المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march04.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الأعميان: حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!». فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا

المَسِيحُ لَيْسَ بِضَعِيفٍ تُجَاهَكُم، بَلْ هوَ قَوِيٌّ بَيْنَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إذا المقاومة شي بيرفع الراس، دخلكم مين بيرفع الزبالي من الشوارع/الياس بجاني

هيدا الصهر، وهيدا المشنوق ودقي يا مزيكا/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نوفل ضو وتعريف الإرهاب

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 3 آذار 2016

 سلام في مجلس الوزراء: إذا لم نعالج النفايات فلا مبرر لوجود الحكومة

فرنجية عبر تويتر:حزب الله مقاومة ترفع رأس لبنان والعرب

إيران و”حزب الله” يخشيان صفقة بين الروس والأميركيين في سورية

تفاقم الإحراج الرسمي اللبناني عشية أربع محطات عربية وإسلامية

تشديد الإجراءات حول السفارات الخليجية ومخاوف على الاستقرار وتعاظم القلق في لبنان من الانعكاسات الخطيرة لتدهور العلاقات مع دول مجلس التعاون

سلام يلوّح باستقالة الحكومة خلال أيام إذا لم يتم التوصل لحل لأزمة النفايات

عون: سيقتنعون أنني المؤهل للرئاسة

بري التقى الوفد النيابي العائد من واشنطن وسفيري ايطاليا وبريطانيا جابر: زيارة واشنطن كانت ناجحة بكل المقاييس

الرياض: حزب الله عطل حياة لبنان السياسية ورهــن قــراره بالأجنــدة الإيرانيــة

"اندبندنت": السعودية شعرت بطعنة في ظهرها بعد عقـود أمضتـها فـي مسـاعدة لبنـان

حزب الله" يستحضر "عدواً" من داخل الطائفة/خالد موسى/ موقع 14 آذار

الوفاء للمقاومة: قرار مجلس التعاون بشأن حزب الله عدواني ومرتاحون الى اعتراض المشنوق في مجلس وزراء الداخلية العرب

فارس سعيد: "الحدود الفاصلة بين الجمهورية اللبنانية و"حزب الله" اصبحت وهمية" والمطلوب من العرب بلورة خريطة طريق "تشاركية" لمواجهة النفوذ الايراني

 تصنيف "حزب الله" يفاقم الاحراج الرسـمي عشـية 4 محطات عربيـة ولبنان لن يكسر الإجماع لكنه يقدّم المصلحة الوطنية على أجندات الخارج

 قرار "العسكرية" اطلاق سماحة فجّر الغضب السعودي على لبنان والمملكة قرأت فيه سيطرة كاملة لحزب الله على اجهزة الدولـة

جدوى استمرار الحكومة يتأرجح علـى حبل حــــــل النفايات

مجلس الوزراء يتمسك ببيانه وحزب الله يستكمل هجومـــــــه

الحريري متفائل بالنصاب الوزاري وخليل الى واشنطن في 19 الجاري

صقر تسلم اخبارا من سليمان ضد بيار رفول لاتهامه بتهريب شاكر العبسي

عويدات تسلم ادعاء النيابة العامة المالية على سوكلين في جرم هدر الاموال العامة

مروان حمادة: عون بعيد كل البعد عن الفوز بالرئاسة

ريفي: لبنان بحاجة إلى عاصفة حزم سياسية واستقالتي نهائية

حقيقة موقف المشنوق في تونس من مسألة «ارهاب حزب الله»

إلى المستقبل… اعتذروا من جبران باسيل!/نسرين مرعب/جنوبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قاطيشا: نتفهّم موقف المشنوق المُنسجم مع قرار الحكومة لكـن تصرّفــات "حـــزب الله" تؤكـــد ارهابــه

هل تُطلق "14 آذار" في ذكرى انطلاقتها ورشة النقد الذاتي؟لقــاء "نخبـوي" فـي "بيـت الوسـط" او البريسـتول

هل يقول الجنـرال كلاما آخر في 14 آذار "العونـي"؟/الرابية: نعم لحفظ الميثاقية ولا لكسر إرادة المسيحيين/معراب تتفـهم موقفنا واتفاق 18 كانـون لم يهتـز

خليل إلى الولايات المتحدة في 19 الجاري

جعجع استقبل جونز وعرض مع كنعان موفدا من عون الاوضاع السياسية

 لا موطئ قدم لـ"داعش" في عيـن الحلـوة وخطة أمنية فلسطينية لحفظ استقرار المخيم

المكتب الإعلامي لدريان: الكلام المنسوب اليه هدفه تشويش علاقته المتينة مع السعودية

الحريري: اليأس ممنوع وسننتخب رئيسا وتعود الحركة السياسية والاقتصادية

الحريري زار تلفزيون المستقبل والتقى العاملين في القطاعات الاعلامية وأثنى على جهودهم لضمان استمرار العمل

الحريري التقى وفدا من البقاع الأوسط ومجدل عنجر وهيئات: لاعتماد المناصفة في الانتخابات البلدية في بيروت

ايلي رزق:ماذا ستفعل الحكومة والقوى السياسية لحماية مصالح لبنان واللبنانيين في الخليج؟

النائب خالد ضاهر: لا خيار أمام الحكومة بعد القرار العربي تجاه حزب الله إلا الوقوف مع الشرعية والحق

 حوري: ممارسات حزب الله أدت إلى ما وصلنا إليه

الراعي التقى أعضاء لائحة التجذر والنهوض برئاسة قليموس: نحن مع الرابطة المارونية ونحتاج الى التجذر

 المشنوق : من الظلم اتهام اللبنانيين جميعا بالخضوع للسياسة الإيرانية ولبنان مهما غلبته المحن وتحالفت عليه نقاط ضعفه لن يكون شوكة في خاصرة العرب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رؤساء الدول المتزوجون مجددا بات في امكان قداسة البابا استقبالهم مع عقيلاتهم

دي ميستورا: تقدم واضح في شأن الهدنة في سوريا لكن النجاح غير مضمون

كوريا الشمالية اطلقت صواريخ قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان

ديلي تليغراف": "داعش" يربح الملايين بالتلاعب في اسواق الأسهم العالميــة

هولاند وكاميرون يدعوان موسكو والنظام إلى وقف الهجمات على المعارضة فوراً

السعودية: «رعد الشمال» ثاني أكبر حشد لقوات مختلطة منذ «عاصفة الصحراء»

وثائق بن لادن: إيران طلبت من تنظيم “القاعدة” عدم استهداف المراقد الشيعية في العراق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اعزل إرهابي الضاحية.. وادعم العقلاء/طارق الحميد/«الشرق الأوسط

زحفًا زحفًا نحو الرياض/نديم قطيش/الشرق الأوسط

حصار عربي لحزب إيران/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

«حزب الله» الإرهابي تغلغل في السياسة اللبنانية.. بسلاح روسي وتمويل إيراني/الشرق الأوسط

الهدوء النسبي الحالي بين الحزب وإسرائيل يؤكّد تقاربهما وعدم رغبتهما في إضعاف المعادلة بينهما/الشرق الأوسط

حزب الله كان يدعم الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية وحينما اندلعت في سوريا وقف مع النظام السوري ضد الشعب وشارك في حروب أدت إلى تشريد السوريين/الشرق الأوسط

لبنان: سجال وزاري مع «حزب الله» حول تصنيفه إرهابياً/الحياة»

انصرف العالم عن لبنان فماتت فيه السياسة اللاثقة سرّ تمسك الحريري وجعجع بمرشحَيهما/ايلي الحاج/النهار

الكنيسة لا تنام على حرير الوعود وموقف بري يحسم الأمور الميثاقية/بيار عطاالله/النهار

عين التينة تُثبّت"منظومة الأمان" وترحيب بموقف المشنوق "حزب الله" للخليجيّين: سنربح "حرب تموز السياسية"/رضوان عقيل/النهار

مشكلة "حزب الله" مع محيطه العربي/ رندة حيدر/النهار

الأزمة تستعر...ماذا بعد العقوبات الخليجية على لبنان/غسان بو دياب/النهار

بري أعاد تشغيل خراطيم مياه إطفائيته توصلاً إلى تحقيق "لبننة" انتخاب الرئيس/اميل خوري/النهار

أزمة تحييد لبنان عن تصنيف الحزب هل يمتلك خطة يحمّلها للوسطاء الغربيّين/روزانا بومنصف/النهار

محادثات مهمة في فرنسا لولي العهد السعودي وتنسيق واضح حيال لبنان وسوريا وإيران/سمير تويني/النهار

الديبلوماسية من الهدنة إلى تغيير نظام الأسد/عبد الكريم أبو النصر/النهار

«لنحكِ الأمور مثلما هي»/ وليد شقير/الحياة

نداء عاجل إلى الله /عقل العويط/النهار

حزب الله" في سوريا.. ينتظر الهدنة واللاعبين الكبار/منير الربيع/المدن

المستقبل" يساوم السعودية؟/نادين مهروسة/المدن

"حزب الله" ومصلحة لبنان/دلال البزري/المدن

لبنان يترقب بحذر العقوبات الخليجية على حزب الله/خاصّ جنوبية

الكذب كمسؤولية وطنية لبنانية/نديم قطيش/المدن

لكل لبنانيّ شهيده/حـازم الأميـن/لبنان الآن

نغرق مُتحدين/ حسام عيتاني/الحياة

دور «الاعتدال» الإيراني في الأزمة مع دول الخليج/ راغدة درغام/الحياة

 نتائج الانتخابات لن تُحدث تغييراً في سياسة إيران الخارجية/ثريا شاهين/المستقبل

الفيدرالية قنبلة موقوتة/ أسعد حيدر/المستقبل

ربع قرن على تحرير الكويت وضياع العراق/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الأعميان: حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!». فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا

"إنجيل القدّيس متّى09/27حتى35/:"فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرُخَانِ ويَقُولان: «إِرْحَمْنَا، يَا ٱبْنَ دَاوُد!». ولَمَّا جَاءَ إِلى البَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَان. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي قَادِرٌ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟». قَالا لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ». حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!». فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. وٱنْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «أُنْظُرَا، لا تُخْبِرَا أَحَدًا». ولكِنَّهُمَا خَرَجَا ونَشَرَا الخَبَرَ في تِلْكَ الأَنْحَاءِ كُلِّهَا. ولَمَّا خَرَجَ الأَعْمَيَان، قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَمْسُوسًا أَخْرَس. وأُخْرِجَ الشَّيْطَانُ فَتَكَلَّمَ الأَخْرَس. وتَعَجَّبَ الجُمُوعُ فَقَالُوا: «لَمْ يُرَ شَيْءٌ مِثْلُ هذَا في إِسْرَائِيل». أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فَكَانُوا يَقُولُون: «إِنَّهُ بِرَئِيْسِ الشَّيَاطِيْنِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِين». وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة."

 

المَسِيحُ لَيْسَ بِضَعِيفٍ تُجَاهَكُم، بَلْ هوَ قَوِيٌّ بَيْنَكُم

"رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس12/21/13/01/05/:"يا إخوَتِي، إِنِّي أَخْشَى، مَتَى عُدْتُ إِلَيْكُم، أَنْ يُذِلَّنِي إِلهِي عِنْدَكُم، فَأَحْزَنَ عَلى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا فِيمَا مَضَى، وٱرْتَكَبُوا النَّجَاسَةَ والفُجُورَ والدَّعَارَة، ولَمْ يَتُوبُوا! هَا أَنا قَادِمٌ إِلَيْكُم لِلمَرَّةِ الثَّالِثَة: «وعَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ يُحْكَمُ في كُلِّ قَضِيَّة». قُلْتُ مِنْ قَبْلُ، وأَنا حَاضِرٌ عِنْدَكُم لِلمَرَّةِ الثَّانِيَة، وأَقُولُ الآنَ وأَنا غَائِب، لِلَّذِينَ خَطِئُوا مِنْ قَبْلُ وَلِلبَاقِينَ جَمِيعًا: إِنِّي، إِذَا عُدْتُ إِلَيْكُم، لَنْ أُشْفِق! لأَنَّكُم تَطْلُبُونَ بُرْهَانًا عَلى أَنَّ المَسِيحَ هوَ المُتَكَلِّمُ فِيَّ. فَالمَسِيحُ لَيْسَ بِضَعِيفٍ تُجَاهَكُم، بَلْ هوَ قَوِيٌّ بَيْنَكُم. أَجَلْ، لَقَدْ صُلِبَ بِضُعْف، لكِنَّهُ يَحْيَا بِقُدْرَةِ ٱلله. وفيهِ نَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاء، لكِنَّنا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُدْرَةِ ٱللهِ مِنَ أَجْلِكُم. إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ في الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إذا المقاومة شي بيرفع الراس، دخلكم مين بيرفع الزبالي من الشوارع؟!

الياس بجاني/03 آذار/16

غرد النائب سليمان فرنجية على حسابه عبر تويتر يقول:" ان حزب الله مقاومة ترفع رأس لبنان والعرب ونأسف أن تُرجم من بيت أبيها ما يُرضي عدونا الوحيد اسرائيل".

يا حضرة النائب المحترم، هيدي لا مقاومة ولا من يحزنون، ولا هي شمة ريحة المقاومة...هيدي مجموعة زعران وبلطجية ومجرمين من المرتزقة لملالي إيران وحضرتك أكثر االمدركين لهذه الحقيقة.

أما انو هي بترفع الراس...بدك تعذرنا لأنو الأولولية اليوم رفع الزبالي من الشوارع ومش رفع الراس ع الزبالي وبالزبالي.. وفهمك كفاية!!

 

هيدا الصهر، وهيدا المشنوق ودقي يا مزيكا

الياس بجاني/03 آذار/16

ما توافق الصهر جبران ونهاد المشنوق على مذلة واستسلام واستزلام، إلا وكان حزب الله ثالثهما ببركاته ووعوده والمكارم...بربكم شو الفرق بين مواقف الصهر التعتير ومواقف صاحب مقولة "مش عارف مع مين عم تحكي"!!.. الجوز من خامة واحدة ومن ثقافة واحدة لا تمت لا للسيادة ولا للبنان بصلة. أما من رشح عون ولبط كل الشعارات والوعود والعهود والعنتريات فحدث ولا حرج لأن لا حياة على من تنادي.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نوفل ضو وتعريف الإرهاب

- الإرهاب هو استخدام القوة أو التهديد بها من أجل إحداث تغيير سياسي، أو هو القتل المتعمَّد والمنظم للمدنيين أو تهديدهم به لخلق جو من الرعب والإهانة للأشخاص الابرياء من أجل كسب سياسي، أو هو الإستخدام غير القانوني للعنف ضد الأشخاص والممتلكات لإجبار المدنيين أو حكومتهم للإذعان لأهداف سياسية، أو هو، باختصار، استخدام غير شرعي ولا مبرَّر للقوة ضد المدنيين الأبرياء من أجل تحقيق أهداف سياسية.

2- الإرهاب هو استخدام العنف ضد الأفراد الأبرياء من أجل الحصول على غايات عسكرية سياسية أو فلسفية من فريق ثالث، من الحكومة أو من مجموعة ما. العنف يجب أن يستهدف المدنيين الأبرياء. والإرهاب قد يكون سياسيًا أو عقائديًا من دون أي قيود قانونية أو خلقية. وعلى كل حال فإن مكوِّنات العمل الإرهابي هي العنف المرتكب بأي وسيلة، والمسبِّب لأذى جسدي أو خسارة مادية، بحق الأفراد الأبرياء، بقصد ترويع الناس أو إهانتهم، ومن اجل الحصول على مكاسب معيَّنة، وذلك من دون تبرير ولا عذر.

3- الإرهاب هو استخدام أو تهديد باستخدام غير قانوني للقوة أو للعنف من قبل منظمة ثورية ضد الأفراد أو الممتلكات بقصد إكراه الحكومات أو المجتمعات وإذلالها لأغراض سياسية أو عقائدية.

4- الإرهاب هو عنف مخطَّط مسبقًا ومدفوع سياسيًا ضد أهداف غير عسكرية.

5- الإرهاب سلوك جرمي عنيف يُقصد منه: إهانة أو إكراه السكان المدنيين، والتأثير على مسلك الحكومة لإذلالها وحملها على القيام أو الامتناع عن القيام بأمر ما...

في اللغة:

كلمة (الإرهاب) مشتقة من الفعل المزيد (أرهب) ، ويقال : (أرهب فلانًا) أي : خوَّفه وفزَّعه، وهو المعنى الذي يدل عليه الفعل المضعف (رهب) ، أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رهب يرهب رهبةً ورهبًا) فيعني : خاف ، فيقال: (رهب الشيء رهبًا ورهبة أي : خافه، والرهبة: الخوف والفزع)...

في السياسة الأسباب التي يقدمها رافضو قرار تصنيف حزب الله بالإرهابي يدينون حزب الله ويؤكدون على مضمون القرار لأنهم يرفضو ن القرار "خوفا على ..."

وزير الداخلية نهاد المشنوق رفض قرار جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي خوفا على الإستقرار...

رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري رفض توصيف حزب الله بالإرهابي خوفا على الوضع الأمني...

رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط رفض توصيف حزب الله بالإرهابي خوفا على السلم الأهلي ...

الواضح أن أيا من هؤلاء السياسيين وغيرهم لم يعبر عن قناعة وإنما عن خوف يعتريه من ردة فعل حزب الله ...

في الخلاصة:

تذكير بأن كلمة إرهاب تعني في اللغة العربية التخويف والفزع ...

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 3 آذار 2016

الخميس 03 آذار 2016

النهار

فوجئ أعضاء مجلس إدارة مؤسسة ذات طابع اجتماعي بوضع بند على جدول الأعمال يعتبر التعويض المقبوض على 20 سنة خدمة لمستخدمي المؤسسة سلفة على الحساب. واللافت أن الدعوة صدرت من أحد أصحاب العمل.

قال وزير سابق إن مبرّرات تأجيل الانتخابات البلدية زالت بعد سلسلة اتفاقات حُسمت نتائجها ولم تعد بحاجة إلى ماكينات وضخ أموال.

عودة الكلام على اعتماد "الفيديرالية" نظاماً لسوريا تذكّر بدعوة وزير الخارجية الأميركية الأسبق الجنرال الكسندر هيغ إلى إقامة "شرق أوسط جديد على أساس الفيديرالية".

السفير

كاد احتفال ريعه خيري في "البيال" قبل يومين يتحول إلى اشتباك بين مرافقي شخصيتين حضرتا الحفل.

عزا متابعون سبب عدم اعتراض رئيس تكتّل على تعيين شخصيّة أمنيّة إلى أنّه حظي باثنين محسوبين عليه في مجلس غير مدني.

أعطى مسؤول أميركي بارز رقم هاتفه الخلوي الشخصي إلى مرجع لبناني غير مدني مؤخراً وأبلغه بأن لا يتردد بالاتصال به "عند الحاجة"!

المستقبل

يقال

إنّ تساؤلات ديبلوماسية وإعلامية بدأت تُثار حول موقف "حزب الله" من اقتراح حليفه الروسي "فدرلة" سوريا بعد أن كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله اتّهم خصومه بالإعداد لتقسيم سوريا.

اللواء

انتقدت مصادر دبلوماسية شرقية إقدام نظام مجاور على إجراء انتخابات نيابية على وقع الهدنة العسكرية في بلاده..

كشفت انتخابات تنظيم حديث عن معادلة تميل لغير مصلحة قيادته الجديدة، ممّا يرجح إهتزازات في الإنتخابات البلدية..

اعتقل حزب بارز في إحدى الجهات عناصر محسوبة على النظام على خلفية خسائر مني بها بسبب هؤلاء؟!

الجمهورية

يؤكد أحد المراجع الشمالية أنه مستمرّ شعبياً في مواجهة قرار تخلية أحد الموقوفين، وأن خروجه من السلطة لا يعني تركه المتّهمين يسرحون ويمرحون.

دعا نائب شمالي فاعليات منطقته الى اجتماع الأحد المقبل لدرس التغيّرات التي طرأت بعد المصالحة المسيحية وكيفية مواجهتها في إستحقاق قريب.

سبّب كلام زعيم مسيحي من أنّ موقف نائب في تكتّل خصم كان بادرة خير في تطوير العلاقة بينهما، إمتعاضاً لدى نائب زميل عمل على خطّ المصالحة أخيراً.

البناء

سأل إعلاميون وزيراً سابقاً عن رأيه في موضوع الباخرة المحمّلة بالأسلحة، والتي كانت آتية إلى لبنان من تركيا، قبل أن تكشف أمرها البحرية اليونانية وتحتجزها، فردّ قائلاً: يبدو أنّ الحلف السعودي ـ التركي الذي انقطعت مياهه في سورية، يريد العبث بالأمن اللبناني، وربما نكتشف بعد حين أنّ حمولة الباخرة هي جزء من الهبة السعودية التي كانت مقرّرة للجيش والقوى الأمنية، وتمّ تحويلها إلى بعض المجموعات المتطرفة لتنفيذ هذا العبث...!

 

 سلام في مجلس الوزراء: إذا لم نعالج النفايات فلا مبرر لوجود الحكومة

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. على أثر الجلسة التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية:

"بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند الساعة العاشرة من يوم الخميس الواقع فيه الثالث من شهر آذار 2016 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزير نهاد المشنوق.

إفتتح دولة رئيس مجلس الوزراء الجلسة بتجديد الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية معربا عن الأمل في أن تنتهي جلسة الانتخاب المقبلة التي دعت اليها رئاسة مجلس النواب الى ملء الشغور الرئاسي.

ثم عرض دولة الرئيس آخر ما توصلت إليه جهود اللجنة الوزارية المختصة بمعالجة ملف النفايات الصلبة، فقال: إن اللجنة حققت تقدما في عملها وقطعت ثلاثة أرباع الطريق نحو الحل المرحلي المتمثل بالمطامر، معربا عن أمله في التوصل خلال أيام الى تسوية لهذه المشكلة.

ونفى دولة الرئيس ما تردد في وسائل الإعلام عن وجود فكرة لتعليق عمل مجلس الوزراء، قائلا إن الأمر أبعد من مجرد تعليق للعمل الحكومي وإنه يتعلق بوجود الحكومة نفسها وجدواه.

وأعلن دولة الرئيس أنه لن يوجه دعوة الى عقد جلسة الأسبوع المقبل اذا لم يحل موضوع النفايات، قائلا إنه في حال عدم التوصل الى مخرج خلال أيام فإنه سيعلن فشل الحكومة وبالتالي عدم وجود مبرر لاستمرارها. وشكر دولة الرئيس جميع القوى السياسية التي تبذل جهدا للمساعدة على إيجاد مخرج من هذه الأزمة، داعيا إياها الى الاستمرار في هذا الاتجاه لإزالة هذا العبء الذي صار بمثابة فضيحة وطنية. بعد ذلك تم التداول في موضوع المستجدات على الصعيد الإقليمي، فأبدى الوزراء وجهات نظرهم حول تلك المستجدات، وتم التوافق بنتيجة مناقشة مستفيضة على التمسك بمضمون البيان الذي أصدره مجلس الوزراء في جلسته السابقة. وعلى الاثر رفعت الجلسة".

 

فرنجية عبر تويتر:حزب الله مقاومة ترفع رأس لبنان والعرب

الخميس 03 آذار 2016/وطنية اكد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية عبر حسابه على تويتر ان " حزب الله مقاومة ترفع رأس لبنان والعرب، ونأسف أن ترجم من بيت أبيها ما يرضي عدونا الوحيد اسرائيل".

 

إيران و”حزب الله” يخشيان صفقة بين الروس والأميركيين في سورية

04 آذار/15/بيروت – “السياسة”/علمت “السياسة” من مصادر وثيقة الاتصال بمجريات الأوضاع في سورية وتطوراتها بعد التوصل إلى الهدنة الهشة القائمة، أنّ الاقتراح الروسي بتحويل سورية إلى دولة اتحادية، شكّل ضربة لإيران و”حزب الله” على السواء، حيث وجهت اتهامات إلى الجانب الروسي بعقد صفقة مع الإدارة الأميركية على حساب الإيرانيين و”حزب الله”. وبحسب المصادر فإنّ إيران تضغط على رئيس النظام بشار الأسد لعدم قبول هذا الاقتراح، لأنها تجد فيه تقليصاً لنفوذها، بالرغم من التضحيات التي قدمتها لإنقاذه ونظامه، في ظل خشية إيران و”حزب الله” من إطالة أمد الهدنة في سورية، بشكل يقلّص دورهما في التسوية المحتملة. وعن الأسباب التي دفعت روسيا لاتخاذ هذا الموقف، أوضحت المصادر أن الجانب الروسي قام بواجبه تجاه النظام السوري وأكثر، لكنه لا يمكنه أن يقاتل إلى ما شاء الله، سيما أن هناك تفاهمات دولية لا يمكن تجاوزها وبالتالي فإنّ الرئيس الروسي متفق مع الرئيس الأميركي على عدم تجاوز الخطوط الحمر، وإنّ الحل الأنسب الذي تراه موسكو، يقضي بتحويل سورية إلى دولة اتحادية، مع ضمان وجود قواعد لها بشكل دائم تكون نافذتها على المتوسط، مقابل ضمان حدود الكيانات التي قد تتشكل منها الدولة المقترحة. أما إيران و”حزب الله”، فلن يكون لهما أي دور، لأن ذلك سيغضب إسرائيل التي تبدو غير منزعجة من التطورات الأخيرة التي شهدتها سورية، بانتظار إعادة استئناف المفاوضات بين فصائل المعارضة والنظام، على أن يكون الاقتراح الروسي العنوان الأبرز في سير المحادثات، مع التحفظ عليه من جانب المعارضة التي قد تقبل به في نهاية الأمر، لأن لا خيار لها عكس ذلك.

 

تفاقم الإحراج الرسمي اللبناني عشية أربع محطات عربية وإسلامية

04 آذار/15/بيروت – المركزية: ازداد الموقف اللبناني الرسمي الذي أربكته كرة ثلج الإجراءات الخليجية الصارمة حياله، تخبّطاً بعد قرار مجلس التعاون الخليجي تصنيف «حزب الله» إرهابياً. وأدخل الموقف الخليجي – العربي الناري لحكومة في ورطة جديدة، حسب أوساط وزارية، فـ»حزب الله» في نهاية المطاف مكون أساسي من النسيج اللبناني وهو موجود في البرلمان كما له وزراء في الحكومة، وبالتالي لا يمكن في أي شكل من الاشكال التصديق على توصيفه بالارهابي، لأن ذلك يحتّم عزله سياسياً، الأمر غير الوارد لبنانياً. ويرتفع الثقل الملقى على منكبي الحكومة مع بروز أكثر من محطة عربية في الايام المقبلة، أبرزها القمة الاسلامية التي تعقد في 6 و7 من الشهر الجاري في جاكرتا، واجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية في مصر في 10 الجاري، وصولا الى القمة الإسلامية الثالثة عشرة التي تعقد في اسطنبول من 10 الى 15 ابريل المقبل، مروراً بالقمة العربية في موريتانيا في ابريل أيضاً. ومن المتوقع أن يكون الملف اللبناني حاضراً سيما من باب تأزم العلاقات مع الدول الخليجية، كما ستثار مجددا مسألة ادراج «حزب الله» على لائحة الارهاب، فماذا سيكون موقف لبنان وكيف سيتصرّف؟ تؤكد الاوساط ان الحكومة العالقة بين مطرقة الحفاظ على الاستقرار اللبناني وسندان عدم إغضاب المحيط العربي والخليجي، سيتعين عليها السير بين الالغام واختيار موقعها جيداً، مشيرة الى أن أفضل الممكن قد يكون الموقف الذي اتخذه اول من أمس وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي انسجم مع البيان التوضيحي الذي صدر عن الحكومة ابان القرار السعودي الاول، حيث بدا منسجما تماما مع المشاركين بتأكيده ان «لا مستقبل لنا الا بالهوية العربية وان الوطن العربي يواجه تحديات خارجية من الطامعين»، لكنه في المقابل تحفّظ على وصف «حزب الله» بالارهابي، علما أنه لم يكسر الاجماع العربي اذ ان العراق والجزائر تحفّظا أيضاً على القرار.

 

تشديد الإجراءات حول السفارات الخليجية ومخاوف على الاستقرار وتعاظم القلق في لبنان من الانعكاسات الخطيرة لتدهور العلاقات مع دول مجلس التعاون

04 آذار/15/بيروت – «السياسة»/ما بعد القرار الخليجي الجامع باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية، لن يكون كما قبله في ما يتصل بالعلاقات الخليجية مع لبنان، مع اتساع رقعة الاستياء الخليجي من لبنان بعد تحفظ وزير داخليته نهاد المشنوق على وصف وزراء الداخلية العرب للحزب بـ»الإرهابي»، الأمر الذي سينعكس مزيداً من التدهور على صعيد هذه العلاقات التي بلغت مرحلة صعبة للغاية ستترك انعكاساتها السلبية على لبنان الذي يمر في ظروف أحوج ما يكون فيها إلى دعم الدول العربية وتحديداً الخليجية منها. وكشفت مصادر وزارية بارزة لـ»السياسة» أن الحصار الخليجي والعربي بعد قرار وزراء الداخلية العرب، يثير قلقاً كبيراً لدى الحكومة ويفتح الباب أمام سيل من الأسئلة والتكهنات بشأن مصير علاقة لبنان بالدول الخليجية التي ينبغي أن تدرك ظروف لبنان الداخلية وتتفهّم طبيعة تكوينه السياسي والطائفي ونفوذ «حزب الله» العسكري وخروجه عن الشرعية اللبنانية في أمور عدة، لكنها في الوقت نفسه، ترى أن للقرارات الخليجية ما يبررها من وجهة نظر الدول التي اتخذتها، في ضوء استمرار حملة «حزب الله» الشعواء على المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الخليجية، وبالتالي فإن ما صدر عن هذه الدول بحق «حزب الله» لم يكن مفاجئاً وسيضع العلاقات اللبنانية – الخليجية أمام مرحلة شديدة التعقيد ومفتوحة على كل الاحتمالات، مع بروز مؤشرات على منحى تصاعدي في اللهجة الخليجية ضد لبنان الذي سيكون في وضعٍ لا يُحسد عليه مطلقاً، بعد التحول الخليجي الجذري في التعامل معه، جراء ممارسات «حزب الله». وفي معلومات لـ»السياسة»، فإنه بعد القرار الخليجي بوصف «حزب الله» منظمة إرهابية، طُلب إلى عدد من السفارات الخليجية في بيروت، اتخاذ احتياطات أمنية أكثر من عادية والتخفيف من حركة تنقلات طواقمها الديبلوماسية، تحسباً لأي أعمال أمنية قد تستهدفهم. كما علمت «السياسة» أن نصائح تلقاها عدد من القيادات في قوى «14 آذار»، باتخاذ إجراءات حماية إضافية، مع بلوغ الأوضاع الداخلية مرحلة شديدة التعقيد وبعد التصعيد غير المسبوق بين «حزب الله» والدول الخليجية، حيث يُخشى حصول فوضى أمنية لصب الزيت على النار وإغراق البلد بالفتنة المذهبية والطائفية، لزيادة عوامل التأزم والانفجار. وفي موقف قرأ فيه بعض المراقبين تلويحاً بهز الاستقرار اللبناني، زعمت إيران من ان قرار اعتبار حليفها «حزب الله» منظمة ارهابية يستهدف أمن واستقرار لبنان. وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان إن «هؤلاء الذين يصفون حزب الله بالارهابي يستهدفون سواء كان عمداً أم لا، أمن واستقرار لبنان»، من دون أن يعطي تفاصيل إضافية. في المقابل، اعتبر عضو «كتلة المستقبل» النائب عمار الحوري، أن ممارسات «حزب الله» على مدى سنوات وأشهر، «أدت إلى ما وصلنا إليه وهذان القراران الصادران عن مجلس التعاون الخليجي ومؤتمر وزراء الداخلية العرب (بتصنيف الحزب منظمة إرهابية)، نتجا عن أمور تراكمية»، مشيراً إلى أنه «رغم الكثير من التحذيرات والمراجعة، استمر «حزب الله» بالتدخل في عدد كبير من الدول العربية، سيما دول مجلس التعاون الخليجي».

 

سلام يلوّح باستقالة الحكومة خلال أيام إذا لم يتم التوصل لحل لأزمة النفايات

04 آذار/15/بيروت – “السياسة” والوكالات/في غمرة التأزم السياسي الناشئ عن أزمة لبنان مع دول الخليج التي أدت الى انقطاع جسور الوساطات وارتفاع حدة الاجرءات وصولا الى تصنيف “حزب الله” إرهابياً، أطلت أمس اولى اجراءات رئيس الحكومة تمام سلام الاعتراضية على العرقلة السياسية لحل ملف النفايات، شاهراً سيف عدم توجيه الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل إذا لم تحل الازمة، من دون ان يذهب بعيدا في تعليق جلسات المجلس، “فالأمر أبعد من مجرد تعليق العمل الحكومي ويتعلق بوجود الحكومة نفسها وجدواه، وإذا لم يتم التوصل الى مخرج خلال أيام فإنه سيعلن فشل الحكومة وبالتالي عدم وجود مبرر لاستمرارها” على ما نقل وزير الاعلام رمزي جريج عن سلام. وأعلن سلام خلال الجلسة أن اللجنة الوازارية المكلفة معالجة ملف النفايات حققت تقدما ملحوظا وقطعت ثلاثة أرباع الطريق نحو الحل المرحلي المتمثل بالمطامر، لكنه أكد ان لا مبرر لبقاء الحكومة اذا لم يتم التوصل الى حل لهذه الأزمة خلال أيام. وعلمت “السياسة” من مصادر وزارية، أن الرئيس سلام يعتبر أن أزمة النفايات وصلت إلى الخط الأحمر ولم يعد ممكناً أن تبقى حالة المراوحة مسيطرة على هذا الملف، مشيرة إلى أن هناك أطرافاً سياسية لا تريد السير بالأمور إلى الحل، ما سيزيد العراقيل أمام الحكومة وهو ما يرفضه الرئيس سلام ولا يمكن أن يقبل به وليتحمل كل طرف مسؤولياته على هذا الصعيد، وإلا فلتستقل الحكومة وتتحول إلى تصريف الأعمال. وكان وزير التربية الياس بو صعب، أشار إلى أن سلام نفذ صبره، وقال “نحن معه في اتخاذ أي قرار”، في وقت اعتبر وزير الزراعة أكرم شهيب، أن معالجة ملف النفايات، أهم من انتخاب رئيس للجمهورية. لكن أزمة النفايات لم تكن عنصر التشنج الحكومي الوحيد، ذلك ان ظلال القرار الخليجي بتصنيف “حزب الله” إرهابياً، فعلت فعلها في تشنيج الاجواء. وقالت مصادر وزارية لـ”وكالة الأنباء المركزية” انه بعد مداخلة لوزير الخارجية جبران باسيل تساءل فيها عن الفرق بين موقفه في جامعة الدول العربية وموقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مؤتمر وزراء الداخلية العرب اول من أمس حتى قامت القيامة ولم تقعد عليه في حين مر موقف المشنوق مرور الكرام، هاجم وزير “حزب الله” حسين الحاج حسن دول الخليج، الأمر الذي استدعى ردا من وزير السياحة ميشال فرعون ووزراء آخرين، فسحب الحاج حسن كلامه.

أما زميله الوزير محمد فنيش فطالب بعد المشادة بان يكون الكلام في هذا الموضوع من باب الانتقاد لا الاتهام، وتحدث عن أهمية التهدئة سائلا الى اين نحن متجهون والحال هذه.أما الموقف الرسمي من الخطوة الخليجية التي اتخذت بعدا عربيا بانضمام وزراء الداخلية العرب اليها، فتمثل في “التوافق، بنتيجة مناقشة مستفيضة وبعد ابداء الوزراء وجهات نظرهم، على التمسك بمضمون البيان الذي أصدره مجلس الوزراء في جلسته السابقة”، وفق ما جاء في بيان مقررات الجلسة.

 

عون: سيقتنعون أنني المؤهل للرئاسة

04 آذار/15/بيروت – “السياسة”/تتجه الأنظار في الأيام القليلة المقبلة، إلى المواقف التي سيطلقها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون من الملفات الداخلية والإقليمية، حيث أكدت معلومات لـ«السياسة» من مصادر عليمة، أن عون سيحدد موقفه بكثير من الوضوح من مختلف القضايا وتحديداً في ما يتصل برئاسة الجمهورية والعلاقات مع الحلفاء والشركاء، وسيضيء على مستقبل المصالحة المسيحية-المسيحية بعد «اتفاق معراب» مع «القوات اللبنانية» الذي يرى فيه عون بداية لمرحلة أكثر نقاوة وإشراقاً، على صعيد العلاقات مع «القوات» ورئيسها سمير جعجع والتي ستفتح الباب أمام تعاون سياسي وانتخابي سيكون له تأثيره على الساحة الداخلية، بعدما طويت صفحة الخلافات بين الفريقين إلى غير رجعة. ويقول عون، وفقاً للمصادر، إن انتخابه رئيساً لن يتأخر، لأن الأطراف السياسية ستقتنع أنه المؤهل أكثر من غيره للرئاسة الأولى وهو وحده القادر على جمع اللبنانيين وفتح صفحة جديدة في ما بينهم، وإن كان يرى أن الظروف الحالية قد تعرقل انتخابه، لكن الطريق ستفتح أمامه في نهاية المطاف.

في المقابل، جزمت مصادر بارزة في «تيار المستقبل» بأن حلم عون بالرئاسة، كـ «حلم إبليس في الجنّة»، بعد التطورات المتسارعة التي شهدتها العلاقات اللبنانية-الخليجية وما تسببت به ممارسات صهر عون وزير الخارجية جبران باسيل وحليفه «حزب الله» بحق المملكة العربية السعودية والدول الخليجية.

 

بري التقى الوفد النيابي العائد من واشنطن وسفيري ايطاليا وبريطانيا جابر: زيارة واشنطن كانت ناجحة بكل المقاييس

الخميس 03 آذار 2016/وطنية - التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مكتبه في عين التينة، بعد ظهر اليوم، الوفد النيابي الذي كلفه بزيارة واشنطن في اطار شرح الموقف اللبناني من التدابير والاجراءات المالية الاميركية وتداعياتها على لبنان.

وضم الوفد النواب السادة: ياسين جابر، محمد قباني، آلان عون، باسم الشاب وروبير فاضل، السفير انطوان شديد والمستشار علي حمدان.

جابر

بعد الزيارة قال جابر: "وضعنا دولته في اجواء الزيارة لواشنطن، وبالمناسبة نشكر كل اعضاء الوفد على الانسجام الذي مثله في هذه الزيارة التي كانت ناجحة بكل المقاييس. ودولته يريد ان يستمر هذا الجهد في المستقبل، وسيتحول هذا الوفد لجنة صداقة لبنانية - اميركية. وان شاءالله سيستمر هذا الجهد والتواصل مع الكونغرس الاميركي وستوضع خطة لاجل تفعيل هذه العلاقة من خلال دعوات توجه الى نواب اميركيين لزيارة لبنان وقيام وفود نيابية لبنانية ايضا بزيارات للولايات المتحدة".

وختم: "نشكر دولة الرئيس على ثقته وان شاءالله تؤتي هذه الزيارة وغيرها من الزيارات والتعاون ثماره الطيبة على العلاقات الطيبة بين البلدين".

ماروتي

وكان بري استقبل ظهر اليوم السفير الايطالي في لبنان ماسيمو ماروتي بحضور المستشار حمدان، ودار الحديث حول الاوضاع الراهنة.

شورتر

كما استقبل السفير البريطاني في لبنان هوغو شورتر بحضور حمدان وبحث معه التطورات في لبنان والمنطقة.

الشوابكة

والتقى ايضا الامين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة وعرض معه نشاط الاتحاد.

 

الرياض: حزب الله عطل حياة لبنان السياسية ورهــن قــراره بالأجنــدة الإيرانيــة

المركزية- اشارت صحيفة "الرياض" السعودية الى ان "المختلف في قرار دول مجلس التعاون، اعتبار ميليشيات "حزب الله" وقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة منها منظمة إرهابية". ولفتت الى انه رغم أن دولاً في مجلس التعاون صنفت في السابق، وبشكل فردي "حزب الله" وعدداً من المنظمات بوصفها منظمات إرهابية، إلا أن صدور القرار بصفته الجماعية يعطي دلالة على أن الرؤية الخليجية باتت موحدة تجاه توصيف مهمة هذا الحزب إقليمياً، كما أن هذا الإجماع الصادر من المجلس من شأنه تقوية الموقف الخليجي في المحافل والمنظمات الدولية التي لم تتخذ بعضها موقفاً حاسماً تجاه "حزب الله"، فالاتحاد الأوروبي - على سبيل المثال- لم يدرج الحزب بشكل كامل ضمن المنظمات الإرهابية، بل اكتفى بجناحه العسكري بحجة عدم قطع الحوار السياسي معه، لكن هل يمكن تسويغ البحث عن حوار سياسي مع منظمة إرهابية إبقاء التواصل معها؟ إن مثل هذه الطروحات تحرج الاتحاد الأوروبي أكثر من أي أطراف أخرى، وتجعل سياسات الاتحاد مثار تساؤل كبير". واعتبرت "أن جميع المنظمات اليوم معنية بإدراج "حزب الله" بكامل فاعلياته وكوادره في خانة الإرهاب، لا سيما أنه يحمل تاريخاً ملطخاً بالأعمال الإرهابية العابرة للحدود، كما أنه اليوم ضالع بإهدار الدم السوري، وهو المسؤول بممارساته الطائفية عن تهجير الكثير من السوريين والعراقيين". اضافت "لا تخفي إيران رغبتها تعميم نموذج "حزب الله" اللبناني في كل دول المجلس وبعض الدول الإقليمية، فخدمته إيديولوجياً مستغلة الاحتقان الطائفي الذي صنعته في العراق، وصدّرته إلى باقي دول المنطقة لتجني ثمار اختلاف أبناء الوطن الواحد، كل تلك المؤامرة كان الهدف منها التأثير في عملية صناعة القرار، وتفتيت الدولة وتفكيكها، وهو مآل ينتظر دولاً كلبنان التي استطاعت "ميليشيا حزب الله" تعطيل حياته السياسية، ورهن قراره بالأجندة الإيرانية". واشارت الى ان "الرسالة التي يروّج لها "حزب الله" وشعار المقاومة والممانعة والعبث بالقضية الرئيسية للأمة الإسلامية والعربية كلها ممارسات خدمت إسرائيل كما لم يخدمها أي جندي في جيش الاحتلال، وباتت إسرائيل متيقنة اليوم أن العرب لن تقوم لهم قائمة في المنظور القريب، لأن الممانعة والمقاومة قامت بالمهمة".

