المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march15.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُم، لكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَة

لا دَيْنَ عَلَيْنَا لِلجَسَد، فنَعِيشَ كأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّكُم إِنْ عِشْتُم كأُنَاسٍ جَسَدِيِّينَ تَمُوتُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

14 آذار الناس لم تمت وإنما 14 آذار الأحزاب فشبعت موتاً/الياس بجاني

14 آذار وقاتليها من أصحاب الأحزاب التجارية/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نديم الجميل في ذكرى "14 آذار": لم يحقق أي انجاز من انجازات ثورة الارز الا خروج السوري

فيديو ونص: فارس سعيد في ذكرى 14 اذار: لتجديد الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال

الدول الخليجية تشرع في ملاحقة داعمي حزب الله

البحرين تبعد عدداً من اللبنانيين لثبوت انتمائهم أو دعمهم «حزب الله»

السعودية: عقوبات مشددة ضد أي مواطن أو مقيم يؤيد أو يروج للميليشيا الإرهابية

إجراءات قانونية رادعة ضد من يرفعون صوراً أو شعارات أو رموز للتعاطف مع الجماعة الإرهابية

مصدر خليجي: سنشهد ترحيلات جديدة

غياب المشروع والتقوقع داخل الطوائف أسقطا «14 آذار»

حزب الله يبدأ بسحب عديده من سوريا بالتزامن مع الإنسحاب الروسي/علي العاملي/جنوبية

الحريري غادر الى باريس في زيارة خاصة

دعوة الهيئات الناخبة قبل ٢٦ آذار الانتخابات البلدية على كف عفريت... الإرهاب المتنقّل/هدى شديد/النهار

بري مع "لبنان الوسطي" وضد إثارة "الذمّية": المقاومة سياج العرب ولن نخرج منها/رضوان عقيل/النهار

عون في ذكرى 14 آذار: الابواب تشرعت اليوم لكل انواع الحلول ولن نسمح بالتمديد للوضع المستمر منذ 1990

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاثنين الواقع في 14 اذار 2016

بري عرض مع قهوجي وضاهر الوضع الامني واستقبل الوفد النيابي لاجتماعات الاتحاد البرلماني في زامبيا

رئيس مطار بيروت: الصاروخان المضبوطان في بلغراد مخصصان للتدريب وأعيدا الى الشركة المصنعة بالتنسيق مع قيادة الجيش

الداخلية البحرينية: إبعاد عدد من المقيمين اللبنانيين

سامي الجميل عرض المستجدات مع السفيرين السعودي والبريطاني

الحريري من اليرزة: الجيش جمع كل اللبنانيين وحيد نفسه عن العواصف السياسية

جعجع: الأزمة داخل 14 آذار ليست جوهرية ولا خلاف في الخيارات الأساسية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سامي الجميل وضع اكاليل على اضرحة شهداء 14 آذار: سنبقى اوفياء لشهادتهم

سامي الجميل دشن معمل فرز النفايات في بكفيا:اللامركزية هي الحل لكل المشاكل الانمائية

الرئيس الجميل عرض مع شورتر الفراغ الرئاسي وهنأ ابو الغيط : لرفع عبء ملف اللاجئين عن لبنان عربيا ودوليا

محمد المشنوق لباسيل: معالجة أزمة النفايات لا تقتصر على وزير والمسؤولية لا تتجزأ

مجدلاني: إشكالات في داخل 14 آذار والمطلوب تجديد القسم وفاء لأرواح الشهداء

زهر: الجالية في ابيدجان لم تكن مستهدفة على الإطلاق

فرعون في ذكرى 14 آذار: الحاجة كبيرة للاتفاق على وسائل الدفاع عن لبنان ورسالته وتحييده عن ازمات المنطقة

يوحنا العاشر في رسالة الصوم: صلاتنا أن يزيح الله من القلوب كل تكفير للأخ الآخر وأن يجدد في خليقته بذور السلام

أرسلان : نأسف أن تصبح سوكلين بفسادها أقوى من الدولة

وفد ايراني زار حديقة ايران في مارون الراس فضل الله: الزيارة تؤكد العلاقة الطيبة والاستراتيجية بين البلدين

الحاج حسن: الجامعة العربية العاجزة لم تضف جديدا بوضعها حزب الله على لائحة الارهاب ولن يستطيعوا هزم المقاومة

الموسوي: من يقف في وجه حزب الله هو من يقف في معسكر العداء للعرب

الشعار من السفارة السعودية: لبنان لن يكون شوكة في خاصرة العرب ولا رهينة موقف حزب او وزير

باسيل أذاع الورقة السياسية للتيار:رئاسة الجمهورية الأعلى تمثيلا وسيكون حراكنا صاخبا ونصابنا شعبيا اذا ارادوا اسقاط نصابنا النيابي

عصام سليمان: على السلطة السياسية الموافقة على تعديل صلاحيات المجلس الدستوري لأنها من مصلحة الوطن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

التحالف العربي: تحطم مقاتلة اماراتية في اليمن نتيجة عطل فني واستشهاد طياريها

الأمم المتحدة تندد بقمع الأقليات في إيران وتطالب نظامها باحترام الحريات/سليماني: الحريق وصل إلى بيوت السنة في المنطقة

بوتين يأمر القوات الروسية ببدء الانسحاب من سورية اليوم

الأمير تركي الفيصل ينتقد أوباما بشدة ويندد بانقلابه على السعودية لصالح إيران/«لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم نحن نقود في المقدمة ونقبل أخطاءنا ونصححها» والرئيس الأميركي يحيط نفسه بمستشارين مؤيّدين لإيران وهو ما يفسر مواقفه ضد الدول العربية

انطلاق محادثات جنيف بشأن الأزمة السورية وتحديد أساسها بالعملية الانتقالية ودي ميستورا يقول أن بديل نجاح المفاوضات هو العودة إلى حرب أسوأ من الآن

إرجاء إدخال مساعدات إلى أربع بلدات سورية محاصرة

«يونيسيف»: ثمانية ملايين طفل تأثروا بالنزاع 3.7 مليون منهم لا يعرفون إلا الحرب

السعودية: قرارات الجامعة العربية تجسد الحرص على محاربة الإرهاب

تحطم مقاتلة إماراتية في اليمن والتحالف يواصل قصف «القاعدة»/النقيب لـ «السياسة»: سنقضي على ما تبقى من بؤر الإرهاب المنتشرة في عدن

قيادي حوثي: تفاهمات مبدئية مع السعودية لوقف الحرب

37 قتيلاً بتفجير يحمل بصمات “الكردستاني” في قلب العاصمة التركية /أنقرة اعتقلت أربعة وقصفت المتمردين شمال العراق

نادي القضاة المصري يرفض طريقة إعفاء الزند من منصبه وقتيلان من الشرطة والجيش في شمال سيناء

المصادقة على تعيين رئيس جديد لـ»الشاباك»

مقتل ثلاثة فلسطينيين نفذوا هجومين في الضفة الغربية ومحادثات لمبعوث فرنسي بشأن مؤتمر للسلام

رغم هزيمة حزبها في انتخابات محلية ميركل تتمسك بسياستها حيال اللاجئين وتقر بالاستفادة من إغلاق طريق البلقان

الزعبي :التنسيق في مواجهة الارهاب بين سوريا وروسيا ما زال في أعلى مستوياته وسيبقى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما لم يقله فارس سعيَد/راشد فايد/النهار

ذلك اليوم في دمشق/غسان شربل/الحياة

هكذا يتلاعب "حزب الله" بتاريخ طائفته وانجازاتها/طارق السيد /موقع 14 آذار

اتفاق على تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب واختلاف على توصيفه وتحديد مفهومه/اميل خوري/النهار

لا تضيّعوا إنجازات الحراك المدني/غسان حجار/النهار

في معاني الانسحاب الروسي/علي حماده/النهار

تعقيباً على دعوة إلغاء أحكام الزنى/محمد عبدالله فضل الله/النهار

الحلّ كما الحرب السورية باهظ الكلفة لبنانياً التسليم العربي بسيطرة الحزب يزكي عون/روزانا بومنصف/النهار

ثورة ريفي/ألكس راول/لبنان الآن

عون يعود إلى قديمه.. مستنداً إلى الشارع و"القوات"/نادين مهروسة/المدن

تَجَاهل سعد الحريري،إياك أن تعود!/نديم قطيش/المدن

الوطن بكامله تحت الإحتلال/الحلقة السابعة عشر من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر

«14 آذار».. والتحدّي الأكبر/صلاح سلام/اللواء

قلوبهم وسيوفهم مع فرنجيّة/فؤاد ابو زيد/الديار

ديبلوماسية الهلوسة العراقية/داود البصري/السياسة

متى يُقدم الحوثي على «تجرع السم»/جورج سمعان/الحياة

لا.. يا سيد أوباما/تركي الفيصل/الشرق الأوسط

شيعة علي أم شيعة خامنئي/فاروق يوسف/العرب

التاريخ والجغرافيا وزواج المتعة الإيراني/إبراهيم الزبيدي/العرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُم، لكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَة

"إنجيل القدّيس يوحنّا07/من01حتى13/:"بَعْدَ ذلِك، كَانَ يَسُوعُ يَتَجَوَّلُ في الجَلِيل، ولا يَشَاءُ التَّجَوُّلَ في اليَهُودِيَّة، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ. وكَانَ عِيدُ اليَهُود، عِيدُ المَظَالِّ، قَريبًا. فقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «إِنتَقِلْ مِنْ هُنَا، وَٱذْهَبْ إِلى اليَهُودِيَّة، لِكَي يُشَاهِدَ تَلامِيذُكَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي تَصْنَعُهَا. فَلا أَحَدَ يَعْمَلُ شَيْئًا في الخَفَاء، وهُوَ يَبْتَغِي الظُّهُور. إِنْ كُنْتَ تَصْنَعُ هذِهِ الأَعْمَال، فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَم»، لأَنَّ إِخْوتَهُ أَنْفُسَهُم مَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا حَانَ وَقْتِي بَعْد، أَمَّا وَقْتُكُم فَهُوَ حَاضِرٌ فِي كُلِّ حِين. لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُم، لكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَة. إِصْعَدُوا أَنْتُم إِلى العِيد، وأَنَا لا أَصْعَدُ إِلى هذَا العِيد، لأَنَّ وَقتِي مَا تَمَّ بَعْد». قَالَ لَهُم هذَا، وبَقِيَ في الجَلِيل. وبَعْدَمَا صَعِدَ إِخْوَتُهُ إِلى العِيد، صَعِدَ هُوَ أَيْضًا، لا ظَاهِرًا بَلْ في الخَفَاء. فَكَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَهُ في العِيد، ويَقُولُون : «أَيْنَ هُوَ ذَاك؟». وكَانَ في الجَمْعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ في شَأْنِهِ. كَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «إِنَّهُ صَالِح»، وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ هُوَ يُضَلِّلُ الجَمْع». ومَا كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ عَلَنًا، خَوْفًا مِنَ اليَهُود".

 

لا دَيْنَ عَلَيْنَا لِلجَسَد، فنَعِيشَ كأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّكُم إِنْ عِشْتُم كأُنَاسٍ جَسَدِيِّينَ تَمُوتُون

"رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة08/من12حتى18/:"يا إخوَتِي، لا دَيْنَ عَلَيْنَا لِلجَسَد، فنَعِيشَ كأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّكُم إِنْ عِشْتُم كأُنَاسٍ جَسَدِيِّينَ تَمُوتُون، أَمَّا إِنْ أَمَتُّم بِالرُّوحِ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَتَحْيَون؛ لأَنَّ الَّذينَ يَنْقَادُونَ لِرُوحِ اللهِ هُم أَبْنَاءُ الله. وأَنْتُم لَمْ تَنَالُوا رُوحَ العُبُودِيَّةِ لِتَعُودُوا إِلى الخَوف، بَلْ أَخَذْتُم رُوحَ التَّبَنِّي الَّذي بِهِ نَصْرُخُ: أَبَّا، أَيُّهَا الآب! وهذَا الرُّوحُ عَيْنُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَولادُ الله. فإِنْ كُنَّا أَوْلادَ اللهِ فَنَحْنُ أَيْضًا وَارِثُون: وارِثُونَ للهِ وَمُشَارِكُونَ للمَسِيحِ في المِيراث؛ لأَنَّنَا إِنْ شَارَكْنَاهُ حَقًّا في آلامِهِ، نَشَارِكُهُ أَيْضًا في مَجْدِهِ. وإِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ آلامَ الوَقْتِ الحَاضِرِ لا تُوَازِي المَجْدَ الَّذي سَوْفَ يتَجَلَّى فينَا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

14 آذار الناس لم تمت وإنما 14 آذار الأحزاب فشبعت موتاً

الياس بجاني/14 آذار/16

كل من قدم ذاته من اجل لبنان وقضيته وانسانه ورسالته هو شهيد ل 14 آذار، واليوم من الواجب والعرفان بالجميل الصلاة من أجل راحة انفسهم، وفي نفس الوقت لعن كل من باع تضحياتهم والشهادة من أجل مصالح ذاتية كما هو حال أصحاب شركات أحزاب 14 آذار ودون استثناءات.

14 آذار الناس وروح المقاومة اللبنانية والبشيرية فهي موجودة ولن تزول مهما كانت الصعاب ولكن الأحزاب ال 14 آذارية كافة هي سرقت 14 آذار الناس واستمرت في تهميشها وتعهيرها إلى أن وصلت بها إلى ترشيح ميشال عون وسليمان فرنجية تحت هرطقة المساكنة والتخلي عن دماء وتضحيات كل الشهداء.

احزاب 14 عملياً لا تمثل في اهدافها وممارساتها غير مصالح أصحابها والأطماع وهنا بالتأكيد لا استثناءات . يبقى أن اطلالات بعض أصحاب هذه الشركات الأحزاب اليوم لتبرير سرقتهم لآمال الناس لن تمر ولن تبلع على الأقل من قبل من هم أحرار ومن غير اتباع وزلم وهوبرجية الأحزاب الشركات هذه.

فلنصلي من اجل راحة أنفس شهداء لبنان السيادة والحرية والرسالة.

 

14 آذار وقاتليها من أصحاب الأحزاب التجارية

الياس بجاني/13 آذار/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/13/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

بداية خان 14 آذار عون والتحق بملالي إيران وبالمجرم بشار البراميلي،

ومن ثم تجابن جنبلاط وزحف إلى الضاحية نادماً وتائباً ومنها إلى قصر المهاجرين،

وقبل شهور قليلة تبعهما بفجور ووقاحة كل من الحريري وجعجع …

وكل ما يقال في غير هذا السياق الإستسلامي والركوعي هو نفاق ولا يصدقه ويسوّق له بغباء وجهل غير الأغنام التابعين لشركات ومعالف وتبن المغادرين ل 14 آذار من شركات الأحزاب التجارية والعائلية إن لم نقل المافياوية…

يقولون 14 آذار ليست بخير فيما القائلين هؤلاء يدعون انهم هم 14 آذار في خطابهم العكاظي والتجاري والشعوبي،

في حين أن الحقيقة هي أن 14 آذار السياسيين وتحديداً الأحزاب قد ماتت وشبعت موتاً.

أما عون هذا المخلوق “الغير شكل” وفي سياق الثقافة الوطنية والمبادئ والشهادة للحق فهو عملياً مسخ ومن خامة الأنبياء والمسحاء الدجالين.

وسوف يذكر التاريخ أن عون هذا تمكن في زمن تخلي وقلة إيمان وخور رجاء، تمكن من اخذ بعض المجتمع المسيحي من قاطع لبنان الحريات والإيمان والتعايش والإيمان والفكر والثقافة، الى قاطع الجهل والكفر والتبعية والإستسلام والاحتلال، ومن قاطع الضمير والوجدان إلى قاطع الكفر والجحود.

باختصار فإن كل من يتحجج بشعارات وحدة المسيحيين ومصيرهم ووجودهم وحصصهم في الدولة ودورهم ليتحالف مع عون، هذا المخلوق النرسيسي والطروادي، وذلك على خلفيات اجندات شخصية وكيدية وغير وطنية وغير مسيحية ومتناقضة مع كل القيم والمبادئ وضاربة عرض الحائط بدماء الشهداء في عمقها والأهداف فهو واقعاً معاشاً مثله ومن خامته مهما تخفى وتنطح وتلطى وراء أوهام وهلوسات وهرطقات.

أما ضجيج الأتباع والأغنام من التابعين لشركات الأحزاب ال 14 آذارية الشاردة في دفاعهم عن خيارات الجبن والتخاذل والإستسلام، فهو مجرد ضجيج ولا يرقى لمستوى الرأي الحر لأن هؤلاء عملاً بكل المقاييس والمعايير الوطنية والمبدئية والإيمانية هم صنوج وأبواق ونقطة ع السطر..

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 

نديم الجميل في ذكرى "14 آذار": لم يحقق أي انجاز من انجازات ثورة الارز الا خروج السوري

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - نظم تجمع رمزي في ذكرى ثورة الارز، بدعوة من النائب نديم الجميل، حول نصب الرئيس الشهيد بشير الجميل في ساحة ساسين، بحضور وزير السياحة ميشال فرعون، النائب سيرج طورسريكيسيان، منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد، ميشال تويني وعدد من الفاعليات السياسية في منطقة الاشرفية ووفد من مصلحة الطلاب في حزب الكتائب.

الجميل

تحدث الجميل في المناسبة، مؤكدا ان "14 آذار هو اليوم الذي كسر فيه المحتل وخرج من شوارع بيروت، 14 آذار اليوم الذي قاومت فيه العين المخرز وكسرته، 14 آذار يوم خروج لبنان من الحبس الكبير"، مشددا على ان "لهذه الاسباب هم مستمرون وصامدون كما صمد اللبنانيون في 1975 والـ1982 وال،2005".

وحيا الجميل روح النضال والمقاومة والوفاء لكل من شارك في الوقفة، قائلا لهم: "انتم الثورة المستمرة، انتم ابناء 14 آذار الحقيقيين، فقد آمنتم بالدولة والوطن والشعب وتؤمنون بمتابعة المسيرة للتوحد وازالة كافة العقبات. واوضح: "البعض يعتبر اننا اليوم هنا لننعي 14 آذار ولكن لسنا هنا لهذا السبب فهي مستمرة في قلب كل واحد منا، خصوصا وان هناك من يعبر ان الخلافات والشواذ عم الصفوف والتنظيم ما ادى الى الفشل والتراجع"، مضيفا:"اردنا ان تكون هذه المناسبة الرمزية لنقول للشهداء،انتم استشهدتم لأجل قضية سنكمل بها". واسف الجميل لأن "الافرقاء لم يحققوا أي انجاز من الانجازات التي طالب بها الشعب في ثورة الارز الا خروج الجيش السوري من لبنان"، مشيرا الى ان "السلاح غير الشرعي لا يزال وسيبقى مرفوضا". ولفت الى الاستمرار في النضال لازالة الدولة الفاسدة وبناء دولة تعبر عن الايمان في لبنان وتقصر المسافة بين المواطنين والدولة والمؤسسات.

ورأى ان " ثورة الارز بدأت صغيرة عام 2005 وكبرت وكذلك هذه الوقفة، ورغم صغرها ورمزيتها، ستكبر من جديد وتتوحد لبناء لبنان الحلم."

فرعون

كما اعتبر الوزير فرعون ان مشروع "14 آذار" لا يمكن ان يموت، فهي مشروع امل وامان"، لافتا الى ان الاشرفية ككل المناطق لن تتخلى عن الحضارة والايمان والامل". وتابع: "اليوم، نعيش الما كبيرا، فالبلد معطل ومشروع التعطيل لا يزال مستمرا، نعيش الم الاغتيالات، الم من وقعوا ضحية هذا المشروع، الم لأن مرجعيات "14 آذار" لم تعد موحدة رغم ان ما يجمعها اكثر واهم من المصالح الضيقة التي فرقتها". واعتبر ان "الالم اليوم بسبب التعطيل في ملف رئاسة الجمهورية، وهو جزء من التعطيل المستمر الذي اصاب 14 آذار"، خاتما : "بين الالم والامل سنعمل جميعا من دون كلل لاجل لبنان".

تويني

بدورها ذكرت تويني بقسم الشهيد جبران تويني الذي اطلقه منذ اكثر من 10 سنوات، قائلة: "في مثل هذا اليوم عام 2005 وقف جبران ليخبرني انه انتظر 20 سنة هذا المشهد واعتبر ان اللبناني انتصر وآمن ان باستطاعته بناء وطن جديد". واشارت الى ان "جبران لم يراهن على بعض السياسيين والزعماء بل راهن على الشعب اللبناني الذي شارك في تلك الذكرى، مضيفة: "هناك من يقول ان ثورة الارز انتهت لكن ثورة الناس لا تنتهي، واليوم نحن بحاجة الى ثورة من نوع جديد، ثورة ضد الفاسد والسرقة والكذب والاحتيال والنفايات، ثورة ضد من في الداخل يتآمر مع الخارج على لبنان وعلى الحياة الديمقراطية فيه".

 

فيديو ونص: فارس سعيد في ذكرى 14 اذار: لتجديد الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال

الإثنين 14 آذار 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/14/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-14-%D8%A7%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7/

اضغط هنا لمشاهدة وقائع المؤتمر/تلفزيون المر/ https://youtu.be/zXUyEcLoVEA

وطنية – دعا منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمانة العامة في الأشرفية، إلى “تجديد الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال”، وقال:”أشكر الإعلام الذي أتاح لي اليوم أن أخاطب من خلاله الرأي العام اللبناني، كل الرأي العام اللبناني، فيما يتعدى القسمة التي اعتدنا عليها وألفناها، وخلافا للوحدة التي تجلت على نحو غير مسبوق في الرابع عشر من آذار 2005. في ذكرى 14 آذار ليس مألوفا أن يطل عليكم منسق الأمانة العامة بمفرده، بل المألوف أن تطل عليكم قيادة 14 آذار، بما فيها أمانتها العامة، في مشهدية تكررت عشر مرات في عشر سنوات، حتى أصبحت هذه المشهدية تقليدا مرادفا للوحدة والإستمرار”.

أضاف: “أن يتعذر اليوم ارتسام هذه المشهدية، لأسباب غير قهرية وحتى غير طارئة، فهذا أمر خطير، وخطير جدا، لا يمكن رده حصريا إلى خلاف حول ترشيحات رئاسة الجمهورية، كما أوحى كثير من المعنيين المسؤولين، بل يتعدى ذلك إلى مراكمات خلافية على مدى شهور وسنوات، لست مضطرا إلى عرضها، ولستم في حاجة إلى ذلك، لأنها ظهرت وعبرت عن نفسها في مناسبات عدة. في رأيي، وعلى وجه الإجمال، فإن اللحظة الخطيرة هذه إنما هي المولود الطبيعي لحالة متمادية من انكفاء المكونات السياسية والحزبية الأساسية في 14 آذار على ذواتها وأولوياتها الخاصة، لا سيما الأولويات الطائفية والحزبية – وأكرر – خلافا للأولوية الوطنية المطلقة التي تجلت في 14 آذار 2005. واللحظة الراهنة هي أيضا بنت عملية اختزال لحركة شعبية واسعة في مجموعة من زعماء الأحزاب”.

وتابع:”مما حملني على الكلام في هذه المناسبة، بالإضافة إلى ما تقدم – سببان آخران: أولهما من طبيعة وطنية أخلاقية، وهو أني ألزمت نفسي مع الأمانة العامة، ومنذ ثماني سنوات، بأن نكون حراس الوحدة الوطنية – وتحديدا الوحدة المسيحية الإسلامية – في الحركة الإستقلالية. والسبب الثاني من طبيعة إدارية وهو أني تلقيت، من موقعي في الأمانة العامة، دعوات معلنة – كما تعلمون (الرئيسان الحريري والسنيورة) – وأخرى مباشرة للعمل على لم الشمل. لقد أشفقت على نفسي في مهمة لم الشمل، إذ أراني كما قال الشاعر: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له…إياك إياك أن تخشى من البلل، مع ذلك لن أدخر أي جهد ممكن. أما مهمتي الوطنية والأخلاقية فإني أتحملها اليوم ودائما، لأنها جزء من خياري وهويتي، وأمارسها في كل الظروف بغبطة ورضا، مهما كانت الصعوبات والأكلاف”.

وقال:”غير أني في هذا الوقت ملزم بقول حقيقة إيماني وإيمان جميع الذين أشبههم على مساحة 10452 كلم2: إن جوهر إنتفاضة الاستقلال ولحظة 14 آذار هو قضية شعب وليس قضية نخب سياسية أو ثقافية أو اقتصادية. إنه ما يستحق الدفاع عنه، كي نستحق نحن الحرية. إنه مبرر وجودنا معا في وطن ودولة، إنه العيش المشترك الذي جعل من لبنان أكثر من بلد، جعل منه البلد – الرسالة في ذاته وفي محيطه والعالم. العلاج إذن ليس في ترقيع أو ترميم أو مسكنات، وإنما هو بتجديد الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال، والتي أراها تتلخص بما يلي:

أولا – إن الوحدة الداخلية في لبنان هي رديف السيادة والاستقلال، فلا سيادة ولا إستقلال إلا من خلال نظرة وطنية واحدة، وإن تجربة الحرب الأهلية أكدت، لجيلي على الأقل، أنه إذا انكسرت الوحدة الداخلية سينسحب التشرذم إلى داخل كل طائفة وجماعة رغم حضور قيادات ومرجعيات سياسية لها.

ثانيا – لا مساكنة بين سلاح الدولة اللبنانية وسلاح غير شرعي. لأن تجربة اتفاق القاهرة في العام 1969 أدت إلى انفجار لبنان، والمساكنة التي فرضت بين الجمهورية اللبنانية والجيش السوري المحتل أدت إلى إلغاء لبنان حتى “انتفاضة الاستقلال”.وتجربة المساكنة مع سلاح “حزب الله” أدت إلى تعطيل الدولة ومؤسساتها حتى إلغاء موقع رئيس الجمهورية.

ثالثا – لا مهادنة في التمسك باتفاق الطائف والدستور اللبناني الذي دفعنا ثمنه 150 ألف شهيد خلال الحرب، والذي لا يطبق إلا على قاعدة التوازن بعيدا عن قاعدة موازين القوى. إن التوازن ينتج اسقرارا، أما موازين القوى المتحركة فلا تنتج إلا مشاريع غلبة، اليوم لمصلحة فريق وغدا لمصلحة فريق آخر.

رابعا – تمسك لبنان بنظام المصلحة العربية المشتركة في وجه مطامع قوى غير عربية تحاول الإمساك بقرارنا، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، وصولا إلى إلغائنا.

خامسا – التمسك بقرارات الشرعية اللبنانية والشرعية العربية والشرعية الدولية والإلتزام بتنفيذ كل القرارات الصادرة 1559 – 1680 – 1757 و1701.

أضاف:” أيها اللبنانيون، من كان عمره 10 سنوات يوم 14 آذار 2005 أصبح اليوم عمره 21 سنة. هو اليوم ينتخب وبرغم اعتراضه على الكثير مما حصل منذ ذلك اليوم في لبنان، فهو يتمسك بكل لحظة عاشها مع أهله وأصدقائه في ساحة الشهداء. لقد ساهم مع آخرين في صنع تاريخ لبنان الجديد وساهم في رسم معالم ربيع عربي ينقل عالمنا من مرحلة إلى أخرى. إن هذا الشعور بالمساهمة في صناعة التاريخ لم يمح، إنه راسخ في عقولنا جميعا. إن 14 آذار جزء منا، من ثقافتنا، وهي خيارنا.لأننا نحب الحياة، لأننا نحب الحرية، لأننا نحب لبنان”.

وختم: “في النهاية أدعو كل اللبنانيين المؤمنين بهذه المعاني، إلى المساهمة في استنقاذ لبنان وتجديد معناه، كل بحسبه ومن موقعه، أكان موقعا بحكم الاختيار أو الاستمرار أو الأمر الواقع”.

ردود الدكتور سعيد على أسئلة الصحفيين

سعيد، ورداً على أسئلة الصحافيين، أعتبر أنه على اللبنانيين العودة إلى الوحدة الداخلية كوسيلة وحيدة لانقاذ لبنان، وقال ليس الموضوع 14 آذار وإختلافات في وجهات النظر أو في طبيعة إدارية. نجح فريق من اللبنانيين بدعوة جميع اللبنانيين الى العودة الى أولوياتهم الطائفية، لكنني لا أرفع أولوية طائفية على حساب الالوية الوطنية، نحن سنقف مجددا في وجه هذه المخططات التي ترمي إلى إعادة رسم الحدود الداخلية بين اللبنانيي، فقط العودة إلى الوحدة الوطنية كفيلة بإنقاذ لبنان.

وردا على سؤال، رأى أن هناك إجحاف في القول بأن أحزاب 14 آذار تجنح بإتجاه الفصل، فريق 8 آذار ليس في أفضل حال، التشكيك بالوحدة الداخلية هو دعوة جميع الطوائف إلى المساكنة فيما بينها بدل العيش المشترك، وأن تكون الالويات الطائفية على حساب الالويات الوطنية، الموضوع ليس 14 آذار أو أحزابها فقط ،إنما الموضوع هو لبناني وطني شامل، لا يجوز في لحظة نحن بحاجة فيها التضامن، إذا كان هناك أولويات إسلامية لا يجوز أن يكون المسيحيين بعيدين عنها، وكذلك الالويات المسيحية لا يجوز أن يكون المسلمون غائبين عنها، وبالتالي فقط العودة إلى روح الوحدة الداخلية هي الكفيلة بإنقاذ هذا البلد.

وردا على سؤال آخر أعتبر سعيد أن الأزمة التي تعيشها 14 آذار ليست من طبيعة إدارية أو تنظيمية، بل هي بمثابة أزمة وطنية لعلاج شأن كبير في البلد، ويجب أن نعود جميعا إلى المساحة الوطنية المشتركة وأن لا يكون هناك أولويات أخرى في لبنان، سلاح حزب الله لا يواجه إلا من خلال وحدة وطنية شاملة ، وأكبر خدمة تقدم لسلاح الحزب هو ما يحصل اليوم. المقايضة بين الحصول على مقاعد نيابية أو وزارية أو الوصول الى كرسي الرئاسة مقابل الحصول على الاستقرار والسلم الأهلي، هذه المقايضات لتسليم البلد إلى سلطة خارج الدستور والقانون والشرعية اللبنانية والعربية والدولية هو تسليم البلد إلى المجهول، وهذا قد يؤدي إلى عودة الطوائف الى طوائفها وإلى أولوياتها الحزبية، المساكنة بين الجمهورية اللبنانية والسلاح غير الشرعي هي مساكنة مستحيلة، المساكنة التي فرضت نفسها في أيام وضع الوصاية السورية يدها على لبنان إنفجرت بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم نستطع أن ننجز خروج الجيش السوري من لبنان في العام 2005 من مربع مسيحي، بل من مربع مسيحي وإسلامي، وبالتالي الانجازات الكبرى لا تصنع من خلال مربعات حزبية أو طائفية أو ثنائيات، أكانت من طبيعة مسيحية أو إسلامية، فقط الوحدة الداخلية والعودة إلى المساحة الوطنية هي الكفيلة بأن نتجاوز الأزمة الراهنة.

سعيد أكد أنه لا يمكن أن يبقى تيار سياسي وإستقلالي مثل تيار 14 آذار من دون رفض منطق تعطيل المؤسسات الدستورية من قبل حزب الله، بعض الوزراء في الحكومة يدافعون عن منطق غير شرعي ويعرضون لبنان ومصالح اللبنانيين في الخارج للخطر، دوائر القرار الداخلية كاملة تحت سيطرة حزب الله، ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع، وقد نجحنا بإخراج الجيش السوري من لبنان من خلال وحدتنا الداخلية، واستشهاد الرئيس رفيق الحريري كان بمثابة حدث تأسيسي للقاء اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، ويجب بناء إنتفاضة في وجه السلاح غير الشرعي من خلال وحدة اللبنانيين

 

الدول الخليجية تشرع في ملاحقة داعمي حزب الله

العرب/15 آذار/16/المنامة- رحّلت السلطات البحرينية عددا من اللبنانيين لهم صلاة بحزب الله الشيعي المصنف عربيا ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية. وقالت وزارة الداخلية البحرينية، في تغريدة على موقعها في تويتر لقد تم “إبعاد عدد من المقيمين اللبنانيين، بعدما ثبت انتماؤهم أو دعمهم لحزب الله اللبناني”، دون أن تحدد عدد المبعدين أو تقدم المزيد من التفاصيل حول هذه الخطوة. ويأتي الإجراء البحريني غداة إعلان وزارة الداخلية السعودية عن “أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى حزب الله (اللبناني)، أو يتعاطف معه أو يروّج له أو يتبرع له أو يتواصل معه، أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه، فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة، بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله”، وسيتم “إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال”. وقرر وزراء الخارجية العرب الجمعة الماضي، إدراج حزب الله ضمن القائمة السوداء. وسبق ذلك اتخاذ مجلس التعاون الخليجي في 2 مارس الجاري قرارا باعتبار الحزب بقادته وفصائله تنظيما إرهابيا. ويرى محللون أن الإجراء الذي اتخذته البحرين بحق عدد من اللبنانيين والمتوقع أن تحذو حذوها دول خليجية أخرى في الأيام القليلة المقبلة، يعكس إصرارا عربيا على محاصرة حزب الله وتضييق الخناق المالي عليه، خاصة أن الحزب يعتمد في جزء من ميزانيته على دعم المغتربين من الطائفة الشيعية. من المرجح أن تحصر الدول الخليجية إجراءاتها في حق الحزب بقدر ما أمكن لتجنيب لبنان أي آثار سلبية قد تلحق باقتصاده وحزب الله اللبناني تنظيم تأسس في العام 1982 بدعم إيراني، وبات في السنوات الأخيرة يثير قلق الدول العربية والخليجية في ظل انخراطه في أكثر من صراع إقليمي خدمة للأجندة الإيرانية. واعتمدت الدول الخليجية خلال هذه السنوات سياسة غض الطرف خشية انهيار الوضع اللبناني الهش بطبعه، ولكن اليوم اتضح لها أن هذه السياسة جعلت لبنان ككلّ مختطفا من الحزب ومن خلفه طهران. وارتأت الدول الخليجية والعربية اتخاذ خطوات حازمة تجاه حزب الله الذي لا يقل تهديده عن تنظيمي داعش والقاعدة. ومن المرجح وفق الخطوات الأخيرة أن تحصر الدول الخليجية إجراءاتها بحق الحزب بقدر ما أمكن لتجنيب لبنان أي تداعيات أمنية أو آثار سلبية قد تلحق باقتصاده.  وكانت المملكة العربية السعودية قد جمّدت في فبراير هبة تقدر بـ4 مليار دولار مخصصة لدعم الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، بسبب ما اعتبرته المواقف اللبنانية المناهضة لها، في إشارة إلى امتناع الخارجية اللبنانية عن التوقيع على البيانات الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب ومنظمة التعاون الإسلامي المتعلقة بإدانة التعرض للبعثات الدبلوماسية السعودية في إيران الشهر الماضي، إضافة إلى ما اعتبرته الرياض مصادرة حزب الله لإرادة الدولة اللبنانية. رئيس تيار المستقبل يحاول منذ عودته من الرياض مجاراة الوضع اللبناني المعقد في ظل الغضب الخليجي على النخبة السياسية في لبنان ووأكد المسؤولون السعوديون أن هذه الخطوة لا تهدف إلى معاقبة اللبنانيين، وأن لا نية للرياض في اتخاذ إجراءات تزيد الواقع اللبناني سوءا، وما قرارها بتجميد الهبة سوى رد على “الهفوات” الخارجية اللبنانية، التي خرجت عن الإجماع العربي. وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، الاثنين، “إنّ الإخوان العرب ساعدوا لبنان ونحن على ثقة بأنهم لن يتركوه والهبة السعودية (للجيش والأجهزة الأمنية) جمّدت، ونأمل في أن تكون الأمور بالمستقبل أفضل”. وأكد الحريري قائلا، “إننا نواجه مرحلة صعبة ودقيقة في المنطقة لكن لدينا جيش قوي وقوى أمنية قوية تحمينا وتحمي لبنان من كل المخاطر، ونحن بالمرصاد معهما لمواجهة أي خطر يهدّد لبنان ويريد تخريبه”، مشددا على “أننا مع الجيش والجيش لكل اللبنانيين”. وأشار إثر لقائه قائد الجيش العماد جان قهوجي ووزير الدفاع سمير مقبل في مقر وزارة الدفاع، إلى أنّ هذه الزيارة هي تضامنية مع المؤسسة العسكرية ولتقديم التعازي بالعسكريين الذين سقطوا في عرسال. وأراد الحريري من هذه الزيارة التأكيد على أن تياره متمترس خلف الجيش اللبناني رغم التجاوزات التي ترتكب خاصة على صعيد التنسيق مع حزب الله. ويحاول رئيس تيار المستقبل منذ عودته من الرياض مجاراة الوضع اللبناني المعقد في ظل الغضب الخليجي على النخبة السياسية في لبنان التي تتحمل جزءا من المسؤولية في استفراد حزب الله بالبلاد

 

البحرين تبعد عدداً من اللبنانيين لثبوت انتمائهم أو دعمهم «حزب الله»

السعودية: عقوبات مشددة ضد أي مواطن أو مقيم يؤيد أو يروج للميليشيا الإرهابية

إجراءات قانونية رادعة ضد من يرفعون صوراً أو شعارات أو رموز للتعاطف مع الجماعة الإرهابية

المنامة، الرياض، بيروت – وكالات: دخل قرار تصنيف «حزب الله» الإرهابي خليجياً وعربياً، حيز التنفيذ العملي في مجلس التعاون الخليجي، مع إعلان البحرين، أمس، إبعاد عدد من المقيمين اللبنانيين بعدما ثبت انتماؤهم أو دعمهم للحزب، وصدور تحذير شديد الهجة من السعودية بفرض عقوبات مشددة على كل مواطن أو مقيم يؤيد أو ينتمي أو يتعاطف أو يمول الميليشيا الإرهابية. وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية في بيان أنه «تم إبعاد عدد من المقيمين اللبنانيين بعدما ثبت انتماؤهم أو دعمهم لحزب الله الإرهابي، مع التشديد على أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه كافة المنظمات والأشخاص(مواطن أو مقيم) ممن يثبت تعاملهم أو انتماؤهم بأي شكل للمنظمات الإرهابية، وكذلك من يرفعون صورا أو شعارات أو رموزا للتعاطف معها، أو دعمها بما في ذلك الاستثمارات والأعمال التجارية والاقتصادية، والأنشطة التي تأخذ غطاء الأعمال الخيرية والحسابات البنكية والتحويلات المالية، وهو ما يتم انطلاقا من التزام مملكة البحرين بمحاربة عمليات التمويل المشبوهة للإرهاب أو عمليات غسيل الأموال، وذلك بالتنسيق بين كافة الجهات المعنية بهذا الخصوص، وتأتي هذه الإجراءات التي تتم بالتنسيق مع دول مجلس التعاون الشقيقة في إطار مكافحة الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها». وشددت وزارة الداخلية على الجميع «ضرورة التزامهم بالقانون الذي يجرم كل من تواصل أو تعاون أو تخابر مع إحدى المنظمات الإرهابية»، مؤكدة أنها بالتنسيق مع الجهات المعنية ستواصل مكافحتها الأنشطة الإرهابية لما يسمى بـ»حزب الله» بكافة الأدوات المتاحة، كما ستستمر في العمل مع الشركاء في أنحاء العالم بشكل صريح، حيث لا يجب التغاضي عن أي منظمة إرهابية وأنشطتها المتطرفة. وأوضحت الوزراة أن إجراءاتها تستند إلى القرارات الصادرة عن دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء الخارجية والداخلية العرب بتصنيف ما يسمى بـ»حزب الله» تنظيماً إرهابياً، نظراً لدوره في زعزعة الاستقرار في بعض الدول العربية، من خلال دعم خلايا إرهابية.

ولم تحدد وزارة الداخلية البحرينية عدد المبعدين او أي تفاصيل عنهم، فيما كانت صحيفة «السفير» اللبنانية ذكرت في عددها الصادر الجمعة الماضي أن ما بين 7 الى عشر عائلات أبلغت من السلطات بضرورة «مغادرة الاراضي البحرينية خلال مهلة أقصاها 24 ساعة». وجاء الاعلان عن الاجراءات البحرينية صباح امس بعد ساعات من تأكيد وزارة الداخلية السعودية، في بيان ليل اول من امس، أنها ستطبق ما تقضي به الانظمة والاوامر من عقوبات مشددة بما في ذلك نظام جرائم الارهاب وتمويله بحق كل مواطن او مقيم يؤيد او يظهر الانتماء الى ما يسمى «حزب الله» او يتعاطف معه او يروج له او يتبرع له او يتواصل معه او يؤوي او يتستر على من ينتمي اليه، مشددة على أنه سيتم «إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال».وأوضح مصدر مسؤول بالوزارة في بيان اوردته وكالة الانباء السعودية ان هذه العقوبات تأتي تنفيذاً لقرار مجلس التعاون الخليجي المتضمن ان ميليشيات «حزب الله» بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة والمنبثقة عنها منظمة ارهابية وان دول المجلس ستتخذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار استنادا الى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الارهاب المطبقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة. كما يأتي تطبيق العقوبات تنفيذا لاعلان مجلس وزراء الداخلية العرب (اعلان تونس) الصادر في تونس في الثاني من مارس الجاري المتضمن ادانته وشجبه للممارسات والاعمال الخطرة التي يقوم بها هذا الحزب لزعزعة الامن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية. وكذلك استناداً الى البيان الذي اصدرته وزارة الداخلية السعودية قبل عامين بخصوص الجماعات والمنظمات والتيارات والاحزاب الارهابية والعقوبات التي ستطبق على المنتمين او المؤيدين او المتعاطفين معها وتحذير اي مواطن سعودي او مقيم من القيام بتأييد اي من تلك المنظمات او الجماعات او التيارات او الاحزاب، وان من يخالف ذلك بأي شكل من الاشكال ستتم محاسبته على كافة تجاوزاته.

