المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 حزيران/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.june27.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

انَّ رِسَالَتَنَا هيَ أَنْتُم، وهيَ مَكْتُوبَةٌ في قُلُوبِنَا، يَعْرِفُهَا وَيَقْرَأُهَا جَمِيعُ ٱلنَّاس

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الرئيس الحريري أدرك فجأة أن حزب الله إيراني/الياس بجاني

عناوين مقابلة الإعلامي أسعد بشارة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر/مقابلة مع مستشار اللواء ريفي الإعلامي أسعد بشارة تناول فيها بالتفصيل خلفية العلاقة المتصدعة بين الحريري وريفي من كافة جوانبها

من عناوين مقابلة الإعلامي اسعد بشارة/تفريغ وتلخيص الياس بجاني/بتصرف كامل

بري يحذّر من الفراغ الشامل: الله وحده يمون عليّ لا رئيس بلا سلّة وهل المطلوب حضور أمراء لإقرارها/رضوان عقيل/النهار

ريفي والمشنوق والضاهر حريريون وليسوا من "التيار" "المستقبل" لا يريد "زقيفة" بل محازبين ملتزمين/بيار عطاالله/النهار

أهلُك أهل اعتدال/المحامي حسان الرفاعي/النهار

سجال التصريحات ينهي التهدئة بين المستقبل وحزب الله

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/6/2016

بالتفاصيل: الدعارة مزدهرة في إيران والرجال يبيعون زوجاتهن «لتغطية النفقات»

قطيش يرد على وهاب: نتمنى لسليماني ما يتمناه لنفسه

عقيلة يعقوب: الاسبوع المقبل سنطلق الرصاصة الاخيرة لتصويب القضاء

اليونيفيل أعلنت وفاة جندي اسباني

العثور على جندي أسباني مقتولا بطلق ناري في قاعدة كتيبة بلاده

قداس في القليعة على نية شهداء الكتيبة الاسبانية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لاسن باليوم العالمي لضحايا التعذيب: نقدر رغبة السلطات اللبنانية في إدخال تعريف شامل للتعذيب في قانون العقوبات وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة

عضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" جيمي جبور انتقد تدخل رئيس تيار المستقبل في انتخابات عكار

رعد: لا نريد قلب الطاولة على احد ولكن نستطيع ان نحقق خطوات اصلاحية واقعية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تصاعد المواجهات المسلحة بين الحرس الثوري الإيراني والانفصاليين

بان كي مون من الكويت: الصراع باليمن يجب أن ينتهي سريعا

محمد بن سلمان يشكر أوباما: مباحثاتنا ستعمق علاقاتنا

ولي ولي العهد السعودي إلى فرنسا ويلتقي هولاند غداً

العبادي من الفلوجة للعراقيين: اخرجوا واحتفلوا

فيديو دموي جديد لداعش.. ذبح وتفجير وصعق بالكهرباء

العربي الجديد: معارضة حلب تصد النظام... وروسيا تنتقم من مدنيي دير الزور

 

عناوين والمقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» ومصداقيّة تعهّداته التسعة/د. عمّار حوري/جريدة الجمهورية

«حزب الله» يساهم في تمويل إيران والحرس والحوثيين/وسام سعادة/المستقبل

نصرالله يعلن بإسم «إجتماع ٩ حزيران» إستراتيجية حرب الحسم في حلب/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

حزب الله يعترف ويخسر: نحن مرتزقة لإيران/علي الأمين/جنوبية

ميشال كيلو وحسن نصر الله/دلال البزري/المدن

مسعى لتفعيل الحكومة خرقاً للجمود القاتل مؤشرات المالية العامة مقلقة وتتطلب تصرفاً/سابين عويس/النهار

الزعماء يخترعون سياسيين/حسان الزين/المدن

وماذا بعد شرب البحر/نبيل بومنصف/النهار

بعد تأكيد نصرالله أنه لن ينسحب من سوريا أي دور لأي رئيس سوى إدارة الأزمة/اميل خوري/النهار

فقدان المناعة السياسية والاقتصادية والاعلامية يهدّد البلاد صيغة وكياناً/خليل فليحان/النهار

منطق إيراني أعوج/سالم الكتبي/العرب

استفتاء ستدفع بريطانيا ثمنه غاليا/خيرالله خيرالله/العرب

خارطة الميليشيات المسلحة في سوريا/ماجد كيالي/العرب

بين الانتخاب والاستفتاء/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لا أحد أعدِّ نفسه لقنبلة «العائدين من دولة الخلافة» بعد هزيمتها/حازم الامين/الحياة

طلاق بريطانيا سيكون مكلفاً/الياس حرفوش/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

الرهبانية الأنطونية تحتفل بالرسامة الكهنوتية ل 4 من رهبانها

جعجع في عشاء جمعية الأرز: التحدي الأكبر اليوم اقتصادي معيشي زهرا: وصاية السلاح تمنع تطبيق الدستور وانتخاب الرئيس

الراعي من واترفيل: تعاظم التطرف الديني ونمو الحركات الاصولية تسبب بهجرة المسيحيين وغيرهم من الشرق

باسيل خلال المؤتمر التأسيسي لمجلس العمل البلدي: نريد رئيسا بأكثرية شعبية وقرارا من الداخل وليس من الخارج

حرب كرم فريق ماكينته الانتخابية: أتمنى على وزير الداخلية أن يتخذ تدبيرا بإقالة محافظ الشمال وعلى أخصامنا أن يكونوا شرفاء في المواجهة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/:"بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب. لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت".

 

إِنَّ رِسَالَتَنَا هيَ أَنْتُم، وهيَ مَكْتُوبَةٌ في قُلُوبِنَا، يَعْرِفُهَا وَيَقْرَأُهَا جَمِيعُ ٱلنَّاس

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس03/من01حتى06/:"يا إِخوتي، أَنَعُودُ نَبْدَأُ فَنُوَصِّيكُم بِأَنْفُسِنَا، أَمْ تُرَانَا نَحْتَاج، كَبَعْضِ النَّاس، إِلى رَسَائِلِ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُم أَوْ مِنكُم؟ إِنَّ رِسَالَتَنَا هيَ أَنْتُم، وهيَ مَكْتُوبَةٌ في قُلُوبِنَا، يَعْرِفُهَا وَيَقْرَأُهَا جَمِيعُ ٱلنَّاس. أَجَلْ، لَقَدِ ٱتَّضَحَ أَنَّكُم رِسَالَةُ المَسِيح، الَّتي خَدَمْنَاهَا نَحْنُ، وهيَ مَكْتُوبَةٌ لا بِالحِبْرِ بَلْ بِرُوحِ ٱللهِ الحيّ، لا عَلى أَلْوَاحٍ مِنْ حَجَر، بَلْ عَلى أَلْوَاحٍ مِنْ لَحْمٍ أَي في قُلُوبِكُم. تِلْكَ هيَ الثِّقَةُ الَّتي لَنَا بِالمَسِيحِ عِنْدَ ٱلله، وهِيَ أَنَّنا لا نَقْدِرُ أَنْ نَدَّعيَ شَيْئًا كأَنَّهُ مِنَّا، بَلْ إِنَّ قُدْرَتَنا هِيَ مِنَ ٱلله، فهوَ الَّذي قَدَّرَنَا أَنْ نَكُونَ خُدَّامًا لِلعَهْدِ الجَدِيد، لا لِلحَرْفِ بَلْ لِلْرُّوح، لأَنَّ الحَرْفَ يَقْتُلُ أَمَّا الرُّوحُ فَيُحْيِي".

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

لتسر الكنيسة الأرمنيّة بسلام ولتكن الشركة بيننا كاملة.

May the Armenian Church walk in peace and may the communion between us be complete

Que l’Eglise Arménienne marche dans la paix et que la communion entre nous soit pleine

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الرئيس الحريري أدرك فجأة أن حزب الله إيراني

الياس بجاني/26 حزيران/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/06/26/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D8%AF%D8%B1%D9%83-%D9%81%D8%AC%D8%A3%D8%A9-%D8%A3/

يتبين كل يوم أكثر وأكثر أن الرئيس سعد الحريري ورغم طيبته ووطنيته ودماثة أخلاقه واعتداله الكبير ليس شخصاً قائداً ولا يتمتع بالكثير من مقومات وصفات القيادة الأساسية التي تكون منذ الولادة لصيقة بشخصية وفكر وتكوين الإنسان تماماً مثله مثل رئيس حزب الكتائب الشاب سامي الجميل الذي ورث حزباً وهو ليس جديراً بقيادته ولا يتمتع بالقدرات التي تؤهله لهذا الدور في حين هو يتوهم العكس ويتصرف على هذا الأساس الحالم.

ويتبين عملياً ونتائجاً أنه في مواجهة كل الصعاب الوطنية أن سعد الحريري هو غريب عن لبنان ومُغرّب عنه كونه لم يعيش ولم يدرس ولم يعمل فيه وكان يزوره لفترات قصيرة كما هو حال كثر من أبناء المغتربين.

من هنا وعلى خلفية هذا الواقع اللالبناني فكراً وثقافة وممارسات وخبرة جاءت كل قرارات ومواقف وتحالفات الحريري فاشلة ومأساوية منذ أن وُضّع مكان أبيه الشهيد الرئيس رفيق الحريري عقب اغتياله من قبل محور الشر السوري-الإيراني سنة 2005.

نعم لقد سقط سعد الحريري وفشل في كل المحطات اللبنانية الحرجة ولم يتمكن من الثبات ولا على موقف واحد من المواقف التي وعد الناس بها.

صحيح أن وراثة الثروة المالية سهلة ولا مشاكل فيها ولا تحتاج لتعب أو أي قدرات عقلية وعلمية محددة، إلا أن وراثة القيادة والزعامة أمر آخر مختلف كلياً كون القيادة تحتاج لقائد يتمتع بمقومات القيادة وهي مقومات مولودة وليست بغالبها مكتسبة.

إن قمة فشل الحريري الابن تمحورت بمجملها حول دور وفجور وإرهاب وفارسية حزب الله الذي تمكن من تقزيمه وقولبته ولجمه بما يناسبه وقد نجح الحزب 100% في جهده هذا وأمسى الحريري ملحقاً بالحزب ويقتصر دوره على انتقادات لفظية لا قيمة ولا فاعلية عمليه لها... وهنا تطول قائمة خيبات الحريري ومسلسلات فشله الذريعة.

اليوم على ما يبدو اكتشف الحريري المغرّب عن لبنان أن حزب الله هو إيراني وذلك بعد فجور ووقاحة السيد حسن نصرالله التي تمظهرت في نبرة ومحتوى خطابه الإبليسي الأخير حيث دون خجل أو وجل أو ذرة احترام للبنان ولهويته اللبنانية وللبنانيين كافة جاهر فرحاً ومزهواً بأن حزبه إيراني تمويلاً وتسليحاً وقراراً وأهدافاً.

أما خطابات الحريري الرمضانية وتحديداً تلك التي ألقاها في طرابلس والتي من خلالها اكتشف فجأة أن حزب الله إيراني هي سلسلة دركية من الفضائح ورزم من الغباء والإستغباء أكد من خلالها أنه غير جدير بموقعه القيادي وأنه يجهل كلياً واقع احتلال حزب الله للبنان والأخطر أنه برهن عدم مصداقية أية تحالفات يكون من ضمنها حيث ارتمى بأحضان جماعات إيران وسوريا الطرابلسية من مثل فيصل كرامي المجبول بالحقد والكراهية ونجيب ميقاتي شريك عائلة الأسد في رزم من استثماراتها المالية في حين تخلى عن شرفاء وأوفياء ومناضلين وسياديين من مثل اللواء أشرف ريفي والنائب خالد الضاهر وغيرهما كثر وهاجمهم.

يبقى أن أكثر مواقف الرئيس سعد الحريري ومعه الدكتور سمير جعجع ضرراً وخطراً على لبنان واللبنانيين والكيان والاستقلال والسيادة والهوية والوجود فكانت اغتيالهما "الغبي" عن سابق تصور وتصميم ل 14 آذار وتخليهما عن دماء وتضحيات الشهداء .. وهذا بالتأكيد الأكيد عمل اجرامي ليس خطئاً بل خطيئة، وخطيئة مميتة لا يمكن غفرانها لأي منهما تحت أي ظرف.

في الخلاصة..نحن نرى أن الرئيس سعد الحريري هو غير جدير بموقع القيادة ونشد على يد النائب خالد الضاهر الذي طالبه بالاستقالة... ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر/ مقابلة مع مستشار اللواء ريفي الإعلامي أسعد بشارة تناول فيها بالتفصيل خلفية العلاقة المتصدعة بين الحريري وريفي من كافة جوانبها

http://eliasbejjaninews.com/2016/06/26/%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85/

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المر/مقابلة مع مستشار اللواء ريفي الإعلامي أسعد بشارة تناول فيها بالتفصيل خلفية العلاقة المتصدعة بين الحريري وريفي من كافة جوانبها/26 حزيران/16/اضغط هنا للاستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/assad%20bchara26.06.16.mp3

 بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المر/مقابلة مع مستشار اللواء ريفي الإعلامي أسعد بشارة تناول فيها بالتفصيل خلفية العلاقة المتصدعة بين الحريري وريفي من كافة جوانبها/26 حزيران/16/اضغط هنا للاستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/assad%20bchara26.06.16.wma

فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع مستشار اللواء ريفي الإعلامي أسعد بشارة تناول فيها العلاقة المتصدعة بين الحريري وريفي من كافة جوانبها/26 حزيران/16/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=Vfn1mYLxVOk

من عناوين مقابلة الإعلامي اسعد بشارة

تفريغ وتلخيص الياس بجاني/بتصرف كامل

26 حزيران/16

*لبنان مخطوف من قبل حزب الله والحريري رشح للرئاسة حليف الخاطف الذي هو النائب سليمان فرنجية.

*الخلاف بين اللواء ريفي والرئيس الحريري يكمن في إدارة الخلاف مع حزب الله.

*ترشيح الرئيس الحريري للنائب فرنجية لم يكن قراراً من الخارج، بل خطة محلية سوّقها وعمل لها فريق محيط بالحريري.

*كلام الوزير نهاد المشنوق عن مسؤولية الخارج في ترشيح النائب سليمان فرنجيه هو كلام غير صحيح ويهدف لإضفاء هالة على الترشيح.

*مخيف أن يكون داخل الحكومة حلفاً رباعياً يمرر ما يريد ويعرقل ما لا يريد.

*طلب الوزير نهاد المشنوق رفع ملف الشهداء عن الطاولة نرد عليه ونقول بأننا لن نسمح برفعه عن الطاولة ليجلس عليها الحج وفيق صفا.

*البرغماتية غير مقبولة وهي مضرة جداً في مواجهة القضايا الوطنية المصيرية.

*اللواء ريفي استقال من الحكومة بعد أن تخولت غطاءً لحزب الله.

*وضع اللبنانيين بين خياري الإستسلام لحزب الله أو الحرب الأهلية خاطئ ومرفوض.

*بيت اللواء ريفي من صخر وكل الاتهامات التي تتناوله باطلة وملفقة.. من بيوتهم من زجاج هم عليهم أن يخافوا وليس من منزله من صخر.

*مشاكل وأزمات تيار المستقبل لا تُحل بتغيير مسؤول أو قيادي، بل بتغيير نهج المواجهة مع حزب الله.

*اللواء ريفي لم ولن يتغير وهو ثابت على مواقفه... ومن يسعى للتقارب منه أو مد اليد باتجاهه عليه أن يكون صادقاً وليس للصورة فقط.

*التصدع بين اللواء ريفي والرئيس الحريري بدأ عملياً عندما قال الحريري عن طريق التويتر أن استقالة ريفي من الحكومة لا تعنيه ولا يمثله.

*من المستغرب أن يجدد الرئيس الحريري من خلال زيارته الأخيرة لطرابلس تحالفه اللا 14 آذاري في الانتخابات البلدية مع الوزير فيصل كرامي والرئيس ميقاتي عقب موقف غالبية الطرابلسيين الرافضين لهذا التحالف.

*غالبية أهل طرابلس من خلال الانتخابات البلدية أكدوا أن 14 آذار لا تزال موجودة لأنها قضية شعب ووطن وكيان ومصير.

*لا أحد يمكنه أو من حقه أن يطلب من اللواء ريفي نسيان دماء الشهداء.

*الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورغم علمه الأكيد أن حياته سوف تكون مهددة من الإحتلال السوري سعي لإنهاء هذا الإحتلال ودفع حياته ثمناً لذلك.

*شهادة الرئيس الحريري جمعت اللبنانيين ووحدتهم وبالتالي هي ليست ملكاً لأحد لأنها لكل اللبنانيين.

*س س وترشيح فرنجية من أخطر أخطاء الرئيس الحريري.

*السلة المقترحة مرفوضة لأنها تلغي الدستور وتجوف عمل المؤسسات اللبنانية وهي مقدمة لما يسمى مؤتمر تأسيسي.

*حالة التعايش بين السلاح والمؤسسات خطيرة ومدمرة.

*حزب الله يعطل الدولة ويريد فرض كل ما يريده بالقوة والتخويف.

*اللواء ريفي لن يترك القضية الحريرية التي هي قضية الوطن وتضحيات الشهداء، كل الشهداء.

*علاقة اللواء ريفي بالمملكة العربية السعودية ممتازة ومن موقع الاحترام المتبادل.

*اللواء ريفي لن يرد على كلام الرئيس الحريري في طرابلس  إلا في في حال سؤاله عنه.

*الانتخابات البلدية في طرابلس كانت استفتاءً شعبياً وصوتاً رافضاً للتنازلات واللواء ريفي سوف يكون حيث يجب أن يكون وفي أي موقع مسؤولية من اجل خدمة لبنان وشعبه.

 

بري يحذّر من الفراغ الشامل: الله وحده يمون عليّ لا رئيس بلا سلّة وهل المطلوب حضور أمراء لإقرارها؟

رضوان عقيل/النهار/27 حزيران 2016

درج الرئيس نبيه بري على التعامل بروية وهدوء في إدارته طاولة الحوار، مثل ربان طائرة تتعرض لمطبات هوائية. هذا ما يحصل في عين التينة، وما ينتظر أن تشهده الخلوات المرتقبة في آب المقبل. وبعد تلقيه جملة ردود لفرملة مبادرته الرافضة لمبدأ قانون النسبية والهادفة الى قانون عصري، ردّ قبل أقل من ساعة من موعد الافطار أمس: "أقول للذين يهاجمون السلة المتكاملة إنني لم أخترع البارود، وسبق لي أن طرحت بنودها تم تطبيق بعضها- دعم الجيش والنسبية - ولم أقدم اليوم جديداً. ولماذا كل هذا الصراخ في البلد والضجة التي يثيرها البعض؟ هم في الاصل حضروا الى الحوار على أساس هذه البنود والعمل على تنفيذها للخروج من النفق الذي تمر به البلاد". ويستغرب بري هنا كيف ان البعض يتحدث عن نياته ويسعى الى مؤتمر تأسيسي، ثم يتهم "حزب الله" بأنه صاحب الفكرة. ويقسم أن الحزب مثل سائر الافرقاء تبلغ بمضمون ما طرحه. ويقول أمام زواره: "ليس صحيحاً ان السلة أمر مرادف لمؤتمر تأسيسي. ولماذا الكذب على اللبنانيين؟". ويوجه الرسالة الساخنة الى منتقديه: "عليهم ان يعرفوا ان عدم السير بالسلة التي قدمتها سيقود البلد الى ما هو أسوأ من المؤتمر التأسيسي المزعوم، أي الفراغ الشامل، إن لم أقل الدمار الشامل". ويضيف أن "لا رئيس جمهورية من دون هذه السلة". ويردد أنه كان يتمنى انتخاب رئيس للبلاد قبل سنتين، وأمس قبل اليوم، ولا أحد يزايد علي في هذا الموضوع". ورداً على نواب غمزوا من قناة "حزب الله" انه يقف وراء مبادرة بري، يقول: "تحالفي مع الحزب استراتيجي وأنسّق معه في قضايا كبيرة، لكن على الجميع ان يعلموا ويطمئنوا ان الله عز وجل وحده الذي يمون عليّ".

ويبقى أن أكثر ما يخشاه بري هو الاستمرار على هذه الطريق الشاغرة في قنوات الرئاسة وقانون الانتخاب وحلول موعد انتهاء الولاية الممددة للمجلس، "وعندها سنتوجه الى الانتخابات على أساس قانون الستين من دون رئيس للجمهورية، وبحكومة مستقيلة، أليس من الافضل اليوم الاتفاق على هذه السلة رأفة بالبلاد والعباد؟ وما هو رد المعارضين لها عند وقوع هذه الازمة التي بدأنا نتلمسها منذ اليوم؟". ويعود الى تذكير هؤلاء بالأيام التي سبقت اتفاق الدوحة في 2008، وكيف كان "اسم العماد ميشال سليمان مطروحا ويتداوله الافرقاء قبل التوجه الى قطر، ولم تسوّ الامور ولم يجرِ الحسم إلا في الدوحة، بعد قبول الجميع بسلة كان أبرز بنودها الاتفاق على قانون الانتخاب وشكل الحكومة، ثم حلّ اسم سليمان في سدة الرئاسة الأولى". وسأل: "لماذا ما حصل بالامس لا يصح اليوم؟ وهل المطلوب حضور أمراء لإمرار هذه السلة فيتم التنفيذ ويتجاوب البعض معها؟. البلاد تمر في ظروف صعبة، تعالوا الى الطاولة والجلسات المقبلة قبل فوات الاوان".

ويبقى ما "يعزّي" بري أنه لم يسمع هذه الاعتراضات على السلة من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، لأن نوابا في كتلتيهما تولوا هذه المهمة، مع الملاحظة أنه عبر عن إعجابه بتنظيم "التيار الوطني الحر" مؤتمر البلديات أمس، وإن لم يتلقّ بإعجاب كلمة الوزير جبران باسيل عن اللاجئين السوريين

 

ريفي والمشنوق والضاهر حريريون وليسوا من "التيار" "المستقبل" لا يريد "زقيفة" بل محازبين ملتزمين

بيار عطاالله/النهار/27 حزيران 2016

لا حاجة بكوادر "تيار المستقبل" وقياداته الى شرح الاوضاع الصعبة التي يواجهها "الحزب" الذي يحمل أفكار الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخطابه السياسي، بل تكفي مراقبة وجوههم والاستماع الى شكواهم كي يدرك حجم الأزمة المتراكمة منذ سنين عدة بين قيادة "التيار" وجماهيره مروراً بكوادره وهيئاته المختلفة، وتتجلى في مشكلات عدة تبدأ بالغياب الطويل لزعيم "المستقبل" سعد الحريري ولا تنتهي بالمناكفات الحادة بين موجة الحريرية السياسية ومحازبي "المستقبل" الذين يصرون على ان مرحلة ما بعد المؤتمر في 15 و 16 تشرين الأول المقبل ستكون غير ما قبله.

تجزم أوساط "المستقبل" ان قسماً كبيراً من مشكلات حزبهم تعود الى الخلط ما بين الكتلة البرلمانية والتنظيم السياسي، وتالياً لا علاقة للتيار بالنائب خالد الضاهر والوزيرين اشرف ريفي ونهاد المشنوق. والرأي لدى قيادة "المستقبل" ان ثمة ثلاثة مستويات من العمل، الأول تيار الحريري ويضم ريفي والمشنوق، والآخر متحالف انتخابياً مع "المستقبل" وما يمثل كما النائب خالد الضاهر، والثالث هو حزب "تيار المستقبل" وما يمثل، ويضم كحالة تنظيمية كوادر ونواباً ووزراء وغيرهم. وبالنسبة الى "المستقبليين" يعني المؤتمر العام الفئة الثالثة وليس الفئتين الاولى والثانية، والهدف منه دفع الحزب الى مزيد من الديموقراطية وإتاحة المجال امام مشاركة اوسع لمختلف القطاعات، وذلك بعد تصاعد الشكوى وحالات التململ من "التفرد بالرأي" و"عدم استجابة مطالب القاعدة الشعبية" أو "عدم الأخذ برأيها". وبالنسبة إلى "المستقبليين" لم يفشل التيار في أدائه بل تم افشاله بحكم الوقائع الطارئة، وفي مقدمها الضغوط التي تعرض لها رئيسه سعد الحريري وإجباره على مغادرة لبنان. أما الشكوى من أداء الأمانة العامة للحزب فلا ينكرها كوادر "المستقبل"، لكنهم يجدون لها مخرجاً بأن الأمين العام قصر لأنه لم يعمد الى احالة بعض الامور على المكتب السياسي واقتصار المراجعة الدورية للاحداث على قيادة الحزب من دون الكوادر والقاعدة. وفي نية المؤتمر معالجة ذلك من خلال تعديل النظام الداخلي لمصلحة لامركزية حزبية والتخفيف من قبضة المركز على آلية تشكل القرار، واتخاذه صعوداً من القاعدة، ومن خلال انتخاب المحازبين ممثليهم المندوبين الى جلسات المؤتمر على قاعدة مندوب واحد لكل 20 محازباً.

تتناقض مواقف المستقبليين من اللجنة التي تشكلت من اعضاء في المكتب السياسي واللجنة التنفيذية من أجل التحضير للمؤتمر، وفي حين يعتبر البعض ان الأمور في دائرة المراوحة، تؤكد اوساط قيادية ان اللجنة تعمل بجد وفاعلية لاقتراح التعديلات على النظام الداخلي من اجل تفعيل المؤسسة الحزبية، اضافة الى تشكيل لجان اعداد التقارير السياسية والتنظيمية والاجتماعية وتنظيم شؤون القطاعات وتفعيل عمل المناطق، في موازاة لجنة اساسية ستتولى تقديم تصور سياسي للمرحلة المقبلة. وهكذا تبدو الأمور وردية بالنسبة الى المتفائلين الذين يعتبرون ما يجري فرصة لتطوير عمل حزبهم، في حين يضرب المتشائمون كفاً بكف ويعتبرون ان كل هذه الرؤى والاقتراحات جيدة، لكنها تحتاج الى المال الذي يشكل في رأيهم عصب العمل التعبوي والسياسي والإعلامي في مواجهة الآلة الحزبية المتقدمة للفئات السياسية الأخرى. ويرد المتفائلون على نفحة التشاؤم هذه، بأن قدرة عامل المال محدودة في جعل التيار اكثر تماسكاً، ويشيرون الى وجود آلاف من طلبات الانتساب لم يؤخذ بها على رغم كل صعوبات الفترة السابقة المالية والسياسية والأمنية وغيرها. والخلاصة لدى اصحاب هذه النظرية ان "المستقبل" ليس حزب آل الحريري بل هو الممثل الشرعي لمشروع النهوض الذي حمله الرئيس رفيق الحريري، وتالياً فهو لا يحتاج الى المال لحمل افكاره. لكن كل ما تقدم، لا يلغي السؤال، عما إذا كان "المستقبل" يشتري غضب مؤيديه من الحال التي وصل اليها، او نتيجة مواقفه التي ادت الى اكتساح الوزير اشرف ريفي لبلدية طرابلس وصعود نجم الوزير نهاد المشنوق في بيروت. والرأي لدى اوساط "المستقبل" ان وقائع المؤتمر في 15 و 16 تشرين الاول المقبل ستظهر فعلاً ما اذا كان "المستقبل" جدياً أم لا في طروحاته، وما اذا كان يتراجع فعلاً ام ان ثمة فرصة حقيقية لإعادة تنظيم القاعدة الشعبية و"تصليبها" بعد زوال الموجة العاطفية التي رافقت نشوء التيار، فليس كل من صفق وهتف للحريري هو في "المستقبل".

 

أهلُك أهل اعتدال

المحامي حسان الرفاعي/النهار/27 حزيران 2016

على رغم المال الايراني وفائض القوة الأمنية والعسكرية وتجييش الغرائز المذهبية بالكاد تتمكّن الثنائية الشيعية من احتكار رأي أبناء الطائفة، في حين أنّ ثنائية التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، التي أراد أصحابها "توحيد كلمة المسيحيين" تقهقرت عند أول امتحان حتى يكاد انجازها يقتصر على أغنية "اوعا خيّك". وفي زمن صعود الحركات والتيارات المدنية الرافضة للتسويات وفرض الرأي واحتكار التمثيل وتقاسم المكاسب... يحاول تيار المستقبل تحت مسمى "ترتيب البيت السني" الانفتاح وتجميع القوى أو الفاعليات السنية بحجة أخطار داهمة، متناسياً أنّ هذه الطائفة لم تكن يوماً إلاّ متفلّتة من أي قبضة أو تحالف يفرض عليها. إنّ السبب الأول لنتيجة انتخابات بلدية طرابلس هو تحالف المستقبل مع من خان تطلعات أهل طرابلس وسنّة لبنان قبل أن يخون الحريرية. فأهلنا في طرابلس وفي لبنان، مسيحيين ومسلمين، يسألون عما اجتمع عليه الحريري وميقاتي في طرابلس؟ أعلى إسقاط أشرف ريفي؟ أعلى كسر قرار أهل المدينة؟ كما يسألون كيف يقول لهم سعد الحريري أنّه يحترم رأيهم وإرادتهم، وأنّ رسالتهم وصوتهم وصلاه في الوقت الذي يستمر في تأكيد تعاونه مع من رفضه أهل مدينته واسقطوه من أيام قريبة؟! إنّ مؤيدي سعد الحريري ومحبيه الذين وقفوا الى جانبه بكل وفاء حينما أشاح بنظره عن زائره في بيت الوسط، يسألون: هل اعتذر نجيب ميقاتي عن فعلته سنة 2011؟ مع علمهم الأكيد أنّه لولا الثورة السورية لبقي نجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد وسواهما من جماعة سوريا الأسد والممانعة يتناوبون على رئاسة الحكومة. لذلك يطلب اليوم أهل سعد الحريري ومحبوه ألاّ يتركهم وقد بعثوا له برسالة واضحة في انتخابات بيروت وطرابلس في حين أنهم لبّوا نداءه حينما أحسن الاختيار في صيدا. ثم إنّ أهل سعد الحريري في بيروت وطرابلس وعكار وفي كل انحاء الوطن هم أهل اعتدال مثل ما كان رياض وتقي الدين ورشيد الصلح وعبد الحميد ورشيد كرامي وصائب وتمام سلام وعبدالله اليافي وسليم الحص ورفيق الحريري، فهل وحده أشرف ريفي بعيد عن هذا الاعتدال؟ هو الذي خدم قرابة أربعين عاماً في قوى الأمن من دون أن يُسمَع عنه يوماً تطرفاً أو فئوية، حتى أنه سنة 2008 حينما اعتدى "حزب الله" ورفاقه على أهل بيروت لم يحرّك دركياً واحداً، لأنّه لم يتلقَ تعليمات سياسية بهذا الاتجاه بخلاف ضباط أشراف من الجيش اللبناني قدموا استقالاتهم لفظاعة ما شاهدوه من تعدٍ على كراماتهم وعلى شرف قسمهم العسكري وعلى أهلهم. خوفنا أن يأتي يوم يخبرنا فيه الوزير المغفورة ذنوبه، أنّ قرار الانفتاح على أيتام الأسد من السياسيين السنّة في لبنان هو نصيحة سعودية من العهد الجديد.

