المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 حزيران/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.june22.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ فَمِنَ القَلْبِ يَصْدُر، وهُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان

وكانَ ٱلشَّعْبُ يَهْتِف: «صَوتُ إِلهٍ هذَا، لا صَوتُ إِنسَان!».فَضَرَبَهُ فَجْأَةً مَلاكُ ٱلرَّبّ، لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ ٱلمَجْدَ لله. وٱلتَهَمَهُ ٱلدُّودُ فَمَات. أَمَّا كلِمَةُ ٱللهِ فَكَانَتْ تَنْمُو وتَكْثُر

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

الولد بيضل ولد ولو حكم بلد/الياس بجاني

شركة حزب الكتائب المملوكة من الرئيس أمين الجميل وابنه سامي تنهي خدمات الموظف فيها سجعان قزي وتطرده/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تعليق صورة في «جويا» يودي بحياة «حسين» ويجرح شخصين

نبش قبور آل الأسعد في الجنوب: أموات يستقوون على أموات

علي الأمين/جنوبية

حزب الله يبحث عن طريق العودة إلى لبنان: حصار خانق ونفاذ العسل الإيراني!

حزب الله…جمود في الرؤية لا تنفع معه تشكيلات!

حزب الله والحرس الثوري يتوعدان البحرين

أزمة داخل الكتائب اللبنانية تهدد تماسكه

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 21 حزيران 2016

عقيلة الشيخ يعقوب: معتصمون بالله حتى الشهادة او الفرج

تخلية سبيل مرافقي النائب السابق حسن يعقوب بعد توقيف احتياطي ل6 اشهر على خلفية اختطاف هنيبعل القذافي

 نديم الجميل خلال جولته الاميركية دعا لرص الصفوف وإعادة توحيد جميع القوى الحرة

بهاء قادم وفهد يبيع ارضه… ما حكاية العائلة الحريرية؟

طاولة الحوار/خليل حلو/فايسبوك

الحوار الوطني في لبنان 'مكانك سر'/شادي علاء الدين/العرب

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هيئة الحوار قررت عقد 3 جلسات متتالية في 2 آب و3 و4 منه لمعالجة البنود العالقة

الراعي عرض مع بون الوضع السياسي وتأثيره على الإستحقاقات المقبلة

المحكمة الدولية: غرفة الدرجة الأولى تعقد غدا جلسة تمهيدية

بولدريني غادرت بيروت بعد لقائها بري وسلام وباسيل

الحريري: هل أستطيع أن أفهم ما دخل إيران وحزب الله إذا قررت البحرين سحب جنسية مواطن لديها؟

جريح داخل محطة للوقود في عين سعاده اثر إشكال على خلفية أفضلية الدور لغسل سيارة

لقاء لحملة طلعت ريحتكم لمناقشة قوانين الانتخاب المطروحة في مجلس النواب

حرب في جلسة الحوار: طرح الانتخابات النيابية قبل الرئاسية مغامرة قد تعرض كل النظام السياسي للسقوط

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن شورتر: لتواصل بريطانيا دعمها للبنان حكومة وشعبا

 تخلية سبيل مرافقي النائب السابق حسن يعقوب بعد توقيف احتياطي ل6 اشهر على خلفية اختطاف هنيبعل القذافي

قزي من بكركي: أحترم الكتائب ووجودي في الحكومة تمثيل للدور الماروني

الصايغ من بكركي: مواجهتنا مع الاداء الحكومي مفتوحة ولا خروج منها الا بالاتيان برئيس للجمهورية

فارس سعيد في ذكرى جورج حاوي: مبادىء 14 آذار قضية شعب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المقاومة الايرانية : سفارات نظام ملالي طهران أوکار للنشاطات الجاسوسية و التخريبية و لنشر التطرف و الارهاب في المنطقة و العالم

سليماني: اسقاط الجنسية عن ابرز مرجع شيعي في البحرين سيشعل المنطقة

مقتل واصابة جنود اردنيين في انفجار سيارة مفخخة قرب الحدود مع سوريا

العاهل الاردني: سنضرب بيد من حديد كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمننا

الجيش الأردني اعلن المناطق الحدودية مع سوريا مناطق عسكرية مغلقة

هولاند يستقبل ظريف غدا في باريس

دي ميستورا: لم نتفق على شكل سوريا بعد الانتقال السياسي

البحرين تهزم المشروع الإيراني في تصدير الطائفية

رئيس وزراء البحرين: المملكة تواجه أخطار الإرهاب

سوريا.. فساد البطاقات الأمنية وتوقيع حزب الله الأغلى/لم تعد حكراً على قوات الأمن والشبيحة بل سلعة تباع وتشرى

الحكومة المصرية تطعن في بطلان نقل تيران وصنافير

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في حلب: زلزلت الأرض تحت أقدام.. مَن/بتول خليل/المدن

الحكومة «باقية بحكم الشغور» والاهتداء إلى قانون انتخابي يحتاج إلى نقلة نوعية/وسام سعادة/المستقبل

أوروبا وبريطانيا… وغياب السياسة الخارجية/خيرالله خيرالله/العرب

أوقفوا العدادات/نبيل بومنصف/النهار

مَن يصارح الأساقفة بـ "الأسباب الحقيقية"/عبد الوهاب بدرخان/النهار

أبعاد أزمة المصارف والحزب المتصلة بالاستقرار هل تبلّغتها واشنطن وستأخذها في الاعتبار/روزانا بومنصف/النهار

ليس دفاعاً عن سجعان قزي: ماذا عن الديمقراطية "الكتائبية"/حسان الزين/المدن

سجعان قزي.. الكتائبي الأخير/عاصم بدر الدين/المدن

مأزق حزب الله في الخليج/يوسف الديني/ الشرق الأوسط

السعودية وخط الزلازل/غسان شربل/الحياة

وزير روسي وإيرانيون وطائرات إسرائيلية/خيرالله خيرالله/المستقبل

التطّرف قبل وبعد 11 /9/عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 فتفت: إستقالة الحكومة جريمة تؤدي إلى فراغ كامل في البلد

باسيل بعد اجتماع التكتل: النسبية هي ضمانة البقاء سواء صغر حجمنا السياسي أو كبر

كتلة المستقبل أعلنت تبنيها مداخلة السنيورة في جلسة الحوار: الاولوية لانتخاب رئيس ثم إقرار قانون انتخابي جديد

الراعي في تخرج دورة التنشئة الروحية: العالم يفقد الإنسانية في الحروب والقتل والإساءات فكونوا حقا سفراء الرحمة

مقابلة مطولة وشاملة من اللواء أشرف ريفي مع العربي الجديد/إيران تمنع انتخاب الرئيس اللبناني/حزب الله غرق في الوحل السوري/أنا منسجم مع نفسي وأنا مبدئي ولست تسووياً

سلام في الافطار السنوي لدار الأيتام الاسلامية: اذهبوا فورا الى انتخاب رئيس للجمهورية لنعيد النصاب الى المؤسسات

لحام: لن أستقيل ولن أستعفي أمام ضغوطات غير قانونية ومضللة ومقاطعة بعض المطارنة أعمال السينودس هو عصيان كنسي صريح

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ فَمِنَ القَلْبِ يَصْدُر، وهُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان

إنجيل القدّيس متّى15/من10حتى20/:"دَعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وقَالَ لَهُم: «إِسْمَعُوا وٱفْهَمُوا: لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَان، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ هُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان». حينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ التَّلاميذُ وقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ الفَرِّيسيِّينَ تَشَكَّكُوا حِيْنَ سَمِعُوا هذَا الكَلام؟».فَأَجَابَ وقَال: «كُلُّ غَرْسَةٍ لَمْ يَغرِسْهَا أَبي السَّماوِيُّ تُقلَع. دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة». فَأَجَابَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هذَا المَثَل». فقَال: «وهَلْ أَنْتُم أَيْضًا إِلى الآنَ لا تَفْهَمُون؟ أَلا تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يَنْزِلُ إِلى الجَوف، ثُمَّ يُدْفَعُ إِلى الخَلاء؟ أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ فَمِنَ القَلْبِ يَصْدُر، وهُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان. فَمِنَ القَلْبِ تَصْدُرُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَة، والقَتْلُ، والزِّنَى، والفُجُور، والسَّرِقَة، وشَهَادَةُ الزُّور، والتَّجْدِيف.تِلْكَ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَان. أَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلا يُنَجِّسُ الإِنْسَان».

 

وكانَ ٱلشَّعْبُ يَهْتِف: «صَوتُ إِلهٍ هذَا، لا صَوتُ إِنسَان!».فَضَرَبَهُ فَجْأَةً مَلاكُ ٱلرَّبّ، لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ ٱلمَجْدَ لله. وٱلتَهَمَهُ ٱلدُّودُ فَمَات. أَمَّا كلِمَةُ ٱللهِ فَكَانَتْ تَنْمُو وتَكْثُر

سفر أعمال الرسل12/من12حتى24/:"يا إخوتي، لَمَّا عَرَفَ بُطرسُ ٱلمَكَان، ذَهَبَ إِلى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا ٱلمُلَقَّبِ بِمَرْقُس. وكانَ كَثيرُونَ هُناكَ مُجتَمِعِينَ يُصَلُّون. ولَمَّا قَرَعَ ٱلبابَ ٱلخَارِجيّ، أَقبَلَتْ جارِيَةٌ ٱسْمُهَا رُودِي تَتَسَمَّع. وعَرَفَتْ صَوتَ بُطرُسَ فلَمْ تفْتَحِ ٱلبَابَ مِن فَرَحِها، بلْ أَسْرَعَتْ إِلى ٱلدَّاخِلِ وأَخْبَرَتْ أَنَّ بُطرُسَ واقِفٌ على ٱلباب. فقالُوا لَها: «مَجْنُونَةٌ أَنْتِ!». أَمَّا هيَ فأَصَرَّتْ تُؤَكِّدُ أَنَّ الأَمْرَ كَذلِكَ. فقالُوا: «إِنَّهُ مَلاكُهُ!». وكانَ بُطرُسُ لا يَزالُ يَقْرَع، ففَتَحُوا لَهُ، ورأَوْهُ فَدَهِشُوا. فأَشارَ إِلَيهِم بِيَدِهِ لِيَسْكُتُوا، وحَدَّثَهُم كَيْفَ أَخْرَجَهُ ٱلرَّبُّ مِنَ ٱلسِّجْن. وقال: «أَخْبِرُوا يَعقُوبَ وٱلإِخوَةَ بِهذَا». ثُمَّ خَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَوضِعٍ آخَر. ولَمَّا أَقْبَلَ ٱلنَّهَار، حَدَثَتْ بَلْبَلَةٌ كبيرَةٌ بَيْنَ ٱلجُنُود : «تُرَى ماذا جَرى لِبُطرُس؟». أَمَّا هِيرُودُس، فلَمَّا طَلَبَهُ ولَمْ يَجِدْهُ، ٱسْتَجْوَبَ ٱلحُرَّاسَ وأَمَرَ أَنْ يُسَاقُوا إِلى ٱلعَذاب. ثُمَّ نَزَلَ مِنَ ٱليَهُودِيَّةِ إِلى قَيصَرِيَّة، وأَقَامَ فيها. وكانَ هِيرُودُسُ ناقِمًا عَلى أَهْلِ صُورَ وصَيدا، فمَثُلُوا مَعًا بَيْنَ يَدَيْه، وٱسْتَمَالُوا بْلاسْتُسَ حَاجِبَ ٱلمَلِك، وٱلْتَمَسُوا ٱلسَّلام؛ لأَنَّ بِلادَهُم كَانَتْ تتَمَوَّنُ مِنْ بِلادِ ٱلمَلِك. وفي ٱليَومِ ٱلمُعَيَّن، لَبِسَ هِيرُودُسُ ٱلحُلَّةَ ٱلمَلَكِيَّة، وجَلَسَ على ٱلمِنْبَرِ يَخطُبُ فيهِم. وكانَ ٱلشَّعْبُ يَهْتِف: «صَوتُ إِلهٍ هذَا، لا صَوتُ إِنسَان!».فَضَرَبَهُ فَجْأَةً مَلاكُ ٱلرَّبّ، لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ ٱلمَجْدَ لله. وٱلتَهَمَهُ ٱلدُّودُ فَمَات. أَمَّا كلِمَةُ ٱللهِ فَكَانَتْ تَنْمُو وتَكْثُر."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

جميعنا في سفر نحو بيت السماء المشترك، حيث سنتمكّن من قراءة سرّ الكون بإعجاب ملؤه الفرح.

We are all on a journey to the common house of heaven, where we will be able to admire with joyful wonder the mystery of the universe

Nous sommes tous en voyage vers la maison commune du ciel, où nous pourrons lire avec une joyeuse admiration le mystère de l’univers

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية

الولد بيضل ولد ولو حكم بلد

الياس بجاني/21 حزيران/16

الولد بيضل ولد ولو حكم بلد ومصيبة لبنان تكمن في قرّطة "أولاد" ورثوا أحزاباً ومؤسسات ومواقع نيابية دون عناء وهم لا يستحقونها كما أنهم للأسف جهلة في السياسة وشجونها ولا يعرفون الف باء التواضع وأغبياء حتى الثمالة في أصول التعاطي الأخلاقي مع الغير. .. ولهذا هم قمة في الخيبات والفشل..الصهر العجيبة جبران واحد من هؤلاء وهم كثر في لبناننا المحتل.

 

شركة حزب الكتائب المملوكة من الرئيس أمين الجميل وابنه سامي تنهي خدمات الموظف فيها سجعان قزي وتطرده

الياس بجاني/20 حزيران/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/06/20/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A9/

باختصار جداً مفيد وواقعي ومنطقي، ودون لف ودوران، ودون تقية وذمية، ودون الغرق في مشهديات نفاق ودجل تثير الغرائز والعصبيات المذهبية نقول وبصوت عال إن ما جرى اليوم مع شركة حزب الكتائب هو أمر جداً عادي..

موظف لم يعد مرغوباً فيه من قبل أصحاب الشركة فتم طرده.

واقعة طرد الوزير سجعان قزي اليوم تجسد صبيانية ومأساوية ونتانة وخطورة وطروادية أوضاع أحزاب لبنان “القُرّط” كافة ودون أي استثناء.

من المحزن والمؤسف أن الأحزاب اللبنانية الشركات التجارية والعائلية هي عملياً وواقعاً معاشاً متخصصة بامتياز في تشويه القيم والأخلاق وتمثيل الناس والثوابت اللبنانية تحت أقنعة زائفة كثيرة في مقدمها قناع المذهبية والتعصب.

في الظاهر يبدو أن قرار المكتب السياسي لشركة حزب الكتائب على أنه قانوني ودستوري ومتخذ عن طريق الديموقراطية والتصويت، إلا أن الواقع الذي يعرفه القاصي والداني في لبنان وداخل الشركة الحزب يفيد أن المطرود تم طرده لأن ابن صاحب الشركة الذي يديرها شؤونها حالياً لا يريده ولا يؤيد توزيره وربما يغار منه ولا يرتاح له.

واقعاً معاشاً فإن استقالة وزراء شركة حزب الكتائب أصلاً كانت عمل مسرحي ونوع من حروب الطواحين على خلفية أنانية في سياق المزايدات كما سبق وكتبنا..

الشركة كانت دخلت الحكومة ب 3 وزراء وها هي تخرج بواحد فقط وهذا أمر يجسد المهزلة والبهدلة.

في الخلاصة، إن الواقعة الكتائبية الحالية المسرحية و”الطواحنية” اليوم هي واقعة شائعة وتحدث باستمرار داخل كل الأحزاب الشركات وسوف تتكرر طالما أن لا أحزاب في لبنان، بل شركات وقُرّط.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تعليق صورة في «جويا» يودي بحياة «حسين» ويجرح شخصين

خاصّ جنوبية 21 يونيو، 2016/حدث ما كان يخشى منه في بلدة جويا الجنوبية، فبعد الانتخابات البلدية الملتبسة التي جرت فيها قبل أسابيع، وكانت نتيجتها انجاح لائحة "الوفاء والتنمية" بالقوة وهي المدعومة من حزب الله وحركة أمل كما ادعت لائحة "قرار جويا" المنافسة ، وقع اشكال أمس بين انصار اللائحتين اسفر عن سقوط قتيل وجريحين. اشارت مصادر في البلدة لموقع “جنوبية” الى ان سبب الاشكال يعود الى اصرار انصار اللائحة الفائزة على تعليق صورة نائب رئيس البلدية العتيد ابراهيم حيدر المحسوب على حركة أمل في حي المساكن الذي يقطنه أكثرية تابعة لللائحة الخاسرة، أو التي خسّرت من قبل قوى الأمر الواقع، فما كان منهم الا ان اعترضوا وطالبوا انصار حركة أمل عدم تعليق الصورة، ليشتبك الفريقان بعدها بالاسلحة الخفيفة فسقط “حسين الدايخ” (38 عاما) صريعا برصاصة في رأسه وهو أب لثلاثة أطفال، وكان يمرّ مصادفة في الحي بطريقه الى احد الافران كي يبتاع مناقيش لافطار عائلته، حسبما قال المصدر المذكور.كما اصيب شخصان بجروح. وعلى الاثر ضربت قوة من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في البلدة وقامت بحملة توقيفات للمتسببين بالإشكال ومطلقي النار. وكان السيد حسين طاهر رئيس لائحة “قرار جويا” صرح لموقع جنوبية بعد أيام من الانتخابات البلدية انه قدّم طعنا في صحة الانتخابات لدى مجلس شورى الدولة مؤكدا ان لائحته المكونة من 14 عضوا فازت كلها بشهادة مندوبي الاقلام قبل ان يدخل حوالي مئتي شخص فجأة الى قلم الاقتراع حوالي منتصف ليل الانتخابات فمزقوا البيانات، واستولوا على الصناديق ونقلوها الى السراي في صور حيث لجان القيد. وأعلن في اليوم التالي أن لائحتهم هي الفائزة ب16مقعداً، وبذلك “نمنا ونحن نتلقى التهاني، واستيقظنا على خسارتنا بالتزوير والقهر والغلبة” على حدّ تعبيره. حالة من التوتر والاحتقان تسود بلدة جويا، والاهالي في حالة من القلق الشديد تسبب بها ما جرى من تلاعب في نتائج الانتخابات البلدية التي جرت الشهر الفائت وخلفت هذا الكم من الأحقاد بين العائلات، وعلى أمل ان تنجح المساعي الحميدة في اصلاح الامر لتعود المياه الى مجاريها، فانه لا بدّ من القول ان القيم العائلية والاجتماعية الراقية المفعمه بالمحبة وفعل الخير التي يتمتع بها اهالي جويا، كفيلة بمحاصرة ما جرى من شرور وأحقاد، وان روح حسين الدايخ لن تستريح حتى تعود الالفة وهذه المحبة لبلدته الكريمة والمعطاءة.

 

نبش قبور آل الأسعد في الجنوب: أموات يستقوون على أموات

علي الأمين/جنوبية/21 يونيو، 2016/ما شهدته دار الطيبة ليل أمس من نبش لقبور الرئيس الأسبق لمجلس النواب أحمد الأسعد ووالده وعمه الزعيمين عبد اللطيف وكامل الأسعد وشقيقه فارس الأسعد. لم يحرك الحمية لدى السياسيين ومدعي الدفاع عن الأضرحة والأخلاقيات والدين.  أقدم مجهولون أمس على تحطيم أضرحة كل من الرئيس الأسبق لمجلس النواب أحمد الأسعد ووالده وعمه الزعيمين عبد اللطيف وكامل الأسعد وشقيقه فارس الأسعد. الأضرحة الواقعة في مدفن خاص قرب دار الطيبة، المقر التاريخي لزعامة آل الأسعد في جبل عامل. هذه الأسماء لها في تاريخ جبل عامل مكانة وحضور في الحياة السياسية وفي وجدان الناس، وفي الذاكرة الجمعية والمتوارثة من جيل إلى جيل. زعامة آل الاسعد ممتدة وليست طارئة، ومنذ مئات السنين. الملفت أنّ ما جرى لم يستثر أحداً من الزعامات لا سيما أولئك الذين ورثوا الرياسة والقيادة. لم يصدر موقف من أحد النواب اللبنانيين أو حيث تقع الاضرحة. موقف واحد يدين التعرض لضريح.. مجرد ضريح، ولا سمعنا استنكاراً فقط من أجل اسقاط أيّ إيحاء بأنّ ما جرى هو محاولة نبش قبور. هذه الفكرة الجاهلية. ولأننا في عصر الاسلام المحمدي الأصيل… بلا زيادة ولا نقصان، يفترض أن يكون هذا الاعتداء مرفوضاً ومنافياً لأبسط القيم الإنسانية والدينية، فرصة للتذكير بأنّ هذا العمل هو من أعمال زمن الجاهلية.

لا يبدو أنّ أحداً من السياسيين ولا الذين يخوضون الحروب باسم حماية الأضرحة الشريفة، مهتم بأن يصدر موقفاً حيال ما جرى. الاستهانة بما جرى هو دليل على حجم الانهيار الأخلاقي، ولا أقول الديني. باعتبار أنّ هناك من تفنن وأفتى وعمل على فصل الاخلاق عن الدين. المسألة تتجاوز القضية السياسية، لا بل هي في صلب السياسة، وفي صلب الأخلاق، وفي جوهر القيم التي ميزت جبل عامل في التاريخ العربي والإسلامي. وأن لا يهتم أيّ شخص يعتبر نفسه زعيماً جنوبياً أو شيعياً، بخبر التعرض لأهم زعيمين حاضرين في التاريخ العاملي واللبناني الحديث، أي كامل الأسعد الذي توفي في العام 1924، وأحمد الأسعد الذي توفي في العام 1961… أن لا يستثار، أن لا يهتم، أن لا يصدر أيّ موقف، فهذا يكشف عن مدى الانهيار الذي أصاب مجتمعنا سياسياً وأخلاقياً. ربما لا يدرك زعماء الجنوب والشيعة اليوم أنّهم استنكارهم للتعرض لأضرحة أسلافهم هو تحصين وحماية لأضرحتهم، بعد عمر طويل. والاعتداء على الأضرحة هو استقواء على أموات لا حيلة لهم ولا قدرة على المواجهة. وهي مواجهة تليق بمن قاموا بها. إذ لا يجرؤون على مواجهة الأحياء، بل يستقوون على التراب. في هذا المجتمع حيث تموت الأخلاق وينحر شبان منها عشرات آلاف السوريين. لا غرابة في استقواء الأموات على الأموات.

 

حزب الله يبحث عن طريق العودة إلى لبنان: حصار خانق ونفاذ العسل الإيراني!

21 يونيو، 2016/جنوبية/يتابع “حزب الله” لحظة بلحظة التطورات المتسارعة في المنطقة سياسيا وعسكريا، ويتصدّر الشأن الاقليمي قائمة اهتماماته فيبني معظم قراراته على إيقاع مستجداته، متخطيا أحيانا كثيرة المصلحة اللبنانية، الامر الذي يأخذه عليه خصومه السياسيون في الداخل. وتشير أوساط سياسة مستقلة عبر “المركزية” الى ان قيادة “حزب الله” تنكبّ حاليا على قراءة سير الاحداث في الميادين التي ينغمس فيها ومنها اليمن والعراق عموما، وفي سوريا خصوصا، حيث يتبين له أن الأمور مهما ازدادت تعقيدا ومنسوب التصعيد الميداني مهما ارتفع كما هو حاصل اليوم، لا بدّ أن يبلغ سقفا معينا يُدفع عنده المتقاتلون الى طاولة المفاوضات مجددا، بما يعبّد الطريق أمام التسوية السياسية التي يرعاها الاميركيون والروس. والسؤال المطروح داخل أروقة “حزب الله”: كيف نعود من سوريا الى لبنان آنذاك، وكيف نتفادى تسوية داخلية على حسابنا؟

المسألة اليوم محور نقاش واسع داخل “حزب الله” ومحط أخذ ورد بين كوادره، وفق الاوساط التي تشير الى ان قيادة “الحزب” تأخذ في الاعتبار خلال مداولاتها، مجموعة عوامل مستجدة اقليميا، تضعها أمام حتمية مقاربة جديدة للواقع السياسي اللبناني قبل فوات الاوان. ومن هذه العلامات: التوجهات الايرانية المهادنة لا التصعيدية التي تمثلت اخيرا في استبدال مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين متشددين في القيادة الايرانية منهم حسين امير عبد اللهيان، بشخصيات أخرى أكثر ليونة واعتدالا وقربا من العرب، ما يدل الى ان طهران قد تكون في وارد تسهيل بعض الملفات العالقة في المنطقة، وعلى “حزب الله” بالتالي الاستعداد لمواكبة الانعطافة الايرانية هذه. أما العامل الآخر الذي يتوقف عنده “حزب الله” في جردة الحساب التي يجريها، فيتمثل في الحصار الخانق المتزايد عليه ماليا بفعل قانون العقوبات الاميركي لتجفيف منابع تمويله وسياسيا حيث بات في عين دول مجلس التعاون الخليجي ومعظم دول الجامعة العربية منظمة إرهابية وجبت محاربتها، ناهيك عن الاتهامات الموجهة اليه من قوس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ويضاف الى هذه الحقائق الصعبة تململا بدأ يبرز أكثر فأكثر داخل بيئته جراء عدد القتلى الذين يسقطون من عناصره في سوريا.

هذه الوضعية الحرجة وفق الاوساط، قد تدفع “الحزب” الى اعادة حساباته اللبنانية، حيث يكثر الحديث في صفوفه عن ضرورة اغتنام الفرصة المتاحة اليوم للدفع نحو تسوية سياسية شاملة تحفظ رأسه وتعيد اليه غطاء شرعيا هو بأمس الحاجة اليه، خصوصا أن المكاسب التي يمكن أن يحصّلها اليوم قد لا تكون متاحة غدا لا سيما اذا تقهقر النفوذ الايراني في المنطقة. وتلفت الاوساط الى ان “الحزب” قد يحاول في الايام القليلة المقبلة جسّ نبض الفرقاء الآخرين من “سلّة” شاملة تضمن الحفاظ على سلاحه وعلى ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، على أن يتفق مع رئيس الجمهورية العتيد على هذه الثوابت، مقابل تسهيله الانتخابات الرئاسية، على أن يشمل الـ”Deal” العتيد أيضا الاتفاق على قانون انتخابي جديد تتم وفقه الانتخابات النيابية بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي. وتسأل “هل يغلب هذا التوجه على قرار “الحزب” أم يبقى الصوت المتشدد الاعلى في صفوفه”؟

 

حزب الله…جمود في الرؤية لا تنفع معه تشكيلات!

خاص جنوبية 21 يونيو، 2016/تشكيلات وتعيينات جديدة داخل حزب الله، معلومات سريّة سربتها جريدة "الأخبار" التي تعتبر منبرا إعلاميًا للحزب، إلاّ أنّ خرق السرية أغضب حزب الله الذي يحتاج إلى تغييرات جذرية في بنيته بعدما تخطى دوره الحدود اللبنانية منذ مدة! منذ انهماك حزب الله في الحرب السورية، وخلعه عباءة المقاومة ليصبح أداةَ لتنفيذ المشروع الايراني المذهبي في الشرق الأوسط، تحوّل الحزب اللبناني إلى حزب إقليمي ينقل مقاتلوه خبراته العسكرية والقتالية إلى كل بقعة عربية لتكريس المدّ الايراني في الدول العربية وخصوصًا في سوريا والعراق واليمن بعد لبنان. «هذا التحوّل الاستراتيجي في دور حزب الله يحتاج إلى تغيير بنيوي جذري، خصوصًا أنّ الحرب السورية استنزفت آلاف القتلى والجرحى من مقاتلين وقياديين، وفي المقابل فانه ضم أعدادا ضخمة من المنتسبين الجدد الى صفوفه كمقاتلين واداريين. هذا التغيّر الملموس في دور حزب الله رافقه عدم حصول حركة تشكيلات جديدة وجذرية تترافق مع الوضع الجديد» بحسب مصدر مقرب من حزب الله اورد لـ«جنوبية» ان ما سرب من معلومات عن هذه التشكيلات لا يبدو انها تمس مراكز القرار في الحزب التي يبدو انها بقيت كما هي. هذه التشكيلات الجديدة عرضتها جريدة «الأخبار» بشكل مفصل، أبرزها يدخل في الدور الخارجي للحزب وهذه أبرز النقاط : · الاول تعاظم الدور الخارجي للحزب، وخصوصا في سوريا، حيث صار بمقدور الحزب اقامة تشكيل متكامل له وحداته التنظيمية والاجتماعية الى جانب الوحدات العسكرية والامنية. وهذا يحتاج الى نقل كوادر من أصحاب الخبرات في كل هذه المجالات الى سوريا.

العقوبات الخليجية على خزب الله

· اعادة تنظيم المجلس الجهادي بعد استشهاد القائد مصطفى بدرالدين (السيد ذوالفقار) الذي كان مسؤولا عن عدد من الوحدات العسكرية والامنية في لبنان وسوريا، وتعيين خلف له في ادارة الوحدات العسكرية والامنية في سوريا، وتكليف قيادات تكون عادة غير معلنة بادارة الوحدات التي كانت تحت اشرافه في لبنان. وفي هذا السياق، من المرجح أن تتم اعادة هيكلة واسعة النطاق في وحدات المجلس الجهادي بحيث يتم توزيع المهام والصلاحيات التي كان يتولاها بدر الدين على عدد من المسؤولين، وكل ذلك تحت إشراف الأمين العام وقيادته.

· توسيع صلاحيات بعض اعضاء الشورى، وخلق معاونيات جديدة، بهدف تقليص الأعباء الملقاة على عاتق الامين العام السيد حسن نصرالله في متابعة غالبية الملفات التي تخص الحزب في لبنان وخارجه.

إلاّ أنّ هذ التسريبات أغضبت قيادة حزب الله التي كانت تخطط وتنفذ وتعيّن في السابق بسرية شديدة، وخصوصًا في الأمور التي تتعلق بالشق الأمني والعسكري للحزب وكوادره، لذلك وبحسب المصدر نفسه قرّر «حزب الله وقف إعادة ترتيب هيكليته التنظيمية بعدما سرّبت التشكيلات بتفاصيلها إلى الاعلام، لأنّ ما حصل يعتبر خرقًا للسرية الذي يحرص حزب الله على الحفاظ عليها لناحيتين، الاولى من اجل عدم معرفة الخصوم بها مسبقا، والثانية من اجل تظهيرها للانصار انها عملية تصويب واصلاح طال انتظاره، بعكس الواقع الذي لم ير في تلك.التشكيلات التي سربت اي جديد يذكر.

 

حزب الله والحرس الثوري يتوعدان البحرين

العرب/21 حزيران/16/المنامة - يعبر قرار المنامة بإسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم عن عزم رسمي لحكومة البحرين على التعامل بحسم مع ملف المعارضة التي تقودها جمعية الوفاق. ويرى مراقبون أن الإجراءات البحرينية تتأسس على منهجية طويلة الأمد وليس على ردود فعل ظرفية، وأن قرار إسقاط الجنسية عن قاسم أتى بعد أقل من أسبوع من حكم محكمة بحرينية بتعليق أنشطة جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة وإغلاق مكاتبها. وبعد أسابيع على تشديد محكمة الاستئناف البحرينية الحكم بسجن الشيخ علي سلمان الأمين العام للجمعية، ليصبح تسع سنوات بدلا من أربع.وتعتبر المنامة أن إجراءاتها تهدف إلى الدفاع عن البلد وصون وحدته الداخلية، الأمر الذي يفسر موقف حزب الله اللبناني الذي طالب الشعب البحريني بالتعبير عن “غضبه وسخطه”، معتبرا أن القرار ستكون له “عاقبة وخيمة”. في حين هدد الحرس الثوري الإيراني بأن حكومة البحرين "ستدفع ثمن" إهانة قاسم وحذر من "صراع دموي مسلح". ويأتي هذا التطور بعد أسبوع على أنباء تحدثت عن قيام السلطات البحرينية بالتحقيق في حساب بنكي حجمه عشرة ملايين دولار باسم الشيخ قاسم لمعرفة من أين يأتيه المال وكيف يُنفق، لكن لم يصدر أي موقف رسمي بهذا الشأن. وقد قيل إن هذه التحقيقات أثارت تصريحات شديدة اللهجة من رجال دين كبار بينهم الشيــخ قاسم ضد أي محاولة للتدخل في جمع الخمس عند الشيعة. وتقول مصادر مراقبة للشؤون البحرينية إن الشيخ عيسى قاسم يحتل قمة هرم الإسلام السياسي الشيعي الأصولي في البلاد، وأن هذا الهرم يضم أكثر من 100 مؤسسة مذهبية، والمئات من الحسينيات للرجال والنساء، وكلها تدير شؤون أتباعه. وأن تلك المؤسسات تشمل أجهزة إعلامية ومالية واستخباراتية وتعليمية ودينية، تعمل على نشر الطقوس والتثقيف العقائدي والتدريب العسكري، بما أضحى يشكل دولة داخل دولة. وتتهم هذه المصادر الشيخ عيسى قاسم بأنه عمل على تحويل عقيدة شيعة البحرين من الشيعة الإخبارية إلى الشيعة الأصولية ليتمكن من نشر عقيدة ولاية الفقيه الإيرانية الخمينية، التي لم تكن من عقائد الشيعة. وتضيف أن قاسم يتصرف بشكل علني بصفته وكيل علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، في البحرين.