 

مصدر خليجي: سنشهد ترحيلات جديدة

بيروت – «السياسة» والمركزية:15 آذار/16/أكد مصدر خليجي مقيم في لبنان أن ما بدأت دول مجلس التعاون الخليجي تطبيقه من إجراءات في حق مؤسسات وأفراد تابعين لـ»حزب الله» أو على صلة مباشرة به أم غير مباشرة تأتي استكمالا لقرار تصنيف الحزب منظمة إرهابية، مذكراً بأن التدابير التي اعتمدت حيال المؤسسات الإعلامية التي تمثّل «حزب الله» أو إيران بشكل علني أو مبطن وتتخذ من لبنان مقار لها، سيما بعد أزمة اليمن، لم ولن تكون يتيمة، بل إن الدول هذه ستضع ضوابط على كل فرد مقيم فيها يثبت انتماؤه أو أحد أفراد عائلته الى الحزب. ولفت المصدر الى أن إبعاد عائلات لبنانية من البحرين هو الرد الطبيعي على تدخل الحزب في الشأن الداخلي للبحرين، وقد عبّر عن هذا الامر صراحة وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في افتتاح المجلس الوزاري للجامعة العربية، إذ لم يبد حماسته المعهودة لدعم لبنان، وتجلّت «برودته» في دردشة ثنائية مع وزير الخارجية جبران باسيل قبيل افتتاح الدورة 145 لجامعة الدول العربية في القاهرة التي رأسها، قبل ان يدخل الى القاعة ويعلن موقفه الحاد من تدخلات «حزب الله» الإرهابي في بلاده. واعتبر المصدر ان ترحيل عدد من اللبنانيين لن يكون الخطوة الأخيرة بل سنشهد في الساعات القليلة المقبلة سلسلة من التدابير المشابهة لن تقتصر فقط على البحرين. من جهتها، رأت أوساط سياسية بارزة أن قرار وزارة الداخلية السعودية إبعاد كل مقيم متعاطف مع «حزب الله»، قد يفتح الباب في الأيام والأسابيع المقبلة إلى إبعاد لبنانيين، إذا ما ثبت تورطهم بالتعاون مع «حزب الله»، كذلك الأمر فإن هناك دولاً خليجية أخرى ستحذو حذو المملكة. وقالت الأوساط لـ «السياسة» إن قرار السعودية يعكس بوضوح أن الإجراءات العقابية ضد «حزب الله» تأخذ منحى تصاعدياً، ما ينذر بالمزيد من الحصار السياسي والاقتصادي والمالي على الحزب وما قد يترتب عن ذلك من ارتدادات ستطال حكماً من يثبت تعاطفه معه من اللبنانيين المقيمين في المملكة ودول الخليج الأخرى.

 

غياب المشروع والتقوقع داخل الطوائف أسقطا «14 آذار»

بيروت – «السياسة»:15 آذار/16/نعت أوساط قيادية مستقلة سقوط قوى «8 و14 آذار» إلى غير رجعة، لأنّ زمن وجودهما ولّى وانتهى، فسياسة الترقيع المتبعة لإحيائهما لم تعد تجدي نفعاً، بعد عودة الخطاب الطائفي والمذهبي إلى الساحة بقوة. ولخصت الأوساط القيادية لـ»السياسة»، الأسباب الكامنة وراء سقوط التنظيمين بما يلي:

أولاً: غياب المشروع الوطني لكليهما، وانّ فريق «14 آذار» يتحمل مسؤولية أكبر في هذا السياق، لأنه كان يتشكل من قوى وطنية عدة، وهذه القوى فشلت في بلورة خطاب وطني عابر للطوائف والمذاهب، في وقت لم تخرج تصرفات قياداته عن دائرة طوائفها ومذاهبها، فاستمر «تيار المستقبل» يزايد سنياً، و»القوات» و»الكتائب» يزايدان مسيحياً ومارونياً بالتحديد. أما المستقلون فكانوا يشكلون الحلقة الأضعف، حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه.

وفي المقابل، فإنّ فريق «8 آذار» الذي أكمل صفقة سحب رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون وضمه إلى فريقه الممانع، بعد توقيعه ورقة التفاهم مع «حزب الله»، فإنه فشل هو الآخر بصياغة خطاب وطني ينافس به فريق «14 آذار»، فـ»حزب الله» ما زال حتى اللحظة يصر على تسمية المقاومة بـ»الإسلامية»، باعتبارها تمول من إيران، أما باقي القوى والأطراف، فهي ما زالت تأتمر بأوامر القيادة السورية ومشروعها يقتصر على تلقي الأوامر، تارة من طهران وطوراً من دمشق.

ثانياً: الخطر المتأتي من تنامي الخطاب المذهبي، بسبب الحروب في سورية واليمن والعراق، وانحياز فريق «8 آذار» إلى جانب المحور الإيراني-السوري ووقوف «14 آذار» إلى جانب السعودية ودول الخليج، الأمر الذي انعكس تعطيلاً للحياة السياسية المحلية وتراكماً للأزمات وعلى رأسها أزمة الشغور الرئاسي. ثالثاً: دخول بعض القوى من هذا الفريق وذاك الفريق في سياسات الزواريب والمحاور، فـ»القوات اللبنانية» مثلاً، أيدت ما سُمّي بالمشروع الأرثوذكسي للانتخابات، فيما عارضته سائر قوى «14 آذار» وكذلك أيده العماد عون، فيما عارضته باقي قوى «8 آذار».

رابعاً: الخلافات القائمة بين معظم القوى السياسية بشأن الانتخابات الرئاسية، فرئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري يؤيد ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، بالاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، فيما يتمسك «حزب الله» و»القوات اللبنانية» بترشيح عون، ما يعني أنّ هناك عملية خلط أوراق لدى الطرفين لا يمكن تجاوزها، وهنالك استحالة لإعادة وصل ما انقطع لأنّ مصالح الأطراف الفئوية، تتقدم على مصالحهم الوطنية.

وفي الذكرى الـ11 لـ»14 آذار» التي غابت عنها الاحتفالات للمرة الأولى منذ الـ2005، أكد منسق قوى «14 آذار» فارس سعيد، أنه لن يدّخر جهداً في لم الشمل، معتبراً أن جوهر انتفاضة الاستقلال قضية شعب. وقال: «إن لا مهادنة في التمسك باتفاق الطائف الذي دفعنا ثمنه شهداء».

وشدد سعيد على «أن لا تعايش بين السلاح خارج الشرعية والشرعية، فدفعنا الثمن منذ اتفاق القاهرة واليوم مع سلاح حزب الله من شلل للدولة». وفي هذه المناسبة، وجّه رئيس حزب «القوات اللبنانية»، التحية إلى الشعب اللبناني، مطمئناً إياه بأن الأزمة في «14 آذار» مرحلية، ومؤكداً أنه مهما بلغت الصعوبات، لا تراجع عن تحقيق تطلعات الرأي العام وأهداف «ثورة الأرز

 

حزب الله يبدأ بسحب عديده من سوريا بالتزامن مع الإنسحاب الروسي

علي العاملي/جنوبية/ 14 مارس، 2016

في معلومات وردت لموقع جنوبية ان المئات من عناصر حزب الله الذين يقاتلون في سوريا بدأوا منذ عصر أمس بالعودة الى منازلهم بالضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ وكثيف دون سابق انذار. هذا الانسحاب الغير مبرر والذي اكدته لموقعنا مصادر مقربة من الحزب، كانت هي نفسها قد اكدت لنا قبل اسبوع ان حزب الله يحشد قرب مدبنة الزبداني لمعاودة الهجوم عليها بعد انتهاء الهدنة بداية الاسبوع القادم. ويبدو ان المفاجأة التي فجرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الليلة باعلانه عن بدء سحب القوة الرئيسية لجيشه في سوريا من اجل تسهيل العملية السياسية لاحقا تطبيقا لاتفاق اميركي روسي، هذا الاعلان هو العامل الرئيسي الذي قلب الخطة الحربية لدى حزب الله من هجوم…الى انسحاب. اعلان بوتين يكشف امرين مهمين: الامر الاول هو وجود اتفاق اميركي روسي صلب وقوي يقضي ببدء العملية السياسية لحل الازمة السورية، مع عدم السماح لاي من الاطراف بافشالها، والمؤشر على ذلك هو صمود الهدنة التي خالفت التوقعات بعد الاعلان انها ستكون هدنة دائمة غير محكومة بسقف زمني. والامر الثاني هو الالتزام الفوري من قبل ايران وحزب الله بهذا الاتفاق الاميركي الروسي دون اعلان رسمي، ولكن تجلى ذلك عمليا وبشكل سريع، فالحزب بدأ بسحب مقاتليه قبل اعلان بوتين عن سحب القوات الروسية، وهذا يظهر ان ايران وحزب الله معنيين بهذا الاتفاق وملتزمين فيه.

مقاتلو حزب الله

كما يظهر ما قاله الرئيس الاسد للرئيس بوتين خلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه الاخير وابلغه فيه قراره بالانسحاب وبداية العملية السياسية مع الطمأنه ان روسيا لن تسحب جميع قواتها وبالتالي طمأنة الرئيس السوري الذي رد بالمقابل حسب “روسيا اليوم” انه ملتزم بالمباشرة بتطبيق العملية السياسية، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على الاذعان السوري والايراني للاتفاق الاميركي الروسي دون شروط. اذا يبدو ان الاتفاق الروسي الاميركي الذي اعلن عن بداية تطبيقه سوف يكون سيد المرحلة القادمة بلا منازع، فالعملية السياسية قادمة، والمرحلة الانتقالية قادمة رغم انف النظام السوري وحلفائه، كما ان المخططات العسكرية التي كان من المقرر ان تنفذ بغطاء جوي روسي اصبحت لاغية، فلا حسم، ولا غالب ولا مغلوب على الساحة السورية، والطلرب الان انسحاب الجزء الاكبر من القوات الغريبة في سوريا لافساح المجال لتقدم العملية السياسية السلمية.

 

الحريري غادر الى باريس في زيارة خاصة

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - افاد المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، انه "غادر بيروت مساء اليوم، متوجها إلى باريس في زيارة خاصة".

 

دعوة الهيئات الناخبة قبل ٢٦ آذار الانتخابات البلدية على كف عفريت... الإرهاب المتنقّل

هدى شديد/النهار/15 آذار 2016

ينزل استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية على السياسيين ثقيلاً ومحرجاً بعدما مدّد المجلس النيابي لنفسه مرتين، فيما الأجهزة الأمنية المولجة تأمين الحماية لهذا الاستحقاق لا حول ولا قوّة لها في مواجهة تحدٍ أمني جديد، في بلد ينعم بنوع من الاستقرار الهشّ نسبةً الى ما يحيط به إقليمياً من غليان ميداني على إيقاع المفاوضات الجارية في أكثر من ساحة ساخنة. ورغم ذلك، لا يجرؤ أحد من السياسيين ولا من القادة الأمنيين على الدعوة الى إرجاء هذه الانتخابات التي تحتاج الى ورشة عمل سياسية وأمنية دقيقة وحسّاسة تصل الى كل بلدة وقرية وحيّ وعائلة. وفيما بادر النائب نقولا فتوش من خارج اصطفافيْ الثامن والرابع عشر من آذار في الاستحقاقين النيابيين الى تقديم مشروع اقتراح قانون بالتمديد للمجلس النيابي، إيماناً منه بأن "الخطوة كانت ضرورية منعاً لإدخال البلد في مؤتمر تأسيسي وهو في حال الفراغ النيابي، كما يقول لـ"النهار"، فهو اليوم مع إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، ويرى أن على السلطة التنفيذية مسؤولية إجراء هذه الانتخابات حتى وان كان لا يخشى على استمرار المرفق العام انطلاقاً من المادة ٢٤ من قانون البلديات، التي تنص على أن الاعمال تنتقل الى المحافظ والقائمقام وأمين سر البلدية". في السياسة، اتخذ القرار في مجلس الوزراء بإجراء الانتخابات وصرفت لها الأموال والمستحقات الضرورية، وأنجزت تحضيراتها اللوجستية، ولم يبق سوى إصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة من وزير الداخلية والبلديات، إيذاناً بانطلاق العملية رسمياً، وعندها لا عودة عن القرار، والجميع يصبح ملزماً مواجهة الاستحقاق رسمياً وعملياً على الأرض.

ووفق مصادر وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ"النهار" ان دعوة الهيئات الناخبة ستتم قبل نهاية الأسبوع المقبل، وتحديداً قبل ٢٦ آذار الجاري والدخول في عطلة عيد الفصح لدى الطوائف الكاثوليكية. فالمهلة بحسب المادة ١٤ من قانون البلديات (المرسوم الاشتراعي الرقم ١١٨) فتحت قبل شهرين على انتهاء ولاية المجالس الحالية، وتستمر الى ما قبل ثلاثين يوماً على أول مرحلة ستجرى في الثامن من أيار المقبل، بدلاً من أول أحد في أيار الذي يصادف فيه عيدان: العمل والقيامة لدى الطوائف الأرثوذكسية. وتؤكد المصادر أن الوزارة على جهوزيتها لإجراء الانتخابات، وسيتمّ في دعوة الهيئات الناخبة تثبيت مواعيدها على أربع مراحل وعلى مدى أربعة آحاد، بدءاً من الثامن من أيار المقبل، وستذكر في القرار مراكز الاقتراع، ويضاف الى مرحلة الانتخابات في الجنوب فرعية الانتخابات النيابية في جزين. وبحسب مصادر الداخلية ان الوزير المشنوق لم يتخط المهلة، وهو يعمل وكأنّ الانتخابات حاصلة اليوم قبل الغد، بعدما حسمها علانية بأن "لا تجديد ولا تمديد ولا تأجيل للانتخابات". من هنا، الاستعدادات جارية في الوزارة والمديرية العامة للأحوال الشخصية، وبقرار من وزير الداخلية نشرت القوائم الانتخابية الأولية سواء على موقعها الإلكتروني أو من خلال حملة إعلانية أو من خلال توزيعها على المحافظات والبلديات والمخاتير للتدقيق فيها وتصحيحها. وقد بلغ عدد الناخبين وفق إحصاءات الوزارة 3 ملايين و627 ألفا و965 ناخباً، كما أن الوزارة ذكّرت بضرورة الاستحصال على بطاقات هوية، كذلك ترأس المشنوق اجتماعين تحضيريين: الأّول إداري والثاني أمني، خصصا لاتخاذ التدابير العملية لتأمين سير الانتخابات البلدية والاختيارية وسلامتها، وكذلك الانتخابات النيابية الفرعية في قضاء جزين. كما شكٰل لجنة برئاسته لإدارة الانتخابات في الوزارة،، وأنشأ غرفة عمليات مركزية خاصة بالانتخابات تضمٰ ممثلين للوزارات المعنية ومجلس شورى الدولة وقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي.

وفيما كان يتوقّع أن تكون هذه الانتخابات أحد مواضيع البحث في الاجتماع الأمني الذي ترأسه رئيس الحكومة تمّام سلام في السرايا أمس، أشارت مصادر المجتمعين الى أن الاجتماع اقتصر على المواكبة الأمنية لخطة رفع النفايات من الشوارع، وتدابير منع الإخلال بالنظام العام، اضافة الى إجراءات مكافحة الاٍرهاب على الحدود الشرقية وفي الداخل، ومكافحة الجريمة بعد الحوادث الفردية الاخيرة التي طالت مواطنين بينهم ثلاثة كويتيين في توقيت مشبوه. في الخلاصة، قرار إجراء الاستحقاق البلدي والفرعي النيابي اتخذ ونضج سياسياً ولوجستياً وأمنياً، ولكن وفق مصادر أمنية معنية ان كل هذه الجهوزية تبقى رهن الحسابات الأمنية في اللحظات الاخيرة، ولاسيما مع تصاعد حدة التفجيرات الأمنية والإرهابية في المنطقة على إيقاع المفاوضات الساخنة، والتي لا يمكن التنبّؤ بمدى تشظّي لبنان بها، وإمكان قلب طاولة الاستحقاق برمته.

 

بري مع "لبنان الوسطي" وضد إثارة "الذمّية": المقاومة سياج العرب ولن نخرج منها

رضوان عقيل/النهار/15 آذار 2016

بعد تصاعد موجة التباعد بين دول مجلس التعاون الخليجي و"حزب الله"، والتي وصلت الى حد تهديد السعودية بإبعاد كل من يتعاطف مع الحزب من أفراد الجالية اللبنانية، يظهر أن الازمة بينهما تتجه الى مزيد من التصعيد وردود الفعل. وأمام هذا الواقع، يتعامل الشيعة في لبنان مع هذه القضية من منظار ضرورة ضبط هذا الملف، مع شبه إجماع لديهم على رفض المس بالمقاومة ووصفها بالإرهابية، علما أن الدوائر المعنية في الخليج وضعت كل الحزب ومؤسساته في هذه الخانة. وفي خضم هذه الأزمة، يعمل الرئيس نبيه بري على تطويقها قدر الإمكان من خلال العلاقات التي تربطه مع شخصيات خليجية في الكويت وغيرها، إضافة الى تعويله على النجاج في رأب هذا الصدع مع السعودية عند اول عملية تقارب بينها وبين ايران. ويعود بري الى المشكلة التي بدأت في الجامعة العربية عندما تم "تطيير" مقعد سوريا منها. وتكررت الأخطاء من أكثر من طرف، الى حين وصول العرب الى هذا المشهد الذي لا يحسدون عليه، فيما تعيش اسرائيل أسعد أيامها وهي تشاهد هذا التخبط في دنيا العرب. ويردد بري مثلا هنا يتناقله أبناء الجنوب، هو أن الحصّاد القوي لا حاجة به سوى أن يظهر منجله ويستريح ليجلس تحت الظلال ويتفرج على منافسيه في حقول القمح. واسرائيل تطبق اليوم دور هذا الحصّاد. وردا على القائلين ان اسرائيل قد تستغل هذا المشهد وتنفذ عدوانا في الجنوب، يرد بري: "ان اسرائيل اذكى من الآخرين، ولا أحد يستدرجها. ولا يعني هذا الكلام انه في امكان لبنان الاطمئنان اليها وان الجيش والمقاومة والشعب سيكونون لها بالمرصاد. أكثر ما يستفز بري في هذه الأيام هو التصنيفات والنعوت التي يطلقها البعض حيال توصيف العروبة. ويردّ: "نحن العرب ونقطة على السطر. لا نحتاج الى شهادات من أحد". ويشدّد في الوقت نفسه على "وسطية لبنان، وهي لا تعني عدم وقوفه الى جانب القضايا العادلة، فهو لا يقدر على الخروج من ثوبه، فهذا البلد ذو تركيبة خاصة وفريدة في المنطقة، ولا يستطيع الخروج من واقعه وهويته العربية، ولا يقدر على الابتعاد عن همومها. ولا أحد يستطيع ايضا أن يطوّق علاقاته مع بلدان اسلامية وغيرها تحت سماء المعمورة. ويقصد هنا إيران من دون أن يسميها. ولا يقلل من أهمية الخطاب اللبناني الهادىء والمتوازن حيال العرب "الذين عليهم ان يعوا جيداً ان لبنان لن يخرج من مقاومته التي تشكل اول سياج دفاعي عن العرب من اخطار اسرائيل واطماعها. ان لبنان سيكون في مقدم المواجهين للعدو الاسرائيلي. و"على من يهمه الامر ان يفهمنا جيداً". وفي المقابل، يدرك بري جيدا أهمية موقع لبنان في المنطقة العربية، إضافة الى إيمانه المطلق بدور المقاومة ومشروعيتها ورفض توصيفها بالإرهابية، لأنها شكّلت قوة ردع حقيقية في وجه اسرائيل. ويطلق موقفه هذا في أوج سورة الغضب الخليجي ضد "حزب الله"، "إذ ليس في الإمكان فرض خياراتكم (الخليج) على سائر اللبنانيين". ويبدو أنّ لسان حاله يركز على الحفاظ على ثابتتين: الإبقاء على المقاومة وتحييدها عن الخلافات السياسية في الداخل والخارج، والعلاقات الطيبة مع البلدان العربية ولا سيما الخليجية منها التي تربطنا بها علاقات تاريخية، وقد بادلها لبنان بالعمل والوفاء. وما يقصده بري هنا أن لبنان يمكنه "التنفس" والعيش من خلال هاتين الرئتين. ولا تخلو أحاديث بري مع زواره من الغوص في شجون الداخل اللبناني، وهو لم يخف انزعاجه الشديد من حديث البعض عن "الذمية السياسية" في الآونة الأخيرة، والتطرق الى هذه النقطة في الخطابات والتمهيد لها على طاولة الحوار. ويدعو بري هؤلاء الى مراجعة تاريخ لبنان الحديث جيدا لمعرفة كيف كانت العاصمة وأجزاء كبرى من جبل لبنان تسيطر على مقدرات البلد، وان "الذمية السياسية" كانت تطبق على الاطراف في البلد، وهم من كل الطوائف.

 

عون في ذكرى 14 آذار: الابواب تشرعت اليوم لكل انواع الحلول ولن نسمح بالتمديد للوضع المستمر منذ 1990

الإثنين 14 آذار 2016

وطنية - شدد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون على " اننا لا نطالب بتغيير الطائف بل تفسيره بشكل صحيح "، متسائلا "اين الناصقة بالتمثيل والقانون الانتخابي الذي سيحافظ على صحة التمثيل لمختلف شرائح الشعب". وقال في احتفال دعا اليه التيار الوطني الحر في 14 آذار في فندق الحبتور- سن الفيل "اننا اليوم في ذكرى 14 آذار الـ27، سلمنا الأمانة الى الوزير جبران باسيل والى هيئات جديدة منتخبة، ونهنئ قيادة الحزب اليوم لأنها اليوم تطبق نظام الحزب الجديد. ونحن في لبنان لم نفهم معنى الديمقراطية والمساواة والانصاف، ونحن اول حزب ديمقراطي من القاعدة حتى القمة، نوسع قاعدة الثقافة الديمقراطية على أساس حزبنا كبير والاولاد منذ الان يتعلمون معنى الديمقراطية، ونحن نكون قمنا بتحسين الصورة". ورأى العماد عون "نحن في 14 آذار حكومة انتقالية مع الجيش والشعب مطوقون بقوى غير محدودة، مطوقة ماليا وعسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا، يريدون فرض امر الواقع علي والاستسلام دون قيد أو شرط، كان امامي خياران أما أن استسلم أو أقاوم ولو خسرت فأكون حفظت حقي بالاستقلال. رفضنا وب14 آذار نزلت علينا النار من كل الجهات على القصر الجمهوري".

اضاف:"تم انقاذنا بأعجوبة، لكننا قاتلنا من أجل المحافظة على السيادة والحرية والاستقلال، وحاربنا من اجل قيم هي حرسة المعتقد وحق الاختلاف وحرية التفكير والتعبير، لذلك معنى وجودنا كان أن نعيش أحرارا. والحياة خارج اطار الحرية شكل من أشكال الموت، على اساس هذه القيم نتعاطى مع الآخر بالداخل أو الخارج، في الخارج نبحث عن صداقة الجميع والتعامل على اساس الاحترام المتبادل، نتحاشى العداء وفضل التفاهم ولكن البعض يحاول التنكر لنا عن حقنا في الدفاع عن أنفسنا، ونحن لنا الحق في الدفاع عن أنفسنا أينما كان وأينما نريد، واجباتنا أن ندافع بكل الوسائل عن الارض والشعب.

وقال:"كل محاولة تنكر هي أبشع بكثير من الاعتداء المسلح علينا. في الداخل يجب أن يكون هناك شراكة مطلقة بالقيم التي ندافع عنها من حرية المعتقد والفكر والتعبير، وهذا يميز بين الذي عنده تبعية للخارج وبين الصداقة الصحيحة، ونحن نفضل الأصدقاء الأصحاء، الكثير من الناس خسروا التضامن للحفاظ على الصداقات، التبعية "تنزع" العلاقة مع الداخل والخارج. نحن اليوم اتفقنا مع "القوات" لرغبة داخلية فينا ولنداءات من ناس غيارى على مصلحة لبنان، من رجال دين ودبلوماسيين، نحن حلمنا ونحلم، قمنا ونقوم حتى يكون لنا وطن مزدهر، علينا التقدم لأسباب عديدة وكل ما حققناه كان محدودا، ولكن السبب المعرقل كان الفساد في الحكم، والمقاومة لكل تدبير اصلاحي سواء يتعلق بالاشخاص أو النصوص القانونية، لأن القوانين مهترئة، التمديدات غير دستورية وغير شرعية، تمديدات لشخصيات أو كبار الموظفين الأمنيين، كل هذه الأشياء انتهكت القوانين، ولم يعد لنا مراجع نتوجه لها لادارة البلاد ومصالح الناس. نحن لن نقبل بهذه الأشياء، نحن علمانيون ولكن حتى يقبل مجتمعنا العلمانية يجب أن نقبل أن هناك "أوادم" بكل الطوائف، الفساد بالادارة والدولة يعكس صورة من قام بالتعيين. نحن لسنا محرومين من الكفاءات، اليوم لم نعد نقبل بالاخفاق بالحكم، لأننا اذا استمررنا بذلك سنصل الى جهنم ونحن على مشارف جهنم.

واوضح عون "الداء اليوم هو قانون الانتخابات وهو خلق عدم توازن وعدم انصاف وعدم مشاركة في ارادة البلد، ولبنان مبني على التوازن والمشاركة، قانون الانتخاب ارتكز على مجلس نواب باطل، المجلس وضع قانون انتخاب مفصل بشكل أن الطبقة الحاكمة في حينها يبقى لها الاكثرية واستخدموا التوزيع الطائفي الخاطئ، المسيحيون لا يطالبون انقاص عدد نواب المسلمين ولكن هذا القانون لم يحترم، هناك خلل في التوزيع الديمغرافي،المسيحيون عاشوا في 22 قضاء مع كل الطوائف، وبذلك كانوا أقلية لأنهم توزعوا، اذا بهذا الشكل عندما يكون التوزيع طائفي، الاقلية تربح بأصوات الاكثرية وتلتزم بسياستها، لا انصاف بتوزيع الدوائر، لذلك نحن اليوم نطالب بقانون نسبي".

واشار الى ان "هناك أكثرية في كل طائفة وأقلية بكل طائفة، ولكن كل الناس تتمثل، يرفضون هذا القانون لانه سيخصلنا من امتياز يجعلهم أسيادا علينا، من هنا تأتي النزعة للسيطرة وتقع المشكلة، نحن أمام هذه المشكلة بصرف النظر عن الفساد والاموال المهدورة وكل المشاكل التي تعترضنا، اذا هذا الغبن لا يلحق فقط بالمسيحيين بل يلحق بكل لبنان، خصوصا عندما مدد لمجلس النواب واغتصبوا السلطلة، لا شرعية لسلطلة غير مستمدة شرعيتها من الشعب والشعب هو مصدر السلطات، أنا نائب غير منتخب ليس لي شرعية نيابية. الاكثرية ولدت عام 2009 لـ4 سنوات وتم تجديد السنوات الـ4 لـ سنوات جديدة، الولاية كانت يجب أن تنتهي عام 2013 ، اذا لماذا يتم التهرب من الانتخابات الرئاسية، يتهموننا بالعرقلة، كيف بانسان فاقد الشرعية ينتخب رئيسا شرعيا"؟ واكد "نحن لا نطالب بتغيير الطائف بل تفسير الطائف بشكل صحيح، أين المناصفة بالتمثيل والقانون الانتخابي الي سيحافظ على صحة التمثيل لمختلف شرائح الشعب؟ هل تحرمني من حقي وتطلب مني احترام قواعد العيش المشترك. بعد تجربة 11 عاما لست مرتاحا، الحاكمون حاولوا تأخير عودتي الى لبنان الى ما بعد الانتخابات وقالوا لي انتبه الى المعارضة لا نريدها أن تنقسم، هم سرقوا منا الهدف والتاريخ والشعار وسموا أنفسهم 14 آذار، اليوم سقطت 14 آذار التايوانية وبقيت 14 آذار الأصلية". وقال:"منذ عامين فرغت الرئاسة وحاولنا تكوين السلطة، قلنا أن مجلس النواب لا حق له بانتخاب رئيس، ويجب اعادة تكوين السلطة، يريدون انتخاب رئيس قبل الانتخابات النيابية بحجة الوضع الامني، بينما في سوريا والعراق خلال الحرب انتخبوا رؤساء لهم، النوايا السيئة تتحكم بالقرار، لا يريدون القيام بانتخابات لأنهم يخشون من الهزيمة وانتهاء شهر العسل.طرحنا انتخاب رئيس من الشعب مباشرة حتى نتخلص من مجموعات النواب الذين يمثلون مصالح تتعارض مع الشعب، رفضوا. طرحنا انتخابات نيابية، رفضوا لانهم يريدون انتخاب رئيس قبل حتى يفرضوا اكثريتهم، الفقرة "د" من الدستور تنض على ان الشعب مصدر السلطات يمارسها بواسطة المؤسسات الدستورية التي ينتخبها، الشعب اللبناني يمكن أن يسترد السلطة حتى يمارسها بنفسه.الميثاق الوطني يعين رئيس الحكومة الاكثر شعبية وكذلك رئيس مجلس النواب. وسأل :"لماذا لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية الاكثر تمثيلا؟ هذه القصة انتهت ولن نقبل بعد اليوم أن تكون مصالح الشعب للبناني فريسة الاهواء والمصالح.اليوم أعتقد أن الابواب تشرعت لكل أنواع الحلول، ولن نسمح التمديد للوضع المستمر منذ العام 1990"، خاتما "لا تيأسوا لأنه لنا ارادة وامكانات لتحقيق التغيير واستخدام جميع الوسائل للوصول الى الغاية المنشودة".

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاثنين الواقع في 14 اذار 2016

الإثنين 14 آذار 2016

النهار

تردّد أن الوزير أشرف ريفي قد يعود عن استقالته في ضوء الحكم الذي سيصدر في قضية سماحة.

يعقد مرشّح جدّي للرئاسة لقاءاته مع سفراء دول معنيّة بوضع لبنان بعيداً عن الإعلام.

سأل معنيّون باستغراب: هل كان الاتفاق على حل أزمة النفايات بتحديد أمكنة المطامر يحتاج إلى ثمانية أشهر؟

اعترف أكثر من مسؤول بارتكاب الحكومة خطأ في عودتها عن المناقصات في ملف النفايات تحت وطأة الضغوط والمزايدات آنذاك.

شوهد أحد أبرز الناشطين المعترضين في "التيار الوطني الحر" في أحد مقاهي وسط بيروت فيما كان رئيس التيار يلقي كلمته في المؤتمر أمس.

السفير

عقد لقاء هو الأول من نوعه بين ممثلين عن قيادة "أمل" و"عصبة الانصار" في عين الحلوة "وتم التوافق على خطوات ستظهر نتائجها قريبا" حسب مصدر معني.

تصدى أزلام مرجع متني بقوة السلاح لمحاولة هيئة رسمية نزع أجهزة غير مرخصة للبث (إنترنت) في أعالي جرد المتن!

عززت سفارة دولة غربية كبرى من وجودها الديبلوماسـي والأمــنــي والإعلامي في لبنان لمواكبة التطورات في سوريا.

اللواء

تجري الاستعدادات لعقد مؤتمر عام لتيار سياسي بارز، يتم خلاله إجراء انتخابات لمنسقي المناطق ورؤساء القطاعات وإدخال دماء جديدة في القيادات الوسطى!

تردّد أن دفتر شروط تلزيم منشأة حيوية يستبعد الشركات الأوروبية العاملة في القطاع، ويُراعي شركات أميركية كبيرة لا يصل عددها إلى أصابع اليد الواحدة!

تبين أن كلفة طمر النفايات المتراكمة في الشوارع، والكميات الجديدة التي ستُطمر خلال الأربع سنوات تفوق الكلفة التي كانت تأخذها "سوكلين" طوال السنوات السابقة!

الجمهورية

تلقّى مواطنون كويتيّون موجودون في لبنان إتصالات من الأهل والأصدقاء تحضّهم على مغادرة البلد بعد الإعلان عن جريمة قتل الكويتيَّين في عاريّا.

تلقّى زعيم حزب إتصالاً من زعيم بارز إستغرق نحو ساعة لإقناعه بضرورة الموافقة على قرار اتخذ من شأنه حل أزمة مستعصية ومزمنة.

أكّد مرجع روحي رداً على تهديدات "داعش" الأخيرة بحق المسيحيّين واللبنانيّين أن الجيش وحده يحمينا وهو قادر على ذلك.

البناء

استغربت أوساط سياسية توقّع الرئيس سعد الحريري إنجاز الاستحقاق الرئاسي في شهر نيسان المقبل قبل أن يتم حسم موضوع المرشحين، لافتةً إلى غياب الاتصالات على هذا الصعيد، لا سيما بين "التيار الوطني الحرّ" و"تيار المستقبل" المتمسكّ بموقفه من الانتخابات الرئاسية بالتوازي مع حملته المتواصلة على حزب الله ونعته بـ"الإرهاب" تماشياً مع الحرب التي تشنها السعودية على الحزب وجرّت إليها أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي ثم جامعة الدول العربية.

 

بري عرض مع قهوجي وضاهر الوضع الامني واستقبل الوفد النيابي لاجتماعات الاتحاد البرلماني في زامبيا

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، في عين التينة، النائبين ايوب حميد واميل رحمة اللذين سيمثلان لبنان في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في زامبيا بين 18 و23 اذار الجاري، والامين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة بحضور الامين العام للشؤون الخارجية للمجلس بلال شرارة. وجرى البحث في جدول الاعمال للاجتماع التشاوري العربي الذي سيعقد على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في 19 اذار الجاري في زامبيا.

برقية تهنئة

وتلقى الرئيس بري برقيتي تهنئة بمناسبة تسلمه مهامه كرئيس للاتحاد البرلماني العربي من رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، والامين العام لإتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي البروفيسور محمود إرول قليج.

قهوجي وضاهر

قهوجي واستقبل بري بعد الظهر قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات الجديد كميل ضاهر بحضور المستشار احمد بعلبكي، وجرى عرض للوضع الامني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية.

وفد مدرسة الحكمة

وكان بري استقبل وفد مدرسة الحكمة ونادي الحكمة الرياضي برئاسة رئيس المدرسة الخوري جان بول ابو غزالة ورئيس النادي مارون غالب. وقدم الوفد لبري قميص فريق كرة السلة للنادي رقم (1) بإسم نبيه بري وعليه ايضا فترة دراسته في المدرسة وهي 1953 و 1954، كما قدم له النسخة الاولى لكتاب اليوبيل 104 سنوات على انشاء مدرسة الحكمة والذي سيطلق يوم الجمعة المقبل، بالاضافة الى صورة للمدرسة ايام دراسة الرئيس بري فيها".

 

رئيس مطار بيروت: الصاروخان المضبوطان في بلغراد مخصصان للتدريب وأعيدا الى الشركة المصنعة بالتنسيق مع قيادة الجيش

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - صدر عن رئيس مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت المهندس فادي الحسن بيان جاء فيه: "توضيحا لما اوردته بعض وسائل الاعلام عن ضبط السلطات الصربية في مطار بلغراد الدولي صاروخين على متن احدى الطائرات الآتية من مطار رفيق الحريري الدولي والتابعة للشركة طيران AIR SARBIA. ان رئاسة مطار رفيق الحريري الدولي تؤكد ما ورد في البيان الصادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أن الصاروخين المذكورين مخصصان للتدريب PROTOTYPE ولا يحتويان اي نوع من المتفجرات، بحيث تمت اعادة تصدير هذين الصاروخين الى الشركة الاميركية المصنعة بعد الانتهاء من التدريب عليهما، بالاتفاق مع قيادة الجيش ووفقا للاجراءات الادارية والقانونية والامنية المعتمدة في المطار".

 

 الداخلية البحرينية: إبعاد عدد من المقيمين اللبنانيين

وكالات14 آذار/16/أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، صباح الاثنين، انه تم "إبعاد عدد من المقيمين اللبنانيين، بعدما ثبت انتماؤهم أو دعمهم لحزب الله اللبناني الإرهابي"، في أول قرار خليجي تنفيذي من نوعه. جاء ذلك في تغريدة للداخلية البحرينية، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، من دون أن تحدد عدد اللبنانيين المبعدين، أو المزيد من التفاصيل بشأن الإبعاد. ويأتي الإجراء البحريني غداة إعلان الداخلية السعودية، الأحد، "أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى حزب الله، أو يتعاطف معه، أو يروج له، أو يتبرع له، أو يتواصل معه، أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه، فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة، بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله"، وسيتم "إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال". وأمس الأحد، قررت دولة الإمارات العربية المتحدة ترحيل سبعين لبنانياً عن أراضيها، من دون الكشف عن الأسباب.

 

 سامي الجميل عرض المستجدات مع السفيرين السعودي والبريطاني

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، السفير السعودي علي عواض العسيري والبريطاني هوغو شورتو، في حضور نائب الرئيس الدكتور سليم الصايغ. وجرى خلال اللقاءين عرض لآخر المستجدات.

 

الحريري من اليرزة: الجيش جمع كل اللبنانيين وحيد نفسه عن العواصف السياسية

الإثنين 14 آذار 2016/وطنية - زار الرئيس سعد الحريري اليوم، قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في وزارة الدفاع، وانضم الى الاجتماع لاحقا وزير الدفاع سمير مقبل. وقدم الحريري التعازي بشهداء المؤسسة العسكرية الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب، مبديا دعمه للمؤسسة العسكرية والقوى الأمنية ومؤكدا عدم تخلي الدول العربية عن الوقوف الى جانب لبنان. ثم انتقلا مع مقبل إلى غرفة عمليات قيادة الجيش، حيث قدم مدير العمليات العميد الركن زياد الحمصي، إيجازا للوضع قوى الجيش على الحدود الشرقية والشمالية والجنوبية، ثم اطلع من العماد قهوجي على حاجات الجيش المختلفة في ضوء المهمات العسكرية والأمنية التي ينفذها. بعد ذلك عقد الحريري في حضور وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، مؤتمرا صحافيا أمام حشد من الإعلاميين، أعلن فيه ثقته الكاملة بالمؤسسة العسكرية ودعمه لها، وتناول مواضيع وطنية مختلفة.

وقال: "منذ 11 عاما، في 14 آذار، طلب من الجيش أن يفتح النار على اللبنانيين، لكنه حمى اللبنانيين وساحات الحرية. الجيش اللبناني حمى ثورة الأرز ولبنان والمواطنين اللبنانيين في كل المراحل، وقام بواجباته كما يجب أن يقوم بها دائما. نحن شعارنا دائما مع الجيش والقوى الامنية اللبنانية الشرعية مع الدولة ومؤسساتها في مواجهة أي خطر يهدد لبنان، وشعارنا هو أننا نريد الجيش في لبنان ولا نريد غيره". أضاف: "قدمت التعازي الى وزير الدفاع وقائد الجيش بالضباط والعسكريين الذين سقطوا في كل المعارك التي يخوضونها في مكافحة الإرهاب، وهناك الكثير من الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان واللبنانيين. اليوم نحن نواجه مرحلة صعبة ودقيقة، خصوصا في المنطقة. وأحببت المجيء الى هنا لأقول للجيش ووزير الدفاع وقائد الجيش إننا دائما داعمون للمؤسسة العسكرية، وهذا ما نفتخر به، لأن هذه المؤسسة استطاعت أن تجمع كل اللبنانيين وان تحيد نفسها عن كل العواصف السياسية، ونريدها أن تبقى بهذه الروحية". وتابع: "أنا واثق بأن الأخوان العرب لن يتركوا لبنان، فهم لطالما وقفوا الى جانبه وساعدوه في السراء والضراء، وأتمنى أن تكون الأمور مستقبلا أفضل، وهذا مسعى نحن السياسيين علينا أن نقوم به، خصوصا أمام هذه العاصفة التي نواجهها".

