المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march18.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيل: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ

وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل! لا تَحْسَبُوهُ كَعَدُوّ، بَلِ ٱنْصَحُوهُ كَأَخ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إلى سيدنا الراعي: كفى ندباً وبكاءًً على الأطلال، وانتم في مقدمة المتخلين عن رسالة لبنان وعن دور الكنيسة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مجلس الأمن يدعو القادة اللبنانيين الى انتخاب رئيس

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 17/3/2016

«حزب الله» لن ينسحب من سورية وسيواصل الدفاع عن الأسد/زوار دمشق: قراره إيراني أولاً وأخيراً

حزب الله” يرسل “كتيبة الرضوان” لاقتحام تدمر

عون يفرمل تحركه التصعيدي بعد نصائح بتفادي خيار الشارع

وثائق سرية تكشف التحالف بين بن لادن ومغنية وإيران

اللبنانيون متفاجئون باخبار تورط حزب الله بهجمات 11 أيلول/سهى جفّال/جنوبية

تناغم بين «حزب الله» والإعلام العبري/نسرين مرعب/جنوبية

خطوات محاصرة حزب الله مستمرة/عمر البدوي/الحياة

رغبة لدى واشنطن وموسكو في نجاح الحل السياسي لارتباطٍ بعمر الإدارة الأميركية ومراجعة العقوبات على روسيا/سمير تويني/النهار

سلامة مرشّح للأمانة العامة لـ"الأونيسكو"

سلامة: عودة “حزب الله” من سوريا مرتبطة بالحل السياسي

لبنان نحو تمديد غير محدود لستاتيكو الأزمات الداخلية لماذا تريّث الجميع هذه المرة أمام الانسحاب الروسي؟

محامو «خلية التجسس» الإيرانية يتغيبون لليوم الثالث

حزب الله والكويت: فصل خليجي جديد من تصفية الحساب

إعادة انتشار/أحمد الأسعد

مروان حمادة: المذهل أن عصابة 'شبكة الباروك” لم تسمَّ في مؤتمر حرب!

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 17 آذار 2016

نديم الجميل: 14 آذار خلق الوحدة بين اللبنانيين والقوى السياسية ولا رئيس في جلسة 23 آذار

سلام في مجلس الوزراء: التطورات في المنطقة تفرض وجود رئيس للدولة

بري استقبل وفدا ايرانيا والهيئات الاقتصادية القصار: لبنان من دون رئيس لا يستطيع اكمال طريقه ونريد اطيب العلاقات مع العرب

بري عرض مع رئيسة برلمان فنلندا العلاقات ودور اليونيفيل

خرازي بعد لقائه الراعي: ركزنا على دوره الإيجابي في حلحلة مشاكل لبنان

الوفاء للمقاومة: لتشكيل لجنة تحقيق عليا في قضية الاختراق الفضيحة للانترنت واحالة المرتكبين على القضاء

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الراعي ترأس قداسا في معهد عينطورة لمناسبة عيد مار يوسف: لا نزكي مرشحا للرئاسة ولا نضع فيتو على أحد ونحن مع النزول الى المجلس للانتخاب

الراعي خلال لقائه الهيئتين التعليمية والادارية في عينطورة: البطريركية لا تدعم ولا تزكي اي مرشح للرئاسة

افرام: لا بد من انتخابات رئاسية وقانون انتخابات جديد واحقاق اللامركزية الموسعة

 طورسركيسيان والجميل تقدما باقتراح قانون لالغاء شهادة البريفيه

تغريم السيد والامين وسعود في دعويي جعجع وشربل ميشال سليمان

جنبلاط : خرائط جديدة للمنطقة في ظل تنسيق أمني وعسكري أميركي روسي مشترك

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

34 منظمة تدعو إلى عدم تجاهل الانتهاكات في إيران

واشنطن: «داعش» يرتكب حملة «إبادة» ضد المسيحيين واليزيديين والشيعة

إيران تستعد لإرسال قوات خاصة للعراق وسورية

الجبير يصف الانسحاب الروسي من سورية بـ«الإيجابي للغاية»

الخارجية الأميركية تقول إنها لا تعترف بمناطق حكم ذاتي داخل سورية

واشنطن تعتبر فظائع «داعش» في العراق وسورية جرائم «إبادة»

دي ميستورا: الخلاف بين المعارضة والحكومة السورية ما زال «كبيراً»

 بوتين :روسيا يمكن ان تعيد نشر طائراتها في سوريا خلال ساعات عند الضرورة

 وفاة رئيس الموساد الإسرائيلي السابق مائير داغان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» إرهابي.. ماذا عن الشيعة العرب/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الجنرال والحكيم بين مصلحةٍ جمعتهما ومُصالحةٍ جمّدتهما/ميرنا زخريا/النهار

إلى قيادة "حزب الله" الكريمة/أحمد عصمت عثمان/النهار

عند مشارف السنتين/نبيل بومنصف/النهار

الاستقرار المنشود سياسياً وأمنياً واقتصادياً مفتاحه العودة إلى حكم "ديموقراطية الأكثرية"/اميل خوري/النهار

المستقبل السياسي للسنة في لبنان/أحمد عدنان/العرب

خروج من سوريا بعد الخروج من لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

سمير جعجع الممانع/حـازم الأميـن/لبنان الآن

زمن «المارونية السياسية» وعهد «دولة الطائف»/فادي عيد/الديار

زيارة الحريري الى قهوجي «رئاسية»/سيمون ابو فاضل/الديار

حوار الحضارات تمازج ثقافي يثمر تكامل المجتمعات ودعم المسيرة الإنسانية/ لا يزال العالم ينظر باحترام إلى شعار الثورة الفرنسية: «حرية إخاء مساواة»/أ.د.بركات محمد مراد/السياسة

بوتين: عن مغامر لا يقامر/محمد قواص/العرب

لم يتغير النظام الإيراني، العالم هو الذي تغير/أحمد أبو دوح/العرب

من حقيبة النهار الديبلوماسية ضربة بوتين للأسد/عبد الكريم أبو النصر/النهار

الوجود الروسي في سوريا: الأهداف المعلنة وغير المعلنة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيل: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ

"إنجيل القدّيس لوقا04/من01حتى13/:"عَادَ يَسُوعُ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وكانُ الرُّوحُ يَقُودُهُ في البرِّيَّة، أَربَعِينَ يَومًا، وإِبلِيسُ يُجَرِّبُهُ. ولَمْ يأْكُلْ شَيئًا في تِلْكَ الأَيَّام. ولَمَّا تَمَّتْ جَاع. فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: «إنْ كُنْتَ ٱبنَ اللهِ فَقُلْ لِهذَا الحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا». فأَجَابَهُ يَسُوع: «مَكتُوب: لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان». وصَعِدَ بِهِ إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عَالٍ، وأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ المَسْكُونَةِ في لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَن، وقالَ لهُ: «أُعْطِيكَ هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ، ومَجْدَ هذِهِ المَمَالِك، لأَنَّهُ سُلِّمَ إِليَّ، وأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أَشَاء. فإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ كُلُّه لَكَ». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَكْتُوب: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُد، وإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُد». وقَادَهُ إِبليسُ إِلى أُورَشَليم، وأَقَامَهُ على جَنَاحِ الهَيْكَل، وقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فأَلْقِ بنَفْسِكَ مِنْ هُنَا إِلى الأَسْفَل، لأَنَّهُ مَكْتُوب: يُوصِي مَلائِكتَهُ بِكَ لِيَحْفَظُوك. ومكْتُوبٌ أَيضًا: على أَيْدِيهِم يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ بحَجَرٍ رِجلَكَ». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيل: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ ». ولَمَّا أَتَمَّ إِبليسُ كُلَّ تَجَارِبِهِ، ٱبتَعَدَ عَنْ يَسُوعَ إِلى حِين."

 

وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل! لا تَحْسَبُوهُ كَعَدُوّ، بَلِ ٱنْصَحُوهُ كَأَخ

"رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى18/:"يا إخوَتِي، نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا. فَأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَقْتَدُوا بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ بيْنَكُم مُقْلِقِين، ولا أَكَلْنَا الخُبْزَ مَجَّانًا مِنْ أَحَد، بَلْ كُنَّا نَعْمَلُ بِتَعَبٍ وكَدّ، لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحدٍ مِنْكُم، لا لأَنَّهُ لَيْسَ لنا سُلْطَان، بَلْ لِكَي نُعْطِيَكُم أَنْفُسَنَا مِثَالاً لِتَقْتَدُوا بِنَا. فإِنَّنَا، لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُوصِيكُم بِهذَا: إِذا كَانَ أَحدٌ لا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَل، فعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ لا يَأْكُل! وقَدْ سَمِعْنَا أَنَّ بَعضًا مِنُكم يَسْلُكُونَ سُلُوكًا مُقْلِقًا، ولا يَعْمَلُونَ شَيئًا، لكِنَّهُم يَعْمَلُونَ مَا لا يَعْنِيهِم. فَنُوصِي أَمثَالَ هؤُلاء، ونُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الخَير. وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل! لا تَحْسَبُوهُ كَعَدُوّ، بَلِ ٱنْصَحُوهُ كَأَخ. ورَبُّ السَّلامِ نَفْسُهُ، هُوَ يُعْطِيكُمُ السَّلامَ في كُلِّ حينٍ وفي كُلِّ حَال! أَلرَّبُّ مَعَكُم أَجْمَعين! هذَا السَّلام، أَنَا بُولُسُ كَتَبْتُهُ بِخَطِّ يَدِي، وهُوَ عَلامَةٌ في كُلِّ رِسَالَة: هكذَا أَكْتُب. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ مَعَكُم أَجْمَعِين"!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

إلى سيدنا الراعي: كفى ندباً وبكاءًً على الأطلال، وانتم في مقدمة المتخلين عن رسالة لبنان وعن دور الكنيسة

الياس بجاني/16 آذار/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/16/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%83%D9%81%D9%89-%D9%86%D8%AF%D8%A8%D8%A7%D9%8B/

لا يكاد يمر يوماً واحداً دون أن يطل علينا سيدنا الراعي بمناسبة وبغير مناسبة في مشهديات فاقعة في التصنع والإستكبار وغارقة في المظاهر الدنيوية الفانية وذلك من خلال خطاب بعيد عن جوهر الأعمال بُعدِ السماء عن الأرض.

إطلالات سيدنا في الجوهر وفي البعدين الإيماني والرجائي هي في غير قاطع التواضع والبساطة والشفافية والشهادة للحق عن طريق تسمية الأشياء بأسمائها، والأخطر أنها بعيدة عن عمق وجوهر دور وواجبات الكنيسة المارونية التي أعطى لصرحها البطريركي المقدس مجد لبنان.

إطلالات كما يراها كثر ونحن منهم هي مسرحية واسقاطية وتبريرية وغير مجدية ولا فائدة منها ولا رجاء.

في كل هذه الإطلالات يكرر ويستنسخ سيدنا الراعي مواقفه الرمادية اللاانجيلية التي تساوي بين الخير والشر، وبين الأخيار والأشرار، وهو دائماً يحاول أن يزين إطلالاته بدور الناصح والباكي والشاكي معاً، وفي نفس الوقت معلناً فساد الطبقة السياسية وعقمها، علماً أنه حصاداً وغلالاً لا يختلف كثيراً عن مساهمات هذا الطاقم في تهميش وتغييب وعزل دور وموقع الكنيسة الوطني والسيادي.

حبذا لو يريحنا سيدنا من إطلالاته السياسية المسرحية اللاانجيلية الهوى والنوى وينكب بدلاً من ذلك على الأعمال وعلى الأعمال فقط، وذلك عملاً بقولي الكتاب المقدس: "إن الإيمان دون أفعال هو ميت تماماً كالجسد بلا روح". "ومن ثمارهم تعرفونهم".

أما غالبية أصحاب شركات أحزابنا المارونية تحديداً مع استثناءات قليلة، فهم حقيقة وممارسات وخطاباً وانجازات أسوأ الموارنة بامتياز، لأنهم لا يمثلون لا من قريب ولا من بعيد قيم وأخلاق وتاريخ وتطلعات وهموم وأوجاع  ومعانات اللبنانيين عموماً والموارنة تحديداً.

هم في غربة كاملة عن ناسهم والوطن وعن تعاليم الكتاب المقدس.

 عملياً، وواقعاً معاشاً هم الفشل بعينه، والقنوط والإحباط والتخلي والإسخريوتية والطروادية والطمع والحسد بأبشع صورها.

إن تدميرهم لتجمع 14 آذار وفرط عقده الوطني العابر للطوائف وعن سابق تصور وتصميم، وعلى خلفية الأنانية والأطماع هو نموذج من رزم نماذج أعمالهم الشريرة... وما أكثرها!!

كان بعض هؤلاء التجار من أصحاب شركات الأحزاب المارونية تحديداً يُعيبون على النائب ميشال عون النرسيسي والطروادي انحرافاته والشرود والتلون، وينتقدون خطيئة التحاقه بمحور الشر السوري-الإيراني، وتخليه بفجور عن كل ثوابت الموارنة التاريخية.

ولأن معظمهم فاشل ومصاب بعاهتي العقم والنفاق ولا يجيد غير ردات الأفعال ها هم في غالبيتهم وبعد 11 سنة من التبجح بخطاب سيادي واستقلالي كاذب، ها هم  يلتحقون بخط النائب عون ويتلحفون بخياراته اللالبنانية، ويتحالفون معه ويرشحونه لموقع الرئاسة، في حين أنهم يجهدون بمكر لتبليع فشلهم وشرودهم والخطايا للناس من خلال شعارات الوحدة المسيحية والخوف على الدور والمصير. ومن من هؤلاء لم يلتحق بعون حتى الآن فهو على قائمة الانتظار رغم خطابه السيادي المموه، ويسعى في السر وخلف الأبواق المغلقة مع من بيدهم القرار ليرتكب نفس الخطيئة..

السؤال البديهي لهؤلاء القادة من أهلنا هو، هل ميشال عون هذا الأداة الملالوية والأسدية هو في ممارساته وخطابه وتحالفاته وربعه وقيمه السياسية والوطنية هو مسيحي فعلاً وهمه الوجود والدور المسيحي وحقوق المسيحيين؟

يبقى أن فاقد الشيء لا يعطيه، وقادتنا الموارنة في غالبيتهم هم للأسف العقم بلحمه وشحمه، وبالتالي فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenician@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مجلس الأمن يدعو القادة اللبنانيين الى انتخاب رئيس

وكالات/18 آذار/16/كرر مجلس الامن الدولي بعد اطلاعه عل  تقرير حول لبنان من منسقة شؤون الامم المتحدة سيغريد كاغ، قلقه من الشغور الرئاسي المستمر منذ 21 شهراً والركود السياسي الذي تعاني منه الحكومة، ما يحول دون قدرة لبنان على مواجهة التحديات الامنية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية التي تواجه البلاد، ودعا القادة اللبنانيين الى التصرف بمسؤولية وانتخاب رئيس.وناشدهم مجلس الامن  وضع امن لبنان ومصالحه الوطنية فوق كل الاعتبارات السياسية، ودعا الى مواصلة الدعم الدولي للقوات المسلحة اللبنانية  عبر المزيد من المساعدات التي تحتاج اليها  لمحابة الارهاب وحماية الحدود. وثمّن اهمية النأي بالنفس الذي يعتمده لبنان حيال الازمة السورية،  داعياً  كل الفرقاء اللبنانيين الى وقف تورطهم في الازمة السورية، ومبدياً قلقه حيال تأثير وجود اكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 17/3/2016

الخميس 17 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مجلس الوزراء انعقد وأقر بنودا في جدول أعماله وأعطى إشارة الانطلاق في تنفيذ خطة معالجة النفايات والرئيس تمام سلام أبعد الجلسة عن أجواء كادت ان تكون محمومة في غير ما قضية وبينها ما يتعلق بمديرية أمن الدولة التي يبحث موضوعها في الجلسة المقبلة. ولم يتم بعد التدقيق في معنى كلام الوزير الياس بو صعب على ان مجلس الوزراء يكاد ان يكون على شفير الهاوية ورد الوزير رمزي جريج عليه بأنه على هذا الشفير.

وفي الشأن السياسي ينتظر ان تنشط الاتصالات والمشاورات في ضوء عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت وإعلان البطريرك الماروني ان بكركي لا تؤيد أية شخصية للرئاسة وانها مع الرئيس القوي القادر.

وفي الجو السياسي ايضا ترقب للمحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في موسكو حول التفاهم على حلول أزمات الشرق الاوسط لاسيما الازمة السورية التي يتراقص الحل فيها على إيقاع المواقف الروسية التي بلغت حد الإعلان عن الانسحاب العسكري والكلام في الوقت نفسه على دعم الرئيس السوري من خلال تأكيد إبقاء صواريخ "أس أربعمائة" في سوريا ومعارضة رحيل الرئيس الاسد في بداية الانتقال السياسي.

وتنتظر المراجع اللبنانية ما ستؤول إليه الاجواء بين الرياض وطهران من جهة وما سيكون من تحركات اميركية وفرنسية في بيروت قريبا.

وفي جديد التحركات الاجنبية في بيروت زيارة رئيسة مجلس النواب الفنلندي للرئيس نبيه بري هذا المساء حيث تم عرض الاوضاع في لبنان والعلاقات البرلمانية بينه وبين بلادها.

عودة الى جلسة مجلس الوزراء الى الاجواء والنتائج.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

جلسة مجلس الوزراء كانت صاخبة، ورشحت من بعض نقاشاتها لغة طائفية بغيضة، توتر عوني في كل اتجاه مع رئيس الحكومة ووزراء الكتائب، الا ان الرئيس سلام كان حازما في تصويب النقاش على سكة الانتاج الحكومي.

