام عمل اللجان النيابية المشتركة، لإنتاج قانون انتخاب جديد الأربعاء.

وفيما يستبعد مراقبون أي جديد في هذا المجال، أشارت مصادر عين التينة إلى أن جلسة الحوار ستبت بأمرين: الأول مبادرة الرئيس بري بشأن السلة الرئاسية والنيابية. والثاني الإقتراحات حول قانون الانتخاب.

في الانتظار أيضا هذا الأسبوع، جلستان لمجلس الوزراء تناقشان ملفات حساسة مؤجلة، وأخرى نيابية لإنتخاب رئيس الخميس مع انخفاض التوقعات بشأنها.

في جديد المواقف من استقالة وزيري "الكتائب"، قال رئيس الحكومة تمام سلام: إذا كانت نية "الكتائب" جدية فيجب أن تكون الاستقالة خطية، واعتبر أن لكل رأيه، وغيره قال كلاما آخر ورغبة عارمة بعدم التخلي وعدم ترك المسؤولية، وهذا الأمر يشكل عبئا كبيرا على صاحبه. ولفت سلام أمام زواره إلى أن المسؤول ينبغي ألا يتخذ قرارات "فشة خلق" أو لرغبات ذاتية أو شخصية.

في سوريا تفاهم روسي- أميركي على تفادي التصادم، فيما العمليات العسكرية والمجازر مستمرة وآخرها في تلبيسة اليوم. واليوم شهدت دمشق تظاهرة هي الأولى منذ العام 2011، نظمت أمام مقر مجلس الشعب للتنديد بارتفاع أسعار المحروقات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هل يكون شهر رمضان كريما في السياسة؟.

في شهر الصوم أجندة الأسبوع الطالع متخمة بالمواعيد والاستحقاقات والحوارات. إحدى أهم المحطات ستكون جلسة الحوار الوطني المقررة الثلاثاء المقبل في عين التينة. وفيها ينتظر الرئيس نبيه بري الأجوبة حول مبادرته المتعلقة بالانتخابات الرئاسية والنيابية، إضافة إلى الاقتراحات حول قانون الانتخابات، مما يمهد الطريق أمام جلسة اللجان المشتركة يوم الأربعاء على مناقشة صيغة لهذا القانون لاقرارها ورفعها الى الهيئة العامة، علما ان الرئيس بري يعول على مقاربة ايجابية لهذا الموضوع لاسيما ان النسبية باتت تشكل النظام المناسب للجميع.

وفي الأجندة أيضا جلسة انتخابات رئاسية الخميس المقبل، تسبق جلسة حوار ثنائي بين "حزب الله" و"المستقبل" في عين التينة، عشية خطاب السيد حسن نصرالله الجمعة.

حكوميا، لم يتأثر مجلس الوزراء بسيناريو الاستقالات، وبدلا من الجلسة سيعقد اثنتين هذا الأسبوع، عادية للبحث في 48 بندا من بينها النفايات وسد جنة، واستثنائية ستخصص لمشاريع مجلس الانماء والاعمار.

على خط الاستقالة "الكتائبية"، ترقب لاجتماع المكتب السياسي غدا لوضع النقاط على حروف الاستقالة. وفيما يبدو الوزير الان حكيم مقتصدا بالكلام، ما ينفك زميله سجعان قزي التلميح إلى رفضه قرار الاستقالة. وزير العمل ينطلق في موقفه من رفض البطالة السياسية، لان الوقت الراهن ليس وقت التخلي عن المسؤولية. أما رئيس الحكومة تمام سلام فرأى ان قرارات المسؤول لا ينبغي ان تتخذ كـ "فشة خلق" أو لرغبات ذاتية أو شخصية، لافتا إلى ان الاستقالة الجدية يجب ان تكون خطية وتقدم إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

طمست وجوههم بثبات الجيش السوري والمجاهدين، فرد التكفيريون على أعقابهم خاسئين. في ريف حلب الجنوبي محاولات جديدة بائسة للمسلحين، اعترفت تنسيقياتهم بعدها بالخسائر الكبيرة التي فاقت المئة والستين قتيلا بينهم قادة، وبقدرة الجيش السوري وحلفائه على وقف هجومهم الذي كان يهدف إلى قطع طريق حلب- دمشق كما أعلنوا. تقدموا في قرية أو اثنتين، قبل ان يصيبهم الجيش السوري وحلفاؤه بخسائر فادحة أجبرتهم على وقف الهجوم من دون تحقيق هدفه.

هدف رسمته غرف المكر والدهاء المزروعة عند الحدود، بأمرة ضباط من دول قريبة وبعيدة اقليمية وغربية، حاولت جنوبا مع غرفة الموك التي سعرت سابقا جبهة درعا والجنوب، فمنيت بشر هزيمة ولم تتعظ فعادت شمالا ولن تستفيد.

أما المفيد معرفته وإن قدمت تضحيات، ان مدخل حلب الجنوبي ما زال محميا وطريقه سالكة، وان الهدنة المصابة مجددا برصاص المسلحين، ستفتح النار على عدة جبهات وأولى البشائر تقدم للجيش بريف الرقة، والسيطرة على حقل الثورة النفطي الذي يبعد عشرة كيلومترات عن مطار الطبقة العسكري الاستراتيجي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الحرارة الطبيعية إلى ارتفاع، وقد تلامس الأربعين درجة مئوية في الأسبوع الطالع. وحرارة السياسة ستواكب حرارة الطبيعة، ولا سيما في موضوع استقالة حزب "الكتائب" من الحكومة. رئيس الحكومة تمام سلام، أعلن انه إذا كانت نية "الكتائب" جدية فيجب ان تكون الاستقالة خطية، وهو أمر يطرح تحديا على القيادة "الكتائبية"، فهي تعتبر ان الاستقالة الخطية لا تقدم إلا الى رئيس الجمهورية، فهل يؤدي هذا الأمر إلى تحول وزيري "الكتائب" وزيرين مستقيلين مع وقف التنفيذ؟.

إلى حرارة السياسة، تضاف حرارة الوضع الميداني السوري. ومع ان حماوة المعارك العسكرية في سوريا ليست بجديدة، لكن الجديد هو تزايد عدد قتلى "حزب الله" وقد تجاوز الثلاثين في أسبوع واحد، ما يؤشر ان الحزب يعاني مصاعب ميدانية حقيقية.

على خط آخر، ذكرت معلومات دبلوماسية ان هناك مشروع قانون بدأ التداول به في الكونغرس الأميركي ينص على تصنيف "حزب الله" ككل كمنظمة ارهابية، إضافة إلى زيادة الضغوط المالية عليه، واصدار مذكرة اعتقال ضد أعضاء فيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قد يكون الأسبوع الطالع علينا، من أكثر أسابيع العامين الماضيين دلالة على أزمات فراغنا. ففيه ثلاث محطات متتالية متسارعة متلاحقة، من دون جدوى ولا نتيجة:

في 21 حزيران، جلسة الحوار الوطني، على جدولها يفترض أن يكون قادة البلاد قد عادوا بأجوبتهم النهائية حول مبادرة بري. الجمهور نسي مضمون المبادرة طبعا. الزعماء نسوا أجوبتهم ربما. النسيان مرض علاجي لعجز هذه الأيام في لبنان. أكثر من ذلك، قد تتحول جلسة تلك الطاولة إلى إشكالية أشد تعقيدا، فهي تنعقد للمرة الأولى بعد الانتخابات البلدية، وبعد الاستقالة "الكتائبية"، فماذا لو طرحت نتائج الخطوتين على الطاولة؟.

ثم في اليوم التالي، في 22 حزيران الجاري، اجتماع اللجان النيابية المشتركة للبحث في قانون الانتخاب. اجتماع آخر من نوع حوار الطرشان ورفع العتب. لا قانون ولا انتخاب، ولا شيء مشتركا، إلا قاعدة أن اللجان مقبرة المشاريع.

ننام على صيام القانون يوم 22، لنصحو على فطام الرئاسة في اليوم التالي، ففي 23 حزيران الجلسة الواحدة والأربعون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. رئيس يبدو أن عليه أن ينتظر بعد، كي لا يأتي من مغارة الأربعين، وكي لا يكون من صنف الأربعة وأربعين.

هكذا يكتمل انتظار الأسبوع وكل حزيران. لكن كما هناك وقت للانتظار، هناك أيضا وقت للأمل وللتأمل ولو في محطات الألم. ففي الأسبوع الطالع أيضا، لا بل في يوم واحد، في 21 حزيران، ذكرى ثلاثين عاما على رحيل عاصي الرحباني، و11 عاما على استشهاد جورج حاوي. وفيه أيضا أول الصيف، وأطول نهار وأقصر ليل... عله يكون بشرى لنهاية هذا الليل الطويل.

في القامشلي، وفي مئوية مذبحة السريان، لم يكن النهار مشرقا، انفجار انتحاري كاد أن يغتال البطريرك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"كل التوازن المتفق عليه منذ الاستقلال اختل اليوم، وأنا غير مرتاح لأن استمرار الأحوال على ما هي عليه لا يعود بالخير للبنان"، كلمات لخص بها الرئيس تمام سلام الوضع الحالي، وهو من يعلم ان لا سبيل لاخراج الحكومة من حقل الألغام الذي علقت به، انطلاقا من الفراغ الرئاسي واللغط الدستوري، وصولا إلى الاستقالات المعلقة.

ففي الشأن الرئاسي لا معطى جديدا رغم وفرة الكلام. ولا أحد يملك معلومات عن أي انتخاب وشيك لرئيس الجمهورية. أما الاستقالات الحكومية وتفسيراتها الدستورية، فشظاياها أدمت الحكومة وطالت حزب "الكتائب" الذي سيخرج على الأقل متضررا مما حصل، ففي الوقت الذي تؤكد فيه قيادة الحزب ان الاستقالة موضوع وفاء لأن من اختاره الحزب في الحكومة لا يمثل نفسه، يقول وزير العمل سجعان قزي ان استمرار مشاركته في الحكومة، على الرغم من قرار الحزب، وارد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل سيبقى أفق الحلول مسدودا أمام استحقاقات الداخل المتعددة، أم ان الرهان على الاختراقات قد يحقق مبتغاه، من خلال جلسة الحوار الوطني المقررة الثلاثاء المقبل، وما ستتركه من انعكاسات على اجتماعات اللجان النيابية المشتركة وعلى جلسة انتخاب الرئيس.

استحقاق جلسة الحوار، يترافق مع تداعيات الاعلان عن استقالة وزيري "الكتائب" من الحكومة، وما رافقها من خلافات برزت في موقف وزير العمل سجعان قزي المصر على التمسك بالعمل الحكومي والاستمرار في خدمة الوطن، مؤكدا ان الاستقالة لن تحقق مبتغاها في ظل غياب رئيس الجمهورية المخول قبول الاستقالات.

والاستحقاقات السياسية المعلقة حتى اشعار آخر، لم تحجب الضوء عن الميدان السوري، حيث المآسي الناتجة عن تدخل "حزب الله" والتي تتلاحق يوميا، مع ازدياد أعداد القتلى الذين يتساقطون على جبهات القتال خصوصا في حلب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ارتفع حجم الملاءة المصرفية، برصيد من الثقة أودعه اللواء عباس ابراهيم في الحساب الجاري بين البنك المركزي و"حزب الله". وفي حديث إلى "الجديد" أكد المدير العام للأمن العام أن ما قام به ليس وساطة، بل هو يندرج تحت خانة تنفيذ التدابير التي اتخذتها السلطات الأميركية في حق المصارف اللبنانية أولا وقيدت عملها. وأعلن اللواء أبراهيم أن الأزمة اليوم أصبحت وراءنا، والعلاقة بين الحزب والمصارف على أكمل ما يرام.

وفي معلومات من مصادر مصرفية، فإن الـ"ما يرام" سيجري تمييزا بين حسابات لأعضاء في "حزب الله"، وحسابات تستخدم لتمويل نشاطات الحزب. وتقول المصادر إن هذا هو الفرق الجوهري الذي سيجري إبلاغه للمعنيين قريبا.

بال الحزب أصبح في راحة مصرفية، بأقل الأضرار الممكنة في لبنان. لكنه في المهجر السوري يدفع رصيدا من الدماء في معركة حلب الاستراتيجية. وإذ اعترفت مصادر حزبية بثلاثة وعشرين شهيدا في الأيام الماضية، وبفقدان الاتصال مع شخص واحد، تحدثت في المقابل عن خسائر أشد إيلاما للمسلحين، حيث سقط للاهاربيين ما يزيد على مئة وسبعة وستين قتيلا بينهم أربعة وعشرون مسؤولا ميدانيا ولوجستيا وعملياتيا من الفصائل المنضوية تحت "لواء فتح".

وإذا كان "حزب الله" يعترف بشهدائه ويشيعهم على سن القرى ورمحها، لكونهم رجال تحت الشمس، فإن أعداد القتلى من المسلحين، لا تجد من يرثيها أو يتعرف على كامل هويتها، أو يرفعها بكلمة على مواقع النعي الاجتماعي. وفي معظهم، كما تبين لائحة الموت، أسماء غريبة عن سوريا وثورتها من أبو طه الأنصاري إلى أبو عبد السياف فأبو أنس السعودي وأبو عبادة الأحوازي وأبو إسلام الجزراوي، وغيرهم من الأبوات الذين لا تعرفهم أرض ولا سموات.

وتؤكد مصادر ميدانية أن المعركة باتت حرب قطع شرايين، فبعد ثلاثة أشهر على بدئها في ريف حلب الجنوبي، لم تستطع أن تحقق الهدف الرئيسي من العملية، وهو قطع الطريق إلى حلب من منطقة الراموسة، خط الإمداد الفعلي للنظام و"حزب الله".

مسار حلب ومعه سوريا بالكامل، أكثر تعقيدا من سرعة التحرير في الفلوجة. في وقت أعلنت الحكومة العراقية أن عام 2016 سيكون عام النصر النهائي على تنظيم "داعش"، حيث صيحات النصر يتردد صداها في مدينة الموصل. وقد بدأت طلائع القوات العراقية بالتقدم إلى الجنوب من الموصل، إيذانا بالمنازلة الكبرى في نينوى.

 

يموتون دفاعاً عن الأسد!!!

نايلة تويني/النهار/20 حزيران 2016/لـ"حزب الله" ملء الحرية في اختيار مشروع قانون الانتخاب الذي يريد، وحر في المشاركة في الحكومة أو مقاطعتها، ولا قيود عليه في اتباع سياسات داخلية تبقى تحت سقف الدستور والقانون، ولكن لا يحق للحزب ولو ارتضى بعض المنتسبين إليه ان يتدخل على أرض غريبة في حرب لا تعنينا من قريب او بعيد، وما حجة ردع الارهابيين سوى ذر للرماد في العيون، اذ يمكننا تحصين حدودنا ومنع هؤلاء من التسلل الينا، والتعاون والتنسيق مع الاجهزة الامنية في الداخل للانقضاض عليهم وعدم الاكتفاء بالقبض عليهم، بل اعدامهم متى تسببوا بالاذى للبنان. مناسبة هذا الكلام سقوط 25 مقاتلاً على الأقل من "حزب الله" في اليومين الاخيرين في مناطق مختلفة من سوريا، وانقطاع الاتصال بآخرين، لا لهدف أو قضية وطنية سوى خدمة مصالح خارجية تتعلق بإرادة ايران المحافظة على النظام السوري. ترى ماذا سيقول مسؤولو الحزب لابناء هؤلاء ولذويهم، لأي سبب قتلوا؟ أللدفاع عن بشار الاسد؟ عن النظام السوري الذي يقتل ابناءه؟ وفي مواجهة من؟ أفي مواجهة السوريين الذين يريدون قلب نظامهم؟ إن ما يرتكب في حق الشعب اللبناني جريمة في ذاته. ونحن نشفق على امهات المقاتلين وزوجاتهم وابنائهم، لاننا اختبرنا الألم والظلم والحزن الذي يحفر عميقاً في القلب. لا نريد ان تستمر تلك المجزرة في حق لبنانيين ارتضوا ان يسلموا قرارهم الى قادتهم، وهم تعرضوا منذ زمن بعيد، في زمن الحرب، ولا يزالون يتعرضون للاستغلال تحت عناوين وقضايا مختلفة. لا نريد ان يموت ابناؤنا دفاعاً عن الاسد، ولا عن غيره، ولا نريد ان يدفع لبنان مراراً وتكراراً ثمن حروب الآخرين مرة على أرضه، وهذه المرة على أرض الآخرين. الافضل ان تكون لشبان لبنان وشاباته الحياة وتكون لهم وافرة.

 

وثائق وتقارير تكشف ضلوعه في تبييض الأموال وتهريب المخدرات/هكذا يموّل حزب الله «حلال» مشاريعه ومؤسساته

جانا حويس/المستقبل/20 حزيران/16/في الثامن من كانون الثاني عام 2012، قرر الأمين العام لـ«حزب الله« السيد حسن نصرالله ان يستبدل دوره الهجومي والتهديدي، ويلعب دور الواعظ، دور «حامي منظومة الاخلاق الحميدة« بشكل سطحي وسخيف، وفي خطاب له امام جمهوره اتى بعد بدء العديد من وسائل الاعلام الاجنبية والعربية بنشر تقارير امنية تؤكد ضلوع الحزب بعمليات تجارة المخدرات وتبييض اموال ضخمة، أتحف نصرالله جمهوره واللبنانيين بنكران هذه الوقائع وتفسيره لما يجب وما لا يجب فعله في العمل السياسي قائلا «نحن متهمون باننا نتاجر بالمخدرات والقيام بعمليات غسيل اموال، اي اننا منظمة «إجرامية« كما الاتجار بالبشر.. هيدي آخرتنا«، مشيرا إلى أن «تجارة المخدرات بالنسبة إلينا حرام، وأيضا أغنانا الله بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام، ونحن لسنا محتاجين«. كما أكد: «إننا لا نغسل أموالا ولا نغطي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر، وبعض ما هو حلال ومباح من الناحية الفقهية لا نقوم به كالتجارة، فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم، لا في الداخل ولا في الخارج«. اليوم اعيد نشر هذه الوثائق والمعلومات بكثرة في الاعلام الغربي والعربي اضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مواجهة الحزب لاكثر العقوبات الاقتصادية والمصرفية ايلاما في تاريخه، تحاصره وتحاصر مؤسساته وموارده التمويلية والعديد من افراده حد الخنق، تزامنا مع استمرار خوضه الحرب السورية وما «تدره« عليه من خسائر بشرية تخطت كل التوقعات. وثقت اهم التقارير بالتفصيل كل العمليات التي تم كشفها في الاعوام ما بين الـ2005 والـ2016 ومنها من يعود عملها الى الثمانينات، حيث تظهر وبوضوح اتكال حزب الله وبشكل اساسي على تصنيع وتجارة المخدرات والاتجار بها وجني ثروات طائلة من خلال ادارة شبكات دولية تركزت اهمها في المربع الاميركي اللاتيني الاكوادور، البرازيل، الارجنتين وكولومبيا حيث تتم عملية التصدير الى اوروبا وافريقيا ودول الخليج والدول التي تشهد نزاعات دموية، ومنها تعود عائداتها الى تلك البلدان عن طريق عمليات تبييض الاموال لصالح الحزب. تكثر الاسماء اللبنانية اللصيقة بالحزب والمتورطة في عمليات التهريب التي تم ضبطها، وبحوزتها كميات هائلة من المواد المخدرة في مطارات اوروبا والمانيا وهولندا على وجه الخصوص، ومنها من اعتبر «على علاقة وثيقة بالدوائر العليا بالحزب وامينه العام تحديدا«، وصولا في العام 2011 الى تقدم مدعين اميركيين بدعوى ضد مؤسسات اميركية ولبنانية بتهمة غسل اموال شبكة تجارة مخدرات دولية يديرها «حزب الله«، اضافة الى كشف ادارة مكافحة المخدرات الاميركية في العام 2016 عن عملية دولية اسفرت عن اعتقال افراد شبكة تابعة لـ«حزب الله« متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات ارهابية في لبنان وسوريا.

وتشرح التقارير كيفية امساك «حزب الله« بعنق الدجاجة التي تبيض له ذهبا في اميركا اللاتينية منذ ما يقارب العقدين عن طريق تحالفه مع الكارتيل الكولومبي الخطيرOficina de Envigado أو «مكتب إنفيغادو« وهو منظمة اجرامية متورطة بأكبر جرائم القتل في كولومبيا. اما الثروة التي يجنيها من المخدرات الكولومبية حصرا فهي من خلال تولي الحزب تبييض الاموال عبر شركات واعمال تجارية، ومن ثم ضخ ارباحه الخاصة بأجهزته لتمويل حربه في سوريا وبعدها تقوم شبكة «حزب الله« بإعادة تحويل الاموال الى الكارتيل الكولومبي بعد تبييضها. فيما اوردت بعض التقارير الاخرى معلومات مؤكدة ان المستهدف الاول من المخدرات في مناطق الحروب التي يشارك فيها «حزب الله« هم الشباب من الجنسين وكذلك صغار السن، كما اكدت ان «عناصر واجهزة الامن في هذه البلدان هي التي تعمد الى توزيع هذه المواد او تغطية شبكات التوزيع«. انجازات «حزب الله« في هذا المجال ليست الاولى من نوعها، بل سجله مليء بانجازات مماثلة خاصة بالشبكات العاملة في سوريا اثناء الحرب، وفي هذا الاطار اشار العديد من المصادر من الداخل السوري الى ان «سوريا اصبحت مستهلكة للمخدرات بسبب حزب الله فيما يحاول ضباط النظام اغراق المنطقة بالحشيش وبالتالي فان قسما كبيرا من عائدات الحزب المالية في سوريا هي من خلال المخدرات. واظهرت تحقيقات عدة ان محتوى المخدرات المكتشف في سوريا يبين وصولها عن طريق لبنان فيما كانت المخدرات سابقا تعبر من سوريا الى الخليج العربي«.

اما بخصوص «نظرية« نصرالله عن تلقيه الدعم الايراني على كل المستويات والى ابعد الحدود ما يجعله مستغنيا عن اي مورد حلال او حرام يدر عليه الاموال، فقد اشارت بدورها تقارير وتحقيقات وعمليات دهم والقاء قبض على اشخاص الى ان «ايران هي من اكبر البلدان المنتجة للمخدرات والمهربة لها الى العالم وسطوها على الانتاج الافغاني من المادة بنسبة 60% لتستفيد من مردودها لصالحها، التي تعمد الى تصديرها خاصة الى سوريا والعراق والاردن وتركيا ودول الخليج، كما استحدثت ادارة مختصة في الحرس الثوري الايراني للاشراف على نظام لوجستي يتضمن اقامة مطارات وطائرات نقل وجمع مهربين من جنسيات مختلفة لارسال المخدرات الى الدول المجاورة«. فضائح وتقارير واثباتات حلها وحيد بالنسبة الى نصرالله: «انكار كل من يتم القبض عليه وتوثيقه ونشره وتصويب الحرب الكلامية باتجاه الجهات الكاشفة للجرائم المرتكبة من قبل عناصر وشبكات مرتبطة عضويا بالحزب، واضعا اياها كلها في اطار تدمير صورة «المقاومة« تزامنا مع تطبيق العقوبات المصرفية الاميركية«. ولكن فلنضع كل التقارير الدولية المنبثقة عن اعلى المرجعيات الامنية واجهزة مكافحة تجارة المخدرات وتبييض الاموال في العالم جانبا، ولنعتبر ان كل هذه «الاشاعات« ما هي الا جزء من لعبة «قذرة« ابتدعت لضرب صورة الحزب، ولكن ماذا عن فتوى وكيل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية ورئيس الهيئة الشرعية للحزب محمد يزبك في العام 2013 التي تجيز «بيع حبوب الكابتغون المخدرة لكل من لا ينتمي الى خط الولي الفقيه الايراني«؟ وماذا عن هروب الشيخ المعمم هاشم الموسوي شقيق النائب حسين الموسوي من لبنان الى العراق بعد اتهامه بامتلاك مصنع لتصنيع حبوب الكابتغون، وماذا عن ظهور نوح زعيتر «امبراطور الحشيشة« الهارب من وجه العدالة الى جانب جنود الحزب في القلمون. لم لا؟ فأهلا بكم في حضرة حزب «الاخلاق الحميدة« الذي «لا يتعاطى« اياً من هذه العمليات والاساليب لتمويل مشاريعه وحروبه وخططه التدميرية، او بالاحرى كما يراها «اعماله وخططه الانسانية«، اذ لم يكن ينقص الا ان يمحو نصرالله كل مشاهد القتل والدمار التي اقترفها بحق الشعب السوري واقناع العالم بأنها «مزيفة« بهدف ضرب صورة «المقاومة«، فعلها بعد تسريب انتشار صور حصار مضايا، وفعلها بعد ابادة حلب، وفعلها في الكبتاغون... ولم لا اليوم وكل يوم؟.

 

33 قتيلاً لـ«حزب الله» في ريف حلب/الأمهات لنصرالله: «اتفاقنا مش هيك»

  تشكل الصورة برهاناً على حجم الخسائر الفادحة التي تكبدها «حزب الله« في ريف حلب أواخر الاسبوع، والتي بلغت قتيلاً إضافة الى أسير من آل مزهر لدى «جبهة النصرة«. صرخات امهات القتلى تملأ شوارع واحياء القرى الحزينة على أبنائها ومن بينها صراخ ام جنوبية: «ليه يا سيد؟. اتفاقنا مش هيك: اتفاقنا يتعلم ابني دين ويحارب اسرائيل. اتفاقنا انو ما يروح على سوريا؟ شو الي بسوريا؟ شو النا بسوريا. دم ابني برقبتكم».

 

سلام: قرار المسؤول لا يُتّخذ بفشة خلق لم أتسلم استقالة خطية تثبت جدية الخطوة

سابين عويس/النهار/20 حزيران 2016

عشية أسبوع حافل بالمواعيد والاستحقاقات، من بينها جلستان لمجلس الوزراء، ظلت استقالة وزيري الكتائب تتفاعل في الاوساط السياسية، إن لجهة ميثاقية الخطوة والآلية الدستورية لقبول الاستقالة واعتبارها نافذة في غياب رئيس للجمهورية، أو نتيجة المخاوف من تداعياتها على الوضع الحكومي المترهل أساسا، خصوصا أن هذه الاستقالة تأتي بعد أشهر قليلة على استقالة الوزير أشرف ريفي التي لا تزال عالقة بدورها في أدراج السرايا الحكومية. في دردشة مع الصحافيين أمس في دارته في المصيطبة، تناول رئيس الحكومة هذه المسألة، كاشفا أنه لم يتسلم أي رسالة خطية تثبت رغبة وزيري الكتائب في الاستقالة، مشيرا إلى أن استقالة الوزير أشرف ريفي تمت بطريقة مختلفة، إذ تسلم حينها رسالة خطية في هذا الشأن، أما هذه المرة فالاستقالة كانت شفوية ولا تعني شيئا بالنسبة اليه، إذا لم تتم خطيا عبر رئاسة الحكومة أو عبر الامانة العامة لمجلس الوزراء.

وسأل سلام: "إذا كان الوزيران جديين في استقالتهما، فلماذا لا يتقدمان بها الى الامانة العامة التي ترفعها الى المجلس فتطرح على طاولة البحث، وأن تصدق أو ترفض فهذا أمر آخر". وليست المقاربة الدستورية لمسألة الاستقالة مطروحة هنا، كما يقول حزب الكتائب الذي يدرس دستورية الخطوة. فإذا كان هناك جدية في الطرح، فلتقدم الاستقالة خطيا لتبيان جدية الخطوة". والواقع أن مقاربة سلام لاستقالة وزيري الكتائب لا تنسحب على مقاربته لاستقالة الوزير ريفي التي لم تطرح على مجلس الوزراء، بل بقيت لدى رئاسة الحكومة.

على من يؤمن بالمقاربة الدستورية القائلة إن الاستقالة تصبح نافذة لدى تقديمها، يرد سلام بالقول إن ثمة جدلا دستوريا كبيرا على هذا الامر كما على العديد من المسائل المطروحة، وهذا ناجم في رأيه عن الشغور الرئاسي الذي يخلق المزيد من البلبلة وعدم الوضوح. ويرى أن رئيس الكتائب عندما زاره كشف عن الاسباب التي دفعته إلى اتخاذ قراره، "وقد أعلن عنها للملأ، وهو مقتنع بها ولست أنا من دعا الوزراء إلى الاستقالة". ولدى سؤاله عن أن الاسباب التي عددها الجميل تكمن في سمسرات وصفقات، أجاب رئيس الحكومة بقوله إن لكل واحد رأيه في الموضوع، وأنا أشعر من خلال تواصلي مع الجميع بأن هناك رغبة عارمة في عدم التخلي عن مسؤولياتي، وهذا يشكل عبئا كبيرا لأننا جميعا ملزمون أن نرى الامور من كل جوانبها، وليس مسموحا لأي مسؤول أن يتخذ قراراته على أساس فشة خلق. ولو كان الأمر عائدا الي لما قبلت الاستمرار في هذه الحال التي لا تعود بالخير على البلاد. لكن الخيارات الصعبة امامنا وعلينا ان نحسم امرنا فيها". هل تحولت الحكومة الى حكومة كل وزير رئيس؟ "هي نغمة مطروحة منذ مدة"، يجيب سلام، "بدأت مع الشغور الرئاسي". وعن نظرية "مرر لي حتى أمرر لك"، يجيب بأسف: "هذه حال البلاد في ظل الظروف الراهنة".

وبالوصول الى موقف الوزير سجعان قزي انه منذ ان كان في سن العشرين كان يشارك في القرار والآن وهو في الستين، يقاطع سلام محدثه ليقول "غريب، يبدو الوزير قزي أصغر!" ويضيف أنها "ليست المرة الاولى يعرب حزب الكتائب عن رغبته في الاستقالة من الحكومة، والوزير جريج كان له دائما موقف متمايز، متحملا مسؤولياته كاملة، وهو غير حزبي". يدرك سلام أن المسألة الميثاقية المطروحة تشكل مشكلة وهي امر غير سليم في ظل الشغور، والمطلوب معالجتها بإنهاء الشغور وانتخاب رئيس. لا يتوقع رئيس الحكومة الكثير من جلستي مجلس الوزراء الاربعاء والجمعة، مشيرا إلى أن الحكومة تواجه في كل جلسة تحديا جديدا لأنه من غير الممكن معرفة ما إذا كان الوزراء راغبين في الانتاج أو التعطيل وفي أي ملف. اما عن التعيينات الامنية لقائد الجيش ورئيس الاركان والتمديد للعميد الطفيلي، فيقول كل شيء في أوانه و"كل شي بوقته حلو"، لافتا إلى أن الامر خاضع لاتخاذ القرار في الوقت المناسب.