 

"اندبندنت": السعودية شعرت بطعنة في ظهرها بعد عقـود أمضتـها فـي مسـاعدة لبنـان

المركزية- نشرت صحيفة "اندبندنت" مقالا بعنوان "لماذا أشاحت السعودية بوجهها غاضبة عن لبنان؟"، معتبرة أن "السعودية شعرت بطعنة في ظهرها بعد عقود أمضتها في إمداد لبنان بمليارات الدولارات خصوصا في مجال إعادة الإعمار بعد حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006 لكن الرياض لم تتمكن رغم كل ذلك من منع الشيعة من التعبير عن غضبهم ضدها". ولفتت الى أنه "لو سافر شخص ما من صيدا السنية شمال لبنان إلى الضاحية في الجنوب حيث يسيطر حزب الله فإنه سيعود كمن سافر من السعودية إلى إيران في 10 دقائق فقط"، موضحة أن "في الجنوب حيث ينتشر مقاتلو حزب الله الذين يحصلون على سلاحهم وتدريبهم من إيران تغطي صور شهدائه والعبارات المنددة بالسعودية كل الجدران". وأشارت الى أن "السعودية التي وجدت نفسها متورطة في الحرب في اليمن وتهدد بإرسال قوات من جيشها الذي يحصل على رواتب عالية وغير المدرب بشكل كاف للقتال في سوريا، التفتت بغضب إلى لبنان بعدما شعرت بعدم العرفان بالجميل بعد عقود من الكرم معه"، مرجحة أن "بعد الانسحاب السعودي من لبنان ربما ينتهي إلى ان تحل إيران محلها بلعب دور المنقذ للبلاد من الانهيار خصوصا بعد رفع العقوبات عن طهران وحصولها على مليارات الدولارات التى كانت مجمدة وانفتاحها التدريجي على الأسواق العالمية لتتحول إيران إلى شرطي المنطقة".

 

"حزب الله" يستحضر "عدواً" من داخل الطائفة

خالد موسى/ موقع 14 آذار/اذار ٢٠١٦

 بعد نعتهم على مدار السنوات الماضية بـ "شيعة السفارة"، عاد حزب الله الى لغة التخوين للمناهضين لسياسته من داخل الطائفة. هذه المرة، تحول الإتهام من العمالة الى السفارة الأميركية في بيروت الى العمالة إلى إسرائيل مباشرة خصوصاً بعد أن إنتقلت أميركا بعد توقيع الإتفاق النووي مع إيران من مرتبة "الشيطان الأكبر" الى مرحلة "الأخ الأكبر". بالأمس انتشر تهديد على وسائل التواصل الاجتماعي والمجموعات الخاصة بـ "حزب الله" والتي يديرها مسؤولون إعلاميون من داخل التنظيم الحزبي لإدارة الرأي العام الشيعي عموما، تتهم فيه موقع "جنوبية" الذي يشرف عليه الزميل الصحافي علي محمد حسن الأمين مع ثلة من الزملاء الصحافيين المستقلين الشيعة بالعمالة لصالح العدو الإسرائيلي. ويزعم البيان الذي انتشر على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي التابعة للحزب أن "الناطق الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي بات يشرف بشكل دوري على ما ينشر في موقع "جنوبية" لصاحبه الصحافي علي الأمين"، مشيراً الى أن "الأمين ينسق مع أدرعي بشكل مباشر عبر بريده الالكتروني". ويزعم أيضاً أن سبب ذلك هو أن "السفارة الأميركية في بيروت توقفت عن تمويل الموقع المذكور، فلجأ الأمين إلى أدرعي طالباً منه الدعم، وجاءه الرد بالإيجاب بعد أيام مشروطاً بشروط عدة، أهمها إشراف أدرعي وفريقه الالكتروني على ما ينشر في موقع جنوبية".

إستجلاب التأييد

في هذا السياق، يعتبر عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" الصحافي راشد فايد أن " حزب الله في محاولة لإستجلاب التأييد لموقفه أعاد الآن الى مهاجمة خصومه حتى من الشيعة الوطنيين بتهمة العمالة للولايات المتحدة الأميركية وهذا المنطق في العمالة لأميركا لا يستوي مع منطق توقيع الإتفاقات النووية مع الولايات المتحدة الأميركية ولا يستوي مع الإصلاحيين في إيران الذين ينشدون تحسين العلاقات مع أميركا، فلماذا يريد حزب الله ان يضع لبنان دائماً في مواجهة مع المجتمع الدولي ولماذا يحاول أن يستعدي العرب على لبنان، فهذه الأسئلة وغيرها نجد جوابها في علاقة حزب الله مع إيران وبالتالي في سعي إيران إلى الهيمنة على المنطقة وإعتبار الحرس الثوري الإيراني وولاية الفقيه أن لبنان حلقة ضعيفة يمكن الهيمنة عليها وبالتالي إستخدامها في الضغط على المنطقة العربية". ولفت إلى أن "حزب الله كف عن مهاجمة الشيعة غير المتوافقين معه والذين اتهمهم بالعمالة للسفارة الأميركية ونعتهم بشيعة السفارة فترة طويلة، واليوم عاد إليهم لانه في حالة تراجع شعبي وإنكفاء وبالتالي يريد أن يستنفر من بقي من جمهوره الذي لا يستنفره إلا في حالة العداء فإن لم يكن هناك خصم عدو فإن هذا الجمهور يتراخى"، مضيفاً: "حزب الله يستحضر عدواً من ضمن الطائفة لأن هذا العدو هو الأخطر عليه من أي عدو آخر، فكيف إذ كان هذا العدو يتقن أيضاً في الوقت نفسه مخاطبة الرأي العام "الشيعي" ويتقن إستخدام السلاح المذهبي ولكن بمنطق تنويري؟".

"جنوبية": ليست المرة الأولى

من جهته، يعتبر رئيس تحرير موقع "جنوبية" الكاتب علي الأمين أن "هذه ليست المرة الأولى الذي يهددنا الحزب بها، فهناك في أكثر من محطة حملات ضد موقع "جنوبية" بدءاً من العنوان الكبير الذي كان "شيعة السفارة"، وانتقلت الى مراحل أخرى"، مشدداً على أن "الهجوم تمركز على "جنوبية" لأنه لديه حيوية ولديه حركة يومية باتجاه التعبير وكونه منبر للعديد من الآراء التي يمكن أن تكون تمثل جزءأً من الطائفة الشيعية وتعكس وجهة نظر مختلفة عن القوة المسيطرة على الطائفة وهي حزب الله". وشدد على أن "حزب الله في العموم لا تناسبه المواقف التي تتمايز عنه أو تنتقده، لا سيما إن كانت هذه المواقف منطلقة من داخل الطائفة الشيعية"، لافتاً الى أن "موقع جنوبية في الفترة الاخيرة أصبح أكثر حضوراً وفعالية وله عدد واسع من القراء وتحديداً في هذه البيئة، وأعتقد أنه اصبح مزعجاً ومن هذا المنطلق تم توجيه رسالة تهديد له ولكن اخطر ما في هذه الرسالة وللمرة الأولى هو الإتهام بالعمالة لإسرائيل وفي العادة كانت التهمة توجه نحو العمالة مع أميركا".

دعوى عبر القضاء

ولفت الأمين الى أن "هذه الرسالة وصلتنا وسنرد عليها بالطريقة التي نراها مناسبة"، مشيراً الى أن "هناك تصويباً في اتجاه الذهاب الى تقديم دعوة إلى القضاء من أجل عدم ترك هذا الأمر، والمفترض أن نخبر الأجهزة الأمنية بذلك من أجل معرفة كيف انطلق هذا البيان ومن مصدره، وسنلجا الى القضاء من أجل التحقيق بالموضوع"، مشدداً على أن "موقف جنوبية منسجم مع وطنيته وملتزم بهذه الوطنية".

منبر للذين يعارضون "حزب الله"

وقال: "مرحلة سابقة تعرض منزلي في بلدتي في الجنوب الى تدمير محتوياته وهذه كانت إحدى الرسائل ولكن هذا لم يمنعني ذلك من الذهاب أسبوعيا الى هناك بالرغم من كل هذه الرسائل التي تصلني"، لافتاً الى أن "المشكلة ليست مع شخص علي الأمين ولكن المسالة أصبحت أن هناك موقعا إسمه "جنوبية" هو اكثر من شخص إنما مؤسسة لها دور ولها تأثير وفاعلية في البيئة الموجودة فيها، وهذا الموقع لا يتصل فقط بعلي الأمين إنما بمجموعة من الناس الذين يعتبرون هذا الموقع منبراً لهم ولأن هذا المنبر أصبح متابعاً بشكل كبير وهذا ما يشكل تشجيعاً لكثيرين الذين لديهم راي معترض أن يعبروا من خلاله عن هذا الموقف".

 

الوفاء للمقاومة: قرار مجلس التعاون بشأن حزب الله عدواني ومرتاحون الى اعتراض المشنوق في مجلس وزراء الداخلية العرب

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها.

افتتحت الجلسة، بحسب بيان، "بتلاوة سورة الفاتحة وقوفا لروح القائد الشهيد علي فياض (علاء)، ولأرواح الاخوة المقاومين الشهداء الذين قضوا مؤخرا خلال مواجهتهم البطولية ضد الارهاب التكفيري. وتقدمت الكتلة الى ذويهم الكرام والى كل اهلنا الشرفاء بأحر التبريكات منوهة بشجاعة ابنائهم وثباتهم واخلاصهم, ومجددة عهدها بالوفاء لهم وللأخ القائد الشهيد (علاء) الذي قضى ربع قرن من عمره المبارك مقاوما صلبا ضد الاحتلال الاسرائيلي للبنان، ومتنقلا بين مختلف المواقع والمحاور والجبهات مجسدا أروع نموذج ومثال عن القائد المحبوب والمقدام".

ثم جرى "عرض وتقييم للمستجدات السياسية في لبنان والمنطقة خلال الاسبوعين المنصرمين، ولانعكاساتها المباشرة أو المرتقبة في مرحلة تتسم بالحساسية والتعقيد وتتطلب الدقة في مقاربتها لتشخيص مصلحة البلاد واللبنانيين وتحديد الخطوات المطلوبة والمناسبة. وخلصت الكتلة بعد النقاش الى ان "الاخفاق في تأمين النصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية على الرغم من تحديد 36 موعدا لها حتى الآن، يؤكد الحاجة الى مقاربة واقعية بين كل الكتل والمكونات في المجلس النيابي تحقق انجاز هذا الاستحقاق، بدل المناورات الفاشلة باسم الديموقراطية، بدليل الاخفاق الذي لا يزال قائما ومرشحا للاستمرار".

ولفتت الكتلة الى ان "تفاقم أزمة النفايات في البلاد دون التوصل الى حل لها، بات يهدد السلامة والصحة العامة للبنانيين، ويتطلب اجراءات طارئة وملحة، ولذا فإن الكتلة تدعو جميع المكونات في مجلس الوزراء الى التعاون الايجابي من أجل اقرار خطة المطامر الصحية المؤقتة ووضعها موضع التنفيذ والشروع في تسريع الخطوات التطبيقية لخطة التفكيك الحراري المقررة".

ورأت ان "حفظ لبنان وصون سيادته واستقراره وسلمه الاهلي، يقتضيان على الدوام يقظة وجهوزية متنامية، وتمسكا جديا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تثبت يوما بعد يوم جدواها في تأكيد قدرة لبنان على الصمود والبقاء والمواجهة رغم كل التحديات والتهديدات والفتن التي يحاول الاعداء والانتهازيون اثارتها وتحريكها بين حين وآخر. لقد آن للكل أن يدرك أن العدو الاسرائيلي هو المستفيد الاساس بل الاوحد من أي خلل أو اهتزاز أمني او فوضى تتحرك بالداخل، ولذلك ينبغي أن يبقى الاستقرار الداخلي محل عناية وتعاون الجميع بمعزل عن كل الخلافات السياسية".

واكدت ان "الدور الوطني والقومي والاسلامي والانساني الذي اضطلع به حزب الله ولا يزال، سواء لجهة الدفاع عن لبنان بوجه العدو الاسرائيلي وأطماعه، أم لجهة حمايته ضد مخاطر الارهاب التكفيري وداعميه، أم لجهة تبنيه ودعمه لقضايا شعوبنا العربية العادلة وفي طليعتها قضية فلسطين المركزية، هو دور مشرف ومسؤول، ومبعث اعتزاز وتقدير لدى كل الاحرار والشرفاء في منطقتنا والعالم. وان القرار الصادر عن مجلس التعاون الخليجي الذي يصنف حزب الله منظمة ارهابية هو قرار طائش عدواني مدان.. يتحمل النظام السعودي مسؤولية صدوره وتبعاته، وهو يتلاقى في شكله ومضمونه مع توصيف العدو الاسرائيلي لحزب الله. كما ان إعلانه لم يكن مستغربا لدينا، ذلك أن تطور العلاقات السعودية - الاسرائيلية يتطلب ذلك، وهو يمثل دفعة على الحساب، لأن العدو الاسرائيلي يشترط لتطور العلاقة معه أن توضع المقاومة على لائحة الارهاب".

اضافت: "ان هذا القرار المخزي يؤكد صوابية فهمنا لخلفية المواقف السعودية السلبية والعدائية منذ عدوان تموز 2006 بالحد الأدنى، ويزيدنا قناعة بما نقوم به ولن يثنينا أبدا عن ادانة ما ترتكبه السعودية من جرائم وانتهاكات في اليمن ومن تمويل وتسليح ودعم لجماعات الارهاب التكفيري في العراق وسوريا، ومن تواصل وتنسيق مع العدو الصهيوني الغاصب للقدس وفلسطين".

وتابعت: "اننا وفي هذا السياق، ندين ايضا ما تضمنه بيان مجلس وزراء الداخلية العرب حول وصف حزب الله بأنه ارهابي، ونعرب عن ارتياحنا لاعتراض معالي وزير الداخلية والبلديات على هذا الوصف التزاما بموقف الحكومة اللبنانية، كما نسجل تقديرنا لاعتراض كل من العراق والجزائر، ونحيي كل موقف لبناني وعربي حر وشريف". وختمت: "ان تعامي الامم المتحدة عن الجرائم والاعمال الارهابية اليومية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك عن الجرائم وحملة الابادة التي ينفذها النظام السعودي ضد الشعب اليمني. هي وصمة عار يندى لها جبين البشرية، وتسقط صدقية المؤسسات الدولية عند كل شعوب العالم، دون أن تغيب عنا الاشارة الايجابية التي تضمنها القرار الذي صدر، عن البرلمان الاوروبي سواء لجهة الانتهاكات ضد الانسانية في اليمن والتوصية بحظر تصدير الاسلحة الى النظام السعودي، أم لجهة ادانة التوغل الاسرائيلي في سياسة الاستيطان بالاراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك ما صدر مؤخرا عن منظمة العفو الدولية".

 

فارس سعيد: "الحدود الفاصلة بين الجمهورية اللبنانية و"حزب الله" اصبحت وهمية" والمطلوب من العرب بلورة خريطة طريق "تشاركية" لمواجهة النفوذ الايراني

المركزية- بين الحصار العربي الذي يُكبّل "حزب الله" على مستويات عدة، وبين الحرص على الهدوء "الهشّ" الذي تنعم به الساحة الداخلية، يترنّح لبنان حكومةً وشعباً على "حبال" محطات عدة يُخشى ما اذا سقط في واحدة منها لا سمح الله ان يذهب الى المجهول.

فبعد موقف وزير الخارجية جبران باسيل في الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي الذي آثار عاصفة من المواقف "المُنددة" متّهمة اياه بتغريب لبنان عروبته والذي على اساسه اوقفت السعودية مساعداتها العسكرية للجيش، جاء موقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق امس في اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي تحفّظ فيه على الفقرة التي تُصنّف "حزب الله" منظمة ارهابية ليزيد "الطين بلّة" ويُدخل الساحة في "برج بابل" من المواقف الرافضة والمؤيّدة.

منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" اذار النائب السابق فارس سعيد اشار عبر "المركزية" الى ان "سلوك "حزب الله" الداخلي في لبنان وفي سوريا واليمن والعراق وعلى مساحة العالم العربي ادّى الى توصيفه منظمة ارهابية من قبل الدول العربية، وهذا كان حدثاً مُنتظراً من قبلنا جميعاً نظراً لتورّط الحزب في القتال الدائر في سوريا ومن خلال بعض المجموعات التي كُتب عنها في وسائل اعلام عدة والتي نفّذت اعمالا ارهابية في الكويت والبحرين ومصر واليمن".

اما بالنسبة لسلوك الدولة اللبنانية، فاعتبر سعيد ان "الحدود الفاصلة بين الجمهورية اللبنانية و"حزب الله" اصبحت وهمية، بمعنى ان الحزب يتحكّم بدوائر قرار الجمهورية اللبنانية، واذا بقينا على هذا الشكل ربما في يوم ما سيضع النظام العربي او النظام العالمي الجمهورية اللبنانية على لائحة الارهاب".

ولفت رداً على سؤال الى ان "العنوان الذي يرفعه اهل الدولة "بحجّة شراء الاستقرار نؤمّن الغطاء لحزب الله" نتيجته لا استقرار وكشف رأس الجمهورية اللبنانية"، وقال "حزب الله" وضع الجمهورية اللبنانية امام خيار مُستحيل، فالدفاع عنه يُدخل الجمهورية اللبنانية في ازمة علاقة مع العالم العربي ومواجهته قد تُدخل لبنان في عملية عنفية، وبالتالي اصبحت الجمهورية اللبنانية مُلغاة امام قرار حزب الله"، ويكتفي اللبنانيون بالمراكز والكراسي والمواقع اما السلطة فهي بيد "حزب الله".

وشدد سعيد على ان "المطلوب من العالم العربي ان يُبلور خريطة طريق واضحة نشارك فيها جميعنا كعرب لمواجهة النفوذ الايراني في المنطقة، لان "حزب الله" جزء منه، والا يقتصر الامر على مواجهة ايران بردود فعل، والمطلوب ايضاً من اللبنانيين التمسّك بالشرعية اللبنانية والعودة الى اعادة رسم الفاصل الواضح بين الجمهورية اللبنانية من جهة و"حزب الله" من جهة اخرى".

ودعا سعيد الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى اعادة صياغة موقفيهما من ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، خصوصاً بعد ان اعلنا ان ولاءهما لـ "حزب الله" اهم من دعم رموز من "14 آذار" لترشيحيهما".

وختم سعيد تأكيده ان "الوضع اللبناني على المستويين السياسي والامني ذاهب الى مزيد من التعقيد".

 

 تصنيف "حزب الله" يفاقم الاحراج الرسـمي عشـية 4 محطات عربيـة ولبنان لن يكسر الإجماع لكنه يقدّم المصلحة الوطنية على أجندات الخارج

المركزية- ازداد الموقف اللبناني الرسمي الذي أربكته كرة ثلج الإجراءات الخليجية الصارمة حياله والتي بدأت بوقف السعودية هبة المليارات الاربعة للجيش وادراجها شركات وأفرادا على لائحتها السوداء لمساندتهم "حزب الله"، مرورا بدعوة الدول رعاياها الى مغادرة لبنان، تخبّطا بعد أن قرر مجلس التعاون الخليجي أمس تصنيف الحزب بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة منه، منظمة ارهابية، وسارع الى ملاقاته على الخط عينه وزراء الداخلية العرب الذين كانوا يجتمعون في تونس. الموقف الخليجي - العربي الناري أدخل الحكومة في ورطة جديدة حسب أوساط وزارية، فـ"حزب الله" في نهاية المطاف مكون أساسي من النسيج اللبناني وهو موجود في البرلمان كما له وزراء في الحكومة، وبالتالي لا يمكن في أي شكل من الاشكال التصديق على توصيفه بالارهابي، لأن ذلك يحتّم عزله سياسيا الامر غير الوارد لبنانيا.

ويرتفع الثقل الملقى على منكبي الحكومة مع بروز أكثر من محطة عربية في الايام المقبلة، أبرزها القمة الاسلامية التي تعقد في 6 و7 من الشهر الجاري في جاكرتا، واجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية في مصر في 10 الجاري، وصولا الى القمة الإسلامية الثالثة عشرة التي تعقد في اسطنبول من 10 الى 15 نيسان المقبل، مرورا بالقمة العربية في موريتانيا أوائل نيسان أيضا. فالملف اللبناني سيكون حاضرا سيما من باب تأزم علاقاته مع الدول الخليجية، كما ستثار مجددا مسألة ادراج حزب الله على لائحة الارهاب، فماذا سيكون موقف لبنان وكيف سيتصرّف؟ تقول الاوساط ان الحكومة العالقة بين "شاقوفي" الحفاظ على الاستقرار اللبناني وعدم إغضاب المحيط العربي والخليجي، سيتعين عليها السير بين الالغام واختيار موقعها جيدا، مشيرة الى أن أفضل الممكن قد يكون الموقف الذي اتخذه أمس وزير الداخلية نهاد المشنوق والذي انسجم مع البيان التوضيحي الذي صدر عن الحكومة ابان القرار السعودي الاول، حيث بدا منسجما تماما مع المشاركين بتأكيده ان "لا مستقبل لنا الا بالهوية العربية وان الوطن العربي يواجه تحديات خارجية من الطامعين"، لكنه في المقابل تحفّظ على وصف حزب الله بالارهابي، علما أنه لم يكسر الاجماع العربي اذ ان العراق والجزائر تحفّظا أيضا على القرار.

واعتبرت الاوساط أن ردود الفعل اللبنانية على الخطوة التصعيدية الخليجية، رسمت الى حدّ كبير معالم الموقف الذي سيعتمده لبنان في المحافل العربية، فرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أكد ان لبنان لا يمكنه تحمّل هذا التصنيف محبّذا لو تم التفريق بين جناحي الحزب العسكري والسياسي. أما الرئيس سعد الحريري ولو انه أبدى تفهّما للموقف الخليجي، الا انه أكد ان المصلحة الوطنية تقتضي الاستمرار في التهدئة والحوار مع "حزب الله"، في حين كانت لافتة مواقف وزراء الكتائب والمستقلين اليوم الذين رفضوا أيضا اعتبار زملائهم في الحكومة ارهابيين. أمام هذا المشهد، تلفت الاوساط الى ان أي دولة لا يمكنها الزام لبنان بأجندتها السياسية، والقرارات التي ستتخذها الحكومة ستأخذ في الاعتبار أولا المصلحة الوطنية والاستقرار اللبناني، وهي لن تقدّم يوما الاعتبارات الخارجية على تلك التي يقتضيها السلم الاهلي. واذ تعرب عن أسفها للمأزق الذي يتخبط فيه لبنان اليوم، اذ انه بات في موقع صعب لا يحسد عليه، تذكّر الاوساط أن مبدأي النأي بالنفس وحياد لبنان اللذين أقرّتهما حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في عهد الرئيس ميشال سليمان، اضافة الى إعلان بعبدا، لو طبّقا فعلا والتزمت بهما القوى السياسية، لكنا تجنّبنا الورطة التي نواجهها اليوم، معتبرة في هذا السياق، أن الاوان لم يفت بعد ويمكن أن تشكل العودة اليهما ولو متأخّرة، حلاً للتأزم غير المسبوق الذي تمرّ به علاقات لبنان الخليجية والعربية.

 

 قرار "العسكرية" اطلاق سماحة فجّر الغضب السعودي على لبنان والمملكة قرأت فيه سيطرة كاملة لحزب الله على اجهزة الدولـة

المركزية- يتظهر مع كل يوم يمر، جديدٌ في خلفيات واسباب القرار السعودي المستتبع باجراءات خليجية شاملة لـ"تأديب" لبنان بفعل "غض النظر" عن ممارسات حزب الله اقليميا ومواقفه التي ذهبت أبعد من المقبول ازاء المملكة وصولا الى مساواتها بالعدو الاسرائيلي. وتقول مصادر وزارية لـ"المركزية" ان نتائج الاتصالات الاوروبية والاميركية مع السعودية بهدف استطلاع اسباب "الانتفاضة السعودية المفاجئة " تجاه لبنان ومحاولة شرح الموقف الرسمي من المملكة خرجت بجملة خلاصات منها المعروف ومنها ما بقي حتى اليوم مكشوف. فالمملكة التي وقفت الى جانب لبنان وقدمت له الدعم والمساعدة والمساندة ماديا ومعنويا وسياسيا على مدى عقود لم تكن تنتظر رد جميل، لكنها في المقابل لم تتوقع ان يصل لبنان الى مرحلة تطلق منه السهام في اتجاهها من دون ان يكون للسلطة الرسمية موقف الحد الادنى من الدفاع عن المملكة او الطلب من حزب الله تخفيف هجماته المتكررة عليها، حتى ان بيان الحكومة بعد قرار وقف هبتي الاربعة مليارات دولار لم يأتِ من وجهة النظر السعودية على قدر الآمال، لا بل اعتبرته " تحايلا مشتركا "على الواقع والحقيقة فلم تحدد في ضوئه مواعيد للمسؤولين اللبنانيين لزيارتها. بيد "ان الشعرة التي قصمت ظهر البعير" تمثلت في اطلاق المحكمة العسكرية، بما ترمز اليه، الوزير السابق ميشال سماحة، الامر الذي قرأت فيه المملكة سيطرة كاملة للحزب على الدولة بكل اجهزتها بما فيها العسكرية لحزب الله، فقررت وقف الهبة التي منحها اساسا الملك عبدالله للبنان بعد زيارة الرئيس ميشال سليمان الى السعودية حينما سأل العاهل السعودي عن اسباب عدم منع السلطات اللبنانية حزب الله من الانخراط في الحرب السورية والمحاور الاقليمية فكان جواب الرئيس سليمان بأن قدرات الجيش العسكرية لا تسمح بذلك فقرر الملك تقديم الهبة لتقويته وتعزيزه بالعتاد.

واعتبرت السلطة السعودية الجديدة وفق المصادر، ان على الدولة اللبنانية التي لم تبادر للدفاع عنها ان تحل مشكلتها مع حزب الله ما دام فريقا لبنانيا وتمارس الضغط عليه من الداخل عوض الانصياع لقراراته لازالة اي ضرر قد يلحق بها جراء الاجراءات الخليجية، والمبادرة عوض البقاء في موقع المتلقي. واتبعت قرار وقف الهبة بالخطوات "العقابية" فشغلت كل محركاتها على خط تجفيف موارد حزب الله المالية، اشخاصا ومؤسسات بالتزامن مع قانون الكونغرس الاميركي للغاية نفسها الى ان ادرجت امس من ضمن دول مجلس التعاون الخليجي الحزب على لائحة الارهاب. وتضيف المصادر الوزارية ان الحكومة، ازاء هذا المناخ، انبرت الى الايعاز لأفرقاء الداخل بتهدئة الخطاب السياسي، وتمنت من الدول الصديقة محاولة تلمّس المدى الممكن ان تذهب اليه المملكة ودول الخليج في اجراءاتها وطلبت من حلفاء السعودية الاوروبيين والاميركيين بذل الممكن من اجل الحد من الاجراءات خشية تأثيرها على الاستقرار الامني واندلاع الفتنة المذهبية كما على الاقتصاد وعدم تدفيع المؤسسة العسكرية ثمنا لا ذنب لها فيه، ليتسنى لها بعد ذلك اذا أمكن، بدء التحضير لمرحلة اعادة ترميم العلاقات اللبنانية- الخليجية.

وتكشف ان حصيلة الوساطات والاتصالات الدولية مع المملكة ودول الخليج اظهرت انها غير راغبة في ضرب الاستقرار اللبناني لا أمنيا ولا اقتصاديا وانها لم تترك لبنان عسكريا ولن تستهدف اللبنانيين عموما،خصوصا المعتدلين منهم، حتى ان "الوسطاء"، كما تقول المصادر لمسوا ما مفاده ان دعم الجيش جمّد ولم يلغَ وان طريق اعادة تسليحه لم تقطع بالكامل، لكن عودة المياه اللبنانية الى مجاريها العربية يحتاج الى الكثير من "حسن النيات" اللبنانية والاقوال المقرونة بالافعال.

 

 جدوى استمرار الحكومة يتأرجح علـى حبل حــــــل النفايات

مجلس الوزراء يتمسك ببيانه وحزب الله يستكمل هجومـــــــه

الحريري متفائل بالنصاب الوزاري وخليل الى واشنطن في 19 الجاري

المركزية- في غمرة التأزم السياسي الناشئ عن ازمة لبنان مع دول الخليج التي أدت الى انقطاع جسور الوساطات وارتفاع حدة الاجرءات وصولا الى تصنيف حزب الله ارهابيا، أطلت اولى اجراءات رئيس الحكومة تمام سلام الاعتراضية على العرقلة السياسية لحل ملف النفايات، شاهرا سيف عدم توجيه الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل إذا لم تحل الازمة، من دون ان يذهب بعيدا في تعليق جلسات المجلس، "فالأمر أبعد من مجرد تعليق العمل الحكومي ويتعلق بوجود الحكومة نفسها وجدواه" واذا لم يتم التوصل الى مخرج خلال أيام فإنه سيعلن فشل الحكومة وبالتالي عدم وجود مبرر لاستمرارها" على ما نقل وزير الاعلام رمزي جريج عن سلام.

القرار الخليجي والبيان الحكومي: لكن ازمة النفايات لم تكن عنصر التشنج الحكومي الوحيد، ذلك ان ظلال القرار الخليجي بتصنيف "حزب الله" إرهابيا، فعلت فعلها في تشنيج الاجواء. وافادت مصادر وزارية "المركزية" ان وزير الصناعة حسين الحاج حسن وبعد مداخلة لوزير الخارجية جبران باسيل تساءل فيها عن الفرق بين موقفه في جامعة الدول العربية وموقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مؤتمر وزراء الداخلية العرب أمس حتى قامت القيامة ولم تقعد عليه في حين مر موقف المشنوق مرور الكرام، رأى الحاج حسن ان دول الخليج باتت توازي اسرائيل، الامر الذي استدعى ردا من وزير السياحة ميشال فرعون ووزراء آخرين، فسحب الحاج حسن كلامه. أما زميله في حزب الله الوزير محمد فنيش فطالب بعد المشادة بان يكون الكلام في هذا الموضوع من باب الانتقاد لا الاتهام، وتحدث عن أهمية التهدئة سائلا الى اين نحن متجهون والحال هذه. أما الموقف الرسمي من الخطوة الخليجية التي اتخذت بعدا عربيا بانضمام وزراء الداخلية العرب اليها، فتمثل في "التوافق، بنتيجة مناقشة مستفيضة وبعد ابداء الوزراء وجهات نظرهم، على التمسك بمضمون البيان الذي أصدره مجلس الوزراء في جلسته السابقة"، وفق ما جاء في بيان مقررات الجلسة.

بين باسيل والمشنوق: وفي السياق، اوضح مصدر في "تيار المستقبل" لـ "المركزية" ان "موقف المشنوق كان مُنسّقاً مع الرئيسين تمام سلام وسعد الحريري ويختلف كلياً عن موقف الوزير باسيل في الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي، لان القرار الذي صدر في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس لم يحظ بإجماع عربي فالعراق والجزائر اعترضتا على تصنيف "حزب الله" منظمة ارهابية، وتصنيف "حزب الله" ارهابياً يمسّ لبنان وليس ايران، اضافة الى ان المشنوق وافق على القرار الذي صدر لكنه اعترض على البيان، بينما الوزير باسيل اعترض على قرار حظي بإجماع عربي وهو موجّه ضد دولة غير عربية، كما انه لم يوافق لا على القرار ولا على البيان". واكد ان "موقف المشنوق ينسجم مع قرار الحكومة رغم ان البعض لم يكن يتمنّاه".

المملكة واطلاق سماحة: وليس بعيدا، قالت اوساط وزارية اطلعت على حصيلة الاتصالات الغربية مع المملكة العربية السعودية لمعرفة الحد الذي قد تبلغه الاجراءات في حق لبنان والاسباب الحقيقية الكامنة خلف الغضب الخليجي لـ"المركزية" ان الكأس السعودي الممتلئ من ممارسات ومواقف حزب الله تجاهه فاض مع قرار المحكمة العسكرية الذي قضى باطلاق الوزير السابق ميشال سماحة ، اذ اعتبرته دليلا قاطعا الى خضوع الدولة اللبنانية سياسيا وعسكريا وامنيا لحزب الله، فقررت وقف الهبة الهادفة اساسا الى دعم الجيش لتقويته واعادة امساكه بكامل القرار العسكري في لبنان. الا ان الاوساط اشارت الى ان باب مساعدة الجيش لم يقفل بالكامل وامكانات اعادة فتحه ما زالت قائمة اذا ما تأمنت الظروف لذلك. بن نايف في باريس: وليس بعيدا، تتجه انظار اللبنانيين الى العاصمة الفرنسية التي وصلها اليوم ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس فرنسوا هولاند في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر غد، بحيث سيحضر الملف اللبناني باستحقاقاته وازماته بين الرجلين اضافة الى القرارات الخليجية في حق حزب الله .

احتضان" الحزب: في غضون ذلك، وغداة تحفّظ وزير الداخلية نهاد المشنوق على توصيف "حزب الله" بالارهابي خلال قمة وزراء الداخلية العرب، سُجّلت جملة مواقف محليّة بارزة احتضنت "الحزب" رافضة تصنيفه، حتى على لسان خصومه السياسيين. فرأى وزير العمل سجعان قزي أن الدول الخليجية حرة في قراراتها لكنها لا تلزمنا ولو كان حزب الله ارهابيا بالنسبة لنا لكنا استقلنا من الحكومة أو هو استقال"، في حين سألت وزيرة المهجرين اليس شبطيني "هؤلاء إخوتنا في الوطن هل من المعقول شتمهم"؟ من جهته، أسف رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية عبر "تويتر"، أن تُرجم المقاومة التي ترفع رأس لبنان والعرب من بيت أبيها ما يُرضي عدونا الوحيد اسرائيل.

الوفاء للمقاومة: أما كتلة الوفاء للمقاومة، فوجهت سهامها مجددا نحو السعودية. واذ اعتبرت "أن قرار مجلس التعاون الخليجي طائش وعدواني ومدان ويتحمل النظام السعودي مسؤولية صدوره وتبعاته، لفتت الى أن اعلانه لم يكن مستغربا.لكنها عبّرت عن ارتياحها لاعتراض وزير الداخلية نهاد المشنوق على وصف الحزب بالارهاب.على خط آخر، اعتبرت الكتلة أن الاخفاق في تأمين النصاب في جلسة انتخاب الرئيس يؤكد الحاجة الى مقاربة واقعية لانجاز هذا الاستحقاق.

تقدم في المطامر: اما ملف النفايات الذي شكل محور النقاش في مجلس الوزراء فاستحوذ على الجزء الاكبر من الجلسة، وعرض رئيس الحكومة لآخر ما توصلت إليه جهود اللجنة الوزارية المختصة بمعالجة ملف النفايات الصلبة، معلنا أنها حققت تقدما في عملها وقطعت ثلاثة أرباع الطريق نحو الحل المرحلي المتمثل بالمطامر، معربا عن أمله في التوصل خلال أيام الى تسوية لهذه المشكلة. ومع أنه نفى توجهه الى تعليق عمل مجلس الوزراء، مؤكدا أن الأمر أبعد من مجرد تعليق للعمل الحكومي وإنه يتعلق بوجود الحكومة نفسها وجدواه، أعلن سلام انه لن يوجه دعوة الى عقد جلسة الأسبوع المقبل اذا لم يحل موضوع النفايات، قائلا إنه في حال عدم التوصل الى مخرج خلال أيام سيعلن فشل الحكومة وبالتالي عدم وجود مبرر لاستمرارها، شاكرا جميع القوى السياسية التي تبذل جهدا للمساعدة على إيجاد مخرج من هذه الأزمة، داعيا إياها الى الاستمرار في هذا الاتجاه لإزالة هذا العبء الذي صار بمثابة فضيحة وطنية.

الحريري متفائل: على خط آخر، شكلت زيارة الهئيات الاقتصادية برئاسة رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير الى بيت الوسط، مناسبة اطلق خلالها الرئيس سعد الحريري سلسلة مواقف يتصل ابرزها بالاستحقاق الرئاسي، فأعلن "انه ليس متشائما، خصوصا بعد نزول 72 نائبا الى البرلمان امس حيث ما زال ينقصنا 14 نائبا لانتخاب رئيس ومن بينهم اربعة من كتلتنا مستعدون للحضور.

خليل الى الولايات المتحدة: من جهة ثانية، علمت "المركزية" ان وزير المال علي حسن خليل سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية يوم السبت 19 الجاري، يرافقه وفد من كبار الموظفين في الوزارة، لعقد لقاءات مع مسؤولي الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس وغيرهم من أصحاب القرار على المستوى المالي والمصرفي في واشنطن.

 

صقر تسلم اخبارا من سليمان ضد بيار رفول لاتهامه بتهريب شاكر العبسي

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - تسلم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر من وزير الدفاع اخبارا تقدم به الرئيس ميشال سليمان ضد بيار رفول لاتهامه في مقابلتين اعلاميتين في اذار وتشرين الاول 2015 بتهريب شاكر العبسي. وطلب في الاخبار اجراء التحقيق.

 

عويدات تسلم ادعاء النيابة العامة المالية على سوكلين في جرم هدر الاموال العامة

الخميس 03 آذار 2016

وطنية - تسلم قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات، اليوم، ادعاء النيابة العامة المالية على شركة "سوكلين" والشركات العاملة معها في جرم هدر الاموال العامة. ويعكف على دراسة الملف تمهيدا لمباشرة التحقيق وتحديد مواعيد استدعاء المدعى عليهم.

 

مروان حمادة: عون بعيد كل البعد عن الفوز بالرئاسة

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - أيد النائب مروان حمادة كلام رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل حول موضوع الانتخابات الرئاسية ودعوته الكتل النيابية لمراجعة موقفها، واشار في حديث لاذاعة صوت لبنان 100,3 -100,5 "الى ان لا مراجعة لأسماء المرشحين للرئاسة قبل الجلسة المقبلة أو اي تغيير اقليمي في المنطقة". ولفت "الى ان عدد النواب الذين حضروا جلسة الانتخاب، امس، يدل على ان النائب ميشال عون بعيد كل البعد عن الفوز بالرئاسة في انتخابات طبيعية".وفي ما يتعلق بجلسة مجلس الوزراء اليوم، لفت "الى ان أمام مجلس الوزراء اليوم مفصلين مهمين: تحديد المطامر والمحارق"، مشيرا "الى ان الحديث يتم عن ثلاثة مطامر هي منطقة كجك بين أقليم التفاح وأقليم الخروب والكوستا برافا وبرج حمود". وردا على سؤال حول موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب، قال:"موقف المشنوق يختلف عن موقف وزير الخارجية جبران باسيل، فوزير الداخلية وافق على بيان ادانة حزب الله وايران بضرب استقرار المنطقة، انما لم يوافق على توصيف الحزب بالارهابي وهذا دليل جديد على ازدواجية الموقف الللبناني".

 

ريفي: لبنان بحاجة إلى عاصفة حزم سياسية واستقالتي نهائية

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - أكد الوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي عبر ضمن برنامج "بلا حدود" عبر قناة "الجزيرة" أنه "حان الوقت لنقول كفى، فلبنان بحاجة إلى عاصفة حزم سياسية، واستقالتي نهائية ولا عودة عنها". واستغرب موقف وزير الداخلية المعترض على مقررات مؤتمر وزراء الداخلية العرب، معتبرا أنه "لا يجد أي تبرير له". ودعا "الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع إلى سحب مرشحيهما النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون". ورأى ريفي أن "القرار الدولي صنف "حزب الله" منذ فترة طويلة كتنظيم إرهابي على الرغم من الحرص العربي على تصنيفه لإعطاء المزيد من الوقت له لكنه لم يرتدع ولم يقف عند حده. هناك أعمال قام بها "حزب الله" سواء في لبنان او في الساحة العربي جعلته يصل الى هنا". وأوضح أنه "تم التحضير لأعمال إرهابية في السعودية وتمادى "حزب الله" وايران في أفعالهم وقد حان الوقت لنقول كفى. كنا نخشى تجنب التسمية بالإسم والإتهام في لبنان ونعرف من قام بمعظم الإغتيالات لكننا تجنبنا تصنيفه حرصا على السلم الأهلي" . ولفت ريفي إلى أنه "تمت تصفية قادة المقاومة الوطنية لتبقى المقاومة حصرا بحزب الله"، مشددا على أنه "يعني تماما ما يقول بكلمة تصفية"، مؤكدا أنه "تم اغتيال الرائد الشهيد سامر حنا بدم بارد ونعرف جيدا من اغتاله واللائحة تطول الى محاولة اغتيال الشهيد الحي النائب مروان حماده وسائر الإغتيالات وهي كلها عمليات إرهابية"، لافتا إلى أن الرئيس سعد الحريري صنف "حزب الله" بأنه إرهابي". وقال:""آسف لأن أقول أن وزير الداخلية قد خرج عن الإجماع العربي ولا يحق له هذا بوجود الأدلة الكاملة على تورط الحزب".

ودعا ريفي الحكومة الى الإستقالة، وقال: "كفى تغطية لأعمال حزب الله ولا تبرير للوزير الصديق نهاد المشنوق ولا يحق له الخروج عن الإجماع العربي ونحن كنا نلوم وزير الخارجية. إن اتهام دول مجلس التعاون الخليجي مدعوم بالأدلة الدامغة فقد بدأ الغضب العربي وسيبدأ الغضب اللبناني".

وعن التباس الموقف الحكومي من ملف ميشال سماحة، قال: "توافقنا في الرياض على أن نخرج من مجلس الوزراء سوية ونوقف الحوار مع "حزب الله" في حال لم يتم طرح ملف المجرم سماحة وأنا انسحبت وحيدا رغم اتفاقنا عندما أحسست أن هناك مماطلة مع أننا اتخذنا القرار سوية".

وشدد على أن "قرار استقالته نهائي ولا رجوع عنه ورغم كل المحاولات لثنيه عن موقفه لكنها استقالة لا عودة عنها".

