المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march13.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الشحاذ الأعمى ابن برطيما

إنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الشحاذ الأعمى ابن برطيما

الأحد السادس من الصوم الكبير، أحد شفاء الأعمي: العمى عمى القلب وليس عمى البصر/الياس بحاني

هرطقة شعار "الوحدة بين المسيحيين" وجحود أصحاب أحزابنا الشركات التجارية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

خمس دول خليجية نأت بنفسها عن قرار عربي بالتضامن مع لبنان

14 آذار منتقدة مواقف باسيل:_ "حزب الله"في وضع لا يحسد عليه وعزلته تزداد يوماً بعد آخر

داعش» مهدداً لبنان «الرسمي»: لن تستطيعوا وقف زحفنا إليكم

إشكال مسلح بين “أمل” و”حزب الله” في عنقون

ريفي لن يعود عن الإستقالة: “مش ماشي الحال.. ولن أغطي حكومة يحكمها “حزب الله”

مقتل كويتي ثالث في لبنان خلال 72 ساعة وتوقيف الفاعلين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/3/2016

نديم الجميل يدعو إلى تجمع في الأشرفية الاثنين في ذكرى 14 آذار

مجلس الوزراء بحث أزمة النفايات: الفرز من المصدر واستحداث مطامر ومراكز معالجة مع حوافز للبلديات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فوز لائحـة قليموس شـبه محسـوم واتصالات لانسحاب المرشحين المنفردين

عكاظ: لا أبعاد سياسية وراء مقتل الكويتيين

"لوفيغارو": القرار السياسي اللبناني رهن موافقة السعودية وإيران

المشنوق يناشد امير الكويت إعانة لبنان: يعلم ان الاحرار يجدون فيه درعا لأمنهم

الكتائب: وزراؤنا تحفظوا على خطة النفايات

قاسم: مشكلة السعودية معنا تتلخص بأننا هزمنا إسرائيل وأننا مع الوحدة الإسلامية واستقلال الشعوب

قاووق: لبنان لن يغير موقعه ودوره وهويته مهما كان حجم الضغوطات والقرارات الدولية والعربية

الحراك المدني من رياض الصلح: دخلنا في مرحلة جديدة والاثنين سنشل الحركة في البلد

الجيش يستهدف تحركات المسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك

زهرا: حزب الله لا يريد الافراج عن الرئاسة

بروز وسم “حزب الله منظمة إرهابية”

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مشاورات في مجلس الأمن غداً بشأن تجارب إيران الصاروخية ونجاد يهاجم روحاني والاتفاق النووي

النظام السوري ينعى محادثات جنيف قبل انطلاقها: الأسد «خط أحمر»

المعلم هاجم دي ميستورا ودافع عن رئيسه والمعارضة اعتبرت أنه وضع مسامير في نعش المفاوضات

كيري: نتشاور مع الروس لتثبيت الهدنة وعلى النظام ألا يستغل الفرصة لتحقيق مكاسب على الأرض

عمال إيرانيون يهتفون “اخرجوا من سورية”

سبعة ملايين دولار مكافأة لنبيل العربي

خادم الحرمين يجري محادثات مع وزير الخارجية الأميركي

المغرب يتهم بان كي مون بخرق الاتفاق معها بشأن ملف الصحراء

التحالف يقصف أهدافاً لـ«داعش» في سورية انطلاقاً من الأردن

إرسال معدات إلى سورية للحفاظ على التراث

دعوات عراقية لتدخل قوات سعودية وأردنية لحسم معركة الأنبار  وبريطانيا ترسل مزيداً من المدربين العسكريين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لـ«المستقبل»: «حزب الله» سلك طريق الإرهاب منذ نشأته والسعودية في طليعة الدول المواجهة للمشروع الإيراني/علي الحسيني/المستقبل

حبيبتي 14 آذار/أحمد عدنان/العرب

ألم يكن الحزب إرهابيًا قبل اليوم/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عن «خاتمة آذار»/ سامر فرنجيّة/الحياة

لبنان المعزول عربياً/الياس حرفوش/الحياة

حقيقة الإرهاب وكذبة المقاومة/خالد الدخيل/الحياة

عن الفقر الطرابلسي الذي هو امتداد لثراء الأقارب/حازم الامين/الحياة

ما يجمع بين البعث و'حزب الله'/خيرالله خيرالله /العرب

البدائل والاستعارات/بول شاوول/المستقبل

'العائد' سعد الحريري: فن اكتشاف 'الأمير'/محمد قواص/العرب

وحشية عصابات الإرهاب الإيرانية في العراق/داود البصري/السياسة

الهدنة السورية «مرشحة» للاستمرار حتى تمرير الانتخابات الأميركية/ثريا شاهين/المستقبل

الإعلام الإيراني المفلس/د. سالم حميد/العرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الشحاذ الأعمى ابن برطيما

إنجيل القدّيس مرقس10/من46حتى52/:"بَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!». فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!».فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق."

 

إنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس10/من01حتى10/:"يا إخوَتِي، أَنَا بُولُسُ نَفْسي أُنَاشِدُكُم بِوَدَاعَةِ المَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا المُتَواضِعُ بَيْنَكُم عِنْدَمَا أَكُونُ حَاضِرًا، والجَريءُ عَلَيْكُم عِنْدَما أَكُونُ غَائِبًا. وأَرْجُو أَلاَّ أُجْبَرَ عِنْدَ حُضُورِي أَنْ أَكُونَ جَريئًا، بِالثِّقَةِ الَّتي لي بِكُم، والَّتي أَنْوِي أَنْ أَجْرُؤَ بِهَا عَلى الَّذينَ يَحْسَبُونَ أَنَّنا نَسْلُكُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين. أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة؛ فإِنَّنا نَهْدِمُ الأَفْكَارَ الخَاطِئَة، وكُلَّ شُمُوخٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱلله، ونَأْسُرُ كُلَّ فِكْرٍ لِطَاعَةِ المَسِيح. ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُعَاقِبَ كُلَّ عُصْيَان، مَتى كَمُلَتْ طَاعَتُكُم. إِنَّكُم تَحْكُمُونَ عَلى المَظَاهِر! إِنْ كَانَ أَحَدٌ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ أَنَّهُ لِلمَسيح، فَلْيُفَكِّرْ في نَفْسِهِ أَنَّهُ كَمَا هوَ لِلمَسيحِ كَذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا.".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الشحاذ الأعمى ابن برطيما

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/12/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%AC%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%B4/

في أعلى التأملات الإيمانية بالصوت/فورماتMP3

بالصوت/فورماتMP3/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الشحاذ الأعمى ابن برطيما/13 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.blind%20man%206th%20fasting%20week.mp3

بالصوت/فورماتWMA/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الشحاذ الأعمى ابن برطيما/13 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.blind%20miracle16.wma

 

الأحد السادس من الصوم الكبير، أحد شفاء الأعمي: العمى عمى القلب وليس عمى البصر

الياس بحاني/13 آذار/16

"جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون". (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا نذكره اليوم في كنائسنا المارونية ونسمي الأحد السادس هذا من الصوم الكبير باسم عجيبة شفائه، (أحد شفاء الأعمى).

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه. هذه العجيبة وردت في إنجيل القديس يوحنا 09(/01-41)، وفي إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52)، وفي إنجيل القديس متى (20/29-34)

 العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق".

يعطينا انجيل القديس يوحنا (09/08-34) المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل: "

"فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: أما هو الذي كان يقعد ليستعطي؟ وقال غيرهم: هذا هو. وقال آخرون: لا، بل يشبهه. وكان الرجل نفسه يقول: أنا هو! فقالوا له: وكيف انفتحت عيناك؟ فأجاب: هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: إذهب واغتسل في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فأبصرت. فقالوا له: أين هو؟ قال: لا أعرف. فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين، وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الأعمى يوم سبت. فسأل الفريسيون الرجل كيف أبصر، فأجابهم: وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما أبصرت. فقال بعض الفريسيين: ما هذا الرجل من الله، لأنه لا يراعي السبت. وقال آخرون: كيف يقدر رجل خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع الخلاف بينهم. وقالوا أيضا للأعمى: أنت تقول إنه فتح عينيك، فما رأيك فيه؟ فأجاب: إنه نبي! فما صدق اليهود أن الرجل كان أعمى فأبصر، فاستدعوا والديه وسألوهما: أهذا هو ابنكما الذي ولد أعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟ فأجاب والداه: نحن نعرف أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. أما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. إسألوه وهو يجيبكم عن نفسه، لأنه بلغ سن الرشد. قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن هؤلاء اتفقوا على أن يطردوا من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح. فلذلك قال والداه: إسألوه لأنه بلغ سن الرشد.

وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: مجد الله! نحن نعرف أن هذا الرجل خاطئ. فأجاب: أنا لا أعرف إن كان خاطئا، ولكني أعرف أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟ أجابهم: قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون أن تسمعوا مرة ثانية؟ أتريدون أنتم أيضا أن تصيروا من تلاميذه؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذه، أما نحن فتلاميذ موسى. نحن نعرف أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعرف من أين هو. فأجابهم الرجل: عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من أين هو! نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته. وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى. ولولا أن هذا الرجل من الله، لما قدر أن يعمل شيئا. فقالوا له: أتعلمنا وأنت كلك مولود في الخطيئة؟ وطردوه من المجمع"

رغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له. رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات. مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان. ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

 *الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

 هرطقة شعار "الوحدة بين المسيحيين" وجحود أصحاب أحزابنا الشركات التجارية

الياس بجاني/12 آذار/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/12/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D8%B1%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85/

كفى أهلنا الوقوع في أفخاخ وشباك أصحاب شركات الأحزاب المسيحية العائلية والتجارية والإسخريوتية الجاحدة ودون استثناءات، فهؤلاء جميعاً وبهدف التعمية والإستغباء والإستعباد وزرع وتعميم جراثيم وفيروسات وعاهات العصبية والجهل والغباء يتلطون دائماً وراء شعار أجوف هو "الوحدة المسيحية" وذلك لتبرير ارتكاباتهم وأخطائهم ونرسيسيتهم وخطاياهم وصفقاتهم وشرودهم عن الحق والحقيقة والعدل والمساواة، في حين أنهم عملياً وواقعاً معاشاً هم براء تماماً من قيم ومبادئ وتعاليم المسيحية، والمسيحية براء منهم.

إن الحل للخروج من الصعاب التي يواجهها أهلنا من المسيحيين في لبنان ليس في ما يسمى "وحدة بين المسيحيين" كما يسوّق لها تجار السياسة والأوطان والدم والسير خلفهم ومعهم كالأغنام، لأن الله لو أرادنا أن نكون قطعاناً دون عقل وحرية لكان فعل ذلك، ولكنه خلقنا مختلفين وأنعم على كل منا بمواهب ووزنات مختلفة كما زود كل منا بقدرات متنوعة وهيئنا لأدوار تتناسب مع وزناتنا.

الحل هو بالتأكيد ليس بالغنمية وبعبادة وتقديس أصحاب الأحزاب والتبخير لهم كما هو حالنا الحاضر التعيس والمحل، بل في التصالح مع الذات، وفي واحترام العقل، وقبول الأخر المختلف، وإبقاء حاسة النقد فاعلة، كما البصر والبصيرة، وفي تسمية الأشياء بأسمائها، وفي التوقف الفوري والكلي عن عبادة بشر مثلنا مثلهم والسير خلفهم ع عماها وإلى أي مكان يذهبون والأهم التحرر من الغنمية في ممارساتنا وخطابنا.

باختصار فإن مصيبتنا نحن المسيحيين في لبنان تكمن في قلة إيماننا، وفي خور الرجاء، وفي عقلية وممارسات وفجور وكفر أصحاب شركاتنا الأحزاب التجارية والعائلية، وفي عبادتنا لهم وتقديسهم وإلغاء عقولنا وقتل نعمة الحرية التي وهبها الله لنا.

أما عن دور أصحاب الجبب والقلانيس من رجال الدين المخيب للآمال فحدث ولا حرج!!

يبقى أنه ما لم نتحرر من الغنمية، ونتسلح بالإيمان والرجاء، ونعيد الحياة لعقولنا، ونسترد بصرنا والبصيرة ، ففالج لا تعالج!!

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

خمس دول خليجية نأت بنفسها عن قرار عربي بالتضامن مع لبنان

14 آذار منتقدة مواقف باسيل:_ "حزب الله"في وضع لا يحسد عليه وعزلته تزداد يوماً بعد آخر

13 آذار/16/القاهرة – بيروت – “السياسة” والوكالات: نأت خمس دول خليجية هي السعودية والامارات والكويت والبحرين وقطر بنفسها عن قرار مجلس جامعة الدول العربية المقدم من لبنان بشأن التضامن معه، في موقف يؤكد إصرار الدول الخليجية على المضي في إجراءاتها ضد هذا البلد المصادر قراره من قبل ميليشيات “حزب الله” التي باتت مصنفة إرهابية عربياً وخليجياً.وتضمن القرار، الذي جاء في ختام أعمال الدورة 145 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، ليل اول من امس، تجديد التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته. وأكد القرار أهمية وضرورة التفريق بين الارهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي باعتباره حقاً أقرته المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي وعدم اعتبار العمل المقاوم عملا ارهابيا. ورحب المجلس كذلك بالمساعدات التي قدمتها دول شقيقة وصديقة للبنان وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، وحض جميع الدول على تعزيز قدرات الجيش اللبناني وتمكينه من القيام بالمهام الملقاة على عاتقه. وأشاد بالدور الوطني الذي يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في صون الاستقرار والسلم الأهلي ودعم الجهود المبذولة من أجل بسط سيادة الدولة اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دوليا. ودان المجلس جميع الأعمال الاجرامية والتحركات المسلحة والتفجيرات الارهابية التي استهدفت عددا من المناطق اللبنانية وأوقعت عددا من المواطنين الأبرياء ورفض كل المحاولات الآيلة الى بث الفتنة وتقويض أسس العيش المشترك والسلم الأهلي والوحدة الوطنية وزعزعة الأمن والاستقرار. وأكد ضرورة محاربة التطرف والتعصب والتكفير والتعاون التام والتنسيق لمكافحة الارهاب والقضاء عليه وتجفيف مصادر تمويله والتعاون في مجال تبادل المعلومات والخبرات وبناء القدرات ومحاسبة مرتكبي الأعمال الارهابية والجرائم ضد الانسانية والمحرضين على أعمال العنف والتخريب. وبحسب مصادر متقطاعة، لم تشارك الدول الخمس الخليجية في مناقشة أو التعليق أو التصويت على القرار، من دون ذكر الأسباب، فيما صوتت باقي دول الجامعة على القرار. وكان مجلس وزراء الخارجية العرب أقر في ختام الاجتماع نفسه اعتبار “حزب الله” منظمة إرهابية، بحسب بيان للوزراء، استعرض “انتهاكات إيران للسيادة العربية”، وسط تحفظ كل من العراق ولبنان والجزائر.

وفي هذا السياق، زاد تحفظ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، على القرار العربي بتصنيف “حزب الله” منظمة إرهابية، من عمق الهوة بين لبنان من جهة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية من جهة أخرى، ووجه ضربة قوية للمساعي الهادفة لإصلاح ما يمكن إصلاحه على صعيد العلاقات المتردية بين الطرفين. وأكدت أوساط بارزة في “14 آذار” لـ”السياسة”، أن إصرار باسيل على السير عكس الإجماع العربي، سيؤدي إلى إجراءات خليجية وعربية أكثر صرامة وشدة، حيث ظهر بوضوح أن وزير الخارجية لا يعي تماماً مصالح لبنان ولا يقدر أهمية السير في الإجماع العربي، في مواجهة مشروع “حزب الله” المدمر الذي يسعى لزعزعة استقرار الكثير من الدول في المنطقة، مشيرة إلى أن إمعان باسيل في ارتكاب الأخطاء سيجعل لبنان في مواجهة خاسرة على جميع الأصعدة مع الدول الخليجية التي لا يمكن أن تقبل بارتماء هذا البلد العربي في أحضان إيران، من خلال السياسات التي يتبعها وزير خارجيته، ضارباً بعرض الحائط مصالح بلده وشعبه. ولفتت الأوساط إلى أن قرار وزراء الخارجية العرب الذي يأتي معطوفاً على قراري مجلس التعاون الخليجي ووزراء الداخلية العرب، يزيد من عزلة “حزب الله” أكثر فأكثر ويعري مواقفه وممارساته، وبالتالي يضعه في وضعٍ لا يُحسد عليه مطلقاً، في ظل حملة الانتقادات العربية والدولية التي تواجهه، جراء ممارساته وتدخلاته في الدول العربية، مشددة على أن الحزب أمام مرحلة بالغة الخطورة، ستترك تداعياتها المباشرة على ما يتعلق بنشاطاته السياسية والعسكرية في بلبنان وخارجه، وبالتالي هذا ما يستدعي من الحزب أن يعي هذه المخاطر ويحاول استدراك ما يكن استدراكه، لمواجهة الخطر الكبير الذي يتهدد لبنان بفعل هذه السياسة التي يعتمدها في مقاربته لقضايا المنطقة، بعد تدخله المرفوض وغير المبرر في شؤون دول عربية على حساب المصلحة اللبنانية

 

داعش» مهدداً لبنان «الرسمي»: لن تستطيعوا وقف زحفنا إليكم

السياسة/13 آذار/16/في أول إصدار صريح وجدي لتنظيم «داعش» الإرهابي ضد لبنان، ظهر مقاتلان لبنانيان ينتميان إلى التنظيم، مكشوفَي الوجه ليُخاطبا اللبنانيين «مهددين» و»ناصحين». وتحت عنوان «يا أحفاد الصحابة في لبنان»، الصادر عن «المكتب الإعلامي لولاية الرقة»، وجّه الإرهابيان رسائل عدة، في الفيديو الذي تداولته أمس مواقع التواصل الاجتماعي. لرسالة الأولى كانت إلى «أهل السنّة» لدعوتهم إلى «الثورة»، توجه فيها أحد المتحدثين إليهم قائلاً «ندعوكم إلى بيعة الخليفة إبراهيم»، في إشارة إلى زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي. ووجه التنظيم تهديدات إلى «حزب الله» الذي وصفه بأنه «أداة الإجرام في لبنان» وإلى مسؤولين سياسيين آخرين في مقدمهم رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري وإلى المسيحيين والمؤسسات العسكرية في لبنان، سيما الجيش والقوى الأمنية. جاء في الفيديو أن «النظام السوري اجتاح لبنان بتواطؤ من العرب أولاً وبمباركة من أسيادهم الصليبيين ثانياً»، وهنا ظهرت صورة الحريري مع أحد المسؤولين الأميركيين، ليأتي التعليق: «من يغدق بملايين الدولارات لشراء الأسلحة التي لا غاية لها إلا قتل أهل السنّة».ووُجّهت الرسالة الثانية إلى من وصفهم التنظيم بـ»طواغيت دويلة لبنان»، وهنا مرّت صور وزير الداخلية نهاد المشنوق، ورئيس الحكومة تمام سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فعلّق أحد المتحدثين: «لن تستطيعوا وقف زحف الدولة الإسلامية إليكم». ثم أضاف مخاطباً لبنان «الرسمي»: «لعلنا سنعبر إلى القدس على جثثكم وأشلائكم». لرسالة الثالثة التي وجهها المسلحان كانت إلى مسيحيي لبنان، إذ قال أحدهما «ندعو رعايا الصليب إلى أن يُسلموا لله ويؤمنوا بنبوة محمد كي يعصموا دماءهم وإلّا فالجزية، وإن أبوا فلن يُعجزوا دولة الإسلام»، على حد زعمه.

 

إشكال مسلح بين “أمل” و”حزب الله” في عنقون

موقع القوات/13 آذار/16/الاحتقان على أشده بين مناصري “حزب الله” وحركة “أمل” في الآونة الأخيرة، ولم يقتصر على المواجهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وآخرها على خلفية عرض فيلم وثائقي عن الغزو الاسرائيلي للبنان على قناة “الميادين” المحسوبة على “حزب الله”، اعتبره مناصرو “أمل” يغيّب دور الحركة في انتفاضة السادس من شباط 1984، بل تكثر الاشكالات بين الطرفين على الارض، وآخرها مساء السبت في بلدة عنقون في قضاء صيدا، حيث تطور اشكال فردي بين شبان من “أمل” واحد عناصر “حزب الله” الى اطلاق نار وتوتر بين الطرفين. وفي التفاصيل أن تلاسناً وقع على “حاجز محبة” لـ”أمل” في البلدة اقيم بمناسبة الليالي الفاطمية وبين عنصر من “حزب الله” لحظة مروره على دراجة نارية امام الحاجز المذكور، وتطور الامر الى تضارب واطلاق نار من الجانبين ما استدعى تدخل مخابرات الجيش واتصالات مع الطرفين ونزول مسؤولين منهما على الارض وتطويق ذيوله. وأفادت معلومات خاصة بموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، عن سقوط ثلاثة جرحى في الإشتباكات، لم تعرف مدى خطورة إصابتهم. إشارة الى ان اجواء احتقان تشهدها صفوف مناصري “أمل” عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة.

 

ريفي لن يعود عن الإستقالة: “مش ماشي الحال.. ولن أغطي حكومة يحكمها “حزب الله”

الأنباء الكويتية/13 آذار/16/تقول مصادر قريبة من وزير العدل المستقيل أشرف ريفي إنه لن يعود عن إستقالته بأي شكل من الأشكال، لأن العودة منوطة فقط بتغيير كل قواعد اللعبة داخل الحكومة، وهذه القواعد أصبحت بيد “حزب الله”. ونقلت صحيفة “الأنباء” الكويتية عن المصادر نفسها، أن ريفي قلب الطاولة ليقول: “مش ماشي الحال… ولن أغطي حكومة يحكمها “حزب الله” ويتحكم بمسارها”.

 

مقتل كويتي ثالث في لبنان خلال 72 ساعة وتوقيف الفاعلين

الوكالة الوطنية للإعلام//12 آذار/16/جريمة قتل جديدة تطال الأشقاء الكويتيين على الأراضي اللبنانية خلال 72 ساعة. فقد عثر على المواطن الكويتي صلاح أبوالبنات مقتولاً وكذلك على جثة مواطن سوري يدعى مروان حمّادي. وقد نجحت القوى الأمنية بإلقاء القبض على شخص سوري الجنسية، مشتبه به، يسكن في منطقة عاليه، إعترف خلال التحقيق معه، بأنه أقدم على قتل شخصين وهو مع عصابة مؤلفة من 3 سوريين، ورمى جثتيهما على الطريق البحرية في منطقة الدورة -برج حمود، وراء غاليري فانيليان، وعلى الفور توجهت دورية إلى المكان حيث عثرت على الجثتين وتم نقلهما إلى أحد المستشفيات.

هذا، وأعلن سفير الكويت عبد العال القناعي، أن السفارة تقوم بالتنسيق مع الجهات الأمنية لمعرفة تفاصيل الجريمة ومتابعة التحقيقات، مضيفاً: “في هذا الصدد، تؤكد سفارة دولة الكويت على تحذيراتها السابقة التي تفيد بعدم المجيء إلى لبنان، والمغادرة فورا من لبنان، نظرا للظروف الأمنية الصعبة والاستثنائية التي يعيشها البلد”.  وكانت سفارة الكويت في بيروت أشادت في وقت سابق اليوم بالسلطات الأمنية اللبنانية لسرعةِ كشفِها منفذي جريمة قتل المواطنين الكويتيين في عارياً، وفي مقدمتِهم شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي. وأشارت معلومات للـLBCI الى ان السوري احمد الدبس قاتل الكويتي كان على علاقة شخصية به. سفارة الكويت تشيد بالسلطات الأمنية اللبنانية

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/3/2016

السبت 12 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

جلسة ماراتونية لمجلس الوزراء، انتهت بإقرار خطة معالجة النفايات، والتنفيذ سيبدأ قريبا على طريق طي الملف المفتوح منذ ثمانية أشهر.

الخطة أقرت بتثبيت مواقع المطامر، والبحث بعد ذلك ركز على الحوافز الانمائية للمناطق التي ستكون فيها المطامر.

وللخطة بنود عاجلة تبدأ برفع النفايات من الشوارع في الساعات المقبلة، وتمر بالمواكبة الأمنية لورش المطامر، وتنتهي بالنظافة اليومية.

إقرار الخطة، سبقته مناقشات مستفيضة بين الوزراء، واتصالات واسعة بين السرايا ومراجع رسمية وسياسية. والرئيس تمام سلام قاد بنجاح الورشة الوزارية، بمواكبة مكثفة من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.

وقد تحفظ حزب "الكتائب" على الخطة ونظم تظاهرة لمجموعات شبابية منه ومن الحراك المدني، بين ساحتي ساسين ورياض الصلح.

بعد الجلسة الطويلة، زف وزير الاعلام رمزي جريج إلى اللبنانيين بشرى النتائج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد أكثر من ثمانية أشهر، ومخاض غير طبيعي في جميع مراحله، استولد مجلس الوزراء من كنف لجنة وزارية، خطة لحل أزمة النفايات، بعد اقتراحات وخطط سابقة لم تسلك طريقها الى التنفيذ بسبب شوائب اعترتها.

الحكومة تبنت بالاجماع خطة حل مرحلي على أربع سنوات لرفع النفايات، على ان تتحول بعدها إلى حل مستدام. الجلسة الماراتونية أقرت سريعا الاطار العام للخطة، إلا ان النقاش كان حول الكلفة والحوافز المالية التي بلغت 50 مليون دولار للمشاريع الانمائية للبلدات المحيطة بالمطامر، على ان يخصص مبلغ 8 ملايين دولار لكل بلدية قدمت مطمرا.

وتم اعتماد مطمري برج حمود والكوستا برافا، على ان يفتح مطمر الناعمة مجددا لمدة شهرين.