 

أزمة داخل الكتائب اللبنانية تهدد تماسكه

العرب/21 حزيران/16/بيروت - أماط اللغط الحاصل داخل حزب الكتائب اللبنانية حول استقالة وزيريه من الحكومة، اللثام عن أزمة حقيقية داخل الحزب الماروني، قد تعصف بتماسكه. وأبدى وزير العمل وعضو المكتب السياسي للكتائب سجعان قزي عدم اقتناع بتقديم استقالته من الحكومة، لعدم دستوريتها في ظل غياب رئيس للجمهورية، فضلا عن أن الاستقالة ستعني التخلي عن تحمل المسؤولية في التصدي لصفقات “مشبوهة” تسعى بعض الجهات السياسية لتمريرها. وبالمقابل يصر رئيس الحزب الشاب سامي الجميل على استقالة قزي ووزير الاقتصاد آلان حكيم، معتبرا أن الحكومة الحالية “فقدت صلاحيتها”. وكان الجميل قد أعلن الأسبوع الماضي عن قرار حزبه باستقالة وزيريه من الحكومة التي تشكلت في فبراير من العام 2014. وتولى رئيس الحزب بنفسه إبلاغ رئيس الحكومة تمام سلام باستقالة وزيريه شفاهيا، ليرد عليه سلام بأن عليه تقديم رسالة خطية في هذا الشأن وإلا فإن الاستقالة لن تكون مقبولة وسارية المفعول، قائلا “إذا كانت النية جدّية بالاستقالة فيجب أن تقدّم خطية إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء”. وأكد سجعان قزي، عقب لقائه، الاثنين، مع رئيس الحكومة، بأن الاستقالة لن تتعدى الجانب الشفاهي، وأنه مستمر في تصريف أعمال الوزارة. وحاول قزي أن يخفف من وطأة تصريحاته السابقة حيال الاستقالة قائلا “طالما هناك توافق أعلن عنه الجميل بأنه في غياب رئيس الجمهورية الاستقالة تقدم شفويا، هذا يعني أن الاستقالة لا تلغي الاستمرار في تصريف الأعمال، لذلك أنا منذ اليوم الأول الذي التزمت فيه بقرار الحزب أيضا انطلاقا من هذا القرار ملتزم بالاستمرار بتصريف الأعمال وهذا الأمر كان هناك تفاهم ضمني عليه داخل القيادة الكتائبية”. وكان وزير العمل المستقيل شفاهيا، قد صرح سابقا بأن كلام الجميل “استقالة سياسية” ليس أكثر، وأشار إلى “عدم صدور أي موقف سابق علني يشير إلى نية الاستقالة أو إعلانها، لا خطيا ولا شفاهيا”. وأكد قزي، الذي كان قبل سنة يشغل منصب نائب رئيس الحزب عندما كان أمين الجميّل يتولى الرئاسة، “من الباب الشكلي على الأقل يجب أن يتقدم الوزير نفسه بالاستقالة”. ورأى في تصريحات لـ“النهار” “أن الاستقالة الشفاهية لا معنى دستوريا لها، وهي لا تصرف”.وأظهر الخلاف الحاصل بين وزير العمل سجعان قزي من جهة ورئيس الحزب الشاب سامي الجميل من جهة أخرى عن وجود تيارين داخل الحزب، الأول بقيادة الأخير الذي مر على رئاسته للكتائب العام خلفا لوالده أمين الجميل، والثاني يمثل أقلية داخل الحزب.

سجعان قزي: الاستقالة المقدمة شفاهيا لا تلغي الاستمرار في تصريف الأعمال

ويقول متابعون للمشهد اللبناني إن سامي الجميل يعمل منذ تقلده منصب رئاسة الكتائب على تغيير طريقة تعاطي الحزب في إدارته لمعاركه السياسية، الأمر الذي يجد معارضة من طرف تيار يدعو إلى التروي وعدم اتخاذ خطوات قد تكلف الحزب الكثير سياسيا. ويسجل المتابعون رغبة محتدمة لدى رئيس الحزب الشاب في التمرد على الطبقة السياسية القائمة التي فشلت في إيجاد مخارج للوضع شبه المسدود الذي يمر به البلد. وتتجلى عناوين فشل النخبة الحالية في عجزها عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من عامين، فضلا عن تمديدها لمجلس النواب للمرة الثانية على التوالي رغم عدم دستورية هذه الخطوة، إلى جانب عدم قدرتها على حل المشاكل التي لها علاقة مباشرة بالمواطن مثل أزمة النفايات وغيرها. وأظهرت الانتخابات البلدية الأخيرة، وهي أول انتخابات تجرى في لبنان، منذ سنوات، حالة تململ وغضب في الشارع اللبناني على النخبة القائمة، عززت رغبة الجميل في إعلان التمرد على هذه النخبة، والتقرب أكثر من المجتمع المدني الذي بات رقما صعبا في المعادلة اللبنانية، وهو ما أظهرته قائمة “بيروت مدينتي” في انتخابات بيروت. وجدير بالإشارة أن حزب الكتائب كان تقريبا الوحيد الذي أيد وساند الحراك المدني في لبنان الذي انطلق في العام 2015 ردا على أزمة النفايات. وقد خرج الكتائبيون في مسيرات في رياض الصلح وسط بيروت جنبا إلى جنب مع مناصري الحراك، الأمر الذي أثار وقتها انتقادات كثيرة مصدرها القوى السياسية القائمة التي ترى بأن الوضع الداخلي والإقليمي لا يسمح بمثل هكذا تحركات.  ويبدو أن سامي الجميل الذي يلاقي دعما كبيرا خاصة من شباب الكتائب وأيضا من خارج الحزب، مصر على سلك طريق مغاير عما عهده الحزب في العقود الأخيرة، فللرئيس الشاب طموحات أكبر من القناعة بالموقع الحالي للحزب. وما يدفعه أكثر إلى تبني هذا النهج هو التحالف القائم بين التيار الوطني الحر وحزب القوات، والذي لا يجد الكتائب مكان له ضمنه. ويحاول كل من حزبي القوات والوطني الحر تثبيت مقولة أنهما الممثلان الوحيدان والشرعيان للطائفة المسيحية في لبنان، وهذا ما يرفض الكتائب الإقرار به، خاصة بعد الانتخابات البلدية، التي لم تكن على قدر توقعات الحزبين المتحالفين. ويراهن الجميل على التغير القائم في المزاج اللبناني، ولكن يبقى هذا الرهان وفق التيار المعارض له، غير كاف، وأن اعتماد سياسة حرق المراحل لإعادة تموقع الحزب، محفوفة بالمخاطر. وحزب الكتائب اللبناني، تشكل في العام 1963 على يد بيار الجميل، وكان أحد الأطراف الرئيسية في الحرب الأهلية، كما كان أبرز المساهمين في نشأة حزب القوات. وشهد الحزب تراجعا مع وفاة مؤسسه سنة 1984 خاصة بعد الانقسامات التي عصفت به.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 21 حزيران 2016

الثلاثاء 21 حزيران 2016

النهار

مع النسبية ...

لوحظ أن أحزاباً كانت ضد النسبية فأصبحت معها بعد الانتخابات البلدية والاختيارية.

هيئة الإشراف؟ ...

سأل وزير سابق عن شرعية الانتخابات النيابية في جزين من دون الهيئة المستقلة للإشراف عليها كما ينص القانون.

التيار رابح ...

قال رئيس حكومة سابق إن "التيار الوطني الحر" هو الرابح في تحالفه مع "القوات" لأنه ربح أصوات الأخير ولم يخسر أصوات "حزب الله".

"الفيديرالية" تعود ...

سُمع رئيس حزب مسيحي يقول إن تعديل الطائف على نحو غير مقبول من شأنه أن يجعل "الفيديرالية" هي الحل خصوصاً إذا ما اعتمدت في دول عربية.

السفير

يتردد أن أحد كبار تجار الأسلحة في فرنسا، وهو من أصل لبناني، هو من قام بتمويل اللائحة التي فازت في انتخابات طرابلس، بإيعاز أمني لبناني ـ فرنسي!

قال أحد نواب الشمال إن تركيب أبراج الإنترنت غير الشرعي في أعالي قمم الجبال "يحتاج فنياً ونظرياً الى طائرات".

يكرر نائب في كتلة نيابية كبرى أمام زملائه في هذه الأيام حادثة البغل الإنكليزي الذي كُتب على قبره عبارة "رفس 4 جنرالات و10 عقداء ولغماً واحداً"!

المستقبل

يقال

إنّ أول خطوة إبعاد ستعقب إقالة المسؤول الإيراني حسين أمير عبداللهيان ستطال قائد "الباسيج" محمد رضا نقدي الذي لم يظهر منذ فترة والذي يتوقع أن يخلفه نائبه الجنرال علي فضلي.

اللواء

استفسرت شخصيات صديقة لرئيس حزب وسطي عن ملابسات عدم إعطائه تأشيرة للسفر إلى دولة كبرى؟!

ينقل حزبي سابق حول العلاقة بين رئيس حزب ووزير ينتمي إلى هذا الحزب كلاماً ربما يتّسع لفصل كامل من كتاب؟!

بناء عملاق في بيروت، يواجه أزمة "أعمدة"، بعدما ذهبت الأساسات في الأرض أكثر من المعدَّل، مما يهدّد بمخاطر جمّة؟!

الجمهورية

إهتمت جهات سياسية داخلية بمعرفة مدى جدّية الرسالة التي أطلقها أحد الوزراء السابقين من منبر مرشح رئاسي، ومعرفة ما إذا كان استرسل فيها.

توقف المتابعون باهتمام عند إفطار أقامه الرئيس نجيب ميقاتي، وتحوّل الى مهرجان شعبي بمشاركة أعضاء لائحتي طرابلس والميناء الرابحتين والخاسرتين، معتبرين في ذلك مدّ يد من ميقاتي نحو ريفي الذي كان جمعه إفطار بالحريري في منزل الصفدي في الحلوة.

طلب أحد الأحزاب إجراء إحصاء خاص في كسروان لتبيان قوّته في حال أجبر على خوض المعركة وحيداً وفرط مشروع التحالف مع إحدى القوى.

البناء

لم يستبعد سياسي مخضرم أن يكون الرئيس الأسبق أمين الجميّل خلف الموقف الذي اتخذه وزير العمل سجعان قزي خلافاً لإعلان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل استقالة وزيريه قزي وألان حكيم من الحكومة، خصوصاً مع تسريب معلومات عن معارضة الجميّل الأب للاستقالة منذ إعلانها، معتبراً أنّ الأخير ذكّر بلسان قزي أنه "شريك في القرار"…!

 

عقيلة الشيخ يعقوب: معتصمون بالله حتى الشهادة او الفرج

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب، في بيان، "ان عقيلته الشيخة امتثال حيدر باتت ليلتها الثامنة والاربعين، في مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وجاء البيان الثامن والاربعون والذي كتب على لوح امام المارة وفيه:"ان الاعتصام المفتوح على الطرقات حتى الشهادة او الفرج امتحان لصبرنا وامتحان لظلمكم وجبروتكم والله بصير وهو احكم الحاكمين. يا ربي ان جرأتهم على معصيتك وجرأتهم على ظلمنا وافساد البلاد لا مثيل لها. ادعوك يا قاهر كل جبار ان تنتقم ممن ظلمنا في حق صيامنا في هذا الشهر المبارك الذي تغيث فيه المعذبين والمظلومين".

 

تخلية سبيل مرافقي النائب السابق حسن يعقوب بعد توقيف احتياطي ل6 اشهر على خلفية اختطاف هنيبعل القذافي

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالةالوطنية للاعلام " عادل حاموش، ان الهيئة الاتهامية في جبل لبنان، وافقت اليوم على اخلاء سبيل مرافقي النائب السابق حسن يعقوب: زياد علي حسن قاسم وسليم حمود مقابل كفالة مالية، وذلك بعد مرور 6 أشهر على توقيفهما الاحتياطي على خلفية اختطاف هنيبعل القذافي. يشار الى ان شقيق النائب السابق حسن يعقوب المهندس حسين كان اوقف في هذه القضية وأخلي سبيله منذ 3 أشهر. كذلك الامر بالنسبة الى مرافق يعقوب وسام الموسوي الذي كان اخلي سبيله ايضا منذ شهر تقريبا.

ولم يبق موقوفا في هذا الملف سوى النائب السابق حسن يعقوب.

 

 نديم الجميل خلال جولته الاميركية دعا لرص الصفوف وإعادة توحيد جميع القوى الحرة

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - زار النائب نديم الجميل، خلال جولته الاميركية مدينة ديترويت، حيث أقام له فرع القوات اللبنانية حفل عشاء، تخلله كلمات ترحيب وكلمة للجميل شدد فيها على "رص الصفوف وإعادة توحيد جميع القوى الحرة، من أجل الوقوف صفا واحدا بوجه الذين يتربصون شرا بلبنان وبشعبه. وحيا التحرك اللبناني لدى الشباب اللبنانيين الذين يحافظون على حبهم وتعلقهم بقضايا الوطن".

غرفة التجارة

وفي اليوم التالي لبى الجميل دعوة غرفة التجارة اللبنانية الأميركية، الى الغداء بمبادرة من السيد جون عاقوري، شارك فيها قضاة ومرشحون للانتخابات النيابية في الولاية ومدير شرطة المدينة ورئيس مقاطعة أميركا في الكتائب جو راشد وابراهيم مرجي وعدد من المهندسين والمحامين وشخصيات إقتصادية والاعلاميين.

ورحب السيد عاقوري بالنائب الجميل قائلا: "منذ حوالي 35 عاما رحب والدي بالشيخ بشير الجميل خلال زيارته للولايات المتحدة، وها أنا اليوم أرحب بك هنا من جديد لنؤكد على التواصل الدائم والاستمرارية في تأدية الواجب الوطني تجاه من نحب".

ثم شرح النائب الجميل للوضع الذي يمر به لبنان حاليا، مؤكدا "أن وضعه الامني والاقتصادي ما زال أفضل من غيره من دول الجوار، بفضل الجيش والقوى الامنية التي تبذل جهدا كبيرا في الحفاظ على الاستقرار". ودعا اللبنانيين الى "التعلق أكثر بوطنهم، وبالايمان الدائم أن لبنان باق أرض المناضلين والمتجذرين بتراب الأجداد". ودعا رجال الاعمال الى زيارة لبنان والمساهمة باعماره".

 

بهاء قادم وفهد يبيع ارضه… ما حكاية العائلة الحريرية؟

21 يونيو، 2016/جنوبية/لاحظت “الديار” ان ما يمكن تسميتهم بـ”المنشقين” عن قاعدة “المستقبل” يشيعون بان بهاء الحريري قادم الى “البلد”. هذا الكلام يرد على لسان نافذين في طرابلس سلكوا طريق الوزير اشرف ريفي، وهم يؤكدون ان رصيد الابن الكبير لدى المملكة العربية السعودية او بالاحرى لدى الادارة الجديدة في المملكة، اكبر بكثير من رصيد سعد “الذي يعرف جيداً من هي الجهة التي طوبته الوريث السياسي ثم رئيس الحكومة”. وفي هذا تقاطع، بطريقة او باخرى، مع ما ورد على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق حول “السعودية السابقة”. وقالت “الديار” إنه في تيار المستقبل من يؤكد ان نظرة السعودية الى الوضع العام في لبنان، بما في ذلك رئاسة الحكومة والزعامة السنية، مشوشة جداً واذ تتركز قرارات المملكة، بما في ذلك القرارات المتعلقة بلبنان، في يد ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، فان هذا الاخير الذي يستند الى جيش من المستشارين لم يعط الوقت الكافي للملف اللبناني الذي لا يعرف ما هو ترتيبه في الملفات المكدسة بين ايدي المستشارين. ولفتت “الديار” إلى أن الاولوية معروفة للجبهة السورية كما للجبهة العراقية، اما مشكلات لبنان فتتم مقاربتها من زاوية الابقاء على السياسة الهجومية ضد “حزب الله”، على ان تكون الخطوات التالية منسقة مع من يعنيهم دفع الحزب  الى ما يعتبرونه مأزقاً اكبر. والمستشارون ليسوا ضد “الحالة الريفية” وهم يعتبرون ان مواقف وزير العدل (المستقيل) تدفع بالحريري الى الخروج من محراب “الزعيم الاوحد” والكفاح للحفاظ على المكان والمكانة. اللافت وفق “الديار” اقبال احد افراد العائلة (فهد) على بيع ممتلكاته من الاراضي والبساتين في الجنوب بسعر يكاد يعادل ثلث المبلغ الذي دفع له منذ حوالى السنتين، ثمة كلام كثير يتردد حول “حكاية” العائلة الحريرية.

 

طاولة الحوار

خليل حلو/فايسبوك/21 حزيران/16/يجتمعون اليوم حول طاولة الحوار ... جميل جداً أن نراهم مجتمعين. إنه مجلس القبائل/العشائر الذي يضم رؤساء العشائر واعضاء مجالس الشورى التابعة لهم. يتفقون فتستقر الأوضاع. يختلفون (دون أن يرشق واحد منهم الآخر ...) فيتضارب أتباعهم في الشوارع بالأيدي ثم بالعصي ثم بالسلاح والصواريخ لا سمح الله. مع إحترامنا لبعضهم الثابتين على مواقفهم أكنا نؤيدها أم لا، نرجو من الباقين الذين يشبهون دواليب الهواء أو الذين لهم لذة بالمعاكسة الدائمة، أن يرأفوا بآذاننا ويحترموا عقولنا ولا يتحفوننا بتصاريحهم الفارغة وشكراً. أما نحن فسائرون على درب النضال من أجل تحقيق طموحاتنا بوطن يليق بنا ونليق به.

 

الحوار الوطني في لبنان 'مكانك سر'

شادي علاء الدين/العرب/22 حزيران/16

بيروت - انعقدت، الثلاثاء، جلسة الحوار الوطني اللبناني في غياب أطراف رئيسية من مكوناته على غرار رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان. وتصدر ملفا النفط وقانون الانتخابات الجلسة، دون أن يتم التوصل إلى نتيجة تذكر، ليعلن رئيس البرلمان نبيه بري تأجيل الحوار إلى 2 و3 و4 أغسطس، مشددا بعد رفع الجلسة على أنه “لا يفكر أحد بالتمديد (للمجلس النيابي) ولا بقانون الستين لأن العودة إليه قد تؤدي إلى ثورة”. وكانت الأجواء التي سبقت الجلسة توحي بتفاؤل ما، كما صدرت تحليلات تفيد بأنها ستنجح في تحقيق اختراقات في الملفات العالقة، ولكن سرعان ما تبددت أجواء هذا التفاؤل، وعادت الأمور إلى نقطة الصفر، ما يدل على أن هناك استعصاء سياسيا محكما في لبنان سيبقى مستمرا إلى أن تتضح معالم الطريق التي ستسلكها كل أزمات المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية. وتربط البعض من المصادر بين فشل جلسة الحوار وبين بروز أجواء دولية جديدة في ما يخص الموقف من الملف الرئاسي، حيث ترجح هذه المصادر أن الجو الدولي قد بات ميالا لانتخاب رئيس يقتصر دوره على إدارة الأزمة ليس إلا، ما يعني أن ترشيح كل من ميشال عون وسليمان فرنجية لم يعد منسجما مع المزاج الدولي، وأن هناك عودة إلى خيار الرئيس التوافقي.

وكان وزير العدل المستقيل أشرف ريفي قد استبق انطلاق جلسة الحوار بموقف سلبي اعتبر فيه أن الهدف الأساسي وراء طاولة الحوار يكمن في تبرير الفراغ الرئاسي.

أحمد فتفت: لقد باتت أزمة الرئاسة مرتبطة كليا بأزمات المنطقة

وعلق وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إثر خروجه من الجلسة، قبل نهايتها، قائلا إن “كل فريق لا يزال وراء متراسه”. وقد اقترح رئيس المجلس النيابي نبيه بري تمديد جلسات الحوار القادمة لثلاثة أيام، في محاولة لحلحلة البعض من الملفات وخاصة مسألة قانون الانتخاب، والتي اقترح رئيس حزب الكتائب سامي الجميل خلال الجلسة المنقضية “اعتماد قانون الدائرة الفردية لأنه قانون عصري ويؤمن التمثيل الصحيح للمسيحيين، كما يسمح بالتغيير”. في المقابل تشبث كل من حزب الله والتيار الوطني الحر خلال جلسة الحوار بالنسبية كأقصى ما يمكن تقديمه بالنسبة لقانون الانتخاب. وقال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل “لبنان يمر بمفصل أساسي، والقانون النسبي بكل أشكاله، وحده الذي يمنحنا الطمأنينة، لأنه من خلال النسبية يمثل كل إنسان بحجمه”.

من جانبه شدد النائب عن كتلة “الوفاء للمقاومة” علي فياض على قانون النسبية معتبرا أنه الأكثر عدالة بين القوانين المطروحة. ولا تزال اللجان المشتركة لم تحسم بعد في ملف القانون الانتخابي. وكان رئيس البرلمان نبيه بري قد سأل نائب رئيس المجلس فريد مكاري، مع انطلاقة الجلسة عما توصلت إليه اللجان المشتركة بشأن قانون الانتخابات، فأجابه قائلا “لم نتقدم قيد أنملة”. ولم يسجل المتابعون للمشهد اللبناني أي جدية فعلية من قبل النخبة السياسية في لبنان في التعاطي مع الملفات الحارقة المطروحة على الطاولة. ولا يبدو، وفق المتابعين، أن هناك من هو مبال من هذه الطبقة بجلسات الحوار ككل الذي لقبه التيار العوني بحوار “الطرشان”. وقال النائب عن تيار المستقبل أحمد فتفت لـ“العرب” تعليقا على فشل الجلسة “طالما لا تزال إرادة حزب الله تقضي بإقفال أبواب الحلول في الملف الرئاسي فإن الأمور ستبقى عالقة. الحل الأول والأخير وكما عبر الرئيس بري هو في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، الذي ستتحول بعده كل الملفات الأخرى إلى ملفات ثانوية سهلة الحل”. وأضاف فتفت “لقد باتت أزمة الرئاسة مرتبطة كليا بأزمات المنطقة، لذا لا أتوقع أن تسفر جلسة الحوار هذه ولا جلسات الحوار اللاحقة عن نتيجة في هذا الشأن”. ويسجل النائب المستقبلي البعض من الإيجابيات في المشهد الحواري حيث أنه “من إيجابيات جلسة الحوار الأخيرة أنها طرحت فكرة جديدة تتعلق بالعودة إلى قانون فؤاد بطرس الانتخابي، وهو قانون لا يراعي المصالح المباشرة لأي فريق سياسي محدد، بل تم العمل عليه بشكل مستقل عن كل القوى السياسية، ولم تشارك فيه أيّ منها، وهو قانون يجمع بين النسبي والأكثري”.وحول جدوى الاستمرار في الحوار على الرغم من فشله يعلق فتفت “المحافظة على الإطار الشكلي للأمور تبقى أفضل من لا شيء، و أفضل من فقدان الأمل، ويسجل للحوار أنه نجح حتى الآن في منع انفجار الأوضاع”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هيئة الحوار قررت عقد 3 جلسات متتالية في 2 آب و3 و4 منه لمعالجة البنود العالقة

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - عقدت هيئة الحوار الوطني جولتها ال 19 في مقر الرئاسة في عين التينة برئاسة الرئيس نبيه بري وبدعوة منه، وعاونه معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل.

وحضر رئيس الحكومة تمام سلام ومعه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب احمد كرامي، الرئيس فؤاد السنيورة ومعه النائب عاطف مجدلاني، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومعه النائب حكمت ديب ممثلين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض، النائب غازي العريضي ممثلا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط،

النائب ميشال المر، وزير الاتصالات بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس، رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجيه ومعه الوزير السابق يوسف سعادة، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ومعه النائب ايلي ماروني، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان ومعه الوزير السابق علي قانصو، رئيس حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان ومعه الوزير ارتيور نظريان، وزير وزير السياحة ميشال فرعون ومعه الدكتور انطوان عطاالله، والصحافي حسن حماده ممثلا رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان.

بدأت الجلسة بعيد الثانية عشرة ظهرا وتطرقت الى موضوع النفط. واتفق على عقد 3 جلسات في 2 آب المقبل و3 و4 منه في جلسات متتالية للبحث في المواضيع العالقة.

ميقاتي

وجدد الرئيس ميقاتي، في تصريح لدى خروجه من الجلسة، "التأكيد أن خارطة الطريق الفضلى لحل الأزمة السياسية الراهنة في لبنان، تبدأ بالاتفاق على قانون الانتخاب الجديد ثم انتخاب رئيس للجمهورية، على أن يلي ذلك عقد جلسة لمجلس النواب لاقرار قانون الانتخاب المتفق عليه ثم إجراء الانتخابات النيابية على اساسه".وقال: "هذه هي الآلية المنطقية والطبيعية للخروج من المأزق الذي نعيشه، وأي آلية معاكسة من شأنها أن تقود الوضع الى المجهول ، ولا أعتقد أن احدا يرغب في الوصول الى المزيد من المآزق". واضاف: "لقد لمسنا خلال جلسة اليوم أن الجميع راغبون في توسيع الحوار حيال المسائل المطروحة ولا سيما منها موضوع إنشاء مجلس للشيوخ واقرار قانون اللامركزية الادارية، وهذا ما يعطي أملا بحل متكامل والاسراع في قانون الانتخاب. هذا الامر حدا بدولة الرئيس نبيه بري الى الدعوة الى عقد جلسات متتالية لطاولة الحوار، على أن يسبق ذلك تكليف من يلزم اجراء التحضيرات اللازمة لملفات البحث".

الجميل

وقبل انتهاء الجلسة، غادر النائب الجميل وأعلن امام الصحافيين انه "طرح اقتراحا على المغادرين وهي فكرة تقدمية نأمل ان تكون بادرة ايجابية للخروج من المراوحة ألا وهي اعتماد قانون الدائرة الفردية مع الخروج من القيد الطائفي بالانتخابات النيابية. وبهذه الطريقة نكون قد حققنا خطوة الى الامام في اتجاه الغاء الطائفية السياسية. وفي الوقت نفسه، نحقق التمثيل الصحيح لجميع اللبنانيين من دون استثناء عبر الدائرة الفردية الا وهي القانون الانتخابي المعتمد في اكثر الدول الراقية في العالم مثل فرنسا وغيرها وهو قانون عصري واكثر قانون يمكن ان يضمن التمثيل الصحيح لكل اللبنانيين، وبالتالي يجدد الطبقة السياسية ويغير الطاقم السياسي الموجود، ويوقف منطق البوسطات والمحادل الانتخابية ويسمح لكل القوى والاشخاص والمستقلين، وكل من يرغب في التغيير في لبنان لتكون لديه الفرصة ان يستطيع الدخول الى المجلس النيابي ويحقق هذا التغيير. وقد وضعنا هذا الموضوع على طاولة البحث لكي نستطيع تغيير الواقع الذي نعيشه وخصوصا ان الكثير من الابواب اقفلت امام الوصول الى التوافق على قانون انتخاب ولم نستطع التقدم في الموضوع الانتخابي، ولهذا السبب احببنا ان نضع هذا الموضوع على طاولة الحوار مع الاصلاحات الاخرى كموضوع اللامركزية الادارية وانشاء مجلس شيوخ. وهذه تكون اصلاحات حقيقية وبذلك نكون بدأنا بناء البلد بشكل صحيح ونوفر المستقبل الواعد للاجيال لا ان نبقى نرقع بنظام معفن جعل اللبنانيين يعيشون في العفن. وحان الوقت ان نخرج الى شيء جديد، وهذا من ضمن الاصلاح والمطلوب اليوم التعامل بجدية مع هذا الاصلاح". وردا على سؤال عن التعامل مع مبادرته، قال: "هناك جو ايجابي وجدي، وللمرة الأولى، نشعر بحقيقة الجدية في وضع الاصلاحات بنيوية على النظام السياسي في لبنان، لكي نتطلع الى الامام، ونأمل ان يكون ما لمسناه اليوم مبادرة لتغيير حقيقي".

العريضي

بدوره، قال النائب العريضي: "بالنسبة الى الافكار التي طرحها الرئيس نبيه بري، سبق لنا ان قلنا في كل الجلسات السابقة ومنذ انطلاق طاولة الحوار بشكلها الجديد وبجدول اعمالها الذي اقترحه دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري على جميع القوى السياسية، نحن كنا الى جانبه ولا نزال في متابعة هذا الجدول للخروج من المأزق الي نعيشه. واليوم السؤال الذي يطرح نفسه علينا وحتى هذه اللحظة لم نتفق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولم نتفق على قانون انتخابات جديد، وبالتالي اذا استمر الوضع على ما هو عليه ووصلنا الى الاستحقاق ماذا سنفعل جميعا كقوى سياسية؟ هل نذهب الى التمديد، علما ان كل القوى السياسية تقول لا للتمديد وهل نذهب الى قانون الستين؟ علما ان معظم القوى السياسية تقول لا لقانون الستين، اذا، ماذا سنفعل؟ لذلك لا بد من التركيز في الاجتماعات المقبلة ومن الان الى موعد الاجتماعات المقبلة في 2 آب و3 و4 منه وخلالها وفي اللقاءات التي ستعقد لثلاثة ايام متتالية فلا بد من الاجابة عن هذا السؤال لئلا نصل الى نقطة ما تكون فيها امام الامر الواقع والكل يحذر من هذه المسألة". واضاف: "النقطة الثانية التي اثرناها على طاولة الحوار وهي اذا استمر النقاش على ما هو عليه، وقد يأخذ وقتا طويلا، وقد لا نصل الى نتيجة في السياسة، فيجب ألا ننسى مسألة اساسية ومهمة هي الواقع الاقتصادي الاجتماعي والمالي الذي تعانيه البلاد". وتابع: "أمس طرح موضوع اساسي في هذا الاتجاه الا وهو موضوع النفط الذي كان يطرحه دائما دولة الرئيس نبيه بري، وقد اثاره امس وليد بك جنبلاط، وكان نقاش في هذا الاتجاه على طاولة الحوار. وستكون هناك دعوة الى جلسة وزارية تخصص لهذا الموضوع تسبقها دعوة للجنة النفط لوضع آلية وجدول اعمال او ما شابه لمناقشة هذه المسألة. فاذا لم نبادر الى معالجة هذين الامرين في الوقت الملائم فمعنى ذلك سيستمر هذا الوقت ونصل الى ان نكون ايضا امام الامر الواقع وتحت الضغط في الامرين تنحسر معالجة المشاكل الاقتصادية الاجتماعية، من جهة، بما يبعدنا عن المسؤولية والامانة الاساسية في متابعة قضايا الناس، ونخسر ايضا في عدم الوصول الى حل سياسي وخصوصا في موضوع قانون الانتخابات". وعن طرح دوحة جديد، قال: "فكرة الدوحة اللبنانية هي من الافكار التي طرحها دولة الرئيس نيه بري بمعنى الاتفاق السياسي على سلة كاملة وعلى افكار وأمور معينة. ونكون قد اتفقنا او نتفق على رئيس للجمهورية لكن يبدأ التنفيذ وكمرحلة اولى بانتخاب الرئيس، تماما كما حصل في الدوحة. وحتى الان هذه المسألة لم تأخذ مسارها الصحيح، ونأمل ان نصل اليها في المرحلة المقبلة، ان شاء الله بنتيجة النقاش الجاري".

فياض

بدوره، قال النائب فياض: "لم تبق فكرة الا وطرحت في جلسة الحوار الوطني. فقد طرح الكثير من الافكار التي تتعلق بمختلف المواضيع ووصلت بعض الافكار الى المطالبة مجددا بالغاء الطائفية السياسية او تشكيل مجلس الشيوخ او القيام بتطبيق كامل لكل البنود العالقة في اتفاق الطائف. لكن وامام عدم التوافق او تعذر الاتفاق على قانون نموذجي للانتخاب، فقد تم الانتقال الى البحث مجددا في السلة الكاملة. لذلك ما تم الاتفاق عليه هو تحديد جلسات حوار متتالية ومفتوحة في 2 آب و3 و 4 منه، تعالج فيها كل البنود العالقة من الرئاسة الى قانون الانتخاب الى اللامركزية الادارية الى الحكومة الى اعادة تحريك مجلس النواب وتفعيل التشريع الى كل البنود الاصلاحية الاخرى بما فيها بعض الافكار التي طرحت حول الحاجة الى تشكيل مجلس شيوخ. لذلك ستكون الاجتماعات المقبلة في 2 آب و3 و4 منه فرصة للاطراف للمضي بعمق وبهدوء، وان يأخذوا وقتهم لاعادة البحث في كل هذه المسائل العالقة على قاعدة الترابط في ما بينها". وردا على سؤال قال: "على قاعدة ما هي النتائج لا احد يعرف، لكن هناك محاولة من الجميع وكان هناك تلمس حقيقي بشيء من المسؤولية الوطنية بان نعطي الوقت ونناقش كل الامور الاخرى، ما دمنا حتى الآن لم نستطع التوافق على قانون انتخاب نموذجي. النقاش في قانون الانتخابات كان تماما نسخة مكررة بما يجري في اللجان المشتركة الامر الذي فرض اعادة البحث في مختلف البنود العالقة. جدول اعمال الحوار الوطني يعود كله الى طاولة الحوار، الا ان البنود مترابطة كلها وعلينا ان نجرب معالجتها".وردا على سؤال آخر قال: "هذا جزء من المبادرة التي طرحها الرئيس بري والتي كانت تقوم على ثلاثة بنود، وعمليا كنا انتقلنا الى البند الثالث، أي بند قانون الانتخابات وعندما تعذر الاتفاق على هذا القانون يفترض بنا الانتقال الى معالجة القضايا الملحة". قيل له: ما دام الأمر كذلك فما جدوى جلسة اللجان النيابية المشتركة؟

أجاب: "سيكون النقاش تقنيا لكن امكان الوصول الى نتائج في ظل عدم بت تلك المسائل على طاولة الحوار سيكون متعذرا".

