المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march07.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَا لي ولَكَ يا يَسُوعُ ٱبْنَ اللهِ العَلِيّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِٱلله! لا تُعَذِّبْني

إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لماذا صوّت الوزير المشنوق ضد الإجماع العربي/المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار

مسؤول خليجي: حظر «حزب الله» يطال المتعاملين «بطرق غير مباشرة»/اللجنة الرباعية العربية المكلفة رصد التدخلات الإيرانية تجتمع الخميس

اجتماع وزاري عربي للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية/نائب الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»: بعض الدول قدمت أدلة لتجاوزات طهران في المنطقة

مسؤول خليجي لـ«الشرق الأوسط»: اجتماعات جديدة لتطبيق قرار «حزب الله» الإرهابي وقال إن تصرفات التنظيم هي ما ألقت به في الحظر.. والقرار بإجماع دول التعاون

أسبوع مفصلي حاسم أمام حكومة سلام والحريري في السعودية لمحاولة إصلاح العلاقات ورسالة طمأنة من نظام دمشق إلى عون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/3/2016

رئيس التفتيش المركزي يفجر فضيحة فساد ويستعفي ويتهم "بدنا نحاسب " بالتنسيق مع المفتش المالي

حزب الله" "كَسِبَ" تونس ويخوض "مقاومة ديبلوماسية"/رضوان عقيل/النهار

صقور البنك الدولي في بيروت مستطلعين: لا توطين والأموال تتحرك وفق وجهتها/سابين عويس/النهار

بدء التنسيق الانتخابي البلدي بين "التيار" و"القوات": إذا أرادوا منع ترجمة الاتفاق المسيحي... فليتكتّلوا! الانتخابات البلدية أول استحقاق لإثبات قوة تحالف معراب/ألين فرح/النهار

مؤيدو فرنجية يعتبرونه رئيساً «قيد الإنجاز» وعون يواجه مشكلة في خرق حلف منافسه/ محمد شقير/الحياة

ملحم الرياشي: اتفاق معراب حجر أساسي لبناء لبنان الجديد

وزير الداخلية: الإهمال العربي للبنان أوصلنا إلى هنا وسنفعل ما بوسعنا لئلا نكون شوكة فارسية في خاصرة العرب

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الراعي في قداس الأحد: لولا الشلل على الصعيد الوطني لما تمادى المتمادون بشل رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي

حرب: لا ندري ما معنى التفاهم بين القوات والتيار على ترشيح عون وهو يعطل الانتخابات بالاتفاق مع حزب الله

سليمان استقبل وفدا صينيا: في حين يسود مناخ العولمة نجد في عالمنا العربي من لا يزال يتحدث عن التقسيم والقوقعة

قاسم هاشم: اللبنانيون ضاقوا ذرعا بنهج التعطيل وأصبحنا بأمس الحاجة للتفاهم والتوافق

رعد من النبطية: ان احدا لا يريد منا ان يقلب الطاولة على احد في لبنان

نعيم قاسم: نعت السعودية لنا بالإرهاب يعني أنها تقف في صف إسرائيل

عدوان ممثلا جعجع في اليوم العالمي للمرأة جبيل: على حزب الله العودة الى لبنانيته والقوات تعمل لرفع نسبة تمثيل النساء في الانتخابات

السماك في ندوة عن العلاقات الإسلامية المسيحية: الدولة الوطنية هي صناعة المواطنين أنفسهم مسلمين ومسيحيين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الغنوشي ينفي دفاعه عن “حزب الله” ويدين تورطه في سورية

مقتل ضابط إيراني وستة باكستانيين في سورية

واشنطن تبني مطارين بريفي حلب والحسكة والمعارضة تتهم دي ميستورا بالضغط عليها وخادم الحرمين يوجه بتقديم مساعدات لتخفيف معاناة الشعب السوري

تفجير «داعشي» ضخم يهز مدينة الحلة: 60 قتيلاً وعشرات الجرحى والقوات العراقية تتقدم في محيط الفلوجة وتضيّق الخناق على التنظيم

كروز وساندرز يتقدمان وترامب وكلينتون يعززان موقعهما في السباق  في سلسلة جديدة من الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي

نائب ميركل: ترامب يشكل تهديداً للسلام والازدهار

العربية الرباعية» تجتمع الخميس لبحث التصدي لتدخلات إيران

أوغلو: صفحة جديدة في العلاقات مع إيران

إيران: الإعدام لملياردير بتهمة الفساد والاختلاس وأنباء عن وضع خاتمي تحت الإقامة الجبرية/باباك زنجاني: ساعد حكومة نجاد بالتحايل على العقوبات

مصر تتهم «الإخوان» و«حماس» باغتيال النائب العام

 خطف كاهن هندي في عدن

الداخلية السعودية: اعدام مواطن مدان بقتل اخر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السلاح الفلسطيني كلّف لبنان حروباً ووصاية فكم سيكلّفه التخلّص من سلاح "حزب الله"/اميل خوري/النهار

قلق من قرار سعودي في القاهرة الخميس معلومات عن اضطرابات خلال ستة أشهر/خليل فليحان/النهار

موت في الحالين/نبيل بومنصف/النهار

تمايز الموقفين الغربي والسعودي من الاجراءات لا يلغي اتساع التضييق على القرار اللبناني/روزانا بومنصف/النهار

تعريف حزب الله/ماجد كيالي/العرب

طريق الملوك/الكولونيل شربل بركات

ليس هناك وقفاً لإطلاق النار، بل تخفيفاً لوتيرة العمليات العسكرية/العميد خليل حلو/فايسبوك

نظام الإرهاب الإيراني وإعدام أسرى العراق/داود البصري/السياسة

بلاد الجنازات والشاشات/غسان شربل/الحياة

الخوف على أوروبا يجمّد الصراع في سورية/جورج سمعان/الحياة

أحياناً... عباءة المقاومة سقطت/ عبدالعزيز السويد/الحياة

الإصلاحيون والمحافظون أكذوبتان في إيران/ راشد صالح العريمي/الحياة

الفارق بين هيلاري وأوباما/خيرالله خيرالله /العرب

ما بين ترامب ونصر الله/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

دي ميستورا و«الأجانب» في سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

الإخوان قتلوا بركات/مشاري الذايدي /الشرق الأوسط

فكرة التقسيم الفاشلة/فايز سارة/الشرق الأوسط

النص الكامل لكلمة السيد نصر الله في أسبوع الشهيد القائد علي أحمد فياض/ كلمة السيد حسن نصر الله في مهرجان أسبوع علي أحمد فياض (علاء البوسنة) في بلدة أنصار/عن موقع المنار

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَا لي ولَكَ يا يَسُوعُ ٱبْنَ اللهِ العَلِيّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِٱلله! لا تُعَذِّبْني

"إنجيل القدّيس مرق05/من01حتى20/:" وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة، إِلى بَلَدِ الجِراسِيِّين. ومَا إِنْ نَزَلَ يَسُوعُ مِنَ السَّفينَةِ حَتَّى لاقَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِ القُبُورِ فِيهِ رُوحٌ نَجِس. كانَ يَسْكُنُ في القُبُور، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يُكَبِّلَهُ حَتَّى بِسِلْسِلَة. وكَثيرًا ما كَبَّلُوهُ بِقُيُودٍ وسَلاسِل، فكَانَ يَقْطَعُ السَّلاسِل، ويَكْسِرُ القُيُود، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَضْبِطَهُ. وكانَ عَلَى الدَّوَام، لَيْلاً ونَهَارًا، في القُبُورِ وفي الجِبَال، يَصْرُخُ ويُهَشِّمُ جَسَدَهُ بِٱلحِجَارَة. ورَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ وسَجَدَ لَهُ. وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وقَال: «مَا لي ولَكَ يا يَسُوعُ ٱبْنَ اللهِ العَلِيّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِٱلله! لا تُعَذِّبْني!»؛ لأَنَّ يَسُوعَ كانَ يَقُولُ لَهُ: «أُخْرُجْ مِنَ الرَّجُل، أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجِس!». وسأَلَهُ: «مَا ٱسْمُكَ؟». فقَالَ لَهُ: «إِسْمي فِرْقَة، لأَنَّنَا كَثِيرُون!». وكانَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ كَثِيرًا أَنْ لا يَطْرُدَهُم مِنْ ذلِكَ البَلَد. وكانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنَازيرِ يَرْعَى قُرْبَ الجَبَل. فتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلى يَسُوعَ قَائِلَة: «أَرْسِلْنَا إِلى الخَنَازِيرِ فَنَدْخُلَ فِيها!». وأَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ، ودَخَلَتْ في الخَنَازِير، فَإِذَا بِٱلقَطِيعِ - وعَدَدُهُ نَحْوُ أَلْفَيْن - قَدْ وَثَبَ مِنْ عَلَى المُنْحَدَرِ الوَعْر، وغَرِقَ في البُحَيْرَة. وهَرَبَ رُعَاةُ الخَنَازِير، وأَذاعُوا الخَبَرَ في المَدِينَةِ والقُرَى، فذَهَبَ النَّاسُ لِيَرَوا ما جَرَى. فلَمَّا وصَلُوا إِلى يَسُوعَ شَاهَدُوا المَمْسُوس، الَّذي كانَ فِيهِ فِرْقَةُ شيَاطِين، جَالِسًا، لابِسًا، سَلِيمَ العَقْل، فخَافُوا. والَّذين رَأَوا أَخْبَرُوهُم بِمَا جَرَى لِلْمَمْسُوسِ وَلِلْخَنَازِير،

فبَدَأُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلى يَسُوعَ أَنْ يَرْحَلَ عَنْ دِيَارِهِم. وفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ إِلى السَّفينَة، تَوَسَّلَ إِلَيْهِ ذَاكَ الَّذي كانَ مَمْسُوسًا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ. فلَمْ يَسْمَحْ لَهُ يَسُوع، بَلْ قَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ، إِلى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُم بِكُلِّ ما صَنَعَ الرَّبُّ إِلَيْك، وَبِرَحْمَتِهِ لَكَ». فذَهَبَ وبَدَأَ يُنَادي في المُدُنِ العَشْرِ بِكُلِّ مَا صَنَعَ إِلَيْهِ يَسُوع، وكانَ الجَمْيعُ يَتَعَجَّبُون".

 

إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

"رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس05/من03حتى05/:"يا إخوَتِي، أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان. إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله. لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء. لَقَدْ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ ظَلامًا، أَمَّا الآنَ فأَنْتُم نُورٌ في الرَّبّ: فَٱسْلُكُوا كأَوْلادِ النُّور. فثَمَرُ النُّورِ هُوَ في كُلِّ صلاحٍ وَبِرٍّ وحَقّ. ومَيِّزُوا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ لِلرَّبّ. ولا تُشَارِكُوا في أَعْمَالِ الظَّلامِ العَقِيمَة، بَلْ بِالأَحْرَى وَبِّخُوا عَلَيْهَا؛ لأَنَّ مَا يَفعَلُونَهُ في الخُفيَةِ يَقْبُحُ حتَّى ذِكْرُهُ. وكُلُّ مَا يُوَبَّخُ عَلَيْهِ يُظْهِرُهُ النُّور،

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لماذا صوّت الوزير المشنوق ضد الإجماع العربي؟

المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار/7 آذار 2016

لماذا صوت نهاد المشنوق ضد الإجماع العربي الذي اعتبر "حزب الله" منظمة إرهابية؟ هل تم ذلك بالإتفاق مع سعد الحريري؟ وهل تمام سلام على علم بذلك؟ وإذا كان نهاد المشنوق له الحق في أن يصوت ضد الإجماع العربي، فما هو اللوم على وزير الخارجية جبران باسيل حين صوت ضد الإجماع العربي الذي اتهم "حزب الهز"بالارهاب...فقامت الدنيا ولم تقعد! جبران باسيل صوت ضد الإجماع العربي، ولكنه كان منسجماً مع التيار السياسي الذي سمّاه وهو التيار العوني المتحالف مع "حزب الله". اما نهاد المشنوق فهو حين يصوّت ضد الإجماع العربي فهل هو منسجم مع تيار المستقبل؟ ام انه مختلف معه؟ ولماذا هذا الصمت؟ ولماذا خرست كل الألسن؟ ولماذا لم نسمع صوتاً يستنكر؟ هل هناك ابن ست وابن جارية؟ "حزب الله "قتل له 1800 شخص في سوريا وهو يقتل الشعب السوري، وهو متهم بإغتيال رفيق الحريري وعشرات من القادة السياسيين اللبنانيين، رفع سلاحه بوجه لبنانيين في السابع من أيار وقطع الطرقات وقتل وخطف حين اختلف مع الحكومة! "حزب الله" هو القمصان السود الذين ينزلون الى الشوارع كلما دق الكوز بالجرة. فلماذا عزّ على الوزير نهاد المشنوق الى حد التصويت ضد اجماع الدول العربية التي صنفت "حزب الله "منظمة إرهابية تقتل في سوريا والعراق واليمن... ولبنان!

لماذا عز الأمر الى هذا الحد على الوزير نهاد المشنوق الذي كان صحافياً ومقرباً من السعودية في يوم من الأيام؟

ما الذي يحصل... لأقل أمر تشتعل البلاد واجهزته الإعلامية والتلفزيونية والصحافية. اما الكبائر.. مثل خروج لبنان عن الإجماع العربي الذي صنف "حزب الله "منظمة إرهابية فقد اطفأت التلفزيونات والإذاعات والصحف ولم تصدر كلمة ولا بيان ولا موقف!! يجوز لنهاد المشنوق ما لا يجوز لغيره! هل المشنوق متفق مع المستقبل؟ وماذا ينتظر المستقبل اذ ذاك في علاقته مع السعودية؟ وهل هذا وقت تحدي السعودية والبلاد العربية قاطبة الى هذا الحد والخروج عن الإجماع الى هذا الحد.. ام ان نهاد المشنوق قد اجتهد من تلقاء نفسه؟ وإذ ذاك فلماذا لم نسمع موقفاً من 14 آذار؟ من المستقبل؟ لماذا هذا الصمت الغريب؟

واذا كان بالإتفاق مع المستقبل و14 آذار فيجب الرجوع عن كل ما قيل عن الوزير جبران باسيل! لأن باسيل ايضاً الذي صوت ضد الإجماع العربي والذي سبق ان دانه فقامت الدنياولم تقعد. وقطعت دول الخليج علاقتها مع لبنان او شبه قطعت او نصف قطعت...

فماذا تنتظرون الآن من موقف نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب؟ المشنوق من جهة وكل الدول العربية من جهة أخرى... ضد الإجماع العربي..

قبلنا بالنفايات على مضض.. ولا ننتظر حلاً من حكومة نفايات.. ولكن تجويعنا وقطع ارزاقنا مع الدول العربية كرمى لعيوب حزب الإرهاب "حزب الله."..

كنا نعتقد انه "ما تحتنا تحت" فإذا بنا نكتشف مع موقف نهاد المشنوق أن تحتنا تحت كثير ونحن ذاهبون الى تحت الى التحت.. تحت النفايات...

ولكن الأخطر هو الأسئلة التي تحوم مع النفايات: هل موقف نهاد المشنوق متفق مع موقف 14 آذار؟ مع موقف المستقبل؟

وما هذا الصمت المريب؟ والى هذا الحد تخجلون؟ وحده اشرف ريفي الذي تبيّن أنه اشرف الرجال وحده بقي راية الصمود ومقاومة الإجرام ومقاومة خراب البلد.. وحده بقي رافع الراية التي رفعها مليونا لبناني في 14 آذار...

وحده اشرف ريفي يرفع رأسنا... ومطلوب تفسير... لماذا صوت نهاد المشنوق ضد الإجماع العربي؟ وهل ذلك بالإتفاق مع 14 آذار؟

ومطلوب تفسير لهذا الصمت المريب المريع بعد ان صوت نهاد المشنوق ضد البلاد العربية مجتمعة...

اذا لم نسمع تفسيراً... فنحن نستحق هذه النفايات وأكثر.

 

مسؤول خليجي: حظر «حزب الله» يطال المتعاملين «بطرق غير مباشرة»/اللجنة الرباعية العربية المكلفة رصد التدخلات الإيرانية تجتمع الخميس

الرياض: نايف الرشيد ـ القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/07 آذار/16/كشف مسؤول خليجي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن اجتماعات لمسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي، ستعقد خلال الفترة المقبلة، لتطبيق آلية القرار الخليجي، المتمثل في تصنيف «حزب الله» اللبناني، منظمة إرهابية.

وأوضح المسؤول الخليجي أن قرار دول المجلس ستتبعه ملاحقة من يتبع التنظيم، سواء أكان على مستوى الأفراد أو المؤسسات، مشددًا على أنه سيتم حظر كل من يتعامل مع الحزب بطرق مباشرة أو غيرها، لافتًا إلى أن كل دولة لديها أساليبها في تطبيق القرار. ويشمل القرار جعل «حزب الله» تحت الحظر، ويتم التعامل معه كما يتم التعامل مع أي منظمة إرهابية، وفقًا لقانون كل بلد. أما على مستوى الجامعة العربية، فإن اللجنة الوزارية الرباعية المعنية برصد التدخلات الإيرانية في الشأن العربي ستعقد اجتماعها على هامش مجلس الجامعة العربية الوزاري في دورته الـ145 يوم الخميس المقبل، حسبما أفاد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي. وتضم اللجنة الرباعية وزراء خارجية كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين. وأكد بن حلي لـ«الشرق الأوسط» أن الجامعة تلقت ملاحظات ورصد الدول على تجاوزات إيران. ولم تستبعد مصادر مطلعة طرح موضوع «حزب الله» الذي يتزعمه حسن نصر الله، كمنظمة إرهابية خلال الاجتماع الوزاري العربي المقبل، وستقدمه ربما مملكة البحرين أو أي دولة أخرى من دول الخليج، خاصة في ظل الجدل الذي أثير مؤخرا خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس وتحفظ بعض الدول على هذا القرار ولا سيما أن التدخلات الإيرانية الإرهابية متورطة فيها مجموعات من «حزب الله» في اليمن والبحرين وسوريا.

 

اجتماع وزاري عربي للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية/نائب الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»: بعض الدول قدمت أدلة لتجاوزات طهران في المنطقة

القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/07 آذار/16/قال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي بأن اللجنة الوزارية الرباعية المعنية برصد التدخلات الإيرانية في الشأن العربي سوف تعقد اجتماعها على هامش مجلس الجامعة العربية الوزاري في دورته الـ145 يوم 10 مارس (آذار) الجاري. وأكد في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الجامعة تلقت ملاحظات ورصد الدول على تجاوزات إيران. وكشف أن الاجتماع الذي عقد في دولة الإمارات للنظر في تداعيات التدخلات الإيرانية ودول الجوار وأطلق عليه بالخلوة الوزارية قد طلب من كل الدول العربية، في رسالة مشتركة تدوين ما لديهم عن طبيعة العلاقة مع طهران، ومظاهر التدخل وكل ما يتعلق بمعلومات موثقة على أن يتم إبلاغ اللجنة بالتدخل الإيراني في الشأن الداخلي العربي. ومعروف أن اللجنة الرباعية تضم كلا من وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات والبحرين. ولم تستبعد المصادر طرح موضوع «حزب الله» كمنظمة إرهابية خلال الاجتماع، وستقدمه ربما مملكة البحرين أو أي دولة أخرى من دول الخليج خاصة في ظل الجدل الذي أثير مؤخرا خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس وتحفظ بعض الدول على هذا القرار خاصة أن التدخلات الإيرانية الإرهابية متورط فيها مجموعات من حزب الله في اليمن والبحرين وسوريا. وأكدت المصادر أن التدخلات الإيرانية في الشأن العربي أصبحت بندا دائما على جدول أعمال الاجتماعات العربية على المستويات الثلاثة المندوبين والوزراء والقمة بحيث يتم بحث المستجدات وكيفية التعامل مع هذه الملاحظات التي تتقدم بها الدول العربية، وهي ليست مقتصرة على دول الخليج فقط وإنما دول أخرى في المنطقة. ورفض المصدر تسميتها وأشار إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تتقدم أي دولة بشكل رسمي بإدراج حزب الله منظمة إرهابية إلا أنه لم يستبعد طرح هذه الموضوع خلال الجلسة المغلقة. وأفاد بأن الاجتماع الوزاري المقبل سوف يعقد يوم 10 مارس برئاسة البحرين وسوف يناقش قضايا مهمة تتعلق بالعمل العربي المشترك والصراع العربي الإسرائيلي وتطوير الجامعة العربية ومكاتبها في الخارج، والعلاقة مع المنتديات الدولية، ونتائج قرار وقف إطلاق النار في سوريا، والوضع في اليمن والعراق إضافة إلى بند تم وضعه بشكل دائم هو التدخل الإيراني في دول الجوار وكذلك النظر في العقوبات المفروضة على السودان ومكافحة الإرهاب.

وأشار بن حلي إلى أن الاجتماع سيأخذ بعين الاعتبار أيضا، نتائج اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي انعقد في تونس بشأن مكافحة الإرهاب والتعاون العربي في هذا الموضوع. وأضاف كما يناقش الاجتماع الوزاري العربي المقرر بالجامعة العربية يوم العاشر من مارس المقبل نتائج التعاون مع الأطراف الدولية وخاصة المنتديات والتي كان آخرها منتدى التعاون العربي الروسي الذي انعقد مؤخرا في موسكو.

 

مسؤول خليجي لـ«الشرق الأوسط»: اجتماعات جديدة لتطبيق قرار «حزب الله» الإرهابي وقال إن تصرفات التنظيم هي ما ألقت به في الحظر.. والقرار بإجماع دول التعاون

الرياض: نايف الرشيد/الشرق الأوسط/07 آذار/16/كشف لـ«الشرق الأوسط» مسؤول خليجي، أن اجتماعات لمسؤولين في دول المجلس، تعقد خلال الفترة المقبلة، لتطبيق آلية القرار الخليجي، المتمثل في اعتبار «حزب الله» اللبناني، منظمة إرهابية، وذلك بعد إجماع من قبل قادة الدول الست على هذا القرار.

وأوضح المسؤول الخليجي، في اتصال هاتفي أمس، أن قرار دول المجلس ستتبعه ملاحقة من يتبع التنظيم، سواء أكان على مستوى الأفراد أو المؤسسات، مشددًا على أنه سيتم حظر كل من يتعامل مع الحزب بطرق مباشرة أو غيرها، لافتًا في ذات السياق إلى أن كل دولة لديها أساليبها في تطبيق القرار، ويشمل القرار جعل حزب الله تحت الحظر، ويتم التعامل معه كما يتم التعامل مع أي منظمة إرهابية، وفقًا لقانون كل بلد. وأشار إلى أن دول الخليج تعتبر تصرفات حزب الله الإرهابي تمثل رأس الإرهاب في المنطقة، مفيدًا بأن تصرفات حزب الله في المنطقة هي وحدها ما جعلته منظمة إرهابية. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد أصدرت قرارا باعتبار حزب الله، الذي يتزعمه حسن نصر الله، منظمة إرهابية، وتصنيف قادته وفصائله والمجموعات التابعة له إرهابيين، وأن الحزب يشكل تهديدًا للأمن القومي العربي، بالتزامن مع استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها الميليشيات لتجنيد شباب دول الخليج للقيام بالعمليات الإرهابية وتهريب الأسلحة، وإثارة الفتنة، والتحريض على الفوضى والعنف. وأشار المسؤول الخليجي - الذي حضر اجتماعات وزراء الداخلية العرب المنعقد أخيرا بتونس - إلى أن هناك إجماعا عربيا على مساندة الخطوة الخليجية التي قامت بها دول المنطقة، وأنه لم يُلتفت إلى التحفظ الذي أبداه لبنان، كونه شأنا داخليا له. وشدد المسؤول، في رده على حرب التصريحات التي أطلقها قادة التنظيم الإرهابي وهاجمت دول مجلس التعاون، على أن ذلك ناتج عن تخبط في سياسة التنظيم التي تتخذ من الانفعال منهجا لها، مؤكدًا: «لن نلتفت للحرب الإعلامية، ودول الخليج طبقت قراراتها استنادًا على حقائق ميدانية، ولن نلتفت إلا لمصلحة واحدة، وهي أمن الخليج والحفاظ عليه». وجدد المسؤول الخليجي ثقته في القرار الذي أصدره مجلس التعاون، مشيرًا في ذات السياق إلى أن السعودية تمثل عمقا استراتيجيا، ليس لمنطقة الخليج فحسب، بل للوطن العربي والإسلامي. وذكر أن ما قامت به السعودية من إيقاف تمويل شراء أسلحة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، يعتبر حقا مشروعا، مشددًا على أن دول الخليج تساند هذا القرار بتأييد مطلق. وذهب المسؤول إلى القول إن خطوة الرياض تلك كان من المفترض أن تكون في وقت قبل ذلك؛ إلا أن صبر السعودية وطول بالها وحكمتها والنظرة السياسية البعيدة والمتأنية سبقت هذا القرار، وأعطت مجالا كبيرا للبنان لمراجعة نفسه، إلى أن بلغ حدا يصعب السكوت عليه. وأفاد أن أمن الخليج لا يتجزأ، وكل الدول الخليجية مؤيدة لهذا القرار بالإجماع، مشيرًا إلى أن تصرفات حزب الله الأخيرة هي ما جعلت منه منظمة إرهابية، سواء أكان تدخله في البحرين، أو دعمه للقوى الانقلابية في اليمن، مؤكدًا أن دول الخليج مجتمعة أفشلت كل الخطط التي تحاك ضده. وتزامنت الخطوة الخليجية مع خطوة أخرى عربية تمثلت في إدانة وزراء الداخلية العرب خلال اجتماعهم الأربعاء الماضي، لـ«حزب الله»، لأعماله الإرهابية، مع توجيه الاتهام له بأنه يهدف لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية.

 

أسبوع مفصلي حاسم أمام حكومة سلام والحريري في السعودية لمحاولة إصلاح العلاقات ورسالة طمأنة من نظام دمشق إلى عون

يروت – “السياسة”:07 آذار/16/يبدو الأسبوع الجاري مفصلياً في ما يتصل بمصير الحكومة اللبنانية التي علق رئيسها تمام سلام عقد جلساتها ما لم يلمس استعداداً من جانب مكوناتها لتسهيل حل أزمة النفايات، بالرغم من الجهود التي بذلها على هذا الصعيد. وأكدت أوساط حكومية بارزة لـ”السياسة”، أمس، أن سلام ينتظر أجوبة القوى السياسية على ما طلبه في موضوع النفايات ليبني موقفه في ضوء ما سيسمعه فإما تسير الامور باتجاه الانفراج وإما أن الاستقالة ستكون الخيار الذي لا بد منه بعدما طفيح الكيل وباتت الحكومة تشكل عبئاً على نفسها وعلى اللبنانين، وعندها ليتحمل كل طرف مسؤولياته ويعرف اللبنانيون من يعرقل حل أزمة النفايات ويريد ابقاء الامور على ما هي عليه في المراوحة والمماطلة.  في موازاة ذلك، أفادت معلومات لـ”السياسة” أن رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري الذي غادر بيروت الى الرياض، مساء أول من أمس، قد يستغل وجوده في العاصمة السعودية لإجراء مشاورات مع بعض المسؤولين السعوديين والبحث معهم في تداعيات القرار بوقف تنفيذ الهبة السعودية الى الجيش اللبناني وامكانية المساعدة في اعادة النظر في هذا القرار في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن القسم الاكبر من اللبنانين لا يوافق على ممارسات “حزب الله” ويقدر للمملكة وللدول الخليجية وقوفها الدائم إلى جانب لبنان وشعبه.

كما ان الحريري سينقل للقيادة السعودية تقدير واحترام رئيس الحكومة تمام سلام الذي يقوم بجهود كبيرة لاعادة إصلاح العلاقات بين لبنان والدول الخليجية وعلى رأسها المملكة، انطلاقاً من الحرص على ابقاء هذه العلاقات بمنأى عن الاحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة مع الاخذ بعين الاعتبار للاسباب التي دفعت المملكة الى اتخاذ قراراتها الأخيرة. لكن في المقابل، أعربت مصادر وزارية لبنانية عن خشيتها من ارتفاع منسوب الغضب الخليجي على لبنان في ضوء استمرار “حزب الله” في حملته على المملكة والدول الخليجية ضارباً بعرض الحائط مصالح لبنان وشعبه، بحيث انه من غير المستبعد ان تأخذ الاجراءات الخليجية ضد لبنان أبعاداً أكثر خطورة في المرحلة المقبلة. من جهة أخرى، علمت “السياسة” من مصادر موثوقة ان رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون تبلغ من زوار العاصمة السورية في الساعات الماضية رسالة من النظام السوري مفادها أن لا اكتمال لنصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية إلا اذا تم التوافق على شخصه كرئيس، وبالتالي فإن عليه ألا يقلق من الجهود التي يقوم بها الحريرري لتأمين النصاب في جلسة 23 الجاري، لأن المعنيين بعملية الانتخاب يدركون جيداً الخطوط الحمر ولا يمكنهم تجاوزها إلا لمصلحة عون الذي يعتبره رئيس النظام السوري بشار الاسد مرشحه للرئاسة طالما أنه مستمر بخوض المعركة.

وبحسب المعلومات، فإن “حزب الله” أبلغ عون أن النائب سليمان فرنجية، مرشح الحريري، لا يمكن ان يحضر جلسة الانتخاب مع نوابه من دون حضور نواب الحزب وتكتل “التغيير والإصلاح” ما يعني أن النصاب سيبقى مفقودا طالما ان بقية الكتل النيابية لم توافق حتى الآن على دعم انتخاب عون.

وأشار الزوار إلى أن دمشق غير مستعجلة على إنهاء الشغور في لبنان طالما ان هناك من يعرقل انتخاب عون الذي تعتبره الأحق من غيره في الوصول الى قصر بعبدا، ولا بد أن يقنع خصومه بأن لا أحد سيصل الى الرئاسة غيره، حسب رأيها.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/3/2016

الأحد 06 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يطلع الأسبوع الجديد على تحرك دبلوماسي غربي فاعل في بيروت، بإتجاه استمرار عمل الحكومة، والحث على خطة إنقاذية في الحوار الوطني الموسع، تبدأ بتثبيت الهدوء في المواقف، وبتسريع انتخاب رئيس للجمهورية، وبحماية الإستقرار الأمني والإقتصادي في البلاد.

وفي معلومات مستقاة من متابعين لإتصالات مهمة، أن تشاورا يتم بين بعض سفراء عواصم القرار، وعدد من المراجع اللبنانية ولا سيما الرئيس نبيه بري، لتحقيق هذه الأهداف. وفيما يعود الرئيس سعد الحريري من الرياض، أطلق الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله مواقف شدد فيها على الوحدة الوطنية في البلد، لكنه هاجم بعنف المواقف السعودية في سوريا واليمن، مركزا على الإشادة بمواقف بعض الأنظمة العربية والإسلامية، والمواقف الشعبية في رفض وصف "حزب الله" بالمنظمة الإرهابية، متحدثا بذلك عن بيان وزراء الداخلية العرب.

وتحدث السيد نصرالله عن أن إسرائيل ستبقى عدوة للشعوب العربية والإسلامية. وقال إنها تعمل لتظهر نفسها حامية لأهل السنة والجماعة، نافيا أن يكون قد اتهم السنة بالتعاون مع إسرائيل.

وفي ختام كلمته في حفل تأبيني للشهيد علي فياض، شدد السيد نصرالله على الوعي، وعلى حماية الوحدة الإسلامية- الإسلامية والإسلامية- المسيحية في لبنان.

يذكر أن السيد نصرالله تناول موضوع اللبنانيين العاملين في الخليج، منتقدا ما سماه استغلال وجودهم لأغراض سياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

استنفار إسرائيلي يرصد. تل أبيب تسعى للإستفادة من الخلافات الإقليمية، وتوسيع مساحة التطبيع مع دول عربية. الإسرائيليون لا يكتفون بالتفرج على توصيف المقاومة بالإرهاب، هم خططوا لإستغلال الأزمات، وتوظيف الإنشغال العربي- الإقليمي في خدمة مصالحهم.

إسرائيل اليوم تزيد مساحات التهويد، وتصل إلى حد منع رفع الآذان في مساجد الأراضي المحتلة بذريعة معاناة الإسرائيليين من صوت الآذان. فأين العرب والمسلمون؟.

المشهد في بلدة معركة أمس هو الجواب: المقاومة ملك الشعب، ولا يمكن لأحد في العالم أن يصنفها بالإرهاب. موقف أعلنته حركة "أمل" على لسان المعاون السياسي للرئيس نبيه بري علي حسن خليل.

تلك المقاومة كانت وستبقى ملك الأجيال، تستند إلى تضحيات مقاومين ودماء شهداء من أيام سقوط الشهيد الأول بمواجهة الاحتلال، مرورا بمعركة عام 1985 واستشهاد القادة المقاومين محمد سعد وخليل جرادي وحيدر خليل. وتستمر المسيرة على ذات الدرب الطويل. فلا العدوانية الإسرائيلية أسقطت المقاومة، ولا التحريض الطائفي والمذهبي يؤدي إلى التطبيع مع إسرائيل، كما قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

إسرائيل عدو وستبقى.ثوابت إستراتيجية غير قابلة للنقاش ولا للتصنيف ولا للتعديل.

في الداخل، لا وقت للمزايدات، في ظل دعوة أطلقتها حركة "أمل" لإعادة قراءة خطوة الرئيس سعد الحريري حول تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. المقاربة يجب أن تكون إيجابية، كما قال الوزير خليل، لأن ما قام به الحريري خطوة كبيرة للأمام تجاوز فيها مساحات الخلاف.

حكوميا، انتظار. الرئيس تمام سلام لم يتسلم بعد ردودا إيجابية تسمح بالقول أن أزمة النفايات في طريقها إلى الحل. هو لا يزال ينتظر أخبارا مقرونة بأفعال. وعليه يفترض أن يتبين خلال اليومين المقبلين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

أما الخيوط السورية فمتعددة: من تقدم الجيش في جبهات عدة، وسط الحديث عن إنجاز مهم مرتقب خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وانشقاقات في "داعش" الذي بات يعاني من تفكيك التنظيم أولا، من الرقة إلى ريف حلب، وانتصارات الكرد عليه شمال سوريا. ومن هنا رصدت الطائرات الروسية اليوم محاولة تنظيم "داعش" تحشيد مقاتليه للهجوم على الأكراد، في خطوة تهدف لإعادة رفع معنويات مقاتليه من جهة، والسيطرة على ما خسر في الشدادي في ريف الحسكة الاستراتيجي من جهة ثانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من فيض جهاده جاد الرثاء. فقريحة الشهادة اختارت اسما فكان علاء، اسما ملأ ساحات الوغى أملا ونصرا وعطاء. من جنوب لبنان بدأت الحكاية وعلى طريق فلسطين محطات مشرقة، من البوسنة إلى العراق وسوريا زرع ألف راية. لم تضيعه المحطات عن الوجهة الأصلية، فظلت بوصلته فلسطين منذ انتفاضة الحجارة الى انتفاضة الدهس والسكين.

اليوم أطل سماحة السيد ليوفي البطل بعض حقه، فيرسمه مشهدا دائما في محطات القضية، وليوفي أهل الوفاء وفاءهم شكرا وتقديرا، وليربط ذلك كله بالمعركة الأساس ضد العدو الصهيوني. فالمعركة معركة وعي وخيار، وارادة قرار، مهما كانت الأثمان والتضحيات.

أزجى السيد شكره لأهل الوفاء في تونس، فخصصهم رئيسا وحكومة وأحزابا ونقابات وقوى وشعبا بالتقدير، وكان شكره موصولا للعراق والجزائر ولبنان وفلسطين والأردن وموريتانيا والمغرب واليمن، ولكل الذين أدانوا القرار ضد "حزب الله" أينما كانوا، وكائنا من كانوا.

وللذين حاروا كيف يتقون غضب السعودية بأي ثمن، أبلغهم سماحته أن يبحثوا عن السبب في فشل المملكة في سوريا والعراق والبحرين واليمن. فالغاضبون، حنقهم مفهوم، لأن الفاشل من الطبيعي ان يغضب، وستكتشف السعودية مبكرا انها تخوض معركة خاسرة. وكل من يطبع ويتآمر ويخون لمصلحة اسرائيل، سيسقط معها كائنا من كان، لأن نبض الأمة العربية لا زال مقاومة، وقلبها فلسطين حتى التحرير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعيدا من اليوميات السياسية المملة، إنه يوم The voice kids. فمع استمرار الفشل الحكومي، واستكمال الاهتراء البيئي، واستشراء الفشل الاداري. ومع تواصل مسلسل الصفقات والسمسرات والسرقات وعلى عينك يا تاجر. ومع تزايد قرف الناس واحباطاتهم من تصريحات معظم المسؤولين التي تناقض ممارساتهم، شكل برنامج The voice kids فسحة أمل وضوء للبنانيين.

فانتصار اللبنانية لين الحايك في برنامج شارك فيه متبارون من مختلف الدول العربية، جدد الايمان بأن لبنان كان ولا يزال بلد المواهب وانه، ولو تحول دولة فاشلة على الصعيد السياسي، فإنه يبقى عاصمة الابداع والفن والجمال في هذا الشرق. والأحلى ان الانتصار اللبناني جاء بتوقيع فتاة من المينا في طرابلس، ما أثبت مرة جديدة ان هذه المنطقة، ورغم استباحتها لفترة طويلة من أدوات الموت والقتل والتشدد، كانت ولا تزال مدينة الانفتاح والنجاحات والتألق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بالتزامن والتوازي، أنهى محمد بن نايف زيارة إلى فرنسا، وأنهى سعد الحريري زيارته للبنان.

الحصيلة في باريس: طارت الأسلحة الفرنسية للجيش، وباتت جزءا من عتاد الحرب وعدة "عاصفة الحزم" في اليمن وغير اليمن.

الحصيلة في بيروت: طارت الجلسة ال36 لانتخاب الرئيس العتيد، والتي علق الحريري الأمال العريضة عليها، ووقع العرائض الاسترحامية ومعه جوقة شعراء البلاط ومداحي السفارات لرفع الغضب الخليجي عن لبنان. حضر الحريري وغاب فرنجية الذي نزل الحريري "عشانو"، فغادر الحريري إلى السعودية للبحث بالخطة باء أو تاء أو ساء، بعدما رسم ملامح المواجهة المقبلة مع سمير جعجع من خلال السعي إلى تشكيل جبهة معارضة لجعجع تضم أحزابا ومستقلين ومسؤولين سابقين ووجوها روحية، لتعويض المكون "القواتي" في 14 اذار وفي التخريجة الرئاسية، ولافهام جعجع انه بات الخصم بعدما رشح العماد عون.

والأخطر ان حلفاء جعجع السابقين، يستشعرون حجم التحول المسيحي الذي يساهم برأيهم في إضعافهم وتقوية الخط الذي يمثله مرشح الحريري الوزير فرنجية.