 

سجال التصريحات ينهي التهدئة بين المستقبل وحزب الله

العرب/27 حزيران/16/بيروت – لفت المراقبين مضامين الخطابين المتتاليين اللذين ألقاهما حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله وسعد الحريري رئيس تيار المستقبل في اليومين الأخيرين، وبدت النبرة التصعيدية واضحة، تشي بصعوبة تهدئة المعركة السياسية في البلاد. ورأى سياسيون لبنانيون أن الرسائل التي أطلقت لم تكن لبنانية محلية، بل تقصّدت أن تكون صدى واضحا للصراع الإقليمي بين إيران والسعودية. واعتبرت أوساط متابعة أن خطاب نصرالله لم يحمل جديدا لجهة تبعية حزبه الكاملة لإيران وتكراره نفس المواقف المتعلقة بتورط الحزب العسكري في الصراع السوري، وأن إعلانه بأن تمويل الحزب يأتي كاملا من إيران ليس كشفا كبيرا بل هو اعتراف في العلن لما هو معروف محليا ودوليا. لكن أوساطا دبلوماسية لبنانية رأت في إثارة مسألة تمويل الحزب على خلفية أزمته مع النظام المصرفي اللبناني وتأثره بالعقوبات المالية الأميركية، توجيه رسالة لواشنطن نفسها تؤكد منابع التمويل، على نحو يراد منه تحويل الصراع ما بين واشنطن وحزب الله إلى صراع بين واشنطن وطهران. وتساءلت دوائر معارضة لحزب الله عن الوسائل التي تعتمدها طهران لضخ التمويل نحو الحزب، وعن الجهات الرسمية والمصرفية المتورطة في حماية شبكة تمويل موازية تعمل من وراء ظهر النظام المصرفي والمالي اللبناني. وقد جاء خطاب سعد الحريري مساء السبت، مخصصا للردّ بالتفصيل على خطاب نصرالله في بعديه المحليّ والإقليمي. وقال الحريري في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إنه “شخص يتباهى بأنه قاعدة عسكرية متقدمة لإيران وأن كل أمواله وصواريخه ومعاشاته تأتي من خزانة الحرس الثوري بإيران، يعني أنه يعترف بأنه حزب إيراني بامتياز وأنه استثمار للمشروع الإيراني السياسي والديني والعسكري وأن أوامر الولي الفقيه عنده فوق مصلحة لبنان ومصالح كل العرب”. واعتبر المراقبون أن اعتراف زعيم تيار المستقبل بأن لبنان يقف مكتوف الأيدي أمام حزب مسلح يعلن صراحة أنه ينفذ أوامر دولة أجنبية، يمثّل إعلانا بأن البلد يخضع لاحتلال أجنبي من قبل “البلوى الإيرانية”، على حدّ تعبيره، ويفترض أن يعامل دوليا على هذا الأساس، بما يحمله ذلك من تبعات سياسية ودبلوماسية في التعامل مع لبنان. ولفت هؤلاء إلى أن تصريحات الحريري السياسية قد تكون مقدمة لعمل يأخذ لاحقاً أبعادا قانونية، إذا ما سلك الأمر سبلا دبلوماسية شائكة.

 إثارة مسألة تمويل حزب الله على خلفية أزمته مع النظام المصرفي، رسالة لواشنطن نفسها تؤكد منابع التمويل ورأى بعض المحللين السعوديين أن الحريري كان لسان الرياض في الردّ على الحملة التي شنّها زعيم حزب الله ضد السعودية، فقد اعتبر الحريري أن تحامل حزب الله وطهران على السعودية سببه أن الرياض ترفض نشر قواعد إيرانية في المنطقة العربية، واعتبر أن في الكلام ضد السعودية “تحاملا وتجنيا على دولة عربية فقط لأنها ترفض أن تصبح البحرين أيضا قاعدة إيرانية، كما رفضت أن يجعل الحوثيون من اليمن قاعدة إيرانية”.

وذهب زعيم المستقبل إلى اتهام طهران بالوقوف وراء خراب المنطقة معتبرا أن “إيران تموّل حزب الله في لبنان، وتموّل الحشد الشعبي في العراق وتموّل الحوثيين في اليمن وتموّل المعارضة في البحرين وتموّل قتل الأبرياء في سوريا، وتموّل عمليات التفجير في الكويت وتموّل أدوات الفوضى في القطيف وتموّل مجموعات مذهبية في السودان ومصر والجزائر، يعني بكل بساطة، إيران تمول الفتنة في العالم العربي”. ورأى متابعون للشؤون الإيرانية أن تصريحات الحريري تطال إيران مباشرة بهدف الدفاع عن موقف السعودية من جهة وبهدف اعتبارها أصل العلّة وجوهرها في لبنان والمنطقة والتعامل مع حزب الله بصفته تابعاً لإيران ولا يملك قراره. وجاء رد الحريري في مسألة البحرين مباشرا منددا بتهديدات الجنرال قاسم سليماني ضد المنامة، معتبرا أن “هذا النموذج من الغرور والاستعلاء الإيراني لن يؤدي سوى إلى تصاعد موجات العداء بين العرب وإيران”، مستطردا في إطار ما اعتبر موجّها للعالم العربي، أنه “لا توجد ساحة عربية واحدة تسللت إليها إيران، سواء عن طريق المال أو الأحزاب أو رجال الدين أو الحرس الثوري، إلا ونالت نصيبها من الانشقاق والفتن والصراعات المذهبية”. وتساءلت أوساط إعلامية لبنانية عما إذا كانت بيروت قد تحوّلت إلى منبر مناظرة رسمي بين السعودية وإيران للإفصاح عن رسائلهما، كما تساءلت عن جدوى الاستمرار في الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله على خلفية النبرة العالية في لهجة الفريقين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/6/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب لنتائج الاستفتاء البريطاني، والتداعيات السياسية والاقتصادية لخروج المملكة المتحدة المدوي من الاتحاد الاوروبي. وعلى خلفية هذا القرار، يزور وزير الخارجية الأميركية جون كيري غدا لندن وبروكسل، بعدما عبرت بلاده عن خيبة أملها لنتيجة هذا التصويت.

وفي الشأن المحلي، ترقب للتحرك الفرنسي الذي تشهده بيروت في الحادي عشر من تموز، من خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسية الذي يستطلع إمكانات إطلاق مبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وهو الأمر الذي سيناقشه أيضا في كل من الرياض وطهران.

في المشهد الداخلي أيضا، جلستان للحكومة الأسبوع المقبل، يومي الثلاثاء والخميس، الأولى استثنائية للأمور المالية، والثانية لجدول عمل عادي فيه مراسيم ومشاريع قوانين، حيث ينتظر ان يقدم وزير المالية شرحا مفصلا عن الوضع المالي.

في هذا الوقت، مراوحة في موضوع قانون الانتخاب، بعد التعثر في اللجان النيابية المشتركة، التي تعقد جلستها المقبلة في 13 تموز المقبل، والتي تتزامن مع الجلسة الثانية والأربعين لانتخاب رئيس، قبل الجلسات الحوارية الثلاث في مطلع آب المقبل، ويبدو ان لا تفاؤل في الأفق، طالما ان الأمور مرتبطة بجزء من سلة متكاملة، وفق ما رأى الوزير السابق زياد بارود، الذي يعول على الحوار طالما ان المؤسسات الدستورية غير قادرة على انتاج حل ما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على عتبة يوم القدس العالمي، وداخل حرم المسجد الأقصى، سال الدم الفلسطيني في ثالث جمعة من شهر رمضان المبارك. دم رسم مجددا حدود الرفض لكل ألوان الذل، ومد اليد إلى العدو وطعن الشقيق باليد الأخرى.

اليوم أثبتت جراح المقدسيين والمصلين الصائمين، مستوى النبض المقاوم الحي المستمر انتفاضة واعية مصممة ايمانا بالانتصار ودفعا بالنسيان والتناسي من حول بوصلة الهمم فلسطين.

للأقصى رجال تحميه باللحم العاري، بين أبوابه وأركانه وفي أرضه المباركة مقاومة جهزت يدها على الزناد. وفي الامتدادات وعلى خط الانتصارات مقاومة في لبنان تحبط أشد أنواع المؤامرات، ومعها جمهور لن يستسلم للضغوط مهما تنوعت واشتدت، بل سيتابع معها المسير مهما كبرت التضحيات.

في العراق، الفلوجة تحررت بالكامل. وعسكريا يصح القول إن ما قبل الفلوجة ليس كما بعدها، فالارهاب الذي اتخذ هذه المدينة مقرا استراتيجيا لتدمير العراق وأبعد منه، أقفلت أبوابها أمامه لتكون وجهة القوات العراقية محافظة الموصل، وهناك ستنهي ارادة العراقيين حكاية ارهاب "داعش" في العراق، من حيث بدأت قبل عامين.

أما في سوريا، فالارهابيون في أرياف حلب تحت نار سلاح الجو السوري، وكذلك كل ما يشكلونه من خطر هو في دائرة الرصد والملاحقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

المملكة المتحدة التي صوتت اسكتلندا للبقاء فيها سنة 2014، لم تعد موجودة. ومن المرجح جدا اجراء استفتاء جديد على بقاء اسكتلندا في الممكلة المتحدة. انه أخطر موقف حتى الآن من الاستفتاء البريطاني، وهو لرئيسة الوزراء الاسكتلندية. هذا الموقف يؤكد ان نتائج الاستفتاء البريطاني، لن تقتصر تداعياته على الوحدة الأوروبية فحسب، بل على بريطانيا نفسها. واللافت ان استطلاعات الرأي تشير إلى ان الاسكتلنديين سيصوتون للاستقلال عن بريطانيا، لأنهم لم يكونوا يرغبون في الخروج من الاتحاد الاوروبي.

إقليميا، تطور بارز سجل وتمثل في اعلان السلطات العراقية استعادة سيطرتها الكاملة على الفلوجة، التي كانت أحد أهم معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق. تأتي السيطرة على الفلوجة، بعد السيطرة على الرمادي وتكريت وسنجار وبيجي، مما يؤكد على استمرار تقهقر تنظيم "داعش" في العراق.

في لبنان، لا تطورات سياسية جديدة، بل انتظار لجلستي الحكومة في الأسبوع الطالع، وسط معلومات عن توجه لحسم مناقصة ال"كوستابرافا" غدا، عبر إعادة التفاوض مع شركة "الجهاد" على خفض السعر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حصيلة الأسبوع، بامتداداتها وتداعياتها محليا واقليميا، لا تبشر بالخير ولا تنبىء بقرب حلحلة ولا بحل.

الخلاف السعودي- الايراني يتسع، والعلاقة بينهما من سييء إلى أسوأ، وما بعد الأسوأ إذا كان هناك من احتمال.

الحرب في سوريا تتخذ منحى أكثر درامية وسلبية، الجديد فيها ان الروس باتوا يستعملون الخطاب نفسه والمقاربة ذاتها التي اعتمدها الأميركيون والأوروبيون في تبرير فشلهم في القضاء على "داعش" التي تخسر هنا وتربح هناك، تنكفىء في الفلوجة وتبادر في حلب، تكر وتفر في الوقت عينه.

الروس يقولون ان الوضع معقد في سوريا، وان الارهابيين يزدادون قوة وهم أنفسهم، أي الروس، أوقفوا معركة حلب منذ أشهر حين كانت "النصرة" و"داعش" على قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة، لأسباب ترتبط بمصالحهم مع الأميركيين وبمستقبل علاقتهم مع تركيا المسهل الأول لدخول الارهابيين إلى سوريا عبر أراضيها.

السيد حسن نصرالله، وللمرة الأولى في خطاباته وكلماته عن الوضع السوري، وجه رسائل انتقادية للروس، لا بل استغنائية، عندما قال لهم إن المقاومة خاضت معارك رئيسية في سوريا وانتصرت ولم يكن هناك روس.

في الداخل، يواصل الحريري هجومه على "حزب الله"، ويتسابق مع رعاته الاقليميين على تحميله مسؤولية ما آلت اليه أحوال العرب والمسلمين، من صفين إلى صلاح الدين ومن هولاكو إلى بوتين. ويزايد على خريجي مدرسة الحريرية السياسية- فرع طرابلس، في تحميل الحزب تبعات انهيار الاعتدال السني وازدهار التطرف الاسلامي.

الانتخابات الرئاسية موضوعة على الرف، ولبنان ليس مدرجا حتى إشعار آخر على سلم الأولويات دوليا وإقليميا، واهتمام المجتع الدولي فيه محصور في إطفاء الحرائق المتفرقة أمنيا وسياسيا، إلى أن يحين أوان التسوية البعيدة عن المنطقة بعد الجنون عن المنطق.

وحدها أرمينيا في زمن الغضب وحصاد الموت، تستقبل الآتي باسم المحبة والمصالحة والوحدة. وحيث استقر فلك نوح على سفح ارارات منذ آلاف السنين ليدشن عهدا جديدا للخليقة، جاء فرنسيس إلى أول مملكة مسيحية منذ 1700 عام، ليفتح صفحة جديدة بين الأخوة ليكونوا واحدا كما أوصاهم السيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يطل الأسبوع على التباسات واشكالات، وفي مقدمها تأتي قضية النفايات التي يبدو ان مناقصة فضحت مناقصة، وفضحت معها مجلس الانماء والاعمار الذي يبدو، رئيسا وأعضاء، في وضع غير مريح، إلا إذا حاز مجددا تغطية من الوصي عليه مباشرة، رئيس الحكومة، وهذا ما هو متوقع حصوله على الرغم من الشبهات التي تخيم على عمل المجلس.

قضية جديدة خرجت إلى الضوء، هي ما أعلنه رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل من منع النازحين السوريين من فتح متاجر لهم في البلدات حيث البلديات ل"التيار".

وفي سياق آخر، اندلعت حرب كلامية قاسية بين الوزير بطرس حرب ومحافظ الشمال رمزي نهرا. حرب طالب باقالة نهرا، فرد الأخير بالقول: نستغرب تهجم من يغطون الفساد في اداراتهم على النزيهين.

وبين الحروب الكلامية، حروب من نوع آخر، بداية المراهنة على الاصلاح ولو من باب تكسي المطار، ومنها نبدأ.

 

بالتفاصيل: الدعارة مزدهرة في إيران والرجال يبيعون زوجاتهن «لتغطية النفقات»

خاص - ترجمة جنوبية 26 يونيو، 2016/أعدت صحيفة “ورلد تريبيون” الأميريكة تقريراً عن الدعارة في إيران وجاء به أنّ مستوى الدعارة والاتجار بالجنس يرتفع في الجمهورية الإيرانية، والحكومة تتقاعس عن هذا الأمر. وتابع التقرير، أنّه في العام الماضي تمّ رصد 32 بيتاً للدعارة في مناطق مختلفة من طهران، وأنّ النساء يمارسن الدعارة بسبب الفقر وفق ما ذكر وكالة “موج” للأنباء. وساهم في التقرير طبيب نفسي أوضح أنّ الكثير من النساء يتعرضهن للبيع من قبل أزواجهم فيمارسن للدعارة لأجل تغطية النفقات. وأشار أنّ أكثر من 100 فتاة في طهران يتقاضين بين 2 و 20 دولار من كل زبون، و35% من العاملات في الدعارة هن متزوجات ولديهم أطفال.. وأردف أنّ الحكومة لا تأبه بهذه المشكلة التي تتفاقم مع تزايد أعداد النساء العاملات بها، موضحاً أنّ على البرلمان التعامل مع هذه الظاهرة بجدية. وأوضح الطبيب أنّ الكثير من النساء يشاركن في طهران بـ”زواج المتعة” المعترف به في الإسلام الشيعي، لإخفاء حقيقة الانخراط بالدعارة حيث أنّ الزواج يتم بموافقة الرجل دون موافقة المرأة ولقاء مبلغ مالي معين. ولفت القرير أنّ أغلب النساء اللواتي يشاركن هم من لديهن أوضاع اقتصادية أو اجتماعية سيئة، ليشير عالم النفس أنّ المرأة عندما تصبح حاملاً يتمّ التخلي عن الطفل واستغلالها لأغراض أخرى. (ورلد تريبيون)

 

قطيش يرد على وهاب: نتمنى لسليماني ما يتمناه لنفسه

رصد جنوبية 26 يونيو، 2016/في رد على الوزير السابق وئام وهاب من دون ان يسميه غرد نديم قطيش: بمناسبة مقاضاة الرئيس الحريري بسبب “الاساءة” لدولة شقيقة، يلعن روحك يا حافظ وروح بشار وأنيسة وكمل ع بقية اخراج القيد العائلي.  اما بالنسبة لقاسم سليماني وقادته وأدواته، فهول حبيباتي ولا اريد لهم الا ما يريدون هم لأنفسهم . اسكنكم الله فسيح جنانه… بأسرع وقت ممكن! إقرأ أيضاً: نديم قطيش: نصر الله يمسح التهمة عنه!وكان وهاب طالب بمحاكمة الحريري بسبب الاساءة لدولتين صديقتين هما سوريا وايران>

 

عقيلة يعقوب: الاسبوع المقبل سنطلق الرصاصة الاخيرة لتصويب القضاء

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب في بيان ان "عقيلته الشيخة امتثال حيدر باتت ليلتها الثالثة والخمسين في مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وجاء البيان الثالث والخمسون والذي كتب على لوح امام المارة وفيه:

"هرب العدل وحكم الظلم، هتك ستر القضاء وانفضح القضاة، والقانون يلفظ انفاسه الاخيرة والقضاة ينفذون اوامر الساسة الظالمين المتسلطين". أضافت: "الاسبوع المقبل سنطلق الرصاصة الاخيرة لتصويب انحراف القضاء"، مضيفة "ان قاضي التحقيق زياد مكنا واتهاميتي بعبدا برئاسة القاضي الياس عيد والقاضي عفيف الحكيم امام الامتحان الاخير ومطالبون بصحوة ضمير". وختمت: "عجيب امر هذا القضاء، منذ 38 عاما وملف خطف القذافي للشيخ محمد يعقوب واخويه عالق في التسويف والمماطلة وخلال 3 ساعات يأمر باعتقال إبني في خطف القذافي. والله انكم اعدل الناس إلا في معاملتي، فيكم الخصام وانتم الخصم والحكم".

 

اليونيفيل أعلنت وفاة جندي اسباني

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام جمال خليل أن اليونيفيل أعلنت عبر مكتبها الاعلامي وفاة جندي اسباني، واشارت الى ان تحقيقا يجري لجلاء ظروف الحادثة.

 

العثور على جندي أسباني مقتولا بطلق ناري في قاعدة كتيبة بلاده

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في مرجعيون رونيت ضاهر، ان عناصر الكتيبة الأسبانية العاملة في إطار قوات اليونيفيل، عثروا قبل ظهر اليوم على زميلهم ميتا في قاعدة ميغيل دي ثربانتس في ابل السقي. ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة سبب الوفاة، فيما بدأت مراسم نقله إلى أسبانيا لتسليم جثمانه لذويه. ولاحقا أفادت مندوبة الوكالة في المنطقة الين سمعان، ان الوفاة ناتجة عن طلق ناري.

 

قداس في القليعة على نية شهداء الكتيبة الاسبانية

الأحد 26 حزيران 20169/وطنية - أقيم في بلدة القليعة، قداس وجناز على نية شهداء الكتيبة الاسبانية الستة الذين سقطوا في اعتداء ارهابي العام 2007 قرب الخيام، شارك فيه قائد القطاع الشرقي في اليونيفيل الجنرال الفريدو بيريث دي اغوادو وقائد اللواء التاسع في الجيش العميد الركن جوزف عون وضباط من الجيش واليونيفيل ورئيس البلدية يوسف الخوري. وترأس القداس كاهن الرعية الخوري منصور الحكيم الذي القى عظة شكر فيها عناصر اليونيفيل ومن بينهم عناصر الكتيبة الاسبانية التي لم تبخل بدمها لخدمة مهمة السلام التي أتت من أجلها الى بلادنا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لاسن باليوم العالمي لضحايا التعذيب: نقدر رغبة السلطات اللبنانية في إدخال تعريف شامل للتعذيب في قانون العقوبات وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - أصدرت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، بيانا، بمناسبة اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب، ذكرت فيه أنه "في البيان الصادر عن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، بمناسبة اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب، أعادت تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي القوي بالقضاء على جميع أشكال التعذيب والتأهيل الكامل لضحاياه. فالتعذيب غير إنساني ومحظور بشكل لا لبس فيه بموجب القانون الدولي". ورحبت ب"الخطوات التي اتخذها لبنان لترجمة التزاماته الدولية عمليا"، لافتة إلى أن "لبنان صادق على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وبروتوكولها الاختياري. كما اتخذ بعض الخطوات الحاسمة نحو تنفيذ التزاماته ذات الصلة". وقالت: "إننا نرحب بشكل خاص بإنشاء دائرة لحقوق الإنسان ولجنة لمكافحة التعذيب ضمن قوى الامن الداخلي، فضلا عن اعتماد مدونة سلوك ومذكرة تصف دور وحدات قوى الأمن الداخلي في تطبيق الاتفاقية المذكورة"، آملة "في اتخاذ خطوات مشابهة من جانب الجيش اللبناني والأمن العام"، معربة عن تقديرها ل"رغبة السلطات اللبنانية في إدخال تعريف شامل للتعذيب في قانون العقوبات وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة، ووضع آلية وقائية وطنية تتماشى مع البروتوكول الاختياري". وأضافت "في لبنان، أدرج الاتحاد الأوروبي الوقاية من التعذيب وسوء المعاملة على أجندته منذ وقت طويل، وهو ينفذ حاليا مشروعين يهدفان إلى تأهيل ضحايا التعذيب والوقاية منه وزيادة المساءلة ومكافحة الإفلات من العقاب. وفي هذين المشروعين، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز القدرة على تطبيق آليات ومعايير دولية مرتبطة بحالات تعذيب وتحسين ظروف السجون وبناء القدرة المهنية لسلطات إنفاذ القانون". وشددت في هذه المناسبة على "حسن التعاون مع منظمات المجتمع المدني اللبنانية التي تؤدي دورا أساسيا في مكافحة التعذيب والتوعية، بما في ذلك أحيانا في ظروف بالغة الصعوبة". وختمت "في هذا اليوم، علينا أن نتذكر كل من تعرضوا أو ما زالوا يتعرضون للتعذيب حول العالم. وحدها الجهود العالمية والمشتركة كفيلة بالتوعية على ما يلحقه التعذيب من ضرر بالأفراد والمجتمع ككل".

 

عضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" جيمي جبور انتقد تدخل رئيس تيار المستقبل في انتخابات عكار

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - إعتبر عضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" جيمي جبور في بيان "أن خرق الأعراف في انتخابات اتحاد بلديات عكار الشمالي بدأ حين تدخل رئيس تيار "المستقبل" شخصيا مع بلديات المنطقة لتبديل موقفها الإنتخابي، وبالتالي تم خلق اصطفاف طائفي، إقتراعا ومن ثم ترشيحا لدى منع ممثل بلدية مشتى حسن من الترشح لمنصب نائب رئيس الإتحاد أمام أعين كل رؤساء بلديات الإتحاد داخل مكتب المحافظ، وبالتالي بات لزاما علينا تقديم مرشح لمنصب نائب الرئيس لإستكمال المعركة الإنتخابية، ومن هنا كان ترشيح رئيس بلدية شدرا وفوزه بهذا المنصب.

وأضاف جبور: "ان تصحيح الوضع القائم هو من مسؤولية الجميع وعلى رأسهم رئيس تيار المستقبل، الذي أسهم بإفساد الصيغة والأعراف بتدخله غير المبرر بإنتخابات محلية لا طابع سياسيا لها، وإننا اذ نقدر لأهلنا في مشتى حمود ومشتى حسن وقفتهم الشريفة نبدي كل الإستعداد لتصحيح الخلل بما يضمن حقوق الجميع، بعيدا من منطق المزايدات الرخيصة".

 

رعد: لا نريد قلب الطاولة على احد ولكن نستطيع ان نحقق خطوات اصلاحية واقعية

الأحد 26 حزيران 2016/وطنية - اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، "ان الوضع الداخلي المتردي في البلد لن يدوم طويلا، وذلك بأرادتكم ونضالكم وأصراركم على الاصلاح". كلام رعد جاء خلال الاحتفال الذي أقامه "حزب الله" في بلدة دير الزهراني للشهيدين أحمد علي بدران (ساجد) وحسن شريف الروماني (زو الفقار) في حسينية دير الزهراني، في حضور فاعليات سياسية واجتماعية وحشد من ابناء البلدة والقرى المجاورة. أضاف: "صحيح اننا لا نريد قلب الطاولة على احد في هذه المرحلة في الداخل، لان البلد لا يتحمل ولكن نستطيع ان نحقق خطوات اصلاحية بشكل واقعي ممكن رغم الظروف القاسية التي تحيط بنا، والذي يشجعنا على ذلك ايضا ان لدينا حلفاء نستطيع ان نشد على ايديهم ونتعاون معهم، من اجل تحقيق هذه الخطوات، وما يحفزنا اكثر ان ما يجري من حولنا ايضا يشجع على ذلك. كل الذين تآمروا على منطقتنا بدأوا يتساقطون واكبر مثل على ذلك انفصال بريطانيا عن اوروبا، وهذا ما يؤشر على بدء تفتت الاتحاد الاوروبي وتشجيع دول اخرى على الانفصال، ولذلك نحن نحرص على تماسك شعبنا لأن وحدته وتماسك صفوفه تمنحه القوة لأجل خدمة قضيته". وختم رعد: "المستقبل واعد ويحتاج الى ارادة صلبة وعزم لكي نستطيع ان نزيل كل العقبات وان نتقدم خطوات على صعيد الاصلاح الداخلي وعلى صعيد بناء القدرة والقوة المانعة من تحقيق اي عدو يستهدف بلدنا ومنطقتنا". وتخلل الحفل تشييع رمزي للشهيدين وكلمة لأمام البلدة الشيخ عوني عون وكلمة عوائل الشهداء القاها علي العبد بدران وكلمة اخوة الشهيد القاها قاسم روماني الذي أكد فيها "السير على نهج الشهداء وحفظ الوصية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تصاعد المواجهات المسلحة بين الحرس الثوري الإيراني والانفصاليين

العرب/27 حزيران/16/طهران- قتل خمسة "متمردين مسلحين" في مواجهات مع الحرس الثوري الايراني في منطقة مهاباد المحاذية لكردستان العراق. وافاد الحرس الثوري في بيان نشر مساء السبت ان "خمسة متمردين مسلحين على ارتباط بالمجموعات المعادية للثورة" قتلوا في اليوم السابق على مقربة من الحدود مع كردستان العراق. ولم يحدد البيان المجموعة التي كان هؤلاء العناصر ينتمون اليها غير ان مجموعات كردية انفصالية او داعية الى الحكم الذاتي تنشط في هذه المناطق. وكان الحرس الثوري اعلن في 16 يونيو مقتل 12 "ارهابيا" وثلاثة عسكريين ايرانيين في مواجهات مماثلة في اشنوية الواقعة الى شمال مهاباد. وقبل ذلك بايام اعلنت السلطات مقتل عشرة "ارهابيين" هم خمسة متمردين اكراد وخمسة جهاديين، فضلا عن شرطي في اشتباكين في شمال غرب البلاد وجنوب شرقها. يذكر أن قياديين في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني أكدوا الشهر الماضي، أن الحزب أعلن استئناف العمل المسلح ضد الحكومة الإيرانية، بعد وقف دام حوالي 23 عاماً، وذلك خلال احتفال بمناسبة عيد النوروز في 20 مارس الماضي، أقامها في مقره بجبال قنديل الواقعة على الحدود الإيرانية - العراقية، داخل أراضي إقليم كردستان العراق. ودعا مصطفى هجري، أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني، في كلمة له،حينها، وسط حشد من أعضاء ومقاتلي الحزب ومناصريه، الشباب الأكراد الإيرانيين إلى الانخراط في صفوف البيشمركة، وقال "في هذا العام سنوحد قتالا بين الجبال والمدن". وكان كاوه جوانمرد، عضو اللجنة المركزية في الحزب قال إن خطوة الإعلان عن استئناف العمليات العسكرية جاءت بعد قرارات استراتيجية اتخذتها قيادة الحزب في إطار أهداف مرسومة وفقا للظروف الراهنة والتحليلات الجغرافية والديمغرافية". وأضاف "بالطبع هذه العمليات بدأت منذ عام على شكل عمليات كر وفر، لكن الآن ستكون هناك عمليات أضخم وبانسجام أكبر تنذر ببدء مرحلة جديدة من الأنشطة". وتصاعدت المواجهات المسلحة خلال السنوات الأخيرة بين الحرس الثوري وحرس الحدود الإيرانيين من جهة، والمجموعات المسلحة من الأحزاب الكردية من بينها حزب الحياة الحرة "بيجاك" وحزب كومله، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني من جهة أخرى، وكلها أحزاب معارضة للنظام الإيراني تطالب بالحقوق القومية لأكراد إيران وإنهاء الاضطهاد والتمييز العرقي والديني ضدهم.

وحزب الديمقراطي الكردستاني عضو مؤسس في مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية المكون من 14 تنظيماً لمختلف الشعوب في إيران وهو الحزب الأم لكافة الاحزاب الكردية في العالم حيث تأسس في عام 1946 وشكل أول جمهورية داخلية في إيران عرفت باسم جمهورية مهآباد بقيادة قاضي محمد.

