المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 حزيران/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.june25.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا. فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا

إِفْرَحِي، أَيَّتُهَا العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَّرْنِيمِ وٱصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ المَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَولادِ المُتَزَوِّجَة

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حزب الله يقر بمقتل وأسر 26 من عناصره في حلب

 عقيلة الشيخ يعقوب: لن نسمح لهذه المهزلة بالاستمرار وسنكشف الشركاء قبل الاخصام

القاضي فريد عجيب استجوب ابوحمزة وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه

مصادر وزارية لـ”السياسة”: الملف اللبناني غاب عن محادثات ظريف مع الفرنسيين

الحريري في الشمال لاستنهاض قواعده وإعادة توحيد الصفوف

الوزراء المسيحيون: للتصدي لملف “أمن الدولة” ولو وصل الأمر إلى الإعتكاف والشارع!

المجاهدون في الطريق الخاطئ نحو الله

حلا نصر الله/جنوبية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/6/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 24 حزيران 2016

نعوش خاوية» لمقاتلي «حزب الله» الـ 31 بعد أسبوع على سقوطهم جنوب حلب

احمد الاسعد : العبث بحرمة مقابر عائلتي عمل وحشي وبربري

فارس سعيد من الصيفي: هذه المرحلة هي مرحلة الدفاع عن الدستور

لا تدخل أميركياً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي سلام يمثلّ لبنان في قمة نواكشوط

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الطفيلي الى التقاعد "حكما" وفق القانون فــي 27 الجاري والتمديد مستبعد وشغور الموقع مرجّح حتى نضوج "التسوية"

14 آذار تتصدى لربط "الرئاسة" بـ"السلّة" وتحذّر من تمييع مقصود وأي اتفاق "متين" يجب ان يبـت مصيرَ "السلاح" ومهامَ الرئيس العتيد

خط بحري جديد بين مصر ومرفـــأ طرابلس وشركات شحن عالمية بدأت اعتمــاده مباشرة

 قانون الانتخاب قبل الرئاسة التفاف مقصود علـى الاستحقاق وحزب الله يفضل رئيسا محايدا تجنبا لرئيس حكومـة "سعودي"

بريطانيـا خارج "القلب" الاوروبي رسميا واستنفار شامل لمواجهة التداعيات

الحكومة تزخم نشاطها: جلسات استثنائية للطوارئ ومهلة لـ"الانماء والاعمار"

اجتماعات باريس: افق الحلول المقفلة رئاسيا تطيح فرص عقد مؤتمر انقـاذي

جعجع عرض مع بون الاوضاع في لبنان والمنطقة

 قهوجي تفقد فوج التدخل الرابع في الجناح:الأوضاع الأمنية تحت السيطرة والجيش بات أكثر قوة من أي وقت

عمار الموسوي عرض مع كاغ التطورات

اختتام أعمال مؤتمر مناهضة عقوبة الإعدام في أوسلو وريفي سيلقي محاضرة في المعهد النروجي للشؤون الخارجية

المجلس العدلي ارجأ الجلسة المخصصة للنظر في قضية تغييب الصدر ورفيقيه الى 25 ت2

اعتصام لإتحاد الشباب الديموقراطي عند شاطىء الرملة البيضاء رفضا لبيع الاملاك العامة

عون التقى السفير السوري ومخزومي علي:أرجو عدم استمرار الأزمة الرئاسية

حوار حزب الله والمستقبل ليل امس بحث في انتخاب الرئيس وقانون الانتخاب وملفات معيشية

 قزي في مجلس الوزراء: 341 مليون دولار لمشاريع كسروان الفتوح وليس هناك أي مشروع قيد التنفيذ

جعجع: استقبل جوان حبيش وعددا من رؤساء بلدية كسروان

الأحرار ناشد سلام عدم الخضوع للابتزاز في ملف أمن الدولة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا ندد امام رئيس ارمينيا بتعرض الارمن للابادة

ميركل اعتبرت خروج بريطانيا ضربة موجهة الى اوروبا

هولاند: الخيار البريطاني للخروج من الاتحاد يضع أوروبا أمام تجربة خطيرة

بان أمل ان يبقى الاتحاد الاوروبي شريكا قويا للامم المتحدة بعد خروج بريطانيا

اوباما يؤكد احترام قرار البريطانيين: الاتحاد الاوروبي ولندن يبقيان شريكين لا غنى عنهما

النيابة الألمانية: مهاجم السينما كان يحمل أسلحة مزيفة

رئيس أركان الدفاع البريطاني: لبنان شريك في التحالف لهزيمة داعش

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا حسم قريبا في سوريا/علي حماده/النهار

اعترافات الأمين العام..أوّل «غيث» التضحية بثلثي الشيعة/علي الحسيني/المستقبل

نصرالله: الخروج من سوريا/احمد عياش/النهار

الدوحة الجديدة ومسيرة إسقاط النظام/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

«الكتائب» و«نموذج سجعان»/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

الجيش اللبناني وساعة الصفر/الدكتور رامي عوده/النهار

لبنان الغارق في ملفاته الفضائحية خارج المجهر في ظل الانشغال الدولي/سابين عويس/النهار

رسالة من صحفي شيعي لبناني الى حسن نصر الله/محمد بركات/الصدارة نيوز

الفدرالية سقطت، مرحلة التقسيم بدأت...وداعاً لبنان/محمد سلام/الصدارة نيوز

«متفجّرة الضاحية».. مَن وراءالترويج و«الترويع»/علي الحسيني/المستقبل

هل تفاؤل عون في محله/شارل جبور/ليبانون فايلز

اقرأ المزيد من طوني عيسى/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

حسابات موسكو وطموحات طهران/وليد شقير/الحياة

أميركا خسرت مزاعم التفوق الأخلاقي بسبب سياستها السورية/راغدة درغام/الحياة

نزع جنسية قاسم/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

انعكاسات خطيرة لانهيار الوحدة الأوروبية وحظوظ ترامب تنتعش من منحى التشدد/روزانا بومنصف/النهار

خارطة الطريق الروسية في سوريا ورهانات فلاديمير بوتين/خطار أبودياب/العرب

إيران الخمينية وسوريا العلمانية/كافي علي/العرب

أميركا التي تخشى حربا شاملة في سوريا/علي العائد/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

الرهبانية المارونية احتفلت بعيد مار يوحنا المعمدان في رشميا

سلسلة احكام للعسكرية الدائمة بجرائم اطلاق نار ونقل اسلحة غير مرخصة والانتماء لمجموعات مسلحة والاتجار بالمخدرات

الحريري من طرابلس: حلّوا عن رفيق الحريري وعن العنتريات على بيته باسمه

نص خطاب حسن نصرالله

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا. فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا

إنجيل القدّيس لوقا01/من57حتى66/:"تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا. وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا. فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا!». فقَالُوا لَهَا: «لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهذَا ٱلٱسْم». وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ.فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: «إِسْمُهُ يُوحَنَّا!». فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم. وٱنْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ ٱلله، فَٱسْتَولى الخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة. وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِذلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: «ما عَسَى هذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون؟». وكانَتْ يَدُ الرَّبِّ حَقًّا مَعَهُ."

 

إِفْرَحِي، أَيَّتُهَا العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَّرْنِيمِ وٱصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ المَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَولادِ المُتَزَوِّجَة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية04//من21حتى31//05 و01/:"يا إِخوَتِي، قُولُوا لي، أَنْتُمُ الَّذِينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، أَمَا تَسْمَعُونَ الشَّرِيعَة؟فإِنَّهُ مَكْتُوب: كَانَ لإِبْراهيمَ ٱبْنَان، واحِدٌ مِنَ الجَارِيَة، ووَاحِدٌ مِنَ الحُرَّة. أَمَّا الَّذي مِنَ الجَارِيَةِ فقَدْ وُلِدَ بِحَسَبِ الجَسَد، وَأَمَّا الَّذي مِنَ الحُرّةِ فَبِقُوَّةِ الوَعْد.

وفي ذلِكَ رَمْزٌ: فَسَارَةُ وهَاجَرُ تُمَثِّلانِ عَهْدَين، عَهْدًا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ يَلِدُ لِلعُبُوديَّة، وهُوَ هَاجَر؛ لأَنَّ هَاجَرَ هيَ جَبَلُ سِينَاءَ الَّذي في بِلادِ العَرَب، وتُوافِقُ أُورَشَليمَ الحَالِيَّة، لأَنَّهَا في العُبُودِيَّةِ هيَ وأَوْلادُهَا.أَمَّا أُورَشَليمُ العُلْيَا فَهِيَ حُرَّة، وهِيَ أُمُّنَا؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: «إِفْرَحِي، أَيَّتُهَا العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَّرْنِيمِ وَ ٱصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ المَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَولادِ المُتَزَوِّجَة». أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فإِنَّكُم أَوْلادُ الوَعْدِ مِثْلُ إِسْحق. ولكِن، كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ ٱلمَولُودُ بِحَسَبِ الجَسَدِ يَضْطَهِدُ المَوْلُودَ بِحَسَبِ الرُّوح، فَكَذَلِكَ الآنَ أَيْضًا. ولكِن مَاذَا يَقُولُ الكِتَاب؟ » أُطْرُدِ الجَارِيَةَ وَٱبْنَهَا، لأَنَّ ٱبْنَ الجَارِيَةِ لا يَرِثُ معَ ٱبْنِ الحُرَّة». إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة، لَسْنَا أَوْلادَ جَارِيَة، بَلْ أَوْلادُ الحُرَّة. إِنَّ المَسِيحَ قَدْ حَرَّرَنَا لِنَبْقَى أَحرارًا. فَٱثْبُتُوا إِذًا ولا تَعُودُوا تَخضَعُونَ لِنِيرِ العُبُودِيَّة."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

أسألكم أن ترافقوا زيارتي الرسولية إلى أرمينيا بالصلاة.

Please accompany me with your prayers during my apostolic journey to Armenia

Je vous demande d’accompagner par la prière mon voyage apostolique en Arménie

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حزب الله يقر بمقتل وأسر 26 من عناصره في حلب

دبي – قناة العربية/24 حزيران/16/أقرت #ميليشيات_حزب_الله اليوم الجمعة بمقتل وأسر 26 من عناصرها في #حلب خلال 3 أسابيع، حسب ما أعلنه الأمين العام للميليشيات حسن #نصر_الله في خطاب. وقال نصر الله إن معركة حلب تعتبر هي "المعركة الاستراتيجية الكبرى في #سوريا "، متعهدا بزيادة عديد قواته فيه. وأكد نصر الله أن قوات كبيرة من ميليشياته يقاتلون في حلب إلى جانب قوات #الأسد وحلفائه دون أن يحدد أعدادهم. وأضاف أن المعارك أدت إلى سقوط 26 عنصرا من الحزب ما بين قتيل وأسير منذ بداية الشهر الجاري

 

 عقيلة الشيخ يعقوب: لن نسمح لهذه المهزلة بالاستمرار وسنكشف الشركاء قبل الاخصام

الجمعة 24 حزيران 2016/وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب في بيان، ان "عقيلته الشيخة امتثال حيدر باتت ليلتها الواحدة الخمسين في مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى". وجاء في البيان الواحد والخمسين والذي كتب على لوح امام المارة: "اليوم يعقد المجلس العدلي الذي احتكمنا لديه في قضية العصر تغييب الامام الصدر والشيخ يعقوب والسيد بدر الدين، احدى جلساته الموجهة سلفا سياسة وادارة وتوقيتا. ربما كما اعتاد، سيؤجل الجلسة الى اشهر طويلة اخرى استكمالا لادارة التغييب، مضيفا الى سجله الفاشل فضيحة اعتقال ابن القضية في قضية والده. هزلت اكبر الفضائح، لذلك: لن نسمح لهذه المهزلة بالاستمرار وسنكشف الشركاء قبل الاخصام، ولن نبقي على ثقتنا ودعوانا امام هذا المجلس وسنقاضي المجلس العدلي والدولة اللبنانية امام كل المحافل الدولية التي ستكشف هذه الفضيحة وهذه الخيانة".

 

القاضي فريد عجيب استجوب ابوحمزة وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم أن قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب إستجوب الموقوف بهيج أبو حمزة في دعوى النائب وليد جنبلاط ضده في جرم الافلاس الاحتيالي، وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه، وأرجأ الجلسة الى 4 تموز لمتابعة التحقيقات.

 

مصادر وزارية لـ”السياسة”: الملف اللبناني غاب عن محادثات ظريف مع الفرنسيين

الحريري في الشمال لاستنهاض قواعده وإعادة توحيد الصفوف

بيروت – “السياسة”:25 حزيران/16/استناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، من مصادر حكومية رفيعة تسنى لها الاطلاع أمس، على فحوى محادثات وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في باريس مع كبار المسؤولين الفرنسيين، فإن الملف اللبناني لم يتم التطرق إليه إلا لماماً ولم يأخذ حيّزاً كبيراً في المحادثات الإيرانية الفرنسية، حيث كان تركيز الوزير الإيراني على ملفات إقليمية أكثر سخونة، في ظل ما يجري في سورية والعراق، مستثنياً الموضوع اللبناني من البحث، في الوقت الذي كان الجانب الفرنسي حذراً في الغوص في تفاصيل هذا الموضوع، خاصة أن التجارب مع الإيرانيين ما كانت مشجعة منذ الشغور الرئاسي قبل أكثر من سنتين، وإن كان تشديد من قبل المسؤولين الفرنسيين الذين التقاهم الوزير ظريف على أهمية قيام طهران بجهود لحل أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان. ولفتت المصادر إلى أن غياب الملف اللبناني عن المحادثات الفرنسية – الإيرانية، يعطي الضوء الأخضر لـ”حزب الله” لمزيد من العرقلة وتعميم الشلل والتعطيل على كافة مؤسسات الدولة، لكنها دعت إلى ترقب نتائج زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس ولقائه كبار الشخصيات الفرنسية، حيث ستكون هذه الزيارة مناسبة للبحث في عدد من الملفات الإقليمية والدولية ومن بينها الملف اللبناني ومعرفة التوجهات السعودية في إمكانية إعادة فتح حوار مع الإيرانيين بشأن هذه الملفات ومن بينها لبنان، ما قد يفتح ثغرة ولو صغيرة في جدار الأزمة القائمة. وفي إطار الجولات الرمضانية التي يقوم بها على المناطق اللبنانية، قصد رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري الشمال اللبناني أمس، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تتوزع على طرابلس والضنية وعكار، أبرز أهدافها تتعلق بإعادة استنهاض القواعد الشعبية بعد تجربة الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة التي تعرض فيها “التيار الأزرق” إلى نكسة كبيرة، خاصة في مدينة طرابلس، من خلال الفوز الكاسح الذي حققه وزير العدل المستقيل أشرف ريفي على تحالف الحريري والقيادات السياسية في المدينة. وكان الحريري أسف “لكون السنوات الأخيرة قد شهدت وضع الكثير من العصي في الدواليب لمنعنا من أن ننجز”. وقال إن “معركتنا هي من أجل وحدة لبنان واعتداله”. من جهة أخرى، بالرغم من قرب إحالة نائب المدير العام لجهاز أمن الدولة العميد محمد الطفيلي على التقاعد بعد أيام قليلة، فإن الخلاف على هذا الجهاز سيبقى مستمراً، حتى لو عين مجلس الوزراء ضابطاً شيعياً آخر مكان الطفيلي في جلسته المقبلة، باعتبار أن جوهر الأزمة القائمة في هذا الملف يتركز على موضوع الصلاحيات بين رئيس الجهاز ونائبه، وبالتالي إذا لم يحل موضوع الصلاحيات، فإن دور الجهاز سيبقى معطلاً.

ولكن دخول القوى المسيحية على خط الاحتجاج على التهميش المتعمد لهذا الجهاز الذي يرأسه ضابط مسيحي، دفع بهذه الأزمة إلى مزيد من التصعيد، ما يفتح الباب أمام أزمة جديدة بين القوى المسيحية والرئاسة الثانية. وبحسب معلومات لـ”السياسة”، فإنّ القوى المسيحية تصر على مواجهة هذه المسألة حتى النهاية، ولن تسمح بعد اليوم بهيمنة بعض القوى السياسية على الأجهزة الأمنية بحجة أو بأخرى ومصادرة حقوق المسيحيين الذين يكفيهم ما خسروه حتى الآن من مراكز حساسة في الدولة، في مقدمها المديرية العامة للأمن العام، وغيرها من وظائف الفئة الأولى. وقالت مصادر وزارية لـ”السياسة”، إن التصدي لهذا الموضوع، سيبدأ من داخل مجلس الوزراء، حتى لو وصلت الأمور لاعتكاف الوزراء المسيحيين من الحكومة، الأمر الذي سيؤدي إلى نسفها من الداخل، ومن ثم في المجلس النيابي وعبر الشارع إذا لزم الأمر.

 

الوزراء المسيحيون: للتصدي لملف “أمن الدولة” ولو وصل الأمر إلى الإعتكاف والشارع!

السياسة الكويتية/25 حزيران/16/بالرغم من قرب إحالة نائب المدير العام لجهاز “أمن الدولة” العميد محمد الطفيلي على التقاعد بعد أيام قليلة، فإن الخلاف على هذا الجهاز سيبقى مستمراً، حتى لو عين مجلس الوزراء ضابطاً شيعياً آخر مكان الطفيلي في جلسته المقبلة، باعتبار أن جوهر الأزمة القائمة في هذا الملف يتركز على موضوع الصلاحيات بين رئيس الجهاز ونائبه، وبالتالي إذا لم يحل موضوع الصلاحيات، فإن دور الجهاز سيبقى معطلاً. ولكن دخول القوى المسيحية على خط الاحتجاج على التهميش المتعمد لهذا الجهاز الذي يرأسه ضابط مسيحي، دفع بهذه الأزمة إلى مزيد من التصعيد، ما يفتح الباب أمام أزمة جديدة بين القوى المسيحية والرئاسة الثانية. وبحسب المعلومات المتوافرة لصحيفة “السياسة” الكويتية، فإنّ القوى المسيحية تصر على مواجهة هذه المسألة حتى النهاية، ولن تسمح بعد اليوم بهيمنة بعض القوى السياسية على الأجهزة الأمنية بحجة أو بأخرى ومصادرة حقوق المسيحيين الذين يكفيهم ما خسروه حتى الآن من مراكز حساسة في الدولة، في مقدمها المديرية العامة للأمن العام، وغيرها من وظائف الفئة الأولى.وقالت مصادر وزارية لـ”السياسة”، إن التصدي لهذا الموضوع سيبدأ من داخل مجلس الوزراء، حتى لو وصلت الأمور لإعتكاف الوزراء المسيحيين من الحكومة، الأمر الذي سيؤدي إلى نسفها من الداخل، ومن ثم في المجلس النيابي وعبر الشارع إذا لزم الأمر.

 

المجاهدون في الطريق الخاطئ نحو الله

حلا نصر الله/جنوبية/24 يونيو، 2016

المجاهدون في العالم ينتظرون قيام الحروب في اي بلد في منطقتنا للقدوم إليها لتحقيق حلم قديم بإنشاء الخريطة الإسلامية من بحر العرب وصولاً إلى مضيق جبل طارق ليتجمعوا فوق أرض ذات سيادة واحدة وتُطبق فيها شريعة «العدالة الإسلامية». في سوريا، لبى الأفغان والباكستانيون الشيعة نداء الإيرانيين للذهاب معهم إلى الحرب ضد الإرهابيين المستكبرين في سوريا. عام 1996 أعلن يلتسن وقف إطلاق النار مع الشيشانيين، ووقع معهم عام 1997 إتفاقية سلام. بعد سنتين من التوقيع عاد الجيش الروسي إلى الشيشان وكان في إستقبالهم «السعودي» ثامر السويلم الملقب بـ”الخطاب”. في أغلب التسجيلات المصورة للخطاب العائدة إلى فترة قتاله في الشيشان، يشدد على القتال من أجل تطبيق «العدالة الإلهية» أما في اليمن وبعد إعلان السعودية عاصفة الحزم على الحوثيين، تولى “أبو صالح” القيادي العسكري لحزب الله اللبناني إستقبال قوات عاصفة الحزم «المتغطرسة» على حد وصف السيد علي الخامنئي وذلك عبر مجموعات مسلحة قام بالإشراف على عملية تشكيلها وتدريبها. منذ شهر آذار 2016 تمكنت إيران من تجنيد 3000 مقاتل شيعي أفغاني. وأعلنت القاعدة عن عودة نشاطها وتجهيز خلاياها لإستهداف المدن الغربية. يتقاتل المجاهدون مذهبيا فيما بينهم، ولكن مدرسة الاسلام تجمعهم، فيزف حزب الله مقاتليه في بيان رسمي يضم عبارة أساسية تتكرر دائماً عند نعيه أي مقاتل سقط له في سوريا أو اليمن أو العراق «قتل أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس في التصدي لمرتزقة الكفر والوهابية و “الإستكبار” الأميركي – الإسرائيلي». كذلك تنظيم القاعدة، ينعي مقاتليه بكلام شبيه: «إرتفع شهيداً أثناء تأديته الواجب الجهادي بوجه الجيش الصليبي والأحزاب المرتدة وبوجه الإستكبار الأميركي والصهيوني». من الشعارات التي يرددها الشيعة خلال الخطابات الدينية والسياسية في العواصم التي تتواجد بها المجموعات المسلحة الموالية لإيران هي الموت لأميركا واسرائيل والموت للتكفيريين. وقد إنتشر على موقع يوتيوب مادة مصورة تحمل عنوان «الفيديو الأكثر إزعاجاً حول إحتلال الإسلام لأوروبا» تظهر شاب مسلم في إحدى قطارات فرنسا يصرخ قائلاً «اللهم يتم أطفال الفرنسيين، اللهم أنصر الإسلام في كل مكان»، هذه النداءات الحماسية وجدت من يحققها في فرنسا وحصدت أرواح 13 شخصا من صحيفة شارلي هيبدو. إن الصور التي نشرتها صحيفة شارلي ايبدو عن النبي محمد إعتبرها منفذو الهجوم مسيئة لشعورهم الديني. لكن ماذا كان شعور الأوروبيين الذين اعلنوا الحداد ثلاث أيام على أرواح القتلى، وماذا عن شعور المسلمين تجاه الصور المسيئة إلى النبي محمد. إن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون وصف الحادث بالعمل الإرهابي الجبان. اما الولايات المتحدة فاحتلت صدارة المشهد ونفذت طائراتها غارات على معاقل الدولة الإسلامية في سوريا، وبعد أشهر على أحداث باريس ألقت الشرطة البلجيكية القبض على العقل المدبر للجريمة عبدالحميد أبوعوض وهو فرنسي من أصول مغربية وكان قد تبنى فرع القاعدة في اليمن العملية. لم يهتم هولاند أو أوباما او حتى بوتين بالواقع المزري الذي يعيشه المسلمون في بلدانهم ولم يتحدث اياً منهم عن إغلاق أبواب الحرب المفتوحة في بلدان الشرق الأوسط ذات الأغلبية المسلمة والتي تحصد يومياً عشرات الضحايا. كل شيء هامشي عندما يتعلق الأمر بالمأساة التي تشهدها سوريا والعراق واليمن، وتنقلب المواقف إلى كثير من الجدية عندما تغرق الدول الأوروبية بالعنف نفسه الغارقة به الدول العربية وتحت الشعارات نفسها، «محاربة الإرهاب» و «تمدد الإرهابيين». بإعتقاد مقاتلي القاعدة فهم يقاتلون لتحقيق العدالة ويحتفل مؤيدوا القاعدة بكل عملية ارهابية تنال من الغربيين. وبالأمس أعلن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني، قيام المقاومة المسلحة في البحرين بوجه «غطرسة» قوات الملك البحريني المتعاونة مع درع الجزيرة لفرض الأمن وسيحتفل البعض بأية ضربة تتلقاها القوات الحكومية على يد من أمرهم سليماني بحمل السلاح وستعد الضربات إنتصارا على أميركا الصامتة عن إنتهاكات السلطات البحرينية بحق الشعب البحريني. إن المجاهدين وبشعار رفع المظلومية عن إخوانهم يتنقلون كيفما كان. ولكن ما يثير الذعر الغربي هو رحلات مقاتلي القاعدة العابرة للحدود بينما لم يبدِ الغرب أي قلق من تنقل المقاتلين الموالين لإيران بين جبال اليمن وصحاري العراق وسوريا. إن اللاعدالة منتشرة داخل رؤوس السلطات الحاكمة في الشرق الأوسط. أما ما تريده الشعوب في تلك البلدان فهو العدالة والكرامة فقط لا غير. العدالة والكرامة في ظل شعور جميع أبناء البلدان النامية بالإهانة واليأس من محاولة إسماع أوجاعهم إلى مجلس الامن والامم المتحدة المعنيين الدوليين كي يستجيبوا لهم. وهؤلاء عجزوا عن فعل ما تعهدوا به في العقود والمواثيق الدولية في عدم تكرار اهانة الكرامة الإنسانية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/6/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحدث العالمي اهتزاز القارة العجوز. هذا الاهتزاز ناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بعد استفتاء على ذلك.

وقد أعرب قادة أوروبيون عن الحزن من جراء الصدمة التي لفت ايضا المحافل البريطانية التي صعقت من كلام البعض عن العدوى التي يمكن ان تصيب اسكتلندا وإيرلندا.

وفيما اكتفى البيت الابيض بإعلان الاحترام للقرار البريطاني تخوف متابعون دبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي من تفكك هذا الإتحاد الذي يضم سبعا وعشرين دولة.

ومن أوروبا.. الى الشرق الاوسط الحروب متواصلة في سوريا في محيط حلب وفي العراق في الفلوجة وفي اليمن حول صنعاء وفي ليبيا في جوار سرت.

ومن بيروت أطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مواقف ركز فيها على دوافع مشاركة الحزب في بعض الحروب الاقليمية لاسيما في العراق وسوريا، مشيرا الى سقوط عدد من المقاتلين في حلب ولافتا الى الحرب النفسية واكد السيد نصرالله انفتاحه على اي حوار بشان العقوبات الاميركية مشددا على أمن لبنان واستقراره.

محليا جلسة قصيرة لمجلس الوزراء سادها جو من النقاش حول مشاريع مجلس الانماء والاعمار في ما يشكل مسألة جديدة تثار في البلد على أساس الإنماء المتوازن.

وسبقت الجلسة حملة على المجلس من مفوض الحكومة فيه وقد قرر مجلس الوزراء التدقيق في ذلك كما قرر عقد جلستين الاسبوع المقبل.

إذن القارة العجوز اهتزت من جراء خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

كاد نصر الله أن يقول خذوني. كان مرتبكا في خطابه. لم يكذب الأخبار عن عدد خسائره البشرية الكبيرة. إنتقد ناشري الأخبار ولامهم واتهمهم بالداعشية. واعترف بخسارته عددا من المواقع الأساسية في حلب مقللا من أهميتها. واعترف بأنه يعيش وضعا عسكريا صعبا.

واستعمل كلمة “صمود حزب الله” في حلب، بعدما كان يتحدث عن انتصارات، وعن دحر الثوار وطردهم من قراهم وبلداتهم في سوريا والعراق.

الأمين العام لحزب الله بدا كالمهزومين. يواسي الجرحى، ويعترف بالقتلى، ويعد الأسرى بأنه لن يتركهم.

ثم اعترف كذلك بأنه يعيش ضغوطا مالية، وبرر ذلك بأن مصاريف القوة الإقليمية تختلف عن مصاريف القوة المحلية. وأعلن خوفه على بيئته وجمهوره من العقوبات الأميركية. لكنه وجه رسالة تحذير قاسية وواضحة، قائلا: "هذا اعتداء نرفضه لن نقبل به ولن نسمح به".

الغارق في الدم السوري، دم الشعب الذي قال “لا” للأسد ونظامه، وأطلق ثورة سلمية طيلة سبعة أشهر، راح يتحدث عن ثورة البحرين السلمية، وهدد بعمليات انتحارية قائلا: هناك شباب وشجعان وقبضايات ولا ينقصهم شيء لينفذوا عمليات استشهادية.

نصرالله تحدث عن مصطفى بدر الدين وعن ادواره العديدة، لكنه غيب حقيقة اساسية انه المتهم الرئيس في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

نصرالله تحدث عن كل شيىء، وغيب لبنان الذي بدا وكأنه ولاية ايرانية، حين اعترف ان كل مصاريفه وحزبه يتلقاها مباشرة من ايران موجها كلمات الشكر للسيد علي خامنئي.

كاد الإيراني أن يقول خذوني. إعترف بالكثير. وبعد: ثورة الشعب السوري ستجعله يعترف أكثر وينهزم أكثر.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

بريطانيا فاجأت العالم والمفاجئات ستتوالى بمقدار ما الانعكاسات ستتوالى، خامس اكبر اقتصاد في العالم يقرر الانفصال التاريخي عن اوروبا، هل هو الاقتصاد المترنح، هل هي انعكاسات تدفق النازحين واللاجئين؟ هل هي ردة الفعل على الارهاب؟ هل هو مسار يعيد الى زمن الكيانية على حساب الاتحادات؟ من المبكر تقديم اجوبة كاملة، لكن المؤكد ان اوروبا ستغرق بدءا من اليوم في تداعيات الصفعة التي وجهتها بريطانيا لدولها، وهذه التداعيات ستستمر على شكل صدمات ارتيادية لفترة طويلة.

لبنانيا الفضائح تتناسل وتتوالد كالفطر، احداثها اليوم قديم جديد، فضيحة تلزيمات النفايات وفضيحة الية المناقصات في مجلس الانماء والاعمار وفضيحة الشركات المدللة لدى هذا المجلس، فلا مناقصات تبصر النور ولا تلزيمات تعطى الا اذا حصدت شركات مدللة حصة الاسد.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

البريطانيون قالوا لا للبقاء في الاتحاد الاوروبي فاحدثوا زلزلا في اوروبا والعالم. الرئيس الفرنسي اعتبر ان اوروبا في مواجهة اختبار خطير في ما رأت المستشارة الالمانية ان ما حصل ضربة قاسية. النتيجة الاولى للقرار البريطاني اعلان رئيس الوزراء البريطاني عزمه الاستقالة قريبا.

اما اقتصاديا فقد انهارت الاسواق المالية ولاسيما في اوروبا وتراجعت اسعار النفط، ولكن ابعد من النتائج الآنية يبقى السؤال هل سيتمكن الاتحاد الاوروبي من تجاوز ضربة اليوم؟ ام ان الخروج البريطاني هو بداية انهياره وانطلاق مرحلة جديدة في تاريخ اوروبا.

مقابل الصدمة التاريخية الاوروبية غرق مجلس الوزراء اللبناني في صدمات الفضائح وقد تركزت في جلسة اليوم على اداء مجلس الانماء والاعمار ومناقصاتها ولاسيما في ملف النفايات.

سياسيا، كلمة السيد حسن نصر الله في ذكرى اربعين مصطفى بدر الدين اكدت من جديد اصرار الحزب على استكمال حربه في سوريا تحت عنوان حلب هذه المرة ،اما بالنسبة الى العقوبات المالية الاميركية فقلل نصر الله من اهميتها معتبرا ان اموال حزب الله تأتيه مباشرة من ايران.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

أربعة في المئة غيرت وجه بريطانيا ونقلتها من إمبراطورية عظمى الى جزيرة إنكليترا برأس مال أمي دقت ساعة بيغ بن على توقيت الانسحاب, واتخذت بريطانيا قرارا أرداها ملحقا للولايات المتحدة التي تقرر مصائر الدول لم تفقد بريطانيا أوروبيتها فحسب إنما خسرت قرارها عندما فازت واشنطن بالاستفتاء ومهدت له قبل أيام برفع سعر الجنيه الإسترليني وإغراء البريطانيين بحياة أفضل إذا ما قرروا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي .. وحالما نجح الاستفتاء في الخروج من أوروبا سقط الإسترليني وهوى إلى أدنى مستوى له منذ واحد وثلاثين عاما, لقد صورت واشنطن الرخاء للبريطانيين على شكل عملة .. وتسللت إلى هذا الشعب من محفظته لمعرفتها بأن البريطاني ضنين على قرشه.. ويبيع أوروبا بربع إسترليني.. لكن أميركا تقف اليوم لكأنها كسبت الجولة وسلخت دولة عن اتحاد كان يزعجها وعن يورو كان مصدر قلق لدولارها.. وأبلغ تعليق أميركي صدر حتى الساعة عن كل هذا الانقلاب: أن أوباما أحيط علما بالخبر لكن الرئيس الاميركي لن يتبلغ غدا أي انهيار سيقع على المكلف البريطاني سواء في سوق العقارات أم القروض المصرفية الواقعة اليوم تحت الخطر. فما تكترث له واشنطن فقط هو تفكيك الدول والاتحادات والأنظمة حتى لا يبقى قوي تشرق عليه الشمس..

شموس تغيب.. وبدر الشهداء يسطع .. فمن الضاحية التي لفتها التحذيرات الأمنية على مدى يومين أحيا حزب الله أربعين القائد العسكري مصطفى بدر الدين بخطاب للسيد حسن نصرالله كاشف فيه الرأي العام بكثير من الملفات من أعداد الشهداء في معركة حلب إلى أزمة المصارف لكنه أبقى على السرية المصرفية الأمنية تجاه تفجير بنك لبنان والمهجر, وقدم نصرالله تأكيدات على سريان الحوار الإيجابي مع المصارف ليس لمصلحة حزب الله إنما بهدف أمان الناس وبيئة وجمهور الحزب قائلا إن هناك مصارف ذهبت بعيدا "وكانوا أميركان أكثر من الأميركيين" وقامت بحذف حسابات لجمعيات خيرية فهل هذا عمل إنساني أم اعتداء على الناس؟ وكرر نصرالله أن الحزب لن يتأثر بقرار العقوبات الأميركية ماليا لأنه أصلا "ما عناش" ونحن نتمول من إيران على رأس السطح.. وكما وصلت إلينا الصواريخ تصلنا الأموال "واشربوا من مية البحر".

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

قرار الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي سرع المتغيرات الدولية التي تهز مساحة العالم شرقا وغربا حربا او سلما، استفتاء بريطاني شعبي فاز به قرار الخروج بنسبة لا تصل الى 52 في المئة هم فقراء الممكلة المتحدة وذو الدخل المحدود الساقطون على فشل الاتحاد الاوروبي اقتصاديا واجتماعيا.

النتيجة البريطانية اكدت على وجود عامل فقدان ثقة بين النخب والجماهير كما في كل القارات كما دل الاستفتاء البريطاني على عودة الى روح القوميات على حساب الاتحادات، ومن هنا سارت الاصوات الهولندية واليمينية الفرنسية والسويدية تطالب بالمضي في طريق بريطانيا، والاخطر على الممكلة المتحدة العناويين التي رفعت في اسكوتلندا وايرلندا الشمالية للانفصال عن بريطانيا.

ازمات البرتغال واليونان وفرنسا واسبانيا الاقتصادية تهز الاتحاد الاوروبي الذي بات يقف على شوار، فالى متى تستطيع المانيا تحمل العبء الاقتصادي لقارة يهددها ايضا الارهاب فباتت كل دولة فيها تبحث عن امنها الخاص بمعزل عن اجراءات الاتحاد بعد ان تغلغل التطرف القاعدي والداعيشي في احيائها الشعبية فماذا بعد؟

هل تتسع التاثيرات الاقتصادية والعسكرية والسياسية السلبية؟ كل المؤشرات تدل على ذلك ليرسم القرار البريطاني مرحلة جديدة تتخطى حدود اوروبا الى حد بدا يلوح به الباحثون الغربيون عن تاثير سينعكس عاجلا ام اجلا على فكرة قوات حلف شمالي الاطلسي الناتو. وكأن البنى الوحدوية المشتركة التعاونية التي طبعت العقود الماضية تمضي في طريقها الى التهشيم.

اما الطريق في لبنان فآمن سياسيا بحوار يجمع في عين التينة يطرح المبادرات ويخفف الازمات ويقرب المسافات وينزع فتائل التفجير تواكبه امنيا جهوزية المؤسسة العسكرية والقوى الامنية.

الى ذلك اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رفض القانون الاميركي جملة وتفصيلا معتبرا انه بالنسبة الى حزب الله لا يقدم ولا يؤخر ماليا ولا اثر له واشار السيد نصر الله الى ان تمويل الحزب هو من الجمهورية الاسلامية في ايران وما يحتاجه من مال يصله كما تصل الصواريخ وليس عبر المصارف ولفت الى انه لا يمكن لكل مصارف الدنيا ان تعيق وصول المال الى الحزب.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

كيف يمكن التوفيق بين ثلاثة تطورات بارزة اليوم؟ أو كيف يمكن لخلطة هذه الأحداث أن تؤثر على لبنان، أو كيف تكون نتائجها علينا في بيروت؟ التطور الأول، هو استفتاء بريطانيا، الذي قضى بخروجها من الاتحاد الأوروبي. صحيح أن الأمر لن يكون نافذا قبل سنتين من التفاوض بين لندن وبروكسل... لكن بعض نتائج الخروج فوري. خصوصاً السؤال عما بعد، وعن الدولة التالية بعد بريطانيا، وكيف يمكن أن تتغير خريطة العالم... التطور الثاني، هو كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اليوم أيضا، عن أن مقاتلي الحزب باقون في حرب سوريا. وأن المعركة الأساسية ستكون في حلب. فضلا عن إشارة بالغة الدلالة، وردت على لسان السيد، حين ذكر أن الحزب جاهز لأي واجب، حتى في للعراق ... يبقى التطور الثالث، وهو إحساس الحكومة اللبنانية بأن كل رزنامات الحلول صارت أوهاماً. وأن عليها الاهتمام بما أمكن من شؤون البلاد، بدل انتظار أي تطور خارجي أو أي تبدل داخلي... هكذا بين تبدل خريطة العالم، وبين استمرار الحرب من حولنا وفي محاذاتنا، وبين استدامة الأزمة الفراغية عندنا ... هل صرنا أمام نفق واحد أحد، عنوانه تقطيع الوقت، في انتظار نضوج حل تأسيسي، أو نظام بديل؟ كل الاحتمالات واردة. وأحدها أن يبادر اللبنانيون إلى حل ميثاقي بلا مكابرة... لا إلى صفقة ولا تهريبة ولا سرقة... كما يفعل كثيرون، منذ زمن، وهذه الأيام بالذات ... تريدون أمثلة على ذلك، إليكم هذه النماذج، بدءا من الرملة البيضا، في تقرير ضمن نشرة الـ OTV.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

في ذكراه عاد، وذو الفقاره سيف مصلت على الاعداء.. لكي لا يعود التكفيري ابن ملجم من جديد، يضرب بحقده عمود الدين..

في اربعينية الشهيد القائد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار) اكمل الامين العام لحزب الله رسم الصورة في الاقليم ولبنان.. فمن المرحلة الجديدة ضمن مشاريع الحرب على سوريا، وما يحضره السعودي والتركي لحلب ومحيطها، الى صمود المجاهدين، واستنزاف التكفيريين بمئات القتلى والمصابين، اكد السيد نصر الله اننا ذاهبون الى مزيد من الحضور في حلب، وحيث يجب ان نكون، غير آبهين بكل حملات التشويه والتضليل..

