المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march16.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

من أرشيف عام 2005/تأليه السياسي يفسده ويجعل من مؤلهيه أغنام وعبيد/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الخليج» يلجأ إلى العمالة الأردنية والسودانية والتركية.. لتعويض «اللبنانية»

ريفي: الرئيس الذي تفترضه مرحلة التسويات لا يشبه أياً من مرشحي “8 آذار”

بدء انسحاب موسكو من المعادلة السورية مع انطلاق "جنيف 3" واشنطن: "حزب الله" يعطّل ومصرّون على ملاحقة شبكته المالية/ريتا صفير/النهار

محاكمة عناصر مرتبطة بـ"حزب الله" في الامارات

 حزب الله ينفي ومعلومات تؤكد « انسحاب حزب الله الجزئي من سوريا»/علي العاملي/جنوبية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 15/3/2015

رأي حر في 15 آذار 2016/العميد خليل حلو

بيضون لـ «الأنباء»: على الحكومة التعامل بجدية مع التوجهات الخليجية ولا رئيس في لبنان خلال أبريل المقبل

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 15 اذار 2016

الامارات: البدء بمحاكمة عناصر خلية مرتبطة بحزب الله اللبناني

سلام عرض مع انجلينا جولي اوضاع النازحين واستقبل سفير المانيا ودوفريج ووفدا من بلدية مجدل عنجر

بري استقبل وزير الداخلية ووفدا روسيا وأبرق الى رئيس ساحل العاج

بري استقبل وزير الداخلية ووفدا روسيا وأبرق الى رئيس ساحل العاج

كتلة المستقبل أكدت تمسكها بأسس انتفاضة 14 آذار: للمسارعة بتنفيذ قرار مجلس الوزراء برفع النفايات المكدسة

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: الميثاق ملزم للجميع وإن خرج عنه أحد فقد كل شرعية وتجاوزه الشعب

قهوجي استقبل قائد عمليات القوات المشتركة البريطانية

جعجع عرض الاوضاع مع التجدد الديمقراطي وحنين ووفد الطائفة الكلدانية

جعجع : لولا التدخل الروسي في سوريا لكان النظام اليوم في خبر كان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السيدة الأولى لساحل العاج عادت الجرحى اللبنانيين

الراعي استقبل وفدا من حوش القنعبي راشيا الوادي ابي نصر: أجواء انتخابات الرابطة المارونية مطمئنة

انجلينا جولي زارت مخيم النازحين في سعدنايل: لبنان مثال ينبغي لدول العالم أن تحتذي به

التيار المستقل: لاجراء الانتخابات البلدية وبعدهاالنيابية بروح ديموقراطية

حوري: عون لم يقدم جديدا واسلوبه التصعيدي مضى عليه الزمن

إنتخابات المجلس التنفيذي للرابطة المارونية السبت

 صقر ادعى على علي فياض بجرم دعمه منظمة ارهابية كولومبية

لبنان والمتن الشمالي ودعا النائب السابق أوغست باخوس الرقيم: مشترع من الطراز الأول لم يعرف التزلف ولا التبعية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس:الأم تريزا ستعلن قديسة في 4 ايلول

روسيا تُنقذ إيران في مجلس الأمن

السعودية تحذر الكويت: قد نقطع علاقاتنا معكم!

شرطة اوتاوا: مهاجم الجنديين في كندا يؤكد انه نفذ مشيئة الله

بان كي مون: القوى الإقليمية استغلت النزاع السوري لتصفية حساباتها

البيت الابيض: روسيا تلتزم حتى الان بقرارها الانسحاب من سوريا

 مقتل مشتبه به خلال عملية دهم في بروكسل

الداخلية التركية: منفذة اعتداء انقرة على صلة بالمقاتلين الاكراد في سوريا

دي ميستورا :انسحاب القوات الروسية من سوريا تطور مهم في مفاوضات السلام

ظريف :التجارب البالستية الايرانية لا تنتهك الاتفاق النووي

البيت الأبيض لا يستبعد فرض عقوبات أحادية أو دولية جديدة على إيران

سلام: 17 ألف خليجي في لبنان حالياً وحريصون على أفضل العلاقات وأقر بوقوع أخطاء وأكد أن اللبنانيين لا يمكن أن ينسوا أفضال دول مجلس التعاون

14 آذار» تحذر عون من مخاطر لعبة الشارع

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

١٤ آذار التايوانية/ميشيل تويني/النهار

شماتة وانكشاف ... كيف/نبيل بومنصف/النهار

ماذا بعد خطاب عون في ذكرى 14 آذار؟ "التقليد سقط" والسواعد ستُسقط أي رهان متهوّر/ألين فرح/النهار

لبنان في محنته الجديدة/باسم الجسر/الشرق الأوسط

هل يستطيع خامنئي ونصرالله النوم أيضاً/محمد مشموشي/الحياة

 «حزب الله» في ميزان لبنان والعراق والجزائر/عبدالله ناصر العتيبي/الحياة

لبنان بين رفض سياسة المحاور وسياسة النأي بالنفس/الدكتور خالد الخير/النهار

آذار السوري بعد 14آذار اللبناني/خيرالله خيرالله/المستقبل

حزب الله ولبنان وامتحان الإرهاب عربيا/علي الأمين/العرب

الجنرال التايواني و14 آذار الأصلية/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

نص خطاب عون/العماد عون في ذكرى الرابع عشر من آذار: جهزوا سواعدكم/موقع تيار عون

14 آذار انتصار الدولة على الدويلة/طوني بولس/اوينت نت

بعد الانسحاب الروسي… من شيطانك الاكبر يا «سيد حسن»/بتول الحسيني/جنوبية

عندما قالت سورية… لا للأسد/عبدالرحمن أبو نبوت /جنوبية

هل يعترف الحوثي بأن النزهة انتهت/خيرالله خيرالله /العرب

مجاهدو الشعب الإيراني وفضيحة حكومة العراق المخزية/داود البصري/السياسة

سوريا بلا روسيا تُسقط.. «أساطير الممانعة»/علي رباح/المستقبل

درس بوتين وجدار الأسد/زهير قصيباتي/الحياة

أي حل سوري تريد روسيا/ رندة تقي الدين/الحياة

إيران: رفع العقوبات لم يحقق الكثير/مارك شامبيون /الشرق الأوسط

هل نام الأسد ليلتها/طارق الحميد/الشرق الأوسط

الانسحاب الروسي يغيّر قواعد اللعبة... كما تدخّله هل احتاج بوتين إلى استراتيجية خروج من سوريا/ روزانا بومنصف/النهار

الانسحاب الروسي... إشارات وحسابات/عبد الوهاب بدرخان/النهار

الانسحاب الروسي المعلن عنه في أيلول الماضي/وسام سعادة/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

"إنجيل القدّيس لوقا11/من37حتى48/:"فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ. وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب. فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا. أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟

أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا. لَكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ ٱلله. وَكانَ عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ صُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات.

أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون». فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا». فَقَال: «أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة، وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم. أَلوَيْلُ لَكُم! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوهُم. فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم، لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم."

 

فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة

"رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي04/من01حتى09/:" يا إخوَتِي، لَقَدْ تَعَلَّمْتُم مِنَّا كَيفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وتُرْضُوا اللهَ، وهكَذا أَنْتُم سَالِكُون، لِذلِكَ نَسْأَلُكُم ونُنَاشِدُكُم في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ تَسْتَزِيدُوا أَكْثَرَ فأَكْثَر. فإِنَّكُم تَعْلَمُونَ أَيَّ وَصَايَا ٱسْتَودَعْنَكُم بِالرَّبِّ يَسُوع. إِنَّ مشيئَةَ اللهِ هِيَ تَقْدِيسُكُم، أَيْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الفُجُور؛ وأَنْ يَعْرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم كَيْفَ يَصُونُ جَسَدَهُ في القَدَاسَةِ والكَرَامَة، لا في أَهْوَاءِ الشَّهْوَة، كَمَا يَفْعَلُ الأُمَمُ الَّذِينَ لا يَعْرِفُونَ الله؛ وأَلاَّ يتَعَدَّى أَحَدٌ عَلى أَخِيهِ ويَسْتَغِلَّهُ في هذَا الأَمْر، لأَنَّ الرَّبَّ يُعَاقِبُ عَلى كُلِّ هذِهِ الأُمُور، كَمَا سَبَقَ فَقُلْنَا لَكُم وَأَنْذَرْنَاكُم. فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة.

إِذًا فَمَنْ يَحْتَقِرُ أَخَاهُ لا يَحْتَقِرُ إِنْسَانًا، بَلْ يَحْتَقِرُ اللهَ الَّذي يَمْنَحُكُم رُوحَهُ القُدُّوس. أَمَّا المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فلا حَاجَةَ بِكُم إِلى أَنْ نَكْتُبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا، فأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعَلَّمْتُم مِنَ اللهِ أَنْ تُحِبُّوا بِعْضُكُم بَعْضًا."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

من أرشيف عام 2005/تأليه السياسي يفسده ويجعل من مؤلهيه أغنام وعبيد

الياس بجاني/02 تشرين الأول/15

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/15/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D8%B3%D8%AF%D9%87-%D9%88%D9%8A%D8%AC%D8%B9%D9%84/

من أكثر المصائب خطورة وكارثية وتدميراً التي تعاني منها شرائح لا بأس بها من شعبنا اللبناني “الغفور” (كما سماه الراحل فليمون وهبة في مسرحية من مسرحيات الرحابنة) هي تقديس البعض منها لسياسيين ورجال دين والتعامل معهم من موقع الزلم والأتباع والعبيد والأدوات، ما يفسد هؤلاء القادة الزمنيين والروحيين ويملأ ويحشو عقولهم العفنة برزم وموبوءات الأوهام وأحلام اليقظة، وبكل مركبات عقد التعالي والاستكبار والتوحش المرضية ويسلخهم عن كل ما هو بشر وبشرية.

بنتيجة هذا التأليه المرّضي واللا إيماني والانبطاحي الفاضح والمذل، يتحول القادة هؤلاء إلى مخلوقات نهمة لا تشبع، وبشعة ومفترية، ولاانسانية فكراً، وممارسات، وثقافة، تتفوق بمرات على همجية ودموية ووحشية الحيوانات المفترسة.

في جردة موضوعية على كل السياسيين والقادة من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية اللبنانية، مسلمين ومسيحيين، يتبين لمن لا يزال يتمتع بقواه العقلي، وبحاسة النقد الفاعلة، وبالضمير الحي، وبالقدرة على التفكير السليم، يتبين أن كل هؤلاء، “وكلهم هنا يعني كلهم” هم في مواقعهم الحزبية والنيابية والقيادية والإقطاعية أبديون وسرمديون ولا يفكرون بتركها لأي سبب من الأسباب، وإن فعلوا فمجبرون بسبب الموت.

يرث أولادهم من الذكور والأناث، أو أحد أفراد عائلاتهم من بعدهم رئاسة شركاتهم المسماة زوراً أحزابا، وهنا لا استثناءات بالمرة. كما يتبين بجلاء أن غالبية هؤلاء، خصوصاً الموارنة منهم، قد تم تقديسهم وتأليههم وسلخهم عن إنسانيتهم خلافاً لكل القيم والمبادئ والمفاهيم الإيمانية المسيحية، كما وبهرطقة ما بعدها هرطقة يتم تصويرهم كما يُصوّر البررة والقديسون، وتنشد لهم الأغاني والأشعار التبجيلية بمناسبة وغير مناسبة. وأليس هوبرة: “بالروح والدم منفديك”، استفراغ كلامي غبي يلخص هذه الحالة المرضية واللاإيمانية المدمرة؟!

نتباهى، أو لنقل انصافاً أن البعض منا يتباهى وهم الأكثرية، أننا من خيرة شعوب العالم في الذكاء والحضارة والاختراعات والثقافة والفنون، وفي أطر هذا السياق التشاوفي والاستكباري الغبي، نلوك ونجتر وبعنجهية مقززة لازمات ببغائية مفرغة من أي محتوى فكري وعملي من مثل: “نحن من أعطى العالم الأبجدية، ومن علم الآخرين فنون الإبحار وبناء السفن، وأن هنيبعل وقدموس وجبران وغيرهم من العباقرة المجلين هم من أهلنا وصلبنا. في حين أننا عملياً نمارس عكس كل ما ندعية وببربرية وأنانية قاتلة وقصر نظر معيب.

أصبحنا في القرن الواحد والعشرين نعيش راضين وخانعين في وسط أكوام القمامة وغير قادرين على تنظيف بلدنا منها.

وفي نفس الوقت، نرى كباراً من قادتنا السياسيين والروحيين، وشرائح لا بأس بها من أهلنا تداهن وتمجد المحتل الإيراني الذي يفترس بلدنا ويصادر حريتنا واستقلالنا وسيادتنا، وتقدس سلاحه الغزواتي ودويلاته دون حراك وتتركه يهجرنا من أرضنا، ويفكك كل مؤسسات دولتنا، ويهدم كياننا، ويلغي رسالتنا، ويدمر بلدنا وكل مقوماته على جماجمنا التي كثر منها فارغة من غير النفاق والتقية والذمية.

ولأن من يسكت على علته تقتله، نسأل: كيف يمكن أن نُصوّب ممارسات ومواقف وتحالفات أي سياسي، أو رجل دين في حال كنا رفعناه إلى مستوى الآلهة وقدسناه وأنشدنا له الأغاني ورسمناه كما نصور القديسين وارتضينا أدوار الزلم والأتباع والأدوات؟!

نعم، إن وطننا لبنان في خطر كياناً، وهوية، ووجوداً، ورسالة.

ونعم، من واجبنا أن نقاوم ونرد عنه الوحوش الكاسرة من محليين وغرباء.

ولكن لنتمكن من المواجهة علينا أولاً وقبل أي عمل آخر أن نحرر أنفسنا من موبوءات التزلم والتبعية والغنمية ونتوقف عن التذاكي والتشاطر والتلطي خلف نفاق التقية والذمية.

والأهم أن نتوب ونؤدي الكافرات عن خطايا تقديس وتأليه السياسيين ورجال الدين، وننتج من بيننا قيادات متواضعة ومؤمنة وغير نرسيسية، وعندها فقد تبدأ رحلة الألف ميل، وإلا فالج لا تعالج.

اضغط هنا لقراءة المقالة هذه في جريدة السياسة الكويتية

http://al-seyassah.com/%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D9%81%D8%B3%D8%AF%D9%87/

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الخليج» يلجأ إلى العمالة الأردنية والسودانية والتركية.. لتعويض «اللبنانية»

 الدمام - رحمة ذياب / «الحياة» /16 آذار/16/تخطط الأردن والسودان وتركيا ودول أخرى، إلى إحلال عمالتها محل العمالة اللبنانية في الخليج، إثر الحديث عن ترحيل منتمين أو متعاطفين مع «حزب الله» اللبناني، وتوجهٍ إلى الحد من استقدام عمال لبنانيين في قطاعات متعددة. وأعلنت وزارات العمل في هذه الدول وظائف جديدة في دول خليجية، وبخاصة قطر والسعودية والإمارات وعُمان والبحرين. وكشفت وزارة العمل الأردنية، عبر موقعها الإلكتروني، عن عودة الفرص الوظيفية في دول الخليج العربي، بعد أن انخفضت خلال العامين الأخيرين. وتنوعت الوظائف بين هندسية، ومعلوماتية، ووظائف متعلقة بتصميم الطرق والتخطيط وحساب الكميات. وبادرت وزارة الصحة السعودية إلى تقديم عروض وظيفية إلى اختصاصين وفني مختبرات أردنيين من الجنسين، بهدف تغطية الشواغر، وسد الحاجة. وكشف مصدر في وزارة العمل الأردنية لـ«الحياة» أن العروض الوظيفية نتيجة «العلاقات الأخوية بين الدولتين»، لافتاً إلى أن وزارة العمل القطرية تقدمت بطلب وظائف في المجال الإلكتروني والهندسي، والمهن المحاسبية أيضاً. وقال: «إن الوظائف الصحية، بمختلف مسمياتها، سواء لفنيين أم ممرضين وأطباء، هي الأكثر تصدراً»، مبيناً أنه خلال العامين الماضيين كان الطلب الخليجي على العمالة الأردنية «متوسطاً»، وآخر مذكرة تم توقيعها بين السعودية والأردن، في عام 2014، كانت لزيادة حجم تبادل الخبرات والمعلومات في مجال التشغيل والتدريب، والتفتيش، والنزاعات العمالية، والسلامة والصحة المهنية، وتوحيد إجراءات الاستقدام بين البلدين، وغيرها من مجالات التعاون. إلى ذلك، أعلنت السودان وتركيا، خلال اليومين الماضيين، توافر فرص عمل في كل من الشارقة والسعودية، لوظائف متنوعة، منها الصحية وأخرى أكاديمية، إضافة إلى وظائف محاسبية، وبائعين. ولاقت الوظائف الخليجية في كل من الأردن والسودان وتركيا قبولاً واسعاً، من المتقدمين عبر المواقع التي تم اعتمادها. وتميزت غالبية الوظائف من السودان بأنها أكاديمية تدريبية. أما التركية فامتازت بوظائف خدمية تجارية في القطاع الغذائي والصالونات الرجالية، إضافة إلى وظائف أخرى. من جانبه، قال رئيس مجلس العمل الاستثماري اللبناني في دول الخليج العربي محمد شاهين لـ«الحياة»: «إن نسبة الاستقدام من لبنان لم تكن محددة، لأنها لم تدخل ضمن دول «الكوتا»، وهذه ميزة منحتها السعودية للبنان، أي أنها لا تدخل ضمن الدول التي لعمالتها عدد محدد في الاستقدام، بخلاف دول أخرى، ناهيك عن التسهيلات الأخرى التي تمنح في العقد». بدوره، أوضح الأمين العام للمجلس فادي قاصوف أن المجلس الاستثماري كان يحصل سنوياً على ألف تأشيرة من الخليج العربي، يتم استقدام خمسة في المئة لبنانيين، وربما أكثر بحسب حاجة المشروع. وقال: «الفرص كانت مفتوحة، إلا أن الأوضاع اليوم اختلفت عن السابق. وستشهد التأشيرات انخفاضاً تدريجياً، وربما تصل إلى حد الانعدام خلال العام الحالي».

 

ريفي: الرئيس الذي تفترضه مرحلة التسويات لا يشبه أياً من مرشحي “8 آذار”

يؤكد زوار اللواء أشرف ريفي لـ”المركزية” ان مباشرته منذ الاثنين الماضي بتوقيع بريد الوزارة من مكتبه في الأشرفية، على قاعدة إلزامية تسيير المرفق العام إلى حين البت بالاستقالة، لا تعني في أي شكل تراجعه عن استقالته ما دامت الأسباب الكامنة خلف القرار لم تتغير. ويشيرون الى ان الوزير المستقيل ولئن مضى في توقيع البريد وتسيير شؤون “العدل” بيد أنه لن يداوم في الوزارة ولن يشارك في جلسات مجلس الوزراء. والى الخلفيات السياسية وراء الاستقالة، يكشف هؤلاء أن أسباباً أمنية تحول دون انتقاله الى مكتبه في الوزارة كان اشار الى جانب منها في اعلانه منذ يومين تبلغه معلومات عن محاولة لاغتياله والنائب أحمد فتفت. وهو كرر امام الزوار ان أجهزة امنية خارجية ابلغته بمعلومات دقيقة وبالغة الجدية عن نية جهات معينة اغتياله، وأنه للغاية يتخذ أقصى درجات الحيطة في تنقلاته . ولا يخفي وزير العدل المستقيل، وفق الزوار، أنه كان ضد ترشيح الرئيس سعد الحريري لرئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية وأعرب عن رأيه بذلك صراحة أمام الحريري نفسه، تماماً كما لم يؤيد ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لرئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون لأن المقبل من الأيام على منطقة الشرق الاوسط عموماً ولبنان خصوصاً لا يمكن أن يواكبه رئيس من محور 8 آذار الذي لن تصب التطورات الإقليمية لمصلحته في أي شكل. ويشدد ريفي على أنّ قوى 14 آذار التي تمر بمرحلة بالغة الدقة يفترض ان تتنبه الى ما يرسم دولياً للمرحلة المقبلة وتعيد تجميع صفوفها لرسم خريطة طريق تتماهى والتطورات الآتية مع رياح التغيير السورية وخرائط الطرق التي يخطط لها في دوائر القرار العالمي، بحيث تعيد تموضعها استعداداً لتلقّف المتغيرات التي تخدم مشروع ثورة الأرز، خلافاً لكل التوقعات بدءا بانتخاب رئيس جمهورية، مؤشرات تحديد وصوله ستظهر في لقاء سعودي – ايراني لا يبدو موعده بعيداً، لا سيما اذا ما تم الأخذ بالاعتبار أنّ أكثر من موقف ايراني صدر أخيراً في هذا الاتجاه.

ومواقف ريفي تتقاطع مع اخرى لمصادر سياسية في فريق 14 آذار تعتبر ان مناورات “رعد الشمال” أبرزت صورة عربية جديدة بات الجميع يحسب لها حساباً بمن فيهم روسيا والولايات المتحدة الاميركية اللتين تقودان دفة التسويات السياسية للأزمة السورية، وأنّ هذه القوة سيسطع نجمها مقابل خفوت النجم الايراني بجناحه المتشدد الذي يمثله الحرس الثوري ويمتد الى “حزب الله” لا سيما بعد انسحاب روسيا من المستنقع السوري بما يمثل هذا الانسحاب. وتبعاً لهذه الصورة فإنّ المعطيات التي حملت أطرافاً في فريق 14 آذار على تبني ترشيحات 8 آذار والتنازل عن مرشحها تبدلت رأساً على عقب، وهذا التبدل سيحدث تغييرا جذريا في موازين القوى في لبنان يفترض على الجميع اجراء جردة حساب اذ ان الرئيس اللبناني الذي تفترضه مرحلة التسويات لا يشبه في اي شكل ايا من مرشحي 8 آذار.

 

بدء انسحاب موسكو من المعادلة السورية مع انطلاق "جنيف 3" واشنطن: "حزب الله" يعطّل ومصرّون على ملاحقة شبكته المالية

ريتا صفير/النهار/16 آذار 2016

يتابع ديبلوماسيون غربيون باهتمام اعلان موسكو البدء بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا، تزامنا مع بدء الجولة الثانية من محادثات "جنيف 3" بين النظام السوري واطراف المعارضة. واذا كان وزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتاينماير واضحا باعلانه ان الرئيس السوري بشار الأسد "سيكون تحت ضغط للتفاوض على انتقال سلمي لإنهاء الحرب الأهلية السورية، إذا سحبت روسيا معظم قواتها من البلاد"، فان الانظار تبقى مركزة على تداعيات هذه الخطوة، ولا سيما في "الميدانين" اللبناني والسوري، وسط خشية من تولي لاعبين اقليميين، في مقدمهم طهران، ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب الروسي من المعادلة. تدرج مصادر ديبلوماسية غربية الخطوة الروسية المستجدة، في الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية، في اطار اوسع محوره التطورات التي تواكب التمدد الايراني في المنطقة، بعيد فتح طهران صفحة جديدة مع الغرب، علما ان لبنان يبقى احدى ابرز ساحات هذا التمدد، مع استمرار سياسة التعطيل وخصوصا على مستوى الانتخابات الرئاسية اللبنانية. وفي معرض تحليلها للتحولات الاقليمية وانعكاسها على لبنان، تتوقف المصادر الديبلوماسية الغربية عند مجموعة محطات ابرزها:

- الإستباحة الإيرانية للعراق - بغطاء أميركي – ما شكّل حافزاً لدى دول المنطقة للتناغم مع السياسة الإيرانية، علما ان هذا النموذج تكرّر، وإن في أشكال مختلفة، في أفغانستان واليمن فسوريا، تزامنا مع التوسع الإيراني في دول الخليج، كما ان المصادر الديبلوماسية الغربية تتوقف باهتمام عند "ملامح بدايات لعملية سياسية" في اليمن تجلّت في زيارة وفد حوثي إلى المملكة العربية السعودية.

- ترجم انسحاب القوات الروسية من سوريا توازنات جديدة في المعادلة الاقليمية، ولو ان هذا الانسحاب تزامن مع تشديد موسكو على ابقاء دورها ضمن عملية السلام في "جنيف 3"، كما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع تسارع التطورات الميدانية التي عكستها استعادة "جبهة النصرة" محافظة الرقة من المعارضة السورية، يزداد الكلام الغربي عن توجه روسي الى التخلي عن دعم النظام، تزامنا مع تمسك موسكو بالتفاهم مع الاميركيين في العملية السياسية. ووسط الاخذ والرد المتواصلين بين طرفي المعارضة والنظام حيال مصير الرئيس الاسد، برز الى الواجهة كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري من باريس، باعتباره "الأسد يغرد خارج السرب، ويرسل وزير خارجيته (وليد المعلم) كي يتصرف كمخرّب ويسحب من على طاولة المفاوضات ما وافق عليه الرئيس بوتين والإيرانيون".

- لبنانيا، وفي مراجعة للدور الايراني، ترى المصادر الديبلوماسية الغربية ان طهران صاغت، عبر "حزب الله"، سياستها في لبنان، في شكل تصاعدي، لا سيما بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان تطبيقاً للقرار 1559، مروراً بالتحول الكبير الذي أنتجته حرب تموز 2006، والذي انعكس ولا يزال، على عمل المؤسسات الدستورية والأمنية وأدى الى تعطيل أدوارها، وصولا الى زج "حزب الله" في القتال في سوريا واليمن، فمواصلة تعطيل الانتخابات الرئاسية. ومع إدراج جامعة الدول العربية - بعد دول مجلس التعاون الخليجي - "حزب الله "على قائمة المنظّمات الإرهابية واعتبار الخليجيين لبنان "دولة مخطوفة"، تتجه الانظار الى الدور الأميركي المرتقب في لبنان والذي عرضت خطوطه العريضة السفيرة الأميركية المُقترحة في لبنان إليزابيت ريتشارد في شهادتها أمام مجلس الشيوخ اخيرا. وبدت اشارة ريتشارد الى دور "حزب الله" في تعطيل انتخابات الرئاسة واضحة، وكذلك تجديد اصرار بلادها على ملاحقة شبكة الحزب المالية بالتعاون مع الدولة اللبنانية، من باب مكافحة الإرهاب. وقد تزامن هذا الموقف مع تجدد الاعتراض الأميركي على تجربة الصواريخ البالستية التي قامت بها إيران اخيرا، اضافة الى قرار المحكمة الفيديرالية الأميركية تغريم إيران 10 مليارات دولار لثبوت تورطها مع "القاعدة" في تفجيرات 11 ايلول 2001.

 

محاكمة عناصر مرتبطة بـ"حزب الله" في الامارات

الجديد//15 آذار/16/بدأت محكمة أمن الدولة في الامارات العربية المتحدة محاكمة سبعة اشخاص بينهم اماراتيان اثنان، متهمان بتشكيل خلية مرتبطة بـ"حزب الله"، حسب ما ذكرت الصحف المحلية اليوم. وذكرت صحيفتا الاتحاد و"ذي ناشونال" الصادرتان في ابو ظبي ان "ضابط شرطة اماراتيا متهم بنقل معلومات عسكرية سرية الى حزب الله، في حين تلاحق امرأة مصرية تعمل في شركة نفطية بتهمة تزويد "حزب الله" بمعلومات حول قطاع الطاقة في الامارات". ويحاكم اماراتي آخر "بنقل معلومات الى حزب الله عن موظفين في وزارة الداخلية"، حسب القرار الاتهامي الذي تلي عند بدء المحاكمة امس في ابو ظبي والتي يحاكم فيها ايضا ثلاثة لبنانيين وعراقي، حسب الصحف. ولم يسمح للمراسلين الاجانب حضور الجلسات في محكمة امن الدولة التي حددت الجلسة المقبلة بتاريخ 18 نيسان. واشارت الصحف الى ان "المحكمة نفسها ستصدر في الرابع من نيسان حكمها في قضية ثلاثة لبنانيين آخرين ملاحقين بتهمة تشكيل مجموعة مرتبطة بحزب الله".ومن جهة ثانية ، أجلت محكمة امن الدولة الى الرابع من نيسان محاكمة 23 شخصا بينهم 14 يمنيا وخمسة اماراتيين متهمين بتشكيل خلية في الامارات على علاقة بجماعة الاخوان المسلمين وليس القاعدة كما ذكرت الصحف سابقا.

 

 حزب الله ينفي ومعلومات تؤكد « انسحاب حزب الله الجزئي من سوريا»

علي العاملي/جنوبية/ 15 مارس، 2016/بعد نشر موقع جنوبية امس خبرا نقلا عن معلومات مؤكدة حصل عليها، وافادت ان حزب الله نفذ انسحابا جزئيا من سوريا اول امس اي قبل يوم مع مفاجأة بوتين التي اعلن فيها انسحاب قواته بدوره. رد الاعلام الحربي في حزب الله في بيان عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي جاء فيه: “عمدت الجماعات المسلحة ومنذ صدور القرار الروسي بسحب جزء من قواتها في سوريا، عمدت إلى بث الإشاعات التي لا تمت بأي صلة إلى الواقع، مثل انسحاب جزء من مقاتلي حزب الله واعلان جبهة النصرة الإرهابية بتحضير هجوم كبير على سوريا خلال 48 ساعة”.

وأشار البيان إلى أن “كل هذه الإشاعات ليست سوى في إطار الحرب النفسية الفاشلة كما جرت العادة، كما أن وكالات اجنبية ووسائل أعلام عربية تروج بالتنسيق مع تلك الجماعات الإرهابية في الترويج لتلك الاشاعات”. وطالب وسائل الإعلام الى عدم الوقوع في فخ الترويج لتلك الاكاذيب والشائعات، مؤكدًا أن “الكلمة الفصل تبقى للميدان السوري الذي يحرز تقدما يوما بعد يوما في عزل الإرهابيين وتخبط الدول الداعمة لهم”. موقع جنوبية الذي كان السباق في نشر خبر الانسحاب الانف الذكر، تحقق اليوم من صدق معلوماته السابقة حول الموضوع عبر مصدرين، مصدر مقرب من مقاتلي حزب الله الذي اكد ان ما حصل في اليومين الماضيين هو انسحاب من مواقع بشكل نهائي، واعادة انتشار في مواقع اخرى، وان الامر ليس عمليات تبديل روتينيه كما يحاول الاعلام الحزبي ان يقول. اما المصدر الاخر الذي اتصل به موقع جنوبية اليوم لتأكيد معلوماته السابقه وهو مصدر عليم وغير رسمي داخل الحزب، فقد أكد معلوماتنا السابقة عن الانسحاب الجزئي لقوات حزب الله من سوريا، مضيفا ان “اعادة تموضع” لبعض القوات المنسحبة جرت في القلمون وفي بعض المواقع داخل الاراضي اللبنانية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 15/3/2015

الثلاثاء 15 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

من القمة الى القاعدة... قرار عالمي بالحرب على الإرهاب في سوريا وفرض حل عسكري في تدمر بإشراف روسي وفي الرقة بإشراف تركي ومعه حل سياسي يجمع الأطراف المسلحة لصالح الدولة لكن مع إنتقال سياسي على أساس ثوابت مؤتمر جنيف الأول تطبيقا في مؤتمر جنيف الحالي مع ضمان بداية الإنتقال بشموله الرئاسة.

هذا القرار اتخذ بتفاهم بين واشنطن ومعها الحلفاء وبين موسكو ومعها إيران وهو مؤشر على جو جديد في المنطقة يبدأ بسوريا ويتنقل في دول الأزمات وصولا الى الأزمة المزمنة والصراع العربي - الإسرائيلي.

وفي موسم تفريج الأزمة السورية فرصة للبنان لحل أزمة الرئاسة وقيام الحكومة الجامعة استنادا الى المناخ الإقليمي الجديد في التفاهم السعودي الإيراني في سياق القرار العالمي في مواجهة الإرهاب.

وفي لبنان ثمة جامع في محاربة الإرهاب عبرت عنه الأطراف كافة وفي مقدمها مواقف الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله وغدا جولة جديدة من الحوار بين المستقبل وحزب الله.

والرئيس نبيه بري يعيش المناخ الجديد فيشدد بدوره على الوسطية في مواجهة التطرف وعلى معادلة العمق العربي للبنان وضرورة إحتضان المقاومة.

الجو الإقليمي الجديد سيؤثر في مجريات العملية السياسية اللبنانية في إطار تأثيره في عملية حماية الدول وتغليب الإعتدال.

الجو الجديد هذا انطلق بتفاهم أميركي - روسي وترجم بقرار للرئيس فلاديمير بوتين الذي بلغ هدفه في فك عزلة بلاده مع الغرب والتي جاءت بسبب أزمة أوكرانيا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

في العالم هناك عجائب الدنيا السبع، عندنا عجائب لبنان التي تزيد او تنقص، واذا كانت عجائب الدنيا معروفة، فإن عجائب لبنان تزيد كل يوم.