ملف امن الدولة بات بندا على جدول الجلسة المقبلة، حل ازمة النفايات على السكة الصحيحة، والتنفيذ بدءا من مساء الغد، اما المواد المسرطنة فلا قمحة ولا شعيرة بل احالة الى لجنة وزارية لبت الامر بعد مشادة بين وزيري الاقتصاد والصحة.

غاب موضوع الانترنت غير الشرعي عن الجلسة، فيما استعاد الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل الـ connection بإيقاعه الطبيعي برعاية عين التينة، واذا كانت الجهود تبذل في كل النواحي لحلحلة الازمات المتراكمة فإن البعض يحاول بين الحين والاخر التحريض طائفيا ومذهبيا وفتح الهواء بهدف تشويه الحقائق وصب الزيت على النار، فاليوم خلال برنامج، ساقت محطة الـ otv ادعاءات مفادها ان دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب يعتبر ان المجلس هو له، كما تضمنت المقابلة كلاما طائفيا ومذهبيا يحاول النيل من وزراء لحركة امل.

ان المحاولات المكشوفة هذه قد اعتدناها لبث السم في الدسم، وتغليف الروائح الكريهة لكلامهم بالياسمين، ونشير الى ان الذين يمارسون الطائفية والفردية ويتحلون بالعقلية الميليشياوية والتضليل يحاولون الايحاء وكأنهم هم انفسهم من اكتشف النفط والمياه الساخنة والحداثة الدبلوماسية، ويحاولون لصق التهم والصفات بغيرهم في حين انهم ليسوا الا مرتزقة وقراصنة تشوه الدستور وتطلق البدع والفتاوى التي تناسب مصالحها وتخالفها حيث لا مصلحة لها الى حد التضحية بكل شيء بدءا من الانتخابات الرئاسية الى التشريع والحكومة والجيش الى اخر العنقود، صدق جبران خليل جبران حين قال الحقيقي فينا صامت ولكن الاكتسابي ثرثار.

في الشأن السوري اعلن الاكراد عن نظام فيدرالي في المناطق التي يتواجدون فيها شمالي البلاد فيما حذرت دمشق من اي اتحاد او فيدرالية تمس بوحدة ارضها وشعبها، فماذا بعد؟ موسكو اعلنت استكمال عملية سحب قواتها من سوريا خلال ثلاثة ايام وابدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستعداد للعودة عسكريا اليها خلال ساعات معدودة اذا اقتضت الضرورة، لكنه لا يريد ذلك لان التصعيد العسكري ليس خيار موسكو التي رأت خارجيتها ان الدعوات السعودية لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد غير قانونية ومضحكة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

حتى وليد جنبلاط ضيعته التقلبات السورية الأخيرة... لم يسعفه ارتشاف القهوة صباحا في التنبه إلى خلفيات القرار الروسي الأخير، ولا أعانه تناول "منقوشة الزعتر" في تنشيط الذاكرة، لمحاولة تفسير كيف أن المهمة الروسية انتهت في سوريا تحت شعار ضرب الإرهاب، فيما داعش لا يزال موجودا في غالب مقراته... إلا إذا بدأ رسم خرائط جديدة للمنطقة، اعتبارا من الكيان الكردي الجديد... وفيما انهمك العالم اليوم بقراءة التحول الكبير من الشمال السوري، وما يؤشر إليه على صعيد الشرق الأوسط ككل، وفي موازاة تضارب المواقف السورية والإقليمية والدولية أو تقاطعها، حول سبل التعامل مع الكيان الفيدرالي الناشئ، ظل معظم السياسيين اللبنانيين مشغولين بسجالات الزواريب المحلية، التي يلحظ الجميع أنها بدأت، من دون أن يدري أحد كيف تنتهي، وبغض النظر عن المحق أو المخطئ... كما في مأساة النفايات التي ستبدأ إزالتها من الشوارع غدا، كذلك في سائر القضايا التي تطرح على البساطين السياسي والإعلامي... فوزير التربية مثلا، يعلن أن مجلس الوزراء على شفير الهاوية، ليرد عليه وزير الإعلام الذي كان حاضرا على طريقته في الجلسة على الأرجح، بأن الوزير نفسه هو على شفير تلك الهاوية، قبل أن يأتي الرد على الرد بأنه لو كان رمزي جريج حاضرا فعليا في الجلسة، لأدرك عمق الأزمة والهاوية. أما وزير الصحة، فيتمسك بالتأكيد أن القمح في لبنان مسرطن، ويستند في موقفه إلى دراسات وأرقام وفحوص، ليرد عليه وزير الاقتصاد بكلام قاس، يستند بدوره إلى دراسات وأرقام وفحوص، باتت هي أيضا في لبنان وجهة نظر، ولو كانت تقامر بمستقبل اللبنانيين، وتتسلى بعقولهم، وتثير الرعب في قلوبهم، وتثير قلقهم على صحتهم في خبزهم اليومي. فمن الأكثر مطابقة للمواصفات: اتهامات وزير الصحة ام ردود وزير الاقتصاد... هذا ما نتطرق إليه بعد ثلاثين ثانية فقط.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لا تمييع في قضية شبكة الانترنت التجسسي، ولا عقاب اقل من قصاص المس بالأمن القومي.

هذا اقل ما يمكن ان تواجه به جريمة الانترنت، التي مكنت العدو الاسرائيلي على مدى سبع سنوات من أن يسرح ويمرح داخل المقرات الرسمية، حاصدا من المعلومات والملفات ما يكشف الدولة باسرارها واجهزتها.. فضلا عن سرقة اموالها بعشرات ملايين الدولارات..

المدعي العام المالي كشف للمنار عن توقيف متورطين اثنين، في وقت يتواصل البحث عن اخرين من اصحاب الشركات المتهمة التي حصلت على تراخيص رسمية. فضيحة رسمية، الا تستدعي من الحكومة تشكيل لجنة عليا للمراقبة والمحاسبة، وفق ما اشارت اليه كتلة الوفاء للمقاومة.

اما ملف النفايات ، فعلى الحكومة البدء سريعا بتنفيذ خطة المعالجة، منعا لتكرار المهزلة، وحفاظا على السلامة العامة..

حكومة اجتمعت بجدول اعمالها المطول، لم تحقق خرقا باتجاه بدء جمع النفايات من الشوارع، وسط شروط ستة لحزب الطاشناق، ما زالت تنتظر الاجابات، قبل فتح الطريق الى مطمر برج حمود.

اقليميا، بمقدار جرعة الكسب السياسي التي قطفتها روسيا في اعلان سحب جزء من قواتها من سوريا جاءت مواقف رئيسها فلاديمير بوتين.. الرجل الذي ثبت معادلته السياسية في الازمة السورية: قواعدنا العسكرية في سوريا باقية وجاهزة، ومستمرة بمكافحة الارهاب.. وسنرفدها بالطائرات عند اي طارئ خلال ساعات، اما وحدة الاراضي السورية فممنوع المس بها.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

واخيرا ستخرج النفايات من ازقة وشوارع بيروت وجبل لبنان، بعد طول انتظار وبعد قبول الاطراف المعنية.

الساعة الصفر اقتربت وفق مصادر وزارية معنية، غير ان قضية مديرية امن الدولة كادت ان تطيح بالارتياح الناتج عن الانتهاء من قضية النفايات بفعل السجالات الحادة بين عدد من الوزراء.

وقد وضع الرئيس تمام سلام النقاط عل حروف هذه القضية، واعدا بادراج مشروع المجلس القيادي لمديرية امن الدولة، على جدول اعمال الجلسة المقبلة.

وفي ثنائية السجالات واحدة بين الوزيرين رمزي جريج والياس ابو صعب، على خلفية القول بان الحكومة كادت ان تقع في الهاوية.

وثانية بين الوزيرين الان حكيم ووائل ابو فاعور بفعل الكلام عن قمح مسرطن، وهو ما نفاه حكيم انطلاقا من تحليل اجراها معهد البحوث الصناعية.

في سوريا تطور بارز تمثل باعلان الأكراد النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة.وقد ووجه الاعلان بالرفض الامر الذي سيفتح المجال لمزيد من الصراعات والمواجهات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

واخيرا انتهت ازمة النفايات بعدما حلت عقدتا برج حمود والكوستا برافا في خلدة، وبدءا من الغد ستبدأ عملية ازاحة جبال القذارة التي جثمت على صدور اللبنانيين منذ تموز الماضي، لكن يمكن للبناني ان يلاحظ ان الجنازة الحامية التي تولدت من الزبالة وحولها وقضت على سمعة لبنان وصحة ابنائه واصابتهم بالامراض وربما قلت العديد منهم، هذه المجزرة انتهت من دون القبض على واحد من القتلة الكثر الذين ارتكبوها.

وما ان انتهت مسخرة النفايات حتى اندلعت حرب القمح، قمح الوزير حكيم نظيف وصالح، قمح الوزير ابو فاعور مسرطن وقاتل، والجواب الحاسم ليس في المختبرات بل في اروقة السياسة، لكن ننصح المواطنين بقمح الحكيم على سبيل راحة البال.

توازيا، اندلعت معركة امن الدولة بدفع من الوزيرين فرعون وحكيم، وقد نجحا في فرضها كمادة للتفاوض.

وفيما دولتنا الى تحلل، يرسم الاكراد بدمائهم حدود دولتهم شمال سوريا، وان كان دون هذا الحلم الكثير من المطبات القاتلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

"قمحة ولا شعيرة؟" إنه المثل الشهير بين التفاؤل والتشاؤم، فإذا كان قمحة، فإنه يدل على التفاؤل أو الخير، واذا كان شعيرة فإنه يدل على العكس، لكن القمحة في لبنان لم تعد شعار الخير، بل وللأسف أصبحت شعار الفساد من الباخرة الى الأهراءات الى الافران الى المواطن.

القمحة أثيرت قضيتها منذ فترة وتكررت اليوم، لكن الطريف أنه بدلا من المعالجة، فإن القمح الفاسد شكل مادة سجال بين وزراء الصحة والاقتصاد والزراعة، ما يشغل الناس عن القمح الفاسد ويلهيهم في السجال الوزاري المثلث.

والقمح الفاسد لم يكن وحده المادة السجالية بين الوزراء، بل إن إشكالية أمن الدولة بين رئيس الجهاز ونائبه شكلت بدورها سجالا من العيار الثقيل.

وفي معلومات خاصة بالـ LBCI أن الوزيرين ميشال فرعون وآلان حكيم أثارا القضية مع الرئيس سلام الذي بادر الى الرد بأن هذا الموضوع من خارج جدول الأعمال، ثم حاول مواصلة جدول الأعمال، لكن الوزير جبران باسيل، ووفق ما نقل، رأى أن هكذا "ما بيمشي الحال" فحين يكون الموضوع يتعلق بمسألة تخص المسيحيين "ممنوع الحكي فيا" ومن الآن وصاعدا لن يكون الحديث فقط عن الفئة الأولى في الإدارات الرسمية بل وصولا الى الفئة الرابعة، رد الرئيس سلام بنبرة مرتفعة ملوحا بوقف الجلسة.

وزير المال علي حسن خليل خاطب الوزير باسيل معتبرا أنه يتكلم بمنطق الذمية السياسية، فرد عليه باسيل انه اذا تكلمنا بالذمية السياسية فأنتم تمارسونها.

السجال الثالث عنوانه النفايات، وما لفت فيه اليوم حديث رئيس لجنة المال والموازنة عن ملائكة سوكلين في الحكومة.

قبل كل هذه التفاصيل نشير الى ان الأكراد افتتحوا تعديل خرائط المنطقة بإعلان النظام الفدرالي في مناطقهم، وسنعود الى هذا الحدث في سياق النشرة، والبداية من ملف القمح.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

جلسة النفايات فرزت الخلافات وما طمر في السر نبش إلى العلن تجاوزت الحكومة قطوع النفايات وكادت تسقط من على شفير الهاوية لو لم يتدخلْ تمام سلام مهددا برفعها في جلسة اليوم ارتفعت سنابل القمح بين الصحة والاقتصاد فعينات وائل أبو فاعور الصحية تثبت وجود مواد مسرطنة في خبزنا كفاف يومنا وعين آلان حكيم التجارية ترصد خلو القمح المستورد من المواد الفتاكة وبين الإعلام والتربية كان سجال من العيار الثقيل: الياس بو صعب وصف مجلس الوزراء بأنه يسير إلى الهاوية ورمزي جريج يرد: من يسير إلى الهاوية هو أنت لا مجلس الوزراء الرد على الرد لم يتأخر لو كان جريج حاضرا جلسة الحكومة لأدرك عمق الهاوية التي تحدثت عنها، والكلام لأبو صعب أما الأزمة التي أطلت برأسها من أمن الدولة فرحلت إلى جلسة مقبلة حفاظا على أمان السرايا إذا أم الأزمات سلكت طريقها إلى أبغض الحلول طمرا وبقي قليل من الروتوش على الموقف الأرمني وغدا يبدأ رفع النفايات من على الطرقات إلى مزابل المطامر على أبيض "متوسخ" خاضع لاتفاقية برشلونة الدولية التي ستلاحق لبنان إلى آخر برميل نفايات وتمعنوا في هذه الاتفاقية على حد قول وزير البيئة محمد المشنوق الذي استفاق أخيرا على دور الأصيل في معالجة المشكلة بعدما سلم أمره إلى الوكيل أكرم شهيب موزع الحصص وعراب قسمتها رفع المشنوق صوته بعد اعتكاف وتنح، مطالبا الدولة بمراجعة قرار "بالموجود جود" وذلك لبناء حل مستدام كي لا يصبح الموقت دائما صام المشنوق دهرا لكنه والحق يقال نطق حقا وسط هذه الأجواء المعطوفة على فراغ قاتل وتمديد غير شرعي خمسة أشهر مرت على عمل اللجنة النيابية المكلفة إعداد قانون انتخاب إلا أن تقريرها اقتصر على عرض الآراء وكي لا يسجل النواب أعلى نسبة في البطالة، رمى رئيس المجلس النيابي "بطابة" إلغاء الطائفية السياسية إلى الملعب جنبا إلى جنب اعتماد نظام نسبي إصلاحي إلا أن المؤشرات تدل على أن العجز عن إيجاد قانون، يعزز فرص بقاء قانون الستين الحالي وحي على التمديد الثالث.

 

«حزب الله» لن ينسحب من سورية وسيواصل الدفاع عن الأسد/زوار دمشق: قراره إيراني أولاً وأخيراً

بيروت – »:السياسة/18 آذار/16/خلافاً لما يتم تداوله عن انسحاب مجموعات من مقاتلي «حزب الله» من سورية إلى لبنان، فإن المعلومات المتوافرة لـ«السياسة»، من أوساط قريبة من «حزب الله»، فإنه وعلى الرغم من القرار الروسي بالانسحاب العسكري من سورية، فإنه من السابق لأوانه البحث في أي انسحاب عسكري للحزب من سورية في الوقت الحاضر، طالما أنه ما زالت هناك حاجة للوجود العسكري، باعتبار أن الحرب قائمة ولو أن هناك هدنة ومفاوضات سياسية، لكن عملياً لا تزال الكلمة للميدان، ما يؤكد بقاء الوضع العسكري على ما هو عليه، مع ما يعنيه من استمرار وجود الحزب هناك، إلى جانب الجيش السوري النظامي لاستكمال المهمة المطلوبة منه. واستناداً إلى الأجواء التي خرج بها زوار العاصمة السورية، كما قالوا لـ«السياسة»، أمس، فإن نظام الأسد وبعد القرار الروسي، بات أكثر تمسكاً ببقاء الوجود العسكري لـ«حزب الله» الذي لولاه لما استطاع الجيش السوري النظامي البقاء صامداً في مواجهة قوات المعارضة و«داعش» و«النصرة»، وبالتالي فإن احتفاظ النظام بما حققه من إنجازات في الأشهر الأخيرة، يتطلب بقاء الآلاف من عناصر «حزب الله» إلى جانبه، للدفاع عنه ولتغطية الفراغ الذي أحدثه الانسحاب العسكري الروسي. ويشير الزوار إلى أن قرار «حزب الله» في سورية، هو قرار إيراني أولاً وأخيراً، أي أن بقاء نظام الأسد خط أحمر وهذا يتطلب بقاء «حزب الله» والمئات من عناصر «الحرس الثوري» في سورية لحماية النظام، طالما أنه لم يتم إنجاز اتفاق سياسي يحظى بقبول جميع الأطراف وفي مقدمهم النظام. وكشفت معلومات في هذا الخصوص، أن لقاءات عقدت لقيادات في «حزب الله»، جرى خلالها تقييم القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب من سورية، وما يمكن أن يتركه من تداعيات على الأوضاع العسكرية في الميدان السوري، حيث كان هناك توافق على أن الوجود العسكري لـ«حزب الله» في سورية كان لتنفيذ مهمة معينة تتركز في دعم النظام السوري ومنعه من السقوط، وبما أن هذه المهمة لم تنته بعد، فإن الوجود العسكري سيستمر. من جهته، اعتبر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، أن الانسحاب الروسي من سورية، «أمر غريب عجيب، إلا إذا بدأت ترتسم خرائط جديدة للمنطقة، بدءاً من الكيان الكردي إلى ما يُسمى (سورية المفيدة)». وسأل: «كيف نفسر أن المهمة الروسية انتهت في سورية، تحت شعار ضرب الإرهاب و«داعش» لا تزال موجودة في غالب مقراتها؟».