وأضاف: "أصنِّف نفسي حالة حريرية مستقلة بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونحن على أبواب مرحلة جديدة تتطلب منا إعادة رسم الأمور على المستوى الوطني. نحاول قدر استطاعتنا رعاية شؤون الطائفة وشؤون الوطن.سبق وتم إستهدافي أمنيا في منزلي في تفجير مسجد السلام لكننا ملتزمون في قضيتنا ولن أكون الشهيد الأول والأخير ومشروع الآخر هو تصفية كل أخصامه كما حصل مع قافلة الشهداء ولا أبالي حتى لو كلَّفني ذلك حياتي". وأكد ردا على سؤال أن "تنظيم البيت السني لا يحتاج لإذن من أحد"، وعن الوصاية السورية وتدخلها في مفاصل الحياة السياسية اللبنانية أشار إلى أن "النظام السوري بجيشه ومخابراته مكن "حزب الله" من لبنان خصوصا من خلال تمرير ترسانته العسكرية بمساعدة إيران. طالبنا مرارا بتنظيم موضوع المحكمة العسكرية وعدة مؤسسات أخرى لتخرج من بقايا تبعيتها للوصاية السورية".

ودعا إلى "استقالة الحكومة فنحن كنا نقوم بدور تصريف الأعمال وما يشبه تغطية لمطالب حزب الله الذي يحتاج لغطاء والحكومة والحوار الوطني يغطيانه وهو يبني دويلة على حساب الدولة. هناك أزمة سياسية مع الحزب. هناك أشخاص قد أفسدوا وفسدوا خاصة في موضوع ملف النفايات وملف الكهرباء لا يقل أهمية أيضا ولا مبرر لإستمرار هذه الحكومة على قيد الحياة".

وعن جلسة انتخاب رئيس للجمهورية قال: "كانت الجلسة ال 36 لانتخاب رئيس للجمهورية وإيران لا تريد إجراء إنتخابات رئاسية في لبنان بل مرشحها هو الفراغ ولا شيء سواه وحزب الله "ما كلف خاطره" ليختار مرشح واحد من قوى 8 آذار".

وتوجه ريفي إلى الرئيس الحريري والدكتور جعجع داعيا إياهما ل"سحب مرشحيهما لنبني الدولة من جديد" . ورأى أنه "وبكل أسف حزب الله أداة بيد إيران والغياب العربي سابقا ساهم في أن تصبح بعض القضايا اللبنانية بيد طهران وهي التي تؤخر إجراء الإنتخابات الرئاسية".

وأعلن انه "ضد ترشيح العماد عون وضد ترشيح أي مرشح موال لبشار الأسد"، وعن الشخصيات التي يقترحها لرئاسة الجمهورية قال: "هناك العديد من الشخصيات وأنا لن أسمي أحدا على قيد الحياة كي لا أحرقه وهناك نموذجان من يشبه فؤاد شهاب أو من يشبه نسيب لحود".

وتابع: "قواعد اللعبة في الحكومة أصبح يتحكم فيها حزب الله في الفترة الأخيرة وعندما وجدت نفسي عاجزا رأيت أنه من الأفضل الخروج منها. حزب الله تهويل بتهويل وهو لا يستطيع جرنا إلى مؤتمر تأسيسي ولا يمكنه تهديدنا ب 7 أيار جديد".

وأكد أن "ما يجمعنا هو الدولة فقط لا غير وما يفرقنا هو الدويلة وسلاح الدويلة، فنحن نعيش وضعا إستثنائيا وهناك دويلة تمسك ببعض مرافق الدولة". ورأى أن "مشروعنا نضالي طويل ونستفيد حكما من وحدة اللبنانيين ونناضل سلميا وأنا طالبت بعاصفة حزم سياسية في لبنان فنحن لا يمكن أن نقبل بهذه الدويلة".

وشدد على "أن موقفنا يجب أن يكون واضحا وأن ننادي بالعيش المشترك سنة وشعية ودروز وعلويين فنحن أمام مرحلة نضال طويلة وخلال أشهر سيكون بإمكاننا أن ننتهي من دويلة حزب الله"، معتبرا أنه "عندما يمسك حزب الله ببعض المفاصل اللبنانية إن كانت رسمية أم لا فمن حق دول الخليج حماية رعاياها منه، وهي لم تخطىء يوما بحقنا". وختم ريفي: "حزب الله إستخدم لبنان كإساءة للدول العربية وحوله ساحة تدريب عسكرية".

 

حقيقة موقف المشنوق في تونس من مسألة «ارهاب حزب الله»

خاصّ جنوبية 3 مارس، 2016

بُعيد صدور القرار الخليجي بالإجماع اعتبار “حزب الله” بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه منظمة إرهابية”، مع الإشارة إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي “سوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استناداً إلى ما تنصّ عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبّقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة”، أتى توصيف الحزب في البيان الختامي لمجلس وزراء الداخلية العرب “إرهابياً” في معرض إدانة “الممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية” وسط تحفظ عراقي على بعض فقرات “إعلان تونس” ونأي لبناني عن هذا التوصيف.

في المقابل برزت مفارقة جديدة وضعت وزير الداخلية نهاد المشنوق في تجربة استعادة ما اثاره وزير الخارجية جبران باسيل ولو بفارق ان المشنوق الذي تحفظ عن تصنيف وزراء الداخلية العرب في تونس “حزب الله” “إرهابياً”، قرن اعتراضه بتأييد بيان وزراء الداخلية العرب الذي تضمن “الادانة الكاملة لايران وحزب الله كمصدر لزعزعة السلم في المنطقة”. وأوضح المشنوق في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أنه “دان في كلمته خلال المؤتمر تدخل “حزب الله” العسكري في الدول العربية، ووافق على البيان الختامي، لكنه اعترض فقط على وصف حزب الله بأنه “إرهابي” في المقررات صوناً لعمل المؤسسات الدستورية الباقية في البلد، وذلك بعدما تحفظ العراق ورفض المقررات وبالتالي لم يكن هناك إجماع عربي”. وأشاد المشنوق في كلمته بقرار السعودية مواجهة التمدّد الإيراني قائلاً: “الوطن العربي أرضاً وشعباً يواجه تحديات تستهدف أمن مواطنيه واستقرار دوله كما أنه يواجه تحديات خارجية من الطامعين”، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ “قرار المواجهة السعودي هو بداية استعادة التوازن” نظراً لأنه “قبل ذلك لم يكن هناك توازن بين الجهد العربي وبين مشروع إيران”. وليلاً اتصلت “المستقبل” بالمشنوق في مقرّ إقامته في تونس فنفى أن يكون موقفه مشابهاً لموقف الوزير باسيل. وقال: “لا تشابه بين الموقفَين على الإطلاق، فأنا لم أقف في وجه الإجماع العربي ولم يكن لبنان الدولة الأولى أو الوحيدة في وجه إجماع عربي وإنّما جاء بعد تحفّظ من العراق ومن ثم الجزائر”:

وعن قرار إدراج “حزب الله” على اللائحة الخليجية للمنظمات الإرهابية، لفت الرئيس الحريري الانتباه في تصريح صحافي إلى أنّ “نتيجة أعمال الحزب في المنطقة أدت إلى تصنيفه على لائحة الإرهاب”. ذكّر بأنّ “حزب الله” مدرج أساساً على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية وكذلك الأمر في أوروبا التي صنفت دولها الجناح العسكري في الحزب إرهابياً. وقال: “ما له علاقة بالوضع الداخلي لا يتغيّر بالنسبة لنا، أما في ما يخص الأعمال التي يقوم بها “حزب الله” فتعرفون تماماً أننا ضدها وأنا أصنّفها إجرامية وغير قانونية وإرهابية أيضاً”.

وأكد الحريري استمرار الحوار مع “حزب الله” ربطاً بكون “الحوار يخفّف من حدة الاحتقان الحاصل”.

رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، قال: “إنّنا لا نستطيع أن نتحمّل هذا التصنيف، فإذا كانوا يريدون فليعتمدوا التصنيف الذي اعتمدَته السوق الأوروبية بأنّ الجناح العسكري لـ”حزب الله” إرهابي كما يقولون، ولستُ أنا من يقول، والجناح السياسي غير إرهابي، هذه نصحيتي”.

على طاولة الحكومة إلى ذلك، ستحضر هذه التطورات على طاولة الحكومة اليوم إذا ما قرر وزير أو أكثر أن يثيره وسط ترجيحات أن يعتمد موقف وزير الداخلية الذي إتخذه في المؤتمر موقفاً للحكومة مجتمعة، خصوصاً أن وزير التربية الياس بو صعب أبلغ “اللواء” بأنه سيطرح على رئيس الحكومة تمام سلام خلال جلسة اليوم سؤالاً عمّا إذا كان الوزير المشنوق نسّق معه في الموقف الذي اتخذه خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب. – صرّح وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار” بأنه “ليس دور مجلس الوزراء أن يعلّق على مواقف الاخرين لا تأييدا ولا رفضا. وبقدر ما نتفهم الدوافع التي أملت هكذا موقف من مجلس وزراء الداخلية العرب فإن لنا في لبنان ظروفاً لا تعتبر حزب الله حزباً إرهابياً. ونحن ندعو الحزب الى إحترام مصالح اللبنانيين متشبها بالموقف الايراني الصامت حالياً”.

 

إلى المستقبل… اعتذروا من جبران باسيل!

نسرين مرعب/جنوبية/ 3 مارس، 2016

أُدين وزير الخارجية جبران باسيل بخروجه عن الإجماع العربي في ثلاثة مؤتمرات، باسيل الذي أكد مراراً وتكراراً أنّه قد دان ما تعرضت له ممثليات المملكة في إيران فيما تحفظ على توصيفات ضد حزب الله الذي هو طرف لبناني في الحكم... جنحة باسيل، كانت في مفهوم المستقبل القشة التي قصمت ظهر البعير، رفعوا الغطاء عنه ليبترأ منه علنية رئيس الحكومة تمام سلام ومن مواقفه، وليوصفوه بوزير خارجية حزب الله تارة وبوزير خارجية إيران تارة أخرى… خلاصة الأمر، باسيل في المؤتمرات الثلاثة يمثل نفسه، لبنان لا يمكن له إلا أن يكون ضمن الإجماع العربي، لبنان عربي الهوية، ولن يكون شوكة في خاصرة العرب، هذه العبارة التي رددها وزير الداخلية نهاد المشنوق بثقة في إطلالات عدة مؤكداً أنّ حزب الله امتداد ايراني وأنّه يحوّل بوصلة لبنان وأنّ هذا البلد بحاجة لحاضنة عربية في مواجهة هذا المشروع. حتى اللحظة، كل شيء “مفهوم” الحكومة عربية، وباسيل “الولد العاق” هو من أدى بمواقفه المتفردة إلى تأزم العلاقات مع دول الخليج وهو من أوقف الهبة، وكل ما سيترتب على لبنان من عقوبات خليجية – عربية سوف نحملها لباسيل ولأجندته الحزبإيرانية. ولكن ما غير مألوف أو مفهوم هو ما حدث أمس من مواقف سياسية أقل ما يمكن توصيفها “مسرحية هزلية”، فها هي دول التعاون الخليجي تعلن “حزب الله” منظمة إرهابية، هذا الإعلان لم يكن بالجديد أو المستغرب على الساحة اللبنانية بل كان أقل من متوقع في ظل ما شهدته الساحة الخليجية مؤخراً من وضع لبنان في خانة المرتهن ومن اتهام حزب الله في العديد من العمليات الارهابية فضلاً عن تاريخه في الكبتاغون وفي تبييض الأموال وما تم رصده من خلايا له في عدد من الدول العربية وغير العربية. الرئيس الحريري لم يتفاجئ بالقرار، وإنّما وافقه علنية مشيراً إلى أنّه نتيجة أعماله في المنطقة صُنّف على لائحة الإرهاب، كلام الحريري كما يبدو لم يصل إلى مسامع عضو تيار المستقبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ليكرر خطيئة جبران خارجاً عن الإجماع العربي في اجتماع وزراء الداخلية العرب، ورافضاً توصيف حزب الله بأنّه “منظمة إرهابية”.بكل موضوعية، أوافق هنا ما قاله الوزير بو صعب في مداخلة له عبر الـ ام تي في، أنّه لو كان جبران لاعترضوا، متسائلاً إن كان المشنوق قد نسّق قبل اتخاذ القرار!

قرار المشنوق كقرار باسيل، وما من إجماع عربي “بزيت” آخر “بسمنة”، وإنّ قرر المستقبل تبني قرار وزيره ولم يتحفظ عليه فهذا يعني قمة المهزلة وأنّ كل الحملات ضد باسيل هي فقط لأنه في الطرف الآخر، أما رئيس الحكومة فإن كان على علم بقرار المشنوق مسبقاً فأحق له أن يستقيل، لأن الحكومة اللبنانية أصبحت مسرحية من مسرحيات “عادل إمام” وكل يغني على ليلاه والمواقف تنقلب حسب المصلحة السياسي وحسب الحزب. القضية ليس الموافقة على وصف الحزب بإرهابي أو رفض التوصيف، القضية هي تيار المستقبل الذي لا تنسيق بين صفوفه والذي منذ عاد الحريري بدل أن يتقوم يزداد شرخاً، فها هو ريفي أعلن سابقاً أنّ المشنوق لم يلتزم بإتفاقٍ بالإستقالة، وها هو المشنوق نفسه يصنع ما دان به باسيل، أما الحريري فيؤمن النصاب لمرشح لا يكلف نفسه عناء النزول! بإختصار، استمراركم جميعاً بالحكم خطيئة بحق لبنان، فالساحة السياسية أصبحت حلقة من حلقات “كي جي 1” وكل اللاعبين للاسف “أطفال”، ودعوة أخيرة، حافظوا على ما تبقى من ماء وجوهكم فإما إدانة المشنوق أو الاعتذار من باسيل!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قاطيشا: نتفهّم موقف المشنوق المُنسجم مع قرار الحكومة لكـن تصرّفــات "حـــزب الله" تؤكـــد ارهابــه

المركزية- اعتبر مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبة قاطيشا ان "موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس الذي اعترض على تصنيف "حزب الله" منظمة ارهابية جاء استناداً لموقف الحكومة ونحن نتفهّم ذلك"، لكننا كحزب نعتبر "حزب الله" منظمة ارهابية انطلاقاً من تصرّفاته التي تُرهب اللبنانيين". وعزا في تصريح لـ"المركزية" القرار الخليجي بتصنيف "حزب الله" منظمة ارهابية الى "تصرّفات الحزب في دول عربية عدة"، مذكّراً بوجود عناصر من "حزب الله" متّهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاولة اغتيال الوزير بطرس حرب لكن الحزب يرفض تسليمهم للقضاء، وانطلاقاً من هذا من الطبيعي ان نعتبر "حزب الله" منظمة ارهابية". ولفت الى ان "موقف المشنوق يُشبه الى حدّ ما موقف وزير الخارجية جبران باسيل في جامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي، فلو كان باسيل "اخطأ" لكان يجب على الحكومة مُساءلته عن موقفه، لكنها للاسف لم تتّخذ اي قرار، لذلك فان مسؤولية باسيل عن القرارات التي اتّخذها هي نفسها مسؤولية الوزير المشنوق في قراره الاخير". وتخوّف قاطيشا رداً على سؤال ان "تنعكس تصرّفات "حزب الله" الخارجية وتدخله في شؤون دول عربية عدة "سخونة امنية" في لبنان".

                                               

 هل تُطلق "14 آذار" في ذكرى انطلاقتها ورشة النقد الذاتي؟لقــاء "نخبـوي" فـي "بيـت الوسـط" او البريسـتول

المركزية- التباين في المواقف الذي يُخيّم على قوى "14 آذار" في الملف الرئاسي بذهاب مكوّنين رئيسيين منها الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى ترشيح "خصمين" من فريق الثامن من آذار لرئاسة الجمهورية رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، والذي لم يمنع هذه القوى من الظهور بصورة "جامعة" في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في "البيال" في 14 شباط ولو ان "الصورة الجامعة" احدثت موجة من "الغضب الفايسبوكي" من جمهور "القوات" على خلفية تعاطي الرئيس الحريري مع جعجع ان لناحية ما جاء في حديثه عن المصالحة المسيحية الاخيرة او "توسّطه" الرئيس امين الجميل ورئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل في الصورة، لن يمنع "14 آذار" من احياء الذكرى الحادية عشرة لانطلاقتها على رغم ان خريطة الترشيحات لم تتبدّل "قيد انملة" منذ ذكرى 14 شباط.

وفي السياق، علمت "المركزية" ان "14 آذار" ستُحيي ذكرى انطلاقتها باحتفال لم يُحسم مكانه بعد، فاما في "بيت الوسط" او في فندق البريستول"، وسيكون "نخبوياً" لا شعبياً اي انه سيقتصر فقط على القيادات والمسؤولين من دون مشاركة شعبية كما في ذكرى "14 شباط".

وبانتظار اتّضاح خريطة الاحتفال، مكاناً وزماناً وشكلاً، يبقى السؤال: هل ستُعيد الذكرى مشهدية "البيال" الجامعة؟ وهل ستطلق "14 آذار" "ورشة" النقد الذاتي الداخلي الذي دعا اليها الرئيس الحريري في ذكرى 14 شباط كل مكوّناتها بدءاً بتياره الازرق وكلّف المهمة للامانة العامة"؟

 

هل يقول الجنـرال كلاما آخر في 14 آذار "العونـي"؟/الرابية: نعم لحفظ الميثاقية ولا لكسر إرادة المسيحيين/معراب تتفـهم موقفنا واتفاق 18 كانـون لم يهتـز

المركزية- تماما كما سابقتها في 8 شباط، شحنت الجلسة 36 لانتخاب رئيس الجمهورية بأجواء تفاؤلية أرختها عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت وحركته السياسية بهدف اتمام الاستحقاق بعد عامين تقريبا من الفراغ. غير أن المساعي لم تؤد الغاية المرجوة في ضوء غياب المرشحين المعلنين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية عن المجلس النيابي. هذه الصورة دفعت كثيرين إلى الحديث عن أن تفاهم معراب، اهتز بفعل الموقف العوني الذي لم يغيره دعم القوات. كل هذا، فيما ذهب تكتل التغيير والاصلاح إلى حد التحذير من أن العماد عون سيقول من الآن فصاعدا كلاما آخر، حكي أنه سيعلن عنه في العشاء السنوي الذي يقيمه التيار في ذكرى 14 آذار 1989. وفي السياق، أعلنت مصادر في تكتل التغيير والاصلاح لـ "المركزية" أننا "ننتظر 14 آذار، لأن العماد عون يجمع معلومات تشير إلى كسر إرادة المسيحيين. وهذا يعني كسر الميثاق، وليتحملوا مسؤولية أفعالهم. إن كانوا يريدوننا أن نقول لهم ما يريدون سماعه، فهذا يوحي بأنهم لا يقيمون اعتبارا لوجودنا إلا إن قلنا ما يريدونه، وهذا أمر لا تقبله الوحدة الوطنية". وأشارت المصادر إلى أنهم يتكلمون بالأعداد وكأن المجلس النيابي لم يمدد لنفسه مرتين والقوانين التي يسنها سليمة (وهي ليست كذلك). نحن لا نناقش قضية العدد. هناك ميثاقية إما أن تحترم ويتم انتخاب من يمثل 86% من المسيحيين، وإما أنها لا تحترم. علما أننا قدمنا عددا من المبادرات ورفضت"، مشددة على أن "الميثاقية تكمن في انتخاب العماد عون رئيسا. وهذا الأمر يسري حتى سن قانون انتخابي جديد يحفظ حقوق كل مكونات البلد، واجراء انتخابات نيابية جديدة".وأشارت أوساط الرابية لـ"المركزية" أيضا إلى أن "بالحديث عن الاتيان برئيس توافقي، يريدون كسر إرادة المسيحيين. توافق المسيحيون على الرئيس، وهم يريدون كسر البلد وكسر إرادتنا". وأكدت أننا ومعراب نفهم مواقفنا جيدا. ثم هل كان حضورنا جلسة الأمس ليؤمن الرئيس الذي تريده معراب. ثم هل نحن نعطل الديموقراطية إن رفضنا الذهاب إلى المجلس النيابي ليعينوا لنا الرئيس الذي يريدون؟ لافتا إلى أن "القضية لا تتعلق بالـ"بوانتاجات" ونحن نرغب في أن يكون انتخاب العماد عون جامعا لتوافق كل المكونات على هذه الرغبة المسيحية، تماما كما يوافق المسيحيون على الرغبات السنية والشيعية والدرزية. وختمت: "نريد أن تكون الرئاسة ثمرة مساع داخلية وأن يكون اللبنانيون على قدر هذه المسؤولية التاريخية ويدنا ممدودة للجميع".

 

خليل إلى الولايات المتحدة في 19 الجاري

المركزية- في إطار متابعة التطورات المالية العالمية في ظل القرارات الأميركية الأخيرة، يتوجّه وزير المال علي حسن خليل إلى الولايات المتحدة الأميركية السبت 19 آذار الجاري، يرافقه وفد من كبار الموظفين في الوزارة، بحسب ما أفادت مصادر الوزارة "المركزية"، وذلك لإجراء عدد من اللقاءات مع مسؤولي الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس وغيرهم من أصحاب القرار على المستوى المالي والمصرفي في واشنطن. وتتزامن جولة الوزير خليل، مع زيارة وفد مشترك مصغّر من جمعية المصارف في لبنان واتحاد المصارف العربية، إلى نيويورك للإجتماع مع مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، من أجل البحث في برنامج المؤتمر الذي ينظمه الإتحاد بالتعاون مع جمعية المصارف في 18 نيسان المقبل في نيويورك والاجتماعات المرافقة له. ويشارك في الوفد عن جمعية المصارف نائب الرئيس سعد أزهري ("بلوم بنك") ورئيس لجنة التحقق والالتزام في الجمعية شهدان جبيلي ("بنك عوده") والأمين العام الدكتور مكرم صادر.

 

جعجع استقبل جونز وعرض مع كنعان موفدا من عون الاوضاع السياسية

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريتشارد جونز، في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية ايلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بوعاصي. وبحث المجتمعون المستجدات على الساحتين اللبنانية والاقليمية.

كنعان

من جهة أخرى، عرض جعجع مع النائب ابراهيم كنعان، موفدا من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، الأوضاع السياسية العامة، على مدار ساعة ونصف، في حضور رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" ملحم الرياشي.

 

 لا موطئ قدم لـ"داعش" في عيـن الحلـوة وخطة أمنية فلسطينية لحفظ استقرار المخيم

المركزية- في ظل تزايد الحديث عن اتخاذ تنظيم "داعش" موطئ قدم له في مخيم عين الحلوة وارسال وتجنيد المقاتلين من ابناء المخيم إلى سوريا، نفى مصدر قيادي فلسطيني في مخيم عين الحلوة لـ "المركزية" دخول غرباء أو مشبوهين إلى المخيم كما يُشاع في بعض وسائل الإعلام، مؤكدا أنّ الأمن في المخيم ممسكوك بفضل تعاون القوى والفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية مع الجيش والقوى الامنية اللبنانية، ومشددا على ان المخيم ليس بقعة امنية معزولة عن الجوار اللبناني بل هو ارض لبنانية وللدولة اللبنانية حق الاشراف عليها.

وأشار المصدر إلى بعض الإجراءات والتدابير الداخلية لحفظ الأمن العام داخل المخيم وأمن الجوار، لافتا إلى أن "العين" على عين الحلوة وهناك مؤامرة دولية لشطب حق العودة وهناك مخطط وسيناريو يجري الاعداد لهما ويتضمنان تهجير المخيم واهله كما جرى في نهر البارد ومخيم اليرموك وهو ما لن تسمح به القيادة الفلسطينية الملتزمة سياسة الحياد والنأي بالنفس عما يجري محليا واقليميا والذي تفوح منه رائحة استهداف الشعب الفلسطيني .

وكشف ان الفصائل والقوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، بدأت سلسلة مشاورات ولقاءات بهدف بلورة خطة أمنية تساهم في حفظ الأمن والإستقرار في المخيم، مشيرا إلى أنّ "تلك الخطة تتضمن منع إطلاق النار العشوائي وإلقاء القنابل، وتعزيز دور القوى الأمنية الفلسطينية المشتركة"، مؤكدا على "التنسيق مع الجيش والقوى الأمنية اللبنانية من خلال اتخاذ إجراءات معينة تحمي المخيم والجوار، في ظلّ تنامي الكلام في عين الحلوة عن ظاهرة تمدّد "داعش" في المخيم بهدف خلق إرباكات أمنية للقوى الفلسطينية وللجيش اللبناني..".

 

المكتب الإعلامي لدريان: الكلام المنسوب اليه هدفه تشويش علاقته المتينة مع السعودية

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - نفى المكتب الإعلامي لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، "ما يتم تداوله عبر بعض الوسائل الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي من كلام منسوب للمفتي دريان، يراد منه تشويش علاقته المتينة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ومحاولة مكشوفة لزج مفتي الجمهورية في مخطط تخريبي لتعكير علاقاته الأخوية والثابتة مع المملكة". ولفت المكتب الاعلامي الى ان "أهداف ما ينقل كذبا عن المفتي دريان، يصب في إطار خطة تستهدفه لتشويه دوره الديني والوطني والعربي". واكد ان "مواقف وتصاريح وبيانات ولقاءات مفتي الجمهورية مع اللبنانيين كافة، هي واضحة وثابتة مع المملكة العربية السعودية والإجماع العربي، وكل ما يصدر عكس ذلك هو عار من الصحة".

 

الحريري: اليأس ممنوع وسننتخب رئيسا وتعود الحركة السياسية والاقتصادية

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري قبل ظهر اليوم في بيت الوسط، وفدا من اللقاء الديموقراطي ضم النواب: مروان حمادة، انطوان سعد وفؤاد السعد. واوضح حمادة بعد اللقاء، انه "تم تقييم جلسة مجلس النواب أمس، والمرحلة المقبلة وضرورة تكثيف الجهود وصولا الى انتخاب رئيس للجمهورية".

اللقاء الوطني لبيروت

ثم التقى الرئيس الحريري وفدا من اللقاء الوطني لبيروت برئاسة النائب السابق محمد يوسف بيضون، وتم خلال الاجتماع عرض لاوضاع العاصمة ومطالبها.

حزب الطاشناق

وظهرا، استقبل وفدا من حزب "الطاشناق" برئاسة النائب هاغوب بقرادونيان الذي قال بعد اللقاء: "نحن نعتبر زيارتنا للرئيس الحريري مهمة ومثمرة جدا، خاصة في هذا الوضع الصعب الذي نمر به جميعا في لبنان. وقد تطرقنا الى كافة المواضيع بدءا برئاسة الجمهورية، ونحن نرى ان هذا الموضوع يحتاج الى نضوج اكثر. اما بالنسبة للانتخابات البلدية فنحن نشدد على ضرورة ان تحصل هذه الانتخابات، وقد كان هناك توافق بالرأي حيال هذا الامر، وفي هذا الاطار شدد الرئيس الحريري على ضرورة المحافظة على المشاركة والمناصفة في بلدية بيروت".

وأضاف: "كذلك بحثنا خلال الاجتماع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ولا سيما ضرورة ايجاد حل لمسألة النفايات، ونحن كبلدية برج حمود وكحزب طاشناق موقفنا ايجابي جدا شرط ان نطلع على اقتراحات الحكومة، ونرى مدى الجدية والمهل الزمنية المعتمدة وبعد النظر في هذا الملف لنتخذ الموقف النهائي منه. وكل ما يشاع عن اننا موافقون على هذا الموضوع غير صحيح، وللدقة نقول اننا أبدينا إيجابية ونريد ان نرى النتائج، وعلى ضوء ذلك نتخذ الموقف النهائي".

وختم قائلا: "لقد كان الاجتماع جديا للغاية ومثمرا جدا وقد أتى في اطار حواري، ونحن لم ننقطع يوما عن الحوار، ونأمل ان نفتح صفحات جديدة خاصة بوجود الرئيس سعد الحريري.

وعما اذا سيتستمرون بمقاطقة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، أجاب: "عندما يصل عدد النواب الحاضرين الى 84 نائبا، عندها من المؤكد ان الوزير ارتور نزاريان وانا سنكمل النصاب ليصل الى 86 نائبا".

الهيئات الاقتصادية

واستقبل الحريري بعد الظهر الهئيات الاقتصادية في لبنان برئاسة رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير الذي استهل الاجتماع بكلمة قال فيها: "في قيادات بتعرف كيف بتحكم وبيكون البلد بحالة استقرار وازدهار وبحبوحة والناس مرتاحة، وفي قيادات ما بتعرف تحكم الا والبلد تعبان والناس جوعانة. هذا هو حالنا منذ خمس سنوات، إن كان مع الحكومة السابقة او الحكومة الحالية رغم الجهود المخلصة التي بذلها دولة الرئيس تمام سلام وبعض الوزراء. نعم، هذا هو حالنا، نكد وخوف وقلق وتراجع وخسائر واقفال مؤسسات وصرف عمال وبطالة وفقر، وحتى نفايات وروائح كريهة.

خمس سنوات مرت على البلد ولم نعرف مثيلا لها، وقد سجل لبنان خلالها ارقاما قياسية غير مسبوقة، لكن للأسف أرقاما قياسية بالتراجع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والخدماتي والبيئي.

خمس سنوات والهيئات الاقتصادية والقطاع الخاص يقومون بجولات على المسؤولين ويطلقون الصراخات للتحذير من خطورة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والفراع في سدة الرئاسة وشلل مؤسسات الدولة، لكن للأسف، لا حياة لمن تنادي.

نعم، خمس سنوات وملف علاقات لبنان الاقتصادية الخارجية غائب كليا عن اهتمامات أهل الحكم. لكن نحمد الله ان هذا الملف خارج نطاق التدخل السياسي، وهذا ما مكن الهيئات من سد هذه الثغرات وإبقاء لبنان على الخارطة الاقتصادية في الخارج، وذلك من خلال زيارات قمنا بها الى باريس وبرشلونة وروما وميلانو وموسكو والرياض وجدة والدوحة وابو ظبي ودبي والشارقة وعمان والقاهرة وأخيرا الى ليماسول والجزائر".

أضاف: "نقول ذلك انطلاقا من أي خلفيات او للتجريح او للانتقام لا سمح الله كما يحصل بين أهل السياسة في بلدنا، إنما لأننا نعرف جيدا انك تشعر بنا وبوجعنا وتخاف على البلد واقتصاده ومؤسساته وناسه، ولأننا أيضا خبرناك وخبرنا هذا البيت الذي لم يأت منه الا الخير للبنان وشعبه.

لقد وصلت الاوضاع الى مستوى لم يعد لنا طاقة على تحملها، نقول لك صراحة: اننا على شفير الانهيار. وإذا استمر هذا التخريب الممنهج للعلاقات مع اشقئنا في دول الخليج لا سيما مع المملكة العربية السعودية، والتي تشكل العمق الاستراتيجي لاقتصادنا الوطني، فاننا مقبلون لا محال على انهيار اقتصادي وانفجار اجتماعي. لقد وصلت الامور الى حد لم يعد ينفع معها الكلام ولا التطمينات ولا رفع المعنويات ولا الوعود ولا المسكنات والمهدئات، وبرأينا لم يعد بالامكان اصلاح الاوضاع وإنقاذ البلد من شر مستطير، إلا بالذهاب سريعا الى انتخاب رئيس للجمهورية، وتأليف حكومة برئاسة سعد رفيق الحريري، نعم برئاستك لأنك الوحيد اليوم القادر على اعادة الثقة الى نفوس الناس والطمأنينة الى قلوبهم، والوحيد القادر على اعادة الثقة للمستثمرين اللبنانيين والعرب والاجانب".

ثم تحدث الحريري فقال: "أشكركم جميعا على مجيئكم الى هذا المنزل الذي يجمع كل اللبنانيين والذي تربطه بكم كاقتصاديين وهيئات اقتصادية علاقة خاصة لانه عندما تكونون انتم بخير يكون البلد بخير.

لا شك ان ما نمر به اليوم في البلد يسبب تراجعا للحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية للمواطنين جميعا، وانا شخصيا اتابع كل ما استطعتم القيام به في هذه المرحلة.

لقد اجتمعنا العام الماضي ومنذ ذلك الحين الى اليوم شهدنا تراجعا طال امورا كثيرة في البلد، الفائض تراجع والاقتصاد وصل الى الصفر والكهرباء بتقنين مستمر والنفايات في الشوارع، وإجمالا فإن الوضع الاقتصادي كله اسوأ من ذي قبل.

واليوم نمر بمرحلة جديدة نرى خلالها علاقاتنا مع بعض الدول تسوء ايضا، وخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي ولا سيما والمملكة العربية السعودية وانتم تعرفون ما تعنيه هذه العلاقة بالنسبة للبنان خاصة اذا نظرنا الى مؤتمرات باريس واحد واثنين وثلاثة، والى ودائع دول مجلس التعاون، هذا عدا عن الهبات واموال الصناديق السعودية والاماراتية والقطرية والاستثمارات المباشرة التي تأتي من أفراد في دول الخليج في قطاعات السياحة او الصناعة او اي قطاع آخر في لبنان.

البعض قد لا يلاحظ مدى المساوئ التي تنتج من النبرة او الافعال السياسية التي تقوم بها بعض الاحزاب بضرب علاقاتنا مع دول مجلس التعاون، هذا امر خطير جدا وانتم اليوم تلمسون أكثر من أي يوم مضى مدى تراجع العجلة الاقتصادية ووصولها الى مكان خطير جدا.

هذا الوجه البشع لما نعيشه اليوم، ولكننا جميعا نعلم انه في اي لحظة انفراج في البلد كانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة سيشعر اللبنانيون بالتفاؤل وستعود العجلة الاقتصادية للعمل من جديد وسيستقطب لبنان مجددا اللبنانيين لان من شأن ذلك خلق فرص عمل جديدة".

وأضاف: "مشكلتنا اليوم أننا نعمل منذ سنتين دون أفق، ولكن عند انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة برئاسة اي شخصية كان سيعود الامل للبنانيين وسينعكس الامر ايجابا على مختلف الصعد ولا سيما السياسي والاقتصادي. اعرف ان الوضع سيئ ولكنني لست متشائما،بالامس ذهبنا الى مجلس النواب ،صحيح ان الانتخابات لم تحصل ولكن كانت هناك اشارة واضحة جدا بنزول 72 نائبا الى البرلمان وينقصنا 14 نائبا لانتخاب رئيس ومن بينهم اربعة نواب من كتلتنا وهم مستعدون للحضور، وانا اتمنى عليكم ان تضغطوا على النواب الاخرين وتظهرون لهم الخطورة التي يمر بها لبنان .

ان بلدنا اليوم في دائرة الخطر اكان في السياسة او حيال ما يحصل من حولنا وهذا امر نعمل يوميا على تجنبه والحمد لله اننا استطعنا تجنبه لغاية الان ولكن الخطر لا يزال مستمرا والبعض قد لا يراه ولكن اذا طال هذا الخطر لا سمح الله ستطال تداعياته كل بيت في لبنان بشكل كبير جدا وستكون له تبعات سيئة جدا على البلد". وتابع الحريري: "قد يقول البعض إنني متشائم، ولكن أتذكر أنه يوم 14 شباط لفتني أمر في الوثائقي الذي بث يومها عن الرئيس الشهيد، ففي اللحظات الاولى شدد في كلامه على أنه ممنوع علينا أن نفقد الأمل، وانتم ايضا كهيئات اقتصادية ممنوع عليكم ان تفقدوا الامل.

سننتخب رئيسا بإذن الله وستعود العجلة الاقتصادية والسياسية الى الدوران، ونحن نحاول المستحيل لإنجاز الانتخابات. يجب ان نستمر بالتشاور لنرى كيف باستطاعتنا تحسين الوضع في البلد، ونحن نعمل مع فريقنا الاقتصادي على أمور عدة، ولدينا استراتيجية واضحة حيال مستقبل البلد ورؤيتنا له، ونحن حاضرون لكل التحديات، والمهم أن نتمكن من أن نعطي الناس بصيص أمل من خلال انتخاب رئيس للجمهورية".

حوار

ثم كان حوار بين الحريري والحاضرين ركز على معاناة القطاعات الاقتصادية بمجملها جراء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات الخشية من تردي الأوضاع نحو الاسوأ، واعتبروا ان عودة الحريري وتحركه المستمر في كل الاتجاهات لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اعطى بصيص امل بانجاز هذه الاستحقاق في وقت ليس ببعيد وامكانية تحسن الاوضاع مستقبلا في لبنان. وطالب الحاضرون الحريري بضرورة التحرك في اتجاه دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا المملكة العربية السعودية انطلاقا من علاقاته القوية مع مسؤولي وحكام هذه الدول من اجل اعادة ترميم وتحسين العلاقة بينها وبين لبنان، لأن تردي العلاقة على النحو السائد حاليا سيضر بلبنان ويرخي بتداعيات سلبية اضافية على الوضع الاقتصادي الذي يعانيه جراء سوء الاداء السياسي في الداخل وانعكاسات الأزمة السورية. وفي الختام رد الحريري على اسئلة الحاضرين فقال: "علينا الا نيأس ولا نقطع الأمل، انا اشعر بمعاناتكم وسأبذل كل ما في وسعي لانتخاب رئيس للجمورية، لأنه يشكل مفتاح حل للازمة، ونأمل أن نحقق هذا الهدف في وقت قريب ان شاء الله".

 

 الحريري زار تلفزيون المستقبل والتقى العاملين في القطاعات الاعلامية وأثنى على جهودهم لضمان استمرار العمل

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - زار الرئيس سعد الحريري، بعد ظهر اليوم مبنى تلفزيون "المستقبل" في القنطاري، يرافقه مستشاره الإعلامي هاني حمود، والتقى الموظفين والعاملين في المحطة وفي جريدة "المستقبل" وإذاعة "الشرق" والموقع الرسمي ل"تيار المستقبل"، في حضور المدير العام رمزي جبيلي، واطلع على أوضاعهم وعلى سير العمل في المحطة، وتحدث إليهم مثنيا على "الجهود التي يبذلونها لضمان استمرار العمل ولوضع الرأي العام في الصورة الواقعية والموضوعية للأحداث السياسية والتطورات في لبنان والمنطقة والعالم".

وتوجه بالشكر إلى العاملين في المحطة فردا فردا، وقال: "نحن نقدر وفاءكم وتفانيكم ومثابرتكم لتأمين انتظام العمل في التلفزيون بالرغم من كل الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر فيها لبنان، وفي الحقيقة ما تقومون به يرفع الرأس وإن شاء الله نتخطى هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها، وقد أتيت خصيصا لأشكركم على جهودكم".

الحريري التقى وفدا من البقاع الأوسط ومجدل عنجر وهيئات: لاعتماد المناصفة في الانتخابات البلدية في بيروت

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - تابع الرئيس سعد الحريري مساء اليوم استقبالاته في "بيت الوسط"، فالتقى وفدا موسعا من رؤساء بلديات ومخاتير البقاع الأوسط ومجدل عنجر، في حضور النائب عاصم عراجي. ثم التقى أعضاء المركز الإسلامي والمركز الثقافي الإسلامي والنادي الثقافي العربي وهيئة الدفاع عن حقوق بيروت، وتحدث إلى الحضور عن التطورات السياسية في البلاد والتحركات التي يقوم بها من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، "لأن انتخاب الرئيس هو مفتاح حل الأزمة السياسية في البلاد". وتطرق إلى موضوع الانتخابات البلدية، مكررا دعم تيار "المستقبل" لإجراء هذه الانتخابات في موعدها"، مشددا على "ضرورة اعتماد المناصفة في الانتخابات البلدية في بيروت". والتقى الرئيس الحريري رئيس حزب "الحوار الوطني" المهندس فؤاد مخزومي وعرض معه آخر المستجدات السياسية والتطورات في المنطقة.

كما عرض مع عراجي الأوضاع العامة.

 

ايلي رزق:ماذا ستفعل الحكومة والقوى السياسية لحماية مصالح لبنان واللبنانيين في الخليج؟

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - علق رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية السعودية ايلي رزق على موقف لبنان في اجتماع وزراء الداخلية العرب، وقال:"ان السؤال لم يعد مطروحا اليوم ماذا ستفعل دول مجلس التعاون الخليجي بحق لبنان واللبنانيين، انما السؤال اصبح ماذا ستفعل الحكومة اللبنانية والقوى السياسية كافة لحماية مصالح لبنان واللبنانيين ولوضع حد لتمادي حزب الله في تدخلاته العسكرية والامنية في مختلف العواصم العربية والخليجية ما يسبب ضررا كبيرا في علاقات لبنان التاريخية مع الدول الخليجية والعربية".

 

النائب خالد ضاهر: لا خيار أمام الحكومة بعد القرار العربي تجاه حزب الله إلا الوقوف مع الشرعية والحق

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - عقد النائب خالد ضاهر مؤتمرا صحافيا في منزله بطرابلس، تناول فيه القضايا الراهنة واستهله بالقول: "موضوع اليوم هو الرد على خطاب الأمين العام لحزب الله الذي كان مليئا بالمغالطات والإفتراءات والأكاذيب خاصة عندما تحدث عن موازين أخلاقية وشرعية وإسلامية وعروبية. وأنا أسألهم هل أنتم مع العرب؟ أم أنتم تابعون للفرس ولمشروع ولاية الفقيه؟ بالطيع هم أعلنوا على لسان أمينهم العام أنه جندي في ولاية الفقيه، فهو معاد للعرب والعروبة ويخدم أطماع المشروع الفارسي وأهدافه".

أضاف: "أنا أسأل، هل شتم الصحابة، وهم رموز الأمة ورموز الإسلام الذي تربون عليه أنصاركم يمت إلى الإسلام بصلة؟ يمت إلى الأخلاق بصلة؟ هل شتم زوجات النبي يمت إلى العروبة والأخلاق والقيم والإسلام بصلة؟ هل تربية الناس على هذه الأخلاق والشتائم يمت للاسلام والعروبة بصلة؟ هل مناصرة نظام الإجرام الأسدي في سوريا ضد أهل الإسلام وأهل العروبة يمت للعروبة والإسلام والقيم والأخلاق بصلة؟".

وتابع: "الإمام علي رضي الله عنه يقول: العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء ثلاثة. إذا كل أعمالكم هي ضد العروبة وضد الإسلام وضد الأخلاق والقيم وحقوق الإنسان. تشاركون النظام السوري في قتل 500 ألف إنسان بريء، تدمرون مع النظام السوري الإيراني أكثر من نصف سوريا، وتهجرون السوريين الذين استقبلوكم في حرب تموز العام 2006، تهجرون الملايين، أكثر من نصف عدد السوريين تهجرونهم من بيوتهم، بل تمنعونهم من العودة إليها في القصير وقرى حمص والقلمون وفي الكثير من مناطق سوريا، ويسقط لكم الآلاف بين قتلى وجرحى، دفاعا عن القيم وعن الدين، أم انه في سياق المشروع الفارسي المعادي للعروبة والإسلام والمعادي لحقوق الإنسان، الذي يتآمر على الأمة مع المشروع الصهيوني، ويقف في خندق واحد مع أعداء الأمة، مع الروس والأميركان في قتال الأمة وفي تهجير أبنائها؟".