حملة العقوبات الاميركية ضد جمهور حزب الله تطرق اليها الامين العام، مطمئنا اولئك الذين وصفهم بالاغبياء، الا اثر ماليا لتلك العقوبات على حزب الله، وكما تصل الينا الصواريخ التي تهدد اسرائيل تصلنا الاموال.

اما البحرين فلم تغب عن ذكرى القائد الجهادي الكبير، والرسالة الخاطئة التي بعث بها النظام البحريني التابع للسعوديين تؤكد الا حلول ولا حوار، قال سماحة الامين العام، ما قد يجعل البحرينيين واصدقاءهم بحل من الالتزام، والكل حر عندها بالتعبير بالطريقة التي يراها مناسبة ختم الامين العام..

في اوروبا وبعدما يزيد عن ربع قرن على سقوط جدار برلين، عادت الجدر السياسية لترتفع في القارة العجوز..

اوضح صورة كانت اليوم من مدينة الضباب لندن، حيث اعلن عن نتيجة الاستفتاء البريطاني القاضي بتأييد الخروج من الاتحاد الاوروبي.. لم تخرج بريطانيا من الاتحاد فحسْب، بل اخرجت الاتحاد من هالته الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، وشرعت ابوابه على كل الاحتمالات، بما فيها قدرته على البقاء.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 24 حزيران 2016

النهار

نصرالله في دمشق؟...

تردّدت معلومات عن أن السيد حسن نصرالله زار دمشق أخيراً وتشاور مع المسؤولين في المستجدات قبيل اطلالته عصر اليوم.

ما بعد التمديد..

تواجه الحكومة مشكلة بت أوضاع قائد الجيش ورئيس الأركان والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع الذين تنتهي مدة التمديد لهم في أيلول المقبل.

فضيحة دائمة...

علّق سفير دولة عربية بتعجب قائلاً: "غريب الأمر في لبنان، إن لُزّمت المشاريع بالمناقصة يُحكى عن فضيحة وإن لزّمت بالتراضي يُحكى عن فضيحة أكبر".

تنسيق أو لا تنسيق...

يؤيد "التيار الوطني الحر" النسبية في قانون الانتخابات في حين يؤيد حزب "القوات اللبنانية" المشروع المختلط رغم التنسيق القائم بينهما.

السفير

تتسع يوما بعد يوم الهوة بين رئيس تيار سـياسي بارز والأمـين العام للتـيار على خلفـية تدابـير تنظيمية متصلة بالاستحقاق البلدي.

ينوي وزير العدل أشرف ريفي القيام بحملة خارجية تستهدف المحكمة العسكرية.. وصولا للمطالبة بإلغائها.

قال مسؤول أميركي لمسؤول لبناني إن ما نفذ من القانون المالي الأميركي هو البداية "والآتي أعظم".

المستقبل

يقال

إن مسؤولاً عن قطاع البقاع في حزب ممانع أقيل منذ قرابة أسبوعين من منصبه وقد تبيّن أنه جنى ملايين الدولارات عن طريق هذا الموقع بعد أن كان معدماً عند تسلّمه إياه.

اللواء

اقتصرت كلمة وزير خارجية دولة إقليمية في إفطار أقامه لعدد من زملائه في العاصمة الأوروبية على تعداد فوائد الصيام طبياً ونفسياً؟!

يحرص رئيس حزب على الإطلاع بالتفاصيل الدقيقة، على وضع منطقة خارج منطقته.

أبدى عدد من أعضاء بلدية كبرى عزمهم على الاستقالة إذا وُضعت عراقيل أمام أعمال المجلس البلدي.

الجمهورية

لاحظ متابعون أن الاتصالات الجارية في شأن الثروة الغازية يشارك في قسم كبير منها وزير سابق للطاقة.

قال أحد النواب المشاركين في أحد الحوارات إن الحوار يشبه لبنان الذي يستمر رغم كل الصعوبات فهو يهتز ولا يقع.

قال وزير سيادي إنه يتحاشى الإحتكاك مع وزير من منطقته بعد النتائج البلدية التي تمّ تحقيقها.

البناء

وصف مرجع نيابي الوضع في لبنان بأنه معلّق بين الأرض والسماء ويعيش على جرعات أوكسيجين إقليمية ودولية وحسب من دون أي اهتمام بالمساعدة على إخراجه من الأزمات الكثيرة والمتشعّبة والمعقدة التي تعصف به وتضعه على شفير الانهيار، وسخر المرجع ممّن يربط الحلول لتلك الأزمات بالانتخابات الأميركية المقبلة، مؤكداً أنّ لبنان ليس في أولويات المرشحين الأميركيين أقله قبل مرور مئة يوم على انتخاب الرئيس العتيد.

 

نعوش خاوية» لمقاتلي «حزب الله» الـ 31 بعد أسبوع على سقوطهم جنوب حلب

24 يونيو، 2016Lالراي/يحيي «حزب الله» اليوم الجمعة ذكرى مرور أسبوع على مقتل 31 مقاتلاً في صفوفه، في جنوب حلب خلال معارك استمرّت لاكثر من 120 ساعة مع جبهة «النصرة» وحلفائها. واذا كانت الكلفة الموجعة التي تَكبّدها الحزب في تلك المواجهات هي الأكثر حضوراً في هذه الذكرى، فإن الغائب الأبرز عنها سيكون جثامين المقاتلين الذين لم يستطع الحزب استعادتهم من أرض المعركة. وأمام «النعوش الخاوية» لأولئك المقاتلين، تجري اليوم مقاربة ما حدث في الريف الجنوبي لحلب وسط معلومات عن ان ردّ «حزب الله» سيكون في دير الزور خلال مدة لا تتعدى الشهرين عبر هجومٍ بدأت الاستعدادات له. وعلمت «الراي» ان «جبهة النصرة» وحلفاءها أرسلوا صوراً لمقاتلي «حزب الله» وهم قتلى الى ذويهم من خلال الهاتف المحمول الذي كان في جيْب كل مقاتل من مجموعات الحزب. وفُهم في هذا الاطار ان «حزب الله» تأكّد من مصرع مقاتليه بعدما قام بفحص الصور التي وصلتْ الى عائلاتهم، وهو الأمر الذي اعتبره دليلاً كافياً للإعلان عن وفاتهم. وثمة مَن يقول في هذا السياق ان من عادة «حزب الله» عدم الاعلان عن مقتل أيّ من أفراده ما دام لم يستردّ الجثة او يتأكد من مقتله على نحوٍ حاسمٍ في ضوء تجارب ميدانية لمفقودين كانوا يعودون أحياء.وتحيي قرى عدة اليوم، خصوصاً في جنوب لبنان وبقاعه ذكرى مرور اسبوع على سقوط أبناء منها في معارك «حزب الله» في الريف الجنوبي لحلب، وسط اهتمام وسائل الاعلام برصْد حال الاهالي هناك. وطير دبا (الجنوب)، التي قُتل منها سابقاً القائد العسكري لـ «حزب الله» عماد مغنية ونجله وعشرات من المقاتلين في أوقات مختلفة، تحيي بدورها اليوم ذكرى سقوط اثنين من أبنائها في تلك المعارك، واحد من آل مغنية وآخر من آل حيدر.ويقول ذوو هؤلاء ان «حزب الله» تَأكد من مقتل أبنائهم، وان المواجهة التي يخوضها الحزب في سورية مصيرية وضرورية: «نحن نفتقد أبناءنا من دون شك، إلا اننا نعتقد ان عناصر النصرة وداعش كانوا ليقرعوا أبواب مدننا في الجنوب لو لم يذهب أبناؤنا اليهم في سورية». وتكشف مصادر في جنوب لبنان لـ «الراي» عن ان «حزب الله» و«جبهة النصرة» سرعان ما ينخرطان في التفاوض لتبادُل الأسرى والجثث بعد ان يهدأ القتال، وهي مفاوضات غالباً ما يدخل على خطها البدل المادي وأحياناً إطلاق أسرى من سجون دمشق او إدخال مواد غذائية او مستشفى متنقّل للمسلحين. وتوحي التجارب السابقة بأن المفاوضات تستمرّ طويلاً، وهو ما تؤكده عائلات من جنوب لبنان تقول ان جثامين لأبنائها موجودة لدى المسلّحين منذ أكثر من سبعة أشهر في انتظار نضج عملية التبادل. اما اولئك الذين سقطوا في المواجهات مع «داعش» فإنه، بحسب العرف المعلوم، لن تعود جثثهم، لان «داعش» لا يتفاوض ولا يعطي اي كرامة للقتيل بعكس «النصرة» التي تطالب بجثث قتلاها لاعتباراتٍ تتعلق بمراعاة الأهالي وبسياستها التي تحرص من خلالها على تقديم نفسها على أنها جزء من المجتمع السوري.

 

احمد الاسعد : العبث بحرمة مقابر عائلتي عمل وحشي وبربري

 الوكالة الوطنية/24 حزيران/16/اعلن رئيس حزب الانتماء اللبناني احمد الاسعد خلال مؤتمر صحافي أنه "قبل بضعة أيام، في دارتي في الطيبة، تم تحطيم البوابة التي تقود إلى مدافن عائلتي، وتم فتح المقابر والعبث بحرمتها". اضاف إنه "عمل وحشي وبربري ومن قام به يفتقد لأي ذرة من الإنسانية، وإن اللجوء إلى مثل هذا الأساليب الدنيئة والوضيعة، يشكل انتهاكا للكرامة الإنسانية، وما يزيد فظاعة هذا الفعل هو أن الفاعل أقدم عليه فقط لأن موقفي السياسي مخالف لموقفه". وتابع: "إن هؤلاء الذين اعتدوا على أضرحة عائلتي، ومثلهم من وراءهم أو من يغطيهم، لا دين لهم، وقد قاموا بعمل شعوذة لا علاقة لأي دين به. لقد اختاروا شهر رمضان المبارك ليرتكبوا أبشع اعتداء على من لا يمكن حتى أن يدافع عن نفسه". وقال :"لا توجد لدينا معطيات دقيقة تؤكد ان حزب الله هو من أعطى الأوامر المباشرة للاقدام على هذا العمل الجبان. ولكن مهما يكن من أمر، فإن المؤكد مئة بالمئة، ان الحزب يعلم علم اليقين الأشخاص الذين يقفون وراء هذا الفعل الجبان. ففي المناطق الشيعية كلها في لبنان، وتحديدا في جنوب لبنان، حزب الله هو الدولة الحقيقية في حين أن الدولة اللبنانية، يا للأسف، تكاد لا تكون سوى ديكور". محملا "السيد حسن نصرالله المسؤولية المباشرة عن هذا العمل وبالتغطية على هذا الفعل بالكامل، وعبر عدم تقديم المعتدي إلى العدالة".

ورأى الاسعد من ناحية ثانية ان "قانون الستين ساعد على تقوية الحزب الواحد والسياسة الواحدة والحاكم الواحد في مناطق مختلفة في لبنان.ولذلك، فإن كل من ليس مؤيدا لنظام انتخابي عصري ونسبي في لبنان، لا يفكر فقط في مصلحته الخاصة و الضيقة، إنما هو أيضا يشجع على الجهل، ويساهم في منع لبنان من الدخول إلى القرن الحادي والعشرين". وختم الاسعد: "لقد أصبح واضحا أن الكتلتين النيابيتين اللتين لا تزالان اليوم ضد قانون انتخابي عصري هما النائب وليد جنبلاط وكتلة الرئيس سعد الحريري. وبكل صراحة أقول: ضعوا مصلحة هذا البلد العامة فوق مصالحكم الخاصة، كفوا عن ترحيل الشباب بعد ان كفروا بهذا البلد و بطبقته السياسية ، أعطوهم املا بالتغيير، فإن التاريخ لن يرحمكما اذا لم تبادرا الى تغيير موقفكما، و تسيرا في خيار النسبية الذي يكفل وحده كسر هذه الحلقة الأحادية، الأمر الذي بات يشكل ضرورة أساسية من اجل كسر الجمود القائم و تطوير المستوى المتدني الموجود حاليا للارتقاء بالعمل السياسي في لبنان الى المستوى المطلوب" .

 

فارس سعيد من الصيفي: هذه المرحلة هي مرحلة الدفاع عن الدستور

الجمهورية/24 حزيران/16/اعتبر منسق الأمانة العامة لـ14 آذار الدكتور فارس سعيد ان "هذه المرحلة هي مرحلة الدفاع عن الدستور وان الكتائب كان لها دور كبير في الدفاع عن منطق الدولة في لبنان واكثر من مرة قدمت تضحيات كبرى من اجل الدفاع عن الشرعية اللبنانية التي هي اليوم مهددة. وقد يطرح البعض في لحظة معينة بعض التعديلات الدستورية عندما يظن ان موازين القوى يمكن ان تكون لمصلحته".  وأكّد سعيد بعد زيارته رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في الصيفي بحثه "مع النائب الجميل وحزب الكتائب في امكان اعادة استنهاض كل القوى التي كانت في الماضي والحاضر والمستقبل حريصة على استقلال هذا البلد والدستور اللبناني وخصوصا على بناء دولة قادرة على ادارة شؤون اللبنانيين بعيدا من الفساد والصفقات".  وعن البحث في ترشيح قوى من 14 آذار اشخاصا من 8 آذار، قال سعيد: لم أكن مع ترشيح لا الوزير (السابق النائب) سليمان فرنجيه ولا النائب ميشال عون من الرئيس الحريري والدكتور جعجع. انما ما جرى بحثه اليوم قد يستكمل في المستقبل ويتجاوز هذه اليوميات".  أمّاعن استقالة حزب الكتائب من الحكومة فرأى انه "ليس مع توقيت الانسحاب من الحكومة في هذه اللحظة لأن الحكومة اللبنانية على الرغم من كل العرج الذي ينتابها هي الاطار السياسي الدستوري الوحيد الذي لا يزال قائما في لبنان".

 

لا تدخل أميركياً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي سلام يمثلّ لبنان في قمة نواكشوط

خليل فليحان/النهار/25 حزيران 2016/تبلغ لبنان رسميا موعد انعقاد القمة العربية الدورية في 25 تموز المقبل و26 منه في موريتانيا، بتأخر نحو أربعة أشهر عن موعد التئامها المعتاد في أواخر آذار الماضي. وعزا مصدر عربي بارز التأخير الى الارباك العربي وأزمتي سوريا واليمن. وتم الاتفاق على نواكشوط لاستضافة هذه القمة، على الرغم من عدم وجود فنادق لائقة وقادرة لاستقبال الملوك والرؤساء والامراء الذين سيشاركون في أعمالها.يتمثلّ لبنان برئيس الحكومة تمام سلام بسبب عدم انتخاب رئيس للبلاد منذ أكثر من سنتين على الشغور. وإزاء الفشل الدائم في إنجاز الاستحقاق، توافرت معلومات لدى رؤساء الكتل النيابية الوازنة مؤداها أن أفق انتخاب رئيس للبلاد مسدود، لأن لبنان في أسفل سلم أولويات الدول الكبرى والمؤثرة. وفي تقرير ديبلوماسي ورد الى بيروت من واشنطن، أن الولايات المتحدة الاميركية غير مهتمة على الإطلاق بهذا الانتخاب، لأن الرئيس بارك أوباما لا يريد ذلك، حتى ان وزير الخارجية جون كيري لم يعد مهتما بهذا الموضوع، وان مساعده لشؤون الشرق الأدنى لاري سيلفرمان كان مكلفا الاستماع الى من يريد من المرشحين للرئاسة ان يطرح مشروعا أو افكارا معينة. واللافت ان اوباما عين سيلفرمان سفيرا لبلاده في الكويت، فيما كيري لم يعين بديلا منه، وهذا يدل في نظر أحد المرشحين للرئاسة على أن واشنطن غير مكترثة بهذا الاستحقاق حتى على مستوى المراجعة الدولية معها، إذا شاءت فرنسا أو سواها من الدول الراغبة في مساعدة لبنان على إنجاز هذا الاستحقاق. واللافت أنه حتى الآن، يبدو الاهتمام العربي بقمة نواكشوط غير ذي شأن، بدليل أن جدولا لأعمالها لم يعدّ بعد، ولا يفصل عن موعد انعقادها سوى 26 يوما. صحيح أن العناوين معروفة ومتشابهة، إلا بتلك المتعلقة بسوريا وتجدد الاشتباكات فيها، وان الدول الكبرى من اميركا الى روسيا الى دول أخرى اوروبية وعربية مشاركة في القتال فيها، لم تتمكن من إسقاط النظام ولا من القضاء على "داعش" ولا على "النصرة". أما الامانة العامة للجامعة العربية، فقد أبلغت للمرة الأولى الدول الاعضاء فقط جدول أعمال الاجتماعات التحضيرية للقمة، خلال تموز المقبل، ابتداء من 20 منه، باجتماعات كبار المسؤولين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، و21 اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، و22 اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، و23 اجتماع وزراء الخارجية، و24 استقبال قادة الدول و25 و26 اجتماعات القمة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الطفيلي الى التقاعد "حكما" وفق القانون فــي 27 الجاري والتمديد مستبعد وشغور الموقع مرجّح حتى نضوج "التسوية"

المركزية- يُحال نائب مدير جهاز أمن الدولة العميد محمد الطفيلي منتصف ليل 26 – 27 حزيران الجاري الى التقاعد حكما حسب ما جاء في القانون الذي يؤكد أن "يسرَّح على التقاعد حكما الضابط عند بلوغه السن القانونية أي 58 عاما للعميد". غير أن الواقع الحتمي هذا لن يضع حدّا لدوامة الشلل الذي يتخبّط فيها الجهاز منذ مدة، جرّاء خلاف على الصلاحيات بين مديره اللواء جورج قرعة والعميد الطفيلي، خصوصا وأن أي حلّ ينقذه من المستنقع الغارق فيه، لم يبصر النور بعد... فبدل طيّ الصفحة السوداء من كتابه بسلوك الطريق القانوني السهل فيتمّ تعيين بديل من الطفيلي، لا تزال خيارات أخرى قيد البحث في الكواليس، حيث تكشف مصادر وزارية لـ"المركزية" أنّ قوى سياسية لتعيين بديلين من قرعة والطفيلي على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، الامر الذي يقابله الفريق الحكومي المسيحي بتحفظ شديد حيث تسأل أوساطه "لماذا إقحام اللواء قرعة في المسألة الآن؟ فهو يحال الى التقاعد خلال عام وليس اليوم". وتشير المصادر الى انه تم طرح في هذا إسمين لمنصب نائب المدير هما العميدان حسين خليفة وسمير سنان. في المقابل، تقول المصادر إن خيار التمديد للعميد الطفيلي لا يزال واردا، الا انها تستبعد أن يلجأ رئيس الحكومة تمام سلام الى خطوة مماثلة تستفزّ شريحة واسعة من اللبنانيين وخصوصا المسيحيين، فسجلّه يشهد على أنه يحترم القوانين والمهل الدستورية والقانونية كما أن طينته لا تحبّذ التحدي والكباش. هذا الى جانب إقرار الجميع بأن تأجيل تسريح الطفيلي سيعني حكما تمديدا لعمر الأزمة في الجهاز. انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان التوجّه الغالب هو لابقاء مركز نائب المدير شاغرا، فلا يعيَّن بديل ولا يمدَّد للطفيلي، على أن يتسلّم مهامه أرفع الضباط منصبا طبقا للقانون. وستبقى الحال هكذا وفق المصادر، الى حين تحقيق خرق في الاتصالات التي سيستمر فيها الرئيس سلام بعيدا من الاضواء مع جميع المعنيين بملف الجهاز، علّها تفضي الى تسوية شاملة يتم بموجبها من جهة تعيين بديل من الطفيلي وملء مركز نائب مدير الجهاز، ومن جهة أخرى تبديد اللبس الذي يحوط صلاحيات مدير الجهاز ونائبه، بخاصة أن فريقا سياسيا يعتبر أن المشكلة ليست في بديل الطفيلي، بل في المدير الذي عليه أن يقتنع بصلاحيات نائبه. وتشير الاوساط أخيرا الى أن التكهن في عمر الشغور الجديد الذي سيضاف الى فراغات كثيرة في المؤسسات اللبنانية أكثرها خطورة الشغور الرئاسي، أمر صعب، غير أن معالجة هذه الازمة باتت في عهدة الرئيس سلام الذي سيقارب المعضلة بهدوء بعيدا من الصخب الاعلامي في الظلّ وخارج أسوار مجلس الوزراء الذي لا تنقصه ملفات خلافية...

 

14 آذار تتصدى لربط "الرئاسة" بـ"السلّة" وتحذّر من تمييع مقصود وأي اتفاق "متين" يجب ان يبـت مصيرَ "السلاح" ومهامَ الرئيس العتيد

المركزية- مع توجّه الاطراف السياسيين نحو بحث جملة من القضايا السياسية العالقة، وعلى رأسها قانون الانتخاب وعمل المؤسسات الدستورية، في الثلاثية الحوارية المقبلة المحددة في 2، 3 و4 آب المقبل، رفَع معظم أقطاب 14 آذار وأبرزهم تيار المستقبل والقوات اللبنانية الصوت ضد "الدوحة اللبنانية" التي يسعى اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر اقتراحه اتفاقا على سلّة شاملة تضم الرئاسة وقانون الانتخاب والانتخابات النيابية والحكومة بتركيبتها ورئيسها، دفعة واحدة، على غرار اتفاق "الدوحة" الذي أبصر النور ابان حوادث 7 أيار 2008 وأفضى الى “Deal” كانت أولى نتائجه انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. ففريق 14 آذار وفق ما تقول أوساط قيادية فيه لـ"المركزية" يخشى أن تكون الغاية من فلش المسائل الخلافية كلها على الطاولة، مزيدا من التمييع في الاستحقاق الرئاسي الذي يُفترض أن يحصل في أسرع وقت، ذلك أن ربطه باتفاق داخلي بعيد المنال على صيغة لقانون الانتخاب العتيد او بأي قضايا أخرى، يُعتبر مماطلة مقصودة من الفريق الآخر لابقاء الدولة بلا رأس الى حين تقرر ايران الافراج عن الاستحقاق. ومع تشديدها على أهمية أن يُستهلّ النقاش من رئاسة الجمهورية التزاما بما نصّ عليه جدول أعمال طاولة الحوار الوطني الاساس والذي وافق عليه جميع المشاركين فيه، تشير في هذا السياق الى أن البحث في دور الرئيس المقبل ووظيفته والمهام التي ستوكل اليه في ظل المتغيرات المتسارعة التي تصيب المحيط، يجب أن يكون مدار بحث بين المتحاورين ولو أن الاتفاق على هوية الرئيس العتيد لا يزال صعبا". وتضيف الاوساط "واذا كان لا بد من السير بسلّة حلول متكاملة، فنحن نتمسك بضرورة أن تشمل سلاح "حزب الله" وقرار "الحرب والسلم". فوجود فصيل مسلّح في الداخل يشكّل دولة ضمن الدولة ولا يأخذ في الاعتبار موقف أي من الاطراف الداخليين ولا يعير أهمية لأي من المؤسسات الدستورية المحلية في قضايا مصيرية كالانتقال للقتال في سوريا وتحريك جبهة الجنوب، لا يمكن ان يستمرّ. وبات من الضروري وضع النقاط على الحروف ووضع حدّ لهذا الوضع الشاذ قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولا بدّ في السياق من إعادة الروح الى "إعلان بعبدا" وأبرز مندرجاته "حياد" لبنان، خصوصا في هذا التوقيت الدقيق في المنطقة حيث تشهد سوريا مخاضا سيفضي الى تقسيم ديموغرافي جديد تنشأ بموجبه كانتونات مذهبية...وتتابع "في الاطار عينه، يجب أن تقارب "الطاولة" أيضا مسألة انسحاب عناصر "حزب الله" من سوريا وعودتهم الى لبنان. هذا اذا كنا جديين في الوصول الى اتفاق متين يؤسس للمرحلة المقبلة في الداخل، أما الاكتفاء ببحث قضايا سياسية محددة من دون سواها، فلن يفي بالغرض ولن نقبل به".

 

خط بحري جديد بين مصر ومرفـــأ طرابلس وشركات شحن عالمية بدأت اعتمــاده مباشرة

المركزية- تستمر حركة الشحن والحاويات عبر مرفأ طرابلس في التحسن مسجلة نمواً بلغت نسبته 37,32 في المئة خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة. وتوقعت مصادر عاملة في مرفأ طرابلس لـ"المركزية" أن ترتفع هذه النسبة في ضوء بدء العمل في محطة الحاويات التي تديرها شركة "غالفتينر" واتجاه المصدّرين اللبنانيين إلى استخدام الخط البحري عبر مرفأ طرابلس. وذكرت المصادر أن الباخرة "نبيهة" بدأت منذ أوائل الأسبوع، تسيير رحلاتها أسبوعياً محمّلة بالحاويات (508 حاويات نمطية) حيث ستربط مصر ومرافئها بمرفأ طرابلس، إضافة إلى تسيير الباخرة "شاتيل" من مرفأ بيروت الى مرفأ طرابلس وهي محمّلة بالحاويات، تجنباً للإزدحام المعروف على طول الساحل اللبناني ولتخفيف الكلفة التي يتكبّدها التاجر أو الصناعي. ولفتت إلى أن شركة "أركس" التركية وافقت على اعتماد مرفأ طرابلس لتحميل الحاويات اليه، ما يعني أن الشركات الأجنبية بدأت باعتماد الشحن المباشر الى المرفأ عبر خطوط مباشرة إليه. وأشارت إلى أن بدء حلحلة الأوضاع الإدارية "خصوصاً على صعيد تأمين موظفين في المديرية العامة للجمارك لتسهيل المعاملات والإسراع في إنجازها". وكان رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي وجّه كتاباً الى وزير المال علي حسن خليل أشار فيه إلى عدد المراجعات حول العمل في مرفأ طرابلس وإزالة المعوقات والمشكلات الروتينية التي تعيق عمله وتطوّره.ولفت دبوسي إلى أن "مرفأ طرابلس بما له من دور أساسي وحيوي في دعم خزينة الدولة من دون أن ننسى انه مصدر لمداخيل أهل المدينة وشمال لبنان، وبالتالي يشكّل مورداً لإنعاش الاقتصاد الوطني وتعزيز حركة التجارة من لبنان وإليه ورفع مستوى الإستثمار في هذا المجال".

 

 قانون الانتخاب قبل الرئاسة التفاف مقصود علـى الاستحقاق وحزب الله يفضل رئيسا محايدا تجنبا لرئيس حكومـة "سعودي"

المركزية- "من يسبق اولا...الرئاسة ام قانون الانتخاب؟" تلك هي باختصار المعادلة المتحكمة بالواقع السياسي الداخلي راهنا والمرفوعة شعارا للمرحلة. لكن السباق ليس عبثيا، كما تقول مصادر سياسية تراقب تطورات الساعة لـ"المركزية"، ذلك ان من يطرح "الرئاسة اولا "، النظرية التي يتبناها معظم فريق 14 اذار، يرفض ربط الاستحقاق بأي ملف آخر لانه "يعلو ولا يُعلى عليه" وغير جائز بعد عامين ونيف من الفراغ بتداعياته الهدّامة ان ينبري المسؤولون والقادة الى التلهي بأي شأن آخر، لا بل يتوجب عليهم التفرغ كليا لانتخاب رئيس جمهورية قبل اي شيء. اما متبنو طرح "النيابية ثم الرئاسية" لشرعنتها باعتبار ان المجلس النيابي الممدد له "غير شرعي" فينظرون الى المسألة من زاوية اخرى ترتكز الى ضرورة اقرار قانون انتخابي جديد تتحدد في ضوئه موازين القوى الكفيلة بتحديد هوية الرئيس العتيد وهو ما تسعى اليه قوى 8 آذار عبر التفافها على الرئاسة بطروحات ومبادرات يقف في وجهها الطرف الآخر، بحسب المصادر.

وتدرج هنا خطوات رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تملأ الفراغ السياسي تارة باقتراح واخرى بمبادرة، كان آخرها رمي كرة القانون الانتخابي في ملعب هيئة الحوار الوطني، بحجة ان اللجان النيابية المشتركة التي اوكلت اليها المهمة عاجزة عن الاتفاق على صيغة ما دام القرار في يد الاقطاب المتحاورين، بيد ان ما يثير الاستغراب، بحسب المصادر، هو حرف هيئة الحوار عن مهمتها الاساس، استنادا الى جدول الاعمال الذي حدده رئيس المجلس بدءا برئاسة الجمهورية ثم قانون الانتخاب وملفات أخرى، حيث تم القفز فوق البند الرئاسي وانتقل البحث الى القانون الانتخابي من دون اي مبرر، لا بل حدد بري موعدا لجلسات حوارية مفتوحة لبت قانون الانتخاب بعد نحو 40 يوما، في موعد اثار بدوره الاستغراب تماما كما عدم تحديده لبت مصير الاستحقاق الرئاسي. وتنقل المصادر هنا عن مرجعية سياسية رفيعة سؤالها "الا تستأهل رئاسة الجمهورية تخصيص جلسات مفتوحة لوضع حد لشغورها وشظاياه التي لم توفر مؤسسة دستورية ولا ادارة في الدولة، في حين تفتح الجلسات الحوارية على مدى ثلاثة ايام لبت صيغة قانون الانتخاب، على اهميتها وعلى رغم تطلع الجميع الى قانون عصري يواكب المرحلة؟ لكن المنطق يقضي بالبدء من الاهم نزولا الى المهم." وتلفت في معرض قراءتها للمستجدات على هذا المستوى الى ان بعض الاطراف في فريق 8 آذار، لاسيما حزب الله بات يتطلع الى تسوية "السلة " على غرار ما جرى في الدوحة اي ربط حبات السبحة ببعضها البعض لتحصيل مكاسب سياسية، عبر النفاذ من رئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة وهو ما تعتبره المصادر مؤشرا الى امكان قبول الحزب بمرشح من خارج نادي مرشحيها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية المدعومين من اطراف في فريق 14 آذار ، ذلك ان معادلة عون رئيس جمهورية وسعد الحريري رئيس حكومة لم تعد تلبي طموحات الحزب ، فالحريري يمثل من وجهة نظرها السياسة السعودية في لبنان في عز الحملة الشرسة التي تقودها المملكة على الحزب وتصنّفه ارهابيا، فهل يعقل ان يقبل حزب الله بتنفيذ سياسة المملكة داخليا عبر الحكومة؟ لذا تضيف المصادر ان الاتيان برئيس من المحور المحايد قد يشكل فرصة مناسبة للحزب لايصال رئيس حكومة لا يناصبه العداء على الاقل، بمعنى آخر "غير موال للمملكة".

 

بريطانيـا خارج "القلب" الاوروبي رسميا واستنفار شامل لمواجهة التداعيات

الحكومة تزخم نشاطها: جلسات استثنائية للطوارئ ومهلة لـ"الانماء والاعمار"

اجتماعات باريس: افق الحلول المقفلة رئاسيا تطيح فرص عقد مؤتمر انقـاذي

المركزية- ماذا بعد المفاجأة الضخمة التي تمثلت في تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد 43 عاماً من العضوية، في قرار تاريخي؟ وماذا بعد الذهول الذي أثارته صدمة نتائج الاستفتاء التي أعطت 51،9% لمصلحة الخروج مقابل 48،1% للبقاء؟ التداعيات ستصيب حتما الاتحاد نفسه اولا والسياسة البريطانية الداخلية ثانيا وقد تجلّت بشائرها باعلان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عزمه على الاستقالة من منصبه بعدما لم يأخذ البريطانيون بتحذيراته من العواقب الاقتصادية الوخيمة لمثل هذه الخطوة.

وفي حين يبدو من الصعوبة استباق مسلسل المفاجآت الناشئة عن هذا التطوّر ولو ان كبار المسؤولين الاوروبيين حاولوا التخفيف من وقع الصدمة بمواقف ليس اقلها اعتبار خروج بريطانيا ليس بداية النهاية للاتحاد الأوروبي، فان الواضح من سياق التطورات أن القرار البريطاني الاستقلالي كان له دور حاسم في اطلاق استنفار اوروبي شامل على المستويات كافة، فمع طلب الاتحاد الأوروبي من بريطانيا بدء آلية الخروج فور الإمكان، سجلت اسعار النفط خسائر اولية بنحو 6 في المئة كردة فعل اولى، وتراجع سعر الجنيه الاسترليني فيما فقدت بورصة هونغ كونغ 5 بالمئة وتداعت البنوك المركزية في آسيا للتنسيق في ما بينها تفاديا لازمة سيولة، وقت يجتمع وزراء مالية الدول الصناعية السبع الكبرى لبحث تداعيات الاستفتاء البريطاني.

مجلس الوزراء: واذا كانت الصدمة البريطانية هزّت اوروبا، فان صدمات الداخل اللبناني لا تقل اهمية في ضوء مسلسل الفضائح شبه اليومي الذي يطل برأسه من أكثر من بوابة، وسط خشية متنامية من عودة ملف النفايات الى نقطة الصفر، في ظل ما تفرزه المعطيات على هذا المستوى. واليوم عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، حضرها ممثلان عن مجلس الانماء والاعمار، خصصت لمناقشة التقرير المفصل الذي وضعه الاخير حول المشاريع المنفذة أو قيد التنفيذ من قبله، استمرت نحو ثلاث ساعات. ونتيجة المباحثات التي غاب عنها ملفا سدّ جنة وخطة النفايات، قرر مجلس الوزراء الطلب من جميع الوزارات تزويد "الانماء والاعمار" خلال خمسة عشر يوماً بما لديها ولدى المؤسسات العامة المرتبطة بها من مشاريع تم تنفيذها أو هي قيد التنفيذ ووضعيتها القطاعية والمناطقية اعتباراً من العام 2008 حتى تاريخه. كما تم تكليف المجلس وضع دراسة تحليلية للمشاريع موضوع تقريره ولمشاريع الوزارات والمؤسسات العامة، واقتراح مشروع خطة عامة مبنية على المعطيات كافة التي كانت موضوع هذه الدراسة وذلك خلال مهلة شهر، وتم تكليفه أيضا اعداد تقرير عما تم تنفيذه من قرار مجلس الوزراء رقم 99 تاريخ 22/5/2014 من مشاريع وكيفية تنفيذه واستكمال ما تبقى من تلك المشاريع.

جلستان الاسبوع المقبل: في المقابل، وفي خطوة أسماها "انطلاقة جديدة لعمل الحكومة"، أعلن وزيرالاعلام خلال تلاوته مقررات الجلسة أن مجلس الوزراء سيعقد بالاضافة الى الجلسات العادية المخصصة لبحث المواضيع العادية الواردة على جدول أعماله، جلسات استثنائية دورية لبحث الامور الطارئة التي تحتاج الى معالجة سريعة"، موضحا في السياق، أن الحكومة ستجتمع الثلثاء والخميس المقبلين.

مواقف: وبعد الجلسة، رأى وزير الاتصالات بطرس حرب أن التقرير الذي قدمه مجلس الانماء والاعمار “جيّد”. وفي حين أوضح وزير الثقافة روني عريجي ان بعض الوزراء أورد ملاحظات عن مشاريع تنفذ في مناطقهم، كشف وزير العمل سجعان قزي الذي شارك في الجلسة "أن الحضور كان ضرورة اذ تبين ان هناك 341 مليون دولار ملحوظة لمجموع مشاريع كسروان - الفتوح، لكن ليس هناك أي مشروع قيد التنفيذ حاليا".

الحوار الثنائي: على صعيد آخر، بحثت جلسة الحوار الـ30 بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" أمس في "قانون الانتخابات انطلاقاً من النقاش الذي فتح في الجلسة الاخيرة للحوار الوطني وتطورات ملف انتخابات رئاسة الجمهورية وبعض الملفات المعيشية والاقتصادية"، وفق ما جاء في بيان صدر عن المجتمعين. وكانت عقدت الجلسة في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وشارك الرئيس نبيه بري اعضاء الحوار الافطارَ الرمضاني خلال الجلسة، طبقاً لما اوردته "المركزية" امس.

نصرالله والحريري: في غضون ذلك، تتجه الانظار الى الكلمة التي يلقيها عصر اليوم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم القدس و"أربعين" مصطفى بدر الدين وسط ترقب لما ستتضمنه لا سيما بالنسبة الى قانون العقوبات الاميركي والى التطورات في سوريا والمنطقة ككلّ خصوصا بعد إسقاط البحرين الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، المرشد الروحي للشيعة في البلاد. غير أن الاهتمام سيوجّه شمالا أيضا والي طرابلس تحديدا التي يفتتح فيها الرئيس سعد الحريري زيارته التي تستمر 3 ايام بحفل افطار يُقام غروب اليوم في مجمّع رشيد كرامي يتوقّع ان يحضره نحو 1500 شخص، حيث وُجّهت الدعوات الى محازبين وانصار وفعاليات من المدينة. واشارت المعلومات الى ان "الرئيس الحريري الذي يزور طرابلس لاول مرّة بعد نتائج الانتخابات البلدية سيركّز في كلمته على اهمية العمل المشترك في المدينة لانمائها بعيداً من الاصطفافات الانتخابية التي افرزتها صناديق الاقتراع اخيراً، كما سيُجدد الدعوة الى التمسّك بخط الاعتدال الذي طبع مسيرة "تيار المستقبل" منذ الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى اليوم، اضافة الى "امانة" المناصفة والعيش المشترك".

اجتماعات باريس.. لا نتائج: في غضون ذلك، لم يرفع اللقاء الذي انعقد امس الاول بين وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ونظيره الايراني محمد جواد ظريف نسبة التفاؤل الفرنسي حيال حل الازمة الدستورية في لبنان، حسبما ابلغ مصدر ديبلوماسي "المركزية" ، معتبرا ان زيارة ايرولت الى بيروت في 11 و12 الجاري لا يمكن الا ادراجها في سياق زيارة "رفع العتب" بعدما اشتشف سيد الاليزيه، الرئيس فرنسوا هولاند، انه لن يستطيع خرق جدار المراوحة في ما يخص الازمة الرئاسية في ضوء لقاءاته بمسؤولين معنيين اخيرا. وذكّر المصدر ان باريس كانت تسعى جاهدة الى بلورة مساعيها بمؤتمر او اجتماع دولي يكون مثابة قوة دفع لتحريك الامور في اﻹتجاه الذي يضمن ملء الفراغ في الموقع المسيحي الاول الوحيد في منطقة تغلي ارهابا وتوترا ونزاعات، ومع انها لم تعلن عنه رسميا الا ان التحضيرات كانت بدأت لعقده. واكد ان استغناء فرنسا عن استضافة مثل هذا الاجتماع اتى بعد يقينها ان لا افق للحل على المدى المنظور بعدما كانت الاجواء تبشر ببعض الايجابية، في الايام التي سبقت زيارة ظريف لطهران. وما اعلان ايرولت انه سيضع ظريف في صورة نتائج لقاءاته في ييروت الا اشارة بتسليم فرنسي أن ايران احد اللاعبين الاساسيين في لعبة الكر والفر التي تحصل في كل جلسات انتخاب الرئيس التي بلغت الحادية والاربعين حتى الساعة. ورأى المصدر الدبلوماسي ان اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي سيعقد في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة لن يتخطى الاطار التقليدي ولن يعدو كونه مناسبة بروتوكولية لن يجني منها لبنان سوى عبارات الدعوة لانتخاب رئيس في أسرع وقت ودعم الامن والاستقرار وستخلو من اي دعم ملموس على غرار ما حصل العام الماضي.