 

حزب الله” يرسل “كتيبة الرضوان” لاقتحام تدمر

السياسة/18 آذار/16/دمشق – وكالات: أرسل “حزب الله” اللبناني “كتيبة الرضوان” التي تعد من قوات النخبة لديه إلى سورية بهدف اقتحام مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، وذلك بعد انسحاب معظم الضباط الروس من المعارك. ونقلت مواقع عدة عن مصادر ميدانية قولها إن عناصر من “كتيبة الرضوان” التي تعتبر من أكبر فرق النخبة في “حزب الله” وصلت إلى منطقة الدوة غرب مدينة تدمر، حيث تقف هذه الكتيبة وراء اقتحام عدد من المدن والبلدات السورية وآخرها مدينة الزبداني.

 

عون يفرمل تحركه التصعيدي بعد نصائح بتفادي خيار الشارع

السياسة/18 آذار/16/يجري رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون اتصالات ولقاءات، معظمها بعيد من الإعلام مع الأنصار والحلفاء، للوقوف على رأيهم من التحضير لتحرك سياسي وشعبي، في إطار الضغوطات التي سيعتمدها في المرحلة المقبلة، كما وعد في ذكرى “14 آذار” من أجل انتخابه رئيساً للجمهورية، بعدما تبين له من خلال المعطيات المتوافرة، أن هناك صعوبات كبيرة تحول دون وصوله إلى قصر بعبدا، لكن وبحسب المعلومات التي توافرت لـ”السياسة”، فإن عون لم يجد تشجيعاً لخطواته التصعيدية التي يعمل لها، لا من “حزب الله” حليفه القديم ولا من حزب “القوات اللبنانية” حليفه الجديد على الساحة المسيحية لاعتبارات عدة جعلت رئيس “التغيير والإصلاح” يراجع حساباته ويفكر بتجنب اللجوء إلى أي خطوة تصعيدية، لكي لا يجد نفسه وحيداً كما في تحركاته الشعبية السابقة، وبالتالي فإنه لن يبادر إلى تحريك الشارع في المرحلة المقبلة، بل سيكتفي بالاستمرار في التغيب عن جلسات الانتخابات الرئاسية، على أمل أن يراجع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري مواقفه ويعيد النظر في ترشيح رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية للرئاسة الأولى لمصلحة عون. وكشفت المعلومات أن رئيس “التغيير والإصلاح” تلقى نصائح حتى من داخل “التيار الوطني الحر”، بضرورة التروي والهدوء وعدم اتخاذ خطوات تصعيدية من شأنها أن تعقّد الأمور أكثر وتأخذ البلد إلى مزيد من التأزم والاحتقان، في حين أن “حزب الله” أبلغ عون صراحة أنه لن يدعمه في أي تحرك في الشارع، بالنظر إلى محاذير هذه الخطوة، في ظل الاحتقان السياسي والطائفي القائم، والذي قد يقود البلد إلى الانفجار وهذا بالتأكيد لن يكون في مصلحة “حزب الله”، أو أي فريق لبناني آخر، ما يفرض على النائب عون أن يستمر في تصعيده السياسي، بعيداً من استخدام لغة الشارع مجدداً، لا سيما أن “حزب الله” كما أبلغ حليفه أن انشغالاته مركزة على الملف السوري الذي يتقدم على سائر الملفات الداخلية والإقليمية.

 

وثائق سرية تكشف التحالف بين بن لادن ومغنية وإيران

العربية.نت/17 آذار/16

أظهرت عدة وثائق قضائية، استند عليها قاضي محكمة نيويورك الفيدرالية، التي أصدرت حكماً الأسبوع الماضي بتغريم إيران مليارات الدولارات تعويضاً لعوائل أميركيين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر، ولشركات التأمين التي تحملت أضراراً مالية، لدورها في تسهيل مهمة تنفيذ العمليات الإرهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن، مدى تورط إيران وعملائها في المنطقة، وبينها "حزب الله"، في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، التي أودت بحياة الآلاف من الأميركيين. تلك الوثائق القضائية، وعددها ست، والتي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط"، أشارت بالدليل القاطع إلى أن إيران قامت بتسهيل انتقال عملاء "القاعدة" إلى معسكرات التدريب في أفغانستان، وهو ما كان ضرورياً لنجاح عملية 11 سبتمبر. وبينت الوثائق أن عماد مغنية - أحد قادة "حزب الله" اللبناني - زار المنفذين في أكتوبر عام 2000 ونسق سفرهم إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العمليات. كما أثبتت أن الحكومة الإيرانية أصدرت أوامر إلى مراقبي حدودها بعدم وضع أختام مُبَيِّنة على جوازات سفر المنفذين، لتسهيل عمليات تنقلهم. واستمرت إيران في تقديم دعم مادي إلى "القاعدة"، بحسب الوثائق، بعد وقوع أحداث سبتمبر كما قدمت ملاذاً آمناً لقيادات التنظيم. وأشارت الوثائق إلى أن اجتماعاً عقد في الخرطوم عام 1993 ضم أسامة بن لادن زعيم "القاعدة" السابق، وأيمن الظواهري، الزعيم الحالي للتنظيم الإرهابي مع عماد مغنية ومسؤولين إيرانيين لإقامة تحالف للتعاون المشترك ودعم الإرهاب.

ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصدر قضائي، دون أن تسميه، أن القضية المرفوعة ضد إيران، تتهم ستة من الأفراد والجهات المستهدفين بالمقاضاة وهم، آية الله علي خامنئي، ووزير الاستخبارات والأمن علي فلاحيان، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني، والعميد محمد باقر ذو القدر. بالإضافة إلى ثلاث جهات، وهي وزارة المخابرات الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس التابع له. وفي الوقت الذي تمركز فيه أسامة بن لادن و"القاعدة" في السودان في مطلع التسعينيات، دعّم الترابي إنشاء مؤسسة وتحالفاً يجمع بين المعارضة السنية والشيعية للولايات المتحدة والغرب - من بينها "حزب الله" اللبناني - في محاولة وافق عليها وانضم لها أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وكذلك قيادات إيران.

وعلى الرغم من أن إيران و"حزب الله" ينتميان لطائفة الشيعة، و"القاعدة" إلى السنة، فإن العلاقات بين "القاعدة" وإيران أظهرت أن الخلافات بين الطائفتين لا تمثل بالضرورة حاجزاً منيعاً أمام التعاون في مجال العمليات الإرهابية، حيث سافر عملاء بارزون في "القاعدة" إلى إيران لتلقي تدريبات على استخدام المتفجرات.

وفي عام 1993 تحديداً، اجتمع بن لادن وأيمن الظواهري مع عماد مغنية ومسؤولين إيرانيين في السودان لإقامة تحالف للتعاون المشترك ودعم الإرهاب. وأدى الاجتماع الذي عقد بالخرطوم إلى سلسلة من الاتصالات والتدريبات والعمليات المستمرة التي جمعت بين إيران و"حزب الله" و"القاعدة".

وأرسل أسامة بن لادن المزيد من العملاء الإرهابيين من بينهم سيف العدل، (الذي أصبح بعد ذلك الرجل الثالث في "القاعدة" وقائد التنظيم العسكري) إلى معسكرات تدريب "حزب الله" التي يديرها مغنية والحرس الثوري الإسلامي في لبنان وإيران. وكشفت الوثائق عن أن من بين الأساليب التكتيكية الأخرى، قام "حزب الله" بتدريب عملاء "القاعدة" التابعين لأسامة بن لادن على تفجير مبان ضخمة، كذلك قدم لهم تدريبات خاصة بالاستخبارات والأمن. واستمر تدريب الإرهابيين بين "القاعدة" وإيران و"حزب الله" طوال التسعينيات، وقدمت إيران دعماً مادياً ومباشراً لعملية النقل الخاصة بالإرهابيين الذين نفذوا أحداث 11 سبتمبر. وكان تسهيل انتقال عملاء "القاعدة" إلى معسكرات التدريب في أفغانستان ضرورياً من أجل نجاح العملية الإرهابية.

وأضاف المصدر القضائي أن الكثير من خاطفي 11 سبتمبر سافروا عبر إيران في طريقهم من وإلى أفغانستان، مستفيدين من عدم وضع أختام في إيران على جوازات سفرهم، مضيفاً أن هكذا سهلت إيران انتقال أعضاء "القاعدة" من وإلى أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر. وكان بعض من هؤلاء العملاء الخاطفين الذين نفذوا عمليات 11 سبتمبر فيما بعد. كما قدمت إيران دعماً مادياً ومباشراً لعمليات 11 سبتمبر، بحسب الوثائق. كما استمرت إيران في تقديم دعم مادي إلى "القاعدة" بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر عام 2001 بصورة أبرز من خلال تقديم ملاذ آمن لقيادات "القاعدة" وعملائها، وحمايتهم من عمليات انتقامية شنتها القوات الأميركية التي غزت أفغانستان.

 

اللبنانيون متفاجئون باخبار تورط حزب الله بهجمات 11 أيلول

سهى جفّال/جنوبية/17 مارس، 2016

فيما لا تزال الاجراءات الخليجية الناشئة عن تصنيف "حزب الله" منظمة ارهابية تتفاعل وتستمر في وتيرتها المتصاعدة. فوجئ اللبنانيون على مختلف انتماءاتهم السياسية بنشر الوثائق الاميركية التي استند عليها قاضي محكمة نيويورك الفيدرالية التي تورط إيران وحزب الله إلى جانب تنظيم القاعدة في هجمات 11 سبتمبر/أيلول. فوجئ اللبنانيون بالاتهامات الجديدة التي تطال حزب الله بتورطه بهجمات 11 أيلول خصوصا أنها جاءت في سياق سلسلة الاجراءات العقابية اليومية بحق الحزب. والأهم، الذي حال دون اتخاذ الخبر على محمل الجد أن زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن إعترف شخصيا بارتكابه جريمة 11 أيلول، وبناء على هذا العمل الارهابي شن الجيش الأمريكي والجيش البريطاني على أفغانستان الحرب وكان الهدف المعلن منها اعتقال بن لادن وقادة آخرين في تنظيم القاعدة وجلبهم للمحاكمة.  ففي وقت، اتضحت ملابسات اعتداءات 11 أيلول، كيف يصبح حزب الله فجأة هو المتورط في القضية؟ وكيف أصبح حزب الله المسؤول عنها في وقت ان الجميع يعلم أن “القاعدة” الجهادية السنية هي من تبنت الهجمات أمام العالم أجمع؟ هذا وقد أصدرت المحكمة في نيويورك حكما الأسبوع الماضي بتغريم إيران مليارات الدولارات لذوي الضحايا الذين قتلوا في الهجمات، ولشركات التأمين التي تحملت أضرارا مالية وفقا لوثائق انفردت فيها الصحيفة السعودية “الشرق الاوسط”. غير أن الصحيفة أبرزت، تدعيما لحكمها عبر تلك الوثائق التي استندت الى معلومات استخبارية حسب الصحيفة، أهمها أن ايران قامت بتسهيل انتقال عملاء القاعدة إلى معسكرات التدريب في أفغانستان. كما أثبتت أن الحكومة الإيرانية أصدرت أوامر إلى مراقبي حدودها بعدم وضع أختام مُبَيِّنة على جوازات سفر المنفذين، لتسهيل عمليات تنقلهم. وبينت الوثائق أن دائرة الاتهام توسعت لتشمل حزب الله بشخص قائدها الجهادي الذي اغتيل في سوريا عماد مغنية وتثبت هذه الوثائق تورطه من خلال قيامه بتنسيق سفر عملاء القاعدة إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العملية. وفيما يتعلق بحكم المحكمة ضد إيران، يقول المصدر القضائي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه حسب الشرق الاوسط، إن القضية المرفوعة ضد إيران، الاتهامات تطال مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي، ووزير الاستخبارات والأمن علي فلاحيان، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني، والعميد محمد باقر ذو القدر. بالإضافة إلى ثلاث جهات، وهي وزارة المخابرات الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس التابع له. كما تستطرد الوثائق أنه في الوقت الذي تمركز فيه أسامة بن لادن و«القاعدة» في السودان في مطلع التسعينات، دعّم حسن الترابي الزعيم الديني والسياسي السوداني الذي توفي الأسبوع الفائت وأسس تحالفا يجمع بين المعارضة السنية والشيعية ضد الولايات المتحدة والغرب – من بينها «حزب الله» اللبناني – بموافقة بن لادن وأيمن الظواهري زعيما «القاعدة»، وكذلك قيادات إيران. وتطبيقا لذلك سافر عملاء بارزون في القاعدة إلى إيران لتدريبهم على استخدام الطائرات، وتؤرخ الوثائق انه في عام 1993 تحديدا، اجتمع بن لادن والظواهري مع عماد مغنية ومسؤولين إيرانيين في السودان لإقامة تحالف للتعاون المشترك ودعم ما سمته الوثائق بالإرهاب. وأدى الاجتماع الذي عقد بالخرطوم إلى سلسلة من الاتصالات والتدريبات والعمليات المستمرة التي جمعت بين إيران و«حزب الله» و«القاعدة».

ويضيف المصدر القضائي الأميركي للصحيفة الخليجية أن إيران قدمت دعما ماديا ومباشرا لعملية 11 أيلول. كما كشفت لجنة تحقيق في أحداث 11 أيلول أن القيادي عماد مغنية زار السعودية لتنسيق العمليات هناك. وكانت العمليات التي ذهب مغنية إلى السعودية «لتنسيقها» تتعلق بسفر الخاطفين وحصولهم على جوازات سفر سعودية جديدة، أو تأشيرات دخول أميركا لتنفيذ هجمات 11 أيلول، وتأمين الخاطفين والعملية. ويذكر، أن عائلة بن لادن أولاده الخمس وزوجته أم حمزة وجدوا ملاذا آمنا في ايران للاحتماء من الهجمات الأميركية اثر اجتياحها أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول. إضافة ـ لتأمين ملاذ آمن ايضا لقيادات في القاعدة وحمايتهم من عمليات انتقامية شنتها القوات الأميركية.

 

تناغم بين «حزب الله» والإعلام العبري

نسرين مرعب/جنوبية/ 17 مارس، 2016

لا ينبئ المناخ السياسي بالخير، فتداعيات التطورات الأخيرة فرضت ثقلها على المنطقة عموماً وعلى لبنان خصوصاً، حزب الله الغائب عن الأحداث إعلامياً في هذا الملف، وأمينه العام الذي يعتكف الآن في غرفته يصلي ويستخير الله في الخطوة القادمة متسائلا عن المبررات التي سيطرحها أمام قاعدته الشعبية.

لا شكّ أن أوساط حزب الله تأثرت بالإنسحاب الروسي ولا شكّ أيضاً أنّ بعض المقربين منه سألوا السيد حسن نصر الله “ليش الروس لينسحبوا وليش نحن بعدنا”.. فعلاً، لماذا على الجنوب أن يتكبد 2000 قتيلاً من شبابه لأجل نظام بشار، ولماذا على قيادات الحزب أن تحضر كل يوم احتفالاً تأبينياً عابر للمناطق الشيعية بدلاً من حفل تخرج أو أفراح! دماء الجنوبيين التي هدرت سوريًا، يحق لها أن تحاسب، فها هي روسيا قد سحبت اليد من سوريا، وإيران قد تراجعت خطوطها بعد الإتفاق النووي، ومن المتوقع أنّها إن أرادت إرضاء الشيطان الأكبر “سابقاً” والتقرب من النفط السعودي الذي تحتاجه لتحسين اقتصادها في السوق العالمية، لذلك فإنّها وبحسب خبراء قد تقدم “الأسد” قرباناً. حزب الله وحده من يدافع عن النظام السوري ومن يقاتل الشعب الذي يهتف لأرضه ولشرعيته، ليتحوّل الحزب الغريق بهذا المستنقع من مقاوم إلى إرهابيّ بالتصنيف الدولي والعربي وحتى المحلي، حزب الله الذي سقطت كل حججه من المقامات للتكليف الشرعي لحماية لبنان من الإرهاب، الآن أصبح وحيداً هو وبشار يعدّون الساعات التي ينضج بها الإتفاق المعد دولياً وعربياً والذي يقضي بنهاية عهد الأسد. لنتفق أولاً على فرضية لا بدّ منها وهي أنّ بشار الأسد لا مستقبل له، ولكن ماذا عن مصير حزب الله وماذا عن مصير لبنان؟ العقوبات الخليجية على حزب الله في تصاعد وبحسب ما أوردت صحف اليوم فقد أفادت مصادر دبلوماسية عربية أنه سيتم طرد وزراء “حزب الله” الأعضاء في الحكومة اللبنانية، وأنهم ممنوعون من المشاركة بأية إجتماعات أو مؤتمرات عربية . هذا القرار لن يشمل حزب الله وحده، وكما العقوبات السابقة شملت كل الداعمين للحزب فإنّ هذا الطرد سيشمل الحلفاء الذي يتبنون خط الحزب والإيديولوجيا الإيرانية وأقصد بهذا وزير الخارجية جبران باسيل، وربما يمتد لحجب لبنان عن كل تمثيل عربي، نظراً لأن الدولة تغطي حزب الله وتعتبره شريكاً في الوطن. حزب الله أمام خيارات عدة، وعلى الأمين العام لحزب الله وهو جالس في غرفته الجانبية يستطلع الصحف الإسرائيلية “التي يعتبرها مصدر و وحي قراراته” أن يقرأ بعض الصحف العربية، والتي ترصد غضب الشعوب، وعليه أن يكون واعياً للخطوة المقبلة التي ستحدد مصيره لبنانياً وعربياً وهويته الحزبية. ونلتمس هنا تساؤلاً قد يبدو نوعاً ما متسرعا ومستهجنًا،هل سوف يكون ختام انغماس الحزب في الحرب السورية تبديل قياداته، وأولهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهنا لا ننسى أنّ الفكر الداخلي في صفوف حزب الله هو تبعي أكثر منه عن قناعة، وأنّ معلومات شاعت في مرحلة سابقة أنّ اغتيال عماد مغنية كان من صنع النظام السوري. من جهة ثانية، وفي سياق الصحف الإسرائيلية، أصبحنا نرصد ونلحظ أنّه في كل أزمة يعانيها الحزب وأمينه تنشر هذه الصحف ما يخدم حزب الله ويعيده لبوصلة المقاومة، فها هو موقع المنار ينقل اليوم عن صحيفة معاريف الإسرائيلية: “أن جيش الاحتلال يخطط لعملية إجلاء واسعة في المستوطنات الشمالية في حال اندلاع حرب مع حزب الله مع التسليم بأن الحزب سيدخل الى منطقة الجليل، فضلاً عن امتلاك الحزب كميات كبيرة من الصواريخ التي تحدث دماراً واسعاً.” هذا النقل في هذه المرحلة ناهيك عن استشهاد الأمين العام لحزب الله سابقاً بالأقلام والتقارير الإسرائيلية يتيح المجال لسوء الظن، فهل هذا تناغم، أم ان حزب الله يجيّش بعض الأقلام العبرية لخدمته؟!