وقال ضاهر: "المشروع الفارسي وارتباطاته، هو امتداد لمدرسة الإرهاب والإجرام القديمة عند الفرس، فمنذ قرون أسسوا دولة الحشاشين في بلاد الفرس، منذ ألف سنة، أقاموا دولة الإغتيالات والمخدرات والحشيشة، قتلوا واغتالوا قيادات الأمة، وناصروا أعداء الأمة من التتار ومن الصليبيين، وزرعوا الفوضى، ووصل بهم الأمر أن سرقوا الحجر الأسود (من الكعبة) لأكثر من ثلاثين عاما. واليوم يعيد التاريخ نفسه، دولة الحشاشين. عودوا إلى الإنترنت، إكتبوا كلمة الحشاشون وباللغة الفرنسية .assassin لتعرفوا أنها مشتقة من الحشاشين القدامى من الفرس الذين زرعوا الفوضى في العالم العربي والإسلامي".

أضاف: "لا أقول هذا الكلام دون إثباتات وأدلة، فمن اغتال ومن فجر في جامعة المستنصرية في بغداد وفي السفارة العراقية في بيروت ومن قام بالتفجيرات بحق الرئيس رفيق الحريري، والمتهمون باغتياله هم من الكوادر في حزب الله، وخلاياهم التي كشفت والتي قامت بمحاولة إغتيال أمير الكويت في الثمانينات، وما جرى في السعودية من تفجيرات في التسعينات وضلوع حزب الله فيها، والخلايا التي يدربها حزب الله في لبنان لتقوم بأعمال إرهابية في الخليج والسعودية واليمن التي تكشفت أخيرا، والتفجيرات التي حصلت في بلغاريا والأرجنتين وفي العالم".

وتابع: "كل ذلك أعمال إرهابية إجرامية، والأدلة ثابتة على هذا التنظيم الإرهابي وعلى النظام الإيراني الإرهابي، ووصل الأمر إلى أنهم قاموا بتخريب سوريا والعراق واليمن ومحاولة إحتلال هذه الدول مع لبنان، لكن بفضل الله تعالى قامت عاصفة الحزم بحزم أمرها وبالعمل على طردهم من الأرض العربية وحماية الأمن العربي، وها هي اليوم اليمن التي كان لها نصيب في خطاب أمين عام حزب الله وهو مزعوج على العصابة الحوثية التي تآمرت مع الرئيس المخلوع على إحتلال إيران وحزب الله لليمن، ولكن ولله الحمد تحرر أكثر من 85% من أرض اليمن، على ايدي الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وبدعم عربي من عاصفة الحزم ومن ملك الحزم وقيادة الحزم في السعودية والدول العربية والإسلامية".

واشار الى ان "الأمة ستجتث أذرع الخيانة والخبث والإجرام التي تديرها إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق. والأمة ترد عليكم بالحديد والنار، وبالأمس صدر القرار العربي في دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب ايران في لبنان منظمة إرهابية، وصدر القرار العربي لمجلس وزراء الداخلية العرب باعتبار حزب الله منظمة إرهابية إجرامية. والغريب في الموضوع أن كل الكلام الذي ورد في خطاب نصر الله أنه يتحدث عن الإجرام وعن الإرهاب، ونحن نقول ان إرهابكم ظاهر، ونقول لوزير الداخلية الذي اعترض ودافع عن حزب إجرامي إرهابي، أنا اسأله هل من قام ب 7 أيار واحتلال عاصمة لبنان إرهابي أم ليس إرهابيا؟ بالطبع إرهابي. هل من قام باغتيال الرئيس رفيق الحريري هو إرهابي أم غير إرهابي يا معالي وزير الداخلية؟ بالطبع إرهابي".

وسأل: "هل من يقوم بتفجيرات تطال قيادات لبنانية سياسية وإعلامية وأمنية من الرئيس رفيق الحريري واللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد إلى الوزير محمد شطح ومن سبقهم ممن اغتالهم الحزب وإيران والنظام السوري، وما قام به ميشال سماحة مع علي مملوك مسؤول الأجهزة الأمنية السورية وبإشراف مباشر من بشار الأسد في محاولة لقتلنا في لبنان، وزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، أليس هؤلاء إرهابيين ومجرمين حتى يعترض عليهم وزير داخليتنا؟ أعتقد أنه قد خانتك الذاكرة يا معالي الوزير. وأعتقد أنك أخطأت خطأ جسيما بحق الأمة العربية وبحق لبنان وبحق اللبنانيين وبحق العدالة، أتدافع عن مجرم ثبتت عليه كل الجرائم والإغتيالات، يهددنا في لبنان، هل انت مدافع عن حزب يطلق غوغاءه في الشوارع فيشتم الصحابة رموز الإسلام ويشتم أمهات المؤمنين ويشتموننا في بيوتنا ويهددوننا، يبدو أنك مصاب بالرهاب والخوف منهم".

وأردف: "الناس كلهم يعرفون أن الحزب الإيراني أي ما يسمى بحزب الله هو في ورطة في سوريا واليمن وغيرهما، فعدد قتلاه يزيد عن 2500 وعدد جرحاه أكثر من 6000. وما نراه من تحركات غوغاء في حزب إيران وتحركاته في الشوارع ومحاولات إرهاب الناس وتخويفهم، ما هي إلا مناورات مكشوفة يريد من خلالها أن يغطي على عجزه ومعاناته داخل سوريا".

وقال ضاهر: "معروف في كل العلوم العسكرية والأمنية أن من يعاني مشكلة في الخارج يسعى إلى تهدئة خلفيته الداخلية، بألا يصيبها أي خلل. ولذلك، يعمل على تخويفكم يا حكومة المصلحة الوطنية، يعمل على إرهابكم حتى تخضعون له فتغطون إجرامه في سوريا واليمن وفي مواجهة العرب. وأقول للحكومة بعد صدور قرار وزراء الداخلية العرب، ومن مجلس دول التعاون الخليجي: هل أنتم شركاء الحزب الإرهابي الإجرامي؟ هل انتم مستعدون لدفع ثمن دفاعكم عن حزب قام بإغتيال قياداتكم وشعبكم ويهدد نظامكم ويمنع إنتخاب رئيس جمهوريتكم ويجعلكم تعيشون حياة تملأ فيها شوارعكم النفايات والأوساخ والأوبئة والأمراض؟ يمنعكم حتى من إدانة أعماله الإجرامية التي طالت الدول العربية فتخرجون عن الإجماع العربي في كل مسألة؟".

أضاف: "بعد تصنيف الحزب انه منظمة إرهابية، يعني ان عاصفة الحزم العربية وأن التحالف الإسلامي أصبح ينظر إلى هذا الحزب على انه عدو ويجب إستئصاله، ونحن في لبنان علينا ان نتخذ موقفا واضحا لا مواربة فيه، أننا مع أمتنا ومع الإجماع العربي ومع المصالح العربية التي ترتبط إرتباطا وثيقا بمصالح اللبنانيين، ونقول لمن يتكلم على المنابر وشاشات التلفزيون لساعات طويلة كل الأصوات العالية والتهديدات ومحاولات رفع المعنويات لن تفيدكم، فمحاولاتكم بالتطاول على المملكة العربية السعودية وان تجعلوا من أنفسكم، وأنتم صغار، في مواجهة الملوك والأمراء وأهل الإسلام والبلاد المقدسة، لن تفيدكم، فأنتم صغار لن تصلوا إلى هذا المستوى".

وتابع: "بصراحة، السعودية كما الخليج، لا تقرأكم، ولا تمثلون شيئا أمامها، فهي تواجه المشروع الفارسي الإيراني في المنطقة، وعليكم أن تستدركوا أموركم فتحافظوا على أنفسكم بالإبتعاد عن مشروع الشر، مشروع الإيرانيين الفرس المجوس. ولذلك، عليكم ان تعوا أن السعودية التي اتهمتموها بالمفخخات والتفجيرات ليست هي التي ترسل المتفجرات إلى لبنان وسوريا والعراق، فهذه المتفجرات هي من عندكم ومن عند النظام السوري، والمتفجرات في العراق أتت من النظام السوري، كما قال رئيس الحكومة العراقي السابق نور المالكي وإتهم بها بشار الأسد بشكل مباشر، وكان يريد أن يقيم دعوى في المحاكم الدولية ضد النظام السوري الذي يفجر في العراق ويضرب استقراره".

وقال: "نحن يا إخوة، لا يمكن لنا إلا أن نكون مع أمتنا ومصالحنا، وعلى الحكومة أن تعي مصالح اللبنانيين، بعد القرار العربي بتصنيف هذا الحزب بأنه حزب إجرام ومنظمة إرهابية، ولا خيار أمامكم إلا أن تقفوا مع الشرعية والحق، وأن تقولوا للظالم يا ظالم، ولمن إغتال وقتل وفجر أنت لست منا، وأنت خادم وعميل للمشروع الفارسي في المنطقة".

وتابع: "هناك أمر آخر هو برنامج على قناة mbc إنتقد أمين عام حزب الله، فما دخل أهل بيروت، وما دخل أهل السنة حتى تحاولون إرهابهم والإعتداء عليهم؟ وما دخل الصحابة الكرام؟ وما دخل أمهات المؤمنين؟ أنتم أعداء للاسلام، أنتم تكذبون على الأمة والمقاومة ليست مقاومة لأعداء الأمة، فأنتم والتحالف الروسي الأميركي الصهيوني الإيراني في خندق واحد ضد الأمة، والأمة ستلفظكم وستنهي وجودكم في هذه المنطقة".

وأردف: "نقول للسعودية التي قدمت للبنان اكثر من 70 مليار دولار، لحكومته وشعبه، لإعمار وتنمية كل لبنان، شكرا لك. ولكن نقول أيضا، ماذا قدمت إيران للبنان إلا الشر والإرهاب والإجرام، ليس فقط في لبنان إنما في كل الوطن العربي، في العراق وسوريا واليمن وفي دول الخليج، خلاياهم الإرهابية وتصدير الثورة. ونقول لأشقائنا السعوديين بشكل واضح وصريح، لا تعاملوا كل اللبنانيين مثل بعضهم، فهناك من يحب طهران وعميل لها وجندي في ولاية الفقيه يعادي العرب والعروبة والإسلام، وهناك من يحب العرب والعروبة والإسلام، فلا تعاملوا الأعداء والأشقاء معاملة واحدة. النظام السوري كان يحارب من هم مع العروبة ومع الأمة، بمنعهم حتى من دخول سوريا ويعتقلهم، وحتى سائقي الشاحنات كان يمنعهم من الذهاب عبر الأراضي السورية إلا إذا راجعوا القوى المؤيدة للنظامين السوري والإيراني".

وختم: "نحن نقول لكم عليكم إذا كنتم تريدون حماية عروبة لبنان والحق فيه، ان تنتبهوا إلى كل فرد في لبنان، فلا يظلم فرد يحبكم ويحب الأمة والعروبة ويقف معكم. هذه نصيحة عليكم ان تأخذوها بالإعتبار وتحافظوا على اللبنانيين وعلى أهل العروبة والإيمان والوطنية من المسلمين والمسيحيين. لذلك نشكركم على كل ما قدمتم، واليوم الإمتحان كبير، والجميع بانتظار ما تقومون به من حماية للبنان والأمة والدول العربية والأمن العربي. شكرا لكل من يقف مع الحق ضد الإرهاب والإجرام، شكرا لمن يصنف الإرهابي بالإرهابي، والمجرم بالمجرم، ولا يقف مع الظالمين ضد المظلوم، والخزي والعار لمن يقف مع الظالمين والمجرمين والقتلة ويدافع عنهم لأنه كما قال الإمام الشافعي: من وقف مع ظالم فقد خرج من الإسلام".

 

 حوري: ممارسات حزب الله أدت إلى ما وصلنا إليه

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث الى اذاعة "الشرق"، في ما يتعلق بالقرارين الصادرين عن مجلس التعاون الخليجي ومؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس، حيث إعتبرا حزب الله تنظيما إرهابيا، أن "ممارسات حزب الله على مدى أشهر وسنوات أدت إلى ما وصلنا إليه وهذا القرار نتج عن أمور تراكمية أدت إلى ما وصلنا إليه رغم الكثير من التحذيرات والمراجعة، رغم ذلك إستمر حزب الله بالتدخل في عدد كبير من الدول العربية، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي وهذا القرار لم يأت مفاجئا". وردا على سؤال يتعلق بالفارق بين موقف الوزيرين الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل قال: "الفارق بين الموقفين كبير والنص الرسمي لما صدر عن وزراء الخارجية العرب وفي الفقرة المتعلقة بإيران ولبنان فيها شجب وإستنكار للممارسات الإيرانية وفي الفقرة التالية إدانة وشجب للممارسات والأعمال الخطيرة التي يقوم بها حزب الله لزعزعة الأمن والإستقرار في بعض الدول العربية، إن الوزير نهاد المشنوق كان موقفه واضحا في الفقرة الأخيرة من البيان، وتحفظ وفد جمهورية العراق على بعض الفقرات ونأى الوفد اللبناني بنفسه عن وصف حزب الله بالإرهابي، بمعنى أنه نأى عن كلمة واحدة في البيان "كلمة إرهاب"، لو نزعنا هذه الكلمة ما وافق عليه الوزير المشنوق هو العبارة التالي: إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها حزب الله لزعزعة الأمن والسلم الأهلي في بعض الدول العربية، وبالتالي هناك فرق كبير لأن الوزير باسيل سواء في القاهرة أو سواء في جدة خرج كليا عن تأييد القرار والبيان ووقف في وجه إجماع عربي إسلامي تمثل بـ 75 دولة عربية وإسلامية"، نافيا وجود اي تشابه بين الموقفين". وحول ما اذا كان تم التنسيق مع الحكومة ورئيسها حول هذا النأي أو التحفظ، أجاب: "أعتقد أنه هو الموقف الأساس في الحكومة وفي البيان الوزاري وفي إعلان بعبدا وعبر موقف إعلامي عبر الوزير المشنوق أنه تم التنسيق مع الرئيس سلام والرئيس الحريري، موضحا أن "النأي بالنفس حصل خارج الإجماع العربي وخارج تهديد لقمة عيش اللبنانيين وهذا في صلب البيان الوزاري، والنأي بالنفس يحصل حين يكون هناك خلاف عربي - عربي وليس كما هو واقع الحال بين ما حدث في سفارة المملكة في طهران والقنصلية في مشهد".

وردا على سؤال عما اذا ما كان قد صرح به الوزير المشنوق خروجا عن المشهد العربي والقرار العربي أي في الإعتراض الذي صرح به، قال: "الإجماع لم يكن كاملا نتيجة موقف العراق وربما هناك موقف جزائري، إن الوزير المشنوق أيد الموقف بالكامل أيد البيان ونأى بنفسه عن كلمة واحدة في كل البيان - كلمة إرهابي - وشرح أنه نتيجة تعقيدات الداخل اللبناني، كذلك فإن الرئيس سعد الحريري شرح الكثير في هذه الجوانب في مؤتمره الصحافي أمس في مجلس النواب وفي أكثر من لقاء إعلامي بالأمس، بمعنى أن حزب الله مكون لبناني وشريك في مجلس النواب وفي الحكومة، وبالتالي نحن نختلف معه تماما في أدائه في الخارج ونختلف معه في الداخل في أسلوبه في تقويض أسس الدولة، لكن لا بد من إبتكار طريقة ما في الداخل لحل الأمور نتيجة الخصوصية اللبنانية".

وعن إمكانية أن يواجه لبنان مجددا قضية إعتبار حزب الله إرهابيا في القمة الإسلامية المرتقبة في جاكرتا في السادس من الشهر الحالي، رأى أن الموضوع هو تراكمي وقد وصل إلى مكان لم يعد بالإمكان معالجته إلا من خلال ممر واحد، ان يعيد حزب الله مواقفه وحساباته، وأعتقد أن خسارته أكبر من أرباحه وأن يعود إلى عروبته ونحن منحازون بالكامل إلى العروبة ولا إمكانية للحياد لأن فيها مصلحة لبنانية، وعلى حزب الله أن يقيم الوضع من جديد، لافتا إلى الكلام الي صدر عن السيد نصر الله وأن ما قاله خلال حرب تموز كان أقل أهمية بمعنى أن مواجهة العدو الإسرائيلي أقل أهمية من الوضع الحالي، داعيا الى إعادة تصويب البوصلة فهي تتناقض مع مصلحتنا في لبنان ومصلحتنا كعرب". وعن زيارة الوفد النيابي اللبناني إلى واشنطن لمحاولة التخفيف من التدابير المالية الأميركية ضد مصارف لبنانية بسبب "حزب الله"، أكد أن "الشغل الشاغل للدولة حماية مصالح اللبنانيين وحماية إستقرار لبنان، والوفد الذي ذهب إلى واشنطن إلتقى العديد من المسؤولين الأميركيين، وأكد أن لبنان هو تحت الشرعية الدولية وأي مخالفة من قبل بعض المكونات في لبنان لا تمثل باقي اللبنانيين، وبالتالي إن كان هناك من قوانين تصيب فريقا نتمنى أن لا تصيب الباقين عموما". وشدد على أن "موقف تيار المستقبل وموقف الرئيس الحريري يغلب المصلحة الوطنية والعربية وليس فيهما أي تناقض كي نجنب الساحة اللبنانية مزيدا من الإنفجار، وإن حزب الله مطالب بموقف مشابه". وعن جلسة انتخاب رئيس للجمهورية أمس، رأى أن الحضور كان لافتا ويمكن أن يكون النصاب سياسيا، داعيا الجميع إلى الحضور لا سيما المرشحين للرئاسة، مؤكدا أن إنتخاب الرئيس سيكون بوابة حقيقية لحل كل القضايا والملفات".

 

الراعي التقى أعضاء لائحة التجذر والنهوض برئاسة قليموس: نحن مع الرابطة المارونية ونحتاج الى التجذر

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، نقيب المحامين السابق انطوان قليموس على رأس وفد ضم الاعضاء المرشحين لعضوية المجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية ورئاستها ونيابة رئاستها والذين يشكلون لائحة "التجذر والنهوض" برئاسة انطوان قليموس. وأعلن الأخير لائحته، بحضور النائب نعمة الله ابي نصر، وهي تضم: رئيس اللائحة أنطوان إقليموس، نائب الرئيس توفيق معوض، الأمين العام أنطوان واكيم، أمين الصندوق الدكتور عبده جرجس، الدكتور أنطوان خوري، الدكتور مارون سرحال، الدكتور جوزف كريكر، الدكتور سهيل مطر، الدكتور أنطوان قسطنطين، السفير السابق شربل إسطفان، عليا بارتي زين، تينا غزال ملاح، كارلا ميلان شهاب، ندى أندراوس عزيز، جوزف نعمة، وليد خوري وجورج حاج.

قليموس

وألقى قليموس كلمة، قال فيها: "جئناكم اليوم رفاقي وأنا في لائحة التجذر والنهوض، نلتمس بركة منكم وصلاة تؤسس لروحانية ما أحوجنا إليها والرعية. ما نحتاجه اليوم هو العودة إلى الجذور المارونية اللبنانية الأصيلة المتمثلة بنكران الذات والتواضع والتضحية إلى جانب الصمود والإباء والكرامة والحرية. ما نحتاجه اليوم هو الإلتصاق بهذه القيم التي لا بديل عنها سبيلا للنهوض نحو مستقبل واعد لنا ولأولادنا من بعدنا".وتابع: "إن اختيار بعضنا لبعض في هذه اللائحة بني على أساس هذه القيم وهذه القيم وحدها. صحيح أن لكل منا رأيه الخاص وانتماءه السياسي ولكننا التزمنا تجاوز الآراء السياسية المختلفة، لنمثل لوحة متجانسة ومتكاملة تمثل حقيقة النسيج الماروني في لبنان. فلأهل السياسة أن يعمل كل في نطاقه وبما يحقق له أهدافه وهذا حق مشروع. أما نحن في الرابطة المارونية فإننا نعمل وسنعمل على تجنيب الرابطة أي صراع حزبي أو فئوي وعلى صيانتها من كل تطرف أو انحراف. فليعلم الجميع ومن هذا الصرح الجامع بأن الرابطة المارونية لن تكون حزبا سياسيا إضافيا على الساحة المسيحية، بل ستكون عباءة تضم الجميع. فلا إلغاء ولا استبعاد لأحد. إنها الملاذ الآمن لجميع الموارنة". أضاف قليموس: "وليعلم الجميع أيضا، ولأي موقع أو طائفة أو مذهب أو دولة انتموا أن الرابطة المارونية ستكون الدرع الواقي للدفاع عن هذا الصرح، والأداة الحرة والفاعلة في مشاركة هموم الرعية وتطلعاتها. من هذه المنطلقات سعينا أيها السيد، رفاقي وأنا، مع مخلصين كثر وفي طليعتهم الدكتور جوزف طربيه والنائب نعمة الله أبي نصر، وحتى الساعة من أجل الوفاق والتضامن مع جميع الطامحين لتولي المهام في الرابطة، فوفقنا بالحد الممكن. إلا أن أبوابنا ستبقى مشرعة أمام كل طموح إلى العمل في رحاب الرابطة. فإذا كان العمل والإنتاجية هو المبتغى، فإن لجان الرابطة وأجهزتها مستعدة لاحتضان هؤلاء البررة". وختم: "سيدي البطريرك، لقد آمنتم وآمنا معكم، بأن من يعتدل في دنياه، يبقى حيث ولدته أمه، فلا يتراجع إلى الوراء ليعلم الناس أمثولة بتقهقره. ولا يخطو إلى الأمام ليرشدهم إلى محجة أو مأثرة. وإن من يعتدل في مناصبة الشر أو مناصرة الشر لا يصرع شرا ولا ينجد خيرا. نداؤنا إليكم ورجاؤنا أن تبقوا على ما أنتم عليه عازمون ومقدمون لأجل وضع حد لهذا التراخي في مواجهة المصير الذي لم يشهده تاريخنا من قبل. وليعلم الجميع بأن الأكثرية الصامتة قد جرحها الصمت وأتعبتها استقالتها أو إقالتها من دورها الوطني لأنها كما قال مارتن لوثر كينغ: "لم يعد يخيفها ظلم الأشرار بقدر ما تخيفها لامبالاة الناس الصالحين. شكرا يا صاحب النيافة يا من أعطي مجد لبنان وحمل همه. عشتم وعاش الموارنة أحرارا كراما وأعزاء، ليحي بهم لبنان".

الراعي

أما الراعي فرحب بالحضور مثنيا على "اجواء التفاهم وتغليب المصلحة العامة التي شهدها العمل على اعداد لائحة التجذر والنهوض"، وقال: "لقد اتخذتم شعار "التجذر والنهوض"، وهذا يشير الى أنه لا يمكن للأرزة ان ترتفع إلا بمقدار تجذرها. هذا ما نحن بحاجة إليه اليوم في لبنان. نحن بحاجة لأن نتجذر من جديد بتاريخنا وقيمنا وتقاليدنا وقيمة وطننا، ولكننا بحاجة ايضا إلى الشموخ تماما كأرزنا. ولكن حاجات اليوم تسمح لنا ان نضيف كلمة ثالثة على الشعار الذي اتخذتموه "تجذر ومعية ونهوض". أقول معية نظرا لتشرذمنا الكبير ولإنقسامنا". أضاف: "عندما انتخبت إتخذت شعاري "شركة ومحبة"، وكلنا يعلم أننا في لبنان نعيش انقسامات خطيرة جدا وعلى كل المستويات وبين كل الفئات، لذلك نحن بحاجة لأن نكون سوية. "شركة" هي كلمة روحية و"معية" تترجم الشركة. نحن مع الرابطة المارونية ونهنئكم على اختيار كلمة "التجذر". الموارنة ليسوا أولاد الأمس، والموارنة هم اقدم طائفة وجماعة في لبنان. لقد واكبوا مسيرة الوطن وتحلقوا حول بطاركتهم. لقد كان يتمتع البطريرك بذراعين: الذراع المدني والذراع الديني وهم المطارنة الذين عاشوا معه، وانطلقوا معا في المسيرة الطويلة، في عهد العباسيين وعهد المماليك وعهد العثمانيين وصمدوا بقوة وحدتهم وتضامنهم وتجذرهم. وفي وادي الديمان، حيث عاش البطاركة نحو 700 سنة، لا تحضر امامنا سوى كلمة "تجذر". لم يكن أمامهم سوى السماء: "تجذر ونهوض"، هو من أجمل ما يمكن لمجلس الرابطة الجديد العمل عليه. شبابنا واجيالنا الجديدة بحاجة لأن يدركوا تاريخهم، وعلينا مساعدة الرابطة لكي تساعد هي بدورها من خلال نشاطها الثقافي والإجتماعي شعبنا الماروني واللبنانيين جميعهم. نحن في لبنان عدنا وعشنا مع بعضنا البعض مجموعة من الطوائف التقينا وتجذرنا في هذه الأرض وحافظنا عليها ووصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولكننا بحاجة للعودة إلى الجذور. ولا يمكننا أن نكون أبناء الرمل السطحيين. لنا جذورنا وعلينا العودة إليها. وبهذا تكون الرابطة تقوم بأهم عمل وطني، لأن الرابطة المارونية تقوم دائما بهذا العمل".

وتابع الراعي: "نحن عندما نقول موارنة نقول لبنان، نقول العيش مع الآخر، وبناء جسور مع الآخر كذلك الإنفتاح على الآخر. ينتظر من الرابطة المارونية أن تلعب هذا الدور الأفقي بمعنى المعية. نريد العيش معا والتكامل معا والتكافؤ معا. هذا هو دور البطريركية دائما وهذا ما انتهجناه منذ انتخابي بطريركا، لقد كانت الكلمة واحدة وهو انه يجب أن نكون وحدة منها تنطلق وحدتنا اللبنانية. ونحن مصرون على هذا الأمر، لذلك ننظر الى الرابطة من هذا المنظار. نحن نبارك تجذركم بالأرض اللبنانية، ويجب ان نساعد شبابنا لكي يتوقفوا عن المطالبة بتأشيرات هجرة. أنتم الآن أمام تحد كبير ونحن معكم".

وختم: "عندما نقول الرابطة المارونية، نقول ان بكركي ككرسي بطريركي ماروني هو معكم كليا في هذا الموضوع. علينا ان نتجذر ونعود الى تاريخنا وقيمنا ونعرف نقطة انطلاقنا لكي نصوب الحاضر الذي ابتعد قليلا عن جذوره وحمل بعض التشوهات. علينا إذا ترتيب الأمور بشجاعة والإنطلاق إلى الأمام، اي النهوض. لذلك اسمحوا لي ان أضيف الى شعاركم كلمة معية مع كل ما تحمله من معنى ونكون امام "تجذر، معية ونهوض".

ثم وجه البطريرك الماروني تحية تهنئة للنائب نعمة الله ابي نصر والدكتور جوزف طربيه على "الجهود التي بذلاها من أجل الوصول الى إعلان لائحة التجذر والنهوض"، مثمنا "الثقة" التي منحاها للنقيب قليموس "ليس من اجل الموارنة وحسب وانما من اجل لبنان"، ومشددا على "الدور الكبير جدا الذي ينتظر الرابطة المارونية لإعادة صياغة الوحدة اللبنانية".

ابي نصر

بدوره، رأى أبي نصر أن "هذه اللائحة الإئتلافية تمثل غالبية مكونات الهيئة العامة للرابطة المارونية". وقال: "سنسعى جاهدين لأن تكون لائحة وفاقية بالكامل". وأثنى على "الجهود التي قام بها رئيس اللائحة النقيب أنطوان قليموس في سبيل إنشائها"، مؤكدا انه يؤيدها وهو قد واكب عملية تأليفها.

رابطة الأصدقاء

والتقى الراعي عضوي الهيئة الإدارية في جمعية رابطة الأصدقاء ماري جوزي افرام وميا تماس في زيارة لدعوته لترؤس القداس السنوي الذي تحتفل به الرابطة في زمن الصوم والذي تسبقه رياضة روحية معه يوم الثلاثاء من اسبوع الآلام.

كاريتاس

هذا وكان الراعي استقبل، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس كاريتاس الشرق الأوسط وشمالي افريقيا MONA رئيس كاريتاس موريتانيا غابرييل حتي، ترافقه المنسقة الإقليمية لكاريتاس MONA روزيت حشيمي في زيارة لإلتماس البركة. وعبر حتي بعد اللقاء عن تقديره الكبير للراعي. وقال: "ان زيارة الصرح كانت مقررة بعد استلامي مهامي الجديدة كرئيس لكاريتاس الشرق الأوسط وافريقيا منذ عدة اشهر، وخصوصا لأنني لبناني الأصل. لقد كان من الضروري جدا لقاء البطريرك الراعي والتماس بركته. لقد استفدت من المناسبة وعرضت لغبطته نشاط كاريتاس الشرق الأوسط وافريقيا التي تمثل جزءا من الكنيسة والتي تركز عملها على مساعدة الفقراء. وفي هذا السياق انا ارى ان كاريتاس لبنان يشكل نموذجا بالنسبة لنا، وخصوصا في ما يتعلق بعدد النازحين الذين قدم لهم المساعدات في عدد من المجالات".

 

 المشنوق : من الظلم اتهام اللبنانيين جميعا بالخضوع للسياسة الإيرانية ولبنان مهما غلبته المحن وتحالفت عليه نقاط ضعفه لن يكون شوكة في خاصرة العرب

الخميس 03 آذار 2016

وطنية - أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في كلمة أمام مجلس وزراء الداخلية العرب 33 في تونس أنها المرة الثالثة التي يتكلم في مجلس وزراء الداخلية العرب، وقال:"الأولى كانت في المغرب والثانية في الجزائر والثالثة الآن الحمد لله في تونس، المفارقة أن هذه الجلسة تعقد في قاعة سميت باسم الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله، ولي العهد السعودي الراحل الكبير، أمير الحكمة والعزيمة والبصيرة، الذي كانت جهوده في أصل اجتماع وزراء الداخلية العرب، والذي أسس منذ سنوات، حين لم يكن البال مشغولا إلى هذه الدرجة، كما هو الآن، ولا كان هناك مشاكل أمنية إلى الحد الذي نراه الآن، أنشأ مؤسسة للتعاون العربي في المسائل الأمنية والتنظيمية وقضايا صون الاستقرار ومكافحة الجريمة. بالطبع يظهر أكثر فأكثر مدى حاجتنا الملحّة والأكيدة والدائمة إلى مثل هذه المؤسسة التي أنشأها وأشرف على نموها الراحل الكبير".

أضاف: "بالطبع ينتقل الحديث فورا إلى صاحب السمو، الأمير محمد بن نايف، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، وهو ولي عهد العروبة المسؤولة، لأقول إنه تابع ما بدأه رحمه الله، مراكما خبرة طويلة في قضايا الأمن والاستقرار، فضلا عن نجاحاته التي لا ينكرها أحد، في مكافحة الإرهاب، وبالسرعة اللازمة، التي يجب أن تثير غيرة زملائه من وزراء الداخلية، وأنا أولهم. أقتبس هنا بعضا مما قاله صاحب السمو، الأمير محمد بن نايف: "كلكم تدركون أن الوطن العربي أرضا وشعبا يواجه تحديات تستهدف كيانه وأمن مواطنيه واستقرار دوله. فهو يواجه تحديات داخلية تتمثل في خارجين عن النظام وغائبين فكرا وعقلا، وضالين عن سلامة وسماحة العقيدة، ينتهكون حقوقهم وحقوق الوطن والمواطن، يعيشون مع الشيطان وللشيطان يعملون، ولا بد من التصدي الحازم لهم ويواجه تحديات خارجية تتمثل في أطماع أشرار بمقدرات الوطن العربي، تحديات تهدف إلى زعزعة دول العالم العربي وتهديد كياناتها وتهديد وحدتها والسيطرة على ثرواتها".

أضاف: "في الدورة الماضية بالجزائر، قلت إن التحدي الثاني بعد تحدي الإرهاب هو التدخل الإقليمي المستمر الذي لن يحقق إلا المزيد من الاضطرابات والانقسامات المذهبية. اعتقدنا حينها أن الاتفاقات الدولية ستخفف من الاستعراضات العسكرية في مختلف العواصم العربية. لكن ثبت دائما أن العكس هو الصحيح. وثبت أن هذه الاتفاقات لا يخرج عنها، بالنسبة لنا على الأقل، إلا المزيد من الاستعراض والاستفزاز والمزيد من الانقسام داخل كل عاصمة عربية ورد ذكرها في سجل الأحداث الدائمة خلال الأشهر الأخيرة. كما ازدادت الصور وازدادت الإعلانات عن القدرة اللامتناهية لهذا التدخل. كان كلامي في ذلك الوقت مفاجئا للبعض. اليوم معالي رئيس الدورة بدأ قبلي وفاجأ الجميع. لكن أريد ألقول إن هناك عنصرا جديدا استجد في الواقع العربي، وأصبح قرارا لا يمكن الرجوع عنه، وهو القرار السعودي بالمواجهة. ربما كان مفاجأة للبعض، لكن لهذه المفاجأة، أو المفاجآت، ميزة لا يستطيع أحد أن يتجاوزها، وهي أن قرار المواجهة هو بداية استعادة التوازن. قبل ذلك كلنا نعلم أنه لم يكن هناك توازن بين الجهد العربي وبين المشروع الإيراني".

وقال:"الأمر الآخر هو أننا كوزراء داخلية عرب، أو كمواطنين، وأستأذن هنا معالي رئيس الدورة وزير داخلية البحرين الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، أنا لا أوافق على أن ثقافتنا حول عمقنا العربي لم تعد واقعا ملموسا. فنحن لا خيار لنا غير هذه الثقافة، هي هويتنا، ولا مستقبل لنا غير هذه الهوية، ولا ماض لنا غير هذه الهوية، وأي خيار آخر هو سقوط في هاوية المشروع الأخر، وليس في الصواب العربي".

وأكد أن "القرار السعودي، الذي أصبح الآن قرارا من دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يستند إلى قاعدة سياسية، أهم ما فيها أنها تجمع المتناقضات من عرب وغير عرب، وتعمل تحت عنوان موحد، هو قاعدة التوازن. وهو أمر بدأ في مصر وذهب إلى أكثر من دولة في الإقليم، وإلى أكثر من رئيس أو ملك أو أمير، أو حتى رئيس دولة كبرى. مع العلم أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت المبادرة في المسألة المصرية، وكان لها دور فعال. لكنني، من موقع الدولة الصغيرة التي أمثلها، لا أرى أن هناك توازنا في المنطقة دون تفاهم يبدأ بين السعودية ومصر، مع احترامنا للجميع. هذا رأي من وزير يمثل دولة صغيرة وتجربته عمرها سنتان في الأمن، لكن أعود وأكرر أن هذا القرار هو الوحيد الذي يفتح باب التوازن، لأن ما قبله ليس كما بعده".

وقال: "لفتني أيضا ما تفضل به فخامة رئيس الجمهورية التونسية عن الأولوية الوطنية، حين قال إنها تتطلب مقاربة شاملة تجمع بين الأبعاد الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية والإعلامية، وكل ما من شأنه ضمان مناعة الدولة وتأهيل الفرد والمجتمع وتحصينهما ضد منازع اليأس ومناحي الغلو والتطرف والعنف، كما تتطلب إرساء المؤسسات المدنية والدستورية الكفيلة بتحقيق هذه المرامي ودعم هذه التوجهات. فقد مكنتنا هذه المقاربة من التحصين السياسي لجبهتنا الداخلية حتى لا تتشتت جهودنا وتستنزف قدراتنا في معارك جانبية يكون الجميع وقودها فتحرق الأخضر واليابس من تحتنا جميعا. بصراحة أرى في هذا الكلام أعلى نسبة من الدقة الوطنية المطلوبة من الجميع وللجميع".

أضاف: "اسمحوا لي هنا بالقول إنه ليس لأحد أن يحسد وزيرا لبنانيا هذه الأيام على وقوفه بين الوزراء العرب. فهو يقف حتما في دائرة الاتهام، صح هذا الاتهام أو اعتراه نفاد الصبر. نعم لبنان اليوم متهم بعروبته كما لم يتهم منذ عشرات السنوات، وهو الذي دفع ثمن تثبيت هويته العربية حربا أهلية كلفت اللبنانيين مئتي ألف قتيل و15 عاما من الحروب الأهلية المتصلة. وهو يدفع، منذ الساعة الواحدة ظهيرة الرابع عشر من شباط 2005، أثمان تثبيت لبنانيته المتصالحة مع العرب، والمتكاملة مع مصالحهم الاستراتيجية".

وتابع: "لم نصل إلى اللحظة التي يعيشها لبنان اليوم دفعة واحدة، بل تدرجنا وتدرجت الأزمة في مراحل عديدة، كان اغتيال شهيد لبنان والعرب رفيق الحريري لحظة من لحظاتها الكثيرة. فمن اغتال الرئيس رفيق الحريري حاول اغتيال عروبة لبنان. وما زال لبنان يواجه، ومن اغتال رفيق الحريري حاول اغتيال اللبنانية الرحبة التي جسدها. وما زالت هذه اللبنانية تواجه، رغم كل المظاهر التي تدفع الستنتاجات معاكسة".

وقال: "أقرأ وأتابع ما يقال ويكتب في الصحافة العربية من أسماء تعرف لبنان ويعرفها، لكنها باتت قاسية عليه بقدر ما هو ودود اتجاهها. من الظلم اتهام اللبنانيين جميعا بالخنوع والخضوع للسياسة الإيرانية. وهم الذين قدموا الشهيد تلو الشهيد، منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة في العام 2004، إلى اغتيال الشهيد الدكتور محمد شطح في العام 2013، وهم في مواجهة مباشرة ضد المشروع الإيراني وتقاطعاته. ولا ننسى أنه من بين الشهداء أحد أنجح الضباط في قوى الأمن الداخلي، الشهيد اللواء وسام الحسن، الذي إذا ما اكتشفنا يوما، وسنكتشف بإذن الله، من قتل الرئيس رفيق الحريري، فبفضل حرفية ومهارة الفريق الذي أعده وأشرف عليه. وقد سقط لهذا الفريق شهيد آخر هو النقيب وسام عيد، الشاب اللبناني اللامع، الذي أهدى المحكمة الخاصة بلبنان اكتشاف شبكة الاتصالات التي استخدمت لمراقبة الشهيد رفيق الحريري وتنفيذ جريمة اغتياله. كما من الظلم اتهام لبنان بعروبته، الذي اعترف أمامكم بأن حكومته لم توفق بإدارة الموقف خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وخلال اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة. من الظلم اتهام لبنان هذا بأنه بات، بشكل نهائي، في موقع العداء للعرب، واستنتاج أنه يستوجب التخلي عنه دون تفريق بين أكثرية عربية الهوى والهوية وبين أقلية كبيرة وصاخبة تتولى تنفيذ مشروع يناقض مصالحها أولا قبل مصالح لبنان والعرب". أضاف:"إن محاسبة لبنان، مهما بلغت مشروعيتها، لا تتم بتجميد اللحظة الراهنة واقتطاعها من شريط الأحداث الممتد، ليس من 14 شباط 2005 وحسب، بل منذ عام 1980، حين بدأ يتضح أن لإيران مشروعا متكاملا في المنطقة، تجير له كل طاقاتها السياسية والفكرية الأمنية والعسكرية والمادية، حتى وصلنا إلى لحظة يتبجح مسؤول إيراني رفيع بأن بلاده تحتل أربع عواصم عربية".

وسأل:"ماذا فعلنا جميعا؟ وماذا فعلنا كعرب مجتمعين؟ أعتقد أن هذا سؤال مشروع، وللبنان أن يعتز بجوابه عليه، فهو لم يقصر في أداء قسطه وإن كان اليوم منهكا بالقتل ومستنزفا بسطوة السلاح وضعيفا بضعف وقوف إخوانه إلى جانبه. ما يتكون اليوم بعد القرار السعودي بالمواجهة هو بداية موقف عربي شامل نرجو أن يكتمل ويكون قادرا على تحقيق ما نطالب به جميعا". وقال: "لكن سأكشف لكم أمرا: الكثير مما عشته وخبرته، في موقعي كوزير لداخلية لبنان، تمنعني المسؤولية من تداوله علنا، لكنني سأستعين بالتلميح والإشارة، والنباهة كبيرة ومتوفرة. حاولت خلال سنتين وأكثر أن أشخص مكامن الضعف في البنية الأمنية اللبنانية وأن أطلب المساعدة بشكل محدد ودقيق، من دون أن أفلح بالحصول إلا على القليل القليل من التعاون، وسأظل أطلب. ولولا الهبة السعودية الثانية التي أعلن عن وقفها لاحقا، لما كنا حصلنا على أي شيء. كما حاولت أيضا، خلال سنتين وأكثر، أن أشخص مكامن الضعف في البنية السياسية، وسط الاشتباك الدائر في لبنان المنطقة، وأن أطلب المساعدة أيضا بشكل محدد ودقيق، ولم ألق إلا الكثير من اللياقة وحسن الاستماع والقليل القليل من الاستجابة العملية. حققت الكثير من الأبواب، في الدول العربية وفي الدول الغربية، وحاولت، وهذه النتيجة التي وصلت إليها: اليوم أجدني في هذا المؤتمر أمثل بلدا مطلوبا منه، بكل إمكاناته البسيطة، فجأة ومن دون سابق إنذار، أن يهدم سياسة إقليمية عمرها أكثر من ثلاثين عاما. سياسة الدولة نفسها التي تقاتل في اليمن وسوريا والعراق وغير مكان، لكن رغم كل الإمكانات الضخمة التي تواجهها، أصر وأقول، إنه في النهاية، سننتصر حتما لأن لا أحد يستطيع تغيير هوية العرب ووجدانهم وتاريخهم". وتابع: "لقد جربنا في لبنان نظرية قوة لبنان في ضعفه، فكانت كارثة علينا، لا سيما أنها عنت في العمق التنصل من مسؤوليات لبنان العربية، قبل أن نعود وندفع ثمن فائض تحمله هذه المسؤولية، نيابة عن العرب أجمعين. ثم حاول من حاول، طبعا نتحدث عن الفترة الفلسطينية، ردا على هذه النظرية، أن يربط لبنان بمشاريع تفوق طاقته، فدفعنا، ردحا من الزمن، ولا زلنا ندفع إلى اليوم، أثمان نظرية أن ضعف لبنان في قوته، قوته الخارجة على الدولة التي لا ترتد عليه إلا إضعافا للمؤسسات والمجتمع والكيان. بين قوة لبنان في ضعفه وضعف لبنان في قوته، آن لنا كلبنانيين وعرب أن نتواضع ونتصارح ونقول إن ضعف لبنان في ضعفه، وأن ضعفه يستدعي الوقوف الدائم إلى جانبه، أيا كانت خيارات المواجهة الموازية لمسؤولية عدم التخلي عن لبنان. فالواحدة لا تلغي الأخرى".