وكان النظام الإيراني، أعدم في نهاية شهر ابريل عددًا من الشباب الكرد الإيرانيين، بتهمة “المساس بالأمن العام”، في إطار الأحكام التي توصف بـ“التعسفية، وتمارسها طهران ضد العرب والكرد على حد سواء”.

 

بان كي مون من الكويت: الصراع باليمن يجب أن ينتهي سريعا

الكويت - حمود منصر/26 حزيران/16/اجتمع الأمين العام للأمم المتحدة #بان_كي_مون مساء الأحد، في الكويت بوفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين في جلسة مشتركة مباشرة بحضور المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وقال بان كي مون إن "الصراع يجب أن ينتهي بأسرع ما يمكن و تعود اليمن إلى الوضع الطبيعي"، داعياً إلى تطبيق مخرجات الحوار الوطني. ومن المرتقب أن يدفع بان كي مون الطرفين إلى الاستمرار في المشاورات وسيتم عرض الخريطة الأممية للحل. وسيطّلع الأمين العام خلال الجلسة على آخر ما توصلت إليه المباحثات وضرورة دفع طرفي المشاورات نحو الخروج باتفاق، يضمن تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة. هذا ووصل الأمين العام للأمم المتحدة #بان_كي_مون مساء السبت إلى الكويت لمحاولة إنقاذ #المشاورات_اليمنية. وذكرت مصادر سياسية أن جهوداً دولية مكثفة تُبذل لتفادي انهيار المحادثات بين #الأطراف_اليمنية. فيما كشفت مصادر دبلوماسية عن وجود توجه لتمديد المشاورات فترة شهرين إضافيين بهدف ردم فجوة الخلافات والتوصل الى حل شامل يحظى بقبول الطرفين. وتحدثت المصادر السياسية عن ضغوط دولية لتصحيح مسار #التفاوض بعد رفض وفد الميليشيات #خريطة_الطريق_الأممية للحل، ترافقها جهود خليجية داعمة للتسوية السياسية. ورجحت المصادر أن يعقد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لقاءات منفصلة مع الوفدين اليوم الأحد، ثم اجتماع آخر مع الأمين العام للأمم المتحدة.

 

محمد بن سلمان يشكر أوباما: مباحثاتنا ستعمق علاقاتنا

الرياض – العربية نت/26 حزيران/16/بعث ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير #محمد_بن_سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية شكر للرئيس باراك #أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، إثر مغادرته الولايات المتحدة الأميركية بعد زيارة رسمية لها أشاد فيها بالعلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكداً أن المباحثات التي تمت خلال الزيارة ستسهم في تعميق هذه العلاقات ومتانتها، وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك، على النحو الذي يحقق مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفيما يلي نص البرقية، بحسب وكالة الأنباء السعودية: الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "يسرني وأنا أغادر بلدكم الصديق بعد انتهاء زيارتي الرسمية أن أتقدم لفخامتكم ببالغ الشكر وعظيم الامتنان لما لقيته والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة". فخامة الرئيس: أود أن أشيد مجددا بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية بين بلدينا، والتي تشهد مزيدا من التطور في المجالات كافة، كما لا يفوتني أن أؤكد أن المباحثات التي تمت خلال الزيارة ستسهم في تعميق هذه العلاقات ومتانتها، وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك، على النحو الذي يحقق مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفخامتكم. متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والسعادة، ولشعب الولايات المتحدة الأميركية الصديق استمرار التقدم والازدهار.

 

ولي ولي العهد السعودي إلى فرنسا ويلتقي هولاند غداً

العربية.نت/26 حزيران/16/بدأ ولي ولي العهد السعودي الأمير #محمد_بن_سلمان زيارة عمل إلى #فرنسا حيث يلتقي صباح الأحد الرئيس الفرنسي فرنسوا #هولاند في قصر #الإليزيه على أن تعقبه لقاءات مع رئيس الحكومة مانويل فالس، وعدد من الوزراء. ويترأس الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته أيضا الاجتماع الثالث للجنة المشتركة الفرنسية - السعودية كما يلتقي عددا من رجال الأعمال وكبار مديري الشركات الفرنسية الموجودة في السوق السعودية أو المهتمة بالدخول إليها. هذا، ووصفت مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى لصحيفة "الشرق الأوسط" زيارة ولي ولي العهد ببالغة الأهمية على الصعيدين السياسي وكذلك الاقتصادي. وبحسب بيان صدر من الديوان الملكي فإنه استجابة لدعوة من الحكومة الفرنسية وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود غادر الأمير محمد بن سلمان الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب زيارة رسمية استغرقت عدة أيام متوجهاً إلى الجمهورية الفرنسية هذا اليوم الأحد الموافق 26 / 6 / 2016م، حيث سيلتقي بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعدد من المسؤولين الفرنسيين لبحث القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين.

 

العبادي من الفلوجة للعراقيين: اخرجوا واحتفلوا

بغداد - العربية.نت/26 حزيران/16/دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأحد من مدينة الفلوجة العراقيين إلى الاحتفال باستعادة السيطرة على المدينة الواقعة في غرب بغداد والتي شكلت أحد أهم معاقل تنظيم داعش في العراق. وقال العبادي في تصريح لقناة العراقية الحكومية خلال زيارته الفلوجة "أدعوا العراقيين للخروج والاحتفال في كل مكان، أدعوا جميع العراقيين إلى الاحتفال بمثل هذا اليوم في جميع مناطق العراق". وأضاف العبادي"من حق العراقيين الاحتفال بإعادة الفلوجة هزمنا الدواعش الذين ليس لديهم مكان في العراق". وقال أيضا "سنرفع العلم العراقي في الموصل قريبا". واستعادت القوات العراقية حي الجولان آخر منطقة خاضعة لسيطرة داعش بمدينة الفلوجة، اليوم الأحد، وأعلن قائد العملية انتهاء المعركة. وبدأت القوات العراقية بمساندة فصائل الحشد الشعبي وبدعم طيران التحالف الدولي فجر 23 مايو الماضي، عملية عسكرية كبرى لاستعادة السيطرة على الفلوجة. والفلوجة أولى مدن العراق التي سقطت مطلع 2014 بيد داعش الذين شنوا في يونيو من ذلك العام هجوما واسع النطاق سيطروا خلاله على مناطق أخرى في شمال البلاد وغربها ولاسيما مدينة الموصل.

 

فيديو دموي جديد لداعش.. ذبح وتفجير وصعق بالكهرباء

العربية.نت - أسامة أبو زيد/26 حزيران/16/أقدم تنظيم #‏داعش على إعدام 5 ناشطين #إعلاميين_سوريين في منطقة #دير_الزور. ووثق جريمته بإصدار دموي جديد حمل عنوان "وحي الشيطان". وافتتح داعش شريطه المصور بآيات قرآنية، تلاها تهديد ووعيد، ليظهر بعدها عدد من النشطاء والإعلاميين متحدثين عن عملهم الإعلامي. ثم انتقل التنظيم الإرهابي إلى عرض "تفننه" بقتلهم" الواحد تلو الآخر وبطرق مختلفة، كل واحدة تفوق سابقتها وحشية ودموية. فانتقل من الذبح إلى الصعق بالكهرباء إلى التفجير. كما حمل الشريط اعترافا جديدا لداعش، بقتله زاهر الشرقاط مذيع قناة "حلب اليوم" وتهديدا شديد اللهجة لكتم أفواه الناشطين الذين يعبرون عن آرائهم أينما كانوا.

ضحايا التنظيم بالأسماء وما غاب عن داعش

إلا أن ما غاب عن فكر من أصدر هذا الفيديو المروع، أن هؤلاء النشطاء استهلوا حديثهم بالتأكيد على أنهم كانوا يعملون كإعلاميين ونشطاء في مدينتهم ضد النظام السوري الظالم، الذي عجز عن قتلهم قبل دخول داعش إلى منازلهم.

أما ضحايا التنظيم الذين ظهروا في الفيديو، فهم: "سامر محمد عبود" من مدينة دير الزور، البالغ من العمر 33 عاما، مدير شبكة تفاعل التنموية للإعلام، الذي اعترف خلال الشريط بعمله الإعلامي وتغطيته للقصف وأخبار الحرب والحالة الاجتماعية لمنطقته، قبل أن يعدمه داعش ذبحاً بالسكين.

"سامي جودت رباح" 28 عاما، الذي كان يعمل كإعلامي قبل دخول داعش إلى مدينته، وقتله بعد تلغيم جهازه المحمول laptop."محمود شعبان الحاج خضر" مراسل إذاعة "الآن إف إم"، تم وضع أسلاك كهربائية حول رقبته حتى الموت. "محمد مروان العيسى" صاحب إعاقة وناطق رسمي للمدينة، تم ذبحه بالسكين في منزله. "مصطفى حاسة" إعلامي في مدينة دير الزور منذ بداية الثورة ويعمل بتوثيق الانتهاكات لحقوق الإنسان مع منظمة "هيومن رايتس وتش"، قتلوه بعدما فخخوا كاميرته التي وضعوها حول عنقه وفجروها.

نشطاء يموتون تحت بطش الأسد وإجرام داعش

يذكر أن تلك التهديدات ورسائل الوعيد التي حملها هذا الفيديو لجميع الناشطين أينما تواجدوا، ليست الوحيدة، إذ يدرك كل ناشط في #سوريا أن حياته معرضة للخطر، وأن كل لحظة تحمل له خطر الموت. ويعيش الكثير من الإعلاميين والناشطين في حالة خوف شديد على مصيرهم القادم الذي يتربص بهم من كل النواحي، وأصبح كل ناشط يعتبر نفسه مقتولاً لا محالة، إما على يد نظام #الأسد ومن يحارب معه أو على يد داعش وإخوانه الذين تفننوا في طرق قتل لم ترد إلا في أفلام الرعب الخيالية

 

العربي الجديد: معارضة حلب تصد النظام... وروسيا تنتقم من مدنيي دير الزور

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: فيما يواصل الطيران الحربي استهدافه لمختلف مواقع سيطرة المعارضة السورية في محافظة حلب، مسقطاً أمس السبت مزيداً من الضحايا المدنيين، سجلت الطائرات الروسية، عصر أمس، أكبر مجزرة تعرفها الأراضي السورية منذ أيام، عندما استهدفت المقاتلات مدينة القورية الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، شرقي مدينة دير الزور، لتقتل نحو 40 مدنياً في حصيلة أولية وتجرح العشرات. وقال الناشط الإعلامي عامر هويدي لـ"العربي الجديد": "إنّ طائرات حربية روسية شنّت ثلاث غارات على المباني السكنية وجامع الإيمان وسط مدينة القورية". وأوضح أنّه "سقط داخل جامع الإيمان نحو ثلاثين قتيلاً، تفحّمت جثثهم بسبب قوة القصف، واحتراق المسجد"، لافتاً إلى أنّ الأهالي ظلّوا يحاولون انتشال جثث الناجين من تحت الأنقاض، بطرق بدائية، حتى المساء. وأضاف أنّ "غارات مماثلة للطائرات الروسية طاولت حيَّيْ الصناعة والرشدية ومنطقة مطار دير الزور العسكري، إضافة لقرية الشحيل بالريف الشرقي، لم تسفر عن أيّ إصابات". أما في حلب، وبعدما أفشلت المعارضة المسلحة ليل الجمعة السبت، واحداً من أعنف الهجمات البرية لقوات النظام ومليشيات متحالفة معه على جبهتي حيَّي جمعية الزهراء وبني زيد بالمدينة، بدا واضحاً أن العمليات العسكرية في هذه المحافظة آخذة بالتصاعد خلال الفترة المقبلة. فعلى الرغم من إقرار الأمين العام لحزب الله اللبناني، ، حسن نصر الله، أول من أمس الجمعة، بتكبد حزبه لخسائر بشرية كبيرة في معارك حلب منذ بداية هذا الشهر، إلا أنه توعّد بزيادة حضور مقاتلي حزبه في حلب، معتبراً أن المعركة هناك "استراتيجية وكبرى".

ومنذ الجمعة وحتى ظهر السبت، شنت المقاتلات الحربية الروسية عشرات الغارات في المدينة وريفها، إذ طاول القصف أمس بحسب مصادر ميدانية، أحياء الهلك، أرض الحمرا وسيف الدولة، وأدى لإصابات بين المدنيين، كما قُتل طفلٌ وأصيب أشخاص آخرون، بغارةٍ استهدفت حي الميسر بالمدينة. وأضافت المصادر الميدانية أن هجمات جوية كثيفة استهدفت مناطق ريف حلب الشمالي، وتركزت على بلدتي حيان وعندان ومحيطهما. وجاء ذلك بعد ساعاتٍ قليلة فقط من إفشال قوات المعارضة السورية لهجومٍ واسعٍ شنته قوات النظام على جبهتي حيَّي بني زيد وجمعية الزهراء، إذ أكد الناشط الإعلامي منصور حسين لـ"العربي الجديد"، أن "اشتباكات عنيفة دارت بين الثوار وقوات النظام مدعومة بمليشيا حزب الله اللبناني ولواء القدس في محيط حيي بني زيد وجمعية الزهراء غرب مدينة حلب"، لكن هذا الهجوم فشل في تحقيق أي تقدم للنظام على تلك الجبهات.

وأكد مصدر في الجيش السوري الحر لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من أربعين عنصراً من قوات النظام قُتلوا خلال معارك الليل، بعد وقوعهم في كمين ما بين حي الخالدية وحي بني زيد في حلب، وقُتل نحو 18 آخرين على محور جمعية الزهراء". وتحدّث المصدر عن أنّ الهجوم خلال ساعات الليل، هو "أعنف محاولة تقدم لقوات النظام والمليشيات المساندة لها على جبهة حي جمعية الزهراء، وتزامن مع قصف جوي ومدفعي تعرضت له المنطقة واستخدمت فيه قوات النظام القنابل العنقودية والحارقة". وبالتزامن مع هذه المعارك التي شهدتها أحياء المدينة الغربية ليلاً، دارت مواجهات أخرى في ريف المحافظة الجنوبي، إذ أشار الناشط الإعلامي نفسه لـ"العربي الجديد"، إلى "سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه، إثر وقوع مجموعة منهم في كمين نصبه الثوار على أطراف بلدة خلصة"، التي سيطر عليها مقاتلو "جيش الفتح"، مع قريتي زيتان وبرنة الأسبوع الماضي، بعد معارك استمرت نحو أربعة أيام، تكبدت خلالها المليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب النظام هناك، خسائر بشرية كبيرة. ويترقّب كثيرون الترجمة الفعلية للكلام الذي أدلى به الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله، لناحية توجيه انتقاداتٍ ضمنية لروسيا، مدعياً أن قبولها بوقف إطلاق النار، أثّر على الوضع الميداني، كما أنه كان حريصاً على التأكيد بأن مقاتلي حزبه مع قوات النظام حاربوا لسنوات قبل الحضور الروسي في سورية. ويعكس هذا الكلام، استياء الحزب من موسكو، التي لا تقدم له وللمليشيات العراقية والإيرانية الأخرى غطاءً جوياً في المعارك التي خسروا بها عشرات العناصر وبعض القرى في ريف حلب الجنوبي منذ بداية هذا الشهر. ويرى رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، العميد أحمد بري، بأن "خطاب نصر الله الأخير لم يأت بجديد، سوى أن الأخير أراد رفع معنويات حاضنته الشعبية التي باتت تستقبل عشرات القتلى أسبوعياً دون رؤيتها لنتائج على الأرض، وباتت قلقة على مصير أبنائها يوماً بعد آخر، فأراد نصر الله أن يغطي على هذا التقهقر بخطابٍ يقول فيه إن المعركة حاسمة وعليهم أن يتحملوا الخسائر الكبرى".

وحول الخلاف بين محور إيران-النظام من جهة، وروسيا من جهة أخرى، يؤكد القيادي في المعارضة السورية المسلحة في حديثه لـ"العربي الجديد"، بأنه "لا يمكننا القول بأن روسيا لا تقدم غطاءً جوياً في معارك ريف حلب الجنوبي" ولكنه غير كافٍ ولا يخدم تطلعات تلك المليشيات وطموحاتها، و"هذا بدوره يبين حجم الخلاف بين الجانبين على قيادة المعركة في حلب". ويختم بري حديثه بالقول، إن "الجانب الإيراني ومعه مليشياته على الأرض، ينظرون إلى مستقبل سورية نظرة مختلفة تماماً عن الجانب الروسي، فإيران تسعى لتغيير طائفي في سورية يخدم مصالحها المستقبلية، والروس لديهم مصالح لا تتوافق مع ذلك، ومصالحهم السياسية المستقبلية مختلفة، لذا نرى هذا الخلاف بين الجانبين، لكنهم بالنهاية شركاء في محاربة الشعب السوري وقتله".

أما على جبهة منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي، فقد فتحت قوات "سورية الديمقراطية" جبهة جديدة من الجهة الجنوبية للتقدم أكثر داخل المدينة التي كانت اقتربت من الدخول إليها قبل يومين من الجهة الغربية. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن القوات ذات الغالبية الكردية "تخوض اشتباكات عنيفة مع جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب وغرب المدينة بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي". وقال مدير "المرصد السوري"، رامي عبد الرحمن، إن "قوات سورية الديمقراطية حققت تقدماً استراتيجياً من الجهة الجنوبية إثر سيطرتها على منطقة الصوامع، وباتت تشرف بذلك على أكثر من نصف المدينة". كما سيطرت صباح أمس، بحسب بعض المصادر، على دوار المطاحن جنوب المدينة، والذي يبعد حوالى كيلومتر ونصف الكيلومتر عن وسطها. وأكد "لواء ثوار الرقة"، أحد المكونات العربية في تحالف "سورية الديمقراطية"، في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر" أن "المجلس العسكري لمدينة منبج سيطر على صوامع المدينة على المدخل الجنوبي".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» ومصداقيّة تعهّداته التسعة

د. عمّار حوري/جريدة الجمهورية/الاثنين 27 حزيران 2016

كثُر الحديث في الأسابيع القليلة الماضية عن اقتراح سلة تفاهمات لحلّ الأزمة السياسية الراهنة محورها تعهد «حزب الله» بالمشاركة في انتخاب رئيس للجمهورية بعد إجراء انتخابات نيابية.

وربّ سائل هنا لماذا لا تُجرّبون مصداقية تعهدات «حزب الله» في هذا المجال؟ والجواب ببساطة هو أننا جرّبنا «مصداقيته» مرات عديدة وكانت دائماً النتيجة سلبية بامتياز، وعلى سبيل المثال لا الحصر نستعرض بعضها.

فأوّلاً على طاولة الحوار الوطني في المجلس النيابي في آذار 2006 تعهّد «حزب الله» على لسان أمينه العام بتنفيذَ البند المتعلق بإنهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في مهلة أقصاها ستة اشهر ولم يحدث حتى الآن.

وتعهّد ثانياً على طاولة الحوار الوطني في المجلس النيابي في آذار 2006 ببند «ترسيم» أو «تحديد» الحدود اللبنانية السورية وفي مهلة قصيرة ولم يحدث حتى الآن.

وتعهّد ثالثاً على طاولة الحوار الوطني في المجلس النيابي في آذار 2006 ببند المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والجميع يعلم أين ذهبت تعهّداته وصولاً الى الاعتداء على المحقّقين الدوليين في 27 تشرين الأول 2010.

وتعهّد رابعاً على طاولة الحوار الوطني في المجلس النيابي في حزيران 2006 بعدم خرق الخط الأزرق مطمئناً المتحاورين بصيف واعد للبنان على المستوى السياحي، وهو صيف حرب تموز 2006، والتي أدّت الى تدمير السياحة والبنية التحتية وتهجير مئات آلاف اللبنانيين.

وتعهّد خامساً في اتفاق الدوحة في 21 أيار 2008 بعد فِعلته في 7 أيار «حظر اللجوء الى استخدام السلاح أو العنف أو الاحتكام اليه فيما قد يطرأ من خلافات أيّاً كانت هذه الخلافات وتحت أيّ ظرف كان بما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية القائم على تصميم اللبنانيين على العيش معاً في إطار نظام ديموقراطي، وحصر السلطة الامنية والعسكرية على اللبنانيين والمقيمين في يد الدولة بما يُشكّل ضمانة لاستمرار صيغة العيش المشترك والسلم الأهلي للبنانيين».

وجميعنا يذكر طبعاً القمصان السود في 18 كانون الثاني 2011 والعراضات المسلحة التي كرَّرها «حزب الله» في أكثر من مكان وزمان فرضاً لإرادته بقوة السلاح. وتعهّد سادساً في اتفاق الدوحة في 21 أيار 2008 بـ«تطبيق القانون واحترام سيادة الدولة في المناطق اللبنانية كافة بحيث لا تكون هناك مناطق يلوذ اليها الفارّون من وجه العدالة، احتراماً لسيادة القانون، وتقديم كلّ مَن يرتكب جرائم أو مخالفات للقضاء اللبناني». وجميعنا يذكر على سبيل المثال لا الحصر موقف السيد نصر الله بعدم تسليم المتهمين إلى المحكمة الدولية ولو بعد ثلاثمئة عام. وتعهّد سابعاً في «اتفاق الدوحة» في 21 أيار 2008 «بعدم الاستقالة أو إعاقة عمل الحكومة»، وهو ما فعل عكسه تماماً مع حكومة الرئيس سعد الحريري في 12 تشرين الثاني 2011.

وتعهّد ثامناً على لسان أمينه العام قبل انتخابات 2009 بترك الغالبية النيابية التي ستتشكل بنتيجة الانتخابات لتشكل الحكومة وتفرغ الأقلية للمعارضة، وفور انتهاء الانتخابات لغير مصلحة فريقه قال أحد نواب كتلته «فلتشكلوا الحكومة على الورق إن بقيَ ورق في البلد». وتعهّد تاسعاً بالتزام «إعلان بعبدا» في 11 حزيران 2012 بعد مشاركته المباشرة في بعبدا المتمثّلة برئيس كتلته النيابية الذي صرّح لاحقاً «بلّوه واشربوا ماءه».

ليس المجال لحصر هذه التعهّدات، فكما أسلفت هي على سبيل المثال لا الحصر. وللحديث صلة.

 

«حزب الله» يساهم في تمويل إيران والحرس والحوثيين

وسام سعادة/المستقبل/27 ىحزيران/16

منذ أكثر من عشر سنوات، وموضوع التمويل الإيراني لأنشطة «حزب الله» هو واحدٌ من العناوين الإعتراضية الشعبية في الداخل الإيراني. فبالدرجة نفسها التي يجمع فيها الإيرانيون على هدفية التحول الى القوة الاقليمية الأهم في المنطقة، والتي يجمعون فيها على محورية المشروع النووي لأجل ذلك، تراهم منقسمين حول الموقف من «حزب الله«.لم تكن هذه هي الحال في التسعينات من القرن الماضي، لأن الحزب وقتها كان يتصدّر مشهد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولأنه على ولائه لولاية الفقيه، والتزام قسم كبير من محازبيه تقليد المرشد علي خامنئي (وهذا يبقى مسلكاً أقلوياً بين شيعة لبنان رغم الهيمنة السياسية والشعبية والعسكرية للحزب)، الا أن الحزب كان يتحاشى أخذ طرف في الاستقطاب الايراني الداخلي بين «المحافظين» و»الاصلاحيين»، واحتفل جماهيرياً بزيارة الرئيس محمد خاتمي للبنان في المدينة الرياضية. تبدّل الأمر في المرحلة التالية، وخصوصاً بعد «الثورة الخضراء» عام ألفين وتسعة، فصار الحزب طرفاً في النزاع الداخلي ومريداً لظاهرة محمود أحمدي نجاد، تلك الفقاعة «الحرسية» المستعجلة تاريخ الخلاص وعلامات ظهور القائم. وتفاقم الأمر مع استفحال آثار العقوبات الاقتصادية في الجمهورية الإسلامية، حتى صار تمويل الحزب يبدو كهدر لمال الشعب الإيراني بالنسبة الى المعارضين، بمن فيهم المعارضين من داخل المؤسسة الحاكمة. مع ذلك، وقبل الكلام الأخير للسيد حسن نصر الله، والذي يقول فيه ان كل تمويل حزبه سلاحاً وأكلاً وشرباً من ايران، لم يصدر رسمياً تصريح من هذا القبيل في ايران، ايران التي لا تزال تنكر بالمناسبة دعمها وتمويلها لميليشيات الحوثي في اليمن.

أنصار ايران في اليمن يقولون ان فلساً واحداً لا يصلهم من ايران، وأنصارها في لبنان يقولون انها تغدق عليهم الأموال والعطايا، وهي المصدر الوحيد لما يقتنونه من سلاح، ولما يحصّلونه من ثروات للخاصة ومخصصات ونفقات للجهاز والمسلّحين وعوائل الشهداء. في الحالتين ثمة ما هو غير دقيق. ايران تموّل الحوثيين بنسبة كبيرة، و»حزب الله» لا يستمدّ كل ماله من ايران، بل ان الشبكة المالية المرتبطة بالحزب لعبت دوراً حيوياً لتوريد العملة الصعبة الى ايران، وتحديداً الى الحرس الثوري فيها ومكتب المرشد على امتداد السنوات الماضية. ايران تموّل «حزب الله»: هذا شائع وبديهي. «حزب الله» يموّل ايران: هذه هي القطبة المخفية. ومن متفرعاتها: تمويل حركة «أنصار الله» الحوثية يمرّ مثلاً بالشبكة المالية لـ»حزب الله«. فكما لبنان في مواويل «الخصوصية اللبنانية»، كذا «حزب الله». انه «همزة الوصل» بين الشرق والغرب، طيلة فترة العقوبات الغربية على ايران، وله «اقتصاديات موازية» في لبنان والمهجر، وهذه تؤمن نسبة معتبرة من التمويل الذاتي. النقطة الثانية المحتجبة في الكلام الأخير هو الزعم بأن كل ما يصل من ايران من نفقات لا يمر من خلال التحويلات المصرفية، وانما بالحمام الزاجل. ما يريد الحزب قوله بالتالي انه لا يتضرر كحزب جراء العقوبات المصرفية عليه وانما يتضرر المحسوبون عليه بسبب انتمائهم المذهبي، وبالتالي يجري استهداف الطائفة الشيعية من خلال هذه العقوبات، كونها تتعامل مع النظام المصرفي اللبناني والعالمي، في حين أن الحزب ينأى بنفسه عن هذا النظام، وكل ما عنده بصدده مسألة كرامة ودفاع عن أرزاق الناس غير المنتمين بالضرورة اليه. هذه النقطة تحديداً يفترض الاستنفار لتفنيدها بالرقم والدليل المتاحين، فهنا لا ينفع التحليل وحده. لكن شرط ذلك عدم انطلاء الحيلة، حيلة الزعم بأن ايران تموّل كل أنشطة الحزب، وبأن التمويل هذا يرده من خارج النسق المصرفي. استخدام المجالات المصرفية محوريّ بالنسبة الى كل الجماعات المصنفة «ارهاباً دولياً» بالنسبة الى الحكومات الغربية، وكلّها تدّعي عكس ذلك، وكلّها تكبّر عناصر حقيقية للتغطية على أخرى، فلا تنظيم «داعش» يقيم ماليته خارج النظام المالي والمصرفي العالمي، ولا «القاعدة»، ولا «الفارك» في كولومبيا. أمّا «حزب الله» الذي يستفيق على مهاجمة «حيتان المال» بين الفينة والفينة، فإنّه يعتنق «السرية المصرفية» بشكل حماسي كلياً حين يتعلّق الأمر بمصالحه ومسالكه. في مكان ما، اقتصاديات الحزب على صورة اقتصاديات لبنان، وشبكته المالية تحاكي النظام المصرفي اللبناني، وفي مكان آخر، وحدها «الشطارة الفينيقية» هي التي تجعله يسوّق لمقولة لا تصمد كثيراً أمام الفحص، وهي أن كل تمويله من ايران. لا ليس كل تمويله، وكامتداد للحرس الثوري الايراني هو يسهم في «الرئة المالية» للحرس، ولهذا الحرس أرصدة وأسهم وشركات ومصالح في البلد، وبعضها حيث لا يخطر على بال.

 

نصرالله يعلن بإسم «إجتماع ٩ حزيران» إستراتيجية حرب الحسم في حلب

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الاثنين 27 حزيران 2016

يعكس كلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير عن أنّ لمعركة حلب منزلة استراتيجية داخل كلّ معادلة الحرب والأزمة السورية، الخلاصة الاستراتيجية التي طرحها الإيرانيون على الروس خلال اجتماع وزراء دفاع روسيا وإيران وسوريا يوم ٩ حزيران في طهران. ترى مصادر مطلعة أنّ إعلان نصرالله الصريح عن التزامه الذهاب إلى الحرب في حلب بوصفها المعركة الاستراتيجية والأهم من بين كل المعارك الاخرى التي تشهدها الساحة السورية والتي يتوقّف على نتائجها الإمساك بناصية حسم ملف الأزمة السورية بشقيها السياسي والعسكري، يُعتبر أوّل إفصاح ولو غير مباشر عن القرار الكبير الذي توصَّل اليه اجتماع وزراء الدفاع الثلاثة في طهران يوم ٩حزيران والذي تمّ التكتم على تفاصيله وخلاصاته، في مقابل سيل التكهّنات العربية والغربية التي تساءلت عن حقيقة ما حصل فيه. ويوضح مضمون ما تسرّب لـ«الجمهورية» من وقائع اجتماع ٩ حزيران، أنّ خطاب نصر الله جاء ليؤشّر الى أهمّ نقطة أُثيرت خلاله، وهي تركيز وزير الدفاع الإيراني حسين دهقاني خلال نقاشاته مع نظيره الروسي سيرغي شويغو على المكانة الاستراتيجية لمعركة السيطرة على حلب داخل كل الأزمة السورية، وأنّ شويغو وافق على هذا التوصيف وهذه الرؤية لحلب داخل استراتيجية العمل التي يجب اتباعها في هذه المرحلة، على رغم أنّ موافقته بقيت غير واضحة لجهة ما إذا كانت موسكو توافق ايران على إسقاط المدينة كاملة أو أنّها تُريد الاكتفاء بتطويقها من جهاتها الاربع. وتكشف المعلومات التي رواها لـ«الجمهورية» مصدر ديبلوماسي تحت عنوان «نصر الله يعلن باسم روحية اجتماع ٩ حزيران عن استراتيجية الذهاب لحرب الحسم في حلب»، عن وقائع تميط اللثام عن اسرار لقاء طهران الثلاثي وتتمثل بالآتي:

أولاً - إنّ فكرة عقد اجتماعات دورية لوزراء دفاع ايران وروسيا وسوريا لتنسيق جهودهم العسكرية في سوريا، هي في الاساس فكرة إيرانية وقوامها أنه في مقابل التحالف الدولي لمحاربة «داعش» الذي تشكّ طهران في جديته، يجب إنشاء «محور مستقل يجمع الدول الثلاث لمحاربة الارهاب جدياً». هذه الاستراتيجية التي توصف في طهران بأنها سياسة عليا، طرحها المرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيد علي خامنئي على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما.