 

خطوات محاصرة حزب الله مستمرة

عمر البدوي/الحياة/17 آذار/16

 منذ صنفت دول الخليج العربية «حزب الله» اللبناني «منظمة إرهابية»، وخطوات محاصرة هذا الحزب تتوالى، مالياً وإعلامياً، للحد من خططه في إحداث الفوضى والاضطراب في دول المجلس. «حزب الله» الذي تغول في ممارسات إرهابية، لم يقتصر على لبنان وسورية، بل امتدت إلى دول الخليج، ووصلت إلى اليمن، إلى درجة تدريب وتجنيد عناصر حوثية، فضلاً على تدخلاته السافرة في دعم إرهابيي البحرين وتجنيد وتسليح خلايا للمساس في أمن الكويت واستقرارها. واتخذت دول الخليج لمواجهة هذا الحزب وتجاوزاته المتزايدة ضدها، إجراءات للتضييق على أطرافه الإعلامية والاقتصادية، ولا سيما أن جملة منها كانت تستفيد من الفرص الاستثمارية والتجارية في أسواق الخليج، إذ يعمل في دول الخليج العربي نحو 360 ألف لبناني، يحولون سنوياً نحو 4 بلايين دولار إلى لبنان، يوم كان الخليج يتعامل مع الواقع اللبناني بمثابة شريك يهتم بمصلحة أبناء بلده ولقمة عيشهم. ولكنه باختيار «الحزب» جرى في فلك إيران، ما دفع حكومات الدول الخليجية إلى إعادة النظر في طبيعة هذه الفرص، بما يمنع تغذية الحزب وأتباعه من مواصلة مساعيهم التخريبية. وكان وزراء داخلية مجلس التعاون لدول الخليج العربية أقروا في اجتماعهم المنعقد بالمنامة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، الإجراءات الأمنية الموحدة في دول المجلس ضد مصالح «حزب الله» والمنتمين إليه، بعد مناقشتهم تقريراً فنياً موسعاً من اجتماعات سابقة عقدها مسؤولون من الأجهزة الأمنية والاقتصادية الخليجية. البداية من السعودية، إذ أعلنت وزارة الداخلية تصنيفها أربع شركات وثلاثة أشخاص، لارتباطهم بأنشطة تابعة للحزب. كما كشفت مصادر صحافية في الكويت أن المصارف والشركات المالية انشغلت بقرار دول مجلس التعاون الخليجي اعتبار «حزب الله» اللبناني منظمة إرهابية، والأسماء التي يمكن أن يُتخذ قرار بتجميد حساباتها في الأيام القليلة المقبلة. ولا تقتصر قائمة الأسماء، التي سيعلن تجميد حساباتها، على الشركات، بل ستتضمن الأفراد الذين يساعدون «حزب الله»، كما حصل أخيراً في السعودية، إذا أعلنت «الداخلية» أول من أمس (الأحد) عزمها ملاحقة أي متعاطف أو متعاون أو ممول من المواطنين السعوديين أو المقيمين لميليشيا «حزب الله». وقالت الوزارة على لسان مصدر مسؤول في بيان صحافي أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى «حزب الله»، أو يتعاطف معه أو يروج له أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه «فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله، إضافة إلى إبعاد أي مقيم تثبت إدانته بمثل تلك الأعمال». في السياق نفسه، أكد وكيل وزارة الداخلية البحريني اللواء خالد العبسي، خلال اجتماع مسؤولين خليجيين في الرياض، أن دول مجلس التعاون تدرس وضع آلية ترصد تنقلات ومعاملات «حزب الله» المالية والتجارية. وقال للصحافيين: «إن الاجتماع مخصص لوضع آلية ترصد التنقلات والمعاملات المالية والتجارية لحزب الله»، مضيفاً «سنتخذ توصيات يتم رفعها إلى وزراء الداخلية».

ولفت إلى أن البحرين تقوم حالياً، بالتنسيق مع الجهات المعنية، بوضع «آلية متكاملة حول هذا القرار، والعمل على كشف الخلايا المرتبطة بالحزب، ورصد حركات الأموال». وكان مصدر حكومي في بيروت أعلن في حزيران (يونيو) الماضي أن 18 لبنانياً طردوا من قطر.

وعلى صعيد التضييق الإعلامي على الحزب، تعهد وزراء الإعلام في دول الخليج بمواجهة منظومة «حزب الله» بإجراءات قانونية وإعلامية صارمة، تحاصر الحزب الذي صنفته دولهم إرهابياً، ومنع التعامل مع أية قنوات محسوبة على الميليشيا اللبنانية وقادتها وفصائلها. وكشفوا في ختام اجتماعهم في الرياض أخيراً، أن «الإجراءات القانونية ستسري على شركات الإنتاج والمنتجين وقطاع المحتوى الإعلامي، وكل ما يندرج تحت مظلة الإعلام كافة».

وكشف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، في تصريح له على هامش اجتماع الوزراء، عن تفاصيل آلية التعاون المشترك بين دول المجلس للتصدي لـ«حزب الله» والمنظمات الإرهابية، مبيناً أنها تهدف إلى «مكافحة الإرهاب من جذوره، وليس «حزب الله» وحده، بل جميع المنظمات، سواء أكانت «داعش» أم «القاعدة» أم أية منظمة إرهابية، بالقضاء على أي محتوى إعلامي لتلك المنظمات من برامج ومواقع، بحيث يتم القضاء كلياً على أي تمثيل إعلامي لها بيننا». يذكر أنه سبق أن أعلن إيقاف قناتي «المنار» و«الميادين» في تشرين الأول (ديسمبر) الماضي، بعد حجبهما عن القمر الاصطناعي «عرب سات». وعزت المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات)، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أسباب فسخ التعاقد مع القناتين الفضائيتين إلى «إخلالهما في شروط التعاقد وبنوده القانونية، وتجاوز نصوص العقد وروح ميثاق الشرف الإعلامي العربي، الذي ينص بوضوح وصراحة على عدم بث ما يثير النعرات الدينية والطائفية أو الإساءة وتجريح الرموز السياسية والدينية المعتبرة، وعدم بث ما يؤدي إلى الفرقة بين أبناء الأمة العربية»، لافتة إلى قيام «عرب سات» بإشعار القناتين بفسخ التعاقد معهما، كل على حدة، وبتاريخين مختلفين.

 

رغبة لدى واشنطن وموسكو في نجاح الحل السياسي لارتباطٍ بعمر الإدارة الأميركية ومراجعة العقوبات على روسيا

سمير تويني/النهار/18 آذار 2016

أفادت مصادر ديبلوماسية أوروبية ان العقبات التي يجب تجاوزها لانطلاق جدي للمفاوضات في الأزمة السورية تتعلق بمدى صمود وقف الاعمال العسكرية والتوصل الى تفاهم مع الهيئة العليا للمفاوضات في شأن الفصل بين رحيل الرئيس بشار الاسد وبدء العملية الانتقالية. وهذا بالطبع "يتطلب ضمانات متبادلة". وأشارت المصادر إلى "أن أطرافاً من المعارضة باتت تدرك الحاجة إلى التوصل اليها. إلا أن دولا إقليمية تحول دون ذلك". وبالنسبة الى هذه المصادر فإن عملية الحوار بين الطرفين ليست سهلة. وقد علق المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا جولات الحوار في شباط الماضي لقطع الطريق على انسحاب المعارضة رسميا من المفاوضات، مما كان سيؤدي الى انهيار صيغة الحوار. وتتابع: "تعرض دي ميستورا للانتقاد من النظام السوري ومن روسيا اللذين أرادا تحقيق انتصار ديبلوماسي من خلال انسحاب المعارضة من المفاوضات".

وتفيد "أن المبعوث الدولي يريد الاستفادة الى أقصى حد من التفاهم الحالي بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، لأنه بحلول الصيف المقبل مع قرب انتهاء ولاية كيري وارتفاع احتمالات خروج لافروف من الساحة السياسية الروسية، من المتوقع أن تقلّ حماسة المجموعة الدولية حيال سوريا، ما لم يتم إحراز تقدم يعطي العملية السياسية ثقلا وقوة دفع ذاتية تجبر الجميع على الاستمرار في دعمها". وتشير الى أنه من السهل اتخاذ مواقف واضحة من تنظيم "داعش" خلافا للحال بالنسبة الى "النصرة"، فكثيرون من المعنيين بالملف السوري أصبحوا أكثر اقتناعاً بأن وضع "النصرة" على لائحة المنظمات الارهابية لم يكن مدروسا كما ينبغي، وانه يمثل السبب الأساسي في المعضلة التي تواجه المجتمع الدولي في التعامل مع المعارضة المسلحة، "لأن الخطوط الفاصلة بينها وبقية المعارضة المسلحة المتعاطفة معها مشوّش تماما. وثمة انطباع بوجود اتفاق غير معلن بين كل الاطراف للتغاضي عن مقاتلة "النصرة"، ما دامت ملتزمة القواعد العامة المتفق عليها". أما بالنسبة الى مواقف الأطراف، فيضيف المصدر "أن أي تقدم إيجابي في المفاوضات سيبقى مرهونا بالاهداف الاستراتجية الحقيقية للاطراف الإقليمية الفاعلة في سوريا ومدى استعدادها لدفع الحل السياسي او تقويضه".

وبالوصول الى الموقف الإيراني، يبدو ظاهريا هادئا، لكن بعض المصادر تقول "إن ايران لا تتوقع استمرار وقف الاعمال العدائية في سوريا. وانها قلقة من ان يؤدي استمرار وقف إطلاق النار الى تثبيط عزيمة الجيش السوري والمجموعات المقاتلة الاخرى، ومن ان تستغل السعودية وتركيا هذه المرحلة لتزويد المعارضين أسلحة إضافية". وتلفت المصادر إلى "أن الجهات الايرانية التي تشارك في القتال في سوريا تعتبر ان المرحلة المقبلة تركز على معركة حلب التي ستحدد مصير النظام، وكذلك مصير المحور السوري - الروسي - الايراني، وأن روسيا تسعى إلى خفض الكلفة الاقتصادية لتدخلها في سوريا، ومن أجل ذلك تريد تحقيق إنجاز سريع". وإذ تلفت الى تراجع الدور القطري، تتساءل "اذا كان ذلك بداية تحول في السياسة الخارجية القطرية ام نتيجة أسباب قصيرة الأمد لا علاقة لها بالرؤية الاستراتجية للملف السوري".

أما تركيا "فبموقعها الجغرافي من سوريا وأهميتها بالنسبة الى المجتمع الدولي وأوروبا، وبسبب أزمة اللاجئين، فهي أكثر الاطراف تعرضاً لضغط متصاعد سواء من جانب روسيا او من الأكراد، لذلك ستبقى السياسة التركية بإزاء الملف السوري انفعالية ومتقلبة". وترى المصادر أن "ثمة خطين يحكمان مسار الأزمة السورية خلال المرحلة المقبلة من وجهة نظر النظام: الأول متشدد يرى وقف الاعمال العدائية هدنة موقتة للاعداد والحسم العسكري. والثاني يعتبره فرصة لإطلاق المفاوضات على أساس المكاسب العسكرية التي تحققت وترجمتها الى مكاسب سياسية خلال المفاوضات بمساعدة روسيا". والتيار الاول المتشدد هو أقرب الى إيران التي تعتبر أنه من الافضل تحقيق انتصارات خلال الانتخابات الاميركية بحيث يصعب على الادارة الجديدة التعامل مع واقع جديد على الارض. والتيار الثاني "يقترب أكثر من موقف روسيا التي تدرك أنه على رغم قدرتها على تحقيق مكاسب عسكرية، لا يمكنها مواصلة الاحتفاظ بخطوط الإمدادات لمسافات بعيدة وضمان سيطرة النظام على المواقع التي اكتسبتها من المعارضة". وفي هذا السياق، يلمس الجانب الاوروبي وفق المصادر، رغبة لدى موسكو وواشنطن في نجاح الحل السياسي لاعتبارات تتصل بالإطار الزمني لما تبقى من عمر الإدارة الأميركية وبموعد مراجعة العقوبات الاوروبية على روسيا في حزيران المقبل، حيث سيوفر تحرك العملية السياسية في سوريا بغض النظر عن النتائج، فرصة لبوتين للحصول على تنازلات من الاتحاد الاوروبي في ما يتعلق بأوكرانيا، علاوة على مكاسبه في سوريا".

 

سلامة مرشّح للأمانة العامة لـ"الأونيسكو"

النهار/18 آذار 2016/أعلن الوزير السابق غسان سلامة مساء أمس ترشّحه لمنصب الأمين العام لمنظمة "الأونيسكو" الذي بدأ تقديم الترشيحات له من انحاء شتى منها دول عربية. وتمنى سلامة الذي كان يتحدث عبر برنامج "كلام الناس" ان تتبنى الحكومة اللبنانية ترشيحه رسمياً.

 

سلامة: عودة “حزب الله” من سوريا مرتبطة بالحل السياسي

 موقع القوات اللبنانية/18 آذار 2016/رأى الوزير السابق غسان سلامة ان الإختلاف واضح بين المواقف السورية والروسية حيال الوضع العسكري والعملية السياسية في سوريا، ويكذب من يقول انه كان يعلم بقرار الاعلان عن انسحاب القوات الروسية من سوريا. سلامة وفي مقابلة ضمن برنامج “كلام الناس” عبر الـLBCI، اعلن ترشحه لمنصب الأمين العام لليونيسكو ويطلب من الحكومة اللبنانية الدعم. وفي الشان السوري قال سلامة: “الوضع الاقتصادي الروسي تأثر بسبب التدخل في الحرب السورية، وهناك تفاهم جزئي حصل حيال تجميد انتاج النفط وهذا اراح الروس، وقد تحصل اصلاحات في نظام الاسد على الاقلّ في سنة ونصف من الآن”. وراى ان الروس يضغطون على النظام السوري للذهاب الى التفاوض، وقد نشهد المزيد من الضغوطات للذهاب الى الحوار. وعن عودة “حزب الله” من سوريا، اعتبر ان عودة الحزب مرتبطة بالحل السياسي، وان دور “الحزب” كان مهماً جداً، وسيبقى في سوريا حماية للنظام السوري. وفي قراءة عن الوضع اللبناني والشغور الرئاسي قال سلامة، ان القوى السياسية الخارجية تشجّع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بصرف النظر عن خلافاتهم الشخصية. وتابع: “انا متفائل بالوضع في لبنان، فرغم كل الاختلافات فالرئيس سعد الحريري حريص على الحوار و رئيس مجلس النواب نبيه برّي أيضاً”. وبالنسبة للحكومة قال سلامة: “نحن نزحف باتجاه الفشل ومؤشرات ذلك “عدم احترام الدستور، والقطاع الخاص في لبنان بمنأى عن الفشل ولكن القطاعات الرسمية في انحدار والاخطر حجم الدين العام”. وعن الضغط العربي والخليجي تجاه لبنان، رأى سلامة ان الأمور لن تصل الى الطرد الجماعي، ولكن قد يتأثر لبنان ببعض المنع كالبث التلفزيوني والاتصالات.

 

لبنان نحو تمديد غير محدود لستاتيكو الأزمات الداخلية لماذا تريّث الجميع هذه المرة أمام الانسحاب الروسي؟

المصدر: "النهار" – خاص/18 آذار 2016/على غرار ما حصل لدى بداية التدخل الروسي العسكري في سوريا قبل اقل من ستة اشهر باثارة موجة واسعة ومحمومة من التقديرات اللبنانية الشديدة التنافر والتناقض حيال تداعيات التدخل على الازمة الرئاسية ومجمل الواقع اللبناني بدت القوى الداخلية امام تطور مماثل ولكن بالمعكوس هذه المرة مع الانسحاب الروسي الذي فاجأ الجميع. غير ان علامة تمايز برزت هذه المرة في تعامل معظم القوى السياسية مع الانسحاب الروسي ترجمت ولا تزال تترجم في شح الاندفاع الفوري الى اطلاق تقديرات متسرعة غلبت على مواقف القوى السياسية من الانسحاب. وهو امر يكتسب في رأي اوساط سياسية بارزة دلالات مهمة يقتضي التوقف عندها نظرا الى مجموعة عوامل طرأت على المشهد اللبناني في الاشهر الفاصلة بين بداية التدخل الروسي وبداية انسحاب الاسطول الجوي الروسي قبل ايام. تقول هذه الاوساط ان ابرز هذه العوامل يتمثل اولا في الابهام والغموض اللذين لا يزالان يطبعان طبيعة التطور الروسي وما اذا كان يخفي وراءه بعد تطورات غير محسوبة ولو ضجت تقارير الخبراء والمحللين بالخلفيات المحتملة للانسحاب. اذ ان ما يعني لبنان من الانسحاب بالدرجة الاولى هو معرفة الأثر الذي سيتركه على مسار الحرب او الدفع نحو التسوية من خلال المفاوضات الجارية في جنيف – 3 وفي كلا الاتجاهين سيكون على لبنان توقع نوع مختلف من التداعيات عليه وعلى أزمته. واذ يبدو واضحا انه من الصعوبة بمكان التكهن والتسرع حول الاتجاهات التي ستسلكها الازمة السورية فان لا مصلحة لاي فريق لبناني راهنا على الأقل بكشف أوراقه أو رهاناته خصوصا ان ما كان يصح من تقديرات لدى بداية التدخل الروسي لم يعد ينطبق على ما بعد الانسحاب وآثاره المحتملة على لبنان.