 

جعجع عرض مع بون الاوضاع في لبنان والمنطقة

الجمعة 24 حزيران 2016/وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات بيار بو عاصي. وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة.

 

 قهوجي تفقد فوج التدخل الرابع في الجناح:الأوضاع الأمنية تحت السيطرة والجيش بات أكثر قوة من أي وقت

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل ظهر اليوم، فوج التدخل الرابع في منطقة الجناح، حيث افتتح فيه مركز التدريب الأساسي المنشأ حديثا لتدريب عناصر التدخل في الجيش، بعدها جال على مختلف مشاغله، وحضر تمارين تدليلية مشتركة بين المشاغل، نفذتها العناصر المتدربة بكفاءة عالية". ثم اجتمع قهوجي بالضباط والعسكريين، ونوه بجهودهم لتطوير قدرات الفوج التدريبية، مشددا على "أهمية التدريب للحفاظ على جهوزية الوحدات، واستعدادها للتدخل السريع والحاسم عند حصول أي خلل أمني"، مؤكدا أن "الأوضاع الأمنية تحت السيطرة، والجيش بات أكثر قوة من أي وقت مضى، وهو يواصل بحزم وبنجاح كبير، مواجهة التنظيمات الإرهابية على الحدود واستئصال شبكاتها في الداخل". أضاف: "لا خوف على الدولة ومؤسساتها ومسيرة الأمن والاستقرار، في ظل وجود الجيش المتماسك والقادر، والذي يلتزم الولاء المطلق للوطن، ولا مكان في صفوفه للسياسة والطائفية والمذهبية". وختم داعيا العسكريين إلى "مزيد من السهر على أمن المواطنين، خصوصا ملاحقة مطلقي النار خلال المناسبات".

 

قاووق: قرار إسقاط الجنسية عن الشيخ قاسم خطيئة كبرى

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني أقامه الحزب في حسينية بلدة بريقع لاحد عناصره، في حضور مسؤول المنطقة الثانية في حزب الله علي ضعون وشخصيات، أن "السياسات السعودية التي تنتهجها نجحت في تأجيج النار المشتعلة في سوريا ونجحت في تدمير صنعاء وتدمير اليمن وارتكاب المجازر، ها هي اليوم السياسات السعودية تدفع بالشعب البحريني إلى فتنة وإلى تأجيج النار في داخل البحرين وهذا ليس مفاجئا". أضاف:"هذه هي الحقيقة التي كانت مخبأة وراء الأقنعة، والسعودية ليست على مسافة واحدة من الجميع، إنها سياسة طائفية تستهدف طائفة محددة من الشعب البحريني"، وسأل: "ما سر تدمير وهدم أكثر من خمسين حسينية ومسجدا، ما سر منع مراسم عاشوراء، أليست هذه سياسة طائفية حاقدة". وتابع قاووق: "إن ما حصل من قرار إسقاط الجنسية عن سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم هو خطيئة كبرى ومغامرة غير محسوبة يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى النظام السعودي ولن تطول الأيام حتى يكتشفوا أن لا طاقة لهم على الإستمرار في هذه المغامرة غير المحسوبة". وختم قائلا: "من موقع الوفاء للشعب البحريني لن نكون إلا في موقع الوفاء والصدق، كنا في حزب الله ولا زلنا وسنبقى مع الشعب البحريني المظلوم، هذا عهد شعبنا ووعد سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله". وكان تحدث إمام البلدة الشيخ أحمد مراد وكلمة آل الفقيد ألقاها محمد مصطفى مراد. واختتم الإحتفال بمجلس عزاء حسيني للقارىء السيد حسن شكر.

 

عمار الموسوي عرض مع كاغ التطورات

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - استقبل مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وجرى خلال اللقاء، بحسب بيان للعلاقات الاعلامية في حزب الله، "استعراض جملة من التطورات المتعلقة بالملفات الداخلية، وتطرق الحديث إلى قضايا الانتخابات الرئاسية والقانون الانتخابي، إضافة إلى أوضاع النازحين السوريين".

 

اختتام أعمال مؤتمر مناهضة عقوبة الإعدام في أوسلو وريفي سيلقي محاضرة في المعهد النروجي للشؤون الخارجية

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - اختتمت اليوم أعمال المؤتمر السادس لمناهضة عقوبة الإعدام المنعقد في مدينة أوسلو، وأكد البيان الختامي "ضرورة وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وإلغائها من التشريعات في كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".

وتلت الجلسة الختامية مسيرة في شارع أوسلو مناهضة لعقوبة الإعدام. هذا ويزور وزير العدل اللواء أشرف ريفي اليوم وزارة الخارجية النروجية، ثم ينتقل إلى المعهد النروجي للشؤون الخارجية لإلقاء محاضرة وإجراء حوار مع أكثر من أربعين باحثا وباحثة حول الوضع في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب ومستقبل المنطقة وتدعيم السلم العالمي.

 

المجلس العدلي ارجأ الجلسة المخصصة للنظر في قضية تغييب الصدر ورفيقيه الى 25 ت2

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - عقد المجلس العدلي جلسة برئاسة القاضي جان فهد وحضور كل اعضاء المجلس العدلي الرؤساء التميزيين: بركان سعد، تريز علاوي، غسان فواز وناهدة خداج، وحضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي بلال وزني، للنظر في قضية تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. كما حضر وكلاء السيد صدر الدين الصدر وبقية أفراد الجهات المدعية. وبناء لطلب وكيل السيد صدر الدين الصدر المحامي فايز الحاج شاهين، فقد تقرر إرجاء الجلسة الى 25 تشرين الثاني 2016، بإنتظار صدور قرار نهائي عن المحقق العدلي في القضية القاضي زاهر حمادة.

 

اعتصام لإتحاد الشباب الديموقراطي عند شاطىء الرملة البيضاء رفضا لبيع الاملاك العامة

الجمعة 24 حزيران 2016/وطنية - نظم إتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني، بمشاركة ممثلين عن اتحاد المقعدين اللبنانيين وحملة "بدنا نحاسب"، اعتصاما عند شاطىء الرملة البيضاء، رفضا لبيع الاملاك العامة.

يونس

وألقى رئيس اللجنة الإعلامية في الإتحاد حسن يونس كلمة الاتحاد قال فيها: "تعود من جديد حيتان المال لتبتلع ما تبقى من أملاك عامة هي من حق الشعب اللبناني، ومن ضمنها شاطىء الرملة البيضاء التي لا يزال أصحاب الصفقات يحاولون السيطرة على عقاراته، رغم انكشاف مخططهم السابق لبيع ثلاثة عقارات من الشاطىء منذ أشهر. ومع مجيء البلدية الجديدة عاد الى الواجهة هذا المخطط الذي يشمل اليوم أربعة عقارات أخرى، تعمل حيتان المال على محاولة تمريرها في صفقة تفوح منها رائحة الفضائح بالجملة".

ورفض "رفضا مطلقا الاستمرار في قضم الاملاك العامة وابتلاع بحر الفقراء"، وقال: "إذا كانت ذريعة بأن تقوم الجرافات بجرف الشاطىء بهدف تحسين صورته فلينظروا الى نهر المجارير الذي يذهب مباشرة الى البحر ويلوث مياهه، ويكفي تدميرا لواجهة بيروت البحرية".

وعاهد "أهل بيروت وفقراءها وضواحيها بعدم السماح بالاعتداء على آخر متنفس لنا"، وقال: "سنواجه هذا المشروع مهما كلفنا الثمن، وندعوهم إلى المشاركة في التحركات المقبلة كافة".

عازار

ومن جهته، عدد ممثل حملة "بدنا نحاسب" جورج عازار "المخالفات التي ارتكبت بحق الاملاك العامة البحرية والبرية".

اسماعيل

ودان ممثل اتحاد المقعدين اللبنانيين جهاد اسماعيل "حرمان الشعب اللبناني، لا سيما الطبقة الفقيرة منه وذوي الدخل المحدود من آخر متنفس له، الا وهو شاطىء الرملة البيضاء"، مستنكرا "هدم الدرج الذي كان يسهل عملية نزول المواطنين عموما وذوي الحاجات الخاصة خصوصا إلى الشاطىء".

 

عون التقى السفير السوري ومخزومي علي:أرجو عدم استمرار الأزمة الرئاسية

الجمعة 24 حزيران 2016

طنية - التقى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في دارته في الرابية، السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء: "لقاء الجنرال كان فرصة لعرض اوضاع المنطقة والوضع في لبنان. العماد عون يرى في الانتصارات والازمات انهزاما للتكفيريين مهما كبر الارهاب والعدوان والاستثمار في العدوان. فسوريا وجيشها والحاضنة الشعبية والمقاومة صامدة، كما ان هناك تحولات دولية ارغمت على اعادة النظر في الوضع وهناك تحولات جراء الصمود السوري، والمستقبل لانتصار المحور وهو انتصار لسيادة القانون واحترام وحدة المعايير الانسانية".

وعن التحولات الآتية والانقلاب في موازين القوى بدءا من معركة حلب في الصيف، قال: "الموازين الآتية ستكون لمصلحة سوريا وجيشها والقوى الحليفة وكل يوم تتأكد اكثر، والارهاب بدأ يرتد على مموليه وداعميه في كل العالم، التحول آت لمصلحة سوريا".

وعن حلحلة موضوع الانتخابات الرئاسية في شهر آب، قال: "هذا شأن لبناني، نرجو ان يتوافق الاخوة والفاعلون وأرى أن المعركة ضد الارهاب تشكل ضمانا للبنان وسوريا والمنطقة". وعن استمرار الازمة الرئاسية، قال: "لا املك جوابا عن ذلك، وأرجو الا تستمر".

مخزومي

والتقى العماد عون رئيس "حزب الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي الذي قال على الأثر: "إن التواصل مع الجنرال عون مهم لاستطلاع آفاق المرحلة المقبلة"، مثنيا على "انفتاحه على مختلف القوى السياسية". وجدد تأكيد "ضرورة المحافظة على حكومة الرئيس سلام وتفعيل عملها وخصوصا في المجالات الحيوية والمعيشية للناس، والجهوز اللازم في موسم السياحة". وأثنى ايضا على "توافق الجميع أخيرا على تفعيل ملف النفط والغاز"، مشددا على "ضرورة الإسراع في إقرار مرسومي النفط". وأكد أن "إنجاز الإستحقاقات الدستورية هو الحل الضروري لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة فاعلة وإجراء انتخابات نيابية بقانون للانتخاب عادل يضمن للبنانيين صحة التمثيل والتغيير الذي ينشدونه"، داعيا إلى" إقرار قانون يعتمد النسبية"، محذرا من "العودة إلى قانون الستين". ورأى أن "الإقبال الكثيف للناس من الطوائف كافة على المشاركة في فعاليات مهرجان رمضانيات بيروتية الذي تقيمه جمعية بيروتيات، بالتعاون مع مؤسسة مخزومي في "البيال"، إحياء للتراث وتكريسا للمشاركة والتفاعل في المناسبات الاجتماعية والدينية، يؤكد أن لبنان بخير وأن اللبنانيين تواقون الى الفرح والتلاقي والعيش الكريم".

واعتبر أن "التفحير الذي طاول "بنك لبنان والمهجر" رسالة رخيصة".ولفت، من جهة أخرى، إلى "وجود الكثير من المحاولات لتنفيذ القرارات الأميركية الواجبة علينا ولنكن واقعيين لا أحد يستطيع التملص منها فكل مصارفنا وهي المؤسسات الوحيدة القائمة إلى اليوم والمحافظة على الاقتصاد متصلة بالمصارف الأجنبية وخصوصا الأميركية"، متمنيا على السياسيين أن "يتطلعوا إلى الوضع من باب المصلحة العامة". واعتبر أن "الأمن عموما مضبوط والأجهزة العالمية كلها تتعاون مع أجهزتنا الأمنية، والمطلوب أن نتساعد كلبنانيين في مواجهة العمليات الإرهابية".

 

حوار حزب الله والمستقبل ليل امس بحث في انتخاب الرئيس وقانون الانتخاب وملفات معيشية

الجمعة 24 حزيران 2016  /وطنية - انعقدت ليل امس جلسة الحوار ال 30 بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وشارك الرئيس نبيه بري اعضاء الحوار الافطار الرمضاني خلال الجلسة. وحضر المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل، كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. وبعد الجلسة صدر البيان الاتي:"جرى البحث في قانون الانتخابات انطلاقا من النقاش الذي فتح في الجلسة الاخيرة للحوار الوطني، وتطورات ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، وبعض الملفات المعيشية والاقتصادية".

 

 قزي في مجلس الوزراء: 341 مليون دولار لمشاريع كسروان الفتوح وليس هناك أي مشروع قيد التنفيذ

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - عمم مكتب وزير العمل سجعان قزي، مداخلته في جلسة مجلس الوزراء اليوم.

وجاء فيها: "كان من الضروري للمناطق التي نمثل ان نحضر هذه الجلسة الاستثنائية المخصصة لمراجعة مشاريع مجلس الانماء والاعمار التي تشمل كل لبنان، ومنها تحديدا مناطق جبل لبنان وتحديدا أكثر المتن وكسروان وجبيل، وما كان يمكن الغياب للحفاظ على هذه المشاريع والبحث عن الآليات لتنفيذها، لأنها لا تزار حبرا على ورق، والدليل ان التقرير يلحظ 341 مليون دولار لمجموع مشاريع كسروان - الفتوح، ولكن ليس هناك أي مشروع قيد التنفيذ حاليا". وقال: "البعض يفضل مقاربة مناطقية للمشاريع، لكن يسهو عن بال البعض ان لا فارق بين المقاربتين المناطقية والوطنية، لأن المشاريع، وان تمت في منطقة معينة، فهي لكل المواطنين، وحان الوقت ألا يكون همنا إنماء منطقة على حساب منطقة أخرى. إن توزيع المشاريع يجب ألا يخضع لمعيار الحرمان فقط، بل لمعيار الحاجة الانمائية أيضا، بمعنى أن منطقة نامية ومتطورة تحتاج الى مزيد من المشاريع للمحافظة على ازدهارها، من دون حجب المشاريع عن المناطق الاخرى".

وأشار قزي الى أن "في التقرير الذي قدمه مجلس الانماء والاعمار عرضا للمشاريع وكأنها تحصيل حاصل، في حين أنها لا تزال مشاريع نظرية. ومثال على ذلك أن التقرير يشير الى أن منطقة كسروان حصلت على مشاريع بقيمة 341 مليون دولار، لكن حين ندرس التقرير نرى أن هذه المشاريع غير منفذة، ولا تزال في طور الدراسات أو الاستملاك، أو وضع دفتر الشروط أو الحصول على اعتمادات وقروض". ولفت الى أن "المشاريع التي عملنا على إقرارها في هذه الحكومة بين عامي 2014 و2015 لا تزال وعودا، رغم انه سبق ان تم تأكيد تنفيذها بين عامي 2016 و2017". وعدد قزي المشاريع، وهي: طريق درعون - حاريصا (8 ملايين دولار)، طريق حارة صخر - درعون (6 ملايين)، توسعة وتأهيل طريق ميروبا- نهر الذهب، جورة الترمس- حدثات - يحشوش (27 مليون دولار)، التقاطعات الرئيسية على طريق جعيتا - فاريا (12 مليون)، إنشاء محطتي معالجة الصرف الصحي والخطوط الرئيسية الساحلية والشبكات لساحل كسروان (14 مليون)، انشاء محطة تكرير وشبكات المياه المبتذلة في بلدة حراجل والقرى المجاورة (19 مليون)، مشروع حماية مياه نبع جعيتا من التلوث (36 مليون)، مشروع تطوير قدرات مستشفى البوار الحكومي (8، 1 مليون)، انشاء مرفأ سياحي في جونية (16 مليون)".

وقال: "كل هذه المشاريع تحتاج الى قرارات تنفيذية والخروج من الوعود". وشرح قزي صعوبة التنقل بين بيروت والشمال بسبب وضع أوتوستراد نهر الكلب - جونية-طبرجا. وطالب ببدء تنفيذ توسعة هذه الطريق الدولية ما دام التمويل الاوروبي مخصصا لها.

 

جعجع: استقبل جوان حبيش وعددا من رؤساء بلدية كسروان

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح الشيخ جوان حبيش، في حضور عضو المجلس المركزي شوقي الدكاش ومنسق القوات اللبنانية في كسروان - الفتوح جوزف خليل. كما التقى جعجع وفدا من بلدية داريا - كسروان برئاسة وليد توفيق صفير، في حضور منسق قطاع وسط كسروان اديب فهد ورئيس مركز القوات عبدو صفير. واستقبل جعجع وفدا من بلدية نهر ابراهيم وبحث معه في شؤون وشجون إنمائية، في حضور منسق القوات في جبيل شربل أبي عقل.

 

الأحرار ناشد سلام عدم الخضوع للابتزاز في ملف أمن الدولة

المستقبل/25 حزيران/16/25 حزيران 2016/رأى حزب الوطنيين الاحرار أن معالجة الاوضاع تحتاج الى "قرار جدي بإتمام الاستحقاق الرئاسي على أن يليه اعتماد قانون انتخاب يضمن صحة التمثيل وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وهذا يصرف النظر عن السلة المتكاملة التي يطرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري ضمن ما يسميه دوحة لبنانية". مواقف الاحرار صدرت عقب الاجتماع الاسبوعي لمجلسه الأعلى برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر بيان لفت الى "الفروق الكبيرة في تلزيم مطمري الكوستابرافا وبرج حمود والتي تتداولها وسائل الإعلام وسط تعتيم من المعنيين بهذا الملف". واكد ان "المواطنين اصبحوا يتوجسون من كل تلزيم ويخشون الفساد المتنقل وهذا ما يوهن ثقتهم بالدولة". وطالب مجدداً باتخاذ قرار نهائي في موضوع سد جنة، "خصوصاً ان المطلوب الاحتكام الى المعايير العلمية والفنية والبيئية التي يجب أن تتفوق على الاعتبارات والمصالح السياسية". وشدد على عدم اعتبار اي قرار علمي- بيئي انتصاراً لفريق على آخر إنما يجب اعتباره انتصاراً للمنطق وللمصلحة الوطنية العليا". وفي ملف المديرية العامة لأمن الدولة لاحظ ان "الاغرب تلك الأصوات التي تدعو الى تعيين بديل من كل من المدير العام ونائبه في وقت يحال الأخير على التقاعد مما يؤدي الى إيجاد حل بدل افتعال مشكلة جديدة لسبب لا يمكن فهمه أو تبريره. كذلك يعد تمديد مهمة نائب المدير العام مشكلة إضافية وسابقة تضعف القانون والمؤسسات". وناشد رئيس الحكومة تمام سلام "عدم الخضوع لاي ابتزاز".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا ندد امام رئيس ارمينيا بتعرض الارمن للابادة

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - ندد البابا فرنسيس اليوم، ب"تعرض الارمن في مطلع القرن العشرين للابادة خلال حكم السلطنة العثمانية"، ليستخدم للمرة الثانية هذه الكلمة التي تعتبرها تركيا غير مقبولة".

وقال البابا في القصر الجمهوري في يريفان، موجها كلامه الى رئيس الدولة الارمينية سيرج سركيسيان والى الطبقة السياسية واعضاء السلك الدبلوماسي: " هذه المأساة، هذه الابادة سجلت للاسف بداية السلسلة الحزينة من الكوارث الهائلة التي شهدها القرن الماضي".

 

ميركل اعتبرت خروج بريطانيا ضربة موجهة الى اوروبا

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، اليوم، ان خروج بريطانيا "ضربة موجهة الى اوروبا"، واعلنت انها دعت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الى "عقد اجتماع في برلين الاثنين". وصرحت ميركل لصحافيين: "نتبلغ بأسف قرار غالبية الشعب البريطاني. انها ضربة موجهة الى اوروبا والى آلية توحيد اوروبا".من جانب اخر حذرت ميركل من ردود الفعل "السريعة" من الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد.

 

هولاند: الخيار البريطاني للخروج من الاتحاد يضع أوروبا أمام تجربة خطيرة

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - باريس - أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في كلمة وجهها، ظهر اليوم، بعد الاجتماع المصغر الطارىء الذي عقده في قصر الايليزيه عن "أسفه العميق للخيار المؤلم الذي أسفر عنه الاستفتاء لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي". واضاف "أنه علينا جميعا إحترام نتيجة الاستفتاء واستخلاص العبر"، مؤكدا أن "هذا الخيار يضع أوروبا أمام تجربة خطيرة". وكشف هولاند "أنه سيستشير رؤساء الأحزاب والكتل السياسية الفرنسية ويلتقي بالمستشارة الألمانية أنجيلا مركل ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي الاثنين في برلين استعدادا لقمة المجلس الأوروبي الثلاثاء. فيما ستعقد الحكومة الفرنسية إجتماعا طارئا عند الرابعة من بعد ظهر اليوم. وأكد هولاند "أن إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستنفذ بسرعة وعلى الاتحاد إظهار قوته وصلابته وإيجاد الأجوبة المطلوبة بغية التحكم بالمخاطر الاقتصادية والمالية، وثمة إجراءات قد جرى اتخاذها وأنا على ثقة بفاعليتها. ويستوجب الخيار البريطاني أن نعي أيضا وبطريقة واضحة العثرات في العمل الأوروبي، كما علينا الاعتبار من فقدان الثقة لدى الشعوب الأوروبية بالمشاريع التي يحملها الاتحاد الأوروبي". وحذر الرئيس الفرنسي "من الخطر الهائل المتمثل بالتطرف والشعبوية، ويلزم القليل من الوقت للهدم والكثير منه للبناء، وفرنسا مؤسِّسة الاتحاد لن تقبل بذلك. المطلوب وقفة، لأنه لم يعد بامكان أوروبا العمل كما في السابق. والشعوب تنتظر من أوروبا تأكيد قيمها، قيم الحريات والتسامح والسلام، على أوروبا أن تكون قوة تقرر بطريقة سيادية مصيرها وتدافع عن نموذجها، وستلعب فرنسا دورها بالمبادرة لكي تركز أوروبا على ما هو أساسي: أمن قارتنا والدفاع عنها لحماية حدودنا والحفاظ على السلام إزاء التهديدات فالخطر يطرق بابنا". وأكد هولاند أن "فرنسا ستواصل العمل مع هذا البلد الكبير والصديق، بريطانيا، الذي نرتبط به بالكثير من الروابط التاريخية والجغرافية على الصعد الاقتصادية والانسانية والثقافية وأنا لن أنسى علاقاتنا الوثيقة في المجال العسكري وسنحافظ عليها".

 

بان أمل ان يبقى الاتحاد الاوروبي شريكا قويا للامم المتحدة بعد خروج بريطانيا

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، اليوم، عن أمله في ان يبقى الاتحاد الاوروبي "شريكا قويا" للمنظمة الدولية في المسائل الانسانية والسلام والامن "بما يشمل الهجرة". وفي تعليق على قرار الشعب البريطاني الخروج من الاتحاد الاوروبي، عبر بان، في بيان، عن أمله في ان تواصل لندن "اداء دور قيادي" وخصوصا في مجال المساعدة الانمائية. واضاف "في الامم المتحدة سنواصل العمل مع بريطانيا والاتحاد الاوروبي وهما شريكان مهمان". ولفت الى انه يراهن خلال الفترة الانتقالية التي تبدأ بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي، على "براغماتية اوروبا وحسها بالمسؤولية المشتركة بما فيه مصلحة المواطنين الاوروبيين". وخلص: "نحن اقوى حين نعمل معا".

 

اوباما يؤكد احترام قرار البريطانيين: الاتحاد الاوروبي ولندن يبقيان شريكين لا غنى عنهما

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما، اليوم، ان واشنطن "تحترم قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الاوروبي"، مؤكدا ان بريطانيا والاتحاد الاوروبي يبقيان "شريكين لا غنى عنهما" بالنسبة الى الولايات المتحدة.

وقال اوباما في بيان مقتضب: "نحترم قرارهم" علما انه كان اتخذ موقفا معلنا داعما لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. واضاف ان الاتحاد وبريطانيا "شريكان لا غنى عنهما" للولايات المتحدة وان العلاقة الخاصة مع لندن ستستمر.

 

النيابة الألمانية: مهاجم السينما كان يحمل أسلحة مزيفة

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية -اكدت نيابة دارمشتات، اليوم، ان الرجل الذي تحصن بعد ظهر أمس في دار للسينما في فيرنهايم غرب المانيا قبل ان يتم قتله، لم يكن معه سوى اسلحة وهمية. وقالت النيابة في بيان انه "كان مسلحا بسلاح ماسورته طويلة ومسدس كانا في الواقع أسلحة تطلق رصاصا فارغا. في المقابل كان يحمل قنابل يدوية تبين انها وهمية". وافادت النتائج الاولية للتحقيق ان الرجل "شاب في ال19 من العمر ولد في مانهايم وكان يعيش في شمال المانيا"، وان الشاب "احتجز 4 موظفين و14 زائرا رهائن بينهم اطفال وقام بتهديدهم".واشارت الى ان "اسباب هذه الخطوة تبقى غامضة حاليا"، مشيرة الى انه "ليس هناك أي مؤشر الى دوافع ارهابية او سياسية للهجوم".قتلت الشرطة الالمانية مسلحا بعد ظهر أمس في دار للسينما في فيرنهايم قال وزير الداخلية في مقاطعة هيسه بيتر بوث انه "كان يجول في مجمع السينما وبدا أنه مضطرب" وانه قتل اثر مواجهة مع الشرطة.

 

رئيس أركان الدفاع البريطاني: لبنان شريك في التحالف لهزيمة داعش

الجمعة 24 حزيران 2016 /طنية - أفاد بيان للسفارة البريطانية أن رئيس أركان الدفاع البريطاني السير نيكولاس هوتون أنهى زيارة رسمية للبنان استغرقت يومين، التقى خلالها نظيره قائد الجيش العماد جان قهوجي وكبار ضباط الجيش. وغادر هوتون لبنان في طائرة "هرقل C130" تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. وكانت هذه الزيارة الثالثة له الى لبنان. وفي لقائه مع قهوجي، ناقش هوتون التحديات التي تواجه لبنان، وكيف تساعد المملكة المتحدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية في جهودها للحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان. وأكدوا النية المشتركة لزيادة مستوى التعاون الحالي بين القوات المسلحة للبلدين. وقال هوتون: "للمملكة المتحدة ولبنان علاقة طويلة الأمد في مجال الدفاع. في لقاءاتي مع العماد قهوجي، أكدت استمرار دعم المملكة المتحدة للبنان آمن ومستقر ومزدهر. لبنان شريك في التحالف الدولي لهزيمة داعش ويقع على خط المواجهة للأزمة السورية. ودعمنا للجيش اللبناني يمكنه من بناء قدراته وتعزيز حدود البلاد وحماية الشعب اللبناني". وأضاف:"تلتزم المملكة المتحدة استقرار لبنان من خلال برامج الدعم على صعيد الأمن والتدريب، وتهدف المملكة المتحدة الى تدريب أكثر من 11000 جندي لبناني في التقنيات المتخصصة في مكافحة الإرهاب في المدن بحلول عام 2019".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا حسم قريبا في سوريا

علي حماده/النهار/25 حزيران 2016

ليس مهما أن يزعم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن من يسميها "الجماعات المسلحة" في حلب خسرت منذ الاول من حزيران الجاري ستمئة وسبعة عشر عنصرا، في مقابل خمسة وعشرين لـ"حزب الله". المهم أن المعارضة السورية، بفصائلها المختلفة، تدفع ضريبة الدم على أرضها، أكانت الخسائر بالمئات أم بالآلاف أم بعشرات الآلاف، فيما يدفع "حزب الله" ضريبة بدماء الشبان اللبنانيين المضللين خارج لبنان، على أرض الغير. والاهم ان سلوك "حزب الله" في سوريا تسبب حتى الآن بعودة أكثر من الف وسبعمئة شاب لبناني محملين في النعوش، بعدما سقطوا بعيدا عن أرضهم وبلادهم، في حرب أرادها الغرباء أن تخاض بلحم لبنانيين ودمائهم! خطاب السيد حسن نصرالله البارحة في ذكرى أربعين المتهم الرئيسي باغتيال الرئيس رفيق الحريري، لم يتضمن جديدا في ما يتعلق بمواصلة الحزب الاضطلاع بوظيفته الاقليمية، او بتجديد اعلانه هويته الايرانية، أو بكلامه عن العقوبات المالية الاميركية، وتأثيرها على الحزب. حتى الحديث عن حشد ميليشياته في حلب، باعتبارها المعركة الفصل، لم يكشف جديدا، في الوقت الذي لم يعد سرا أن الايرانيين دفعوا الآلاف من ميليشياتهم الطائفية العراقية، والافغانية، واللبنانية (حزب الله)، فضلا عن عشرات الضباط الكبار من "الحرس الثوري، تمهيدا لشن هجوم واسع على مناطق سيطرة المعارضة السورية في حلب وجوارها، ربما ظنا منهم انهم قادرون على حسم معركة الشمال السوري (الجنوب التركي)، وبالتالي حسم الحرب في سوريا لمصلحة المحور الذي تقوده طهران. من هنا يأتي كلام نصرالله البارحة ليضاف الى سلسلة الخطب السابقة التي "بشر" فيها جمهوره بـ"سيل" من الانتصارات على ارض سوريا، تارة لحماية المقدسات الشيعية، وطورا لمحاربة من يسميهم "تكفيريين"، ولم ير هذا الجمهور سوى مئات النعوش الصفراء تعود من سوريا، لتتوزع على مختلف قرى الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت! ولم يعد هناك من يصدق كل هذه المزاعم عن انتصارات يحققها "حزب الله" في سوريا. ولم يعد هناك من يصدق ان الحزب، بخوضه حربا في سوريا، يدافع عن لبنان من خلال الزج بآلاف الشبان في جحيم سوريا، تنفيذا لأجندات خارجية. إن الحرب في سوريا ستطول بقرار دولي كبير يتشارك فيه الاميركيون والروس. واذا كان ممنوعا على المعارضة أن تحسم الحرب لمصلحتها، فممنوع ايضا على ايران وميليشياتها ان تحسم الحرب على الارض، وهي اصلا غير قادرة على ذلك، بالرغم من ادعاء البعض. فالحل السياسي للصراع في سوريا، اذا ما حان وقته، سيكون حلا دوليا كبيرا تقوده واشنطن ما بعد باراك اوباما اولا، ثم موسكو، يشارك فيه الاطراف الاقليميون، ولكن من دون ان تميل كفة أحدهم على الآخر! وفي هذا الوقت، بدلا من ان يحاول "حزب الله" حقن الدماء اللبنانية التي تسيل على ارض سوريا في غير موقعها، نراه يعلن بلسان أمينه العام انه ماض في دفع المزيد من الشبان دفعا نحو الجحيم السوري. وسيأتي يوم يكتشف فيه جمهور لبناني اصيل كم كان حجم التضليل كبيرا، وكم كانت الخديعة كارثية على آلاف العائلات التي فجعت وستُفجع مستقبلا، ويا للاسف!

 

اعترافات الأمين العام..أوّل «غيث» التضحية بثلثي الشيعة

علي الحسيني/المستقبل/25 حزيران/16

يبدو أن هذا الزمن، هو زمن الاعترافات عند «حزب الله» خصوصاً أن المعلومات التي تصل تباعا من سوريا حول الانتكاسات والخسائر التي يتكبدها الحزب على مدار الساعة، لم تعد بحاجة إلى أدلّة إذ ان جميعها يوثق بالصوت والصورة وآخرها الخسارة الفادحة التي تلقاها في ريف حلب.

أمس أقرّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله خلال اطلالته بمناسبة اربعين مصطفى بدر الدين، أنه عندما سيطر تنظيم «داعش« على الموصل والانبار وديالى وكركوك، اتصل به العراقيون ليطلبوا منه دعمهم بـ»الكوادر والقياديين»، وأن «نداء الاستغاثة هذا لو لم يُلبّ من العراقيين والايرانيين والحرس الثوري الإيراني وحزب الله، لكانت داعش في بغداد وبقية عواصم دار الخلافة الداعشية»، وهذا الاعتراف يُشكل سابقة خصوصا ان «حزب الله» لطالما أنكر طوال السنوات الماضية مشاركة عناصره في الحرب العراقية. وفي ظل عدم تمكن «حزب الله» من اخفاء حقيقة ما يجري في سوريا وتحديداً لجهة العناصر الذين يسقطون مع كل «طلعة شمس»، لجأ نصرالله الى الاعترف ولو بجزء من الحقيقة وهي أن «هناك 26 عنصرا للحزب سقطوا منذ اول حزيران ولغاية اليوم 24 حزيران في حلب، وعنصر أسير وآخر مفقود»، وهذا الاعتراف يأتي في سياق مصارحة جمهوره الذي اصبح ينظر الى قيادة الحزب على أنها تُخفي عنه الحقائق خوفاً من تعاظم الاحتجاجات أو الوصول الى قرار يمكن ان يمنع من خلاله الاهالي أبناءهم من الالتحاق بجبهات القتال في سوريا، وهو أمر حصل أكثر من مرة سواء في الجنوب او البقاع او الضاحية الجنوبية. وعود نصرالله السابقة بالتضحية بثلثي الطائفة الشيعية من أن اجل يعيش الثلث المُتبقي بـ»كرامة»، يبدو أنها سلكت طريقها الى التنفيذ. فبالأمس أعلن أنه «سيزيد من حضور حزبه في حلب والمطلوب أن يحضر الجميع لأن المعركة الحقيقية هناك«. وهنا ربما تستوجب مجموعة من الأسئلة عن اسرائيل والحروب التي خاضها الحزب معها ودفع فيها أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وجريح، فهل هذه الحروب لم تكن حقيقية؟ وهل الشهداء الذين دفعوا حياتهم من أجل أرضهم وكراماتهم، قد سقطوا في غير مكانهم الفعلي؟ وهل كل هذه الأمور تستوجب اعتماد فرز جديد ودقيق وشرعي ربما، لمعرفة من هو الشهيد الحقيقي منذ انطلاق العمل العسكري في «حزب الله«؟

بكل تأكيد أنه ومن خلال كلام نصرالله بالأمس، يُمكن التلمس بأن هناك قرارا ايرانيا بزج شيعة لبنان عامة في الحرب السورية وحروب كل المنطقة، وقد بدأ «حزب الله» بالترويج لهذا المفهوم من خلال جعله الشيعة يشعرون بأنهم أصبحوا مستهدفين في مناطقهم ومنازلهم وأن ما يمنع عنهم هذا الاستهداف، هو فقط نزولهم طوعا إلى الحرب في سوريا، وإلا فان الموت سيُلاحقهم، وما يزيد من هذا الاعتقاد، هو استعداء نصرالله أمس جميع الدول العربية وفتح النار على أنظمتها بالإضافة إلى اتهامها بالخيانة وكأنه أراد أن يضع أبناء طائفته في مواجهة محيطهم العربي وأن لا يُبقي لهم باباً مفتوحاً سوى الباب الفارسي.

يشعر «حزب الله» اليوم أنه أصبح محشوراً ومأزوماً أكثر من أي وقت مضى وهو الذي بات مكشوفاً في معظم أماكن تواجده على الساحة العربية. منذ اسبوعين فتح الحزب لعناصره باب الالتحاق بالجبهة اليمنية تحت مُسمى «طلب حر»، أي أنه لا يُلزم أيا منهم بالذهاب إلى هناك، لكنه في الوقت نفسه قرّر رفع رواتب العناصر التي ترتضي الذهاب الى اليمن كتشجيع منه على ملء الإستمارات والقبول بالتوجه إلى هناك، وقد لاقى هذا الخيار قبولاً واسعاً في صفوف عناصر الحزب وكوادره. ليس بجديد على نصرالله أن يُعلن عن دعم ايران لا العسكري ولا المادي لحزبه، لكن المستغرب هو ان يعترف بأموال تأتيه نقداً لا عن طريق المصارف ولا بمعرفة الدولة، وهو أمر يُناقض سياسة الحزب وطرق تمويله، وإلا يُمكن أن توضع عملية التمويل من أساسها في خانة تبييض الأموال، وهذا يعيد «حزب الله» الى نقطة صراعه مع الدول التي تُكافح هذه الإرتكابات والمخالفات والتي على أساسها تم إدراج «حزب الله» على قائمة الإرهاب ووضع مؤسساته «الإنسانية» و»الإجتماعية»، في الخانة نفسها.

 

نصرالله: الخروج من سوريا

احمد عياش/النهار/25 حزيران 2016

لو أن الاستفتاء الذي يعرفه الغرب، وآخره في بريطانيا حيث أظهر تفوقا لمؤيدي خروج المملكة من الاتحاد الاوروبي جرى تطبيقه عندنا، لقال الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته امس أن قرار الاكثرية في بيئته الحاضنة هو الخروج من سوريا. لكن نصرالله لم ينطق بهذا القرار الذي صار متداولاً على نطاق واسع في الايام الماضية. وتروي شخصية شيعية بارزة أنها فوجئت بعبارة يرددها امامها مناصرون للحزب تقول: "ماذا نفعل في سوريا؟" وذلك بعد معركة ريف حلب الجنوبي بين 10 و17 حزيران الجاري وأسفرت حسب المعلومات الرسمية للحزب عن سقوط 26 عنصرا ووقوع عنصر في الاسر. وبعيدا عن الجدل حول حجم خسائر الحزب في سوريا فإن الثابت هو تلاشي الامال في أحراز إنتصار عسكري ساحق في سوريا عموما وحلب خصوصا وحلت مكانها آمال في تثبيت الواقع الميداني فلا يتغيّر نحو الاسوأ كما ظهر في أعلام الحزب وإيران على السواء بالقول: "روسيا لأميركا: لن نسمح بتقدم المسلحين في حلب".

إطلالة نصرالله التي جاءت في ذكرى أربعين مصرع القائد العسكري البارز في الحزب مصطفى بدر الدين في ظروف غامضة في دمشق لم تغص في هذه الظروف ومنها معلومات عن إتصال تلقاه الاخير قبل وفاته ودفعه الى الانتقال من لبنان الى سوريا حيث لقي حتفه. وحتى يأتي اليوم التي تروى فيها الحقائق كاملة بات واضحا أن سوريا صارت مصيدة لـ"حزب الله" من القمة الى القاعدة وكانت فاتحتها إغتيال القائد البارز عماد مغنية قبل أعوام من بدء الحرب السورية في عمق المنطقة الامنية بدمشق ثم كرّت السبحة فوقع غيره في المصيدة ومنهم نجل مغنية جهاد في الجانب السوري من الجولان وأيضا سمير القنطار في دمشق وآخرهم بدر الدين. وأعترف نصرالله بخطر سوريا عندما قال في كلمته بذكرى مرور أسبوع على مقتل بدر الدين في 20 أيار الماضي: "... كنت أمنعه (أي بدر الدين) من موقع مسؤوليتي المباشرة عنه من الذهاب الى سوريا حرصا عليه وصونا له..." لكن هذا الاعتراف لم يمنع نصرالله من القول: "... باقون في سوريا وسيذهب قادة الى سوريا أكثر من العدد الذي كان موجودا سابقا...". لا يختلف إثنان على أن قرار ذهاب "حزب الله" الى سوريا قرار إيراني من المرشد علي خامنئي. ولن يغيّر هذا القرار سوى المرشد نفسه. من هنا يفهم المرء طريقة تعاطي وكالة الانباء الايرانية (أرنا) امس مع بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة للحزب، فتجاهلت الوكالة كليا الموضوع الرئيسي في البيان المتصل بالعقوبات المصرفية الاميركية وركزت فقط على تجديد الكتلة "إلتزامها دعم سوريا في مواجهة قوى الارهاب التكفيري". لو كان في البيئة الشيعية حركة تشبه حركة "الامهات الاربع" الاسرائيلية التي مهدت لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان لأختلفت الصورة ولربما أعلن نصرالله الخروج من سوريا.