باسيل

وبدوره اكتفى الوزير باسيل بالكلام على اعادة طرح موضوع النفط، فقال: "صحيح ان البحث في هذا الموضوع تأخر وصحيح ولكن اليوم افضل من غد. وتناولنا هذا الموضوع الحيوي ونأمل ان ننجح في ذلك". واكد ان "اسرائيل لا تستطيع ان تمد يدها على ثروتنا النفطية".

درباس

وكان الوزير درباس قد غادر الجلسة باكرا واصفا ايها بانها "تراوح مكانها وكل فريق يقف وراء متراسه"، كاشفا ان الرئيس نبيه بري سأل في مستهل الجلسة نائب رئيس المجلس فريد مكاري: "ماذا فعلتم في جلسات اللجان في شأن قانون الانتخابات،

فقال له مكاري "لم نتقدم قيد أنملة".

واشار الى ان "هناك تقديرا استثنائيا لقانون فؤاد بطرس".

ولوحظ ان النائب فرنجيه غادر قبل انتهاء الجلسة بقرابة ساعة ولم يشأ الادلاء بأي تصريح.

 

الراعي عرض مع بون الوضع السياسي وتأثيره على الإستحقاقات المقبلة

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، السفير الفرنسي ايمانويل بون، وكان عرض لعدد من المواضيع المتعلقة بالوضع العام في لبنان.

وبعد اللقاء، قال بون: "إن الزيارة تخللها البحث في الوضع السياسي وتأثيره على الإستحقاقات المقبلة. وكما تعلمون، أنا أزور بكركي دائما لإستشارة صاحب الغبطة والتماس حكمته حيال الوضع السياسي وحيال مصلحة المسيحيين في لبنان. لقد تبادلنا الآراء في هذا الشأن وسوف أقدم إلى السلطات الفرنسية تقريرا عن الموضوع لكي نبحث مع الأسرة الدولية في كيفية تقديمنا المساعدة إلى لبنان." وكان الراعي قد التقى صباحا رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمه، يرافقه أمين السر العام الاب كلود ندرا والقيم البطريركي رئيس دير مار مارون – عنايا الاب شربل بيروتي، ثم رئيس عام الرهبانية المريمية المارونية الأباتي بطرس طربيه يرافقه مجلس المدبرين.

 

المحكمة الدولية: غرفة الدرجة الأولى تعقد غدا جلسة تمهيدية

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في تعميم، أن "غرفة الدرجة الأولى تعقد جلسة تمهيدية يوم غد الأربعاء في 22 حزيران/يونيو عند الساعة العاشرة صباحا (بتوقيت وسط أوروبا). وتخصص هذه الجلسة في قضية عياش وآخرين STL 11-01، لبحث المرحلة الحالية التي بلغتها الإجراءات والمرافعات والمسائل القانونية ذات الصلة بالفريقين".

 

بولدريني غادرت بيروت بعد لقائها بري وسلام وباسيل

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - المطار - غادرت رئيسة مجلس النواب الايطالي لورا بولدريني بيروت مساء اليوم، متوجهة إلى ايطاليا مع الوفد المرافق، بعد زيارة للبنان استمرت يومين، التقت خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزار تمام سلام، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. كما تفقدت كتيبة بلادها العاملة في الجنوب، وأحد مخيمات النازحين السوريين في البقاع، وعقدت مؤتمرا صحافيا في عين التينة مع الرئيس بري. وكان في وداعها في المطار: ممثل الرئيس بري النائب ميشال موسى، السفير الايطالي ماسيمو ماروتي وأركان السفارة.

 

الحريري: هل أستطيع أن أفهم ما دخل إيران وحزب الله إذا قررت البحرين سحب جنسية مواطن لديها؟

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - رد الرئيس سعد الحريري على الحملة التي تشنها إيران و"حزب الله" على قيام دولة البحرين بسحب الجنسية من الشيخ عيسى القاسم، وتساءل في تغريدة له عبر موقع "تويتر": "هل أستطيع أن أفهم ما دخل إيران و"حزب الله"، إذا قررت البحرين سحب جنسية مواطن لديها، كائنا من يكن، أكان شيخا أو غير شيخ؟". وقال: "يعتبرون أن سحب جنسية شيخ مجنس بحريني يدعو للفتنة وهو جريمة، فيما هم يشاركون بسحب أرواح آلاف الأبرياء وتدمير المدن والبلدات على من فيها بسوريا".

 

جريح داخل محطة للوقود في عين سعاده اثر إشكال على خلفية أفضلية الدور لغسل سيارة

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين عن إصابة المواطن طوني كرم برصاصة برجله، على أثر تضارب بالأيدي حصل داخل محطة للوقود يملكها كرم في عين سعاده ، بين نجل أمير سعودي يدعى س.ع.ب.س ونجل النائب السابق سعود روفاييل المدعو ميشال، بعد تلاسن على أفضلية الدور لغسل سيارة. وعلى الفور، عمد المدعو ميشال إلى استدعاء 3 شبان يرجح أن يكونوا من مرافقيه، وما أن وصلوا إلى المحطة حتى بدأوا بإطلاق النار بغزارة على واجهتها وماكينات توزيع المحروقات، مما أدى إلى اصابة صاحب المحطة برصاصة في رجله، مما استدعى نقله إلى المستشفى. كما نقل المسلحون ميشال إلى مستشفى "بيل فو" في المنصورية، حيث تمكنت قوة من شعبة المعلومات من توقيفه داخل المستشفى، وهي تطارد مطلقي النار المعروفين من قبل صاحب المحطة. وأثار الحادث جوا من التوتر في المنطقة، وفتحت قوى الأمن الداخلي تحقيقا في الحادث لاستجلاء المزيد من التفاصيل، بناء على اشارة النيابة العامة.

 

لقاء لحملة طلعت ريحتكم لمناقشة قوانين الانتخاب المطروحة في مجلس النواب

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" حلا ماضي عن تجمع عدد من ناشطي "حملة طلعت ريحتكم" في ساحة رياض الصلح عند الخامسة من بعد ظهر اليوم، حيث عقدوا لقاء ناقشوا فيه قوانين الانتخاب المطروحة في مجلس النواب.

ابو رجيلة

وتحدث الناشط لوسيان أبو رجيلة ف"انتقد طاولة الحوار التي يعقدها المسؤولون"، معتبرا أنها "غير دستورية وغير قانونية"، مشيرا الى أن "مهمة تلك الطاولة المماطلة والتضليل"، محذرا باسم الحملة من "إعادة تمرير قانون الستين وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه".

حلو

وتحدثت في اللقاء الأمينة العامة لجمعية "لادي" لمراقبة الانتخابات زينة حلو عن "الإطار القانوني الذي يجب أن يحمي صحة التمثيل الانتخابي، وهذا ما لا يؤمنه النظام الاكثري"، معتبرة أن "اقتراح قانون النسبية يجب أن يتم على أساس الحاصل الانتخابي وليس على أساس الدوائر الصغرى"، ولفتت الى أن "النسبية ليست الحل الأمثل بل هي مدخل للحل". وشددت على "ضرورة اعتماد اللائحة المطبوعة سلفا وفصل الهيئة الانتخابية عن وزارة الداخلية وجعلها مستقلة".

 

حرب في جلسة الحوار: طرح الانتخابات النيابية قبل الرئاسية مغامرة قد تعرض كل النظام السياسي للسقوط

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - أدلى وزير الاتصالات بطرس حرب بمداخلة في جلسة الحوار، قال فيها: "الجميع يعود إلى اتفاقية الطائف، والسؤال ماذا تبقى من الطائف لكي نذكر به ونعود إليه عندما نحتاجه لدعم موقف ما؟ الواقع ذهب في اتجاه الاستقواء على بعضنا بدل احترام الطائف لإعادة بناء الدولة، ولنقر أن الظروف الإقليمية والدولية عطلت التنفيذ". ورأى أن "المخاوف تزداد مع التطورات الحاصلة في العالم والمنطقة ولا سيما مع ما ضاعف الهواجس لدى المسيحيين حول مستقبل وجودهم ودورهم. ويجب مراعاة مخاوف المسيحيين. إذا وصلنا إلى المشروع الأرثوذكسي، فذلك تعبير عن هذه المخاوف. وإذا أقر قانون إستعادة الجنسية فأيضا لأنه تعبير عن هذه المخاوف". وأضاف: "لقد تم إقرار مجلس الشيوخ للطمأنة وللحفاظ على حقوق الطوائف ودورها، ولم تحدد صلاحيات مجلس الشيوخ، ولم يكن الأمر حول الصلاحيات، وإقرار المجلس جاء لتأكيد القضايا المصيرية بحيث لا يمكن أن تبت إلا بموافقة كل الطوائف ولا سيما المسيحيين. فلنكن واقعيين وكفانا إخفاء للحقائق. إن النمو الديموغرافي غير المتوازن الذي حول المسيحيين من أكثرية كبيرة يوم إعلان دولة لبنان الكبير، إلى أقلية، مع ما يرافق ذلك من ظهور للأحزاب الدينية وللمتطرفين الإرهابيين أقلق المسيحيين على الحياة المشتركة وعلى مستقبلهم كما أقلقهم إضعاف الدولة وبروز أحزاب مسلحة خارجها كسلاح حزب الله. ولنكن واقعيين، مع تقديري الكبير للشعارات والأهداف الوطنية الكبرى التي تصطدم بالممارسة الواقعية، فأي إقرار لأي نظام نسبي للإنتخابات في هذه الظروف هو تكريس للأحزاب الطائفية الموجودة والتي يجب أن نعمل على تعديلها وتطويرها لتصبح أحزابا وطنية سياسية لا مذهبية". وأكد أن "ما يستدعي خلط الأوراق من جديد هو العمل على تحقيق صحة التمثيل بصرف النظر عن النسبي أو الأكثري. وإن تصغير الدوائر الإنتخابية يؤمن حماية رأي ويدفع كل القوى السياسية وقوى المحادل الطائفية والحزبية إلى التوجه نحو البرامج السياسية والإجتماعية. وبعد مرحلة من الممارسة، التي ستفرض نشوء أحزاب وطنية جديدة تدفع بإتجاه النظام النسبي، وأي تسرع في إقرار النظام الإنتخابي النسبي سيكرس تقسيم اللبنانيين إلى طوائف ومذاهب تتناقض في طروحاتها وممارساتها مع المحافظة على وحدة لبنان".

أضاف: "من هنا طرحي الدائم لإعتماد الدوائر الفردية التي تحقق التمثيل الصحيح لإرادة الناخبين والتي تحترم رأي المجموعات الغالبة في الدوائر الفردية، فلا يعود المسيحيون يشكون من إنتخاب نوابهم من قبل المسلمين، ولا المسلمون من العكس، بل يشارك في الإنتخابات كل المقيدين في لوائح شطب الدائرة من كل طوائف هذه الدائرة دون أن تتمكن أقلية من طائفة من غير طائفة المقعد من فرض نائب خط ما لرأي طائفته.

وعلى سبيل المثال، إذا أخذنا دائرة جبيل الإنتخابية حيث يقرر الصوت الشيعي في الدائرة هوية النواب الموارنة، فإذا قسمنا قضاء جبيل إلى ثلاث دوائر إنتخابية على أساس مقعد واحد لكل دائرة، لا يعود للطائفة الشيعية إمكانية فرض النواب المسيحيين خلافا لرأي أكثريتهم، كما لا يعود للمسيحيين فرض النائب الشيعي".

وتابع: "أما بالنسبة لمجلس الشيوخ، فلقد أقر في الطائف، بعد مداخلة أساسية للنائب الدرزي الوحيد آنذاك المرحوم توفيق يوسف عساف، طالب فيها بعد إقرار مبدأ إلغاء الطائفية السياسية في المجلس النيابي والسعي لتحقيقه وذلك لطمأنة طوائف الأقليات إلى وجودهم ودورهم ومستقبلهم، بإعتبار أن أفضل وسيلة للحفاظ على العيش المشترك هي طمأنة الأقليات ولا سيما المسيحية والدرزية منها على مستقبلهم". وختم حرب مداخلته: "بالعودة إلى طرح انتخاب أعضاء مجلس النواب قبل انتخاب رئيس الجمهورية، فإني أحذر منها لأن في ذلك مغامرة محفوفة بالمخاطر قد تعرض كل النظام السياسي للسقوط باعتبار أن لا شيء يضمن قبول كل القوى السياسية بنتائج الإنتخابات وقبول رئيس مناهض لها، خصوصا بعد ممارسة العماد ميشال عون وحزب الله لسياسة تعطيل النصاب. كل ما يعرض الدولة للضعف يشكل خطرا كبيرا على الوجود المسيحي، وبناء الجمهورية دون رئيس يشكل جريمة بحق المسيحيين".

 

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن شورتر: لتواصل بريطانيا دعمها للبنان حكومة وشعبا

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - استقبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان - بيروت، سفير بريطانيا هيوغو شورتر، بحضور مستشار مشيخة العقل الشيخ غسان الحلبي، وجرى عرض مجمل التطورات والأوضاع العامة. وأكد حسن على "ضرورة أن تبادر الدول الكبرى من موقعها وتأثيرها إلى العمل الجاد والحقيقي من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي يكتب كل يوما فصلا من فصول مواجهة الاحتلال". كما دعا إلى "مقاربة إنسانية سياسية متكاملة لمأساة الشعب السوري الذي يقاسي يوميا القتل والتهجير والجوع".

وشدد على "أهمية أن تواصل بريطانيا دعمها للبنان حكومة وشعبا وأن تقف إلى جانب مؤسسات الدولة واقتصادها بهدف تمكين البلاد من اجتياز مختلف الأزمات التي تعاني منها، وخاصة انتخاب رئيس الجمهورية".

 

 تخلية سبيل مرافقي النائب السابق حسن يعقوب بعد توقيف احتياطي ل6 اشهر على خلفية اختطاف هنيبعل القذافي

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالةالوطنية للاعلام " عادل حاموش، ان الهيئة الاتهامية في جبل لبنان، وافقت اليوم على اخلاء سبيل مرافقي النائب السابق حسن يعقوب: زياد علي حسن قاسم وسليم حمود مقابل كفالة مالية، وذلك بعد مرور 6 أشهر على توقيفهما الاحتياطي على خلفية اختطاف هنيبعل القذافي. يشار الى ان شقيق النائب السابق حسن يعقوب المهندس حسين كان اوقف في هذه القضية وأخلي سبيله منذ 3 أشهر. كذلك الامر بالنسبة الى مرافق يعقوب وسام الموسوي الذي كان اخلي سبيله ايضا منذ شهر تقريبا.

ولم يبق موقوفا في هذا الملف سوى النائب السابق حسن يعقوب.

 

قزي من بكركي: أحترم الكتائب ووجودي في الحكومة تمثيل للدور الماروني

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وزير العمل سجعان قزي الذي عرض لآخر المستجدات بالنسبة لقضية النازحين السوريين ولمسألة فصله من حزب الكتائب اللبنانية. وأشار قزي بعد اللقاء الى ان "زيارة البطريرك تأتي في إطارين، الأول والأهم هو وضعه في أجواء تطور موضوع النزوح السوري في لبنان، والدور الذي تقوم به وزارة العمل لمواجهة تثبيت النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية مما يشكل اهتزازا للكيان اللبناني، والموضوع الثاني هو وضع غبطته في أجواء التطورات التي حصلت في الأيام الأخيرة حول موضوع الإستقالة من الحكومة، وأكدت لغبطته انه سبق لي أن التزمت قرار الحزب بالإستقالة مع تصريف الأعمال، وفوجئت بأن الحزب رغم هذا الإلتزام اتخذ القرار بصرفي نهائيا من الكتائب، علما ان هذا القرار المادي لا يؤثر على الإنتماء الروحي للمدرسة الكتائبية التي أسسها بيار الجميل واستشهد في سبيلها الشيخ بشير الجميل وخرج منها هو وشقيقه الرئيس أمين الجميل". وأضاف: "أكدت للبطريرك انني احترم هذا الحزب وأن وجودي في الحكومة هو تمثيل للدور المسيحي لا سيما الماروني في ما بقي من شرعية".

 

الصايغ من بكركي: مواجهتنا مع الاداء الحكومي مفتوحة ولا خروج منها الا بالاتيان برئيس للجمهورية

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، نائب رئيس حزب "الكتائب" الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ الذي وضعه في اجواء اخر التطورات المتعلقة بالوضع العام وباستقالة وزراء الكتائب من الحكومة.

بعد اللقاء قال الصايغ: "لقد حضرنا اليوم لاطلاع صاحب الغبطة كما تعودنا دائما على المحطات الاساسية التي تتوقف عندها لاننا لم نرد ان نزعجه طيلة فترة انعقاد السينودس على اثر اتخاذنا القرار بالخروج من الحكومة، وهذا القرار النهائي والقاطع لخروجنا من الحكومة اتخذناه البارحة في المكتب السياسي الكتائبي والزيارة الاولى هي لغبطته لكي نعرض عليه كل الاسباب التي ادت الى هذا الخروج بهذا الشكل اي قطع اية علاقة سياسية او ادارية مع هذه الحكومة، بحيث ان الكتائب لم تعد فيها تحت اي شكل من الاشكال". اضاف: "نعتبر ان رئيس الحكومة حر في التصرف كما يريد، فانسحابنا من الحكومة هو قرار احادي ليس معرضا للقبول او الرفض من اية جهة، وحده رئيس الجمهورية وبحسب الاصول الدستورية يستلم رسالة الاستقالة. الاشكالية هي في انعدام تطبيق الدستور في هذا البلد، ونحن اليوم نريد ان يعلم الجميع ان هناك مكونا مسيحيا اساسيا لم يعد موجودا في الحكومة، وعلى كل الاطراف السياسية الممثلة وغير الممثلة في الحكومة ان تقرأ معنى هذا الامر ونحن ندعو هذه الحكومة الى الاستقالة وتصريف الاعمال". وتابع: "ان المواجهة مع هذا الاداء الحكومي مفتوحة ولا خروج منها الا بالاتيان برئيس للجمهورية اللبنانية، عندها تنتظم السلطات وتتوازن في هذا البلد ويعود الميثاق الى التطبيق". وختم: "لقد وضعنا غبطته في اجواء المواضيع الاولية التي يتعامل معها اليوم ومنها مناشدة الناس ومساعدتهم على مواجهة اي ضرر للبيئة في لبنان، وخصوصا للمنطقة المسيحية المعرضة لضرب اقتصادها وسياحتها قبل بيئتها. هناك ثلاث معارك مفتوحة، وهي سد جنة وسد حمانا ومشكلة النفايات، وهي ستؤدي حتما الى تهجير منهجي لابنائنا لما تشكله من خطر على صحتهم وعلى فرص عملهم وتجذرهم في ارضهم، فالكتائب اصبحت حرة باختيار وسائل المواجهة ضمن احترام المبادىء الديموقراطية والحريات التي يكفلها الدستور".

 

فارس سعيد في ذكرى جورج حاوي: مبادىء 14 آذار قضية شعب

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - أعلن منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، في بيان اليوم، انه "في مثل هذا اليوم منذ 11 عاما، استشهد المناضل جورج حاوي على طريق الحرية واستقلال لبنان. أتوجه في هذه المناسبة إلى شعب 14 آذار وقيادات وقامات لبنان، الحزبية والمستقلة المدنية والطائفية السياسية والإجتماعية، متمنيا عليها الإستمرار في الصمود في وجه العنف والسلاح غير الشرعي والتمسك بمنطق الدولة والدستور. كما هي مطالبة بعدم التخلي عن مبادىء 14 آذار لأنها قضية شعب".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المقاومة الايرانية : سفارات نظام ملالي طهران أوکار للنشاطات الجاسوسية و التخريبية و لنشر التطرف و الارهاب في المنطقة و العالم

20 حزيران/يونيو 2016 National Council of Resistance of Iran

كتابات  - منى سالم الجبوري:  تسعى الحکومة العراقية دائما لإظهار إستقلاليتها و عدم خضوعها و تبعيتها لنظام الجمهورية الاسلامية وإنها هي من تمسك بزمام الامور بيدها و ليس بينها و بين طهران إلا(الود و الاحترام المتبادل)، وقد کان التصريح"الدبلوماسي جدا" لوزير الخارجية العراقي، أبراهيم الجعفري، و الذي حسم الجدل الدائر بخصوص تواجد الارهابي قاسم سليماني في داخل العراق ولاسيما في الفلوجة، بأنه"أي سليماني"، يعتبر مستشارا للحکومة العراقية، وهو تصريح وصفه الکثيرون بأنه"عذر أقبح من الذنب"، هذا التصريح کان جهدا بإتجاه التأکيد على إستقلالية العراق و عدم تبعيته لطهران!

لم تمر سوى فترة قليلة على التصريح البائس و الهزيل للجعفري، حتى فوجئنا بفضيحة أخرى من العيار الثقيل بشأن ماقد بدر عن السفارة العراقية في الجزائر، حيث نشرت إعلانا خلال الايام الماضية بشأن تسهيلات إستثنائية للراغبين في الذهاب الى مزارات الشيعة في النجف و کربلاء، وهو ماإعتبره المراقبون خطوة مثيرة للشکوك و غير مسبوقة في علاقات البلدين.الرأي العام الجزائري الذي فوجئ بهذا الاعلان"المشبوه"و"المغرض"، بحيث دفعت بوزير الشٶون الدينية و الاوقاف في الجزائر محمد عيسى بإتهام جهات أجنبية بالتشويش على الجزائريين، من خلال نشر الطائفية و تشجيع التشيع، وقد إضطرت سفارتنا المبجلة الى سحب إعلانها المشبوه من بوابتها الالکترونية و توزيع إبتسامة بلهاء على هذا التصرف الاخرق، ولسان حالها لايعرف کيف يداري الفضيحة التي ليس لها أرجل وانما تزحف على بطنها! هذا التصرف غير المسٶول و المثير للحساسيات، يأتي متناغما و متجاوبا و منطبقا تماما مع تصرفات و ممارسات مشابهة قامت بها السفارات الايرانية في السودان و المغرب بشکل خاص، وهو مادفع بالبلدين لقطع العلاقات مع إيران ردا على سعيها لنشر التشيع فيهما من خلال سفارتها في هذين البلدين، وإذا لم يکن هناك على سفارتي النظام الايراني من عتب لإنهما کسائر السفارات الايرانية الاخرى مخصصة لهکذا أغراض مشبوهة، فإن الطامة الکبرى مع سفارة تمثل العراق و تسعى بنفس ذلك الاتجاه الذي يدعو إليه ذلك النظام، فعن أي إستقلالية تتحدث حکومتنا التي يحکمها المستشار قاسم سليماني!الادوار المشبوهة التي قامت بها السفارات الايرانية في الارجنتين و لبنان و النمسا و ألمانيا و سويسرا و العراق و البحرين ووووو، کاف ليوضح حقيقة ماکانت قد حذرت منه المقاومة الايرانية مرارا و تکرارا من إن هذه السفارات أوکار للنشاطات الجاسوسية و التخريبية و لنشر التطرف و الارهاب في المنطقة و العالم، لکن لاندري هل صار إبراهيم الجعفري مساعدا لوزيرا الخارجية الايراني في شٶون نشر التشيع أم ماذا؟!

 

سليماني: اسقاط الجنسية عن ابرز مرجع شيعي في البحرين سيشعل المنطقة

الثلاثاء 21 حزيران /2016 /وطنية - اعلن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني ان اسقاط الجنسية عن ابرز مرجع شيعي في البحرين "سيشعل المنطقة والبحرين"، حسبما اعلنت "وكالة فرانس برس". واضاف سليماني :"ان الحكومة في البحرين تعرف جيدا ان التعرض لآية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب وتخطيه سيشعل البحرين وكافة انحاء المنطقة".

 

مقتل واصابة جنود اردنيين في انفجار سيارة مفخخة قرب الحدود مع سوريا

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - قتل عدد من الجنود الاردنيين واصيب آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الركبان قرب الحدود الاردنية السورية فجر اليوم، حسبما افاد الجيش الاردني. واشارت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان الى "استشهاد واصابة عدد من منتسبي القوات المسلحة في انفجار سيارة مفخخة في تمام الساعة 5,30 (2,30 ت غ) على الساتر الترابي مقابل مخيم اللاجئين السوريين في منطقة الركبان" في شمال شرق البلاد. واكدت انه "تم تدمير عدد من الآليات المهاجمة المعادية بالقرب من الساتر". واوضحت ان بيانا سيصدر في وقت لاحق بكافة تفاصيل هذا العمل "الارهابي الجبان".ويأتي الهجوم بعد اسبوعين على هجوم استهدف مكتب تابع لدائرة المخابرات الاردنية شمال عمان اوقع خمسة قتلى من رجال المخابرات. والقي القبض على المشتبه به في ذلك الهجوم.

 

العاهل الاردني: سنضرب بيد من حديد كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمننا

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - اكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، اليوم، عقب مقتل 6 عسكريين وجرح 14 في هجوم بسيارة مفخخة فجر اليوم على موقع للجيش على الحدود مع سوريا، ان بلاده "ستضرب بيد من حديد كل من يعتدي او يحاول المس بأمنها". وقال الملك، وهو القائد الأعلى للجيش، خلال زيارته للقيادة العامة للقوات المسلحة: "ان الأردن سيضرب بيد من حديد كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمنه وحدوده". واكد ان "الوطن قوي دائما بعزيمة بواسل قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي. واضاف خلال اجتماعه مع مسؤولين مدنيين وعسكريين وأمنيين: "لن تزيدنا مثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة إلا إصرارا على الاستمرار في التصدي للارهاب ومحاربة عصاباته، والتي طاولت يدها الغادرة والآثمة من يسهرون على أمن الوطن وحدوده". واكد ان "الأردن سيواصل دوره في التصدي لعصابات الإجرام، ومحاربة أفكارها الظلامية الهدامة والدفاع عن صورة الإسلام ومبادئه السمحة".

 

الجيش الأردني اعلن المناطق الحدودية مع سوريا مناطق عسكرية مغلقة

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - أعلن الجيش الأردني "المناطق الحدودية الشمالية والشمالية الشرقية الواقعة عند الحدود مع سوريا، مناطق مغلقة"، مشيرا الى "اننا نتجه للتوقف عن إنشاء مخيمات جديدة للاجئين". وواوضح في بيان، ان "الهجوم على مركز الركبان الحدودي نجم عن عملية انتحارية"، مشيرا الى ان "السيارة المفخخة دخلت من مسرب لإدخال مساعدات للاجئين".

 

هولاند يستقبل ظريف غدا في باريس

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - باريس - أعلن المكتب الصحافي في قصر الايليزيه في بيان اليوم، أن "رئيس الجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند يستقبل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عند الساعة 16,30 من بعد ظهر الغد. وبعد ذلك سيتوجه ظريف للقاء وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي جان ـ مارك آيرولت في ال"كي دورسيه".

 

دي ميستورا: لم نتفق على شكل سوريا بعد الانتقال السياسي

دبي - العربية.نت/21 حزيران/16/في جلسة للأمم المتحدة حول الأوضاع في #سوريا أوضح المبعوث الأممي ستافان #دي_ميستورا أن أطراف الصراع السوري قبلت بالحاجة للتوصل إلى انتقال سياسي، لكن الفجوة لا تزال كبيرة فيما يتعلق بشكل سوريا بعد هذا الانتقال السياسي. وأضاف أن مطلع شهر أغسطس هو الموعد المبدئي لاستئناف المفاوضات حول سوريا. وكان دي ميستورا قال في 9 يونيو إن الأمم المتحدة لن تعقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في #جنيف حتى يتفق المسؤولون من كل الأطراف على معايير اتفاق الانتقال السياسي الذي تنتهي مهلة التوصل إليه في الأول من أغسطس

وأضاف في حينه أن الوقت الراهن سيشهد عقد سلسلة من الاجتماعات الفنية "على مستوى منخفض" في عدة مدن لمناقشة قضايا مثل دور الجيش السوري والمؤسسات الوطنية في البلاد بعد التوصل لأي اتفاق سلام.. وبالتزامن مع تصريحات دي ميستورا حول استئناف المفاوضات، قالت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء إن وزير الخارجية الروسي سيرغي #لافروف بحث ونظيره الأميركي جون كيري آفاق استئناف #مباحثات_السلام السورية المتوقفة.

 

البحرين تهزم المشروع الإيراني في تصدير الطائفية

سلام الشماع/العرب/22 حزيران/16Lالقرار البحريني بإسقاط الجنسية عن رجل الدين البحريني الشيعي الصفوي الشيخ عيسى قاسم، والقرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات البحرينية بالوقوف في وجه وكلاء إيران بحظر الجمع بين المنبر الديني والعمل السياسي، وإغلاق مقرات جمعية الوفاق الشيعية والتحفظ على أموالها وتعليق نشاطها لحين الفصل في دعوى مقدمة من وزارة العدل بحلها، وغيرها من القرارات شكلت وضعا لليد على موقع الألم البحريني.وجمعية الوفاق، التي تدين بالولاء لعيسى قاسم، الذي يدين بدوره بالولاء للولي الفقيه الإيراني علي خامنئي، هي الاسم الآخر لحزب الدعوة، ولأمر ما غيروا اسمها، وهي تتلقى تعليماتها من إيران وترسل أعضاءها إلى إيران ولبنان والعراق للتدريب على استعمـال السـلاح لزعزعـة الاستقـرار في البحرين، ولدى السلطات البحرينية معلومات مؤكدة على ذلك، كما أن المنابر الدينية في البحرين أوغلت في بث الفرقة بين أبناء المجتمع البحريني الطيب المسالم، ونتجت عن خطابها زعزعة الأمن المجتمعي وأعمال عنف وضرب للاقتصاد الوطني.

والواقع، أن وكلاء إيران في البحرين استغلوا الأجواء الديمقراطية في هذه المملكة الصغيرة أبشع استغلال وعلقوا في مسـاجدهم ومآتمهـم وجـوامعهـم صـور رمـوز إيـرانية كالخمينـي وخـامنئي وغيـرهما مستفزين بذلك مشاعر حتى الشيعـة البحـرينيين العرب، وكـانت السلطـات البحرينية قـد أعطتهم كامل الحرية في ممارسة طقوسهم التي حولوها إلى ممارسات طائفية، بتوجيه من قاسم نفسه. وطال صبر السلطات البحرينية على ممارسات حزب الدعوة البحريني وموجهه عيسى قاسم الذي حرض أتباعه على ذبح رجال الأمن في البحرين بصرخته المشهورة: اسحقوهم.

وتأتي الإجراءات البحرينية المتلاحقة للوقوف بوجه المد الطائفي الصفوي الإيراني الذي يهدف إلى تفجير المجتمع البحريني من الداخل، وتقليم أظافر إيران، بل قطع أصابعها في البحرين، وهو ما سيفسح المجال للتشيع العربي الأصيل بالظهور وقول كلمته ومحو ما أسسه التشيع الفارسي في البحرين.

والمعروف أن أتباع المنهج الصفوي في البحرين هم قلة في بحر أتباع التشيع العربي الأصيل، لذلك فإن تهديدات الحرس الثوري الإيراني بأن حكومة البحرين “ستدفع ثمن” إهانة قاسم وتحذيره من “صراع دموي مسلح”، لن تعدو أن تكون تهديدات جوفاء وتحذيرات فارغة، ينطبق عليها قول جرير:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا... أبشر بطول سلامة يا مربع.

إن الإجراءات البحرينية لن تمحو النفوذ الإيراني من البحرين وتعيد البلاد إلى سابق استقـرارها وقوة اقتصادها وتخليص شعبها من أعمال التخريب المستمرة منذ العام 2011 والتي وقفت وراء تأجيجها جمعية “الوفاق” الشيعية الصفوية فقط، وإنما ستلقي بظلالها سريعا على النفوذ الإيراني السافر في العراق والمنطقة بنحو واضح، والمتوقع أن ينحسر هذا النفوذ في العراق وسوريا ولبنان شيئا فشيئا حتى يضمحل وتنكفئ إيران إلى داخل حدودها لاعقة جراحها ومتجرعة هزيمة مشروعها في تصدير الثورة، الذي هو، في الحقيقة، مشروع طائفي بامتياز لاحت ملامحه واضحة في العراق، ويهدف إلى تأسيس إمبراطورية فارسية معادية للتطلعات العربية. ولكي تؤتي الإجراءات البحرينية الحكيمة والصبورة أكلها، ينبغي اتباعها بإجراءات أكثر شجاعة بتعزيز التيار العروبي في التشيع البحريني وفسح المجال أمامه لتصفية مخلفات التشيع الفارسي الصفوي ومنع تسلله إلى المجتمع البحريني مرة أخرى، فتيار التشيع العربي هو الوحيد القادر على تنقية التشيع في البحرين من العقائد الفاسدة للتشيع الفارسي الذي كاد ينجح في تقسيم المجتمع البحريني المسالم إلى أقسام شتى.