ويقول مطلعون إنّ بوتين وافق عليها مع ميله إلى عدم الإعلان عنها حتى لا يؤدي ذلك الى تعقيد علاقات موسكو بالغرب والعرب. وفي شباط الماضي، حمل دهقاني رؤية عملية عن هذه الفكرة الى موسكو، وطرحها هناك على شويغو. وفي غضون ايام قليلة وصل شويغو الى طهران ليستكمل نقاشها بشكل معمّق وتفصيلي.

ثانياً - يأتي اجتماع ٩ حزيران كتطبيق لروحية مسار اتفاق بوتين - خامنئي الذي عمل دهقاني على إنتاج آلية تنفيذية له مع شويغو، لينتج عن ذلك إضافة وزير الدفاع السوري إليهما، ويبدأ بالتالي مسار اجتماعات وزراء الدفاع الثلاثة لتنسيق الجهد العسكري المشترك في سوريا. ولكنّ أهميّة اجتماع ٩ حزيران لا تتأتّى فقط من أنه تجسيد لمسار استراتيجية إنشاء محور مستقل لمقاتلة الارهاب، بل لأنّ توقيته أضاف خصوصية مهمّة له.

فهو انعقد في ظرف كان يشهد تبايناً بين موسكو وطهران لجهة تقويمهما للهدنة الهشّة التي أعلنت منذ اشهر في سوريا برعاية أميركية - روسية. صارَح دهقاني في الاجتماع نظيره الروسي بأنّ الهدنة أعطت الجماعات المسلحة ما تحتاجه من الوقت الثمين لإعادة تنظيم قواتها ومدّها بأسلحة نوعية جديدة استعملتها لخرق الهدنة خصوصاً في حلب وريفها الجنوبي.

وعرض أمامه كيف أنّ «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها وظّفت الهدنة لتعزيز مواقعها في خان طومان وحلب، ومن ثمّ شنّ هجمات تقدم سريع على مواقع الجيش السوري في محافظات اللاذقية وإدلب وحماه. وقدّم الطرف الايراني معلومات استخبارية عن وجود حشود إضافية للمسلحين شمال غرب حلب معزّزة بمدرّعات عسكرية.

وأفادت الخلاصة الاستراتيجية التي وضعها دهقاني أمام شويغو بأنّ «استغلال «جيش الفتح» للهدنة مكّنه شنّ هجوم موسّع من خلال غرفة عمليات مشتركة نسّقت تواصل تدفّق الدعم اللوجستي والعسكري عبر الحدود التركية، ما مكّنه السيطرة على بلدات مهمة عدة في ريف حلب الجنوبي خلال مطلع هذا الشهر، وبالتالي فإنّ استمرار تقدم «جيش الفتح» وحلفائه في ريف حلب الجنوبي يُهدّد قوات النظام وحلفائه بأخطار كبيرة. والمطلوب إيقافه والمبادرة إلى خوض معركة حلب وحسمها لأنّ ذلك يؤمّن إحداث تحوّل كبير في الميدان السوري وفي المعادلة السياسية».

والواقع أنّ نقاش معركة حلب ومنزلتها داخل معادلة الحرب والحل في سوريا، أخذ الجزء الاهم من اجتماع ٩ حزيران، والفكرة الاساسية التي طرحها الطرف الايراني على هذا الصعيد، ركّزت على أنّ حسم معركة حلب سيُحدّد مسار العملية التفاوضية وكل مسار الازمة السورية بشقّيها العسكري والسياسي. وأكد أنّ «الميدان المجدي» في الحرب السورية هي معركة حلب، وذلك من بين كل ميادينها الأخرى.

وتقول المعلومات المستقاة من المصادر عينها إنّ موقف روسيا تمثل في الموافقة على وجهة نظر إيران لجهة أنّ لمعركة حلب منزلة مفصلية في كل النزاع الناشب في سوريا، مع لفته أيضاً الى اهمية التنسيق العسكري في درعا تزامناً مع التنسيق في حلب.

ودلّلت التصريحات التي أعقبت اجتماع ٩ حزيران على التوافق الذي حصل خلاله على ضرورة خوض معرك حلب؛ فالرئيس السوري بشار الأسد وجّه للمرة الأولى كلاماً تهديدياً إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه إنّ حلب ستكون مقبرة آماله؛ فيما صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ «موسكو لن تسمح بسقوط حلب الاستراتيجية في أيدي الارهابيين وستدعم النظام بكل الوسائل لمنع سقوطها»، ليعلن نصرالله أخيراً أنّ «التحالف الذي ينتمي اليه ذاهب لمعركة حلب الاستراتيجية والأهم والمجدية».

ومع ذلك، لا تزال هناك تباينات ماثلة بين الموقفين الروسي والايراني؛ إذ إنّ لافروف لا يتحدث عن «تحرير حلب» بل عن «منع إسقاطها» في يد الارهابيين، بينما نصرالله المعبّر عن توجهات دمشق وطهران داخل معادلة الأزمة السورية يعلن عن التحضّر لتحريرها...

وبالنسبة إلى متابعي اجتماع ٩ حزيران، يبدو واضحاً أنّ الروس مستاؤون من واشنطن التي قدّمت تعهّدات إلى موسكو على علاقة بإعلان الهدنة لم تُنفّذها، وبالتالي ذهب شويغو إلى اللقاء العسكري الثلاثي في طهران بدافع تطيير رسائل لكلّ الأطراف المتدخلين في الازمة السورية، وبينها إدارة اوباما، ولكنّ بوتين في الوقت نفسه لا يزال حذراً تجاه الذهاب بسياسة عسكرية في سوريا تجعل الغرب يعتقد أنّ هناك توحّداً كاملاً بين الجهدين العسكريّين الروسي والايراني في سوريا. ويبقى السؤال كيف ستترجم روسيا ميدانياً في سوريا قرارات اجتماع ٩ حزيران: هل ستذهب إلى نهاية المشوار في تحرير حلب كما تريد طهران ودمشق، أم أنها ستجد حلاً وسطياً يقضي بالاكتفاء بتطويق المدينة من جهاتها الاربع وجعلها ورقة ميتة إقليمياً وعسكرياً، خصوصاً أنّ هناك حتى داخل حلقة القرار العسكري في دمشق، مَن يرفع شعار عدم دخول كل المدينة لأنّ ذلك سيُعرّضها للتدمير وسيجعل منها بدعم من الاعلام الغربي، «ستالينغراد» الثورة السورية.

الأسابيع المنظورة ستظهر كيف سيُترجم الروس والإيرانيون فوق الميدان قرارات اجتماع ٩ حزيران في شأن حلب وغيرها من ملفات الحرب السورية، علماً أنّ طهران حريصة على عدم تأويلها أو تمييعها، بدليل أنها أوكلت بحسب معلومات «الجمهورية» إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجنرال علي شمخاني متابعة حسن تنفيذها.

 

حزب الله يعترف ويخسر: نحن مرتزقة لإيران

علي الأمين/جنوبية/ 26 يونيو، 2016

في خطابه الأخير أعلن السيد حسن نصرالله أنّه لا يأبه لا بالعقوبات المصرفية ولا بالقرارات الأميريكة، فتمويله من إيران وعتاده من إيران وصواريخه من إيران، كما أقرّ بفضل الجمهورية الإسلامية الإيرانية عليه وعلى حزبه. لا يبدو أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في وارد أن يقدم جردة لجمهوره أو محازبيه، جردة حساب بعد أكثر من أربع سنوات من تدخل حزبه في الحرب السورية.أولاً كانت المقامات الدينية مسوغاً لتدخل غير مفهوم في سورية، ضمن ثورة مدنية تحوّلت إلى انتفاضة مسلحة. إلى أن بات اليوم يجري تسويغ هزيمة حزب الله في سورية بالمقدسات اللغوية من مثال: “الكل استشهد بكربلا”.

الحسم في سورية لن يحصل، وإن حصل فبالتأكيد لن يكون لصالح “النظام”، وعلى رأسه بشار الأسد. فعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. هذا حكم التاريخ. لا جدوى من استمرار قتال حزب الله في سورية. فمنذ أن تدخلت روسيا في صيف 2015، نجحت في مسعاها: أنقذت النظام من الإنهيار. وانتعشت بعدها آمال الممانعة وكل رهاناتها. واستعادت إيران خطاب الحسم العسكري. لكن روسيا ليس في بالها موال الحسم العسكري. وكانت معارك حلب وريفها رسالة إلى ايران وميليشياتها أنّه بلا غطاء جوي روسي لن تستطيعوا أن تفعلوا شيئاً. بل ستتراجعون. لقد بدا واضحاً أنّ الغطاء الروسي الأميركي هو الذي يقرر سير العمليات ونتائجها في مسار المواجهات ومآلاتها، إن في حلب أو في محيطها… لا سيما بالنسبة إلى الجيش السوري والقوات الحليفة له على الأرض.

الجدوى واضحة الإنتفاء. فروسيا التي انعشت النظام السوري، أهدت اسرائيل دبابة كان غنمها الجيش السوري. توقيت هذه الهدية ليس عفوياً، بل هي رسالة واضحة إلى ايران التي كانت تتغنى بالتدخل الروسي في سورية. وهذا بذاته يكشف الرهانات الخاسرة لتدخل حزب الله في سورية.

فروسيا لا تأتي الى سورية لتخدم إيران، بل تأتي كدولة كبرى تعيد التوازن إلى سورية، ومشهد الدلع الروسي الإسرائيلي، هو أكبر صفعة في وجه من يقول أنّه يقاتل المشروع الصهيوني في سورية. كما أنّ الاتفاق الروسي – الأميركي ثابت تجاه خيار الحل السياسي. فيما المعارضات السورية على تنوعها أثبتت قدرة على الصمود والمبادرة في الميدان جعل من فكرة سيطرة الممانعة على المدينة غير واقعية… بميزان القوى العسكري من جهة، أو من جهة أخرى بسبب الخطوط الحمر الروسية – الأميركية التي وضعت في الميدان السوري. العلاقة الروسية الإسرائيلية، تتطور في الميدان السوري، فيما الممانعة، ولا سيما حزب الله، يحاول أن لا يرى ما يجري، ويوحي أنّه لم يسمع بمناورات عسكرية روسية – إسرائيلية جوية ستجري هذا الصيف فوق البحر المتوسط وامتداداً إلى الشواطىء اللبنانية. روسيا لا تعمل بطبيعة الحال في خدمة إيران، ولا في خدمة شعارات حزب الله. وأوراق الأزمة السورية وحلولها تتجمع في مكان واحد ليست إيران ولا حزب الله فيه. والرهان السوري خاسر. وحزب الله لا يزال حتى الآن، في مواجهة مساءلته داخل بيئته، قادراً على أن يستخدم لغة التخوين. فهو لا يزال قادراً على استخدام الإرهاب الناعم داخل بيئته التي باتت تطالب بكشف حساب… فيما تزداد التساؤلات عن جدوى البقاء في سورية.

قال السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير لجمهوره أنّ “26 مقاتلاً من حزب الله سقطوا لحزب الله خلال شهر حزيران في ريف حلب، فيما سقط 617 للجماعات المسلحة”. بمعزل عن الدقة في سرد الوقائع، لكن ذلك لا يجيب عن سؤال الجدوى: ذهب منهم 617 وذهب منّا 26، وماذا يعني هذا الخطاب؟ هل هي عقلية البطل الذي يغلب من يواجهه ويذهب الى آخر الدنيا من أجل أن يظهر أنّه بطل فقط… بلا غاية ولا هدف سوى أن يقال أنّه البطل. هذا حال حزب الله حين تورط في رهانات إيرانية خاسرة داخل سورية والفلوجة العراقية وفي اليمن. وها هو يكشف عن هشاشة في الخطاب وفي الرؤية وفي القدرة على مواجهة قضية جد متوقعة، ألا وهي مسألة العقوبات المالية. العقوبات أظهرت هشاشة هذا التكوين الذي اسمه حزب الله البطل. لقد توهم، نتيجة تضليل وتدليس وأوهام في تضخيم قدراته، فأصبح اليوم عاجزاً تماماً أمام هذه العقوبات. وقد أصبح هو والعقوبات عالة على الإيرانيين. الاستخفاف والتجاهل و أوهام القوة من قبل السيد نصرالله، أوصلت حزب الله إلى أن لا يخجل بالقول: “أكلنا وشربنا من إيران”. اليس في هذا إهانة لك ولحزبك؟ أليس هذا اعترافاً أنّك لست حزباً لبنانياً أو عربياً أصيلاً؟ خسر حزب الله احترام اللبنانيين. حتى محازبيه وعائلاتهم. خسر احترام الحلفاء. هل يقبل ميشال عون أن يكون أكله وشربه من إيران؟ ماذا عن حلفائه السنة؟ والدروز؟ خسر حزب الله وبات عارياً تماماً: مجموعة ايرانية ترتزق من ايران، معزولة عن العالم، تواجه قوانين عالمية بالتفجيرات والتهديات الكلامية، ولا تستطيع ان تكون جزءاً من مجتمع لبناني ولا عربي ولا عالمي. إنّها لحظة سقوط كامل. ويخيل احيانا للطير المذبوح انه يقصف اعدائه بسيل دمائه.

 

ميشال كيلو وحسن نصر الله

دلال البزري/المدن/الأحد 26/06/2016

"لا أصدق انَك تؤمن بحَرْبك على سوريا"، هو عنوان لرسالة مفتوحة موجهة إلى حسن نصر الله، نشرها ميشال كيلو، المعارض السوري، اليساري العلماني، في "العربي الجديد"، منذ أيام. رسالة يجدر التوقف عندها قليلاً، لما تنطوي عليه من "تحليل" و"حلول"، تتجاوز اليسارية والعلمانية وحتى العقلانية.

في شقها الأول، يصف ميشال كيلو الإنخراط الرسمي لـ"حزب الله" في المعارك إلى جانب بشار الأسد على انه "تكليف شرعي"، يؤكد إنتماء نصر الله إلى "نظرية الولي الفقيه". فلا يصدّق بأن الحزب أتى لمحاربة التكفيريين، ويجزم بأن هؤلاء ليسوا سوى ذريعة "لإنصياع نصر الله لقرار الزعيم الايراني"؛ ثم يختم بالتعبير عن اعتقاده بأنه، أي نصر الله، صاحب ملَكة اخلاقية عالية، لا تسمح له بأن"يصدّق" نفسه و"يؤمن حقاً" بأنه يحارب التكفيريين. وينتقل بعد ذلك الى الشق الثاني من الرسالة، من دون مقدمات إضافية، فيحثّ نصر الله على الإنسحاب من سوريا. ولماذا؟ لأن إنسحاباً كهذا سوف يحمي "حزب الله" والسوريين في آن، ولأن قراراً كهذا هو "واقعي" بالتأكيد؛ وسوف "يبدل ما يعتقده السوريون" عن انه، أي نصر الله هو "عميل إيراني". وهو أفضل من إنسحاب متأخر بناء "على قرار ايراني"؛ إلى ما هنالك من حجج بسيطة، مبسِّطة وخلاصية، تنهي الرسالة بما يشبه الرجاء الخاص "غادر سوريا..."، قبل ان يأتي اليوم الذي "لن تنفع فيه لا إيران وتكليفاتها الشرعية ولا الأسد ولا بوتين". هذه ليست أول رسالة مفتوحة إلى حسن نصر الله، ينشرها ميشال كيلو في الصحافة. قبل ثلاث سنوات، فعل الشيء نفسه، ولم تكن الإستجابة على قدر الحماسة العقلانية. هذه المرة، تحسّنت قليلاً لغة المعارض السوري، وأدخل في الشق الأول إشارات عن معرفته بحقيقة الصلة الرَحميّة القائمة بين "حزب الله" والمرشد الروحي الإيراني؛ وهي على كل حال إشارة متأخرة عن معرفة أهل بلاد الشام لهذه الحقيقة، بتفاصيلها وتعقيداتها وشرورها. والمعارض اليساري العلماني العقلاني يتوجه إلى رجل دين، يشخصن حزبه، يحول زعيمه إلى صاحب قرار، مذعن للحجة المنطقية، بعد ان يصف تبعيته لايران. نوع خاص من الانفصام يحكم رسالته، بين وصفه لتبعيته لإيران، وتذرعه بالتكفيريين، ومخاطبته بعد ذلك وكأنه مستقل بقراره. إذ كيف يلتقي الأضداد في شخص واحد: الذي يقول أولا لمتلقي الرسالة انه عميل ايراني، لينتقل بعد ذلك، ويطلب منه، ببراءة السُذّج، ان ينقلب على هذه الوضعية الحتمية ويتحول إلى رجل حرّ؟ ما الذي يدفع رجلاً من خيرة المعارضة السورية، نحو هذا النوع من الضلال السياسي، يبذل جهدا عبثياً، يغرقه في تناقضات صارخة، واضحة للعين المجردة؟

أولاً، الخلفية التي تبني موقف ميشال كيلو من "حزب الله"؛ قد يكون الرجل ما زال حساساً للخطاب الممانع، الذي يخرج عند كل زنْقة الكارت الفلسطيني الأحمر. تقول لهم بشار و"حزب الله" وايران يقتلون السوريين، يجيبونك: "فلسطين! وتحرير كامل التراب!". لا يصدق ميشال كيلو بأن نصر الله "يؤمن بحربه في سوريا". ولكنه يصدق بأن صواريخ حزبه، في حرب 2006، وما تلاها من حفظ للسلاح، كانا من أجل فلسطين. لذلك تتشوش الأمور في ذهنه، فيعتبر ان الحزب صاحب الأخلاق الوطنية، مؤهل للقيام بخطوة بطولية من تلك التي يطالب بها.

ثانياً، التجربة التلفزيونية الكثيفة التي انخرط بها ميشال كيلو منذ اندلاع الثورة السورية. أمام الشاشة مطلوب منه ان يتكلم بصفته "خبير"، عالِم بكل شيء. لا يمكنه مثلا الإجابة على سؤال، بأنه حائر، أو يشكّ بما يقول هو نفسه، أو لا يعرف؛ فوق ان التلفزيون يطالب دائما بـ"حلول"، حتى لو اخترعت على الساخن، حتى لو استعيرت من "خبير" آخر، أو صاحب دور. ما يحول الكتابة، بعد المواظبة على الشاشة، إلى ممارسة مُرْسلة، غير مقيدة بإطار، أو دقّة، ولا تماسك أو انسجام منطقي بين فقراتها، أو صفحاتها. ثالثاً، قد لا يكون في ذهن ميشال كيلو تمييز بين المثقف والسياسي، بين المثقف والديبلوماسي، بين المثقف وصاحب الحلول المتوفرة بشدّة. المثقف وظيفته الدقة والتحقّق والملاحظة والمتابعة واللجوء الى الضمير المعرفي الصرف، بعد الضمير الاخلاقي. فقط في حالة واحدة يمكنه ان "ينصح" السياسي: حالة "مستشار الزعيم"، وذروتها نيقولا ماكيافيلي (1469-1527)، صاحب كتاب "الامير"، والباحث عن دور لدى أمير فلورنسا، فينصحه بالطرق والوسائل والحيَل التي تبقيه أميراً على رعيته، بأقل التكاليف الممكنة. أخيراً، يجدر بميشال كيلو، ونظرائه من المعارضين العلمانيين اليساريين، بدل ان يحنو على حسن نصر الله، ويضيّع وقته برهانات وهمية... يجدر به، الإنكباب على المعارضة التي تحمل صفتَي اليسارية العلمانية، ويجيب على أسئلة الواقع الميداني: لماذا هي بكل هذا الضعف؟ هل من سبيل الى تقوية بنيانها؟ وما هو هذا السبيل؟ وإن لم يكن هناك من سبيل، فماذا يعني أن يكون المعارض علمانيا ويسارياً؟

 

مسعى لتفعيل الحكومة خرقاً للجمود القاتل مؤشرات المالية العامة مقلقة وتتطلب تصرفاً

سابين عويس/النهار/27 حزيران 2016

وسط الأجواء القاتمة التي تحكم البلاد، ولا سيما بعدما استحكم بها الشغور الرئاسي حدة وغموضاً، بدا أن جرس الإنذار الذي أطلقه رئيس الحكومة تمام سلام في إفطار دار الايتام الإسلامية، محذرا من أن تكون حكومته آخر الحكومات والمجلس النيابي الحالي آخر المجالس التشريعية، قد فعل فعله. إذ بدا أن ثمة اتجاها جديا لتفعيل العمل الحكومي، من أجل كسر حلقة الجمود. وقد عبّر عن هذا الاتجاه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور بوضوح أمس عندما كشف عن جهد استثنائي يبذله رئيس الحكومة ويدعمه فيه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من أجل "إطلاق عمل حكومي أكثر إنتاجية وحل بعض المواضيع التي عقدت وتعقد عمل مجلس الوزراء، من موضوع النفط إلى الاتصالات إلى أمن الدولة والتفتيش وسد جنة". لا تقف مسألة تفعيل الحكومة على قرار سياسي تشارك فيه غالبية القوى السياسية، إنطلاقا من توصلها إلى اقتناع بأن استمرار تعطيل الحكومة سيؤدي إلى انهيار البلاد اقتصاديا واجتماعيا ومؤسساتياً، بما أن كل الملفات المطروحة على طاولة البحث لا تجد لها حلاً، بل تصطدم بالحسابات الشخصية. وقد كان سلام واضحا في وصفه وضع حكومته بـ"الفاشلة والعاجزة" والقائمة على منطق "مرّقلي حتى مرّقلك". وهي تهمة جريئة جدا من رئيس السلطة التنفيذية للوزراء الذي يمثلون المكونات السياسية جميعها.

لكن الواقع أن الوزراء بدأوا يصطدمون بعراقيل كبيرة في تأدية مهماتهم وتسيير شؤون البلاد، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالمسائل المالية. إذ تؤكد مصادر وزارية مطلعة أن الحكومة تواجه أزمة جدية في صرف الاعتمادات والإنفاق، بعدما تخطى الإنفاق السقوف القانونية المجازة، وباتت في حاجة إلى إجازة جديدة من السلطة التشريعية غير متوافرة راهنا في ظل تعطيل المجلس النيابي. وقالت إن معظم الوزارات تجاوزت موازناتها وباتت عاجزة عن تأمين تمويلها، فيما وزارة المال في وضع صعب، إذ باتت عاجزة عن تأمين الاعتمادات المطلوبة حتى لمشاريع ملحة. ويلاحظ من وتيرة عمل مجلس الوزراء أن لا جلسة تخلو من قرارات بنقل اعتمادات من الاحتياطي لزوم دفع الرواتب والامور الملحة. وهذا ما دفع رئيس الحكومة إلى تحديد موعد لجلسة استثنائية غدا الثلثاء مخصصة للوضع المالي، وينتظر أن يقدم وزير المال تقريرا يتضمن عرضا للوضع وللمخاطر الناجمة عن الاستمرار في الإنفاق عشوائيا ومن خارج الموازنات او القوانين القائمة، وسيبيّن بالأرقام حجم الانفاق في ظل تراجع الإيرادات والعجز الكبير الناتج من الكهرباء. وإذ رأت المصادر أنه في ظل توقعات بأن تطول أزمة الرئاسة، بما ينعكس تمديداً للأزمة السياسية القائمة، فإن البديل يكون تفعيل عمل الحكومة وتهدئة الاجواء المحيطة بها وبعملها من أجل زيادة إنتاجيتها، لعلها بذلك تمتص شيئا من النقمة الشعبية التي لا تستبعد الاوساط أن تصل مسامعها مجددا إلى الشارع، خصوصا أن هناك نية فعلية لمنظمات المجتمع المدني للعودة إلى التحرك، مدعومة من الخارج. وكشفت المصادر أن هناك تفاهما على إنجاز ملف أمن الدولة لجهة تعيين نائب المدير العام الذي انتهت ولايته امس. وعلم أن هناك مجموعة ترشيحات لقادة من داخل الجهاز في المحافظات يحظون بتأييد المرجعيات الشيعية، ينتظر أن يسمي رئيس الحكومة احدهم اليوم منعا لحصول فراغ في هذا الموقع الامني. وفهم أن ثمة مرشحا في محافظة الجنوب يحظى بتوافق على اسمه تتكتم الاوساط المعنية عن تسميته تفاديا لحرقه. وفي إطار التفعيل، تعقد جلسة عادية ثانية يوم الخميس بجدول أعمال عادي، وينتظر أن تستمر وتيرة الجلسات المزدوجة أسبوعيا حتى إنجاز بعض الملفات العالقة، علما أن الاسبوع المقبل سيشهد عطلة بسبب حلول عيد الفطر.

 

الزعماء يخترعون سياسيين

حسان الزين/المدن/الأحد 26/06/2016

"نعم لأنطوان، لا لإسرائيل". كان هذا شعار رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، حين رشّح أنطوان الأشقر لرئاسة الجمهوريّة، مع إقتراب عهد الرئيس أمين الجميّل من النهاية، في العام 1988. لم يكن الشعار وحده مزحة. الترشيح نفسه كان نكتة لم يقبضها وقتها إلا الأشقر نفسه. فقد شاء جنبلاط بهذا الترشيح السخرية من رئاسة الجمهورية و"دفاع القوى الإنعزالية الطائفية" عنها باعتبارها امتيازاً. وقد اختار جنبلاط الأشقرَ لهذه الغاية، لا لكونه "من آخر المسيحيين في حزبه" فحسب، ولا لكونه "بلا وزن مسيحيّاً" فحسب، ولا لكونه "غريم" أمين الجميّل ونموذجاً شخصياً نقيضاً له فحسب، إنما لكونه شخصاً غير مناسب للرئاسة الأولى. هكذا، ببساطة. فالأشقر إنسان مهضوم، وفق ما يروي كثيرون سهروا معه وضحكوا، ومنهم وليد جنبلاط. ويروي، أي الأشقر، حكايات عن خروجه آنذاك من المنطقة الشرقيّة، تصوّره الخصم الأبدي المزعج والقوي لآل الجميل، في المتن الشمالي خصوصاً، وتصّور هؤلاء مركزين عليه وهمّهم إزاحته والراحة منه. فهو لم يترشّح في الانتخابات النيابيّة، في فرعيّة 1970، بوجه أمين الجميّل فحسب، إنما "سرق بشير الجميل حجارة بيته التراثي ليبني منها منزله في بكفيّا". وقد نال من الأصوات 1384، رغم أن عائلته منتشرة في المتن ولعل المقترعين من أبنائها يتجاوزون هذا العدد. ونال الجميل 16973 صوتاً (كتاب "موارنة من لبنان" لحازم صاغيّة). ورغم ذلك، ورغم اتفاق الأشقر مع فتوّات حكموا بيروت وزواريبها وشوارعها آنذاك، على خطف مرابٍ كي يتنازل عن مبلغ كان استدانه الأشقر منه ولم يقدر على سداده، وبعد إنجاز المهمّة فر الأشقر إلى الجبل متملصاً من سداد "وعده" للخاطفين، رغم هذا، رحّب عضو "الجبهة اللبنانيّة"، مع بيار الجميل وكميل شمعون، إدوار حنين، بترشيح جنبلاط مارونيّاً إلى سدّة الرئاسة. كأنّ حنين صاحب التجربة الطويلة لم يلتقط نكتة جنبلاط ورسالته. أسكره أن المرشح ماروني، ورأى في ذلك إلتزاماً من جنبلاط بالنظام الطائفي واعترافاً منه بحق الموارنة في كرسي الرئاسة الأولى، بعد ثلاث عشرة سنة من الحرب.

كان وليد جنبلاط مدركاً استحالة وصول الأشقر إلى قصر بعبدا. ولهذا رشّحه. آنذاك، مازح السياسة وعبث الحرب، و"جاكر" أمين الجميل وقال لـ"الجبهة اللبنانيّة" إن ما تواصلين الحرب لأجله "سخيف". لكن جنبلاط نفسه، بعد 17 سنة، في الانتخابات النيابيّة 2005، حمل على بساط الريح خاصّته مرشّحاً آخر إلى المقعد النيابي الماروني في طرابلس. وإذ كان في مكان ما ساخراً من اللعبة السياسية والطائفية ونظامها، إلا أنه لم يصغ نكتة، ولم يحمر وجهه أو وجه مرشحه، النائب فيما بعد الياس عطالله. فجنبلاط ها هنا كان مثل غيره من الزعماء الذين يرشّحون عصا وينجّحونها. ومثل عطالله كثيرون.

فإذا كانت حال جبران باسيل الذي يفرضه عمه ميشال عون رئيساً على "التيار الوطني الحر" ووزيراً "أكسترا" رغم رسوبه في الانتخابات النيابيّة، مختلفة نوعاً ما لكونه من طائفة الزعيم، فإن القاعدة المكرّسة من عمر الجمهورية اللبنانية هي أن يخترع الزعماءُ سياسيين ونواباً تابعين لهم من مذاهب أخرى.

قبل الحرب كان الزعماء الموارنة هم أصحاب "الملكيّة الأدبية" في الساحة الإسلاميّة، فيحمل كلٌّ منهم على بساطه، الإنتخابي أو الزعاماتي، نواباً وسياسيين، أحياناً هم مثل أنطوان الأشقر في مناطقهم.. ومذاهبهم التي تقول القوانين الانتخابيّة إنها تحفظ حصصها وتوزّعها بالعدل.