وفي بيروت نفسها التي لم يغادرها وبقي فيها، عاود السيد نصرالله هجومه على السعودية وبعض العروش العربية التي لم يعد هدفها سوى حماية اسرائيل واشعال الفتنة السنية- الشيعية، شاكرا تونس على موقفها الرافض لادراج الحزب في خانة الارهاب. لكنه لم يوجه الشكر للوزير المشنوق الذي اقترب بموقفه من جبران باسيل الذي حصد الغرم ونال المشنوق الغنم، مع ان الموقفين في العمق والمضمون واحد.

في تموز 2006 قصف عسكري، وفي شباط 2016 قصف اقتصادي سيناريو. تموز يتكرر برد فعل خليجي على عكس الفعل اللبناني في دنيا العرب والعالم. الثنائي لين حايك ومارك حاتم يوصلان لبنان إلى حيثما كان دائما: النجاح والتفوق والانتصار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

صدحت لين حايك: كن منصفا يا سيدي القاضي، فاشتعلت الدنيا فرحا بعدما فازت لين باللقب الأول عن أجمل الأصوات. وصدح مارك حاتم بالانكليزية: خذني إلى الكنيسة، فتقدمت حظوظه كأجمل الاصوات.

وبين لين ومارك، خيط رفيع أعاد إلى الأذهان لبنان الحقيقي. وكذلك بين لين ومارك وجع اللبنانيين، بين فرح الأصوات وحزن السياسة، ليل أمس عاش اللبنانيون فرح الفوز بعدما كاد احباط النفايات والشغور يوصلهم إلى اليأس. فازت لين بأصوات المقترعين لا بقرار من التمديد.

الديمقراطية في الفن فازت على التمديد في السياسة، فكان اثبات جديد ان املا في الأجيال الشابة لا في الجيل السياسي الذي يأبى تغييرا او تركا للكراسي لغيره.

أثبتت لين حايك، ابنة المينا، ان طرابلس يخرج منها غير قادة محاور. وأثبت مارك حاتم ان اللبناني اذا ما أعطي الفرصة يمكن ان يبدع.

بعيدا عن لين حايك ومارك حاتم، لا شيء يشجع في السياسة وفي النفايات، ففي السياسة واصل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله هجومه عالي السقف على السعودية، معترفا في الوقت عينه ان "حزب الله" قاتل في البوسنة وفي العراق.

أما في ملف النفايات، فنقاش جديد تحت طائلة ان الرئيس تمام سلام لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء اذا لم ينجز ملف المطامر. ويبدو ان هذا الملف لن ينجز، فهل يشهد الأسبوع المقبل استقالة سلام؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

أين لبنان يا حضرة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله؟.

كل شيء كان حاضرا في خطابك، إلا مصالح لبنان، فهي كانت مغيبة ومشطوبة، من البوسنة إلى سوريا، مرورا بالعراق واليمن والبحرين والكويت.

الحزب يتصرف ان لا دولة في لبنان ولا دستور ولا قانون ولا شركاء في الوطن. كما يتصرف على هواه كيفما يشاء في العالم، تحت عنوان: تنفيذ أوامر أخلاقية وانسانية، وهي في الحقيقة ليست سوى الاسم الحركي لأوامر الحرس الثوري الايراني والمرشد الأعلى علي خامنئي.

نصرالله تحدث بلغة استعلائية على العرب، ووصفهم بالجاحدين. وغيب الكثير من الحقائق التي تفادى قولها. ومن هذه الحقائق، ان تدخلاته في العالم العربي هي بناء على أوامر ايرانية ولمصالح ايرانية، وان قتاله في سوريا ليس دفاعا عن المصلحة الوطنية اللبنانية، بل دفاعا عن بشار الأسد ونفوذ ايران. أما قتال "حزب الله" في العراق، فهو دفاعا عن المالكي، وليس دفاعا عن الشعب العراقي، وبالأساس من كلف حزبك بكل ذلك؟.

إسرائيل عدوك؟ الآن تذكر نصرالله أن العرب يكرهون إسرائيل، ويريد أن يتحبب إلى شعوبهم؟ ألست من قال منذ أيام: إن العرب وأهل السنة صهاينة، لمجرد أنهم رفضوا اعتداءات حزبك على الشعب السوري؟، غيرت رأيك؟.

إسرائيل عدوك؟، كيف وأنت لم تقاتلها منذ عشر سنوات.

تخبرنا عن تدخلات حزبك في اليمن والبوسنة وسوريا والعراق، وتخجل من الكلام عن خلاياه المكشوفة والصاحية والنائمة، في الكويت والبحرين ومصر والسعودية والإمارات.

نصرالله طوال ساعة لم يذكر لبنان، إلا كغرفة عمليات يتلقى اتصالات الحلفاء ويحارب، بناء على ما يطلبه المرشدون في إيران وغيرها.

فالجمهورية اللبنانية مشطوبة من قاموس "حزب الله"، الذي تحدث أمينه العام السيد حسن نصرالله من موقع رئيس جمهورية "حزب الله"، بعدما خطف رئاسة الجمهورية وأبقاها دون رئيس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حكومة المطمرة الوطنية، تقترب من الحل وفقا للعبارة التي تحلها. وإذا كان شعار رئيسها تمام سلام "اللهم أشهد أني بلغت"، فلسوف يقول له ربه إنك تأخرت في التبليغ، وأخطأت في ربط مصيرك بحفرة من مطمرة، فيما كانت حلول البلديات أقرب، لكنك أحجمت عنها أموالها ولم تكلفها البدء بالعمل، أنت ومن معك من حفنة وزارية سياسية تتربع على القمامة، فالحلول التي تنشدونها أيها السادة ليست جاهزة للتطبيق. وأنتم تعرفون هذا الأمر. وسبق لكم وأن تبلغتم رفض الأهالي، من برج حمود إلى الجية والناعمة وعموم منطقة إقليم الخروب، فليس بطلال إرسلان وحده يحيا الإنسان.

وإذا كان زعيم خلدة، قد أخفض صيحات ال"كوستا برافا"، فلن يعني ذلك أنكم حصلتم على "البرافو". لأن مطمرا واحدا لن يفي بمزابلكم الصياحة على طول بيروت وعرض ضاحيتها.

لا أحد يريد الحل، والسلطة تبحث عن مخارج جرى رفضها مع الشكر، لكنها لا تيأس قبل أن تعاود تدويرها لإسترجاع سطوة الوزير أكرم شهيب على الملف. وقد يتراءى للمرء أن السلطة أعلنت إفلاسها وأشهرت فشلها وعجزها عن معالجة ملف النفايات، لكن ثمانية أشهر من عمر الرائحة تقول غير ذلك، وتبرز معطيات تؤكد أن لا أحد في شبه الدولة اللبنانية يريد الوصول إلى الحل، لأن الجميع مختلف على توزيع المغانم وتقاسم الحصص. ولا أحد منزها، من جنبلاط التقدمي في الأزمة، إلى الحريري وبري والسنيورة.

وربما كانت حصة زعيم "المستقبل" من هذه الأزمة هي رئاسة الحكومة. فالحريري ينشد العودة إلى السرايا ولو على ظهر النفايات. يرتضي بأن يكون رئيسا "مزبلا" على أن يبقى مواطنا سعوديا مفلسا. فوضعه المالي ما عاد يحتمل.

وعفن المنطقة يتفوق في الأوساخ السياسية الموصولة بحبل سرة إسرائيلي، لكن بعض ردود الأفعال الشعبية والرسمية، كانت بمثابة الرسالة إلى العدو الذي يقدم نفسه على أنه حامي الشعوب في الخليج. وهذا ما أبحر فيه اليوم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ذكرى أسبوع الشهيد "علاء البوسنة"، حازما بأنه لا يمكن لإسرائيل في هذا العالم الإسلامي أن يصبح وجودها طبيعيا في أي يوم من الأيام. متحدثا عن أنظمة وعروش تعلم أنها لا تستمر إلا بحماية إسرائيل. وقال إن القرارات بتسمية "حزب الله" منظمة إرهابية كانت تعسفية، وبعضها في مؤتمر الداخلية العرب قد جرى تهريبه.

 

رئيس التفتيش المركزي يفجر فضيحة فساد ويستعفي ويتهم "بدنا نحاسب " بالتنسيق مع المفتش المالي

النهار/7 آذار 2016/مرة جديدة تتحرك حملة "بدنا نحاسب" امام التفتيش المركزي في فردان. ولكن اول من امس كان رئيس هيئة التفتيش القاضي جورج عواد قد اعد مفاجأة صاعقة فجر عبرها قضية فساد من الدرجة الاولى في الهيئة ومؤكدا طلبه من رئيس الحكومة تمام سلام اعفاءه من منصبه ومؤكدا ان ملف النفايات ليس عنده وانما عند مجلس الوزراء. وتحدث عواد عن امور عدة خلال مؤتمر صحافي غير مسبوق في تاريخ التفتيش الا في حالات قليلة جداً اذ لفت اولا الى ان ناشطي بدنا نحاسب دخلوا المبنى عن طريق الخلع واضعا تصرفهم في تصرف نقابة المحامين. ولفت الى ان ناشطي الحملة ينسقون مع المفتش العام المالي صلاح الدنف الذي اتهمه عواد بملفات فساد فقال ان هناك ملفا يتناول السجل العقاري في بعبدا ووضع عليه تاريخ 2013 ورفع لي في اواخر العام 2015 لان امين السجل العقاري مرر ملفات تخص المفتش العام المالي. وتحدث عن ملف في ضهور العبادية يخص ابن المفتش العام المالي وخمن سعر متر الارض باربعة دولارات فقط لاستيفاء الرسوم كما ان هناك ملفا في منطقة بعلشميه باسعار منخفضة ولم يؤت على ذكر هذه الملفات في الملف الذي ارسل الي في نهاية 2015 كما ان هناك ملفا في دير قوبل يتعلق بحصول زوجة المفتش العام وهي مراقبة مالية ايضا على رخصة بناء مخالفة للقانون.واذ كشف عواد انه ابلغ رئيس الحكومة طلب اعفائه من مهماته لاستحالة عقد اجتماع لهيئة التفتيش المركزي، رد المفتش العام المالي عضو هيئة التفتيش المركزي صلاح الدنف لتوضيح بعض المسائل ومنها ما يتعلق بـ"انتهاكه سرية التحقيقات، في ما لو كانت هناك ملفات، وإحلال نفسه محل هيئة التفتيش المركزي التي لم تفوض اليه إصدار الاحكام والقرارات. وفي كل حال سنقاضيه مجددا على افتراءاته". وتطرق الدنف الى ما كان عواد ذكره سابقاً في بيان اواخر شباط الفائت عن "قرار الهيئة المزعوم اتخاذه في جلسة فاقدة نصابها القانوني، وهو قرار مزور لا يمكن التوقيع عليه، وسبب الخلاف حوله إصرار السيد عواد على عدم توحيد الملفين المالي والهندسي في الموضوع نفسه، وفق الصلاحية وكما جرت العادة في جميع الملفات السابقة، خصوصا ان تحقيقاتنا وحدنا أظهرت بالمستندات المثبتة قيام المتعهد بقبض أموال عمومية عن أشغال لم يجر البدء بتنفيذها. ولجوء السيد عواد الى التصويت على الصلاحية وعلى الاجراءات وعلى مخالفته القانون، دون البحث في أساس الملف، بقصد إخفاء الملف المالي، في عملية إصرار متعمد على حماية الفساد والفاسدين". وتطرق ايضاً الى ملف سجن رومية، وكذلك صلاحية دعوة هيئة التفتيش المركزي للانعقاد مرتين في الشهر على الاقل، وختم: "هو باتهامنا بتمزيق محضر الجلسة، يغفل واقعة قيامه شخصيا بتزوير هذا المحضر.ذلك ان واقعة قيامه بتزوير المحاضر والقرارات تكررت أكثر من مرة، ولدينا مستندات مثبتة لها". بدورها اصدرت "بدنا نحاسب" بياناً بعد التحرك اشارت فيه الى جملة مخالفات قانونية، واكدت ان تحركاتها لن تتوقف. ويذكر ان الحملة نفذت اعتصاماً امام السرايا الحكومية بعد التحرك امام التفتيش المركزي.

 

"حزب الله" "كَسِبَ" تونس ويخوض "مقاومة ديبلوماسية"

رضوان عقيل/النهار/7 آذار 2016

بعد تحرير الجنوب عام 2000، كان يحلو لأنصار المقاومة الحديث عن حضور السيد حسن نصرالله في شوارع القاهرة ورفع سائقي سيارات الاجرة صوره وصولا الى الطلاب في الجامعات والازهر على الرغم من القبضة الامنية للرئيس السابق حسني مبارك. وكان مشهد القاهرة ينسحب على اكثر من عاصمة عربية الى حين تبدل النظرة حيال نصرالله في الشارع السنّي، ولا سيما بعد مشاركة مقاتليه في الحرب السورية، الا انه حافظ على موقعه في البيئة الفلسطينية على الرغم من الدعاية التي اعترضته والضخ الاعلامي الذي يتعرض له ونعت "حزب الله" بـ "الارهابي" واعتراض أكثر الفصائل على هذا الوصف. واكتفت "حماس" أخيراً بالطلب من قيادييها عدم التعليق لا سلباً ولا ايجاباً. وجاء بيان مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس ليؤكد لمناوئي الحزب والمتصدين له انه لا يزال يحافظ على صورته المقاومة في البلدان العربية، مستنداً الى رحلته الطويلة في جبه اسرائيل ومواجهته لها في محطات عدة بدأها منذ اوائل الثمانينات.

وقبل أن يجف حبر بيان تونس، أعلن رئيسها الباجي قائد السبسي البراءة من وصف الحزب بالارهابي، وإن لم يصفق له على مشاركته في القتال الدائر في سوريا. وتبين ان للحزب رصيدا لا بأس به في هذه الدولة، ضمن الاحزاب والاتحادات النقابية والشعبية، في أول بلد لفحته رياح "الربيع العربي". ويرتسم المشهد نفسه في بقية بلدان شمال افريقيا وفي مقدمها الجزائر وصولا الى موريتانيا ولا تزال قيادة الحزب تسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق موقفه، لأن المفارقة التي كانت ستسجل هي قبوله بالبيان واعتراض المضيفين عليه، الا انه استدرك الامر منذ اللحظة الاولى ولم يواجه بالعاصفة نفسها التي اعترضت زميله جبران باسيل على موقفيه في القاهرة وجدة. وعلى الرغم من الهجوم الذي يتعرض له الحزب، فإنه يخوض "مقاومة ديبلوماسية" – وان تكن شاقة في بعض الاماكن – من خلال تركيزة على علاقات تربطه بالقواعد الشعبية والنقابات والاحزاب، وهذا ما ظهر للعيان في تونس، وكاد ان يسبب ازمة في حكومتها، فضلا عن وجود بلدان مؤثرة في الخريطة العربية لا تزال على علاقات مفتوحة مع الحزب. وبرز هذا الامر عند زيارة وفد منه للقاهرة لتقديم التعازي بالصحافي محمد حسنين هيكل في الايام الاخيرة. ولم تقتصر هذه المحطة على القيام بالواجب، بل شملت لقاء شخصيات رسمية بعيداً من الإعلام، أعلنت تأييدها للحل السلمي في سوريا وضرورة التصدي للمنظمات الارهابية التي اكتوى الجيش المصري بحمم نيران عملياتها في سيناء، وصولا الى القاهرة. ويتحدث المؤيدون للحزب عن احتضان شعبي في البلدان العربية التي تؤيد المقاومة ومشروعها، وان هذه الحيوية لم تنعدم على الرغم من الحواجز النفسية والاعلامية التي نصبت في طريقها في الاعوام الاخيرة. وكانت المواقف التي سمعها الوفد من شخصيات مصرية أقصى ما يطمح اليه. وتؤكد دوائر مقربة من الحزب أن قنوات اتصالاته لم تنقطع مع شخصيات في الكويت وسلطنة عمان، ولو بعد صدور قرار دول مجلس التعاون الخليجي الذي صنف الحزب في خانة الارهاب، وعدم التعاون مع منظماته ومؤسساته، بدليل الرسائل التي تلقاها السيد نصرالله في الاشهر الاخيرة من رؤوس خليجية كبيرة. وستكون للحزب هذا الاسبوع أكثر من زيارة لعدد من السفارات العربية في بيروت لشكرها على "موضوعيتها وتميز حكوماتها عن العواصم التي لا تنفك عن نعت الحزب بالارهاب ليل نهار".

لذا لم يأل الحزب جهدا في الحفاظ على مشهدية مقاومته وتلميع صورتها على الرغم من انخراطه المفتوح في الحرب السورية والإبقاء على قنواته مع مروحة من الاحزاب القومية والناصرية وصولا الى التنظيم الدولي لـ" الاخوان المسلمين"، مع كل ما يعتري علاقته بالاخيرة من مطبات وأزمات. ويتوقف المعنيون في الحزب والغيارى على حضوره عند الحملات التي تُشن عليه في عدد من البلدان العربية، فيما اكتفى الاوروبيون بتصنيف جناحه العسكري بالإرهابي، من دون ان تشمل هذه الاجراءات كوادره السياسية ونوابه الذين يحصلون على تأشيرة "الشنغن" من دون أي عراقيل. ويشار الى أن انصار الحزب والمؤيدين له يتحركون في اوروبا في شكل طبيعي ومن دون اي ضغوط، فينتظرون خطب نصرالله في المقاهي ويجتمعون ويعقدون الحلقات الدينية والسياسية في إحدى العواصم المؤثرة وتحت أنظار الاجهزة الامنية، ولو من دون ان يرفعوا رايتهم الصفراء

 

صقور البنك الدولي في بيروت مستطلعين: لا توطين والأموال تتحرك وفق وجهتها

سابين عويس/النهار/07 آذار/16

في غمرة التطورات التي ضغطت بشدة على المشهد السياسي على وقع الإجراءات الخليجية في حق لبنان وفي حق "حزب الله" تحديداً، لم تحظ زيارة وفد رفيع من البنك الدولي لبيروت بالاهتمام المحلي الكافي رغم ما تنطوي عليه من اهمية وما تعكسه من حرص دولي على مواكبة من قرب للوضع اللبناني وارتدادات أزمة اللاجئين على مجتمعه واقتصاده. هي المرة الاولى ربما التي يزور فيها وفد من البنك الدولي يضم تسعة من صقور مجلس المديرين يمثلون 70 دولة. والهدف هو الاطلاع عن كثب على الوضع اللبناني الرازح تحت وطأة اللاجئين، ومطابقة التوصيف الوارد في الأوراق اللبنانية مع الواقع على الارض. وبالفعل، أتيح للوفد في اليوم الاول لزيارته، زيارة طرابلس حيث تفقد مواقع للاجئين، فضلا عن زيارة لحي التنك لمعاينة اوضاع اللبنانيين والتأثر الشديد للمجتمعات المضيفة باللاجئين في واحد من أكثر النماذج تعبيرا عن هذا الواقع. بعد لقاءات رسمية مع رئيس الحكومة تمام سلام ووزير المال علي حسن خليل، حرص المديرون التنفيذيون على الاستماع الى وجهات نظر القطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني والأكاديمي والخبراء الاقتصاديين في جلسة خاصة عقدت في مقر المؤسسة الدولية في بيروت وشاركت فيها " النهار". لم تختلف المقاربة اللبنانية للأزمة كثيرا لجهة التوصيف او اقتراحات الحلول التي تعددت وراوحت بين التركيز على النمو وتطوير البنى التحتية والتعليم وصولا الى دعوات الى إقامة مناطق آمنة داخل سوريا لتخفيف اعباء اللجوء على الاقتصاد وعلى العمالة اللبنانية. لكن الأهم كان في المقاربة الدولية لهذه الأزمة ولموقع لبنان فيها، حيث أمكن الخروج بمجموعة من الخلاصات تؤشر الى ما سيكون عليه مسار هذا الملف في المستقبل:

- ان مستوى الوفد والتمثيل فيه يشكل نقطة مهمة في رصيد لبنان باعتبار ان أعضاءه الذين يمثلون 70 بلداً داخل مجلس إدارة البنك ويصنفون بصقوره ومن بينهم ممثلون للولايات المتحدة الأميركية وروسيا وألمانيا وسويسرا وأوروبا، قادرون على ان يشكلوا عنصر ضغط على المستوى التقريري. ومعلوم ان البنك الدولي يشكل الذراع المالية التي ستلجأ اليها الدول المانحة لتسييل مساعداتها للبنان.

- تحول موضوع اللاجئين السوريين من مسألة ذات بعد إقليمي إلى مسألة عالمية، تماماً كما حصل في ملف المناخ الذي أصبح هماً عالمياً، وبات بالتالي، يستدعي حلاً عالميا وليس إقليمياً. ومن هذا المنطلق، كان اللجوء الى البنك الدولي باعتباره الذراع الدولية في مجال التنمية بعدما تجاوزت أزمة اللاجئين الاستجابة للحاجات الانسانية، وبلغت مرحلة متقدمة تتعلق بالحاجات التنموية والبنى التحتية. ولعلها المرة الاولى التي يخرج فيها البنك الدولي عن مهماته التنموية ليهتم بأزمة لاجئين التي هي أساسا من صلب مهمات المنظمات الدولية الانسانية.

- ركز الوفد اهتمامه على الاطلاع على آليات التمويل الميسر المطلوب تقديمه الى لبنان في إطار تنفيذ توصيات مؤتمر لندن الاخير الذي سيتولى البنك الدولي جزءا منه، فضلا عن الآخر المتعلق بالتمويل الثنائي بين لبنان والبنك. وفي حين يعي أعضاء الوفد أن أهداف البنك الدولي التنموية تركز على الدول الفقيرة، ولبنان ليس مدرجاً في هذا التصنيف، ما يدفع هؤلاء إلى كسر سياسة البنك بهدف تأمين التمويل المطلوب للبنان من خارج هذا التصنيف. وأهمية الوفد انه قادر على ان يشكل لوبياً حقيقياً مع لبنان إذا اقتنع بالحاجة الى ذلك، لأن الاعضاء الزائرين إذا أعطوا الاشارة بقروض ميسرة فإن الامر يتحقق.

- يعي أعضاء الوفد حجم التحديات السياسية التي يواجهها كل من لبنان وسوريا، كما يعون في شكل متقدم أكثر التحديات الديموغرافية مع عمليات النزوح الكثيفة التي غيرت وجه سوريا ومن شأنها أن تغير وجه لبنان إذا لم يتم التعامل معها بمقاربة عملية وواقعية وواضحة. وهم إذ يتفهمون الضغط الهائل الذي يتعرض له لبنان من جراء هذا الملف والمشاكل الناجمة عنه، يؤكدون نقطتين أساسيتين: الاولى أن الهواجس المتعلقة بمحاذير التوطين ليست في محلها وليست مطروحة لدى الاسرة الدولية. وأي كلام يطرح عن عملية انخراط السوريين في المجتمعات المضيفة لا يعني بالضرورة أن الهدف منه إبقاء هؤلاء في هذه المجتمعات، بل تسهيل تأقلمهم وتكيفهم مع البيئة الحاضنة لهم إقتصاديا واجتماعيا، في انتظار توافر شروط العودة الآمنة لهم. اما النقطة الثانية، فتتعلق بتأكيد الدعم الدولي والحرص على استقرار المجتمع اللبناني واقتصاده، لكن هذا يتطلب في المقابل وضوحا في الرؤية لدى السلطات اللبنانية الرسمية لكيفية الافادة من الدعم المتوافر سياسياً ومالياً قبل فوات الاوان لأن الاهتمام الدولي بلبنان اليوم يأتي من البوابة السورية، وهذا أمر على اللبنانيين إدراكه قبل أن تضيع الفرصة المتاحة امامهم لتحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية. وفي الخلاصة، غادر الوفد الدولي لبنان مع تقويم وانطباعات ستساعده في وضع تصوره وآلياته لتسييل الاموال المعقودة لملف اللاجئين في مؤتمر لندن والتي يفترض ان يفيد منها لبنان والاردن إنطلاقا من الحاجات التي سيرى الوفد أنها تستحق الاولوية.

 

بدء التنسيق الانتخابي البلدي بين "التيار" و"القوات": إذا أرادوا منع ترجمة الاتفاق المسيحي... فليتكتّلوا! الانتخابات البلدية أول استحقاق لإثبات قوة تحالف معراب.

ألين فرح/النهار/7 آذار 2016

الى الآن الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها. كل القوى السياسية أعربت عن ضرورة إجرائها في موعدها تداولاً للسلطة، وكي لا تبدو السلطة السياسية عاجزة عن إجراء أي استحقاق، رغم عجزها عن حل قضية النفايات والاستحقاق الرئاسي وتمديدها مرتين لمجلس النواب. مع ذلك، ثمة خوف أن يحدث أي طارىء يجعل الحكومة تؤجل هذا الاستحقاق مما يؤدي الى تمديد للمجالس البلدية. وزارة الداخلية أعلنت مراراً أنها جاهزة لإجرائها وتقوم بكل التحضيرات اللازمة. أما الأحزاب السياسية، فإذا كانت قد بدأت التحضير لها، إلا أن التحالفات، وخصوصاً في البلديات والمدن الكبرى، تبقى الاساس في هذا الاستحقاق.

على الساحة المسيحية، لا شك ان اتفاق معراب قلب الموازين، وتعتبر الانتخابات البلدية اول استحقاق لإثبات قوة هذا التحالف وثباته. في رؤية الفريقين ان الاتفاق أبعد من الرئاسة، وهدفه بناء الدولة وإصلاح المؤسسات وتثبيت الشراكة الحقيقية وإعادة الدور المسيحي وحضوره الى الدولة. ماكينات الفريقين بدأت تعد العدة للتحالف انتخابياً، حيث تتوافر القدرة، لكن بقية الأحزاب المسيحية والشخصيات المستقلة، ترى بمعظمها أن هذين الفريقين سيخوضان معركة ضدهم، ويرون أنها "معركة إلغاء وتقزيم" لوجودهم ودورهم، مما حدا أحد السياسيين المسيحيين الفاعلين على القول إن اتفاق "التيار الوطني" و"القوات اللبنانية" جعل الجميع يتكتل ضدهما في الانتخابات البلدية. أينما يحلّ النواب والمسؤولون "القواتيون" و"العونيون" معاً، يظهر نبض الشارع المتحمس في شكل كبير لهذا التفاهم، وهو ما يجعل الحزبين مرتاحين لخطوتهما، التي ستترجم ميدانياً أكثر. لذا، ليس في وارد أي من الفريقين المعنيين باتفاق معراب الرد على ما يقال ضدهما، إذ إنهما تخطيا عملية الردود الى الخوض مباشرة في العمل، وفي اعتقادهما أنه إذا استطاع بقية المسيحيين المعترضين على المصالحة المسيحية الاتفاق وإجراء تكتلات هجينة عنوانها منع ترجمة هذا الاتفاق الذي يقضي بتحقيق حضور مسيحي فاعل في الدولة، فليتكتلوا. علماً أنهما لم يلغيا دور أحد، وثمة مكان للجميع مسيحياً ووطنياً لمن يريد فعلاً المشاركة معهما في بناء الدولة وتثبيت الشراكة الحقيقية. المسؤولون لدى الطرفين واعون لكل محاولات إبرام تفاهمات بلدية ضدهما في هذا الوقت بالذات، "هدفها مواجهة تفاهم مسيحي يعمل لاسترداد الحضور وليس الغاء أحد". علماً أن هذه "التكتلات الهجينة"، كما يرونها، ترتد ايجاباً على الحزبين المسيحيين الأكثر تمثيلاً وعلى تماهي المسيحيين مع تفاهمهما. أما إذا كان استرداد الموقع والحضور والدور يعتبر تقزيماً للآخرين فتكون المشكلة عندهم، فليس الهدف تقزيم أحد بل تحصيل الحقوق. اللقاء الأخير الذي جمع سمير جعجع بابرهيم كنعان في حضور ملحم الرياشي في معراب، كان محوره التحالف والتنسيق الانتخابيان في البلدية، إضافة الى تقويم الملف الرئاسي. وعلمت "النهار" أنه تمّ وضع آلية لخوض الانتخابات البلدية معاً في المناطق، وستكون محطة أو اثنتان كبيرتان في هذا المجال أو العمل على حدثين مهمّين يعلن عنهما لاحقاً، وتحديداً في البقاع وجبل لبنان.... لقد أسرّ جعجع لأحد زائريه أنه تأكد أكثر أن الخطوة التي قام بها لجهة اتفاقه مع العماد ميشال عون كان صحيحاً مئة في المئة، ليس فقط على الصعيد المسيحي، بل وطنياً أيضاً.

 

مؤيدو فرنجية يعتبرونه رئيساً «قيد الإنجاز» وعون يواجه مشكلة في خرق حلف منافسه

 محمد شقير/الحياة/07 آذار/16

يقول مؤيدو ترشيح زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة اللبنانية، إن تلبية 73 نائباً دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد، عززت اعتقادهم بأن مرشحهم بات بمثابة مشروع رئيس قيد الإنجاز، على رغم أن الجلسة لم تُعقد، لتعذر تأمين النصاب القانوني لانعقادها. ويؤكد هؤلاء أن معظم الذين نزلوا إلى ساحة النجمة هم من داعمي ترشحه، وأن منافسه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون لم ينجح في تفكيك الحلف المؤيد لمنافسه، مع أنه كان يراهن على إعادة فتح قنوات التواصل مع زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري استناداً إلى ما كان أشيع قبل عودته إلى بيروت من أنه سيبدي انفتاحاً على ترشحه. ويؤكد مؤيدو فرنجية -كما نقول مصادرهم- لـ «الحياة»، أن عون فوجئ بعدم انفتاح الحريري على ترشحه كمؤشر إلى رغبته في أن يعيد النظر في حساباته الرئاسية، على رغم أن بعض الجهات السياسية المحسوبة على «التيار الوطني الحر» كانت أوحت خلال أحد اجتماعاتها مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن المناخ السياسي بدأ يتبدل تدريجياً لمصلحة دعم ترشيح عون للرئاسة، وأن الحريري سيبدل موقفه فور عودته إلى بيروت. لكن رهان «التيار الوطني» لم يكن في محله، وهذا ما تبين من خلال لقاء زعيمه وزير الخارجية جبران باسيل مع الحريري قبل توجهه إلى الرياض في زيارة عائلية، إذ أبلغه أنه التزم دعم ترشيح فرنجية وأن لا عودة عن التزامه. وفي هذا السياق، علمت «الحياة» أن باسيل كرر أمام الحريري قوله إن عون يتزعم أكبر كتلة نيابية مسيحية ويتمتع بحيثية سياسية واسعة وبانتشار في معظم المناطق اللبنانية، إضافة إلى أنه يحظى في ضوء دعم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشحه للرئاسة، بتأييد 86 في المئة من المسيحيين وأدى ذلك أيضاً إلى تحقيق مصالحة مسيحية- مسيحية

وفي المقابل، جدد الحريري مباركته المصالحة بين المسيحيين وموافقته على أن عون يتزعم أكبر كتلة نيابية مسيحية، فيما اعتبرت المصادر الداعمة ترشح فرنجية أن قول باسيل إن رئيس التكتل بعد مصالحته مع جعجع يمثل 86 في المئة من المسيحيين، ليس دقيقاً ولا يعكس توزع القوى المسيحية على أطراف سياسيين من خارج تحالف «التيار الوطني» و «القوات». واعتبرت المصادر نفسها أن ادعاء باسيل أن عون أصبح يمثل 86 في المئة من المسيحيين يقوم على استطلاع للرأي أجرته مؤسسة على صلة وثيقة بـ «التيار الوطني»، وأن لخصومه القدرة على تكليف مؤسسة أخرى في مقدورها أن تجري استطلاعاً مماثلاً من شأنه أن يؤمن لها تأييداً يتناقض مع الاستطلاع الآخر. ولفتت المصادر عينها إلى أن لا اعتراض على تأييد 86 في المئة للمصالحة بين المسيحيين، لكن هذا لا يعني أنهم يدعمون ترشيح عون. وعزت السبب إلى أن المزاج المسيحي العام يدعم أي مصالحة بين من كانوا على اختلاف مزمن من دون تجيير هذا التأييد في المنافسة الرئاسية بين عون وفرنجية، خصوصاً أن من غير الجائز التقليل من حجم التأييد الشيعي للوائح «التيار الوطني» في عدد من الدوائر الانتخابية. ورأت أن عون يخوض معركته الرئاسية بدعم واضح من «حزب الله» و «القوات»، وأنه يواجه صعوبة، حتى إشعار آخر، في كسب مؤيدين جدد له، بينما ينطلق منافسه فرنجية من تأييد الرئيس بري وكتلتي «المستقبل» و «اللقاء النيابي الديموقراطي» برئاسة وليد جنبلاط، وأن لديه القدرة على كسب مؤيدين جدد، لا سيما أن لا مجال للرهان على احتمال، ولو ضئيل، في أن ينقلب مؤيدو زعيم «المردة» عليه لمصلحة «الجنرال».

وكشفت هذه المصادر أن تمايز فرنجية في موقفه الرافض إدراج اسم «حزب الله» على لائحة الإرهاب عن الحريري، لن يبدل من واقع الحال ولن يدفع في اتجاه إعادة خلط الأوراق. وعزت السبب إلى أن تمايزه هذا لن يفاجئ به «المستقبل» باعتبار أنه ينتمي إلى «قوى 8 آذار».

وقالت إن امتناع عدد من الكتل عن النزول إلى البرلمان للمشاركة في الجلسة السادسة والثلاثين لانتخاب الرئيس، لا يعني أن معظمها يقف على الحياد في المنافسة على الرئاسة بين عون وفرنجية بمقدار ما أنها تبدي استعداداً لدعم زعيم «المردة» لكنها تفضل في الوقت الحاضر عدم الصدام مع «حزب الله» المؤيد لعون. إضافة إلى أن غياب فرنجية عن الجلسة يبرر لها هذا الغياب.

ونقلت المصادر نفسها عن رؤساء عدد من الكتل النيابية قولهم إنهم على استعداد للنزول إلى البرلمان لانتخاب فرنجية في حال كان اكتمال النصاب يحتاج إلى حضور عدد ضئيل من النواب، وهذا ما يفتقد إليه عون. وفي المقابل، يعتقد عدد من المتحمسين للمصالحة بين عون وجعجع، أن «الجنرال» بات يشعر في مجالسه الخاصة بأنه يصطدم بحائط مسدود بدأ يقلل من حظوظه الرئاسية في ضوء عدم قدرته على استمالة عدد من خصومه، لكنه يرفض التسليم بهذا الواقع. موقف «حزب الله» ويؤكد هؤلاء أن «حزب الله» لن يحيد عن موقفه الداعم لعون، لكنه يأخذ في الاعتبار استحالة انتخاب رئيس لا يتمتع بتأييد سني وازن، وكذلك الحال بالنسبة إلى رئيس يفتقد إلى التأييد المسيحي، لأنه يخشى أن يأخذ مثل هذه الحسابات البلد إلى مكان آخر يمكن أن يضع اتفاق الطائف في دائرة الخطر. ويضيفون أن «حزب الله»، وإن كان يدرك استحالة إيصال حليفه عون إلى سدة الرئاسة الأولى، فإنه لا يسمح لنفسه بأن يطلب منه التفكير في كيفية تنظيم انسحابه من المعركة الرئاسية لئلا يخسر تحالفه معه ويُتهم بأنه تخلى عنه في منتصف الطريق، مع أن «الجنرال» يعرف جيداً أن الغلبة في داخل «8 آذار» هي لمصلحة فرنجية وقد تبقى هكذا بصرف النظر عن التطورات المتسارعة في المنطقة.

كما أن عون -وفق هذه المصادر- ليس في وارد التفكير في أن يكون له دور فاعل في اختيار مرشح آخر تربطه به علاقة تحالفية وطيدة يمكن أن يدفع في اتجاه الضغط على فرنجية ليخلي له الساحة الرئاسية، ذلك أن عون يخشى من أن يقدم على مثل هذه الخطوة لاعتبارين: الأول عدم ضمانه تأييد «حزب الله» لهذا المرشح، والثاني يكمن في أن مجرد التفكير في مثل هذه الخطوة سيتيح لـ «حزب الله» التفلت من التزامه دعمه وصولاً إلى تجيير أصواته في البرلمان لمصلحة فرنجية. لذلك، لا تخفي هذه المصادر إمكان أن يبادر عون إلى إجراء تعديل في سلم أولوياته اعتقاداً منه أن لديه القدرة على قلب الطاولة في وجه الحلفاء قبل الخصوم، خصوصاً أنه لم يكن مرتاحاً إلى الإشارة السياسية التي استوحاها من ارتفاع الإقبال النيابي في النزول إلى البرلمان.

الانتخابات النيابية أولاً

وفي هذا الشأن، تسأل المصادر هذه ما إذا كان عون يستعد للاستدارة على الاستحقاق الرئاسي في إعادة طرحه إجراء الانتخابات النيابية أولاً بعد وضع قانون انتخاب جديد، على أن يتولى المجلس النيابي العتيد انتخاب الرئيس؟ وتقول إن لجنة التواصل النيابية لوضع قانون انتخاب جديد أخفقت في مهمتها، وهذا ما سيرفعه مقررها النائب جورج عدوان إلى الرئيس بري في أعقاب الاجتماع الذي تعقده اللجنة غداً الثلثاء والمخصص لوضع تقرير بمداولاتها. ويفترض أن يحمل تقرير اللجنة آراء أعضائها من دون أي «تجميل» لطروحاتهم حول القانون، وبالتالي سيكون انعكاساً للتباين حول أي قانون انتخاب يجب اعتماده لإجراء الانتخابات النيابية في ربيع 2017، مع نهاية التمديد الثاني للبرلمان. ويأتي انعقاد لجنة التواصل النيابية مع اقتراب بدء العقد العادي للبرلمان في أول ثلثاء بعد 15 آذار (مارس) ويستمر حتى نهاية أيار (مايو)، وبالتالي يعود لرئيس المجلس بعد التشاور مع أعضاء هيئة مكتبه اتخاذ القرار المناسب في شأن فحوى التقرير الذي سترفعه اللجنة وفيه تعذر التوافق على قانون انتخاب جديد. وتقول مصادر نيابية إن بري قد يدعو إلى عقد جلسة تشريعية يمكن أن يدرج على جدول أعمالها بعد الاتفاق مع هيئة مكتب المجلس، موضوع إعداد قانون انتخاب جديد. وتؤكد أنه يمكنه إدراج كل المشاريع الانتخابية، لأنه من غير الجائز أن يبقى القانون الجديد «عالقاً» تحت رحمة الاختلاف وقبل عام من انتهاء ولاية البرلمان الممدد له. وتعتقد المصادر أن لا مانع من عودة البرلمان إلى وضع يده على المشاريع الانتخابية المطروحة، شرط أن لا يغرق في متاهات ترحيل الاستحقاق الرئاسي، بذريعة أن هناك من يربط إنجازه بإجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون انتخاب جديد يتيح للبرلـــمان المنتخب انتخاب رئيس الجمهورية العتيد. وتسأل المصادر إلى متى سيرحَّل الاستحقاق الرئاسي طالما أنه لا يلوح في المدى المنظور احتمال التوافق على قانون انتخاب جديد؟ ومن يتحمل التمديد للفراغ الرئاسي إلى أجل غير مسمى؟

وترى المصادر هذه أن ربط الاستحقاق الرئاسي بإجراء الانتخابات النيابية أولاً يعني أن هناك من يود الهروب إلى الأمام لاعتقاده أن لا حظوظ له في أن يتربع على سدة الرئاسة إذا ما انتخب الرئيس من البرلمان الممدد له، وبالتالي يمكن أن تؤدي هذه الانتخابات إلى إحداث تغيير في ميزان القوى في البرلمان يؤمن له الوصول إلى الرئاسة. لكن المصادر نفسها تستبعد إقحام البلد في مغامرة يراد منها التمديد للفراغ الرئاسي، لا سيما أن لا ضمانة لقدرة البرلمان على وضع قانون انتخاب جديد بالسرعة القصوى التي يتمناها عون، إضافة إلى وجود موانع أخرى، تبدأ بوجود توصية كان أقرها البرلمان في جلسة سابقة تنص على أن تجرى هذه الانتخابات بعد انتخاب الرئيس، باعتبار أنه سيكون للأخير رأي في القانون، إذ يعود له رده أو طلب إدخال تعديلات عليه، إضافة إلى تسليط الأضواء على موقف حزب «القوات» وما إذا كان دعمه ترشح عون يقود حتماً إلى الاعتقاد أنه ينوب عنه في إدخال تعديل في سلم الأولويات.