 

رئيس وزراء البحرين: المملكة تواجه أخطار الإرهاب

المنامة - محمد العرب//21 حزيران/16/شدد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين على أن المملكة تواجه خطرا إرهابيا جسيما، مشيرا إلى أن جهود مملكة #البحرين لمحاربة التطرف والإرهاب والحفاظ على أمنها واستقرارها تحتاج إلى أن يدعمها فعل وجهد دبلوماسي وإعلامي، لقطع الطريق على محاولات تشويه صورتها وتزييف الحقائق وإنكار جهودها لمحاربة الإرهاب، ليس لحماية نفسها فحسب بل لحماية المنطقة بأسرها التي تتجرع كل يوم من ويلات الإرهاب. وشدد على تكثيف التواصل مع العالم لبيان ما تتعرض له مملكة البحرين من خطر إرهابي جسيم، لا يمكن تجاهله لأن خطره يتجاوز المحيط المحلي إلى الإقليمي. وأكد رئيس الوزراء أن مملكة البحرين تعمل في إطار دولي لمحاربة الإرهاب، وأن ما تتخذه من إجراءات لسد أية ثغرة تفتح المجال أمام التدخلات الخارجية الهادفة لنشر الفوضى والإرهاب تأتي في سياق الإجراءات المتخذة في كافة الدول التي تتعرض للحد الأدنى مما تتعرض له البحرين، فلا تقبل أية حكومة في العالم إرهاب شعبها أو تعريض سلامته للخطر، كما لا يمكن السكوت عمن ارتهن بتبعيته السياسية والفكرية للخارج، عند من لا يريد الخير للوطن. وقال إن "أمن البحرين يأتي أولاً، وبعده تأتي الأمور الأخرى، وإننا دولة قانون ومؤسسات، ويجب أن تنطلق الجهات المختصة بالتواصل مع الأشقاء والأصدقاء على كافة المستويات ليعي الجميع بأننا نحارب أفعالا لا أشخاص، ونطبق قانونا لا أحد فوقه، وسيادته على الجميع، وهو مبدأ لا نحيد عنه، كما لا تحيد عنه أية دولة تنشد الأمن والاستقرار لها وللعالم، وعلى الرغم من جسامة التهديد والخطر الذي يتعرض له أمن الوطن إلا أن الحكومة حرصت أن تكون الإجراءات المتخذة في إطار الدستور والقانون".وشدد الأمير #خليفة_بن_سلمان على أن شعب البحرين بكل طوائفه قد أرهقه الإرهاب وأعمال الحرق وتعطيل مصالح المواطنين وتهديد أمنهم واستقرارهم، وأن من حق هذا الشعب على حكومته أن توفر له الأمن والأمان والطمأنينة، وأن يكون آمنا على نفسه وممتلكاته، مؤكدا استمرار الحكومة في اتخاذ كافة الإجراءات التي تحمي الوطن من الإرهاب، وتقي المجتمع المتماسك خطر الفتنة والانقسام، لا فتا إلى أهمية التحرك بوتيرة أسرع لوقف الداعمين للإرهاب والمحرضين على الخروج على القانون والنظام، ومن يحاولون تشويه الواقع الحقوقي والديمقراطي المتطور في مملكة البحرين. من جانبه أوضح وزير الخارجية البحريني، خلال اجتماع مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى المملكة، أن ما تم مؤخراً من إجراءات جاءت لحماية أمن الوطن ومكتسباته ومقدرات شعبه ولمنع الانزلاق إلى الفوضى والخراب كما انزلقت بعض الدول في المنطقة، وجميعها إجراءات تمت تنفيذا للقانون وبعد التأكد من ارتكاب العديد من المخالفات والتورط في الكثير من الممارسات التي تشكل خطراً على مصالح الوطن وأمنه وتفتح بابا واسعا للعنف والتطرف والإرهاب وتحمل ضررا كبيرا على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما لا يمكن أن تتهاون فيه أي دولة تعمل لأجل مواطنيها وتسعى لتأمين مستقبل آمن وزاهر لهم. وطالب وزير الخارجية جميع الدول والمنظمات الدولية بضرورة الاعتماد على المعلومات والمصادر الموثوقة في تحديد مواقفها وإصدار بياناتها، لضمان عدم التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة والاحترام التام للقوانين المعمول بها والمتفق عليها ولأحكام القضاء البحريني المستقل والعادل.‏

 

سوريا.. فساد البطاقات الأمنية وتوقيع حزب الله الأغلى/لم تعد حكراً على قوات الأمن والشبيحة بل سلعة تباع وتشرى

يزن التيّم - حماة/ العربية.نت/21 حزيران/16

لم تعد البطاقات الأمنية والعسكرية حكراً على قوات الأمن والشبيحة في سوريا، بل باتت سلعة تباع وتشرى بين كبار ضباط الأمن وميليشات الدفاع الوطني واللجان الشعبية، وبين أغنياء سوريا والبعض من الشباب وحتى بعض فتياتها. حيث لجأ مؤخراً الكثير من الأغنياء في سوريا وبعض الشبّان في المدن الخاضعة لسيطرة النظام كدمشق وحمص وحماة إلى شراء بطاقات أمنية أو ما يعرف ببطاقات الحماية والتي تصدر عن جهات أمنية من النظام وظيفتها حماية حاملها من قوات النظام والمخابرات السورية، والسماح لحاملها بالتصرف كيفما شاء في هذه المدن تحت رعاية وحماية الجهة المانحة لتلك البطاقة.

وفي حديث للناشط الميداني في حماة -سيف الدين- للعربية نت قال بأن المئات من الشباب باتوا يحملون هذه البطاقة ولكثير من الاسباب، وأهمها هي أن الشاب الحامل لتلك البطاقة بإمكانه تأدية خدمته العسكرية الإلزامية عبرها فهو ليس بحاجة للإلتحاق بجيش النظام، كونه من أحد المتطوعين الأمنيين في صفوفه، بالإضافة إلى أن حاملها يعفى من خدمة الإحتياط لكونه أحد المتطوعين لدى أجهزة المخابرات للنظام ذاته، علاوةً على أن حاملها يسمح له بحمل السلاح، والمرور عبر خطوط عسكرية، ومنع أي جهة من التعرض إليه سوى الجهة المانحة لتلك البطاقة، كما يمنع المدنيين من التعرض أو الإساءة إليه فهو يعتبر عنصر أمني لدى النظام، بالإضافة إلى السماح بخلع أرقام "النمرة" لسيارته والسماح له بالتشبيح على المدنيين والأهالي كيفما يريد دون أي رادع.

,أضاف بأن منهم من قام بإمتلاكها لحماية نفسه من تعرض النظام له أو إعتقاله عشوائياً والحماية من الخدمة العسكرية الإلزامية أو الإحتياطية، والكثيرون ممن أمتلكوها كان همهم التشبيح العلني والعمل إلى جانب النظام خاصة مع هدوء العمل الثوري في المدن الخاضعة للنظام مؤخراً، وعدم خوفهم من أي عمل عسكري ثوري ضدّهم كما كان سابقاً، حيث كان شبيحة النظام فيما سبق يخافون من العمليات العسكرية الثورية داخل تلك المدن ولذلك كانوا يعملون على إخفاء إنتمائهم وعملهم إلى جانب النظام على عكس ظهورهم وتفاخرهم بذلك اليوم.

أسعار حسب الأهمية

وقال الناشط الحقوقي في حماة، كريم الياسين، والذي يعمل على توثيق أسماء الحاصلين على تلك البطاقات والعاملين في التشبيح إلى جانب النظام في مدينة حماة، بأن البطاقات الأمنية تختلف أهميتها وسعرها من بطاقة لأخرى، فهنالك بطاقات يجب أن يكون حاملها متطوع في مخابرات النظام العسكرية أو الجوية أو أمن الدولة وأن يعمل إلى جانب النظام في الأفرع وعلى جبهات القتال ضد الثوار وهذه عادةً تكون من أرخص البطاقات والتي يصل سعرها إلى 50 ألف ليرة سورية، فيما هنالك بطاقات يتطوع حاملها للأفرع الأمنية بشكل أسمّي فقط ويتعهد رئيس الفرع الأمني المانح للبطاقة بعدم دعوته للقتال على الجبهات وأن تمنح له الصلاحيات الأمنية كافة، وهذه تكون أغلى من سابقتها وقد يتراوح سعرها بين 150 ألف ليرة سورية وحتى 300 ألف، ومكتوب خلف البطاقة " يمنح صاحب هذه البطاقة سلاح برقم، للمؤازرة والمساعدة حين الطلب وتيسير أمر حامل هذه البطاقة".

فيما أضاف بأن هنالك بطاقات هي ذات شأن وأهمية أكبر من ذلك، كبطاقات تيسير الأمور والتي تمنح من وزير الدفاع لدى النظام بشكل شخصي وبتوقيعه، وسعرها يقارب النصف مليون ليرة سورية وهي لمدة عام فقط وتنتهي صلاحيتها بعد ذلك، كما هنالك بطاقات أهم وهي بطاقات الأمن القومي زرقاء اللون وهي ذات أهمية كبيرة وعناصر الأمن وحواجز النظام تخاف منها كثيراً لان حاملها يكون على وصول كبير لسلطات النظام وأجهزته الأمنية حتى أستطاع الحصول عليها، ويسمح له بكافة الصلاحيات دون أن يردعه أو يحاسبه أحد سوى المسؤولين عن الأمن القومي في دمشق وهذه هي قوة هذه البطاقة، كما هنالك بطاقات تدعى بطاقة "المقاومة الإسلامية السورية" وهي بطاقات تمنح من حزب الله اللبناني للمتطوعين السوريين في صفوفه، وهذه أيضاً ذات شأن كبير، وسعرها يصل إلى أكثر من نصف مليون ليرة سورية، ويوقع عليها الحاج الذي هو برتبة قائد لفصيل من فصائل حزب الله في سوريا، وتكون ذات صلاحيات مفتوحة ايضاً وليس من حق أي جهة أمنية محاسبة أو إيقاف حاملها.

وقال بأن توثيقاته لمحافظة حماة فقط، فهنالك أكثر من عشرة آلاف حامل للبطاقات الأمنية في مدينة حماة وريفها دون العمل إلى جانب النظام وإنما يحملون بطاقات أمنية تحميهم من النظام فقط، وذلك بحسب تسريبات حصل عليها من داخل أفرع النظام.

فيما أشار الشاب محمد أحد شبّان مدينة حماة، بأن البطاقات الأمنية أصبحت أمراً شائعاً في المدن التي يسيطر عليها النظام، فأصبح من غير المعتاد أن تجد شاباً يمشي في شوارع او جامعات سوريا ولا يحمل بطاقة أمنية تحميه، إلى أن وصل الحدّ بأن الخطوط العسكرية على حواجز المدينة مزدحمة بشكل أكبر من خطوط عبور المدنيين، وهذا دليل على كثرة حاملي البطاقة والمتعاملين فيها، بالإضافة إلى إنتشار السلاح وطلي السيارات باللون الأسود مع رقم السيارة علناً في الشوارع دون أدنى رقابة وحساب وهذا ما جعل من عمليات الخطف والسرقة تنتشر بشكل كبير دون معرفة القائم بها من اي ميليشا أو جهة أمنية لكثرتهم.

وقال بأن البعض من أصدقائه ممن قام بإمتلاك بطاقات أمنية وبطاقات من اللجان الشعبية، وعقب إتفاقهم مع المانح بعدم إستدعائهم لجبهات القتال، قام عقب شهور بإستدعائهم للقتال في جبهات ريف حمص وريف اللاذقية، فالعقود التي يقومون بتوقيعها أثناء تطوعهم لا تحمل شرطاً يمنع المانح من إستدعائه حينما يريد، فيما أتخذ هذا الأمر الكثير من الضبّاط لإبتزاز الحاملين لتلك البطاقات للحصول على أموال أكثر بحجّة دعوتهم إلى جبهات القتال وإعفائهم من ذلك مقابل مئتي ألف ليرة سورية.

ووسط كل هذه الفوضى التي يخلقها النظام وضباطه في المدن التي يسيطر عليها، يبقى المدنيون هم الخاسر الوحيد في خضّم البيع والشراء في أرض وأرواح السوريين، والمتاجرة بدمائهم مقابل آلاف من الليرات السورية.

 

الحكومة المصرية تطعن في بطلان نقل تيران وصنافير

العرب/22 حزيران/16/القاهرة - أعاد القضاء المصري الجدل مجددا بعد الحكم ببطلان اتفاقية نقلت مصر بموجبها السيادة على جزيرتين في البحر الأحمر إلى السعودية، وتسببت في احتجاجات واسعة في مصر، فيما قالت الحكومة المصرية إنها ستطعن على الحكم. واحتدم النقاش مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط سعادة عارمة من قبل معارضين قالوا إن حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية يثبت أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان. وقالت مصادر قضائية لـ”العرب” إن هيئة قضايا الدولة، وهي جهة حكومية تمثل الحكومة أمام القضاء المصري، ستطعن في الحكم. وأرجعت المصادر قرار الحكومة بالطعن في الحكم إلى أنه “من المفترض ألا تثار قضايا سيادية تخص صميم عمل السلطة السياسية، ومنها الحدود، أمام الجهات القضائية”. وقبل نحو عامين شهدت مصر جدلا أقل صخبا بشأن اتفاقية مماثلة مع قبرص، انتهت بحكم القضاء الإداري بعدم اختصاصه في نظر الدعوى. وقضت المحكمة الثلاثاء “بقبول الدعوى شكلا وبطلان توقيع ممثل الحكومة المصرية على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية الموقعة في أبريل 2016 والمتضمنة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية”. وقال مجدي العجاتي، وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، في بيان “الحكومة المصرية تحترم الأحكام القضائية انطلاقا من مبدأ سيادة القانون الذي هو أساس الحكم في الدولة”. وأضاف “الحكومة تعكف على دراسة أسباب الحكم لاتخاذ الإجراءات القانونية بالطعن فيه أمام المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة لطلب وقف تنفيذه وإلغائه”.

وأثارت الاتفاقية التي وقعها البلدان في أبريل الماضي على هامش زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة، احتجاجات كبيرة في مصر، واتهامات من جماعات معارضة للحكومة بالتنازل عن الجزيرتين مقابل استمرار المساعدات السعودية.                                                                                                                  

تهاني الجبالي: أتوقع أن تؤيد المحكمة الإدارية العليا الاتفاقية بين مصر والسعودية

ودافعت الحكومة المصرية سياسيا وقانونيا عن الاتفاقية، وقالت إن الجزيرتين الواقعتين عند مدخل ميناء العقبة الجنوبي كانتا تخضعان فقط للحماية المصرية منذ عام 1950 بناء على طلب من الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية. لكن حجج الحكومة لم تكن كافية. وفي 25 أبريل الماضي اندلعت احتجاجات في وسط القاهرة طالبت بإلغاء الاتفاقية، واستعادت لأول مرة منذ الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في عام 2013 شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”. وألقي القبض على العشرات من المتظاهرين. ويعتبر غالبية المصريين نقل السيادة على الجزيرتين غير المأهولتين، مسألة “كرامة وطنية”، رغم حاجتهم إلى المليارات من المساعدات المالية تلقتها مصر من السعودية خصوصا، ودول خليجية أخرى لمساعدتها على إعادة اقتصادها للوقوف على قدميه.

وتسببت القضية لأول مرة في ظهور صراع خفي بين مؤسسات الدولة النافذة في مصر إلى السطح.

وأفرج عن العشرات من المتظاهرين الذين تلقوا أحكاما قضائية لاحقا، وتم إطلاق سراح بعضهم بعد تسديد كفالة مالية. ويقول عبدالمنعم سعيد، مدير المركز الإقليمي للدراسات بالقاهرة، والمؤيد لحكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إنه من المرجح أن “يتم استغلال الحكم ضد النظام والدولة بأكملها من جانب المعارضين، سواء جماعة الإخوان أو الأحزاب والنشطاء، وكل هؤلاء سوف يسعون إلى تصدير فكرة أن النظام غير جدير بالحكم، وانه يعاني من توتر سياسي يدفعه لاتخاذ قرارات خاطئة”. وأوضح سعيد لـ”العرب” أن “مصر ستظهر كأنها بلد متداخل السلطات ليس به نظام مؤسسي يحكمه، وهو ما يكشف عن خلل في النظام السياسي المصري، سوف تتحمل الدولة برمتها عواقبه الوخيمة، إقليميا ودوليا”. وتحافظ السعودية، التي أقر مجلس الشورى فيها الاتفاقية بالإجماع مطلع مايو الماضي، على صمتها إزاء القضية التي كادت تؤثر على العلاقات الوثيقة بين البلدين الحليفين.

وتدرك الرياض مأزق نظام الرئيس المصري الذي شهدت شعبيته تراجعا غير مسبوق منذ الإعلان عن الاتفاقية التي لا تصبح نهائية إلا بعد تصديق البرلمان المصري عليها. ويمثل الحكم ضربة سياسية قوية لنظام السيسي الذي طالب المصريين في منتصف أبريل الماضي بالكف عن الحديث عن مسألة الجزيرتين. وقالت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقا، إنه “من المتوقع أن تصدر المحكمة الإدارية العليا حكما بقبول طعن الحكومة، وتصدر حكما مغايرا لما أصدره القضاء الإداري ببطلان الاتفاقية، وسيكون حكمها نهائيا وباتا، والمبرر عدم اختصاص القضاء بقضايا سيادية، خاصة أن هناك سلطة تشريعية (البرلمان) بالبلاد”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في حلب: زلزلت الأرض تحت أقدام.. مَن؟

بتول خليل/المدن/الثلاثاء 21/06/2016

التعويض إعلامياً عن انتكاسات عسكرية تلاحقه على الأرض، تحولت إلى معادلة ثابتة لدى حزب الله بعد توالي الخسائر البشرية في صفوفه في الحرب السورية، والتي لم يستثنِ منها الحزب سياسة البحث والتنقيب عن صور وفيديوهات مفبركة لا تمت للحدث بصلة، فيتم نشرها وتداولها على أوسع نطاق في مواقع التواصل والمواقع الإخبارية والإعلامية التابعة والموالية له، وهو ما برز من جديد في المواكبة الإعلامية لحدث الضربة الأقسى التي تلقاها حزب الله مؤخراً في ريف حلب، والتي أسفر عنها مقتل أكثر من 20 عنصراً خلال ثلاثة أيام فقط. وبدا لافتاً أن مناصرين لحزب الله أعلنوا صراحة بداية حرب إعلامية، وضعوها في إطار "الجهاد الإعلامي" و"الحرب النفسية على العدو"، في ما بدا وكأنه جزء من خطة متكاملة انطلقت عبر وسائل إعلام حزب الله والحسابات الاجتماعية التابعة له. ويبدو أن حزب الله يضع ثقله في هذه المعركة الإعلامية، أكثر من أي وقت مضى، كون جسامة الحدث يمكن لها أن تؤدي إلى تضعضع داخل القوى والخلايا التابعة له والعاملة في سوريا. كما أن وقع الحدث وصداه الإعلامي لدى جمهوره جعل من غير الممكن مرور هذا الحدث من دون فعلٍ ما، يهدف إلى خطف الأنظار والاهتمام عن حدث الاشتباك وفداحة الخسائر.

وانطلاقاً من شعار "من دعمكم لنا سوف ننتصر" سارعت الآلة الدعائية لحزب الله لإطلاق وتعويم كل ما من شأنه شد العصب المذهبي وتحويل الأنظار نحو وجهة أخرى، لن يرى الجمهور من خلالها سوى "انتصارات" و"بطولات" وقدرات جبّارة دحرت "الإرهاب" و"الأعداء" و"زلزلت الأرض تحت أقدامهم"، فيما يبدو أن حشد الشعارات بما فيها "التضحيات تصنع الانتصارات" صار من اولويات المقاربة الاعلامية للحدث، التي يتم استعمالها من قبل الحزب كلما أصيب بانتكاسة عسكرية في سوريا، بهدف التقليل من الوقع النفسي والمعنوي لحجم الخسائر، كما لو أنها دعوة مبطنة لاعتبار أعداد القتلى الكبيرة، خسائر جانبية تحصل في سياق أي معركة. وضمن الأسلوب عينه، لجأ حزب الله ومناصروه إلى التحايل والتضليل الإعلامي في مسعى جليّ للتعمية على الكارثة التي حلّت، ولرفع معنويات الجمهور وأهالي القتلى وعائلاتهم وامتصاص غضبهم، وهو ما برز بداية من خلال التقارير الإخبارية التي بثتّها قناة "المنار" والتي غاب عنها الحديث عن الخسائر في صفوف حزب الله، مقابل التركيز فقط على "تحول بعض قرى ريف حلب إلى مصيدة للجماعات الإرهابية وقادتهم" وأنّ "تنسيقيات الإرهابيين لما يسمّى جيش الفتح، ضجّت بأعداد القتلى الذين سقطوا في المعارك العنيفة المستمرة على ريف حلب الجنوبي".

الإيقاع نفسه سار عليه مناصرون لحزب الله في مواقع التواصل، ممن راحوا يلفقون أخباراً حول استهداف حزب الله لزعيم "جبهة النصرة" في ريف إدلب، فيما لم يصدر عن حزب الله أي بيان يؤكّد الموضوع. وضمن هاشتاغ #حلب_أسطورة_حزب_الله، الذي تم إطلاقه رداً على هاشتاغ أطلقه ناشطون معارضون بعنوان #حلب_مقبرة_حزب_الله، يتم تداول صور ومقاطع فيديو لأسرى ومعتقلين وجثث وجرحى أرفقت بعبارات "إرهابيو السعودية وتركيا في حلب تحت أقدام مجاهدي حزب الله الأبطال" و"حزب الله ينفذ كميناً في ريف حلب الجنوبي يوقع فيه 240 قتيلاً ويأسر العشرات من الجنسيات المختلفة بينهم سعوديون وأتراك". إلا أنه ثبت لاحقاً أنها مفبركة، وذلك من خلال رد لوكالة "الأناضول" التركية، أوضحت فيه أن "صفحات في مواقع التواصل ومواقع إخبارية مقربة من حزب الله تمارس تضليلاً إعلامياً تحت عنوان: ضباط أتراك أسرى بيد حزب الله في حلب"، مؤكدة أن الصورة التي يتم تداولها، والتي تظهر ثلاثة جنود أسرى، وعلى بزاتهم علم تركيا، تبيّن أنها مسجلة باسم الوكالة، لخبر نشرته في وقت سابق حوال إعدام تنظيم "داعش" 20 جندياً عراقياً في آذار/مارس 2014 في الفلوجة غربي العراق. ولما كان حزب الله يدرك أهمية التصويب الإعلامي نحو كل ما من شأنه أن يساهم بإشاحة النظر عن جوهر الحدث ودلالاته، فإنه بات يضاعف جهوده الإعلامية والدعائية ضمن مساعيه لمنع جمهوره من إعادة النظر في مواقفه أو تقييم أدائه وسياسته وما ينتج عنها، والتي ترتهن فيها حياة أبنائهم، خصوصاً أنه بات هناك حالة متعاظمة داخل البيئة الحاضنة لحزب الله تعارض إرسال مزيداً من المقاتلين، وتسأل إلى متى سيبقى "شهداؤنا" يسقطون في سوريا، ومقابل ماذا؟ غير أن الصمت العلني مقابل التململ والهمس السري يبدو أنه لم يعد قاعدة ثابتة في هذا الإطار، ولم يعد محصوراً في الصالونات والأحاديث الجانبية، بل انتقل إلى مواقع التواصل، مضيفاً بذلك وجهاً جديداً للنقاش الالكتروني، وإن كان لا يزال ضمن حلقة محصورة، حيث برزت بعض التغريدات التي تعبّر عن غضبها من الحزب والتي جاء في إحداها "فليساعد حزب الله أولادنا للتعلم في الخارج، بدلاً من أن يرسلهم للموت في الخارج". وحري بالذكر أن هناك اتهامات للنظام السوري باغتيال القائد العسكري في حزب الله، مصطفى بدر الدين، وذلك بعد ما سُرب عنه من أخبار تقول إنه كان في طور رفع توصية للأمين العام وقيادة حزب الله لسحب مقاتلي الحزب من الداخل السوري إلى الحدود اللبنانية، وذلك لاعتراضه على كثافة المهام القتالية التي يلقي بها النظام لسوري على عاتق الحزب، ووضعهم في واجهة المعارك الأشد ضراوة، ما قد يدل على أن التململ لم يعد محصوراً في أوساط حزب الله الشعبية، بل ربما وصل إلى الصف الأول من قياداته العليا.

 

الحكومة «باقية بحكم الشغور» والاهتداء إلى قانون انتخابي يحتاج إلى نقلة نوعية

وسام سعادة/المستقبل/22 حزيران/16

بانتظار ورود النسخة الجديدة من تداعيات الحرب السورية على لبنان، خصوصاً من جهة اتساع وارتفاع وتيرة الاستنزاف الواقع فيه «حزب الله« في ريف حلب، لا تلفح أي نسمة هواء جديدة على صعيد الشغور الرئاسي، ولا يبدو في الوقت نفسه ان النزعات «الطاردة» داخل الحكومة الحالية ستتجاوز المعادلة القائمة بشكل أو بآخر منذ تشكيل هذه الحكومة استباقاً للشغور الرئاسي وتحضيراً لتأمين اطار مؤسسي ما في ظل فراغ دستوري كان يبدو من بداياته مزمناً، ويبدو انه مزمن أكثر مما توقع الأكثر تشاؤماً آنذاك.

في الاستقالة الكتائبية الأخيرة من الحكومة تظهر مفارقة هذه الاستقالة، ومفارقة هذه الحكومة، ومفارقة الشغور الرئاسي في وقت واحد: صحيح ان الاشكال وقع داخل «الكتائب« بين من يرى الاستقالة من دون تصريف الاعمال، وبين من ينادي أقله بتصريف الأعمال، لكن الفكرة ليست هنا. الفكرة ان أي استقالة مؤجل بتها الى حين انتخاب رئيس، وحين انتخاب رئيس تصير أساساً الحكومة منتهية، ويباشر الإعداد لواحدة جديدة. بالتالي، يمكن لوزير الآن ان يعلن انه مستقيل، نصف مستقيل، مستقيل عن تصريف الاعمال، ويمكنه ان يعود عن استقالته أنى شاء، طالما الكل معلّق حتى ساعة إنهاء الشغور. وبهذا المعنى، فان الاستقالات من الحكومة، أياً كانت درجتها ونوعها، هي انعكاس لمسار تبدو فيه كل وزارة أو كل وزير حكومة بذاتها، ويصير مفهوم مجلس الوزراء منفصلاً بشكل أو بآخر عن المفهوم السياسي للحكومة. أساساً هي حكومة بمفارقة جوهرية في فترة الشغور الرئاسي: الشغور يجعلها أكثر من حكومة، يجعلها مجلس ادارة مركزياً للأوضاع اللبنانية، طالما انه لا رئيس، وطالما انه لا تشريع طبيعي لمجلس النواب قبل انتخاب رئيس. في نفس الوقت، وهي للأسباب نفسها، وبسبب التعطل المؤسسي العام، وعدم مراعاة المواقيت الدستورية في الانتخابات الرئاسية كما النيابية، أقل من حكومة: هي من الأول حكومة تصريف أعمال، والاستقالة منها لتصريف الأعمال (الحضور الى مكتب الوزارة والعزوف عن طاولة مجلس الوزراء) فيها شيء من العبثية، والاستقالة دون تصريف الأعمال فيها قدر من العبثية أيضاً، والاستمرار فيها عبثي بالمطلق، خصوصاً وانه يظهر في شكل الاضطرار لا الخيار، وبمنسوب تصدع يتصاعد.

بالتوازي، يقترب شهراً في اثر شهر موعد انتهاء مدة التمديد الثاني للمجلس النيابي الحالي، وثمة جو ضاغط أكثر فأكثر باتجاه اجراء الانتخابات النيابية، ولا يعرف كيف يمكن لهذا الجو ان يتفاعل مع موضوع الشغور الرئاسي، أما الجدل حول القانون الانتخابي فعلى حاله، والتكرار سيد الموقف، سوى الطرح الذي وجد طريقه، أو أوصله، رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل بالأمس لطاولة مجلس الوزراء بالاجتراء على خطوة اصلاحية كبيرة، من مثل اعتماد الدائرة الفردية خارج القيد الطائفي، ويمكن أن يرشق هذا الطرح بعض الشيء، بحيث تكون ترجمة هذا الكلام اقرار مبدأ صوت واحد لكل ناخب مع الابقاء على الأقضية الحالية كدوائر انتخابية. يمكن النقاش في الأمر أكثر، بل ينبغي افساح المجال لذلك، فطرح الدائرة الفردية لم يؤخذ بالجدية المطلوبة في تاريخ لبنان الانتخابي بعد، وثمة من ربى الوهم بأن النسبية والدائرة الواحدة لكل البلد هي الطريق نحو الاصلاح، علماً ان هذا الوهم المبالغ في «اللاطائفية» أمكن ايجاد نسخة طائفية متشددة له، في «القانون الارثوذكسي»، حيث لبنان دائرة واحدة، وبالنسبية، انما لكل طائفة على حدة!!

 

أوروبا وبريطانيا… وغياب السياسة الخارجية

خيرالله خيرالله/العرب/22 حزيران/16

ليس الاستفتاء على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه حدثا عاديا. فأوروبا من دون بريطانيا ستكون شيئا آخر نظرا إلى الدور الذي لعبته المملكة المتحدة في مجال توفير وزن سياسي للاتحاد الأوروبي، هو عمليا وزن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مجتمعة. تكمن المفارقة في أنّ احتمال ترك بريطانيا للاتحاد الأوروبي يأتي في وقت لا يمكن الحديث فيه عن تطابق السياسات بينها وبين الولايات المتحدة، خصوصا أن لا وجود لما يمكن وصفه بعلاقة ودّية بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون. في الماضي، كانت المملكة المتحدة متّهمة بأنها حصان طروادة الأميركي في الاتحاد الأوروبي والعين الساهرة على أنّ هذا الاتحاد لن يبتعد كثيرا عن السياسة الأميركية، بل سيتحرّك في ظلّها. على سبيل المثال وليس الحصر، اتخذ الرئيس الفرنسي جاك شيراك في العام 2003 موقفا في غاية التحفّظ عن العملية العسكرية الأميركية في العراق التي استهدفت قلب النظام وتسليم البلد إلى إيران. لكن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبل، في المقابل، أن يكـون شريكا في العملية العسكرية الأميركية، وبتوزيع للأدوار بين الجيش البريطاني والجيش الأميركي داخل الأراضي العراقية. لم يمنع الاتحاد الأوروبي بريطانيا من أن تكون مستقلة سياسيا عن أوروبا، لكنّ الواضح أن لندن لعبت دائما دورا مهمّا في دعم الموقف الأوروبي عندما وجدت ذلك مناسبا لها. وهذا ظهر جليا في ليبيا حيث ساهمت بريطـانيا مع فرنسـا في التخلص من معمّر القذافي ونظامه، بل لعبت دورا مهمّا في ذلك من دون ضوء أخضر أميركي كامل. في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيكون ذلك لأسباب داخلية لا علاقة لها بالولايات المتحدة ولا بالسياسات الكبيرة. صغرت هموم المواطن البريطاني كما صغرت هموم بريطانيا العظمى، تلك الإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها. هناك خوف لدى قسم من المواطنين البريطانيين من تدفّق اللاجئين على الجزيرة. دخل إلى بريطانيا نحو 330 ألفا من اللاجئين في العام 2015.هناك خوف أكبر من أن تبقى بريطانيا المكان الذي يقصده فقراء الأوروبيين بحثا عن فرص عمل. والمقصود بفقراء الأوروبيين مواطنون من بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وتشيكيا، وكلّ الدول التي انضمت حديثا إلى الاتحاد الأوروبي. بات يحق لمواطني هذه الدول العمل في بريطانيا من دون أي قيود، والاستفادة كليا من الخدمات الصحية والتقديمات الاجتماعية.

استخدم معارضو بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قضية الضغوط التي يتعرض لها النظام الصحّي في المملكة من أجل دفع المواطنين إلى التصويت بـ“نعم” للخروج من أوروبا. هناك جدل لا ينتهي في شأن هل من مصلحـة بريطانيا البقاء في الاتحاد الأوروبي أم لا. اتخذ هذا الجدل منحى خطيرا بعدما قتل موتور عضو مجلس العموم (مجلس النوّاب) جو كوكـس قبـل أيّام رافعا شعار “بريطانيا أوّلا”. كانت جو كوكس ابنة الواحد والأربعين عاما، والدة لطفلين، وإحدى أبرز المدافعات عن حقوق الإنسان في بريطانيا، كما كانت بين أبرز الذين دعموا قضية الشعب السوري.

نسي المواطن البريطاني العادي أنّه لا يريد أن يعمل، وأنّه لولا وجود الأجانب لكان كلّ شيء في لندن، بما في ذلك المطاعم، يقفل باكرا. ما جعل لندن عاصمة للعالم وأهمّ مدينة أوروبية وأحد أكبر المراكز المالية في العالم، هو وجود الأجانب فيها. يقول بيل غيتس، مؤسس “مايكروسوفت” وأغنى أغنياء العالم، أن استثماره مليار دولار في بريطانيا يعود قبل كل شيء إلى أنّها “مدخل” إلى أسواق أوروبا قبل أيّ شيء آخر. لم يتردد غيتس في دعوة البريطانيين في رسالة نشرتها صحيفة “ذي تايمز” إلى البقاء في أوروبا.