وقال: "المعادلة واضحة: لا تفهم لبنان ينهي خيارات المواجهة مع من باتوا غرفة عمليات للعدوان على أمن العرب، ولا خيارات المواجهة تلغي مسؤولية العرب تجاه لبنان. نعم أخطأنا حين ظننا أن صبر العرب علينا بلا حدود، وأن المعالجات المجتزأة كفيلة بتقطيع الوقت. لكننا، وهذا هو الأهم، لسنا على الجانب الخطأ من التاريخ، الذي يصنعه العالم بسيف الحزم، وبمواجهة صلبة تبذل فيها الدماء والأنفس والأموال". وختم: "لبنان، مهما غلبته المحن، وتحالفت عليه نقاط ضعفه، لن يكون شوكة في خاصرة العرب".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رؤساء الدول المتزوجون مجددا بات في امكان قداسة البابا استقبالهم مع عقيلاتهم

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - بات في الامكان ان يستقبل قداسة البابا فرنسيس رؤساء الدول الكاثوليك المطلقين الذين تزوجوا من جديد مع زوجاتهم، بعد تخفيف البروتوكول في الكرسي الرسولي، كما أعلن موقع "فاتيكان اينسايدر" اليوم. وتمكن الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري الذي استقبله البابا فرنسيس السبت، من ان يصافح البابا مع زوجته الثالثة جوليانا عواضة. وقد لوحظ تغير القواعد في الفاتيكان كما في الارجنتين.ولم ينف المكتب الاعلامي في الفاتيكان هذا التغيير، لكنه لم يدخل في التفاصيل. وقال موقع "فاتيكان اينسايدر": "ان امانة سر الدولة "عدلت بروتوكول الزيارات الرسمية لرؤساء الدول الكاثوليك، بناء على طلب البابا فرنسيس . وبات الوضع الزوجي غير المنتظم، في نظر الكنيسة، لا يحول دون استقبالهم سوية وظهورهما بالتالي سوية في الصورة الرسمية". وكانت الزوجة تنتظر حتى الآن في قاعة اخرى مجيء البابا للترحيب بها على انفراد في نهاية اللقاء. "وهذا لا يعني ان يعطي البابا بركته لزواج يعتبر غير شرعي بموجب الحق القانوني، بل يعني تطبيقا لدعواته الكثيرة من اجل "ادماج المطلقين الذين تزوجوا مجددا في حياة الكنيسة"، وفق الفاتيكان. وسيصدر البابا في الاسابيع المقبلة خلاصة ما توصل اليه سينودس العائلة الذي عقدت دورته الاولى في 2014 والثانية في 2015، وهي وثيقة ينتظرها الجميع بفارغ الصبر.

وسيشدد على المشاركة القصوى للأشخاص "الذين يواجهون اوضاعا غير منتظمة" في حياة الكنيسة.

 

دي ميستورا: تقدم واضح في شأن الهدنة في سوريا لكن النجاح غير مضمون

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - اشار موفد الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا، اليوم، الى "تقدم "واضح" في شأن الهدنة في سوريا غير ان نجاحها ليس "مضمونا"، معلنا عن اجتماع لمجموعة العمل حول وقف الاعمال العدائية خلال النهار. وقال لوسائل الاعلام في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدة الانسانية: "الوضع الميداني يمكن تلخيصه بأنه هش. ان نجاح (وقف الاعمال العدائية) ليس مضمونا لكن هناك تقدما واضحا، اسألوا السوريين"

 

كوريا الشمالية اطلقت صواريخ قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان

الخميس 03 آذار 2016 /وطنية - أطلقت كوريا الشمالية صواريخ قصيرة المدى قبالة سواحلها الشرقية اليوم بعيد ساعات على صدور قرار عن مجلس الامن الدولي يشدد العقوبات الدولية المفروضة عليها، كما اعلنت سيول. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية للصحافيين :"ان الشمال اطلق العديد من الصواريخ القصيرة المدى في البحر الشرقي (بحر اليابان) في الساعة العاشرة صباحا (01,00 ت غ)".

 

"ديلي تليغراف": "داعش" يربح الملايين بالتلاعب في اسواق الأسهم العالميــة

المركزية- كشفت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية أن "تنظيم داعش" يربح الملايين بالتلاعب باسواق الأسهم العالمية"، موضحة أن "التنظيم يستخدم مئات الملايين من الدولارات النقدية السائلة والتي استولى عليها من بنوك الموصل شمال العراق للمضاربة على اسعار العملات في اسواق الأسهم العالمية".

ولفتت الى أنه "تم الكشف عن هذه المعلومات التي تفيد بأن التنظيم يربح أكثر من 20 مليون دولار شهريا عبر تشغيل ملايين الدولارات في الاسواق المقننة في منطقة الشرق الاوسط"، مشيرة الى أن "هذه المعلومات طرحت أمام لجنة برلمانية بريطانية خلال جلسة استماع الأربعاء كشف خلالها النقاب عن أن التنظيم يستخدم مبلغا يصل إلى 430 مليون دولار من الاوراق النقدية السائلة والتى حصلت عليها من البنك المركزي العراقي في مدينة الموصل عندما اجتاحها".

وذكرت الصحيفة أن "اللجنة البرلمانية عقدت هذه الجلسة بعدما طلب أحد أعضائها التأكد من قيام الحكومة البريطانية باتخاذ الإجراءات الكافية لتحقيق تعهداتها السابقة بتجفيف مصادر تمويل التنظيم".

 

هولاند وكاميرون يدعوان موسكو والنظام إلى وقف الهجمات على المعارضة فوراً

04 آذار/15/عواصم – وكالات: حض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، روسيا والنظام السوري على وقف «الهجمات فوراً» على المعارضة، مع دخول وقف إطلاق النار الهش يومه السادس، وسط خروقات مستمرة منذ بدئه السبت الماضي. وجاء في بيان صدر اثر قمة فرنسية – بريطانية عقدت في اميان بفرنسا، ان باريس ولندن «تطلبان من روسيا ومن النظام السوري وضع حد فورا للهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة» ووقف الانتهاكات التي «تقوض آفاق السلام» و«تهدد بتعميق أزمة اللاجئين الى حد بعيد». ودعا البلدان كل الاطراف إلى تطبيق الاتفاق بشكل كامل والسماح للمساعدات بالوصول إلى المناطق المحاصرة من دون تعطيل. وجاء في البيان ان كل الهجمات ضد المدنيين والعاملين في المجال الطبي يجب أن تتوقف وأن على النظام السوري وحلفائه أن يوقفوا «مسيرتهم الى حلب التي تعرض احتمالات السلام للخطر وتهدد بتفاقم أزمة اللاجئين وتصب في مصلحة داعش».

 

السعودية: «رعد الشمال» ثاني أكبر حشد لقوات مختلطة منذ «عاصفة الصحراء»

04 آذار/15“السياسة”/أكدت السعودية أن القوات المشاركة في مناورات «رعد الشمال» التي تستضيفها على أراضيها «نجحت في تنفيذ ثاني أكبر عملية حشد للقوات المختلطة في المنطقة منذ عاصفة الصحراء»، في إشارة إلى القوات المشاركة في عملية تحرير الكويت بعد الغزو العراقي الغاشم العام 1991.

وذكر «درع الوطن»، الحساب الرسمي الخاص بتغطية مناورات «رعد الشمال»، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مساء أول من أمس، أن «القوات المشاركة بتمرين رعد الشمال، تنجح بتنفيذ ثاني أكبر عملية حشد للقوات المختلطة في المنطقة منذ عاصفة الصحراء».ولم يذكر الحساب الرسمي، إجمالي عدد القوات المشاركة في المناورات التي تشارك فيها قوات من 20 دولة، فيما أشارت وسائل إعلام سعودية إلى أنها تبلغ 150 ألف جندي. وتتواصل في مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن، شمال المملكة، فعاليات تمرين «رعد الشمال» الذي انطلق، السبت الماضي، بمشاركة قوات من 20 دولة، إضافة إلى قوات «درع الجزيرة» الخليجية المشتركة. ووصفت وكالة الأنباء السعودية في بيان سابق تمرين «رعد الشمال»، بأنه «واحد من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة، واتساع منطقة المناورات». ويركز هذا التمرين على «تدريب القوات المشاركة، على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية، والجماعات الإرهابية، على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما يسمى بالعمليات منخفضة الشدة، ويدربها على عدة أنساق متباعدة الزمان والمكان». كما يأتي «في ظل تنامي التهديدات الإرهابية، وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني»، و»يعكس رغبة الدول المشاركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة».

 

وثائق بن لادن: إيران طلبت من تنظيم “القاعدة” عدم استهداف المراقد الشيعية في العراق

04 آذار/15“السياسة”/أثبتت وثائق للمرة الأولى على لسان زعيم ومؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن أبعاد التعاون اللوجيستي بين “القاعدة” وإيران، الذي لم يكن مقتصراً لسنوات على اعتبار طهران ممراً رئيسياً بالنسبة “للأموال والأفراد والمراسلات” الخاصة بالتنظيم، بل تعداه إلى تنسيق بين الجانبين في العراق. وأظهرت وثائق ومراسلات زعيم تنظيم “القاعدة” التي أفرجت عنها واشنطن أخيراً، ضمن الدفعة الثانية مما صادرته القوات الأميركية بعد مقتل بن لادن في العام 2011، بمخبئه في مدينة أبوت آباد الباكستانية، أنها لم تكن خدمات بالمجان، إنما مقابل أثمان قبضتها ولاية الفقيه بخدمة “القاعدة” للمراقد الشيعية، ما يؤكد تجاوز الخلاف الأيديولوجي بين الجانبين في سبيل تحقيق مصلحتهما البراغماتية، حيث استخدم بن لادن في مراسلاته وصف “المراقد الشيعية المقدسة” في خطاب وجهه أحد قيادات “القاعدة” في العراق العام 2003. وأورد موقع “العربية نت” الإلكتروني، أمس، رسالة كتبت بخط يد لأحد قيادات “القاعدة” موجهة لشخص يدعى توفيق، تحدث فيها عن مجريات لقائه بأحد الأشخاص من طهران، قائلاً “الإيرانيون مهتمون لعمل ارتباط مع أحد من طرف العمدة (كلمة مشفرة كناية عن زعيم “القاعدة”)، وذلك ليس فقط لوضع المرضى، إنما يهمهم بالدرجة الأولى الوضع في العراق، حيث إنهم يعتقدون أن الأخوة هناك وبالذات الأزرق (المرجح المقصود أبو مصعب الزرقاوي) ومجموعته لهم دخل في الاعتداءات على الأماكن والعتبات المقدسة لدى الشيعة”.وأضاف صاحب الرسالة “لذا يرغبون بمقابلة مندوب من طرف العمدة لمناقشة الأمر والاستيضاح بشأنه وإمكانية التعاون، حيث إنهم بحسب تقدير الأخ الوسيط يرغبون بتقديم نوع من الدعم والمساعدة إذا تم تسوية بعض النقاط، وهم يرغبون على الأقل بالحصول على رسالة بتوضيح العمدة، يؤكد فيها أن الأماكن المقدسة لدى الشيعة ليست مستهدفة من قبل الأخوة، وأنها ليست ضمن الأهداف المراد ضربها”. وتبعاً لتقديرات المرسل، فإن الإيرانيين باتوا عاجزين عن القيام بدور عبر الموالين لهم أو بصورة مباشرة من قبلهم داخل العراق، ما دفعهم إلى إبداء الرغبة بالتعاون “لكن بعد الحصول على بعض الاستيضاحات والتطمينات، كما يحبذون مقابلة مندوب حتى تتم مناقشة كثير من الأمور بتفصيل وشمولية”.ويتضح من المراسلات والوثائق إمساك الإيرانيين بأوراق مختلفة للضغط على التنظيم عبر أسر وعائلات “القاعدة” وعناصرهم أو من أسماهم الأسرى، فكانت المرارة واضحة في خطاب زعيم التنظيم أسامة بن لادن، الموجه لمن أسماهم المسؤولين الإيرانيين، قائلاً “لاشك أن العقلاء في إيران وخارجها يتساءلون لمصلحة من تتم الإساءات إلى المجاهدين والمهاجرين وأطفالهم من أهل السنة، وعلى كل حال يجب إطلاق سراح جميع أسرانا فوراً، وإعطائهم الفرصة لكي يرجعوا من حيث أتوا”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اعزل إرهابي الضاحية.. وادعم العقلاء

طارق الحميد/«الشرق الأوسط»/04 آذار/16

بإقرار الدول الخليجية، ووزراء الداخلية العرب، تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، قادته، وفصائله، والمجموعات التابعة له، والمنبثقة عنه، يكون الخليجيون والعرب قد خطوا خطوة مهمة لتقليم أظافر إيران بالمنطقة، والانتصار لهيبة الدولة. صحيح أن لبنان والعراق قد تحفظا، وهذا متوقع، فهذان دولتان لا تملكان قرارهما، وهما دليل صارخ على خطورة حزب الله، ومن على شاكلته في منطقتنا، إلا أن المهم بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية هو أنه جاء بإجماع خليجي، وإدانة عربية، وهذا أمر مهم، يعني أن الحزب لم يعد مفضوحًا بطائفيته وإرهابه فقط في لبنان وسوريا، أو خليجيًا، بل وحتى عربيًا، خصوصًا أن حزب الله، والجماعات الطائفية الإرهابية على شاكلته، ينطبق عليهم تمامًا توصيف الأمير محمد بن نايف، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، للتحديات التي تواجهها دولنا، ولخصها بكلمته أمام اجتماعات الدورة الـ«33» لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، حيث قال ولي العهد السعودي إن التحديات «تتمثل في خارجين عن النظام، وغائبين فكرًا وعقلاً، وضالين عن سلامة وسماحة العقيدة، ينتهكون حقوقهم وحقوق الوطن والمواطن.. يعيشون مع الشيطان، وللشيطان يعملون، ولا بد من التصدي الحازم لهم». وهذا ما ينطبق على «القاعدة»، و«داعش»، وحزب الله، والحوثيين، ومن على شاكلتهم، فجميعهم هدفهم تدمير الدولة، ونشر الفوضى. والسؤال الآن هو: هل تصنيف حزب الله منظمة إرهابية كافٍ لتقليم أظافر إيران، والحد من جرائم هذه الجماعات، وضمان شعورها بالألم الحقيقي، وحماية دولنا؟ الإجابة المباشرة هي: لا! تقليم أظافر إيران، والحد من تحركات الجماعات الإرهابية مثل حزب الله، وغيره، يعني أنه سيكون هناك فراغ، في لبنان، والعراق، وسوريا، وحتى اليمن ويحتاج من يملأه. ويعني أنه سيكون هناك مزيد من المحاولات لزعزعة استقرار تلك المناطق، وغيرها. وعليه فلا بد من استراتيجية واضحة للتأكد من تقليم أظافر إيران، وذلك من خلال ضمان تطبيق عقوبات حقيقية، ومؤلمة، ولو بخطوة خليجية أولية، ينضم إليها الحريصون عربيًا. وكذلك وضع استراتيجية فعالة لدعم كل مكونات الدول المنكوبة بتلك الجماعات الإرهابية، وهو دعم لا يكون مشروطًا بالطائفة، أو الديانة، وأبسط مثال هنا هو لبنان والعراق، بل دعم مشروط بالمواطنة، والعقلانية، وإعلاء قيمة الدولة، سواء كان دعمًا لمؤسسات، أو أحزاب، وحتى قيادات. دعم العقلاء، وعدم تركهم ضحية لمن سيملأ الفراغ المتوقع، وهذا درس يجب أن نكون قد تعلمناه جيدًا من سقوط صدام، ومعركتنا مع «القاعدة»، و«داعش»، وكذلك حزب الله في لبنان، حيث حكومات الفراغ، وما هو حاصل اليوم في سوريا، إذ إن الأراضي إما بيد «داعش» وإما حزب الله، ومعه الأسد، وهو إرهابي لا يختلف عن حسن نصر الله، وإما البغدادي، وأسامة بن لادن. دعم العقلاء يعني إضعاف الجماعات الإرهابية، وتوجيه ضربة قاصمة إليهم.

 

زحفًا زحفًا نحو الرياض

نديم قطيش/الشرق الأوسط/04 آذار/16

ما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه يوم الثلاثاء الفائت ليس مجرد صفحة جديدة من صفحات التصعيد مع المملكة العربية السعودية. فهو اعتبر أن «أشرف وأفضل وأعظم» شيء عمله في حياته «هو الخطاب الذي ألقيته ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن والذي نفعله الآن، وأشعر أن هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا هو الجهاد، هذا أعظم من حرب»، واصفًا الشعب اليمني بأنه «تجاوز بمظلوميته الشعب الفلسطيني»!! كلام كهذا يتجاوز إعلان الحرب على السعودية، إلى التجرؤ العقائدي على اعتبارها العدو وموضوع الجهاد، بل وجهة أفضل الجهاد وأشرفه وأعظمه. بوضوح لا التباس فيه أعلن نصر الله أن السعودية هي العدو الجديد وليس إسرائيل، التي لم يقاتلها حزب الله جديًا طوال ست عشرة سنة إلا في حرب عام 2006، والتي انتهت بالقرار الدولي 1701 الذي أقفل جبهة جنوب لبنان، وأشك أن تفتح مجددًا إلا في سياق حرب إقليمية كبرى. ولمن فاته هذا الإعلان الأول من نوعه عن التحول الاستراتيجي الكبير في وجهة قتال حزب الله ودوره العسكري والأمني والسياسي ضمن المنظومة الإيرانية، أو لمن قد يخطئ في توصيف الكلام باعتباره مادة تعبئة ليس إلا، تبرع نصر الله بالقول إن مظلومية الشعب اليمني تجاوزت مظلومية الشعب الفلسطيني، للتأكيد على أن ظلم السعوديين أشد من ظلم إسرائيل، ما جعلهم يستحقون اندراجهم في خانة العدو قبلها! ليس بغير دلالة أن يطال التحول المذكور «عدة الشغل» كلها، ومن ذلك أن تصدح حناجر جمهور نصر الله بعبارات نابية تسيء للعائلة الملكية. وليس بعيدًا أن تصدح الحناجر نفسها بشعار «زحفًا زحفًا نحو الرياض.. حربًا حربًا حتى النصر»!

كما أن التدقيق في الوقائع الميدانية يفيد بأن إعلان نصر الله ليس تبجحًا. آخر الأدلة، الشريط الذي بثته قناة «العربية» لمدرب من حزب الله في اليمن يستفيض في الشرح لمجموعة من الحوثيين حول أشكال العمليات وأنواعها، كاشفًا أن من بين ما يتم تحضيره «عمليات استشهادية» في الرياض واغتيالات!! سبق هذا الشريط، الأوضح في إدانته لحزب الله ومشروعه الأمني في الخليج، الكشف عن عدد كبير من الخلايا في البحرين والكويت ومؤخرًا الفلبين تعمل كلها لضرب مصالح خليجية أو سعودية. يتضح إذ ذاك أن حزب الله بات يجاهر بما كانت تضمره ممارسته الأمنية والسياسية والعسكرية منذ القرار الكبير باغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير (شباط) 2005، على ما يمكن الاستنتاج من اتهام المحكمة الخاصة بلبنان لقادة في الحزب بالمسؤولية عن قتل الحريري! غير أنه وهو يجاهر بحلول «العدو» السعودي مكان الإسرائيلي، في خطابه وممارسته، يحاول التأسيس لتاريخ وذاكرة لا تمت للواقع بصلة، كقوله إن السعودية «من عام 2005 فاتحة حرب على حزب الله.. منذ عام 2005 وهي فاتحة مشكل معنا ونحن صامتون»! في حين أن الحرب في الحقيقة مفتوحة على السعودية ولبنان وعلى تقاطع مصالح الاثنين بشخص رفيق الحريري، الذي قتله حزب الله ونظام بشار الأسد، ولا أحسب أنه تجوز بعد اليوم المداراة الزائفة في هذا الملف أو محاولات تدوير الزوايا أو قول الأمور بغير أسمائها! لأننا كي نصدق نصر الله علينا أن نقتنع أن رفيق الحريري كان هو من يقود السيارة المفخخة التي انفجرت بموكبه وينقلها نيابة عن السعودية لتفجيرها في مناطق حزب الله ضمن الحرب المفتوحة على الحزب الصامت والمتلقي للهجوم عليه!!

خطورة كلام نصر الله على مصالح لبنان واللبنانيين، لا يقلل منها تواضعه المفاجئ حول حجمه الحكومي ودوره في صناعة القرار في لبنان، أو التنطح بشجاعة ريفية لأخذ المسؤولية عن الاشتباك مع السعودية بصدره وتحرير اللبنانيين من تبعاتها، كما يتحمل المسؤولية رجل في مشكل في ساحة قرية!

ليس هكذا تورد الإبل يا حضرة الأمين العام. الشجاعة الفعلية بتحمل مسؤولية «مقاومة السعودية» في اليمن وسوريا والعراق والبحرين والكويت ونيجيريا وغيرها، تتطلب منك إعلان خروج حزب الله من الدولة ومؤسساتها، وربما أن تصدق القول بالفعل، وتنتقل أنت وكل قادة حزب الله إلى المكان الذي تراه «الأشرف والأفضل والأعظم» للصراع مع «العدو السعودي الغاشم»! أما التفرد في تحديد أعداء لبنان وتعيين سبل مواجهتهم، واستتباع السياسة الرسمية للبنان كما حصل في موقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أو في الضغوط التي مارسها الحزب لإصدار بيان حكومي تضامني مع الرياض جاء بلا طعم أو لون، فهو تعريض للبنان واللبنانيين جميعًا، لا تقع مسؤوليته على السعودية! وهو استدراج للبنان، كل لبنان، إلى تبعات المواجهة مع الرياض!

 

حصار عربي لحزب إيران

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/04 آذار/16

هناك جدار حزم عربي، سياسي وقانوني، يحاصَر به حزب الله اللبناني التابع للحرس الثوري الإيراني. جدار يزداد صلابة وعلوًا مع الوقت، بل مع الساعات، فبعد ساعات من قرار دول الخليج تصنيف الحزب اللبناني - الإيراني حزبًا إرهابيًا، بكل فروعه ومؤسساته وقادته، دون فصل مفتعل، كما فعل الأوروبيون من قبل، بين الجناح العسكري والسياسي وغيره من الأجنحة، وافق مجلس وزراء الداخلية العرب على التصنيف نفسه، طبعًا ما عدا لبنان والعراق. الأمر لن يقف عند الحد الخليجي والعربي، بقي هناك القرار الإسلامي عبر منظمة التعاون الإسلامي، ليكون هذا كله منصة صلبة يقف عليها أي جهد دولي لاحق في هذا الاتجاه.

في بيان وزراء الداخلية العرب بتونس، جاء وصف دقيق لطبيعة هذا الحزب المدمرة، وهي: «تقويض استقرار المنطقة العربية». ملف هذا الحزب «المدرسة» في تصميم الشبكات الإرهابية والعصابات الخارجة على القانون، وبث الدعايات السامة، وتدريب القتلة في العالم العربي، لم تقرأ كل فصوله بعد، والمقبل أكثر بشاعة وإدهاشًا. سقط القناع، وبانت خطورة هذا المخلب الإيراني على صميم الأمن لدول العالم العربي وكثير من دول العالم الإسلامي. لذلك كان من المتوقع أن تكون ردة فعل الحزب ومن يشبهه متماثلة، الحزب علق عبر كتلته النيابية المسماة «كتلة الوفاء» على الموقف الخليجي مركزًا التصويب على السعودية، رغم أن القرار هو للكتلة الخليجية كلها، بالقول: «هذا القرار الخليجي هو من متطلبات تطور العلاقات السعودية - الإسرائيلية وهو يمثل دفعةً على الحساب». حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية استنكرت القرار الخليجي ضد حزب الله. جماعة الحوثي قالت، عبر بيان مجلسها السياسي، إن القرار هو «قرار أرعن، وهو خدمة مجانية للكيان الصهيوني الغاصب وأدواته في المنطقة». أما الراعي الرسمي لكل هذه الجماعات، إيران، فنقل تلفزيونها الرسمي عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللاهيان: «حزب الله هو طليعة المقاومة ضد النظام الصهيوني، وإيران فخورة بالحزب». على كل حال سبق للخليجيين أن اعتبروا الحزب مدانًا بالإرهاب وملاحقًا عام 2013، لكن لم يلتزم الجميع بمقتضيات هذا الاعتبار. الجديد هو شعور الخليجيين، بمن فيهم الكويتيون، بخطورة ما يفعله الحزب بأمنهم الوطني. جوهر مشكلة العرب مع حزب إيران اللبناني هو في كونه مصدر تدريب وتغذية دائمة للتوتر والقلق الداخلي، خاصة مع احتكاره، أو محاولته ذلك، للتمثيل الشيعي العابر للحدود. حزب الله، تحت الحصار العربي، ولن يخرجه من ذلك خطب حسن نصر الله الكثيفة. الأمر أكبر من الخطب.

 

«حزب الله» الإرهابي تغلغل في السياسة اللبنانية.. بسلاح روسي وتمويل إيراني

الهدوء النسبي الحالي بين الحزب وإسرائيل يؤكّد تقاربهما وعدم رغبتهما في إضعاف المعادلة بينهما

حزب الله كان يدعم الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية وحينما اندلعت في سوريا وقف مع النظام السوري ضد الشعب وشارك في حروب أدت إلى تشريد السوريين

الرياض: «الشرق الأوسط»/04 آذار/16

كشف تورّط حزب الله اللبناني في الأزمة السورية زيف الشعار الذي تبنّاه الحزب منذ تشكيله عام 1982م، وهو (المقاومة الراسخة والدائمة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية). وأكدت دراسة للباحث سيباستيان ماير، أصدرها مؤخرًا مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بعنوان (حزب الله إلى أين أنت ذاهب؟.. التورّط الإقليمي لحزب الله اللبناني: منحدر زلق بين المقاومة العَقَديّة ضد إسرائيل والتكيّف الاستراتيجي في سوريا)، أن الازدواجية التي يتعامل بها الحزب من حيث صعوبة التحدّي الذي يواجهه ومحاولته التكيّف الاستراتيجي في المسرح السوري.

وتناول الباحث، السياق التاريخي لنشأة الحزب في أعقاب إطاحة الثورة الإيرانية بالشاه محمد رضا بهلوي عام 1979م، وحرص آية الله الخميني شخصيًا على إنشاء كيان مهمّ بديل لحركة أمل المهيمنة إلى الآن في لبنان. واستفاد الحزب قوته شبه العسكرية حتى أصبح له تأثير في الساحة السياسية اللبنانية بعد اتفاقية الطائف، مستغلاً الانقسامات الطائفية اللبنانية، وعمليات التوغّل الإسرائيلي في لبنان عامي 1978 و1982 التي جعلت من لبنان مسرحًا جديدًا للصراع بين القوى التابعة لإسرائيل ونظيرتها التابعة لسوريا البعث، ومحاولة كلّ طرف التأثير في المشهد السياسي اللبناني الداخلي، وتستشهد الدراسة على ذلك بالاعتراف الشهير لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك: «عندما دخلنا لبنان لم يكن حزب الله موجودًا، واستقبلنا شيعة الجنوب بالأرز والورد. وُجودنا هناك هو ما أوجد حزب الله».

أكدت دراسة بحثية متعمقة أن التدخل السوري والإسرائيلي في لبنان فتح الطريق أمام التشدّد الطائفي والتفتّت الاجتماعي؛ فبينما حاول الإسرائيليون الزحف نحو مشارف بيروت لدعم الميليشيات المسيحية أرسلت إيران 1500 مقاتل من الحرس الثوري إلى وادي البقاع اللبناني عبر الأراضي السورية، وهو ما وفّر أرضًا خصبة لاحتضان حزب الله. وأكّدت الدراسة أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد تبنّى موقفًا برجماتيا في نهاية المطاف على الرغم من تحفّظاته الأوّلية وقلقه من التوغّل الإسلامي لطهران، فتعاون مع إيران مظهرًا حنكته الدبلوماسية في ذلك الوقت بالمبادرة بدعمها ما دامت ستتبع الخط السوري، وتمّ إنشاء محور شيعي يمتد من إيران إلى سوريا، وصولاً إلى جنوب لبنان والحدود مع إسرائيل، دعمه عداء البلدين المشترك لعراق صدام حسين، وعمل حزب الله على خطوط هذا المحور نيابة عن إيران لتثبيت موطئ قدم جيوسياسي لطهران في بلاد الشام. وأشارت الدراسة إلى أن تكشّف الواقع السياسي الدقيق في لبنان في أعقاب ثورة الأرز، وتبعيته للبرنامج السوري، نفى ما كان يدّعيه المحور الشيعي من العداء المشترك لإسرائيل، وبرهن على أن حزب الله استغلّ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في مزارع شبعا لمواجهة التداعيات المحلية للتفكّك الاجتماعي والقطيعة الطائفية التي كانت ستؤدي في نهاية المطاف إلى نزع أهم أدواته، وهو الجناح العسكري؛ فاستمرّ الحزب في التأثير في السياسة اللبنانية بحزمٍ. ورصدت الدراسة الجوانب التي أدّت إلى زيادة تغلغل حزب الله في البنية السياسية في لبنان من خلال توفير الرعاية الاجتماعية للشيعة، وإنعاش أوضاعهم المعيشية، وهي: الأسلحة الروسية المضادة للدبابات التي استخدمها الحزب وغيّر بها قواعد اللعبة خلال حرب لبنان الثانية، والتمويل الإيراني، ونقل الأسلحة المستمر إلى الحزب. وأكّدت الدراسة أن إعادة تسليح الحزب في مناطق خارج جنوب لبنان مكّنته من الإفلات من رقابة قوات الأمم المتحدة، واستمرار قدراته العسكرية في النمو.

تنافس استراتيجي وليس مقاومة

وتشير الدراسة إلى أهمية إدراك أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله هو نتيجة تنافس استراتيجي جوهري يظهر جليًا للعيان، وليس مقاومة، وترصد الدراسة أبعاد هذا التنافس المكانية والمساحية والآيديولوجية؛ فالتنافس مساحي بمعنى أن الاحتلال الإسرائيلي الفعلي لجنوب لبنان الممتد خمس عشرة سنة (1985 - 2000)، والخلافات المستمرة على وضع الأراضي في مرتفعات الجولان ومزارع شبعا، ما زالا من دون حلّ، وهما يؤثّران في التطلّعات السياسية والإقليمية للبلدان الأخرى أيضًا، مؤكدة أن كلا الطرفين حاول التأثير في الفسيفساء السياسي اللبناني على مدى ثلاثين سنة لمصلحته، وزيادة نصيبه الخاصّ من النفوذ على حساب النظام الفرعي الإقليمي المحيط، حتى مع تعريض كلا الطرفين مصالح حلفائهما للخطر.

وأكّدت الدراسة في تناولها البُعد الآيديولوجي للصراع بين إسرائيل وحزب الله أن الحصول على تنازلات إقليمية أسهل من تنازل أي من الطرفين عن جزء من نفوذه، وهو ما يجعل الصراع بينهما طويل الأمد. وترى الدراسة أن التنافس الثنائي بين الطرفين يقوم على اعتراف ضمني متبادل بامتلاك كلّ منهما القدرة على إلحاق خسائر كبيرة بالآخر في حال وجود تصعيد جديد بينهما؛ لذلك يحرص الحزب على استمرار علاقة مساومة حذرة وضمنية مع إسرائيل تسهم في نهاية المطاف في ضبط النفس بدلاً من إثارة تصعيد مضرّ. وفسّرت الدراسة الهدوء النسبي الذي يميّز مشهد ما بعد الحرب على الحدود المشتركة بين حزب الله وإسرائيل بأنه يمثّل تقاربا بين الطرفين من حيث التصورات والحسابات؛ إذ لا يرغب أي من الطرفين في إضعاف المعادلة الاستراتيجية القائمة.

وتناولت الدراسة التأقلم الاستراتيجي للحزب من خلال تدخّله في سوريا؛ فرصدت التأثيرات الجانبية للوجود السوري في لبنان، وأكّدت أن التوترات بين الفصائل الموالية والمعارضة للأسد في لبنان استمرت في الاشتعال على خلفية الحرب الأهلية المستمرة في سوريا، وأن هذا المسار المتشابك جمع الدولتين المتجاورتين، مشيرة إلى أن العنف المتكرّر في الأراضي السورية قاد لبنان مرة أخرى إلى حالة من عدم الاستقرار. ونفت الدراسة صحة السبب الذي أعلنه حسن نصر الله - الأمين العام لحزب الله - عندما تعهد علنيًا بالولاء لنظام الأسد بعد أيامٍ قليلة من زيارته طهران في أبريل (نيسان) عام 2013م، وهو محاربة متشدّدي السنة حسب زعمه، الذين يراهم يشكّلون تهديدًا للشيعة والمسيحيين اللبنانيين، وأن سوريا الأسد يجب أن تظلّ حليفًا مهمًا للحزب في مقاومة إسرائيل، وأعلنت الدراسة بوضوحٍ أن السبب الرئيسي وغير المعلن لدعم نصر الله نظام الأسد هو أن طهران تعدّ دمشق في ظلّ هذا النظام من أهم أنصار حزب الله، وفي حالة سقوط نظام الأسد سيتزعزع وجود حزب الله الاستراتيجي في لبنان ويضعف بشكل ملحوظ، كما أن مشاركة قوات حزب الله في سوريا تمثّل أهمية بالغة لنظام الأسد في قتاله مع الأطياف المتزايدة من القوات المناهضة له. كما ترى الدراسة، ضمن السياق الاستراتيجي الأوسع، أن احتفاظ الأسد بالسلطة سيكون له تأثير إقليمي مطلق؛ فالإمدادات الإيرانية من الأسلحة التي تمرّ عبر سوريا إلى جنوب لبنان بالقرب من الحدود الإسرائيلية ستعزّز المحور الشيعي الممتد من طهران عبر بغداد وصولاً إلى أقصى المناطق الجنوبية في لبنان.

معارك الزبداني والقصير

وتناولت الدراسة بالتفصيل أهمية معارك الزبداني والقصير لحزب الله اللبناني في إطار المحافظة على البُعد الاستراتيجي للمعسكر الشيعي الدولي الموالي للأسد؛ لأن الاستيلاء على الزبداني في 3 يوليو (تموز) عام 2015 مثّل خطوة منطقية في محاولة أوسع لوصل النقاط، وتأمين المناطق التي تقع ضمن نفوذ القوات الموالية للأسد الممتدة من دمشق إلى سفوح القلمون وإلى الحدود الغربية للبنان، إضافة إلى تمكين مقاتلي الحزب وقوات الجيش السوري من تشتيت المعارضة، ومهاجمة بؤر المعارضة المسلحة في المناطق الأخرى على طول الحدود اللبنانية السورية، إضافة إلى استغلال ذلك ضمن حملة إعلامية محسوبة لإظهار قدرة النظام السوري وحلفائه على إملاء شروطهم على مسار الأحداث.

ورأت الدراسة أن إعلان حسن نصر الله ولاءه للأسد في ربيع عام 2013م تأخّر عن المشاركة الفعلية لمقاتلي الحزب في المشهد السوري؛ إذ كان الحزب يحارب في سوريا كفصيل رسمي منذ عام 2012م لكن بشكل سرّي. ورصدت الدراسة أهمية معركة القصير التي اندلعت في أوائل شهر أبريل عام 2013م للحزب والنظام السوري؛ فهذه المدينة تتمتّع بموقع استراتيجي؛ إذ تقع في المنطقة المجاورة مباشرة لمفترق طرق على الطريق السريع رقم (5) الذي يصل دمشق بمحافظتي اللاذقية وطرطوس في الشمال الغربي عبر حمص، والطريق السريع رقم (4) المؤدي إلى بعلبك في لبنان، الذي يقطع وادي البقاع اللبناني الذي ظهر فيه الحزب في بدايات ثمانينات القرن الماضي، وأن التحكّم في القصير يحافظ على حلقة الوصل مع وادي البقاع، والسيطرة على رقعة من الأرض تمتدّ شمالاً إلى المحافظات الساحلية للبحر المتوسط التي تشكّل معقل العلويين؛ لذلك اجتمعت قوات نظام الأسد مع قوات حزب الله على الأرض لمحاصرة المدينة والسيطرة عليها في أول إعلان رسمي لمشاركة الحزب في القتال الدائر في سوريا، حتى اضطرّ الثوار إلى الانسحاب من المدينة عشية الخامس من يونيو (حزيران) عام 2013م، ووصف قائد الثوار العقيد السوري عبد الجبار العكيدي الحديث عن تجربته ومشاهداته في القصير بأنه كفيل بأن يملا مجلدات، قائلاً: «كانت قوة النيران هائلة، لم أرَ مثلها قطّ في حياتي»، مشيرًا إلى القوة الجوية التي استخدمتها القوات الحكومية إلى جانب قوات حزب الله التي كانت تقاتل على الأرض بلا هوادة، وهو ما يعكس الجانب الدموي المأساوي في هذه المعركة وغيرها من المعارك الحاسمة في المشهد السوري، وكشفت مقاطع فيديو بثّها ناشطون سوريون إعدام مقاتلي الحزب جرحى سوريين والتمثيل بجثثهم، إضافة إلى استهدافهم المدنيين العزل والأبرياء، وهي المشاهد التي عكست توغّل الحزب في طائفيته المقيتة، وانعكست على الداخل اللبناني، مؤكدة أن حسن نصر الله يقود حربًا طائفية ضد الشعب السوري يرتكب من خلالها مجازر يندى لها الجبين. وأكّدت الدراسة أن حرص حزب الله على التخفيف من حدة الفوضى المتزايدة في محافظتي حمص والقلمون تعدّ جزءًا من مخطط استراتيجي أوسع يصرّ على تنفيذه النظام السوري وحليفه بالوكالة، ويتضمن: الحفاظ على البُعد الاستراتيجي من خلال تأمين طرق حيوية للعبور تربط بين العاصمة دمشق والباحة الخلفية الاستراتيجية لها في لبنان، ودعم صمود حزب الله من أجل الحفاظ على السيطرة على الأراضي التي تربط بين المناطق الساحلية العلوية في الشمال والمحيط الجنوبي الغربي على الحدود اللبنانية حيث يمتد نفوذ الحزب.

بنان على حافة الانهيار

وتؤكّد الدراسة أن الحرب المستمرة في سوريا، التي امتدت إلى لبنان، تكشف حقيقة واضحة، هي أن حزب الله منشغل الآن؛ فإذا حدث تصعيد آخر مع إسرائيل فقد يضطر الحزب إلى التعامل مع جبهتين، وهو ما من شأنه تشتيت الحزب وإنهاك قدراته بشكل كبير، وأن تنفيذ أي حملة عسكرية إسرائيلية مشابهة لتلك التي حدثت في صيف عام 2006م سيدفع لبنان إلى حافة الانهيار. وتتساءل الدراسة: كيف لحسن نصر الله أن يفاخر كذبًا في جميع أنحاء المنطقة بإنجازاته المزعومة التي أجبرت إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000م، ومقاومته التوغّل الإسرائيلي عام 2006م، وهو الآن يضاعف الآثار السلبية للاضطرابات في المنطقة، ويضع ميليشيا الحزب نفسها في موقف ضعيف بتدخّلها الصريح في سوريا منذ عام 2013م؟! وتؤكّد الدراسة أن تورّط الحزب في بلاد الشام يمثّل تحقيقًا لأهداف استراتيجية تتعلّق بمسألة وجود الحزب نفسه؛ لذلك تكبّد الحزب كثيرًا من الخسائر على أرض المعركة السورية؛ فقد أكّدت المصادر مقتل ألف مقاتل من مقاتلي الحزب منذ اضطلع بدورٍ له في سوريا.