ولا تنتهي الدردشة مع رئيس الحكومة من دون السؤال عن الملف المصرفي وما آل إليه، وجوابه أن الامور تحت السيطرة والعمل جار للتهدئة، وأولوية الحكومة الحفاظ على الاستقرار المالي كما هي بالنسبة إلى الاستقرار السياسي والامني.

 

“حزب الله” يفقد 31 قتيلاً بـ5 أيام بحلب… وعلى رأسهم القيادي رمزي مغنية

اورينت نت/19 حزيران/16/فقدت ميليشيا “حزب الله” اللبناني 31 عنصراً خلال خمسة أيام من معارك ريف حلب الجنوبي التي أحرز الثوار فيها تقدماً واضحاً كان آخرها في “خلصة، وزيتان”. وفقد الحزب بحسب موقع “الجزيرة” 16 مسلحاً في معارك ريف حلب الجنوبي وعلى رأسهم، القيادي في الحزب “رمزي مغنية”، كما قتل الخميس الماضي عنصران للحزب جنوبي حلب، وذلك بعد مقتل أربعة من عناصر الحزب وخمسة مقاتلين سوريين بلدتي نبل والزهراء الثلاثاء جراء استهداف موقعهم في خان طومان قرب حلب بصاروخ موجه أطلقه مقاتلو المعارضة. وبذلك يرتفع عدد قتلى الحزب منذ الثلاثاء الماضي إلى 31 مسلحا سقطوا في المواجهات مع المعارضة السورية المسلحة، بينهم خمسة سوريون متطوعون مع الحزب. وتزايدت التقارير أمس عن حجم الخسائر البشرية التي مُني بها «حزب الله» في ريف حلب الجنوبي وسط معلومات عن سقوط ما لا يقلّ عن 20 قتيلاً في صفوف مقاتليه في يومين بينهم فتى في السابعة عشرة من عمره. الكمين.. وفي حين أشارت تقارير إلى أن قتلى «حزب الله» سقطوا بعدما وقعت قوة من الحزب في كمين نُصب لها وعدم توافر غطاء جوي روسي، أعلن جيش الفتح قتل 30 عنصراً من الميليشيات التابعة لإيران في ريف حلب الجنوبي، قبل أن تفيد مصادر الثوار أن «الميليشيات الموالية للنظام السوري وقوات الأخير حاولت التقدم باتجاه قرية خلصة بريف حلب الجنوبي في محاولة لاستعادة النقاط التي خسرتها أخيراً داخل القرية وعلى أطرافها، بعد أن سيطر جيش الفتح على معظم أجزاء القرية الاستراتيجية»، موضحةً «أن اشتباكات عنيفة دارت على مشارف القرية المذكورة، وتمكّنت فصائل «جيش الفتح» من التصدي للهجوم وقتلت ما لا يقلّ عن 30 عنصراً من الميليشيات التابعة لإيران إلى جانب أسْر عنصر من حزب الله اللبناني كان يقاتل إلى جانب الأخيرة».

بيان لحزب الله

وفي موازاة ذلك، خرج «حزب الله» عن صمته بعدما كثر الكلام عن وقوع اشتباكات بينه وبين قوات الأسد في ريفيْ حلب الشمالي والجنوبي أسفرت عن سقوط قتلى من الحزب. علماً أن تقارير ربطت بدء هذه الاشتباكات بنجاح «الفرقة 13» التابعة لـ «الجيش السوري الحر» قبل ايام في استهداف مجموعة من عناصر الحزب بصاروخ «تاو» في محيط منطقة خان طومان (ريف حلب الجنوبي) ما أدى الى مقتل 8 من عناصره وجرْح آخرين، وما قيل عن ان هذه الضربة القاسية حصلت بعد التسلل عبر خطوط قوات الأسد. وأكدت ميلشيات “حزب الله” في بيانها: «دأب عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية في الأيام القليلة الماضية على اختراع سلسلة من الأكاذيب عن الوضع الميداني في سوريا، ومنها حصول اشتباكات بين الجيش العربي السوري وحزب الله، واشتباكات أخرى بين حزب الله وفصائل حليفة. وكذلك ادعاء سقوط عدد من شهداء حزب الله في غارات جوية للطيران السوري على مواقع لمجاهدي حزب الله في الأراضي السورية. إننا ننفي بشكل قاطع هذه الادعاءات والأكاذيب التي تصدر عن ماكينة إعلامية اعتادت الكذب والافتراء وقلب الحقائق وتزوير الوقائع والقيام بحملات مضللة، وهي مرتبطة بأجهزة مخابرات محلية وعربية ودولية تهدف إلى رفع المعنويات البائسة للجماعات المرتبطة بأميركا وبإسرائيل وأدواتها التكفيرية”. وبرغم نفي هذه الأنباء، فإن مصادر خاصة لـ أورينت كانت كشفت في وقت سبق جملة من أسباب النزاع الذي اندلع بين الطرفين، كان أولها فرض هدنة من الطرف الروسي وسط معارضة ميليشيا الحزب.

 

والدة أحد قتلى 'حزب الله” بسوريا لنصرالله: 'دم إبني برقبتكم”

 المستقبل/١٩ حزيران ٢٠١٦/ تشكل هذه الصورة برهانا على حجم الخسائر الفادحة التي تكبدها حزب الله في ريف حلب مع اواخر الاسبوع والتي بلغت 33 قتيلا، اضافة الى اسير من ال مزهر لدى جبهة النصرة. صرخات امهات الضحايا تملء شوارع واحياء في القرى ومن بينها صراخ ام جنوبية : 'ليه يا سيد ؟اتفاقنا مش هيك : اتفاقنا يتعلم ابني دين ويحارب اسرائيل . اتفاقنا انو ما يروح على سوريا : شو الي بسوريا . شو النا بسوريا . دم ابني برقبتكم”.

 

من بين القتلى الستة القيادي في حزب الله اللبناني رمزي مغنية

الجزيرة/19 يونيو، 2016/أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بمقتل 12 مسلحا منحزب الله اللبناني في معارك مع المعارضة السورية المسلحة بريف حلب الجنوبي، بينهم القيادي الميداني في الحزب رمزي مغنية. وقتل الخميس الماضي عنصران من حزب الله جنوبي حلب، وذلك بعد مقتل أربعة من عناصر الحزب وخمسة مقاتلين سوريين موالين للنظام من بلدتي نبل والزهراء الثلاثاء جراء استهداف موقعهم في خان طومان قرب حلب بصاروخ موجه أطلقه مقاتلو المعارضة. وبذلك يرتفع عدد قتلى الحزب منذ الثلاثاء الماضي إلى 27 مسلحا سقطوا في المواجهات مع المعارضة السورية المسلحة، بينهم خمسة سوريون متطوعون مع الحزب. كما أشار المراسل إلى أن حزب الله فقد الاتصال بمجموعة من مقاتليه تضم سبعة على الأقل في محيط بلدة خلصة بريف حلب الجنوبي، ويعتقد أنها وقعت في كمين نصبته المعارضة السورية المسلحة.

 

بعد ارتفاع عدد الاسرى والجثامين: هل سيفاوض حزب الله جبهة النصرة لاسترجاعهم؟

جنوبية/ ١٩ حزيران ٢٠١٦/ تخطت خسائر حزب الله في مناطق مدينة حلب ( الريف الجنوبي، خان طومان، النبل والزهراء) الثلاثين قتيلاً في الأيام الأخيرة كما وردت معلومات عن أسر مقاتل وعن فقدان الحزب اتصاله بمجموعة تابعة له تضاربت المعلومات حول عدد عناصرها ( 7 أو 10). وتوالت في اليومين الماضيين بيانات النعي الصادرة عن ماكينات الحزب الإعلامية، لتؤكد معطيات صحفية ميدانية أنّ 16 مقاتلاً من على الأقل من بين الثلاثين سقطوا في ريف حلب الجنوبي، كما انتشرت عبر الصفحات التابعة لجبهة النصرة والمعارضة السورية صوراً لجثث المقاتلين. هذه الجثث التي لم يذكر بيان نعيها الصادر عن الحزب وقتاً للتشييع إضافة للصور التي تثبت وجودها لدى النصرة، تطرح تساؤل، إن كان سيفاوض الحزب عليها؟ مصادر متابعة لهذا الملف أوضحت لـ”جنوبية”، أنّ هذه الجثث لم يستلمها حزب الله وهي لدى جبهة النصرة، وأنّه ما من اتصالات وما من مفاوضات بهذا الشأن. والجدير ذكره أنّ جبهة النصرة ما زالت تحتفظ بثلاثة اسرى لحزب الله أسروا مطلع العام الحالي، ليصبح بذلك مجموع عدد أسرى الحزب خمسة لدى الجبهة هم ” محمد مهدي شعيب، حسن نزيه طه، موسى كوراني، محمد ياسين، يضاف إليهم الأسير الأخير والذي ترددت معلومات أنّه أحمد مزهر من بلدة برعشيت”، إضافة لعدد غير محدد من الجثث لدى الطرفين.

 

رئيس الـCIA السابق: 3 دول عربية ستختفي عن الخريطة!

قناة العالم الإخبارية/2016 - حزيران – 19/أطلق مايكل هايدن مدير المخابرات الأميركية السابق تصريحات خطيرة ولافتةً لغاية من ناحية حدّتها، حيث أكّد على أنّ عدّة دول عربية ستختفي عن خارطة الشرق الأوسط قريبًا، على حدّ تعبيره. وقال المسؤول الأمنيّ الأميركيّ السابق أيضًا إنّه على الأقل هناك دولتان عربيتان ستختفيان من الشرق الأوسط قريبًا، وذلك على ضوء اتفاقية "سايكس بيكو" التي تمّت بمبادرة من القوى الأوروبية عام 1916 فساعدت هذه الدول النامية في تكوين كيانها، بحسب تعبيره. بالإضافة إلى ذلك، كشف عن أسماء بعض الدول التي اندلعت بها الحروب، وأكّد في تصريحاته لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية: "لنُواجه الحقيقة، لم يعد هناك وجود للعراق ولا سوريا، ولبنان في اتجاه الفشل". على حد زعمه. وتابع: أصبح كل هذا تحت مسميات عديدة فهناك "داعش" والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة، تحت مسّمى سابق هو سورية والعراق، على حد تعبيره.

 

لا فيزا أميركية لجنبلاط

يروت – “السياسة”/20 حزيران/16/رفضت السلطات الأميركية منح رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة من دون تبرير الاسباب. وكشفت قناة “ام تي في” اللبنانية أن القائم بالاعمال الاميركي في لبنان ريتشارد جونز أبلغ جنبلاط قرار بلاده خلال عشاء أقامه في السفارة الاميركية لشخصيات لبنانية الثلاثاء الماضي. تجدر الاشارة إلى أنها المرة الثانية التي ترفض واشنطن منح جنبلاط تأشيرة دخول، حيث كانت المرة الاولى منذ ما يقارب الخمس سنوات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جعجع: اذا بقي تفجير بنك لبنان والمهجر مجهل الفاعل فسيبقى حكما ضمن تفجيرات قيادات 14 آذار

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - اكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في تصريح "اننا ما زلنا في انتظار نتائج التحقيقات بتفجير بنك لبنان والمهجر، ويجدر التذكير في هذه المناسبة بأن كل التفجيرات على الاطلاق ومن دون استثناء التي قامت بها جهات تكفيرية في السنوات الخمسة الماضية تم كشف مرتكبيها. اذا بقي تفجير بنك لبنان والمهجر مجهل الفاعل فإنه سيقع حكما ضمن لائحة التفجيرات الأخرى التي طاولت قيادات 14 آذار في السنوات العشرة الأخيرة، وهذا أمر خطير جدا، على الحكومة أن تتوقف عنده وتتخذ الاجراءات المناسبة في خصوصه".

 

 طعمة دعا الى حوار مباشر بين حاكم مصرف لبنان وحزب الله لبلورة مخارج قانونية سليمة تحول دون المساس بمصالح اللبنانيين

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - رأى النائب نضال طعمة انه "في حين تطوي الأزمة السورية مؤشرات دراماتيكية مثيرة، إذ أوردت وسائل الإعلام أخبارا عن مواجهات دموية بين حزب الله والجيش النظامي السوري، لعب الجانب الروسي دورا بارزا في استيعاب تداعياتها، يتضح مدى عمق المأزق الذي دخل فيه حزب الله وأدخل كل البلد معه عنوة، ضاربا هيبة الدولة عرض الحائط، معطلا آلية العمل الدستوري على أكثر من صعيد، ممعنا في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في البلد، وكأنه يريد أن يأخذ البلد بأمه وأبيه رهينة، ويبقي كل شيء معلقا لحسابات الربح والخسارة على الساحة الإقليمية".

وتابع في تصريح: "في هذا الوقت، يشتد الخناق المالي على البلد، تحت عنوان تطبيق القوانين الأميريكية، وإحراج المصارف اللبنانية، ومحاربة التطرف. وسنسلم جدلا بأن الأميريكيين يستغلون القوانين لمحاربة الحزب، ونحن مسلمون أصلا أن العدو الإسرائيلي مسرور بذلك، وما يجري يصب في مصلحته. ولن يفاجؤنا غدا أن ينبري أحد ليرد علينا ويضعنا في خانة العمالة والتخوين. ولكن أيجوز أن نستمر في هذا الواقع؟ نحن لا نقول بترك الحزب لقمة سائغة للأميريكيين ولا لغيرهم، ولكن على هذا الحزب أن يقتنع بضرورة استماعه إلى شركائه في البلد، بضرورة وضع خارطة طريق واضحة، تضمن المسلمات السيادية، وتحمي لبنان من الخطر الإسرائيلي، وتخرجه من قلب العاصفة التي لا تستطيع أن ترصد تحركاتها، لا أبراج السياسيين، ولا عقول المحللين، ولا خذعبلات المبصرين. فلا بد من حوار مباشر بين حاكم مصرف لبنان الذي نحترم مقدرين الدور الريادي الذي يلعبه في تأمين الاستقرار المالي والنقدي، وبين المعنيين من حزب الله، والرسميين وكل القادرين، لبلورة مخارج قانونية سليمة تحول دون الضرر والمساس بمصالح اللبنانيين". وختم طعمة: "فليبق رهاننا إذا، على وعينا الوطني الداخلي، وتحييد بلدنا وحمايته، ولن يكون ذلك دون إعادة قراءة للمواقف، وإعلان الاستعداد لتقديم التنازلات. فلم يعد بوسعنا وبصراحة تقديم تنازلات من طرف واحد، لقد دخلنا بحوار مع حزب الله رغم كل الوقائع، ورشحنا الوزير سليمان فرنجية كبادرة واقعية للخروج من الأزمة، ولعب البعض على وتر هذه التنازلات، مستغلا الوضع المعقد في لبنان، ليصوب على قدرة تيار المستقبل التمثيلية. ورغم كل ذلك ها هو الشيخ سعد الحريري يعوض غيابه عن الساحة، ويشد عصب الناس مستعيدا الخطاب الوطني بعد فترة اكفاء. ويبدو جليا أن مسلمات السيادة، وعودة المؤسسات، ومرجعية الدولة، ما زالت المطلب الأول لمعظم الشعب اللبناني والجمهور المناصر للتيار الأزرق".

 

فتفت: سياسة حزب الله ستؤدي حتماً الى تدمير القطاع المصرفي

 المستقبل/١٩ حزيران ٢٠١٦/ وجّه النائب أحمد فتفت تحيّة تقدير لجميع المرشحين للانتخابات البلدية والاختيارية 2016 ، معتبراً أنّ كل من ترشح سواء فاز أم لم يحالفه الحظ هو مسؤول أمام من أولاه ثقته ، كما أنّ ترشيحه دليل على استعداده للعمل بالشأن العام وخدمة منطقته، مؤكداً على اعتماده سياسة اليد الممدوة دون شرط أو قيد سياسي انطلاقا من قناعاته الشخصية وتماشياً مع سياسة تيار المستقبل من أجل بناء لبنان وخصوصا من الناحية الإنمائية ، إذ أنّ يدّ الجماعة تستطيع أن تنتج أكثر من يدّ الفرد ، وخدمة الشأن العام مسؤولية الجميع دون استثناء . من ناحية أخرى ،حذّر فتفت من السياسة المتّبعة من قبل حزب الله والتي ستؤدي حتماً الى تدمير القطاع المصرفي الذي يعتبر العمود الفقري للدولة اللبنانية تمويلاً وللاقتصاد اللبناني بنياناً ، موضّحاً أنّ القوانين التي سنّت بوجه المصارف اللبنانية لم تأت لمحاسبة "قوى الممانعة " على مواقفها السياسية الداخلية والخارجية، بل لأنّها أصبحت بنظر العالم تمارس"الجريمة المنظّمة " لجهة الارهاب وتهريب المخدرات والأموال وعملية تبييضها، مسلّطاً الضوء على ما أشار اليه دولة الرئيس سعد الحريري في هذا الشأن بأن كتلة نواب حزب الله كانت قد وافقت على قانون يمنع تبييض الأموال . كلام النائب أحمد فتفت جاء خلال افطار رمضاني أقامه تقديرا للمرشحين للانتخابات البلدية والاخنيارية 2016 في منطقة الضنية في مطعم قصر الأمراء ـ سير ، حضره الى جانب المرشحين ، نواب قضاء المنية الضنية قاسم عبد العزيز وكاظم الخير وقائمقام المنية الضنية رولا البايع ، منسقو تيار المستقبل في القضاء هيثم الصمد وأحمد زريقة بالاضافة الى حشد من الفعاليات الدينية والاجتماعية والامنية، وكوادر تيار المستقبل في الضنية.

استهل فتفت كلامه بمعايدة الحاضرين بحلول الشهر الكريم وتابع متحدثاً عن سبب الدعوة بالقول :"لقد استغرب البعض أن تتم هذه الدعوة بهذا الشكل مباشرة بعد الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في جوّ من الديمقراطية والانفتاح وفي جوّ من قبول الآخر في هذه المنطقة ، لذلك أردنا تتويجها بهذه التحيّة الى كلّ من بادر وترشّح الى هذا الاستحقاق الانتخابي أيّا كانت نتائج هذه الانتخابات ، لأنّ من ترشّح إنما أراد أن يقول أنّه مستعدّ للعمل في الشأن العام وأنّه يريد أن يقدّم شيئا ما لأهله ولمجتمعه ولبلدته ، فتحيّة مني ومنكم للجميع، وهذه المشاركة بحدّ ذاتها تعتبر إنجازاً كبيراً. كما أنّ التحيّة الأكبر لمنطقة الضنيّة التي تثبت دائما أنّها منبر للديمقراطية ووجه حضاري لهذا البلد عكس كلّ ما يقال أحيانا في الاعلام المغرض عن الضنيّة وأهلها وطباعها ."

وأردف:" إنّ العمل البلدي والاختياري هو عمل تطوّعي بالدرجة الأولى، لذلك أريد أن أوجّه كلمة من على هذا المنبر لكم جميعا بأنّنا نعتبركم جميعاً في موقع المسؤولية" وأكد فتفت أن يدنا ممدودة لمساعدة الجميع لما فيه مصلحة هذه المنطقة ومصلحة وطننا لبنان ، بلا قيد أو شرط سياسيّ "هذا ما قمنا به سابقاً وهذا ما سنقوم به دائما بإذن الله لانّ المصلحة العامّة تعلو على منطق بعض الحساسيات الشخصيّة ، فكلّ من نال صوتاً واحداً نال علامة بالثقة هو جدير بها وبالتالي عليه أن يتحمل هذه المسؤولية ، اليد ّالممدودة تهدف بالدرجة الأولى الى بناء هذه المنطقة وتطورها وإنمائها ، فشكرا لكم مجدّدا... "

وعن الأوضاع التي يمر بها البلد عموماً قال فتفت :" نحن نمر في مرحلة صعبة من حياة هذا البلد من حيث الوضع السياسي المحيط به وموقعه الجغرافي الذي يقع وسط براكين شديدة القسوة شرقا شمالا وجنوبا ، ما يجعلنا ملزمين انطلاقا من حسّنا الوطني أن نبقى على مستوى المسؤولية ، وما يحتّم علينا التعاضد والتعاون جميعا ، لدعم اقتصاد البلد ودعم إنمائه خوفاً من الانهيار، علماً أنّه وللاسف هناك قوّة في وطننا تسعى الى التخريب على جميع مكونات البلد وخصوصاً في وقتنا الراهن وتخريب اقتصاده وإنمائه ، فتزجّ بلبنان عبر ما يسمى ب"محور الممانعة" بحرب عبثية ضدّ الشعب السوري الشهيد .إنّ قوة الممانعة وضعتنا أمام معركة كبيرة ، تمنيّنا لو أنّنا لم نفقد قتيلاً لبنانياً واحداًفيها" وأمل فتفت في عودة حزب الله الى رشده الوطني "وأن يسحب مقاتليه الذين يتساقطون بالعشرات في الايام الأخيرة ليعود الى وطنه وبلده ويشارك مع الجميع في بناء هذا الوطن بدل أن يكون حجر عثرة على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي ."

وعما أثير أخيراً عن قضية المصارف، قال:" أثير كلام في المرحلة الأخيرة حول "قضيّة المصارف"والبعض يعتقد أنّ هناك قوانين أميركية فرضت علينا، وأنّ هناك مصارف للأغنياء وأنها تحارب الشعب اللبناني كما يقال، وأنّها وجدت لتحارب حزب الله أو "الممانعة" أو "المقاومة". إنّ الكلام المتداول عند البعض عن هذا الموضوع لا يمتّ للحقيقة بصلة،إنّ لبنان مرتبط من الناحية الاقتصادية والمالية بالسوق المالي الدوليّ إذ أن سبعين بالمئة مما يجري في مصارفنا يجري بالدولار ، وأيّ تحويل من العالم الاغترابي الى لبنان يأتي بالدولار تقريبا ، وأيّة عملية تجارية بالشراء من الخارج بالاستيراد أو التصدير فهي تأتي بالدولار ، كذلك الأمر القروض في قسم كبير منها بالدولار ، وهذا يعني أنه إذا أقفلت أمامنا الاسواق العالمية ستنهار المصارف اللبنانية التي هي عماد الاقتصاد المالي اللبناني ، إنّ المصارف هي المموّل الاساسي للدولة وهي مصدر رزق للفقراء قبل الاغنياء ، والسيولة تأتي من سندات الخزينة التي يصرفها القطاع المصرفي"

وتابع فتفت متحدثا عن أهمية الدور المصرفي "المصارف مجبرة أن تتعامل مع الخارج بالدولار وأن تحترم بعض القيود التي يفرضها المجتمع الدولي ،والتي يفرضها على نفسه وعلى المصارف الاميركية وليس على المصارف اللبنانية ، ولكنّ المصارف الاميركية هي الوكيل وهي المراسل للمصارف اللبنانية وإذا لم يحترم المصرف اللبناني للقيود الموضوعة ،فإن القطاع المصرفي الامريكي حتما سيتوقف عن التعامل معها ، مما سيؤدي الى انهيار المقومات الاقتصادية للدولة اللبنانية ، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية ." وتساءل:" لماذا هذه القوانين في وجه حزب الله ؟ هل لأنه ممانعة أومقاومة أم أنّه ضد إسرائيل أو أنّه يتدخل في سوريا؟!الجواب طبعاً بالنفي المطلق ، ولنكن واضحين وصريحين هذه القوانين ضدّ العمليات الاجرامية ، ضدّ تهريب المخدرات، وتبييض الاموال وتهريب الاموال المزوّرة ، لهذه الاسباب سنّت هذه القوانين ، وليس لأسباب سياسية كما يقال ، إن حزب الله بالنسبة للمجتمع الدولي أصبح يمارس الجريمة المنظمّة عبر ما سبق وذكرناه من إرهاب ، وتهريب الاموال وتبييضها ، هذا الشرح يبيّن للرأي العام ما هي الحقائق الاقتصادية والمالية التي يقوم بها حزب الله وكيف يسعى الى تدمير الاقتصاد اللبناني وكيف يسعى الى تدمير هذا العامود الفقري للدولة اللبنانية تمويلا وللاقتصاد اللبناني بنيانا وعلاقات مع العالم الخارجي ."

وحذر من الواقع الاقتصادي الخطير والدقيق الذي نعيشه اليوم "أوروبا ستسير على هذا المنوال قريباً،وبالتالي هذه ضرورة حياتية لنا جميعا وسبب ذلك العمليات الاجرامية لحزب الله وليس الخيار السياسي للحزب او ما يسمى مقاومة يوم كانت مقاومة ، يوما ما كان حزب الله مقاوما ويقاتل إسرائيل ليمتد الى الداخل ،ويقاتل أبناء هذا البلد من أجل السلطة في 7 آيار الشهير ، وعندما لم يكتف بوضع يده على البلد كما هو فاعل اليوم ، ذهبت الميليشيا الإيرانية الى سوريا ليذبح الشعب السوري ويشارك في تدمير سوريا وتدمير البنيان الاقتصادي السوري .هذا ما يقوم به حزب الله تجاه الشعب اللبناني وإذا ما أضفنا كلّ ما يقوم به بالنسبة للاقتصاد نفهم حينها لماذا هذه الحملة الدولية الاقتصادية التي تهدف الى محاربة الجريمة وليست ذات أهداف سياسية ..."

وذكّر بـ"أن دولة الرئيس سعد الحريري أشار الى موافقة حزب الله في الجلسة النيابية التشريعية الأخيرة أيّ في أواخر السنة الماضية على قانون يمنع تبييض الاموال الذي يمنع إدخال الاموال بحقيبة السفر ، إذ يمنع إدخال أكثر من 20 الف دولار بشكل سائل الى لبنان. " ونحن نعرف أن هناك طائرات تحط على طرف المطار وتفتح لها بوابات خاصّة وتنقل الاموال و هذا ما لم يعد باستطاعته القيام به ."

تابع فتفت :" نحن لا نريد تدمير حزب الله ، بل نريد فقط أن يعود الى الدولة وأن يسلّم سلاحه الى الدولة وأن يكون جزءا من الدولة اللبنانية وأن يمثل ما يمثل وهو يمثل شريحة واسعة لها احترامنا،ويأخذ دوره الكامل على الساحة السياسية ، أمّا إذا استمر بتهديم الامن والاقتصاد اللبناني فالتأكيد سنكون له بالمرصاد لأن هذا هو واجبنا الوطني وواجب كل مواطن شريف يدافع عن هذا البلد وعن بنيانه ومستقبله ..."

ختم مكررا شكره وتهنئته لكل من فاز بالانتخابات البلدية والاخيارية في الضنية وفي كل أنحاء لبنان :" أمامكم أياماً صعبة وجليلة ، إن الانماء كلمة بسيطة من أربعة أحرف ولكنّها تعني الكثير ، ولبنان ما أحوجه للإنماء ، يدنا معكم ويدّ الجماعة تستطيع أكثر بكثير مما يستطيع الفرد وخدمة الشأن العام مسؤوليتنا جميعاً " كما كرم النائب أحمد فتفت بقائمقام قضاء المنية ـ الضنية رولا البايع على عملها الدائم في المنطقة وعلى جهودها الجبارة التي قامت بها في الاستحقاق الانتخابي الاخير مقدماً لها درعاً تقديرياً بهذا الخصوص.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان استنكر تفجير القامشلي: نشكر الله على سلامة البطريرك افرام الثاني والأساقفة والإكليروس والمؤمنين

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - استنكر بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، في بيان وزعته أمانة سر البطريركية، بأشد العبارات، التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة القامشلي في سوريا ظهر اليوم بعد انتهاء مراسم تدشين النصب التذكاري لشهداء الإبادة السريانية "سيفو"، التي أقامها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني. وإذ دان يونان "هذا العمل الاهابي الذي حاكته كما في السابق قوى الظلام لزرع الفتن وتهجير المواطنين الأبرياء الآمنين"، شكر الله على سلامة قداسة أخيه البطريرك أفرام الثاني وأعضاء الوفد المرافق لقداسته والأساقفة والإكليروس والمؤمنين". وختم سائلا الله "أن يرحم من استشهد ويعزي ذويهم ويشفي الجرحى، وينعم على القامشلي ومحافظة الحسكة وسوريا الحبيبة بالأمن والسلام، وعلى مواطنيها بالطمأنينة والإستقرار".

 

«جيش الفتح» يتقدم إلى «معقل الإيرانيين»

 لندن - «الحياة»/19 حزيران/16/طار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في شكل مفاجئ إلى سورية أمس حيث أجرى محادثات مع الرئيس بشار الأسد في دمشق وتفقّد القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية على الساحل السوري. وجاءت الزيارة على وقع أنباء عن استياء من غياب الطائرات الروسية عن المعارك الدائرة في ريف حلب الجنوبي بين القوات النظامية السورية وميليشيات تعمل بإشراف إيران، من جهة، وفصائل «جيش الفتح» وأبرزها «جبهة النصرة». وفيما أفاد التلفزيون السوري أن الأسد بحث في اجتماعه مع الوزير الروسي في دمشق «سبل قتال الجماعات الإرهابية»، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه زار قاعدة حميميم والتقى مع الطيارين الروس فيها وناقش «العمليات الحالية» مع قائد القوات الروسية في سورية الجنرال الكسندر دفورنيكوف، كما تفقّد منظومة الدفاع الجوي أس - 400 التي تتولى حماية قاعدة حميميم. وقال شويغو إنه قام بالزيارة بتكليف من الرئيس فلاديمير بوتين.

وجاءت الزيارة في وقت مُنيت القوات النظامية وميليشيات أجنبية حليفة تعمل بإشراف الحرس الثوري الإيراني بنكسة جديدة قوية في ريف حلب الجنوبي، بعد نجاح فصائل عدة أبرزها «جبهة النصرة» في السيطرة على قرى استراتيجية أهمها خلصة التي دارت فيها معارك طاحنة دامت أربعة أيام. وفي حين سُجّل مقتل عشرات من الطرفين المتقاتلين، كان لافتاً إعلان ناشطين أن خسائر «حزب الله» اللبناني وحده بلغت 25، وهي أكبر حصيلة له في جولة واحدة منذ معركة القصير بريف حمص في العام 2013. ووردت معلومات مساء أمس عن وصول حشود من «جبهة النصرة» وفصائل أخرى تعمل في إطار «جيش الفتح» إلى أطراف بلدة الحاضر التي تُعد القاعدة الأهم للإيرانيين وميليشيات تعمل بإشرافهم في ريف حلب الجنوبي، ما يُنذر بمعركة وشيكة. وأثار غياب الطيران الروسي عن تأمين الغطاء الجوي للقوات التي تعمل بإشراف الإيرانيين في معارك ريف حلب الجنوبي تساؤلات عن مدى جدية موسكو في دعم حلفائها المفترضين في سورية وهو دعم تكرر إعلانه قبل أيام فقط خلال اجتماع ثلاثي في طهران لوزراء خارجية روسيا وإيران وسورية. وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، معلومات عن «استياء يسود صفوف حزب الله والإيرانيين بسبب عدم مساندتهم من جانب الطائرات الروسية»، مضيفاً «أنه في حال استمر غياب الدعم الجوي الروسي عن معارك ريف حلب الجنوبي فإن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها قد يخسرون في أي وقت بلدة الحاضر» جنوب حلب. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن معارك جنوب حلب الدائرة منذ الثلثاء أسفرت عن مقتل 186 مسلحاً هم 86 من القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها ومئة من الفصائل الإسلامية، مشيراً إلى أن من بين قتلى المسلحين الموالين «25 عنصراً من حزب الله اللبناني، وهي أكبر حصيلة قتلى له في معركة واحدة منذ العام 2013».