وقبل اعلان الحكومة انها سترفع النفايات ابتداء من الأحد والاثنين، كان الحراك المدني يدعو في ما أسماه "مسيرة الانذار الأخير"، إلى إضراب عام الاثنين المقبل والبدء بالتصعيد خطوة خطوة.

قبيل اجتماعات جنيف، رسمت دمشق حدود التفاوض. لاءات على مواضيع ثلاثة لن يقبل وفد الدولة السورية ان تكون مطروحة على الطاولة، لا وجود لمرحلة انتقالية في مقام الرئاسة، لا علاقة للمحادثات بالانتخابات البرلمانية، ولا بقاء في جنيف للوفد المفاوض الذي يسافر الأحد أكثر من 24 ساعة.

وعشية المفاوضات، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يجول في المنطقة، ترجمة لموقف الرئيس باراك أوباما الذي شدد على ضرورة انهاء الصراع في كل من سوريا واليمن، وهو ما ردده كيري أمام المسؤولين السعوديين.

ومن المقرر ان يلتقي كيري نظيره الروسي اليوم، لمتابعة التشاور حول المفاوضات السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تستمر السعودية في هجومها العدواني ضد المقاومة، وتوغل بعيدا في ممارستها ضد كل ما هو لبناني وعربي مقاوم، في محاولة يائسة لتعميم الضرر والخراب.

الإندفاعة السعودية العدوانية، تمثلت باصرار الرياض على رفض ما درجت عليه كل الإجتماعات العربية بالتعبير عن التضامن مع لبنان بوجه العدوان الإسرائيلي وفي قضايا وطنية أخرى. وأصرت السعودية على فرض منطقها على بقية أطراف الجامعة العربية.

صحيح أن الجامعة العربية كانت ومنذ زمن في واد والشعوب العربية في واد آخر، ولكن لم يحدث أبدا في تاريخها أن وصلت إلى هذا المستوى من التعبير الواضح والسافر في معاداتها لقضايا الأمة، وفي طليعتها قضية مقاومة العدوان والإحتلال الإسرائيلي في لبنان وفلسطين. ما يطرح سؤالا مستعادا منذ أخرجت سوريا منها، عن مدى صلاحية الجامعة في الاستمرار في حمل قضايا الأمة ورعايتها لمصالح الشعوب العربية.

إن السعودية، وفي ذهابها بعيدا في اعتماد سياسة الترغيب والترهيب لتحقيق سياساتها ومصالحها وارتباطاتها الواضحة بأجندات الغرب، تكون قد قضت على الجامعة وضربت الأسس التي قامت عليها منذ اليوم الأول.

ليست عربية، ولا تحمل شيئا من قيم العرب، جامعة تصف المقاومة في فلسطين ولبنان بالإرهاب.

وللسعودية التي توغل في عدوانها من فلسطين إلى اليمن، نقول: إن الشعوب العربية وكل القوى الوطنية وقوى المقاومة الشريفة والحرة، كانت وما زالت تعيش في ظل المحن وأهوال المؤامرات والفتن، وما تفعلونه الآن لن يفت في عضضدها ولن يزلزلها عن ثبات مواقفها، وجل ما فعلتموه انكم نقلتم ما كنتم تحيكونه من مؤامرات ودسائس من الخفاء إلى العلن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد ثمانية أشهر تقريبا على بدء الأزمة، وبعد انتشار النفايات والمزابل في كل مكان، ومعها الأوبئة، أدركت الحكومة أخيرا انها حكومة وانها مسؤولة عن صحة المواطنين وحياتهم.

هكذا قررت فجأة العودة إلى حل المطامر. فلماذا انتظرت الحكومة كل هذا الوقت لتعود إلى القرار الأسهل والمؤقت، والمرفوض أساسا من شرائح واسعة من المجتمع؟، وبالتالي هل ما تم التصول إليه اليوم نهاية أزمة أم بداية مشكلة جديدة؟.

في الشارع، ما قام به الحراك المدني يدل على ان له كلمة أخرى في الموضوع. فهو اعتصم في ساحة رياض الصلح، توازيا مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء. وأعلن بأعلى صوت رفضه حل المطامر. فأي صوت سيكون أعلى في الأيام المقبلة: صوت الحكومة أم صوت الحراك المدني؟، ولمن تكون الكلمة النهائية في هذا الملف المعقد والمتشابك؟، وهل تسير الحكومة بحل المطامر حتى النهاية، أم انها ستتراجع كالعادة في منتصف الطريق؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

انه زمن المفارقات والتناقضات:

المجتمع الدولي يرفع العقوبات عن ايران، والجامعة العربية ممثلة، ومجلس التعاون الخليجي الذي يختصر الجامعة العربية والتضامن العربي يضع العقوبات على مكون لبناني أساسي باسم الجامعة العربية.

الجيش اللبناني يحقق الانجاز- المفخرة ضد "داعش" واكسسواراتها، والحكومة تنجز التسوية- المسخرة في النفايات. سوكلين المحالة إلى التحقيق بموجب قرار المدعي العام المالي بتهمة اختلاس المال العام، يرد لها الاعتبار، وبعد قليل يتم منها الاعتذار لتوقيفها عن جني الأرباح غير المشروعة طيلة فترة البطالة القسرية لسوكلين، والتي تراكمت فيها النفايات حتى صارت ناطحات سحاب تقارع أبراج الخليج العربية وامباير ستايت النيويوركية وشنغهاي الصينية وبتروناس الماليزية.

المفارقة الأكثر استغرابا ان الذي كان سبب الداء طرح نفسه الدواء. أمراء الحرب وزعماء المهجر يسوقون للمطمر، وهم الذين افتعلوا الأزمة لتنفيع أزلامهم والمحاسيب وإفراغ الخزينة مما تبقى فيها من مال الناس. سبب المشكلة يطرح نفسه الحل . لعله يحقق في النفايات ما عجز عنه في الانتخابات وما سيعجز عنه في البلديات. الحكومة انقذت نفسها اليوم من الطمر

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في 17 تموز 2015، أقفل مطمر الناعمة وفتح ملف سوكلين. بعد مئتين وأربعين يوما أعيد فتح مطمر الناعمة وعادت سوكلين لتجمع النفايات.

أحد ما يجب ان يحاكم، لكننا نعيش في دولة، المحاكمات فيها وجهة نظر. مئتان وأربعون يوما، عانى فيها اللبنانيون أقصى المعاناة من جراء النفايات. جرت مناقصات وسقطت، تم السير بالترحيل وسقط، تراكمت النفايات رميا عشوائيا وحرقا عشوائيا وانتشرت الأوبئة. هدد رئيس الحكومة بالاستقالة أكثر من مرة، اعتكف وزير البيئة فحل محله وزير الزراعة، وفي المحصلة تمخض مجلس الوزراء فولد قرارا كان قائما في 16 تموز 2015.

ماذا يقال في جمهورية الفضائح، انها جمهورية تطمر الفضائح من دون فرزها أو معالجتها بدلا من ان تطمر النفايات. ولكن هل ستمشي الخطة التي أقرتها الحكومة اليوم؟ يبدو ان القرارات دونها تحفظات من حزب "الطاشناق"، الذي اعتبر ان ما تمت مناقشته غير ما صدر عن مجلس الوزراء. فهل في الأمر خديعة جرى تمريرها لفتح مكب برج حمود من دون ضمانات صحية؟ وهل سيرضخ أبناء برج حمود خصوصا وأبناء المتن لهذه الخديعة؟

النفايات من فضيحة إلى فضيحة ومن خديعة إلى خديعة. اذا كان الرابحون سوكلين ومن يقف وراءها، فهل سيمرر الخاسرون أبناء مناطق الناعمة وبرج حمود والشويفات ما سيلحق بهم من جراء المؤقت الذي يصبح دائما؟. بالمناسبة فإن العودة الى الاستعانة بسوكلين، تأتي قبل شهر من موعد الاستماع اليها في دعاوى مقامة بحقها. مفارقة تفوح منها الروائح الكريهة كروائح النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

كما وعد الرئيس سعد الحريري قبل يومين، بأن أزمة النفايات ستنتهي خلال أيام، فإن مجلس الوزراء، الذي شهد واحدة من أطول الجلسات في تاريخ لبنان، لأكثر من سبع ساعات، نجح أخيرا بإيجاد حل مرحلي لمشكلة النفايات المتفاقمة، منذ ثمانية أشهر تقريبا.

الحل الحكومي يبدأ تنفيذه فورا، عبر اعادة فتح مطمر الناعمة لاستيعاب آلاف الأطنان من النفايات المتراكمة، واعتماد مطمري برج حمود والكوستا برافا كمطامر صحية، مع تقديم حوافز وازنة للبلديات، وصلت إلى أربعين مليون دولار، زائد مشاريع انمائية للبلدات المحيطة، بقيمة خمسين مليون دولار.

تزامنا كانت مجموعات الحراك تحشد في ساحة ساسين ووسط بيروت، دون أن يتجاوز عدد المشاركين الألف شخص، بحسب مصادر وزارة الداخلية، وقد دعوا عوضا عن التظاهر، إلى إضراب عام وقطع طرق الإثنين المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

طمرونا.

حل مدجج بالملايين والحوافز وتبليط البحر والقفز على رأي الناس الرافضة. حل موقت يمتد إلى أربع سنوات، وتتوزع نفاياته على ثلاث مناطق، على أن تكلف سوكلين مهمات الرفع وتبدأ عملية الفرز من المصدر، بالتزامن مع بدء تنفيذ الخطة. لكن، أي موقت هذا الذي يستمر أربع سنوات، أي ولاية نيابية كاملة، لعمر يطمر عمرا؟.

تطايرت الملايين من داخل الجلسة، كرشى للبلديات التي توافق على الحل، فتعطى في المقابل مبالغ مالية لتغطية المشاريع الإنمائية في البلدات المحيطة بكل مطمر. على أن يعاد فتح مطمر الناعمة مدة شهرين، لاستيعاب النفايات المتراكمة عن المرحلة السابقة.

هو اتفاق سياسي بين جميع مكونات السلطة، على حلول يعود ريعها إلى جيوبهم. وإلا فما لزوم استمرار الأزمة ثمانية أشهر، ثم انعقاد مجلس الوزراء أكثر من سبع ساعات، والتهديد باستقالة الحكومة، ثم العودة في آخر المطاف إلى المطمر الأول، واعتماد ما كان مرفوضا طوال مدة الأزمة.

حل من أربع سنوات، دفع ملايين الدولارات، تلزيم شركات جديدة، وتكليف القديمة العودة إلى الشارع. فعلام كل هذا الضنى؟، ولماذا البحث عن الحلول الأصعب، ما دامت البلديات موجودة وبإمكانها، إذا ما أعطيت أموالها، أن تتدبر أمر نفاياتها؟، وما الدافع لإغراء البلديات بالحوافز المالية، ما دامت أموالها المستحقة لم تدفع إليها، وظلت محجوبة عنها في أحلك الأوقات وأشد الأزمات؟. لم تكن الحكومة في عوز إلى كل هذا اللف والدوران، "فلا تزني بل تصدقي" وادفعي ما للبلديات للبلديات، فمال القيصر ليس للقيصر.

أمام قرارت الحكومة، كان الحراك أكثر وعيا وخبرة وإدراكا بأصول الحل. ومعظم شبابه وناشطيه أبدوا آراء نوعية تتعلق بمخارج عملية تنهي الأزمة وتحفظ حق الدولة والناس. سار الحراك في تظاهرة من ساحة ساسين وحطت رحالها في رياض الصلح، معلنة نصب الخيم والعصيان يوم الاثنين المقبل.

 

نديم الجميل يدعو إلى تجمع في الأشرفية الاثنين في ذكرى 14 آذار

السبت 12 آذار 2016

وطنية - دعا النائب نديم الجميل إلى تجمع في ذكرى ثورة الأرز عند السابعة مساء الاثنين المقبل في ساحة ساسين في الأشرفية، حول نصب الرئيس بشير الجميل.

وأصدر بيانا للمناسبة، قال فيه: "لأنه من حق الشهداء أن نتذكرهم، لأنه من حق المليون ونصف المليون لبناني أن نعود فنجدد العهد بالحفاظ على مبادىء وقيم وروحية ثورة الارز، لأن 14 آذار ستبقى وتستمر، لأنها ثورة الحقيقة والكرامة والانسان، لأنه من المهم أن نبقى مجتمعين، سنجتمع هذه المرة في ساحة ساسين في الاشرفية أمام نصب الرئيس بشير الجميل عند الساعة السابعة من مساء الاثنين 14 آذار 2016".

 

مجلس الوزراء بحث أزمة النفايات: الفرز من المصدر واستحداث مطامر ومراكز معالجة مع حوافز للبلديات

السبت 12 آذار 2016

وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة لبحث موضوع النفايات، برئاسة رئيس المجلس تمام سلام، استمرت نحو سبع ساعات، تلا بعدها وزير الإعلام رمزي جريج، البيان الآتي: "إفتتح دولة الرئيس الجلسة بتجديد الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية، آملا أن ينجح مجلس النواب في اجتماعه المقبل في تحقيق هذا الإنجاز.

ثم انتقل دولة الرئيس إلى ملف النفايات، عارضا ما مر به من مراحل على مدى الشهور الماضية، مشيرا في شكل خاص إلى ما رافق المساعي الحكومية للمعالجة من تجاذبات سياسية واعتراضات على كل انواع المعالجات، بنيت غالبا على معلومات مغلوطة. وأعرب دولة الرئيس عن أمله بأن يكون الجميع قد أدرك خطورة الوضع، مؤكدا أن ملف النفايات بات اليوم الهاجس والفضية الأساسية في البلاد، وأنه مهما بذل لحله من ترتيبات إجرائية ومالية، فإنه يبقى أهون من الأثمان الكبرى لبقاء الوضع على ما هو عليه. بعد ذلك، عرض دولة الرئيس التصور، الذي توصلت إليه اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات، والقاضي بإنشاء مطمر صحي ومعمل لمعالجة النفايات في برج حمود، ومطمر ثان مع معمل لمعالجة النفايات في منطقة الكوستا برافا في خلدة، وإعادة فتح مطمر الناعمة لاستيعاب عشرات آلاف الأطنان المتراكمة حاليا. وقال دولة الرئيس: إن الحل هو حل مرحلي، لمدة أربع سنوات يتم خلالها وضع وتطبيق خطة للحل المستدام.

وشدد دولة الرئيس في ختام عرضه، على ضرورة الخروج بحل يطمئن اللبنانيين، إذا أردنا استمرار الحكومة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وجرت مناقشة مستفيضة للموضوع دامت أكثر من سبع ساعات وفي نتيجة هذه المناقشة، قرر المجلس بالإجماع حلا لأزمة النفايات كما يلي:

أولا:

- الموافقة على إنشاء مركزين موقتين للمعالجة والطمر الصحي في كل من برج حمود - البوشرية ومصب نهر الغدير.

- الموافقة على إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة شهرين لاستيعاب النفايات المتراكمة عن المرحلة السابقة وتطبيق القانون رقم 280/2014، المتعلق بالحوافز المالية للبلديات المحيطة به.

- يحدد مركز المعالجة والمطمر الصحي لقضاءي الشوف وعاليه في مرحلة لاحقة، بالتشاور مع البلديات المعنية.

- الموافقة على توزيع النفايات الناتجة عن منطقة بيروت الإدارية في المراكز المستحدثة بموجب هذا القرار وفي معمل صيدا.

- يتم إنشاء وتطوير معامل المعالجة والفرز والمطامر الصحية وفق القواعد العلمية والبيئية بالتنسيق مع البلديات المعنية.

ثانيا:

- تكليف وزيري المالية والداخلية والبلديات إعداد مشروع قانون للحوافز، تعطى للبلديات التي تقع في نطاقها معامل الفرز والمعالجة والمطامر الصحية. والموافقة على اقرار دفعة قدرها 40 مليون دولار لهذه السنة، قابلة للتمديد بقرار من مجلس الوزراء لكل من البلديات التالية، التي يقع في نطاقها المعامل والمطامر وذلك ريثما يقر القانون وهي: برج حمود، الجديدة- البوشرية، الشويفات، برج البراجنة والمنطقة الخدماتية الثانية (الشوف وعاليه). تدفع من حساب البلديات المستفيدة من معالجة وطمر نفاياتها في الصندوق البلدي المستقل.

- دفع مبلغ 6 دولار عن كل طن من النفايات المتراكمة، التي تصل إلى معمل الناعمة تحسم من مستحقات البلديات المستفيدة في الصندوق البلدي المستقل.

ثالثا:

- تأكيد قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالحل المستدام لا سيما:

- الإجراءات التنفيذية لتلزيم مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة باعتماد أحدث التقنيات الضامنة لسلامة البيئة.

- حق البلديات أو اتحادات البلديات أو المناطق الخدماتية، أن تدير معالجة نفاياتها على مسؤوليتها، إذا أرادت، بموافقة اللجنة المشكلة بموجب البند (خامسا) من القرار رقم 1 تاريخ 21/12/2015.

- البدء بتطبيق مراحل الفرز من المصدر.

رابعا:

- تخصيص مبلغ 50 مليون دولار لتغطية مشاريع انمائية في البلدات المحيطة بكل مطمر من المطامر الثلاثة، وموزعة على أربع سنوات، على أن يعد مشروع قانون برنامج لتمويل هذه المشاريع يحال إلى المجلس النيابي.

خامسا:

- الموافقة على طلب بلديتي برج حمود والجديدة - البوشرية - السد، استثمار الأراضي التي ستنتج عن ردم النفايات في نطاقها، وفق الخرائط المرفقة والمحددة باللون الأحمر، وذلك وفق القوانين والأصول المرعية الإجراء، باستثناء الأرض المخصصة للانشاءات العامة (محطة تكرير المياه المبتذلة).

سادسا:

- الموافقة على طلب بلدية الشويفات، استثمار الأراضي التي ستنتج عن ردم النفايات في نطاقها، وفق الخرائط المرفقة والمحددة باللون الأحمر، وذلك وفق القوانين والأصول المرعية الإجراء، على ان لا يكون هناك أي عائق لإقامة محطة لتكرير المياه المبتذلة، ومعمل لمعالجة النفايات على مصب نهر الغدير، بالتنسيف مع البلدية المعنية.

سابعا:

- تكليف وزير الداخلية والبلديات تشكيل لجنة من ممثلي وزارات: الداخلية والبلديات، البيئة والمالية ومكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية، وبمساعدة هيئات المجتمع المدني والـ U.N.D.P، لمراقبة آليات ومراحل التنفيذ، على أن تعمل هذه اللجنة تحت الإشراف المباشر لوزير الداخلية والبلديات.

ثامنا:

- تكليف مجلس الإنماء والإعمار القيام بمناقصات للشركات المؤهلة كل وفق اختصاصها، خلال مهلة شهرين، في مناطق الخدمات الحالية في بيروت الإدارية وجبل لبنان، ما عدا جبيل، على أن توزع الكميات بالتساوي وذلك للأعمال التالية:

1- الكنس والجمع والنقل.

2- الفرز والمعالجة.

3- الطمر الصحي.

4- إنشاء وتطوير معامل الفرز والمطامر الصحية والأعمال الهندسية اللازمة للانشاءات بما فيها الانشاءات البحرية.

5- الدراسات والإشراف على الأعمال.

- تستمر شركتا سوكلين وسوكومي بالأعمال، التي كانت تقوم بها، لحين اتمام المناقصة وإعطاء أمر المباشرة بالتنفيذ للشركات، التي ترسو عليها الالتزامات أعلاه، ولكل من هذه الأعمال.

- تدفع تكاليف العقود أعلاه، بما فيها عقود تسيير المرحلة الانتقالية من مستحقات البلديات المستفيدة من الصندوق البلدي المستقل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فوز لائحـة قليموس شـبه محسـوم واتصالات لانسحاب المرشحين المنفردين

المركزية- اسبوع واحد يفصل الطائفة المارونية عن الإستحقاق المقرّر يوم السبت المقبل 19 الجاري، المتمثل اما بحصول انتخابات في الرابطة المارونية، او اعتماد التزكية كحل يوفر على الجميع عناء الحضور، علما ان النتيجة باتت محسومة تقريبا مع نجاح نقيب المحامين السابق المرشح لرئاسة الرابطة انطوان قليموس بتشكيل لائحة ائتلافية توافقية، وان كانت تلاقي عدم رضى من قبل "تيار المردة" الذي يعتبر انه غير ممثل فيها، كما قالت مصادر متابعة لـ"المركزية"، مشيرة الى ان البعض غمز من قناة تعمّد استبعاد "المردة" من الرابطة المارونية مع استبعاد مرشحه العميد المتقاعد ابراهيم جبور، فيما رأى البعض الآخر في نقيب المحامين السابق توفيق معوض المرشح لمقعد نائب الرئيس على لائحته جسر توافق بين النائب سليمان فرنجية وباقي الاطراف، فاللائحة نهائية ومتضامنة بعناصرها كافة ولن تكون حزبا سياسيا اضافيا"، معلنة "ان بعض المرشحين بدأوا بالانسحاب من لصالح اللائحة التوافقية".

وامام هذا الواقع خفتت وتيرة التنافس بعض الشيء، وان كان ثمة خروقات تشوب التسوية المباركة من بكركي، تمثلت بترشح رجل الأعمال غسان خوري لمركز نائب رئيس الرابطة المارونية امس من الصرح البطريركي، في وجه توفيق معوّض المنضوي في لائحة قليموس، الا ان من المنتظر ان تحسم الايام القليلة المتبقية ما اذا كانت لائحة قليموس ستفوز بالتزكية أو ستشهد الرابطة معركة انتخابية. واشارت الى ان كل شيء وارد، فهناك اتصالات تجرى في هذا السياق، للوصول الى اتفاق يوفر انسحاب المرشحين المنفردين ويؤمن التوافق بين جميع المكونات.

 

عكاظ: لا أبعاد سياسية وراء مقتل الكويتيين

المركزية- نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر لبنانية مطلعة قولها أن "جريمة مقتل المواطنين الكويتيين في لبنان ليس لها أي أبعاد سياسية أو إرهابية، بل إن كافة المؤشرات للتحقيقات الأولى تدل على أن الجريمة حصلت على خلفية خاصة ويجري جمع الأدلة في هذا السياق، خصوصا أن هناك مؤشرات على عملية استدراج قد حصلت للضحيتين وذلك بغية إنجاز عملية احتيال مادي". وأوضحت ان "اسم رئيس حزب غد الثورة المصري أيمن نور قد دس في بعض وسائل الإعلام لأسباب مجهولة، خصوصا أن لا علاقة لأيمن نور بما حصل وعلاقته بالضحيتين تعود إلى أنه المالك السابق لمطعم قمر، حيث وقعت الجريمة، إلا أنه كان قد باعه لهما قبل فترة ولم يتمكنا من تسجيل عملية البيع في الدوائر العقارية الرسمية في لبنان".

 

"لوفيغارو": القرار السياسي اللبناني رهن موافقة السعودية وإيران

المركزية- تحت عنوان "القرار السياسي اللبناني رهن موافقة السعودية وإيران"، كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية "عندما تتواجه إيران والمملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط، فإن لبنان يجد نفسه مشلولا بشكل خطير"، مشيرة إلى دور الرياض الحامية للسنة وطهران الحامية للشيعة في هذا البلد.

ولفتت الى أنه لا يمكن اعتماد أي قرار سياسي في بيروت من دون الحصول على موافقة المملكة العربية السعودية وإيران، فهذان البلدان يتواجهان عسكريا بالوكالة في سوريا واليمن ولبنان يدفع الثمن سياسيا ويواجه أيضا عدم استقرار أمني. اضافت "منذ حوالي عامين وبلد الأرز من دون رئيس جمهورية، فرغم أن السعودية دعمت في الأشهر الأخيرة ترشّح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية رغم أن الأخير صديق شخصي لبشار الأسد العدو اللدود للرياض، إلا أن حزب الله الذي أرسل آلاف المقاتلين للدفاع عن دمشق يعارض هذا الخيار ويفضّل حليفه ميشال عون"، لافتة الى "أن وراء هذا الأخير قسما كبيرا من المجتمع المسيحي ما يسمح للحزب بالخروج من المربع الشيعي الضيّق".

 

المشنوق يناشد امير الكويت إعانة لبنان: يعلم ان الاحرار يجدون فيه درعا لأمنهم

المركزية- ناشد وزير الداخلية نهاد المشنوق امير الكويت صباح الأحمد الصباح "أن يعين لبنان في أزمته مع دول مجلس التعاون الخليجي، ووجّه المشنوق عبر صحيفة "الراي" الكويتية نداء الى الأمير جاء فيه "كل اللبنانيين يعرفون حكمة ووعي وحسن تقدير الشيخ صباح الأحمد الصباح، والأهم المحبة العميقة والصادقة التي يكنّها للبنان واللبنانيين". وأضاف "في كل مرة قابلتُ سموه كانت حماسته وغيرته وإقباله على الحديث عن لبنان كبيراً بحجم محبته للبلد الذي يقابله المودّة والتقدير عيْنهما، من هنا أناشد صاحب السمو أن يعين لبنان في أزمته مع دول مجلس التعاون الخليجي، وليس غريباً على أمير الكويت ان يتجاوب مع مناشدتنا، هو الذي لم تَخْفَ يوماً اندفاعته لحماية الوجود اللبناني ومصالح اللبنانيين في العالم العربي، وهو الذي يعلم أكثر من غيره أن هناك الكثير الكثير من الأحرار في لبنان الذين يجدون في صاحب السمو درعاً لأمنهم وأمانهم الاقتصادي والمعنوي".

 

الكتائب: وزراؤنا تحفظوا على خطة النفايات

السبت 12 آذار 2016

وطنية - أعلن مجلس الاعلام في حزب "الكتائب"، في بيان، ان "ما ورد في مقررات مجلس الوزراء عن ان خطة النفايات قد اقرت بالاجماع، غير صحيح، فوزراء الكتائب قد تحفظوا عليها. فاقتضى التنويه.