 

الدوحة الجديدة ومسيرة إسقاط النظام

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/25 حزيران/16

عندما يُدعى الى «دوحة جديدة»، فإنّه يكون في صدد التأسيس لمشكلة بنيوية جديدة على مستوى المؤسسات الدستورية والنظام السياسي في لبنان تحت شعار حلّ المشكلات المتعلقة بخلوّ سدة رئاسة الجمهورية ومعالجة الوضع الحكومي غير الطبيعي ووضع حدٍّ للتمديد لمجلس النواب.

في ظلّ اصطدام كلّ المحاولات الهادفة الى انتخاب رئيس للجمهورية ووضع قانون جديد للإنتخابات النيابية وإيجاد سبيل لعمل حكومي منتظم في انتظار نضوج الظروف الدستورية لتأليف حكومة جديدة، خرَج الرئيس برّي باقتراحه العمل على «سلة» من التسويات على غرار ما حدث في اتفاق الدوحة في العام 2007.

والقول إنّ «دوحة جديدة» هي مشكلة جديدة يستند الى مضمون اتفاق الدوحة القديم الذي شكّل ضربة قاسية للدستور اللبناني والحياة الديموقراطية في لبنان. يومها قبل اللبنانيون على مضض بتسمية إسم وحيد لرئاسة الجمهورية خلافاً للآليات الدستورية الخاصة بإنتخاب رئيس للجمهورية، وبتحديد قانون للإنتخاب يُحدّد سلفاً أعداد الكتل النيابية وتوزيع مقاعد مجلس النواب على القوى السياسية اللبنانية، وبتأليف حكومة وفقاً لهندسة سياسية لا علاقة لها بالإستشارات النيابية الملزمة التي ينصّ عليها الدستور اللبناني، على أمل أن تكون هذه الضربة الثمن الذي يدفعه اللبنانيون للخروج من أزماتهم، فإذا بمن يؤيّدون فكرة الدوحة الجديدة من القادة السياسيين والأحزاب في صدد تحويل «الشواذ» الى عرف يتكرَّر عند حلول كلّ موعد لانتقال السلطة وتداولها. فدوحة جديدة تعني تغييباً جديداً للدستور اللبناني في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، وتعني توزيعاً لمقاعد مجلس النواب وفقاً لصفقة سياسية يُصار على أساسها إلى «إنزال» قانون للإنتخاب يُترجمها، لا وفقاً لما تُفرزه صناديق الاقتراع التي يفترض بالشعب اللبناني أن يقول رأيه في المرشّحين والبرامج من خلالها، وتعني استباقاً لنتائج الإنتخابات النيابية في تسمية رئيس للحكومة وفي تحديد الحصص الحكومية وصولاً حتى الى الأسماء.

وتزداد خطورة «الدوحة الجديدة» لكونها تُكرّس أكثر من سابقة أطلق عليها الرئيس نبيه برّي توصيف «الحوار الوطني» بين المكوّنات السياسية والحزبية للمجتمع اللبناني، فإذا بها تشكّل تغطية لاستبدال عمل المؤسسات الدستورية بآليات وهيئات موازية تضرب جوهر النظام السياسي وتزعزع أسس عمل المؤسسات الدستورية. وقد جاءت نتائجها على المديين المتوسط والبعيد إمعاناً في ضرب أسس النظام وتكريساً لتغييب الدستور واستبداله بموازين القوى التي باتت تتحكّم بتحديد الخيارات الوطنية متسبّبة بزيادة الشرخ بين اللبنانيين ومضاعفة المشكلات الناجمة من سياسات الفرض وتكريس الأمر الواقع خلافاً لرأي شريحة واسعة من اللبنانيين. إنّ طرح «دوحة جديدة» يتناقض تماماً مع الرغبة التي عبّر عنها اللبنانيون في صناديق الاقتراع في الإنتخابات البلدية الأخيرة. والسير في مثل هذا الإقتراح يعني أنّ الأحزاب والقوى السياسية في لبنان لم تستخلصا العبر من اتجاهات الرأي العام، ولم تقرأا الرسائل المتعددة الإتجاهات التي أرسلها الناخب اللبناني بحيث كاد لا يستثني أيّ فريق منها. لا بل على العكس من ذلك فإنّ «دوحة جديدة» تعني أنّ هناك قراراً سياسياً متخذاً على أعلى المستويات، يبدو أنّ أكثر من جهة سياسية وحزبية تسير فيه بهدف إجهاض أيّ محاولة شعبية لجعل نتائج الإنتخابات البلدية الأخيرة تنسحب على نتائج الإنتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي على تركيبة المؤسسات الدستورية التي يُفترض أن تولد من رحمها.إنّ تكرار الإنتهاكات الدستورية ولو بحجة الحوار والوفاق يُثبت أنّ مخاوف المحذّرين من سعي متمادٍ للإنقلاب على النظام السياسي ليست مجرّد أوهام ولا هي جزء من عمليات التهويل السياسي بقدر ما هي واقع ملموس من شأنه أن يدفع بالأمور قدماً نحو مزيد من الإهتراء وصولاً الى سقوط كامل للمؤسسات يُسقط معه النظام السياسي القائم على أمل استبداله بنظام تفرضه موازين القوى التي تغيّرت عما كانت عليه يوم بُني «اتفاق الطائف».

* عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار»

                                                                                                                            

«الكتائب» و«نموذج سجعان»

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 25 حزيران 2016

يخضع وصف تعامل حزب الكتائب مع «نموذج سجعان»، لأكثر من تحليل لكنّ الأبرز لا يرتبط بصراع بين حرس قديم وقيادة جديدة، بل برؤيتين مختلفتين، لا يمكن أن تلتقيا، ولا يمكن أن تصطلحا. من هنا يصحّ القول إنّ خروج الوزير سجعان قزي من حزب الكتائب كان أشبه بنهاية مرحلة وبداية أخرى مختلفة، يمثّلها رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل. خروج قزي من الكتائب وبقاؤه في الحكومة كان أشبَه بتظهير خريطة جديدة وفرز جديد للخيارات. الجميّل ارتأى أن لا مكان له في حكومة تحوّلت عنواناً للفشل والفساد، أما قزي فاعتبر أنّ الفرصة السانحة بالبقاء داخل الحكومة تُشكّل فرصة للاستمرار.

وتعكس طبيعة الخلاف غير المعلن على أداء قزي الذي مثّل الكتائب داخل الحكومة، جزءاً من التأرجح بين القديم والجديد، بين الحسم واللاحسم، بين الجرأة في البداية من الصفر، والرغبة في البقاء. منذ فترة، وجد الجميّل نفسه غريباً عن هذه الحكومة. قبل أن يفتى لهذه الحكومة بأنّ شرط معارضة مكوّنين لأيّ قرار شرط ضروري لوقف القرار، كان هناك إحساس لدى الجميّل مطعّم بالمعطيات، يقول بوجود تفاهم رباعي، يتشاور داخلياً ومسبقاً على القرارات والمشاريع والمناقصات، فإذا وصَل الى اتفاق مرّ القرار في مجلس الوزراء، وإذا تعذّر الاتفاق عطّل عمل الحكومة. شمل هذا التفاهم ملفات كثيرة، على طريقة المقايضة، وأصبح وزراء الكتائب في نهاية المطاف مجرّدين من حق الاعتراض أو تعطيل أيّ قرار أو ملف، فكان خيارهم الانسحاب. نضج قرار الجميّل بالاستقالة من الحكومة قبل أيام قليلة من تقديم الاستقالة، ونوقش القرار. كان الجميل متوجّساً من موقف قزي، ومستعداً في الوقت نفسه لإجراء اللازم في حال العصيان. العلاقة بين رئيس الكتائب ووزير الكتائب لم تكن سلسة. كان وزير العمل يُصوّت في مرات كثيرة داخل مجلس الوزراء وفق ما يراه مناسباً، علماً أنّ فريق عمل محترفاً كان يُحضّر جدول أعمال كلّ جلسة، والموقف من كلّ بند وقرار. وعند اتخاذ القرار بالاستقالة كان قزي في البيت المركزي، وبعد الإعلان سُئل من صحافيين عن طبيعة هذه الاستقالة، فأجاب بوضوح: استقالة كاملة وعدم تصريف أعمال. في اليوم الثاني فوجئ الحزب بموقف مغاير لقزي. فالوزير الذي استقيل، غير راض، ولا يرغب في ترك وزارة العمل، فكان اتجاه لا مفرّ منه لإقالته من الحزب أيضاً. قبل اجتماع المكتب السياسي لاتخاذ القرار، وصلت اصداء عن مواقف قزي كأنه غير متيقن من أنّ قراراً سيصدر بفصله. لكن عندما تأكد، أرسل للحزب موافقة كاملة على الاستقالة، يعني بها بوضوح: «لا أشارك في جلسات مجلس الوزراء، لا أذهب الى مكتبي في الوزارة، لا أدير الوزارة من منزلي، لكن احتفظ بالتوقيع والختم على المعاملات». عند ذاك اتخذ الحزب القرار بفصله نهائياً. ختم حزب الكتائب ملف الوزير الذي يرى في نفسه حزب كتائب مكتملاً، واستمرّ قزي في وزارته، وفي الحكومة، وزيراً يرسم برفضه الاستقالة موقفاً يعتبر فيه أنه ممثل الموارنة في السلطة التنفيذية. أما الكتائب فقد بدأت مسيرة مختلفة تماماً، حيث لم تعد المعارضة تجدي من الداخل، بل أصبح من الضروري ترتيب مواجهة من الخارج، تأخذ في الاعتبار ضرورة إحداث تغيير جذري في الأدوات والأشخاص والوسائل.

 

الجيش اللبناني وساعة الصفر

الدكتور رامي عوده/النهار/25 حزيران 2016

هل اقتربت عقارب الساعة السياسية في لبنان من الرقم صفر بكل معناه الصارخ على مستوى الافلاس السياسي وحالة الشلل العضوي في مؤسسات الدولة؟ ما عدا المؤسسة العسكرية التي تبدو في قمة لياقتها في مكافحة الارهاب والجهوزية التامة على حدود الوطن الكبير. المؤسسة العسكرية اللبنانية التي أبصرت النور حتى ما قبل استقلال لبنان، هي التي اختزنت الوجدان القومي اللبناني ونبض الوطنية الكيانية التي نمت لتصبح مصهراً للروح اللبنانية الوثّابة. الجيش اللبناني هو "الحزب" اللبناني الحائز أوسع شرعية شعبية في لبنان مقارنةً بأي حزب في اليسار واليمين، وحتى بين المؤسسات الدينية التي تُجمع كلها على محورية الجيش اللبناني الذي يجمع شباب الوطن الكبير في بوتقة الشرف والتضحية والوفاء. لا يستطيع اكبر "حزب" في لبنان وهو الجيش اللبناني، مع كل أذرع المؤسسة الأمنية اللبنانية، الانتظار اكثر، وهو يرى تشظّي الساحة السياسية وبدء التآكل في البنية الدستورية، وصولاً الى عمق الميثاق الوطني اللبناني الذي اصبح مهدداً بروحه ونصوصه. كثيرة هي المجتمعات والدول التي اصبح فيها تدخل الجيش في السلطة أمراً ضرورياً و حتمياً، وهي مجتمعات سميت "praetorian societies"، اي مجتمعات خاوية سياسياً من احزاب و قوى اجتماعية جامعة للنسيج الوطني وأعضائه الأكثر حيوية؛ و هذا يحتّم على المؤسسة العسكرية في أي بلد من الدخول و التدخل الحازم في السلطة لملء الفراغ السياسي، واعادة تشكيل السلطة من نقطة الميثاق الوطني والاجتماعي الجديد. هل هذا ينطبق على لبنان؟ إنّ أي مراقب للساحة اللبنانية يرى بوضوح حالة الخواء والفراغ السياسيين، وعدم وجود أي حزب أو قوة اجتماعية بامكانها لمّ شمل المجتمع، وتكوين رافعة للعمل الوطني ببعديه الاجتماعي والاقتصادي، ما فوق الانغلاق المذهبي والتقوقع الطائفي، كما لوضع البلاد على سكة التنمية الاخلاقية المدنية، وبناء البيئة القانونية التي من دونها لا يوجد رجاء لقيام الدول ونهضتها. هل ينطبق قانون تدخل الجيش في السلطة على مواصفات المؤسسة العسكرية اللبنانية؟

المواصفات مكتملة، أنت أمام مؤسسة وطنية بامتياز متماسكة البنية، صمدت في أعتى حرب أهلية شهدها القرن العشرون بكل ابعادها الإقليمية والدولية. وأمام بنية عسكرية هزمت الارهاب و قاومت الاحتلال، وأمام مؤسسة أنجبت قيادات عسكرية فذّة، كما أنجبت رؤساء للجمهورية لم ينجبهم أي حزب سياسي أو طائفة سياسية في لبنان .إنّ حالة التآكل التي تعتري مؤسسات الدولة اللبنانية وأجهزتها المركزية واللامركزية، بالإضافة للرسالة المدوية التي أرسلها التفجير الأخير بما يمكن تسميته العبوة اللغز قرب مصرف لبنان والمهجر، يحتّم على المؤسسة العسكرية الأولى في الوطن القبض على هذا الملف الخطير، وإبعاده عن المزايدات والمماحكات ولعبة الاتهام السياسي...هنا يبرز دور الجيش اللبناني باجتراح خطوة انقاذية تفرضها المؤسسة الوحيدة الباقية المتماسكة... إنّ الجيوش الوطنية وجدت لتكون الضامن الأول والأخير لحق الشعب في سيادته على أرضه ومؤسساته عندما تفلس الطبقة السياسية في اي بلد، و تعجز الحراكات المدنية عن انتاج مشروع وطني شامل تتمحور على القوى الحيّة في اي مجتمع سياسي حديث. فإذا كان اللبنانيون يتغنون بمعادلتهم الذهبية : جيش - شعب - مقاومة، فهل حان الوقت لإضافة الضلع الرابع الى تلك المعادلة لتصبح : جيش - شعب - مقاومة - اقتصاد؟

هل تعي الطبقة السياسية اللبنانية أنّ المزايدات في اللعبة الاقتصادية والنقدية، وتحويل الحوار الذي كان قائماً بين "حزب الله "و مصرف لبنان إلى قميص عثمان، هو لعب بالأسس المتينة المتبقية للاقتصاد الوطني؟ والمعروف أنّ المصارف الوطنية هي المقرض الأول للدولة اللبنانية، وأنّ معظم الدين العام هو دين للمصارف على الدولة والشعب؟ لماذا لا تتفرغ النخب السياسية الحاكمة ووسائل إعلامها ومن كافة الاتجاهات إلى التركيز على قضايا المواطن الحقيقية بدل نقل اهتمامه إلى قضية مصرفية بحتة لا يدرك كنهها إلاّ أصحاب الاختصاص ؟

إنّ وضع مشكلة المصارف مع "حزب الله" تحت المجهر الشعبي والإعلامي، يضع البلاد في عين العاصفة، مما قد يغري كل المصطادين في الماء العكر ليكونوا في موضع الهجوم، ومنها الهجمات الإرهابية، بغية حرف النقاش المصرفي البحت، وتوجيهه الى اتجاه آخر مفتوح على احتمالات أمنية، فتصبح الجهة المستهدفة بالإدانة الدولية في موضع الإدانة المحلية. و هنا تكمن الخطورة حيث تبرز الحاجة إلى إعادة وضع الأمور في نصابها القانوني الاقتصادي البحت، من أجل إيجاد مخارج وطنية لأزمة مستوردة من الخارج . إنّ القصور لدى النخب السياسية في استيعاب خطورة ما يحدث قد يعيد خلط الأوراق، فيعيد العجلة السياسية والاقتصادية إلى مرحلة الثمانينيات، حيث تتطايرت كل السقوف التي كانت تحمي الاقتصاد والنقد الوطنيين، وحيث كانت البلاد تحت الاحتلال، و كانت المؤسسة العسكرية مغيّبة قسرياً في تلك المرحلة بفعل الانشطار الوطني الحاد؛ أمّا في اللحظة السياسية الراهنة فلا عذر للجيش من أن تكون له كلمة الفصل، حيث فشل السياسيون وقد كشفت البلاد دستورياً من خلال لعبة التمديد للسلطات، وأصبح الدستور وجهة نظر، كما اصبح الميثاق الوطني عرضةً للتهميش والتمزيق على يد نخبةٍ سياسية ادارت ظهرها للبلاد، منغمسةً في دوامة الفساد السياسي والمصالح الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العامة.

هل الساعة السياسية مؤاتية لتدخل الجيش في السلطة؟

انها ساعة الصفر او تكاد تكون.

*حزب المشرق الاشتراكي الديني

 

لبنان الغارق في ملفاته الفضائحية خارج المجهر في ظل الانشغال الدولي

 سابين عويس/النهار/25 حزيران 2016

فيما يغرق لبنان في ملفاته الفضائحية الداخلية، عاجزاً عن معالجة الحد الأدنى منها، تبدو القوى السياسية المحلية في غفلة عما يدور حولها من معطيات متسارعة، من شأنها أن تترك تداعيات كبيرة على الوضع الداخلي المأزوم، وتضع لبنان في موقع متراجع جدا في سلم أولويات الاهتمام الدولي.

رغم أن نتائج التصويت البريطاني التي أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، قد لا تعني كثيرين من اللبنانيين الذين ينظرون إلى هذا الموضوع على أنه مسألة داخلية تخص دول القارة الاوروبية، لكن هذا لا يلغي الارتدادات المرتقبة على المشهد المحلي من زاوية تراجع الاهتمام الاوروبي بلبنان.

فلبنان، كان تمكن من وضع نفسه على الخريطة العالمية ومن إبقاء العالم منشغلا بوضعه الداخلي، إنطلاقا من أزمة اللاجئين السوريين التي شغلت أوروبا وأقلقتها، خوفا من التدفق الكثيف للهاربين من الحرب في سوريا إلى داخل حدودها وأراضيها، سيلمس تراجعا حتميا في هذا المجال بعدما غرقت القارة العجوز في السعي الى لملمة حدودها والحفاظ على تماسكها المهدد بمزيد من التفكك، في ظل التهديدات التي بدأت تصدر عن دول أوروبية، والتي سيشجعها الاستفتاء البريطاني على المضي في خطوات مماثلة.قد لا يعود الملف السوري أولوية قصوى بالنسبة إلى هذه الدول، كما لن يكون الاستحقاق الرئاسي العالق في شغور قاتل منذ أكثر من عامين، موضع اهتمام أوروبي في المدى القريب. حتى أن بعض الاوساط السياسية تشكك في إمكان حصول زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت منتصف الشهر المقبل لبيروت، خصوصا إذا لم يتمكن من حمل أي مبادرة تخرق جدار الازمة الرئاسية. ومعلوم أن زيارة ايرولت ستأتي بعد محادثات أجراها مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في باريس أمس، وأخرى سيجريها مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان العائد من واشنطن بعد محادثات أجراها هناك على أعلى المستويات في الادارة الاميركية.

وأي تأجيل للزيارة سيعني أن أفق الأزمة الرئاسية لا يزال مسدودا، وأن التفاهم السعودي- الايراني لم يصل إلى خواتيمه بعد في الشأن اللبناني.وإذا كان لبنان سيواجه قريبا تفككا على الضفة الاوروبية من المتوسط، حيث تشكل اوروبا الداعم والشريك التجاري الاكبر له، فإن الحال على الضفة الشرقية ليس أفضل، في ظل ما تشهد دول الاقليم من تفكك يضع استقرار لبنان وتماسكه في مهب الريح. وكل هذا يحصل، فيما دخلت الولايات المتحدة في دائرة الانتخابات الرئاسية التي تشغل الداخل الاميركي وتجعل الادارة الحالية في مرحلة تقطيع الوقت، منشغلة عن أولويات المنطقة التي تتعامل معها انطلاقا مما يؤمن المصالح الاستراتيجية لحليفتها في المنطقة. وسط هذا المشهد المتقلب دولياً، لا تزال الساحة الداخلية منشغلة بتجاوز مطبات الملفات المطروحة، متكئة على حكومة يصفها رئيسها بالعاجزة والفاشلة، وعلى سلطة تشريعية معطلة بالكامل وعاجزة عن التشريع أو عن انتخاب رئيس، فيما الملفات الشائكة إلى مزيد من التفاقم والتراكم، مهددة بمخاطر قد يتعذر على البلاد تحمل عواقبها، ولا سيما الملف المالي، في ظل العقوبات الاميركية على "حزب الله"، وتصعيد أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه أمس، وهو ما يؤشر إلى أن عوامل التهدئة الجاري العمل عليها لا تعني إطلاقا تراجعا من الحزب عن موقفه أو انصياعاً للأميركيين.

 

رسالة من صحفي شيعي لبناني الى حسن نصر الله

 محمد بركات/الصدارة نيوز/التاريخ , 2016-06-13

لا شيء يستأهل دموع الأطفال، لا في الجنوب ولا في البقاع ولا في سورية الحبيبة. أجلس على شرفة في ضاحية بيروت الجنوبية وأكتب إليكَ، وأكاد أرى المعارك قاب قوسين أو أدنى من هذه الشرفة. تماما كما بات الجولاني على مشارف القرداحة. ربّما تخرج علينا بعد حين لتقول: “لو كنتُ أعلم”. لا بأس. جلّ من لا يخطىء. رغم أنّ غلطة الشاطر بألف. ونحن كنّا نعلم. حين قلنا لكَ: “لا تذهب إلى سورية”، لم نكن نريد الفوز عليكَ في الانتخابات النيابية، ولا البلدية، ولا أردنا الوزارات، ولا سلاحكَ، ولا أموالكَ، ولا نفوذكَ. قلنا لكَ، نحن العشرات ممّن تهدر دمنا اليوم: “لا تذهب. دعِ السوريين في حالهم. ثاروا أو أرهبوا أو تدعشنوا أو تلبرلوا”. ولم نقل لكَ: “سلّم سلاحكَ إلى سمير جعجع أو إلى سعد الحريري”. لم نطلب منكَ الاستسلام. قلنا لكَ: “دعِ المقاماتِ وشأنها، فهي هناك منذ مئات السنين، وهدم الكعبة أهون على الله من دم امرىءٍ مسلمٍ”. لكنّكَ سخرتَ منّا. سخرية العارف والواثق من الانتصار، على طريقة الأيديولوجيات والعقائد المؤمنة بحتمية الانتصار والسيطرة على العالم. نحن، قلّة قليلة في مذهبكَ، وكثرة كثيرة في لبنان، قلنا لكَ أن لا أحد يستطيع هزيمة الحقّ. وأنّ حجم لبنان، وحجم قوّتك العسكرية، وحتّى حجم المحور الذي به تستقوي، وبكَ يستقوي، لايسمح بليّ ذراع التاريخ. لكنّك سخرت منّا. سخرية المستمع إلى “أغبياء وعميان وخَوَنَة”. على طريقة الأحزاب التي تعيش نشوة عددية ومالية وجغرافية، فتظنّ أنّ بها سيختم التاريخ دوراته وسيتغيّر. وغنّى لكَ المغنّون وطبّل لكَ من حولَكَ، وكتب لكَ من تدفع لهم الملايين، ولم ينصحكَ غيرنا.

 لا أكذب عليكَ وأقول إنّنا كنّا خائفين على حزبكَ الذي نعارضه في السياسة، لكنّ محازبيكَ من أخوتنا وأولاد أعمامنا وخالاتنا وعمّاتنا، ومن جيراننا وأصدقائنا، وتداعيات مشاركتكَ في الحرب السورية سترتدّ علينا جميعاً. وقد ارتدّت، مليوني نازح تقريباً، وحروب على حدودنا وجرودنا، بدل أن تكون على أبواب دمشق بين النظام والمعارضة، وأزمات معيشية وسياسية وأمنية. وصلت التفجيرات والسيارات المفخّخة لتنتقم من الجميع. كثيرون ماتوا وهم ليسوا معكَ في السياسة. كان القرار لكَ وحدَكَ. وها نحن ندفع الثمن جميعنا. كنّا نعلم، ليس لأنّنا أنبياء أو نتنبّأ بالمستقبل، بل لأنّنا قرأنا التاريخ والمنطق، وأنتَ رفضتَ، ولا زلتَ ترفض، وتقول لنا إنّنا نقبض من السفارات كي نثبط عزيمتك وعزيمة مقاتليك. لكنّ واللهِ، بكسر الهاء، وكما أقسمتَ بيمينك نقسم بأيماننا: لا نريد بكَ شرّا. ولأصدقكَ القول: لا نريدكَ أقوى مما كنتَ، علينا وعلى اللبنانيين. لكن واللهِ: نريد أن نستدركَ المقتلة التي دخلنا بها. نعرف أنّ عدد القتلى والجرحى من المقاتلين اللبنانيين قارب الخمسة آلاف، وربّما أكثر، وقد يصل إلى 10 أو 20 ألفاً، كما وعدتَ وقلتَ، حين تحدّثتَ عن التضحية بـ”ثلاثة أرباعنا”. لكن يمكن استدراك الخطأ. كلمة واحدة، وتعرف أنّها ستجد آذاناً لدى السوريين. تسوية ربّما، أو هدنة.

تراجع عن المشاركة في الحرب السورية، ومرابضة على الجرود وعلى الأراضي اللبنانية، واعتذار من السوريين، وستجد كلّ اللبنانيين معكَ إذا اعتدى أحدٌ علينا. أو هل تظنّ أنّنا سنفرح إذا دخل الدواعش إلى بيوتنا وهتكوا حرماتنا؟ بينكَ وبين نفسكَ، هل تصدّق أنّنا خَوَنَة؟ أكاد أجزم أنّك تعرف صدق نوايانا، ومتأكّد من صحّة مرامينا، أو بعضها، إن لم نقل كلّها. وما يغضبكَ أنّ من حولكّ، من مناصرين وحزبيين، وحتّى قياديين، بدأوا يهمسون بما نصرخ به. أنت تعرف أنّه ليس المرشد الإيراني من يشخّص مصلحتنا. هذا ضدّ الشريعة حتّى. نحن أهل هذه البلاد نشخّص مصلحتنا، ومصلحة أولادنا وأطفالنا. وإن كان على المال فلا أحد يموت من الجوع. وأنتَ لم تستشر أحداً. المرشد شخّص مصلحة نظامه وبلاده وأرسل أبناءنا إلى سورية، على حساب مصلحة بلادكَ ومصلحتكَ ومصلحة حزبكَ. كاتب هذه السطور مستعدّ للمشاركة العسكرية في حماية لبنان إذا صرتَ لبنانياً. في قطعات الجيش والقوى الأمنية، وحتّى في مقاومة شعبية. لكن ليس لصالح الأسد، بل للدفاع، فعلا، عن لبنان. ومثلي الآلاف. لن يستطيع أحد أن يتسلّل من خلافاتنا. فالأوطان لا تُحمى بأعداد العسكر بل بالسياسة والمنطق وقوّة الحقّ. نحن نعلم. نفهم أنّك خائف من استثمارنا في هزيمتكَ. ولا أحد يفكّر بالاستثمار في الدم. صدّق. لكنّ المنطق يقول إنّه لا بدّ من الاستثمار في مستقبل سوريا. ربّما أنت غاضب من الرئيس نبيه برّي. لكنّه يفكّر في سوريا الجديدة، ولا يريد أن يكون الشيعة كلّهم على خلاف دموي معها ومع شعبها. وأنتَ وحدكَ لا تردّ على أحد.

 

الفدرالية سقطت، مرحلة التقسيم بدأت...وداعاً لبنان!؟

 محمد سلام/الصدارة نيوز/24 حزيران/16

تجربة الفدرالية، أي الدولة الواحدة التي تضم ولايات تتمتع بحكم ذاتي، سقطت في العراق، والمنطقة من الفلوجة إلى حلب تتجه إلى التقسيم فيما "الدولة اللبنانية" فقدت سلطاتها، من الرئاسة الشاغرة إلى الحكومة المبعثرة مروراً بالمجلس النيابي المعطّل، ولا ينقذها من التفتت إلا إعلانها "دولة فاشلة"  ووضعها تحت إنتداب أممي حتى يتم الإتفاق على دور لها بعد تحديد "شكل" دول الهلال. الفدرالية العراقية، أي تجربة الحكم الأولى بعد إسقاط مركزية دولة البعث الصدامي، سقطت هي وفدرالية أقاليمها الثلاثة: الكردي في الشمال، والسني في الوسط، والشيعي في الجنوب، إلى درجة أن مسرور بارزاني الكردي صار يطالب علناً بكونفدرالية على شاكلة الإتحاد الأوروبي تضم 3 دول مستقلة، تجمعها فقط عملة واحدة، بدلاً من الأقاليم الثلاثة التي كان من المفترض أن تجمعها عملة واحدة، سياسة خارجية واحدة، وجيش واحد.

إيران أرسلت قاسم سليماني إلى حلب، لا لإنقاذ عسكرها المصاب بهزيمة مذلّة، بل لقيادة التحرك جنوباً وملاقاة جنوده "المتقدمين" من الفلوجة عند الحدود العراقية-التركية في منطقة القائم-عكاشات بعد دحر الوجود السني في العراق الأوسط وسوريا الوسطى. هذا ما تأمله إيران بغض النظر عما إذا كانت ستتمكن من تحقيقه. إذا تمكنت إيران من وصل "سوريتها بعراقها" يكون التقسيم قد تحقق وصار واقعاً، ويكون تنظيم الدولة الإسلامية، الذي حاول وصل سنة العراق بسنة سوريا قد فشل. إذا نجح قاسم سليماني  تكون نهاية العرب السنّة في الهلال الخصيب، ويكون الهلال الشيعي قد صار حقيقة.

المعركة طويلة، بل طويلة جداً ونتيجتها الوحيدة المحسومة منذ الآن هي أن دولة العراق قد زالت وما وجود حكومة حيدر العبادي إلا مشهد هزلي من مسرح دمى، ودولة سوريا قد زالت وصورة بشار الأسد في قاعدة حميميم مجتمعاً إلى وزير الدفاع الروسي تعلن بما لا يقبل الشك والإجتهاد نهاية دولة النظام غير النجيب.

أما دولة لبنان فلا يشهد على فشل سلطاتها أكثر من رفض الوزير سجعان قزي قرار حزبه بالإستقالة من الحكومة، لا تمسكاً بالحكومة التي يعترف هو بأنها عاجزة، بل ربما تمسكاً بمقعد وزارة "إجازات" العمل نظراً لأهميتها في تسيير أعمال اللبنانيين. أما ما يطرح من "سلال" لإستنهاض الدولة اللبنانية الفاشلة، سواء أكانت كاملة أم منقوصة، فجميعها مثقوبة لا تستطيع أن تجمع في قعرهاما يكفي من ماء لري حقل يرفض الزرع أن ينبت فيه لكثرة ما تلوثت تربته ما يقتضي إستصلاحها قبل حرثها. والإستصلاح لا تستطيع دولة فقدت سلطاتها أن تقوم به، لا على مستوى الإتفاق على قانون إنتخابات ولا على مستوى إنتخاب رئيس للجمهورية، إذ أن المطلوب أولا أن يتم تحديد طبيعة هذه الدولة كي يتم تأمين مستلزماتها (سلطاتها) لاحقاً. لذك فإن الخيار الأمثل للحفاظ على "جميع مكونات" هذا الكيان اللبناني من أن تنتقل إليها عدوى "التقسيم بالدم" الجارية على ارض السورية-العراقية هو إعلان الجمورية اللبنانية "دولة فاشلة" ووضعها تحت رعاية إنتداب جديد، وفق ما يطرحه البعض، الى حد نشر "قوة دولية" قادرة على إقفال حدودها في جميع الإتجاهات، وتحويل البلد بجميع سكانه إلى "محمية إنسانية" يمنع كل هواة القتل من ممارسة "الصيد" على أراضيها، بإنتظار حسم صراعات التقسيم في الإقليم، على أن يبنى بعدها على الشيء مقتضاه.

أخطر ما يواجه الكيان اللبناني الآن هو أن تنتقل إلى أراضيه حرب تقسيم سوريا، بغض النظر عمن يفوز فيها، أو في إحدى مراحلها، فإذا فاز محور سليماني فإنه حتما سيلاقي قواته الموجودة في لبنان أصلا والممثلة بحزب حسن، وإذا شن ثوار سوريا حرب "شبكة جبهات" على قوات سليماني وصاروا هم على الجانب السوري من حدود لبنان فإنهم سيلاحقون المهزومين الهاربين إلى لبنان. كل المبادرات المحلية في لبنان هي من صنف "تطريز الكلام" قد يكون لبعضه صورة جميلة، لكن قماشاته كلها هشّة لأن نسيجها مكوّن من صفقات تجارية لا من مصالح وطنية.

كي يبقى كيان لبنان ... وداعاً دولة لبنان......

 

«متفجّرة الضاحية».. مَن وراءالترويج و«الترويع»؟

علي الحسيني/المستقبل/24 حزيران/16

انتشر أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة، خبر يدعو أهالي الضاحية الجنوبية إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر كون «سيارة اسعاف نوع فيات بيضاء اللون تحمل الرقم920902، تمكنت من تخطي نفق المطار باتجاه الضاحية« وبأنها محملة بمواد متفجرة.

الخبر بحد ذاته أحدث بلبلة في صفوف اللبنانيين عموماً وسكان الضاحية الجنوبية بشكل خاص، وهم الذين لم ينسوا لغاية اليوم الأرواح التي سقطت في الماضي من جراء موجة السيارات المفخخة والإنتحاريين، التي طالت مناطقهم وأحياءهم وحصدت منهم أبرياء لا شأن لهم في كل هذا الصراع الدائر. وما زاد الأهالي خوفاً، تلك الإجراءات الأمنية التي يتخذها «حزب الله» منذ اسبوع تقريباً بحيث يُخضع في كل يوم من الساعة الرابعة من بعد الظهر ولغاية موعد الإفطار، جميع السيارات العابرة باتجاه الضاحية، لتفتيش دقيق، الأمر الذي أوجد حالة من الخوف لدى الناس الذين بدأوا يستعيدون في هذه الفترة زمن «الأمن الذاتي». وكأن الضاحية الجنوبية تنقصها أزمات إضافية، فالجميع بالأمس كانوا يدعون لأن تكون «الخبرية» مُفبركة من أساسها، حتّى أنهم تغاضوا عن الإرتكابات والمُضايقات التي تنفذها العناصر الحزبية على الحواجز وتحديداً عند خط المشرفية.

«حزب الله« بالأمس كان في أقصى حالات التأهب، أو هكذا أراد أن يوحي للناس. درّاجات نارية كانت تجول بين الأحياء لا يخرق ضجيج محركاتها سوى الأصوات التي تُسمع عبر الأجهزة اللاسلكية، واللافت أن معظم هؤلاء العناصر، لا تتعدى اعمارهم العشرين عاماً، وللمعترضين على ازدحام السير وعلى الاطفال العالقة داخل السيارات، إجابة واحدة من «الحاج» المسؤول عن الحاجز: «الشباب مش عم يلعبوا، هني مكلفين بحماية الضاحية وحمايتكن». لكن اياً من هؤلاء، لم يجرؤ على سؤال العناصر عن الجهة التي جلبت هذا الخوف إلى الضاحية وحوّلتها إلى نقطة استهداف متكررة.

اختلطت المعلومات المتعلقة بالسيارة التي ينوي سائقها تفجيرها في الضاحية، ففي حين تحدث البعض عن لونها ونوعها فقط، راح البعض يؤكد أنها تابعة لمؤسسة الصليب الأحمر اللبناني، فما كان من المؤسسة إلا ان أصدرت بياناً قالت فيه: منعاً للتمادي في تناقل هذا الخبر وللحد من تداوله بما تضمنه من عدم صدقية وإساءة، فإن الصليب الأحمر اللبناني ينفي أية صلة له بسيارة الإسعاف في الخبر المنشور، ويهيب بجميع وسائل الإعلام على اختلافها توخي الدقة في نشر الأخبار ومضمونها وإتباع الأصول التي تحكم العمل الإعلامي، وبالتالي يطالب بعدم زج اسم الصليب الأحمر اللبناني في هكذا أخبار أو غيرها مما يؤدي إلى الأثر السلبي على المصلحة العامة ومما يعيق العمل الإنساني والإسعافي والخدمات الإنسانية التي تقدمها الجمعية على كامل الأراضي اللبنانية ومما يلحق الضرر المعنوي بسمعتها وبصورتها«.

بعد ساعات على تداول خبر السيارة التي دخلت الضاحية والذي ترافق مع معلومات تحدثت عن استنفار كثيف لعناصر «حزب الله» عند بعض مداخل الضاحية وفي منطقة الأوزاعي، تنبه البعض إلى فرضية ان يكون الحزب هو نفسه وراء بث هذه الإشاعة لأسباب تتعلق بتحويل الانظار عن التطور الكبير الذي حصل في سوريا خلال الأيّام القليلة الماضية والتي خسر خلالها ما يُقارب الخمسين عنصراً في أقل من اسبوع واحد في ريف حلب، وهي ليست المرة الأولى التي يُحاول فيها «حزب الله» حرف أنظار جمهوره عن الخسائر التي يتكبدها في سوريا، إذ سبق أن فتح معارك سياسية عدة من أجل هذا الغرض بدءاً بحملة مكافحة «الفساد» مروراً بشبكة الدعارة وشبكة الانترنت، ووصولاً الى «معركة» الإنتخابات البلدية وتجييشه المذهبي بالإضافة إلى اللعب في ملف رئاسة الجمهورية والإنتخابات النيابية و»دوائرها».

بغضَ النظر عن صحة المعلومات المتعلقة بسيّارة الإسعاف المذكورة، ثمة أمر مؤكد وهو أن ماكينة «حزب الله» الأمنية والاعلامية، بدأت تواكب أزماته في سوريا وبدأت تتحضر بشكل اكبر للمرحلة المقبلة خصوصا في ظل الحديث عن فتح معركة «دير الزور» قريباً. فبعد خسارة الحزب الكبيرة في ريف حلب، توجه إعلامه إلى جمهوره وبيئته ليقول بأن «القوّات الخاصة» في «حزب الله»، تمكنت من استعادة السيطرة على جميع المناطق التي خسرها الحزب منذ ايام وبأنها تمكنت من اسر شخصية كبيرة من المعارضة السورية سوف يتم الاعلان عنها قريبا. أمّا في ما يتعلق بماكينته الأمنية، فيبدو انها بدأت تنشط بكثافة وتحديداً لجهة الشق المتعلق بأمن الضاحية بهدف حرف أنظار الأهالي عن الحرب الدائرة في سوريا وعدم تمكّن الحزب حتى اليوم من الخروج من هذا المُستنقع، ولا حتّى الإعتراف بخسائره دفعة واحدة ومن دون مواربة.