من عجائب لبنان أن محاضر ضبط لسيارة واحدة باتت قيمتها تفوق قيمة السيارة، والسبب سنعرفه بعد قليل في تقرير خاص.

ومن عجائب لبنان ان ملف النفايات يبحث في غياب الوزير المختص فيما هذا الوزير المختص يكون في انشغال آخر.

ومن عجائب لبنان ان مجلس الوزراء يتخذ قرارا في شأن النفايات من دون أن يحدد الساعة الصفر للبدء بالتنفيذ.

ومن عجائب لبنان ان الشركة المكلفة بجمع النفايات هي الشركة التي ستمثل أمام القضاء.

هذه عينة من العجائب، أما عجيبة العجائب فهي السياسة، من ابرز الأحجيات السياسية معرفة موقف الرئيس سلام: هل هو في طور الاعتكاف؟ هل سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء؟ في انتظار الأجوبة، ماذا عن العجيبة الأولى؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

جاء الروس الى سوريا وسيرحل الروس من سوريا ولبنان غارق في نفاياته، بدأت عاصفة السوخوي في الاجواء السورية وانتهت عاصفة السوخوي في الاجواء السورية والبر اللبناني غارق تحت اكوام الزبالة، انها المعادلة الاقسى على اللبنانيين جميعا، ففيما تتبدل المعطيات الاستراتيجية في المنطقة لا تزال الدولة عاجزة حتى الان على الاقل عن تحديد موعد بدء تنفيذ خطتها الاخيرة بانتظار تبديد هواجس الفئات المتحفظة، فهل يستمر التأجيل؟ والى متى؟

اقليميا، القرار الروسي بالانسحاب عسكريا من سوريا لا يزال محور الاهتمام والدراسة لابعاده وخلفياته خصوصا انه يتزامن مع العودة الى محادثات جنيف ومع تجديد الكرملين دعمه العملية السلمية في سوريا.

هذا التطور المفاجئ قد يخلط الاوراق السياسية والعسكرية والميدانية ليس في سوريا فقط ويجعل فريق الممانعة يعيد النظر في حساباته وفي مغالاته في تقدير قوته، وهو امر ينطبق على لبنان كما على المنطقة باسرها.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

انها عاصفة السوخوي التي هبت في الميدان إلى أن أثمرت في السياسة، بدأت بقذائف ذكية، اخترقت تحصينات الارهابيين معينة الجيش العربي السوري وبعد أن أصابت جل أهدافها رمت بقذائفها السياسية الذكية، فاخترقت تحصينات الخصوم التفاوضية. لم يفرط الروس بجهد ميداني استثنائي على ما يحلل البعض وفق الأمنيات لا الوقائع، ولن يبدلوا استراتيجية أثمرت على كل الجبهات على ما تقول المصادر الروسية، فعنوان الحملة العسكرية كان إطلاق العملية السياسية.

أعلنت روسيا عن اعادة تموضع قواتها الرئيسة في سوريا، وأبقت على قواعدها الرئيسة في طرطوس وحميميم ومنظومة S400 العابرة للسماء السورية، والعبرة في المقبل من الايام التي لن تكون الا على غرار اليوم في تدمر ودير الزور حيث حقق الجيش السوري تقدما ميدانيا بصحبة السوخوي الروسية.

أما السوخوي السياسية، فسمعت اصداؤها من البيت الابيض الى جنيف السويسرية، وأولى النتائج اعلان المعارضة السورية المدعومة سعودياً عن استعدادها للتفاوض المباشر مع وفد الحكومة السورية.

تحدث الروس والسوريون عن الخطة المنسقة بما فيه الكفاية، وصمت المحيط الاقليمي المعادي لسوريا الى حد الوشاية أن القوات الروسية التي غادرت المنطقة أصابت مخططات البعض بدقة وازت دقة أهداف السوخوي بداية الحملة.

ومن معادلات المنطقة الى معادلات لبنان العالقة عند مطامر النفايات، فالحكومة التي أعدت قرارا برفع النفايات وبحثت مواكبته امنيا غابت عن تطبيقه حتى اليوم بانتظار حل ما تبقى من أحجيات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

خمس سنوات، ولعز الازمة السورية يتوالى... في مثل هذا اليوم، منذ خمس سنوات، اعتبر البعض ان سوريا دخلت عصر ما سمي بالربيع العربي، باشروا عد الايام لاسقاط نظامها، قبل ان تتحول ازمتها الى افظها مأساة السنوات الاخيرة... طيلة السنوات الخمس، كثرت التوقعات، تعددت التحليلات وتشعبت، الا ان الاكيد ان الازمة استمرت... ومع اللغز السوري، لغز آخر روسي، لغز قرارات فلاديمير بوتين... سوريا اعادت موسكو الى واجهة القيادة الدولية: بفيتوات السياسة من جهة، وسوخوي الميدان من جهة اخرى... الا ان اللغز يبقى كبيرا: لماذ تدخل بوتين فجأة في 30 ايلول الماضي، ولماذا انسحب في 15 اذار الجاري، مع علامات استفهام عدة حول طبيعة هذا الانسحاب واسبابه وحجمه وخلفياته، تزامنا مع فصل تفاوضي جديد في جنيف؟ مرت السنوات، والازمة تحولت من سوريا الى جوارها، مرة عبر بوابة النازحين ومرة عبر باب ارهاب تحول هاجسا عاليما، لتضاف تعابير داعش والنصرة والقتل والتكفير الى يومياتنا... خمس سنوات والازمة مستمرة، فهل تكون تطورات اليوم مؤشرا الى انطلاق مسار الحل؟ سؤال، جوابه في فك لغز الموقف الروسي، الذي سنكتشفه مع السفير الكسندر زاسبكين بعد ثلاثين ثانية...

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

كالطلقة الروسية جاء قرار موسكو الانسحاب من سوريا.. لكن الخطوة المباغتة للرأي العام لم تصعق أميركا، التي سبق وقسمت الجغرافيا العسكرية السورية مناصفة مع روسيا بحيث ألغت أدوار الآخرين فالقيصر لا ينسحب.. ولا يقدم هدايا عسكرية بالمجان.. إذ إن مكاسبه السماوية كانت تتلقفها الأرض السياسية التي استثمر فيها أسهما في جنيف نصف الدنيا تشارك قراراته مع نصفه الآخر الأميركي بعد أن توزعا الرقة وتدمر بكل رقة وتناغم.. وتوافقا على ضرب الإرهاب في أي وقت. هذه الخطوة شجعت مفاوضي جنيف على الحل السياسي الذي يستعجله بوتين وأوباما.. كل لأسبابه الداخلية فالرئيس الاميركي يسعى لإيداع البيت الأبيض مكاسب سياسية وإنجازات تسجل باسمه قبل مغادرته السلطة ونظيره الروسي يهدف إلى تخفيف أعباء الحرب الاقتصادية على روسيا والطرفان يريدان إظهار قيادتهما كمقر لنشر السلام في العالم أولا.. وتعميم التجربة على سائر المنطقة ثانيا وهو ما نتلمسه في اليمن حيث يستمر توقف القتال على الحدود السعودية اليمينة وفق المتحدث باسم التحالف. متغيرات العالم المضطرب لم تعد تشكل مفاجآت.. ويصبح معها الحشد الشعبي جيشا مناضلا في نظر واشنطن.. وجرحاهم يتفقدهم القنصل الأميركي في البصرة ستيف ووكر.. مرحبا بمشاركة الحشد في تحرير الموصل وبموجبه فإن كلا من أميركا وروسيا نحو السلام در.. وتفرضان خياراتهما على المنطقة التي ما عليها سوى السمع والطاعة كأدوات لا تملك القرار فيما التعطيل الوحيد يأتي من إسرائيل التي توكل مهماتها إلى أطرافٍ أخرى.. فتحرك تركيا وعددا من الدول للانقلاب على هذه الخيارات . على هذه الصورة سيلتقي كيري ببوتين الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع السوري بعد قرار الانسحاب الروسي وهذا القرار لم ينسحبْ على دور حزب الله في الحرب السورية.. حيث المعادلة لا تزال قائمة: سنكون حيث يجب أن نكون . أما السياسة.. فهي في خبر كان والمشهد المتسخ بيئيا جملته زيارة عميدة الجمال العالمي أنجلينا جولي للبنان.. المكب الكبير.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

على الرغم من الانشغال بازالة اخر التعقيدات من امام وضع القرارات الحكومية المتعلقة بازالة النفايات المكدسة في الشوارع والطرقات فان الخبر كان سوريا بامتياز مع مغادرة دفعة من الطائرات الحربية الروسية الى بلادها تنفيذا لأوامر أصدرها الرئيس فلاديمير بوتين بسحب قواته الاساسية من سوريا.

انتقال اوامر بوتين الى حيز التنفيذ استحوذ على المتابعات الى جانب ما تردد من معلومات عن بدء حزب الله سحب عناصره أيضا وقد سارع الحزب الى نفي ما اسماه الشائعات والاكاذيب معتبرا ان الكلمة الفصل تبقى للميدان السوري.

والبارز في ردود الفعل ما قاله وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير ان انسحاب القوات الروسية سيزيد الضغط على نظام الأسد للتفاوض بجدية على انتقال سياسي سلمي في جنيف.

فيما رأى وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إنه يجب النظر إلى خطة سحب روسيا لقواتها من سوريا، كإشارة إيجابية لوقف إطلاق النار.

وفي الانعكاسات الايجابية للانسحاب الروسي اعلان المعارضة السورية انه لا مانع لديها من إجراء مفاوضات مباشرة مع حكومة النظام، ما قد يشكل ضغطا اضافيا على نظام الاسد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تردد صدى القرار الروسي حول سوريا في عواصم العالم لكن المؤشرات بدت واضحة من الميدان السوري الى الحسابات السياسية في لحظة انسحاب قوات روسية اساسية من سوريا كانت الطائرات الروسية تواكب تقدم الجيش في تدمر ودير الزور اليوم وفي الوقت ذاته اتصالات ناشطة في كل اتجاه لترسيخ معادلة الحلول السياسية ما هو مداها وكيف تترجم؟

لبنان انشغل بتلك العناوين رغم تعدد تفاصيله الداخلية من ملف نفايات سيشهد تنفيذ الخطة في الساعات المقبلة الى استحقاقات سياسية عالقة وازدواجية في المعايير كأن نعطي الشرعية للمجلس النيابي حين نشاء وننزعها عنه حين لا يتناسب مع مصالحنا ومن هنا كان تأكيد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل على معادلة تمت نكون مع شرعية المجلس او لا نكون.

عين اللبنانيين ترصد العدو الاسرائيلي الذي يتحين الفرص للانقضاض على لبنان فهو لم يترك وسيلة الا ويحاول الاختراق فيها ومنها ما تم اكتشافه قرب الخط الازرق جهاز تصوير وبث مزروع مقابل مهبط مروحيات وموقع للجيش اللبناني شرق مركبا.

 

رأي حر في 15 آذار 2016

العميد خليل حلو/15 آذار/16

عند تصاعد وتيرة المشاعر تجاه أزمة النفايات التي هي نتيجة تراكمات الفساد منذ 20 عاماً ونتيجة قصر النظر والعجز ... عند تصاعد هذه الوتيرة ينسى الناس الأهم ألا وهو الفراغ في رئاسة الجمهورية. الفراغ الرئاسي هو بدوره نتيجة لعجز سياسي، وتحديداً لعجز القادة المسيحيين على توحيد رؤياهم للبنان المستقبل ونتيجة لوضع مصالحهم الضيقة في أعلى سلـّم الأولويات، هذا عدا عن إمتهان الكذب والرياء والتلفيق والديماغوجيا والإرتهان الإقليمي من قبل قسم من السياسيين اللبنانيين الذين يدّعون أن رئاسة الجمهورية هي أولوية الأولويات، بينما الكتل النيابية المقاطعة والتي ينتمي إليها المرشحان المعلنان للرئاسة تقاطع جلسات إنتخاب الرئيس، ولا تحاول التوافق على إسم رئيس يخرج البلاد من الجمود الذي يشل كل شيء، وهناك أسماء قادرة وهي غير محصورة بالمرشحين المعلنين.

رئاسة الجمهورية كما رئاسة الوزراء هما في الواقع رهينتان للصراع الإقليمي المستعر، الأولى بفراغها والثانية في فعاليتها، ولن يمكن تحريرهما محلياً إلا في حال التوافق الداخلي وهذا ما هو غير متوفر اليوم بسبب العجز السياسي والوطني والفساد والأنانية الذين يفتكون بمن يسمون أنفسهم قادة المجتمع وبمن يدّعون الصفة التمثيلية للشرائح اللبنانية. والتعطيل في رئاسة الجمهورية وإلإمعان في نسف مقومات الدولة هو إقليمي، ولكن في ظل التطور الأخير في سوريا، لا سيما أمر إنسحاب القوات الروسية منها الذي صدر بالأمس، يمكن أن يحرك الوضع الداخلي إيجابياَ ... يمكن ... ونحن، ومعنا معظم الناس الذين يغارون على البلد، نتمنى وصول شخصية نزيهة وفاعلة وذات ماض مشرف إلى رئاسة الجمهورية، فالشعور بالمسؤولية الوطنية يقضي بذلك ولا يجب إنتظار العجائب الآتية من الخارج أكان هذا الخارج إقليمياً أو دولياً. إقليمياً علينا إنتظار الأسابيع القادمة لنتابع تنفيذ الإنسحاب الروسي ومدى جديته، وانعاكسه على الوضع الميداني في سوريا، وفي لبنان، أما دولياً فمسألة الرئاسة اللبنانية أصبحت مملـّة لدى صانعي القرار الدولي، ومصداقية من يسمون أنفسهم قادة في لبنان هي في أسفل قائمة الأولويات في عواصم القرار بدئاً بواشنطن ووصولاً حتى موسكو.

الخلاصة: لبنان ما زال قائماً وسيبقى بحدوده الحالية، ليس بفضل القادة والسياسيين الذين يفتك بمعظمهم العجز والفساد، ليس بفضلهم، إنما بفضل الشعب الذي قام وما زال بواجباته صموداً وتعبيراً في الشارع كما تجلى ذلك منذ 11 عاماً في ساحة الحرية في 14 آذار 2005. هذا الشعب لن ييأس ومنه سيأتي الحل ليكمل مسيرة الحرية والربيع اللبناني الذي بدأه منذ 11 عاما

 

بيضون لـ «الأنباء»: على الحكومة التعامل بجدية مع التوجهات الخليجية ولا رئيس في لبنان خلال أبريل المقبل

الاثنين 14 مارس 2016 – الأنباء/ زينة طبارة

رأى النائب والوزير السابق د.محمد عبدالحميد بيضون ان قرار مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، بتصنيف حزب الله بالمنظمة الارهابية ستترتب عليه تبعات توازي في جسامتها حجم هذا القرار على المستويين العربي والدولي، معتبرا بالتالي ان اهم ما سيحققه قرار تصنيف حزب الله بالتنظيم الارهابي هو الحد من اختراق الحرس الثوري الايراني للجسم العربي عموما والخليجي خصوصا. ولفت بيضون في حديث لـ «الأنباء» الى ان تجميد الهبة السعودية للجيش اللبناني واستلحاقه بقرار تصنيف حزب الله منظمة ارهابية يلزم الدولة اللبنانية بالتعامل جديا مع التوجهات الخليجية على ان تبدأ بوضع حدود فاصلة بين حزب الله ومؤسساتها الدستورية وتحديدا الامنية منها، سيما ان المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون اشاروا صراحة الى وقوع المؤسسات والادارات والمرافق اللبنانية تحت سيطرة ونفوذ حزب الله، بمعنى آخر يعتبر بيضون ان السعودية ودول الخليج دعت من خلال القرارين اعلاه الدولة اللبنانية حكومة ومجلسا نيابيا وسلطات قضائية وامنية الى استعادة نفسها وترميم هيكليتها بما يحررها من قبضة حزب الله وهيمنته على قرارها. واستطرادا، لفت بيضون الى ان عودة الرئيس سعد الحريري اعطت لبنان جرعة من التفاؤل في مستقبل العلاقات اللبنانية ـ العربية، وبالتالي فإن الرهان على اقامة فاصل بين مؤسسات الدولة ونفوذ حزب الله يقع على عاتقه من خلال وضع برنامج عمل وطني لفك عزلة لبنان عن اشقائه العرب، مستدركا بالقول ان العقبات التي قد تواجه هذا الامتحان للرئيس الحريري هي تحرر بعض حلفائه والمتلاقين معه سياسيا من مسؤولياتهم في كبح جماح حزب الله، مشيرا على سبيل المثال الى اعلان النائب وليد جنبلاط صراحة وبوضوح تام عن عدم استعداده لاتخاذ اي موقف ينتج عنه صدام سياسي بينه وبين حزب الله، ناهيك عن تفكك اوصال 14 آذار نتيجة جري قياداتها كل وراء مذهبيته وحساباته الحزبية الضيقة. في سياق مختلف، ختم بيضون مؤكدا ان ما يقال عن وجود امكانية لانتخاب رئيس للجمهورية خلال شهر ابريل المقبل غير دقيق ويتعارض بالمعمق مع الوقائع والمعطيات الاقليمية، معربا عن قناعته ان ايران لن تطلق سراح الاستحقاق الرئاسي في لبنان قبل ان يتضح لها مصير الرئيس السوري بشار الاسد وحصتها في النظام البديل، بدليل كلام نائب وزير خارجية ايران للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان لمجلة «الديبلوماسي» ان الاسد يمثل خطا احمر لدى مرشد الثورة الذي لن يقبل بسقوطه ورحيله. ومضى قائلا: انه لا رئاسة في لبنان خلال المرحلة المقبلة الا اذا اعطت شبه الهدنة في سورية نتائج عملية بضغط من الروسي المستعجل للحل قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 15 اذار 2016

الثلاثاء 15 آذار 2016

النهار

نواب مستقلّون يشعرون بالقلق حيال احتمال تأليف لوائح انتخابية بين أحزاب متحالفة على حسابهم في أكثر من دائرة.

لوحظ أن مواقف وسائل إعلامية من خطّة حل أزمة النفايات كان مخالفاً للجهات القريبة منها في الحكومة.

يكرّر مسؤول سابق أن لا حل لأزمة الانتخابات الرئاسية إلاّ إذا حلّت أزمة العلاقات بين السعودية وإيران.

بدأ الخلاف يظهر إلى العلن بين نواب في محافظة الشمال.

رفض نقيب إحدى المهن الحرّة، الذي تنتهي ولايته قريباً، المطالبة القانونية بتقديم التقرير المالي الدوري لمجلس النقابة وقام بطرد المراقب المالي للنقابة من دون أي مبرّر.

السفير

تلقى وزير سيادي معلومات عن "انقلاب" أدى إلى انعطافة في الموقف الروسي في ضوء ما أسماه "الاتصال العاصف بين الكرملين والقصر الرئاسي السوري"!

تركت المواقف التلفزيونية للمرجع الأبرز في "14 آذار" انطباعات سلبية لدى قيادة حزب بارز في "8 آذار" على عكس الانطباع لدى "حليف الحليف".

أظهرت تقارير أمنية تجدد ظاهرة اقتحام دور عبادة في بعض المناطق وسرقة صناديق النذورات منها!

المستقبل

يقال

إن مرجعاً نيابياً أبدى استياءه من "شروط" بعض القوى السياسية حول خطة النفايات وأكد لبعض مراجعيه أن قرار الحكومة هو الحلّ المناسب الآن ولو اضطر الأمر لإجراء "عملية قيصرية".

اللواء

وُضعت سفارات دول غربية في بيروت في أجواء خطوة دولية كبيرة من شأنها قلب الطاولة في سوريا..

يجري تحريض مرجعية روحية على دعم تفاهم مسيحي حصل قبل شهرين، والتحذير من مغبّة تجاوزه رئاسياً؟

إقترحت جهات محسوبة على 8 آذار، الإستفادة من الخلاف مع جهة نافذة غير مدنية، وترشيحها للرئاسة الأولى.الجمهورية

وقعت مراجع دبلوماسية ان تُصدر دول الخليج قرارات تنفيذية تتعلق بآلية ترجمة تصنيف "حزب الله" جماعة إرهابية.

تساءلت أوساط سياسية عن المغزى من إختيار أبرز صقور

"14 آذار" وسيلة إعلامية لـ "8 آذار" لإجراء مقابلة وتحديداً في يوم الرابع عشر من آذار وتساءلت تلك الأوساط فيما إذا كان الهدف من هذا الإختيار للوسيلة وللتاريخ إيصال رسالة معيّنة لجهة معنيّة.

تحدثت معلومات عن أن مرجعاً روحياً اقترح في اليومين الماضيين في مجلس خاص إسماً جديداً لرئاسة الجمهورية.

البناء

سخر قيادي حزبي في "فريق 8 آذار" من تكرار قيادات معسكر "14 آذار" أنّ الأخيرة هي التي ألهمت الشعوب وأشعلت ما يسمّى "الربيع العربي". واستبشر القيادي بقرب انهيار وتفكّك وهزيمة الجماعات الإرهابية على غرار ما هو حاصل لملهمتهم من انهيار شامل في لبنان لدرجة عدم قدرتها على جمع قياداتها أو جمهورها المتآكل لإحياء ذكرى انطلاقتها ما يعني نعيها بنفسها المعسكر المذكور، وكان أبلغ تعبير عن ذلك هو سفر قائدها سعد الحريري إلى باريس في يوم الذكرى.

 

الامارات: البدء بمحاكمة عناصر خلية مرتبطة بحزب الله اللبناني

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - بدأت محكمة أمن الدولة في الامارات العربية المتحدة محاكمة سبعة اشخاص بينهم اماراتيان اثنان متهمان بتشكيل خلية مرتبطة بحزب الله اللبناني حسب ما ذكرت الصحف المحلية اليوم. وذكرت صحيفتا الاتحاد و"ذي ناشونال" الصادرتان في ابو ظبي ان "ضابط شرطة اماراتيا متهم بنقل معلومات عسكرية سرية الى حزب الله، في حين تلاحق امرأة مصرية تعمل في شركة نفطية بتهمة تزويد حزب الله بمعلومات حول قطاع الطاقة في الامارات". ويحاكم اماراتي آخر "بنقل معلومات الى حزب الله عن موظفين في وزارة الداخلية"، حسب القرار الاتهامي الذي تلي عند بدء المحاكمة امس في ابو ظبي والتي يحاكم فيها ايضا ثلاثة لبنانيين وعراقي، حسب الصحف.  ولم يسمح للمراسلين الاجانب حضور الجلسات في محكمة امن الدولة التي حددت الجلسة المقبلة بتاريخ 18 نيسان. واشارت الصحف الى ان "المحكمة نفسها ستصدر في الرابع من نيسان حكمها في قضية ثلاثة لبنانيين آخرين ملاحقين بتهمة تشكيل مجموعة مرتبطة بحزب الله". ومن جهة ثانية ، أجلت محكمة امن الدولة الى الرابع من نيسان محاكمة 23 شخصا بينهم 14 يمنيا وخمسة اماراتيين متهمين بتشكيل خلية في الامارات على علاقة بجماعة الاخوان المسلمين وليس القاعدة كما ذكرت الصحف سابقا.

 

سلام عرض مع انجلينا جولي اوضاع النازحين واستقبل سفير المانيا ودوفريج ووفدا من بلدية مجدل عنجر

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الكبير الموفدة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين الممثلة انجلينا جولي، في حضور ممثلة المفوضية في لبنان ميراي جيرار، وتناول البحث أوضاع النازحين السوريين في لبنان.

دو فريج

كما استقبل سلام وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج، وتم عرض للتطورات العامة في البلاد.

سفير المانيا

والتقى سلام ايضا سفير المانيا في لبنان مارتن هوث وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

بلدية مجدل عنجر

واستقبل رئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط رئيس بلدية مجدل عنجر على رأس وفد من البلدة، وتم التطرق الى موضوع استكمال الاوتوستراد العربي اضافة الى شؤون بقاعية.

 

بري استقبل وزير الداخلية ووفدا روسيا وأبرق الى رئيس ساحل العاج

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية- إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وعرض معه الأوضاع العامة. وكان إستقبل ظهرا وفدا روسيا يمثل شركة الدفاع الروسية Rosoboromexport برئاسة مديرها العام ايساي كيم والسفير الروسي الكسندر زاسبكين، وجرى عرض للتعاون بين البلدين.والتقى أيضا وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي. وقدمت له الزميلة ريتا شرارة كتابها "لبنان الوطن الملتبس". من جهة أخرى، أبرق بري الى رئيس ساحل العاج الحسن وتارا مستنكرا الهجوم الارهابي الذي استهدف المدنيين الابرياء في منتجع "غران بسام"، ومعزيا بالضحايا ومتمنيا الشفاء للجرحى. كذلك بعث ببرقية مماثلة الى رئيس البرلمان غيوم سورو. وكلف بصفته رئيسا للاتحاد البرلماني العربي ورئيسا للمجلس النيابي، وفدا برلمانيا لبنانيا وعربيا لزيارة ساحل العاج تضامنا معها ضد الإرهاب.

 

بري استقبل وزير الداخلية ووفدا روسيا وأبرق الى رئيس ساحل العاج

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية- إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وعرض معه الأوضاع العامة. وكان إستقبل ظهرا وفدا روسيا يمثل شركة الدفاع الروسية Rosoboromexport برئاسة مديرها العام ايساي كيم والسفير الروسي الكسندر زاسبكين، وجرى عرض للتعاون بين البلدين. والتقى أيضا وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي. وقدمت له الزميلة ريتا شرارة كتابها "لبنان الوطن الملتبس". من جهة أخرى، أبرق بري الى رئيس ساحل العاج الحسن وتارا مستنكرا الهجوم الارهابي الذي استهدف المدنيين الابرياء في منتجع "غران بسام"، ومعزيا بالضحايا ومتمنيا الشفاء للجرحى.كذلك بعث ببرقية مماثلة الى رئيس البرلمان غيوم سورو. وكلف بصفته رئيسا للاتحاد البرلماني العربي ورئيسا للمجلس النيابي، وفدا برلمانيا لبنانيا وعربيا لزيارة ساحل العاج تضامنا معها ضد الإرهاب.

 

كتلة المستقبل أكدت تمسكها بأسس انتفاضة 14 آذار: للمسارعة بتنفيذ قرار مجلس الوزراء برفع النفايات المكدسة

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الدوري برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب زياد القادري توقفت فيه الكتلة "كما اغلبية اللبنانيين، امام الذكرى الحادية عشرة للانتفاضة التاريخية المحقة للشعب اللبناني في الرابع عشر من آذار 2005. في ذلك اليوم المجيد عبرت الكثرة الكاثرة من الشعب اللبناني وبطرق سلمية وحضارية عن حقيقة إيمانها الوطني بلبنان الوطن وانتمائها إليه وموقفها الرافض للانقسام والتشرذم والتقوقع في المربعات الطائفية والمذهبية".

وعبرت الكتلة عن "تصميمها على العودة مع جميع اللبنانيين إلى رحاب الوطن الجامع لهم وتمسكها بقيم الحرية والسيادة والاستقلال، وبجوهر لبنان القائم على العيش المشترك، الذي كرسته تجربة العيش الواحد الطويلة بينهم والذي عبر عنه والتزم به اتفاق الطائف، وهو الاتفاق الذي كرَّس المصالحة الوطنية اللبنانية بالرعاية العربية والاعتراف الدولي الواسع". وأشارت الى أن "اللبنانيين أكدوا في ذلك اليوم المجيد على قيمة لبنان الرسالة لبنيه وفي محيطه العربي. وهم لا يزالون يؤكدون على رفض التطرف والإقصاء والعنف والتقاتل والاستبداد وكذلك على رفض الوصاية من أية جهة أتت او كانت. كما أنهم يؤكدون على أهمية إعادة الاعتبار للدولة العادلة والقادرة والجامعة لكل اللبنانيين". ورأت أن "انتفاضة الاستقلال كانت وما تزال في جوهرها هي انتفاضة اللبنانيين دفاعا عن كرامتهم وحماية لوطنهم وسلمهم الاهلي وللدفاع عن حريتهم واستقلالهم وسيادتهم وانتمائهم العربي ومصالحهم العليا بعد أن هددتها وكادت تطيح بها ممارسات النظام الأمني الاستبدادي الذي كان سائدا ومسيطرا آنذاك". وأعادت الكتلة التأكيد "في هذه المناسبة العزيزة، وبالرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية ويمر بها لبنان، على التمسك بهذه الأسس والثوابت التي قدم من اجلها اللبنانيون الكثير من التضحيات والتي رويت بدماء شهداء انتفاضة الاستقلال الذين تقدمهم شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الأبرار".

كما أكدت "في هذه المناسبة الوطنية، على تمسكها بأسس انتفاضة الاستقلال وبالقيم التي قامت عليها فكرة 14 آذار والتي أكدت عليها الحشود التي خرجت في ذلك اليوم"، مشددة "في هذا اليوم بالذات أكثر من أي وقت مضى على التزامها الكامل بتلك الأسس والقناعات التي ما زالت الحاجة الماسة إليها قائمة، وهي الاسس التي قامت عليها هذه الانتفاضة التي شكلت إشارة أولى الى كل شعوب المنطقة العربية وهي ان تحقيق الاصلاح والنهوض والتلاؤم مع عالم العصر ممكن عن طريق الحراك السلمي باتجاه إعادة الاعتبار للمواطن وللدولة الوطنية التي تحترم حقوق الإنسان، بعيدا عن التقاتل وسفك الدماء والتدمير".

وشددت على أنه "وبعد ثمانية أشهر طويلة مضنية أمضتها الحكومة في التفتيش عن حلول من هنا ومن هناك لأزمة النفايات الصلبة والتي لم تؤد إلى نتائج عملية، فإن على الحكومة وبأجهزتها المعنية كافة أن تبادر ودون اي تلكؤ إلى تنفيذ قرار مجلس الوزراء للخطة المرحلية الموضوعة في شقها الأول، لرفع النفايات المكدسة والمتراكمة منذ شهر تموز الماضي، تجنبا للمزيد من تفاقم انتشار الامراض والاوبئة والكوارث الصحية والبيئية". وأكدت "مسؤولية الحكومة في أهمية إبعاد المصالح الخاصة الشخصية والمادية عن المشاريع التي تتصل بحياة اللبنانيين وكرامتهم الإنسانية"، رافضة "كما الشعب اللبناني، كل المغامرات والأفكار غير الواقعية وغير العملية لحل هذه المشكلة المستعصية والتي تقف خلفها طموحات ومشاريع شخصية صغيرة". ورأت "ضرورة اغتنام الفرصة السانحة الآن ولا سيما بعد سقوط المشاريع اللامعقولة -أي مشاريع الترحيل- للتقدم على مسارات الحلول على المديين المتوسط والطويل لهذه الأزمة"، معتبرة أن "المحنة المريرة التي نالت من صورة لبنان وسمعته وكرامة أبنائه الذين ما زالوا يعانون منها منذ شهر تموز الماضي، فإنه تجب المسارعة إلى تجاوزها من خلال اعتماد وتطبيق خطة وطنية مستدامة لمعالجة النفايات بشروط بيئية وعلمية وصحية".

من ناحية ثانية، اعتبرت الكتلة أن "ما تناقلته الصحافة وأجهزة الاعلام عن اكتشاف عمليات تعد خطيرة على شبكة الاتصالات الدولية ومنها الانترنت، وذلك بشكل غير شرعي هو أمر مرفوض ومدان ويجب كشف وقائعه الكاملة امام الراي العام اللبناني بشفافية ومحاكمة المرتكبين والمعتدين ولا سيما ان ما تم كشفه حتى الآن يشكل المحاولة الثانية بعد كشف المحاولة الأولى في العام 2009 في منطقة جبل الباروك". وسألت "كما الشعب اللبناني، من هي الجهات الخارجية التي تزود المشغلين المحليين بالإنترنت غير الشرعي وما هي الاهداف خلف هذه الممارسات المافياوية والميليشياوية الخطيرة، ومن هي الجهات المحلية التي تغطي وتسهل القيام بهذه الاعمال، وما علاقة هذه المجموعة الجديدة بالمجموعة التي تم كشفها في العام 2009؟". وأشارت الى أن "هذا الموضوع يجسد مخاطر كبرى لما لتداعياته الأمنية والوطنية من أبعاد، كما انه يشكل مصدر تسريب مالي وتهرب من دفع التزامات هامة لصالح خزينة الدولة اللبنانية".