 

قاسم: مشكلة السعودية معنا تتلخص بأننا هزمنا إسرائيل وأننا مع الوحدة الإسلامية واستقلال الشعوب

السبت 12 آذار 2016 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "وصف حزب الله بالإرهاب، هو إعلان للعداء مع هذا الحزب من قبل السعودية"، معتبرا أن السعودية "ومن معها في الواقع، يعادون إنجازات الحزب المضيئة والمؤثرة، ويضعون أنفسهم في خانة إسرائيل". كلام قاسم جاء خلال رعايته حفل إطلاق اللجنة "الانتخابية المركزية"، وماكينة اللجان "الانتخابية في البلديات في البقاع" في أقضية بعلبك والهرمل وزحلة، الذي أقيم في قاعة مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك. واعتبر أن "السعودية تحاول أن تؤكد وصف الحزب بالإرهاب في كل المنتديات، التي يسمح لها بالتحرك فيها، وأن تضغط عليها، وآخرها في اجتماع وزراء الخارجية العرب، حيث اعترض عدد من الدول على هذا الوصف ومنهم لبنان". وقال: "إننا لو استعرضنا مشكلة السعودية معنا، فسنجد أنها تتمحور حول ثلاث نقاط:

1- أن الحزب المقاوم المؤثر في المنطقة، وهو حزب الله، استطاع أن يهزم إسرائيل وأن يحرر أرض لبنان، وأن يؤسس ممانعة ومقاومة فعالة في المنطقة، وهذا ما أثر على مشروع إسرائيل ووجودها، وهنا تأتي السعودية لتناصر إسرائيل.

2- حزب الله مع الوحدة الإسلامية، ومع الوحدة الوطنية، ونجح في أن يتعاون مع الأفرقاء المختلفين في لبنان، ويشارك معهم في حكومة وطنية، وعمل على تكريس الاستقرار والأمن، وكذلك وأد الفتنة مرات ومرات على المستوى المذهبي والطائفي، ولكن السعودية لا تستطيع أن تسيطر من دون تعميم الفتنة، ومن دون تخريب علاقات الوحدة بين المسلمين في ما بينهم، وبين المسيحيين والمسلمين.

3- حزب الله مع استقلال الشعوب، وفي النتيجة وقف موقفا صلبا في تأييد حركات شعوب اليمن وسوريا المقاومة والشعب العراقي والشعب البحريني، وهو يقف مع كل قضايا التحرير في المنطقة والعالم، ولكن السعودية تجد في حركات المقاومة خطرا على استبدادها وتسلطها، ولذا تتجه لحزب الله بالعداء، من أجل أن تضع حدا لهذه الإنجازات الكبيرة والعظيمة، وهذا ما يؤكد بأننا على حق".

وقال: "ليكن معلوما أن وصفهم لنا بالإرهاب يزيدنا ثقة وثباتا، ويؤكد أننا على حق، لأن من يؤيد إسرائيل ويعمل على التطبيع معها والاعتراف بها إذا وقف ضدنا، فهذا يعني مقدار الألم الذي يشعر به بسبب مواجهتنا لإسرائيل، وهو مؤشر على فشل السعودية في كل خطواتها".

وختم "في قناعتنا، أنهم سينحدرون وسيخسرون أكثر فأكثر، وقد سبقتهم أميركا وإسرائيل بوصفنا بالإرهاب، فماذا كانت النتيجة؟ كانت انتصارات عليهم".

 

قاووق: لبنان لن يغير موقعه ودوره وهويته مهما كان حجم الضغوطات والقرارات الدولية والعربية

السبت 12 آذار 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "السياسة السعودية تشكل خطرا وتهديدا استراتيجيا على الاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان"، معتبرا ان "النظام السعودي يستهدف هوية الجيش اللبناني، ليحولها إلى صدام مع المقاومة، ويحرض اللبنانيين على بعضهم بعضا، كذلك يريد أن يشعل نار الفتنة ويغرق لبنان بها، كما أغرق العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول"، مؤكدا أن السعودي بذلك "ينحر نفسه بنفسه، كما أنه وبتصنيفه لحزب الله على لوائح الإرهاب، فإنما يسيء لنفسه بنفسه، وهو ومن خلال قراراته في مجلس التعاون الخليجي، أو في الجامعة العربية، إنما يخوض عدوانا محليا وعربيا ودوليا ضد حزب الله، وبذلك يستخدم كل قوته وأوراقه"، لافتا "لكنه فشل ولم يحصد إلا الخيبة". كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهيد جميل محمد مليجي، في حسينية بلدة الناقورة، في حضور عدد من القيادات الحزبية ورجال دين وفاعليات وشخصيات وحشد من الأهالي. وشدد قاووق على أن "القرارات السعودية والخليجية والعربية، لا تقلقنا، ولا تضعفنا، ولا تحاصرنا ولا تعيق طريقنا، فهم فشلوا في أن ينالوا بقراراتهم من قرارنا وعزيمتنا وكرامتنا، ونحن في المقابل سنبقى حيث نحن، وحيث يجب أن نكون في حماية أهلنا ووطننا، وليقولوا وليفعلوا ما يستطيعون، لأن لبنان لن يغير موقعه ودوره وهويته مهما كان حجم الضغوطات والقرارات الدولية والعربية والسعودية والخليجية، فهو ليس إمارة سعودية ولا تابعا لها، كما أن شعبه ليس ذليلا ولا مهانا، ولا هو رعية لمملكة الإرهاب، ولن يكون كذلك". ورأى أن "السعودية التي راهنت على النيل من مكانة المقاومة، صدمت بحجم التأييد الشعبي في العالم العربي، من أقصى مشرقه إلى أقصى مغربه، وصدمت بأن القرارات الخليجية لم تزد هذه الشعوب، إلا ثقة وتأييدا ووفاء لسيد العرب وتاج العروبة السيد حسن نصر الله". وأكد أن "النظام السعودي لم يكن يوما منذ أن تأسست المقاومة في خندقها، بل كان في موقع المتربص بها، حيث كان يواجهها بالسر، واليوم بدأ يواجهها بالعلن، عدا تمويله وتسليحه وتشغيله للعصابات التكفيرية". وقال: "قبل خمس سنوات لم تكن تعلم الناس أن السعودية تقود العدوان على سوريا، ولكن الأوراق تكشفت اليوم، واتضح للجميع أن العصابات التكفيرية تذبح وتقتل وتحرق بالسلاح السعودي في درعا وحلب وفي شمال سوريا، وغيرها من المناطق، وكذلك هي التي حرضت صدام على غزو إيران، ومولت الحرب عليها، وهي التي احتلت البحرين لقمع الثورة السلمية فيها، وغزت اليمن وارتكبت المجازر على مدى عام متواصل بحق شعبها، الذي يمثل أصالة وشهامة ونخوة العرب". وإذ أكد أن "هذه هي سياستهم- السعودية-"، قال: "لذلك لا نتفاجأ إن كانوا في عام 2006 قد شجعوا إسرائيل على إطالة أمد الحرب، من أجل احتلال مدينة بنت جبيل، وتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا نتفاجأ إن كانت السعودية تعمل في الليل والنهار لمحاصرة وإضعاف المقاومة". وختم "كنا نعلم أن أبواق فريق 14 آذار كانت تعمل من أجل التحريض على المقاومة واستهداف إيران وسوريا، كوظيفة مدفوعة الثمن من النظام السعودي، منذ عشر سنوات وليس من اليوم، ويريدوننا في المقابل، أن نسكت ولا نتكلم بكلمة واحدة".

 

الحراك المدني من رياض الصلح: دخلنا في مرحلة جديدة والاثنين سنشل الحركة في البلد

السبت 12 آذار 2016 /وطنية - ألقى الناشط في الحراك المدني علي سليم، خلال تجمع المتظاهرين في ساحة رياض الصلح، كلمة باسم المشاركين، قال فيها: "لقد خافوا منا، ومن وجودنا في الشارع، واليوم كان الإنذار الاخير، ولن نصدق اكاذيبكم". أضاف "اليوم المسيرة ليس موجهة فقط للسلطة، بل للجميع، لنطالب بحقوقنا كمواطنين، ورفض رهن البلد للمحاور الاقليمية. اليوم اثبتنا جميعا، انه يستحق ضع اسم لبنان على الخريطة، لان هناك شعبا حيا، واثبتنا انه رغم اختلاف عقيدتنا، فإن حبنا لوطننا هو الذي يجمعنا، لنراه اجمل". وتابع "اليوم الطريق طويلة، لأن لا شيء يتغير في ليلة وساعة، واليوم نقول إن النفايات هي وصمة عار، ستلازم حكومة النفاق الوطني"، معلنا "نحن اليوم، باقون في هذه الساحة، وندعو الذي لم يحضر اليوم، ان يحضر غدا". ودعا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى أن "يطلع اللبنانيين على الخطة بالتفصيل ويرفق المراسيم اللازمة". وأعلن "نحن دخلنا في مرحلة جديدة، والاثنين سنشل الحركة في البلد، وللذين يسألون كيف. نقول لهم: هناك الكثير من الطرق. ومن هنا، نؤكد اننا سنشل البلد من اجل مصلحة الناس وصحتهم".

 

الجيش يستهدف تحركات المسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك

السبت 12 آذار 2016 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش ان الجيش اللبناني يستهدف بالمدفعية الثقيلة تحركات المسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك بغزارة.

 

زهرا: حزب الله لا يريد الافراج عن الرئاسة

السبت 12 آذار 2016/وطنية - رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا أن "الرئيس سعد الحريري لن يتراجع عن ترشيح النائب سليمان فرنجيه ولا سمير جعجع سيتراجع عن تأييد ترشيح النائب ميشال عون"، مشددا على أن "تأمين النصاب لجلسة انتخاب الرئيس بيد حزب الله، وعلى الرغم من تأييد مرشحين من حلفاء الحزب يبقى التعطيل قائما". زهرا وفي حديث الى اذاعة صوت لبنان، أكد أن "حزب الله لا يريد الافراج عن الرئاسة ولا نتوقع خرقا بالمدى المنظور"، مشيرا الى أنه "لا يوجد محادثات رسمية او جدية بين القوات والحزب حتى الان". وقال: "لم نستطع اقناعه بالنزول الى الجلسات. عون لديه قناعة أن الانتخابات يجب أن تجري بعد التوافق على الشخص، ولن تجرى ببساطة"، متمنيا "حصول الانتخابات البلدية بموعدها، لكن بجو الاحتقان القائم لا أحد يؤكد أن الجو سيبقى ملائما لاجرائها"، معتبرا ان "العائق الوحيد بالعلاقة بين جعجع والحريري هو الانتخابات الرئاسية، لكن هناك اعادة تطبيع للعلاقة لبناء الدولة وهذا مشروعنا منذ اكثر من 30 عاما، وتيار المستقبل وافرقاء 14 آذار ملتزمون بهذا الامر".

 

بروز وسم “حزب الله منظمة إرهابية”

13 آذار/16/دبي – سي ان ان: برز وسم حمل اسم “#حزب_الله_منظمة_إرهابية” على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان الجامعة العربية عن ذلك في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب أول من أمس. وقال الإعلامي السوري المعارض فيصل القاسم في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” “العرب بدأوا اخيراً يقصون أذرع ايران في العالم العربي. قوات التحالف تدك الحوثيين في اليمن. ووزراء الخارجية العرب يصنفون حزب الله منظمة إرهابية”. من جهته، قال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي “الجامعة العربية تحسن خطها بسرعة، أعلنت حزب الله ارهابيا ووصفت اختطاف القطريين بالعراق كعمل ارهابي وذلك بجلسة واحدة”. وعلى الوسم ذاته، علق عيسى محمد آل إسحاق بالقول “لا شك بأن من يقف أمام إرادة الشعب فهو إرهابي، وذلك يشمل حزب حسن نصر الله”، فيما قال صاحب حساب “سهم” إن ” زمن إيران انفضح”، في حين قال مغرد ثالث “دول حرة مستقلة في جامعة الدول العربية تعلن حزب الله منظمة إرهابية والدول المغتصبة من قبل إيران تتحفظ”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مشاورات في مجلس الأمن غداً بشأن تجارب إيران الصاروخية ونجاد يهاجم روحاني والاتفاق النووي

13 آذار/16/نيويورك (الولايات المتحدة)، طهران – وكالات: اعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامانتا باور أن الولايات المتحدة طلبت من مجلس الامن الدولي عقد مشاورات غداً الاثنين لمناقشة إطلاق إيران صواريخ بالستية الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وقالت باور في بيان، ليل اول من امس، ان الولايات المتحدة «تشعر بقلق عميق» من هذه التجارب البالستية «الاستفزازية التي تزعزع الاستقرار». وأضافت ان القادة العسكريين الايرانيين اشاروا الى ان التجارب اجريت لتشكل تهديداً مباشراً لاسرائيل، و»نحن ندين مثل هذه التهديدات بحق دولة عضو في الامم المتحدة وواحد من أقرب حلفائنا».

وبموجب الاتفاق الذي وقع بشأن البرنامج النووي الايراني ودخل حيز التنفيذ في 16 يناير الماضي، رفعت معظم العقوبات المفروضة على ايران، لكن حظرا وقيودا على تكنولوجيا الصواريخ البالستية ما زالت مطبقة بموجب القرار 2231. وقالت سامنثا باور «نواصل التأكيد على التطبيق التام للقرار 2231 الذي يمنع اي دعم خارجي للبرنامج الصاروخي الايراني»، و»سنطرح مسألة هذه العمليات الخطيرة مباشرة في مشاورات المجلس التي دعونا الى عقدها (غداً) الاثنين». وأكدت «ضرورة العمل مع شركائنا في العالم على كبح واضعاف البرنامج البالستي الايراني». وكانت ايران اعلنت انها اجرت الثلاثاء والاربعاء الماضيين سلسلة تجارب لصواريخ بالستية، يبلغ مدى بعضها 1400 كيلومتر تقريباً، حسبما اعلن المسؤول الثاني في «الحرس الثوري». من جهة أخرى، هاجم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، سياسة الرئيس الحالي حسن روحاني، خاصة ما يتعلق بالاتفاق النووي ووعوده برفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي، واصفاً سياسة روحاني بـ»الفاشلة». وبحسب ما جاء في وكالة «مهر»، انتقد أحمدي نجاد، سياسة الحكومة الجديدة، وشدد على أنه «على المسؤولين في حكومة روحاني تحسين وضع الناس المعيشي كما وعدوا الشعب بذلك، لكن المؤشرات تدل على أن السياسات التي يتبعها روحاني في التعاطي مع رفع العقوبات فشلت ولم تؤدِ إلى تحسين أوضاع المواطنين». من جهتها، ذكرت مواقع إصلاحية أن أحمدي نجاد كان يتحدث في تجمع «غير مرخص» له في مدينة ورامين بالقرب من طهران، وهاجم من وصفهم بـ»السياسيين الذين يصدرون الأوامر عن بعد»، وقال «إنهم لا يعيشون بين الشعب ومعاناتهم»، على حد تعبيره. واتهم أحمدي نجاد مسؤولي الحكومة بأنهم «يريدون أن يصوروا للناس أن الثورة انتهت»، مضيفاً إن «الثورة لا تعني أن يعيش المجتمع فقيراً، بل على المسؤولين أن يحسنوا من معيشة الشعب». كما اتهم «بعض السياسيين» بأنهم «يثقون بالأعداء»، وذلك في إشارة إلى حكومة روحاني والتزامها بتنفيذ الاتفاق النووي، مضيفاً «كلما غفلنا من العدو تلقينا ضربات قوية والآن بعض السياسيين يثقون بالأعداء». في سياق آخر، قال روحاني، في تصريحات نقلتها وكالة «فارس» شبه الرسمية إن مراقد أهل البيت تعتبر خطاً أحمراً، لافتا إلى أن الثورة الإسلامية تهدف إلى ترويج الأخلاق الطيبة وتعزيز الوحدة، على حد تعبيره.

 

النظام السوري ينعى محادثات جنيف قبل انطلاقها: الأسد «خط أحمر»

المعلم هاجم دي ميستورا ودافع عن رئيسه والمعارضة اعتبرت أنه وضع مسامير في نعش المفاوضات

كيري: نتشاور مع الروس لتثبيت الهدنة وعلى النظام ألا يستغل الفرصة لتحقيق مكاسب على الأرض

دمشق، الرياض – وكالات: أكد وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، أمس، أن رئيس النظام بشار الأسد «خط أحمر»، وكرر مرات عدة ان الوفد الحكومي في جنيف لن ينتظر أكثر من 24 ساعة وصول المعارضة الى مبنى الامم المتحدة للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات المرتقبة غداً الاثنين.

وقال المعلم، في مؤتمر صحافي بدمشق، «نحن لن نحاور أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الاسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج فلا داعي لقدومهم إلى جنيف». وتطرق إلى تصريحات موفد الامم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا الجمعة الماضي التي اعلن فيها ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستجري خلال 18 شهراً، إذ قال ان «الانتخابات البرلمانية هو نص موجود في وثائق فيينا، أما الرئاسة فلا يحق له ولا لغيره كائناً من كان ان يتحدث عن انتخابات رئاسية … فهي حق حصري للشعب السوري». وخاطب المعلم الموفد الدولي قائلا «لن نقبل بعد الآن خروجك عن الموضوعية لإرضاء هذا الطرف او ذاك»، مؤكدا رفض وفد بلاده «أي محاولة لوضع هذا الامر على جدول الاعمال». وزعم أنه «ليس هناك شيء في وثائق الامم المتحدة يتحدث عن مرحلة انتقالية في مقام الرئاسة، ولذلك لا بد من التوافق على تعريف المرحلة الانتقالية، وفي مفهومنا هي الانتقال من دستور قائم الى دستور جديد ومن حكومة قائمة الى حكومة فيها مشاركة مع الطرف الآخر». وأضاف «عندما يتحدث (دي ميستورا) عن دستور، هو يعرف ان حكومة الوحدة الوطنية التي ستناقش في المستقبل هي التي تعين لجنة دستورية لوضع دستور جديد او تعديل الدستور القائم، ثم يتم الاستفتاء على ما تم التوافق عليه من قبل الشعب السوري، وبعد إقراره يصبح نافذاً». وأعلن المعلم ان وفد النظام سيتوجه اليوم الاحد الى جنيف، مؤكداً انه «لن ينتظر في جنيف أكثر من 24 ساعة» وصول المعارضة الى مبنى الامم المتحدة.

وأضاف انه خلال جولة المفاوضات الاولى في نهاية يناير الماضي «انتظرنا طويلا ولم يأتوا، وحين أتوا جلسوا في الفندق»، وشدد على انه «يجب ان يأتوا الى مبنى الامم المتحدة للحوار وإلا (فإن) وفدنا سينتظر 24 ساعة ويعود، لن نضيع وقتنا». وبرز أخيراً حديث عن نظام فدرالي في سورية بعد تصريح قبل ايام لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اعتبر فيه انه إذا توصل المفاوضون الى «استنتاج مفاده ان هذا النموذج يناسبهم … فمن سيتمكن من الاعتراض على ذلك؟»، لكن المعلم اكد ان «آخر ما روج له عن ريابكوف لم يكن نقلا موضوعيا لأنه اشترط موافقة السوريين على ذلك، ونحن السوريون نرفض الحديث عن الفدرالية ونؤكد على وحدة سورية. وأقول بكل ثقة ان شعبنا سيرفض أي محاولات للتقسيم». وفي أول رد فعل من المعارضة، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض منذر ماخوس لقناة «العربية» الفضائية، تعليقاً على تصريحات المعلم، «أعتقد أنه يضع مسامير في نعش (محادثات) جنيف وهذا واضح… المعلم يوقف (مسار) جنيف قبل أن يبدأ»، سيما أن جل المطروح اليوم إلى جانب فك الحصار وإدخال المساعدات إلى البلدات المحاصرة هو هيئة حكم انتقالية. واعتبر ماخوس أن كلام المعلم عن انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت مظلة النظام أشبه بكارثة كبرى، كما أن مواقفه تؤكد أن النظام يدير ظهره للقرارات الدولية كافة.

وجاء كلام وزير خارجية النظام بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن مشاورات اميركية – روسية أمس بشأن انتهاكات الهدنة في سورية. وفي تصريحات له في قاعدة الملك خالد العسكرية في شمال السعودية حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين في مقدمهم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، قال كيري ان «فرقنا (من المراقبين) ستعقد لقاء اليوم (أمس) مع روسيا في جنيف وعمان … يتعلق بهذه الانتهاكات» للهدنة. واضاف انه سيجري من جهته اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن قضية الانتهاكات، لكنه اكد ان مثل هذه الخروقات يجب أن لا تكون عقبة امام اجراء محادثات السلام. وقال كيري ان «مستوى العنف تراجع بنسبة ثمانين او تسعين في المئة وهذا امر مهم جداً وما نريد القيام به هو مواصلة العمل على تقليل هذه النسبة». وشدد على ان نظام بشار الاسد يفترض ألا يستغل فرصة الهدنة لتحقيق مكاسب على الارض فيما «يحاول الآخرون (المعارضة) احترامها بنية حسنة»، محذراً من أن «للصبر حدودا» في هذا المجال. وأعلن أيضاً ان الولايات المتحدة ستعقد اجتماعا مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في مرحلة ما خلال الاسابيع القليلة المقبلة بالمنطقة، لكنه لم يحدد موعدا ولا مكانا معينا. وأدلى وزير الخارجية الأميركي بتصريحاته قبيل توجهه الى باريس حيث يلتقي وزراء أوروبيين اليوم لبحث الملف السوري وملفات أخرى.

 

عمال إيرانيون يهتفون “اخرجوا من سورية”

السياسة/13 آذار/16/تداول ناشطون إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو عن تظاهرات لمئات من العمال الإيرانيين بمدينة أصفهان، خرجوا السبت الماضي، وتجمعوا أمام مبنى المحافظة، للتنديد بتدخل النظام الإيراني في سورية وإنفاق المليارات لإنقاذ نظام بشار الأسد على حساب حرمان الإيرانيين، ومن ضمنهم العمال الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكثر من 3 أشهر. وأفاد تقرير لموقع “العربية” الالكتروني، أمس، أن الأصوات تعالت بالهتاف “سوريه را رها كن.. يه فكري به حال ما كن”، التي تعني “اتركوا سورية.. وفكروا بأحوالنا”، مطالبين برفع يد النظام الإيراني عن بشار الأسد والاهتمام بالشأن الداخلي الإيراني، وحل مشكلات العمال والطبقات المسحوقة من الإيرانيين. كما طالب المتظاهرون وأغلبهم من العمال والموظفين المتقاعدين من شركة فولاذ أصفهان، محافظة أصفهان بدفع رواتبهم وحقوقهم الأساسية. ورغم تصاعد الاحتجاجات العمالية خلال الأشهر الأخيرة بسبب عدم دفع الرواتب التي تصل في بعض المحافظات إلى عدم تلقي الأجور لمدة 9 أشهر نتيجة الأزمة الاقتصادية وعجز الموازنة الإيرانية، إلّا أن هذه المرة الأولى التي يهتف فيها العمال ضد إنفاق النظام الإيراني المليارات على دعم الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤه بدل إنفاقه على تحسين الوضع المعيشي لمواطنيه. من جهة أخرى، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين في فيضانات اجتاحت محافظات سيستان بلوشستان وخراسان الجنوبية وكرمان وهرمزغان، خلال اليومين الماضيين. ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية، أكد مدير إدارة الأزمات بمحافظة بلوشستان رضا أربابي أن سيارة صغيرة انقلبت مساء الخميس الماضي اثر الأمطار في طريق “اسبكه – تشانف” لدى عبورها من جسر على أحد الأنهر، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح شخص آخر. كما أعلن الهلال الأحمر إجراء عمليات إنقاذ في 21 مدينة بمحافظة سيستان بلوشستان، حيث تم نقل 51 شخصا للمستشفيات وتم إجلاء 861 شخصا من قراهم وبلداتهم.

 

سبعة ملايين دولار مكافأة لنبيل العربي

13 آذار/16/القاهرة – وكالات: حصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على مكافأة قدرها سبعة ملايين دولار، بالإضافة إلى مكافأة خاصة من المحتمل أن يحصل عليها من مجلس التعاون الخليجي.وكانط مجلس وزراء الخارجية العرب وافق أول من أمس، على اقتراح قدمه وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بمنح العربي مكافأة مالية قدرها مليوني دولار، تضاف إلى المكافأة الخاصة التي سيحصل عليها في نهاية عمله بالجامعة العربية، التي تقدر بخمسة ملايين دولار، وذلك تقديراً من المجلس على جهوده طيلة السنوات الخمس الماضية التي تقلد فيها منصب الأمين العام.في سياق متصل، ذكر موقع «إيلاف» الإلكتروني أن العربي سيحصل على مكافأة خاصة من السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، قد تصل إلى مليوني دولار أيضاً، مضيفاً إن الاقتراح بالمكافأة رفعه ثلاثة ممثلين لدول المجلس.

 

خادم الحرمين يجري محادثات مع وزير الخارجية الأميركي

13 آذار/16/حفر الباطن (السعودية) – واس، رويترز: استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أول من أمس في مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والوفد المرافق له. وجرى خلال الاستقبال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، بحضور كبار المسؤولين السعوديين في مقدمهم ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير. كما حضر الاجتماع القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى المملكة توم ليندر كينغ، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية توم شانون، والنائب الأول لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيرالد فايرستين، وعدد من المسؤولين. إلى ذلك، بحث ولي العهد الأمير محمد بن نايف مع كيري العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة، وأوجه التعاون القائم بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. جاء ذلك خلال اجتماع ولي العهد وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي في حفر الباطن. وجرى خلال الاجتماع بحث آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها وموقف البلدين منها. وفي لقاء ثالث، اجتمع ولي العهد وولي ولي العهد ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد مع وزير الخارجية الأميركي مستجدات الأوضاع في المنطقة، بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان كيري شدد خلال المحادثات مع كبار المسؤولين السعوديين على أهمية المضي قدما لانهاء الصراعات في سورية واليمن.