وأفادت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة بأن فصائل «جيش الفتح» سيطرت أولاً على بلدة خلصة ثم تقدمت إلى زيتان وبرنة «ليتم تحريرهما خلال ساعات فقط»، مضيفة أن «حصيلة قتلى الميليشيات الشيعية أكثر من 50 قتيلاً توزعت جثثهم في الطرقات وداخل الأبنية» في المناطق الثلاث التي سيطرت عليها «النصرة» وحلفاؤها. وزادت الشبكة أن عناصر المعارضة «يتقدمون إلى بلدة الحاضر ويحشدون قواتهم في محطيها»، مشيرة إلى أن هذه البلدة هي المركز الأساسي لتجمع «القوات الإيرانية» ولعناصر الميليشيات الأجنبية التي تعمل تحت إشرافها. في غضون ذلك، أفيد بأن دمشق تختبر احتمالات فتح قناة خلفية مع أنقرة لفتح جبهة مشتركة ضد «الاتحاد الديموقراطي الكردي» لمنع قيام «كردستان سورية» في الشمال قرب حدود تركيا، الأمر الذي تشجعه طهران، كما يبدو. وعُلم أن الجزائر عرضت استضافة لقاءات غير علنية بين السوريين والأتراك للبحث في إمكان تحسين العلاقات. ويتردد أن مسؤولين في دمشق بدأوا طرح فكرة اختبار امكان فتح قناة مع الحكومة التركية لمواجهة فكرة تقسيم سورية وقيام إقليم كردي، حيث وضع بعض المسؤولين تقدم القوات النظامية إلى الطبقة للسيطرة على مطارها العسكري وإمكان التقدم في ريف حلب والتوغل في عمق ريفه الشمالي، على أساس الاعتقاد بأن هذا التقدم للقوات النظامية يضعها في موقع عسكري أفضل ضد «داعش» ويمنع ربط أقاليم الإدارات الذاتية الكردية في الجزيرة شمال شرقي سورية وعفرين في ريف حلب الشمالي والحيلولة دون قيام «غرب كردستان».

 

الملك سلمان: موقف السعودية ثابت تجاه القضية الفلسطينية

العربية.نت/19 حزيران/16/استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر السلام بجدة اليوم، الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد عقد خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفلسطيني جلسة مباحثات جرى خلالها التأكيد على مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما تم استعراض مستجدات الأوضاع في فلسطين، وفق ما نشرت وكالة الأنباء السعودية "واس". وعقب الجلسة، تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، هدية تذكارية من الرئيس عباس. وحضر جلسة المباحثات الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني. كما حضرها من الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى المملكة باسم عبدالله الآغا. هذا وقد غادر الرئيس عباس جدة وكان في وداعه في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، الأمير فيصل بن محمد بن سعد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، ومدير المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة أحمد بن ظافر.

 

الحكومة اليمنية: حل الميليشيات قبل بحث الشراكة السياسية

الكويت - حمود منصر/19 حزيران/16/طالب الوفد الحكومي في جلسة مشاورات مع المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد بحل الميليشيات الحوثية قبل البحث في شراكة سياسية. وأعلن عبدالملك المخلافي، وزير الخارجية اليمني، ورئيس الوفد الحكومي المفاوض في مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت، أنه تم في جلسة المشاورات مع المبعوث الأممي مناقشة ضرورة ترافق حل ما يسمى باللجنة الثورية العليا واللجان التابعة لها والميليشيات مع عملية الانسحاب وتسليم السلاح وإلغاء الإعلان الدستوري. وأكد المخلافي في تغريدات له عقب اجتماع الوفد الحكومي مع ولد الشيخ أحمد أن الجانب الحكومي أكد على أن الحل المرتقب يجب أن يقضي بإبعاد المشمولين بالعقوبات الدولية من الحياة السياسية حتى لا يعرقلونه. وقال: "بحثنا مع المبعوث الخاص التزام الحوثيين حل الميليشيات والتحول إلى حزب سياسي قبل بحث أي شراكة سياسية".

 

مصر تكشف آخر تطورات تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة

القاهرة - أشرف عبد الحميد، رويترز/19 حزيران/16/كشفت لجنة التحقيق في حادث الطائرة المصرية المنكوبة آخر تطورات تحليل الصندوقين الأسودين اللذين عثر عليهما يومي الخميس والجمعة الماضيين. وقالت إنه تم البدء فى عملية فحص أجزاء جهازي مسجل محادثات الكابينة CVR ومسجل معلومات الطيران FDR بمعرفة لجنة التحقيق وبحضور الممثل المعتمد لدولة فرنسا ومستشاريه من الخبراء في هذا المجال. كما انضم إلى لجنة التحقيق الممثل المعتمد للولايات المتحدة الأميركية، دولة صانع محرك الطائرة وأحد مستشاريه. وأضافت أنه تم تحرير وحدات الذاكرة من الجهازين بمعامل الإدارة المركزية للحوادث بوزارة الطيران المدني تمهيداً للبدء في مرحلة التجفيف التي تمت في مركز البحوث الفنية للقوات المسلحة بواسطة أفران التجفيف التي تتمتع بأعلى مستوى من التقنية الحديثة، واستغرقت هذه العملية 8 ساعات متصلة بحضور أعضاء لجنة التحقيق ومستشار الممثل المعتمد الفرنسي الخبير في التعامل مع أجهزة مسجلات الطائرة. وكشفت أنه يجري حالياً القيام بعملية الاختبارات الكهربائية لوحدات الذاكرة الخاصة بالصندوقين والتي تعقبها مرحلة تفريغ المعلومات. وقالت إن السفينة المؤجرة من الحكومة المصرية للمشاركة في أعمال البحث عن حطام الطائرة تستمر في عملها برسم خريطة لتوزيع الحطام بقاع البحر الأبيض المتوسط. يأتي ذلك فيما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصادر بلجنة التحقيق المصرية في حادث سقوط الطائرة أن وحدتي ذاكرة الصندوقين الأسودين للطائرة بهما "تلفيات شديدة" وتحتاجان "لوقت وجهد كبير" لإصلاحهما قبل البدء في تفريغ محتوياتهما. وأضافت المصادر أن اللجنة تقيم التلفيات في الوقت الراهن لتحديد ما إذا كان يمكن إصلاحها في مصر أو في الخارج.

 

أم "جزار أورلاندو" صاحبة مشاكل وضربت والده فاعتقلوها

لندن - كمال قبيسي/19 حزيران/16/جمعنا ونشرنا معظم المهم من معلومات عن مرتكب مجزرة "ملهى المثليين" بمدينة أورلاندو، الأفغاني الأصل عمر متين، وعن مطلقته الأوزبكية وزوجته الفلسطينية الأصل أم ابنه الوحيد، كما وعن أبيه الحالم من أميركا برئاسة أفغانستان، ولم يبق سوى والدته، وهي أفغانية عنيفة النوع بين النساء كما اتضح، عمرها 59 واسمها Shahla ولها تاريخ على ما يبدو بشتم وضرب أبيه في البيت، إلى درجة أنهم اعتقلوها، وهو ما عليه دليل. مرة، وكان ذلك منذ 14 سنة تقريبا، تشاجرت مع زوجها صديق مير متين، لسبب غير وارد في شكوى تقدم بها إلى مخفر للشرطة في مدينة Port Saint Lucie بولاية فلوريدا، ثم تطورت حتى وصلت إلى المحكمة، وفيها أخبر أن الشجار الذي وقع ليلة 7 ديسمبر 2002 بينه وبين شهلا، بدأ بجدال عادي في البيت، ثم فاجأته حين دخل الحمام "ليفرشي" أسنانه، وبدأت تسبه وتلعنه، وانقضّت عليه وشدته من شعره، وأيضا "قرصت" ذراعه بأصبعيها، وتركت فيها أثرا محمرّ اللون ومشهودا للعيان. لم تكن لشهلا خناقات ومشاجرات مع الزوج فقط، بل أيضا مع الجيران، ومرة رموا بيتها بالبيض هذا الكلام دونه شرطي بالمخفر على لسان الزوج المضروب، بعد أن عاين بنفسه علامة "القرصة" بأصبعيها، وضمه إلى الشكوى التي أطلعت "العربية.نت" على ملخص عنها في موقع RadarOnline التابع لمجلة أميركية بالاسم نفسه. أما الشكوى التي يصف فيها الشرطي الأب المضروب عند منتصف الليل بالضحية وضاربته بالمدعى عليها، فانتهت باعتقالها.ويمكن الاطلاع بالكامل على حيثيات وموجبات الاعتقال في هذا الملف المرفق: يمضي خبر "رادار" فيذكر أن الشرطة احتجزت شهلا في سجن Martin County وفرضت عليها كفالة بقيمة 5 آلاف دولار لإطلاق سراحها المشروط "إلا أن الزوج تنازل عن دعواه، فأفرجوا عنها"، وفقا لما ذكر موقع آخر أطلعت "العربية.نت" على روايته أيضا، وهو TCpaLM الإخباري الأميركي. يضيف الموقع في خبره، أن "شهلا" الشبيهة إلى حد ما بالمصرية "ريا" أخت سكينة في الاسكندرية، زعمت للمحققين أن زوجها هدد بقتلها، لكنهم لم يأخذوا كلامها على محمل الجد، خصوصا أنه بلا دليل، وأن أولاد الزوجين كانوا نياما في تلك الليلة التي مضت فيها 20 سنة على زواجهما، وهم 3 بنات إضافة لمرتكب المجزرة. الشاب الذي عاش حياة قصيرة لم تزد عن 29 سنة بجو من المشاجرات وضرب الأم للأب، إضافة إلى خناقات مع الجيران، أورد الموقع أنهم في إحداها رموا البيض الفاسد على بيت العائلة الأفغانية.

 

كشف محادثات هاتفية بين الشرطة وجزار أورلاندو قريباً

واشنطن – رويترز/19 حزيران/16/قالت وزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش، الأحد، إن المذبحة التي وقعت الأسبوع الماضي في أورلاندو بولاية فلوريدا كانت "عملا إرهابيا وعملا من أعمال الكراهية"، لكنها أحجمت عن الكشف عن الاتهامات التي قد توجه أو عمن قد يتهمون في القضية. وأضافت لينش في مقابلة مع قناة تلفزيون "سي إن إن" أنها ستتوجه إلى أورلاندو يوم الثلاثاء للتشاور مع المحققين، وسوف تكشف يوم الاثنين نص المحادثات الهاتفية بين الشرطة ومطلق الرصاص عمر متين الذي قتل في الحادث، وهو أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة. وقالت لينش لقناة "سي إن إن": "سنعكف على فحص كل شيء قمنا به في التحقيق الذي أجريناه (في السابق) مع القاتل واتصالاتنا اللاحقة معه، وكذلك كل المعلومات التي تلقيناها في محاولة لمعرفة دوافعه. كان ذلك عملا إرهابيا وعملا من أعمال الكراهية".

 

العراق.. أنباء عن مشاركة أميركية برية مرتقبة في الموصل

دبي - قناة العربية/19 حزيران/16/خرج العراقيون في بغداد، تحت أزيز المفرقعات لا القنابل، للاحتفال بتقدم القوات العراقية في مدينة الفلوجة، على الرغم من أن العمليات العسكرية لا تزال متواصلة في المدينة، حيث المعارك تدور رحاها في حيي الضباط والمعلمين، إلا أن إعلان قيادة العمليات السيطرة على مستشفى الفلوجة العام ربما كانت سبباً في خروجهم.وكانت استعادة مبنى البلدية لافتة في جديد المعارك بين القوات المشتركة وتنظيم "داعش"، غير أن العديد من الشوارع والمنازل المجاورة لا تزال ملغمة بالمتفجرات. وتخوض القوات العراقية عمليات عسكرية متقدمة في المدينة، التي بدأتها قبل أربعة أسابيع تقريباً، حيث تلقى دعماً جوياً من طائرات التحالف بقيادة أميركية، وعلى الأرض هي مدعومة من ميليشيات الحشد الشعبي. من جهتها، تحدثت وسائل إعلام عراقية عن نية أميركية في المشاركة في عمليات برية لقوات النخبة، يقدر عددها بأكثر من 100 عنصر، تتواجد حالياً في قاعدة سبايكر شمال تكريت، تكون مهمتها السيطرة على مطار القيارة الاستراتيجي جنوب الموصل، الذي سيكون محطة انطلاق للهجوم المرتقب على مدينة الموصل. علماً أن طائرات أميركية من طراز أباتشي نفذت أخيراً طلعات جوية ضد "داعش" في المنطقة ذاتها. أما إنسانياً، فلايزال مصير الآلاف من المدنيين في الفلوجة مجهولاً على الرغم من نزوح أعداد كبيرة منهم في الأيام القليلة الماضية. من جانبه، أطلق الجيش العراقي المرحلة الثانية لعمليات تحرير نينوى وكبرى مدنها الموصل في ظل تحديات مناخية وهجمات التنظيم الارتدادية، كان آخرها محاصرته لقوة من الفوج الثاني للواء مغاوير في منطقة زنكورة شمال مدينة الرمادي.

 

ماذا قال ترامب عن بريطانيا والاتحاد الأوروبي؟

دبي – رويترز/19 حزيران/16/عبر دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المفترض في انتخابات الرئاسة الأميركية عن دعمه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مكرراً قبل أيام من الاستفتاء على هذه المسألة موقفه بأن بريطانيا ستكون أفضل حالاً خارج الاتحاد. وقال ترامب في مقابلة صحافية إنه يدعم التصويت على الخروج في الوقت الذي استؤنفت فيه الحملات الدعائية لمعسكري الخروج والبقاء في الاتحاد الأوروبي بعد توقف دام ثلاثة أيام في أعقاب مقتل النائبة جو كوكس. وأضاف ترامب لصحيفة "صنداي تايمز": "شخصيا سأكون أكثر ميلا (إلى التصويت) للخروج لأسباب كثيرة، مثل التقليل إلى حد كبير من البيروقراطية. لكنني لست مواطنا بريطانيا. وهذا رأيي فقط". وقال الملياردير الأميركي للصحيفة، إنه سيسعى لبناء علاقات دولية جيدة في حال انتخب رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر، بما في ذلك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وكان كاميرون وصف اقتراح ترامب حظر دخول المسلمين مؤقتا إلى الولايات المتحدة بأنه "مثير للخلاف وغبي وخاطئ". ومن المتوقع أن يزور ترامب بريطانيا بعد يوم من الاستفتاء لتفقد ملعبي غولف يملكهما في اسكتلندا موطن والدته. وأشار ترامب إلى أنه سيسعى إلى تحسين العلاقات التجارية بين بلاده والصين في حال انتخب رئيسا، كما سيعمل عن كثب مع روسيا، وقد يشمل هذا التعاون في قتال تنظيم داعش.

 

روسيا: سننسق مع أميركا لتفادي حوادث عسكرية في سوريا

موسكو - رويترز/19 حزيران/16/قالت روسيا، اليوم الأحد، إنها توصلت لاتفاق مع الولايات المتحدة على ضرورة تحسين التنسيق بين عملياتهما العسكرية في سوريا، حيث تساند كل منهما طرفاً مختلفاً في الحرب الأهلية وتشنان ضربات جوية. وأثار تدخل موسكو في الصراع إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في ظل مساندة الغرب لجماعات المعارضة، وشن هجمات على أهداف لتنظيم "داعش"، مخاوف من تحول الحرب إلى مواجهة دولية أوسع نطاقاً. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن مسؤولين عسكريين من البلدين، توصلا للاتفاق أثناء اجتماع عقد عبر دوائر تلفزيونية. ولم يرد تعليق بعد من واشنطن. ويأتي الإعلان بعد يوم واحد من إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها استفسرت من موسكو عن الضربات الجوية الروسية التي نُفذت ضد قوات المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وقال البنتاغون إن موسكو لم تستجب للتحذيرات الأميركية. ونفى إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، هذه المزاعم، وقال إن الضربات الجوية الروسية نفذت على بعد نحو 300 كيلومتر من المنطقة التي قالت واشنطن إن قوات المعارضة تعمل بها. وأضاف أن روسيا أخطرت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالأهداف التي كانت تخطط لضربها. وأضاف كوناشينكوف: "على مدى الشهور القليلة الماضية، كانت وزارة الدفاع الروسية تقترح على الأميركيين رسم خريطة موحدة تضم معلومات عن مواقع القوات التي تنشط في سوريا، ومع ذلك لم يحدث تقدم ملموس في هذا الأمر". وتلقي المعارضة السورية ونشطاء باللوم على روسيا- التي تقصف مواقع تهيمن عليها المعارضة- في سقوط مئات القتلى المدنيين، واستهداف مستشفيات ومدارس وبنية تحتية فيما وصفوه بأنه هجمات دون تمييز. ونفت موسكو مراراً هذه الادعاءات.

 

العربي الجديد: داعش يحاول تعويض خسارته بالفلوجة بفتح جبهات جديدة

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: يحاول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تعويض خسارته للجزء الأكبر من مدينة الفلوجة، بمحافظة الأنبار العراقية، من خلال فتح جبهات قتال جديدة، والسيطرة على قرى عدة في مناطق متفرقة من البلاد، فيما حذّر عسكريون عراقيون من احتمال عودة التنظيم إلى المدن المحررة. في هذا السياق، يكشف قائد عمليات الجيش بالأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، عن "قيام تنظيم داعش بفتح جبهات جديدة شمال مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، في محاولة لتخفيف زخم الانتصارات العسكرية التي تحققها في مدينة الفلوجة". ويبيّن في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم سيطر على عدد من القرى التابعة لمنطقتي زنكورة، وطوي، شمال الرمادي". ويشير المحلاوي إلى أن "داعش استهدف تجمعّات الجيش الموجودة في تلك المناطق، وقصفها بالصواريخ وقذائف الهاون، لكسر الطوق المحكم الذي تفرضه القوات الأمنية حول الرمادي". ويضيف أن "التنظيم يحاول إحكام السيطرة على المناطق المحيطة بالرمادي، وصولاً إلى الجسر الياباني، شمال الفلوجة، من أجل فتح طريق آمن لخروج عناصره من المدينة"، مؤكداً أن "القوات العراقية المشتركة تشتبك مع عناصر داعش، بمساندة طيران التحالف الدولي، لاستعادة المناطق التي سيطر عليها في محيط الرمادي".

وقد سيطر "داعش" في وقت سابق على قرى عدة في منطقة البوريشة، شمال الرمادي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي، ومسلّحي العشائر منها، ما دفع القوات العراقية المشتركة لإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى هذه المناطق، لكنها لم تحسم الموقف لغاية الآن. وجاءت سيطرة "داعش" على بعض القرى شمال الرمادي، بعد إعلان القوات العراقية عن سيطرتها على مركز مدينة الفلوجة، يوم الجمعة. في هذا الإطار، قال قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، إن "المعركة في الفلوجة حُسمت عسكرياً"، مؤكداً في بيان، أن "الإعلان عن تحريرها بشكل كامل سيتمّ قريباً". من جهته، أكد قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، تحرير أكثر من 75 في المائة من الفلوجة، مبيّناً في تصريحات صحافية، أن "الساعات المقبلة ستشهد تطهيرها بالكامل". "الانشغال بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية في الفلوجة، ينبغي ألا يسمح لتنظيم داعش بفتح جبهات قتال جديدة في مناطق أخرى"، بحسب العقيد بالفرقة الثامنة للجيش العراقي التي تقاتل في الأنبار، حميد العكيلي. ويؤكد العكيلي في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم سيوظف ما تبقى من قوته للسيطرة على أراضٍ جديدة، لتعويض الخسارة العسكرية والمعنوية التي تعرّض لها في المدينة". ويلفت إلى "وجود خطر حول مدينة الرمادي، التي لا تزال محاطة بمناطق نفوذ لداعش"، داعياً القيادات العسكرية للإسراع بحسم معاركها وطرد عناصر التنظيم منها، خشية حدوث هجمات مباغتة على المدن المحررة. في سياق متصل، حاول "داعش" نقل هجماته إلى محافظة صلاح الدين (شمال العراق)، التي سيطر على قرى عدة فيها. ويلفت مصدر أمني محلي لـ"العربي الجديد"، إلى أن "التنظيم سيطر يوم الجمعة على قرى الزنجبيلة وعبود وبير أحمد، التابعة لبلدة الطوز، شرقي صلاح الدين، بعد انسحاب الجيش العراقي ومليشيا الحشد الشعبي منها". ويكشف عن "مقتل قائد شرطة الطوز وضباط آخرين خلال اشتباكات مع التنظيم". كما قال مصدر بالجيش العراقي، أمس السبت، إن "15 شخصاً على الأقلّ سقطوا بين قتيل وجريح، بتفجير سيارة مفخخة استهدفت مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في بلدة الطوز". من جانبه، يرى الخبير الأمني العراقي، طارق الزبيدي، أن "الانتصار في معركة صعبة كمعركة شيء جيد، ويُحسب للقوات العراقية، لكن العبرة تبقى في الحفاظ عليه"، مؤكداً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "القوات المشتركة سيطرت على مساحات واسعة من الفلوجة، لكنها خسرت في الوقت ذاته مناطق موازية لها في مدينتي الرمادي، بمحافظة الأنبار، والطوز بمحافظة صلاح الدين". وينتقد الزبيدي تعدد القيادات الأمنية في القوات المسلحة العراقية، مشيراً إلى "عدم وجود تنسيق وتعاون بين هذه القيادات لتحديد الأولويات الأمنية". ويرفض الخبير ظهور قيادات وعناصر مليشيا "الحشد الشعبي" في المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد "داعش"، لافتاً إلى أن "هذا الظهور سيعود بنتائج سلبية على المعارك، ويمنح التنظيم دعماً إعلامياً مجانياً، قد يساعده في تلافي بعض خسائره العسكرية والمعنوية التي مني بها خلال الأيام الأخيرة".

 

طهران تستدرج واشنطن لتخفيف القيود المصرفية بصفقات الطائرات

العرب/20 حزيران/16/دبي – أعلنت هيئة الطيران المدني الإيرانية أمس أنها توصلت إلى اتفاق مع شركة بوينغ الأميركية لشراء 100 طائرة. وأكدت أن الجانبين ينتظران الحصول على موافقة سلطات وزارة الخزانة الأميركية. ويشكك المحللون بإمكانية تنفيذ الصفقة، لأن بوينغ لم تحصل حتى الآن، سوى على موافقة على عرض منتجاتها على الخطوط الجوية الإيرانية وبضع شركات طيران أخرى في إطار مساعيها لمنافسة شركة أيرباص الأوروبية، التي فازت في وقت سابق من هذا العام بصفقة مبدئية لبيع 118 طائرة لإيران بقيمة 27 مليار دولار. وكانت وكالة رويترز قد ذكرت في السادس من يونيو الجاري، أن طهران تقترب من إبرام اتفاق تاريخي لشراء طائرات ركاب من بوينغ للمرة الأولى منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ولا تزال العقوبات الأميركية تعرقل مساهمة المصارف الضرورية في إيرام مثل تلك الصفقات الكبيرة بسبب خشيتها من الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية، بعد أن تعرض الكثير منها لغرامات قاسية من قبل السلطات الأميركية. وتتسابق شركات صناعة الطائرات للفوز بعقود في السوق الإيراني الكبير، الذي يعاني من ارتفاع حوادث الطيران بسبب اعتماده طوال 37 عاما على الطائرات الروسية وتقادم معظم الطائرات التي تعمل في إيران.     250 طائرة ركاب لدى إيران حاليا ويتعين استبدال 230 طائرة منها بسبب تقادمها بحسب هيئة الطيران المدني الإيرانية وقد أقر رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية علي عبد زادة، أمس بأن “من بين 250 طائرة ركاب لدى إيران يتعين استبدال 230 طائرة”، وأكد أنه جرى توقيع اتفاق مكتوب مع شركة بوينغ لشراء 100 طائرة. وقال عبد زادة إنه لا يمكن الإدلاء بإطار زمني محدد لتنفيذ الاتفاق إلى حين صدور موافقة من وزارة الخزانة الأميركية وأنها “العقبة الأخيرة في هذا الصدد”. وأضاف أن شركة بوينغ قدمت طلبا رسميا إلى الخزانة الأميركية لنيل الموافقة النهائية على بيع الطائرات وأن “العقد النهائي سيوقع بين الطرفين بعد الحصول على الرخصة”.وأوضح أن القيمة التي تداولتها بعض وسائل الإعلام والتي بلغت 17 مليار دولار ليست نهائية وأن تفاصيل الاتفاق ستحدد بعد مفاوضات أخرى. وكانت شركة بوينغ قد أكدت الأربعاء الماضي أنها تجري مفاوضات مع شركات طيران إيرانية لبيع طائرات تجارية “بموافقة حكومة الولايات المتحدة، حول بيع محتمل لطائرات تجارية وخدمات”. وكان نائب وزير النقل الإيراني أصغر فخرية كاشان قد أكد أنه “في حال تم توقيع الاتفاق مع بوينغ، فسيكون الأكبر والأهم منذ قيام الثورة الإيرانية قبل 37 عاما”. ولا تزال إيران تعتبر الولايات المتحدة أبرز “أعدائها” وكرر مرشد الجمهورية علي خامنئي قبل أيام أنه لا ينبغي “الثقة” بالاميركيين وأنه لن تكون هناك مفاوضات أخرى مع واشنطن خارج مفاوضات الاتفاق النووي. وتحاول شركة بوينغ اللحاق بمنافستها الأوروبية التي أبرمت في يناير مذكرة تفاهم لبيع إيران 118 طائرة، لكنها لا تزال تنتظر أيضا الحصول على موافقة وزارة الخزانة الأميركية عليها ليدخل الاتفاق حيز التطبيق. علي عبد زاده: موافقة الخزانة الأميركية هي العقبة الأخيرة أمام صفقة شراء طائرات بوينغ ويتعين على أيرباص الحصول على موافقة المكتب الأميركي لضبط الأموال الأجنبية المرتبط بوزارة الخزانة لأن أكثر من 10 بالمئة من مكونات طائرة أيرباص أميركية المصدر. وأضاف كاشان “أن أيرباص بصدد الانتهاء من تراخيص المكتب الأميركي وتلقت وعدا بأنها ستحصل عليها في غضون 10 أيام… ونأمل أن ننهي الاتفاق في غضون شهر”. ورغم سريان الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى في يناير ورفع معظم العقوبات الدولية، فإن البنوك الكبرى وخصوصا الأوروبية تتردد في عقد صفقات مع إيران خشية التعرض لإجراءات عقابية أميركية. لكن في حال دخل الاتفاقان مع أيرباص وبوينغ حيز التطبيق الفعلي فسيكون ذلك إشارة إلى إعلان عن فتح أبواب التعامل مع طهران للشركتين والبنوك الأجنبية. وفي السياق ذاته، أكد نائب وزير الطرق الإيراني أنه تم إبرام مذكرة تفاهم تتعلق بتمويل صفقة شراء طائرات أيرباص، لكنه قال إنه لا يمكن الإعلان عن اسم الجهة الممولة في الوقت الراهن وأنه سيتم الاعلان فور إبرام الاتفاق النهائي بهذا الخصوص. وظل أسطول إيران من الطائرات يحلق رغم سجل مزعج في ما يتعلق بالسلامة وذلك من خلال عمليات ترقيع مستمرة ونقل قطع من الطائرات المتوقفة، بالإضافة إلى ما يتيسر من مشتريات سرية. وفي مطار طهران تقبع صفوف الطائرات المتوقفة عن العمل بلا حراك لاستخدام أجزائها كقطع غيار لطائرات أخرى قديمة تحتاج إلى إصلاح. ولا تزال العقوبات الأميركية تمنع التعامل مع العشرات من الشركات الإيرانية بسبب صلاتها بالمؤسسات الإيرانية التي تخضع للعقوبات مثل الحرس الإيراني الذي يعتبر على نطاق واسع مستفيدا من حركة التجارة مع إيران.