 

ملحم الرياشي: اتفاق معراب حجر أساسي لبناء لبنان الجديد

موقع القوات/06 آذار/16/أوضح رئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم الرياشي ان “لدينا اعتراض على أداء الحكومة وكان يجب ان يكون هناك تنسيق بين قوى 14 آذار” داخل الحكومة”، مشيراً الى انه “بحال سقوط الحكومة فهناك كارثة اكبر من كارثة وجودها والوضع الحالي لا يحتمل المناكفات الصغيرة، وهناك ملف حيوي وهو النفايات “الوسخ” الذي يجب ازالته من لبنان”. وقال في حديث عبر اذاعة “صوت لبنان – الاشرفية”: يجب على رئيس الحكومة تمام سلام ان يسمي الامور باسمائها وقد تأخر كثيراً، لافتاً الى ان التظاهرة الاساسية يجب ان تكون ضد السلطة السياسية.

وتابع الرياشي: حزب “القوات” ورئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في صلب مكافحة الفساد لكن ضمن قدرات “القوات” و14 اذار”.واكد ان “لا وثائق سرية ولا غموض في اتفاق معراب بل هناك صفحات جديدة تفتح وما كتب هو ما كتب ولا احد مستهدف من خلال هذا الاتفاق وبشكل اساسي “الكتائب” ، مشيراً الى “اننا ملتزمون باتفاق الطائف وبأصول تطبيق اتفاق الطائف”، ومشدداً على ان اتفاق معراب يخدم قضية المسيحيين فهو يؤمن الفرص الافضل لوصول الذين لم يشاركوا في السلطة، ودعا “الكتائب” لاعادة قراءة النص مجددا ولكن “موقفه ان بقي سلبيا فهو لن يفسد في الود اي قضية”.

وقال الرياشي: “إن نص اتفاق معراب أهم من نص إعلان بعبدا وبيان معراب بيان 14 آذاري بامتياز، مشيراً الى  “اننا لم نرتكب غلطة، فاتفاق معراب هو حجر اساسي لبناء لبنان الجديد والناس لا تتقرب من بعضها في اول لحظة بل بعد اول لحظة.”  عون ليس “زلمة” حزب الله بل هو حليف وإنسان حر

وأضاف الرياشي: “حين قرر للحكومة ان تكون حكومة ربط نزاع لو تمسكت قوى 14 آذار بموقف القوات لكنا وصلنا الى رئاسة الجمهورية، ولو تمسكت قوى 14 آذار بترشيح جعجع لكنا وصلنا الى الغاء بالتساوي لمرشح 8 آذار ولكنا وصلنا الى مرشح وسطي”. وتابع قائلاً: “عندما يصل العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية حاسبوه حينها على أساس اتفاق معراب، وعون ليس “زلمة” حزب الله بل هو حليف وهو انسان حر”، موضحاً ان “لعون تفسيره لمقاطعة جلسات انتخاب الرئيس”، ومضيفاً: مجلس النواب عمليا لا يمثل الشعب اللبناني”. وقال الرياشي: “وزير الخارجية جبران باسيل عبّر عن موقف الحكومة اللبنانية وحتى الرئيس سلام قال إنه نسّق مع باسيل ونحن أكثر المعترضين على التعرض للسعودية، وفي اثناء صياغة بيان 14 آذار ذكر النائب أحمد فتفت على سبيل النكتة الوزير باسيل فرديت عليه ممازحا “احترمني انا ممثل التيار في 14 آذار”. وأوضح ان الرئيس سعد الحريري حرٌ بان يزور من يريد ونحن متمسكون بتحالفاتنا السياسية مع كل الاشخاص الذين يشبهوننا ونشبههم ولدينا قواسم مشتركة كبيرة مع “التيار”. وختم الرياشي قائلاً: “الاختلاف لا يفسد في الود قضية ولن يتحول الى خلاف”.

 

وزير الداخلية: الإهمال العربي للبنان أوصلنا إلى هنا وسنفعل ما بوسعنا لئلا نكون شوكة فارسية في خاصرة العرب

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - رأى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن "الإهمال العربي للبنان على مدى ثلاثين عاما هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم"، مشيرا إلى أن "قرار المواجهة العربية عمره أسابيع فقط، بينما نحن واجهنا منذ عشرات السنوات، وقدمنا الشهداء تلو الشهداء، وحتى اليوم مسلسل الشهداء لم ينته في لبنان". وقال خلال حديث تلفزيوني: "رغم ذلك، فنحن سنثبت أننا قادرون على المواجهة السلمية سياسيا، وسنحرص على ألا يكون لبنان شوكة فارسية في خاصرة العرب"، مؤكدا أن "خياراتنا سلمية، ولن نسمح بالانجرار إلى مواجهات عسكرية ولا إلى فتنة مذهبية". وردا على سؤال حول القرار العربي بالمواجهة، أجاب: "هذه مسألة لا تحصل بين ليلة وضحاها، بل هو أمر يحتاج إلى تعبئة وتخطيط وتحضير وتشاور مع كل القوى السياسية المعنية. والتصعيد والتعامل مع التطورات يحتاج إلى وقت وإعداد". أما بشأن موقف لبنان في مؤتمر وزراء الداخلية العرب الـ33 في تونس، فكرر أن "لبنان وافق على مقررات البيان الختامي، وضمنها إدانة تدخل حزب الله في الدول العربية وإدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، ونأى بنفسه فقط عن كلمة واحدة تتعلق بوصف حزب الله بأنه إرهابي، وذلك في البند الثامن من المقررات". وأشار إلى وجود "فارق كبير بين موقف لبنان في القاهرة وجدة وبين موقف لبنان في تونس. ففي اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وفي اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي في جدة، كان هناك اجماع عربي ولبنان خرج على هذا الإجماع، لكن في تونس لبنان لم يخرج عن الاجماع العربي، لأن العراق سبق الجميع الى التحفظ على كل المقررات وبالتالي لبنان كان الدولة العربية الثانية، التي ابدت ملاحظة بشأن كلمة واحدة فقط لا غير". وقال: "نحن ملتزمون بالإجماع العربي وهناك فرق بين اجماع دول مجلس التعاون الخليجي وبين الاجماع العربي. نحن جزء من الإجماع العربي، في حال تأمن. ونلتزم به مهما كان الموقف. هذا هو موقف الحكومة اللبنانية الائتلافية، التي تتمثل داخلها كل القوى السياسية".

ونفى أن يكون تبلغ أي شيء عن انزعاج من أي وزير في تونس"، قائلا: "بل بالعكس فإن عددا من الوزراء تفهموا موقفي، وبعضهم هنأني عليه وعلى كلمتي بعد الجلسة، بعضهم من دول مجلس التعاون، أما الباقون فمن دول عربية أخرى. لكن هذا لا يمنع أن يكون بعض الأصدقاء من الوزراء المشاركين قد أبدوا تفهما أكثر من غيرهم". وإذ ذكر بما قاله في كلمته خلال مؤتمر وزراء الداخلية العرب أن "قرار المواجهة في جانبه العلني، كان مفاجئا وإن كانت مفاجئة ايجابية، وقلت في تونس إنه الأمر الوحيد الذي يعيد التوازن الى الوضع العربي"، كرر موقفه من أن "الحرس الثوري الإيراني يستعمل لبنان كغرفة عمليات خارجية، حيث يجري التدريبات ويرسل المقاتلين باتجاه كل العالم، من البوسنة إلى العراق واليمن وسوريا". وقال: "مر علينا 30 سنة، نصفها كنا تحت الوصاية السورية والنصف الآخر تحت الوصاية الإيرانية، لكن ستثبت لكم الأسابيع المقبلة، أن لا أحد يمكنه أن يأخذ لبنان، لا حزب الله ولا أي حزب لبناني آخر، لا أحد يأخذ لبنان غير تفاهم القوى اللبنانية، وسيظهر أمام الجميع أن هناك قوى سياسية جدية وحرة لبنانية لن تقبل، وستثبت أنها قادرة على أن تكون جزءا رئيسيا من القرار اللبناني، ولن تسمح بأن يؤخذ لبنان رهينة سياسات خارجية، لا مصلحة لأي من اللبنانيين فيها".

 

المتفرقات اللبنانية

الراعي في قداس الأحد: لولا الشلل على الصعيد الوطني لما تمادى المتمادون بشل رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي

الأحد 06 آذار 2016

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، بمشاركة اللجنة الادارية والمجلس التنفيذي الجديدين لكاريتاس لبنان وعائلة كاريتاس، رئيس لائحة "التجذر والنهوض" التوافقية للرابطة المارونية النقيب انطوان اقليموس وأعضاء اللائحة، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا المهندس مارون كرم وفاعليات وحشد من المؤمنين.

في بداية القداس كانت كلمة لرئيس كاريتاس الأب بول كرم، قال فيها: "نتحلق اليوم حول مذبح الرب، لكسر الكلمة وكسر الخبز معكم يا غبطة أبينا وراعي الكنيسة المارونية ورئيس مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان. فعائلة كاريتاس التي عبرت الباب المقدس في هذا الصرح العريق، تسلك يوميا طريق المحبة لتلتقي بالجموع الفقيرة والموجوعة والمهمشة والمنسية والمريضة، وتفتخر بانها تواصل عمل المحبة الذي أوكله يسوع اليها، منسجمة تماما مع نداء قداسة البابا فرنسيس الذي في رسالة صوم 2016، يدعونا قائلا "ان صوم هذه السنة اليوبيلية هو وقت مناسب يسمح لنا اخيرا للخروج من الاغتراب الوجودي بفضل الإصغاء الى الكلمة وأعمال الرحمة". فمن خلال الاعمال الجسدية، سنلمس جسد المسيح باخوتنا وأخواتنا الذين هم بحاجة للطعام، والكساء، والإيواء، والزيارة، ومن خلال الاعمال الروحية، سنسعى الى تفعيل روحانيتنا كالإرشاد، والتعليم، والمسامحة، النصح، والصلاة. ان كل ذلك يؤثر مباشرة بوضعنا كخطأة، لذا لا يجب ان تكون الاعمال الجسدية والاعمال الروحية منفصلة ومفرغة من مضمونها. وما التضامن الحسي والملموس من قبل الافراد والجماعات والمؤسسات والرعايا والأبرشيات، إلا ليحثنا للانتباه لمن هم اخوة لنا في الانسانية، فتتجلى فيهم صورة المسيح. ان رابطة كاريتاس لبنان، ومنذ نشأتها، تعمل بصمت وبتواضع، ساعيةالى تلبية العديد من الحاجات، فتمسح الكثير من الدموع، وتفرح مع البائسين لانهم يكتفون بالقليل. ان الحاجات المتزايدة اليوم، في ظل الازمتين السورية والعراقية، تدعونا جميعا الى المزيد من السخاء، بتواضع ومسؤولية. ولا بد لنا ان نثمن دعوتكم التي وجهتموها في رسالة الصوم للمؤمنين في مطلع شهر شباط الفائت، كي يشعر كل واحد منا بانه معني بعمل المحبة استكمالا لصومه".

أضاف: "ان كاريتاس، جهاز الكنيسة الكاثوليكية الوحيد للعمل الانساني والاجتماعي في لبنان، ستواصل مسيرتها في النور دون خوف او تراجع، وستبقى شاهدة للحق أمام الظلم، وستعمل بنشاط أكبر لترسخ مفاهيم تعليم الكنيسة الاجتماعي، بكل شفافية ومصداقية. فأي سهم يطالنا من قوى الشر سيشدد عزيمتنا لان فرق عملنا مؤمن برسالةالمحبة ويترجمها يوميا على أرض الواقع بخدمات جلى. ومع سنة الرحمة، وبتوجيهات البابا فرنسيس، ننطلق دوما دون خجل او وجل، لأجل خدمة أفضل ورؤية صائبة ورسالة مقدسة. فتوجيهات غبطتكم لنا، ستكون بمثابة وصية الأب الحنون الحريص على اولاده وسمعتهم وكرامتهم. وسنعود باذن الله ممتلئين من الروح القدس، غير آبهين بتخلع أفكار البعض. ان بركة غبطتكم على المكتب والمجلس الجديدين بعد قليل، إثر إبرازهم قسم اليمين أمامكم وأمام الجماعة المصلية، هي لتذكر كل من يحب كاريتاس ويتطوع لها، بالأمانة والإخلاص للمحبة والخدمة".

وختم كرم: "نشكر كل من جاء من قريب او بعيد، من أساقفة وكهنة وعلمانيين، ونسأل الله محب البشر ان يبارك صومنا ومقاصدنا، وان يكافئ أضعاف أضعاف كل محسن يساهم ويساعد في حملتنا السنوية، وان يزيد من عزيمة شبيبتنا المطوعة، وان يحفظ ويصون كنيستنا ورعاتها الأمناء ومؤمنيها الغيورين".

العظة

وبعد الانجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "مغفورة لك خطاياك، قم احمل سريرك واذهب الى بيتك". وقال فيها: "أراد الرب يسوع أن يبادر المخلع بمغفرة خطاياه، للدلالة أنه أتى ليشفي الإنسان من حالة الخطيئة التي تفعل في النفس ما يفعل الشلل في الجسم. عندما شفى المخلع من شلل جسده بكلمة واحدة "قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك" (الآية 11)، أعاد الحياة إلى عروق جسده، وكأنه خلقه من جديد. هكذا فعل بنفسه، عندما قال له يسوع "يا ابني مغفورة لك خطاياك" (الآية 5). فقد أحياها معيدا إليها البرارة وبهاء صورة الله التي تشوهت وتعطلت بالخطايا. هكذا يفعل مع كل تائب عن خطاياه، يلتمس مغفرة الخطايا من الله، بواسطة الكاهن المؤتمن على سلطان الحل والربط (يو 21، 20). فعندما يحله من خطاياه بهذه السلطان الإلهي، ينال التائب الحياة الإلهية وبرارة نفسه، وكأنه مولود من جديد".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية. فنرحب بكم جميعا وبخاصة بأعضاء اللائحة المرشحة لتشكيل المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، برئاسة النقيب المحامي انطوان اقليموس، التي أعدت بالتوافق والتعاون بين الجميع. ونرحب أيضا برابطة كاريتاس- لبنان، بسيادة المشرف عليها من قبل مجلس البطاركة والاساقفة المطران ميشال عون، وسيادة المطران سمير مظلوم رئيس اللجنة الاسقفية لاعادة النظر في قوانين كاريتاس، كما نحيي سيادة المطران جورج ممثل صاحب الغبطة بطريرك الارمن الكاثوليك غريغوار عشرين. نحيي رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب بول كرم ومرشدها الارشمندريت جورج نجار الراهب الشويري، وكل من حضر من الاباء المرشدين. ونحيي ايضا مكتب الرابطة ومجلسها الجديدين اللذين سيقسمان اليمين أمامنا بالأمانة لتعليم الكنيسة الاجتماعي، والالتزام بأنظمة كاريتاس ورسالتها في خدمة المحبة. ونحيي المسؤولين في الأقاليم والعاملين في المراكز والمتطوعين، وجوقة إقليم صيدا والشبيبة وجوقة الناعمة الذين يحيون القداس الإلهي. كاريتاس لبنان هي جهاز الكنيسة الاجتماعي والإنمائي، وبهذه الصفة تخدم المحبة وإنماء الشخص والمجتمع على كل الأراضي اللبنانية: تساعد العائلات المعوزة، تعتني باليتامى والمعوقين والمسنين والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة في مراكزها المتخصصة، وتؤمن الخدمات الصحية والأدوية في مستوصفاتها، وتحقق مشاريع إنمائية: زراعية ومائية وسواها. وتولي اهتماما خاصا بالعمال والعاملات الأجانب، لا سيما الثيوبيين والافريقيين وتساعدهم في شؤونهم القانونية وحاجاتهم، وتعتني كذلك بالنازحين السوريين والعراقيين. كل ذلك بفضل المحسنين من لبنان والخارج، والمنظمات الخيرية غير الحكومية، والمسؤولين والعاملين والمتطوعين".

وتابع: "في زمن الصوم الكبير تقوم كاريتاس، بواسطة الشبيبة المتطوعة المشكورة، بحملة جمع التبرعات، للمساهمة في تحقيق بعض من برامجها المتعددة والآخذة في الاتساع، باتساع الحاجات. فإننا نطلب من الجميع القيام بواجب التبرع لأعمال المحبة والرحمة بواسطتها. وهو واجب على كل واحد وواحدة منا في زمن الصوم الكبير القائم على ثلاثة لا تتجزأ: الصلاة والصيام والتصدق؛ ويدعونا إليه قداسة البابا فرنسيس في سنة الرحمة وفي ندائه لمناسبة الصوم. لقد آلمتنا وآلمت الكنيسة حادثة مقتل أربع راهبات من جمعية مرسلات المحبة للطوباوية الأم تريزا دي كلكوتا، أول من أمس في عدن باليمن، في بيت للمسنين خاص بهن، وحيث يخدمن هؤلاء كممرضات بمحبة مجانية. وقتل المجرمون معهن حارس المبنى وأحد عشر مسنا. إننا إذ ندين بشدة هذا العمل الوحشي الجبان، نصلي إلى الله، بشفاعة الطوباوية الأم تريزا التي تستعد الكنيسة لإعلانها قديسة في الأشهر القادمة، أن يكلل الراهبات شهيدات الإيمان والقتلى بإكليل مجد الشهداء في السماء، ويعزي أهلهم وجمعية الراهبات مرسلات المحبة، راجين أن تغسل دماؤهم خطايا المجرمين وكل الذين يحرضون على الحرب والقتل ويدعمونها بالمال والسلاح، في اليمن وسواها من البلدان التي تعاني من ويلات الحروب والعنف والإرهاب".

وقال: "أنهينا أمس في بازيليك سيدة لبنان حريصا وفي مختلف أبرشياتنا وفي جميع أبرشيات العالم مع قداسة البابا فرنسيس في بازليك القديس بطرس بروما "الأربع وعشرين ساعة مع الرب". إن الذين شاركوا فيها خرجوا بفرح اللقاء مع مخلصنا وفادينا يسوع المسيح، وبسعادة المصالحة مع الله والذات والكنيسة والمجتمع. وقد اختبرنا حنان رحمة الله في ما سمعنا من كلامه الإلهي الذي خاطب به قلوبنا، وفي ما نلنا من نعم شفت نفوسنا. كم نرجو هذا اللقاء الروحي لجميع الناس لخيرهم وسعادتهم! إن الذين تقدموا من سر التوبة، في المناسبة وفي مثيلاتها، قد نالوا غفران السنة المقدسة. يكتب قداسة البابا فرنسيس في براءة اليوبيل: إن هذا الغفران هو مصدر فرحنا الداخلي، لكون مغفرة الله للخطايا لا تعرف الحدود. بموت يسوع المسيح وقيامته حطم الله خطيئة البشر، وأعطانا قوة روحية للانتصار عليها. إن من ينغلب للخطيئة، يعطل عمل النعمة فيه. لكن الله حاضر دائما، بواسطة خدمة الكهنوت في الكنيسة، للغفران، ولا يكل أبدا عن تقديمه بشكل دائم، جديد وغير منتظر (براءة اليوبيل، 22). والغفران هو اختبار قداسة الكنيسة التي تشرك الجميع في ثمار الفداء بالمسيح، وهو دخول في شركة القديسين التي تتجلى في ذبيحة القداس. إن قداستهم تعضد ضعفنا. وهكذا تستطيع أمنا الكنيسة، بصلاتها وحياتها، ملاقاة ضعف البعض بقداسة البعض الآخر (راجع براءة اليوبيل، 22)".

أضاف: "مغفورة لك خطاياك! قم احمل سريرك واذهب إلى بيتك" (مر 2: 5 و 11). لقاء المخلع بيسوع خلقه من جديد، بشفاء نفسه من الخطيئة، وشفاء جسده من الشلل. كتب قداسة البابا فرنسيس في ندائه لصوم هذه السنة: "بلغت محبة الله ذروتها في الابن الذي تجسد وصار إنسانا. ففيه يسكب الله رحمته من دون حدود، بحيث جعله "الرحمة المتجسدة" (براءة اليوبيل، 8). نحن بالمعمودية والميرون مسحنا على صورة المسيح، في كياننا الداخلي، لكي نكون خادمي رحمة الله، منفتحين إليها نفسا وجسدا، وحاملينها إلى إخوتنا المحتاجين جسديا وروحيا. يدعونا البابا فرنسيس، إلى أعمال الرحمة الجسدية، حيث نلمس جسد المسيح في إخوتنا وأخواتنا المحتاجين إلى طعام وكساء وإيواء وزيارة في حالة مرض وأسر؛ وإلى أعمال الرحمة الروحية بإرشاد وتعليم ومسامحة ونصح وصلاة (النداء فقرة 3، براءة اليوبيل، 15). هذا هو عمل الكنيسة الروحي والاجتماعي، التربوي والاستشفائي، الثقافي والإنمائي والراعوي. وهذا هو بامتياز عمل كاريتاس- لبنان في برامجها الإنسانية المتنوعة. يرمز المخلع إلى الإنسان الذي شلته حالة الخطيئة والشر، بحيث صار عقله عاجزا عن معرفة الحقيقة والالتزام بها والعيش وفق مقتضياتها؛ وصارت إرادته عاجزة عن التزام الخير والابتعاد عن الشر؛ وصار قلبه عاجزا عن المشاعر الإنسانية والمحبة والرحمة".

وختم الراعي: "إننا نصلي لكي يدرك ويقر كل واحد وواحدة منا بشلل النفس والروح الذي يصيبه، من جراء الخطيئة والأخطاء، فيعيقه عن القيام بواجبه في العائلة والكنيسة، وفي المجتمع والدولة. فلولا هذا الشلل على الصعيد الوطني، لما تمادى المتمادون بشل رئاسة الجمهورية في لبنان بالفراغ منذ سنة وتسعة أشهر، ولما شل المجلس النيابي بالكلية، فلا من تشريع ومساءلة ومحاسبة، والحكومة بالعجز عن اتخاذ القرارات الواجبة، ولما انتشر الفساد في المؤسسات العامة من دون رادع، بل بحماية سياسية. ولولا هذا الشلل لما شلت الإرادة العربية والدولية عن إنهاء الحروب في بلدان الشرق الأوسط، وعن إيجاد حلول سياسية لها، وإحلال سلام عادل وشامل ودائم، ولما شل الضمير باللامبالاة بملايين النازحين والمشردين والمحرومين من جميع حقوقهم، وأولها العودة إلى بيوتهم وأراضيهم بسلام. أجل نصلي من أجلنا جميعا، لكي نقف وقفة وجدانية أمام الله والذات، وأمام واجب الحالة، راجين الشفاء بالمسيح، طبيب الأرواح والأجساد، واختبار فرح مخلع كفرناحوم. ومثل ذاك الجمع، نمجد الله على عظائمه، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وتخلل القداس قسم اليمين لأعضاء المكتب والمجلس الجديدين لكاريتاس.

 

حرب: لا ندري ما معنى التفاهم بين القوات والتيار على ترشيح عون وهو يعطل الانتخابات بالاتفاق مع حزب الله

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - أعلن وزير الاتصالات النائب بطرس حرب "نحن في 14 آذار فشلنا في المحافظة على مواقعنا ومبادئنا، واصبح كل منا يبحث عن التركيبة التي تناسبه، والتي برأيه تحل مشكلة البلد وتلتقي مع مصالحه. لذلك شهدنا سلسلة طروحات، منذ عام حتى اليوم، من دون اي اساس"، سائلا "انا اخترت مشروعا سياسيا معينا مع رفاق دفعنا ثمنه دما وشهداء، ولكن على اي أساس ننجز التحالفات اليوم؟ وعلى اي مبادئ هي مبنية؟ وكيف لنا ان نؤيد فلانا الذي نختلف معه على المبادئ السياسية؟ لافتا "وهذا اوقعنا في حيرة، مما يستدعي ان ننعى المبادئ التي على اساسها نختلف مع الآخر ونتفق مع غيره"، مشيرا "لذلك نحن اليوم في خطر، لأننا نسينا المبادئ وتخلينا عنها، ونسينا الاسباب التي كنا نقاتل من اجلها، والتي دفعنا ثمنها دما، ولا تزال معركتنا قائمة لأننا لم نحقق اهدافنا. اذا كنا نريد بناء مزارع فهذه الطرق جيدة ومناسبة لبناء مزارع، لأن هذه الدولة ستتحول مزارع وبالاحرى هذه الدولة اليوم هي مزارع. نحن نريد ان نسترجع الدولة حتى يعيش ابناؤنا بكرامة، ومن اجل ذلك علينا ان نستعيد المبادئ التي على اساسها بنينا معركتنا، التي لا تزال مستمرة، ولن نساوم على مصلحة لبنان ومستقبل اولادنا بحثا عن مصالحنا". كلام حرب، جاء خلال لقاء حاشد عقد في دارته في تنورين، وتداعى اليه اصدقاؤه ومؤيدون له في قضاء البترون، بهدف الحصول منه على "أجوبة حول الاوضاع الراهنة والترشيحات الرئاسية والانتخابات البلدية والنيابية والتحالفات على مستوى قضاء البترون".

 

سليمان استقبل وفدا صينيا: في حين يسود مناخ العولمة نجد في عالمنا العربي من لا يزال يتحدث عن التقسيم والقوقعة

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - اعتبر الرئيس ميشال سليمان انه "في حين يسود مناخ العولمة الكون بأكمله وينتشر كالنار في الهشيم، ليطاول كل نواحي الحياة الاجتماعية، الثقافية، السياسية والحياتية تماشيا مع النظام العالمي الجديد بفعل انعكاس الثورة الصناعية (الرابعة) الرقمية، نجد في عالمنا العربي من لا يزال يتحدث عن التقسيم والقوقعة ويعمل لتحقيقهما بالحديد والنار". وشدد سليمان خلال استقباله السفير الصيني جيانغ جيانغ برفقة وفد من معاهد شانغهاي للدراسات الدولية، على "أهمية تطور المجتمع، بخاصة في مجالي تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الاتصال، ما أثر بشكل فعال على أسلوب حياة الأفراد وذهنياتهم وتصنيف القيم لديهم". ورأى انه "في حين يفرض مناخ العولمة على الحكومات والقادة واجب إزالة الحواجز والمسافات المادية والنفسية التي تفصلهم عن المواطنين عبر الاتصال، يدفع جنون التحريض غير المسؤول القيم الى الحضيض كما نرى في هذه الايام". من ناحية أخرى، اكد الرئيس سليمان ان الطفلة لين حايك رفعت إسم لبنان الجميل عاليا، وأكدت ان الأمل بلبنان المشرق والمتجسد في الجيل الواعد لا يزال كبيرا"، معتبرا "أن فوز لين الطفلة، جاء بمثابة الهدية الأثمن للمرأة اللبنانية والعربية، عشية اليوم العالمي للمرأة".

 

قاسم هاشم: اللبنانيون ضاقوا ذرعا بنهج التعطيل وأصبحنا بأمس الحاجة للتفاهم والتوافق

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب الدكتور قاسم هاشم، خلال جولة له ولقاءات في قرى قضاء حاصبيا وبعض قرى العرقوب، ان "لبنان والمنطقة العربية يمران بمرحلة دقيقة مما يحتم علينا كلبنانيين الانتباه والحذر والتعاطي معها بحكمة ووعي ومسؤولية وطنية لنتجاوز الآثار والتداعيات السلبية للحرائق المشتعلة من حولنا، فالعدو الاسرائيلي يطمئن في ظل استمرار الاشتعال في اكثر من قطر، وهو ما كان يسعى اليه دائما لتفريق المنطقة العربية واشعالها بحروب عرقية واتنية وطائفية، وكأن المطلوب خدمة النهج العدواني يدري البعض او لا يدري. ولهذا فان المسؤولية مضاعفة لادراك خطورة ما وصلت اليه الامور ولتفادي المزيد من الانزلاق ولتجنب منطقتنا ووطنا اي منزلق نحن بغنى عنه". وقال: "نحن في لبنان نحصد الآثار السلبية لتطورات المنطقة واحداثها، وذلك بسبب موقع وطننا وتركيبته، ولهذا ما زلنا حتى اللحظة في دائرة التعطيل والشلل التي اصابت مؤسساتنا وانعكست سلبا على كل الشؤون والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتأثر بنتيجتها المواطن اللبناني بكل انتماءاته وقطاعاته ومناطقه، وزادت الازمات وتفاقمت دون اي معالجات، واصبح معها من حق الناس ان يسألوا الى متى سيستمر هذا النهج التعطيلي وفي ظل ظروف وتحديات جمة وهل من امل في الافق لاخراج الوطن من هذه الازمات المتراكمة"؟. أضاف: "اللبنانيون ضاقوا ذرعا بنهج التعطيل ويتطلعون الى مساحة من الامل والتي تبدو لهم في استمرار الحوار بمستوييه الثنائي والواسع، والذي يرعاه الرئيس نبيه بري، وهذا ما يعطي جرعة الامل للبنانيين الذين لطالما راهنوا على الدور الانقاذي والرائد لدولة الرئيس بري واطلاقه المبادرات في اللحظات المصيرية واتصالاته وجولاته لوضع الاسس لانقاذ لبنان مما يتخبط به نتيجة بعض السياسات والرهانات الخاطئة، حيث اصبحنا بأمس الحاجة الى مساحة التفاهم والتوافق بين المكونات اللبنانية لنحفظ وطننا ولتأمين افضل شبكة امان وطنية ترخي بظلالها على اللبنانيين مقيمين ومغتربين، من خلال معادلة توازن وطني تحفظ عوامل القوة والمناعة التي وضعت حدا لاطماع العدو الاسرائيلي ومغامراته".

 

رعد من النبطية: ان احدا لا يريد منا ان يقلب الطاولة على احد في لبنان

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "ان احدا لا يريد منا ان يقلب الطاولة على احد في هذا البلد، ونريد الاستقرار والامن والسلم الاهلي وملء الشغور الرئاسي بما يحقق تطلعات شعب هذا البلد، وتحريك وتعجيل حركة المؤسسات الدستورية، كما نريد تفعيل وتنشيط الحياة الاقتصادية، ولكن كل ذلك في ضوء تحقق سيادتنا وقرارنا الوطني، وهذا الامر يحتاج منا الى جهود مخلصة وصادقة نتابعها مع كل المخلصين والصادقين في وطننا". كلام النائب رعد جاء خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" للشهيد احمد محمد مشلب في حسينية مدينة النبطية، في حضور النائب ياسين جابر وشخصيات سياسية وحشد من اهالي القرى المجاورة". وتابع: "لكن العدو الاسرائيلي والعدو الارهابي لا يمكن ان ننتظر احدا ممن يتخلفون عن المواجهة للتصدي لهما لان العدو لا ينتظر احدا ولذلك نبادر ونتصدى ونأمل في ان يلحقنا الاخرون، ونأمل ان ينشط من ينشط من اجل تقوية جيشنا وتعزيز قدرته التسليحية ليتمكن من الدفاع عن الوطن بوجه هؤلاء الاعداء الشرسين الذين يتهددوننا بامارة يقيمونها هنا او بامارة هناك، الاحتلال الصهيوني دحرناه بأيدينا وبأنفسنا وتوكلنا على الله، وهؤلاء دحرناهم وعطلنا مشروعهم ولا يستطيعون بعد اليوم قلب الطاولة على احد في لبنان، هم محاصرون اليوم والمأزومون الذين دعموهم ومولوهم وسلحوهم من الذين يضعوننا اليوم على لائحة الارهاب نتيجة خيباتهم وفشلهم وخسائرهم في اليمن، العراق وسوريا، هؤلاء لا مكان لهم في صنع قراراتنا وهؤلاء يجب ان يعيدوا النظر في سياساتهم، لقد تجاوزهم الزمن الذي كانوا فيه يستطيعون ان يقرروا عن الامة وهي غافلة عما يقررون، لكن الامة اليوم واعية ومتيقظة تعرف ما يصلح امرها".

 

نعيم قاسم: نعت السعودية لنا بالإرهاب يعني أنها تقف في صف إسرائيل

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "المقاومة هي إرهاب بنظر إسرائيل، ولكنها مقاومة بنظر أصحاب الحق وأصحاب الأرض وأصحاب الإيمان، وان تصنيف إسرائيل لنا بالإرهاب أمر طبيعي، لأنهم في موقع الأعداء ولأننا نؤلمهم، ولكن أن تأتي دولة تسمي نفسها دولة عربية إسلامية وتقوم بالدور الإسلامي وتتماهى معه فهذا أمر مستهجن". وقال قاسم في حفل تأبيني في مجمع المجتبى: "اليوم ثبت بالدليل أن السعودية تقوم بدور مركزي لقتل روح المقاومة في الأمة من خلال أمور ثلاثة:

الأول: ضخ مال النفط، لتعمي القلوب والعقول وتنجرف في ملذات الدنيا، الثاني: دعم الاتجاه التكفيري، بل زرع المدارس والعلماء في هذا الاتجاه، من أجل تكفير الأمة ليكونوا هم القادة الذين يمنحون الجنة أو النار بإرادتهم، والأمر الثالث: قتل كل من عارضهم، ومواجهة كل من قال لهم: لا. هذه العناوين الثلاثة تقوم بها السعودية". اضاف: "في المقابل، هناك نجاح كبير حققته المقاومة، وأصبح منيرا ومكشوفا أمام جميع العالم، أيضا لأسباب ثلاثة ولكن مختلفة: أولا: نجحت المقاومة في تحرير الأرض، ونجحت في حماية شعبها وأمتها بجهوزيتها الكاملة دائما مع كل التحديات، ونجحت في استنهاض الشعوب التي أصبحت تؤمن بقدرتها على المقاومة وعلى تغيير الوقائع. أما السعودية فقد فشلت، فشلت في فرض هيمنتها، وبدأت تخسر نفوذها على مستوى دول ومجموعات، دفعت أموالا طائلة ولكنها ذهبت سدى، حاولت أن تضغط بالوسائل المختلفة لكنها فشلت، ما جعلها تتدخل مباشرة في قتل الشعب اليمني وفي دعم المجموعات المسلحة علنا في العراق وفي سوريا وكذلك في بلدان مختلفة". وقال: "أن تنعتنا السعودية بالإرهاب فهذا يعني أنها تقف في صف إسرائيل، وأن تصوب عداءها ضد حزب الله، فهذا يعني أنها ضعيفة إلى درجة أنها وضعت رأسها برأس حزب الله وهذا أمر عظيم، وأن تستخدم السعودية كل طاقاتها وتحرض الإعلام والسياسة وكل أتباعها ومن استأجرتهم لمواجهتنا، فهذا اعتراف لمكانة الحزب ونجاحه، نحن لا ننظر إلى الوصف السعودي بطريقة سلبية، بل ننظر إليه بطريقة إيجابية، ذلك أن تأييد المقاومة شرف والعلاقة معها وسام، ومن أراد أن يأخذ براءة من الانحراف السياسي عليه أن يكون في خط المقاومة ومعها. أما العلاقة مع السعودية فقد أصبحت تهمة، اليوم كل واحد يقول أنه مع السعودية، أصبح متهما لأن السعودية تتماهى مع إسرائيل، لا يتجرأ أحد في العالم كله أن يقول أنه مع إسرائيل لأنه يصبح منبوذا، وسيأتي وقت قريب جدا يصبح كل من يقول بأن له علاقة مع السعودية منبوذ لأن السعودية في مناخ آخر، العلاقة مع السعودية أصبحت تهمة، بل مضبطة اتهام: تهمة التماهي مع إسرائيل، وتهمة دعم وتمويل الخط التكفيري، وتهمة نشر الفتنة في المنطقة، وتهمة تخريب استقرار البلدان، وتهمة قتل المدنيين بوحشية، وتهم كثيرة لا أستطيع إحصاءها".

وختم قاسم: "إذا أردنا أن نجري مقارنة بين المقاومة وهذا النهج السعودي نقول: الفتنة صناعتهم ووأدها هدفنا، والاستبداد منهجهم والحرية إيماننا، والعدوان طريقهم والمقاومة مسارنا، إسرائيل ركيزتهم والجهاد دعامتنا، التكفير سلاحهم والإسلام لواؤنا، والفشل رصيدهم ونصر الله توفيقنا. وسام لنا أن تكون هذه المقاومة الشريفة هي التي تؤلم إسرائيل وأمريكا والتكفيريين والسعودية ومن كان على شاكلتهم، فمهما علا صراخهم وتحدياتهم، فإننا إن شاء الله تعالى سنزداد قوة وعزيمة ونحن مستمرون، من وضع هدفا شريفا في طاعة الله وفي سبيل الله وفي تحرير الأرض ونصرة المظلوم لا يمكن إلا أن ينتصر، إن منهج الشرفاء قوي بذاته، فكيف إذا حمله من آمن بأسباب القوة وأعدها واستفاد منها طاعة لله تعالى، سنستمر بمواجهة إسرائيل ومواجهة التكفيريين ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون ولو كره الأتباع، لأننا نريد أن نحرر بلدنا وأجيالنا وأن ننصر المظلوم".

