المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march06.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الخامس من الصوم الكبير: أحد شفاء المخلّع

الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إلياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية تحت عنوان: حمى الله الحريري من كل شر.. ولكن

بالصوت والنص/الياس بجاني بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة شفاء المخلع

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين/الياس بجاني

سجعان قزي وزير كتائبي مغوار/الياس بجاني

 

مقابلات مميزة

بالصوت/فيديو/وبالنص/مقابلة الدكتور حارث سليمان من تلفزيون المستقبل هي خرطة طريق خلاص ل 14 آذار المستسلمة والجاهلة ولحزب الله الواهم/2000 قتيل من حزب في سوريا مقابل لاشيء وكل استبداد ينتج خطاب ازدواجي

ملخص مقابلة د.حارث سليمان مع تلفزيون المستقبل

من أرشيف الدكتور حارث سليمان/موجز مساهمة د.حارث سليمان – في حلقة "بموضوعية" على تلفزيون Mtv بتاريخ 3/2/2016

 

عناوين الأخبار اللبنانية

محمد بن نايف أبلغ باريس استمرار دعم لبنان اقتصادياً

السعودية: سنعيد النظر بموقفنا إذا استقل لبنان بقراره

وماذا عن الوجه الثالث/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 5/3/2016

الحريري غادر إلى الرياض في زيارة عائلية

وزير العمل سجعان: حزب الله هو حزب لبناني نعتز بلبنانيته ونفتخر بشبابه وشهدائه.

 لماذا غاب ممثّلا "التيار الحرّ" عن غداء سكاف؟

 اشكالات تنذر بالاسوأ بين "أمل" و"حزب الله" في "اللبنانية"

«الحريري » بق البحصةلـCNN: هناك قرار اقليمي بتسليم لبنان لحزب الله/جنوبية/علي العاملي

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 5 آذار 2016

الحريري التقى وفدا من مجلس العمل اللبناني في ابو ظبي وآخر من المجلس الاعلى للروم الكاثوليك برئاسة فرعون

 بري يحضّر لخطوات باتجاه "الأشـقاء العرب" ان لم يترجمها شخصياً فعبر وفود برلمانيـة

فرنسـا لم تقنع بن نايف بوقف الاجراءات تجاه لبنـان

الغضب السعودي في أوجه والهبة تُبحث مع بن سلمان

المملكة: "لو نأى لبنان بنفسه لما وصل الى ما هو عليه"

وساطات عربية بين لبنان ودول الخليج على هامش اجتماع وزراء الخارجية وباسيل محكوم بالتنسيق مـــع سلام لاختيـــار امين عام جديد للجامعة

درباس: ضميـر ســلام يملي عليه قرارا غيـر عــادي والدولة تتعرض للابتزاز ونرفض بقاء الحكومة واجهة للنفايات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ماروني: الحريري حليف رئيسي لحزب الكتائب

توضيح من زهرا حول مقابلة اجرتها معه صحيفة الاخبار

مجدلاني: ما يجمع 14 آذار أكبر من رئاسة وقانون انتخاب

جمعية المصارف تبلغ سلامة عزمها زيارة واشنطن والحاكم يؤكـد اهميـة تحركها لاسـتمرار العلاقـات

الحجار: معالجة نفايات الاقليم اولاً والحريري على الخط وبـتّ مطمـــر الكجـك ينتظـر نتـائج الاتصـالات

قليموس: لائحة الرابطـة نهائيـة واللجان مفتوحة ليعمل بها من يريد

طائرة بيد الارهابيين في مخيم عين الحلوة!

المقدح: نعمل مع الأجهزة اللبنانية لصون المخيم وأمن عين الحلوة خط أحمر وإلا... الـرد "صاعق"

بري ينوه بدور المصورين الصحافيين:ينقلــون الحقيقـة بكـــل تجـرد

المطران جورج بو جودة في عيد الشهداء الأربعين: إننا مدعوون لقبول الآخر كائنا من كان وإلى أية عقيدة أو دين أو حزب إنتمى

فوز كبير للائحة التوافق النقابي في انتخابات نقابة مهندسي طرابلس مع تسجيل خرقين في فرعين

رعد: لسنا معنيين بفتح معارك في الداخل بل بالحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي رغم التآمر على المقاومة

الموسوي للحكومة: قصرتم أمام الناس وأمام الله فسلموا انفسكم للقضاء

حسن فضل الله: كلما أمعنت السعودية بحملتها على المقاومة كلما ارتفع صوتنا أكثر لإدانة سلوكها

قاسم هاشم: قادرون على تجاوز الصعوبات والتحديات متى توفرت الارادة والقرار

صفي الدين: السعودية تعيش مآزق داخلية وإقليمية

يزبك: لبنان اليوم بحاجة إلى حوار وتفاهم وتعاون

قاووق من صور: كرامة المقاومة جبل راسخ وأقوى من أن ينال منه قرار سعودي أو أميركي أو إسرائيلي

بري التقى مراد ووفدي مؤتمر بيروت والساحل ونقابة المصورين الصحافيين

بدنا نحاسب: سبب الإصرار على عدم دعوة هيئة التفتيش للانعقاد منع ملاحقة سارقي المال العام

المجلس الشرعي الأعلى: للتمسك بالحوار وتعزيز العلاقات الاخوية العربية

ميشال معوض بعد زيارة لفرنجية: لا مصلحة لاحد بانفجار الوضع الداخلي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: على الأسد الرحيل في بداية العملية الانتقالية وليس نهايتها وواشنطن تنفي تقديم تنازلات للروس... وكيري ولافروف يشددان على ضرورة بدء المحادثات

دخول قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية

روسيا ترسل حاملة طائرات إلى المتوسط

أنس العبدة رئيساً للائتلاف المعارض

النظام السوري يشتري 20 ألف برميل نفط من “داعش” يومياً

المعارضة تسيطر على منفذ حدودي مع العراق

أردوغان يقترح بناء مدينة للاجئين على الحدود السورية الشمالية وسقوط قتلى برصاص حرس الحدود التركي

السعودية: لا ضرورة لقرار جديد من مجلس الأمن بشأن اليمن ودعت الدولة اللبنانية للخروج من نطاق ابتزاز "حزب الله"

الأحوازيون ينتفضون ضد قوات الاحتلال الإيراني في مدينة الفلاحية وضاحي خلفان داعياً إلى مقاطعة شاملة لإيران: جار إرهابي نسي أننا دحرنا الفرس

أوغلو يجري محادثات في طهران ويدعو إلى التعاون لحل الأزمات

تنديد أوروبي- أميركي بقمع الصحافة في تركيا وتفريق متظاهرين أمام صحيفة «زمان»

المحافظون الأميركيون يدعون إلى انتفاضة جمهورية ضد ترامب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المعارضة الشيعية اللبنانية يعاديها الخصوم ويهملها الحلفاء/العرب

حسن نصرالله وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن/خيرالله خيرالله/العرب

ماذا فعل سماحة السيد حسن نصرالله/طراد بن سعيد العمري/العرب

تيارات تيار المستقبل وأزمة الحكومة الإرهابية/شادي علاء الدين/العرب

مستقبل تيار المستقبل/أحمد عدنان/العرب

المتواطئون مع «حزب الله» يستحقون وصمهم بالإرهابيين/خلف أحمد الحبتور/السياسة

حزب الشياطين… وأتباعهم النهاية وشيكة/ناصر العتيبي/السياسة

إدارة الصراع ضد ثعابين الإرهاب الإقليمي/داود البصري/السياسة

ماذا ينتظر «حزب الله» ليأتي بعون رئيساً/اسعد بشارة/الجمهورية

رسالة من فرنجيّة لـ"القوات" و"التيّار"/دنيز عطا الله حداد | السفير

أوهام دي ميستورا/ الياس حرفوش/الحياة

حرب بالواسطة بين إيران والعرب/ سليم نصار/الحياة

إربد: «داعش» قتل السوسيولوجيا/حازم الامين/الحياة

وصفة «الفيدرالية» الروسية ـ الأميركية/إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط

وقف إطلاق النار بين الخيبة والأمل/أكرم البني/الحياة

إيران لا تصدّر الثورة/ خالد الدخيل/الحياة

سقوط وسط ما بعد الـ١٩٨٩ الأميركي/سامر فرنجيّة/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الخامس من الصوم الكبير: أحد شفاء المخلّع

إنجيل القدّيس مرقس02/من01حتى12/:"وبَعْدَ أَيَّامٍ عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لإبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس/05/من24حتى25/06/من01حتى05/:" يا إخوَتِي، مِنَ النَّاسِ مَنْ تَكُونُ خَطَايَاهُم  وَاضِحَةً قَبْلَ الحُكمِ فِيهَا، ومِنهُم مَنْ لا تَكُونُ واضِحَةً إِلاَّ بَعْدَهُ. كذلِكَ فَإِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة. على جَمِيعِ الَّذِينَ تَحْتَ نِيرِ العُبُودِيَّةِ أَنْ يَحْسَبُوا أَسْيَادَهُم أَهْلاً لِكُلِّ كَرَامَة، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى ٱسْمِ اللهِ وتَعْلِيمِهِ. أَمَّا الَّذِينَ لَهُم أَسْيَادٌ مُؤْمِنُونَ فلا يَسْتَهِينُوا بِهِم، لأَنَّهُم إِخْوَة، بَلْ بِالأَحْرَى فَلْيَخْدُمُوهُم، لأَنَّ المُسْتَفِيدِينَ مِن خَدْمَتِهِم الطَّيِّبَةِ هُم مُؤْمِنُونَ وأَحِبَّاء، ذلِكَ مَا يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُ وتَعِظَ بِهِ. فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بالكَلامِ الصَّحِيح، كَلامِ ربِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وبِالتَّعْلِيمِ المُوَافِقِ للتَّقْوى، فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ المُجادلاتِ والمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الحَسَدُ والخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ، والمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الحَقّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوى وَسيلَةٌ لِلرِّبْح.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية تحت عنوان

إلياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية تحت عنوان: حمى الله الحريري من كل شر..ولكن!!!/06 آذار/16

 http://al-seyassah.com/%D8%AD%D9%85%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%84-%D8%B4%D8%B1/

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة شفاء المخلع

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/05/elias-bejjani-the-healing-miracle-of-the-paralyzed%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3/


بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة شفاء المخلع/06 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20al%20mkalah%20sunday.mp3

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة شفاء المخلع/06 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20al%20mkalah%20sunday.wma

 

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/06 آذار/16

إن فرائض الصلاة من اجل الآخرين على مختلف أنواعها، خصوصاً من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، أكانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي بالواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملاني وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يقوم بممارسة هذه الفرائض من أجل غيره لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع وهو رحوم ومحب وغفور ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

في الأحد الخامس من أحاد الصوم الكبير نقرأ في كنائسنا المارونية من إنجيل القدّيس مرقس (02/10-12) واقعة عجيبة شفاء المخلع:

("ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم").

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لدية. فالمخلع كما جاء في إنجيل القديس مرقس لم يسعى للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة من خطاياه، مع أن المسيح كما يقول العديد من اللاهوتيين كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل الذي يفتقر إلى الإيمان والرجاء وبعيداً عن الله.

وما هو لافت أيضاً في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المُقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدراً فيهم قوة إيمانهم.

وبما أن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولاً، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: "قم أحمل فراشك وأذهب".

إن الله لا يرد خائباً من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له" (متى 07/07-08).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير أحياء كانوا أم أموات، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلاً ولا يترك محتاجاً دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (11/28): "وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه". وقال القديس يعقوب في رسالته (05/15): "وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له".

في الخلاصة، إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصاً الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترعها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفارناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى08/ 05-13 )، ويسوع أيضاً أقام ليعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناء لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/01-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلي من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز أكان هذا الضعف جسدياً أو إيمانياً أو أخلاقياً، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب.

لنصلي ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية.

لنصلي ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام.

يا رب في هذا الأحد المقدس، أحد عجيبة شفاء المخلع، أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب  ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

سجعان قزي وزير كتائبي مغوار

الياس بجاني/05 آذار/16

في أسفل شهادة للوزير سجعان قزي بحزب الله الإرهابي والإيراني الذي يحتل لبنان ويحارب العرب في بلدانهم

وزير العمل سجعان: "حزب الله هو حزب لبناني نعتز بلبنانيته ونفتخر بشبابه وشهدائه".(الأخبار)

لا مجال هنا للتعليق فكلام قزي بيكفي وبيوفي.... وقمح بدها تاكل حني من أمثال هذا الوزير المغوار

إنه للأسف زمن محل وأنبطاح وذمية وتقية، والأخطر انه زمن الصعاليك والأقزام وأشباه الرجال

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

مقابلات مميزة

بالصوت/فيديو/وبالنص/مقابلة الدكتور حارث سليمان من تلفزيون المستقبل هي خرطة طريق خلاص ل 14 آذار المستسلمة والجاهلة ولحزب الله الواهم/2000 قتيل من حزب في سوريا مقابل لاشيء وكل استبداد ينتج خطاب ازدواجي

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/05/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%AF-%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85/

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة الدكتور حارث سليمان من تلفزيون المستقبل هي خرطة طريق خلاص ل 14 آذار المستسلمة والجاهلة /2000 قتيل من حزب في سوريا مقابل لاشيء وكل استبداد ينتج خطاب ازدواجي/05 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/hareth%20slieman05.03.16.mp3

بالصوت/فورماتWMA /مقابلة الدكتور حارث سليمان من تلفزيون المستقبل هي خرطة طريق خلاص ل 14 آذار المستسلمة والجاهلة ولحزب الله الواهم/2000 قتيل من حزب في سوريا مقابل لاشيء وكل استبداد ينتج خطاب ازدواجي/05 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/hareth%20slieman05.03.16.wma

فيديو/مقابلة الدكتور حارث سليمان من تلفزيون المستقبل هي خرطة طريق خلاص ل 14 آذار المستسلمة والجاهلة ولحزب الله الواهم//2000 قتيل من حزب في سوريا مقابل لاشيء وكل استبداد ينتج خطاب ازدواجي/05 آذار/16

https://youtu.be/iihekdEyHI8

 

ملخص مقابلة د.حارث سليمان مع تلفزيون المستقبل

نقلاً عن صفحة د.حارث سليمان /فايسبوك

05 آذار/16

ان المنطقة تشهد تطورات اقليمية تحدد مصير لبنان، في وقت لا يدرك اللبنانيون حجم هذه التحولات التي تجري حولهم.

حيث نجد بداية رسم خريطة طريق جديدة في سوريا من اجل حل الازمة، ونلاحظ وجود هدنة باتفاق اميركي روسي وباشراف دولي بعد خمس سنوات من الحرب والدمار ما يؤشر الى ان الازمة السورية انقلبت الى مقلب آخر. فخلال 5 سنوات كنا نرى الأزمة تتفجر وتتصاعد واليوم وصلت الامور أن فجأة تفرض اميركا وروسيا الهدنة وتقبل بها جميع الاطراف، وتبلغ ايران بهذه الهدنة تبليغا، ويأتي مستشار المرشد ليحتج على الهدنة ولكن لم يؤخذ برأيه. اذ ان القوى الكبرى اخذت المبادرة والزمت القوى الاقليمية على القبول بها وهذه تعتبر تطورات مذهلة.

واليوم ووفقا للخطة (أ) أنه بعد القصف الجوي الهائل وقصف البراميل التدميرية تتوقف معركة حلب، وتعود الثورة السورية لتتجدد مدنيا حيث عادت الساحات لتملأ بالمظاهرات المطالبة والمنادية ارحل ارحل يا بشار. فاليوم تراجعت كل الصورة بمحاربة الارهاب واعادت الاعتبار للمعركة ضد الاستبداد.

الثورة السورية هي اعظم ثورة في التاريخ الانساني بعد الثورة الفرنسية، حيث لتعود اليوم وتشق طريقها في وجه استبداد الاسد.

هناك اتفاق واضح بين القوى الفاعلة وهي اميركا وروسيا والقوى الداخلية في سوريا يجري تنفيذه على الارض وقد قبلت به كل الاطراف، ومن ضمن هذا الاتفاق رحيل الاسد.

الاسد لم يعد جزءا من مستقبل سوريا، والعلويين تبين انهم روس وليسوا شيعة ومكانهم محفوظ في مستقبل سوريا.

وقد اوضح وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الحرس الثوري الايراني بدأ بالانسحاب من سوريا ما يعني ان اتفاقية الهدنة لم تأخذ مصالح ايران بعين الاعتبار. وهذا يعني ان كل قتال حزب الله في سوريا كان خسارة بلا اي نتيجة.

اما وفقا للخطة (ب) حيث رأينا ان اول اشارة لها من خلال "رعد الشمال"

حيث هناك قوات عسكرية عربية واسلامية مدعومة دوليا يجري تجهيزها في سوريا باسم مقاتلة داعش، والجديد في المسألة أن هذه القوات لن تكون فقط في سوريا بل في العراق ايضا. وهذا ما يؤشر الى انتهاء عهد الارهاب وعهد الميليشيات.

على ضوء هذا المشهد، نسأل ماذا يجري في لبنان؟

اليوم اختلف الوضع عربيا بعد عاصفة الحزم والتوافق العربي على المواجهة للتمدد الايراني منذ 40 سنة.

روسيا لم تأت الى سوريا لمحالفة ايران بل لتحل محلها، وبوتين احيا النظام السوري لفترة تمهيدا للتسوية مع الغرب ومع الأكثرية الديموغرافية السورية.

مشروع ولاية الفقيه سقط في طهران وقد اسقطه الشعب الايراني اذ اسقط المنظر الايديولوجي لولاية الفقيه محمد مصباح يزدي، وهذه رسالة الى السيد حسن نصرالله أن ولاية الفقيه سقطت في عقر داره.

وضع لبنان اليوم يناسب حزب الله، من ناحية الامساك بالوضع الداخلي ليتفرغ لحربه في الخارج.

ان ما يغير الوضع القائم هو تغيير وظيفة الطائفة الشيعية في لبنان، بما يعني أن الشيعة هم شركاء في لبنان وليسوا جسرا للسيا سة الايراينة. وليس مقبولا ان يرى الحزب مصالح ايران اهم من مصلحة لبنان الدولة والشعب.

تغيير وظيفة الشيعة يقوم بها الشيعة أنفسهم حيث بدأ يظهر أن دور الحزب بدأ بتهديد مصالح الشيعة. والمواطنين الشيعة يدركون حجم المخاطر التي يعرضهم لها الحزب، الفي قتيل في سوريا مقابل لا شيء.

ما نحتاجه الى وجود اوركسترا من عمل شيعي داخلي مع خطة مدروسة.

النظامين السوري والايراني لم يأخذا الشيعة سلما بل اخذاهما حربا، اذ اكثر من خمسة الاف من الكادرات الشيعية المدنية قتلوا قتلا من اجل السيطرة على هذه الطائفة.

سياسة قوى 14 اذار مع القوى الشيعية خدمت ايران ، فنحن نتحتاج الى دعم بهدف استعادة الشيعة للبنانيتهم والشراكة الوطنية.

سياسة الدول الخليجية تغيرت منذ عاصفة الحزم وتمت ترجمتها بعودة الرئيس الحريري الى بيروت، وامر جيد ان يقوم الحريري بامتصاص الصدمات، لآنه من المهم ان يتم المواءمة بين سياستين الاولى ترفض منطق حزب الله، والثانية تساعد الحزب بتقديم سلم ينزل عليه الى الواقعية السياسية.

في الواقعية السياسية اصبحت اوراق فرنجيه قوية لكي يصل الى رئاسة الجمهورية حتى لو لم يرد حزب الله.

عندما يكون قرار دولي مغطى اقليميا كل الامور تمشي، واذا استمر السيناريو السوري كما هو مرسوم له، انتخاب الرئيس سيكون في الاشهر القليلية المقبلة.

على الرئيس سلام ان يأخذ القرار بفتح المطامر بعد تحديدها ولو بالقوة.

 

من أرشيف الدكتور حارث سليمان/موجز مساهمة د.حارث سليمان – في حلقة "بموضوعية" على تلفزيون Mtv بتاريخ 3/2/2016

بداية أوّد اوجه تحية ل كارول معلوف على شجاعتها ومهنيتها العالية، واعرف انها تلبّست شخصية لاجئة سورية ورافقت اللاجئين في البحر حتى تكتب عن معاناتهم، وهذا السبق الصحفي يزيد اعجابي بها، وهي تتمتع بمهنية عالية وانحياز واضح الى حرية الشعب السوري وبشجاعة عالية لا استطيع الا الانحناء أمامها. التكفير أو التكفيريين هو مصطلح معناه، تكفير الآخر، أي كل فكرة شمولية ترمي خصمها بأبشع الرذائل، وهذه نعوت تتعلق بالموقف من القضية، فاذا كنت انا مع قضية ما، فكل من يقاتلني أكفره، وبالتالي مسألة التكفير وجهة نظر فاذا كنت اعتبر النظام السوري نظاما مستبدا وبالتالي كل من يقف الى جانب هذا النظام هو تكفيري، واذا كنت مع النظام اكفّر خصومه. فكلنا تكفيريون، كل يكفر الآخر، لأننا ننتمي الى منظومة الاستبداد الفكري، فالعطل الاساسي في منطقتنا منذ المماليك وحتى اليوم هوالاستبداد أي عدم الاعتراف بالآخر أي بالحقيقة، وبنسبية الحقيقة وتتفيه حقيقة الاخر مقدمة لالغائه، وبالتالي لا يوجد تكفيري اكثر من الآخر طالما اننا لا نسمح بالتعددية السياسية وقبول الآخر، وبالتعاقب على السلطة، ونمكن المجتمع من أن يعبر عن حراكه بطريقة تنقلب فيها السلطة بين اكثريات تصبح اقليات واقليات تصبح اكثريات.

اما عن المجازر فهل المجازر التي يقوم بها الطيران الروسي ليست مجازر، وهل المجازر التي حصلت في مضايا ليست بمجازر وهل حصار معضمية الشام ليس بجرائم حرب وهل رمي البراميل المتفجرة ليس بجرائم حرب، فالحرب ليس فيها ملاك وشيطان فكل من يشترك في الحرب تتلطخ يديه بالدماء.

الوضع في سوريا ان هناك نظام استبدادي بدأ مع حافظ الاسد الاب وانتقل مع بشار الاسد الابن، وخلال 45 سنة جرى تخريب الاجتماع السياسي السوري وضرب كل مكونات الحراك السياسي وتمت استباحة كل موارد البلاد النفطية والاقتصادية والاجتماعية، وقام هذا النظام بذبح اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والاردنيين وضمن دورا اقليميا عبر زعزعزة استقرار الدول المجاورة، وأشرف من خلال المتطوعين العرب بعد احتلال العراق من قبل الاميركيين عام 2003 على تطويع وتجميع كل المتشددين العرب وارسلهم الى العراق حتى يكونوا تكفيريين، والسؤال اذا من يكون يحارب الارهابيين أهو الذي سلحهم ودربهم وارسلهم الى العراق؟ انا متضامن مع الجيش اللبناني بكل افراده، مع كل جندي يدافع عن لبنان من محمد حمية الى آخر جندي يدافع عن لبنان وداخل لبنان ومن اجل سيادة لبنان والعلم اللبناني، وكل ما هو خارج الحدود هو مخالف لسيادة لبنان وللقانون الدولي،وليس صحيحا انه لولا ذهاب حزب الله الى سوريا لما كنا ننعم بأمن واستقرار، ورأيي أنا انه لولا ذهاب حزب الله الى سوريا لسقط بشار الاسد ولما كان هناك لا نصرة ولا داعش، ولكان الشعب السوري انتصر والازمة السورية انتهت دون دمار كل مدن سوريا وكنا نعيش في احسن حال.

ان تدخل حزب الله في سوريا فشل في حماية الاسد ثم حدث تدخل الميليشيات العراقية التي لم تكف للمهمة، فاتت الميليشيات الافغانية وقطاعات من الحرس الثوري الايراني والتي لم تكف ايضا فأتى التدخل الروسي حتى وصلنا اليوم الى هنا وهراء ان ندعي سيلا من الانتصارات الوهمية.

أنا اعرف يوميات الحرب اللبنانية التي استمرت اكثر من 15 سنة حيث كان هناك في كل منقلب سياسي أو اقليمي ينتصر فريق على آخر، ثم يعود هذا الفريق لينهزم ثم تأتي تطورات اخرى وتغير المعادلة، فسوريا حربها طويلة والحسم العسكري فيها مستحيل وحزب الله يتعرض لاستنزاف مستمر، والحكمة تقضي بأن ينسحب الحزب اليوم والآن وليس غدا، وفي ذلك مصلحة للبنان ولشبابنا في الحزب.

في سجون سوريا "الداخل مفقود والخارج مولود" وهذا الكلام يعرفه كل سوري، حدث هذا على مدى  اربعين عاما،  انا اتعاطف مع امهات هؤلاء الاسرى ومع اخواتهم واقول انهم مظلومون أولا لأنهم ذهبوا الى معركة خاطئة وثانيا لآنهم كانوا عونا للظالم على المظلوم، وثالثا لأنهم يقاتلون من يدافعون عن بيوتهم واراضيهم. لقد فقدوا حريتهم منذ اشهر تماما كما فقد ملايين المواطنين السوريين حرياتهم في ظل نظام الاسدين خلال اربعين سنةي والانحياز الى الحرية لا يمكن ان كون انتقائيا.

نحن هنا لنقاش الأفكار، لا أن نتقاذف كلاما فيه شتائم ولا نقضيها (بهورة) واعلان عنتريات لا اساس لها، أما قصة الارهاب والتكفير وقصة داعش والنصرة، فحقيقة الامر فيها ولفهمها علينا ان نلجأ الى نظرية في العلوم تسمى "الاستنساخ" أي كيف نستنسخ كائنا طبقا لكائن آخر، حيث يأتون بغلاف خلية ما يضعون داخلها مواصفات ورائية لخلية اخرى فيأتي الغلاف شيء بينما السلوك شيء آخر، وهذا ما فعلته ايران وهي التي خلقت داعش والنصرة.

فحين انظر الى داعش اراها تحمل فكرا وهابيا والنصرة كذلك اما حين انظر الى عمل داعش وما تقوم به يوميا، ارى ان كل مصادر قوتها هو من محور الممانعة وكل اعمالها توقيتا وتوجيها لخدمة الممانعة.

وسأعدد لك عدد من الشواهد بما لا يدع مجالا للشك، اذ ان كل عناصر قوة داعش والتكفير قد اعطيت اما من نظام الاسد او من نظام نوري المالكي، حيث تم الافراج عن 550 عنصرا تكفيريا من سجون المالكي وعن 350 عنصرا من سجون عدرا في سوريا، والمتطوعون العرب الذين استقدمهم النظام السوري بعد احتلال العراق حيث دربهم وسلحهم وارسلهم الى العراق كما ارسل شاكر العبسي الى لبنان، وتم تسليم الموصل بكل ما فيها، حيث انتصر 700 مقاتل تابع لداعش على 40 الف جندي عراقي من جيش المالكي وقد تركوا سلاحا اميركيا حديثا بقيمة مليار ونصف مليار دولار اضافة الى مليار دولار تركوا كنوزا في البنك المركزي في الموصل، التحقيقات في مجلس النواب العراقي كشفت ان اسقاط الموصل تم باوامر من نور المالكي، أما شركة تويوتا فقد صرحت انه يوجد عشرة الاف سيارة تويوتا باعتها للمالكي يوجد 6 آلاف منها بيد داعش.

صحيفة دير شبيغل الالمانية نشرت تحقيقا يثبت كيف قام احد البعثيين السابقين من جماعة صدام حسين بالاتفاق مع المخابرات السورية وعلى اوراق وزارة الدفاع السورية باقامة شبكة من الروابط والمخابرات التي تشكل العصب التنظيمي لداعش والنصرة. عمليات داعش في سيناء باسقاط الطائرة المدنية الروسية سهلت التدخل الروسي في سورية، عملياتها في فرنسا اسقطت اصرار فرنسا على رحيل الاسد، عمليات في اليمن تستهدف حكومة عبد الهادي منصور وحلفاء السعودية ولا تستهدف الحوثيون وجماعة علي عبدالله صالح.

اذن المسألة أن ما قامت به كل من ايران وسوريا هو استدراج للغرب كي يكون هناك جسر تواصل وتحالف بينهما، فايران هي التي تدعش السنة في العراق، والحشد الشعبي ليس اقل وحشية وشراسة من داعش.

ويوجد استرتيجية ايرانية، والنظام الايراني هو نظام شيطاني يجيد الاستراتيجية كصناعة السجاد فهو يقوم بحياكة سلسلة من القطب المخفية والدقيقة  والمتوالية لكن  الرسمة النهائية تبقى مجهولة ولن نستطيع ان نتعرف الى الرسمة المنوي رسمها الا بعد ست سنوات، بهذه الطريقة قامت ايران بتجنيد الشيعة العرب الذين يدفعون اثمانا باهظة في مخطط ايران الامبراطوري. وايران تدعش السنة لكي يأتي الغرب ويكلفها مع نظام الاسد بمحاربة الارهاب.

فلولا داعش، هل كان يحلم نوري المالكي او قاسم سليماني بأن تأتي اميركا لكي تشرف عليه وتعطيه غطاء جويا بطائراتها وهو يدخل الانبار مدمرا المدن العراقية.

اذا هذا الذي يدعي بأنه يحارب التكفيريين هو لايحاربهم بل هو يمارس دور الاطفائي المهووس الذي يصنع الحرائق لكي يكلفه الغرب باطفائها.

عندما كان حزب الله يقاتل اسرائيل كنا معه كلنا، ولكننا نختلف معه في دعمه لنظام مستبد وبالتالي عندما يقاتل الحزب اسرائيل يكون حزبا مقاوما اما عندما يذهب الى الشام يكون حزبا محتلا. وأبلغ تشبيه له في سورية هو انه كجيش لحد متعامل مع الاحتلال الايراني لسورية.

واذا اردنا الدفاع عن المقاومة يجب علينا تنزيهها عن الاستبداد، لأن المقاومة هي فعل انحياز الى الحرية والحق، انحياز لحرية الوطن والمواطن.

ساوجز هذا القسم بعدة برقيات:

البرقية الاولى أنه من اصل 4500 غارة شنها الطيران الروسي في سوريا فقط 300 غارة كانت على داعش والبقية على المعارضة.

البرقية الثانية في سوريا الروس واسرائيل ينسقان جوا وحزب الله وايران والنظام السوري على الارض، وعندما يكون التنسيق مع الاسرائيلي على هذا المستوى حرام ان نقارنه بنقل جريح في الجولان الى المستشفى.

ظهر جليا منذ 5 سنوات وحتى الان ان الحامي الحقيقي لنظام الاسد هما اوباما ونتنياهو، والذي يجري الآن ان ايران والسعودية تتنافسان فيما بينهما على تغيير جدول اعمال المنطقة من نضال من اجل الحرية في مواجهة الاستبداد الى صدام بين اصوليتين سنية وشيعية تتنافسان على التشدد وعلى حرب لا تنتهي.

بالنسبة لعرسال يجب الحديث عن ما يجري في عرسال في ظل الضخ الاعلامي والاقاويل الكثيرة التي لا تعكس حقيقة ما يجري على ارض عرسال.

ففي عرسال حواي 60 الى 70 الف لاجىء سوري أتوا من المناطق التي "انتصر" فيها حزب الله وهجر اهلها ( القصير يبرود والفليطة وكل القلمون).ونتيجة لانتصار الحزب لجأ ابناء تلك المناطق الى جرود عرسال، فاقاموا عدة تجمعات، اناس يعيشون في البلدة الكبيرة المساحة ويجب التمييز بين البلدة عرسال وخراجها او جردها، فعرسال البلدة شيء ومقالع عرسال شيء آخر وبساتينها شيء آخر ايضا.

وعندما نسمع في الاعلام عن اشتباكات في عرسال فأهل عرسال لا يسمعون بهذه الاشتباكات الا عبر الاعلام فقط، وهم فقط يسمعون بالحرب والاشتباكات عندما يقصف الجيش بالمدفعية على المسلحين، والجيش يسيطر على كامل البلدة، واذا ما حصل اي هجوم على الجيش سيقف اهل عرسال الى جانب الجيش ضد المسلحين. اهل عرسال مشهود لهم ببطولاتهم وكانوا رأس حربة في المقاومة الوطنية اللبنانية في كل مراحل القتال في الجنوب وكانوا رأس الحربة في الجيش حيث يوجد حوالي 3 آلاف من ابناء عرسال في الجيش اللبناني. ولا يوجد اي سبب يمنع من دخول الجيش الى عرسال لانه اصلا فيها.

اهل عرسال يدفعون ثمنا باهظا نتيجة هذا الضخ الاعلامي المغرض، ففي نطاق آخر حاجز للجيش اللبناني يوجد فقط 10 بالمئة من مقالع عرسال ضمن نطاقه، و90 بالمئة من المقالع التي هي الباب الاول للارتزاق لابناء البلدة ضمن نطاق المسلحين وهذه المقالع هي مغلقة ولا يتستطيع الصعود اليها اهلها، اضافة الى وجود بين 10 و12 الف لاجىء سوري بين الجيش والمسلحين. وكل قصة عرسال وهذا التحريض لأنه تم تهجير بلدة طفيل اللبنانية المتداخلة مع الحدود السورية، لأنه هناك استثمارات ايرانية في منطقتي الزبداني ومضايا، آلاف الهكتارات التي تم شراؤها من قبل الايرانيين، والتهجير الذي يتم في القلمون وصولا الى ريف الزبداني له طابع استيطاني، وبالتالي لا يمكنك أن تقول لي انك مقاومة وتتمتع بتفوق اخلاقي وتهجر السوريين من بيوتهم.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

محمد بن نايف أبلغ باريس استمرار دعم لبنان اقتصادياً

بيروت - «الحياة» /06 آذار/16/قال مسؤول فرنسي رفيع لـ «الحياة» إن ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، شرح لكبار المسؤولين الفرنسيين الذين التقاهم وفي مقدمهم الرئيس فرنسوا هولاند قرار بلاده وقف الهبة المالية لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وأعاده الى «تزايد سيطرة حزب الله على الجيش يوماً بعد يوم وتحسباً من أن تذهب الأسلحة إلى الحزب وإيران التي تزعزع استقرار المنطقة. وفيما أوضح المسؤول الفرنسي الرفيع لـ «الحياة» أن الجانب الفرنسي دعا الجانب السعودي إلى إبقاء الباب مفتوحاً من أجل العودة عن قرار وقف السعودية المساعدة العسكرية للجيش إذا قامت الحكومة اللبنانية بمبادرة ما لأنه تنبغي مساعدته، أشار إلى أن ولي العهد السعودي أوضح أن علاقة ود تربط المملكة العربية السعودية بلبنان، وأنها ستستمر في دعمه اقتصادياً. ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله في باريس، حيث يرافق الأمير نايف في زيارته، «إننا اتخذنا قراراً بأننا سنوقف منح الجيش اللبناني مساعدات عسكرية بثلاثة بلايين دولار، وبدلاً من ذلك سنعيد توجيهها إلى الجيش السعودي». وأضاف: «لذلك سيتم استيفاء العقود، لكن الزبون سيكون الجيش السعودي». وعلمت «الحياة» أن الاهتمام الفرنسي بمتابعة جهود إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، والتحركات الأخيرة التي أجريت في بيروت من أجل انتخاب رئيس جديد ستكون مدار بحث بين هولاند ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يزور باريس الأربعاء المقبل للقاء الرئيس الفرنسي. وتترافق الزيارة مع تحركات دولية مرتقبة في اتجاه لبنان لتأكيد الحرص على استقراره وتشجيع الفرقاء على التوافق من أجل انتخاب رئيس للجمهورية. وأشار أكثر من مصدر إلى أن مسؤولاً من وزارة الخارجية الأميركية سيزور بيروت بعد أيام. وعلمت «الحياة» أن زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سيواصل اتصالاته في شأن تسريع إنهاء الفراغ الرئاسي بعد توافقه مع جنبلاط على دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي ينتمي إلى فريق 8 آذار ودعوته نواب «حزب الله» وكتلة المرشح العماد ميشال عون إلى النزول إلى البرلمان لضمان النصاب القانوني، من أجل انتخاب الرئيس، أياً كان الفائز بنتيجة الاقتراع.وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن الحريري الذي اجتمع مرتين مع السفير الروسي في بيروت طلب إليه أن تبذل بلاده جهوداً لدى إيران كي تشجع حلفاءها على التعجيل في إنهاء الشغور الرئاسي، نظراً إلى أضرار الخلل المتصاعد الناجم عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ 20 شهراً، على عمل المؤسسات.

 

السعودية: سنعيد النظر بموقفنا إذا استقل لبنان بقراره

 وكالات/٥ اذار ٢٠١٦/ طالب مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، لبنان بإدارة شؤونه بنفسه بعيدا عن ابتزاز ميليشيات حزب الله، وذلك كشرط أساسي لمراجعة علاقته بالمملكة العربية السعودية. وأكد المعلمي عدم التسامح مع سلوكيات حزب الله التي تتسم بالإرهاب داخل وخارج لبنان.

كما نصحت حكومة المملكة المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان، وطلبت من المتواجدين فيه أن يتحلوا بالحيطة والحذر، بسبب الأوضاع الأمنية هناك. وحول نية المملكة بالرجوع عن قرارها قال: "إن الأمر يتوقف على ما إذا كانت الحكومة اللبنانية قادرة على إدارة شؤونها بمنأى عن الابتزاز الذي يمارسه حزب الله على المؤسسات والحكومة اللبنانية، وإذا ما حدث هذا الأمر يمكن حينها أن نعيد النظر بالقرار، لأن لبنان بلد مهم بالنسبة لنا، ولدينا كل النوايا الحسنة تجاهه، ولكن لن نتسامح مع سلوكيات حزب الله التي تتسم بالإرهاب داخل وخارج لبنان.

                                            

وماذا عن الوجه الثالث؟

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/06 آذار/16

إذا كان لـ"حزب الله" وجهان أصيل ووكيل (أو حليف)، كما بيّنّا في المقال السابق، فقد تبيّن أنّ له وجهاً ثالثاً يفرضه على خصمه تحت طائلة الخوف من الحرب الأهليّة. وإذا كان وجهه الأوّل الأصيل مكشوفاً عبر ممارساته وخلاياه الأمنيّة في لبنان وسوريّا والبحرين واليمن والعراق والسعوديّة والكويت، ودول أُخرى سمّاها وزير الداخليّة نهاد المشنوق، ووجهه الوكيل الثاني معروفاً في دفاع حلفائه عنه والتزام محوره ومشروعه في المنتديات العربيّة والإسلاميّة والدوليّة، فإنّ وجهه الثالث الذي يفرضه فرضاً وقسراً على اللبنانيّين الآخرين، يظهر في مواقع ثلاثة على الأقلّ، هي مجلس الوزراء، والحوار الثنائي والجماعي، والاجتماعات العربيّة.

وهنا، يجب التوضيح أنّ المقصود بالوجه الثالث لـ"حزب الله" ليس موقف الوزير المشنوق وحده في مجلس وزراء الداخليّة العرب، بل المنظومة السياسيّة التي خلفه، المتمثّلة سواء بالحكومة أو بمرجعيّته السياسيّة "تيّار المستقبل" و "14 آذار" بما تبقّى لها من مظاهر الوحدة.

كما تجب المسارعة إلى التمييز بين موقفَي وزيرّي الخارجيّة والداخليّة، خلافاً للمتعجّلين على دمجهما في موقف واحد والتسلّح بالثاني لتبرير الأوّل. فموقف وزير الخارجيّة كان نتيجة اقتناع والتزام إلى درجة التباهي باعتباره "شرفاً وبطولة"، وموقف وزير الداخليّة كان نتيجة ما يُسمّى "السياسة الواقعيّة" على قاعدة "أمّ الصبي" و"مكرهٌ أخوك لا بطل"!.. وشتّان ما بين المتحمّس والمغلوب على أمره. المدافعون عن هذا الوجه الثالث يبرّرون موقفه بأنّه ثمرة طبيعيّة من ثمار "سياسة الاعتدال" والعقلانيّة والاحتواء والتبصّر والحكمة، لتفادي المواجهة المذهبيّة الدمويّة والحرب الأهليّة المفتوحة في لبنان.

إنّها مبرّرات إنسانيّة ووطنيّة حميدة وبعيدة النظر، لكنّها تمنح، من حيث لا تدري، غطاء واسعاً لتمادي "حزب الله" في ممارساته، بما سيرتدّ بالأشدّ سوءاً على لبنان، أي النزاع الأهلي المفتوح، مهما حاولوا تأخيره، زائد الخناق الخارجي، وتحديداً العربي، على كلّ المستويات، فيقع لبنان ضحيّة (غير مأسوف عليها) بين فكّي كمّاشة الداخل والخارج.

ولا أحد يستطيع أن يراهن على يد إيرانيّة تمتدّ لإنقاذ لبنان من محنته، لأنّ طهران ستنهمك في المواجهات التي فتحتها أو التي فُتحت عليها، فيغرق لبنان في استنقاع دمائه بدون أيّ منقذ هذه المرّة. لذلك، لا بدّ من وقف الارتباك وحسم الموقف اللبناني في شأن "حزب الله"، فيتكامل الموقف السياسي القائل بـ"إرهابيّته" مع الموقف "المتمايز" في القرارات العربيّة والرافض لهذه "الارهابيّة". ولا بدّ من أن تنتهي الازدواجيّة القاتلة: يصف السياسيّون أعمال "حزب الله" بالإرهابية، ويوعزون لمن يمثّلهم بالتحفّظ على الوصف، ثمّ يُكملون الحوار مع من صنّفوهم إرهابيّين. وهذه الحالة تشبه إلى حدّ بعيد انصياع الدولة للتفاوض مع "الإرهاب"، "داعش" بعد "النصرة"، لإنقاذ العسكريّين الرهائن. لكنّ الفارق الجوهري هو التفاوض مع "أهل البيت" لفكّ أسر لبنان الرهينة بدون أيّ أمل. فقد تفكّ "داعش" أسر العسكريّين ذات يوم، أمّا "حزب الله" فلن يفكّ أسر لبنان، حتّى اختناقه! ولو أنّ مفاوضيه يعتبرونه ويعلنونه كذلك، وليس شريكأً في الوطن محكوماً بالارهاب، لهان الأمر. وللخروج من هذا التخبّط، يجب استلهام مواقف جهات وازنة وصادقة في الفريق السيادي، مشهود لها بصفائها الوطني، من أمثال "القوّات اللبنانيّة"، واللواء أشرف ريفي، وأصوات كتائبيّة، ومن "الوطنيّين الأحرار"، ونوّاب بارزين (فتفت، الجرّاح، حوري، ضاهر..)، وفاعليّات مستقلّة، ويسار حديث، وقادة رأي وكتّاب وإعلاميّين، وأكثريّة ساحقة من الرأي العام الاستقلالي.

والتخبّط ينتهي فور الاعتراف بأنّ الترشيحَين الأخيرين بلغا خاتمتهما، وعمّقا المأزق، ولا بدّ من البحث عن خيار ثالث. ولا مبرّر للتخوّف من أنّ سلاح الموقف السياسي بخصوص الإرهاب والترشيح سيؤدّي حكماً إلى الفتنة والحرب الأهليّة. بل سيقود إلى إعادة حسابات "حزب الله" ووراءه الحرس الثوري الإيراني، بفعل التهيّب من هذه الحرب الشاملة. في الملاكمة، حين يُحسّ المهاجم بضعف خصمه وترنّحه ينقضّ عليه. أمّا حين يستشعر قوّته وصلابته وصموده فيداور ويناور بحثاً عن مخرج. فأين الحكمة في مراعاة المشروع المنقضّ على لبنان والمنطقة، وأين القوّة في بيع المواقف بحجّة تفادي الحرب؟

ما يمنع فعليّاً وقوع الحرب هو توازن القوى مع القدرة على الردع، أقلّه السياسي! يكفي الانزلاق إلى تقديم الأقنعة المجانيّة لمشروع إيران وأذرعها. فانزعوا، على الأقلّ، الوجه الثالث الذي تتبرّعون به.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 5/3/2016

السبت 05 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

انحسر تصعيد المواقف السياسية حيال الأزمة الراهنة، على قاعدة حصر الخلافات محليا، والتعاطي مع الدول بطريقة تحمي علاقات لبنان ومصالحه. وأشارت معلومات إلى تحرك فاعل لفكفكة الأزمة وبلوغ الحلول، وأوضحت ان هذا التحرك أنتج حتى الآن:

- أولا: تبلغ بعثة لبنان في الأمم المتحدة، تأكيدات على استمرار المظلة الدولية للاستقرار اللبناني.