ثم أن الاوساط تلفت الى ان القوى السياسية اللبنانية تبدو متساوية امام نوعين من الارباكات حيال اي تطور اقليمي يتصل برسم المشهد السوري ويمكن ان ينعكس على لبنان. الاول هو الارباك الناشئ عن تمادي الفراغ الرئاسي الذي أفرغ قدرة الجميع على بناء تقديرات واستراتيجيات واضحة في شأن مآل هذه الازمة التي طغى عليها بقوة عامل الارتباط بالصراعات الاقليمية وفشلت معها كل عوامل لبننة الحل الرئاسي كما بات معروفا. والثاني تطور الصراع ولو في شكل ضمني وبالواسطة على الساحة الداخلية في الشهرين الأخيرين في ظل الاندفاع الخليجي نحو محاصرة النفوذ الايراني في لبنان من خلال الاجراءات المتشددة التي تتخذ تصاعديا في حق "حزب الله" بعد توقيف الهبتين السعوديتين للجيش اللبناني وهو تطور ترك تداعيات قوية وغير مسبوقة على المشهد الداخلي بمختلف اتجاهاته. وفي ظل ذلك تضيف الاوساط ان التساؤلات التي تعم القوى الداخلية راهنا لا تجد أجوبة فورية وتملي التريث وعدم السقوط في الحسابات السيئة او المتسرعة ومن بينها اولا هل يؤدي الانسحاب الروسي بتداعياته السياسية والعسكرية على القوى المتورطة في الحرب السورية ومن بينها "حزب الله" الى تبديلات جذرية في الواقع اللبناني قريبا ؟

تقول الاوساط في هذا السياق ان مجمل المعطيات الماثلة حتى الآن تستبعد هذا النوع من التداعيات لمجموعة اسباب من ابرزها ان الحزب لا يبدو في وارد الانسحاب من سوريا اقله بالمستوى والحجم اللذين سادت بعض التوقعات حيالهما في الايام الاولى بعد بداية الانسحاب الروسي. وهذا يعني في أقل التقديرات ان الستاتيكو القائم منذ بداية تورط "حزب الله" في سوريا ليس مرشحا للتبديل في المدى القريب. اما على الصعيد السياسي فان أحدا لا يملك الجزم بان الازمة الرئاسية التي استعصت طويلا وعكست اهمالا من القوى الدولية للاولويات اللبنانية باستثناء حماية الاستقرار الامني في لبنان ستكون امام تغيير قريب ايضا تحت وطأة اي تطور يتصل بالازمة السورية خصوصا متى كان هذا التطور متسما بالغموض الواسع كالانسحاب الروسي. وكل ما أثير سابقا عن تأثير روسي في مسار الازمة الرئاسية اللبنانية ثبت انه كان من بنات افكار ورهانات داخلية ولن يتبدل الحال الآن مع الانسحاب. ولذا ترجح الاوساط ان تمضي الازمة الرئاسية نحو فصول اضافية من الجمود والتمديد للفراغ الى ان تتضح على الاقل طبيعة الحركة الدولية في شأن الازمة السورية علما ان ثمة الكثير مما يخيف قوى لبنانية عدة في هذه الحركة ولعل افضل من يعبر عن هذه المخاوف ويشتم رائحتها هو رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في تسليطه الاضواء على الخرائط الجديدة في المنطقة.

 

محامو «خلية التجسس» الإيرانية يتغيبون لليوم الثالث

الرياض - هليل البقمي/الحياة/17 آذار/16 /حضر متهمان وتغيّب محامو الدفاع في قضية «خلية التجسس» لليوم الثالث على التوالي، عن جلسات المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض. وقدم المتهم الخامس طلبين في بداية الجلسة، هما تأجيل المحاكمة، بسبب عدم تمكنه من الرد على لائحة الادعاء، لعدم توافر أقلام في السجن، والآخر بأن يتم تعديل موعد محاكمته لتكون مع شقيقه (متهم آخر من أفراد الخلية)، فيما قدم المتهم السادس لائحة الدعوى في ورقة مكتوبة، ليدحض حجة رفيقه بعدم توافر أقلام لهم في السجن. ووافقت المحكمة خلال الجلسة الثالثة أمس على منح المتهم الخامس فرصة أخيرة لتقديم إجابته على لائحة الادعاء العام في جلسة مقبلة حددت في شهر رجب المقبل. وأرجأ القاضي النظر في رد المتهم السادس الذي قدم إجاباته مكتوبة إلى الجلسة المقبلة، موضحاً له أن تلك الجلسة ستخصص لعرض الأدلة، فيما ستخصص جلسة لاحقة لتقديم الردود عليها. وطلب المتهم السادس من أفراد الخلية البالغ عددها 32 شخصاً (30 مواطناً، وأفغاني وإيراني)، معرفة الإجراءات النظامية التي تتعامل بها المحكمة مع القضايا، ووافق القاضي على تزويده بها، مبيناً له أن من يفترض أن يقوم بذلك هو المحامي، وليس المحكمة. إلا أن المتهم أبدى عزمه على الترافع عن نفسه وعدم توكيل محام. ووجهت هيئة التحقيق والادعاء العام إلى المتهم السادس (مواطن أربعيني يدير حملات حج وعمرة) تهماً عدة، من أبرزها الالتقاء بعناصر من الاستخبارات الإيرانية، وتقديمه معلومات أمنية دقيقة عن موسم حج 2012، وتلقيه دعماً منهم بتزويده بهواتف محمولة وشرائح اتصال لتسهيل عملية التواصل. كما تكفلت الاستخبارات الإيرانية بدفع مصاريف مقر سكنه. ومن بين الأدوار التي تولاها المتهم السادس، التنسيق مع اثنين من أفراد الخلية لعقد لقاء لهم مع أحد الدبلوماسيين الإيرانيين الذي تم طرده من السعودية في وقت سابق، إضافة إلى إرساله رسالة صوتية عبر ذاكرة رقمية إلى مرجع ديني يطلب فيها دعماً مالياً لإنشاء مركز مخصص للطائفة الشيعية، ويكون مقرّه مكة المكرمة. وحدد له الموقع المقترح للمركز في حي العزيزية. وتواصل المتهم أيضاً مع أشخاص في البحرين، لتحريضهم ضد حكومتهم، والالتفاف حول أحد المحرضين هناك.

 

حزب الله والكويت: فصل خليجي جديد من تصفية الحساب

خاص جنوبية 17 مارس، 2016/بعد سلسلة من الأعمال الارهابية التي بدأت منذ ثمانينات القران الماضي والتي اتهم فيها اتهام حزب الله، ها هي الكويت اليوم تتخذ اجراءات تشددية ضدّ كل من يثبت تورطه مع الحزب اسوة بالسعودية والبحرين. تستكمل الدول الخليجية ملاحقة المتورطين مع «حزب الله» المصنّف إرهابيًا بحسب مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، فبعد الامارات والبحرين والمملكة العربية السعودية، ها هي دولة الكويت تتخذ خطوات تصعيدية ضدّ من تثبت علاقتهم بحزب الله أو يتعاطفون معه. وبحسب صحيفة «الراي» الكويتية أن «الادارة العامة لأمن الدولة باشرت الخطوات العملية للعمل على ترحيل من ثبتت علاقتهم بـ”حزب الله”، وبلغ عدد من تم تطبيق قرار منع الدخول عليهم من منفذ المطار 6 اشخاص وتم رفض تجديد اقامة 5 آخرين جميعهم اعلاميين يعملون في قناة تلفزيونية وصحيفة يومية، وتم ابلاغ شخصين بعدم الرغبة باستمرار وجودهما في البلاد وأمهلا شهراً للمغادرة».

كذلك أكدت مصادر مسؤولة لـ«السياسة الكويتية» أنّ «الأجهزة الأمنية المختصة منعت دخول عدد من اللبنانيين والسوريين ممن لهم علاقات بتنظيمات ارهابية سواء “حزب الله” اللبناني او تنظيم “داعش” او غيرهما من التنظيمات المتطرفة”، مؤكدة الاستمرار في “منع دخول وابعاد وعدم تجديد اقامات مقيمين وخليجيين توجد عليهم قيود أمنية». وذكرت الصحيفة أن «الأجهزة الأمنية تتعامل مع المرتبطين والداعمين والمؤيدين والمتعاطفين مع التنظيمات الارهابية من خلال آليات عدة، الاولى تتمثل بوضع اسم الشخص المعني على قائمة الممنوعين من دخول البلاد، والثانية عبر استدعاء المتهم وابلاغه بأنه غير مرغوب فيه، والثالثة من خلال عدم تجديد الاقامة»، واصفة تلك الاجراءات بـ«الاحترازية للحفاظ على أمن واستقرار البلاد ومنع اي مواطن او مقيم من استغلال اجواء الحرية لتعكير صفو الحياة الاجتماعية». يذكر أنّه في آب 2015 كشف الأمن الكويتي عن «خلية إرهابية» مرتبطة بحزب الله ضبط بحوزتهم الأسلحة التي تعتبر أكبر خلية في تاريخ الكويت. كذلك اتهمت الكويت في أيلول الماضي 25 كويتيا وإيرانيا واحدا بالتخابر لصالح إيران وحزب الله، وبالإعداد لهجمات في البلاد. وقالت النيابة العامة في بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) إن التهم شملت أيضا «القيام بأعمال عدائية ضد دولة الكويت، من خلال جلب وتجميع وحيازة وإحراز مفرقعات ومدافع رشاشة وأسلحة نارية وذخائر وأجهزة تنصت، بغير ترخيص وبقصد ارتكاب الجرائم بواسطتها». يبدو ان اتهام حزب الله في التخطيط لعمليات إرهابية في دولة الكويت ليست حديثة، فأحد قياديي حزب الله سجن في الكويت لسنوات بعدما اتهم بالتخطيط لاغتيال امير الكويت الراحل جابر الاحمد الصباح في ثمانينات القرن الماضي، إضافة إلى ضلوع حزب الله وايران بالاختطاف في عام 1984 على رحلة الخطوط الجوية الكويتية رقم 221، وتنفيذ هجمات في الكويت بدعم إيراني.. لذلك فان الكويت التي تملك فاتورة حساب بينها وبين حزب الله، سنحت لها الفرصة اليوم ان تصفي حسابها معه ويدفع ثمنها، بعد ان طفح كيلها وكيل السعودية وباقي دول الخليج بحسب ما اعلن من اكتشاف خلايا تابعة له وتحقيقيات، فهل سيكون الحساب من طرف واحد أم أن يد ايران الطويلة قادرة على ردّ الصاع صاعين في الخليج وفي الخارج؟

 

إعادة انتشار

 أحمد الأسعد/ ١٧ اذار ٢٠١٦

 يبدو أن حزب الله يريد أن يبقى في سوريا حتى آخر نقطة من دماء الشباب الشيعة اللبنانيين الذين أقحَمَهم في حرب ليست حربهم. الروس دخلوا إلى سوريا وخرجوا منها، لكنّ حزب الله باق هناك. يقال إن التدخّل الروسي أحدث توازناً يمهّد للحلّ السياسي، وإن الروس، بانسحابهم، يريدون دفع الأسد إلى تقديم تنازلات. أما حزب الله، فليس مستعداً على ما يبدو لأن يتنازل حتى للشعب اللبناني الذي يطالبه بوقف تدخّله في الحرب السورية وبالعودة إلى لبنان. حزب الله مصرّ على حماية نظام بشار الأسد مهما حصل، ومهما كان الثمن باهظاً، وبدلاً من أن يعيد الشباب اللبنانيين إلى بلدهم، ها هو يتحدث عن إعادة انتشار في سوريا. إن انسحاب القوات الروسية، والمرحلة الجديدة التي بدأت في سوريا، يشكّلان فرصة لكي يخرج حزب الله من الأتون السوري، ويُخرج معه لبنان، قبل أن يصيبه المزيد من الضرر. ولكن يا للأسف، لا يبدو أن الحزب في هذا الوارد، لأن النظام الإيراني ينتظر الفرصة للإنقضاض مجدداً على الميدان السوري، والإمساك بالورقة السورية، من خلال حزب الله، بعد أن كادت تفلت منه بفعل التدخّل الروسي. وما دامت الأوامر الإيرانية لم تصدر، فإن حزب الله لن يترك سوريا، لأنه ليس سوى أداة طيّعة في أيدي النظام الإيراني.

 

مروان حمادة: المذهل أن عصابة 'شبكة الباروك” لم تسمَّ في مؤتمر حرب!

 وكالات/١٧ اذار ٢٠١٦/تعليقا على 'فضيحة الإنترنت”، قال وزير الإتصالات السابق النائب مروان حمادة: 'لقد أُكِلنا يوم أُكِل الثور الأبيض”. وأضاف: 'من افتتح الشبكات الرديفة غير الشرعية مسؤولٌ إلى حدّ بعيد عن هذا الإنفلاش غير الشرعي، والذي يفتح الآفاق اللبنانية إلى كلّ مستمع في العالم وطبعاً إلى العدوّ الإسرائيلي”.وتابع حمادة قائلا لصحيفة 'الجمهورية”: 'المذهل في هذه القضية أنّ العصابة نفسَها التي سبقَ لها وأقامت شبكة الباروك التي حاول المتباكون الحاليّون أن ينسبوها آنذاك إلينا وإلى قوى سياسية في الشوف، فيما الجهة الفاعلة معروفة وتسرح وتمرح منذ سنوات بمعرفة الجهات الرسمية والحزبية، لم تُسمّ في المؤتمر الصحافي لوزير الإتصالات بطرس حرب ، لكنّ القضاء مُطالب بكشفها فوراً.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 17 آذار 2016

الخميس 17 آذار 2016

النهار

قال سفير أوروبي لدى لبنان إن روسيا انسحبت من سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية.

تتناقل جهات سياسيّة أجواء تذمّر من امتناع مرجع ديني عن تحديد مواعيد لشخصيّات من طائفته والاستعاضة بلقاءات مع طامحين لمراكز معيّنة.

تخشى أوساط سياسيّة أن يكون العماد عون يمهّد لعدم الاعتراف برئيس للجمهورية انتخبه مجلس نواب غير شرعي في نظره.

يكرّر رئيس حزب مسيحي القول في اجتماع مع محازبيه إن سلاح "حزب الله" هو الثلث المعطّل لكل قرار لا يعجبه، وإن من يحكم الشارع يحكم الدولة.

السفير

تردد أن وزيراً سيادياً بارزاً رفض توقيع مرسوم تعيين الشيخ محمد عساف رئيسا للمحكمة الشرعية.

عقد لقاء تنسيقي بين حزب أصولي متشدد ومنظمة حقوقية أنشأها مسؤول سياسي سابق في تنظيم اسلامي وسطي في مدينة جنوبية.

يستعد مركز حواري عربي لعقد مؤتمر حول حماية التعددية والعيش المشترك في آخر الشهر الحالي في بيروت.

المستقبل

يقال

إنّ مقاربة وسائل إعلام الممانعة في لبنان للقرار الروسي بالانسحاب من سوريا تُظهر بما لا يقبل اللبس تعاطي هذه الوسائل مع انسحاب مقاتلي "حزب الله" من الميدان السوري باعتباره" تحصيل حاصل".

اللواء

تتساءل مصادر سياسية على صلة بعاصمة قريبة كيف يمكن لدولة عظمى أن تُقدم على خطوة عسكرية قبل بدء مفاوضات التسوية أو استمرار الحرب؟

يحرص مرجع كبير على عدم إضفاء أبعاد طائفية على ما يجري داخل أحد الأجهزة الأمنية!

ربطت جهات مالية بين ارتفاع أسعار المحروقات وتمويل خطة الحوافز للمطامر والنفايات؟!

الجمهورية

عمّم تيار على قياديِّيه مُجدّداً عدم الإدلاء بأي موقف في شأن الرئاسة لأن الخطأ في هذه المرحلة قاتل.

يحرص نائب شمالي على إبقاء صلة الوصل مع وزير مسيحي حليف بعكس حزبه الذي قرّر مواجهته.

لوحظ أن قوّتين مسيحيّتين لا تتعاطيان في إستحقاق إنتخابي ماروني مع أنهما كانا وراء لائحة وُصفت بالتوافقية.

البناء

بدأت "القوات" بعقد اجتماعات كثيفة تحضيراً للانتخابات البلدية المقرّرة في شهر أيار المقبل ويشارك في بعضها رئيسها سمير جعجع، خصوصاً الاجتماعات المخصّصة للمناطق "الحسّاسة" سياسياً والتي سيتجاوز فيها جعجع حلفاءه، وتحديداً حزب الكتائب الأمر الذي يُنذر بمعارك انتخابية شرسة وكسر عظم في المناطق الموالية لفريق "14 آذار" لإثبات كلّ فريق قوته وحجمه التمثيلي الحقيقي على الأرض أمام منافسه في الفريق المذكور، وذلك قبل أن يتضح حجم تحالف "القوات" مع "التيار الوطني الحر" في هذه الانتخابات.