 

هل تفاؤل عون في محله؟

شارل جبور/ليبانون فايلز/24 حزيران/16

الأجواء المسربة عن العماد ميشال عون في الأسابيع والأيام الأخيرة تشي بتفاؤل رئاسي مرده إلى جملة عوامل أهمها التبدل في موقف النائب وليد جنبلاط الذي آكد تأييده انتخاب عون انطلاقا من "تفاهم معراب"، والتبدل الجزئي في موقف الرئيس سعد الحريري الذي اجتاز نصف المسافة بدعوته السيد حسن نصرالله إلى خلوة مع العماد عون والنائب سليمان فرنجية تُفضي إلى انسحاب أحدهما للآخر، وهذا ما فسره الوزير نهاد المشنوق بانه مؤشر لاستعداد الحريري انتخاب عون، وبالتالي العقبة التي جسدها الحلف الثلاثي الداخلي، المتمثل بالرئيس نبيه بري والحريري وجنبلاط، أمام وصول عون إلى بعبدا قد زالت مبدئيا، فيما معروف عن بري قدرته على تدوير الزوايا والتقاط الإشارات وان يتحول في لحظة واحدة إلى عراب انتخاب عون.

وإذا ما أضيف إلى الموقف الجزئي للحريري انتخابات طرابلس، فإن نتيجتها كفيلة بدفعه إلى تأييد خيار العماد عون كمعبر لترؤسه الحكومة التي تحولت إلى حاجة قصوى أكثر من أي وقت مضى، خصوصا ان الانتخابات النيابية على الأبواب وتأجيلها من سابع المستحيلات، كما بدفع "حزب الله" إلى احتضان رئيس "المستقبل" للالتفاف على "الاعتدال القوي" الذي ظهر في طرابلس مع اللواء أشرف ريفي.

وإذا ما تم الاستناد إلى ما تقدم، فيعني ان تفاؤل الأوساط المقربة من العماد عون في محله، ولكن لا يجب التقليل في المقابل من العوامل التي ما زالت تعترض سبيل عون إلى بعبدا، وأبرزها:

أولا، لا نقاش بأن الرئيس الحريري يريد ان يكون في السراي الحكومي اليوم قبل الغد، ولكن المملكة العربية السعودية أقفلت باب النقاش السياسي مع المسؤولين اللبنانيين أقله منذ تجميدها للهبة العسكرية، فلم تستقبل رئيس الحكومة ولا أي مسؤول آخر، وبالتالي لن يقدم الحريري على تبني ترشيح عون من دون الضوء الأخضر السعودي تجنبا لمزيد من المشاكل مع المملكة، وهذا لا علاقة له بوجود فيتو سعودي او عدمه، إنما يتصل بموقف الرياض من بيروت.

ثانيا، لا يبدو ان "حزب الله" على عجلة من أمره لانتخاب حليفه المسيحي، إذ يكتفي في التمسك بترشيحه من دون القيام بأي خطوة عملية، وعدم التقاطه فرصة ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد عون شكل أكبر دليل على رغبته باستمرار الفراغ، وقد يجد الحزب أي سبب لعرقلة الاستحقاق في حال حسم الحريري موقفه، لانه لا يجد حرجا في القضايا الاستراتيجية، كما لا يفترض التقليل من تحسُّب الحزب لأي اصطدام مع عون الرئيس، ولا من ولادة ميزان قوى جديد محوره رئيس الجمهورية بالتحالف مع الدكتور جعجع.

ثالثا، يفترض التدقيق أكثر في موقف الولايات المتحدة من انتخاب العماد عون، وذلك ليس من باب التضييق على "حزب الله"، لأن من يؤيد انتخاب فرنجية يؤيد انتخاب عون، إنما لجهة العلاقة الملتبسة بين واشنطن وعون.

رابعا، إنهاء الفراغ يفقد طهران ورقة مقايضة يمكن ان تستخدمها في لحظة معينة على قاعدة ربط المسارات ببعضها، خصوصا اللبناني-السوري.

خامسا، انتخاب العماد عون يُقفل باب التعديلات الدستورية من البوابة المسيحية، لأنه يؤدي إلى ترييح المسيحيين، فيما المطلوب إشعارهم بالتهميش المتواصل رئاسيا ونيابيا لملاقاة أي ظرف محتمل لفتح هذا الباب.

سادسا، انتخاب عون يعني عودة المارونية السياسية انطلاقا من حجمه التمثيلي ورمزيته ووصوله على قاعدة توافقية مسيحية بعد "تفاهم معراب" وليس انقسامية، ولا يبدو ان هذه العودة محط ترحيب داخلي لاعتبارات مختلفة.

سابعا، عدم انتخاب العماد عون بعد أكثر من سنتين على الفراغ يؤشر بحد ذاته إلى وجود عوامل معرقلة لوصوله إلى بعبدا.

ولكن بمعزل عن كل تلك الأسباب وغيرها، لا يمكن تجاهل حقيقة ان العماد عون اقترب للمرة الأولى من أقرب نقطة لدخول قصر بعبدا في ظل تمسك "حزب الله" بترشيحه ودعمه من قبل "القوات اللبنانية" وتفهُّم النائب جنبلاط وغياب البدائل لدى الرئيس الحريري.

 

هل يسقط لبنان القديم على مذبح الشرق الجديد؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 24 حزيران 2016

الصورة واضحة لدى رجال الاستخبارات الأقوياء، ذوي القرار: هناك دولٌ انتهت في الشرق الأوسط، وأخرى «على الطريق». وأما لبنان فهو «فاشل» و»يترنَّح». فهل سيواجه خطر الالتحاق بالدول المتلاشية في شرق أوسط يتلاشى؟ للمرة الثانية خلال 3 أشهر، كرَّر الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (2006- 2009) مايكل هايدن فكرته: الشرق الأوسط القديم انتهى. وقال لـ«الفيغارو» قبل أيام: «دول عربية ستختفي، ومنها اثنتان ستختفيان عن خريطة الشرق الأوسط قريباً. فلنُواجه الحقيقة. لم يعد هناك وجود للعراق ولا لسوريا. وأما لبنان فهو يسير نحو الفشل». وأضاف: «باتت هناك مسميات عديدة: «داعش» و«القاعدة» والأكراد والسنّة والشيعة، تحت مسمى سابق هو سوريا والعراق». وحذّر من عدم استقرار في المنطقة يستمرّ سنوات. وكان هايدن قال في شباط: «نرى انهياراً للاتفاقات التي تلت الحرب العالمية الثانية، وللحدود التي تمّ ترسيمها في فرساي وسايكس- بيكو. فسوريا والعراق لم يعودا موجودين ولن يعودا أبداً، ولبنان يترنّح، وليبيا ذهبت، والأوقات التي يجتازها الشرق الأوسط هي أوقات تكتونية»، حيث صفائح الأرض تتصادم لتنشأ عنها الزلازل. قبل ذلك، في تشرين الأول 2015، قال الرئيس الحالي للـ CIA جون برينان: «يصعب تخيُّل سلطة مركزية تسيطر على هذه الدول داخل الحدود التي رُسِمت بعد الحرب العالمية الثانية». ووافقه زميله الفرنسي برنار باجوليه بالقول: «إنّ دولاً كالعراق وسوريا لن تستعيد حدودها أبداً». فـ» النظام في سوريا يسيطر على ثلث البلاد، و«داعش» على المنطقة الوسطى، والأكراد يسيطرون شمالاً، والأمر عينه في العراق».

إذاً، سيرحل الرئيس باراك أوباما، حاملاً فشله السياسي في الشرق الأوسط. وفيما الذين راهنوا على مسار «التغيير الديموقراطي» في «الربيع العربي» كانوا واثقين من أنّ أوباما سيرعى رحيلَ الأسد عن السلطة وتركيب نظام جديد، فإنّ هؤلاء يكتشفون اليوم أنّ الأسد هو الذي سيودّع الرئيس الأميركي القديم، بعد ولايتين، ويستقبل الجديد. فبقاءُ الأسد من ضرورات استمرار الحروب الأهلية في الشرق الأوسط. والحرب في سوريا مكتوبٌ لها أن تُنضِج التسويات المرسومة للمنطقة. وهذه التسويات لا تبدو قريبة، ولكن بدأ اليوم يظهر بعض ملامحها.

وفي تشرين الثاني المقبل، قد يتمّ انتخاب دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون، ومع أيٍّ منهما قد يطرأ تعديل على نهج الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط. لكنّ ثوابت السياسة الأميركية مستمرة، ويعرفها ذوو المعلومات لا ذوو المواقف السياسية.

ويعلن هؤلاء بوضوح أنّ الشرق الأوسط يتغيَّر جذرياً. فـ»الربيع العربي» هو الماكينة التغييرية. وأما القوى الأهلية المتصارعة على رقعة كلّ كيانٍ شرق أوسطي فهي أدوات الصراع، والشعوب هي وقوده الضروري للاستمرار.

لقد وصل المتصارعون في سوريا والعراق إلى نقطة اللاعودة، ومن هنا، يبدو مهماً إدراك ما يجري اليوم على مستوى الحرب ضد «داعش». فالمعارك الحامية الدائرة في محيط حلب وشرقها، وفي الفلوجة، تؤشّر إلى أنّ المنطقة تدخل مرحلة جديدة، ومن مقتضياتها وضع ضوابط لـ«داعش» عشية البدء بأيّ حوار حول التسويات السياسية.فعلى طاولة المفاوضات حول مستقبل سوريا أو العراق، لا يمكن أن تكون «داعش» طرفاً يصنع التسويات. والمطلوب ضربها اليوم وإضعافها للوصول إلى أحد خيارين:

1 - أن تتمكن القوى السنّية الأخرى في البلدين من تكريس صفتها التمثيلية كممثل للسنّة على الطاولة، وليس «داعش».

2 - أن تنشأ قوى جديدة من داخل «داعش»، بعد تفكّكها، وتكون أكثر اعتدالاً وقدرة على محاورة الغرب، وتصلح لتكون جزءاً من الحل.

ولكن، على الأرجح، ليس في برنامج الضربات التي تتعرض لها «داعش» حالياً أن يتمّ القضاء عليها. فالمعطيات التي استدعت خلقَ هذا التنظيم، في شكل سريع ومفاجئ، هي وحدها التي يمكن أن تقود إلى تحطيمه سريعاً عندما تزول المبرّرات. ولا يبدو أنّ الوقت قد حان لذلك.

يقول يعض المتابعين: تنتهي الحرب في سوريا والعراق عندما تنتهي الحرب على «داعش». وتنتهي الحرب على «داعش» عندما تنتهي «داعش» نفسها.

فوجود هذا التنظيم أدى وظيفة فورية في سوريا، وهي انقسام السنّة فريقين يستقلّ كلّ منهما بمنطقته ويقاتل الفريق الآخر. وهذا الانقسام أضعف القوى التي تقاتل الأسد، ونجح في «شيطنة» الحالة السنّية بتكريس صورة قسم كبير من السنّة كمتشدّدين.

ولطالما استفاد نظام الأسد، منذ عشرات السنين، من عنوان التصدي للإرهاب ليبرم مع الغرب اتفاقات تكرّس استمرار إمساكه بسوريا. وهنا، يجدر التوقف بدقّة عند الغموض الذي يكتنف طبيعة «داعش» وتحالفاتها.

إذاً، الحرب في الشرق الأوسط مستمرة باستمرار «داعش» والحرب عليها. لكنها ربما تدخل مرحلة جديدة.

والدينامية التي يريد الإسرائيليون إطلاقها على المسار الفلسطيني، بالتفاهم مع واشنطن وموسكو، وفيما العرب منشغلون بأزماتهم، مؤشر إلى أنّ هناك تحضيراً لمرحلة جديدة تريد إسرائيل الإفادة منها لتحقيق المكاسب.

في خضم كلّ ذلك، يبقى السؤال عن لبنان «الفاشل» و«المترنّح» كما قال هايدن. فهل هو في طريقه إلى تكريس الفشل والتفكّك واللحاق بمسار سوريا والعراق وسواهما أم يسلك اتجاهاً معاكساً؟

هناك مؤشرات متزايدة تثير المخاوف على لبنان:

1 - تحوُّل النازحين في لبنان، الواقف على أرجوحة ديموغرافية، إلى ما يزيد عن نصف عدد سكانه، من دون أيّ أفق للمعالجة.

2 - فشل نظامه الحالي في تسيير الدولة أو إنتاج تسوية وطنية حقيقية، وتفاقم الأزمات الدستورية والسياسية إلى حدّ الشلل شبه التام.

3 - انخراط فئات لبنانية بالصراعات الإقليمية بحيث يكون انتصار بعضها أو هزيمته إقليمياً بمثابة انتصار أو هزيمة لها في الداخل. وهذا ما يثير المخاوف الدائمة من صدامات ذات طابع مذهبي.

4 - أدت حال الضعف التي تصيب قوى دولية وإقليمية راعية للبنان تقليدياً إلى أن تسحب يدها منه وتتخلّى عن دورها في رعاية التسويات، كما في الطائف أو الدوحة. ولذلك يحذّر الرئيس نبيه بري من الاستمرار في المراهنة على حلول خارجية.

5 - ارتفاع مستوى النقمة على الطبقة السياسية عموماً. وهذا ما عبّرت عنه الانتخابات البلدية الأخيرة بوضوح، بعد جولات من الحراك المدني في الشارع.

6 - الصدمات التي قد يتعرض لها لبنان على المستويات المالية والمصرفية، في موازاة استمرار المأزق على مستوى المديونية العامة وتفشي الفساد والسرقة والهدر في المؤسسات من دون رقابة أو محاسبة قانونية.

ولكن، في مقابل كلّ هذه التشققات الخطرة، ثمّة مَن يطمئن إلى أنّ لبنان ممسوك، وأنّ كلّ شيء فيه مضبوط، ولا خوف من لبنان أو عليه، ولو لم يكن الأمر كذلك لسقط لبنان سياسياً وأمنياً ومالياً منذ زمن.

هذا التطمين فيه الكثير من المنطق ولكنه خَطِر أيضاً. فالقوى التي «توقِفُ لبنان على رِجلَيه» هل تحلّ له أزمات النازحين والفشل الطائفي والمذهبي والدستوري والسياسي والمالي وتعزله عن حروب المنطقة؟

وهل تقتضي مصلحة هذه القوى، في لحظة معيّنة، أن تترك لبنان ليدخل في المسار الذي يسلكه الشرق الأوسط بكامله؟ أو يتمّ الضغط عليها لتتخلّى عن لبنان وتتركه لقمة سائغة يراد تنفيذ المشاريع المشبوهة من خلاله، على مذبح الشرق الأوسط الموعود؟

الأفضل أن يحتاط اللبنانيون لهذا الاحتمال لأنه وارد... وبقوة! فماذا عن فكرة المؤتمر التأسيسي؟

 

حسابات موسكو وطموحات طهران

وليد شقير/الحياة/24 حزيران/16

لم يعد هناك من شكوك في أن العلاقات الروسية- الإيرانية والروسية - السورية تواجه خلافات كبرى تنعكس على أداء كل من الأطراف الثلاثة على الصعيد الميداني في شكل موجع كما أظهرت الأيام الماضية في ريف حلب الجنوبي، حيث كبرت الخسائر الإيرانية والسورية النظامية وخسائر الميليشيات التابعة لكل منهما في مواجهة الفصائل المسلحة السورية على اختلافها. قد لا تغير موقعة قرية خلصة خيارات إيران و «حزب الله» في الميدان السوري بعد الخسائر الكبيرة فيها، وقد لا تعدّل في التعاطي مع ساحة النفوذ السورية التي يعتبرانها حيوية، وفق قول مسؤولين إيرانيين العام الماضي إن خسارة سورية تعني أن القوات الإيرانية ستضطر إلى «مقاتلة الأعداء في طهران». وعلى رغم مغالاة قادة الملالي المتشددين في إيران بهذا الاستنتاج، فإن تعظيم الحاجة إلى التمدد في النفوذ على أنه مصيري بالنسبة إليهم، يأتي من باب التضخيم الذي اعتاد عليه هؤلاء في التعبئة السياسية والإعلامية لشحن أهدافهم التوسعية بما تمليه عليهم سياسة تصدير الثورة والأحلام الإمبراطورية من جهة، ولتصوير خسائر تدخلاتهم في دول الإقليم على أنها «مظلومية» تلحق بهم، وليست ظلماً يلحقونه بشعوب الدول التي يمعنون في التسبب بالضرر والتفتيت والشرذمة الطائفية في نسيجها الوطني والاجتماعي منذ عقود.

نشوة «الانتصارات» الموضعية التي حققها المحور «الممانع» منذ التدخل العسكري الروسي المباشر في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي في سورية باستعادة النظام وحلفائه من الميليشيات الإيرانية بعض الأراضي، أعمت بصيرة قادة طهران ومعهم «حزب الله» عن تلك القاعدة التي كانوا ينبهون بشار الأسد إليها منذ انخراطهم العلني في المحرقة السورية عام 2013، حين كانوا يقولون لحاكم دمشق إن دعم موسكو له «ناجم عن مصلحة، أما دعمنا نحن فهو ناجم عن التزام أخلاقي ودفاع عن محور المقاومة».

عمى البصيرة هذا يشمل:

- أن موسكو حققت هدفاً رئيساً من تدخلها العسكري الجوي بضمانها حماية دمشق وبقاء الأسد وإبعادها تركيا من التدخل المحتمل في الداخل السوري ومنعها من إقامة منطقة آمنة تكون حاضنة لنفوذها. إعلان موسكو في آذار(مارس) الماضي سحب الجزء الأكبر من قواتها الجوية كان إشارة إلى اكتفائها بما حققته، بدليل انتقاد ديبلوماسييها حديث الأسد عن تحرير كل سورية.

- التمهيد لحل سياسي استناداً إلى ميزان القوى المحلي مع إبقاء مصير الأسد في يدها، من طريق الاتفاق على انتخابات رئاسية وتشريعية يشترك فيها جميع السوريين بمن فيهم النازحون، برقابة دولية، مقابل المطالبة بتنحيه. وهي ضمنت نفوذها في المنطقة انطلاقاً من سورية بتسليم من الإدارة الأميركية، عبر تحويل مشروع الحل إلى قرار من مجلس الأمن.

- سايرت موسكو طموح طهران والأسد في استعادة حلب عبر قصف همجي نفذته طائراتها بالتزامن مع محادثات جنيف بين وفدي النظام والمعارضة في نيسان (أبريل) وأيار (مايو) الماضيين، ما أدى إلى فشلها وتعليقها مرتين. لكن القوات النظامية والإيرانية والميليشيات عجزت عن إحداث تقدم في حلب، في وقت أخذت تظهر أسلحة نوعية في أيدي الثوار، ما شكل رسالة بأن الولايات المتحدة والدول الداعمة للمعارضة قد تفرج عن مزيد من الأسلحة التي كانت محرّمة على فصائلها، وهو ما يفسد أولوية الحل السياسي على قاعدة ميزان القوى الحالي، لأنه يهدد بعودة الأرجحية لمصلحة المعارضة. والأهم أنه يقوض رهان بوتين على الإقلاع بالحل السياسي في عهد أوباما تجنباً لمخاطرة مجيء إدارة أميركية غير متحمسة مثله للتعاون مع موسكو في هذا الصدد.

- أن أولوية محاربة «داعش» كنقطة اتفاق بين موسكو وواشنطن واجهت مفارقة في الميدان السوري، فبينما تدعم واشنطن والدول الغربية قوات «سورية الديموقراطية» و «الجديدة» ضد التنظيم الإرهابي، وتخوض فصائل أخرى من «الجيش الحر» معارك مع التنظيم على الحدود التركية، تتجاهل قوات النظام وإيران و «حزب الله» المعارك مع «داعش» الذي تدعي أن هدفها الأول دحره، فتحشد إمكاناتها العسكرية حول حلب لاستعادتها. ومع حصول الخطأ الروسي بقصف «قوات سورية الجديدة» الذي أثار حفيظة واشنطن، فإن موسكو استدركت الأمر سريعاً، لأن أولوية محاربة «داعش» جزء من عقيدة بوتين العسكرية، فالقيصر مهتم بأن تشترك القوى الدولية والفصائل السنية بمحاربة الإرهاب حتى لا يثير انفراده بذلك المسلمين الروس (20 مليوناً).

حسابات روسيا المختلفة عن حسابات إيران سبق لوزير الدفاع سيرغي شويغو أن أبلغها إلى نظيريه السوري والإيراني قبل أسبوعين خلال اجتماعهم في طهران. لكن من الصعب على الأخيرة، وبالتالي على «حزب الله» إعادة حساباتهما.

 

أميركا خسرت مزاعم التفوق الأخلاقي بسبب سياستها السورية

راغدة درغام/الحياة/24 حزيران/16

بدا البيت الأبيض ضعيفاً وهو يدافع عن سياسات الرئيس باراك أوباما نحو سورية رداً على مذكرة قاسية لـ51 ديبلوماسياً أميركياً وموظفاً في وزارة الخارجية، دعت إلى «الاستخدام المدروس لأسلحة بعيدة المدى وأسلحة جوية» ضد نظام بشار الأسد، معتبرة أن الوضع القائم في سورية ما زال يؤدي إلى «أوضاع كارثية في المجال الإنساني وعلى الصعيد الديبلوماسي والإرهاب». وأكد موقعو المذكرة أن «المنطق الأخلاقي للتحرك من أجل وقف المجازر وآلاف الضحايا في سورية بعد خمس سنوات من حرب رهيبة، واضح وغير قابل للجدل». تلك الصفعة التي أشارت إلى «المنطق الأخلاقي» هي التي أدت بالبيت الأبيض إلى الرد بنبرة دفاعية وبطرح أسئلة تعجيزية تبريراً لسياسات الإدارة. فلقد بات تعبير «وما هو البديل» أو «اعطونا الخيار الآخر» جزءاً من السياسة الأوبامية وبين مفردات أعضاء الإدارة الحاكمة. والرسالة ذاتها واضحة وهي: أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكرياً ضد النظام في دمشق، ومعركتها الأولى اليوم هي ضد «داعش» وليس ضد بشار الأسد. لذلك، فإن إدارة أوباما تحاول أن تتملّص من المعارضة السورية المسلحة المتمثلة في «الهيئة العليا للمفاوضات» وتوافق ضمنياً مع روسيا على استبدال تلك المعارضة على الأرض بقوات كردية وعشائرية تشكل «قوات سورية الديموقراطية»، مهمتها الأولى محاربة «داعش» لا إسقاط النظام. هذا التوجه يتزامن مع تقاعس دولي في مجلس الأمن والأمم المتحدة، حيث يتم عملياً اختزال المسألة السورية إلى أزمة لاجئين ومأساة إنسانية تتطلب التركيز على إدخال المعونات الإنسانية بعيداً من تصنيفها سياسية مع إبعادها عمداً عن مسار المحاسبة على ارتكاب الجرائم والفظائع. فلقد تم إجهاض «بيان جنيف» الذي تحدث عن عملية سياسية انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة. وحققت «عملية فيينا» التي ولّدتها روسيا ما تبتغيه وتوقفت حيث خططت لها موسكو أن تتوقف. أعضاء مجلس الأمن تقوقعوا في بيانات خالية وانحنوا أمام ما فرضته السياسة الروسية – الإيرانية بإذعان بلا «الخطة باء». الأمانة العامة للأمم المتحدة بلعت كلامها عن «المحاسبة» وخضعت للشريكين الروسي – الأميركي في إدارة المأساة السورية من دون أن تجرؤ على الاحتجاج. وهكذا خسرت الأمم المتحدة القيادة الأخلاقية، وتخلّت عن مبادئ المحاسبة، وتراجعت عن القيم، ورضيت بأن تكون أداة تنفيذية لإلغاء «بيان جنيف»، واختبأت في ثوب ضعفها عندما داهمها موعد آخر لعملية سياسية هو الأول من آب (أغسطس) حين كان من المفترض أن تبدأ عملية سياسية انتقالية أقل حزماً من التي أطلقها «بيان جنيف». مواساتها الوحيدة هي أن القيادة الأميركية والقيادة الروسية فقدتا البوصلة الأخلاقية في سورية قبل أن تضطر قيادة الأمم المتحدة للالتحاق بهما.

هذا الأسبوع، وصل عدد اللاجئين والمشردين في العالم إلى 65 مليوناً، ولسورية حصة كبيرة من هذا الرقم المذهل يفوق 10 ملايين لاجئ ومشرد. الأمم المتحدة توقفت عن تعداد القتلى في سورية الذين تؤكد إحصاءات أخرى أن عددهم تجاوز 400 ألف في غضون 5 سنوات. كل ذلك بدأ عندما سارت احتجاجات مدنية مطالبة بالإصلاح في الشوارع السورية، فقرر النظام أن يتعاطى معها أمنياً لا سياسياً وتفاوضياً. والبقية تاريخ. ذلك أنه كان واضحاً منذ البداية أن إطالة المعالجة الأمنية بلا محاسبة واستخدام الإرهاب عذراً لتجنب الإصلاحات سيؤديان إلى إنماء الإرهاب في سورية على أيدي النظام وعلى أيدي معارضيه من الخارج وعلى أيدي الذين قرروا تحويل سورية إلى ساحة لاستدعاء الإرهابيين من بلادهم حيث يُحارَب الإرهاب بعيداً من المدن الروسية والأميركية وغيرها. فلا أحد بريء من سورية.

فشل هذا التفكير واضح في العمليات الإرهابية التي طاولت أوروبا والولايات المتحدة وقد تطاول روسيا في مرحلة ما. إنما الآن، تعتقد القيادات الأميركية والروسية والأوروبية أن الأولوية هي للحرب على «داعش» في عقر الدار السورية وكذلك العراقية. في العراق بدأت عملية استدعاء الإرهابيين كي لا تحاربهم الولايات المتحدة في المدن الأميركية، كما قال الرئيس جورج دبليو بوش حينذاك.

في العراق، بدأت عملية اضمحلال الجيش عندما قررت الولايات المتحدة تفكيكه بقرار سياسي اتخذته إدارة بوش عمداً، وليس خطأً كما يقال اليوم. فالجيش العراقي كان بين أقوى الجيوش العربية وكان يمثّل خطراً على إسرائيل وإيران معاً. كان الجيش العراقي الأقوى في المعادلة العسكرية الاستراتيجية العربية – الإسرائيلية، وكان مدهشاً قرار سورية الالتحاق بحرب ضد العراق تدمّر الوزن العربي في المعادلة الاستراتيجية العسكرية مع إسرائيل. هكذا، بدأ تفكيك الجيوش العربية في حرب العراق، فاستفادت إسرائيل واستفادت إيران التي لن تنسى للدول الخليجية دعمها للعراق أثناء الحرب العراقية – الإيرانية مع أنها تناست دور الولايات المتحدة دعماً لصدام حسين في تلك الحرب نفسها. في العراق اليوم، تتحكّم الميليشيات بالساحة العسكرية. تحل الحشود الشعبية مكان الجيش. يتظاهر الجيش العراقي بأنه متماسك. تلتحق «الصحوات» بحروب على الإرهاب من «القاعدة» إلى «داعش». النتيجة نفسها وهي أن الميليشيات حلّت مكان الجيش.

وكذلك في سورية حيث الميليشيات التي تديرها إيران هي التي تتحكم بالساحة العسكرية وتتهكم على الجيش السوري. روسيا مستاءة لأنها تفضّل الجيش على الميليشيات، لكنها وجدت نفسها خاسرة أمام الإصرار الإيراني على فوقية الميليشيات على الجيش في سورية.

الأهم لروسيا هو ألا يحل مكان النظام في دمشق أي إسلاميين، فهي منذ البداية حاربت «الربيع العربي» لأنها عارضت صعود الإسلاميين إلى السلطة، ودعمت بشار الأسد لأنها افترضت أن البديل المطروح هو صعود الإسلاميين إلى السلطة. وهي مصرّة على عدم استبعاد الأسد من الترشح للرئاسة لأنها ترفض أن تقع سورية في أيدي قيادة إسلامية. وهي تتمسك بكلمة «علمانية» تحت كل ظرف لأنها لن تسمح بأن تحكم سورية الجديدة قوى إسلامية.

لذلك، تلتقي روسيا والولايات المتحدة اليوم على دعم «قوات سورية الديموقراطية» باعتبارها من وجهة نظر موسكو البديل العلماني عن القوى المعارضة الأخرى في سورية على نسق تلك الممثلة في «الهيئة العليا للمفاوضات»، ومن وجهة واشنطن، القوى القادرة على محاربة «داعش» عملياً على الأرض. وكلاهما يوافق على وجهة نظر الآخر. فلقد كانت إدارة باراك أوباما داعمة صعود الإسلاميين إلى السلطة في مطلع «الربيع العربي» في تونس ومصر وليبيا واليمن. واجهتها القيادة الروسية على مستوى الرئيس فلاديمير بوتين مواجهة شرسة إلى أن التقيا في سورية وتمكنت موسكو تدريجاً من سحب واشنطن إلى معسكرها، باستثناء الخلاف بينهما على تركيا وكذلك مصر إلى حد ما. موسكو متمسكة بالعلاقة المتينة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي العازم على منع «الإخوان المسلمين» من المشاركة في الحكم في مصر. واشنطن تعارض تجاوزات السيسي، لكنها تحاول إصلاح العلاقة الأميركية – المصرية بعدما دمّرها الرئيس أوباما بمواقفه الداعمة رئيس «الإخوان المسلمين» محمد مرسي. بوتين في عداء واضح مع تركيا لأن الرئيس رجب طيب أردوغان يُعتبر نموذج صعود الإسلاميين إلى السلطة. أوباما وقع في حب نموذج تركيا واعتبره الصالح للعالم السنّي أجمع، قبل أن يعيد النظر اضطراراً لا اقتناعاً.

ما يقوله المطلعون على تطورات الساحة السورية هو أن واشنطن وموسكو تبدوان متفقتين الآن على الحد الأدنى من التوافق وهو «قوات سورية الديموقراطية» المكونة من الأكراد والعشائر العربية، وأن الخبراء الأوروبيين والأميركيين على الأرض لمساعدة هذه القوات لتحارب «داعش» أولاً. فهذه القوات تشمل أقليات وليس فيها حركات سلفية أو جهادية. وهي تبدو البديل الذي يتم إعداده لقوات المعارضة السورية تحت لواء «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تلقى دعم تركيا والسعودية وقطر وغيرها.

السؤال الذي تتداوله الأوساط المتابعة لهذه التطورات هو: هل تدرك المعارضة السورية المسلحة المنتمية إلى «هيئة المفاوضات» أبعاد نقطة تقاطع المصالح الأميركية – الروسية على مصيرها لا سيما أن «قوات سورية الديموقراطية» تقوم بعمليات أساسية في ريف حلب وتتوجه نحو تحرير الرقة؟ وهل لديها أي خيار طالما لا تحصل على المعونات العسكرية التي تمكّنها من استعادة الزخم والمبادرة؟ وما هي آفاق الرفض أو الموافقة السعودية والتركية على هذه التطورات؟

ديبلوماسياً وتفاوضياً، هناك شبه إلغاء الأمر الواقع للمعارضة السورية من خلال الصمت على الرِّجل الثالثة من طاولة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا والمتمثلة في العملية السياسية التي كان يفترض أن تبدأ في الأول من آب. هذا الإلغاء يتم عبر التركيز على التمسك بوقف العمليات العدائية وإدخال المساعدات الإنسانية، وكلاهما لا يصبو إلى شيء يُذكر.

موسكو ربحت ما راهنت عليه. فلقد حوّلت المعركة من إلغاء النظام إلى إلغاء المعارضة مروراً بإلغاء «بيان جنيف» وإلغاء استحقاقات «عملية فيينا» وهي عاكفة على تكريس بقاء النظام في دمشق برئيسه حالياً حتى إشعار آخر.

فلاديمير بوتين وطاقمه الديبلوماسي والعسكري نفذوا ما تعهدوا به ولم يخف بوتين ما في باله سوى أنه، أحياناً، لعب ورقة الأسد بإرضاء موقت للرغبة الأميركية برحيله. روسيا كانت واضحة في ما أعلنته وفعلته ونفذته، على عكس إدارة أوباما التي توعّدت وترددت وتلكأت وتراجعت، ثم شاركت. وها هي الآن تدافع عن نفسها بتبريرات دفاعية.

الناطق باسم البيت الأبيض، جوش إرنست رد على المذكرة الاحتجاجية للديبلوماسيين الأميركيين مشككاً في إمكان تجنب حرب شاملة مع سورية في حال استخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد. قال: «أعتقد أن ذلك يعني أنه ينبغي علينا أن نوجه قوة الجيش الأميركي ضد نظام الأسد، وأعتقد أن الأمر يثير الكثير من الأسئلة: أولاً، كيف يمكن القيام بذلك من دون إيذاء المدنيين الأبرياء؟ ثانياً، لست متيقناً من التفويض القانوني الذي سيستند إليه الرئيس للقيام بأمر مماثل. ثالثاً، يبدو الأمر كمنزلق، فهل تقتصر المسألة على جولة واحدة من الضربات الصاروخية، ثم نمضي بعد ذلك شهراً ونحن نحاول التفاوض مجدداً؟ وفي حال لم يتحقق أي شيء، هل نشن مزيداً من الضربات الجوية، أم علينا أن نواصل تصعيد عملنا العسكري؟ وما هي نقطة النهاية؟ يصعب أن ينتهي الأمر من دون حرب على أمة ذات سيادة تتلقى الدعم من روسيا وإيران».

يا للهول! إن لم يكن هناك تكتيك ركيك للدفاع عن سياسة فاشلة بهذا المقدار من الإهانة لذكاء 51 ديبلوماسياً، فما قاله جوش إرنست هو المسودة الكلاسيكية. لا داعي لتفنيد كل جملة نطق بها، فكل كلمة تشكل دليلاً وقاموساً للسياسة الأوبامية.

هذا الرد يفضح ما خلفته السياسة الأميركية نحو سورية وهو افتقاد أي أساس للزعم بأن للولايات المتحدة الأرضية الأخلاقية العليا. هذه السياسة سلبت الولايات المتحدة من القدرة على القول أنها ذات قيم أعلى من الدول الأخرى. لذلك، أتى الاحتجاج الجريء لهذا العدد الكبير من الديبلوماسيين الأميركيين الذين أرادوا للولايات المتحدة ألا تخسر التمييز في هذه المرتبة المهمة عالمياً.

مثل هذا الاحتجاج ما كان ليأتي من الديبلوماسيين في روسيا ولا من الموظفين في الأمم المتحدة. الولايات المتحدة لا تتوقف عند إدارة أو عند سياسة أو عند رئيس ما. وأقل ما يمكن الاعتراف لها به هو أهمية جرأة ديبلوماسيين أميركيين أن يعارضوا رئيسهم ويقولوا له: «خذلتنا أخلاقياً وإنسانياً وقيماً».

 

نزع جنسية قاسم

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 حزيران/16

معاقبة المواطنين المرتكبين للجرائم أفضل من نزع هويتهم وطردهم؛ لأنه يحرم هؤلاء من المنصات الخارجية٬ ويحرج القوى الخارجية عند استخدامهم٬ عدا أنه يعطي الحق للدولة في محاكمتهم. هذا رأيي٬ لكن هناك من يرى أن نزع الجنسية هو تعبير قانوني لرفض أفعال المواطن وتحاشي أي مسؤولية قانونية عن أفعاله خاصة في الخارج٬ وأسلوب تخويف وردع للقيادات الأخرى. وهذا ما فعلته السعودية عندما أسقطت الجنسية عن أسامة بن لادن في التسعينات٬ وانتقدها كثيرون بمن فيهم حكومات ومؤسسات غربية. السبب أنها حاولت وقف نشاطاته العدائية ضد مصر والولايات المتحدة آنذاك٬ وكان ذلك في طور تأسيسه تنظيم القاعدة٬ عندما أقام في ضيافة الحكومة السودانية. وبعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) بعد نحو 5 سنوات من إسقاط جنسيته السعودية٬ اتضح أن ما فعلته الرياض كان صائبا٬ وجاء دليل براءة من جرائمه. وإسقاط الجنسية أصبح يجد قبولا عند الباحثين لحلول قانونية ضد التجمعات المتطرفة. ومع أن فرنسا توقفت قبل شهرين عن إقرار مشروع نزع الجنسية عن المتطرفين المتورطين في العنف٬ فإن المشروع سيعود لو ارتفعت موجة الغضب الشعبية من جديد٬ أما لماذا هذه العقوبة؟ السبب أنه يعتقد أنها تخيف قادة التطرف الذين يروجون للعنف٬ وهم يستمتعون بمزايا البلاد التي يسعون لنشر الفوضى. وكثير من الدول تلجأ لنزع الجنسية كعقوبة٬ خاصة من مواطنيها المجنسين أو مزدوجي الجنسية. وفي الولايات المتحدة يطرح نظام سحب الجنسية٬ ليس من الإرهابيين فقط٬ بل حتى ممن يساعدهم. وهناك أستراليا وسنغافورة والهند وإسرائيل٬ كلها تستخدم نزع الجنسية ضمن عقوباتها.

عيسى قاسم رجل دين يمتهن النشاط السياسي المعارض للدولة البحرينية٬ مثل مئات من رجال الدين في المنطقة العربية٬ الذين أغرتهم التجربة الإيرانية٬ حيث نجح رجال الدين في الهيمنة على الحكم. ولا أعرف رجل دين مسلما٬ سنيا أو شيعيا٬ من ضمن الناشطين سياسيا٬ يؤمن بحرية التعبير وحقوق من يختلف معهم. وكل ما يتحدث به فلاسفة الأحزاب الدينية الإسلامية لا علاقة له بممارساتها٬ ولا حتى بدساتيرها الداخلية. المعارضة البحرينية الدينية٬ لا تؤمن بحقوق ولا حريات إلا في إطار حقوقها وحريتها فقط٬ نموذجها المفضل الحكم الإيراني الثيوقراطي. وسيرد علّي من يقول إن هذه حال السعودية٬ ومعظم دول المنطقة٬ التي لا تقر ديمقراطية وضد التعددية السياسية. هذا صحيح٬ لكن هذه الدول لم تقل إن نظمها ديمقراطية أو ليبرالية غربية. أما معارضة البحرين فهي تريد استبدال نظام ملكي متسامح في كثير من المجالات٬ بنظام ديني شيعي متطرف تابع سياسيا لنظام طهران٬ وربما يدين بولاية الفقيه الذي يتخلى عن سيادة الدولة٬ ويجعلها تابعة لحكم الإمام في طهران! وعندما هّدد قاسم سليماني٬ قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني٬ صراحة٬ الحكومة البحرينية بعمليات مسلحة ثمن إسقاط الجنسية البحرينية عن عيسى قاسم٬ فهو في الحقيقة أساء له وعزز وجهة نظر البحرين. هذه ليست معارضة وطنية يمكن للحكومة أن تختلف معهم في إطار المصلحة الوطنية٬ بل جماعات دينية تتبع إيران! وكذلك تصريحات «حزب الله» ضد البحرين وبقية الميليشيات الطائفية في المنطقة. ما نتمناه هو أن تخرج البحرين من هذه الأزمة الطويلة٬ والتي تحاول إيران منذ أكثر من عقد الهيمنة على النشاط السياسي المعارض للبحرين. ومهما كانت المبررات للمواجهة إلا أن هناك 3 قواعد مهمة يفترض من المعارضة تجنبها. تبني دعوة العنف٬ والطائفية٬ والاحتماء بنظام أجنبي مثل إيران في هذه الحالة. مخالفة هذه الثلاث تبرر لأي سلطة في المنطقة مواجهتها بالقوة. وإيران هي آخر دولة يحق لها أن تدافع عن حقوق أي جماعة وتحت أي مبرر٬ عدا عن التبعية لها. ولا تزال السلطات الإيرانية تضع اثنين من دعاة التغيير السلمي قيد الاعتقال٬ هما مهدي كروبي٬ ومير حسين موسوي٬ وزوجته زهراء راهنيفرد٬ منذ 5 سنوات. وعشرات من المعارضين المماثلين لقاسم عيسى في سجونها منذ سنين. هل قرارات البحرين طائفية؟ على الأقل هي ساوت بين المدانين بالعقوبة٬ حيث أسقطت في نفس الأسبوع الجنسية عن 13 من مواطنيها السنة المتطرفين.