- ثانيا: طلب عواصم القرار الدولي من عواصم عربية وإقليمية، المساعدة في حماية الاستقرار الأمني والمالي في لبنان.

- ثالثا: تفهم الدول المؤثرة بالوضع في لبنان، المطالب الدولية في عدم هز الاستقرار اللبناني وتسهيل توافق اللبنانيين على خطة انقاذية لأزمتهم المحلية.

- رابعا: طلب سفارات عواصم القرار الدولي، من المراجع والقيادات اللبنانية الاسراع في التوافق على الخطة الانقاذية.

- خامسا: تنسيق هؤلاء السفراء مع الرئيس نبيه بري، في عناوين هذه الخطة التي تبدأ بنقاش، في جولة الحوار الوطني الموسع، حول استمرار الحكومة الحالية وتسريع الانتخاب الرئاسي لشخصية من قوى الثامن من آذار، على أن تكون حكومة العهد الأولى حكومة كل لبنان وبرئاسة شخصية من قوى الرابع عشر من آذار.

وفيما الوضع السياسي تحت المجهر الدولي، برز اعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن جيش المملكة سيتسلم الأسلحة الفرنسية المتفق عليها للبنان. هذا الاعلان يعني تنفيذ الاتفاق السعودي- الفرنسي للهبة المقررة لمساعدات الجيش اللبناني، على أن تبقى بعهدة السعودية إلى حين انجلاء الأزمة، ليتم تسليمها للجيش اللبناني بعد ذلك. مع الاشارة إلى أن الاتفاق حول الهبة ينص على التنفيذ خلال ست سنوات.

في أي حال، وبإنتظار المزيد من التهدئة السياسية المحلية، والتوافق على الخطة الانقاذية، يبدو أن الرئيس تمام سلام جدي في موقفه بتعليق جلسات مجلس الوزراء إذا لم يتم التفاهم على خطة لمعالجة النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الحكومة مربوطة بملف، والنفايات مربوطة بحل، والحل مربوط بقرار، فمتى يتخذ ذاك القرار؟. هل باتت الأزمة محصورة فقط بنفايات بيروت والشوف وعاليه، بعد وضع المناطق الأخرى على سكة الحل؟.

لبنان لم يعد يحتمل المزيدات ولا المناكفات السياسية. والمواطنون يترقبون فرض معالجة أمر النفايات اليوم قبل الغد، بعدما بات وجود الحكومة مرهونا بالملف.

الاشتباك المؤسساتي السياسي تظهر في هيئة التفتيش المركزي، فدفع حراك "بدنا نحاسب" أزمة التفتيش إلى الاعلام، فخرج الكل عن صمته: رئيس التفتيش جورج عواد كشف عن طلبه من رئيس الحكومة الاعفاء من مهامه. والمفتش العام المالي صلاح الدنف رد متهما عواد بالامتناع عن استجواب مدير عام أوجيرو عبد المنعم يوسف، وطالب بوجوب انعقاد الهيئة.

وبين الكشف والمطالبة، إتهامات سياسية مستترة، من دون إتضاح المسار الذي يضيف أزمة إلى سلسلة الأزمات التفصيلية الداخلية.

أهم ما في لبنان اليوم ان السقف السياسي مضبوط، لا يتجاوز الخط الأحمر، بفضل حوار مفتوح، يرسخ الاستقرار السياسي والأمني، لكن من دون وصول اللبنانيين إلى بت استحقاق رئاسي، باتت ثمرته ناضجة وتنتظر ان تقطف قبل ان تقع، وخلفها البلد، في المجهول.

أما المعلوم في الخارج، فيمتد على مساحة حسابات اقليمية، حطت مع رئيس الحكومة التركية في طهران اليوم. في العلن، حديث عن استثمارات وعلاقات اقتصادية جبارة مشتركة بين تركيا وايران. وفي المضمون، سعي انقرة لاعادة ترتيب ملفاتها المأزومة في المنطقة، ووأد أي مشروع للتقسيم، خشية من كيان كردي.

في وقت كان الرئيس التركي يقترح بناء مدينة للنازحين شمال سوريا، قرب الحدود التركية. طرح اردوغان رسم علامات الاستفهام: هل هو لأسباب انسانية كما يقول؟، أم لتأسيس كتلة حليفة لأنقرة تكسر حلقات التمدد الكردي؟.

الحسابات حول سوريا اختلفت، إلى حد بات فيه تنظيم "داعش" يقاتل نفسه في الرقة، فتندلع المواجهات بين أجانب "داعش" وسوريي التنظيم. فهل هذا يبشر بتحقق سيناريو "فانية وتتبدد"؟، خصوصا ان المصالحات السورية تتمدد، وتواكب الانجازات الميدانية في كل اتجاه، وجهود الحل السياسي عبر المفاوضات التي تبدأ في العاشر من آذار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كالزبد ذهبت قرارات الغل جفاء، أو تكاد، وأما ما ينفع العرب والعروبة، فماكث في قلب الأرض، أرض ما أضاع أهلها الهوية من المحيط إلى الخليج، وإن حاول سارقو التاريخ حرفا لها أو تبديلا، فالنبض مقاومة بوجه الصهاينة وكل خائن.

ما أضاعت جماهير الأمة بوصلتها في شتى الأصقاع، وتونس والجزائر والعراق وسوريا واليمن وفلسطين خير مثال. فهل يجمع العرب على خيار الشعوب، فتصوب البوصلة، ويسقط المتآمرون؟.

بعد جوقات الفرح لأيام، منذ أن حاول البعض ايهام نفسه قبل الرأي العام، بأنه صفع المقاومة بتهمة الارهاب، وبعد ان انتشى الصهاينة بحجم الانجاز، عادوا ليقرأوا الواقع بلغة الحقيقة لا الأمنيات. الشعوب العربية هي المشكلة، قال الاعلام العبري ومحللوه، فرغم وجود شريان عميق من التعاون بين أنظمة عربية وتل أبيب، يحول الرأي العام العربي دون القدرة على تعويمه إلى العلن.

لكن البعض لم يجد حرجا بالاعلان، على مسمع الحاخامات، بأن على الدول العربية التي وصفها بالمعتدلة الاحتماء باسرائيل. فملك البحرين طالب، بحسب صحيفة "جيروزيليم بوست" الاسرائيلية، بتوسيع مواجهة "حزب الله" قدر الامكان. فأي قدر سيبلغ هذا الحنق، بعد أن بلغ الحمق مبلغه؟.

إنهم يرهنون أنفسهم لحسابات التحالفات مع الأعداء. ونحن نزرع أنفسنا في نبض الناس وعمق وجدانهم. غدا يأتي الحساب ليحصد كل ما زرع، ولن يخيب أبدا زارع في أرض، أو مدافع عن كرامة وشرف وعرض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تحدي ايجاد المطامر الميثاقية، يبدو انه لن يعرف نهاية سعيدة إلا بمروره على طاولة الحوار الوطني الأربعاء المقبل. من هنا عدم دعوة الرئيس سلام الحكومة إلى الانعقاد، إفساحا في المجال لحل ينقذ عقدها من الانفراط.

على حافة الكارثة البيئة، كارثة أخرى تتمثل في تفكك المؤسسات، وقد ضرب العطب هيئة التفتيش المركزي التي تفجرت من داخلها بسجال بين رئيسها وأحد اعضائها. وكانت حركة "بدنا نحاسب" تظاهرت أمام مبنى التفتيش المركزي والسراي، احتجاجا على التقصير في ملاحقة المسؤولين المرتكبين.

وفي تصعيد جديد للأزمة السعودية-اللبنانية، أعلنت الرياض انها ستتسلم السلاح الفرنسي العائد للجيش اللبناني، في محاولة للضغط على لبنان للتحرر من سطوة "حزب الله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

تختلف الأخبار الليلة، ليبقى الرابط الوحيد بينها عنصر الغرابة.

الغرابة الأولى، في مشهد من بلاد العم سام. تلك القوة العظمى التي تسيطر على العالم وترسم لمنطقتنا سيناريوات الحروب والسلم، تشهد سباقا إلى البيت الأبيض دخل العضو الذكري للمرشح عاملا فيه. فمصيرنا تركه البعض للأميركيين، فيما هم الأميركيين منصب على حجم يد دولاند ترمب، وأعضائه الأخرى!.

الغرابة الثانية، تنطلق من باريس لتصل إلى الرياض. هنا أيضا، يبدو غريبا ان تشير صحيفة سعودية إلى أن مسؤولين فرنسيين أكدوا لولي العهد أن من مصلحة الجميع أن يبقى لبنان مستقرا، وكأن بين الرياض وبيروت وساطة غربية، للجم العاصفة العربية ضد "حزب الله".

الغرابة الثالثة، محلية، غرابة تنسف ما قيل عن حريات ميزت لبنان، وسطرت بأحرف ذهبية في دستوره وقوانينه. غرابة تبلغ حد السؤال: من سمح لعنصر أمني استخباراتي من مخابرات الجيش، بتخطي هذه الحريات ليمنع الـotv من تصوير تقرير اجتماعي في طرابلس، في منطقة شعبية، لا في ثكنة عسكرية أو مقر رسمي، وحجته، انها لا تمتلك اذن تصوير. ففي أي دولة بوليسية يظن العنصر نفسه، وأي سلطة تخوله المنع وتسمح له باهانة فريق مؤلف من الزميلين لارا الهاشم ورولان جريتيني، وارغامه على اتلاف ما سجله من لقطات عن الوضع الاجتماعي في منطقة المنكوبين، بعدما نكب الدهر لبنان بممارسات كهذه؟.

أسئلة قد تكون لغزا، تبقى برسم المعنيين لكشفها وايضاحها، تماما كما تكشف اليابسة ألغاز البحر، وعمليات التهريب فيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

اتهم رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، المفتش العام المالي المدعوم من جهة سياسية بالفساد، واتهم الحراك المدني بالتحول إلى بوق للمفتش العام المالي ولمن وراءه. ولكن الرئيس نفسه نسي ان عمر الملفات التي تحدث عنها أربع سنوات، فلماذا سكت على الأقل ثلاث سنوات حتى طلب اعفاءه من مهامه في السنة الرابعة؟، ولماذا سكت الرئيس تمام سلام عما أبلغه إياه القاضي عواد على مدى اثني عشر شهرا، فلم يتخذ أي خطوة تردع المفتش العام المالي أو على الأقل تعيد للهيئة شيئا من هيبتها؟.

إذا كان العجز عن التغطية على الفساد السبب، فمصيبة. وإن كانت الحماية السياسية هي التي منعت كشف الموضوع، فالمصيبة أكبر. في الحالتين، ان المواطن أمام المعادلة التالية: هيئة تفتيش يفترض ان تحاسب الادارات الرسمية، فإذا بها يتآكلها الفساد. سلطة أمسكت بمفاصل الادارات الرسمية، فحولتها إلى شاهد زور على تهريباتها المالية. وحراك مدني قضى على آمال ولو صغيرة بإحداث تغيير في نظام أكل الأخضر واليابس.

اليوم شهد شاهد من أهل بيته، فاستكملت السلطة تدمير نفسها، هي الغارقة أصلا في نفاياتها ومناكفاتها حتى أفرغت نفسها بنفسها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

النفايات تزكم أنوف اللبنانيين، وتجلب لهم الأوبئة وتطرح مصير الحكومة على المحك. والمطامر الصحية التي باتت مرحليا الحل الوحيد الذي يعيد دورة الحياة إلى طبيعتها، وتبعد عن رئيس الحكومة كأس الاستقالة، تواجهها اعتراضات مناطقية لم تنته فصولا وإن كانت المساعي متلاحقة وحثيثة.

أزمة النفايات ترافقت مع حملات لمحاربة الفساد، تجلت بتحرك لناشطي "بدنا نحاسب" أمام مبنى التفتيش المركزي، ومنه إلى السراي الحكومي حيث أنهت اعتصامها ببيان طالبت فيه رئيس الحكومة بالضغط على التفتيش ليقوم بدوره في كشف الصفقات. فيما سجلت حملة اتهامات متبادلة بين رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عواد وعضو الهيئة المفتش العام المالي صلاح الدنف.

إقليميا، وفي تداعيات الموقف السعودي من "حزب الله"، ما أعلنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من باريس، ان بلاده ستسلم شحنة من الأسلحة الفرنسية كانت طلبتها في الأصل من اجل لبنان من ضمن هبة الـ 3 مليارات دولار، إلى جيش المملكة. فيما طالب مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، لبنان بإدارة شؤونه بنفسه، بعيدا عن ابتزاز ميليشيات "حزب الله"، وذلك كشرط أساسي لمراجعة علاقته بالمملكة العربية السعودية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

صراع المطامر، في توزيع المغانم. وإذا كانت الحكومة تربط مصيرها بهذا الحل، فلتبدأ بحفر أقرب مطمر لطمرها، إذ إن الأيام الفاصلة عن الخميس، موعد جلسة مجلس الوزراء، لا تبدو قابلة للتفاؤل. فبرج حمود لها أرمن تحميها، وإقليم الخروب لهم أوتستراد ساحلي يقفلونه معلنين "أنهم لن يمروا"، عازمين على الاعتصام غدا تحت شعار "وإن عدتم عدنا".

أمام إقفال الطرق في وجه الحكومة، بدأ الحديث عن تفعيل خطة الترحيل، وإنعاش دور وزير الزراعة أكرم شهيب المستأثر بأزمة النفايات منذ عشرين عاما. وعلى هذا المشهد، فإن الحكومة تهتز. المواطنون موعودون بأوبئة جديدة. المستشفيات لا تتسع. والحراك يصوب على غير بوصلة، رأسه بهيئة التفيش المركزي، والتفتيش يسقط ويضرب من بيته أبيه، ويفضح نفسه بنفسه. ويخرج رئيسه جورج عواد ليتهم المفتش المالي صلاح الدنف وينشر غسيل الرقابة على أعلى سطوح هيئات الرقابة. وسجل يا إعلام: فضائح من مستوى فساد لرئيس التفتيش المالي والسيدة حرمه والسيد نجله. ما دفع المتهم إلى اتباع أسلوب "عليي وعلى أعدائي" والرئيس زور توقيعي.

لكن إذا كان رب البيت بالفساد ضاربا، والدولة عن بكرة مؤسساتها في عوز إلى محاسبة وتفتيش، تصبح الهيئة نقطة في بحر. ويغدو حراك "بدنا نحاسب" كمن يقرع بابا واحدا في دولة "السبع بواب".

وقرعا على أسوار بلاد الفرس، جاءت تركيا إلى إيران، في ظرف إقليمي يشهد على الحرب الباردة سياسيا والنار القاتلة ميدانيا. تركيا، معبر الموت إلى سوريا، عبرت إلى طهران. إذ وصل رئيس حكومتها أحمد داود أوغلو الى إيران، في زيارة اتخذت الطابع التجاري، الذي لن تفصله الجمهورية الإسلامية عن الطابع السياسي المحتدم.

لكن إذا كان خط الملاحة السياسية قد فتح على جبهة إيران- تركيا، فما الذي يمنع من توسيع موانئه إلى السعودية وإيران؟ قد نحصل على الجواب في مكان آخر، إذ إن القرار الإسرائيلي بدا فاعلا في الدول العربية أكثر منه في تركيا. وهنا مربض الفرس، حيث لا مكان فيه للفرس.

 

الحريري غادر إلى الرياض في زيارة عائلية

السبت 05 آذار 2016/ وطنية - أعلن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، في بيان، ان الحريري غادر مساء اليوم بيروت "متوجها إلى الرياض في المملكة العربية السعودية، في زيارة عائلية".

 

وزير العمل سجعان: حزب الله هو حزب لبناني نعتز بلبنانيته ونفتخر بشبابه وشهدائه.

الأخبار2016 -آذار – 05/"ليبانون ديبايت"

وصف وزير العمل سجعان قزي حزب الله بأنه «كان حزباً مقاوماً واليوم هو حالة عسكرية يتدخل في كلّ حروب الشرق الأوسط التي تشترك بها إيران». ولكن يسأل قزي ما إذا كان هذا التصنيف «مطابق لمفهوم الإرهاب؟ وهل يُساهم بسحب حزب الله من سوريا؟». وقال :" صحيح أنّ الكتائب ضد سلوكيات الحزب ولكن ليس لدرجة تصنيفه إرهابياً، فهناك فرق بين الخصومة السياسية وبين تصنيف لا ينسجم مع المعطيات». وأكد قزي «احترام إلتزامنا. فإذا اعتبرناه إرهابياً لا يعود بمقدارنا التعاطي معه، عندئذ ماذا يبقى من الميثاقية؟ وكيف نبني لبنان؟». وزير العمل الذي يتسلّح بموقف وزير الداخلية نهاد المشنوق «المُتحفظ»، يقول أنه «إذا كان لتيار المستقبل هذا الموقف، هل مطلوب منا نحن المسيحيين أن نُدخل رأسنا في فم التنين؟ ولأجل من؟». وختم قزي بالتشديد على أنّ «حزب الله هو حزب لبناني نعتز بلبنانيته ونفتخر بشبابه وشهدائه. من الصعب اعتباره إرهابياً».

 

 لماذا غاب ممثّلا "التيار الحرّ" عن غداء سكاف؟

"ليبانون ديبايت"/كشفت مصادر مواكبة، أن السيدة ميريام سكاف كانت قد دعت إلى حفل الغداء الذي أقيم في أوتيل "القادري" على شرف الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق غابي ليّون والنائب السابق سليم عون من "التيار الوطني الحر"، اللذين أكدا حضورهما من دون أن يعرفا هوية هذه الشخصية السياسية. إلا أنهما لم يلبّيا الدعوة بعدما علما بأن الشخصية السياسية هي الرئيس سعد الحريري.

 

 اشكالات تنذر بالاسوأ بين "أمل" و"حزب الله" في "اللبنانية"

"ليبانون ديبايت"/إنفجرت الأمور مجدداً في المجمع التربوي الجامعي في الحدث (الجامعة اللبنانية) بين عناصر حركة أمل وحزب الله على خلفية التنافس بين الطرفين والذي بدأ يأخذ شكلاً تصاعدياً – عنيفاً وسط إنسداد أفق الحوار في الجامعة نتيجة الحساسيات. وعلى الرغم من تدخل المسؤولين التربويين من الجهتين، لكنهم لم ينجحوا بلجم حالة التوتر التي تترجم بشكلٍ إسبوعي من خلال إشكالات فردية تتحول فجأة إلى حزبية. وعلم موقع "ليبانون ديبايت" ان الإشكال الذي حصل قبل نحو أسبوع بين طلاب حزب الله وحركة أمل في كلية العلوم – الحدث تجدد يوم أول من أمس الخميس حيث سقط عدد من الجرحى بعد ان حول الطلاب باحات الكلية إلى حلبة مصارعة إستخدمت فيها الطاولات والكراسي والالات الحادة. وبحسب مصادر "ليبانون ديبايت" بدأ الإشكال إثر تعليق أعضاء أمل في "مجلس الطلاب" البرنامج الدراسي ممهوراً بشعار الحركة على رأس الصفحة وهو ما لقيَ إعتراضاً من قبل أعضاء حزب الله في المجلس، امر تطور لاحقاً إلى تضارب بعد إشكال فردي حصل بين طالبين على الخلفية ذاتها ما لبث ان توسع بعد أن إستقدم طلاب "أمل" دعماً من زملائهم في كلية الحقوق - الحدث لتتحول باحات الكلية إلى ساحة حرب. وكان الإشكال ذاته قد وقع قبل أسبوع تقريباً ونتج عنه سقوط جريحين من حزب الله أحدهم مصاباً في وجهه وعلى إثر ذلك إجتمع مسؤول التعبئة التربوية في الحزب ومثيله لدى حركة أمل وعملا على فض الإشكال وإصدار بيان يتنصل من ما جرى مؤكدين على "حسن العلاقة بين الحركة والحزب". لكن حسابات البيدر تختلف عن حسابات الحقل حيث ان السائد في الميدان هو تنافس صريح يتطور إلى إحتكاكات عنيفة تحصل بين الطلاب. إجتماع مسؤولي أمل – حزب الله التربويين تكرّر بعد إشكال أمس. وعلم "ليبانون ديبايت" ان الجهتان رفعتا الغطاء عن المخلين لكن لم بثبت ملاحقة أحد منهم!. تجدر الإشارة إلى ان الإشكال الذي إستمرّ لأكثر من ساعة، لم يتدخل لفضه الجيش اللبناني، كما أن قوى الأمن الداخلي آثرت عدم التدخل!. وقال شهود عيان، أن "أحداً من مجلس الطلاب أو إدارة الكلية أو الجامعة لم يتدخل لإبعاد الشبان عن بعضهم حيث تركت الأمور إلى مصيرها وما أنهى الإشكال هو تدفق طلاب أمل الذي فاقوا طلاب الحزب ما أدى إلى تراجعهم"!. ولا زال التوتر سائداً في الكلية التي باتت بحاجة إلى إستئصال جذري للمشكلة التي ربما تتفاقم أكثر في حال تركت الأمور على حالها.

 

«الحريري » بق البحصةلـCNN: هناك قرار اقليمي بتسليم لبنان لحزب الله!

جنوبية/علي العاملي/05 آذار/16

هناك قرار سياسي بأن يأخذ "حزب الله" لبنان على الصعيد الإقليمي"، هذا ما قاله رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لمحطة "سي. أن. أن" الأميركية مساء أول أمس الخميس، التي اجرت حوار معه تناولت فيه موقفه من انتخابات رئاسة الجمهورية والوضع العام في لبنان والمنطقة

هاجم الحريري في بداية المقابلة حزب الله الذي “لعب دور الوكيل لإيران وهذا أمر مؤسف، فلا يمكن للبنان أن يتحمل سياسة معادية لأي دولة عربية وخصوصا المملكة العربية السعودية. فالمملكة قدمت الكثير للبنان على مدى تاريخ العلاقات بين البلدين، وأنفقت مليارات الدولارات في لبنان خصوصا بعد حرب 2006 ولطالما لعبت دوراً إيجابياً، كما أنها لم تعمد أبداً إلى إنشاء ميليشيات في لبنان، بينما قامت إيران بإنشاء ميليشيا حزب الله”. غير انه وعندما سّئل عن الغاء الهبة السعودية للجيش واذا ما كانت هذه المبالغ ستنتهي بشكل مباشر أو غير مباشر، في أيدي حزب الله ،كان جواب الحريري الذي فجّر المفاجأة: “كلا، لقد أظهر الجيش اللبناني على مدى التاريخ، وحتى خلال الحرب الأهلية، أن أي سلاح يملكه لم يخرج أبداً من الجيش. أعتقد أن هناك قرارا سياسيا بأن يأخذ حزب الله لبنان على الصعيد الإقليمي وأعتقد أن هذه هي المشكلة الأساسية!” ومع ان الحريري حاول التبرير لاحقا لمحاوره ان سبب تلك التنازلات الذي توّج بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، هو سبب وطني قائلا ان “كل ما أردته هو ملء الفراغ. بالنسبة لي فإنه من الأفضل أن يكون لدينا رئيس لنا معه بعض الاختلافات معه، من استمرار الفراغ الكامل”، على حد تعبيره. لا شك ان ما قاله الحريري أخيرا لوسيلة الاعلام الاميركية وحجبه عن نظيراتها اللبنانية والعربية يفسّر شيئا كثيرا، ، وهو أزال غموض ما لبس من تسويات غير مفهومة حصلت مؤخرا، وكشف سبب تقديم التنازلات المتوالية من قبل فريق 14 آذار للحزب وحلفائه في 8 آذار، والتي كان آخرها تسمية مرشحين حليفين لحزب الله هما ميشال عون وسليمان فرنجية لرئاسة جمهورية لبنان، مع عدم تسهيل حزب الله لأحدهما كي يصل الى قصر بعبدا طمعا بمكاسب أكثر. كان على سعد الحريري ان يصارح جمهوره ويخيّره بين الاستسلام للمنطق الإقليمي الذي يريد تسليم البلد لحزب الله وايران، او مقاومة هذا القرار الدولي الجائر، والمقاومة هنا لا تعني الا ان تكون مدنية وتحت سقف القانون…لا المقاومة المسلحة كما يفهمها الاخرون.

14 اذار وجمهورها أصبحا ضحية التهذيب المبالغ به والالتزام بحذافير التعاليم الدولية منذ مدة، وهم كما جمهور حزب الله الذي يقتل ابناؤه دون استشارته بالحروب التي يفتحها الحزب برأي ومشورة من ايران، لا يستشار هؤلاء الاستقلاليون حين يقرر سعد الحريري الخضوع للصفقات والتسويات الدولية على حساب مبادىء ونضالات ثورة الأرز.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 5 آذار 2016

السبت 05 آذار 2016

النهار

تنظّم مؤتمرات هدفها جمع الهيئات الاقتصاديّة ودفعها إلى التنسيق رغم وجود إطارات جامعة لهذه القطاعات وقيامها باللازم.

تسري شائعات في الأيام الأخيرة تتناول صحّة العماد ميشال عون، إضافة إلى أن الأمور تفلّتت من يديه في "التيار الوطني الحر" بعد انتخاب جبران باسيل رئيساً له.

أبدى كثيرون انزعاجهم من الدعوة المتأخّرة للسيدة ميريام سكاف إلى الغداء قبل أن يعلموا لاحقاً أنها تستقبل الرئيس سعد الحريري فبدّلوا آراءهم.

على رغم افتتاحه مكتباً خاصاً به، لم يُقدم العميد المتقاعد شامل روكز على أي خطوة سياسيّة حتى الساعة ويتجنّب الاطلالات الاعلامية.

السفير

سئل مسؤول رسمي بارز عن طريقة معالجة ملفّ النفايات، فأجاب بأنّ الأمر "يشبه مشكلة طنين الأذنين.. وأفضل علاج ما فعله النمرود بنفسه".

تردد أن نائباً بقاعياً مسيحياً خالف أوامر مرجعيته الحزبية بإصراره على المشاركة في حفل تكريم مرجع حكومي سابق.

تلقت إحدى بلديات الجنوب عبر تطبيق "الواتساب" رسالة موقعة من "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" تتضمن عبارات نابية للبنان وللبلدة نفسها!

المستقبل

يقال

إنّ وزيرة شؤون المهجرين القاضية أليس شبطيني توافقت مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على أن تُمارس مهامها وزيرة للعدل بالوكالة عن الوزير المستقيل أشرف ريفي من مكتبها في وزارة المهجرين.

اللواء

أُعيد النقاش في ما وصف سابقاً "بالرأسمال الانتشاري" لعدم وقوع لبنان بأزمة اقتصادية؟

ترددت معلومات مفاجئة عن زيارة قام بها وزير خدماتي إلى بلد شقيق من دون تنسيق وفقاً للتقاليد المعمول بها.

تهتم جهات دبلوماسية بالمدى الذي شهدته النقاشات في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء؟

الجمهورية

وصف أحد المشاركين في الحوار الثنائي العودة الى الحوار بأنها مهمة خصوصاً بعد التصعيد العربي الأخير وبات ضرورة ملحّة.

إستبعد مرجع روحي لعب دوراً تاريخياً منذ عقود إنهيار مؤسسات الدولة، معتبراً أن لبنان يصل الى حافة الهاوية ومن ثمّ تصاغ التسوية من جديد.

سألت دولة عربية عن سبب إستبعاد وزير سيادي عن تمثيل لبنان في مؤتمر إسلامي يُعقد في آسيا، وعمّا إذا كان السبب سياسياً.

لبناء

على هامش زيارة الرئيس سعد الحريري إلى زحلة صارح نائب في كتلة المستقبل زميلاً له ينتمي إلى كتلة حليفة في 14 آذار ولكن لها خيارات رئاسية مختلفة، بأنّ الوضع داخل تيار المستقبل ليس على ما يرام، وأنّ الحريري كان يأمل أن تؤدّي عودته إلى تصحيح بعض الخلل، لكن القرارات السعودية أربكته وأفرغت عودته من مضمونها، خصوصاً أنّ هناك من بات يسابقه على خطب ودّ المملكة..

 

الحريري التقى وفدا من مجلس العمل اللبناني في ابو ظبي وآخر من المجلس الاعلى للروم الكاثوليك برئاسة فرعون

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري وفدا من مجلس العمل اللبناني في ابو ظبي، برئاسة سفيان الصالح، في حضور رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت محمد شقير. بعد اللقاء تحدث الصالح، فقال: "وضعنا دولة الرئيس الحريري في نتائج الجولة التي قمنا بها على عدد من المسؤولين، واطلعناه على التحرك الذي نقوم به من اجل التعاون لايجاد آلية لاعادة تصويب العلاقات اللبنانية- الخليجية باسرع وقت ممكن واعادتها الى سياقها الطبيعي، لانه من غير المقبول ان يبقى الوضع على ما هو عليه الآن. كما تطرقنا الى بعض الافكار التي من شأنها إعادة العلاقات الى طبيعتها، ومنها تبادل الزيارات، وضرورة خلق حركة على الصعيد الشعبي وليس فقط على صعيد الحكومات".

سئل: هل ابلغكم الرئيس الحريري عن مسعى معين يقوم به في هذا الاطار؟

أجاب: "الرئيس الحريري يقوم بمساع دائمة في هذا الموضوع، وهو يرى انه علينا ان نساهم كمجالس اعمال في دول الخليج في تحريك الجو الشعبي، خصوصا ان الموضوع تطور كثيرا ولم يعد محصورا بمواقف الحكومات فقط، بل وصل الى الصعيد الشعبي، واعتقد انه يجب على الجميع التعاون في هذه المرحلة الصعبة".

كما استقبل الحريري وفدا من المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك برئاسة وزير السياحة ميشال فرعون والاعضاء العميد شارل عطا، المهندس ايلي ابو حلا والمهندس فادي سماحة.

فرعون

بعد اللقاء، قال فرعون: "تطرقنا الى مواضيع وطنية ودستورية والى رئاسة الجمهورية وامور اخرى كالنفايات، اضافة الى شؤون كاثوليكية، والتي يحرص الرئيس الحريري دائما عليها ويعمل من اجلها، ان كان بالنسبة لاعادة تفعيل عمل المجلس الاقتصادي- الاجتماعي، او لجهة حل المشكلة التي اصبحت غير مقبولة، وهي لا تنحصر بالطائفة الكاثوليكية، والمتمثلة بمشكلة مؤسسة امن الدولة. فهذه المؤسسة، وخاصة في الاجواء التي نعيشها، تتعرض لنوع من الاستهداف، وهذا امر غير مقبول على الاطلاق. ونحن نرى ان هناك حلولا عملية لهذا الموضوع كتوسيع مجلس القيادة وغيرها وهي موضوعة على طاولة مجلس الوزراء، وهناك تعهد من الرئيس تمام سلام لحل هذا الامر، والرئيس الحريري الذي فعل عمل هذه المؤسسة عام 2010 من خلال اصداره بعض القرارات، معني بهذا الملف وعلى اطلاع تام عليه". أضاف: "كذلك تطرقنا الى موضوع الانتخابات البلدية، وكان اللقاء مهما على اكثر من صعيد". وتابع: "بالنسبة الى مشكلة مؤسسة امن الدولة، فكأن هناك استهدافا لهذه المؤسسة في وقت غير مقبول فيه ذلك ابدا، فالحلول سهلة ان كان من خلال توسيع مجلس القيادة، والحلول موضوعة على طاولة مجلس الوزراء، وهناك تعهد من قبل الرئيس سلام لحل هذا الموضوع، لكن الرئيس الحريري كان قد أصدر بعض القرارات لتفعيل عمل هذه المؤسسة، فهو معني اليوم بهذا الامر ويعرف هذا الملف، كذلك بالنسبة للملفات الاخرى من بلدية وغيرها وكان اللقاء مهما على اكثر من صعيد".

كما التقى الحريري نقيب الصحافة عوني الكعكي.

 

 بري يحضّر لخطوات باتجاه "الأشـقاء العرب" ان لم يترجمها شخصياً فعبر وفود برلمانيـة

المركزية- كان من المفترض ان يزور سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري عين التينة أمس وذلك استكمالاً للحديث الذي دار في الاتصال الذي اجراه بمقر الرئاسة الثانية اول من أمس وابدى خلاله الرئيس بري ترحيبه بالسفير عسيري في اي وقت. الا ان الزيارة لم تتم كما كان متوقعاً إذ يبدو ان سفير المملكة أبدى رغبة في إرجاء اللقاء لحين إتمام بعض الاتصالات والتحضيرات التي تمليها موجبات الزيارة والتطورات. وفي حين اشارت أوساط دبلوماسية كانت التقت الرئيس بري في الساعات الماضية الى إمكان ادراج الاتصال في إطار التحضير لزيارته المملكة تلبية للدعوة التي كان تلقاها منذ أشهر ونقلها اليه السفير عسيري، لم تستبعد أوساط نيابية ذلك خصوصاً عدم نجاح الحكومة في جلاء الضباب الذي اعترى العلاقات اللبنانية – السعودية ومع غالبية دول الخليج وبات الوضع يستدعي تدخلاً نيابياً. ولفتت الاوساط نفسها الى ان النجاح الذي حققه الوفد النيابي في زيارته الأخيرة الى واشنطن قد يدفع ببري الى تكرار هذه الخطوة وتشكيل وفد من المكونات النيابية والكتل البرلمانية ليجول على دول الخليج لإيضاح حقيقة الموقف اللبناني من القرارات العربية الصادرة أخيراً والتي لم تكن تستدعي ملاقاتها لتوصيف المقاومة بالإرهاب خصوصاً ان الدول نفسها كانت قد عبرت أكثر من مرة وفي اكثر من منتدى وموقف عن تأييدها لمحاربة اسرائيل وتحرير الأراضي العربية المحتلة. وقالت ان بري الذي ينتظر هدوء هذه العاصفة التي خلفها القرار السعودي بوقف المساعدات العسكرية للبنان المقررة في الهبتين والذي استتبع لاحقاً بموقف من دول مجلس التعاون الخليجي بحظر السفر الى لبنان، يجري من جهته اتصالات اقليمية ومحلية ودبلوماسية قبل اتخاذ اي قرار او خطوة في هذا المجال، وذلك حرصاً منه على إنجاح المسعى الذي يقوم به والذي يصب في اطار زيارة شخصية قد يقوم بها او تشكيل وفد نيابي يكلفه مهمة شرح الموقف اللبناني المنطلق من رسوخ في العلاقات اللبنانية – العربية، ويعوّل بري على تفهم الاشقاء للموقف اللبناني منطلقاً من تفهم الكونغرس الأميركي والمسؤولين الأميركيين لهذا الموقف.

 

فرنسـا لم تقنع بن نايف بوقف الاجراءات تجاه لبنـان

الغضب السعودي في أوجه والهبة تُبحث مع بن سلمان

المملكة: "لو نأى لبنان بنفسه لما وصل الى ما هو عليه"

المركزية- تؤكد مصادر عربية مواكبة لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف لفرنسا بكل محطاتها لـ"المركزية" ان المسؤولين الفرنسيين لم ينجحوا في اقناع زائرهم بخفض سقف الاجراءات الخليجية تجاه لبنان ولا في العودة عن اي من قراراتهم المتخذه في هذا الصدد على رغم ان الملف اللبناني لم يغب عن اي من هذه اللقاءات، حتى في الاليزيه، حيث استمر الاجتماع اربعين دقيقة تم خلالها منح بن نايف وساما فرنسيا رفيعا، فأثار الرئيس فرنسوا هولاند قضية لبنان على هامش البحث السريع في ازمات منطقة الشرق الاوسط لا سيما السورية التي كان لها حصة الاسد في مجمل محادثات المسؤول السعودي، وكان تركيز على اهمية صون استقرار لبنان وعدم المجازفة بتعريضه لخضات سياسية وامنية واقتصادية، لكن هولاند لم يتمكن من انتزاع موقف سعودي جديد في هذا الشأن. وتوضح ان المسؤولين الفرنسيين لاحظوا في معرض اثارة الملف اللبناني ان الغضب السعودي ما زال في ذروته ولا يمكن لأي وساطة ان تنجح في هذه الحال، خصوصا ان بن نايف فنّد اسباب القرارات السعودية التي نتجت عن اعادة قراءة شاملة وموسعة للعلاقات مع لبنان بعد سلسلة مواقف واجراءات لبنانية لم تكن على قدر الدعم السعودي للبنان طوال عقود، حتى ان المؤسسة العسكرية المعنية مباشرة بهبة الاربعة مليارات دولار فاجأت المملكة بخطوات واداء لا تصب في مصلحتها، خصوصا ان قرار اخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة الذي كان "ينوي" تفجير لبنان امنيا وسياسيا صدر عن المحكمة العسكرية ثم جاءت مواقف وزير الخارجية جبران باسيل لتفجر العلاقات وتسدد لها الضربة الاقسى. وتشير الى ان الرد السعودي على التمني الفرنسي بوجوب الحد من الاجراءات حرصا على استقرار لبنان جاء من بوابة ان المملكة ليست الجهة التي تهز استقرار لبنان وتاريخها يشهد، بل حزب الله الذي ضرب عرض الحائط كل التزامات لبنان تجاه اشقائه العرب ونقض كل المواثيق وقرارات النأي بالنفس والحياد اللبناني فانتقل الى سوريا للقتال الى جانب النظام ضد الارادة الشعبية والى سائر الساحات العربية، ولو ان الحكومة اللبنانية والسلطات الرسمية اتخذت مواقف واجراءات لردعه لما وصل لبنان الى ما وصل اليه اليوم، وهي تتحمل مسؤولية ما يجري لان الحزب لبناني ولو انه يعمل وفق أجندة ايرانية. وفي ما يتصل بامكان عودة المملكة عن قرار وقف الهبة للجيش تقول المصادر ان الفرنسيين لم يدخلوا في عمق الموضوع مع الرجل الثاني في المملكة باعتبار ان اثارته مع ولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان قد تكون اكثر جدوى لكونه صاحب الاختصاص في الشؤون العسكرية، لكن اعلان وزير الخارجية عادل الجبير اليوم ان الجيش السعودي سيتسلم الاسلحة الفرنسية التي تم طلبها في الأصل من أجل لبنان قد يفرمل السعي الفرنسي في هذا الاتجاه، لكنه لا يقطع الامل. وتختم بأن زيارة بن نايف لفرنسا ولئن تركزت على توثيق عرى التعاون بين الدولتين في مواجهة الارهاب من خلال تبادل المعلومات امنيا واستخباراتيا بيد انها افضت الى توافق فرنسي – سعودي على ان لا مصلحة لاي فريق اقليمي لا سيما السعودية بتعريض استقرار لبنان لانتكاسة ستطال مفاعيلها اكثر من دولة وعلى عدم ترك لبنان يتخبط في وحول الصراعات الاقليمية.

 

وساطات عربية بين لبنان ودول الخليج على هامش اجتماع وزراء الخارجية وباسيل محكوم بالتنسيق مـــع سلام لاختيـــار امين عام جديد للجامعة

المركزية- يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً استثنائياً على مستوى وزراء الخارجية الخميس 10 الجاري في مقر الامانة العامة للجامعة بناءً على طلب مصر لتعيين امين عام جديد للجامعة العربية بدلاً من نبيل العربي الذي تنتهي ولايته في 30 حزيران المقبل، وذلك نظراً لتأجيل انعقاد القمة العربية في دورتها السابعة والعشرين الى تموز المقبل في موريتانيا. فبعد الجلسة الأخيرة لوزراء الخارجية العرب التي بحثت في الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران والموقف اللبناني الذي اتخذه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بالنأي بلبنان عن التضامن العربي والذي اثار "عاصفة" اعتراضات وتسبب باجراءات سعودية وخليجية في حق لبنان، يعود باسيل الخميس المقبل إلى القاهرة لتمثيل لبنان في الدورة العادية الـ"145" للمجلس الوزاري للجامعة العربية الذي ينعقد على مستوى وزراء الخارجية برئاسة البحرين. واشار مصدر دبلوماسي لبناني لـ "المركزية" الى ان "مشاركة باسيل ستحظى باهتمام الإعلام بعد تأزّم العلاقات اللبنانية-الخليجية على خلفية موقف لبنان في الجامعة العربية وفي المؤتمر الاسلامي، وسيشهد مقر الأمانة العامة للجامعة على هامش الدورة حركة لقاءات ووساطات لرأب الصدع في العلاقات اللبنانية- الخليجية". واوضح المصدر ان "باسيل سيُنسّق موقف لبنان في الاجتماع مع رئيس الحكومة تمام سلام تلافيا لأي مسؤولية تلقى على عاتقه، لانه ينفّذ "حصراً" البيان الوزاري للحكومة، وسيكون التنسيق قائما لاختيار الاسم الذي سيدعمه لبنان لتولي منصب الامين العام للجامعة العربية، خلفا للعربي في خلال اجتماع غير عادي سيعقد على هامش الدورة في اليوم نفسه بناء على طلب مصر، علما ان هذا التعيين يتم عادة خلال انعقاد القمة العربية الا ان تأجيلها الى تموز المقبل حدا بمصر الى طلب انعقاد اجتماع طارئ كَوْن ولاية الامين العام الحالي تنتهي قبل تموز. ولفت المصدر الى ان "باسيل "محكوم" بالتنسيق مع سلام لا سيما وان الأمانة العامة للجامعة كانت قد ابلغت كل الدول العربية بما فيها لبنان ان موضوع تعيين الأمين العام الجديد يتطلب ان يكون وزراء الخارجية مفوضين من قبل قادتهم للبتّ في هذا الشأن. ورجح المصدر ان "يدرس لبنان بتمعنٍ هذا الموضوع في ظل ترشيح مصر لوزير الخارجية السابق احمد ابو الغيط الذي يحظى بتأييد قوي وعريض، فيما تعتزم السعودية والإمارات طرح مرشح لها للمنصب ذاته، وبالتالي فإنه في ضوء اي ترشيح خليجي سيتسم الملف ببعض "الحساسية" بالنسبة للموقف اللبناني، علما ان العربي اعلن انه لن يترشح لولاية ثانية وسيتولى الأمين العام الجديد منصبه فور انتهاء ولاية العربي في 30 حزيران المقبل. يذكر ان الدورة العادية كان من المفترض ان تمهّد للقمة العربية في دورتها الـ27 والتي تأجل انعقادها إلى تموز المقبل في موريتانيا.