 

لبنان: سجال وزاري مع «حزب الله» حول تصنيفه إرهابياً

 بيروت - «الحياة» /04 آذار/16

انشغل الوسط السياسي اللبناني أمس بردود الفعل على قراري مجلس التعاون الخليجي ووزراء الداخلية العرب تصنيف «حزب الله» ميليشيا إرهابية، وأخذ قسطاً كبيراً من مناقشات مجلس الوزراء الذي انعقد أمس للبحث في أزمة النفايات، والذي شهد سجالاً بين وزيري الحزب اللذين دانا القرارين، ووزراء من قوى 14 آذار و «اللقاء النيابي الديموقراطي» والمستقلين حول الموقف من القرارين.  وقالت مصادر وزارية لـ «الحياة» إن وزير الصناعة حسين الحاج حسن هاجم القرارين واتهم الدول الخليجية بأنها تقيم علاقة مع إسرائيل، فرد عليه عدد من الوزراء رافضين كلامه وحمَلوا على تدخل «حزب الله» في سورية معتبرين أن هذا التدخل أوجد مساحة لإسرائيل في المنطقة. وطلب الوزير نبيل دو فريج شطب كلام الحاج حسن من محضر الجلسة فشطبه رئيس الحكومة تمام سلام. كما أكد الوزراء أن السعودية في اليمن تمارس الدفاع عن النفس في وجه التدخل الإيراني. وأوضحت المصادر الوزارية أن وزير التربية الياس بوصعب دعا إلى تهنئة وزير الخارجية جبران باسيل، لأن موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الاعتراض على قرار وزراء الداخلية العرب في تونس هو الموقف نفسه الذي كان أخذه باسيل في الجامعة العربية، إلا أن عدداً من الوزراء رفضوا المقارنة بين الموقفين، موضحين أن المشنوق وافق على قرار وزراء الداخلية العرب إدانة الاعتداء على سفارة السعودية وقنصليتها في إيران، ودان كذلك تدخل «حزب الله» العسكري في الدول العربية ووافق على البيان الختامي، وهو نأى بنفسه عن الفقرة التي تصنف الحزب إرهابياً فقط، خلافاً لباسيل الذي نأى بنفسه عن القرار كاملاً. وكانت كتلة نواب «حزب الله» دانت قرار مجلس التعاون الخليجي تصنيف الحزب إرهابياً، فيما استغربه المكتب السياسي لحركة «أمل»، معتبراً أن الحزب «كان ومازال في موقع المقاومة». وكان زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، قال إن «النبرة العالية والأفعال السياسية التي يقوم بها بعض الأحزاب بضرب علاقتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي أمر خطير جداً». وطالبت الهيئات الاقتصادية الحريري بالتحرك في اتجاه دول الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية من أجل ترميم العلاقة معها. وفي باريس، التي وصل إليها أمس ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف والتقى وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، على أن يلتقي اليوم الرئيس فرانسوا هولاند، قالت مصادر فرنسية إنه ينتظر أن يثير الأخير معه القرار السعودي وقف المساعدة العسكرية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بأسلحة فرنسية. ويلتقي الأمير محمد بن نايف أيضاً رئيس الوزراء إيمانويل فالس ونظيره برنار كازنوف. وعلمت «الحياة» من مصادر فرنسية مطلعة على زيارة مبعوثي وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين جان مارك إرولت وجان إيف لودريان إلى السعودية، السفير جيروم بونافون مدير الشرق الأوسط في الخارجية ولوي فاسي مستشار لودريان، أنهما لمسا غضباً شديداً من الجانب السعودي حيال «حزب الله» وممارساته في اليمن وسورية وتدخله مع إيران فيها، وأيضاً من تصريحات الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وهو ما تتفهمه باريس. وأوضحت المصادر لـ «الحياة»، أن المبعوثَين الفرنسيَّين التقيا وزير الخارجية عادل الجبير ومساعد ولي ولي العهد، وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن الجانب السعودي لم يخْفِ أيضاً استياءه من مسؤول عسكري رفيع لأنه ساعد على إخراج الوزير السابق ميشال سماحة الذي يحاكم بتهمة نقل عبوات ناسفة من سورية إلى لبنان لتفجيرها في الشمال، من السجن، ولتصريحاته الأخيرة عن أن ما تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني كاف ولا حاجة لأكثر، وأن موقف وزير الخارجية جبران باسيل بالامتناع عن إدانة الهجوم الإيراني على السفارة السعودية كان الذروة في غضبهم. وتمنى الجانب الفرنسي على المسؤولين السعوديين أن يُبقوا الباب مفتوحاً أمام إمكان العودة إلى تقديم المساعدة للجيش اللبناني كي تتمكن القوات المسلحة اللبنانية من أن تكون مستقلة عن «حزب الله». ولكن السعودية ترى أن الجيش تحت تأثير «حزب الله» وأن ممارسات قيادته لا توحي بالاستقلالية عن الحزب. وقالت المصادر إن الجانب السعودي يعتبر أن المطلوب في الظروف الحالية من اللبنانيين أن يبادروا إلى التحرك لتصحيح الأوضاع.

 

انصرف العالم عن لبنان فماتت فيه السياسة اللاثقة سرّ تمسك الحريري وجعجع بمرشحَيهما

ايلي الحاج/النهار/4 آذار 2016

كان محرجاً لكتلتي "المستقبل" و"القوات اللبنانية" أن تنزلا إلى مجلس النواب الأربعاء الماضي 2 آذار ولا يوافيهما إليها المرشحان اللذان افترقت الكتلتان بسببهما، النائبان سليمان فرنجية وميشال عون. صحيح كانت جلسة محسومة النتيجة لم يتغيّر سوى رقمها 36 وعدد حضورها 73 لكنها كانت محطة يرى سياسيون من فكر 14 آذار أنها يجب أن تكون أخيرة بهذين المرشحين، وإلا فسيكون الاستمرار في ترشيحهما والذهاب إلى البرلمان لانتخابهما ملهاة أقرب إلى المأساة لا يليق بالكتلتين الجليلتين تكرارها ما دام المرشحان يعلقان حضورهما لتأمين النصاب القانوني على موافقة "حزب الله"، الحزب نفسه الذي لا ينفك "المستقبل" و"القوات" عن مهاجمته يومياً في السياسة والإعلام بينما يقدمان إليه هدية رئاسة الجمهورية، فيضعها في جيبه وعينه على الجمهورية، غير مبال لأحوال شعبها الرثة ويأسه في أسر الفراغ "لا معلّق ولا مطلّق".

السياسيون الضنينون بروح 14 آذار بعدما تهاوى جسمها التنظيمي يأملون ولا يتفاءلون بأن الحليفين (سابقاً) سيعيدان النظر كلُّ في ترشيح من رشَّح للرئاسة. فلندع جانباً، يقولون، مسألة الإرتباط الوثيق لكل من فرنجية وعون بـ"حزب الله" والمحور الإقليمي الأوسع الذي خلف الحزب، ألا يريان بأم العين أن قدرتهما على المضي في هذا الخيار كما يفعلان هي مؤشر ولا أبلغ إلى سقوط هذه البلاد في قعر اهتمامات العرب والغرب، القريب والغريب على السواء؟ لبنان ؟ ماذا يجري في لبنان، غير تراكم جبال الزبالة؟ يروي أحد القياديين في مجلس خاص أنه بعدما التقى عدداً لا يحصى من ديبلوماسيي دول وهيئات عربية وأممية خرج بخلاصة أن لا أحد يسأل عنّا هذه الأيام. فافعلوا ما تريدون، تسلّوا وتلهّوا أيها السياسيون ما شئتم. في هذا الهامش يتحرك أفرقاء الداخل أحراراً طلقاء. فتصنّف مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، البالغة التأثير عادة في لبنان، "حزب الله" تنظيماً إرهابياً، من غير أن يحول هذا التصنيف دون حرية أفرقاء يتفاعلون عادة مع توجهات تلك الدول في الانفتاح حوارياً على الحزب المعني أكثر من ذي قبل، بل تحسين العلاقات به مقارنة بالسابق. ويثير موقف اتخذه وزير خارجية لبنان جبران باسيل في القاهرة وجدّة غضبة لا سابق لها في الرياض وعواصم خليجية أخرى، وفي الوقت نفسه لا تكترث تلك العواصم لاستمرار فريق لبناني صديق لها في تأييد ترشيح حميه ميشال عون للرئاسة، ولا لإعلان رئيس سابق قريب منها انه متشبث أكثر من أي وقت مضى بترشيح شخصية أقرب ما تكون إلى بشار الأسد و"حزب الله"، ولا مَن يهتم. ولماذا يهتمون ما داموا عارفين أن لا رئاسة ولا من يرأسون هذه البلاد، على المدى المنظور أقله؟

قد يكون هذا الإنصراف العربي والدولي عن لبنان هو سرّ موت الحركة السياسية فيه. ماتت السياسة. ومن يرشح فرنجية لا يتخلى عنه وإن أدرك أن إيصاله مستحيل لأسباب متعددة . وفي الأساس ما كان سيصل بعدما تبيّن أن موقف "حزب الله" الأوّلي من ترشيحه كان الموقف النهائي أيضاً. ولا يتخلّى عنه مَن أيّده خشية أن يفتح تخلّيه أبواب قصر بعبدا المهجور أمام مرشح الحليف السابق، ميشال عون المستحيل وصوله هو أيضاً، ولكن الذي لا يتخلى عنه مَن رشّحه أخيراً لحسابات لا تنحصر في رئاسة الجمهورية. حسابات تتعلق بالعلاقة الصعبة مع حلفاء لم يحسبوا حساباً للأوزان والأحجام في رأيه، وتختلف أساليبهم في الممارسة السياسية كما النظرة إلى الحلفاء. ثمة من يلاحظون عند هذه النقطة أنه لم يعد المهم اسم الرئيس العتيد بل مَن أتى به ودعم وصوله إلى الرئاسة وتفاهم معه مسبقاً على المقابل. 14 آذار اليوم غرفة تلعب فيها الريح بعدما انكسر زجاج الثقة وتشرّعت نوافذها. لا وسيط يسعى إلى مرشح ثالث بين معراب وبيت الوسط، المتباعدين خلف الإبتسامات الحزينة، غير الريح. فات الأوان للسؤال مَن زيّن للحريري ترشيح فرنجية من دون اعتبار لرد فعل جعجع، ولماذا ذهب جعجع إلى المدى الأبعد من غير التفات إلى الخلف، على رغم أن الطريق مقفلة أمام مرشحه عون الذي يحترف الإنتظار والوقت ضده؟ فات الأوان ولم يعد يجدي سوى تدخل خارجي، إيجابي. تدخل بل قرار لن يأتي ما دامت مشكلة هذه البلاد بنظر العالم النفايات ولا شيء آخر. لا الرئاسة الشاغرة ولا الحكومة العاجزة حتى عن حل للنفايات. الحكومة؟ ربما سيتوجب على المهتمين إقناعها بالاستقالة، في قابل الأيام، من خلال استقالة رئيسها تمام سلام. هي أصلاً تألفت لتدير الفراغ شهراً أو شهرين وليس سنتين. وأوضاع لبنان وشعبه بلغت مستوى من السوء لا أسوأ منه ، وأي تغيير سيكون أفضل. فلتستقل ويحصل ما سيحصل، لعل العالم ينتبه لوجود دولة اسمها لبنان.

 

الكنيسة لا تنام على حرير الوعود وموقف بري يحسم الأمور الميثاقية

بيار عطاالله/النهار/4 آذار 2016

لم تنته أزمات المسيحيين مع القطاع العام ومؤسسات الدولة اللبنانية وهيئاتها بمجرد أن قامت دوائر الكنيسة بإلغاء لقاء الاحزاب والتيارات والجمعيات المسيحية في بكركي قبل أسبوعين، نزولاً عند طلب أحد رؤساء الجمهورية السابقين، والذي أمضى وقتاً في العمل على إقناع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بأن الوضع المسيحي عموماً والماروني خصوصاً في أفضل حال، وأنه لم يفرط بالتوازن الدقيق والمناصفة والمشاركة خلال عهده. يقول أحد مطارنة الكنيسة المارونية الفاعلين والناشطين في مواجهة "التهميش المسيحي"، إن البطريرك الراعي لم ينم على حرير ما قاله الرئيس السابق، ذلك أن سيد بكركي الحالي وقبله البطريرك صفير سمعا الكثير من هذا الكلام التبريري والتخفيفي، لكن النتيجة كانت دائماً استمرار تهميش المسيحيين في مؤسسات القطاع والضرب عرض الحائط بكل عناوين العيش معاً وفي شكل متواصل. وهكذا بادر البطريرك الى الطلب من دوائر الصرح والمؤسسات التابعة للكنيسة وفي مقدمها "لابورا" الى وقف التحركات والاجتماعات، معولاً على موقف الرئيس نبيه بري الذي وعد بمعالجة الموقف والنظر في الاعتراضات المسيحية المتراكمة على ما يجري في الادارة العامة، بدءاً من أكبر الوزارات وصولاً الى آخر بلدية "ميثاقية" في لبنان حيث يتنامى ويشعر المسيحيون بأن "الهر يأكل عشاءهم" من دون أن يستطيعوا شيئاً أمام هذه التصرفات "اللاميثاقية" من مواطنيهم الذين لا يقصر بعضهم في اقتناص حصة المسيحيين والسيطرة عليها. والواقع أن الكنيسة ومؤسساتها لا يخفى عليها شيء، وتملك تفاصيل دقيقة عما يجري في القطاع العام، بدءاً من مجلس الخدمة المدنية الى وظائف الفئة الاولى، وكذلك تفاصيل جيوش المتعاقدين في الوزارات والذين يدخلونها ولو برواتب زهيدة وإمكانات قليلة، إلا أنهم يمنّون النفس بالتثبيت ذات يوم، على أن تكون لهم الأفضلية على الآخرين كما جرى في كهرباء لبنان والدفاع المدني وغيرها من المؤسسات العامة حيث يتوالى حشد المتعاقدين من دون أي اعتبار لعناوين اساسية تحكم عمل القطاع العام وسلم التراتبية فيه، والذي يبدأ من مجلس الخدمة المدنية والتدرج بين الفئات الرابعة والثالثة والثانية وصولاً الى الفئة الاولى، التي نص اتفاق الطائف على احترام المناصفة فيها، من دون الأخذ في الاعتبار أن موظفي هذه الفئة المميزين لا يسقطون على كراسيهم وفئاتهم من السماء، بل يحتاجون الى المرور او التدرج في الفئات السابقة حيث لا تحترم معايير المناصفة في جزء كبير منها، وتترك الامور على همة الوزراء الذين يعمل كل منهم لمصلحة مذهبه وطائفته وجماعته قبل كل شيء، ومن دون الاكتراث للاخرين. والأدهى من كل ذلك، والرأي للناشطين، أن إصرار بعض الاطراف على ممارسة التمييز في تعيينات الموظفين واستغياب الدور المسيحي، إنما يؤدي الى مزيد من الاستنكاف المسيحي عن الانخراط في مشروع الدولة، ويعمق الهوة بين أجيال المتخرجين الجامعيين والمهنيين والتقنيين المسيحيين ومشروع الدولة برمته، ويشكل هذا الامر خطراً كبيراً على الحضور المسيحي وطبيعة تشكل الادارة العامة في لبنان كمؤسسة وطنية حاضنة لجميع اللبنانيين وتعطي الشرعية لكل مكوناتها التعددية والوطنية. تراقب المؤسسات المسيحية الكنسية والعلمانية مسار الامور، فهل يحمل الرئيس نبيه بري الحل وتكون له الكلمة الفصل في وضع حد لتجاوز الميثاقية والمساواة بين مواطنيه في وظائف القطاع العام، التي قفز اتفاق الطائف الى الغاء المناصفة في فئات عدة منها دون الفئة الاولى، من غير ان يقدم بديلاً وازناً او نموذجاً لمعالجة شكوى المسيحيين؟

 

عين التينة تُثبّت"منظومة الأمان" وترحيب بموقف المشنوق "حزب الله" للخليجيّين: سنربح "حرب تموز السياسية"

رضوان عقيل/النهار/4 آذار 2016

لن يصب قرار دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار "حزب الله" بكل فصائله ومكوناته منظمة إرهابية، بحسب الرؤية من عين التينة، إلا في تعقيد العلاقات في الداخل ودفعها الى المزيد من مساحات الانقسام بين الأفرقاء والاستمرار في تعطيل المؤسسات وعدم القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية، أقله في القريب العاجل حتى لو وصل عدد النواب المشاركين في الجلسة الاخيرة إلى 72 واستفاد الرئيس سعد الحريري من الإطلالة في الجلسة. فقد اظهرت المعطيات ان الجميع عادوا الى المربع الاول وان "تيار المستقبل" لن يستطيع اكثر من هذا الفعل الرئاسي في مشهدية ساحة النجمة، ولا سيما ان المعطيات تؤشر الى حلقات اخرى في مسلسل "الفراغ الطويل" في الكرسي الاول في البلاد وشلل اكثر للمؤسسات. وكان الحريري قد عمل جاهدا لجمع هذا العدد من النواب وتمكن بالتعاون مع الرئيس نبيه بري من ضبط حركة الشارع والحؤول دون الوصول الى الفوضى وخلق خطوط تماس مناطقية ومذهبية. وأثمرت هذه الجهود في عين التينة، بعدما اثبت بري انه رجل "اللحظات الصعبة" في جبه الاخطار والحفاظ على السلم الاهلي. وعمل الرجلان قدر المستطاع على اعادة تثبيت منظومة الامان في البلد، على الرغم من الحرائق في المنطقة، والتي لم يكن ينقصها الا السجال المفتوح بين الحزب ودول الخليج ولا سيما السعودية. وهدد هذا الخلاف عملية ربط النزاع التي قامت عليها العلاقة بين التيار الأزرق والحزب الأصفر. وكان لبري دور كبير في لجم الخلافات بينهما، لكن يبدو ان ما يحصل من تطورات اكبر من قدرته. إلا أنه لم يستسلم امامها وفاتح الحريري وكل من راجعه بهذا الامر وردد أن ثمة مجموعة من الملكيين في لبنان اكثر من الملك. وسبق ان شهدنا مثل هذه المحطات مع الفلسطينيين والسوريين والاسرائيليين في بعض الاحيان. ولم تصل العلاقة بين الرياض وطهران - اصحاب المشكلة - الى ما هي عليه الحال بين الافرقاء اللبنانيين. من هذا المنطلق جاء البيان المسؤول الذي اصدره بري والحريري ليخفف من آثار الحرائق المذهبية التي كان مقدراً لها الانتشار لولا تدارك الافرقاء المعنيين. أما القرار السعودي ضد الحزب فتعامل معه قادة "حزب الله" على اساس أنه "من ضمن اجندة تم اعدادها سلفا في الرياض ولا مفاعيل له وانه لزوم ما لا يلزم. وسبق ان تمت المصادقة عليه قبل اعوام وجرى اطلاقه الى العلن في هذا التوقيت الذي يخدم اسرائيل".ويشبه قيادي في الحزب ما حصل أخيرا بـ "حرب تموز سياسية" من أجل "استهداف المقاومة وجمهورها وعزلها عن شرائح اللبنانيين، وكما تم الانتصار في الميدان سيتحقق الامر نفسه في السياسة، وكل هذه الاساليب واعمال التضييق والتشهير باسم الحزب وسجل انجازاته وتضحياته في وجه اسرائيل ورصيده المحلي والعربي لن تحقق الهدف المرسوم والمطلوب الذي خطط له الخليجيون، والرياض تعرف جيدا ان ثمة رزمة من الردود عند الحزب في امكانه ان يستعملها ضدهم". ويضيف ان "التضييق على الحزب وتعريته أول ما يضر الأفرقاء اللبنانيين الذين يلتقونه حول الطاولة نفسها في الحوار الثنائي والحوار الوطني، الى الحكومة والبرلمان وسائر المؤسسات، وهذا الاحراج يصيب أولاً الحريري ويستهدف حلفاء المملكة في لبنان، ولا سيما "تيار المستقبل" المعني الاول باستمرار فتح قنوات الحوار مع الحزب الذي توقف بـ"تقدير" امام الموقف الذي اتخذه وزير الداخلية نهاد المشنوق واعتراضه على وصف الحزب بـ"الإرهابي" في مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس".

ويسجل الحزب سلوك المشنوق الذي يمثل الدولة مجتمعة في الخارج على غرار ما فعل وزير الخارجية جبران باسيل في القاهرة وجدة. ويدرك ان "تصرف المشنوق جاء بالتنسيق مع الحريري وموافقته ولم يكن امامه الا هذا الخيار، وحسناً فعل". ويكتفي القيادي في الحزب بالقول في معرض سؤاله عن المشنوق بالقول"منيح". ويضيف أنه "يستحق الإشادة".

 

مشكلة "حزب الله" مع محيطه العربي

 رندة حيدر/النهار/4 آذار 2016

الاتهامات الموجهة الى مجلس التعاون الخليجي بعد قراره الأخير اعتبار "حزب الله" تنظيماً ارهابياً بأنه يسدي خدمة الى إسرائيل هي محاولة للتهرب من المشكلة الأساسية التي يواجهها الحزب مع الدول الخليجية والعربية على حد سواء. ليس سراً أن إسرائيل منذ اشتداد الصراع بين محور الدول العربية المعتدلة السنية المحور الشيعي بزعامة إيران تدعي نشوء قواسم جديدة مشتركة مع دول عربية لا تربطها بها علاقات علنية. وأكثر من مرة ألمح نتنياهو ووزير دفاعه إلى استعدادهما للتعاون مع اي دولة عربية لا تقيم علاقات مع إسرائيل من أجل التصدي لنفوذ إيران في المنطقة كما الأصولية الجهادية السنية.

وبهدف فتح باب التعاون السري مع المحيط العربي، عيّن بنيامين نتنياهو الذي يتولى حقيبة الخارجية، دوري غولد مديراً عاماً للخارجية لتطوير هذا الامكان وهو المعروف بتوجهاته اليمينية المتشددة عندما كان مديراً عاماً لمركز القدس للشؤون العامة، ورفضه المطلق لأي تسوية للقضية الفلسطينية تشمل انسحاباً من القدس الشرقية واعترافاُ بحق العودة، الى جانب عدائه لإيران. وعلى رغم كل ما قيل عن اتصالات سرية، فإن الانجاز الوحيد الذي يستطيع غولد التباهي به هو اعادة فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وعودة السفير المصري الى إسرائيل بعد غياب استمر ثلاث سنوات. تختلف المواجهة الدائرة حالياً بين "حزب الله" ودول الخليج والتي في أساسها احتجاج خليجي على دور الحزب السلبي في سوريا واليمن ولبنان، عن العداوة الشرسة بين الحزب وإسرائيل. فالقرار الخليجي سياسي، بينما الصراع بين الحزب وإسرائيل هو صراع عسكري في الدرجة الأولى. والمشكلة الخليجية ليست مع سلاح الحزب الموجه الى إسرائيل، وإنما هي بصورة خاصة مع تورطه العسكري في سوريا واليمن. في حين أن المشكلة الإسرائيلية مع "حزب الله" هي مع وجوده العسكري على حدودها الشمالية، وترسانته الصاروخية التي تشكل خطراً حقيقياً على مدنها ومنشآتها الحيوية، واعتباره الخطر الأساسي الثاني الذي يتهدد أمن إسرائيل بعد إيران. طوال عقود من الزمن استخدمت الأنظمة العربية تهمة خدمة العدو الصهيوني من أجل قمع أي احتجاج على سياستها. والعودة اليوم الى استخدام هذا الأسلوب للرد على قرار مجلس التعاون الخليجي ضد "حزب الله" يدخل في اطار هذه البروباغندا التي عفاها الزمن. القرار الخليجي لا يخدم إسرائيل، وصدوره حالياً هو بمثابة دعوة ملحة موجهة الى المسؤولين عن الحزب من أجل مراجعة سياستهم حيال اخوانهم العرب، واعادة النظر في تورطهم العسكري في الحرب الأهلية في سوريا واليمن.

 

الأزمة تستعر...ماذا بعد العقوبات الخليجية على لبنان؟

غسان بو دياب/النهار/4 آذار 2016

للمرة الأولى منذ توقيعه، يقف دستور الطائف دون "الراعي" السعودي ومن خلفه الخليجي بعد أن انعكس تغيير الإستراتيجيات السياسية و"الحربية" تأثيراً مباشراً على حجم الدور السعودي المطلوب لعبه، إن مباشرة أو بالوساطة، على الساحة اللبنانية، بعد "عاصفة النووي" التي أشعلت الغضبة السعودية وأقلقت صناع السياسة في المملكة، بقدر أكبر من أثر الإنخفاض الأسطوري لأسعار النفط التي بلغت بتراجعها مستويات قياسية دنيا، بعد أن وصلت إلى أرقام فلكية في الارتفاع منذ أشهر قليلة، هذا ما أعلنته مصادر سياسية متابعة لـ "النهار". السعودية أرض نصرة، وليست أرض جهاد، تقول مصادر إسلامية، التغيير في الإستراتيجيا يجعل المملكة مضطرة لتغيير العقيدة القتالية لجيشها، والعقلية الإجتماعية لشعبها الذي لم يتعود أن يسمع أخباراً أمنية أو أزيز الصواريخ إلا باستثناءات قليلة، وبالتالي، فالبنية التحتية والإقتصادية ليست قائمة على فكرة إقتصاد الحرب، بل إقتصاد السلم والعلاقات التجارية. الجيش السعودي، رغم الإمكانات التسليحية والقوة النارية، ليس جيشاً هجومياً استناداً إلى أن العقيدة القتالية تنحو أكثر إلى الدفاعية. والمملكة درجت على القيام بدعم حركات التحرر أو الإنتفاضات لكن من دون التدخل العسكري المباشر، مستفيدة من واقع القدرة التمويلية والتسليحية لاقتصادها الضخم، وتلاقي دعواها الى أي تحرك عسكري الصدى دائماً لدى الدول التي تشكل خزاناً للمقاتلين كمصر والباكستان والسودان، ضمن رابطتي العروبة والإسلام. المشهد اليوم مختلف، تضيف المصادر عينها، أولاً البعد الإقتصادي لم يعد كما كان مع المليارات التسعين التي تشكل عجز الموازنة في المملكة، ما اضطرها للمرة الأولى الى أن تبيع جزءًا من الممتلكات الخارجية.بالمقابل، تلقت الديبلوماسية العربية صدمة كبيرة مع اعتذار المغرب عن استضافة القمة العربية، بعد تأجيلها، بحجة أن الظروف غير مؤاتية لإجتماع عربي، طالما أن الهدف ليس الإجتماع، بل مخرجات الإجتماع.

إسلامياً، هناك اختلاف جوهري بين قوتين أساسيتين تعتبران في حلف تقليدي مع المملكة العربية السعودية، هما تركيا الأردوغانية ومصر السيسي، علماً أنّ المزاج المصري العام لا يقبل أردوغان، ويتهمه بأنّه "أصل البلى" بالمصطلح العامي، وبعد نقد التجربة الإخوانية التي كانت تركيا أردوغان الراعي الرسمي لها، بالتكافل والتضامن مع قطر الشيخ حمد. فكيف يقاتل التركي والمصري جنباً إلى جنب في ظل إتهامات متبادلة أما في باكستان، فالقيادة العسكرية تدرك أن مصالحها مع الجمهورية الإسلامية في إيران لا تقل أهمية ووجودية عن مصالحها مع المملكة العربية السعودية.

لبنانياً، إستحال الجدل السياسي حول إعلان وقف الهبة السعودية المكونة من ثلاثة مليارات، إضافة الى مليار، جدلاً وجودياً فتح النقاش على موضوعات لم يكن النقاش فيها مطروحاً، أو بالأحرى مسموحاً، كالسياسة الخارجية. وضع ملف العقد الإجتماعي أمام أزمة وجودية، وفرضت على اللبنانيين أسئلة "الزمن الصعب"، كُشف عجز الموازنات عن تسليح الجيش بمعدات الحد الأدنى للتصدي للإرهاب، أبسط المطلوب من قواتنا المسلحة، العري السياسي للطاقم الذي ما كان الجيش بالنسبة له، ولا مؤسسات الدولة، إلا نفعية وتوظيفية تستعمل للابقاء على عصا الطاعة، والحفاظ على مكتسبات ديوك المزابل.

هل أفاد إلغاء الهبة السعودية أم أضر؟ لا مكان للإطلاقية في العمل السياسي. من أهم منجزات إلغاء الهبة سيكون فتح النقاش حول العلاقات الخارجية للبنان، والعقيدة الخارجية، كما النظام الإقتصادي الريعي، أو القائم على التحويلات الخارجية، فالتهديد المباشر والمستمر للبنانيين بلقمة عيشهم كلما عنّ لأحدهم أن يأخذ بالسياسة موقفاً يجب أن لا يستمر، بل يجب أن يثمر مقاربة جديدة وجدية لتقليل الإعتماد على التحويلات، ومحاولة إستيعاب النخب والكوادر في سوق عمل محلي، وإعادة النظر في استقبال النازحين لأن أولويات الأمن القومي والأمن الإقتصادي اللبناني يجب أن تطغى على ما عداها، كذلك في خيارات التسليح للقوات المسلحة اللبنانية، فيجب ألا يبقى الجيش اللبناني في طور العيش على المساعدات. باختصار، يقف اللبنانيون أمام لحظة الحقيقة اليوم. والسؤال: هل يراد للبنان أن يتحول كما غيره ساحة مشتعلة وحلقة صراع ضمن سلسلة الصراعات السنية - الشيعية العابرة للحدود؟ أم أن هناك ما تبقى من إرادة تلجم شبق البعض من الداخل والخارج إلى العنف وسفك الدماء والحرب الأهلية؟

 

بري أعاد تشغيل خراطيم مياه إطفائيته توصلاً إلى تحقيق "لبننة" انتخاب الرئيس

 اميل خوري/النهار/4 آذار 2016

لا يزال الرئيس نبيه بري يأمل في تحقيق "لبننة" انتخاب رئيس للجمهورية بالاعتماد على وطنية القادة المستمرين في مقاطعة جلسات الانتخاب وذلك عندما يدركون أنه لم يعد ثمة مبرر للمقاطعة بعد 36 جلسة ومن دون نتيجة. لذلك عاد الى تشغيل خراطيم مياه اطفائيته ليبقي على جلسات الحوار والاكتفاء بربط النزاع لأن فضَّه مكلف ليس للمتحاورين فقط إنما للبنان كله. واستناداً الى هذا التصوّر الذي يبقي نافذة الأمل مفتوحة على انتخاب رئيس يخرج لبنان من الأزمات التي يتخبط فيها، فإن العماد ميشال عون يستطيع أن يغيّر مواقفه وموقعه ليصبح أكثر قرباً من موقف وموقع الدكتور سمير جعجع بحيث يعوّض خسارته أصوات الشيعة في بعض الدوائر بكسب أصوات مسيحيين من خلال لوائح تتألف من مرشحين لـ"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وربما من آخرين إذا ظل "حزب الله" في موقعه وموقفه التزاماً منه بتنفيذ أجندة إيرانية. ولا بد للعماد عون، تأكيداً لموافقته على ورقة "اعلان النيات"، من أن يحدد خياراته السياسية، فإما يكون مع خط سياسي واحد يجمعه بالدكتور جعجع، أو يبقى في الخط الذي يجمعه بالسيد حسن نصرالله. وأولى الخطوات التي يفترض بالعماد عون أن يقوم بها تمهيداً لتغيير موقفه وموقعه هي النزول مع نوابه الى المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية يكون قد تم الاتفاق عليه بينهما ومن ثم مع الأطراف الآخرين لأن انتخاب الرئيس بات المدخل الوحيد لحل كل الأزمات التي يتخبط فيها لبنان ويعيد تنشيط عمل المؤسسات وتفعيلها. ويستطيع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله أيضاً، إذا تحرر من الإرادة الإيرانية أو حررته هي منها، أن يقوم بدور المنقذ للبنان فيبدأ بسحب مقاتلي الحزب من سوريا ليصير في الإمكان العودة الى "إعلان بعبدا" الذي كان من الموافقين عليه لينعم لبنان عندئذ بالاستقرار والازدهار الثابتين والدائمين، ويصبح التنافس بين القوى السياسية الاساسية ليس على السلطة بل على من منها يعطي لبنان أكثر وليس من يأخذ منه أكثر. إن "لبننة" انتخاب رئيس للجمهورية تتطلب من القادة الاتفاق على السياسة الداخلية والخارجية، وهذا ممكن إذا عمد كل من هو مرتبط بخارج الى فك ارتباطه به، فإذا لم يستطيعوا ذلك يكفي ان يتفق القادة الذين لا ارتباط لهم مع أي خارج على تخليص لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية يصبح قوياً بمجرد أن يلتفّ القادة والشعب حوله وليكون فعلاً رمز وحدة الوطن، وهو ما يستطيعه على الأخص القادة الموارنة الأربعة تحديداً لأن منصب الرئاسة الأولى يخص طائفتهم، وباتفاقهم لا يعود في إمكان القادة في الطوائف الأخرى إلا الوقوف معهم. وإذا كان الرئيس بري يبدو متفائلاً ويرى أن الاستحقاق الرئاسي بات قريباً، فلأنه يراهن على وعي القادة في لبنان وخوفهم على مصيره وسط ما يجري حوله، خصوصاً بعدما استطاع وصل ما كاد أن ينقطع بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" وإقناع من لا يرون في الحوار نفعاً أن يقترحوا عليه البديل الأفضل سوى أن يصبح البعد جفاء، وربط النزاع ولو موقتاً لأن فضَّه أو فكَّه مكلف جداً للجميع. لذلك حسناً فعل الرئيس بري بإعادة تشغيل خراطيم مياه اطفائيته، وهو يأمل في أن يبلغ الحوار مرحلة الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، إن لم يكن من الاقطاب الموارنة فباتفاق هؤلاء على تسمية المرشح الذي لا يشكل انتخابه كسراً لأحد، ولأن دقة المرحلة وخطورتها تحتاج الى مثل هذا المرشّح. لقد أشاع تفاهم عون - جعجع الارتياح في الوسط المسيحي، ومما لا شك فيه أن التوصل الى تفاهم بين الرئيس سعد الحريري والسيد نصرالله سوف يشيع ارتياحاً أوسع في الوسط الاسلامي، وهذا من شأنه أن يجمع القادة في لبنان في موقف واحد وموقع واحد يجسده الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية ربما بالتزكية. ولا سبيل لبلوغ هذا الاتفاق والخروج من انقسامهم بين المحاور المتصارعة إلا بالعودة الى "إعلان بعبدا" الذي حظي باجماع اقطاب الحوار عليه ليصبح لبنان عندئذ "سويسرا الشرق" فعلاً لا قولاً، ولا يظل كما هو منذ عام 1943 الى اليوم ساحة مفتوحة لصراعات المحاور على اختلاف شكلها وهويتها.

 

أزمة تحييد لبنان عن تصنيف الحزب هل يمتلك خطة يحمّلها للوسطاء الغربيّين؟

روزانا بومنصف/النهار/4 آذار 2016

هل يستطيع لبنان فصل نفسه عن "حزب الله" بحيث لا يتلقى تداعيات تصنيفه خليجيا وعربيا، ميليشيا إرهابية تتخذ في حقها إجراءات تصاعدية ليس واضحا اين يمكن ان تتوقف؟ هل يستطيع وضع خطة عمل يتفاهم من خلالها مع الدول التي يمكن ان تتوسط من اجله مع الدول الخليجية، أكانت فرنسا أم الولايات المتحدة كما تردد، إذا كان متعذرا ان تستقبل الدول العربية وفدا رسميا لبنانيا لهذه الغاية، يحدد ما هي الخطوات التي يمكن ان يتعهد باتخاذها على سبيل المعالجة؟ هل من سبيل لوقف التداعيات المحتملة للمواقف العربية والخليجية على الصعد الاقتصادية والسياسية والامنية، خصوصا في ظل تعذر ذلك على وزارة الخارجية اللبنانية التي باتت ترسم حولها علامات استفهام ازاء قابلية هذه الدول على التعامل معها في المرحلة الراهنة، علما أن المطلوب بإلحاح هو حملة ديبلوماسية منظمة بحيث تتولى الحكومة اللبنانية اتخاذ مبادرات في هذا الاطار؟

هذه التساؤلات تتفاعل في الاوساط السياسية على وقع مخاوف من أن الاجراءات التي أعلنت عنها الدول الخليجية في شكل خاص لا تزال في إطار العناوين، من دون الخوض بعد في الإجراءات العملانية التي قد يتأذى منها لبنان وليس فقط "حزب الله" الذي يشكل جزءا من حكومته ومجلس نوابه، وعلى وقع حرب تنذر بأنها طويلة، فيما يبدو لبنان مكسر عصا في الاتجاهين. الحزب الذي يعتمد لبنان منطلقا له لخوض معارك مع الدول العربية وفيها، والدول العربية التي لم تعد ترغب في تمييز لبنان الذي فقد أهميته لديها، وهي التي باتت محرجة أمام الرأي العام نتيجة صمتها على محاولات النيل منها والحملات ضدها، والتي باتت مشرعة عبر وسائل الاعلام . ومع أن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله فتح الباب في خطابه الاخير امام الحكومة من اجل الفصل بينه وبين لبنان على اساس ان المعركة هي بينه بمن يمثل وبين الدول الخليجية، فإن الامر صعب ولبنان هو من يدفع تكاليف هذا الصراع، وأحد أبرز هذه الأثمان اضطراره الى الدفاع عن ضرورة عدم تصنيف الحزب إرهابيا، على رغم أن تدخله في شؤون الدول العربية، وفق ما يفاخر به الحزب، قد يعدّ إرهابا كما رأى الرئيس سعد الحريري. فلبنان يسير على خيط رفيع في محاولة التوفيق بين عدم انهيار الاستقرار اللبناني وعدم موافقته على تصرف الحزب الذي لم يسأل اللبنانيين عن موافقتهم في شأنه، وهم ضده لكنه يترك انعكاسات سلبية عليهم.

في اجتماعها الأخير غداة تصنيف مجلس التعاون الخليجي ومؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي اجتمع في تونس قبل يومين "حزب الله" بأنه منظمة ارهابية، أعربت كتلة "الوفاء للمقاومة" عن ارتياحها الى اعتراض وزير الداخلية نهاد المشنوق، التزاما منه كما قالت الكتلة لموقف الحكومة اللبنانية. ولكن اعتراض المشنوق مبني وفق ما صرح، على موافقة كل من الرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري. والاهمية لموقف الحريري تنبع من اقتناعه كما قال بأن الحزب جلب لنفسه الموقفين الخليجي والعربي، وهو لن يفرط بوحدة البلد. لكنه ايضا موقف معاكس لاقتناع جمهوره السني في الدرجة الاولى وجمهور 14 آذار عموما بمسؤولية الحزب عما يجري، كما هو معاكس للرأي العام العربي في غالبيته على الأقل، والذي تصله عبر وسائل الاعلام الحملات التي يواصلها الامين العام للحزب على المملكة السعودية والدول الخليجية، بما يدفع زعامات هذه الدول الى عدم السكوت عما يصيبها تحت وطأة إرضاء الرأي العام لديها الذي لا بد ان يغضب من استباحة السؤال الذي يستدرجه هذا الواقع، وهو: لماذا لا يلاقي الحزب ذلك عبر مواقف لا تصب في مصلحة ايران المباشرة والمتصلة بالتدخل في شؤون دول المنطقة، وان لم تكن لملاقاة الحريري، فعلى الاقل من اجل حماية لبنان ومصالحه كما مصالح اللبنانيين في الدول العربية؟ هذا الكلام عبر عنه وزراء في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء الذي يواجه ازمة لا سابق لها على صعيد علاقات لبنان بالدول العربية والصراع الذي يطلقه الحزب من لبنان تحديا لهذه الدول، على خلفية الصراع العربي - الايراني في المنطقة. لا يملك الافرقاء اللبنانيون، على رغم خصومتهم مع الحزب ورفضهم تدخله في سوريا او في اليمن او في اي دولة عربية أخرى، إلا أن يعتمدوا هذا الموقف. سبق لهؤلاء الافرقاء غداة صدور القرار 1559 عام 2004، بل حتى غداة تنفيذه بالانسحاب السوري من لبنان تنفيذا ظاهريا لهذا القرار- علما ان الانسحاب كان نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 - ان تضامنوا في وجه تنفيذ أحد بنوده المتصل بنزع سلاح الميليشيات، أي الحزب تحديدا، وتولى هؤلاء بأنفسهم، وكان المناخ الدولي داعما لهم في الانتفاضة التي أدت الى سحب النظام السوري قواته من لبنان، إجراء الاتصالات الدولية في مجلس الامن او مع الولايات المتحدة وفرنسا من اجل عدم الدفع بقوة في هذا الاتجاه، حماية ايضا للبنان ومنع تفجيره، ولو ان البند يتعلق ضمنا بإعادة السيادة والسلطة للدولة اللبنانية وحدها، وتذرعوا بأن الحزب ليس ميليشيا لأنه يقاوم اسرائيل. ويبدو غريبا بالنسبة الى مصادر عدة أن يطلب لبنان من الدول العربية مراعاة وضعه ولا يستطيع ان يمون او يطلب من أحد أفرقائه توفير عبء تحميله الاوزار التي يحمله إياها، فيما الصراع الذي يخوضه ليس ضد اسرائيل.

 

محادثات مهمة في فرنسا لولي العهد السعودي وتنسيق واضح حيال لبنان وسوريا وإيران

باريس - سمير تويني/النهار/4 آذار 2016

زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف لباريس سياسية بامتياز، وسيتم خلالها التشاور في التطورات الإقليمية والتعاون بين البلدين. والملفان اللبناني والسوري على رأس قائمة الموضوعات التي سيتناولها الطرفان الفرنسي والسعودي. ويعقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد ظهر اليوم محادثات مع ولي العهد السعودي في قصر الاليزيه، في ختام الزيارة الرسمية التي يقوم بها لفرنسا بصفته ولياً للعهد. ووصفت مصادر مطلعة الزيارة بأنها سياسية بامتياز، مع تركيز على الملفات الأمنية ومكافحة التطرف نظراً الى العلاقات الفرنسية - السعودية، ورغبة الطرفين في مزيد من التشاور والتنسيق لتوثيق العلاقات التاريخية. وتربط البلدين شركة استراتيجية تقوم على مصالحهما المشتركة. ومن الطبيعي أن يتم التشاور بين الدولتين في المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب، في ظروف إقليمية بالغة التوتر، وخصوصا أن باريس تعتبر نفسها قريبة من الرياض بعد الخيبة الخليجية من السياسة الاميركية في المنطقة. وباريس والرياض تعوّلان على مزيد من التشاور والتنسيق في شأن العديد من المسائل، والتعاون بين البلدين ضروري في صدد كل الأزمات والحروب التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، من اليمن الى سوريا مروراً بالعراق، وفي محاربة التطرف، والسعودية عضو في الائتلاف الدولي لمحاربة "داعش"، كما في محاولة اعادة إطلاق مسار السلام في الشرق الاوسط. كذلك فإن الدور الإيراني في المنطقة لن يكون غائباً عن هذه المحادثات. وللعاصمتين وجهات نظر متطابقة في كثير من القضايا. وسيكون الملف اللبناني بكل تشعباته وتطوراته الأخيرة ضمن الملفات التي سيعرضها الجانبان. والبلدان يسعيان الى توفير الدعم لاستقرار لبنان وسلامة أراضيه وملء الشغور الرئاسي الذي قارب السنتين. وتشير مصادر ديبلوماسية إلى أن باريس ستشدد خلال المحادثات مع الأمير محمد على أهمية استمرار دعم لبنان والمحافظة على أمنه واستقراره، لأن عكس ذلك لن يكون من مصلحة أحد، لذلك فإن المحافظة على لبنان يفترض أن تكون هدفا للجميع. وفرنسا في الوقت نفسه تعتبر أنه يتعين على الحكومة اللبنانية أن تقوم بمبادرة ضرورية بإزاء السعودية والبلدان الخليجية الأخرى، من أجل إعادة الوفاق بين بيروت والعواصم الخليجية. كذلك سيكون الصراع في سوريا من كل جوانبه السياسية والعسكرية ومحاربة التطرف، والإنسانية، على رأس الموضوعات التي سيتم البحث فيها في لقاءات ولي العهد مع المسؤولين الفرنسيين. والطرفان يدعمان بقوة جهود الامم المتحدة من أجل حل سياسي من طريق جنيف 3، ويتفقان على أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في سوريا. ويذكر أنه أعد للأمير محمد برنامج حافل، إذ سيلتقي خلال زيارته الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ووزيري الخارجية جان مارك آيرو والدفاع جان ايف لودريان.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية من الهدنة إلى تغيير نظام الأسد

عبد الكريم أبو النصر/النهار/4 آذار 2016

"نجاح الاتفاق الأميركي – الروسي في تحقيق اختراق في مسار الصراع السوري ليس مرتبطاً فقط بوقف الأعمال العدائية بين نظام الرئيس بشار الأسد وقوى المعارضة المعتدلة، بل انه مرتبط أيضاً وخصوصاً بانطلاق المفاوضات السياسية مجدداً في جنيف من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام والمعارضة وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتتخذ خطوات وإجراءات محدّدة تؤدّي الى قيام نظام جديد تعددي في سوريا. وهذه أهميته. والاتفاق الأميركي – الروسي سينهار وتتواصل الحرب اذا امتنع النظام عن تطبيق شروط الهدنة وعارض تشكيل هيئة الحكم الانتقالي وتمسّك بموقفه الرافض لانتقال السلطة الى نظام جديد". هذا ما حذّر منه مسؤول أوروبي بارز في باريس وثيق الصلة بهذه القضية، وقال: "إن القيادة الروسية تدرك هذا الواقع وإن أميركا والدول الحليفة لها متفقة على ضرورة رفض الاكتفاء بوقف الأعمال العدائية بل أنها تتمسك بموقفها القائل إن إنهاء الحرب وإحلال السلام يتطلبان رحيل الأسد وتريد اغتنام الهدنة من أجل الاسراع في تنفيذ الحل السياسي للأزمة الأمر الذي يتطلب إنجاز الخطوة الأساسية الأولى المتفق عليها دولياً وإقليمياً على أوسع نطاق، وهي تشكيل هيئة الحكم الانتقالي تمهيداً للانتقال تدريجاً الى مرحلة السلام والاستقرار والبناء. وترى أميركا والدول الحليفة لها أن المطلوب من القيادة الروسية الضغط على نظام الأسد من أجل احترام الهدنة ودفعه الى التفاوض جدياً مع المعارضة من أجل تشكيل هيئة الحكم الانتقالي. وقد نصّ هذا الاتفاق بوضوح على أن أميركا وروسيا "عازمتان على تقديم أقوى دعم لإنهاء النزاع السوري وتهيئة الظروف لعملية انتقال سياسي ناجحة يقودها السوريون بتيسير من الأمم المتحدة، من أجل التنفيذ الكامل لبيان ميونيخ وقرار مجلس الأمن الرقم 2254 وتفاهمات فيينا وبيان جنيف للعام 2012 "وهي نصوص تشدّد كلها على أن الحل السياسي يتطلب الانتقال الى نظام جديد تعددي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي ذات السلطات التنفيذية الكاملة".