دخلت بريطانيا الاتحاد الأوروبي بتأنّ شديد وذلك بعدما رحل الرجل الذي وقف دائما في وجه انضمامها إليه، أي شارل ديغول. رافقت بريطانيا، بحذر، تطور الاتحاد الأوروبي وتوسّعه، بل لم تعترض على توسيع الاتحاد كي لا تكون هناك كتلة قوية فيه نواتها ألمانيا وفرنسا. بقيت متحفظة على أمور كثيرة. لم تقبل “اليورو” عملة لها، كما بقيت خارج “اتفاق شنغن” المتعلّق بالتأشيرة المشتركة، ولكن كان عليها الانصياع لقوانين أوروبية معيّنة تعلو على القوانين البريطانية وهذا ما أثار حفيظة كثيرين في البلد. على هامش الاستفتاء الذي ستشهده بريطانيا يوم الثالث والعشرين من حزيران ـ يونيو الجاري، ثمّة ملاحظتان من المفيد التوقف عندهما. الأولى ذات طابع لا يتجاوز حدود المملكة المتحدة، والأخرى مرتبطة بما هو خارج الحدود، أي بالسياسة الخارجية البريطانية. بالنسبة إلى الملاحظة الأولى، سيكون مطروحا في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مصير اسكتلندا وويلز. ليست لدى هاتين المقاطعتين رغبة في ترك أوروبا. لم تخف نيكولا ستورجن رئيسة الحكومة في اسكتلندا ذلك. ليس مستبعدا أن تلجأ اسكتلندا إلى تنظيم استفتاء خاص بها تحت عنوان الاستقلال عن المملكة المتحدة والبقاء في الاتحاد الأوروبي كدولة مستقلة. هل تصمد وحدة المملكة المتحدة في حال صوتت الأكثرية مع الخروج من الاتحاد الأوروبي؟

بالنسبة إلى الملاحظة الثانية، يكشف الاستفتاء حجم الانكفاء البريطاني ومدى التقوقع الداخلي. لم تعد هناك سياسة خارجية بريطانية لديها تأثيرها على المستوى العالمي. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّه لم يعد هنـاك حلف بريطاني – أميـركي. لعلّ أكثر ما يهمّ البريطانيين حاليا هو مسألة الهجرة إلى بلدهم والنظام الصحّي المكلف “بسبب الآتين من الخارج”، كما يقول أولئك الذين يقودون حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي.

في الماضي القريب، كان الحلف القائم بين واشنطن دي . سي ولندن يحول دون أن تكون بريطانيا جزءا حقيقيا من أوروبا. كان الأوروبيون يتهّمون بريطانيا بأنها تعارض وجود سياسة أوروبية مستقلّة، ولو نسبيا، عن السياسة الأميركية. في السنة 2016، لم يعد من وجود للسياسة الخارجية البريطانية. لم يعد مطروحا هل بريطانيا تابعة لأميركا أم لا، أو هل لرئيس الوزراء البريطاني كلمة في القرار الأميركي أم لا؟ من يتذكّر أن مارغريت تاتشر لعبت دورا حاسما في التصدي لصدّام حسين بعد احتلاله الكويت صيف العام 1990؟ وقتذاك التقت تاتشر جورج بوش الأب وأقنعته بأن لا مجال لأي تهاون في موضوع احتلال الكويت، وأن أي تهاون هو بمثابة “استسلام” لصدّام ستكون له نتائج كارثية على الصعيديْن الإقليمي والعالمي. ليس الحق على بريطانيا وحدها في شأن ما يتعلّق بضمور السياسة الخارجية وغيابها عن الاستفتاء، علما أنّ الأمر يتعلّق بأوروبا والانتماء إليها. الحقّ أيضا على إدارة أميركية على رأسها باراك أوباما تمتلك اهتمامات من نوع آخر أبعد ما تكون عن أوروبا، وحتّى عن العلاقة بين أوروبا ودولة مثل روسيا باتت تستطيع أن تفعل ما تشاء في منطقة ممتدة من سوريا إلى أوكرانيا… فيما أوروبا مجبرة على الوقوف موقف المتفرّج لا أكثر.

 

أوقفوا العدادات

 نبيل بومنصف/النهار/22 حزيران 2016

لا نشك لحظة في ان الغالبية الساحقة - المسحوقة من اللبنانيين لم تعد تتوقف امام فولكلور سياسي رتيب تجري حلقات مساراته المتوازية على خطوط العجز والتراجعات والدوران في الدوامة المفرغة . ثمة كما هو معروف عدادات لكل مسارات هذا الفولكلور الممل . عدادات جولات جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ، والحوار الوطني ، وجلسات اللجان ، وجولات الحوار بين "المستقبل " و"حزب الله " تتسابق تباعا في رفع الأرقام القياسية لما كان يمكن ان يشكل في مجموعه اوسع مؤتمر وطني داخلي عرفه لبنان . يتحدثون عن مؤتمر تأسيسي بات مجرد لفظه يثير الخشية من فزاعات انقلابية . كما يتحدثون عن دوحة جديدة كالوصفة الملطفة لسلة التسوية التي لن ينتهي زمن الفراغ الرئاسي من دون مرورها بقانون انتخاب يقيم النسبية الموعودة مفتاحا للزمن الجديد والتوافق على حكومة ورئيسها مسبقا وتتويج السلة بذاك الذي سيقيم سعيدا في قصر بعبدا المهجور . والحال اننا نطمئن اهل الحوارات على اختلاف أنواعها الى ان في إمكانهم المضي ما طاب لهم في هذه الهوايات لانها باتت في وجدان الناس نوعا هالكا من الترف الباهت لا يقوى على ازاحة هواة المسلسلات الرمضانية عن الشاشات . كما ان عدادات الجولات القياسية باتت مهددة بالتوقف لان احدا لا يقيم اعتبارا لمجمل الازمة الداخلية بفعل قصور المقاربات السياسية حتى عن اجتذاب المداخلات الحميدة الخارجية والتفنن في تهشيل كل وساطة من شأنها ان تكسر احادية القوى المعطلة للنظام الدستوري والمؤسسات . وكيف لداخل او لخارج ان يهتم بجولات حوارية موسعة او ثنائية لا نعرف ما الجدوى منها ما دامت جداول أعمالها تعلن سلفا فشلها المحقق لانها تقف عند حدود الممنوعات والمحظورات بل والمحرمات؟ امس واليوم كما غداً وبعده تواترت امام "عيون المشاهدين" اللبنانيين صور الزعامات والنواب والوزراء والسياسيين في مسلسلات البحث العقيم في ملفات علاها الغبار المتراكم في حين ان احدا لم يسمع متجرئا واحدا يصرخ بوقف هذا الفولكلور وطرح قضية واحدة من الملفات والأخطار والاستحقاقات الداهمة التي تهدد لبنان بأوخم العواقب. اي حوارات هذه وما جدواها ما دامت لا تلامس أزمة تورط "حزب الله" في سوريا او ازمة المصارف في ظل تنفيذ قسري لقانون العقوبات الاميركية او ازمة استجرار التوترات الخليجية الايرانية في شكل منهجي تصاعدي الى الساحة اللبنانية ؟ ولماذا الحوارات المتعددة الطرف زورا فيما المطلوب واحد احد لا قيامة لدولة او استعادة لرئاسة من دونه وهو وقف دوامة الانزلاق الى ساحات الآخرين ووقف نزف مخيف بات كل لبنان مهدداً بتداعياته المدمرة ؟ ولماذا حوار حول الرئاسة واي رئيس ما دمنا نفتش بإبرة في جبل القش على صوت "رئاسي" صارخ بوقف الاستنزاف لا يهاب حسابات اثبتت عقمها ؟

 

مَن يصارح الأساقفة بـ "الأسباب الحقيقية"؟

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/22 حزيران 2016

يريد حزب الكتائب من اعلان استقالة وزيريه من الحكومة أن يحرّك الجمود السياسي الذي أدى الى استعصاء انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي الى تعطيل الدولة. لكن الاستقالة لن تُحدث الحراك المرتجى، بل على العكس سلّطت الأضواء على "أزمة داخل الحزب". نعم، يستحقّ الوضع الذي يقيّد لبنان أكثر من استقالة ومن احتجاج وتمرّد، لكنه يحتاج الى ما هو أبسط: أن يخرج المسيحيون، بالأحرى الموارنة، من استكانتهم للانقسام الذي فرضه "حزب الله"، وأن يفكّوا الرئاسة وهي "حقٌّ ميثاقي" لهم من أسر النظامين السوري والايراني وذلك "الحزب" وكيلهما. أما لماذا هذا الخيار أبسط فلأن أي التزامات لهذا المرشح أو ذاك لا يمكن بأي منطق أن تكون أعلى من مصلحة جميع اللبنانيين، أو حتى أعلى من مصلحة الطائفة. وحين يناشد مجمع أساقفة الكنيسة المارونية النواب والكتل السياسية مصارحة اللبنانيين في شأن "الأسباب الحقيقية التي تحول دون انتخاب الرئيس"، فإنه ينسب الى نفسه سذاجة ليست له. إذ لم يعد الأمر سرّاً، و"الأسباب" معروفة: لا رئيس للبنان قبل أن تتأكّد ايران من وجهة التسوية في سوريا، فخيارها الأول والوحيد هو بقاء بشار الاسد في الحكم ولديها في هذه الحال مرشّح للرئاسة اللبنانية ينسجم مع الاسد، أما أي خيار آخر ينبثق من توافق دولي فسيشكّل خسارة لا بدّ لايران من تعويضها بمرشحها التالي في لبنان. وما دام المرشحان المعروفان، ميشال عون وسليمان فرنجية، أصبحا مكشوفين بل "مضروبين" بسبب افراط ايران و"حزب الله" في استخدامهما لإدامة الشغور الرئاسي وتعطيل الدولة، فإن ايران و"الحزب" قد يتبنّيان مرشحاً آخر ملغوماً يظهر التوافق ويضمر الانحياز لهما.

لا مبالغة في توقّع انتخاب الرئيس المقبل، اذا حصل، ليتزامن مع عودة "حزب الله" من سوريا، اذا عاد، وستكون من أبرز مهماته أن يشرف على ادارة تداعيات هذه العودة التي يريدها "الحزب" مظفّرة، طبعاً (!)، بل منعطفاً لتغيير داخلي يناسب تضخّمه المصطنع ويستوعب "انجازاته" السورية. في كل مغامراته السابقة، بعد تحرير الجنوب، كان لا يزال متاحاً لأي رئيس القول بأن "المقاومة" ميزة وضرورة للبلد، والآن يريد "الحزب" إلزام أي رئيس بأن يصوّر تهوّره في سوريا على أنه مصلحة لبنانية! المصلحة الوطنية كانت ولا تزال في أن يباشر "حزب الله" تنظيف سجلّه الأسود بالمحافظة على البلد الذي أتاح له أن يوجد أصلاً. فللبنان الذي احتضنه في حربه المقدّسة ضد اسرائيل فضلٌ عليه يتجاوز فضل ايران التي تستخدمه في حروبها القذرة. ولا قيمة لأي حزب، حتى لو قرن اسمه باسم "الله" عزّ وجلّ أو باسم "المقاومة"، اذا لم يكن مساهماً حقيقياً في السلم الأهلي وفي استقرار وطنه، أو - باللغة التي يفضّلها - ما لم يحقن دماء أبناء طائفته.

 

أبعاد أزمة المصارف والحزب المتصلة بالاستقرار هل تبلّغتها واشنطن وستأخذها في الاعتبار؟

 روزانا بومنصف/النهار/22 حزيران 2016

تفيد معلومات مطلعين أن الازمة بين القطاع المصرفي و"حزب الله" اتخذت طريقها الى الحلحلة في ظل "تراجع" عن السقوف العالية التي حددت من الجانبين، إنما تحت سقف القانون الاميركي الذي يحظر التمويل الدولي للحزب. وقد أدى ذلك الى سحب الموضوع جزئيا من التداول السياسي والاعلامي، خصوصا ان الازمات في لبنان تقفل سريعا على نشوء اخرى نتيجة الاستيلاد المتواصل. الا ان السؤال الذي ترك عالقا من دون جواب من المعنيين هو اذا كانت تلقفت واشنطن أبعاد التفجير الذي استهدف بنك لبنان والمهجر لجهة ان الاستقرار اللبناني، الذي تقول العاصمة الاميركية انها حريصة عليه، تشمله من ضمن ما يعرف منذ اكثر من سنتين بوجود مظلة دولية تحمي هذا الاستقرار، وهي ستأخذها في الاعتبار. ويفيد مغزى التطور الامني بأنه اذا كانت واشنطن ضنينة بهذا الاستقرار او حريصة عليه فإنه قد يتعين عليها درس خطواتها التنفيذية الاخرى على طريق تطبيق القانون الذي حمل الرقم 2297 وما اذا كانت واشنطن ستطور خطواتها في اتجاه توسيعها ام لا. ووفقا للمعنيين، فإن المشهد اللبناني في ظل التطورات الاخيرة اتسم بخطورة كبيرة، وأكثر بكثير مما تم التعامل معه على مستوى الحكومة اللبنانية مثلا التي لم تجتمع على نحو طارئ او عادي للبحث في الموضوع، وربما اتخاذ موقف داعم او متضامن مع الحزب ازاء القانون. وهذا ما قد يكون افتقده الحزب الذي لم يجد على المستوى السياسي من يتلقف الكرة الى جانبه في هذا الاطار على رغم الخطورة التي وجدها لموضوع العقوبات التي اعتبر انها لا تستهدفه فحسب، بل تستهدف بيئته الحاضنة أيضا، علما أنه قد يكون من تبعات الامعان في تعطيل الدولة ومؤسساتها، والذي يعتبر كثر أن الحزب مسؤول عن ذلك، انعكاس تفريغ الحكومة من اي فاعلية حين بدت الحاجة اليها ماسة وضرورية في ازمة من هذا النوع. لكن الحكومة لا تزال قائمة وموجودة على رغم ضعفها، وربما كان الحزب وجد بعض الارتياح لتولي الحكومة اتخاذ موقف ما، في حين أن الحكومة، كالافرقاء السياسيين، جميعهم ضنوا عليه بموقف مماثل ربما نتيجة اعتبارهم ان الحزب يتصرف بحرية خارج اطار الدولة والحكومة في ما يطاوله في هذا الموضوع، وهو لن يكون مستعدا لمناقشة الاسباب التي اوصلته كما اوصلت لبنان معه الى هذا المسار على طاولة مجلس الوزراء نتيجة رفضه على الارجح البحث في ما يخصه مع الافرقاء الآخرين. وهو في هذا الموضوع تماما كما في موضوع العلاقة بالدول العربية التي ساءت نتيجة مواقف اخيرة له او بالتدخل في سوريا الى درجة عدم الاستعداد طوعا لتأمين تغطية له او نتيجة الاعتقاد بعدم حاجته اليها فلم يطلبها او يساهم في التحفيز عليها. لكن النتيجة ان التعاطي عموما مع الازمة لم يكن على مستوى او درجة الخطورة التي حملتها التطورات الاخيرة. يضاف الى ذلك أن ما سبق لاداء السنتين الماضيتين من اثر سلبي بالنسبة الى ايجابية الحكومة او فاعليتها ينسحب بالمقدار نفسه على تعطيل انتخابات رئيس جديد للجمهورية، علما انه كان في امكان الرئيس من موقعه ان يجنب او يخفف من تداعيات هذا القانون على لبنان. وثمة من يقول ان فتح ملف العقوبات فيما لو فتح على طاولة مجلس الوزراء فانه كان سيؤدي الى اثارة مجموعة نقاط تتصل بعدم التعاطي بجدية وحرفية من جانب الحزب مع قانون صدر في كانون الاول ودخل حيز التنفيذ في منتصف نيسان، ما يعني وجود مهلة تتيح التفاهم ومعالجة بعض النقاط التقنية كما يفتح الباب امام تساؤلات عن ادوار لمؤسسات ووزارات معنية هي عمليا من مسؤولية حلفاء الحزب.

ومع المعالجة التقنية لهذا الموضوع في الداخل في المرحلة الراهنة، التي لن تخلو من تداعيات حتى لو لم تظهر الى الواجهة، فإن جوهر المسألة في رأي بعض المعنيين هو في مكان آخر، ويتصل بمحاولة معرفة ما هي الخطوة التي يمكن ان تتخذها واشنطن تاليا، أي هل يمكن ان تصدر لائحة باسماء اشخاص ومؤسسات اضافية الى لائحة المئة التي حظرت التعامل معها وطلبت تجميد اصولها؟ ثم ما هو المدى الزمني لاي خطوة لاحقة استنادا الى الرسالة الامنية التي يعتبر كثر انها اشاعت مخاوف لجهة قلب الطاولة على الجميع، من دون الاخذ في الاعتبار اي محاذير من اي نوع كما كانت واضحة للخارج وللولايات المتحدة تحديدا لجهة ضرورة موازنتها المضي في المزيد من خطواتها "العقابية" في مقابل تطيير الاستقرار في لبنان؟ وفي وقت لم يصدر اي رد فعل علني من واشنطن حول هذا الموضوع في ظل تقدير سياسي لبناني ان لا امكان لاي تعديل يطرأ على القرار حتى لو تدخل الرئيس الاميركي باراك اوباما نفسه في هذه المرحلة، اي عشية انتخابات رئاسية تأتي ببديل منه، ثمة خشية من عدم إيلاء واشنطن ابعاد التطورات الاخيرة اي اهمية تذكر قياسا ربما الى عدم استعدادها لقبول ان توضع أمام تحد مماثل وضغوط على غرار التي استخدمت او لاسباب اخرى ايا تكن هذه الاسباب. ومن هذه النقطة بالذات تبرز الاهمية لضرورة السعي الى الحد من الاضرار وحماية لبنان عبر اجراء الاستحقاقات الدستورية اللبنانية بدلا من الرهان على حرص واشنطن على استقرار لبنان اكثر من حرص ابنائه عليه.

 

ليس دفاعاً عن سجعان قزي: ماذا عن الديمقراطية "الكتائبية"؟

حسان الزين/المدن/الثلاثاء 21/06/2016

بمعزل عن السجال السياسي في شأن إستقالة وزيري "حزب الكتائب" من الحكومة، لا بد من التوقّف عند الإشارات السلبيّة واللاديمقراطية التي حملتها خطوة فصل سجعان قزي من الحزب.

البداية من السؤال عمّا فعله "الرفيق سجعان" ليُقابَل بخطوة بهذا الحجم.

اعترضَ علناً على قرار الإستقالة بعدما صوّت داخل المكتب السياسي ضدّه. وهذا حق ديمقراطي وسلوك ينتمي إلى الشفافيّة وحقوق الإنسان، وإن كانت الأحزاب ذات اللون الواحد لا تراه نظاميّاً وشرعيّاً.

ثم أنَّ سجعان قزي الذي كان مستشاراً لرئيس الحزب، أي يُفترض أنَّ لديه هامشاً من حريّة الرأي كي لا نقول "مكانة" خاصّة، يمثّل كثيرين داخل الحزب ممن يسعون للوصول إلى مؤسسات الحكم والبقاء فيها. وهؤلاء، وسجعان قزي "ممثلهم" الحالي، ليسوا تيّاراً متشكّلاً ومنفصلاً عن آل الجميّل، أي عن مركز "الكتائب" وعائلته. بل هم المحظيّون لدى العائلة، ولطالما قدّمتهم على غيرهم داخل الحزب وإلى المناصب التي قرّرت هي في شأنها. تفصح سرعة الخطوة أنّها ليست إجراءً بسبب "مخالفاته الواضحة.. للنظام العام في الحزب". بل تبدو مخططاً لها، أو على الأقل هناك ميل لها وسط أجواء تدفع في اتجاهها وتحرّض عليها وتترصّد به وتنتظر فرصة لتنفيذها. فالخطوة هذه تأتي في سياق إمساك الرئيس الجديد وفريقه بالحزب وهيئاته ومناصبه. والغريب، أو هو ليس غريباً، أن يصوّت 27 عضواً في المكتب السياسي مع قرار الإستقالة من الحكومة، في مقابل 3 ضده، بعدما كان صوّت 21 لمصلحة دخول الحكومة مقابل 9 رفضوا. فهذه البورصة توحي، من دون تجاهل البعد السياسي، إلى هشاشة الديمقراطيّة داخل المكتب السياسي وطغيان روح التبعيّة على تكوينه وأعضائه. فبعدما كان فريق سامي الجميّل يوم التصويت الأوّل، قبل أن يغدو رئيساً للحزب، أقليّة، بات في التصويت الثاني، بعدما صار سامي رئيساً، أكثرية، بل أكثريّة ساحقة.

وليست إشارة ديمقراطيّة أيضاً أن يتلو كبير السن في المكتب السياسي، جوزف أبو خليل، قرار فصل قزي. فهذه الحركة إستعانة معنوية بشخص لطالما مثّل الولاء المطلق لآل الجميل، الله والوطن والعائلة. ولا يصدر عنه أبداً صوت إعتراضي. فقد اختاره بشير الجميل، الذي يسير سامي على خطاه، عضواً في الهيئة السريّة التي أسسها لصوغ سياسات وصوله إلى الحكم (سيدة البير، 1980- 1982) كي يطمئن والده بيار الجميل نظراً لإخلاص أبو خليل له، فصار من أشد المتحمّسين لبشير. فالاستعانة هذه بالسلاح التاريخي المعنوي، في اللحظة هذه، مسرحيّة مواجهة الطارئ بالأصيل، المستشار بالحزبي، المتكلّم بالصامت، السياسي الباحث عن منصب بالر اهب القنوع المخلص ناكر ذاته من أجل "العائلة والوطن والله". وهذا، إضافة إلى لاديمقراطيّته، هو مناورة تُخفي حقيقة، إذ ليست فئة أبو خليل، النادر إلى حد ما، هي التي تنقلب في الحزب ضد فئة قزي، غير النادر في "الكتائب". بل من ينقلب هو سامي وفريقه، ومالت معهما الأكثريّة الساحقة في المكتب السياسي، بينما يدعو الرئيس السابق للحزب أمين الجميل إلى الإلتزام بقرارات القيادة، أي بقرارات فريق ابنه. وهذا الأمر سياسي قبل أن يكون تنظيميّاً. والمناسبة سياسيّة أكثر منها حزبيّةً. فحركة سامي الجميّل وفريقه، ومنها الإمساك بالحزب وإبعاد كل صوت مختلف، ليست أصوليّة كتائبيّة، أو إصلاحاً وتطهيراً حزبيين، إنما هي أولاً حركة سياسيّة تعيد ترتيب البيت الداخلي وديكوره. ففصل قزي، وإن تذرّع باعتراضه العلني، هو إزاحة الوافد الجديد المستفيدَ القديمَ ليحل بدلاً منه. ولم نسمع حتى الساعة قراءة كتائبية جديدة نقدية لتجربة الحزب السياسيّة التاريخيّة، تترجم ما ينطق به الرئيس الجديد من تحوّل سياسي وحزبي، بل نسمع تغنّياً بالماضي. ما يضع أقوال الرئيس الشاب وحركته في امتحان الصدقيّة، إضافة إلى الإمتحان السياسي، إذا ما كان الحزب جاداً في إستقالته من الحكومة والطبقة السياسيّة وانفتاحه على "المجتمع المدني" ومد يده إلى "الشباب من المناطق والطوائف كلها". والصورة من جهة قزي، المحتضن من أمين الجميل، سياسيّة أيضاً. ففيما لم نفهم منه إذا كان حزبيّاً أم لا، ديمقراطيّاً ومع الشفافيّة أم لا، لم يظهر إلا في دور المقهور من إبعاده من منصبه ووزارته. وهذا هو الإختزال الذي ارتكبه كتائبيون وحزبيّون كثيرون، من تشكيلات أخرى، للسياسة.

 

سجعان قزي.. الكتائبي الأخير

عاصم بدر الدين/المدن/الثلاثاء 21/06/2016

لجوء وزير العمل سجعان قزي، الذي طرد الإثنين من "حزب الكتائب"، إلى الأعمار ومكانتها تبريراً لرفضه الاستقالة من الحكومة، التي قررها حزبه أو رئيسه، ليس قليل المعنى في فهم نهاية سيرته الحزبية. فهو في عشريناته، على ما قال، كان يشارك بشير الجميل في القرار. وفي ستيناته، كما في تقرير الاستقالة عنه، لا يبدو غير منفذ لقرار وقليل النفوذ. على أن قزي، في موقفه هذا، وفي انتهائه حزبياً مطروداً، يبدو كتائبياً أكثر من اللزوم، في قياسه المسائل بالأعمار. كأن يقال إن هذا الحزب، في تبرير وجوده غير الفعال في السياسة وقراراتها منذ عقدين تقريباً، عريق بما يكفي ليبقى، على ما يشيع بين الكتائبيين. هكذا، كما لو أن "الكتائب"، في هذا الطرد، تُخرج من "الكتائب". وتمرد قزي، في الأساس، وبغض النظر عن لوثة المنصب ونفوذه، لا يبدو غير نكوص رفضي. أي محاولة، راهنة، لإعادة الأشياء وتراتبها السائد إلى سويته الأولى، بما فيها من تقدير للعمر، أو الخبرة.

وقزي، صاحب الدراسات العديدة عن تاريخ لبنان، القديم منه تحديداً، على ما يذكر في سيرته الذاتية، ليس في آخر الأمر غير حزبي صادق. أي مِن أولئك الذين يصدقون أنهم في أحزاب يتشاركون فيها القرارات، وهم جزء من تاريخها ونضالاتها. وهؤلاء هم أصحاب "الوعي الأبيض". وهو وعي تكشف مفارقاته التحولات "الانقلابية" الواضحة في "الكتائب" منذ السنوات التي كان فيها قزي نفسه يشغل مناصب حزبية عليا، كمستشار لرئيس الحزب السابق أمين الجميل أو نائباً لإبنه، الوريث العائلي، غير الحزبي في حينها. وقزي الحزبي، في طرده وقبوله به، وإصراره على التلميح إلى وجود حزب كتائبي جديد منزعج من وجوده، يصل إلى آخر حزبيته المشتهاة، أي أن يصبح ماضياً عريقاً. وهذا ما يعزز صدقه، في تقييمه لنفسه، ولتلك الرسالة التي تحملها الأعمار ومكانتها. كأنه لا ينتسب إلى حزب في الحاضر، بل إلى حزب آخر في زمن سابق، فضيلته الوحيدة، كما يمكن لغير الكتائبيين أن يقولوا، أن رموزه صاروا أغلبهم من الأموات. كأن قزي، في سيره واعياً إلى قرار طرده "المتوقع"، يقول إنه الكتائبي الأخير. وهو، في فهم عائلي للعمل الحزبي، يبدو يقطع مع الأب الجديد للعائلة الكتائبية، وهو ابن ليس إلا، ليصل نفسه بأب عريق يوازيه عمراً. لكن سجعان التاريخاني، رغم خبرته، لا يبدو أنه يؤمن بحكمة الزمن. فما أتاح له في عشريناته أن يكون شريكاً للمنقلب على تاريخ "الكتائب" القديم، أي بشير الجميل، هو نفسه ما يتيح لمن هم في العشرينيات، هذه الأيام، أن يكونوا شركاء في الانقلاب الجديد الذي يشهده "الكتائب". وهم، بعد سنوات، سائرون على دربه. والله أعلم.

 

مأزق حزب الله في الخليج

يوسف الديني/ الشرق الأوسط/21 زيران/16

تحول حضور الإسلام السياسي الشيعي في المستنقع السوري من مجرد التحالف والنصرة مع نظام الأسد إلى حرب وجودية تمس الذات٬ هذا ما تؤكده التقارير المتعددة حول حجم خسائر حزب الله البشرية والسياسية٬ إلى الحد الذي أصبح مجرد رفع شعار المقاومة٬ أو الحديث عن «القضية الفلسطينية»٬ من قبل الأمين العام للحزب يبعث على السخرية٬ بعد أن كان يحظى بتأثيراته خارج الأقواس الطائفية قبل سنوات مضت. ولذا٬ فالتغيير في القيمة السياسية تغيرت٬ فأصبح محاصًرا بأهداف ملالي طهران أكثر من اعتباره كتلة سياسية عربية داخل لبنان٬ بعد أن ساهم في تعطيل الحياة السياسية في البلد وصولاً إلى استهداف المصارف٬ عدا انتهاكاته السياسية عبر التدخل في شؤون دول الجوار٬ وآخرها تصريحات الأمين العابرة للحدود تجاه مملكة البحرين التي اتخذت إجراءات داخلية لحماية أمنها القومي الذي تعتبره منذ هّزة الربيع العربي مسألة أولوية تتقدم على كل الملفات السياسية الأخرى.

أيادي حزب الله كادت تمتد إلى أمن الخليج٬ لولا السياسية الاستباقية بقيادة السعودية بإعادة تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية. وكان آخر ثمرات هذه اليقظة الأمنية الإجراءات السيادية التي قامت بها مملكة البحرين قبل أيام٬ حيث قضت المحكمة الكبرى الجنائية بعدة أحكام بالسجن على 45 متهًما٬ وإسقاط الجنسية عن 8 منهم بعد إدانتهم في قضايا إرهابية متصلة بأهداف خارجية٬ أو ما عرف بإنشاء «حزب الله البحريني»٬ وهو ما سبب ارتباًكا كبيًرا للحزب اضطر معه إلى إخراج مكنوناته العدائية تجاه الخليج٬ بالحديث الجائر عن البحرين٬ وجّر اسم المملكة في محاولة إلى تلويث المناخ السياسي٬ ومحاولة الظهور بمنطق «الضحية»٬ في حين أن هذه المظلومية السياسية سقطت بالكامل حتى لدى الشيعة العرب المعتدلين٬ بعد أن تورط الحزب في دماء الشعب السوري.

والمتهمون على ذمة التحقيق يواجهون قضية تدخل سيادي٬ عبر إنشاء وإدارة جماعة إرهابية تنتمي لحزب الله٬ تضم عشرة متهمين بإنشاء «حزب الله البحرين»٬ تأسيًسا وتمويلاً٬ وحيازة أسلحة نارية ومواجهة رجال الشرطة وإثارة الشغب٬ ومن الطبيعي أن يكون غضب حزب الله (الجماعة الأم) جزًءا من ردة الفعل تجاه فشل مشروع استنساخه في البحرين٬ والغريب أن يتذرع الأمين العام بنقد سياسة البحرين الاستباقية بأنها اعتداء على حقوق الإنسان والحرّيات٬ وأنها تمثل استبدادية النظام السياسي هناك٬ ولا أعلم كيف يفكر الحزب وأمينه في ردة فعل المجتمعات تجاه هذا التصريح في حين أن مقاتلي حزب الله يدفعون دماءهم في الاستماتة للحفاظ على نظام بشار الأسد٬ صاحب الأرقام القياسية تاريخًيا فيما يتصل بحقوق الإنسان وتقتيل الشعب السوري وتهجيره بشكل لم يسبق له نظير في التاريخ الحديث.

فقدان حزب الله لقيادييه في سوريا أفقده رشده السياسي٬ فبات يجترح مناطق حرب كلامية ضد دول الخليج التي تحاول تحصين أمنها الداخلي وفضيلة الاستقرار التي حافظت عليها بعد رياح الربيع العربي٬ ومقتل مصطفى بدر الدين كان ضربة كبيرة للحزب لا تقل تأثيرا عن الاستراتيجية الخليجية تجاهه التي ساهمت في تضييق الخناق عليه٬ تمويلاً وبروبجندا. كما استطاعت دول الخليج استخلاص موقف إيجابي من جامعة الدول ومنظمة التعاون الإسلامي تجاه انتهاكات حزب الله٬ في محاولة جادة لاسترجاع هيبة وحدود واستقلالية الدول في مواجهة ميليشيات الموت والخراب ونظام طهران الذي ما زال الغرب رغم ليونته بسبب الملف النووي والنفط يعتبره أكبر راع للإرهاب.

الأكيد أن جزءا من أزمة حزب الله أنه ضد منطق السياسة٬ فمهما أفضى تردي الأوضاع في المنطقة إلى صعود منطق الميليشيا الشيعية في مقابل «داعش»٬ فإن ذلك لن يبرر بحال شرعنة وجوده السياسي في ظل نشاطاته الإرهابية. ومن هنا يمكن القول إن تقرير وزارة الخارجية الأميركية الأخير كان واضًحا في التفريق بين نشاطات الحزب٬ وبين تموقعه في الخريطة السياسية اللبنانية. وقد أكد مسؤول أميركي في التقرير أن «التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار ولدعمها للإرهاب٬ كان عنصًرا أساسًيا في حوارنا الموسع مع دول مجلس التعاون الخليجي٬ في أعقاب قمة قادة هذه الدول في كامب ديفيد٬ كما وّسعنا أيًضا التعاون مع شركائنا في أوروبا وأميركا الجنوبية وغرب أفريقيا لبلورة وتنفيذ استراتيجيات للتصدي لأنشطة الجماعات المتحالفة مع إيران التي ترعاها الجمهورية الإسلامية٬ مثل حزب الله».