 

درباس: ضميـر ســلام يملي عليه قرارا غيـر عــادي والدولة تتعرض للابتزاز ونرفض بقاء الحكومة واجهة للنفايات

المركزية- بعد أكثر من ثمانية أشهر على تراكم القمامة بشكل معيب في الشوارع، بات واضحا أن تداعيات أزمة النفايات لن تكون صحية وبيئية حصرا، بل سياسية أيضا. ذلك أن مصير حكومة المصلحة الوطنية بات معلقا على حبال هذه الكارثة. وفيما يبدو المعنيون في سباق مع الوقت لايجاد حلول ترضي الجميع، يراهن كثيرون مرة جديدة على صبر الرئيس سلام الذي يبدو أنه نفد فعلا، تاركا المجال واسعا أمام مخاوف على الحكومة والبلد في ظل الفراغ الرئاسي المستمر. وفي السياق، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عبر "المركزية" أن "الرئيس تمام سلام قال في مجلس الوزراء بالفم الملآن إن الأمر يتجاوز مجرد تعليق الجلسات. وهو جدي فعلا لأن الأمر لم يعد يطاق. لم نعد نحتمل أن تبقى الحكومة واجهة تتلقف كل هذا الكم من النفايات، فيما لا يشعر من بيدهم الحل والربط بخطورة الوضع". وأشار درباس إلى "محاولات كثيرة للضغط على الرئيس سلام. غير أن هذا الضغط يأتي من طرف واحد. وأنا أعتبر أن من حق الرئيس سلام الضغط باتجاه ما لا مصلحة شخصية له فيه، بل مصلحة عامة لجميع الناس. وما يجري اليوم يندرج في إطار المماطلة والمماحكة وقلة المسؤولية. ثم إننا أمام "لوثة جماهيرية" بما أن أحدا لا يقبل بنفايات الآخرين، فيما يجب أن تخضع هذه المسألة للمعايير الفنية، لا لرغبات أفراد أو مجموعات. لذلك أقول إن أحدا لا يشتكي من أوبئة وأمراض في حال وجود مطامر صحية. ثم أنا أسأل: أيهما أفضل: مكب عشوائي ينتشر بسرعة وضرره عاجل، أم مطمر يطابق المواصفات الصحية ومن الممكن ألا يسبب أي ضرر؟ هذا هو ما يجب طرحه. لذا، فإن الرئيس سلام لا يطرح هذا الأمر في وجه القوى السياسية فقط، بل أيضا في وجه التعنت التلفزيوني الذي ساهم فيه الاعلام بشكل كبير، ما أدى إلى تسميم العقول والنفوس". وعن الاعتقاد السائد بأن الرئيس سلام سيغلب مرة جديدة المصلحة الوطنية ويتراجع عن التهديد بالاستقالة، أعلن أن "هذه المرة، ضمير الرئيس سلام يملي عليه اتخاذ قرار غير عادي لأنه اذا كان سيلجأ، في كل مرة، إلى عدم تنفيذ تهديده، سيستسهله الآخرون. بينما عليهم أن يشعروا أنه من الناس الذين يحسب لهم ألف حساب". واعتبر أن "الدولة وكيانها وأركانها يتعرضون للابتزاز لأن المسألة لا تتوقف على إزالة النفايات من الطرقات، بل بجدارتنا في أن نبقى دولة"، مذكراً أن "علينا ألا ننسى أننا نستضيف مليوني عربي ونحمي الديموغرافيا العربية (في جزء منها). نحن دولة ذات تاريخ وتقاليد، وهي محاطة بكل أنواع التحلل والارهاب. فإما أن ندع الأمور تجرفنا لتجعلنا جزءا من هذا الخضم، وإما أن يكون لنا من الوطنية والرشد والحكمة ما يكفي لنجمع النفايات من الشارع كي لا يغرق فيها البلد" .

وشدد درباس على أن "مؤتمر لندن جدي ووصول المساعدات يتطلب وقتا. نحن نتابع هذا الملف واللجنة المكلفة به ستجتمع قريبا. ولدينا خطط واضحة جدا للسنوات الخمس المقبلة. وأذكّر أننا في المرة السابقة طلبنا مليارين و100 مليون دولار، وصل منهما مليار و800 مليون".

وتعليقا على ما يقال عن أن الحكومة باقية ما دام الفراغ الرئاسي قائما، لفت إلى أن "رئيس الحكومة يقف في الوسط بين الأطراف. وهو ليس زعيم محور أو شارع معين أو كتلة نيابية، بل إنه رجل وطني وصاحب إرث سياسي ووطني كبير، لكنه في النهاية فرد. هل يمكن هذا الأخير أن يكون صمام الأمان في مقابل هذا الكم "المتوحش" من التجاذبات والصراعات؟" وعن الأزمة مع الدول الخليجية، كشف أنني "لمست من الوزيرين حسين الحاج حسن ومحمد فنيش تفهما للكلام الذي قيل في هذا الاطار، بدليل أنهما وافقا على عدم تسجيل ما قاله الأول في محضر الجلسة"، معربا عن اعتقاده أن " الأزمة لن تكبر أكثر على المستوى الداخلي، علما أنني أناشد كل الأطراف أن يلتزموا هدنة كلامية وأن يخفّضوا وتيرة الخطاب السياسي لكي نتيح الفرص أمام سعاة الخير لتبريد الأجواء".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ماروني: الحريري حليف رئيسي لحزب الكتائب

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - اكد النائب إيلي ماروني أن "الرئيس سعد الحريري هو حليف رئيسي لحزب الكتائب"، مضيفا ان "زيارته إلى زحلة هي تأكيد على الوحدة الوطنية والعيش المشترك وزحلة هي فسيفساء الوحدة"، وقال: "نعيش بوئام مع اهلنا المسلمين منذ فترة وتوحدنا تحت اسم لبنانيين".

واشار ماروني في حديث لبرنامج "اليوم السابع" من صوت لبنان 100,3-100,5، إلى أن الحريري اتصل بالمطرانين معوض ودرويش الموجودين خارج زحلة. وأضاف: "أحب الرئيس الحريري توجيه تحية إلى الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميل والذي اعتبرهم أصدقاء دائمين".وعن الغداء في منزل النائب الراحل الياس سكاف، قال: "ذهب الحريري ليقدم واجب العزاء، لكن لا اعرف كيف تحول العزاء الى حفل غداء". وأشار الى ان جميع نواب المنطقة باستثنائه كانوا مدعوين، مؤكدا ان "الاسباب معروفة".

 

توضيح من زهرا حول مقابلة اجرتها معه صحيفة الاخبار

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي للنائب انطوان زهرا توضيح، "لمنع لاي التباس حول ما ورد في اجوبته الى صحيفة الاخبار"، يهم المكتب الاعلامي ان يوضح ما يلي:

1- قال النائب زهرا عن تصنيف دول مجلس التعاون الخليجي لحزب الله كمنظمة ارهابية انه اتى ردا على قيام الحزب بعمليات امنية خارج الحدود اللبنانية وفي بعض هذه الدول.

2- ردا على سؤال حول تداعيات هذا القرار على الداخل اللبناني، أكد النائب زهرا ان الترجمة الفعلية تأتي من طريقة تعاطي هذه الدول مع المؤسسات الدستورية اللبنانية التي تضم ممثلين عن الحزب ك مجلس الوزراء ومجلس النواب، فأذا اتخذت اجراءات في هذا الاتجاه يبنى على الشي مقتضاه والا يبقى التصنيف اللبناني، والتصنيف العربي، السابق الذي اعتبر حزب الله مقاومة ونبقى غير معنيين بهذا القرار.

3- يبقى الاهم ان النائب انطوان زهرا لم يأت على سيرة التدخل السعودي في اليمن ولا التركي ضد الاكراد ولا حروب الولايات المتحدة الاميركية في العراق وافغانستان، ومن الواضح تماما ان هذا كله رأي كاتب المقال ويقع على مسؤوليته وحده".

 

مجدلاني: ما يجمع 14 آذار أكبر من رئاسة وقانون انتخاب

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - أكد النائب عاطف مجدلاني "عدم قدرة لبنان على استقبال مزيد من النازحين الذين يشكلون عبئا كبيرا على الدولة التي لا تستطيع مواجهة الاعباء من دون مساعدات من الدول المانحة"، لافتا الى ان "مفتاح الحل الاساسي لمشاكل لبنان هو بانتخاب رئيس للجمهورية وبذلك ينتظم عمل المؤسسات الدستورية". وعن موضوع النفايات، قال عبر إذاعة "لبنان الحر" اليوم: "انه كارثة وفضيحة وطنية لا يمكن القبول بها فالأزمة بدأت عام 2014 من خلال التوجه لإقفال مطمر الناعمة واعطيت الحكومة فترة للحل ولكنها لم تستطع وضع خطة لحل المشكلة. الخطة الافضل للتخلص من النفايات هي خطة الوزير اكرم شهيب ومع الاسف استطاع بعض القوى السياسية وبعض الاعلام ان يحول المنطق لدى الناس للقبول بالمكب العشوائي الذي يلوث المياه الجوفية رافضين المطمر الصحي الذي يحميهم من الامراض". وعن الاستحقاق الرئاسي، رأى ان "هناك فريقا يعطل جلسات الانتخاب بانتظار الوضع في المنطقة ومن الواضح ان الحل في يد ايران". وعن اتفاق معراب، أشار الى ان "تبني ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون ليس عاديا فالموضوع كبير جدا وما زال يأخذ مساحة مهمة بالنقاشات السياسية لذلك فهو يخلق تخوفا لدى الافرقاء، من هنا ضرورة التركيز من الوزير جبران باسيل على اراحة حزب الله". وعن حوار "المستقبل" و"حزب الله"، قال: "مستمرون بالحوار تفاديا للفتنة وحصول اشكالات كالتي حدثت في الشويفات، وتيار المستقبل حريص على الوحدة والاستقرار والامن الاهلي". وعن الموقف السعودي تجاه لبنان، شدد على ان "السعودية حريصة على نهج الاعتدال والانفتاح وهي ضد اي تطرف او ارهاب وهذا واضح في موقفها وبكل ما تقوم به، وسبب تجميد الهبة السعودية للبنان ليس الخوف من تسرب الاسلحة لحزب الله بل الهجوم والتهجم الشخصي على المملكة وليس فقط التهجم السياسي". وعن 14 آذار، ختم مجدلاني: "هناك اختلاف في وجهات النظر في ما خص الترشيح للرئاسة ولكن هذه الاختلافات لا توصل الى فرط عقد 14 آذار التي ليست ملكا لحزب او لتيار سياسي فهي ملك للناس وما يجمعها اكبر من رئاسة ومن قانون انتخاب".

 

جمعية المصارف تبلغ سلامة عزمها زيارة واشنطن والحاكم يؤكـد اهميـة تحركها لاسـتمرار العلاقـات

المركزية- يستعد وفد جمعية مصارف لبنان للسفر مجددا الى الولايات المتحدة الاميركية لمقابلة المسؤولين في وزارة الخزانة الاميركية والبنك الاحتياطي الفدرالي والمصارف المراسلة للاطلاع على المستجدات المصرفية العالمية والقوانين والانظمة المصرفية المتطورة وخصوص

الزيارة التي كانت مقررة في اوائل شباط الماضي وارجئت بسبب العواصف الثلجية التي ادت الى اقفال بعض المطارات الاوروبية والاميركية كما كان من المتوقع ان تعقد في تشرين الاول الماضي، كما جرت العادة في كل سنة، خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في الولايات المتحدة الاميركية، الا انه بسبب الاجتماعات التي عقدت هذه المرة في البيرو ومشاركة وفد من جمعية مصارف لبنان فيها، اتفق على عدم الذهاب الى الولايات المتحدة الاميركية باعتبار ان جمعية المصارف التقت المسؤولين في العاصمة ليما. ويقول احد اعضاء الوفد المصرفي لـ"المركزية" ان العادة جرت ان يقوم وفد جمعية المصارف بزيارتين الى الولايات المتحدة الاميركية خلال السنة الواحدة، ضمن اطار اللوبينغ الذي تمارسه الجمعية لابقائها ضمن التشريعات والقوانين العالمية، خصوصا حول التزام الدولة اللبنانية بمكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال، وعلى ضوء اقرارها اربعة مشاريع قوانين مالية تدعم هذا التوجه، من المؤكد ان دور جمعية المصارف سيتزايد في ضوء الزيارة التي قام بها وفد نيابي لبناني الى الولايات المتحدة الاميركية، والزيارة المرتقبة لوزير المال علي حسن خليل في الاسبوع الثالث من الجاري واللتين تصبان في دعم القطاع المصرفي اللبناني وابعاده عن التجاذبات السياسية العالمية خصوصا بعد قرار الكونغرس الاميركي الاخير.

ويضيف: ان جمعية المصارف ابلغت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خلال الاجتماع الشهري الاخير عن هذه الزيارة فأثنى عليها وعلى اهمية تحرك الجمعية وضرورة استمراره وتكثيفه خصوصا في اتجاه المصارف المراسلة وتحديدا من مسؤولي الالتزام نظرا لأهمية موقعهم في ما خص استمرار العلاقة وتجنب الـDe Risking. كما ابلغت جمعية المصارف الحاكم عن مشاركتها في المؤتمر المصرفي العربي – الاميركي الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية في 18 نيسان المقبل في حضور ممثلين عن المصارف الاميركية المراسلة ما يؤكد على اهمية التواصل المباشر مع مسؤولي المصارف الاميركية.

 

الحجار: معالجة نفايات الاقليم اولاً والحريري على الخط وبـتّ مطمـــر الكجـك ينتظـر نتـائج الاتصـالات

المركزية- تترنّح ازمة النفايات التي تُعتبر حلقة من مسلسل الازمات الخانقة التي تحشر اللبنانيين في مهلة "ايام معدودة" لا تتعدى اصابع اليد الواحدة اعطاها الرئيس تمام سلام للقوى السياسية كافة المشاركة في الحكومة لايجاد حلّ للازمة من خلال التوافق على خريطة مطامر موزّعة "بالتساوي" وفق قاعدة "المشاركة" في تحمّل الاعباء بين المناطق، والا يقع المحظور ويُشهر سلاح الاستقالة ما دامت حكومة "المصلحة الوطنية" سقطت في امتحان النفايات. فبعد العودة الى نقطة الصفر في الحلقة المُفرغة التي دارت حولها ازمة النفايات منذ اكثر من 7 اشهر، ومع احياء طرح المطامر بدلاً من خطة الترحيل، تنشط الاتصالات والمساعي لتعبيد الطريق امام النفايات في اتجاه 3 مواقع "مؤقتة" هي: مطمر الكجك بين اقليم التفاح واقليم الخروب والكوستا برافا وبرج حمود. وفي حين اثمرت الجهود اجواءً ايجابية في بتّ المطمرين في الكوستا برافا وبرج حمّود كما اشارت المعلومات، يبقى مطمر الكجك عالقاً بإنتظار نتائج المساعي التي دخل على خطها الرئيس سعد الحريري. وعلى امل ان تحمل الساعات المُقبلة انفراجاً يُعيد الى اللبنانيين بعضاً من الثقة المفقودة بالدولة، وتتنهي إشكالية تقاذف المسؤوليات وتضارب المصالح في ازمة النفايات، اوضح النائب محمد الحجار لـ"المركزية" اننا نسعى لمعالجة موضوع مطمر الكجك بهدوء بعيداً من الاعلام، كما ان الرئيس الحريري دخل على خط المعالجة، فهو جمع منذ مدة رؤساء بلديات اقليم الخروب للبحث في كيفية معالجة ازمة نفايات الاقليم اولاً"، مشيراً الى "وجود مشكلة في معالجة نفايات اقليم الخروب قبل معالجة مسألة مطمر الكجك". ولفت الى اننا "استطعنا الحصول على هبة من الاتحاد الاوروبي لمعالجة نفايات اقليم الخروب، لكننا للاسف لم نستطع الاستفادة منها حتى الان لاننا لم "نتّفق" بعد على تخصيص ارض لاقامة مطمر لمعالجة نفايات الاقليم". واشار الى "مساعٍ حثيثة يقوم بها الى جانب فاعليات الاقليم لوضع حدّ لهذه الازمة التي تطال بمخاطرها كل الناس من دون استثناء"، املاً في "اعطاء جواب نهائي لمسألة مطمر الكجك الاسبوع المقبل". وقال الحجّار "من غير المقبول اقامة مطامر بين الناس، نحن نعمل على ايجاد حلّ ليس فقط لازمة النفايات في كل لبنان بل في اقليم الخروب اولاً، لان المكبّات العشوائية منتشرة للاسف في مجمل مناطق الاقليم".

 

قليموس: لائحة الرابطـة نهائيـة واللجان مفتوحة ليعمل بها من يريد

المركزية- حسم نقيب المحامين السابق المرشح لرئاسة الرابطة المارونية انطوان قليموس ما يثار حيال عدم تمثيل بعض المناطق في اللائحة التي شكلها واطلقها من الصرح البطريركي في بكركي بمباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بالقول لـ"المركزية" انها نهائية. وبعد ظهور انتقادات بعد تشكيل اللائحة، ترددت معلومات عن إمكان حصول تغييرات منها انسحاب احد الاعضاء لمصلحة احد الزغرتاويين، وهذا ما نفاه النقيب قليموس، قائلا "حاولنا المستحيل لاستيعاب الجميع، ونجحنا بالقدر الممكن، فهذه اللائحة نهائية ولا عودة عنها". اضاف "قلوبنا واذرعنا مفتوحة للجميع، ولجان الرابطة المقبلة مفتوحة ليعمل بها من يريد، هذا الامر كان واضحا من خلال الكلمة التي القيتها في بكركي، نحن لم نأت لنلغي احدا، او نستبعد احدا، ونكنّ المحبة والاحترام للجميع، ولن ندخل في التفاصيل او في سجال مع أحد". وقال "اطلقت اللائحة من اهم موقع مسيحي، واحتراما لهذا الموقع والاشخاص المعلنين لا يمكن التراجع عنها في أي اتجاه، موقفي واضح، صحيح انه لا يمكن دائما ارضاء الجميع، لكن الهام ارضاء الضمير والقيام بالواجبات وهذا ما عملنا عليه".

 

طائرة بيد الارهابيين في مخيم عين الحلوة!

المركزية- علمت "المركزية" ان الجماعات الارهابية في مخيم عين الحلوة باتت تملك طائرة مروحية صغيرة صنعتها في المخيم وزودتها بكاميرا للتصوير وتم تجريبها امس لتصوير المخيم ومواقع الجيش القريبة وهي تدار بواسطة "ريمونت كونترول" وسقطت قرب حاجز الجيش على مدخل المخيم.

ونبهت المصادر إلى خطورة وصول تلك المجموعات الى هذه التقنية وتصوير تحركات ومواقع الجيش، حيث ان عناصر الجيش اللبناني قرب أحد المواقع في محيط مخيم عين الحلوة، اشتبهوا بطائرة مروحية صغيرة سقطت على مقربة من المكان. وتبين بعد التحقق منها انها طائرة لعبة تحلق بواسطة التحكم عن بعد وانه عثر على آلة تصوير مثبتة في أسفلها . وافيد ان قيادة القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة تبلغت بأمر الطائرة وانه تم التحقق من مصدر انطلاقها داخل المخيم وتحديد صاحبها، وهو تابع لإحدى المجموعات المنضوية تحت لواء "فتح الاسلام" و"جند الشام". ولفتت المصادر إلى انه لم يعرف حتى الآن سبب اطلاق هذه الطائرة في أجواء المخيم وما اذا كانت وجهتها التقاط صور داخله او خارجه أو انها اطلقت عرضيا او للتجربة، خصوصا وان بعض انواع هذه الطائرات تعتمد عادة في التصوير الجوي لأماكن او مناسبات مشيرة إلى ان الاجتماع العسكري اللبناني الفلسطيني الذي عقد اليوم في ثكنة محمد زغيب تطرق الى قضية الطائرة وابدى الجانب الفلسطيني رغبته في التحقق من هويتها وكيفية تصنيعها واهداف اطلاقها وابلغ الجانب اللبناني بهوية صاحبها وهو من الجماعات الارهابية.

 

المقدح: نعمل مع الأجهزة اللبنانية لصون المخيم وأمن عين الحلوة خط أحمر وإلا... الـرد "صاعق"

المركزية- على رغم نفي الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة دخول غرباء او مشبوهين الى المخيم والتأسيس لموطئ قدم لفكر وتنظيم "داعش" فإن الاجهزة الامنية اللبنانية تملك معلومات حول دخول هؤلاء وهي ابلغت تلك الفصائل بذلك ودعتها الى التنبه لان أمرا ما يخطط للمخيم من قبل المجموعات التكفيرية الارهابية لاحداث فتنة بين القوى الشرعية فيه المتمثلة بحركة "فتح"، وما يسمى "الشباب المسلم" اي "جند الشام" وفتح الاسلام بقيادة الارهابي بلال بدر. وعلمت "المركزية" من مصدر امني لبناني في الجنوب ان اجتماعا امنيا لبنانيا- فلسطينيا عقد اليوم في ثكنة محمد زغيب في صيدا ضم مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني العميد خضر حمود ووفدا من اللجنة الامنية الفلسطينية العليا في لبنان برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب. وتناول البحث الوضع الأمني داخل مخيم عين الحلوة على خلفية الأحداث المتنقلة والمعلومات التي تملكها الدولة بدخول غرباء ومشبوهين الى المخيم. ولفت المصدر إلى ان التعليمات صارمة في حال الاعتداء على الجيش الرد سيكون صاعقا وان الجيش اتخذ التدابير والاجراءات الرادعة ولن يسمح لأحد بمس الامن اللبناني واستغلال المخيم واهله . وفي اتصال مع "المركزية"، اشار قائد القوة الامنية الفلسطينية في لبنان اللواء منير المقدح إلى عمل مكثف بهدف تعزيز وتفعيل القوة الأمنية الفلسطينية المنتشرة في المخيمات الفلسطينية لفرض الأمن ومنع استخدام المخيمات منطلقا لأي عملية للعبث بالأمن اللبناني أو الأمن الفلسطيني على حد سواء". ووصف المقدح الوضع الأمني داخل مخيم عين الحلوة بـ"الأفضل"، مؤكدا أن الاجراءات مستمرة لمنع اي شخص أو مجموعة من استخدامه لأغراض واهداف تؤثر على علاقته بجواره أو على العلاقات اللبنانية- الفسلطينية. وأوضح المقدح ان هناك هواجس لدى الدولة اللبنانية بأنّ بعض الغرباء من خارج نسيج المخيم قد دخلوا إليه، وقد ابلغناهم اننا اتخذنا قراراً بالمتابعة، مؤكدا أن العلاقة جيدة مع الاجهزة الامنية اللبنانية وأن العمل المشترك مستمر في كل مخيمات لبنان وعين الحلوة بشكل خاص بهدف تعزيز الامن والاستقرار الداخلي والجوار اللبناني. وأجتمعت لجان الأحياء في مخيم عين الحلوة مع اللواء المقدح واتفق المجتمعون على تشكيل لجنة تواصل بين الأحياء للعمل المباشر في حال حصول أي إشكالات فردية، إضافة الى مساعدة بعض الأحياء على تشكيل لجان تمثلها .

وطلب المجتمعون من المقدح وضع نقاط جديدة للقوة الأمنية الفلسطينية في أماكن التوترات وكل الأحياء من أجل ضبط الوضع الأمني و العمل على حل المشكلات. فوعد بطرح الاقتراح أمام اللجنة الأمنية العليا.

 

بري ينوه بدور المصورين الصحافيين:ينقلــون الحقيقـة بكـــل تجـرد

المركزية- نوّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بدور المصورين الصحافيين "الذين ينقلون الحقيقة بكل تجرد"، مؤكدا "أهمية موقع الاعلام ودوره في العالم". كلام بري جاء خلال لقائه اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نقابة المصورين الصحافيين برئاسة النقيب عزيز طاهرالذي شكر لبري "الدور والجهود التي يبذلها على المستوى الوطني في رعاية وقيادة الحوار، ووقوفه الى جانب الاعلام والحريات الاعلامية". وقال: "الوفد تمنى على دولته رعايته للمعرض الذي ستقيمه النقابة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في الاونيسكو. وعرضنا لعدد من مطالب النقابة وخصوصا موضوع صندوق التعاضد والمساهمة المالية السنوية للنقابة". وقدم الوفد لبري درعا تقديرية بعنوان "رجل الحوار الوطني وحامي السلم الاهلي". ثم استقبل بري رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبدالرحيم مراد وعرض معه للتطورات.كذلك استقبل رئيس مجلس النواب وفد مؤتمر بيروت والساحل برئاسة كمال شاتيلا، في حضور عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" محمد خواجة، وتم عرض الاوضاع.

 

المطران جورج بو جودة في عيد الشهداء الأربعين: إننا مدعوون لقبول الآخر كائنا من كان وإلى أية عقيدة أو دين أو حزب إنتمى

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - عكار - ترأس رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، ذبيحة الهية أقيمت لمناسبة عيد الشهداء الأربعين، في كنيسة الأربعين شهيدا في بلدة القبيات/ الغربية، في حضور حشد من المصلين. وبعد الانجيل المقدس، ألقى بو جودة عظة شرح في مستهلها معنى هذا العيد "حيث تقول كتب التاريخ أنه في حوالي العام 322 وفي مدينة سيبسطية في كيليكيا، أراد الوالي الروماني أن يرغم أربعين جنديا على إنكار المسيح، فسجنهم ثم ألقاهم في بحيرة جليد. فكانوا يصلون وينشدون قائلين: "دخلنا يا رب أربعين في الجهاد فاجعلنا قابلين أربعين إكليلا". واحد منهم فقط إستسلم لتهديدات الوالي، فصعد من المياه الجليدية وأنكر المسيح، فأخذ مكانه أحد الحراس الوثنيين بعد أن أعلن إيمانه بالمسيح، الشهيد الأول الذي قدم حياته لفداء الإنسان تعبيرا عن حبه". وقال: "إذا ألقينا نظرة، ولو سريعة، على تاريخ الكنيسة منذ نشوئها ولغاية اليوم، لوجدنا ان هذا التاريخ هو تاريخ إستشهاد دائم من قبل المؤمنين بالمسيح، لأنهم كانوا باستمرار يرفضون أن يتنكروا للمسيح وللحقيقة، لأن المسيح هو بنظرهم، كما قال هو نفسه، الحق والحياة ولأن من يتبعه لا يمشي في الظلام. وان إيماننا بالمسيح، هو شهادة للحقيقة التي آمنا بها. إنه شهادة للمسيح. فهو ليس مجرد إنتماء عددي أو طائفي وإجتماعي، وهو ليس مجرد ممارسات لشرائع وقوانين تفرض علينا من الخارج، فنقوم بها على أكمل وجه. وهو ليس أفكارا ونظريات فكرية وعقائدية وإيديولوجية مجردة: إنه علاقة شخصية تربطنا بالمسيح يسوع، وهو مرتبط إرتباطا وثيقا به. وإن كل العقائد والممارسات التي نقوم بها تفقد معناها إذا لم تكن مبنية على هذه العلاقة. ومن هنا ضرورة ترسيخ هذه العلاقة معه لكي يأخذ إيماننا بعده الحقيقي والأساسي". أضاف: "إننا جميعا مدعوون إلى مثل هذه الشهادة، لأننا، إن كنا قد آمنا حقيقة بالمسيح، فإنه أصبح من واجبنا أن نجعل من حياتنا شهادة له ليستطيع الغير التعرف عليه من خلالنا". وقال إن "حرية الرأي والتعبير عنه وحريتنا الإيمانية والدينية، هي شيء مقدس، والكنيسة تدافع عنها بكل ما أعطيت من قوة، لكن هذه الحرية لا تعني إطلاقا إستعداء من ليس من رأينا ولا يدين بالأفكار ذاتها التي ندين بها ونؤمن. إننا مدعوون لقبول الآخر كائنا من كان وإلى أية عقيدة أو دين أو حزب إنتمى. نناقشه على أفكاره لكننا لا نعتبره عدوا لنا. لأن بتفاعل الأفكار، على إختلافها، غنى وثروة لنا، إذ ليست آراؤنا وحدها صحيحة مئة بالمئة، ولا أفكار الآخرين كذلك، بل إن تفاعلها هو الذي يجب أن يحصل حتى نستطيع التفاهم معها، لإيجاد الحلول الناجعة مما نعاني منه من إختلاف في الآراء والمواقف". وختم بالقول: "اننا نطلب اليوم من الرب، بشفاعة الشهداء الأربعين، أن يعطينا نعمة الإلتزام الإيماني الحقيقي ونعمة قبول الآخر كائنا من كان، فتتحول حياتنا إلى شهادة له. وإذا إقتضى الأمر بأن نستشهد في سبيل الحقيقة، أن نقبل بذلك حبا بالمسيح وبالآخرين".

 

فوز كبير للائحة التوافق النقابي في انتخابات نقابة مهندسي طرابلس مع تسجيل خرقين في فرعين

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - حصدت "لائحة التوافق النقابي"، المدعومة من تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"الجماعة الإسلامية" و"التيار الوطني الحر"، مقاعد فروع نقابة المهندسين في طرابلس، باستثناء خرقين في فرعي الموظفين والمدنيين، وذلك في انتخابات المرحلة الأولى لإختيار خمسة فائزين عن كل فرع، التي جرت في النقابة، وشارك فيها 1181 مقترعا. ففي انتخابات فرع المتعهدين والزراعيين، التي شارك فيها 86 مقترعا، فازت لائحة التوافق بالمقاعد الخمسة، كالتالي: مرسي المصري 63 صوتا، ربيع عبود 61 صوتا، عبد الرحمن شمرا 59 صوتا، سلطان نعيم 56 صوتا، وجورج ساسين 57 صوتا.

كذلك فازت بكل المقاعد في انتخابات فرع المعماريين، التي شارك فيها 300 مقترع ووجدت ورقة بيضاء واعتبرت 6 أوراق ملغاة، حيث فاز: وسيم عبد الجليل 165 صوتا، منذر حمزة 157 صوتا، جو ابو كسم 142 صوتا، نزار قاسم 126 صوتا، وبشار بستاني 125 صوتا.

وفي انتخابات فرع الموظفين التي شارك فيها 373 مهندسا ووجدت 5 أوراق بيضاء واعتبرت 3 أوراق ملغاة، فازت "التوافق" بأربعة مقاعد حيث فاز منها كل من بشار الحسن 230 صوتا، صبا بارودي 155، عصام كرم 131 صوتا، وجميل عازار 127 صوتا، فيما خرق اللائحة باسم بخاش بحصوله على 182 صوتا.

وجاءت نتائج انتخابات فرع المدنيين التي شارك فيها 422 مقترعا ووجدت ورقتان بيضاوان واعتبرت 9 ملغاة، مشابهة لفرع الموظفين، حيث فاز من "لائحة التوافق النقابي" كل من راوول الدريبي 221 صوتا، صفوان الشهال 212 صوتا، شفيق نعمة 180 صوتا، ووليد الحاج 171 صوتا، وسجل خرق للائحة بأحمد هرموش الذي حصل على 172 صوتا. وهنأ نقيب المهندسين في طرابلس ماريوس بعيني، الفائزين، واصفا المنافسة بأنها "ديمقراطية". وأعلن أن النقابة "ترحب بكل زميل مهندس لديه أفكار لتطوير العمل النقابي، خصوصا وأن عمل النقابة تراكمي ويمكن لكل عضو جديد أن يعمل على تطويره. ونحن اليوم نسعى الى تطوير برامج النقابة الفنية والإدارية، وسنحصل قريبا على برنامج الأيزو الذي يطور الأداء، والنقابة اليوم تشهد نقلة نوعية في البرمجة وستكون جاهزة لتسهيل التواصل مع جميع المهندسين المسجلين في نقابة الشمال والذين تخطى عددهم ال10500 مهندس".

 

رعد: لسنا معنيين بفتح معارك في الداخل بل بالحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي رغم التآمر على المقاومة

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد محمد حسن نعمة، في حسينية بلدة الكفور، في حضور رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، مسؤول العلاقات العربية في "حزب الله" حسن عز الدين، مسؤولي المنطقة الثانية في الحزب علي ضعون، والمنطقة الأولى أحمد صفي الدين، عدد من رجال الدين وشخصيات سياسية، إجتماعية، حزبية، وفد من العاملين في "مؤسسة الشهيد"، وفد ضم عددا من عوائل الشهداء وحشد من أهالي المنطقة. وألقى رعد كلمة كلمة تطرق فيها إلى مواقف بعض الدول والمجالس العربية من "حزب الله"، قائلا: "إننا نملك من الصبر ما يدفعنا للإنتظار حتى يعيدوا النظر بموقفهم، لأن هذا الموقف سيجلب لهم الخسائر والنكبات. يؤسسون لمشاكل وأزمات في بلدانهم وفي حكوماتهم نتيجة المواقف الرعناء والحمقاء التي لا يعرفون أبعادها، ومع ذلك نحن معنيون أن نبقى على إتزاننا في مواجهة تآمرهم، لن نحرف خارطة طريقنا عن مواجهة عدو الأمة الرئيسي الإسرائيلي والإرهاب التكفيري". أضاف: "نحن في لبنان نتعاطى بتدبر وبحكمة وبطول أناة وبال. ونعتقد أن شركاءنا في هذا الوطن أيضا، مهما تاهت بهم السبل، سيبقون شركاءنا وسنبقى نتعاطى معهم على أساس أن لبنان محكوم للتنوع الذي هو قدر بالنسبة له". وختم مؤكدا: "لسنا معنيين بفتح معارك في الداخل، نحن معنيون بالحفاظ على الإستقرار والسلم الأهلي في الداخل، رغم أن البعض يدير آذانه لمن يتآمر على المقاومة هنا. لكن لأننا أهل مسؤولية، ولأننا نريد وطنا سيدا بكل ما للكلمة من معنى، يهابه العدو ولا يغرق في أزمات ومنازعات داخلية، نريد الإستقرار لساحتنا الداخلية ومزيدا من الصلابة في مواجهة عدونا الصهيوني والتكفيري". وتخلل الاحتفال عرض فيديو لوصية الشهيد.

 

الموسوي للحكومة: قصرتم أمام الناس وأمام الله فسلموا انفسكم للقضاء

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - رعى رئيس تكتل نواب بعلبك النائب حسين الموسوي، احتفالا نظمه مركز النبي شيت الصحي، على خلفية تصنيفه من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع اللجنه الكندية الدولية لمراكز الرعاية الصحية الاولية في لبنان، في حضور نائب مدير عام المراكز الصحية المهندس مالك حمزة، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة، رئيس بلدية النبي شيت جعفر الموسوي. وطالب "الحكومة ومن قرر في هذه الحكومة، بالذهاب الى منزله في حال عدم حل مشكلة النفايات بإحالة الامر الى القضاء، بعدما وضعوا الناس امام كوارث مادية ومعنوية وفرضوا عليهم العيش بين أكوام النفايات". وقال: "أنتم قصرتم أمام الناس وأمام الله، وهذا اجرام كبير، ادعوكم الى قرار جريء وشجاع لأن تسلموا انفسكم الى القضاء، فالمذنب يذهب للمحاسبة والمدان والبريء الى منزله". ورأى ان "هذه الحكومة لا تشعر بمسؤوليتها تجاه النفايات المكدسة في الشوارع وتصرف كل المعنيين ومن له علاقة بهذه المصيبة المخجلة يدل على عدم شعور بالمسؤولية". أضاف الموسوي: "نحن معنيون ببناء مجتمع سليم ومقاوم والله وفقنا، لان نخدم اهلنا كي لا نكون دويلة، انما الجهاد الاكبر هو جهاد النفس ومن يقاتل في سبيل الله ويبذل نفسه من اجل رفعة الناس يسمونه ارهابيا، فهذه المقاومة هي التي حررت لبنان وكرامة ووحدة الامة، وبفعل المرابضين على الحدود رغم الصقيع والبرد والجوع تنام الناس هانئة في منازلها". واعتبر ان "من صنفنا بالارهابي هو وهابي جاهل وهذا لا يعنينا ابدا". وشكر "كل الذين عبروا عن استنكارهم وفي مقدمتهم الرجل الكبير القلب الدكتور سليم الحص". ووزعت ختاما دروع تكريمية.

 

حسن فضل الله: كلما أمعنت السعودية بحملتها على المقاومة كلما ارتفع صوتنا أكثر لإدانة سلوكها

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" للشهيد نزار حمد كوراني في حسينية بلدة ياطر الجنوبية، أن "ما صدر من بيانات تحريضية على المقاومة ممهورة بختم سعودي، هي شيكات بلا رصيد لا مصرف لها في لبنان، ولا مفاعيل لها على ساحتنا الداخلية، فقد كتبت بأحرف لا تقرأ، ولا يمكن لمن يقف وراء بيانات الإرهاب تسييلها في لبنان أو لدى شعوب أمتنا العربية، وهم بالأصل يعانون من أزمة سيولة على كل الصعد، وفشل وإخفاق في حروبهم العسكرية المباشرة في اليمن أو بالواسطة في سوريا والعراق".

وقال: "إن محاولات الترهيب الإعلامي والسياسي لن تجدي نفعا في أن تثنينا عن مواقفنا، فنحن سنمارس حقنا الطبيعي في التعبير عن آرائنا والانتصار لقضايا شعوبنا العادلة، وكل التحريض والتهديد الذي يستهدف هذا الحق سيذهب أدراج الرياح، وكلما أمعنت السعودية في حملتها على المقاومة كلما ارتفع صوتنا أكثر لإدانة سلوكها وتصرفاتها، بل وتخففنا من بعض الاعتبارات لنسمي الأشياء بأسمائها، فالنظام السعودي هو الذي اعتدى على مقاومتنا وعلى كرامة وطننا، ونحن إنما انتفضنا انتصارا لهذه الكرامة، وهو الذي أشعل حروبا ضد المقاومة والشعوب المظلومة في منطقتنا، ومن واجبنا أن ندافع عن أنفسنا وحقوقنا، فهم أرادوا تغيير المعادلة في الميدان بإسقاط سوريا للانقضاض على بلدنا، وعندما سقط هذا المشروع وانكشف عجزهم وفشلهم، بدأوا حملة ترهيب جديدة لكم الأفواه". أضاف: "إن لبنان بلد يتنفس حرية، ولا يمكن إخضاع هذه الحرية لمصالح بعض الملوك والأمراء، ولحساب ممارساتهم في المنطقة، فلقد جرب قبلهم العدو الإسرائيلي ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية، وحاولا إلصاق تهمة الإرهاب في إطار حربهما السياسية والإعلامية ضدنا، ولكن أصيبا بالفشل تماما كما فشلت حروب إسرائيل العسكرية، واليوم لن يكون مصير الحملة السعودية بأفضل حال، لا على المستوى العربي، ولا على المستوى الدولي، ولتجرب حظها، لتكتشف أنه حظ عاثر مع هذه المقاومة، فلا هي بنفوذ أميركا ولا بقوة إسرائيل". وأكد فضل الله أن "المقاومة هي المقاومة، لا تتغير ولا تتبدل، ولن تستطيع اعتداءاتهم المكشوفة منها أو السرية أن تؤثر على حرف من حروفها، فهي ثابتة في كل ميدان تتواجد فيه، تحقق الإنجازات لبلدها وأمتها، وهي أيضا المقاومة الحريصة في الداخل على بلدها وسلمه الأهلي واستقراره، وقد قدمت أغلى التضحيات لحمايته من العدو الإسرائيلي، ولدرء الخطر عنه من العدو التكفيري".

 

قاسم هاشم: قادرون على تجاوز الصعوبات والتحديات متى توفرت الارادة والقرار

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - نوه عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم ب "الدور الوطني لمؤسسة الامن العام لما تقوم به من خطوات واجراءات لتثبيت الامن والاستقرار ومواجهة الاخطار التي تهدد الوطن عبر المجموعات الارهابية التكفيرية، وكذلك بما تتخذه المؤسسة من اجراءات وتدابير لتسهيل امور اللبنانيين والمعنيين على مساحة الوطن دون اي اعتبارات، الا بما يخدم الناس وهذا ما يؤكد اننا قادرون على تجاوز الصعوبات والتحديات متى توفرت الارادة والقرار انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا وخدمة الناس". كلام هاشم جاء بعد زيارته مركز الامن في شبعا الذي افتتح منذ اسبوعين خدمة لقرى العرقوب.

وأضاف: "اننا نبارك الجهود التي بذلت من المدير العام للامن العام، ضباط المؤسسة وكوادرها والمعنيين لاستحداث هذا المركز على هذه البقعة الوطنية والتي لها رمزية وطنية دلالتها على حدود تماس القضية الوطنية الا وهي قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مما يؤكد ان هذه القضية حية لدى اللبنانيين بمؤسساتهم ونفوسهم حتى استكمال تحريرها من رجس الاحتلال الاسرائيلي". وأردف: "تأتي هذه الخطوة لتبرهن الحاجة الى اعادة بناة الثقة بين اللبنانيين ودولتهم بعد ان اهتزت نتيجة التعطيل والشلل الذي اصاب المؤسسات وانعكس سلبا على قضايا الناس وشؤونهم الحياتية، ويبقى الامل بهذه البصمات وبمواقف التيارات التي تمثل مساحة الامل للبنانيين لاخراجهم من حالة الاحباط واليأس للوصول الى لحظة الخلاص واعادة الحياة الى المؤسسات لتأخذ دورها الوطني في مقاربة كل القضايا والملفات ومعالجة كل الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

 

صفي الدين: السعودية تعيش مآزق داخلية وإقليمية

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين ان "الموقف الذي نراه اليوم من السعودية ليس مفاجئا بالنسبة إلينا على مستوى الفهم والمعرفة والوعي، دائما كانت هي مع أنظمة وأحزاب تاريخها عداوة مع المقاومة تاريخها التلاقي الدائم مع العدو الصهيوني، هل نتوقع من هؤلاء أن يقفوا ويدافعوا عن المقاومة؟ نحن نعرف تماما أن هناك جهات جاءت ببرامج سياسية إلى لبنان أساسا برامجها تعتمد على إنهاء المقاومة". وقال خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب في حسينية بلدة عبا - النبطية: "اليوم وفي هذه الأيام تحديدا يجب على كل اللبنانيين وعلى كل العالم العربي أن يعرفوا تماما لماذا ذهبنا مبكرا إلى سوريا لأن الذي تفعله السعودية اليوم كان برنامجا موضوعا لاستهداف المقاومة على قاعدة أن سوريا ستنتهي وسيهجمون علينا بنفس ما يفعلونه اليوم، لكنهم اليوم أضعف مما كانوا يتخيلون في بداية مواجهات سوريا". أضاف: "اليوم السعودية تعيش مآزق داخلية وإقليمية ولا داعي للخوف، كله تهويل بتهويل، فالسعودية التي اختارت هي منطق المجاهرة بالعدوان على المقاومة ستتحمل عواقب هذه الحملة الظالمة على المقاومة وأهلها، ولأن آل سعود عليهم أن يعرفوا تماما إذا أرادوا كما فعلوا أن يشنوا عدوانا جديدا على المقاومة ظلما وتجنيا فعليهم أن يعرفوا أنهم آيلون إلى السقوط لأنهم يظلمون ويتجنون ويعتدون على هذه المقاومة التي ما اعتدى عليها أحد إلا وأذاه الله". وختم: "لا تتوقع السعودية أن تحظى باحترام هذا الجمهور العريض من اللبنانيين وهذا أقل ما أقوله".

 

يزبك: لبنان اليوم بحاجة إلى حوار وتفاهم وتعاون

السبت 05 آذار 2016/وطنية - أقامت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم - ثانوية المهدي في بعلبك، بالتعاون مع لجنة إمداد الإمام الخميني، حفل تكريم لمئة وخمس فتيات بلغن سن التكليف، برعاية رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، وحضور مسؤول العلاقات العامة في المؤسسة بلال فنيش، مدير الثانوية حسين دياب، مدير لجنة الإمداد في البقاع عبد المنعم نون، وفعاليات تربوية واجتماعية. استهل الاحتفال المقرئ الشيخ محمد علي أمهز بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وألقى عريف الحفل الشاعر عباس مظلوم كلمة من وحي المناسبة، وتحدثت باسم المكلفات زينب حسان اللقيس، معاهدة والدها الشهيد على "الالتزام بالنهج الذي آمن به".