 

المغرب يتهم بان كي مون بخرق الاتفاق معها بشأن ملف الصحراء

13 آذار/16/الرباط – الأناضول: اتهم المغرب، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ”خرق اتفاق مع العاهل المغربي الملك محمد السادس بشأن ملف الصحراء، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو”. وقال وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في كلمة له خلال اجتماع مشترك للجنتي الخارجية بمجلسي البرلمان المغربي (النواب والمستشارين) مساء أول من أمس، إنه “بدلاً من أن يعمل الأمين العام للأمم المتحدة على إحياء المفاوضات بشأن الصحراء، تحول إلى شاعل للنار في المنطقة، وخرق اتفاقه مع ملك المغرب، ولم يلتزم بمضمون المكالمة التي أجراها معه”. واعتبر أن زيارة بان كي مون إلى المنطقة الأسبوع الماضي، “مست بجوهر الأمم المتحدة والقانون الدولي”، مؤكداً أن الزيارة سيكون لها “تبعات بالنسبة لموقف المغرب”. وقال إن المغرب “رفض منذ البداية تقسيم زيارة أمين عام الأمم المتحدة إلى المنطقة على مرحلتين، الأولى تشمل موريتانيا والجزائر، والثانية للمغرب، وذلك لأن (بان كي مون)، سيقدم تقريره أمام مجلس الأمن الدولي، بين الزيارتين في إبريل المقبل، وبذلك يكون التقرير جزئياً ومنحازاً، لأنه سينحصر بالمرحلة الأولى، التي تهم الجزائر وموريتانيا، وهو ما سيجعل انطباعاته جزئية”، مضيفاً إن “بان كي مون لم يلتزم بما عبر عنه من كون الزيارة إلى المنطقة تندرج في إطار ما أعلنه سابقاً ضمن سعيه لإعادة المحادثات للوصول إلى حل سياسي مقبول من الأطراف”. وكان الديوان الملكي ذكر في بيان صحافي أصدره بتاريخ 22 إبريل العام 2014، إن العاهل المغربي الملك محمد السادس أجرى اتصالاً هاتفياً مع بان كي مون، دعاه خلاله إلى “تجنب المقاربات المنحازة والخيارات المحفوفة بالمخاطر في التعاطي مع ملف الصحراء، وضرورة الاحتفاظ بمعايير التفاوض كما تم تحديدها من طرف مجلس الأمن، والحفاظ على الإطار والآليات الحالية لانخراط منظمة الأمم المتحدة في ملف الصحراء”. يشار إلى أن بان كي مون زار الأسبوع الماضي، مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، والتقى باللاجئين هناك، وأكد أنه لن يدخر جهداً للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء. وكانت وزارة الخارجية المغربية عبرت الثلاثاء الماضي، عن احتجاجها القوي على تصريحات بان كي مون بشأن إقليم الصحراء، وذلك على خلفية زيارته وإدلائه بتصريحات حيال قضية الصحراء.

 

التحالف يقصف أهدافاً لـ«داعش» في سورية انطلاقاً من الأردن

13 آذار/16/واشنطن – الأناضول: أعلن الجيش الأميركي قيام التحالف الدولي لمحاربة «داعش» للمرة الأولى بقصف أهداف التنظيم جنوب سورية انطلاقاً من شمال الأردن، باستخدام راجمات صاروخية أميركية. وقال المتحدث باسم قيادة عمليات التحالف الكولونيل ستيف وارين في موجز صحافي عقده ليل أول من أمس، إن «التحالف استخدم نظم دفاع صاروخية سريعة الحركة نوع (أم 142)، أو ما يعرف باسم الراجمات الصاروخية من الأردن لقصف مواقع داعش في مدينة التنف السورية». وأوضح أن «الراجمات من نوع (ام 142) منظومة أسلحة متعددة المزايا وشديدة المرونة»، مشدداً على أن العمليات مؤشر جيد على قدرة واشنطن على العمل مع المعارضة المتواجدة جنوب سورية. وأضاف «نحن قادرون على استخدامها بشكل جيد في مختلف الأحوال الجوية، وبدقة عالية جداً، ودقتها كدقة الغارات الجوية».وأشار إلى أن قوات التحالف استخدمت الراجمات من قاعدتي التقدم وعين الأسد في العراق الصيف الماضي، إلا أنها استخدمت في الرابع من مارس الجاري، منطلقة للمرة الأولى من الأردن، في دعم قوات المعارضة السورية، التي استطاعت استعادة مدينة التنف من تنظيم «داعش».

 

إرسال معدات إلى سورية للحفاظ على التراث

13 آذار/16/اريس – أ ف ب: أعلن مركز الآثار الأوروبي في بيبراكت في شرق فرنسا، عن تسليم سبعة أطنان من المعدات إلى الخبراء المكلفين الحفاظ على آثار سورية وتراثها ومتاحفها. وأوضح المركز الذي ينسق المشروع في بيان، أنه بعد الدمار والنهب اللذين لحقا بالعديد من المواقع الأثرية السورية مند اندلاع النزاع العام 2011، تشاركت “اليونسكو” مع خبراء فرنسيين وسويسريين في الآثار والتراث في صيف العام 2015، “للقيام بإحصاء دقيق لحاجات” المسؤولين المحليين الذين يحاولون الحفاظ على التراث السوري. وتم جمع معدات بقيمة إجمالية قدرها 50 ألف يورو وتضم وحدات لحماية القطع الأثرية المهددة بالدمار من نحو خمسين مؤسسة فرنسية وسويسرية تنشط في مجال الثقافة والآثار وترميم الاعمال الفنية. ونقلت الهبات إلى مكتب “اليونسكو” في بيروت قبل تسليمها الإثنين الماضي، إلى أعضاء في المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية.

 

دعوات عراقية لتدخل قوات سعودية وأردنية لحسم معركة الأنبار  وبريطانيا ترسل مزيداً من المدربين العسكريين

بغداد – باسل محمد:السياسة/13 آذار/16/مضى أكثر من شهرين على تحرير مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، غرب العراق، التي تقع على حدود ثلاث دول هي سورية والأردن والسعودية ويتواجد فيها أكثر من نصف عدد العسكريين الأميركيين البالغ عددهم قرابة 4000 عسكري، من دون أن تحسم القوات العراقية المدعومة من غارات التحالف الدولي القتال مع تنظيم «داعش» وتحرر بقية المناطق الخاضعة لسيطرته في مدن الفلوجة وهيت وراوة وعانة والقائم والرطبة وجزيرة الخالدية. وقال مسؤول رفيع في حكومة الأنبار المحلية لـ«السياسة» ان المحافظة باتت تمثل المعقل الرئيسي للمعارك البرية بين الجيش العراقي ومسلحي «داعش»، كما أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تتركز في معظمها بمدن المحافظة من دون أن تحقق القوات العراقية تقدماً واسعاً مهماً مثل تحرير الفلوجة أو هيت أو القائم أو الرطبة وهي معابر حدودية بالغة الأهمية من الناحية العسكرية مع سورية، يستثمرها التنظيم لجلب آلاف المقاتلين، وهذا ما يصعب المهمة على الجيش ويفسر التقدم الميداني البطيء. وشدد المسؤول على أن الأنبار لا يمكن تحريرها بالكامل إلا بتدخل قوات دولية وعربية، سيما من الأردن والسعودية، وهما دولتان عربيتان حدوديتان مع الأنبار ولهما مصلحة في القضاء على التنظيم في هذه المحافظة، مشيراً إلى أن حجم القوات العراقية المنتشرة في الأنبار لا تكفي لمحاربة تنظيم ارهابي في منطقة مترامية الأطراف ولها امتدادات في منطقة تدمر السورية وفي بادية الشام، وبالتالي من غير الواقعي الحديث عن حسم معركة الأنبار من دون دعم بري لقوات دولية وعربية.

واعتبر المسؤول أن تصريحات أطراف في الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي: إن العراق لا يحتاج الى قوات برية من أي دولة صديقة وشقيقة «غير واقعية وغير صحيحة وستساهم في تعقيد المعارك مع «داعش». وكشف أن قيادات عسكرية عراقية تحدثت صراحة إلى العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة عن حاجتها الى دعم بري من قوات دولية وعربية لحسم معركة الأنبار ولكن من دون جدوى، لأن التعاطي مع الموضوع لا يتم برؤية عسكرية ستراتيجية بل بحسابات ومواقف سياسية، محذراً من أن رفض مشاركة قوات دولية وعربية في القتال البري ضد «داعش» في الأنبار أو مدينة الموصل، اقصى الشمال العراقي سيجعل معركة الحسم ضد التنظيم أطول من أي توقعات وقد تستغرق سنوات. من جهة أخرى، أعلنت بريطانيا أنها سترسل المزيد من العسكريين الى العراق لتعزيز مهمة تدريب القوات المسلحة العراقية ضد «داعش». وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، ليل اول من امس، ان 30 عسكريا بريطانيا إضافياً سيتم نشرهم من اجل عمليات تدريب على المسائل اللوجستية وتشييد الجسور اضافة الى طاقم من الاطباء المختصين. وبذلك سيرتفع عدد البريطانيين الذين يقومون بمهام تدريب في العراق الى 300. ومن المقرر ان ينتشر العسكريون البريطانيون الثلاثون في معسكرات تدريب في بسماية والتاجي قرب بغداد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لـ«المستقبل»: «حزب الله» سلك طريق الإرهاب منذ نشأته والسعودية في طليعة الدول المواجهة للمشروع الإيراني

علي الحسيني/المستقبل/13 آذار/16

رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان «حزب الله وكل ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، يُقاتلون تحت مظلة الأمن الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن «الهدف الإيراني هو إنشاء ميليشيات إرهابية داخل كل دولة عربية«.

وأكد في حديث إلى «المستقبل» أنه «بمجرد إعلان حزب الله منظمة إرهابية من دول الخليج أمام الجالية اللبنانية هناك والمؤلفة من 600 ألف نسمة تقريباً، يُصبح التعامل معه أكثر حذراً من اللبنانيين عموماً والشيعة خصوصاً«، مذكراً بـ»الحرب التي خاضها الحزب ضد حركة أمل والتي كلفت الطائفة الشيعية آلاف القتلى».

وهنا نص الحوار:

استهل الوزير بيضون حديثه بالتأكيد أن «حزب الله هو الذي يشن حرباً على المملكة العربية السعودية بالنيابة عن إيران ويقوم بالإشراف على المخطط الذي يقوم به الحوثيون في اليمن، وهو أيضاً الذي يُخطط للهجوم على السعودية عبر الحدود اليمنية»، مشيراً إلى أن «الحزب يقوم بدوره هذا انطلاقاً من كونه جزءاً من منظومة الحرس الثوري الإيراني الذي يهدف إلى إنشاء ميليشيات شيعية داخل كل دولة عربية وتحديداً في السعودية».

وأشار إلى أن «المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي، قد قسّم العمل في المنطقة، بين تسليم قاسم سليماني ملف العراق وسوريا، وتسليم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ملفي اليمن والسعودية. هذا هو المشهد اليوم فهناك توزيع أدوار داخل الحرس الثوري»، داعياً إلى «عدم النظر إلى ردة الفعل السعودية الأخيرة على أنها إعلان حالة من العداء أو القطيعة مع لبنان، فمنذ حكومة اللون الواحد والحزب يعمل على عزل لبنان عن العرب وهو يعتبر هذا الأمر من أهم شروط انتصاراته أو نجاحه في سوريا».

وقال: «في لبنان بدأنا نعاني العزلة العربية من جرّاء سياسة الحزب، والقطاعات الاقتصادية هي الأكثر تضرراً من هذه العزلة وتحديداً قطاعا السياحة والعقار، ومؤخراً لاحظنا خوف الحكومات الخليجية من تعرّض مواطنيها لعمليات خطف في لبنان على غرار ما حصل مع التشيكيين الخمسة خصوصاً أن العملية هذه كانت انتهت من دون تحقيق أو مُحاسبة قضائية، ولذلك عندما يرى العرب مدى سيطرة حزب الله على لبنان، يصبح لديهم خوف من تعرضهم لأمور مماثلة»، مؤكداً أنه «بمجرد إعلان حزب الله منظمة إرهابية من دول الخليج أمام الجالية اللبنانية هناك والمؤلفة من 600 ألف نسمة تقريباً، يُصبح التعامل معه أكثر حذراً من اللبنانيين عموماً والشيعة خصوصاً. لا بد من القول إن الغشاوة التي ألقاها الحزب على عيون اللبنانيين والعرب خلال الفترة الماضية على أنه حزب مقاوم ويجب دعمه، قد ذهبت الى غير رجعة بعدما انكشف أمام الجميع بأنه ليس أكثر من جهة إرهابية».

وشدد بيضون على أن «الضرر الأكبر الذي سيلحق بحزب الله من العقوبات المفروضة عليه واعتباره منظمة إرهابية، هو ابتعاد الناس عنه كون مصالحهم ستصبح في خطر. أمّا الشق الثاني في الموضوع، فيوصل رسالة خليجية واضحة الى الدولة اللبنانية تدعوها الى الفصل بينها وبين حزب الله بمعنى أن تضع خطوط فصل واضحة بين مؤسساتها وبين الحزب خصوصاً المؤسسات العسكرية والأمنية، وجميعنا يذكر ماذا حصل في معارك عبرا بين الجيش وجماعة أحمد الأسير وكيف تدخل حزب الله بسلاحه بشكل علني. وعلى كلّ فإن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان واضحاً ودقيقاً عندما أشار منذ أيّام الى القضاء اللبناني في قضية ميشال سماحة».

ودعا «الدولة إلى العمل على وضع خطة لإنهاء عزلة لبنان العربية. الموجبات الأساسية أن تكون دولتنا ملتزمة بالتضامن العربي وأن تمنع مؤسساتها كافة من أن تكون تحت وصاية «حزب الله«، على رئيس الحكومة أن يكون دقيقاً في هذا الموضوع وإلا فإن الموقف العربي سيكون غاضباً من لبنان لأنه لا يجوز أن يكون لبنان البلد العربي مستعمرة إيرانية«، مضيفاً: «بغض النظر عن كل الدجل الايديولوجي الذي تقوم به جماعة الممانعة، فإن السعودية تقيم علاقاتها من دولة إلى دولة وليس عبر أحزاب أو تنظيمات أو حتى أفراد، هذا في وقت تُقيم فيه إيران منذ نشأتها ولغاية اليوم، علاقات مع ميليشيات وأحزاب وهي صاحبة مشروع سياسي يقوم على زرع الميليشيات في الدول من العراق واليمن وسوريا ولبنان الى البحرين والسعودية، ودور هذه الميليشيات ضرب الدول الوطنية العربية هذه«.

وتابع: «لم نسمع يوماً أن السعودية دعمت فريقاً مسلحاً، بل حتى اليوم تقوم بدعم الدولة ومؤسساتها ومشاريع تنموية من دون أن ننسى أفضالها في إعادة إعمار لبنان وتحديداً جنوبه بعد عدوان تموز 2006. إيران تُصدّر المذهبية الى المنطقة وهي أغرقت المنطقة بحروب سنية - شيعية ومن المعروف أنها لا تريد مساعدة أو مُساندة الدولة اللبنانية. والرئيس السابق ميشال سليمان لديه تجربة معها يوم قام بزيارة الى مصانع الأسلحة الإيرانية عند انتخابه رئيساً، فيومها عبّر عن رغبته بالحصول على أسلحة إيرانية للجيش اللبناني، ومع هذا ظل طلبه مُجرّد أمنية ذلك لأنهم لا يدعمون أي جهة خارج نطاقهم أو إطارهم الحزبي والمذهبي«.

ورأى أن «هناك حالة عداء إيرانية قديمة للسعودية انطلاقاً من نيّة الهيمنة على المنطقة. هناك مشروع امبريالي إيراني في المنطقة وإيران تسعى الى هذه الهيمنة بعدما شعرت أن هناك أربع عواصم أصبحت تحت سيطرتها«، مؤكداً أن «السعودية هي اليوم في طليعة الدول العربية لمواجهة كل مشاريع تفتيت المنطقة ولمواجهة مشروع الحرب المذهبية الذي تصدره إيران، وهي تلعب اليوم الدور الذي كان يلعبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر«.

«عاصفة الحزم» أدت دورها

ولفت بيضون إلى أن «عاصفة الحزم قد أدّت دورها على أكمل وجه، فالانقلاب الحوثي انتهى ولم يعد الحوثيون فريقاً منظماً وكل مخازن الأسلحة التي سيطروا عليها من خلال قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد دُمرت وانتهت بدليل أن جميع القبائل تقوم بزيارات الى السعودية لترتيب الوضع. ويُقابل هذا الوضع فشل إيراني في العراق وسوريا»، موضحاً أن «الشيعة في العالم العربي لا ينتمون الى إيران أو حزب الله، فهم عرب ويجب أن ننظر اليهم من هذا المنطلق وأن نتعامل معهم على أنهم مواطنون أولاً وأخيراً«.

ورأى أن «مشكلة إيران تكمن في أنها تعتبر نفسها الوحيدة القادرة على إدارة المنطقة من خلال ميليشياتها المزروعة فيها بدءاً من أراضيها مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، وهي بمخطّطها هذا تسعى لأن تُصبح قُطباً عالميّاً مثل روسيا وأميركا، والمؤسف أن «حزب الله« يذهب معها في مشروعها هذا من دون أن يُدرِك حجم التكلفة التي تدفعها الطائفة التي يستأثر بها وحجم الارتدادات السلبيّة على لبنان«، لافتاً إلى أن إيران نجحت في هدم الدولة في العراق وسوريا ولبنان، وآخر محاولاتها اليوم ما يجري في اليمن، لكن من حظّ الشعب اليمني أن السعوديّة مع بعض الدول العربيّة نفّذت هذه العمليّة لإنقاذهم من براثن الميليشيات الإيرانيّة«.

واستنكر حملة «حزب الله« المبرمجة على المملكة، وأكد أن «كل ما صدر عن قيادات الحزب والقيادة الإيرانيّة وحلفائها حتى اليوم بحق المملكة، هو كلام غير مقبول ولا يمثّل إلّا أصحابه. كما أنّ كل ما قيل هو كلام خالٍ من أي مضمون سياسي، فالسعوديّة اتخذت موقفاً أساسيّاً يتعلّق بالمنطقة كُلّها وليس بلبنان أو اليمن فقط، والموقف هو أن تقوم جميع الميليشيات هنا وهناك بتسليم سلاحها إلى الدولة لأنه من غير الجائز التضحية بكل هذه الدول لحساب الميليشيات والسلاح غير الشرعي إرضاءً لإيران وسياستها المتعجرفة في المنطقة».

أضاف بيضون: «إن إيران التي تدعي أنها تُمثّل الشيعة في العالم العربي، يرفضها شيعة العراق ويرفعون شعارات لطردها خارج بلادهم. كما يجب أن نعترف أنه لولا التدخل الروسي في سوريا، لفشل المشروع الإيراني هناك بشكل كبير وهذا الفشل يتحمّل مسؤوليته جنرال حربهم قاسم سليماني الذي يقود الجبهة في سوريا والعراق. أما الفشل في اليمن فيتحمل مسؤوليته السيد حسن نصرالله المسؤول عن الملف اليمني. ومن هنا نفهم لماذا كل خطابات نصرالله تجاه السعودية متوترة. وللتذكير أيضاً فإن أغلبية شيعة العراق مثقفون لكن للأسف فإن الإيرانيين فرضوا عليهم حثالات الشيعة ليحكموهم على الطريقة الإيرانية«.

واعتبر أن «حزب الله يُهيمن على الدولة اللبنانية ويسرق قرارها عن طريق الفساد والسلاح. الرئيس سعد الحريري يعمل للبلد منذ عشر سنوات وهو يعمل على محاربة وضرب فساد حزب الله كمدخل أساسي لقيام الدولة ومؤسساتها لأن السلاح الأساسي الذي يهيمن من خلاله الحزب على مقدرات الدولة، هو الفساد«، مُذكّراً أنه «من ضمن فساد الحزب، التحقيقات الأمنية التي تتعلق به والتي تختفي من دون متابعتها، وهذا يشكل انحداراً للمؤسسات وعنواناً بارزاً للفساد الذي يجب مكافحته بأي ثمن».

وعن مقولة «حزب الله» بأن حربه في سوريا هي لمقاومة «التكفيريين»، أكد بيضون أن «هذه ادعاءات باطلة، فالحزب دخل الى سوريا بقرار من المرشد الأعلى ويومها التقطت لنصرالله صورة مع الخامنئي عمداً ليؤكد لجماعته أن قرار دخول الحرب هو بقرار من المرشد، وجميعنا يذكر ماذا قيل للحزب يومها «أنتم لم تذهبوا الى سوريا لتحافظوا على مقام السيدة زينب بل على السيدة أسماء».

إيران و«حزب الله» ارتكبا مجازر في سوريا

وأكد أن «حزب الله لن ينتصر في سوريا، فالمعركة هناك خاسرة وكل ما يبحث عنه الإيراني اليوم أن يُقسّم المنطقة أو أن يكون له حُصّة مع أي نظام يأتي بعد الأسد. ولا بد من القول إن إيران وحزب الله ارتكبا في سوريا ثلاثة أنواع من المجازر: جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة، والشعب السوري لن يغفر لإيران ولا لحزب الله دورهما في هذه المجازر«، مؤكداً «أننا حذرنا حزب الله وأمينه العام مراراً وتكراراً بأن حربه في سوريا خاسرة ولن يخرج منها منتصراً. ابحث عن حلول سياسية وانظر الى مصلحة بلدك وشعبك وطائفتك. ولا بد من الإشارة الى أنه إذا سار الجميع اليوم ضمن الحل الروسي في اليمن، فسيكون ذلك الضمانة الأكبر لإسرائيل لأن الروسي منذ أن دخل سوريا أعلن ضمان أمن إسرائيل، واليوم حزب الله وكل ميليشيات إيران مع الحرس الثوري يُقاتلون تحت مظلة الأمن الإسرائيلي«.

واعتبر أن «هذه المرحلة من أكثر المراحل التي شهد فيها لبنان فساداً وفوضى«، مشيراً الى أنه إذا بقي الوضع على هذا المنوال فقد «نشهد مزيداً من انحراف البوصلة نحو أزمات لبنان في غنى عنها. مَن يعرف حزب الله يدرك أنه ومنذ الخروج السوري من لبنان قد تحول الى المذهبية كونه يعتبرها حمايته الوحيدة ولم يعد يستطيع حماية نفسه من بوابة القضية الفلسطينية التي تبيّن أنها تجارة مكشوفة«، لافتاً إلى أن «الحزب هو من عزل نفسه وهو من أنتج الصراع المذهبي بين السُنة والشيعة وهو الذي يضع الشيعة في «بوز» المدفع مع جيرانهم وإخوانهم في الدول العربية وهو من جعل من أبناء طائفته، أعداء وخصوماً لمحيطهم العربي الإسلامي».

«أخطر الشرور تكون عندما ينقلب فريق من الداخل على شركائه في الوطن فعندها يُصبح كالمُحتّل». هكذا يصف بيضون واقع «حزب الله« اليوم، والذي تحوّل سلاحه إلى «سلاح مذهبي ليُصبح بنظر اللبنانيين والسوريين على شاكلة «سرايا الأسد» أو شبّيحته إضافة الى أن الحزب لا يملك اليوم أي قضية، والقضية التي يقاتل لأجلها في سوريا، هي قضية غير عادلة وغير إنسانية وغير دينية وليس لها مؤيد«، مشيراً إلى أن «حزب الله استعمل بهلوانيات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات أبو عمار الذي كان يُفرّخ ميليشيات في كل مكان يذهب اليه وتنظيمات يدفع لها لكي يكسب تأييدها، وهكذا يفعل الحزب الذي يدفع لتنظيمات سنية ومسيحية وشيعية مقابل شراء سكوتهم وهو بذلك يقول لهم، أنا أسكت عن فسادكم مقابل سكوتكم عن القرار السياسي«.

ورأى أنه «لم يسبق أن مرّ لبنان بمراحل سياسية حرجة كالتي يمر بها اليوم. فراغ رئاسي مصحوب بتعطيل لمجلس النواب المؤسسة التشريعية وشبه إقفال لمجلس الوزراء. نوّاب لم يتركوا نور أمل واحد يُضيء في سماء ساحة النجمة بعد أن تقاعس معظمهم عن تأدية واجبهم فراحوا يتغيبون مرّة وينسحبون من الجلسات مرّات غير مكترثين بثقة منحهم اياها الشعب حتى أصبح مصير البلد كله ألعوبة بين أيديهم وكأنه كُتب على هذا الشعب أن يعيش أبداً على خطوط تماس لا خلاص منها إلا بكلمة تأتي من خارج حدود الوطن«، مشدداً على أن «الرهان الحقيقي لحزب الله وحلفائه، ترك الرئاسة شاغرة الى ما بعد حسم الوضع في سوريا وفقاً لنظرية بشار الأسد الذي قال منذ فترة إنه يحتاج الى السيطرة على الوضع. بالطبع هذه أوهام الأسد وجوقته، فهؤلاء جميعاً يظنون أن باستطاعتهم السيطرة على الوضع في سوريا ومن ثم فرض الرئيس الذي يُريدونه في لبنان. من هنا يضع حزب الله هدفاً وحيداً هو أن الرئاسة في لبنان يأتي دورها بعد الحسم في سوريا وليس قبل إلا في حال وافق فريق 14 آذار على الإتيان برئيس يكون تحت عباءة المُرشد«.