وعن الشريط المسجل ل"داعش" أخيرا، قال: "إن هؤلاء لا يمثلون الإسلام، ونحن خلف الجيش والقوى الامنية، ونقول للذين يحاولون تهديد لبنان إن جيشنا قوي والقوى الأمنية قوية واللبنانيين موحدون، مسلمين ومسيحيين، أمام أي أحد من داعش أو أي متطرف، وسنقف بالمرصاد نحن والجيش اللبناني في وجه من يحاول القيام بأعمال تخريبية. هؤلاء ليسوا سنة ولا شيعة، ولا دين لهم، فهم يشترون ويبعون بالدين كما يريدون، ويبتدعون الأديان والقصص التي تخدم مشاريعهم ومآربهم، كما حصل في بلدان عربية عدة، ولكن نحن موحدون في هذه المعركة وسنبقى صامدين، ونعرف أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية ستتصدى لهم بشراسة، وسنكون خلف الجيش وبجانبه ومعه لأننا نحن وهذا الجيش واحد".

سئل عن الهبة السعودية فأجاب: "الهبة جمدت، ولكن نحن السياسيين يجب أن نسعى ونعمل ونطمئن ونقول إننا مع الجيش اللبناني وإنه جيش لكل اللبنانيين، وهذا الجيش قام في هذه المرحلة بمهمات صعبة جدا أمام الانقسامات السياسية والمشاكل الداخلية التي حصلت، والجيش منتشر في كل لبنان ويساعد كل اللبنانيين بجميع طوائفهم، وهو بالنسبة الينا الركيزة والأساس في الوطن، والذي نعتمد عليه هو وكل القوى الامنية". سئل: وزير الخارجية السعودي قال إن هيمنة "حزب الله" على قررات المؤسسة العسكرية أدت الى إلغاء الهبة السعودية للجيش، فهل تعتبرون أن "حزب الله" مهيمن على المؤسسة العسكرية؟

أجاب: "حزب الله جزء مكون في هذا البلد. وهناك واقع سياسي على الارض كلنا نتعامل معه والجيش أيضا يتعامل معه. موضوع حزب الله لا أريد أن أتحدث فيه هنا لأنني لا أريد انقسامات، وسبق أن أدليت بما أريد في مقابلتي الأخيرة، ولكن هناك مشكلة مع الدول العربية خصوصا مع دول مجلس التعاون الخليجي، وأردت المجيء في 14 آذار الى هنا لأنه في هذا اليوم البعض أعطى الأمر بفتح النار على الناس، ولكن الجيش بعسكره وضباطه وقياداته هو الذي حمى الثورة ودافع عن الناس، وهذا ما قام به الجيش في كل لحظة وفي كل تاريخه".

سئل: ماذا بقي من 14 آذار بعد 11 عاما؟

أجاب: "بقي الناس، و14 آذار ليست أنا ولا أي حزب سياسي، هم الناس الذين نزلوا الى ساحة الشهداء

 

جعجع: الأزمة داخل 14 آذار ليست جوهرية ولا خلاف في الخيارات الأساسية

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - وجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005، رسالة من معراب الى اللبنانيين قال فيها: "14 آذار 2005- 14 آذار 2016 وانتفاضة الاستقلال مستمرة على الرغم من كل الصعوبات. 11 عاما مرت على تلك اللحظة الاستثنائية والفريدة من نوعها في تاريخ لبنان، وما زال الحلم هو هو بدولة سيدة ومستقلة وممسكة وحدها بالسلاح والقرار، والصورة التي جمعت معظم الشعب اللبناني في ساحة الشهداء ستبقى الدليل الساطع على الأهداف الواحدة والمشتركة للبنانيين، مسلمين ومسيحيين، بالعيش معا في ظل دولة تجسد تطلعاتهم السيادية والاستقلالية والميثاقية والسياسية والأمنية والاقتصادية". واعتبر "ان الإرادة اللبنانية التي تفجرت في 14 آذار هي معطى ثابت ونهائي ولا حاجة إطلاقا الى إعادة تظهيرها في كل محطة ومناسبة، وقد أكدت أن الرؤية للبنان بعد 11 عاما من الحروب، و15 عاما من الوصاية السورية على لبنان، هي هذه، رؤية 14 آذار، لم تتبدل ولن تتبدل".

وأضاف: "لقد تقصدت الدعوة اليوم إلى هذا المؤتمر لثلاثة أسباب أساسية: السبب الأول من أجل توجيه التحية إلى كل الشعب اللبناني، وإلى كل مواطن رأى في انتفاضة الاستقلال الأمل بعودة لبنان دولة طبيعية فعلية ونموذجا في هذا العالم نحرص، كما يحرص، على استمراره. ولا يسعني في هذه المناسبة سوى التأكيد انه مهما بلغت الصعوبات والتحديات لن نتراجع قيد أنملة عن تحقيق تطلعات الرأي العام الاستقلالي وأهداف انتفاضة ثورة الأرز. أما السبب الثاني، إذا شاءت الظروف ان نستعيض هذه السنة عن الإطلالة الجامعة باطلالات منفردة، فهذا لا يعني إطلاقا ان 14 آذار انتهت، لأن الأسباب التي استوجبت قيامها ما زالت قائمة، وما زلنا مؤمنين بها. إن 14 آذار هي فكرة وروح قبل أن تكون تنظيما، وهي مشروع قبل ان تكون حركة، وهذا لا يعني التقليل من أهمية الإطار التنظيمي او المشهدية الجامعة، إنما لا يفترض في الوقت نفسه التمسك بتقاليد وأعراف إذا كان الهدف منهما فقط إخفاء الخلل في الواقع التنظيمي. هناك مشكلة تنظيمية فعلية، ولكن هذه المشكلة لا تعني ان 14 آذار انتهت، وعدم الاحتفال بمشهدية جامعة لا يعني ان 14 آذار لم تعد موجودة. بينما السبب الثالث، لأننا لم نعتد يوما إلا على قول الحقيقة ومصارحة الناس، وبالتالي نفضل ألف مرة ان نعلق احتفالية في حال لن تقدم جديدا عمليا، أو لن ينتج منها خريطة طريق سياسية، على الإطلالة بخطابات يعرفها الناس الذين، أكثر من أي وقت مضى، يريدون أفعالا لا أقوالا، لأنهم ملوا وسئموا الأقوال، وبالتالي في ظل العقبات التنظيمية التي تحول دون وضع الخطة اللازمة، فإن المطلوب صدمة إيجابية تدفع الجميع إلى التفكير بكيفية الخروج من الأزمة الداخلية، بدلا من مشهدية تخفي المشكلة الحقيقية، وتقدم مسكنات ترحيلا للأزمة او تهربا من معالجتها".

وطمأن جعجع "كل الرأي العام الاستقلالي الى أن الأزمة داخل 14 آذار ليست جوهرية، إنما مرحلية خرجت إلى العلن مع الانتخابات الرئاسية وستذهب معها إذا لم يكن قبلها، فيما لا خلاف إطلاقا في الخيارات الأساسية المتصلة بالشرعيات الثلاث: الشرعية اللبنانية، والشرعية العربية والشرعية الدولية، وربطا بذلك إعادة الاعتبار الى مشروع الدولة، والتمسك باتفاق الطائف والعمق العربي للبنان". واستذكر "كل شهداء ثورة الأرز بدءا بالشهيد رفيق الحريري وصولا إلى الشهيد محمد شطح، وأنا أجدد العهد لهم بأن شهادتهم التي منعت إعادة عقارب الساعة إلى الوراء تشكل الحافز الأكبر لنا لمواصلة النضال تحقيقا لمشروعهم ومشروع من سبقهم من شهداء، وفي طليعتهم بشير الجميل، استشهدوا على مذبح قيام دولة قوية في لبنان".

وتابع: "في هذه المناسبة أيضا أدعو إلى وقف جلد الذات، والنظر إلى النصف الملآن من الكوب، وعدم تجاهل أن مشروع 14 آذار لم يواجه بالسياسة، إنما بالسلاح والاغتيالات، كذلك أدعو الى النظر الى واقع لبنان الحالي المذري، إن على المستوى الداخلي أم على مستوى علاقاته العربية والدولية، لتبيان كم أن 14 آذار على حق والآخرين على باطل. ولا بد في هذا اليوم المجيد إلا ان أوجه التحية إلى كل مناضل في انتفاضة الاستقلال، داعيا الجميع إلى "التسلح بالأمل، وخلع رداء الإحباط، كما التسلح بالمشهد المليوني في 14 آذار 2005 الذي أسس للاستقلال الثاني، هذا الاستقلال الذي اعترضت سبيله عوائق وصعوبات، ولكن بما أننا لا نعرف معنى الاستسلام سنواصل المواجهة تحقيقا لأحلام اللبنانيين بدولة سيدة وحرة فعلية وقوية".وختم جعجع: "أدعو في هذا اليوم المجيد كل قيادات 14 آذار إلى وقفة تأمل ومراجعة مطلوبة منا جميعا لتجاوز الانقسامات الحالية، والتمسك بمشروع 14 آذار، أي التمسك بلبنان الحلم".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سامي الجميل وضع اكاليل على اضرحة شهداء 14 آذار: سنبقى اوفياء لشهادتهم

الإثنين 14 آذار 2016 Lوطنية - وضع رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل باسم الحزب، اكاليل من الزهر على اضرحة رجالات انتفاضة الاستقلال لمناسبة ذكرى الرابع عشر من آذار، الشهداء: رفيق الحريري، باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، وليد عيدو، انطوان غانم، فرنسوا الحاج، وسام عيد، سامر حنا، وسام الحسن ومحمد شطح. وغرد الجميل على صفحته على "تويتر" قائلا: "سنبقى اوفياء لشهادتهم".

 

سامي الجميل دشن معمل فرز النفايات في بكفيا:اللامركزية هي الحل لكل المشاكل الانمائية

الإثنين 14 آذار 2016 Lوطنية - شدد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، على ضرورة "اعتماد مبدأ اللامركزية في كل الامور الانمائية، بدءا بموضوع معالجة مشكلة النفايات بعدما رأينا العجز الذي كنا نتوقعه للدولة المركزية بمعالجة مشكلة بسيطة كموضوع النفايات، وعندما عالجوها قاموا بذلك بظل فساد لا مثيل له، نؤكد ان اللامركزية هي الحل لكل المشاكل الانمائية". كلام النائب الجميل جاء خلال تدشين معمل فرز النفايات في بكفيا - bi - clean الذي انشأته البلدية ليفرز ثمانية اطنان من النفايات المنزلية الناتجة يوميا عن البلديات التي يشملها المشروع وهي: بكفيا، المحيدثة، ساقية المسك وبحرصاف. وحضر الافتتاح الرئيس امين الجميل وعقيلته ، رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام والوزير السابق فادي عبود وحشد من فاعليات المنطقة والناشطين والخبراء البيئيين. بداية شرحت السيدة نيكول الجميل المشرفة على المركز كيفية استحداث المركز، كما شرحت وظيفة المعدات الموجودة فيه وطريقة العمل واعتبرت انها الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل. ثم تحدث رئيس بلدية بكفيا فيليب السبعلي، الذي اعتبر ان هذا المشروع حقق ما عجزت عن تحقيقه الدولة. اما رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام فأعتبر "أن ما حصل اليوم في بكفيا دليل على نجاح اللامركزية في حل اكثر كل الملفات الشائكة".

الجميل

من جهته، أوضح رئيس النائب الجميل "أن الكلفة التي تدفعها القرى اليوم، مع بدء عمل هذا المركز تشكل 15% تقريبا مما كانت تدفعه لسوكلين"، مضيفا "كنا ندفع حوالى 3500 دولار في اليوم، اما من خلال هذا المشروع فبتنا ندفع 600 دولار فقط". ورأى اننا "نكتشف اكثر فاكثر فظاعة الفساد الذي كنا نعيش في ظله، كما اكتشفنا الاوزان الحقيقية للنفايات، والتي كنا ندفع 3 اضعاف ثمنها الحقيقي". واعلن أن "المركز يعالج عمليا 4 قرى"، املا "التمكن في ما بعد من معالجة نفايات 11 قرية محيطة"، لافتا الى "انه لاستيعاب نفايات كل هذه القرى قد تتم اضافة ماكينة اخرى، الى ان نتمكن لاحقا من الانتقال الى مرحلة متقدمة والانتهاء من العوادم التي تتبقى من العملية".  واكد الجميل "أن هذا المشروع نموذجي"، وقال: "اردنا ان نتأكد اننا قادرون على القيام بهذا الامر على صعيد بلدي، لذا نعلن انه ابتداء من الشهر المقبل سننسحب من العقود المركزية ولن ندفع ليرة لجماعة النهب، كما سنحاول نقل هذه التجربة الى كل قرى جبل لبنان للانتهاء من التبعية وان نكون رهائن بين ايدي سلطة فاسدة، ولكي نتمكن من معالجة مشاكلنا لوحدنا من خلال القرى واللامركزية". ولفت الى "أن هذه التجربة تشكل انطلاقة، وبعد ان تم التأكد من نجاحها سيتم تعميمها على المناطق التي تريد ان يكون لديها هذه القدرة". ودعا البلديات الى "الاطلاع على هذا المشروع"، مشيرا الى "أن الامكانيات التي وضعت لاطلاقه بسيطة ومن خلال ميزانية البلدية والاهالي وباكتفاء ذاتي من دون تمويل خارجي"، مجددا التأكيد ان اللامركزية هي الحل. وختم: "نحن وعدنا ووفينا وسنكمل ونطور ونحسن بعملية انماء محلي من دون فساد وعذاب او ان نكون رهائن، هذا ما قمنا به في بكفيا والتحدي اليوم هو نقل هذه التجربة الى كل المناطق اللبنانية".

 

الرئيس الجميل عرض مع شورتر الفراغ الرئاسي وهنأ ابو الغيط : لرفع عبء ملف اللاجئين عن لبنان عربيا ودوليا

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - إستقبل الرئيس أمين الجميل في مقره في سراي بكفيا ظهر اليوم، سفير بريطانيا هوغو شورتر وتم خلال اللقاء عرض المستجدات على الساحة المحلية. وتناول اللقاء قلق الغرب من وقع الفراغ الرئاسي على المؤسسات اللبنانية وعلى مستقبل لبنان، وجرى البحث في الوسائل التي يمكن ان تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وتضافر الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق هذا الأمر "طالما ان الواقع الرئاسي تجاوز ارادة اللبنانيين". وتطرق الحديث الى الوضع الأمني ووضع الحدود اللبنانية السورية والجهود التي تبذلها بريطانيا لدعم الجيش اللبناني وتجهيزه بالمعدات والقدرات اللازمة للدفاع عن الحدود، "خصوصا ان بريطانيا وضعت برنامجا متكاملا مع الجيش اللبناني يقضي ببناء ابراج ووسائل حديثة لضبط الحدود الشرقي". كما تم البحث بموضوع اللاجئين "لجهة ان الجهود التي تحصل لدعمهم يجب ان تأخذ في الإعتبار الواقع اللبناني على صعيد البنى التحتية والمالية والإقتصادية والإجتماعية لكي لا تخلق بطالة جديدة، وتؤثر على الوضع الديموغرافي وتؤدي الى توطين جديد خصوصا وان تجارب لبنان مريرة في هذا المجال".

من ناحية ثانية، وجه الجميل برقية تهنئة الى الامين العام الجديد لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط بانتخابه، وجاء في الرسالة: "ان الخبرة الوازنة في الديبلوماسية والعلاقات العربية والدولية التي يتمتع بها الامين العام الجديد تجعله في موقع العالم وبالتالي القادر على تنقية العلاقات العربية والدولية وتنميتها، والتعامل بحكمة مع القضايا الشائكة التي تمر بهاالمنطقة في أدق مرحلة وأخطرها". وعبر في رسالته عن تطلعه الى "دور للجامعة العربية يساهم في رفع عبء ملف اللاجئين السوريين الانساني عن لبنان من خلال دور تشاركي للمجتمعين العربي والدولي".

 

محمد المشنوق لباسيل: معالجة أزمة النفايات لا تقتصر على وزير والمسؤولية لا تتجزأ

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - رد وزير البيئة محمد المشنوق اليوم على قول وزير الخارجية والبلديات جبران باسيل إن "ليس صحيحا أن الحكومة تتحمل جميعها مسؤولية ازمة النفايات بل هناك مجلس للانماء والاعمار ووزير للبيئة وغيرهما". فقال الوزير المشنوق: "ليس صحيحا أن المسؤولية تقع على عاتق وزير، فمعالجة ملف كبير بحجم أزمة النفايات لا تقتصر على وزير بعينه بل هي مسؤولية القوى السياسية جميعا الممثلة في الحكومة، وقد تولت لجنة وزارية مختصة متابعة هذا الملف وتقديم الحلول واختيار المطامر، وتمثلت في هذه اللجنة كل الاطراف السياسية بما فيها التيار الوطني الحر، وبالتالي المسؤولية لا تتجزأ".

 

مجدلاني: إشكالات في داخل 14 آذار والمطلوب تجديد القسم وفاء لأرواح الشهداء

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - استبعد عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني، في حديث الى اذاعة "الفجر"، "اللجوء للقوة لتنفيذ خطة الحل لأزمة النفايات"، مشددا على "أن جميع القوى السياسية الموجودة في الحكومة وافقت عليها". وأوضح "أن الاجتماع الأمني الذي سيعقده رئيس الحكومة تمام سلام يبقى ضروريا لبحث الأوضاع"، لافتا إلى "أن فريقا واحدا فقط من الحراك المدني قام بإغلاق الطرق ولم ينجح". وأكد "أن أي حل ورغم بعض الاعتراض عليه يبقى أفضل من بقاء الكارثة الحالية"، مشيرا "إلى أن الخطة الحالية لطمر النفايات موقتة ولمدة أربع سنوات"، مشددا "على ضرورة بدء البحث عن الحل المستدام من الغد ببناء المعامل للفرز والتفكك الحراري للاستفادة من طاقة النفايات". وردا على سؤال، قال: "انه لا يمكن الحديث عن ملفات الفساد في أزمة النفايات بل شوائب اعترضت التعامل مع شركة سوكلين"، داعيا الى "الانتظار حتى يقول القضاء كلمته". وأسف مجدلاني ل"مرور ذكرى انطلاقة 14 آذار من دون احتفال"، مشيرا "إلى وجود إشكالات في داخل أطرافها"، مطالبا "قوى 14 آذار بتقويم اعوجاجها وتجديد القسم وفاء لأرواح الشهداء"، مؤكدا في الوقت عينه "أن ما يجمع قوى 14 آذار أهم من الرئاسة أو قانون الانتخاب". واستبعد "ان يكون هناك اي جديد في خطاب العماد ميشال عون"، متوقعا "أن يتكلم عن 14 آذار وعن أحقيته برئاسة الجمهورية وتمثيل الطائفة المارونية والميثاقية"، مشددا "على ضرورة الالتزام بسير عملية انتخاب الرئيس عبر تنفيذ الدستور ونزول النواب للقيام بواجبهم في المجلس النيابي".

 

زهر: الجالية في ابيدجان لم تكن مستهدفة على الإطلاق

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - طمأن رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر "ان الجالية لم تكن مستهدفة على الإطلاق في الإعتداء الإرهابي على المدنيين في منتجع "غران بسام" في ابيدجان"، وعبر في بيان عن أسفه واسف المجلس القاري الإفريقي في الجامعة الثقافية لسقوط الضحايا ومن بينهم اللبناني توفيق حايك، مؤكدا " على التضامن مع الكوت ديفوار رئيسا وحكومة وشعبا، لاسيما وان اللبنانيين يشكلون جزءا اساسيا وفاعلا في المجتمع الإيفواري ويحظون بثقة واحترام الدولة والشعب الإيفواريين".

 

فرعون في ذكرى 14 آذار: الحاجة كبيرة للاتفاق على وسائل الدفاع عن لبنان ورسالته وتحييده عن ازمات المنطقة

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - قال وزير السياحة ميشال فرعون في ذكرى "14 آذار"، في تصريح اليوم: "نحن في هذه الايام شعورنا دائما بالالم من جهة والامل من جهة ثانية، الامل لأن ايماننا كبير بلبنان وشعبه وحضارته وبمشروع 14 آذار الذي هو مشروع وطني ملك جميع اللبنانيين وليس ملك اي فئة او حزب، لأنه مشروع حضارة وحرية وديمقراطية وقبل كل شيء مشروع الدولة التي يتساوى فيها المواطنون مع مشاركة واحترام كل فئات المجتمع، وهو مشروع لن يكتمل الا بالوصول الى استراتيجية دفاعية كي يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة ولا يكون سلاحا خارج مرجعيتها. هذا المشروع لا يمكن ان ينطفىء لأنه موجود بوجدان كل لبناني ولو اختلف تطبيقه، وهو مشروع يختلف عن 8 آذار الذي لا يمكن الا ان يكون مرحليا ليخدم بمرحلة فئة او محورا". أضاف: "لذلك ايماننا ب "14 آذار"، لا يزال بذات الزخم ولو كان هناك شعور بالالم، ان هذا المشروع لا يزال يواجه، فالاغتيالات السياسية التي حصلت والشلل وتعطيل الدولة وصولا الى تعطيل الرئاسة، ليست الا اوجها مختلفة لضرب 14 آذار. والحاجة تبقى كبيرة للاتفاق على وسائل الدفاع عن لبنان ورسالته وتحييده عن ازمات المنطقة وتحصينه عبر الحوار الداخلي واحترام القرارات الدولية". وختم فرعون: "سنفتقد هذه السنة الصورة الجامعة لـ14 آذار ولو انها كانت موجودة في 14 شباط بالرغم من الخلافات الضيقة لأن ما يجمع قيادات مشروع 14 آذار من مبادىء اكثر ما يفرقهم، كما ان ما يجمع جميع اللبنانيين من 8 و14 آذار اكثر مما يفرقهم".

 

يوحنا العاشر في رسالة الصوم: صلاتنا أن يزيح الله من القلوب كل تكفير للأخ الآخر وأن يجدد في خليقته بذور السلام

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - وزعت البطريركية الانطاكية الاورثوذكسية كلمة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر لمناسبة بداية الصوم لدى الطوائف الشرقية، جاء فيه:

"إلى إخوتي رعاة الكنيسة الأنطاكية المقدسة، وأبنائي وبناتي حيثما حلوا في أرجاء هذا الكرسي الرسولي، أيها الإخوة والأبناء الروحيون الأعزاء، يا من قوتهم بالرب تعالى ورجاؤهم به يقوي رجاءنا.

لنرتق بالصيام عن الأهواء الترابية ونرفع الرب الذي رفع على الصليب ورفع العالم ولنرتشف بحواسنا شراب الخشوع ولنتخذ في عقلنا ذلك اليوم الرهيب وتلك الساعة التي سننتصب فيها أمام الديان الأبدي .. ولنبهج الجسد بالصيام ولنوعب النفس بالفضائل ونغذ المساكين مبتاعين لنا غنى في السموات لا يزول ونصرخ هاتفين سبحوا الرب يا أعماله وارفعوه إلى الأدهار [1].

لعل الكلمات السابقة تختصر بحق لب الصيام وتختزل بقوة جوانب هذه الممارسة الكنسية. الصوم عند المسيحيين ليس تغنيا بعالم المثاليات بقدر ما هو تمثل بعالم الفضيلة. الصوم ليس انقطاعا عن القوت المادي بل هو إشباع للكيان البشري بقوت الروح. الصوم ترويض للروح عبر الجسد وروحنة للجسد بفضائل الروح. والصوم ليس كمالية في حياة المسيحيين بل هو حاجة وضرورة مغروسة في وجداننا منذ مطلع المسيحية. والصوم الأربعيني المقدس هو مسلك القيامة في جلجلة هذا العالم. وكم من جلجلة خبيئة في نفس منسية! وكم من قيامة مرجوة في وحولة ظروف! وكم من ضيق يكوي القلب يكويه ذكر اسم الرب وكم من أحزان يغسلها هذا الصوم الكبير وتطفئها ممارساته التقوية وصلواته!.

وقيامة المسيح تبتدىء أولا بالقلب المصلي عشاريا والنابذ لكبر وتشامخ الفريسي. فهذه هي اللبنة الأولى في درب القيامة. تواضع العشار المنسحق توبة وارتماء الابن الضال في أحضان الأب السماوي هما رسالة الأحدين اللذين تفتتح بهما الكنيسة درب قيامة النفس البشرية، هما بالأحرى الرايتان اللتان تضعهما الكنيسة نصب أعين من يطلب القيامة مع المسيح. ومسيرة القيامة معه تنجلي مراحم تجاه الجميع وتوقا لذاك الصوت الأبوي الذي نسمعه في إنجيل الأحد الثالث من التهيئة للصوم: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم (مت 25: 34). وصورة الاستعداد للصوم تكتمل بالتذكير في الأحد الرابع بأن الفردوس المفقود بخديعة آدم سيفتحه المسيح بحربته وصليبه الذي به شق درب المعصية وفتح طريق الخلاص بالغفران.

والكنيسة المقدسة وضعت في آحاد الصوم وأيامه زادا لكل منا. فها هو زاد أبينا البار أفرام السرياني، يدعونا أن نلفظ عنا روح البطالة والفضول وحب الترؤس والكلام الباطل وذلك لنجوب عمق بحر هذا العمر بروح العفة واتضاع الفكر والصبر والمحبة، شراعا واحدا إلى عالم الملكوت. وفي لجة هذا الصوم تسمع الملائكة صوت النفس يناجي الخالق ويخاطبه من رحم الضيق: يارب القوات كن معنا فليس لنا في الأحزان معين سواك. وصوت النفس هذا يغتذي بنور الأيقونة في الأحد الأول ويكتنز في الآحاد التالية بوهج النعم الإلهية التي تقدس الكيان وبقوة الصليب الكريم الذي يسند ضعفنا في انتصاف مسيرة الصوم لنغرف شيئا من خبرة السلمي يوحنا ونختبر الفضيلة سلما ترتقي إلى الله ونعود بانسحاق القديسة مريم المصرية لنقف بالروح أطفالا حاملين سعف الفضائل في أحد الشعانين ونتأمل الرب مصلوبا ودفين قبر ومزيحا الحجر وقائما ومقيما بنوره الجبلة البشرية التي عصت وصيته، أي الإنسان الذي أحبَّ وبذل نفسه عنه.

صلاتنا في هذه الأيام المباركة من أجل السلام في سوريا والاستقرار في لبنان. صلاتنا من أجل سلام هذا الشرق والعالم كله. صلاتنا من أجل عودة المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي اللذان يدفعان مع كثيرين من أحبتنا ضريبة قساوة هذه الأيام، والتي على الرغم من قساوتها، ليس لنا أن تنيخنا تحت سندان التجربة لأننا أبناء قيامة مهما طال درب جلجلتنا ولأننا مغروسون في أرضنا رغم وحولة التاريخ ولأنها مغروسة في قلبنا مهما بعدت المسافات.

صلاتنا اليوم إلى رب السلام أن يعطي السلام لهذا المشرق. صلاتنا أن يطفىء الله بسكينته الإلهية كل إرهاب وعنف وخطف وتهجير طال منا الكثيرين. صلاتنا إلى الديان العادل أن يزرع في القلوب الرهبة أمام دينونته العادلة التي لن تستثني أحدا. صلاتنا أن يزيح الله من القلوب كل تكفير للأخ الآخر وأن يجدد في خليقته بذور السلام. من الكاتدرائية المريمية بدمشق نبعث بالبركة الرسولية إلى كل أبنائنا الأنطاكيين في الوطن وبلاد الانتشار ونسأل لهم من الرب القدير كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة من لدن الله أبي الأنوار ونطلب ونضرع أن يسبغ الرب مراحمه على كل الناس ويديم في العالم كله روح سلامه الحق، له المجد والرفعة إلى أبد الدهور آمين".

 

أرسلان : نأسف أن تصبح سوكلين بفسادها أقوى من الدولة

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - أسف رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان،في تصريح "أشد الأسف أن تصبح شركة سوكلين في ظل هذه الحكومة الفاشلة بكل المعايير أقوى من الدولة، لتصبح أمرا واقعا مفروضا على الشعب اللبناني بكل فسادها وتجاوزاتها التي تعد ولا تحصى".

 

وفد ايراني زار حديقة ايران في مارون الراس فضل الله: الزيارة تؤكد العلاقة الطيبة والاستراتيجية بين البلدين

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - زار عضو مجلس الخبراء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ محمد محمدي ريشهري يرافقه المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية محمد مهدي شريعتمدار، حديقة إيران في بلدة مارون الراس المشرفة على فلسطين المحتلة، حيث كان في استقبالهم عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله وإلى جانبه نائب مسؤول منطقة الجنوب الأولى الشيخ عبد المنعم قبيسي وعدد من الفعاليات والشخصيات. وبعد الاستقبال والترحيب، جال الجميع في أرجاء الحديقة، واطلعوا على أقسامها ومرافقها السياحية، ثم كانت نظرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى المكان الذي استشهد فيه شباب مسيرة العودة عام 2011 قبل أن يقام غداء تكريمي على شرف الزائرين. وأوضح النائب فضل الله أن "هذه الزيارة وبالتحديد إلى هذه المنطقة تؤكد من جديد على العلاقة الطيبة والاستراتيجية بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولطالما كان لإيران أياد بيضاء تجاه الشعب اللبناني، ولطالما قدمت الكثير الكثير لهم، وهذه الحديقة تشهد على ذلك، ولطالما كانت إيران نصيرة لقضايانا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية هي خير داعم ومعين للشعوب المظلومة، وللمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، سواء كانت المقاومة في لبنان أم في فلسطين".

 

الحاج حسن: الجامعة العربية العاجزة لم تضف جديدا بوضعها حزب الله على لائحة الارهاب ولن يستطيعوا هزم المقاومة

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - أكد وزير الصناعة حسين الحاج حسن أن "جامعة الدول العربية العاجزة والفاشلة في كل ما قامت به خلال الأعوام الماضية، لم تضف شيئا جديدا حينما وضعت "حزب الله" على لائحة الإرهاب، فقد سبقها الاميركيون والاسرائيليون في ذلك. وقال خلال رعايته الاحتفال الذي أقامته بلدية الهرمل وتجمع المعلمين في مناسبة عيد المعلم في قاعة الأسد في المركز الثقافي في الهرمل:"إن ضغط هؤلاء على لبنان من خلال وقف الهبات ووضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب وتهديدهم بإجراءات أخرى يهدف إلى زرع الفتنة والشقاق في لبنان وأن يتخاصم اللبنانيون ويتقاتلوا في ما بينهم فقط إرضاء لملوك آل سعود وامرائهم". وأضاف: "ان السعودية وحلفاءها لم يفلحوا خلال أعوام طويلة من أن يبتلعوا لبنان، وهم اليوم يشعرون بأن هزيمتهم قد اقتربت، فهم لم يستطيعوا أن يسقطوا معادلة الجيش والشعب والمقاومة ولا أن يحاصروا ويهزموا المقاومة وجمهورها بالتهويل والتفجيرات والإرهاب والتهديد ولن يستطيعوا اليوم ذلك بوضع المقاومة على لائحة الإرهاب". وتابع: "إذا كنتم حانقين من "حزب الله" لأنه ساهم في منع اسقاط سوريا فإننا نعلمكم أننا لن نسمح لأي مشروع عدواني لكم على المنطقة أن يمر، بل سنسقطه بالطريقة نفسها التي أسقطناه في سوريا". وكشف أن "هناك قوى سياسية زجت بعمل مجلس النواب في أتون الصراع وان إحدى الكتل النيابية هددت في إحدى المرات بمقاطعة جلسة مجلس النواب في حال وضع بند سلسلة الرتب والرواتب على جدول الأعمال". ودعا إلى "استمرار التحرك المطلبي بغض النظر عن تحقيق الأهداف اليوم أو الغد، وإذا كانت الأهداف التربوبة والتعليمية لم تتحقق فينبغي العمل على تحقيقها". وحضر الاحتفال حشد من الفاعليات والمعلمين وتخللته كلمة لنائب رئيس بلدية الهرمل عصام بليبل ولرئيس تجمع المعلمين فيها قاسم حرب وعرض لنشاطات التجمع وفقرة انشادية وتقديم دروع تقديرية لعدد من الاساتذة المتقاعدين

 

الموسوي: من يقف في وجه حزب الله هو من يقف في معسكر العداء للعرب

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا للشهيد دياب محمد زبد في حسينية المنصوري الجنوبية في حضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي وفعاليات. والقى الموسوي كلمة قال فيها:"بالأمس أطلقت ما تسمى داعش تهديدا للبنانيين ولا سيما لشركائنا بالوطن المسيحيين، إلا أن صداه كان أن اللبنانيين وفي طليعتهم، المسيحيون يشعرون بأن لبنان محصن، فالذي يرد اليوم على تهديد داعش للبنانيين هو معادلة الجيش والمقاومة والشعب. والذي يحمي اللبنانيين اليوم ليس النظام السعودي الذي بلع هبته التي وعد بها اللبنانيين، بل إن من يحمي لبنان اليوم هم أبطال الجيش اللبناني الذين رغم الحصار التسليحي الذي يضربه النظام السعودي عليهم نزلوا إلى ساحات القتال وواجهوا التكفيريين، والذي يحمي اللبنانيين اليوم هم مقاتلو حزب الله الذين في كل مواجهة حصلت مع التكفيريين، كانت يدهم هي العليا، وبالتالي فإنه بفضل هؤلاء المقاتلين تغير ميزان القوى الميداني في سوريا، فأبطلنا محاصرتهم للبنان وارتسمت بشائر النصر في الأفق، ولن نخرج حتى تحقيق الانتصار التام". وتابع:"لا يهمنا ما أقدم عليه النظام السعودي بالأمس لناحية استصدار قرار لجامعة الدول العربية، فالله وحده يعلم إن كان قرارا أو رأيا لبعض الأنظمة، لأننا كما رأينا بعد اجتماع وزراء داخلية العرب، أن كثيرا من الدول تنصلت من القرار الذي أعلن. واليوم نحن نرى أن ما يصدر ليس إلا دعاية يبثها النظام السعودي، ولا قيمة للقرارات العربية إن لم تحظى بالإجماع. ففي حين أنه يكفي اعتراض لبنان حتى يسقط الإجماع العربي، فكيف إذا اعترض العراق وغيره من الدول العربية".

اضاف:"إن قرارات الجامعة العربية اليوم، وبافتقارها إلى الإجماع العربي، لا قيمة لها، وهي ليست إلا مزيدا من الدعاية السعودية التي تستهدف المقاومة في لبنان، ونحن في المقابل نقول للنظام السعودي. هذه ليست المرة الأولى التي تشن علينا فيها حملة تستهدف تشويه سمعتنا، ولقد سبقك إلى ذلك أسيادك وحلفاؤك، فقد سبق للادارة الأميركية أن صنفتنا على لوائح الإرهاب، وسبق لحليفك الصهيوني أن فعل ذلك، ولكن ماذا كانت الثمرة من هذا التصنيف، وهل أدت إلى إضعافنا أو إلى وهن فينا، على العكس تماما، حيث كنا نحقق الانتصار تلو الآخر".

وقال :"لذلك فإن هذه الحملة السعودية لا تدين حزب الله، بل تدين نفسها، لأن من يقف في وجه حزب الله هو من يقف في معسكر العداء للعرب والموالاة للصهيونية، في حين أن النظام السعودي ما كان يوما نظاما عروبيا، وتسميته بحد ذاتها تعبر بفجاجة عن انتماء قوم يعدون بالملايين إلى أسرة حاكمة، وإن تسمية مواطن بالانتساب إلى أسرة وليس إلى العرب ولا الإسلام هو بحد ذاته إهانة للمواطن وإساءة للعروبة، ولذلك فإن النظام السعودي حتى لو قلنا له المملكة العربية السعودية يشكل إساءة للعروبة، لأنه يفترض بحسب ما هو قائم أن يكون الانتساب للعروبة أعلى، بينما أنتم تنسبون الناس إلى أنفسكم، وأما إذا نظرنا في التاريخ، فلم يكن النظام السعودي يوما إلا خنجرا في ظهر الأمة العربية، وما من مؤامرة حيكت ضد موقع قومي عربي إلاّ كان النظام السعودي مخططا أو ممولا أو داعما أو مغطيا لها، وهو الذي اخترع واختلق مقولة التناقض بين الإسلام والعروبة في مواجهته للزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر، ومن ثم يأتون اليوم ليحدثونا عن العروبة وهم منها براء. وفي المقابل فإن الذي يمثل العروبة بحق هو الذي يواجه أعداء العرب من الإدارة الأميركية التي تبغي تقسيم العالم العربي إلى الكيان الصهيوني الذي يفتك بالشعب الفلسطيني، ولذلك فإننا نحن من نعطي الشهادة ولا ننتظرها من أحد، بل إن من حقنا أن نقول إن الإرهابي الحقيقي هو النظام السعودي، وفي هذا الإطار إذا راجعنا ما كتبه الأميركيون عن ذلك، نجد أن من مول عصابات الكونترا في نيكاراغوا هو بندر بن سلطان بأموال سعودية، وأن من مول الكونترا السورية في مواجهة الدولة برئاسة الرئيس بشار الأسد هو النظام السعودي بأركانه".

اضاف:"إننا آلينا على أنفسنا أن ندافع عن وطننا وشعبنا وأهلنا ولا تؤثر فينا هذه الادعاءات، ولكن لنضع النقاط التالية على الحروف:

- النقطة الأولى، أليس لافتا للنظر أن يأتي التصنيف السعودي لحزب الله بالإرهاب متساوقا مع البيان الذي أصدرته داعش تهديدا للبنانيين والمسيحيين، مع العلم أن النظام السعودي ينتقم من أي جهة تعارضه عبر أدواته المباشرة وغير المباشرة وفي طليعتها التكفيريين، ولذلك نقول اليوم إن قلوبنا على الجزائر وعلى تونس، وأما اليمن فكان في وجداننا وسيبقى كذلك، ولن نصمت عن الجريمة السعودية اليومية التي ترتكب فيه.

- النقطة الثانية، يجب أن ننتبه إلى أن التحريض السعودي إذا وجد له آذانا صاغية في لبنان فإنه يمس الاستقرار اللبناني، ولكن يجب أن نوضح أيضا أن المتضرر الأول من التحريض السعودي سيكون الآذان الصاغية. ومن هنا نهيب باللبنانيين جميعا، ألا يصغوا إلى التحريض السعودي، لأن هذا النظام لا يأسف حتى لو قتل من ينتمون إليه دفاعا عن حقده الشخصي فضلا عن مصالحه وموقعه ودوره، ولذلك فإننا نقول لشركائنا في الوطن، إذا أردتم الاستقرار فطريقكم الابتعاد عن التحريض السعودي".

 

الشعار من السفارة السعودية: لبنان لن يكون شوكة في خاصرة العرب ولا رهينة موقف حزب او وزير

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - استقبل سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري في مقر السفارة في بيروت، مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار على رأس وفد كبير من العلماء ورؤساء البلدية وفاعليات طرابلسية، معربا للسفير عسيري عن تضامنه مع المملكة العربية السعودية.

الشعار

وقال الشعار، متوجها الى السفير عسيري: "نؤم اليوم سفارتكم الكريمة، مع هذا الوفد النوعي المعبر والمسؤول، والذي يمثل فعاليات مدينة طرابلس والشمال الدينية والمدنية، لنؤكد المؤكد، ولنعلن موقفا وطنيا وعربيا واسلاميا، يترجم ولاءنا الوطني وانتماءنا العربي، وهويتنا الدينية والاخلاقية ولنقول بالفم الملآن، لبنان لن يكون خارج الاجماع العربي ولن يكون شوكة في خاصرة العرب ولن يكون رهينة موقف حزب او وزير ايا كان". اضاف: "ان التطاول على مملكة الخير، عنيت المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي هو تطاول على القيم والانتماء وتقطيع لاواصر القربى والمصالح وانكار للجميل، وكل ذلك بعيد عن ثقافتنا واخلاقنا وتاريخنا وهنا لا بد لي من همسة في اذن سماحة السيد اي اتئد يا سماحة الامين العام، ودعك من ثورة الغضب وهون عليك". وتابع: "إن شهب الانفعال لا تحرق، وان سهام الخصومة والتحدي لا تبني وطنا ولا تحقق انتصارا ولا بطولات ولا تجدي نفعا ولا خيرا، جل ما هنالك تفرق وتباعد وتنشيء مشروعا للانقسام ان لم نقل للفتنة لا قدر الله". وقال: "يا سماحة الامين العام ان ملوك المملكة العربية السعودية وامراء وشيوخ وحكام دول مجلس التعاون الخليجي هم ولاة امور العرب والمسلمين وهم رموز خير وعطاء ودعم لسائر بلاد العرب والمسلمين وقضاياهم، وفي مقدمتها قضية فلسطين الحبيبة، وقضية القدس الشريف والمسجد الاقصى". اضاف: "سل العالم كله وسل منظمة التحرير وسائر الفصائل، وسل السلطة الفلسطينية وحماس اين كانوا لولا بترول العرب واموال مملكة الخير والكويت والامارات وبقية دول مجلس التعاون". وتابع: "هل ينسى العالم قرار قطع البترول الذي قادته المملكة العربية السعودية والذي اتخذه الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله وما تلاه من مواقف عبر السلسلة الذهبية من ملوك المملكة الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله، ثم الملك سلمان نصره الله وحفظه ومعهم امراء وشيوخ وحكام دول مجلس التعاون". وقال: "يا سماحة الامين العام لقد بهرتنا يوم ان صوبت سلاحك تجاه العدو الاسرائيلي، وتبددت احلامنا وطموحاتنا يوم ان تغيرت وجهة السلاح فاستخدم في الداخل اللبناني ثم على ارض العرب والمسلمين"، متمنيا "ولا نملك سوى التمني ان تعيد السلاح لمقاتلة العدو الاسرائيلي وليس غير وبهذا تصون المقاومة وتحميها".