 

نديم الجميل: 14 آذار خلق الوحدة بين اللبنانيين والقوى السياسية ولا رئيس في جلسة 23 آذار

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - رأى النائب نديم الجميل في حديث الى مجلة "النجوى - المسيرة" ينشر غدا الجمعة، أن "ثورة الارز هي التي ساهمت في عودة كل الاحزاب الى الساحة وان تاريخ 14 آذار خلق الوحدة بين اللبنانيين والقوى السياسية التي التقت على مبادىء هذه الثورة".

وقال: "إذا أردنا لملمة ما تبقى من تنظيم 14 آذار فالمفروض التراجع عن دعم ترشيح مرشحي 8 آذار ومن ثم الذهاب نحو مرشح آخر ينسجم مع مشروع 14 آذار". واعتبر ان "الوضعية الحالية لن تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وان جلسة 23 آذار ستكون كسابقاتها"، محملا "حزب الله مسؤولية تعطيل انجاز لاستحقاق الرئاسي". وعن تفاهم معراب بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، قال الجميل: "لقد خلق ارتياحا واسعا لدى الشارع المسيحي، المصالحة كانت ضرورية ويجب ان تشمل كل الاطراف المسيحية. ان اهمية تفاهم معراب تكمن في وضع حد للحداد السياسي في الشارع المسيحي، وموقف حزب الكتائب تجاه التفاهم لم يكن سلبيا ولكنه سجل نقزة من امكان حصول ثنائية تلغي الآخرين". وأكد أن "تسليم القرار لحزب الله يجعل بناء الدولة غير ممكن، وأن بناء الدولة يتطلب قرارا بالمواجهة"، مشيرا الى أن "الحوار الوطني تحول الى مضيعة للوقت بعدما انتقل من النقاش الرئاسي الى البحث في ازمة النفايات".

 

سلام في مجلس الوزراء: التطورات في المنطقة تفرض وجود رئيس للدولة

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضور الوزراء الذين غابت منهم الوزيرة أليس شبطيني.

بعد الجلسة التي استمرت نحو خمس ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: "بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند العاشرة والنصف من يوم الخميس الواقع فيه السابع عشر من شهر آذار 2016 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزيرة اليس شبطيني. في مستهل الجلسة كرر دولة الرئيس، كما في كل جلسة، المطالبة بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا أن التطورات الضاغطة في المنطقة تفرض وجود رئيس للدولة لكي يستقيم عمل سائر المؤسسات الدستورية. بعد ذلك طلب دولة الرئيس من المجلس الانصراف الى البحث في بنود جدول الأعمال، فتمت مناقشة مستفيضة لهذه البنود وأبدى الوزراء وجهات نظرهم بصددها، وبنتيجة التداول اتخذ المجلس القرارات اللازمة بشأنها وأهمها:

- الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تعديل جدولين ملحقين بالمرسوم رقم 8433 تاريخ 22/5/1996 المتعلق بنظام استخدام الأجراء في وزارة الداخلية والبلديات.

-الموافقة على مشروع مرسوم يتعلق بتنظيم وتحديد ملاك وزارة الشباب والرياضة.

-الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تعديل شروط التعيين الخاصة برئيس مصلحة الصحة العامة في ملاك وزارة الصحة العامة.

-الموافقة على عدة مشاريع مراسيم ترمي الى نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة بعض الوزرارات على أساس القاعدة الاثنتي عشرية من أجل تأمين بعض نفقات هذه الإدارات العامة وبالأخص مخصصات ورواتب وأجور.

-الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى إعطاء مجلس الإنماء والإعمار سلفة خزينة لتغطية النفقات العائدة لمشاريع مختلفة وملحة لديه.

-الموافقة على تعيين السيد يوسف دوغان عضو مجلس إدارة والسيد ياسر ذبيان مراقبا ماليا عاما في مجلس الجنوب.

-الموافقة على تعيين السيد جورج ايدا مديرا عاما لوزارة العمل.

- الموافقة على طلب بعض الوزارات قبول هبات عينية ونقدية مقدمة الى الحكومة أو لبعض الوزارات.

- الموافقة على سفر بعض الوفود للقيام بزيارات رسمية أو حضور مؤتمرات في الخارج".

اسئلة واجوبة

وسئل الوزير جريج: هل صحيح ان هناك سجالا حصل في مستهل الجلسة؟

اجاب: "النقاش يبدأ حاميا ويهدأ مع الوقت".

سئل: هل عرضتم ازمة الصحف المطبوعة؟

اجاب: "عرضت لمجلس الوزراء الازمة التي تقع بها بعض الصحف المطبوعة وابلغت المجلس بأنني سأقوم بالاتصالات اللازمة من اجل مساعدتهم على تجاوز هذه الازمة، وبنتيجة هذه الاتصالات سأعرض تصورا معينا على مجلس الوزراء".

 

بري استقبل وفدا ايرانيا والهيئات الاقتصادية القصار: لبنان من دون رئيس لا يستطيع اكمال طريقه ونريد اطيب العلاقات مع العرب

الخميس 17 آذار 2016/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم، في عين التينة، وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار، وجرى عرض للاوضاع الاقتصادية في البلاد. بعد اللقاء قال القصار: "لقاؤنا مع دولته كان مهما للغاية، وتمحور حول نقتطين: النقطة الاولى هي التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية. وباركنا الجهود التي يقوم بها الرئيس بري مع كل الاطراف المعنية، واكدنا له ضرورة تفعيل هذه الجهود ومواصلتها لان لبنان من دون رئيس جمهورية لا يستطيع ان يكمل طريقه". اضاف: "اما النقطة الثانية فهي موضوع العلاقات مع الدول العربية، ومن الضروري توضيحها وتوضيح دورنا كرجال اعمال، ونحن نرغب في ان تكون هناك اطيب العلاقات مع الدول العربية، ولا نريد ان يكون هناك اي تدخل سياسي في امورها الداخلية.الدول العربية دول شقيقة وقد تعاملت معنا وفتحت صدرها لنا، ونحن حريصون على ان تستمر هذه العلاقات. واقترحنا امكانية ان يقوم دولة الرئيس بري ودولة الرئيس سلام بجولة على الدول العربية لتوضيح موقف لبنان". وختم القصار: "وضعنا الرئيس بري في صورة التحركات التي تعتزم الهيئات الاقتصادية القيام بها، ومنها القيام بجولة الى دول مجلس التعاون من اجل توضيح الموقف اللبناني وتحديدا موقف رجال الاعمال اللبنانيين، مما آلت اليه العلاقة بين لبنان وأشقائه الخليجيين، وطلبنا منه ان يلعب دورا في هذا المجال، ويقيننا أنه يستطيع ايجاد المخرج المشرف لترميم العلاقة، خصوصا وأنه يحظى بثقة واحترام قادة دول مجلس التعاون الخليجي".

وفد ايراني

ثم استقبل بري وفدا ايرانيا برئاسة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي والسفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي، وجرى الحديث حول التطورات الراهنة في المنطقة والعلاقات الثنائية.

شهاب

وقدمت له نضال شهاب كتابها بعنوان "لبنان سياحة لكل الفصول".

 

بري عرض مع رئيسة برلمان فنلندا العلاقات ودور اليونيفيل

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء اليوم في عين التينة، رئيسة البرلمان الفنلندي السيدة ماريا لوهيلا والوفد المرافق، في حضور النائب ميشال موسى. وتناول البحث العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة، ودور قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني.

 

خرازي بعد لقائه الراعي: ركزنا على دوره الإيجابي في حلحلة مشاكل لبنان

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، وزير الخارجية الإيراني السابق الدكتور كمال خرازي، يرافقه السفير الإيراني محمد فتحعلي. وبعد اللقاء، قال خرازي: "إنها المرة الأولى التي تجمعنا فيها الظروف بصاحب الغبطة البطريرك الراعي، ونحن نعرف أنه من المرجعيات الروحية المهمة في هذا البلد العزيز. لقد تحدثنا معه عن مختلف التطورات السياسية الجارية في لبنان، وركزنا على الدور الإيجابي والبناء الذي بامكان غبطته أن يقوم به في مجال حلحلة المشاكل التي يعاني منها لبنان حاليا. وأكدت لغبطته في هذا المجال أن أي قرار يتخذ في هذا البلد العزيز يحظى بدعم وتأييد الجمهورية الإسلامية في إيران".

 

الوفاء للمقاومة: لتشكيل لجنة تحقيق عليا في قضية الاختراق الفضيحة للانترنت واحالة المرتكبين على القضاء

الخميس 17 آذار 2016/وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها، اصدرت بعده بيانا ابدت فيه "ارتياحها للانجازات والتحولات الميدانية والسياسية المهمة التي عكست خيبة قوى العدوان وعجز أذرعها عن تحقيق أهدافها المرسومة، كما جسدت تنامي القدرة والفعالية لقوى الممانعة والمقاومة على نحو تصاعدي عزز موقعها في الصراع أيا تكن اتجاهات الجهود لانهائه ميدانيا كانت أم سياسيا". وعرضت الكتلة "لما توصلت اليه الحكومة اللبنانية مؤخرا من قرار بشأن حل مشكلة النفايات, وتداولت الرأي في المعلومات والوقائع حول شبكة الانترنت غير الشرعية العاملة في البلاد ومخاطرها الامنية ووضعها القانوني والجهات المشغلة لها". وناقشت البنود الواردة على جدول اعمالها فوجهت "للمرأة والمعلم في لبنان وفي كل مكان، في شهر آذار من هذا العام، أجمل وأعطر التحيات لهما"، مؤكدة أن "دورهما الانساني النبيل يتوقف عليه مستقبل المجتمعات البشرية ومستوى رقيها وتقدمها، فكلاهما يصوغان شخصية الانسان ويسهمان في غرس بذور القيم التي تمثل قواعد البناء السلوكي للفرد والجماعة والمجتمع والدول. اننا نجدد وقوفنا الى جانب نضالاتهما المحقة والمشروعة ونؤيد مطالبهما الموضوعية وندعو الى الاستجابة لحقوقهما وتلبيتها بشكل كامل. ونقدر عاليا عطاءاتهما ودعمهما لخيار المقاومة وننحني أمام كل الشهيدات وامهات الشهداء، وامام كل الشهداء وآبائهم، لا سيما المعلمين منهم". واشارت الكتلة الى ان "ما كشفته لجنة الاعلام والاتصالات النيابية حول حجم القرصنة والاختراق الاسرائيلي في مجال الانترنت المستخدم في لبنان، وهي تستجمع كل المعطيات والمعلومات بدقائقها وتفاصيلها، وتدقق في ابعاد ومخاطر الغفلة او التغافل الحكومي عن وجود محطات عملاقة لشبكات اتصال متوغلة في العديد من المناطق والمرافق والقطاعات الرسمية والشعبية من دون أي ترخيص من الدولة، وبمعزل عن أي رقابة أو متابعة"، مؤكدة "في هذا المجال وجوب أن تبادر الحكومة فورا الى تشكيل لجنة تحقيق عليا ليتسنى للبنانيين الوقوف على دقائق هذا الاختراق - الفضيحة، وعلى كل ما يتصل به على المستوى المالي والامني والسياسي، واحالة المرتكبين على القضاء". واشارت الى انه "ازاء اعتماد الحكومة خيار الضرورة الذي أقرته باجماع مكوناتها لمعالجة أزمة النفايات المتراكمة، فانها اذ تتفهم الكثير من الملاحظات والانتقادات والمخاوف من تعثر اجراءات الحل، فإنها تأمل أن تشرع الحكومة سريعا بتنفيذ الخطة الاستراتيجية المقررة منذ العام 2010 حتى لا تتكرر المهزلة التي أضرت بصحة اللبنانيين وبيئتهم خلال الاشهر الماضية". ورأت انه "أمام ما يصيب الدولة ومؤسساتها من تعطيل واهتراء فان المدخل الضروري لاعادة الامور الى نصابها هو في التوافق الوطني على اعتماد قانون انتخاب نيابي جديد يحقق تمثيلا صحيحا وفاعلا ومنصفا للبنانيين ويقوم على اعتماد النسبية مع الدائرة الواحدة ويشكل قاعدة استقرار لدولة القانون والمؤسسات بحيث يتمكن الشعب من تكريس الانتظام لتداول السلطة وحماية النظام العام وممارسة الرقابة والمحاسبة بجدية عبر السلطات والاجهزة المسؤولة". ودانت الكتلة "الهجوم الارهابي الذي تعرضت له دولة ساحل العاج والذي استهدف امن تلك البلاد واستقرارها واودى بحياة عدد كبير من المدنيين واصابة عدد آخر، من بينهم بعض اللبنانيين أفرادا وعائلات، كما دانت أيضا "التفجير الارهابي الذي استهدف المدنيين في انقرة، واوقع عددا كبيرا من الضحايا والمصابين"، كذلك دانت "المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام السعودي ضد المدنيين باستهدافه سوقا شعبيا يمنيا". ورأت ان "انحراف النظام السعودي نحو الممارسة العدوانية المكشوفة ضد شعبنا وأهلنا في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن، وتدخله الفاضح في الشؤون الداخلية لهذه البلدان وغيرها، واستخدامه الطائش والكيدي لعصابات الارهاب التكفيري من اجل تفتيت المنطقة واضعاف قدراتها، هي مؤشرات كافية للدلالة على تخبط وافلاس هذا النظام وغرقه في وحول الاضطراب والفوضى وفي مستنقع الانقياد للأجنبي وتقديم الخدمات للعدو الإسرائيلي، ومواصلة التحريض والتكفير والقمع والاضطهاد لكل المنتقدين أو المناوئين لسياسته والمتجرئين على مطالبته بتصويب موقفه وتحسين سلوكه". واعتبرت ان "توصيف النظام السعودي لحزب الله بأنه منظمة ارهابية هو من اسخف مبتكرات هذا النظام المترهل والفاقد للتوازن، فضلا عن أنه انسياق وراء المنطق الاسرائيلي وتغطية لعدوانيته على لبنان، خصوصا بعد نأيِّ السعودية بنفسها عن الموافقة على بند التضامن مع لبنان بوجه الاعتداءات الاسرائيلية حين تضمنه البيان الاخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي ترأس قداسا في معهد عينطورة لمناسبة عيد مار يوسف: لا نزكي مرشحا للرئاسة ولا نضع فيتو على أحد ونحن مع النزول الى المجلس للانتخاب

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، معهد القديس يوسف للآباء اللعازاريين - عينطورة لمناسبة عيد القديس يوسف، يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، المطران طانيوس الخوري، امين سر البطريرك الخوري ايلي خوري ومدير المكتب الاعلامي المحامي وليد غياض. وكان في استقباله الرئيس العام للرهبنة اللعازارية الأب زياد حداد، رئيس معهد القديس يوسف الأب سمعان جميل، رئيس بلدية عينطورة لبيب عقيقي، المختار فرنسيس ابي نخلة، الهيئة التعليمية والإدارية والموظفين ولفيف من الكهنة والرهبان. وبعد رفعه الصلاة في كنيسة القديس يوسف في الدير توجه الراعي لزيارة كافة الأقسام في المدرسة ولقاء التلامذة والهيئات التعليمية والإدارية والموظفين. وكان البطريرك الماروني قد استقبل صباحا في الصرح البطريركي في بكركي وفدا من الهيئتين التعليمية والإدارية في معهد القديس يوسف، ضمت رئيس الدير الأب سمعان جميل، رئيس لجنة الأهل القاضي ناظم الخوري، رئيس لجنة الأساتذة اندريه حايك، نائب رئيس رابطة القدامى الدكتور وسام بواري ووفدا من رؤساء الروابط ومدراء الأقسام ومندوبين عن الصفوف الثانوية في زيارة تقليدية تقضي بمرافقته من الصرح البطريركي الى المعهد. وكانت المحطة الأولى من الزيارة في قسم الروضة في المدرسة، حيث أنشد الطلاب اغنية خاصة للبطريرك الراعي بعنوان "اهلا سيدنا مار بشارة" رافعين الأعلام البطريركية وأعلام الدير، كما قدموا باقات الزهور ثم أخذت الصورة التذكارية مع الهيئة التعليمية والتلاميذ في القسم. بعدها توجه الراعي الى القسم الإبتدائي للقاء الهيئة التعليمية والتلامذة الذين قدموا لوحات تعبيرية راقصة تجسد السلام وأخرى فولكلورية وتمثيلية عرضت لسيرة الراعي منذ ولادته مرورا بتوليه السدة البطريركية وصولا الى زياراته الراعوية في لبنان وبلدان الإنتشار وأبرز المواقف التي اتخذها في هذه الحقبة. وفي القسم الثانوي رفعت مجموعة من الطلاب البيارق والعلم اللبناني وتولت مجموعة أخرى رفع العلم البطريركي العملاق على برج الدير العريق وذلك على وقع قرع الاجراس والاناشيد. وكانت ألقيت كلمة ترحيبية باسم الهيئة التعليمية رحبت بالبطريرك الراعي مشيرة الى ان "هذه الزيارة هي ترجمة حقيقية لعيد معهدنا، عيد القديس يوسف. نحن نرحب بكم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، فحضوركم يزيد عمق جذور علاقاتنا التاريخية مع بكركي. باركنا وبارك أهالينا". إشارة إلى أن هذه الزيارة للبطريرك الماروني هي تقليد يعود الى القرن الثامن عشر، وقد تم تثبيته في القرن التاسع عشر، كرمز للعلاقة المميزة بين الإرسالية اللعازارية والبطريركية المارونية.