وعن نشأة حزب الله يقول بيضون: «تعود هذه النشأة في الأساس الى قرار إيراني تحت شعار تصدير الثورة التي تُخفي الهيمنة الامبريالية الفارسية وتصدير النفوس. «حزب الله« لم يقم على أساس مقاومة إسرائيل، بل هو محاولة إيرانية للوصول الى الحدود مع إسرائيل بهدف القدرة على الضغط دولياً وذلك من خلال عمليات الحزب والحروب التي خاضها في جنوب لبنان، وهذا الأمر لم يتم بسهولة أو ببساطة، بل تم من خلال حرب أهلية بين حزب الله وحركة «أمل« التي استمرت سنتين سقط خلالها آلاف الضحايا«، مشيراً إلى أن «قتال حزب الله ضد الآخرين لا يقوم على مبادئ وأسس، بل على أوامر من الولي الفقيه، وأمين عام الحزب قال ذات يوم «نحن لا نستعمل عقولنا بل إن الإرشادات تأتينا من المرشد». ومن ضمن أسس تكوين «حزب الله« عدم مناقشة أوامر المرشد، ما يعني أن القتل بأوامر من هذا المرشد يُصبح أمراً في غاية السهولة«.

الشيعة انكفأوا تحت ترهيب «حزب الله»

وتابع: «الطائفة الشيعية التي كانت ضد أن يكون قرار الجنوب خارج الوطن، انكفأت في حرب حزب الله وأمل والتزمت الصمت تحت الترهيب من الحزب، ومع الأسف اليوم يتبجّح الإيرانيون بأنهم أصحاب القرار في الجنوب، والأخطر أن كل مسؤول إيراني يقوم بزيارة الجنوب يبدأ بتوجيه رسائل ترهيبية وعدائية الى العالم كله وكأن الجنوب أصبح ملكاً لهم أو مسرحاً لعملياتهم الخارجية. والأنكى أن زياراتهم تلك لا يُرافقهم بها أي مسؤول لبناني«، مضيفاً: «واليوم لا تزال الطائفة الشيعية مهزومة تحت إرهاب حزب الله منذ العام 1991 ولغاية الآن بفعل السلاح والفساد. من الضروري جداً أن تستعيد الدولة اللبنانية قرار الجنوب وأن لا يبقى بيد الحزب الذي يتصرف به حسب أهواء إيران وهذا ما يُطالب به العرب أيضاً والذي يُمكن أن يُجنبنا أي دمار إسرائيلي ممكن. وأي مجازفة من حزب الله بأمن الجنوب سوف لن نجد نتيجتها هذه المرة من يُساعدنا أو يمد يد العون لنا«.

واستطرد بيضون: «حزب الله لم يقم على أسس وطنية لأن ولاية الفقيه لا تعترف بوطن والولي الفقيه نفسه يعتبر أن ولايته تقوم على كل الأمة ولا تعترف بأي حدود، وكل من يؤمن أو يقتنع بهذه الولاية لا يعترف بدوره بالعيش المشترك أو بقانون وطنه ولا بنهائية كيانه، وللتأكيد على هذا الكلام علينا أن ننظر إلى الضاحية الجنوبية التي غاب عنها المكوّن المسيحي نهائياً، علماً أن الضاحية منذ ثلاثين عاماً، كان نصف سُكّانها من المسيحيين. أين هم الآن وعن أي عيش مشترك يحدثنا حزب الله؟».

وحول التأييد الشيعي لـ»حزب الله« أوضح أن «البيئة المنغلقة داخل الطائفة الشيعية هي مع الحزب، لكن البيئة المنفتحة هي ضد كل ما يقوم به في لبنان وخارجه. ووضع الشيعة في لبنان يُشبه وضع الشيعة في الخارج أو العلويين في سوريا، فهم بحاجة الى عطف الدولة«، مذكراً أنه «بعد حرب تموز 2006 ظن الجنوبيون أنهم أصبحوا بحماية الدولة قبل أن يتبيّن لهم أن الدولة هي بحماية حزب الله وهم الذين ظنوا أنهم تخلّصوا من الحزب وإرهابه وممارساته. المواطن الجنوبي عندما يرى كل هذه الأمور تُرتكب أمام عينيه، يُصبح وكأنه قد استسلم لقوى الأمر الواقع«.

ودعا القوى الدولية العاملة في جنوب لبنان إلى «التذكّر جيداً أن مهمتم في الجنوب هي تأمين سيادة الدولة وليس تأمين سيادة حزب الله، وعلى الأمين العام للأمم المتحدة أن يطرح هذا الموضوع وأن تكون هناك سياسة مختلفة عن تلك المتبعة اليوم. إسرائيل لا تريد سيادة الدولة بل تريد سيادة الحزب لأنها تعطيها الذريعة بشن عدوان في أي لحظة تريدها«، واصفاً «حزب الله بالميليشيا وليس مقاومة، وكل ميليشيا هي منظمة إرهابية«.

وختم: «منذ نشأته سلك حزب الله طريق الإرهاب من خلال خطف الطائرات والاغتيالات لصالح سياسة إيران وتنفيذاً لقراراتها وهي استعملته كأداة لتطبيق مشروعها في المنطقة خصوصاً أنها الجهة الوحيدة التي كانت تُفاوض على الرهائن الذين كان يختطفهم الحزب. وللتاريخ لم نسمع حتى اليوم أن هناك مواطناً أو مسؤولاً سعودياً قد دخل لبنان من دون تأشيرة، لكن في المقابل فإن البلد كله مباح لأي مواطن أو مسؤول إيراني منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهذه الاستباحة تحصل كل يوم لا بل كل ساعة».

 

حبيبتي 14 آذار

أحمد عدنان/العرب/13 آذار/16

نعم هي حبيبتي الدّائمة، فهي الجين الأساس والرئيس في تشكيل عقلي السياسي، مع العلم بأن علاقتي بها لا تخضع لقوانين العقل والسياسة، لأننا نتحدث هنا عن قصة عشق أكثر من أيّ شيء آخر. الصحافة اللبنانية وبعض الساسة ينعون ثورة الأرز وقوى 14 آذار، وهؤلاء هم أصحاب المصالح، يقيسون تحركاتهم وفق بوصلة الزعماء، لكننا شعب 14 آذار لا علاقة لنا بالزعماء، فالزعامة الوحيدة في شرعنا معقودة لساحة الشهداء، هناك ولدنا وهناك انتصرنا وهناك نموت. لا يهمنا أن وليد جنبلاط تموضع في الوسط، ولا يعنينا أن وقع خلاف بين د. سمير جعجع والشيخ سعد الحريري، لأنّ شعب 14 آذار لا يمثل الزعماء، بل إن الزعماء هم من يمثلوننا، ومن يخذلنا منهم فتلك مشكلته. تعرّضنا نحن معشر الآذاريين لمليون مؤامرة وانتصرنا عليها جميعا، بشار الأسد قال “أنا ربّكم الأعلى” فانتهى عبدا في قصر المهاجرين لسيّد إيراني ولسيّد روسي.

ما يسمّى بحزب الله الذي قتل شهداءنا واستباح دولتنا صنّفه العالم كتنظيم إرهابي، وإيران فقدت كل تعاطف او احترام على مستوى العرب والمسلمين، أما عمّن ظنوه حصان طروادة، الجنرال ميشال عون، فلم يدخل قصر بعبدا ولن يدخله بإذن الله. امتازت ثورة 14 آذار بأنها جسدت في لحظة واحدة التقاء نقيضين، لبنان الذاكرة ولبنان الواقع، لذلك كان مصدر قوة 14 آذار هو أنها عبّرت بذلك الالتقاء عن لبنان الحقيقة، المليونية التي عمرت قلب بيروت لم تتألف من مسلمين ومسيحيين، بل تشكلت من اللبنانيين حصرا، لم يقل أولئك اللبنانيون ما قاله رياض الصلح وبشارة الخوري “لا شرق ولا غرب”، ولم يقولوا ما قاله حافظ الأسد “لا شرق ولا غرب ولا لبنان”، لقد أعلنوها صريحة “نحن الشرق والغرب ولبنان”.

إنجازات 14 آذار لا لبس فيها، أنهت الوصاية السورية على لبنان، وأطلقت المحكمة الدولية، وانتزعت اعترافا عمليا من نظام البعث السوري بسفارة في بيروت، لكن هناك إنجاز أهم من ذلك كله لم يتحدث عنه أحد، بفضل 14 آذار سقطت كل أقنعة الزيف التي اختبأ خلفها ما يسمى بحزب الله

إنجازات 14 آذار لا لبس فيها، أنهت الوصاية السورية على لبنان، وأطلقت المحكمة الدولية، وانتزعت اعترافا عمليا من نظام البعث السوري بسفارة في بيروت، لكن هناك إنجاز أهم من ذلك كله لم يتحدث عنه أحد، بفضل 14 آذار سقطت كل أقنعة الزيف التي اختبأ خلفها ما يسمّى بحزب الله، لم تخل عاصمة عربية من صور أمين الحزب الإلهي السيد حسن نصرالله، اليوم تحوّلت الصور إلى شتائم، وكانت لحظة البداية في 7 أيار 2008 حين احتل بيروت وروّع الجبل، منذ ذلك التاريخ بدأ تدحرج الحزب الإلهي نحو الهاوية. ولعل أهم ما ميز 14 آذار كفكرة، هو تبصّرها قبل عقد من الربيع العربي بالشعار الترياق لعالم العرب: الدولة والاعتدال، وما مشكلاتنا اليوم إلا انهيار الدولة وسقوط الاعتدال، لذلك قد أفهم من يقول إن 14 آذار ولدت قبل أوانها، لكنّي أتعجب حقيقة من أولئك الذين يريدون دفنها قبل وفاتها.

كنت أتساءل: كيف استمر الناصريون على ناصريّتهم بعد نكسة 1967؟ ولقد عرفت الجواب في زمن آخر ولحظة أخرى، الحكومة المصرية تقرّر اقتحام ميدان رابعة العدوية، ونتفاجأ باستقالة الرمز محمد البرادعي من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية، عن نفسي استمرّيت برادعاويا رغم خطأ البرادعي كما استمر الناصريون بعد هزيمة عبدالناصر. تبدو السياسة للوهلة الأولى خالية من المشاعر، لكنّها في بعض اللحظات تصبح هي المشاعر كلها، وهذه هي حكايتي مع 14 آذار، إلى تاريخه لم تهزم ثورة الأرز، نستطيع أن نرصد خيبات أحزابها وانكساراتها، لكن أفكار 14 آذار صامدة وحية أكثر من أيّ وقت مضى، ما زال أغلب اللبنانيين ضد حزب الله وإيران وسوريا البعث، وما زال أغلب اللبنانيين مع الدولة والاعتدال ضد الإرهاب والميليشيا وولاية الفقيه، ولو تعلقنا ببعض الغرور قد نجد صورة مبهرة، 14 آذار باقية وتتمدد، بدأت في لبنان وانتقلت إلى سوريا ضد بشار الأسد، والجامعة العربية تبنّت موقفها من حزب الله واعتبرته إرهابيا. نعيش هذه الأيام ذكرى 14 آذار، الحدث الأجمل في تاريخ اللبنانيين، وكما حرّر أفراد عزّل بلادهم من وصاية نظام مستبد وطاغية، سيحررونها من الميليشيا المجرمة والعميلة، الأيام بيننا وستذكرون ما أقول، والعاقبة للمتقين.

 

ألم يكن الحزب إرهابيًا قبل اليوم؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/13 آذار/16

آخر تصنيف لـ«حزب الله» اللبناني كإرهابي جاء من الجامعة العربية في القاهرة، وقبلها من مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، في حين كنّا نظن أنه إرهابي منذ عقد مضى، عندما اغتال صفوة القيادات اللبنانية، ثم انخرط في قتل آلاف المدنيين السوريين. بالفعل كان إرهابيا ولا يزال، لكن لم تكن هناك الجرأة على البوح رسميًا بذلك، حتى أعلنت الحكومات العربية رسميًا الأسبوع الماضي أن «حزب الله» إرهابي. ولم يدافع عن الحزب في اجتماع وزراء الخارجية، سوى لبنان المغلوب على أمره، والعراق شبه المغلوب على أمره، والجزائر التي عودت الجامعة العربية على تأييدها إيران منذ أن قامت بدور العراب في إطلاق سراح الرهائن الأميركيين الذين احتجزوا في سفارتهم في طهران! أما التسع عشرة دولة عربية الأخرى فقد اصطفت صراحة هذه المرة ضد «حزب الله»، في تغيير سياسي وشعبي كبير غاضب يلف العالم العربي ضد الحزب.

وإلى قبل أسابيع قليلة مضت كانت معظم الحكومات العربية تتحاشى انتقاد «حزب الله» علانية، حتى بعد تورطه في القتال في سوريا، وحتى قبِل ذلك، عندما ثبت أنه من ارتكب سلسلة جرائم اغتيال قيادات لبنانية، وعلى رأسها رفيق الحريري. وكذلك عندما استدرج «حزب الله» إسرائيل للهجوم على لبنان وتدميره، باختطافه جنديين إسرائيليين، وفي الأخير اعترف بأنه أخطأ التقدير. ولم تتجرأ حينها سوى حكومتين عربيتين على انتقاد الحزب، والبقية سكتت، رغم ما لحق بلبنان من دمار. الجميع يعلمون أن «حزب الله» تنظيم إرهابي منذ تأسيسه في الثمانينات، وقد قام بخطف لبنان، والاستيلاء على قراراته ومقدراته، وعطل تطوره السياسي والاقتصادي، أكثر مما واجه إسرائيل على مدى ثلاثين عامًا. انتقاد الحزب وطبيعته الإرهابية، ظل مجرد أحاديث هامسة في الغرف الخلفية، ولم تخرج إلى العلن وتجد الشجاعة لإعلان موقفها إلا الآن، لأنه لم يبقَ هناك ما يمكن تحاشيه أو الخجل من الإفصاح عنه. نحو نصف مليون سوري قتلوا، بعضهم على يد مقاتلي «حزب الله»، مع إيران ونظام الأسد، لا يترك مساحة للمناورة والمداراة والإبقاء على خطوط رجعة. كلهم يعرفون أن «حزب الله» إرهابي قبل الخلافات الأخيرة، كونه قتل لبنانيين وسوريين وعربًا وأجانب منذ الثمانينات، لكنهم كانوا يأملون أن يأتي يوم يقرر فيه الحزب التخلي عن دوره كمخلب للأسد وإيران، ويتحول إلى حزب سياسي مدني، خاصة بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان قبل ستة عشر عامًا، لكن الحزب لم يغير جلده، وازدادت وحشيته حيث وسع خدماته، وعبر الحدود إلى العراق وسوريا واليمن والبحرين.

 

عن «خاتمة آذار»

 سامر فرنجيّة/الحياة/13 آذار/16

في آذار (مارس) من كل سنة، نتذكّر حدثاً حصل قبل بضع سنوات، حوّل كل ما مسّه إلى مسوّدات له، مثلما تحوّلت أيام الأسبوع ودورانها مسوّدات لأيام الجمعة التصاعدية، لا تختلف واحدتها عن الأخرى إلا بمدى قربها أو بعدها من يوم التظاهر هذا. في هذا الشهر، نتذكّر كيف، وللحظة قصيرة، وجدنا «خاتمة» وحّدت كل المقاطع والاقتباسات والصور في نصٍ واحدٍ لم يكتبه أحد. نتذكر كيف تخيّلنا أنّنا من وراء شاشاتنا نتشارك مع آخرين في صياغة هذا النص الذي وجد خاتمته في آذار ٢٠١١. وفي هذا الشهر، نتذكر أنفسنا عندما كانت لنا خاتمة وحوّلنا طوعياً ذاتنا إلى مسودات مختلفة لها، وبدأنا البحث عن هويات جديدة لعالم ما بعد الخاتمة. غير أنّ الخاتمة لم تختم ولم يبق إلا استذكار هذا الشهر من ٢٠١١. فبآذار بعد آذار، بدأ الزمان الطبيعي يعود تدريجياً ويطالب بحقوقه، وثارت أيام الأسبوع على يوم الجمعة وسيطرته وأعادته إلى مكانه الطبيعي، أي اليوم الخامس من الأسبوع. وأصبح للحدث أعياد ميلاد لها طقوسها التي تقيس مدى سقوط العالم الذي منع خاتمتنا من أن تختم. وبآذار بعد آذار، بدأت الروايات تخشى خاتمتنا وتتحاشى أن تظهر معها أو وراءها، على رغم محاولاتنا العديدة لتلطيفها. فحملنا هذه الخاتمة، بعدما حملتنا هي لأشهر، ودرنا بها من مقالة إلى مهرجان، ومن وقفة سلمية إلى نقاش، باحثين عن جمهور ما زال يكترث، قبل أن نقتنع بأنّ مكانها قد يكون في متحف الخواتم التي لم تختم، وأصبحنا مسوّدات لنص لن يُكتب. وبآذار بعد آذار، كانت السياسة تهجر الحدث تدريجياً. فبدأنا بالخروج من الشارع قبل الخروج من الميدان. وجاءت المفاوضات لكي تؤكد أن خاتمتنا لن تختم، ولو أن «الثورة مستمرة». وأصبح وفاؤنا لمن شاركنا هذه الخاـــتمة ومـــوقــــفنا الوحيد رفضاً مطلقاً لكل شيء. وأصبــــحت صرخة عمر قدور «لندعهم يـــفاوضون أنفســـــهـــم» («الــحيــــاة» ٢١/٢/٢٠١٦) مــلــخّصاً لمواقفنا كلها، وباتت الثورة عبئاً يضعنا دائماً خارج الواقع وخياراته. فتحوّل الوفاء لها امتحاناً نرفعه في وجه العالم لنكتشف كل مرة أن النتيجة واحدة، وهي رسوب العالم، بيمينه ويساره، في امتحان الثورة.

لم يعد ينتظم هذا الحدث في أي من الروايات السياسية التي تحاك من حولنا، وفقدنا قدرتنا على التعاطف مع أي قضية بعدما عزِلت قضيتنا. بيد أنّ هذه ليست نهاية حتمية، أو بكلام أدّق، ليس على الخسارة السياسية أن تكون خسارة على كامل الأصعدة. فكما يذكّرنا المؤرخ الألماني راينهارت كوسيليك: «إذا كان التاريخ في المدى القصير يصنعه المنتصرون، فالكسب في الفهم التاريخي على المدى البعيد يأتي من المهزومين». هذا لن ينقذ الخاتمة من قدرها السياسي، لكنه قد يسمح للمسوّدات بأن تجد خواتم أخرى، أقل تأثيراً في المدى القصير ولكنّها قد تفتح المجال لتحويل الذكرى إلى أكثر من مجرّد تمرين في تراجيديا مبتذلة.

ليس من أبطال بين المسوّدات، فقد احتكرتهم جميعاً أفلام هوليوود وخطابات حسن نصر الله. من ينتصر لا يؤرخ، لا يحتاج إلى فهم ما يجري لأنّه يتوهّم أنّه صنع ما جرى. التاريخ يحتاج إلى خاتمة لم تختم ليبدأ عمله، وعلى مسوّداتها تفسير مأزقها، ومن خلاله العالم الذي سمح به.

قد يبدو هذا الكلام نوعاً من الاستسلام يرى في «الثقافة» تعويضاً عن الفشل في السياسة قبل أن يصبح تعويضاً عن السياسة. وهو كذلك عندما يتمّ التعاطي مع الثقافة كفصيل من إنسانية مبتذلة أو تعبير لأخلقة بائسة، تحاول بناء على الفن والكتابة والفكر مؤهلات سياسة أخلاقية. ولكن هل يمكن ابتكار ثقافة مختلفة، أكثر «تسييساً» من دون أن تكون مجرّد غطاء لموقف سياسي، بما يؤمن ديمومة لخاتمة آذار؟ أو بكلام آخر، هل يمكن للقطيعة التي لم تحدث في السياسة أن تجد بديلها في الثقافة، ليكون هناك ما قبل آذار وما بعده، ليكون في مكان ما خطابات ومقاربات ختمها ذلك الآذار، وغيرها مكّنها من البروز؟ قد يحصل هذا في مجالات عدة، بيد أنّ الخطر هو الانزلاق نحو خطاب أخلاقي، يحوّل حدث الثورة إلى محطة في سيرورة مآسي عالمنا الساقط، لا تتميز عن غيرها إلا بمدى عنفها ومظلومية ضحاياها. وفي هذا التعميم النبيل خطورة تحويل ما كان خاتمة إلى مجرّد فصل إضافي في كتاب الخسارة أو غرفة إضافية في متحف الخواتم التي لم تختم. قد يصلح هذا كخطاب يطاول جمهوراً واسعاً ممن قبلوا بالثورة طالما حافظت على طهارتها، وبالتالي على دورها ككومبارس في تراجيديا مبتذلة، لكنّه لا يلتقط القطيعة والفصام اللذين أصابانا في آذار ٢٠١١.

الثقافة لن تفاوض في جنيف أو في أي مكان آخر، ولن تعيد المهجرين إلى ديارهم أو تسهّل شروط حياتهم في منفاهم، ولن تحرّر حلب أو أي منطقة أخرى، ولن تردع طائرات بوتين أو مقاومي نصر الله. لكنّها أيضاً ليست مجرّد خيار مَن فشل في إتمام هذه المهمات. هي اليوم المجال الذي ستخاض فيه معركة الثورة، وليس معركة ذكرى الثورة. فهذه الأخيرة ساحة الثقافة الإنسانية، حيث المطلوب صياغة خاتمة آذار بفعل الماضي، أي سجن الحدث في «جنة» ما قبل التسليح والتطييف والتحوير. أما معركة الثورة فتحتاج إلى ثقافة تقسم ولا توحد، تقطع ولا تبحث عن استمرارية، تهاجم ولا تتفهم، تختم ولا تستكمل.

الثورة حوّلتنا إلى مسوّدات ولم تستطع أن تختم، ولكن لا عودة إلى عالم ما قبل محاولة الختام. في ذلك الآذار، خرج النص عن السياق، وارتبط بخاتمة لم يضمنها أحد، وتحوّلت نصوصنا الرديئة، كهذا النص، إلى شيء أجمل. نحتاج اليوم إلى قطيعة، لا ذكرى، تجعلنا مسوّدات لخواتم جديدة.

 

لبنان المعزول عربياً

 الياس حرفوش/الحياة/13 آذار/16

يشكل القرار الأخير لجامعة الدول العربية بتصنيف «حزب الله» تنظيماً «إرهابياً» نقلة جديدة في مستوى تدهور العلاقات العربية مع لبنان، وليس فقط مع «حزب الله». إنه تدهور يفوق الأزمة الأخيرة مع دول مجلس التعاون الخليجي التي اعتمدت التصنيف نفسه للحزب. ذلك أن عزلة لبنان الآن هي عزلة عربية بامتياز، بعد أن كان البلد الذي يحنّ العرب إليه وعليه. لم يعد العرب مستعدين لتفهّم عذر لبنان، كما طالبهم وزير خارجيته، لتبرير عدم تأييد القرار الخليجي ومن بعده القرار العربي، بأنه عاجز عن السير في قرار كهذا بحق ما يسمى «مكوناً أساسياً» من مكونات المجتمع اللبناني، يمسّ التعرض له «الاستقرار الداخلي». لأن هذا العذر يثبت ما يقوله العرب من أن لبنان أصبح بلداً مغلوباً على أمره، باتت القرارات السياسية مفروضة عليه بقوة السلاح غير الشرعي، وبالتهديد بتعريض أمنه لخطر الحرب الأهلية بواسطة هذا السلاح، إذا تجرأ أي مسؤول على الإقدام على أي قرار يستفز «حزب الله» أو يتعارض مع مواقفه ومصالحه. من هنا ليس منصفاً تحميل الوزير جبران باسيل وحده مسؤولية هذا الابتعاد عن الإجماع العربي، عندما يتعلق الأمر بـ «حزب الله». إذ لو كان أي وزير آخر مشاركاً في اجتماعات الجامعة العربية في القاهرة نهار الجمعة الماضي، لما تجرأ على اتخاذ أي موقف آخر، سواء كان هذا الوزير من الكتل الحليفة لـ «حزب الله» أو من خصومه. وقد تابعنا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية الأخيرة التي أكد فيها أكثر من مرة ضرورة استمرار الحوار مع «حزب الله»، حرصاً على ما أصبح متعارفاً عليه بـ «السلم الأهلي»، على رغم ما لدى الحريري من تحفظات على سلوك الحزب وممارساته في مختلف الدول الخليجية والعربية، فضلاً عن ممارساته في لبنان نفسه، وسياسة التعطيل التي يفرضها على عمل المؤسسات الدستورية، إذا كان عملها وقراراتها تسير بعكس ما يخدم أهدافه. والدليل الأوضح على ذلك ما يمارسه الحزب بتعطيل جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية.

ينزعج الفريق الموالي لـ «حزب الله» عندما يصف المسؤولون العرب لبنان بأنه بلد «مخطوف» من قبل الحزب. إذا لم يكن هذا السلوك خطفاً، فماذا يمكن أن يكون؟ أليس المخطوف هو ذلك الشخص الذي تتم مصادرة قراره واحتجازه بانتظار كسب الثمن المناسب لإطلاقه... أو الإجهاز عليه إذا لم يتم تحصيل هذا الثمن؟ أبعد من تداعيات القرار العربي على لبنان، لا بد من الانتباه إلى الجانب «القومي» في أبعاد هذا القرار، الذي يكرّس صراع المصالح الإقليمية بين العرب وايران، ويطرح بالتالي سؤالاً على الشيعة العرب يتعلق بموقعهم الحقيقي في هذا الصراع. لقد شكّل الاجتماع الأخير للجامعة العربية منصّة لإبراز هذا الصراع على حقيقته، وربما للمرة الأولى في تاريخ الجامعة على هذا النحو. لم يكن ابتعاد جبران باسيل عن الإجماع العربي هو الظاهرة اللافتة الوحيدة، بل كانت المداخلة الحادة لوزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، الذي وصف العرب بأنهم «إرهابيون»، إشارة بارزة الى طبيعة الاصطفافات في هذه المرحلة، إذ باتت الخلافات في الانتماء المذهبي انعكاساً للخلافات في الانتماء القومي، حيث لا يتردد وزير «عربي» أن يقف على منصة جامعة العرب ليدافع عن ايران ضد زملائه المفترضين من أبناء الهوية المشتركة. أخطر ما فعلته الميليشيات الطائفية في المنطقة هو إرغام فئة واسعة من أبنائها على السير في ركب هذا الاصطفاف المذهبي والانقلاب على هويتها الحقيقية وانتمائها القومي. من هنا أهمية النداء الذي وجهه شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب واستنكر فيه ممارسات «حزب الله» و «الحشد الشعبي» العراقي، والدعوة التي وجهها الى المراجع الشيعية المعتدلة في العالم العربي، لإصدار فتوى صريحة «تحرّم عمليات القتل الممنهجة التي ترتكبها هذه الميليشيات ضد أهل السنّة»، وتلتزم مبدأ الحوار والاعتدال كسبيل لحل الخلافات بين أبناء الدول العربية.