وبعد الحرب إنقلبت المعادلة، فصار الزعماء المسلمون، ولاسيما نبيه بري ورفيق الحريري ووليد جنبلاط، هم من لهم، في الساحة المسيحيّة، سياسيين ونواباً أتباعاً. وقِيل إن هذا سر من أسرار إتفاق الطائف الذي جعل عدداً كبيراً من النواب المسيحيين يُنتخبون بأصوات المسلمين. وبين حين وآخر سمعنا عن سياسين ونواب "ودائع" سوريّة عند هذا الزعيم وذاك: ناصر قنديل عند رفيق الحريري، مثلاً. وعرفنا سياسيين مخترَعين ممثلين لسوريا، مثل قنديل، في حكومات ولوائح انتخابيّة: ميشال سماحة وإيلي الفرزلي وغيرهما. وفي لحظتنا الحاليّة، من دون أن نسمع أو نرى، هناك نواب حازوا بضع مئات من أصوات المقترعين في المناطق والمذاهب التي يقول زعماؤهم إنهم يمثّلونها: بدر ونوس 350 صوتاً من جبل محسن، وخضر حبيب 140 صوتاً من علويي عكار، على سبيل المثال. وهما ضمن كتلة سعد الحريري.

لكنَّ اللعبة لا تنجح دائماً، فهي محكومة بقانون انتخابي. وهذا لا يُصاغ دائماً لمصلحة جميع الزعماء، فتنقص هنا وتزيد هناك. ونبقى نرى السياسيين المخترَعين بجانب زعمائهم وكأنّهم أركانٌ وطنيّون.

نبيه بري الذي حمل النائب ميشال موسى (المقعد الكاثوليكي في صيدا الزهراني) أو قاسم هاشم (المقعد السني في الجنوب)، أخفق في حماية سمير عازار (المقعد الماروني في جزين). ونبيه بري و"حزب الله"، اللذان أوصلا مع حليفهما في دمشق وعنجر، نادر سكّر ثم رئيس "حزب التضامن" إميل رحمة إلى الندوة البرلمانية، محمولَين على أصوات الناخبين الشيعة (المقعد الماروني في بعلبك)، أخفقا في "تحرير" المقعد الشيعي، في زحلة (عقاب صقر) من سعد الحريري و"قوى 14 آذار". سعد الحريري الذي ناسبه قانون الستين في إيصال عقاب صقر (المقعد الشيعي في زحلة) إلى ساحة النجمة، عجز عن مساعدة مرشّحه في الضاحية الجنوبية (المقعد الشيعي) باسم السبع، ولا يستطيع النقاش في دائرة الجنوب مع نبيه بري و"حزب الله" في خصوص المقعد السنّي. وإذا منح الحريري بسهولة المقعد الماروني في طرابلس إلى الياس عطالله (أو وليد جنبلاط)، إضطر إلى سحب مرشّحه غطاس خوري (المقعد الماروني في الشوف)، نزولاً عند رغبة حليفه "القوات اللبنانيّة". وليد جنبلاط الذي يحمي دائرته الانتخابيّة وقد استطاع إبعاد "تسونامي" ميشال عون عنها من خلال انتخاب دوري شمعون، لم يستطع تنويب نائبه في رئاسة الحزب دريد ياغي، في بعلبك (المقعد الشيعي)، فيما يضع مرشّحه عن المقعد الدرزي في بيروت "وديعة" في عهدة الحريري.

وبينما يطمئن ميشال عون على فوزه بالمقعد الشيعي في جبيل (عباس هاشم)، لم يستطع الخرق بزياد عبس أو نقولا الصحناوي في بيروت. وبينما تُفتح ثغرة لطلال أرسلان كي يمر عبر الضاحية الجنوبيّة، يعجز "حزب الله" عن إيصال دعم إلى وئام وهاب (الشوف) الذي يبقى صوته أعلى من الأصوات التي يمكن أن تُجيّر إليه. ولائحة السياسيين المخترعين طويلة طويلة. هكذا، هو القانون الانتخابي والمعارك التي تسبقه وترافقه، سرقات متبادلة وإختراعات كثيرها وهمي. ورغم ذلك ترتقي هذه "البدع" إلى مصاف العقد الوطنية التي تحكم القانون الانتخابي، وتطيّر قوانين وانتخابات. فإضافة إلى التوريث السياسي، أو في موازاته، ومن دون تجاهل دور المال والسفارات والإستخبارات، هناك في لبنان ونظامه وأعرافه آلة آخرى لاختراع السياسيين. سُمِّيت في ما مضى "عصا الإقطاعي"، والآن هي اختراع أو سرقة، وفي الغالب تشبه نكتة ترشيح أنطوان الأشقر، التي يغض إدوار حنين الطرف عنها، كي تستمر اللعبة.

 

وماذا بعد شرب البحر ؟

 نبيل بومنصف/النهار/27 حزيران 2016

لم يكن في كلام السيد حسن نصرالله عن تضخم حجم انخراط "حزب الله" في صراعات الساحات الاقليمية ولا عن التمويل الايراني للحزب ما يرقى واقعيا الى "صدمة" في ظل خط بياني لمواقف مماثلة كررها مرات ومرات بالمعنى نفسه. ولكن مواقفه الاخيرة تضيء بقوة على مفهوم خاص بالحزب لمبدأ السيادة لا نغالي في اعتباره جوهر الخلاف مع معظم المكونات السياسية اللبنانية. ليست المسألة هنا مباراة في نبش ماض لا يشرّف فئات لبنانية كثيرة في ارتباطات خارجية مزمنة يصعب تبريرها او التخفيف من آثامها الوطنية. لو كان لبنان دولة بالحد الادنى من معايير الدولة لكانت المحاكمات لا تزال جارية الى أيامنا الحالية وكفى. ولكن المعنى من الإضاءة على مواقف الحزب يتصل بكونه يختلف عن معظم الأنداد والخصوم وحتى الحلفاء بالمجاهرة بحقيقة ارتباطه العضوي بايران على نحو يدفع الى اثارة الشكوك العميقة في أي تسوية نهائية للازمات الداخلية. والحال ان الحزب لم يظهر مرة عناية مدققة في نظرة اللبنانيين العاديين، ولا نقول السياسيين، ممن ينظرون الى موقفه من مبدأ السيادة وممارسته بانه حمّال ازدواجية صارخة يكاد يستحيل "التجسير" بين طرفيها. فاذا كانت عقيدة الحزب في الصراع مع اسرائيل تتكئ في المقام الاول الى مبدأ سيادي خالص وممارسة منسجمة تماما مع المبدأ فلا يستوي ذلك في التناقض الصارخ حيال الانخراط في الحرب السورية التي تخالف تماما مبدأ تجاوز حدود سيادة الدول. ثم كيف للناس ان يسلموا بمبدأ مناهضة الحزب لقانون العقوبات الاميركي ضده والتشديد على السيادة اللبنانية، وهو امر صحيح تماما من الناحية المبدئية، فيما يعلن الحزب جهاراً ارتباطه الكامل بالتمويل الايراني؟

لا نعتقد ان احدا لا يدرك ان "حزب الله" لا يزال يقدّم اولويات موازين القوى على أي معيار وطني آخر يتصل بالأزمات الداخلية والاقليمية . وهو امر تطبّع معه الافرقاء السياسيون بدليل اندثار الخطاب المتصل بسلاح الحزب لاعتبارات وظروف كثيرة . لكن ذلك لا يوجب ان يحجب عن الحزب نفسه عاملا خطرا لا نعتقد ان من الحكمة تجاهله بسلاح ميزان القوة او بمبدأ "بلطوا البحر" المتطور حديثا الى شعار "اشربوا البحر". انه عامل إمعان التشكيك وتعميقه الى حدود بعيدة للغاية في مستقبل التوافق الجاد والنهائي على مشروع الدولة الذي لا بد من مروره بالحزب وبسائر المكونات اللبنانية في لحظة اختمار التسوية التاريخية. فاذا كان مفهوم السيادة ذات الطبيعة المزدوجة الخاص بالحزب سيبقيه معيارًا لميزان القوى الداخلي فأي مسلك ترانا سائرين نحوه الا اتساع هوة يخشى معها ان يترسخ الخلاف الجذري حول مبدئيات لا تحتمل بطبيعتها المسلّم بها عصف التناقضات الصارخة؟

 

بعد تأكيد نصرالله أنه لن ينسحب من سوريا أي دور لأي رئيس سوى إدارة الأزمة؟

اميل خوري/النهار/27 حزيران 2016

بعدما أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله انه لن ينسحب من القتال في سوريا وسيخوض معركة حلب حتى النهاية ومهما بلغت التضحيات "لأن الدفاع عن حلب هو دفاع عن سوريا، والدفاع عن سوريا هو دفاع عن لبنان وإفشال للمشروع الاميركي - الصهيوني في المنطقة"، فإنه ربط بقوله هذا مصير لبنان بمصير سوريا كما ربطت منظمة التحرير الفلسطينية في الماضي حل القضية اللبنانية بحل القضية الفلسطينية... وتحوّل لبنان ساحة مواجهة وتصدٍ بعدما كان ساحة صمود فقط. الواقع أن أخطر ما في هذا الكلام هو أن لا رئيس للبنان إلا بعد ان تتبلور صورة الوضع في سوريا، إلا إذا كان رئيساً كرؤساء سابقين لا دور لهم سوى إدارة الأزمات والحروب في انتظار تقرير مصير لبنان ربما هوية ونظاماً. وهو ما واجهه في الماضي عندما تعذّر عليه فصل قضيته عن القضية الفلسطينية، وحتى عن أزمة المنطقة كلاً وعن وضع الجولان السوري الذي صار حل الوضع في أجزاء محتلة من جنوب لبنان مرتبطاً بحله، مع أن مضمون قرارات مجلس الأمن حولهما مختلف فرفُع شعار "وحدة المسارين اللبناني والسوري" وذهب المغالون الى حد القول بوحدة المسار والمصير أيضاً. لذلك فلا خروج من هذا الارتباط إلا إذا قرر القادة في لبنان تحييده انطلاقاً من "اعلان بعبدا" كي لا يظل حل أي أزمة تقع فيه مرتبطاً بحل أي أزمة في أي دولة في المنطقة. فعلى القادة إذاً أن يقرروا إما تحييد لبنان وإما ابقاءه ساحة مفتوحة لصراعات كل خارج قريب أو بعيد. فإذا لم يقرر "حزب الله" الانسحاب من سوريا فلا مجال للبحث في تحييد لبنان، ولا بد عندئذ من انتظار ما سيتقرر في سوريا لمعرفة ما سوف يتقرر في لبنان.

ولا شيء يدل حتى الآن على أن الحرب في سوريا ستنتهي قريباً كي تنتهي الأزمة في لبنان، وانه لا بد ربما من انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لمعرفة أي سياسة ستنتهجها الادارة الاميركية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، أهي سياسة الخروج منها والانكفاء، أم سياسة التصدي والهجوم لاحكام السيطرة على كل المنطقة وإن كان ذلك بات صعباً مع استعادة روسيا دورها وقوتها بحيث صارت قادرة على مقاسمة اميركا مساحات النفوذ فيها بموجب اتفاق شبيه باتفاق سايكس - بيكو، حتى اذا ما تعذّر التوصل الى مثل هذا الاتفاق اصبح التقسيم هو الحل الذي لا مفر منه، ويصبح دور القادة العمل على ابقاء لبنان خارج هذا التقسيم ليظل نموذجاً للعيش المشترك. لذا يمكن القول إن لبنان يواجه ما واجهه عام 1943 عندما قرر انهاء الانتداب الفرنسي عليه والحصول على الاستقلال، فكان ميثاق 43 غير المكتوب، أو يواجه مرحلة ما قبل حرب الـ75 التي انتهت باتفاق الطائف الذي عدّل دستور لبنان. لكن لا ميثاق 43 حقق الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي، ولا اتفاق الطائف حقق ذلك ايضاً وظلت لكل طائفة مطالب تريد تكريسها في الدستور. فاذا كان السلاح الفلسطيني في لبنان أشعل حرب الـ75 التي انتهت باتفاق الطائف وبوصاية سورية عليه، فأي اتفاق سيأتي به سلاح "حزب الله" بين اللبنانيين؟ هل بتعديل اتفاق الطائف، أم ان الخلاف على تعديله قد يفرض نظام "الفيديرالية" فيه خصوصاً اذا ما اعتمد هذا النظام في اكثر من دولة عربية؟ وهكذا فإن رئاسة الجمهورية اصبحت بعد موقف "حزب الله" القاطع والجازم من الحرب في سوريا والعراق، ولا أحد يعرف في أي دولة أخرى، بين خيارين: إما انتخاب رئيس يدير الأزمة التي لا حل لها ما دام الحزب يحارب خارج لبنان، وإما انتخاب رئيس للجمهورية بعد حل أزمته التي لا حل لها إلا بعد حل الأزمة في سوريا، وهو ما حصل له عندما تعذّر عليه حل مشكلة احتلال اسرائيل لأراضٍ في الجنوب ما لم تحل القضية الفلسطينية أو ان تحل قضية الجولان. فهل هذا ما يريده قادة في لبنان يدّعون حبهم له ولا يحبون أحداً عليه... وهم يفعلون عكس ما يقولون؟!

 

فقدان المناعة السياسية والاقتصادية والاعلامية يهدّد البلاد صيغة وكياناً

خليل فليحان/النهار/27 حزيران 2016

بلغت درجة فقدان المناعة الداخلية، سياسيا واقتصاديا، مستوى متدنيا، يتحاشى اكثر من مسؤول تقديره نظرا الى ما يتضمنه من تعقيدات متداخلة تتضاعف كلما تأخر التفاهم والاتفاق بين القوى السياسية المسؤولة عن هذه الحالة التي - في حال استمرارها- سيصعب الإنتهاء منها وباتت تهدد الصيغة والكيان بشكل جدي بسبب الشغور الرئاسي الذي عطل معظم المؤسسات باعتراف زعماء البلاد على اختلاف انتماءاتهم. وَمِمَّا يؤزّم هذا الوضع، المنافسة غير المتكافئة بين المرشحين للرئاسة وعجز كل منهم عن تأمين النصاب القانوني لعقد جلسة انتخابية. اما بالنسبة الى المساعي الدولية الهادفة الى تذليل العقد التي حالت حتى الان دون انجاز هذا الاستحقاق، فليس ثمة ما يؤشر الى حلحلة معينة في هذا الشأن بدليل تصريح السفير الفرنسي ايمانويل بون الاسبوع الماضي ان وزير خارجية بلاده جان - مارك ايرولت سيزور بيروت بين10 و11 تموز المقبل وهو لا يحمل اية مبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية، علما ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكثر الساعين منذ شغور الكرسي الرئاسي الى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في اقرب وقت ومن دون اي تأخير، وقد حاول ذلك مع ايران ومع السعودية ومع كل من له تأثير في هذا المجال. واللافت ايضا ان ما يدعو الى مضاعفة القلق ان جلسات الحوار التي يعول عليها كوسيلة لحل القضايا التي تعجز الحكومة عن حلها هو ان احد المشاركين الرئيسيين في تلك الجلسات قلل اهمية ما يجري فيها واختصر بالقول: "انها فقط تبقي أبواب الحوار مفتوحة، وهي لن تؤدي الى حلول او نهايات يعول عليها". اما بالنسبة الى الامن، فصحيح أن ما يدلي به وزير الداخلية نهاد المشنوق من ان الامن هو تحت السيطرة اذا لم يقرر اي حزب او جبهة او تنظيم تنفيذ عملية أمنية من متفجرة الى سيارة مفخخة او عملية انتحارية ضد شخصية او تجمع بشري لإيقاع اكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى والأضرار المادية. ويعود السبب في ذلك الى توافر السلاح غير الشرعي بكثرة وانتشاره في معظم المناطق ما يجعل الامن يتزعزع في اي لحظة من دون ان يعني ذلك نكران قوة الاجهزة الأمنية لا سيما منها المتخصصة بمكافحة الاٍرهاب وعلى الأخص تنظيم "داعش" او "النصرة ". اما العامل الرابع الذي يؤثر على المناعة فهو الخطاب العالي اللهجة الذي يستخدمه بعض رؤساء الأحزاب والتيارات في شن هجمات على بعضهم البعض وعلى دول إقليمية وعالمية تدعم هذا الحزب وذاك التيار إما بالمال او بالسلاح او بالسياسة او بالثلاثة معا، وهذا ما يسد آفاق الحلول. والملاحظ ان التراشق لا يصل الى حد "تطييفه" او "مذهبته". وفاتت مسببّي فقدان المناعة معضلة اللاجئين عموما وعلى الأخص السوريين منهم وهم بحدود المليون ونصف مليون نسمة دون ان ننسى اللاجئين الفلسطينيين، خصوصا ان مؤتمرا للاجئين سيعقد في 19 ايلول المقبل في نيويورك في الجمعية العمومية للامم المتحدة لاتخاذ مواقف قد لا تناسب لبنان ومصالحه.

 

منطق إيراني أعوج

 سالم الكتبي/العرب/27 حزيران/16

لا أشعر بمفاجأة كبيرة حين تكون إيران ومسؤولوها المصدر الأساسي للأخبار حول ما يدور من صراعات وتطورات في العراق، فقد سبق المسؤولين الإيرانيين نظراؤهم العراقيون في الإعلان عن نتائج العمليات العسكرية الإيرانية بالفلوجة، واعتبروا أن ما حدث هو “نصر إلهي”، وقال كبير مستشاري قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إيرج مسجدي “إن حلب والفلوجة وبقية مناطق سوريا والعراق هي الخط الأول لمحور المقاومة”، وأن “مدافعي الحرم”، وهي التسمية التي تطلق على الميليشيات الشيعية الإيرانية المشاركة في العمليات العسكرية في هذين البلدين، “سيبقون هناك إلى حين القضاء على آخر أفراد تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية والتكفيرية الأخرى”. ما يهمني في هذا التصريح أن إيران لم تعد تخفي نواياها وخططها العسكرية والاستراتيجية المقبلة، فقد نقل موقع تسنيم الإيراني عن مسجدي قوله إن القتال في سوريا والعراق يحقق “عمقا لأمن إيران”، ويدافع عن حدود البلاد، معتبرا أن داعش وما وصفه بـ”الجماعات التكفيرية المدعومة من السعودية وإسرائيل” تعمل على احتلال سوريا والعراق بغية الوصول إلى إيران. ورأى مسجدي أن هذا الأمر كاف ليكون مبررا لوقوف إيران إلى جانب حلفاء لها، كأفغانستان وباكستان ولبنان، لإبعاد هذه التهديدات عن البلاد.

النوايا هنا واضحة وضوح الشمس، فإيران باتت تعمل كقوة إقليمية مهيمنة تتحرك في محيط استراتيجي واسع بمعزل عن القانون الدولي وتفرض إرادتها وإملاءاتها على الجميع ثم تجاهر بعدم الرغبة في التخلي عن وجودها العسكري غير المشروع في دول عربية لها سيادتها، بدعوى الحفاظ على أمن إيران وبناء حائط صدّ أمامي في مواجهة مؤامرات مزعومة. لو أخذنا بهذا المنطق الإيراني الأعوج لتحول العالم إلى غابة حقيقية، وانفتحت السيناريوهات على نهايات مفتوحة يصعب على أعتى مؤلفي الدراما التنبؤ بمساراتها، فهذا النمط من التفكير الغوغائي يضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات والتفاهمات والقواعد المؤسسة والمؤطرة لحدود السيادة والنفوذ، التي استقرت عليها العلاقات الدولية وتأسست بموجبها الأمم المتحدة في منتصف أربعينات القرن الماضي. كيف لدولة مثل إيران أن تجاهر باحتلال دولتين عربيتين للحفاظ على أمنها؟ وإذا كان هناك من يقر هذا التصرف الاستعماري، فكيف للعالم أن يبحث عن نهاية حقيقية للإرهاب؟ ولماذا لا يفهم الجميع أن تنظيمات الإرهاب وجماعاته تقتات على الصراعات المذهبية؟ وأن هذه الصراعات أحد أخطر روافدها وعوامل الجذب التجنيدية والاستقطابية، في منطقة يمثل الدين لشعوبها حساسية فائقة.

لا أحد يختلف مع الهدف الخاص بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، ولكن الكارثة أن يتحول هذا الهدف إلى ستار أو غطاء لاحتلال دول أخرى وتحقيق مصالح استراتيجية وتنفيذ مشروعات استعمارية يتمّ استدعاؤها من سراديب التاريخ. ودعوني أقُلها بصراحة، إيران لا تريد لتنظيم داعش أن يندحر سوى بعد أن يساعدها في استكمال مخطط السيطرة الكاملة على المناطق الشيعية من العراق، وإحكام قبضتها على سوريا، إذ لا يعقل أن تشعر إيران بالخوف من تنظيم داعش، في حين لا تشعر بأي قلق تجاه إسرائيل، التي تزعم ليل نهار أنها عدوتها اللدود.

المسألة إذن لا علاقة لها بأمن إيران، ولو أن كل دولة طاردت تنظيما تشعر بالخطر تجاهه لاحتلت الولايات المتحدة إيران نفسها، التي تأوي قادة تنظيم القاعدة وتوفر لعائلاتهم المأوى، وتعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي ترعى الإرهاب وتخصص له ميزانيات من دخلها القومي بشكل رسمي، وتتجاهل معاناة شعبها وتفشي الفقر والأوبئة الاجتماعية والأخلاقية بين أبنائه. ثمة نقطة أخرى تتعلق بمنطقية التصريحات الإيرانية، فإيران التي تريد أن تقنع الجميع بخطر تنظيم داعش على أمنها القومي، تشير على لسان مساعد رئيس هيئة الأركان العسكرية، العميد مسعود جزائري، بأنّ لديها قدرات عسكرية هائلة “ما خفي منها أكبر وأهمّ”، وأن هذه القدرات “لو تمّ عرضها كلها لتعجبت الولايات المتحدة الأميركية منها” بحسب تعبيره. والسؤال هنا، إذا كانت إيران تزعم امتلاك قدرات عسكرية “هائلة” قادرة على إثارة رعب الولايات المتحدة نفسها، فكيف تخشى من توغل محتمل لتنظيم بدائي عسكريا وتنظيميا وفكريا مثل تنظيم داعش؟ هذا التناقض الغريب يؤكد أن المسألة لا علاقة لها البتة بداعش ولا بالإرهاب، ومن ثم فليس لديّ أيّ شك في أن هذه الظاهرة الداعشية البغيضة هي نتاج مختبرات الحرس الثوري الإيراني، كي تكون غطاء استراتيجيا مقنعا لتحقيق أهداف إيرانية في احتلال العراق والتدخل في سوريا. تريد إيران من جوارها الإقليمي أن يسلم بعقيدتها الاستراتيجية الجديدة القائمة على الهيمنة، والتي تتجلى في لعب دور عسكري خارج الحدود الإيرانية، من أجل “مطاردة الأعداء” كما تزعم إيران، وهذه الاستراتيجية هي الوجه المقابل للفوضى الإقليمية المؤكدة، ويجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن الصمت في مواجهة هذا الحديث الإيراني سيجلب كوارث على الجميع، ويجعل فكرة القضاء على الإرهاب بعيدة المنال تماما مهما بذلت من جهود على المستويات الفكرية والأمنية والدينية والثقافية والتربوية، لأن إشعال صراع مذهبي -شيعي سني- في هذه المنطقة كفيل بتوفير كل ما تحتاجه تنظيمات الإرهاب من “أوكسجين” لعقود طويلة قادمة.

 

استفتاء ستدفع بريطانيا ثمنه غاليا

خيرالله خيرالله/العرب/27 حزيران/16

ليس أصعب من الإحاطة بالوضع البريطاني وانعكاساته في ضوء نتائج الاستفتاء الأخير الذي انتصر فيه مؤيدو خروج المملكة المتحدة (إنكلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية) من الاتحاد الأوروبي بعد ارتباط دام ثلاثة وأربعين عاما. كان هذا الارتباط أقرب إلى زواج بين شخصين تربط بينهما المصلحة المشتركة قبل أيّ شيء آخر. قرّر البريطانيون ترك الاتحاد الأوروبي من دون أن يفكّروا بما الذي سيفعلونه في اليوم التالي. إنهم أشبه بشخص ألقى نفسه من طائرة من دون أن يحمل مظلة تؤمّن الهبوط الآمن. هل ينفع الندم بعد فوات أوانه؟

ما مستقبل المملكة المتحدة بعد هذا الخروج، خصوصا أنّ أكثرية في اسكتلندا تجاوزت الستين في المئة من الناخبين وقفت ضده، كما عارضته أكثرية في أيرلندا الشمالية وفي المدن الكبرى وفي لندن نفسها، حيث هناك أصوات تنادي بانفصال العاصمة عن إنكلترا؟ في النهاية، إنّ الارتباط بالاتحاد الأوروبي لعب دورا مهمّا في جعل لندن مدينة استثنائية وأحد أكبر المراكز المالية في العالم. باتت لندن تعتبر عاصمة العالم بفضل التحولات التي طرأت عليها في السنوات الثلاثين الماضية بعد انفتاحها على العالم. لا بدّ من مجموعة من الملاحظات على هامش الاستفتاء الذي يظلّ حدثا تاريخيا بكلّ المقاييس، خصوصا أنّه لم يهز أركان المملكة المتحدة فحسب، بل هز أيضا الاتحاد الأوروبي وكلّ الأسواق المالية العالمية في وقت هبطت العملة البريطانية إلى أدنى مستوياتها منذ العام 1985. في مقدّمة الملاحظات التي يمكن أن تساعد في الخروج بتصوّر لما بعد الاستفتاء أنّ بريطانيا، كمجتمع وطبقة سياسية ومجموعات مقاطعات تمتلك كلّ منها مقدارا كبيرا من الاستقلال تشكل المملكة المتحدة، تبدو منقسمة على نفسها على كلّ المستويات.هناك انقسام، حتّى، داخل الحزبين الكبيرين؛ المحافظين والعمال.

كانت هناك حرب من داخل حزب المحافظين على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي سارع إلى تقديم استقالته التي ستصبح نافذة في تشرين الأوّل- أكتوبر المقبل عندما ينعقد المؤتمر العام للحزب ويختار زعيما جديدا له يخلف كاميرون في موقع رئيس الوزراء. بين الذين انقضوا على كاميرون حليفه السابق بوريس جونسون الذي كان في الماضي عمدة لندن. يسعى جونسون، حاليا، إلى خلافة كاميرون في “10 داونينغ ستريت”. لم يعد ذلك خافيا على أحد. قاد العمدة السابق للندن حربا على رئيس الوزراء الذي لم يحسن إدارة حملة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. لم يستطع كاميرون حتّى تقديم عرض مقنع يتضمن شرحا للاتفاقات التي توصل إليها مع الاتحاد قبل فترة قصيرة. مكنت هذه الاتفاقات المملكة المتحدة، التي لم توقع أصلا الاتفاق في شأن العملة الأوروبية (اليورو) ولا ذلك المتعلّق باتفاق شنغن الخاص بالتأشيرة الموحّدة، من أن تكون صاحبة وضع خاص يعفيها من بعض الالتزامات. يبدو أن بريطانيا التي عرفناها انتهت يوم الثالث والعشرين من حزيران- يونيو 2016، عندما أعلن زعيم اليمين المتطرّف نايجل فراج (رئيس حزب الاستقلال للمملكة المتحدة) أن بلاده “استعادت استقلالها”. كان فراج الحليف غير المباشر لبوريس جونسون يتحدّث عن بريطانيا جديدة تعتمد سياسة مختلفة في شأن الهجرة إليها، بما في ذلك الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. ليس ما يشير إلى أن فراج يأبه بالأضرار التي ستلحق بالاقتصاد البريطاني في كلّ المجالات. أطلق شعارات تستهوي الطبقات الفقيرة والمتوسطة، خصوصا في الريف والمناطق الصناعية القديمة في وسط البلاد وغربها.