وألقى مدير الثانوية كلمة اعتبر فيها أن "الحجاب عفة وحياء واحتشام، وقبل أي شيء هو التزام بالأمر الإلهي".وقال: "هناك من يجاهد على الثغور والجبهات لحفظ أمننا وحماية بلدنا من الخطر الصهيوني والتكفيري، ولحفظ عزتنا وكرامتنا، لذا علينا ألا نضيع جهود شبابنا وتضحيات شهدائنا وجرحانا في استهتار من هنا أو هناك، وواجبنا أن نحصن مجتمعنا ووطننا من الحرب الناعمة التي تسعى لهدم قيمنا وفضائلنا". بدوره الشيخ يزبك رأى أن "يوم التكليف هو انتقال من مرحلة الطفولة إلى الحرية وتحمل المسؤولية، وهو تأسيس للعمل الواعي الذي يؤسس لظهور الإمام المهدي الذي سيملأ الدنيا قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا".وقال: "ستبقى راية الحرية والعزة والكرامة خفاقة في سمائنا، وهذه المؤسسات التربوية هي الرد على كل متجن لا يفهم عمق بعد الارتباط بالله عز وجل في مواجهة الظالمين، وهذا الدرب نسقيه بدمائنا وبكل ما نملك لنحفظ الإنسان". وأضاف: "ينسبون إلينا اليوم الإرهاب، نعم نحن نرهب عدو الله وعدو البشر والحرية وعدو العزة والكرامة، وهذا وسام على صدورنا، لم نأخذه إلا من خلال ما بذل من دماء أبطالنا وقادتنا، وها هي بنت الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس عندما تتحدث بهذا الكلام تثبت أن والدها لم يمت لأنه زرع زرعا يثمر، وستستمر المسيرة رغم أنوف الحاقدين. نعم نحن أرهبنا العدو الإسرائيلي واستطعنا الانتصار عليه من خلال مواقفنا وثباتنا والدفاع عن عزتنا وكرامتنا، واستطعنا أن نحرر لبنان، فكان لبنان عام 2000 أول بلد عربي يتحرر من العدو الإسرائيلي، والعرب كلهم لم يستطيعوا أن يحرروا شبرا من أرضهم إلا بما يسمى بمفاوضات الذل والهوان، كما الكل يدرك ويعلم. ولأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي ينهزم تحت أقدام أبطالنا وأطفالنا ورجالنا ونسائنا، وأيضا عندما حاول العدو أن يكرر الاعتداءات في حرب تموز فلاقى الهزيمة مع الذين قالوا عنا بأننا مغامرون، وأطالوا الحرب 33 يوما كان هدفهم هو القضاء على المقاومة ومشروعها، لأن من يعيش الذل لا يستطيع أن يدرك معنى الحرية". وأردف يزبك: "الذين كانوا يقولون عنا بأننا مغامرون كانوا يتحينون الفرصة، وكانت علاقاتهم وأحلافهم بالعدو الإسرائيلي تحت الطاولة ولكن عندما فشلوا هنا وهناك في كل مساعيهم، حاولوا أن يؤلبوا الناس وأن يوهموا الناس بعرب وفرس، وكأن الإسلام لم يأت ولم يدركوا معنى الإسلام لأنهم يرتكزون على فكر الإسلام بريء منه، ليس فقط الشيعة وإنما جميع المسلمين، ما عدا الوهابيين، هؤلاء يكفرون المسلمين جميعا، كل من يخالف رأيهم هو كافر". وتابع: "طفح الكيل لديهم نتيجة توالي خيبة الآمال والهزائم في سوريا واليمن وفي مناطق أخرى، لذا قالوا في نهاية المطاف أن حزب الله ومشروع المقاومة هو منظمة إرهابية، استجابة لتحريض العدو الإسرائيلي حليفهم على ذلك. والعالم كله يعلم من هو الإرهابي، ومن الذي ربى وصنع الإرهاب والقتلة والذباحين والذين هاجموا المدن والقرى وقتلوا البشر، ولم تسلم منهم لا الحسينيات ولا المساجد ولا الكنائس، هؤلاء هم الإرهابيون الذين تخرجوا من فكر الوهابيين، وآل سعود هم أساس الفتنة، وهم يشعلون الفتن في كل هذا العالم وفي هذه المنطقة، ولكن من أشعل نار الفتنة حرقته، إن ذلك لن يغير من رؤيتنا، بالعكس إنه يزيد من عزيمتنا وإصرارنا وإيماننا بأننا على حق، عندما يرضى عنا آل سعود وترضى عنا أميركا وإسرائيل نشكك في أمرنا ونشكك في عقائدنا، ولكن عندما نواجه من قبلهم ندرك جيدا أننا على حق وأنهم على باطل". وختم يزبك: "يريدون لنا مدارس أميركية مدارس ذل وهوان، لن نقبل بغير مدرسة الإسلام، ولن نقبل باجتهادات تفرق المسلمين. نعم لكل اجتهاد يوحد المسلمين جنبا إلى جنب، ولبنان اليوم هو بحاجة الى حوار والى تفاهم وإلى تعاون والى ثقافة واضحة نكون جميعا نحمل هذه الثقافة لنعيش معا جنبا إلى جنب، ونقول للبنانيين جميعا لا يمكن لأحد أن يحل مشاكلنا إلا نحن، من خلال التفاهم ومن خلال الثقة، لا من خلال التعطيل وإلقاء التهم من هنا وهناك، ولن نسمح بأن يتحول لبنان إلى مزرعة خليجية يعبث بها العابثون، ولن نسمح أن يجري في لبنان ما جرى في اليمن وما جرى في البحرين". واختتم الاحتفال بنشيد من إنتاج المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، تأليف عباس مظلوم وألحان علي حرب، ووزع الشيخ يزبك ودياب وفنيش ونون الهدايا على الفتيات المكرمات.

 

قاووق من صور: كرامة المقاومة جبل راسخ وأقوى من أن ينال منه قرار سعودي أو أميركي أو إسرائيلي

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - أقامت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم مدارس المهدي - صور والمجادل ولجنة إمداد الإمام الخميني، الحفل التكريمي السنوي لفتياتهن اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي ولمناسبة ولادة الحوراء زينب وذكرى القادة الشهداء، وذلك في قاعة الاستشهادي أحمد قصير في ثانوية المهدي في مدينة صور، برعاية نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق وحضوره، كما حضر مدراء المدارس والهيئة الإدارية والتعليمية في المدرستين، إضافة إلى عدد من الفاعليات والشخصيات وحشد من أهالي المكلفات. افتتح الحفل بمراسم تعظيم القرآن الكريم، ومن ثم عزفت الفرقة الموسيقية التابعة لجمعية كشافة الإمام المهدي والنشيد الوطني ونشيد حزب الله، ومعزوفة فنية تحت عنوان "خميني إمام"، لتدخل بعدها المكلفات اللواتي أدين قسم العهد والوفاء بالحفاظ على حجابهن والسير على درب السيدة الزهراء، وبعدها تم عرض فيلم مصور عن حفلات التكليف التي جرت خلال الأعوام السابقة.

قاووق

ومن ثم كانت كلمة راعي الاحتفال أكد فيها أنه "بتضحيات المجاهدين والشهداء بات لبنان اليوم في حصن حصين، وفي منعة أمام أي خطر إسرائيلي أو تكفيري، ونحن لن نعطي أي اهتمام لكل الضجيج والصراخ والغبار الذي لن يوقف المقاومة عن إكمال طريقها، فاستهداف حزب الله ليس جديدا، وإنما منذ العام 1982 وإلى اليوم والمتآمرون على المقاومة ما زالوا هم أنفسهم ولم يتغيروا، ولكن بعضهم كان يعمل بالعلن والبعض الآخر بالسر، وبالرغم من كل الحروب العسكرية والإعلامية والسياسية، فإن ميادين القتال كلها تشهد، وأيار عام 2000 وتموز عام 2006 يشهدان أن مقاومتنا تنتصر ولا تنكسر، وليقولوا ويفعلوا ما يستطيعون، فكرامة المقاومة جبل راسخ وصلب أقوى من أن ينال منه قرار سعودي أو أميركي أو إسرائيلي". ولفت قاووق إلى "أننا اليوم في مرحلة نشهد فيها على إجرام وإرهاب النظام السعودي في اليمن حيث تستمر المجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين الذين بدمائهم سقط القناع عن الوجه الحقيقي الإرهابي للنظام السعودي، فدماء شهداء المجازر في اليمن كتبت على جبين التاريخ والإنسانية أن النظام السعودي هو نظام إرهابي إجرامي تكفيري". وأضاف: "كفى إدانة للسعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي الذين قرروا إدراج حزب الله على لوائح الإرهاب أن إسرائيل تمتدحهم، ولا تخشى جيوشهم ولا حتى سيوفهم، بل إن أكثر ما تخشاه إسرائيل في العالم العربي هو قوة ومفاجآت حزب الله في لبنان"، مشيرا إلى أنه "وبعد كل الحملات الإعلامية والسياسية التي تستهدف محاصرة حزب الله وتشويه صورته وسمعته ومكانته، فإن كل الشرفاء في العالم العربي اليوم من مشرقه إلى مغربه قالوا كلمة واحدة من اليمن حيث أصالة العرب، والعراق، وسوريا، وفلسطين، إلى مصر، وتونس، والجزائر، وموريتانيا، "إن عنوان أصالة وشهامة ونخوة العرب إنما يجسدها سيد العرب وحفيد نبي العرب السيد حسن نصر الله".

سلمان

بدوره مدير مدرسة المهدي - المجادل شوقي سلمان ألقى كلمة قال فيها: "إننا في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم وجمعية لجنة الإمداد الخميني نعمل على أن نقدم أجيالا ممهدة لصاحب العصر والزمان، أجيالا تحسن علاقاتها مع الله أولا ثم مع الناس، ونحن نعمل ونبذل قصارى جهدنا لتقديم الخدمة التربوية اللائقة بأشرف الناس". بدورها التلميذة المكرمة فاطمة نصر الله ألقت كلمة باسم الطلاب المكرمات شكرت فيها إدارة المدرسة على كل اهتمامها، لتعاهد السيدة الزهراء أن تسير وزميلاتها على دربها ونهجها. وفي الختام وزعت الهدايا على المكرمات.

 

بري التقى مراد ووفدي مؤتمر بيروت والساحل ونقابة المصورين الصحافيين

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، وفد مؤتمر بيروت والساحل برئاسة كمال شاتيلا، في حضور عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" محمد خواجة، وكان عرض للاوضاع. وقال شاتيلا: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس بري الذي يلعب دور صمام الامان الاساسي للوحدة اللبنانية والاستقرار، وللحق فان دوره في احياء المؤسسات الدستورية في هذا الزمن الصعب نحن بحاجة له، وهذه ليست مجاملة بل رأي قوى التيار العروبي التي تعتز بصداقته وتقوم بدورها ايضا في تحصين الساحة، ونحمد الله ان الساحة الاسلامية التي جرت فيها مياه كثيرة وتعبئة وتحريض طائفي وفئوي، بقيت المناعة في الجسم الاسلامي العام والوحدة الوطنية. نسأل الله ان يوفق اخواننا العرب وخصوصا دول الخليج لتطوير العلاقات العربية - العربية والعودة الى التضامن العربي، ونتطلع الى دور مصرفي في هذا الشأن. ونطالب دول الخليج بالنظرة الايجابية الى لبنان لانه بمعظم اطرافه حريص على العلاقات اللبنانية - الخليجية واللبنانية - العربية. ونحن لا نريد ولم نكن ساحة للاساءة لأي بلد عربي، وفي هذا المجال لا يجوز ان نلعب بقضية الاجماع، فالكلام عن الاجماع تفسيراته عديدة لكنني أذكر بأول اجماع حصل منذ سنة في مصر حينما انعقدت القمة العربية وقررت بالاجماع القوة العربية المشتركة".

أضاف: "أنا اسأل كمواطن عربي وعروبي اين تطبيق هذا القرار؟ هناك أكثر من ثلاثين قرارا صادرا عن قمم عربية وعن مؤتمرات وزراء الخارجية العرب ترفض مساواة المقاومة بالإرهاب، وهذه قرارات من الجامعة ونالت اجماعا عربيا، لذلك فان ما جرى اثناء اجتماعات مجلس التعاون الخليجي او وزراء الداخلية العرب لم يكن اصلا اجماعا كما تبين في ما بعد، وفي الوقت عينه لا يمكن ان نتحمل الصراعات الحادة في المنطقة ولا يمكن ان نتحمل هذا التجاذب الذي يحصل ولا ان نقبل بمثل هذه القرارات التي تساوي المقاومة بالارهاب، فالمقاومة هي قوة دفاعية تتكامل مع الجيش اللبناني في ردع العدوان الاسرائيلي. لا يجوز بشكل من الاشكال كشف الوضع اللبناني امام الاطماع الاسرائيلية. اطمئن انه في الايام الاخيرة أجريت محاولات شد اكثر نحو العصبيات، فمن يريد انعاش وضعه عليه ألا يستخدم العصبية، إذ تبين أن الشارع ما عاد يستجيب وهو في مرحلة واعية، منوهين بتصريح شيخ الازهر الشريف عن ان الاسلام جناحان قائمان على السنة والشيعة، ودعوته الى الحفاظ على المسلم. ونطالب الجميع بالعودة الى شيخ الازهر الذي يدرس حتى الآن المذهب الجعفري لجانب بقية المذاهب الاسلامية".

وختم شاتيلا داعيا الى "صيانة الوحدة الاسلامية المتصارعة ومواجهة العدو الاسرائيلي في فلسطين، وليكن الاجماع العربي والاسلامي حول فلسطين لانها القضية الجامعة".

مراد

ثم استقبل بري رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبدالرحيم مراد وعرض معه للتطورات.

المصورون الصحافيون

واستقبل نقابة المصورين الصحافيين برئاسة النقيب عزيز طاهر في حضور مسؤول الاعلام المركزي في حركة "أمل" الدكتور طلال حاطوم. ورحب بري بالوفد، منوها بدور المصورين الصحافيين "الذين ينقلون الحقيقة بكل تجرد"، مؤكدا "أهمية موقع الاعلام ودوره في العالم". بعد اللقاء شكر طاهر لبري "الدور والجهود التي يبذلها على المستوى الوطني في رعاية وقيادة الحوار، ووقوفه بجانب الاعلام والحريات الاعلامية". وقال: "الوفد تمنى على دولته رعايته للمعرض الذي ستقيمه النقابة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في الاونيسكو. وعرضنا لعدد من مطالب النقابة وخصوصا موضوع صندوق التعاضد والمساهمة المالية السنوية للنقابة". وقدم الوفد لبري درعا تقديرية بعنوان "رجل الحوار الوطني وحامي السلم الاهلي".

 

بدنا نحاسب: سبب الإصرار على عدم دعوة هيئة التفتيش للانعقاد منع ملاحقة سارقي المال العام

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - أكدت حملة "بدنا نحاسب" أن "الإصرار على عدم دعوة هيئة التفتيش المركزي للانعقاد، دليل قاطع على استهداف أجهزة الرقابة"، وقالت: "إنها المرة الخامسة التي نحتج فيها أمام التفتيش المركزي على عدم إعطاء أجهزة الرقابة دورها في حفظ المال العام، بعنوانين انتقيناهما: عدم تنفيذ صفقة النفايات عن طريق إدارة المناقصات وعدم دعوة رئيس التفتيش المركزي لهيئة التفتيش للانعقاد. وسنظل نحتج، ولو للمرة الألف، حتى نصل إلى أن تقوم المؤسسات بدورها في حماية المال العام، خصوصا أجهزة الرقابة. ولكن رغم قانونية الطلب، ورغم الاحتجاج، إلا أن رئيس التفتيش يصر على عدم دعوة هيئة التفتيش للانعقاد، رغم أن المادة العاشرة من مرسوم تنظيم التفتيش المركزي تنص على وجوب انعقاد الهيئة مرتين في الشهر، وكلما دعت الحاجة، ولا يحرك رئيس الحكومة - الذي يتبع التفتيش المركزي إداريا له - لا يحرك ساكنا، مما يدل على أن كل الحجج التي تعطى لتبرير عدم دعوة الهيئة للانعقاد، ما هي إلا حجج واهية، بل تؤكد، بوضوح، أن الهدف الأساسي لعدم دعوة الهيئة للانعقاد هو تسهيل سرقة المال العام". أضافت: "لنا على ذلك أدلة كثيرة كعدم الالتزام بالنص القانوني الموجب لانعقاد الهيئة مرتين في الشهر والحجج الواهية لتبرير عدم الدعوة وشخصنة الأمور فبينما يعترف رئيس التفتيش المركزي بعدم دعوة هيئة التفتيش للانعقاد، يصر المفتش المالي - الذي يعتبره رئيس التفتيش سبب عدم الانعقاد - على طلب الانعقاد، حيث قدم مراجعة لمجلس شورى الدولة، تحت الرقم 20449/2015، يطالب فيها المجلس بإلزام رئيس التفتيش بالرجوع عن قراره بعدم دعوة هيئة التفتيش للانعقاد. هناك أيضا عدم تدخل رئيس مجلس الوزراء لإجبار رئيس الهيئة على دعوتها للانعقاد، وتناغم تبريرات عدم الانعقاد، المعطاة من قبل الجهتين وعدم حل المشكلة - إذا وجدت - من الجذور، فهل كلما اختلف موظفان يتوقف العمل الإداري أو القضائي؟. أيضا عدد الملفات المحولة من التفتيش إلى المراجع، والتي أبلغنا عنها أمين سر الهيئة، الذي لا يتجاوز اثنين وثلاثين ملفا خلال سبع سنوات، وليس من بينها الملفات "الدسمة" بالفساد كتلك المتروكة في الأدراج، على سبيل المثال ملف مجلس الجنوب المتروك منذ عشر سنوات والمتعلق بمشروع مياه "عين الزرقا" في البقاع الغربي، ومشاريع أخرى لا تتوافق قيمتها مع أكلافها الحقيقية. هناك أيضا عدم تحويل أي ملفات منذ سنة وملفات المستشفيات الحكومية، والتي تركت ليمر عليها الزمن، لكونها تخص متنفذين وملفات وزارتي "الشباب والرياضة" و"الخارجية" وتعطيل عمل الهيئة العليا للتأديب، جزئيا، لأن هيئة التفتيش المركزي تعتبر أهم المرجعيات التي تحيل ملفات التحقيق وملفات مجلس الإنماء والإعمار والملف - الفضيحة، المتعلق بتلزيمات بعض الترميمات في مبنى التفتيش المركزي، وقيمة الصفقة تجاوزت الملياري ليرة".

وتابعت: "إن طريقة العمل هذه، بتعطيل هيئة التفتيش، الهادفة إلى منع ملاحقة سارقي المال العام، تتوافق مع ما يحصل في الجهاز الرقابي الآخر ديوان المحاسبة، الذي إذا أحيل عليه ملف فيه فاسدون كبار، يمتنع الديوان عن فتح المحاكمة فيه حتى تمر عليه خمس سنوات، ويسقط بمرور الزمن. ولنا في هذا المجال مواقف سوف نعلنها في المستقبل من أمام ديوان المحاسبة، نظهر فيها لشعبنا كيف يسرق ماله العام. وأيضا تتوافق مع أفعال منسوبة لرئيس التفتيش، تشكل مخالفات إدارية منها ما هو محل إخبارات للنيابة العامة التمييزية. فهل يعطينا رئيس التفتيش، وهو قاض، جوابا يفسر امتناعه عن دعوة هيئة التفتيش للانعقاد؟ ألا يعتبر هذا استنكافا عن إحقاق الحق؟ أليس ذلك تعطيلا لعمل المؤسسات؟ وأيضا هل يفسر لنا كيف يحول الملفات بصفته رئيس هيئة التفتيش دون انعقاد الهيئة واتخاذها القرارات مجتمعة؟ أليس ذلك مخالفة قانونية من خلال مخالفة نص المادة 15 من مرسوم تنظيم التفتيش المركزي التي تحدد صلاحيات رئيس هيئة التفتيش حصرا، ولا تذكر بينها صلاحية تحويل ملفات هيئة التفتيش إلى المراكز المختصة؟ وهل يفسر لنا كيف يستفيد من تقديمات صندوق تعاضد القضاة، وفي الوقت نفسه من تقديمات تعاونية موظفي الدولة، ويتقاضى منها أموالا عمومية، وماذا يعتبر ذلك في ناموسه كقاض، خصوصا عندما يصرح بتاريخ 26/11/2014 لتعاونية موظفي الدولة، عند السؤال هل يستفيد من مصدر رسمي آخر فيرد بالنفي (المستند في حوزتنا)". وقالت: "هل يشرح لنا مدى عدالة سلم قيمة T.V.A التي قبضها من مستأجري العقار الرقم 201 - المدور، إلى مرجعها باعتباره مؤجرا وسيطا بين المكلف والخزينة، ويشرح لنا أيضا ما إذا كانت القيمة تسجل في T.V.A، لكون الإيجار قد تجاوز 150 مليون ليرة؟ وهل يعطينا دليلا على الأعمال الإضافية التي ينفذها، حتى يتقاضى مبالغ مالية عن "أعمال إضافية". هل يجيبنا لماذا لا يقوم بدعوة موظفي الفئة الأولى في الإدارات العامة، لتقييم أدائهم أمام "لجنة تقييم أداء موظفي الفئة الأولى" في التفتيش المركزي منذ ثلاث سنوات؟ هل يفسر لنا كيف اتخذ القرار الرقم 13/2015، المزعوم صدوره عن هيئة التفتيش القضائي، بينما هو يعترف في بيانه أنه لم يدع الهيئة للانعقاد منذ سنة؟ هل يفسر لنا كيف أعطى أوامره للادارة بالموافقة على طلب إحدى الشركات بتصنيفها، في وقت يتم التحقيق المالي معها حول مستندات مزورة قدمتها؟" أضافت: "أسئلة كثيرة وملاحظات، كلها توضح وتؤكد سبب الإصرار على عدم دعوة هيئة التفتيش للانعقاد، وهو فقط منع ملاحقة سارقي المال العام". وختمت: "من هنا نقول: لن نمل، لن نتخاذل أو نيأس، ولن نفقد الأمل، سنظل نطالب، لأنه "ما مات حق وراءه مطالب"، حتى تسترجع المؤسسات دورها، خصوصا الأجهزة الرقابية. اليوم، أمام التفتيش المركزي، وغدا أمام ديوان المحاسبة، وبينهما أمام رئاسة مجلس الوزراء، حتى نصل إلى بلد المؤسسات والمواطنة، بلد نفتخر بأننا أبناؤه، نمنع فيه السارق والفاسد من الإفلات من العقاب، بلد نحمي ماله العام كما نحمي ترابه. مستمرون ولن نخون عهدنا ووعدنا ببناء لبنان. عهدا لوطننا، من أجله "بدنا نحاسب".

الاعتصام

وكان ناشطو الحملة بدأوا اعتصاما امام مبنى التفتيش المركزي في بيروت، احتجاجا على ما اسموه "تقاعس التفتيش المركزي في محاسبة من يقيم الصفقات ويسرق المال العام" ووزعوا بيانهم. ثم توجهوا من امام التفتيش المركزي الى السرايا الحكومية حيث أنهوا اعتصامهم وطالبوا رئيس الحكومة تمام سلام بالضغط على التفتيش ليقوم بدوره في كشف الصفقات.

 

المجلس الشرعي الأعلى: للتمسك بالحوار وتعزيز العلاقات الاخوية العربية

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، ودرس الشؤون الإسلامية والوطنية والعربية. وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس المستشار القاضي الشيخ محمد عساف، وأعلن فيه "اسف المجتمعين واستنكارهم لما شهدته العاصمة بيروت وبعض المناطق اللبنانية من مظاهر شاذة وتحريضية من قطع للطرقات وحرق للاطارات واطلاق شعارات وهتافات فتنوية، منافية للدين وللأخلاق وللقيم الوطنية، كادت ان تدخل البلد في إشعال فتنة لولا تدخل الجيش اللبناني والقوى الأمنية لإعادة الأمور إلى نصابها"، داعين إلى "الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يؤدي إلى اهتزاز الأمن والسلم الأهلي والمحافظة على الوحدة الإسلامية والوطنية في لبنان". واعتبروا "ان الأزمة اللبنانية تزداد تعقيدا بسبب الفراغ الرئاسي والتداعيات السلبية الناتجة عما يحصل في دول الجوار العربي مع التأكيد بأن انتخاب رئيس للجمهورية هو ضرورة وطنية وواجب دستوري، املا ان تسفر الجلسة المقبلة عن انتخاب الرئيس العتيد بما يضع حدا للفراغ الدستوري الذي يشكل السبب الأساس للتعثر الحكومي وللتراجع الاقتصادي والاجتماعي وللاختلال في إدارة الشأن العام"، داعين النواب إلى "أداء واجبهم الدستوري بعد أن استنفذ حق المقاطعة كل أغراضه غير المجدية".

واعرب المجتمعون عن "استيائهم لعدم التوصل حتى الآن إلى حل قضية النفايات المتراكمة في الشوارع التي تشكل خطرا على صحة المواطن وتنقل السموم والأمراض للانسان مما يتطلب من مجلس الوزراء حسم هذه القضية اليوم قبل الغد وقبل انتشار الأوبئة الفتاكة وتلوث البيئة الناتج عن تراكم النفايات" داعين الحكومة إلى "تفعيل عملها وتماسكها في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، فالتلويح بالاعتكاف او الاستقالة من الحكومة قبيل انتخاب رئيس للجمهورية قد يؤدي إلى انهيار ما تبقى من بنية الدولة ويضر بالوطن والمواطن الذي يعاني من ضائقة معيشية واقتصادية متفاقمة". وشددوا على "ان الحوار بين اللبنانيين هو الأساس في تهدئة الأوضاع الداخلية للوصول إلى قواسم مشتركة ولو بالحد الأدنى الذي ينبغي ان يستمر مهما اختلفت الآراء حول القضايا اللبنانية والعربية والالتزام باتفاق الطائف ما يجنب لبنان الدخول في الخلافات والصراعات والمحاور الإقليمية والخارجية بصورة مباشرة وغير مباشرة". وتوقفوا باهتمام أمام الوقائع الأخيرة والتي برزت في "ضرورة تعزيز وتصحيح العلاقات الأخوية العربية وخاصة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ويدعونها إلى الاستمرار في احتضانها للبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها في تاريخه وذلك لان التخلي عنه سيشكل آثارا سلبية عليه"، لافتين الى "ان لبنان هو من الأسرة العربية الواحدة التي يعتز بالانتماء اليها وواحدا منها ومع مملكة الخير ودول الخليج العربي لما تقوم به من أجل كل لبنان دون تمييز بين طائفة ومذهب، مسلمين ومسيحيين".

 

ميشال معوض بعد زيارة لفرنجية: لا مصلحة لاحد بانفجار الوضع الداخلي

السبت 05 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في دارته في بنشعي، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، في حضور الوزير السابق يوسف سعادة والسيد طوني فرنجيه، وعضو المكتب السياسي في الحركة نصري معوض. بعد اللقاء، صرح معوض قائلا: "الزيارة اليوم الى دارة رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه هي جزء من الزيارات التي أقوم بها الى القيادات المسيحية والوطنية، وهي أيضا أساس للتواصل الذي يحصل بيننا وبين تيار المرده"، مشددا على أن "في هذه المرحلة يجب أن تتغلب مساحات الحوار على مساحات الخلاف". وأضاف "ليس لدينا مقاربة مشتركة على كل الملفات، ولكل منا رأيه الخاص في بعضها، كما يوجد تباين بالرأي، ولكن في نفس الوقت لدينا ارادة صلبة لمد الجسور وتمتينها". وتابع: "لقد قمنا بجولة أفق بقراءتنا الاقليمية والوطنية، وقررنا مواصلة الحوار والتواصل، وعند أي جلسة مع فرنجيه تكون زغرتا، وهم زغرتا موجود بيننا، زغرتا التي تجمعنا والتي من واجنبا في ظل التطورات الخطيرة التي تحصل ان نحيدها ونحصنها ونمتنها ونطورها". وختم بالقول: "يجب أن يعي الجميع أن الوضع في لبنان في ظل تفكك المؤسسات والتطور الخطير الذي يحدث على صعيد المنطقة والحروب، لا مصلحة لأحد أن يذهب الى انفجار، كلنا لدينا مصلحة بتقريب وجهات النظر لنعاود بناء مؤسساتنا، وحل أزمة النفايات، وننتخب رئيسا للجمهورية، ونعاود تفعيل عمل المؤسسات ليحيا الاقتصاد، وهذا هم مشترك مع فرنجيه". واكد المجتمعون على "ثوابتهم الوطنية والعربية بالوقوف إلى جانب الإجماع العربي المشرف الذي يعتز ويفتخر به كل مواطن عربي الهوية والانتماء، فالجسد العربي واحد يتصدى للتحديات الداخلية والإقليمية والدولية، ومسؤولية محاولة إفساد العلاقة التاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي يتحملها من هو خارج الإجماع العربي، فلبنان هو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها ولن يكون إلا مع المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي واي إساءة بحقهم هي إساءة للبنان وللبنانيين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: على الأسد الرحيل في بداية العملية الانتقالية وليس نهايتها وواشنطن تنفي تقديم تنازلات للروس... وكيري ولافروف يشددان على ضرورة بدء المحادثات

06 آذار/16/عواصم – وكالات: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، أن على رئيس النظام السوري بشار الاسد أن يرحل في بداية العملية الانتقالية وليس في نهايتها، وذلك قبل أيام من استئناف المحادثات السياسية لحل الأزمة السورية برعاية الأمم المتحدة الأربعاء المقبل. وقال الجبير، في تصريحات إلى الصحافيين خلال زيارة لفرنسا، «بالنسبة لنا الامر واضح جداً.. يجب أن يكون (رحيل الأسد) في بداية العملية وليس في نهاية العملية. لن يستغرق الامر 18 شهراً»، في إشارة إلى قترة المرحلة الانتقالية المطروجة في إطار الحل السياسي. وفي شأن آخر، أعلن الجبير أن السعودية ستتسلم شحنة من الأسلحة الفرنسية كانت قد طلبتها في الأصل من أجل لبنان، وذلك بعد أن علقت مساعداتها العسكرية إلى هذا البلد بسبب مصادرة قرار الدولة من قبل «حزب الله» الإرهابي. وقال وزير الخارجية السعودي في هذا السياق «اتخذنا قرارا بأننا سنوقف منح الجيش اللبناني مساعدات عسكرية بثلاثة مليارات دولار وبدلا من ذلك سنعيد توجيهها الى الجيش السعودي. لذلك سيتم استيفاء العقود (مع فرنسا) لكن الزبون سيكون الجيش السعودي». في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان ليل اول من امس، ان وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري تناولا خلال مكالمة هاتفية ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعاً. وأوضحت في بيان أن «الجانبين طالبا ببدء المحادثات في أسرع وقت ممكن… بين الحكومة السورية ومختلف أطياف المعارضة والتي سيحدد خلالها السوريون أنفسهم مستقبل بلادهم»، مشيرة إلى أن كيري ولافروف أكدا مجدداً ضرورة التعاون المتبادل لضمان استمرار وقف الأعمال القتالية في سورية. في غضون ذلك، نفت واشنطن اتهامات المعارضة السورية لها بالتنازل لصالح روسيا في الأزمة السورية. وجدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي التأكيد أن الإدارة الأميركية لا تزال تؤمن بأن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل سورية، موضحاً أن القرار متروك للشعب السوري لتحديد كيفية وشكل الحكومة الانتقالية، الأمر الذي يتطلب ضرورة استئناف المفاوضات بين المعارضة والنظام. وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية رياض حجاب اتهم في وقت سابق من أول من أمس واشنطن بتقديم تنازلات لروسيا، مؤكداً أن الظروف الحالية «غير مؤاتية» لعقد أي مفاوضات في ظل عدم تنفيذ الالتزامات. وقال في مؤتمر صحافي «لن نذهب إلى المفاوضات إلا على قاعدة عدم وجود أي دور للأسد وزمرته ممن تلطخت أيديهم بالدماء في مرحلة الانتقال السياسي»، و»من المبكر القول بأننا لن نذهب إلى المفاوضات في جنيف» الأربعاء المقبل. وأكد حجاب أن «روسيا تقصف السوريين وتراقب تنفيذ الهدنة» و»هذا غير مقبول»، مضيفاً ان «الولايات المتحدة قدمت الكثير من التنازلات للروس»، و»نريد رقابة حقيقية وصادقة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في سورية». وأشار الى أنه «خلال سبعة أيام من عمر الهدنة الموقتة (التي بدأت فجر السبت في 27 فبراير الماضي) تم توثيق أكثر من 90 غارة سورية وروسية بصواريخ فراغية وقنابل عنقودية وبراميل بغازات سامة أبرزها الكلور». ولفت إلى استهداف 50 منطقة تتواجد فيها فصائل مقاتلة، موضحاً أن «الفصائل التي تم استهدافها هي من الفصائل التي وافقت على هذه الهدنة الموقتة». وفي هذا السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في حصيلة أوردها أمس، أن 135 شخصاً في المجمل قتلوا في الاسبوع الاول من الهدنة في مناطق يشملها اتفاق وقف الاعمال القتالية، في حين قتل 552 شخصاً في المناطق التي لا يشملها الاتفاق. وأوضح المرصد أن الـ135 قتيلاً هم 45 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية، و32 مدنياً بينهم 7 أطفال و7 سيدات، و25 من قوات النظام وحلفائها، و33 مقاتلاً من الوحدات الكردية و»جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى. من جهتها، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان، عن مقتل 75 مدنياً خلال الأسبوع الأول من وقف العمليات العدائية، وتسجيل 216 عملية خرق

 

دخول قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية

06 آذار/16/دمشق – أ ف ب: دخلت قافلة مساعدات مساء أول من أمس، إلى الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في طريقها إلى ثلاث مدن سورية محاصرة هناك، في وقت تأمل الأمم المتحدة أن تتمكن من ايصال مساعدات إضافية مغتنمة وقف الأعمال القتالية. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو للصحافيين خلال وصول القافلة إلى مخيم الوافدين، آخر نقطة تحت سيطرة قوات النظام قرب الغوطة الشرقية، إننا «نواصل العملية الإنسانية بإدخال المزيد من المساعدات إلى مدن في الغوطة الشرقية في ريف دمشق»، موضحاً أن القافلة التي تضم 23 شاحنة محملة «بمساعدات غذائية وطبية ومواد غذائية للأطفال» ستصل إلى «عشرين ألف شخص في سقبا وعين ترما وحزة»، التابعة إدارياً لمنطقة كفربطنا. وأضاف «هذا مشوار سيتواصل في الفترة المقبلة، ونحن في حالة استعداد تام كمنظمات أمم متحدة إنسانية مع شركائنا العاملين في سورية، للاستفادة من الظروف المؤاتية حالياً التي خفت فيها العمليات العسكرية بصورة ملحوظة». واعترف أن المساعدات الحالية «قطرة في خضم جزء كبير من الاحتياجات»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تعتزم ايصال مساعدات إضافية في اليومين المقبلين، آملا أن تشمل مدن دوما وزملكا وحرستا شرق وعربين.

 

روسيا ترسل حاملة طائرات إلى المتوسط

06 آذار/16/موسكو – سي ان ان: كشف مصدر في البحرية الروسية، عن نية بلاده إرسال حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف”، إلى البحر الأبيض المتوسط في الصيف المقبل، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الحكومية. ونقل تقرير الوكالة على لسان المصدر الذي لم تسمه قوله “من المقرر أن تتوجه حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف في صيف 2016 إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث تكون على رأس الوحدات البحرية الروسية المتواجدة هناك”. وأضاف “الآن تتواجد “الأميرال كوزنيتسوف” في مصنع تصليح السفن بمدينة مورمانسك حيث يجري تجهيزها لرحلة بعيدة.. وستدخل إلى مصنع تصليح السفن ثانية عندما تعود من الرحلة البعيدة، وتمكث هناك لمدة طويلة حتى إعادة تأهيلها لاستخدام طائرات جديدة”.

 

أنس العبدة رئيساً للائتلاف المعارض

06 آذار/16/إسطنبول – الأناضول: انتخبت الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض أمس، أنس العبدة رئيساً جديداً، خلفاً لخالد خوجة، وذلك في اجتماع الهيئة الـ 27 المستمر منذ أسبوع. وذكر الائتلاف في بيان، أن أعضاء الهيئة العامة «توافقوا اليوم (أمس) في اجتماعهم المستمر منذ 26 فبراير الماضي، على هيئة رئاسية جديدة برئاسة أنس العبدة، وكل من موفق نيربية وعبد الحكيم بشار وسميرة مسالمة نواباً له، وعبد الإله فهد أميناً عاماً»، مضيفاً إن «العبدة تسلم رئاسة الائتلاف خلفاً لخالد خوجة المنتهية ولايته، فيما تستمر الاجتماعات حالياً لاختيار أعضاء الهيئة السياسية البالغ عددهم 19 عضواً». وأوضح أن الهيئة العامة عدلت المادتين 8 و21 من النظام الأساسي، التي تتعلق بإدارة الهيئة السياسية للائتلاف، وأحقية عضو الائتلاف بالترشح مرة جديدة بعد مضي دورتين على انتهاء ولايته».وكانت الهيئة العامة للائتلاف قررت الأسبوع الماضي، تكليف رئيس اللجنة القانونية هيثم المالح بتسيير أعمال الائتلاف، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته خالد خوجة لحين انتخاب آخر.

 

النظام السوري يشتري 20 ألف برميل نفط من “داعش” يومياً

06 آذار/16/نيويورك – سي أن أن: أكدت مصادر مطلعة أن النظام السوري يشتري نحو 20 ألف برميل من النفط يومياً من تنظيم “داعش”، مؤكدة أن التنظيم لن يعلن عن إفلاسه في أي وقت قريب.وقال المحلل بمؤسسة “كارنيغ أندومينت” لأبحاث السلام العالمي يزيد الصايغ إن سيطرة “داعش” على تدمر، بالإضافة إلى حقلين للغاز ومحطات للضخ تعرف بـ”T3 دفع بالنظام السوري إلى التفاوض مع التنظيم في سبيل “الحفاظ على استمرارية تدفق الغاز من الحقول الشرقية إلى معامل الطاقة التابعة للنظام مقابل دفعات مالية أو استمرار تزويد تلك المناطق بالكهرباء”.في سياق متصل، أكد نائب وزير المالية الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات التمويلية آدم سزبين أن “الطرفين (داعش والنظام السوري) يحاولان قتل بعضهما البعض في الوقت الذي يرتبطان به بتجارة حجمها ملايين الدولارات”.

وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن “داعش” يحقق إيرادات تتراوح بين 1.2 إلى ثلاثة ملايين دولار يومياً.

 

المعارضة تسيطر على منفذ حدودي مع العراق

06 آذار/16/دمشق – أ ف ب: سيطرت فصائل سورية معارضة على منفذ التنف الحدودي بريف حمص الجنوب شرقي، عند الحدود السورية العراقية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، ليل أول من أمس، أن مسلحين هذه الفصائل دخلوا الأراضي السورية من الأردن، حيث تم تدريبهم قبل أن يتوجهوا إلى التنف، التي يسيطر على الجانب العراقي منها تنظيم “داعش”، مضيفاً إن الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده واشنطن أجبرت “داعش” على الانسحاب من الجانب السوري من المعبر، ما سهل تقدم الفصائل المعارضة المسلحة. وأشار إلى أن “داعش” لا يزال يسيطر على معبر البوكمال الستراتيجي بريف دير الزور، الذي يربط مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية، فيما تسيطر قوات كردية على معبر اليعربية إلى الشمال من البوكمال.وكانت القوات الكردية انتزعت من “داعش” في صيف العام 2015، معبر تل أبيض على الحدود السورية التركية.

 

أردوغان يقترح بناء مدينة للاجئين على الحدود السورية الشمالية وسقوط قتلى برصاص حرس الحدود التركي

06 آذار/16/اسطنبول – وكالات: اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فكرة بناء مدينة في شمال سورية، بهدف استيعاب بعض اللاجئين الفارين من الحرب. وقال في كلمة، مساء أول من أمس، «أريد أن قول لكم شيئاً. ما هو الحل؟ أن نبني مدينة في شمال سورية … لإعادة اللاجئين إليها»، مشيراً إلى أنه يمكن بناء هذه المدينة على مقربة من الحدود التركية بمساعدة المجتمع الدولي. وأضاف «تحدثنا مع (الرئيس الأميركي باراك) أوباما وحتى أننا حددنا الموقع، ولكن لم يتم حتى الآن الانتهاء من المشروع» من تحديد الوقت اللازم لتنفيذه. وتسعى تركيا، التي تستضيف 2٫7 مليون لاجئ سوري، منذ فترة طويلة لإنشاء ممر إنساني في سورية، يكون محميا بمنطقة حظر جوي، لكن هذه هي المرة الأولى التي تقترح فيها أنقرة بناء مدينة للاجئين. من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات حرس الحدود التركي استهدفت ليل أول من أمس عدداً من السوريين أثناء محاولتهم العبور الى تركيا من محافظتي إدلب واللاذقية، ما أدى لمقتل شخصين على الأقل وإصابة 10 آخرين بجروح، مشيراً إلى ورود معلومات عن قتل قوات حرس الحدود ثمانية آخرين حاولوا العبور من المنطقة ذاتها. ووصف نشطاء متمركزون عند الحدود التركية – السورية الحادث بأنه مجزرة ارتكبت بحق مدنيين سوريين عزل. في موازاة ذلك، قال مسؤول في وحدات حماية الشعب الكردية، أمس، إن الجيش التركي أطلق النار على عناصرها قرب مدينة القامشلي في شمال شرق سورية قرب الحدود التركية. من جهتها، أفادت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية للانباء أن القوات المسلحة التركية قصفت مجدداً، أول من أمس، مواقع لتنظيم «داعش» في سورية. وأوضحت أن القوات التركية استخدمت مدافع الـ»هاوتزر» المتمركزة على حدودها لقصف أهداف لـ»داعش» في شمال محافظة حلب. وهذه هي المرة الثانية في غضون أسبوع التي تعلن فيها تركيا قصف مواقع للتنظيم، بعد أكثر من شهر من عدم ورود تقارير عن استهداف تركيا جماعات متطرفة.

 

السعودية: لا ضرورة لقرار جديد من مجلس الأمن بشأن اليمن ودعت الدولة اللبنانية للخروج من نطاق ابتزاز "حزب الله"

06 آذار/16/نيويورك (الامم المتحدة) – ا ف ب: رفضت المملكة العربية السعودية فكرة إصدار مجلس الامن الدولي قرارا جديداً بشأن اليمن. وقال السفير السعودي لدى الامم المتحدة عبد الله المعلمي، ليل اول من امس، “لا نعتقد أن مثل هذا القرار ضروري في هذه المرحلة”. وكانت الدول الاعضاء في مجلس الامن اعتبرت الخميس الماضي ان الوضع الانساني “خطر جدا” في اليمن و”طلبت من اطراف النزاع احترام الحق الانساني الدولي”، بحسب السفير الانغولي اسماعيل غاسبر مارتينز الذي يراس مجلس الامن في مارس الجاري. واضاف ان الدول الاعضاء الـ15 في المجلس بدأت بحث مشروع قرار بشأن الوضع الانساني في اليمن سيركز خصوصا على “استهداف المؤسسات الطبية” من قبل المتحاربين، كما دعت الى وقف لاطلاق النار. ورد السفير السعودي على نظيره الانغولي قائلا انه “تجاوز مهامه” كرئيس للمجلس وانه عبر عن “موقفه الشخصي”. واضاف ان وسيط الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد ومسؤولون عن العمليات الانسانية للامم المتحدة متفقون مع الرياض على عدم جدوى تدخل جديد لمجلس الامن. واعتبر أن صدور قرار جديد لمجلس الامن من شأنه تعزيز جانب الحوثيين في رفضهم الانصياع لقرار مجلس الامن رقم 2216 المعتمد العام الماضي، الذي يطالب الميليشيات بتسليم أسلحتها وإنهاء الانقلاب. وإذ شدد على أن “الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في اليمن”، أعرب المعلمي عن أمله أن يتمكن ولد الشيخ أحمد من استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة بحلول منتصف الشهر الجاري. وأكد أن “أي تسوية سياسية يجب ألا تستثني الحوثيين، ومن الضروري مشاركتهم ومن المهم تمثيلهم في أي حكومة يمنية، لكن دون أن يكون لهم جناح عسكري مثل منظمة حزب الله اللبنانية”. وأعلن السفير السعودي أن “عملية إعادة إعمار اليمن ستجري بتمويل سعودي وخليجي”، لكنه استدرك قائلًا “نعتقد أيضاً أن تلك مسؤولية المجتمع الدولي ككل، وسندعو لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع وحل الأزمة”. وردًا على أسئلة الصحافيين، بشأن الأزمة الأخيرة بين المملكة العربية السعودية ولبنان، قال المعلمي “لم نطلب من المواطنين السعوديين المقيمين هناك مغادرة لبنان، بل طلبنا منهم توخي الحذر، ونعتقد أنه إذا استطاعت الدولة اللبنانية أن تخرج من نطاق ابتزاز “حزب الله”، فإنه من الممكن إعادة النظر في الخطوات الأخيرة التي تم اتخاذها من قبل المملكة العربية السعودية”. وبشأن ما إذا كانت المملكة ستطلب من مجلس الأمن اتخاذ تدابير بشأن اعتبار “حزب الله” منظمة إرهابية، قال المعلمي “سنكتفي الآن بإبلاغ أعضاء مجلس الأمن بإدراجنا حزب الله كمنظمة إرهابية وسننظر في الخطوات المقبلة طبقاً للتطورات”.