كما تمنى "ثانية ان تتقدم عندك مصلحة لبنان واخوانك واهلك اللبنانيين قبل غيرهم فنحن اخوانك وشركاؤك في الوطن والمسؤولية فلا تحملنا ما لا نطيق".

وقال: "سعادة السفير، صاحب المعالي الدكتور المكرم جئناكم لنحملكم رسالة الى خادم الحرمين الشريفين ابره الله ونصره والى ولي عهده الامين وولي ولي العهد والى حكومته الرشيدة والى سائر ابناء الشعب السعودي الابي بأن لبنان وشعبه الحر اصيل في انتمائه العربي وحريص كل الحرص على الاجماع العربي. شريك في حمل هموم العرب وقضاياكم وفي أبي، لا يختصر في حزب، ولا يحدد سياسته وزير ولا يؤخذ بجريرة غيره". وتابع: "يا معالي السفير، أبلغ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وولي ولي العد والى حكومته الرشيدة وسائر ابناء الشعب السعودي ان لبنان الذي عرفتموه عبر رجالاته رياض بك الصلح وصائب بك سلام ورشيد افندي كرامي والشيخ رفيق الحريري لن يتغير، ثابت الولاء، قوي الوفاء، اصيل الانتماء، عربي الهوية، لبنان نموذج العيش الواحد المشترك بين سائر ابنائه، جزء من الكيان العربي وهيبته حافظ لكم دعمكم وجميلكم لن ينسى ما قدمتموه قبل الطائف وبعده".

وختم: "وكلمة اخيرة اتوجه بها الى خادم الحرمين الشريفين يا ابن عبد العزيز، انتم ابناء الشجرة المباركة، انتم ملوك الخير والعطاء وملوك الحكمة والمواقف انتم ملوك العزم والحسم، نؤيد مواقفكم وصدكم للهجمات الشرسة والغريبة عن مناخنا العربي ونضرع الى الله عز وجل ان يمدكم ينصر من عنده وان ينصر بكم الاسلام والعرب والمسلمين. عشتم يا خادم الحرمين وعاشت مملكة الخير وعاشت الاخوة السعودية اللبنانية وعاش لبنان".

عسيري

بدوره، تحدث السفير عسيري، فقال: "هذه الزيارة تعني الكثير سماحة المفتي على رأس وفد كبير من الشخصيات الكبار في الشمال وما رأيناه اليوم وبالامس يعبر عن شيء واحد مدى عمق هذه العلاقة التاريخية التي تربط هذا الشعب بقيادة المملكة وبشعبها من مشاعر سمعناها في ما ذكره سماحة المفتي، وأود ان اتوجه بالشكر لسماحته ولكل من حضر معه وممن لم يستطع الحضور من ابناء الشمال ومن كل لبنان، ما رأيناه خلال الايام الفائتة من تواجد في هذه السفارة يعبر ان عمق هذه العلاقة الانسانية والتاريخية بين الشعبين ولسماحته جزيل الشكر والتقدير وللوفد المرافق الذي اتى معه وكل من حضر سواء اليوم او بالامس جزيل الشكر والتقدير لتعاطفهم ودعمهم ومحبتهم للمملكة وقيادتها". قيل للسفير عسيري: سبق وقلت في وقت سابق نحن نتفهم لبنان وطبيعته وتركيبته لماذا ايران لا تتفهم طبيعة لبنان وتركيبته وانه جزء من الاجماع العربي واليوم المفتي الشعار كان واضحا في كلمته في رسالة الى السيد نصرالله الذي لا يوفر مناسبة الا ويعود ويهاجم المملكة العربية السعودية، وماذا عن القرارات السعودية الاخيرة بتشديد العقوبات على كل ما يدعم او يؤيد حزب الله في المملكة العربية السعودية؟

اجاب: "ما اود ان اقوله للبنانيين ولمن يؤذي لبنان احبوا لبنان واهتموا ببلدكم واتركوا شأن الاخرين".

وسئل عن كيفية الفصل في التعاطي مع لبنان ما بين السياسي والجانب الانساني، قال: "العلاقة التي تربط هذا الشعب بالمملكة يطغى معها الجانب الانساني وما رأيناه اليوم وبالامس وما رأيناه في الاعلام اللبناني والعربي يعكس هذه العلاقة، العلاقة الانسانية طغت بشكل واضح وصريح على العلاقة الانسانية وما سمعناه اليوم يعبر عن هذا الشيء من سماحة المفتي".

 

باسيل أذاع الورقة السياسية للتيار:رئاسة الجمهورية الأعلى تمثيلا وسيكون حراكنا صاخبا ونصابنا شعبيا اذا ارادوا اسقاط نصابنا النيابي

الإثنين 14 آذار 2016

وطنية - وزع "التيار الوطني الحر" نص الورقة السياسية لمؤتمره الأول التي أذاعها رئيسه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جاء فيها: "تأسيسا على مسيرة التحرير والتحرر التي قادها العماد ميشال عون، وانطلاقا من الشهادة التي قدمها ابطالنا العسكريون والمدنيون والنضال الذي مارسه الآلاف من ناشطي التيار، وايمانا بشرعة التيار وميثاقه، وتأكيدا للمسار السياسي الذي خطه "تكتل التغيير والاصلاح"، واستنادا الى نظام التيار الجديد الذي يصبح قيد التطبيق ابتداء من اليوم، يشرفني في المؤتمر التنظيمي الوطني الأول للتيار الوطني الحر، وكرئيس له، ان اتلو عليكم الورقة السياسية الأولى للتيار.

1 - هذه ليست ورقة سياسية تأسيسية، فالأساس هو فكر قائدنا ونضال مناضلينا وشرعة تيارنا بل هي ورقة سياسية دورية هذه نسختها الأولى، الا ان قيمتها التنظيمية تكمن في اعدادها من الهيئة السياسية وصدورها عن المجلس السياسي واعتمادها بعد قراءتها الآن من المجلس الوطني - الهيئة العامة. اما قيمتها السياسية فهي انها مبنية على "القوة" وهو العنوان الذي اردناه لعهدنا: "التيار القوي". انها قوة الحق، وقوة القضية، وقوة الايمان، وقوة الارادة، واخيرا القوة العملية، كلها هي التي يمكنها ان تبقي لبنان وتبقينا فيه، انها القوة التي تبقي الحرية مع التسامح فينا، وتبقينا بهما في هذا الشرق. انها القوة التي نبني عليها مفهومنا "للبنان القوي" يحميه جيش قوي وعلى رأسه رئيس قوي. انها القوة التي نبني عليها عناصر ورقتنا السياسية.

2 - السياسة الخارجية المستقلة: ان قوة السياسة الخارجية تكمن في استقلاليتها، وهي تبنى على ثابتتين: المبادئ الاخلاقية ومصلحة لبنان العليا. المبادئ الاخلاقية هي منظومة الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية وهي التي تحمي لبنان باحترامه لها لكونها تشكل المرجعية الاخلاقية والقانونية التي يمكن ان يتكئ عليها بلد صغير كبلدنا. اما مصلحة لبنان العليا فهي تحدد لنا المواقف التي تتخذ بناء على قرار مستقل، خارج اي محور انقسامي، بحيث يحيد لبنان عن المشاكل حين تفرض ذلك وحدته الوطنية المرتبطة باستقراره وتماسك مكوناته، وبحيث ينغمس لبنان في تدخل ايجابي فاعل، حين يمكنه ذلك التعبير عن طبيعته التعددية وتكريس دوره الحواري الانفتاحي. ان هذه الحركية الخارجية، اذا ما استندت على دبلوماسية فاعلة وعلى انتشار ناجح، هي التي تعطي للبنان حجما اكبر من مساحته - يمكن ان تصل الى حدود العالم - وهي التي تعطي معنى لوصف لبنان بالبلد العربي، ونحن فيه مشرقيون، وهو جسر تواصل بين الشرق والغرب، ومختبر حي بين الاسلام والمسيحية وبين المسلمين انفسهم والمسيحيين ايضا، وان رسالته التسامح والتعايش وقبول الآخر وعلة وجوده تنتفي ان هو رفض سلاما، او قبل اسرائيل احادية الغائية، او قبل اسرائيل عدوا محتلا لأرضه من دون احتضان المقاومة ومشروعيتها في وجهها، او تلكأ عن مكافحة ارهاب تكفيري يلتقي معها مع اسرائيل على انه نقيض لنموذج لبنان، ويتوجب الغاؤه للحفاظ على لبنان.

ان السياسة الخارجية يجب ان تقوم على الحفاظ على الكيان اللبناني في ظل ازمات المنطقة الناشئة وما تفرزه من فرز ديموغرافي وتهجير جماعي ومذابح لفرض نشوء كيانات امر واقع جديدة تناقض بصيرورتها وجود لبنان الرسالة بعيشه الواحد.

3 - السياسة الداخلية المتوازنة: إن قوة الديموقراطية التوافقية اللبنانية هي في ان تكون مسارا مترابطا ينطلق من احترام غير مجتزأ للدستور والميثاق اللذين يتكاملان معا، ويهدف الى تجسيد الارادة الشعبية في المؤسسات الدستورية من جهة، والمحافظة على التعددية اللبنانية الفريدة من خلال الشراكة المتناصفة والمساواة بين المواطنين، من جهة اخرى. اما تجويف الدستور والميثاق من خلال الفصل بينهما والانتقائية في تنفيذهما كما هو حاصل منذ عام 90، انما يؤدي الى خسارة الفرادة اللبنانية وتهديد الكيان الآوي لها.

ان الميثاق هو اتفاق كياني قائم بين اللبنانيين انتج صيغة فريدة، واي خلل يصيب هذه الصيغة الكيانية خارج اجماع اللبنانيين، يحدث خللا بنيويا في لبنان الدولة ووحدة الشعب والوطن ويؤدي الى انفراطهم.

كذلك فان قوة لبنان هي بالتمسك بالمبادئ الكيانية المؤسسة له، وهي غير قابلة للتجيير او التنازل عنها لأنها سبب وجوده وضمانة استمراريته؛ فالأرض والهوية هما ركنا هذه المبادئ ويقتضي المحافظة عليهما، الأرض من خلال وقف بيعها واقرار قانون تملك الاجانب، والهوية من خلال التسريع بتطبيق قانون استعادة الجنسية والغاء مرسوم التجنيس الجائر (عام 94) وتأمين عودة النازحين السوريين ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين.

والميثاق يفرض علينا بالتوازي انتهاج سياسة انفتاح وحوار داخلي مع كل المكونات السياسية المستعدة تؤدي الى بناء تفاهمات وطنية جديدة استكمالا لسلسلة التفاهمات التي خطها التيار.

4 - بناء الدولة القادرة: ان القوة هنا هي في قدرة الدولة ان تكون راعية وصالحة كالوالدة الحنون وصلبة، لها هيبتها، كالأب الضامن. هكذا تكون اقوى من الجميع وفوق الجميع لا يقوى عليها فريق ولا تستضعف هي احدا. وعناصر القوة في الافراد والجماعات تتكون وتتجمع لمصلحة هذه الدولة من دون ان تستعمل هذه القوة ضد احد مكوناتها. وحيث ان الفساد ينخر جسم المؤسسات حتى الاهتراء والتفكك، لا يمكن بناء الدولة وافسادها ان يتعايشا. ان عدم مساكنة الفساد ومواجهته يكونان بتعميم ثقافة المحاسبة بدل المنطق التسووي القائم على حساب القانون ومصالح الناس، وتكونان باعلاء الدستور والقانون على كل شيء، فتتبع الأصول المتعلقة بالمالية العامة اقرارا للموازنات وقطعا للحسابات وترشيدا للانفاق وتفعيلا للأجهزة الرقابية وتحقيقا للقضاء الفاعل وانشاء للمحكمة الخاصة بالجرائم المالية.

كما ان الاصلاح لا يمكن ان يكتمل من دون شباب لبنان وان تشارك فيه المرأة، مرآة الشفافية. ونحن من خلال تعزيز حضورهم التياري واشراكهم في القرارات السياسية، سوف نعمل على تطبيق "وثيقة السياسة الشبابية" كخريطة طريق لتثبيت طموحاتهم ووقف نزيف الوطن باستنزاف طاقاته الشبابية والبشرية وتصديرها الى الخارج.

5 - الاقتصاد المفتوح: ان الاقتصاد القوي الذي نتمسك به هو اقتصاد السوق والاقتصاد الحر الذي لا يسمح بالاحتكارات الخاصة والامتيازات الممنوحة لمصلحة اشخاص على حساب مصلحة الجماعة؛ وهو الاقتصاد الذي يحتاج الى الحد من الفساد واعادة الثقة بالقضاء والى اصلاحات هيكلية ليخرج من جموده الهيكلي عبر رزمة اصلاحات مصرفية وعقارية واعادة توزيع المداخيل وخفض الدين العام وعبر تغيير الهيكل الضريبي بخفض الضرائب غير المباشرة وزيادة الضرائب على الارباح ليكون النظام الضريبي اكثر عدالة فتكون الضريبة على الريع اعلى من تلك على الانتاج، فنتحول من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج. ان رفع القدرة الانتاجية تضمن زيادة الناتج الاجمالي وتخفض الكلفة وتخلق فرص عمل، ويحقق ذلك ايضا تنفيذ المشاريع الانشائية والاستثمارية، اضافة الى تحسين الخدمات للمواطنين. وهذه المشاريع الانشائية يجب ان تتضمن تطوير شبكة الطرق والنقل، وتوصيل شبكة الألياف البصرية الى المنازل وتنفيذ البنى التحتية المعلوماتية وايصال انابيب الغاز الى المعابر والموانئ والمعامل والمنازل، وتنفيذ مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في اكبر قدر ممكن من الميادين. يترافق ذلك مع التزام خطة ترتيب الأراضي اللبنانية ومع توجب دعم الاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة. ويبقى ان الأفعل هو في تنفيذ خطة الكهرباء التي أعدها التيار والمعطلة من سواه نكدا به، وتنفيذ خطة المياه وبناء مجموعة السدود الملزمة أو المدروسة، والأهم الأهم يبقى استخراج النفط والغاز من المياه والبر وكلاهما جاهزان في انتظار اقرار المراسيم والقوانين اللازمة، اضافة الى حتمية انشاء الصندوق السيادي برئاسة رئيس الجمهورية ضمانة للأجيال العتيدة.

6 - الحياة الكريمة: ان الحياة الكريمة للمواطن هي التي تعطي المناعة والقوة للفرد وللمجتمع والوطن. على الدولة توفير هذه الحياة لكل الناس وتخصيص انتباهها للفئات المتواضعة والمناطق النائية ما يفرض الحاجة الى التنمية العادلة وتعزيز شبكات التضامن الاجتماعي بدءا باقرار قانون ضمان الشيخوخة الذي قدمه التيار. ويقع على الدولة ايضا دور الضامن لتكافؤ الفرص والتعليم للجميع، تعليما متطورا يضمن دخول الاجيال المتعاقبة الى سوق العمل عبر تطوير المناهج وادخال التقنيات الحديثة اليها واعادة الاعتبار للتعليم المهني والتقني وفتح آفاق المعرفة لكل الأماكن. وعلى الدولة ايضا توفير خطة علمية لقطاع الصحة تخرجه من الضغوط الطوائفية لتوزيع المال وبدعة السقوف المالية للمستشفيات المناطقية والسياسية، وتوحد الصناديق الضامنة في القطاع العام وتدخل (موضوع الصحة) في نظام ضمان اجتماعي متطور مترافق مع نظام تقاعد وحماية اجتماعية. لا تكتمل صحة الانسان الا ببيئته النظيفة البعيدة عن التلوث البصري والسمعي والهوائي والغذائي حيث وصل التلاعب بها في ملف النفايات الى حد الافادة والمتاجرة المالية والسياسية من الخط الحاكم في لبنان منذ التسعينات. ان هذا الاستهتار المعبأ بالفساد لم يتمكن اصلاحنا حتى الآن من التغلب عليه. وحل هذه المفسدة يكون باعتماد معامل التفكك الحراري مركزيا حيث يفرضه الواقع المدني المكتظ ويكون بالاعتماد على الحلول اللامركزية التي تتولاها البلديات عبر تسهيل عملها وعبر توفير مستحقاتها الدورية من عائدات الخليوي.

7 - اللامركزية الالزامية: ان عجز الدولة وتخلفها لم يقتصرا على عدم اجراء عملية تنمية شاملة وعادلة ومستدامة، وعلى استنساب في توزيع المشاريع والثروة الوطنية، وعلى اقصاء فئات واسعة من هذا الوطن عن مركز القرار، بل تخطى النظام اللبناني، القائم على المركزية أساسا للحكم والادارة، تخطى قواعد العدالة والمساواة بين اللبنانيين، ولم يعد مقبولا لأن الخضوع له بات قبولا بالدونية وصولا الى الغاء الذات "اذ ان الانسان يمكن ان يكون مع اي شيء، الا مع سبب الغاء وجوده". لقد صار المواطن الذي يدفع موجباته للدولة كأنه يدفع جزية مقنعة في امارة سياسية تسمح لفئة من المواطنين بالتسلح بأي عنصر من عناصر القوة لديهم، واولها الخروج عن القانون، من اجل التمييز غير المحق بين الناس حتى صار الافتراض العام ان تلكؤ مواطنين كثيرين عن موجباتهم تجاه الدولة اصبح كأنهم يعيشون في وطن افتراضي آيل الى زوال، في مقابل مواطنين آخرين متمسكين بأي ثمن يدفعونه لبقاء وطن لا بديل لهم عنه وهو لهم ازلي.

ان هذا التمادي الالغائي الممنهج لم ولن يدفعنا الى رد فعل سلبي كالمطالبة بالفدرلة، بل يحضنا على الكفاح السياسي لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني لناحية اللامركزية التي نريدها لامركزية ادارية ومالية واسعة. إننا نعلن اليوم أننا بدأنا البحث عن بناء اداري ومالي جديد يخرجنا من واقعنا المعاش، الذي يرقى الى مستوى الذمية السياسية، يخرجنا الى واقع جديد تكون فيه اللامركزية وسيلة للدفاع عن الحقوق وآداة فيها عناصر موضوعية وراقية لإرساء قواعد الانصاف بين مكونات المجتمع وتسهيل شؤون الناس. لامركزية يكون فيها مشروعنا للتنمية المستدامة ولزيادة الانتاجية الوظيفية وتقليل التعقيدات الروتينية وتحقيق الكفاية والفاعلية، وكل ذلك عبر تفويض للادارات المحلية بالقيام بما عجزت عنه الادارة المركزية، تفويض شعبي محلي يعطي القوة لهذه اللامركزية.

وسيبقى التيار، في كل الاحوال، مساحة يلتقي فيها اللبنانيون بفكرهم الوطني وبانسانهم، هذا الانسان الذي هو قيمة في ذاته.

8 - العمل البلدي: ان الانتخابات البلدية المقبلة يجب ان تكون مدخلا للتيار الوطني الحر بتنظيمه الجديد الى عمل بلدي ممنهج يكون بدوره دخولا عمليا الى اللامركزية تمهيدا لاقرار قانون جديد لها وللبلديات. ان البلدية القوية هي مدماك من مداميك لبنان القوي. لذلك فإننا ندعو كل الناشطين والمؤيدين، وعلى قاعدة ان وحدة التيار هي الأساس، ومسؤولة عنها مناطقيا مجالس الأقضية ومركزيا قيادة التيار السياسية، ندعوهم الى التعامل مع هذا الاستحقاق على اساس برنامج التيار السياسي والانمائي، آخذين في الاعتبار الواقع المحلي لكل بلدية. ونشجعهم على الدخول الكثيف الى الجسم البلدي حيث يجب، والقيام لأجل ذلك، بشكل طبيعي، بالتحالفات الموضعية، حيث يمكن، آخذين في الاعتبار التفاهم الذي خططناه مع "القوات اللبنانية" - قوى مجتمعنا - مع احترام الخصوصيات المحلية، من دون الغاء لأحد ولكن بوقف التضخيم المصطنع لمن أخذ احجاما على حساب التمثيل الطبيعي آخذا معه من قوة مجتمعنا حصصا وزعها في زواريب الاقطاع والعائلية والتقليد والترهل. قوة مجتمعنا نستعيدها بالاتحاد مع بعضنا. بالاتحاد تستعاد القوة.

9 - البنيان المتين: ان هيكلية النظام القوي تقوم على بنيان مؤسسي متماسك ومن خلال قياديين اقوياء بأشخاصهم وبقوة تمثيلهم فيرتكز هرم النظام على قاعدة متينة بدل ان يكون مهتزا او مقلوبا كما درجت العادة منذ عام 90. ان قوة الادارة تكون في توازنها المجتمعي على اساس الكفاية والنزاهة وتناسب الاشخاص مع المواقع. وقوة مجلس النواب تكون في صحة تمثيله عبر قانون نسبي مبدع متماش مع التركيبة اللبنانية، وما دون ذلك هو كسر للمناصفة وبالتالي الغاء للنظام. اما قوة الحكومة فهي في ان تكون مرآة تمثيل المجلس النيابي، إما انعكاسا للوحدة الوطنية نراها اليوم ضرورية لاستقرار البلد، او انعكاسا لموالاة داخلها ومعارضة خارجها إن هي قررت ذلك.

وتبقى رئاسة الجمهورية، رأس الهرم، فتأتي الاعلى تمثيلا، وأقل من ذلك يجعلها صورية ويقلب الهرم، واقل من التماثلية التمثيلية في التعامل معها يجعلها غير حافظة للميثاق بل مهددة بانفراطه. ويجب ان يكون معلوما ان انقلاب الهرم هو انفراط للميثاق وللوطن، واننا بهذا غير مسلمين وبدائلنا عنه ليست رفضية بالكلام والبكاء بل نوعية بفعلها من حيث الوجودية والكيانية. صاخبا عندها سيكون حراكنا التياري كما في 14 آذار، ونصابنا سيكون شعبيا اذا ما اراد احد اسقاط نصابنا النيابي والتمثيلي والميثاقي.

10 - الارادة الحرة: ان قضيتنا هي اكثر من حرية. ان قضيتنا اكثر من مجرد حضور او وجود، مع الاهمية القصوى بان نكون موجودين احرارا على كيان او وطن او رقعة ارض او حتى صخرة. انها اذا اكثر من وجود حر. انها الارادة الحرة. الارادة الحرة لشعب له فرادته، يؤمن باللبنانية Lebanity ايمانا عميقا لأنها بالنسبة اليه، اعلى من عروبة ومشرقية، وابعد من مسيحية واسلام. هي شيء من كل هذا، ولكنها اكثر من ذلك، قضية انسان فريد بجينيته الارادية الحرة الرافضة لكسرها والقابلة بوجود غيرها. ارادة حرة علينا ان نؤمن لها القوة بالجمع - الجمع: داخل "التيار الوطني الحر" وداخل المجتمع والوطن.

واخيرا على أبناء "التيار الوطني الحر" ان يوظفوا طاقاتهم ايجابا في سبيل قضيتهم، ويتطلعوا رجاء دائما على ما يرشقون به من تحديات على طريقة غاندي "يرمونني بالحجارة فجمعتها وبنيت منزلا".

قوي انت، تياري انت، لبناني انت".

 

عصام سليمان: على السلطة السياسية الموافقة على تعديل صلاحيات المجلس الدستوري لأنها من مصلحة الوطن

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - نظمت كليتا الحقوق والعلوم والسياسية والاقتصاد في الجامعة اليسوعية محاضرة لرئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان بعنوان "المجلس الدستوري ضمانة دولة القانون والمؤسسات"، في حرم الجامعة شارع هوفلان، في حضور الوزيرة السابقة منى عفيش ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر وعدد من القضاة والمحامين. بعد النشيد الوطني، قدم للمحاضر نائب رئيس جمعية خريجي الجامعة، الامين العام لجمعية المصارف مكرم صادر، وعرض نماذج للقرارات التي اتخذها المجلس الدستوري منذ بدء عمله في 2010.

استهل سليمان محاضرته بالكلام عن نشأة دولة القانون والمؤسسات والعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي "ادت الى تغيير جذري في طبيعة السلطة وطرق ممارستها، فتحولت من سلطة نابعة من شخص الحاكم، يمارسها وفق أهوائه ومصالحه، الى سلطة قائمة في مؤسسة، تستمد وجودها منها، وتمارس وفق قواعد قانونية تحدد الصلاحيات وتضع ضوابط لممارستها في آن"، معتبرا ان "وحدة المنظومة القانونية شرط أساسي لانتظام أداء المؤسسات، ولا يمكن للدولة ان تشكل ضمانة لمجتمعها وللمواطنين ما لم ينتظم أداء مؤسساتها ويصب في تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها".

وقال: "بينت التجارب أنه لا بد من اعتماد مبادىء وقواعد وآليات دستورية تؤدي الى المزيد من الضوابط في ممارسة السلطة، كون هذه الممارسة تتأثر بالمصالح الضيقة، وبأنماط العلاقات السائدة في مجتمع الدولة، وبالذهنية السياسية لمن يتولى السلطة، فجرى اعتماد مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها، على أساس ان السلطة توقف السلطة، على حد تعبير مونتسكيو، كما جرى في سياق تطوير الأنظمة الدستورية اعتماد آليات، أدت الى عقلنة هذه الأنظمة، بهدف استيعاب التناقضات السياسية في اطار المؤسسات الدستورية، وإيجاد مخارج لها، تحول دون تعطيل هذه المؤسسات تحت تأثير الصراعات السياسية، وأبرز النماذج النظام الدستوري البرلماني المعقلن في ألمانيا الاتحادية. كما بينت التجارب أن الحفاظ على وحدة المنظومة القانونية وانسجامها في الدولة يتطلب التقيد بالدستور في عملية التشريع، فالسلطة الاشتراعية لا تعبر في أدائها عن الإرادة العامة، وهي ليست سيدة نفسها، الا بقدر ما تلتزم بالدستور، من هنا ضرورة ممارسة رقابة عليها من مؤسسة دستورية مستقلة، لها سلطة اتخاذ القرار بابطال أي نص قانوني متعارض مع الدستور، إن لجهة الضمانات الدستورية للحقوق والحريات، أو لجهة مخالفة المبادئ والقواعد والآليات التي نص عليها الدستور. وهذه الرقابة يمارسها القضاء الدستوري، المتمثل بالمحاكم والمجالس الدستورية. واذا كان مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها ضمانة من ضمانات دولة القانون والمؤسسات، فالقضاء الدستوري غدا ضمانة التقيد بهذا المبدأ، واذا كانت العدالة هي المبتغى، فإن العدالة الدستورية هي أساس عدالة أحكام القضاء. فالأحكام تصدر بناء على قوانين اذا لم تتوافر فيها العدالة، يختل ميزان العدالة في الأحكام".

وأضاف: "لقد خطا لبنان خطوة متقدمة، على طريق تطوير نظامه الدستوري، باعتماد الرقابة على الدستورية القوانين، وذلك في التعديلات الدستورية التي جرت في العام 1990، بموجب وثيقة الوفاق الوطني، وانشاء المجلس الدستوري، لكنها خطوة على طريق الألف ميل. فإذا كانت الأنظمة الدستورية عامةً بحاجة الى ممارسة رقابة فاعلة على عملية التشريع فيها، فان النظام الدستوري في لبنان بحاجة أكثر منها لممارسة هذه الرقابة، نظراً لتعقيداته وطبيعة الممارسة السياسية في اطار مؤسساته.واذا كانت فاعلية الرقابة على دستورية القوانين رهن بالصلاحيات التي تتمتع بها المحاكم والمجالس الدستورية، فإن المجلس الدستوري في لبنان ينبغي ان يتمتع بصلاحيات واسعة ليتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة منه".

وقال: "إن طبيعة تركيبة المجتمع اللبناني، قضت باعتماد نظام دستوري يأخذ بالاعتبار خصوصية هذا المجتمع، وفي الوقت نفسه ما بلغته تجارب الأنظمة الدستورية في العالم في سياق تطورها. فلا يجوز ان يكون النظام في غربة عن مجتمعه كي لا يفقد القدرة على ادارته، ولايجوز له أيضاً ان يكون في غربة عما بلغته الأنظمة في العالم نتيجة تجاربها الطويلة، كي لا يغرق في واقعه المجتمعي ويفقد القدرة على تطويره، فالعلاقة بين البنى المجتمعية والبنى الدستورية علاقة جدلية من المفترض ان تؤدي الى التطوير والتحديث على مستوى البنيتين معا، كي لا يصبح المجتمع والدولة خارج سياق التاريخ".

أضاف: "لقد قام النظام الدستوري اللبناني على عملية المواءمة بين المبادىء والقواعد والآليات المعتمدة في الأنظمة الديمقراطية البرلمانية من جهة، ومقتضيات المشاركة الطوائفية في السلطة من جهة أخرى. فالتوازن بين السلطات، المعتمد كأساس للأنظمة البرلمانية، اقترن بالتوازنات الطائفية النابعة من واقع تركيبة المجتمع. هذه المواءمة ليس من السهل تحقيقها في النص، واذا ما تحقق ذلك فبغموض قابل للتأويل والاجتهاد في اتجاهات مختلفة وقد تكون متناقضةً أحياناً. والاشكاليات في النص تزداد تعقيداً في الممارسة، وبخاصة اذا جرى تغليب البعد الطائفي في المشاركة الطوائفية في السلطة على البعد الوطني، لأنه في هذه الحالة تقود الصراعات السياسية، المتجذرة في الواقع الطائفي، الى عرقلة أداء المؤسسات الدستورية، وتزداد خطورتها على النظام اذا ما ارتبطت بقوى خارجية ذات مصالح متعارضة في محيط جيوسياسي متفجر. وهذا هو واقع الحال في لبنان منذ نشوء الجمهورية".

وتابع: "إن إدارة شؤون الدولة في اطار نظامها السياسي يتطلب الكثير من الحكمة والحنكة والدراية، والعودة الى الأسس التي قام عليها الميثاق الوطني الذي غدا جزءا من الدستور بعد التعديلات الدستورية في العام 1990، فاللبنانيون اختاروا العيش المشترك ليس من أجل العيش المشترك وحسب، انما من أجل بناء دولة توفر لهم الأمن والاستقرار وشروط العيش الكريم ليصبح للعيش المشترك مردود إيجابي على حياتهم، فيقوى انتماؤهم للدولة فيتحدون من حولها. والمشاركة الطوائفية في السلطة، وفق منطق الميثاق والدستور، لا تعني المشاركة في تقاسم الدولة والمراكز والمغانم، انما تعني مشاركة الطوائف بأفضل ما عندها من أجل بناء الدولة الموعودة التي تحصن العيش المشترك، وترسخ الوحدة الوطنية، وتشكل ضمانة فعلية للمواطنين وللطوائف وللأحزاب والتيارات السياسية. فالدستور عندما أكد في مقدمته ان لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، قصد من ذلك ربط أداء السلطة بتحقيق الغاية من العيش المشترك، وهذا يتضح في نص آخر، ورد في المقدمة نفسها، وجاء فيه ان الانماء المتوازن للمناطق ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا ركن أساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام".

أضاف: "إن الصيغة السياسية التي قام عليها النظام الدستوري اللبناني، تفسح المجال واسعا أمام التفلت في الممارسة مما نص عليه الدستور، والذهاب بعيدا في تسويات تتستر بالوفاق الوطني، وهو منها براء، فالوفاق الوطني تمثل بما تضمنه الدستور. وتأويل النص الدستوري وفق الأهواء والخلفيات والمصالح الفئوية والشخصية، يقود الى خلل في أداء المؤسسات الدستورية واضطراب يدفعها الى الشلل، لذلك لابد من وضع ضوابط صارمة للممارسة السياسية، ومن هذه الضوابط الرقابة المشددة على دستورية القوانين، لكي لا تأتي القوانين مفصلة على مقاسات محددة ومتعارضة مع الدستور. وإيجاد مرجعية دستورية لتفسير الدستور عند تضارب الآراء والاجتهادات بشأن نص دستوري".

وتابع: "لقد نزعت صلاحية تفسير الدستور من المجلس الدستوري بعد ان انيطت به في وثيقة الوفاق الوطني، وقيدت صلاحياته ضمن الحد الأدنى، في زمن تزداد فيه صلاحيات القضاء الدستوري اتساعا، حتى في الدول العربية، فغدت صلاحيات المجلس الدستوري اللبناني دون الصلاحيات التي تتمتع بها المحاكم والمجالس الدستورية في هذه الدول. فلا يستطيع المجلس الدستوري ممارسة الرقابة على دستورية قانون ما لم يتلق مراجعة من الجهات التي لها حق تقديم طعن في دستورية قانون ضمن المهلة المحددة، وهي جهات سياسية قد لا يكون من مصلحتها الطعن في دستورية قانون جاء نتيجة تسويات سياسية، فيدخل القانون حيز التنفيذ حتى ولو كان مخالفا للدستور، وتصبح المحاكم مضطرة لإصدار الأحكام بناء عليه لأن المادة 18 من قانون انشاء المجلس الدستوري نصت على ما يلي:

"يتولى المجلس الدستوري الرقابة على دستورية القوانين وسائر النصوص التي لها قوة القانون. خلافاً لأي نص مغاير، لا يجوز لأي مرجع قضائي ان يقوم بهذه الرقابة مباشرة عن طريق الطعن أو بصورة غير مباشرة عن طريق الدفع بمخالفة الدستور أو مخالفة مبدأ تسلسل القواعد والنصوص". مع العلم ان لبنان التزم، في مقدمة دستوره، بالإعلان العالمي لحقوق الانسان، وقد صدرت قرارات عن المجلس الدستوري، أكدت ان مقدمة الدستور جزء لا يتجزأ من الدستور، ما يعني ادخال المبادىء التي تضمنتها المقدمة والاعلان العالمي لحقوق الانسان في الكتلة الدستورية، وبالتالي ضرورة التقيد بها في التشريع، في وقت تبقى فيه كل القوانين الصادرة قبل بدء ممارسة المجلس الدستوري مهامه، في أواخر تموز من العام 1994، خارج أي رقابة على دستوريتها، لأن القانون ربط ممارسة هذه الرقابة بشرط تقديم مراجعة طعن أمام المجلس الدستوري، خلال مهلة خمسة عشر يوما تلي تاريخ نشر القانون في الجريدة الرسمية".

أضاف: "أما آلية اتخاذ القرار في المجلس الدستوري فقد قيدت بنصاب للجلسات عالٍ جداً، يستوجب حضور ثمانية أعضاء من أصل عشرة، مما يعني إمكانية تعطيل النصاب ومنع المجلس الدستوري من اتخاذ قرار ضمن المهلة المحددة، وهي مهلة شهر من تاريخ تسجيل مراجعة الطعن في قلم المجلس الدستوري، فيصبح القانون المطعون في دستوريته نافذاً. كما ان اتخاذ القرار قيد بأكثرية سبعة أعضاء من أصل عشرة، ما يعني انه في حال لم تتوافر هذه الأكثرية وانقسم الأعضاء بين ستة مع ابطال نصٍ قانوني وأربعة ضد الإبطال، تمر المهلة المحددة دون اتخاذ قرار، فيكون القرار قد اتخذ عمليا من قبل الأقلية وليس من قبل الأكثرية لأن القانون يصبح نافذا".

وقال: "من المؤسف القول ان معظم المسؤولين في الدولة، وبعد مرور أكثر من عشرين سنة على مزاولة المجلس الدستوري مهامه، يجهلون طبيعته وموقعه في النظام، فيتصرفون معه وكأنه جزء من السلطة القضائية والتنظيم القضائي في الدولة، فيوقع وزير العدل مرسوم تعيين الأعضاء المعينين من قبل مجلس الوزراء، وترسل المراسلات الى المجلس الدستوري عبر وزارة العدل، ويحدد مبنى للمجلس الدستوري ضمن المدينة القضائية. وقد غاب عن بالهم ان المجلس الدستوري، وفق المادة الأولى من قانون انشائه، هو هيئة دستورية مستقلة ذات صفة قضائية، وجرى إنشاؤه في الدستور بموجب المادة 19 المنفصلة عن المادة 20 المخصصة للسلطة القضائية. فالمجلس الدستوري مؤسسة دستورية مستقلة كمجلس النواب ومجلس الوزراء، وهو غير مشمول بمبدأ الفصل بين السلطات لأن له سلطة ابطال قانون أقرته السلطة الاشتراعية وصدر عن رئاسة الجمهورية، وقراراته تتمتع بقوة القضية المحكمة، وهي ملزمة لجميع السلطات العامة والمراجع القضائية والإدارية ولا تقبل أي طريق من طرق المراجعة العادية وغير العادية".

أضاف: "لقد عمدنا الى لفت نظر المسؤولين الى الأخطاء المرتكبة من جانبهم في التعامل مع المجلس الدستوري، وتشبثنا من جانبنا باستقلاليته في التعامل مع المسؤولين على أساس ان المجلس الدستوري هيئة دستورية مستقلة وليس هيئة قضائية. وعملنا على ترسيخ موقعه كمؤسسة على الرغم من الانهيار الذي تعانيه المؤسسات الدستورية ومعها معظم مؤسسات الدولة، فاتخذنا القرارات ضمن المهل المحددة، وقد أسهمت في تفسير بعض النصوص الدستورية وفي توسيع الكتلة الدستورية، وأدت الى ابطال نصوص قانونية تعارضت والدستور. وعززنا موقع المجلس الدستوري داخل اتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية، ورابطة المحاكم والمجالس الدستورية الفرنكوفونية، وشاركنا في تأسيس المؤتمر العالمي للعدالة الدستورية، وعززنا علاقاتنا بلجنة البندقية التابعة لمجلس أوروبا، وشاركت بشخص رئيسها وكبار المسؤولين فيها في مؤتمرين نظمهما المجلس الدستوري في بيروت في العام 2011 و2014. وأصدرنا في نهاية كل سنة، منذ تولينا مهامنا في المجلس الدستوري، كتابا يتضمن قرارات المجلس خلال السنة، ودراسات في العدالة الدستورية وتعليقات على القرارات، ونبذة عن نشاطات المجلس، وقد صدر منه حتى الآن ستة مجلدات، وهو يوزع في لبنان والخارج ويشكل وسيلة تواصل مع المحاكم والمجالس الدستورية العربية والفرنكوفونية. ووسيلة لنشر ثقافة العدالة الدستورية بين رجال القانون وطلاب كليات الحقوق. كما قمنا بنشر قرارات المجلس الدستوري في مجلدين، ويجري العمل حاليا على نشرها بالفرنسية، وذلك بالاتفاق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.أما مكتبة المجلس الدستوري، فقد غذينها بأحدث المراجع، فغدت من أهم، ان لم تكن أهم المكتبات المتخصصة في العدالة الدستورية والقانون الدستوري في منطقتنا العربية، ووضعناها بتصرف من يود كتابة دراسات لها علاقة بالقضاء الدستوري. كما حدثنا أيضا موقع المجلس الدستوري على شبكة الانترنت".

وقال: "لقد رأيت أنه لا يجوز الصمت عن القيود التي وضعت على صلاحيات المجلس الدستوري وآليات عمله، لأنه ينبغي ان يفعل دوره في الحفاظ على الدستور وانتظام أداء المؤسسات الدستورية، في دولة تتفلت فيها الممارسة السياسية من الضوابط التي رسمها الدستور، فتعطل أداء المؤسسات أو تنحرف بها عن مسارها الطبيعي. واذا كان لا يمكن ان يعول بالمطلق على المحاكم والمجالس الدستورية في ضبط أداء المؤسسات الدستورية، فإنه يبقى لها دور أساسي في هذا المجال. لذلك عمدت الى وضع مشروع لتوسيع صلاحيات المجلس الدستوري وتفعيل ادائه، وهو يقضي بتعديل المادة 19 من الدستور وبعض نصوص قانون انشاء المجلس الدستوري وقانون نظامه الداخلي. والإصلاحات المقترحة تشمل الأمور الآتية: اناطة تفسير الدستور بالمجلس الدستوري. ممارسة رقابة المجلس الدستوري على دستورية القوانين التي تنشئه وتنظم عمله الداخلي والنظام الداخلي لمجلس النواب، والنظام الداخلي لمجلس الوزراء، وقانون الانتخابات النيابية، وقانون اللامركزية الإدارية، وقانون الجنسية، وقوانين تنظيم القضاء، وقانون الموازنة العامة، عفوا وبدون مراجعة. إعطاء المتقاضين حق الدفع بعدم دستورية نص قانوني يحكم الفصل في الدعوى، وذلك أمام المحاكم. فإذا وجدت المحكمة العدلية الدفع جديا، احالته ضمن مهلة محددة وقصيرة الى محكمة التمييز لتحيله الى المجلس الدستوري، عند الموافقة. واذا وجد مجلس شورى الدولة الدفع جديا احاله الى المجلس الدستوري". أضاف: "تنظم الأصول الإجرائية لوضع هذه التعديلات الدستورية موضع التنفيذ بقانون.أما التعديلات الأخرى المقترحة، فتتناول طريقة تعيين الأعضاء، والأكثرية المطلوبة لتأمين النصاب ولاتخاذ القرار، وفي الحالتين هي الأكثرية المطلقة، كما تتناول التعديلات أيضا ما يتعلق بالجهاز الإداري العامل في المجلس الدستوري. هذا المشروع سيكون محور نشاطات ينظمها المجلس الدستوري وتبدأ بورشة عمل يقيمها في 20 أيار من العام الحالي، يشارك فيها اخصائيون ونواب من مختلف الكتل النيابية. وسيجري نشر الدراسات والمناقشات الناجمة عن هذه الأنشطة في كتاب يوضع مع المشروع في عهدة من يطمح الى بناء دولة القانون والمؤسسات في لبنان. فالشعوب تستفيد من تجاربها ولا يجوز ان تبقى السياسة والمؤسسات في لبنان على ما هي عليه.