والحال أن حزب الله لا يستطيع الانسحاب من المستنقع السوري قبل التوصل إلى حل نهائي يلائم سياسة نظام طهران٬ وفي الوقت ذاته حل كهذا لا يمكن أن تنفرد به إيران أو روسيا دون توافق دولي وصيغة توافقية تقبل بها كل الأطراف الداخلية في سوريا٬ من المعارضة المعتدلة وحتى الدول التي تقف وراء الشعب السوري. واحدة من مآزق حزب الله الكثيرة الآن مسؤوليته عن موجة جديدة من الطائفية في المنطقة تجاوزت الصراع الديني المذهبي إلى تحويل الطائفية إلى «هوية بديلة» يمكن أن يتم تحشيد مقدرات الشعوب٬ وهذا خطر كبير ستواجهه المكونات الدينية غير المسيسة التي يجب أن تدرك جيًدا دوافع الصراع وأسبابه السياسية٬ برافعة طائفية متوهمة ليست  حقيقية٬ كما أن تصدعات البيت السني بسبب نبتة «داعش» المحسوبة عليه٬ وفي ذات الوقت أكثر المجتمعات تضرًرا من وجود إرهاب «داعش» هي مناطق سنية٬ وعلى رأسها استهداف «داعش» لدول الخليج٬ بل والعالم بأسره عبر إرسال «الموت» العابر للقارات والخلايا الصغيرة٬ ثم الذئاب المنفردة.موجة الطائفية وتديين الصراع٬ واعتبار أن ما يحدث هو حرب سنية شيعية٬ هي المحّرك الأول لمسرح العبث في المنطقة٬ وسكوت المثقفين والمحللين على ذلك انحناء للموجة وخوفا من غضب الجماهير العارم جريمة أخلاقية لا تغتفر٬ بل وانجراف إلى ما يريده نظام الأسد وما نجح في تمريره٬ وهو يعلم أن الأغلبية من قوام جيشه الذي يحارب من أجله بعثي ممسوخ الهوّية الدينية لصالح الآيديولوجيا البعثية٬ وإن كانوا اجتماعيا محسوبين على السنة٬ كما أن الصوت الإيراني للتشيع السياسي٬ عبر ذراع حزب الله والحوثيين٬ لا يشمل رؤية كل الطائفة الشيعية في المنطقة٬ ولا يمكن تفسير الصمت تجاه الجرائم التي تحدث إلا بفوبيا الخروج من منطق الطائفة٬ الذي يماثله التبرير لجرائم «القاعدة» بدعوى أنها الوحيدة التي تقف الآن لنصرة السوريين.هناك بحر من الدم الطائفي الآن يسيل٬ وحري بنا ألا ننجر وراء دعوات الغرق فيه٬ فالحرب ­ كما يقول ثوماس مارن ­ الطريقة الوحيدة الجبانة للهروب من عبء السلام والاستقرار.

 

السعودية وخط الزلازل

 غسان شربل/الحياة/21 حزيران/16

> هذه هي أسئلة الوضع العربي الحالي: كيف تتماسك الدول وسط هذا البحر من الزلازل؟ كيف تمنع امتداد الزلازل إليها؟ وكيف تتعايش مع الزلازل المجاورة؟ كيف توفر الصيانة اللازمة لإنقاذ استقرارها وخرائطها ومصالحها؟ وماذا سيكون موقع العرب في الشرق الأوسط الجديد الذي سيولد تحت وطأة هذه الزلازل؟

والزلازل أنواع. انفجارات بفعل الاستبداد والفقر. أو بفعل الإرهاب والتكفير والتدخلات المذهبية. أو التسلل إلى الخرائط وتغليب منطق الميليشيات على منطق الدول والجيوش. أو يقظة هويات رُسمت الخرائط على حسابها وطال تجاهل مظالمها. يعيش الأردن بين ثلاثة زلازل: العراقي والسوري والإسرائيلي. ويعيش لبنان على أطراف الزلزال السوري، بعدما أحالته مرحلة الزلازل إلى جمهورية مقطوعة الرأس. وتجاور السعودية الزلزالين العراقي واليمني مع انشغال عميق بمجريات الزلزال السوري وهو محلي وإقليمي ودولي. تنظر السعودية حولها فترجع باستنتاجات مؤلمة. لا شيء يوحي بإمكان عودة العراق إلى ما كان عليه قبل الزلازل. الأمر نفسه يصدق على سورية. ومصر تعيش امتحاناً صعباً اقتصادياً وأمنياً، بفعل نتائج زلزالين عاشتهما في السنوات الأخيرة.  لهذا وجدت السعودية نفسها أمام مهمة استثنائية بحكم ثقلها وموقعها ودورها. إنها معنية بالزلازل التي تستهدفها ومعنية أيضاً بالزلازل التي تحاول إطاحة التوازنات التاريخية في المنطقة وتغيير بعض ملامحها. صيانة استقرار الداخل تعني فتح النوافذ وإطلاق معركة التنمية لمكافحة البطالة والفقر واليأس وجاذبية التطرف. هكذا يمكن فهم «رؤية 2030». وتعزيز شبكة الأمان في الخارج يستلزم شراكات استراتيجية في الأقليم والعالم. وفي هذا السياق، يمكن فهم المحادثات التي يجريها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أميركا بأبعادها السياسية والعسكرية والاقتصادية.  العيش في الشرق الأوسط ليس مهمة سهلة أصلاً. هذا يصدق على الدول والأفراد معاً. وتزايدت صعوبة العيش حين اقتلعت سلسلة من الزلازل والهزات العنيفة في القرن الحالي آخر ركائز الاستقرار في الشرق الأوسط. تناوبت الزلازل على منطقة هشة تبدو الجغرافيا فيها مفخخة بمخاوف التاريخ وأحقاده. وضاعف من الاضطراب غياب المؤسسات الطبيعية القادرة على الاستشراف أو الاستيعاب أو خفض الأضرار. لم تقتصر الزلازل على العراق وسورية وليبيا. ضرب زلزال «الربيع العربي» الحكم المديد للرئيس علي عبدالله صالح. حاول الرجل عبثاً الاستمرار في «الرقص على رؤوس الأفاعي»، لكنه اضطر إلى الانحناء أمام العاصفة. باستيلائهم على صنعاء أطلق الحوثيون زلزالاً يحمل بصمات إيرانية. لم يتركوا للسعودية غير خيار التدخل لتذكير رعاة الزلزال بحدود الصبر حيال الاسترسال في «الانقلاب الكبير» في المنطقة.

لن تدوم الزلازل إلى الأبد. لا بد أن تنحسر. ستحصي الدول بعدها الأرباح والأضرار. طاولة ما بعد الزلازل ستكون طاولة النظام الإقليمي الجديد. لكي يكون صوتك مسموعاً يجب أن تكون نجحت في التماسك في الزمن العاصف. وأن تكون تملك اقتصاداً حياً وقدرات دفاعية عالية وتحالفات إقليمية ودولية راسخة. ستكون الطاولة معنية برسم الحدود بين العرب والإيرانيين والأتراك والأكراد. حدود جديدة بين المكونات الكبرى في الشرق الأوسط وحدود جديدة بين المكونات داخل بعض الدول. افتتحت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 عصر الزلازل في الشرق الأوسط. ثم توالت الارتجاجات الكبرى وساهمت سياسة باراك أوباما الانسحابية في زيادة وطأتها. وفي كل تلك الانفجارات كانت السعودية مستهدفة أو معنية. وتعرف السعودية أن ضبط أخطار خط الزلازل يعني عصرنة الاقتصاد وكسب معركة التنمية وتعميق التعاون الخليجي وايقاظ معسكر الاعتدال العربي والإسلامي وترميم ترسانة العلاقات الدولية.

 

وزير روسي وإيرانيون وطائرات إسرائيلية

خيرالله خيرالله/المستقبل/22 حزيران/16

لا حاجة الى أدلّة كثيرة لكشف الدرك الذي وصلت اليه حال سوريا بفضل النظام الذي يقف على رأسه بشّار الاسد. لعلّ آخر دليل على مدى الانحدار السوري أنّه ليس معروفاً المكان الذي انعقد فيه اللقاء بين الأسد الابن ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي حطّ فجأة، قبل أيّام، في الأراضي السورية لتفقّد قواته وإبلاغ رئيس النظام الأسد رسالة ما. ربّما كان المكان الذي التقى فيه الرجلان في دمشق نفسها أو أن وزير الدفاع الروسي استدعى بشّاراً الى قاعدة حميميم قرب اللاذقية. كشف الشريط القصير الذي بثّه التلفزيون الروسي (بالصوت والصورة) عن بداية اللقاء، أن رئيس النظام السوري «فوجئ» بمجيء سيرغي شويغو الى البلد. تقول بداية الشريط كلّ شيء. فكلّ شيء عن الزيارة في هذا الشريط القصير وفي كلمة واحدة هي كلمة «المفاجأة». استناداً الى الشريط رحّب بشّار الأسد بالوزير الروسي واصفاً زيارته بأنّها «مفاجأة سعيدة». هذا يعني بكل وضوح أن وزير الدفاع الروسي صار يستطيع المجيء الى سوريا من دون إذن مثله مثل الطائرات الإسرائيلية التي تضرب من تشاء ساعة تشاء. ينقل بشّار الأسد سوريا والسوريين من مفاجأة الى أخرى. لم يشبع من المفاجآت ولم يشبع السوريون والعرب من مفاجآته. تاريخ الرجل مفاجآت بمفاجآت. كان الاستثناء الوحيد وصوله الى السلطة، عن طريق الصدفة بدل ان يكون عن طريق المفاجأة. خلف والده بحسب خطة مدروسة أعدّها أركان العائلة. لكنّ هذا الحدث عائد أساساً الى مفاجأة أخرى هي مقتل شقيقه الأكبر باسل في حادث سير عند مدخل مطار دمشق مطلع العام 1994. فاجأ بشّار الأسد مواطنيه منذ توليه السلطة بأفكاره الساذجة من نوع أنّه قادر على إقامة توازن استراتيجي مع إسرائيل بواسطة «حزب الله» وصواريخه الموجودة في الأراضي اللبنانية. لم يدرك أنّ والده عرف جيّداً كيف يبقي على مسافة معيّنة بين النظام و»حزب الله» وذلك كي لا يكون تحت رحمته لا في لبنان ولا في غير لبنان.

تظل المفاجأة الأكبر التي أقدم عليها المشاركة بطريقة أو بأخرى في اغتيال رفيق الحريري ورفاقه بعد التمديد لإميل لحود الذي كان رئيساً للجمهورية. مدّد بشّار الأسد بالقوة ولاية اميل لحود، وذلك على الرغم من صدور القرار الرقم 1559عن مجلس الامن التابع للأمم المتحدة... هذا القرار الذي اعتبر النظام السوري في البداية انه غير معني به، الى ان اكتشف انّه المعني الاول هو و»حزب الله» بصفة كونه ميليشيا مذهبية لا همّ لها سوى تدمير مؤسسات الدولة اللبنانية. في العام 2011، بعد ست سنوات على اغتيال رفيق الحريري، تفاجأ بشّار الأسد بالشعب السوري يثور عليه وعلى نظامه. لم يستوعب، الى اليوم، معنى وجود ثورة شعبية حقيقية في سوريا وانّه كان عليه منذ اليوم الاوّل جمع مليارات الدولارات التي يمتلكها مع افراد عائلته والعيش في مكان آمن مستمتعاً بتلك الثروة الضخمة التي كانت وقتذاك في تصرّفه. اختار الأسد الابن التعامي عن الذي يجري في سوريا. كان مفهوماً انّه لا يعرف شيئاً عن لبنان واللبنانيين، خصوصًا عن اهل السنّة في هذا البلد الجار. ولكن هل كان طبيعياً ان يكون بشّار الأسد جاهلاً بسوريا والسوريين الى الحد الذي صار فيه تحت رحمة الميليشيات الإيرانية داخل دمشق نفسها؟

طبيعي أن يفاجئ وجود وزير الدفاع الروسي في سوريا بشّار الأسد. المفاجأة غير سعيدة إطلاقاً لرئيس النظام السوري، على العكس مما ورد على لسانه في الشريط. تبيّن انّ بشّار الأسد لا يعرف شيئاً لا عن لبنان ولا عن سوريا نفسها ولا عن إيران ولا عن روسيا وقيصرها الجديد فلاديمير بوتين. لم يسأل نفسه ما الثمن الذي تريده روسيا المفلسة لقاء ارسال قوات الى سوريا وتأمين غطاء جوّي للميليشيات الإيرانية وتلك التابعة للنظام عندما تجد ذلك مناسباً لها؟ في حال كان مطلوباً تعداد مفاجآت بشّار الأسد، تبدو اللائحة طويلة، بل طويلة جدًّا. هناك مفاجأة انّه لم يحسن حتّى من الاستفادة من الفرصة التي وفّرها له الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الذي سامحه في مرحلة معيّنة على كلّ ما ارتكبه في حق لبنان والعرب وفي حق السوريين. أراد إنقاذه لعلّ ذلك يساعد في تحسين الوضع العربي. ولكن ما العمل مع شخص يظنّ ان روسيا او إيران جمعية خيرية وان إسرائيل لا يمكن ان تستغني عنه؟

هل تتوقف مفاجآت بشّار الأسد عند حدّ ما ويستوعب أخيراً أنّ كلّ كلامه عن السيادة والحرب على الإرهاب لم يعد من معنى له، ما دام وزير الدفاع الروسي صار يأتي الى سوريا من دون إذن وان الإيرانيين وادواتهم المعروفة من طينة «حزب الله» والميليشيات المذهبية، يسرحون ويمرحون في ظل تفاهم روسي ـ إسرائيلي؟ الأكيد ان المفاجأة المقبلة لرئيس النظام السوري لن تكون «سعيدة»، خصوصا انّ لكل لاعب في سوريا حساباته. للروسي حساباته وللإيراني حساباته وللاسرائيلي حساباته وللتركي حساباته. كلّ هذه الحسابات لا تتفق مع حسابات بشّار الأسد الذي اعتقد انّه يستطيع استخدام الآخرين للبقاء في السلطة. قد يكتشف يوماً ان كلّ ما يستطيعه هو لعب الدور المطلوب منه للانتهاء من سوريا التي عرفناها وانّه ليس سوى أداة، عن سابق تصوّر وتصميم، في تنفيذ هذه المهمّة البائسة.

 

التطّرف قبل وبعد 11 /9

عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط/21 حزيران/16

معظم ما يكتب ويقال اليوم حول «الإسلاميين المتطرفين»٬ كأفراد وجماعات٬ مختلف كثيًرا عما كان يكتب في الماضي القريب. فمعظم المعلقين الغربيين٬ وكذلك الأغلبية من المثقفين العرب٬ كانوا يصنفون الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة٬ على أنها حركات محرومة من حقوقها السياسية في بلدانها٬ ولهذا كانت تلجأ لممارسة العنف. والبلدان الرئيسيان اللذان اتهما بالتضييق على أسامة بن لادن وجماعته هما مصر والسعودية. وكان العنف٬ الذي يبرر له الإعلاميون على أنه ردة فعل على عنف السلطة٬ يشمل سلسلة من التفجيرات في مصر٬ وكذلك تهديدات وعمليات استهدفت السعودية. كانت ولا تزال «القاعدة» شًرا خطيًرا٬ وبن لادن إرهابيا٬ سنوات قبل أحداث سبتمبر (أيلول لكن أحًدا لم يرغب في أن يصدق هذه النسخة من الرواية٬ حينذاك. في عقول البعض٬» القاعدة» ولدت مع العملية الإرهابية الأشهر٬ في الحادي عشر من سبتمبر ٬2001 وأنها لم توجد قبل ذلك. الحقيقة٬ صورة «القاعدة» هي التي تغيرت في الإعلام٬ أما التنظيم فقد كان هو نفسه٬ دائًما. فمعظم التحليلات التي كتبت في الصحف الغربية٬ الأميركية والبريطانية تحديًدا٬ قبل ذلك التاريخ٬ تصر على أن التنظيم المتطرف وزعيمه٬ هم نتاج التضييق٬ وتكرر نشر مقولة بأن «القاعدة» حركة سياسية مضطهدة. وسبق أن طالبت وزارة الخارجية الأميركية من الحكومة المصرية وقف ملاحقة واضطهاد أفراد الجماعات الإسلامية التي كانت ترفع لواء الجهاد. حينها٬ في التسعينات كنت أعمل في مجلة «المجلة»٬ ولاحًقا صحيفة «الشرق الأوسط»٬ في لندن٬ وعلى تواصل مع عدد من الإعلاميين هناك٬ وأحضر نشاطات المؤسسات الفكرية المختلفة. كان كثير من المهتمين بشؤون منطقة الشرق الأوسط مقتنعين بأن مطالب أسامة بن لادن سياسية٬ المشاركة وحرية التعبير٬ وأن «القاعدة» فقط مجرد معارضة سياسية للحكومة السعودية. والأمر نفسه كان يقال بالنسبة لرفيقه أيمن الظواهري٬ الذي له تاريخ أطول في الإرهاب. كانوا يعتبرونه معارًضا لحكومة الرئيس مبارك وليس زعيًما لجماعة ذات فكر أممي إرهابي. لم يستوعب كثيرون طبيعة التنظيم وأفكاره التدميرية٬ وهذا الأمر ينطبق على الحكومات الغربية التي اعتبرت التنظيم المتطرف ضمن الحركات السياسية المعارضة فقط٬ ولم تِع خطورة فكره الفاشي.

في الحقيقة كان نشاط «القاعدة» قائًما ومعروًفا منذ عام ٬1993 ومع هذا كان التنظيم وزعيمه يحظيان بشيء من التعاطف في الإعلام الغربي٬ رغم طروحات العنف الصريحة التي كان يعلنها٬ وكذلك رغم العمليات العسكرية التي ارتكبها٬ وتحديًدا في مصر والسعودية. إرهابه في مصر٬ نفذه تحت مسميات جماعات مختلفة تشترك معه في الفكر٬ وصل خطرها إلى وسط القاهرة. وبدأ مطاردته خارجًيا من قبل الأجهزة الأمنية آنذاك٬ عندما اكتشفت أنه مرتبط بشكل ما بقيادة التنظيم٬ التي كانت تقيم في السودان٬ وتحديًدا ارتباطه ببن لادن وأيمن الظواهري٬ الذي فّر من مصر إلى السودان مطلوًبا في نشاطات إرهابية.

بسبب تلك الأحداث الإرهابية المسلحة في مصر٬ أسقطت الحكومة السعودية جنسيتها عن بن لادن في منتصف التسعينات. وبسبب مواجهة بن لادن و«القاعدة»٬ صارت الحكومتان المصرية والسعودية هدًفا مفضلاً للإعلام الغربي٬ من منطلق الدفاع عن مفهومي الديمقراطية وحرية التعبير. ولا أتذكر حينها أن أحًدا كان يتبنى وجهة نظر مخالفة لهذا الرأي. استمر التبرير لـ«القاعدة»٬ التي ترتكب إرهابها باسم الإسلام٬ إلى اليوم الذي نفذ تنظيم القاعدة عمليته الإرهابية ضد الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر. لم تكن جريمته الأولى لكنها كانت فاصلة٬ جعلت الجميع يكتشف أن «القاعدة» ليست جماعة سياسية معارضة٬ ولا طروحاتها يمكن أن تحظى بحق التعبير٬ بل تنظيم إرهابي عالمي خطير. أما لماذا نتحدث الآن عن حالة الالتباس القديمة نسبيا؟ السبب أن هناك من يرغب في العودة لقراءة أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر٬ وتوجيه اللوم للضحايا الأصليين٬ مثل السعودية ومصر. منُيِرد فهم ما حدث فلن تكفيه قراءة فصل واحد٬ أي عملية سبتمبر الإرهابية٬ بما فيها الـ28 صفحة٬ التي يقال إنهاُحجبت لأنها تتضمن معلومات سرية عن أفراد سعوديين٬ بل ينبغي عليه قراءة رواية تنظيم القاعدة كاملة. تغيرت نظرة العالم بعد تلك الأحداث٬ وأصبح الجميع تقريًبا على اتفاق بأن التنظيم والفكر إرهابي ولا بد من مكافحته٬ أما قبل ذلك التاريخ فقد كان من يقاتل التنظيم ورجاله  يتعرض لنقد شديد. في رأيي لا يمكن للعالم مواجهة «القاعدة» و«داعش»٬ وهي حالة فكرية وتنظيمية قابلة للاستمرار إلى عقود مقبلة٬ والانتصار دون فهم ظروف نشأة الفكر وتاريخه

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 فتفت: إستقالة الحكومة جريمة تؤدي إلى فراغ كامل في البلد

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - رأى النائب أحمد فتفت في حديث الى اذاعة "الشرق"، انه "إذا حسنت النوايا، فهناك إمكانية لأن يكون هناك قانون انتخاب جديد، وهذا يتطلب جهدا من قبل التيار الوطني الحر وحزب الله، لأن تيار المستقبل قدم 4 خطوات متتالية في السنوات الماضية بدءا من القانون الحالي وصولا إلى قانون بدوائر أصغر هي 50 دائرة ثم وصلنا إلى 37 دائرة مع مختلط نسبي أي 30 بالمئة و70 أكثري وكلها رفضت فذهبنا إلى القانون المختلط 70 بـ 30 مع مجلس شيوخ وكان الحل المتكامل، وأعتقد أنه الحل الأفضل، لكن حتى هذا رفض، وكان هذا يسمى مبادرة الرئيس الحريري سنة 2013، وبعد ذلك قدمنا بالإشتراك مع الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية المختلط بـ 60 مقعدا نسبي و68 أكثري، ومن جهته قام الرئيس نبيه بري بجهد مشكور بإقتراح قانون مختلط فيما الأطراف الأخرى لا تزال تراوح مكانها وحزب الله ما زال يردد دائما أنه يريد الدائرة الواحدة مع النسبية. يريد أن يفرض هيمنة سلاحه، أما التيار الوطني الحر وفي كل مرة يحشر فيها يعود إلى قانون اللقاء الأرثوذكسي", مشيرا إلى أن "القانون المختلط هو الحل الوحيد المطروح حاليا". وعن وضع الحكومة بعد خروج حزب الكتائب، أكد فتفت "أنها لم تكن فاعلة كما يجب، فيها الكثير من الإشكاليات والمشاكل، لكن في ظل الفراغ الدستوري في موقع رئاسة الجمهورية لا يمكن إستبدال هذه الحكومة في الوقت الحالي وإستقالتها جريمة لأن هذا يؤدي إلى فراغ كامل في البلد". أضاف : إن "إستقالة الكتائب من الحكومة يجب وضعه في مكان آخر، ربما لأن حزب الكتائب يدرك أنه غير مؤثر في قرارات الحكومة الرئيسية وأن مطالبه وما ينوي طرحه لا يلقى القبول الكافي فأراد أن يحرك الأمور". واكد فتفت "أن المؤتمر العام لتيار المستقبل، جزء من المرحلة الجديدة، وقد تأخر المؤتمر سنتين بسبب وجود الرئيس الحريري في الخارج، وكان من الصعب تفعيل المكتب السياسي" , لافتا إلى أنه "في الإجتماع الأخير للمكتب السياسي كان هناك إجماع على ضرورة عقد مؤتمر وإجراء إنتخابات فعلية لإنجاز مكتب سياسي جديد وربما نظام داخلي , وهناك أيضا لجنة مختلطة بين المكتب التنفيذي الذي يشرف على إدارة التيار تنظيميا ومطعمة بعدد لا بأس به من أعضاء المكتب السياسي كي يحضروا خلال اسبوعين مشروعا بطرح جديد على المكتب السياسي حول هاتين النقطتين كمدخل لمزيد من التواصل مع القاعدة الشعبية وإعطاء المزيد من الدور للشباب والنساء عبر كوتا تحدد بحدود قد تصل إلى 40 بالمئة", لافتا الى ان "المطلوب أن يكو ن الطرح السياسي أيضا على نفس المستوى لنلاقي القاعدة الشعبية, إن طبيعة الرئيس الحريري هي أنه يفضل ان يكون شعبيا من أن يكون شعبويا وهو يعرف أنه يعمل من أجل المصلحة العامة وسيجني هو والبلد نتائج هذه السياسة". واشار فتفت الى "أهمية القطاع المصرفي، لأنه العامود الفقري للاقتصاد اللبناني، وهو الأساس ويجب حمايته في ظل غياب السياحة والتصدير", معتبرا ان "أي عملية لمقاطعة المصارف اللبنانية سوف ياتي بضرر كبير على الإقتصاد اللبناني، إضافة إلى انها تلعب دورا كبيرا في الإقتصاد اللبناني في تمويل الدولة عبر سندات الخزينة". أضاف : "البعض يعتقد أن هذه الإجراءات أتخذت لأسباب لأسباب سياسية , لكن السبب الحقيقي هو انه لدى الولايات المتحدة الأدلة القاطعة على ممارسات إجرامية يقوم بها بعض اعضاء حزب الله وتشمل المخدرات وتبييض الأموال. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، فالموضوع هو جرمي وليس موضوعا سياسيا، وسيدرك الحزب أن إيران ستكون اول من يلتزم بهذه القوانين حتى "بنك صادرات إيران" يلتزم بهذه القوانين، وإن إستضعاف المصارف اللبنانية هو إستضعاف للبنان. وحزب الله يدرك أن المصارف اللبنانية لا يمكنها عدم الإلتزام بالإجراءات الأميركية وكل ما يفعله الحزب هو الضغط لتحصيل بعض المكاسب".

 

باسيل بعد اجتماع التكتل: النسبية هي ضمانة البقاء سواء صغر حجمنا السياسي أو كبر

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - عقد تكتل التغيير والإصلاح في الرابية اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب العماد ميشال عون. وبعد الاجتماع، تحدث رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، فقال: "إذا سقطت فكرة التعايش في لبنان، فلن تقوم في أي مكان في العالم، وكي تستمر يجب أن تقوم على الثقة والطمأنينة". أضاف: "في الرئاسة يجب أن نشعر أننا كلنا ممثلون، وفي موضوع قانون الانتخاب الطمأنينة مصدرها النسبية بكل أشكالها، وأعلاها مرتبة اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي، ومن هنا نرى في الخلوة المقترحة خلال شهر آب المقبل محطة مهمة يكون لبنان والمنطقة فيها على مفصل أساسي، ويمكن أن نبحث فيها في سبل طمأنة بعضنا البعض، من دون أن يستقوى أحدنا على الآخر، سواء بعوامل داخلية أو خارجية". وتناول باسيل موضوع النفط والغاز، مذكرا بالثوابت وأولها أن "الموضوع حاجة لبنانية قبل أي شيء آخر، والاهتمام به أو العجز عن المس بلبنان فيه هو نتيجة أمر واحد هو الحاجة اللبنانية والدولية إلى استقرار لبنان، وعلى لبنان الاستفادة من هذا الواقع لتأمين حاجات مواطنيه". وتابع: "ليس اكتشافا أن هناك حقولا مشتركة مع إسرائيل، وليس استنتاجا أن إسرائيل عاجزة عن المس بنفطنا وغازنا نتيجة معادلة فرضها لبنان والمقاومة، ولو كانت إسرائيل تحترم القوانين الدولية لكان ذلك نتيجة تلك القوانين. في المقابل لدينا حقولنا ضمن مياهنا الاقتصادية الخالصة، ولم يمنعنا أحد إلا أنفسنا من الاستفادة منها في السابق، واليقظة اليوم إيجابية ويجب الإسراع لاستثمار الثروة لتعويض الفرصة التي أضعناها بالإقبال الذي كان واضحا في السابق من الشركات العالمية، غير أننا لا نزال نستطيع القيام بما يلزم عبر المهنية والشفافية والثقة التي نؤمنها للشركات، بالحد من الفساد وتنظيم المناقصات الشفافة التي تؤدي إلى نجاح مشترك". وفي موضوع جهاز أمن الدولة، تمنى باسيل "ألا يدفعنا أحد إلى أن نكون في مكان لا نحن ولا الحكومة يجب أن نكون فيه لأننا نراهن على أن رئيس الحكومة لن يرتكب مخالفة في شأن المخالفة فيه واضحة، في وقت يمكن فيه للممارسة الطبيعية أن ترضي الجميع ضمن الأصول والتراتبية والتعلم من الأخطاء، لأننا لا نحتمل أي خطأ في هذا المجال". وعن النازحين"، وقال: "لا نزال نراهن على خطة وإجراءات فعلية من الحكومة ونعمل في هذا المجال إنما نذكر أن التقارير الدولية تشير إلى أن أكبر أزمة نزوح في العالم يتحملها لبنان، وصمودنا يتآكل ونحن على حافة الانهيار في هذا الموضوع، خصوصا أن ليس هناك أي معيار يتخيل أن مئتي نازح في الكيلومتر المربع الواحد يمكن أن يحتملهم بلد كلبنان". وتحدث باسيل عن "إجراءات يجب اتخاذها للحد من عدد النازحين عبر تطبيق قوانيننا لحماية شعبنا أولا، ومن ثم حماية شعب شقيق هو الشعب السوري بتأمين العودة الآمنة له". ولفت إلى أننا "عدنا من الدول الاسكندينافية التي تعتبر الأرقى في العالم باحترام حقوق الإنسان، ورأينا أن إحداها تبعد نازحين عن أرضها، إلا أن لبنان لن يصل إلى هنا وهذه مسؤولية الحكومة".

وردا على سؤال عن موضوع الفرص الضائعة في موضوع النفط والغاز قال: "اقتصادنا والدينامية الإيجابية التي يمكن أن تخلقها السياسة والنفط أمران مهمان ولدينا الكثير من الإمكانات الذاتية، فنحن استثمرنا بمشاريع كبيرة من كهرباء وغاز ومحطات هواء وكلها متوقفة، وهذه وحدها تفعل الدورة الاقتصادية وتحفظ الاقتصاد وتحول دون الهدر، فلنطلق هذه المشاريع إذ حرام أن نفعل ذلك بشعبنا وبلدنا". وعن جلسة الحوار وما تخللها من نقاط، قال: "هناك مواضيع بحثت بجدية منها الأرثوذكسي مع مجلس الشيوخ والنسبية التي تعتمد في دوائر كبرى واللامركزية الإدارية، وهنا نستفيد للدعوة إلى المشاركة في المؤتمر الذي نعقده الأحد المقبل في مجمع بلاتيا لإطلاق العمل البلدي في التيار الوطني الحر، لنرى معا ما حققناه على امتداد الأرض اللبنانية، إذ لدينا 1917 دعوة خاصة حتى الآن، وربما فاتتنا دعوة البعض لذلك نستفيد من المناسبة لندعوهم عبر الإعلام إذا كانوا ملتزمين أو مؤيدين للتيار، لإطلاق الفكرة الأساسية منذ الطائف أي اللامركزية الإدارية والمالية الواسعة في العمل البلدي، وهذا ما يسمح بحل أزمات كثيرة منها النفايات".وعن قبول مبدأ النسبية في قانون الانتخاب، قال: "يجب أن يطرح الأمر على تيار المستقبل، لكن أؤكد أننا أمام فرصة لنعود ونفكر في تخليص بلدنا بالعيش معا، والنسبية هي ضمانة البقاء سواء صغر حجمنا السياسي أو كبر".

 

كتلة المستقبل أعلنت تبنيها مداخلة السنيورة في جلسة الحوار: الاولوية لانتخاب رئيس ثم إقرار قانون انتخابي جديد

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب عمار حوري ، تبنت فيه الكتلة "المداخلة التي تقدم بها دولة الرئيس فؤاد السنيورة في جلسة الحوار هذا الصباح بكاملها والتي تؤكد على المواقف الثابتة انطلاقا من اتفاق الطائف والدستور"، مؤكدة ان "الجلسات المحددة للحوار الوطني في 2 و 3 و 4 آب المقبل، هي استمرار للحوار القائم وفق جدول الاعمال الموضوع والمتفق عليه تحت سقف اتفاق الطائف حصرا باتجاه استكمال تطبيقه خصوصا لجهة انشاء مجلس للشيوخ واقرار اللامركزية الادارية". وأعادت الكتلة التأكيد على "أولوية انتخاب رئيس جديد للجمهورية يصار بعدها الى اقرار المجلس النيابي لقانون جديد للانتخابات النيابية، الذي لرئيس الجمهورية صلاحية في ابداء الملاحظات عليه ومن ثم اجراء الانتخابات النيابية وفق هذا القانون".

وطالبت "الأجهزة الأمنية والقضائية بالإسراع في إنجاز التحقيقات، لكشف المجرمين الذين نفذوا ووقفوا خلف جريمة التفجير التي استهدفت بنك لبنان والمهجر لسوقهم الى العدالة وانزال القصاص العادل بهم"، منبهة الى "ما تركته هذه الجريمة من تداعيات وانعكاسات سلبية وخطيرة على صورة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في لبنان التي تحتاج إلى كل ما يعزز الثقة والاستقرار والثبات فيها".وأشارت الى أن "النظام المصرفي اللبناني بات الآن الصرح الاقتصادي الرئيسي الذي يلعب دورا اساسيا في دعم صمود الاقتصاد اللبناني ونموه ويسهم في حماية الاستقرار وحماية لقمة عيش اللبنانيين ومدخراتهم وصلاتهم بالعالم الأوسع وتأمين تحويلاتهم من والى الخارج. إن هذا الجهاز المصرفي، ملزم كغيره من الأجهزة المصرفية في جميع دول العالم بما فيها كل من إيران وروسيا باحترام القواعد التي يعمل على أساس منها النظام المالي والمصرفي العالمي. ولذلك فإن الجميع يدعو الى تفهم هذه الحقيقة والدفع باتجاه اعادة الامور الى حيث يجب ان تكون في العلاقة الثنائية والصحيحة بين المصارف من جهة ومصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة لديه من جهة ثانية وذلك حفاظا على الاستقرار وتعزيزا لمستويات الثقة في الاوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية".