 

الراعي خلال لقائه الهيئتين التعليمية والادارية في عينطورة: البطريركية لا تدعم ولا تزكي اي مرشح للرئاسة

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي جولته في معهد القديس يوسف عينطورة، والتقى افراد الهيئة التعليمية والادارية، في مسرح المدرسة، حيث انضم الى الوفد المرافق النائب البطريركي على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا والمطران رولان ابو جودة، ودار حوار تمحورت اسئلته حول الشؤون الكنسية والطقسية والوضع اللبناني، وكان ابرزها الحملة الاعلامية التي تواجهها الكنيسة اليوم اضافة الى الحملة التي واجهها المونسنيور منصور لبكي. ورد الراعي قائلا :"نعلم ان هناك حملة ممولة ضد الكنيسة، ويؤسفنا هذا الامر. فلبنان الذي يعاني من ازمات عدة لا تزال فيه الكنيسة ثابتة والغرض هو ضربها. انتهت الحرب المسلحة، ولكن الحرب الاخلاقية والاعلامية والاقتصادية لا تزال سارية. وبالنسبة للمونسنيور لبكي لا شك ان هناك حملة تجني لها اسبابها المعروفة، وانا قدمت الملف الى قداسة البابا مظهرا الوثائق التي تظهر حملة التجني هذه، وقد ازيل الحرم ولكن قرار المنع لا يزال، اي مشاركة لبكي في الاعلام او القداسات العلنية". وردا على سؤال عن عزل المطران الياس نصار اكد الراعي "انه لا علاقة للقوى السياسية لهذا القرار، ولا احد ينكر اعمال وجهود المطران نصار في الابرشية"، واشار الى "انه لم يعزل ابدا، بل قد تم تعيينه زائرا رسوليا على الابرشية وهذا امر طبيعي لتسوية الامور بين المطران وكهنة الابرشية تجنبا لحصول اية مشاكل. واكرر ان تعيين الزائر ليس بأمر جديد". وعن مسألة الفراغ الرئاسي شدد البطريرك الراعي على "ان البطريركية لا تدعم ولا تزكي اي مرشح، بل هي تدعو دائما الى التوجه الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للبلاد".

وعرض البطريرك للانقسامات الحادة بين الافرقاء السياسيين في لبنان، داعيا الجميع الى "الكف عن المراهنة على الخارج وتطبيق الدستور الذي يقول بوضوح انه في حال حصل فراغ يلتئم المجلس فورا وينتخب رئيسا للبلاد، والتفسير واضح" وقال:"لماذا لا يريدون تطبيقه، نحن نرفض هذا الواقع لانه مخالفة سافرة للدستور واي شرح آخر لا نقبل به بالتأكيد". وحول امكانية البطريركية تقديم المساعدة للشباب المسيحي، اكد "ان البطريركية تعمل بكل مؤسساتها لمساعدة هؤلاء الشباب والعائلات. فهناك اراضي الاوقاف التي يمكن للجميع ان يستثمروها ولكن هناك عائق في مشكلة التسويق. كذلك هناك المؤسسة المارونية الاجتماعية التي تبني المساكن للناس وصندوق التضامن الصحي الذي يؤمن الخدمات الصحية، واليوم بدأنا بانشاء مشاريع انمائية في البلدات على الاطراف بمساعدة الاهالي للبقاء في ارضهم ". اضاف :"نعم نحن نساعد الناس، ولكن المستوى الاقتصادي والمعيشي في لبنان اهلكته الدولة، التي عليها هي ان تدفع بالاقتصاد الى الامام لكي ينتعش وتتقدم فرص العمل. يجب ان نركز على الدولة، فلا يحق للمسؤولين فيها الاستمرار على هذا النحو. المال العام معهم وليس معنا، ونحن نؤمن الدواء والمسكن ولكن القضية بحاجة الى اكثر من ذلك". وشدد الراعي على "اهمية العيش المشترك في لبنان بعد ان شرح لاتفاق عامية انطلياس سنة 840"، موضحا "ان هذا الاتفاق لم يتم بين المسيحيين فقط وانما بينهم وبين الدروز والاسلام واقسموا اليمين بألا يخون احدهم الاخر". وختم الراعي شاكرا "الله على اننا لا نزال نعيش العيش المشترك".

 

افرام: لا بد من انتخابات رئاسية وقانون انتخابات جديد واحقاق اللامركزية الموسعة

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - اعتبر رئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" نعمة افرام في بيان ان " لبنان يعيش حالة تحلل في الداخل وعلى حافة الانهيار على شتى الصعد، والأسوأ من الشلل العام الذي يتملكه هو تشويه صورته في العالم من خلال أزمة النفايات". أضاف:" لا يمكن المتابعة على ما نحن عليه. لا يمكن لأحد أن يبدي الحسابات السياسية على قضية بقاء الوطن. للعبة السياسية حدود أمام المصلحة الوطنية خصوصا إزاء المتغيرات الهائلة التي تحصل في الشرق. واليوم لا تزال أمامنا فرصة للعمل على تغيير جوهري ينقل عقدنا الوطني من فسيفساء العيش المشترك، إلى أولوية الإنتاجية في عيشنا معا، يؤدي في السياسة إلى العمل من داخل اتفاق الطائف لسد الثغرات فيه وتطويره توصلا إلى نظام منتج. ولا بد من انتخابات رئاسية وقانون انتخابات جديد واحقاق اللامركزية الموسعة إضافة إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فهذه وحدها الكفيلة بإعادة دورة الحياة إلى وطن يتوجه إلى الانتحار".

وشرح افرام في بيانه:" كم صعب أن يشعر المواطن بالخجل تجاه وطنه، في حين يفتخر العالم به كفرد. هذه مسؤولية القوى السياسية، وأيضا كافة شرائح الشعب. يجب أن نحول النجاحات الفردية إلى نجاح جماعي ونحول الأحلام بلبنان أفضل إلى واقع. فبين الانقسام العامودي القائم وتلك المساحة المشتركة التي وحده الشعب يستطيع إحداثها وتثميرها، تكمن الفرصة. المصالحة المسيحية-المسيحية ممتازة، وكل الأمل أن تشكل جسر عبور لمصالحات حقيقية على مساحة الوطن". وطالب "بفرص عمل أكثر، وببنى تحتية وبنمو اقتصادي وحماية اجتماعية. نريد أن تصبح سعادة المواطن هدفا أساسيا لكل السياسات اللبنانية. هذا عامل مشترك وخلاق ما بين 8 و14 آذار، بين المسلمين والمسيحيين، وبين السنة والشيعة". وكشف عن "إحصاء دقيق ورصين جدا بين يديه يدل ان ما يتطلع إليه الشعب اللبناني في مختلف مكوناته هو مختلف تماما عن المماحكات السياسية اليومية. الوضع الاقتصادي يحتل الأولوية بنسبة 93 %، النفايات ثانيا. هذه هي أولويات المواطن اللبناني من 8 و14 آذار، وما يتطلع إليه من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية". عن مسؤولياته المضافة كرئيس للمؤسسة المارونية للانتشار تحدث عن "استرجاع حق استعادة الجنسية وهو كميزان الجوهرجي في عملية التوازن الحساس والدقيق في النسيج اللبناني. عمليا، الانسجام الوطني العام هو أساس لفكرة ومعنى لبنان، ودونه لن يبقى لبنان. العمل كثير، ولا يظن أحد ان المنتشر واقف في الصف على أبواب سفاراتنا وقنصلياتنا لاسترجاع جنسيته. لقد ساءت صورة لبنان لديه، والوطن أهمل المنتشرين كثيرا. والشكر للشريك في الوطن الذي سهل عملية إقرار القانون وطبعا للضغط الإيجابي الذي سجلته المصالحة المسيحية في هذا المجال".

 

 طورسركيسيان والجميل تقدما باقتراح قانون لالغاء شهادة البريفيه

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - تقدم النائبان سيرج طورسركيسيان ونديم الجميل باقتراح قانون متعلق بإلغاء الإمتحانات الرسمية لشهادة المتوسطة، وجاء فيه:

"المادة الأولى: تلغى الإمتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة.

المادة الثانية: تلغى كافة المواد التي تتعارض مع المادة الأولى.

المادة الثالثة: يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.

الأسباب الموجبة

لما كانت الشهادة الرسمية المتوسطة لم تعد تتماشى مع التطور الحاصل على المناهج الدراسية الجديدة المعتمدة حاليا في لبنان.

ولما كانت الشهادة الرسمية المتوسطة لم تعد إلزامية وضرورية للحصول على أية وظيفة، ولما كانت بعض المراجع في وزارة التربية اعلنت بصورة واضحة عدم ضرورتها، والبعض الآخر أعلن صراحة بالفساد المستشري في كيفية تحضير وتوزيع الإمتحانات المتعلقة بها وأجرائها.

ولما كان من الأفضل إلغاء إجراء امتحانات الشهادة المتوسطة والتوجه الى تحسين وتطوير الشهادة الثانوية وبالتالي إبعاد الفساد عنها.

لذلك، نتقدم باقتراح القانون راجين من الزملاء الكرام الموافقة عليه".

تصريح

وقال طورسركيسيان في تصريح : "الاسباب لتقديم هذا الاقتراح انه حصل حديث حول الفساد على صعيد تحضير امتحانات البروفيه، والاساتذة الذين يحضرون هذه الامتحانات يعملون في مدارس معينة وأصبحت هذه المدارس تعرف الامتحانات والاسئلة من قبل ويصبح هؤلاء التلاميذ متميزين عن البقية، فإما مساواة أو تحضير سري للامتحانات. وثانيا هناك عدم جدوى لهذه الشهادة وهي غير مطلوبة من أي ادارة رسمية حاليا في بلدان العالم ألغيت، فلا سبب لوجودها ولا تؤثر على الدخول لأي وظيفة ان كانت رسمية أو خاصة".

أضاف: "كما أن المناهج الدراسية تخطت موضوع البريفيه فكل شيء تطور ودخلنا في مناهج جديدة وهنا لا يوجد أي جدوى ولا تؤثر كما أن شهادة البكالوريا أصبحت الأساس في العالم كله وهي شهادتنا التي سنذهب بها، اذا أراد أحد السفر فهي صورة لبنان كما أن هناك شوائب عديدة لجهة الفساد في شهادة البكالوريا فيجب تعزيز شهادة البكالوريا وتكون على مستوى عالمي لأنها وجه لبنان الحضاري والتربوي والثقافي ومن هنا الموازنات المخصصة والمبالغ المخصصة لاجراء امتحانات البريفيه تذهب الى تعزيز شهادة البكالوريا لتصبح شهادة متقدمة".

 

تغريم السيد والامين وسعود في دعويي جعجع وشربل ميشال سليمان

الخميس 17 آذار 2016/وطنية - أصدرت محكمة المطبوعات في بيروت برئاسة القاضي روكس رزق وعضوية المستشارتين نوال صليبا ورولا عبدالله حكمين: الأول في دعوى الدكتور سمير جعجع ضد اللواء جميل السيد في جرمي القدح والذم من خلال ما ورد في بيان صادر عن مكتب اللواء السيد في تاريخ 22/4/2015. وقضى الحكم بتغريم اللواء السيد مبلغ ثلاثة ملايين ليرة وإلزامه دفع مبلغ الف ليرة كتعويض معنوي للدكتور جعجع. الحكم الثاني، في دعوى شربل ميشال سليمان ضد المدير المسؤول في جريدة "الأخبار" ابراهيم الأمين وكاتب المقال غسان سعود وشركة "أخبار بيروت" صاحبة جريدة "الأخبار" والمسؤولة بالمال في جرمي الذم ونشر خبر كاذب من خلال مقال نشر في تاريخ 11/1/2015. وقضى الحكم بتغريم كل من الأمين وسعود مبلغ ثلاثة ملايين ليرة عن كل من الجنحتين والزامهما وشركة أخبار بيروت دفع مبلغ الف ليرة للمدعي كتعويض معنوي.

 

جنبلاط : خرائط جديدة للمنطقة في ظل تنسيق أمني وعسكري أميركي روسي مشترك

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - علق رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر انه "بعيدا عن التحليلات الاستراتيجية الطويلة والمملة والمعقدة لكبار الباحثين، وبعد تناول القهوة صباحا ومنقوشة زعتر وبعد سماع الأخبار على الراديو،ال "ب ب س" و"مونتي كارلو"، كيف نفسر ان المهمة الروسية انتهت في سوريا تحت شعار ضرب الارهاب وداعش لا تزال موجودة في غالب مقراته، انه امر غريب عجيب في ظل تنسيق أمني وعسكري أميركي روسي مشترك تحت شعار محاربة الارهاب". اضاف: "الا اذا قد بدأت رسم خرائط جديدة للمنطقة ابتداء من الكيان الكردي الجديد الى ما يسمى سوريا المفيدة، الى غيرها من الطروحات يضعها في الخفاء رجال الظل وفيها البقاء على الدولة الاسلامية تبريرا لقيام دويلات اخرى". وختم: "انه لا شك مشهد محير على وقع مفاوضات عقيمة في جنيف على بين لاءات الجعفري وتملق قدري جميل وجهاد مقدسي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

34 منظمة تدعو إلى عدم تجاهل الانتهاكات في إيران

السياسة/18 آذار/16/دعت 34 منظمة، أمس، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تجديد ولاية مقرره الخاص المعني بإيران أحمد شهيد، مطالبة بعدم تجاهل الانتهاكات في الجمهورية الإسلامية. جاء ذلك في رسالة بعثت بها المنظمات إلى الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان الذي سينظر الأربعاء المقبل في قرار تمديد ولاية شهيد لعام إضافي، مؤكدة أن هناك أشخاصاً في إيران يمارسون القمع، خصوصاً في صفوف قوات الأمن والمخابرات والقضاء، وهم مسؤولون عن انتهاكات حقوق الإنسان. وشددت على الحاجة الملحة لعمل شهيد من أجل استمرار حقوق الإنسان ضمن أولويات الأجندة الدولية. وأضافت أن سلطات الأمن الإيرانية أوقفت الكثير من الصحافيين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والنقابيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وقاضتهم، كما فعلت الشيء نفسه مع أبناء الأقليات الإثنية والدينية، مشيرة إلى أن رموز المعارضة مير حسين موسوي وزهرا رهنورد ومهدي كروبي ظلوا رهن الإقامة الجبرية من دون اتهامات أو محاكمة منذ فبراير 2011. ونقل موقع «الجزيرة نت» القطري عن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في منظمة «هيومن رايتس ووتش» سارة ليا ويتسن وهي من بين المنظمات الموقعة على الرسالة قولها إنه من المهم أن يستمر مجلس حقوق الإنسان في «تسليط عيون المجتمع الدولي على سجل حقوق الإنسان الإيراني السيئ للغاية إلى أن يتم التصدي لمشكلات حقوق الإنسان بالحماس نفسه الذي أظهرته حكومة (الرئيس حسن) روحاني في توقيع صفقات التجارة الجديدة».

 

واشنطن: «داعش» يرتكب حملة «إبادة» ضد المسيحيين واليزيديين والشيعة

واشنطن – أ ف ب:/18 آذار/16 اتهمت واشنطن تنظيم «داعش» بارتكاب «حملة إبادة جماعية» بحق المسيحيين واليزيديين والشيعة في المناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق.وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، «إن داعش مسؤول عن عمليات إبادة جماعية ضد مجموعات موجودة في المناطق التي تسيطر عليها، وتتضمن اليزيديين والمسيحيين والمسلمين الشيعة»، مضيفاً إن التنظيم «يرتكب الإبادة الجماعية باعترافه ومن خلال عقيدته وأفعاله». وأشار إلى أن التنظيم الإرهابي «مسؤول عن جرائم ضد الإنسانية والتصفية العرقية الموجهة ضد المجموعات نفسها وفي بعض الحالات ضد المسلمين السنة والأكراد وأقليات أخرى»، موضحاً أن إعلانه يأتي «رغم الصراع الدائر والمتسبب في عدم القدرة على الوصول إلى المناطق الرئيسية (التي يسيطر عليها داعش)، الأمر الذي صار من المستحيل معه أن تصل إلى صورة كاملة عن كل ما فعله ويفعله داعش». ولفت إلى أنه استطاع التوصل إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة «لمعلومات جمعتها وزارة الخارجية والأجهزة الاستخبارية ومجموعات خارجية». واتخذ كيري قرار وصف أفعال المتطرفين بـ»الإبادة» بعدما صوت مجلس النواب الأميركي الاثنين الماضي على قرار يصنف الفظائع التي يرتكبها «داعش» في سورية والعراق في خانة «الإبادة»، داعياً إلى إنشاء محكمة دولية مكلفة بالتحقيق في جرائم الحرب بشأن النزاع السوري. وحدد مجلس النواب لوزارة الخارجية مهلة حتى، أمس، لتؤكد ما إذا كانت الإدارة الأميركية تعتبر «اضطهاد الأقليات الدينية بمثابة جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة».