 

انعكاسات خطيرة لانهيار الوحدة الأوروبية وحظوظ ترامب تنتعش من منحى التشدد

 روزانا بومنصف/النهار/25 حزيران 2016

أنهى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حياته السياسية بشكل درامي، إذ يخشى أن يذكره التاريخ كما يرجح مطلعون على أنه قاد بريطانيا الى الخروج من الاتحاد الاوروبي، في الوقت الذي لم يكن مضطرا فعلا الى أن يدعو الى استفتاء نتيجة حسابات داخلية، غير مدرك حساسية المرحلة في اوروبا والعالم والتداعيات السلبية التي فتحها على الغارب بالنسبة الى بريطانيا واوروبا، وحتى بالنسبة الى الولايات المتحدة. فكاميرون كان وعد بإجراء الاستفتاء في حال نجاحه في انتخابات 2015، ردا على انتقادات من حزب المحافظين بأن بريطانيا لم تقرر أو لا، البقاء في الاتحاد الاوروبي منذ عام 1975. وقد استغل هذا الاخير احد ابرز تطورات العامين الماضيين، اي الهجرة الكثيفة الى اوروبا وبريطانيا، ويتهم كثر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأنه أدى دورا كبيرا في إتاحة المجال امام الهجرة التي انهكت اوروبا، فيما كانت هذه الهجرة عامل ابتزاز من اردوغان للاوروبيين، ولذلك شهد استفتاء البريطانيين تصويت المدن على عدم الخروج من اوروبا، على عكس المناطق الريفية التي تتأثر أكثر بمنطق المزايدات. وليس واضحا كيف يمكن أن يؤثر الخوف المتزايد من الهجرة على طريقة التعامل مع دول المنطقة، ومنها لبنان، بناء على الاهتزاز العميق الذي أحدثه هذا العامل لدى الأوروبيين، فيما يعدّ الاتحاد الاوروبي شريكا مع لبنان وسواه من دول المنطقة على هذا الصعيد. كما أن هناك عامل التقشف في الموازنة، اضافة الى العمل على وقف دفع رسوم بمليارات الجنيهات، لقاء قليل من المنافع وفق ما قال الراغبون في الانفصال عن اوروبا. ومن هذه الزاوية كان ما روج عن مساهمة بـ350 مليار جنيه استرليني تدفعها بريطانيا للاتحاد الاوروبي، الامر الذي تم نفي ترويجه من جماعة الداعين الى الانسحاب فور صدور نتائج الاستفتاء، وهو ما يفيد بالاستفادة القصوى في الحملات التي سبقت. ففي مكان ما، كان التصويت انتقاميا وعاطفيا أكثر منه موضوعيا وعقلانيا. وفي أول الانعكاسات السلبية المباشرة لصدور نتائج الاستفتاء على خروج بريطانيا من اوروبا، أعلن كاميرون تقديم استقالته مفسحا المجال امام سواه لقيادة هذه العملية، فيما هرع المرشح الديموقراطي بيرني ساندرز المنافس لهيلاري كلينتون الى الاعلان عن دعم تأييده الى منافسته، بعدما كان متريثا في انتظار انعقاد المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، نظرا الى المخاوف التي أثارها الاستفتاء البريطاني الذي أخرج بريطانيا من اوروبا وما يمكن ان يؤدي ذلك الى ارتفاع حظوظ مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بأفكاره المتطرفة، وتاليا رجحان كفة هذا المنحى غير المعتدل في العالم. وهو الامر الذي قد يبشر بمعركة صعبة في الولايات المتحدة على غير ما لاح امكان حسمها لمصلحة كلينتون، بحيث ان مواقف ترامب قد تجد صدى أكبر على وقع نجاح الخطاب نفسه في بريطانيا، وتردد أصدائه في اوروبا. وهذا المنحى المتشدد سرعان ما اكتسب زخما سرت عدواه كالنار في الهشيم في أنحاء عدة من أوروبا في الوقت نفسه. ويقول سياسيون مطلعون وخبراء في شؤون المملكة المتحدة إن ما اقدم عليه كاميرون لم يكن ضربا ذكيا، لعدم تقديره ان المناخ السياسي غير مناسب لاستفتاء مماثل في هذا التوقيت الحرج والصعب في العالم بأسره، وان بريطانيا ستخسر كثيرا كما تخوف هو نفسه في حملته من اجل ترجيح كفة البقاء في الاتحاد الاوروبي. فبدا الحدث التاريخي بكل ما للكلمة من معنى، والذي هز العالم، هو نتيجة قرار في غير وقته من كاميرون، ولحسابات داخلية واستغلال سخيف من ضمن حزب المحافظين في بريطانيا، محدثا لتغييرات جذرية ليس في اوروبا فحسب بل في العالم كله، نظرا الى الترابط العضوي الذي أضحى بين الدول من جهة أولى وموقع بريطانيا المؤثر من جهة ثانية. وفيما تبدو الصورة ضبابية بالنسبة الى كثر لمعرفة النتائج الفعلية وانعكاساتها، وان تكن هناك تقديرات متضاربة على هذا الصعيد، فإن الواقع ان المسألة ككل تبدو قفزة في المجهول، باعتبار انها لم تجر تجربتها منذ عقود انتقلت في خلاله لندن من مدينة كبيرة الى مدينة عالمية بحكم انضوائها من ضمن الاتحاد الاوروبي، كما ان رجحان كفة خروج بريطانيا من اوروبا هو بمثابة دق المسمار الاول في نعش أوروبا. فمن جهة بدت وحدة المملكة المتحدة نفسها مهددة مع موقفين مختلفين لكل من اسكوتلندا وايرلندا، ومن جهة أخرى سارعت دول اوروبية اخرى الى التشجع بتجربة بريطانيا للمطالبة بالخروج من الاتحاد الاوروبي والانفصال عنه، فيما ارتبك قادة الدول الاوروبية وزعماء كثر، خصوصا أن التوقعات كانت ترجح نجاح فريق عدم الانفصال، فكانت النتائج مفاجئة فجرا، ولو ان الاحتمال المعاكس لم يكن مستبعدا كليا. ويخشى السياسيون الخبراء في هذا الاطار أبعد من مظهر ديموقراطي قد يكون هلل له كثر، في حين يرى آخرون أنه تم استغلاله على نحو قد يؤدي الى نتائج كارثية. والخشية هي من الانعكاسات الخطيرة لانهيار التجربة الاوروبية، والتي كانت تجربة فريدة، بحيث ستفترض ان تضطر دول العالم الى اعادة حساباتها في ضوء الاهتزاز الكبير الذي أحدثه التصويت على انفصال بريطانيا عن اوروبا.

 

خارطة الطريق الروسية في سوريا ورهانات فلاديمير بوتين

خطار أبودياب/العرب/25 حزيران/16

يخطف “القيصر الجديد” فلاديمير بوتين الأضواء على المسارح السياسية ويجابه أو يحارب من أوكرانيا والجوار الروسي إلى سوريا. وعبر اندفاعته السياسية والعسكرية يريد أن يثبت أنه غير معزول بسبب الحرب الباردة المحدودة أو العقوبات الغربية وأنه على العكس يسجل النقاط.

عبر اختبارات القوة المتنوعة والتوتر غير المسبوق مع حلف شمال الأطلسي والاستمرار في الانغماس في سوريا، يمارس سيد الكرملين لعبة المبارزة الكلاسيكية ويتصور أن امتلاكه الآلاف من الرؤوس النووية والصواريخ الاستراتيجية وخشية واشنطن باراك أوبـاما من “المجابهة الشاملة” يخولانه بواسطة الابتزاز والاختراق تحقيق رهاناته وتعزيز موقع بلاده العالمي، بَيْدَ أن اللعبة المفتوحة مع القوى الغربية والناتو وتعقيدات الوضع على الساحة السورية وحجم مصالح القوى الإقليمية وتصميم مناهضي منظومة بشار الأسد، يمكن أن تبدد على المدى المتوسط رهانات بوتين وتنقلب لعبة الروليت على مصالح روسيا، إذ أنها لعبة حظ مميتة ولا يعلم من يغامر بها إذا كانت الرصاصة الأخيرة ستكون من نصيبه. في مرحلة الاضطراب الاستراتيجي العالمية يصعد نجم بوتين؛ الرئيس المتمرس بالأمن والمحارب المختال من الشيشان إلى جورجيا وأوكرانيا، وهو أيضا السياسي الداهية الذي أخرج بلاده من حقبة السبات أيام بوريس يلتسين ونسج صلات مصالح يتحكم بها مع أصحاب الرساميل وما يسمى الزمر أو المافيات. ويحاول الرئيس الروسي الحفاظ على شعبيته الداخلية من خلال استعراض العضلات والمغامرات المحسوبة في الخارج من أجل التغطية على الفشل الاقتصادي ومشاكل روسيا الهرمة، ليس هناك من تردد في استخدام كل الأساليب البهلوانية سياسيا وعسكريا. قبل زيارته إلى الصين نهاية هذا الأسبوع تحدث الرئيس الروسي بإصرار عن تمسك بلاده بالقانون الدولي لحل الأزمات واحترام سيادة الدول، لكن من يراقب فيديو لقاء وزير الدفاع الروسي بالرئيس السوري في قاعدة حميميم يلاحظ عدم اهتمام موسكو بحفظ ماء وجه حلفائها، ومن يقرأ تقارير المنظمات المحايدة عن استخدام روسيا للقنابل الحرارية المحرمة دوليا وللفوسفور الأبيض في قصف مناطق في حلب، يستنتج عقم وتناقضات الخطاب البوتيني ويتذكر أن قنابل النابالم الأميركية لم تغير مجرى التاريخ في فيتنام وأن كل أنواع السلاح لن تمكن روسيا من التحكم بسوريا على المدى المتوسط.

بعد زيارة بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى موسكو، والاجتماع الثلاثي لوزراء الدفاع الروسي والإيراني والسوري في طهران، وبلورة التقاطعات الروسية مع إسرائيل وإيران على الساحة السورية، اهتز بشكل بسيط السقف الأميركي نتيجة تفاقم الوضع الميداني وعدم احترام تفاهمات كيري – لافروف إلى حد أن البعض في واشنطن أخذ يهزأ من وزير الخارجية المخضرم ويطلق عليه لقب “كيروف”. في هذه الأثناء وبالرغم من كل الحضور الروسي في سوريا يصعب على بوتين لعب دور الحكم والخصم أو عراب الحل السياسي، وهو غير قادر على إلزام النظام في دمشق فك الحصار عن مئات الآلاف من السوريين أو إطلاق المعتقلين. إزاء الاستعصاء الداخلي والخارجي، صدرت مذكرة الدبلوماسيين الأميركيين الذين عملوا أو تعاطوا مع الملف السوري وفيها مطالبة بتغيير الأسلوب ودرس احتمال توجيه ضربات للنظام السوري كي يلتزم بوقف الأعمال العدائية، وسرعان ما تفهم جون كيري الأمر في مسعى للضغط على نظيره المتجهم الدائم سيرجي لافروف، والغريب أن موسكو أخذت هذا الموضوع على محمل الجد وانبرى ميخائيل بوغدانوف، نائب لافروف، والسيدة ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية للتحذير من أي مجازفة أميركية، ومن أجل المزيد من التشويق في مسلسل رمضاني من نوع آخر جرى الكشف عن تفادي صدام بين مقاتلتين أميركية وروسية في الجنوب السوري، لكن جرى ختام المشهد الدرامي المصطنع بتراجع الشريف الأميركي وقول الناطق باسم البيت الأبيض رفض إدارته الانجرار إلى أي مجابهة شاملة مع روسيا، وهكذا لا يقبل الرئيس باراك أوباما أن يمنح دبلوماسيته ورقة التلويح بالقوة، ويترك الملف السوري عمليا في عهدة نظيره الروسي، بينما يتعامل معه بشكل مختلف في الجوار الروسي إذ تستمر العقوبات ضد موسكو بسبب أوكرانيا ويكشر الناتو عن أنيابه في بولندا ورومانيا وبلدان البلطيق.

ومن الواضح أن إدارة أوباما ترفض المقايضة أو المساومة بين الملفات المختلفة، وتفضل التركيز على الحرب ضد داعش واستمرار العمل مع روسيا وفق مسار فيينا والقرارات الدولية، وحسب مصدر أميركي معني بهذا الملف سيكون هناك تأكيد على موعد الأول من أغسطس لبدء المرحلة الانتقالية، وسيكون ذلك المحك للعلاقة مع موسكو على مدى الأشهر الأخيرة من ولاية أوباما ومع الإدارة الجديدة بحكم الأمر الواقع.

انطلاقا من هذه المعطيات انتهز فلاديمير بوتين فرصة انعقاد المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ خلال الأسبوع الماضي، وبحضور وجوه دولية بارزة (الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس المفوضية الأوروبية، ورئيس الوزراء الإيطالي) في ما يطلق عليه منتدى “دافوس الروسي”، وأراد أن يعطي الانطباع أنه لا يمكن الالتفاف عليه وأنه أخذ يستعيد الأمجاد السوفيتية وهو صاحب القول الشهير “نهاية الاتحاد السوفيتي كانت أكبر خطأ جيوسياسي في القرن العشرين”، لكن الواضح بالنسبة إليه أن هذه العودة لم تكن عبر البوابة الأوكرانية، بل عبر اختراقه الاستراتيجي في سوريا. ومن هنا كان طرحه لنظرته حول الحل السياسي في سوريا، ومرة أخرى تحدث بوتين باسم الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك خلال جلسة نقاشية في المنتدى الاقتصادي العالمي إذ قال “الأسد ‘ملتزم’ بالعملية السياسية لحل الأزمة السورية، وأنه وافق خلال زيارته لموسكو على تطوير دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة في سوريا”. وأبرز بوتين تمايزا مع وجهة نظر دمشق وطهران بقوله “المشكلات في سوريا تتمحور حول مكافحة الإرهاب، ولكنه ليس كل شيء، إذ أنه في جوهر هذا الصراع هناك تناقضات داخل المجتمع السوري، والرئيس الأسد يدرك ذلك”، مضيفا “السؤال ليس حول السيطرة على المناطق المختلفة، رغم أهمية ذلك، السؤال هو حول توفير الثقة بين جميع أطراف المجتمع”. بعد ذلك حدد بوتين خارطة الطريق الروسية وأبرز عناصرها:

تشكيل حكومة فعالة، يمكن لجميع سكان البلاد الوثوق بها.

المشاركة بنشاط في عملية تطوير الدستور الجديد.

إجراء انتخابات جديدة؛ انتخابات مجالس المحافظات، وانتخابات برلمانية.

ويلاحظ أن الانتخابات الرئاسية غير مطروحة، بل يكشف بوتين عن رفضه محاولة من أسماهم الشركاء الغربيين إعادة هيكلة السلطات السورية وهذا يعني حسب رأيه رحيل الأسد. من دون مواربة ومن دون مفاجأة يتمسك بوتين بورقته السورية ويحاول أن يعيد إنتاج النظام مع عدم حسم مصير رأسه وعدم احترام تفاهمات فيينا التي تقول ببدء حكم انتقالي يمارس كل صلاحيات السلطة التنفيذية. إنه التسويف وإنها المراوغة على الطريقة البوتينية. يرفع القيصر الجديد الصوت ضد أعمال الناتو العدائية في جواره لمجرد إجراء مناورات وتركيز منظومات دفاع صاروخي، بينما يشن في سوريا حربا من دون هوادة ويستفيد من الخلل في ميزان القوى الدولي كي يفرض استمرار نفوذه. يقر رئيس أركان الجيش الروسي (أو يناور ليغطي ضربات روسية قادمة) أن الوضع في سوريا يزداد تعقيدا، ومن الواضح أن التدخل المحدود وعدم الفعالية في التنسيق العملي بين الروس والمحور الإيراني وارتباطات موسكو مع واشنطن وإسرائيل، تجعل رهانات بوتين صعبة المنال وتترك الساحة السورية مسرحا للعبة الأمم وشعبها منسي ومتروك.

أستاذ العلوم السياسية المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

إيران الخمينية وسوريا العلمانية

كافي علي/العرب/25 حزيران/16

منذ أحداث درعا، وكرة النار تندرج في سوريا لتلتهم الأخضر واليابس، رحى الحرب تطحن البشر والحجر دون أمل في الخلاص. سوريا الوجع العربي الذي لم يطببه لا الأخ ولا الصديق، ضاعت ملامحها بسبب الحرب وصارت وليمة تتناولها دول المنطقة والقوى العظمى بشهية الغزاة. ما هي طبيعة حرب الطرق المسدودة في وجه الحلول في سوريا؟ هل هي ثورة شعبية مسلحة، أم حرب طائفية سنية شيعية؟ هل هي حرب دول المنطقة بالوكالة من أجل النفوذ وتجارة الطاقة، أم صراع الرأسمالية مع الاشتراكية، أم أنها الإرهاب وحرب الإنسان على الإنسان؟ وكأن لسان الحال يقول “تعددت الأسباب والموت في سوريا واحد”.

الواضح إعلاميا أن إشكالية بقاء الرئيس السوري أو رحيله هي السبب الذي يقف وراء تبديد كل جهد مبذول لإنهاء الحرب. كيف يمكن أن يكون بقاء أو رحيل بشار الأسد الذي ورث السلطة عن والده جوهر الأزمة السورية؟ إذا كانت لعنة القدر -أو سوء حظ الشعب السوري- جعلت من بشار الأسد النموذج الأول لمرحلة التوريث في جمهوريات الأنظمة الشمولية العربية، فإنه، في النهاية، ليس أكثر من رأس الهرم لسلطة دكتاتورية حكمت البلاد لأكثر من ثلاثين عاما. وإذا أخذنا بعين الاعتبار كيف كان كل رئيس في معسكر القومية الاشتراكية يعد أحد أبنائه لوراثة السلطة، فإن بشار الأسد ليس اختيار والده، وإنما هو اختيار الردى الذي خطف أخاه باسل وجعله رئيسا دون أن يكون مؤهلا بالخبرة ولا مسلحا بالقوة المطلوبتين لاستلام الدولة وضمان حفظ أمنها واستقرارها. لم يرث سيف الإسلام السلطة بعد معمر القذافي في ليبيا، ولا عدي بعد صدام حسين في العراق، ولا جمال بعد حسني مبارك في مصر، ولا محمد بعد زين العابدين بن علي في تونس، لكن جميع تلك الدول لاتزال تعاني من فوضى وحروب ما بعد التغيير. مراجعة التاريخ الشخصي لبشار الأسد ضمن نطاق أسرته تؤكد أنه لم يكن رجل سلطة وحرب وإنما هو رجل علوم ودبلوماسية. عقد في قيادة بلد مختنق بتركة ثقيلة من التحديات الداخلية والخارجية ليس كافيا ليضع الرئيس الجديد لمساته الخاصة على الحكم، فما بالك بالتصدي لثورة شعبية عارمة اجتاحت البلاد متأثرة بقوة واندفاع ثورات الربيع العربي؟ بالتأكيد لم يكن قمع الثورة بنفس الأسلوب الذي قمع به والده انتفاضة الإخوان المسلمين في حماة عام 1982 خياره الخاص، إنه واقع فرضته منظومة الدولة وطاقمها الأمني الذي ورثه مع السلطة. مثلما فرضت تراكمات الفساد والفقر والقمع سطوتها على مزاج الجماهير الغاضبة في بداية الثورة، فرض العنف والتسلط سطوتهما على الحاكم وحاشيته في قمعها، ليبقى السؤال هل ثار الشعب السوري على بشار الأسد، أم على سياسة ونظام والده حافظ الأسد؟

التحولات والاضطرابات السياسية في المنطقة فتحت شهية الدول المستفيدة من رحيل بشار الأسد أو بقائه في السلطة، وحولت القضية السورية من صراع بين الحاكم والمحكوم، إلى حرب إقليمية بالوكالة، حتى جاء التدخل الروسي ليجعلها قضية دولية. ورغم الأسباب المعلنة عن التدخل الروسي إلا أن التغيرات على الأرض تفتح الآفاق للنظر إلى هذا التدخل الروسي من زاوية مختلفة. بقاء الأسد في السلطة ضمن أجواء سياسية بإشراف دولي سيحفظ سوريا من خطر المشاريع الإسلامية المتربصة بها، ومنها المشروع الإيراني. إذا كان بإمكان الرئيس السوري التفاوض مع المعارضة للتوصل إلى حلول سياسية، وترك القضاء على داعش والنصرة للمجتمع الدولي، كيف يمكن له أن يضمن انسحاب إيران وميليشياتها من سوريا دون تدخل قوة عظمى مثل روسيا؟ المصالح المشتركة بين بشار الأسد وروسيا اقتصادية، لكن ما هي المصالح المشتركة بين إيران الخمينية وسوريا العلمانية؟ قبل كل شيء إيران لديها مشروع إسلامي مقدس وبقاء الأسد في السلطة لا يخدم مشروعها لأنه ليس من أتباع ولاية الفقيه كالسيد حسن نصر الله. هل إيران على استعداد للتخلي عن مشروعها وتضحياتها في سوريا من أجل دولة علمانية يقودها الأسد والبعث السوري بعد انتهاء الحرب؟ هنا تكمن حقيقة الأزمة في سوريا إذا أخذنا بعين الاعتبار تاريخ العلاقة بين إيران وأميركا في أفغانستان والعراق بعد أحداث البرجين، وكيف فجرت نتائجها حنين العراقيين إلى عهد صدام حسين.

 

أميركا التي تخشى حربا شاملة في سوريا

علي العائد/العرب/25 حزيران/16

تقول ناشطة لا تزال تقيم في الرقة، وهي على اتصال بأصدقاء يقيمون في اللاذقية “الناس هنا وهناك يقارنون بين داعش والنظام؛ في اللاذقية يخشون سيطرة التنظيم ووقوعهم تحت حكمه، فيفضلون ظلم النظام الذي يعرفونه. أما في الرقة، فيخشى الناس عودة النظام والانتقام منهم باعتبـارهم متهمـين بتشكيل حاضنة شعبية”. هي معادلة داخليـة كافية لاستمرار النظام والتنظيم، واستمرار الحرب في ظل بقاء ميزان القوى العسكرية على ما هو عليه. ولأن معادلة السياسة الخارجية الأميركية في الشأن السوري محكومة بانقسام أميركا الرسمية في خصوص التدخل المباشر خشية مواجهة روسيا (بالأحرى لا مصلحة لأميركا في أي تدخل مختلف عما تريده وتنفذه الآن)، لا يتوقع أي طارئ في ساحة الحرب، وبالتالي لن يكون للسياسة مكان، مادام كل طرف في كتائب المعارضة يحصل على السلاح بشكل يمكنه من تحمل الخسائر على الأقل. هذه الواقعة مدخل إلى تصريحات أركان في البيت الأبيض تتخوّف، إن تدخلت أميركا عسكرياً للإطاحة بنظام بشار الأسد، من أن تنزلق البلاد في حرب شاملة! كأن الحرب الشاملة في سوريا ليست قائمة، وكأن أميركا غير متورطة كطرف فيها، مباشرة، أو بشكل غير مباشر. ما لم يقله وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، هو أن الولايات المتحدة لا تريد أن تصطدم بروسيا في سوريا، مع أن كل عـوامل الصـدام بينهما متـوافرة، لكـن بدلاً من ذلك يستمر التنسيق بينهما للحـؤول دون وقوع حوادث تؤدي إلى صدام صريح. مثل هذا التصريح الظريف والمتأخر يضاف إلى انتقاد نائب الرئيس، جوزيف بايدن، لموظفي الخارجية الأميركية على ملاحظاتهم حول ترك الساحة السورية للدب الروسي. مبررات الموظفين لم تكن بذلك الوضوح، كونها لم تجسد رأياً صلباً من شأنه أن يبرر ما إذا كان وجوب التدخل من أجل حماية المصالح القومية الأميركية في المنطقة إن تمددت مدة الحرب في سوريا سنوات أخرى، أم لاعتبارات إنسانية وحقوقية تتعلق بدور الدولة العظمى في مساعدة السوريين للتخلص من نظام غير مستعد للتخلي عن كرسي الحكم حتى لو كلفه ذلك قتلَهم جميعاً. الأرجح أن لدى هؤلاء الموظفين ملامح من الحالة النفسية لأميركيي الحـرب الباردة، فأي تدخل سوفييتي (روسي)، حتى في منطقة لا تعد من مناطق النفوذ الأميركي، كان يعد مبرراً لاختبار القوة السياسية والعسكرية للطرف الآخر، وهذا ما حدث في أفغانستان، وقبل ذلك في فيتنام، في حالتين معكوستين.

في الأصل، مفهوم المصلحة القومية الأميركية فضفاض، خاصة أن سوريا ليست بلداً نفطياً تخشاه أميركا على السلعة الاستراتيجية الأولى في عصب الاقتصاد العالمي المضطرب سلفاً. ثم إن ما يحدث في سوريا، واستمراره، هو مصلحة قومية أميركية – إسرائيلية معتبرة تعوض عن أي مصلحة اقتصادية مفترضة يمكن أن تأتي من بلد نام كسوريا. حتى الآن، اكتفت أميركا بقيادة التحالف الشبحي ضد داعش، دون نتيجة تُذكر مع اقتراب عمر هذا التحالف من سنتين. فالقصف الجوي قوَّى داعش في سوريا والعراق بدل أن يُضعفه، بالرغم من خسائر التنظيم البشرية، وخسارته مدينة هنا وقرية هناك.

الملاحظة المهمة هنا أن استراتيجية التنظيم وتكتيكاته، لا تزالان فاعلتين ضد القوات والميليشيات العراقية، كما ضد النظام السوري، وضد الجيش الحر، والكتائب الإسلامية المختلفة. الأهم الذي يثير تخوف الناس في سوريا من داعش هو بقاؤه في حد ذاته، فكلما طالت فترة استقرار التنظيم، أو تمدده، ازدادت إمكانية تحوله إلى أمر واقع في نظر الناس المغلوبين على أمرهم الآن، كما كانوا مغلوبين تحت حكم النظام السوري. كذب أميركا تجاه النظام السوري مكشوف، من سياسييها الرسميين وموظفي خارجيتها، حيث داعش عدو موصوف لأميركا وروسيا والنظام السوري وإيران والشعب السوري والفصائل التابعة للجيش الحر، إضافة إلى النظام الرسمي العراقي والشعب العراقي والحشد الشعبي، بل و”جبهة النصرة” ذاتها! هل يُعقل، إذن، أن بضع عشرات الألوف من داعش يُعجزون كل هؤلاء، منفردين، ومجتمعين، حتى تضع أميركا نفسها في موقف صعب تختار فيه إما صداقة بشار الأسد وفلاديمير بوتين، وإما “واجبها” الإنساني والأخلاقي – السياسي كدولة عظمى، إن كانت كذلك؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

الرهبانية المارونية احتفلت بعيد مار يوحنا المعمدان في رشميا

الجمعة 24 حزيران 2016

وطنية - احتفلت بلدة رشميا بعيد مار يوحنا المعمدان وترأس المدبر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية الاب أيوب شهوان قداسا في دير مار يوحنا الأثري وسط البلدة بمشاركة رئيس الدير الاباتي باسيل الهاشم وعدد من المدبرين ولفيف من الرهبان والراهبات. وحضر القداس النائب فؤاد السعد ورئيس البلدية منصور مبارك والمختاران دياب حبيقة وجمال كنعان ومنسق التيار الوطني الحر في عاليه بول نجم، ونائب منسق القوات اللبنانية في عاليه مارون وهبه، ورئيس رابطة الشبيبة الرشماوية سعد الياس وحشد من اهالي رشميا والجوار.

شهوان

وبعد الانجيل المقدس ألقى الاب شهوان كلمة دعا فيها الى "التشبث بايماننا وبأرضنا وجبلنا حيث لم تستطع أي قوة أن تزحزحنا، لا قوى شريرة ولا قوات جحيم ولا غيرها، فأبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة".

وقال:"لا يمكننا أن نعيش مسيحيين ضعفاء، فلا يحق لأحد أن يقول أنا مسيحي وفي الوقت ذاته أنا ضعيف وخائف ونحن نقوى بقوة الصليب فلماذا سنكون ضعفاء وخائفين؟! ". واضاف "علينا أن نأخذ أمثولة من هذا الدير الذي زرع هنا في القرن السابع عشر ومن دير مار أنطونيوس وغيرها من الاديرة التي تمثل علامات رجاء بأن الكنيسة موجودة وبأن يسوع موجود في قلب كل ضيعة وفي قلب كل دير". وأكد "أنه على الرغم من كل المصائب والويلات لا تتوقف مسيرتنا لأنها مبنية على حمل الصليب كل يوم، ونحن على خطى مار يوحنا المعمدان سنكون صوتا صارخا وسنحمل دائما ليس فقط الحقيقة بل الحقيقة المطلقة. واذا كان وطننا واقعا اليوم تحت الصليب علينا أن ندعم إيماننا الداخلي لنقوم بوطننا".

 

 سلسلة احكام للعسكرية الدائمة بجرائم اطلاق نار ونقل اسلحة غير مرخصة والانتماء لمجموعات مسلحة والاتجار بالمخدرات

الجمعة 24 حزيران 2016 /وطنية - أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم وبعضوية المستشار القاضي حسن شحرور وبحضور مفوض الحكومة المعاون القاضي هاني الحجار سلسلة من الأحكام جاءت على الشكل الاتي:

- أربعة أحكام بجرم إطلاق النار في مكان مأهول قضى منها حكما غيابيا بسنة وشهر حبسا بحق (ص.م) وقضى ثلاثة بأسبوعين حبسا بحق (م.س) وبشهر حبسا بحق (م.س) وبتغريم (ح.ص) بثلاثماية الف ليرة لبنانية وإلزام كل من المحكومين أعلاه بتقديم بندقية حربية ومصادرة المضبوط.

- حكم بجرم إطلاق النار تهديدا من صلاح صيد غير مرخص باتجاه المدعو (ي.ح) وتعطيله عن العمل.

- أربعة أحكام غيابية بجرم نقل مسدس حربي دون ترخيص قضى كل منها بسنة وشهر حبسا ومصادرة المضبوط بحق (م.ز) و(م.ع) و(ع.ع) و(ب.ج).

- حكم بجرم عدم مراعاة نظام السير والتسبب بوفاة طفل وإيذاء وتعطيل والدته قضى بأسبوع حبسا وتغريم (ي.ح) بماية الف ليرة لبنانية.

- أربعة أحكام بجرم مقاومة أو معاملة عناصر الجيش أو قوى الأمن الداخلي بالشدة أثناء الوظيفة قضى منها غيابيا بشهر حبسا وتغريم (م.ح) بماية الف ليرة لبنانية غرامة، وتغريم (ح.ع) بخمسماية الف ليرة لبنانية ومصادرة المضبوط، وتغريم (ع.ن) بمايتا الف ليرة لبنانية، وتغريم (ح.ب) بثلاثماية الف ليرة لبنانية.

- أربعة أحكام غيابية بجرم حيازة أعتدة عسكرية وذخيرة حربية وأجهزة لاسلكية قضى كل منها بنسة وشهر حبسا ومصادرة المضبوط بحق كل من (ر.ح) و(هـ.ح) و(ع.م) و(ح.م) و(ع.م) و(ز.م) و(ع.م) و(ع.ز) و(ع.ز).

- حكم بجرم المس بسمعة الجيش قضى بستة أشهر حبسا بحق (ص.ب).

- حكم بجرم تهديد وتحقير عناصر قوى الأمن قضى بتغريم (م.ح) بماية الف ليرة لبنانية.

- حكم بجرم اختلاق جرم بحق عناصر عسكرية مع علمه بعدم اقترافه من قبلهم قضى بستة أشهر حبسا.

- حكمين غيابيين بجرم رمي رمانة يدوية في مكان مأهول قضى كل منهما بسنة وشهر حبسا وإلزام كل منهما بتقديم رمانة يدوية بحق الفلسطينيين (س.ح) و(هـ.م) و(س.ح) و(ح.ح) و(أ.ش).

- حكم بجرم شهر بندقية صيد مرخصة تهديدا وإطلاق عيار ناري أودى بحيارة المرحومة (ر.ز) قضى بشهر حبسا ومصادرة المضبوط بحق (م.أ) وبأسبوعين حبسا بحق (ن.ح).

- حكم بجرم إحداث تخريب داخل النظارة قضى بتغريم (ع.ن) بخمسون الف ليرة لبنانية.

- حكمين بجرم الإشتراك مع آخرين على إنشاء مجموعة مسلحة والإشتراك في القتال الدائر بين جبل محسن وباب التبانة ما أدى الى وقوع قتلى وجرحى قضى بالأشغال الشاقة لمدة سنة ونصف وماية الف ليرة لبنانية غرامة بحق (ع.ح) و(م.ش) وإلزام كل منهما تقديم بندقية حربية وتجريدهما من الحقوق المدنية وبسنة حبسا وتغريم (ز.ش) بماية الف ليرة لبنانية وتقديم بندقية حربية.

- حكم بجرم الإنتماء الى جند الشام والقيام بأعمال إرهابية قضى بسنة حبسا وتقديم بندقية حربية بحق السوري (أ.ز).

- ثلاثة أحكام بجرم الإنتماء الى مجموعة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات والإتجار بالأسلحة قضى بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات وتجريده من الحقوق المدنية بحق السوري (ج.خ) وبسنة حبسا بحق السوري (م.ق) وبستة أشهر بحق (خ.أ).

- ثلاثة أحكام بجرم الإهمال بالقيام بالوظيفة ومخالفة التعليمات العسكرية والرشوة قضى بسنة وشهر وماية الف ليرة لبنانية غرامة بحق السوداني (ع.م) و(م.ر) وبشهر حبسا بحق (ج.م) وبعشرة أيام حبسا بحق (هـ.م) و(أ.م).

- حكمين بجرم ترويج الحشيشة والحبوب المخدرة داخل السجن وإدخال هواتف خليوية وسكاكين اليه قضى غيابيا بالأشغال الشاقة المؤبدة وبماية وعشرة ملايين ليرة لبنانية غرامة وتجريده من الحقوق المدنية ومصادرة المضبوط بحق (م.م) والآخر قضى بستة أشهر حبسا وخمسماية الف ليرة لبنانية غرامة ومصادرة المضبوةط حق كل من (م.م) و(د.خ) و(ك.ب) و(م.ب) و(س.د) و(م.م) و(ح.ح) و(ب.س) و(م.خ) و(خ.م) و(م.ح) و(ح.ص) و(أ.ح).

 

الحريري من طرابلس: حلّوا عن رفيق الحريري وعن العنتريات على بيته باسمه

أقام الرئيس سعد الحريري مأدبة إفطار رمضانية، غروب اليوم الجمعة، في معرض رشيد كرامي الدولي على شرف عائلات من طرابلس والكورة، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي، نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وزيرة المهجرين اليس شبطيني ممثلةً بجورج شبطيني، النواب: سمير الجسر، بدر ونوس، فادي كرم، محمد كبارة، أحمد كرامي، سامر سعادة، محمد الصفدي ممثلاً بأحمد الصفدي، روبير فاضل ممثلاً بسعد الدين فاخوري، الوزراء السابقين فيصل كرامي، ريا الحسن وعمر مسيكة، وعمر مسقاوي، النائبين السابقين، غطاس خوري ومصطفى علوش.

كما حضر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج أبو جودة، متروبليت طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوارد ضاهر، الرئيس السابق للمحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ ناصر الصالح، مدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري، مستشار الرئيس الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري وأعضاء من المكتبين السياسي والتنفيذي، والد الشهيد وسام الحسن عدنان الحسن، رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، رئيس بلدية القلمون طلال دنكر، قادة الأجهزة الأمنية في الشمال، شخصيات حزبية ونقابية واجتماعية وتربوية واقتصادية، وحشد من جمهور "تيار المستقبل" في طرابلس والكورة.

بعد تقديم من منسق عام طرابلس ناصر عدرة، ألقى الرئيس سعد الحريري الكلمة الآتية:

أيها الأحبة، أيها الرفاق والأصدقاء، من طرابلس والكورة، أول الكلام، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. السلام على طرابلس الغالية على قلبي، السلام على طرابلس التي واجهت الفتنة، وطردت من صفوفها أدوات الشر وسرايا التخريب والتهجير. سلام على شهداء طرابلس، على شبابها وأبطالها والصابرين في أحيائها، ممّن واجهوا حملات التجنّي والغدر، والملاحقات التعسّفيّة وتمسّكوا بإيمانهم تحت وطأة تعذيب السجون والأحكام الظالمة. السلام على بيوت وساحات الطيبين التي نفضت عنها غبار الحروب والمعارك لتبقى عنوانا مضيئا لكرامة المدينة وهويتّها الوطنية والعربية.

أيها الإخوة والأخوات،

ونحن نجتمع في معرض رشيد كرامي الدولي، ننحني للرئيس الشهيد رشيد كرامي، قائدا وطنيا عروبيا من طرابلس، ونموذجا لرجل الدولة الذي دفع بحياته دفاعه عن قيم العيش المشترك والوحدة الوطنية، وهي القيم التي تحملونها، بتنوّعكم الثابت والراسخ في التاريخ وفي الحاضر والمستقبل، في كنائسكم ومساجدكم وأسماء شوارعكم وعاداتكم وتقاليدكم.

دعوني أبدأ مباشرة بالموضوع، الذي هو الانتخابات البلدية. أنا لست آتٍ لكي أعاتبكم، أنا آت لكي أحترمكم، وأحترم صوتكم وإرادتكم. نحن من مدرسة الديمقراطية، وعندما تنتخب طرابلس مجلسها البلدي نحن نتعاون مع هذا المجلس، لمصلحة طرابلس. ودعوني أقول لكم من الآخر: أعضاء مجلسكم البلدي الجديد جميعهم إخواني وأصدقائي وأحبابي. ونحن نرى مصلحة طرابلس فوق كل اعتبار، ووفاء طرابلس لتيار المستقبل ولخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ممنوع أن يكون محل تشكيك أو مراجعة أو إعادة تقييم. طرابلس لا تخرج من جلدها! وطرابلس قدّمت لرفيق الحريري، عندما كان ممنوعا على رفيق الحريري أن يقدّم أي شيء لطرابلس. ولكل واحد يحاول تسخيف العلاقة بين طرابلس وبيننا لعلاقة منفعيّة أقول بوضوح: نحن "ما إلنا عليكن، إنتو إلكن علينا!". وأنا آت لأقول: لكل شخص صوّتَ لهذه اللائحة، أو تلك، لهذا المرشّح أو ذاك، وكل شخص جلس في البيت وحجب صوته: جميعكم.... وصلني صوتكم، ووصلتني رسالتكم، وأنا مسؤول عنها. لأن مفهومنا للسياسة، هو خدمة الناس، وتطلّعات الناس وطموحات الناس، وقضايا الناس. نحن لم ندخل إلى السياسة من أجل مناصب، ولا من أجل مكاسب وأموال. نحن اسمنا حريري: مناصبنا الشهادة، وأموالنا نخسرها في السياسة. ونحن لا نرى من السياسة إلا وسيلة لخدمتكم، لخدمة أهلنا، بالكورة وبطرابلس وبكل لبنان. هذا ما يحمّـلنا المسؤولية، أنتم الذين تحمّلوننا المسؤولية، وهذه المسؤولية لا نتهرّب منها، لو مهما حدث. نحن مسؤولون عن ناسنا، هذا أساس الحريرية الوطنية.