 

حقيقة الإرهاب وكذبة المقاومة

خالد الدخيل/الحياة/13 آذار/16

لأن إيران تعتمد الطائفية هوية لها، تعمل على مد نفوذها في العالم العربي على أساس من هذه الهوية. وتدعم هذا التمدد بنشر فكرة الميليشيا المسلحة في الدول العربية التي تسمح تركيبتها الديموغرافية والسياسية بذلك. ولأنها تعتبره عمقها الاستراتيجي المباشر، ولا تريده أن يعود منافساً لها كما كان قبل سقوط النظام السابق، تعمل إيران على إضعاف العراق بانقسامه على أساس طائفي. من مصلحتها أيضاً إضعاف سورية وإلحاقها بنفوذها، كخط دفاع عن عمقها الاستراتيجي. من هذه الزاوية، وإذا أخذنا العراق منطلقاً لما حدث بعد ذلك، نجد أن الميليشيات السنية في هذا البلد وغيره ظهرت كرد فعل على الاحتلال الأميركي، ثم على التوجه الطائفي للنظام الجديد تحت الاحتلال، وعلى الميليشيات التي أخذت إيران تتبناها لدعم النظام. مناسبة هذا الحديث أن القرارات العربية الأخيرة بوضع «حزب الله» اللبناني على قائمة الإرهاب هي خطوة في اتجاه وقف التستر على دور إيران، ومواجهة الواقع كما هو ووضع الأوراق على الطاولة. لكن هناك من فوجئ بذلك رغم أنه ليس محسوباً على «محور الممانعة». أحد هؤلاء الكاتب المصري المعروف الأستاذ فهمي هويدي الذي ربط في مقالة له في صحيفة «الشروق» المصرية بين قرار دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار «حزب الله» تنظيماً إرهابياً، وما يقال عن خطط إسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية للحزب. واعتمد في ذلك على تقرير لموقع «رأي اليوم» المعروف بعدائه للسعودية ولدول الخليج. وختم هويدي مقالته بما جاء في التقرير من أن قرار مجلس التعاون «يمكن أن يشكل غطاء مناسباً لشن إسرائيل حربها ضد الحزب. والذريعة التي تستخدمها في ذلك هي تضامنها مع الدول العربية السُنية في الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يثير علامات استفهام حائرة حول تزامن إصدار القرار الخليجي مع حملة التعبئة المضادة لحزب الله من جانب إسرائيل».

تنطوي هذه الخاتمة على منطق يجعل من العدوان الإسرائيلي مبرراً للسكوت عن أية سياسات عدوانية أخرى موجهة ضد هذه الدولة العربية أو تلك، والتعايش معها. أي أن واجب الدول العربية هو الصمت أمام إيران وميليشياتها في المنطقة، لأن الاصطدام معها يخدم إسرائيل. وهذا تحديداً ما تنتظره إيران من رفع شعار «المقاومة». كأننا لم نتعلم من تاريخنا مع الصراع العربي - الإسرائيلي، ولا مع هذا الشعار المزيف. المضمر خلف خاتمة التقرير هذه منطق يبرر عدواناً «إيرانياً» باسم الأخوة الإسلامية بعدوان آخر، «إسرائيلي - غير إسلامي». (راجع «الحياة»، الأحد 5 نيسان (أبريل) 2015). وهو منطق مدمر لأنه يلغي واقع الأحداث ومنطق التحليل الموضوعي لهذا الواقع، ومن ثم يعطي شرعية للتستر والكذب. واقع الأحداث ومسارها لا يقولان أن أولوية إيران هي مقاومة إسرائيل، وإنما مد نفوذها مستفيدة من الفراغ العربي، ومن خلال توظيف ورقة الطائفية، وورقة الصراع العربي - الإسرائيلي في داخل هذا الفراغ. على من يرى صدقية لشعار «المقاومة» أن يسأل نفسه: هل من المنطق أن تتحمل إيران عبء مقاومة إسرائيل بالنيابة عن العرب، وهو عبء ثقيل وخطر في هذه المرحلة، هكذا لوجه الله؟ مرة أخرى، إيران دولة، والدول ليست جمعيات خيرية لا باسم الإسلام، ولا غير الإسلام.

ومع أن افتراض أن «حزب الله» حركة مقاومة، وأن إيران تدعمه لهذا الهدف، ولا شيء سواه، هو افتراض خيالي ولا وجود له، إلا أننا حتى لو تنازلنا وقبلنا به، فإنه لا يبرر نشر ظاهرة الميليشيات في العالم العربي، أو الانخراط في سياسات تدميرية أولاً في العراق، ثم سورية، كما تفعل إيران بأذرعها من الميليشيات. كما أنه لا يبرر تحويل «حزب الله» ليصبح دولة داخل الدولة اللبنانية. والحزب الآن كذلك يمتلك جهازاً إعلامياً، واستخباراتياً، وجيشاً يفوق ما تمتلكه الدولة اللبنانية. ويمتلك موازنة مستقلة عن الدولة، ويرتبط في كل ذلك بدولة أجنبية تمده بالمال والسلاح والغطاء السياسي. ما يربط الحزب بهذه الدولة هو رابط استتباع على أساس مصالح طائفية لا علاقة لها بالدولة اللبنانية، ولا بالهوية العربية، ولا بقضية فلسطين. والسؤال الذي ينبغي أن يشغلنا في هذه الحال هو: ما الهدف من وراء تحويل «حزب الله» إلى دولة بهذا الحجم؟ هل يقبل المصريون أو السعوديون أو الجزائريون مثلاً أن تأتي دولة أجنبية وتنشئ لديهم ميليشيا، أو ميليشيات عدة باسم المقاومة، أو أي اسم آخر؟ وإذا كنا لا نقبل بمثل هذا في دولنا، فلماذا نقبل به في بلد عربي مجاور تحت شعار مزيف؟

بماذا يمكن أن نصف «حزب الله» إذا كانت مقاومته مزيفة، وغطاء للقتل والاغتيال، وتصفية للخصوم، ودعماً لنظام طاغية يقتل شعبه للبقاء في الحكم، ويعمل تحت راية ولاية الفقيه، كما يقول الأمين العام للحزب، وهي راية طائفية لدولة أجنبية؟ هل يمكن أن تجتمع المقاومة مع الطائفية والطغيان؟ حجم ضحايا ما يسمى بـ «المقاومة» من القتلى والجرحى والمهجرين في سورية ومن السوريين فقط، وخلال خمس سنوات، هو أضعاف مضاعفة لضحايا العدوان الإسرائيلي من كل العرب، وليس من السوريين فقط، وعلى مدى أكثر من 65 سنة من الصراع. بأي معنى، ولأي هدف يجوز قبول ادعاء هذه «المقاومة» الدموية في حق شعوبها، وهي تحمل في عنقها من دماء العرب الأبرياء أكثر مما تحمله رقبة العدو الإسرائيلي؟ لا يجوز بأي مبرر، ولا تحت أي ظرف التساهل في توظيف شعار مقدس كالمقاومة غطاءً للجريمة والطائفية والإرهاب.

كان الأستاذ هويدي استنكر قبل عام تقريباً في الصحيفة نفسها الموقف العربي الذي بدا له هزيلاً أمام تصريحات لمسؤول إسرائيلي وآخر إيراني، حين قال أن «الرجلين تعاملا بازدراء شديد مع العالم العربي، وتصرفا باعتباره عالماً عاجزاً ومنزوع الإرادة، وفي فراغه عربد الأول وتمدد الثاني». ثم يختم بقوله: «ينبغي أن نوسع من دائرة الاستهجان، ليشمل أيضاً الذين أحدثوا الفراغ وأصبحوا عاجزين حتى عن إعلان الغضب إزاء ذلك الازدراء». وهو محق في وضع المسؤولية على من تسبب في إحداث الفراغ الذي تستفيد منه إيران وإسرائيل. لكن من أسباب الفراغ التهاون مع فكرة الميليشيا في مقابل الدولة، ومع إيران في استغلال عواطف العرب لأغراض لا علاقة للعرب بها، ومع تسمية الأمور بأسمائها، وتوصيفها بما هي عليه في حقيقتها. من يشارك في قتل السوريين أو العراقيين أو غيرهم لأنهم يختلفون عنه في المذهب أو الدين، ولمصلحة حاكم يشترك معه، أو أقرب له في الهوية الطائفية أو المذهبية، لا يمكن أن يكون مقاوماً، وإنما هو إرهابي في خدمة المذهب والطاغية. كم مرة تعهد حسن نصرالله بأن بندقية الحزب موجهة حصراً إلى العدو الإسرائيلي، وأنها لن توجه إلى الداخل اللبناني، ولن تكون طرفاً في أي صراع داخل أي بلد عربي. ثم حنث بكل ذلك عند أول منعطف في لبنان أولاً، ثم في العراق وسورية واليمن والبحرين. لم يعد «حزب الله» مقاومة، بل أصبح ذراعاً إيرانية في حروب طائفية تفرخ الإرهاب. هذه حقيقة لم يعد من المفيد التهاون معها. وإسرائيل لن توجه إليه ضربة وهو يقاتل مع النظام السوري. هي تفكر بمنطق الدولة، وتعرف أن الحزب تحت سيطرة النظام الإيراني، وأنه غير «داعش» المتفلت. ثم إن هناك تقارباً إيرانياً مع الغرب، من نتائجه أن المشروع الأميركي في المنطقة الذي كان يتم الحديث عنه اتضح أنه تتقاطع عنده مصالح روسيا وإيران وإسرائيل، وما يسمى بـ «المقاومة».

 

عن الفقر الطرابلسي الذي هو امتداد لثراء الأقارب

 حازم الامين/الحياة/13 آذار/16

«نحن فقراؤهم»، هذه العبارة عرّف بها أحد الناشطين في منطقة باب التبانة في مدينة طرابلس اللبنانية عن نفسه وعن جماعته. أما «هم» فعنى بها أغنياء المدينة الذين يقيمون في الجزء غير الفقير من طرابلس. «هم لا يعرفون كيف يصبحون أغنياء من دون أن نكون نحن فقراءهم»، كرر الناشط تعريفه العلاقة بين جماعتي المدينة. والحال أن لفقراء طرابلس لغة يتحدثون بها عن «أغنيائهم» تشي بأن قطيعة كبيرة واقعة بين الجماعتين، وترسم حدوداً للأذواق وأنماط العيش والخيارات، وتشعرك بأن مئات الأمتار، هذه التي تفصل بين سكن كل منهما، هي مسافات هائلة.

«نحن فقراؤهم الذين يستشعرون غِناهم من حقيقة أننا فقراء»، وعندما تسمع هذه العبارة في باب التبانة، المنطقة الأشد فقراً في لبنان، تعتقد أن صراعاً طبقياً قاسياً يسود العلاقة بين الطرابلسيين، وأن هؤلاء الفقراء الذين يُدركون أن فقرهم امتداد لغنى أقاربهم في الطرف الآخر من المدينة، هم في سياق مواجهة هذا الفقر عبر الجهر بقبح غنى الأقارب في السكن وفي الأرحام المشتركة. واعتقادك هذا ليس في مكانه، ذاك أن الفقر في طرابلس شيء مستقر ومقيم، وهو امتداد لزمن ولمكان ولهوية. وهو يكاد يكون جزءاً من طبيعة الأشياء، متصلاً بوقائع سابقة على انقسام الأذواق والمشاعر وعلى فصامها.

لا تعيش طرابلس صراعاً طبقياً، والخط الواضح الذي يفصل فقراءها عن أغنيائها ليس خط مواجهة على رغم ما يشهده من توتر. الفقر الهائل في المدينة امتداد لغنى هائل. وطرابلس التي أنجبت من المال سياسة وسياسيين، أنجبت أيضاً من الفقر حروباً ومقاتلين. ومثلما يرتبط المال بالفقر في المدينة، ترتبط السياسة بالحروب. ومن أوضح الأمثلة على هذه المعادلة المأسوية اليوم، البطالة التي يتخبط بها آلاف الشبان من أبناء أحزمة الفقر في المدينة بفعل توقف القتال في منطقة باب التبانة وبعل محسن. ذاك أن الجبهة هناك كانت قبل توقفها قبل نحو سنتين مصدر عيش لمئات من الشبان ممن كان سياسيو المدينة الأغنياء يمدونهم بالسلاح والذخائر، وبمخصصات زهيدة توفر بعض الخبز لعائلاتهم. وكان السياسيون أكثر لاعني الحرب وباغضيها، وأكثر مموليها ومُشغلي جبهاتها. وهذه لعبة يُدركها السياسيون والمقاتلون على حد سواء. «كانوا يقولون لنا انتم عليكم أن تحاربوا ونحن علينا أن نلعن الحرب»، هذا ما قاله حرفياً أحد قادة المحاور في طرابلس.

والفقر في طرابلس ليس امتداداً لفقر لبناني، ليس لأن لا فقراء في لبنان، انما لأن الفقر الطرابلسي فقر أممي عابر للخصائص الوطنية، فيمكنك أن تجد فيه أثراً للفقر في باكستان مثلاً، كما أنه يمد جسوراً مع فقراء مصريين، ويحفه اغتراب يغذيه بصور عن فقر أوروبي اقتلاعي، فيجعل للعائلة الفقيرة في حي المنكوبين إبناً سلفياً في السويد، وابنة متزوجة من ابن خالتها الحموي، وحفيداً يعمل سائقاً عند أبو العبد كبارة (النائب محمد كبارة). لكن الأهم من ذلك أن الفقر الطرابلسي فقر وظيفي يكاد يكون جوهرياً، فطرابلس كما جُعلت ليست طرابلس من دونه، وهو إذا ما عولج بصفته آفة، تفقد وظيفة أساسية من وظائفها. فعلاج الفقر، بالإضافة إلى أنه يحرم الحرب من المقاتلين، يمكن أن يحرم التاجر من سائقه، وسيدة المنزل من فرصة ان يكون في منزلها طباخة تأتي في الصباح من باب التبانة حاملة وعاء «الورق عنب» الذي أمضت الليل في إعداده.

وإذا كان هذا التقسيم بين غني وفقير طبيعياً في المجتمعات الحديثة، إلا أنه في طرابلس ليس كذلك، ذاك أن ثمة مقاومة لأي رغبة في الانتقال بالفقر إلى سوية الفقر الحديث، أو إلى «دمقرطته» وعزله عن وظائفه التخلفية. الفقر هناك يجب أن يبقى أسير الوظيفة التي حددها له الغنى، وهو على رغم أنه جزء من فقر أممي، إلا أن وظائفه شديدة المحلية، وهو عندما يُفلت من هذه الوظيفة، انما يفعل ذلك في سياق التحامه بعبث أشد فتكاً ليس «داعش» صورته الوحيدة. ليس من العبث الإشارة إلى أن أبرز سياسيَين طرابلسيَين جاءا إلى السياسة والعمل العام من موقعهما الماليين، وهما الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، ويُضاف إليهما سياسيون رجال أعمال من أمثال النائب أحمد حبوس، ويأتي أيضاً نفوذ تيار المستقبل، وهو النفوذ الأبرز في المدينة، في سياق تقدم الشرط المالي في الاعتبارات السياسية. وكل هذا لم يكن له أثر لجهة تعديل ميزان الفقر في المدينة بما يتيح استئناف وظائف أخرى لأحزمة البؤس فيها. نجيب ميقاتي قدم لفقراء المدينة تياراً سياسياً أطلق عليه اسم والديه (تيار الـــعزم والسعادة)، وآل كرامي أقفلوا مدرسة لهم فـــي حي المنكوبين في أعقاب خسارتهم في الانتخابات النيابية فيها، واليوم باشرت القوى والشخصيات المرتبطة بتيار المستقبل عبر مجلس الإنماء والإعمار مشروع مرأب للسيارات في ساحة التل بكلفة 20 مليون دولار، هي آخر ما يحتاجه فقراء المدينة، ناهيك عن روائح صفقات تحوم حول عقوده. اليوم وبعد نحو سنتين على إقفال محاور القتال بين باب التبانة وبعل محسن، تبدو هذه الأحزمة بلا وظيفة تركن إليها. الحرب لم تضع أوزارها، فهي لم تكن يوماً لأن احتقاناً يسود العلاقات بين الجماعتين السنية والعلوية، بل لأن وظيفة أنيطت بأهلها، وهي القتال إلى جانب أعمال متعثرة أخرى. وها هو بلال يقف اليوم على شرفة منزله المُطل على باب التبانة، ويشير إلى مناطق أغنياء المدينة، ويقول: هؤلاء يكرهوننا.

 

ما يجمع بين البعث و'حزب الله'

خيرالله خيرالله /العرب/13 آذار/16

في الثامن آذار ـ مارس من كلّ سنة، لا نتذكّر فقط حركة “الثامن آذار” في لبنان، وهي كناية عن تظاهرة كبيرة لـ”حزب الله” جاءت بعد ثلاثة أسابيع على اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط ـ فبراير 2005. خطب في تلك التظاهرة الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله وكان عنوان خطابه: “شكرا سوريا”. هل أراد شكر النظام السوري على تغطية اغتيال رفيق الحريري، في أقلّ تقدير، أم شكره على هذه التغطية التي ستقود إلى الانسحاب السوري العسكري والأمني في لبنان تاركة لـ”حزب الله” ملء هذا الفراغ؟ في كلّ الاحوال، سارت الأمور في لبنان بعد الثامن من آذار ـ مارس 2005 في اتجاه مرحلة جديدة واجه فيها “حزب الله”، وهو لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، إرادة اللبنانيين ورغبتهم في الحرية والسيادة والاستقلال وصولا إلى ما نحن عليه الآن من وضع يد إيرانية على البلد. لعل أفضل تعبير عن وضع اليد هذه التي قاومها اللبنانيون وما زالوا يقاومونها بأجسادهم العارية، منع انتخاب رئيس للجمهورية وذلك بعد أقل بقليل من سنتين على خلوّ موقع الرئاسة في البلد. قبل لبنان، كان الثامن من آذارـ مارس، تاريخ شؤم في سوريا. في مثل هذا اليوم من العام 1963، نفّذ حزب البعث انقلابا عسكريا استهدف تدمير سوريا بشكل تدريجي، وذلك بعد محاولات لإعادة بناء الحياة السياسية في البلد استمرّت أقل من سنتين. بدأت هذه المحاولات في أيلول ـ سبتمبر 1961، شهر انتهاء الوحدة مع مصر.

سيصمد لبنان

لم يكن الثامن من آذار السوري أقلّ سوءا من الثامن من آذار اللبناني. ففي الحالين، هناك فلسفة جديدة في الحكم تقوم على البناء على الهزيمة وتحويلها انتصارا. في سوريا، انتصر البعث الذي انبثق منه النظام العلوي ثم نظام العائلة الحاكمة على سوريا والسوريين. وفي لبنان، انتصر “حزب الله” بعد رفعه شعار “المقاومة” على لبنان واللبنانيين وذلك إرضاء للمشروع التوسّعي الايراني الذي يستثمر في إثارة الغرائز المذهبية. منذ ما قبل العام 1963، أي منذ ما قبل وصول البعث إلى السلطة تنتقل سوريا من كارثة إلى أخرى. تمثّلت الكارثة الأولى في الوحدة غير الطبيعية مع مصر التي أسست في العام 1958 لنظام أمني راح يقضي على الحياة الحزبية والسياسية والنظام الاقتصادي الحرّ شيئا فشيئا. جاء نظام البعث ليشكل في 1963 استمرارا لما بدأ في 1958. خرجت كل النخب السورية من سوريا. لم يعد من مكان سوى لعسكريين جهلة أزاحوا في البداية البعثيين المدنيين من السلطة وما لبثوا أن حوّلوا النظام إلى نظام طائفي تحت سيطرة ضباط علويين في البداية، مثل صلاح جديد ومحمّد عمران وحافظ الأسد، ثمّ تحت سيطرة الأسد الأب الذي انفرد بالسلطة ابتداء من خريف العام 1970. مهّد ذلك لقيام نظام العائلة الحاكمة مع التابعين لها منذ خلافة بشّار الأسد لوالده في صيف العام 2000.

في كلّ المحطات التي مرّ فيها هذا النظام، كانت لديه القدرة على الاستفادة من الهزائم وتحويلها إلى هزائم للشعب السوري وانتصارا للنظام. صبّ حرمان سوريا من أفضل السوريين عن طريق تهجيرهم ومصادرة أملاكهم ومصانعهم في خدمة نظام جعل من إفقار الشعب هدفا بحد ذاته. كانت كلّ الحروب التي خاضها النظام هزائم، لكنه أحسن استخدامها لتقوية وضعه. هل من هزيمة أكبر من هزيمة حرب 1967 التي مهّدت لوصول حافظ الأسد إلى قمّة الهرم في السلطة، علما أنّه كان وزيرا للدفاع في أثناء تلك الحرب؟ خسرت سوريا مرتفعات الجولان التي لا تزال محتلّة إلى اليوم. لم يسع النظام يوما إلى استعادة الجولان، بل خاض حرب 1973 من أجل الوصول إلى اتفاق لفصل القوّات في الجولان وطيّ صفحة استرجاع الأرض المحتلة. لولا الولايات المتحدة التي أوقفت حرب 1973، لكانت إسرائيل وصلت إلى دمشق. على الرغم من ذلك، تحدّث النظام السوري عن انتصارات كانت في الواقع تمهيدا لاحتلال لبنان لسنوات طويلة وتوريط الفلسطينيين في حروب داخلية جعلت قضيّتهم في مهبّ الريح.

كان النظام السوري عبقريا بالفعل، خصوصا بعدما أدرك أن لا مانع لدى إسرائيل في دخوله لبنان وسعيه إلى السيطرة عليه وترك الجنوب “ساحة” لتبادل الرسائل. كان إبقاء الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي بمثابة ضمانة للنظام السوري الذي عرف تماما أن الانتصار على لبنان صار بديلا من الانتصار على إسرائيل.. وأن التغاضي عن الجولان بمثابة بوليصة تأمين له. خسر النظام السوري كلّ المواجهات العسكرية مع إسرائيل، بما في ذلك مواجهة حرب صيف العام 1982 في لبنان. كانت هزيمته في 1982 تمهيدا للعودة إلى بيروت ثم لوضع اليد على البلد كلّه بفضل بطولات النائب المسيحي ميشال عون، قائد الجيش السابق، الذي هيأ كل الأجواء المطلوبة من أجل دخول القوات السورية القصر الجمهوري في بعبدا ووزارة الدفاع القريبة منه في العام 1990. كان الثامن من آذار ـ مارس السوري الكارثة الكبرى على السوريين وكان الثامن من آذار ـ مارس اللبناني يوم شؤم على اللبنانيين. استفاد “حزب الله” من تجربة البعث السوري. حوّل الهزائم غلى انتصارات له. كانت انتصاراته ولا تزال انتصارات على لبنان واللبنانيين. أفقر البعث سوريا ودمّر النسيج الاجتماعي فيها من أجل الإمساك بالبلد والمحافظة على النظام. يعمل “حزب الله” بالطريقة ذاتها. ألحق هزيمة منكرة بلبنان في حرب صيف العام 2006 التي خاضها مع إسرائيل. كان في لبنان مليون سائح في ذلك الصيف فأصبح فيه مليون مهجّر. لم يمتلك الحزب، حتّى، حدّا أنى من الوفاء للعرب الشرفاء الذين ساعدوا لبنان في إعادة بناء ما دمّرته إسرائيل. كان على رأس هؤلاء المملكة العربية السعودية التي بذلت كل جهد من أجل تمكين لبنان من تجاوز المحنة واستعادة بعض من عافيته.

على الرغم من كلّ ما لحق بلبنان، رفع “حزب الله” علامات النصر. إذا كان انتصاره في حرب صيف 2006، التي كلّفت لبنان آلاف الضحايا ودمارا هائلا، انتصارا، فما هو مفهومه للهزيمة. هل يكفي أن ينتصر “حزب الله” على لبنان، كي ترضى عنه إيران؟ هل يكفي أن ينتصر النظام السوري على السوريين ويهجّرهم بمئات الآلاف وأن يدمّر القرى والبلدات والمدن بصواريخه وبراميله المتفجّرة، مستعينا بالروسي والإيراني والميليشيات المذهبية، كي تجدّد له إسرائيل بوليصة التأمين التي يبحث عنها؟ لكلّ من لبنان وسوريا الثامن من آذار ـ مارس الخاص به وكأن تجربة “حزب الله” اللبنانية امتداد لتجربة البعث في سوريا.