 

الأسد يجني ثمار التردد الأميركي في حل الأزمة

العرب/20 حزيران/16/واشنطن – يستبعد المحللون أي تغيير جذري في سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء الحرب في سوريا، في الأشهر الأخيرة المتبقية من ولايته الرئاسية، وذلك رغم إصرار دبلوماسيين أميركيين على أن إنهاء الأزمة مستحيل في سوريا دون تدخل عسكري. وترمي الإدارة الأميركية بالكرة إلى ملعب النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني، بالقول إنهم وحدهم قادرون على وضع حد للفوضى العارمة. ولم تفلح المذكرة المسربة لـ51 دبلوماسيا أميركيا في زحزحة الموقف الأميركي، وأكدت المذكرة أن إدارة أوباما مسؤولة أخلاقيا عن وقف حمام الدم، لكن البيت الأبيض سارع إلى إعلان أنه ليس مستعدا لمثل هذا التغيير الكبير في سياسته. وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جنيفر فريدمان ردا على مذكرة الدبلوماسيين “الرئيس قال دائما بوضوح إنه لا يرى حلا عسكريا للأزمة في سوريا وموقفه لا يزال على حاله”. إلا أنه حتى الدبلوماسيين المخضرمين يقرون بأن عجزهم عن وقف المذابح المستمرة منذ خمس سنوات يثقل على ضمائرهم، ويقولون إنه وبغض النظر عما سيحصل لاحقا، فإن النزاع في سوريا ترك وصمة عار على سنواتهم في الخدمة العامة. ويقول مسؤول أميركي “كلما اعتقدنا أننا بلغنا القاع في سوريا، نشعر بحركة ضعيفة من الأسفل”. ويرى محللون أن التداعيات الكارثية لحرب العراق، دفعت البيت الأبيض إلى الالتزام بمبدأ أن الولايات المتحدة يجب ألا تحل كل الأزمات في العالم. وحاولت إدارة أوباما خصوصا تفادي الخوض في مشاكل الشرق الأوسط وحددت المصالح الأميركية في سوريا بأنها جزء من عملية مكافحة الإرهاب للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. وانعكس الموقف الأميركي المتردد على الوضع الميداني في سوريا، إذ يواصل النظام السوري وحليفته روسيا انتهاك هدنة شارك كيري في التوصل إليها، إلا أن منتقدي سياسة أوباما يقولون إن التمييز بين هدنة غير كاملة وعدم وجود هدنة يزداد صعوبة يوما بعد يوم.  للرئيس الأميركي المقبل سوى خيار بين نظام الأسد أو الجهاديين كما أن جهود كيري لإقناع روسيا بإرغام الأسد على التنحي باءت بالفشل وموسكو لا تزال إما غير قادرة أو غير راغبة في المساعدة. وذكرت صحيفة صنداي تليغراف تحت عنوان “أميركا وحدها تستطيع إجبار الأسد على التفاوض بشأن التسوية”، أن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تدعمه غارات جوية روسية وقوات إيرانية، بات يعتقد أنه في مأمن من الإطاحة به. وقال كاتب المقال ديفيد بلير إنه “بعدما وجد الأسد ميزان القوة العسكرية يميل لصالحه، لم يعد يرى أن ثمة حاجة للتفاوض مع أعدائه، ولذا منيت محادثات السلام في جنيف بفشل بائن”. ويتابع “وبدلا من التفاوض بشأن تسوية، بات الأسد يسعى من أجل انتصار عسكري كامل”. ويضيف بلير أن “الأسد لن يحقق النصر الكامل ولن يسعى إلى التفاوض بشكل جدي، وهو ما يعني استمرار الحرب لأجل غير مسمى”. وقال إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجبر الأسد على التوصل إلى تسوية هو تغيير الميزان العسكري ضده. وجاء في التقرير أن دبلوماسيين أميركيين عبروا عن احتجاجهم على السياسة التي تتبعها الإدارة الأميركية حيال سوريا، وطالبوا في مذكرة داخلية بشن هجمات عسكرية تستهدف حكومة الأسد. وأكدوا على أنه إذا كان الأسد يعتقد أنه في مأمن، فلا سبب يدفعه للتوصل إلى تسوية. واختتم بلير مقاله قائلا “خلال 6 أشهر، لنأمل أن تنفض الرئيسة كلينتون الغبار” عن هذه المذكرة “وتتصرف بناء على نصيحتها”. ويطرح مراقبون تساؤلا مفاده هل أن الإدارة الجديدة بقيادة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ستكون أكثر ميلا نحو التصدي لنظام الأسد ولنفوذ روسيا وإعادة فرض هيبة القوة العسكرية الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة؟ ويقولون إن هناك مؤشرات بأن روسيا تريد ألا يكون للرئيس الأميركي المقبل سوى خيار بين نظام الأسد أو الجهاديين. فقد استهدفت روسيا مؤخرا مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة ولا يشاركون في المعارك ضد النظام السوري.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

للفتيان نعوش في صفوف الحزب

علي الحسيني/المستقبل/20 حزيران/16

شيّع «حزب الله» وأهالي بلدات جبشيت والعديسة وكفرجوز الجنوبية أمس، «فتى الولاية الشهيد المجاهد علي الهادي أحمد حسين ( جهاد - 17 عاما)، وهو أصغر مقاتل يقضي أثناء قيامه بواجبه الجهادي في الدفاع المقدس«. هكذا بث إعلام «حزب الله» خبر مقتل الفتى علي الهادي الذي سقط منذ يومين في ريف حلب مع آخرين خلال معارك مع الفصائل السورية المسلحة. هو وجع جديد يُضاف إلى مجموعة أوجاع سبقته وبعضها ينتظر. فتيان بعمر الورود يسقطون دفاعاً عن مُسميات عدة، بعضها «جهادي» وبعضها الآخر «وجودي»، لكن الحقيقة الوحيدة هي انهم رحلوا عن هذه الدنيا قبل أن تكتمل أحلامهم ومن دون حتّى كلمة «وداع»، وكأنهم جاؤوا إلى الحياة برهة من الزمن ومن ثم ليُغادروها على الحان الفرق الموسيقية وشعارات لا يتحقق منها سوى الموت مُبكراً من أجل قضايا بعيدة عن ملاعب الطفولة وعالمها، قضايا تأكل الكبير والصغير من دون أن يرف للقادة جفن ولا أن تسقط لهم دمعة ندم على خدهم.

كما كان حال الفتيان مشهور شمس الدين ومحمد علي نعمة وآخر من آل ترحيني بالإضافة إلى غيرهم من الأطفال الذين سقطوا في سوريا، كذلك هو حال الطفل علي الهادي أحمد حسين ابن الستة عشر ربيعاً وليس كما ادّعى «حزب الله» بأن عمره سبعة عشر عاماً، والذي عاد أوّل من أمس داخل نعش صغير لا يتّسع لأحلامه الكبيرة التي لطالما تحدث عنها أمام والديه وأصدقائه الذين نزل عليهم خبر مقتله كالصاعقة خصوصاً وأن البعض كان يعتقد أن تواجده في سوريا يقتصر على مشاركته ضمن فريق الإسعافات التابع للحزب، لكن جميع هؤلاء أيقنوا أن علي الهادي قد رحل بطريقة مُفجعة لن تُنسيهم اياها لا حكايات وروايات مجالس العزاء ولا خطابات تتنقّل بها قيادات «حزب الله« من منبر إلى آخر وتُكرّرها بين ذكرى ومُناسبة.

أن يسقط فتى بعمر علي الهادي، لهو دليل واضح على حجم المعاناة التي يُعانيها «حزب الله» في صفوفه لناحية الكادر البشري الذي أحذ يتضاءل في الفترة الاخيرة، إمّا بسبب إمتناع العديد من العناصر عن الإلتحاق بالجبهات السورية، أو بسبب الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الحزب وحلفاؤه وتحديدا في ريف حلب حيث سقط له خلال الاسبوع الاخير ما لا يقل عن ثلاثين عنصراً. ويبدو أن الحزب وجد ضالته للتعويض عن هذه الخسائر، في أجساد طريّة سرقها عن مقاعد دراستها وضمّها إلى مشروع يبدأ على طريق التعصّب وينتهي بالقتل في بلاد الغربة.

لسقوط صغار السن في صفوف «حزب الله»، دلالة واضحة على عمق الأزمة التي تواجهه، فبعدما كان مقتل عناصر الحزب يُحتسب بالأفراد، أصبح صاروخ «التاو» هو الذي يتحكّم بمصيرهم وبالتالي أصبح الموت يُلاحقهم بالمجموعات. وسقوطهم يُعيد إلى «التكليف الشرعي» الذي كان يقضي بمنع الشُبان دون سن الـ18 عامًا من المُشاركة في المعارك الدائرة في سوريا أو حتّى إخضاعهم لدورات تدريبيّة من دون علم اهاليهم، أو تطويع عناصر يُعيلون عائلاتهم، وهذا الكلام سبق وأكدت عليه قيادات في الحزب على رأسها السيد حسن نصرالله في أكثر من محطّة ومناسبة. ومن هنا يبدو أن «حزب الله« بدأ يتّبع إستراتيجيّة جديدة في عمليّات التعبئة توجب البحث عن مقاتلين في الصفوف الكشفيّة أو على مقاعد الدراسة، ما يعني أن الحرب التي يفرضها على أبناء طائفته في الداخل والخارج قد تطول لأعوام مقبلة.

الخطير في مقتل علي الهادي وغيره من أترابه الذين سبقوه أو قد يلحقون به، أنه وبعد إدخاله في السابق في الصراع مع إسرائيل والتشديد على ضرورة الإنخراط بالعمل العسكري لمحاربتها كمنهج رئيسيّ في التعليم، تقوم مؤسّسات «حزب الله« التعليمية والثقافيّة اليوم، بإدخال مفهوم جديد إلى مناهجها يتحدّث عن حرب طويلة الأمد مع «التكفيريّين« بالإضافة إلى اللعب على الغرائز المذهبيّة بوصفها حرباً «كونيّة« على الشيعة في العالم تتطلب منهم الإستعداد لها من سن مُبكرة، وبهذا يكون «حزب الله» قد حوّل الشباب إلى لاعب أساسي في حروبه بعدما زرع بداخلها حب الانتقام من عدو عمل على تصنيعه و»شيطنته»، فأوجد بداخلها حب الإنتقام والكره وتنمية الأحقاد في القلوب والنفوس. تكوّن الوعي الإجتماعي والثقافي والديني الذي تعمل عليه مؤسّسات «حزب الله» ضمن بيئتها، لم يعد يقتصر على تطويع عقول الشباب فحسب، بل إنتقل إلى الأهالي الذين بدأ جزء غير قليل منهم، يُجاري الحزب في عقائده ومنظمة فكره. بالأمس هناك من سأل عن سر الحوار الذي دار بين علي الهادي ووالده على الهاتف قبل يومين تقريباً من سقوطه. يقول الابن لوالده: سوف ينقلوننا اليوم إلى خان طومان في مهمة، يُجيبه الأب: أوكي اتكل على الله واتذكر ابا عبدالله الحسين، ولا تُعطي ظهرك للاعداء. «خليك مثبّت». لكن الطفل علي الهادي ذهب في رحلة الموت، لكن قبل أن يُقتل بساعات، ظهر وجهه في شريط مصّور أثناء نقلهم داخل عربة عسكرية إلى «خان طومان». ابتسم مع نظرة خوف وكأنه كان يُريد أن يقول شيئاً.

 

 تخبّط «حزب الله» في سوريا وتخبّط اللبنانيين معه بشكل عام

وسام سعادة/المستقبل/20 حزيران/16

حرب الاستنزاف التي يغرق بها «حزب الله« في الشمال السوري من بعد «فتوحاته« في القصير والقلمون ومرابطته في أحياء من دمشق أعيد تلوينها بهوى المتغلبين، هي حرب استنزاف لا تعني «حزب الله« لوحده بمعزل عن باقي اللبنانيين. لكن الحزب، وكعادته حيال كل ما اتصل بما هو عسكري وأمني، يعتبر نفسه في حل من أي اجماع، وفي حل من أي مناقشة للموضوع، سواء عنينا بالموضوع وضع المقاومة ومفهومها بعد التحرير، أو وضع سلاحه وموقعه من الاعراب في دولة انتهت الحرب الاهلية فيها بالاتفاق على اعادة توحيد الجيش وحل الميليشيات، أو وضع قرار الحرب والسلم ومن يأخذه وكيف، أو وضع حدودنا الوطنية وماذا يمكنها بعد أن تعنيه، طالما تعبرها الجحافل كل يوم في الذهاب، وتعبرها النعوش والأحزان في الإياب، ناهيك عن شبكة من «الاقتصاد الطرفي الموازي«، الناشئ على خلفية حرب الاستنزاف المزمنة هذه، وموجات لجوء سوري باتجاه لبنان لا يمكن أن تبقى النظرة اليها أسيرة «الأبيض والأسود«، بين انفعالية عنصرية ومكابرة مكتفية باحصاء «فوائد اللجوء«.

الحكومة الحالية تشكّلت على قاعدة تسوية غير شعبية، تسوية قبلت فيها قوى الرابع عشر من آذار، باستثناء «القوات اللبنانية«، مساكنة الحزب في حكومة واحدة بالرغم من رفضه حتى مناقشة تورطه المتراكم والمتسع في الحرب السورية. هذه التسوية على خطورتها، وقلة شعبيتها، تمتلك عنصر معقولية أساسياً: فطالما الحزب ماض في الحرب السورية، وطالما الحزب لا يريد رئيساً للجمهورية قبل لحظة ما يتوخاها في هذه الحرب، مثلاً، فالمصلحة تقتضي عدم اعطائه مساحات اضافية للفراغ والتعطيل. في آخر عهد الرئيس ميشال سليمان، كان هناك رئيس ولم تكن هناك حكومة، وكانت صواريخ موجهة للقصر الجمهوري. فكانت التسوية، انه اذا لم يكن انتخاب الرئيس الجديد متاحاً، ولم يكن رد «حزب الله« عن سوريا وشعبها متاحاً بالسواعد والضمائر اللبنانية، فالأولى قيام حكومة في فترة الشغور الرئاسي، ولو كانت حكومة غريبة عجيبة في تكوينها ونمطها، وفي عبثية كون الفترة هي فترة فراغ «دستوري« و«لا دستوري« في وقت واحد، ذلك انه ليس هناك مطلق دستور يمكنه ان يغطي بشكل كاف فترة فراغ وشغور وتعطيل ويرشد الناس حينها ما العمل، وفي الوقت نفسه ليس هناك حالة يمكن أن يستغنى عنها عن الدستور ومرجعيته بشكل شامل وقاطع، الا باتجاه يهدّد الاستقرار المؤسسي والمجتمعي والكياني.

اليوم نعيش تخبطاً جدياً للمنطق «الاستنزافي« عند «حزب الله«، تخبطاً جراء المكابرة على ان حزباً كبيراً في بلد صغير لا يمكنه مهما حاول أن يصير حزباً أكبر من هذا البلد في داخله، وأكبر من هذا البلد خارجه. عندما يصير متعذراً الحفاظ على عناصر قوته وشوكته بشكل مستقر ومعافى من «الثنائية القطبية« في علاقته بذاته وحلفائه الأكبر منه والأصغر وأخصامه الداخليين والخارجيين، تصير هذه العناصر نقمة عليه. وجه النقمة حالياً هو التالي: لم يعد أحد في «حزب الله«، وعلى كافة المستويات، يعرف ليس فقط «الى متى« يحارب في سوريا، بل قبل كل شيء لماذا يحارب هناك. لم يعد أحد في لبنان يمكن أن يأخذ على محمل الجد نكتة أن «داعش« سوف تستعمر لبنان ان لم يذهب «حزب الله« لاستعمار سوريا. وحتى بعد ان لبس الحزب طاقية «مكافحة الارهاب«، فان تشخيصه كارهابي ومعاقبته مالياً كارهابي قد تجذرت أكثر، بدلاً من أن يرطّب انضمامه للحلف العالمي ضد «داعش«، على طريقته التي ترى «داعش« حيثما هو غير موجود، من وضعه بشكل عام، فيقلّل من وطأة اتهامه بالارهاب وتداعياتها. تخبّط الحزب يعكس في الوقت نفسه التخبط اللبناني العام. طبعاً الحزب هو معمل انتاج من الطراز الاول لحالة التخبط الداخلية، ويفضلها على سواها، فلا هو مؤهل لادارة البلد لوحده، ولا هو مؤهل للنأي بنفسه عن ادارته. لكن التخبط اللبناني يستنزفه بالتوازي مع استنزاف الحزب في سوريا. ضعف أخصام الحزب لا يعطيه قوة مزيدة، خصوصاً أن أخصامه اعتادوا التعايش مع ضعفهم بازائه. لن ينفع اقناع الحزب بأن تفاقم حالة الاستنزاف في الداخل والخارج تجعل من مصلحته هو ايضاً تسهيل انتخاب رئيس جديد، لكن «خدمة كلفة الشغور« ستتصاعد بالنتيجة أكثر فأكثر، وكل طرف سوف يقوم بتحويلها لخصمه. حزب كبير في بلد صغير لا يمكنه ان يجمع بشكل مستقر بين عناصر قوته. أما كلفة خدمة الشغور الرئاسي فمرشحة للتصاعد بطبيعة الحال وكلما تحللت الحكومة أكثر، وبشكل ضاغط على الحزب أكثر من قبل، طالما أنه الحزب القابض على الاستحقاق والحائل دونه.

 

حرب على الإرهاب، وعلى ذئابه

علي بردى/النهار/20 حزيران 2016

ارتكب الإرهابي عمر متين مذبحته في مدينة أورلاندو الأميركية في ذروة الحرب الدولية على أعتى الجماعات الإرهابية عبر معاقلها السورية والعراقية. لا علاقة مباشرة مبدئياً بين هذه وتلك. غير أن المعركة ضد الإرهاب لن تحسم عسكرياً حتى بعد القضاء التام على "الدولة الإسلامية - داعش" و"القاعدة" وغيرهما من التنظيمات المتطرفة العنيفة. لن تنجز هذه المعركة على الأرجح إلا بوقف تجنيد الإرهابيين عبر الإنترنت أيضاً. بعض هذا يحصل تنظيمياً أو ذاتياً. هناك أسباب عدة تجعل هذه المهمة مستحيلة. لذلك تبدو ملحة أكثر من أي وقت مضى "الثورة المعرفية" كتلك التي دأب غسان تويني على المناداة بها آملاً في شرارة لها تبدأ من المشرق العربي. دعكم من أسباب العيش الكريم ومعنى الحرية والتحرر، ألا يبعث على الحزن أن العرب والمسلمين يهذرون بصورة متواصلة عن الفتوحات والإنتصارات وهم عاجزون عن صنع حتى سراويلهم الداخلية؟ أمة من الأميين يتزينون بالسلاح والثأر والعنف الدموي.

لم تظهر التحقيقات المكثفة التي تجريها السلطات الأميركية دليلاً حاسماً على انتماء "وحش أورلاندو" الى أي من الجماعات الإرهابية المعروفة. غير أن هذا الذئب المتوحش خرج من أوجار الإنترنت. ترعرع على العنف صغيراً. وجد في التكنولوجيا وسيلة لمشاهدة حفلات حزّ الجماعات الإرهابية الرقاب وقطعها الرؤوس في إماراتها عبر سوريا والعراق وليبيا واليمن ونيجيريا وأفغانستان وغيرها من الملاذات الآمنة لهم في البلدان الإسلامية. شكل الإنترنت له ولأمثاله "بيئة إرهابية حاضنة". غير أن العالم لن يستغني عن الإنترنت. لن يعود الى الوراء بسبب هذه الذئاب المتوحشة. لا طلقة سحرية توقف استخدام الإرهابيين الوسائل الإلكترونية في حربهم على "الحياة الدنيا" طمعاً بالجنة وحواريها وجواريها وأنهار لبنها وعسلها وخمرها. يسعى المجتمع الإنساني الى توسيع نطاق مكافحة الإرهاب. تواجه صناعة الإنترنت تحدياً شاقاً. يفتح الإرهابيون الآلاف من الحسابات والمواقع وغرف المحادثة الإلكترونية. ما أن تقفل الشركات واحداً منها حتى يفتح آخر. كان عمر متين يتصفح "الفايسبوك" و"التويتر" خلال هجومه على المحتفلين بالملهى الليلي في أورلاندو. عاين العالم في دقائق آلاف التغريدات. عرف الملايين بما يجري في غضون ساعات. لا حل أنيقاً يمكن ان تستخدمه شركات التكنولوجيا لوقف ما يحصل. لا حل سحرياً لمنع الإرهابيين من استخدام الإنترنت. صار استخدامه شائعاً كالبارود. تسلح "وحش أورلاندو" بمثل هذا البارود وبمثل هذا المنطق الإرهابي لقتل العشرات... يبحث العالم عن طرق للتوافق على تعريف موحد للإرهاب. يبحث عن وسائل لمحاربة الإرهابيين، جماعات وفرادى. تفضلوا أيها العرب والمسلمين بمساهماتكم.

 

لسنا في 2004

نبيل بومنصف/النهار/20 حزيران 2016

برزت اتجاهات داخلية عقب تصاعد أزمة تطبيق الالتزامات المصرفية لقانون العقوبات الاميركية ضد " حزب الله " الى اسقاط مناخات صدور القرار 1559 الاممي في 2 أيلول 2004 على المرحلة اللبنانية الطالعة لجهة التماثل بين قرار دولي استهدف آنذاك خصوصا منع التمديد للرئيس أميل لحود وقرار اميركي يستهدف حاليا التضييق المالي على الحزب . تبدو هذه الاتجاهات مبررة من ناحية المخاوف التي أثارها خصوصا دخول عامل استهداف امني للقطاع المصرفي من خلال تفجير "بنك لبنان والمهجر " وضيق هامش التسوية بين المصارف والحزب حول قانون عابر للقارات . ومع ذلك يبدو ملحا لمصلحة نفاد لبنان من هذه الأزمة الخطيرة الإقلاع عن زيادة عوامل التوترات ما دام أي طرف لبناني لا يفوته ادراك جسامة أي تفلت لأزمة من هذه الطبيعة الشديدة التعقيد .

يمكن الجزم بداية ان الظروف الموضوعية الراهنة ، على قتامتها، لا تزال مختلفة عن واقع فرضه قسراً نظام الوصاية السوري قبيل صدور القرار 1559 وعقب صدوره، لان الفارق يبقى جوهريا بين سلطة وصاية خاضت مواجهة مع المجتمع الدولي بأسره على لبنان ومواجهة بين فريق داخلي يتمثل بـ"حزب الله" ودول كبرى كالولايات المتحدة. في الواقعة الاولى كان النظام السوري لا يزال متمكنا من الاختباء وراء واجهات داخلية في ممارسة الضغوط الترهيبية على اللبنانيين. اما في الواقعة الراهنة فليس هناك من أطراف داخليين كانت لهم اي يد او تأثير في صدور قرار العقوبات الاميركي على الحزب، بل ان أي مقارنة بين التجربتين لا تبدو لمصلحة الحزب تحديدا الذي مهما تعاظمت الخلافات بينه وبين خصومه لا مصلحة له في استعادة اي وجه من وجوه الشؤم الذي ضرب لبنان على ايدي النظام الذي يدفع شباب الحزب الان على ارض سوريا الثمن الافدح لانقاذه. ثم ومن دون أي تقليل لوطأة العقوبات، لا نود الاعتقاد بان نمط تسليط "التآمر" يستوي في أي مقاربة للحزب مع القطاع المصرفي كما في ملفات السياسة ما دامت الوقائع الصارمة تثبت ان حصار العقوبات لم يقم أصلا الا من منطلقات الصراع الاقليمي الواسع الذي ينخرط فيه الحزب دون هوادة. كما ان احدا لا يدرك ان خصوم الحزب في لبنان وفي مقدمهم تيار المستقبل نفسه لم يقطع شعرة الحوار معه، وان ما ينطبق في ساحات الصراع السياسي لا ينسحب بمثله ابدا على احد آخر الحصون التي تظلل آخر ما تبقى للبنانيين من عوامل الصمود أي القطاع المصرفي. وأخيرا لا تفوتنا ايضا ان البيئة الحاضنة للحزب هي كالبيئة الحاضنة لسائر اللبنانيين الذين اكتووا بنار الفقر والتهميش والكوارث، الامر الذي يوجب اولا وأخيرا الإقلاع نهائيا عن تجربة كل مجرب عبثي مشؤوم.

 

مفتاح رئاسة الجمهورية في مجلس النواب ومفتاح رئاسة الحكومة في نتائج الانتخابات

اميل خوري/النهار/20 حزيران 2016

بعدما أصبح موقف أيران واضحاً للجميع وهو أنها لا تريد انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ما لم تقبض الثمن، وهو غير معروف حتى الآن، وقد تذهب الى حد ادخال لبنان في فوضى عارمة من أبواب الفراغ الشامل التي تعمل على فتحها، كما أصبح موقف "حزب الله" واضحاً ومعروفاً أيضاً وهو تنفيذ ما تقرره ايران وتقديم مصلحتها على مصلحة لبنان وحتى على مصلحة الحزب نفسه... فينبغي حيال هذا الوضع ان تكون الكلمة للعماد ميشال عون، فإما يظل متحالفاً مع "حزب الله" ويقف معه في موضوع الانتخابات الرئاسية، أو يفك هذا التحالف معه ويترجم تحالفه مع الدكتور سمير جعجع وفقاً لورقة "اعلان النيات" بدءاً بانتخاب رئيس للبنان، وهو ما يكرر الشعب بغالبيته الساحقة المطالبة به، ويكرر الدكتور جعجع بدوره الدعوة الى ذلك ويذهب الى حد اتهام ايران بأنها وراء تعطيل الانتخاب، وإلا فقد التحالف الثنائي المسيحي معناه وفاعليته. إذ ما معنى أن يكون جعجع مع انتخاب رئيس للجمهورية ومع النزول الى مجلس النواب لهذه الغاية، ويكون للعماد عون موقف آخر يلتقي فيه وموقف "حزب الله"؟ وما معنى أن يكون جعجع ضد السياسة الايرانية التوسعية في المنطقة، ويكون العماد عون مع هذه السياسة؟ وما معنى أن يكون جعجع ضد وجود كل سلاح خارج الدولة ولا سيما سلاح "حزب الله" خصوصاً بعدما ارتد الى الداخل ليعطل تنفيذ أي قرار يصدر عن الحكومة ولا يعجبه ويخل بالتالي بالتوازن السياسي الداخلي الدقيق، وبعدما أصبح لهذا السلاح وظيفة التدخل في شؤون أي دولة كما فعل في سوريا ولم تعد وظيفته واحدة وهي التصدي لاسرائيل، ويكون العماد عون مع هذا السلاح؟

إن هذا التباين في المواقف المهمة بين عون وجعجع يجب ألا يستمر لئلا يحول دون الاتفاق على تشكيل لوائح مشتركة في الانتخابات النيابية المقبلة وتكون شعاراتها واحدة خلافاً لما كان عليه الأمر في الانتخابات البلدية والاختيارية التي كان شعارها واحداً ولا خلاف عليه وهو الانماء.

أما القول بأن العماد عون يمتلك مفتاح رئاسة الجمهورية ومفتاح رئاسة الحكومة بتفويض من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فهو قول يثير السخرية لأن من يمتلك مفتاح رئاسة الجمهورية هو مجلس النواب، ومن يمتلك مفتاح رئاسة الحكومة هي نتائج الانتخابات النيابية ونتائج الاستشارات التي يجريها رئيس الجمهورية، و هو ما نص عليه الدستور الذي يقول عون إنه حريص عليه وألَّف لجنة للدفاع عنه... فمن المعيب إذاً أن يدخل العماد عون في صفقة مع الرئيس سعد الحريري تضمن له رئاسة الجمهورية وللحريري رئاسة الحكومة. ثم من قال إن الحريري مستعد لأن يدخل في مثل هذه الصفقة المهينة التي تجعله يستجدي رئاسة الحكومة من عون، في حين أن هذه الرئاسة تأتي بها نتائج الانتخابات النيابية على طبق من ذهب وليس على طبق الصفقات والسمسرات؟ فإذا فاز "تيار المستقبل" وحلفاؤه بالأكثرية النيابية وسمّته هذه الاكثرية في الاستشارات الرئاسية فإنه يكون رئيساً للحكومة من دون منّة من أحد سوى الشعب، هذا إذا أراد هو أن يكون رئيساً ولم يسم سواه في ضوء الظروف.

يقول نائب في "تيار المستقبل": "هب ان العماد عون دخل في صفقة مع الرئيس الحريري على أساس أن يصبح عون رئيساً للجمهورية والحريري رئيساً للحكومة، فمن يضمن الالتزام بذلك اذا جاءت نتائج الانتخابات النيابية لمصلحة مرشح آخر للرئاسة غير الحريري؟ ثم لماذا يكون رئيس الجمهورية من 8 آذار ولا يكون من 14 آذار وتكون رئاسة الحكومة لـ8 آذار؟ ثم أين هو التوازن في هذه الصفقة اذا ما تمت عندما تكون ولاية رئيس الجمهورية ست سنوات ومدة ولاية رئيس الحكومة خاضعة لثقة مجلس النواب التي لا أحد يعرف متى تحجب عنها؟ اضف الى ذلك هل يستطيع العماد عون ضمان تصويت الاكثرية للرئيس الحريري عند اجراء الاستشارات الرئاسية وقد سبق لوالده الشهيد أن وُعِدَ برئاسة أول حكومة بعد التمديد للرئيس اميل لحود فكانت النتيجة أن نواباً تركوا لرئيس الجمهورية تسمية من يشاء رئيساً للحكومة، بحيث بات على الرئيس الحريري أن يستجديها منه، فأبت كرامته ذلك واعتذر عن عدم قبول تكليفه وختم كتاب اعتذاره بعبارته الشهيرة: "إني استودع الله شعب لبنان الطيب"؟ ثم كيف ينسى الرئيس سعد الحريري ما فعله العماد عون به عندما أعلن من منزله في الرابية استقالة عشرة وزراء لتصبح استقالة الحكومة برمتها حتمية بموجب الدستور وخلافاً لاتفاق الدوحة؟".

لذلك حان الوقت لوضع حد لسياسة اللف والدوران، فيعقد العماد عون والدكتور جعجع اجتماعاً يقرران فيه النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية تنفيذاً للدستور ولنص ورقة "اعلان النيات"، فيكون قطبان مارونيان انقذا رئاسة الجمهورية من الشغور المفتوح على شتى الاحتمالات فيسجل لهما التاريخ هذا الموقف الوطني، لان لا حل غير ذلك سوى انتظار المجهول.

 

هيلاري خدمت الفلسطينيين من حيث لا تدري!

خيرالله خيرالله/المستقبل/20 حزيران/16

اذا كان من إيجابية لتحوّل هيلاري كلينتون الى مرشحة الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الاميركية، فانّ هذه الايجابية تكمن في انّها قطعت الطريق على المرشّح الديموقراطي الآخر برني ساندرز. لم يكن ساندرز خطراً على اميركا نفسها فقط، في ضوء الأفكار الساذجة التي كان يطرحها من منطلق يساري. كان يمثل أيضاً ما هو اخطر من ذلك بكثير. كان ساندرز الفرصة الوحيدة الاكيدة ليصبح دونالد ترامب رئيساً، أي لوصول شخص يميني يمتلك أفكاراً متهّورة الى البيت الأبيض. المفارقة ان هناك عرباً كثيرين كانوا يشجّعون ساندرز من منطلق انه مؤيّد للقضية الفلسطينية ولديه اعتراضات على السياسة الإسرائيلية. ليس هناك من شخص يمتلك حدًّا ادنى من الوعي السياسي لا يعترض على السياسة العدوانية التي تنتهجها إسرائيل، خصوصاً في مجال الاستيطان. لكن التنديد بإسرائيل يبقى شيئاً والقدرة على مواجهتها والوصول الى نتائج على الأرض شيئاً آخر. لا يستطيع سياسي في واشنطن لا يمتلك أي خبرة من أي نوع على صعيد السياسة الخارجية وحتّى على صعيد التوازنات داخل العاصمة الاميركية نفسها، ممارسة أي دور في مجال التعاطي مع إسرائيل والحدّ من إرهاب الدولة الذي تمارسه. هذا الإرهاب المتمثل في استمرار الاحتلال للضفّة الغربية والعمل على تقطيعها ارباً لقطع الطريق على احتمال قيام دولة فلسطينية «قابلة للحياة» في يوم من الايّام. لعلّ السنوات الثماني التي أمضاها باراك أوباما في البيت الأبيض افضل دليل على العجز الاميركي عن التعاطي مع إسرائيل بما يخدم قضية السلام. بدأ أوباما عهده بوعود كان في أساسها اعتقاده بان القضية الفلسطينية يجب ان تكون موضع اهتمام جدي منذ اللحظة التي يدخل فيها الى البيت الأبيض. خاض مواجهات عدّة مع بنيامين نتانياهو الذي استطاع اظهار انّه اقوى منه في الكونغرس وفي كلّ الدوائر الاميركية الأخرى. لم يكن السناتور ساندرز سوى كارثة متنقلة. كان ترشيح الديموقراطيين له الطريق الأقصر لإيصال ترامب الى البيت الأبيض، في حين ان الحظ الاوفر للفوز بالرئاسة صار الآن لهيلاري كلينتون التي لن يحول دون وصولها الى الرئاسة سوى فضيحة من العيار الثقيل مرتبطة بسلوكها عندما كانت وزيرة للخارجية في النصف الاوّل من عهد أوباما.