 

الأحوازيون ينتفضون ضد قوات الاحتلال الإيراني في مدينة الفلاحية وضاحي خلفان داعياً إلى مقاطعة شاملة لإيران: جار إرهابي نسي أننا دحرنا الفرس

06 آذار/16/طهران، دبي – وكالات: اندلعت مواجهات عنيفة بين الأحوازيين وقوات الأمن الإيرانية، الخميس الماضي، في مدينة الفلاحية جنوب الأحواز، بعد أن هاجم الأمن مجلس عزاء إثر ترديد المشيعين هتافات مناوئة للنظام. وقالت مصادر أحوازية إن تدخل قوات الأمن وإطلاق النار العشوائي باتجاه المتظاهرين تسبب في اندلاع مواجهات بين قوات الأمن وأبناء عشيرة العساكرة من أفخاذ كعب في الفلاحية. وأظهرت صور، تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جموعاً غاضبة من المتظاهرين وهم يرفعون العصي ويسيطرون على آليات وعربات تابعة للقوات الخاصة في الشرطة الإيرانية.

وذكر ناشطون أن القوات الإيرانية فرضت طوقاً أمنياً منذ صباح اول من امس على مدينة الفلاحية والمناطق المؤدية إلى قرى عشيرة كعب التي تشكل غالبية سكان الفلاحية، فيما أكدت مصادر أحوازية أن مجموعة كبيرة من القوات الخاصة في الشرطة وقوات مكافحة الشغب والمخابرات وصلت إلى الفلاحية واعتقلت عدداً من الأحوازيين. من جهته، ذكر «التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز» أن مدينة الفلاحية «انتفضت بوجه قوات الامن الفارسية»، الخميس الماضي، على اثر مداهمة قوات الامن بيوت الاحوازيين في منطقة أوشار شرق المدينة، مشيرة إلى أن الأحداث بدأت على أثر ممانعة قوات الامن تجمهر المواطنين العرب وتشييع جنازة شاب احوازي يدعى حسين عساكرة. واضاف ان الشباب الأحوازيين ردوا بما لديهم من أدوات بسيطة كالعصي للدفاع عن أنفسهم أمام القوات الامنية المدججة بالسلاح، ونجحوا في الاستيلاء على إحدى عربات الشرطة.

في سياق متصل، نظمت «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» مظاهرة حاشدة اول من امس أمام السفارة الإيرانية في العاصمة السويدية ستوكهولم، شارك فيها المئات للتضامن مع الشعب العربي الأحوازي والإشادة بخطوات المملكة العربية السعودية، وتصديها لـ»العدوان الفارسي»، وعلى وجد التحديد وضع «حزب الله» على قائمة المنظمات الإرهابية. وخرج المئات من المتظاهرين الأحوازيين، والبلوش، والأكراد والجاليات العربية الأخرى المقيمة في السويد في مسيرة حاشدة وكبيرة أمام السفارة الإيرانية «تنديداً بالعدوان الفارسي الذي يمارسه الاحتلال يومياً ضد الشعب العربي الأحوازي». وأفاد بيان صادر عن المنظمين أن المتظاهرين أشادوا بالخطوات الثابتة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في تصديها ل»السياسات العدائية التي تمارسها الدولة الفارسية وأدواتها الإرهابية في الوطن العربي سيما في دول الخليج العربي، خصوصاً تجريم الذراع الفارسي الإرهابي» في لبنان المتمثل بـ»حزب الله». من جهة أخرى، شن رئيس الشرطة والأمن العام الفريق ضاحي خلفان هجوماً عنيفاً على إيران ووصفها بـ»الدولة الإرهابية»، داعياً إلى مقاطعة شاملة لها في الخليج العربي في ظل مخططاتها الهادفة للإخلال بأمن دوله. وفي سلسلة تغريدات على حسابه بموقع «تويتر»، أمس، دعا خلفان المواطنين في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مقاطعة البضائع الإيرانية، مشدداً على ضرورة استخدام «الأوراق التي نملكها لإيقاف التهور الإيراني». واعتبر أن «سياسات أصحاب العمائم الحمقى كرهت البشر فيهم»، داعياً إلى «تسكير (إغلاق) الباب على إيران» التي وصفها بـ»جار إرهابي». وقال خلفان انه «خلال 3 سنوات يجب أن يطلب من كل صاحب محل ايراني أن يغادر إلى إيران … أولادنا أحوج بفتح المحلات … في إيران لايسمحوا لنا بفتح كشك. احترمنا الإيرانيين كثيراً لكن لا خير فيهم مع الأسف». وأشار إلى أن دول مجلس التعاون لا مصلحة لها بالتجارة مع إيران و»أسواقنا الجديدة الكبرى (في) أفريقيا»، مشدداً على ضرورة «ألا يسمح بعد اليوم لأي إيراني بفتح محل تجاري في الخليج العربي». وإذ دعا إلى مقاطعة صارمة لإيران عربياً وخليجياً واسلامياً، قال خلفان: «إيران نسيت أننا نحن أبناء الخليج العربي الذين دحرنا الفرس التي كانت تحتل العراق يوماً ما.. يجب أن نعيد لهم الدرس من جديد. كنا نتغاضى ونتحمل ونقول المسامح كريم ونجامل ونقول لعلى وعسى … ظلت إيران شريرة وحزب اللات (حزب الله اللبناني) إرهابيا وهدفهما توسع وكبر وازداد». وشن خلفان أيضاً هجوماً على «حزب الله» قائلاً: «حزب اللات قدمت له دول الخليج العربي مالا يستحق .. لم يشكر يوماً ما إلا أسياده الفرس. بؤرة إلارهاب الصفوي في الجنوب اللبناني وبالذات وخصيصاً حزب اللات». ولفت إلى أن «كل الذين يقفون اليوم من دول الخليج العربي موقفا سلبيا وهي تدافع عن أمنها القومي سيكون لهم حساب خاص»، مضيفاً: «أعطينا إيران من الاحترام أكثر مما تستحق… فتكبرت». وكرر خلفان في سلسلة تغريداته اللاذعة وصف إيران بـ»دولة ارهابية في زمن العمائم الكذابية»، مشيراً إلى أن رجلاً ثرياً شيعياً من الإمارات ذهب للاستثمار في إيران فـ»أكلوا أمواله وهددوه بالسجن، فقط لأنه شيعي عربي».

 

أوغلو يجري محادثات في طهران ويدعو إلى التعاون لحل الأزمات

06 آذار/16/طهران – وكالات: أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ضرورة التعاون بين أنقرة وطهران لحل الأزمات في المنطقة. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري عقب محادثاتهما في طهران، أمس، أشار أوغلو إلى ضرورة «وضع بعض وجهات النظر المشتركة بين تركيا وإيران، من أجل وقف اقتتال الأخوة، والصراعات العرقية والطائفية في منطقتنا»، مضيفاً «إذا استفدنا من الإمكانيات الكبيرة في علاقاتنا الثنائية، سيكون من السهل إيجاد أرضية مشتركة للحد من عدم الاستقرار، والتهديدات الإرهابية، واقتتال الأخوة في منطقتنا».وأكد أهمية عاملي التاريخ والجغرافيا، اللذين تشتركان بهما تركيا وإيران، رغم اختلاف وجهات النظر بشأن بعض القضايا، مشيراً إلى اتفاق البلدين على صياغة مرحلة جديدة في العلاقات بينهما. ودعا إلى عدم ترك مصير المنطقة تتحكم به أيادٍ من خارجها، مشيراً إلى أن تركيا وإيران ستعملان سوياً في الفترة المقبلة من أجل البلدين والمنطقة.وأشار إلى أنَّ تخفيف العقوبات عن ايران بعد الاتفاق النووي يعني أن البلدين يستطيعان بسهولة تجاوز حجم التجارة الثنائية الذي كان مستهدفاً من قبل وهو 30 مليار دولار سنوياً.من جهته، أكد جهانغيري متانة العلاقات بين البلدين، مضيفاً انه «على الرغم من اختلاف رؤيتنا حيال بعض قضايا المنطقة، إلا أننا نتوافق أيضا بوجهات النظر على الكثير من الصعد، وقررنا إدارة هذا الاختلاف من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة».وأعلن بدوره أن البلدين يريدان رفع مبادلاتهما من 10 مليارات الى 30 مليار دولار سنوياً، وذلك في غضون سنتين.يشار إلى أن زيارة أوغلو طهران هي الأولى له منذ توليه منصب رئيس الوزراء.

 

تنديد أوروبي- أميركي بقمع الصحافة في تركيا وتفريق متظاهرين أمام صحيفة «زمان»

06 آذار/16/اسطنبول – أ ف ب: أعرب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أمس، عن قلقهما العميق حيال حرية الصحافة في تركيا، بعدما فرضت السلطات حراسة قضائية على صحيفة «زمان» المعارضة، في مثال جديد على القمع المتزايد تجاه وسائل الإعلام. وقال المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هان أمس، إنه يشعر «بقلق بالغ إزاء التطورات الأخيرة في محيط صحيفة زمان، الأمر الذي يهدد التقدم الذي أحرزته تركيا في مجالات أخرى»، مضيفاً «سنتابع عن كثب ما يحدث، وعلى تركيا، المرشحة للانضمام (إلى الاتحاد الأوروبي)، أن تحترم حرية الصحافة، الحقوق الأساسية غير قابلة للتفاوض».من جهته، وعد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ببحث الموضوع خلال لقائه رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو غداً، متحدثاً عن «ضربة جديدة ضد حرية الصحافة في تركيا». وفي واشنطن، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي «بآخر حلقة في سلسلة أعمال بوليسية وقضائية مثيرة للقلق اتخذتها الحكومة لاستهداف وسائل الإعلام وأولئك الذين ينتقدونها»، مضيفاً «نطالب السلطات التركية بالحرص على أن تكون تحركاتها متطابقة مع القيم الديمقراطية العالمية المدرجة في دستورها وبينها حرية التعبير وحرية الصحافة». وتأتي هذه الخطوة قبل يومين من قمة أوروبية – تركية حاسمة بشأن الهجرة غداً، في بروكسل، تأمل خلالها أنقرة بتسريع عملية انضمامها إلى أوروبا في مقابل جهودها لوقف تدفق المهاجرين من أراضيها في اتجاه أوروبا. من ناحية ثانية، استخدمت الشرطة التركية أمس، الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق نحو 500 متظاهراً تجمعوا في اسطنبول، أمام مبنى صحيفة زمان المعارضة الموضوعة تحت الحراسة القضائية، التي دهمتها الشرطة ليل أول من أمس. واستخدمت الشرطة كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق التظاهرة، غداة قرار القضاء وضع الصحيفة تحت الحراسة القضائية، في آخر مثال على الحملة المتنامية التي تستهدف وسائل الإعلام التركية.

وكانت الشرطة فرقت ليل أول من أمس، حشداً ضم المئات تجمعوا أمام الصحيفة، ونشرت أمس، أعداداً كبيرة من عناصرها أمام المبنى ودققت في هويات الموظفين لدى توجههم إلى عملهم، فيما وصل مديرون عينهم القضاء لتولي إدارة الصحيفة. ورفع المتظاهرون أمام المبنى العدد الأخير من الصحيفة لتأكيد تضامنهم معها. وكانت الصحيفة صدرت أمس، تحت عنوان «تعليق الدستور» على صفحتها الأولى بخط أبيض على خلفية سوداء، وتحدثت عن «يوم العار» على حرية الصحافة في تركيا.وتعتبر مجموعة «زمان»، التي تملك بالإضافة إلى صحيفة «زمان» اليومية، صحيفة «تودايز زمان» الصادرة بالإنكليزية ووكالة أنباء «جيهان»، مقربة من الداعية فتح الله غولن، الحليف السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أن يتحول إلى عدوه الأول منذ فضيحة فساد مدوية هزت أعلى هرم السلطة في نهاية العام 2013.

 

المحافظون الأميركيون يدعون إلى انتفاضة جمهورية ضد ترامب

06 آذار/16/اوكسون هيل (الولايات المتحدة) – ا ف ب: دعا المدرس المتقاعد بن ويليامز الى انتفاضة جمهورية تمنع دونالد ترامب من رفع راية الحزب في السباق الى البيت الابيض، متحدثاً خلال «مؤتمر العمل السياسي المحافظ»، وهو الملتقى السنوي للمحافظين الاميركيين قرب واشنطن.

وقال ويليامز في «مؤتمر العمل السياسي المحافظ»، أكبر تجمع لناشطي اليمين في البلاد، ليل اول من امس، إن الملياردير الشهير الذي أرهق واستحوذ على المشهد السياسي الاميركي، لديه صفات «ستكون كارثية إذا تحلى بها رئيس»، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، الغطرسة والتهور والابتذال.

وأضاف ويليامز، الذي كان يرتدي زياً سكتلنديا بمناسبة الشهر الأميركي الاسكتلندي، «بالنسبة للجناح اليميني للحزب، لا»، ترامب ليس محافظاً بما فيه الكفاية. وبدا أن غالبية المشاركين في المؤتمر يشاركون وجهة نظر ويليامز حيث علت الهتافات حين تم الإعلان أن ترامب، قطب العقارات الأميركي الذي يبدو الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ألغى زيارته المقررة التي كانت مقررة أمس للمشاركة في المؤتمر. قال برينت تيدويل (29 عاما) وهو جمهوري متطوع في المؤتمر «لا أعتقد أنه منسجم مع توجه المحافظين. أعتقد انه رأى حاجة ومصلحة في بعض الأفكار المحافظة، وتبناها لأنها كانت مناسبة له».

وتوعد ترامب، الفائز في عشر ولايات من أصل 15 ولاية حتى الآن في السباق التمهيدي لنيل الترشيح الجمهوري، بحرب شاملة ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات العامة. ولكن قبل أن يتفرغ لها، عليه أن يكسب تأييد حزبه، إذ يبدو أنه يخسر المعركة وسط تجمع الناشطين المتشددين في واشنطن.

وقال منافسه المحافظ تيد كروز لدى اعتلائه المنبر «إذا فدونالد ترامب تخلى عن الحديث أمام المؤتمر»، مضيفاً وسط هتافات «لقد أبلغوه أن محافظين سيكونون هنا!». صاح شخص من الجمهور قائلاً «لا لترامب»، مكررا العبارة التي أصبحت وسما شعبيا على موقع «تويتر»، في إشارة إلى الاشمئزاز من بروز هذه الشخصية المثيرة للجدل من خارج الاوساط السياسية.ويفخر كروز بنقاء انتمائه إلى اليمين المتشدد، لكت ترامب ليس كذلك، رغم إعلانه تمسكه بمسيحيته، والدفاع عن حق امتلاك السلاح وعن جيش قوي، وتعهده بناء جدار على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية، ومعارضته مشروع الرئيس باراك أوباما لإصلاح نظام الرعاية الصحية. ويعتبر «مؤتمر العمل السياسي المحافظ» تقليداً بين الجمهوريين الساعين للوصول إلى البيت الأبيض، ومنهم رونالد ريغان الذي أشاد بالمحافظين في المؤتمر خلال السبعينات قبل فوزه بالرئاسة.

وترامب مدرك تماماً لمكانة المؤتمر في المجتمع اليميني، خصوصا أنه تبرع بأكثر من مئة ألف دولار للاتحاد الأميركي المحافظ، الذي يستضيف المؤتمر، بحسب ما ذكرت مجلة «بوليتيكو» الأسبوع الماضي.ورغم الاجماع على ضرورة منع وصول كلينتون إلى الرئاسة، هناك انقسامات دراماتيكية حيال من سيكون الأفضل ليقود الحملة الرامية إلى منع الديمقراطيين من قيادة البلاد لأربع سنوات

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المعارضة الشيعية اللبنانية يعاديها الخصوم ويهملها الحلفاء

العرب/06 آذار/16

يعيش لبنان على وقع أجواء أزمة متفاقمة تذكّر البعض بفترة الحرب الأهلية (1975 – 1990)، فيما يذهب آخرون إلى اعتبارها أشدّ وقعا بالنظر إلى ملابسات الأزمة وتعقيداتها وارتباطها بالوضع الإقليمي العام وتغير معطيات كثيرة تحيط به؛ وكان متوقّعا أن تشتدّ الأزمة على لبنان كلما اشتدّ الوضع في سوريا. وضاقت الدائرة على لبنان، فكان لا بدّ من تدخل سعودي جديد، اختلف هذه المرة عن التدخل الذي أسفر عن نهاية الحرب الأهلية باتفاق الطائف، حيث فرضت الأحداث المترابطة في المنطقة وتداخل بعضها ببعض نتيجة السياسات الإيرانية وأيضا نتيجة ثغرات في السياسات السابقة للقوى الإقليمية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، مراجعة المواقف والتدخلات وطرق التعامل مع الملفات الإقليمية ومكوناتها والأطراف المعنية بها. وكما صرّح خبراء لـ"العرب" فإن الدولة الوطنية، في لبنان، وأيضا في دول عربية أخرى، فشلت في احتواء مكوّناتها، وهذا السبب وفّر موطئ قدم لطهران لتتغلغل في كثير منها إلى حد وجب تصحيح المسارات وتغيير السياسات واتخاذ قرارات حاسمة حتى وإن بدت صادمة للحلفاء قبل الخصوم.

العمامة تتغير ولبنان واحد

بيروت - قبل أيام انشغلت الأوساط اللبنانية بالبيان الذي وزّعته أوساط قريبة من حزب الله نقلا عن مصادر أمنية لبنانية يزعم أن الناطق الرسمي بإسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي بات يشرف بشكل دوري على ما يُنشر في موقع “جنوبية”.

أتى هذا الانشغال ليس لصدقية في مضمون البيان، بل علامة خطيرة من علامات موقف حزب الله المقبل من منابر الاعتراض داخل الطائفة الشيعية، والتي بدا أن اتهامها بالتعامل مع إسرائيل، يحضّر لتدابير لإسكات الأصوات الشيعية المتمردة على إرادة الحزب، من خلال إلصاق تهم العمالة والتخوين، وما يحمله مضمون هذه الاتهامات من تحريض داخل الطائفة الشيعية ضد أطراف شيعية معيّنة.

يدير موقع “جنوبية” الصحفي اللبناني علي الأمين نجل العلامة السيد محمد حسن الأمين، والذي يشكّل وشريحة واسعة داخل الطائفة الشيعية ظاهرة اعتراض حاد ضد حزب الله. كانت أصوات الاعتراض الشيعي جزءا أساسيا من حراك “14 آذار”، ولطالما كيلت لها النعوت تلو النعوت مقللة من أهمية جهدها ووقع مسعاها. فقد اتهمت أوساط الحزب أصحاب هذا الاعتراض بأنهم ليسوا شيعة، أو أنهم شيعة السعودية والقاعدة، ونعتهم السيّد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، بأنهم شيعة السفارة، غمزا من قناة السفارة الأميركية في بيروت.

على أن حالة الاعتراض الشيعي عانت من عزلتين مختلفتين، عزلة عن عامة الشيعة الملتفّين بقوة حول ما يطلق عليه بالثنائي الشيعي، حزب الله بقيادة نصرالله وحركة أمل بقيادة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وعزلة أخرى من خصوم حزب الله في لبنان، لا سيما المتجمعين تحت سقف “14 آذار”، ذلك أن هذا التحالف، وإن افتخر بوجود المعارضين الشيعة في صفوفه، إلا أنه اعتبرهم صوتا هامشيا، وأمعن في التعامل مع الثنائي التقليدي في عمليات إنتاج السلطة، سواء من خلال الانتخابات، البرلمانية والبلدية، أو من خلال تشكيل الحكومات.

لكن الإشكالية الأعقد هي التي واجهت شرائح الاعتراض الشيعي مع المملكة العربية السعودية، ذلك أن الرياض، والتي استثمرت الكثير في دعم حلفائها في لبنان، وفي مقدمهم تيار المستقبل وأحزاب مسيحية، لم تعر حالة الاعتراض الشيعي الأهمية الضرورية، مقابل الإمكانات الهائلة التي يتمتّع بها حزب الله. وبقي تعامل الرياض مع الشخصيات الشيعية المعترضة شكليا، لا يتجاوز، أغلبه، الدعوات التي توجه لشخصيات لبنانية لزيارة الرياض في مناسبات عامة. وإذا ما سجلت الأوساط المعترضة داخل الطائفة الشيعية دعما سعوديا معيّنا لخصوم الحزب، فإن ذلك كان يصل بشكل فردي ومزاجي تشوبه طقوس العلاقات العامة، وكثيرا تطال المنابر والأهداف الأقل تمثيلا لظاهرة الاعتراض عند الشيعة.

عندما يكون الصراع عربيا إيرانيا يتيح ذلك للمملكة العربية السعودية أن تتكلم باسم جميع المكونات العربية الإسلامية والمسيحية وتدافع عنها.في هذا الصدد وقف العلامة الراحل السيّد هاني فحص، وكان واحدا من الأصوات العالية المعارضة لحزب الله، على منبر أحد المؤتمرات التي دعي إليها في دولة خليجية، يشكر المنظمين على الدعوة الخجولة له لحضور المؤتمر، غامزا من أنّ اختياره ليكون آخر المتكلّمين في ذلك المؤتمر وفي ساعاته الأخيرة، يعكس رغبة تجميلية شكلية فقط لكسر الرتابة، من خلال حضور رجل دين شيعي. كان في ذلك يعبّر عن مرارة من تعامل الحليف بعد المرارة التي يعامله بها الخصم.

عتب على الرياض

مصطفى فحص، نجل السيّد هاني فحص باحث وكاتب سياسي يحمل لواء الاعتراض الذي حمله والده الراحل ويعبّر في حديثه لـ”العرب” عن حساسية العلاقة مع المملكة العربية السعودية وهو فوق ذلك يعتبر أن “العلاقة بين المعارضة الشيعية والسعودية علاقة جدلية أو معقدة أو مركبة”. يقول مصطفى فحص إنه “من طبيعة المملكة في السّنوات السابقة، أنها كانت تتجه للتعامل مع من كانت تعتقد أنهم يمثّلون البيئات أو الدول أو الجماعات، باعتبار أنها تتعامل مع الجهات الرسمية، وهذا ما جعل المملكة تستثمر مع أحزاب لبنانية شيعية اعتقدت أنه بالإمكان التعويل عليها من أجل استقرار لبنان، أو في صون العلاقة الهادئة مع المملكة. لكن عندما اضطربت الأمور، ووصلت إلى هذا الحدّ، ذهبت هذه الأحزاب والشخصيات إلى عصبيّاتها المذهبية والطائفية وكأنّ كل العلاقة الإيجابية التي بنيت مع السعودية ودول الخليج لم تكن”. يعبّر الباحث السياسي الدكتور حارث سليمان عن عتب على السياسة السعودية مذكّرا بسلسلة من الحلقات التي أوصلت الأمور إلى مآلاتها الراهنة. يعتبر سليمان “أنه، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فإن مجمل السياسات السعودية التي تم تنفيذها من قبل تيار المستقبل وبعض قوى 14 آذار، سواء هذه القوى كانت تريد هذه الخيارات أو كانت تنفّذ بطلب سعودي، كانت أيضا لا تستشعر الخطر الحقيقي من هذه السياسات ومن تنامي حزب الله في لبنان”. ويذكّر الدكتور سليمان، وهو أيضا عضو اللجنة التنفيذية في حركة التجدد الديمقراطي، بـ”التسوية التي عقدت عام 2005 مع حزب الله، فأصبح الحزب شريكا في الحكومة، وهو لم يدخلها أيّام الوصاية السورية. كان هذا برضى سعودي إيراني وبرضى 14 آذار”. ويضيف سليمان أنه “أتت محطة التحالف الرباعي بعد ذلك، والذي عمليا استبعد المكوّن الشيعي الذي شارك في ثورة الأرز وفي انتفاضة 14 آذار، وذهب للاعتراف بحزب الله وحركة أمل بأنها يمثلان كل الشيعة. مما جعل حزب الله يستطيع التحدث باسم طائفة بأكملها وأن يتمترس داخل هذه الطائفة ويجعلها له غطاء، ليس سياسيا، وإنما غطاء مذهبيا”.

العلامة السيد علي الأمين: ليس لإيران ولاية على الشيعة

دفع مفتي صور السابق العلامة السيّد علي الأمين ثمن مواقفه المعارضة لحزب الله، فأخرج من مقره ومن منطقته ومن منصبه، لكنه واصل إعلاء الصوت ضد حزب الله وممارساته. وقد توجهت “العرب” بسؤاله حول طبيعة علاقة الشيعة العرب مع أوطانهم ومع إيران، فأجاب “الموقف السياسي المعتمد عندنا على الموقف الفقهي أن الشيعة في أوطانهم جزء لا يتجزأ من شعوبهم، ولا يجوز أن تكون لهم مشاريعهم السياسية الخاصة، ولا يجوز أن يكون لهم ارتباط خارج أوطانهم على حسابها. وما يمكن أن يوجد بين الشيعة في العالم هو روابط مذهبية بين الشيعة في لبنان والشيعة في إيران، أو روابط بين شيعة الكويت والعراق، أو شيعة البحرين والسعودية، وغيرها. ولكن هذه الروابط لا تكون على حساب الأوطان. الرابط المذهبي هو عبارة عن علاقة ثقافية ومودة واحترام، ولا يعني أبدا رابطا سياسيا على حساب الأوطان. والعلاقات في رأينا بين الدول يجب أن تكون من دولة لدولة. فشيعة الكويت هم كويتيون قبل أن يكونوا شيعة، وكذلك في لبنان والبحرين والسعودية وغيرها، ومشروعهم السياسي يجب أن يكون مشروع وطنهم وشعبهم، وأن يكون منبثقا من مصلحة وطنهم، وليس من مصلحة طائفية أو مذهبية، ولا يصح الارتباط بمشاريع خارجية.

والمشكلة التي أوجدت إشكالية بين الشيعة ومحيطهم وشركائهم في الأوطان أن بعض الأحزاب الموجودة في لبنان أو الخليج تحاول أن تجعل العلاقة بينها وبين إيران مباشرة، وهذا خطأ فادح. لأن العلاقة يجب أن تكون بين دولة ودولة، وليس بين طائفة ودولة، أو حزب ودولة. لسنا ضد أن يكون لشيعة لبنان مثلا علاقة ما مع إيران، ولكن يجب أن تكون من خلال الدولة اللبنانية. ما يحصل من مشكلات سببها بعض الأحزاب والجمعيات التي تحاول أن تجعل لنفسها ارتباطات خارج حدود دولها مبنية على أسس مذهبية، وهذا خطأ كبير. وقد تكون حجة هؤلاء أن مرجعيتهم الدينية في إيران على أساس ولاية الفقيه، ولكن ولاية الفقيه ليست مرجعية دينية للشيعة في العالم، وهي أصبحت نظاما سياسيا في إيران يترأسه الولي الفقيه وهو مرجعية سياسية لشعبه ونظامه، والعلاقة معه هي علاقة سياسية وليست دينية ويجب أن تكون من خلال الدول، ولا يصح أن تحدد الأحزاب والطوائف تلك العلاقة، وإنما ترعاها القوانين والأنظمة. من هنا لا يصح أن يقال إن العلاقة مع الولي الفقيه هي علاقة الإنسان الشيعي مع المرجعية الدينية. والشيعة عبر العصور كانت لهم علاقة مع المرجعيات الدينية في العراق أو إيران، ولم تكن هذه الإشكالية قائمة. كانت مجرد علاقة دينية روحية. أما الآن، فإن مرجعية الولي الفقيه ليست دينية فقط، وإنما تعتبر ولاية الفقيه هي قيادة النظام الإيراني الذي لديه طموحات في المنطقة. والولي الفقيه هو رأس السلطة.

وولاية الفقيه السياسية برأينا ليست عابرة للحدود والقارات، بل هي ضمن الأراضي الإيرانية فقط. وليس لإيران ولاية على الشيعة في أيّ دولة أخرى، إنها ولاية على مواطنيها، فالولي الفقيه إذا اختاره الشعب في إيران حاكما، تكون ولايته على الشعب الذي اختاره. أما نحن الشيعة في لبنان والكويت والعراق والبحرين والسعودية فلم نختره حاكما، نحن اخترنا أنظمتنا السياسية وحكوماتنا والولاية علينا هي لهذه الأنظمة وللحكومات. وليس علينا أيّ ولاية من إيران وحاكمها”. يستفيض سليمان في التذكير بما حصل في الدوحة “من مشاركة سعودية قطرية أميركية، حيث تمّ الاعتراف بحقّ الفيتو لحزب الله داخل مؤسسة المجلس” والضغط على تيار المستقبل لإهمال خيار شخصية مرموقة هو باسم السبع وإمكانية انتخابه بديلا عن نبيه بري لرئاسة مجلس النواب.

يسرد الدكتور حارث سليمان سلسلة لا تنتهي لا سيما تلك التي جرت “بعد انتخابات 2009 التي فاز بها تحالف 14 آذار، حيث طُلب من سعد الحريري أن يمدّ يده إلى حزب الله للمشاركة في الحكومة، كما أُجبر على الذهاب إلى دمشق والنوم في قصر قاتل والده”.

وفي ما يسرده سليمان، يضيف مصطفى فحص، وهو أيضا عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ما يعكس إهمالا سعوديا لخيارات داخل الطائفة الشيعية بديلا، أو حتى موازيا، للثنائي الشيعي التقليدي. يقول فحص “إن المعارضة الشيعية اللبنانية التي وجدت قبل عام 2005، عام اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي تعارض الثنائية الشيعية المسيطرة، لم تحظ بأيّ إيجابية حقيقية أو احتواء أو تعامل من قبل السعودية أو من دول الخليج أو من دول عربية أخرى”.

ويخفّف فحص من وطأة هذا العتب مضيفا “أنا لا ألوم المملكة ولا ألوم الشّيعة المعارضين لكنّي أعتقد أنه المملكة لم يكن لديها مشروع، حتى، للسنّة سابقا ليكون لديها مشروع للشيعة في لبنان. ورأينا في السنوات الأخيرة ما جرى للحالة الداخلية لتحالف 14 آذار وتيار المستقبل، وكم تمّ إضعاف سعد الحريري لدرجة إشاعة أنه غير مرغوب فيه في الرياض”.

يقول الدكتور حارث سليمان إن خيارات السعودية وتحالف “14 آذار” لم تثن المعارضة الشيعية عن الصمود والاستمرار في إعلاء صوتها، ويذكّر أنه “خلال تلك المراحل كان صوت الاعتراض الشيعي يتمظهر عبر حركات وشخصيات كثيرة. في 7 أيار برزت ردّة فعل السيّد علي الأمين مفتي صور الذي تمّ إخراجه من مقره وإبعاده ولم يجر احتضانه. ثم بعد ذلك جرى اعتراض شيعي كبير تجمع في الكومودور، ومع ذلك ورغم صدور بيان عن مئة شخصية شيعية ضد ممارسات حزب الله يدعم الجيش ويدعم الدولة ويريد الدولة المدنية، لم يلق هذا التجمع أيّ دعم ولم يجر أيّ تعامل معه. بعد انطلاق الثورة السورية تحرّك الاعتراض الشيعي، من خلال الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام السابق لحزب الله، والذي جاهر باستنكار مشاركة حزب الله في سوريا والتحرك لتوعية حزب الله والرأي العام الشيعي. ثم الشيخان الجليلان المرجع السيّد محمد حسن الأمين والسيّد هاني فحص اللذان أصدرا وثيقة سياسية وفكرية حول الموقف الشيعي من تورط حزب الله في سوريا. تعرضت شخصيات الاعتراض لحملات التخوين لا سيما تلك الصحفية التي توّلتها جريدة الأخبار القريبة من حزب الله”.يقول سليمان في معرض آخر إنه تم تشكيل تجمع لبنان المدني، وهو يضم شخصيات من طوائف مختلفة بثقل شيعي، وأيضا لم يتم التعامل معه ولم يتم احتضانه من أحد. ورغم تصاعد وتيرة الاعتراض الشيعي، يلاحظ سليمان “فوجئنا منذ أشهر بما قاله الصحفي السعودي داوود الشريان من أن لا اعتراض شيعي على سياسة حزب الله، وكأنهم لا يرغبون أن يروا هذه المعارضة الشيعية”.

قلق شيعي

من حديث الدكتور سليمان يرشح ما يفيد أن حالة الاعتراض تحتاج إلى دعم واحتضان وسقف عربي إذا ما أريد لهذا الاعتراض أن يقاوم الهيمنة الإيرانية على الشيعة في لبنان، فإمكانات حزب الله، حسب ما يراه، “لا تقتصر على الدعم الإيراني الكبير، بل أيضا على إمكانات الدولة اللبنانية، ذلك أن الوزارات والمؤسسات تُسخّر لتأمين خدمات يجيّرها الحزب داخل الطائفة الشيعية لتحسين وضعه واستدرار عطف الناس عليه. واستطاع الحزب أن يحوّل مال البلديات إلى مال سياسي وزعه على محاسيبه وفي سبيل خططه السياسية والانتخابية، حتى أن مؤسسة USAID الأميركية كانت تموّل مشاريع لصالح بلديات يسيطر عليها حزب الله”.

ويطالب مصطفى فحص “بتصحيح العلاقة بين الشّيعة ودولهم الوطنية. حقّ المواطنة هو حقّ للجميع. هناك دائما قلق شيعي مردّه أن دولنا الوطنية فشلت في احتواء مكوّناتها، وهذا السبب وفّر موطئ قدم لطهران لتتغلغل في كثير من الدول العربية حيث العلاقة متوتّرة بين الدولة وبين الشيعة”.

ويرى فحص أنه “على السعودية أن تدعم المعتدلين من السنّة كما الشيعة، ولا خيار أمامها إلا دعم الاعتدال والقيام بخطوات جبارة وجريئة في البحرين وفي السعودية وفي أيّ مكان عربي من أجل دعم الاعتدال الشيعي في هذه المنطقة، وإلا فإنّ هناك مزيدا من التأزم ومن الصائدين في الماء العكر الذين سيستغلون هذه الظروف ضد المملكة لتتحول الأزمة إلى سنية شيعية وليست عربية إيرانية، وهذا ما يريح طهران ويدفع كل الشيعة إلى حضنها. وفي السياق الحالي يرى الدكتور حارث سليمان أن “السعودية محقّة في تقديرها وتوصيفها للخطر الإيراني على المنطقة، ومحقّة في مجابهة هذا الخطر في كل الأماكن، سواء في اليمن أو في سوريا أو في العراق.. الخ. لكن السّياسة السعودية قبل ‘عاصفة الحزم’ كانت قد أدارت الظهر لهذا الخطر الإيراني في مواقع عديدة، لا سيما في العراق في مواجهة ما كان يسمّى بالتواطؤ الأميركي الإيراني في العراق، وتمّ تسليم العراق إلى إيران لقمة سائغة بعد احتلاله من قبل الأميركيين. ثم أخطأت في سياستها اللبنانية، بمعنى أن الوصاية السورية التي فرضت على لبنان خلال ثلاثين سنة كانت تتمتع برضى سعودي، ما مكّن إيران وسوريا من بناء منظومة كبيرة عسكرية سياسية إعلامية جماهيرية جعلت من حزب الله رقما صعبا في الساحة اللبنانية”.

تصحيح المسار

يشاطر فحص سليمان في هذا السياق ويقول “تأخرت الرياض عن العراق عشر سنوات، وهذه السياسات جعلته بيد طهران. تأخرت الرياض عشر سنوات عن دعم وتطمين واستقطاب المعارضة الشيعية في لبنان فدفعت الشيعة بأن يكونوا الآن في غالبيتهم بيد حزب الله وطهران”. يضيف فحص قائلا “الآن لا بد للأمور أن تتغير. السعودية مطالبة بأن تحمي جبهتها وبأن لا يذهب الكلام إلى صراع سنّي شيعي وأن يكون الكلام هو صراع عربي إيراني. فعندما يكون الصراع عربيا إيرانيا يتيح ذلك للمملكة أن تتكلم باسم جميع المكونات العربية الإسلامية والمسيحية وتدافع عنها”. يعود الدكتور سليمان إلى لبنان ليلاحظ بأنه “اليوم نرى استفاقة من سياسة أدارت الظهر لهذا الخطر. النهج الجديد اليوم يريد أن يحمّل لبنان وزر هذه السياسة. في الحقيقة وصل لبنان إلى هنا لأن هناك خللا في ميزان القوى وليس هناك توازن سياسي وعسكري واستراتيجي في لبنان. بين حزب الله وحلفائه والقوى المناهضة له. لذلك فإن الوعي بخطورة حزب الله والنفوذ الإيراني يتطلب إعادة النظر بالسياسات التي أوصلتنا إلى هنا. ما يتطلب وضع مشروع سياسي وخطة حقيقية عربية لتعديل ميزان القوى الداخلي في لبنان وفي الثورة السورية وتعديل ميزان القوى الإقليمي”. والواضح أن عتب المعارضة الشيعية يأخذ هذه الأيام أشكالا تتسق مع تبدّل المزاج السعودي إزاء لبنان، بحيث أن شريحة الاعتراض الشيعي تشعر أن الرياض تستجيب لخطاب المعارضة الشيعية، التي لطالما دعت للتعامل بحزم ووضوح لمقاومة تغوّل حزب الله ووقف التعامل معه بصفته حالة تمثيلية قدرية لا طائل من مواجهتها، إلى درجة تفاقم الأمور ووصولها إلى حدّ المواجهة التي تخوضها السعودية بالتضامن مع دول الخليج ومع الدول العربية، والذي تمثّل مؤخرا بالتطور النوعي من خلال اعتبار حزب الله منظمة إرهابية. في ذلك تفريق رسمي علني من قبل البيئة العربية بين الشيعة العرب وشيعة إيران”.

 

حسن نصرالله وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن

خيرالله خيرالله/العرب/06 آذار/16

لم يكن الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله هادئا، كما أحبّ الرجل أن يصوّر لمحازبيه من خلال طريقة إلقائه للخطاب. كان الخطاب الذي اتسّم بلهجة تصعيدية خطابا غريبا بكلّ المقاييس، خصوصا لدى المواطنين العرب الذين يعرفون ولو القليل عن اليمن وما يدور فيه، وقبل ذلك عن علاقة “حزب الله” باليمن. لم يكن الخطاب الأخير يوم الأربعاء الواقع فيه الأول من آذار ـ مارس 2016 المناسبة الأولى التي يتطرّق فيها حسن نصرالله إلى الموضوع اليمني. سبق له أن هاجم المملكة العربية السعودية مرّات عدة بسبب اليمن. خصّص لليمن خطابا ألقاه بعد انطلاق “عاصفة الحزم” في أواخر هذا الشهر من العام الماضي. كان ذلك الخطاب، الذي ينقص عمره على اثني عشر شهرا بقليل، مناسبة للتصعيد مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي شاركت في العمليات العسكرية التي استهدفت انتزاع اليمن من الهيمنة الإيرانية.

اتضح الآن بعد أقلّ من سنة على انطلاق “عاصفة الحزم” كم كان ضروريا التصدّي لإيران في اليمن. هذا التصدي الناجح يفسّر ذلك الألم الذي يشعر به حسن نصرالله الذي اعتقد في مرحلة معيّنة أنّه نفّذ المهمة المطلوبة منه بنجاح منقطع النظير يستحقّ عليه مكافأة كبيرة.

في الواقع، لم يعد لدى “حزب الله” وأمينه العام سوى الصراخ لتبرير الفشل في اليمن. سارع المسؤولون الإيرانيون إلى الإعلان في الأيام التي تلت مباشرة سيطرة “أنصار الله”، أي الحوثيين، على صنعاء، أن طهران باتت تتحكّم تماما بأربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

صحيح أن طهران تتحكّم إلى حدّ كبير ببغداد وأنّ الميليشيات الشيعية المنضوية تحت مسمّى “الحشد الشعبي” صارت صاحبة القرار الأوّل والأخير في العراق، لكنّ الصحيح أيضا أنّ ثمن ذلك توفير حاضنة لـ”داعش” وأشباه “داعش” في كلّ المناطق التي فيها أكثرية سنّية عربية. هل إيران حليف لـ”داعش” أم لا؟ هل ما يشير إلى أن ممارساتها ذات الطابع المذهبي الفاقع في العراق وغير العراق تساهم في مواجهة “داعش” و الـ”دواعش” أم لا.. أم كلّ ما في الأمر أنّ المطلوب الاستفادة من “داعش” قدر المستطاع لتبرير نشوء ميليشيات مذهبية في كلّ المنطقة العربية، بما في ذلك اليمن؟

كان واضحا من الخطاب الأخير لحسن نصرالله فشل مشروعه في اليمن، وهو مشروع مكلّف به من إيران. وهذا ما يفسّر إلى حدّ كبير ذلك التوتر والتصعيد اللذين اتّسم بهما الخطاب. لم يكن طبيعيا أن يضع الأمين العام لـ”حزب الله” موقفه من السعودية بعيد انطلاق “عاصفة الحزم” في مرتبة أعلى من تصدّيه لإسرائيل في جنوب لبنان. ليس هناك من يستطيع تجاهل تضحيات “حزب الله” في وجه الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، وذلك قبل السنة 2000، حين قرّرت إسرائيل الانسحاب وتنفيذ القرار الرقم 425، الصادر عن مجلس الأمن في العام 1978 لأسباب مرتبطة بمصالحها لا أكثر. كان الانسحاب الإسرائيلي سببا كافيا كي يعلن “حزب الله” أنّه حزب لبناني وليس أداة إيرانية تستخدم حيث تدعو الحاجة إلى ذلك، أكان في سوريا أو لبنان نفسه أو العراق أو اليمن أو أيّ مكان آخر في المنطقة والعالم، خصوصا في البحرين.

كشفت “عاصفة الحزم” مشروع “حزب الله” في اليمن. تبيّن بكلّ بساطة، من خلال الخطاب الأخير لحسن نصرالله، أن الحزب متورّط في اليمن أكثر بكثير ممّا يعتقد، وعلى كلّ صعيد. هذا التورّط يفسّر إلى حدّ كبير مدى تضايق “حزب الله” من “عاصفة الحزم” التي، وإن جاءت متأخّرة، إنّما قضت على المشروع الإيراني في اليمن. هذا المشروع الذي لم يكن من هدف له سوى استكمال تطويق إيران للمملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى في الخليج.