 

عدوان ممثلا جعجع في اليوم العالمي للمرأة جبيل: على حزب الله العودة الى لبنانيته والقوات تعمل لرفع نسبة تمثيل النساء في الانتخابات

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - أقام جهاز تفعيل دور المرأة في حزب "القوات" عشاءه السنوي في منتجع "اده ساندس" السياحي، بعنوان "لبنانيات"، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بنائبه النائب جورج عدوان، وذلك لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وفي اطار حملة مكافحة المخدرات الذي يعود ريعها للمساعدة في بناء نادي رياضي لمركز "ام النور" في بلونة. حضر الحفل وزيرة شؤون المهجرين اليس شبطيني ممثلة الرئيس ميشال سليمان، والنواب: ستريدا جعجع، طوني ابو خاطر، انطوان زهرا، أحمد فتفت، شانت جينجنيان، سيمون ابي رميا، جوزف المعلوف، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب ممثلة وزير الاعلام رمزي جريج، جوسلين الغول ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، القاضي محمد صعب ممثلا وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، الوزراء السابقون: ريا الحسن، منى عفيش، سليم وردة، ونقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم، وراعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، المطران غي نجيم، القيم الابرشي الخوري بيار صعب، رئيس حزب "السلام" روجيه اده، فاعليات سياسية، ادارية، قضائية، نقابية، حزبية، مديرون عامون، رؤساء بلديات، ومخاتير وجمعيات مدنية، واعلاميين واعضاء المجلس المركزي في "القوات"، والمعنيين.

 

السماك في ندوة عن العلاقات الإسلامية المسيحية: الدولة الوطنية هي صناعة المواطنين أنفسهم مسلمين ومسيحيين

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - نظم اتحاد جمعيات العائلات البيروتية ندوة بعنوان "العلاقات الإسلامية - المسيحية في شرق أوسط متغير" في فندق هوليداي إن - دون - فردان، بدعوة من رئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان، تحدث فيها الدكتور محمد السماك، وحضرها ممثل الرئيس سعد الحريري النائب المهندس محمد قباني، ممثل مفتي الجمهورية القاضي المستشار الشيخ محمد عساف، النائب عمار حوري، الوزيران السابقان خالد قباني وحسن السبع، النائب السابق الدكتور عمر مسيكة، ممثل قائد الجيش العميد البحري جوزف غريب، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد عامر خالد، ممثل المدير العام لامن الدولة المقدم أيمن سنو، أمين سر المجلس العسكري العميد مروان الشدياق، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، ممثل مدير المخابرات العقيد حيدر، المدير العام لوزارة السياحة السيدة ندى السردوك، المدير العام لوزارة المهجرين المهندس أحمد محمود، قائد فوج الأطفاء في بيروت العقيد محمد الشيخ، القاضي سعيد ميرزا، رئيس جمعية المقاصد المهندس أمين الداعوق، ممثل أمين عام تيار المستقبل المهندس بشير عيتاني، رئيس عمدة دار العجزة الإسلامية الدكتور محمود فاعور وأعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد وعدد من رؤساء العائلات والشخصيات.

أدار الندوة نائب رئيس الاتحاد محمد عفيف يموت، ثم ألقى الدكتور زيدان كلمة قال فيها: "الشرق الأوسط هو مهد الديانات السماوية الثلاث، وكان أتباع هذه الديانات وخصوصا أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية يعيشون منذ قرون في وئام وسلام، ويمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية. وكان المسيحيون في هذا الشرق يشكلون في أوائل القرن العشرين نسبة 20 في المئة من سكانه ثم بدأت هذه النسبة في الانخفاض حتى وصلت في وقتنا الراهن إلى حوالى 5 في المئة. وأسباب الانخفاض كثيرة منها، انخفاض معدلات المواليد والهجرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتمييز الطائفي والحروب والاضطهادات الدينية التي شكلت في الآونة الأخيرة الدافع الرئيس لها". أضاف: "يشكل المسيحيون جزءا مهما من الطبقة الثرية والمتعلمة في المنطقة، وساهموا في شكل كبير في حركة النهضة العربية، فلعبوا دورا بارزا في النهضة الثقافية والسياسية العربية، من فتح المدارس والجامعات وإحياء اللغة العربية وإصدار الصحف وتأسيس الجمعيات والأحزاب السياسية العربية. وكان لهم دور طليعي في تحديث المجتمعات وعصرنتها والانفتاح على الغرب والتفاعل مع ثقافته وتحديث الطباعة والنشر. وكان منهم كبار الأدباء والشعراء والصحافيون والصناعيون والمصرفيون وغيرهم من أصحاب المهن المميزة".

وتابع: "وكانت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين جيدة تسودها المحبة والاحترام، وإن كان يتخللها في أحيان قليلة عثرات وتوترات ناجمة من تحريض داخلي أو خارجي لأهداف لا علاقة لها بالدين. وكانت لنا في لبنان تجربة قاسية طغت فيها الغرائزية على العقلانية والعدوانية على المحبة، فباعدت بين المسلمين والمسيحيين، ولكن ما لبثوا أن أحسوا بالخطأ الفاحش الذي ارتكبوه في حق أنفسهم وحق وطنهم، فعادوا بعد اتفاق الطائف إلى رشدهم وأحضان بعضهم البعض". وأردف قائلا: "ونجح الرئيس الشهيد رفيق الحريري من خلال نهج الانفتاح والاعتدال والتسامح الذي اعتمده في حياته وفي مسيرته الوطنية في إعادة اللحمة إلى المكونات اللبنانية وترسيخ الوحدة الوطنية، وأقرن قوله بالفعل بتمسكه بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين ووقف العد بينهم، وهذا ما يتابعه بكل أمانة حامل مشعله دولة الرئيس سعد الحريري ويحض عليه دائما في خطاباته ولقاءاته مع الناس، وما يدعو إليه باستمرار سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان". وختم: "لا أريد أن أطيل عليكم أكثر، لأننا جميعا في شوق للتزود من الخزان الفكري للدكتور محمد السماك في موضوع العلاقات الإسلامية - المسيحية في شرق أوسط متغير، شاكرا له تلبيته دعوتنا لإلقاء هذه المحاضرة".

السماك

وبدأ الدكتور السماك محاضرته بالحديث عن العلاقات الإسلامية - المسيحية، فقال: "إن الحوار حول هذه العلاقات ليس حوارا حول العقائد، ولكنه حوار حول الحياة المشتركة في وطن واحد". اضاف: "ان أدياننا مختلفة، وستبقى مختلفة، ولكن الاختلاف الديني لا يشكل على الاطلاق سببا لاختلاف وطني أو سياسي".

واعتبر أنه من خلال "صحيفة المدينة" النبوية فان النبي محمد كان أول من أرسى قاعدة دستورية للتعدد في الدولة الواحدة، حتى في الدولة النبوية. ثم تحدث عن نظام "الذمية"، فقال: "في الوقت الذي كانت كل الأنظمة المعتمدة في ذلك الوقت تلغي الآخر المختلف أو تستعبده، استحدث المسلمون نظاما وديا واستيعابيا أطلق عليه إسم "الذمية"، بمعنى الالتزام الأخلاقي والضميري بالمحافظة على حقوق وسلامة المسيحيين، ليكونوا مواطنين في ذمة الله وليس في ذمة المسلمين. وإنه بدلا من الزكاة التي يدفعها المسلم، يدفع المسيحي ضريبة مقابل حماية الدولة، هي الجزية. غير أن هذا النظام أُسيء استخدامه في العصور اللاحقة، المماليك والعثمانيين، وتحول إلى نظام يفرض الدونية والتمييز العنصري والديني، فأساء إلى المسيحيين كما أساء إلى النظام ذاته". وأكد على مشاعر الود التي نص عليها القرآن الكريم والتي يجب أن تكون أساس العلاقات مع المسيحيين.

وقال: "أما اليوم، فقد تجاوزت العلاقات الإسلامية - المسيحية نظام الذمية بقيام الدولة الوطنية، حيث يتساوى المواطنون في الحقوق والواجبات. والدولة الوطنية هي صناعة المواطنين أنفسهم، مسلمين ومسيحيين. وهكذا أصبح نظام الذمية في ذمة التاريخ".

وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن المتغيرات في الشرق الأوسط، فقسمها إلى خمس مراحل هي:

1- مرحلة حرب حزيران 1967، حيث فسرت إسرائيل انتصارها على أنه تعبير عن الإرادة الإلهية في قيام الدولة اليهودية.

2- مرحلة القمم الإسلامية حول تحرير القدس ابتداء من قمة لاهور - باكستان 1974 التي شارك فيها البطريرك الياس الرابع للمرة الأولى، وما رافقها من تداعيات شرحها المحاضر.

3- مرحلة وضع مشاريع أميركية لاحتواء التمدد الشيوعي السوفياتي في العام 1978 ووضع مخططات لتقسيم دول الشرق الأوسط دينيا ومذهبيا وعرقيا.

4- مرحلة التحرك الإيجابي للفاتيكان من خلال السينودس حول لبنان (1995) ثم السينودس حول الشرق الأوسط (2010)، مستشهدا بأقوال للبابا يوحنا بولس الثاني ضد اتهام الإسلام كدين بالارهاب، وضد اعتبار الاجتياح الأميركي للعراق بمثابة حملة صليبية جديدة.

5- مرحلة إجهاض الربيع العربي ووضع الشرق الأوسط أمام خطر استبداد ديني بدلا من الاستبداد السياسي الذي قامت حركة الربيع للتخلص منه .. فكان التكفير والتهجير".

وبعدما بين الدكتور السماك النتائج السلبية الخطيرة لهذه العمليات، دعا إلى وحدة وطنية تقوم على احترام حقوق الإنسان وكرامته، وعلى احترام الحريات الدينية.

 

الأخبار الإقليمية والدولية

الغنوشي ينفي دفاعه عن “حزب الله” ويدين تورطه في سورية

07 آذار/16/تونس – وكالات: نفى رئيس حركة “النهضة” التونسية الشيخ راشد الغنوشي التصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام بشأن موقفه من اعتبار “حزب الله” اللبناني منظمة إرهابية. وقال الغنوشي في مكالمة هاتفية مع قناة “تي أر تي” التركية، الناطقة باللغة العربية، إن تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام بشأن موقفه من اعتبار “حزب الله” اللبناني منظمة إرهابية، “فهمت بطريق الخطأ”. في سياق متصل، أصدر مكتب الغنوشي بياناً، ليل أول من أمس، ذكر فيه أن “بعض وسائل الإعلام تناقلت تصريحاً للشيخ راشد الغنوشي بشأن تصنيف حزب الله كتنظيم إرهابي”. وأضاف إن “العنوان الذي تم اختياره حرف محتوى التصريح، وأعطى انطباعاً بأن الشيخ راشد داعم لحزب الله”، مشيراً إلى أن “العنوان مقتطع عن سياقه، ما أعطى فهماً مغايراً لمحتوى التصريح”. وأوضح أن “الشيخ راشد صرح بأن دور حزب الله في المقاومة دور مقدر ويعترف به الجميع، لكنه عبر مراراً عن إدانة ورفض الدور الإيراني ودور حزب الله في الوقوف مع الثورات المضادة ومع الطائفية في سورية واليمن، ما أدى إلى الدمار والدماء والمعاناة في كلتا البلدين، خصوصاً سورية”. وكانت وسائل الإعلام نقلت تصريحات على لسان الغنوشي جاء فيها أنه “لا يمكن الحكم بصفة مطلقة على تنظيم حزب الله اللبناني بأنه إرهابي”، وذلك على خلفية تصنيف مجلس وزراء الداخلية العرب للحزب.

 

مقتل ضابط إيراني وستة باكستانيين في سورية

07 آذار/16/أعلنت وكالات أنباء إيرانية عدة مقتل أحد ضابط «الحرس الثوري» وتشييع ستة من ميليشيات لواء «زينبيون» الباكستاني سقطوا في معارك مع المعارضة السورية بريف حلب الشمالي خلال الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية، أمس، أن الضابط في قوات «الحرس الثوري» بمدينة ورامين في محافظة طهران مهدي ثامني راد قتل في فبراير الماضي بمعارك ريف حلب، مؤكدة أنه لم يتم إعادة جثته إلى إيران حتى الوقت الراهن. من جهتها، نشرت وكالات إيرانية عدداً من التقارير المصورة بشأن تشييع ستة من ميليشيات «زينبيون» الباكستانية الذين يجندهم «الحرس الثوري» من بين الشيعة الموالين لإيران للقتال في سورية إلى جانب نظام بشار الأسد، ويصل قوامهم إلى نحو 600 عنصر. والقتلى الباكستانيون الذين تم دفنهم الأربعاء الماضي بمقبرة في مدينة قم، خصصت لدفن عناصر الميليشيات الذين يقتلون في سورية، هم عزيز علي شيخ وسيد إمام نقي وسهيل عباس وألطاف حسين وانتظار حسين وفرزند علي

 

واشنطن تبني مطارين بريفي حلب والحسكة والمعارضة تتهم دي ميستورا بالضغط عليها وخادم الحرمين يوجه بتقديم مساعدات لتخفيف معاناة الشعب السوري

07 آذار/16/القاهرة، الرياض – وكالات: أعلنت مصادر كردية أن القوات الأميركية باشرت ببناء مطارين عسكريين بريفي الحسكة وحلب لأغراض عسكرية ومدنية. ونقلت «وكالة باس نيوز» الكردية عن المصادر قولها، أمس، إن المطار الأول تبنيه القوات الأميركية في محيط المطار الزراعي بمنطقة رميلان بريف الحسكة، حيث تم الانتهاء من بناء مدرج طويل، وسط استمرار عمل عشرات المستشارين العسكريين والخبراء والفنيين فيه. وأضافت إن المطار الثاني سيتم إنشاؤه في محيط قرية خراب عشك جنوب شرق مدينة عين العرب كوباني بالكردية، حيث تم تخصيص مساحة تقدر بـ10 هكتارات لموقع المطار، مشيرة إلى أن جهوداً كبيرة تبذل من قبل القوات الأميركية للانتهاء من بناء المطارين في أقرب وقت ممكن لاستخدامهما لأغراض عسكرية ومدنية معاً. من جهة أخرى، رفضت المعارضة السورية بشكل قاطع ما وصفته بمحاولات الضغط عليها عبر توجيه الدعوة لأطراف جديدة لحضور الجولة المقبلة من محادثات جنيف.

ونقلت قناة «العربية» عن المتحدث باسم الهيئة العليا السورية للمفاوضات رياض نعسان أغا قوله، أمس، إن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يسعى للضغط على المعارضة من خلال دعوته أطرافاً جديدة إلى المفاوضات في جنيف، موضحاً أن هذه الخطوة تحمل رسالة ضمنية مفادها أن هناك أطرافاً أخرى مستعدة للتفاوض في سويسرا. واستغرب موقف دي ميستورا بشأن الانتخابات التي أعلن أنها ستتم مناقشتها بجنيف، موضحاً أن مثل هذا الطرح من قبل المبعوث الأممي سيعطل المفاوضات وربما سيؤثر على المعارضة بعدم الذهاب إلى المفاوضات. وشدد على أن الأهم في هذه المرحلة هو البحث في هيئة حكم انتقالية وليست الانتخابات، رافضاً الحديث عن حكومة سورية جديدة بدلاً من الهيئة الانتقالية. في سياق منفصل، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز بتقديم مساعدات إلى المناطق السورية الأكثر تضرراً. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه بناء على توجيهات خادم الحرمين وقّع المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز الربيعة أول من أمس، مع الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر الحاج أمادو سي برنامجاً تنفيذياً مشتركاً مع الاتحاد الدولي للصليب. وأضافت أنه سيتم بموجب البرنامج تقديم المساعدات للمناطق الأكثر تضرراً في سورية، مشيرة إلى أن التوقيع تم بحضور ممثل هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير عبد الله بن فيصل آل فرحان. وقال الربيعة في تصريح صحافي إنه «بموجب التوقيع سيتم تقديم مساعدات غذائية وطبية لتخفيف معاناة الشعب السوري في المناطق الأكثر احتياجاً على أن يكون البرنامج على مراحل تبدأ أولها قريباً بعد الانتهاء من جميع الترتيبات الخاصة».

 

تفجير «داعشي» ضخم يهز مدينة الحلة: 60 قتيلاً وعشرات الجرحى والقوات العراقية تتقدم في محيط الفلوجة وتضيّق الخناق على التنظيم

07 آذار/16/بغداد – وكالات: قتل 60 شخصاً بينهم نحو عشرين من عناصر الأمن على الأقل وأصيب نحو 70 آخرين، أمس، في هجوم انتحاري ضخم تبناه تنظيم «داعش» استهدف حاجزاً للتفتيش شمال مدينة الحلة، كبرى مدن محافظة بابل جنوب بغداد. وقال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بابل فلاح الراضي ان «الانتحاري نفذ الهجوم بواسطة شاحنة مفخخة محملة بمواد متفجرة وسط الحاجز الذي كان مكتظاً بسيارات العابرين الخاضعة للتفتيش»، مضيفاً «إنه أكبر تفجير في المحافظة حتى اليوم … نقطة التفتيش ومركز الشرطة القريب دمرا الى جانب بعض المنازل وعشرات السيارات». من جهته، ذكر ضابط برتبة ملازم في شرطة الحلة (100 كيلومتر جنوب بغداد)، ان الانفجار أدى إلى احتراق وتدمير أكثر من ثلاثين سيارة، فيما قال ضابط في قيادة العمليات المشتركة ان التفجير كان بواسطة صهريج مفخخ كان يحاول العبور الى داخل المدينة، مؤكدا ان «قوات الامن تمكنت من اكتشافه أثناء توقفه الى جانب السيطرة، لكن الوقت كان قد فات ففجر الانتحاري نفسه». يشار إلى أن حاجز التفتيش ذاته تعرض في مارس 2014 لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة أدى الى سقوط نحو 200 بين قتيل وجريح. وغالباً ما تتجمع عشرات السيارات المدنية عند هذا الحاجز، خصوصاً لدى بداية ونهاية الدوام الرسمي، بهدف الدخول أو الخروج من مدينة الحلة. ووقع الحادث في وقت ينقسم فيه الحاجز الى مسارات عدة نظراً للازدحام الشديد، بحسب مصادر أمنية. وتشهد مدينة الحلة استقرارا امنيا منذ استعادة منطقة جرف الصخر الواقعة شمال المحافظة، حيث كانت تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» جنوب بغداد. ويعد التفجير الانتحاري أمس هو الاول من نوعه بعد استعادة السيطرة على منطقة جرف الصخر. من جهته، تبنى «داعش» الهجوم في بيان نشر من خلال حسابات على «تويتر» جاء فيه ان العملية انتحارية نفذت بواسطة شاحنة مفخخة وأوقعت أكثر من «تسعين قتيلا وجريحا من الروافض». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن قواتها تقدمت في محيط الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار غرب البلاد، على حساب مسلحي تنظيم «داعش»، مشيرة إلى أنها ضيّقت الخناق عليهم داخل المدينة. وأوضح العميد مرتضى سعدون أن «القوات العراقية، استعادت منطقتي جزارة الجميلة والحمدانيين، الواقعتين شمال قضاء الكرمة، على بعد 19 كيلومتراً شرق الفلوجة، من تنظيم داعش»، مضيفًا أن «مسلحي التنظيم فروا إلى داخل مدينة الفلوجة». من جهته، أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن استكمال خطة تحرير مدينة الفلوجة. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للعبادي، أمس، أن «رئيس الوزراء عقد اجتماعاً مع عدد من شيوخ ووجهاء مدينة الفلوجة، بمحافظة الأنبار»، جرى خلاله «مناقشة تحرير مدينة الفلوجة من العصابات الإرهابية، والاستعدادات والخطط الكفيلة لمشاركة العشائر، وأبناء المدينة في تحريرها». وفي الأنبار، قال اللواء علي إبراهيم دبعون، قائد عمليات الجزيرة (إحدى تشكيلات الجيش العراقي)، إن «عشرات الأسر تمكّنت من الفرار من عناصر داعش في ناحية كبيسة جنوب مدينة هيت، وتوجهت إلى الصحراء باتجاه القوات الأمنية»، موضحاً أن «الأسر استطاعت الهروب من تنظيم داعش، بعدما قصف طيران التحالف الدولي تجمعات وأهدافاً لعناصر التنظيم في ناحية كبيسة، كانت تمنع تلك الأسر من الخروج من الناحية، حيث تم قتل العشرات من عناصره».

 

كروز وساندرز يتقدمان وترامب وكلينتون يعززان موقعهما في السباق  في سلسلة جديدة من الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي

07 آذار/16/واشنطن – ا ف ب: حقق عضوا مجلس الشيوخ الاميركي الجمهوري تيد كروز والديمقراطي برني ساندرز فوزاً كبيراً، أول من أمس، في سلسلة جديدة من الانتخابات التمهيدية للحزبين لكن كلا من دونالد ترامب وهيلاري كلينتون عزز موقعه كالمرشح الأوفر حظاً لحزبه. وحقق تيد كروز الذي يؤكد أنه الحصن الاخير في المعسكر الجمهوري في مواجهة دونالد ترامب فوزاً كبيراً في ولايتين من أصل أربع جرت فيهم الانتخابات، هما كنساس وماين، لكنه لم يتمكن من فرض نفسه أمام ترامب في لويزيانا الولاية الواقعة في جنوب البلاد وكانت الاهم في انتخابات أول من أمس من حيث عدد المندوبين. وفاز ترامب أيضاً في كنتاكي، حسب تقديرات محطات التلفزيون الاميركي، ليرفع بذلك الى 12 عدد عمليات الاقتراع التي فاز فيها حتى الآن مقابل ستة لكروز. في المقابل، سجل السيناتور عن فلوريدا ماركو روبيو مزيدا من التراجع في السباق الى البيت الابيض. وقبل ذلك، أكد كروز الذي يقدم نفسه على انه البديل الوحيد لترامب انه لمس في نتائج الاقتراع “استمراراً” لتقدمه لدى ناخبي الحزب الجمهوري، مضيفاً “ما نراه هو أن المحافظين والجمهوريين يتجمعون حولي”. وستجرى الجولة المقبلة من الانتخابات التمهيدية الجمهورية غداً الثلاثاء في ولايات ميتشيغن وميسيسيبي وايداهو وهاواي قبل “ثلاثاء كبير” آخر في 15 مارس الجاري في خمس ولايات كبرى بينها فلوريدا. وفي ختام الانتخابات التمهيدية، سيعلن المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو المقبل مرشحه للاقتراع الرئاسي الذي حصل على أكبر عدد من اصوات المندوبين. أما المرشحان الجمهوريان الآخران اي روبيو وحاكم اوهايو السابق جون كاسيك، فلم يحققا اي تقدم. ولم يفز روبيو حتى الآن سوى بولاية واحدة هي مينيسوتا في حين لم يحقق كاسيك اي فوز. وحتى الآن، حصل ترامب على أكبر عدد من المندوبين الجمهوريين حيث فاز في 12 من الولايات الـ19 التي جرى فيها التصويت، إلا أن كروز حصل على عدد اعلى من المندوبين مقارنة مع ترامب في انتخابات أول من أمس. وفاق كروز التوقعات في كنساس حيث حصل على نسبة دعم 48,2 في المئة أي أكثر من ضعف ترامب الذي لم يحقق سوى 23,3 في المئة، في حين حل روبيو في المرتبة الثالثة (16,7 في المئة) يليه جون كاسيك الذي يتعين عليه التفكير في وضعه بعد نتائجه المخيبة للامال. وفي المعسكر الديمقراطي، أنعش فوز برني ساندرز في ولايتي كنساس ونبراسكا حملة المرشح الذي يهاجم باستمرار اوساط المال، بعدما أضعف الى حد كبير بعد “الثلاثاء الكبير” عندما فازت كلينتون في سبع ولايات. لكن السيدة الاولى السابقة ما تزال الأوفر حظاً للفوز في انتخابات الحزب الديمقراطي كمرشحة الى الاقتراع الرئاسي في نوفمبر المقبل، وثبتت بقوة تقدمها بفوز كبير حققته في لوزيانا اهم ولاية شهدت انتخابات مساء اول من أمس. وحصلت كلينتون حتى الآن على 59 مندوباً في لويزيانا و37 في كنساس و25 في نبراسكا، واستفادت خصوصاً من دعم السود الذين لا ينجح ساندرز في كسب أصواتهم.

 

نائب ميركل: ترامب يشكل تهديداً للسلام والازدهار

07 آذار/16/برلين – أ ف ب: اعتبر سيغمار غابريل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، أن الملياردير الأميركي الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى إلى الحصول على ترشيح حزبه للرئاسة، يشكل تهديداً للسلام والتماسك الاجتماعي والازدهار. ووصف غابريل في لقاء مع صحيفة “فيلت أم سونتاغ” الصادرة أمس، ترامب بأنه “شعبوي يميني” يعد الناخبين المستائين من العولمة بالعودة إلى “عالم الخيال” المحمي، تماماً مثل الفرنسية جان ماري لوبان والهولندي غيرت ويلدرز. وقال إن “ترامب وماري لوبان وويلدرز يشكلون تهديداً للتماسك الاجتماعي وكذلك للتنمية الاقتصادية”، مضيفاً إن “الشعبويين اليمينيين يعدون أتباعهم بالعودة إلى العالم الخيالي الذي تنحصر فيه الحياة الاقتصادية داخل حدود بلدانهم فقط”. وأكد أن الدول لا تزدهر حين تفرض على نفسها العزلة، وأنه في دول تعتمد بشكل رئيسي على التصدير مثل ألمانيا وغيرها “يجب أن نبذل جهوداً لتوضيح كيفية صياغة العولمة بطريقة عادلة”. -

 

العربية الرباعية» تجتمع الخميس لبحث التصدي لتدخلات إيران

07 آذار/16/القاهرة – أ ش أ: تعقد اللجنة الرباعية الوزارية العربية، المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، اجتماعاً على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء الخميس المقبل، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.وقال مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية أمس، إن «اجتماع اللجنة الوزارية يهدف إلى مناقشة ومتابعة تطورات الأزمة مع إيران، وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية». وتضم اللجنة الإمارات والبحرين والسعودية ومصر، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. ويعد الاجتماع الجديد الثاني للجنة بعد اجتماعها الأول الذي عقد في أبوظبي نهاية يناير الماضي. يذكر أن اللجنة شكلت بناء على قرار صادر عن مجلس الجامعة العربية أوائل يناير الماضي، في دورة غير عادية، خصصت لمناقشة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

 

أوغلو: صفحة جديدة في العلاقات مع إيران

07 آذار/16/طهران – كونا: أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو أن بلاده حريصة على فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع ايران. وقال لدى لقائه الرئيس الايراني حسن روحاني في طهران، مساء أول من أمس، ان “تركيا تسعى أكثر من أي وقت مضى الى تطوير علاقاتها الاخوية مع ايران في شتى المجالات”. واعتبر ان “البلدين يكملان بعضهما البعض ويتمتعان بالعديد من الفرص والامكانيات لتوسيع مستوى التعاون بينهما ويمكنهما القيام بخطوات مفيدة في اطار خدمة المصالح المشتركة عبر الاستثمار الصناعي والتجاري المشترك”. ودعا أوغلو إلى التعاون بين البلدين في القضايا الاقليمية ومكافحة الارهاب، قائلا “ينبغي ان نضع يداً بيد من أجل التصدي للأساليب البربرية للجماعات الارهابية”، مشددا على ان بلاده لديها استعداد للتعاون مع ايران في مكافحة الجماعات الارهابية في المنطقة. من جهته، أكد روحاني أن التعاون بين طهران وأنقرة ينعكس بشكل ايجابي على تسوية الأزمات في المنطقة. وقال ان “ايران وتركيا لديهما أهداف ومصالح مشتركة ويتعين عليهما التعاون والتنسيق في ما بينهما والتركيز على مكافحة الارهاب باعتباره عدوا مشتركا من اجل تعزيز اسس السلام والاستقرار في المنطقة”. وكان رئيس الوزراء التركي وصل ليل الجمعة الماضي إلى طهران على رأس وفد رفيع المستوى، وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وأهم القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

إيران: الإعدام لملياردير بتهمة الفساد والاختلاس وأنباء عن وضع خاتمي تحت الإقامة الجبرية/باباك زنجاني: ساعد حكومة نجاد بالتحايل على العقوبات

07 آذار/16/طهران – وكالات: أصدرت محكمة إيرانية، أمس، حكماً بإعدام رجل الاعمال البالغ النفوذ الملياردير باباك زنجاني بتهمة الفساد والاختلاس. واعتقل زنجاني في ديسمبر من العام 2013، واتهم باختلاس 2,8 مليار دولار في تعاملات نفطية غير رسمية تحايلاً على العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على ايران. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين محسني ايجائي “صدر الحكم في محاكمة باباك زنجاني واثنين من المتهمين ودينوا بالافساد في الارض وحكم عليهم بالاعدام”، كما “حكم عليهم بإعادة الاموال الى شركة النفط الوطنية الايرانية”، ويجب أن يدفعوا غرامة تعادل “ربع قيمة الأمول التي تم تبييضها”، علماً أنهم يمكن للمتهمين الطعن في الحكم أمام الاستئناف. وزنجاني البالغ عمره 41 عاماً فقط، رجل أعمال مهم يملك شركات عدة، بينها واحدة للطيران، تم وضع اليد عليها، وصدر قرار اعتقاله غداة طلب الرئيس حسن روحاني من حكومته محاربة “الفساد … وخصوصاً أولئك الذين استفادوا من العقوبات الاقتصادية”. وخضع زنجاني لمحاكمة علنية نادرة استمرت أشهراً، وقال خلال المحاكمة ان وزارة النفط في حكومة الرئيس المحافظ السابق محمود احمدي نجاد طلبت مساعدته من أجل إعادة أموال النفط المباع في الخارج. وواجهت طهران مصاعب في إعادة الاموال المستحقة نظرا لتشديد العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي اعتباراً من العام 2012. وبعد دخول الاتفاق بشأن الملف النووي حيز التنفيذ في يناير الماضي، تم رفع العديد من العقوبات، بما في ذلك تلك المفروضة على المصارف. وخلال محاكمته، قال زنجاني مراراً انه على استعداد لدفع الاموال، وطلب من وزارة النفط ان تزوده رقم حساب في أحد البنوك الاجنبية، لكن المال لم يصل أبداً. من جهة أخرى، منعت السلطات الإيرانية الرئيس الاصلاحي الأسبق محمد خاتمي من المشاركة في حفل زفاف نركس بنت الزعيم الاصلاحي مير حسين موسوي المفروض عليه الإقامة الجبرية. وقال أمين عام حزب “اعتماد ملي” (الثقة الوطنية) الاصلاحي علي شكوري راد المقرب من خاتمي الذي حضر الحفل، الحمعة الماضي، إن الرئيس الأسبق طلب منه ابلاغ الحاضرين رغبته الشديدة في حضور حفل الزفاف، إلا أن الأجهزة الأمنية منعته من الخروج من منزله. وذكر موقع “كلمة” الاصلاحي المقرب من موسوي أن الأجهزة الأمنية منعت خاتمي من التوجه لحضور حفل زفاف إبنة موسوي، بموجب حكم قضائي رسمي موقع من مدعي عام طهران. وأشار إلى أن أفراداً من حرس خاتمي الشخصي، كانوا قد حضروا إلى صالة الافراح لترتيب حضوره إلا أن أفراد الأمن منعوه من الخروج من البيت، وحصلت مشادة كلامية بينه وبين حراسه مع أفراد الأمن الذين حالوا دون خروجه من المنزل. ولفت إلى أن إبنة مير حسين موسوي اتصلت بخاتمي هاتفياً معبرة له عن أسفها لما حصل وأنها كانت تنتظر حضوره حفل زفافها ليعوضها غياب والديها المحتجزين قيد الإقامة الجبرية منذ فبراير 2011. وتساءل الموقع عما إذا كانت السلطات الإيرانية فرضت بهذا المنع، الإقامة الجبرية على خاتمي نظراً لدوره الأساسي في التقدم الكبير الذي حققه الاصلاحيون والمعتدلون في انتخابات مجلسي الشورى (البرلمان) والخبراء التي جرت نهاية الشهر الماضي. وكان خاتمي الذي تفرض عليه السلطات حظراً إعلامياً دعا الى انتخاب المرشحين المعتدلين لمنع المحافظين المتشددين من دخول المجلسين (الشورى والخبراء)، وهو ما أثار غضب المتشددين المهيمنين على القضاء. ورجحت مصادر إصلاحية أن يكون الحكم القضائي هو لوضع الرئيس الاصلاحي الأسبق رهن الإقامة الجبرية على غرار ما حدث للزعيمين الاصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009.

 

مصر تتهم «الإخوان» و«حماس» باغتيال النائب العام

القاهرة – رويترز /الحياة/07 آذار/16

اتهمت مصر اليوم (الأحد)، مسؤولين من جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة يعيشون في الخارج بالتآمر مع متشددين من «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) لاغتيال النائب العام المستشار هشام بركات العام الماضي واعتقلت 14 شخصا لعلاقتهم بالهجوم. وقال وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار إن جماعة الإخوان تقف وراء اغتيال النائب العام هشام بركات، وأن «حماس» كان لها «دور كبير جداً» في العملية. وأوضح عبد الغفار في مؤتمر صحافي في القاهرة أن اغتيال بركات تم في إطار «مؤامرة كبرى» بأوامر من قيادات لجماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة تعيش في تركيا وبتنسيق مع «الذراع الأخرى المسلحة (للجماعة) في غزة وهي حركة (حماس) التي اضطلعت بدور كبير جداً في هذه المؤامرة». وفي المقابل، نفى الناطق باسم جماعة الإخوان محمد منتصر صلتها بأي عنف وخاطب الحكومة المصرية في بيان قائلا: «أنتم المؤامرة الحقيقة ضد مصر والأمة، أنتم القتلة، ابحثوا بينكم عن قتلة نائبكم العام». كما رفضت «حماس» اتهامات عبد الغفار لها، وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري: «الحركة تستهجن الاتهامات المصرية. هذه الاتهامات غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة». وكانت النيابة العامة أعلنت في وقت سابق اليوم أنها أمرت بحبس ستة أشخاص ينتمون إلى «الإخوان» لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق لصلتهم باغتيال بركات. وأشار عبدالغفار إلى إن السلطات المصرية ضبطت خلية تضم 48 من عناصر «الإخوان» كانت تعمل على تقويض الأمن، مضيفاً أن من بينهم 14 شخصاً شاركوا في اغتيال النائب الراحل. وأضاف الوزير أنهم «اعترفوا جميعاً بارتكاب الحادث وبذلك تكون جماعة (الإخوان المسلمين) الإرهابية مسؤولة عن هذا الحادث». واتهم عبد الغفار القيادي يحيى موسى الذي يعيش حاليا في تركيا والذي شغل منصب الناطق باسم وزارة الصحة إبان عهد مرسي بإصدار التكليفات لعناصر الجماعة في الداخل لاغتيال بركات.وعرضت وزارة الداخلية ما قالت إنها اعترافات مصورة لمجموعة من الشبان بالمشاركة في عملية اغتيال النائب العام السابق والمشاركة في تظاهرات مؤيدة للاخوان ومهاجمة أبراج كهرباء والسفر إلى غزة لتلقي تدريبات عسكرية على أيدي «حماس». وقال أحدهم إن «مهربين من شمال سيناء ساعدوني على الذهاب إلى غزة، وقابلني هناك أناس تابعون للحركة، وتلقيت تدريباً على استخدام الأسلحة المتنوعة والعربات المفخخة والتكتيك العسكري وهندسة المتفجرات لمدة شهر ونصف، لكني مكثت هناك لثلاثة شهور حتى استطعت العودة لمصر». وتابع أنه ظل على اتصال مع ضباط استخبارات من حماس، مضيفاً «كلفني الدكتور يحيى موسى أنا ومجموعة عن طريق تطبيق ذكي على التليفون المحمول بتنفيذ اغتيال النائب العام».  وقال الشبان انهم جهزوا سيارة ملغومة وفجروها عن بعد أثناء مرور موكب بركات. وذكر عبدالغفار الذي أتم أمس السبت عاماً كاملاً في منصبه أن «العناصر التابعة لـ(حماس) شاركت في التخطيط والتدريب ولم يتواجد منهم أحد هنا». وكثيراً ما تتهم مصر «حماس» بمساعدة متشددين إسلاميين ينشطون في شبه جزيرة سيناء التي تتاخم قطاع غزة في مهاجمة قوات الأمن المصرية لكن الحركة الفلسطينية تنفي تلك التهم. وكانت محكمة مصرية أصدرت حكماً باعتبار الحركة جماعة إرهابية، لكن محكمة أخرى ألغت الحكم العام الماضي. ووجهت النيابة العامة إلى الموقوفين تهماً عدة من بينها «القتل العمد وحيازة متفجرات واستخدامها والانضمام إلى جماعة إرهابية». وكان بركات اغتيل في تفجير استهدف موكبه في حي مصر الجديدة بالعاصمة المصرية القاهرة في حزيران (يونيو) العام الماضي. ويعد بركات المسؤول المصري الأكبر الذي يُقتل بأيدي متشددين منذ أعلن الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة في 2013. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاغتيال. واستهدف متشددون مناهضون للنظام الحالي، قضاة ومسؤولين كباراً في أعقاب صدور أحكام إعدام جماعية على أعضاء ومؤيدي الجماعة ومعارضين آخرين. وأثار اغتيال بركات شكوكاً حول قدرة مصر على احتواء هجمات المتشددين. يذكر أن المئات من رجال الجيش والشرطة قتلوا بأيدي متطرفين في شبه جزيرة سيناء منذ عزل مرسي. وتعد جماعة «ولاية سيناء» من أنشط الجماعات المتشددة في مصر.

 

 خطف كاهن هندي في عدن

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - خطف المسلحون الذين هاجموا الجمعة دارا لرعاية المسنين، تديره راهبات جمعية الام تيريزا في مدينة عدن بجنوب اليمن، كاهنا هنديا. واكدت مسؤولة في الحكومة الهندية خطف الكاهن، موضحة ان بلادها تبذل جهودا للافراج عنه.

 

الداخلية السعودية: اعدام مواطن مدان بقتل اخر

الأحد 06 آذار 2016 /وطنية - اعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم اعدام مواطن مدان بقتل آخر بضربه حجر على رأسه، ما يرفع عدد الاعدامات المنفذة في المملكة منذ مطلع السنة الحالية الى 70.