وبما أنه في هذه الأيام هناك موضة، كل الناس تشرح لنا ما هي الحريرية الوطنية وما هو فكر رفيق الحريري، وخط رفيق الحريري، ووصلت المواصيل إلى حد دعوة بيت الحريري لكي يعودوا للحريرية، ودعوة سعد ليعود حريري، ودعوة سعد ليعود لرفيق، دعوني أقول لكم ماذا قال رفيق الحريري هو بنفسه. في نهاية العام 2004، بعد محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، سأل الصحافي غسان شربل الرئيس رفيق الحريري سؤالا واضحا ومباشرا.

قال له: ماذا تتوقّع في المرحلة المقبلة؟ وسأقول لكم جواب رفيق الحريري: "إنّها مرحلة تستلزم من الجميع الحكمة والصّبر والتبصّر. مرحلة صعبة. دعني أختصر لك موضوع التنازلات في تشبيه لا أعرف إن كان دقيقا. أنت أمام طائرة مدنية مخطوفة، ولا تستطيع تحرير الرّكاب بالقوة فماذا تفعل؟ جوابي (جواب رفيق الحريري) هو أنّ الأولوية لسلامة الركاب وإنقاذهم، فمجرّد إنقاذ بيروت ولبنان يشكّل عقابا للخاطفين". انتهى جواب رفيق الحريري.

أليس هذا لسان حالنا ولسان حال بلدنا اليوم؟ نعم. ما زالت الطائرة مخطوفة، وواجباتي، ومسؤولياتي، أن أعمل بروح رفيق الحريري على إنقاذ الركاب وتأمين سلامتهم. ومن الآن أقول لكم: الخاطف لن يتمكن أن يكمل والطائرة، قريبا بإذن الله، ستهبط بالسلامة في مطار رفيق الحريري الدولي وتعطي الأمان والكرامة للركاب ولكل لبنان! والخاطف ... سينال نصيبه! هذه مدرستنا، وهذه مسؤولياتنا.

إذا كان لديك رأي مختلف، بأنه يجب أن نكسر شباك الطائرة، أو نفجّر عبوة بقمرة القيادة، أو تريد أن تقتل القائد، أو تريد أن تقفز من الطائرة من علوّ 30 ألف قدم؟ يا أخي أنت حرّ برأيك، ولكن أرجوك، "حلّ عن رفيق الحريري وعن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري باسم رفيق الحريري".

وبالمناسبة، لكل من أصبحوا فجأة خبراء محلّفين برفيق الحريري والحريرية ومبادئها، فقط تذكير صغير: في كل مرة سئل رفيق الحريري ما هو أهمّ شيء في هذه الدنيا؟ ما كان جوابه؟ الصّدق!  نعم: الصّدق. وما هو أساس الصّدق؟ الوفاء! ... نعم: الوفاء... فقط للتذكير.  وأنا أكيد أنكم لم تنسوا.

أيها الأحبة والرفاق،

عندما تُهمل طرابلس، فنحن مسؤولون. وعندما تُظلم طرابلس، فنحن مسؤولون. وعندما تكون طرابلس على حق، فنحن مسؤولون أيضا عن إحقاق هذا الحق. نحن، في خدمة طرابلس، وليس العكس. وعندما نضع أنفسنا في خدمة طرابلس، نقدم أعظم خدمة للاعتدال والإستقرار في كل لبنان.

وهذه مناسبة لكي أتحدث عن الاعتدال. هناك محاولة قائمة منذ سنين طويلة، ووصلت إلى درجات مسعورة مؤخرا، لإلصاق صورة التطرّف بكل أهل السنّة عموما وبطرابلس بشكل خاص. جزء من هذه المحاولة، مع الأسف، هو خرق، داخل البيت الواحد، يحاول إظهار الاعتدال وكأنه ضعف. والحقيقة، أن الاعتدال ليس ضعفاً، بل الاعتدال قوّة. وقوّة حقيقية. الاعتدال الواقف في وجه الإرهاب وفي وجه الفتنة والضلال والهمجيّة، قوّة. الاعتدال الذي أنقذ طرابلس وكل لبنان من المصير الأسود الذي يواجهه إخوتنا في سوريا، قوّة... وليس ضعفا. الاعتدال الصامد على مشروع الدولة، المتمسك بمواقفه، حتى عندما يحاور، قوة، وليس ضعفا. عندما أكون معتدلا، أنا واحد من مليار و٥٠٠ مليون مسلم في العالم، مؤمنين أن دينهم دين اعتدال، هذه قوّة، وليست ضعفا.

الاعتدال في لبنان سمح للجيش اللبناني أن يضرب فتنة فتح الإسلام التي أرسلها إلينا المجرم بشار الأسد. الاعتدال في لبنان، هو الذي أعاد المجرم ميشال سماحة إلى السجن، هذا الذي كان قد أرسله معلمه المجرم في سوريا لكي يفجر فتنة مذهبية وطائفية في لبنان والذي أنقذنا منه وسجنه بطل الكورة وبطل كل لبنان اللواء الشهيد وسام الحسن. من يقتل، هو الضعيف ومن يطالب بالعدالة وبالحق، هو القوي، هو المعتدل.

الاعتدال في لبنان هو الذي أتى بالمحكمة الدولية، وقبلها، هو الذي أخرج النظام السوري من لبنان بعدما نزل كل المعتدلين من كل المناطق والطوائف، وأنتم على رأسهم، إلى الساحات في 14 آذار 2005. هذه هي القوة الحقيقية، هذا هو الاعتدال. فلا يأتين أحد لـ"يبيعنا" أن الاعتدال ضعف ولا يحاولن أحد أن يصوّركم إنكم أهل تطرّف وغوغائية.

أيها الأحبة والأصدقاء والرفاق،

طرابلس لم تكن يوما ولن تكون بؤرة للتطرّف والإرهاب، لكنّكم لن تقبلوا، ونحن لن نقبل

أن تكون هذه المدينة الحبيبة مستنقعاً إقتصادياً. هذه مدينة تقيم على خط اليأس منذ عقود طويلة. وقد آن الأوان لحشد كل الجهود في سبيل رفع الظّلم عنها ووضعها في الموقع المتقدم، على خارطة النهوض الوطني.

لطرابلس، نجدد العهد في هذا الشهر المبارك ونؤكد أمام هذه النّخبة من الأهل والأصدقاء أن النهوض بطرابلس أمانة في رقابنا جميعا. وأنا على رأس تيار المستقبل ومع كل الأوفياء من أبناء المدينة وفعالياتها سأكون في مقدمة حملة النهوض بطرابلس وإعادتها منارة مضيئة، بإذن الله على ساحل المتوسط.

إنني أطلق أمامكم عهدا، ولا أتوجّه بأي وعود. العهد، في أن نبذل أقصى الجهد، ونوفر كل الإمكانات، من خلال الدولة ومؤسساتها، ومن خلال القطاع الخاص واستثماراته لإطلاق ورشة وطنية في طرابلس تشمل المعرض والمرفأ والأسواق القديمة والشواطئ، والجزر، والدفع في كل اتجاه يضع المدينة على خريطة الإقتصاد الوطني والعربي.  شبعت طرابلس وعوداً من هنا ومن هناك وهي تطلب منّا قراراً يضع مشاريع تطويرها موضع التنفيذ.

والآن دعونا ننظر قليلا أبعد من يوميّاتنا وقضايانا المباشرة. أنتم تعرفون أننا دعمنا وندعم أكبر مشروع بتاريخ طرابلس بدأ تنفيذه والحمد لله: مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة.

هذا المشروع ليس معزولا، فمعه خط سكة الحديد التي خصصت لها المبالغ اللازمة، وشبكة الطرقات التي تربط طرابلس بالعمق السوري شمالا وشرقا، ومرفأ طرابلس. وهذا كله سيتحقق. هذا المشروع سيجعل من طرابلس ومرفأ طرابلس وتجّار طرابلس وعمّال طرابلس وشباب طرابلس وشابات طرابلس، منصّة إعادة الإعمار وتوفير الاحتياجات لسوريا والعراق، عندما يتم الحل السياسي في سوريا والعراق.

وأنا أقول لكم: الحل السياسي في المنطقة آتٍ، بإذن الله. أي أن سوريا ستتخلص من كابوس بشار الاسد! وطرابلس يجب أن تستعد لتلعب دورها التاريخي. هذا الكلام ليس أنا من يقوله: بان كي مون يقوله، والبنك الدولي يقوله وكل من ينظر إلى الخريطة الجغرافية وخريطة الطاقات البشرية الممتازة التي يمتلكها شباب وشابات مدينتكم، يقوله!جل ما هو المطلوب أن نصمد، ونحفظ الاستقرار، ونحفظ أهلنا وبلدنا، ونعمل ونخطط للمستقبل، والمستقبل قريب، والمستقبل واعد بإذن الله.

والله كريم، ورمضان كريم وكل عام وانتم بخير.

 

نص خطاب حسن نصرالله

نصرالله في مهرجان إحياء ذكرى أربعين بدر الدين: حريصون على البلد واقتصاده وأمنه وسلامته ولا نقبل اي تصرف عدواني تجاه جمهورنا

الجمعة 24 حزيران 2016 الساعة 22:05

وطنية - القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في مهرجان إحياء ذكرى أربعين الحاج مصطفى بدر الدين قال فيها:"أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء المبارك إحياء لذكرى هذا القائد الجهادي العزيز والشهيد المضحي، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتفضل علينا جميعا وعليكم وعلى الناس بالبركة والمغفرة والرحمة والرضوان والكرامة وخير الدنيا والآخرة، في هذه الأيام العظيمة والليالي المباركة، في هذا الشهر العظيم، شهر الله سبحانه وتعالى، وأجدد التبريك والتعزية لعائلة الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين، لعائلته الشريفة، لأمه وزوجته وابنه وبناته وأخوته وأخواته وأقاربه وأرحامه وكل إخوة الجهاد ورفاق الدرب والسلاح.

كما يجب أن أتوجه في بداية الكلمة إلى عوائل شهدائنا، عوائل شهداء المواجهات الأخيرة في حلب، أبارك لهم شهادة أعزائهم وأعزيهم بفراق هؤلاء الأحبة، كما هو حال الموقف مع كل شهيد وكل شهادة، وأسأل الله تعالى أن يمن على الشهداء برفيع الدرجات وعلى عائلات الشهداء الشريفة بالصبر والسلوان، وأن يجعل أعزءاكم هؤلاء لكم ولنا ذخرا وشرفا وكرامة في الدنيا وفي الآخرة. أيضا أتوجه لعائلة الأخ الأسير وكذلك عائلات الإخوة الأسرى السابقين الذين اعتز بمعنوياتهم وثباتهم، كما معنويات عوائل الشهداء، ولأؤكد لهم أن أسراكم أمانة في هذه المقاومة التي لم تترك أسراها التي لم تترك أسراها في السجون في يوم من الأيام، وشاهدها الشهيد الكبير، وعلى هذه الحقيقة هو صاحب ذكرى هذا اليوم الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين. أيضا أتوجه إلى الجرحى وأسأل الله تعالى لهم الشفاء والعافية ومن الجميع القبول، ونعتز أيضا بثباتهم ومعنوياتهم وإرادة الحياة عندهم، هذا الذي شاهدناه قبل أيام في المستشفى، كيف يواصل جرحانا حياتهم، وكيف تواصل عائلات هؤلاء الجرحى قرارها ومسيرها ومسارها.

في شهر رمضان المبارك، في الأسحار، نقرأ دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام، المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي، جملة لطيفة من جمله، وكل جمل هذا الدعاء لطيفة: اللهم إني أسألك صبرا جميلا وفرجا قريبا وقولا صادقا وأجرأ عظيما، أسألك يا ربي من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم.

يبدأ الدعاء: إني أسألك صبرا جميلا، لأن الصبر الجميل هو مفتاح الفرج القريب، والصبر الجميل هو الذي يجعل الإنسان صادقا في القول، فلا يزل لسان ولا قدم، والصبر الجميل عاقبته الأجر العظيم، ونحن مسيرة هذا الصبر الجميل منذ الأيام الأولى بالصبر والثبات والدعاء والتضحية والتوكل على الله سبحانه وتعالى، واحتساب شهدائنا وجرحانا وآلامنا وما يصيبنا في عين الله سبحانه وتعالى، كنا نشهد بأم العين الفرج القريب الذي كان يعبر عنه الإنجاز تلو الإنجاز والانتصار تلو الانتصار، ولذلك كانت مسيرتنا من أهل القول الصادق، وإن شاء الله، الله يعطينا ويعطيكم جميعا الأجر العظيم، إن لم نحبط عملنا بالتعلق بشيء من حطام هذه الدنيا، من خلال الإخلاص والثبات على القول والثبات على العمل تصل إلى النتيجة.

في بداية الكلمة أود أن أوصي نفسي وإخواني وأخواتي والمشاهدين بالاستفادة من بقية أيام وليالي هذا الشهر العظيم، خصوصا أولئك الذين ـ خلال عشرين يوم مضوا 19 يوم مضوا 18 يوما مضوا ـ ربما انشغلوا كثيرا بالمباحات، بالمسلسلات، وأضاعوا الكثير من ليالي هذا الشهر، من ساعاته، من دقائقه، من لحظاته، أدعوهم إن شاء الله ابتداء من هذه الليلة، الليلة التي دخل فيها تكفيري ـ عند فجرها ـ من خوارج النهروان، من بقايا خوارج النهروان، ليقتل إمام المسلمين وخليفة المسلمين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في محراب الصلاة، لأنه كفره، نحن في هذه الليلة أمام ذكرى إقدام ظاهرة تكفيرية وتكفيري كفر إمام المسلمين ومجتمع المسلمين وكل المسلمين وأباح دماءهم، بل أباح قتل إمامهم في بيت الله وفي مسجد الله عز وجل.

لذلك نأمل إن شاء الله أن نتعاون جميعا على الابتهال وعلى الدعاء وعلى الأحياء وأن نذكر شهداءنا لنسأل لهم الرحمة والمغفرة وعلو الدرجة وشفاعة الأنبياء والأولياء والأوصياء، ونذكر جرحانا للشفاء وأسرانا للحرية وشعبنا للخلاص والسلام والأمن والسلامة والكرامة وهنيء العيش.

أنا اليوم أود أن أتحدث قليلا عن المناسبة وصاحبها ومنها أدخل إلى بعض النقاط المحلية والإقليمية بالاختصار الممكن إن شاء الله.

طبعا سأؤجل أي حديث عن التهديدات الإسرائيلية التي استمعنا إليها خلال الأيام القليلة الماضية وعن مؤتمر هيرتزيليا وعن مجمل قضية الصراع العربي الإسرائيلي وتطور العلاقات العربية الإسرائيلية والأداء العربي في الموضوع الفلسطيني والإسرائيلي إلى يوم الجمعة المقبل إن شاء الله عندما نحيي سويا ـ إن أبقانا الله على قيد الحياة ـ يوم القدس العالمي الذي كان قد أعلنه سماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف للقدس في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك.

نحن بلا شك نحن في حزب الله خصوصا، ومن خلال استشهاد القائد الأخ العزيز السيد مصطفى بدر الدين، فقدنا قائدا كبيرا من قادة المقاومة وركنا أساسيا من أركانها وعقلا مبدعا من عقولها المبدعة، وهو الذي كان قائدا شجاعا مقداما صلبا، من الذين تجدهم بين يديك، بل تجدهم أمامك في الملمات الكبرى والتحديات الخطيرة، ثاقب الرأي، لأنه ـ عادة الناس بالزلازل والعواصف والشدائد قد تحتار عقولها أو تتزلزل إرادتها أو تضعف أفئدتها ـ ثاقب الرأي، ثابت القدم، قوي الفؤاد، عالي الهمة، ذا عزم وحزم، لا يضعف ولا يجبن ولا يتزلزل مهما كانت العواصف والشدائد.

أنا لا أريد اليوم أن أعيد ما قلته في ذكرى الأسبوع عن دوره ومهامه وإنجازاته وقيادته في المقاومة على مدى سنوات طوال، في الجانب الأمني وفي الجانب العسكري، وخصوصا أن هذا النوع من القادة لا يمكن الحديث عن كثير من خصوصياته ولا عن كثير من أنجازاته، خصوصا أن المقاومة ما زالت في قلب المعركة. قد يأتي زمان في هذا الجيل أو في أجيال مقبلة تفتح فيه هذه الملفات وتكتب فيه هذه الصفحات العظيمة والعزيزة.

اليوم أريد أن أقف عند نقطتين وأدخل من النقطة الثانية إلى الوضع السياسي: الأولى دور السيد الشهيد السيد مصطفى في موضوع إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. هذا طبعا كان من الملفات المهمة جدا في عمل المقاومة، والمعقدة جدا، والتي تحتاج إلى صبر جميل أيضا ـ واليوم سنتحدث كثيرا عن الصبر الجميل ـ تحتاج إلى صبر طويل ونفس طويل ودأب.

هذه القضية طبعا كانت من اهتماماته الأساسية، لعل ذلك أولا لأنه مقاوم بل في قيادة المقاومة، ثانيا نتيجة الجانب العاطفي في شخصية السيد مصطفى التي تحدثت عنها في ذكرى الأسبوع، وثالثا لأنه هو شخصيا عانى في السجون ويعرف ماذا يعني السجن والأسر وخصوصا السجن الانفرادي، ولذلك كان لديه اندفاع خاص في متابعة هذه القضية، وكان يتطوع لها. هو يقول يا أخي هذا الملف أنا سلموني إياه، أنا أود أن أتابع وأود أن أفاوض، رغم المحاذير الأمنية التي تتعلق بشخصيته. وبالفعل، كل المفاوضات التي حصلت في أواخر التسعينيات، إلى آخر عملية تفاوض والتي انتهت بإطلاق سراح الأخ الشهيد القائد الأخ سمير القنطار وإخوانه الأسرى فيما سمي بعملية الرضوان من بعد حرب تموز كان رئيس فريق التفاوض فيها السيد مصطفى بدر الدين الشهيد. وإذا كنتم تذكرون، في عملية الرضوان، أنا شكرت الإخوة، وقلت للأسف هناك بعض الأسماء لا يمكننا أن نذكرها، هذا الاسم هو اسم مصطفى بدر الدين.

على كل، في هذا الملف عمل هو وإخوانه بشكل كبير جدا، وأنا أذكر تلك المفاوضات التي استمرت أحيانا سنوات وجلسات طويلة ومعقدة، ولكن بالحكمة والصبر والوعي والفهم والذكاء مع إخوانه في بقية الفريق والجهة المساندة لهم أيضا، الحمد لله تم تحقيق إنجازات كبيرة على هذا الصعيد، ونستطيع أن نقول إن أسرانا ومعتقلينا في السجون أطلق سراحهم بكرامة وبعز وبدون منة من أحد وبدون تفضل من أحد علينا، بسواعد المجهادين وقبل كل شيء وبعد كل شيء بفضل من الله سبحانه وتعالى.

نعم بقي بعض الملفات العالقة التي لم تنجز بعد، والتي لم نصل فيها إلى نتيجة وهي تتعلق ببعض الإخوة اللبنانيين الذين يصر العدو الاسرائيلي، إما على أنهم ليسوا موجودين لديه أو أنهم استشهدوا وليس لديهم رفاة أو ما شاكل.

هذا ملف يجب أن يظل قيد المتابعة، إنما ذكرته لطبيعة المناسبة.

الأمر الآخر، هو اهتمام السيد الشهيد باحداث وتطورات المنطقة، في البعد الذي يرتبط بإسرائيل وفلسطين، والصراع مع العدو الاسرائيلي، هذا طبيعي في سياق مسؤوليته في المقاومة التي تحدثنا عنها سابقا.

في السنوات الاخيرة حصلت أحداث كبرى في المنطقة، بطبيعة الحال، نحن لدينا ملفات موزعة ومسؤوليات مقسمة بين الإخوة القياديين، والأخ السيد كان مسؤولا عن عدد من هذه الملفات، منها مثلا الملف الجهادي في العراق، منها الملف الجهادي في سورية وملفات أخرى. هو كان لديه تحمل كبير للمسؤولية وإحساس كبير بالمسؤولية وبالمخاطر الناجمة عن تطورات الأحداث في المنطقة.

طبعا هناك دائما في لبنان من يحاول أن يفكك المسائل ويقول مثلا: ما دخلنا نحن اللبنانيين في العراق وما دخلنا في سوريا. حسنا، عندما يشكو اللبنانيون من مليونين سوري نازح، ويحاولون إحصاء حجم الإنفاق على هؤلاء من مليارات الدولارات وأعباء أخرى من اقتصادية ومالية وأمنية. هذا ناتج ماذا؟ هذا ناتج الأحداث في المنطقة، في العراق وفي سورية، وغيرها أيضا. الأخطار الأمنية ناشئة عن هذه الاحداث؟ على كل، هذا الإيمان، هذا الاعتقاد الموجود لدى حزب الله وكثير من أصدقائنا في لبنان، كان قويا في السيد مصطفى، أنه صحيح أننا نحن نساعد العراقي في العراق والسوري في سوريا، ولكننا نحن هنا ندافع عن لبنان، عن شعبنا في لبنان، عن أمن لبنان، عن مستقبل لبنان، عن مصير لبنان، لانه لا يمكن تفكيك لبنان ومصير لبنان ومستقبل لبنان عما يجري في كل المنطقة وخصوصا في سورية والعراق، لذلك كان له متابعة أكيدة جدا.

أنا أذكر مثلا من العراق وأكتفي به لأني أريد أن أتحدث قليلا في موضوع سورية، عن السيد وعن سورية. عندما هاجمت داعش وفي أيام وليال قليلة للأسف الشديد استطاعت أن تسيطر على محافظة الموصل وجزء كبير من محافظة الانبار وجزء كبير من محافظة ديالى وجزء كبير من محافظة كركوك، وعلى كامل محافظة صلاح الدين تقريبا، وهذا طبعا ما كان ليحصل فقط بخطوة داعشية محلية بحتة، ليس مناسبا أن نعود ونفتح هذا الملف، هذا كان مشروعا ضخما، له علاقة بالأميركيين، وكما تعرفونني أنا أتكلم بشفافية، له علاقة بالأتراك وبالسعودية وبالإقليم، ضمن رؤية معينة للعراق ولكل الوضع في المنطقة. لاحقا انقلب السحر على الساحر، هذا بحث اخر، داعش أعلنت الخلافة وهددت السعودية بحث آخر. على كل، أصبح هناك وضع صعب في العراق وحالة استنفار ودعوات إلى الجهاد، اتصل الإخوة من العراق، وقالوا: نحن غدا نحتاج ـ يعني الكلام كان في فترة المغرب وهم يتحدثون عن اليوم الثاني ـ نحن نحتاج منكم يا إخواننا في حزب الله إلى العدد الفلاني من كوادركم وقيادييكم، لا نريد مقاتلين، لدينا مقاتلون، نريد قادة، نريد كادر ينقل تجربة، يقود في الميدان، يدرب، يخطط يساعد في التخطيط، وأيضا يضخ المعنويات. هذه يمكن هي أول مرة نتكلم فيها، ولكن يجب أن نتكلم فيها، لا يضر الكلام فيها، ممكن أنه يفيد. أنا بين الساعة العاشرة والساعة الحادية عشر ليلا، تصلني هذه الرسالة، رسالة لهفة واستغاثة، اتصلت بالاخ السيد مصطفى بدر الدين، باعتبار أنه هو المسؤول المعني، هو المتابع لهذا الملف وأخبرته بأن الإخوة قالوا كذا وكذا وهذه هي الاحتياجات، وغدا صباحا يجب أن يكون الإخوة بهذه المواصفات من قياديين وكوادر هذا العدد جاهزين، ووسيلة النقل جاهزة لنقلهم الى بغداد.

خلال ساعات، نحن طبعا لسنا عسكر وجنرالات وقياديين جالسين في السكنات، نحن أناس نعيش في بيوتنا وضيعنا ومدننا وأشغالنا، سحب هذه الأعداد من محاورها ومن بيوتها. وعندما تتكلم بكادر قيادي فأنت تتكلم عن أناس لديهم عائلات ونساء وأطفال، وهناك بعضهم أصبح لديه أحفاد أيضا ممن ذهبوا إلى العراق في تلك الليلة، عند الفجر كان العدد المطلوب من القيادات الجهادية في حزب الله جاهزا للانطلاق الى بغداد. هذا عمل ليس بمقدور أي شخص أن يقوم به، أن الناس تترك بنصف الليل بيوتها وعائلاتها ونساءها وأطفالها وأعمالها وأشغالها لأن هناك نداء استغاثة، نداء استغاثة لو لم يلبى من كل الذين لبوا هذا النداء، وبالدرجة الأولى من الشعب العراقي نفسه، من الإخوة في إيران، من حرس الثورة الإسلامية في إيران، من الجنرالات الإيرانيين، ومن العراقيين ابتداء، أولا وآخرا من الإخوة العراقيين، جيشهم وشعبهم، واستجابوا لنداء مرجعيتهم، وقياداتهم، وأحزابهم وقواهم والأصدقاء الذين لحقوا بهم، لكانت داعش اليوم في بغداد وفي بقية عواصم دار الخلافة الداعشية، التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي من الموصل، ولكانت المنطقة في كارثة لها أول وليس لها آخر.

هذا مثل، والحمد لله رب العالمين الصبر الجميل في العراق، الجهاد المضني الثبات، الوعي رغم كل الصعوبات، في العراق يوجد صعوبات هائلة على المستوى الإداري والشعبي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والأمني، رغم كل هذه الصعوبات، وجدنا ان العراقيين استطاعوا أن يدحروا داعش بإرادة القتال الصلبة، وأن يصنعوا لأنفسهم وحدة وطنية، وتحت راية هذه الراية الوطنية هزموا داعش، خلافا لما تريده بعض الفضائيات العربية التي تدافع عن داعش ليل نهار، وتقاتل إلى جانب داعش بالأكاذيب والإشاعات والفتنة المذهبية والتحريض الطائفي ـ وتعرفونها، عندما تقلبون التلفزيون ستعرفون من أقصد ـ ولحقت الهزيمة بداعش، وكانت الهزيمة الأخيرة هي هزيمة تاريخية وعظيمة جدا في الفلوجة، التي نسأل الله أن يستكمل انتصارها وتطهيرها.

والعراقيون الذين يقاتلون اليوم في الفلوجة وفي الأنبار وفي الموصل هم يدافعون عن كل المنطقة وعن كل الأمة وعن كل شعوب هذه المنطقة وعن العالمين العربي والإسلامي، وليس فقط عن مدنهم.

يجب هنا أن نخص بالتحية إخواننا من علماء السنة والزعماء السياسيين السنة في العراق، الذين كانت لهم مواقف شريفة جدا في تغطية هذه المعركة، وأسقطوا وأحبطوا مساعي أولئك الشياطين الفتانين الخبثاء الذين أرادوا أن يصوروا للعالم وللعراقيين أن معركة تحرير الفلوجة هي معركة شيعة وسنة ومعركة مذهبية وطائفية.

أنتقل إلى سورية، السيد الشهيد السيد مصطفى (رضوان الله عليه)، منذ الأيام الأولى أيضا كان لديه اعتقاد قوي جدا، كان لديه أولا فهم ومعرفة بالتهديدات وبالمخاطر مثل بقية الإخوة، لاننا في النهاية نجلس كلنا لنتناقش، ممكن أن نتفاوت في تشخيص التهديدات والأخطار أو تقييم الأحداث أو تقدير الموقف، أو اقتراح مسودة قرار معينة. هو منذ البداية كان من أولئك الذين كانوا يؤمنون ويفهمون جيدا حجم الأخطار والتهديدات التي يشكلها الوضع في سورية، ويفهم جيدا الأهداف الحقيقية التي تقف خلفها هذه الأحداث. لو بقيت الأمور في سورية مسألة حراك سلمي كان من البدايات هناك اتجاه قوي للحوار السياسي، ولكن دفع بالأحداث في سورية إلى القتال ورفض أي شكل من أشكال الحوار السياسي من قبل الدول التي أدارت هذه الفتنة في سورية. وأيضا كان من القلة القليلة هنا، التي تعتقد بوجود فرصة لتجاوز هذه المحنة، فرصة للانتصار، وهذا مهم جدا إخواني، تعرفون انه في ذاك الوقت كان كل دول العالم يعتقدون ويقولون وكل الفضائيات في العالم وكل المحللين السياسيين إلا قلة قليلة جدا جدا جدا، وحتى الكثير من الحلفاء وأصدقاء لسورية وحتى في داخل سورية، كثيرون كانوا يقولون خلاص، موضوع سورية أسابيع وأشهر ليس أكثر، حتى سنة، ولا أعتقد انه كان هناك ممن كان يضع سنة، نتيجة الحرب الكونية والحرب الإعلامية والنفسية ومئات الفضائيات وبكل اللغات الحية في العالم وحجم التحريض وإعطاء الموضوع بعدا طائفيا ومذهبيا، كان مهولا جدا، والتطورات المتسارعة في الميدان، عندما كانت المعركة في أهم المدن السورية والتداعي السريع للأرياف، لأن الجيش ليس موجودا في الأرياف، أي مسلح يستطيع أن يأخذ مئتين قرية و500 قرية لأنه لا يوجد جيش منتشر، وأيضا القليل من رجال الشرطة ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟

على كل، عندما كانت المعركة في قلب دمشق وفي محيطها وفي قلب حمص وفي قلب حلب، وفي قلب المدن الأساسية في سورية وهذا الهجوم الكوني على سورية، كان من الصعب على المرء أن يقول إننا نستطيع بإرادتنا وعزمنا وبحضورنا نحن والسوريين وبقية الحلفاء أن نواجه وأن ندفع هذه الاخطار وأن نسقط هذه التحديات، هذا كان (ممكنا) في عقل السيد مصطفى بدر الدين. هذا طبعا يدل على وعي تاريخي، لأن التجربة بعد أربع وخمس سنوات تؤكد صوابية هذا الفهم، وسلامة هذا العقل، والذي كان حضوره في عالمنا العربي والاسلامي قليلا جدا ونادرا.

وهو ليس فقط نظر لها الأمر بل تطوع له، وقال لي وللإخوة: أنا حاضر أن أحمل هذه المسؤولية، أنا حاضر أن أذهب إلى هذا الميدان وإلى هذه المعركة الخطيرة جدا واحتمال الخسارة فيها، والتي هي بنظر الكثيرين كبيرة جدا. وعادة القائد العسكري يفضل أن يذهب إلى المعارك التي تلوح منها بشائر النصر ليسجل في ملفاته انتصارات وانجازات، قال أنا حاضر لأن أذهب إلى هذه المعركة، وإذا لزم الأمر لأن أقتل في هذه المعركة، أنا جاهز لأن أقتل في هذه المعركة، لأننا في هذه المعركة نحفظ بلدنا وشعبنا ومقاومتنا ومشروعنا الأساسي، وهو مشروع مواجهة إسرائيل والمشروع الصهيوني في المنطقة وفي فلسطين.

وواكب كل المراحل، كل مراحل الصراع، عندما كانت المعركة على بوابات دمشق، وأحيانا داخل أحياء دمشق، وسقطت الأرياف في محيط دمشق، أغلب الأرياف، وذهب إلى هناك، وكان هناك هو وكل إخوانه. نحن عادة لا ننسب الفضل إلى واحد، من أجل أن نعترف بفضل الجميع، لكن كما عودتكم، دائما نتحدث عن الشهداء بالإسم، أما الأحياء فنذكرهم بالصفة، ولا نتحدث عنهم بالأسماء، حضروا وقاتلوا وثابروا إلى جانب الجيش السوري وإلى جانب الشعب السوري وإلى جانب كل الحلفاء الذين حضروا منذ البدايات، ومضت سنوات قاسية وصعبة. الآن يوجد بعض المحللين السياسيين من الخصوم وحتى بعض الأصدقاء يتأثرون بهم، يقول لك إنه الآن الحضور الروسي، طبعا أعطى دفعا كبيرا جدا للمعركة في سوريا، لكن دائما يجب أن نذكر أن السوريين وأصدقاءهم قاتلوا أربع سنوات في أشد السنوات قحطا وصعوبة وقسوة، ولم يكن يوجد أي أحد، لا طيران روسي ولا قواعد عسكرية روسية ولا شيء من هذا القبيل، الآن طبعا الظروف أفضل بكثير من أي وقت مضى.

من دمشق إلى كل الميادين والساحات، ذهب إليها السيد مصطفى، وأنتم تعلمون والآن أصبح واضحا أنه كانت لديه مشكلة في المشي، كان المشي يتعبه ويجهده، ولكن تقريبا لم تبق منطقة في سوريا لم تطأها قدماه: من دمشق، إلى الزبداني، إلى القلمون، إلى محافظة حمص، إلى حمص المدينة، إلى شمال اللاذقية، إلى ريف اللاذقية، إلى سهل الغاب، على بوابات إدلب، وإلى حماه، إلى طريق أثريا، إلى حلب، إلى ريف حلب، إلى تدمر، إلى جنوب سوريا، في المواجهات والمعارك الكبرى التي حصلت في الجنوب، في منطقة القنيطرة وفي منطقة درعا، هو وإخوانه حضروا حيث يمكن وحيث يجب وحيث يستطاع أن يكون هناك حضور كان حضور.

طبعا، آخر الملفات التي أريد أن أدخل منها لأبدأ بالوضع الحالي،آخر الملفات والساحات كان ملف حلب وساحة حلب، كلنا يذكر قبل أشهر كان من الواضح أنه يوجد قرار كبير جدا، دولي وإقليمي، وعندما أقول إقليمي فيعني تركيا والسعودية، بتوظيف واستقدام المزيد من الجماعات المسلحة، ويقولون لك أنا أحارب التكفير وأحارب الإرهاب وما زالوا يقومون باستقدامهم، جيء بالآلاف في الأشهر الماضية وأدخلوا من طريق تركيا إلى شمال حلب، لأنه كان هنالك مشروع جديد. المشاريع السابقة كلها سقطت، إذا رجعنا بشكل سريع، بشكل متسلسل: مشروع إسقاط دمشق من أريافها إنتهى، وتذكرون المواجهات الكبرى، خصوصا في شهر رمضان قبل أعوام، ومشروع (الانطلاق) من لبنان من البقاع من جرود عرسال إلى الشمال والبحرالمتوسط على القصير وعلى حمص لقطع طريق دمشق عن الساحل ومحاصرة دمشق والإطباق عليها من كل الجهات هذا سقط. في العام الماضي الهجوم من جهة الجنوب وغرفة عمليات المورك وعاصفة الجنوب، إذا تذكرون، الحملة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة من الجنوب سقط، والجنوب كان يستهدف الوصول إلى دمشق، داعش والرقة ودير الزور والإندفاع إلى تدمر للوصول إلى دمشق، لأن الكل يفهم جيدا، طالما دمشق صامدة يعني هو لم يحقق هدفه في إسقاط النظام والسيطرة على سوريا، هذا ايضا سقط في الصحراء وتدمر، أخيرا في تدمر، وماذا يبقى آخر شيء؟ يبقى الاندفاعة من الشمال، الاندفاعة من لبنان خلصت وانتهت، الآن يوجد بعض المسلحين في جرود عرسال يشكلون تهديدا ، يقومون بتحضير سيارات مفخخة " هم مش حالين"، لأنهم مازالوا يشتغلون بالسيارات المفخخة، ومشكورة الأجهزة الأمنية وهم فعالون بقوة على هذا الموضوع.

الإندفاعة من لبنان إنتهت والإندفاعة من الإردن ومن الجبهة الجنوبية بدرجة يمكن فوق ال90% إنتهت، داعش بعد تدمر وإنسحابها والمعارك التي تخوضها على أكثر من جبهة، الإندفاعة الشرقية باتجاه دمشق إنتهت، الآن يوجد الشمال، في حلب، لماذا؟ أحب أن أشرح هذا الموضوع، أولا للسوريين وثانيا للبنانيين وثالثا لكل الذي يحب أن يفهم حيثياتنا لماذا نحن في حلب؟ لأنه على قاعدة حيث يجب أن نكون نكون أو سنكون، فهل يجب أن نكون؟

هذا الذي أحب أن أتكلم عنه قليلا. لقد جاءوا بآلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم مجددا ومن جنسيات مختلفة، والحدود السورية التركية مفتوحة، ليست مفتوحة منذ أيام زمان، كلا مفتوحة بشكل علني "أي عالمكشوف"، آليات وجحافل وقوافل ودبابات ومدافع تدخل إلى هذه المنطقة، الهدف ما هو؟ الهدف هو إسقاط ما تبقى من محافظة حلب ومدينة حلب بالتحديد، السيطرة على مدينة حلب، طبعا قبل ذلك قطع الطريق على حلب المعروف، ومن حلب تندفع القوات باتجاه حماه وحمص وصولا إلى دمشق. إذا نحن أمام موجة جديدة، ليس أمام حادث طارىء أو اشتباك تفصيلي، نحن أمام موجة جديدة أو مرحلة جديدة من مشاريع الحرب على سوريا تخاض الآن في شمال سوريا وبالتحديد في منطقة حلب.

القتال دفاعا عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا، وهو دفاع عن دمشق، وهو دفاع أيضا عن لبنان، وهو دفاع عن العراق، وهو دفاع عن الأردن الذي دفع قبل أيام قليلة أمس أو أول أمس بعض أثمان الأخطاء في دعم الجماعات المسلحة، أنا قرأت ـ على ذمة التلفزيونات لا أعرف لا أتحدث على ذمتي ـ أن هذه السيارات المفخخة التي إستخدمها الإنتحاريون ضد الجنود الأردنيين كانت قد أعطتها الحكومة الأردنية للجماعات المسلحة، هذا جزاء الإحسان إذا كان إحسانا، هذا رد الجميل.

على كل، إعطاء فرصة جديدة للمشروع الأميركي، بصراحة الأميركي السعودي التكفيري، ليصنع إنجازا كبيرا في سوريا يهدد كل إنجازات السنوات الماضية، ويهدد كل المنطقة بخطر، ولذلك وجب أن نكون في حلب فكنا في حلب ووجب أن نكون في حلب وسنبقى في حلب، هذا هو الموقف، هذا الموقف ترجمه السيد ذو الفقار وأخوة السيد ذوالفقار في المقاومة الإسلامية، وذهبوا إلى هناك بأعداد كبيرة، نعم، عددنا الموجود في منطقة حلب هو عدد كبير، وليس عددا متواضعا، من كوادرنا ومن شبابنا ومن رجالنا لأن هذه هي طبيعة المعركة وهذه حقيقتها وهذه هي إستهدافاتها.