وشددت الكتلة مجددا على "أهمية انتخاب رئيس للجمهورية، حيث يصادف يوم الخميس المقبل موعد الدعوة إلى انعقاد الجلسة الواحدة والأربعين لانتخاب رئيس الجمهورية"، مكررة دعوتها "جميع النواب للتوجه الى مجلس النواب يوم الخميس المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية للخلاص من حالة الشغور الخطيرة والمدمرة التي تسيطر على البلاد وتتسبب بأغلب المشكلات والويلات، إضافة الى تراكم وتفاقم السلبيات والاخطار السياسية والأمنية والاقتصادية المحلية والاقليمية التي تحدق بالبلاد". واعتبرت كتلة "المستقبل" "كما كانت دائما، ان الأولوية في هذه المرحلة هي لانتخاب رئيس الجمهورية حفاظا على النظام اللبناني وحفاظا على الجمهورية التي تتعرض لأخطار عديدة جراء استمرار الشغور الرئاسي والتدهور الأمني في الدول المحيطة، وايضا بنتيجة الضغوط التي يتعرض لها لبنان عن طريق سلاح حزب الله الخارج عن الشرعية والعامل على تطويق الدولة محاصرتها وكتم أنفاسها ومنعها من التطور والتحرر من اسر هذا السلاح الميليشياوي المتعدد الأدوار والمهمات". وتوقفت الكتلة أمام "تزايد اعداد الضحايا من الشباب اللبناني الذين يسقطون قتلى في سوريا والذين اعلن عنهم حزب الله خلال الأيام الاخيرة". وإذ أسفت "لهذه الكارثة الإنسانية الأليمة"، أملت ان "يرتفع حزب الله إلى مستوى المسؤولية الوطنية التاريخية ويبادر الى مراجعة سياسته الاحادية ومواقفه الحزبية التي أدت به الى التورط في الحرب الدائرة التي يشنها النظام ضد الشعب السوري وادت الى توريط لبنان واللبنانيين في أتون هذه الحرب المدمرة وإدخالهما في صراعات وعداوات وأحقاد لا تنتهي بين شعبين شقيقين وجارين". ورأت ان "السياسة الوطنية الفعلية والحقيقية تكون بالحفاظ على أرواح الشباب اللبناني وتمكينهم من الانضمام الى صفوف الباحثين عن العلم والتقدم في المكان الصحيح لا بدفعهم الى اتون الحروب المشتعلة في المنطقة انطلاقا من سوريا واليمن مرورا بالعراق وذلك خدمة للأهداف والسياسات التوسعية الإيرانية"، معتبرة أن "كل نقطة دم واحدة من دماء الشباب اللبناني هي أغلى من كل السياسات والاهداف السياسية والإعلامية والدعائية التي يرفعها حزب الله ويبرر فيها انخراطه في هذه الحروب المتناسلة غب الطلب الإيراني في المنطقة". ولفتت الى أنه "آن الأوان لحزب الله وبعد الخسائر الفادحة التي تسبب بتكبيدها لشباب لبنان، للتراجع عن سياسته المدمرة بالمبادرة الى وقف الانخراط المتزايد في حروب المنطقة الفتاكة، حفظا لدماء العرب والشباب اللبناني". وجددت الكتلة تأكيدها "إدانة ما يرتكبه تنظيم داعش من مجازر متنقلة، فلقد هالها ما يرتكب من مجازر وابادة جماعية في منطقة الفلوجة في العراق"، وهي اذ تدين هذه المجازر، تطالب "الحكومة العراقية بالعمل فورا على ايقاف هذه الجرائم". كما تطالب "المجتمع الدولي بالتوقف عن دور المتفرج والانتقال الى دور فعال في ايقاف ما يحدث من جرائم ضد الآمنين والعزل والنساء والاطفال وهي جرائم موصوفة ضد الانسانية".

 

الراعي في تخرج دورة التنشئة الروحية: العالم يفقد الإنسانية في الحروب والقتل والإساءات فكونوا حقا سفراء الرحمة

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - نظم مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية المارونية بالتعاون مع المعهد العالي للعلوم الدينية في جامعة القديس يوسف، حفل تخرج دورة التنشئة الروحية والإنسانية الثالثة لمسؤولي الحركات الرسولية ولجان الشبيبة في الأبرشيات، برعاية البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي.

بو هدير

إستهل الإحتفال بصلاة الإفتتاح، تلتها كلمة منسق مكتب رعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية الخوري توفيق بو هدير، قال فيها: "مساء المحبة والرحمة ومساء سفراء الرحمة 2016، تقول القديسة تريزيا الطفل يسوع: "الزهرة الحلوة والجميلة لا تخجل وتختبىء، بل تسمح للجميع أن يشم أريجها، ليقولوا إن هذا الأريج هو من الرب الخالق، الذي سمح لي أن أشع برائحة المسيح الطيبة. وهذه الرائحة الطيبة اليوم تنبعث من سفراء المسيح، وهي الدورة الثالثة من التنشئة المسيحية والروحية في مكتب رعوية الشبيبة." أضاف: "اليوم هو يوم الحصاد، وفي هذا الزمن المليء بالكساد واللامعرفة والإرهاب وفقدان القيم، أخذ يشع فيه وجه رسول الرحمة ورحمة المسيح بامتياز. كل هذا يحصل لأول مرة في كنيستنا، ولأول مرة أصبح لدينا دورات تنشئة للشبيبة، تخرج دفعات من المسؤولين في الشبيبة الكنسية والحركات الرسولية وشبيبة الأبرشيات. والشكر الكبير لصاحب الغبطة البطريرك الراعي لتشجيعه ومحبته ولدعمه،" مشيرا إلى أنه "لأول مرة تحضر شبيبتنا لعام 2017، ما يسمى الأيام العالمية المارونية للشبيبة، ومن كل أنحاء العالم ستأتي الشبيبة العالمية إلى لبنان وتحديدا الى بكركي، ليقولوا: "نحن متجذرون هنا كالأرز ومبشرون بكل دول العالم."

الهيبي

بدوره القى رئيس معهد العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف الأب إدغار الهيبي كلمة توجه فيها إلى صاحب الغبطة ومجمع الأساقفة، قائلا: "منذ تأسيس الدائرة البطريركية ومن ضمنها مكتب رعوية الشبيبة، ونحن نشهد حالة نبوية، لأن الكنيسة بكل مسؤوليها تأخذ على عاتقها تنشئة شبيبتها فنعمل على خطى الروح القدس في العالم الحاضر وفي العالم الآتي. صاحب الغبطة، لكونكم ركنا ورئيسا لهذه الكنيسة، نشكر اليوم ربنا عليكم وعلى كل الأساقفة، على إنجازاتكم في الكنيسة، كي نغسل يوما بعد يوم أرجل أطيب شبيبة في مجتمعنا، هذه الحالة النبوية، نحن مسؤولون عنها جميعنا. وهذه الوديعة التي نتسلمها هي كبيرة جدا."

أضاف: "عندما نعتمد باسم الآب والإبن والروح القدس، نأخذ كل شيء، يعني الكل خالق الكل، ويملأ الكل، وكل واحد منا بكليته. ومع هذا كله، لا نفهم شيئا من المعمودية ولكننا نقول إننا تعمدنا بإسم الكل. عندما تقومون بدورات تنشئة، هي لكي تدخلوا أكثر وأكثر بسر المسيح والكنيسة وسر الرسالة. ولكن نحن بحاجة أحيانا إلى وقت وعمق كي نتعرف على عمق الحقيقة وعلى عمق الإيمان. إياكم أن تكتفوا يوما بما وصلتم إليه، بل أصبحتم تعرفون أن مشوار المعرفة طويل وأنكم بدأتم تتعلمون." وتابع: "بإيجاز أقول لكم تجذروا بالإيمان الذي هو نعمة من ربنا وتذكروا مواهب الروح القدس، وما تعملونه في التنشئة، هو متعلق بموهبتي المعرفة والحكمة. وعليكم أن تتجذروا بالإيمان وبمواهب الروح القدس، لأننا نعاني من الإنقسام، والإنقسام سببه الغيرة، والغيرة على المناصب والكراسي، والإنقسام هذا يدخل في صلب العائلة. لا تغاروا من مواهب بعضكم البعض، إنما افتخروا بمواهب الروح الذي يتجلى بكل واحد منكم." وختم: "نحن كجامعة يسوعية، مقتنعون بأن الكنيسة وبخميرتها القوية، نخدم الكنيسة والوحدة ومواهب الروح القدس. المواهب متعددة والمسؤولون في الكنيسة هم مسؤولون عما يسمى رعاية. الجامعة والمعهد العالي للعلوم الدينية يأتيان إليكم، وهمنا أيضا أن تتعلم منكم كي نكتشف حاجة الكنيسة اللبنانية اليوم، كي تكون شاهدة ليس فقط بالكلام واللسان، بل بالعمل والحق." والقى الطالبان هادي حاتم ومانويلا عقيق كلمة المتخرجين.

الراعي

ثم تحدث الراعي فهنأ المتخرجين وشكر القيمين على هذا الإحتفال، وقال: "أود أن أهنئ المتخرجين والمتخرجات بدورة التنشئة الإنسانية والروحية، التي نالوها من المعهد العالي للعلوم الدينية من جامعة القديس يوسف في بيروت، والتي زودتهم كي ينطلقوا كمسؤولين عن الحركات الرسولية ولجان الشبيبة في الأبرشيات والرعايا، كي يوصلوا كسفراء الرحمة ما تعلموه في هذه التنشئة. نهنئكم على نعمة التنشئة وعلى كل الدروس التي تلقيتموها وعلى الخير الذي ستقومون به." أضاف: "جميل هو اسمكم سفراء الرحمة، العالم اليوم بحاجة إلى رحمة، أنتم اليوم أبناء سنة الرحمة، أنتم أحباء قلب البابا فرنسيس الذي أرسله الرب رحمة في الكنيسة. منذ إطلالته الأولى، وهذه هي لغته "الرحمة الواسعة"، وبمفهومها الواسع والكبير الذي توسع فيها بالبراءة وإسمها براءة يوبيل سنة الرحمة. وتحدث فيها عن "أعمال الرحمة الجسدية" التي إنطلق فيها من إنجيل القديس متى الفصل 25، "الجائع والعطشان والعريان والغريب والسجين"، وقد فسرها بمعانيها الروحية والمعنوية. ثم تحدث عن "أعمال الرحمة الروحية والإنسانية والإجتماعية"، ما يعني أن الإنسان كيفما إتجه، يجب أن يقوم بعمل رحمة، وهذا يعني أن حياتنا كلها منفتحة على الرحمة وهذه الأخيرة هي المشاعر التي في قلب الإنسان والرحمة تأتي من كلمة رحم أي رحم الأم، وهو مكان العاطفة الحقيقية. وإذا ما فقد الإنسان مشاعر الرحمة، يفقد عندها كل إنسانيته". وتابع: "العالم اليوم مهدد إذا نسي أنه مجبول بالرحمة، وأن لا شيء يطغى على مشاعرنا الإنسانية. لقد تعلمتم أن الرحمة هي صفة الله الأساسية، والله أمين لذاته ككائن رحوم. والبابا يذكرنا بالكلمتين عن معنى الرحمة بالكتاب المقدس، والمشتقة من رحم، من الآب المملوء حنانا وعاطفة ومشاعر إنسانية، العالم اليوم يفقد الإنسانية في الحروب والقتل والنميمة والكذب والإساءات، أنتم سفراء الرحمة وهذه هي الشهادة والرسالة اللتان نحملهما اليوم في وجه كل الذي يراه أبناء جيلنا من خلال الوسائل الإعلامية والتصرفات الإجتماعية، أنتم يجب أن تكونوا الصوت المعاكس، يجب أن تساعدوا الأجيال الجديدة والحركات الرسولية ولجان الشبيبة كي يحافظوا على جوهرهم وألا يتأثروا بالشيء الذي يرونه كل يوم." وأردف الراعي: "شكرا لكم لأنكم تقومون بهذه الرسالة، إذ تكونون "سفراء الرحمة"، في الحركات الرسولية ولجان الشبيبة بالأبرشيات، وأتوجه بكلمة الشكر بإسم إخواني المطارنة والكهنة إلى مكتب رعوية الشبيبة وبوجه التحديد إلى منسق المكتب، الخوري توفيق بو هادير وإلى كل معاونيه، ونهنئه على موهبة الخلق والإبتكار من العدم."وختم: "في سياق إبتكار الطرق الجديدة، فكرتم بدورات التنشئة للمسؤولين في الحركات الرسولية للجان الشبيبة، وقد أصبتم بواسطتها الهدف، كي تتمكنوا من أن تحملوا الروح الجديدة وتعليم الكنيسة، ونحن بحاجة إلى أن ننطلق من جديد من الينابيع الأساسية في حياة الشبيبة، والتي هي الوجه الإنساني. ومن خلال شكري لكم، أشكر من كل قلبي الذين نفذوا هذه التنشئة وتحديدا المعهد العالي للعلوم الدينية في جامعة القديس يوسف، وأشكر مديره الأب إدغار الهيبي، وأشكر كل المحاضرين الذين عاونونا في التنشئة، أكان هذه السنة أو في السنتين الماضيتين. وكما أحملكم الشكر الكبير لرئيس الجامعة الأب سليم دكاش، الذي لولا تشجيعه لما فتح الطريق أمام كل هذا النشاط، وأشكر كل الذين أحيوا ونظموا هذه الأمسية."

 

مقابلة مطولة وشاملة من اللواء أشرف ريفي مع العربي الجديد/إيران تمنع انتخاب الرئيس اللبناني/حزب الله غرق في الوحل السوري/أنا منسجم مع نفسي وأنا مبدئي ولست تسووياً

الثلاثاء 21 حزيران 2016

وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: يتحدث وزير العدل اللبناني المستقيل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي السابقأشرف ريفي، في حوار مع "العربي الجديد"، عن آخر التطورات على الساحة اللبنانية، من الانتخابات البلدية إلى التطورات الأمنية والسياسية. ريفي الذي قاد مجموعة من المهام الأمنية خلال ولايته العسكرية، يوجّه أصابع الاتهام لحزب الله بالوقوف وراء التفجير الذي هز منطقة فردان ببيروت قبل أيام، ويدعو رئيس الحكومة تمام سلام للاستقالة لكشف الغطاء السياسي عن الحزب.

ــ انطلاقاً من قراءتك الأمنية والسياسيّة من هو المتهم الأول بتفجير فردان؟

تقليدياً نقول فلننتظر التحقيقات. لكن حتى المحقق يضع تصوراً معيناً انطلاقاً من الواقع الميداني قبل أن يبدأ تحقيقاته. ينزل المحقق إلى ساحة الجريمة ويرى ما هو نوع المتفجرة؟ كيف انفجرت؟ ما هي آثارها وبقاياها؟ يجمع ما يُعطيه إياه مسرح الجريمة ليخرج بتصوّر نظري معين. بناءً على تصوّري النظري أتهم حزب الله بهذا التفجير انطلاقاً من البصمة الجرمية للمدرسة السورية الإيرانيّة، التي تُشيطن دائماً خصمها أو عدوها، وبذلك تُهيئ للاغتيال نفسياً، كما حصل تماماً مع الشهيد رفيق الحريري. رأينا حملة إعلامية شرسة لأبواق سورية، وهُيئ الجو لاغتياله. نعرف كلنا اليوم الصراع بين حزب الله من جهة، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف من جهة أخرى، انطلاقاً من القانون والإجراءات الأميركيّة المتعلقة بحزب الله وعناصره وبيئته. هذا الصراع تُرجم بعبوة ناسفة وُضعت لتُصيب المصرف فقط لا غير، وهو واحد من مصرفين ذكرا في بعض وسائل الإعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لحزب الله، واتُهما بأنهما بالغا بتطبيق القانون الأميركي. لذلك برأيي، "كاد المريب أن يقول خذوني". هذه المدرسة. القاعدة الربانية تقول إن المجرم يبيّن عن نفسه قبل وقت. نقول في العلم الجنائي: من المستفيد من الجريمة ومن له قدرة على تنفيذها، والمبدأ الثالث "كاد المريب أن يقول خذوني". هذه المدرسة عندما تشيطن أي طرف بحملة إعلامية، فإنها تريد قتله أو توجيه ضربة له. إذاً في قراءتي الأولية أتهم حزب الله على خلفيّة قانون العقوبات المالية الأميركية، إنما أنا واثق من قدرة الأمن اللبناني على كشف الجريمة. وأقول لكل اللبنانيين إن معظم الجرائم التي حصلت منذ عام 2005 حتى اليوم جرى كشف المسؤولين عنها. لدينا القدرة الأمنيّة لكنها تحتاج لبعض الوقت.

ــ قلت إن لديك ثقة بالأجهزة الأمنية، لكن هناك جرائم لم يُكشف فيها المنفذون؟

عُرف القاتل. لا أتحدث عن الشخص، بل الجهة. الجهة المنفذة فيها من قرر ومن خطط ومن نفّذ، عملياً من نفّذ هو الحلقة الأضعف بالجريمة. لكن عند معرفة الجهة يُكشف القاتل.

ــ كان لافتاً عدم صدور بيان إدانة عن حزب الله للتفجير

كأنه يقول أنا نفذتها، كونه لم يُدِن التفجير. أوساط مقربة من الحزب، وليست تابعة له مباشرةً، أعطت أسباباً غير مقنعة، من نوع أنه بسبب وجود ربا ولأن أحداً لم يمت. يعني إذا فجروا في مكان ولم يسقط ضحايا، أليس تفجيراً إرهابياً؟ حتى لو حصل التفجير في مكان غير شرعي يتعاطى الكحول أو الرذيلة، هذا عمل إرهابي يجب إدانته مباشرةً. كأنه يقول أنا نفذتها وطبقوا شروطي. وهو يعرف تماماً أن المصارف لا يُمكنها أن تطبق شروطه. المصارف الإيرانية لم تستطع تجاوز العقوبات المالية الغربية عليها. ماذا تطلب من هذه الدولة الصغيرة لبنان، والتي يُعدّ القطاع المصرفي عموداً أساسياً في اقتصادها؟ ماذا يُمكنه أن يفعل أكثر من إيران.

ــ حزب الله يُدرك ذلك أيضاً، ما الذي يطلبه إذاً؟

هو يطلب الحد الأقصى الممكن من الحماية، هناك مصارف لا تريد أن تبيعه شيئاً. تُريد أن تحمي نفسها، وتقول للأميركيين، أنا أطبق القانون من دون أي تردد، لأنهم يعلمون أنه إذا غضب الأميركيون منهم، سيؤذونهم. يُريد من هذه المصارف، التي يعتقد الحزب أنها بالغت بالتطبيق، أن تنضبط بحدود معينة. العقلانية تقول هذا.

ــ إلى أين تتجه هذه الأزمة إذاً؟

مصرفياً الأمر واضح، ستُطبّق العقوبات الأميركيّة. أما أمنياً، فهل سيُفتح باب سلسلة مقبلة أمنياً؟ علينا أن ننتظر. إذا تكررت العمليّة، فسنكون أمام مسلسل من التفجيرات. وإذا اقتصرت على هذه الحادثة، فهذا يعني أن هذه هي الرسالة المطلوبة. على الأمنيين رصد المعلومات الاستخبارية.

ــ على المستوى الأمني، كان هناك قلق وتحذيرات من أعمال أمنية من قِبل "داعش"، من موقعك إلى أي مدى هذه التحذيرات جدية؟

يجب أن تؤخذ على مستوى الجد. نحن اليوم في بؤرة إقليميّة متفجرة، لا خوف لدي من تفجير أمني شامل، علماً أن لديّ تحسّبا لحوادث أمنية متفرقة. لكني مطمئن إلى الوضع الأمني الشامل، ولهذا أسبابه: القرار الدولي لا يُريد تفجير البلد، كذلك على المستوى الإقليمي لا رغبة بذلك، والأطراف المحليّة، بمن فيهم حزب الله، لا تُريد أي تفجير أمني للبلد.

- حتى بعد أزمة العقوبات على حزب الله؟

للحزب مصلحة بإرسال رسائل محدودة، وليس بتفجير شامل للبلد. بالمنطق العسكري، حزب الله غرق في الوحل السوري، لا أحد يُقاتل بجبهة ما، ويُفجّر بقعة استقراره وراحة عسكره وبيئته الحاضنة. هو بحاجة للاستقرار. لذلك، ولمن يخاف من 7 مايو/أيار ثانٍ، أقول إن أكثر واحد متضرر من 7 مايو/أيار هو حزب الله وهو أكثر طرف بحاجة للاستقرار في بقعة الانطلاق والاستراحة والتخطيط والقرار.

ــ لكن الجهات التي تخوض معركة مفتوحة مع إيران، وتحديداً دول الخليج التي صنفت حزب الله منظمة إرهابية، وانتقلت إلى أعلى مستويات المواجهة معه، ألا يُمكن لهذه الدول أن تُفجّر بقعة استقرار حزب الله؟

ليسوا من هذه المدرسة الإرهابية. نعرف أن هناك مدرسة تحارب خصمها أمنياً وعسكرياً وعبر الجريمة. الخليج لم يُعطِ إشارات لكونه من هذه المدرسة. الغرب لا يستعمل هذه المدرسة، بل تلك التي تُعتبر جذورها شرقية تستعمل هذا الأسلوب. والجميع يعرف أن المنظمات الإرهابية كانت تدور في فلك الدول السوفياتية القديمة أو مثل إيران وسورية. كلنا يعرف أن أغلب قيادات تنظيم "القاعدة" الأساسيين وعائلاتهم تستريح في إيران. والدليل صدور حكم قضائي أميركي عن دور إيراني باحتضان عدد من منفذي أحداث 11 سبتمبر/أيلول. الخليج ليس من هذه المدرسة.

ــ لكن المدرسة الغربية تستعمل الاغتيال السياسي؟

قليلون الذين يستخدمون الاغتيال، وهو ليس قاعدة دائمة، بل استثناء.

ــ بالعودة إلى الملفات الأمنية السابقة، من قتل وسام الحسن؟

مصطفى بدر الدين قتل وسام الحسن. القرار سوري ــ إيراني والتنفيذ من قِبل أمن حزب الله، بغض النظر عن الأفراد. في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو كان مشرفاً على التنفيذ وعماد مغنية الرئيس. وبعد وفاة مغنية انتقل بدر الدين من التنفيذ إلى موقع المسؤولية، وأمن حزب الله هو المنفذ.

ــ هل توصلتم إلى خيوط جدية في عمليّة اغتيال الحسن؟

بات هناك ما يكفي لمعرفة الجهة، لكن من غير المؤكّد لمعرفة الأشخاص. حتى في قضية محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، عرفنا من أين خرجت السيارة المفخخة، وأين صُنعت لوحة السيارة، وتدخّل الأمن السوري لمنع استكمال التحقيق، جاء في سياق كاد المريب أن يقول خذوني. في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، أرادوا ليلة الجريمة رفع السيارات وطمر الحفرة، بينما لو حصل حادث سير تنتظر لقدوم الخبير قبل إزالة السيارات. المبدأ الأساسي في كشف الجريمة هو كاد المريب أن يقول خذوني.

ــ من الواضح أن هناك جهة يُمكن اتهامها بهذه العمليات، ولكن ألا يُمكن أن يصدر عن القضاء اللبناني أي شيء، على اعتبار أن الأشخاص مجهولون؟

القضاء يُحاسب الأشخاص، لكن يُمكن تطوير التحقيق عند معرفة الجهة من الأكبر إلى الأصغر. في جريمة اغتيال الرئيس الحريري عُرف الأفراد المنفذون، عندما تعرف الجهة تذهب باتجاه حصر التحقيق باتجاه معين.

ــ بالنسبة للأزمة السياسية التي يعيشها اللبنانيون، كيف يُمكن الخروج منها؟

علينا إعادة تكوين السلطة. هناك عقبة بالقرار الإيراني الذي يمنع انتخاب رئيس الجمهورية. الحل السياسي يبدأ بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. أي حلّ ترقيعي لا جدوى له. تعسّرت الأمور في حكومتنا انطلاقاً من الشغور الرئاسي، الذي دفعنا لاستنباط آلية لاتخاذ القرار، وبتنا كمن حفر حفرة لنفسه ووقع فيها. لذلك أدعو رئيس الحكومة تمام سلام للاستقالة وتحويل الحكومة لحكومة تصريف أعمال. حزب الله بحاجة إلى غطاء شرعي معين. لا مؤسسة اليوم إلا السلطة التنفيذية، والحزب يأخذها كغطاء. أنا مع كشف هذا الغطاء، لأعود معه إلى المربع الأول لانتخاب رئيس للجمهوريّة وتشكيل حكومة وإجراء انتخابات لإعادة تكوين السلطة من جديد.

ــ أليست استقالة الحكومة مقدمة لأزمة سياسيّة أوسع، وتبريراً إضافياً لحزب الله لتنفيذ ما يُحكى أنه يرغب به لجهة إجراء تعديلات دستورية؟

لا أحد يُمكنه تعديل الدستور. فليتوقف التهويل. أنا أتحدى حزب الله أن يدعو لمؤتمر تأسيسي. عندما كان يستطيع أن يجري التعديل بقوة السلاح لم يقم به. فليتوقف التهويل علينا. لا هو ولا غيره يُمكنه تعديل الدستور. أي تعديل يحتاج لتوقيعي، لن أوقّع على أي شيء لا أراه لمصلحة الوطن والعيش المشترك وأولادي. هذا البلد له ولي. أنا لن أوقّع على شيء كهذا لو أراد اجتياح البلد، يُمكنه أن يقتل 40 أو 50 شخصاً، وما الذي يستطيع فعله أكثر؟ لنتوقف عن الخوف. أنا أمني، وأعرف تماماً أن حزب الله دفع غالياً بسبب 7 مايو/أيار، نحن كنا ضحايا، لكنه خسر صورته في العالمين العربي والإسلامي. بدأت أزمته منذ السابع من مايو/أيار. تحوّل سلاحه من سلاحٍ مقاومٍ إلى سلاح مليشيا. فلنثق بنفسنا. وأنا قلت لأحد المعنيين، قبل انتخابات 2009 النيابية، أنا أعدك أن نقوم بعصيان مدني، على الأقل في الشمال، وليبلّط حزب الله البحر. لا سلاحه، ولا غير سلاحه ممكن أن يجبرني على التوقيع على أي أمر يؤسس لاحقاً لحرب أهليّة أو مشاكل مستقبليّة. نحن متساوون في هذا البلد ولنجلس إلى الطاولة، ولن نأخذ سلاحك بعين الاعتبار. لذلك، لو كان هناك عاقل داخل حزب الله، فأنا أتوجه له بأن لا يعتقد أنه قادر على القيام بمؤتمر تأسيسي ليُعدّل الصلاحيات. أعرف ما الذي يُريدونه. قد يُريدون استحداث منصب نائب رئيس للجمهوريّة، يُصبح مثل نائب مدير الاستخبارات في الجيش، حيث مدير الاستخبارات مجرد واجهة. يُريدون نائب رئيس فعليا، كي يُصبح رئيس الجمهوريّة واجهة. أو يُريدون حرساً وطنياً، مثل بعض الأنظمة العربية، ليُضم كل مقاتلي حزب الله لهذا الحرس الوطني؛ لكن لا يحلم بها. إذا أنشئ حرس وطني، سيخرج أحدٌ ليُطالب بإنشاء لواء خاص به. وعندها أية دولة خارجيّة تدعم فريقاً من طائفة لإنشاء قوة عسكرية، والعوض بسلامتك على البلد. أو يُريد قيادة الجيش له، لكن قيادة الجيش ستبقى للموارنة مهما كلّف الأمر. هذه إحدى الضمانات المهمّة لإخواننا الموارنة ونحن مع أن تبقى هذه الضمانة.

ــ لكن وزيري حزب الكتائب استقالا وقد جرى التعامل مع ذلك باستخفاف؟

لقد هنأت (رئيس حزب الكتائب) سامي الجميّل، وهذه صرخة ثانية بعد صرخة أشرف ريفي للقول بأن الأمور ليست على ما يُرام.

ــ هل فقدت هذه الحكومة الغطاء العربي والدولي الذي كان موجوداً لحظة تشكيلها؟

برأيي حتى لو كان لديها غطاء، جسمها لم يعد قادراً أن يحمل وزنها. تآكلت. وَجهتُ الصرخة الأولى. ثم وجّهحزب الكتائب الصرخة الثانية، حتى لو استخفوا بالصرخة الثانية. أتوقع أن تكون الصرخة الثالثة من رئيس الحكومة وليس من أي فريق سياسي، ويحوّل حكومته لتصريف الأعمال، فربما هذا يجبر حزب الله على التفتيش عن الغطاء الشرعي، فنعود وإياه إلى رئاسة الجمهورية.

ــ من تتهم بعدم انتخاب رئيس للجمهورية؟

إيران، فهي تُريدها ورقة في مفاوضاتها الإقليمية لتكريس دور إقليمي لها.

ــ بالتالي، حتى لو تحوّلت الحكومة إلى حكومة تصريف الأعمال، لماذا سيذهب حزب الله باتجاه انتخاب رئيس للجمهوريّة؟

لأنه سيفقد الغطاء الشرعي الذي يحتاج له. فهو يُقاتل في سورية وعنده مهام معينة، لا نقبلها أبداً، لكنه بحاجة ولو لحد أدنى من الغطاء الشرعي، اليوم توفّره الحكومة.

ــ ما حاجته لهذا الغطاء الشرعي؟

توجد حكومة وإلا سينكشف البلد كلياً. حسناً فعلنا بإجراء انتخابات بلديّة.

ــ ما هو تأثير هذا الانكشاف؟

سلاحه غير الشرعي بحاجة لغطاء شرعي. الشرعية حتى لو كانت واهنة تبقى حاجة للكل. المخفر في الضاحية الجنوبية عاجز عن أن يكون سلطة أمر واقع. كل شيء يقوم به حزب الله أو أي قوة غير شرعية، ليس بقوة شرعية العسكري. مع كل قوة حزب الله لا يستطيع تسطير محضر ضبط، بينما درّاج قوى الأمن يقوم بذلك. الشرعية لها مردود مهم جداً.

ــ لماذا يستمر تيار المستقبل بتأمين هذا الغطاء لحزب الله؟

هذا السؤال يوجّه له.

ــ ما رأيك نتيجة معرفتك بتيار المستقبل؟

أنا مع قناة التواصل، هناك الكثير من الأمور في اليوميات وحاجات الناس يجب أن تؤمّن. في مرحلتنا، وفّرنا قناة أمنية لا سياسيّة. أنا أدعوهم لإقامة قناة أمنية وإقفال السياسية، التي جعلتهم يخسرون الكثير من صورتهم والمعنويات والشعبية والجمهور وكلّ شيء. اخرجوا من القناة السياسية، أي الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله. وحتى طاولة الحوار الوطني باتت تحلّ مكان المؤسسات الوطنية وهي تبرير للشغور الرئاسي.

ــ كيف ترى مواجهة حزب الله؟

الخروج من طاولة الحوار الثنائي، وتتحوّل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال، وربما يكون هناك حاجة لحراك مدني لدفع الأمور باتجاه انتخاب رئيس للجمهوريّة، لأن ذلك هو الأولوية.

ــ هل السعودية في هذا السياق السياسي؟

لا أملك أي فكرة. لم أتشاور مع أي أحد.

ــ هل يُمكن لأحد أن يمارس العمل السياسي في لبنان من دون غطاء إقليمي؟

نعم، أشرف ريفي. أنا على تواصل، لكنني لا آخذ التعليمات من أي أحد، ولا هم يُعطون تعليمات. تتواصل مع أصدقائك وحلفائك، وتفهم ما الذي يجري، ثم يفرز رأسك الأفكار الخاصة بك. لا تتصوروا أنني لا أعطس إلا إذا راجعت وأخذت موافقة من أحد. أنا متصالح مع نفسي. أنا حالة مستقلة.

ــ من هم أصدقاء أشرف ريفي وحلفاؤه من القوى السياسيّة اللبنانيّة؟

كل الاستقلاليين.

ــ لكنهم شنوا حرباً عليك؟

من هم؟

ــ تيار المستقبل مثلاً.

أنا أتحدث عن الاستقلاليين. عن الحراك المدني، والقاعدة الشعبية. لا أتحدث عن الطبقة السياسيّة. ربما أشكّل خصومة للبعض منهم، ولذلك قد يتعاملون معي بخصومة. لا أبالي بالطبقة السياسيّة. أنا أقول للطبقة السياسيّة إنني لا أريد شيئاً. لو اعتقدتم أنكم أعطيتموني منصباً وزارياً، تفضلوا هذه الأمانة، لقد حررت نفسي من حاجتكم. مارست قناعاتي. أنا أرى نفسي جزءاً من الحراك المدني والمجتمع المدني، ومن الطبقة السياديّة، سمّها مجتمعاً مدنياً أو 14 آذار. هذه بيئتي، وهذا ما ساهم بفوزي في الانتخابات البلديّة. ذكاء الطبقة السياسيّة دفعها للتبرير، بأن هناك من دعم أشرف ريفي. الناس دعمتني. السياديون دعموني، أنا جزء منهم، وهم جزء مني. وهذه هي الصورة الواعدة المستقبلية. الحراك المدني هو الرحم الذي ستولد منه الطبقة السياسيّة الجديدة. نحن أمام طبقة سياسيّة تآكلت أو على طريق التآكل. الناس فقدت ثقتها فيها، والفساد والعجز أكلها، وقصرت هذه الطبقة عن مواكبة الركب. نحن في مرحلة تحوّل كبيرة. هناك طبقة تتكوّن، وهناك خامات جديدة تُقدّم نفسها. ونحن كجيل، دورنا هو إدارة المرحلة الانتقالية، ليتسلم الجيل الثاني، ويكون ضميرنا مرتاحا لأننا سلّمنا أناساً غير فاسدين.

ــ جيل ثان، يعني ابن اللواء أشرف ريفي؟

لا لا، أكيد ليس ابني. أنا لست إقطاعياً. التوريث ليس وارداً عندي. البلد لم يعد يحتمل الإقطاعيين. أحد عيوب الطبقة السياسيّة أنها إقطاعية تورّث أولادها. هذا الموضوع ليس وارداً عندي.

ــ هل تبني حالة سياسيّة، أم حزباً سياسياً؟

أنا أقوم بدور وطني. عندي قضية، وهي العودة إلى الدولة ومواجهة الدويلة، والحفاظ على العيش المشترك، وبناء دولة عندها حصرية السلاح، أي المفهوم الطبيعي لأي دولة، وحماية السيادة والحرية والاستقلال، وعلى المستوى الاقتصادي، تبنّي خيار الاقتصاد الليبرالي. هذه ثوابتنا.