ستدخل هيلاري كلينتون التاريخ بصفة كونها المرأة الاولى التي تترشّح للرئاسة. هناك نساء كثيرات ترشّحن قبلها، لكنّ أيٌّ منهن لم تستطع بلوغ موقع مرشّحة الحزب الديموقراطي او الجمهوري. لا يعير الاميركيون والعالم اهتماماً كبيرًا الى انّ هيلاري ستكون المرأة الاولى التي ستصبح رئيسة للولايات المتحدة، أي للقوّة العظمى الوحيدة في العالم. يطغى على شخصية هذه المرأة انّها تلعب دوراً سياسياً منذ ما يزيد على عقدين أوّلاً. أي انها سياسية قديمة لا فارق كبيراً بينها وبين اي شخصية سياسية في واشنطن. الامر الثاني المهمّ انّها تنتمي الى آل كلينتون، أي الى عائلة سياسية معروفة سبق لها ان شغلت البيت الأبيض طول ثماني سنوات، بين 1992 و 2000.

في ضوء هذين الاعتبارين لا وجود لتركيز كبير على ان مرشحة الحزب الديموقراطي ستكون المرأة الاولى التي ستصل الى موقع الرئيس. لن يكون وصول هيلاري الى البيت الأبيض ذلك الحدث التاريخي الذي تمثّل بفوز باراك أوباما، وهو أولّ اسود يدخل البيت الأبيض رئيساً. ربّما لعبت الخيبة التي ولدتها سياسات أوباما دورا في غياب ذلك الفرح الذي يمكن ان يرافق انتخاب امرأة رئيساً. يبقى السؤال الأساسي ما الذي يمكن توقّعه من امرأة كانت في البيت الأبيض بصفة كونها «السيّدة الاولى»، ثم أصبحت عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك قبل ان تنافس أوباما على ترشيح الحزب الديموقراطي، ثمّ تُسترضى بمنصب وزير الخارجية بين مطلع 2009 ومطلع 2013؟ لعبت هيلاري كلينتون دوراً مهمّاً في الانفتاح الاميركي على ايران عندما كانت وزيرة للخارجية. كانت على علم بالاتصالات السرّية التي بدأت بين مسؤولين اميركيين وآخرين إيرانيين في سلطنة عُمان وبمبادرة منها، وهي الاتصالات التي ما لبثت ان صارت علنية وصولاً الى الاتفاق في شأن الملفّ النووي الايراني الذي وقّع بين ايران ومجموعة البلدان الخمسة زائداً واحداً في تمّوز 2015. في ما يتعلّق بالشرق الاوسط، لن تختلف هيلاري كثيراً عن باراك أوباما، لكنّها ملمّة بملفاته اكثر بكثير منه. يظلّ السؤال الأساسي هل كانت مستعدة للذهاب بعيداً في استرضاء ايران، بكلّ السبل، بما في ذلك التغاضي عن نشاطاتها في دعم الإرهاب لو بقيت في الخارجية؟ هل كانت مستعدّة لاختزال ملفات الشرق الاوسط بالملفّ النووي الايراني لو كانت صاحب القرار الاوّل والأخير في واشنطن؟ يعتقد كثيرون من الذين تعاطوا مع هيلاري أنّها لن تكون نسخة طبق الأصل عن أوباما لا في ما يتعلّق بإيران ولا في ما يتعلّق بسوريا، خصوصاً لجهة إعطاء روسيا «ورقة بيضاء» للتصرّف في هذا البلد على غرار ما فعل الرئيس الحالي ووزير خارجيته جون كيري. ستكون هيلاري مختلفة قليلاً عن أوباما. لا يمكن توقّع اختلاف جذري بينها وبين الإدارة الحالية علماً انّ ما تتمتع به من خبرة يجعلها على علم تام بالنشاطات التي تمارسها ايران في المنطقة ومشروعها التوسّعي القائم على الاستثمار في الغرائز المذهبية ان في العراق او في سوريا او في لبنان، وصولاً الى اليمن. يبقى هل ستتذكّر هيلاري شيئاً عن القضية الفلسطينية في مرحلة لم يعد سوى قليلين جداً في هذا العالم يتذكرون الظلم الذي لحق بهذا الشعب وذلك ليس بسبب السياسات الإسرائيلية فحسب، بل بسبب ما تمثّله «حماس» والعقم الذي تعاني منه السلطة الوطنية الفلسطينية ايضاً؟ الثابت أنّ زوجها لعب دوراً مهمّاً في السعي الى تسوية. لم تؤد جهوده الى النتائج المرجوّة، خصوصاً عندما عاد ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، عن موافقته على النقاط الواردة في «الإطار» الذي وضعه والذي كان يمكن ان يشكّل أساساً لتسوية معقولة ومقبولة الى حدّ ما. ترك تراجع «أبو عمّار» عن وعده بالموافقة على «الإطار» مرارة لدى الزوجين اللذين استضافا الزعيم الفلسطيني الراحل في البيت الأبيض مرّات عدة، بما في ذلك في ليلة رأس السنة 2000 2001.

اكثر من ذلك، ان اتفاق أوسلو وقّع في حديقة البيت الأبيض في عهد بيل كلينتون، كما ان بيل وهيلاري لم يترددا في زيارة قطاع غزّة في العام 1996. فوق ذلك كلّه، كانت هيلاري كلينتون، عندما كانت «السيّدة الاولى» الشخصية الاميركية الاولى التي تتحدّث عن «دولة فلسطينية» وذلك في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق أوسلو. الأكيد انّ شيئاً ما، قد يكون قليلاً، سيبقى في ذهن هيلاري كلينتون عن القضيّة الفلسطينية لدى عودتها الى البيت الأبيض. لكنّ الخدمة الوحيدة التي ادتها للفلسطينيين في الوقت الراهن تتمثّل في ابعاد برني ساندرز عن سباق الرئاسة.

 

تيّار للمستقبل

المحامي حسان الرفاعي/النهار/20 حزيران 2016

ليس بالأمر السهل أن تكون تيّاراً عريضاً عقيدته الأولى قيام الدولة القويّة قولاً وفعلاً، في حين أن حزباً لبنانياً لا يريد من الدولة إلّا أن تكون ستاراً شرعياً لتجاوزاته وانتهاكاته للقوانين والمواثيق الداخلية والدولية. وليس من السّهل أن تسعى لخطاب هادئ، في حين تواجه كلّ يوم من امتهن الخطب الإستفزازيّة التحريضيّة والشعبويّة. وبما أن التعقّل والإعتدال وشعارات المستقبل وخطوات سعد الحريري الإنفتاحيّة لم تفضِ إلى عودة "حزب الله" إلى كنف الدولة ولم تحدّ من ديماغوجية خطاب التيّار العوني، فإنّ مؤيّدي "المستقبل" يشعرون أنه مُعتدى عليهم وعلى حقوقهم وكراماتهم، وأنّ سياسات سعد الحريري طوباويّة، وهي تُشبه، إن صحّ التعبير، حال فاعل الخير مع غير أهله...! وبما أن ذلك تزامن مع غياب سعد الحريري عن جمهوره، عدا إطلالات محدودة لم تَجِدْ من يَرفدها كفاية على الأرض من كوادر المستقبل ونوابه، بل أدّى غياب رئيس التيار إلى أن "فتح بعضهم على حسابه"...وإذا أضفنا أن شحّ المال السياسي وانعدام المساعدات الإجتماعيّة التي عوّد الشهيد رفيق الحريري فئة كبيرة من اللبنانيين عليها يقابله إنفاق إيراني غير محدود،وإذا ما أخذنا في الإعتبار تأثير الصعود المفاجئ لحركات متطرّفة ومشبوهة على اهتمامات المملكة السّعوديّة ومصر والعالم العربي أجمع. وبما أن كلّ ذلك تزامن مع تأجيج اللاعبين الكبار حروب المنطقة أمام انشراح إسرائيل للحريق العربي... في ظلّ هذه الأجواء المتوتّرة داخلياً وإقليمياً نتفهّم اليوم نقمة أهلنا في بيروت وطرابلس وغضبهم، فهم رفضوا أن تذهب أصواتهم الى تسويات "مخالفة للطبيعة"، واعتبروا أنّ "بيروت مدينتي" و"قرار طرابلس" سمحتا لهم بإيصال صوتهم ورأيهم الغاضب من تحالفات مع من غَدَرَ البارحة، وأوّلهم نجيب ميقاتي، ومن لوائح ضمّت"الأحباش" ولاعبين صغار في أزقّة بيروت ومناطق أخرى من لبنان. لذلك يأمل هذا الجمهور أن يصوّب المسار:

- بالإستمرار في المناداة بحقوق الدولة والمواطنين في وجه المتطاولين، دون أي تراجع، على أن يترافق ذلك مع الإقلاع عن أي تحالف يخالف الطبيعة (contre-nature) ولا مبرّر له، ويستفزّ جمهور المستقبل الصابر والوفي.

- ومع تطهير الصفوف من المرتكبين مهما علا شأنهم. فالذي خسر في طرابلس هو أولاً نجيب ميقاتي ورفاقه أما الذي هَزَمَه فهو قسم كبير من جمهورنا الذي وجد في لائحة "قرار طرابلس" الوسيلة الفضلى لإيصال رسالته. من هنا يستحقّ أشرف ريفي كلّ بوسات سعد الحريري وجمهوره. فهو أقرب بكثير الى سعد الحريري وتيّار المستقبل من كثيرين...!كلامنا اليوم دليل إضافي على تحرّر تيّار المستقبل من أيّ انغلاق حزبي، ودليل على تقبّل رئيسه كلّ الأفكار والآراء، وإن ظلمته أحياناً. فلحرية التعبير حلوها ومرّها. هكذا نحن في تيّار المستقبل نبني مع أهلنا وأحبّائنا وأخوتنا في الوطن حزباً يتطلّع إلى المستقبل.

 

أي دلالات لغياب التغطية الجوية في حلب؟ روسيا تثبت تحكمها بمصير النظام وإيران

روزانا بومنصف/النهار/20 حزيران 2016

في موازاة الزيارة المفاجئة "السارة" لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لدمشق وفق ما اعتبرها الرئيس السوري بشار الاسد بحسب فيديو بثه موقع "روسيا اليوم" عن اللقاء وذلك لرغبة الاسد في لقاء مسؤول اعلى من رئيس الاركان الروسي الذي كان زار دمشق اخيرا ورفع تقريره الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اوفد وزير دفاعه، حرصت وزارة الدفاع الروسية على الاعلان عن اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة عن تنسيق افضل بينهما في سوريا على اثر غضب واشنطن من تعمد روسيا قصف مواقع للمعارضة السورية المعتدلة التي تحارب تنظيم الدولة الاسلامية قرب حلب. وفيما لن تؤكد واشنطن ذلك في الوقت الذي نفت اكثر من مرة اتفاقات مماثلة اعلنت عنها موسكو بهدف الضغط على واشنطن مما يوصل الى فتح باب للتعاون او التنسيق للاهداف نفسها بين الجانبين، فان روسيا تعطي الانطباع لمراقبين ديبلوماسيين انها تدير الوضع في سوريا وفق ما يناسب مصالحها وحدها بمحاولة الضغط على الولايات المتحدة او على الاطراف الاخرين للوصول الى اهدافها. فتظهر انها تمسك العصا من منتصفها في ادارة موقعها في الحرب السورية التي تشارك فيها ايران ونظام الاسد دفاعا عن الاخير ومنعا لانهياره بين الاضطرار الروسي الى ابقاء التواصل مع الاميركيين وعدم اغضابهم كثيرا نظرا الى عدم قدرة روسيا على الاستفراد باي حل سوري وبين مراعاة موسكو لحتمية التحالف الموضوعي مع ايران في الدفاع عن النظام. فروسيا اغضبت في اسبوع واحد اميركا من جهة باستهدافها مواقع المعارضة المعتدلة واصابة عناصر منهم في خضم تمديد دول في الاتحاد الاوروبي العقوبات ضد روسيا، واغضبت ايران ايضا ومعها الميليشيات الشيعية التي تحارب في فلكها ومن بينها "حزب الله" لما سرى عن عدم مساندة روسيا هذه الجهات التي يقودها الحرس الثوري الايراني في المعارك في ريف حلب الجنوبي بغطاء جوي مما ادى الى سقوط عدد كبير من عناصرهذه الجهات هناك وفق التقارير التي صدرت في الايام القليلة الماضية وحددت بالاسماء عددا كبيرا من القتلى. وهذا الانزعاج الايراني مرده وفق المراقبين انفسهم الى ان اجتماعا كان عقد في العاشر من الجاري في طهران بدعوة من وزير دفاعها وجمع اليه كلا من وزير الدفاع الروسي ووزير الدفاع لدى النظام السوري من اجل تنسيق المواقف كما قيل. وهذا الاجتماع في طهران اعقب استياء ايرانيا من عدم تقديم روسيا مساندة جوية للقوات التي يقودها الحرس الثوري في معارك خان طومان التي وقعت في شهر ايار الماضي وادت الى وقوع عدد كبير من القتلى بين " القبعات الخضر" الايرانيين تجاوز 13 قتيلا ووقوع اخرين في الاسر. ومن الواضح بالنسبة الى المراقبين المعنيين ان روسيا تحاول ان تميز نفسها عن الاجندة الكاملة للنظام ولايران اللذين دأبا على استهداف حلب منذ الخريف الماضي على اثر الدخول العسكري الروسي المباشر في الحرب السورية منعا لانهيار النظام الذي كان على وشك ان يحصل. وينقل عن مسؤولين روس رفضهم الكلي لمحاولة اتهامهم بانحيازهم الى فريق مذهبي معين في المنطقة في اطار الحرب السورية في خضم الصراع القائم بين ايران الشيعية ودول المنطقة السنية خصوصا دول الخليج التي فتحت خطوطا واسعة ومتعددة مع موسكو لن ترغب في اقفالها. وهذا لا يعني بالنسبة الى المراقبين ان روسيا قد تمانع في ان يستعيد النظام حلب وفق ما يعتقد كثر ان المسألة هي في اطار رسم حدود سوريا المفيدة او من اجل تعزيز اوراق النظام في التفاوض لاحقا. كما يعتقد هؤلاء ان المسألة المتعلقة بحلب قد تتخذ بعدا جديا اكثر في الاشهر القليلة المقبلة بعد دخول الولايات المتحدة في نقطة اللاتوازن بين رحيل ادارة وتسلم ادارة جديدة الحكم السنة المقبلة خصوصا في ظل منحى ديبلوماسي عبرت عنه مذكرة وقعها خمسون من الديبلوماسيين وموظفي وزارة الخارجية الاميركية حول ضرورة قيام الولايات المتحدة بالضغط عسكريا على بشار الاسد للجلوس الى طاولة المفاوضات. فالاصرار الايراني تحديدا على خوض معركة حلب لتأمين اعادة سيطرة النظام عليها لا تتصل بهذا الهدف فحسب بل يتصل باهداف ايرانية ايضا في الوقت الذي تظهر موسكو اكثر فاكثر اهميتها بالنسبة الى الدول العربية والغرب من ان امتناعها عن تأمين الغطاء الجوي للقوات التي تدعمها ايران في الحرب على حلب هي التي تمنع سيطرة تقدم هذه القوات. ومن هنا يكتسب الدور الذي تقوم به موسكو اهمية مضاعفة ان بالنسبة الى النظام وداعميه او بالنسبة الى الدول الغربية وواشنطن علما ان حلب تختصر راهنا في المعارك التي تجري فيها مجمل الصراع في سوريا وعليها ايضا. يظهر الروس اكثر فاكثر للنظام وايران على حد سواء انهم اذا سحبوا دعمهم او لم يقدموه كتأمين الغطاء الجوي للمعارك فان الاثنين يسقطان كما يحصل في حلب وريفها منذ الخريف الماضي وهذا يسري على ايران التي سبقت ان استعانت بروسيا في الصيف الماضي كما على النظام انطلاقا من انه اذا سحبت روسيا يدها فان النظام يسقط حكما. ولذلك ليس واضحا اذا كان كل ما جرى اخيرا يشكل ردا على اجتماع طهران الاخير وما تعنيه دعوتها الى اجتماع ثلاثي من اساس مرجعيتها في هذا الاطار. فثمة صعوبة حقيقية في التفاوض مع طهران يقول مطلعون حول كل الملفات ومن بينها الموضوع السوري وهذا يشمل روسيا كما سواها.

 

أميركا: "حزب الله" الشيطان الأكبر.. وإيران لا

أحمد جابر/المدن/الأحد 19/06/2016

تستعير الولايات المتحدة الأميركية من القاموس العسكري تكتيكاً يعينها في أدائها السياسي، فتختار من إستراتيجبة الإقتراب غير المباشر، المعروفة تاريخياً، جوهرها الذي يقول إن أفضل الأعمال تحطيم قوة العدو. القوانين المالية التي تعتمدها الإدارة الأميركية، يقع ضمن ميادين رميها هدف تجفيف منابع الإرهاب. أما إستخدام هذه القوانين فيصير استنسابياً نظراً للعلاقة المحكمة بين القانون والسياسة. يجد ذلك تفسيره في التعريف المطاطي لمسألة الإرهاب، وفي تطبيق التعريف الذي هو استنسابي وعشوائي، على ما هي حال السياسة الأميركية في البلاد العربية. لقد وصل سيف التصنيف المالي الأميركي إلى الرقبة اللبنانية، وبات مطلوباً ضبط "حزب الله" اللبناني من خلال حصار قدرة حركته المالية. أما فرقة التنفيذ المكلفة بإحكام طوق الحصار فمؤلفة من مجموع البنوك اللبنانية. لكن إستراتيجية الاقتراب غير المباشر الناجحة عسكرياً، تظهر عدداً من عوامل قصورها لحظة اعتمادها في الساحة اللبنانية. نقطة القصور الأولى تظهر جلية في مخالفة بند جوهري من بنود العقيدة يقول إن المخطط الجيد هو الذي يخضع العدو من دون قتاله، والحال أن العدو، الذي هو "حزب الله" في العرف الأميركي، لن يغادر ميدان المواجهة من دون قتال، والتقدير الصحيح، الذي لا يفوت المخطط الأميركي، أن الحزب سيدافع عن نفسه بما يراه مناسبا من أسلحة.

نقاط قصور ثانية تظهر في الأداء الأميركي، وتخالف إستراتيجية الاقتراب غير المباشر، هي تلك المتعلقة ببنود تشتيت العدو وإرباكه وإخفاء الهدف الأساسي من العملية العسكرية. في واقع الحال اللبناني، وفي السياق السياسي الذي يحكم العلاقات الأميركية  مع المنطقة العربية، تبدو أهداف العملية المالية الأميركية واضحة من ألفها إلى يائها. ربما كان الوضوح هدفاً في حد ذاته من قبل الإدارة الأميركية، فالأمر يؤدي دور الدعاية والإعلام الذي يشكل عاملاً نفسياً ضاغطاً، من ضمن وسائل الضغوط العامة التي تعتمدها إسترايجية الإقتراب غير المباشر. لكن خطأ سياسة التخطيط الأميركي يقع في منطلق كل تخطيط، أي في عنوان تقدير الموقف الذي يستعرض معطياته ووقائعه ضابط العمليات العسكري أو السياسي، ويسجل بوضوح الأعمال الذاتية الممكنة لقواته ولقوات عدوه، مثلما يضع الاحتمالات التي تنطوي على عوامل النجاح وعلى توقعات الخسارة. في هذا الباب، كيف قدر المسؤول الأميركي موقف "حزب الله"؟ وما الذي سمح له بتوقع أن يؤتي الضغط الأميركي على الحزب أكله؟ وما الذي يجعل ذاك المسؤول واثقاً من أن الحملة "العسكرية"المالية لاريب بالغة نجاح منتهاها؟ التدقيق في ثنايا المسلك الأميركي يتيح القول إنه مسلك عشوائي حيال البلاد المستهدفة به، ويسمح بالقول أيضاً إنه يقع في سياق السياسة الأميركية العامة التي تكتفي حتى تاريخه، بإدارة الفوضى العربية، بعدما كانت الصاعق الأول الذي فجر بنيان انتظامها. ومما يجعل الاتهام جائزاً واقع أن السياسة الأميركية أدارت مع إيران سياسة احتواء قديمة، ولم تواجهها بسياسة عداء، وهي تسعى اليوم إلى استكمال لملمة الإحتواء بمزيد من إطلاق اليد الإيرانية في ملاعب الفوضى العربية. إذن: كيف تتواءم سياسة حفظ الود للراعي الإيراني، مع سياسة إبداء الصد لـ"حزب الله"، الإبن البكر البار لذات الراعي الإيراني؟ قد يقول قائل، وجرياً على اعتماد نظرية الإقتراب غير المباشر، إن الهجوم الأميركي يخفي هدفه الأساسي الذي هو النيل من طهران، أي الموقع الحصين الأقوى، لذلك يختار حالياً المواقع المتقدمة الأضعف التي تقع على الأطراف. هذا القول، أو هذه الفرضية يسقطها السياق السياسي العام للعلاقات الأميركية الإيرانية، كما جرت الإشارة، ومما لا يعتد به الآن الحديث عن تقليم أظافر النفوذ الإيراني، تمهيداً لإعادة تظهير الدور الواقعي الذي سيناط بالجمهورية الإسلامية. لكن وعلى سبيل الخلاصة من الإفتراض البعيد هذا، يجب الإنتباه إلى أن الحديث يدور تحت عنوان البحث عن وجود الدور وليس عن إلغائه. من كل ذلك، وإذا كان ذلك كذلك حسب العبارة الشائعة، لماذا استهداف اللبنانيين كلهم، وليس "حزب الله" فقط بحزمة النار المالية الأميركية؟ وإذا كان "لا حب من دون عداوة"، فلماذا يكون لبنان جسر الإحتراق الموصل بين محيط الود الأميركي وخليج الود الإيراني؟ والسؤال الأغرب، ما شأن اللبنانيين في الإنضمام إلى حملة أميركية واضحة الخلاصات، وليس من شأنها إلا أن تلقي فوق أحمالهم أحمالا؟ مرة أخرى، هي عادة الاستقواء بالخارج، وقد أدمنها اللبنانيون زمنا معلوماً، وهي عادة الإستخفاف بمقتضياتهم الوطنية، وهم مازالوا يتجرعون سموم إدمانها.

 

لعنة عين دارة.. ومعمل الإسمنت

يارا نحلة/المدن/الأحد 19/06/2016

يبدو أن لعنة حلّت على بلدة عين دارة في قضاء عاليه وسكانها منذ زمن، وما زالت تلاحقها. فالبلدة التي تنهشها الكسارات، لم يشفع لها ما تكبّدته من أضرارٍ بيئية حتى الآن، إذ قرّر كل من آل فتوش والدولة اللبنانية مضاعفة هذه الأضرار ببناء معمل للإسمنت في القرية. فمعمل آل فتوش الذي رفضت مدينة زحلة إقامته في نطاقها، أعطت الدولة ترخيصاً لبنائه في عين دارة، متجاهلةً المخاطر البيئية والصحية التي ستنجم عنه. إلا أن أهالي القرية الراضين قسراً بالكسارات، يرفضون هذا المشروع، وقد عبّروا الأحد عن موقفهم من خلال نزهة جبلية في عين دارة، نظمتها "هيئة المبادرة المدنية في عين دارة".

الأضرار التي ستنجم عن هذا المعمل جسيمة، وهي لن تطال عين دارة فحسب بل ستؤثر على كامل المنطقة المحيطة بها، وفق الناشط مارك ضو، الذي يفسّر في حديثٍ إلى "المدن" أن "موقع بناء المعمل على سفح الجبل سيتسبّب بإنتشار المواد المسرطنة في بيروت والبقاع بسبب قربهما من البلدة، كما أن إفرازاته ستلوّث المياه الجوفية التي تجري في المنطقة كلّها وليس في عين دارة فقط. ما سيلحق ضرراً بالتربة يجعلها غير صالحة للزراعة". ويشير ضو إلى أن إنشاء المعمل عل باب محمية أرز الشوف، كما يفترض المشروع، يعدّ مخالفاً لشروط إقامة المحمية. وبالنظر إلى هذه الكارثة البيئية والصحية التي تنتظر عين دارة، يوصفّ ضو ما يحصل بـ"التهجير غير المعلن لسكان القرية". يؤكّد ضو أن سكان البلدة مجمعون على رفض المشروع، وأن موقف البلدية قاطع لجهة رفض بناء المعمل، مشيراً إلى أن التصدي لهذا المشروع مستمر عبر التوعية والضغط على وزارتي الصناعة والبيئة، اللتين أعطتا الترخيص لفتوش وعبر التعبئة على الصعيد الوطني. ويكرّر المختار طوني بدر مقولة ضوّ أن عين دارة تتعرّض لتهجير، مشيراً إلى أن "الجبال في عين دارة تنهار، والجو مليء بالغبار، وهم مازالوا يريدون بناء معمل ضخم، لكن البلدة ما عادت تحتمل". ويعتبر بدر أن "الكسارات أمر واقع"، لكن السكان والمجلس البلدي لن يقبلوا بهذا المشروع الجديد، "وعلى هذا الأساس، انتخب الأهالي هذا المجلس البلدي"، وفقه. ورغم أن المعمل مرّ على محافظة البقاع ورُفِض، لكنّ سمِح به في عين دارة "لأنها الحلقة الأضعف".

 

الدين العام مدخل لخرق السيادة الوطنية

البروفيسور جاسم عجاقة/المدن/الأحد 19/06/2016

يزداد الدين العام اللبناني يوماً بعد يوم نتيجة تراجع الواردات وزيادة الإنفاق العام. ومع غياب نمو كافٍ لتغطية خدمة الدين العام، يرتفع هذا الدين بوتيرة عالية، وستؤدي- بين الأمد المُتوسط والبعيد- إلى خرق في السيادة الوطنية، وذلك عبر فرض الأنظمة المالية العالمية الإصلاحات التي تراها مُناسبة.

الدين في النظرية المالية يُعتبر رافعة للمداخيل. تتفق على ذلك كل السياسات الإقتصادية. تُعتبر الولايات المُتحدة الأميركية أول دولة في العالم تُطبق مبدأ الرافعة في إقتصادها عبر إعتمادها على عمودين أساسيين في سياساتها الإقتصادية: النفط والإستدانة. وقد نجح هذا النموذج مع إحتلال الولايات المُتحدة المرتبة إقتصادياً في العالم مع ثقل يوازي ثلث الإقتصاد العالمي. إلا أن هذا النموذج يفرض "أرثوذكسية" في الإنفاق العام ووضع سياسات إقتصادية لتحفيز النمو منصوص عليها في الموازانات العامة. وإذا كانت الدول تقبل بزيادة الدين العام خلال فترات التراجع الإقتصادي، فذلك بهدف الإستثمار لإعطاء زخم للإقتصاد وإعادة دفع النمو إلى نسبٍ عالية. وتستفيد هذه الدول من فترات النمو لسدّ قسم من الدين، تاركة بذلك هامش تحرّك لها في حال تراجع الإقتصاد. وكان هناك من إلزامية للإستدانة في المُستقبل.

الدين العام اللبناني عند إنتهاء الحرب الأهلية لم يكن يتجاوز بضعة مليارات من الدولارات. اليوم أصبح هذا الدين 71 مليار دولار (آذار 2016) مع توقعات بإرتفاعه بوتيرة عالية في الأعوام المقبلة.

ما الذي دفع بالدين العام اللبناني إلى هذا المُستوى؟

عند إنتهاء الحرب الأهلية، اعتمدت الحكومة اللبنانية الطريقة الأميركية عبر إستخدام رافعة الدين العام لتطوير الماكينة الإقتصادية اللبنانية وزيادة النمو الإقتصادي. هذا الأمر هو خيار إقتصادي مُحق، خصوصاً أنه أثبت صوابيته في الولايات المُتحدة وغيرها من الدول. إلا أن هناك عوامل عدة جعلت من شبه المُستحيل تطبيق "الأرثوذكسية" المطلوبة لإعتماد هذا المنهج، وبالتالي أخذ الدين العام بالتفاقم إلى درجة أصبحت السيطرة عليه أمر مُستحيل بالماكينة الإقتصادية الحالية. ومن هذه العوامل نذكر أربعة فقط:

أولاً، الإنفاق على مؤسسة كهرباء لبنان: إن التحاويل التي قامت بها الحكومات المُتعاقبة منذ تسعينات القرن الماضي حتى الساعة، تُعدّ إحدى الأسباب الرئيسية لزيادة الدين العام اللبناني. فمؤسسة كهرباء لبنان تفتقد إلى المُقومات التي تمتلكها شركة كهرباء من ناحية أن معامل توليد الكهرباء في معظمها قديمة وتخطت عمرها الطبيعي. وبالتالي، فإن إستهلاكها الوقود يزيد حتماً مع الوقت، وكلفة الصيانة ترتفع تلقائياً مع مرور الزمن. ورغم المبالغ الهائلة التي تمّ إنفاقها على هذه المؤسسة (1.5 إلى 2 مليار سنوياً)، لم تستطع الحكومات المُتعاقبة إنشاء معامل جديدة كانت لتكون كلفتها أقل بكثير من الكلفة الحالية. ووفق التقديرات المُتوافرة، تخطت مُساهمة مؤسسة كهرباء لبنان في الدين العام اللبناني الـ25 مليار دولار من خلال رأس المال وفوائده.

ثانياً، غياب الموازنات: في العام 2005، بلغ الدين العام اللبناني 38.5 مليار دولار. أما اليوم فقد أصبح حجم هذا الدين 71 ملياراً، أي زاد بقيمة 32.5 مليار (84%) في فترة 10 أعوام، والسبب الرئيسي لهذه الزيادة هو غياب الموازانات العامة خلال هذه الفترة، وإعتماد بدعة الصرف على أساس القاعدة الإثني عشرية. ومع زيادة الإنفاق العام، أصبحت الحكومات تُخالف القاعدة الإثني عشرية، ولتغطية الإنفاق الإضافي أصبحت تلجأ إلى فتح إعتمادات تسمح لها بالشكل بتغطية الإنفاق. وبالتالي، فاق الإنفاق اللبناني (قطاع عام+ قطاع خاص) 425 مليار دولار، على نفس الفترة.

ثالثاً، غياب الخطط الإقتصادية: بالنظر إلى الموازنات اللبنانية (بما فيها مشاريع الموازنات)، نلاحظ الغياب الكلّي للخطط الإقتصادية التي من المفروض أن تكون ترجمتها في الموازنة العامة. والملاحظ أن طريقة وضع الموازنة العامة هي طريقة تعتمد على زيادة البنود من عام إلى آخر بحسب الحاجة، في حين أن المفروض هو وضع الخطّة ومن ثم النظر إلى ما هي البنود التي تتأثر بهذه الخطة. وغياب هذه النظرة يجعل من شبه المُستحيل وضع خطة إقتصادية فعلية في الموازنة التي يحتاج تحضيرها إلى عملية إصلاحية.