وأخيرا، توقفت الكتلة أمام "أهمية الكلام إثر الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري إلى وزارة الدفاع والتأكيد الذي عبر عنه في دعم الجيش اللبناني في مواجهة المتطرفين والخارجين على القانون والسلاح غير الشرعي"، مجددة التأكيد أن "مؤسسة الجيش اللبناني، العاملة تحت إمرة وسقف الدولة اللبنانية، هي درع الوطن الحامي لكل اللبنانيين. لذا، فإنه يجب ان توفِّر لها كل ظروف الحماية والدعم المعنوي والمادي لكي تكون القوة الوحيدة مع سائر القوى الأمنية الشرعية المسؤولة عن امن اللبنانيين وحمايتهم في وجه اطماع العدو الإسرائيلي وضد قوى التطرف والإرهاب ومواجهة محاولات السيطرة والتسلط من قبل قوى طائفية او حزبية او فئوية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد".

 

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: الميثاق ملزم للجميع وإن خرج عنه أحد فقد كل شرعية وتجاوزه الشعب

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته بالرابية. وبعد الاجتماع، تلا الوزير السابق سليم جريصاتي مقررات التكتل فقال: "كانت ل14 آذار مشهديتان بالأمس: مشهدية موحشة، موحدة وحزينة عبر عنها بصدق ومرارة نائب سابق يتولى أمانة عامة مندثرة بكلمات فيها كل الدلالات عن خيبة الأمل وانهيار منظومة التقليد والإستعارة وتوسل دم الشهداء الغالي لغايات سلطوية بحتة. ومن جهة ثانية، مشهدية أخرى متمثلة بالعماد عون الذي ألقى خطابا فيه كل الأمل والعنفوان والتماسك وعناوين الحرية والسيادة والاستقلال والصداقة من ضمن الكرامة مع من يحرص علينا، فيصادقنا ونصادقه، من دون إكراه أو تبعية أو تزلف. كل ذلك بالمفاهيم الصحيحة والمرتكزة إلى ميثاق اللبنانيين، ووحدتهم وشراكتهم الوطنية، والتصميم على التحكم بأمورهم، وعدم تركها لسواهم، وهذا حتى إذا أراد اللبنانيون إستحقاقا ميثاقيا على ما قال العماد عون، لا يستطيع أحد أن ينكر عليهم هذا الحق أو أن ينقض هذه الإرادة، ذلك ان الشعب اللبناني هو صاحب السيادة ومصدر كل السلطات التي يمارسها عبر المؤسسات الدستورية التي تنشأ وتستمر بإرادته وشرعيته فقط". أضاف: "إن الشرعية ليست استنسابية، فتكون أو لا تكون، وقانون الإنتخاب الميثاقي كما خاض فيه العماد عون ودورية الإنتخاب شرطان غير متوافرين راهنا، فهذا هو التوصيف الصحيح والمزعج ربما، لكنه يبقى توصيفا صحيحا". وتابع: "محاصر كان العماد عون في بقعة صغيرة من أرض الوطن ومطوقا عسكريا وماليا واقتصاديا وديبلوماسيا على ما وصف، ولم يذعن الإملاء القهري، فكيف اليوم وناسه وجمهوره منتشرون على مساحة الوطن، وحضوره جامع ومجمع في مكونه، ووازن في سائر المكونات بالأصالة، وبالتحالف تفاهما واتفاقا، وبالانفتاح المستمر على الغير المختلف. إن حق الاختلاف وحرية المعتقد والرأي، من فرادة لبنان الذي ينكرها عليه بعض الجهلة، وفي الجهل عذر، فهم بالتالي معذورون، إلا ان الميثاق يبقى ملزما للجميع، حتى إن خرج عنه أحد، فقد كل شرعية وتجاوزه الشعب الذي دعاه العماد عون إلى أن "يشمر" عن سواعده عندما يدق نفير الإنقاذ. اللاحق، ترتيبات إعتراضية، ديموقراطية الطابع وتصاعدية، انطلاقا من أن الشعب يريد أن يقول كلمته في مثل هذه المفاصل المحورية من حياتنا العامة".

واشار الى ان "الأبواب أصبحت مشرعة على كل الحلول الإنقاذية، لأن لا شيء يسبو مصلحة لبنان العليا وسلامة الأرض والشعب بمكوناته كافة، كي تستكين هذه المكونات جميعها إلى يومها وغدها ومصيرها". وأردف: "إن اللامركزية الإدارية الواسعة هي عنوان كبير في وثيقة الوفاق الوطني. لقد قال رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل إنه يجب البدء في معالجة هذا العنوان، وقد أشار إليه في الورقة السياسية للتيار الوطني الحر، ودعا بالتالي إلى تشكيل لجنة من التكتل لدرس مشاريع القوانين المختلفة، على أن تنطلق من النصوص الوضعية التي تتيح راهنا تطبيقا عمليا لمبدأ اللامركزية الإدارية من مختلف جوانبها، فنبادر إليها من دون أي تردد. إن النواة هي البلدية والاتحادات البلدية وبعض القطاعات الخدماتية، ولن نتهاون في أن نمارس حقوقنا الميثاقية كاملة، من دون أي نقصان، بانتظار بلوغ المراحل المنشودة في اللامركزية، بوضع قانون تطبيقي شامل في هذا الخصوص".

ولفت الى ان "هناك محطات الانترنت غير الشرعية"، مذكرا ب"محطة الباروك على ما تذكرون غير الشرعية والتي يستفيد منها بالمباشر العدو الاسرائيلي، أول ما تم اكتشافها في عهد الوزير جبران باسيل في وزارة الاتصالات، ونسأل عن الخواتيم. أما اليوم فالاكتشافات تدل عن أننا أمام جريمة وفضيحة موصوفة بكل المعايير، خصوصا أن ثمة مقارا رسمية كالقصر الجمهوري ومجلس النواب والجيش اللبناني ومؤسسات مالية ومصرفية تستخدم هذه الشبكة غير الشرعية والمعرضة للاعتراض والتنصت من قبل العدو الاسرائيلي وأجهزة استخبارات أخرى على ما ورد في الشكاوى". واكد ان "المطلوب اليوم استكمال التحقيقات لدى القضاء المختص حتى النهايات ومن دون حمايات، ولنا ثقة بالقضاء اللبناني للاجابة عن بعض الأسئلة المحورية، ولعل أهمها، أولا، لماذا يتاح الإنترنت غير الشرعي على حساب الشرعي؟ وهل ثمة تضييق إداري أو تقني على الشرعي تحفيزا لغير الشرعي من الشبكات؟ هل من فعل إرادي في حين أن الشكوى في الوزارة المعنية واردة من كانون الثاني؟ هل من قرار متعمد بكشف الأمن القومي اللبناني؟ هناك أيضا أسئلة أخرى، كيف دخلت تلك التجهيزات إلى لبنان وكيف تم تركيبها من دون أن يلحظها أحد؟ وكيف يمكن لمؤسسات رسمية مركزية أن تستعمل شبكة غير شرعية بالمجان، من دون أن تلتفت إلى الخلفيات والمسؤوليات وما شابه من أسئلة؟ لا بد من أن يكون القضاء المختص ممسكا بها، ومحصنا ذاته ضد الضغوط السياسية لطي الملف بأقل الأضرار".

 

قهوجي استقبل قائد عمليات القوات المشتركة البريطانية

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، ظهر اليوم، قائد عمليات القوات المشتركة البريطانية الفريق جون لوريمر على رأس وفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة، وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين، خصوصا في مجال ضبط الحدود البرية.

 

جعجع عرض الاوضاع مع التجدد الديمقراطي وحنين ووفد الطائفة الكلدانية

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، وفد "حركة التجدد الديمقراطي" برئاسة النائب السابق كميل زيادة، نائب الرئيس وفيق زنتوت، أمين السر الدكتور انطوان حداد، وعضو اللجنة التنفيذية مالك مروة، في حضور عضو الهيئة التنفيذية في القوات ادي ابي اللمع. وعرض المجتمعون المستجدات السياسية اقليميا ومحليا ولا سيما ملف رئاسة الجمهورية. وعرض جعجع مع النائب السابق صلاح حنين الأوضاع العامة في حضور المحامي ندي غصن. من جهة أخرى، التقى جعجع رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي على رأس وفد ضم: رئيس المجلس الأعلى للطائفة انطوان حكيم، الشماس جوزف ايشو، ممثل رابطة اللاتين انطوان سعد، ممثل الكنيسة الآشورية جاك جندو، ممثل الكنيسة القبطية ادوار بيباوي، ممثل رابطة السريان الأرثوذكس جبران كلي، ووكيل رئيس الطائفة الشرقية الارثوذكسية الآشورية في لبنان الخور أسقف يترون كوليانا. وبحث المجتمعون في شؤون وشجون الأقليات في لبنان فضلا عن التطورات الراهنة.

 

جعجع : لولا التدخل الروسي في سوريا لكان النظام اليوم في خبر كان

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في تصريح اليوم،في الذكرى الخامسة للثورة السورية انه "من مصادفات التاريخ البليغة في معانيها وأبعادها ان يتزامن انطلاق الثورة السورية التي تحيي اليوم ذكراها الخامسة مع ثورة الأرز اللبنانية التي أحيينا بالأمس ذكراها الحادية عشرة". أضاف: "لا حاجة للتذكير بأن الثورة السورية بدأت سلمية، وان من أخرجها عن سلميتها هو النظام في محاولة يائسة لشيطنتها من أجل ان يضمن استمراره في السلطة ولو على أرض محروقة، وليس أدل على سلميتها مشاهد الناس التي رأيناها بالأمس تعم الشوارع السورية منددة بالنظام لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار في صورة حية تؤكد ان تصميم الشعب السوري على التغيير لم يتراجع أو يتبدل، وان الثورة السلمية لم تنته، وان هذا الشعب استدرج إلى العنف بغية القضاء على ثورته بذريعة المقايضة بين السيء والأسوأ". وتابع جعجع: "لا أخفي سرا ان عبرت عن إعجابي بإرادة الشعب السوري وتصميمه على التخلص من النظام الذي حكمه بالحديد والنار، ورفضه أي تنازل او مساومة او مقايضة على رغم محاصرته بين مطرقة نظام إرهابي وسندان مجموعات إرهابية نمت كالفطريات إلى جانب الثورة، إلا ان إرادته بتحرير سوريا وقيام الدولة التي تجسد تطلعات شعبها تغلّبت على إرهاب الداخل وتقاعس الخارج، وأثبتت ان الثورة باقية والفطريات والنظام إلى زوال". وأشار الى أنه "على رغم كل الأجواء التي وصلت إلى حد نعي المعارضة السورية مع توازن الرعب المفتعل بين النظام وقوى التطرف، لم أفقد الأمل يوما بنجاح الثورة بتحقيق أهدافها بتغيير النظام، وما الخروج الروسي في الذكرى الخامسة على انطلاق الثورة إلا تأكيدا لما ذهبت إليه منذ اللحظة الأولى لهذا التدخل بأن هدفه ينحصر بتأجيل سقوط النظام للمرحلة التي تستوي فيها التسوية، لأنه لولا هذا التدخل لكان النظام اليوم في خبر كان، فيما معظم التقديرات كانت ذهبت للترويج عن انتصار موهوم بعد التدخل الروسي والذي جاء هذا الانسحاب ليؤكد ان الانتصار الوحيد هو للشعب السوري". وختم جعجع: "إذ نثمن عاليا تضحيات الشعب السوري، نؤكد ان هذا الشعب قدم في نضاله الأمثولة التي كان سبقه إليها الشعب اللبناني بأن قوى العالم مجتمعة لا تستطيع النيل من إرادة شعب حر يتطلع إلى قيام دولة حرة وسيدة وتعددية وديموقراطية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

السيدة الأولى لساحل العاج عادت الجرحى اللبنانيين

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - زارت السيدة الأولى لدولة ساحل العاج دومينيك واتارا يرافقها وزراء: الصحة، والاعلام، التربية وشؤون المرأة، الجرحى اللبنانيين الذين يعالجون في مستشفى اندنيه بلاتو في ابيدجان، الذين أصيبوا في الهجوم الارهابي الذي وقع يوم الاحد الماضي في منطقة "غراند بسام" السياحية.

ورافق واتارا الدكتور جوزيف خوري الذي أكد أن "الوضع الصحي لجميع الجرحى اللبنانيين جيد ومستقر".

 

الراعي استقبل وفدا من حوش القنعبي راشيا الوادي ابي نصر: أجواء انتخابات الرابطة المارونية مطمئنة

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من الجمعية الخيرية الإجتماعية من بلدة حوش القنعبي - قضاء راشيا الوادي، برئاسة عبدالله داود، وضم الوفد لجنة المرأة في الجمعية، في زيارة لالتماس بركته. وتم خلال اللقاء البحث في عدد من المواضيع الإنمائية والإجتماعية التي تهم البلدة والمنطقة بشكل عام. وعبر الوفد عن "تقدير كبير لشخص الراعي لما يتمتع به من تواضع وحكمة تشكلان سر تواصله مع كافة شرائح النسيج اللبناني من دون استثناء". واشار داود بعد اللقاء الى ان هذه "الزيارة هدفها التماس بركة غبطته، واطلاعه على النشاطات التي تقوم بها الجمعية في سبيل دعم بقاء ابناء البلدة في ارضهم وجذب عنصر الشباب من خلال القيام بنشاطات مختلفة. وإذ أثنى على "الزيارة التي قام بها الراعي للبلدة في الصيف الماضي"، تمنى "تكرار هذه الزيارة نظرا للفارق الكبير الذي أحدثته على صعيد المنطقة بشكل عام والبلدات المسيحية النائية بشكل خاص لأنها منحتهم شعورا قويا بالطمأنينة وقوة الإيمان لوجود الأب الروحي بينهم يؤكد على رعايته لهم وقربه منهم".

ابي نصر

ثم التقى الراعي النائب نعمة الله أبي نصر، الذي رأى أن "وضع الإدارة في الدولة، إن من ناحية التمثيل الوظائفي والمناصفة أو من ناحية بطء المعاملات والفساد في الإدارات بحاجة إلى المعالجة، ولا سيما في ما يتعلق بالمشاريع التي يجب تنفيذها في المناطق المسيحية ومنها منطقة كسروان"، مشددا على أن "المسؤولية تقع على عاتق كل نواب ووزراء الدولة، وليس فقط نواب كسروان وحدهم". وأشار أبي نصر إلى أن "أجواء انتخابات الرابطة المارونية مطمئنة"، آملا أن "تكون الديموقراطية التي سيتم الإعتماد عليها خطوة نحو الوفاق الماروني - الماروني". وشدد على "موضوع كيفية تنفيذ قانون منح الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني، فعرض الآلية التي تقتضي تعيين لجنة برئاسة قاض وعضوية مدير عام وزارة المغتربين ومدير الأحوال الشخصية للبت بالطلبات، كما تقتضي نسخ سجلات إحصاء عام 1921 و1924 و1932 وتعميم الأسماء على السفارات والقنصليات والمؤسسات التي تهتم بالشأن الإغترابي لإطلاع المغتربين عليها، لكي يتمكن كل من ورد اسمه من استعمال حقه من طلب الجنسية". ومن زوار الصرح القاضي ناظم الخوري.

 

انجلينا جولي زارت مخيم النازحين في سعدنايل: لبنان مثال ينبغي لدول العالم أن تحتذي به

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - زارت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة الممثلة الأميركية أنجلينا جولي مخيما للنازحين السوريين في سعدنايل - البقاع، بمناسبة الذكرى الخامسة للحرب السورية، وألقت كلمة بالرغم من رداءة الطقس، تحدثت فيها عن "معاناتهم ومشكلاتهم وضرورة العمل على مساعدتهم".

وفي كلمتها، عبرت جولي عن "سعادتها بالعودة إلى لبنان"، وشكرت "شعبه الكريم والإنساني والصامد والمتضامن لأنه يساهم في إنقاذ حياة أكثر من مليون لاجئ سوري"، مؤكدة أنه "مثال ينبغي لدول العالم أن تحتذي به". ولفتت إلى أن "كل اللاجئين الذين تحدثت معهم أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم عندما تصطلح الأحوال"، داعية "العالم إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل مساعدتهم". وأكدت أن "العالم يمر في وقت عصيب حاليا، فيفوق عدد اللاجئين حاليا اللاجئين إبان الحرب العالمية الثانية"، مشددة على "ضرورة اتخاذ المزيد من التدابير في سبيل الحد من ذلك". وتحدثت جولي عن "إغلاق بعض الحدود الأوروبية في وجه اللاجئين بسبب الخوف من تأثيرهم في حياة الشعوب والأفراد"، مطالبة "الحكومات حول العالم إلى التغلب على هذا الخوف والتمتع بحس القيادة وبذل أقصى الجهود لمساعدة اللاجئين"، آملة أن "تنعم سوريا بالسلام في 15 آذار من العام المقبل، وفي أن يعود اللاجئون إلى بلدهم".

 

التيار المستقل: لاجراء الانتخابات البلدية وبعدهاالنيابية بروح ديموقراطية

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - عقد المكتب السياسي ل"التيار المستقل" اجتماعه الاسبوعي، برئاسة اللواء عصام ابو جمرة، وصدر بعد الاجتماع البيان الاتي: "واخيرا حلت الحكومة قضية النفايات باقرار لامركزيتها وفقا لاقتراح كرره اصر عليه التيار المستقل مع ضرورة اعتماد الحزم في مراقبة التنفيذ... حتى لا يتفشى الفساد في المعالجة من الرأس الى القاعدة.وهكذا تصبح لا مركزية معالجة النفايات مقدمة لتطبيق اللامركزية الادارية بشكل عام. وبحث المجتمعون في مبررات ودوافع قرار الرئيس بوتين سحب قواته من سورية واعتبروه عامل تحول مهم في السياسة الروسية. وناشدوا القوى الكبرى ان تعيد للدولة السورية سيادتها واستقرارها وللشعب السوري امنه ترؤفا بالمشتتين منه في بقاع الارض هربا من ويلات هذه الحرب الشرسة. وعلى الصعيد السياسي في لبنان، اعتبر المجتمعون ان اتباع سياسة" انا أو لا احد" من جهة وسياسة "النكايات" من جهة اخرى من قبل بعض القادة"الزعماء"المسيحيين لم ولن توصلهم الى ما يبتغونه . وقد اثبتت التطورات في الماضي والحاضر انها لا تخدم لبنان، ولو فيها خير لأثمرت من زمان. لذلك، أكد المجتمعون "ان على هؤلاء الزعماء التوقف عن المغالاة والمزايدات وانتخاب رئيس للجمهورية فورا على أن يكون من خارج الاصطفافات الحادة لكي تعود الحياة الطبيعية الى المؤسسات العامة. وابدى المجتمعون ترحيبهم وتأييدهم لقرار اجراء الانتخابات البلدية في حينها، وبعدها الانتخابات النيابية بروح ديموقراطية، مؤكدين ضرورة اعتماد قانون جديد لها على اساس الدائرة الفردية المعتمدة في معظم بلاد العالم".

 

حوري: عون لم يقدم جديدا واسلوبه التصعيدي مضى عليه الزمن

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - رأى النائب عمار حوري في حديث لاذاعة "صوت لبنان - 100,3 -100,5"، "ان العماد عون لم يقدم جديدا، واسلوبه التصعيدي مضى عليه الزمن وهو تكرار لافكار تميل الى الخيال اكثر من الواقعية". واعتبر "ان عون يخوض منذ عقود معارك متواصلة ونتيجتها معروفة سلفا"، لافتا "الى ان هذا الاسلوب مر عليه الزمن ولم يعد يحاكي المستقبل". وتساءل: "كيف يعتبر عون البرلمان الحالي غير شرعي وهو من اعطى الثقة لوزرائه في الحكومة لذا حكما وزراؤه غير شرعيين"، مضيفا: "عون كان سيعتبر هذا المجلس النيابي شرعيا لو انه انتخبه رئيسا للجمهورية". واشار الى "انه لا يمكن التعويل على موقف عون من اتفاق الطائف لان مواقفه متقلبة تارة يحاربه وتارة يؤيده وتارة يريد تطبيقه، لذا هذا لا يشكل ضمانات، وما يحسم موضوع الرئاسة هو صناديق الاقتراع"، معتبرا "ان عون يريد من جميع اللبنانيين ان يقسموا على انتخابه حتى ينزل للبرلمان".

 

إنتخابات المجلس التنفيذي للرابطة المارونية السبت

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - أعلنت الرابطة المارونية في بيان، عن "إجراء إنتخابات المجلس التنفيذي للرابطة، يوم السبت في 19 الحالي، في مبنى Forum de Beyrouth، بدءا من الساعة 9,00 صباحا وحتى 16,00 عصرا".

 

صقر ادعى على علي فياض بجرم دعمه منظمة ارهابية كولومبية

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم، ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، تسلم من النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود ملف علي فياض الذي القي القبض عليه بعد اطلاق سراح المخطوفين التشيكيين.

وادعى عليه بجرم دعمه منظمة ارهابية كولومبية وبيعها أسلحة حربية وصواريخ ومواد ارهابية بهدف محاربة الاميركيين، وأحاله الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا.

 

لبنان والمتن الشمالي ودعا النائب السابق أوغست باخوس الرقيم: مشترع من الطراز الأول لم يعرف التزلف ولا التبعية

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - ودع لبنان والمتن الشمالي النائب السابق اوغست باخوس بمأتم رسمي وشعبي حاشد، في كنيسة مار يوحنا المعمدان - البوشرية، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب روبير غانم، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الاعلام رمزي جريج، الرئيس أمين الجميل، الرئيس حسين الحسيني، ممثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة النائب جان اوغاسبيان، وزير الاتصالات بطرس حرب، ممثل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب انطوان زهرا، النواب: غسان مخيبر، فؤاد السعد، اميل رحمة واسطفان الدويهي، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد اميل الظهر، نقيب المحامين انطوان الهاشم، المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية ونقابية وعائلة وأصدقاء الراحل. وترأس الصلاة الجنائزية ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي العام المطران بولس عبد الساتر، بمشاركة راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان ولفيف من الكهنة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس:الأم تريزا ستعلن قديسة في 4 ايلول

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - اعلن قداسة البابا فرنسيس اليوم ان الأم تريزا -الراهبة التي كرست حياتها لمساعدة الفقراء - ستعلن قديسة في الكنيسة الكاثوليكية في مراسم تقام في الرابع من أيلول المقبل. جاء إعلان بابا الفاتيكان في اجتماع للكرادلة للتصديق النهائي على عدد من القضايا المتعلقة بالقداسة. وكان البابا فرنسيس قد مهد السبيل في كانون الأول لإعلان قداسة الأم تريزا التي توفيت عام 1997 عن 87 عاما.

 

روسيا تُنقذ إيران في مجلس الأمن

نيويورك – «الحياة»/16 آذار/16/فشلت الولايات المتحدة في إقناع روسيا بأن إطلاق إيران صواريخ «قادرة على حمل رؤوس نووية»، يُعد خرقاً لقرارات مجلس الأمن وللاتفاقية النووية بين طهران والدول الست، في أول اختبار في مجلس الأمن لكيفية التعامل مع البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي مع إيران. ولم تجد السفيرة الأميركية سامنثا باور بعد جلسة مشاورات في مجلس الأمن الاثنين سوى التلويح باتخاذ الولايات المتحدة «إجراءات على المستوى الوطني»، أي أحادية، رداً على إطلاق إيران صواريخ باليستية الأسبوع الماضي من دون الإشارة إلى عزمها على إعداد إجراءات دولية في مجلس الأمن. وووجهت باور أمس برفض نظيرها الروسي فيتالي تشوركين اعتبار إطلاق إيران الصواريخ خرقاً للقرار ٢٢٣١، معتبراً أن «نص القرار صيغ بعناية بحيث دعا إيران إلى عدم إطلاق صواريخ مصممة لتحمل رؤوساً نووية، وهو لم يحظر على إيران إطلاق هذه الصواريخ بل كانت مجرد دعوة، وعدم تطبيق الدول للدعوة لا يعد خرقاً لأنه أمر يختلف عن الحظر» وفق نص القرار.

 

السعودية تحذر الكويت: قد نقطع علاقاتنا معكم!

الجديد/15 آذار/16/حذرت السعودية جارتها وحليفتها الكويت من احتمال قطع العلاقات معها بسبب تصريحات النائب البرلماني الكويتي عبد الحميد دشتي المؤيد للنظام السوري التي اعتبرت مسيئة للرياض، بحسب صحيفة "القبس" الكويتية. وكان النائب دشتي قد أدلى بتصريحات في شباط الماضي لقناة سورية طالب فيها "بضرب أساس الفكر التكفيري الوهابي في عقر داره" في تلميح واضح عن السعودية دون أن يذكرها صراحة. ويدرس البرلمان الكويتي حالياً رفع الحصانة عن النائب دشتي. وقالت صحيفة القبس إنّ السفارة السعودية سلّمت الكويت مذكرة تعتبر فيها تصريحات النائب دشتي "عملاً عدائياً وتدخلاً في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية". وقالت المذكرة إنّ هذا الأمر "قد يؤثر سلباً في العلاقة الأخوية والتاريخية بين البلدين ما قد يؤدي إلى قطع العلاقات السياسية بينهما". وناقش البرلمان الكويتي خلال آذار الجاري تصريحات دشتي حيث عبر النواب "عن استنكارهم الشديد لأيّ تصريحات تمسّ المملكة العربية السعودية مثمنين العلاقات المتينة والقوية والروابط والمصير المشترك بين الكويت والمملكة" طبقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا". ونقلت صحف كويتية في حينها عن رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم قوله إنّ أمير الكويت أبلغه أنّ "أيّ إساءة أو جرح لدول الخليج هي إساءة وجرح لسموه".

 

شرطة اوتاوا: مهاجم الجنديين في كندا يؤكد انه نفذ مشيئة الله

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - اعلن رئيس شرطة اوتاوا مارك سوندرز، اليوم، ان "الرجل الذي طعن جنديين مساء أمس في مركز تجنيد للجيش في تورنتو، قال انه كان ينفذ مشيئة الله". وقال سوندرز في مؤتمر صحافي: "ان الرجل الذي يدعى ايانلي حسن علي مواطن كندي، تصرف بمفرده. وفي الوقت الراهن، لا يوجد سبب للاعتقاد أن الرجل تحرك بالتنسيق مع اي شخص او منظمة". ودخل المشتبه فيه البالغ من العمر 27 عاما الى مبنى اداري فيديرالي تم توجه الى مكتب الاستقبال في مركز التجنيد التابع للجيوش الكندية. وبعد ذلك، شهر سكينا وجرح الجندي المداوم بيده عند باب الاستقبال قبل ان يتوجه الى عناصر آخرين من الطاقم الذين نجحوا في السيطرة عليه وهو يحاول طعن جندية. اضاف رئيس الشرطة: "ان الرجل صاح وهو يقوم بعملية الطعن الله امرني بالقيام بهذا الامر والمجيء الى هنا وقتل اشخاص". وستوجه اليوم الى حسن علي المولود في مونتريال والمقيم في تورونتو منذ العام 2011، اتهامات عدة امام المحكمة في تورنتو، اكبر مدينة كندية، وخصوصا محاولة القتل. واوضح سوندرز انه "يجب ان نقوم بتحليل معمق من اجل تكوين صورة واضحة عن دوافعه بالتحديد".

 

بان كي مون: القوى الإقليمية استغلت النزاع السوري لتصفية حساباتها

الثلاثاء 15 آذار 2016/وطنية -اعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان بالذكرى الخامسة للأزمة في سوريا،ان "الحرب في سوريا كان من الممكن تجنبها، لو أن القوى الإقليمية لم تستغل النزاع كميدان معركة لتصفية حساباتها". وحذر من أنه "في حال فشل محادثات السلام، فإن العواقب على الشعب السوري والعالم ستكون مخيفة لدرجة يصعب تخيلها". واشار الى ان "القوى الإقليمية تتحمل اللوم على إذكاء الحرب في سوريا، وأن الأطراف الإقليمية والدولية كان من الممكن أن تتحد لمساعدة سوريا على الاستقرار، بدلا من استغلالها كميدان معركة لتصفية الخصومات الإقليمية والتنافسات الجيوستراتيجية". ولفت الى أن "الدبلوماسية أحدثت أخيرا فرقا في الحياة اليومية للسوريين الذين طالت معاناتهم، بفضل اجتماع الدول الكبرى في مسعى لإنهاء العنف".

 

البيت الابيض: روسيا تلتزم حتى الان بقرارها الانسحاب من سوريا

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - اعلن البيت الابيض ان "روسيا تنفذ على ما يبدو قرارها بسحب قواتها من سوريا، الا انه من المبكر جدا تكوين رأي اكيد بشأن هذا القرار". وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست: "ان المؤشرات الاولية تدل على ان روسيا تنفذ قرارها بالانسحاب"، مع وصول طلائع المقاتلات الروسية التي كانت منتشرة في سوريا، الى روسيا.

 

 مقتل مشتبه به خلال عملية دهم في بروكسل

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - أعلنت النيابة العامة البلجيكية الفيدرالية عن مقتل شخص مساء اليوم في بروكسل، يعتقد أن له صلة باعتداءات باريس خلال عملية دهم للشرطة البلجيكية والفرنسية، وفقا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.واكدت وسائل اعلام بلجيكية هذه المعلومات.

 

الداخلية التركية: منفذة اعتداء انقرة على صلة بالمقاتلين الاكراد في سوريا

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - اكدت وزارة الداخلية التركية، اليوم، ان "منفذة اعتداء انقرة الانتحاري الذي اسفر الاحد عن مقتل 35 شخصا كانت على صلة بالمقاتلين الاكراد في سوريا". وقالت الوزارة في بيان: "ان المنفذة واسمها سهير كاغلا دمير من مواليد 1992 انتمت الى حزب العمال الكردستاني منذ 2013، ثم انتقلت الى سوريا وتلقت تدريبا ارهابيا لدى وحدات حماية الشعب الكردي الارهابية". وتحظى هذه الوحدات المقاتلة بدعم اميركي.

 

دي ميستورا :انسحاب القوات الروسية من سوريا تطور مهم في مفاوضات السلام

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - اعلن موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا اليوم ان الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا يشكل "تطورا مهما"، معربا عن الامل في ان يكون له "تأثير ايجابي" على مفاوضات السلام في جنيف. وصرح دي ميستورا في بيان تلاه احمد فوزي احد المتحدثين باسم الامم المتحدة في جنيف ان "اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اليوم نفسه لبدء هذه الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف، هو تطور مهم نأمل ان يكون له تأثير ايجابي على تقدم المحادثات التي تسعى للوصول الى حل سياسي للنزاع في سوريا والى انتقال سياسي سلمي في هذا البلد".واوضح فوزي ان "دي ميستورا قال انه تبلغ القرار الروسي مساء الاثنين قبيل اجرائه محادثات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع مجلس الامن الدولي".

 

ظريف :التجارب البالستية الايرانية لا تنتهك الاتفاق النووي

الثلاثاء 15 آذار 2016 /وطنية - اعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في استراليا اليوم ان تجارب الصواريخ البالستية التي قامت بها ايران مؤخرا لا تنتهك قرارات الامم المتحدة وليست غير شرعية. وكانت روسيا عارضت امس فرض عقوبات على ايران بسبب التجارب الصاروخية الاخيرة وذلك خلال مشاورات في مجلس الامن الدولي بناء على طلب من الولايات المتحدة لم تفض الى اتخاذ اي موقف موحد. واعتبر ظريف ان "التجارب الاخيرة لا تنتهك القرار 2231 الصادر بعد الاتفاق النووي التاريخي الموقع في تموز بين ايران والدول العظمى والذي يدعو ايران الى عدم اجراء تجارب لصواريخ بالستية يمكن تزويدها برؤوس نووية". وصرح ظريف امام صحافيين في كانبيرا ان "القرار 2231 لا يتضمن الزاما لايران، كما انه لا يشمل سوى الصواريخ المصممة لتزويدها برؤوس نووية". وتابع "لكن ليس لدينا رؤوس نووية ولقد تعهدنا عدم تطويرها كما ان الاسرة الدولية وضعت افضل الاليات الممكنة للتحقق من اننا لا نطور اي اسلحة نووية". وقال :"لا نقوم بتصميم صواريخ لنقل رؤوس لا نملكها لذلك هذه الصواريخ لا يشملها القرار 2231 وبالتالي ليست غير شرعية".