وتلا المحاضرة حوار مع الحضور اشار فيه سليمان الى "مشروع قانون اعده المجلس لتعديل صلاحياته لجهة توسيعها لتشمل مواضيع اناطتها السلطة التشريعية بنفسها، ولجهة تعديل الية تعيين اعضاء المجلس مع اعطاء رئيس الجمهورية كمؤتمن على الدستور صلاحية تعيين نصف اعضاء المجلس والابقاء على صلاحية مجلس النواب في انتخاب الخمسة الباقين". ورأى ردا على سؤال ان "من مصلحة السلطة السياسية الموافقة على التعديلات المقترحة لانه اذا بقيت الممارسة السياسية على ما هي عليه من سوء منذ اتفاق الطائف، لن يبقى دولة ولا مؤسسات ولا مواطن"، مشددا على ان "المسيرة طويلة وتتطلب جهدا كبيرا، لكن لا بد من القيام بالخطوة الاولى".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

التحالف العربي: تحطم مقاتلة اماراتية في اليمن نتيجة عطل فني واستشهاد طياريها

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - نقلت وكالة الأنباء السعودية عن قيادة قوات التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن إعلانها عن "استشهاد طيارين اثنين من القوات الجوية الإماراتية فجر اليوم الاثنين". وأضاف البيان إن مقتل الطيارين جاء "إثر تحطم طائرتهما من نوع "ميراج" في الأراضي اليمنية نتيجة عطل فني".

 

الأمم المتحدة تندد بقمع الأقليات في إيران وتطالب نظامها باحترام الحريات/سليماني: الحريق وصل إلى بيوت السنة في المنطقة

جنيف، طهران – وكالات:15 آذار/16

أكد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس، تصاعد عمليات القمع في إيران، سيما بحق الأقليات، مطالباً النظام الإيراني باحترام حرية الدين والمعتقد. وجاء ذلك بعد أيام على إصدار تقرير يكشف أن إيران شهدت العام الماضي أعلى معدل في عدد عمليات خلال السنوات العشر الأخيرة. وتتهم منظمات حقوقية النظام الإيراني بإعدام الناشطين الإيرانيين الذين ينتمون إلى العرق غير الفارسي (الشعوب غير الفارسية) والأقليات الدينية، بعد تلفيق اتهامات جنائية لهم. وشدد مجلس حقوق الإنسان خلال جلسته في جنيف على ضرورة تقييم القضاة في إيران، مشيرا إلى أنه طلب الاطلاع على ملف بعض الأشخاص الذين أعدموا، إلا أن طهران رفضت التجاوب. وحذر المجلس من انتهاكات عدة بشأن حقوق الإنسان في إيران، خصوصاً حقوق الأقليات، الذين يعانون من الاضطهاد في ظل نظام الولي الفقيه المتمثل بالمرشد الإيراني علي خامنئي. وكان تقرير سابق لمنظمة حقوق الإنسان الأحوازية أكد دور النظام القضائي والأمني في انتهاكات حقوق الأقليات الدينية في إيران، والشعوب غير الفارسية. يشار إلى أن الفرس يشكلون نحو 50 في المئة من سكان إيران البالغ عددهم 75 مليون نسمة، في حين تشكل شعوب أخرى، على غرار العرب والكرد والتركمان والأذريين، النصف الآخر.من جهة أخرى، هاجم قائد ما يسمى «فيلق القدس» التابع لـ»الحرس الثوري» الايراني قاسم سليماني، في خطاب جديد بعد غياب طويل، المملكة العربية السعودية. كما شن هجوماً على الإصلاحيين الذين ينتقدون بعض سياسات إيران الخارجية ووصفهم بـ»الجهلاء»، وبرر التدخل الإيراني العسكري في سورية والعراق، مثنياً على دور «الحرس الثوري» بالمنطقة. وفي كلمة له بمدينة كرمان جنوب إيران مسقط رأسه، أول من أمس، زعم سليماني أن «إيران لا تسعى وراء المغامرات في سياستها الخارجية»، مضيفاً «هناك البعض في الداخل (التيار الاصلاحي) يكرر ما يقال عن إيران في الخارج، ويروجون لنفس الخطاب الذي يعتبر إيران دولة مغامرة لأنهم لا يدركون ولا يعلمون بأن إيران لا تهرب من الأزمات المركزية بأي منطقة في العالم، وذلك لا يندرج ضمن ما يوصف بالمغامرات كما يقول أعداؤنا». وتابع سليماني «وصل الحريق اليوم إلى بيوت السنة في المنطقة (في إشارة إلى الدول العربية السنية)، وأن الذين قاموا بإشعال المنطقة تصوروا بأن من خلال خلق هذا الوضع المعقد يتم تركيع إيران والشيعة في المنطقة، ولكن النتائج كانت عكس ذلك تماماً، على حد زعمه. وهاجم سليماني من ينتقد تدخل إيران بسورية والعراق، كما هاجم السعودية بسبب قيادتها التحالف الداعم للشرعية في اليمن، ورفض الاتهامات التي توجه لإيران بنشر التشيع في الدول العربية والاسلامية. وزعم أن «ولاية الفقيه» هي عامل أساسي في الحفاظ على وحدة العراق، مدعياً أنه «لا يمكن الدفاع عن الإسلام من دون نظرية ولاية الفقيه، وفي العراق أثبتت ولاية الفقيه بأنها هي من كانت العامل الأساسي في وحدة العراقيين بكافة أطيافهم في وقت الأزمات الكبيرة»، في إشارة واضحة إلى النفوذ الايراني في العراق. ودافع سليماني عن ميليشيات «حزب الله» اللبناني، منتقداً القرار العربي – الخليجي بتصنيفها جماعة إرهابية.

 

بوتين يأمر القوات الروسية ببدء الانسحاب من سورية اليوم

موسكو – وكالات:15 آذار/16/أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بسحب القوات الرئيسية لبلاده من سورية، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، مؤكداً أنها نفذت غالبية المهمات التي كلفت بها. جاء ذلك في اجتماع بين بوتين ووزيري الدفاع الروسي سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف في الكرملين. وقال بوتين خلال الاجتماع الثلاثي «إن المهمة التي طُلبت من وزارة دفاعنا والقوات المسلحة أنجزت عموماً، لذلك أمرت وزارة الدفاع ببدء انسحاب القسم الأكبر من قواتنا العسكرية من الجمهورية العربية السورية اعتباراً من الثلاثاء (اليوم)». وذكر الكرملين في بيان، أن «جميع ما خرج به اللقاء تم بالتنسيق مع رئيس النظام السوري بشار الأسد». وقبل ذلك بساعات، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا تعتقد أن من المهم ألا يضع أي جانب مشارك في محادثات سورية «مهلاً لا أساس لها». ورداً على سؤال عن توقعات روسيا بشأن محادثات جنيف، قال بيسكوف «بلا شك من المهم في الوقت الراهن أن يكون هناك أوسع تمثيل ممكن وألا يخرج أي طرف المفاوضات عن مسارها».

 

الأمير تركي الفيصل ينتقد أوباما بشدة ويندد بانقلابه على السعودية لصالح إيران/«لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم نحن نقود في المقدمة ونقبل أخطاءنا ونصححها» والرئيس الأميركي يحيط نفسه بمستشارين مؤيّدين لإيران وهو ما يفسر مواقفه ضد الدول العربية

الرياض – وكالات:15 آذار/16/وجه رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل انتقادات حادة للرئيس الأميركي باراك أوباما، على خلفية مواقف وردت في لقاء مطول له مع مجلة «ذي اتلانتيك» الاميركية الاسبوع الماضي، وتضمنت انتقادات للمملكة وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة. وكانت المجلة نقلت عن اوباما في الحديث الذي شمل جوانب عدة من سياسته منذ توليه مهامه في العام 2008، قوله ان «المنافسة» الاقليمية بين السعودية وايران ادت الى تغذية النزاعات في اليمن والعراق وسورية، معتبراً ان على السعوديين «تشارك» المنطقة مع إيران خصمهم الاقليمي اللدود. وقال الامير تركي الفيصل متوجهاً الى أوباما، في مقال بعنوان «لا … يا سيد أوباما» نشرته صحف عربية عدة، أمس، بينها «الشرق الأوسط» اللندنية، «تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سورية واليمن والعراق. وتزيد الطين بلة بدعوتنا الى ان نتشارك مع ايران في منطقنا. ايران التي تصنفها انت بأنها راعية للارهاب، والتي وعدت بمناهضة نشاطاتها التخريبية». وأضاف الأمير تركي الفيصل الذي شغل سابقاً منصب سفير بلاده في واشنطن، وترأس الاستخبارات السعودية لاكثر من عشرين عاماً، «تساوي بين صداقة المملكة المستمرة لثمانين عاماً مع اميركا، وقيادة ايرانية مستمرة في وصف اميركا بأنها العدو الاكبر والشيطان الاكبر، والتي تسلح وتمول وتؤيد الميليشيات الطائفية في العالمين العربي والاسلامي والتي ما زالت تؤوي قيادات «القاعدة» حتى الآن، والتي تمنع انتخاب رئيس في لبنان من قِبَل «حزب الله» المصنف من حكومتك بأنه منظمة إرهابية، والتي تمعن في قتل الشعب السوري العربي». وكان أوباما اشار في حديثه الى ان بعض الدول، ومنها دول خليجية، تتصرف مع الولايات المتحدة وفق معيار «الركاب المجانيون»، بمعنى اعتمادها على واشنطن لتحقيق مصالحها الخاصة. وقال الأمير تركي الفيصل متوجهاً للرئيس الأميركي رداً على ذلك «نحن لسنا من أشرت إليهم بأنهم يمتطون ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم. نحن نقود في المقدمة ونقبل أخطاءنا ونصححها، وسنستمر في اعتبار الشعب الاميركي حليفنا … يا سيد أوباما، هذا نحن». ورداً على انتقادات أوباما للسعودية، تساءل الفيصل «هل هذا نابع من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري، الذي هب ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت؟ أم هو نابع من ضربة مليكنا (خادم الحرمين) الراحل (الملك) عبد الله، رحمه الله، على الطاولة في لقائكما الأخير، حيث قال لك: (لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس)». في سياق متصل، لاقى كلام أوباما موجة انتقادات واسعة، خاصة في الدول الأوروبية التي حملها مسؤولية الفوضى في ليبيا وتحديداً فرنسا وبريطانيا، فيما رأى مراقبون أن الرئيس الأميركي يحاول إلقاء اللوم على الآخرين في مجمل الأزمات حول العالم من دون أي إقرار بالأخطاء الفادحة في سياساته الستراتيجية التي أدت إلى تعقيد الكثير من الأزمات وفي مقدمها الأزمة السورية. وأوضحت مصادر مطلعة أن أوباما يفاجئ مساعديه ومتابعيه ببعض المقاربات غير المعهودة، مثل التشكيك ببعض المبادئ الأساسية في السياسة الخارجية الأميركية، والتساؤل عمن هم الحلفاء مثل باكستان والدول العربية، ومن هم الأعداء من كوبا إلى إيران. وبحسب تقرير لجريدة «ايلاف» الالكترونية نشرته أمس، فإن جزءاً كبيراً من تفكير أوباما بشأن إيران يعود إلى تجاربه الشخصية وعقله الناقد، لكن الشخصيات المحيطة به لها دورها الفاعل أيضاً، مثل مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ومساعد الرئيس لشؤون الشرق الأوسط وإيران روبرت مالي، وأيضاً مديرة دائرة إيران في مجلس الأمن القومي سحر نورُ زاده.

ومع ولايته الثانية، عيّن أوباما روبرت مالي مسؤولاً عن سورية والعراق وإيران في مجلس الأمن القومي، وتم خلال عمله التوصل إلى الاتفاق النهائي بشأن الملف النووي بين إيران والمجموعة الدولية؟ وتعمل سحر نور زاده، مديرة إيران في مجلس الأمن القومي، تحت إدارة روبرت مالي، وأثارت دائماً تساؤلات بشأن شخصها ودورها. ففي 7 مارس الجاري كانت مدعوة للتحدث في جامعة جورج واشنطن، وتم التعريف عنها بأنها تحمل بكالوريوس في الاقتصاد الدولي والشرق الأوسط وماجستير في الشؤون الإيرانية، وبدأت عملها مع الحكومة الأميركية في وزارة الدفاع أيام الرئيس السابق جورج دبليو بوش، حيث عملت محللة للشؤون الخارجية، ثم أصبحت رئيسة المجموعة، بعد ذلك انتقلت إلى ملاك وزارة الخارجية، وتم انتدابها إلى البيت الأبيض في العام 2014 و»كانت من ضمن فريق الرئيس أوباما المسؤول عن مفاوضات التوصل إلى الاتفاق النووي» بحسب التعريف الرسمي عنها. أثارت نور زاده تساؤلات كثيرة من قبل عندما كشفت وسائل إعلام أنها عملت مع «المجلس الوطني الأميركي الإيراني»، ويعتبر كثير من الأميركيين أن المجلس قريب من النظام الإيراني، وأن مؤسسه تريستا بارسي بدأ عمله خلال مؤتمر في قبرص شارك فيه النظام الإيراني، وهو يحافظ على علاقة قريبة مع وزير الخارجية الإيراني الحالي جواد ظريف.

وتؤكد مصادر في واشنطن أن الرئيس الأميركي يحيط نفسه بمؤيّدين لإيران ولتطبيع العلاقات معها، وهو ما يفسر مواقفه الانقلابية على الدول العربية.

 

انطلاق محادثات جنيف بشأن الأزمة السورية وتحديد أساسها بالعملية الانتقالية ودي ميستورا يقول أن بديل نجاح المفاوضات هو العودة إلى حرب أسوأ من الآن

جنيف – ا ف ب، رويترز:15 آذار/16/بدأت في جنيف، أمس، جولة المفاوضات غير المباشرة بشأن سورية بين النظام والمعارضة برعاية الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا الذي اعلن أن الانتقال السياسي هو «أساس كل القضايا» التي ستتم مناقشتها. وعقد دي ميستورا صباح أمس اجتماعاً مع وفد النظام برئاسة كبير مفاوضيه ممثل دمشق لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، في إطار الجلسة الاولى من المفاوضات غير المباشرة، كما التقى في وقت لاحق وفد المعارضة وكبير مفاوضيه محمد علوش، الممثل السياسي لفصيل «جيش الاسلام». وعقب لقاء وفد النظام، أعلن دي ميستورا أنه تم طرح بعض الأفكار، موضحاً أن الاجتماع الاول كان تحضيرياً وسيتم عقد اجتماع آخر مع وفد النظام غداً الأربعاء يركز على القضايا الرئيسية. ولدى سؤاله عن الهوة بين مفاوضي النظام والمعارضة في ما يتعلق بمسألة الانتقال السياسي، أشار إلى أن محادثات السلام دائما ما تبدأ بتصريحات قوية أو رنانة. من جهته، أعلن الجعفري أن وفد النظام قدم وثيقة بعنوان «العناصر الأساسية لحل سياسي» الى دي ميستورا، واصفاً الاجتماع بأنه بناء وايجابي. وقبيل انطلاق المحادثات، عقد دي ميستورا مؤتمراً صحافياً في مقر الامم المتحدة بجنيف، قال فيه «إنها لحظة الحقيقة»، واضاف متسائلاً «ما هي النقطة الاساسية؟ الانتقال السياسي هو النقطة الاساسية في كل القضايا» التي ستتم مناقشتها بين وفدي النظام والمعارضة. واضاف ان «جدول الأعمال وضع استناداً الى القرار الدولي 2254، وفي اطار توجيهات اعلان جنيف بالطبع». واتفقت مجموعة عمل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا ودول عربية في 30 يونيو 2012 في جنيف على مبادئ مرحلة انتقالية تتضمن هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، لكن الاطراف المعنية بالنزاع اختلفت على تفسير هذه المبادىء التي لم تلحظ بوضوح مصير رئيس النظام بشار الاسد.

ونص القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن في ديسمبر الماضي على تشكيل حكومة تضم ممثلين عن المعارضة والحكومة خلال ستة أشهر، وصياغة دستور جديد، واجراء انتخابات خلال 18 شهرا. ولم يذكر دي ميستورا تفاصيل اضافية عن جدول الاعمال، وتوقع ان تكون المفاوضات على ثلاث جولات، بحيث تستمر الجولة الحالية حتى 24 مارس الجاري، ثم تبدأ الجولة الثانية بعد توقف لمدة أسبوع أو عشرة أيام، على ان تستمر لمدة «اسبوعين على الاقل». وتُعقد جولة ثالثة من المفاوضات بعد توقف مماثل. وقال الموفد الدولي «حينها نعتقد انه ستكون لدينا خريطة طريق واضحة على الاقل»، مضيفاً «أنا لا اقول اتفاقا ولكن خريطة طريق واضحة لأن هذا ما تتوقعه سورية منا جميعا». وتعقد المفاوضات وسط تباين كبير في وجهات النظر بين طرفي النزاع، لكن في ظل اتفاق لوقف الاعمال القتالية صامد اجمالا منذ 27 فبراير الماضي. وأقر دي ميستورا «بوجود تباعد كبير بين الاطراف»، لكنه شدد على ان «صانعي السلام الحقيقيين هنا هي القوى الصانعة للسلام التي تريد هذه المحادثات، مجموعة العمل الدولية بشأن سورية واعضاء مجلس الامن، والاطراف السورية على ما نأمل». وحذر من أن البديل عن نجاح المفاوضات هو استمرار الحرب، قائلاً إن «الخطة ب الوحيدة المتاحة هي العودة الى الحرب. وربما الى حرب اسوأ مما لدينا اليوم».

وجدد دي ميستورا التأكيد في هذا السياق على انه «يعود للشعب السوري ان ينتخب ويقرر، لكن علينا مساعدتهم»، مؤكدا انهم «هم من سيقررون في النهاية كيف سيديرون بلدهم». وأعلن أنه لن يتردد في طلب تدخل القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة وروسيا اذا تعثرت المحادثات، قائلاً «إذا لم نر في هذه المحادثات أو في الجولات المقبلة أي بادرة على الاستعداد للتفاوض… فإننا سنحيل الامر مرة أخرى الى من لهم تأثير أي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة… ومجلس الامن الدولي». ويشكك المحللون والمراقبون بإمكانية تحقيق تقدم سريع، فيما يبقى مصير الأسد نقطة الخلاف المحورية بين الطرفين. إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، في حين يصر النظام على أنه «خط احمر». كما يبدي النظام شكوكاً إزاء مدى تمثيل الوفد المفاوض للمعارضة، علماً أن الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة تمسكت بأن تكون الممثل الوحيد للمعارضة في مفاوضات جنيف. لكن محمود مرعي، امين عام هيئة العمل الديمقراطي في سورية، من معارضة الداخل المقبولة من النظام، قال امس ان شخصيات معارضة في الداخل تلقت اتصالا هاتفيا من مديرة مكتب دي ميستورا في دمشق خولة مطر «تدعونا فيها لحضور مؤتمر جنيف». وأضاف ان «الدعوة لم تحدد صفة الوفد ان كان استشاريا ام تفاوضيا»، لافتا الى ان «صفة الوفد غير مهمة، ولكن المشاركة في المحادثات وبيان رأي المعارضة في الداخل» هو المهم. واعتبر ان معارضة الداخل «هي الاقدر على حل الامور وعلى حمل هموم المواطن السوري الى المجتمع الدولي حول طاولة حوار سياسي سوري – سوري من دون شروط مسبقة»، مشيرا الى ان الوفد ينتظر انهاء «الترتيبات اللوجستية» للتوجه الى جنيف. وفي موسكو، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان المفاوضات يجب «ان تشمل جميع قوى المعارضة». ويطالب الروس بإشراك ممثلين عن الاكراد في المفاوضات، الامر الذي ترفضه الهيئة العليا للمفاوضات وتركيا الداعمة للمعارضة.

 

إرجاء إدخال مساعدات إلى أربع بلدات سورية محاصرة

دمشق – أ ف ب:15 آذار/16/أجبرت الاشتباكات في وسط سورية المنظمات الدولية، أمس، على إرجاء إيصال المساعدات إلى أربع بلدات محاصرة. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك: إن إيصال المساعدات يجب أن يحصل «بالتزامن» إلى كل من مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل قوات النظام بريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المتشددة في محافظة إدلب شمال غرب سورية. وأشار إلى أن «الوضع بمنطقة قلعة المضيق في محافظة حماة» وسط سورية، دفع بالصليب الأحمر والأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري إلى إرجاء إيصال المساعدات.وأضاف: «لأسباب أمنية لا يمكن أن نرسل قافلاتنا عبر هذا الاتجاه»، إذ تقع قلعة المضيق بريف حماة الشمالي الشرقي على الطريق الذي من المفترض أن تسلكه القافلات إلى الفوعة وكفريا، مؤكداً أن «كل شيء جاهز، وعندما تسمح الأوضاع الأمنية، سنوصل المساعدات بالتزامن (إلى البلدات الأربع) في أول فرصة».

 

«يونيسيف»: ثمانية ملايين طفل تأثروا بالنزاع 3.7 مليون منهم لا يعرفون إلا الحرب

عمان – أ ف ب: 15 آذار/16/تأثر نحو ثمانية ملايين طفل سوري بالنزاع الدائر في بلدهم منذ خمسة أعوام، سواء الذين لا يزالون منهم داخل بلدهم أو الذين لجأوا إلى الدول المجاورة أو الذين ولدوا في الحرب. جاء ذلك في تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونسيف»، وأشارت فيها إلى أن «ما مجموعه 8.4 مليون طفل، أي نحو 80 في المئة من الأطفال بسورية، تأثروا بسبب النزاع، سواء في داخل بلدهم أو كلاجئين في الدول المجاورة». وأضافت أن «نحو 3.7 مليون طفل سوري، أي واحد من بين ثلاثة أطفال سوريين، ولدوا منذ بدء النزاع بسورية قبل خمس سنوات، ولم يعرف هؤلاء الأطفال إلا العنف والخوف والنزوح، ويتضمن هذا الرقم نحو 151 ألف طفل ولدوا كلاجئين منذ العام 2011». وأوضحت في التقرير الذي أطلق عليه اسم «لا مكان للأطفال» أنها تحققت من «حدوث نحو 1500 من الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال في العام 2015»، مشيرة إلى أن «60 في المئة من هذه الانتهاكات كانت حالات القتل والتشويه نتيجة استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، حيث قُتل نحو ثلث هؤلاء الأطفال أثناء تواجدهم في المدرسة أو في طريقهم من وإلى المدرسة». ولفتت إلى أن «عدد اللاجئين في البلدان المجاورة لسورية تضاعف عشر مرات مقارنةً مع ما كان عليه في العام 2012»، علماً بأن نصف هؤلاء اللاجئين هم من الأطفال، «كما أن نحو 15 ألف طفل غير مصحوبين ومنفصلين عن ذويهم عبروا الحدود السورية». ودعت إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الطفل ورفع الحصارات التي تطال مناطق عدة في سورية تنقص فيها المواد الغذائية الأساسية، مطالبة بتحسين وصول المساعدات الإنسانية داخل سورية. وقال المدير الإقليمي لـ«يونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بيتر سلامة في التقرير إن «العنف في سورية بات أمراً شائعاً، حيث طال البيوت والمدارس والمستشفيات والعيادات والحدائق العامة والملاعب ودور العبادة»، مضيفاً إن «نحو سبعة ملايين طفل يعيشون في فقر، ما يجعلهم يعانون الخسارة والحرمان في طفولتهم». وأكد أن «الملايين من الأطفال كبروا بسرعة هائلة وقبل أوانهم بسبب سنوات الحرب»، مضيفاً بعد مرور خمس سنوات على الأزمة فإن «الأطفال باتوا يخوضون حرب الكبار، كما يستمر تسرب الأطفال من المدرسة، والعديد منهم يُجبرون على العمل، فيما تتزوج الفتيات في سن مبكرة». وأوضح أنه في السنوات الأولى من النزاع «تراوحت أعمار أكثرية الأطفال الذين جندوا للقتال من قبل القوات والجماعات المسلحة ما بين 15 و17 سنة، وكانت أطراف النزاع تستخدمهم بصورة أساسية في أعمال الدعم بعيداً عن جبهات القتال»، لكن منذ العام 2014، «قامت جميع أطراف النزاع بتجنيد أطفال في سن أصغر من ذلك بكثير، حيث لا تزيد أعمار بعضهم عن سبعة أعوام وغالباً من دون موافقة الوالدين». وأشار إلى أن «هؤلاء الأطفال يتلقون التدريب العسكري ويشاركون بالعمليات القتالية أو يقومون بأدوار تهدد حياتهم في جبهات القتال، بما فيها حمل وصيانة السلاح وحراسة الحواجز العسكرية وعلاج وإجلاء جرحى الحرب، كما تستخدم أطراف النزاع الأطفال للقتل، بما في ذلك كمنفذين لعمليات الإعدام أو قناصة».

 

السعودية: قرارات الجامعة العربية تجسد الحرص على محاربة الإرهاب

الرياض – وكالات:15 آذار/16/أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن الشكر والتقدير للقادة وممثلي الدول الذين حضروا المناورة الختامية لتمرين «رعد الشمال» والعرض العسكري للقوات المسلحة السعودية والقوات المشاركة من الدول الشقيقة في التمرين، الجمعة والسبت الماضيين، مؤكداً أن هذا التمرين أظهر الحرص على تعزيز العلاقات العسكرية بين الأشقاء والأصدقاء والمحافظة على الأمن والاستقرار عن طريق رفع مستوى الجاهزية القتالية وقياس القدرة على إدارة العمليات العسكرية بهدف تحقيق وحدة الصف ودرء المخاطر التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية. جاء ذلك خلال ترؤس خادم الحرمين أمس جلسة مجلس الوزراء الذي أشاد بالقرارات الصادرة عن أعمال الدورة الـ 145 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي اختتمت في القاهرة، مؤكداً أن قرار مجلس جامعة الدول العربية اعتبار ما يسمى «حزب الله» منظمة إرهابية واستنكار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، يجسد الحرص على محاربة الإرهاب والوقوف في وجه كل من يدعمه ويسانده ويحاول إثارة النعرات الطائفية لزعزعة الأمن والاستقرار بما يتنافى مع حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وأشار المجلس في هذا الشأن إلى إدانة وشجب مجلس وزراء الداخلية العرب الذي عقد في تونس أخيراً الممارسات والأعمال الخطيرة التي يقوم بها «حزب الله» الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية. وفي الشأن الداخلي، شدد مجلس الوزراء على ما تضمنه بيان وزارة الداخلية من تأكيد على أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى «حزب الله» أو يتعاطف معه أو يروج له أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله، إضافة إلى إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال. كما أشاد المجلس بجهود الجهات الأمنية المتواصلة في ملاحقة وتعقب المطلوبين والمتورطين في أنشطة الفئة الضالة والقضاء على مخططاتهم الإجرامية، ومن ذلك المتورطين بجريمة الغدر بأحد رجال الأمن، وأحد المتورطين بالمشاركة بإطلاق النار على المصلين بمسجد المصطفى بقرية الدالوة وفي التفجير الانتحاري الذي استهدف المصلين بمسجد قوة الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير.

 

تحطم مقاتلة إماراتية في اليمن والتحالف يواصل قصف «القاعدة»/النقيب لـ «السياسة»: سنقضي على ما تبقى من بؤر الإرهاب المنتشرة في عدن

عدن – «السياسة»:15 آذار/16/أعلنت قيادة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، أمس، عن تحطم طائرة إماراتية مقاتلة أثناء مشاركتها في العمليات نتيجة عطل فني، ما أدى إلى استشهاد طياريها. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن»قيادة قوات تحالف إعادة الشرعية في اليمن أعلنت استشهاد طيارين اثنين من القوات الجوية الإماراتية (أمس) إثر تحطم طائرتهما من نوع ميراج في الأراضي اليمنية نتيجة عطل فني». وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية أعلنت في وقت سابق عن «فقدان طائرة مقاتلة ضمن قواتها المشاركة في قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية». من جهته، قال مصدر أمني وشهود عيان إنه تم العثور على حطام المقاتلة الإماراتية في مدينة البريقة بمحافظة عدن جنوب اليمن. وأوضح المصدر أن الطائرة ارتطمت بأحد الجبال في البريقة، بعد تعرضها إلى خلل فني، حيث عُثر على أجزاء منها غرب المدينة التي شن فيها طيران التحالف العربي غارات على مواقع تابعة لتنظيم «القاعدة». وأفاد شهود عيان أن مروحيتين عسكريتين من طراز «أباتشي» تابعتين للتحالف شوهدتا تحلقان فوق سماء البريقة، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة تضم عشرات العربات. ونقل موقع «عدن الغد» الجنوبي عن مصادر في المنطقة العسكرية الرابعة في عدن قولها إن الطائرة سقطت بسب خلل فني ولم تتعرض لأي إطلاق نار من قبل أي جهة. على صعيد متصل، تجددت المواجهات مساء أول من أمس بين قوات الأمن ومسلحي «القاعدة» بمديرية المنصورة بمحافظة عدن وامتدت إلى جولة الكراع في حي دار سعد. وأفادت مصادر أمنية أن طائرات «الأباتشي» التابعة للتحالف العربي قصفت تجمعات للمسلحين بالمنصورة وغرفة عمليات ومخزن أسلحة تابعين لهم في منطقة صلاح الدين بمديرية البريقة. وقال شهود عيان لـ»السياسة» إن قوات الأمن أغلقت الطريق البحري الذي يربط بين خور مكسر والمنصورة وتوغلت بمحيط مقر المجلس المحلي الذي يتمركز فيه عناصر التنظيم. من جانبه، قال المتحدث باسم المقاومة الجنوبية في جبهات العند قائد نصر الردفاني في بيان، تلقت «السياسة» نسخة منه إن قوة عسكرية تتبع محور العند أفشلت مخططاً لجماعة «أنصار الشريعة» التابعة لـ»القاعدة» استهدف الهجوم على قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج جنوب اليمن، أمس. ولفت إلى «أنه تم في هذه العملية الناجحة لقوات الجيش التي جرت بمنطقة زايدة بالقرب من العند مباغتة المجاميع بهجوم عنيف أسفر عن مقتل اثنين من التنظيم وأسر أربعة وتدمير سيارة وأربع دراجات نارية».إلى ذلك، كشف المتحدث باسم الشرطة في محافظة عدن عبد الرحمن النقيب أن قوات الأمن اعتقلت خلال الفترة الماضية عدداً من المشتبهين بالأعمال الإرهابية التي شهدتها المحافظة خلال الفترة الماضية. وقال النقيب لـ»السياسة» إن من تم اعتقالهم سيقدمون إلى القضاء للمحاكمة بعد استكمال التحقيقات معهم، مؤكداً أن قوات الأمن نشرت نقاط التفتيش وستواصل تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمنية. وأضاف إن القوات ستستكمل نشر الأحزمة الأمنية في محيط المديريات والقضاء على ما تبقى من بؤر الإرهاب المنتشرة بمديرية المنصورة التي بدأت قوات الأمن وبدعم من طيران التحالف ومروحياته تنفيذها، لملاحقة العناصر الإرهابية المتحصنة في بعض المقار الحكومية. وأشار إلى مقتل 22 من العناصر الإرهابية خلال المواجهات يومي السبت والأحد الماضيين مع قوات الأمن وبغارات جوية لطائرات التحالف التي استهدفتهم في المنصورة ومنطقتي جعولة وبير أحمد، مضيفاً «إن الإرهابيين نقلوا جرحاهم إلى منطقة الوهط بمحافظة لحج». وأوضح أن المجموعات المسلحة في المنصورة هي عناصر إرهابية تنتمي إلى تنظيمي «داعش» و»القاعدة» وتنفذ أجندة لصالح أجهزة استخباراتية خارجية ولصالح الرئيس السابق علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بعدن وعرقلة جهود الحكومة في تطبيع الأوضاع بالمحافظة، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب التي شنتها الميليشيات في المدينة.

 

قيادي حوثي: تفاهمات مبدئية مع السعودية لوقف الحرب

صنعاء – الأناضول:15 آذار/16/كشف قيادي حوثي، أمس، عن وجود ما وصفها بـ «التفاهمات المبدئية» مع الجانب السعودي «قد تفضي إلى ايقاف الحرب بين الطرفين»، في أول تعليق رسمي للجماعة، على المفاوضات التي أثمرت تهدئة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، منذ أسبوع. وذكر رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد، أن التهدئة في الحدود تأتي في إطار وضع أرضية للقاءات لوقف الحرب، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، حسب قوله. وقال الصماد، وهو ثاني أرفع القيادات الحوثية بعد زعيم الجماعة المتمردة عبدالملك الحوثي، في بيان على صفحته بموقع «فيسبوك»، أمس، «لن ندير ظهورنا لأي تفاهمات أو مبادرات قد تفضي إلى وقف الحرب، من أي طرف كان» . وزعم أن اللقاء الذي تم في مناطق حدودية بين اليمن والسعودية، جاء كمبادرة إنسانية من قبل الانقلابيين لتسليم أسير سعودي نظراً لوضعه الصحي. وأضاف «لا مانع أن تستغل مثل هذه المبادرات لإيجاد قناة تواصل مع الطرف الآخر، للاستماع لوجهات النظر، والتفاهم لإيجاد آليات قد تفضي إلى حوار بعزة وكرامة»، حسب قوله. وأعلن القيادي الحوثي وجود «تفاهمات أولية، تم خلالها التفاهم على خطوات تدريجية قد تفضي إلى وقف الحرب في حال كانت هناك نوايا صادقة لدى دول التحالف» الداعم للشرعية بقيادة السعودية. وكان التحالف أعلن الأسبوع الماضي عن التوصل إلى تهدئة على الشريط الحدودي، بناء على وساطة يقودها زعماء قبليون، كما جرى تبادل للأسرى أفرج بموجبه عن عسكري سعودي وسبعة من المتمردين.

 

37 قتيلاً بتفجير يحمل بصمات “الكردستاني” في قلب العاصمة التركية /أنقرة اعتقلت أربعة وقصفت المتمردين شمال العراق

أنقرة – وكالات:15 آذار/16/قتل 37 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 122 آخرين في هجوم بسيارة مفخخة بساحة مزدحمة وسط أنقرة، ليل اول من امس، بعد ثلاثة اسابيع من هجوم انتحاري سابق أوقع 29 قتيلاً في العاصمة التركية. وذكرت الحكومة التركية ان سيارة مفخخة انفجرت عند موقف حافلات في ساحة كيزيلاي التي تعتبر شريانا اقتصاديا رئيسيا ومركزا للمواصلات وتقع على مقربة من منطقة السفارات في العاصمة، حيث أدى التفجير الى احتراق العديد من السيارات والحافلات. وأعلن وزير الصحة محمد مؤذن اوغلو، أمس، ان ثلاثة اشخاص توفوا في المستشفى متأثرين بالجروح التي اصيبوا بها في الاعتداء ما يرفع عدد القتلى الى 37. وقال “لقد فقدنا ثلاثة من مواطنينا في المستشفى. وحتى الان عدد قتلى هذا الهجوم الارهابي 37، موضحاً أن “قتيلاً واحداً على الاقل” هو منفذ الهجوم. وكان وزير الصحة أفاد إثر اجتماع أمني دعا له رئيس الوزراء احمد داود اوغلو، بعيد التفجير عن “مقتل 30 شخصاً في المكان وأربعة في المستشفى”، مضيفاً ان 125 شخصا آخرون على الاقل اصيبوا بجروح، بينهم 19 في حالة حرجة. وبحسب وزير الصحة ووزير الداخلية افكان علاء، فإن الهجوم نفذ بسيارة كان يستقلها “شخص او اثنان” استهدفا محطة الحافلات بساحة كيزيلاي. ولم يصدر حتى امس أي تبني للهجوم، لكن أسلوب تنفيذه شبيه بهجوم انتحاري آخر بسيارة مفخخة استهدف عربات نقل عسكريين في منطقة غير بعيدة من ساحة كيزيلاي في 17 فبراير الماضي، وخلف 29 قتيلا. وتبنت ذلك الهجوم مجموعة “صقور حرية كردستان” المنشقة عن “حزب العمال الكردستاني” بعد ثلاثة ايام من ذلك، وهددت باستهداف المواقع السياحية التركية بالخصوص. وقال مسؤول تركي، طالباً عدم الكشف عن هويته، ان السلطات تشتبه بأن امرأة على ارتباط بـ”حزب العمال الكردستاني” هي بين منفذي الهجوم الانتحاري. وأشارت الصحافة التركية الى ان شخصين كانا في داخل السيارة التي انفجرت، وان أحدهما قد تكون الناشطة في “الكردستاني” سحر جاغلا.

كما أفاد مسؤولون أمنيون أنهم حصلوا على أدلة عن أن أحد المنفذين ناشطة انضمت لـ”حزب العمال الكردستاني” في 2013، وأنها من مواليد 1992 من مدينة كارس في شرق تركيا. كما اعتقلت السلطات أربعة أشخاص في ولاية شانلي أورفا جنوب تركيا، للاشتباه في علاقتهم بالسيارة التي استخدمت في التفجير. وذكرت مصادر أمنية أن السيارة تم شراؤها من معرض في ولاية شانلي أورفا، وبناء عليه ألقي القبض على 4 أشخاص يشتبه في علاقتهم بالسيارة، في عملية أمنية نُفذت في الولاية.

ورداً على الهجوم، قصف الطيران التركي أمس قواعد لـ”حزب العمال الكردستاني” في شمال العراق. وأوضحت هيئة اركان القوات التركية في بيان ان الغارات التي نفذتها 11 مقاتلة من طراز “اف 16 و”اف 4 استهدفت خصوصا منطقة قنديل في جبال أقصى شمال العراق، حيث يتحصن قادة متمردي “الكردستاني”. إلى ذلك، أعلنت تركيا فرض حظر تجوال على مدار الساعة في شرناق جنوب شرق البلاد من أجل تنفيذ عمليات ضد المتمردين الأكراد في المنطقة. من جهته، قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في بيان “لدينا معلومات ملموسة عن مجموعة ارهابية دبرت الهجوم” و”سنحصل سريعاً على النتائج الكاملة للتحقيق وسننشرها”. كما ندد الرئيس رجب طيب أردوغان بـ”هجمات ضد وحدتنا وبلادنا وشعبنا”، مؤكداً “أن دولتنا لن تتخلى أبداً عن استخدام حقها في الدفاع الشرعي أمام أي تهديد ارهابي”. بدوره، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو “بقوة دولتنا وحكمة شعبنا سنستأصل جذور هذه الشبكة الارهابية التي تستهدف وحدتنا وسلامنا”. في غضون ذلك، كشفت وزيرة خارجية استراليا جولي بيشوب ان السفير الاسترالي في أنقرة نجا من الهجوم، موضحة أنه “كان في سيارته حين انفجرت القنبلة، ولم يكن بعيدا سوى 20 متراً” من الانفجار. وكانت السفارة الاميركية في تركيا حذرت الجمعة الماضي مواطنيها من “هجوم ارهابي محتمل” في انقرة يستهدف “مباني حكومية تركية وعمارات” في الحي الذي شهد هجوم 17 فبراير الماضي. وأمر قاض في أنقرة، مساء أول من أمس، بمنع نشر أي معلومات عن الهجوم على الانترنت، خصوصاً على موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” حيث روجت العديد من الصور واشرطة الفيديو.

وتعيش تركيا منذ صيف 2015 حالة انذار قصوى بعد سلسلة اعتداءات دامية نسبت السلطات اربعة منها لتنظيم “داعش”، وكان اشدها دموية اعتداء انتحاري مزدوج في انقرة في 10 أكتوبر 2015 أدى الى مقتل 103 أشخاص.