من يستعيد المرحلة التي سبقت “عاصفة الحزم”، يكتشف أن إيران، مثلها مثل حسن نصرالله، كانت تعتقد أنّ العرب “تنابل” وذلك على حد تعبير الأمين العام للحزب. العرب ليسوا “تنابل”. على العكس من ذلك تصدّوا للمشرع الإيراني في اليمن الذي كان يستهدف السيطرة على البلد كلّه وتحويله مستعمرة، كما الحال حاليا في لبنان، حيث يقاوم الشعب اللبناني كلّ المحاولات الهادفة إلى القضاء على البلد ونشر البؤس فيه من أجل إخضاعه بشكل نهائي. وجد هناك من يساعد اليمنيين في المقاومة. هناك نواة لشرعية في اليمن ترفض الرضوخ لإيران. جاءت “عاصفة الحزم” بقيادة المملكة العربية السعودية لتفاجئ المشروع الإيراني الذي كان حسن نصرالله يلعب دور المتعهّد له. يروي صديق يمني، من العارفين بخبايا الأمور، أنّ اليمن كان إلى ما قبل سنوات عدّة مسؤولية الخارجية الإيرانية والاستخبارات و”الحرس الثوري” في الوقت ذاته. وجدت إيران أخيرا أن أفضل ما يمكن عمله هو تلزيم اليمن لـ”حزب الله” الذي زرع عناصر كثيرة في البلد منذ سنوات عدّة. عندما سيطر الحوثيون، “أنصار الله”، على صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول ـ سبمتبر 2014، وجد من يعلن قيام نظام جديد في البلد. أعلن عبدالملك الحوثي زعيم “أنصار الله”، الذي كان يقلّد حسن نصرالله في تفاصيل التفاصيل، بما في ذلك رفع إصبعه لدى إلقاء خطبه، ولادة نظام جديد مستندا إلى “الشرعية الثورية”. انطلقت ميليشياته في كلّ الاتجاهات وصولا إلى باب المندب، ذي الأهميّة الإستراتيجية الاستثنائية، وإلى مدينة عدن، ذات الميناء المعروف تاريخيا، والمناطق المحيطة بها. قضت “عاصفة الحزم” على المشروع الإيراني في اليمن. هذا ما عكسه خطاب حسن نصرالله. وهذا ما جعله يفقد السيطرة على أعصابه والذهاب بعيدا في الحملة على السعودية، غير آخذ في الاعتبار مصلحة لبنان واللبنانيين من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات الاجتماعية. بالنسبة إلى إيران، يظلّ اليمن بسبب قربه من السعودية أهمّ بكثير من فلسطين. يمكن المتاجرة بفلسطين وبالقضية وبالفلسطينيين أنفسهم في كلّ وقت وفي كلّ مناسبة، لكنّ السعودية تبقى شيئا آخر نظرا إلى أنّها قلعة عربية صامدة في وجه سقوط المنطقة. يبدو ذلك سببا كافيا كي يخرج الأمين العام لـ”حزب الله” عن طوره. يبدو واضحا أنّه أدرك أنه لم يعد قادرا على تنفيذ بنود الالتزام الإيراني الذي أخذه على عاتقه.

كان الأجدر بحسن نصرالله الاعتذار من إيران، نظرا إلى أنّه لم يتوقّع “عاصفة الحزم” بدل أن يصبّ جام غضبه على السعودية. ماذا تستطيع المملكة أن تفعل غير الدفاع عن أمنها وأمن دول الخليج قبل فوات الأوان؟ هل كان لديها خيار آخر غير هزيمة المشروع الإيراني الذي يستهدفها بشكل في اليمن؟

 

ماذا فعل سماحة السيد حسن نصرالله

طراد بن سعيد العمري/العرب/06 آذار/16

يقول مايكل هوارد، أستاذ التاريخ السياسي، “تتعاظم القوة لدى القائد حتى يصاب بالعمى، عند ذلك يصبح كل شيء مفاجئاً”. هذا ما حصل مع سماحة السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله. فقد ارتكب سماحة السيّد غلطة عمره وأساء بغلطته تلك لنفسه ومكانته وحزبه ومذهبه وأنصاره وحلفائه من الأفراد والدول، وأساء إلى لبنان دولة وحكومة وشعباً. تكررت أخطاء الحزب وأمينه العام نتيجة الشعور بالقوة حتى حدثت الغلطة الكبرى، وهناك فرق كبير بين الخطأ والغلط، كما يقول الحكماء. هذا الفرق يدركه سماحة السيد حسن تمام الإدراك ويعرفه حق المعرفة. كل سياسي أو قائد يملك في جعبته أو رصيده غلطة واحدة، أو طلقة واحدة، تكون هي القاضية، وهذا ما حدث لأمين عام حزب الله وسيد المقاومة. فقد أوصلت تلك الغلطة سماحة السيّد إلى نقطة اللاعودة، وفي ظننا أنه أصبح بعدها عبئاً على نفسه، وحزبه، والمذهب الشيعي في داخل لبنان وخارجه، وعلى الدولة اللبنانية بكل أطيافها وطوائفها، وعلى حليفته سوريا، وحتى على إيران الأب الروحي والسياسي لسماحة السيّد. يغبط الكل إجمالاً، ويحسد البعض تقريباً، سماحة السيد حسن نصرالله، على عدة سمات أهمها سمتان: (1) حسن القراءة وتقدير الموقف السياسي الداخلي والإقليمي والدولي؛ (2) حسن الخطابة والبيان والمنطق وحسن صياغة المفردات. لكن أمين عام حزب الله فشل مؤخراً في الأمرين: القراءة؛ والبيان، فكانت مواجهته مع الدولة الخطأ، والرموز الخطأ، والحدث الخطأ، والتوقيت الخطأ، والظروف الخطأ، والمرحلة الخطأ، فحدثت “الغلطة الكبرى”. اتخذ أمين عام المقاومة موقفاً معاديا للسعودية منذ حرب العام 2006، وكان ذلك رأيه وموقفه ورؤيته، بصرف النظر عن صواب أو خطأ ذلك الرّأي أو الموقف أو تلك الرؤية؛ كما صعّد سماحة السيد من لهجة خطابه ضد السعودية والخليج منذ قرار حزب الله الدخول كطرف رئيسي في الأزمة السورية لكن ذلك شأن لبناني بحت يتحمّل هو والحزب والدولة اللبنانية أجر ذلك القرار أو وزره، ثم تصاعدت لهجة الخطاب ونبرة الصوت المعادي للسعودية ورموزها والتشكيك في مبادئها وقيمها منذ بدء “عاصفة الحزم” في اليمن حتى وصل الأمر إلى الخطاب الأخير فكان القشة التي قصمت ظهر البعير.

غلطة الأمين باهظة

أوقفت السعودية الهبة التي سبق أن منحتها للجيش اللبناني والقوات الأمنية بعد موقف لبنان الدولة الخارج عن الإجماع العربي والإسلامي في استنكار وشجب الاعتداء الذي تم على السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد، وكان الإيقاف حقا أصيلا للسعودية كدولة مستقلة ذات سيادة بصرف النظر عن صواب أو خطأ المنح أو الإيقاف؛ منعت السعودية سفر مواطنيها الى لبنان، وطلبت من مواطنيها مغادرة لبنان كإجراء احترازي، وهذا أيضاً تقدير تختص به الحكومة السعودية للمحافظة على مواطنيها، بصرف النظر عن تأويل أو تهويل ذلك التقدير.

ما حدث هو سجال سياسي وقرارات حكومية سيادية، وفعل وردّ فعل يحدث دائماً بين الدول ومن صميم العلاقات الدولية. لكن سماحة السيّد حسن نصرالله أقحم نفسه وحزبه من منطلق شعور ذاتي بالقوة وتعاظمها، ففوجئ بالقرارات السعودية ورأى فيها استهدافاً له وللحزب وللمقاومة ولإيران، فانبرى للهجوم على السعودية ورموزها والتشكيك في مواقفها ومبادئها وقيمها، فاضطرت السعودية إلى فتح ملف الحزب، الذي أجّلت فتحه طويلاً، وقررت تصنيفه منظمة إرهابية أسوة بالمنظمات المماثلة.

يزعُم سماحة السيد كأمين عام لحزب الله أنه عندما يتصرف منفرداً في الشأن الداخلي أو الخارجي إنما يقوم بذلك إكراماً لحلفائه وأصدقائه وعدم إحراجهم. حسناً، قد يكون ذلك التصرف مقبولاً كنوع من السجال والممارسات السياسية الداخلية أو لعب ما يسمّى تبادل الأدوار في الشأن الداخلي، فيتصرف فرد أو حزب سياسي معيّن بمعزل عن حلفائه لرفع العتب أو المسؤولية عنهم. لكن ذلك ممنوع ومرفوض بالمطلق في الشأن الخارجي. فالعلاقات الدولية تقوم على علاقة بين دول تمثلها حكومات، ونجزم بأن سماحة السيّد حسن نصرالله يعي هذا الجانب جيداً. الأخطر من ذلك، أن حزب الله ليس حزبا سياسيا فقط، بل مؤسسة عسكرية تملك أسلحة فعّالة ذات تأثير على ميزان القوى في الداخل اللبناني وخارجه، ونظن أن الأمر اختلط على أمين عام حزب الله، في الفرق بين ممارسة الحزب والدولة، كما سبق أن اختلط على الساسة في إيران التفريق بين ممارسات الثورة والدولة، وهنا مكمن الخطر والخطورة.

يقبل المجتمع الدولي بالعديد من الكيانات والمكوّنات خارج إطار الدول في المجال السياسي والحقوقي والقانوني والبيئي والفنّي والتقني ويطلق عليها “اللاعبون من غير الدول”، مثل منظمات حقوق الإنسان، وأطباء بلا حدود، والسلام الأخضر وغيرها. لكن المجتمع الدولي لا يقبل بحال من الأحوال أيّ كيانات أو مكونات ذات صبغة عسكرية، فامتلاك السلاح وشنّ الحروب هو خاصية تملكها الدول بشكل حصري.

ولذا قام المجتمع الدولي بتصنيف عدد من الكيانات والمكونات ووصفها بـ”الإرهاب”، مثل الإخوان المسلمين، وحزب العمال الكردستاني، والقاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وبوكوحرام، وحتى حزب الله، وكثير من الأسماء التي تنتشر في العالم. ولذا فإن تصنيف السعودية ودول مجلس التعاون ومجلس وزراء الداخلية العرب حزب الله كمنظمة إرهابية، كان منسجماً، حتى لو أتى متأخراً، مع عرف بات من ممارسات المجتمع الدولي.

حاول سماحة السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير أن ينهى بعضا من أتباعه وشيعته الذين نزلوا إلى الشارع أو يتفاعلون مع وسائل التواصل الاجتماعي، أن يحذروا السباب والشتائم والتعرض للرموز لأن ذلك حرام وفيه إساءة للذات قبل الغير. حسناً سماحة السيّد، كيف تتماشى تلك النصيحة مع السب والشتائم والإساءة التي وجّهتها أنت للسعودية وحكامها؟

وهل تقبل أنت يا سماحة السيّد، أن يكيل أحد السب والشتائم والإساءة لسماحة المرشد الأعلى في إيران باعتباره رمزا تفاخر به، أو للإمام موسى الصدر، أو أيّ من رموز المقاومة الذين ما فتئت تحيي ذكراهم، أو هل يقبل أتباعك أو محبوك أن تتم الإساءة لك؟ الجواب معروف، فلكل دولة وشعب وأمة، يا سماحة السيّد، رموزها الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية ولن يقبل ذلك الشعب الفصل بينه وبين رموزه أو الإساءة لهم. المثير، أن السيّد حسن ذهب إلى أبعد من ذلك، فأعلن توقه وغبطته لمواجهة السعودية والهجوم عليها أكثر من مواجهة العدو الصهيوني. لكن شاعرنا العربي يقول:

كان بإمكان السيد حسن نصرالله، أن يكون جسر السلام والتفاهم والإخاء بين العرب وتحديدا بين السعودية وإيران في الأزمة السياسية الأخيرة، وتقريب وجهات النظر وجمع الحكماء في الدولتين

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده

فلم يبق إلا صورة اللحم والدمِ.

يشكل آل سعود، يا سماحة السيّد، في السعودية رمزاً من رموز الدولة والمجتمع على حدّ سواء، كما يشهد لهم التاريخ المعاصر أنهم من رموز العالم العربي والإسلامي والدولي بصرف النظر عن الحبّ والكراهية لهم كحكّام أو للمجتمع الخليجي بشكل عام، من بعض الشعوب العربية الأخرى التي عملت الأنظمة الثورية والقومجيون العرب خلال عقدي الخمسينات والستينات الميلادية في الحواضر العربية: بغداد ودمشق والقاهرة، على تشويه صورة عرب الخليج (الأعراب) وحكّامهم، فنشأت حالة شوهاء يمكن توصيفها بعلاقة “الحب/الكره”، واستمرت تلك العلاقة المتضادة والمنفصمة في أذهان وعقول قادة تلك المجتمعات حتى يومنا هذا، وقد تختفي تارة وتظهر للعلن تارة أخرى، لكنها واضحة جليّة في أحاديث الغرف المغلقة. الحب والكراهية، يا سماحة السيّد، هي مشاعر عاطفية لا يجب أن تؤثر على الأمانة والإنصاف والعدل. يقول الحق سبحانه وتعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ، وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” (الآية 8، سورة المائدة).

يمثل سماحة السيّد حسن نصرالله، شخصية سياسية كارزماتية، وخطيبا مفوّها، ووجها مشرقا للنضال لحقبة من تاريخ لبنان والعالم العربي المعاصر.

كما أنه قائد لحزب ينضوي تحته مئات الآلاف من إخواننا وأحبّائنا من الطائفة الشيعية في لبنان الذين يهيمون في سماحة السيّد حباً واحتراماً وولاء كرمز نضالي. كما يرى فيه الملايين من الشيعة في الوطن العربي رمزية قد تعوّضهم نفسياً، على الأقل، في كثير من جوانب مظلوميتهم التي لطالما جاهروا بها.

وكان حرياً بسماحة السيّد، أن يكون صاحب موقف إيجابي لحزبه وأتباعه وللبنان والعرب وإيران أيضاً. كان بإمكان السيّد حسن نصرالله، أن يكون جسر السلام والتفاهم والإخاء بين العرب والسعودية تحديداً وبين إيران في الأزمة السياسية الأخيرة، وبدلاً من اتخاذ موقف صدامي مع السعودية حميّة لإيران، أن يكون رسول سلام لتقريب وجهات النظر وجمع الحكماء في الدولتين على طاولة واحدة. فالسعودية وإيران بحاجة ماسة للتهدئة والسلام والوئام، وفي ظنّنا أن مثل هذا العمل لو تم من السيّد حسن نصرالله، لأصبح أمين حزب الله، ليس سيّد المقاومة فحسب، بل وسيّد الإخاء والسلام. لكنه ضنّ بذلك على أمته، يقول الشاعر:

ومن يك ذَا فضل فيبخل بفضله

على قومه يُستغن عنه ويُذمم.

تضطلع السعودية اليوم بأكبر وأعظم وأخطر مسؤولية في تاريخها، فهي الدولة العربية الوحيدة المتبقية في النظام العربي، بعد خروج العراق وسوريا ومصر ولو بشكل مؤقت، في وقت تتكالب فيه قوى إقليمية، إيران وتركيا وإسرائيل، على جرّ دول عربية أو جزء منها إلى دائرة نفوذها، ومرحلة تتنافس فيه قوى عظمى، روسيا وأميركا، على اختطاف المنطقة وإعادة تقسيمها وتجزئتها. فهل من المنطق الإستراتيجي أن يقوم سماحة السيّد حسن نصرالله في هذه الفترة بخلق أعداء، أو يكون المقوّض أو العدوّ من الداخل اللبناني والعربي ضد الجهود والمهمة السعودية، فيحرج لبنان وشعبها وتياراتها وطوائفها؟

ألم يطالب أمين عام حزب الله بالحياد الإيجابي إبّان حرب 2006، على مبدأ “قل خيراً أو اصمت”؟ ألم يقرأ سماحة السيّد حسن نصرالله التوجيه الإلهي في التنزيل الحكيم: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ” (الآيتان 2 و3 سورة الصف)، ألم يسمع أمين عام حزب الله ببيت الشعر العربي: لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم؟

كنّا قبل أيام في حوار مع الأستاد إبراهيم بيرم، والأستاذ شارل جبور، في ضيافة الإعلامية المتميزة فدى بسيل على قناة العربي الفضائية نناقش حزب الله وتصنيفه منظمة إرهابية وانعكاسات ذلك على لبنان الدولة والمجتمع. قلنا حينها ونكرر، إن لبنان قويّ بحضارته وعقول رجاله الشرفاء المخلصين، الذين لديهم من مخزون الابتكار والإبداع ما يمكّنهم من صياغة أسس جديدة لسياسة جديدة تقوّي مفهوم الدولة والمؤسسات والمجتمع. فبعض الأسماء والأفرقاء الذين يحسبون أنفسهم على السعودية والخليج فشلوا في إدراك حساسية المرحلة وباتوا جزءاً من المشكلة ويتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية في اختلال التوازن الداخلي، بل نقول إن صلاحيتهم قد انتهت، ومن صالح لبنان الدولة والشعب أن يغيّروا كل تلك الأسماء بربيع عربي سلمي أو بعصف ذهني رفيع يرفض الأفراد والأسماء ويبقي على الدولة والمؤسسات.

أخيراً، ارتكب سماحة السيّد حسن نصرالله العديد من الأخطاء نتيجة شعوره بتنامي القوة فأصيب قلبه ورشده بالعمى، يقول الحق سبحانه وتعالى: “… فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلكن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”. (الآية 46، سورة الحج)، ومع العمى ارتكب أمين عام حزب الله “الغلطة الكبرى” فجاءت كل ردود الأفعال مفاجئة، عندها فَقَدَ سماحة السيّد قدرته على قراءة الأحداث وتقدير الموقف والإحساس بالمرحلة ودقتها وحساسيتها وانعكاساتها ومآلاتها.

ولذا فقد بريقه، وذاته، وسيفقد أنصاره ومحبيه وحلفاءه شيئاً فشيئاً، لأنه أضحى عبئاً ثقيلاً في رحلة ومسيرة دولية سياسية تحكمها المصالح، ولن تتوقف تلك المسيرة عند سماحة السيّد، أو حزب الله، أو لبنان، فالرحلة أكبر وأعقد وأعمق من ذلك كله. يقول شاعرنا العربي:

ومن لم يصانع في أمور كثيرةٍ

يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسمِ.

ختاماً، آلِ سعود رمز من رموز الدولة السعودية التي وجدت في العام 1932 لتبقى، بالرغم من حملات التشكيك التي لم تتوقف منذ الخمسينات والستينات حتى اليوم. أما سماحة السيّد حسن نصرالله، فيعلم قبل غيره أن الدول تبقى لكن الأفراد والأحزاب تكفيهم غلطة واحدة لتؤدي بهم إلى الزوال. يقول شاعرنا العربي:

 

تيارات تيار المستقبل وأزمة الحكومة الإرهابية

شادي علاء الدين/العرب/06 آذار/16

المشكلة بنظر الرأي العام العربي والخليجي أن المستقبل لا يريد الخروج من الأسر، ويطلب من الجميع تفهم خصوصيته، واعتبار الكلام الذي يصدر عنه شبيها بما يقوله الأسرى من مديح في حق الآسرين.

قوة 14 آذار في شارعها

مثّل تيار المستقبل حالة نمت وترعرعت في انطلاقتها الأولى في أجواء نهاية الحرب، وقيام ورشة إعادة الإعمار التي ترافقت مع صعود نجم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. بعد اغتيال الرئيس الحريري، عرف تيار المستقبل انطلاقة ثانية، تمثلت في تشكيله عصب قوى الرابع عشر من آذار التي نجحت، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان في تحقيق تغيير سياسي ضخم، من قبيل طرد الوصاية السورية الأمنية والعسكرية من لبنان تحت وطأة زخم شعبي عارم غير مسبوق. بعد ذلك شهد التيار حالة من التراجع والانكفاء إثر تراكم سلسلة من الظروف والأخطاء على المستوى الداخلي، وعلى مستوى العلاقة مع دول الخليج التي وصلت إلى تأزم غير مسبوق، ينذر بقطع الصلات المالية السياسية والتحالفية. الأسباب التي أدت إلى وصول التيار السياسي الأبرز في لبنان إلى هذه الحالة كثيرة ومتعدّدة، لعل أبرزها يتعلق بفقدان الصلة مع الزخم الشعبي، وعدم تطوير إرث رفيق الحريري، والإصرار على التعايش المستحيل مع حزب الله، والحرص على تجنّب المواجهة معه بأيّ ثمن، والصراع المكشوف على رئاسة الحكومة بين عدة شخصيات مستقبلية، أو تنطوي تحت جناح تيار المستقبل. يضاف إلى ذلك قصور الرؤية، وسوء معالجة الأزمات مع دول الخليج عامة والسعودية خاصة، بسبب سيطرة نزوع عام عند التيار الأزرق يصر على الفصل بين الداخل والخارج، ويقرأ الواقع السعودي والخليجي الذاهب إلى مواجهة مفتوحة وجدية مع إيران وحزب الله على غير ما هو عليه، ويفترض أن لبنان سيبقى بمنأى عن تداعيات هذا الصراع داخليا، وأن المواجهة مع حزب الله تقتصر على الساحات الساخنة حربيا في حين يبقى التبريد سمة الموقف في الداخل اللبناني.

رؤساء حكومات تيار المستقبل

تتصارع في تيار المستقبل حاليا ثلاث حالات هي الحالة المشنوقية، والحالة الريفية، والحالة التي يمثّلها سعد الحريري. وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يطرب لوصفه بأنه من أبرز صقور المستقبل، يسعى للاستفادة من ظروف محلية وإقليمية لركوب موجة الترشح لرئاسة الحكومة كبديل مقبول من سعد الحريري.

يلعب من أجل تحقيق هذا الحلم لعبة مسايرة حزب الله، ورفع لواء التعبير الشرس عن الصّوت السني في آن واحد، وذلك من أجل محاوله تحقيق حد ما من الإجماع الداخلي والخارجي عليه. هذه التسوية المستحيلة أنتجت شخصية لا تحظى بقبول سنّي كبير في الداخل، ومضطرة تحت وطأة الضرورة لمسايرة حزب الله في المواقف التي تطلق في المحافل العربية. النتيجة النهائية لمثل هذه التركيبة كانت شخصية أطلق عليها الرأي العام السني تسمية نهاد صفا، نسبة إلى مسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا الذي بلغت مسايرة المشنوق له حد مشاركته في الاجتماعات الأمنية في وزارة الداخلية.

صاحب التيار الثاني هو أشرف ريفي وزير العدل المستقيل احتجاجا على ممارسات حزب الله، وهو يصف نفسه بأنه حالة مستقلة عن تيار المستقبل، ولكنها متحالفة معه. تياره يقوم على فكرة ضرورة تشكيل زعامة سنّية تواجه حزب الله، وتستجيب لمعطيات ومفاعيل الحزم العربي، وتحاول توظيفه واستثماره في بناء ردة فعل على سلوكيات حزب الله، تقطع مع كل أساليب المهادنة والمسالمة السابقة والتي أسّست، كما يرى ريفي، لحالة من الخضوع لأوامر الحزب، وتحويل الحكومة إلى مطيّة له. كذلك فإن هذا التيار يقول إنّ حزب الله ليس على هذا القدر من المنعة والقوة، وإنّ منعته ناتجة عن ضعف ردود الأفعال عليه، وليس انطلاقا من حجم قوّته الذاتية وحسب، ويرى أن لبنان عامّة والسنّة خاصة ما لم يتخذوا مواقف سريعة وحاسمة من حزب الله، فإنهم سيفقدون حاضنتهم العربية والإسلامية، وسيدرجون في الخانة نفسها التي يدرج فيها حزب الله. هكذا يمكن توصيف طموح ريفي بأنه يميل لكي يكون أكثر من رئيس حكومة بل يريد أن يكون زعامة سنية، بل الزعامة السنية، وساعتها ربما يصبح الكرسي السنّي الأول في لبنان حقا شرعيا له دون منازع.

ثلاث حالات تتصارع في تيار المستقبل هي الحالة الريفية والحالة المشنوقية والحالة التي يمثلها سعد الحريري

يصر رئيس التيار الثالث سعد الحريري على اعتبار أن تياره لا يزال هو التيار الأصلي والأساسي. يتجاهل كل التيارات الأخرى التي باتت حركتها غير خافية عن أعين المراقبين، ويتعامل مع مطلقيها بوصفهم مجموعة من الموظفين الذين لا يستطيعون الخروج عن أوامره وتوجّهاته.

هذا التعامل برز بشكل واضح في كيفية تعامل سعد الحريري مع أشرف ريفي، حين خرج محتجا من جلسة حكومية على عدم إدراج بند إحالة ملف المجرم ميشال سماحة إلى المجلس العدلي دون التنسيق معه. ردة فعل الحريري التي شغلت وسائل التواصل الاجتماعي كانت عبر تغريدة غاضبة على موقع تويتر، اعتبر فيها أن أشرف ريفي لا يمثله. هذه التغريدة فتحت مشكلة مستقبلية – مستقبلية إذا صح التعبير، فقد توالت بعدها ردود الأفعال من قلب جمهور تيار المستقبل الذي لم يرق له هذا الموقف، فرد على تغريدة الحريري بتغريدات مستنكرة تقول عكس ما قاله، وتعلن أن أشرف ريفي يمثلها. وكان سبق للأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري أن أطلق مواقف غاضبة تستهدف ريفي، يعلن فيها أن لا صوت يعلو فوق صوت الرئيس سعد الحريري في تيار المستقبل. ربما يكون ما قاله أحمد الحريري صالحا في ما يخص التيار المستقبلي الذي يمثله سعد الحريري، ولكن قد تكون إشاحة النظر عن التيارات المستقبلية التي تنمو على ضفاف التيار الأصلي نوعا من الإنكار الذي لا يفيد، بل يعقّد عملية إعادة اللحمة إلى تيار المستقبل وتوحيده.

تجميد إرث الرئيس الشهيد

لا تقتصر الأزمة التي يعاني منها التيار الأزرق في واقع تكاثر التيارات المستقبلية وحسب، بل في علاقة التيار بإرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث يتم التعامل معه بوصفه رصيدا لا ينفد مهما تم الصرف ببذخ منه، وهذا لسوء الحظ غير صحيح. الرئيس سعد الحريري اعتاد في كل مفاصل حراكه السياسي على بث خطاب يقول بأنه يسير على درب الرئيس الشهيد، ولكن الهالة الرمزية التي كان يمثّلها رفيق الحريري لم تنتقل بالوراثة إلى سعد الحريري الذي بات مطالبا في كل لحظة بتحقيق إنجازات تماثل وتضاهي ما كان قد أنجزه الرئيس الشهيد، وهو ما لا يبدو أنه قادر على تحقيقه. كذلك لا تبدو المرحلة والظروف التي تحيا فيها المنطقة صالحة لتشكيل مناخ يسهل مهمة سعد الحريري، بعد أن باتت الشعارات التي نسخها عن والده محتاجة إلى توظيف ذكيّ وفعّال يدرجها في سياق يتناسب مع التغيرات الكبرى التي تلت مرحلة الاغتيال، وهي تغيّرات لا شك في أنّ إثرها طاول المعاني التي تمثل تركة الشهيد، بحيث باتت تحتاج إلى إعادة تفسير، لأن ممارستها الحرفية لم تعد ممكنة. إصرار سعد الحريري على قيادة تيار المستقبل في اتجاه الوفاء الأرثوذوكسي لتعاليم الرئيس الشهيد، صبّ في نهاية الأمر في مصلحة حزب الله، الذي عبّر في أكثر من محطة عن ارتياحه، لاعتدال تيار المستقبل، وحرصه على صيانة السلم الأهلي، وسدّ الفراغ في سدة الرئاسة. معنى الاعتدال تمثّلَ واقعيا في السماح لحزب الله باختراق الساحة السنية، وتأسيس تيار مسلح يدين له بالولاء في قلب البيئة السنية، هو تيار “سرايا المقاومة” الذي يشمله القرار الخليجي القاضي بتصنيف حزب الله ومن يدور في فلكه بالإرهاب. كذلك تمثّلَ معنى الحرص على صيانة السلم الأهلي، بالقبول بأيّ سلوك من حزب الله على كافة المستويات الأمنية، والسياسية، والاقتصادية، ما دام يضمن عدم الانزلاق إلى مواجهة تتسبّب بحرب أهلية، فكانت النتيجة أن أحكم حزب الله سيطرته على كل مرافق البلاد وعلى خطابها السياسي الاقتصادي. بات البلد مع هذا المنطق يعيش عمليا ما هو أسوأ بكثير من حالة الحرب الأهلية، التي لم تصل في أكثر فصولها سوادا إلى القدرة على خلق مشهد تغرق فيه العاصمة بيروت بالنفايات، وتتسابق وسائل الإعلام على عرض قائمة السرطانات والأوبئة التي يبشرنا بها السلم الأهلي المنيع والذي لم يخدش. لبنان يعيش عمليا ما هو أسوأ بكثير من حالة الحرب الأهلية، التي لم تصل في أكثر فصولها سوادا إلى القدرة على خلق مشهد تغرق فيه العاصمة بيروت بالنفايات، وتتسابق وسائل الإعلام على عرض قائمة السرطانات والأوبئة التي يبشرنا بها السلم الأهلي المنيع

قطع الصلة مع الزخم الجماهيري

يعاني فريق 14 آذار عامة، وفريق المستقبل خاصة، من مشكلة كبيرة تتعلق بالصلة المقطوعة مع زخم اللحظة التي انطلق منها هذا التيار كتحالف واسع، برز مع صعود زخم شعبي عارم، وغير مسبوق إثر اغتيال رفيق الحريري. هذا الزخم التّأسيسي كان قد أثبت جدواه، وفعاليّته، وقدرته على إعادة إنتاج المواقف الإقليمية، والدولية، وصبّها في اتجاه دفع الوصاية السورية الأمنية والسياسية للخروج مرغمة في لبنان. الأزمة التي يعاني منها هذا الفريق ككلّ، وتيار المستقبل بشكل خاص لكونه يمثل عصب هذا التحالف وروحه، تكمن في فقدان الصلة بالزّخم الشعبي المستاء من توالي التنازلات تحت عنوان تجنّب المواجهة. هكذا تحوّلت الحالة المستقبلية من حالة نمت وترعرعت في أحضان الحماس الجماهيري إلى حالة مكتبية بيروقراطية، يديرها ويتحكّم فيها مجموعة من الموظفين الإداريين الذين لا يعرفون، ولا يجيدون التعامل مع سلسلة الوقائع المتسارعة. لعلّ أبرز ما يدلّ على فقدان الصلة مع الزخم الشعبي، هو فكرة ترشيح الحريري لواحد من أقطاب فريق الثامن من آذار لرئاسة الجمهورية، تحت عنوان الضرورات التي تبيح المحظورات. اختيار سعد الحريري دعم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فجّر الكثير من الجسور بينه وبين الجمهور المستقبلي، وخصوصا لأنّ هذا الجمهور يعتبر فرنجية مشاركا في التغطية على قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كونه كان وزيرا للداخلية حين وقع الاغتيال، وقد أصدر حينها قرارا يقضي بإزالة الحطام من مكان الانفجار، بهدف تضييع الأدلة. يقول سعد الحريري في تبرير هذا الاختيار لجمهوره إن رفيق الحريري لو خيّر بين الفراغ، واختيار أيّ شخصية لملء هذا الفراغ لكان فعل ذلك، وقبل بترشيح شخص من تيّار خصم، لأن الأولوية هي لمنع الشغور نظرا لما يتسبّب به من تفكيك للمؤسسات. هذا المنطق لا يبدو مقنعا للجمهور الذي يرى أن حليف المستقبل المسيحي الرئيسي سمير جعجع رشح ميشال عون فباتت الرئاسة حكرا على شخصية من 8 آذار، في حين أن حزب الله يجد نفسه مرتاحا كما تعبّر أدبياته إلى جرّ الخصوم إلى خياراته.

لا يجد الحزب نفسه متلهّفا لقطف انتصاراته، والمبادرة إلى انتخاب أيّ من هاتين الشخصيتين، ليس لأنّ الفراغ هو هدفه وحسب، ولكن لأنه يعتبر أن ترشيح الحريري لفرنجية، غير المقبول في الوسط الجماهيري المستقبلي، إنّما يأكل من رصيد التيار الشعبي، بينما يبيع الحزب لجمهوره هذين الترشيحين بوصفهما ثمنا لتضحياته في سوريا، التي أتاحت له السيطرة على الموقع الأول في البلاد. تم الترويج لهذا الترشيح بوصفه مدخلا لتسوية شاملة تعيد الحريري إلى رئاسة الحكومة، وعبر فكرة مفادها أن حزب الله يخسر بمجرد انتظام الأمور، ولكن الحزب أظهر قدرة على استيعاب وتوظيف ترشيح الحريري لفرنجية لصالحه، في حين أن الحريري لا زال يدفع تبعات هذا الترشيح من تكريس فقدان الصلة بالزخم الشعبي.

سوء إدارة أزمة العلاقات

بعد موقف وزير الخارجية جبران باسيل الرافض لتجريم التهجّم على السفارة السعودية، يأتي موقف الوزير نهاد المشنوق برفض تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، بعد أن صنّفته دول الخليج كذلك. اللافت أن تيار المستقبل يتحمّل المسؤولية عن هذين الموقفين والتبعات السياسية والاقتصادية الناتجة عنهما. مرّة لأن الحكومة التي يرأسها تمّام سلام محسوبة عليه، وتاليا فإن مواقف أيّ وزير خصوصا في الشأن الخارجي تحسب على الحكومة ككلّ، وبشكل خاص على التيّار الذي ينتمي إليه الرئيس، ويتحمّل كذلك المسؤولية المباشرة عن مواقف المشنوق لأنه ينتمي إلى تيار المستقبل، لا بل يعدّ نفسه واحدا من الصقور فيه. هكذا تكون كل المواقف الرسمية المناهضة للتوجّهات السعودية والخليجية قد صدرت عمليا عن تيار المستقبل، الذي يعلن مرارا وتكرارا ليس عجزه عن المواجهة، ولكن عدم الرغبة فيها. يستمر في الحوار مع حزب الله، ويصرّ على إبقاء الحكومة التي باتت في التصنيف الرسمي السعودي والعربي حكومة إرهابية، بحكم اشتمالها على تنظيم إرهابي. هكذا بات تيار المستقبل أسير تصور يرى فيه شريكا للإرهاب في لحظة لم يعد فيها الصراع مع إيران وحزب الله، يتخذ شكل خلاف سياسي وخطابي، بل بات معركة مفتوحة بكلّ الأساليب وفي كل الميادين. الامتناع عن اتخاذ مواقف عملية ومباشرة صار يصنف في خانة الانحياز للعدو، وهو معطى يرفض المستقبل الاعتراف به. ما كشفته المعلومات ووجهات النظر التي تنشر في أكثر من مكان، يقول إن السعودية لا تطلب من تيار المستقبل المستحيل، بل تفترض أنه يمكن على الأقل تصميم حالة شعبية فاعلة عبر مظاهرات شعبية حاشدة، يمكن من خلالها إقناع الرأي العام السعودي والخليجي الغاضب بأنّ لبنان لا يدور كله في فلك حزب الله. المخاوف الأمنية، وضعف الصّلة مع الزخم الشعبي، جعلت التيار الأزرق غير راغب، وغير قادر على صناعة مثل هذا المشهد الشعبي. تاليا لا يبدو قادرا على الأقلّ في هذه اللحظة على تغيير النظرة العربية والخليجية، التي تعتبره في أقصى درجات التسامح الممكنة أسيرا سعيدا لدى حزب الله. المشكلة بنظر الرأي العام العربي والخليجي أن المستقبل لا يريد الخروج من الأسر، ويطلب من الجميع تفهم خصوصيته، واعتبار الكلام الذي يصدر عنه شبيها بما يقوله الأسرى من مديح في حق الآسرين في التسجيلات التلفزيونية التي تجريها معهم الجهات الآسرة. ربما يكون المستقبل محقّا في هذه النقطة، ولكن ما لا يفهمه أنه لا يحق للأسير التمتع بميزات المقاتلين.

 

مستقبل تيار المستقبل

أحمد عدنان/العرب/06 آذارأ16

منذ عودة الشيخ سعد الحريري إلى بيروت وأداؤه أكثر من جيد، خصوصا على صعيد تواصله مع جمهوره ومحازبيه وبعض خصومه أو منافسيه السنّة. لكن المشكلة ليست هنا أو لم تعد في هذا المكان، لقد انتقلت إلى زوايا مغايرة، العلاقة مع الحلفاء، إضافة إلى التكتيك السياسي الذي يعاني أزمة واضحة.

على صعيد العلاقة مع الحلفاء، يقول الشيخ سعد بأن “المستقبل والقوّات واحد”، وفي المقابل يؤكد د. سمير جعجع بأن العلاقة مع المستقبل استراتيجية كما أن التحالف المبدئي فوق الاختلاف في وجهات النظر، لكن من يدخل إلى معراب أو إلى بيت الوسط سيلاحظ امتلاء القلوب، والمشكلة أن أصحاب الشأن ساروا في مبادرات مضادة، لذلك يريد بيت الوسط سحب ترشيح ميشال عون، ومعراب تريد سحب سليمان فرنجية، وهذه دوّامة غرقنا فيها بسهولة ونجد اليوم مشقة فوق مشقة للخروج منها.

السعداء بفتور العلاقة بين معراب وبيت الوسط هم محازبون صغار أو وجوه خفيفة، فالقضيّة أهمّ من هذه الزعامة أو تلك وهذا الحزب أو ذاك، القضية هي لبنان وقوى 14 آذار، والتنازل في هذا الإطار واجب على الجميع، وإنني أتمنى من الرياض تولّي مبادرة تصفية الأجواء وتدوير الزوايا بين الطرفين، لأنها الوحيدة المؤهلة لهذا الدور بحكم علاقتها المتينة بمعراب وببيت الوسط، مع العلم بأن مواضيع التباين واضحة وجوهرية، صناعة القرار الاستراتيجي في قوى 14 آذار والانتخابات النيابية والملفّ الرئاسي، وليس من الحكمة ترك ملفات بهذه السخونة لعامل الوقت الذي سيشعلها أكثر بدلا من معالجتها.

على صعيد الأداء السياسي العام، لا أجد أن تيار المستقبل استطاع مواكبة القرارات السعودية والخليجية والعربية بخصوص حزب الله بطريقة صحيحة أو ناجعة، والسبب الأساسي لذلك هو أن شبح 7 أيار ما زال جاثما على مخيلة أصدقائنا المستقبليين، ومن هرب من هذا الهاجس ابتلعه الخوف من اندلاع حرب أهلية، وفي رأيي أننا أمام تقديرات افتقدت الدقة لننته إلى تضييق مساحة الحركة السياسية أمام أنفسنا.

الحزب الإلهي ليس من مصلحته في هذه اللحظة بالذات القيام بـ7 أيار جديدة أو إشعال حرب أهلية لغير سبب، مع احتساب اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، نجد أن عدد سنّة لبنان قد تضاعف مرتين، وهو ما لم يكن حاضرا في 7 أيار 2008، وهذا العدد الضخم معبأ بأعلى درجات الاحتقان من جرائم الحزب الإلهي وتصرّفاته، ولا ينقصه إلا عود كبريت لتسقط الخطوط الحمر بينه وبين ما يسمّى بحزب الله وجمهوره، وهؤلاء السنّة بالتأكيد ليسوا مسلحين أو مدربين كميليشيات إيران، لكنهم يستطيعون بأبسط الوسائل والإمكانات تشكيل إزعاج حقيقي وموجع للحزب ولبيئته الحاضنة.

على صعيد آخر، إن أعداد قتلى الحزب الإلهي وجرحاه جراء تدخله السوري مزعجة له وزيادتها ولو بفرد واحد داخل لبنان مشروع انتحار، لأن سقوط الأول لا يعني سقوط الأخير، وليس معقولا أن يكون الحزب المنغمس في حرب خارجية مستعد لفتح جبهة داخلية في هذا التوقيت.

وهناك زاوية أخرى لا بدّ من أخذها في الحسبان، إن القرار السعودي بوقف الهبة للجيش اللبناني هو في حقيقته رسالة تحفيزية لحلفائها اللبنانيين وللدولة اللبنانية كي يحرّروا أنفسهم من نفوذ الحزب، تزامن ذلك مع عقوبات وضوابط أميركية على المصارف اللبنانية لتجفيف الحزب الإلهي ماليا، وفوق ذلك اتخذ مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب قرارا بتصنيف ما يسمّى بحزب الله منظمة إرهابية استنادا إلى أدلة دامغة، أي أن الصورة أمامنا هي حصار عربي ودولي يفرض تدريجيا على الحزب الإلهي، وتورط الحزب في أيّ منزلق داخلي سيدينه ويضعفه ولن يقوّيه، وبهذه الوقائع نقول أيضا: انعقاد مؤتمر تأسيسي في هذا التوقيت سيصبّ حصرا لمصلحة السنّة، فرئاسة الحكومة لم تعرف الفراغ، كما أنهم لم يحملوا سلاحا ولم يتطفلوا على شؤون غيرهم كما فعل الحزب الإلهي وحلفاؤه، ولنا في الحرب الأهلية ومؤتمر الطائف أسوة حسنة، من حمل السّلاح أو غطّى الفراغ تعرّض للإقصاء.

مشاعر تيار المستقبل هي خوف على جمهورهم ولبنان من حرب أهلية أو 7 أيار محمودة، لكن هناك فرق واضح بين الحرص وبين الاستسلام، وهناك فرق ناصع بين الضغط والمواجهة وبين إشعال الفتنة.

منذ عاد الرئيس سعد الحريري وهو يرفع شعار انتخابات الرئاسة، ولن يتمكن من خوض هذه المعركة من دون حليفه الأساس، حزب القوات اللبنانية، وتصريحات الشيخ سعد ليست كافية البتة لمعالجة الفراغ.

يتكئ الحزب الإلهي على مرتكزات أربعة لتغطيته ولحماية الفراغ، الأول هو الحوار الثنائي مع تيار المستقبل، والثاني يتمثل في مبادرات رئاسية رشحت حلفاءه، والثالث يتجسد في حكومة الرئيس تمام سلام، والرابع هو صمت الشارع عن ممارسات الحزب الإلهي ضد الدولة اللبنانية.

إنني أتمنى ذات يوم حضور جلسات الحوار بين تيار المستقبل والحزب الإلهي بسبب العجز عن تخيّل ما يمكن أن يقال فيها، ولقد فكرت مرارا في سبب انعقاد هذه اللقاءات الصورية، ولم أجد سببا مقنعا غير جودة “الشاي” و”القهوة” في دارة الرئيس نبيه بري وشخصيته الجاذبة، وحسب معلوماتي المتواضعة قدّم هذا الحوار معلومات مغلوطة لتيار المستقبل عن مسار قضية الإرهابي ميشال سماحة لتتفاجأ قوى 14 آذار بإطلاق سراحه عكس المتوقع. لذلك، هذا الحوار لا بد من إيقافه خصوصا مع استمرار جلسات الحوار الوطني برئاسة نبيه بري نيابة عن رئيس الجمهورية الغائب أو المغيّب بالفراغ، فتيار المستقبل مع حلفائه أقوى منه منفردا. بعد المستجدّات الخليجية والعربية والدولية تحت عنوان محاصرة حزب الله، يصبح الاستمرار في المبادرتين الرئاسيتين ضربا من العبث، فهذا الحصار سببه اعتداء الحزب على مفاصل الدولة وسيطرة حلفائه على بعض الوزارات، فهل يعقل بعد ذلك أن نسلّمهم قصر بعبدا؟ والأدهى أن مرشّحي الرئاسة لا يحضرون جلسات الانتخاب، وحزب الله لم يبذل أيّ مبادرة تسهّل انتخاب أحد حلفائه، وبالتالي فإن رغبته في استمرار الفراغ ليست محل جدل، وهذا الحزب متورط في ملفات إجرام وفساد وإرهاب عابرة للقارات، وسيطرته على ما تبقى من الدولة سيحوّل لبنان كليا إلى دولة مارقة ككوريا الشمالية.

أصدقاؤنا المسيحيون يقولون إن الأغلبية المسيحية رشّحت للرئاسة ميشال عون، وبالتالي لا بد من انتخابه أسوة بما يجري مع رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة، وهذه الصورة تبدو صحيحة للوهلة الأولى، لكن الواقع في مكان آخر، الأغلبية السنية منذ إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عاجزة عن إيصال مرشّحها أو زعيمها إلى السراي الحكومي وبعض ذلك حصل بتواطؤ المرشح “المسيحي” ميشال عون صاحب تصريح “ون واي تيكيت” الشهير، وشاهدنا حكومة يرأسها نجيب ميقاتي بقرار شيعي استند على القمصان السود وتغطية عون، وبعد الحكومة الميقاتية لجأ السنّة إلى التوافق وجاؤوا مكرهين بتمّام سلام، والسؤال هنا إلى عون: لماذا لا يقبل على نفسه ما رضيه لغيره؟ هناك صورة تنتشر بأن السنّة يهضمون الحقوق المسيحية وهذا غير صحيح، فتيار المستقبل لم يضع فيتو على وصول أيّ قطب من الأقطاب المسيحية الأربعة، في حين أن الحزب الإلهي وضع الفيتو على خصومه المسيحيين ويمنع انتخاب حلفائه، ويريد إلغاء الدروز بالقانون النسبي كما فعل بالسنّة مع رئاسة الحكومة، لتكون الجملة الصحيحة: ما يسمى بحزب الله يهضم الدولة وشعبها. سليمان فرنجية في هذه اللحظة أمام مأزق التوقيت، لقد تكشّفت أضرار ترشيحه تماما بعد هذه الأشهر، وأهمها شرخ ملاحظ في قوى 14 آذار وعجز هذا الترشيح عن معالجة الفراغ، فإذا كان ترشيح سياسي من قوى 14 آذار أو من قوى 8 آذار لم يعالج الفراغ، فالأولى إذن أن نعود إلى طرح مرشّح من ثورة الأرز. وما يثير الدهشة أن فرنجية وعون بعد ترشيحهما لم يتغيرا.