 

البيت الأبيض لا يستبعد فرض عقوبات أحادية أو دولية جديدة على إيران

16 آذار/16/واشنطن، طهران – وكالات: أعلن البيت الابيض أنه لا يستبعد فرض عقوبات إضافية على إيران عقب تجاربها صواريخ بالستية الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه سيواصل التنسيق مع الدول الاخرى لصياغة الرد الاميركي. وقال المتحدث باسمه جوش ارنست، ليل اول من امس، «لن أستبعد بالتأكيد فرض عقوبات اضافية على ايران سواء من المجتمع الدولي أو الولايات المتحدة… سيكون ذلك بالتأكيد جزءاً من الرد». وجاء الموقف الأميركي بعد إعلان المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان بلاده تعارض فرض عقوبات على ايران بسبب تجاربها الصاروخية الاخيرة، مضيفاً انها لا تنتهك قرار مجلس الامن. ولم تفض مشاورات بهذا الخصوص في مجلس الامن بطلب من واشنطن الى اية نتيجة ملموسة ولا الى أي موقف مشترك. ومع ذلك، قالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور ان بلادها «لن تتخلى» عن طلب الادانة للتجارب البالستية الايرانية الاخيرة، مشيرة إلى أن واشنطن تعتبر عمليات اطلاق هذه الصواريخ «خطيرة ومزعزعة واستفزازية … وتستحق ردا من مجلس» الامن. واضافت ان واشنطن «ستقدم خصوصا معلومات تقنية» لدعم اتهاماتها هذه. أما نظيرها الروسي فيتالي تشوركين فقال ان التجارب الايرانية لا تنتهك قرار مجلس الامن 2231 واستبعد اية فكرة لفرض عقوبات دولية على ايران. يشار الى ان روسيا هي من الدول الخمس في مجلس الامن الدولي التي تتمتع بحق النقض (الفيتو). وقال ديبلوماسيون ان الصين وفنزويلا تتحفظان أيضاً على فرض عقوبات على ايران. ويدعو القرار 2231 «ايران الى الامتناع عن تطوير صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية». واشار تشوركين الى ان «الدعوة ليست نفس الشيء مثل المنع»، مشيراً إلى أنه يجب أيضاً إثبات أن الصواريخ الايرانية « طورت» كي تحمل رؤوسا نووية وهي نقطة «ليس لروسيا معلومات بشأنها». وبحسب تشوركين، عندما قال لنظرائه انه لا يوجد انتهاك لا للقرار 2231 ولا للاتفاق النووي الموقع مع ايران «لم تكن هناك اعتراضات على الطاولة». واوضحت باور للصحافيين ان التجارب الايرانية «هي تجرؤ على بعض أحكام» القرار 2231، لكنها لم تلفظ كلمة «تنتهك». من جهته، أعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في استراليا، أمس، ان التجارب الصواريخية لا تنتهك قرارات الأمم المتحدة وليست غير شرعية. وفي بروكسل، أكدت وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني، التي ستقود وفداً أوروبياً إلى طهران في ابريل المقبل، ان التجارب الصاروخية لا تخرق الاتفاق النووي.

 

سلام: 17 ألف خليجي في لبنان حالياً وحريصون على أفضل العلاقات وأقر بوقوع أخطاء وأكد أن اللبنانيين لا يمكن أن ينسوا أفضال دول مجلس التعاون

بيروت – «السياسة»:16 آذار/16/أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أن الجريمتين اللتين أودتا بحياة ثلاثة كويتيين، هما محض فردية ولا خلفية سياسية لهما، كاشفاً في حديث أدلى به أمس، إلى مراسلي الصحف العربية في لبنان، أنه بالرغم من الحظر الخليجي على لبنان، فإن هناك ما يقارب من 17 ألف خليجي موجودون في لبنان حالياً، بينهم 6700 كويتي و3800 سعودي و2700 إماراتي، وهذا حسب قوله مؤشر على مدى العلاقة التي تربط المواطنين الخليجيين ومحبتهم للبنان وشعبه. وقال «إن سرعة الأجهزة الأمنية اللبنانية في كشف قاتلي المواطنين الكويتيين، تؤكد أن لبنان ممسوك أمنياً»، لافتاً إلى أن كشف المجرمين المسؤولين عن هاتين الجريمتين بسرعة أراح السلطات الكويتية. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، بذلت كل ما تستطيع وفي أقصى سرعة أيضاً، للإفراج عن مواطن كويتي خطف قبل أشهر، كاشفاً أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد طلب منه خلال لقائهما في لندن العمل على إطلاق سراح المواطن الكويتي المخطوف، «فكان أن أبلغته بخبر إطلاق سراحه في نفس اليوم الذي طلب مني التدخل». وأكد سلام أن «علينا بذل جهد مميز لتطوير وتغيير الصورة التي تكونت عن لبنان واللبنانيين، وليس معقولاً أن تكون علاقات تاريخية ووثيقة مع الدول الخليجية عرضة للاهتزاز والتراجع». وأضاف «إن عزلة لبنان مؤذية وليس لدي انطباع أن دول الخليج ستعزل لبنان، سيما أن ليس لديها سبب لعزله، بالرغم من العتب الخليجي علينا، لكنهم لن يتخلوا عنا، وعلى دول الخليج الشقيقة أن تساعدنا على مواجهة كل التحديات، لأنها الأدرى بمعاناتنا». ولفت إلى أن هناك اتصالات مع كل الدول العربية لرأب الصدع، مشيراً إلى أن للكويت موقعاً خاصاً في لبنان، لكن لا شيء يتقدم على دور المملكة العربية السعودية، مؤكداً ثقته بقيادات الدول الخليجية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وقال «إذا كان هناك عتب في مكان، فأنا واثق أنهم لن يتركونا، فهم أحرص من غيرهم على لبنان واستقراره. وليس لنا خيار إلا الإجماع العربي وواجبنا أن نكون معه، فاللبنانيون لا يمكن أن ينسوا أفضال دول الخليج. وأقول ذلك بشفافية ووضوح، خاصة أن اتفاق الطائف لمّ شمل اللبنانيين، بدعم من الأشقاء السعوديين قبل ذهابه إلى الانهيار ونحن نحفظ الفضل ولا ننكر الجميل وتعاضدنا مع الأشقاء الخليجيين سيبقى وسيستمر وسنمتنه». وشدد رئيس الحكومة اللبنانية على أنه لا يمكن تغطية أي لبناني يضر بأمن الدول الخليجية، مؤيداً ترحيل أي لبناني يؤذي الأمن الخليجي، ولافتاً إلى أن استقرار الواقع الخليجي عنصر أساسي في ظل هذا الانهيار الكبير الذي تواجهه المنطقة. وقال: «ليس لدينا أي حجة أو سبب، أن نؤذي أو نحرج أو نستهدف إخواننا الخليجيين». وشدد على أن المعاناة لا زالت مستمرة في لبنان في ظل أعباء النزوح السوري التي بلغت ما يقارب 13 مليار دولار حتى نهاية الـ2015، «إلا أن واجبنا أن نتوجه إلى الأشقاء الخليجيين ونقول لهم، نعم حصلت أخطاء وحصل تقصير في مكانٍ ما، لكننا لا يمكن أن ننسى الدعم الخليجي اللا محدود للبنان على مختلف الأصعدة، مجدداً التأكيد على رغبته في التواصل مع الدول الخليجية وزيارتها لشرح وتوضيح حقيقة الموقف اللبناني». وأكد أن الدول الخليجية متمسكة أكثر من غيرها بخيار الدولة في لبنان وتماسك مؤسساته، مشيراً إلى أنه عندما ناشد الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله وقف التهجم على المملكة العربية السعودية، «فمن أجل أن نتساعد لمواجهة هذا الاحتقان في المنطقة، وعلينا أن نسعى وألا نستسلم، لأننا في وضعٍ حرج وخطير».

 

14 آذار» تحذر عون من مخاطر لعبة الشارع

بيروت – «السياسة»:16 آذار/16/حذرت مصادر قيادية في قوى «14 آذار» من أي توجه من جانب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، لتحريك الشارع في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد، مؤكدة لـ»السياسة»، أن لديها معلومات موثوقة عن أن عون الذي أدرك استحالة انتخابه رئيساً للجمهورية، يريد أن يقلب الطاولة على رؤوس الجميع ويزعزع الاستقرار في لبنان، طالما أن هناك من يرفض انتخابه. ونبهت إلى أن لاستخدام الشارع محاذير بالغة الخطورة، يمكن أن تترك تداعيات لا يمكن التكهن بنتائجها، إذا أراد عون العودة إلى أسلوبه الفوضوي، من خلال تحريك الغرائز الطائفية والمذهبية، بذريعة تحصيل حقوق المسيحيين، فيما يعلم الجميع، أن عون ومن خلال ممارساته، يشكل أحد أبرز الذين يقفون في وجه تحصيل حقوق المسيحيين، من خلال عرقلته انتخاب رئيس للجمهورية، مع اقتراب الفراغ من دخول عامه الثالث في 25 مايو المقبل. وكان عون طلب من أنصاره في ذكرى «14 آذار» (ذكرى حرب التحرير)، أن يكونوا مستعدين. وتوجه إليهم بالقول خلال احتفال ليل اول من امس «سنستعمل كل الوسائل لتغيير الوضع المستمر منذ العام 1990 حتى اليوم»، مضيفاً «لا تيأسوا … عندنا الإرادة والوسائل المناسبة وجهزوا سواعدكم». إلى ذلك، يستأنف «تيار المستقبل» و»حزب الله» الحوار الثنائي بينهما اليوم في نسخته الـ27، للبحث في بندين أساسيين، تنفيس الاحتقان المذهبي وإيجاد حل لأزمة رئاسة الجمهورية، حيث أكدت مصادر نيابية في «تيار المستقبل» لـ»السياسة»، أنه رغم المآخذ الكثيرة على ممارسات «حزب الله» في الداخل والخارج، إلا أن الحوار معه أمر ضروري في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، وبالتالي فإن حماية الاستقرار والسلم الأهلي، تفترض إبقاء قنوات التواصل مع «حزب الله» قائمة حتى لو لم يتحقق الكثير من هذا الحوار، لأن استمراره أفضل من انقطاعه. وسط هذه الأجواء، يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبنان في 25 الجاري ليومين، برفقة رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يون كيم، حيث سيتم البحث مع المسؤولين اللبنانيين في تطورات الأوضاع اللبنانية، سياسياً واقتصادياً، فضلاً عن استعراض ملف النازحين السوريين في لبنان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

١٤ آذار التايوانية

ميشيل تويني/النهار/16 آذار 2016

أمس صفّق جمهور "التيار الوطني الحر" لأن ١٤ آذار لم تعد كما كانت ولأنهم هم ١٤ آذار الأصليون!

وبهذا الكلام نعني ان التيار هو من ناضل ضد النظام السوري وعاد عام ٢٠٠٥ ليكمل النضال على المبادئ نفسها. لكن ما لبث الجنرال الا ان تحالف مع "حزب الله"، الحزب الذي يملك السلاح خارج نطاق الدولة، وهذا لا يعني الا إضعاف الجيش والدولة! صحيح ان المشاكل لم توفر الجنرال من قبل النائب وليد جنبلاط او "تيار المستقبل" لكن هذا لا يعني انه في حال أخطأ البعض ان يرتمي تيار التحرير في احضان القوميين والبعثيين ونظام بشار الأسد. وهو من كان يدعي التحرير والنضال ضدهم! لا مانع من التحالف مع "حزب الله" او القوميين او البعثيين فهي أحزاب لبنانية، لكن الغريب ان تياراً يدعي انه ١٤ آذار الأصلي يقبل بكل هذا الشواذ وان يتحالف مع ٨ آذار ومع من تظاهر يوماً ليقول "شكراً سوريا" وتحالف معهم لأكثر من ١٠ سنوات! في هذه الحال فإن جنرال ١٤ آذار تحول اكبر المدافعين عن ٨ آذار ولا مشكلة في ذلك، لكن على الأقل يجب احترام عقول الناس وعدم الادعاء ان التيار ما زال يؤمن بمبادئ لم يدافع عنها يوما بعد ٢٠٠٦ بل بالعكس! اما التباهي بأن ١٤ آذار لم تعد موجودة فهو أمر مبكٍ لان يا جنرال، وَيَا شيخ، وَيَا بيك، وَيَا سماحة السيد، وَيَا حكيم، وَيَا أيها الزعماء، ليست ١٤ آذار التي انتهت ولستم أنتم من انتصرتم، الذي ينتهي هو لبنان وأمل اللبنانيين فيكم وفي مستقبل أولادهم! لا تفرحوا لأن ١٤ آذار انتهت، لانه الذي انتهى هو نحن: الشعب اللبناني! صدقيتكم انتهت لأنكم أوصلتمونا الى العيش بين النفايات وتحاصصتم حتى على صحتنا، والجميع سواء كانوا مسؤولين أو غير مسؤولين ولا يفعلون شيئاً ولا يفضحون الأمور هم متواطئون! فلا تهللوا لانتهاء ١٤ او ٨ آذار لان ما انتهى هي صدقيتكم جميعا ومن يدفع الثمن هو المواطن اللبناني. ولا تصفقوا يا جمهور التيار عندما يسيء الجنرال الى الرئيس الحريري، لانه عندما كان يفاوض معه في باريس على موضوع الرئاسة كان كلامهما إيجابياً حيال بعضهما وترجم بالغزل بين بعض نواب العونيين والمستقبل! وكما في الامس كنتم تصفقون عندما يسيء الى الحكيم واليوم تدافعون عنه، وكما في الأمس كان جمهور المردة يكره جمهور الحريري وكان رئيس المردة يتهمه بكل الاتهامات وجمهوره يصفّق، واليوم اصبح العكس صحيحاً! فنصيحة الى جمهور التيارات والأحزاب: وفروا حماسكم وأحقادكم وتصفيقكم لأنكم ما عدتم تعلمون من يجب ان تكرهوا وفي اي وقت يجب ان تصفقوا!

 

شماتة وانكشاف ... كيف؟

نبيل بومنصف/النهار/16 آذار 2016

قد لا يلام العماد ميشال عون لشماتته بقوى ١٤ آذار في يوم الذكرى الحادية عشرة لانطلاقتها فيما كان قادة هذه القوى يؤدون عروض التشتت ويتركون لكل مستفيد من انهيار تحالفهم ان يقتنص ما يتراءى له مكسبا. ولا يلام الجنرال على تشفيه من خصومه ما دام هؤلاء احبطوا قواعدهم وناسهم والحركة الشعبية والمواطنية التي لم يعرف لبنان مثيلا لها في تاريخه القديم والحديث فجاءت خيبتهم الكبرى على أيدي حراس الهيكل وحماة الانتفاضة. ولكن، مع ذلك، لم نفهم كيف انزلق الجنرال الى حيث لم يكن جائزا له أن يفعل أقله من المنطلقات التي حرص على إبرازها في الشماتة بخصومه القدامى بعدما حيد منهم الحليف الجديد " القوات اللبنانية". يحقر الجنرال عون ١٤ آذار بوصفه لها بانها " تايوانية " متهما اياها بسرقة شعاراته، الامر الذي يستدعي في زمن انهيار المعايير الجادة للقيم وصعود الدعائيات الفارغة اعادة ابراز الحقائق الاساسية المتصلة بواقع الناس والفارق الواسع بينها وبين المصالح الشخصية الطاغية الى حدود تعطيل الانتخابات الرئاسية سنتين تحت شعار "عون او لا رئيس". لم تكن ١٤ آذار 2005 الا صنيعة اللبنانيين الذين آمن قسم كبير منهم يوما بانتفاضة العماد عون على الوصاية السورية في ما سمي "حرب التحرير". ولا يعقل ان يكون الجنرال قد نسي ان قواعده كانت جزءا من الحشد المليوني في ١٤ آذار 2005. فكيف يكون هذا الحشد مستعاراً او ناهباً لشعار التحرر والسيادة والاستقلال ؟ ثم ان النقمة على الأكثرية النيابية التي حالت حتى الآن دون انتخاب مرشح "حزب الله" ومن ثم "توافق معراب" في مواجهة النائب سليمان فرنجية مرشح توافق باريس مع الرئيس سعد الحريري، لا تجيز للجنرال اعتماد إزدواجية المعايير في الحكم على العامل الشعبي الذي يراه لمصلحته في الاستطلاعات وفي الزواج الناشئ سعيدا مع "القوات" فيما يسخر منه لدى تهجمه على خصومه الذين يأخذ قواعدهم الشعبية بجريرة تصفية الحسابات السياسية مع قادتها. ثم وايضا كيف يستقيم الالحاح على مجلس مطعون في شرعيته لانتخاب "الاكثر تمثيلا" لكي يغدو الانتخاب شرعياً؟ لعل أفضل ما يبرزه المشهد السياسي راهنا هو العدالة الحقيقية في الخسائر والانكشاف. واذا كان بعضهم يمني النفس بان هذا الانكشاف يمكن ان يشكل دافعاً قوياً لانتخاب قريب لرئيس للجمهورية فان ذلك يشكل الوهم بذاته. حتى "حزب الله " بدأ انكشافه الكبير يسابق سائر القوى الحليفة والخصوم خصوصا وسط اشتداد تداعيات الحصار الخليجي والعربي عليه وعلى لبنان . في "عدالة" الانكشاف هذه لا نجد، إلا نادرا، من يتحلى بفضيلة التواضع لئلا نقول الصمت !

 

ماذا بعد خطاب عون في ذكرى 14 آذار؟ "التقليد سقط" والسواعد ستُسقط أي رهان متهوّر

ألين فرح/النهار/16 آذار 2016

في مفارقة لافتة، برز أمس مشهدان لذكرى 14 آذار، واحد غاب عنه الاحتفال السنوي واقتصر على كلمة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وأخرى لمنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، والمشهد الآخر عبّر عنه العماد ميشال عون في احتفاله معتبراً أن "التقليد سقط"، فجاءت الكلمة هادئة ورصينة لكنها حملت مواقف بين سطورها. توقفت مصادر متابعة عند غياب الاحتفال بذكرى 14 آذار هذه السنة، معتبرة "أن شعبها سئم قيادات لم تبلغ به شاطىء أهدافه"، وأن الدكتور سعَيد بقي وحيداً في الساحة بعدما عبّر عن "تعذّر ارتسام مشهدية يوم تكررت عشر مرات لأسباب غير قهرية وحتى غير طارئة، وهذا أمر خطير، وخطير جداً، لا يمكن ردّه حصرياً إلى خلاف حول ترشيحات رئاسة الجمهورية". واعتبرت المصادر "أن 14 آذار المستعارة سقطت". وقارنتها بمشهدية أخرى خاصة بميشال عون "عبّر عنها في شكل حضاري وهادئ ورصين، منادياً بالحرية والسيادة والاستقلال والكرامة الوطنية، ومشدداً على الشراكة وعلى أنه لن يرتضي الا بدور صناعة القرار الوطني، وعلى الصداقات مع العرب على قاعدة الحفاظ على الكرامات، كما أجرى نقداً لما حصل من العام 1990 الى اليوم". ولفتت إلى أن كلام العماد عون موجه إلى الصديق والخصم، مطالباً بالشراكة والاعتراف بالآخر، "وإلا فحضّروا سواعدكم"، وأن "الخطوات المقبلة ستكون عبر اللجوء الى الشعب مصدر كل السلطات، وهو الذي يعتبر أن كل شرعية حقيقية تستمدّ من الشعب". بينما لوحظ أن العماد عون لم يتكلم إلا على تحالفه الجديد مع "القوات اللبنانية"، علماً أن جعجع اعتبر قبل يوم ان ترشيح عون ينقذ لبنان من الانهيار. لكن ماذا بعد كلمة العماد عون؟ والى أين رئاسياً؟ تقرأ المصادر في التطورات المقبلة على المنطقة، أي الاتفاق الاميركي – الروسي الذي بدأت ملامحه تظهر من خلال بدء انسحاب القوات الجوية الروسية من سوريا وتزخيم مفاوضات جنيف من خلال ضوابط سيادية وفقاً لمفهوم النظام السوري، واستمرار الهجمات على "داعش" و"النصرة"، وما قيل عن اقفال محتمل للحدود التركية – السورية، وتخلص إلى أننا سائرون الى حل لا بد أن ينعكس على لبنان. والعماد عون يقرأ جيداً في المنطقة وان لبنان يقع ضمن الاتفاق المنتظر والحل آتٍ، لكنه لا يراهن على الخارج بدليل دعوته المتكررة الى لبننة الاستحقاق الرئاسي ميثاقياً والعودة الى الجذور والميثاق، والى الشعب صاحب المشروع الذي ينادي به. فهو عندما كان محاصراً مالياً وسياسياً وعسكرياً رفض الانصياع، فكيف بالحري اليوم وهو يعتبر انه في قمة قوّته عبر مكوّنه وتحالفاته، وبالتالي لن يكون محاصراً! لذا كل الخيارات مفتوحة أمامه، لكنه يعتبر ان سواعد اللبنانيين جاهزة لإسقاط أي رهان على حل متهور، أو على حروب أخرى لدى الفريق الخصم.

رئاسياً، من المرجح أن تكون الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية كسابقاتها، أما عن القول إن نيسان سيزهر رئيساً في لبنان، فيكتفي مصدر في تكتل "التغيير والاصلاح" بالقول: "إن أتت الرئاسة في نيسان ستأتي إلينا، وإن لم تأتِ إلينا فلن تأتي في نيسان".

 

لبنان في محنته الجديدة

باسم الجسر/الشرق الأوسط/16 آذار/16

كل كيان وطني له قصة. وهي قصص مختلفة عن بعضها بعضا. منها ما تغمس بالدم إثر ثورة أو حرب، ومنها ما اتفقت عليه الدول الكبرى. ومنها ما كان نتيجة إرادة شعبية لمجموعة من البشر متشاركة عرقيا أو دينيا أو لغويا أو اقتصاديا. وكثيرة، عبر التاريخ، هي الكيانات والدول التي قامت، واستمرت وتلك التي تفككت أو زالت. ومن بين الكيانات الوطنية التي نشأت بقرار دولي، ورغم إرادة قسم من أبنائه هو لبنان. وكما هو معروف «دولة لبنان الكبير» أنشئت عام 1920 بقرار من المفوض السامي الفرنسي، الجنرال غورو، رغم إرادة المسلمين فيها، بل ربما رغم رغبة قسم كبير من المسيحيين، الذين كانوا يؤثرون قيام دولة مسيحية أصغر على جبل لبنان، وقسم من بقاعه بحماية فرنسا. إلا أن «الدولة اللبنانية» تحولت - أيضا بقرار فرنسي - إلى «الجمهورية اللبنانية» وسنحت فرصة دولية للاستقلال عام 1943، فكان «الميثاق الوطني» بين زعماء المسيحيين والمسلمين على العيش معًا في كيان وطني واحد مستقل عربي الانتماء القومي. حكم لبنان في السنوات الأولى من الاستقلال بالدستور والميثاق الوطني معا. على الرغم من كل التحولات السياسية والانقلابات التي توالت على المنطقة العربية بعد قيام دولة إسرائيل، وعلى الرغم من «الهزات» الداخلية الطائفية وأخطرها ما سمي بثورة 1958. ثم مرّ لبنان بأزمة انتقال المقاومة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان، التي أشعلت الحرب الأهلية فيه، ودامت خمسة عشر عاما تمزق خلالها الوطن وغابت الدولة، إلى أن كان اتفاق الطائف الذي جدد الميثاق الوطني وأكمله ووضع أسس تدعيم الدولة والوحدة الوطنية مستقبليا.

أنهى اتفاق الطائف الحرب الأهلية، وعزز الكيان الوطني، ولكن الوصاية السورية التي فرضت عليه عطلت إكمال تنفيذه (اللامركزية وتجاوز الطائفية السياسية) ثم كانت ثورة الأرز التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأجبرت القوات السورية على الانسحاب من لبنان، فأمل اللبنانيون بابتداء عهد وطني - سياسي جديد. إلا أن ما لم يكن منتظرا هو أن يتحول «حزب الله» إلى قوة عسكرية مستقلة عن الدولة، تتلقى تعليماتها من إيران، وتعلن تحالفها مع النظام السوري، وأن يعقد حلفا سياسيا مع التيار العوني، الذي يتمتع بتأييد قسم كبير من المسيحيين. وما أدى إليه ذلك من شلل في الحكم وتعطيل للحياة البرلمانية، وفراغ في رئاسة الجمهورية، وإلى ما هو أخطر على حياة اللبنانيين، ونعني الضائقة الاقتصادية، التي بلغت ذروتها مع قرار دول مجلس الخليج «مقاطعة لبنان» نتيجة الحملة العدائية لها التي يشنها قادة ووسائل إعلام «حزب الله». وتدخله في شؤون عدة دول عربية، بل وإرسال مقاتليه إلى سوريا لمساندة النظام ضد الشعب فيها.

لقد استطاع اللبنانيون قادة وشعبًا، تجاوز الثورات والحروب الإقليمية والداخلية والأزمات المتتالية التي سببها «حزب الله» وحليفه العوني، ولكن «الخناق» هذه المرة أشد وأخطر. ذلك أن اللبنانيين استطاعوا التغلب على تخريب الحروب وما بعد الحروب لاقتصادهم، بفضل نزوح مئات الألوف منهم إلى السعودية ودول الخليج للعمل، وتحويل مليارات الدولارات إلى أهلهم في لبنان، كذلك بفضل قدوم عشرات الألوف من السياح والمصطافين العرب الخليجيين إليه، التي شكلت طوق النجاة الأخير للحكم، بل للكيان اللبناني المستقل، ولا نغالي. إذا استمر «حزب الله» في التهجم على السعودية ودول الخليج، واستمر التيار الوطني الحر في تعطيل المؤسسات الدستورية اللبنانية، فإن لبنان واقف أمام هوة مجهولة القرار. من الصعب إقناع «حزب الله» بتغيير موقفه فأمره إيراني. واللعبة الإيرانية في المنطقة تتقدم وتعلو على وجود أو عدم وجود رئيس للجمهورية في لبنان. ولكن الأمر يختلف بالنسبة للتيار الوطني الحر وقواعده الشعبية المسيحية، التي لا تريد حتما أن يحكم لبنان من إيران أو دمشق ولا أن يختنق لبنان اقتصاديا ولا أن يبقى المركز السياسي الأول في لبنان المتفق على أن يملأه ماروني، شاغرا. أمام كل هذه الأبواب المغلقة بوجه الحكم اللبناني واللبنانيين، قد يكون انتخاب رئيس للجمهورية مفتاح باب صغير، ولكنه الباب الذي ما زال مفتاحه في أيد اللبنانيين. وعلى الأخص المسيحيين الموارنة. «ما كل مرة بتسلم الجرة» - يقول المثل اللبناني - وما وصلت إليه الدولة اللبنانية (من فراغ في رئاسة الدولة، وتكدس النفايات في الشوارع ومقاطعة خليجية له) ينذر بأخطار قريبة قد يتعرض لها لبنان دولة وشعبا بل وكيانا. ليس حتمًا أن تندلع حرب أهلية جديدة بين أبنائه، ومن الصعب أن «يتلبنن» «حزب الله» ويتخلى عن ميليشياته و«مقاوماته»، وقد يقوم غدا في سوريا نظام حكم جديد يساعد اللبنانيين على حل مشكلاتهم لا استغلالها لمصلحته.. وقد لا يصل اليأس باللبنانيين إلى حد إعادة النظر بالكيان.. ولكن ما هو راهن وأكيد، اليوم، هو أن لبنان، وطنا ودولة وشعبا واقتصادا، ينزلق نحو هاوية مصيرية مجهولة القرار وأن المسؤولين المباشرين عن هذا الانزلاق هم حزب الله والتيار الوطني الحر، ابتداء من موقفهما السلبي من انتخاب رئيس للجمهورية، وصولا إلى مواقف وزير الخارجية في مؤتمرات عربية وإسلامية، ومرورا بالتدخل العسكري أو الإرهابي لحزب الله في سوريا وأكثر من بلد عربي.

 

هل يستطيع خامنئي ونصرالله النوم أيضاً؟

 محمد مشموشي/الحياة/16 آذار/16

عندما وجه صحافي ألماني، من منطلق إنساني وربما آدمي فقط، سؤاله إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد: «هل تستطيع أن تنام؟!»، لم يكن يخطر في باله ولو للحظة واحدة أن يأتيه جواب الأسد بهذا الشكل: «أنا أبحث عن ساعات للعمل، وليس للنوم». كانت في ذهن الصحافي، وهو يوجه سؤاله، صور الآلاف من النساء والأطفال السوريين يغرقون في البحر وهم يهربون من بلدهم أملا في بلوغ شواطئ أوروبا، وعشرات آلاف الذين يقيمون في العراء على الحدود المقفلة أمامهم، وأكثر من ثلاثمئة ألف قتيل وضعفهم من الجرحى والمعوقين، وملايين المشردين داخل بلدهم وفي جواره القريب والبعيد. كانت في ذهنه أيضاً المسؤولية التي يتحملها الحاكم عندما يستخدم السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة ضد شعبه، وإمكان (مجرد إمكان) أن يؤثر ذلك نفسياً فيه كإنسان قبل أي شيء، وتالياً على عدد ساعات نومه أو نوعه... عميقاً مثلاً، أو قلقاً، أو متقطعاً، أو غير ذلك. وليس خافياً أن الأسد لم يكن موجوداً قبالة صاحب السؤال، لا كحاكم مسؤول عن مصير بلد وحياة شعب، ولا كإنسان أو ككيان بشري خصوصاً، لهذا جاء جوابه على الشكل الذي جاء عليه: التفتيش عن المزيد من الوقت لإنزال المزيد من التدمير بالبلد والبطش بالشعب السوري. هذه الصورة تبدو الأبشع، ليس فقط لدى الصحافي الذي أجرى المقابلة مع الأسد، وقد لمّح إلى هذا بصراحة، بل كذلك في عيون كل من قرأها أو اطلع عليها، عشية انتهاء خمسة أعوام كاملة من ثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد في 15 آذار (مارس) الحالي. ذلك أن رئيس بلد يرى بعينيه (هل يرى فعلاً؟!) قرابة نصف الشعب الذي يحكمه (10 ملايين من أصل 23) وقد تشرد في أنحاء المعمورة كلها، وسقط منه مئات الألوف قتلى وجرحى ومعوقين، كما دمر الكثير من مدنه وقراه وبناه التحتية بصورة كاملة أو جزئية، ثم لا يهتز له جفن أو ضمير نتيجة ذلك، بل يفتش، كما صرح، عن المزيد من الشيء ذاته، إنما يستدعي من الكراهية والحقد والتمرد ما لا تملك عبارة الإحاطة به، ليس لشخصه وقواه العقلية فحسب إنما قبله لمبتدع أسطورة «سورية الأسد» الأول، حافظ الأسد الذي صاغ أسطورته هذه بدماء السوريين، ثم أورثها عملياً، مع الأرض والشعب والدولة، إلى ابنه بشار قبل أن يغادر الدنيا في 2000. إذ لا يمكن تصور أن تحل بسورية الكارثة الأسوأ في العصر (الأكبر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كما تقول الأمم المتحدة)، ويبقى رئيس النظام فيها يعيش حياته كأن لا شيء يعنيه. بل أكثر، أن يتوهم أن في إمكانه أن يواصل الحكم فيها بعدما فقد السيطرة على أكثر من ثلثي الأرض واستدعى ميليشيات وجيوشاً من الخارج للمحافظة على الثلث الباقي... وحتى أن يظن، كما نقل عنه أخيراً، أن في قدرته الدعوة ثم إجراء انتخابات نيابية ورئاسية تعيده وفريقه إلى الوضع السابق من دون تبديل أو تغيير. كما لا يمكن تخيل أن يعمد هذا «الرئيس»، فيما تحاصر قواته والميليشيات التي استدعاها من الخارج مئات الألوف من السوريين وتمنع عنهم الغذاء والدواء، إلى شن حملة لا تتوقف على دول ومنظمات أممية وإنسانية خاصة تحاول تقديم العون للمحاصرين، وحتى أن يظهر كمن يمنّ عليها عندما يقرر فك الحصار موقتاً للسماح بمرور المساعدات. بل أبعد، أن يتهم الدول والمنظمات هذه بالتآمر على سورية وبأنها تلعب دوراً مخابراتياً وعسكرياً ضدها، بينما يعرف القاصي والداني أن أحداً من حلفائه هو (روسيا وإيران والعراق) لم يقدم حبة دواء أو سلة غذاء واحدة للمحاصرين هؤلاء... ولو إلى جانب أطنان القذائف التي يمطرونهم بها منذ سنوات! مع ذلك كله، فهذا «الرئيس» الاستثنائي جداً، والذي يسمع الأوصاف التي تطلقها عليه غالبية زعماء العالم من أنه فاقد الشرعية وقاتل شعبه، لا يرى لزوماً بعدما مرّ به منذ بدء الثورة ضده، لا للأرق في النوم (وما قد يؤدي إليه من عزوف أو استقالة) على خلفية ما يعانيه شعب بلده من تشريد وجوع ومرض وبرد في العراء، ولا حتى للاعتراف بالحقائق السياسية الجديدة في هذا البلد بعد 5 سنوات كاملة من القتل والتدمير على يديه وأيدي حلفائه. لماذا؟ هناك من يجزم بأن الأسد لم يعد يملك ما يمكن أن يقوم به، حتى لجهة الأرق في النوم أو الاستغراق فيه إذا ما كانت له حاجة به. وأنه، بعد مراهناته الكثيرة على قوة نظامه وقوة حلفائه من جهة وعلى تعب الثوار بما يؤدي إلى استسلامهم من جهة أخرى، بات رهينة من دون أي قرار في أيدي هؤلاء الحلفاء. هكذا، لم يعد يوجد في سورية الآن رئيس، وتحديداً هذا «الرئيس» الاستثنائي وغير الطبيعي الذي توجه إليه الصحافي الألماني بسؤاله: «هل تستطيع النوم؟». فهذا السؤال، يرتفع عملياً في وجه كل من المرشد الإيراني السيد علي خامنئي والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله... من دون أن ننسى طبعاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

 «حزب الله» في ميزان لبنان والعراق والجزائر

عبدالله ناصر العتيبي/الحياة/16 آذار/16

استكملت جامعة الدول العربية ما بدأه مجلس التعاون الخليجي باعتبار «حزب الله» تنظيماً إرهابياً، مع رفض من لبنان والعراق وتحفظ من الجزائر. الدول العربية كلها ما عدا ثلاثاً اتفقت على أن الحزب الذي يمثل إيران سياسياً وعسكرياً في لبنان مكونٌ غير مرحبٍ به في المنطقة وخارجٌ عن القانون! لكن مهلاً... أي قانون؟ كيف يمكن أن يكون خارجاً عن القانون والخط الأول في مواجهته، وأعني الحكومة اللبنانية، تعترف به وتزكّي ممثليه في مجلس الوزراء، بل تدافع عنه في الملتقيات العربية والدولية! تسمية «حزب الله» تنظيماً إرهابياً أمر معقد بعض الشيء. الدول العربية تقول عنه أنه إرهابي، لكنها في الوقت نفسه لا تقول عن ممثليه في مجلس الوزراء اللبناني أنهم إرهابيون. لا تقول ذلك لأنها إن فعلت، فستتحول الحكومة اللبنانية كلها إلى جماعة إرهابية من مبدأ ما أسكر قليله فكثيره حرام! وما بني على «وزراء باطلين» فهو باطل! هو إرهابي من حيث المبدأ، لكنه ليس إرهابياً في التفاصيل. هو إرهابي في النظرية، لكنه على مستوى التطبيق خاضع لحسابات معينة! من هو خارج الحكومة من كوادره كحسن نصرالله ونعيم قاسم هم إرهابيون بهذا التوجه العربي، لكن كوادر الحزب في الحكومة اللبنانية مثل وزير الصناعة حسين الحاج حسن، أو وزير شؤون مجلس النواب محمد فنيش ليسا إرهابيين! أية ربكة هذه، وما أضيق عنق الزجاجة هذه المرة!

جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي يعرفان أن لبنان يعيش وضعاً خاصاً لا بد من أخذه في الاعتبار عند التعامل مع الأحداث في هذا البلد الصغير. لبنان منذ استقلاله وهو يتعافى بالمسكنات، ويعيش على الأدوية الموقتة، لأن ديموقراطيته المزعومة غير قادرة على التعامل مباشرة مع مواطنيّة اللبنانيين بلا وسيط، وإنما تحتاج إلى جسر عبور يوصلها إلى المفرد اللبناني. تركب الديموقراطية الجسر مرغمة باستخدام عربة ذات ألوان مفروضة غصباً على الواقع اللبناني، ثم تصيح عندما تصل اللبناني في ضيعته أو مدينته: مرحى للكرامة والعدالة والمساواة وحرية التعبير! هناك ديموقراطية خاصة بالسنّة، وديموقراطية خاصة بالشيعة، وديموقراطية خاصة بالدروز، وديموقراطية خاصة بالمسيحيين، وديموقراطية خاصة بالعاملات الآسيويات في البيوت، وعشرات الديموقراطيات الأخريات، وجمع هذه الديموقراطيات في عقيدة سياسية واحدة أو مذهب مدني واحد ينتج مكوناً مرتبكاً غير قادر على المضي قدماً، وغير قادر على العودة إلى لحظة الاستقلال. ينتج: لبنان! لهذا، فإن توصية جامعة الدول العربية وقرار مجلس التعاون الخليجي في شأن خروج «حزب الله» عن القانون، جاءا في هذا السياق: عبور لجسر معين ووصول إلى منطقة معينة، ثم صيحات وهتافات: مرحى مرحى للحزم والموقف المتشدد! هو خروج عن قانون جزئي في لبنان وكلي في هذه البلاد العربية، وهذا أضعف الإيمان.

هذا بالنسبة إلى لبنان، فماذا عن العراق والجزائر؟ العراق ذو النخبة الطائفية الحاكمة لم ينجح في تمرير «التبعية الإيرانية» باستخدام الديموقراطية والانتخابات الحرة والآمال العظام والوعود الكبيرة، فلجأ في النهاية إلى الحشد الشعبي المسلح ليقوم بالمهمة! في البدء أوهم الطائفيون العراقيين والعالم بأن الديموقراطية هي من جاءت بهم. تكررت كلمة الديموقراطية في وسائل إعلامهم ملايين المرات، كأنها إحدى المنجزات التاريخية لعراق ما بعد صدام حسين، وما فعلوا ذلك إلا من أجل تخدير الناس وتعميتهم، لكن عندما بدأت الديموقراطية المزعومة تتكشف للشعب العراقي عن سلطوية دينية، قالوا إن لنا ديموقراطيتنا الخاصة التي تختلف عن بقية ديموقراطيات العالم فاصبروا علينا. ثم حاولوا إيهام الشعب أن التعددية هي في المحاصصة، لكن مع بقاء السلطة التنفيذية (رئاسة مجلس الوزراء) في يدهم. وعندما لم تنطل كل هذه الخدعات على الشعب لجأوا إلى الخيار الأخير: الطريقة الحزبلّاهية، فأنشأوا الحشد الشعبي وسلّحوه وأطلقوه في المدن والبلدات العراقية، ليتبنى تثبيت التبعية الإيرانية بالقوة! عراق جديد كهذا، كيف يستطيع اعتبار «حزب الله» تنظيماً إرهابياً؟ لو انضم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لإخوته وزراء الخارجية العرب وأسقط «حزب الله»، فسيسقط الحشد الشعبي أوتوماتيكياً، بتشابه الظروف، وفي هذا سقوط للحكومة العراقية الحالية المشرعنة بفتاوى مرجعيات الحشد، وسيسقط في النهاية إبراهيم الجعفري نفسه كوزير للخارجية! أما الجزائر، فقد خبرناها منذ زمن، فهي لا تتدخل في القضايا التي تهم الخليجيين بحجة النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكنها في المقابل على استعداد للتدخل في ما سواها تحت ذرائع شتى! الجزائر لها موقف ثابت من دول الخليج لا يكاد يتغير، ولعل في موقفها الشهير من استباحة جيوش صدام حسين الكويت قبل نحو 25 عاماً، ومعارضتها المتشددة لحرب التحرير، ما يعضد هذا القول. الجزائر تنأى بالنفس دائماً بصمت عن قضايا وجودية خليجية، وأخشى من اليوم الذي تنأى فيه دول الخليج عن دعم مواقف الجزائر بحجة عدم الانجرار للتورط في شؤون الجزائر الداخلية، كما فعلت هذه الدول أخيراً في القاهرة مع لبنان عندما نأت بنفسها عن دعمها في البند المتعلق بالتضامن معها، والمدرج في شكل دائم في أجندات اللقاءات العربية بمستوياتها كافة. 19 دولة من أصل 22 جرّمت تنظيم «حزب الله»، فما التالي؟ وهل يكفي فقط أن يُشهر قرار التجريم على العلن ثم تعود كل دولة لتقوّم الأمر بطريقتها الخاصة؟ قطعت الدول العربية ربع الطريق بإعلان «حزب الله» تنظيماً إرهابياً، وبقي أن تبدأ الدول الـ19 في الإعلان تباعاً تحت مظلة الجامعة العربية، عن تسمية الأحزاب الإرهابية في الوطن العربي، ابتداءً بالحشد الشعبي في العراق، مروراً بحملة السلاح ضد الدولة في ليبيا وتونس، وانتهاءً بجبهة البوليساريو في الصحراء المغربية. على جامعة الدول العربية ألا تكون منصة ردود أفعال فقط، عليها أن تبدأ بالفعل في جمع كل الأحزاب المسلحة من غير تفويض رسمي في الدول العربية في زاوية واحدة ومواجهتها سياسياً وقانونياً وعسكرياً إن لزم الأمر، وعزلها إقليمياً ودولياً، وتجفيف منابع تمويلها حتى تجف وتتساقط! التجريم والتسمية بالإرهاب ليستا سوى مبتدأ الحملة، ما هو مهم هو ما سيلي من إجراءات، لأن ذلك هو ما سيبيّن جدية المشاركين من عدمها! ولأن ذلك هو ما سيقطع أذرع الاختراقات الإقليمية لأمن الوطن العربي الكبير وسلمه!

 

لبنان بين رفض سياسة المحاور وسياسة النأي بالنفس

الدكتور خالد الخير/النهار/16 آذار 2016

مرة أخرى يعود لبنان ساحة يدار فوقها الصراع العربي _ الإقليمي والدولي، وما يحدث فيه على مستوى الحكم يرتبط بمجمله بما يدور في المنطقة، والخطير في الأمر أنّ بعض من يقود هذه الصراعات يعمل على تحقيق أهداف لا تأتلف مطلقاً وصيغة النظام السياسي في لبنان. والمقلق في المشهد السياسي على الساحة الوطنية أنّ الصراع في سبيل ذلك متواصل ومتعدّد الأشكال، وهو يتصاعد أكثر فأكثر تبعاً لتصاعد التطورات والأحداث في لبنان والمنطقة منذ عام 2005، مروراً بحالات الفوضى المتلاحقة في الدول العربية، وصولاً الى حالات التأزم المتصاعدة بين دول عربية عربية، وعربية إقليمية ودولية.

ولبنان منذ استقلاله لم يقوَ على تجنّب التجاذبات العربية والإقليمية والدولية التي تستخدمه من أجل مصالحها، فيتعرض للخطر بين هذه القوى ونفوذها لعلة ارتباط مكوناته مع دول محورية بعلاقات عضوية ومتجذرة ذات طابع مادي وثقافي وسياسي ومذهبي، وأحياناً عسكري، كما أنّ أخطر الأزمات التي هدّدت لبنان الدولة، كانت بسبب ارتباط مكوّناته السياسية والطائفية بهذه الدولة أو تلك، والشواهد على ذلك كثيرة، وأهمها ما حدث في عهد الرئيس الراحل كميل شمعون الذي قرّر الانضمام الى حلف بغداد مع العراق ضد السياسة المصرية الناصرية، وقبول لبنان مشروع إيزنهاور، وكانت النتائج إرهاصات خطيرة هدّدت الدولة تمثلت بثورة 1958، وكذلك اتفاق القاهرة عام 1969 وما أنتج من انقسامات بين المكونات اللبنانية بين مؤيّدٍ ومعارضٍ، وكادت حرب 1975 أن تؤدي إلى زوال لبنان الدولة والكيان، والتي استمرت لعام 1989 وتوقفت مع اتفاق الطائف الذي شكّل خطوة أولية بخروج لبنان من نفق الاقتتال ودخوله رحاب السلام، وكانت هذه الحرب الطويلة حرب الآخرين على أرض لبنان، وعلى أثر اندلاع أحداث سوريا بداية عام 2011، برزت من جديد على الساحة اللبنانية الانقسامات بين مكوّناته السياسية والطائفية والمذهبية، فأحدثت خلافات خطيرة وانقسامات عمودية. وإذا كانت النتيجة الظاهرة لغاية الآن تأزّم وضع الحكم الحالي إلى حدّ انشغاله بنفسه انشغالاً أدى الى شلل سياسي، فإنّ النتيجة المتوقعة لهذا الصراع قد تكون أخطر وأشمل من النتيجة الحالية، بسبب ارتفاع منسوب الصراع، لأنّ الوضع الحالي يجد صعوبة فائقة في الإمساك بالخيوط الضرورية لجوانب الصراعات على الساحة السورية، مما يهدّد باندلاع أحداث داخلية، وربما فتنة مذهبية في لبنان.

في ظلّ الأخطار المحدقة بلبنان، على أهل الحكم أن ينجوا ببلدهم وشعبهم باختيارهم حسن التقويم بين هذه القوى وحسن التوقيت المناسب لإعلان مواقفهم منها. ولتحقيق ذلك لا بد من تبنّي ما أرساه كل من الرئيس المرحوم رياض الصلح والرئيس نجيب ميقاتي اللذين أحسنا التقويم والتوقيت للمواءمة بين مصلحة لبنان وعلاقاته الخارجية العربية والإقليمية، فالأول ووفقاً لمضمون الميثاق الوطني عام 1943، أعلن رفض لبنان سياسة المحاور والمحافظة على التوازن في علاقات لبنان الخارجية، وأن لا يميل مع فريق ضد آخر، وشكّلت هذه السياسة إزاء الخلافات العربية العربية، إحدى أهم قواعد السياسة الخارجية اللبنانية، والتي أرست استقراراً جنّب لبنان الأزمات وحقّق الوحدة بين مكوناته السياسية والطائفية حول الدولة ومؤسساتها. والثاني الرئيس ميقاتي إبّان ترؤسه الحكومة عام 2011، أي بداية الأحداث في سوريا، والتي اتخذت شعارات متعدّدة وبرزت بسببها من جديد على الساحة اللبنانية انقسامات عمودية خطيرة بين مكوناته السياسية من جهة، ومع التدخل الإقليمي والتدخل المتعدد الجوانب المباشر في الساحة السورية من جهة ثانية، برزت انقسامات طائفية أحدثت خلافات خطيرة. هذا الوضع المتأزم أدخل لبنان في نفق مظلم ووضعه في عنق الزجاجة وأظهر خوفاً كبيراً من اندلاع حرب داخلية وفتنة مذهبية. أمام هذا الوضع السياسي والطائفي الخطير في لبنان الذي هدّد الصيغة اللبنانية، بادر الرئيس ميقاتي إلى إعلان مضمون سياسة حكومته الخارجية "النأي بالنفس وبلبنان" عمّا يدور في الخارج العربي، وخصوصاً في سوريا، للمحافظة على وحدة لبنان الداخلية وإبعاد نتائج الحروب السورية عن الساحة الداخلية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع.

وتجنيب الوطن الصغير من الحروب الكبرى لا يكون إلاّ بتبنّي ما أطلقه الرئيسان الصلح وميقاتي، فننهي حروبنا الداخلية الصغرى، وإلاّ ستتلاحق التطورات الخطيرة ويكون بعدها كل شيء جديداً من الجميع وعلى الجميع.

 

آذار السوري بعد 14آذار اللبناني

خيرالله خيرالله/المستقبل/16 آذار/16

بدأ الانسحاب الروسي من سوريا أم لم يبدأ... هل هو مناورة ام انسحاب حقيقي؟ الاكيد ان شيئا حصل يؤكد انه لم يعد من أمل لدى موسكو في المراهنة على بشّار الاسد. ليس سرّا ان الاعلان الروسي عن بدء الانسحاب من سوريا في الرابع عشر من آذار 2016 ليس حدثا عاديا. هل صدفة انه يأتي بعد الرابع عشر من آذار اللبناني في العام 2005 الذي اخرج القوات السورية من لبنان؟ هل يخرج الرابع عشر من آذار السوري بشّار من سوريا بعدما اخرجه الرابع عشر من آذار 2005 من لبنان؟ في ايلول الماضي، بدأ التدخل الروسي المباشر في الحرب على الشعب السوري. تحدّثت موسكو، تحت غطاء محاربة «داعش«، عن ضرورة انقاذ بشّار الاسد الذي صار نظامه في حال «موت سريري«. هل كان فلاديمير بوتين يريد انقاذ بشّار الاسد ام المزايدة على رأسه من اجل ثمن تريد روسيا قبضه؟ استطاع فلاديمير بوتين توفير جرعة حياة جديدة لبشّار الاسد ونظامه وذلك بعدما تبيّن ان الميليشيات المذهبية التي ارسلتها ايران الى سوريا، في مقدّمها ميليشيا «حزب الله« اللبنانية، لم تعد قادرة على تنفيذ المطلوب منها. تحرّك بوتين في الوقت المناسب بتنسيق مباشر مع ايران واسرائيل في الوقت ذاته. من يتذكّر ان الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس« في «الحرس الثوري« الايراني زار موسكو قبيل التدخل العسكري المباشر لروسيا؟

كذلك، لم يتأخّر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المجيء الى موسكو لتأكيد وجود تفاهم روسي ـ اسرائيلي في شأن كل ما له علاقة بالموضوع السوري من قريب او بعيد. فعندما اكتشفت اسرائيل ان هناك من يحضّر لعمليات تستهدفها تنطلق من الجولان، سارعت الى اغتيال سمير القنطار، وهو لبناني كان في سجونها اثر تنفيذه عملية استهدفت سكّان احدى المستوطنات الاسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية في سبعينات القرن الماضي. لم يكن سمير القنطار سوى وسيلة انتهى مفعولها عندما صار واضحاً ان لا شيء يعلو على التفاهم الروسي ـ الاسرائيلي في سوريا.

لم يكن استهداف القنطار بتلك الدقة سوى نتيجة للتنسيق الروسي ـ الاسرائيلي الذي عكس رهانا، موقتا، على بشّار الاسد ونظامه في ظلّ شروط معيّنة. هذه الشروط لم تعد متوافرة حاليا في ضوء اكتشاف موسكو ان ثورة الشعب السوري حقيقية اكثر بكثير مما يعتقد وان لا شيء يمكن ان يوقفها.

يكمن جديد الاعلان الروسي عن بدء الانسحاب العسكري من سوريا في انّ هناك تطورا طرأ على الارض في وقت بدأت في جنيف جولة جديدة من المفاوضات بين النظام والمعارضة بإشراف الامم المتحدة. ليس سرّا انّ سوريا اكتشفت ان بشّار الاسد لم يعد يمتلك قوّات تستطيع الاستفادة من الغارات الجوية التي نفّذتها. وليس سرّا ايضا انّ روسيا تبحث عن ثمن لرأس بشّار الاسد. اكثر من ذلك، ليس سرّا ان ايران ما زالت متمسّكة ببشار الاسد وبإمكان اقامة دويلة تحت سيطرته، ذات امتداد في لبنان. مثل هذه الدويلة تؤمن لإيران جسرا الى «حزب الله« الذي يسيطر على مقدرات الدولة اللبنانية والذي يظلّ الى اشعار آخر كنزا ثمينا لا خيار آخر لدى طهران سوى المحافظة عليه. مثل هذا المشروع الايراني قائم على وهم اكثر من اي شيء آخر لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب الى ان ليس في الامكان اقامة دويلة في سوريا ليس فيها اكثرية سنّية مهما اشترت ايران اراضي ومهما قامت بعمليات تطهير ذات طابع مذهبي. هذا سبب اكثر من كاف لاقتناع موسكو بان ليس في الامكان الذهاب بعيدا في التنسيق مع ايران بدل جني مكاسب تصب في خدمة المصالح الروسية بالاتفاق مع الادارة الاميركية. في مقدّم هذه المصالح الروسية اغلاق الساحل السوري في وجه اي انابيب للغاز يمكن ان يكون مصدره الخليج العربي ووضع اليد على حقول الغاز السوري التي تشكّل ثروة كبيرة. انسحب الروس ام لم ينسحبوا، بات مصير بشّار محسوما. كلّ ما فعله الرجل انّه لعب الدور المطلوب منه ان يلعبه في تدمير سوريا وتفتيتها. مهما تحدّث النظام السوري عن تنسيق مع موسكو في شأن الانسحاب العسكري الروسي، يظلّ السؤال المطروح هل اقتنع بوتين بأن لا مفرّ من قبض ثمن رأس بشّار قبل فوات الاوان؟ في غياب الاجوبة الواضحة والحاسمة عن مثل هذا السؤال، ما لا بدّ من ملاحظته انّ هناك ارتفاعاً لأسعار النفط في الايام القليلة الماضية. مثل هذا الارتفاع للأسعار لا يمكن سوى ان يسرّ الرئيس الروسي الذي يمر بلده بأزمة اقتصادية عميقة، كما يعرف قبل غيره انّ روسيا ليست دولة عظمى، بل كل ما تستطيع عمله هو الاستفادة من تخاذل رئيس اميركي اسمه باراك اوباما يختزل مشاكل الشرق الاوسط وازماته بالملفّ النووي الايراني. ما ثمن رأس بشار الاسد؟ هل قبض بوتين الثمن او بعض الثمن سلفا؟ هل ارتفاع اسعار النفط دفعة اولى اقنعت بوتين بان الرهان على بشّار الاسد رهان خاسر... هذا اذا كان الرئيس الروسي قبل يوماً الدخول في مثل هذا الرهان!

 

حزب الله ولبنان وامتحان الإرهاب عربيا

علي الأمين/العرب/16 آذار/16

تشكل العلاقات الخليجية اللبنانية عنوانا أول في السجال اللبناني الداخلي، لا سيما في ظل تصاعد الإجراءات العقابية التي تتخذها هذه الدول تحديدا، والعربية عموما، تجاه حزب الله، وفي ظل مسار التهدئة الميدانية في سوريا وانطلاق جولات التفاوض العرجاء بين أطراف المعارضة وممثلي النظام السوري، تتنامى المخاوف من أن يكون لبنان مسرح تصفية حسابات لا سيما مع التهديدات التي وجّهها تنظيم داعش إلى حزب الله وإلى الرئيس سعد الحريري، وإلى المسيحيين عموما. القلق من تصعيد أمني في لبنان، احتمال وارد في ظل تردي الأوضاع السياسية، وفي ظل الاهتزاز الاقتصادي والمالي، لكنّ أوساطا دبلوماسية أميركية في بيروت لا تزال تؤكد على أن الرسائل الدولية والغربية تحذر اللبنانيين من الغرق في مستنقع الصراع الدموي، ودعت إلى مواجهة مثل هذه المخاوف الحقيقية بانتخاب رئيس الجمهورية والانتقال إلى مرحلة تحصين المؤسسات الدستورية.

إذا كان الموقف الأميركي والغربي لا يزال في إطار حماية الاستقرار النسبي في لبنان، فإن المتابعة لتطورات الموقف الأميركي – الروسي في الأزمة السورية، باتت تشكل محور الاهتمام العربي والإقليمي، لا سيما أن خروقات بدأت تبرز على صعيد قوى المعارضة ولاحت أخيرا من القاهرة مع إعلان رئيس الائتلاف السوري السابق، أحمد الجربا، عن تشكيل تيار الغد في سوريا قبل أيام، والذي قرأته أوساط إقليمية باعتباره تطورا داخل المعارضة يقوم على استثمار الثقل المصري في المعادلة السورية، لا سيما أن القاهرة متمسكة بدورها العربي، ولكن هذه المرة بوجهة جديدة تقوم على منافسة دول إقليمية كتركيا وقطر، على التأثير في خيارات المعارضة. هذه المؤشرات الإقليمية في المشهد السوري، جعلت حزب الله أكثر تمسّكا بسطوته في المعادلة اللبنانية. برز ذلك من التعامل مع التصعيد الخليجي بمزيد من توجيه رسائل باتجاه الداخل والخارج اللبناني مفادها أن إيران، من خلال حزب الله، ليست في وارد إنجاز تسوية في لبنان لا يكون حزب الله هو الحاكم فيها، وضمن معادلة دولة داخل الدولة وموقع إيران الثابت في مواجهة أي منافسة عربية على لبنان.

إذا خُيّرنا بين الانحياز للتضامن العربي وإيران، فإننا نقف إلى جانب إيران. قالها أحد وزراء حزب الله داخل مجلس الوزراء خلال الإعداد لبيان الحكومة الشهير الذي صدر في أعقاب الإجراءات الخليجية العقابية. قالها ردّا على سؤال من أحد وزراء تيار المستقبل.

هذا الجواب يختصر، إلى حد بعيد، السياق الذي عليه الموقف اللبناني من الاستحقاقات العربية، سواء في اجتماع وزراء الخارجية العرب منذ أيام الذي أدرج حزب الله على لائحة الإرهاب العربية، وهو ما يمكن أن يقر في القمة العربية المقبلة. أي أن لبنان لا يمكن أن يتخذ موقفا رسميا صريحا بتأييد أي موقف عربي يدين إيران، فكيف إذا كان المشروع الخليجي المرجح اقتراحه على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب، إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب عربيا؟ الموقف الخليجي اتخذ خيار المواجهة بوجه الاختراقات الإيرانية في المنطقة العربية. هذا القرار يتأكد يوما بعد يوم، لكن أعباءه اللبنانية تصطدم بخيارات لبنانية يبدو أن تيار المستقبل ليس في وارد تحمّلها. وذلك انطلاقا من أن أولوية حماية الاستقرار الداخلي والحفاظ على الحكومة العرجاء يتقدمان على ما عداهما. هذا ما يقوله أكثر من قيادي فعلي في هذا التيار، بل ذهب البعض منهم إلى القول إنه ليس في قدرة أصدقاء السعودية ودول الخليج مجاراتها في قرار المواجهة الذي اتخذته، رغم قناعة هؤلاء بمبرراته والأسباب الموضوعية التي تدفع دول الخليج إلى مثل هذا القرار التاريخي والاستراتيجي. بل أكثر من ذلك، يذهب بعض حلفاء السعودية إلى التذمّر من توقعات الرياض والخليج، والمبالغة في ما يوحون بأن حلفاءهم اللبنانيين عليهم، أو قادرون على أن يفعلوه في سياق المواجهة، خصوصا أن الخليج “سلم لبنان لسوريا 15 عاما، منذ اتفاق الطائف إلى 2005، وسلمه لإيران من 2005 إلى اليوم، مهملا قوى السيادة على أكثر من مستوى”. فكيف يطلب منهم المواجهة والانقلاب السياسي اليوم؟ وكيف لهم أن يواجهوا دون عدة المواجهة؟

“لم تطلب المملكة أو أيّ مسؤول فيها من تيار المستقبل تبني موقفها، وليس من عادة المسؤولين السعوديين الطلب من أصدقائها ما تتمناه، هي ترغب بمواقف متصاعدة لأصدقائها تجاه حزب الله على المستوى الرسمي وغير الرسمي”. هذا ما يؤكده أحد الوزراء المستقبليين. فالمملكة لا تملي، بل تترك لأصدقائها في لبنان أن يتصرفوا بحسب تقديراتهم، وبالتالي فإن أصدقاء المملكة، واللبنانيين عموما، يتصرفون بما تمليه عليهم مصالحهم الحزبية والوطنية. ودول الخليج أيضا تتخذ إجراءاتها الإيجابية أو السلبية بناء على مصالحها وتقديراتها لمتطلبات المواجهة التي تخوضها مع إيران في أكثر من ساحة عربية.

لا شك أن أسئلة وهواجس عدة تتحكم في أصدقاء دول الخليج من اللبنانيين حيال المرحلة المقبلة. وهي لا تتصل، حصرا، بتيار المستقبل ولا الساحة السنية، بل تتعداها إلى الساحة المسيحية التي باتت في موقع ملتبس.. بل في موقع أقرب إلى أن تكون في حالة اهتزاز العلاقات المميزة التي ربطت فئات واسعة من المسيحيين بنظام مصالح كبير مع دول الخليج. ذلك أن ما يسمّيه خبير في الشأن السعودي “بداية بروز رأي عام خليجي” بدأت مؤشراته من شبكات التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى عدد من الكتاب الصحافيين الشباب. هذا الرأي العام بدأ يظهر ردة فعل على ما يتلمّسه من أجواء مسيحية لبنانية معادية للسعودية، ودول الخليج عموما. ذلك أن ما يسمّيه المصدر الوزاري “الخيبة من المسيحيين” لا يتصل بموقف القوات اللبنانية، بقدر ما هو تعبير عن أن الصورة العامة لموقف المسيحيين تبدو سلبية من دول الخليج ودورها في لبنان. ولعل هذه الصورة كانت العنصر الأكثر تأثيرا في قرار وقف الهبة السعودية للجيش اللبناني، لا سيما بعد صدور “القرار الفضيحة” من المحكمة العسكرية بإطلاق سراح ميشال سماحة. قرار كان له صدى سلبي على مستوى الخليج، بما يحمله من دلالات عن تقاعس المؤسسة التي أصدرت القرار. في كل الأحوال ثمة قناعة باتت تترسّخ في وعي العديد من السياسيين أن لبنان لا يجوز أن يبدو في موقع المتسوّل، وأن خيار دعم المؤسسة العسكرية وتسليحها هو خيار وطني لبناني، يجب أن يتحمّل اللبنانيون مسؤوليته. لذا يجب أن يبدأ اللبنانيون بالانطلاق من مسلمة أن الدعم الخليجي للبنان صار من الماضي، وأن البحث عن البدائل من المنح هو بالاتكال على الذات.

 

الجنرال التايواني و14 آذار الأصلية

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/15 آذار/16

يبدو أن تشبيه الدكتور سمير جعجع للمرشّح الرئاسي سليمان فرنجية بأنّه "8 آذار أصلي بينما عون 8 آذار تايواني"، قد وجد صدى في ذهن النائب ميشال عون المتلقّف كل جملة رنّانة، فلجأ إلى التوصيف عينه في إطار مختلف وذلك في الذكرى الأحبّ إلى قلبه، بعد 13 تشرين، ذكرى 14 آذار (1989)، فقال في عشاء الحبتور وفي قلبه كل الحُبور "أطلقوا على أنفسهم تسمية 14 آذار.. لكن اليوم، سقطت 14 آذار التايوانية وبقيت الأصلية". كثيرون، من محبّي الجنرال عون ومريديه، نسوا أو تناسوا الظروف التي سبقت اليوم المجيد. لا بأس من الإضاءة قليلاً، بعد وصول العماد عون إلى قصر بعبدا في تشرين الأول من العام 1988 طُويت أولاً صفحة انتخاب رئيس للجمهورية من دفتر الأولويات، بعد لقاءات تونس، وقرّر عون في الأسبوع الثاني من آذار 1989 إغلاق المرافئ غير الشرعية (بقواه الذاتية) في المناطق التي كانت خاضعة للقوات السورية وميليشيات حركة أمل، والحزب التقدمي الإشتراكي، وحزب الله، وسائر الميليشيات والأحزاب التي تدور آنذاك في فلك سوريا - الأسد. يكتب النائب السابق ألبير منصور في كتابه الأول، "الإنقلاب على الطائف" أن بعد نصحِه الجنرال الإكتفاء بالموقف السياسي وعدم استخدام القوة العسكرية. وبعد عرض لخطة واقعية لقيت أذنين صمّاوين، قال منصور لعون: "غداً تمنع السفن من الوصول إلى المرافئ غير الشرعية في الجيّه والأوزاعي، فيقصفون المرافئ الشرعية في بيروت وجونيه فتقفل هي الأخرى، فيصبح حصارك لهم حصاراً لك".

قال عون: "هذا إعلان حرب".

قلتُ: "نعم! وماذا بعد ذلك".

قال: "إذن الحرب".

قلتُ: "هذا ما يطلبون، فهم يستدرجونك إلى حيث يريدون"

قال: "فليكن".

قلت: "هذا انتحار"

قال: "أريد أن أنتحر"

قلت: "كان عليك أن تنتحر قبل أن تتسلم قيادة الطائرة. أما اليوم فليس بيدك أن تنتحر لأن انتحارك يعني انتحار جميع الراكبين في الطائرة التي تقود. كان عليك أن تنتحر قبل أن تصعد إلى الطائرة وتتسلم قيادتها".

كان ذلك قبل ثلاثة أيام من إعلان حرب التحرير. أي في 11 آذار 1989. أخذ الجنرال عون يومَها واحداً من أسوأ قراراته العسكرية، وعاد في الأمس ليعيد صياغة التاريخ، ناسباً لنفسه بطولة وهمية، دفع الأبرياء ثمنها.

في سهرة الحبتور قال الحكواتي لجمهور المستمعين: "كنتُ محاصراً مالياً وعسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً، وكانوا يريدون أن يفرضوا عليّ أمراً واقعاً، يقضي بأن أرفع يديّ وأستسلم من دون قيدٍ أو شرط. انطلاقاً من هنا، وُضعتُ أمام خيارين: إما أن أستسلم وتُفرض علينا الإرادات الخارجية على مدى الدهور، أو أن أقاوم، وحتى لو خسرت في مقاومتي، أكون قد حافظت على حقّنا بالاستقلال والمطالبة به، وبعودة السيادة؛ فرفضنا الاستسلام، وعندها بدأت النيران تنهمر علينا من كل الجهات المحيطة بمركز قيادة الجيش والقصر الجمهوري".

لم يقل إنّه هو من "حركش" بوكر الدبابير باحثاً عن دور يدخله التاريخ حتى لو خرج وأخرج الآلاف من جغرافيا الوطن.