رابعاً، الفساد والهدر: رغم إرتفاع وتيرة الدين العام، نرى أن مشاريع الموازنة المطروحة من قبل الحكومات المُتعاقبة، لا تحوي بأي شكل من الأشكال على تقشف. فالأمر البديهي في حالة الدين المُفرط أن تعمد الدولة إلى حد أدنى من التقشف. وإذا كان وزير المال الحالي يحمل في رصيده قدرة عالية في لجم الإنفاق، إلا أن ذلك غير كافٍ، خصوصاً أن الإنفاق الجاري يفوق 92% من مُجمل الإنفاق. وبالتالي، حتى لجم الإنفاق، لا يعني تحسين نوعية الإنفاق بالمُطلق (إنفاق إستثماري). أما في ما يخص الفساد، فحدث ولا حرج، إذ يعلم الجميع مدى فظاعة ظاهرة الفساد في لبنان وتأثيرها على المالية العامة.

العجز في الميزان الأولي

هناك معادلة حسابية أساسية تنص على أن الميزان الأولي يجب أن يُسجل فائضاً يفوق خدمة الدين العام ليكون للدولة سيطرة على دينها العام. وفي حال لبنان سجّل الميزان الأولي في عجزاً قيمته 401 مليون دولار حتى شهر آذار 2016. وحتى في الأعوام التي سجّل فيها فائضاً لم يكن هذا الفائض يوازي أكثر من 1.2 مليار دولار مُقارنة بـ 4 مليارات دولار قيمة خدمة الدين العام. وبالتالي، فإن الإرتدادات على ارتفاع الدين العام عالية جداً مع زيادة سنوية بقيمة 3.2 مليار دولار أميركي كمُعدّل وسطي مُرشح للإرتفاع. هذا الواقع التعيس سيدفع الحكومة إلى طلب التمويل بنفس وتيرة ارتفاع الدين العام. وبما أن المصارف حالياً هي المُمول الأساسي فإن خطر الإفلاس مُستبعد، لكن إلى متى سيبقى كذلك؟ في الواقع، سيأتي وقت تكون الحكومة اللبنانية مُلزمة بطلب المُساعدة من المؤسسات المالية الدولية. حينها، لن تكون الأمور كما هي اليوم، بل سيكون للممولين الأجانب كلمة في الإنفاق الداخلي اللبناني، كما يحصل مع اليونان أو إيرلندا وغيرهما. وعندها ستكون السياسات الإقتصادية والمالية المُتبعة حالياً قد سمحت للخارج بخرق السيادة الوطنية.

 

أمن الدولة إلى التقاعد المقنّع: لا دور لـ"مذهبها"

حسان الزين/المدن/الأحد 19/06/2016

في مسيرة الأجهزة الأمنية، من كونها أداة واحدة لصوغ الحياة السياسيّة والاجتماعيّة وتحديد أحجام السياسيين، في الحقبة الشهابيّة (1958- 1964)، إلى أدوات عدة في أيدي الزعماء والقوى المذهبيّة، ولدت مديريّة أمن الدولة (1984) لتكون بيدق الشيعيّة السياسيّة والعسكريّة الصاعدة، فوق الرقع البيضاء والسوداء التي بدأت تظهر على جسد الدولة المنقسمة بين شطري لبنان الحرب. فرغم أهميّة محاكمة المكتب الثاني في عهد الرئيس سليمان فرنجية (1970- 1976)؛ ورغم أهميّة الإنقسام الذي أصاب الجيش مع إنشقاق "جيش لبنان العربي"، وغيره، مطلع الحرب، وإنقسام مديرية الأمن العام مع إنشقاق العميد يوسف سليم وتأسيسه "أمن عام لبنان العربي"، إلا أنّ تأسيس مديريّة أمن الدولة يبقى الموعد التاريخي المفصلي في مسيرة إضعاف المؤسسة الأمنية- الدولة وتوزيع سلطتها على القوى المذهبيّة الكبرى. فالجيش توحّد، أولاً، بعد الاجتياح الإسرائيلي صيف 1982، ورحيل منظمة التحرير الفلسطينيّة راعية إنشقاق الضابط أحمد الخطيب وجيش لبنانه العربي؛ وتوحّد ثانياً، بعد إتفاق الطائف وتوقف الحرب. كذلك مديرية الأمن العام، توحّدت بعد حرب السنتين، في عهد الرئيس الياس سركيس. فقد استطاع مديرها العام فاروق أبي اللمع تحقيق ذلك إبّان الحرب وإنقسام البلد إلى شطرين. وقد أعانه أن المذهبيّات لم تكن بالمفرّق بعد.

هكذا، يُحسب للشيعيّة السياسيّة المدعومة من دمشق، هذا الفتح في تقسيم الدولة وتشتيت مؤسساتها الأمنيّة، وإنقلاب الدولة ومؤسساتها الأمنية رأساً على عقب. فالأولى صارت تجمّعاً برؤوس عدّة، والثانية تحوّلت من ناظم للحياة السياسيّة والاجتماعيّة وحامياً للنظام، أو العهد، إلى منظوم أو مفعول فيه تابع للقوى السياسيّة. وليس غريباً ها هنا أن تكون دمشق صاحبة الإقتراح بتأسيس مديريّة أمنيّة لتكون من حصّة الشيعيّة السياسيّة، حليفة النظام السوري ويده العسكريّة الأولى في لبنان. وتفيد المصادر بأنَّ نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدّام هو من حمل ذاك الإقتراح إلى أروقة القصر الجمهوري في بعبدا. والأسباب الموجبة لذاك الإقترح بمديريّة من حصّة الشيعية السياسيّة، هي أنَّ للموارنة مؤسستين أمنيّتين هما الجيش والأمن العام، بينما للمسلمين (السنة) مؤسسة واحدة فقط هي الأمن الداخلي. أو بالأحرى للموارنة مؤسستان وللسنة واحدة بينما لا مؤسسة للشيعة.

وولدت المديرية كأمر واقع في ظل إنقسام الشرعيّة بعد انتفاضتي بيروت والجبل، ضد أمين الجميّل وإتفاق 17 أيار الذي توصّل إليه مع إسرائيل وكاد يوقّعه. ففي تلك الأيّام، تقدّمت الشيعيّة السياسيّة خطواتٍ في مسيرة المشاركة في الدولة وانتزاع حصصها.

المدير الأول العميد مصطفى ناصر (1984- 1988)، لم تحالفه الظروف للإنطلاق بورشة البناء. والمدير بالوكالة، المحامي أنطوان طرابلسي (1988)، كان بدلاً من ضائع. هكذا، بعد أربع سنوات من قرار تأسيسها، تمكّن نبيه برّي، وكان وزيراً، من الإمساك بالدفّة. واُختير الضابط نبيه فرحات (1988- 1998)، من مخابرات الجيش منذ أيّام المكتب الثاني، لقيادتها. وصارت المؤسسة الأمنية الأولى لصاحبتها الشيعيّة السياسيّة، إلى جانب اللواء السادس الذي تمرّد على سلطة اليرزة وقصر بعبدا.

وجاء اتفاق الطائف بتطبيقه السوري المرعي سعودياً عربيّاً وأميركيّاً عالميّاً، فكرّس هذه المعادلة، وأدخل إلى المشهد لاعبين ممسوكين. وفيما تم الإبقاء على قيادة الجيش واستخباراته للموارنة، وقيادة الأمن الداخلي للسنة، انتقلت قيادة الأمن العام إلى الشيعة، وآلت قيادة أمن الدولة الأقل شأناً إلى الكاثوليك وقُيِّد مديرها بنائب شيعي يشاركه القرار في العديد من النواحي. وهذا، إن دل على شيء فعلى أنَّ الموضوع، كما بات اليوم، يتجاوز حق مذهب في مدير عام، أو حتى حق مذهب في مديرية أمنيّة. المسألة مسألة دور المذهب، ومن خلاله دور المؤسسة الأمنية التي تتبع له. فالأمور وصلت، في ما يخص الأجهزة الأمنية، إلى أدوار المذاهب، في المشهد الإقليمي والنظام. وقد حوّلت الإمبراطوريّات المذهبيّة الأجهزة الأمنية قلاعاً لها ورسمت أدوارها إنطلاقاً من أدوارها نفسها. وهذا ما يفسّر هامشية مديرية أمن الدولة، التي لو كانت من حصة إمبراطورية مذهبية لكانت حاضرة ناضرة فاعلة. ولا يتوقف حضور هذا الجهاز الأمني أو ذاك وفاعليّته على حجم المذهب، إنما على دور المذهب. وما هو دور "مذهب الكاثوليك" في الصراع الحالي ليكون له جهاز أمني؟ فالجهاز الأمني هو أداة في لعبة التوازن والأحجام.. والنظام. وبمعنى آخر، فإن امتلاك المذاهب الكبيرة أجهزة أمنية هو احتكار للأدوات العسكرية والأمنية، في مشاركتها بالنظام، وفي تحكّمها بالدولة والمجتمع. الأجهزة الأمنية، في زمن السلم، هي النظير الرسمي للمليشيات في الحرب، بل هي أحد وجوه التسويات والاتفاقات على الإحجام والأدوار. وسط ذلك، يتحدّث المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك عن المديريّة العامّة لأمن الدولة باعتبارها مؤسسة تابعة له، أو من حقّ مذهبه. ويقول إنَّ السياسة تجاه مديرها، كاثوليكي المذهب، تعبّر عن سياسة المحاصرة والتهميش تجاه المذهب كلّه وحقوقه. ليس ذلك غريباً في ما وصلت إليه أمور المحاصصة والتقاسم وتوزيع أملاك الدولة وأثاثها. فإذا كانت المذاهب الكبرى مطمئنة إلى حصصها، أو قادرة على الدفاع عنها، يعترض مجلس الكاثوليك بلغة تفصح عن أن القرار ليس في مقدوره. والمواقف الداعمة أو المتوافقة مع موقف المجلس لا تخرج من مستوى المناصرة والحسابات الطائفيّة والسياسيّة الراهنة. فالكاثوليك لاعب صغير وسط كبار لا ينجح حتى في لفت انتباههم. وتأتي الظروف الإقليمية وكباشاتها وتوازناتها، ومعها تعطل مؤسسات الدولة، لتزيد العجز والهامشية المذهبيين. ففي الوقت الحالي، وسط صراع الكبار، من يلتفت للصغار ومن يسمع صراخهم؟ هكذا، يبدو بديهيّاً أن يتحوّل وجود مدير من المذهب الكاثوليكي على رأس مديرية أمنية، صوريّاً. وبديهي أيضاً أن تُحال مديريّة لا دور لمذهبها الصغير إلى التقاعد المبكر، غير المعلن. وهذا ما لا تريد التركيبة الحالية قوله أو المجاهرة به، أو بأن المديرية آلت إلى إدارة الكاثوليك لكونها فائضاً عن العدد الذي توزّعته المذاهب الكبرى في ما بينها. وما صمت تلك المذاهب عن مناشدات الكاثوليك سوى تعبير عن عدم تصديق المذاهب الكبرى أن شقيقها الأصغر، الكاثوليك، قد صدق أن له مديريّة أمنية.

 

ما مِن لبنان ولا مهجر مِن دون البنك

يوسف بزي/المدن/الأحد 19/06/2016

يستغرب غير اللبنانيين الأهمية التي يوليها اللبنانيون للبنوك، إذ يمنحونها مكانة أكبر من وظيفتها المالية والاقتصادية، حتى لتبدو ركيزة أساسية في تعريف بلدهم. وهذا صحيح إلى حد بعيد، فعندما اختلف اللبنانيون على كل شيء، وأطاحوا عمرانهم واجتماعهم في حروب مريرة ومدمرة، تجنبوا المسّ ببعض أهم مؤسساتهم، منها على وجه الخصوص القطاع المصرفي، الذي ظل يعمل بكفاءة وسلاسة من غير تعثر. والمفارقة هنا، أن شارع المصارف الشهير في وسط بيروت، هو الشارع الوحيد الذي جنبه المتقاتلون الدمار وتجنبوا قصفه تماماً طوال 15 عاماً. ولأن جميع المتنازعين حيّدوا المصارف، وأحياناً كثيرة حرسوها ورضخوا لمطالبها، بقيت تعمل بغض النظر عن الظروف الأمنية، وظلت قوية ومتطورة وآمنة، ولم تؤثر فيها الأزمات المالية، ولا انهيار قيمة العملة المحلية في الثمانينات، ولا الهزات الاقتصادية العالمية أو الاقليمية. كانت دوماً في أحلك الفترات مثابرة على الربح والنمو والتوسع. هي واحدة من المعجزات القليلة التي أنقذت لبنان من التبدد والانهيار، ليس فقط لأنها مؤسسات ناجحة، بل لأن اللبنانيين كانوا شديدي الحرص على بقائها وديمومتها لما تمثله في وجدانهم ووعيهم بأنها صنو بقاء دولتهم وكيانهم. لا مبالغة في القول أن فكرة "الجمهورية اللبنانية" بُنيت على حرّيتين، الحرية السياسية والحرية الاقتصادية. وتقليدياً، يميل معظم اللبنانيين إلى التعبير عن تمسكهم بهاتين الحرّيتين، بحكم العادة أو بمصاف البداهة. والتظهير الأول للحرية السياسية نراه فعلياً في الصحافة والإعلام، أما الحرية الاقتصادية فهي بمثابة عقيدة راسخة تترجم مبادئها أولاً في توظيف الأموال بالمصارف الخاصة، المؤهلة منذ قرن على الأقل لاستقبال الودائع الضخمة، المحلية والعربية، وللاستثمار والتمويل والإقراض. ثم أن توصيف لبنان "سويسرا الشرق" كشعار سياحي قد يبدو مبالغاً به اليوم، وكشعار سياسي لتبرير الدويلات الطائفية (الكانتونات) بدا دوماً فاشلاً، لكنه كان صحيحاً إلى حد بعيد كملجأ مالي محصن بـ"السرية المصرفية" والقوانين المناسبة، وكمركز آمن للمضاربة والودائع وإدارة الحسابات السرية والمَحافظ الاستثمارية والوساطة والسمسرة والأنشطة الأخرى. ومن أوائل الذين عقدوا المقارنة بين لبنان وسويسرا هو ميشال شيحا، المثقف والمفكر والمنظّر الأهم للكيان اللبناني و"الأب الروحي" للدستور.. والصحافي البارز والمصرفي الناجح، أحد ورثة "بنك فرعون وشيحا"، الذي تأسس العام 1876 "كأول شركة محلية تتولى تمويل اقتصاد الحرير الذي كان إلى ذلك الحين حكراً على البيوتات المالية الفرنسية" ("صلات بلا وصل" – فواز طرابلسي). ليس اعتباطاً جمع شيحا لصفتي الصحافي والمصرفي، بل هو تجسيد عملي لفكرته عن لبنان الحرّيتين السياسية والاقتصادية، وسعى من خلال تأثيره الكبير في كتابة الدستور، أن يضمن تشريعات ترسخ أيديولوجية ليبرالية للدولة اللبنانية، فيقول في كتابه "لبنان في شخصيته وحضوره": إن مستقبل لبنان منوط أساساً بالحرية، حرية في العقيدة وحرية في العمل". وفي جملة أخرى شهيرة لميشال شيحا عن معنى لبنان ودوره: "إما أن نعمل بحرية على تصدير الفكر والخدمات، على نحو منظور أو غير منظور، وإما أن نكفّ عن تصدير أي شيء". يبدو هذا القول منتمياً إلى زمن الاقتصاد التكنولوجي والمعولم. اقتصاد المعرفة والمعلومات والتبادل السريع للأموال العابر للقارات واقتصاد الخدمات بمعناها الواسع. وعلى كل حال، لا يتردد المؤرخ اليساري فواز طرابلسي في القول: "يتبين شبه كبير بين منظومة شيحا الفكرية وبين النيوليبرالية المتعولمة" (صلات بلا وصل). هذا المصرفي والدستوري والبرلماني والصحافي والمفكر السياسي، كان واحداً ممن صاغوا أسس الجمهورية، وتشكل مقالاته حتى اليوم المرجع الأهم لفهم "الصيغة اللبنانية" في شكلها الأرقى وأكثرها دقة.

العودة إلى ميشال شيحا، تتيح لنا فهماً جليّاً للعلاقة العضوية بين القطاع المصرفي والكيان اللبناني، كعلاقة "الفكر والخدمات". وبمعنى أصح، التطبيق السياسي لليبرالية واقتصاد السوق. وفي سياق أبعد، تاريخي، نجد أن جبل لبنان تحصّل على بعض الاستقلال بعد تمايزه عن السلطنة العثمانية واقتصادها، في لحظة اتصاله بالتجارة العالمية مع انتاج الحرير بشقيه: الزراعي (تربية دود القز) والصناعي (الكرخانات). ومن انتاج الحرير وتصديره، تأسس بنك فرعون وشيحا وأمور أخرى: الطرق المعبدة، المرفأ، خروج المرأة إلى العمل (القرن التاسع عشر)، البرجوازية المدينية التجارية..

قام لبنان على هذه الأسس، التي تضاف إليها الجامعات والمدارس الحديثة، وبمرجعية دائمة: الحرّيتان السياسية والاقتصادية. أهم تحول سياسي – اقتصادي بعد الاستقلال، كان غداة ما سمي "حوادث" 1958، حين تنازع على لبنان، في خضم الحرب الباردة وحركات التحرر في العالم الثالث ومن بينها الحركة القومية العربية (الناصرية والبعثية)، "حلف بغداد" الأميركي الأطلسي من جهة، وتيار الوحدة العربية في سوريا ومصر، وانتهى التنازع إلى صيغة "لا غالب ولا مغلوب" القريبة من أفكار ميشال شيحا المحبذة للغرب وللمتوسطية من غير قطيعة مع العالم العربي وبالأخص سوريا: "لبنان لا يعيش بطرق مقطوعة مع الجوار". هذا الحدث السياسي ترافق مع حدث اقتصادي بالغ الأهمية سيترك أثراً عميقاً على لبنان: بدء تدفق فائض الأموال النفطية العربية إلى البنوك اللبنانية، الوحيدة الجاهزة إقليمياً لاستقبالها. رساميل وودائع ضخمة ستتخم بها المصارف التي ستجيد استثمارها محليا. وفي أعقابها، سيشهد لبنان زمناً استثنائياً من البحبوحة والازدهار والعمران، معتمداً على تصدير المعرفة والخدمات (بما فيها الصحافة) ومركزاً مالياً وسياحياً.. وثقافياً بطبيعة الحال.

بهذا المعنى، كان للمصارف دور حيوي في "صنع" لبنان الحديث، وتوطيد أيديولوجيته الليبرالية، وصوغ تقاليد وتشريعات ونظام ضرائبي جاذبة للاستثمارات ومشجعة على سياسات الانفتاح والتجارة الحرة وتطوير التعليم واقتصاد المعرفة والخدمات.

ما من شيء كرهه اليساريون في لبنان أكثر من صفاته وأدواره ووظائفه الموصوفة أعلاه. وأشد ما كرهوا فيه هو النظام المصرفي. أدركوا عن صواب أن مصارف لبنان تمثل خير تمثيل النظام الرأسمالي المعولم. ولذا فإن أولى "مغامراته" الثورية الشهيرة كانت العام 1973، حين أقدمت عصبة من اليسار الثوري المتطرف على عملية سطو استعراضية على "بنك أوف أميركا" وطالبوا بمبلغ عشرة ملايين دولار أميركي لـ"المساهمة في الحرب ضد الإمبريالية، وبإطلاق سراح مناضلين عرب من سجون بعض الدول". وكان رد السلطة عنيفاً انتهى بمقتل علي شعيب، الذي كتب فيه عباس بيضون قصيدته الشهيرة "يا علي" وغناها مارسيل خليفة.

أما "المغامرة" الثانية فكانت على يد مجموعة مقربة من "الجبهة الديموقراطية" الفلسطينية، بالسطو على البنك البريطاني للشرق الأوسط العام 1976، إبان السنة الثانية للحرب، حين استولوا على مبلغ 25 مليون جنيه استرليني. ويقال أن ياسر عرفات استشاط غضباً لهذه الفعلة التي تهدد ثقة المصارف المحلية والعالمية ببيروت، ما ينذر بعواقب وخيمة على النظام المصرفي اللبناني، الذي يدير ليس فقط ثروات عربية بل أيضاً أموال "منظمة التحرير الفلسطينية" نفسها.

ما كرهه هذا اليسار، كرهته الأنظمة العربية "الاشتراكية" وحسدته، إلى أن حلت النكبات أو تغيرت الطبيعة الاقتصادية لهذه الأنظمة، فحين قررت مصر، في عهد مبارك، فتح أسواقها للمصارف الخاصة، سارعت البنوك اللبنانية إلى فتح فروعها في القاهرة والمدن الأساسية. أما العراق وإقليم كردستان ما بعد صدام حسين، فقد وجدا في المصارف اللبنانية التي فتحت فروعها هناك، ضالتهما إلى الصلة بالأسواق المالية العالمية وبالنظام المصرفي الدولي وخدماته. وعندما قرر بشار الأسد اعتماد بعض مظاهر الليبرالية الاقتصادية لقوننة نهب الزمرة الحاكمة وتشبيك أموالها وثرواتها بالنظام الرأسمالي العالمي، وجد ضالته خصوصاً في المصارف اللبنانية. ففي آخر تقرير للمنتدى الإقليمي حول إعادة إعمار سوريا، يذكر أن المصارف اللبنانية تمتلك في سوريا 120 فرعاً من أصل 240 فرعاً مصرفياً داخل هذا البلد، أي أنها تملك نصف الفروع الموزعة على مختلف المناطق. وفي سياق الحديث الاستباقي عن خطط إعادة بناء سوريا، يقول الأمين العام لجمعية مصارف لبنان، مكرم صادر، أن البنك الدولي اقترح على المصارف اللبنانية سابقاً تنفيذ عملية إعادة تأهيل، و"قد بوشر بتنفيذها عملياً، لكنها لم تصل إلى خط النهاية". وبمعنى آخر، فإن المصارف اللبنانية ستلعب دوراً أساسياً في تمويل إعادة الإعمار في هذا البلد، وتأمين قروض بمئات المليارات للدولة السورية المستقبلية، مع ما يعني ذلك من دور لوجيستي وهندسي ضخم منوط بلبنان في هكذا مشروع. شدد ميشال شيحا في نظرياته حول الاقتصاد (والهوية والدور) على لبنان وعلى المهجر. وورثة "مغامرات" اليسار، الممانعين، وعلى رأسهم "حزب الله" هم الذين لا يطيقون ذاك الـ"لبنان والمهجر"، البنك والفكرة، إلى حدود التفجير.

بقي أن نشير أخيراً إلى نبوءة ميشال شيحا التي قالها العام 1951، محذراً من رمي لبنان في خريطة الشرق الأوسط، مشدداً على أن هذه التسمية تليق بالداخل الآسيوي، ومن الأفضل الانحياز إلى خريطة الشرق الأدنى التي تحفظ للبنان انتماءه "المتوسطي" وصلته بالغرب، منبهاً أن الشرق أوسطية تضعنا في مجال واحد مع الفرس: "هم يدانون جبال القفقاس، فبالكاد قيض لهم بعد داريوس، أن يشاهدوا البحر المتوسط".

 

الحزب والمستقبل.. تطرّف مشترك وتبادل خدمات

عبدو شامي/ 19 حزيران/16

مع انتهاء الانتخابات البلدية التي أوصلت رسائل قاسية الى "تيار المستقبل" وإن رفَضَ استلامها عبر خطاب استكباري تنكّر فيه للواقع مستخدما أسلوب الكذب على الذات سمِّي بخطاب "المراجعة الشاملة"... لوحظ بوضوح تعمّد الرئيس سعد الحريري توجيه انتقادات شديدة اللجهة الى الحزب الإرهابي، جرى ذلك في جميع الإفطارات بنسب عنفية متفاوتة (حسب ما تتطلبه نوعية المدعوّين) وهو ما سيتكرّر لاحقا في إفطار طرابلس المتحرّرة التي نفضت عن نفسها الغبار الأزرق. والسؤال هنا: ما الغاية من هذه الحملة الحريرية (الكلامية) العنيفة على الحزب التي تخرق سقف التفاهم على تهدئة التوتّر السنّي-الشيعي التي يعلّل بها التيار معظم انقلاباته؟  يبدو أن "تيار المستقبل" قرّر الهروب من السخط الشعبي الى الأمام، ظنّا منه أنه بتشديد اللجهة مع الحزب الإرهابي يمكن أن يستسمح بيئته أو أن يلملم شعبيته المبعثرة، والمفارقة أن التيار الأزرق يؤكّد في الوقت نفسه أن كل ما ارتكبه من جرائم في حق 14آذار وتضحيات ثورة الأرز وثوارها وشهدائها وصولا الى اغتيالها بالضربة الفرنجية القاضية... إنما كان التزاما منه بالمصلحة الوطنية وعملا بثوابت 14آذار وثوابت الحريرية السياسية المسماة حديثًا "الحريرية الوطنية"!!

ففي استعراض سريع لعلاقة الأزرق والأصفر نجد أن الحوار الثنائي بين المستقبل والحزب قائم ومستمر، وتغطية إرهاب الحزب في سوريا واحتلاله لبنان لا تزال مؤمّنة في الحكومة، والإصرار على ترشيح سليمان فرنجية الأسدي و"نور عين" الحزب الإرهابي لا يزال على حاله... هذا ما يدفعنا الى القول بأن الحملة العنيفة التي يشنّها الحريري على الحزب مجرّد قنابل صوتية شعبوية وهوبرات "قُمقُمِيّة" لا تعني الحزب الإرهابي من قريب أو بعيد، إنما هي موجّهة الى الجمهور المستقبلي حصرًا سواء منه المصفِّق دائما عند كل كلمة ينطق بها زعيمه (على الطريقة الأسدية-التوتاليتارية) أو الساخط المتحرِّر أو الباقي على مضض، وهي أشبه ما تكون بإشاعة تصويت الحزب للّائحة المنافسة للتيار والتي تعمّد الأزرق بثّها يوم انتخابات بلدية بيروت عندما شعر بخطر الرسوب، فما كان ممن ابتلعوها إلا أن نزلوا للاقتراع للمستقبل نكاية بالحزب بعد أن كانوا مُحجمين عن المشاركة! في المقابل نجد الحزب الإرهابي منشغل بهمومه الذاتية، أحكم احتلاله للدولة ووجد من يعمل معه تحت غطاء معارضته مقابل مكاسب في السلطة المخطوفة أصلا فاطمأن؛ هو لا يُلقي شأنًا يُذكَر لقنابل المستقبل الصوتية لأنه يدرك تماما أن لا أنسب له من انبطاحية "المستقبل" معارضا مزعوما يجب المحافظة عليه ممثلا احتكاريا للساحة السنيّة، فلا بأس بالصرخات الحريرية طالما أنها لا تفسد لوُدِّ معادلة "التغطية مقابل المنصب" قضية. الهَمُّ الأكبر عند الحزب هو الحرب في سوريا والخسائر الفادحة التي تفرض نفسها بين الحين والآخر فتفضح بطولات التعاون والتنسيق الأسدي-الروسي-الإسرائيلي-الإيراني-الأميركي المباشر والمشترك الهادف الى تعزيز موقع الأسد في أي تسوية مستقبلية وتقسيم الخارطة العراقية! الحزب أيضا محرج أمام جمهوره، فحسابات المقرَّبين منه يتمّ إقفالها عملاً بالقانون الأميركي المعروف بقانون مكافحة تمويل الحزب عالميا، الأمر الذي استدعى توجيه رسالة قوية (فعلية لا كلامية) للمصرف المركزي عبر تفجير المبنى المركزي لـ"بنك لبنان والمهجر" الأكثر نشاطا والتزاما بتطبيق القانون. وإذا كان تفجير الأحد 12/6/2016 المسائي في يوم عطلة وعند ساعة الإفطار يمكن وصفه بالتفجير "الذكي" من حيث تعمّد "نظافته" من الدماء وحصر الأضرار بتجهيزات المصرف وفي الوقت نفسه تذييل التفجير بتوقيع "خفيّ" لكن أشد ظهورًا ووضوحًا من التوقيع بالحبر المرئي... فإن قانون مكافحة تموييل الحزب الإرهابي الأميركي يمكن وصفه بالـ"غبي" وربما الاستغبائي، إذ كيف لمن سلّم لبنان الى إيران بموجب الاتفاق النووي الجيو-سياسي وبانصياع سعودي، ورفع التجميد عن حسابات إيران المصرفية المقدّرة بنحو 150مليار دولار وبدأ فعلا يتسليمها إياها بموجب الاتفاق الشيطاني نفسه، كيف له أن يدّعي مكافحة تموييل حزب إيران في لبنان؟! هل هو مجرّد حفظ لماء وجه أوباما أمام الأميركيين أو للتباهي بأن أميركا تكافح الإرهاب عبر إيلام المقرّبين من الحزب لا الحزب الذي يعرف كي يستجلب ماله الطاهر؟ التطرّف يخدم التطرّف، هذا ما تُختصر به العلاقة بين المستقبل والحزب، تيار متطرف في انحلاله المسمّى "اعتدالا"، وحزب متطرف بإرهابه المسمى "مقاومة"، كلاهما يستنهض شعبيته مُستعينا بالآخر؛ أما فوق الطاولة وتحتها فمصالح مشتركة وتبادل خدمات، وآخر العروضات جاء من الرابية عبر وئام وهّاب: الحريري في السرايا مقابل عون في بعبدا. وما المانع؟ فما من مستحيل على التيار الأرزق عملا بثوابت الحريرية السياسية وثورة الأرز وحفاظا على الاعتدال والعيش المشترك.

                                                                                                                            

«داعش» في أميركا... ومتين قتل نفسه التي يكرهها

حازم الأمين/الحياة/19 حزيران/16

رجحت وسائل إعلام غربية أن تكون وراء الهجوم الذي نفذه الأميركي من أصل أفغاني عمر صديق متين على نادٍ للمثليين في أورلاندو «دوافع نفسية مثلية»، كما أن المنفذ أبدى في مرات سابقة زار فيها النادي «سلوكاً عدوانياً ارتبط بإفراطه بشرب الكحول»! لكن سيرة متين لا تقتصر على مزاوجته بين ممارسات دينية وأخرى تؤشر إلى جنوح نفسي، انما تشمل أيضاً انكفاءه الاجتماعي، كما ذكر إمام المسجد الذي كان يصلي فيه، وانطواء شخصيته على اضطرابات تحدثت عنها زوجته الأولى التي أشارت إلى أنها انفصلت عنه بمساعدة أهلها، بعد أن اكتشفت وجهاً عنيفاً له لم يكن قد تكشف لها في الأشهر الأولى من الزواج. أما ما تمكنت الصحافة من نقله عن والده، فأوحى بموقف من المثليين الذين «يحاسبهم الله وليس عبيده»، وأن ابنه كان شاهد «رجلاً يُقبل رجلاً»، وهذا وفق الوالد ما يمكن أن يكون أثار في ابنه مشاعر العداء للمثليين! لكن سيرة الوالد أيضاً تنطوي على اضطراب، وعلى علاقة غير واضحة بابنه.