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السلاح الفلسطيني كلّف لبنان حروباً ووصاية فكم سيكلّفه التخلّص من سلاح "حزب الله"؟

 اميل خوري/النهار/7 آذار 2016

يبدو أن "سلاح حزب الله" لم يعد مشكلة داخلية تنتظر الظرف المناسب لحلها، إنما أصبحت مشكلة مع الخارج ولا سيما مع الدول العربية الشقيقة التي من مصلحة لبنان أن يظل محافظاً على أحسن العلاقات معها، خصوصاً تلك التي تقف معه في أيام الشدة. لقد اضطرت قوى 14 آذار ومنذ انتهاء الوصاية السورية على لبنان حتى اليوم، الى التعايش مع هذا السلاح حرصاً على العيش المشترك والوحدة الوطنية والسلم الأهلي لأن مواجهة السلاح بالسلاح تشعل فتنة تلحق الضرر بالجميع وقد تعرّض لبنان لخطر التجزئة والتقسيم، واذا ردَّت برفض شروط سلاح الحزب فإن البلاد قد تتعرض عندئذ لخطر الفراغ الشامل في كل المؤسسات وشلّ عمل كل السلطات، وهذا آخر ما يهتم له "حزب الله" ومن معه أو يهمه. لذلك قبلت 14 آذار بتشكيل حكومات "وحدة وطنية" يكون لقوى 8 آذار فيها الثلث المعطّل، وقبلت بمساواة الرابح بالخاسر في الانتخابات النيابية، وتجنّبت الرد على قوى 8 آذار بالمثل فتقابل الاضراب بالاضراب والتظاهر بالتظاهر والاعتصام بالاعتصام لأن قوى 8 آذار تكون قد حققت ما تريد وألقت المسؤولية على غيرها. لذلك فإن قوى 14 آذار تجد نفسها مضطرة كل مرة للتسليم والقبول بشروط "حزب الله" ومن معه خشية الوقوع في الفراغ الشامل الذي يعمل له الحزب بهدف إقامة ما يسمى "الجمهورية الثالثة"، فتشكلت الحكومات بشروط قوى 8 آذار خوفاً من الفراغ الحكومي، وها أن الشغور الرئاسي مستمر لأن "حزب الله" ومن معه يرفض حضور جلسة انتخاب الرئيس ما لم يضمن فوز المرشح الذي يريد قبل الجلسة. ولم تنجح محاولات وضع سلاح الحزب في كنف الدولة ولا بإمرتها، وسكتت قوى 14 آذار على مضض عندما كان كل مسؤول في الحزب يهزّ اصبعه ويقول متحدياً: "سنقطع كل يد تمتد الى سلاحه المقدس"، و"ان من لا يريد هذا السلاح فليبلّط البحر"... وعندما وقع خلاف حول صوغ بيان في ختام أحد اجتماعات هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري يأتي على ذكر المقاومة قال ممثل الحزب في الهيئة النائب محمد رعد بنبرة عالية: "اكتبوا ما شئتم ونحن نفعل ما نشاء"... وقد أقرن الحزب القول بالفعل. وهكذا يعيش لبنان شراكة وطنية بالاكراه منذ عام 2005 بعدما تعايش مع الوصاية السورية بالاكراه أيضاً والتسليم بالأمر الواقع. والسؤال الذي لا جواب عنه هو: ما العمل لحل مشكلة سلاح "حزب الله" الذي يخلّ وجوده في يد فئة من دون أخرى بالتوازن الداخلي الدقيق وبالميثاق الوطني والآن بالعلاقات مع دول شقيقة وصديقة التي ترفض أن تتحمّل ما تحمّله لبنان من جراء وجود هذا السلاح وما يقوم به الحزب من إخلال بأمن هذه الدول. لقد كلّف التخلّص من السلاح الفلسطيني لبنان حروباً داخلية مدمّرة وخضوعاً لوصاية سورية دامت 30 عاماً، فكم سيكلّفه التخلّص من سلاح "حزب الله" اذا ظلّ هو الآمر الناهي وتتجنب الدولة المواجهة معه خوفاً من تجدد الحرب الداخلية التي قد تستغلها اسرائيل لتنفيذ مخططاتها؟ وماذا في استطاعة الدولة الضعيفة في لبنان أن تفعل وكذلك قوى 14 آذار مع حزب مسلّح لا يهمه مصير لبنان بل مصير سلاحه ومصير من سلّحه؟ هل مطلوب وصاية ايرانية على لبنان لحلّ مشكلة هذا السلاح كما فرضت عليه وصاية سورية لحل مشكلة السلاح الفلسطيني عندما أصبح دولة داخل الدولة؟ الواقع أن إيران إذا كانت تريد حقاً الاستقرار في لبنان والمحافظة فيه على العيش المشترك وعلى السلم الأهلي، فما عليها سوى جعل الحزب يسلّم سلاحه الى الدولة كما فعلت أحزاب لبنانية من قبل، أو وضعه في كنفها، وإلا فلا دولة يمكن إقامتها في لبنان ولا استمرار لعيش مشترك إذا لم تتحقق المساواة والعدالة في كل شيء بحيث لا يشعر أحد بالخوف ولا بالغبن. فهل تساعد إيران لبنان على تحقيق ذلك... وكيف ومتى؟

 

قلق من قرار سعودي في القاهرة الخميس معلومات عن اضطرابات خلال ستة أشهر

 خليل فليحان/النهار/7 آذار 2016

فشل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في إقناع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف في وقف الضغط الذي تمارسه بلاده على لبنان لأن الرئيس الفرنسي لا يستطيع ان يضغط على دولة تربطه بها علاقات استراتيجية سياسية وتجارية، وكان الأمير محمد متمسكا بموقف بلاده حيال لبنان من أجل تقليص نفوذ "حزب الله" على القرار السياسي والامني ووقف تأثيره على المؤسسة العسكرية، وأما الهبة التي كان منحها الملك الراحل عبدالله للجيش اللبناني فمصيرها مخازن الجيش السعودي لأن السلطات المختصة في المملكة قلقة من ان يصل سلاح الهبة الى الحزب. واللافت أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير سارع الى الجزم أن ولي العهد لم يبدل الموقف من هذا السلاح ليوصل رسالة عاجلة أولا الى المسؤولين اللبنانيين قبل ان يتبلّغوها بالقناة الديبلوماسية من باريس وثانيا رسالة الى كل الدول التي تسعى لأداء دور ما في إزالة الغيمة السوداء التي استجدت في العلاقات وفي طليعتها الدول الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

وافادت مصادر وزارية ان ما يقلق المسؤولين هو احتمال ان يعمد وزير الخارجية السعودي الجبير الى إمرار قرار جديد في جلسة مجلس وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة الخميس المقبل، يقضي بإدانة مواقف يتخذها لبنان في الاجتماعات العربية والإسلامية التي تخرج بقرارات تتناول "حزب الله"، مع ما يستتبع ذلك من إجراءات على مستوى الدول الأعضاء. وتحدث البعض عن إنذار بتعليق عضوية لبنان في جامعة الدول العربية اذا لم يتخذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لنفوذ الحزب ومطالبته بسحب مقاتليه من سوريا، وعدم المشاركة في اي معارك اخرى في الدول العربية مع تنظيمات أخرى وضد انظمة تلك الدول.

ودعت مصادر وزارية الى ان يلتقي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره السعودي الخميس في القاهرة برعاية عربية للتخفيف من الاحتقان المتصاعد من الرياض ضد بيروت، وأن يعلن باسيل موقفاً يخفف سخونة العلاقات، وعدم الاكتفاء بانتخاب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أميناً عاماً للجامعة، علماً أنه يواجه اعتراضا قويا من الداخل المصري ومن بعض الدول الأعضاء، ويمكن أن يرشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية المصري الحالي سامح شكري لمنصب الأمين العام للجامعة، وذلك رغم مطالبة بعض دول الخليج وفي طليعتهم قطر بعدم حصر جنسية الأمين العام في مصر وإن كانت دولة المقر، بل اعتماد مبدأ جديد للاختيار من المجموعة الجغرافية او الترتيب الأبجدي. وتجدر الاشارة الى ان الامين العام الحالي نبيل العربي تنتهي ولايته اول الصيف ومن المتوقع انتخاب سلف له في العاشر من الشهر الحالي خلال الدورة 145 للجامعة. وما يدعو الى القلق ايضا ان عددا من المسؤولين تلقوا معلومات خطيرة عن وضع أمني ملتهب يمكن أن يضرب البلاد في الأشهر الستة المقبلة، حين أن الاجهزة الامنية ساهرة على حفظ الامن وتفويت الفرصة على واضعي مخططات لإحداث تفجيرات وتنفيذ اغتيالات لشخصيات سياسية.

 

موت في الحالين!

 نبيل بومنصف/النهار/7 آذار 2016

ماذا تراها تقدم او تؤخر استقالة الحكومة التي يقال انها صارت وشيكة ومحتملة اقرب من اي وقت مضى بعدما فاض كأس الصبر لدى الرئيس تمام سلام؟ لا نثير الامر من زاوية قوى سياسية تحترف استباحة المواطن اللبناني بطريقة وحشية بارغامه على تجرع الازمات قوتا يوميا. نثيره من زاوية المواطن في يومياته العادية التي باتت توازي الموت السريري لحقوقه البديهية في ابسط حدودها. منذ ثمانية اشهر أسقطت الطبقة الشرهة الفاسدة اهانة جماعية على اللبنانيين وتركتهم عرضة لأبشع صورة جماعية لبلد ومواطنيه ولأشد تشويه لحضارته وهو الذي لم تقو أنواء الحروب المتعاقبة على تحطيم عنفوانه يوما. صار اللبناني المتكيف مع أزمة النفايات والعاجز عن قلب الطاولة اشبه بفأر تجارب وما ادراك ما يعني ذلك من تحويل الناس الى جماعات مقهورة وحاقدة وما يمكن ان يتأتى عن ذلك يوما. بالامس شاهد اللبنانيون انفجار احدى العينات الفاضحة من جوانب الفساد المستأصل في الدوائر بلوغا الى مؤسسة رقابية، فبدا مشهد رئيس هيئة التفتيش المركزي وهو يفجر الفضيحة اشبه باعلان مدو لموت الدولة اللبنانية بفعل الجرعات الزائدة من الفساد. قبله وبعده تتصاعد أساطير المليارات المنهوبة والمهدورة في أزمة النفايات وسواها من حكايا الانهيار الذي لا ندري ما اذا كان بلد بلغ مستوياته الحقيقية التي ستبقى عاصية على مراصد الشفافية العالمية. ولنذهب الى الأبسط من هذا في انتهاك اقل حقوق الناس. هل تعرف أيها اللبناني انك تمضي ما يقارب ربع او ثلث عمرك وتستهلك معظم عافيتك وانت تقبع ساعات في زحمة السير والاختناقات المرورية التي توقفت الدولة اللبنانية، تحت عصف الخناقات على الفساد او لأسباب اخرى، عن استحداث اي همة او مشروع او خطة للتخفيف من العذاب اليومي للناس؟ هل تدرك ايها اللبناني ان صحتك المهددة بكل أوبئة النفايات لا تقيم دولتك وزنا لها ما دام هؤلاء "الاشاوس" الذين يقبضون على مصيرك لا يسمعون ولا يَرَوْن ولا يعرفون أصلا ما يجري على "أرضية جماهيرهم" ويوميات العذاب؟

بالامس، يطلع في صبيحة يوم عطلة خبر حزين ينبئ باقفال مكتبة البرج في نهاية نيسان المقبل. هذه الجوهرة الثقافية في وسط بيروت الذي كان يوما يضج حياة وحضورا وفرحا كأنها تذوي الآن لتصدم أولئك الذين في آذانهم وقر ولم يعرفوا بعد ان قلب بيروت كله ينطفىء تباعا وان كل ما فيه وحوله ينبئ بالجفاف والحزن والهجران. هل ثمة من سيسأل بعد عن حكومة باقية او راحلة وما الفرق بين هيكل متداع وهيكل مدفون؟ كان شجاعا الرئيس سلام حين تحدث عن النفايات السياسية، ولكن ألم يحن أوان طمرها؟.

 

تمايز الموقفين الغربي والسعودي من الاجراءات لا يلغي اتساع التضييق على القرار اللبناني

 روزانا بومنصف/النهار/7 آذار 2016

على رغم تفهم دول غربية دوافع المملكة العربية السعودية للاجراءات الاخيرة التي اتخذتها ازاء لبنان وتحفظاتها عن اداء سياسي او حتى امني ربما، فانها لا توافقها كليا على الاقتناع بان "حزب الله" يسيطر على الدولة اللبنانية وقرارها من دون ان يعني ذلك عدم الاقرار بأن الحزب يسعى الى الهيمنة على القرار السياسي اللبناني او يستفيد منه لمصالحه. فمن حيث شاءت المملكة ام لم تشأ فهي تساهم في تثبيت الحملة الدعائية التي ذهبت اليها ايران في محاولة الايحاء بسيطرتها على اربع عواصم عربية من بينها بيروت، علما ان في العواصم الاربع نفوذا لايران عبر توظيفها او استثمارها في تنظيمات وطوائف محلية لكن الواقع ان لا سيطرة لها على القرارات بمقدارالانطباعات السائدة. والنموذج الابسط في لبنان على الاقل ان الحزب يتمسك بمرشح لرئاسة الجمهورية هو رئيس لاكبر كتلة نيابية مسيحية ولم يستطع فرض انتخابه ولن يستطيع ليس لعدم قدرة بل لاعتبارات تقضي بوجوب انتخاب رئيس قادر على تغطية الحزب بناء على دعم كل الافرقاء اللبنانيين له، وهذا الامر لا يحصل لئلا تنفجر الامور في وجهه في حال اعتمد اسلوبا قسريا كما في ضوء الحاجة الى رئيس يفرج لبنان عبر علاقات انفتاح مع محيطه ولا يزيد عزلته. وتجربة الحكومة التي اتى بها الحزب بعد 2011 وتألفت من قوى 8 آذار وحدها لم تكن ناجحة، فاضطر الى العودة الى منطق التوافق مع الاكثرية السنية والحصول على تغطيتها لمسائل عدة في البلد. وتعتقد المصادر الديبلوماسية صاحبة هذا المنطق بان الحزب يستمرفي المساهمة في تعطيل الانتخابات الرئاسية لكن المسألة باتت تنعكس على المرشحين من ضمن فريقه وقد بات كل منهما محشورا في مواقف اقليمية قد تطيح اي امكان لانتخاب اي منهما متى تصاعدت الازمة مع الدول الخليجية الى حد الاختيار بين الدفاع عنه كتنظيم غير ارهابي وفق ما تم تصنيفه خليجيا وبين الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للبنان واللبنانيين مع الدول العربية.

لكن المصادر تقر بأن الاجراءات السعودية قد تحشر الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة في مكان ما، اذ ان واشنطن وتحديدا الكونغرس الاميركي كان يتحفظ عن اعطاء مساعدات او اسلحة معينة للجيش اللبناني من ضمن تحفظاته او مخاوفه ان يذهب هذا السلاح الى الحزب في محطات مصيرية معينة. ولم تتراجع هذه التحفظات كليا وإن بدا ان التهديدات الارهابية التي تعرض لها لبنان منذ ما بعد انطلاق الحرب السورية قد سمحت بتجاوز الكثير منها لكنها لا تزال قائمة. ومن الصعب الا تترك المواقف السعودية او الخليجية عموما اثرها على الكونغرس الاميركي باعتبارها ذريعة يمكن ان يثيرها الجمهوريون الاميركيون ازاء المساعدات التي تقدم للجيش اللبناني. وتاليا قد يتعين على الولايات المتحدة اذا شاءت حماية لبنان من الارهاب او عدم الاستقرار المطالبة بضمانات اكبر حول السلاح للجيش او عدم خضوع القرار اللبناني لارادة الحزب وهو الامر الذي يصب في خانة استعادة استقلالية القرار اللبناني خصوصا اذا اعتمدت واشنطن على الهبة التي قدمتها المملكة للجيش لترفع عن كاهلها تبعة اعطاء اسلحة للجيش لا يمكنها تقديمها له لاعتبارات تتصل باسرائيل ايضا. الكرة تقع ايضا في ملعب فرنسا التي على غرار سائر الدول التي تطلب ضمانات من اجل الا يقع استخدام اسلحتها بايدي اطراف ثالثة للمساعدة في المساهمة في استقلالية القرار اللبناني. وهذه الضمانات ربما تصب في مصلحة انتخاب رئيس جمهورية يوحي بالثقة ويقدم هذه الضمانات عبر شخصه وادائه. والاستنفار الغربي الاميركي الفرنسي في هذا الاطار اي على ضوء الاجراءات الخليجية ربما يدفع لبذل بعض الجهود من اجل الضغط في هذا الاتجاه. ولعل الزيارة التي سيقوم بها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع رئيس البنك الدولي لبيروت الى جانب تردد معلومات عن زيارة مسؤول في الخارجية الاميركية تندرجان في اعادة تسليط الضوء على اهتمام بوضع لبناني غاب طويلا ولا يزال عن اهتمامات الخارج باستثناء موضوع اللاجئين السوريين. ولذلك قد يكون رأب الصدع مع الدول الخليجية صعبا جدا في ظل الحكومة الحالية وفقا لهذه المصادر، علما ان تفككها وضعفها لا يساعدان في الايحاء بالطمأنينة على رغم ان تسوية العلاقات مع الدول الخليجية ملحة وضرورية جدا كما لا امكان للاستغناء عن هذه الحكومة راهنا في ظل استمرار الشغور في موقع الرئاسة الاولى. فثمة تقدير كبير للصبر الذي يبديه الرئيس تمّام سلام ومحاولة للاستفادة من الزخم الذي اعطاه الرئيس سعد الحريري للوضع الداخلي في موضوع الرئاسة على قاعدة انه ومع الاخذ في الاعتبار ما يواجهه لبنان على صعد عدة فانه يتم التركيز على امرين مهمين : الاول ان لبنان ربما يتجه خصوصا بعد الاجراءات الخليجية الى وضع يزداد صعوبة خصوصا انه بلد يستمر في الانفاق من دون القدرة على تمويل انفاقه وفق ما باتت تسجل الدول الغربية. والامر الاخر متصل بواقع ان عجزه عن اتخاذ القرارات لتسيير شؤون الدولة على كل المستويات قد يفوت عليه فرصة مواكبة اعادة تأهيل سوريا في المرحلة اللاحقة

 

تعريف حزب الله

ماجد كيالي/العرب/07 آذار/16

لندع تعريفات مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب، أو أي مؤسسة رسمية عربية أخرى، لأي ظاهرة في العالم العربي، وضمنها لـ”حزب الله”، وذلك لأسباب كثيرة، ضمنها أنها تنطوي على تحيّزات سلطوية، وأنها تأتي لمجرد المناسبات والاستهلاك. وهذا يفيد، أيضا، في التذكير بأن تعريف المجلسيْن لحزب الله، كمنظمة إرهابية، جاء متأخرا جدا، وأنه لم يلاحظ انخراط هذا الحزب في الحرب التي يشنها نظام بشار الأسد ضد السوريين، وضد حقهم في الحرية والكرامة في بلدهم، منذ سنوات عديدة. مع ذلك لنتجاوز التعريف بالإرهاب، وهو تعريف بات ملتبسا، ويخضع لتوظيفات سياسية ولحظية، فما هو تعريف “حزب الله” حقا، بأفكاره ومرجعياته وبنيته وعلاقاته وشكل عمله؟ ومثلا، هل هو حزب ديني أم علماني؟ هل هو بتركيبته وبتوجهاته وخلفياته حزب طائفي أم وطني؟ هل هو حزب ديمقراطي أم استبدادي؟ هل هو حزب يمحض ولاءه لشعب لبنان أم للنظام الإيراني؟ هل هو حزب لجمهور “الشيعة” اللبنانيين، أي يخدم مصالحهم، أم أن مرجعيته تتبع مصالح نظام “الولي الفقيه”؟ هل هو حزب يتوسل الوسائل السياسية لتحقيق أغراضه أم يستخدم وسائل القوة لفرض سياساته على مجتمع اللبنانيين؟ هل هو حزب يساند قضايا الحرية والعدالة في العالم العربي أم أنه يساند نظم الاستبداد ويعمل كذراع إقليمية لإيران؟ ثم ماذا يفعل هذا الحزب في سوريا؟ ولماذا يقتل في السوريين؟ ولمصلحة من؟ ولماذا توقف عن المقاومة ضد إسرائيل، وهي المفترض مبرر وجوده؟ أيضا لمصلحة من يتم تقويض صدقية المقاومة ضد إسرائيل بتحويلها إلى ميليشيات تقاتل من أجل مصالح طائفية؟ ولمصلحة من جرى التخلص من مفكري “الشيعة” اللبنانيين من حسين مروة إلى خليل نعوس وسهيل طويلة ومهدي عامل في الثمانينات؟ وهل حزب الله بريء من الاغتيالات التي دبرها النظامان السوري والإيراني في لبنان؟ أخيرا، كيف يتعامل حزب الله مع قضية فلسطين؟ ألا يستخدمها بشكل وظيفي لتغطية دوره الإقليمي ولتغطية واقعه كحزب طائفي؟ حقا ما هو حزب الله هذا؟ وما هي وظيفته؟ ولصالح من يعمل؟ وإلى متى ستظل قضية فلسطين مطيّة له ولغيره يركبها ويوجهها ويوظفها كيفما شاء؟ في محاولة الإجابة على كل هذه التساؤلات يجدر التأكيد، في البداية، أن المشكلة مع حزب الله ليست لها علاقة بأفكاره، ولا بمذهبه، ولا بتركيبته الطائفية، فهذا شأنه، فقد تم الاحتفاء بهذا الحزب وبمقاومته لإسرائيل منذ انطلاقته، في أوائل الثمانينات، رغم كل ما تقدم. مثلا، ومع أن المجتمع، في أغلبيته (السنية) يدرك طبيعة هذا الحزب ومذهبه، وهذا معروف ومعلن، إلا أنه ظل يمحضه بدعمه، بوصفه حزب مقاومة، وبحكم الخلفية الوطنية المنغرسة في قلوب السوريين، وهذا يشمل احتضانهم جماهير الحزب التي نزحت من الجنوب إلى سوريا إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان (في العام 2006). هكذا فإن المشكلة مع حزب الله تكمن، بشكل خاص، وبغض النظر عن كل الملاحظات عليه، في طابعه التسلطي وسعيه إلى الهيمنة على المجتمع والدولة اللبنانيين بالقوة، وبتبعيته لإيران، وقتاله للسوريين دفاعا عن نظام تأسس على الفساد والاستبداد. وعلى أي حال، وبعد كل هذه التجربة، فإن مآلات حزب الله، كذراع إقليمية لإيران، وكمساهم في إثارة النزعات والحساسيات والصراعات الطائفية في مجتمعات المشرق العربي، وبانخراطه المستميت في قتال السوريين، تطرح علينا تساؤلين كبيرين، أولهما: أيهما أكثر أو أقوى تأثيرا، قتال حزب الله لإسرائيل، أم خدمته لها، من خلال إثارته (مع إيران) النعرة الطائفية المذهبية في المنطقة، وتصديعه مجتمعات المشرق العربي على هذا الأساس؟ وثانيهما، أيهما يا ترى أكثر تأثيرا، مقاومته لإسرائيل (بين 1983 و2000) أم قتاله السوريين في السنوات الخمس الماضية؟ هذان السؤالان المعياريان هما من أجل إمعان التفكير في وظيفة هذا الحزب والتمعن في طبيعته وحقيقة دوره، بعيدا عن التلاعبات والتغطيات، هذا لمن يريد أن يرى ويعرف ويفكر حقا في أحوالنا بمعزل عن البديهيات والعصبيات والشعارات الجاهزة.

 

طريق الملوك

الكولونيل شربل بركات

06 آذار/16

تكلمنا في حلقة سابقة عن صور عاصمة التجارة العالمية وقد كانت نقطة الانطلاق لسفن عبرت البحار فملأت المتوسط مدنا وحضارات ووصلت إلى انكلترا اليوم "جزيرة القصدير" وإلى بحر الشمال ودار احفادها ابناء ترشيش وقرطاجة حول افريقيا ووصلوا إلى البحار البعيدة والجزر الخضراء. ولكنها كانت في نفس الوقت مركز جذب لكل المفتشين عن المغامرة المربحة والثروة الممكنة من خلال التجارة بما هو مطلوب أو فتح أسواق لبضائع متوافرة وهكذا تعلّم الكثيرون على أيدي أبنائها تطويع المستحيل بالارادة والاصرار وبروح المبادرة الفردية في ظل غياب المنافسة ووسع الآفاق. وكانت التجارة البرية مهمة بقدر ما كانت عليه التجارة البحرية ولذا فقد كان هناك وسائل ساعدت على بنائها واستمرارها من بينها شبكة الطرق ومراكز الاستراحة التي تتيح لقوافل التجار الانتقال من المصادر إلى المدينة الأم وأسواقها المفتوحة على كل أنواع البضائع.

فمن صور لم يكن بامكان قوافل الجمال أو البغال المحملة أن تعبر جنوبا إلى فلسطين على الخط الساحلي وذلك بسبب رأسي البياضة والناقورة (وما بينهما من الرؤوس التي تصل كلها إلى البحر). ويقول "فولني" الرحالة الفرنسي الذي زار المنطقة في 1783 بأن ممر البياضة الذي شقه الأسكندر المقدوني كان لا يزال بعرض لا يتجاوز الأربعة أذرع يوم مر عليه وهو مخيف جدا للعبور وقد سقط أحد البغال التي كانت برفقتهم إلى البحر بما عليه. فإذا كان هذا الممر الذي حفره الاسكندر المقدوني في القرن الثالث قبل الميلاد بقي مدة الفي سنة على حاله فذلك لأن طرقا أخرى أسهل كانت تتبعها قوافل التجار الكثيرة في ذهابها وايابها من وإلى صور. والطريق الذي كان يسلكه أجدادنا زمن العثمانيين أي في بداية القرن الماضي كان على ما يبدو طريقا أسهل وهو يعبر من جنوب صور إلى منطقة عين بعال ومن ثم إلى قانا ويصعد في وادي الدب إلى ياطر (ياه-عثر) حيث ينزل إلى وادي العيون ومنه إلى حزور وعين حانين وعين طربنين ومن ثم ما نسميه درب كفر برعم إلى يارون وعلى هذا الطريق يوجد الكثير من عيون الماء التي تستريح بقربها القوافل قبل أن تكمل سيرها. ويارون هذه تبعد مسيرة يوم واحد، على سرعة القوافل، عن صور وتلتقي فيها الطريق القادمة من دمشق إلى مرجعيون أي الطريق الشمالي والطريق الجنوبي الذي يدخل فلسطين إلى مصر أو الصحراء العربية.

والطريق الذي يسير شمالا من يارون باتجاه عيترون (عثر- أون) شرق مارون الرأس لا يزال يسمى حتى اليوم "درب السلطانة" أي طريق السلطان او ما كان يطلق عليه تسمية "طريق الملوك" وهي التي سلكها المصريون شمالا وشعوب ما بين النهرين جنوبا وهذه الطريق التي تسير بعد عيترون شمالا في وادي السلوقي هي نفسها التي سلكها "ابن جبير" في رحلته في الألف الأول للميلاد بعد عودته من الحج إلى مكة المكرمة. فهو كان قدم من الاندلس حيث يقيم إلى مصر ومن ثم، وبعد اتمامه فريضة الحج، سافر مع الحجيج الشامي الذي انتقل إلى البصرة وبغداد فالجزيرة ومنها إلى حلب وحماه وحمص وبعلبك حتى دمشق. وهو يصف جبل قاسيون حيث لا يزال دم "هابيل" الصدّيق الذي قتله شقيقه "قابيل" على صخرة في هذا الجبل، بحسب سكان المدينة. ومنها سافر على طريق القوافل قاصدا عكا التي سيأخذ منها سفينة متوجهة إلى الاندلس، وهو يصف لنا الطريق الذي يمر في ما يسمى الجولان السوري اليوم وينزل إلى بانياس فمرجعيون ومن ثم إلى وادي السلوقي حيث يقف بالقرب من حولا ليدفع ضريبة المكوس لصاحب تبنين وتقطن حامية المكوس قلعة "دوبيه" "De paie" التي لا تزال تحمل الاسم الفرنسي والذي يعني "الدفع". ومن مرجعيون إلى يارون مسيرة يوم على سرعة القوافل ومنها إلى دمشق أيضا مسيرة يوم وفيها اي مرجعيون يلتقي الطريق الصاعد من صيدون العظيمة عبر هضبة النبطية حيث بقيت قلعة "بوفور" (الحصن الجميل)، والتي تركب "الشقيف" وتشرف على وادي الليطاني، تربض منذ الف سنة وحتى اليوم.

ومن يارون جنوبا يدخل الطريق باتجاه الناصرة وهي على مسافة يوم سفر أيضا قبل أن ينزل إلى السهل الذي يسمى مرج ابن عامر حيث تدور خلف جبل الطابور باتجاه البحر متجنبة جبل الكرمل ومن هناك تنزل إلى الساحل وتمر في يافا فغزة والعريش إلى مصر. أما نحو بلاد العرب فهي تنزل من الناصرة شرقا إلى الأغوار حيث المدينة التي لا تزال بقايا آثارها الرومانية في "بيت شآن" والتي كانت مركز استراحة القوافل القادمة من الصحراء وهي على مسيرة يوم من "بترا" في الأردن اليوم.

وقد سلك السيد المسيح ورسله هذا الطريق من الناصرة إلى بلاد كنعان أي إلى قانا وصور وقد حضر، كما يقول "لاغرانج" احتفال "تموز" الذي يقام في أول الصيف ونحن نعرف أن هيكل دامو (دموزي أو تموز) يقع بقرب "عين داما" في خراج يارون ويسير موكب الاحتفال بالعادة من هيكل دامو إلى هيكل اشيرتا القريب منه على تلة شرتا في عين إبل. ولا بد أن تكون عين طربنين التي تعني الارض المقدسة قد ساهمت في ارواء عطشه في ذلك اليوم من أول تموز أو في غيره من الرحلات إلى بلاد كنعان بحسب التقليد العينبلي.

 

ليس هناك وقفاً لإطلاق النار، بل تخفيفاً لوتيرة العمليات العسكرية

العميد خليل حلو/فايسبوك/06 آذار/16

منذ إعلان موسكو وواشنطن عن وقف العمليات العسكرية في سوريا منذ حوالي عشرة أيام، دون أن يشمل ذلك "داعش" والنصرة، سقط في سوريا 687 قتيلاً منهم 135 في المناطق التي شملها وقف إطلاق النار و552 في المناطق غير المشمولة به وهي الأوسع. النظام من جهته ما زال يقضم مناطق الثوار ويحتل بعض القرى والمساحات لإحكام الطوق على مدينة حلب. ذلك يعني أنه ليس هناك وقفاً لإطلاق النار، بل تخفيفاً لوتيرة العمليات العسكرية أسبابها الحقيقية هي:

1) رغبة روسيا بتخفيف الكلفة المرتفعة لعملياتها العسكرية في سوريا في ظل عقوبات إقتصادية ثقيلة تتعرض لها موسكو، وفي ظل إنخفاض مداخيل الغاز والنفط الروسيين وتخفيض موازنة الدفاع الروسية بنسبة 5 % وكون موسكو لها إهتمامات عسكرية أخرى في أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وأرمينيا وغيرها.

2) بلوغ روسيا أهدافها الإستراتيجية في سوريا وهي إعادة تثبيت نظام دمشق بعد أن كان على وشك الإنهيار في أيلول الماضي، وبالتالي ضمان وجود روسي قوي في شرقي المتوسط من جهة، وخلق حالة تهديد لتركيا جنوبي حدودها في حال تفاقمت الأزمات التي تواجهها روسيا في أوروبا الشرقية وفي البحر الأسود وفي القوقاز، ذلك لردع تركيا من التدخل هناك .

3) عدم تحمل الكلفة المرتفعة جداً لأي عمليات جوية أو برية روسية إضافية لدعم قوات النظام السوري في محاولات تحقيق أي تقدم إضافي، ذلك أن قوات النظام تفتقر إلى العديد البشري مما يمنعها من توسيع رقعة إنتشارها كثيراً، كما أن تقدمها خلال الأشهر الخمسة الماضية كان ببطء شديد رغم كثافة القصف الروسي الجوي والبري.

4) عدم رغبة روسيا بالإنزلاق أكثر في المستنقع السوري وبالتالي عدم رغبتها بتخصيص قوى جوية وبرية إضافية في سوريا

5) عدم رغبة موسكو بدفع أنقرة إلى تدخل عسكري تركي بري في سوريا لأن ذلك يعني إنزلاقاً وتصعيداً مع إحتمال جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع روسيا ربما قد تتجاوز حدود سوريا لتشمل البحر الأسود، والبحر المتوسط، وأوروبا الشرقية.

6) الحد من أزمة النازحين التي تهدد أوروبا مما يعني أن الأوروبيين لن يخففوا من عقوباتهم التي فرضوها على روسيا.

الخلاصة: في ظل إستمرار الأعمال العسكرية في سوريا ولو بوتيرة أخف من الأشهر الخمسة الماضية، الشعب السوري ما زال يدفع الثمن، ونحن كلبنانيين من واجبنا وقف التورط في المستنقع السوري وخاصة "حزب الله" لكي لا ننغمس في دوامات الحروب الكبيرة الإقليمية والعالمية التي يكون فيها حجمنا صغير جداً مهما نسجنا من أساطير وملاحم، وأيضاً نحن جزء من عالم عربي لنا عليه ما لنا وله علينا الكثير في المقابل، والوفاء هو من شيمنا، ومصلحتنا عربية بالدرجة الأولى ومن غير الوارد مواجهة العالم العربي في أية أزمة مستقبلية أو حالية.

 

نظام الإرهاب الإيراني وإعدام أسرى العراق!

داود البصري/السياسة/07 آذار/16

للتاريخ عيون وآذان، وكذلك أنياب ومخالب، والحديث عن الإرهاب الأسود الذي مارسه النظام الإيراني الفاشي هوحديث طويل وذوشؤون وشجون ومتعدد الزوايا والإنعطافات، وقد سكب حبر ودماء كثيرة فيه وحوله ، فحجم الأحقاد التي تسير هذا النظام أكبر من كل ماهومتوقع ، ويكشف عن غل أسود يعتمل في صدور قادة وجهابذة ذلك النظام المنافق الذي يحاول الظهور بمظهر المصلح والحريص على الوحدة الإسلامية ، فيما يمارس سياسات فاشية مريضة حاقدة إنعكست على الداخل قبل الخارج من خلال حملات الإعدام الجماعية الرهيبة لنظام لاعلاقة له بالإنسانية ولا بأي صيغ قانونية أرضية أوسماوية! والجريمة في عرف النظام وقادته هي مسألة جينية راسخة في منهج النظام وخلاياه الحيوية ، ففي إعتراف إرهابي غير مسبوق ومثير للدهشة والغثيان أعلن النائب الإيراني في مجلس الشورى المدعو نادر قاضي بور إعترافاً صريحاً وتاماً بجريمة بشعة ضد الإنسانية نفذها بكل برودة دم وأعصاب! وذلك عبر أوامر مباشرة أصدرها خلال مرحلة الحرب العراقية- الإيرانية (1980/1988) وخلال هجوم نفذه الإيرانيون في العمق العراقي في المنطقة الواقعة بين البصرة والعمارة، وأعتقد أنه يقصد معارك العام 1982 وماتلاها حيث أمر قاضي بور بإعدام أكثر من 700 أسير عسكري عراقي وتباهى بتلك الفعلة الشنيعة متفاخرا بأنها تمت من أجل الإسلام والدفاع عن الجمهورية الإسلامية رغم أن الهجوم والإعدام تم في عمق الأراضي العراقية! فأي خسة، وأي إرهاب؟ وأي نذالة أكثر مما تقدم ؟ أن يعترف المرء بقتل شخص فتلك جريمة تظل تطارده أبد الدهر ، فكيف بمن يتفاخر بذبح 700 إنسان أسير ومجرد من السلاح لايمتلك إمكانية الدفاع عن نفسه؟ أي عقلية إرهابية إجرامية تلك التي تطوق عقليات ونفوس أهل النظام الإيراني ومؤيديه؟ وأي إرهاب أسود ذلك الي يسير من يدعون أنهم يسيرون على خطى الصحابة الكرام والإسلام الرسالي؟ المصيبةإن النائب المجرم وقد إعترف بفعلته الخسيسة لم يكن يخشى من اي تداعيات قانونية أومتابعات قضائية خصوصا من حكومة العراق التائهة والمحشورة في الجيوب الخلفية للإيرانيين ، فعلى وزارة العدل العراقية التحرك ورفع القضية على مستوى دولي ضد النائب الإيراني الإرهابي نادر قاضي بور، لكون الجرائم ضد الجنس البشري لايسقطها التقادم الزمني، والإعتراف سيد الأدلة وقد إعترف الإرهابي الإيراني البرلماني المجرم بلسانه في «بطولاته الخسيسة» تلك، ولكننا نعلم أن وزارة العدل العراقية تابعة للعصابات الإرهابية الإيرانية الطائفية المهيمنة على العراق؟ وهي أداة طيعة في خدمة المشروع الإيراني ، كما أن المنظمات الإنسانية والمدنية العراقية تتحمل مسؤولية أخلاقية ووطنية كبرى في متابعة ملف إعدام الأسرى ، فمعارضة النظام السابق لاتعني تدمير الوطن وسحقه بأيدي أعدائه ، ومن تم قتلهم بدم بارد وإعدامهم بإجرامية رهيبة هم أبناء الشعب العراقي ولهم عوائل وورثة ومعذبين لازالوا يعانون من عذاب تلكم الحقبة ومآسيها ، ونائب منطقة أرومية شمال غرب إيران نادر قاضي بور ينبغي أن لايفلت من المساءلة القانونية والقضائية وأن تكون قضيته مرفوعة أمام المحاكم الدولية المختصة! ، ثقافة النظام الإيراني ثقافة إرهابية ، وأتباع النظام الإيراني إرهابيون أجلاف ، وحكومة العراق التي يديرها إرهابيون عملاء لإيران في الداخلية والعدل والخارجية وقطاعات حيوية أخرى لن تأخذ بحق الشعب العراقي أبدا، ولن تلاحق ذلك النائب الإرهابي المجرم، ولن تشفي صدور أهالي الضحايا الأبرياء، والمسألة برمتها وبكل ملفاتها موضوعة أمام المنظمات الحقوقية الدولية التي ينبغي أن تتحرك، أفواج العراقيين الأحرار في الداخل والخارج لإثارتها وتفعيلها وإعطائها الأبعاد القانونية والسياسية والإنسانية التي تستحقها؟ فالحكومة العراقية الحالية عميلة بشكل سافر للإيرانيين فضلا عن كونها إرهابية رثة وسائرة في ركاب الإرهاب الإيراني ولايمكن أن تثير أي قضية وطنية ضد أي طرف إيراني فما بالك بعضوفي مجلس الشورى الإيراني ومقاتل قديم في الحرس الإرهابي الثوري مثل المجرم نادر قاضي بور؟ نأسف للحال الرثة التي وصل إليها العراق وهو يحكم من العملاء ، ونتأسف أكثر لصمت ملايين العراقيين المخزي والمعيب ، ولكن دماء الأسرى والشهداء الأبرياء لن تذهب هباء، فدماء الشهيد تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم ، وإذا كان من إرهابي أومجرم يستحق المساءلة والملاحقة فهووزارة الظلم العدل العراقية المتواطئة مع الإرهاب الإيراني… فتبا وسحقا للعملاء والإرهابيين! والعار كل العار للمنبطحين أمام الإرهاب الإيراني الأسود

 

بلاد الجنازات والشاشات

غسان شربل/الحياة/07 آذار/16

جلس العربي أمام الشاشات. يمكن القول إنه مشاهد متفرغ. لم يتفهّم صاحب العمل غياباته المتكررة. حاول أن يشرح له أن المرحلة حرجة، ومستقبل الأمة في الميزان، وأن خرائط تتقاعد وأخرى تشق طريقها. لم يتساهل. استقال العربي القلِق ووزّع الشاشات على الجدار. يحتاج الأمر إلى مُشاهدٍ متفرغ. الحروب كثيرة ومعقّدة، والميليشيات عديدة ورهيبة. شاشة لسورية، وثانية للعراق، وثالثة للبنان، ورابعة لليبيا، وخامسة لليمن، وسادسة لفلسطين. وشاشة أخيرة للأهوال المتنوعة، والأخبار العاجلة، والبث المباشر من مواقع الكوارث. وقع العربي المسكين في قبضة المحلّلين. محلّل الشاشة الأولى لا يريد أن يكذب على المشاهدين. كلامه قاطع ومباشر. يعرف من مصادر واسعة الاطلاع أن الانهيار الكبير لا يزال في بداياته، وأن الأهوال التي شهدناها ليست سوى المقدّمات، وأن الأيام المقبلة ستكون أشد فتكاً. يهرب إلى الشاشة الثانية. كان المحلّل الإستراتيجي في انتظاره. قال: «لا تخطئ في الحساب. انسَ سورية. تلك البلاد التي كنتَ تعرفها ذهبَت إلى غير رجعة. سيتحارب السوريون طويلاً قبل أن يوافقوا على صيغة تنظّم نوعاً من الطلاق بينهم. دولة مركزية ضعيفة يرفرف علمها فوق أقاليم تعوم على أحقادها وكراهياتها. الحديث الروسي عن الفيديرالية يرمي إلى تدريب السوريين على تجرُّع سورية أخرى حين يتوقف إطلاق النار». شعر العربي بحزن شديد. كان طالباً حين سمع رفاقه يهاجمون بقوة خرائط سايكس - بيكو، وكيف أن سكاكين غرباء تولّت تقطيع أوصال الأمة. وسمع أيضاً أن الغضب يهدر في عروق العرب، وأنهم يريدونها أمة واحدة ذات رسالة خالدة، وأن يوم إزالة آثار الاستعمار وارتكاباته لن يتأخر. انتابه غضب غامر. كاد يخرج إلى النافذة ويصرخ: «أعيدوا إلينا كيانات سايكس - بيكو، إنها أكثر رحمة بالتأكيد من الخرائط الصغيرة التي تُرسَم بجثث الأطفال والبيوت المحروقة». كَظَمَ غَيْظَهُ وهاجر إلى شاشة أخرى. قال المحلّل: «دعنا لا نكذب على بعضنا بعضاً. العراق القديم مات. أهل الموصل يتحيّنون الفرصة للخلاص من «داعش». لا يطيقون أسلوبه ولا سكاكينه. يريدون تحرير مدينتهم لكنهم لا يريدون أن يدخل «الحشد الشعبي» إذا غادر «داعش». المشاهد التي وردت من ديالى ضاعفت مخاوفهم من «الحشد» وممارساته». حذّر المحلّل من أن الوضع في كركوك ينذر بمواجهات مقتربة بين البشمركة و «الحشد». لَفَتَ إلى ما هو أخطر من الوضع في كركوك. تحدّث عن انهيار محتمل لسد الموصل، بسبب تعثر أعمال الصيانة. نقل عن خبراء أن انهيار السد سيطلق أمواجاً عاتية من المياه يصل ارتفاعها إلى عشرين متراً. قال إن انهيار السد سيُغرِق الموصل وتكريت وستصل المياه إلى سامراء وبغداد. وتوقّع أن يؤدي الانهيار إلى مقتل حوالى مليون شخص في المناطق القريبة من دجلة. كاد العربي أن يُصاب بالجنون. كان ينقصنا سد الموصل. قالها وضرب كفاً بكف. فرّ إلى شاشة أخرى. قال المحلّل: «لبنان الذي نجح في الإقامة على أطراف الهاوية يستعد للغرق في قعرها. تركيبته الهشّة أصلاً لا تسمح له باحتمال النزاع الشيعي - السني. لا يستطيع أيضاً احتمال تحوُّل «حزب الله» قوة إقليمية محاربة وعابرة للحدود، كما لم يستطع اليمن احتمال مغامرة الحوثيين. لا حل في الأفق. لا بد من انتظار تحوُّل إيران من دولة مصدِّرة للثورة وعدم الاستقرار إلى دولة طبيعية، لكن ذلك قد يستغرق عقوداً». ضرب العربي كفاً بكف. أي خريطة تستطيع الانتظار إلى هذا الحد؟ يعرف العربي أن النسيج الوطني تهرّأ هنا وهناك. وأن خرائط كثيرة تآكلت وتتلوى الآن على أنغام الميليشيات. وأن الطلاق يستحكم في الشعارات والنفوس. لقد انهارت كل السدود دفعة واحدة. سقطت ركائز الحد الأدنى من الاستقرار، وسَقَطَ التعايش، وسقطت كل الحصانات والمحرّمات. غرور القوّة مُقلق، وأوهام الاستقالة من الخرائط مرعبة. المسألة أخطر بكثير من سدّ الموصل. تدفق الكراهيات أشدُّ هولاً. إننا بلاد الجنازات والشاشات.