في ذكرى 14 آذار "الأصلية"، لم يأتِ الجنرال الثمانيني على ذكر أي دور للجيش العربي السوري المحوري في معركة "التقاصف". مجهولون قصفوا القصر الجمهوري وأفسدوا خطة التحرير المحكمة. أما 14 آذار التايوانية، والجمهور العوني من مكوّناتها - وليس جدّها ولا أباها ولا أمها ولا إبنها - فقد تمكّنت بسلميّتها أن تعيد الجيش السوري إلى بلاده  بعد ثلاثة عقود من الوصاية والإحتلال.

هذا بخصوص الذكرى. أما الغاية المنشودة أمس، اليوم وغداً فهي استعادة القصر.

"سنستعمل جميع الوسائل المتاحة للوصول إلى الغاية المنشودة. فجهّزوا سواعدكم"، قال مرشح 8 آذار التايواني في ختام موعظته، وهو يقصد بالطبع "جهّزوا أقدامكم"، فاقتُضي التصويب.

 

نص خطاب عون/العماد عون في ذكرى الرابع عشر من آذار: جهزوا سواعدكم

موقع تيار عون/15 آذار/16

شُرِّعت الأبواب لكلّ أنواع الحلول، ولن نسمح بعد اليوم بالتمديد للوضع المستمر منذ العام 90

العماد عون في ذكرى الرابع عشر من آذار: سنستعمل جميع الوسائل المتاحة للوصول إلى الغاية المنشودة.. فجهزوا سواعدكم

ألقى دولة الرئيس العماد ميشال عون كلمة في العشاء السنوي الذي أقامه التيار الوطني الحر في ذكرى الرابع عشر من آذار، جاء فيها:

أحبائي وأصدقائي، أبدأ بالترحيب بسعادة السفراء، السيد ألكسندر زابسكين سفير روسيا، السيد جونغ يونغ سفير الصين، السيدة أنيتا نايار سفيرة الهند، السيد بيلين مايلز سفير أوستراليا، السيد خوسيه ميغيل مانجاكا سفير تشيلي، وممثل الاتحاد الأوروبي ماتشيه كولومبياسكي، وممثل فرنسا جان كريستوف أوجيه.

نحن اليوم نحيي الذكرى الـسابعة والعشرين لـ14 آذار ، وقد سلمنا الأمانة إلى الوزير جبران باسيل، والهيئات المنتخبة. نهنئ قيادة الحزب الجديدة، خصوصاً وأنّ هذا هو اليوم الأول لبدء تطبيق النظام الداخلي الجديد، الذي ترتكز قواعده على مبادئ الديمقراطية.

تجدر الإشارة، إلى أننا حتّى يومنا هذا، لم نستطع أن نفهم في لبنان معنى الديمقراطية والمساواة والإنصاف. وكذلك الأمر بالنسبة للشرق، الذي لم تقم فيه بعد مثل هذه التجربة، أي أن يكون هناك حزب ديمقراطي يبدأ من القاعدة ويصل الى القمة.

نحن نعمل في التيار على توسيع قاعدة الثقافة الديمقراطية، فحزبنا كبير، ويستطيع الأولاد إلى جانب أهلهم أن يتعلموا معنى الديمقراطية الحقيقية، لربما نستطيع أن نرفع مستوى الثقافة السياسية في مجتمعنا، ونتمكّن من تحسين الصورة بشكل أكبر، فيأتي الجيل الجديد، ويساهم بدوره بتحسينها أكثر فأكثر.

وبالعودة إلى المناسبة التي اجتمعنا من أجلها اليوم، مناسبة 14 آذار، ونسأل من نحن من 14 آذار؟! لقد كنتُ رئيس حكومةٍ انتقالية، إلى جانبي جيش وشعب، ولكننا كنا مطوّقين في بقعة صغيرة مع قوة محدودة، تقابلها قوّة غير محدودة، وقادرة على أن تزيد من قوتها بقدر ما تشاء. كنت محاصراً مالياً وعسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً، وكانوا يريدون أن يفرضوا عليّ أمراً واقعاً، يقضي بأن أرفع يديّ وأستسلم من دون قيدٍ أو شرط. انطلاقاً من هنا، وُضعتُ أمام خيارين: إما أن أستسلم وتُفرض علينا الإرادات الخارجية على مدى الدهور، أو أن أقاوم، وحتى لو خسرت في مقاومتي، أكون قد حافظت على حقنا بالاستقلال والمطالبة به، وبعودة السيادة؛ فرفضنا الاستسلم، وعندها بدأت النيران تنهمر علينا من كل الجهات المحيطة بمركز قيادة الجيش والقصر الجمهوري.

لقد أُنقذنا بأعجوبة، لا سيّما أن الضربات كاانت مباشرة وقوية جداً. ولكننا قاتلنا من أجل مبادئنا، وللمحافظة على سيادة وحرية واستقلال جميع اللبنانيين. كما أننا حاربنا أيضاً من أجل قيمٍ، منها حرية المعتقد وحق الاختلاف مع الآخر، وحرية التفكير والتعبير. وجودنا يفرض علينا أن نعيش أحراراً. لذلك قلنا في حينه "إن الحياة خارج إطار الحرية هي شكلٌ من أشكال الموت".

كنا ولا زلنا نتعاطى مع الآخر على أساس هذه القيم، سواء كان هذا الآخر من الداخل أو من الخارج. مع الخارج، نحن نبحث عن صداقة الجميع، ونحاول أن نكون ندّيين، بحيث نتعامل مع الدول الأخرى باحترام متبادل ونتحاشى العداء، مفضلين أن نكون متفاهمين معها. ولكن عندما ينكر علينا البعض حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا، فهذا الأمر غير مقبول. نحن سندافع عن أنفسنا أينما شئنا، وكيفما أردنا، لأن هذه القضية تتعلق بنا، وبنا فقط.

لدينا حدود وأرض وشعب، وهي غير مرهونة لأحد. من واجبنا أن ندافع عنها بكل الوسائل المتاحة لدينا، من دون أن يشكل ذلك أي أذى لغيرنا. نحن كما قلنا نريد الصداقة مع الخارج، ولكننا لا نريد صداقة يترتّب عنها فرض إرادة معيّنة علينا، فأي محاولة تنكر حقنا في الدفاع المشروع عن أنفسنا هي أبشع بكثير من الاعتداء المسلّح علينا.

أما مع الداخل، فيجب أن تكون هناك شراكة مطلقة في القيم التي ندافع عنها، ونعني بها حرية المعتقد، حق الاختلاف مع الآخر، حرية الفكر، وحرية التعبير. وهذا ما يميّز من لديه تبعية للخارج عمّن لديه صداقة حقيقية. ونحن نفضّل الأصدقاء الأصحّاء، وهؤلاء هم أساساً من نتعاطى معهم. كثيرون خسروا التضامن مع محيطهم الوطني لكي يحفظوا صداقات أو بالأحرى تبعية معيّنة للخارج. وهؤلاء أيضاً، هم اليوم من يعرقل مسيرة الحكم الوطني الداخلي، ومسيرة الإصلاح، لأنهم لا يستطيعون أن يتصرّفوا من خلال ما تمليه عليهم واجباتهم الوطنية، وحريتهم، إنما هم يعيشون تبعية معينة تقوم بتخريب كل ما له علاقة مع الداخل والخارج.

لقد اتفقنا مؤخراً مع القوات اللبنانية لرغبة داخلية عندنا، ولرغبة اللبنانيين ولنداءات من غيارى على مصلحة لبنان، من رجال دين ودنيا وحتى من دبلوماسيين موجودين معنا اليوم.

نحن حلمنا ونحلم، وعملنا ولا زلنا نعمل كي يكون لدينا وطن مزدهر ومتماسك، إلاّ أنّه تعذّر علينا التقدّم في هذا المضمار لأسباب عديدة، وكلّ ما حققناه كان نسبياً محدوداً، وكان لجهة منع الأمور السيئة أكثر منه لجهة تحقيق أمور إيجابية، وما عرقلنا هو الفساد المستشري في الحكم. كانت هناك مقاومة كبيرة لأيّ تدبير إصلاحي، سواء كان يتعلّق بالأشخاص أو بالنصوص القانونية؛ فمؤسساتنا مهترئة، والدستور والميثاق والقوانين منتهكة.. والتمديدات التي حصلت غير دستورية وغير شرعيّة، لمجلس النوّاب، وكذلك الأمر بالنسبة للتمديدات لكبار الموظّفين الأمنيين.. تمّ انتهاك القانون بكلّ هذه الأمور، ولم يبقَ لدينا لا معالم ولا مراجع نتّبعها في إدارة الحكم وإدارة البلاد ومصالح الناس. كلّ هذه الأمور لا تزال مستمرّة ونحن نرفضها...!!

عندما ننتقد شخصيّة معيّنة فاسدة أو إدارة فاسدة، يقولون إنّ هذا الفساد ناتج عن الطائفية، ونحن لا نريد أن ندافع عن الطائفية كنظام لأنّنا علمانيون، ولكن إلى حين أن يقبل مجتمعنا النظام العلماني، يجب أن يعلم الجميع أنّ هناك أناساً شرفاء في كلّ الطوائف، وهؤلاء هم من يجب أن يستلم الإدارات، لأنّ الفساد الموجود اليوم في الحكم وفي الإدارة، يعكس صورة من عيّنه، وكلّ من تجدونه فاسداً في الدولة، إسألوا عمّن عيّنه، وستجدون أنّ من عيّنه فاسدٌ أيضاً..

لدينا الكثير من الشرفاء والكفوئين، وإذا تابعنا بنفس النهج في إدارة الحكم، سنصل إلى جهنّم وقد أصبحنا على مشارفها..!!

يجب أن نعرف الداء لنصف الدواء، وإلا لن نستطيع الإصلاح، والداء الذي ينخر جسم الوطن هو قانون الانتخاب..

هذا القانون خلق عدم توازن وعدم إنصاف وعدم مشاركة في إدارة الوطن، فيما لبنان مبنيّ على التوازن والمشاركة. قانون الانتخاب هذا منبثق عن مجلس نيابي باطل لأنّه انتُخب بنسبة 13% من أصوات اللبنانيين في العام 1992، وهذا النسبة لا يمكنها أن تتنج مجلساً شرعياً في كلّ بلدان العالم..!! هذا المجلس وضع قانوناً انتخابياً مفصلاً على أساس أنّ تحوز الطبقة التي كانت حاكمة في حينه، على الأكثرية بشكل مستمر، والمؤسف أنّهم استعملوا التوزيع الطائفي الخاطئ لتمثيل الطوائف. فالمعروف أنّ القانون ينصّ على المناصفة في عدد النوّاب بين المسلمين والمسيحيين، وهذه حقوق وطنية للمسيحيين وليست حقوقاً طائفيّة يطالبون بها، لأنّهم لا يطالبون بتخفيض عدد النواب المسلمين أكانوا شيعة أو سنّة أو دروزاً أو غيرهم، إنّما يطالبون باحترام القانون، لأنّ هناك خلل في التوزيع الديمغرافي على الأرض، و"خطيئة" المسيحيين كانت بانتشارهم على 22 قضاء حيث عاشوا وتداخلوا مع كلّ الطوائف، وبهذا باتوا أقليّة مع الطوائف الأخرى في كلّ قضاء، بالرّغم من أنّ الأعداد اليوم متساوية بين المسيحيين والمسلمين، مع فائضٍ بسيط للمسيحيين.

إذاً، عندما يكون التوزيع طائفياً وتكون الدّائرة الواحدة ذات أغلبية طائفة معيّنة، سيكون تمثيل الطائفة التي تشكّل الأقلية في الدائرة ناتج عن أصوات الأكثرية، وبالتالي يتحتّم على هذه الأقليّة أن تتبع سياسة الأكثرية سواء كانت توافقها أو تعارضها، وهذا ما هو حاصل في وطننا اليوم.. نحن لا نتحدّث طائفياً ولا نطالب برفع عدد النواب المسيحيين، إنّما نطالب بتوزيع عادل في الدوائر، فالمواطن في البترون يصوّت لنائبين، وفي كسروان يصوّت لخمسة نوّاب، وفي المتن يصوّت لثمانية نوّاب، وفي بيروت الثالثة يصوّت لعشرة نوّاب، وفي البقاع أيضاً يصوّت لعشرة نوّاب.. إذاً، صوت اللبناني في دائرة معيّنة يوصل نائبين اثنين فقط إلى المجلس، فيما صوت لبنانيّ آخر في دائرة أخرى يوصل عشرة نوّاب، وكلّ ذلك انطلاقاً من قانون انتخابي أكثري، ما يعني أنّ فارق صوت واحد بين لائحتين متنافستين كفيل بإنجاح عشرة نوّاب في دوائر معيّنة، فيما اللائحة التي حصلت على تصويت النصف ناقص واحد، لا يحقّ لها أن تتمثّل بأيّ نائب.. لذلك، نحن طالبنا ونطالب ونريد أن نطبّق قانوناً انتخابياً يقوم على النسبية، لأنّ هناك أقليّة وأكثريّة داخل كلّ طائفة، والقانون النسبي يعطي كلّ منها التمثيل العادل، وبهذا يتمثّل الجميع بمجلس النواب، ليصبح صورة كاملة ومتكاملة عن خريطة الشعب اللبناني.. هم يرفضون هذا القانون لأنّه ينقذنا من امتياز يجعل منهم أسياداً علينا..!! ومن هنا ينتج عدم التوازن وعدم المشاركة، كما تنتج النزعة إلى سيطرة طائفة على طائفة أخرى، وهذه هي المشكلة.. نحن أمام هذه المشكلة بصرف النظر عن الفساد الذي سنحاربه وعن الأموال المهدورة وعن كلّ المشاكل التي تعترضنا يومياً..

هذا الغبن الناتج عن قانون الانتخابات لا يلحق فقط بالمسيحيين، إنّما بكلّ لبنانيّ، وخصوصاً عندما قاموا بالتمديد للمجلس النيابي.. تمديدهم للمجلس يعني اغتصابهم للسلطة، لأنّه ما من شرعيّة لأيّ سلطة غير مُستمدَّة من الشعب مباشرة، وهذا يرد في الفقرة "د" من الدستور اللبناني التي تنصّ على أنّ الشعب هو مصدر السلطات ويمارسها من خلال المؤسسات الدستورية..

أنا اليوم نائب غير منتخب، ولذلك لا أملك شرعيّة النيابة، لأنّ الشرعيّة تٌعطى من الشعب، وليس من نوّاب صوّتوا لأنفسهم..!! هل يجوز لأيّ محامٍ أن يمدّد لوكالة من دون أن يوافق الموكّل؟ هذا الأمر لا يمكن أن يحصل.. إلاّ أنّه في لبنان، هناك أكثرية حاكمة لا تعمل وفقاً للقوانين ولا تعي كيفية التصرّف مع المواطنين، وهذه الأكثرية وُلدت في العام 2009 لمدّة 4 أعوام، وبعد انتهاء مهلتها، قامت بالتجديد لنفسها 4 أعوام أخرى..!! لا يحقّ لأحد اليوم أن يتحكّم بانتخابات رئيس الجمهوريّة، لأنّ الأكثرية الموجودة اليوم منتهية الصلاحية منذ العام 2013، وانتخابات الرئاسة كانت في العام 2014... لماذا يتهرّبون من انتخاب الرئيس ولماذا يتّهموننا بالتّعطيل؟ لماذا يجب أن نعطي الشرعية لمن ليس له شرعيّة؟؟!! كيف من الممكن لفاقد الشيء أن يعطيه؟؟!! كيف من الممكن لفاقد الشرعية أن ينتخب رئيساً شرعياً؟؟!! وبإسم من يريد أن يحكم؟؟!!

نحن لا نطالب بتغيير الطائف كما يدعّي البعض، بل نريد تفسير إتفاق الطائف تفسيراً صحيحاً، لأنّ كلّ الموجودين في السُلطة اليوم، لهم عدّة تصريحات، تفيد بأنّ الطائف جيّد ولكنّهم قاموا بتنفيذه بشكلٍ سيء وحتّى انّ هناك الكثير من البنود التي لم تُنفّذ. إنّكم تعترفون بهذه الأمور، بالإضافة إلى انّ النصوص ووثيقة الوفاق الوطني موجودون أمامنا.. أين المناصفة في التمثيل؟! أين قانون الإنتخاب الذي يجب أن يحافظ على صحّة التمثيل لمختلف شرائح الشعب اللبناني وعلى قواعد العيش المشترك؟!! ما أهميّة قواعد العيش المشترك في غياب مبدأ العدالة بين الجميع؟! تحرموننا من حقوقنا وتطلبون منّا أن نحترم قواعد العيش المشترك..؟!!

بعد تجربة 11 عاماً، لست مرتاحاً. لم أكن مرتاحاً قبل أن أعود إلى لبنان، مع انّ الأمل في داخلي كان كبيراً. بعض من هم في السُلطة اليوم جاءوا الى فرنسا قبيل عودتي إلى لبنان ودعوني الى تناول "الترويقة" في أحد فنادق باريس، وبعد إنتهاء الجلسة بيننا، ذهبوا إلى وزارة الخارجيّة الفرنسية ليطالبوهم بتأخير عودتي إلى لبنان إلى ما بعد الإنتخابات النيابية..!! وقد تحدث معي عدد من المسؤولين في هذا الموضوع، وقالوا لي إنّه يجب ألا نقسم المعارضة !.. فقلت لهم، كيف يمكنني أن أقسم المعارضة وأنا من أسسها؟؟ أنا جدّ المعارضة، ووالدها وإبنها..!

في ذكرى 14 آذار أيضاً، منذ بضع سنوات، قلتُ إنّهم سرقوا منّا هدف 14 آذار والتاريخ والشِعار.. وأخيراً نادوا بالحرية والسيادة والإستقلال، وأطلقوا على أنفسهم تسمية 14 آذار.. ولكن اليوم، سقطت 14 آذار التايوانية وبقيت الأصلية!!

نحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ 27 لـ 14 آذار وسنبقى مئات وآلاف السنين، طالما هناك وطن إسمه لبنان. انّ المطالبة بالسيادة، والحرية والإستقلال هي من أجل هويتنا ومعتقداتنا، ومن أجل المحافظة على إسمنا. هذه الأمور التي تخصّ كلّ إنسان عاش معنا أو سيأتي بعدنا، لأنّ هذه القيم ملك له، وهي إرثه وتاريخه، ولا يمكن أن تموت. من يموت هو الذي جاء ليستغلّ حدثاً معيناً ويستثمر عطفاً مرحلياً كي يفرض نفسه على اللبنانيين.. ولكن لا بدّ لكلّ شيء سيء أن ينتهي..!

منذ سنتين، كان الفراغ في رئاسة الجمهورية، في حين انّنا حاولنا بكلّ الوسائل إعادة تكوين السُلطة مجدداً. ومن أجل تكوين السُلطة بعد الفراغ، كان لزاماً إنتخاب مجلس جديد للنوّاب، وذلك بعد نهاية ولايته في العام 2013. قلنا لهم، إنّه لا يحقّ لمجلس غير شرعيّ أن ينتخب رئيساً للجمهورية، بل يجب إعادة تكوين السلطة من خلال إنتخابات جديدة. ماذا يمنعنا من إجراء إنتخابات نيابية وبعدها ينتخب هذا المجلس رئيساً للجمهورية؟ لكنّهم رفضوا وأصروا على الإتيان برئيس قبل الإنتخابات النيابية في حين انّ الإستحقاق النيابي يسبق الرئاسة! لقد تحججوا بسوء الوضع الأمني، في الوقت الذي شهدت سوريا والعراق، أيّ في الدول التي تخوض حروباً منذ سنوات، إنتخابات نيابية!! يقولون لنا إنّ الوضع الأمني في عرسال لا يسمح بإجراء إنتخابات نيابية.. أتذكّر جيداً انّ هناك بلدة في الشوف، تُدعى بريح، لم يتمكن أهلها من العودة إليها، فتمّ وضع صندوق إنتخابي لأبناء هذه البلدة في مدرسة الأنطونية في بعبدا.. ماذا يمنع من وضع صندوق إنتخابي بعيداً بضعة كيلومترات عن عرسال كي يتمكن أهلها من ممارسة حقّهم في الإنتخاب..!؟ليست الظروف السيئة وحدها تتحكّم بالقرار في لبنان، إنّما أيضاً هناك نوايا سيئة. ها هم اليوم، يرفضون إجراء إنتخابات نيابية، لأنّهم يخافون من الهزيمة، التي ستؤدي حكماً لإنتهاء "شهر العسل" الذي إمتدّ لأكثر من 26 عاماً!! لقد طرحنا إنتخاب الرئيس من الشعب مباشرةً، لتخليصه من الإرتهان للدول، والإرتهان لمجموعات النواب التي تمثّل مصالح تتعارض مع تطلعات الشعب اللبناني. الانتخاب المباشر، كما يحصل في معظم دول العالم، أفضل وسيلة لانتخاب رئيس للجمهورية، وذلك مع إحترام نظامنا الطائفي، حيث انّ هناك آلية معيّنة يمكن اتباعها.. ولكن جاء الرفض! طرحنا أيضاً إجراء إنتخابات نيابية لتشكيل مجلس جديد للنواب الذي إنتهت ولايته، جاء الرفض أيضاً، إذ إنّهم يريدون الإتيان بالرئيس قبل الإنتخابات النيابية من أجل فرض الأكثرية التي يتمتعون بها على إرادة الشعب اللبناني، الذي لم يعطِ هذه الأكثرية أيّ تفويض لأنّه لم ينتخبها. تنص الفقرة "د" من مقدمة الدستور اللبناني، على "انّ الشعب هو مصدر السلطات"، يمارسها بواسطة المؤسسات الدستورية التي ينتخبها، ولكنّه في هذه الحالة لم يقم بإنتخابها.. قلنا إنه لا يحقّ لكم التصرّف بهذه الطريقة! يحقّ للشعب اللبناني، نظراً لعدم قيامكم بواجباتكم، أن يستردّ السلطة كي يمارسها بنفسه.. إحترموا إرادة أكثرية الشعب اللبناني.. وهنا جاء الرفض أيضاً. لا يريدون إلاّ ان ينتخبوا رئيس الجمهورية المناسب لهم، وعلى طريقتهم. لدينا ميثاق وطني، يقوم على تعيين الأكثر تمثيلاً لدى الطائفة السنية رئيساً للحكومة، والأكثر تمثيلاً لدى الطائفة الشيعية رئيساً لمجلس النوّاب، لماذا ترفضون الأكثر تمثيلاً لدى المسيحيين أن يأتي رئيساً للجمهورية؟؟!!.. شتاءٌ وصيف تحت سقف واحد! أعتقد انّ كلّ هذه القصّة إنتهت، ولن نقبل بعد اليوم أن تكون كلّ مصالح الشعب اللبناني فريسةً للأهواء والمصالح التي تمنع من تنفيذ أيّ إصلاح وإعادة الأمور الصحيحة إلى مكانها.

لقد شُرِّعت الأبواب لكلّ أنواع الحلول، ولن نسمح بعد اليوم بالتمديد للوضع المستمر منذ العام 1990 حتّى الساعة. لا تيأسوا ، فلدينا الإرادة كما الإمكانات اللازمة لتحقيق التغيير وحلّ المشاكل العالقة، وسنستعمل جميع الوسائل المتاحة للوصول إلى الغاية المنشودة.. فجهزوا سواعدكم.

 

14 آذار انتصار الدولة على الدويلة

 طوني بولس/اوينت نت/15 آذار/16

بين "14 آذار" 2005 و"14 آذار" 2016 غيّرت الأيام الكثير، إحدى عشر عاماً مرت على تلك اللحظة الاستثنائية والفريدة من نوعها في تاريخ لبنان، وما زال الحلم قائماً بدولة سيدة ومستقلة وممسكة وحدها بالسلاح والقرار، والصورة التي جمعت معظم الشعب اللبناني في ساحة الشهداء ستبقى الدليل الساطع على الأهداف الواحدة والمشتركة للبنانيين، مسلمين ومسيحيين، بالعيش معا في ظل دولة تجسد تطلعاتهم السيادية والاستقلالية والميثاقية والسياسية والأمنية والاقتصادية. في هذا العام، ولأول مرة، لم تحيي قوى "14 آذار" ذكرى إنطلاقتها شعبياً. فالمشهد ارتسم من خلال تناوب قياداتها على المؤتمرات الصحفية كل من منبره مؤكداً الانتماء الى روحية هذه الحركة في بعدها الاستقلالي والعروبي والديمقراطي. هذا المشهد كان كفيلاً برؤية سوداوية لمصير هذا التحالف العريض الذي حرر لبنان من إحتلال نظام بشار الاسد، خصوصاً بعد ذكرى 14 شباط التي أريد منها تحقيق اعادة انطلاقة لقوى "14 آذار"، تحولت الى مناسبة جديدة للتنافر، والأشتباك السياسي بين القواعد الحزبية، حيث اعتبر مناصرو "القوات" أن رئيس حزبهم سمير جعجع تعرض لإهانة لفظية في الخطاب، وشكلية في طريقة التعاطي بين الحريري ورئيس "الكتائب" النائب سامي الجميل. في "14 آذار" 2016 ظهرت تيارات "ثورة الارز" بأسوء اوضاعها، وعاد هاجس الاغتيالات السياسية من خلال آلة القتل التي يقودها "حزب الله" بوجه القادة والاحرار في لبنان وأخرها ما كشفه من جهاز أمني غربي، عن وجود محاولة جدّية لاغتيال الوزير المستقيل اشرف ريفي والنائب احمد فتفت، بالتزامن مع خطف شبه كامل للقرار الرسمي لصالح المحور الفارسي مسبباً اسوء ازمة يعيشها لبنان مع محيطه العربي.

إلا أنّ هذا المشهد ورغم سوداويته وتشرذم قادته، لا يزال يشكل مكونا أساسيا بالتوازنات اللبنانية، ولجم "حزب الله" حتى الآن عن اجتياح لبنان واكتساح مؤسساته في وقت تتركز الجهود للملمة صفوف "14 آذار" التي تصطدم بالفتور القائم بين "المستقبل" و"القوات" على خلفية الأزمة الرئاسية، دون المساس بجوهر الاتفاق على وجوب الاستمرار بالتصدي لهجمة "حزب الله" والدفاع عن استقلال وسيادة لبنان. وبالرغم من الصعاب والانتكاسات التي رافقت قوى 14 آذار في الاحدى عشر عاماً الماضية، كثيرة هي الانجازات التي تحققت وان لم يكن لهذا التحالف دور مباشر بها، فها هو رئيس النظام السوري بشار الاسد الذي لطالما نغص على اللبنانيين والسوريين عيشهم وحرية قرارهم، يتهاوى مع نظامه الى الحضيض وسوريا تتحرر من طغيانه. وعلى المقلب الاخر، النظام الخليجي والعربي يصنف "عدو الشعب" اللبناني حزب الله منظمة ارهابية، هذا الحزب الذي كان لنظام القمع السوري الشريك الامثل في القتل والاجرام والارهاب، وهو الاخر ايضاَ تحت المجهر والحصار، يتنافس مع تنظيم الدولة الاسلامية على ترأس لائحة الارهاب العالمي، والمؤشرات واضحة في المنطقة ان نظام الولي الفقيه في حال من الانحسار بدء من اليمن والبحرين الى سوريا ولبنان. ومن الانجازات التي تحققت لصالح "ثورة الارز"، تعديل القرار السابق للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والذي اتهم افراداً من حزب الله بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليصبح الحزب بكامله متهماً بجريمة "العصر". وذلك تأكيداً على ان القضاء الدولي الذي كان بديلاً عن القضاء اللبناني السيء السمعة والعاجز عن تحقيق اي عدالة بوجه سلاح ميليشيوي مجرم، لن يتهاون بتحقيق العدالة التاريخية لشعب 14 آذار والتي انتظرها طويلاً. قبل 14 آذار 2005 كان نظام بشار ممسكاً بزمام الامور بنظام بوليسي يقوده الرئيس اللبناني إميل لحود. اما الان برغم ان هذه الحكومة لم تستطع أن تحكم، وأيضا "حزب الله" فهو يعمل على قاعدة ثابتة: "إذا لم نكن نمسك بكامل السلطة فعلينا أن نمنع غيرنا من أن يمسك بها".

للوهلة الأولى، يظن المرء أن الثورة هُزمت، بسبب خيبات أحزابها وانكساراتها، لكن شعب "ثورة الأرز" صامد وما زال يشكل أكثرية اللبنانيين، وسيبقى بمواجهة ثقافة الموت التي تقودها إيران، لأن ثقافة شعب "الارز" ثقافة حياة والإعتدال وهي تتماهى مع ثورة الشعب السوري ضد إرهاب نظامه وميليشيات ولاية الفقيه التي أتت من كل حدب وصوب لكسر إرادة شعب يموت واقفاً ولا يركع.

 

بعد الانسحاب الروسي… من شيطانك الاكبر يا «سيد حسن»

بتول الحسيني/جنوبية/ 15 مارس، 2016

لم تكن المفاجأة التي أعلنها يوم أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متوقعة، لا بالنسبة للخصوم ولا الحلفاء، فقرار الإنسحاب من سوريا شكّل حدثاً سريعاً قلب الأوراق وبدّل كل الاستراتيجيات المطروحة. ولكن وبعيداً عن الساحة السورية وتطوراتها لا بد لنا من التساؤل لبنانياً: متى سيطل السيد حسن نصر الله؟

ممّا لا شكّ به أنّ حزب الله كما النظام السوري فوجئ بالقرار الروسي الذي ما زالت التحليلات السياسية تدرس أبعاده حتى اللحظة، والتي يشير البعض منها إلى تقارب روسي – سعودي، فيما يؤكد البعض الآخر على قرب نهاية بشار الأسد، وفي حين هناك شبه إجماع على أنّ سقوط النظام أصبح وشيكاً، لا بد لنا من العودة للداخل ولحزب الله الذي هو طرف أساسي بالحرب السورية أولاً، واليمنية ثانياً وليس آخراً. من المؤكد أنّ اتصالاً جرى بين السيد حسن وبشار الأسد ليل أمس، لا سيما وأنّ الصحافة المتابعة للشأن السوري أكدت أنّ النظام لم يكن على علم مسبق بالإنسحاب، وأنّ إعلامه والإعلام الإيراني تدارسا كيفية نقل الخبر بصورة لا يظهر بها جلياً التخلي الروسي عن الأسد. حزب الله ليس بتاجر كما الروسي، وبالتالي لن يبيع بشار الأسد كما القيصر بوتين، يضاف إلى ذلك أنّ الحزب لم يعد يحظى لا بشرعية عربية ولا بحاضنة لبنانية “اللهم إلا المذهبية الشيعية”، فكيف سيعود إذا هو وعتاده وهزائمه إلى لبنان، وهو صاحب النصر الإلهي؟! بداية الخطوة الروسية تجعلنا نتوقف عند عدة نقاط شهدناها في المرحلة الأخيرة وهي، زيارة الحريري الخاطفة إلى السعودية، وتوجيهه دعوة إلى السيد حسن للعودة إلى لبنان، وإعلانه أنّ الانتخابات الرئاسية سوف تجري في نيسان، اضافة الى المعلومات الصحفية التي تشير إلى تقارب روسي – سعودي.

ترابط هذه الخيوط يوحي بدلالات مختلفة، أنّ التصعيد الخليجي ضد الحزب جاء مدروساً ومتزامناً مع استمالة الدب الروسي، وبينها أيضاً أنّ زيارة الحريري للسعودية لم تكن بالعائلية وإنّما للإضاءة على المرحلة القادمة، وهذا ما تشيره دعوة الحريري للحزب أن يعود إلى لبنان.

يضاف إلى ذلك أنّ السعودية ودول الخليج عموماً لا تتمحور مشكلتها مع حزب الله “كحزب” وإنّما كحليف للنظامين السوري والإيراني، وكمنابر شتّامة تهين العرب وتمسّ بهيبتهم وكرامتهم. ممّا يعني أنّه باللحظة التي يعود بها حزب الله ملبياً دعوة الحريري، ستعاود الخليج دراسة علاقتها مع الدولة اللبنانية كدولة مستقلة لا دولة خاضعة لدويلة الحزب. حزب الله أمام  هذه التداعيات المتسارعة في موقف لا يحسد عليه، ولكن وفي المقابل ومع كل التضييق على وجوده، ما زال هناك من يطلب منه العودة إلى الشرعية اللبنانية، وهذا الخيط الواهي بينه وبين الدولة عليه ان يقوّيه ويبني عليه للمرحلة القادمة ليتحوّل الى حبل نجاة له وللبنانيين أجمعين. فهل يمتلك السيّد من الجرأة ما يكفي ليتخلى عن الأسد وعن المشروع الفارسي وعن الإيديولجيا الإيرانية، أم أنّ التكليف الشرعي للحرب السورية لا يتأثر لا بإنسحاب روسي ولا بهزيمة حتى، وهذا ما يجعل لبنان تحت خطر آخر، لأنّ الحزب- الإلهي صاحب “الوعد الصادق” لا يهزم ولا يتراجع، ممّا يعني أنّ الساحة متاحة لتكرار سيناريو 2006 وربما عبارة “لو كنت أعلم“. ففي هذه المرحلة، إن لم يتراجع حزب الله عن خطيئته، فذلك قد يعني أنّ حرباً قريبة مع اسرائيل سوف نشهدها، تمنح للحزب شرعية الخروج من سوريا، فالتكليف ضد الصهيوني أكثر شرعية من تكليف ضد الشعب السوري، مما يرغم اللبنانيين والعرب على الإعتراف مجدداً بأنّ حزب الله هو مقاومة لبنانية ضد العدو الإسرائيلي. في ظلّ كل هذا لا يسعنا سوى انتظار إطلالة قريبة للسيد حسن نصر الله، ولا نستبعد ان يعلن فيها بأنّ الروسي مشاركاً بالمؤامرة الكونية ضد المقاومة وبشار الأسد، ولربما تتحوّل عبارة الشيطان الأكبر التي انتقلت من أميركا إلى السعودية، فتنتقل مجددا للمحور الروسي!