ولاحظ المسؤول الأوروبي أن الاتفاق الأميركي – الروسي يتضمن مطالب ومسائل تتناقض وتتعارض مع مطالب الأسد ومواقفه، أبرزها الآتية:

أولاً، يكرّس الاتفاق المعارضة المعتدلة طرفاً أساسياً وشريكاً ضرورياً في عملية انهاء النزاع ويرفض موقف الأسد المطالب بالتعامل معها على أساس أنها قوى إرهابية، ويميّز بينها وبين "داعش" و"النصرة" غير المشمولين بالهدنة، ويسمح لأميركا والدول الحليفة لها من جهة ولروسيا والنظام من جهة أخرى بمواصلة الحرب ضد هذين التنظيمين الإرهابيين.

ثانياً، يلزم الاتفاق بوضوح نظام الأسد التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي يطلب نقل السلطة الى نظام جديد وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

ثالثاً، يسحب هذا الاتفاق من الأسد صلاحية مواصلة القتال فترة طويلة أخرى ضد المعارضين وصلاحية انهاء الحرب استناداً الى مطالبه وشروطه، اذ انه يفرض وقف الأعمال العدائية على النظام والمعارضة على أساس أن يتحقق ذلك ليس في إشراف روسيا وحدها بل تحت سلطة مجموعة عمل دولية ترئسها أميركا وروسيا، من أجل ضمان عدم استهداف المعارضة المعتدلة بعد بدء الهدنة. وينص الاتفاق على إمكان استخدام القوة ضد أي طرف ينتهك بنوده.

رابعاً، يسحب الاتفاق من الأسد ورقة استخدام سياسة التجويع والحصار ضد المعارضين المدنيين وورقة شنّ الغارات الجوية عليهم، إذ أنه ينص على أن الهدنة تشمل وقف الغارات الجوية على قوى المعارضة.

خامساً، يرفض الاتفاق مطلب الأسد وقف دعم المعارضة ضمن نطاق الهدنة اذ انه لم يتضمن اي نص يطلب وقف تسليح المعارضة ودعمها، بل انه منح المعارضة حق الدفاع عن النفس واستخدام القوة اذا تعرّضت لتهديد مباشر من قوات النظام أو أي جهة أخرى.

وقد تبنّى مجلس الأمن بالإجماع في القرار 2268 الاتفاق الأميركي – الروسي ومنحه شرعية دولية وطالب خصوصاً "بالتنفيذ الكامل والفوري للقرار 2254" الذي يطلب انتقال السلطة الى نظام جديد من أجل انهاء النزاع السوري.

وخلص المسؤول الأوروبي الى القول "إن الإدارة الأميركية حذّرت القيادة الروسية رسمياً من أن انهيار الاتفاق سيفجّر القتال على نطاق أوسع ويهدد بتقسيم سوريا وتفكيكها ولن يسمح للروس بتحقيق أي مكاسب أو بضمان مصالحهم وسيدفع أميركا وحلفاءها الى تعزيز الدعم للمعارضة بهدف تصعيد القتال ضد النظام".

 

«لنحكِ الأمور مثلما هي»

 وليد شقير/الحياة/04 آذار/16

لم يكن منتظراً من «حزب الله» أن يوقف إطلاق النار (السياسي على الأقل) على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، طالما أنه يخرق وقف النار في سورية منذ بدء الهدنة السورية السبت الماضي. وهو يشترك مع قوات النظام السوري وروسيا والميليشيات التابعة لإيران و»حرسها الثوري»، المنتشرة من محافظة درعا جنوباً وفي محيط دمشق، وصولاً الى ريف حلب ومحيطها شمالاً. وإذا كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قال في خطابه الأخير الثلثاء الماضي، إن «المعركة الكبرى» التي يخوضها «اليوم في المنطقة ستحدد مصيرها، ومنها مصير لبنان»، رافضاً المنطق القائل بأن لا علاقة للبنان بهذه المعركة، فعليه ألا يستغرب أو يستنكر أن تواجهه دول المنطقة في المقابل، بمثل ما يواجهها به من الخصومة والعداء والهجوم. في كل خطاب يلقيه لتبرير سياسته وتقديم مطالعته لإشاحة النظر عند الجمهور اللبناني على الأقل، عن أن انخراطه في هذه المعركة هو تنفيذ لأجندة إيرانية بالتدخل في الحروب الدائرة في عدد من الدول العربية تسعى طهران إلى تقويض استقرارها لتسهيل توسيع نفوذها الإقليمي، يستخدم نصرالله تعابير من نوع: «لنحكِ الأمور مثلما هي»، و «نحن معنيون بأن نقول الحقائق»...، وهو بذلك ينسب لنفسه موقع من يمتلك الحقيقة المطلقة والوقائع الصافية. أسهب الأمين العام لـ «حزب الله» في سرد ما اعتبره حقائق من دون أن يأتي على ذكر ما أعلنته الحكومة اليمنية من تسجيلات عن وجود عناصره في اليمن وعلى الحدود مع السعودية لتنفيذ عمليات على أرضها، وما وثّقته أجهزة الدول الكبرى عن تهريب إيران الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية إلى الحوثيين قبل بدء الرياض ردها العسكري ضد محاولة طهران السيطرة على اليمن السعيد، ولا تلك المعلومات عن استمرار تهريب هذه الأسلحة عبر البحر. وهو تجاهل ما سبق لحكومة الكويت أن كشفته عن خلايا الحزب المسلحة فيها التي تخطط لتفجيرات وتسليح مجموعات، ولا عن الخلايا التي كشفتها الحكومة البحرينية... ولا عن تلك التي سبق للحكومة المصرية أن ألقت القبض عليها. لم يذكر شيئاً عن سبب تدخله في نيجيريا. يقفز نصرالله فوق الأمور «مثلما هي»، لينسب الى غيره التحريض على الفتنة المذهبية، ويهرب من أثر تدخلات حزبه في إيقاظ الفتنة من سباتها، فهو يستند الى قاعدة تعبئة مذهبية، ويستظل بشعارات كبرى عنوانها التوجه الى فلسطين ومواجهة إسرائيل والهيمنة الأميركية على المنطقة، من حلب السورية وصعدة اليمنية... بهذا المنطق يسهّل نصرالله على نفسه الاقتناع بأن موقفه ضد حملة السعودية العسكرية ضد التمدد الإيراني في اليمن «أعظم من المقاومة» ضد إسرائيل، ويقر بلسانه بأن حجة مقاومة إسرائيل تأتي بمرتبة متأخرة على تدخلات حزبه الأمنية في دول الخليج، التي يعطيها الأولوية. مثله مثل سائر الفرقاء المعنيين بالحرب في سورية، لا سيما روسيا والولايات المتحدة الأميركية، يعتقد السيد نصرالله أن الهدنة الراهنة الهشة فيها، هدفها استنفاد الخيارات الديبلوماسية لإطلاق الحل السياسي، تمهيداً للعودة الى جولات عسكرية جديدة من أجل تصحيح ميزان القوى، حتى يستمع الأسد لصوت التسوية، التي قد يقتضي إنجاحها الأخذ بالاقتراح السعودي إرسال قوات إسلامية وعربية، بينها وحدات سعودية، لمحاربة «داعش»، والمساهمة في ضبط المناطق التي تسيطر عليها فصائل معارضة وسنّية، حتى يكون للجانب العربي دور في هذه التسوية، لأن الدورين الروسي والإيراني وحدهما يستحيل عليهما رعاية حل سياسي في غياب الرعاية العربية. إذا كان يتوجب أن «نحكي الأمور كما هي»، فإن اللغة اليائسة عند «حزب الله» من أن يتمكن من الجلوس على طاولة التفاوض في اليمن، عبر إيران، تجعله يتشدد ضد المشاركة العربية في أي معادلة تتعلق بسورية. خلافاً لتوقيع 97 فصيلاً سورياً على تفويض الهيئة العليا التفاوضَ بالنيابة عن المعارضة السورية، فإن «حزب الله» غير معني بتفويض أي جهة بالتفاوض في سورية. يرفض «حزب الله» التسويات، بما فيها على رئاسة الجمهورية في لبنان، حتى لو قدم سعد الحريري تنازلاً بدعم ترشيح أحد حلفاء الحزب. لكن المشكلة تكمن في أنه مع إقراره بأن مشكلة دول مجلس التعاون الخليجي، «هي معنا نحن ونتحمل المسؤولية»، في معرض رفضه تحميل لبنان المسؤولية، فإن قول «الأمور مثلما هي» يعني أنه يريد للبنانيين أن يتحملوا معه تبعات تنطحه للمعارك العابرة للحدود، وأن يسكتوا عن رفضه تحييد البلد.

 

نداء عاجل إلى الله

عقل العويط/النهار/3 آذار 2016

اللبنانيون أبرارٌ وأولياء وقدّيسون. إنهم "الشرفاء الأقوياء الأنقياء الأتقياء"، جداً جداً، الذين يعبدون النفايات عبادةً لا رجعة عنها، ويعشقونها عشقاً أين منه عشق العشّاق الوالهين. يهيمون بها، ويقيمون لها الأنصاب والتماثيل، ويقدّمون لها الذبائح البشرية والوطنية، ويبخّرونها، ويكتبون من أجلها الصلوات، ويرفعون إليها التضرعات. من فرط عبادتهم للنفايات، يجعلون الله، عزّ وجلّ، على صورتهم (حاشا وكلاّ)، محرِّضاً، مبتزّاً، منتقماً، حاقداً، مخرِّباً، مدمِّراً، بائعاً، شارياً، سارقاً، ناهباً، ديكتاتوراً، قاتلاً، إرهابياً، تكفيرياً، تابعاً لنفايات الطوائف والمذاهب، بدل أن يكون بأسمائه الحسنى، الواحد الأحد، المنزَّه من كلّ دنسٍ وعيب.

نحن نفايات الطوائف والمذاهب من أبناء لبنان، نصادر الله، ونريده تابعاً لنا، لا متبوعاً. بين شعوب الدنيا كلّها، نملك أكبر احتياطيّ مرئيّ وغير مرئيّ، فوق الأرض وتحتها، من النفايات. فمين متلنا، ومين قدّنا!!

ليس من شكّ، البتة، في هذا القول. أنا متأكد تأكداً يقينياً من صحته، ليس لأن زبالتنا مرمية في الشوارع والبراري، ولا نعرف، أو لا نريد، أن نجد حلولاً تبعد عنا أمراضها وشرورها ومصائبها، بل لأننا نملك منها النوع الأكثر فرادةً وتألقاً وندرةً في العالم: نفايات الطوائف والمذاهب.

تتباهى الدول والحكومات بأنها تملك مصانع ومعامل حديثة جداً للفرز والتدوير والطمر والحرق وإعادة التخليق، أما نحن فيحقّ لنا أن نتباهى بأننا نحافظ على هذه النفايات بالرموش، ونفتديها بالمهج والأرواح، ونرفع لها المتاريس، ونعلن الحروب، ونشنّها، داخل مكوّنات الحكومة، وبين النواب، والجماعات والأحزاب، والمذاهب والملل، من أجل إبقاء هذه النفايات حيث هي، بل من أجل تكثيرها، ولِمَ لا تكريسها مادةً أولى في الدستور، كما تكريسها في المعتقدات الدينية. ولا استثناء.

نعم. يجب أن نفتخر، ونعتزّ. ليس لأن بلادنا هي بلاد الأرز، ولا لأنها بلاد الإشعاع والنور والحضارة، والأخوّة، والسلام، والحبّ، و"العيش المشترك"، بل فقط وحسب، لأنها بلاد النفايات طرّاً. وأيّ نفايات! قد يظن القارئ أني أعني الزبالة التي تزكم الأنوف. لكني في الحقيقة أقصد تلك النفايات البشرية التي تضرّج الحياة، وتزكم العقول والأرواح، وتؤجج الغرائز، وتتناتش الدين، وتستعبد الله، بدل أن تعبده. أعني تحديداً، وحصراً، نفايات الأحزاب والتيّارات والجماعات والمكوّنات، وخصوصاً أهل المذاهب والطوائف. هؤلاء الذين يخرّبون الله والدين، ويعيثون فساداً في روح لبنان، وفي جسده، ويجعلونه أرضاً للخراب، ينعق فيها البوم، وتحوّم فوقها طيور الشؤم. هؤلاء النفايات هم احتياطيّنا الذهبي، وكنزنا المفدّى.

"نفاياتنا" الطائفية والمذهبية، المسلمة والمسيحية، يريدون أن يُلحِقونا بالاقتتالات بين إيران والسعودية، وهم يستدرجون حروب المنطقة، السنّية - الشيعية، إلى الداخل اللبناني، ويصادرون حياتنا اليومية، ولقمة عيشنا، ويسدّون أمامنا أبواب الأمل، ويمنعون انتخاب رئيس للجمهورية، ويرفضون تسيير شؤون الناس، وينشرون الأحقاد والغرائز، وينصبون المتاريس في كل مكان. إنهم نفايات غير صالحة للفرز والتدوير والطمر والحرق أو إعادة التخليق. لماذا؟! ما بدّها سؤال: لأنهم أكثر النفايات خطراً وقذارةً، وأشدّهم اغتصاباً للحياة، وانتهاكاً للعزة الإلهية.

فما أبشع النفايات من أهل النحل والملل هؤلاء!

هذا الذي تسمّيه الأغنية "يا أخضر حلو"، صار على أيدي "نفاياتنا" الدينية، وخساساتها، ودناءاتها، مكاناً للحرب، باسم الله... على الله، وساحةً سنّية – شيعيةً (بملحقاتها المسيحية من هنا وهناك) للكفر به، لا لعبادته، والإيمان به.

لو كنتُ الكرسي الأنطاكي، لو كنتُ الأزهر أو قم أو النجف، لعلّمتُ هؤلاء "النفايات" مَن هو الله، وماذا يعني، وكيف يُعبَد، وكيف يكون الانتماء إليه، وكيف ينبغي العمل على تخطي الأحقاد، ودفنها، بحثاً عن الخير والحبّ والسلام. لكن الله مصيبته عظيمة بهؤلاء "النفايات"، الذين يتاجرون به، ويبيعونه في أسواق القتل والذبح والسبي والترهيب والتكفير والتهجير والتشريد والتخريب والتقسيم. ينادون باسمه في المساجد والكنائس، لكنهم يعبدون شياطين "نفاياته" الطائفية والمذهبية في الحكومة، وفي مجلس النواب، وفي مجمل الطبقة السياسية والدينية.

أقول بالفم الملآن: ما أحلى النفايات المرمية في شوارع مدننا وقرانا، أمام نفايات التأجيج الطائفي المذهبي الأخرق والأرعن. نفاياتنا التي تنتظر منذ سبعة أشهر مَن يجمعها ويفرزها ويعيد تدويرها وطمرها، ليست بشيء يُذكَر إذا قيست بنفاياتنا المذهبية والطائفية.

في العادة، أنا لا أصلّي، لكني الآن أصلّي بحرارة لربّ الليل والنهار، لإله العذوبة والأحلام، أن يهب عقولنا وعزائمنا وإراداتنا، سبل الخلاص من "نفاياتنا" هؤلاء، وإن بطوفانٍ أو بطيورٍ أبابيل!

وأناديكَ، يا الله، باسم عذاب لبنان، وأناديكَ بقوة وإلحاح: خلِّصنا من هؤلاء الملعونين في الأرض وفي السماء. خلِّصنا الآن، على الفور، من قذارة القذارات، نفايات الطوائف والمذاهب. ففي ذلك خلاصٌ لكَ، أيضاً وخصوصاً!

وافتحْ، يا الله، أمام المدنيين العلمانيين الديموقراطيين، من أهل البصيرة، افتحْ أمامهم، ليكونوا بابنا إلى الفجر. اللهمّ، استجبْ ندائي.

 

"حزب الله" في سوريا.. ينتظر الهدنة واللاعبين الكبار!

منير الربيع/المدن/الخميس 03/03/2016

ماذا ينتظر حزب الله في سوريا؟ أصبح السؤال أكثر إلحاحاً في محاولة لفهم المرحلة المقبلة لبنانياً. على الرغم من أن الحزب ينفي أي ارتباط لبناني للإستحقاقات بنشاطه الخارجي، إلا أن ذلك بدأ ينعكس بشكل أو بآخر على الواقع اللبناني، لا سيما مع التصعيد الخليجي ضده، وتصنيفه من قبل مجلس التعاون الخليجي كمنظمة إرهابية، وهذا ما يعتبر خطوة أولية، على طريق طرح الأمر نفسه في الجامعة العربية ومن ثم في مجلس الأمن بعد الإستعداد اليمني لتقديم شكوى حول "العمليات التخريبية" التي يقوم بها الحزب في اليمن. لا يمكن فصل العقوبات الخليجية على الحزب، عن العقوبات الأميركية المفروضة عليه والتي على ما يبدو ستستمرّ في الإتساع والشمول، في لبنان كما في الخارج. وأيضاً لا يمكن فصل كل هذه الحصارات التي يتعرّض لها الحزب، عن مسار التطورات السياسية في المنطقة، وصحيح أن هناك اختلافاً خليجياً - أميركياً حول مسألة الإتفاق النووي بين إيران والغرب، إلا أن هناك توافقاً تاماً حول مسألة "حزب الله" ودوره، وضرورة الضغط عليه، وكل ينطلق من أسبابه السياسية الموجبة. في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى الرغم من الترحيب الشعبي الواسع بإنجاز الإتفاق النووي، إلا أن حزب الله لا يزال منظمة إرهابية، ليس ذلك فقط مسألة رأي عام، بل حتى على صعيد الإدارة والكونغرس، ووفق ما ينقل مسؤولون لبنانيون زاروا واشنطن مؤخراً لـ"المدن" فإن العقوبات الأميركية على الحزب في طور التزايد، لافتين إلى أن هذا أمر محسوم أميركيً، لأنه شأن مركزي، ليس فقط لأجل حفظ سلامة التعامل المالي بين المنظمات، أو الشركات والدول، ولا حتى في مسألة نشاط الحزب في مجال المخدرات وفق ما يقولون، بل كل العقوبات تتعدى ذلك، وتتعلق بشكل أساسي في الأمور السياسية.  تؤكد مصادر "المدن" أن جزءاً أساسياً، من توسيع فرض العقوبات على الحزب في الولايات المتحدة، تأتي كإستجابة أو تماشياً مع الموقف الخليجي، والدليل أن كل الأسماء والشركات التي تتهمها الإدارة الأميركية بالقيام بنشاطات إرهابية، سرعان ما تصنّفها السعودية بالمنظمات الإرهابية، على الرغم من ان لواشنطن خلفيتها السياسية، خصوصاً أنه لا يمكن فرض عقوبات على إيران بعد الإتفاق النووي الإيراني، وبالتالي يجب الضغط على إيران عبر حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم "حزب الله"، وبالتالي تكون واشنطن استعاضت عن العقوبات المفروضة على إيران بعقوبات على "حزب الله" لأجل الضغط على طهران سياسياً أو لتسهيل البحث في الملفات الإقليمية.

أما بالنسبة إلى السعودية، فالحرب مع "حزب الله"، هي حرب عميقة، بالنسبة لدول الخليج، وهي عبارة عن حرب متقدمة بينها وبين إيران عبر "حزب الله"، الذي يهدد أمن دول الخليج عبر تشكيل خلايا فيها، أو عبر التدخل في اليمن وسوريا. وبالتالي تتوقع المصادر أن تستمر هذه الحملة التصعيدية لتصل إلى المجال العملي أكثر من العلني، وهنا ترجّح أن يكون الميدان الأساسي لهذا التصعيد هو سوريا. وعلى الرغم من التقاء النظرة بين الأميركيين والسعوديين إزاء "حزب الله"، إلا أن الإختلاف يسود بينهما حول نشاط الحزب في سوريا، وتعتبر المصادر أن قتال الحزب هناك يحظى بغطاء أميركي على الأقل، تحت عنوان محاربة الإرهاب، في ضوء الإتفاق الأميركي الروسي على مسار الأمور عسكرياً وسياسياً، فيما السعودية ترفض أي شكل من أشكال قتال الحزب إلى جانب نظام بشار الأسد. الأخطر من ذلك، هو ما تلمّح إليه المصادر، وهو عبارة عن تفاهم روسي - أميركي، باستثمار الحزب ومجهوده في سوريا لتطهير مساحات شاسعة من المناطق، وهذا ما حصل في حلب وريف اللاذقية، تحت أنظار الطائرات الروسية وطائرات التحالف الدولي مؤخراً، وهذا ما كان يحصل سابقاً كما جرى في حمص والقلمون، هذا التفاهم تضعه المصادر في شقين، الأول ما صدر عن روسيا بأن هناك احتمالاً بذهاب سوريا نحو الفيدرالية، وهذا إذا ما حصل يعني أن سوريا ستصبح ثلاث مناطق أساسية، الأولى هي سوريا المفيدة التي تمتد من دمشق إلى حمص فالساحل السوري، وهذه التي "طهّرها" حزب الله، فيما الثانية للسنة في الوسط، ومنطقة أخرى للأكراد، هذا الكلام، تعلّق عليه مصادر مطلعة على قرار الحزب بأنه لا يعني حزب الله، بل الحزب هناك للدفاع عن سوريا ودورها المحوري في المنطقة. وعلى خطّ مواز، يستمرّ التوافق الأميركي السعودي في سوريا، حول ضرورة تحجيم "حزب الله"، وهنا تعتبر  المصادر أن هذا قد يحصل ولكن ليس الآن، وقد يكون التصعيد السعودي ضد الحزب تمهيداً لذلك، لا سيما مع وصول المقاتلات السعودية إلى تركيا وإعلان وزارة الدفاع السعودية أن المملكة جاهزة لضرب "حزب الله" وأنشطته الإرهابية، هذا الأمر تستبعده المصادر القريبة من الحزب، وتعتبر أن السعودية لن تجرؤ على القيام بأي نشاط في سوريا. وتكشف مصادر "المدن" عن ضغوط أميركية على إيران وروسيا لأجل سحب "حزب الله" من هناك، خصوصاً أن الهدنة بدأت، فيما تصرّ إيران على أن سحب الحزب من سوريا لن يبدأ قبل الدخول في مرحلة الحلّ السياسي، وهنا تقول المصادر القريبة من الحزب، إنه سيبقى في سوريا إلى أن تسلك طريق الحل، وحينها فقط يصبح دوره ثانوياً ويتراجع إلى لبنان على الحدود الشرقية، في هذا الأخذ والردّ بين الأميركيين الذين يضغطون إستجابة لمطالب خليجية بضرورة سحب إيران لحلفائها من سوريا، والسعي الروسي لإنجاح الهدنة والحلّ السياسي، ثمّة من يلمّح إلى ثغرة معينة، قد تلتقي عليها دول كثيرة، وتستغلّها لتحجيم دور "حزب الله" بشكل أو بآخر، وليس تصنيف الحزب خليجياً بالمنظمة الإرهابية إلا جزءاً من السعي لتحجيم هذا الدور، وهنا يجوز السؤال عن إمكانية استغلال دول الخليج وعلى رأسها السعودية لهذا الامر، لتبرير توجيه أي ضربة عسكرية للحزب في سوريا في المرحلة المقبلة.

 

"المستقبل" يساوم السعودية؟

نادين مهروسة/المدن/الخميس 03/03/2016

لم يختلف موقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب، لجهة التحفظ حول وصف "حزب الله" بالارهابي، عن موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب، على الرغم من البيان الذي عاد وأصدره المشنوق للتوضيح، والإشارة إلى أنه اعترض فقط على هذا التوصيف "صونا لعمل المؤسسات الدستورية الباقية"، بعد أن تحفظ العراق، لكنه دان تدخل "حزب الله" العسكري في الدول العربية. كل ذلك لا يلغي الحقيقة ان تحديد موقف الدولة اللبنانية، يبدو متعذراً. وإن كان مسلماً بأن الحكومة اللبنانية لا يمكنها المناورة كثيراً أو تقديم أفضل من البيان الأخير الذي أصدرته، إلا أن موقف تيار "المستقبل" يبدو ملتبساً إلى درجة عير مفهومة، خصوصاً أن الرئيس سعد الحريري وقبل دقائق فقط من موقف المشنوق، عبر عن توجهات مختلفة، مشيراً إلى أن أعمال الحزب في المنطقة العربية تقع في خانة الأعمال الإجرامية وغير القانونية والإرهابية، على الرغم من تمييزه بين الموقف هذا والوضع الداخلي. الأهم من هذا التمايز الواضح، أن موقف المشنوق اخطر من موقف باسيل، لا سيما ان باسيل حليف لـ"حزب الله" ومحسوب عليه، اما المشنوق فهو أحد "صقور" تيار "المستقبل" وحليف السعودية. وصحيح أن المشنوق اتخذ موقفه بخلفية الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم المس بالاستقرار والحفاظ على المؤسسات الدستورية، ولكن الموقف يعكس أيضاً التخبط في "المستقبل" ازاء الازمة مع دول الخليج وتحميل المسؤولية لـ"حزب الله"، خصوصاً ان المشنوق بعيد موقف باسيل اعتبر انه لا يمكن للبنان ان يعادي الدول العربية ويخرج عن الاجماع العربي.

لكن يبدو أن ما ظنه البعض تخبطاً لا يعكس حقيقة الواقع داخل "المستقبل"، خصوصاً أن مصادر "المستقبل" تكشف عبر "المدن" أن المشنوق مغطى كلياً من الحريري، لأنه لا يمكن اعتبار "حزب الله" ارهابياً وهو شريك في الحكومة وفي الحوار. وتلفت، نقلا عن لسان الحريري، إلى أن ما قاله في مجلس النواب كان توصيفاً للواقع الخارجي، ولكن لا يمكن اتخاذ موقف كهذا في الداخل، وبالتالي هو من طلب من المشنوق ذلك. ورداً على سؤال اذا ما كان هذا الموقف سيرضي الدول الخليجية، تقول المصادر: "لا علم لنا، ولكن لا نعتقد، ولكن هذا الموقف تفرضه الضرورة الوطنية وانسجاماً مع موازين القوى".

هذه التطورات قد تفسر نوعاً ما تعاطي "المستقبل" مع الأزمة الأخيرة، والسلبية النسبية التي قدمها مقابل التصعيد الخليجي. وتعتبر المصادر ان الحريري لا يمكنه مواجهة "حزب الله" وحيداً، ومن دون اي مقومات لتلك المقاومة، وهو يتخذ مواقفه انطلاقاً من واقعية تفرض عليه ذلك للحفاظ على الواقع والتوازن في البلد، خصوصاً أن الحريري يعاني من أزمة مالية منذ سنوات، وبالتالي ليس لديه القدرة على مواجهة "حزب الله" بأي شكل من الأشكال، ولذلك يعلن الحريري دوماً أنه متمسك بالحوار إلى النهاية، لأنه حاجة وضرورة في ظل عدم مقدرته على المواجهة التي تحتاج إلى شروط لا يملك الحريري منها إلا الإرادة.

وتشير مصادر "المدن" إلى أن السياسة المتبعة في "المستقبل" إزاء الأزمة الأخيرة تفيد بأن الحريري لا يستطيع المواجهة من دون أن يملك من أدوات المواجهة شيء، وأهمها العنصر المالي، وبالتالي فإن  رسالة الحريري للسعوديين واضحة ومفادها: "إذا أردتموني جزءاً من المواجهة في ظل عاصفة الحزم في اليمن، ورعد الشمال في سوريا، والحملة السياسية والإجراءات العقابية بحق "حزب الله"، فيجب أن أكون شريكاً فعلياً فيها، وبالتالي لا يمكن أن ألعب هذا الدور من دون العدة اللازمة لذلك". استطاع الحريري في فترة حضوره القصيرة في البلد استعادة جزء من شعبيته، وهو دليل واضح على حضوره القوي والواسع، لكن كل ذلك لا يكفي من دون مال سياسي. وتؤكد المصادر أن الامر ليس له علاقة بالتسلّح، لا بل بتوفر المال على الصعيد الإنمائي للملمة جمهوره، وتعزيز إعلامه، وذلك بهدف الصمود بوجه تمدد "حزب الله" سياسياً وليس عسكرياً.

 

"حزب الله" ومصلحة لبنان

دلال البزري/المدن/الخميس 03/03/2016

 تغيرت الولايات المتحدة بقيادة أوباما، وقد تبقى على حال تغيرها هذا مع سلفه (أو سالفته). فكان لا بدّ للمملكة العربية السعودية أن تتفاعل مع هذا التغيير، وتأخذ زمامها بنفسها، وتخوض الاشتباكات المباشرة، العسكرية والمالية، ومن دون انتداب ولا وكالة؛ وكانت جبهتها اللبنانية، في الأيام الأخيرة واحدة من مراميها، والتي تجسَّدت باجراءات مالية، قد تتبعها أخرى، وكلها تلحق ضرراً بالإقتصاد اللبناني، المتداعي أصلاً. ولكن "حلفاء" السعودية من اللبنانيين فوجئوا بهذا المنحنى الجديد. كانوا ما زالوا نائمين على حرير المهادنة لـ"حزب الله"، والتحاور معه،  والتعامل بكل الشطارة الممكنة مع أنواع التداعيات الكارثية، الناجمة عن مشاركته المسلحة في الحرب ضد الشعب السوري؛ وبصفته أقوى وأشهر فصيل مذهبي من بين الميليشيات العراقية والأفغانية الأخرى، الموضوعة كلها بخدمة الأهداف العسكرية للقيادة الإيرانية. فأن يكون موقف وزير الخارجية اللبنانية من الاعتداء على سفارة السعودية هو حجتها، لا ينجح في حجب الهدف الرئيسي، "حزب الله"، وكيل إيران في لبنان وسوريا، وقلعتها الداخلية المحصنة بعشرات الآلاف من الصواريخ والخبرات القتالية. هكذا، أصيب أولئك الحلفاء بالتشوّش والإرتباك. لم يكونوا ينتظرون موقفا للمملكة بهذه "القوة"، بعدما ألفوا إصرارها على التوافق وعلى المهادنة، التي عملوا بمقتضاهما. فأصابتهم الرخاوة، التي لم تخدمهم أبدا عندما باغتتهم الصفعة السعودية. كان هناك من بينهم من إستشعر أو تحسّس شيئا من التبدّل السعودي، فلعبها تصعيداً واستقالة وجماهير عفوية تلتف حوله. لكن غالبية أولئك الحلفاء داهمته الضربة السعودية، فحاول مراضاتها، وكأنها لم تتغير، كأنها ما زالت على قديم عهدها: بيانات ولاء "مضبوطة"، وتواقيع، وزيارات، ومناشدات... بعد الرخاوة، الصرامة؛ ولكن من أي باب؟ "حزب الله" كان صاحب الدور الجميل في هذه المعْمعة. علاقته بايران عقيدية، استراتيجية، مالية؛ هي علاقة عضوية، بين مركز مركزي وحزب أكثر مركزية، ينفذ سياستها بدقة واحتراف، عمرهما ثلاثين سنة. ولو كانت هذه العلاقة ندّية، كأن تتساوى إيران مع "حزب الله" من حيث "الدرجة"؛ ولو لم يكن "حزب الله" هو الميليشيا المذهبية اللبنانية العاملة على تنفيذ سياسة ايران حيث يوجد إمكانية لذلك، لكان يمكن وصف العلاقة بين الإثنين بـ"الإنْصهارية". من هنا يمكن فهم موقف الحزب من الإجراءات السعودية. فايران لم تغير سياستها. حتى الآن، ما زالت مستمرة في تمزيق النسيجين الوطني والقومي حيث تطال يدها. وهي لذلك، ما زالت مستمرة في الإنفاق على "حزب الله"؛ فأخرجته بذلك، ليس فقط عن وطنه الأصلي، إنما أيضا من دورة اقتصاده. والحزب يتمتع، كما يقول حاسبو موازين القوى، بـ"المظلة الروسية في سوريا، والمظلة الشرعية في العراق، وخروج إيران من عزلتها". هذا الاستقواء بالقوى الاقليمية النافذة، وبـ"الحصانة" الاقتصادية، رفع من "وجاهة" الحزب، وجعله يردّ على الإجراءات السعودية برعونة عالية؛ بتجبّر، ويستكبر بشوكة غيره، لا بشوكة "شعبه" الذي يريد أن يحرّره من "الإستكبار" و"الصهيونية" و"الامبريالية". انها غطرسة الذي يعتقد نفسه منتصراً، مطمئنا على جيبه، له الحق ان يحتقر القلقين على مصدر رزقهم. وما أضاف إلى جمال دوره روعةً، هو حالة البلْبلة التي أصابت خصومه، حلفاء السعودية التي يهتف جمهوره بالموت لها. فما كان عليه سوى الاسترسال في احتقار السعودية وبداوتها و"نظامها" والتذاكي عليها بدعوتها لمقاتلته على الأرض السورية، لا في لبنان.

ثمة كلمة يتداولها "الممانعون"، بصفتها أداة تشهير ضد أعدائهم، إسمها "المصلحة". يقولون لك مثلاً، مندّدين، ان "أميركا لا تبحث إلا عن مصلحتها". الآن، يزيدون، مصعّدين التنديد: "ان السعودية لا تبحث إلا عن مصلحتها". وعندما يسمح الظرف وتسألهم "حسناً، على أي شيء تبني أميركا، أو المملكة السعودية، سياستها الخارجية؟ على طيبة قلبها؟ على حنانها؟ على مصلحة دول أخرى؟ عدوة أو صديقة؟ كأن تعمل أميركا مثلا من أجل مصالح البرازيل أو فرنسا، أو أن تخدم المملكة السعودية مصلحة قبرص أو إسبانيا؟"...

طبعاً، لا يخطر في بالهم ان "يكشفوا" عن مصلحة إيران، أو روسيا في سوريا ولبنان، أو عن مصلحة موطنهم المفترض، لبنان. جلّ ما يتفوّه به أمينهم العام حسن نصر الله، هو "المصلحة الوطنية بمتابعة الحوار اللبناني"، والتي يقف خلفها قرار بعدم التشويش على المقتلة التي يخوض غمارها ضد الشعب السوري. وهذا تعريف لـ"المصلحة" يناقض جوهريا مصلحة لبنان، ولا يقول شيئاً عن تداعياته الراهنة والمستقبلية على لبنان. ولكن، علينا ان نكون موضوعيين أيضاً، ولا نفتري على حزب ملتزم بالقرارت المركزية الصادرة عن قيادته، فنطالبه بالعمل على غير ما قام عليه بالأساس. حزبٌ عليه أن يخوض أشواطا من التبدّل الذهني قبل ان ينكب على مصلحة بلاده. عليه ان يحدد قبل ذلك من يكون، ما هي هويته، ما هو وطنه.

 

لبنان يترقب بحذر العقوبات الخليجية على حزب الله

خاصّ جنوبية 3 مارس، 2016/طغى قرار دول مجلس التعاون الخليجي القاضي باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية على سائر الملفات السياسية في لبنان وجواره العربي بما يحمله من تداعيات وانعكاسات محتملة تستدعي التساؤل عما سيستتبع هذا القرار من اجراءات عقابية خليجية بحق حزب الله. فهل سيكتفى بهذا القدر أو ان ما حصل هو رأس جبل الجليد الذي سيظهر لاحقا على شكل تعاظم في الاجراءات العقابية بحق لبنان وحزب الله؟ لا تزال دول الخليج مجتمعة ماضية في حربها على حزب الله، هي معركة مفتوحة تديرها السعودية على أعدائها، قرار لا رجعة فيه ولسان حالها “علي وعلى أعدائي”. بالأمس، قررت دول مجلس التعاون الخليجي اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية واتخاذ إجراءات بحقه لمواجهة الأعمال العدائية التي يقوم بها. ويعكس هذا التصنيف انتقال «المعركة» مع الحزب الى مستوى غير مسبوق. وعلى ما يبدو، أن هذا القرار ما هو إلّا مقدمة لسلسلة خطوات وإجراءات بالغة الخطورة ستقوم بها الدول الخليجية ضد الحزب”. وكشفت مصادر متابعة، ان تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابيّة لن يقف على هذا الحدّ فقط بلا سيستتبع إجراءات محدّدة على الصعيد المالي والمصرفي وذلك بعد صدور قوائم الأسماء المحظورة التي يمكن أن يُتخذ قرار بتجميد حساباتها في الأيام القليلة المقبلة من قبل المصارف والشركات المالية والبنوك. كما أكّدت المصادر ان قائمة الأسماء لن تقتصر على الشركات فحسب بل ستتضمن الأفراد الذين يساعدون «حزب الله»، إذ ستطال اللبنانيين المقيمين ن في هذه الدول والذين يثبت فعليا أنهم يرتبطون بالحزب ويشكلون موردا ماليا للقيام بنشاطاته الأمنية في لبنان وخارجه. إلى ذلك، اتضح هذا التوجه مع قرار المملكة السعودية التي صنفت 4 شركات على انها جهات إرهابية بحكم تبعيتها لحزب الله بالإضافة إلى 3 أفراد. إذا، يبدو واضحا أن حصار حزب الله خليجيا ومحاربته يأتي في سياق خطة ممنهجة وسياسة حزم لا رجوع عنها. مما يستدعي التساؤل هل سيبقى لبنان وأمنه بمنأى عن تداعيات هذا الحصار اقتصاديا. وإلى متى سيظل حزب الله صامدا في وجه كل هذا الخناق والحصار العربي والاقليمي؟

 

الكذب كمسؤولية وطنية لبنانية

نديم قطيش/المدن/الخميس 03/03/2016

كلما ارتقت حدة الإشتباك بين حزب الله والعرب درجة، تجدد السؤال عن نوع العلاقة الممكن صوغها معه، لا سيما ممن يعتبرون حلفاء المحور العربي في لبنان.

منذ العام 2005 وحتى اليوم، لم يهدأ هذا السؤال. كيف تتعايش قوى لبنانية مع حزب حارب بلا هوادة قيام المحكمة الخاصة بلبنان، ما عزز الشكوك عن دور لحزب الله في إغتيال الحريري! كيف تتعايش قوى لبنانية مع حزب وجهت المحكمة الخاصة في قرارها الاتهامي تهماً بإغتيال الحريري الى مسؤولين رئيسيين فيه؟ ومع كل إغتيال وقع في لبنان كان السؤال يتجدد. ثم كيف تتعايش قوى المحور العربي في لبنان مع حزب، وتشاركه حكومة، وتجالسه في حوار، وهو المصنف بأنه قوة اعتداء على الأمن القومي العربي! بل رأس حربة العدوان الايراني المتنقل من اليمن الى البحرين الى الكويت والسعودية والعراق وسوريا!

والآن كيف تتعايش هذه القوى مع الحزب الذي صنفه العرب، حزباً إرهابياً، مع كل ما يترتب على هذا التصنيف حيال العلاقات العربية اللبنانية. الرغبة العميقة التي يعبر عنها هذا السؤال الشعبي في اوساط البيئة المخاصمة لحزب الله، هي الإنفصال عن الحزب وبيئته وجمهوره وأفعاله وتبعات افعاله. وأكاد أجزم أن الرغبات الانفصالية، عند هؤلاء، ورغبات الطلاق مع حزب الله وربما التقسيم، هي نزعات ذات شعبية واسعة ومتنوعة تتجاوز بيئات مسيحية عتيقة في ميلها التقسيمي والانفصالي. وما التقطع الذي تشهده العلاقة السياسية بين “المستقبل” وحزب الله الا تعبيراً عن التعايش الصعب معه. فتارة توضع شروط على مشاركة حزب الله حكومة واحدة، لا تلبث ان تسقط بفعل مستجدات أمنية، كان آخرها إغتيال الوزير محمد شطح، الذي أفضى دمه الى ولادة حكومة تمام سلام. وتارة توضع شروط على الحوار مع حزب الله، لا تلبث أن تسقط هي الاخرى، نتيجة مخاوف أمنية هنا وهناك! واليوم يستمر الحوار مع حزب الله للاسباب الموجبة نفسها، وبدفع من الخوف من ترجمة الطلاق المرغوب شعبياً، الى إنهيار أمني، ما يخلق مناخاً يملك فيه حزب الله اليد العليا. الحقيقة أن ما يحكم علاقتنا بحزب الله، كناس ومواطنين وقوى سياسية متخاصمة معه، هو التكاذب. نحن نكذب عليهم وهم يعرفون أننا نكذب. وهم يكذبون علينا ونحن نعرف أنهم يكذبون.