ما يجري الآن في منطقة حلب وما جرى هو معركة طاحنة، أسمحوا لي أن أتكلم هنا بالمباشر، أنه نحن سقط لنا عدد من الشهداء وسأتكلم عن العدد الدقيق، فمثل العادة في لبنان وأيضا بعض الإعلام العربي الممول خليجيا حملوا حملة أن حزب الله ينهار في حلب، وينهار في لبنان، وحزب الله يتلقى ضربات قاسية، وحزب الله... "أوف أوف على مهلكم شو القصة"، طبعا نحن عادة لا ندخل في هذا النوع من السجالات، لكنهم يأخذون راحتهم، أنا اليوم لا أريد أن ألف على الموضوع كلا أريد أن أتكلم فيه بالمباشر. طبعا هؤلاء إسمحوا لي أن أقول لهم: أنتم تخترعون الكذبة وتصنعونها وتشيعونها ومن ثم تصدقونها وتنعون فيها وتنبسطون فيها، مثل قصة جحا والضيعة والعرس، التي يعرفها كل اللبنانيين، هذه هي قصتنا مع كل هذا الفريق السياسي والفريق الإعلامي الذي هو بالحقيقة في داخله مع داعش، مع داعش في الفلوجة ومع داعش في الرقة ومع جبهة النصرة في حلب وإدلب، في داخله، الآن سيقولون إن السيد يتهمنا، هذه تلفزيوناتكم وبياناتكم ومواقفكم، هذا جزء من الحرب النفسية علينا. لكن أنتم مخطئون.

الآن لنوضوح الموضوع قليلا، عندما نقيم أي معركة يجب أن نأخذ كامل المشهد، وعندما تأتي وتقول لي خبر مقطوع من أي صورة كاملة. 26 شهيد لحزب الله من أول حزيران إلى اليوم وأسير واحد ومفقود واحد، هذه هي المحصلة الدقيقة، نحن لا نقول أرقاما عادة، لكن نريد أن نعالج موقفا لنتكلم عن الأمور بدقة، 26 شهيد وأسير واحد ومفقود واحد، كل الكلام الثاني، خمسون وستون ومئة ومئتان "هذا حكي فاضي".

حسنا، مرة تأخذون مقطعا مجتزأ ومرة تأخذون جزءا من الصورة الكاملة. تعالوا لنرى الصورة الكاملة: توجد معركة كبيرة في حلب، تستهدف المدينة وتستهدف المنطقة، استهدافها على مستوى كل سوريا وعلى مستوى كل المنطقة، تقف خلفها دول إقليمية وحشد لها آلاف المقاتلين، ووقف في وجه هذه الحملة ـ ببسالة وببطولة ـ السوريون من الجيش السوري والقوات الشعبية وحزب الله، والحلفاء من أكثر من بلد، من إيران ومن غير إيران، نعم وقاتلوا واستبسلوا وصمدوا وثبتوا وأسقطوا حتى الآن، منعوا تحقيق هذا المشروع، أن تربح ضيعة أو تخسر ضيعة هذا لا يغير من المشهد كثيرا، أصلا الذي راح ووسع الجغرافيا هي هذه القوات، وسعت الجغرافيا وعملت حزام أمان كبير جدا لمدينة حلب، وفتحت الطريق إلى نبل والزهراء، عملت إنجازا ضخما إلى حد أن المحور الآخر كاد أن ينهار، دعونا نجري نقدا ذاتيا، كاد أن ينهار المحور الآخر، فتدخلت أميركا ومجلس الأمن الدولي وضغطوا على روسيا والمجتمع الدولي وفرضوا على الجميع وقف إطلاق النار. من إستفاد من وقف إطلاق النار في حلب؟ الذين جاءوا الآن بالآلاف من المقاتلين وبالدبابات وبالملالات وبالمدافع وبالذخيرة ليعيدوا تجديد حياة هذا المشروع الإستهدافي.

إذا، هناك إنجازات كبيرة حصلت في حلب، توسعة جفرافية واسعة شكلت حزاما أمنيا للمدينة، وفتح الطريق وكسر الحصار عن مدينة حلب، وهي التي كان يقطع طريقها كل يوم ويومين، وصمدوا في مواجهة الهجمات الشرسة والقاسية التي شنت عليهم من قبل تلك القوات. حسنا سقط لدينا 26 شهيد، خيرا، وعند الإخوان السوريين وبقية حلفائنا يوجد شهداء، لكن في المقابل ماذا؟ هنا أريد أن أفتح هلالين: أنظروا إلى الحرب مع "إسرائيل"، نحن كنا نتكلم عن شهدائنا وعن خسائر العدو، وكان هذا جزءا من المعركة، وجزءا من الحرب النفسية وجزءا من الإعلام، طبيعي جدا، إذا كنت تقول في المقاومة هنا شهيدان وهنا ثلاثة وهنا خمسة، حسنا ماذا عن العدو؟ لا تتكلم عن العدو؟ يمكن أن يستغل الأمر سلبيا، لكن كنا نتكلم عن العدو، نتكلم عن جنوده وعن قتلاه وعن جرحاه ونصور دخولنا على مواقعه وتدمير دباباته وتدمر آلياته وعملياتنا الإستشهادية، هذا كان يكمل مشهد الشهداء، ويعطي إنجازا معنويا.

نحن لأسباب عديدة لا وقت الآن لذكرها، في سوريا كنا نقاتل بصمت، ولا يوم من الأيام جئت أنا ـ إلا يوم جرد عرسال والقلمون فعلنا ذلك ـ ولا يوم جئت وقلت هذا عدد شهدائنا، هذا عدد قتلى الجماعات الإرهابية، أبدا، الآن هناك أسباب عديدة لماذا لم نفعل ذلك، لكن اسمحوا لي استثناء أن أحكي لكي، أقول لكم كم حجم المعركة الوجودة في حلب.

من 1-6، لا أريد أن أحكي من 3 شهور 4 شهور، أو 5 شهور عندما بدأت المعركة الحقيقة هناك، لأنه إذا قلت لكم الأرقام هناك أناس حتى من الأصدقاء لن يستوعبوا، فدعونا من 1-6-2016 يعني بداية الشهر الحالي إلى 24-6-2016. الأرقام التي أريد أن أقولها لكم موثقة عندنا بالمكان واليوم والساعة والزمان والإسم، وحتى إذا دخلتم إلى تنسيقيات المسلحين (ستجدون) كثيرا من هذه الأسماء موجودة على تنسيقياتهم، لكن لا أحد يعمل عليهم، العالم كله شغال علينا، يحصي شهداءنا وينزل أسماءهم ويعمل منهم كارثة إنسانية، و"يحترق قلبه على شبابنا".

حسنا، إحصاء سريع لأننا نريد أن نستفيد من الوقت. قتلى الجماعات المسلحة، فقط من 1 حزيران لـ 24 حزيران هو 617 قتيل، بينهم عشرات القادة الميدانيين وبعض القادة الكبار، وأسماء القادة موجودة على تنسيقيات الجماعات المسلحة. عندهم أكثر من 800 جريح، فقط من 1 الشهر، الجريح عادة يربك أحيانا بالنسبة لبعض الناس، يمكن بعض الجرحى يربكون أكثر من الشهداء. وتم إعطاب وتدمير أكثر من 80 دبابة وملالة وآلية عسكرية، في هذه الجبهة، تعرفون هذا عدد ضخم، تحكي بـ 80 دبابة وآلية وملالة، هذا لا نتكلم عن مرابض المدفعية التي تم تدميرها، مقرات العمليات، غرف العمليات، المعسكرات، المخازن، دعوا هذا جانبا.

حسنا، هذه المحصلة ضعوها في المشهد بالكادر كله وأدخلوا 26 شهيدا ومفقودا وأسيرا واحدا، في هكذا معركة ينبغي أن يكون عدد الشهداء أكبر من ذلك، الآن بالمحصلة الجغرافية خسرنا ضيعة، تركنا ضيعة، ليس هذا الموضوع، الموضوع هو مجمل المعركة، هل يحقق، هل تسمح له أن يتقدم باتجاه أن يحقق هدفه، هل تلحق به الخسائر الفادحة التي تمس إرادة القتال لديه لتقول له إن مشروعك فاشل، ما الذي أوقف عاصفة الجنوب، خمس مراحل عاصفة الجنوب بدرعا، الذي أوقفها هو حجم الخسائر البشرية في صفوف الجماعات المسلحة، أثخنت بالجراح، لم تعد قادرة على الإكمال، جاء السعودي وضغط عليها، وضغط الأميركان ودفعوا أموال، خلص أثخنت، عدد القتلى والجرحى والشك والريبة كان كبيرا إلى حد أنه لا يوجد إمكانية لتحقيق إنجاز، وهذا هو الذي يراد أن يحصل في منطقة حلب.

طبعا هناك شهداء من الإخوة السوريين، من الإخوة الإيرانيين، من بقية الحلفاء الأعزاء ولكن نحن هنا نتحدث عن معركة بهذه الضخامة، بهذا الحجم، بالعكس، الذين صوروا أن ما جرى في حلب في الأشهر القليلة الماضية هو هزائم متتالية هم لا يفهمون حقيقة المعركة، الذي حصل في حلب هو صمود تاريخي وكبير جدا أمام حجم المؤامرة الجديدة والمرحلة الجديدة، وطبعا هذا يرتب الآن مسؤولية إضافية، مزيد من الحضور في حلب من الجميع، ليس فقط من حزب الله، نحن سوف نزيد حضورنا في حلب، المطلوب من الجميع أن يحضر لأن المعركة الحقيقية الآن هناك، والمعارك الأخرى قد تكون ذات طابع دفاعي أو محلي أو محدود، ولكن المعركة الحقيقية، الاستراتيجية الكبرى الآن في سوريا هي المعركة في مدينة حلب وفي منطقة حلب، والتي لا يجوز التراجع فيها أو الوهن أو الضعف أو الشك أو التردد، أو الخضوع للأكاذيب والإشاعات والحرب النفسية الكاذبة والمضللة، وهذه إرادة إخواننا هناك، هذه إرادة إخواننا هناك الذين بعثوا برسالة المجاهدين كما فعلوا في حرب تموز، هم أنفسهم الشباب الذين قاتلوا في حرب تموز، هذه إرادتهم، هذا ثباتهم. الآن بعض الناس يقول لك البيئة في لبنان هزت وزلزلت، هذه البيئة التي بذهنك أنت، التي بعقلك، بيئتك، أما بيئتنا لا، بيئتنا ليست كذلك على الإطلاق، بيئتنا تزداد يوما بعد يوم إيمانا بهذه المعركة، واثقة بصوابية هذا الخيار، لأنها ترى كل ما يجري في المنطقة، ترى كل ما يجري في المنطقة وتفهم جيدا المشاريع، نحن لا ندس رأسنا في التراب، أبدا، نحن لا يمكن أن نغفل في هذا الأمر على الإطلاق.

ولذلك اسمحوا لي أيضا بجملتين، الآن لن نعمل رسالة طويلة للشباب لأقول لهم أنتم الصادقون في وعدكم لله عز وجل وأنتم الأمناء على المصير وعلى الكرامة وعلى المستقبل وعلى وصايا الشهداء وعلى المقاومة، وأنتم حقيقة العشق الحسيني الذي يأتي بكم من قرى وبلدات الجنوب والبقاع وكل أحياء لبنان لتذهبوا 500 كيلومتر لتدافعوا هناك في معركة الحق، وأنتم الذين راهنا عليكم في حرب تموز نراهن عليكم في هذه المعركة، ونحن نثق بالله وبرجال الله، بكم، أنتم الذين صنعتم المعجزة والتاريخ في المنطقة وأسقطتم مشاريع أميركا وعملاء أميركا في المنطقة في حرب تموز، أنتم الذين ستسقطون مشاريع التكفير والفتنة والهيمنة والتسلط في المنطقة كما فعلتم في حرب تموز.

ولذلك إخوة الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدرالدين سيكملون في حلب ما بدأه السيد مصطفى، وسيكملون في سوريا ما بدأه السيد مصطفى، وعندما تتطلب الحاجة في العراق سنفعل كما فعل السيد مصطفى، لأن هذا طريقنا وهذا خيارنا وهذه ثقافتنا وهذه مسؤوليتنا وهذا إيماننا. وإن غدا لناظره قريب إن شاء الله، وإن غدا لناظره قريب.

إخوة الشهيد القائد السيد مصطفى بدرالدين لن يتركوا الميادين ولن يتركوا الساحات وهم أهل لذلك، لائقون لذلك، يليق النصر بهم ولن يأتوا إلا ومعهم رايات النصر، سيكون هناك شهداء وقوافل شهداء، لأنه من الشهداء والشهادة يأتي النصر، الشهادة والشهداء والثبات الذي يعبر عن الصبر الجميل يأتي معه الفرج القريب.

اسمحوا لي في بقية الوقت أن أتناول نقطتين أو ثلاثة بشكل سريع، لكن تحملوني قليلا. الآن لن أتكلم عن الوضع السياسي المحلي والحكومي والصفقات والفضائح الجديدة بالنفايات وطاولة الحوار وقانون الانتخاب وانتخابات الرئاسة و.. حديث يطول ومكررات قد تكون قد أصبحت مملة أحيانا، فلذلك أريد أن أحكي نقطتين محليتين ونقطة إقليمية.

النقطة الأولى المحلية سريعة جدا، في موضوع إطلاق النار في الهواء، نحن ندعو إلى معالجة وطنية شاملة، ثقافيا، اجتماعيا، إعلاميا، سياسيا، تنظيميا، حزبيا، السلاح منتشر في كل لبنان، هذا الموضوع لا يخص حزبا أو تنظيما دون جهة أخرى، يعني لا أحد يستطيع أن يقول هذا السلاح ليس عندي منه، كل العالم عندها "كلشينات"، تمام، والذي ليس عنده "كلشن" عنده M16 كل العالم عندها سلاح، بيوت اللبنانيين مليئة بالسلاح، والكل يخرج ويطلق الرصاص، على البروفية، الذي ابنه ناجح يطلق الرصاص والذي ابنه راسب يطلق الرصاص، هذا فرح وهذا غضب، إن شاء الله لا يطلق الرصاص على ابنه، فهذه ظاهرة لبنانية قديمة من عشرات السنين من قبل أن يخلق حزب الله، أن البعض يحاول أن يحملنا ويلبسنا هذا الثوب، هذا والله من زمن أبي وجدي وجد جدي أيضا. لذلك يحتاج إلى معالجة وطنية كاملة وشاملة.

نحن في حزب الله أخذنا قرارا، هذا الموضوع نريد أن ندخل فيه بقوة، إعلاميا، ثقافيا، اجتماعيا، تربويا، توجيهيا، بمناطقنا، بقرانا، بمدننا، بأحيائنا، وعلى مستوى أفرادنا وتنظيمنا، بدأنا حملة واسعة على هذا الصعيد.

الشيء الذي أريد أن أعلنه اليوم، هو من أجل ذلك أريد أن أحكي بالنقطة، أريد أن أستفيد من الاحتفال وأريد أن أقول لكل شباب حزب الله، هذه أيضا رسالة دماء الشهداء من مصطفى بدر الدين إلى عماد مغنية إلى الشهيد السيد عباس إلى الشهيد الشيخ راغب إلى كل الشهداء، نحن هذا الأمر بشكل قاطع نرفضه وسنواجهه، حسنا، حكينا، بلغنا، عممنا، بحمد لله يمكن هذه الجمعتين الثلاثة من يوم ما أصدرنا التعميم الداخلي هناك نسبة إلتزام 100%، 99.99% يعني أحتاط، لكن مع ذلك نحن لم نكتف بالتوجيه الأخلاقي أو بالإشارة إلى العقوبة، لا، اجتمعت قيادة حزب الله وأجمعت، أخذت قرارا بالاجماع، من الآن فصاعدا، هذا بلاغ رسمي يعني، طبعا نحن سنوزعه خطيا على كل أفرادنا والآليات الإجرائية الخاصة به، من يطلق النار في الهواء ويرتكب هذا العمل الحرام والمشين والمهين والمؤذي والمذل، لأنه برأيي، أنا قلت للإخوان وإخواننا موافقون، هذا بات أمرا مذلا، واقعا، أصبح أمرا مهينا ومذلا. من يطلق النار في الهواء من أفرادنا سيفصل من تشكيلاتنا، "حنزعبه يعني"، يطرد من صفوفنا، إن شاء الله يكون أصبح له 30 سنة، إن شاء الله يكون قاتل إسرائيل 30 سنة، إن شاء الله يكون تاريخه الجهادي عظيما جدا، هذه الخطيئة ستكون كافية بالنسبة إلينا لطرده من صفوفنا. نحن نأمل من الأحزاب والتنظيمات والحركات والفصائل السياسية في لبنان أن تبادر إلى اتخاذ خطوات مشابهة لكي نتعاون كلبنانيين جميعا على إنهاء هذه الظاهرة الأثيمة والخطيرة والمؤذية في مجتمعنا.

النقطة الثانية، في الموضوع المالي وموضوع المصارف والقانون الأميركي.

من البداية، قبل أن يصدر القانون ويرسله الأميركان للبنانيين، كان هناك كلام واضح أن أميركا تتجه بهذا الاتجاه، وكان بدايات التصويت، أنا تكلمت وإخواننا تكلمنا بالإعلام وحذرنا من هذا الأمر. طبعا من المسلمات التي لا تحتاج إلى تأكيد أننا نرفض هذا القانون جملة وتفصيلا، لأسباب لها علاقة بالسيادة ولها علاقة بالقانون، ولها علاقة بنظرتنا لأميركا وموقع أميركا في العالم، الآن لا أريد أن أدخل فيه ليس عندي وقت، فهذا مرفوض إلى قيام الساعة، هذا القانون مرفوض.

النقطة الثانية بهذا السياق، أنا يومها حكيت، الآن أعيد وأذكر، لأنه هناك أناس أيضا هم يركبون، يحلمون وبعد ذلك يذهبون ويكتبون ما حلموا ويصدقون ما حلموا به ويبنون عليه، يعني قرأنا مثلا خلال الأسابيع الماضية عناوين مثلا حزب الله ينهار ماليا، حزب الله ينهار اقتصاديا، يعني "تعوا يا عالم لمونا" يا محسنين، يا كرام، سنموت الجوع، الحقونا.

للأسف الشديد هناك طفولية وهناك غباء وهناك قبح إلى هذا المستوى في بعض الإعلام اللبناني والعربي. حسنا، يومها أنا ماذا قلت، قلت هذا القانون حتى لو طبقته المصارف اللبنانية وبالغت في تطبيقه، بالنسبة لنا كحزب، فلأكون دقيقا، لأن هذا سيبنى عليه هذا الكلام، بالنسبة لنا كحزب، كبنية تنظيمية وجهادية، هذا القانون لا يقدم ولا يؤخر، ونحن لا نتضرر ولا نتأثر، نعم ضغط معنوي صحيح، ضغط معنوي، لكن ليس له أي أثر مالي ومادي على حزب الله، وشرحت لماذا، أعيد وأذكر هؤلاء الأغبياء بما يلي: أنا قلت نحن لا يوجد عندنا مشاريع تجارية ولا عندنا مؤسسات استثمارية تعمل من خلال البنوك، حتى إذا عطلتموها ينكسر ضهرنا، أصلا ليس عندنا، نحن وعلى المكشوف ويمكن هكذا في العالم كله لا يوجد، أنه واحد يطلع علنا وبشكل شفاف وصادق، ويقول للعالم كلها: :نحن يا خيي على راس السطح موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران، تمام؟".

لا علاقة لأحد بهذا الموضوع، طالما يوجد في إيران "فلوس" يعني نحن لدينا "فلوس"، هل تريدون شفافية أكثر من هذا، ومالنا المقرر لنا يصل إلينا، وليس عن طريق المصارف، وكما تصل إلينا صواريخنا التي نهدد بها إسرائيل يصل إلينا مالنا، ولا يستطيع أي قانون أن يمنع وصول هذا المال إلينا.

الآن يوجد أناس يريدون أن يعترضوا فليعترضوا، هذا البحر، ما شاء الله، البحر الابيض المتوسط، اشربوا منه. وبين هلالين، نحن نتوجه بالشكر الجزيل، أبناء المقاومة وجمهور المقاومة وشعب المقاومة إلى أمام الأمة، سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي (دام ظله الشريف)، وإلى قيادة الجمهورية الإسلامية، إلى رئيس الجمهورية وحكومتها وبرلمانها ومراجعها وعلمائها وشعبها على دعمها الكريم لنا طوال سنوات المقاومة والذي ما زال مستمرا إلى اليوم، شكر كبير وجزيل.

ولذلك لا، أنتم لا تدفعون معاشات، نحن ندفع، أنتم موازناتكم متوقفة، نحن ندفع موازناتنا، أنتم الذين ما زلتم لم تدفعوا أعباء انتخابات عام 2009 نحن انتهينا من (أعباء) الانتخابات البلدية، نحن ليس لدينا أي مشكلة و"لا ينحرق قلب أي أحد علينا".

نعم، أحيانا يمكن أن ننضغط لأن مصاريفنا تزداد، لأن مصاريف القوة المحلية تختلف عن مصاريف القوة الإقليمية، يعني جسمنا قد كبر ويجب توسعة قميصنا، يا أخي نحن غير قادرون على توسعته "ماشي الحال"، نحن إذا كنا مضغوطين لأن مصاريفنا زادت، وليس لأننا لدينا مشكلة مالية، نحن ليس لدينا مشكلة مالية، ولا تقدر كل مصارف الدنيا أن تعيق هذا الأمر.

عندما كانت العقوبات مفروضة على إيران، كان المال المخصص لنا يصل إلينا، عندما كان العالم كله يحاصر إيران.. لذلك لا تراهنوا على هذا الموضوع، "ريحوا أعصابكم" ستجدوننا ما زلنا نشيطين، و"المي بوجهنا" ولكن طبعا لا يجب أن "نتخن" أكثر من هكذا.

الأمر الثالث هو الذي حذرنا منه، قلنا: الناس، البيئة، الجمهور، هذا الذي نحن حذرون منه وخائفون عليه، نحن لسنا خائفين على أنفسنا، على مسؤولي حزب الله وشباب حزب الله وبنية حزب الله وموازنات حزب الله ومراكز حزب الله، أبدا. الناس، لا تستهدفوا الناس، خيرا إن شاء الله، ما الذي حصل؟ اسمحوا لي أن أقول لماذا غضب حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة غضبت وأصدرت مواقف، وبعدها صار هناك مشكلة كبيرة في البلد. لأنه بصراحة وبشفافية أيضا يوجد مصارف في لبنان ذهبت بعيدا، كانوا أميركان اكثر من الأميركان، بل عملوا شيئا حتى الأميركيون لم يطلبوا منهم ذلك، طبعا أنا لا أوافق حتى لو طلب الاميركان تعملوا، ولكن يا أخي الأميركان لم يطلبوا منكم، "أنتم وسعتم البيكار"، أنتم ذهبتم إلى مؤسسات وإلى اسماء لم يشملها هذا القانون الاميركي الذي تقولون أنتم بأنكم محرجون بعدم تنفيذه، يوجد مؤسسات خيرية وجمعيات خيرية لم يرد اسمها في القائمة الاميركية قامت مصارف بحذف حساباتها، هذا عمل انساني؟ هذا عمل قانوني؟ هذا عمل وطني؟ هل يحمي هذا الاقتصاد اللبناني؟ هذا يحمي النظام المصرفي في لبنان؟ أو هذا اعتداء؟ اعتداء على الجمعيات الخيرية وعلى المؤسسات الخيرية وعلى الناس.

يوجد مصارف باتت تلحق الشخص إذا كان أبوه أخوه أخته ابنته صهره ينتمي لحزب الله ، تطلب منه أن "يلغي" الحسابات، هذا قانون؟ هذه وطنية؟ وهذه سيادة؟ أو هذا استغلال سيء، هذا اعتداء على أناسنا وعلى جمهورنا وعلى عائلاتنا، ونرفض نحن هذا الاعتداء ولن نقبل بهذا الاعتداء ولن نسمح بهذا الاعتداء، ومن يقول إنه حريص على الاقتصاد اللبناني، استهداف ثلث الشعب اللبناني أو نصف الشعب اللبناني، لانه غدا سيقول لك إن هذا السني يحب حزب الله وهذا المسيحي حليف لحزب الله وهذا الدرزي لديه موقف مشترك مع حزب الله، وتقوم المصارف بجلب صور مسؤولين سياسيين مع صور مسؤولي حزب الله لتحذف لهم حساباتهم من المصارف.

هل يحمي الاقتصاد اللبناني الاعتداء على شريحة واسعة من اللبنانيين؟ أو يدمر الاقتصاد اللبناني؟ من يقوم بتدمير الاقتصاد اللبناني؟ أنتم من يدمر النظام المصرفي في لبنان؟ التصرف اللامسؤول والعدواني من قبل بعض المصارف في لبنان.

نحن منفتحون على الحلول والعلاجات منذ اليوم الاول وفتح حوار مع المسؤولين المعنيين الرسميين ويوجد نقاش ويوجد بحث عن مخارج وليس على قاعدة قبولنا بالقانون، على قاعدة رفضنا للقانون ولكن نحن واقعيون، نحن أيضا حريصون على البلد واقتصاد البلد وأمن البلد وسلامة البلد، ولذلك نحن ذهبنا إلى الحوار وما زلنا نتحاور ونتكلم ويوجد وسائط ويوجد جهات مسؤولة تقوم ببذل الجهود على هذا الصعيد، وهناك أمور يتم حلها وهناك أمور إن شاء الله سيتم حلها، والمسار الخاص بها مسار إيجابي.

ولكن أنا أريد أن أنبه إلى هذا الموضوع، وطبعا نحن نعلم أن هناك لبنانيين ذهبوا إلى واشنطن وحرضوا على إصدار هذا القانون، ويوجد أعداء قد عملوا على هذا الموضوع، ولكن ضعوا هذا كله جانبا، يوجد لبنانيون حرضوا على أكثر من الموضوع المالي ووضعنا الموضوع على جنب، نحن لا نقبل بأي تصرف عدواني تجاه أناسنا، تجاه جمهورنا، وفي الوقت نفسه نحن منفتحون على أي حوار لمعالجة هذا الملف.

النقطة الأخيرة قبل الخاتمة، نقطة إقليمية، طبعا كان في بالي أن أتكلم قليلا عن اليمن وغير اليمن، أتركه ليوم القدس، موضوع البحرين، الذي حدث في الأيام الأخيرة تطور خطير جدا، إسقاط الجنسية عن سماحة العالم الجليل والطاهر والشجاع والذي تحمل خلال السنوات الماضية مسؤولية تاريخية، سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله وحرسه الله) هو عمل بالغ الخطورة من قبل السلطة في البحرين.

تعرفون إخواني وأخواتي أنه منذ بداية الحراك، أي أكثر من خمس سنوات، الحراك في البحرين كان حراكا شعبيا سلميا بحتا رغم أنه تعرض للقمع، تم الرد على الحراك الشعبي السلمي في البحرين منذ الأسابيع الأولى بالقتل وباستقدام قوات سعودية تحت عنوان "درع الجزيرة". وحتى دوار اللؤلؤة، هذه اللؤلؤة التي كانوا يفتخرون بها "قبعوها" (أزالوها)، لأنها باتت ترمز إلى هذا الحراك وهذه الإرادة الشعبية، وكل مطالب هذا الحراك الشعبي السلمي هي مطالب عادية وطبيعة، يتحدث عن إصلاح، يتحدث عن حقوق، يتحدث عن معالجة الفساد، يتكلم عن عدالة اجتماعية، المطالب التي رفعها الحراك الشعبي البحريني هي بكل المعايير مطالب محقة بالمعايير الإنسانية والدينية والأخلاقية والقانونية والمعايير الدولية، والشعب البحريني لم يلجأ للعنف ولم يستعمل العنف ولم يحمل السلاح، ومشى في المظاهرات وقتلوه، ومشى في المظاهرات واعتقلوا قياداته وعلماءه وزجوا بهم في السجون، واعتدوا على أعراضه ايضا، وزجوا بنسائه في السجون، وصولا إلى كبار العلماء، كبار القادة، كبار الرموز،

ولجأوا إلى إسقاط جنسية عدد كبير من العلماء، وبعضهم من كبار العلماء ووكلاء المراجع، واستخدم هذه السياسة، وكل مساعي طلب الحوار من قبل المعارضة كانت تصد من قبل السلطة، لانه يوجد قرار طبعا ـ سوف نشتم هذين اليومين من قبل السلطة، لا مشكلة ـ الحقيقة أنه لا يوجد شيء اسمه في البحرين آل خليفة، آل خليفة ينفذون قرار آل سعود. هناك قرار من آل سعود: ممنوع الحوار في البحرين، ممنوع الإصلاح في البحرين، ممنوع إعطاء الحقوق للشعب البحريني، ممنوع عملية سياسية حقيقية في البحرين لسبب بسيط، لأن هذا سيفتح الباب أمام الشعب في المملكة العربية السعودية، الشعب في المملكة العربية السعودية المحروم من أي عملية سياسية، من أي عملية ديموقراطية، من أي مشاركة سياسية، وإذا رأى أن هذا النموذج في البحرين نجح، ستمتد المسألة إلى داخل المملكة، وكلنا نعلم بأن المملكة وآل سعود حاربوا هذا النموذج ولحقوه من أول ما بدأ في تونس، حاربوه في تونس وحاربوه في مصر وحاربوه في كل الأماكن الأخرى وتآمروا عليه.

دائما كانت ترد أيدي قادة المعارضة في البحرين إلى أفواههم، وتتالت الاعتقالات والاعتداءات، ولم يذهب مسار الحراك الشعبي السلمي إلى مسار غير سلمي، إلى مسار عنفي، والسبب الحقيقي هو قيادة العلماء، قيادة كبار العلماء في البحرين، وعلى رأسهم سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، وأيضا الثقافة العامة التي عملت بها الجمعيات السياسية، وفي مقدمها جمعية الوفاق وشخص الشيخ على سلمان فرج الله عنه.

وإلا، فالظلم والقمع والسجن والقهر والعدوانية وهدم البيوت وهدم المساجد في البحرين كان يدفع الشباب في البحرين إلى الغليان، لأن هذا شباب لديه حماس ولديه استعداد للتضحية ولا ينقصه شيء حتى ينفذ عمليات استشهادية ورجال شجعان وقبضايات، ولكن من الذي عمل على ضبط والسيطرة ومن أمسك بزمام الشارع؟ وهذه ليست عملية سهلة، أنا وأنتم، نعرف نحن اللبنانيين، نعرف أن الإمساك بمشاعر الناس وعواطف الناس وغضب الناس وحماسة الناس أمر من أصعب الامور، ولذلك هناك الكثير من القيادات الناس تقودها وليست هي من تقود الناس، لأن هذه عملية صعبة. سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم وكبار العلماء ومن معهم في البحرين خلال خمس سنوات مارسوا أروع وأعظم عملية قيادية في ضبط الشارع الذي يعتدى عليه لمنعه من الذهاب إلى العنف.

إذا كان يوجد أحد في الكون اليوم يستاهل بأن تقدم له جائزة نوبل للسلام أو جائزة الدفاع عن حقوق الإنسان فهو الشيخ عيسى قاسم.

في المقابل ماذا؟ صمت دولي، صمت عربي، بالعكس عندنا في العالم العربي صنعوا من القصة قصة طائفية، أي أن هذه مشكلة الشيعة مع نظام آل خليفة السني. كلا المشكلة ليست مشكلة طائفية.

في ظل الصمت العربي وفي ظل التدخل السعودي المباشر في البحرين، كان المطروح دائما: أيها الشعب البحريني اذهب إلى منزلك، استسلم، لا تتكلم بأي شيء، وبعد ذلك نرى ما إذا كنا سنقوم بشيء من الاصلاحات، نفس المنطق الذي هو موجود الآن في الكويت على طاولة المفاوضات اليمنية، منذ متى؟ منذ شهرين تقريبا أو أكثر والوفد التابع لعبد ربه منصورـ أي وفد الرياض ـ أي وفد السعودية (يكرر المطالب): الانسحاب من المدن، تسليم السلاح، بعد ذلك ندخل إلى العمل السياسي، الاستسلام، استسلموا، سلمونا اليمن واعطونا كل شيء وسلطونا على رقابكم وأطفالكم وعلى أعراضكم، بعد ذلك نجلس لكي نتكلم بالسياسة. هل هناك مجنون في العالم يقبل بهذا؟ وليس عاقلا، مجنون لا يقبل، ولكن هذا العقل السعودي هكذا يتصرف مع العالم.

في البحرين كذلك الأمر المطلوب استسلام، لكن الشعب البحريني لم يستسلم، اعتقل علماءهم واعتقل رموزه، هجروا وحاصروا، وحلت جمعياتهم، ولم يستسلم وأكمل بحراكه الشعبي بوتيرة معقولة ومتزنة، ودليل الهدوء والاتزان والعقل الاستراتيجي. ضاق صدر آل سعود بهذا الحراك الشعبي السلمي، ولأن آخر رهان ماذا كان؟ وفي البداية ـ لكي نقول فقه المسألة ـ آخر رهان ماذا؟ كان أن أتركوهم وفي النهاية سوف يملون وييأسون، فتنتهي المسألة لوحدها. ليس هناك حوار وليس هناك اصلاح ولا يوجد أمل. يأس، ما شاء الله ينتهي الحراك ويذوب وينتهي ويتلاشى.

هذه كانت استراتيجية آل سعود وآل خليفة، لكنهم وجدوا بعد خمس سنوات ونيف أن الحراك مستمر، والنفس لم ينقطع، رغم الاعتقالات والسجون وهدم المنازل وإسقاط الجنسية. في النهاية ضاق صدرهم وخصوصا المجموعة الحاكمة الآن في السعودية، منذ أن جاء هذا الملك وفريقه شنت الحرب على اليمن، في الوقت الذي وقبل يوم من وفاة الملك عبد الله كان وفد أنصار الله موجودا في الرياض، وكان هناك اتفاق على حل سياسي في اليمن، وعندما جاء الفريق الجديد ألغى الحل السياسي وذهب إلى الحرب. في سوريا كانت الأمور تتجه نحو اتجاه إيجابي، أعادوا إحياء الحرب وتمويل الحرب وإعلان الحرب من جديد في سوريا. في العراق، الملك السابق كان متحمسا للحرب على داعش. الفريق الحالي غير معني، وبالحد الأدنى أستطيع أن أقول إنه غير معني بالمعركة مع داعش في العراق.

هذا أداؤهم وهذا سلوكهم، وبالتالي المنهجية التي تعتمدها المملكة حاليا، هذا النظام السعودي، هي منهجية الإذلال والإخضاع لفرض الاستسلام على اليمنيين وعلى البحرينيين وعلى السوريين وعلى العراقيين وعلى اللبنانيين. ولكن كل هؤلاء قالوا: لن نستسلم لا لآل سعود ولا لسادة آل سعود، لن نستسلم ولن نخضع ولن نركع إلا لله سبحانه وتعالى. هذه هي صرخات اليوم، الناس في البحرين الذين يحتشدون في الليل وفي النهار في محيط منزل سماحة الشيخ عيسى القاسم، لماذا البلدة التي يسكنها كلها الآن سجن كبير ومحاصرة من كل الجهات والعالم صامت. سجن كبير، ماذا يعني هذا في القانون الدولي؟ ومع ذلك لأنهم يخافون أن يصل أهل البحرين إلى هذا المكان وسيرى العالم مشهدا مختلفا. اليوم الشعب البحريني الذي استطاع أن يصل والذي لم يستطيع أن يصل عبر عن موقفه، شعاراته " الشيخ عيسى خط أحمر، لن نسلمك، نفديك بأرواحنا، لا طيب الله العيش في بلد ليس فيه عيسى قاسم". هذا الموقف النبيل من شعب البحرين وشباب البحرين هو موقف طبيعي ومتوقع جدا لأن شعب البحرين شعب الحمية والغيرة والحماسة والفداء والتضحية والطاعة والولاية، هو الشعب العاشق لأبي عبد الله الحسين (ع)، وعشاق أبي عبد الله الحسين (ع) لا يتركونه ليلة العاشر أو في وسط الصحراء. هذا هو الموقف الطبيعي.

طبعا أنا لا أحدد تكليفا لشعب البحرين. الذي يحدد التكليف لشعب البحرين هم علماء البحرين، لأن ما يجري في البحرين هو حركة وطنية حقيقية. الشيخ عيسى القاسم وعلماء البحرين لا يتلقون أوامرهم من أحد. التابعون هم آل خليفة، الذين يتلقون أوامرهم من آل سعود ومن المندوب الإنكليزي في المنامة. أما الشيخ عيسى قاسم والعلماء الكبار في البحرين فهم الذين يقررون سقف مطالبهم وتحركاتهم وطبيعتها وماهيتها وما يقبلون وما يرفضون، ولا يملي عليهم أحد في هذا العالم شيئا، بل لا يقترح عليهم أحد في هذا العالم شيئا، لماذا؟ لأن هؤلاء العلماء هم علماء وفقهاء وأهل معرفة بالزمان وخبرة بالسياسة ومخلصون وصادقون وشجعان، وعندما يمتلك شعب متل شعب البحرين قيادة مثل هذه القيادة هم ليسوا بحاجة لأي أحد في العالم.

إذا كان هناك حراك وطني حقيقي في البحرين هو هذا الحراك الذي يقوده الشيخ عيسى قاسم. أما أنتم يا آل خليفة، أنتم العملاء، أنتم الأقزام الصغار الذين تخضعون لمندوب المخابرات البريطانية الموجود في المنامة وتنفذون أوامر أمراء صغار من آل سعود، ولا يحتاج الملك سلمان أن يتكلم معكم، هذه التفاصيل نعلم بها.

لذلك العلماء هم الذين يحددون التكليف، هم الذين يقررون أي خطوة، والشباب في البحرين والشعب في البحرين والأوفياء في البحرين معنيون أن يتبنوا قرار العلماء وأن ينفذوا وأن يدافعوا عن قرارات العلماء ـ حتى ولو اقتضى الأمر ـ بدمائهم الزكية وصدورهم العارية، ويجب أن يتحمل العالم مسؤولية منع تنفيذ هذا القرار، لأن القرار هو ليس فقط إسقاط الجنسية، هو ترحيل سماحة الشيخ عن بلده.

العالم يجب أن يتحمل المسؤولية. هذه خطوة خطيرة جدا. الرسالة الخاطئة تقول لشعب البحرين ولأصدقائه في العالم، وليس فقط لشعب البحرين: ليس هناك حوار ولا حقوق ولا أفق سياسيا ولا أمل سياسيا وإلى أين.؟ عندئذ سيصبح الجميع في حل، في حل من هذا الالتزام، وفي حل من هذا الموقف، وكل شخص حر أن يعبر عن موقفه وعن قناعته وعن التزامه بالطريقة التي يراها مناسبة، العالم يجب أن يتحمل مسؤوليته في هذا المجال.

أيها الإخوة والأخوات، في ذكرى شهيدنا القائد نقول له: سوف تبقى حيا بقوة في وجداننا، في ضمائرنا، في قلوبنا، في أرواحنا، كما كل الشهداء القادة، كالسيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد والحاج حسان وكل القادة الذين مضوا وسبقوا. بدمائكم سنواصل الطريق، سنصنع الإنجازات، سنحقق الأهداف، سنحفظ أمانتكم مهما بلغت التضحيات.

رحم الله الشهداء، والشفاء والعافية للجرحى، والحرية للمعتقلين.

النصر والبركة والكرامة لشعوبنا وأمتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.