 

عندما قالت سورية… لا للأسد

عبدالرحمن أبو نبوت /جنوبية/15 مارس، 2016

منذ إنقلاب حافظ الأسد على رفاقه البعثيين وهيمنته الكاملة على الحزب الحاكم والدولة السورية .. إعتادت سورية على كلمة نعم لحافظ الأسد، نعم لثورة الثامن من آذار، نعم لحزب البعث. دخلت سورية نفق الروتين الذي رسمه حافظ الأسد، يستقيظ السوري على تمجيد القائد الخالد ويمسي على تمجيد باني سورية الحديثة حافظ وحتى في ظل الهزات الأمنية لم تسمع سورية أصوات أبنائها. بقيت سورية صامتة هادئة و ميته إذا صح التعبير وحتى عند إستلام الوريث لم نسمع أصوات الجماهير ترفض أي ممارسة أمنية يقوم بها ذلك النظام . وعندما ثار الللبنانيون وقالوا لا للبعث ولا للأسد ظل السوريون يرددون الـ”نعم” وكأن الأسد الأب اعطى الشعب جرعة مخدر قوية. أتى الربيع العربي كسحابة شتاء طويلة توقظ الشعوب بأمطارها وكان لشعب سوريا الحصة الكبرى من هذه السحابة، فتشجع بعض المثقفين ونشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في الخارج و الداخل منشئين الصفحات؛ بعضها يطالب بإصلاح النظام والبعض الآخر يطالب بإسقاطه. غير أن الشعب السوري لم يكترث كثيرا لها كذلك النظام الذي بقي يراقب من ينشأ هذه الصفحات مستخدماً مع أصحابها أسلوب التهديد و الوعيد. بقيت سورية هادئة ولكنها غير مطمئنة من نيران الثورات التي تقترب يوما بعد يوم. وفي السابع عشر من شباط عام 2011 كانت الهزه الأولى بل الصدمة الأولى التي أصيب بها الشعب السوري حينما اعتدى شرطي على مواطن في سوق الحريقة الواقع في العاصمة دمشق فقام عددا من الشباب الذين شاهدوا على الحادثه وكردة فعل تمردية بترديد شعارات غاضبة كـ” حرامية .. حرامية” إلا أن تصرف النظام بعقلانية مع المحتجين حيث نزل وزير داخلية سوريا حينها ليتحدث معهم ويطالبهم بالمغادرة ويعتذر لهم على الفعل المشين الذي قام به أحد افراد الشرطة. تمددت هذه السحابة أكثر وأكثر وازداد عند السوريين أمل التحرك والتظاهر وتصعيد مطالبهم ومن أهمها الحريات السياسية وإلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن المعتقلين. في الخامس عشر من آذار كانت الصرخة الأولى صرخة أنثى تدعى مروى الغميان. أما الصرخة الثانية فهي صوت أهالي درعا في الثامن عشر من آذار، وما بين دمشق ودرعا كسر حاجز الصمت والخوف، وأعلن الشعب عن كفره بنظام الاستبداد والقمع. عندما قال السوريون لا، أصيب محور الممانعة بالصدمة وأصيب مؤيدوه بالخيبة واللعنة، فالشعب الذي اعتاد على كلمة “نعم” لم يعد كما قبل.. الشعب الذي حاول تدجينه حافظ الأسد لم يعد يخاف لم يعد يكترث لقوة السلاح وبعد تحول الثورة السورية إلى ثورة مضادة وهيمنة الفصائل العسكرية المرتهنة للخارج والتي بأغلبها شارك وشاطر النظام بالقمع والجرائم عاد اليوم بعد هدنة وقف إطلاق النار مرددا الـ “لا” بوجههم أيضاً. لم يتعلم هؤلاء المرتزقة بأن الشعب الذي ثار على القرداحى لن يكترث لإرهاب الجولاني والبغدادي لم يتعلموا هؤلاء بأن الشعب السوري أراد الحياة وأنه عن كلمة ” لا ” لن يحيد وعودة النعم لن تعود. في الذكرى الخامسة لثورة السورية المجد لمن قال لا.

 

هل يعترف الحوثي بأن النزهة انتهت

خيرالله خيرالله /العرب/16 آذار/16

ما الذي جعل وفدا حوثيا يعبر الحدود إلى المملكة العربية السعودية للتفاوض في شأن مواضيع غير واضحة، أقلّه ظاهرا؟ كان من المهمّ بالنسبة إلى الحوثيين “أنصار الله” تسريب الخبر عن عبور الوفد إلى داخل المملكة من خلال معبر برّي. أرادوا تأكيد أن لديهم ما يعرضونه على السعودية للخروج من أزمتهم.

هناك رغبة لدى الحوثيين في الإعلان عن أنّهم لا يواجهون طريقا مسدودا، وذلك بعدما أوصلوا اليمن إلى ما وصل إليه، أي إلى طريق مسدود! كان ملفتا الصمت السعودي حيال مجيء الوفد الحوثي. كذلك، كان ملفتا، من المعلومات التي تسربّت، أن الجانب السعودي حصر الاتصالات مع الوفد بجهة أمنية معيّنة ولكن في مستوى معقول. من الواضح وجود رغبة سعودية في وضع الاتصالات بالحوثيين في إطار معيّن وواضح لمعرفة ما الذي يريدونه فعلا، وما حقيقة نيّاتهم. لا يمكن فصل رغبة “أنصار الله” في الانفتاح على السعودية عن التطورات المتسارعة في اليمن، والتي كان آخر تعبير عنها حصول اختراقات لقوات الشرعية في تعز. إضافة إلى ذلك، هناك حصار لصنعاء ترافقه رغبة لدى عناصر قبلية كثيرة في الابتعاد عن الحوثيين. فاليمني يمكن أن تستأجره، لكنّك لا تستطيع أن تشتريه. وهذا ما غاب عن إيران وعن ممثليها في اليمن.

في الواقع، لعبت العناصر القبلية دورا كبيرا صيف العام 2014 في تغيير التوازنات في المناطق الشمالية من اليمن. وقتذاك، تمكّن الحوثيون من السيطرة على كلّ محافظة عمران وطرد آل الأحمر، زعماء حاشد منها. حصل ذلك بفضل انضمام الآلاف من رجال القبائل إليهم. استطاع الحوثيون، لاحقا، القضاء على اللواء 310 الذي كان بقيادة العميد حميد القشيبي، وهو من حاشد. كان هذا اللواء، المحسوب على الإخوان المسلمين وعلى الفريق علي محسن الأحمر الذي عُيّن أخيرا نائبا للقائد العام للقوات المسلحة، من أفضل ألوية الجيش اليمني. وكانت لديه أسلحة متطورة بينها دبابات روسية حديثة.

فتح سقوط اللواء 310 أبواب صنعاء أمام الحوثيين، ذلك أن معسكراته كانت تحتل مواقع استراتيجية تحمي العاصمة. تحققت كلّ تلك الانتصارات لسببين. يعود السبب الأول إلى عدم رغبة القوات التابعة للجيش اليمني في التصدي لهم. ويعود السبب الآخر إلى الدعم الذي وفرّه لهم رجال القبائل. فالذين هاجموا معسكرات اللواء 310، كانوا في معظمهم من بكيل، كبرى القبائل اليمنية، كما كانت هناك عناصر من حاشد التي فقدت تماسكها منذ وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في أواخر العام 2007. بعد سيطرتهم على صنعاء في الحادي والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014 والتسهيلات التي حصلوا عليها من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، زادت شهية الحوثيين. اعتبروا أنفسهم السلطة في اليمن، بعد اتفاق السلم والشراكة الذي باركته الأمم المتحدة وبعد وضعهم الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي ونائبه خالد بحاح، الذي هو في الوقت ذاته رئيس الوزراء، في الإقامة الجبرية. إضافة إلى ذلك، سيطروا على كلّ المواقع الحكومية والمؤسسات الرسمية، بما في ذلك البنك المركزي.

يدفع الحوثيون الآن ثمن شهيّتهم الزائدة إلى السلطة ورغبتهم في السيطرة على اليمن كلّه وتحويله مستعمرة إيرانية. اكتشفوا مع مرور الوقت، خصوصا بعد “عاصفة الحزم” أنّ المشروع الإيراني الذي ينفّذونه في اليمن ليس قابلا للتحقيق. كانت استعادة الشرعية لعدن في تموز – يوليو 2015، بفضل الدعم العربي، نقطة تحوّل. جاء اختراق تعز ليؤكّد أن “عاصفة الحزم” لن تنتهي إلا بإزالة الخطر الإيراني الذي جسّده الحوثيون. فوق ذلك كلّه، بدأ “أنصار الله” يتنبّهون إلى أن خروجهم من صنعاء أكثر من وارد بعدما بدأ قبليون من بكيل وحاشد ينفضُّون عنهم.

زادت عزلة “أنصار الله”. يؤكّد ذلك ما ورد في الخطابات الأخيرة للسيّد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” في لبنان. تبيّن أن نصرالله الذي يشنّ الحملة تلو الأخرى على المملكة العربية السعودية، غير آبه بمصالح لبنان واللبنانيين، مكلّفا بالملف اليمني من قبل إيران. كان نصرالله يصيح من الألم أكثر من أي شيء آخر. من المفيد أن يسعى وفد من الحوثيين إلى الاتصال بالمملكة العربية السعودية. من المفيد أيضا أن يؤكّد هذا الوفد رغبة اليمنيين في الجانب الآخر من الحدود في التزام الهدوء، وأن لا تكون الأراضي اليمنية منطلقا لأي أعمال عدوانية تستهدف المملكة. ما يمكن أن يكون مفيدا أكثر تخلي الحوثيين عن أوهامهم. ليس هناك من يستطيع تجاهل أنّ مناطقهم في صعدة تعرّضت لظلم تاريخي منذ إعلان الجمهورية في اليمن في العام 1962. بقيت صعدة خارج الجمهورية ولم تستفد من أي تنمية، حتى بعد المصالحة التي جرت بين الملكيين والجمهوريين، وانسحاب القوات المصرية من اليمن.

لا يكون تخلي الحوثيين عن أوهامهم إلا بإعلان زعيمهم عبدالملك الحوثي أنّه راغب في أن يكون طرفا سياسيا في البلد يحق له ما يحقّ لغيره من أطراف سياسية أخرى تمثّل مجموعة أو منطقة في اليمن. ليس كافيا أن يصدر عن هذا القيادي الحوثي أو ذاك كلاما يطلب من إيران النزول عن ظهور اليمنيين. ثمّة حاجة إلى كلام جدّي يصدر عن عبدالملك الحوثي نفسه يشير إلى أنّه استوعب أن النزهة انتهت، وأن الكلام عن “شرعية ثورية” لا قيمة له. يظلّ الحوثيون مكوّنا أساسيا من مكونات اليمن الذي يبحث عن صيغة للمستقبل ترضي كلّ اليمنيين أو معظمهم. من هذا المنطلق، يمكن للحوثيين أن يتمثّلوا في سلطة جديدة تقوم على اللامركزية الموسّعة أو على نظام فيديرالي أو ما شابه ذلك. لكنّ هذا شيء، وأن يلعب “أنصار الله” الدور الذي يلعبه “حزب الله”، المهيمن على المؤسسات الرسمية في لبنان، شيء آخر. بدأ اليمنيون، خصوصا في المحافظات الشمالية، الانفكاك عن الحوثيين. في النهاية يحتاج اليمني إلى من يطعمه ومن يؤمن له مستقبل أولاده وأن يوفّر له الأمل. لم يمتلك الحوثيون يوما أي مشروع سياسي أو اقتصادي أو تنموي. يُفترض بهم في المرحلة الراهنة استتباع الوفد الذي أرسلوه إلى السعودية بمواقف جديدة تعكس رغبة حقيقية في تغيير نهجهم، خصوصا أن لا تراجع عن “عاصفة الحزم” بأيّ شكل من الأشكال.

هل يقدم عبدالملك الحوثي على هذه الخطوة، ويعترف بأنّ النزهة التي قام بها في اليمن انتهت، أم يبقى أسير الأوهام الإيرانية التي زرعها له آخرون في رأسه؟

 

مجاهدو الشعب الإيراني وفضيحة حكومة العراق المخزية

داود البصري/السياسة/16 آذار/16

في ضربة معلم، سياسية وإعلامية، ومعبرة عن إدارة ناجحة وفاعلة لعملية إدارة الصراع السياسي والإعلامي ضد نظام الملالي في إيران، فاجأت المعارضة الوطنية الإيرانية الحرة (مجاهدين خلق) العالم بمفاجأة إعلامية مدهشة ومحزنة بتأكيدها الموثق على إعدام نظام الإرهاب الإيراني لمئات من الأسرى العراقيين في أكتوبر 1982 وفي عمليات عدوان وحشية للحرس الثوري الإرهابي في العمق العراقي، ووفقا للاعتراف العلني الذي أدلى به النائب الإرهابي في مجلس الشورى اللاإسلامي الإيراني نادر قاضي بور، فان معلومات مجاهدي خلق المؤكدة وضعت وثائقها في ملفات المنظمات الحقوقية المختصة في الأمم المتحدة، كما أضحت معروفة للعالم أجمع، وبات لزاما على الدول والمنظمات والمؤسسات الإنسانية متابعة ذلك الملف الإنساني العاجل والمعبر عن جريمة إبادة ضد البشرية والإنسانية لا يسقطها التقادم الزمني ولا تمحوها أية اعتبارات أو مجاملات أو مصالح سياسية. لقد تم التغاضي بسبب النفاق والمصالح الدولية عن ملفات وجرائم عدة ارتكبتها الأنظمة الفاشية وخصوصا الفاشيين في طهران وتل أبيب وحتى واشنطن وموسكو ولندن وباريس، وتم التركيز على جرائم صغرى وتغييب جرائم كبرى وهو ما حدث ويحدث مع النظام الإيراني الإرهابي المجرم الذي مارس عمليات إبادة شاملة ضد قوى المعارضة الحرة وعلى رأسها مجاهدي الشعب التي خاضت أروع صور البطولة والفداء في مقاومة الفاشية المعممة الظلامية، وقدمت خيرة الشباب الإيراني على مذبح المواجهة الشاملة، وتحملت ما تحملت من حملات الإبادة والتشويه وما زالت مستمرة في كفاحها رغم التآمر والنفاق الدولي المتحول الذي يساند نظام الإرهاب الإيراني في ملفات عدة، المعلومات الوثائقية التي قدمتها «مجاهدين خلق» للجرائم الحرسية الإرهابية ضد أسرى الجيش العراقي هي وثائق مهمة لجريمة دولية تم الصمت عليها وإسدال ستائر النسيان على ملفاتها الرهيبة. بل ان الأحداث العاصفة التي مر بها الشرق الأوسط منذ ثمانينات القرن الماضي قد جعلت ذلك الملف في آخر ذيل الاهتمامات التي تحتاج لمتابعة، فقد مرت مياه ودماء عدة تحت كل الجسور!، وحدثت غزوات وحروب ومصائب أبعدت ذلك الحدث الجلل عن دائرة الاهتمام للأسف؟، اليوم تأبى دماء الشهداء إلا أن تستصرخ الضمير الإنساني وتطالب بالثأر من الجلادين، لكون دماء الشهيد والمغدور أبد الدهر عن الثأر تستفهم. النظام الإيراني الإرهابي المجرم لايملك أخلاق الإسلام ولا فضائل الفرسان.وهو نظام همجي بشع عبر عن هويته الفاشية من خلال سياسة المشانق المتحركة في الميادين العامة في المدن الإيرانية المنكوبة بإرهابه وجلاوزته. وأكبر الأطراف التي تعاني من إرهاب ذلك النظام القوى المعارضة الإيرانية الحرة التي تريد لإيران أن تكون نقطة إشعاع حضاري وليس نقطة إرهاب وتجنيد إرهابيين لتخريب دول الجوار، وتهديم المعبد على رؤوس الجميع. لقد تحرك أحرار الشعب الإيراني وأظهروا ما عندهم من وثائق دامغة ومستمسكات جرمية تدين نظام الملالي الإرهابيين، ولكن ماذا عن حاشية الخنوع وأمراء الذل والعمالة والتبعية حكام المنطقة البغدادية السوداء العملاء من أحزاب الدعوة وآل الحكيم وبقية الجمع الطالح التابع للولي الفقيه؟ ماذا عن من يحكمون العراق اليوم وقد كانوا بالأمس جنودا في الحرس الثوري الإيراني، وبعضهم شارك في قتل الأسرى وتعذيبهم وغسل أدمغتهم وتحويلهم لمرتزقة في الجيش الإيراني كما فعل المقبور عبد العزيز الحكيم والد عمار الحكيم والذي ما ان جلبه المارينز الاميركي للحكم في بغداد بعد الاحتلال حتى تبرع بـ 100 مليار دولار من دماء وأرزاق العراقيين كتعويضات حرب للنظام الإيراني، فالعميل الذي لايملك قد أعطى لإرهابي لايستحق، فهل هذه قيادات يحق لها حكم العراق؟ وماهو موقف الشعب العراقي بعموم طوائفه من صمت حكومته الرهيب حول الموضوع وكأنه غير معني به رغم أن المعاناة تهم مئات الأسر العراقية المنكوبة. المشكلة ان قيادات النظام العراقي الحالي وهم في غالبيتهم عملاء صريحون لإيران لايعتبرون شهداء العراق في الحرب ضد إيران شهداء بل مرتزقة لصدام. هذا هو تفكير السلطة العراقية، متناسين أن هؤلاء لم يكونوا يحاربون من أجل صدام بل من أجل العراق وهم استشهدوا في العمق العراقي ودفاعا عن الأرض والعرض والكرامة والشرف؟ ولكن أما آن للعملاء أن يعرفوا معنى الكرامة والشرف؟، وزير خارجية العراق الجعفري الذائب حبا ودفاعا وحمية عن حزب الشيطان الإرهابي وحشد الجواسيس والعملاء العراقي لن تتحرك شعرة واحدة في جسمه من أجل الدفاع عن هموم الشعب، فما يهم حكام العراق إرضاء النظام الإيراني الإرهابي فتبا وسحقا للقوم البائسين! أوجه التحية للأشقاء الكرام في المعارضة الوطنية الإيرانية (مجاهدين خلق) ولكل فصيل ثوري متحرر حر يساهم في دحر وفضح الفاشية والإرهاب، والخزي والعار للسفاحين وقتلة الشعوب ولفصائل العملاء فاقدي الشرف والكرامة، أما دماء شهداء العراق الذين أبادتهم آلة الحرب الفاشية المعممة، فرب العزة والجلال سيجعل دماءهم شرارة تحرق أنظمة الخزي والعار والجريمة.

 

سوريا بلا روسيا تُسقط.. «أساطير الممانعة»

علي رباح/المستقبل/16 آذار/16

في الأيام الأولى للإنزال الروسي في سوريا كان هناك من يُسوّق أن في الأمر انتكاسة لإسرائيل(!)، وذهب البعض الآخر الى حد اختراع الأساطير عن غرفة عمليات «روسية- ايرانية- سورية - عراقية- بمعاونة حزب الله»، مهمّتها قيادة معركة عسكرية، يستعيد «المحور» من خلالها كامل الأراضي السورية والعراقية. لكن رغم الأقاويل الكثيرة لـ»الممانعة»(على طريقة الحكواتي)، إلّا أن روسيا لم تعطِ في أي مناسبة انطباعاً بأنها دخلت الى سوريا لتحسم المعركة لصالح الأسد، أو حتى لتحمي النظام وحلفاءه من الغارات الاسرائيلية التي زادت وتيرتها خلال الوجود العسكري الروسي في سوريا.

في احدى مقابلاته التلفزيونية، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ان وجود قوات بلاده في سوريا «يهدف الى دحر الارهاب وليس الى حماية الاسد». وفي بيانات صادرة عن الكرملين ومسؤولين عسكريين وسياسيين، أكدت موسكو مراراً أن غاراتها الجوية في سوريا تهدف الى انهاء وجود «الارهابيين»، من دون أن تأتي على ذكر النظام. أمس الاول أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان «القوات الروسية أوجدت ظروفاً ملائمة للسلام في سوريا، وقواتنا ستنسحب اعتباراً من الثلاثاء (أمس)». فماذا حدث حتى قرّر بوتين الانسحاب بهذا الشكل المفاجئ وفي هذا التوقيت؟ وأي أهداف حقّقتها روسيا في سوريا؟

مصادر دبلوماسية في بيروت تحدّثت الى «المستقبل» عن ظروف دخول الروس الى سوريا وخروجهم الجزئي منها. تقول ان قرار موسكو بالتدخل عسكرياً جاء لسببين: الأول يأتي في اطار سعيها الى فرض تسوية سياسية مستقبلية، مستثمرة وجودها على الارض، بعد ان تبيّن لها انها ليست صاحبة الكلمة الاولى في قصر بشار، بل ايران، على الرغم مما بذلته روسيا من دعم دبلوماسي وعسكري واقتصادي للنظام. والثاني، تضعه المصادر في اطار حاجة الروس الى تدخّل عسكري، بعد ان خسر الجيش السوري مطارات عسكرية كانت تغطّي المناطق الشمالية، اضافة الى وصول المعارضة الى سهل الغاب المشرف على الساحل، وحضورها القوي في جبال التركمان شمالاً، ما يهدّد الساحل والقواعد العسكرية الروسية فيه.

ترافقت العمليات العسكرية الروسية مع حراك اقليمي ودولي، أوحى بأن «طبخة» أميركية- روسية تلوح في الأفق. نجح مجلس الأمن، لأوّل مرة منذ اندلاع الثورة، بالتصديق على قرار دولي لحل الأزمة السورية، من دون اي «فيتو»، ما عكس التوافق بين موسكو وواشنطن. يومها وصفت أوساط دبلوماسية غربية القرار 2254 بـ»الضربة للمشروع الايراني» في سوريا. في احد بنوده، دعا الاتفاق الى مفاوضات سورية للتوصل الى تسوية وفقاً لبيان جنيف وبيانَي «فيينا»، وتحديد جدول زمني لوضع دستور جديد في غضون 18 شهراً، ما يعني نسف الدستور السوري الحالي الذي اشرفت طهران على صوغه عام 2012، ونسف الانتخابات التي جرت في ظل وجود «حزب الله« والميليشيات العراقية والافغانية والباكستانية في سوريا. كما دعا الاتفاق الى انتخابات سورية جديدة باشراف الامم المتحدة، ما يضرّ بمصالح ايران التي تفتقد لأي عمق شعبي او مذهبي في الداخل السوري. والانتخابات، قد تضمن حصة العلويين الذين ارتموا بالحضن الروسي، بعد ان شعروا بأن هوية البيئة العلوية باتت مهدّدة بفعل عمل ايران على صهر الطيف العلوي في «ولاية الفقيه«.

توافق الروس والأميركيون على ارساء هدنة ميدانية قد تؤسّس لإطلاق مفاوضات «جنيف3» في ظروف ملائمة. لكن ايران لم تكن مرتاحة، فالمحادثات بين واشنطن وموسكو تجعل من الدور الايراني دوراً ثانوياً وغير مقرّر في تطور الاحداث. كما ان اصرار روسيا على تقسيم المعارضة السورية بين معتدلة ومتطرفة، اضافة الى استثناء «داعش« و«النصرة« فقط من اتفاق وقف النار، لم يلق ارتياحاً لدى طهران ودمشق الطامحتين الى توسيع نطاق المنظمات الارهابية لتشمل اكثر عدد ممكن من الفصائل. ليس هذا وحده ما أجّج التجاذبات الايرانية-الروسية. فالتسريبات حول التزام المتفاوضين في «جنيف3» باجندة روسية-اميركية، وعدم اصرار الروس على التمسك بالاسد في اي تسوية مقبلة، وضع الايرانيين والنظام في معركة صامتة مع موسكو. وهذا ما بدا واضحاً في تصريحات الطرفين. فطهران ابدت شكوكاً حول امكانية تخلي موسكو عن الاسد، وهو ما اشار اليه نائب قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري بقوله ان «موسكو قد لا تهتم ببقاء الاسد كما نهتم نحن». يليه تصريح لوزير الخارجية السوري وليد المعلّم، والذي ظهر بمظهر مَن يتحدى موسكو، اذ قال ان «الاسد خط احمر والحكومة السورية لن تفاوض على الرئاسة«. هنا، توضح المصادر الدبلوماسية لـ»المستقبل»، ان «القرار الروسي بالانسحاب من سوريا جاء بعد ان ابدى النظام تعنّتاً بوجه موسكو التي حافظت على وجود هذا النظام حتى اللحظة». وبرأي هذه المصادر، فإن «الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا وضع بشكل واضح طهران ودمشق امام خيارين لا ثالث لهما: إما الدخول في تسوية ضمن النظرة الروسية-الاميركية، وإما إكمال معركتهما بمفردهما«.

قبل ساعات قليلة من إعلان بوتين الانسحاب من سوريا، قال مصدر دبلوماسي في دمشق لـ»فرانس برس»: «ظنّت موسكو لوقت طويل ان النظام قادر على تدبير اموره بمفرده، ولكن طهران هي من دقت جرس الانذار»، مشيراً الى ان «مسؤولين ايرانيين ذهبوا الى موسكو لابلاغ الروس انهم في حال لم يتدخلوا بسرعة، فإن النظام سينهار»! هذا في احسن الحالات يعني ان القرار الروسي بالانسحاب قد يشكل ورقة ضاغطة على دمشق وطهران للموافقة على الحل الاميركي- الروسي لانهاء الحرب، لأن لا قدرة للطرفين على اكمال الحرب بمفردهما.

بدأ الانسحاب الروسي. اساطير الممانعة بقيت اساطير. حافظ الروس على الساحل وعززوا قواعدهم فيه. ابعدوا المعارضة بضعة كيلومترات داخل سهل الغاب، واستولوا على بعض القرى في جبل التركمان، وحصّنوا الساحل. بقيت ادلب بيد الاسلاميين وفصائل المعارضة، وبقيت درعا بيد الجيش الحر، وبقيت الغوطة بيد جيش الاسلام، وبقيت حلب بيد فصائلها مع تقدم للقوات الايرانية في بعض القرى، وبقيت دير الزور والرقة بيد داعش(!). وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف رحب بالخطوة الروسية وأكد ضرورة وقف اطلاق النار والتوصل الى حل سياسي. على العالم ان ينتظر موقف الحرس الثوري وليس الاصلاحيين! وعلى المشاهدين ان يستمتعوا بتحليلات (أو تخيلات) الخبراء «الممانعين» من «عمداء متقاعدين» و»محللين استراتيجيين» أمضوا سنوات عملهم خلف المكاتب وبعد التقاعد صاروا خبراء في الحروب والجبهات يدلون بدلوهم في اطلالات على «المنار» و «الميادين« !

 

درس بوتين وجدار الأسد

زهير قصيباتي/الحياة/16 آذار/16

مع بدء إقلاع مقاتلات روسية تنسحب من سورية، لوّحت الأمم المتحدة بإعداد ملفات قانونية ضد «مجرمي الحرب»، وتجرّأت «جبهة النصرة» على إعلانها خطة لشن هجوم خلال 48 ساعة. ثلاث خطوات تلت صدمة القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين بسحب الجزء الأكبر من القوة الروسية المرابطة في سورية، والتي قلبت ميزان القوى لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد، وأنهكت الفصائل المقاتلة المعارضة، من دون أن تسحق «داعش» أو «النصرة». قرار قيصر الكرملين جاء في الذكرى الخامسة لانطلاقة الثورة السورية التي أرغمها النظام على «العسكرة». وإذا كان الإعلام الروسي هلّل للخطوة- الصدمة، باعتبارها نصراً لبوتين الذي استوعب الدرس الأفغاني، ونجح في عدم الانزلاق إلى مستنقع سوري، فالمسألة الحاسمة ليست في تشديد الضغط المعنوي على نظام الأسد فحسب، لكي يسهّل مفاوضات جنيف، فيما الكرملين يُدرك تماماً أن جوهر الحلقة المفرغة التي ما زالت المفاوضات أسيرة لها منذ الجولة الأولى، هو مصير رأس النظام السوري. وأن يعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ما لم يجهر به الكرملين، حول الدافع الرئيسي للصدمة، أي «تشجيع حل سياسي للصراع»، فذاك إدانة للنظام لأنه لا يقدّم ما يكفي لتشجيع التسوية.

لعل أبسط مثل على أن الأسد ما زال يراهن على عامل الوقت لسحق المعارضة المسلّحة، هو تجديد رئيس الوفد السوري إلى جنيف، معزوفة شكل الوفد، ومَنْ يمثّل مَنْ، ومَنْ هو «الإرهابي» الذي يجب استبعاده... أما «الخط الأحمر» للتفاوض، والذي جدّده وزير الخارجية وليد المعلم، عشية الجولة الجديدة في جنيف، ليجعل منصب الرئاسة فوق عملية السلام وكل مرحلة «انتقالية»، فلا يؤدي عملياً إلا إلى استبعاد خريطة الطريق بالكامل، لأن المعارضة لن تفاوض لمجرد المشاركة في «حكومة وحدة وطنية»، يرعاها المتهم بالدور الأول في تدمير سورية وسقوط حوالى 380 ألف قتيل من شعبها.

كان واضحاً أن نظام الأسد استقوى بالتدخُّل العسكري الروسي، ليكرّس مقولته أن لا ثورة ولا معارضة ولا حرب أهلية، بل صراع مع «الإرهاب». تسلّح النظام بالغارات الروسية ووثيقة التفاهم التي سبقت التدخُّل العسكري للكرملين في 30 أيلول (سبتمبر). في الجو تحميه «السوخوي»، وعلى الأرض «الحرس الثوري» والميليشيات التي ترعاها إيران. تجاوز بوتين المهلة التي حددها للتدخُّل وعملية سحق كل مَنْ يرفع السّلاح في وجه النّظام. بدلاً من مئة يوم، مئة وخمسة وستون، واللافت الارتباك في موسكو، في صيغة إعلان بدء الانسحاب، والتضارب مع البيان السوري، والارتباك في واشنطن التي فوجئت أيضاً بقرار القيصر.

أولى الملاحظات التي تؤشر إلى الارتباك، إعلان الناطق باسم الكرملين أن بوتين تحدّث هاتفياً إلى الأسد لإبلاغه القرار، ثم أوضحت الرئاسة الروسية أنه اتُّخذ بالتنسيق مع الرئيس السوري. وفي حين حرصت موسكو على تأكيد عدم تناول مصير الأسد، خلال الاتصال، حرص بيان رسمي في دمشق على صيغة «اتفاق» الرئيسين على «خفض القوات الجوية الروسية في سورية». الأكيد، أن لجيش بوتين من الطائرات الحربية الباقية في اللاذقية، ما يكفي لمزيد من الغارات التي لا تفرّق بين فصيل معارض وآخر يحارب مع «داعش». بهذا المعنى، قد يعني قرار الخفض لـ «تشجيع» الأسد على التفاوض، ورقة تلوِّح بها موسكو لإبلاغه أن سقف الدعم ليس بلا حدود. ولكن، بعد كل الذي حصل منذ «جنيف 1»، ألا يُدرك بوتين نيات الأسد وأهدافه؟... وأن قلب ميزان القوى سيشجّع النظام السوري على مزيد من التصلُّب، وأن الورقة الإيرانية جاهزة ليلوّح بها مجدداً بديلاً من «السوخوي»؟ ليس بلا دلالة ما أوردته صحيفة «كومرسانت» الروسية من أن هدف موسكو لم يكن انتزاع كل الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة فذلك «قد يستغرق سنوات، من دون ضمانات» بإنجازه. الأهم أن الدب الروسي خرج من عزلته الدولية، وبات على تنسيق يومي مع «شريكه» اللدود الأميركي الخائب في المنطقة... والمهم بعيون الروس أنهم لن ينزلقوا إلى أفغانستان ثانية.