في الواقع، ركّز مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي على استمالة الطبقات المقيمة في الريف والمدن القديمة وعلى خطورة تدفّق المهاجرين الجدد، خصوصا على المدارس الحكومية وكل ما هو مرتبط بالتقديمات الاجتماعية مثل النظام الصحّي. لم يتراجع زعيم اليمين المتطرّف عن حدّة خطابه بعد إعلان نتائج الاستفتاء، فيما سعى بوريس جونسون، وهو من أصول تركية، إلى طمأنة مواطنيه على أن لا قطيعة تامة مع أوروبا بقوله “لن تدير بريطانيا ظهرها لأوروبا في يوم من الأيام”. ولكن ماذا إذا أدارت أوروبا ظهرها للمملكة المتحدة… أو ما سيبقى منها؟

يظهر أن جونسون بدأ يستوعب معنى الخروج من الاتحاد الأوروبي، والنتائج السلبية التي ستترتب على هذه الخطوة في بلد يعتبر المستفيد الأول من العولمة. هل نسي العمدة السابق للندن أنه لم تعد توجد شركة سيارات واحدة يمكن اعتبارها بريطانية مئة في المئة، وأن كلّ الشركات الكبيرة بما في ذلك “رولز رويس” و“بنتلي” و“جاغوار” هي ملك لشركات أجنبية، لكنها لا تزال تصنع في الأراضي البريطانية بيد عاملة موجودة في البلد؟

في الوقت ذاته، بدا أن حزب العمّال الذي أيّد زعيمه جريمي كوربن البقاء في أوروبا، لم يستطع السيطرة على قواعده. معظم المنتمين إلى الحزب صوتوا مع الخروج من الاتحاد. وهذا سيترك كوربن اليساري في وضع لا يحسد عليه وسيحمل الحزب، المنقسم على نفسه، إلى البحث عن زعيم جديد في مؤتمره المقبل في تشرين الأوّل- أكتوبر أيضا. سيكون على المفاوضات التي ستجري بين الحكومة الجديدة، التي ستشكل بعد مؤتمر حزب المحافظين، والاتحاد الأوروبي معالجة مسائل كثيرة. ما وضع الأوروبيين المقيمين في بريطانيا؟ هل سيتوجب على هؤلاء الحصول على رخص عمل؟ ما وضع البريطانيين المقيمين في أوروبا؟ هناك المئات من آلاف البريطانيين الذين يقيمون في أسبانيا. أكثرية هؤلاء من المتقاعدين الذين يجدون تكاليف الحياة في أسبانيا تتناسب والرواتب التي يتقاضونها. تشير إحصاءات رسمية إلى أن عدد هؤلاء يصل إلى نحو سبعمئة ألف. هناك أيضا مئتا ألف بريطاني يقيمون في فرنسا ويستفيدون من الخدمات الصحّية فيها مثلا. ثمّة ملاحظتان أخيرتان تستأهلان التوقف عندهما؛ تتعلّق الأولى بإصرار اسكتلندا على تنظيم استفتاء في شأن استقلالها وبقائها في الاتحاد الأوروبي. هذا ما أكدته رئيسة الوزراء نيكولا ستورجن في مؤتمر صحافي عقدته بعيد الإعلان عن نتائج الاستفتاء البريطاني. أيّ مستقبل للمملكة المتحدة في غياب اسكتلندا التي ستسير أيرلندا الشمالية على خطاها؟ أمّا الملاحظة الأخرى، فهي متعلّقة بالشباب البريطاني الذي أيّد بنسبة كبيرة، تصل إلى سبعين في المئة، البقاء في أوروبا. تبيّن أن هناك انقساما آخر بين الشباب البريطاني من جهة، والمتقدّمين في السنّ من جهة أخرى في بلد اعتاد فيه الشاب على العيش في المكان الذي يختاره في أوروبا من دون قيود من أيّ نوع. هل يكفي في السنة 2016 رفع العلم البريطاني وإطلاق شعارات ذات طابع عنصري لتأمين مظلة هبوط آمنة من ارتفاع شاهق؟

بدأ البريطانيون يكتشفون أن ذلك ليس كافيا، وأنّ الطلاق مع أوروبا مسألة في غاية التعقيد خصوصا في ظل المشكلات التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي نفسه الذي عملت بريطانيا في الماضي على توسيعه كي لا تكون هناك قوّة مهيمنة فيه نواتها الدول الست المؤسسة أي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ومجموعة بنيلوكس (بلجيكا، لوكسمبورغ، هولندا). ستدفع المملكة المتحدة، التي وقف أكثر من نصفها بقليل مع الخروج من أوروبا، غاليا ثمن نتائج الاستفتاء، لا لشيء سوى لأنّ الازدهار البريطاني عائد، في معظمه، إلى العلاقة بأوروبا، وإلى حسن إدارة هذه العلاقة والاستفادة منها ولا شيء آخر غير ذلك…

 

خارطة الميليشيات المسلحة في سوريا

ماجد كيالي/العرب/27 حزيران/16

أضحت خارطة الميليشيات المسلحة في سوريا بالغة التعقيد، في خلفياتها السياسية وادعاءاتها الفكرية، وفي مرجعياتها وبالأحرى تبعيتها، كما بالنسبة إلى مناطق انتشارها، ومدى نفوذها، أو دورها في رسم خارطة الصراع على الأرض. القصد أن الصراع في سوريا لم يعد يقتصر على النظام والمعارضة، فهذه تقسيمة باتت وراءنا بعد كل ما جرى في السنوات الماضية، فنحن اليوم، مع معادلة الصراع على سوريا، إزاء طبقات عديدة من الصراع، وتاليا إزاء أطراف عديدة، لم تعد فيها ثنائية نظام ـ معارضة تكفي للتوصيف. في عرض لخارطة الميليشيات المتصارعة يمكن ملاحظة الفصائل الآتية:

1 – قوات النظام، وهذه باتت بدورها بمثابة ميليشيا، لأنها تشتغل وفقا لطريقة الميليشيات، مع امتلاكها لأسلحة صاروخية ودبابات وطائرات، وأيضا لأن ثمة وحدات غير نظامية تشتغل كرديف لها، تنحدر من البيئات الموالية للنظام.

2 – الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وألوية النجباء وفاطميون وأبوالفضل العباس وغيرها من الميليشيات التي تشتغل كذراع لإيران، من لبنان والعراق وأفغانستان بالاعتماد على عصبة طائفية شيعية.

3 – القوات الجوية الروسية التي تشتغل بطريقة القصف، مع وحدات عسكرية مساندة لقوى النظام على الأرض في بعض المناطق.

صحيح أن هذه القوى متآلفة مع بعضها، في مناوءتها ثورة السوريين، وإمعانها القتل فيهم، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت نوعا من خلافات في ما بينها، تجلى في تخفيف الغطاء الجوي الروسي لتلك الميليشيات، الأمر الذي أدى إلى تراجعها وتعرضها إلى خسائر كبيرة في الرقة وحول حلب، وكأنت روسيا تريد أن تقول لإيران، في هذه الحركة، إنها هي التي تمتلك الورقة السورية، وأن إيران أصغر من أن تنازع روسيا هذه الورقة، فيما إيران تصور بأنها هي صاحبة القرار في سوريا وأن الفضل يعود لها ولميليشياتها اللبنانية والعراقية في صمود النظام حتى الآن.

مقابل هذه الجبهة ثمة فصائل المعارضة العسكرية، وهي تتألف من:

1 ـ فصائل الجيش الحر.

2- فصائل إسلامية معارضة. ويجدر التذكير بأن هذه جبهة تغلب فيها كفة الفصائل الإسلامية على كفة الجيش الحر بسبب القيود الموضوعة على دعمه وتسليحه، وبسبب تدفق الدعم على الجماعات الإسلامية.

في مقابل هاتين الجبهتين المتعارضتين ثمة جبهة النصرة، التي تعود مرجعيتها إلى تنظيم القاعدة، وثمة تنظيم داعش، وهما جبهتان تتمتعان بقدرات كبيرة، علما أن النواة القيادية في كل منهما يغلب عليها العنصر الخارجي (الأردن وتونس والخليج بالنسبة إلى الأولى والعراق بالنسبة إلى الثانية)، ناهيك أن هذين التنظيمين يتصارعان في ما بينهما، كما أنهما يشكلان أضرارا بثورة السوريين، بخطاباتهما وشكل عملهما، فضلا أنهما لا يعتبران نفسيهما جزءا من الثورة السورية، وكل منهما له أجندته الخاصة، وفي الأخير فهما يشكلان نوعا من ثورة مضادة، وقد شهدنا أن النظام يدرك ذلك، ويحاول الترويج إلى أنه يحارب الإرهاب، لذا فهو لم يستهدف داعش إلا بقدر لا يمس به.

شهدنا مؤخّرا صعود “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تستند أساسا إلى وحدات حماية الشعب الكردية، وهذه القوة باتت تحرز نجاحا ملموسا بحكم الدعم الدولي المقدم لها، لكن هذه القوات مازالت لم تحتك بقوات النظام، ناهيك أن المعارضة السياسية مازالت تبدي بعض الشبهات بخصوص تشكيلها ودورها، الأمر الذي يفترض حث الجهود لإيجاد توافقات حول المسألة الكردية في سوريا، بما يحفظ خصوصيتها القومية، وبما يصون وحدة شعب وأرض سوريا.

أخيرا يأتي دور قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب، وهي تقوم بضربات جوية على مواقع داعش، فضلا عن تسرب بعض الأخبار التي تشير إلى تواجد عسكري بري لكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في سوريا، بدعوى مواجهة الإرهاب، وعلى أي حال فإن دور هذه القوات لا يبدو حاسما أو جادا إلى الدرجة المناسبة. كل واحدة من هذه القوات لها أجندتها السياسية المختلفة عن الأخرى حتى المتحالفة معها، وهذا يصح على القوى المساندة للنظام والمعادية للثورة، كما يصحّ على القوى “الصديقة” للثورة. فوق ذلك فقد شهدنا اشتباكات بين أطراف كل معسكر، واشتباكات بين أطراف هذا المعسكر والمعسكر الآخر. ويبقى السؤال للمستقبل: كيف ستتقاطع قوى كل معسكر مع بعضها؟ وكيف ستتقاطع مع قوى معسكر الخصم؟ لأن ذلك هو الذي سيحدد مستقبل شعب سوريا والدولة السورية.

 

بين الانتخاب والاستفتاء

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 حزيران/16

الفارق بين التصويت لانتخاب شخص رئيسا مثلا و الاستفتاء ٬ أن الاستفتاء هو إعطاء المواطنين حق التصويت في القضايا الكبيرة. ومعظم الديمقراطيات لاُتمارس الاستفتاءات لأنها تعتقد أن عامة الناس لا تدرك تفاصيل القضايا المصيرية٬ ولا يفترض أن تقرر بشأنها. لهذا توجد ديمقراطيات غير مباشرة٬ بمعنى أن الناس تختار قيادتها التي تقرر بالنيابة عنهم ما تراه مناسبا. عندما واجه خصوم رئيسة الحكومة البريطانية مارغريت ثاتشر يطالبونها بالعودة للشعب في قضية قانون الضرائب الذي أحدث جدلا ومظاهرات كبيرة ردت عليهم غاضبة بأن الناس ينتخبون مرة واحدة وليس كل يوم. وهو الحال في معظم الدول٬ فهي قلما تطرح قضاياها للاستفتاء٬ اللهم إلا في حالات مثل إقرار دستور جديد. ألمانيا فعلتها مرتين فقط٬ وكذلك بريطانيا. أما في سويسرا فإنه يكفي أن يوقع خمسون ألف شخص على عريضة يطلبون فيها بإجراء تصويت أو استفتاء ليصبح ملزما تنفيذه على الأقل للبرلمان خلال ثلاثة أشهر.

الديمقراطيات الحديثة تعالج بذكاء مسألة الرأي العام٬ فهي تعطي الناس حق اختيار الرئيس٬ أو رئيس الحكومة٬ لكنها لا تعود إليهم حتى في القرارات التي تمسهم مباشرة٬ مثل شن الحروب وفرض الضرائب. لهذا يتبارى السياسيون في الوعود لكنهم عادة لا يفون بها إذا وجدوا أن المصلحة العامة في عدم تنفيذها.

هذا ما يعتقد البعض أن رئيس الوزراء البريطاني أخطأ فيه٬ فهو وعد باستفتاء مواطنيه على بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي إرضاء للناقدين. ربما ما كان عليه أن يسير في هذا الطريق لأنه عندما انتخب من الشعب صار مفوًضا٬ ولا يوجد هناك قانون ملزم بإجراء الاستفتاء. وهو أمر مختلف عن قيام سكان اسكتلندا بإجراء استفتاء على الانفصال عن المملكة المتحدة. والاستفتاء في بريطانيا٬ بخلاف كثير من الدول٬ لا يتطلب سوى أغلبية بسيطة لاتخاذ قرار مصيري مثل الخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي.

في كثير من الدول الاستفتاءات٬ عدا عن أن اللجوء إليها أمر نادر٬ فإنها تتطلب أغلبية حاسمة لتصبح قانونا. أستراليا مثلا تتطلب أغلبية بسيطة٬ أي 51 في المائة لكنها تشترط كذلك أن تكون أغلبية الولايات مؤيدة. لأن أغلبية الشعب قد تكون في مناطق محدودة بكثافة٬ لذا تشترط أستراليا أغلبية الولايات وأغلبية الأصوات معا. وفي بعضها تشترط أغلبية الثلثين. في بريطانيا أغلبية بسيطة قررت مصير البلاد٬ وعمليا أسقطت نظاما معمولا به٬ وهو النظام الأوروبي٬ وقد لا تكون النتيجة مماثلة لو أجري الاستفتاء قبل أو بعد شهر٬ لأن الأغلبية البسيطة تتغير. كما أن البقاء٬ أو الخروج٬ من الاتحاد مسألة معقدة٬ غالبية المصوتين لا تفهم حقائقها. والذين صوتوا مع الخروج بنوا موقفهم رغبة في وقف مد المهاجرين للبلاد. في حين أن الخروج لن يوقف بالضرورة المهاجرين غير الشرعيين. وهناك فريق مثقف في بريطانيا يعتقد عن قناعة بالخروج٬ لكن هؤلاء أقلية. هؤلاءَيَرْون أن الاتحاد الأوروبي يمثل نظاما بيروقراطيا قديما وقد سن الكثير من الأنظمة التي عطلت التنمية وكلفت بلادهم الكثير وأن بريطانيا ستكون أفضل حالا بعد الانفصال٬ أو على الأقل تقرر مستقبلها وتختار الطريق الذي تراه مناسبا بحرية وإتقان أكثر. وهذه كلها حوارات نظرية لا يمكن أن نعرف من المصيب ومن المخطئ فيها إلا بعد أن تجرب

 

لا أحد أعدِّ نفسه لقنبلة «العائدين من دولة الخلافة» بعد هزيمتها

 حازم الامين/الحياة/26 حزيران/16

«داعش» ليس على وشك أن يُسحَق على رغم انحسار مناطق نفوذه في العراق وسورية. البنية الرئيسة للتنظيم لم تتعرض لضربات مؤلمة، وخسارة «دولة الخلافة» مدن تكريت والرمادي والفلوجة في العراق، وتدمر في سورية، تمت في سياق آخر غير الرغبة والنية بإلحاق هزيمة حقيقية بالتنظيم الإرهابي. «داعش» لن يُهزم في حرب مذهبية على نحو ما جرى في المدن العراقية الثلاث، ولن يُهزم في حرب قومية على نحو ما يُهيأ لمدينة الرقة السورية. لا بل إن يقظة الهويات المذهبية ستساعد التنظيم على النهوض من كل هزيمة مذهبية أو قومية تلحق به ليستأنف بعدها «فتوحات» من نوع مختلف. واليوم يجري التأسيس لظلامة سنّية لن ينجو منها الإقليم الذي لم تعد الحدود تفصل بين دوله وعشائره وجماعاته. لن تستقيم العلاقة بين الحكومة العراقية وأهل الفلوجة على نحو ذمي كما هو حاصل اليوم، ولن يتمكن الأكراد من حكم مدينة الرقة السورية بعد هزيمة «داعش» فيها. ثمة خلل جوهري في هذين «الانتصارين» إذا ما تحققا. إنهما نصران مؤسِسان لانهيارات كبرى، وهما، إذا ما تحققا، سيحيلان الصدع المذهبي زلزالاً بدأت ملامحه تلوح من المشاهد الآتية من الفلوجة.

العالم لم يُهيّء نفسه لإلحاق الهزيمة بـ «داعش»، وليس مؤشر ذلك اقتصار الحرب على التنظيم على بعديها المذهبي والقومي، إنما مؤشرات أبعد من ذلك. فبين «جند الخلافة» أكثر من 20 ألف مقاتل غير عراقي وغير سوري، وإلحاق الهزيمة بالتنظيم لا يعني قتل جميع هؤلاء ولن يعني اعتقال جميع من بقي حياً منهم! فمَن من الدول والمجتمعات المُصدرة لـ «المجاهدين» على استعداد لاستقبال العائدين من «داعش»؟ هل الأردن يتحمل عودة مئات من المقاتلين مع «داعش» من أصل أردني إلى مدنه؟ وماذا عن لبنان الذي يعيش على شفير الانهيار، وعودة عشرات من اللبنانيين من إمارة «داعش» ستعجِّل في مشهد الانهيار. ثم إن قضاء أكثر من ألفي تونسي نحو أربعة أعوام في «دولة الخلافة» بعد أن سهلت لهم حكومة النهضة بين 2012 و2013 مهمة «الخروج»، لن يكون برداً وسلاماً على تلك الدولة.

ثمة حقائق ثقيلة تفرضها احتمالات هزيمة «داعش». فتجربة العيش أربع سنوات في ظل «دولة الخلافة» ليست عابرة، ولا يبدو أن العالم أعد نفسه لتبعاتها. الهزيمة ضرورية من دون شك، لكن للبطء الذي مارسه الجميع في تنفيذ المهمة تبعات كارثية. ثمة أطفال أمضوا سنوات في مدارس التنظيم ومعسكراته، ولا يبدو أن أحداً ممن يستعد لهزيمة «داعش» طرح على نفسه سؤالاً حولهم. وهناك فروع لعشائر بايعت التنظيم لتصريف مصالحها على نحو ما فعلت عندما بايعت السلطات المتعاقبة على حكمها، فما هو مشروع «المنتصرين» على «داعش» للحكم على هؤلاء؟

ثمة أجوبة كثيرة عن هذه التساؤلات، لكنها أجوبة تؤشر إلى أننا في أعقاب هزيمة التنظيم سنكون أمام تزخيم هائل للحروب الأهلية. فأجوبة «الحشد الشعبي» الشيعي عن هذه التساؤلات بدأت تظهر في الفلوجة من خلال الحضور الاحتلالي لفصائل الحشد في محيط الفلوجة ومن خلال «الغنائم» والأسواق التي أقيمت في بغداد لعـــرضــها. و«أطفال الخلافة» لن يكونوا محصنين من الميول الانتقامية. العائدون من «دولة الخلافة» إلى دولهم القريبة والبعيدة ستكون السجون في انتظارهم، وفي هذه السجون لطالما أعيد إنتاج العنف وبعثه على نحو أشد قسوة وإجراماً. «داعش» أصلاً وُلدت من السجون. الداعشي الأول، أبو مصعب الزرقاوي، تحول في السجن من فتوة إلى «أمير»، والقيادة الحالية لـ»داعش» تشكلت في سجن بوكا في البصرة، والأمراء التونسيون للتنظيم هم قادة الجماعات الجهادية الذين فتحت حكومة «النهضة» لهم أبواب السجون فخرجوا منها إلى دولة «داعش».

الهزيمة التي يُحضِّرها العالم للتنظيم تشبه الهزائم الهزيلة التي سبق أن ألحقها هذا العالم بـ «الإرهاب». تجربة هزيمة «طالبان» في أفغانستان بصفتها مؤسِسة لهذا النوع من الهزائم مثلت بالنسبة إلى الأفغان انتصاراً للطاجيك والأوزبك والهزارة على البشتون الذين يُمثلون نحو 40 في المئة من السكان، وما زالت أفغانستان تعاني تبعات هذه الهزيمة، و «طالبان» ما زالت حية ترزق وها هو التحالف الدولي يفاوضها على المشاركة في السلطة. وهزيمة «البعث» في العراق مثلت للسنّة العراقيين نصراً للشيعة، وما زال العراق يتخبط إلى اليوم بتبعات هزائم جماعاته وانتصاراتهم. وفي سورية يؤسَّس لهزيمة من هذا النوع ينتصر فيها على «داعش» طرفان، الأول مذهبي علوي وشيعي، والثاني قومي كردي. وإلى جانب ما نجم عن عدم استعداد العالم لحقائق هزيمة «داعش»، بدأت تلوح استحقاقات الهزيمة قبل حصولها. فما حصل على الحدود الأردنية- السورية مطلع الأسبوع ربما كان نموذجاً لما ينتظر المنطقة جراء الضغوط الميدانية على التنظيم في مناطقه. فالمناطق الصحراوية الهائلة المساحة التي سيلجأ إليها مقاتلو التنظيم بعد ضربهم في المدن ستجعل الحدود المتداخلة ساحة مواجهات أكيدة. وباستثناء إسرائيل، الوحيدة التي نجت حتى الآن من الوثبات «الداعشية»، لن تكون دول الجوار العراقي والسوري في منأى عن محاولات الاختراق.

ثمة خطأ مؤسِّس لكل هذه الأخطاء، فعجز التحالف الدولي عن إيجاد حليف سنّي في الحرب على «داعش» سهّل للتنظيم مهمة تمثيل «ظلامة» مذهبية، وحال هذا العجز دون تأسيس حضانة سياسية واجتماعية لأي محاولة سنية للانخراط في الحرب على التنظيم الإرهابي. فأعداء «داعش» من السنّة العراقيين فقدوا تمثيلهم المذهبي وصاروا ملحقين بالحكومة التي يراها السنّة هناك شيعية. وهذا العجز لم يقتصر على الفشل في إيجاد شركاء سنّة من المجتمعات المحلية، إنما تغذّى أيضاً على سوء التفاهم الكبير الذي يسود العلاقات بين تركيا والسعودية من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، ما أدى إلى اعتقاد صار شائعاً في أوساط المجتمعات المحلية، يتمثل في أن هزيمة «داعش» ستكون انتصاراً لطهران، والأخيرة حرصت على تعزيز هذا الاعتقاد عندما أرسلت قاسم سليماني إلى الفلوجة.

 

طلاق بريطانيا سيكون مكلفاً

الياس حرفوش/الحياة/26 حزيران/16

لم يكن الزواج البريطاني الأوروبي زواجاً ناجحاً منذ البداية. العريس كان ينتظر شيئاً والعروس شيئاً آخر. هي كانت تسعى وراء المصلحة الاقتصادية والأموال التي يمكن أن تأتي الى محفظتها من هذه السوق التجارية الواسعة، فيما العريس كان يأمل بأن تؤدي هذه التجربة من المساكنة الطويلة، مع الوقت ومع تقدم العمر، الى اقتناع العروس بفضائل البقاء في العش الزوجي، بصرف النظر عن الظروف الاقتصادية الصعبة.

رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر شرح قرار الانفصال البريطاني عن أوروبا بطريقة يمكن أن يفهمها أولئك البسطاء الذين ذهبوا الى الصناديق ليرجحوا كفة الخروج من الاتحاد. قال لهم: لم تكن بيننا علاقة غرام قوية على كل حال. ولذلك فإن هذا الطلاق لن يكون طلاقاً ودياً من دون مشاكل.

أوروبا (العريس في هذه الحال) استثمرت كل ما يمكن لإقناع بريطانيا بتجاوز غرائزها الانعزالية، النتاجة في معظمها عن سبب جغرافي يعود الى الإقامة في جزيرة معزولة، وعن سبب تاريخي يتعلق باختلاف التجربة بين بريطانيا والآباء الأوائل للمشروع الأوروبي، وعلى الأخص ألمانيا وفرنسا، الآتيتين من تجربة مريرة بعد الحرب العالمية الثانية. صاحب فكرة المشروع الأوروبي جان مونيه تنبّه الى ذلك منذ البداية وكان يرى أن بريطانيا ليست في حاجة كي تخلص نفسها من الأرواح الشريرة التي تلوح لها عبر نوافذ التاريخ، كما هي الحال بالنسبة الى فرنسا وألمانيا. اما ذلك الزعيم الكبير شارل ديغول، صاحب النظرة الثاقبة والرؤية البعيدة الأفق، فكان أول من صوت بالفيتو مرتين ضد الموافقة على طلب بريطانيا دخول المجموعة الاقتصادية الأوروبية، كما كانت يومذاك، وذلك في عامي 1963 و1967.

قدّم الاتحاد الأوروبي كل ما يمكن تقديمه من تنازلات لإقناع البريطانيين بالبقاء. وافق على احتفاظ بريطانيا بعملتها، وعلى حقها في مراقبة حدودها، من خلال إعفائها من الانضمام الى اتفاقية شينغن، وأخيراً على منحها الحق في فرض شروط صارمة على الأوروبيين القادمين الى الإقامة والعمل، قبل أن تتاح لهم فرصة الإفادة من التأمينات والضمانات الاجتماعية. لكن كل ذلك لم يفلح في الإقناع، وظلّ عامل الحذر من كل ما هو قادم الى بريطانيا عبر المانش أو القنال الإنكليزي، هو العامل السائد.

أصعب ما في هذا الطلاق سيكون مصير الأولاد. كل الذين نشأوا في ظل هذه العلاقة التي تجاوزت الآن أربعة عقود صوتوا الى جانب البقاء في الاتحاد الأوروبي، وهؤلاء هم الذين سيدفعون الآن ثمن الطلاق الصعب من مستقبلهم ومستقبل أولادهم من بعدهم، مثلما يحصل في معظم الزيجات الفاشلة. غير أن طبيعة الاستفتاءات وطريقة عمل التصويت الديموقراطي لا تتيحان التمييز بين شبان وشيوخ، كما لا تمنحان أفضلية لأصوات المتعلمين والخبراء وأصحاب الرؤية البعيدة الأفق، على أصوات الأميين والرعاع، وأولئك الذين تتحكم غرائزهم بعقولهم. أصعب من مصير الأولاد ومستقبلهم سيكون مصير البيت الزوجي نفسه الذي بات مهدداً بالانهيار فوق رؤوس ساكنيه. في بريطانيا، صار احتمال انفصال اسكتلندا احتمالاً أكثر واقعية الآن، بعد أن صوتت اكثرية أبناء المقاطعة الى جانب البقاء في الاتحاد، ولن تقبل أن يُفرض عليها قرار الانفصال بسبب تصويت اكثرية المقيمين في انكلترا الى جانبه.

أما حال البيت الأوروبي فليست أفضل من ذلك بكثير، وإن يكن انهيار هذا البيت ليس وشيكاً. فمطالب الانفصال من جانب الأحزاب اليمينية والشعبوية في أوروبا لا تقل عن تلك التي فرضت نفسها على حكومة ديفيد كامرون وأرغمته على الدعوة الى الاستفتاء. وسواء في فرنسا (الجبهة الوطنية) أو في هولندا والنمسا وسلوفاكيا، وباسم الديموقراطية، التي ترتكب تحت مظلتها كل الآثام، يطالب العنصريون من قادة هذه الاحزاب زعماء دولهم بالدعوة الى استفتاءات شبيهة بالاستفتاء الذي أجري في بريطانيا.

لهذا يستعجل قادة الاتحاد الأوروبي إجراء مراسم الطلاق البريطاني بسرعة. فهم يريدون أن يرى الجميع فداحة الثمن الذي ستدفعه بريطانيا، سياسياً واقتصادياً ومالياً، بعد خروجها من الاتحاد، كي يكون ذلك درساً يردع الشعوب الأخرى عن الإقدام على طلاق آخر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والمقابلات والمناسبات خاصة

الرهبانية الأنطونية تحتفل بالرسامة الكهنوتية ل 4 من رهبانها

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - احتفلت الرهبانية الأنطونية المارونية بترقية 4 من الرهبان الأنطونيين: طوني أبو يمين، الياس شماطه، بيتر حداد، وروبن مخول، إلى الدرجة الكهنوتية، بوضع يد المطران سمعان عطاالله، في الكنيسة الكبرى لدير مار الياس - انطلياس، في حضور الرئيس العام للرهبانية الأباتي داود رعيدي، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله والآباء المدبرين وأهالي الكهنة الجدد وحشد من الفاعليات الروحية والمدنية والاجتماعية وكهنة ورهبان وراهبات وأصدقاء ومؤمنين. وتولت الخدمة جوقة الجامعة الأنطونية بإدارة المايسترو الأب توفيق معتوق الأنطوني.

بعدما قدم الاحتفال الأب يوسف الفخري وعرف بالكهنة الجدد، دخل عطاالله الكنيسة يحيط به رعيدي والأبوان أنطوان عوكر وجوزف بو رعد والشمامسة المرشحون للكهنوت، يرافقهم عرابوهم: الأب المدبر جورج صدقه والآباء جوزف عبد الساتر، فادي مسلم وميشال القزي.

خلال القداس وقبل المناولة، قدم رعيدي الشمامسة وباركهم عطاالله ليبدأ رتبة الرسامة، فوضع يده عليهم ليمنحهم النعمة الإلهية ويمسح أيديهم بالميرون المقدس ويوشحهم بالشارات الكهنوتية ويضع على رؤوسهم الكأس المقدسة ليطوفوا بها في أرجاء الكنيسة وبين المؤمنين الذين واكبوهم بالدعاء والتصفيق والتهليل والزغاريد. وبعدما ناول المطران الراسم الكهنة الجدد، توزعوا في الكنيسة ليقدموا خبز الحياة، أولا لآبائهم ومن ثم لجميع المؤمنين. وفي النهاية تقبل الكهنة الجدد وأهاليهم تهاني الحاضرين.

وألقى عطاالله عظة للمناسبة، قال فيها: "يطيب لي أن أشكر أولا صاحب السيادة، المطران كميل زيدان، راعي أبرشية أنطلياس الجزيل الاحترام، الذي تكرم وفوضني أن أضع على رؤوس إخوتي الشمامسة يد القسوسية، ليصبحوا بنعمة الله وبواسطة ضعفي كهنة على مذابح الرب في حقل رهبنتنا الأنطونية وكنيسته، ليمجدوا الله ويخدموا شعبه المبارك بكل تفان ومحبة.

كما يسعدني أن أهنىء الكهنة الأربعة الجدد، الذين بلغوا هذه الدرجة السامية بقوة استعداداتهم الرصينة، روحيا وعلميا، وبفضل عيشهم حياتهم الرهبانية بنجاح، وأهنىء الأم الرهبانية بشخص قدس الرئيس العام، الأباتي داود رعيدي الجزيل الاحترام ومجلسه الكريم وجميع الذين رافقوا مسيرتهم التربوية، الرهبانية والعلمية والثقافية، بالتوجيه أو بالصلاة، كذلك فإني أقدم التهاني إلى أهلهم الكرام على ما ضحوا في سبيلهم وقدموهم إلى الرب على مذابح الرهبنة الأنطونية، فأصبحوا من عائلتها الكبيرة، التي نفخر بها، هذه العائلة المهتمة بجذب الدعوات الرهبانية والكهنوتية، لتبقى الكنيسة علامة خلاص للبشر أجمعين في الأرض كلها، دعوة رهبنتنا، أن نكون على خطوط التماس، نحقق رسالتها بالشهادة، القائمة على الانفتاح وقبول الآخر بمحبة ووداعة، اللتين بفضلهما تحتل الشهادة، المطلوبة من ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، الأولوية في سلم قيم التدبير الإلهي الخلاصي الشامل".