ما أقترحه أن يعلن د. سمير جعجع والشيخ سعد الحريري مهلة زمنية لتأييد مرشّحيهما تنتهي بالجلسة المقبلة في 23 آذار. نظريا، إن حزب الله وحلفاءه إضافة الى القوات اللبنانية يستطيعون إيصال عون إلى قصر بعبدا من دون الحاجة إلى تيار المستقبل الذي لم يضع فيتو على وصول عون، وكذلك الأمر، يستطيع تيار المستقبل إيصال فرنجية إلى قصر بعبدا، لذلك لا مبرر لعدم انعقاد الجلسة، و”غنج” حزب الله وأنانية عون يجب أن تكون لهما نهاية. وما لم تنتج جلسة 23 مارس رئيسا يطرح المرشّح الثالث. ولا يضحكني في هذا السياق إلا مطالبة الحزب الالهي بضمانات، معه السلاح ويطالب الآخرين بضمانات تماما كإسرائيل التي تمتلك قنبلة نووية وتطلب من الفلسطينيين العزّل ضمانات! حكومة تمّام سلام تحمل على عاتقها كل كوارث لبنان، من أزمة النفايات إلى تحكم الحزب الإلهي بالدولة، ولا يستفيد أحد من استمرارها إلا حزب الله بتمرير أجنداته، لا بد من تلويح العصا بداية بالاعتكاف ثم بالاستقالة لسحب شرعية وجود حزب الله في الدولة التي يعطّلها. نحن مقبلون هذه الأيام على ذكرى ثورة الأرز في 14 آذار، وقوة هذه الثورة تكمن في شارعها، الشارع رافعة تفاوضية أصيلة وممتازة، وبعودة 14 آذار إلى ساحة الشهداء ستخرج القوى الاستقلالية من شعور الاستضعاف إلى الثقة بالنفس، يجب أن يسمع الحزب الإلهي الشعب اللبناني هاتفا ضد السّلاح غير الشرعي، ويجب أن يعتصم اللبنانيون من أجل إنهاء الفراغ وتحرير الدولة من إيران. مرة أخرى، هناك فرق بين الحرص وبين الاستسلام، وهناك فرق بين الضغط والمواجهة وبين إشعال الفتنة، والركون إلى الاستسلام – في هذه اللحظة الذهبية النادرة – بمثابة مشاركة الحزب الإلهي في القضاء على لبنان والدولة، فليجرّب تيار المستقبل التحرك الجدّي، فأن يقولوا “حاولوا وفشل” خير من أن يتساءلوا “أين تيار المستقبل”، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

المتواطئون مع «حزب الله» يستحقون وصمهم بالإرهابيين

خلف أحمد الحبتور/السياسة/06 آذار/16

كل تنظيم مسلّح يحتجز البلاد رهينةً بالوكالة عن دولة أجنبية هو ميليشيا إرهابية خائنة وليس مقاومة، وبالتالي ليس حزباً سياسياً مشروعاً كما يزعم «حزب الله» على الدوام. فمخالبه التي تمتدّ من طهران، جعلت لبنان دولة فاشلة، مما يشكّل تهديداً على المنطقة. مع تضاؤل الآمال بأن يستعيد اللبنانيون الشرفاء السيطرة على بلادهم، وصلت الدول الأعضاء في «مجلس التعاون» الخليجي الى هذه الحقيقة المؤسفة عبر إصدارها إعلاناً رسمياً اعتبرت فيه «حزب الله» منظمة إرهابية بـ»كافة قادته وفصائله والمنظمات التابعة له والمنبثقة عنه» بسبب «الأعمال العدائية» في سورية واليمن والعراق، بما في ذلك التحريض على الفتنة، وتهريب السلاح، وتجنيد الإرهابيين. دعمت غالبية الدول العربية هذه الخطوة، إلا أنه ليس مفاجئاً أن سورية والعراق عارضتاه فكلتاهما تخضع، مثل لبنان، للهيمنة الإيرانية. لكن المستغرَب هو رفض الرئيس التونسي تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، وكذلك موقف النأي بالنفس الذي تبنّته الجزائر. لقد أعلنت السعودية ان من العبث الاستمرار في حكاية التضامن العربي لأنه لا وجود له. تأتي هذه الخطوة في أعقاب القرار الذي اتّخذته المملكة العربية السعودية بتجميد مساعدات عسكرية-أمنية بقيمة أربعة مليارات دولار أميركي كانت مقرّرة إلى الحكومة اللبنانية، وكذلك بعد التحذير الذي وجّهته حكومات «مجلس التعاون» الخليجي إلى رعاياها بعدم السفر إلى لبنان حفاظاً على أمنهم وسلامتهم. في الوقت نفسه، تتخذ دول الخليج إجراءات مشدّدة بحق مموّلي «حزب الله» والمتعاطفين معه داخل أراضيها. إنها تدابير طال انتظارها! المفارقة هي أن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق سارع إلى رفض تصنيف «مجلس التعاون» الخليجي لـ»حزب الله» في خانة التنظيمات الإرهابية خلال مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي عُقِد أخيراً في تونس، لكنه كان قد أعلن الشهر الفائت، عبر قناة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، أن خلايا إرهابية تتدرّب في لبنان تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.

واقع الحال هو أن أعضاء تلك الخلايا تدرّبوا على أيدي الإيرانيين بالاشتراك مع «حزب الله»، وفق المعلومات الاستخبارية التي تمكّنّا من الحصول عليها من جواسيس الحزب والمحرّضين التابعين له الذين جرى توقيفهم في الإمارات والسعودية. فهل يُعقَل أن وزير الداخلية لا يعرف ذلك! إما أنه يفتقر بشدّة إلى القدرات اللازمة لجمع الاستخبارات وإما، وهذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحاً، يخشى أن يقول ما هو معلوم من جميع السياسيين اللبنانيين. يخشون جميعهم أن يُضافوا إلى قائمة الأشخاص المستهدَفين من «حزب الله» في عمليات اغتيال. لا تزال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أنشئت للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ومحاكمة المتورطين، تنتظر «حزب الله» كي يسلّمها أربعة من عناصره المتّهمين بالضلوع في الاغتيال من أجل محاكمتهم. كشف المشنوق أيضاً أنه اعتباراً من العام 2015، تم زرع خلايا نائمة وأخرى ناشطة تابعة للحرس الثوري في كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين وكينيا ونيجيريا وقبرص وبلغاريا. الآن بعدما كُتِب بالخط العريض أن «حزب الله» تنظيم إرهابي، من الحكمة أن يعمد قادة دول «مجلس التعاون» الخليجي إلى التركيز على المتواطئين معه، ومن يسترضونه على الساحة السياسية في لبنان. فعلى سبيل المثال، ندّد المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، سليمان فرنجية، المعروف بولائه للنظام السوري، بشدّة بإدراج «حزب الله» على قائمة الإرهاب، وكتب مغرّداً على «تويتر»: «حزب الله حركة مقاومة ترفع رأس لبنان والعرب». في رأيه، العرب الأباة هم أولئك الذين يتشاركون العقيدة الإيرانية والذين تنكّروا لجذورهم العربية عبر الارتهان للملالي الفرس. في هذه الحالة، ألا يجب تصنيف فرنجية في خانة داعمي الإرهاب؟ ألا يجب أيضاً أن يُعتبَر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الذي يتزعّم حركة «أمل» المتحالفة مع «حزب الله»، متواطئاً؟ سارع المكتب السياسي في حركة «أمل» إلى الدفاع عن «حزب الله» عبر إصدار بيان شنّ فيه هجوماً عنيفاً على الإعلان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي مشدّداً على «مؤهلات» الحزب كحركة مقاومة، في حين أن كل ما يفعله حالياً هو مقاومة انهيار النظام السوري الهمجي، وذلك بناءً على أوامر مباشرة من طهران. في نظري، تستحق حركة «أمل» المصير نفسه مثل «حزب الله» – على مجلس التعاون الخليجي أن يدرجها هي أيضاً على قائمة الإرهاب.

التيار الوطني الحر ومؤسسه العماد ميشال عون الذي هو مرشّح «حزب الله» لملء الفراغ الرئاسي المستمر منذ نحو عامَين، لديه أيضاً ولاءات مشبوهة. قبل عشرة أعوام، وقّع عون، وهو شخصية مارونية، مذكرة تفاهم سياسية مع عميل إيران في لبنان، بعد عودته من المنفى حيث أمضى 15 عاماً.

وقد اعتبر عون أن الهدف من الشراكة الجديدة مع «حزب الله» هو بناء ديمقراطية لبنانية توافقية على أساس الشفافية والعدالة والمساواة، وهو يعي تماماً أن الحزب يسعى إلى تحويل لبنان إلى حكم ولاية الفقيه. وقد أعمى عيناه، منذ ذلك الوقت، عن جرائم «حزب الله».

الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي وصف «حزب الله» قبل بضعة أسابيع بأنه جزء من منظومة إيرانية في لبنان، رفض أيضاً تصنيف الحزب تنظيماً إرهابياً. جنبلاط من أشدّ المنتقدين لتورّط «حزب الله» في سورية، وقد حذّر الأمين العام للحزب حسن نصرالله من التداعيات السلبية التي يمكن أن يتكبّدها المغتربون اللبنانيون في دول الخليج بسبب خطبه المعادية للسعودية. لكن عندما حان وقت الحسم، رفض دعم قرار «مجلس التعاون» الخليجي. خيبة الأمل الحقيقية كانت من سعد الحريري، زعيم فريق «14 آذار» ورئيس «تيار المستقبل»، الذي كان موضع الثقة الأكبر من «مجلس التعاون» الخليجي بين الساسة اللبنانيين. كنا نعتقد أنه أسدٌ قادر على استعادة السيطرة على وطنه الأم. لقد كان ثابتاً في خطابه المناهض لإيران و»حزب الله» طوال فترة وجوده في المنفى الطوعي.

في ذكرى اغتيال والده في 14 فبراير، قال الحريري أمام أنصاره: «إن لبنان لن يتحوّل، في أي ظرف من الظروف، ولاية إيرانية». بيد أن سلوكه الأخير يتعارض مع تعهّده هذا. وقبل بضعة أسابيع، قال في تصريح صادم إنه مستعد لتشارك السلطة مع «حزب الله» قبل أن يلقي بثقله خلف ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة. لدى سؤاله ما الذي يدفعه إلى التعاون مع تنظيم يُعتبَر مسؤولاً عن اغتيال والده، أجاب أنه ملتزم بالمبدأ القائل: «المتهم بريء حتى تثبت إدانته». على النقيض من معظم السياسيين الآخرين، استهجن الحريري عدم وقوف لبنان إلى جانب السعودية في الجامعة العربية في قضية إحراق مقار البعثات الديبلوماسية السعودية في إيران. ولدى سؤاله لماذا يدعم الآن ترشيح فرنجية، قال إنه يدعم مرشحاً من فريق «8 آذار» بهدف ملء الفراغ. وقد قال في هذا الصدد: «بالنسبة إلي، وجود رئيس ربما لدي بعض المشكلات معه أفضل من الفراغ التام في موقع الرئاسة». بعبارة أخرى، قدّم الحريري لبنان إلى الفريق الآخر على طبق من فضة. وجود رئيس متواطئ مع «حزب الله» إيران سورية ليس أبداً أفضل من الفراغ في موقع الرئاسة! السؤال المطروح هو: هل سيواصل الحريري التفاوض مع «حزب الله» أم ينسحب بعد تصنيف الحزب في خانة المنظمات الإرهابية؟

إذا لم تقبل الحكومة اللبنانية بالقرار الصادر عن «مجلس التعاون» الخليجي وتشرع في إصدار مذكّرات توقيف بحق قادة «حزب الله» ومموّليه، يجب تصنيفها في خانة المحرّضين على الإرهاب. أدرك أنها غير قادرة على تنفيذ قرار التوقيف، لكن على الأقل سوف يتوضّح موقفها. على قادة دول «مجلس التعاون» الخليجي والدول الحليفة أن يعتبروا أن الحكومات والأشخاص الذين يعارضون تصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً هم شركاؤه في الإرهاب. لا مجال للعب على الحبلَين أو الوقوف على الحياد. الجيش اللبناني مطلوبٌ منه أيضاً توضيح موقفه. إما أنه يقف ضد التنظيم الإرهابي، وفي هذه الحالة، عليه إصدار بيان علني بهذا الخصوص، وإما أن يعلن تحالفه مع «حزب الله»، وفي هذه الحالة يجب أن يواجه الوصمة نفسها. ينبغي على قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، وكبار جنرالاته أن يؤكّدوا ولاءهم للدولة وتفضيلها على الميليشيا، وأن يكونوا لمرة واحدة على قدر المهمة الملقاة على عاتقهم بحماية البلاد من السقوط. وإلا ليس لنا سوى الاستنتاج أن الجيش يخدم أهداف «حزب الله»، وفي هذه الحالة، يجب اعتبار القادة العسكريين بأنهم متواطئون مع الإرهاب. والجيش الذي يثبت تورّطه مع العملاء الذين يدينون بالولاء لدولة أجنبية، يجب حلّه. إنها لحظة مصيرية لصنّاع القرار السياسي والعسكري في لبنان الذين يقفون عند مفترق طرق أساسي. هل أنتم معنا أم ضدّنا؟ هل تقفون إلى جانب السعودية والدول الحليفة أم إلى جانب «حزب الله» وإيران؟ ينبغي على «مجلس التعاون» الخليجي أن يطرح هذه الأسئلة ويطالب بأجوبة عنها قبل أن يبني على الشيء مقتضاه. المسار الذي سيسلكه لبنان سوف يقرّر مصيره، ليس في المستقبل المنظور فقط إنما لأجيال وأجيال قادمة.

 

حزب الشياطين… وأتباعهم النهاية وشيكة

ناصر العتيبي/السياسة/06 آذار/16

الأيام آتية، تحمل معها مفاجآت إن لم تكن مرعبة فستكون مدمرة، وخصوصا على شياطين الارض في لبنان بما يسمى «حزب الله» جورا ومن وراءهم في قم وطهران. لقد فوجئ ملالي طهران وقم بصفقات قوية لم تكن في حسباتهم وذلك من خلال عاصفة الحزم وسيتبعها عواصف اشد ألما وقوة، تلك العاصفة التي قادتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها من الاشراف، حيث بترت الايدي الخبيثة في اليمن والتي تتمثل بالخونة المجرمين الحوثيين وتابعهم الشاويش علي عبدالله صالح برعاية ايران الظلام وحزب الله العار وها هي الصفعة الثانية والتي ستتبعها صفعات حتى تفيء الى امر الله تلك الفئات الضالة، فقد وجهت الدول العربية لكمة قوية للحزب الارهابي في لبنان واعتبرته ارهابيا من الدرجة الاولى، بزعامة الارهابي حسن نصر الله واسياده من عصابات طهران فقد تمادت تلك الشراذم في غيها حتى وصلت حد الغرور معتقدة بان لن يكون لها رادع بعدما عبثت في العراق وسورية والبحرين والكويت والسعودية وجاء اليوم الذي ستقف فيه تلك المجموعات الاجرامية عند حدودها وتنكشف مؤامراتهم على الامة العربية والاسلامية وسيعرف الموالون لهم بانهم كانوا مضللين بشعارات المقاومة الكاذبة وستكشف الايام عمالتهم وخياناتهم ومخططاتهم الخبيثة بالتعاون مع القاعدة والدواعش ونظام طهران وغيرهم من المجرمين في منطقتنا وكيف استغل هؤلاء السفلة الدين الاسلامي للوصول الى مبتغاهم الدنيء وللاسف قد صدقهم الناس الجاهلون في عمق الامور في لبنان وسورية والعراق والخونة في البحرين ممن يحملون جنسيتها، وبفضل من الله تعالى فقد بدأ يتكشف للعالم زيف هؤلاء وسمسرتهم بالاديان والاوطان ولهذا فقد اعتمدت دول الخليج العربي وبتضامن حقيقي مع الدول العربية والاسلامية المبدأ الجماعي لمحاربة الارهاب المنظم والذي ترعاه دول وهي سياسية صاعدة ستفرز الامن الجماعي للعرب والمسلمين بل ولدول العالم كافة. فلن نسمح بعد اليوم للفرس واتباعهم والمرتزقة التدخل في شؤون الدول الداخلية بأية صورة من الصور ولن نقبل باي فكر خارجي ارهابي او خطابات سياسية كريهة.

لقد تجاوزنا مراحل كثيرة في غاية الخطورة والحساسية بفضل ايماننا القوي بالله وبحكمة ورصانة قياداتنا الخليجية وصبرنا وصبروا «انما للصبر حدود».

شجاعة الرجال يطبقها على الواقع خادم الحرمين الشريفين بطل الحق والحزم باتخاذ القرارات الموحدة مع اخوانه قادة الخليج العربي بتطوير الستراتيجيات والعمل على تأمين المنطقة وتحصينها ضد مخاطر الاجندات الخارجية الحثيثة.

وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح حفظه الله يرى ان القرار العربي وضع حزب الشيطان على القائمة الارهابية، نود ان تذكر بان هناك منازل قد تم منحها لأناس يحملون الجنسية الكويتية بينما ولاؤهم الحقيقي لحزب الله وايران وذلك من خلال وضع صور وشعارات «حزب الله» وزعيمه حسن نصر الله في كل دور من تلك المنازل فكما فعلتم مع الاسلحة افعلوا الشيء نفسه مع من علق صورا وشعارات المجرمين من حزب الله وايران فالمنازل منازلنا والارض ارضنا والقروض قروضنا… كوجا مرحبا بهم.

تحية اجلال واكبار للمواطن الكويتي الشهم الدكتور علي عباس النقي وكذلك الدكتور كاظم ابل على حسهما الوطني واخلاصهما لبلدهما امام جوقة المرتزقة. «واقتلوا قاتل الكلب»

 

إدارة الصراع ضد ثعابين الإرهاب الإقليمي

داود البصري/السياسة/06 آذار/16

لاشك أن منطقة الخليج العربي، والشرق الأوسط، قد دخلت في منعطف تاريخي حاد مع حالة المواجهة الإقليمية الشاملة التي دشنتها «عاصفة الحزم» السعودية ضد قوى الظلام والتآمر والتخريب والفتنة الطائفية الرثة التي يريد النظام الإيراني الإرهابي وحلفاؤه من عتاة الإرهاب الدولي فرضها على المنطقة لتحقيق الأهداف القديمة في خلق مجالات التوسع والهيمنة الحيوية، والسعي المجرم لإسقاط الأنظمة وإدارة الفوضى وتحقيق الأحلام المريضة. فمع الخطوة التاريخية والمتقدمة لـ «مجلس التعاون» الخليجي في تحديد مكامن الخطر والخلل، وتصنيف «حزب الله» اللبناني والمنظمات والجماعات المنبثقة عنه كجماعات إرهابية، تدخل عملية إدارة الصراع في الشرق مرحلة جديدة ومختلفة ،لحمتها وسداها العمل الحثيث لتجفيف منابع ومصادر ذلك الإرهاب الذي تحول لحالة مرضية ساهمت في تعطيل وشلل عدد من الدول العربية وإدخالها ضمن دائرة الدول الفاشلة ، فـ «حزب الله» اللبناني، مثلا، الذي سوق نفسه من خلال شعارات المقاومة والممانعة والصمود والتصدي إتضح لاحقا ان منهجيته وأجندته لاعلاقة لها أبدا بالمصالح الوطنية ، بل أنها ترتبط بقيادة مركزية أممية تخطط لمصالحها الخاصة ولأجنداتها الوطنية أيضا ، وهذه الحالة تشبه إلى حد بعيد أيام الحرب الباردة في خمسينات القرن الماضي وماتلاها حين كانت موسكو قبلة للفكر الشيوعي والماركسي، وكان الإتحاد السوفياتي الراحل القبلة الآيديولوجية لمجاميع الأحزاب الشيوعية التي كانت مندرجة ضمن إطار ماعرف في حينه بـ «الأممية الثالثة» وحيث كانت موسكو المحور الذي تدور حوله مناهج وسياسات، وولاء الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث، حتى قيل على سبيل التندر إذا أمطرت في موسكو رفع الشيوعيون العرب مظلاتهم!! وحالة «حزب الله» أو «أحزاب الله» في المنطقة متشابهة بعد أن تمكن الإيرانيون من خلال ذلك الحزب بالتباهي، والقول انهم تمكنوا من الهيمنة على أربع عواصم عربية، ومن أنهم جعلوا الجندي الإيراني يتمشى بحرية بين كابول في وسط آسيا وبيروت على البحر المتوسط مرورا بعاصمتي الخلافة بغداد ودمشق!! »حزب الله» هو جزء من المشروع الإمبراطوري الهمايوني الإيراني بنسخته المنقحة الجديدة. وبهذه الصيغة، وذلك التوصيف عمل جاهدا من أجل تسويق الرؤى الإيرانية والتآمر على دول المنطقة ، وفتح معسكرات التدريب للعناصر الشبابية المؤمنة بذلك المشروع متخذين من فوضى الأوضاع العراقية ميدانا عمليا للحشد والتعبئة ، وجاءت الحرب السورية لتضفي على المشهد أبعاد درامية دموية زاعقة من خلال مشاركة «حزب الله» الفاعلة في قيادة الجموع الطائفية الرثة القادمة من العراق وباكستان وأفغانستان في إدارة حرب دموية رهيبة ضد الشعب السوري قدم فيها الحزب خسائر بشرية عالية جدا ومكلفة من قيادات ميدانية شهيرة، وبما جعله في مواجهة حقيقية مع الشعب السوري الثائر ورسم أخاديد الدم والكراهية في العلاقة بين الشعبين الشقيقين ،وهو يدافع عن نظام إرهابي إجرامي بصليل شعارات طائفية رثة ليست من ضمن حسابات الثورة السورية الشعبية الباحثة عن سورية حرة وديمقراطية وحضارية ودستورية. لقد توضح دور «حزب الله» التخريبي كبندقية إيرانية للإستخدام والإيجار للأسف وتهاوت أسطورة المقاومة أمام إصرار قيادة الحزب على توريط الشباب اللبناني في المحرقة السورية، والمضي بعيدا في ممالأة الأطماع الإيرانية وتصعيد الروح الطائفية، لقد صبرت دول «مجلس التعاون» طويلا على القذى وكان لابد لقوس الصبر من منزع، وكان لابد من تحرك ميداني يضع الأمور في نصابها ضمن إطار الدفاع المشروع عن الأمن الوطني والقومي الذي أصيب في مقتل بعد تمدد النشاط التخريبي للحزب إلى جنوب الجزيرة العربية وإعتراف حسن نصر الله المخزي أمام الملأ أن حربه ضد السعودية هي أقدس من الحرب ضد إسرائيل! لقد بانت الحقائق العارية وتبين الخيط الأبيض من الأسود من الغدر، من دون شك إن معركة تجفيف المنابع الإرهابية ليست سهلة أبدا، لكن ليس من المستحيل كسبها ، لكونها ذات تفرعات وأطر ومجالات متعددة ومتشابكة أخرى ، لقد بدأت الخطوة المركزية الأولى في طريق هزيمة الإرهاب الفاشي الأسود ، وما زال الملف مفتوحاً على إحتمالات وتطورات عديدة مقبلة وشائكة ومتداخلة ، لا للإرهاب بكل صيغه وأشكاله ، نعم للأمن والسلام والبناء.

 

ماذا ينتظر «حزب الله» ليأتي بعون رئيساً؟

اسعد بشارة/الجمهورية/05 آذار/16

ما قبل 2 آذار، لم يعد ليصلح أن يكون كما بعد 2 آذار، فالجلسة التي شهدت للمرة الثانية غياب المرشحين وحضور النواب، دلّت على أنّ عدم استعجال حزب الله في انتخاب الرئيس لم يعد مجرد انتظار لتحسين الشروط، بل تكرّس سياسةً معتمَدة للتعطيل لا يعرف أحدٌ متى تنتهي، ويبدو أنّ الكلام الذي قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في ألمانيا أمام نوابٍ ألمان كان دقيقاً، إذ لمّح الى أنْ لا انتخابات رئاسية قريباً في لبنان. بعد 2 آذار بدأ جميع الأطراف مراجعة حساباتهم، وأوّلهم العماد ميشال عون الذي يراقب المشهد وهو في حال انتظار، قد يقطعها في 14 آذار المقبل حيث سيكون له موقف جديد ممّا يجري، خصوصاً من موقف حزب الله المنتظر خلف ترشيحه. لم يعد الكلامُ عن موقف الحزب مجرّد هَمْس في الصالونات الضيقة، فالإشارات واضحة وتدلّ على أنّ حزب الله الذي دعم ترشيح عون، لم يقم بما عليه، لترجمة هذا الدعم بإيصاله الى قصر بعبدا. من هذه الإشارات التي يتوقف عندها بعض الأطراف استمرار النائب سليمان فرنجية في ترشيحه الذي يحتضنه كثيرون من حلفاء الحزب والنظام السوري. وبما أنّ عون سريعُ الالتقاط في الموضوع الرئاسي، لم يخفَ عليه معنى استقبال النائب السابق فريد الخازن لفرنجية في شبه عراضة انتخابية سياسية، كذلك لم يخفَ عليه إطلاق العنان لتصريحات النائب عاصم قانصوه، ولا استقبال الأمير طلال ارسلان لفرنجية أمس، فكلّها مؤشرات تدل على أنّ حزب الله ترك لفرنجية ولحلفائه من قوى 8 آذار المناهضين لعون أن يقوموا بما عليهم، وأنّ الحزب لم يحاول التأثير في موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، تاركاً اللعبة تأخذ مجراها.

ويُنقَل عن بعض قياديي «التيار الوطني الحر» استغرابهم موقفَ حزب الله الذي لم يبادر الى دعم عون كما يجب. وهذا الاستغراب مردّه الى التساؤل عن طبيعة موقف الحزب الحقيقي ممّا جرى في معراب، وتحديداً عن فتور الحزب تجاه هذا الإجماع المسيحي الذي حققته المصالحة، في وقتٍ كان الحزب كما غيره من القوى يجاهر بأنه فور اتفاق المسيحيين ستظهر الترجماتُ العملية لما اتفقوا عليه، هذا يعني باللغة العونية، أنّ قُطَباً مخفية لا تزال تتحكم بموقف بعض هذه الاطراف، لكنّ الفارق في ما بينها أنّ تيار «المستقبل» على سبيل المثال، جاهر برفض نتائج هذا الإجماع، فيما حزب الله بارك شكلاً، وامتنع عن القيام بما يُفترض القيام به، تجاه هذه المصالحة. تمتدّ التساؤلات الى أكثر من ذلك وتصل الى حدِّ التشكيك برغبة حزب الله الوقوف الى جانب القوى المسيحية، وتفضيله البقاءَ على تفاهم مع مثلث القوى التقليدية القادرة على إنتاج السلطة القديمة ـ الجديدة (تيار»المستقبل»، حركة «أمل»، الحزب التقدمي الاشتراكي) واقتصاره على

استعمال التوافق المسيحي غطاءً لمشروعه، من دون أن يقدّم لهذا الغطاء الثمن الذي يستحقه. أسئلة كثيرة باتت تُطرح في أروقة «التيار الوطني»، أولها سؤال يختصر كلّ الأسئلة: هل يريد حزب الله حقاً عون رئيساً أم لا؟ سؤالٌ يصرّ التيار على أنْ لا تطول الإجابة عنه، وأن يُحسم قبل الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، ولا يُتوقع أن يغيّب عون موقفه من هذا السؤال في ما سيقوله في 14 آذار، كونه المعني الأوّل بوفاء حلفائه والتزاماتهم الأخلاقية والسياسية، وذلك قبل موعد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، التي يبدو أنها لن تختلف عن سابقاتها، فالمرشِحون مستمرون، ومرشحوهم مستمرون بترشيحهم، فيما الطرف المعطّل، يقف خلفَ اللاعبين، حاجباً مسؤوليته عن الفراغ، وتاركاً اللعبة تسير وفق إيقاع استمرار الأزمة، حتى نضوج التوقيت المناسب.

 

رسالة من فرنجيّة لـ"القوات" و"التيّار"

دنيز عطا الله حداد | السفير/05 آذار/16

تعيش الساحة المسيحية مشدودة الى حدثين: الفراغ في رئاسة الجمهورية، وتوافق «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية». وبين سلبية الاول وايجابية الثاني، يبقى العجز عن الانجاز سمة المرحلة. ومع ذلك، يمتلك الوسط المسيحي مساحة مقبولة من القدرة على الحراك وخلق التمايزات. فلا يتمكن اي حزب ولا حتى تحالف الاحزاب من إلغاء قوى سياسية، لها حيثيتها وحضورها. فحتى حين توافق «الزعماء الاربعة»، وتحت سقف بكركي، على احقيتهم في انتخاب رئيس من بينهم، لم تتوقف الاصوات المرشحة لهذا او ذاك من الاسماء الموارنة. وكلما حاول فريق او حزب ان يقفل باب التنوع عبر حصر الخيارات السياسية فيه، يتحين الشارع الفرصة للانتفاض والتمرد. تجربة «التيار الوطني الحر» هي احدث مثال في العقدين والنصف الاخيرين. فالتعاطف والالتفاف حول طروحات العماد ميشال عون كانا، في وجه بارز منهما، تمردا على تفرد «القوات اللبنانية» في «حكم» الشارع المسيحي، والنطق باسمه. وانفكاك جزء غير قليل من المتحمسين لـ «التيار» عنه، جاء في احد اسبابه، محاولة احتكاره التمثيل والتعبير باسم المسيحيين. ليس تفصيلا بسيطا ان يكون لعدد غير قليل من المستقلين، من كل الطوائف المسيحية، حيثية مقبولة في مناطقهم. فريد هيكل الخازن أحد هؤلاء. وقد جاءت زيارة النائب سليمان فرنجية الى بيته لتسلط الضوء على مجموعة دلائل، وامكن القول رسائل، في ما خص الرجلين، كما في محيطهما المسيحي الاوسع، وان تشابكت الاولى والثانية. صداقة الرجلين ليست جديدة، تماما كما تبادل دعوات العشاء العائلية بينهما. لكن الجديد كان الحرص على اعطاء اللقاء اهمية خاصة، خصوصا عشية انعقاد جلسة انتخاب رئيس، والرغبة في معرفة موقف فرنجية بالمشاركة فيها او عدم المشاركة. كان المشهد ملفتا. وقف «الشيخ» المضيف في دارته، الى جانب ضيفه، مرشح الرئاسة، ليقول انه مع مشاركة جميع النواب في جلسة الانتخاب، لانتخاب رئيس ايّا يكن اسمه. كان واضحا وصريحا في أنه يفضّل سليمان فرنجية، لكن الاهم بالنسبة اليه، انتخاب رئيس فورا، حتى لو لم يكن فرنجية. تقبّل فرنجية كل الكلام بتفهم وديموقراطية. ذهب أبعد من ذلك ليؤكد على صداقته بالخازن و «حيث أكون سيكون معي». لكن ذهابه بعيدا، له دلالاته «الجغرافية» ايضا، من كسروان الى بعبدا. اوضح الخازن وفرنجية رسالتهما. ففي منطقة كسروان، مصدر «الشرعية المارونية» الصرفة، بيوت وشخصيات سياسية يمكنها ان تجيّر شرعية «جبل لبنان» الى «ابن زغرتا» الذي لا تنقصه الشرعية المسيحية. بالتالي، لا يمكن لتحالف حزبين، ايّا يكن افتراضهما لحجم تمثيلهما، ان يغلق ابواب منطقة او طائفة. وفي الاوساط الكسروانية الخازنية الانتخابية، ليس فرنجية خصما كما ميشال عون الذي واجههم في الانتخابات الاخيرة واقصى مرشحهم. ولا هو كـ «القوات اللبنانية» التي يخشون دائما رغبتها «التوسعية» في كسروان. هو حليف، وميزته انه لا يتدخل في انتخاباتهم وخياراتهم الكسروانية الصرفة، وان فعل مستقبلا، كرئيس للجمهورية، فعلى الارجح سيكون لمصلحتهم المناطقية وزعمائهم المحليين.

كتبت الرسالة بخط شديد الوضوح لـ «القوات» و «التيار» وتحالفهما. وهي لمحت، لا بل صرحت، لماهية مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية. فحين يقول فرنجية ان الخازن سيكون معه حيث يكون، فانه يحجز للخازن موقعا لما بعد الانتخابات الرئاسية من ضمن فريق عمله ووزرائه.

وهي ليست المرة الاولى او اليتيمة التي يحاول فرنجية التلميح فيها لكيفية رؤيته لفريقه الوزاري المسيحي. وفي مقاربته تركيز على «التنوع» والافراد المستقلين. فقد سبق له أن تواصل مع الوزير بطرس حرب وأوفد له من يشرح وجهات نظره في موضوع ترشيحه لرئاسة الجمهورية ورغبته بالتلاقي والحوار. وكان ايضا «خبز وملح» بين الرجلين، مع ما يعنيه ذلك من رسالة غير مشفّرة لمن يرغب بالقراءة.

 

أوهام دي ميستورا

 الياس حرفوش/الحياة/06 آذار/16

يطالب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن يكون حل الأزمة السورية في يد السوريين وبقيادة سورية. ويسأل: لماذا يجب أن نقول مسبقاً ما يفترض أن يقوله السوريون طالما أن لديهم الحرية والفرصة لقول ذلك؟ الحرية والفرصة للسوريين ليقولوا ما يريدون؟ كيف ذلك ومن سيحمي هذه الحرية؟ هل يعتمد دي ميستورا على «خبرة» الرئيس الأسد في حماية السوريين ليذهبوا إلى صناديق الاقتراع في 13 الشهر المقبل تلبية لدعوته، ليدلوا بأصواتهم ويقرروا مستقبلهم بحرية، كما اعتادوا في ظل 16 سنة من حكمه، و30 سنة قبلها من حكم والده؟! أم يعتمد على فصائل المعارضة المبعثرة والمشتتة والتي تفرض الولاءات في مختلف أنحاء سورية، تبعاً لميول زعمائها ومن يعملون لديهم؟ لا أعتقد أن دي ميستورا يجهل تعقيدات الأزمة السورية، بحكم خبرته، وإن تكن قصيرة العمر، مع النظام وشبيحته، ومع قادة المعارضة المقاتلين للنظام والمتقاتلين في ما بينهم. كما لا يجهل المدى الذي بلغته التدخلات الإقليمية والدولية في مسار هذه الأزمة. لقد صارت الخريطة السورية مفتوحة الآن على طاولات قادة الدول الكبرى، بشكل لم يسبق له مثيل منذ بداية الأزمة. وما كان يصح قوله في الأشهر الأولى من عام 2011 حول قدرة السوريين على رسم صورة مستقبلهم لم يعد صحيحاً اليوم. كان يمكن أن تبقى سورية في يد السوريين لو تجاوب بشار الأسد مع تظاهرات المعارضين السلميين في تلك الأشهر الأولى، ومع نداءات دول الجوار التي لم تكن قد قطعت علاقاتها معه آنذاك، مثل السعودية وتركيا وسواهما، ودعا إلى استفتاء أو انتخابات رئاسية مبكرة، تحدد مستقبل رئاسته وشرعية تلك الرئاسة الموروثة بتزوير فاضح للدستور السوري. أما اليوم فقد أصبحت هذه الرئاسة، بل أصبح مصير البلد كله في يد الدول الكبرى وأهوائها ومصالحها، وما يمكن أن تحصّله مما تبقى من الكعكة السورية. لهذا لم يعد مستغرباً أن تشارك كل الأطراف، الإقليمية والدولية، في التفكير في مستقبل سورية وفي رسم مستقبلها، في غياب السوريين، موالين ومعارضين. وحتى الهدنة الحالية، التي سميت مجازاً «وقف العمليات العدائية»، تم فرضها فرضاً على أطراف القتال، من جيش النظام وفصائل المعارضة، من جانب الولايات المتحدة وروسيا. وإذا كان صحيحاً أن هذه الهدنة لقيت حماسة شعبية في المناطق التي تطبق فيها، فذلك يعود إلى أنها وفرت شيئاً من الحياة الطبيعية، وحدّت من أعداد القتلى، وسمحت بوصول بعض المواد التموينية والغذائية، خصوصاً إلى المدن والمناطق التي اعتمد فيها النظام سياسة «الجوع أو الركوع».

في مناخ الهدنة النسبية هذا، يريد دي ميستورا إحياء مفاوضات جنيف في الأسبوع المقبل، بعدما فشلت جلستها السابقة بسبب الخلاف على الأولويات، واستمرار العقبة الرئيسية التي يمثلها بقاء بشار الأسد. غير أن التصريحات الأخيرة للمبعوث الدولي توحي بأنه يأتي إلى جنيف حاملاً أفكار النظام في ما يتعلق بدور الأسد في رسم المرحلة السياسية المقبلة. فالدعوة إلى ترك السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم هي تماماً ما يطالب به الأسد، بعدما أخرجت مدافعه وطائراته وبراميله المتفجرة كل السوريين «الإرهابيين» من بلدهم، ولم يبقَ في المناطق «المفيدة» من سورية سوى أولئك السوريين الذين يرفعون راية النظام، ويمثلون «فائدة» كبرى في صناديق الاقتراع الموعود في الشهر المقبل. هذا هو الاقتراع الذي يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يتفق مع الدستور السوري ولا يعرقل التسوية السياسية، على رغم أن الدعوة إلى الانتخابات تخالف القرار الدولي الأخير المتعلق بسورية والذي وافقت عليه موسكو (رقم 2254) ويضع الانتخابات الرئاسية والنيابية في المرتبة الثالثة بعد تغيير الحكومة وإقرار دستور جديد. إنها التسوية، في نظر بوتين، التي تبقي بشار الأسد في الحكم، وتحجّم المعارضة سياسياً بعدما نجح تدخل القوات الروسية في تحجيمها عسكرياً. ... ثم يتحدث دي ميستورا عن ترك السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم، من دون تدخل خارجي!

 

حرب بالواسطة بين إيران والعرب

 سليم نصار/الحياة/06 آذار/16

يوم السبت الماضي، مارس «حزب الله» في لبنان عملية شبيهة بعملية 7 أيار (مايو) 2008، يوم هاجم عناصره وأنصاره جماعة 14 آذار، وحاصروا بعض الزعماء بمن فيهم وليد جنبلاط وسعد الحريري. ومع أن أسباب التوتر والاحتجاج مختلفة، إلا أن مواجهات السبت الماضي رسمت خطاً أحمر حول شخصية السيد حسن نصرالله، بحيث منعت قنوات التلفزيون من تخطّيه، لا فرق أكان ذلك في معرض الجد أو السخرية. ولولا تدخّل الجيش والأجهزة الأمنية، لكانت الفتنة الطائفية والمذهبية وجدت مرتعاً خصباً عبر مواجهات العنف والعنف المضاد. وعلى رغم تبريد أجواء الاحتقان، فإن حرية الإعلام التي تميَّز بها لبنان بدأت تفقد خصوصيتها، وتعرّض العاملين فيها لمختلف أساليب التهديد والوعيد. وكان واضحاً من الشعارات التي أطلِقَت خلال مسيرات الاحتجاج المتنقلة، أن معايير السلوك الاجتماعي المتعلّقة بقيادات «حزب الله» تختلف كل الاختلاف عن معايير السلوك المتّبعة حيال زعماء 17 طائفة أخرى. من هنا قول المحللين أن وجه لبنان السابق والحقيقي قد تغير مع وجود «حزب الله» فوق أرضه. ومعنى هذا - وفق تقويم الزعامات المسيحية والسنّية - أن الوطن الذي وُلِدَ سنة 1943 لم يعد له وجود، وأن الطبقة المتوسطة التي نجحت في صنع نظام مستقر ومؤسسات اقتصادية قانونية... هذه كلها قد زالت واضمحلّت بعد سنة 1982. والسبب أن الحزب تعمَّد تحطيم كل القواعد الأساسية التي قامت عليها مداميك الجمهورية اللبنانية، مستعيضاً عنها بـ «قانون» يجيز له امتلاك أكبر ترسانة صواريخ في المنطقة. في ظلّ هذا الوضع المقلق، تحوّل اللبنانيون الى شعب لا يثق بمستقبله... ولا يطمئن الى هويته. وكل ما بقي له من حاضره يُختصَر بحقيبة سفر...

ومن أجل تفسير الوقائع التي أوصلت لبنان الى ما وصل إليه، لا بد من مراجعة سريعة للأعمال التي نقلت نفوذ إيران الى شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، أرسلت طهران الى دمشق سفيراً مقتدراً هو علي أكبر محتشمي، بقي في سورية من 1982 حتى 1985. وبما أنه كان يعرف حدود دوره في ظل نظام حافظ الأسد، لذلك ركّز اهتمامه على إنشاء كوادر مقاتلة من شيعة الجنوب وبعلبك، وراح يكرر زياراته الى لبنان من دون أن يطلع الحكومة على نشاطاته.

خلال مراحل بناء الخلايا المدرّبة على استعمال السلاح، استثنت سورية «حزب الله» من قرار جمع سلاح الميليشيات، خلافاً لقرارات اتفاق الطائف. ومع وجود ثلاثين ألف جندي سوري على الأرض اللبنانية، كان هؤلاء يساعدون الحزب على جمع عناصره من منطقتي الجنوب وبعلبك. وقد سهّلت لهم الأموال المرسَلة من إيران (مئة مليون دولار سنوياً) القيام بعمليات اختراق للمجتمعات الفقيرة والمتحمّسة لخدمة مذهبها. عقب انتشار أخبار المساعدات الاجتماعية التي قام بها «حزب الله» خلال سنة 1982، طلبت منه إيران «تنظيف» الأراضي اللبنانية من كل القوى الأجنبية التي قدِمَت للمشاركة في حفظ الأمن.

وخلال مدة لا تتجاوز السنتين (1983 - 1984)، أشرف عماد مغنية، المقرَّب جداً من مراكز السلطة في طهران، على تنفيذ عمليات عدة أهمها: نسف مقر المارينز قرب مطار بيروت... ونسف مركز القوات الفرنسية... ثم نسف مبنى السفارة الأميركية حيث قُتِل 250 شخصاً، بينهم 33 من موظفي الـ «سي آي إيه» في منطقة الشرق الأوسط. وكانت نتيجة تلك العمليات الدموية، التي رافقتها أعمال خطف واغتيال، انسحاب كل القوى الخارجية التي قدمت لمساعدة الدولة اللبنانية. وكان من الطبيعي أن تتساءل العواصم الغربية عن سرّ الصمت الدولي على هذه الأعمال، من دون أن يُطلب من الأمم المتحدة تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية مثل «القاعدة» مثلاً. جواب الأمم المتحدة أعطى المبررات القانونية اللازمة من أن «حزب الله» يملك كل الحق في طرد إسرائيل عن أرضه المحتلة. أما بالنسبة الى الأعمال المخلّة بالنظام الداخلي، فهي من اختصاص القوى الأمنية المحلية.

بالنسبة الى موضوع طرد كل القوى الأجنبية من جنوب لبنان وبيروت الغربية ومنطقة بعلبك، فقد أجمعت التحليلات على اعتباره خطوة تمهيدية لتسليح «حزب الله»، واعتباره كياناً مستقلاً داخل الجمهورية اللبنانية. وقد منحه ذلك التفرد هيمنة كاملة على المنطقة الممتدة من بلدة جزين حتى الحدود، أي ما عُرِف جغرافياً بمنطقة جبل عامل التي تضم إقليم التفاح وجبال الريحان وأرنون والنبطية.