ــ من يتبنى هذه الثوابت؟

شباب المجتمع المدني.

ــ ومن الطبقة السياسيّة؟

آخر هَمٍ على قلبي الطبقة السياسية. المهم أن يتبنى الناس هذا المشروع. هناك انفكاك بين القيادات والجمهور، وصلنا إلى مرحلة من الانفكاك. لو كان الالتصاق كبير بين القيادة والجمهور، لكنّا بحاجة للقيادات السياسية. إذا كانت القيادات لا تشعر بأن جمهورها ينفكّ عنها، تكون غبية، أو لا تواكب الأرض. أنا مع الجمهور، ولست مع القيادات. لا أهتم إذا كان فلان أو علان ضدي.

ــ لكن أي مشروع سياسي بحاجة لأدوات تنفيذية؟

القاعدة تنفك عن قياداتها. أنا جزء من هذا الجمهور، وأتوجّه له كواحد منه.

ــ لكنّ أي عمل سياسي يحتاج إلى هيكليات حزبية؟

نحن في مرحلة تفكيك واقع سياسي معين، وآخر يتكوّن من جديد. حكم سيُنظم نفسه. سأدعم وأساند إنشاء طبقة سياسية جديدة تشبهنا بجيل أفتى. هذه تحتاج إلى حكم لتأطير وتنظيم.

ــ هل هي حركة على مستوى طرابلس فقط أم كل لبنان؟ وهل صحيح أنك تلتقي بوفود من المناطق؟

على مستوى الوطن. نعم التقيت بالكثير من الوفود. أغلب رؤساء بلديات عكار زاروني، عدد كبير من بلديات البقاع، ومن بيروت والإقليم والجنوب. الحركة ليست طرابلسية أو شمالية فقط.

ــ ألا يُغيظ هذا الأمر الفريق السياسي الذي خرجت منه؟

قد يُغيظ البعض، لكنه يريح ضميري ويُشجّع المجتمع المدني أن يُكمل المشوار، هذا همي، تشجيع المجتمع المدني.

ــ متى يُمكن أن تلتقي رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري؟

عندما يعود إلى الثوابت التي بدأناها معاً، لا شيء شخصياً نهائياً.

ــ لهذه الدرجة تراه بعيداً عن الثوابت؟

حكماً. خيار ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة ليس من ثوابتنا، بل نقيضها.

ــ لكنه يُبرر ترشيح النائب سليمان فرنجية بأنه يريد انتخاب رئيس للجمهورية؟

ليس الأمر انتخاب أي رئيس للجمهورية. نحن مع مرشحينا، وإذا فاز مرشح الفريق الآخر، أحترم الإرادة الديمقراطية. أما أن يكون من هو في الموقع الآخر مرشحي، فهذا ليس التزاماً بالثوابت.

ــ لماذا لم يوافق حزب الله وإيران على انتخاب فرنجية؟

لم يرفضوا، هم لا يُريدون انتخاب رئيس. حتى سيرفضون انتخاب ميشال عون. لا يُريدون انتخاب رئيس نهائياً. قرار إيران ألا يُنتخب أحد نهائياً.

ــ لهذا جزمت بأن فرنجية لن يكون رئيساً للجمهورية؟

ولا ميشال عون حتى.

ــ ما هي الأسباب؟

أؤكّد من قراءتي ومن المعلومات أن لا فرنجية ولا عون سينتخبان.

ــ ماذا تقول هذه المعلومات؟

هناك دول معنية بالساحة اللبنانيّة ترى أن الاثنين لا يصلحان (للرئاسة). هناك عقبات وفيتوات على الاثنين. من يصلح هو شخص ثالث.

ــ ما هي طبيعة هذه الفيتوات، داخليّة أم خارجيّة؟

لا إجماع داخلياً على عون أو فرنجية. وهناك رفض خارجي، وليس فقط من قِبل دول بالخليج.

ــ من إذاً؟

الشخص غير محسوم حتى الآن.

ــ من هو مرشح أشرف ريفي؟

سأعطي نموذجين توفيا، لأقدّم مثالاً: إما أنه شخص كالرئيس فؤاد شهاب، أو كنسيب لحود. أعتقد أن المجتمع المدني يقبل صورة فؤاد شهاب وصورة نسيب لحود، حتى لا أدخل بأسماء الأحياء.

ــ بعض من في تيار المستقبل يتهم ريفي بطعن التيار وسعد الحريري بالظهر؟

أشرف ريفي لا يزال على ثوابته. لم يبتعد حتى إنشاً واحداً. ما قبل الوزارة وخلالها وما بعدها. هناك من يخون الثوابت.

ــ ما أسباب تراجع تيار المستقبل؟

ضعف في الإدارة وخروج عن الثوابت.

ــ ماذا عن الأزمة المالية؟

هذا أضعف عامل. أنا لا أملك مالاً مثلاً. أنا أفقر واحد بين سياسيي طرابلس. والناس تعرف ذلك.

ــ لكن هناك من يقول إن بهاء الحريري يموّل حركتك؟

تربطني علاقة ببهاء الحريري، وهي على الوتيرة عينها منذ أيام والده، وفي مرحلة ما بعد استشهاد والده. لكن لم يكن هناك أي تعامل مالي بيني وبين بهاء الحريري، ونقطة على السطر.

ــ هناك من يربطك بمتموّل لبناني في أفريقيا؟

أنا لم أتعامل مع أحد مالياً. كلّفتني المعركة 600 ألف دولار أميركي. تبرّع عدد من المتمولين بمبالغ من 2000 دولار أميركي، وآخرون بمبالغ أكبر. جمعنا تقريباً نصف المبلغ، والنصف الثاني دين عليّ، أحتاج لعام تقريباً لأعيده. آخر من يُمكنه أن يسألني عن المال هو نجيب ميقاتي أو سعد الحريري أو محمد الصفدي. هم يعرفون كم صرفوا، وكم صرفت. لا تُقاس قدرتي الماليّة بقدراتهم. يُمكن إضافة عدد من الأصفار إلى المبلغ الذي صرفته، لتحصل على الرقم الذي صرفوه. هم يعرفون أن الأصوات لا تُشترَى. طرابلس أغلى من مالهم، ومن مالي أيضاً. ولم تُشتر الأصوات بالمال. دفعنا الحدّ الأدنى الضروري. جزء صُرف على الماكينة الانتخابية التي لم تنجح تماماً لضعف خبرتنا للأسف، والجزء الثاني مصاريف للمعركة، مثل كلفة طعام وأمور لوجيستية كهذه. هناك من خسر بالانتخابات ويُريد أن يعرف لماذا فاز أشرف ريفي، على الرغم من أن كلّ القوى وديناصورات المال اجتمعت ضدي، وأنا لا أتعامل بالمال مع أي أحد. أنا المدير العام الوحيد لقوى الأمن الداخلي والوزير الوحيد، الذي رفع السرية المصرفية عن حساباته. أنا لا أحب المال.

ــ يفترضون هذا الأمر، ليقولوا إن أشرف ريفي هو الخطة السعودية البديلة، في حال لم يلتزم سعد الحريري بخوض المعركة مع حزب الله؟

لا فكرة لي عن الخيار السعودي. أنا أُمثّل نفسي، وأنا منسجم مع نفسي، وأنا مبدئي ولست تسووياً. وبالنسبة لمن كان يتهمني بأنني أسعى للوصول إلى منصب ما، من يُريد الوصول يجب أن يكون تسووياً، لأن الفريق الآخر له جزء من القرار فيه.

ــ تقصد رئاسة الحكومة؟

نعم، وحتى الوزارة. لماذا وضع حزب الله فيتو عليّ في وزارة الداخليّة، لأنني غير تسووي ولأنني خبير بالأمن. لو كنت أطمح لمنصب ما، لكنت دوّرت الزوايا. من يطمح لرئاسة الحكومة يجب أن تكون علاقته جيدة مع الفريق الآخر. هذه شخصيتي، وسأبقى كذلك، سواء وصلت أو لم أصل إلى المواقع.

ــ تُتهم سنّياً بأنك خربت المصالحة السنّية؟

إذا كانت المصالحة للصورة، رأينا كيف أن صورة نجيب ميقاتي مع سعد الحريري دفع الطرفان ثمنها وساهمت بخسارتهما بطرابلس. كانت مرفوضة من الناس التي لم تعد تقبل شكليات الأمور. نعرف تماماً أن هذه المصالحة شكلية. مصالحة الصورة ليست مبتغاي. قلت لسعاة الخير، الذين أشكرهم على جهودهم، إن القضية كانت تجمعنا وهي ما يُمكن أن يجمعنا مستقبلاً. لا تفرحوا كثيراً بمصالحة الصورة. ما يجمعنا هو القضية.

ــ هل صحيح أن هناك محاولة لكشفك أمنياً؟

بلغني أن البعض فكّر بالأمر. الله يسامحهم. أنا رجل أمني وأعرف كيف أغطّي نفسي في النهاية.

ــ هل هذا تهديد سياسي مبطّن لك؟

أرسلت لهم وذكّرتهم كيف كُشف الشهيد رفيق الحريري أمنياً. عندما مهّد النظام السوري لاغتيال رفيق الحريري، أبعدَ كل من كان على علاقة به من منصبه الأمني، و"نُفينا" من مواقعنا الأمنية الهامة إلى مواقع ثانوية، هذا ما جرى في عهد سليمان فرنجية (الوزاري). ثم سحبوا ما سموه فائض العسكر، في حين لم يسحبوا هذا الفائض من عند (رئيس الوزراء السابق) سليم الحص. ورد في نصّ دستوري أن أي رئيس حكومة سابق يحصل على 8 أو 10 عسكريين لحمايته. لو سُحب فائض العسكر من كل رؤساء الحكومة السابقين، لكان الأمر مفهوماً، رغم أن الحريري كان الأكثر تهديداً، وبذلك كاد المريب أن يقول خذوني. قلت لهم من هو مستعد لحمل دمي، فليسحب العسكر. لو لم أكن مهدداً لما كنت أرغب في العسكر، أنا لا أحب الحماية، فهي تحدّ من التواصل مع الناس ومن الحرية الشخصية. لكنني خارج من موقع أمني وواجهت الإسرائيليين، وواجهت حزب الله وواجهت بشار الأسد عبر ميشال سماحة و"فتح الإسلام"، وكان هناك نوع من التوصية غير الرسمية من المحكمة الدوليّة للاهتمام بأمننا. قدّمنا طلباً وسام الحسن وأنا. هو اغتيل، وأنا وُضعت عبوة تحت منزلي (في إشارة إلى السيارة المفخخة التي استهدفت مسجد السلام في طرابلس). بلغني أن أحدهم فكر بإزالة الحراسة الأمنية، فليتحمّل مسؤولية دمي.

ــ كل القوى تذهب إلى التكتلات المذهبية، هل تُريد أن تأخذ حركتك طابعاً سنّياً؟

لا أبداً، هو طابع وطني وليس سنّياً. أعمل على المستوى الوطني. لماذا عليّ أن أبتعد عن الجمهور الشيعي السيادي؟ أو الجمهور المسيحي السيادي أو الدرزي أو العلوي؟ أفتخر بسنّيتي، لكنني لست متعصباً كما يُشيّعون. أنا أعمل على المستوى الوطني.

ــ يتهمونك بأنك حرّكت الاشتباكات في طرابلس؟

هم يعرفون مَن المسؤول عن الاشتباكات. أنا كنت في موقع الحفاظ على الأمن وليس تسعير الأزمة.

ــ كيف قرأت انتخابات طرابلس خصوصاً أن خصومك يعتبرون أنك لم تفز بأصواتك، بل بأصوات المعترضين على أدائهم، وأنهم إذا حسّنوا الأداء يستعيدون الجمهور؟

إن شاء الله يحسنّون الأداء ويستعيدون جمهورهم. الانتخابات كانت حالة اعتراض على الطبقة السياسية، وعلى أداء الطبقة السياسية. طرابلس قالت في استطلاع للرأي إن 83 في المائة يرفضون المحاصصة، وبكل عنجهية وفوقية أعادوا المحاصصة. مدينة تقول لك إنها ليست مع المحاصصة، خصوصاً أننا خارجون من تجربة محاصصة لمجلس بلدي ضم نخباً للأمانة، لكنهم وُضعوا في صيغ فاشلة إنمائياً. وبتعالٍ كُررت المحاصصة. ثانياً، جمعت المتناقضات، كيف تجمع الأحباش (جمعية المشاريع الخيرية) مع الجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمين)؟ كيف تجمع جزءاً من 14 آذار مع جميع 8 آذار؟ لا يمكن أن تتعامل مع الناس كأنهم غنم، وتقول أنا قررت عنكم الحقوني. المدينة تقول إن لديها قرارها الحر. لذلك سمّينا لائحتَنا لائحة قرار طرابلس. في المقابل، أقمنا شراكة ما بين المجتمع المدني، وهو رحم الطبقة السياسية المقبلة، والمناطق الشعبية، التي هي الخزان البشري الكبير ولديها حاجة كبيرة للإنماء، أشركناها للمرة الأولى في القرار الإنمائي لطرابلس. هذه الصيغة التي كانت يريدها الناس. والناس صوتوا لهذه الصيغة بمعزل عن أشرف ريفي. إذا اعتبرت القوى السياسية أنني نجحت فقط بسبب أخطائها، وأنها قادرة على تصحيح هذه الأخطاء، فأهلاً وسهلاً بها، وإذا سارت على الطريق السليم، فهذا لصالح المدينة، ولا نريد أكثر من ذلك.

ــ هل ستترشح للانتخابات النيابيّة؟

كل شيء بوقته. هل يضمن أحد أن يبقى على قيد الحياة بعد عشرة أشهر. إذا بقيت بصحة جيدة، وفي هذا السياق السياسي، فسأترشّح.

ــ هل سيجري تعديل قانون الانتخاب؟

يجب أن يحصل ذلك. لا يُمكن أن نستمر بقانون الستين. الناس تنظر إلى الأمام وليس للخلف. نريد قانوناً يضمن تمثيل الناس، وما أعتقد أنه مناسب هو القانون المختلط بين النسبية والأكثرية. يجب رفض قانون الستين، فهو يُعيدنا ستين عاماً إلى الوراء.

ــ هل ستخوض الانتخابات منفرداً؟

لماذا منفرداً؟ سأتعاون مع المجتمعات المدنية، ومع من يشبهنا.

 

سلام في الافطار السنوي لدار الأيتام الاسلامية: اذهبوا فورا الى انتخاب رئيس للجمهورية لنعيد النصاب الى المؤسسات

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - رأى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان "المشهد الوطني الراهن يدعو الى القلق لأن الدولة مستضعفة وهيبتها مستباحة وقرارها في الكثير من الأمور مخطوف إلى حيث يجب أن لا يكون"،واشار الى ان "الاستقرار الذي ننعم به، رغم كل ما يجري حولنا منذ خمس سنوات، ليس معطى أكيدا وثابتا ونهائيا، ما لم نعمل على تحصينه"، داعيا الى "انتخاب رئيس للجمهورية لنعيد النصاب الى المؤسسات والروح الى الحياة السياسية، وننصرف الى بناء بلدنا وحمايته"، معتبرا إن "المصارف اللبنانية وقطاعات الانتاج السياحي والزراعي والصناعي الصامدة، تحمل على أكتافها اليوم ما تبقى من اقتصادنا الوطني". كلام سلام جاء خلال الافطار السنوي لدار الأيتام الإسلامية في "بيال"والذي حضره ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب هاني قبيسي، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الرؤساء: سعد الحريري، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان، ممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الشيخ غالب عسيلي، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن القاضي غاندي مكارم، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، المدير العام لمؤسسات دار الايتام الوزير السابق خالد قباني وحشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وفاعليات اقتصادية واجتماعية وإعلامية ودينية وعسكرية.

قباني

وبعد كلمة ترحيبية لرئيس مجلس عمدة دار الأيتام فاروق جبر، ألقى قباني كلمة قال فيها: "مئة عام من العطاء، لم ينقطع ولم يتوقف، مئة عام من الخير، كان ومازال يتدفق، مئة عام من عمر بيروت، عاشتها متنعمة بدفئها وإيمان أهلها، مئة عام يسري في عروقها حب بيروت وأهل بيروت وكرم بيروت وانفتاح بيروت. مئة عام ومرافقها تنتشر في كل مكان من لبنان، تضخ في مناطقه وبلداته وقراه الأمل والرجاء...إنها دار الايتام الإسلامية، مؤسسات الرعاية الاجتماعية، داركم، مؤسساتكم، وجه الخير المشرق علىبيروت وكل لبنان".

وقال: "دار الايتام الاسلامية، رفيقة بيروت، وصديقة بيروت، رفيقة الدرب ورفيقة الحياة، مشت معها في دروب الآلام والآمال، وعايشتها في المسرات والأحزان، بدأت صرخة مدوية في وجه البؤس والحرمان، في رفض اليتم والتشرد، وأضحت منارة تضيئ سماء لبنان، منارة أمل واستبشار، منارة خير ورحمة. فكانت دار الأيتام الإسلامية قصة عطاء ووفاء وقصة إيمان". اضاف: "كواكب منيرة واكبت نشأتها وحركتها ونهضتها، فأضاءت دروبها ونورت طريقها وابهجت مسيرتها منذ ولادتها ميتما صغيرا، لأطفال ونساء أرامل، عاقبتهم الحرب بأخذ آبائهم ورجالهم، إلى ساحات النار والدمار، فأطفأت الدار ما عانوا من جحيم تركوا فيه، ومن لوعات وأسى، داوت جراحهم وهدأت من روعهم، ورعتهم، وفتحت أمامهم أبواب الحياة، أضحت الدار الملجأ والملاذ للكثير من العائلات المتروكة أو المفجوعة او المهمشة، ونمت وكبرت وتوسعت بأعمالها ونشاطاتها وخدماتها، حتى باتت منظومة خيرية وطنية، وشبكة حماية وأمن وأمان، تربويا ونفسيا وعلميا واجتماعيا وثقافيا وانسانيا. قناديل من نور نزلت في سماء بيروت ولبنان أحاطت بالدار وأهلها، أضاءت القلوب وملأتها بالمحبة والرحمة، وأغنتها بحب الخير، هذه القلوب المضيئة رعت مؤسساتنا، وحملت رايتها ومسؤولياتها والأمانة، وكانت الراية خفاقة تنتقل من يد إلى يد ومن مجموعة إلى مجموعة، تحملها الأيادي الخيرة وتحفظها الضمائر الحية وتسيرها العقول النيرة، وكل يحفظ ويرعى ما كان ويزيد البنيان نماء وارتقاء، بتواضع وفيض من العطاء. إنهم مجموعة من أبناء مجتمعنا الخير الذين أغناهم الله بقلوب محبة ومسؤولة وأمينة، فهموا الحياة على حقيقتها، عرفوا الحق وعملوا من أجله، وآمنوا بقيم العدالة والانصاف والمشاركة وحق الانسان في الحياة، وابتعدوا عن الفردية والأنانية وحب الذات، فكانوا ممن "يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة"، إنهم وجه تاريخ المؤسسة المضيئ: هي الآن في صورة قمر يكتمل نوره، مراكز منتشرة على أرض الوطن كله، عامرة بالأطفال والأولاد، ينهلون العلم من منابعه، حالات اجتماعية صعبة انتشلت الدار أصحابها من الفقر والبؤس والتفكك الاجتماعي الذي تعاني منه العائلات، فعوضت عليها ما تعانيه من حالات تخلّ وتشرد وضياع، أصحاب إعاقة ذهنية وجسدية وحسية فتحت أمامهم إمكانية التأهيل والتعلم، بحيث لم يعودوا عبئا ثقيلا على أهاليهم أو عالة على المجتمع، بل أشخاصا منتجين وفاعلين، أرامل مكنتهم من التعلم والعمل، ومطلقات يتلقين التدريب على مختلف المهن التي تساعدهن على ان ينعمن بحياة كريمة، وكبار سن ما عادوا يشعرون بالتخلي او التهميش، بل مكنتهم الدار من أن يعودوا مجدداً إلى دورة الحياة الطبيعية، وعائلات كريمة، تراجعت وانزوت خجلاً، "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا" فكانت الدار معهم وإلى جانبهم من خلال مشروع الأمان والرعاية الأسرية، ترعاهم وترعى أطفالهم في بيوتهم، بكل تكتم ورأفة واحتضان".

سلام

والقى سلام كلمة قال فيها: "لشهر البركة في هذه المدينة، عنوان نقصده كل عام. فنتذكر، نحن الغارقين في وحول يومياتنا السياسية العالقين في دوامة صراعاتنا الصغيرة المكبلين بالحسابات الضيقة والأنانيات، نتذكر بأن هناك ما هو أبهى وأكرم وأبقى.

هذا العنوان الساطع للخير بأحلى تجلياته، وللقيم الدينية الإسلامية بأعمق معانيها، هو حاضنتنا في هذه الأمسية الرمضانية المباركة، أي "مؤسسات الرعاية الاجتماعية- دار الايتام الاسلامية" وأهلها الذين سطروا ويسطرون كل يوم صفحة جديدة مشرفة في كتاب المحبة والرأفة والتراحم والعطاء الإنساني.

فتحية الى هذه الدار، وإلى رئيس عمدتها الاستاذ فاروق جبر ومجلس عمدتها ومديرها العام معالي الدكتور خالد قباني، وإلى كل من يعمل فيها على احتضان الضعيف واغاثة الملهوف ونجدة المحتاج والحنو على من ظلمته الأقدار".

اضاف: "هذه الفضائل هي بعض قليل من القيم العظيمة للإسلام السمح، المعتدل، الرحب، الذي يتعرض اليوم، على أيدي جهلة موتورين، إلى أكبر عملية تشويه في تاريخه.

نحن كلبنانيين مسلمين، رفضنا وسنظل نرفض، أي سلوك متطرف يتوسل الشعارات الاسلامية لنشر العنف وبث الأفكار المسمومة، وتدمير المجتمعات وإقامة إمارات ظلامية، هي نقيض نور الاسلام.

نحن كلبنانيين مسلمين، ننبذ كل أشكال التطرف والإرهاب والغلبة والإقصاء، تحت أي ذريعة كانت، وبأي شعار تزينت، ونعتبر أن وجودنا هو صنو وجود جميع إخواننا في الوطن معا أقمناه، ومعا سنحافظ عليه".

وتابع: "منذ أكثر من عامين، شغر منصب رئيس الجمهورية، ولم ينجح مجلس النواب حتى الآن في انتخاب رئيس جديد. ونتيجة لهذا الوضع غير الطبيعي، غرقت المؤسسات الدستورية في دوامة من الشلل والتعطيل لم يشهدها لبنان حتى في أسوأ الأيام.

فبدلا من أن يجتمع المجلس النيابي بانتظام للقيام بالدور الذي أناطه به الدستور أصبح التئامه نادرا إن لم يكن مستحيلا. وبدلا من أن تقوم الحكومة بواجباتها في تسيير شؤون البلاد والعباد، صارت اجتماعاتها مسرحا للاجدوى ونموذجا للعجز والفشل.

نعم أنني كرئيس لمجلس الوزراء في لبنان، لم أتردد في القول إن الحكومة فاشلة وعاجزة، وأن ما يمنعني من التصرف بما يمليه الوضع، هو فقط المسؤولية الأخلاقية والوطنية، والخشية من دفع البلاد إلى هاوية الفراغ".

واردف: "إن المشهد الوطني الراهن يدعو الى القلق لأن الدولة مستضعفة وهيبتها مستباحة وقرارها في الكثير من الأمور مخطوف إلى حيث يجب أن لا يكون.

لأن كثيرا من رجال السياسة فقدوا القدرة على التمييز بين السياسة الوطنية النبيلة، وبين الممارسات الضيقة الأفق التي لا ترى إلا بعين المصلحة الفئوية مهما كانت الأثمان.

لأن المدى الذي بلغه الاستهتار بالصالح الوطني العام، بات يهدد الكيان اللبناني نفسه. نعم المشهد الراهن مقلق".

واشار الى ان "الاستقرار الذي ننعم به، رغم كل ما يجري حولنا منذ خمس سنوات، ليس معطى أكيدا وثابتا ونهائيا، ما لم نعمل على تحصينه.

لقد وجهت من على هذا المنبر العام الماضي دعوة إلى صحوة وطنية، وها أنا أجدد النداء، مخاطبا جميع ألوان الطيف السياسي، كي لا تكون حكومتنا آخر الحكومات ومجلسنا النيابي آخر مجالس التشريع في الجمهورية اللبنانية. إرأفوا بلبنان ولا تتركوه على قارعة المصالح الاقليمية والدولية.إرأفوا بشباب لبنان، بناتكم وأبنائكم، لا تقتلوا أمالهم والأحلام.

قوموا إلى واجبكم الوطني.. واذهبوا فورا الى انتخاب رئيس للجمهورية لنعيد النصاب الى المؤسسات والروح الى الحياة السياسية، وننصرف الى بناء بلدنا وحمايته من آثار ما يجري في منطقتنا.

وأقول لجميع القوى الشابة الحية في مجتمعنا، إرفعوا الصوت ولا تستكينوا، أحلامكم غالية وأفكاركم ثمينة، انتم مستقبلنا وأنتم بلبنان تليقون".

اضاف: "حارسان أمينان نجحا حتى الآن في حماية الهيكل الوطني ومنعه من السقوط، المؤسسات العسكرية والأمنيةبكل فروعها، والمنظومة الاقتصادية والمالية بكل أطرافها.

لقد نجحنا حتى الآن، بفضل جيشنا وقواتنا الأمنية، في جبه التحديات الكبيرة. واجهنا الإرهاب وما نزال، وثبتنا مستوى عاليا من الاستقرار الأمني في الداخل وعلى الحدود.

ونحن، إذ نحيي الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بجميع أجهزتها وفروعها، نشد على أيدي ضباطها ورتبائها وأفرادها، على كل ما فعلوه ويفعلونه في مواجهة الارهاب، وعلى الانجازات الكبيرة التي يحققونها لتثبيت الاستقرار، والتي كان آخرها حماية وإنجاح الانتخابات البلدية الأخيرة".

وقال: "لقد ساهمت في انجاح هذه الانتخابات أجواء هيئة الحوار الوطني الجاري في مجلس النواب والحوار الثنائي القائم بين تيار المستقبل وبين حزب الله والذي سحب الكثير من فتائل التشنج من الشارع. وأظهرت هذه العملية الانتخابية توق اللبنانيين إلى ممارسة حقوقهم الديمقراطية. كما أن نتائجها وجهت رسائل بليغة الى جميع القوى السياسية، تعكس رغبة الناس في التغيير وعدم رضاهم عما هو قائم. أما منظومة الأمان الوطني الثانية، فهي تلك التي يمثلها القطاع الخاص اللبناني، المكافح في وجه الظروف البالغة الصعوبة، خاصة قطاع الأعمال والمصارف الذي شكل على الدوام الدعامة الاساسية للاقتصاد الوطني".

وتابع: "لقد قلت منذ أيام، وأكرر اليوم، إن التعرض للقطاع المصرفي يشكل مساسا بالأمن القومي. ولا مبالغة في القول إن المصارف اللبنانية وقطاعات الانتاج السياحي والزراعي والصناعي الصامدة، تحمل على أكتافها اليوم ما تبقى من اقتصادنا الوطني.ولا بد لي هنا من توجيه تحية تقدير الى المصرف المركزي الذي يتولى بكفاءة عالية دور ضابط الايقاع وحامي الاستقرار النقدي والمالي". واردف: "في شهر الرحمة تذهب أفكارنا إلى شعب سوريا الشقيق في محنته التي فاقت التصور،.إلى من طردهم الظلم والإرهاب من ديارهم، وشتتهم في الأرض، مكسوري النفوس، مهدوري الكرامات. نتوقف أمام هذا البلاء العظيم، آملين أن يحل علينا شهر رمضان من العام المقبل، وتكون سوريا العزيزة قد لملمت شتاتها واستعادت أمنها واستقرارها، بموجب حل سياسي يحقق طموحات السوريين في العودة الى ديارهم والعيش بسلام وحرية وكرامة". وختم: "رغم كل الصور القاتمة، مازال الأمل موجودا، إن فقدناه في الراهن من أحوال السياسة، فهو قائم في كل مكان خارجها. في شاباتنا وشبابنا،أهل العلم وأبناء العصر وبناةالحلم الآتي.في مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا ومصارفنا الراسخة في المصاف العالي. في القطاع الخاص الناجح والثابت في الأرض والمستثمرين المقدامين المنتشرين في كل أرض. في العمال والحرفيين وأهل الخبرة في كل مجال، في مؤسساتنا الاهلية المجندة لخدمة الإنسان، وفي المقدمة منها مؤسسات الرعاية الاجتماعية- دار الايتام الاسلامية. بفضل كل هؤلاء، بفضلكم مازال الأمل موجوداوالمستقبل واعدا".

 

لحام: لن أستقيل ولن أستعفي أمام ضغوطات غير قانونية ومضللة ومقاطعة بعض المطارنة أعمال السينودس هو عصيان كنسي صريح

الثلاثاء 21 حزيران 2016 /وطنية - صدر عن البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك البيان الآتي: لقد دعينا إلى عقد السينودس السنوي لكنيسة الروم الكاثوليك، حسب الأصول بين 20 و25 حزيران 2016. ونما إلى مسامعنا أن هناك قرارا من بعض السادة المطارنة لمقاطعة السينودس. وعلى الأثر، وفي رسالة بتاريخ 12 أيار 2016، جددنا الدعوة إلى السينودس، وأن حضوره واجب قانوني خطير، يلزم جميع المطارنة إلا الذين تخلوا عن منصبهم. وأمام الشائعات بأن بعض المطارنة مصممون مع ذلك على مقاطعة السينودس لإرغام البطريرك على الاستقالة وفي وقت قريب، أرسل نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس المجمع للكنائس الشرقية في روما إلى جميع المطارنة رسالة بتاريخ 19 أيار 2016، فيها ثلاث نقاط:

1. استقالة البطريرك يحكمها القانون الكنسي 126 بند 1، حيث نقرأ: "يشغر الكرسي البطريركي بالوفاة أو باستعفاء البطريرك". ولا مجال لفرض الاستقالة على البطريرك.

2. إلزام قانوني للمطارنة بحضور السينودس: "والمطارنة ملزمون بإلزام خطير حضور السينودس، إلا الذين تخلوا عن منصبهم" (القانون 104).

3. الأمور والخلافات - مهما كان نوعها - تعالج داخل السينودس وليس خارجه.

وعلى هذا أعددت جدول أعمال السينودس الـمقترح حسب الأصول. وفي يوم الاثنين 20 حزيران ألقيت الخطاب التقليدي أمام وسائل الإعلام في المقر البطريركي - عين تراز. وحضر بعض المطارنة والرؤساء العامون.

بعد الظهر، وفي الوقت المحدد لعقد الجلسة الافتتاحية، كانت النقطة الأولى "التحقق من النصاب القانوني"، وللأسف تبين أن النصاب مفقود، لأن عدد المطارنة الملزمين بالحضور هو 22، وعليه يكون النصاب النصف زائد واحد، أي 12. حضر فقط عشرة مطارنة فاعلين بالإضافة إلى ثلاثة أساقفة متقاعدين وأربعة رؤساء عامين. وعلى هذا الأساس أعلنا تعليق جلسات السينودس، وصار نقاش حول هذا الوضع المأساوي، ثم رفعت الجلسة بعد أن توافق الرأي حول السعي إلى تعيين تاريخ آخر لانعقاد السينودس، وعلى الأغلب في تشرين الأول القادم. وقد طلبت من الآباء الحاضرين أن يعمل كل منهم ما باستطاعته على إعادة اللحمة بين أعضاء السينودس والبطريرك. إننا نعتبر أن مقاطعة بعض المطارنة أعمال السينودس هو عصيان كنسي صريح تجاه سلطة البطريرك وتجاه المجمع للكنائس الشرقية (روما) وتجاه القانون الكنسي الصريح. كما أن المطالبة باستقالة البطريرك كشرط حتمي هو تصرف غير مسؤول وغير كنسي وغير قانوني، وهو أثار موجة من الغضب والاحتجاج والشك والحيرة عند المؤمنين. هذا الوضع الخطير جعلنا نصدر هذا البيان الواضح حفاظا على ضمائر ومشاعر أبنائنا، إكليروسا وشعبا، وحفاظا على كرامة كنيستنا على المستويات الكنسية والاجتماعية والسياسية، إقليميا وعالمياولا سيما في البلدان العربية وبلاد الانتشار.

من جهة أخرى، أعلن، بصفتي البطريرك الشرعي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك البطريركية، أنني لن أستقيل ولن أستعفي ولا سيما أمام ضغوطات غير قانونية ومضللة، وأنني باق في خدمة كنيستي وبطريركيتي في لبنان وسوريا والأردن والعراق وفلسطين والأرض المقدسة ومصر وبلاد الانتشار. وأمامي - كما قلت في الخطاب الافتتاحي - مجموعة من المشاريع لا بد من تنفيذها لكي تنضم إلى لائحة المشاريع التي قدرني المخلص وكرم الأصدقاء والـمحسنين على القيام بها كاهنا وراهبا مخلصيا، ومطرانا في القدس وبطريركا.

وبقائي ليس إلا متابعة لدعوتي ورسالتي وواجبي أن أكون في خدمة شعبي وكنيستي وأحبائي المؤمنين، لا سيما في الظروف المأسوية الراهنة التي هي درب صليب قاس ودام نصلي وندعو لكي ينتهي بأفراح ونصر وسلام القيامة".