ما يجمع بين ما يشهده لبنان وتشهده سوريا فلسفة واحدة مبنية أوّلا وأخيرا على عبقرية بعثية تقوم على اختراع أحلام يقظة تحوّل الهزائم إلى انتصارات وهمية لا تصبّ في نهاية المطاف سوى في القضاء على البلدين. “سوريا الأسد” التي عرفناها انتهت. هل يصمد لبنان؟

 

البدائل والاستعارات

بول شاوول/المستقبل/13 آذار/16

حزب الله يكون موجوداً من خلال «عدو» دائم ومفترض أو مختلف أو لا يكون. صُنع أو فُبرك أصلاً في إيران لمحاربة أعداء «محددين» مختارين له. وسميت ميليشياته على هذا الأساس «مقاومة» لأنها تحارب «عدواً» ليس من شأن الحزب ان يُعينه بنفسه بل من شأن صانعه على الطريقة الفرانكشتينية. فاحتلال اسرائيل الجنوب هو عمل عدواني يتطلب من يحاربه وسُمي «مقاومة». لهذا عرفنا في السابق «المقاومة الفلسطينية» بوصفها تواجه عدواً احتل بلادها ثم المقاومة الوطنية. ولهذا كان لا بد أن تستبدل «المقاومة الفلسطينية» التي «صفّاها» نظام الأسد واسرائيل، بمقاومة «خارجية» أخرى. أي لا بد من تصنيع كائنات برانية أو كوكبية «جديدة» تحل محل المقاومة السابقة وتنتحل اسمها باعتبار ان العدو ما زال في الجنوب والجنوب ما زال يحتاج إلى «مُحرر». ولا يأتي «المحرر» إلا تحت يافطة «المقاومة». الاسم واحد ولكن الأدوار اختلفت، وكذلك الهوية والمواقع والأسباب. وحُمّل الحزب هذه «الصفة» وقام بالدور المطلوب منه وواجه اسرائيل، ثم انسحبت هذه الأخيرة (استُبقيت مزارع شبعا للشعار والذريعة).

ومن الطبيعي انه عند انسحاب العدو ان تنسحب المقاومة لأنها باتت «لزوم ما يلزم». لكن عندما يغيب عدو فيجب المحافظة على عنوان «المقاومة» لكي تكون مبررة. كيف! إما بالاستمرار في اعتبار العدو المنسحب عدواً لكن من دون أن تواجهه أو ان يُعين لها صانعها عدواً آخر... لا يحتل لا بلادها ولا جزءاً منها. وهكذا تواصلت المقاومة من دون مقاومة، لكن كبديل احتياطي جاهز ليصبح العدو داخلياً. والعدو الداخلي يرتبط بهوية المقاومة. فاذا كانت يسارية فالعدو هو اليمين (كما حصل في الحرب الأهلية الإسبانية)، وإذا كانت يمينية فالعكس صحيح. وبما أن مقاومة «حزب الله« «مذهبية» صرفة بلا غش ولا «تهجين» بحسب هوية «مبتكرها» وهي إيران، فالعدو يصبح من المذهب الآخر أو المذاهب الأخرى أو الاثنية المختلفة.

وهكذا ازدوجت «هوية» «حزب الله«: مذهبية على دين مرشدها، وفارسية على أصوله. وهنا تسقط سببية المقاومة لتكتسب «سببية» أخرى، ان تصير هي المحتل نفسه وهنا يتبدى «ثوبها» الجديد: فبدلاً من أن تكون المقاومة المفترضة «جامعة» ومحتضنة بلادها فها هي تتقدم كمقّسمة، ومدمرة: حلّت اذاً محل الاحتلال الاسرائيلي في لبنان. لكن ورثت أيضاً من «عدوها» كل ما يجعله عدواً لبلادها وللعالم العربي ولفلسطين. تصبح «ميليشيا» بلا هوية تماماً كالمرتزقة، لكن بأهداف «كبرى» تبدأ من وطنها فتحاول سحقه بسلاحها، ثم ترتد على الدولة، ثم على الحرية، ثم على التحرير، ثم على المجتمع المدني (بما انها فاشية) ثم على العالم العربي باعتبارها «فارسية».

فالعدو الأول أي اسرائيل صار مصوناً، بات خارج الأولويات وخارج الأجندة لكن كرفيق درب تتقاطع معه على استراتيجية في صناعة الفتن المذهبية وتدمير العالم العربي وتقسيمه وتهجير أهله... بالتحالف مع من سبق أن حققت معه انجازات في هذا المضمار: أي النظام السوري. فالحلف منسجم بين أقلية صهيونية اغتصبت فلسطين وأقلية حكمت الأكثرية السورية (السنية) في سوريا وبين امتداد إلى مكونات العالم العربي سواء الاثنية أو الدينية أو المذهبية، لتستغل هذه التناقضات تسللاً إلى إثارة فتن تتصل بتلك المكونات. من لبنان: تماهت «المقاومة» بالنظام السوري «شكراً لسوريا» كأقلية لتستولي على لبنان، من خلال مراحل تعطيل الدولة ومؤسساتها ومصادرة القضاء واختراق الجيش وتشويه القوى الأمنية وضرب الاقتصاد ثم عزله عن محيطه العربي، لإستفراسه وتعطيل كل شيء وصولاً إلى انتخابات رأس الجمهورية.

[مقاومة مملوكة

ولأنها «مقاومة» حزبية (مملوكة) كانتونية فقد جعلت من لبنان منصة عسكرية ومربعاً أمنياً للعدوان على العالم العربي الذي صار «العدو» البديل من اسرائيل. إذاً العدو العربي الجديد يستحق أن تستمر في اعتبار نفسها مقاومة! تواجه دولاً ذات سيادة وحكومات وشعوباً متجذرة، فها هو اليمن: خطة إيران هي تقسيمه مستغلة وجود فئة أقرب إلى «الشيعة» هي الحوثيون: الشيعة المفترضون ويتمردون على نظام بلادهم، باسم الفتنة المذهبية. والحزب كمقاوم يرسل خبراءه ومقاتليه (بتكليف شرعي من إيران الشيعية) لشحن الفتنة واحداث انقلاب مسلح تمهيداً لمد نفوذ الفرس إلى هذا البلد الشقيق. وها هو العراق: حلف مع أميركا لإسقاط النظام السني والاستيلاء على البلد من خلال فتن مذهبية: الشيعية الإيرانية ضد السنية العراقية، ثم ها هي سوريا: أقلية (شيعية) تتحكم ببلاد 80 بالمئة سُنة، وتواجه ثورة مدنية بالبطش لينضم إليها حزب «المقاومة» بشعار مذهبي ويعين الشعب السوري عدواً، يجب قتله، وتشريده وتدمير مدنه وتهجيره.

كل ذلك باسم «المقاومة»! وخلف غبار المعارك يخضع الحزب أكثر فأكثر لإيران المجسدة بفرض استراتيجيتها على العالم العربي وتفتيته دويلات وإقامة «هلالها» الشيعي كمعادل «اسرائيل الكبرى»: وهنا، وفي العراق وفي لبنان وسوريا... تختلط الإدارة الفارسية بالإسرائيلية ليصبح وجود «حزب الله« في هذه البلدان «بديلاً» موضوعياً من اسرائيل. فكيف يمكن ان تقاوم «المقاومة» اسرائيل وهي شريكها الاستراتيجي (كما اسرائيل شريك آل الأسد الأبدي) بل كيف لا تعلن ان اسرائيل ليست من «أولوياتها» ليعلن حسن نصرالله انه لا يريد ان يحارب اسرائيل. بل أكثر ليبدو الاتفاق بينهما جلياً في معظم القضايا المرتبطة بالمنطقة: يعني صار عند «حزب الله« مرشدان «أعلى». مُرشد جعل من الحزب حزباً «مملوكاً» وأداة طيعة وخاضعة ومرشد آخر جعل الحزب يمر قرب الجولان في سوريا... مرور الكرام ليقاتل العرب والسنة في سوريا.

[من البوسنة

لكن كل هذا لا يكفي، فالمعركة واحدة، ذات أسلاك واحدة ومخططات واحدة في كل العالم العربي. فاليمن وسوريا والعراق ولبنان (وحتى البوسنة سابقاً) جزء من «المقاومة» المتماهية بأميركا واسرائيل ويجب عبر هذه المنصات العربية الوصول إلى كل العرب. واذا كانت اسرائيل لم تعد أولوية (ولا أُخروية ولا ثانوية ولا أساسية) فالأولوية إذاً اليوم مخصصة بعدو آخر: الخليج وخصوصاً المملكة العربية السعودية. فهذه الأخيرة هي «بيضة القبان» و»قِبلة» مخططات الصهاينة وأميركا... والمملكة هدف إيران لأنها الجامع القوي لعنصرين: العروبة والإٍسلام. وهي الدولة الكبرى، اقتصادياً، وتأثيراً رابطاً بين الأرومة العربية والانتماء الإسلامي الأكثري. وهي العائق الأساسي أمام الحلف الجديد: تل أبيب + طهران + واشنطن + موسكو! فالرهان يستحق المجازفة ويستدعي المواجهة.

من هنا، فإن مقاومة «حزب الله« صارت ذات أذرع كثيرة بحسب ارتهاناتها: فلا الأميركان ظلوا «الشيطان الأكبر» ولا اسرائيل «الشر المطلق» ولا روسيا النظام الامبراطوري الأرثوذكسي (فهناك اليوم الاسلام السني متمثلاً بالسعودية والعروبة متمثلة بأكثرية الشعب العربي: والاثنان يجب تفكيكهما لاستحداث حدود جديدة ودول أو دويلات جديدة أو حتى شعوب «جديدة» تحت عنوان «البدائل» و«الاستعارات«. ونظن أن الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة تصب نتائجه ودوافعه في لُب هذا المخطط الهجين (أو ليس هذا ما حدث في العراق: حلف بين إيران وبوش الابن واسرائيل). أوليس هذا ما سبق ان حصل في البوسنة عندما كُلف الحزب محاربة الصرب خدمة للولايات المتحدة وليس للمسلمين يا سيد حسن).

[الأرض

لكن الأوطان والشعوب لا تنحصر لا بالأمكنة ولا بالأزمنة، ولا بالمناسبات ولا حتى بالحروب، أو بالمؤامرات أو الأزمات. فسوريا تاريخ وجغرافيا وانتماء ووشائج وولاء قبل أن تكون مجرد نظام أو سلطة. وكذلك اليمن ولبنان والعراق ولا يكفي أن ينتهز عدو كإيران الصهيونية الظروف لإلغاء كل هويات الأوطان المتراكمة عبر ألوف السنين. كل الأنظمة عابرة أما الأرض فباقية. كل الطغاة إلى زوال والشعب راسخ. يعني أنه لا يمكن أن يختزل بلد بحدث أو بظاهرة أو حتى باحتلال. وهذا لم تفهمه دولة الملالي ولا الكيان الصهيوني ولا روسيا بوتين ولا بوش الابن... ولا أميركا. فمن السهل اقتلاع حاكم أو تغيير طبيعة سلطة لكن لا يمكن اقتلاع الأرض وتالياً الشعب وتالياً الذاكرة وتالياً التاريخ وتالياً الانتماء. فهي ليست اعشاباً تُجزّ أو مبنى يُدمر. بل هي روح الأمة. هذا ما تعلمناه في لبنان: فقد خرج كل المحتلين منه وكل الميليشيات المرتبطة بالخارج وكل الأحزاب التي خانت أهلها.. وبقي الشعب، والأرض ولبنان. وهذا ما ينطبق على سوريا واليمن والعراق... والدلائل الحالية قرائن: إيران ذات المطامع التوسعية تتراجع أمام تحرك العراقيين وأمام هزيمة الحوثيين وأمام كثرة المتدخلين: صار تأثيرها في سوريا هامشياً ازاء روسيا. وهذه الأخيرة لن تكون سوى ضيف ثقيل سيغادر بلا أسف.

[لعبة العبثية

انها اللعبة العبثية التي يحترفها الطغاة؛ فاذا كانت السعودية، اليوم، مستهدفة من طرف الحلف الاسرائيلي الإيراني الأميركي فهذا يؤكد أن المقاومة المزعومة التي يفاخر بها «مملوك» إيران، باتت في صفوف أعداء هذه البلدان العربية ولا فارق بينها وبين الصهيونية. وان هذا الحزب «الشعُوبي» الذي حُدّد له دور «لمحاربة» اسرائيل لا يتورع أن يُحدّد له دور للتحالف مع اسرائيل وخدمتها، فكيف تكون «مقاومة» ما، اذا باتت عدواناً على بلادها ودول لا تحتل أرضها؟ بل كيف تكون مقاومة اذا صارت هي جزءاً من احتلال دول أخرى. فهي في لبنان باتت «احتلالاً» تتمتع بكل مواصفات الاحتلالات التي عرفها هذا البلد. بل كيف تستمر هذه «المقاومة» متمسكة باسمها، وهي تعتدي باسم إيران على حدود بلد عربي هي السعودية، أو تحتل أجزاء من سوريا أو تتسلط بقوة السلاح الفارسي على الشعب اللبناني. مقاومة ماذا هذه؟ الشرعيات العربية؟ الوجود الإسلامي؟ الظواهر الديموقراطية؟ بل كيف تستمر مقاومة وهي تمحو حدود البلدان بتكليف وتمويل وتخطيط من بلد فارسي يحتل مدينة عربية هي الأهواز وثلاث جزر عربية هي طمب الصغرى وطمب الكبرى وجزيرة أبو موسى؟ بل كيف يمكن أن تتحالف مقاومة مع محتلين سابقين وحاليين ولا تكون امتداداً لتلك الدولة الصهيونية التي ما زالت تحتل فلسطين.. وتذبح الشعب الفلسطيني؟

[ماذا فعلتم لفلسطين؟

وتقولون لنا يا سيد حسن «فلسطين»! وماذا فعلتم لفلسطين سوى عرقلة كل حل لقيام دولة مستقلة بحدودها ونظامها؟ وماذا فعلتم لفلسطين سوى تقسيم مقاومتها خدمة لاسرائيل؟ وماذا فعلتم لفلسطين سوى دفع بعض الأفرقاء المرتبطين لاستجرار اسرائيل لتدمير غزة؟ بل ماذا فعلتم لفلسطين سوى تحويل الانتباه عن قضيتها باختلاق تناقضات عربية تهمش نضالاتها وتضعف روافدها؟ ماذا فعلتم للقدس منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية؟ تعملون على التحريض ضد رموز فلسطين؟ أولم تهدر دم شعلة القضية الفلسطينية ياسر عرفات وهو الذي نجا من تواطؤ النظام الأسدي، وعاد إلى بلاده ليؤسس دولته؟ بل ماذا فعلتم لفلسطينيي سوريا سوى تدمير مخيم اليرموك وراء النظام «البعثي» الصهيوني؟ أدفن القضية العربية المركزية أولوية، واسرائيل لم تعد أولوية؟ وأسأل حزب سليماني (مجرم الحرب المشهود له) بم ساعدتم الفلسطينيين؟ لا شيء يذكر سوى الأذية والتآمر عليهم؟ وفي المقابل من دعم المقاومة الفلسطينية في لبنان وسواه وفي فلسطين سوى العرب الذين يهجوهم اليوم بحمية وكراهية لا حدود لهما السيد حسن نصرالله؟ المال والسلاح والمحافِل الدولية والصمود هي مسألة تنكبها العرب من العراق إلى ليبيا إلى مصر (عبد الناصر) إلى الجزائر إلى الخليج إلى تونس إلى المغرب... ما عدا نظام الأسد ثم ملاليهم! ولا نظن أن بعض البهرجات الاعلامية التي تلمع أحياناً في خطب خامنئي ونصرالله ضد اسرائيل ومع القدس، سوى ذر الرماد في العيون. نوع من محاولة بلاغية لفظية رنانة لتذكير الناس بأن إيران «صامدة» مع فلسطين، بعدما رمت كل الأسلحة ضد اسرائيل ووجهتها إلى صدور الشعب العربي؟ وهل يظن «حزب الله« (وخلفه الفرس) اننا نصدقهم عندما يهددون ويرعدون ويطبلون في كلمات طنانة ونطناطة الدولة العبرية وأميركا. كلام الاستهلاك لم يعد «يقبضه» أحد حتى حلفاء هذا الحزب الذي لم يتفوه يوماً بلسان الحقيقة أو الصدق!

القضية الفلسطينية هي في روح الأمة العربية وفي صُلب ايمانها لكن ماذا نفعل عندما يحاول بعض الخوارج «سرقة» الانتباه لا للعمل، ولا للمواجهة بل لحرف الأنظار عن هذه القضية وتيئيس الناس وتحويل المعارك الداخلية إلى أمكنة أخرى.

أأقول لم تفعلوا شيئاً منذ «اختراعكم» يا «حزب الله« في «مختبرات» المخابرات الإيرانية! لا! عفواً! كنتم أكثر من أحصنة طروادة داخل الأمة العربية.

ونظن انه بات ضرورياً ان تفهموا ان محاولاتكم لعب أدوار جديدة فاعلة قد انتهت. أو على الأقل قد انكشفت، بل باتت في أسفل احتمالات التأثير. فالعرب اليوم عرفوا أن وجودهم هو المستهدف وان الحروب المعلنة عليهم أكثر من سياسية... وها هم في عز صحوتهم يواجهون المخططات التي تريد محوهم من الخريطة. فهي إذاً باتت معركة حياة أو موت. نعم! فأنتم يا إيران من أيقظ المارد العربي! ليشكل مقاومته الشرعية التي لن توفر «مقاوماتكم» الفرانكشتينية!

نظن أن لعبة «البدائل» والاستعارات» بدأت ترتد على صانعيها!

 

'العائد' سعد الحريري: فن اكتشاف 'الأمير'

محمد قواص/العرب/ 13 آذار/16

بيروت -قد لا تشبه عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت تلك التي يصفها فيلم "العائد" الذي حصد الاوسكارات قبل أيام. ولكن عشية عودته تقاطرت شخصيات لبنانية إلى الرياض مستطلعة مزاج السياسي الشاب في مسألة إنهاء موسم المنفى والعودة نهائيا إلى ربوع الوطن. والحقيقة أن أسئلة الزائرين لم تكن استطلاعية بقدر ما كانت تحريضية تحثّ الرجل على إشغال موقعه المحوري في قلب السياسة اللبنانية ومن قلب لبنان. لم تسقط المحاذير الأمنية عن عودة سعد الحريري إلى بيروت، بل إن التوتر الداخلي اللبناني والإقليمي المرتبط بالنزاع السوري وبالمواجهة السعودية الإيرانية لا يشي إلا بارتفاع نسبة الأخطار التي يواجهها الرجل. ومع ذلك فإن البيئةَ السياسية المناصرة للحريري، سواء في الدائرة المباشرة المتّصلة بتيار المستقبل، أو بتلك المرتبطة بتحالف “14 آذار”، كانت تدفع بضرورة عودته، مهما كانت جسامة تلك الأخطار. كان سعد الحريري يستمع إلى زائريه دون أن يفصح عن نياته حول أمر العودة. البعض اعتبر أن صمت الرجل قد يكون مردّه أسباب أمنية تقتضي غموضا في حال قرر العودة، أو أن الصمت هو نتاج تأمله لما ينقله الحاضرون قبل اتخاذ قرار لم يتخذه بعد. واحد من هؤلاء الزائرين، أتاه من خارج دائرة “المستقبلين” ينصحه في حال قرر عدم العودة أن يخرج ويعلن تخليه عن العمل السياسي.

لم يرد سعد الحريري على تلك النصيحة إلا بالتأمل والصمت، ذلك أن الرجل كان قد اتخذ قراره، منذ مدة، بالعودة إلى لبنان، والعودة إلى ممارسة السياسة بحيوية لا التخلي عنها. وحين أفاق اللبنانيون صبيحة عودة الحريري، كان زعيم المستقبل قد باشر ورشة كبرى لإعادة الروح إلى الحياة السياسية اللبنانية.

عاد سعد الحريري إلى لبنان بعد أسابيع على تصريح النائب محمد رعد، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله في مجلس النواب اللبناني، الذي يتهكم فيه على من هو “مفلس في المنفى”. رشح من تصريحات رعد تهديد لزعيم تيار المستقبل وقطع لطريق عودته إلى لبنان، فيما مثّلت العودة صبيحة الـ”14 من فبراير” تحديا واضحا يعكس صمود الحريرية السياسية في وجه حزب الله وإمعانها في معارضته رغم مرور 11 عاما على اغتيال الزعيم التاريخي ومؤسس تيار المستقبل الرئيس الراحل رفيق الحريري.

نجل الحريري

ما يزال يطلُّ سعد الحريري على مناصريه وخصومه بصفته نجل رفيق الحريري. تحوّلت الحريرية من مشروع طموح للتنمية والإعمار والازدهار أيام الحريري الأب، إلى مشروع استقلال وحرية وسيادة في عهد الحريري الابن. والحقيقة أن ورشة الابن هي إرث إجباري فرضه مقتل الأب، وأن توجهات التيار مازالت متّصلة بلحظة الانفجار البغيض الذي أودى بحياة واحد من الظواهر التاريخية اللافتة التي عرفها البلد منذ استقلاله، وأن أجندة الزعيم الشاب رُسمت بالدم والمواجهة وسلسلة الاغتيالات اللاحقة ومخاض المحكمة الدولية، ما جعل من سعيه مواكبا للالتزامات التي تفرض فرضا على أصحاب الدم.

المتغيرات تحكم محيط لبنان اليوم. الأسد قد يرحل ضمن صفقة إقليمية، وروسيا حاضرة كما لم تكن من قبل، وأوباما يلملم أوراقه قبل مغادرة البيت الأبيض، والسعودية بروح جديدة غير مألوفة

لم ينتبه كثير من اللبنانيين إلى أن سعد الحريري عاد فعلا إلى لبنان منذ أن تسرّب خبر اجتماعه مع الوزير السابق، زعيم تيار المردة، سليمان فرنجية في باريس. عاد الحريري إلى قلب القيادة في تيار المستقبل منذ أن فاجأ قيادات تياره، الحمائم والصقور، بعزمه دعم ترشيح فرنجية للرئاسة الجمهورية في لبنان. وما حرفة القيادة إلا في منحاها الانقلابي، من خلال اتخاذ قرارات من خارج السياق لا يمكن أن يقدم عليها إلا من يمتهن الزعامة في جانبها الكاريزماتي وذلك التكتيكي الحاذق. بدا أن مناورة الحريري باتجاه فرنجية قد صعقت الجميع (حتى فرنجية نفسه) إلى حدّ صمتهم وجوما تارة، وطاعة تارة أخرى.

قيل الكثير، وما يزال يقال، عما وعمن يقف وراء هذه الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدها سعد الحريري. وسال حبر كثير عن السرّ الذي يكمن وراء ترويج الحريري لـ”الصديق الشخصي” لبشار الأسد رئيسا للجمهورية اللبنانية. احتار المراقبون في اعتبار ذلك رغبة دولية، تكشفها زيارات السفراء الأجانب لفرنجية، أو رغبة سعودية، يفصح عنها ما كُتب عن علاقات تاريخية جمعت آل سعود بآل فرنجية. وفي الإبحار تحر لجواب مقنع في المشهد المعقد، خرج الحريري بتفسير سهل بسيط. يريدُ سعد الحريري انتخاب رئيس الجمهورية، وإخراج البلاد من فراغ، أظهرت أزمة النفايات جسامة العلّة التي تفتك به. اختار الموارنة تحت سقف البطريركية أن يقتصر الترشح على الأربعة الكبار: أمين الجميل، سمير جعجع، ميشال عون، سليمان فرنجية. لم يختر سعد الحريري هذه الصيغة، بل فرضت عليه كما على غيره، من قبل النخبة السياسية المارونية. فإذا ما كان انتخاب الخصمين اللدودين (سابقا) عون وجعجع مرفوضا وفق الانقسام السياسي المعروف حولهما، وإذا ما كان ترشح أمين الجميل لا يحظى بالأصوات المطلوبة، فإن الحريري قرر المضي بترشح سليمان فرنجية كحلّ يُخرج البلد من عنق الزجاجة. ومن سخرية الأقدار أن الحريري الأب كان قد عرض دعم سليمان فرنجية لرئاسة البلاد فكان رد الأخير أن بشار الأسد وحده من بإمكانه أن يأتي به رئيسا، ولا يبدو في عرض الحريري الابن أن فرنجية أخرج له نفس الجواب.

وطن مختلف

يستكشف سعد الحريري أحوال الوطن بعد فترة تأمل قضاها بعيدا. يكتشف من خلال سليمان فرنجية إمكانية العمل مع خصم واضح يأتي من الموقع المقابل. ويكتشف من خلال ردة فعل الحليف سمير جعجع وهن التحالف الذي جمع تيار المستقبل بالقوات اللبنانية واهتزازه في أول امتحان لطبيعة الخيارات السياسية المقبلة (على ما كشفت حملات التحريض المتبادلة بين مناصري الحزبين بعد دقائق على غمز الحريري من قناة جعجع في خطابه مهرجان البيال). يكتشف اللبنانيون عرضية الخلاف التاريخي ما بين “الحكيم” و”الجنرال”، من خلال ولدة عجائبية لاتفاق بين الرجلين أزال خصومة دموية أيديولوجية نالت من وحدة المسيحيين في العقود الأخيرة. ويكتشف عتاة القيّمين على معسكري 8 و14 آذار انتهاء صلاحية ذلك الاصطفاف وحاجة البلد إلى تجاوز ما بات متقادما. كان يكفي أن يحرّك سعد الحريري ورقة على طاولة اللعب حتى تنهار قواعد اللعبة برمتها.

ورشة الإبن هي إرث إجباري فرضه مقتل الأب

غادر سعد الحريري لبنان في عزّ سطوة نظام دمشق على مآلات السياسة في لبنان، إلى درجة الإشراف وطهران على قلب حكومته وهو في عقر دار الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن. يعود سعد الحريري إلى لبنان في عزّ ورشة تحضّر لمغادرة بشار الأسد النظام في دمشق، وفي الأشهر الأخيرة الباقية للرئيس أوباما على رأس الإدارة في الولايات المتحدة، وفي عزّ المواجهة التي تخوضها الرياض ضد النفوذ الإيراني في المنطقة. بمعنى آخر، تأتي عودة الرجل ضمن تفاصيل ترسم التحوّلات الجارية في كل المنطقة، على النحو الذي يجعل من حضور الرجل محددا لمسار المعارك ووجهاتها.