ولهذه المنطقة في الذاكرة التاريخية الإيرانية صورة بهية جداً لأن أبناءها هم الذين أسسوا «التشيّع الصفوي»، في عهد اسماعيل الصفوي. وكانت إيران منذ الفتح الإسلامي وحتى العهد الصفوي، على مذهب أهل السنّة. وبسبب الخلاف مع العثمانيين، راحوا يبحثون عن مذهب آخر يعفيهم من الارتباط مع العثمانيين السنّة. وهكذا وجدوا في الشيعة العرب حاجة ماسة لتعميق التشيّع في إيران من خلال بناء فقهي وفكري أمّنه علماء منطقة جبل عامل.

وتشير دراسات هجرة علماء لبنان من منطقة جبل عامل الى إيران، الى أنهم تمتعوا بتأثير كبير في تربية جيل من الفقهاء الإيرانيين الذين مارسوا الشأن السياسي في الدولة الصفوية بعد ذلك.

ويقدّر مؤلف كتاب «هجرة علماء الشيعة» الباحث حسن غريب، أن عدد علماء جبل عامل تجاوز 97 عالماً، بينهم: علي عبدالعالي الكركي، كمال الدين درويش العاملي، حسين الجباعي، وبهاء الدين العاملي.

وتقول المصادر إن الكركي طوَّر نظرية النيابة العامة للفقهاء عن المهدي، والتي بموجبها أعطى رجال الدين الشيعة صلاحيات المهدي المنتظر (عن كتاب «جامع المقاصد»).

سنة 2006، أصدر «مركز الدراسات اللبنانية» في أوكسفورد دراسة قيّمة حول هذا الموضوع، الذي تولى كتابته المؤرخ ألبرت حوراني وحسن منيمنة وحسين الشهابي، تحت عنوان «علاقات قصية». وقد نشرته في حينه «دار توروس».

بعد انتهاء الحرب بين إيران والعراق سنة 1988، قرر الخميني تعميم نموذج النظام الذي أسسه في بلاده بواسطة آلاف الملالي. وكان لبنان في طليعة الدول المنتقاة لهذا الاختبار بسبب وجود ثلث عدد السكان من الطائفة الشيعية... وبسبب العلاقة التاريخية بين إيران الصفوية وعلماء جبل عامل.

ولما انتُخِبَ هاشمي رفسنجاني رئيساً، فاتح زواره من مشايخ شيعة لبنان بمدى احتمالات نجاح تجربة نموذج الجمهورية الإسلامية في جنوب لبنان. وتحفّظ الحاضرون على توقيت إعلان هذه البادرة، خوفاً من قيام «جمهورية مارونستان» في كسروان والمتن!

عقب انهيار المنظومة العربية، رأت إيران في هذا الزلزال السياسي فرصة تاريخية لترسيخ دويلات تابعة لنفوذها. عندها قامت قيادة «حزب الله» بخطوة مفاجئة ساعدتها دمشق على تحقيقها، بعد اغتيال رفيق الحريري. وتمثلت تلك الخطوة بعودة العماد ميشال عون الى الساحة السياسية، خصوصاً أن القوات السورية كانت قد أخلت الساحة. وهكذا شهدت كنيسة «مار مخايل» بروتوكولاً وقّعه العماد عون مع السيد حسن نصرالله. وبفضل ذلك التعهد، سقطت كل المحظورات عن ميشال عون وأنصاره وأصدقائه، بدءاً بالمتعامل مع إسرائيل العميد المتقاعد فايز كرم!

هذه السنة، انفجرت أزمة جديدة بين السعودية و «حزب الله» بسبب اتهام الرياض الحزب بإفساد علاقات اللبنانيين بمحيطهم العربي. وكان من الطبيعي أن تصدر عن ثلاثمئة ألف لبناني يعملون في دول الخليج مخاوف تتعلق بإجراءات عقابية. وقد بوشر في تنفيذ تلك الإجراءات في وقت تتهم جماعة 14 آذار «حزب الله» بتعطيل المؤسسات السياسية وعرقلة عملية اختيار رئيس جمهورية. وبما أن «حزب الله» يمثل إيران في لبنان ومختلف دول العالم، فقد هددت السعودية بفرض عقوبات على كل الشركات المتعاملة مع الحزب، خصوصاً بعدما ثبت لها أن إيران تنشط في دعم الحوثيين بهدف تحويل اليمن الى أفغانستان خليجية.

السبب المباشر لغضب السعودية كان الموقف الذي اتخذه وزير خارجية لبنان جبران باسيل، في مؤتمر الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. ذلك أنه رفض التنديد بإحراق السفارة السعودية في طهران، مخالفاً بذلك موقف الحكومة، وموقف رئيسها تمام سلام.

إضافة الى تهديد دول الخليج بمعاقبة اللبنانيين، قررت السعودية وقف المساعدة الاقتصادية التي تبلغ ثلاثة بلايين دولار، والمخصصة لتسليح الجيش والشرطة. وجاء هذا القرار ليزيد حجم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان. وهي أزمة مرشحة لاستقطاب دول الخليج في حال اتخذت إيران من البلد الصغير موقعاً لإحراج الدول العربية. السعودية لم تكتفِ بتجميد ثلاثة بلايين دولار، بل هددت بسحب الأموال التي أودعتها في المصارف اللبنانية قبل 13 سنة. ويقول خبراء المال إن هذه الإيداعات ساعدت على استقرار قيمة الليرة اللبنانية. كما طلبت من مواطنيها عدم السفر الى لبنان. وقد حذت حذوها أربع دول خليجية.

استطراداً لهذه المواقف، أعلن يوم الأربعاء الماضي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أن المجلس اتخذ قراراً باعتبار «ميليشيات حزب الله منظمة إرهابية». وقد نأى لبنان بنفسه عن هذا القرار، بينما تحفّظ العراق. ونتجت من هذا القرار تصريحات رسمية عدة تناولت الرئيس الأميركي باراك أوباما، خصوصاً بعدما حذّره زعماء الخليج من خطورة تهوّره بالاتفاق النووي مع إيران، والإفراج عن مئة بليون دولار، ستستخدمها طهران لزعزعة دول مجلس التعاون الخليجي. وفسرت الأمم المتحدة هذا القرار بأنه رفض قاطع لقبول سيطرة إيران على المنطقة التي تمتد من اليمن حتى لبنان...

 

إربد: «داعش» قتل السوسيولوجيا

حازم الامين/الحياة/06 آذار/16

قد يصح إطلاق تعبير «واقعة إربد» على ما حصل في المدينة الأردنية قبل أيام عندما هاجم الأمن الأردني مجموعة من 7 انتحاريين من «داعش» كانوا، وفق بيان الأمن، يستعدون لتنفيذ عمليات ضد أهداف أمنية وعسكرية. وكان سبق الحدث اعتقال الشرطة الأردنية 13 من أعضاء الخلية نفسها.

نقول «واقعة إربد» لأن المدينة الأردنية الشمالية هي مدينة الجيل الثالث من «المجاهدين» الأردنيين، أي مدينة المرحلة السورية في الجهاد، بعدما كانت السلط مدينة الجيل الأفغاني الأول، والزرقاء مدينة الجيل العراقي الثاني. هذا الوصف وإن انطوى على بعض التعسف والتعميم، فإنه لا ينفي حقيقة أن إربد أكثر من أرسل مقاتلين إلى سورية من بين مدن الأردن، إذ توجه من أبنائها أكثر من 250 شاباً للقتال هناك، والتحقت غالبيتهم بتنظيم «داعش». لكن إربد التي التحقت بمدينتي الزرقاء والسلط الأردنيتين عبر تصدرها «الجهاد» في سورية، حملت أيضاً من مرحلة «الجهاد السوري» ملامح كان سبق لشقيقتيها أن حملتا ما يماثلها من ملامح الجهاد. السلط، المدينة الشرق أردنية، ومدينة عشائر السلطة والدولة، فيما الزرقاء المدينة ذات الغالبية الفلسطينية التي التحق «مجاهدوها» بفتوة شرق أردني من المدينة، هو أبو مصعب الزرقاوي، وها هي إربد المدينة المختلطة السكان والعشائر والعائلات الشامية، تُصَعّب على السوسيولوجيا مهمة رد «الجهاد» إلى مؤشرات البيئة المحلية، وتجعله مخترقاً المؤشرات والملامح التي لطالما أعيد إليها. ويقال «واقعة إربد» لأن الحدث يجب أن يكون مؤسساً لفهم مختلف لـ «الجهاد» لا ينفي ما قبله، إنما يفترض الانتقال بالتفسير إلى مستوى مختلف. ذاك أنه من الصعب على مدينة الأخلاط الجهوية والعشائرية والعائلية أن تحفظ لـ «الجهاد» وجهه الذي وسمته به مدينتا السلط والزرقاء. ولعل ملاحظة الباحث محمد أبو رمان لجهة أن التيار «السلفي الجهادي» وعلى رغم توسعه في المدينة ليس تياراً اجتماعياً، بل هو معزول ونخبوي، تصلح كقاعدة لفهم مختلف لهذه الظاهرة العنفية، في الأردن وفي خارجه.

فحكاية إربد مع «الجهاد في بلاد الشام» متصلة بوظائف غير جديدة تؤديها المدينة في سورية، بدءاً بعشائرها الحورانية ومروراً بالعائلات الشامية التي استقرت في المدينة منذ نشوء المملكة، ووصولاً إلى السكن الفلسطيني وإلى مخيم النازحين الفلسطينيين فيها، وهذه كلها عوامل أضيفت إليها الحقائق الجديدة المرتبطة بالتيار «السلفي الجهادي» المنقسم في الأردن بين تنظيمي «داعش» و «النصرة»، مع غلبة للأول في أوساط الشبان والأجيال الجديدة من المتطرفين، وللثاني في أوساط الشيوخ وأبناء الجيلين الأول والثاني من «المجاهدين». لكن، يبدو أن إربد كسرت هذا التقسيم، فقد تصدر مناصرو «داعش» فيها وجوهاً من غير الجيل الشاب في التيار. الداعية عبد شحادة الطحاوي المسجون حالياً، شكل على ما يبدو نقطة جذب مهمة للتنظيم في المدينة، وكذلك عمر مهدي زيدان وهو أحد أمراء التنظيم في الرقة. ويبدو أن للمخيم الفلسطيني في المدينة دوراً أيضاً في انتزاع إربد قصب السبق في «الجهاد»: فمثلما ارتبطت عشائر المدينة بالحرب في سورية عبر عمقها في حوران، ارتبط فلسطينيوها بفلسطينيي سورية واستقبلوا لاجئين هاربين من مخيم اليرموك. وحقيقة أن «داعش» ليس خياراً اجتماعياً سواء في إربد أو في غيرها من المدن، لا تخفف من حقيقة أن التنظيم تمكن من أن يفتك بالوحدات الاجتماعية الصغرى، ومن أن يحجز مكاناً له في التركيبات المتفككة والناجمة عن حركة التمدين. فأن يلتحق نحو 300 ناشط سلفي من المدينة بـ «الجهاد» في سورية، فإن الأمر ظاهرة تستحق وصفها بأنها فعل اجتماعي. وعدم انسجام الملتحقين بـ «الجهاد» بمنظومة أو بسياق من النوع الذي دأب الأردن على تفسير الجهاد به (فلسطيني أو شرق أردني أو طبقات فقيرة أو متعلمين...)، يدفع إلى التفكير في مدى تزويد انهيار الأنساق «الجهاد» بالمتطوعين. فالفلسطيني يذهب إليه في سياق تصدع فلسطينيته، والعشائر الأردنية الحورانية المترنحة الوظائف والأدوار والتي صدعها الاختلاط، فَقَد الكثيرون من أبنائها المناعة حيال احتمال الانشقاق. بهذا المعنى، فإن التفسير يجب أن ينتقل إلى البحث في تبعات تخفف الدولة عموماً من مسؤوليتها حيال مشهد اجتماعي مستجد. فالتحديث يتمّ بموازاة معـــــدلات فقر كبيرة، والتعليم، وإن صـــار عاماً وشائعاً، إلا أنه لا يقي من احتمالات العنف، والاختلاط في هذه البيئة ظاهرة غير صحية، ذاك أنه يُضــــعف الانسجام من دون أن يُقدم بدائل له. وفي ظل كـــل هذه المتغـــيرات، ينفجر بلد مجـــاور ومتصل بالمدينة عبر أكثر من قناة، بأزمة كبرى لا يبدو أن النجاة منها احتمال راجح. «داعش» في أحد وجوهه هو هذه الانهيارات الصغرى والمتمادية، وهو أيضاً عجزنا عن إعادة صوغ ما يخلفه تحديث عشوائي في جسم اجتماعي متصدع أصلاً.

 

وصفة «الفيدرالية» الروسية ـ الأميركية

إياد أبو شقرا /الشرق الأوسط/06 آذار/16

في عهد جورج بوش الابن شاع وذاع وملأ الأسماع مصطلح «الشرق الأوسط الجديد». ويومذاك، تحديدًا عام 2006 كان من طرحه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وتزامن هذا الطرح مع مطالعة لوران موراوييك الباحث الفرنسي اليميني حول شبه الجزيرة العربية، ونشر خريطة «تخيّلية» للفتنانت كولونيل الأميركي رالف بيترز لشرق أوسط ذي كيانات وحدود جديدة من باكستان إلى البحر المتوسط. ذلك «الشرق الأوسط الكبير» استغلته القوى التي تعتبر نفسها طليعة «المقاومة» و«الممانعة» والتصدّي للمخطّطات الأميركية، وأخذت تستخدمه سلاحًا سياسيًا – وفي بعض الحالات، أمنيًا – في محاربة خصومها المحليين والإقليميين. لكن المفارقة هنا، أن هؤلاء الخصوم ما كانوا مستفيدين من الشكل المتداول – عن صواب أو خطأ – لهذا الترتيب الجيوسياسي الإقليمي. بل على العكس، كانت الدول العربية المعتدلة المتضرر الأكبر منه، بينما كانت إيران الرابح الأساسي، لا سيما، بعدما سلّمها الغزو الأميركي للعراق عام 2003 إحدى أهم دول المنطقة وأغناها على طبق من فضة. أكثر من هذا، كانت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الذريعة المُعلنة لـ«المحافظين الجدد»، الذين أداروا السياسة الأميركية في عهد بوش الابن، عندما اتخذوا قرار غزو العراق، مع أن من يذهب أبعد من ظاهر الأمور يجد ما يلي:

أولاً، أن مخطّط ضرب العراق وإطاحة صدام حسين سبق زمنيًا هجمات 11 سبتمبر، ولقد أشارت إلى ذلك صراحة وثيقة «المحافظين الجدد» لبنيامين نتنياهو عام 1996 تحت عنوان «قطع كامل: استراتيجية جديدة لحماية الدولة»

A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm. ثانيًا، بعدما ترسّخ لسنوات كثيرة الانطباع أن تنظيم «القاعدة» يمثل التطرّف السنّي «الذي يتعذّر التحاور معه»، مقارنة مع «مرونة» التطرّف الشيعي ممثلاً بملالي طهران، الذين عقدوا صفقات كثيرة مع الغرب، تبيّن أن تنظيم «القاعدة» – بالذات من وثائق أسامة بن لادن وأيمن الظواهري – لم يعمل في تاريخه على محاربة ملالي طهران.. ولا هم كانوا ضده!

ثالثًا، على الرغم من لهجة «قتال التكفيريين» والتهجّم على عدد من مذاهب أهل السنّة والجماعة، ورميها بالتطرّف وتغذية الإرهاب راهنًا، فإن إيران – ومعها أدواتها في المنطقة – اصطنعت واحتضنت وموّلت ورعت، لسنوات كثيرة، زمرًا وشراذم سنّية متطرّفة في سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها، وبعضها ما زال موجودًا وعلى ولائه لأسياده في طهران والضاحية الجنوبية لبيروت! رابعًا، عندما تغيّر الخطّ السياسي الحزبي في البيت الأبيض اختارت إدارة باراك أوباما الليبرالية – المناوئة للمحافظين القدامى و«الجدد» – تجاهل معظم المعادلات الاستراتيجية السابقة في الشرق الأوسط، وانقلبت على كل تحالفات واشنطن الإقليمية، ولكن من دون الابتعاد فعليًا عن «سيناريو» التقسيم.. الذي انطوى عليه مفهوم «الشرق الأوسط الجديد» وخرائطه المتداولة أيام بوش الابن.

كثرة من الكتّاب والمحلّلين ناقشوا في الفترة الأخيرة اتجاه كل من واشنطن وموسكو نحو صيغة «فيدرالية» في سوريا بناءً على تصريحين؛ أحدهما كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «الخطة ب»، والثاني تطرّق نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مباشرة إلى «جمهورية سورية فيدرالية». ومعلوم أن عملية «فَدرلة» العراق أضحت مسألة محسومة. من حيث المبدأ ليس هناك ما يعيب الخيار «الفيدرالي» كنظام سياسي لبلدان تعدّدية، بل هو الخيار الأمثل، بدليل أن بعض أرقى دول العالم وأقواها وأكبرها وأغناها دول «فيدرالية».

ثم إنه يندرج في خانة الإيجابيات، بلا شك، العمل على إعادة أي لُحمة لكيانات منطقتنا الممزّقة مع اقتراب الذكرى المئوية لنشوئها من ركام الولايات العثمانية القديمة، وقبلها الدول والكيانات التي سادت ثم بادت على أرض الشرق الأوسط منذ فجر التاريخ.. فكيف إذا جاء التمزيق بعد حروب أهلية ومجازر مذهبية كالتي نشاهدها اليوم؟ غير أن دون التقدّم نحو «الفيدرالية» المطروحة عدة عقبات لا يجوز إغفالها، أبرزها:

أولاً، هل لدى واشنطن وموسكو، حقًّا، تصوّر مشترك لكيانات «فيدرالية» قابلة للحياة في المستقبل المنظور؟ بل، إذا كان لدى الإدارة الأميركية الخبرة الكافية – نظريًا – لوضع لَبِنات «الفَدرلة» في المنطقة، فهل لدى القيادة الروسية الحالية – التي قمعت الشيشان وتتآمر اليوم على أوكرانيا – الرغبة أصلاً للتعامل مع حالات «فيدرالية» في منطقة لها تعقيدات الشرق الأوسط وحساسياتها؟

ثانيًا، هل تتمتع النُّخب السياسية والجماعات العرقية والدينية والمذهبية في العراق وسوريا، وأيضًا لبنان، بالنضج والوعي السياسيين الكافيين لخوض هذه التجربة ضمن كيانات يفترض أنها ستكون «ديمقراطية»... وعلى الأرجح هشّة، بعيدًا عن قمع «الدولة البوليسية» الذي وحّدها بالقوة؟

ثالثًا، تحتاج التجارب «الفيدرالية» كي تنجح لأن تستند إلى عامل الاقتناع بـ«مصالح مشتركة»، بقدر تبرير اللجوء إليها بحجج «المخاوف المشتركة». وإذا كانت المخاوف، بل والشكوك والأحقاد أيضًا، موجودة وبديهية... فهل تبلوَرت فعليًا رؤى لمصالح كفيلة بحماية الكيانات الجديدة والمحافظة عليها؟

رابعًا، في المنطقة ثلاثة كيانات غير عربية مؤثرة، فهل سيشملها تعميم تجربة «الفَدرلة» الموعودة؟ بكلام أكثر وضوحًا، هل سيأتي لاحقًا دور كل من تركيا وإيران.. فنرى كيانات كردية و«بكتاشية» وأحوازية عربية وبلوشية وتركمانية تقوم في البلدين الكبيرين؟ وكيف سيكون الحال بالنسبة إلى حسابات إسرائيل التي يدفع غُلاتها نحو مشروع «يهودية الدولة» الذي يُشرع عمليًا الأبواب من جديد على «الترانسفير»؟

خامسًا، مَن قال: إن العبث بخرائط كيانات منطقة «الهلال الخصيب» سيبقي المناطق الشرق أوسطية والشمال أفريقية المجاورة آمنة إلى ما لا نهاية؟ أليست الحالات المتطرّفة الشاذة المتبرقعة بـ«الإسلام السياسي» حالات عابرة للحدود كما نرى في مصر وليبيا وتونس والجزائر؟ ألا تعاني كيانات مثل ليبيا والجزائر من آفات مذهبية وأزمات جهوية يسهل على الحالات المتطرّفة استغلالها؟ وماذا عن جنوب شبه الجزيرة العربية ودور «القاعدة» هناك، ناهيك من مشاريع الفتن المذهبية التي أطلقتها إيران، وكادت تورق وتثمر لولا قرار التصدي لها بالقوة العسكرية؟

إن بلداننا مقبلة على تحديات وجودية، والخشية أن تكون قد تجاوزت حتى قدرات «الفيدرالية» على التغلب عليها.

 

وقف إطلاق النار بين الخيبة والأمل

أكرم البني/الحياة/06 آذار/16

هو حدث مهم التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية بعد سنوات من عنف دموي ومدمر، والحدث الأهم هو صموده النسبي حتى الآن، إن كان مجرد هدنة موقتة أم وقفاً للأعمال العدائية، ويبقى أن ثمة أسباباً ومعوقات تجعل الأمل ضعيفاً في أن يغدو هذا الاتفاق فاتحة لوقف الصراع نهائياً ووضع البلاد على سكة المعالجة السياسية. أولاً، أن ينجم اتفاق وقف إطلاق النار عن إرادة دولية أساسها التوافق بين واشنطن وموسكو، يثير الشكوك حول فرص نجاحه وثباته ما دام يرتهن إلى درجة صدقية هذا التوافق ومدى جدية الطرفين في إجبار حلفائهما المحليين على تنفيذه، فكيف الحال مع غموض آليات مراقبته وتحديد الجهة المسؤولة عن خرقه ووسائل محاصرتها وردعها؟ يزيد الأمر تعقيداً التباين اللافت في تحديد ماهية الجماعات التي لا يشملها الاتفاق وتوصف بالإرهابية، ثم وجود نيات مضمرة لدى الراعين، ليس في الإصرار على إنجاح الاتفاق ومعالجة مثالبه ونواقصه، بل للتصعيد وخلق بدائل حربية في حال فشله، أوضحها استمرار الضربات الروسية لمحاصرة بعض أطراف المعارضة المسلّحة، ثم التهديد الأميركي بالانتقال إلى «الخطة ب» للتدخل في مجرى الصراع السوري، هذا ناهيكم عن حضور قوى إقليمية ليست لها مصلحة في إخماد بؤرة التوتر السورية، بل يهمها إذكاء الصراع عبر تمويل الأطراف المتنافسة وتشجيعها لخرق الاتفاق وخلق ذرائع تطيح فرص التهدئة، ولا تخفى على أحد تجارب مريرة في المنطقة لعب فيها التدخل الإقليمي دوراً نافذاً في تسعير الصراعات المحلية ومنع الوصول إلى حلول ملموسة في شأنها.

ثانياً، يتقدم في خصوصية الصراع السوري احتمال تحويل وقف النار من بعض الأطراف التي يغريها منطق الغلبة وما تحققه من تقدّم على الأرض، إلى ورقة لربح الوقت كي تمعن في سياسة الحصار والإخضاع وتتوغل أكثر في الفتك والتنكيل لتحسين مواقعها الميدانية، بخاصة أن أهم القوى المتصارعة لا تزال تراهن، وإن بدرجات متفاوتة، على الخيار العسكري لكسر إرادة الآخر، إن من جهة نظام أدمن رفض تقديم التنازلات السياسية ويحلم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتحقيق انتصارات يستعيد بها السيطرة على البلاد، وإن من قوى وجماعات نمت على هامش سنوات الحرب المتواصلة ولا مصلحة لها في وقف إطلاق النار والخضوع للمسار السياسي، وستفعل ما في وسعها لإفشال هذا الخيار، والقصد أن طول أمد الصراع وتداعيات الحصار والعقوبات الاقتصادية خلق ما يسمى اقتصاد حرب، بات يسيطر على مجريات الحياة، ويدار ممن تصحّ تسميتهم بأمراء حرب يتعزز نفوذهم وامتيازاتهم من استمرار العنف ووأد فرص التسوية والسلام، وتعزز هذا الواقع الطبيعة المعقدة والمتفردة لبعض مراكز القوة لدى النظام والمعارضة المسلّحة وتعدد مرجعياتها، ما يكشف مروحة واسعة من الأسباب المحلية التي تؤدي إلى إفشال أي هدنة وإطالة أمد الاقتتال.

ثالثاً، صحيح أن استمرار الاستعصاء العسكري يعتبر دافعاً رئيساً لوقف العنف ولغة السلاح، ربطاً بتوصل غالبية الأطراف المتصارعة، وإن على مضض، إلى قناعة باستحالة تحقيق نصر حاسم، وصحيح أن وقف إطلاق النار لن يكون مقبولاً ومستداماً إلا بتوفير الشروط السياسية الضرورية لاستمراره والمستندة إلى صيغة عادلة للحل تلبي مطامح الناس في التغيير وإقامة مؤسسات ديموقراطية واعدة، الأمر الذي يقع على عاتق المفاوضات المرتقبة في جنيف وقدرة الأطراف الفاعلة فيها على دفع العملية السياسية إلى الأمام، لكن الصحيح أيضاً أن ما قد يعزز وقف النار في الخصوصية السورية هو فصل الملف الإنساني والإغاثي عن الملف السياسي، والبدء بإلغاء توظيف معاناة الناس لربح بعض النقاط، واعتبار مصير البشر وشروط حياتهم، مسألة أعلى وأنبل من الغايات السياسية لأي طرف في الصراع، وإذ نعترف بوجود عقبات متنوعة تعترض هذا الخيار، نعترف أيضاً بأن النجاح في الفصل بين المفاوضات حول أسس نظام الحكم القــادم وبــين تقدم الملف الإنساني، كالشروع في فك الحصار عن مناطق محاصرة منذ مدد طويلة وإيصال المساعدات الغذائية والدوائية لها وكشف مصير المفقودين وإطلاق سراح المعتقلين، يمكنه أن يأتي بمناخ جديد ينعش بعض الأمل عند من يقاسون الأمرّين من فظاعة الصراع ودمويته، ويثير الثقة بجدوى التهدئة وخيار المعالجة السياسية، والقصد أنه ثبت في كثير من الصراعات الأهلية أن التركيز على الوجه الإنساني وضمان تنفيذ القرارات المتعلّقة بالملفات الإغاثية، بما في ذلك القدرة على توفير الخدمات وتحسين شروط الحياة، يعتبر دافعاً قوياً لأطراف النزاع للتهدئة والتواصل، ويفتح الباب تالياً لتفعيل دور قوى واسعة من المجتمع متضررة من استمرار منطق السلاح وهيمنة لغة القوة، بما في ذلك تمكين جهات من المجتمع المدني لتضطلع بدور أكثر أهمية في دعم وقف مستدام لإطلاق النار، ما دامت تستطيع التواصل مع مختلف الأطراف الداخلية الفاعلة والتوسط في ما بين.

أخيراً، وعلى رغم مرور سنوات من العنف المفرط والدم والخراب، تلمس لدى عموم السوريين توقاً شديداً الى الخلاص مما هم فيه ورغبة عارمة في وقف القتال وإحلال السلام، تحدوهم دوافع قوية لتمكين اتفاق وقف إطلاق النار القائم، وتشديد المطالبة بالجدية والصدقية في تنفيذه، وإدانة كل من يخرقه أو يتجاوزه.

والحال هذه، وبعيداً من تشاؤم العقل، ينتعش بعض الأمل بأن يشكل اتفاق وقف إطلاق النار الساري، فرصة لتخفيف حدة الاستقطاب وذاك التفشّي المفزع للغة الحقد والإلغاء، وربما لاستعادة شيء من العقلانية التي دمّرها منطق الحرب، بخاصة مع تنامي اقتناع بعبثية استمرار القتال وبأن الجميع سيخرج خاسراً منه، والأهم فرصة لاجتراح حل سياسي يحاصر جماعات التطرف والإقصاء ودعاة العنف والغلبة، ويمهد لإنقاذ سورية وشعبها المنكوب من دوامة الفتك والتنكيل والخراب.

 

إيران لا تصدّر الثورة!

 خالد الدخيل/الحياة/06 آذار/16

من غرائب الإعلام العربي القول أن إيران الجمهورية الإسلامية تعمل على تصدير الثورة. يقول بهذا خصوم إيران وحلفاؤها معاً. وهذا قول أقل ما يقال عنه إنه محيّر. فهي تهمة، كما يبدو، عند خصوم إيران. وهي وكما يبدو أيضاً، وإن على استحياء، مديح عند حلفائها وأتباعها، خصوصاً ما بات يعرف في العالم العربي بـ «إعلام الممانعة». بالنسبة لخصوم إيران، يمثل الاعتقاد بتصدير الثورة تسمراً عند العام 1979 حين كانت الثورة في ذروتها. أما بالنسبة لحلفاء إيران فيمثل شعار تصدير الثورة غطاء آخر - بجانب غطاء الممانعة - لما انحدرت إليه الثورة على يد رجال الدين الذين أفرغوا الثورة من مضمونها ونكصوا بها إلى الوراء أكثر من ألف ومئة عام. الغريب في الأمر أن المنبع الأول لدعوى تصدير الثورة كان تصريحاً للإمام آية الله الخميني بعيد انتصار الثورة عام 1979. ربما أن هذه كانت قناعة الرجل لما كان يخطط له ويعمل على تحقيقه تطبيقاً لما جاء في كتابه عن الحكومة الإسلامية. وبهذا المعنى، لم يكن الإمام يفرق بين الثورة كعملية تمرد على الحاضر وتطلع إلى المستقبل، من ناحية، وبين أن فكرته عن الحكومة الإسلامية هي هروب من الواقع وعودة إلى ماضي الأئمة في التاريخ الإسلامي. لكن ربما أن الإمام كان يعرف الفرق بين الثورة بمعناها ودلالتها الحديثة، وعملية إحياء المذهب الذي كان يعمل عليه منذ أن كان في إيران، مروراً بلجوئه إلى العراق في عهد الرئيس صدام حسين، ثم عودته مظفراً على طائرة الخطوط الفرنسية ليقود عملية ترويض الثورة وتصويبها وفق رؤيته وأهدافه. لم يكن الخميني رجل دين وحسب. كان رجل سياسة. وكان منخرطاً في الصراع السياسي ضد الشاه قبل الثورة بعقود. وكان الرجل يتميز بذكاء واضح. وبالتالي مثّل شعار «تصدير الثورة» بالنسبة له أداة سياسية أخرى مفيدة لما كان يحلم به داخل إيران وخارجها. وهو شعار مفيد حقاً مع بداية الثورة. وهذا أمر متوقع في تلك اللحظة الثورية وما كان يحيط بها من ظروف وملابسات في الداخل الإيراني وعلى مستوى الإقليم. لكن بعد أن نجح التيار الديني، أو الإسلام السياسي بصيغته الشيعية، في اختطاف الثورة والسيطرة على مقدراتها، ثم تحويل مسارها إلى ما يتناقض تماماً مع طبيعتها ومبتدئها، وأهدافها الأولى، يصبح شعار «تصدير الثورة» فارغاً من أي معنى.

ومن يقول بهذا الشعار، عليه أن يجيب على هذا السؤال: ما هي الثورة، أو القيم الثورية التي تصدرها إيران إلى جوارها العربي؟ هل تصدر قيم حرية الرأي والفكر والمعتقد والتنظيم؟ أو تصدر القيم الفكرية الحضارية، خصوصاً المتعلقة منها بأولوية الفرد وحقوقه كإنسان أولاً، ثم كمواطن ثانياً؟ هل تصدر إيران شيئاً ذا صلة بفكرة الدولة المدنية، والدستور المدني، والعمل المؤسسي انطلاقاً من هذه المفاهيم؟ لا أحسبني في حاجة للقول أن الإجابة بالنفي القاطع هي الإجابة الوحيدة المتوافرة على كل هذه الأسئلة. ما تصدره إيران إلى العالم العربي هو: الطائفية، والميليشيات التي تستند إلى هذه الطائفية، وتهتدي بها في عملها وأهدافها. إلى جانب ذلك طبعاً، تصدر إيران أدبيات الطبقة الدينية الحاكمة بعد الثورة، وهي أدبيات تضيف إلى التراث الطائفي للمنطقة، وليس إلى نقضه وتحييده.

حقيقة الأمر أن من يقول أن إيران «تصدر الثورة» يقع في خطيئة تشبيه ما حصل للثورة الإيرانية بما حصل للثورة الفرنسية، مثلاً، أو الثورة الأميركية، أو حتى الثورة الروسية، وغيرها. هذه ثورات أخذت العالم معها إلى المستقبل، وصبغت القرن الـ20 والـ21 بإنجازاتها وفلسفتها في مختلف الحقول والميادين. تشبه الثورة الإيرانية هذه الثورات في شيء واحد وهو انطلاقتها، وحجمها وتطلعاتها وطبيعتها الاجتماعية. لكن المآل الذي انتهت إليه، وهو مآل ظلامي بسحنة دينية طائفية، يؤكد أن هذه الثورة انتكست بفعل اختطاف طبقة رجال الدين لها. وهو انتكاس أفرغ الثورة من مضمونها ومن تطلعاتها، وجعل منها ثورة مهدت السبيل أمام رجال الدين ليصبحوا طبقة حاكمة جديدة، لكن بقيم قديمة وآليات عفّى عليها الزمن. وهذا يتفق تمام الاتفاق مع طبيعة الفكر السياسي الشيعي الذي يحصر السلطة السياسية في طبقة الأئمة «المعصومين». ومع غياب الأئمة، لم يكن هناك من مجال لتفادي ظهور فكرة «ولاية الفقيه» كبديل يظن البعض أنه موقت. وهي الفكرة التي حولها الخميني بعد الثورة إلى واقع سياسي في إيران، وللمرة الأولى في التاريخ الإسلامي. من هنا أخذت الطبقة الدينية إيران معها إلى بداية القرن الرابع الهجري، حين اختفى الإمام الـ12 محمد العسكري. ولذلك يختتم المؤرخ الإيراني إيرفاند إبراهيميان كتابه الكلاسيكي «إيران بين ثورتين» بالإشارة إلى المفارقة التي انتهت إليها ثورة 1905 - 1909 في إيران، وثورة 1979. في الأولى، انتصرت ولو لفترة قصيرة الطبقة المثقفة الحديثة التي كانت تحركها قيم مختلطة من الوطنية والليبرالية والاشتراكية. وعلى أساسها كتبت دستوراً علمانياً. أما الثورة الثانية فأتت معها بطبقة اختتمت انتصارها بإصدار دستور ديني يمثل هذه الطبقة، واستبدلت النظام القضائي للدولة بمحاكم للشريعة، وما ترافق مع ذلك من شجب لقيم الديموقراطية باعتبارها هرطقة تخالف العقيدة. وهذا نكوص ثوري في المسار السياسي الذي عرفته إيران في القرن الـ20.

اللافت في هذا السياق أن شعار «تصدير الثورة» من إيران موجه للعالم العربي حصرياً. ليس هناك تصدير «ثورة» إلى تركيا مثلاً، أو الهند، أو أذربيجان التي تشترك مع إيران في أن المكون الشيعي هو الغالب على تركيبتها السكانية. وبطبيعة الحال ليست هناك ثورة يمكن أن تصدرها إيران إلى أوروبا أو الولايات المتحدة أو جنوب شرقي آسيا. هدف «تصدير الثورة» هو العالم العربي. لماذا هذا العالم تحديداً من دون غيره؟

كيف التبس الوعي بين «تصدير الثورة» وتصدير «الطائفية»؟ هناك عوامل عدة تضافرت على إيجاد مثل هذا اللبس منها أن الغالبية على الأقل لم تتمكن من التخلص من وهج اللحظة الأولى لثورة 1979. كما أشرت تسببت طبيعة هذه الثورة في لحظاتها الأولى، وحجمها وشعبيتها، بل وتوقيتها، في خلق وهج ثوري خيّم على المنطقة لفترة ليست قصيرة. كان لهذا الوهج من قوة التأثير أنه أسس لقبول فكرة تصدير الثورة. لنتذكر أن الثورة الإيرانية في بداياتها كانت ضد نظام الشاه وما كان يمثله من استبداد وغطرسة، وارتهان للولايات المتحدة. استقبلتها جماهير المنطقة وتفاعلت معها على هذا الأساس. وقد تجاوز وهج الثورة في أيامها الأولى حدود إيران، ولم يكن من السهل مقاومته، أو التعرف عن قرب على تفاصيل ما كان يحدث في الداخل الإيراني، والصراع الذي كان يعتمل داخل الثورة بين مختلف التيارات المنخرطة فيها. كانت الناس مأخوذة في داخل إيران وخارجها، بحدث بدا استثنائياً في منطقة تعاني من الإحباط والانكسارات والاستبداد لعقود طويلة. في هذه الأجواء، تم الأخذ بفكرة التصدير من دون التأمل في حقيقتها، أو محاولة التعرف على مؤشراتها. جاء الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 ليكشف شيئاً من اللبس بين تصدير الثورة وتصدير الطائفية والميليشيا. ثم جاءت الثورة في سورية ونزعت غطاء اللبس عن حقيقة مشروع ورثة الثورة الإيرانية. بعد العراق وسورية بات من الواضح أن ما تصدره إيران إلى العالم العربي هو الطائفية والميليشيات، والفكر الديني المتخلف الذي يؤسس لشرعنة كل منهما، وللعلاقة العضوية بينهما. أمام هذا الواقع يصبح من الظلم لمفهوم الثورة وتاريخها، بل ومن الظلم للشعب الإيراني القول أن الجمهورية الإسلامية تصدر الثورة. كيف تصدر الثورة وهي تنتكس تاريخياً إلى الوراء، وتتحالف مع طاغية ضد شعبه، وتؤجج أبشع أنواع الحروب، أو الحروب الدينية بين أبناء الشعب الواحد في دول المنطقة؟ إيران لا تصدر الثورة، بل لم تعد لديها ثورة قابلة للتصدير.

 

سقوط وسط ما بعد الـ١٩٨٩ الأميركي

سامر فرنجيّة/الحياة/06 آذار/16

إذا صحّت استطلاعات الرأي، ويبدو أنّها لن تخطئ، فسيكون مرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، على رغم الاعتراضات المتأخرة والخجولة للمؤسسة الحزبية الجمهورية. فالمرشح الذي استبعده الجميع في بداية الموسم الانتخابي، لتطرفه المخيف وقلة خبرته السياسية، تحوّل خلال أشهر إلى عنوان رئيسي للمعركة الانتخابية، من خلال الانقسامات والتجاذبات التي أدخلها على الساحة السياسية. فبغض النظر عن أيلولة الأمور، نجح ترامب في أن يحوّل منطق السياسة الداخلية الأميركية، من خلال إدخاله عنصراً جديداً في الانتخابات، وهو «الرجل الأبيض الغاضب»، وزعزعته خطوط الانقسام السياسي التقليدية. بهذا المعنى، يشبه صعود ترامب ظاهرة «داعش» في استعماله التطرف كتقنية سياسية تهدف إلى تحويل شروط اللعبة السياسية وفرض واقع جديد يؤكد بأثر رجعي أحقية تطرّفه. يعلّق البعض آمالهم على «حكمة» المؤسسة الحزبية الجمهورية للوقوف في وجه ترشيح ترامب، وبالتالي في وجه التصويت الشعبي له. غير أنّ آمالاً كهذه باتت متأخرة، ويبدو أنّ أي اعتراض مؤسساتي قد ينتهي بانقسام الحزب، وبالتالي انتهاء نظام الحزبين في الولايات المتّحدة مع إمكان ظهور حزب ثالث متطرف. وتنّم صعوبة كهذه أيضاً عمّا لحظه الرئيس الأميركي باراك أوباما، من أنّ ترامب، على رغم تطرفه الظاهر، لا يشكّل استثناءً في الحزب الذي باتت أكثرية مرشّحيه من صفوف المسيحيين الجدد وحزب الشاي والشق الشعبوي منه. فالتحالف بين يمين اقتصادي ومحافظة اجتماعية ومصالح الأثرياء، الذي قام عليه الحزب الجمهوري، بات على وشك الانهيار تحت وطأة الموجة الشعبوية التي أطلقها الحزب نفسه.

وهناك بوادر لأزمة حزبية مماثلة في الضفة المقابلة، وإن كانت أقلّ حدّة، حيث تواجه مرشحة «المؤسسة» الحزبية أكبر تمرّد يساري في الحزب الديموقراطي منذ عقود. وقد تستطيع كلينتون، ومن ورائها الحزب، صدّ التحدي الذي تطرحه سيطرتهم على ساحة اليسار الليبرالي، غير أنّها خسرت الكثير نتيجة حملات خصمها بيرني ساندرز، وتحوّلت إلى مجرّد مرشحة لـ «الوسط» تواجه «متطرفين»، أو مرشّحة للأمر الواقع والمؤسسة في وجه «المراهقة السياسية»، وهذا بعد رئاسة لباراك أوباما قامت على شعارات معاكسة تماماً. ويتكرّر هذا المشهد في باقي الدول الغربية، حيث يجد «الوسط السياسي» نفسه، كما يسميه الكاتب فريد زكريا في مقالته في الواشنطن بوست (٢٥/٠٢/٢٠١٦)، محصوراً بين صعود يمين متطرف ومعارضة يسارية متجدّدة. فإذا كان صعود اليمين تحوّلاً لا عودة عنه، بخاصة مع تفاقم مسألة الهجرة والأزمة الاقتصادية، فالجديد كان في صعود يسار خارج عن تسوية الحرب الباردة، تمثّل بصعود تحالف سيريزا في اليونان وبوديموس في إسبانيا، وربّما الأهم، سقوط «حزب العمال» البريطاني، الحزب اليساري الرئيسي في تسوية ما بعد الـ١٩٨٩، في يد يسار قام على رفض مشروع توني بلير ويساره الوسطي. قد ينجح «الوسط» في البقاء في الحكم في وجه الاعتراض المتزايد، لكنّه فقد براءته ليصبح الدفاع عنه دفاعاً عن شر لا بدّ منه في وجه تطرف غير معروف النتيجة. وهذا هو الدفاع الذي قدّمه فريد زكريا للوسط السياسي كأحد مكتسبات انتهاء الحرب الباردة والمعقل الأساسي لعقلانية سياسية تستبدل الأوهام ببراغماتية تقنية. فمشكلة «الوسطيين»، وفق الكاتب، هي في أنّهم يدفعون ثمن عقلانيتهم ونجاحهم اللذين يخلوان من أي إثارة أو رومانسية سياسية. فالديموقراطية تحتاج إلى أحاسيس، والوسط لا يلهم المشاعر.إذا كان دفاع زكريا غير مقنع، فهو قد يكون محقاً في وضع الانتخابات الأميركية الحالية والتحديات الأوروبية في سياق مرحلة ما بعد الـ١٩٨٩ وأزمتها. التسوية الأيديولوجية التي أسسّت لنظام ما بعد الحرب الباردة بدأت بالانهيار، أكانت لناحية الآمال التي أحاطت بالعولمة والنظام العالمي، أو شقها القائم على انتهاء الصراعات الأيديولوجية والقومية واستبدالها بمسائل ثقافية و «جامعة». وهذا الانهيار ليس نتيجة مراهقة يسارية أو شعبوية يمينية، أو بكلام آخر، رومنسية تحاول العودة إلى السياسة بعد أن طردها العقل. بل هو مرتبط بترنح القواعد الفعلية لهذه التسوية، أكانت الأزمة الاقتصادية العالمية التي جاءت في أعقاب عدد من الأزمات المالية في العقدين الأخيرين، أو أزمة النظام العالمي التي بدأت مع حرب العراق وتفاقمت مع الأزمة السورية أو أزمة المؤسسات الأوروبية واستمراريتها. سينجح هذا الوسط في المستقبل القريب في صد الاعتراضات المتزايدة عليه. غير أنّ عملية إعادة تقييم مرحلة ما بعد الـ١٩٨٩ بدأت. وقد لا تكون البدائل عن هذا النظام مغرية، بيد أنّ التمسّك به وبوسطه لم يعد يوفّر مهرباً من إعادة التقييم هذه.