في الوقائع أن تسعة آلاف غارة روسية لم تنقذ نظام الأسد إلى الحد الذي يمكّنه من سحق كل مَنْ يرفع السلاح في وجهه... لم تنقذه من الفصائل المعارضة ولا من «داعش»، بافتراض إضعاف الروس التنظيم وموارده النفطية.

الانسحاب- الصدمة، خبر سيء للنظام، إلا إذا كانت طهران المرتاحة إلى قرار القيصر بعد غضب صامت من تدخُّله، قادرة على تحصين ما بقي من قوة للجيش السوري، وإرسال أفواج أخرى من الميليشيات، كفيلة بتمديد الحرب سنوات إضافية. وقد تكون نتائج جولة جنيف الحالية مفصلية في تبديل أوراق روسيا التي كسرت جدار العزلة حولها، لكنها لن تحطّم عناد النظام السوري في رفضه التغيير من الرأس إلى القاعدة، ولا إصرار المعارضة على عدم بيع نفسها لـ «حكومة وحدة وطنية»، لا يصعب التكهُّن بما فيها من الوحدة الجدّية، والوطنية التي تستجيب طموحات السوريين.

بين كابول ودمشق مسافات طويلة، بمقدار ما يبدو الطريق إلى السلام في سورية.

 

أي حل سوري تريد روسيا؟

 رندة تقي الدين/الحياة/16 آذار/16

إعلان فلاديمير بوتين عن سحب قواته من سورية جاء يوم بدأت مفاوضات جنيف بين ممثلي النظام السوري والمعارضة. وأيضاً عشية الذكرى الخامسة المؤلمة لبدء الحرب الوحشية التي يخوضها بشار الأسد على شعبه. وبعد تصريحات وليد المعلم أن منصب بشار الأسد كرئيس لسورية خط أحمر، وكأن الرئاسة ملك معلمه. إن توقيت إعلان القرار الذي كان بوتين قرره منذ فترة ليس مصادفة. فبوتين دخل الى سورية لحماية بشار الأسد وخصوصاً حماية موقع روسيا الوحيد على المتوسط في قاعدة طرطوس وتعزيز وجوده في منطقة كان الاتحاد السوفياتي يهيمن عليها. فهو فعلاً صدق بقوله انه حصل على أهداف دخوله. فقد أظهر للولايات المتحدة وإدارة اوباما الضعيفة ان في إمكان روسيا التدخل العسكري السريع في أماكن مهمة لمصالحها، لذا أصر على القول إن الجيش الروسي سيحتفظ بأحدث أنظمته للدفاع الجوي. وأن لروسيا رأياً في مستقبل هذه المنطقة وفي إمكانها أن تكون رغم مقاطعتها من الغرب صانعة السلام وعلى الغرب ان يعيد لها الاعتبار في اعطائها الرأي الأساسي في ما يخص الانتقال السياسي في سورية. ثم إن بوتين لا يريد إغراق قواته في مستنقع حرب أهلية مكلفة خصوصاً أن اقتصاده متدهور وهو يشعر بأنه حصل على ما يريده. وروسيا لم تدخل لمحاربة «داعش» كونها قصفت بقوة ووحشية قواعد الثوار والمعارضين. فبوتين لا يتحرك بعواطف او مشاعر انسانية. وترك قواته الجوية تقصف وتدمر وتقتل حتى اعتبر انه وصل الى ما يريده في وجه القوى العظمى المتخاذلة مثل الولايات المتحدة وحلفائها. فكما جاء ليحمي بشار الأسد سيكون هو الذي سيقول كلمته في المسار الانتقالي.

إن بوتين يدرك أن مستقبل سورية لن يكون مع الرئيس الذي حماه. فمنذ البداية كان الروس يرددون انهم لا يرتبطون بعلاقة دائمة مع الأسد، ولكن لم يجدوا غيره حتى الآن والمعارضة لم تقنعهم. ولكن قد تكون لدى بوتين فكرته بالنسبة الى التخلص من بشار الأسد. فحرب الأسد على شعبه منذ خمس سنوات أسقطت اكثر من ٣٥٠ الف قتيل ودمرت المدن العريقة من حلب الى إدلب وحمص واللائحة طويلة. وشردت خمسة ملايين سوري وأكثر من ٣٠٠ ألف من أطفال سورية ولدوا لاجئين وفق «اليونيسيف» وأكثر من 8 ملايين طفل هم في حاجة الى مساعدات انسانية. ففي ظل هذه الكارثة الانسانية تستمر الحرب طالما أن الأسد موجود وطالما جماعته مثل المعلم وبشار الجعفري متمسكون بسلطة مسؤولة عن هذه الكارثة. فالحرب بدأت قبل خمس سنوات في سورية بتظاهرات سلمية في درعا رد عليها الأسد وجماعته بقتل الأطفال وتعذيب أهلهم وأخرج من السجون العناصر التي انضمت الى «داعش» الى أن أصبح هذا التنظيم تهديداً له وللعالم. ولكنه استخدم «داعش» ليقول للعالم: إما أنا أو «داعش». وبدأ البعض في الغرب المتخاذل يقتنع بأن الأسد هو الخيار الأفضل لأنه يحمي الأقليات. مع أنه غير قادر على حماية أحد حتى جماعته. إن الانسحاب الروسي قد يكون ايضاً للضغط على الأسد كون بوتين أدرك كارثة قيادته وتعنته وأخطائه وانه غير قادر أن يقاتل إلا بواسطة قوات خارجية مثل الروس و «حزب الله» والايرانيين. والقرار الاساسي في المستقبل لن يكون لا لايران ولا لـ «حزب الله» ولا للأسد بل لروسيا. والسؤال سيكون كيف ستتعامل روسيا مع هذا المستقبل وكيف ستفرض رأيها على الولايات المتحدة وكيف ستتعامل مع المعارضة المعتدلة؟ا

أسئلة عديدة مطروحة في هذه المرحلة وغير مطمئنة لأنه سبق لروسيا ان فرضت وجوهاً سورية معارضة لا تدفع الى التفاؤل. ولكن مستقبل سورية لا يمكن أن يكون مع الأسد حتى لو دفعت روسيا ثمن حمايته وكان ذلك لعودتها بقوة في المعادلة الدولية، وهذا كان أهم أهداف بوتين في وجه إدارة أوباما التي انسحبت من المنطقة واستسلمت أمام روسيا.

 

إيران: رفع العقوبات لم يحقق الكثير

مارك شامبيون/الشرق الأوسط/16 آذار/16

من المفترض أن يؤدي الاتفاق النووي المبرم مع إيران في وقت سابق من هذا العام إلى تدفق أكثر من مائة مليار دولار من الأصول المجمدة على البلاد - ما يعادل ربع إجمالي الناتج المحلي لها. في الوقت ذاته، تخوض إيران حروبًا في العراق وسوريا واليمن، وتمد «حزب الله» اللبناني بالسلاح، وكذلك «حماس» في غزة، وتجري اختبارات لصواريخها الباليستية القادرة على ضرب أهداف داخل إسرائيل. وبذلك يتضح أنه لا خير يمكن توقعه حال وصول ولو مجرد جزء من تلك الأموال، إلى فيالق الحرس الثوري الإيراني. إلا أن الأسبوع الذي قضيته في طهران، خلق لدي قناعة بأن الأموال التي ستنهال على إيران نتيجة رفع العقوبات، لن تكون كافية على الإطلاق لتعويض الخسائر السنوية التي تتكبدها البلاد جراء تراجع أسعار النفط. من ناحيتها، تشير التوقعات الحكومية للعام المقبل إلى أن عائدات النفط ستبلغ 23 مليار دولار فقط، مقارنة بالذروة التي وصلتها عام 2011، وبلغت مائة مليار دولار. وتبعًا لما صرح به سعيد لايلاز، الخبير الاقتصادي والمستشار السابق للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، فإنه حتى إذا عادت صادرات النفط إلى حجمها خلال فترة ما قبل العقوبات، عند مستوى 40 دولارًا للبرميل، فإن هذا سيجلب إلى الحكومة نصف العائدات التي حصدتها عام 2013، خلال ذروة العقوبات.

وعليه، فإن العائدات التي ستجنيها البلاد من وراء إلغاء تجميد الأصول الإيرانية بالخارج والبالغة مائة مليار دولار، ستفلح في إعادة الوضع المالي للحكومة لما كان عليه قبل فرض العقوبات لمدة عام واحد فقط تقريبًا. وبعد ذلك، تدخل الحكومة في معاناة جديدة.

من جهتها، قدرت الحكومة الأميركية قيمة الأصول غير المجمدة، التي ستجري إعادتها لإيران فيما بين 50 و55 مليار دولار. ونظرًا لأن إدارة أوباما لها مصلحة سياسية في الإبقاء على العائدات المالية التي تجنيها طهران من وراء الاتفاق منخفضة، فإن علينا النظر لهذه الأرقام باعتبارها أحد التقديرات المطروحة.

في المقابل، قال مستشار للرئيس الإيراني حسن روحاني إن الحكومة أصبحت قادرة على الوصول إلى مائة مليار دولار بالفعل. ورغم أن هذا قد يكون صحيحًا، فإنه لم تشرع بعد أي مصارف مقاصة في التعامل مع أموال إيرانية، وبالتالي لا يزال من المتعذر إعادتها لإيران. وبالنظر إلى أن الاتفاق النووي أثار داخل إيران لغطًا كبيرًا لا يقل عما أثاره داخل الولايات المتحدة، فإن لروحاني مصلحة في جعل الرقم يبدو في أكبر صورة ممكنة. وعليه، علينا النظر إلى هذا الرقم أيضًا كأحد التقديرات المطروحة. تأتي وجهة نظر أخرى من جانب أصحاب أعمال داخل طهران، والذين يعتقدون أن كلا الرقمين مرتفعان للغاية، وأبدوا تفضيلهم للتقدير الأقل الذي طرحته وزارة الخزانة الأميركية، والذي يعتبرونه الأقل واقعية. بعد ذلك، استقطعوا منه المبلغ الذي سحبته الحكومة من المصرف المركزي، وبالتالي ستضطر لإعادتها، بجانب مليارات أخرى تعهدت الحكومة بدفعها كضمان لمشروعات استثمارية جار تنفيذها بالفعل.

ويكشف حكم الإعدام الذي صدر مؤخرًا بحق تاجر النفط باباك زنجاني، لاستيلائه خلال فترة العقوبات على 2.7 مليار دولار من الشركة الوطنية للنفط، أن هناك أموالا أخرى لن تعود لإيران.

إلا أنه داخل طهران، هناك شعور متزايد بالإحباط إزاء عدم تحقق أي تقدم ملموس بالبلاد حتى الآن. خلال مؤتمر نظمه مؤخرًا المصرف المركزي الإيراني وشركة «أوبن إيران» للمحاماة، خلصت جميع المناقشات تقريبًا إلى التساؤل ذاته: متى ستبدأ مصارف المقاصة البريطانية والألمانية والفرنسية الكبرى في تحويل أموال إيرانية بحيث يمكن الشروع في تنفيذ التعاقدات الأوروبية الموقعة خلال الشهور الأخيرة؟ من ناحيتها، ليس باستطاعة المصارف الأميركية تصفية الأموال الإيرانية، بسبب العقوبات السابقة للاتفاق النووي التي لا تزال سارية. وحتى الآن، لم تتحرك أي من المصارف الأوروبية الكبرى خوفًا من تعرضها لغرامات من جانب وزارة العدل الأميركية - إذا ما انهار الاتفاق النووي وعاودت العقوبات سريانها، أو إذا اتخذت الولايات المتحدة توجهًا متشددًا حيال التعامل مع الأموال الخاصة بشركات يتضح أن وراءها منتفعين لا يزالون على قائمة العقوبات. (هل تذكرون الـ9 مليارات دولار التي اضطر مصرف «بي إن بي باريباس» لدفعها عام 2014 لانتهاكه العقوبات الأميركية؟).

في تلك الأثناء، أخبرني مسؤولون ببعض المصارف الإيرانية الخاصة، مثل «ميدل إيست بانك» و«بانك ميلات»، أنهم اتخذوا بالفعل ترتيبات مع مؤسسات أوروبية أصغر لا تتعامل كثيرًا مع الولايات المتحدة. وسوف يكون باستطاعة تلك المؤسسات التعامل فقط مع الصفقات الأصغر حجمًا.

إلا أن القضية التي قد تكون أكثر إثارة للاهتمام عن القضايا العالقة المتعلقة بالعقوبات، أن أسعار النفط المنخفضة، قد تجبر الحكومة على الاعتماد بدرجة أكبر على الضرائب لتمويل خططها الاستثمارية. وأخبرني مسؤولون تنفيذيون بشركات إيرانية هنا أن مسؤولي الضرائب يعكفون بالفعل الآن على تفحص الإيصالات بعناية أكبر، على أمل زيادة العائدات الضريبية من خلال تقليص التكاليف القابلة للخصم من الضرائب.

وقد يحمل هذا التحول الاقتصادي في طياته تغييرًا أعمق. عن هذا، قال لايلاز: «لو كانت أسعار النفط لا تزال مرتفعة، لم يكن النظام ليحتاج إلى الضرائب. وإذا لم يحتاجوا للضرائب، فإن هذا يعني أنهم ليسوا بحاجة لأصوات المواطنين، وبالتالي بمقدورهم الضغط على المجتمع كيفما يحلو لهم. إنه ليس من قبيل المصادفة أن نجد أسوأ فترة في التاريخ الإيراني الحديث هي تلك السنوات الـ10 التي تولى خلالها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد رئاسة البلاد، وهي السنوات ذاتها التي وصلت أسعار النفط خلالها مستويات قياسية».

جدير بالذكر أن إحدى الدراسات خلصت إلى أن الكيانات المملوكة للحرس الثوري تملك شركات مدرجة بسوق الأسهم بقيمة تفوق 20 في المائة من إجمالي سوق الأسهم الإيرانية. وتقدر دراسات أخرى نصيب الحرس الثوري في الاقتصاد بـ40 في المائة. كما جرى الربط بين المرشد الأعلى وإمبراطورية اقتصادية بقيمة تقدر بـ95 مليار دولار.ولا شك أن فرض ضرائب على هذه الشركات الخاضعة للحماية، وخلق اقتصاد تنافسي سيمثلان انتصارًا تاريخيًا لروحاني. وإذا تسبب الاضطرار في دفع ضرائب في فرض تكاليف دائمة على الحرس الثوري، فإن هذا سيعني تقلص نصيبه من الأصول الإيرانية المجمدة.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

هل نام الأسد ليلتها؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/16 آذار/16

  مثلما فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم بتدخله عسكريا في سوريا، فاجأهم مرة أخرى بإعلانه الانسحاب جزئيا من هناك، والسؤال هنا ليس لماذا أعلن الروس هذا الانسحاب الجزئي، فمن المبكر معرفة التفاصيل، خصوصا أن العالم انتظر مطولا لفهم الأسباب الحقيقية للتدخل، وإنما السؤال هو: هل نام بشار الأسد ليلة ذاك القرار؟ القراءة المتأنية لبياني الكرملين والنظام الأسدي تظهر فروقا جوهرية، البيان الروسي يبدأ بعبارة مختلفة عن البيان الأسدي، حيث يقول الروس، وبحسب «روسيا اليوم» إن بوتين أجرى اتصالا بالأسد: «ليبحث معه سير تطبيق الإعلان الروسي الأميركي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا»، وهذا ما لم يشر له البيان الأسدي! وذكر البيان الروسي أن بوتين «أقر بأن القوات المسلحة الروسية قد نفذت المهمات الرئيسية التي كلفت بها، وتم الاتفاق على سحب الجزء الأكبر من مجموعة الطيران الحربي الروسي من سوريا، مع إبقاء مركز مكلف بضمان تحليقات الطيران في سوريا، وذلك بهدف مراقبة تنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية». ونقلت «روسيا اليوم»: «كما أشار بشار الأسد إلى استعداد دمشق لبدء العملية السياسية في البلاد، بأسرع ما يمكن». بينما استهل البيان الأسدي بالقول: «إن روسيا تعهدت بمواصلة دعم سوريا في مجال محاربة الإرهاب، وجاء ذلك بعيد إعلان موسكو عن بدء سحب القوات الرئيسية من هناك الثلاثاء». مضيفا أنه: «بعد النجاحات التي حققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب، وعودة الأمن والأمان لمناطق كثيرة». اتفق الجانبان خلال اتصال بين الأسد وبوتين «على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية»، مع تأكيد روسي على استمرار دعم سوريا. ومن خلال البيانين، يتضح أن الروس يتحدثون عن أنهم قرروا، بينما الأسد يتحدث عن اتفاق، وتعهد بالدعم، مما يظهر أن الأسد يحاول تفسير القرار الروسي لتطمين أتباعه، وإخفاء قلقه، ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المتحدث باسم الكرملين قوله: إن بوتين «وبقرار من جانب واحد، ومن دون أي طلب من قبل الأسد» قرر سحب القوات، مضيفة، أي الصحيفة، أن قرار بوتين: «رسالة حادة مفادها أن دعم روسيا للأسد ليس بلا حدود». ولذا فإن القلق لن يلازم الأسد وحده، بل و«حزب الله» الإرهابي، وإيران، وقادم الأيام سيحمل مزيدا من التفاصيل، سواء كان الانسحاب الروسي حقيقيا أو مناورة، أما الأكيد فهو أن الأسد مذعور، ومثله «حزب الله». كما أن إعلان بوتين أن قواته «نفذت المهمات» سيذكرنا مطولا بإعلان جورج بوش الابن «بأن المهمة قد نفذت»، بينما الدمار متواصل من أفغانستان للعراق. وعليه فإن القادم سيكون أكثر تشويقا، خصوصا مع كثرة التصريحات لمحاولة تفسير الانسحاب الجزئي، إن صدق، بينما الحاضر يقول إن ليلة الأسد وحسن نصر الله كانت سوداء كأفعالهما.

 

الانسحاب الروسي يغيّر قواعد اللعبة... كما تدخّله هل احتاج بوتين إلى استراتيجية خروج من سوريا؟

 روزانا بومنصف/النهار/16 آذار 2016

تتحرك روسيا في سوريا على أنها اللاعب الدولي الوحيد الذي تم التسليم أميركياً بمرجعيته في الشأن السوري. ليس واضحا إذا كانت روسيا توجه رسالة عبر إعلان انسحابها في التاريخ نفسه لانطلاق الانتفاضة السورية بأنها تضع اللبنة الأساس في الموعد نفسه، إنما لانطلاق العملية السلمية بدلا من الحرب إذا كانت صادقة في سحب قواتها ولم يكن ذلك مجرد قنبلة دخانية، لكن الانسحاب كما التدخل الروسي من شأنه أن يغيّر قواعد اللعبة في سوريا وحولها. تدخلت روسيا بأهداف مخفية وبأسباب معلنة تبين الوقائع عدم صحتها لجهة محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" ما دامت تنسحب من دون ان تقضي على هذا التنظيم كما قالت، فيما عمدت الى انتشال الرئيس السوري من السقوط. وفجأة يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته الرئيسية، فيما لم تنته العواصم الكبرى من تحليل تداعيات تدخله ليترك هذا القرار الجديد مثار تكهنات حول تداعياته وما إذا كانت ستدفع في اتجاه تزخيم العملية السلمية السورية في جنيف أو أنها ستدفع النظام وايران وحلفاءه من الميليشيات الشيعية الى استكمال استعادة السيطرة، فلا يحرج هو أمام الدول الخليجية أو الرأي العام السني في الجمهوريات السوفياتية سابقا، ما دام لن يكون مسؤولا عن اندفاع النظام وحلفائه بعد سحب قواته، او انه في حاجة الى استراتيجية خروج من سوريا وفّرها بدء العملية السلمية في ضوء أوضاع روسية داخلية صعبة. فالقرار الاستعراضي المفاجئ والسريع والفوري التنفيذ يشي بأنه لم يأت في سياق طبيعي، بل في سياق إشكالي، وهو باعه للداخل الروسي، بمقدار محاولة بيعه للدول الغربية، على نحو ساهم في إعادة تحسين سعر الروبل الروسي في مقابل الدولار الاميركي نظرا الى الارتياح الذي أثاره قراره لدى الروس، في ظل اختناق اقتصادي يواجه الوضع في روسيا وقلق من الغرق كما كانت الحال في افغانستان. ومع أن ديبلوماسيي العواصم الغربية أعربوا عن أملهم في أن يشكل سحب روسيا قواتها العسكرية ضغطا على النظام من أجل المضي في العملية السلمية، فإن ثمة شكوكا في أن يكون هناك سيناريو آخر مبني على انسحاب بوتين مما يمكن ان يحصل ميدانياً من جانب الاسد وحليفه الايراني، انطلاقا من توافر معلومات موثوق بها عن استحالة ان يقدم النظام اي تنازلات في التفاوض، وهو غدا أكثر وثوقاً من قدرته على استعادة السيطرة بعد الدعم الذي قدمه له الروس. وتاليا، فإنه سيحاول أن يستكمل تقدمه في بعض المناطق ليضيق هامش المعارضة. فأن يكون وزراء خارجية الدول الغربية أبدوا رد فعل سلبيا على ما اعلنه وزير خارجية النظام وليد المعلم من خطوط حمر، تبدأ بالاسد وصولا الى الانتخابات الرئاسية والمرحلة الانتقالية، لا يعني أن هذا النظام لن يسعى الى تحقيق أهدافه أو يحاول على الأقل.

فقبل أيام قليلة، نقل عائدون من العاصمة الاميركية أن التسوية التي كان مزمعا إطلاقها، وهي بدأت في 14 آذار في جنيف ويتوقع الوصول اليها في سوريا، لا كلام كثيرا حولها في واشنطن، بل ان الانطباع هو أن الولايات المتحدة تركت المبادرة لروسيا. ولدى أي اعتراض غربي أو عربي، يقابل المسؤولون نشاط الروس في سوريا بمرونة، وأحيانا بعدم اكتراث، وأحيانا بمحاولات للضغط على الروس ديبلوماسياً، انطلاقاً من أن الولايات المتحدة باتت خارج معادلة القوى الفاعلة والفعلية في سوريا. والانطباعات الأخرى التي نقلها زوار العاصمة الاميركية هي أن الحل في سوريا غير وشيك، على غير ما ينقل عنهم في بعض مواقفهم، إذ لا يزال بشار الاسد، كما سيظهر خلال الأيام والأسابيع المقبلة، رافضا التفاوض، وهو لن يفعل، وان الروس قالوا للاميركيين انهم وعدوهم بأنهم سيأتون بالاسد الى المفاوضات، لكننا لم نعد بتقديمه تنازلات. والأمر الآخر هو أن لا خطة "ب" لدى الاميركيين بتقسيم سوريا أو أي مسار آخر للحلول على رغم تلويح وزير الخارجية جون كيري باحتمال ذهاب سوريا الى التقسيم في حال فشل مسار الحل السلمي.

في أي حال على غرار ما شكل التدخل الروسي في سوريا في نهاية ايلول الماضي صفعة للولايات المتحدة، فإن إعلان روسيا سحب القسم الاكبر من قواتها من سوريا هو صفعة إضافية لادارة الرئيس باراك أوباما، حتى لو لم تكن هذه الادارة تكترث لسوريا، وهي سلمت او تركت الوضع السوري في يد الروس. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع ان يظهر ان دولة مهتمة وليست فقط كبيرة يمكنها أن تتدخل من أجل حماية ما تعتبره خطوطا حمرا، على غرار تدخل روسيا لمنع سقوط بشار الاسد، من دون أن تنغمس طويلا في الوحول السورية، كما تنبأ اوباما للتدخل الروسي، وهذا التدخل يمكنه أن يغير موازين القوى على الارض. وهما أمران نظّر الرئيس الاميركي لهما خلال الاعوام الاخيرة في تبريره عدم التدخل في سوريا، عارضا خططاً على غرار التدخل في العراق او افغانستان، ليخلص الى عدم التدخل على الإطلاق لعدم القدرة، وفق قراءاته المشابهة في رأي مراقبين كثر لقراءات الاكاديميين وليس رؤساء الدول، على تغيير موازين القوى على الارض. فهل ينجح انسحاب رئيسي لروسيا من سوريا في إرباك حسابات الولايات المتحدة كما حسابات اللاعبين الداخليين، ولا سيما النظام وحليفته ايران؟ هذا ما يعتقد كثر انه سيحصل كيفما كان اتجاه هذا الارباك.

 

الانسحاب الروسي... إشارات وحسابات

عبد الوهاب بدرخان/النهار/16 آذار 2016

الأرجح أنه لا تمكن المراهنة على الانسحاب الروسي كتغيير مهم وجوهري. نعم، فيه اشارات لكنها لا تتعلّق بالوضع الميداني، فالقوة الجوية التي قلبت المعادلة لمصلحة النظام باقية في قاعدة حميميم. هو بالأحرى سحبٌ لقدرات عسكرية استقدمت اضافياً وتحسّباً لاحتمالات ثلاثة: توجّه اميركي - اطلسي الى التصعيد، انخراط تركيا في مواجهة واسعة ولو بدعم أطلسي محدود، دخول قوات برّية تركية - سعودية. هذه احتمالات تراجعت الآن، لأن واشنطن لم تحِد عن تفاهماتها مع موسكو، وإنْ كانت الأخيرة هي التي تستخدم تلك التفاهمات بتصرّف مفرط أحياناً، كما فعلت أوائل الشهر الماضي عندما غطّت جويّاً هجمات النظام السوري والميليشيات الايرانية والكردية بالتزامن مع الانطلاقة المفترضة للمفاوضات في جنيف. بعد ذلك تفاوض الاميركيون والروس على وقف لإطلاق النار، وهو ما رفضه الاسد والايرانيون دائماً، ولم يكونوا يحبّذونه على الاطلاق. وبطبيعة الحال لم يُستشَروا قبل انجاز الاتفاق مثلهم مثل المعارضة السورية.

واقعياً، لم يحصل تغيير دراماتيكي يمكن أن يقلق النظام السوري أو ايران. لكن الاعلان الروسي يوم "استئناف" المفاوضات في جنيف، وعلى خلفية هدنة "صامدة" رغم هشاشتها، يضطر دمشق وطهران الى التواضع في طموحاتهما وحساباتهما. هذا ينطبق بالضرورة على أي سيناريوات تعتمدانها لنسف المفاوضات وإسقاط الهدنة للعودة الى خطة الحسم العسكري الشامل. لا يزال بإمكان الاسد والايرانيين القيام بخروقات خطيرة لوقف اطلاق النار، لكن أي تصعيد بهدف الحسم لا بدّ من أن يمرّ بموافقة الروس. وهؤلاء اتفقوا مع الاميركيين على اعطاء فرصة حقيقية للمفاوضات، ولا يريدون أن يكون النظام الطرف الذي يُفشلها. لذلك نبّه جون كيري موسكو الى أن تصريحات وليد المعلم عن "الاسد خط أحمر" و"الانتقال السياسي هو حكومة قائمة يشارك فيها الطرف الآخر" تعبّر عن تصميم مسبق على عرقلة المفاوضات وافشالها، وبادر سيرغي لافروف الى انتقاد تلك التصريحات من دون تحديد، لكن دمشق تلقّت الرسالة.

الجديد في الموقف الراهن ورد عابراً في أحد تصريحات ستافان دو ميستورا، الذي شرح أن المفاوضات ستكون على ثلاث جولات وإذا فشلت سيعاد الملف الى مجلس الأمن. هذا يعني، بالنسبة الى الاسد والايرانيين، أن التفاهمات الاميركية - الروسية تفرض عليهم أقصى احترام ممكن للهدنة وبذل جهد لإنجاح المفاوضات. وهي التزامات فُرضت أيضاً على المعارضة (وداعميها). لكنه يعني تالياً أن ما بعد فشل المفاوضات سيكون شأن اميركا وروسيا أولاً، وبشكل ثانوي شأن "مجموعة فيينا"، قبل الوصول الى مجلس الأمن. قد تشكّل هذه مرحلة المباشرة في اخراج سيناريوات التقسيم أو الفدرلة الى العلن. صحيح أن الاسد والايرانيين لا يرفضونها، بل يرحّبون بها، لكنهم يفضّلون أن تأتي الخطوة الأولى من حلفائهم الأكراد، وهذا حاصل.

 

الانسحاب الروسي المعلن عنه في أيلول الماضي

وسام سعادة/المستقبل/16 آذار/16

مفاجأة اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب الجزء الأكبر من قوة بلاده التدخلية في سوريا، والمسارعة الى التطبيق المشهدي لهذا الاعلان، قد يقلّل منها أنّ موسكو نفسها، يوم دشّنت هذا التدخل الحربي في أيلول من العام الماضي، قدّرت مدّته بنحو أربعة أشهر. من وجهة النظر الروسية الرسمية، أدى التدخل هدفيه المرجوين: انقاذ النظام السوري من عملية تهاويه بين براثن الجماعات المسلّحة المناوئة له وبمنأى عن أي حل سياسي، واعادة تأهيل العملية السياسية على قاعدة «الندية الأميركية - الروسية»، وبالارتكاز الى أول هدنة جدية، على هشاشتها، تعرفها الحرب السورية منذ اندلاعها. بالتوازي لم يكن التدخل مكلفاً لموسكو. صحيح أنه «تصادف» مع أزمة تهاوي سعر صرف الروبل، لكنه «تصادف» أيضاً مع التقارب الروسي - الفرنسي، ثم الروسي - العربي، الأول على خلفية هجمات باريس، والثاني على خلفية مواقف باراك أوباما المعتبرة عربياً «محابية لإيران». بالنتيجة، مكّن التدخل الجوي الروسي المتواصل لأشهر عدة النظام السوري من الوقوف على قدميه مجدداً، وبشكل لن يزول مفعوله مباشرة بعد الانسحاب، لكن الانسحاب يأتي فيقوي قدرة التحكم الروسية بالوضع السوري، بما في ذلك وضع رأس النظام السوري نفسه، بدلاً من أن يؤدي استمرار النمط نفسه من التدخل الى استفادة بشار الأسد منه وتحلّله، وحليفه الايراني، من التوجيه الروسي العام، تباعاً. الانسحاب بحد ذاته سيبقى نسبياً ما دمنا نتكلم في الأساس عن قوة تدخل جوية، من الميسر اعادة نشرها في سوريا أنى دعت الحاجة بالنسبة الى الروس. وبالطبع، مرت فترة من الوقت على التزام روسيا انسحابها من شرق اوكرانيا، لكن الجميع يدرك الطبيعة المتبدلة .. والتدخلية .. لذاك الانسحاب. لكن نسبية الانسحاب لا تعني أننا لسنا أمام لحظة فاصلة. بالعكس. التدخل الجوي في شكله الذي عرفناه من أيلول الى الآن انتهى، وان كانت المرحلة المقبلة سوف تشهد عمليات تدخل «كوماندوسية» روسية، مضبوطة على تموجات العملية السياسية واحتقاناتها. الآفاق المتاحة أمام العلاقات الروسية - العربية والروسية - الغربية ستلعب دوراً أساسياً في تحديد «النسبة الواقعية للانسحاب». بالتوازي، استمرار الجفاء الروسي - التركي، واستمرار التقاطع الاستراتيجي بين موسكو وطهران في مسائل عديدة، سيدفع دفعاً بالاتجاه الذي يحد من آفاق التقارب الروسي - العربي. السؤال هنا: الى أي حد؟ لا يمكن تقرير ذلك الآن بشكل حاسم. فمن المبكر القول ان موسكو انتقلت الى خيار «الاوتانازيا» (الاماتة الرحيمة) لنظام آل الأسد، ذلك ان استفادته من شهور تدخلها لا تزال سارية المفعول ولن تتبخر بين ليلة وضحاها، في حين انه لم يعد بمقدوره شن عمليات هجومية واسعة، وصارت مصلحته في الحفاظ على الهدنة الحالية، حتى اشعار آخر. لكن الحفاظ على الهدنة لن يكون ممكناً من دون «انفتاح النظام» على احدى فكرتين: اما خسارته رأسه، أو نأيه بعض الشيء عن حليفه الايراني، أو كلا الأمرين معاً. الاستبلشمنت الروسي يهنئ نفسه في هذه الأثناء بأنه برع في اختيار لحظة التدخل ولحظة تعليق التدخل. المراقب ليس مضطراً للمصادقة على صحة هذه البراعة أو عدمها، لكنه ليس بوسعه أبداً المكابرة على حيوية السياسة الروسية بازاء المسألة السورية: هي حيوية ليس بالمستطاع حسابها طول الوقت من زاوية ربح أو خسارة. الانسحاب أتى فعلاً بعد نجاح التدخل الروسي في التعويم النسبي لنظام آل الأسد، لكنه يريد كانسحاب تحويل الرصيد الى تعويم الديبلوماسية الروسية نفسها، ودون ذلك صعوبات كثيرة.