 

نادي القضاة المصري يرفض طريقة إعفاء الزند من منصبه وقتيلان من الشرطة والجيش في شمال سيناء

القاهرة – وكالات:15 آذار/16/أعلن نادي القضاة في مصر رفضه الطريقة التي تم بها إعفاء وزير العدل المستشار أحمد الزند من منصبه مساء أول من أمس، فيما طلب مجلس القضاء الأعلى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء شريف إسماعيل على خلفية الأزمة. وقال رئيس نادى القضاة المستشار عبد الله فتحي إن النادي «لا يتدخل» في عمل السلطة التنفيذية برفض إقالة الزند من منصب وزير العدل، مضيفاً إن القضاة «يرفضون إقالته على هذا النحو والتعامل معه بهذا الأسلوب». وأكد أن «القضاة دائماً يد واحدة ويتعين أن يجتمع رأيهم»، مشيراً إلى أن الزند «قامة كبيرة ونرفض أن ينال منه البعض، خصوصاً وأنه خطأ عفوي واعتذر عنه في حينه». أما أمين صندوق نادي القضاة المستشار محمد عبده صالح، فقال «إننا نؤسس على مبدأ الفصل بين السلطات، وكل ما سيتخذه القضاة هو التعبير عن رفضهم للطريقة التي تم بها إعفاء الزند من منصبه كوزير للعدل». يشار إلى أن نادي القضاة كان استبق قرار الإقالة ببيان، أكد فيه تمسكه بالزند على خلفية موجة الغضب ضده بسبب تصريحه بأنه يمكنه أن يحبس نبياً إذا خالف القانون، فيما تقدم مجلس القضاء الأعلى بطلب لمقابلة السيسي وإسماعيل بشأن الأزمة. وكانت الحكومة أعلنت في بيان من جملة واحدة ليل أول من أمس، أن إسماعيل أصدر قراراً بإعفاء الزند من منصبه. وفي هذا السياق، اعتبر مراقبون أن تداعيات إقالة الزند على خلفية تطاوله في تصريح صحافي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ربما ستطول وتوجد نوعاً جديداً من الصراع بين السلطتين التنفيذية والقضائية. وحذر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالقاهرة جمال عبد الجواد من خطورة «أن تتحول مؤسسات في مصر إلى مؤسسات فيها أجنحة وناس ضد ناس»، معتبراً أن «تقسيم مؤسسات مثل القضاء بهذا الشكل في غير صالح المهنية أو حكم القانون أوالاستقرار السياسي في مصر». أمنياً، قتل مجند من قوات الجيش وأصيب آخران، أمس، إثر استهدافهم بعبوة ناسفة غرب مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء. وقالت مصادر متقاطعة إن مجنداً قتل وأصيب آخران، إثر استهداف قوة من الجيش بعبوة ناسفة قرب حاجز أمني غرب رفح. وفي هجوم آخر وقع مساء أول من أمس، قُتل ضابط شرطة برصاص مسلحين بمدينة العريش في شمال سيناء. وقال شهود عيان إن «الضابط في إدارة البحث الجنائي مصطفى مجدي قتل متأثراً بإصابته بعد استهدافه برصاص مسلحين، أثناء ممارسته تمارين رياضية بملاعب مركز شباب العريش».

 

المصادقة على تعيين رئيس جديد لـ»الشاباك»

تل أبيب – الأناضول:15 آذار/16/صادقت لجنة إسرائيلية، أمس، على تعيين نداف أرغمان رئيساً جديداً لرئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، خلفاً ليورام كوهين. وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان، أن «اللجنة الاستشارية المكلفة بمراجعة التعيينات الرفيعة في الدوائر الحكومية التي يترأسها القاضي المتقاعد يعقوب تيركل صادقت على ترشح أرغمان لمنصب رئيس جهاز الأمن العام». من جهتها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن أرغمان كان يتولى منصب نائب رئيس جهاز الأمن العام لمدة ثلاث أعوام. والتحق أرغمان (55 عاماً) بصفوف الجهاز في العام 1983، حيث شغل مناصب عدة من بينها رئيس قسم العمليات، وممثلاً لـ»الشاباك» في الولايات المتحدة

 

مقتل ثلاثة فلسطينيين نفذوا هجومين في الضفة الغربية ومحادثات لمبعوث فرنسي بشأن مؤتمر للسلام

تل أبيب – وكالات:15 آذار/16/قتل ثلاثة فلسطينيين بعد تنفيذهم هجومين منفصلين قرب مستوطنة كريات أربع قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أمس، أن «مهاجمين أطلقا النار على مارة في موقف للحافلات عند مدخل كريات أربع فردت القوات التي تحرس المنطقة وقتلتهما»، مضيفاً أنه «بعد دقائق وفي هجوم ثان، صدمت سيارة آلية عسكرية استقدمت إلى الموقع، فردت القوات وأطلقت النار على المهاجم ما أدى إلى قتله». ولفت إلى إصابة جندي في الهجوم بإطلاق النار، فيما أصيب جنديان آخران بجروح طفيفة في عملية صدم الآلية العسكرية. وقالت متحدثة باسم الجيش إن الفلسطينيين اللذين نفذا الهجوم الأول أطلقا النار بواسطة مسدس ورشاش. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشبان الثلاثة هم قاسم فريد أبو عودة (30 عاماً) من مدينة الخليل ويوسف مصطفى طرايرة (18 عاماً) من بلدة بني نعيم وأمير فؤاد الجنيدي (22 عاماً) من مدينة الخليل. من جهة أخرى، شددت قوات الأمن الإسرائيلية حملة البحث عن أشخاص داخل الضفة يزودون الفلسطينيين بالأسلحة النارية وزعم إسرائيل أنهم وراء تصاعد الهجمات التي تستخدم فيها هذه الأسلحة في القدس، فيما صادقت لجنة برلمانية إسرائيلية، أمس، على مشروع قانون، يشدد العقوبات على الإسرائيليين الذين يشغلون فلسطينيين من دون الحصول على تصاريح عمل. في سياق منفصل، بدأ المبعوث الفرنسي الخاص للشرق الأوسط بيير فيمون، أمس، محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين بشأن فُرص عقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق مفاوضات السلام. واستهل فيمون اجتماعاته خلال زيارته التي تعد الأولى إلى المنطقة، بلقاءات مع مسؤولين وقادة إسرائيليين، حيث التقى زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ الذي أكد للمبعوث الفرنسي ضرورة انفصال بلاده عن الفلسطينيين، و»الحفاظ على رؤية حل الدولتين». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن فيمون سيلتقي مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد. من ناحيته، قال مسؤول فلسطيني إن المبعوث الفرنسي سيلتقي اليوم الثلاثاء مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله. يشار إلى أن السفارة الفرنسية في تل أبيب، أعلنت الخميس الماضي أن فيمون سيزور إسرائيل لبحث المبادرة الفرنسية بشأن عقد مؤتمر للسلام.

 

رغم هزيمة حزبها في انتخابات محلية ميركل تتمسك بسياستها حيال اللاجئين وتقر بالاستفادة من إغلاق طريق البلقان

15 آذار/16/برلين – ا ف ب/أقرت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، أمس، بأن بلادها «تستفيد» من اغلاق طريق البلقان امام المهاجرين، مشددة على أنه ليس حلاً «دائماً» لأزمة الهجرة في أوروبا، وذلك وسط تأكيد حكومتها مواصلة سياستها بشأن اللاجئين. وقالت المستشارة «لا جدل في أن المانيا تستفيد (من اغلاق طريق البلقان) لكن ما نراه كل يوم في الصور الوافدة من اليونان تثبت ان هذا الحل ليس دائماً»، وذلك في حديث إلى الصحافيين غداة هزيمة حزبها في انتخابات محلية أتت بالموازاة مع اختراق للشعبويين نتيجة المعارضة المتزايدة لفتح الابواب امام اللاجئين.لكن ميركل أكدت انها ستواصل ستراتيجيتها لابطاء تدفق طالبي اللجوء الى بلادها بعد وصول 1,1 مليون طالب لجوء في 2015، التي تستند الى سياسة اوروبية مشتركة لتعزيز أمن الحدود الخارجية للاتحاد والتعاون مع تركيا لوقف توافد المهاجرين. من جهته، أكد المتحدث باسم المستشارة ستيفن سيبرت «ان الحكومة الفدرالية تواصل بكل قوتها نهجها في سياستها المتعلقة بالمهاجرين على المستويين الوطني والدولي»، مضيفاً ان «بعض المسائل تم تنفيذها، ويبقى تنفيذ مسائل أخرى. الهدف هو في كل الاحوال ايجاد حل أوروبي مشترك وطويل الأمد يؤدي الى انخفاض اعداد اللاجئين في كل بلد بشكل ملحوظ». في المقابل، اعتبر زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست سيهوفر، الحليف البافاري للاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي يعارض سياسة ميركل في ملف الهجرة، ان «الرد» على الهزيمة الانتخابية «لا يمكن أن يكون: سنستمر كالسابق». وافادت وسائل الاعلام الالمانية ان المستشارة ليست مهددة فعلاً رغم هزيمتها الانتخابية لغياب منافس حقيقي في صفوف حزبها، بالتالي لا مبرر في هذه المرحلة لتغيير سياستها في ظل عزلتها في اوروبا. وتساءلت صحيفة «الغيمايني تسايتونغ» «من في الاتحاد المسيحي الديمقراطي يريد ارغامها ويستطيع ذلك؟» وكانت سياسة استقبال طالبي اللجوء التي اعتمدتها ميركل الصيف الماضي في صلب النقاشات الانتخابية، وأثبتت النتائج الاستثنائية التي حققها حزب «البديل من أجل المانيا» في المقاطعات الثلاث (بين 12 في المئة و24 في المئة) حجم المعارضة التي تواجهها. والتقدم الكبير للحزب الذي كثف هجماته الكلامية ضد المهاجرين، يشكل سيناريو غير مسبوق منذ 1945 في بلد يسعى دائماً الى المثالية الاخلاقية بعد ماضيه النازي، لكنه يندرج في إطار أوروبي اوسع يشهد تعزيز شعبية حركات اليمين المتشدد من المملكة المتحدة الى سلوفاكيا. واشارت صحيفة «شتوتغارتر تسايتونغ» إلى أنه «لم يدخل اي حزب سياسي من قبل الساحة السياسية (الالمانية) بهذا القدر من الصخب. ومن ينظر الى باقي اوروبا يدرك ان «البديل لألمانيا» لن يختفي ببساطة». وترفض المستشارة الالمانية اغلاق حدود بلادها كما يطالب اليمين الشعبوي وقسم من المحافظين، وتواصل السعي الى حلول على المستوى الاوروبي لاستقبال اللاجئين وباتجاه اتفاق مثير للجدل بين تركيا والاتحاد الاوروبي لا يزال قيد المناقشة قبل قمة مرتقبة يومي 17 و18 مارس الجاري. وانتقدت ميركل دول «طريق البلقان» بسبب اغلاق حدودها تاركة عشرات آلالاف من الاشخاص محاصرين في اليونان في ظروف صعبة جداً، إلا أن مسؤولين رفيعين في ألمانيا، بينهم وزير الداخلية توماس دي ميزيير، رحبوا بإغلاق هذه الطريق لأنه ساهم في خفض عدد الواصلين الى المانيا بنحو 33 في المئة بين شهري يناير وفبراير الماضيين.

 

الزعبي :التنسيق في مواجهة الارهاب بين سوريا وروسيا ما زال في أعلى مستوياته وسيبقى

الإثنين 14 آذار 2016 /وطنية - دمشق - اعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان "التنسيق في مواجهة الارهاب بين سورية وروسيا مازال فى أعلى مستوياته وسيبقى". وقال تعليقا على اتفاق على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية فى سورية "ان الاصدقاء فى روسيا ملتزمون التزاما مطلقا وكاملا فى الاستمرار بمواجهة الارهاب وانه نتيجة تقدم قواتنا المسلحة فى مناطق كثيرة ووقف الاعمال القتالية فى سورية وبدء عملية المصالحات المحلية فى مناطق كثيرة اضافة لاسباب تخص جوانب أخرى لدى القيادة العسكرية الروسية الميدانية جاء هذا القرار بالتنسيق والتوافق بين القيادتين السورية والروسية لا اكثر ولا أقل". وتابع الزعبي "هذه هي الاسباب الحقيقية والجوهرية التى دفعت الى هذا الاجراء لكن الاصدقاء الروس ملتزمون التزاما كاملا بالتنسيق السياسي والعسكري بين القيادتين السورية والروسية والذي هو فى أعلى مستوياته وأعمقها وحول كل القضايا التفصيلية والجوهرية". وقال "ان قوات الجيش العربي السوري ملتزمة باتفاق وقف الاعمال القتالية وتقوم بالرد حيث يجب الرد عندما تكون هناك خروقات وبالتالي لا تغيير على الاطلاق فى الجانب السياسي أو العسكري فى العلاقة بين روسيا وسورية حتى لا أحد يفسر ويؤول حسب هواه وما يتمنى". واضاف ان "عملية محاربة الارهاب ومواجهته مستمرة بكل جدية وصلابة... وان روسيا ملتزمة مع سورية وكذلك سورية ملتزمة مع روسيا وكلانا ملتزم حقيقة بالاتجاه الدولي والقرارات الدولية الخاصة فى مكافحة الارهاب حيث يكون".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما لم يقله فارس سعيَد

 راشد فايد/النهار/15 آذار 2016

كان ينقص الأمين العام لقوى 14 آذار، الدكتور فارس سعيد، أن يدعو جمهور انتفاضة الاستقلال الى الانتفاضة مجدداً، تحديداً في وجه الأحزاب التي تنطحت لتولي قيادته بعناوين بلا برنامج، فوثق بها رغم ذلك، بلا تردد. لم يكن خافيا أن الانفصال جلي بين جمهور الحركة الاستقلالية الثانية وبين القيادات الحزبية. فهذا الجمهور كان ينتظر أن تتحول عناوين يوم 14 آذار 2005 إلى برنامج عمل استراتيجي، توضع لتطبيقه منهجية تحرك، تترجمها مكاتب تنفيذية، يديرها متطوعون سياسيون لا تنقصهم الحماسة لإنقاذ الوطن، وللدفع بالدولة اللبنانية إلى تولي سيادتها بنفسها.

لم يكن للقيادات الحزبية السياسية في يوم الانتفاضة، دور مختلف عن دور جمهورها، وهو رسم الطريق إلى لبنان بلا تبعية، ولا وصاية، لكنه تأتى من موقع رد الفعل، لا الفعل، من مسلسل الاغتيالات المتمادي، الى 7 أيار 2008، وخطابات أمين عام الحزب المتعالية والفوقية الاستفزازية. لم تقدم هذه القيادة الجماعية "المفترضة"، استراتيجية عمل، وأعلت حساباتها السياسية الفئوية، كمعطى لا يجيب عن سؤال جمهور 14 آذار العريض: ما العمل؟ لم يسحب نظام الوصاية عسكره، بالكامل حرصاً على سلامة لبنان، بل أملا في نشر فوضى تُدخل البلاد في حرب أهلية جديدة، تجنبتها "14 آذار" بحكمة، ودفعت ثمنها الشهداء، من مواطنين (نكاد ننساهم) وسياسيين، لكنها هادنت "المفوض السامي الإيراني – السوري"، من دون "استنباط" نمط مواجهة مجدٍ، بل نهج استيعاب كتجريب "الحلف الرباعي"، و"السين- سين"، ثم "اتفاق الدوحة" وطاولات الحوار، وحكومات التسويات اللحظوية. كان يمكن لكل ذلك أن يكون مجديا لو اندرج في منهجية متكاملة، وليس كبنود لا ينتظمها منطق سياسي. ما قاله فارس سعيد يفضي إلى ما لم يقله: ليست الأمانة العامة لقوى 14 آذار ستاراً لأحزاب، لا سيما من يغرق منها، عند أول امتحان، في تكتيكاته الفئوية، ومصالحه الانتخابية والسياسية: الأمانة العامة هي عنوان لـ 14 آذار الشعبية التي هجر أهلها جحور الطائفية والمذهبية والعشائرية، يوم اغتال نظام الوصاية الشهيد رفيق الحريري واكتشفوا ان مهادنته بلا جدوى. لم تقدم الأمانة العامة، بمشهديتها السابقة، أي تجديد في عملها، لأنها سقطت في براثن الأحزاب والتسويات، فظل جمهورها في موقع المتفرج عليها، فزاد بعده عنها، وأبعدت في الانعزال عنه، الى حد إجهاض "المجلس الوطني للمستقلين". آن الأوان لعودة 14 آذار لأهلها، وحان للمستغضبين عليها، أن يوقفوا "النق" واللوم والعتب، ويقتحموا الأمانة العامة، ليس لتسجيل الأخطاء، بل لفتح آفاق التقدم. ليس في ذلك دعوة الى حرب داخلية، لكن المهادنة تصبح استسلاماً لواقع، وتسليماً به، إن لم تكن في إطار استراتيجية واضحة، تتخطى انتخاب رئيس للجمهورية، إلى التصدي في كل المجالات. بالصوت الصارخ، على الأقل.

 

ذلك اليوم في دمشق

غسان شربل/الحياة/15 آذار/16

الصدفة أبرع المهندسين. تستدرج الصحافي أحياناً الى مواعيد عصية على النسيان. نصحني زميلي إبراهيم حميدي، مدير مكتب «الحياة» في سورية آنذاك، بالتعرف الى وليد المعلم، مشيراً الى انه يتابع ملف العلاقات مع لبنان وقد يعيّن قريباً وزيراً للخارجية. وكان بديهياً أن أرحب فقد كانت سورية بلداً معنياً بجملة ملفات عربية حساسة وكانت قواتها تنتشر في لبنان وتمسك بقراره. تدخلت الصدفة. أعطاني المعلم موعداً في الثانية عشرة ظهر 14 شباط (فبراير) 2005. لم يخطر ببالنا ابداً أن زلزالاً سيقع خلال وجودنا في ذلك المكتب. وأغلب الظن أن ذلك لم يخطر ببال المعلم ايضاً. استهلكنا ما يزيد على النصف الأول من اللقاء في السؤال عن العراق المقيم في قبضة القوات الأميركية وعن خيارات سورية التي باتت جارة للجيش الأميركي. وفي الوقت الباقي كان لا بد أن نتحدث عن لبنان. سألت المعلم عن علاقات دمشق مع الوزير وليد جنبلاط خصوصاً بعد محاولة الاغتيال التي استهدفت رفيقه مروان حمادة. أجاب بلغة غير عدائية لافتاً الى أن العلاقات مع جنبلاط مرت دائماً بمراحل صعود وهبوط، مشيراً الى أن وليد يذهب بعيداً في بعض الأحيان. سألته عن احتمال أن نرى رفيق الحريري مجدداً في دمشق بعد تدهور العلاقات بسبب التمديد للرئيس أميل لحود والاتهامات في شأن القرار 1559. أحالني المعلم الى اللهجة الإيجابية المتضمنة في ما نقلته الزميلة «السفير» عن الحريري في ذلك اليوم، مشيراً الى أن الحريري يعرف أهمية دمشق وهي تعرف ما قدمه لها في عدد من المحطات. توقع أن تتبدد الغيوم، ملمحاً الى أن موضوع جنبلاط هو الأصعب.

لم أكن أعرف أن الرجل الذي أسأل عنه اغتيل قبل دقائق في بيروت. ويبدو أن المعلم لم يكن يعرف. ولم ألاحظ أن أحداً أدخل ورقة أو اتصل بالهاتف ليبلغه. في الواحدة والنصف إلا خمس دقائق ودعنا المعلم وفتحنا هواتفنا. كانت الرسائل المتلاحقة تشير الى ان عملية تفجير هائلة استهدفت الحريري وموكبه.

كان لدينا موعد آخر في الثانية. استقبلنا السيد الوزير مذهولاً وعيناه معلقتان على شاشة «الجزيرة» التي كانت تبث من موقع الانفجار. سرقتنا الشاشة ولم نتبادل سوى بعض العبارات ثم ودعناه. لم يعد ثمة ما يبرر الأسئلة السابقة. ما بعد الاغتيال لا يشبه ما قبله. عدت الى مقر إقامتي في فندق «شيراتون». في البهو صودف وجود الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة وهو هناك زائر قديم ومقيم. قال سماحة إن العملية كبيرة وخطرة. عرض عليّ الذهاب معه الى بيروت «لنتحدث على الطريق». شكرته وقلت إن عليّ أن أكتب مقالتي فضلاً عن أنني مرتبط بموعد مسائي في دمشق ولا يصح للصحافي أن يكون المبادر إلى الإلغاء.

ذهبنا الى الموعد ولم يكن هناك ما نتحدث عنه غير اغتيال الحريري. كان المسؤول يتابع الأخبار عبر أكثر من شاشة. فجأة بثت إحدى الشاشات اللبنانية بياناً أصدره سياسيون من طوائف عدة تنادوا إلى عقد اجتماع في دارة الحريري في قريطم. تضمن البيان جملة قاطعة ستشعل براكين الغضب. حمّل المجتمعون الجهاز الأمني اللبناني - السوري مسؤولية اغتيال الحريري. كان وليد جنبلاط العمود الفقري لذلك الاجتماع وكانت بصماته واضحة في وضوح البيان. كان ميشال عون في المنفى. وكان سمير جعجع في سجنه.

لم تبخل علينا هذه المهنة بالأيام العصيبة، لكن ذلك اليوم كان من أخطرها. العبوة التي انفجرت برفيق الحريري انفجرت ايضاً بالعلاقات اللبنانية - السورية. غيرت أيضاً مصير النظام السوري الذي اضطر للانسحاب من لبنان واندفع الى الالتصاق الكامل ومن موقع أضعف بإيران و «حزب الله» وهو ما يفوق قدرة التركيبة السورية على الاحتمال. انفجرت العبوة ايضاً بالعلاقات السنية - الشيعية في لبنان وخارجه. انفجرت كذلك بالعلاقات السورية - السعودية على رغم محاولة الـ «سين-سين» لاحقاً. انفجرت ايضاً بالعلاقات بين المقاومة و «حزب الله» من جهة وسائر اللبنانيين من جهة أخرى. ما بعد الزلزال لا يشبه ما قبله والدليل هذا الذي نراه. في تلك الليلة في دمشق حاولت رشوة النعاس لكنه رفض ولم يقترب. راحت الصور تتلاحق. جثة كمال جنبلاط. وجثة بشير الجميل. وجثة رينيه معوض. جثث كثيرة مرت في النهر الذي سيرابط وليد جنبلاط على ضفته وسيطول انتظاره. راودني خوف عميق. لم يقتل الحريري وحده في ذلك النهار. قتل كثيرون في يوم المصائر المتداخلة وقتلت أشياء كثيرة. في اليوم التالي عدت الى بيروت. كان الدمع يتصبب من عيون كثيرة وكان الغضب يتصبب من شرفات كثيرة. رأت بيروت سعد الحريري يحمل نعش والده ويدخل نادي الزعماء المجروحين. ولن يتأخر اللبنانيون في الانقسام. في الشهر التالي وتحديداً في الثامن منه سيختار «حزب الله» طريقه وفي 14 آذار (مارس) ستختار المكونات الأخرى طريقها المعاكس. تشلّع لبنان وها هي سورية مشلّعة. يتذكر اللبنانيون اليوم 14 آذار الوافد من 14 شباط. لا أقول إن اغتيال الحريري هو سبب ما يجري. لكن يوم اغتياله كان بين الأسباب التي أوصلت النظام السوري و «حزب الله» الى العزلة الحالية. المنطقة بأسرها تدفع اليوم ثمن ثقافة تقوم على شطب الآخر. وقد يكون الآخر رجلاً او شعباً او طائفة.

 

هكذا يتلاعب "حزب الله" بتاريخ طائفته وانجازاتها

طارق السيد /موقع 14 آذار/15 آذار/16

يبدو أن أزمة حزب الله" اليوم، تحوّلت إلى داخل طائفته بفعل الاشتباك السياسي الاعلامي بين جمهوره من جهة وجمهور حركة "أمل" من جهة اخرى، وهو الاشتباك الذي انتقل من داخل الغرف السياسية الى الشارع بعدما تعاظمت الخلافات بين الطرفين خصوصا الشق المتعلق بالأزمة مع المملكة العربية السعودية وتهجم الحزب الدائم عليها في وقت يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري على الدوام الى لملمةالأوضاع الصعبة وتصحيح الأخطاء التي يرتكبها "حزب الله" بين فترة وأخرى. الخلافات بين الفريقين الشيعيين ليست بجديدة، بل هي مُستجدة، لكنها تفاقمت خلال الفترة الحالية على خلفية محاولة الحزب الاستثثار بقرار الطائفة ومصير أبنائها سواء في الداخل او المنتشرين في الدول العربية وما أكثرهم. ومن يُدقق بهوية اللبنانيين الشيعة المنتشرين في دول الاغتراب لا سيما الدول الخليجية، سوف يتأكد له أن معظم هؤلاء هم من المؤيدين لحركة امل ونهجها منذ زمن السيد موسى الصدر وبعده نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين، وأن الرأسماليين منهم، تجمعهم لقاءات دورية مع رئيس المجلس نبيه بري إن في اطار تشجييع الاستثمارات في البلد أو ضمن اطار دعم اهل الجنوب وصمودهم. "حزب الله" يريد أن ينسف كل هذا خدمة للمشروع الفارسي، فهو يسعى في كل مرة الى خلق هوّة بين شيعة لبنان وبين الدول العربية لتغليب المشروع الايراني وجعل شيعة لبنان يمشون وراء هذا المشروع بعد ان تنقطع بهم السبل العربية وجعلهم في حالة عداء مع محيطهم السني على غرار ما تقوم به ايران مع الدول العربية ومع أهالي "الأحواز". ومن هنا كان اغراقهم في الحرب السورية ولاحقا في اليمن وايران مستمرة في مشروعها هذا الى أن يُصبح كل الشيعة في لبنان مرجعيتهم السياسية والدينية في ايران. في مناطق نفوذ حركة "امل" إن في الضاحية الجنوبية او البقاع وحتّى الجنوب، يكثر الحديث اليوم عن الأضرار التي الحقها "حزب الله" بلبنان عموماً وبالطائفة الشيعية خصوصاً وهو الذي لم يترك لهم دولة جارة إلا وهدد أمنها إن من خلال دعمه المعارضين ومدهم بالسلاح، أو من خلال تكفيرها وجعلها في مستوى اسرائيل وأخر هذه الارهاصات شعار "الموت للسعودية"، وهو شعار لم يعهده الشيعة لا في زمان علمائهم ولا في مرحلة الاستبداد التي يمارسها الحزب ضدهم اليوم، ومن بين ما يتم التطرق اليه اليوم، العودة بالذاكرة الى مرحلة الاعدامات التي مارسها "حزب الله" بدعم ايراني، بحق الشباب الشيعي خلال حرب اقليم التفاح والمجازر التي ارتكبها تحت عباءة "المرشد".

يعترف جمهور حركة "أمل" بأفضال السعودية على لبنان وهو يقول لا بل يعترف أن المملكة لم تدعم فريقا مسلحا بل حتى اليوم ورغم الخصومة مع الحزب، فهي تقوم بدعم الدولة ومؤسساتها ومشاريع تنموية من دون تناسي أفضالها في إعادة اعمار لبنان وتحديدا جنوبه بعد عدوان تموز 2006، فكم من قرية جنوبية اعيد اعمارها بفضل السعودية وكم من صاحب منزل مدمر ظُلم بفعل سياسة التمييز التي اعتمدها "حزب الله" في سياسة توزيع الاموال للمتضررين ومن هؤلاء من لم يستطع اعادة اعمار منزله حتى اليوم. لقد سرق "حزب الله" تاريخ المقاومة وهو ما زال يُمعن في سرقتها من خلال تجيير انجازاتها لصالحه. يؤكد الجنوبيون أن الشهيد الشيخ راغب حرب لم يكن ينتمي الى الحزب لا فكريا ولا عقائدياً بل شكل حالة مقاومة ضد العدو الاسرائيلي جمعت كل أبناء الجنوب تحت هذه العباءة، لكن الحزب سرق شهادته كما سرق شهادة الكثيرين من قبله وبعده، وقد اشترى شهادة البعض ام ترهيباً واما ترغيباً من اجل تدعيم لائحة عناصره الذين سقطوا في مواجهة العدو الاسرائيلي واعطاء حركته شرعية مصنوعة من دماء أبطال سبقوه الى ساحة المقاومة التي وصلها لاحقا عن طريق التصفيات الجسدية.

 

اتفاق على تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب واختلاف على توصيفه وتحديد مفهومه

 اميل خوري/النهار/15 آذار 2016

قرار جامعة الدول العربية اعتبار "حزب الله" منظّمة إرهابية سبقه قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي عام 2001 باعتبار الجناح العسكري في الحزب إرهابياً بعد ارتكاب جريمة تفجير الباص في بلغاريا، وللتخفيف من وطأة القرار على لبنان الدولة أبقى على الجناح السياسي في الحزب لإتاحة التعامل مع الداخل والخارج من دون أيّة شروط ولا قيود، فكان لا بد من محاصرة الجناح العسكري في الحزب بشتى الوسائل. وتعتقد دول الغرب أن إيران التي تزوّد الحزب السلاح تستفيد منه من أجل تحقيق أغراض إيرانية اقليمية. لقد أنشأت القانونية – الدولية منذ عام 2001 "النظام العالمي لمكافحة الإرهاب الدولي"، وهذا النظام قائم على الاتفاقات والقرارات الدولية الملزمة بعدما لاحظ المراقبون في الغرب أن مقاومة "حزب الله" تحوّلت في بعض الحالات والأماكن أداة ضغط داخلية للتحكّم بالسلطات اللبنانيّة وتسخيرها لأغراض الحزب وحلفائه، والتحكّم بمقدرات الدولة كلها، فصدرت عن مجلس الأمن الدولي في الأعوام 1999 و2001 و2004 قرارات يعيد فيها تأكيد ضرورة التصدي للارهاب بجميع أشكاله ومظاهره وبجميع الوسائل وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، بعدما أخذ السلام والأمن الدوليان يتعرّضان لخطره ويتزايد عدد ضحايا الأعمال الارهابية بمن فيهم الأطفال بدافع التعصّب أو التطرف في مختلف مناطق العالم.

والسؤال هو: كيف تعامل لبنان مع المجتمع الدولي عند صدور القرارات المتعلقة بمكافحة الارهاب وتوصيف منظمات وأحزاب بأنها ارهابية ومنها "حزب الله"؟

لقد بعث لبنان برسالة إلى مجلس الأمن يرد فيها على قراره الرقم 1373 (أيلول 2001) يمكن اختصار أبرز ما جاء فيها بالآتي:

1 – الالتزام بمكافحة الارهاب بكل أشكاله ولكن على قاعدة التمييز بينه وبين الحق المشروع في مقاومة الاحتلال.

2 – الالتزام بالعمل على الانضمام الى المعاهدتين الدوليتين الخاصتين بمكافحة تمويل الارهاب ومنع الهجمات الارهابية بواسطة التفجيرات عبر الحدود، وقد سبق للبنان أن بدأ مكافحة الارهاب عندما اصطدم في الضنية بمجموعة مسلّحة.

3 – زوّد لبنان دولاً عدّة في مقدمها الولايات المتحدة الأميركية معلومات مفصلة عن أي نشاط إرهابي، وكشف أن التحقيقات التي أجراها أظهرت عدم وجود أي شخص سمّته قرارات مجلس الأمن ضمن الأراضي اللبنانية وأن هؤلاء ممنوع دخولهم إلى أراضيه.

4 – إن مصرف لبنان حقق بما ورد من الأمم المتحدة عبر لجنة التحقيق الخاصة المنبثقة من قانون مكافحة تبييض رؤوس الأموال من لوائح تضم إرهابيين، فلم يعثر في المصارف على حساب لهم.

5 – إن لبنان لا يشكل مأوى لمن يموّل أو يقود أو يدعم أو يرتكب جرائم إرهابية.

6 – إن تبادل المعلومات والتعاون في مكافحة الارهاب يتم سنداً إلى القانون الدولي بواسطة الانتربول، وإلى أحكام القانون المحلي وتطبيقاً لمبدأ التعامل بالمثل.

7 – إن لبنان انضم إلى عشرة اتفاقات دولية تتعلّق بالارهاب، وهو يرغب في تطبيق كل أحكامها في مجال التعاون الهادف إلى مكافحة كل الأعمال الإرهابية، وان القوانين اللبنانية تمنع على اللاجئ في لبنان كل نشاط سياسي أياً يكن نوعه، كذلك فإن النشاطات الارهابية من كل نوع تفقده صفة اللجوء وتعرّضه لملاحقات جزائية كما كل مقيم على الأراضي اللبنانية. وقد شرحت الرسالة جواباً عن قرار مجلس الأمن المتعلق بمكافحة الارهاب بالتفصيل القوانين اللبنانية ومطابقتها لموجبات القرارات المتعلقة بالموضوع نفسه، إلا أن الخلاف ظل على توصيف الارهاب ومتى يوضع الحزب أو المنظمة على لائحة الإرهاب.

يقول باحثون في هذا الموضوع إن كلمة "ارهاب" تطلق على كثير من الجرائم العادية الواقعة ضمن إطار الحق العام وعلى أعمال العنف المختلفة التي يقوم بها الأفراد كمحاولات الاغتيال التي يتعرض لها أشخاص لهم صفة سياسية أو معنوية، أو أناس عاديون أبرياء، وعلى أعمال التخريب التي تتعرض لها الممتلكات العامة أو الخاصة. وتطلق كلمة "إرهابي" على الأشخاص الذين يقومون بتلك الأعمال وعلى المجموعات السياسية والأقليات الاتنية التي تضرب من تعتبره عدوّاً لها فتخوض حرباً باهظة الثمن وطويلة الأمد.

لذلك فليس هناك إمكان لتحديد مفهوم "الارهابي"، ولا تحديد قانوني لمعناه، وقد عجزت المنظمات الدولية نفسها عن الاتفاق على معنى للارهاب وعلى مدى شمولية هذا المفهوم لجميع أشكال العنف الايديولوجي الثوري، الفوضوي والتحريري، والذي يتيح الخلاف في تعريف الارهاب في السياسات الدولية التي تجد أحياناً في مساندة الارهاب مصلحة ووسيلة لفرض سيطرتها وآلية لمحاربة أعدائها.

 

لا تضيّعوا إنجازات الحراك المدني

غسان حجار/النهار/15 آذار 2016

قطع الطرق أمس لم يكن موجها ضد السلطة، كان ضد الناس، المواطنين المتوجهين الى أعمالهم. قطع الطرق عمل "زعراني" بامتياز، أياً تكن أسبابه، وغير جائز لانه يسبب الضرر المادي والمعنوي. المادي لمجموع المواطنين، والمعنوي لأصحابه اذ ينقلب الرأي العام ضدهم. ولا افهم تصرف وزارة الداخلية والبلديات حيال قطّاع الطرق الى أي فريق انتموا والى أية قضية، فهي تعلن انها تصون حق الناس في التظاهر، لكنها في الوقت عينه مسؤولة عن توفير حرية التنقل للمواطنين وعدم قطع الطرق، وهو ما لم تنفذه ، وامتنعت عن استخدام القوة، علماً انه حق مشروع لها شرط عدم الافراط به. جيد ان مجموعات في الحراك تصدت لقرار قطع الطرق منذ مساء الاحد، واعلنت ذلك في مؤتمر صحافي موجّه الى الرأي العام، حتى لا يختلط الحابل بالنابل، ويتحول الحراك الى رفض لمجرد الرفض، من دون تقديم رؤية موحدة لحل بديل، بدليل ان كل مجموعة لها رؤيتها للحل والتي لا تلتقي مع افكار واقتراحات اخرى. أمس، وفي خضم النقاش الذي دار في كل الاماكن، قرأت ما كتب مروان معلوف من مجموعة "من أجل الجمهورية" فوجدت فيه تعبيرا عما نفكر فيه، نحن داعمي الحراك المدني، لا رافضيه او خصومه.

كتب معلوف: "المشكلة ان يكون في حراك او مجموعة بتطلع بقرارات ارتجالية بتزرك الحراك بالزاوية... بدون أي تنسيق مُسبق مع حدا، بيطلع قرار عصيان مدني وبعدين بصير القرار إضراب عام وبعد كم يوم بصير تسكير كم طريق... لان من الواضح ما في خطة واضحة ومدروسة وخصوصا ان المعركة طويلة.

إذا ما صار في قراءة لكل المرحلة السابقة وفهم إنو القصة مش لعبة وطرّة ونقشة، متل ما صار السبت إنو تحمسنا ومنطلع بإعلان إضراب عام من دون أي خطة وتنسيق لإنجاح التصعيد. يعني كلمة عصيان مدني وإضراب عام ما بتستعمل كل يومين. يعني بأيلول انعمل نشاط الروبانات البيض وانطلب من العالم ما تروح عالشغل والمدارس واكيد ما حدن تقيد بالإضراب وكان نهار طبيعي. وهيدي نغمة خدمة السلطة ما بتمشي معنا من ايام السوري لليوم. خدمة السلطة تكمن بالارتجال بالعمل السياسي. باختصار أنا شخصيا مش مستعدّ إلحق حدا ما بدّو ينسّق بخطوات تصعيدية ووضع خطة واضحة لضمان النتائج وتحقيق مكسب شعبي متل ما حقق المواطن لليوم من كسر مناقصات وتحويل أموال البلديات وضرب محاولة فرض ضريبة جديدة عالبنزين لتمويل الترحيل وإسقاط فساد الترحيل". كثيرون منا يؤيدون الحراك المدني، ويرفضون ربطه بأجندات سياسية داخلية وخارجية، لأننا ما زلنا نؤمن بالانسان اللبناني الحر القادر على صنع التغيير الايجابي، فلا تضيّعوا يا اهل الحراك ما انجزتموه.

 

في معاني الانسحاب الروسي

 علي حماده/النهار/15 آذار 2016

بداية لا بدّ من القول إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن مساء امس بسحب الجزء الاكبر من القوات الروسية من سوريا على خلفية أن العملية العسكرية أنجزت اهدافها، أتى مفاجئا لكل الاطراف، أكان في سوريا أم خارجها. ربما كانت الولايات المتحدة كما سيتضح في ما بعد، الطرف الوحيد الذي قد يكون بوتين أخطره بالقرار، استنادا الى التناغم الكبير في موقف القوتين العظميين حيال الأزمة السورية.

ثمة سؤالان يطرحان الآن:

- هل حققت روسيا أهدافها من العملية العسكرية؟ الإجابة الاولية تفيد بنعم، اذا ما اخذنا في الاعتبار الاهداف الموضوعية التي يمكن أن تكون القيادة الروسية وضعتها أساسا. فالتدخل العسكري الروسي أدى حتى الآن الى تحقيق جملة أهداف، أولها أنه أبعد شبح سقوط نظام بشار الاسد بالوسائل العسكرية، وخصوصا أنه عشية بدء التدخل كانت منطقة جبال العلويين والساحل في وضعية عسكرية سيئة للغاية، وقد أعلن المسؤولون الروس في ما بعد أن النظام كان على شفير الانهيار، وذلك على الرغم من كثافة الدعم الايراني، إما مباشرة عبر "الحرس الثوري"، وإما بطريقة غير مباشرة عبر ميليشيات شيعية استقدمت من لبنان، العراق، باكستان وافغانستان. أما ثاني الأهداف التي حققتها موسكو فكان انتزاع دور مركزي في منطقة الشرق الاوسط عبر البوابة السورية، تركيز وجودها المستقبلي، فضلا عن مصالحها في سوريا. أما ثالث الأهداف فهو إطلاق مفاوضات سياسية ستكون طرفا مقررا فيها مع الولايات المتحدة.

السؤال الآخر المطروح: ماذا وراء توقيت الاعلان؟ لا معلومات موثوقا بها حتى الان، لكن في الفترة الاخيرة برزت مؤشرات لخلافات بين النظرة الروسية الى مجمل الازمة والحل، ونظرة كل من نظام بشار الاسد والقيادة الايرانية. ففي مقابل استعجال روسيا في استثمار زخم التدخل العسكري للجلوس الى طاولة المفاوضات، برز موقف عبرت عنه مواقف بشار ومعاونيه، بعضها تحدث عن هدف استعادة كل الاراضي السورية (أي الحسم العسكري)، وبعضها الآخر ذهب الى الاعلان عن إجراء "انتخابات تشريعية" في نيسان المقبل (من خارج جدول المفاوضات)، وبعضها الثالث رسم خطا أحمر من دون مصير بشار في المرحلة المقبلة. وفي الخلاصة، يمكن القول إن قرار موسكو سحب القسم الاكبر من القوات اليوم يعكس قرارا على تنفيذ خطة خروج آمنة، فيما جرى تحقيق أهداف مهمة لروسيا من دون التورط اكثر. لا شك في أنه من المبكر رؤية جميع جوانب القرار الروسي، كما انه من المبكر تقدير معنى "سحب القسم الاكبر من القوات الروسية" ومداه، فضلا عن مفاعيل القرار لجهة استمرار أعمال القصف أو توقفها. إن الايام المقبلة ستكشف أكثر، كما أنها ستدفع جميع الاطراف الى إعادة تقويم مواقفها على طاولة المفاوضات، وفي الميدان على حد سواء.