 

الخوف على أوروبا يجمّد الصراع في سورية

جورج سمعان/الحياة/07 آذار/16

الهدنة في سورية تتحول قريباً وقفاً دائماً للنار. هذا من الشروط البديهية لسير المفاوضات المقررة مبدئياً بعد غد الأربعاء. ومن البديهيات أيضاً في أي صراع أن تحدث خروق هنا وهناك، كما هي الحال هذه الأيام على رغم إعلان الجميع التزامهم الاتفاق الأميركي - الروسي. لا فكاك لأحد من هذا الالتزام. لأن ذلك يعني التمرد على إرادة الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين اللذين حرصا على إعلان الاتفاق. أعلى سلطتين قررتا وما على الجميع سوى الطاعة. لا يعني هذا الاتفاق بالضرورة أنهما شقا طريقاً واسعاً للتعاون في مختلف القضايا والأزمات العالقة. أو أنهما توافقا على اعتراف كل طرف بمصالح الطرف الآخر. لذلك يشيع المبعوث الدولي ستيفن دي ميستورا تفاؤلاً قد لا يكون في محله، عندما يؤكد أن الحل السياسي سيرسمه السوريون بأنفسهم عبر التفاوض. الحل ملك الكبار الذين فرضوا وقف الأعمال العدائية ويسعون إلى وقف ثابت للنار غير مرهون بفترة زمنية محددة. بل ربما لامس رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب حقيقة الوضع عندما أخذ على الولايات المتحدة مراعاتها مواقف روسيا. إذ لم يعد مجال للشك في أن الكرملين يتقدم على باقي اللاعبين في القدرة على التحكم بمسار التسوية. وقد لا يلتزم هذا المسار الخريطة التي رسمها القرار الدولي 2254.

يمكن القول إن وظيفة الصراع في سورية انتهت أو على وشك الانتهاء. تفككت الدولة والتحقت بجارها الشرقي. ولم تعد تشكل تهديداً لأي قوة، أو لنفوذ أي قوة في الإقليم، من إيران إلى تركيا ومروراً بإسرائيل. وعوضت روسيا بعض ما لحقها من أزمة أوكرانيا ومن زحف حلف شمال الأطلسي. صارت تشكل تهديداً لثاني أكبر جيش في هذا الحلف. فتركيا التي شكلت أيام الحرب الباردة رقماً استراتيجياً صعباً في وجه تمدد حلف وارسو، تشعر اليوم بثقل تطويقها من بحر قزوين وأرمينيا من جهة، والساحل السوري من جهة أخرى. وتعاني من تبعات إقفال بوابتها إلى الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية. لذلك لا تزال، على رغم حجم خلافاتها السياسية مع إيران، تتمسك بالرافعة الاقتصادية للحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع الجمهورية الإسلامية. وهو ما سعى إلى ترسيخه رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو باتفاقه قبل أيام مع طهران على رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى ثلاثين بليون دولار خلال سنتين. والأهم من كل هذه النتائج أن الحرب السورية كشفت ضعف القوى الإقليمية الكبرى وعجزها عن حسم الصراع عسكرياً أو سياسياً. وهو ما سهل على القوى الدولية أن تأخذ القضية بيدها.

لم تنته وظيفة الصراع فحسب، بل فاضت تداعيات الحرب في سورية وتجاوزت حدود الإقليم. لم تعد تهدد دولاً مجاورة كالأردن ولبنان وغيرهما، بل باتت تهدد أوروبا جدياً، أمناً وتجارة واقتصاداً ونظمأ وقوانين وحريات. فضلاً عما بعثت من مشاعر الكراهية والعنصرية التي عززت حضور القوى القومية المتطرفة. والتقت مخاوف الولايات المتحدة على استقرار القارة العجوز مع رغبة روسيا في عدم الغرق في المستنقع السوري وإطالة أمد الحرب. وهو ما دفعهما والقوى الكبرى إلى رمي ثقلها لوقف الصراع وجرّ الجميع إلى طاولة الحل السياسي. قوافل المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي باتت تهدد أمن مجتمعاتها. وعززت المخاوف من انتقال آلاف الإرهابيين في صفوف النازحين بحراً وبراً وما يمكن أن يشكلوا من تهديد أمني كبير. بالطبع ثمة مغالاة في أن يعزو أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي حرص الغرب على عدم سقوط دمشق إلى الخوف من أن يؤدي ذلك إلى سقوط أوروبا. يعتقد بأن سقوط النظام السوري ستخلفه قوى الإسلام السياسي المتطرف الذي لن يتورع عن الزحف إلى القارة العجوز. ثمة مخاوف حقيقية من تسلل الإرهابيين إلى الغرب. الخوف الكبير من تداعي منطقة شنغن وما سيخلف من آثار مدمرة ليس على الاقتصاد الأوروبي وحده بل على التبادل التجاري العالمي، من الصين إلى الولايات المتحدة. وهذا ما تعرفه موسكو. لذلك لم يتوان كثيرون عن اتهامها ودمشق بإغراق القارة باللاجئين ودفعها إلى إعادة رفع الحدود والحواجز بين دولها وتقييد حرية حركة الأفراد والرساميل والبضائع، وتشديد إجراءات التدقيق والتفتيش. أمسك الكرملين بورقة مساومة كبيرة مع الاتحاد الأوروبي. وهو يدرك في سعيه إلى استعادة دوره القيصري أو السوفياتي أهمية إضعاف شركاء الولايات المتحدة على الجانب الآخر من الأطلسي. وتتداول الدوائر الاقتصادية أرقاماً ببلايين الدولارات تتكبدها التجارة الدولية من جراء العودة عن نظام شنغن. ومعلوم أن ثماني دول أعادت إجراءات التفتيش موقتاً. وأقر المجلس الأوروبي أخيراً خطة طارئة للحفاظ على فضاء هذه المنطقة التي أقيمت من ثلاثة عقود وتضم 26 دولة، تهدف إلى إزالة كل القيود مع نهاية السنة الحالية. وجاء في هذا الإطار أيضاً تحرك قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا قبل أيام للحوار مع الزعيم الروسي من أجل ترسيخ الهدنة في سورية ودفع الحل السياسي قدماً. وهما الضمان الوحيد لوقف موجات النازحين. ولا يخفي هؤلاء القادة امتعاضهم من السياسة الأميركية التي راعت وتراعي مواقف موسكو. وهم يمتلكون في النهاية ما يمكن أن يقايضوا به الرئيس بوتين، كمثل رفع العقوبات والحصار الاقتصادي في مقابل ترحيل النظام في دمشق من أجل ضمان تسوية دائمة ومعمرة ومقبولة.

الواضح تماماً للأوروبيين والقوى التي تقف إلى جانب المعارضة السورية أن إدارة الرئيس أوباما لا تستعجل التسوية النهائية. تعتمد سياسة تمرير الوقت إلى حين مجيء إدارة جديدة السنة المقبلة. لا ترغب في انخراط واسع مع موسكو. لا تريد أبعد من تكرار تجربة الاتفاق معها على تفكيك الترسانة الكيماوية للنظام السوري. أما الرئيس بوتين الذي يمتلك الورقة الأقوى في بلاد الشام بفعل تدخله العسكري الواسع، فسيفاوض ويساوم بهذه الورقة أكثر من طرف ولاعب معني بمستقبل سورية. هو يفاوض أوروبا اليوم بعد نجاحه في انتزاع موافقة واشنطن على خريطة الحل التي قدمها في لقاءات فيينا وعمدها مجلس الأمن بالقرار 2254. ويحرص على بناء علاقاته مع دول الخليج، خصوصاً المملكة العربية السعودية. يحتاج إلى التواصل معها في ملفات كثيرة أبرزها موضوع أسعار الطاقة وقضايا التجارة والاستثمار، واحتمال المساهمة في إعادة إعمار سورية بعد وقف الحرب. مثلما تحتاج المملكة إلى علاقة جيدة مع قوة دولية كبرى تعوضها انكفاء الولايات المتحدة عن المنطقة. قوة مستعدة للمساومة والمقايضة في الأزمة السورية، بخلاف إيران التي كانت قبل التدخل الروسي اللاعب الأساس والرافعة لبقاء النظام. والتي لا تبدي أي استعداد للتفاوض أو المساومة لوقف تدخلاتها في الإقليم، وإلا لما وصلت العلاقات بين الطرفين إلى ما وصلت إليه، من اليمن إلى العراق وسورية ولبنان.

تدويل الأزمة، أو بالأحرى محاولة حصر إدارتها بواشنطن وموسكو، جعلا «الائتلاف الوطني» بقواه المختلفة مكبل اليدين: التسوية السياسية بيد الكبار. والساحة العسكرية تحت وطأة الآلة الروسية وحلفاء النظام. صارت المعارضة أسيرة دائرة شبه مقفلة. والنظام أيضاً ليس أفضل حالاً. استمرار الرئيس بشار الأسد أو رحيله ورقة مساومة بيد الرئيس بوتين، على رغم حضور إيران وميليشياتها التي لا يستهان بها. أما الحديث عن صورة سورية ومستقبل الدولة فيبدو مبكراً. تلويح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتقسيم سورية، وحديث أحد الديبلوماسيين الروس عن اتحاد فيديرالي ليسا بسهولة فرض هدنة أو وقف العمليات العدائية. ميزان القوى الحالي بين المتصارعين على الأرض ليس أمراً نهائياً وثابتاً. والقوى الإقليمية المعنية بالصراع تقدم الحرب على الإرهاب ودولة «أبي بكر البغدادي» إلى المقام الأول. لكنها قد لا تسلم القياد لضغوط القوى الكبرى على حساب مصالحها ودورها في رسم النظام الجديد في الإقليم. لذا قد يستحيل إرغام الأكثرية السنية على القبول، تحت وطأة طغيان الحملة العسكرية الروسية، بدولة اتحادية أو فيديرالية استناداً إلى الخريطة الحالية لتوزع القوى ميدانياً. لن تقبل بحشرها في الصحراء بين المناطق التي يعيث فيها «داعش» و»النصرة» وتلك التي ستكون من نصيب الكرد. تقبل الأكثرية، بل من مصلحتها عدم الاعتراض على فيديرالية تراعي الانتشار الديموغرافي لمكونات البلاد قبل الحرب وما خلفت من هجرات في الداخل والخارج. فيديرالية تحافظ على وحدة البلاد، وتقيها ربما كأس التقسيم و»سايكس - بيكو» جديداً.

 

أحياناً... عباءة المقاومة سقطت

 عبدالعزيز السويد/الحياة/07 آذار/16

لا يمثل تاريخ المواجهة بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل في جنوب لبنان إشكالاً لدينا، ولا يحدث من هذا التاريخ تشويش في فهم واستيعاب دور الحزب والاستراتيجية والغرض من تأسيسه. مواجهة إسرائيل ليست إلا تكتيكاً للوصول إلى إنجاز الاستراتيجية، وعباءة «المقاومة» سقطت. هذه الصورة الحقيقية، وهي لا تختلف عمن رفع رايات «العروبة» وقلبها النابض، وثبت لاحقاً أنه استخدمها لعقود غطاء لتغلغل أعداء العروبة. تلك المواجهات حصدت تعاطفاً شعبياً عربياً معه، وهو أمر عفوي ومفهوم في وقته. الحزب ومن ورائه طهران استخدما القضية الفلسطينية لبناء دولة إيران داخل لبنان، استغلا وصول العرب إلى حال إنهاك مبرمج غربياً في المواجهة مع إسرائيل. بإدارة غربية أميركية بريطانية، كانت الفسحة الزمنية لمفاوضات ومبادرات سلام وتطبيع مريحة لطهران لاستخدام ذراع الحزب لبناء دولة داخل الدولة في لبنان، ومنها تنطلق لبناء فروع للحزب داخل دول عربية أخرى، مثلما كان الغزو الأميركي البريطاني للعراق الفرصة المناسبة الأخرى لبناء دولة طائفية تابعة في العراق. نعم، هناك من خَدَع وهناك من انخدع، دول الخليج من الفئة الثانية لأن أجهزتها الأمنية وضعت يدها على جرائم إرهابية ارتكبت على أراضيها كشفت نوايا الحزب وأهدافه. ربما كانت الظروف الموضوعية وقتها عامل ضغط على سياسات دول الخليج تجاه جرائم الحزب، لكن هذا لا يبرر عدم مواجهة التمدد الناعم اقتصادياً وإعلامياً سواء للحزب أو لطهران. من هنا لا يحدث فرقاً ذا أهمية موقفٌ هنا أو هناك لشخصية أو حزب وجماعة أو حتى لدولة عربية لها رأي آخر في قضية التصنيف الإرهابي للحزب وفروعه. هذا لا يصح أن يفت في عضد الدول التي قررت إيقاف طوفان التخريب هذا، بل إن ذلك التصنيف هو ما يجب أن يطبق على نسخه الطائفية في العراق وسورية. إنها بكل بساطة ميليشيات إيرانية طائفية بثياب عربية. بعضها استطاع الوصول إلى السلطة إما بدعم أميركي أو إيراني أو كلاهما، كما هو في حال «حزب الدعوة» الطائفي العراقي أو «منظمة بدر» الطائفية، وغيرهما من أسماء متعددة ترفع رايات الطائفية وصور خامنئي، وعلى الأرض تقتل على الهوية وتفجر المنازل والمساجد في أبشع صورة من صور الأرض المحروقة طائفياً.

 

الإصلاحيون والمحافظون أكذوبتان في إيران

 راشد صالح العريمي/الحياة/07 آذار/16

ربما يكون من أكبر الحيل والخدع السياسية في المنطقة ما تشهده إيران من أنواع الانتخابات المتوالية، رئاسية وتشريعية وبلدية، وتلك التي تخص سلسلة من المؤسسات التي وضعت وفق نظام معقّد مثل مجلس خبراء القيادة ومجلس صيانة الدستور، حيث يصوت أعضاء مجلس الشورى على اختيار ستة من أعضاء المجلس الذين يرشحهم رئيس السلطة القضائية، في حين يعيّن المرشد الستة الآخرين. والحقيقة أن توالي الجولات الانتخابية في هذا البلد، وما تحظى به من تغطية إعلامية في الدول العربية والغربية، يوحيان للعالم بأن ثمة حراكاً سياسياً حقيقياً يحدث، وتداولاً للسلطة يتم وفق الإرادة الشعبية بين تيارات سياسية متنافسة، ويطاول حتى رئاسة الدولة التي تتناوب عليها وجوه سياسية يفترض أنها تدير الدولة. وهذه هي الحيلة أو الخدعة الأولى التي يبتلعها العالم أو أنه يعرف الحقيقة لكنه يغض الطرف عنها لأغراض في النفوس. الخدعة الثانية تتعلق بمصطلحي الإصلاحيين والمحافظين، واختيار المصطلحين ينطوي على كثير من التضليل. فالإصلاحيون الذين عادوا للفوز في الانتخابات إنما يراد لهم أن يوصلوا رسالة إلى العالم مفادها أن من يقود إيران زعماء يغلِّبون الاعتدال والتفاهم ومد الجسور مع العالم، وأنهم بديل مقبول وجيّد لآخرين يريدون التصعيد والمواجهة، ومن ثم على العالم أن يدعمهم ويستجيب لهم. وعلى رغم أن الحيلة مكشوفة ومبتذلة، فإن العالم يمررها ويبتلعها لأغراض في النفوس.

ووراء كل هذه الكرنفالات الانتخابية والعروض البراقة، تبدو الحقيقة غير بعيدة ولا خفية عن الفهم، فليست الانتخابات ولا المناصب مثل رئاسة الجمهورية إلا واجهات مسلوبة التأثير منزوعة الصلاحيات، ويقتصر دورها على إطلاق قنابل الدخان فيما يمتلك المرشد الأعلى كل مفاتيح القرار، ومن ورائه الحرس الثوري الذي يمثل قوة تدمير هائلة في أيدي أيديولوجيين تحركهم نزعة مقيتة يجتمع فيها الهوس القومي والتعصب الطائفي في أسوأ صوره. وما المؤسسات والمجالس والمجامع التي تربطها علاقات معقدة ومتداخلة إلا جزء من آلة ضخمة تتحرك وفقاً لإرادة من خارجها، وتضبط إيقاعها على النحو الذي تبتغيه هذه اليد الخارجية، ويعرف فيها الجميع أدوارهم ويؤدونها بدقة. كل هذا ليس خافياً على الغرب. وقد أُلِّفت عشرات الكتب والدراسات التي شرَّحت بنية النظام الإيراني وحللتها، وحددت الجهة الحقيقية التي تمتلك القوة، وأكدت أن كل ما يمور به السطح السياسي من حراك لا يمثل ما يُدبَّر في الدهاليز التي تُطبخ فيها السياسة الحقيقية التي لم تتغير منذ الثورة الإيرانية في العام 1979، وهي تدور حول الهيمنة الإقليمية وتصدير الفوضى والعنف والشقاقات إلى دول الجوار العربي التي تصرّ على اعتبارها مجرد ساحة لنفوذها، وتعتمد في ذلك على اللعب بالورقة الطائفية والتدخل من خلالها في الشؤون الداخلية للدول العربية ودول الخليج خصوصاً، انطلاقاً من أن المواجهات الطائفية تخلق لها الحلفاء والأتباع والأنصار بين الشيعة العرب، وتزيد من ولائهم لإيران في ظل طرح الولاء المذهبي بدل الولاء للوطن والانتماء إليه.

إذا شئنا معرفة الحجم الحقيقي للرئيس في النظام الإيراني، فيمكن أن نعود إلى تصريحات لعلي أكبر صالحي، وزير الخارجية في عهد محمود أحمدي نجاد، نشرتها مجلة «ديبلومات» الإيرانية حول الاتصالات السرية التي أدت في نهاية المطاف إلى إبرام الاتفاق النووي مع إيران. فقد بدأت رسائل في هذا الشأن تُتداول منذ أيلول (سبتمبر) 2011، وأطلع عليها المرشد الأعلى مباشرة ولم يُعلم الرئيس نجاد بها، مبرراً ذلك بأن «القضية ليست جديّة ولا شيء مهماً لإخبار الرئيس به، وأن عليه التأكد من جدية القضية أولاً ثم إخبار الرئيس». وظلت المفاوضات تجري بعيداً من سمع نجاد الذي كانت جعجعاته تنطلق بين حين وآخر لتأخذ العالم في اتجاهات أخرى، فيما التحضيرات الحقيقية لتحول استراتيجي ضخم كانت على أشدها. والواقع أن لا خطابيات نجاد المدوية منعت المحادثات السرية مع «الشيطان الأكبر»، ولا إصلاحية خلفه حسن روحاني المزعومة كانت في الحسبان أو دعمت هذه المحادثات، فالقرارات الحقيقية اتخذها المرشد الأعلى محاطاً بحرسه الثوري الذي لا يتحول عن هدفه ولا يُغيِّره، وإن كان يُغيِّر الواجهة التي يخاطب العالم من خلالها ويدير عملية سياسية يوفر لها كل ما يوحي بأنها حقيقية، يناور فيها ويغيِّر المواقع ويتظاهر بتقديم التنازلات، فيما هو ماضٍ نحو هدفه الذي لم يتغير منذ أربعة عقود تقريباً.

دول مجلس التعاون لا تنطلي عليها مثل هذه الحيل، وتدرك أبعادها منذ وقت طويل. وإذا كانت الولايات المتحدة غيّرت مواقفها من إيران واستراتيجياتها تجاه المنطقة بما يخدم مصالحها من وجهة نظرها، فإن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تمتلك القدرة على إحباط المخطط الذي لم تتوقف فصوله يوماً، وإيقاف التمدد الإيراني الذي يتصور واضعو خططه الشيطانية أنهم يقتربون من تحقيق أهدافهم.

انعكس نجاح روحاني «الإصلاحي» المزعوم منذ منتصف العام 2013 تصعيداً لم يسبق له مثيل في تغذية الفوضى في العراق واليمن ولبنان، وتحريك الميليشيات والأذرع المسلحة التابعة لها في العالم العربي بأقصى ما تملك من قوة، من «الحوثيين» في اليمن إلى «الحشد الشعبي» في العراق، و «حزب الله» في لبنان، وحيثما تحركت هذه الأذرع تدفع الشعوب العربية ثمناً باهظاً من أمنها واستقرارها وأرواح أبنائها ومقدراتهم الاقتصادية، وتتفجر الشقاقات والأحقاد والصراعات التي تتفنن إيران وصنائعها في إثارتها وتهيئة الأرض لاستمرارها سنوات طويلة. وليس غريباً أن تكون قائمة الدول التي امتد إليها النفوذ الإيراني هي الأقرب إلى التفكك والانهيار، وأن يكون تسللها إلى أي دولة عربية نذيراً بالشؤم والخراب. ولم تتوقف إيران كذلك عن محاولات زعزعة الاستقرار في مملكة البحرين، أو إقامة شبكات التجسس والتخريب في السعودية والكويت والإمارات، الأمر الذي تطلّب من دول الخليج الانتقال إلى استراتيجية جديدة تتمثل في قطع الأذرع الإيرانية في دول الجوار الخليجي باستخدام القوة العسكرية، وهي اللغة الوحيدة التي يمكن أن تفهمها إيران وأذنابها في المنطقة. وقد تحوّل اليمن الذي اعتقدت إيران أنها نجحت في التهامه والسيطرة عليه عبر الانقضاض على قيادته الشرعية، إلى عنوان لفشل المخططات الإيرانية وتحولها وبالاً عليها وعلى أتباعها. ولعل هذه الاستراتيجية الجديدة التي فاجأت مخططي طهران أيقظتهم من أوهامهم الإمبراطورية، ودفعتهم إلى إعادة حساباتهم بعد أن صوّرت لهم أمانيّهم أن حلم الهيمنة السياسية والاقتصادية على المنطقة قد أصبح قاب قوسين أو أدنى. إن دول مجلس التعاون تعي أنها ينبغي أن تتعامل بحزم مع الغطرسة الإيرانية، وأنها تمتلك من الأدوات والوسائل ما يمكّنها من ردع إيران وتعطيل حيلها، سواء على مستوى التحرك السياسي إقليمياً ودولياً، أو على مستوى المواجهة الصريحة التي تفضل إيران أن تخوضها عبر وكلائها، ولكنها لن تُفلح في مواصلة هذه اللعبة طويلاً.

 

الفارق بين هيلاري وأوباما...

خيرالله خيرالله /العرب/07 آذار/16

ما الذي يمكن أن يتغيّر في أميركا في حال انحصرت المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب؟ لن يتغيّر الكثير باستثناء أن المرشحة الديمقراطية ستكون قادرة على الفوز على ترامب للأسباب ذاتها التي مكّنت باراك أوباما من العودة إلى البيت الأبيض في أواخر العام 2011. عكس فوز باراك أوباما مرّتين تغييرا عميقا داخل المجتمع الأميركي والتركيبة الداخلية للقوة العظمى الوحيدة في العالم. يفوق هذا التغيير في أهمّيته التمديد في 2011 لرئيس تمرّ بلاده بأزمة اقتصادية عميقة لعلّ أفضل تعبير عنها نسبة البطالة التي تفوق الثمانية في المئة من اليد العاملة. نادرا ما يمدد الأميركيون ولاية رئيس حين تكون نسبة البطالة في هذا المستوى. حصل ذلك مرّة واحدة في الماضي، حتى أن رئيسا استثنائيا مثل جورج بوش الأب فشل في العام 1992 في الحصول على ولاية ثانية بسبب الاقتصاد… يعكس عمق التغيير الذي طرأ على الخارطة الانتخابية الأميركية أنّه كان هناك في مواجهة أوباما مرشح جمهوري اسمه ميت رومني. خسر رومني على الرغم من حصوله على نسبة تسعة وخمسين في المئة من أصوات الناخبين البيض. في الماضي، كانت هذه النسبة أكثر من كافية لفوز أي مرشح بالرئاسة، ذلك أن البيض ما زالوا يشكلون نسبة اثنتين وسبعين في المئة من السكّان.

لكنّ الجديد في الأمر، أنّ هناك قوى صارت تُقبل على التصويت عن طريق تسجيل نفسها في القوائم الانتخابية. كانت هذه الطريقة التي يستخدمها في الماضي اليهود الأميركيون كي يثبتوا وجودهم كقوة انتخابية قادرة على لعب دور في الولايات المتأرجحة. بفضل أصوات السود والمتحدثين بالأسبانية والنساء والشباب، استطاع أوباما حسم كلّ هذه الولايات لمصلحته. برزت قوى جديدة في أميركا. صار هناك إقبال على التصويت من السود. نسبة الذين صوتوا لمصلحة أوباما بين السود بلغت ثلاثة وتسعين في المئة، وبين الذين يتكلمون الأسبانية، أي الآتين من دول أميركا اللاتينية وكوبا واحدا وسبعين في المئة، وبين ذوي الأصول الآسيوية ثلاثة وسبعين في المئة. هؤلاء سيصوتون بالنسبة نفسها تقريبا، تقريبا، لهيلاري كلينتون. كانت نسبة النساء التي صوتت لمصلحة أوباما، خمسة وخمسين في المئة. ليس مستبعدا أن تزيد هذه النسبة في حال كانت هيلاري المرشحة الديمقراطية. ما لا يمكن تجاهله أيضا أن نسبة اليهود الذين صوتوا لمصلحة المرشح الديمقراطي كانت نحو سبعين في المئة. وهذا يعني أن أكثرية اليهود في أميركا من الليبراليين الذين لا يريدون مزيدا من الحروب ويرفضون السياسات المتزمتة لليمين الأميركي.

منذ انتهاء الحرب الباردة، أي منذ انتصار اقتصاد السوق على ما يسمّى الاقتصاد الموجه ونظام الحزب الواحد الأوحد، بدأت أميركا تتغيّر من الداخل. صحيح أنها لا تزال القوة العظمى الوحيدة في العالم بسبب ما تملكه من أسلحة وجيوش وتقدم تكنولوجي، وبسبب قدراتها الاقتصادية الضخمة، لكنّ الصحيح أيضا أن للديمقراطية ثمنا. وهذا الثمن هو السماح بنشوء قوى جديدة في داخل البلد. لا يمكن تجاهل هذه القوى ما دام كلّ مواطن أميركي، بغض النظر عن أصوله ولونه وعرقه وموقعه الاجتماعي وثروته وميوله الجنسية، يمتلك حق التصويت. هذا واقع لا يمكن تجاهله عندما يتعلّق الأمر بتطبيق النظام الديمقراطي القائم على أنّ لكل مواطن الحق في الإدلاء بصوته. يتساوى الفقير والغني والأسود والأبيض والرجل والمرأة…أكثرية الذين يحق لهم التصويت اختاروا إعطاء ولاية جديدة لأوباما معتبرين أنه مارس سياسة خارجية حذرة حازت على إعجابهم، فيما عمل في الداخل على استرضاء القوى الحية في المجتمع، خصوصا الذين يتكلّمون الأسبانية. هؤلاء صاروا قوة لا يستهان بها، وقد مكّنوا المرشح الديمقراطي من الفوز، وإن بفارق ضئيل، في ولاية فلوريدا التي حسمت فيها المعركة بين بوش الابن وآل غور في السنة 2000 لمصلحة المرشّح الجمهوري. تغيّر أوباما أم لم يتغيّر، لا بدّ من التعاطي مع أميركا مختلفة فيها أكثرية تعارض أي حروب جديدة، خلافا لما تريده إسرائيل. ولذلك لم يوجه أوباما ضربة إلى إيران بعدما التزمت حدودا معيّنة في ما يخص برنامجها النووي. قبلت إيران، في نهاية المطاف، التوقيع على اتفاق في شأن ملفّها النووي مستفيدة من كون المستشارين الأساسيين للرئيس الأميركي الأسود إيرانيي الهوى من جهة، ولا يرتاحون إلى العرب من جهة أخرى. راهن الأميركيون على أن أوباما سيريحهم من كابوس أفغانستان مثلما أراحهم من كابوس العراق، ولو كان ذلك على حساب العراقيين، كما لن يتدخل عسكريا في سوريا، ما دام النظام سقط وكلّ ما يستطيع عمله هو متابعة التفرّج على قتل السوريين. أين المشكلة في ذلك بالنسبة إلى الناخب الأميركي؟  أوباما أساء إلى العرب بشكل عام بعدما فضل تأجيل التعاطي المباشر مع مشاكل المنطقة، بما في ذلك سوريا والمشكلة الكبرى الأخرى التي اسمها اليمن . أساء أوباما إلى العرب بشكل عام بعدما فضّل تأجيل التعاطي المباشر مع مشاكل المنطقة، بما في ذلك سوريا والمشكلة الكبرى الأخرى التي اسمها اليمن. لا شكّ أن مشكلتيْ سوريا واليمن ستتفاعلان في عهد الرئيس الجديد، وستكونان قنبلتين موقوتتين لهيلاري كلينتون التي لا يمكن أن تسمح لنفسها بالاستسلام لإيران وروسيا كما فعل سلفها.

كان يفترض في كلّ من يسعى إلى فهم إدارة أوباما أن لا تغيب عن باله عبارة وردت في خطاب ألقاه الرئيس مباشرة بعد انتصاره. تحدّث الرئيس الأميركي عن “التحرر من التبعية للنفط المستورد”. كان ذلك يعني إعطاء الأولوية للداخل الأميركي. كان ذلك، في ما يبدو، طموح الأميركيين في السنة 2012، علما أنه كان عليهم أن لا ينسوا أنّهم إذا لم يذهبوا إلى الشرق الأوسط، فإنّ الشرق الأوسط سيأتي إليهم. حصل ذلك في الماضي القريب. هناك إدارات أرادت أخذ مسافة من الشرق الأوسط ومشاكله، هذا ما فعله أوباما الذي اختزل كل مشاكل المنطقة في الملفّ النووي الإيراني. كان باراك أوباما تعبيرا عن صعود قوى جديدة في الولايات المتحدة. إذا لم تحصل مفاجأة تجبر هيلاري كلينتون على الانسحاب، ستكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة. سيساعدها في ذلك أن الشخص الوحيد الذي كان يستطيع المنافسة الجدية هو الجمهوري جيب بوش الذي خرج من السباق الرئاسي باكرا. من حسنات هيلاري، مقارنة بأوباما، أنّها تعرف الشرق الأوسط. تعرف خصوصا أن في استطاعة واشنطن دي. سي الابتعاد عنه، وأنّه إذا لم تأت أميركا إليه، بغض النظر عن مدى تحرّرها من نفطه، لن يكون بعيدا اليوم الذي سيطرق باب البيت الأبيض. سيطرقه من بوابة الإرهاب هذه المرّة وليس من بوابة النفط. والإرهاب ليس مقتصرا على “داعش” فحسب، بل هو أيضا خليط من المنظمات السنّية والشيعية، لا تبدو إيران التي سعى أوباما إلى استرضائها بعيدة عنها.

 

ما بين ترامب ونصر الله

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/07 آذارأ16

على الشاشة الصغيرة نفسها أتاح لي هاتفي الذكي أن أتابع حدثين متناقضين في آن، أعني تفاعلات الجموع الغاضبة التي جابت شوارع بيروت وأرصفة العالم الافتراضي احتجاجا على برنامج عرض على قناة MBC تناول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشكل ساخر، وفي الوقت نفسه النقاشات الواسعة التي رافقت حلقة البرنامج الساخر من الجمهوري الأميركي «دونالد ترامب» والذي يقدمه الكوميدي «جون أوليفر» عبر محطة HBO الأميركية وما تبع الحلقة المعنية من هاشتاغ ساخر ضد هذه الشخصية اليمينية المقيتة. ففيما كان جمهور حزب الله يقطع الطرق ويحرق الإطارات ويطلق السباب واللعنات احتجاجا على برنامج تلفزيوني قارب تناقضات نصر الله بشكل هزلي، اشتعل في المقلب الآخر من العالم نقاش يتعلق بقدرة مقدم ساخر كوميدي متميز مثل «جون أوليفر» على المقارعة السياسية وإقناع رأي عام أميركي يواصل منح ثقته للمرشح الجمهوري المثير للإزعاج والقلق في آن «دونالد ترامب».

وقبل نقاش أحداث الشغب التي باتت لازمة لأي برنامج يسخر من نصر الله من المفيد التوقف عند الحلقة التي أعدها «جون أوليفر» وهي حلقة عدها معلقون بارزون أنها من أهم الردود السياسية ضد المرشح اليميني ترامب الذي بدأت نجاحاته تثير القلق بشأن مزاج الناخب الأميركي الحالي. صحيح أن غالبية النقاط التي طرحها «أوليفر» سبق أن أثيرت بشكل متفرق في برامج ساخرة أخرى، لكن الكوميدي المميز هذا جهد في جمع كل التناقضات والحماقات والمواقف البائسة لترامب وقدمها في قالب حيوي ومحبوك بشكل ناجح جدا. وهذا الأسلوب الذي يمزج ما بين العمل الصحافي بمعنى جمع المعلومات والتوثق منها، وعرض التناقضات بشكل يحاكي العمل الاستقصائي، وتقديم ذلك في قالب ساخر خفيف بات من أكثر أنماط العمل الإعلامي جاذبية وشعبية في عالمنا الحالي. والمقدم في حالة الحلقة التي تناولت «ترامب» عرض مادة حيادية بمعنى أنه تم جمع سلسلة مواقف وحقائق غير منسجمة بشأن ترامب وربطها في سياق مقنع وبشكل يظهر هزال وكذب ووقاحة مواقف المرشح بشكل لا لبس فيه في محاولة للرد على من انجرفوا وراء أفكاره. وهنا كرر المقدم حق من يشعر أن هناك كذبا أو اختلاقا أن يتقدم ويتشكى للقضاء وهو أمر لم يحصل، بل على العكس فقد نال الفيديو على «يوتيوب» شعبية ساحقة ومشاركات أظهرت حجم التفاعل معه من دون أن يلجأ أحد إلى القضاء، وطبعا لا مظاهرات ولا قطع شوارع كما يحصل عندنا. المفارقة في الجانب الآخر من عالمنا هو أننا ما زلنا نناقش مبدأ حق السخرية والضحك قبل أن نصل إلى المضمون والمستوى والاحترافية، وفي تلك نقاشات مستفيضة ومخيبة في كثير من الأحيان. فالحلقة التي سخرت من نصر الله والتي كادت أن تودي بـ«السلم الأهلي» اللبناني الهش والمهدد دوما لا تقارن بأي حال بحرفية ما قدمه الكوميدي جون أوليفر، لكن تبقى الفكرة الأساس هي أننا هنا وبشق الأنفس نحاول الضحك والابتسام رغم كل محاولات الإسكات سواء الرسمية أو عبر الجموع التي غضبت، لأن برنامجا هزأ بـ«قداسة» مزعومة. من السهل تجميع كثير من الزيف والتناقض في كلام نصر الله، ولعل هذا ما يجعل حزب الله قلقا من فكرة السخرية مخافة أن تفتح نافذة ما في العقول المغلقة بالعصبية والخوف. مع ذلك فهذه السخرية تشق طريقها ولا تقف عند تحريم هش وهالة مفتعلة. وخاصية القلق والخوف من السخرية والضحك لا تنحصر طبعا بحزب الله، فهذا داء عام في مجتمعاتنا العربية، وهو هاجس تضاعف بعد ثورات عام 2011، لكن في الحالة هذه بدا الاحتجاج والرفض ليس لأن مستوى ما قدم ركيك، بل هو رفض لفكرة الضحك والهزء من الاعتوارات البالغة الوضوح، وعد ذلك خطرا كبيرا على عقول من يتم التحكم بهم وبمصائرهم. مجددا، بدت السخرية خطرة على صورة الحزب أكثر من الموت نفسه. وطبعا كل من يشارك حزب الله عقيدته من أنظمة وأحزاب فاشية وقومية ودينية تشاركه هذه الخاصية التي لا تمانع في تهديد الساخرين والنيل منهم سواء رمزيا أو جسديا.