والحال أن أميركا انشغلت باحتمال أن يكون متين أقدم على جريمته بعدما تواصل مع تنظيم «داعش» الذي تبنى الهجوم، ويبدو أن أميركا هذه شعرت بالارتياح إلى حقيقة أنها لم تعثر على دليل على علاقة متين بأي جماعة ارهابية خارج أميركا أو داخلها، وأنه يُرجّح أن تكون الجريمة فعلاً فردياً، وأن يكون دافعه إليها «مثلية سلبية» عاش متين في ظلها حالاً من الفصام بين قيم أورثه إياها والده، وبين حقيقة أنه مثلي يشكل النادي امتداداً طبيعياً لحاله هذه، فكانت الجريمة قتلاً لـ «أنا» يكرهها متين.

لكن ركون أميركا إلى هذا الاستنتاج، الذي تُرجح صحته، ينطوي أيضاً على جهل بـ «داعش»، فالأخير ليس التنظيم الذي يقوده أبو بكر البغدادي، انما هو، وقبل أن يكون تنظيماً، حصيلة توترات استُبعد الجنس، والهويات الجنسية المضطربة، كعناصر تفسير له، وحلت مكان هذه المساحة غير المغطاة تفسيرات سوسيولوجية وسياسية واقتصادية. هذا في وقت تحفل سير الملتحقين بالتنظيم من الغرب بعناصر تُرجح أن عنفاً فردياً كان دافع هؤلاء للالتحاق بـ «داعش». الأرجح أن متين غير مرتبط بعلاقة تنظيمية مع «داعش»، لكنه أراد لفعلته أن تكون جزءاً من عنف أرساه التنظيم، فهو أعلن قبل أيام مبايعته «داعش»، وهذا يكفي للقول إن «داعش» وراء الجريمة. فـ «تنظيم الخلافة» فكرة وليس جسماً، واذا لم يُدرك العالم هذه الإمكانية التي يتمتع بها «داعش» سيبقى قاصراً عن الإحاطة بالظاهرة. وعلى أميركا أن لا تشعر بالأمان نتيجة انعدام صلة متين بـ «داعش»، إذ الصلة تبقى قائمة في مكان آخر.

و«داعش» بصفته مستوعب اضطرابات وجنوح، استدخل في ماكينته أصحاب الهويات المضطربة ممن تشكلت هوياتهم الجنسية في ظروف مختلفة جذرياً عما يحملونه من قيم غرستها فيهم العائلة، ولم يتمكنوا من تصريف هذا الفصام بغير العنف.

ليس متين حـــالة خاصة، فدائماً ما حفلت سِيَر انتحاريين من «داعش»، ممن جاؤوا إلى التنظيم من خارج سياقه العراقي، بإشارات توصل إلى أن وراء هذا العنف شِقاقاً وشــقاء خاصــاً، وكثيراً ما حمل شِقاق النفس إشارات فصام في الهوية الجنسية. وللمرء أن يتخيل بقليل من المبالغة ظاهرة قتل المثليين في الموصل عبر إلقائهم من المباني المرتفعة، ويستنتج أنها فعل انتقامي موجه إلى النفس، يـــشبه فعلة متين في أورلاندو. وعلينا هنا أن نُلاحظ من الأخبار القليلة التي تصلنا من الموصل، أن من يتولى قتل المثليين بهذا الاسلوب هم غربيون التحقوا بالتنظيم. والحال أن والد متين، بصفته أحد «أبطال» الحكاية التي نقلتها وسائل الإعلام عنه، في سيرته مؤشرات وجهة أخرى للحكاية. فغالباً ما حملت سير أشباه هذا القاتل وقائع عن توتر في العلاقة مع الأب في مقابل راديكالية في الانتماء إلى الأم، وإذا كانت أم متين غائبة عن حكاية الإعلام الأميركي عنه، فإن أمهات كثيرات لانتحاريين من «داعش» ومن غيره من الجماعات المتطرفة، حضرن في سيرهم كموضوعة لاضطهاد أول، غالباً ما يكون اضطهاد أبٍ. ولطالما كانت الأم موضوع الإيمان وعنصر بدايته، وهي الجسد الذي كان عرضة لسكين الأب. هي أمومة مشحونة وضحوية، وهي بصفاتها هذه، جسر مواز إلى المسجد وإلى الجنة. وبين الأب السلبي والعنيف والغائب، والأم الضحية والشديدة الحضور، يُصبح الموت انتحاراً استعاضة «غيرية» عن موت «أنوي» وفردي، يسهل معه قتل الآخرين.

لا يكفي الخلوص إلى أن جريمة متين فردية لكي تشعر أميركا أنها نجت بنفسها من تنظيم الخلافة، فـ «داعش» الغربي تنظيم أفراد (لا جماعة) اندرجوا في سياق من العنف أتيح لهم، وتولت «دولة الخلافة» تنظيمه وتزويده مادة من خارجه، وهو عنف متوافر ومتاح. بهذا المعنى يبدو القضاء على التنظيم في مهده جزءاً من مهمة القضاء على مركز «الفكرة» وعلى قدرة هذه الفكرة على مخاطبة جنوح المضطربين. فاضطراب متين وتعثره بهويته الجنسية ما كانا ليتحولا جريمة بهذا الحجم لولا أن موديلاً للقتل وللجريمة قُدّم له بصفته مخرجاً قِيَمياً ودينياً يتخلص عبره من نفسه ومن آخرين يعتقد بأنهم يشبهونه، فينال بفعلته تعويضاً ما. ومن اقترح عليه المهمة هو «داعش» الفكرة وليس التنظيم. لاحظت الشرطة الأميركية أن متين وبينما كان يُقدم على جريمته، وهي فعلة استمرت ساعتين، كان يفتح، في موازاة إطلاقه الرصاص، صفحته على «فايسبوك» ليعرف ما إذا كان أحد بدأ يكتب أخبار جريمته! لم يكن متين على صلة بتنظيم «داعش» وفق ما ترجح الشرطة، أي أنه لم يكن ينتظر تعليقاً أو تبنياً فورياً من التنظيم. إذاً كان ثمة مُخَاطَب يستهدفه الشاب بجريمته. وهنا فعلاً تتكثف «الفكرة» التي لطالما رافقت أفعال «داعش»، أي أن قوة الإرهاب لا تكمن بنتائجه المباشرة لجهة عدد القتلى، انما تكمن خارجه، أي بما يُخلفه من ذهول وخوف. فهل من دليل أوضح من هذا على أن «داعش» يقيم في أميركا وعلى أنه هو المُخاطب بالجريمة؟

 

الدبلوماسيون ودعوة التدخل

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 حزيران/16

ظن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه ميّز نفسه عندما اختار تجاهل الأزمة السورية منذ بدايتها٬ راغباً في تجنب الأخطاء السابقة في العراق٬ لكن كثيرين صاروا يجاهرون ضد «الحياد السلبي»٬ وأنه بات من الضروري إعادة النظر فيه. واحد وخمسون دبلوماسياً من وزارة الخارجية وقعوا رسالة يطالبون حكومتهم بالتدخل العسكري في الحرب بقصف النظام السوري٬ لوقف الجرائم التي يرتكبها يومياً. الرسالة تعكس التجمع المتزايد من الموالين للتدخل٬ وُتشِعر بحجم بالخطأ في التعامل مع مأساة مروعة لا مثيل لها. كان السيناتور جون ماكين شبه وحيد في البداية٬ في مطالبته بمواجهة جرائم نظام الأسد٬ وكان يحذر من أن تجاهل الأزمة سيخلق أزمة أكبر منها٬ وأن خطر تنظيم داعش سيتجاوز حدود سوريا. اليوم يشاركهم الرأي عدد كبير من عسكريين٬ وسياسيين٬ وحقوقيين٬ ومفكرين ودبلوماسيين. ورغم كثرة الأزمات والمآسي في أنحاء العالم٬ فإن ما جرى ويجري في سوريا خارج المعقول حتى بمقاييس الجرائم الجماعية التي تصاحب الحروب. نحو نصف مليون سوري قُتلوا في الاقتتال٬ معظمهم مدنيون٬ وأكثر من عشرة ملايين آخرين هجروا من مناطقهم٬ ثلثهم لاجئون في الخارج. الحياد السلبي لم يقتصر فقط على رفض ردع النظام السوري عسكريا منذ بداية عمليات القتل والتهجير٬ بل شمل أيضاً منع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من دعم المعارضة بأسلحة نوعية ذات المنشأ الأميركي. منذ بداية النزاع لم يطلب أحد من واشنطن أن ترسل قوات٬ ولا أن تشارك في القصف٬ ولا تقديم السلاح٬ كان المطلوب ألا تضع قيوداً تعترض عمليات تسليح المعارضة. تسليح المعارضة كان سيمنح المناطق المستهدفة فرصة الدفاع عن نفسها٬ ضد عمليات التدمير المتكررة المسؤولة مباشرة عن قتل عشرات الآلاف من المدنيين. بسبب غياب التسليح النوعي صار القتل والتشريد عملاً سهلاً تم ضمن مشروع ممنهج يقوم بتطهير مناطق واسعة من سكانها. الإيرانيون والروس٬ في المقابل٬ ملأوا الفراغ٬ وشكلوا تكتلا عسكريا جديد من نوعه٬ انضمت إليه ميليشيات طائفية جلبت من أنحاء المنطقة. في مثل هذه المناخ القاتم طبيعي أن تتحول سوريا إلى أسوأ وأخطر مكان في العالم٬ وينتشر فيها الإرهاب الذي ينتقل ويهدد المنطقة وأوروبا والعالم. والأضرار التي جلبتها المأساة السورية أعظم من أن تحصى٬ وما انتشار «داعش» وفكره إلا جزء منها. فالدمار الذي أصاب البلاد٬ وخرب التركيبة الديموغرافية سيجعل من الصعب تأمين أي سلام٬ مهما اتفقت الأطراف الدولية على مبادئه. كما أن السكوت على إيران بأن تتحول إلى قوة عسكرية إقليمية تقاتل خارج حدودها تطور خطير. بدأ في سوريا والآن في العراق. الفوضى التي نراها اليوم نجمت عن سياسة الحياد والغياب٬ لهذا كتب موظفو الدبلوماسية الأميركية٬ في حالة شبه نادرة٬ يطالبون بالتدخل، مدركين حجم الأضرار الذي فاق كل الحسابات. ويترافق هذا الموقف مع تنامي عدد من المفكرين والأكاديميين في قائمة طويلة٬ ترفض الحياد السلبي حيال سوريا. هل هو موقف جيد؟ نعم. مؤثر؟ لا٬ خصوصاً أن الوقت ليس حليفاً لهم٬ فالولايات المتحدة ستنشغل لفترة طويلة بنفسها٬ في الانخراط الانتخابي٬ تليها أشهر بطيئة من تنصيب الرئيس المنتخب٬ ثم تشكيله إدارته وسلسلة من النشاطات التي ستلهي العهد الجديد. عام هو زمن طويل في انتظار أن تغير الولايات المتحدة سياستها٬ مما يتطلب من دول المنطقة عدم التعويل عليه في وقف المأساة. التأييد المتزايد٬ رأي نخبوي٬ وموقف أدبي قد يسهل على الدول الإقليمية٬ إن رغبت٬ زيادة دعمها للمعارضة السورية٬ وبالتالي دفع المفاوضات نحو الحل السلمي المعقول.

* نقلا عن "الشرق الأوسط"

 

الجريمة واحدة ... والقاتل واحد

 الياس حرفوش/الحياة/19 حزيران/16

لا يختلف اغتيال النائب البريطانية جو كوكس، على يد رجل كان يصرخ عند إقدامه على قتلها: «بريطانيا أولاً» عن قتل رواد الملهى في اورلاندو بولاية فلوريدا أو الشرطيين الفرنسيين قرب باريس، او قتل اولئك الشبان الذين كانوا يحضرون حفلاً موسيقياً في مسرح باتاكلان في العاصمة الفرنسية، وقبل ذلك الصحافيين الذين قضوا ايضاً ضحية عمل أرهابي في مجلة «شارلي ايبدو» ... الى آخر الجرائم المماثلة. المجرم واحد، رغم اختلاف لون البشرة والفارق في الانتماء الديني وتنوع الأمكنة التي تتكرر فيها هذه الجرائم. وظيفة هذا المجرم المتعدد الصفات والهويات هي القضاء على الصوت والرأي والموقف المخالف. ولأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك بقوة الصوت والعقل والإقناع، مثلما يُفترض ان يفعل من ينتمون الى الجنس البشري، فإنه يلجأ الى السكين او المسدس او السلاح الرشاش. يجب أن نعترف بأننا نعيش في عالم بات محكوماً بلغة الجريمة والعنف. لغة باتت تنتشر مثل الهواء. وحيث لم يكن لها مجال أو فسحة للانتشار في الفضاء الواسع، من خلال وسائل الإعلام التقليدية، أصبحت لها هذه الفسحة متوافرة اليوم من خلال مختلف مواقع التواصل المجانية، التي ينتشر فيها كل شيء، من الغثّ الى السمين، وأكثره غثّ طبعاً، من غير رقيب ولا حسيب. صار المجرمون على هذه المواقع يتباهون بتصوير جرائمهم وصور ضحاياهم في اللحظات الأخيرة من حياتهم، وهم يتوسلون عطف ورحمة القاتل. جو كوكس قُتلت وسط حملة انتخابية تسبق الاستفتاء الذي سيجري يوم الخميس المقبل، والذي سيقرر مستقبل بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. وقد ارتفع سقف الحملة بين مؤيدي البقاء في الاتحاد والمعارضين الى حدود أخذت تأخذ شكلاً عنصرياً. ولم يكن مفاجئاً العثور في منزل القاتل على منشورات وكتيبات لها صلة بالنازية وبأفكار قادة نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. مثلما لم يكن مستغرباً كذلك أن تكون هذه النائب نفسها هي الضحية، وهي من أشد الأصوات في حزب العمال حماسةً للدفاع عن اللاجئين الى بريطانيا من بلدان الشرق الأوسط والحاجة الى حمايتهم، كما أنها من أكثر المتحمسين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، وكلها عوامل جعلتها هدفاً لكل حاقد موتور أو عنصري متعصب.

لا لون ولا دين للحقد وللعنصرية. ومثلما تسقط نائب بريطانية ضحية قناعتها بالحاجة الى مجتمع متعدد، متسامح، مستعد لقبول الآخر واحترامه، رغم ثقافته المختلفة ودينه المختلف ولون بشرته المختلف، هكذا يسقط ضحايا آخرون على يد من يعلنون انتماءهم الى تنظيمات ارهابية مثل «داعش» او «القاعدة» أو ما شابههما، لسبب واحد، هو أن هؤلاء الضحايا هم اتباع ثقافة مختلفة ودين مختلف، بل قد يكونون في معظم الأحيان من اتباع الدين نفسه، لكن لهم رأياً مختلفاً عن رأي السفاح القاتل. قد يكون المجرم الذي أقدم على قتل النائب البريطانية ينتمي الى تنظيم يميني متطرف أو لا يكون، لكن جريمته تلتقي في أهدافها الأخيرة مع الطروحات العنصرية التي يسوّقها قادة أحزاب اليمين الأوروبي، سواء من اتباع حزب «استقلال المملكة المتحدة» البريطاني، او «الجبهة الوطنية» الفرنسي او «الحرية» النمسوي ... أحزاب باتت ترى في الاتحاد الأوروبي خصماً لطروحاتها الأحادية والمغلقة ضد كل انفتاح وتنوع. من هنا كانت حملات هذه الأحزاب الداعية الى اقفال الحدود وطرد المهاجرين وتخويف المواطنين من المد البشري القادم للاستيلاء على وظائفهم وأموالهم، وبالتالي على بلادهم. ولأنها حملات تستنفر الغرائز ولا تخاطب العقل، فإنها الأكثر شعبية والأقدر على الانتشار.

في وجه هذه اللغة العنصرية تصرفت بريطانيا، كما تفعل أمام أزمات كهذه، بحكمة وتعقل. التقى قادة مختلف الأحزاب على إدانة هذا الخطاب العنصري الذي بدا خجولاً ومنعزلاً، حتى أن قادة الأحزاب الداعية الى التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي التزمت الصمت أمام جريمة قتل جو كوكس. يبقى السؤال اذاً هذا التعقل كافياً لمواجهة اللغة العنصرية التي تسيطر على معظم الخطاب السياسي البريطاني والاوروبي.

 

بقية من أخلاق في واشنطن دي. سي

خيرالله خيرالله/العرب/20 حزيران/16

لا تزال هناك بقية من أخلاق وقيم في واشنطن دي. سي. لا يزال هناك من يسعى إلى تسمية الأشياء بأسمائها، والقول إن ثمّة مواقف معيبة اتخذتها إدارة باراك أوباما خصوصا حيال ثورة الشعب السوري الذي يبحث منذ ما يزيد على خمس سنوات عن بعض من كرامة. كانت المذكرة الداخلية التي وقعها واحد وخمسون من موظفي وزارة الخارجية الأميركية بمثابة إشارة إلى ذلك الشعور الحقيقي السائد داخل الوزارة تجاه إدارة لم تعمل منذ ما يزيد على خمس سنوات سوى إلى إطالة مأساة الشعب السوري بكلّ ما أتيح لها من وسائل. أراد موظفون في وزارة الخارجية، عبر المذكّرة، التعبير عن رأيهم الصريح بإدارة بائسة ارتضت التفرج على مأساة إنسانية لا سابق لها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لا أكثر. شاء هؤلاء القول إن السكوت عن هذه المأساة لم يعد ممكنا، علما أنهم لا يمتلكون أي وسيلة أخرى غير توقيع هذه المذكرة الداخلية التي لا تخالف القانون، بل هي مسموح بها بمقدار ما أنهّا وسيلة لتنفيس غضب هؤلاء الموظّفين.

قبل أيام، نشرت الصحف الأميركية، بينها “نيويورك تايمز”، معلومات عن هذه المذكرة التي تطالب بتوجيه ضربات جوية إلى المـواقع العسكـرية التابعة للنظام السوري من أجل وقف المجـزرة التي يتعرض لها شعب بكامله. ولكن ما الذي يستطيع موظفون في الوزارة عمله عندما نجد أن باراك أوباما يتلذّذ بالمشهد السوري من جهة، ويقبل بترك المبادرة لروسيا وإيران وإسرائيل، غير آبه بما يحلّ بأبناء هذا الشعب، من جهة أخرى؟ في الواقع، ليست المذكرة، التي لن تغيّر شيئا في السلـوك الأميـركي، سـوى تعبيـر عـن اعتـراض داخلـي على إدارة بـاراك أوبـاما التي قرّرت التفرّج على ما يدور في الشرق الأوسط من مكان بعيد، وإطلاق التهديدات الفارغة من أي مضمون بين حين وآخر. ما نلمسه من خلال المذكرة موقف أخلاقي قبل أيّ شيء آخر. هناك موظّفون أميركيون، مازالوا في الخدمة، يعترضون على الإدارة بالطرق القانونية المسموح بها. لا يستطيعون الذهاب إلى أبعد من ذلك. لكنّهم يعترضون. تعود أهمّية هؤلاء الموظفين إلى أنّ كلّا منهم تعاطى من قريب أو بعيد مع الموضوع السوري، أي أن كل موظف من هؤلاء يعرف، تماما، حجم المأساة السورية. إنهم يعرفون جيّدا ما الذي على المحكّ في سوريا، وماذا تعني مسايرة نظام مسؤول عن قتل ما لا يقل عن نصف مليون سوري وتشريد الملايين إن داخل البلد أو خارجه.

سبق لموظفين كبار أن اعترضوا على سياسة أوباما. استقال عدد لا بأس به من وزراء الدفاع، آخرهم كان تشاك هيغل. فوجئوا بأن الرئيس الأميركي لا يريد أن يستمع لأحـد باستثناء أفراد الحلقة الصغيرة المحيطة به، والتي يتعاطف معظم المنتمين إليها مع إيران، ويعتبرون أن لا خيار آخر سوى الـرهان عليها. فالملف النووي بالنسبة إلى أوبـاما نفسه وأفراد هذه الحلقة المحيطة به يختزل كل مشاكل الشرق الأوسط. هل يمكن التضحية بالشرق الأوسط من أجل استرضاء إيران وضمان تقيدهـا ببنود الاتفاق في شأن ملفّها النووي؟ لماذا على الشعب السوري أن يدفع الضريبة عن سياسة يدفع ثمنها من لحمه ودمه؟

ما لم يقله موقعو المذكرة أنّ كفى تعني كفى، وأن باراك أوباما يؤسس لسياسة أميركية لا علاقة لها بالأخلاق من قريب أو من بعيد. صحيح أن السياسة الأميركية لم تكن دائما سياسة ذات طابع أخلاقي، لكنّ الصحيح أيضا أنّه لم يسبق لأيّ إدارة أميركية أن وصلت إلى هذا الدرك. كان موقف أوباما صيف العام 2013، عندما استخدم بشّار الأسد السلاح الكيميائي ضد شعبه، أفضل دليل على أنّ أميركا التي عرفناها لم تعد موجودة. فالرئيس الأميركي كان هدّد بالرد على أي استخدام للسلاح الكيميائي واصفا ذلك بأنّه “خط أحمر”. تبيّن أن باراك أوباما، وهو أول رئيس أسود يدخل إلى البيت الأبيض، يرى كل الألوان باستثناء اللون الأحمر. تبيّن أيضا أن العـلاقة التي أقامها أوباما مع إيران هي من الأهمّية بالنسبة إليه، إلى درجة أنه ليس مسموحا له القيام بأي عمل في سوريا من دون رضا طهران ومباركتها، ومن دون تشاور في العمق مع إسرائيل أو مع روسيا.

تكمن الفضيحة الكبرى في أن هناك توافقا إيرانيا ـ روسيا ـ إسرائيليا على بقاء بشّار الأسد في دمشق نظرا إلى أن وجوده في قصر الرئاسة، على الرغم من أنّه وجود شكلي فقط، يشكّل الطريق الأقصر لقطع الطريـق على أي حلول تصب في إنقاذ سوريا من خطر التقسيم والتفتيت، أي من حروب داخلية لا نهاية لها إلا بتحول البلد إلى مجموعة محميات. ستكون إحدى هذه المحميات تحت النفوذ التركي، وأخرى تحت النفوذ الروسي، والثالثة، مرتبطة بممر إلى لبنان، تحت النفوذ الإيراني، والرابعة تحت النفوذ الإسرائيلي. يمكن أن تكون هناك محميّة خـامسة هي دولة كردية ليس ما يشير إلى الآن أن هناك اعتراضا روسيا أو أميركيا عليها. ما دام الشرق الأوسط في حال مخاض وهناك تغيير للخرائط، لماذا لا تكون للأكراد دولتهم، خصوصا بعدما تبين أن لا مجال إلى إعادة الحياة إلى العراق كبلد موحّد؟

تبدو مذكرة موظفي وزارة الخارجية الأميركية أكثر من حدث عابر، لا لشيء سوى لأنّها تطرح سؤالا في غاية الأهمّية بالنسبة إلى المستقبل: هل سياسة باراك أوباما هي السياسة الأميركية الدائمة، أم أن شيئا سيتغيّر في غضون بضعة أشهر عندما ستدخل هيلاري كلينتون… أو دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

الخوف، كل الخوف، أن تكون الكارثة التي حلت بسوريا من النوع الذي لا علاج له في ضوء التدمير الممنهج الذي تعرّض له النسيج الاجتماعي في البلد من جهة، ومؤسسات الدولة من جهة أخرى. في كلّ الأحوال، إذا كان من سياسة سورية لأوباما، فإن هذه السياسة أدّت الغرض المطلوب، أي الانتهاء من سوريا عبر اعتماد موقف أقل ما يمكن أن يوصف به أنه غير أخلاقي. كل ما فعله موظفو الخارجية الأميركية أنّهم ذكروا الرئيس الأميركي الأسود، الذي جاء إلى البيت الأبيض رافعا رايات التغيير، بأن هذا التغيير كان يفترض أن يأتي بالمزيد من الالتزام بالأخلاق، بدل المزيـد من الابتعـاد عنهـا. صحيح أن السياسة والأخلاق لا اتفـاق بينهما ولا توافق في أحيان كثيرة، لكنّ الصحيح أيضا أن المناداة بالتغيير، كمـا فعل أوبـاما، لا تعنـي بالضرورة كل هذا الابتعاد عن الأخلاق!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 تشييع نجل بصبوص في مأتم رسمي وشعبي في داريا

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - اقليم الخروب - شيعت بلدة داريا ومنطقة الشوف بعد صلاة عصر اليوم، نجل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص محمد، الذي توفي اليوم بعد صراع مع المرض. وكان بدأ توافد المعزين الى دار اللواء بصبوص في محلة ضهور داريا منذ ساعات الصباح، حيث غص منزله بالوفود الرسمية والشخصيات والاهالي المعزية من مختلف المناطق. وعصرا نقل الجثمان من المنزل الى باحة خلية داريا، حيث اقيمت الصلاة على الجثمان، بعدها ووري في الثرى في مدافن البلدة. وبعد ذلك تقبل بصبوص التعازي في خلية داريا والى جانبه مجلس قيادة قوى الامن الداخلي، وتقدم المعزين النائب علي بزي ممثلا رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء تمام سلام، النائب محمد الحجار ممثلا الرئيس سعد الحريري، محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل ممثلا وزير الداخلية نهاد المشنوق، السفير الفلسطيني اشرف دبور، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب سليم السيد ممثلا النائب وليد جنبلاط، النائب علاء الدين ترو، سليم السيد ممثلا النائب نعمه طعمه، صياح فواز ممثلا النائب ايلي عون، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، وفد من ضباط الجيش برئاسة العميد فؤاد عويدات ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، وفد من ضباط امن الدولة برئاسة العقيد رؤوف سكرية ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، وفد من ضباط الأمن العام برئاسة العميد فؤاد عون ممثلا المدير العام اللواء عباس ابراهيم، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي الدكتور محمد الكجك، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية عمر سراج على رأس وفد من الجماعة، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد بهيج منصور ورؤساء بلديات ومشايخ ورجال دين وحشد كبير من القيادات الامنية والعسكرية وفاعليات وشخصيات واحزاب وجمعيات واهالي. وكان حضر معزيا الى دارة اللواء بصبوص قبل الدفن النائبة بهية الحريري والوزير السابق وئام وهاب على رأس وفد من المشايخ وشخصيات ووفود مناطقية ورسمية.

 

مصلحة طلاب القوات عقدت مؤتمرها الأول في سيدة الجبل: عودوا إلى خلاياكم وقراكم وشاركوا الناس عملكم وحولوا الحبر إلى فعل

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - نظمت مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" مؤتمرها العام الأول تحت عنوان "شباب اليوم قادة الغد"، في دير سيدة الجبل في فتقا، في حضور الأمين العام الدكتور فادي سعد، مدير مكتب رئيس الحزب المحامي إيلي براغيد، الأمين المساعد لشؤون المصالح الدكتور غسان يارد، أعضاء مكتب مصلحة الطلاب، قيادات شبابية في أحزاب أوروبية، إلى جانب المندوبين ومكاتب الدوائر. وأفاد المكتب الاعلامي لحزب "القوات" في بيان أن "رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، فاجآ الحاضرين بقدومهما. وطرح الطلاب الهواجس والأسئلة التي تنتابهم، فأجاب عنها رئيس القوات جميعها". وأشار إلى أن "مصلحة الطلاب في كانت قد أجرت على مدى أسبوعين، انتخابات تمهيدية في صفوف دوائرها، أفرزت من خلالها مندوبين يمثلون هذه الدوائر في المؤتمر العام".

الافتتاح

وبارك رئيس مصلحة الطلاب، المهندس جاد دميان في كلمته الافتتاحية للبنان "لأن قسما من شبابه اليوم سيتبنى قضية اجتماعية، تحملها مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية، على مدار السنة، لتعود بالخير على كل مواطن لبناني من دون تمييز، أكانت هذه القضية هي حوادث السير ووضع الطرقات، أو الأقساط المدرسية والأمور التربوية، أو حماية البيئة ومعالجة أزمة النفايات والتلوث". كما بارك "للقوات اللبنانية" لأن "شباب وطلاب الحزب اليوم سيرفعون توصيات سياسية يعتبرونها هدفاأساسيا على القوات اللبنانية الانكباب في سبيل تبنيها والعمل عليها وهذه التوصيات ستمثل الأفكار والهموم والأهداف، التي تتشاركها شريحة كبيرة من المجتمع الشبابي اللبناني". ووجه مباركته أيضا لمصلحة الطلاب "في مؤتمرها العام، الذي أعطى بعدا آخر لبطاقة الانتساب للمصلحة، فأصبح فيها المنتسب يمارس حقا مكتسبا له،ألا وهو انتخاب ممثلين عنه في المؤتمر العام والترشح لتمثيل محيطه، مؤتمر تعتبر مقرراته ملزمة للمصلحة، خصوصا أنه سيحدد العديد من السياسات العامة من خلال مشاركة القرار بين مكتب مصلحة الطلاب والخلايا"، مردفا "مبروك لكل شاب وصبية في القوات اللبنانية، لأن باستطاعتهم أن يسائلوا المصلحة عن كل هاجس أو طلب ويستطيعون طرح تحسينات يرونها مناسبة لتطوير مصلحة ينتمون إليها".

وقال: "اليوم، مرة من جديد، تدون مصلحة الطلاب في سجلها، تقدما يضاف إلى إنجازات سابقة حققتها المصلحة في السنين الماضية. المصلحة نجحت خلال بضع سنوات بالفوز بجميع الانتخابات الطالبية حيث لها وجود فاعل ومنظم، آخرها انتخابات كلية رومية في الجامعة اللبنانية. كذلك، نظمت المصلحة "يوم الطالب"، وهو من أقوى وأكبر التجمعات الشبابية الحزبية، بالإضافة إلى الـ Christmas Dinner، الذي يظهر وجهها الاجتماعي العريق. هذا ونجحت المصلحة بتطوير عملها بعد انسحاب جيش احتلال النظام السوري من وطننا"، مضيفا "هي اليوم، ومن خلال مؤتمرها العام، تمارس للمرة الأولى انتخابات داخلية وتطرح قضية اجتماعية وتعزز هيكليتها وانتشارها المناطقي بوجود مندوبين منتخبين من الأرض، التي لم تبخل يوما بتنمية هذا الزرع ليزهر في مجتمعنا اللبناني"، مردفا "لم نتعود إلا على التطور المستمر الذي يواكب أحلامنا وتطلعاتنا وهكذا سنكمل مسيرتنا".