 

تعقيباً على دعوة إلغاء أحكام الزنى

محمد عبدالله فضل الله/النهار/14 آذار 2016

الزواج كرباط مقدس في الإسلام، كما في المسيحية، يهدف إلى إشباع حاجة الإنسان الجنسية بطريقة طبيعية شرعية بعيداً عن أجواء الانحراف، لأن المسألة ليست إشباع الغريزة بشكل تفرضه اللحظة بارتكاب الفاحشة أو الخطيئة، بل أن يعي الإنسان أن الزواج شراكة على مدى الحياة تتمثل فيها المودة والرحمة بأبهى صورها، وتمارس فيها المسؤولية في الواقع بإنشاء نظام الأسرة، بحيث يكون الخروج عن نظام الحياة الاجتماعية في الإسلام والمسيحية بضرب العلاقة الزوجية بممارسة الزنى ضرباً لسلامة المجتمع وأمنه بما يرتقي إلى مستوى الجريمة الكبرى التي تحتاج فعلاً إلى عقابٍ ردعي وقائي بعيداً عن جو الانفعال والتفاعل العاطفي مع مرتكبي الزنى. وهذا العقاب ساوى الإسلام فيه بين الرجل والمرأة، وكان واضحاً في نصّه القرآني "ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً"، والخطاب موجّه الى المرأة كما الرجل، ويقول تعالى في موضع آخر: "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدة" فالعقاب واحد في حجم الجريمة التي تفتك بالأسرة وتثير الفوضى في الأنساب، ما يجعل المجتمع برمّته ضحية تلك الفاحشة. ولقد حضّ الإسلام على التوبة من هذه الفاحشة، فإن تاب الرجل كما المرأة غُفِر لهما إيذاناً ببدء علاقة نظيفة طاهرة، ودُفع عنهما العقاب الشرعي، وإن قبلا الاستمرار في علاقتهما لا ضير في ذلك ولا مانع، فإنّ زنى المرأة المتزوجة لا يحرِّمها على زوجها، وبالعكس. أما في الديانة المسيحية فإنه تُقام دعوى أمام مرجع كنسي، وحسب القوانين الكنسية يُصار إلى التحقيق من خلال الأدلة والشهود على الزنى، وعندما تثبت التهمة فإنّ العقوبة بالطلاق، وإبطال الزواج في الأحوال الشخصية الكنسية، التي لا تضع نفسها مكان السلطة المدنية، فالعقاب الأقصى كنسياً إجراء الطلاق. وما نريد قوله، ومع دعوة بعض المسؤولين إلى إلغاء أحكام الزنى، كما ورد في وسائل الإعلام أخيراً، هو أنه لا مانع من تكريس المساواة بين الرجل والمرأة في قانون العقوبات لجهة فعل الزنى وآثاره، وبما أننا نعيش في دولة مدنية، فإننا نرى أنه لا موجب لإلغاء عقوبة الزنى من الأساس، بل تعديل هذه العقوبات بما ينسجم مع المساواة بين المرأة والرجل لجهة العقوبة ومن جهة إثبات الزنى ومكانه. وبالنسبة إلى فسخ الزواج أو عدمه وحصره بالأحوال الشخصية، فالأحكام الشرعية ربما فيها من المرونة ما يكفي لحفظ الأسرة والمجتمع، وليس من مانعٍ أيضاً إذا أُعيد درس الأحوال الشخصية بما ينسجم مع روح التشريع الديني المفترض ألا يغيب عنه الاجتهاد، وبما يخدم حركة الحياة العامة، ويخفّف من توتراتها.

 

الحلّ كما الحرب السورية باهظ الكلفة لبنانياً التسليم العربي بسيطرة الحزب يزكي عون؟

 روزانا بومنصف/النهار/15 آذار 2016

على رغم بدء مفاوضات الحل السياسي في سوريا في جنيف، بغض النظر عن احتمال أن تؤدي الى نتائج أو لا في المدة المحددة لذلك، والآراء متناقضة ومتضاربة في هذا الإطار بين شكوك في أن تؤدي الى حل سياسي وثقة بحصول العكس، فإن هناك سياسيين عربا لا يغبطون لبنان على انطلاق الحل السوري، مهما بدا وقف الحرب مهما ومفيدا للسوريين أو لدول الجوار على بعض الصعد. ووفق ديبلوماسيين أتيحت لهم لقاءات متعددة مع هؤلاء السياسيين الذين غالبيتهم على تواصل مع دول القرار، فقد خرجوا من هذه اللقاءات بتوصية بأن ينتبه اللبنانيون الى بلدهم، وسط استغراب هؤلاء الديبلوماسيين أن يشهده لبنان أكثر مما شهده حتى الآن من تحديات. ينقل الديبلوماسيون المعنيون أن التنبيه مبني على واقع أن لبنان هو البلد الوحيد الذي رتبت الحرب الأهلية السورية كلفة باهظة جدا عليه على صعد عدة، وان الحل السوري ستكون كلفته باهظة جدا على لبنان. المقاربة مبنية وفق المعطيات التي يبني هذا المنطق مخاوفه عليها إذا سار الحل السوري وفق المتوقع، وهو سيسير بحسب ما تم استخلاصه من مسؤولين غربيين كبار، ونتيجة ذلك ستكون على ذمة هؤلاء خروج إيران و"حزب الله" معا من سوريا، الأمر الذي يفتح الباب أمام احتمالين أو عاملين: أحدهما أن خروج ايران والحزب وكل المتضررين الآخرين من التسوية التي سترعاها روسيا ووفق مصالحها في سوريا، سيؤدي بهؤلاء المتضررين الى لبنان، حيث سيحاولون التخريب منه على سوريا بطريقة أو أخرى. أما الاحتمال الآخر فهو أن الروس، بالاتفاق مع الأميركيين، سيتركون لبنان جائزة ترضية لإيران والحزب بعد طردهم من سوريا، علما أن لبنان راهنا يعتبر خاضعا للسيطرة الإيرانية، شأنه شأن العراق تماما، على غير ما هي الحال في سوريا أو في اليمن، باعتبار هذه العواصم الأربع هي التي زعمت إيران سيطرتها عليها. وهذه النقطة الأخيرة، اي سيطرة ايران على لبنان عبر "حزب الله"، أمر يراه الخارج ولا سيما الدول العربية ودول غربية أيضا، واقعا مترسخا الى درجة أنه ينقل عن ديبلوماسيين عرب من غير دول الخليج المستنفرة حاليا ضد التدخلات الايرانية في دول المنطقة قولهم إن اللبنانيين في داخل لبنان لا يرون الى أي مدى تحكم ايران لبنان كما هم يرون ذلك من خارجه. فلبنان هو في يد الحزب، وإذا حصل أي تفاوض سياسي بين ايران والدول الغربية أو العربية، فإن لبنان هو واحدة من الأوراق التي تعتبرها لها وستفاوض الدول العربية او الغربية اذا كانت ستعطي أيا منهم موقعا فيه. لكن هذه الورقة لا أحد يبدي استعدادا لشرائها حتى الآن، علما أن الولايات المتحدة في تفاوضها مع إيران حول ملفها النووي، لم تعط إيران في لبنان ما لا تملكه أصلا، فيما هي تملك الكثير وباتت الآن تملك كل شيء. وفي ضوء المواقف والإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي ضد لبنان عموما بجريرة "حزب الله" وسيطرته على القرار اللبناني، فإنه يخشى أن تكون ساهمت هذه الإجراءات في تأكيد المؤكد، بمعنى أن دول الخليج تقول إن لبنان سيطر عليه الحزب، وهي تتصرف او تنسحب بسبب ذلك كأنما تقول إنها انسحبت، لأن الحزب يسيطر أو لكي يسيطر على ما تبقى منه إذا كان لا يزال هناك شيء خارج سيطرته. وخلاصة ذلك ان النتيجة واحدة، بحيث ان الابتعاد العربي والخليجي تحديدا يترك لبنان مجالا رحبا لوضع الحزب يده في شكل نهائي على البلد. ويعزز هذا المعطى أن لبنان لا يرد إطلاقا في جدول الاعمال الاميركي، باستثناء ما يتصل بالجيش اللبناني المعني بمواجهة الارهاب، وهو ليس وحده قياسا بلامبالاة أميركية، لا بل انكفاء اميركي عن المنطقة، وفي ظل عجز اوروبي فاضح عن متابعة ملفات المنطقة بمعزل عن الاميركيين، علما أن الأوروبيين باتوا ينظرون الى فشل لبنان وخصوصا المسيحيين فيه بمثابة ذريعة مبررة لعدم الانخراط في مشاكل لبنان والسعي الى محاولة ايجاد حلول لها، وقد أحبطهم مدى تقديم المصالح الشخصية المباشرة على مصلحة مصير لبنان كما مصير المسيحيين في ظل منطقة تشهد تغييرات جذرية واعادة رسم مستقبلها وكأنهم يعيشون خارج الزمن او خارج الجغرافيا.

السؤال الذي يستتبع في رأي المصادر هو هل هذا الموقف المتصل بالتسليم العربي المعلن على وقع الاقتناع العميق بسيطرة الحزب على لبنان يفترض أن الحزب يتحكم في الوضع كما هي الحال في شأن الإصرار على دعم ترشيح العماد ميشال عون وعدم إبداء الحزب أي مرونة لانهاء الفراغ الرئاسي؟ وهل حظوظ عون للرئاسة ستعود فتقوى بعدما بدا للبعض أن اداء صهره وزيرا للخارجية قد يكون قضى على اي فرصة له مع الدول العربية؟ السؤال مبنيّ على انسحاب دول الخليج من لبنان ورفضها الانخراط معه، وتاليا لا مبالاتها بمصيره، ثم هامشية من يمكن ان يكون رئيسا فيه، في الوقت الذي يبقى عون مرشح الحزب الوحيد، وما دامت هذه الدول تخلت عنه وأضحت غير معنية بشؤونه أو أن دعم مرشحين من حلفاء الحزب للرئاسة ساهم في إذكاء الانطباع بأن لبنان بات أكثر تحت سيطرة ايران والحزب، فيما دعم الأفرقاء في قوى 14 آذار بات غير مجد لعدم قدرة هذا الفريق على قلب معادلة سيطرة الحزب.

 

ثورة ريفي

ألكس راول/لبنان الآن/14 آذار/16

عانى استقرار حكومة رئيس الوزراء تمام سلام الهشّ من أولى الضربات في أواخر الشهر الماضي مع مفاجأة استقالة وزير العدل والمدير العام الأسبق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي.

معلناً أنّ "ممارسات دويلة حزب الله وحلفائها ليست مقبولة والبقاء في الحكومة يعني الموافقة عليها"، سلّم ريفي استقالته وعاد إلى منزله في طرابلس شمال لبنان، حيث تجمّع حشد من المناصرين للاحتفال وإطلاق الهتافات المؤيدة.

ومنذ ذلك التاريخ، سعى ريفي إلى المزيد من تحريك الأمور، منتقداً حلفاءه المفترضين في تيار المستقبل داعياً في مقابلة لـ50 دقيقة مع قناة الجزيرة الى سقوط الحكومة، وإلى إنهاء الحوار بين المستقبل وحزب الله، وحتى الى "انتفاضة استقلال ثانية لطرد دويلة حزب الله"، مشيراً الى انتفاضة 2005 التي أدّت الى انسحاب الجيش السوري من لبنان.

مع هذه المواقف النارية ضد حزب الله وراعييه في طهران ودمشق، قد تمثّل خسارة الحكومة لريفي صفعة لائتلاف 14 آذار بقيادة المستقبل. على الرغم من وصوله حديثاً الى الحكومة، فقد تفاخر في دوره الأمني السابق بمجموعة من الاكتشافات التي جابه فيها عمليات سوريا وحزب الله. تحت إشرافه، نجح المحقق في الأمن الداخلي الشهيد وسام عيد في اكتشاف أدلة أدّت لاحقاً الى إصدار المحكمة الخاصة بلبنان قراراً ظنياً بحق خمسة من أعضاء حزب الله على خلفية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عام 2005.

كما أن اللواء الشهيد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات، هو الذي ألقى القبض على السياسي الموالي لدمشق ميشال سماحة متلبّساً وهو يخطط لسلسلة من التفجيرات لأهداف مدنية لبنانية بالتنسيق مع مسؤولين في النظام السوري. ولاحقاً قُتل عيد والحسن كلاهما، واعتُبر ريفي نفسه لوقت طويل هدفاً محتملا للاغتيال.

في أسابيعه الأخيرة في الحكومة، قاد ريفي حملة تدعو لإعادة محاكمة سماحة (الذي صدر عليه حكم بالسجن أربع سنوات ونصف فقط) في محكمة غير عسكرية، وهو مطلب سقط اليوم رسمياً من أجندة الحكومة. وهو عبّر كذلك عن معارضته للترشيحات الرئاسية لحليفي حزب الله ميشال عون وسليمان فرنجية. وفي كلتي المعركتين، كان رأيه معارضاً بشكل علني لرأي رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي وافق شخصياً على فرنجية، والذي غرّد تعليقاً على قضية سماحة "موقف الوزير ريفي لا يمثلّني".

هكذا جاءت استقالة ريفي احتجاجاً على "ضعف الحكومة"، وفقاً لأسعد بشارة، وهو صحافي ومستشار لريفي (لم نستطع الوصول اليه للحصول على تعليقه). وفي مقابلة له على "الجزيرة"، وصف ريفي الحكومة "بالجمَل الذي يركبه حزب الله"، موفرةً غطاء من الشرعية لتدخلات الحزب العسكرية في سوريا وفي كل مكان.

لكن بعيداً عن رمزية الاحتجاج، من غير الواضح ما الذي يمكن أن ينجزه ريفي اليوم. ولدى سؤاله عمّا يمكن أن يقدّمه الوزير السابق لتحقيق "انتفاضة استقلال ثانية"، لا يسع بشارة سوى الإجابة بتعابير عامة حول متابعة "العمل الوطني كجزء من مشروع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري".

وفي حين أثار توقيت الاستقالة الاستغراب- إذ جاء بعد يومين بالضبط من إلغاء السعودية هبة بقيمة 4 مليارات دولار للبنان، والذي كان في جزء منه غضباً على سوء أداء 14 آذار- يستبعد بشارة احتمال سعي ريفي للعمل مع الرياض ليكون بديلاً عن تيار المستقبل.

وبالفعل، فقد اعتبرت مصادر في المستقبل حركة ريفي خطأ فاضحاً لم يحصد عليها ردة الفعل التي أملها. حيث تحدّث لـ NOW مساعد وزير حالي للمستقبل، طلب عدم كشف اسمه لحساسية الموضوع، بسخرية عن الأمر معتبراً ريفي ساذجاً سياسياً، وقد أُخذ بالمنصب الذي وصل إليه، وبأنه سوف يفشل في تحقيق أي تأثير اضافي الا في حال عدّل أموره مع الحريري.

"أشرف هو الأخير في سلسلة طويلة"، قال المساعد، "شاهدنا العديد من الناس بدأوا يفكرون بأنهم لا يعملون مع سعد، أو يشكلون جزءاً من فريقه، بل كحلفاء للحريري. هل كان أشرف ريفي ليصبح وزيراً أصلاً لو أنّ سعد الحريري لم يقرّر توزيره؟ الأمر معاكس تماماً". وفقاً للمساعد، ناقش ريفي خططه للاستقالة اولاً مع مسؤولي المستقبل، قائلاً إنّه أراد ان يحاول العمل سياسياً وحده.

"الحريري أرسل اليه موفدين. أحمد فتفت تحدّث اليه مرتين. وبالمناسبة فقد كان أشرف صادقاً جداً، في قوله: أتعلم أمراً. أعتقد أنّ بإمكاني فعل شيء ما. أعتقد بأنّ لدي الخبرة للقيام بذلك، دعني أقوم بذلك، سوف نرى ما الذي سيحدث. فهو أراد اختبار نفسه [...] مع جمهور الحريري، مع أهل طرابلس، مع السنّة بشكل عام. لكني أعتقد أنه فيما عدا السعادة والنجاج اللذين حققهما لساعات على فايسبوك وتويتر، ومئات اللايكات (الاعجاب) التي حصدها، لم تحقّق الكثير في السياسة الفعلية".

في النهاية، إذاً، إذا كان ريفي يسعى لمستقبل سياسي ما، سوف يكون عليه أن يعيد بناء الجسور مع الحريري عاجلاً أم آجلاً، كما قال من تحدّث اليهم موقع NOW.

"بالتأكيد، هناك الكثير من الأشخاص داخل المستقبل غير راضين عن سياسة سعد الحريري، وأعتقد بأنّ ريفي يعبّر بشكل علني عن انتقاداتهم"، قال النائب السابق عن طرابلس مصباح الأحدب، "لكنّنا لم نسمع بعد بأي حلول، ولهذا السبب أعتقد بأنّ هذا الخلاف لا يقلقنا، حيث نعلم جيداً بأنّ ريفي والحريري سوف يلتقيان مجدداً ويصلحان مشاكلهما الشخصية".

أمين نصر ساهم في جمع المعلومات لإعداد هذا المقال

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

عون يعود إلى قديمه.. مستنداً إلى الشارع و"القوات"

نادين مهروسة/المدن/الإثنين 14/03/2016

تتجه الأنظار إلى الرابية، قبل أيام بدأ المقربون من النائب ميشال عون يشيعون انه سيخرج في ذكرى 14 آذار ليقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع في السياسة. ترافقت الاجواء التصعيدية العونية، مع عدد من المساعي الجديدة للعمل على إنجاح إحدى المبادرات الرئاسية، وبالتحديد مبادرة الرئيس سعد الحريري بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. حركة المشاورات هذه، لم تحسب لها الرابية أي حساب، حاولت قطع الطريق عليها بالتهديد بالتصعيد، ولذلك ففي نظر رئيس تكتّل التغيير والإصلاح فإن أي استحقاق لن يمرّ من دون إعطاء موافقته ومباركته، ولذلك سيبقى في موقع الهجوم لا الدفاع.

لم تهتزّ ثقة عون بأن الرئاسة لن تكون لغيره، لا يزال مستنداً على موقف حزب الله الداعم له إلى أجل غير مسمّى أو إلى ان يبدي هو بنفسه استعداده التخلّي عن ترشيحه والذهاب إلى دعم مرشّح آخر. لكن وعلى الرغم من الثقة المفرطة، لا يخفى نموّ شكوك لدى المقرّبين منه من نواب ووزراء، إذ يبدون تخوّفهم من شيء ما يحضّر له، غير مأخوذ في الحسبان، لا سيما مع تأكيد كل من الرئيس سعد الحريري، والرئيس نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأن إنتخاب الرئيس أصبح أقرب من أي وقت مضى، هذه الأجواء، حاول احد المقرّبين من عون مفاتحته بها، بحسب ما تؤكد مصادر "المدن" لكنه نفى ذلك نفياً قاطعاً. ولا تخفي المصادر بأن هناك من طرح على عون سؤالاً حول حقيقة موقف حزب الله الذي لم يضغط على فرنجية كي ينسحب لصالحه بعد مبادرة معراب، إلا أنه اعتبر أن الحزب صادق ولن يسمح بأي إخلال بهذا الامر. ومن جملة ما طرح على عون، حول ما إذا كان الثلاثي برّي_الحريري_جنبلاط، يحاول القيام بأي خطوة لتأمين النصاب عبر غض الطرف من حزب الله مع البقاء على موقفه بعدم المشاركة في الجلسة تضامناً مع تكتل التغيير والإصلاح، ولكن قد يترك حرية الخيار للنواب الحلفاء كنواب حزب البعث والقومي، وبذلك يصبح إنتخاب فرنجية واقعاً. هذا أيضاً نفاه عون، وقال إنه غير ممكن، على حدّ تعبير المصادر. وردّاً على كل هذه التحليلات والتخيّلات وفق ما يصفها عون، فقد أكد انه سيقلب الطاولة على الجميع، ليس في السياسة فقط، بل من المحتمل ان يعود إلى الشارع لتاكيد شرعيته المسيحية مستفيداً هذه المرّة من تحالفه مع القوات اللبنانية، وهذا ما لمّح إليه وزير الخارجية جبران باسيل في المؤتمر التنظيمي الأول للتيار الوطني الحرّ، إذ قال إن "نصابنا سيكون شعبنا". وعليه، تعتبر مصادر الرابية لـ"المدن" إن عون سيحدد عنواني المرحلة المقبلة، وهي تنقسم إلى قسمين، الأول سياسي، عبر إعادة المطالبة بضرورة إجراء إنتخابات نيابية قبل الإنتخابات الرئاسية، او ربما العودة إلى الإستفتاء الشعبي. والثاني شعبي، له علاقة بإعادة استنهاض الشارع بالتحالف مع القوات اللبنانية، للتصويب على السلطة والحكومة، والفساد، وتهميش المسيحيين ومصادرة إرادتهم، وذلك كلّه بهدف إعادة التذكير بانه الزعيم المسيحي الاول، وتعتبر المصادر أن عون قد يتخذ من النفايات مدخلاً للعودة إلى الشارع، على ان تتوسّع شعاراته شيئاً فشيئاً.

وتلخّص المصادر كلمة عون المرتقبة بأنه سيؤكد رفضه لأي محاولة فرض رئيس على اللبنانيين لا يعبّر عن توجهاتهم، وانه لن يقبل بأن يسحب ترشيحه لأي مرشح آخر لأنه الأحق من غيره في الرئاسة الاولى كونه الأكثر تمثيلاً على الساحة المسيحية وصاحب أكبر كتلة نيابية مسيحية، وعلى الجميع ان يقتنع بأنه الأفضل ليكون رئيسا للجمهورية".

 

تَجَاهل سعد الحريري،إياك أن تعود!

نديم قطيش/المدن/ الإثنين 14/03/2016

حضرة أمين عام حزب الله حسن نصرالله، أرجو أن تتجاهل دعوة الرئيس سعد الحريري الذي قال في مقابلته الاخيرة “أنا رجعت الى لبنان وأتمنى إن ترجع أنت”! لا تستمع اليه. ولا تسقط في فخ دعوته. سعد الحريري كما قلت انت مجرد لاعب سياسي محلي في بلد صغير إسمه لبنان، ورث عن أبيه رفيق الحريري حلماً لبنانياً محلياً. هل يمزح حين يدعوك الى اعادة استكمال مشروع الانماء والاعمار؟ ربما. وربما لا يعرف. أي إنماء وإعمار يغريك به وأنت صاحب المشروع الاقليمي الكبير، الذي يتعاطى بخرائط الدول وليس بخرائط الجسور والمنشآت والمطارات وغيرها من الاشياء الصغيرة.

من يفكر بجذبك الى مشروع الاعمار في لبنان أو معالجة النفايات أو الكهرباء او زحمة السير او غيرها، وأنت تفتح اكبر ورشة لاعادة اعمار اوطان بكاملها في سوريا تحديداً وفي العراق واليمن وربما في الخليج في مرحلة لاحقة. صحيح أنك لا تزال في مراحل هدم القديم الان، وستمر سنوات طويلة لرفع الانقاض، لكنها مقدمة ضرورية قبل انطلاق ورشة اعادة اعمار أين منها مشروع الحريري!

لذلك لا تصدقه ولا تعد. إبقَ حيث انت. فأنا، وربما لكثرة ما تابعت خطاباتك بحكم عملي، صرت اقرب اليها. لا تعد وتترك اليمن. فطريق القدس تمر أحياناً من هناك. وأهلنا الذين قتلوا في حرب “لو كنت اعلم” أقل شأناً بكثير من أهلنا الصابرين في اليمن مع ذلك فعلت المستحيل لهم. من تماسك ولم يهن في حرب هامشية كحرب تموز ٢٠٠٦، عليه ان يتماسك ولا يهن في حرب اليمن “الاعظم والاشرف” مما سبقها! أحاول أن أعثر على أسباب تبرر سقف خطابك اليمني غير ما اقرأه في الصحف عن كونه ترجمة لارادة ايرانية بلسان عربي في مواجهة السعودية وعموم العرب، ولكن احس أن ثمة شيئا غير ذلك، لا نعرفه، نحن البشر البسطاء البلهاء الذين نحلم ببلد نعيش ونعمل فيه ونربي اولادنا ونتقاعد. أعتذر منك عن كل هؤلاء لأننا بلداء ومملين لك. لا تأبه بنا ايها الحالم الكبير، ولا تترك اليمن.

ولا تترك سوريا. أتتركها الان وأنت في ذروة النصر المبارك، وما النصر الا صبر ساعة. إصبر وإنتصر. ماذا لو غرقنا في النفايات أكثر، وماذا لو لم ننتخب رئيساً، وماذا لو انهار المزيد من ما يكوّن لحمتنا كلبنانيين، وماذا لو انهار البلد برمته وتشظى الكيان! هذا اقل ما ينبغي دفعه لإنقاذ بشار الاسد الذي وقف الى جانب المقاومة وقبل ان تصير بلاده ممراً لسلاحها ومالها ورجالها. هل كثير ان نهديه بلادنا برمتها. أما الكلفة البشرية التي يحدثونك عنها، فهي مادة إبتزاز. لا تأبه. إصرف المزيد من دماء شبابك وأهلك. إملأ الدنيا جنازات. وإزرع سهول وهضاب الجنوب والبقاع شهداء! أليس “قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار”. وهل الصراع الا صراعاً على السماء؟ لا تكتفي بالثلث المعطل فوق. لتكن لك حصة النصف زائداً واحداً او أكثرية الثلثين. فلا ترجع وأكثر من حصتنا في جنان الخلد. أصلاً من مثلك، ليست مملكته من هذا العالم، الذي نملؤه أحلاماً صغيرة. نبني بيوتاً سنغادرها ونربي اولاداً سيغادروننا ونجمع ذكريات لن يبقى منها شيء. لا تأبه بنا ولا ترجع. هي خدع بسيطة يستخدمونها في وجهك. ويسمونها حياة وحباً للحياة. أو عيشاً ويزيدون عليها عيشاً مشتركاً. أي عيش هذا في دنيا فانية.

بل أنا ألوم تقصيرك في الانخراط في مواجهة التكفيريين الذين يتكاثرون كالفطر هنا وهناك. هل ترجع قبل ان تحسم الصراع المستمر بين يزيد والحسين كما قال مرة صديقك الصلب والنظيف والصادق نوري المالكي! ماذا تنتظر كي تحسم تفشي التكفيريين في مالي؟ لماذا لم تكسر حكومة الشباب في الصومال؟ ومصر. مصر التي دعوت جيشها في أمسية عاشورائية للانقلاب على نظام الرئيس السابق حسني مبارك، ثم تراجعت مبرراً ومفسراً. لا تتركها. لم نشيع بعد شهداء في ارض الكنانة. إنها مسألة وقت على الارجح. لكن لا تتأخر. ارجوك. ما جدوى خمسة ملايين لبناني ما لم يكونوا وقوداً لإنقاذ تسعين مليوناً! 

سعد الحريري يريد بك سوءاً على الارجح. تجاهل دعوته، وإياك ان تعد الى لبنان. يزعجه ان أحلامه أصغر من أحلامك. تخيل أنه يخاف من الدم. كيف يكون زعيماً نداً لك من يقول أنه لا يدخل في لعبة الدم فيما أنت لا تكف عن تذكيرنا في كل اطلالة أن حزب الله “يَقتُل ويُقتل”.

إبق حيث انت. قاتل وانتصر. الأكلاف البشرية تفاصيل. الأكلاف المادية تفاصيل. الأكلاف المعنوية المتصلة بالعقد الاجتماعي بين اللبنانيين والدستور وقواعد الشراكة تفاصيل هي الاخرى. العروبة تفاصيل. وكل شيء عدا الإنتصار المقبل تفاصيل. لا يهم على من. وربما لا نعرف الان. لكننا سننتصر وسيكون لك يوم تلقي فيه خطبة عصماء، في من بقي من “أشرف الناس”. لا تضعف ولا تُراجع ولا تدخل في ألعابنا التافهة. والاهم، تجاهل سعد الحريري… لا تعُد!

 

هذا انا جورج نادر.. الوطن بكامله تحت الإحتلال

ليبانون ديبايت - الحلقة السابعة عشر من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر

بعد تسلّم العماد "إميل لحود" قيادة الجيش، سادت مرحلة من الإحباط صفوف العسكريين الذين قاتلوا بقيادة العماد عون، تشكيلات العسكريين "تأديبياً" بمجرّد لفظ اي جملة أو عبارة تنمّ عن عدم الرضى، فكانت الألوية التي تنتشر جنوباً وبقاعاً وشمالاً "مأوى" للمؤدبين كما درجت العادة على تسميتهم. (ليست تلك الوحدات للتأديب ولا هي مأوى، هي وحدات مقاتلة من الجيش لها كيانها وتاريخها كما باقي الوحدات، إنّما البعد الجغرافي لمناطق تمركزها أعطى لها هذه الصفة).

كنّا كالمصابين بالبرص في أيام السيّد المسيح: يُطرح المريض خارج القرية لأن مرض البرص يُعتبر عاراً على المصاب. لم يكن في أغلب الأحيان، ليجرؤ رفاق لنا على إلقاء السلام في الأمكنة العامة "حتّى ما ينشمس"، واقول بمعنى الجمع: نحن، أي ليس كل الضباط الذين قاتلوا بقيادة العماد عون، بل حفنة منهم رفضت "الزحف"على أبواب ضباط المخابرات السورية، لأنه وللأسف، قسم منهم "إستقتل" لإسترضاء "الولاة" السوريين بالهدايا "والنساء" للحصول على الرضى بادىء الأمر، ثم لنيل " الوظائف " المهمّة، والأنكى كانوا يعتبرون أنهم "زبّطو حالن"... يا لهذه القِيم: الخضوع والذل ونيل رضى المحتلّ عُدّ "تزبيط" الأحوال.

في نهاية شهر حزيران من العام 1991، قرّرت "الحكومة اللبنانية" نشر الجيش في الجنوب، وكلّف فوج المغاوير تأمين تقدّم القوى التي ستنتشر بدءاً من قرى شرق صيدا.

في البداية أبدت بعض المنظّمات الفلسطينية معارضتها لقرار الحكومة اللبنانية بنشر الجيش وأعلنت أنها ستقاوم القوى التي ستنتشر في قرى شرق صيدا وجوارها وحول مخيمي المية ومية وعين الحلوة للاجئين.

صدرت مذكرة تشكيلات في الوقت ذاته تقضي بتشكيل أربع آمري سرايا من الفوج دفعة واحدة خلال فترة إنتشار الفوج المرتقبة، رفض عسكريو السرايا التي شُكل آمروها (النقيب شامل روكز،النقيب سعيد الرز، الملازم أول جوزيف عون وأنا ) الإنصياع وفرّ بعضهم من الخدمة وسادت أجواء بلبلة بين الوحدات في الفوج، جُمّدت مذكرة التشكيلات لحين تنفيذ المهمة، إلتحق العسكريون بسراياهم بإمرة الضباط الذين إعتادوا على قيادتهم، فكانت "معركة" شرق صيدا، ( الأول من تموز من العام 1991 ) حيث وبخلال ساعات، تمكنت وحدات الفوج من تنظيف قرى: لبعا، عين المير، بيصور، جنسنايا، الأشرفية، المية وميّة ووصلت إلى تخوم مخيم اللاجئين الفلسطينيين في "المية ومية"، وذلك دون خسائر في الأرواح اللهم إلا بعض الإصابات.

في لقائه مع ضباط الفوج قرب نهر الأولي خاطب قائد الجيش العماد إميل لحود عسكريي الفوج: " في معكن ضباط شرفا مشكّلين من الفوج وقاتلو بشجاعا، أعتبرو أنن ما تشكّلو".

لكن إلغاء مذكرة التشكيلات كان إلى حين، فبعد أربعة اشهر شُكل الضباط تباعاً: النقيب سعيد الرز إلى فوج التدخل الثاني، والنقيب شامل روكز إلى مديرية المخابرات – فرع المكافحة، ثم أنا إلى... لواء الدعم.. أدركنا حينها أن لا مكان لنا في التركيبة الحالية، "ولو بتضوّي صابيعك العشرا".

في أواخر العام 1991، خضعت للجنة طبية لتحديد وضعي الصحّي جرّاء الإصابات التي تفاقمت بعدما أجريت عدة عمليات جراحية لتحسين إداء اليدين، لكن دون جدوى. أقرّت اللجنة أن نسبة "التعطيل" هي 65% مع التحفّظ، اي أنها مرشحة للتفاقم، وبعدم صلاحيتي للخدمة إلا في قطعة إدارية فقط، ومن العام 1992 وحتى العام 2005، تاريخ عودتي من دورة الأركان في فرنسا وحتّى إحالتي على التقاعد لم أخدم إلا في قطع مقاتلة بإستثناء فترتي معسكر خدمة العلم وكلية القيادة والأركان.

في بداية العام 1993 شُكِّلت من لواء الدعم إلى فوج التدخّل الثالث بقيادة المقدم فرنسوا الحاج، ضابط اقلّ ما يوصف به: شهم، شجاع، يلتزم بجيشه حتى العظم، يحب عسكرييه ويدافع عنهم.

الفوج أنشىء حديثاً من "تجميع" سرايا من فوجي التدخّل الأول والثاني وتطويع عسكريين جدد، عهد إليّ قائد الفوج بتدريبهم وتنشئتهم، ومن ثم كانت سريتي أول وحدة تنتشر في "الجبل" بعد الحرب، 18 حزيران من العام 1994 في عاليه وبخشتيه وصولاً حتى بسرّين: قرى مهجورة بيوتها غير صالحة للسكن، إذ خُلعت وسرقت الأبواب والنوافذ والبنى التحتية، منازل مهدّمة، حتى أن بعض القرى كشرتون وبسرّين قد أزيلت من الوجود إذ دمرت منازلها كافة وجُرفت فلم يبق لها أثر.

أذكر أنني كنت أقوم بجولة على المراكز العسكرية، وعند وصولي إلى مركز قرية "شرتون" لتفقّد العسكريين إذا بأحدهم يقول:

" سيدنا عمول معروف ما تدعس هون في ضابط شهيد.."

إنه قبر الملازم أول الشهيد سمير الشرتوني الذي إستشهد في 11/6 / 1970 وأطلق إسمه على أحد مباني المدرسة الحربية وهو من بلدة شرتون، حيث جاء والده بعد دخول الجيش وتعرّف إلى المكان الذي دُفن فيه إبنه الشهيد قرب الخيمة التي نُصبت لإيواء عناصر المركز، فعمد الجنود إلى إحاطة القبر بالحجارة ثم نظّفوا الأرض حوله، ولاحقاً زرعوا الزهور حول القبر، وقامت العائلة بإعادة بناء المقبرة المهدّمة التي تحوي رفات الضابط الشهيد.

الكتيبة 94 التي خدمت فيها في بداية حياتي العملانية، عدت إليها برتبة رائد، حيث إنتقلت من الشوف إلى صور فكسروان. أحببت هذه الكتيبة التي خدمت فيها حديثاً، وإلتقيت فيها بأغلب رفاق السلاح القدماء، وجلّهم رتباء لأن الضباط قد شُكّلوا تباعا من الكتيبة.

من الكتيبة 94 إلى معسكر خدمة العلم ثم فوج التدخّل الخامس، ومن بعده قائداً للكتيبة 114 التابعة للواء الحادي عشر. كنت أول ضابط من دورتي توكل إليه قيادة كتيبة، وقائد اللواء العميد الركن محمد عباس، ضابط يتمتّع بأخلاق رفيعة، حكيم، مهذّب يتّسع صدره للإعتراض والنقد.

ذات يوم أفادني آمر مشغل الآليات في الكتيبة وكان يتمركز في بكفيا، عن فقدان 100 ألف ليرة من سترة أحد العسكريين. بعد التحقيق تبيّن أن أحد المجنّدين من آل الرفاعي على ما اذكر، ويقطن في صور، هو الفاعل. صُدم الجميع للحادثة كون الفاعل عسكري إنضباطي يؤتمن له، ويعمل بصمت.

" ليش عملت هيك يا رفاعي ؟ "

لم يجب، بل سالت على خديه دمعتان، إختصرتا معاناته: هو المعيل الوحيد لذويه براتبه المتواضع 150 ألف ليرة، والده مريض وعاجز عن الكسب، يحتاج لدواء بصورة دائمة، عمه شقيق ابيه وزوجته يقطنان معه في المنزل ذاته بالإضافة إلى إخوة له صغار، وقد "سرق" المبلغ ليشتري الدواء لوالده المريض.

أعطيته مبلغاً يحتاج إليه من صندوق ضباط الكتيبة، ووجّهت التحقيق بحيث يُستنتج أنه "إستعار" المبلغ من رفيقه دون ذكر السرقة التي هي جرم يؤدي بصاحبه إلى الطرد من الجيش و "خربان" بيته.

إستدعاني قائد اللواء إلى مكتبه وكان عاتباً جداً:

"مش معقول هيك يا جورج، عسكري سرق مصاري وأنت عملتا انو أستعار غرض من رفيقو"

" سيدنا، لو أنا كنت مطرحو كنت عملت زات الشي" وشرحت له الوضع العائلي المذري للمجنّد.

"بتعرف، لو منك مسيحي كنت قلت عنّك أنك متعصّب" قالها مازحاً ثم أعطى المجنّد مبلغاً مماثلاً.

من اللواء الحادي عشر، إلى كلية القيادة والأركان، متدرّب في الدورة الرابعة عشر.

قبل الإلتحاق بالدورة، طلب مني رئيس القسم الأول في اللواء العقيد الركن صلاح فضل الله أن أوقّع على علاماتي (يضع قائد الوحدة علامات الضباط المشكلين من وحدته):

"أقرا العلامات قبل ما تمضيهن"

"مش العميد عباس حاططن؟ بمضي بدون ما اتطلع"

وأخبرني حينذاك العقيد فضل الله (أحد مدرّبي في المدرسة الحربية) بأن قائد اللواء العميد عباس قال له: "حط علامات الضباط المشكلين من عدا جورج نادر"

"ليش سيدنا" أجابه العقيد.

"مش حر أنا، أنا بدي أكتبلو علاماتو"

ولا يزال العميد عبّاس القائد صديقاً لي أعتزّ بصداقته وبأنني خدمت تحت قيادته.

(في الحلقة القادمة وجهاً لوجه مع فوج وحدات خاصة سوري)

 

«14 آذار».. والتحدّي الأكبر!

صلاح سلام/اللواء/الاثنين,14 آذار 2016

تحلّ ذكرى انطلاقة 14 آذار اليوم، في خضم مرحلة خلافية صعبة، أدّت إلى حصول تصدّع في قيادة هذه الحركة الاستقلالية التاريخية، يُهدّد استمراريتها، أو على الأقل ينال من فعاليتها الوطنية والسياسية. ولا بدّ من المصارحة بأن ما وصلت إليه حركة 14 آذار من تراجع وتردٍ، هو نتيجة طبيعية لتراكم هذا الكمّ من الأخطاء، فضلاً عن التراخي الظاهر في تصويب الممارسة والمسار، وغياب النقد الذاتي للأداء القيادي! يُضاف إلى كل ذلك، تضارب وجهات النظر والمواقف والاجتهادات، بين القيادات، والذي زاده تفاقماً هذا الغياب غير المبرّر في تنسيق المواقف، وتكثيف الاجتماعات، وتقييم الأمور بمعايير وطنية شاملة، بعيداً عن الحسابات الحزبية والفئوية، أو حتى الطائفية والمناطقية. لم يعد سراً، أن هذا المناخ غير الصحيّ بين أطراف 14 آذار، أفرز، مع الوقت، حساسيات شخصية، زاد تفاعلاتها تعقيداً، عدم وجود مَن يحاول تطويق الخلافات، وتقريب وجهات النظر، بل لعل العكس هو الذي حصل، حيث نشط بعض المتسلقين في التلاعب بخطوط هذه الخلافات، وتحويل بعضها إلى مادة صدامية بين حلفاء الأمس! لقد حوّلت هذه الخلافات الذكرى الحادية عشرة، التي تصادف اليوم، إلى مناسبة باهتة، تجمع ما تيسّر من قيادات الصف الثالث أو الرابع، في ظل غياب جماهيري كامل، بعدما كانت هذه الذكرى بالذات، تشكّل محطة مهمة في المسيرة الاستقلالية والسيادية، كانت حشود اللبنانيين تزحف إلى ساحتها بالآلاف، للمشاركة في رفع رايات السيادة والحرية والاستقلال، والتغني بمواصف الدولة العصرية، القادرة على بسط سيادتها وشرعيتها على الجميع، والعمل على قيام السلطة العادلة عبر تحقيق المساواة بين المواطنين، ورفع أيدي السياسيين والأحزاب عن القضاء. لسنا في وارد نعي أهم حركة  وطنية، عابرة للطوائف والمناطق، والتي حققت مصالحة وطنية حقيقية ومشهودة بين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، واستطاعت أن تجنّب لبنان مخاطر الوقوع في مهاوي الفتن الطائفية والمذهبية، وأنجزت أهم المطالب السيادية والاستقلالية من إنهاء نظام الوصاية السورية، والسعي إلى إقامة المحكمة الدولية، وتحصين أمن الحدود الجنوبية عبر القرار الدولي 1701، الذي أوقف عدوان تموز 2006، وعزز وجود وفعالية القوات الدولية في الجنوب اللبناني، فضلاً عن تغليب شعار الاعتدال والانفتاح والحوار، على ما عداها من مواجهات السلاح والعنف والتطرّف، المحيطة بالوطن الصغير من كل حدب وصوب. الحقيقة، أن واقع العلاقات المتردّي بين بعض القيادات، لايقلل من قوة وأهمية المبادئ والشعارات التي رفعتها حركة 14 آذار، والمتجذرة في وجدان كل لبناني يتطلع إلى بناء دولة تسودها العدالة والمساواة، وتقوم على الديمقراطية والحرية، وتلتزم حقوق مواطنيها في العيش الكريم، في مناخات من الأمن والاستقرار، بعيداً عن العصبيات الطائفية والهيمنات الحزبية والميليشياوية. لقد حققت التظاهرة المليونية يوم 14 آذار 2005، التصالح بين ذاكرة الماضي ورؤية المستقبل في بوتقة وطنية كان مقدراً لها أن تكون مفصلاً أساسياً في تاريخ لبنان الحديث، فيما لو أحسنت القيادات السياسية والحزبية التعامل مع هذه الحركة الجماهيرية العفوية، ووضعتها في إطار برنامج سياسي، واضح المنطلقات والأهداف، تتوزع مهامه في مراحله المختلفة على الجميع، ويكون عنصر الشباب هو قاعدة المنطلق، والهدف المرتجى. مع غياب البرنامج السياسي الواحد لقوى 14 آذار، بدأت المسافات تكبر، بين القيادة والقاعدة، وراحت التباينات تتزايد بين القيادات نفسها، الأمر الذي أدّى، وإلى حدّ كبير، إلى التردّي الحالي في الأداء والمسار! ثمة مَن يقول أن حالة فريق 8 آذار المتصدعة ليست أفضل من واقع 14 آذار، وأن الوقت قد يكون مناسباً لطي صفحة هذا الانقسام العامودي، خاصة وأن مبادرة الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وردّة فعل رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع بتبني ترشيح العماد ميشال عون، قد حرّكتا المياه الراكدة في الوضع السياسي، وأدتا إلى عملية خلط أوراق ولدت حركة تفاعلية في المعادلة الداخلية، من شأنها، في حال استمرارها وتطورها، أن تؤدي إلى خلق وقائع سياسية جديدة على الأرض.