أضاف: "بعد القيام بهذه الواجبات البديهية المحبة، أود أن أقوم بفعل طاعة لأمنا الكنيسة المقدسة، التي توصينا وتنتدبنا لأن نزود طلاب الكهنوت، ألمتقدمين إلى مذبح الرب، مجدد شبابهم، بكلمتها، أي بوصيتها الغالية في هكذا مناسبة مقدسة، تخيم عليها رهبة حلول الروح القدس، بخاصة على كل منهم وترفعهم من درجة الشماسية إلى درجة القسوسية. أي "كلمة" أستودعكم باسم الكنيسة، هذه الجماعة المؤمنة، المحدقة بكم بحب وفرح كبيرين؟ كل منكم اختار كلمة من كلمات الرب الغنية وجعل منها شعارا لمشروع خدمته الكهنوتية، وعليها تدور مساءلتكم لنفوسكم، كل مساء، عندما تقومون بعملية تقويم لخدمتكم السامية، قبل لجوئكم إلى مكان الراحة من تعب النهار، والرب شاهد عليكم بواسطة ملائكته وشعبه المؤمن: من يقول الناس إنكم أنتم؟ هل كنتم شهودا للحق؟ هل كنتم غيورين على بيت الله؟ هل كنتم أمينين على الوكالة التي أعطيت لكم في خدمتكم الروحية والراعوية والرسولية الإرسالية؟"

وتابع: "حرت في أمري قبل أن أختار الكلمة، فلجأت إليكم وسألتكم عن الكلمة التي تنتظرون، فأجبتم: زودنا ببعض النصائح. ثمنا موقفكم وقلت في نفسي: الشكر لله، لأن القول القديم المأثور: " النصيحة بجمل"، ما زال صحيحا وصالحا. واستشرت روح الرب، مرشدنا إلى كل شيء، فقال لي: أوصهم أن يتأملوا، كل يوم، بسر الكنيسة ويعيشوا منها، في حياتهم الشخصية وفي خدمتهم الروحية والراعوية والرسالية. بناء عليه، أقول لكم، يا أحبائي، ما قاله بولس إلى أهل أفسس: "أستودعكم الله وكلمة نعمته" (أعمال 20، 32)".

وقال: "أستودعكم الله، أولا: أقوم بهذه العملية، لا لأتهرب من مسؤولياتي، بصفتي المطران الذي يستمطر عليكم حلول نعمة الكهنوت، وباسم الدالة التي لي عليكم من خلال الأخوة التي تشدني إليكم في الرهبانية الواحدة، وإنما لأني مقتنع بأنكم بلغتم مستوى من النضج الإنساني والروحي والرهباني متقدما، وأصبح بإمكانكم أن تحتكموا إلى ضميركم، الذي أخذت تربيته منكم ومن الذين رافقوا مسيرتكم، الكثير من التعب، وبأنكم تستندون على ما اختبرتموه مع الله في صلواتكم وتأملاتكم وقراءاتكم لكلام الله. لذلك أستودعكم الله، أي أسلمكم إلى عنايته الأبوية، مصدر كل شيء وغايته، خاصة وإن هذا الاستيداع يذكرنا بموقف الرب يسوع وإعلانه من أعلى الصليب: " في يديك أستودع روحي " (مز 6،31)، واثقا كل الثقة بأنه يضع ذاته بين أيد أمينة وقادرة".

أضاف: "نضع عليكم الأيدي، لا للتسلط عليكم وأسر حريتكم وخنق شخصيتكم، وإنما للدلالة على الثقة التي نضعها فيكم وللمحبة التي بها نحبكم. إن أخذ المسافة، التي آخذها منكم، لا يعني اللامبالاة، وإنما التعبير عن إيمان عميق بالذي أضعكم بين يديه، الله، جل جلاله، وبكم، أنتم الذين بلغتم الرشد المطلوب لقيادة شعب الله إلى ميناء السلام والخلاص وتمجيده بعملكم الرسولي الخصب".

وتابع: "أستودعكم كلمة نعمته، ثانيا: كلام بولس هذا لا يقول بأنه يستودع الكهنة كلمة النعمة، وإنما يستودع الكهنة لكلمة النعمة. يذكر هذا الكلام ب"إنجيل النعمة، الذي يشهد له الرسول ( أو الكاهن، كما هي الحال هنا الآن ( أعمال 20،24): "أنادي بإنجيل نعمة الله". هذا ما فعله يسوع عندما جلس في الهيكل يناظر العلماء، قائلا لهم: اليوم تمت هذه الكلمات، التي تلوتها على مسامعكم. فشهدوا كلهم وتعجبوا من كلام النعمة الذي يخرج من فمه (لو 21،4). واليوم تتم هذه الكلمات، كلمات النعمة، التي تنهمر عليكم من عند أبي الأنوار وتحل فيكم: فاشهدوا لها وأعطوها إرشادا وطعاما للجياع إليها. ثقوا، أيها الإخوة، وتشجعوا، فبهذه الكلمات يعلن الرب يسوع رحمة أبيه لكم: فلا تقولوا للرب كما قال إرميا: لا نعرف أن نتكلم لأننا صبيان (الفصل الأول)، بل قولوا مع صموئيل وأشعيا: هاءنذا، فأرسلني، إن أحد السارافيم سوف يطير، بعد قليل من على المذبح، يأخذ بملقط جمرة ويمس بها أفواهكم وشفاهكم واللسان، ويزيل إثمكم ويكفر خطيئتكم ( أشعيا 6). نعم، إن الله يقف إلى جانب الخاطىء ليغسله بدموع الحب والغفران. رحمة الله تتحقق، لأن فيها قدرة فاعلة، أي مخلصة نفوس المؤمنين بها".

وقال: "هذا الكلام يجاوب، من جهة، على تساؤلات الكهنة، إذا كان بإمكانهم أن يقاوموا هجمات الذئاب المتوحشة، وأن ينشروا، من جهة أخرى، " كلام النعمة" للقاعدين في الظلام. فالكلمة ليست مسلمة إلى القسوس ليتملكوها. إنها قوة الله، تفعل فيهم لتجعلهم كهنة حقيقيين، كاروزين يمينيين لإنجيل الخلاص، وخدَمة غيورين لعمل الروح، الذي هو حياة وفرح وسلام. فالنعمة تأتي من الله، حتى ولو تسلمناها في آنية من خزف (2 كور7،4). صحيح، نحن مدعوون لنكون هياكل لهذه النعمة، لروح الله؛ ولكن، في الحقيقة، هذه النعمة هي التي تحملنا وتحررنا وتقدسنا. يكفي أن نستقبلها ونفتح لها قلوبنا وعقولنا والأفكار، خاصة وإنها تضمن رحمة الآب ومحبة الابن. إنها عطية الله، المعصومة من كل عيب، فهي تحولنا إلى خلق جديد وتؤهلنا لنكون في شركة مع الثالوث الأقدس، نعيش منه ونتغذى من أسرار البيعة ومن ممارسة خدمتنا الكهنوتية".وختم: "لنثق بكلمة النعمة، كلمة ابن الله، فادينا ومخلصنا. لقد أعطاناها الرب لترشدنا إلى كل شيء، فتسليم ذاتنا لها يضمن لنا المحافظة على الوديعة، على الأمانة: موقف يجب أن يبقى ثابتا عندنا، نجدده في كل زمان ومكان. نعمة الرب تبقى معكم دائما لتنجحوا في تتميم إرادته عليكم وتحقيق مشروع خدمتكم بحب وفرح".

 

جعجع في عشاء جمعية الأرز: التحدي الأكبر اليوم اقتصادي معيشي زهرا: وصاية السلاح تمنع تطبيق الدستور وانتخاب الرئيس

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - أقامت "جمعية الأرز الطبية" عشاءها السنوي في غزير برعاية رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب انطوان زهرا، في حضور الدكتور جوزف الحلو ممثلا وزير الصحة وائل ابو فاعور، الامين العام للحزب الدكتور فادي سعد، رئيس حركة "مستقلون" رازي الحاج، المدير العام لإذاعة لبنان الحر مكاريوس سلامة وممثلي هيئات مجتمع مدني وأطباء من مختلف الاختصاصات ومسؤولي مؤسسات استشفائية والعاملين في المجال الصحي ومهتمين. بداية النشيد اللبناني، وكلمة للاعلامية سابين يوسف ثم كلمة مسجلة لجعجع استهلها بالقول: "أنتم لا تلبون نداء إنسانيا فقط، أنتم تعيشون صداقتكم أو تأييدكم للقوات اللبنانية، ووجودكم في هذه السهرة الليلة يشير الى مساهمتكم في معالجة إنسان معوز في مكان ما في لبنان. فالمقاوم لا يكون فقط في أيام الحرب او في السياسة ولا في المواقف، المقاوم هو من يساعد الآخرين على العيش في هذا الوطن، لأن الشرق الأوسط ككل في الأوضاع الراهنة يعتبر "أرضا صعبة"، والتحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم ليس أمنيا بل إقتصاديا معيشيا، لأننا اجتزنا الحالة الأمنية التي مر بها لبنان منذ 1975 حتى 1990". أضاف: "من هذا المنطلق، نحن مدعوون جميعا لمساعدة جمعية الأرز الطبية لتستطيع بدورها خدمة أكبر عدد من الأشخاص، لأن خدمة هذه الجمعية رهن بالمساعدات المقدمة اليها، وهذه السهرة تعتبر خطوة على درب طويلة لتصبح هذه الجمعية قادرة على تحقيق الأهداف المنشودة. وأشير هنا الى ان أهداف هذه الجمعية إنسانية وسامية بامتياز". وختم: "أتوجه بالتحية للجميع فردا فردا، رئيس الجمعية ومديرها العام والعاملين فيها بكل الأقسام، دكاترة، مساعدين، إداريين وفنيين وأشكر لهم جهودهم الجبارة".

الهيبي

بدوره ألقى رئيس الجمعية زاهي الهيبي كلمة قال فيها: "نجدد هذه الليلة التزامنا جمعية الارز الطبية لتستمر في خدمتها وهي بحاجة لكل واحد في موقعه وقدمنا أكثر من واحد وعشرين خدمة طبية لأكثر من خمسة آلاف مريض على كافة الاراضي اللبنانية وعشرين حملة صحية مجانية بالتعاون مع البلديات والرعايا، ونشكر لوزارة الصحة دعمها الكبير والمستمر بشخص الوزير وائل ابو فاعور الذي يشرف على كل برامج الوزارة وكل فريق العمل، ونعمل بجهد لتحسين نوعية خدمات العمل ومنها ما هو ممول من البنك الدولي، واني أتوجه بالشكر الى الشركات الداعمة والهيئة الادارية للجمعية وشابات فريق العمل في المراكز وهم على تواصل مباشر ويومي مع المحتاجين، على أمل اللقاء بمناسبة قريبة يجمعنا فيها الحس الانساني والالتزام الوطني والحزبي".

الحلو

وأكد الحلو ممثلا وزير الصحة وائل ابو فاعور أن "إلقاء كلمة في جمعية اهلية تدعم المرضى والامراض تنبع من القلب، وكل الامور التي تتعلق بالرعاية الصحية الاولية لها أهميتها الكبرى في الوزارة ويبلغ عددها اليوم 215 مركز رعاية موزعين على جميع الاراضي اللبنانية ونتعاون مع البلديات والجمعيات الاهلية لدعم مشروع اي مستوصف او مركز رعاية وبخاصة جمعية الارز الطبية التي تطمح الى الإنتشار على كافة الاراضي وندعمها بالادوية وحملات اللقاحات، وفي الوزارة الخط الساخن 1214 وخدمته 24/24 الهدف مساعدة مراكز الرعاية الاولية على تأمين المساعدة لكل الشعب اللبناني، ونحن نتوجه للمواطنين الساكنين خارج مدينة بيروت ونعالج مشكلتهم الصحية في مركز الرعاية او المستوصف سواء كان المستوصف تابع لوزارة الصحة او للجمعيات الاهلية". وقال: "واجهنا في مراكز الرعاية الاولية بعض المشاكل مع النازحين السوريين البالغ عددهم مليوني نازح ويشكلون عبئا على الدولة ككل ونتعاون مع المؤسسات الدولية لرفع العبء بنسبة 75 % ونقدم مساعدات عن نسبة 25% بالنسبة للادوية". وختم الحلو: "وزارة الصحة تمد يدها الى كل الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات الى كل الشعب من دون تفرقة وتمييز وجاهزين للمساعدة 24/24".

زهرا

بدوره ألقى زهرا كلمة نقل فيها تحية جعجع ومحبته للمشاركين، منوها بجهود ابو فاعور، وقال: "صندوق الضمان الاجتماعي يضمن الموظف من تاريخ بدء عمله حتى التقاعد مما يعني انه عندما يبدأ المعاناة الصحية يصبح غير مضمون ويصبح تحت رحمة الرب، فنحن بلد لدينا مئة صندوق ضامن وأكبر فاتورة استشفائية تدفع في العالم، وفي المقابل لا يحصل اللبناني على الخدمة الطبية اللائقة بالانسانية وذلك لتعدد الصناديق الضامنة والجهات المانحة وطبعا لوجود مافيات استشفائية حيث تتراوح الفاتورة الاستشفائية بين مركز ومركز بأرقام لا يمكن تخيلها. لذلك أنا أتوجه الى مستشفى أثق بالعاملين فيه وليس لمكانته واسمه". أضاف: "لو كنا دولة سوية لا نحتاج لجمعيات للاهتمام بصحة الانسان ونشتكي من هذه المشاكل ولم نكن لنرى في الحكومة "مرقلي لمرقلك" فهذه حكومة محاصصة، وقد اعتبرنا ان المصالح الشخصية والفئوية لا يمكنها صنع حكومة وطنية وكلنا نرى على لسان الوزراء انها حكومة محاصصة، ولان الموارد خفت بدأت المشاكل في ما بينهم، وليس صحيحا إدعاءهم بانهم ملائكة، والمؤسف اننا نكتشف بان من يعلو صوته انتقادا للآخرين يكون هو مرتكبا أكثر من غيره".

وتابع: "نحن معنيون بمنطق "أم الصبي" أكثر من كل مكونات هذه الطبقة الفاسدة ونتكلم من وجعنا ومحاولة للاصلاح وليس للشماتة باننا لم نشارك في الحكومة، وما هو مؤلم أكثر هو تخليهم عن واجباتهم الدستورية وتناسيهم للسيادة والدولة والجيش والقوى المسلحة التي لا يجوز لغيرها حمل السلاح والتحكم بحياة الناس، ويتناسون كل ذلك بحجة مصالح الناس فأين هي مصالح الناس، لو تأمنت لكنا تجاهلنا، اما اننا نشهد ما نشهد وآخرها تبشير أمين عام "حزب الله" بالامس انه لن يتحدث عن أي شيء محلي، مما يعني انه لا يهتم لمشاكل الناس وتطلعاتهم فكل شيء يأتي به من ايران. نحن نعلم ان كل ما يفعله بأمر من ايران ليس له اي علاقة بمصلحة لبنان وانك تفاخر بالقتال في سوريا والعراق وتخضع الشعب اللبناني وحروبك لا حدود لها ولا تعترف بالسيادة الوطنية. فمن المؤكد انه آخر همك الشعب اللبناني ومصلحته وسيادته، فأنت الذي تقول ان أموالك "كاش" لا تمر عبر المصارف كان الحري بك منع تفجير مصرف لبنان والمهجر. وأنت لا تسأل ان جرى انتخاب رئيس للجمورية أم لم يجر وتستخف بأزماتنا الوطنية لا تدري ان غيرك كان أقوى وأكبر وأشرس ولكن هذا البلد لا يطوع ولا يجير ولا يركع ولا أحد يقرر عن قرار شعبه ويلغي كرامته وسيادته".

وتابع: "لن نقبل بأن نقايض أحدا على حقوقنا، فحقوقنا نريدها كاملة تبدأ بالسيادة التي تحقق عبر الدولة ومؤسساتها، وبدع الخروج عن الدستور والتسويات "بلوها واشربوا ميتها" نحن لدينا دستور "كتاب" مدفوع حقه آلاف الشهداء مع ما يمكن ان يوضع عليه من ملاحظات هو مرجعنا. وفي أي لحظة نبدأ بالتفتيش خارج إطار الدستور نكون نتخلى عن سيادتنا ودولتنا. لذلك فان القوات اللبنانية لم تدخل في أي تسوية، حتى ما اتفق على تسميته "اتفاق الدوحة" تحفظت عليها لانها تتخطى الدستور وتكرس ثلثا معطلا غير متوافق عليه وطنيا كما تكرس غلبة السلاح على الذين تخلوا عن حمل السلاح لحساب الدولة وليس لسرقة القرار من فريق خارج عن الارادة الوطنية مهما كانت إمكانياته وداعموه، وفي المناسبة القوي والمتمكن لا يبرر دائما ما يقوم به وتوظيف ما يمارسوه ويشتكون مما يحصل في البحرين واليمن في الوقت الذي يمارسون فيه العمل نفسه في سوريا. كما يهاجمون أصدقاء اللبنانيين العرب ويغامرون بمصالح اللبنانيين في بلاد العرب وهذا كله حكما ليس لمصلحة لبنان". وقال: "تاريخنا يشهد ان كرامتنا هي الاساس ولا تردد ولا حسابات ولا تطلع الى الامام فقط مصلحة لبنان وكرامته وحرية الشعب اللبناني، ويعاودون الكلام عن تسويات ممكنة برئاسة الجمهورية، وقد يكون أكبر خطأ ارتكبته "14 آذار" انها قبلت مساكنة السلاح غير الشرعي وإجراء الحوار معه. فاتفاق الطائف هو الذي يعالج هذا الامر وليس الحوار الوطني الذي يقضي ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية خلال ستة أشهر وتحل فيها كل الميليشيات، فقد انتهت وصاية السوري اما وصاية السلاح فتمنع تطبيق الدستور وانتخاب الرئيس وبعد مفاخرة هذا السلاح بان المرشحين من قوى 8 آذار يتبين لنا ان اصحاب السلاح لا يسعون لإيصال من يدعون ترشيحه ولا يتنازلون عنه لإيصال فرنجية. وهذا يعني انهم لا يريدون دولة ولا رئيسا ولا سلطة تحاسبهم وهذا مرفوض بالنسبة لنا".

وختم زهرا: "نحن من مئات السنين لم يقل إيماننا وصمودنا ولم نقرر الرحيل بالرغم من كل شيء، ولو ان هذه الطبقة وحدها تمثل لبنان لكنا رحلنا مع تفريقنا لبعض الأوادم في الحكومة، فلبنان يمثله تاريخ من الشهداء والتضحيات والصلاة والبخور والركوع والتعب والدم التي هي ملك المقاومة اللبنانية الاصلية وهذه آمال وأحلام شبابنا. نحن باقون وأنتم راحلون مهزومون، فقد قطعت ورقتكم وتمضون أيامكم الاخيرة ولبنان باق".

 

الراعي من واترفيل: تعاظم التطرف الديني ونمو الحركات الاصولية تسبب بهجرة المسيحيين وغيرهم من الشرق

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى الولايات المتحدة الاميركية، وكانت المحطة الثالثة في رعية مار يوسف - واترفيل Waterville في ولاية Maine شمال شرق اميركا. وقد ترأس الذبيحة الالهية وعاونه فيها راعي الابرشية المطران غريغوري منصور، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، النائب العام لابرشية مار مارون - بروكلين المونسينيور مايكل توماس، كاهن الرعية الخوري لاري جنسن Larry Jensen ولفيف من الكهنة من مختلف الكنائس في حضور حشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "ان الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله" (يو3 / 34)، وقد تطرق فيها الى الزواج والعائلة، لمناسبة عيد والدي مار يوحنا المعمدان، زكريا واليصابات، فقال: "هي مناسبة لنا في أبرشيتنا وفي هذه الرعية وسائر رعايانا لنعزز راعوية الزواج والعائلة. ولنا خير دليل فيها الارشاد الرسولي الذي اصدره البابا فرنسيس في 19 اذار الماضي وعنوانه "فرح الحب"، في اعقاب دورتي سينودس الاساقفة المنعقدتين في روما في شهر تشرين الاول 2014 و2015، حول الزواج والعائلة اليوم في المجتمع والكنيسة". أضاف: "الزواج بين الرجل والمرأة هو تأسيس إلهي، وقد رفعه المسيح الرب الى رتبة سرSacrament لكي يكون وسيلة لحضور الله الواحد والثالوث في حياة الزوجين، ولنقل النعمة الالهية اليهما لكي تعضدهما وتقويهما وتقدسهما. والعائلة اصبحت بفضل هذا السر "كنيسة منزلية" ينقل فيها الايمان من جيل الى جيل، ونتعلم الصلاة، ونعيش الاتحاد بالله. وعلى الصعيد الاجتماعي، العائلة هي "الخلية الاساسية" للمجتمع، "والمدرسة الطبيعية الاولى" للقيم الانسانية والاخلاقية والاجتماعية". وختم الراعي: "نحن ايضا بحكم المعمودية والميرون مرسلون من الله "لنتكلم في العالم كلام الله"، وننشر الثقافة المسيحية التي تنعش المجتمع البشري بالقيم الروحية والانسانية والاخلاقية. هكذا ننظر الى اهمية وضرورة الحضور المسيحي في لبنان وبلدان الشرق الاوسط الممزقة بالحروب، من اجل اعادة انعاشها بكلام الله".

هيلي

بعد القداس، التقى الراعي أبناء الرعية في قاعة الكنيسة حيث تناول معهم الحديث عن اوضاعهم وعن الشؤون اللبنانية، في حضور راعي الابرشية اللاتينية المطران روبرت هيلي مطران ابرشية بورتلاند في ولاية Maine الشمالية الذي القى كلمة في مستهل اللقاء، رحب فيها بزيارة الراعي، وقال:" لقد بحثت مع صاحب الغبطة في موضوع اللاجئين الى لبنان واوضاعهم والتحديات التي يواجهها لبنان في هذا السياق"، معربا عن "تضامنه مع اللبنانيين ومع مأساة النازحين واستعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة". وتابع: "ان الرعية المارونية عزيزة جدا علينا، ونحن نزورها دائما وبخاصة في عيد القربان المقدس كتقليد سنوي. وهي تفتخر اليوم بزيارتكم كأب وبطريرك لها. كلنا يعلم يا صاحب الغبطة كم ان دربكم شاقة وخصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تمرون بها ويعيشها المسيحيون في الشرق. ولذلك فاننا نرافقكم دائما بالصلاة ونحن الى جانبكم من اجل تخفيف عبء الحرب والتهجير والظلم".

رد الراعي

من جهته، رد الراعي بكلمة شكر، قال فيها: "نحن نشكر لكم عاطفتكم الحارة، ونطلب من الله ان يكافئكم ويعضدكم لكي يبقى هذا التعاون قائما بينكم وبين المطران غريغوري منصور من اجل تعاون اوسع مع مجلس اساقفة اميركا الكاثوليك". وعرض للاوضاع في الشرق الاوسط، متوقفا عند ثلاثة اسباب تساهم في استمرار الازمات فيه وفي لبنان، وهي:

"أولا : الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي: ويبدو ان الاسرة الدولية عاجزة عن حله.

ثانيا: الخلاف السعودي - الايراني وانعكاسه على العلاقة بين حلفائهما ما ادى الى حروب دامية ساندتها وتساندها دول من اجل مصالحها الخاصة، وبالتالي الى خسائر في الارواح والممتلكات وتهجير الملايين. ولبنان اليوم يواجه مشكلة النازحين التي ترهقه وتهدد استقراره على الصعد كافة، واذا ما استمرت الحرب فان مخاطر النزوح على لبنان لن يكون لها حدود. ولا يخفى على احد ايضا تأثير هذا الخلاف وبالتالي الازمة السنية-الشيعية على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

ثالثا: تعاظم التطرف الديني ونمو الحركات الاصولية والارهابية والمواجهات الدامية بينها وبين المعتدلين، وتسبب ذلك في هجرة المسيحيين وغيرهم من الشرق الاوسط وانعدام فرص العمل وتراجع الاقتصاد وغياب الاستقرار".

وختم الراعي: "إن الحل يكمن اليوم في ضرورة وقف الحروب وعودة اللاجئين الى اراضيهم واعادة حقوقهم في العيش الكريم وفي الامن والاستقرار، والا فسيتعرضون بفعل معاناتهم الاجتماعية والانسانية للاستغلال لصالح الحركات الارهابية والاصولية".

ويتوجه الراعي من رعية مار يوسف في Waterville واترفيل الى بروكلين Brooklyn في ولاية نيويورك، حيث سيحتفل بالذبيحة الالهية في كاتدرائية سيدة لبنان.

 

باسيل خلال المؤتمر التأسيسي لمجلس العمل البلدي: نريد رئيسا بأكثرية شعبية وقرارا من الداخل وليس من الخارج

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - نظم "التيار الوطني الحر" برعاية رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، المؤتمر التأسيسي الاول لمجلس العمل البلدي في مجمع Platea في ساحل علما، بحضور رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق محافظ الشمال رمزي نهرا، النواب: ابراهيم كنعان، ناجي غاريوس، نبيل نقولا، نعمة الله ابي نصر، جيلبرت زوين، حكمت ديب، عباس هاشم، أمل ابو زيد، وليد الخوري، زياد اسود وآلان عون، قائمقام كسروان جوزف منصور، رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح رئيس بلدية جونيه جوان حبيش، المنسق العام ل"التيار الوطني الحر" الدكتور بيار رفول، أعضاء المكتب السياسي، نائبي رئيس الحزب الوزير السابق نقولا صحناوي ورومل صادر، وزراء ونواب سابقين، ممثلي هيئات المجتمع المدني، رؤساء بلديات وروابط وأندية، فعاليات اجتماعية وتربوية وحشد من المناصرين والحزبيين.

بداية النشيد اللبناني، فكلمة الافتتاح ألقتها عضو لجنة البلديات المركزية مايا الحاج، أعقبها كلمة منسق لجنة البلديات المركزية في التيار رئيس بلدية عندقت عمر مسعود عرض فيها هيكلية اللجنة وأهدافها وخطة العمل ووسائل الخدمات المعتمدة، تلاها كلمة رئيس مجلس العمل البلدي رئيس بلدية جزين خليل حرفوش أشار فيها الى التخطيط الاستراتيجي في العمل وما يتضمنه من دراسات لقطاعات البيئة والتنظيم المدني والصحة والتنمية الاجتماعية والسياحة والزراعة، مشددا على "الشراكة مع المجتمع الخاص واللامركزية والتوأمة مع بلديات الخارج، وتبادل الخبرات معها ومع الجهات المانحة واعتماد نظام المكننة للسرعة في خدمة المواطنين".

ممثل المشنوق

ثم ألقى المحافظ نهرا كلمة قال فيها: "شرفني معالي وزير الداخلية والبلديات بتمثيله في هذا المؤتمر القيم حول العمل البلدي وأهمية هذا المؤتمر تأتي بعد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية على كافة الاراضي اللبنانية، والتي تكللت بنجاح كبير، ان على صعيد التنظيم الاداري او على صعيد الأمن. اذ مرت دون تسجيل اية إشكالات او أحداث تذكر، مما يظهر الديموقراطية والوعي والثقافة العالية التي يتمتع بها المواطن اللبناني من جهة، والكفاءة العالية التي تتمتع بها الكوادر الادارية والامنية لوزارة الداخلية من جهة اخرى، ما أنتج مجالس بلدية محلية جديدة أتت على مستوى طموح الناخب اللبناني، ومن شأنها تلبية جميع حاجاته المحلية ان على مستوى القرى الصغيرة او المدن الكبيرة. فالعمل البلدي هو أساسي لا غنى عنه لتلبية جميع حاجات المواطنين الإنمائية والمحلية والخدماتية. فعلى صعيد القانون اللبناني فان قانون البلديات قد أولى السلطات المحلية صلاحيات واسعة النطاق دون ان يجعل من النظام نظاما لا مركزيا فأبقى للسلطة المركزية دورا على صعيد الرقابة الادارية والمالية. والتي برأينا تبقى ضرورية لانتظام العمل البلدي تحت راية الدولة المركزية". واردف: "ان تجربة العمل البلدي في لبنان ليست بجديدة، فوجود البلديات في لبنان تعود نواته الى العام 1833، حيث شكل مجلس استشاري في بيروت وأول بلدية في لبنان تشكلت عام 1864 بعد اندلاع الحرب الاهلية، في حين ان بلدية بيروت تم تشكيلها عام 1867 في ظل الحكم العثماني، غير ان دور البلديات لم يصبح فعالا إلا في عهد اللواء فؤاد شهاب الذي أقر قانونا حديثا ساعد على إنشاء العشرات من البلديات بمفهومها الحديث".

وتابع نهرا: "وان كانت تجربة العمل البلدي في لبنان ليست بحديثة، إنما معظم البلديات ما زالت حتى اليوم تعاني الكثير من المشاكل والصعوبات وخاصة على الصعيد المالي. فما عدا بعض البلديات الكبرى كبيروت وطرابلس وصيدا وبعض المدن الاخرى التي تتمتع بقدرات مالية تسمح لها بحرية الحركة والقرار لا زالت الكثير من البلديات غير قادرة على القيام بالإنماء المحلي على المستوى المطلوب الذي يلبي حاجات المواطنين المحلية. كذلك على صعيد الخبرات والكوادر البشرية اللازمة، لا زالت معظم البلديات تعاني ايضا من نقص حاد في كوادرها البشرية الاساسية للقيام بالتخطيط والإنماء وتحقيق المشاريع اللازمة، الأمر الذي يجعل من هذه البلديات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسلطة المركزية، اذ دون هذا الارتباط ترى هذه البلديات نفسها عاجزة عن تأمين متطلبات سكانها وحاجاتهم، فضلا عن ان العديد من البلديات تفتقد الى التخطيط وخاصة على المدى الطويل. فنرى مجالس بلدية تنتخب دون برامج معينة وتمارس السلطة طيلة المدة القانونية دون وضع أي خطط لتنفذها. كذلك غياب التنسيق بين البلدية والمؤسسات الرسمية الاخرى وبخاصة وزارة الاشغال العامة والتنظيم المدني أمر يسيء الى البلديات والمواطنين على حد سواء ويجعل من المشاريع المنفذة ناقصة غير مكتملة وفي أحيان اخرى يجعلها تتضارب مع المشاريع الاخرى المنفذة من السلطات المركزية". وأضاف: "كذلك تعتبر معظم البلديات ان الروتين الاداري هو العائق الرئيسي أمام عملها ويدفعها أحيانا للالتفاف حول القانون لتنفيذ أعمالها بسرعة ولاختصار الدورة الطويلة التي تمر بها المعاملات، ما يبطىء من وتيرة المشاريع ويحد من زخمها وأحيانا اخرى يمنع تنفيذها. كذلك تعترض معظم البلديات على أنواع الرقابات المتعددة التي تقوم بها السلطة المركزية ابتداء من الرقابة الادارية التي يمارسها القائمقام او المحافظ او وزارة الداخلية او الرقابة المالية التي تمارس من قبل مراقب عقد النفقات او ديوان المحاسبة بالنسبة للبلديات الخاضعة لها والتي يعتبرونها حدا او نقصا في حرية تحركهم وأدائهم".