 

دي ميستورا و«الأجانب» في سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط/07 آذارأ16

يقول المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، إن مصير بشار الأسد يحدده السوريون وليس الأجانب، مضيفا بمقابلة مع تلفزيون «فرنسا 24»: «ألا نستطيع أن نترك السوريين يقررون فعلا هذا؟ لماذا نقول مسبقا ما يفترض أن يقوله السوريون، طالما أتيحت لهم الحرية، والفرصة لفعل ذلك؟» فمن يقصد دي ميستورا؟

الأكيد أنه يقصد السعوديين، والأميركيين، والأوروبيين، الذين يقولون: إن لا مكان للأسد في أي عملية انتقالية سياسية، لكن هل تصريحات دي ميستورا مقبولة من حيث المبدأ، وما تقتضيه الحكمة، والظروف؟ نعم بكل تأكيد، وكلامه هذا هو عين العقل، وعليه فليسمِ دي ميستورا «الأجانب»، ويطالبهم بترك السوريين وحدهم، ليقرروا مصيرهم! فهل يجرؤ؟ أتحدى! الواضح هو أن دي ميستورا يتحدث عن المدافعين عن السوريين، وليس المدافعين عن مجرم دمشق الأسد. فلا يوجد بسوريا جندي واحد منتمٍ للدول المدافعة عن السوريين، الذين قتل منهم قرابة أربعمائة ألف على يد الأسد، بينما في سوريا القوات الجوية الروسية، وميليشيا «حزب الله» الإرهابي، وميليشيات شيعية أخرى، ومقاتلون من إيران، وكل هدفهم هو الدفاع عن الأسد، والإمعان في قتل السوريين، والتنكيل بهم. إذن، هل يقصد دي ميستورا الدعم العربي، والغربي، للمعارضة السورية المعتدلة؟ الجميع يعلم، والحقائق تقول، إن هذا الدعم لم يأتِ إلا بعد أن أقدم الأسد على استخدام العنف، وبدأت آلة قتله تحصد أرواح الأبرياء السوريين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية، وفي ثورة هي الأصدق في المنطقة العربية. ويفترض أن يعرف دي ميستورا، وهو الذي زار، ويزور، دمشق أن العاصمة السورية الآن تحت حماية قوات إيرانية، وأن الأجواء هناك تحت حماية روسية، وكلها دفاعا عن الأسد قاتل أربعمائة ألف سوري، فعن أي أجانب يتحدث المبعوث الدولي؟ فهل كان بمقدور الأسد البقاء في دمشق ساعة واحدة لولا الدعم الإيراني، والروسي؟ هل كان سيصمد الأسد للآن من دون ميليشيات إيران، وبعض مرتزقتها، حتى يطالب دي ميستورا «الأجانب» بأن يتركوا السوريين في حالهم ليقرروا مصيرهم؟ بالتأكيد لا، ولذا فإن ما يقوله دي ميستورا هو فعلا أمر مذهل! إذا كان المبعوث الدولي يريد معرفة ما يريده السوريون فهو رحيل الأسد، وتوقف إيران وروسيا عن التدخل بسوريا العربية، فهم الأجانب، وليس العرب. والواجب أن يخرج دي ميستورا علنا، ويطالب الروس والإيرانيين بضرورة الرحيل، وترك السوريين في حالهم، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالواجب أن يحرص دي ميستورا على القانون الدولي الذي يمثله، ويتخذ موقفا صارما حيال قتل المدنيين السوريين من قبل الأسد، وبمشاركة إيرانية روسية، ويطالب بمعاقبة الأسد دوليا بسبب استخدامه الأسلحة الكيماوية، وفي عدة مراحل، وحتى بعد اتفاق تسليم الأسد لأسلحته الكيماوية، وبوساطة روسية. على دي ميستورا فعل ذلك، وهذا هو صميم عمله، كمبعوث أممي، بدلا من تصريحاته الفضفاضة التي لا معنى لها إلا مناصرة الأسد.

 

الإخوان قتلوا بركات

مشاري الذايدي /الشرق الأوسط/07 آذارأ16

الآن تكشّف سر اغتيال النائب المصري العام هشام بركات بسيارة مفخخة يونيو (حزيران) الماضي. جماعة الإخوان المصرية وشقيقتها حماس الفلسطينية هم الجناة. في مؤتمر صحافي مثير أشهر وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار، البراهين التي تشير لتورط عناصر من جماعة الإخوان المصرية بدعم وتدريب من عناصر حماس الأمنية والاستخبارية، في تفجير موكب نائب مصر العام. التفاصيل التي كشف النقاب عنها وزير الداخلية المصري مذهلة، ومعبرة عن عمق الصراع الوجودي بين الدولة المصرية وأم الجماعات الراديكالية جماعة الإخوان. قال الوزير مجدي عبد الغفار إن حركة حماس الفلسطينية، هي من دربت وخططت لعملية اغتيال النائب العام، وإن عملية التنفيذ قام بها عناصر إخوانية في الداخل بالتنسيق مع عناصر من الهاربين في تركيا. وأضاف، إنه تم ضبط 6 عناصر من منفذي حادث الاغتيال، واعترفوا جميعا بانتمائهم لجماعة الإخوان.

وعرض في المؤتمر شريط فيديو يتضمن اعترافات الجناة من خلية اغتيال النائب المصري العام هشام بركات، وتبين في التفاصيل أن الجناة:

48 عنصرا بالخلية، 14 شاركوا في التنفيذ. معظمهم من خريجي الأزهر. أعمارهم بين 20 و30 سنة. تلقوا التدريبات في غزة. حسب تلخيص صحيفة «اليوم السابع» المصرية.

المتهم الرئيسي في إدارة العملية هو الطبيب الإخواني الفار يحيى موسى. كان يشغل موقع المتحدث باسم وزارة الصحة في العهد الإخواني.

الشيء من معدنه لا يستغرب، فجماعة الإخوان معتادة على هذا النوع من الترهيب منذ أيام القاضي الخازندار بعهد الملك فاروق، ليوم المستشار هشام بركات بعهد الرئيس السيسي.

كما أن جماعة حماس محترفة في العمليات الخاصة من هذا النوع، تحديدا في الساحة المصرية، حيث شاركت مع «حزب الله» اللبناني في استباحة حمى مصر وأمنها، يوم سقوط نظام مبارك واقتحام السجون وتهريب السجناء.

حماس بالنسبة لجماعة الإخوان المصرية، مدرسة في فنون العمل الأمني السري والتخطيط والرصد، مستفيدة من انفلات الوضع في غزة وتفردها بحكمها، بعد سلخها من جسد القضية «الوطنية» الفلسطينية.

على كل حال، إسهام المدربين الراديكاليين الإسلاميين الفلسطينيين في الساحة المصرية ليس جديدا ولا غريبا، بل يكاد يكون هو العنصر الثابت في أشهر عمليات الإرهاب المصري الراديكالي، من النظام الإخواني الخاص، أيام المرشد حسن البنا، وهو النظام الذي فجر دور السينما وقتل رجالات الدولة المصرية، إلى تنظيم سيد قطب الإرهابي 1965، إلى مجموعة الكلية الفنية العسكرية، إلى اغتيال السادات.. إلخ. إذن مصر في نفس الساحة ومع ذات المخاطر ومن عين الخطر نفسه.. لا جديد.

 

فكرة التقسيم الفاشلة

فايز سارة/الشرق الأوسط/07 آذارأ16

ليست فكرة تقسيم سوريا بجديدة، ولا هي مقترنة بما شهدته البلاد من تطورات كارثية في السنوات الخمس الماضية، بل هي أقدم من ذلك، إذ بدأت قبل تشكيل الكيان السوري بصورته الحالية، وكانت فرنسا دولة الانتداب على سوريا، عملت في عشرينات القرن الماضي على تقسيم سوريا إلى خمس دول، لكنها فشلت، وتم طي المشروع عمليًا، وسط أسباب عدة أهمها إصرار السوريين على وطن واحد يجمعهم.لكن إفشال السوريين لمشروع تقسيم سوريا، لم يمنع أصحاب الفكرة، والطامحين لتحقيقها من إعادة طرحها مرات في العقود الأخيرة، ولعل الأهم في تلك الأطروحات، أطروحة إسرائيلية لتقسيم سوريا، أطلقها الإسرائيلي عوديد عينون مطلع الثمانينات في إطار فكرة أعم لتقسيم المشرق العربي، مستغلاً الضعف الذي ضرب المنطقة، ولا سيما في لبنان وفلسطين، والحرب التي شنها نظام حافظ الأسد على الشعب السوري أواخر السبعينات ومذابحه في حماة وحلب وتدمر وعشرات آلاف القتلى ومثلهم من السجناء، وأكثر من مائتين وخمسين ألفًا، هاجروا أو تم تهجيرهم نتيجة سياسة الأسد الدموية. ثم أعيد طرح فكرة تقسيم سوريا مؤخرًا من أطراف متعددة، كانت آخرها أطروحة أميركية، شارك في الكلام عنها رسميون ورجال استخبارات سابقون، أكدوا أن التقسيم واحد من الحلول الممكنة للقضية السورية، وما شهدته سوريا من صراعات وتطورات في السنوات الخمس الماضية. ورغم أن سنوات الصراع، والسياسات الطائفية، التي رفع نظام الأسد رايتها ومارسها عمليًا، تركت جروحًا عميقة في الحياة السورية، وقادت إلى ظهور تجاذباب وانقسامات دينية وطائفية وعرقية في أوساط بعض السوريين وفي بعض بلدان المنطقة، وولدت قوى منظمة ذات طبيعة دينية وطائفية وعرقية لدفع سوريا وبلدان في المنطقة نحو انفجار، يعتبر الصراع السني - الشيعي أهم أدواته، فإن فكرة تقسيم سوريا وبعض بلدان المنطقة بشكل عام، ما زالت بعيدة عن الواقع، وأساس هذا البعد يكمن في عوامل، الأهم فيها عامل إقليمي - دولي، يجعل من الصعب إعادة رسم خرائط جديدة في المنطقة، على أساس ديني أو طائفي أو عرقي نتيجة التداخلات الديموغرافية، والاختلاطات القائمة في مستوى الإقليم، وداخل العدد الأكبر من دوله، والذهاب إلى تقسيم أي واحدة من تلك الدول، سيفتح الباب أمام تقسيم الدول الأخرى، الأمر الذي يعني صراعات وحروبًا، وما يليها من مهجرين ولاجئين، يحتاجون جهودًا وأموالاً ووقتًا، لن يستطيع العالم كله، أن يحتملها أو يتحملها. العامل الآخر الذي يجعل تقسيم سوريا وبلدان في المنطقة بعيدة الاحتمال، أساسه عدم وجود حامل سياسي واجتماعي محلي أو إقليمي لفكرة التقسيم، وهذا مثبت في مواقف الأنظمة السياسية، كما في أفكار الجماعات السياسية الرئيسية ومواقفها، والأمثلة في هذا كثيرة، إذ تعارض أنظمة المنطقة النزعات الانفصالية والتقسيمية بصورة أساسية، وهو ما تؤكده غالبية الجماعات السياسية في اتجاهاتها الرئيسية، ولعل المثال الأوضح في الأخيرة، معارضة تشكيلات المعارضة السورية للتقسيم، رغم كل ما أحاطت بالوضع السوري من تطورات وأحداث وتجاذبات في السنوات الماضية. غير أن ذلك كله لا يمنع من قول، إن بعض الأنظمة في المنطقة، لا تمانع، إنما تشجع التقسيم ومنها إيران في دعمها نزعات انفصالية في بعض البلدان، ونظام الأسد في سوريا الذي مارس تصعيد النزعات الطائفية ودعمها في بلدان أخرى، والأمر نفسه موجود في أفكار ومواقف بعض الأحزاب والجماعات السياسية الصغيرة، وذات التأثير المحدود في بعض بلدان المنطقة. ومثلما يغيب الحامل السياسي القوي لفكرة تقسيم الدول في المنطقة وفي سوريا، فإن الحامل الاجتماعي القوي مفقود هو الآخر. فما زالت الأكثريات في بلدان المنطقة، أقرب إلى التعايش والاستمرار في كياناتها الوطنية، حتى الحديثة منها مثل الأردن ولبنان، والتي عاشت تجارب مرة نتيجة صراعات وانقسامات، كادت تشتتها وتقسمها في مراحل سابقة، وقد جعلت الفكرة من الماضي بعد أن أثبت الواقع، أن فاتورة الانقسام، أكثر تكلفة من فاتورة الاستمرار في الكيان الواحد، ولعل تجربة الكيان الكردي في شمال العراق مثال على عدم نجاعة مشروع الانفصال عن العراق، وعزوف شيعة العراق وسنته عن التوافق على تقسيم العراق، هو مثال آخر على غياب الحامل الاجتماعي لفكرة التقسيم في دول المنطقة. وإذا كان من الصحيح، أن فكرة التقسيم صعبة وضعيفة وبعيدة، فإن من الصحيح أيضًا أن فكرة بقاء الدول القائمة على نحو ما هي عليه في طبيعتها الاستبدادية - الديكتاتورية، صارت أطروحة غير قابلة للبقاء والاستمرار، مما بات يتطلب دولاً جديدة في المنطقة، تقوم على مفاهيم الدولة الحديثة، وخصوصًا مفاهيم الحرية والكرامة والعدالة وحقوق الإنسان، وهذه كلها لا توفرها الدول القائمة على النزعات الدينية والطائفية والعرقية، بل توفرها دولة المواطنة، التي هي بديل للدولة الحالية، أكثر مما هي الدول الناتجة عن عمليات تقسيم الدول القائمة.

النص الكامل لكلمة السيد نصر الله في أسبوع الشهيد القائد علي أحمد فياض/ كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مهرجان أسبوع الشهيد القائد علي أحمد فياض (علاء البوسنة) في بلدة أنصار 6-3-2016

عن موقع المنار التابع لحزب الله/06 آذار/16

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيارالمنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة العلماء، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

يقول الله في كتابه المجيد، بسم الله الرحمن الرحيم: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم  بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقُتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " صدق الله العلي العظيم.

في البداية أشكركم على هذا الحضور المبارك والكريم والكبير، وأتوجه إلى عائلة الشهيد القائد الحاج علي أحمد فياض الحاج علاء، لأبارك لهم شهادة هذا القائد المجاهد والعزيز والحبيب، ولأعزّيهم أيضاً برحيله وهو في قمة العطاء.

أتوجّه أيضاً إلى عوائل الشهداء الكرام الذين استشهدوا في العمليات الأخيرة وفي الأيام الأخيرة سواء في نفس الجبهة مع الشهيد القائد علاء أو في الجبهات الأخرى، وأبارك لهذه العائلات الشريفة شهادة أبنائها الأحبة وأعزيهم بفقدان هؤلاء الأعزاء الأحبّة.

يجب أن أذكر أيضاً في هذا الموقف الشهداء من الإخوة السوريين من الجيش واللجان الشعبية والقوات الشعبية الذين استشهدوا وهم يبذلون أرواحهم ويقاتلون جنباً إلى جنب مع إخواننا من أجل استعادة الأجساد الطاهرة للشهيد الحاج علاء ولإخوانه الشهداء وأحيي هذه الروح العالية لنجل الشهيد، هادي، لأن هذه هي روح أبيه وهذا هو المتوقع من الشهيد القائد الحاج علاء الذي طالما ربى أجيالاً في  المقاومة ومن رجال المقاومة وإن شاء الله أنت يا هادي وإخوانك ستواصلون حفظ الوصية كما حفظها أبوكم حتى القطرة الأخيرة من دمه والنفس الأخير من أنفاسه الطاهرة .

إنني في هذه الكلمة أود أن أسير في محطات من خلال الحاج علاء:

1ـ محطة المقاومة في الجنوب

2ـ محطة البوسنة

3ـ محطة العراق

4ـ محطة سوريا حيث انتهى به الأمر إلى الشهادة.

هذه المحطات التي تنقّل فيها شهيدنا القائد، ومن كل محطة وفي كل محطة أريد أن أعلّق أو أوضّح بعض الأمور المهمة والمتعلقة بتطورات اليوم والأحداث القائمة. وفي نهاية الكلمة إن شاء الله سأتحدث عن المستجدات الحالية وخصوصاً قرارات توصيف حزب الله بمنظمة إرهابية وردود الأفعال الرسمية والشعبية حولها، ومآلات الأمور إلى أين هذا الوضع الذي استجد عندنا في الأسابيع الأخيرة.

في محطة المقاومة: علاء في ريعان الشباب ومقتبل العمر، يلتحق في صفوف المقاومة الإسلامية في لبنان مقاتلاً، بدايته كان مقاتلاً في الميدان وأمضى عمره في الميدان، في الميادين، وانتهى قائداً في الميدان وشهيداً في الميدان.

كل ما يخطر في البال من عمليات للمقاومة من أنواع وأشكال عمليات المقاومة شارك فيها علاء: عمليات الاستطلاع، عمليات الكمائن، المواجهات المباشرة، اقتحام المواقع، التحضير للعمليات الاستشهادية في أكثر محور من محاورالجنوب، في أكثر من نوع من العمليات، حتى قبل التحرير عام ألفين، كانت مشاركته مع الإخوة في محاولة أسر جنود إسرائيليين، لأننا كنا نرغب في ذلك الحين أن نطلق سراح أسرانا قبل التحرير أو على أبواب التحرير في عام 2000 .

سرعان ما أصبح علاء في المقاومة واحداً من نخبة رجالها ومقاتليها ثم من قادتها المميّزين والمضحّين والحاضرين والفعّالين.

هذا القائد، بجهاده وتضحياته، وجهاد وتضحيات إخوانه وكل الشهداء وكل المقاومين في حركات المقاومة في لبنان، استطاعوا أن يصنعوا التحرير في الألفين، علاء أيضاً كان من قادة المقاومة وأبطالها في حرب تموز 2006.

إذاً هو رجل الميدان وقائد الميدان. في جانب آخر أيضاً هو من قادة بناء القوة، قوة المقاومة، قوة الردع، إلى جانب الشهيد القائد الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه، حيث أوكل إلى الحاج علاء مهمة بناء القوة الخاصة في المقاومة الاسلامية التي ـ بحمد الله عز وجل ـ كبرت ونمت وتطورت وأصبحت اليوم قوة حقيقية يحسب لها العدو الاسرائيلي كل حساب. هذه محطة المقاومة التي كانت دائماً بالشهداء وبالشهادة وبالتضحيات والجراح وبالصبر وبالاحتضان الشعبي تصنع الانتصارات من الالفين إلى 2006 وتبقى في مواقع المواجهة، في هذه المحطة أودّ أن أشير إلى بعض النقاط :

أولاً: الحاج علاء يعبّر عن جيل من الشباب اللبناني الذي آمن بخيارالمقاومة -اسمحوا لي في هذه العناوين أن أطلّ على اللغة والأدبيات والمواقف والتحليلات والتنظيرات التي تطرح هذه الأيام - يعني بعد اجتياح اسرائيل  1982 للبنان كان هناك وجهات نظر وآراء ومواقف متنوعة ومتعددة. علاء وإخوان علاء في المقاومة الاسلامية كما هو الحال في حركة أمل، في الأحزاب الوطنية اللبنانية، في الحركات الإسلامية اللبنانية، في الفصائل الفلسطينية المتواجدة على الأراضي اللبنانية، لم ينتظر واحد، أي من هؤلاء، ما قيل في ذلك الزمان عن استراتيجية عربية موحدة أو واحدة، لم ينتظروا الدول العربية ولا الأنظمة الرسمية العربية ولا الجامعة العربية ولا الجيوش العربية ولا الإجماع العربي.

نحن اللبنانيين اليوم كلنا نعرف أنه لو انتظرنا كلبنانيين استراتيجية عربية موحدة وجامعة الدول العربية والجيوش العربية ووو.. لكانت إسرائيل اليوم ما زالت في الجنوب وراشيا والبقاع الغربي وجبل لبنان وطريق الساحل والعاصمة بيروت والضواحي، إذا ما كانت أكملت تجاه بقية الجبل والبقاع وصولاً إلى الشمال  لو لم تنطلق مقاومة شعبية لبنانية، تفاعلت معها أيضاً الفصائل الفلسطينية ـ لنحفظ لإخواننا الفلسطينيين حقهم ـ أين كان لبنان اليوم، كانت إسرائيل في لبنان هي التي تحكم لبنان، هي التي تدير لبنان، كانت المستعمرات في لبنان، كان آلاف الشباب اللبنانيين والشابات اللبنانيات في السجون الاسرائيلية، في معتقلات أنصار وغير أنصار، أليس كذلك؟

إذاً هذه النقطة الاولى التي يجب دائماً أن تبقى حاضرة عندنا أن خيارنا لتحرير أرضنا كان المقاومة وما زال المقاومة لتحرير بقية أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إذا كنا سننتظر جامعة دول عربية وإجماعاً عربياً واستراتيجية عربية سيكون حكمها حكم كل الأراضي التي ابتلعها الاسرائيلي بالنهاية. طبعاً  يجب أن نسجّل في هذا السياق دائماً وقوف سوريا والجمهوية الإسلامية في إيران إلى جانب المقاومة في لبنان واحتضانها ومساندتها ودعمها.

كثير من هذه الدول العربية اليوم التي تصنفنا إرهاب ما علاقتها بهذه المقاومة وبهذه الانتصارات وبهذه الإنجازات؟ دلّوني، ما هي علاقتها بهذا الموضوع؟ ليس لهم علاقة بالسياسية وليس لهم علاقة بالمال وليس لهم علاقة بالتسليح، هل يوجد نظام عربي يجرؤ غير النظام السوري على عمل ذلك؟ هل يوجد نظام عربي يجرؤ أن يعطي السلاح إلى المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية؟ أو يعطي "ضد الدروعط أو يعطي صاروخاً؟ أو يعطي إمكانيات عسكرية؟

تفضلوا، هذا التحدي موجود، تفضلي أيتها الأنظمة العربية، نحن إرهاب، طيّب، المقاومة الفلسطينية أعطوها سلاحاً وأعطوها إمكانيات، وأعطوها المال لتشتري سلاحاً ولتصنع سلاحاً، لا يجرؤون على ذلك، ليس لهم علاقة بكل هذا الإنجاز وبكل هذا الحركة وبكل هذه الانتصارات.

أيضاً الحاج علاء هو من جيل الشباب اللبناني الذي آمن بأن الذي يحمي لبنان، يحمي هذا الوطن وهذه الأرض وهذا الشعب وهذه السيادة وهذه الكرامة الوطنية هو القوة الذاتية، القوة الذاتية وقدراتنا وإمكانياتنا وإرادتنا وحضورنا، هذا الذي تطور لاحقاً مع مصطلح أو معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، ومنذ 1982 وبعد ال2000 وإلى اليوم وإلى الأبد، الذي يحمي هذا البلد هو جيشه، هو شعبه وهو مقاومته، من ينتظر ومن يتوقع أنه الآن أو في يوم من أيام، الذي يمنع "إسرائيل" من الإعتداء على لبنان، وأن الذي يحمي لبنان من الأطماع الإسرائيلية والتهديدات الإسرائيلية والعدوانية الإسرائيلية، هو جامعة الدول العربية أوالإجماع العربي أوالإستراتيجيات العربية هو يراهن على سراب وعلى خيال وعلى وهم، وهذا ما أكده 2006. بالعكس في ال2006 قلنا وأعيد القول: يومها قلنا لهم لا نريد منكم شيئاً "بس حلّوا عنا"، واليوم أيضاً نقول لهم، لهذه الأنظمة، نقول لها : نحن لا نريد منكم شيئاً، لا مال لا سلاح ولا دعم ولا تأييد ولا مباركة "بس حلّوا" عن هذه المقاومة وعن هذا البلد وعن هذا الشعب"، لأنهم "مش تاركين" البلد وليس فقط "مش تاركين" المقاومة، "بس حلّوا"، طبعاً الذي كان يحصل ويحصل أنهم ليسوا فقط لا يساعدون بل بالعكس كانوا يحرضون العدو الإسرائيلي على العدوان، وفي حرب تموز كلنا يعرف، الإسرائيليون قالوا وهم لم ينفوا، بالحد الأدنى لم ينفوا: أنه إتصلت قيادات عربية و حكومات عربية وطالبت إسرائيل بأن تكمل حربها على لبنان في حرب تموز، كما حصل أيضاً في الحروب على غزة، الإسرائيليون قالوا ذلك ولم تنفِ الحكومات العربية المقصودة.

يا أخي نحن لا نريد منكم شيئاً، و"لا بدنا نكلفكم شي ولا مكلفينكم شي"، الذي أريد أن أقوله في حضرة الشهيد القائد وإخوانه الشهداء، هذه القوة الوطنية الذاتية الحقيقية غير المشروطة، هي التي تحمي هذا البلد.

وبالفعل أثبتت هذه المعادلة وفي قلبها المقاومة، أنها تشكل حالة ردع للعدو، هذا العدو الذي يتحدث كل يوم عن المقاومة في لبنان، عن سلاحها وصواريخها وعديدها وخبرتها وقادتها وأدمغتها وإمكانياتها، ويعتبرها التهديد الأساسي والتهديد المركزي أو الخطر الأول في المرحلة الحالية، يهابها ويحسب لها ألف حساب،

هذا هو الي يحمي بلدنا، أما التوسل بالأنظمة العربية والبحث عن إسترضائهم والخضوع لهم، حتى لو توسلنا بهم وحتى لو خضعنا لهم، في أيام الشدة، أين هم؟ أين هم؟

لذلك هذه المقاومة بفعل حضورها وجهادها وتضحياتها وانتصاراتها وإنجازاتها إكتسبت هذه الثقة وهذا الإحترام، وهذه الكرامة وهذه القداسة عند الشعوب العربية والإسلامية، وكان من الطبيعي جداً، ونحن نعرف كما قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم إن الخير في أمته إلى يوم القيامة، نحن نعرف أن الخير في شعوب أمتنا، وكان من الطبيعي أن نرى كل ردود الأفعال هذه ، خصوصاً الشعبية وبعض الرسمية، على القرارات المتعسّفة بتسمية حزب الله منظمة إرهابية. هذا ما أعود إليه في الجزء الأخير من الكلمة، لأن المقاومة باتت تشكل بقية الأمل والمقاومة باتت تشكل الأفق المفتوح الوحيد أمام أمتنا وشعوب أمتنا لإستعادة المقدسات وإستعادة الكرامة.

ثانياً: في سياق أيضاً مسألة المقاومة ومحطة المقاومة والحديث اليوم عن الكرامة العربية والهوية العربية والحقوق العربية، أريد أن اسأل: من الذي منذ اسبعة وستين عاماً يهين ومن الذي أهان العرب؟ أسمحوا لي أن أتكلم "شوية عرب" اليوم. من الذي أهان العرب والأمة العربية والجيوش العربية والشعوب العربية والحكام العرب مثل "إسرائيل"؟ وهي في كل يوم تهينهم، في كل يوم تهينهم، عندما تستمر في إحتلال أرضهم وفي قتل أهلهم في فلسطين في كل يوم، نساء وأطفال وشباب وصبايا. اليوم هناك انتهاك جديد للمسجد الاقصى، أليس هذا إهانة للكرامة العربية وللمقدسات العربية وللشهامة العربية وللأمة العربية وللحقوق العربية؟ ماذا انتم فاعلون؟ ماذا فعلتم منذ 67 سنة وإلى اليوم وماذا أنتم فاعلون؟

بالعكس إذا قام في العالم العربي نظام أو جيش كما كان الحال في مصر، وكما كان الحال في سوريا، أو قامت مقاومة، كما هو حال حركات المقاومة الفلسطينية، ولاحقاً في لبنان، إذا قام نظام أو جيش أو مقاومة لقتال "إسرائيل" ولاستعادة الكرامة العربية، كنتم تتآمرون على هؤلاء البؤساء وعلى هؤلاء القادة وعلى هذه الأنظمة وعلى هذه الجيوش، وعلى حركات المقاومة هذه ، وفي مقدمكم النظام السعودي، ومعروف من مصر عبد الناصر إلى ... إلى... إلى... إلى حركات المقاومة الفلسطينية، طيب هل هؤلاء كانوا شيعة؟ لم يكونوا شيعة.

هذه كذبة قصة شيعة وسنة، وأن الشيعة ... والشيعة... والصفويين، هل عبدالناصر كان شيعياً؟ هل الجيش المصري شيعي؟ هل الجيش السوري شيعي؟ حركات المقاومة الفلسطينية هل كانت شيعية؟ بعض الأنظمة العربية كم تآمرت عليهم؟ وماذا فعلت بهم؟ بالمال وبالإعلام وبالأمن ومع الإسرائيلي ومع الأمريكان و.. و... و..

المشكلة أن هذه الأنظمة منذ اليوم الأول ضمانة عروشها هي الدفاع عن "إسرائيل"، وحماية "إسرائيل"، وعدم المس بوجود "إسرائيل"وكيان"إسرائيل وبقاء "إسرائيل"، ولذلك كانت دائماً تصطف في الجبهة المعادية للأنظمة المقاومة أو للجيوش المقاومة أو حركات المقاومة، والذي يحدث معنا اليوم، هو استمرار لهذ الإستراتيجية القديمة، هذا ليس جديداً، هذا هو تواصل في الإستراتيجيات السابقة والقديمة. والآن، اليوم، من الذي استعاد الكرامة العربية وبعضاً من الحقوق العربية وبعضاً من الأرض العربية وبعضاً من العزة العربية؟ هذه المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب.

المحطة الثانية: محطة البوسنة، وما كنت لأتحدث عن محطة البوسنة، لولا أن الشهيد علاء كان معروفاً بعلاء البوسنة، أولاً: للاعتراف بحقه ولتقدير جهاده، وثانياً: لأن كثيراً كانوا يسألون: "شو بوسنة وما بوسنة؟ شو يعني كان حزب الله في البوسنة؟"، وثالثاً: وأيضاً ندخل منها على تصنيفنا كمنظمة إرهابية.

في بداية التسعينات من القرن الماضي، تذكرون أن يوغسلافيا تفككت ، وصار هناك دولة أسمها صربيا وثم إنفصل عنها الجبل الأسود، وهناك دولة اسمها كرواتيا، ودولة اسمها البوسنة والهرسك، وصار هناك قتال وحرب شرسة جداً وقاسية جداً في البوسنة والهرسك. المسلمون في البوسنة والهرسك كانوا مستضعفين، وارتكبت بحقهم من قبل الصرب أو القوات الصربية البوسنية مجازر هائلة، حتى الآن البعض يقوم بالتفتيش في المقابر الجماعية عن المفقودين، دُمرت مدن وقرى، واغتصبت نساء وأعراض، يومها كانت فاجعة يهتز لها العالم كله.

في لبنان كان هناك من يتفاعل مع قضية البوسنة، وكان هناك رأيان:

رأي تبنته جماعات تحمل الفكر الذي تصدره السعودية إلى العالم منذ مئة سنة، "شو طلع معها" من أجل نصرة المسلمين المظلومين في البوسنة؟ قالوا: يجب أن نحمّل مسيحيي لبنان المسؤولية ويجب أن ننتقم ونضغط ونعتدي أو نهاجم مسيحيي لبنان، خصوصا الأرثودوكس" لأن هذا يخفف الضغط ويدعم المسلمين المظلومين في البوسنة.

وبالفعل هذه المجموعة ـ هي مجموعة صغيرة متطرفة بالتأكيد، هذا الفكر لا يعبر على الإطلاق عن أهل السنة والجماعة، أعود وأؤكد وأعيد وأعيد وأعيد، هو يكفر أهل السنة والجماعة ـ ماذا فعلت؟ تذكرون آنذك، زرعوا عبوات تحت بعض الجسور في بعض الأماكن، استهدفوا مواكب لرجال دين مسيحيين اورثودوكس، اعتدي على كنائس مسيحية، على مقابر مسيحية. لكن تمت معالجة الموضوع من قبل الدولة والجو اللبناني الذي أجمع على إدانة هذا السلوك.

كان هناك وجهة نظر أخرى تقول: ما دخل مسيحيي لبنان لنحملهم مسؤولية البوسنة والهرسك؟ هناك  في صربيا والبوسنة ناس يعتدون ويقاتلون ويرتكبون مجازر، صودف أنهم مسيحيون كما يمكن بالحقيقة أن يفعل الأمر ذاته المسلمون، وهناك ناس مضطهدون ومظلومون، من يريد أن يساعد فليتفضل ويذهب ليساعد هناك، يرسل لهم المال والإمكانا،ت يذهب إليهم، يدرّبهم، يساعدهم، ينقل لهم التجربة، يقاتل معهم، يدافع عنهم، هاتان كانتا وجهتي النظر.

حزب الله كان مع وجهة النظر الثانية. وبالفعل، رغم أننا كنا حركة فتيّة، كادرنا محدود، قيادتنا محدودة، إمكانياتنا محدودة. ولكن حقيقة هنا يأتي السؤال الكبير: الحاج علاء ومجموعة كبيرة من إخوانه وفي نفس عمره كانوا يتركون البلد، يغادرون لبنان، عندنا جبهة وأرض محتلة، نتحدث بالتسعينيات، إسرائيل كانت لا تزال بالحزام الأمني، يغادرون لبنان إلى البوسنة، إلى أرض لا نعرف عنها شيئاً وإلى الثلج بالشتاء، ولا نعرف اللغة ولا أي شيء. لماذا؟ ما هو السبب؟

بالحقيقة، بالعمق بالعمق، السبب إنساني، السبب أخلاقي، ضميرنا. نحن لن نقلب الميمنة على الميسرة في البوسنة إذا ذهب الحاج علاء وإخوانه إلى البوسنة، لكن بيننا وبين الله، بيننا وبين أنفسنا، عندما نجلس مع ضمائرنا، ونختلي مع أنفسنا نشعر بأننا نقوم بما نستطيع، هذا ما كنا نستطيع، أن نرسل قادة وكوادر ومقاتلين إلى البوسنة. بهذا القدر، لم نكن قادرين على أن نرسل جيشاً ولا آلاف (المقاتلين)  ولا سلاحاً ولا شيء. طبعاً كنا على تواصل مع الحكومة البوسنية في ذلك الوقت والرئيس علي عزت بيغوفيتش، المرحوم الراحل، وبالتعاون مع قوى أخرى.

هذه قصة البوسنة وعلاء البوسنة وسقط لنا هناك أيضاً شهيد، الشهيد رمزي مهدي، والإخوة أمضوا فترة طويلة هناك ونقلوا التجربة وفتحوا معسكرات تدريب وشاركوا في خطط العمليات وقاتلوا إلى جانب البوسنيين.

هذا تعتبرونه إرهاباً؟  نحن لسنا ذاهبين لنفرض قراراً على الناس في البوسنة،  لسنا ذاهبين للتدخل بالقرار السياسي ولا بالنظام ولا بالدستور ولا بالحوار الوطني ولا شيء. هناك ناس يُذبحون يومياً، نحن ذاهبون لنساعدهم حتى يستطيعوا الدفاع على أنفسهم. تعالوا لنناقش هذا الموضوع بالإنسانية وبالأخلاق وبالدين والشرع والقانون، إذا كان هذا إرهاباً "ماشي الحال".

حسناً، هناك شيء في موضوع البوسنة أود قوله لمن يتهمنا اليوم بأننا مقاومة طائفية. نحن عندما ذهبنا إلى البوسنة، هل كان هناك في البوسنة شيعة ذهبنا لندافع عنهم؟ كنا ندافع عن دماء الشيعة وأعراض الشيعة وأموال الشيعة في البوسنة؟ أين يوجد شيعة في البوسنة؟ كل الناس يعرفون أن المسلمين في البوسنة هم من أهل السنة والجماعة.

علاء ـ الذي تحتفلون الآن بذكراه، وتجلسون هنا في بلدته انصار ـ يغادر بلدته وعائلته وأهله ومقاومته وأرضه المحتلة ومعه إخوانه إلى البوسنة والهرسك، على بعد آلاف الكيلومترات ليقاتلوا دفاعاً ـ اسمحوا لي مضطر أن استخدم هذه العبارة ـ ليقاتلوا دفاعاً عن أعراض إخواننا المسلمين من أهل السنة والجماعة وعن دمائهم ووجودهم وبقائهم في البوسنة والهرسك. هل نكون طائفيين؟

هذه محطة البوسنة، أكتفي بهذا القدر.

طبعاً الآن أنا مضطر لأن أتحدث، لأنه "علاء البوسنة"، هذه قصة "علاء البوسنة"، وإلا، هل سمع أحد هذا الكلام في السابق منا؟ لم "نطنطن الدنيا" وما علّقنا لافتات وكراسات وذهبنا لدول الخليج والعالم و"لم نربح العالم جميلة" ولم نجمع على شهدائنا وجرحنا ومجاهدينا أموالاً من أحد، أبداً، ذهبنا لله، وقاتلنا لله، وجرح من جرح منا لله، واستشهد من استشهد منا لله، ونحن لا نريد من أحد جزاءً ولا شكورا. نحن نؤدي في هذه الدنيا واجبنا لأننا نخاف من ربنا يومنا عبوساً قمطريرأ. هذه هي الحقيقة.

المحطة الثالثة محطة العراق.

طبعاً، قبل العراق، الحاج علاء وإخوانه ذهبوا إلى سوريا، ولكن موضوع سوريا أعود إليه في المحطة الأخيرة.