يعيد سعد الحريري ترميم تيار المستقبل من تصدّعات أصيب بها بسبب غياب زعيمه. تدفقت قوة الوالد رفيق الحريري من هذا الزخم الإقليمي الكبير الذي كانت تمنحه إياه المملكة العربية السعودية، لا سيما في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، فيما طُرح ألف سؤال وسؤال حول الحظوة التي ما يزال الابن يتمتع بها من قبل الفريق الحاكم في المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز. ولا شك أن للأسئلة وجاهتها نظرا للأزمة المالية الكبرى التي عانت منها شركة “سعودي أوجيه” المملوكة لسعد الحريري، وعانت منها كافة مؤسسات تيار المستقبل في لبنان. على أن عودة سعد الحريري إلى لبنان قد تمثّل تحوّلا في المزاج السعودي إزاء الحريري ولبنان معا.

لن يكون سعد الحريري إلا ابنا مدللا للرياض، حتى لو لاح ما قد يفيد بأن العلاقة السعودية مع لبنان قد لا تمر حكرا من خلاله. تناقلت الأنباء أخبارا عن استقبال العاصمة السعودية لشخصيات لبنانية سنّية اشتهرت بخصومتها مع الحريرية السياسية. بدا أن الإدارة السعودية تستكشف أيضا المشهد اللبناني، وأن الرياض لن تستسلم في رؤيتها اللبنانية لرؤية تيار المستقبل وزعيمه. بدا أيضا أن القيادات الطموحة تحت سقف الحريرية السياسية تتحرى حظوة خاصة في قلب الرياض، على ما يجتهد البعض في تفسير تميّز الوزير المستقيل أشرف ريفي أو تحليل المماحكات الضمنية التي تطفو أحيانا بين بارونات التيار الأزرق.

سنوات غيرت بيروت والرياض

يفهم سعد الحريري أن سنوات المنفى غيّرت بيروت والرياض وغيّرت العالم. إيران تتموضع وفق شروط الاتفاق النووي، وروسيا تطل بقوة على الشرق الأوسط من النافذة السورية، والسعودية تمارس دورا قياديا في المنطقة في ظل تبدّل غير مسبوق في علاقتها بواشنطن. يفهم سعد الحريري أن قيادة السفينة المبحرة داخل أنواء المرحلة تتطلب مهارات أخرى لم يمارسها قبل ذلك. يستقبل في دارته عبدالرحيم مراد، وهو من القيادات السنّية الخصمة القريبة من دمشق والذي حظي باستقبال مؤخرا في الرياض، فمن يرشح “صديق” الأسد يجوز له التعامل مع حليفه. يجول الحريري في الشمال والبقاع اللبنانيين موحيا باصطفافات سياسية جديدة داخل الطائفة السنّية تنهي قطيعة وتعد بوصل آخر يضمن حدودا متقدمة من وحدة الطائفة، فيما زيارته لزحلة “عروس البقاع” حول مائدة أرملة الراحل إلياس سكاف تؤشّر إلى عهد آخر يعيد ترتيب التحالفات التي صار مفروضا أن تتجاوز تلك التي انبثقت عن “ثورة الأرز” عام 2005.

 العودة صبيحة الـ"14 من فبراير" مثلت تحديا واضحا يعكس صمود الحريرية السياسية في وجه حزب الله وإمعانها في معارضته رغم مرور 11 عاما على اغتيال الزعيم التاريخي ومؤسس تيار المستقبل الرئيس الراحل رفيق الحريري

يعمل سعد الحريري داخل مختبراته الاستكشافية على تحضير نفسه وتياره لاستحقاق الانتخابات البلدية التي يبدو أنها ستجري دون أي فيتو، وكأنها حاجة إنمائية عاجلة للبلد وحاجة سياسية ضرورية لكافة الأطراف. يمنّي الرجل النفس بنتائج تؤكد موقع تياره الرحب داخل لبنان، ما سينعش موقعه في قلب الرياض. ويعمل الرجل أيضا وفق منهجية تعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية بات واردا يشاطره في ذلك تفاؤل نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني والشريك الأول لحزب الله داخل الطائفة الشيعية في لبنان. على أن القرارات الخليجية إزاء لبنان منذ وقف السعودية لهبة الأربعة مليار دولار للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، أتت لتعاكس من رأي في عودة الحريري عودة للسعودية للعب دور حيوي في لبنان. ولا ريب أن قرارات الرياض أعادت فعلا دورا حيويا سعوديا للبلد، ولو من خلال مقاربة عقابية تقلق اللبنانيين. بيد أن اللافت أن سعد الحريري التقط الكرة السعودية دون وجل، وأعاد توزيعها محليا وتحويلها إلى موقف متميّز يتيح له المناورة في الداخل اللبناني دون معاندة الريح القادمة من وراء الحدود. يتفهم سعد الحريري قرارات الرياض ودول مجلس التعاون الخليجي، يهاجم حزب الله المسؤول عن تدهور العلاقات اللبنانية الخليجية لكنه يعلن، مع ذلك، استمراره في الحوار معه، وحين يُصدر وزراء الداخلية العرب بيانا يستنكر الأعمال التي يقوم بها “حزب الله الإرهابي” يتحفّظ على ذلك وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بعد “تشاور” مع زعيم حزبه سعد الحريري. بالمقابل ينشط حزب الله بالرد الإعلامي من خلال أمينه العام السيّد حسن نصرالله، فيما وزراؤه في الحكومة لا يطلبون ردا حكوميا على “الاتهامات” الخليجية، ما يخلّص حكومة بيروت من الحرج الكبير.

ذهب سعد الحريري يوما للمبيت في قصر بشار الأسد في دمشق بضغط من الرياض في عهد الراحل الملك عبدالله. عرف الرجل منذ تلك التجربة القاسية أن السياسة فن الممكن والماكيافيلية هي دستور “الأمير”، وأن من أراد أن يكون أميرا، عليه أن يجازف بخيارات ويقلب أولويات ويعيد حسابات تحت سقف متين مرفوع فوق أعمدة متينة. هذه هي تماما ورشة سعد الحريري هذه الأيام: تأصيل أساس متين والاحتماء بسقف صلب والتمتع بأقصى ما تتيحه البراغماتية لقيادة السفينة نحو أول مرفأ ساكن.

 

وحشية عصابات الإرهاب الإيرانية في العراق

داود البصري/السياسة/13 آذار/16

يشهد الشرق توحشا إرهابيا إيرانيا غير مسبوق، في ظل الهزائم المتلاحقة التي يعيشها معسكر الضلالة الإيراني، والإنهيار الواضح في البنية العامة للمشروع الإرهابي الإيراني بعد عاصفة الحزم وحالة المواجهة الشاملة التي تقودها مملكة الحرمين في مواجهتها التاريخية والمصيرية للمشروع الإرهابي الإيراني القديم و الطموح والمستند إلى رؤية طائفية متوحشة كانت الأساس المكين لذلك المشروع الهجومي. فضمن إطار الحرب الإقليمية الشرسة ضد منابع ومصادر الإرهاب الطائفي المتوحش في المنطقة، تدور معارك وحروب وصراعات دموية متوحشة شرسة تعبر عن إنهيار الدولة العراقية وخضوعها لهيمنة وسلطة وإرهاب الميليشيات الطائفية المسلحة التي وسعت مساحات الدم و الخراب والعذاب في بلد لم يرتح شعبه من الحروب والدمار منذ أربعة عقود وحتى اليوم وبشكل أعاد المجتمع العراقي لقيم التوحش والهمجية والعدوانية، ففي هجمة مباغتة تم ترويع و إجتياح أقضية محافظة ديالى الحدودية المتاخمة للحدود الإيرانية من قبل عصابات «بدر» الإرهابية التابعة للنظام الإيراني التي يقودها العميد الحرسي هادي العامري قائد «الحشد» الطائفي الذي يعمل ويخطط ويتحرك بإيحاء وتنسيق تام مع الحرس الثوري الإيراني ولا يقوم بأي خطوة خارج سياقات الرؤية والأوامر الإيرانية المباشرة، وتمثل محافظة ديالى هما ستراتيجيا للنظام الإيراني، فهي كانت المقر والقاعدة لقوات المعارضة الوطنية الإيرانية من جماعة «مجاهدين خلق» في معسكر أشرف الشهير الذي لم يرتح النظام الإيراني إلا بعد قيام حكومة المالكي التابعة أصلا للنظام الإيراني بتفكيك المعسكر وقتل العديد من عناصره و نقلهم لمخيم قرب بغداد يدعى «ليبيرتي» مورست فيه جرائم بشعة ضد المعارضين الإيرانيين إستجابة لأوامر قادة الحرس الثوري الإيراني.

كما أن التنوع الطائفي و الإثني في محافظة ديالى يثير حفيظة النظام الإيراني و أنصاره الطائفيين في العراق لكونهم يريدون المنطقة أن تكون حصرا على مكون طائفي واحد لأسباب لوجستية وستراتيجية وطائفية مشبوهة. الإجتياح الميليشياوي الأخير لقضاء بعقوبة وعمليات القتل والإختطاف والسرقة ومحاولة تطفيش المكون السني وإفراغ المحافظة من ذلك المكون هو مخطط إرهابي طائفي واسع النطاق يراد له أن يكون هو الحالة السائدة في العراق، ومن متابعة تطورات الأوضاع الميدانية يبدو جليا أن الميليشيات أضحت بمثابة عنصر سائب خارج عن أي سيطرة حكومية في ظل سلطة تتحدث كثيرا عن إصلاحات لا تأخذ طريقها للتنفيذ الفعلي، ووسط أجواء صراعات مستفحلة بين رموز العملية السياسية وأبطالها عبرت عنه خير تعبيرالتظاهرات الواسعة التي ينظمها تيار مقتدى الصدر الشهير بتحولاته وإنقلاباته السريعة في المواقف من النقيض للنقيض المضاد، فهو بعد أن هدد بإقتحام جماهيره للمنطقة الخضراء عاد وتراجع طالبا من جماهيره التظاهر عند أبواب المنطقة الخضراء، ثم سجل تراجعا آخر عبر طلبه من أتباعه التظاهر في ساحة التحرير فقط! متناسيا تهديداته الهجومية ومعللا تغيير الموقف بالرغبة في إعطاء الحكومة الفرصة رغم أنه هدد اخيراً سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه التحديد بعواقب وخيمة، وهو تهديد يثير السخرية والتأمل.

فمن يضمن إستمرار العملية السياسية، ومن يحمي النظام من مخاطر وتهديدات معروفة هو الولايات المتحدة ماغيرها التي تدير الأوضاع وتحرك الخيوط وترسم السيناريوهات من خلال سفارتها العملاقة في بغداد! والصدر يعلم ذلك جيدا، لكنه التنافس المرير على زعامة الشارع العراقي المحبط تماما والداخل ضمن دائرة الضياع وعدم معرفة معالم الطريق المستقبلي. مقابل التيار الصدري هناك ميليشيات مسلحة خطرة تمارس سطوتها على الشارع العراقي وتخطف من تشاء وتقتل من تشاء وهي ميليشيات تحركها إيران و أذرعها النافذة والمؤثرة في الحكومة العراقية، توحش تلك العصابات لم يعد يقتصر على قتل مخالفيها من أهل السنة بل أنه اليوم يشكل العمود الفقري لمعارك متوحشة وشرسة مقبلة ضمن إطار الأحزاب الطائفية الحاكمة، فحفر المواقع بات واضحا وملموسا، والحرب الأهلية بين المكون الحاكم من أجل الإنفراد بالساحة أضحى خيارا واضحا في ظل الهزائم الداخلية و الإنكسارات التي تعيشها تلك العصابات.

حقائق الميدان تقول بصراحة أن حجم الأحقاد المتبادلة بين قادة الميليشيات المتوحشة اكبر بكثير مما يظهر للعلن، وهذا بحد ذاته عنصر وحافز قوي لإشعال الشارع العراقي الموعود بمعارك ميليشياوية مذهلة في ظل سلطة مترددة خانعة تحمل بذور فنائها معها.

إنفجار الشارع العراقي هو عنوان المرحلة المقبلة لا محالة..! مانقوله ليس تنبؤا، بل قراءة موضوعية لواقع عراقي أتعس من التعاسة للأسف.

 

الهدنة السورية «مرشحة» للاستمرار حتى تمرير الانتخابات الأميركية

ثريا شاهين/المستقبل/13 آذار/16

تكشف مصادر ديبلوماسية، أن مفاوضات جنيف بين السوريين التي ستبدأ جولتها الثانية غداً الإثنين، ستعمل على تثبيت الهدنة الأمنية القائمة أي بما يعرف بوقف الأعمال العدائية، لمدة طويلة إلى حين انتهاء مرحلة الانتخابات الرئاسية الأميركية. وسيتخلل ذلك تمرير مرحلة الانتخابات النيابية في روسيا في أيلول المقبل، حيث يهمّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستقرار في سوريا لكي لا يستغل أي طرف روسي هذا الموضوع في الانتخابات، ما يعني أن ما سينتج عن التفاوض هو التأكيد على الاتفاق الأميركي الروسي في ما خص السعي لاستقرار الوضع السوري في هذه المرحلة، كما سيسعى الطرفان الأميركي والروسي إلى أن يضعا الحل على السكة، هذا الأمر ليس سهلاً ويلزمه وقت، إنما المسعى مستمر في هذا الشأن. وتفيد مصادر ديبلوماسية أخرى، أن وقف النار يبدو صامداً حتى الآن على الرغم من الخروقات. إنما الأنظار تتجه إلى مواقف موسكو، وإلى أي مدى تريد فعلاً التوصل إلى حل. السؤال «هل هناك استكمال لحصار حلب، وهل تتم التحضيرات لمعارك أخرى؟». لا تشير التوقعات إلى أن الهدنة ستصمد كثيراً، إلا في حالة واحدة، هي تمسّك موسكو بها إذا كانت تريد فعلاً إنهاء الأزمة السورية، وإذا باتت الكلفة عليها عالية نتيجة انخراطها بالأزمة. هذا هو العامل الوحيد الذي إذا توافر يجعل الالتزام بالتفاوض واضحاً للتوصل إلى حل لأن المهم من خلال الجولة الثانية للتفاوض استكشاف مدى رغبة الروس بثبات الهدنة، أم أنهم يريدونها لاستجماع جديد للقوى.

مطالب الروس لا تزال هي ذاتها، يريدون وفداً معارضاً يضم المعارضة القريبة من النظام يفاوض مثله مثل وفد المعارضة الفعلية للنظام. وهم أيضاً مصرّون على لوائح الإرهاب بشكل أن تضم الفصائل المقربة من الخليج وتركيا، ما يعني بالنسبة إلى الروس أن ثلاثة أرباع الفصائل المعارضة هذه هي إرهابية. إذاً مواقفهم لا تزال متصلّبة، وهذه الشروط تتوازى مع الرؤية الإيرانية التي تتألف من نقاط أربع، من بينها حكومة وحدة وطنية، ويبقى الرئيس السوري بشار الأسد رئيساً، وإجراء انتخابات. المعارضة الفعلية لن تقبل بكل هذه الطروحات، لأنها لا تتضمن انتهاء ولاية الرئيس، ولا هيئة حكم انتقالية، وهي تدرك أنه إذا تضمّن وفدها وفد معارضة النظام، فإن الهدف يعني إضعاف الموقف.

من المؤكد أن الدول الداعمة للمعارضة الحقيقية، بدأت تعزز الدعم بالسلاح لها، وأي تدخل إضافي ينتظر التطورات على الأرض، لا سيما وأنه في ضوء تدريبات «رعد الشمال» ستصبح كل الجيوش الخليجية قادرة على العمل معاً وفق تنسيق محدد. في الحد الأدنى قد يحصل تدخّل في مناطق تنظيم «داعش» لمحاربته، ما يوفر عودة هذه المناطق إلى المعارضة لدى هزيمة الإرهاب، بحيث لا تقع تحت سلطة النظام. حتى الآن وقف النار يعتبر جيداً. إنما الأنظار تتجه إلى ما إذا كانت ستتطور الخروقات أم ستبقى مضبوطة تحت سقف معين. لكن المصادر تشير إلى أنه من الصعب أن يصمد طويلاً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي، وهو بدوره يبقى صعباً. روسيا لا تريد أن تغرق في سوريا لكن في الوقت نفسه يجب معرفة تحت أي شروط. الأمور لا تزال في مرحلة الترقّب لمصير الهدنة. وصمود الهدنة مرتبط بشكل مباشر بالحل السياسي. والهدنة، وفقاً للمصادر، كانت مطلوبة لأن كل طرف يحتاج إلى وقت كاف لإعادة حساباته، لا سيما الروس والإيرانيون، و»حزب الله» للعديد من الاعتبارات، ويأتي وقف النار جزءاً منها. الاعتبارات الأخرى، متصلة بأن المدنيين يحتاجونه لضمان وصول المساعدات ووقف تعرض المستشفيات والقوافل الإنسانية للاعتداءات. ثم أن وقف النار يشكل مقدمة أساسية لوقف الأعمال العدائية ولتشكيل حكم انتقالي يفترض البحث ببدء تنفيذ ذلك لتحقيق الحل السياسي من أجل بدء تنفيذ القرار 2254.

هناك تخوّف من أن تخرق الهدنة، لا سيما وأن هناك أطرافاً مطلوب منها أن تلتزم وقف النار وليست مستعدة لذلك، منها «داعش» و»النصرة»، وأي رد عليهما سيؤدي إلى عدم التزام الطرف الآخر الذي سيرد عليهما. كذلك، وقف النار تحتاج اليه كل الأطراف لتنفيس الاحتقان. لكن هل يستمر وقف النار؟ هناك شكوك حول ذلك، والأطراف كافة تدرك صعوبة استمراريته. الدول الداعمة للمعارضة الحقيقية، لن تقبل بهزيمة المعارضة، وهي تدرك أهمية ذلك على طاولة التفاوض. وهي أيضاً تفضل دعم المعارضة بصواريخ أرض جو، فهل تكمل هذا الدعم بالمساعدة مع التدخّل المباشر، أم من دونه؟ التطورات هي التي تفرض القرار المناسب. هناك أوساط ديبلوماسية تقول إن التدخّل الخليجي المباشر كان أسهل قبل وقف النار، إنما بعده وفي حال ثبت، يصعب الأمر، لكن مصادر أخرى تقول إن التدخّل المباشر يبقى رهن التطورات. والخليج الآن يختلف عن الخليج قبل زمن، ومثلما أن إيران تقوم بتدخلاتها في الدول العربية، وعرض طاقاتها، فإن الدول الخليجية لن تتوانى عن إرسال الرسائل اللازمة في مواجهة الأمر. ومن المؤكد أن المناورات الخليجية كانت مهمة، لا سيما في مواجهة الضغط الشيعي من العراق، والضغط الحوثي من اليمن أي من الجنوب، فضلاً عن الضغوط التي خلقتها للأقليات الشيعية في الدول العربية.

الإعلام الإيراني المفلس

د. سالم حميد/العرب/13 آذار/16

منذ أسابيع، بدأ الإعلام الإيراني يصعّد من نبرة صوته في توجيه إساءات إلى الدول العربية عموماً، ودول الخليج العربي خصوصاً، بعد أن وجد “نظام الولي الفقيه” نفسه في مأزق، لا سيما بعد التقدم الحاصل في اليمن الشقيق من قبل قوات التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية هناك، وإعلان مجلس التعاون لدول الخليج العربية “حزب الله”، الذي يعتبر أحد أهم أيدي إيران الملطخة بالدماء في العمق العربي، “تنظيما إرهابيا”. موجة محمومة يشنّها الإعلام الإيراني في الوقت الذي يفتقر فيه إلى ما يقوله، ولأنه لا يستطيع مطلقاً تبرير تدخله في شؤون الدول العربية ابتداء من لبنان الذي قسّمه ليس إلى شطرين فحسب، بل جزّأه إلى أقسام صغيرة، انتقالاً إلى سوريا التي تساند فيها إيران نظام بشار الأسد بقوات من الحرس الثوري الإيراني، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص منذ اندلاع الأحداث السورية عام 2011، وأخيراً وليس آخراً، ما يقوم به نظام الولي الفقيه في العراق بواسطة قوات الحشد الشعبي، التي تعمل على تغيير الخارطة الديموغرافية لصالح إيران بإفراغ المناطق المُسلمة السُنية من سكانها الأصليين، وتوطين الشيعة الإيرانيين هناك.

والناظر في الشأن الإيراني، كان يلحظ سابقاً، تصريحات “استفزازية” ممزوجة بالحقد والحنق، لكنها اليوم تحوّلت إلى إساءات علنية ممزوجة بالابتذال ورداءة الأخلاق، بما يخالف كل المواثيق والعهود الدولية والأعراف الدبلوماسية والأخلاق المهنية أيضاً، ويشي بأن النظام الإيراني يعيش حالة من التخبط، والانهيار القيمي والأخلاقي في سياساته، كما يسعى إلى الدفاع عن نفسه باستخدام وسائله الإعلامية لألفاظ “خارجة” لا ترقى أن تصدر عن إعلام دولة، تزعم أنها تحترم نفسها، في حين تتواطأ السلطات الإيرانية بشكل واضح مع وسائلها الإعلامية بإسفاف بيِّن وتراجع مهني وأخلاقي منقطع النظير.

ومن هنا، كان لزاماً على النظام الإيراني، بدلا من أن يتجه إلى محاولات تصدير ثورته الوهمية في البلاد العربية، والتدخل في شؤونها، والإسفاف في إعلامه، إلى تغيير استراتيجيته التي لم تجلب له سوى النظرة السلبية في محيطه الإقليمي، بسبب ما جرّه على الدول العربية من ويلات وحروب ودمار بواسطة التنظيمات الإرهابية التي يدعمها ابتداء من حزب الله الإرهابي، وليس انتهاء بتنظيم داعش الدموي، الملتزم بتنفيذ الأجندة الإيرانية بحذافيرها، على الرغم من الحرب الكلامية بينهما، والهادفة إلى تضليل الإعلام. لزام على النظام الإيراني، بدلا من أن يتجه إلى محاولات تصدير ثورته الوهمية في البلاد العربية، والتدخل في شؤونها، والإسفاف في إعلامه، إلى تغيير استراتيجيته التي لم تجلب له سوى النظرة السلبية.

فقد دأبت إيران، منذ زمن العزف على وتر العدوّ “المتربّص” من أجل إرهاب الشارع الإيراني، الذي بدد نظام الولي الفقيه أمواله في تسليح ميليشياته في العديد من الدول العربية، وها هو اليوم عندما وجد نفسه غير قادر على مواجهة الشعوب الإيرانية بالحقائق الحاصلة على الأرض اتجه إلى الإعلام المفلس من أجل تصدير الشتائم، الأمر الذي بات الشباب الإيراني يلحظونه وينتقدونه علنا، من خلال شعاراتهم التي طرحوها في الشارع مؤخراً، وأبرزها “لا غزة ولا لبنان.. روحي فداء إيران”، ما يغض نظام الولي الفقيه الطرف عنه للسير في سياساته إزاء العرب والتدخل في شؤونهم.

في المقابل، نأت دول الخليج العربي، عن سياسة الإساءة عبر وسائلها الإعلامية، إلى إيران ونظامها، ليس لأنها عاجزة عن الرد، وإنما لأن ذلك لا يليق بمكانتها كدول، والتزاماتها بالعهود والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية والأخلاقية، ولأنها لا تكرر إسطوانات مشروخة وقديمة، مثل تلك التي تستعملها وسائل الإعلام الإيرانية، التي لم ترتق في مفرداتها، حتى إلى مستوى الصحافة الصفراء.

الإعلام الإيراني يغطّ في سبات عميق، ولا يستيقظ إلا عند توجيه الشتائم والإساءات، ما يستدعي استراتيجية إعلامية للرد على هذه الإساءات بمهنية وأخلاقية عالية كالتي عرف بها الإعلام الخليجي، الذي لم يعتد اتخاذ أسلوب الردح، وسيلة من أجل تحقيق أهدافه، كإعلام إيران “المُبتذل”، وصحافته التي تعمل في عدة محاور؛ أولها توجيه السباب والشتائم، واستخدام الإعلام كأداة ترهيب لشعوبها، فضلاً عن الترويج لأهدافها وأذرعها، ونشر معلومات كاذبة عن دول الخليج العربي واعتمادها على الاقتصاد الإيراني، العاجز أصلاً، واللعب على وتر الإحباطات العربية ممثلة بالقضية الفلسطينية لكسب تأييد الشارع العربي.

وبالتالي، يتضح أن الإعلام الإيراني، بدعم نظام الولي الفقيه، لا يملك سوى التخبط، دون استراتيجية محددة، مستخدماً الابتذال بصورة تُعرّي الصورة الحقيقية للنظام الإيراني، وهي التي بات يعيها العالم العربي، ويعرف تماما أن “فلسطين القضية” ومحاربة إسرائيل “كلاميا” ليست سوى تصريحات تهدف منها إيران إلى استقطاب الشارع والتعاطف معها ومع وسائلها الإعلامية التي تنفّذ من خلالها أجنداتها في العالم العربي، بعدما مدّت أذرعها في لبنان وسوريا والعراق وأخيراً اليمن الشقيق، من أجل خلق “هلال إيراني” من أجل الدخول إلى “العمق العربي” وفرض الأجندة الإيرانية.

ويأتي ذلك كله، في الوقت الذي تواجه فيه إيران حراكاً شعبياً ينتقد السياسات الحالية والمشكلات التي عجز النظام وحكوماته عن حلها، لا سيما حسن روحاني، الذي وعد عند تسلمه زمام الرئاسة الإيرانية، بحلّ مشكلة البطالة، التي تتزايد يوما بعد يوم، فيما يغرق المجتمع في آفات اجتماعية وأخلاقية يقف أمامها النظام الإيراني عاجزاً، أبرزها انتشار آفة المخدرات، والاعتداءات الجنسية والجرائم.. الخ، أما نظام الولي الفقيه فهو مشغول بدعم الجماعات الإرهابية هنا وهناك وتوجيه وسائل الإعلام الإيرانية من أجل مهاجمة دول الخليج العربي وتلفيق اتهامات لا أساس لها من باب الإسقاط والتضليل.