ولفت الى "ان تفعيل العمل البلدي يحتاج الى عدة عناصر لنجاحه، فنحن لا نرى ان تفعيل العمل البلدي يأتي بإلغاء الرقابة سواء الادارية او المالية التي نراها ضرورية لانتظام العمل البلدي تحت سقف القانون ولمنع الهدر وإلغاء سوء الادارة والتنظيم، وان الادارة المركزية لا يمكن ان تتخلى عن دورها سواء الرقابي او المركزي المتمثل بدور وصلاحية الوزارات المختلفة التي تتداخل احيانا مع السلطات المحلية إنما تفعيل العمل البلدي هو بالتكامل والتجانس مع السلطة المركزية ومع سلطات الرقابة الادارية والمالية دون ان تنتقص طبعا من حرية المجالس البلدية المنتخبة بالعمل تحت سقف القانون".

وتابع: "نحن برأينا ان أولى خطوات تفعيل العمل البلدي يأتي من وعي الناخب باختيار مجالس بلدية وبالتالي رؤساء بلديات يتمتعون بالخبرة والكفاءة العالية والنزاهة في ادارة الشأن العام، ومن ثم السعي الى تأمين الموارد المالية اللازمة سواء الذاتية او تلك المتعلقة بالقروض والهبات او من حصص البلديات لدى الادارة العامة المركزية وبالتعاون والتنسيق مع الجهات المانحة سواء المحلية او الاجنبية الحكومية منها وغير الحكومية والتي باتت تشكل حيزا كبيرا وسندا أساسيا كبيرا ايضا في تفعيل العمل البلدي. كذلك الأمر انضواء البلديات تحت راية اتحادات البلديات من شأنه ايضا ان يحقق إمكانيات أفضل للبلديات بالعمل وفق مجموعات متجانسة وان تكون قدرتها المالية كبر لتحقيق مشاريع كبيرة ومنتجة تعود بالنفع على نطاق اقليمي أوسع والمتمثل بكافة البلديات المنضوية فيه".

وقال نهرا: "لا يخف على أحد الأهمية المتصاعدة للمجالس المحلية وللدور المنوط بالبلديات على كافة الصعد ولا بد لنا من التكاتف كادارة مركزية وسلطات لا مركزية ومجتمع مدني وروابط أهلية من أجل تفعيل العمل البلدي وتمكينه من أداء دوره الصحيح بالصورة الكاملة وضمن الحدود التي رسمها القانون، فليس المطلوب ان تحل البلدية مكان الدولة ولا شريطة البلدية مكان قوى الامن الداخلي، وليس المطلوب مصادرة البلدية لصلاحيات الوزارات والادارات والمؤسسات الرسمية الاخرى كما وبالعكس لا يجب على الدولة والادارات المركزية مصادرة قرار البلديات في الشؤون الداخلية ضمن صلاحياتها، فالاحتكام الى القانون يبقى الحد الفاصل والواجب اتباعه لانتظام العمل الاداري وتحقيق هدفه". وختم نهرا: "اننا وباسم معالي وزير الداخلية والبلديات نتمنى لمؤتمركم النجاح والتوفيق ونتمنى لكافة البلديات المنتخبة ورؤساء البلديات المنتخبين التوفيق في عملهم واننا نقف دائما الى جانبهم في سبيل تحقيق إنماء أفضل وخدمة للمواطنين وإنصافهم".

باسيل

وألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم في بلديات ال 2016 في مؤتمر تأسيسي لمجلس العمل البلدي الذي يشكل اليوم بنظامنا الداخلي، هو مكون اساسي من مكونات التيار الوطني، لا يوجد تيار وطني حر اذا لم يكن ركن من اركانه اي البلدية والوطن، اذا لم يكن التيار الوطني الحر ركنا من اركان هذا الوطن، بدأنا المشوار سويا، واني واحد منكم منذ العام 98 ولكل تغير بداية، وقتها كانت معاركنا تعتبر مستحيلة بالنسبة الى البعض، وحملنا عنوان شو ما صار انتصار لانه بمجرد ان نتجرأ كان انتصارا، ومن استهزأوا وقتها ولازالوا حتى اليوم من خسارتنا وقتها، نقول لهم لاننا تجرأنا وقتها وخسرنا، نحن هنا اليوم وعلى مساحة كل مساحة لبنان". أضاف: "وكانت بداية التغيير، التي استكملناها عام 2004 بشعار وضعه العماد عون لا تعمر مدينة من غير اهلها ولا تعمر مدينة لغير اهلها، واصبحنا في ما قبل العودة الخيار الثاني للناس، وفرضنا انفسنا بمعادلة الخيار الثاني كي ننتقل بعد العودة عام 2010 الى ان اصبحنا في الكثير من الامكنة الخيار الاول. اننا اليوم في العام 2016، كنا في اماكن كثيرة الخيار الوحيد لذلك كنا نحن العونيين بوجه بعضنا في اماكن معينة، وفي اخرى كانت تزكية، وبعضها نجحنا وبعضها خسرنا، انما الاكيد هو اننا اليوم في وضع افضل من الامس وغدا سنكون في وضع افضل من اليوم، لذلك نلتقي لنطلق ونمأسس مجلس العمل البلدي في التيار الوطني الحر الذي سيسمح لنا اذا ما احسنا العمل فيه ان نثبت في العام 2022 حجمنا الطبيعي في بلديات لبنان، لكن يجب ان نعلم اين نحن اليوم بكل موضوعية ورقمية، اننا اليوم موجودون في البلديات من خلال 136 رئيس بلدية و104 نائب رئيس و1516 عضوا بلديا اي اننا اليوم موجودون في 396 بلدية اي ب37% من بلديات لبنان، ولدينا 367 مختارا يخوضون حاليا معارك روابط المخاتير ولدينا تقدم واضح بين 2016 و2010 بنسبة 22 بالمئة في الحضور البلدي من خلال 2123 ملتزما ومؤيدا للتيار الوطني الحر في بلديات ومخاتير لبنان".

واردف: "اقول لكم والكل يعلم اننا لم نكن جاهزين تماما بسبب ظروف البلاد والظروف الداخلية لاطلاق عملنا التنظيمي الداخلي في التيار وهي امور لم تسمح كما ينص نظامنا بالبدء بترشيحاتنا الداخلية والاستعدادات الداخلية قبل عام من موعد الانتخابات البلدية انما حققنا ما حقنناه بارقام جيدة، وباحجام جيدة على مساحة الوطن، ومن فاز في بلدية مثلا في عكار اي هو من 28 بلدية مثلا فزنا بها في عكار ومن فاز في بلدية في كسروان اين هو من 223 عضوا بلديا فزنا بهم في كسروان ومن فاز ببلدية في جرد البترون اين هو في باقي قضاء البترون.

ومن ادعى انه فاز في بلدية في المتن، اين هو في جزين وفي الشوف وفي عاليه واللائحة تطول، ومن غدرنا في طرابلس فليخبرنا اين هو في بيروت، ومن اراد ان يقبر الاحزاب في زحلة او في جونيه او في جبيل وغيرها فليقل لنا لماذا هو ينهي حياته السياسية، صحيح اننا تراجعنا 55% في زغرتا، لكن هذه كانت تلزم لنا من اجل اليقظة والعودة الواثقة".

اضاف: "لدينا الكثير من المسؤوليات اليوم ملقاة على عاتقنا واننا جزء من السلطة السياسية اليوم في البلد، وبدونكم لايمكننا الاستمرار والامثلة كثيرة اولها النفايات، وعندما دخلنا في العام 2008 لاول مرة الى الحكومة صوتنا ضد نظام سوكلين وفشلنا داخل مجلس الوزراء وحاربنا وناضلنا سنوات عديدة حتى وصلنا في العام 2016 الى قرار من مجلس الوزراء تضمن امرا هاما وهو ترك الحرية للبلديات لتقوم هي بمعالجة مشكلة النفايات وهذا امر اساسي امام واقع احتكاري كان في مد اليد على مداخيل البلدية من خلال الصندوق البلدي المستقل لاخذ وارداتها لصالح نظام سوكلين القائم في البلد.

لقد اعدنا اليوم القرار الى البلدية بعد ان كانت معتقلة كي تعمل ضمن تجمع او اتحاد، ويكون الفرز اما من المصدر وكلفة للنفايات لا تتخطى ال 60 او 70 دولارا وتشكل نصف الكلفة التي تتكبدها الدولة ويكون لدينا ما يسمى بالاستنساخ لمشاريع قامت بها بلدية ونجحت لتنسخ التجربة بلدية اخرى والاموال متوافرة لهذا الامر، اكان مع القطاع الخاص او من خلال موارد البلديات واولها عائدات الخليوي وهنا نصل الى نقطة اساسية في تأمين الموارد للبلديات عند دخولنا عام 2008 الى الحكومة بدأنا في معركة اعطاء حقوق البلديات من خلال عائدات الخليوي وتتذكرون معارك ومعارك مستمرة من اجل حفظ اموال البلديات، وبالرغم من كل ذلك تم صرفها عندما انتقلت الوزارة من عندنا، وعدنا في هذه الحكومة خضنا معركة طويلة وفي المجس النيابي، الحكومة ولجنة المال والموازنة، نفذنا الضغط السياسي المطلوب واللازم من اجل اقرار في توزيع العائدات وتم توزيع اول حصة البالغة 673 مليار ليرة من اصل ما يزيد عن الالفي مليار ليرة من ال 1914 حتى العام 2014 مع وعد بدفعات متتالية عن الماضي، من خلال مرسوم تم توقيعه من قبل الحكومة اللبنانية بعد نقاش طويل دام اشهر من اجل توزيع عائدات الخليوي الى البلديات من الان وصاعدا وبشكل دوري كل ثلاثة اشهر، واننا بذلك قمنا بواجباتنا واصدرنا المرسوم، واليوم لديكم قانون ومرسوم يحدد كيفية التوزيع ودوريته كل ثلاثة اشهر وانتم من عليكم ان تخلقوا هذا "اللوبي" البلدي من اجل الحصول على حقوقكم لان في كل عام يستحق للبلديات مبلغ 115 مليون دولار عائدات خليوي كمورد اساسي لكم، وهو يستحق منكم ان تشكلوا حالة ضغط لان المرسوم وقع في شهر 11 عام 2015 واليوم بعد عدة اشهر لم يتم توزيع العائدات الدورية ولو لمرة واحدة للبلديات، وقد قمنا بواجباتنا وعليكم الان القيام بما يلزم في هذا الصدد".

وتابع باسيل: "اما في موضوع النزوح السوري حيث ان الدولة والحكومة عجزت اليوم عن المعالجة واقول لكم ان البلديات لديها مسؤولية كبيرة في هذا الموضوع، حتى اولا تكون في صدد منع الاخلال بالامن اذ يجب ان يكون ممنوع في بلدة من بلدياتنا ان لا تمر الشرطة البلدية مهما كان عديدها على تجمع للنازحين وتقوم بعملية تفتيش وثانيا منع اي تجمعات او اي مخيمات للنازحين السوريين وهذه هي من صلاحيات البلدية، وقد قام بعض البلديات في لبنان بهذا الامر، اذ ممنوع وجود مخيمات وتجمعات للنازحين السوريين داخل بلداتنا ومسموح للنازح ان يعمل ولكن دون ان يأخذ من امام اللبناني فرص العمل ومن غير المسموح لاي بلدية يكون القرار فيها للتيار الوطني الحر ان يفتح نازح سوري اي محل تجاري ويأخذ لقمة عيش اللبناني، وهذه ايضا من مسؤوليتكم وهذا هو قراركم وطاقتكم وقدرتكم وفي العمل المشترك".

وقال: "اعلم تماما ان البلديات لديها محدودية حتى في القانون بسبب الامكانيات ومن هنا مسؤوليتنا كلنا بان ننشىء تعديلا على قانون الانتخابات حتى يسمح قانون البلديات بان يكون للبلدية استقلالية اوسع ورقابة اكبر، مع تأمين الرقابة الشعبية عليها والتي هي افضل وانجح ويبقى في عملنا المشترك وحرصنا واهتمامنا الكبير بالبلديات عنوان واحد هو اللامركزية والادارية الواسعة لاننا نعيش في وطن في ظل واقع بسيط لكن محزن حيث ان مواطنين يدفعون 70% من الضرائب والرسوم ويحصلون على 30% من الانماء والخدمات وهذا واقع وهذه هي الارقام، وهذا واقع لا يمكننا الخروج منه دون اللامركزية الادارية والمالية الواسعة، وهذا ليس فدرالية انما هذا هو الطائف وهذا كي لا يأتينا غدا أحدد يطالب بالولايات اللبنانية المتحدة، كي نكتفي بسقف اللامركزية الادارية والمالية الواسعة لان اتفاق الطائف ينقل صلاحيات من رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء الذي يشكل مجموعة الوزراء، حيث كل فرد منهم لديه سلطة دستورية، ما الذي عشناه في هذه المرحلة، عشنا ان 81% من 9310 مليون دولار صرفوا من الدولة اللبنانية من اجل الانماء في البلد منذ العام 92 الى 2008، وقد نفذت المشاريع مؤسسة واحدة في الدولة هي مجلس الانماء والاعمار و7 بالمئة نفذهم مجلس الجنوب و3 بالمئة نفذهم الصندوق المركزي للمهجرين اي 91 بالمئة من المصاريف الانمائية والانسانية للدولة اللبنانية صرفتهم 3 مؤسسات رديفة في ما ان مؤسسات وادارات الدولة مجتمعة صرفت 9%".

واردف باسيل: "هذه هي النتيجة التي وصلنا اليها وان جزءا من محاربتنا في الكهرباء هي في هذا الاطار وهذا هو الطائف، وهذه سلطة الوزير الدستورية وهذا ما أحدثه انتقال الصلاحيات من رئيس الى وزير، هذا اولا اما ثانيا فان اتفاق الطائف يتحدث عن إنماء متوازن عندما 20 بالمئة منذ العام 92 حتى العام 2016 من المشاريع صرفت فقط في بيروت وطرابلس فقط، وعندما نجد ان لزغرتا 0,9 بالمئة وعكار المحرومة لها 6,6 بالمئة، كذلك من مصاريف البقاع 47 بالمئة لبعلبك الهرمل و6 بالمئة لراشيا في محافظة واحدة، مع الاخذ بعين الاعتبار المساحة وعدد السكان، وتم الاخذ بهم، وفي العام 2008 عندما دخلنا لاول مرة الى الحكومة وطالبنا بالجدول وحصلنا عليه بعد عدة أشهر تبين لنا ان قضاء جزين قد أخذ 5 مليون من أصل 5450 مليون دولار، وهذا لا يجوز لا بعرف على المساحة ولا بعدد السكان ان يحصل قضاء بأكمله في لبنان على مدى 16 سنة صفر فاصل صفر 0,09 بالمئة وهذا هو الإنماء المتوازن. وعندما أتينا الى الحكومة حسنا الوضع ونقلنا جزين من 0,09 الى واحد بالمئة، ونقلنا أقضية كثيرة اخرى من 2008 الى 2016".

وتابع: "المشكلة ليست هنا، منذ وقت دخولنا الى الحكومة أقول لكم ما عدا السهو والغلط، لم نقبل ان تصدر قرارات حكومية غير متوازنة إنما من 2008 الى 2016 تم اتخاذ قرارين في الحكومة لمشاريع إنمائية على مستوى مساحة كل الوطن، القرار الاول رقم 66 عام 2012 والقرار الثاني 99 سنة 2014 ثم أخذهم في شيء من التوازن وبموافقة واتفاق من الجميع، والنتيجة ان القرار 66 بعد أربع سنوات على تنفيذه تبين لنا انه من أصل 128 طريقا وضعناهم للتنفيذ نفذ 82 ولم يعد هناك من تمويل وال 46 طريق المتبقية كانت فقط في أقضية جبل لبنان، والمنية والضنية وعكار وراشيا وحاصبيا والبقاع الغربي لماذا، لماذا تنتهي طرقات بأكملها في مناطق معينة وفي اخرى لا تنتهي كل طرقاتها، اذا كان السبب النقص في المال فالمال يجب ان يتم توزيعه على الجميع وبالتساوي والقرار 99 عام 2014 بمبلغ 5,1 مليون دولار، كذلك بشيء من التوازن ايضا ونتيجة تنفيذه، يخبرنا مجلس الإنماء والإعمار ضمن تقريره انه ينقصه 114 مليون نصف مليون دولار ليتابع مشاريعه، وعند النظر الى المشاريع نجدها موزعة ب 66 بالمئة منها نقص في جبل لبنان، أي ان القرارات نأخذها بالتوازي لكن التنفيذ ان كان على يد وزارة او مؤسسة عامة ليس بالتوازي".

واردف قائلا: "كما هي الامور سارية ليس كما يجب لان الطائف ومقدمة الدستور يتحدثان عن المساواة بين المواطنين، ونحن متساوين مع بعضنا فقط في حرماننا من الكهرباء والمياه والنفط ونحرم اللبنانيين منهم بحجة بيئية فيقولون مثلا ان المياه ينتج عنها تلوث بيئي، والنفايات، تارة بحجة المال توقف عقد دولي، وطورا بحجج سيادية او مصلحية لنوقف إنماء البلد بأكمله ونستخرج موارده الطبيعية، هكذا لا يمكننا المتابعة.

والموضوع هو أكبر من مشكلة سياسية واحدة، الموضوع هو على مستوى العدالة في الوطن، نعم نريد اللامركزية الادارية والمالية الواسعة والآن جيد اننا نضعها من ضمن اي اتفاق سياسي لانه مطلب أساسي، وهي أساسية من أجل النقلة الإنمائية النوعية في كل المناطق اللبنانية ولا يعد هناك من ظلم وكل مناطقنا مظلومة وطالها الحرمان إنما عندما تصبح في كل منطقة ومن ضمن مداخيلها من وارداتها تؤمن إنمائها من الناحية اللامركزية وتبقى الناحية المركزية ضمن المشاريع عندئذ ينتفي شعور الغبن عند كل الناس وعندها نصبح بقدر ما يقدم الشخص للدولة تقدم هي بالمقابل له".

وختم باسيل: "اننا اليوم أمام مفصل وطني أساسي واذا أحسنا العمل في النموذج البلدي وأحسنا استخدامه، عندها يمكننا الخروج من أزمتنا واننا نريد اللامركزية الادارية الواسعة، ولكن نريد ايضا قانون انتخاب يؤمن المناصفة والعدالة التمثيلية، واذا كان ثمن ذلك بالنسبة الى البعض ان يكون هناك مجلس شيوخ على اساس القانون الارثوذكسي لا بأس فكرة ممكن درسها، لكن كل ذلك لا ينهينا عن ضرورة ان يكون لدينا رئيس جمهورية قراره من الاكثرية الشعبية وليس من الاقلية الشعبية، نريد رئيس جمهورية كما في البلديات، كما يختار المواطنون، رؤساء البلديات، كذلك يختارون رئيس جمهوريتهم وليس الدول الخارجية، اننا ضمن هذا العمل البلدي نقول انه متعة اذا خدمنا وهو نعمة اذا صدقنا، ولكن هو لعنة اذا ظللنا ونقمة اذا نكثنا، الله يقدركم ويقدرنا جميعا كي نعيش في النعمة وليس في النقمة ومبروك والله ولي التوفيق واتكالنا عليكم كبير واتكالنا على بعض كبير جدا والى موعدنا القادم في شباط 2017 في اول مؤتمر للمجلس البلدي".

 

حرب كرم فريق ماكينته الانتخابية: أتمنى على وزير الداخلية أن يتخذ تدبيرا بإقالة محافظ الشمال وعلى أخصامنا أن يكونوا شرفاء في المواجهة

الأحد 26 حزيران 2016 /وطنية - تنورين - كرم وزير الاتصالات النائب بطرس حرب فريق الماكينة الانتخابية التي أدارت الحملة الانتخابية في الانتخابات البلدية والاختيارية في تنورين، فأقام مأدبة غداء على شرفهم في داره الصيفي في منطقة فحتا في أعالي تنورين، في حضور رئيس المجلس البلدي المنتخب بهاء حرب ونائبه سامي يوسف والاعضاء والمجلس الاسبق برئاسة منير طربيه. واستهل حرب كلمته مرحبا بالحضور، وخص "من هم الدافع لهذا اللقاء ومن أضفوا البسمة على وجوهنا والفرحة في قلوبنا والانتصار في أيدينا، الشباب والصبايا لاسيما من الجيل الجديد الذين شكلوا ماكينة انتخابية داعمة وناجحة جدا جدا جدا لتحقيق هذا الانتصار. فالتحية لهم جميعا ولكل الذين وقفوا بجانبنا لكي نحفظ كرامتنا وكرامة هذه البلدة وكرامة ابنائها. هؤلاء يقومون بواجبهم لكي يحافظوا على كرامتهم وعلى مستقبلهم وحريتهم وهويتهم لأننا اصحاب هوية ومتجذرون في هذه الارض ومن يريد ان يقطع شلوشنا لن يتمكن لأنها عميقة في هذه الارض".

وقال: "الانتخابات البلدية شكلت بالنسبة لنا محطة ديموقراطية مهمة جدا، وانا لم أتدخل في الانتخابات خارج تنورين، لم نخض معركة سياسية في تنورين وخارج تنورين، كنا نراقب ونتابع ولكن للأسف واجهتنا احزاب وتيارات سياسية حاولت محو هويتنا واستبدالها بهوية الاحزاب في قضية انمائية ومحلية. نحن لا مانع لدينا من خوض معارك سياسية في انتخابات نيابية يشارك فيها مرشحون سياسيون وحزبيون لهم باع طويل ولديهم برامج وتوجهات، وهذا أمر طبيعي، الا اننا استغربنا تجاوز المواطنين وآرائهم في الانتخابات البلدية، وكذلك تقاليد العائلات والبلدات. نحن نفتخر أننا أنجزنا الاستحقاق البلدي والاختياري، وتنورين مارست مستوى عال من الحضارة والرقي وانتهت الانتخابات من دون ضربة كف، فالتحية لكل ابناء تنورين على روحهم العالية والديموقراطية من الذين أيدونا أو الذين كانوا في الضفة الاخرى".

كما شكر "الذين حققوا هذا الانتصار خاصة افراد الماكينة الانتخابية الذي قدموا نموذجا مميزا للعمل الانتخابي من خلال ممارستهم وعيا لافتا، ما يؤكد نجاحهم في لعب دورهم في الحياة العامة. وهذه الماكينة لن نطفئها بل ستبقى قيد التشغيل وسنواجه الاستحقاقات المقبلة معا ليس في تنورين فحسب انما في لبنان كله، وتحديدا في منطقة البترون. نحن لن نتحدث عن انتصارات وهمية كما يفعل البعض، وقد تكون هناك انتصارات في بعض المناطق والقرى الا أننا لا نبغي التباهي على بعضنا، ومن يعتقد انه قادر على الاستغناء وعلى نفي واختزال الارادة الشعبية من خلال اطلاق بعض الشعارات العالية المنافية للممارسة كما يتبين لنا من الماضي هو على خطأ. شعاراتنا واضحة، نحن نريد لبنان الحر السيد المستقل، ونريد ان يقرر اللبناني مستقبله بيده فلا يقرره احد عنه، نريد الدولة التي تحمي حقوق الناس وحرياتها، لذلك نحن نرفض كل ما هو خارج الدولة من سلاح وغير سلاح، ونحن ضد كل ما هو خارج الشرعية. ومن يريد خوض معركة معنا على اساس انه حليف السلاح غير الشرعي، غدا سنلتقي معه في الانتخابات النيابية. وكل ما نريده هو احترام الناس وارادتهم لأن ارادة الشعب هي وحدها التي تقرر من يحكم لبنان، الارادة وحدها وليس المال الذي استعمل في الانتخابات بحجم كبير حول نتيجتها، ولكن الجميع على موعد مع معركة بدأت في الانتخابات البلدية ومستمرة دائما وصولا الى التحدي الكبير في الانتخابات النيابية التي هناك من ينتظر القضاء على ارادتكم فيها. التحدي مستمر وعليكم ان تؤكدوا باستمرار ان ارادتكم هي التي تقرر والانتخابات آتية".

وتمنى على "أخصامنا اعتماد الاساليب القانونية والديموقراطية لكي يكسبوا وليكونوا شرفاء في المواجهة لا أن يأتوا بمحافظ الشمال ليجمعوه برؤساء البلديات عشية إنتخاب إتحاد البلديات ليضغطوا على رؤساء البلديات بوجود المحافظ ويديروا مصالح البلديات كما هم يريدون. لا، العمل لا يكون هكذا، فليواجهونا كشرفاء وجها لوجه وليس بالظهر وليحترموا الناس وإرادتهم. لن نغض النظر أن يكون المحافظ الذي عين لخدمة كل الناس وتطبيق القانون، أن يكون في خدمة فئة ويضغظ على فئة بوجوده المباشر أو غير المباشر للتصويت كما تريد فئة سياسية لإتحاد البلديات. لن نسكت عن هذا الأمر، وهذا الكلام الذي أقوله هو برسم وزير الداخلية، برسم المحافظ بالذات، محافظ الشمال الذي سمح لنفسه حضور الإجتماع الذي حصل أمس بوجود رؤساء بلديات في منزل أحد القادة السياسيين في منطقة البترون وهو وزير، دعاهم الى الإجتماع ودعا المحافظ والذي أعطى تبريرا بأن المحافظ غادر قبل وصول رؤساء البلديات وأنه أتى بالصدفة. لا، ما حصل لم يكن بالصدفة بل كان مخطط له بأن يكون المحافظ موجودا ليقول لرؤساء البلديات إذا لم تسيروا كما أريد وسوف تدفعون ثمن ذلك عرقلة لمعاملاتكم. ناهيك عن التهديدات التي تأتي من هنا وهناك بحرمانكم من مطالبكم وبعرقلة مصالحكم في الوزارات".

وتوجه الى رؤساء البلديات: "إتحاد البلديات آت ولنا كل الثقة برؤساء البلديات والمجالس المنتخبة، ونقول لكم بالصوت العالي نحن معكم بمن تختارون إن قررتم هذا المرشح أو ذاك فلن نخالفكم الرأي، نحن نحترم البلديات الجديدة مثلما إحترمنا البلديات القديمة ونحترم كافة البلديات كانت معنا أو ضدنا في السياسة، وهذا نهج من السياسة".

وأكد "عدم السكوت بعد الآن عن أي خطأ، وغدا سأتابع ما حصل أمس ولن أقبل بأن يتدخل المحافظ في مصلحة فريق ضد فريق، ليس هناك مصلحة لبناني ضد سوري أو فلسطيني أو إيراني أو إسرائيلي أو غربي هي ضد لبناني، هو يتدخل لصالح لبناني ضد لبناني. لا ليس هكذا يتم تعيين الموظفين بل نعين موظفين لكي يكونوا في خدمة كل المواطنين. لا نستطيع أن نسخر إداراتنا لخدمة مصالحنا السياسية ولا نقبل بأن تسخر لذلك. من أجل هذا إنتهزت هذه المناسبة دون أن أعكر هذا الجو الذي يجمعنا بالمحبة والإمتنان والتعاضد والتكافل في ما بيننا، فقط لأشدد بأننا لن نسكت بعد اليوم عن الشواذ، وإذا كنا راعينا سابقا بتهذيبنا وآدابنا حفاظا منا على ما تبقى من المبادئ التي ترعى نظامنا السياسي وحياتنا الإجتماعية والسياسية وبعدما خرقوا كل القواعد، لن نسكت من الآن وصاعدا، وأتمنى على وزير الداخلية أن يفتح تحقيقا في هذا الموضوع وأن يتخذ تدبيرا بإقالة هذا المحافظ".

وشكر المجلس البلدي السابق برئاسة منير طربية "على الإنجازات التي حققوها وعلى الروح الطيبة والمحبة التي خلقوها في تنورين، لقد رسموا في قلوبنا وفكرنا ذكرى طيبة بممارسة المسؤولية، ونقول لكم لو كانت الحياة تستمر كما هي لكنا أبقيناكم ولكن في الحياة تغيير".

وتوجه الى المجلس الجديد "الذي يشكل فريق عمل" قائلا: "كما راهنت عليكم فريق عمل ممتاز يترأسه الأستاذ بهاء حرب للسنوات الثلاث الأولى ونائب الرئيس سامي يوسف الذي سوف يترأسه في السنوات الثلاث الأخيرة، طلبي الوحيد لاسيما أن هذه القرية ومشاريعها أمانة في أعناقكم، أن تحولوا بلدية تنورين الى مؤسسة مرسخة بالقواعد والقوانين والأصول، ولا داعي للقول أننا في تصرفكم، ونأمل بجلسة شكر لكم على إنجازاتكم في نهاية ولايتكم. نأمل أن تنهضوا بتنورين وأن نرى أن تنورين الى الأمام، وهي الى الأمام لأن فيها حركة إنمائية وثقافية وحضارية وفنية كبيرة، والبلدية ترعاها وتواكبها. ونأمل النجاح وإياكم ولا نريد ان نسمع في يوم من الأيام أن بلديتكم أخطأت في المكان الفلاني، لن نقبل أن يقولوا لنا أنكم أخطأتم في الخيار لأننا لم نخطئ وأحسنا الإختيار وأعضاء البلدية الجديدة لا يسمحون لنفسهم بأن يقال لهم بأنهم لم يفعلوا شيئا. تنورين ستتقدم الى الأمام على أيديكم وإن شاء الله نحن وإياكم سنعمر تنورين ونعمر لبنان من خلال تنورين".

ووجه الى المخاتير بالقول: "نحن أمانة في أعناقكم، نفوسنا وحياتنا وولاداتنا ووفياتنا، ولقد جددنا للمخاتير- ما عدا واحدا بسبب المرض- لأننا نثق بكم".

وختم حرب ب"تحية للحاضرين وللذين حالت ظروفهم دون حضورهم، فهناك موسم آت ولديكم مهمات إنتخابية كبيرة وأتمنى كما رعيتمونا في هذه الدورة وقمتم بواجباتكم أن تعززوا هذه الواجبات لتأتي بنتائج أفضل. ولا أحد يزايد عليكم وبما أن الأرز بجانبنا نحن نرفع رأسنا ورأسنا يطال الأرز وطويلة على عنق كل من يريد أن يطال الأرز".