أثناء وجودهم في سوريا حصل ما حصل في العراق قبل أكثر من عام، عندما اجتاحت داعش محافظة صلاح الدين وديالى وجزءاً كبيراً من محافظة الأنبار وجزءاً من محافظة كركوك ومحافظة الموصل وأصبحت على مقربة من العاصمة العراقية بغداد.

يومها كل العراق بات مهدداً، داعش في العراق أيضاً نعود لنتحدث ونجيب عما يطرح اليوم، لأن هذه واحدة من العناوين لمَ نحن منظمة إرهابية، تدخلنا في العراق، ما هي قصة تدخلنا في العراق؟ نتحدث عنها من بوابة الحج علاء، داعش في العراق اعتدت على كل الشعب العراقي وقتلت سنّةً وشيعة ومسلمين ومسيحيين وأيزيديين وعرباً وكرداً وتركماناً ولم توفر أحداً.

وإذا ذهبنا للإحصائيات الدقيقة، ما لحق بأهل السنة في العراق بفعل داعش كان أخطر وأكبر مما لحق بالشيعة في العراق. هذه داعش التي أصبحت قريبة من بغداد وحتى بعض دول الخليج والأردن وبعض دول المنطقة استشعرت بالخطر، نعم هناك خطر يتهدد الجميع. وطبعاً بالنسبة لبعض هذه الدول العربية هذا السحر انقلب على الساحر، هم يريدون داعش ليقاتلوا فيها الحكومة العراقية، ويريدون داعش ليقاتلوا فيها النظام في سورية، انقلبت الحسابات كلها.

حسناً، في ذلك اليوم، العراقيون، حكومةً، أحزاباً علماء، شيعة وسنة، كلهم دعوا إلى وقفة عراقية في مواجهة هذا الخطر، وكان الصوت الأعلى صوت المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وكانت الفتوى الشهيرة لسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الشريف في الدعوة إلى الجهاد الدفاعي، وتقدمت والتحقت بجبهات القتال عشرات الآلاف، التحق عشرات الآلاف من الشباب العراقيين ومن مختلف المناطق والطوائف.

يومها قيل لنا من قبل إخواننا العراقيين: نحن نحتاج إلى مساعدتكم، حسناً ما هو المطلوب منا؟ نحن لا نريد منكم مقاتلين يا حزب الله، عندنا ما شاء الله عشرات الآلاف من المقاتلين، نحتاج لمجموعة قياديين وكوادر يساعدوننا في التشكيلات وإدارة العمليات، في التدريب، أيضاً في الميدان، في بعض الأماكن الحساسة.

حسناً، هذه داعش وهي تهدد الشعب العراقي والعراق ومصير العراقيين ومصير المنطقة، وأيضاً أود أن أعترف وأضيف ـ وهذا أساسي وليس للمجاملة، بثقافتنا وإيماننا وعقلنا وفكرنا ـ وهي تهدد أيضا العتبات المقدسة في العراق لأن هؤلاء يدمرون كل شيء مساجد وكنائس ومقامات ومراقد، لم يوفروا شيئاً هم. حسناً، هذا جهد مطلوب منا، متعيّن علينا، إذا كان أحد يتوقع في ذاك اليوم أننا نحن سننتظر جامعة الدول العربية والإجماع العربي والرياض ولا أعرف من لنأخذ، إذاً عليكم خير، هذا غير وارد أصلاً.

حسناً، نحن في منتصف الليل، تعال يا حاج علاء، أنا عادة لا أتكلم عن الأحياء، تعال يا حاج أبو محمد سلمان، الشهيد القائد الحاج أبو محمد سلمان، الحاج ابراهيم، تعالوا يا شباب، البعض سحبناهم من سوريا، البعض سحبناهم من جنوب، البعض سحبناهم من لبنان وركبناهم بالطائرة على بغداد، مجموعة كبيرة جداً من قياديينا وكوادرنا، من جبهاتنا، أخذناهم من الجبهات، وأرسلناهم إلى العراق، بالسر، لم نعمل إعلاناً ولم نعمل دعاية ولا "تنططنا" ولا أي شيء، لأننا أيضاً نريد لبعض العقول أن تتحمل وإن كان نحن لا نريد أن نوظف هذا الموضوع لا سياسياً و"لا غير سياسياً".

وفي العراق نحن كنا نقاتل تحت قيادة عراقية، الآن أقول لكم لماذا أقول هذا، وبالعراق نحن ذهبنا لنقاتل لا لنتدخل مع العراقيين في شؤونهم الداخلية ولا بحكومتهم ولا بأحزابهم ولا بانتخاباتهم ولا بخياراتهم، ولا نريد أن نفرض عليهم شيئاً مثل ما تفعل السعودية بأكثر من بلد عربي، لا، هناك واجب أخلاقي وإنساني وديني وشرعي وجهادي وبكل الموازين، وقومي وعربي، ذهبنا إلى العراق وقاتلنا في العراق. وما زال عندنا مجموعة من إخواننا ما زالت موجودة هناك.

حسناً، ما هذه الجريمة؟ تدخل حزب الله في العراق، في مواجهة من؟ أولاً، في مواجهة داعش الذي هو عدو كل العراقيين، داعش التي يُجمع العالم على وصفها بأنها تنظيم إرهابي، فليتجرأ أحد في العالم ويقول إن داعش ليست تنظيماً إرهابياً. يُجمع العالم على أنها تنظيم إرهابي، ونفس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي "من غير شر" ومن يومين وزراء الداخلية العرب في تونس أيضاً وصفوا داعش بأنها تنظيم إرهابي.

حسناً، نحن نقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على وصفه بالإرهاب، نكون نحن إرهابيين؟ نكون نحن مدانين؟ يكون شهداؤنا مدانين؟ لماذا علاء وأخوة علاء يجب أن يتركوا بلدهم وأرضهم ويذهبوا إلى العراق لكي يقاتلوا؟ نفس منطق ذهابهم إلى البوسنة.

واليوم، حقيقة من الذي يغيّر في المعادلة في العراق؟ العراقيون أنفسهم، القوات العراقية، هذا الحشد الشعبي المبارك. حسناً، نحن ذهبنا إلى العراق بالسر، أنتم اجتمعتم بالسعودية وشكّلتم بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تحالفاً دولياً، 75 دولة لتقاتلوا داعش، أيمكنكم أن تقولوا ماذا قدمتم من أكثر من سنة لليوم في قتال داعش في العراق؟ أوَكنتم تمزحون؟

هنا عندما قلت نحن نقاتل تحت قيادة عراقية، يمكن لو كنا نقاتل تحت قيادة أميركية ما كانوا ليصفوننا بالإرهاب، انظروا، من عجيب التناقضات والصدف أنهم يشكلون تحالفاً إسلامياً، تحالفاً إسلامياً عسكرياً يقاتل بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أيمكنكم أن تشرحوا للناس كيف يكون تحالف إسلامي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية؟

أما نحن في العراق فكنا نقاتل تحت قيادة الحشد الشعبي، قيادة عراقية شريفة مخلصة وطنية، وتحت قيادة الإخوة العراقيين وما زلنا. "بيطلعلك" أحد جهابذة الخليج، حقيقة جهبذ، يقول: حتى نستطيع أن نقضي على داعش يجب أن نقضي على حزب الله وعلى الحشد الشعبي في سوريا ـ مسكين "مش سمعان" أنه في سوريا لا يوجد حشد شعبي، هناك دفاع وطني ودفاع وشعبي وقوات شعبية، "مضيّع" ـ والحشد الشعبي في العراق. وأنا أقول لهذا الجهبذ: لولا الحشد الشعبي في العراق لكانت داعش الآن في قصوركم وبيوتكم، تسبي نساءكم وتهتك أعراضكم. لكن العراقيين بدمائهم، بشهدائهم، بتضحياتهم، يدفعون هذا الخطر عن كل المنطقة وعن كل شعوب المنطقة وعن شعوب الخليج أيضاً. بدل أن يقدّم لهم الشكر والثناء، ما هذا الجحود؟ ما هذا النكران للجميل؟ يا أخي لا أحد "ربّحكم جميلة" ولكن لماذا أنتم جاحدون هكذا، لماذا أنتم منكرون هكذا، لماذا أنتم قساة قلوب هكذا، حتى تأتوا لتدينوا المدافعين والشهداء والجرحى وهؤلاء العراقيين الذين يقدمون تضحيات جسيمة، عشرات آلاف الشهداء، آلاف الشهداء في العراق يتكلمون.

هنا نحن نأتي بشهيد 2 3 10 بيطلع العدد بينزل العدد، في العراق آلاف الشهداء يسقطون في المعارك، وهم الذين يستطيعون أن يستعيدوا أرضهم.

في اليومين الماضيين، الحشد الشعبي وبمؤازرة من القوات العراقية في منطقة ما تبقى من صلاح الدين، 5 آلاف كيلومتر تحررت وطرد منها داعش، يعني بحجم نصف لبنان خلال أيام قليلة.

أوباما يخرج ويقول 40% من الأرض التي سيطرت عليها داعش في العراق تم استعادتها، ما شاء الله عليك، بفضل من؟ بقوة من؟ بتضحيات من؟ الأميركان؟! أين الأميركان؟ نعم جاء الأميركان ساعدوا بالرمادي، الآن في الموصل يريدون أن يضعوا فيتو أنه ممنوع الحشد العشبي أن يقاتل بالموصل وهي أرض عراقية، هذه قصتنا هذه العراق.

هل هذا اسمه إرهاب؟ بالدين وبالإنسانية وبالأخلاق وبالشرع وبالعروبة؟ الشهامة العربية هي أن يذهب كل عربي إلى العراق ليدافع عن الشعب العراقي، سنةً وشيعةً وعرباً وكرداً وتركماناً، وعن كرامة العراقيين وأعراض العراقيين ومقدسات العراقيين ومقدسات الأمة في العراق، لا أن يصف من يدافع في العراق بأنه إرهابي، هذه الشهامة العربية.

أما من لا يفعل ذلك فلا علاقة له بالعرب وبالهوية العربية وبالشهامة العربية وبالكرامة العربية.

حسناً، المحطة الأخيرة محطة سوريا.

من أوائل القادة الذين ذهبوا إلى سوريا كان الحاج علاء، علاء البوسنة، بعد قليل كان يجب أن نسميه علاء الشامي.

حسناً، لماذا ذهبنا إلى سوريا، لا أريد أن أعيد، من أجل أن لا آخذ وقتكم أًصبح هذا من المكررات، وخلال السنوات الماضية وكل المناسبات السابقة نحن شرحنا رؤيتنا وفهمنا وقراءتنا للأحداث في سوريا والأفق والحلول السياسية وإصرار البعض على رفض الحلول السياسية وإصرارهم على الحرب ورفض أي شكل من أشكال المصالحة والخلفيات ومن يقف خلف هذه الحرب وهذه المعركة فلا أعيد.

لكن بناءً على كل ما شرحنا في السابق، نحن شخصنا أنه عندنا مسؤولية. وهذه نقطة جديرة بالنقاش، حتى اليوم بالعالم العربي أنا أدعو بعض الجهات أنه لا بأس، حتى إذا كان أحد يريد أن يتوقف، يمكن أن يقول إن حزب الله والمقاومة ضد إسرائيل، وإنه في موضوع سوريا هناك التباس، هناك إشكال، هناك بيني وبينك خلاف في وجهات النظر، لا يوجد مشكلة، لأنه الحق أن تسمعوا وجهة نظرنا وأن تتابعوا المعطيات والوثائق والتطورات الميدانية وما قالوا وما قيل وما قلنا، الأميركان ماذا يريدون، والإسرائيلي ماذا يريد، والأنظمة العربية ماذا تريد، طبيعة الاستهدافات في سوريا، لا يوجد أي مشكلة.

لمّا شخصنا وكنّا صادقين بالتدحرج الذي أنا تكلمت عنه، بعض الناس يقول لك السيد "يتحجج"، لا، حقيقة نحن كنا نركض وراء الواجب، الحد الأدنى من الواجب. حسناً، دمشق كانت بخطر، مقام السيد زينب في خطر، بعد ذلك منطقة القصير، بعد ذلك صار الموقف يتدحرج، حقيقةً كان يتدحرج، نحن لم نكن راغبين، ولا أن شبابنا "لامينهم" من الشوارع، ولا شيء، أن قوموا، نريد أن نبحث عن مكان نقاتل فيه أو عندنا هواية قتال، نحن نحسب الأمور جيداً من الناحية الشرعية ومن الناحية الفقهية ومن ناحية المسؤولية ومن ناحية مصالح البلد ومصالح المنطقة وأولوية المقاومة في مواجهة إسرائيل وما شاكل.

من أوائل الذين ذهبوا إلى سوريا كان الشهيد القائد الحاج علاء، وحضر إلى اللحظة الأخيرة، وكان لديه بصيرة ووضوح في الرؤية وإيمان شديد، وكان يقود المعارك في الميدان.

حسناً، أول مرة أصيب بالجراح، عاد إلى لبنان. كان يستطيع أن يقول يا إخوان "كفاها المولى، ما في بهالجيش إلا علاء؟"، فليبدلوني، دعوني أبقى أنا هنا. لا، مجرد أن شفي عاد وذهب إلى سوريا، بعد مدة أصيب مرة ثانية وكانت إصابته خطرة، جاء أيضاً وعولج وشُفي وعاد إلى سوريا، لم يكن "يتحجج" أبداً، عنده سبعة أولاد وعنده عائلة وحقه كان أن يقول، أنه "أنا بزيادة هالقد"، دعوا إخواناً آخرين أن يكونوا مكاني، لكن لأن علاء، مثل كثير من إخوانه الموجودين في سوريا عندهم وعي كامل لحقيقة المعركة كما شرحناها، نحن لا نخترع أسباب وذرائع، لا نجد لأنفسنا حجج حتى نقاتل في سوريا، نحن لسنا محرجين مع أحد لنقاتل في سوريا، نحن لا أحد أمرنا أن نقاتل في سوريا، حتى إيران، حتى سماحة السيد القائد، نحن لم نأخذ أمراً من سماحة السيد القائد، نحن بطبيعة الحال نبحث عن الإجازة الشرعية، عندنا إجازة ولكن ليس عندنا أمر، إذهبوا وقاتلوا وافعلوا، أبداً، هذه إرادتنا وهذا قرارنا وهذا فهمنا وهذا وعينا. علاء يمثّل كل إخوانه الذين استشهدوا في سوريا وكل إخوانه الذين ما زالوا على قيد الحياة ويقاتلون في سوريا. من هذا الموقع، يعني موقع الفهم والرؤية والبصيرة.

حسناً، من هنا أنا أدخل للمقطع الأخير، من بوابة سوريا، لأقول إن التوتر الأخير الذي حصل من قبل السعودية تجاه لبنان، والذي شرحت بعض جوانبه قبل أيام، أنا أريد أن أكمل قليلاً في بقية الوقت المتاح، في بقية الجوانب، أو بعض الجوانب، ربما لا يتسع الوقت للحديث عن الجميع.

اليوم لبنان أمام غضب السعودية، السعودية في حالة غضب شديد، هلموا بنا لنرضي السعودية ونهدئ غضبها، لماذا السعودية غاضبة؟ كل شخص قام بالتحليل والتفتيش عن الأسباب. ما هي الحقيقة؟ ما السبب؟ ما السر؟ تكلمنا بشيء في المرة الماضية، وسنكمله وإن كنت أشرت له في المرة الماضية.

في التكملة، نعم السعودية غاضبة، وغاضبة علينا نحن، يحق لها أن تغضب، أنا أتحدث بكل واقعية، أنا أتفهم غضب السعودية، لماذا؟ لأنه عندما يفشل أحدهم، أقل ما يمكن أن يفعله هو أن يغضب، وفي حال غضب ويستطيع أن يفعل شيئاً يحاول أن يفعل شيئاً، هذا تبسيط للموضوع.

في سوريا، يوجد غضب سعودي هائل، لأنهم كانوا يحسبون في سوريا، أن تنتهي الأمور بالشهر الأول وبالشهرين الأولين. عندما ذهبنا لنتحدث مع بعض الدول في الحل السياسي، بالمصالحة، بالحوار، مع بعض أطراف المعارضة السورية ـ أحدهم يقول لي أين براءة الذمة يا سيد، هنا براءة الذمة ـ ذهبنا لنقول لهم يا أخي القيادة السورية جاهزة لتجد حلاً، جاهزة للحوار، جاهزة لتقدم التنازلات، وأنا قلت هذا الموضوع مفصلاً سابقاً، وكان الجواب دوماً: كلا، كلا، كلا. (وبالنسبة لهم) سوريا شهرين، ثلاثة وتنتهي، على الأغلب 3 أشهر وتنتهي.

لا أحد مهتم لا عن حل سياسي، ولا عن وقف نزيف الدم، ولا عن غيره من الأمور، لأنهم جميعاً بنوا حساباتهم، وفي مقدمهم السعودية، أنه خلال شهرين أو ثلاثة أشهر تسقط سوريا في أيدينا، والذي يدير اللعبة، العامل الإقليمي الأول في ذلك الحين والأكثر تدخلاً كان السعودية، ونحن نعلم أنه في ذلك الوقت جاء أحد الأمراء وجلس في عمان، وكان هو من يدير، ويتدخل، وينفق المال، ويعطي الأوامر، وغيره. الآن لا أريد أن أدخل في الأسماء، الأسماء معروفة، من كان هذا الشخص، وماذا كان يفعل..

مر أول شهر، وثاني شهر، أول سنة، ثاني سنة، وكل يوم يقولون غداً سننتهي، ومرت 5 سنوات وخابت الآمال. الآن سوريا في مكان آخر غير الذي كانوا يتوقعونه لها في بداية الأحداث، أي انتهائها بعد شهرين وثلاثة وأربعة.

هنا يوجد فشل كبير، ويوجد سقوط رهانات، كانوا يريدون أن يأتوا بالناتو ليقاتلوا في سوريا، كانوا يريدون أن يأتوا بالاميركان ليقاتلوا في سوريا، وغيرهم ليقاتلوا، وكل ذلك تم العمل عليه، ويعتقدون أن الأميركان وغير الأميركان يعملون عندهم، لا يعلمون أن الاميركيون يشغّلون كل العالم في مشروعهم هم. هذا الغضب من سوريا.

نفس الأمر في اليمن، كانت تقديرات القيادة السعودية الجديدة اننا نحن نستطيع خلال أسبوعين أو ثلاثة أو على حد أقصى، خلال شهر أو شهرين أن نحسم المعركة في اليمن، ونأتي ونعطي درساً لكل الدول العربية، وكل العالم العربي. هذه قيادة الحزم، هذه مملكة الحزم، هؤلاء ملوك وأمراء الحزم، ونفرض سطوتنا على العالم العربي، ونفرض قيادتنا على العالم العربي، هكذا كانت حساباتهم.

وإلا قبل الحرب على اليمن، إسألوا اليمنيين، حتى المختلفين بين بعضهم البعض، يقولون لكم: واللهِ، تاللهِ، نحن بصنعاء كنا اتفقنا وانتهينا، الحوار الوطني ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية كله كان منتهياً، وجاء السعوديون وقالوا إنه يجب أن ترموا هذا كله جانباً، ونريد أن نحسم عسكرياً.

أين الإسبوع ـ أسبوعين؟ أين الشهر ـ شهرين؟ يوجد فشل ذريع جداً في اليمن. الأثمان التي تدفعها السعودية اليوم نتيجة حربها على اليمن، أثمان بشرية، ومالية، واقتصادية، وسياسية، ومعنوية في العالم، وفي الداخل، وفي المنطقة. هي أثمان كبيرة جداً، وباهظة جداً، وأين الفضيحة؟ انه تحت عنوان الحرب على اليمن، هي حرب على الحوثيين الارهابيين، كما يقولون هم في أدبياتهم، وهي حرب على الشعب اليمني في الحقيقة، هي تمكّن من أجمع العالم على تصنيفه إرهابياً من السيطرة على المحافظات الجنوبية، في عدن، وفي لحج، وفي أبين، وفي حضرموت، ويرتكبون المجازر المهولة.

منذ يومين فقط، وفي دار للمسنين. هل يستطيع أحد أن يشرح هذا الموضوع للعالم؟ دار للمسنين في عدن، انا سأشرح هذا الأمر لكم لأنه لن يشرحه أحد. في دار للمسنين في عدن، بوجد كبار السن، لكن من يخدم في هذا الدار؟ مجموعة راهبات، ومن يوجد ممرضات؟ يوجد هنديات ممرضات. إذاً (حسب تفكيرهم) يوجد كفار موجودون في دار المسنين في عدن، يوجد كفار يجب أن نذبحهم، يجب أن نقتلهم. يا أخي هم يقومون برعاية هؤلاء المسنين، المسنون مسلمون جميعهم.

الراهبات مسيحيات، الهنديات لا أعلم إن كانوا من الهندوس أو السيخ أو المسلمين، قتلوا الراهبات، والممرضات، والذي وجدوهم أمامهم في طريقهم من المسلمين المسنين، لأنه لا يوجد مشكلة، بالطريق هؤلاء شهداء يذهبون إلى الجنة. أليس هذا عقل داعش؟

هذا بظل من؟ هذا بظل القوات السعودية التي تقصف وتدمر في اليمن.

الأرض لمن تعطونها؟ إنكم تعطونها لداعش، تعطونها للقاعدة.

هذه عدن وغير عدن، كل يوم يوجد شواهد على هذا الموضوع.

وهم فشلوا، وسيفشلون، وأنا أؤكد لكم، أنا على قناعة تامة بكل كلمة قلتها منذ اليوم الأول، لا يمكن إلا أن ينتصر الشعب اليمني، لا يمكن. هذا منطق العدالة الإلهية، والقوانين والسنن الحاكمة في التاريخ، وفي المجتمعات. الشعب الذي يقاوم، ويصمد، ويثبت، ولا يتزلزل، ولا يخاف، لا يمكن أن يهزم، لا يمكن أن يهزم مهما كانت الطواغيت التي تقاتله.

اذاً، هم فاشلون في اليمن، ويوجد فشل في سوريا، فشل في اليمن، فشل في لبنان، فشل في البحرين.

فشل في البحرين، أين؟ لا يوجد حرب في البحرين، الفشل في البحرين هو في إنهاء الإنتفاضة الشعبية، منذ 5 سنوات وما زالت الناس تتظاهر، وتصرخ، وتتكلم، وملتزمة بالسلمية، هذا فشل للسعودية في البحرين.

جاؤوا ليحمّلونا نحن المسؤولية، هم يفتشون على أحد ليحملوه مسؤولية الفشل.

والله يا جماعة أنتم تبالغون، أنتم تبالغون . نحن شاكرون في حال "طلعنا" نحن السبب، حزب الله المتهم بالتدخل، طبعاً موضوع البحرين واليمن أتكلم بخصوصهم فيما بعد لأنها بحاجة إلى تفصيل، ولكن الآن لأنها مناسبة علاء وهو متعلق بسوريا، عراق، البوسنة، تكلمنا في هذه المحطات.

لكن أود أن اقول لكم إنه في حال "طلع عنجد" أننا نحن نتحمل مسؤولية كبيرة جداً في إفشال هذه المشاريع، وهذه الحروب، وهذه الأعمال العدوانية، هذا نفتخر فيه في الدنيا، وفي الآخرة، ولكن والله أنتم تبالغون، لأنه ليست هكذا الأمور، هذا ليس حجمها.

حسناً، غضبوا علينا فطال غضبهم كل لبنان، لماذا طال غضبهم كل لبنان؟! لأن اللبنانيين يجب أن يغضبوا علينا، لماذا يجب أن يغضب اللبنانيين علينا؟ اذهبوا وانظروا الى استطلاعات الرأي، للأسف الشديد يوجد مراكز دراسات تجري استطلاعات رأي ولا تنشر النتائج، اللبنانيون يعرفون أن المشروع السعودي، وإلى هؤلاء الذين يتحدثون دائماً في المصالح الوطنية، المشروع السعودي في سورية كان إسقاط النظام وليحكم من يحكم، وطبعاً إذا استطاعوا هم أن يحكموا هذا أفضل شيء بالنسبة لهم، مثل اليمن الآن، مشروعهم قتل وإسقاط  الحالة المعارضة لهم، وليحكم داعش ولتحكم القاعدة في عدن وفي أبين وفي حضرموت، ليس مهماً، نفس العقلية في سورية.

حسناً، لو لم تصمد سورية وسيطرت القاعدة وداعش والنصرة وأصحاب هذا الفكر ـ وهذه ترجمته وآخر مشاهدها دار المسنين في عدن ـ على سورية، أين كان لبنان وشعب لبنان ومسلمو لبنان ومسيحيو لبنان، وكل من يتكلم في يومنا هذا عن الاعتدال، ومعتدلو لبنان! أين كانوا؟!

من يواجه السعودية في سورية هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية، لا يمكنك أن تأتي لتبتز اللبنانيين، وتقول أنا أقوم بالسماح لكم أن تعملوا بالخليج، "اعملوا معروف" أتركوا سورية تسقط في أيدي المنظمات الإرهابية التكفيرية التي ستأتي لاحقاً لتذبح أطفالكم ولتسبي نساءكم وتدمر مساجدكم وكنائسكم، هذا المنطق لا يقبل أحد فيه، بعضاً من التأمل، هذا ابتزاز غير مقبول. حسناً، بدأت ردود الأفعال التي تكلمنا عنها المرة الماضية وكل يوم يأتون يحجة. يعني اليوم مثلاً لماذا لا تريدون أن تعطو للجيش سلاحاً؟ ظهر أنه إذا أعطينا للجيش سلاحاً سيصل السلاح إلى الحزب، هذا عادل الجبير، اليوم هذه هي الحجة.

حسناً، على علمكم، أيها اللبنانيون، أيتها اللبنانيات، يا أ،خي في الحد الأدنى من وقت ما عادت الدولة وكان اتفاق الطائف، حزب الله أخذ في مرة من المرات بندقية من الجيش؟ أو "أخذ في مرة من المرات شي مدفع أو شي صاروخ؟ بالمنيح او بالقوة؟"، فلترشدوني إلى ذلك، منذ اتفاق الطائف، ونحن نفترب من الثلاثين سنة على اتفاق الطائف، ما هذا الكلام، هم يبحثون عن حجج واهية.

حسناً، أتى الإجراء الثاني المهم، انهم وضعوا حزب الله على لائحة الإرهاب في منظمة التعاون الخليجي، خيراً إن شاء الله! وبعد ذلك حملوا القرار وذهبوا به إلى وزراء الداخلية العرب، طبعاً، باجتماع وزراء الداخلية العرب، ليس بأنهم وضعوا بنداً بأن حزب الله منظمة إرهابية، أو أخذوا قراراً بأن يصنفوا حزب الله منظمة إرهابية، قاموا "بتهريبة " يعني السعوديين، وأنا لا أخفف في المسألة، يعني الوزراء الداخلية العرب، يجب أن يكونوا مستيقظين وليسوا نائمين، وليسوا نعسانين، ومنتبهين بأنه هل هذه هي سياستهم أو ليس كذلك. عندما انتهى الاجتماع، عادةً البيان الختامي هو بيان تقليدي، حيث قاموا بصف الكلام في البيان الختامي، وجاءت جملة "حزب الله ارهابي" وكان يتوقع السعودي أن هذا الكلام يمرّ، من سيتحدث في مجلس الوزراء الداخلية العرب؟ خرج الوزير العراقي وناقش في الموضوع، وأخذ موقفاً، وهو بالمناسبة مشكور، ورفض واعترض بشدة. الجزائري، امتنع وقال إنه لا يستطيع أن يمشي بالقضية، اللبناني أيضاً "كثّر الله من خيره" والجزائري أيضاً. اللبناني التزم بالموقف الرسمي، تعبّد، نحن نسميه تعبّد، يعني أنه يتعبّد بالموقف الرسمي الحكومي، "كثّر الله خيره وزير داخلية لبنان"، عظيم.

الباقي مرّ عليهم الموضوع وصدر البيان، طبعاً، لا يوجد إجماع عربي، انتهينا، لكن صدر البيان، بعد ذلك بدأت ردود الأفعال، وهذا ما أريد أن أقف عنده في نهاية الكلمة، الواضح أن الحضور الأكبر في ردود الافعال، هو لتونس، الآن تونس تفاعلها مع المقاومة والقضية الفلسطينية معروف، لكن يمكن أن يكون أحد الأسباب أن الاجتماع على أرض تونس، وفي النهاية وزير داخلية تونس لم يحرك ساكناً، هذا غضب الشعب التونسي، رأينا رد فعل مختلفاُ في تونس. الشخصيات، الأحزاب على اختلاف اتجاهاتها في السلطة وخارجها، الكتل النيابية ونقابات لها تاريخ عريق، وصحف ووسائل إعلام وجمعيات وشرائح شعبية، وصولاً إلى نفس الموقف الرسمي الذي نقل عن رئيس دولة تونس، الرئيس السبسي، وتصريح وزير الخارجية التونسي، أنه نحن لا نتبنى هذا الموقف، والطلب بمعالجته. طبعاً رد الفعل الكبير والممتاز هذا، بكل صراحة نحن نخص بالشكر تونس، رئيساً ودولة وأحزاباً وبرلماناً ونقابات وصحف وأناس وأحباء وأعزاء، بأنهم عبروا عن حقيقتهم وعن حقيقة هذه الأمة، ونحن لم نطلب لا منهم ولا من أحد، أنا وإخواني اجتمعنا، كان لنا في نفس اليوم اجتماع، واتفقنا أن لا نتصل بأحد ولا نطلب من أحد موقفاً في موضوع منظمة التعاون الخليجي، أن لا نطلب من أحد. الناس ترى وتقدر الموقف، وكل واحد يعمل وفق مصلحته وما يراه مناسباً، هذه قيمة الموقف، انه ليس هناك من هو محرج معنا، نحن لم نتصل بأحد، ولم نطلب من أحد.

حسناً، هذا الموقف التونسي كان موقفاً كبيراً ويشكر جداً، المواقف في لبنان، في فلسطين وسورية والعراق ومصر والجزائر والأردن وإيران وباكستان والمغرب وموريتانيا، حتى من داخل دول الخليج ودول أخرى، على المستوى الشعبي، الموقف كان ممتازاً جداً، طبعاً على المستوى الرسمي أضيفت الجزائر، طبعا أخذت موقفا أوضح، موقف سورية الرسمي وإيران الرسمي.

أمام هذا الذي شاهدناه وقيل، أريد أن أعلق بكلمتين:

واحد: نحن نتوجه بالشكر إلى كل من تضامن معنا ودافع عنا وأدان واستنكر ورفض القرار الخليجي بتوصيف حزب الله منظمة إرهابية، أو وزراء الداخلية العرب، الشكر للجميع وهذا إن شاء الله هو خير في الدنيا وهو خير في الآخرة.

اثنين: أهمية هذا الذي حصل أنه يعبر ويؤشر إلى مكانة المقاومة عند الشعوب العربية، والذي يحاول أن يقول إن هذه المقاومة وانتهت ومسحت، هذا غير صحيح. المقاومة والقضية الفلسطينية وفلسطين والصراع العربي الاسرائيلي، ما زال حاضراً بقوة.

ثالثاً: هذه الصرخة التي شاهدناها وسمعناها خلال هذه الايام القليلة، قيمتها عالية جداً، لا تقاس حتى بمظاهرات الملايين في السابق. لماذا!؟ لأنه يوجد الآن مناخ في العالم العربي، سطوة المال والإعلام والأنظمة والتكفير الديني والسياسي، يعني كل واحد أخذ موقفاً في هذه الأيام يعرّض نفسه ومصالحه الشخصية الحزبية والوطنية للخطر لأنه يقف في وجه الغضب الملكي وغضب الملوك وغضب الأمراء، وقد لا تسامحه السعودية كما أنها لن تسامح اللبنانيين الذين يسكتون عن حزب الله، كما لن تسامح التونسيين ولا تسامح المصريين ولا السوريين ولا العراقيين ولا ولا ولا الذين يرفضون قرارها بتوصيف حزب الله منظمة إرهابية.

إذاً هذه صرخة حق في وجه سلطان متسلط ومهيمن بالمال، وبالأخطر من المال، بالإعلام والتكفير الديني والتكفير السياسي. ما الذي يمنع من أن يصدروا غداً فتوى من بعض مشايخهم هناك، يقولون فيها بأن كل واحد رد على هذا القرار هو رادّ على الله ومشرك بالله سبحانه وتعالى، ويكفّرون الناس جميعاً. ولكن هؤلاء أخذوا هذا الموقف في كل هذه البلدان وفي كل هذه الساحات.

وفي النقطة التي بعدها وهي على درجة عالية جداً من الاهمية، أهمية ردود الأفعال الرسمية والشعبية وخصوصا الشعبية، هي رسالة قوية لإسرائيل، إسرائيل التي تكلمتُ قبل خطابين أنها تعتبر أن هناك فرصة، وتقدم نفسها صديقة وحامية لأهل السنة، ويوجد  بعض الدجالين الكذابين المنافقين من سياسيين ووسائل إعلام حرّفوا كلامي وقوّلوني ما لم أقل، إنه أنا أقول إن أهل السنة صاروا حلفاء أنا لم أقل هذا وكلكم سمعتم، إسرائيل تقدم نفسها هكذا.

هناك من يريد أن يساعدها وأن يقدمها هكذا، ملك البحرين استقبل حاخاماً صهيونياً في قصره في المنامة، علماء البحرين ورموزها يُزجُّ بهم في السجون والصهاينة يُستقبلون في قصور الملك في المنامة. يمكنكم ان تقرأوا ماذا قال له ملك البحرين للحاخام الصهيوني. ردود الأفعال التي سمعناها هي جواب الشعوب العربية الذين هم في الأعم الأغلب من أهل السنة والجماعة لإسرائيل، أن لا تحلمي، إنك يا إسرائيل فرحتِ بأن مجلس التعاون الخليجي وضع حزب الله على لائحة الإرهاب، لكن هذه الفرحة خابت بردود الأفعال هذه، رسالة إلى إسرائيل، التي تقولها ردود الافعال هي التالية: لا تحلموا، لا يمكن في هذا العالم العربي والإسلامي ولدى الشعوب العربية والإسلامية، لا يمكن أن يأتي يوم يصبح فيه وجودكم طبيعياً، نقبل فيه وجودكم وبقاءكم، لا يمكن أن تصبحوا أصدقاء لشعوبنا العربية والاسلامية، فضلا عن أن تصبحوا حلفاء. أنتم أعداء وستبقون أعداء . أنتم إرهابيون وستبقون إرهابيين في نظرنا. هذه الرسالة القوية.

نعم، إسرائيل التي تحتل المقدسات وفلسطين يجب أن تتلقى هذا الجواب. التي تقتل في كل يوم فلسطينيين، التي تزج آلاف الفلسطينيين في السجون، التي تطارد الفلسطنييين حتى إلى آخر الدنيا. هذا المناضل الشريف الشهيد عمر النايف، المهجّر والمطرود والمشرّد من بلده، من فلسطين، لجأ إلى بلغاريا. في قلب السفارة الفلسطينية في بلغاريا يذهب الموساد الإسرائيلي ويقتله، والعالم العربي لا يحرّك ساكناً. الأنظمة العربية لا أحد منهم يفتح فمه أو يعترض، لا أحد منهم يقدم شكوى إلى مجلس الأمن، لا نرى بياناً من جامعة الدول العربية، لأن هذا فلسطيني وقتلته إسرائيل "معليش".

الرسالة التي تلقتها إسرائيل في الأيام القليلة الماضية هي هذه: أنت إسرائيل العدو وستبقين العدو. لن يستطيع أي نظام عربي أن يطبّع مع إسرائيل. لا آل سعود ولا آل فلان ولا  آل فليتان ولا نظام ولا وعّاظ سلاطين ولا فقهاء بلاط ولا إعلام ينفق عليه ملايين الدولارات، ولا أكاذيب الفتنة الطائفية والمذهبية ولا التحريض الطائفي والمذهبي. التحريضي الطائفي والمذهبي يمكن أن يعمل مشكلة بين الشيعة والسنة  وبين المسلمين والمسيحيين، لكنه لن يطبّع مع إسرائيل. حتى هذه التي هي آخر أسلحتكم لن تؤدي إلى نتيجة.

انظروا إلى مصر، مصر التي وقّعت "كامب دايفيد" منذ زمن بعيد، مجلس نوابها ماذا فعل بنائب مطبّع لأنه استقبل السفير الإسرائيلي في بيته؟ هذه مصر التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتوجد سفارة إسرائيلية في القاهرة لأن نائباً في البرلمان المصري استقبل السفير الإسرائيلي في بيته، عندما دخل إلى مجلس النواب "ضربوه بالصباط" (رموه بالأحذية). ومجلس النواب المصري أخذ بأغلبيته الساحقة إجراءات قاسية بحق هذا النائب المطبع.

هؤلاء هم العرب، هذه هي الهوية العربية، هذه هي الشعوب العربية ، هذه هي الأمة العربية، على إسرائيل أن تفهم هذه الحقيقة. آل فلان وآل فلان لو صافحوكم وعانقوكم يسقطون معكم. من يريد أن يرفعكم أيها القتلة، أيها المجرمون، أيها الصهاينة، يا مرتكبي المجازر في دير ياسين وجنبن وقانا وبحق المصريين والتونسيين وشعوب المنطقة، من يريد أن يرفعكم من مكان يسقط معكم. هذه هي الرسالة.

ستكتشف السعودية مبكراً إذا كان هناك عقل يفكر أنها تخوض معركة خاسرة، أنها تخوض معركة خاسرة.

بقية الإجراءات لن نتحدث عنها، لكننا سنلاحقها واحدة واحدة، أيضاً حتى "لا نهبّط حيطان" لأن هناك شيئاً تحدث عنه اللبنانيون ولم يتحدث عنه السعوديون. اللبنانيون يقدمون لهم اقتراحات، اعملوا هذا وهذا وهذا.

بين أيديكم وفي محضر الشهيد القائد، الحاج علي أحمد فيّاض، الحاج علاء البوسنة وإخوانه الشهداء، أؤكد لكم أننا سنحفظ بلدنا من الأخطار، سنحمي سلمه الأهلي ووحدته الوطنية. سنبقى المقاومة التي تقف سداً منيعاً أمام تهديدات إسرائيل وأطماعها، والمقاومة التي ستبقى أمل الأمة في الكرامة والتحرير. سنبقى في الميادين التي يجب أن نكون فيها مهما تعاظمت الاتهامات والافتراءات ومهما تعاظمت التضحيات، عندما نقدم أغلى قادتنا وشبابنا شهداء، وسنبقى كلمة الحق وصرخة الحق في وجه السلطان الجائر مهما كان طغيانه وجبروته. وسنبقى الشركاء في صناعة النصر في زمن الانتصارات ومن المبشرين به دائماً إن شاء الله تعالى.  بكم، باحتضانكم، بمحبتكم، بتأييدكم، بعوائل الشهداء الكرام، بصبرهم وثباتهم نواصل طريقنا ولن تكون عاقبته إلا النصر والخير والبركة إن شاء  الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.