ووجه رسالة إلى صبايا وشباب "القوات اللبنانية"، قال فيها: "أولا: حكموا ضمائركم وضعوا كل جهودكم لتمثلوا شبابكم خير تمثيل، ولا تخرجوا من المؤتمر العام إلا وأنتم متأكدون من أنه قد حمل جميع قضاياكم وسمع هواجسكم ومن أنكم أوصلتم صوتكم.

ثانيا: كونوا منضبطين لينجح المؤتمر لأن ما بني على مؤتمر ناجح هو ناجح، وسر نجاح المؤتمر بين أيديكم.

ثالثا: عودوا إلى خلاياكم وقراكم وشاركوا جميع الناس عملكم ومقرراتكم، التي ستصدر مع نهاية هذا النهار، واعملوا طيلة السنة على تحويل الحبر إلى فعل، لأن عملكم لا ينتهي هنا أبدا، واليوم ليس إلا البداية لمشروع سنة كاملة.

أخيرا: لا يمكن إلا أن يكون كل واحد منكم اليوم فخورا بأنه كان أول مندوب منتخب يمثل محيطه الشبابي"، مضيفا "لا يمكن للقوات إلا أن تكون فخورة بأول لقاء لكوادر مصلحة الطلاب يتخلله عمليات تصويت، تتجلى فيها روح الديمقراطية، التي سترافق سيرة كل واحد منا في الحزب طوال فترة مسيرته الحزبية".

وإذ اكد أن "الديمقراطية تعشق محاولة تكبيلها لتبرهن للواهمين بأنها تستحق معناها"، ختم "بإسمي وبإسم مكتب مصلحة الطلاب الحالي، لا أستطيع إلا أن أكون فخورا بإطلاق المؤتمر العام الأول لمصلحة الطلاب في القوات اللبنانية، الأحد 19 حزيران 2016. فلتبدأ أعمال المؤتمر العام".

يارد

من جهته، أثنى يارد على "العمل الطالبي"، مشددا على أن "طلاب القوات هم مستقبل القوات اللبنانية ومستقبل لبنان"، مطمئنا أن "الحزب إلى جانب المصلحة للوصول إلى بر الأمان".

وراى أن "عمل المصلحة تقدم كثيرا، إلا أن هناك المزيد من الجهود التي ينبغي بذلها. نجحتم في نشاطات عدة، لكنها بداية في مسار العمل الحزبي الطويل. أنتم رسل القوات اللبنانية، المسؤولية الملقاة على عاتقكم تفوق مسؤوليات المصالح الأخرى، لذا عليكم نقل الصورة الحقيقية للقوات، وإيصال الوجه الحقيقي لها"، مشددا على "أهمية التثقيف السياسي والالتزام في حزب القوات اللبنانية".

ثم كانت كلمة لبراغيد حول "الالتزام الحزبي"، ونقاش بين الحضور.

وناقش المجتمعون في المحور الأول، التوصيات السياسية، حيث طرحت 24 قضية سياسية من قبل الدوائر، وتم التصويت عليها لتخلص مصلحة الطلاب إلى تبني 8 قضايا سياسية شبابية، هي:

1- إصدار قانون مجانية التعليم وإلزاميته.

2- تعديل كتاب التاريخ.

3- تعزيز التعليم المهني وتطويره.

4- تعديل المناهج التعليمية وتحديثها.

5- محاربة بقايا الإقطاع.

6- تعزيز النقل العام.

7- رفع سعر التبغ والتنباك.

8- إنشاء مجمع جامعي للفروع الثانية في الجامعة اللبنانية.

كما شهد المؤتمر العام ورشة عمل، حول كيفية تشكيل قوى ضغط على قضايا اجتماعية، أدارها رئيس دائرة المندوبين الثقافيين في "القوات"، جوليان كورسون.

أما في المحور الثاني، فناقش المجتمعون ثلاث قضايا اجتماعية تتعلق بالسلامة العامة، والملف التربوي والتعليمي، والملف البيئي. وبعد عرض المشاريع الثلاثة والقضايا المطروحة، صوت الحاضرون بالأكثرية لصالح قضية "التربية ومستوى التعليم والأقساط" لتكون مشروعا جديدا تتبناه مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية"، يضاف إلى حملة مكافحة المخدرات التي أطلقتها في يوم الطالب 2015.

وختم المؤتمر العام بورشة عمل حول تطوير العمل الداخلي لمصلحة الطلاب، وتلاوة مقررات المؤتمر.

 

فرعون خلال تكريم شارل مالك: دورنا أن نعطي أمثولة بالعيش المشترك والاعتدال وأن نحافظ على الحرية والحضارة

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - أقام حاكم أندية الليونز الدولية في المنطقة 351 لبنان، الأردن، العراق وفلسطين المهندس مرشد الحاج شاهين ورئيسة لجنة التكريم لودي برباري، برعاية محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب ورئيس وأعضاء المجلس البلدي، حفل تكريم الدكتور شارل مالك، في قاعة جبران خليل جبران داخل مبنى قدامى مدرسة الحكمة- الأشرفية، تخلله رفع الستار عن نصبه في بولفار شارل مالك- الأشرفية، وهو من أعمال النحات بيار كرم. كما جرى عرض فيلم وثائقي عنه لمدة عشر دقائق. حضر الإحتفال وزير السياحة ميشال فرعون، النائب غسان مخيبر، الوزيرة السابقة منى عفيش، نقيب المحررين الياس عون، حياة إرسلان، مسعود الأشقر، رئيس البيت اللبناني- الروسي الدكتور نقولا بدوي وممثلو الطوائف وقادة امنيون وديبلوماسيون وعائلة المكرم وأعضاء من الليونز وإعلاميون.

فرعون

وألقى فرعون كلمة قال فيها: "شارل مالك يحمل رمزية كبيرة على صعيد القيم التي ندافع عنها اليوم، وهي الديموقراطية وحقوق الانسان والحضارة، فمنظمات حقوق الإنسان تدافع عن الحضارات، كما الجيش اللبناني يدافع عن حدود لبنان. وإن الحضارة رمز اجتاح العالم من دون جيوش، ومنهم اللبنانيون، والبعض يطلق عليهم اسم الفينيقيين الذين أعطوا العالم الحضارة، وهم رجال الرسالة، وشارل مالك هو رجل الرسالة. ولا ننسى كلمة البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن لبنان أنه الرسالة".

 

أضاف: "كل القيم دمرت في العراق وسوريا، وللبنان دور كبير في المحافظة على القيم، وعلينا أن نعطي أمثولة في العيش المشترك والاعتدال، وهذا دورنا للسنوات المقبلة، ودورنا في المحافظة على الفن والتراث والحرية والحضارة".

مخيبر

ومن جهته، تحدث مخيبر عن "دورين مميزين لعبهما شارل مالك فيلسوف الحقوق والحريات والديبلوماسي"، وقال: "لقد دافع عن الحريات الفردية، وواجه الجماعات في الدولة. ولقد انطبع الإعلان العالمي لحقوق الانسان بأفكاره".

كلمات

وكانت كلمات لكل من رئيسة لجنة التكريم لودي برباري التي شكرت كل من ساهم في إنجاح التكريم، القسيس حبيب بدر الذي تحدث عن حياة "شارل مالك المؤمن وعلاقاته مع الدراسة والجامعات وإيمانه والفلسفة الوجودية"، الأب جورج مسوح الذي شبه شارل مالك ب"الأيقونة داخل الكنيسة" وأنطوان نجم الذي شبهه ب"كاهن المعاناة".

حبيب مالك

كذلك تحدث ابن المكرم الدكتور حبيب مالك واصفا اياه ب"أحد رجالات لبنان في القرن العشرين"، ومتحدثا عن "التقارب بين العائلات الروحية ودور شارل مالك فيها"، وعن دوره في عائلته "التي لم يبخل عليها بشيء"، وقال: "إن التكريم الأهم يكون بنشر فكره مع جامعة سيدة اللويزة".

الحاج شاهين

أما حاكم جمعية الليونز في المنطقة 351 فقال "إن أحلام شارل مالك كانت تهدف كلها إلى تعميم التسامح ونبذ العصبيات لصهر المجتمعات وتقليص التباعد، وأصبح طاقة تحتذى في المجتمع".

 

نزهة في جبال عين دارة دعما لإقفال الكسارات والمرامل غير الشرعية ووقف إنشاء معمل الإسمنت

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - نظمت هيئة "المبادرة المدنية" في بلدة عين دارة، نزهة جبلية تحت عنوان "كرمال عين دارة ولبنان" بدعم ومشاركة من المجلس البلدي الجديد والأهالي، وعدد من أصدقاء عين دارة من ناشطين مدنيين وبيئيين ونقابيين ومواطنين من كافة مناطق لبنان. وانطلق المشاركون في النزهة من أمام مبنى البلدية صعودا باتجاه أعالي البلدة، بدءا من ارتفاع 1326 مترا وصولا إلى 1626 مترا، قاطعين 11 كيلومترا، بهدف رؤية الجمال الطبيعي للمكان ومعاينة التشويه الذي لحق بالطبيعة، بسبب المرامل والكسارات. وأكد رئيس البلدية فؤاد هيدموس أن "المجلس البلدي متمسك بالقوانين، وسيعمل على إقفال كافة الكسارات والمرامل غير الشرعية، والعمل على وقف إنشاء معمل الإسمنت"، لافتا إلى أن "لجنة من المحامين تدرس الملفات العديدة لإيجاد حلول ناجعة للمشاكل البيئية".

ضو

فيما أكد مارك ضو باسم "أصدقاء عين دارة" أن "قضية معمل الإسمنت تتخطى حدود بلدية عين دارة، كونها تمثل إشكالية بيئية تطاول الوطن، وتشكل أزمة مخاطر وطنية لثلاثة أسباب.

أولا: امتداد المواد المنبعثة من المعمل ودواخينه ستطاول محمية أرز الشوف.

ثانيا: المواد الكيميائية المستعملة في هذا المعمل منها الكلينكر وغيرها، ستؤثر على المواد الجوفية وعلى ارتفاعات ابتداء إلى 1500 متر. ثالثا: مثل هذه المعامل تتطلب إدخال مواد كيميائية ونقلها من وإلى المعمل، خصوصا من المرفأ وسوريا، وعلى طريق رئيسي هو طريق الشام ويشمل قافلة من الشاحنات، قد تشكل خطر تلوث بالمواد الكيميائية، والنقطة الثانية تتمثل في أن مدينة السيد (نقولا) فتوش زحلة، رفضت هذا المعمل ويحاول الآن وضعه في أعالي جبال عين دارة بسبب حالة التسيب وكثافة النشاط غير الشرعي، واعتقد أنه يمكن أن يمرر معمله هذا".

حداد

وأشار المهندس عبدالله حداد باسم هيئة "المبادرة الوطنية" إلى أنه "منذ أكثر من عشر سنوات كان الجميع يتحدث عن (جماعة البيئة) كشباب حالمين بالشجر الأخضر والهواء العليل، إلى أن تبين للجميع، أن هؤلاء الشباب بنضالاتهم، وتضحياتهم، وتمسكهم بسيادة القانون، استطاعوا تحقيق إنجازات عدة، منها تجميد مشروع السد المدمر جنوب غرب البلدة بانتظار صرف النظر عنه نهائيا، وإقفال المرامل التي نهشت غابات الصنوبر المواجهة لمناطق التطوير السكني والسياحي، كما ساهمت المجموعة، ودون أن تدخل في أي اصطفاف، في إسقاط النظام البلدي القديم المعادي للبيئة، وحولت النقاش الدائر خلال الإنتخابات البلدية الأخيرة إلى حوار حول البرامج وإلى قضية رأي عام كانت البيئة في صلبها".

ولفت إلى أن "جماعة البيئة هذه، التي تضم مهنيين وإداريين ومهندسين وقادة رأي تحولت اليوم إلى مجموعة خبرة وقوة إقتراح، تضع إمكاناتها في خدمة مجتمعها وهيئته المنتخبة، وترحب بسياسة المجلس البلدي الجديد القادمة على خلق آليات تعاون وتنسيق دائمة مع المجتمع المدني".

وقال: "رؤيتنا لمستقبل عين دارة، ترتكز على مزايا البلدة الطبيعية والجغرافية وطاقاتها المهنية، لن نتوسع في شرحها، لكنها قائمة على الإستقطاب السكني والعقار الريفي المحاط بالجنائن، والزراعات العضوية ذات القيمة المضافة، والترفيه والرياضة والتنمية البيئية، فعين دارة القرية الوحيدة التي يمر بها درب الجبل اللبناني في أحيائها السكنية، وبالمناسبة، سوف نختم نزهتنا عائدين على هذه الدرب، ومع إنشاء المدينة الصناعية شمال البلدة، استقطاب النشاطات اللوجستية من توزيع وتعليب وإعادة تصدير نظرا للموقع الجغرافي، لكن علينا أن نحرص أن نوفر لأهلنا فرص عمل لائقة ومنتجة وصديقة للبيئة".

أضاف "تشكل عين دارة، منذ تسعينيات القرن الماضي، المثال الحي لهذا النموذج المدمر مع الترخيص للكسارات في مناطق إستثناء، ملاصقة لمحمية أرز الشوف، لم تلبث أن تحولت إلى مناطق انتهاك لجميع القوانين الناظمة لهذا القطاع، لا سيما قانون تنظيم المقالع والكسارات، فتمددت من عقار في جبل عين دارة أفقيا نحو العقارات المحيطة وعموديا بشكل لا محدود، متجاوزة موقع الرخصة وشروطها إلى حد نشوء نزاع حول ضم أملاك مشاعية لعين دارة إلى نطاق العقارات الخاصة، في ظل تقاعس وتواطؤ المجالس البلدية المتعاقبة والسلطات العامة من ناحية التجاوز العقاري وتجاوز شروط الرخصة". وتابع "إلى جانب ذلك، ومع وجود هذه المخالفة الصارخة تمدد نطاق الأنشطة التدميرية نحو إنشاء كسارات غير مرخصة من قبل ملاك آخرين في الجبل، ووصلت عملية التصحر كي تشمل أجمل مناطق البلدة وغاباتها المواجهة لمناطق التطوير العقاري والسياحي". ولفت إلى أنه "نتيجة للسياسات المتبعة تواطؤا وتساهلا أو تعمدا، فقد أدى هذا إلى تدمير الأصول البيئية، التي تعتمد عليها البلدة من جبال، غابات، زراعة، مشاعات، أملاك عقارية، وإلى تبخيس القطاع العقاري والسكني نتيجة الضرر اللاحق بالمنظر المحيط ونظافة الجو وسلامة الطرقات والخوف من تمدد التخريب إلى المحيط المباشر للعقارات القائمة زراعة وسكنا". وختم "وأدى هذا إلى استدراج أنشطة أخرى غير شرعية كالمرامل، فضلا عن الهيمنة قرارات المجلس البلدي السابقة، لدرجة تحويل أعلى مسؤوليها من رعاية مصالح بلدتهم إلى مسهلين لإجراءات تراخيص المشاريع التدميرية، بعد اتخاذهم القرار رفضها الشكلي ثم إلى مسوقين في الوزارات والإدارات المختصة".

 

ذخائر القديسة مريم ليسوع المصلوب تتابع جولتها

الأحد 19 حزيران 2016/وطنية - تتابع ذخائر القديسة مريم ليسوع المصلوب الكرملية جولتها في لبنان، والتي بدأتها في 16 حزيران الجاري وتستمر حتى 26 منه، مع مجموعة من الرهبان الكرمليين، عبر برنامج يومي. المحطة الأولى كانت في بيت الرئاسة الإقليمية للكرمليين الحفاة في الحازمية ليلة 16 حزيران، وفي اليوم التالي انطلقت رحلتها إلى دير ومدرسة الراهبات الكرمليات المرسلات في الفنار، حيث استقبلها الطلاب والأهل والمؤمنين والراهبات، بالتراتيل والصلوات، واحتفل الأب ميشال عبود الكرملي بالقداس وركز في عظته على مزايا القديسة وما اختبرته من حياة روحية عميقة. وعند الساعة 3:30 بعد الظهر، توجهت إلى مبنى تيلي لوميار في الدورة، برفقة عبود والأب نوهرا صفير الكرملي والراهبة الكرملية الحبيسة من الأراضي المقدسة الأخت فريال، حيث كان لها كلمة تحدثت فيها عن دور القديسة في الشرق "وخاصة أنها شفيعة السلام كما أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني يوم تطويبها في 13 تشرين الثاني عام 1983". بعدها توجه الموكب المرافق للذخائر إلى دير سيدة جبل الكرمل للرهبان الكرمليين في الحازمية، مركز الرئاسة الإقليمية للرهبنة في لبنان، حيث استقبلها أهالي المنطقة، في تمام الساعة 5:30 مساء، وتخلل الزيارة برنامج خاص تضمن عرضا وثائقيا عن حياتها، صلاة المساء، القداس وسهرة سجود وصلاة. يذكر أن الذخائر ستتوجه لاحقا إلى مقام سيدة زحلة والبقاع.

 

الراعي في عيد الآباء: لا يحق للسياسيين التمادي في خراب الدولة وقهر المواطنين وتعطيل الخير العام

الأحد 19 حزيران 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في بكركي لمناسبة عيد الآباء، عاونه فيه المطارنة بولس صياح، عاد أبي كرم، حنا علوان والأباتي سمعان ابو عبدو وعدد من الكهنة، وحضره السفير البابوي غبريال كاتشيا، النائب سليم سلهب، الوزير السابق مروان شربل وحشد من المؤمنين. وكان منسق مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية الأباتي سمعان ابو عبدو ألقى كلمة في بداية القداس قال فيها:"الآب الذي منه كل أبوة في السماوات وعلى الأرض"(ف 3:14 15). للسنة الخامسة على التوالي، نتلاقى في هذا الصرح البطريركي لنحيي عيد الأب، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة، الأب الروحي، جامع الجميع بمحبته وبركته وعطفه الأبوي العميم. نجتمع في عيد الأب في إطار يوبيل سنة الرحمة التي أرادها البابا فرنسيس داعيا كل عائلة مسيحية، كي تصبح المكان المميز لهذا الحج حيث يتمكن المرء من اختبار فرح المشاركة والعطاء والمغفرة. فحيث توجد العائلة يجب ان تتجلى رحمة الآب بوضوح. ان كان باب رحمة الله مفتوحا على الدوام، يجب ان تكون أبواب بيوتنا ايضا مفتوحة. ها هي عائلاتنا: نداء للرحمة:قلوب تحب، وأياد تخدم". أضاف: "يتزامن عيد الأب لهذه السنة 2016 مع إطلاق قداسة البابا فرنسيس الإرشاد الرسولي "فرح العائلة"، ويذكرنا:"ان قوة العائلة تكمن في طاقتها وقدرتها على الحب والتنشئة عليه. فمهما كان جرحها، يمكنها ان تنمو دوما وتكبر انطلاقا من الحب". "فرح الحب" عدد 53. في هذا الجو العابق بالأبوة المحبة والرسولية المشعة، نعيدكم يا أبانا، يا صاحب الغبطة والنيافة أبا روحيا ورئيسا للكنيسة المارونية في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. أبا للعائلات التي أتت اليوم من كل لبنان لتحتفل معكم بعيد الآباء. "ان غياب الأب يترك تأثيره العميق في الحياة العائلية، بخاصة على صعيد تربية الاولاد وقدرتهم على الانخراط في المجتمع. غياب الأب قد يكون جسديا، عاطفيا، فكريا، او روحيا. وهذا النقص يحرم الاولاد من نموذج مناسب في السلوك الأبوي". فرح الحب" عدد 55.

وتابع: "ان كلا من الرجل والمرأة، الأب والأم، يساهم في حب الله الخالق ويترجمه. فهما يظهران لأطفالهما الوجه الأمومي والوجه الأبوي للرب". "فرح الحب" عدد 172. وقال: "مرة جديدة نحن هنا من كل لبنان، من سائر الأبرشيات المارونية، جئنا في هذه المناسبة السعيدة لنصلي ونشكر الرب على نعمه التي يغدقها علينا، ونلقي تحية تقدير على عائلات تميزت بكثرة الإنجاب، او بتكريس ابنها او ابنتها ليكونوا رسل رحمة، كما تمايزت بإيمانها الراسخ او بعمل استثنائي في سنة الرحمة هذه، من دون ان تقوى عليها أية صعوبات، وقد تسلحت بالصبر والرجاء في وجه التحديات. "لا يمكن لأحد ان يفكر بان إضعاف العائلة، كمجتمع طبيعي قائم على الزواج، هو أمر يعود بالفائدة على المجتمع. بل يحدث العكس: يضر ينضج الاشخاص، وبثقافة القيم الجماعية وبالتقدم الاخلاقي للمدن والقرى". "فرح الحب" عدد 52. وتابع: "ان هذه العائلات النموذجية، هي إرث البشرية ورجاء المستقبل في الكنيسة والمجتمع، وفي عالم فقد الحب والرجاء، تتألق هذه العائلات نموذجا ومثالا، كيف لا، وقد خاضت المحن والتجارب والآلام وتخطتها بقوة إيمانها وثباتها". أضاف: "نعلم جيدا، انكم تحملون هم العائلة في قلبكم وصلواتكم وتراهنون على دورها في بناء الانسان والكنيسة والمجتمع، وقد دعوتمونا اليوم لتكريم هذه العائلات انموذجية المتمايزة، ولسماع كلمتكم الدائمة القائلة بان مستقبل البشرية والكنيسة والمجتمع يرتكز على كرامة الشخص البشري وحقوقه، وكرامة العائلة كخلية أساسية للمجتمع. ان العائلة في هويتها شاهدة لحب الله. دعوتها توطيد الالفة واحتضان الحياة.رسالتها: نقل الإيمان واكتساب الفضائل، والتربية على الاخلاق والقيم الانسانية والاجتماعية والروحية.

شكرا لكم يا صاحب الغبطة على بادرتكم الأبوية الطيبة، شكرا على محبتكم واستضافتكم لنا، شكرا لجميع العائلات التي وافت لنتشارك وإياها فرحة اللقاء، شكرا لكل الذين عملوا على إنجاح هذا اللقاء". وتابع: "في كنز قلب مريم توجد ايضا أحداث كل عائلة من عائلاتنا، وهي تحفظها بعناية. لذا، فهي تستطيع ان تساعدنا على فهمها كي ندرك رسالة الله في التاريخ العائلي". البابا فرنسيس، "فرح الحب"، عدد 30. ومعا نجدد الوعد على مثال مريم العذراء سيدة بكركي قائلين: نعم للحياة، نعم للعطاء، نعم للتضامن ونعم للعائلة. مرددين مع البابا فرنسيس: "فالعائلة هي خير لا يستطيع المجتمع ان يتخطاه، إنما بحاجة الى ان يحافظ عليها". فرح الحب، عدد 44. واليوم، ومع هؤلاء العائلات، نتيقن من ان طريق القداسة تمر ايضا عبر العائلة، ومعكم نشعر يا صاحب الغبطة ان العائلة هي في قلب رسالة الكنيسة وفي قلبكم وفي قلب بكركي، هذا يعني انها في قلب الله الثالوث، الآب والابن والروح القدس. آمين".

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "روح أبيكم هو المتكلم فيكم" (متى 10: 20)، ومما جاء فيها: "يؤكد لنا الرب يسوع، في انجيل اليوم، أن الروح القدس، روح الآب السماوي، يكلمنا ويتكلم فينا في مختلف ظروف حياتنا، ولا سيما في الصعوبات والمحن والاضطهادت، من أية جهة أتت. هذا الروح القدس كلم وتكلم في العائلات العشر التي نكرمها اليوم لمناسبة عيد الأب ويوبيل سنة الرحمة. وهي عائلات تمثل الكثيرات من أمثالها، اللواتي تميزن بأربع: كثرة الانجاب، ودعوات مكرسة لعمل الرحمة، والتميز بعمل استثنائي في عيش الرحمة، وتقبل المصائب العائلية بصبر ورجاء". أضاف: "يسرنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الالهية، على نية هذه العائلات، بمناسبة عيد الأب. فنحيي كل أب في عائلته، ونشكره على ما بذل من جهود وقدم من تضحيات، إلى جانب الأم، ونسأل الله أن يحفظه على رأس عائلته بالصحة والخير والعمر الطويل وأن يحفظ كل أم. نصلي لراحة نفوس الذين سبقوا عائلاتهم إلى بيت الآب".

وتابع: "أود أن أشكر باسمكم جميعا مكتب راعوية الزواج والعائلة، بشخص منسقه، قدس الأباتي سمعان أبو عبدو ومعاونيه الزوجين المهندس سليم وريتا خوري، على تنظيم هذا الاحتفال والدعوة إليه. وأشكر معهم كل لجان العيلة والجماعات العيلية التي تعمل في الابرشيات والرعايا، بتوجيهات من مطارنتها وكهنتها، على تعزيز راعوية الزواج والعائلة، وفقًا لتعليم الكنيسة. واليوم يوجه هذا العمل الارشاد الرسولي "فرح الحب" الذي أصدره قداسة البابا فرنسيس في 19 أذار الماضي، في أعقاب سينودس الاساقفة الذي انعقد في روما، على دورتين، متناولا شؤون الزواج والعائلة من جميع الجوانب".

أضاف: "روح أبيكم هو المتكلم فيكم" (متى 10: 20). هذا التأكيد من الرب يسوع يأتي في سياق كلامه عن رسالة الكنيسة، برعاتها وعائلاتها وأبنائها وبناتها ومؤسساتها، وهي رسالة أوكلها المسيح إليها. في القيام بها وأداء الشهادة للمسيح تواجه الكنيسة المصاعب والمحن والاضطهادات. فيشجعها الرب يسوع، ويدعوها لاستلهام الروح القدس، الذي هو روح الآب الرحوم والمحب والعطوف، والاصغاء لما يقوله لها، ولكل واحد وواحدة في ضيقه، أيًا كان نوعه، من كلام تعزية، ولما يوحيه من موقف وقول وعمل. هذا الروح يسميه الرب يسوع في كلام آخر "الروح البارقليط" أي المعزي والمحامي والمدافع، وروح الحق (راجع يو 14: 16-17). الشهداء القديسون تكلم فيهم الروح وشجعهم وقواهم. وهكذا فعل مع القديسة رفقا والقديسة ريتا والقديسة تريز الطفل يسوع في أوجاعهن وآلامهن". وقال: "الكنيسة، بكل مكوناتها الكنسية والعائلية والمؤسساتية، مرسلة من المسيح لنشر ملكوت الله في العالم. ولهاه يقول إنها "مرسلة كالخراف بين الذئاب" (متى 10: 16). ذلك أنها تنشر ملكوت المحبة بوجه البغض، وملكوت الأخوة بوجه العداوة، وملكوت العدل بوجه الظلم، وملكوت السلام بوجه النزاعات، وملكوت النعمة والقداسة بوجه الخطيئة والشر. لذا يوصيها بفضيلتين: حكمة الحيات ووداعة الحمام. الحكمة هي أولى مواهب الروح القدس التي تنير عقل الانسان ليحسن القول والتصرف. والوداعة فضيلة تجد مثالها في وداعة المسيح الظاهرة في لطفه وحنانه وقربه من جميع الناس". أضاف: "عندما تزداد المحن والصعوبات والاضطهادات والانقسامات، يدعونا الرب يسوع إلى فضيلة الصبر والاحتمال (متى 10: 22)، كطريق آمن إلى الخلاص من المعاناة، بالشكل الذي يدبره الآب السماوي بحنانه ورحمته ومحبته اللامتناهية. هذا "الخلاص" هو مجيء المسيح، ابن الانسان، في حياتنا مخلصا وفاديا، معزيا ومقويا".

وتابع: "لم يعلم الرب يسوع شيئا إلا وعاشه. فترك لنا في شخصه المثال والقدوة: "ليس تلميذ أفضل من معلمه... وحسب التلميذ أن يكون مثل معلمه" (متى 10: 24-25). هذا هو مصدر عزائنا والصبر والثبات، بوجه مصاعب الحياة ومحنها، يقينا منا، في ضوء هذه القدوة، أن رسالة المسيح لم تنته بالصلب يوم الجمعة، بل بالقيامة في يوم الأحد. بالصلب غسل خطايا جميع البشر، وأشرك آلامهم في آلامه الخلاصية. وبالقيامة أعطى العالم الحياة الجديدة بالروح القدس. هكذا تنجلي قيمة المحن والمصاعب والاضطهادات التي تمر بها الكنيسة، كما الكنيسة المصغرة التي هي العائلة".

وقال: "في لبنان اليوم، العائلة هي الضحية الأولى والأكبر للأزمة السياسية المتسببة بتفاقم الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والامنية. فتعاني العائلات في معظمها من الفقر، وتتآكلها هموم غدها ومستقبل أولادها. والعائلة الوطنية اللبنانية هي ضحية هذه الأزمات. وكما للعائلة أب وأم يتوليان شؤونها، هكذا أيضا للعائلة الوطنية أب هو رئيس الجمهورية، ومؤسسات دستورية وعامة هي بمثابة الأم. لذا، نطالب أيضا وأيضا الجماعة السياسية، بكتلها النيابية، الاصغاء لضيمرها الوطني، والقيام بواجبها الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية، يكون أبا للعائلة الوطنية. فهو وحده يقسم اليمين على حفظ الدستور وعلى المحافظة على العائلة اللبنانية وعلى وحدتها ونموها ورغد عيشها؛ ووحده يبث الحياة في المجلس النيابي والحكومة. لا يحق للجماعة السياسية، مهما كانت الاسباب، التمادي في خراب الدولة وقهر المواطنين وتعطيل الخير العام".

أضاف: "العائلة في سوريا والعراق وفلسطين وسواها من منطقة الشرق الأوسط هي ضحية حروب أمراء الحرب الاقليمين والدوليين، الذين يتآكلهم الجشع السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، ويفرضون الحروب ويؤججون نارها، ويقتلعون الملايين من عائلات هذه البلدان من بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم. ويشردونها على طرقات العالم وحدود الدول بالحرمان والاذلال، ويقتلون أولادها وقواها الحية من مواطنيها الآمنين". وختم الراعي: "نطالب أيضا وأيضا معكم ومع ذوي الارادة الحسنة، الأسرة الدولية، وعلى وجه التحديد، منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ايقاف هذه الحروب. وايجاد الحلول السياسية السلمية للنزاعات، وتوطيد سلام عادل وشامل ودائم، واعادة جميع المهجرين والنازحين والمخطوفين الى ارضهم في وطنهم موفوري الكرامة، مع كامل حقوقهم كمواطنين. كل هذه المطالب نرفعها صلاة التماس من الله، مع آيات المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". وفي نهاية القداس، تم تكريم عشر عائلات تميزت بكثرة الإنجاب، بتكرس دعوات لعمل الرحمة بعمل استثنائي في عيش الرحمة، بتقبل التحديات بصبر ورجاء".