غير أن تلاشي فعالية ووحدة 14 آذار، لا يعفي أحداً من قياداتها، وخاصة «القوات اللبنانية»، من الاستمرار بالتزام المبادئ والأهداف الوطنية الكبيرة التي قامت عليها ثورة الأرز، والتي سقطت في مسيرتها كوكبة من الشهداء، تقدموا الصفوف في رفع رايات الحرية والسيادة والاستقلال، وارتفعوا بتضحياتهم عالياً فوق الحزازات الشخصية، والمصالح الأنانية والفئوية، وأصبحوا المثل والمثال للأجيال الشابة التي تحلم بوطن يستحق الحياة على أرضه! فهل تطوي قيادات 14 آذار صفحة خلافاتها، قبل أن يطوي التاريخ صفحتها، وتذهب دماء الشهداء هدراً منثوراً على دروب الانفعالات والحسابات الخاطئة؟!

إنه التحدّي الأكبر الذي يواجه حركة 14 آذار اليوم!

 

قلوبهم وسيوفهم مع فرنجيّة؟!

فؤاد ابو زيد/الديار/4 آذار 2016

حتى أقرب المقرّبين منه يعترفون بانهم لا يعرفون المواقف التي سوف يعلنها العماد ميشال عون اليوم، في ذكرى 14 آذار 2005 يوم اجتاح الجيش السوري المناطق اللبنانية الحرّة، ودخل القصر الرئاسي في بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة واسقط حكومة العماد عون، ومعها مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين من الجيش اللبناني والمدنيين الابرياء، لكن من المؤكد ان عون بعد 19 شهراً على شغور منصب الرئاسة الاولى، والشلل المتحكّم بالحكومة ومجلس النواب، والحالة البائسة التي يمرّ بها لبنان على مختلف الصعد، وتوزيع الادوار المتعمّد من قبل حلفائه لتمييع انتخاب رئيس اولاً، ومنع وصوله ثانياً الى قصر بعبدا، سيكون له، اغلب اظن، كلام مختلف عمّا سبق، لأن الاوضاع التي اصبحت واضحة، حتى من المواطن العادي، لا يمكن ان تغيب عن بال العماد عون، الاً اذا تعمّد هو ان تغيب لأسباب خاصة به، خصوصاً ان كلمته اليوم ستكون الاولى له، منذ لقاء معراب، واعلان رئىس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، تأييد ترشّح العماد لرئاسة الجمهورية.

بعد المصالحة التاريخية في معراب، التي جمعت اقوى حزبين مسيحيين على الساحة الوطنية، اصيبت الحالة السياسية اللبنانية بارباك شديد، خصوصاً لدى قوى 8 و14 آذار، وبرزت سريعاً حالة سياسية مختلفة، خلطت فيها اوراق التحالفات الثابتة والظرفية، وبدأت مواقف الافرقاء الباطنية، تظهر الى العلن، احياناً في شكل واضح وبارز، واحياناً بالتظاهر الموقت بانتظار ساعة الحقيقة. واذا كانت مواقف بعض كتل وشخصيات 14 آذار، لا تعني كثيراً العماد عون، لانها معروفة منه سلفاً، الا ان المهم بالنسبة اليه هو معرفة حقيقة مواقف حلفائه الذين اعلنوا منذ انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال سليمان، انهم وراء العماد عون في مسيرته الى قصر بعبدا، وان تأييدهم له محسوم في جميع الظروف، وهذا التأييد تردد مئات المرات في الصحافة والاذاعات والتلفزيونات وفي جميع وسائل الاعلام، واعطوه 54 صوتاً في اول اقتراع، مقابل 48 صوتاً للدكتور جعجع، وحلفاء عون، هم، حزب الله، حركة امل، الحزب السوري القومي، حزب البعث، وعدد قليل من المستقلين، بالاضافة طبعاً الى نواب تكتل التغيير والاصلاح ومن ضمنهم نواب تيار المردة.

اين هم اليوم حلفاء العماد عون؟؟ الرئيس نبيه بري ونواب كتلته، كشفوا عن رؤوسهم وعن تحالفهم مع تيار المستقبل، وكتلة النائب وليد جنبلاط لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، كما ان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي السابق جبران عريجي كشف في لقاء تلفزيوني انهم اقرب الى فرنجية منهم الى عون، والنائب البعثي عاصم قانصو اعلن صراحة انه مع فرنجية، علماً بأن النائب البعثي الثاني هو عضو في تكتل الرئيس بري وملتزم بمواقفه، اما بخصوص النواب المستقلين وخصوصاً في طرابلس وزحلة، فالمعلومات تشير الى انهم يؤيدون باغلبيتهم النائب فرنجية، وبذلك لا يبقى من يؤيد العماد عون، على الاقل علناً، سوى حزب الله، الذي يكتفي باعلان التأييد والدعم، وما زال العماد عون متمسكاً بالصمت على غير عادته، وهو يراقب تخلّي الحلفاء عنه، وكان من الافضل له ولمصلحة المسيحيين ان يتحرر ممن كان يزعم انه حليف، ويتعاون مع الدكتور جعجع على تحقيق ما عجز عنه الزعماء المسيحيون منذ الاستقلال، وهو العمل على تحقيق مشروع يؤمّن للمسيحيين قدرة النهوض والصمود والثبات في هذه الايام الصعبة، من ضمن تحالف وتوافق وطنيين، ينقذ لبنان وشعبه، بعيداً من سياسة النكايات والتكاذب والشخصانية.

حلفاؤك عزيزي العماد عون، قلوبهم وسيوفهم مع فرنجية... والآتي قريب.

 

ديبلوماسية الهلوسة العراقية

داود البصري/السياسة/15 آذار/16

سيذكر التاريخ، بكل تعجب واستغراب، مرحلة انعدام الوزن الحالية التي يعيشها العراق وهو يرزح تحت إدارة سلطة طائفية لم تعرف سوى الفشل الذريع عنوانا و موضوعا لها وسيسجل التاريخ بأن حكومة العراق الراهنة قد تجاوزت كل المحظورات، وأضحت مجرد بواب لوزارة الخارجية الإيرانية، يردد وزيرها الجعفري كالببغاء ماتردده الأجهزة الإيرانية.وكأن الزمن في العراق قد تقهقر لمرحلة إنحدار الدولة العباسية، بعد أن هيمن عليها الجند الأتراك، وكما قال الشاعر وقتذاك وهو يصف حال خلافة بني العباس:«خليفة في قصره بين وصيف وبغا

يقول ماقالا له كما تقول الببغا»

إنه فعلا حال الديبلوماسية العراقية الرثة في زمن المدعو إبراهيم الإشيقر الذي جاء للساحة الديبلوماسية من بوابة «الحملدارية».

ثمة حقيقة ميدانية يمر بها الشرق القديم لا مجال لتجاوز معالمها وإرهاصاتها تتمثل في الأزدحام المفرط في الملفات والسيناريوهات المستقبلية لتقرير المسارات و تحديد الرؤى ومعالم الطريق في ضوء المستجدات والتطورات المتسارعة والمتجهة نحو نهايات غامضة في ظل تداخل الملفات وتزاحمها، وقد مثل الموقف الأخير لوزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري في إجتماع الجامعة العربية وفي التصويت على قرار تجريم «حزب الله» وإعتباره تنظيما إرهابيا ،حالة من الصدمة والخروج الواضح عن اللياقة الديبلوماسية وعن أبسط مستلزمات التضامن العربي أو الإحترام المتبادل ، فالجعفري لم يتورع عن وصف من يصف حزب الله بالإرهاب بكونهم الإرهابيين!، وهذا تعبير جديد في عوالم السياسة العربية لم يسبق أن يكون قد حدث سابقا!، وتجاوز الجعفري على الأعراف والقيم الديبلوماسية وتغليب الولاء الطائفي الأعمى على الحقائق الميدانية المجردة يشكل حالة إنفصام غير مسبوقة في الدبلوماسية العراقية التي غرقت كشأن قطاعات الدولة العراقية في ظلام التخلف والجهل والعدمية والردة نحو مواقع ومسارات ظلامية لا تليق أبدا بالعراق وحضارته، التهجم على العالم العربي وعلى دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا والتي تدير الصراع وفق رؤية محددة هدفها الأساس حماية ألأمن الإقليمي والقومي من مخاطر إنقسامات طائفية مريضة ورؤى إرهابية مستهلكة وفاقدة للصلاحية ماهو إلا إغراق في ضياع سياسي ومنهجي حقيقي يعيشه العراق اليوم وهو يعاني من ملفات إنفجارية عدة ويخوض حروباً متنقلة في مختلف الجبهات، وبأدوات وميليشيات طائفية عدوانية همجية حفرت أخاديد عميقة من الكراهية وزرعت بممارساتها الإرهابية قلاعا للأحقاد وأسست لإنشقاقات مجتمعية عميقة رسخت للأسف حالة التراجع الحضاري العراقية التي نشهدها اليوم بشكل مؤثر ومؤسف، كان على وزير خارجية العراق وهو يدافع عن قلاع الإرهاب ويسمم العلاقات العربية، ويتطوع ليكون داعية للإرهاب بدلا من رسول للديبلوماسية أن يلتفت أولا لمعاناة شعبه، وأن يتطوع و يتكرم ويتفضل بمتابعة مآسي العراقيين ويطلب العون العربي لملاحقة قاتل مجرم هو ذلك البرلماني الإيراني نادر قاضي بور الذي إعترف علنا وأمام الأشهاد بقيامه ومجموعته العسكرية عام 1983 بقتل المئات من الأسرى العراقيين وفي العمق العراقي. وهي جريمة بشعة وشنيعة ضد الجنس البشري لا يسقطها التقادم و تتطلب متابعة قانونية دولية وليست عراقية فقط، كما تتطلب حشدا ديبلوماسيا لأخذ حق المغدورين ومواساة العوائل المنكوبة! إلا أن قائد الديبلوماسية العراقية وهو الجعفري لم يتصرف وفقا لمقتضيات منصبه وأولويات الملفات الوطنية، بل فضل الصمت المميت عن تلك الجريمة وجنح صوب الدفاع عن الإرهاب ويا لسخرية الأقدار عن نفس الأطراف التي إقترفت جريمة إبادة الأسرى العراقيين!، طبعا لم نتوقع ولو في عوالم الأحلام أن يحرك الجعفري المنتمي أصلا لحزب طائفي هو في الأساس يعتبر جزء من الآلة العسكرية والدعائية والتبشيرية الإيرانية!، فالإناء ينضح بما فيه! ، ولكننا في المقابل لم نعتقد بأن الصلافة والعدوانية يمكن أن تصل لدرجة إتهام الأشقاء العرب والخليجيين بكونهم إرهابيين لمجرد أنهم تحركوا لحماية أمنهم وأمن مجتمعاتهم وسلامة دولهم الإقليمية وحفاظا على الأمن القومي العربي!، بعد ماحصل يبدو أن على الحكومة العراقية مراجعة موقف وموقع وتوجهات وزير خارجيتها الذي بات يشكل عنصر أزمة دائمة ومستمرة!، فسياسة الإنفصام والإبتعاد عن ملامسة الواقع ومعايشة المستجدات والإندماج مع المحيط المجاور ليست المناسبة أبدا لحكومة تحاول الخروج من عنق الزجاجة وتصبو للإنعتاق من ظلمة الواقع البائس!، لقد ضاعت بوصلة السياسة العراقية ومنها الديبلوماسية لأن من يقود الأمور ليس من المؤهلين ولا القادرين على تحمل أعباء تلك المسؤولية الجسيمة!، في يوم ما مضى وأنقضى كان العراق بثقله التاريخي يعتبر (بروسيا العرب) تهفو إليه أفئدة الحالمين بعالم عربي موحد وحضاري وناهض، أما اليوم فقد إنقلب الوضع للأسف وتراجع لمستويات خيالية في ميتافيزيقيتها!، فهل ثمة خلاص من الواقع البائس، وهل أصاب الجدب والقحط العراقيين ليكون سكينا في الخاصرة العربية بدلا من أن يحمل لواء النهضة والحضارة والتقدم!، فوا أسفاه على العراق وشعبه، وواحر قلباه على حالة الضياع التي يعيشها ذلك البلد المشرقي المهم.

 

متى يُقدم الحوثي على «تجرع السم»؟

جورج سمعان/الحياة/15 آذار/16

أن يزور وفد حوثي منطقة حدودية سعودية حدث قائم بنفسه. لا يحتاج إلى اجتهاد في إطلاق أي وصف، أو تبرير الغاية. لا يقلل من أهميته أن هدفه التهدئة على الحدود بين البلدين. وأنه ليس للبحث في هدنة أو في إطلاق مفاوضات. فليس قليلاً ما سبقه وما رافقه. المنظّر الديني للحركة الحوثية عصام العماد أفتى بجواز «المسالمة والمهادنة والمصالحة» مع السعودية. وعضو «اللجنة الثورية» للحركة يوسف الفيشي دعا المسؤولين في إيران إلى «السكوت وترك الاستغلال والمزايدات في ملف اليمن». وكان يردّ على تصريح مسعود جزايري نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية الذي وعد «أنصار الله» بالعون والمدد. وهو تصريح هدفه قطع الطريق على زيارة وفد حوثي برئاسة الناطق الرسمي باسم الحركة محمد عبدالسلام وشخصيات قبلية واجتماعية إلى المنطقة الحدودية في المملكة التي لم تتأخر في إرسال شاحنات الإغاثة إلى مناطق الشمال، خصوصاً محافظة صعدة. التهدئة لن تكون خطوة معزولة إذا حسنت النيات. قيادة التحالف العربي وأهل «عاصفة الحزم» رحبوا بالخطوة إذا كان مثل هذا الأمر سيأتي بالحل السياسي. الكرة في ملعب الانقلابيين. طرق وفدهم باب الحدود ولم يلق صدوداً، وإن من قبيل جس النبض. فهل تكون خطوتهم مناورة موقوتة كما حفلت سيرة عبدالملك الحوثي، أم إنه وصل إلى يقين باستحالة مواصلة مشروعه الانتحاري؟ ومهما حملت الأيام المقبلة فسيصل الرجل عاجلاً أم آجلاً إلى خيار وحيد هو العودة إلى حضن الشرعية والانخراط في ما رسمه مؤتمر الحوار الوطني استناداً إلى المبادرة الخليجية التي تبناها مجلس الأمن.

لا يحتاج عبدالملك الحوثي إلى فتوى للبحث عن حل مع السعودية. فتوى أحد أئمته الدارس في قم ليست أقوى من فتوى الإمام الخميني. تجرع قائد «الثورة الإسلامية» السم وقبل بوقف النار مع العراق. غلّب مصالح الدولة على ما عداها من حسابات. فمصالح الدول والحفاظ على أمن شعوبها وسلامها وبقائها تتقدم في أي ميزان على ما عداها من اعتبارات عامة أو شخصية. «لا بد من... الرياض وإن طال السفر». المهم ألا يتأخر زعيم «أنصار الله» كثيراً قبل أن يدرك جيداً أن حركته لا تمثل الرقم الحيوي الذي يمثله «حزب الله»، وكذلك نظام الرئيس بشار الأسد في استراتيجية إيران. الجمهورية الإسلامية أفادت منه أكثر بكثير مما أفاد منها. ها هو عاد بعد سنة قاتلة من الحرب، وإن تحت عباءة القبائل والعشائر، للبحث عما يمكن أن يبقى له في مناطق نفوذه التي لم تكن الشرعية تنكرها عليه. بل إن الرئيس عبد ربه منصور هادي يُلام لأنه منحه في مؤتمر الحوار ممثلين أكثر من حجمه الديموغرافي والسياسي. استهلك حتى الآن وقتاً طويلاً. كان عليه أن يدرك باكراً أن للجغرافيا قوانينها الصارمة التي لا يمكن التلاعب بها إذا قيض له أن يتلاعب بحقائق التاريخ. سدت قوات التحالف عليه كل الأبواب، من البحر والبر والجو. فلا تمويل ولا عتاد ولا مدد. لم يبق أمامه سوى بوابة الجار الشمالي الذي بادر سريعاً إلى إرسال معونات إلى معقله صعدة. أرادت المملكة أن تؤكد حسن نياتها، وأن مشكلتها ليست مع المواطنين العاديين إلى أي فئة انتموا. وهي من البداية لم تعلن أنها ستقضي عليه وعلى حركته إذا التزم مخرجات الحوار الوطني التي تعطيه ما تعطي باقي القوى اليمنية. وإذا التزم أيضاً بنود القرار الدولي 2216 ونفذها.

لعل عبــدالملك الحوثي بات مقتنعاً بانسداد الأفق أمام مشروعه. ولن يبقى سوى التوجه نحو المملكة عبر الشرعية اليمنية. ولعله بات يدرك أن استعداد طهران لمده بالعون والمساعدة شبه مستحيل. لأنه بات يعرف أن كل الطرق إلى اليمن مقفلة. لقد انهكته الحرب وباتت بعد سنة تهدد قاعدته ومنطلقه الأساس. كما أن أهل محافظته صعدة تعبوا هم أيضاً. لحقت بهم خسائر فادحة أرواحاً وتدميراً. وتنتابهم مخاوف من تقدم الجيش الوطني والتحالف والمقاومة من حدود مناطقهم. ويخشون تبعات سقوط مدينتهم مثلما يخشون سقوط العاصمة صنعاء. ولم تعد تنفع حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح مناورة أو مغامرة. لن يفيده إرسال ممثلين لحزبه إلى عواصم في الخارج. لن ينجده أحد. حاول جاهداً أن يبعث برسائل إلى السعودية والإمارات عن استعداده للتفاوض. لكنه لم يلق جواباً. لم يدرك باكراً أنه لا يمكن أن يكون أقوى من إيران، أو قادراً على توظيفها في معادلة التحالف معها. أو أن يكون أقرب إليها من حليفها الطبيعي شريكه الحوثي الذي حالت الجغرافيا دون إنقاذه.

مهما تأخر الحل فإن التسليم بالواقع لا مفر منه عاجلاً أم آجلاً. ولا بد للحوثيين من أن يرضخوا لشروط القرار الدولي. واليوم أفضل من الغد. فالتحالف يفضل بالتأكيد تجنب خوض معركة استعادة صنعاء. لأنه لا يرغب في مزيد من الضحايا والخراب، لا في العاصمة ولا في المدن الأخرى، من تعز إلى صعدة. كان على زعيم «أنصار الله» أن يحسب من البداية تبعات انضمامه إلى مشروع يستهدف أولاً وأخيراً المملكة وشبه الجزيرة العربية، أكثر مما يستهدف استجابة طموحاته لحكم اليمن. كان عليه أن يدرك استحالة قبول السعودية أو تهاونها حيال قيام ميليشيا تهدد حدودها كما فعل الحوثيون غير مرة عبر حربهم الأخيرة وحروبهم السابقة في عهد شريكهم اللدود الرئيس صالح. كان عليه أن يعتبر مما حدث في البحرين. ذلك أن مجلس التعاون الخليجي لا يمكنه التهاون أو المساومة في الدفاع عن مصالحه وأمنه الاستراتيجي أياً كان الثمن.

أما الذين فوجئوا وغاظهم فتح المملكة الحدود أمام وفد حوثي وقبائلي، فهم أيضاً عليهم أن يعرفوا أن الرياض لم تعلن «عاصفة الحزم» لإقصاء الحوثيين نهائياً كما يرغب بعض قوى الإسلام السياسي أو جماعة «الإصلاح». ولم تتدخل لتغليب مكونات على أخرى، بمقدار ما استجابت دعوة الشرعية المنتخبة في اليمن لحمايتها من انقلابيين وقفت خلفهم إيران للإمساك بالبلاد وتهديد أمن شبه الجزيرة بأكمله. مثلما سعت إلى حماية أمنها وأمن دول مجلس التعاون من اختراق خارجي خطير. ويهمها إقفال هذا الملف سريعاً. فالمملكة تقود صراعاً مريراً على جبهات عدة، ويعنيها كثيراً أن تقفل الملف اليمني الذي لا تفوق أهميته ملفات سورية والعراق والإرهاب، فضلاً عن القضايا الاقتصادية الضاغطة تحت وطأة تدني أسعار الطاقة. وهي قادرة بالتأكيد على استنباط طرق للتفاهم والتعاون مع كل مكونات اليمن من دون استثناء. فهي برهنت في أكثر من مناسبة عن واقعية سياسية حرصاً على الاستقرار في شبه الجزيرة. لم تتردد في استقبال ممثلين عن «الجمهوريين» بعد سحب الرئيس جمال عبدالناصر قواته من اليمن أواخر الستينات. وأسست لعلاقة تعاون دائم وثابت مع الحكم الجديد في صنعاء. وكررت التجربة نفسها بعد حرب تحرير الكويت، ثم حرب الانفصال عام 1994. ولم تتردد بعد خسارة الانفصاليين في الجنوب في استعادة التفاهم والتعاون مع نظام الرئيس صالح، ما انتهى بترسيم الحدود بين البلدين، تلك القضية التي كانت شماعة لخلافات ومشاحنات طويلة عكرت صفو العلاقات بين البلدين. من المبكر الحديث عن فتح الأبواب على مصاريعها الآن بين الشرعية والتحالف من جهة والانقلابيين من جهة أخرى. سينتظر أهل «عاصفة الحزم» ليحكموا على مدى التزام «أنصار الله» التهدئة على الحدود مع السعودية. إنها اختبار لحسن النيات. سينتظرون أيضاً حتى يقتنع الحوثيون بوجوب التسليم للشرعية. وهم سيقتنعون تحت الضغط العسكري المتواصل الذي سيزداد فاعلية بعد تعيين الفريق علي محسن الأحمر نائباً للقائد العام للقوات المسلحة، وهو صاحب الباع الطويلة في التعامل مع «أنصار الله» في حروبهم السابقة. صاحب العلاقات الفاعلة مع القبائل في صنعاء ومحيطها. لا يبحث التحالف عن نصر مؤزر، بمقدار ما يريد عودة الشرعية إلى العاصمة. يبقى أن يقدم عبدالملك الحوثي على «تجرع السم

 

لا.. يا سيد أوباما

تركي الفيصل/الشرق الأوسط/15 آذار/16

نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا. نحن من شاركناك معلوماتنا التي منعت هجمات إرهابية قاتلة على أميركا. نحن المبادرون إلى عقد الاجتماعات التي أدت إلى تكوين التحالف، الذي يقاتل فاحش (داعش). ونحن من ندرب وندعم السوريين الأحرار، الذين يقاتلون الإرهابي الأكبر، بشار الأسد، والإرهابيين الآخرين: النصرة وفاحش. نحن من قدّم جنودنا لكي يكون التحالف أكثر فعالية في إبادة الإرهابيين. ونحن من بادر إلى تقديم الدعم العسكري والسياسي والإنساني للشعب اليمني، ليسترد بلاده من براثن ميليشيا الحوثيين المجرمة؛ التي حاولت، بدعم من القيادة الإيرانية، احتلال اليمن، ومن دون أن نطلب قواتٍ أميركية. نحن الذين أسسنا تحالفًا ضم أكثر من ثلاثين دولة مسلمة، لمحاربة كافة أطياف الإرهاب في العالم. نحن أكبر متبرع للنشاطات الإنسانية التي ترعى اللاجئين السوريين واليمنيين والعراقيين. نحن من يحارب العقائد المتطرفة التي تسعى لاختطاف ديننا، وعلى كل الجبهات. نحن الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، الذي يجمع القدرات المعلوماتية والسياسية والاقتصادية والبشرية من دول العالم. نحن من يشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك. نحن من يبتعث آلاف الطلبة إلى جامعات بلادك، وبتكلفة عالية، لكي ينهلوا من العلم والمعرفة. نحن من يستضيف أكثر من ثلاثين ألف مواطن أميركي، وبأجور مرتفعة، لكي يعملوا بخبراتهم في شركاتنا وصناعاتنا. إنّ وزيري خارجيتك ودفاعك شكرَا، علنًا، وفي مناسبات عدة، التعاون المشترك بين بلدينا. إنّ وزارة خزانتك امتدحت، عدة مرات، إجراءات المملكة في كبح أي تمويل يمكن أن يصل إلى الإرهابيين. لقد التقى بك ملكنا سلمان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وقبل أن تخرج تأكيداتك بأن الاتفاق النووي الذي عقدته مع القيادة الإيرانية سيمنعها من تطوير السلاح النووي إلى مدى الاتفاق. ولقد أكدت أنت: «دور المملكة القيادي في العالمين العربي والإسلامي». أنت وملكنا أكدتما على وجه الخصوص: «ضرورة مناهضة النشاطات الإيرانية التخريبية». والآن تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق. وتزيد الطين بلة بدعوتنا إلى أن نتشارك مع إيران في منطقتنا. إيران التي تصفها أنت بأنها راعية للإرهاب، والتي وعدت: «بمناهضة نشاطاتها التخريبية». هل هذا نابعٌ من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري، الذي هبّ ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت؟ أم هو نابع من ضربة مليكنا الراحل عبد الله، رحمه الله، على الطاولة في لقائكما الأخير، حيث قال لك: «لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس». أم إنك انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية إلى حدّ أنك تساوي بين صداقة المملكة المستمرة لثمانين عامًا مع أميركا، وقيادة إيرانية مستمرة في وصف أميركا بأنها العدو الأكبر والشيطان الأكبر، والتي تُسلّح وتموّل وتؤيد الميليشيات الطائفية في العالمين العربي والإسلامي، والتي ما زالت تؤوي قيادات «القاعدة» حتى الآن، والتي تمنع انتخاب رئيس في لبنان من قِبَلِ «حزب الله» المصنف من حكومتك بأنه منظمة إرهابية، والتي تمعن في قتل الشعب السوري العربي؟ لا، يا سيد أوباما. نحن لسنا من أشرت إليهم بأنهم يمتطون ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم. نحن نقود في المقدمة ونقبل أخطاءنا ونصحّحها. وسنستمر في اعتبار الشعب الأميركي حليفنا، ولن ننسى عندما حَمِي الوطيس وقفة جورج هربرت ووكر بوش معنا، وإرساله الجنود الأميركيين ليشتركوا معنا في صدّ العدوان الصدامي على الكويت، حين وقفوا مع جنودنا كتفًا لكتف. يا سيد أوباما، هذا نحن.

 

شيعة علي أم شيعة خامنئي

فاروق يوسف/العرب/15 آذار/16

كان التشيّع حزبا قبل أن يتحول مذهبا. في ما بعد التحق الفقه المدرسي بالمدرسة المتمردة على الحياة السياسية. من المؤكد أن الفقه احتوى المتمردين ودجنهم. شيء من هذا القبيل يمكن أن يقع في تاريخ الأفكار. ومع ذلك فإن حسابات الفقه تظل دائما منخفضة قياسا لما يحلم به الثوار المعارضون الذين لا يفقهون معنى التوازن في المعادلات. وهو ما تشف عنه تجربة الخليفة الرابع في الحكم التي لم تكن ناجحة إلا في جانبها النظري. وهو ما ورثته شيعته عنه. فشل في الحياة العملية ونجاح لا مثيل له في عالم المثل والمبادئ. كانت الخسارات ماثلة في كل منعطف. وهي خسارات لا يُعتدُّ بها لو قيست بما يمكن أن يربحه الإنسان على مستوى صلحه مع النفس. أما الدول التي أقامها أتباع مبدأ التشيّع عبر التاريخ الإسلامي، وهي دول كثيرة، فلم تقوَ على البقاء إلا لأنها قفزت على ذلك الجانب النظري وقررت أن تتخذ من دولة بني أمية نموذجا تقتدي به. لم يكن التشيع إلا واجهة، أما حقيقة الفعل السياسي فإنها تنسف كل المبادئ التي خسر الإمام علي بن أبي طالب فرصته في الحكم من أجل الدفاع عنها. وكما أرى فإن الدولة التي يقودها خامنئي في إيران اليوم ليست غريبة عن ذلك السياق التاريخي. ما لم تخسره إيران في مفاوضاتها مع الشيطان الأكبر، الذي هو الولايات المتحدة، كان من الممكن أن يخسره الإمام علي لو كان مفاوضا في المراحل الأولى من تلك المفاوضات. لقد أخفق الرجل في كل المفاوضات التي كان طرفا فيها. بل إنه انتهى في واحدة منها (معركة صفين) إلى ما صار يعد في ما بعد بمثابة فضيحة تاريخية. كانت اللعبة السياسية أكثر تعقيدا من أن يدرك أسرارها عقل رجل وهب حياته إلى المبادئ. لذلك فإن الحديث عن تشيّع سياسي إيراني (استبعد هنا صفة صفوي المتداولة، فهي ليست مناسبة) لا يفتري على الواقع في شيء. فالنظام الإيراني الذي يصدّر فكرة تشيعه التي تُنسب إلى الإمام علي هو في حقيقته نظام سياسي عملي، لا يجد في تحالفه مع الأعداء النظريين ما يُرهق ضميره الشيعي. قبل مفاوضات النووي الإيراني كان نظام ولاية الفقيه قد تواطأ مع الولايات المتحدة لإسقاط نظامي طالبان في أفغانستان وصدام حسين في العراق ليتخلص من عداء، من غير أن يفكر بالمبادئ التي يصدرها إلى مريديه. لم تقف تلك المبادئ بين النظام الإيراني، وبين المساهمة في ذبح شعبين مسلمين. كانت إيران بالنسبة إليه هي الأساس، أما التشيع بمبادئه فقد كان حديث مجالس. على المستوى السياسي كان النظام الإيراني عمليا في الدفاع عن مصالحه غير أن ذلك السلوك العملي شيء، وما صدره إلى “شيعة” العالم العربي شيء آخر. في غير مناسبة كان ذلك النظام صريحا في حديثه عن أذرعه الممتدة في العالم العربي وهو يقصد أتباعه من الحزبيين الملتزمين بأوامره، المنفذين لسياسته بما يعني خيانتهم لشعوبهم. إنهم شيعة خامنئي وليسوا شيعة علي. أيوجد قياس آخر للنظر إلى ما يفعله حزب الله بلبنان، وما يفعله حزب الدعوة بالعراق؟ من وجهة نظر الولي الفقيه فإن جهاد الشيعة إنما يصب في خدمة إيران. ولا أبالغ إن قلت لو أن إيران قد وجدت أن إقامة علاقة استراتيجية مع إسرائيل تخدم مصالحها لفرضت بنود تلك العلاقة على الفقه الشيعي. مَن يصدق أن إيران شيعية لأنها تؤمن بالمبادئ التي خسر الإمام علي من أجلها حياته فهو ساذج أو جاهل أو معتوه. من حق إيران، طبعا، أن تكون شيعية على طريقتها، لكن ليس من حقها أن تستبدل عليا بخامنئي، ليكون الشيعة أتباعا لولي فقيه يجاهر ليل نهار بالعداء للولايات المتحدة، ويمد من تحت الطاولة يده لمصافحتها.

كاتب عراقي

 

التاريخ والجغرافيا وزواج المتعة الإيراني

إبراهيم الزبيدي/العرب/15 آذار/16

من يدقق في تاريخ الصراع القومي الفارسي مع العرب، من بداية إركاب الدين على السياسة، وتوليد السياسة من الدين، من قرون عديدة، لا بد أن يعلن قناعته النهائية بأن الحقد العنصري، في كل زمان ومكان، لم ينفع، ولن ينفع. فبرغم كل ما سال من دماء، وما احترق من بلاد، وهُجر من بشر، عبر العصور، من أجل تزويج التاريخ للجغرافيا بالقوة بقيت الوهاد والجبال، والأنهار والبحار، والشجر والبشر والحجر، في مكانها. وها هو العراق، لم يرحل شرقا، ولم يسافر شمالا. وما زال فيه الرافدان ينبعان من تركيا، ويمران بإيران، ثم يصبان في شط العرب. وكل الحروب التي شنها الفرس من أجل تغيير قوانين الطبيعة، وضم الأرض العربية إلى المملكة الفارسية لم تفلح ولن تفلح، رغم كل ما توفر للعبقرية الفارسية من أدوات وأصباغ ومهارة في صنع السجاد العجمي الفريد في جماله، والعجيب في قدرته على معاندة الزمن الذي لا يُعاند. ولنبدأ من أول الحكاية؛ فجميع ما دار من خلاف حول خلافة أبي بكر، ثم عمر وعثمان وعلي من بعده، كان خلافا عربيا خالصا، سواء كان بقناعات واجتهادات دينية، أو طموحات دنيوية، لم يكن فيه ناقة ولا جمل لأحد من خارج الأسرة العربية، أبدا. وعليه فليس هناك تفسير مقنع ونهائي لحماسة الفرس في مقاتلة أحد الفريقين العربيين المختلفين بالسيوف والخناجر والمجاهدين الفدائيين.

والغضب الذي جعله الفرس حروبا طاحنة على العرب، بحجة الثأر لمظلومية الإمام علي وولده الحسين، ومن جاء بعدهما من أئمة، مفتعلٌ تحركه مشاعر الحقد على الذين غزوا دولتهم، وأدخلوهم في الدين الجديد، ولو بقوة السيف.

فالإمام علي والإمام الحسين والأئمة الآخرون الذين يطلب الفارسيون الثأر لهم من أشقائهم العرب كانوا عربا، بل أعزُّ العرب على العرب، وأثمنُهم وأحبُهم وأكثرُهم قداسة لدى المتدينين منهم. ثم إن العرب المسلمين المتقدمين، بعد كل ما مرّ من قرون، طوَوْا خلافات أسلافهم تلك، وتجاوزوها وترحموا على من أصاب منهم، وطلبوا المغفرة لمن أخطأ. وها هم اليوم لا يفرقون في محبتهم بين صحابي وصحابي، ولا بين أحدٍ من آل البيت وآخر. يمجدون الإمام علي وولديه وأحفاده، ويقدرون ويحبون أبا بكر وعمر وعثمان. ولكن إصرار الإيرانيين الفرس، وحدهم، على النفخ في نيران الخلافات المطوية منذ قرون، ومحاولة إحياء عظامها وهي رميم، وهم غرباء عنها وعن أصحابها العرب الأولين، أمرٌ لا يعدو عمى البصر والبصيرة. ويذكر التاريخ أن الفرس أدمنوا شنَّ حروبهم على جيرانهم، في العراق وما جاوره، بشكل خاص، قبل الإسلام، وقبل ولادة الإمام علي وولده الحسين، بعشرات، بل مئات من السنين.

ثم جاء الفتح الإسلامي لبلاد فارس، وإدخاله أهلها في الدين الجديد، ولو بقوة السيف، ليضيف جديدا إلى المتراكم من الأحقاد المتجذرة في الشخصية الفارسية الاعتيادية، حتى في من دخل الإسلام عن قناعة ورضى وإيمان. وذلك لأن ما فعله الفاتحون العرب الأوائل بالدولة الفارسية، لا يعتقد كثيرون من الفرس بأنه كان عملا بأوامر الله ورسوله وآله لإخراجهم من الظلمات إلى النور. بل يعتبرونه ردا عنصريا عربيا على حروبهم القومية القديمة في الأزمنة المتعاقبة.

ولو دخلنا في تاريخ الحركات السرية التي ظهرت في الأيام الأولى للإسلام، وما زالت تظهر إلى يومنا هذا، لوجدنا أن أكبر تلك الحركات، وأقواها، وأكثرها قتلا وحرقا وشنقا، كانت تولد في إيران، ثم تترعرع وتقوى وتنتشر منها في بلاد المسلمين، وكانت، كلها، ترتدي، غالبا، ثياب التقوى والحمية والغيرة على الدين، وتنادي بالثورة على الخلفاء وعُمالهم، مستظلا بحب آل البيت الهاشمي، طلبا لـ”حقوقهم” التي انتزعت منهم عنوة، كما يزعمون. لقد حاول الفرس، بكل ما توفر لهم من أسلحة ومزاعم، تقويضَ الدولة الإسلامية في أيام خليفتها الأول ثم الثاني والثالث، والدولة الأموية، من أول أيامها، وفشلوا، ومازالوا يحلمون بيوم السيادة على العرب، دون توقف. ومعروفةٌ، ولا حاجة إلى تكرارها، حكايةُ أبي مسلم الخراساني الذي كان القائد الأول والمرشد الأعلى للجيوش العباسية السرية والعلنية التي أسقطت الدولة الأموية. فقد بسط سلطانه على الدولة الجديدة، وأوشك أن يجعلها فارسية، لولا فراسة أبي جعفر المنصور الذي فتك به وبأعوانه وبعثر سلطانه قبل فوات الأوان. ثم عادوا في زمن هارون الرشيد تحت أجنحة يحيى البرمكي وولديه الفضل وجعفر الذين أوشكوا أن يجعلوا الدولة العباسية فارسية خالصة لولا فطنة هارون الرشيد. إلى هنا والأمر لا يحتاج إلى مزيد من الشرح والتوضيح. فجاهلٌ أو مزورٌ من لا يعتبر ما يفعله الفرس اليوم في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان توليدا وتزويجا لذلك التاريخ الفارسي القديم على ما يسهل اغتصابه من جغرافيا في المنطقة. ومثلما فشلوا بالأمس سيفشلون اليوم، دون جدال. فلم يسقط العراق وما حوله من دول عربية تحت أقدام الغزاة، لا القدامى ولا الجدد، ولم يُلحق أيٌ منها بإيران، كما حدث لعربستان والأحواز.

وينسى ورثة الخميني، وأتباع خليفته خامنئي، أن الزمن لم يعد يسمح بولادة إمبراطورية فارسية جديدة في المنطقة، لأسباب عديدة منها، بل في مقدمتها الرفض العفوي المتأصل في الأوساط الشعبية في المنطقة، بما فيها إيران ذاتها، لهيمنة الفكر السلفي الديني، وتطلع شعوب المنطقة كلها إلى اللحاق بركب البشرية المتقدمة التي تنعم بالحداثة والعلمانية والديمقراطية وسلطة العقل والقانون.

مع تأكيد حقيقة ثابتة وهي أن الأغلبية الساحقة من الشيعة العرب في العراق والخليج ولبنان أصبحت أكثرَ فهما للدوافع الحقيقية لإيران التي تحاول استدراج العرب الشيعة لمعاداة أهلهم، وتخريب بلادهم، خدمة لأوهام قومية توسعية لا تتحقق. فلم تستطع أموال إيران وعطاياها الباذخة أن تشتري سوى ضمائر قلةٍ قليلة من الانتهازيين أو الجهلة الطائفيين من العرب الشيعة، أو النفر الحاقد ناكر الجميل من المتحدرين من أصول فارسية اكتسبوا جنسيات الدول العربية التي يقيمون فيها، مازالوا أسرى المشاعر العدائية المتوارثة ضد العرب. وواهمة ومُكابرة وعمياء هذه القلة القليلة من الحكام الفرس الذين يحرثون الماء، ويقاتلون الهواء. فهُم، حتى لو تمكنوا من إرباك المنطقة، واخترقوا بعض جبالها ووهادها، عاما أو عامين أو أكثر، فمآل أحلامهم وأموالهم ودماء جنودهم وخدمهم وعبيدهم إلى ضياع.