يكذبون في الحوار ونكذب في الحوار. يكذبون في الشراكة ونكذب في الشراكة. ونكذب عليهم في الاستنكار ويكذبون علينا. وهم يعلمون ان رأينا فيهم اسوأ مما صدر عن مجلس التعاون ووزراء الداخلية العرب ونحن نعلم أنهم يعلمون.

نكذب عليهم ونقبل كذبهم لأنه بالكذب وحده استطعنا ان نصون بلدنا من اللحاق بالانهيار الكبير في المنطقة، وهو أفضل بكثير من المصارحة التي ستنقل الحرب الاهلية من حرب باردة الى حرب ساخنة لا تبقي ولا تذر.كذب الرئيس فؤاد السنيورة حين خاطب مجلس النواب يوماً بالقول "اننا لم نسم المقاومة ولن نسميها الا المقاومة”. وكذب حزب الله ويكذب في كل مرة، تهدأ الامور، ويتحايل فيها على وصفنا بالادوات الاسرائيلية، كسياسيين واعلاميين وناشطين وبيئة كاملة! ونكذب اليوم حين لا نعتبر حزب الله حزباً إرهابياً. ويكذبون اذ يشيدون بهذا الموقف بوصفه تعبيراً عن “وطنية اصيلة” يرونها فينا!

ووسط حفلة التكاذب المتبادل، نتابع الانتخابات الايرانية وفوز الاصلاحيين فيها ونحسبها، خطأً أو صواباً لا يهم، خسارة لحزب الله في لبنان وان السقوط المدوي لرجل الدين المحافظ محمد تقي مصباح يزدي، في انتخابات مجلس الخبراء، هي سقوط لأمين عام حزب الله حسن نصرالله شخصياً. ونتابع أخبار الثورة السورية وتورط الحزب فيها، ونقول في سرنا، أنه أحسن التورط، وأحسن إستنزاف نفسه، ونحسب سقوط إدلب سقوطاً لمقر الأمانة العامة في حارة حريك!! حزب الله يعلم ذلك. ونعلم أنه يعلم. لكننا نكذب ويكذب. نكذب لأننا نراه يسير الى حتفه ولا نبتغي صرف إنتباهه عن الإنتحار، ويكذب لأنه يريد حماية ظهيره ظناً منه أن انتصاراً ما ينتظره في الافق. وبتكاذبنا تستمر البلاد. بائسة، متعثرة، بليدة، لكن موجودة في موسم سقوط الاوطان والدول والكيانات! لننتظر ونرى. وفي الاثناء، لنكذب ونحسن الكذب. مجدداً. إنها الحرب الاهلية يا عزيزي

 

لكل لبنانيّ شهيده

حـازم الأميـن/لبنان الآن/03 آذار/16

"لدينا شهيد من العائلة ما زالت جثته في سوريا، هناك حيث كان يقاتل في صفوف حزب الله"، هذا ما قاله لي صديقي البقاعي رشيد الذي لا يؤيّد قتال حزب الله في سوريا. سألتُه لماذا يعتبره شهيداً طالما أنه لا يعتقد أن لحزب الله الحق في القتال في سوريا، فأجاب: ماذا أسمّيه؟ أهله يُسمونه شهيداً، وأبناء القرية أيضاً! وأن أقول لك أننا لدينا قتيل في سوريا، فالعبارة لا تكفي لشرح معنى وجود جثته في سوريا. ورشيد محقّ بما قاله، ذاك أن قاموس اللغة المتداولة في تناول ما يجري حولنا من حروب تعوزه الدقة حتى تنسجم عباراته مع ما نعتقده وما نشعر به. فقد سبق لصديق آخر، وهو طبيب شيوعي من مدينة صيدا أن دعاني لتناول الفول عند أحد فوّالي المدينة الشهيرين، وهناك أخبرني أن ابن صاحب محل بيع الفول "استشهد" أثناء قتاله مع أحمد الأسير في منطقة عبرا شرقي مدينة صيدا. وفي حينها سألت صديقي الطبيب عن سبب اعتباره ابن بائع الفول "شهيداً" هو الذي لطالما اعتبر أن الأسير خطر على التعايش في مدينة صيدا، فأجاب: "شو بدك ياني سميه... كول فول وخلصنا من فلسفاتك". والحال أنني استعدت واقعتَي البقاع وصيدا أثناء مشاهدتي بالأمس نشرة أخبار تلفزيون المستقبل، وتحديداً لحظة مشاهدتي تقريراً عن وقائع مقتل المسؤول في حزب الله علي فياض في ريف حلب. فقد ذكر التقرير أن فياض قتل أثناء دخوله إلى منطقة "غير محررة"، وعنى مُعِد التقرير بـ"منطقة غير محررة" أنها غير خاضعة لسيطرة الحزب، وطبعاً "المستقبل" لا يعتبر أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الله في سوريا "محررة" بل يعتبرها محتلة. وما زلة لسان مُعد التقرير إلا ضرب من فوضى العبارات التي تشهدها الحرب الأهلية الإقليمية المشتعلة في المنطقة كلها.

فقد فاجأت هذه الحرب القاموس الشفهي والمكتوب، والأخير كان دأب على تلبية أنواع أخرى من النزاعات بعبارات تحتاجها، فإذا بنزاعات جديدة تُربك العبارة وتجعلها مستحيلة. "الشهيد" هو من يسقط في مواجهة اسرائيل مثلاً، ولكن "الشهيد" نفسه تحوّل عن قتال اسرائيل إلى قتال فصائل المعارضة السورية، فماذا بيد القاموس ليفعله حيال هذا التحول؟ هل يُبقيه شهيداً أم يجعله قتيلاًُ؟ والأرض "المحررة" هي تلك التي تُنتزع من العدو، ولكن ماذا نسمي تلك التي ينتزعها حزب الله من يد "داعش" مثلاً؟ القاموس سيترنح حيال هذه المهمة المستحيلة. الأرجح أننا أصبحنا نعيش في مشهد معقد إلى حد أربكنا معه اللغة، ناهيك عن المشاعر والقناعات. فالشخص الواحد منا مقتنع بأنه ذاهب للقتال في سوريا دفاعاً عن المقاومة وعن مقام السيدة زينب في نفس الوقت، وأن بقاء بشار الأسد ضرورة لتحقيق المهمتين! فأي لغة يمكن أن تحمل كل هذه المعاني، وأي انسجام يجب أن يسبق اللغة لكي تتحقق الأخيرة في منطق وعبارة؟

وبينما كنت استعرض عجز اللغة هذا أثناء جلوسي على شرفة منزلي في الأشرفية، قام شبان من الحي برفع لافتة كتبوا عليها أن مارسيلينو ظماتا هو شهيدهم. فكرت أن الشاب قتل أثناء تصديه لمجرمين حاولوا الاعتداء على صديقته. هذه شهادة لا لُبس فيها. فقررت أن مارسيلينو هو شهيدي

 

نغرق مُتحدين

 حسام عيتاني/الحياة/04 آذار/16

تدعو الأحقاد المتبادلة والكراهيات التي تتبادل الإعلان عنها أطراف الصراع الأهلي إلى إعادة النظر في معنى الشراكة في كيان سياسي واحد.لا فبعد مئة عام من اتفاقية سايكس – بيكو، لم يعد من مجال للشك في فشل الدول الوطنية التي أسسها الاتفاق وتفسيراته وتطبيقاته. بيد أن الفشل هذا لا يمنعنا عن الإمعان في المضي فيه، حتى ليبدو أن الوقوع مرة بعد مرة في هاوية الحروب الأهلية أسهل علينا من الاعتراف بعدم القدرة على صوغ دولة وطنية مركزية متعددة الهويات. تعيش الكيانات التي رسم سايكس وبيكو حدودها، أيامها الأخيرة وسط تصدعات وانقسامات غير قابلة للترميم وفق الأساليب والأدوات القديمة. ليس سراً أن العراق وسورية ولبنان لن تعود إلى ما كانت عليه قبل خمسة عشر عاماً (للأردن وفلسطين مقاربة مختلفة) وأن الصراعات والحروب، المفتوحة والمضمرة في هذه البلدان، تمتد عميقاً إلى صميم الاجتماع السياسي ومبررات وجود هذه الدول والأدوار التي أنشئت لأدائها.

ما كان للتغيُّر العميق الذي يشهده العالم منذ بداية التسعينات على مستويات الجغرافيا السياسية وعولمة الاقتصاد والثقافة وسيادة قيم السوق والاستهلاك أن يمرّ مرور الكرام على العالم العربي وخصوصاً على منطقته الأشد هشاشة، المشرق. لقد كشف ربع القرن الماضي عدداً كبيراً من الأكاذيب المؤسِّسة لدول المنطقة، من جهة، ورفد أكاذيب جديدة بأسباب الازدهار والتمدد، من جهة ثانية، على نحو بات معه من المحال الاستمرار في العيش وسط هذا المناخ الموبوء بالكذب والادعاء والجفاء حيال الحقائق الصلبة القائمة. ولا يضيف شيئاً، في المعرفة والسياسة، الانخراط في جداول الأعمال التي يطرحها الإعلام اليومي ومنابره. ذلك أن السجال مع ما ورد في الخطاب الأخير لهذا أو ذاك، أو الموقف «الصادم» لوزير ما، لا يدفع إلى التقدم خطوة ولو صغيرة في اتجاه الخروج من المأزق العربي الحالي. وبدلاً من خوض المعارك حول مصطلحات لم تحمل يوماً غير توريات لأزمات الهوية والكيان والأقليات ومخاوفها، قد يكون أجدى اليوم البحث عن صيغ سياسية تعالج الأسباب الحقيقية التي منعت على امتداد قرن من الزمن تحوّل الدول في المشرق العربي من أجهزة تسلط وقمع على أساس الهوية والطائفة والعرق والمذهب، إلى كيانات تقف موقف المساواة حيال مواطنيها وحقوقهم السياسية والثقافية وتوفر لهم فرص التعبير الحر عن تطلعاتهم ومخاوفهم.

لكن هذا التحول يتناقض رأساً مع الأيديولوجيات التي حكمت هذه المنطقة في القرن الذي بدأ مع سايكس – بيكو. وإذا كان المجال هنا لا يتسع لاستعراض مهازل القومية البعثية وغير البعثية، والكوارث التي جلبتها الانقلابات العسكرية وظهور الجيوش الطائفية الخاصة، إلا أن الأرضية المشتركة لكل هذه الظواهر المرضية كانت فكرة توسيع الكيان السياسي كمهرب من البحث الدقيق عن مشكلات الكيانات القائمة: الوحدة العربية بدلاً من الدولة الوطنية، الأمة الإسلامية بدلاً من التفكير في العلاقة مع الأقليات الدينية والعرقية... الخ وصلنا اليوم إلى القعر الذي ستتقاتل عليه الجماعات والطوائف المتمسكة بالتعايش مع بعضها ضمن كيان سياسي واحد والمنكرة لفكرة الصراع المذهبي والطائفي. وبدلاً من التفتيش عن أطر فيديرالية أو لامركزية موسعة – فكل فيديرالية تخدم إسرائيل على ما يقول المتناحرون في شتى الخنادق، وكأن إسرائيل تنقصها خدمات- نتمسك برقاب بعضنا لنغرق جميعاً ونحن نردد أناشيد العروبة والوحدة.

 

دور «الاعتدال» الإيراني في الأزمة مع دول الخليج

 راغدة درغام/الحياة/04 آذار/16

واضح أن وتيرة التصعيد اللفظي بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران ارتفعت في الآونة الأخيرة وأن إجراءات تصنيف «حزب الله» إرهابياً أتت رداً على خطاب السيد حسن نصرالله الذي تحدى فيه السعودية. أتى كل ذلك بالتوازي مع انتخابات إيرانية أسفرت عن تقليم أظافر جبهة المتشددين وعن فوز الوسطيين والإصلاحيين. لهذه النتيجة دلالات من الضروري التوقف عندها لدى رصد ما يحدث وسيحدث في ساحات الحروب بالنيابة من سورية إلى العراق إلى اليمن إلى لبنان، بل أن ملامح القلق منها بدت في مزايدة «حزب الله» على المواقف الإيرانية، وبالذات تلك الآتية من جبهة الاعتدال. فأي خطاب سياسي وأية استراتيجية بعيدة المدى من المفيد لدول مجلس التعاون الخليجي اعتمادها في هذه المرحلة الحرجة من علاقاتها مع إيران وحلفائها الممتدين من منظمات على نسق «حزب الله» إلى دول مثل روسيا وأيضاً الولايات المتحدة؟ وهل هناك أدوار ضرورية على موسكو وواشنطن اعتمادها لترطيب الأجواء السعودية – الإيرانية بل الخليجية – الإيرانية، ولوقف النزيف في ساحات الحرب، وللحؤول دون فتح ساحة جديدة للاستنزاف في لبنان؟

ما جاء في خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» هذا الأسبوع أثبت وبرر دوافع القرارات الخليجية بدءاً بالقرار السعودي حجب الهبة للجيش اللبناني وانتهاءً بتصنيف الحزب «إرهابياً». نصرالله طمأن اللبنانيين، مشكوراً، أن قرار النزول إلى الشارع يضبطه هو وليس عائداً إلى حفنة شباب منعهم في خطابه من استقلالية هذا القرار الذي يضرب الاستقرار. وما لبث أن تعهد بضبط الشارع في لبنان حتى أقحم نصرالله لبنان في حرب اليمن معتبراً أن المصلحة القومية اللبنانية تقتضي عدم السكوت عما يحدث في اليمن.

هذا الكلام هو بمثابة اعتراف علني بأن «حزب الله» يحارب في اليمن، كما يتهمه التحالف العربي، وأنه شريك ميداني للحوثيين وللرئيس السابق علي عبدالله صالح كما هو شريك ميداني للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية التي أسفرت عن مقتل حوالى نصف مليون سوري وشرّدت الملايين.

الأكثر خطورة هو أن نصرالله قرر إقحام لبنان في حرب اليمن عندما تحدث عن «المصلحة الوطنية» في عدم السكوت، بل في المشاركة في هذه الحرب. ما فعله نصرالله هو إعلان استمرار حربه على التحالف العربي في اليمن الذي تقوده السعودية. وهذا الموقف من اليمن هو أحد أهم أسباب الرد الخليجي الذي صنّف الحزب إرهابياً. إنه سيؤدي، على الأرجح، إلى تمسك الدول الخليجية بمنع رعاياها من زيارة لبنان، وإلى عدم عودة السعودية عن إلغاء الهبة للجيش اللبناني – وكلاهما يكلّف اللبنانيين غالياً من ناحية الجمود الاقتصادي كما من ناحية تعزيز قدرات الجيش.

السؤال هو، هل أتى تصعيد نصرالله في مسألة اليمن بقرار إيراني، أو أنه قرار مستقل عن طهران. هذا التصعيد ليس لفظياً فقط، كما قال لنا نصرالله، بل إنه عسكري. مثل هذا التصعيد وإقحام لبنان فيه، يزيل طعم الطمأنة الذي ما كاد اللبنانيون يذوقونه في مطلع إطلالة نصرالله حتى بات مرّاً ومرعباً في آن.

بغض النظر إن كان هذا التطور الخطير إيرانياً بامتياز أو مستقلاً في إطار المبارزة ومعادلة الند التي أطلقها نصرالله، على القيادتين الروسية والأميركية التنبه لهذه الخطورة والتحرك فوراً مع طهران لمنع إقحام لبنان في حرب اليمن عبر بوابة «حزب الله». بل إن هذا هو المكان الذي يمكن للديبلوماسية الأميركية – الروسية أن تفتتح به ما تزعم أن في ودّها القيام به وهو بدء عملية إصلاح العلاقات السعودية – الإيرانية. لبنان اليوم هو المحطة الأولى الضرورية، لا سيما على ضوء إقحامه في موضوع اليمن. فمن الضرورة تحييده جدياً وفرض انتخاب رئيس له. فلا يجوز لـ «حزب الله» أن يرتهن البلد في الفراغ الرئاسي، وأن يحقق لنفسه حرية المشاركة في حروب الغير وجر لبنان إلى تلك الحروب. من ناحيتها، من الضروري لدول مجلس التعاون أن تقرر إن كانت ستنساق وراء الاستفزاز اللفظي أو أنها ستتبنى استراتيجية متكاملة، بما فيها نحو إيران. المفهوم التقليدي لدى كثيرين من أهل الخليج هو أن «كلهم واحد» في إشارة إلى أقطاب نظام الحكم في طهران من معتدلين ومتشددين وأن هدف إيران يبقى تصدير الثورة إلى الدول العربية وتنفيذ مشاريع الهيمنة الإقليمية. هذا المفهوم، حتى وإن كان دقيقاً، يتطلب المراجعة أمام المعطيات الواقعية على الساحة الإيرانية، بما فيها نتائج الانتخابات التي قد تكون نافذة للتفكير بصورة مختلفة في العواصم العربية الخليجية. فوز الرئيس المعتدل حسن روحاني بالمقاعد البرلمانية وجّه ضربة مؤلمة إلى الأصوليين و «الحرس الثوري». كذلك أن فوز الإصلاحيين والمعتدلين في مجلس الخبراء الذي يختار أعضاؤه المرشد المقبل، له دلالات مهمة حيث أن الشعب الإيراني صوّت بمعظمه لصالح الاعتدال المتمثل بحسن روحاني والرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني.

المقربين من روحاني أكدوا مراراً أن لديه وأنصاره برنامجاً مختلفاً عن مشاريع الأصوليين في إطار أصابع الأخطبوط الممتدة في الساحات العربية سعياً وراء الهيمنة وكذلك في إطار الحروب بالنيابة مع السعودية. وبحسب مصدر مطّلع، ما قاله الرئيس روحاني لمنظر أوروبي أثناء زيارته الأخيرة هو أن الاستقرار في السعودية مهم لإيران لأن ضرب الاستقرار السعودي يشكل تهديداً لإيران من ناحية تولي «داعش» أو «القاعدة» وأمثالهما ملء الفراغ.أثناء ندوة في إطار منتدى «فالداي» في موسكو، أتت مداخلة الأستاذ في جامعة طهران، محمد سيد ماراندي، تحريضية ضد السعودية. ولكن، كان لافتاً أن في خضم حملته على السعودية وسياساتها في اليمن، تعمد البروفسور الذي ينطق بلهجة أميركية القول: نحن لا نريد أن نشهد اللااستقرار في السعودية. هذه المواقف تستحق البناء عليها ضمن استراتيجية متعمدة. فالتكتيك الأفضل هو العمل الجدي باتجاه ترسيخ التعهد الإيراني بعدم التلاعب بالاستقرار السعودي. هذا ممكن إما عبر قنوات مباشرة بالذات مع معسكر الاعتدال المتمثل بالرئيس روحاني خصوصاً بعدما أتت الانتخابات لتقوية يده. وهو ممكن أيضاً عبر القنوات الروسية والأميركية – خصوصاً أن روسيا تريد لعب دور الوساطة بين السعودية وإيران – عبر فسح المجال لهذه الوساطة أن تحصل على التعهدات رسمياً من طهران.

الأمر الثاني هو أن انتكاسة المتشددين يمكن أن تشكل مدخلاً لخطاب سياسي مختلف للدول الخليجية لإعطاء فرصة للاعتدال. هذا لا يمنع الإصرار على المواقف الثابتة، إنما من المفيد الاستفادة من فرصة الانتخابات للتفاعل معها ضمن استراتيجيات مدروسة. فالسياسة الهجومية مفيدة في مكان، إنما قد لا تكون ضرورة في مكان آخر. هناك من يقول أن الرهان الأميركي على تقوية الاعتدال في إيران نتيجة الاتفاق النووي ورفع العقوبات نجح، وأن الشراكة الأميركية – الروسية في هذا المسعى أسفرت عن تهدئة إيران في طموحاتها النووية، وإزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية – وكلاهما مطلب إسرائيلي بالدرجة الأولى. فالدولتان الشريكتان في سورية ونحو إيران اعتمدتا نموذج الاحتواء عبر الاحتضان مع طهران ونموذج الشراكة بدلاً من المنافسة والمواجهة في سورية. كلاهما يقول أن لا حاجة للهلع من العلاقة الاستراتيجية البعيدة المدى لكل منهما مع إيران ويستشهدان بنمو الاعتدال مع طهران بدلاً من التطرف. وهما يستدعيان الدول الخليجية إلى صياغة علاقات مبنية على السياسة الواقعية بعيداً عن الهلع والتجاذبات والاستنزاف. البعض يتحدث هذه الأيام عن استراتيجيات كبرى تتعلق باليمن والعراق وسورية وليبيا ولبنان. يقولون أن موسكو ليست في علاقة استراتيجية محصورة بإيران والشيعة بل هي في صدد توسيع العلاقة مع السنّة العرب عبر البوابة المصرية والجزائرية مع الإصرار على الانتصار في سورية على الإرهاب وحفظ أولويات المصالح الاستراتيجية منها وتلك المتعلقة بالنفط والغاز.

في ما يتعلق باليمن، أكدت مصادر خليجية رفيعة المستوى أن روسيا مدّت المعونة الاستخبارية للتحالف العربي وليس فقط السكوت. مصادر أخرى غير خليجية تحدثت عن رغبة روسية وأميركية بتوفير الأرضية لاستراتيجية لخروج مشرّف من اليمن يحفظ كلياً أولوية الأمن القومي السعودي.

وفي العراق، هناك كلام عن اعتزام أميركا، وروسيا معها، على إرضاء السُنَّة هناك كي يتمكنوا من سحق «داعش» مقابل ضمانات عدم سحق حقوقهم في العراق. في ليبيا، روسيا جاهزة لقلب تلك الصفحة التي أطلقت نزعة القومية لديها عندما شعرت أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أهانها وخانها عبر قرار لمجلس الأمن. وتفيد المعلومات أن موسكو لا تعارض تدخلاً أميركياً أوروبياً في عمليات جديدة في الساحة الليبية كي لا يستولي «داعش» أو «القاعدة» على البلاد. بالنسبة لسورية، تقول مصادر مقربة من التفكير في طهران أن إيران لا ترغب بتقسيم سورية لأن التقسيم يؤدي إلى تقاسم سورية بدلاً من الاستفراد بالنفوذ بعد كل ذلك «الاستثمار». تقول هذه المصادر أيضاً أن طهران في ظل حكم الاعتدال ليست متمسكة ببشار الأسد لكنها لن تهرول إلى إعلان ذلك الآن. أما الكلام الذي تم التداول به حول التقسيم والفيديرالية والاتحاد فإن ما يمليه هو ما يحدث ميدانياً في سورية. ولعل الكلام عن الفيديرالية يأتي في سياق مفهوم روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية أي بمعنى الولايات ضمن دولة وليس إقامة دولة مستقلة.

 

 نتائج الانتخابات لن تُحدث تغييراً في سياسة إيران الخارجية

ثريا شاهين/المستقبل/04 آذار/16

تضع مصادر ديبلوماسية، نتائج الانتخابات الايرانية في خانة ترويض ايران، والذي ينعكس على عملية توزيع أدوار اقليمية، هل فعلاً سيحصل ذلك، وهل ان فوز الاصلاحيين سيؤثر في سياسة ايران الخارجية؟ تشير مصادر ديبلوماسية قريبة من الأوروبيين، الى الاعتقاد الغربي بأن نتائج هذه الانتخابات، لن تؤدي الى تغيير في سياسة ايران الخارجية. صحيح ان النظام السياسي الايراني، لديه انتخابات، لكن في الوقت نفسه لديه آليات تعمل بمثابة ضوابط لأي تحرك غير مرحّب به من مرشد الثورة. الرئيس السابق محمد خاتمي، لم يستطع أن يقدم شيئاً في مجال الحريات، وفي مجال نظرة إيران الى المنطقة. حالياً أيضاً، الضوابط التي يفرضها الحرس الثوري هي التي تحكم البلد في سياستيه الداخلية والخارجية. ومن الصعب على اية سلطة أن تستطيع فعلاً التغيير. أيضاً مجلس تشخيص مصلحة النظام، يفترض أن يختار المرشد الجديد للثورة بسبب مرض المرشد علي خامنئي. ولن يكون للإصلاحيين الذين فازوا أي تأثير في هذه العملية. هناك عدد كبير من المقاعد تم تعيينها من قبل، الأمر الذي يلغي عملياً نتيجة الانتخابات بالنسبة الى موضوع التغيير، على الرغم من أغلبية مقاعد الاصلاحيين. إذاً الوضع الايراني ممسوك من ناحية السلطة الأساسية في البلاد، وبالتالي لن تغير الانتخابات شيئاً في مفاصل الحياة السياسية الايرانية والخارجية. الغرب يرتاح الى حصول الانتخابات، انما سياسة ايران في الشرق الأوسط لن تتغير على الأقل بنتيجة الانتخابات، انما يمكن أن تتغير لأسباب أخرى، تؤثر في ايران. والسؤال المطروح هل الضغوط الدولية ستؤثر إن وجدت؟ ايران حالياً تشتري السلاح من الروس ومن الصين، وهي ذاهبة في اتجاه زياد التسلح، وبالتالي، الاستمرار في منطق بناء امبراطورية في المنطقة. ولم يكن هناك ولا مرة علاقة للاتفاق النووي بينها وبين الغرب، ببقية ملفات المنطقة. الرئيس الأميركي باراك أوباما، اتخذ قراراً بعدم التدخل في شؤون المنطقة. لم يضع حدوداً لإيران في تدخلاتها ولا ضوابط، ولو أراد ذلك لكان استطاع. والتخبط بين الخليج وايران سيستمر. الخليج كان يعتبر أن لديه مظلة أمنية هي الأميركيون، وعندما كانت إيران «تحرتق» بالخليج كان الأميركيون يقفون لمجابهتها. حالياً، الاميركيون يقفون على جنب، ودول الخليج تريد ان تفعل واشنطن شيئاً ما في المنطقة، انما لا قرار اميركياً في هذا المجال، ما ادى الى بروز توجه خليجي نحو المواجهة، والى الاتكال على الذات في حل المشاكل. الاميركيون لم يصبحوا ايرانيين، انما ليسوا على استعداد لتقديم شيء ملموس على ارض الواقع لدعم فعلي لمواقف حلفائهم. الاميركيون تراجعوا سابقاً عن اتجاه للقيام بضرب النظام، ما ادى الى توسع روسي. موسكو مستفيدة من هذا المناخ لاستعادة دورها لاعباً اساسياً في المنطقة والعالم. وكلما تراجع الدور الاميركي تقدمت ايران وروسيا. الرئيس السوري بشار الاسد لم يترك السلطة، على الرغم من المواقف الاميركية المناوئة له، والسبب انه لم يحصل اي شيء على الارض يصب في هذا الاتجاه. ولو لم يشعر اوباما بالخطر الكبير لإرهاب، و»داعش» تحديداً، ولولا الضغوط الكبيرة دولياً للقيام بشيء ما لمكافحته، لم يقم اوباما بإنشاء التحالف الدولي لهذه الغاية. انما اوباما لا يريد القيام بشيء ملموس في سوريا، ما ادى الى تقوية الدور الروسي. الاميركيون ليسوا مع ما يفعله الروس في سوريا. لكنهم لا يريدون فعل شيء، وليسوا مستعدين للقيام بأي عمل من اجل سوريا. ركز وزير الخارجية الاميركي جون كيري على التوصل الى وقف لإطلاق النار، بهدف ان لا تتخلى بلاده عن دورها في وضع عملية سياسية على الارض. وعلى العكس، وعلى الرغم من ان هذه السنة انتخابية في الولايات المتحدة، فان اوباما يمكنه القيام بشيء في سوريا والمنطقة، لأنه لن يخسر اي امر على الاطلاق، لأنه لن يترشح الى الانتخابات. وهو يعتبر، وفقاً للمصادر، انه حقق انجازات للأجيال من خلال الاتفاق النووي مع ايران، ومن خلال عودة العلاقات مع كوبا، انما لا يريد الدخول في حرب في سوريا حيث الوضع معقد وصعب، لا يريد التدخل حتى لأسباب انسانية. وتنفي المصادر ان يكون هناك اتفاق اميركي مع روسيا حول ما يحصل في سوريا، لكن واشنطن تريد تقطيع هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة. ومشروع هيلاري كلينتون حول دعم المعارضة لم توافق عليه الادارة، مع ان الكونغرس يدعو بالحاح الى فعل شيء في سوريا والمنطقة. وتفيد المصادر، ان اي رئيس جديد للولايات المتحدة لن يكون مثل اوباما، وطريقة ادارته لسياسته في المنطقة لا شكلاً ولا مضموناً. وأي رئيس سيأتي ستكون مواقفه حتماً اقوى مما هي مواقف الادارة الحالية. لكن في الانتظار ما الذي سيحل بملفات المنطقة؟

 

الفيدرالية قنبلة موقوتة!

 أسعد حيدر/المستقبل/04 آذار/16

لماذا ألقى سيرغي ريابيكوف نائب وزير الخارجية الروسي، «قنبلة» الحل الفيدرالي لسوريا، والمفاوضات الحقيقية والجدية لم تبدأ بعد؟ هل بحثت موسكو مع واشنطن هذا الحل الذي هو إعلان مسبق باليأس من عودة سوريا التي كانت كما كانت أم أن الأمر لا يعدو كونه أكثر من تهديد صوتي ضخم لخفض مستوى منسوب القوة والاستقواء عند أطراف منخرطة في الحرب؟ وهل استشارت موسكو واشنطن؟ وماذا عن بشار الأسد، هل جرى إعلامه بهذا الحل، أم أن «القيصر» لم يعد مضطراً حتى لسؤال حليفه الذي فتح له الأبواب للدخول الى سوريا؟ وماذا عن إيران، هل يمكن لموسكو تجاهلها وعدم أخذ رأيها ومواقفها؟ وأخيراً وليس آخِراً هل بداية الحلول للمنطقة وتحديداً للمشرق العربي تكون بإسقاط وإلغاء اتفاق سايكس بيكو؟ ومن يضمن أن استخدام «مقص» التقسيم متى بدأ لا يصبح مثل «كرة الثلج» التي تأخذ في طريقها كل الحدود؟ سوريا قُسمت «دوفاكتو» الحرب زرعت الخوف بين مكونات الشعب السوري. يقال ان تقسيم سوريا الى ولايات أربع أو خمس هو الحل، وأن الفيدرالية الادارية هي الأنسب لضمان السلام والأمن والاستقرار. في قلب هذا الحل مهما كانت مواصفاته، منح الجانب الكردي استقلالية مضمرة، وتشجيع يومي على إنجاز الاستقلال. كردستان العراقية مثال حقيقي لما يمكن أن يحدث في سوريا.

جون كيري وزير الخارجية الأميركي، لم يدن ولم يهاجم ولم يرفض الاقتراح الروسي، وانما عمل على التخفيف من حدته فقال: «سوريا يمكن أن تُحكم تحت نوع ما من الفيدرالية، لا يعني هذا انها ليست كاملة السيادة. ان هذا يختلف عن تقسيم البلاد الى مناطق ذات حكم شبه ذاتي». باختصار الطرح الروسي جدي، البحث يدور عن حدوده وسقفه، وفي هذا المسار تكمن عشرات الألغام والقنابل الموقوتة. تقسيم سوريا، مهما كانت صيغته يعني فتح أبواب الجحيم في المنطقة. ليست وحدها تركيا التي تتضرر، هناك إيران أيضاً التي لديها مشكلة كردية، وأقليات أخرى أبرزها وأخطرها «البلوش». من الثابت وجود مشروع بلوشستان الكبرى المشكّل من جزء من افغانستان وباكستان اضافة الى إيران. أخيراً هل يضمن «القيصر» عدم وصول «مقص» التقسيم الى «عقر داره« في روسيا الاتحادية؟ مشروع سايكس بيكو نفّذ، لأن القوى المحلية والاقليمية لم يكن لها وزن ولا حساب، حالياً يختلف الوضع، توجد على الأقل تركيا وإيران والسعودية ومصر. وهي فرادى ومجتمعة قادرة على الرفض والحرب. لذلك لا يكفي أن يطرح التقسيم أو الفيدرالية حتى ينفّذ. الحلول ستبقى كلها تحت «خيمة» سايكس بيكو. أصلاً سوريا لم تعد سوريا. العراق لم يعد العراق. اليمن لم يعد اليمن. لبنان لم يعد لبنان في ظل «القبضة الحديدية» لـ»حزب الله«. أمام هذا الواقع يجب التعامل بواقعية وبصبر طويل. «القيصر» فلاديمير بوتين، هو الوكيل الشرعي والوحيد لواشنطن في الملف السوري، في الحرب وفي الحل السياسي. هذه الوكالة ليست دائمة، وبالتأكيد ليست مطلقة. ضمن الوقت القائم يبدو «القيصر» طليق اليدين، ولو حتى على حساب تركيا «عضو» الحلف الأطلسي. «الوكالة» منحها الرئيس باراك أوباما لنظيره الروسي، لأنه لا يريد أن يحرق «يديه» وهو يلملم «الكستناء» السورية، من نار الحروب المتعددة الأطراف والأهداف. في نوفمبر (تشرين الثاني) يبدأ العد العكسي لـ»الوكالة»، لأن رئيسة أو رئيساً جديداً سينتخب، وسواء كان ديموقراطياً أو جمهورياً، فلا شيء يؤكد بقاء «الوكالة» الى الأبد. أمام «القيصر»، ثمانية أشهر لينجح أو يخفق. رغم أن على «القيصر» محاربة الوقت بالوقت، فإنه في الأساس لم ينزل الى سوريا، ليخرج منها في توقيت محدد مسبقاً. «القيصر» نزل ليبقى. أقحم سلاح الجو في الحرب، بعد مراجعة عميقة في «الاستراتيجية« الروسية. بالنسبة لبوتين، انتهت فترة «الحزن» على تفكك الاتحاد السوفياتي، و»الجلوس» على «شُرفة» العالم بعد انتهاء الحرب الباردة، وحان الوقت للنزول الى الأرض، ولو كانت الكلفة مرتفعة، بدايات هذا النزول والانزلاق الارادي في الحرب السورية النارية والقوية والمتحررة من كل القيود الأخلاقية، أعطته حق المطالبة بـ»الوكالة» الأميركية.

يوجد في سوريا سبع قوى منخرطة في الحرب والسلام الى جانب السوريين الموزعين على الفصائل المقاتلة. الحل ما زال بعيداً. من الواضح أنه سيقوم على إسقاط إثنين الأسد و»داعش» معاً، فلا مستقبل لهما في سوريا مهما كانت صيغة الحل.

 

ربع قرن على تحرير الكويت وضياع العراق

خيرالله خيرالله/المستقبل/04 آذار/16

في مثل هذه الايّام قبل ربع قرن، استعادت الكويت حرّيتها. كان ذلك حدثاً تاريخياً بكلّ المقاييس نظراً الى انّه عكس ارادة الكويتيين في مواجهة الاحتلال صفّاً واحداً من جهة ووجود تحالف دولي - عربي يرفض الرضوخ للامر الواقع من جهة اخرى. لولا ارادة الكويتيين ورفضهم ايّ تعاطٍ مع المحتل، لما تحرّرت الكويت. ولولا وجود قائد عربي استثنائي مثل الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، لما كان ممكناً، بالطبع اتخاذ المملكة العربية السعودية القرار الشجاع القاضي باستقبال هذا العدد الكبير من القوات العربية والدولية التي انطلقت من أراضي المملكة بقيادة الجنرال نورمان شوارزكوف من أجل تحرير الكويت واعادتها الى أبنائها. في ذكرى ربع قرن على تحرير الكويت ورفع العلم الكويتي مجدداً فوق كلّ شبر من اراضيها، لا بدّ أيضاً من تذكّر ثلاثة أمور. الاوّل بعد نظر مارغريت ثاتشر رئيسة الوزراء البريطانية وقتذاك التي أثّرت تأثيراً كبيراً على الرئيس الأميركي جورج بوش الاب وأكّدت له أن لا مجال لترك المغامرة التي أقدم عليها صدّام تمرّ. لم تترك ثاتشر أي مجال للتردّد أمام رئيس أميركي، بدا في الساعات التي تلت الاحتلال في حال ضياع وراح يزن خياراته. أقنعته ثاتشر بأنّ لا خيار آخر غير هزيمة الاحتلال. كان الأمر الثاني الذي لا بدّ من تذكّره أيضاً أنّ الولايات المتحدة امتلكت في تلك المرحلة ادارة تمتلك رجالاً بعيدي النظر يعرفون الشرق الأوسط والتوازنات القائمة فيه عن ظهر قلب. ضمّت تلك الادارة، اضافة الى بوش الاب بخبرته الطويلة في كل الميادين، بما في ذلك البقاء نائباً للرئيس ثماني سنوات (عهد رونالد ريغان)، وتوليه ادارة الـ»سي. آي. أيه.« والسفارة في الصين، رجلين آخرين لا يقلّان أهمّية عن الرئيس هما وزير الخارجية جيمس بايكر ومستشار الامن القومي الجنرال برنت سكوكروفت. اتخّذت هذه القيادة قراراً في غاية الاهمّية تمثّل في توقف عملية تحرير الكويت عند حدود الكويت وعدم ملاحقة صدّام حسين الى بغداد. امتلكت تلك الادارة ما يكفي من الفهم لتعقيدات الشرق الاوسط وخباياه كي تلتزم حدوداً معيّنة، على الرغم من الظلم الذي حلّ وقتذاك بعراقيين كثيرين اعتقدوا انّه آن الاوان للتخلّص من النظام القائم ايضاً. ادرك الثلاثي بوش الاب ـ بايكر ـ سكوكروفت ان الذهاب الى بغداد خلف صدّام حسين سيعني سقوط العراق في يد إيران التي حرّكت على وجه السرعة الميليشيات المذهبية التابعة لها. راحت هذه الميليشيات تدمّر، من منطلق مذهبي، كلّ ما يرمز الى الدولة في العراق والى المؤسسات الرسمية وصولاً الى السجلات المدنية في مدن وبلدات وقرى استطاعت فيها ذلك.

تأجل تقديم العراق على صحن من فضّة الى إيران اثني عشر عاماً. ما نشهده اليوم، من دون أن يعني ذلك أنّ التخلص من النظام العراقي كان شيئاً سيئاً، يؤكّد الفارق الكبير بين إدارة بوش الاب من جهة وإدارتي بوش الابن وباراك أوباما من جهة أخرى. هناك إدارة كانت تمتلك المعرفة بالمنطقة والعالم لم تستطع البقاء في البيت الابيض سوى ولاية واحدة، وهناك إدارتان لا تعرفان شيئاً عن العالم تمكّنت كلّ منهما من الفوز بولاية ثانية، كما لو ان الولايات المتحدة في حال سقوط مستمرّ، تخللتها فترة انتقالية، هي عهد بيل كلينتون.

يا لها من مفارقة جعلت كلّ هذا الظلم يلحق ببوش الاب الذي دفع ثمن التصرّف كرئيس للقوّة العظمى الوحيدة في العالم، رئيس يعرف ان مثل هذا الوضع يفرض اتخاذ قرارات حاسمة احياناً وتجنّب التهوّر في أحيان أخرى. كان بوش الابن متهوّراً. نجد أوباما، الذي أراد اتباع سياسة مغايرة تماماً لتلك التي اتبعها سلفه، في غاية الميوعة والاسترخاء وكأنّ الولايات المتحدة تستطيع السماح لنفسها بلعب دور المتفرّج في هذا العالم وترك فلاديمير بوتين يشارك في ذبح الشعب السوري، على سبيل المثال وليس الحصر. أمّا الامر الثالث الذي يستوجب التوقّف عنده، فهو الدور الذي لعبه كلّ من الاميرين السابقين جابر الاحمد وسعد العبدالله، رحمهما الله، والامير الحالي الشيخ صباح الاحمد في مجال تجييش العالم من اجل استعادة الكويت ولمّ شمل الكويتيين في معركة مصيرية كان يتوقّف عليها مستقبل كلّ مواطن. في الخامس والعشرين من شباط/فبراير 1991، انتهى الاحتلال الذي بدأ في الثاني من آب/اغسطس 1990، عندما سعى صدّام حسين الى الانتهاء من دولة مستقلّة. لم يكن يعرف شيئاً لا عن الكويتيين أنفسهم ولا عن العرب الآخرين ولا عن العالم في مرحلة ما بعد سقوط جدار برلين. أسوأ ما في الامر انّه ادخل العالم العربي في مرحلة جديدة مهّدت الى ما نشهده اليوم. لم يستوعب انّ عدم اللحاق به الى بغداد، لا يعني بالضرورة انّ في الامكان تفادي الثمن الذي يجب دفعه نتيجة ارتكاب جريمة احتلال الكويت وتشريد شعبها. يكفي أن صدّام قضى نهائياً على عامل الثقة المتبادلة الذي ميّز علاقته بفهد بن عبدالعزيز وبالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي لم يوفر جهداً إلّا وبذله لتفادي الكوارث التي حلّت بالعراق والعراقيين.

يكفي أيضاً أنّه لم يستغلّ السنوات الثماني التي امضاها بيل كلينتون في البيت الابيض كي يعيد تأهيل نظامه. لم يفهم حتّى معنى الحديث الذي ادلى به كلينتون بعيد تسلّمه الرئاسة واعلن فيه انه «ليست لديه قضية ذات طابع شخصي» معه. كان سينقذ العراق، لو أقدم على الاصلاحات المطلوبة، وفهم ما قاله له الملك حسين في رسالة بعث بها اليه صيف العام 1995. قال له العاهل الاردني الراحل في تلك الرسالة التي حملها اليه رئيس الديوان الملكي وقتذاك مروان القاسم ان القرارات الدولية الصادرة في حقّ العراق ليست قرارات قانونية. أكدّ له في الرسالة التي لم يأت رد عليها يوماً أنّ هذه القرارات «قرارات سياسية» غير قابلة للأخذ والرد استناداً الى القانون الدولي وما ينصّ عليه. كابر صدّام حسين وعاند إلى ان جاء جورج بوش الابن الذي اقدم بدوره على مغامرة في العراق استكملها باراك اوباما بما هو اسوأ منها باستسلامه نهائياً لايران. حافظت الكويت على نفسها. يضع الشيخ صُباح الاحمد حواجز بين الحين والآخر لتذكير الكويتيين بأن العقلانية تحمي الدول والمؤسسات. بقيت الكويت وصار العراق في مهبّ الريح. الاخطر من ذلك كلّه ان الفرص التي سنحت للرئيس العراقي الراحل في مرحلة ما بعد تحرير الكويت كانت فرصاً ضائعة ليس بالنسبة الى العراق وحده الذي دفع وسيدفع ثمنها غالياً، بل للمنطقة كلّها أيضاً.

بعد ضياع العراق... ضاعت المنطقة أيضاً.