 

إيران تستعد لإرسال قوات خاصة للعراق وسورية

طهران/العربي الجديد/ – فرح الزمان شوقي/17 مارس 2016/قال المساعد المنسق لقائد القوات البرية التابعة للجيش الإيراني، أمير علي آراسته، إن إيران ستستخدم عناصر تابعين للقوات الخاصة ولوحدات القناصة كمستشارين عسكريين في كل من سورية والعراق مستقبلاً. ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن آراسته: "إن مختلف القوات التابعة للجيش الإيراني تجري تدريباتها المكثفة بشكل دائم، وما إن يتم التأكد من جهوزية العناصر، حتى تنضم للوحدات والمجموعات الخاصة بها، مؤكدا أن التدريبات الفعلية لا تتعلق بإرسال هذه العناصر لكل من سورية والعراق وحسب، بل إن هذا الأمر جزء من برامج الجيش. حسب قوله. وأضاف آراسته أن طهران ترصد كل التحركات في المنطقة عن كثب، ويجري المعنيون تمرينات للجيش بناء على المتغيرات والتطورات الإقليمية، مؤكداً أن العناصر تخضع للتدريب بشكل دائم، كما تدخل في مناورات للتأكد من الجهوزية، وهذا قبل استخدامها في مهام خاصة. كما ذكر المسؤول العسكري، أن هناك دورات خاصة يخضع لها عناصر وحدات القناصة في الجيش في الوقت الراهن، حيث سيرسل هؤلاء من بعدها لتولي مهام على الحدود في كل من المناطق الغربية والجنوب غربية للبلاد، حسب تعبيره. في سياق متصل، نقلت "تسنيم" أيضاً عن قائد القوات البحرية التابعة للجيش، حبيب الله سياري، قوله، إن الوحدات والقطعات البحرية الإيرانية أجرت تدريبات، في وقت سابق، عبر مرورها في مياه البحر الأحمر، والبحر المتوسط والمحيط الهندي، مؤكداً أن لدى القطعات البحرية التابعة للجيش مخططَ عبور المحيط الأطلسي في المستقبل. وأشار سياري إلى أن القوات البحرية الإيرانية عبرت المياه الحرة الدولية وحسب، ولا تهدف إيران للاستقرار في قواعد عسكرية، مؤكداً أن بلاده ستستمر بتطوير قدراتها العسكرية ومنظومتها البحرية. من جهته، قال نائب قائد القوات البرية التابعة للجيش، أمير كيومرث حيدري، إن طهران ستعرض أسلحة جديدة محلية الصنع في احتفالية يوم الجيش الإيراني، وسيكون هذا خلال عرض عسكري سيقام في 17 أبريل/ نيسان القادم

 

الجبير يصف الانسحاب الروسي من سورية بـ«الإيجابي للغاية»

 الرياض - «الحياة»/17 آذار/16/وصف وزير الخارجية عادل الجبير الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية بأنه «خطوة إيجابية للغاية»، مضيفاً أنه «يأمل بأن يجبر هذا الانسحاب الرئيس السوري بشار الأسد على تقديم تنازلات». وقال الجبير إثر لقائه رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري، والوفد المرافق له في الرياض أمس (الأربعاء): «إن المملكة تأمل بأن يسهم الانسحاب الروسي في تسريع وتيرة العملية السياسية، التي تستند إلى إعلان «جنيف1»، وأن يجبر نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي». وأضاف، بحسب وكالة الأنباء السعودية: «نحن نشجع جميع الأطراف في سورية على الاعتراف بالواقع والتحرك باتجاه عملية سياسية حقيقية لبلوغ الانتقال السياسي الذي ينشده الجميع في سورية بشكل سريع وسلس». وفي شأن ما يتردد من تكهنات عن صفقة تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا، نفى الجبير ذلك، معلقاً أن «السياسات النفطية شفافة ومحكومة باعتبارات السوق، ويتم تحديد الأسعار وفقاً للعرض والطلب»، مشيراً إلى أن «هناك زيادة على الطلب على الصعيد العالمي، بينما هناك انخفاض طفيف في المخزونات، ونعتقد أن لهذا تأثيراً إيجابياً على أسعار النفط». وأفاد وزير الخارجية بأن « زيارة الوفد العراقي إلى المملكة مهمة في إطار بناء العلاقات التاريخية وتطلع القيادات في البلدين إلى تحسين بناء هذه العلاقات وإعادتها إلى ما كانت عليه على مدى التاريخ، لتكون من أفضل العلاقات بين أي دولتين وأي شعبين»، معرباً عن «التطلع إلى مزيد من التشاور والتنسيق في المستقبل القريب بإذن الله، وإلى إعادة العراق إلى مكانته وهيبته ودوره الأساس في العالم العربي والإسلامي». من جانبه، أوضح الجبوري أن «طبيعة الحوار مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وكذلك رئيس مجلس الشورى، ووزير الخارجية، كان صريحاً ومعمقاً عن طبيعة العلاقات التي تربط العراق بمحيطه العربي وبالسعودية، والرسالة الحقيقية التي نحملها ويحملها كل الشعب العراقي: أن العراق جزء من هذه المنظومة، ومهم جداً أن يكون صانع قرار، وأن يحافظ على علاقاته»، لافتاً إلى أن بلاده تدرك «عمق الصلة التي تربطه بالمملكة، والرغبة الجادة والحريصة أيضاً على توثيقها وامتدادها». وأكد أنه «لابد من التعاون المشترك في مواجهة الإرهاب والتحديات التي تواجه المنطقة أياً كان مصدرها، وبناء علاقات وطيدة نستطيع من خلالها أن نبني مشروعاً مشتركاً في مقبل الأيام». وعن تقويمه لجهود المملكة في مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» وغيرهما، قال رئيس البرلمان العراقي: «المملكة لها دور كبير في هذا الإطار، دور ريادي وقيادي، وخصوصاً في توجيه العالم العربي والإسلامي لمواجهة التطرف والإرهاب، كذلك لا بد من ذكر المساعدات الإنسانية التي قدمت للشعب العراقي، وخصوصاً في مواجهته هذا التحدي، ونحن بصفتنا عراقيين من خلال الفترة الماضية كانت الظروف ليست سهلة، لكن الموقف السعودي عبر عن عمق الترابط والرغبة الجادة للوقوف مع العراق، ونحن نلاحظ أيضاً طبيعة الدور الذي تؤديه المملكة خلال هذه الأيام ونبارك هذه الجهود».

 

الخارجية الأميركية تقول إنها لا تعترف بمناطق حكم ذاتي داخل سورية

جون كيربي/ واشنطن - رويترز /الحياة/17 آذار/16 /قالت وزارة الخارجية الأميركية رداً على محاولة كردية لإقامة منطقة حكم ذاتي في سورية، إنها لن تعترف بمناطق للحكم الذاتي داخل سورية، وأنها تعمل من أجل دولة موحدة غير طائفية تحت قيادة مختلفة. وقال الناطق باسم الوزارة جون كيربي إننا «لا نؤيد قيام مناطق ذات حكم ذاتي أو شبه مستقلة داخل سورية». وتابع كيربي: «ما نريده هو سورية موح

 

واشنطن تعتبر فظائع «داعش» في العراق وسورية جرائم «إبادة»

 واشنطن - أ ف ب /الحياة/17 آذار/16 /اعتبرت الولايات المتحدة اليوم (الخميس) أن جرائم القتل والفظائع التي ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد الأقليات المسيحية والايزيدية والشيعية في العراق وسورية ترقى إلى جرائم «إبادة»، وهو اتهام رمزي لا يلزم واشنطن اتخاذ إجراء ضد المتطرفين أمام القضاء الدولي. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن «داعش أعلن بنفسه أنه يرتكب عمليات إبادة، وهي ارتكابات تؤكدها عقيدته وافعاله وتصريحاته وما يؤمن به وما ينفذه». وأضاف أن «التنظيم مسؤول أيضاً عن جرائم ضد الإنسانية وعن التطهير الاثني ضد تلك المجموعات، وفي بعض الحالات ضد آخرين من المسلمين السنة وضد الأكراد وأقليات أخرى». من جهته، أعرب البيت الأبيض اليوم، عن استعداده لدعم تحقيق لوصف التجاوزات التي ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق بـ «الإبادة». وقال الناطق جوش إرنست إن «الولايات المتحدة ستتعاون ببذل جهود مستقلة للتحقيق في وقوع إبادة»، مضيفاً أن واشنطن ترغب في مساعدة المحكمة الجنائية الدولية لجمع الأدلة. وقال مسؤولون أميركيون إن «عملية الإبادة هي جريمة بموجب القوانين الدولية، لكن التصريح الذي أدلى به كيري اليوم لا يلزم واشنطن اتخاذ إجراء بملاحقة المتورطين». وأضافوا أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهودها من خلال قيادة تحالف يضم 66 بلدا «لإضعاف وتدمير التنظيم المتطرف»، خصوصا من خلال عدد كبير من الغارات الجوية. ولفت كيري إلى أن الجرائم التي ارتكبها المتطرفون يجب أن تبت فيها محكمة دولية يوماً ما، مشيراً إلى أن واشنطن ستفعل ما في وسعها لدعم التحقيقات والملاحقات. وقال الوزير الأميركي إن «هدفي اليوم هو إعلان أن داعش، هو في نظري مسؤول عن عمليات الإبادة ضد مجموعات في المناطق التي يسيطر عليها، خصوصا الايزيديين، المسيحيين، والمسلمين الشيعة». وتابع: «بالنسبة إلى هذه الجماعات، يتعلق الأمر بقضية وجودية، لذا يجب أن نبقي في أذهاننا أن الرد الأنسب على عملية إبادة هو إعادة التشديد على الحق الأساس في الحياة». وأوضح أنه بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي، نجحت القوات المحلية في استعادة 40 في المئة من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق و20 في المئة من الأراضي السورية. وأوضح كيري أنه «أضعفنا قيادتهم، وهاجمنا مصادر تمويلهم وعطلنا خطوط امدادهم. وحالياً نحن ملتزمون مبادرة ديبلوماسية هدفها محاولة وضع حد للحرب في سورية». وارتكب تنظيم «داعش»عمليات قتل جماعي ضد الشيعة والمسيحيين والايزيديين. وفي حزيران (يونيو) الماضي استولى مقاتلو التنظيم على مدينة الموصل شمال العراق، مهددين المجموعات السكانية بكاملها بالقتل والسرقة أو العبودية. وفي آذار (مارس) العام الماضي، حذر محققو الأمم المتحدة من أن «داعش» يحاول القضاء على الايزيديين، وهم اقلية دينية تستمد جذورها من ايمانها بالديانة الزردشتية الايرانية وعبادة ميترا. وقال كيري «في الأشهر الأخيرة حللنا عدداً مهماً من المعلومات التي جمعتها وزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات ومجموعات خارجية أخرى». وأعطى مثالاً بالمجزرة التي التي ارتكبت في آب (اغسطس) 2014 في حق مئات الايزيديين على ايدي «داعش» الذي حاصر مئات الاف الاشخاص من هذه الاقلية في جبل سنجار بالعراق من دون غذاء أو دواء. وشدد كيري على أنه «لولا تدخلنا من الواضح أن هؤلاء الناس كانوا سيقتلون»، مشيراً إلى أن آلاف النساء والفتيات الايزيديات تم بيعهن في مزادات.وذكَّر وزير الخارجية الأميركي بأن التنظيم قتل مسيحيين في شمال العراق وليبيا، وباع نساء مسيحيات على أنهن «مستعبدات جنسياً»، كما ذكّر بقتل مئات التركمان الشيعة، وهم اقلية عراقية، متهماً التنظيم بتدمير التراث الثقافي للمجموعات البشرية القديمة.

 

دي ميستورا: الخلاف بين المعارضة والحكومة السورية ما زال «كبيراً»

جنيف - رويترز/الحياة/17 آذار/16 /قال المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم (الخميس) عقب اجتماعه مع وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثلة للمعارضة السورية، إن الخلاف بين المعارضة والحكومة السورية ما زال «كبيراً»، لكن القواسم المشتركة تتضمن وحدة أراضي البلاد ورفض النظام الاتحادي. وأوضح دي ميستورا أنه أجرى مناقشات صريحة ومثمرة مع المعارضة السورية، وإن وثيقتها للانتقال السياسي تخوض بشدة في التفاصيل. من جهتها، قالت عضو وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» بسمة قضماني، إنها قدمت مذكرة تفصيلية لدي ميستورا في شأن رؤية المعارضة للمرحلة الانتقالية وتشكيل هيئة انتقالية، وأنها ناقشت مع المبعوث الدولي إطاراً زمنياً.أضافت أن المعارضة تتطلع إلى سرعة التحرك وتحرص على تجنب عملية تفاوض غير مثمرة. وأوضحت قضماني أن «دي ميستورا أكد على أن الإطار الزمني 6 أشهر، ونأمل أن يكون أقل لكنه ليس أكثر من ذلك». فيما قال عضو «الهيئة العليا»  جورج صبرا، إن «إعلان أكراد سورية في شأن نظام اتحادي غير شرعي وغير مقبول».

 

 بوتين :روسيا يمكن ان تعيد نشر طائراتها في سوريا خلال ساعات عند الضرورة

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم من ان الجيش الروسي يمكنه في حال الضرورة، ان يعيد نشر طائرات "خلال ساعات" في سوريا التي سيتم سحب الجزء الاكبر من القوات الروسية منها خلال يومين او ثلاثة ايام.

وقال بوتين خلال مراسم تقليد عسكريين عائدين من سوريا اوسمة :"في حال الضرورة، يمكن لروسيا ان تعزز وجودها في المنطقة الى مستوى يتلاءم مع تطورات الوضع هناك".

 

 وفاة رئيس الموساد الإسرائيلي السابق مائير داغان

الخميس 17 آذار 2016 /وطنية - توفي رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي السابق مائير داغان اليوم عن عمر يناهز 71 عاما بعد صراع مع مرض السرطان. وذكرت وسائل الاعلام العبرية أن "داغان شغل العديد من المناصب الهامة في صفوف القيادة الأمنية الإسرائيلية، من بينها منصب رئيس الموساد، رئيس كتيبة العمليات التابعة لقيادة الأركان العامة ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب". ولد مئير داغان في كانون الثاني من عام 1945 في أوكرانيا، وقدم إلى إسرائيل مع والديه عندما كان عمره 5 أعوام وأقامت عائلته في مستوطنة انتقالية قرب مدينة اللد (وسط). بدأ خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي عام 1963 ضمن كتيبة المظليين، وأنشأ عام 1970، تحت قيادة ارييل شارون أول وحدة مستعربين، وهي وحدة كان يتنكر أفرادها في زي شخصيات عربية ويعملون في العمق الفلسطيني، ونشطت في غزة بحثا عن مطلوبين من أجل إلقاء القبض عليهم وتصفيتهم. وشارك داغان في حرب لبنان الأولى عام 1982، ويعتبر أحد المؤسسين لجيش لبنان الجنوبي الذي كان يتعاون بشكل كامل مع الجيش الإسرائيلي وأشرف على تشكيل أجهزة الأمن لهذا الجيش. وفي عام 1995 تقاعد داغان من الجيش بعد 32 عاما من الخدمة، وعمل بعد تقاعده مستشارا لشؤون "مكافحة الإرهاب" لدى رئيسي الحكومة إسحاق رابين وبنيامين نتنياهو.

وعين في عام 2002 رئيسا للموساد للاستخبارات والمهام الخاصة من قبل رئيس الوزراء آنذاك أرئيل شارون، وتم تمديد ولايته مرتين من قبل رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ثم بنيامين نتنياهو لاحقا، وفي عام 2011 أنهى خدمته في الموساد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» إرهابي.. ماذا عن الشيعة العرب؟!

نديم قطيش/الشرق الأوسط/18 آذار/16

«حزب الله» مقاومة.. لا يهم إن حفت بهذه المقاومة، نشأةً ونشاطًا ونتائج، حسابات الراعي الإيراني وأجندته.. فمن قاتل وقُتل، الفتية الذين خرجوا لمقاتلة قوة احتلال، لم يفعل ذلك واعيًا للأجندة الإيرانية.

لكن مهلاً! إذا كان لا ينكر المقاومة إلا حاقد عليها، فلا يُغلبها، في الوقت نفسه، على ما هو «حزب الله» اليوم، إلا منتحل صفة ومزور دماء.

تكاد المقاومة اليوم تكون ملمحًا باهتًا وغائمًا في صورة «حزب الله».. لا يجوز نكرانها بالتأكيد، مكونًا من مكونات هويته، لكن من غير الجائز التعامل معها على أنها معطى ثابت، دائم الحضور، بل المعنى الذي به يعرف «حزب الله» الراهن!

وبالتالي، نعم: «حزب الله» مقاومة. و«حزب الله» إرهاب.

بل الأجدى القول إن «حزب الله» كان مقاومة وصار إرهابًا، لا يخفف من وطأته اضطرار اللبنانيين للتعامل معه، والتحاور معه، وصياغة حدود عيش مشترك معه، بالتي هي أحسن!

حتى هذا التفريق بين هويتي «حزب الله» مقاومةً وتنظيمًا إرهابيًا، يحتاج إلى كثير من حسن النيات، حيث إن «حزب الله» لم يبدُ حريصًا على الفصل بين الهويتين؛ فيوم قرر احتلال بيروت وجبل لبنان ضمن ما عرف بـ«عملية 7 مايو (أيار) 2008»، سقط له، في مواجهة اللبنانيين، قادة ممن سبق أن قاتلوا إسرائيل سابقًا. فأين يحتسب «القائد المجاهد» الذي حارب إسرائيل يومًا، وقُتل في مواجهة مع مواطنيه اللبنانيين تحمل كل مواصفات العمل الإرهابي! هل هو عضو في «حزب الله» المقاومة، أم «حزب الله» الإرهابي؟!!

إن النضج في تجاوز هذه الفخاخ ولعبة الهويات، هو ما عبر عنه القرار الخليجي، ثم العربي، بتصنيف «حزب الله» تنظيمًا إرهابيًا؛ إذ لم يعد جائزًا تحت ستار الخجل من القيمة المعنوية والرمزية لفكرة المقاومة التي يحسن «حزب الله» استغلالها، تركه يتمدد بأفقه الإرهابي؛ اغتيالاً، وتفجيرًا، ورعايةً لميليشيات، وخوضًا لحروب بالوكالة، وإمعانًا في مذهبة السياسة والأمن، وإيغالاً في ضرب مفهوم الدولة وأساساتها.

رغم ذلك، فإنه ليس جائزًا الاكتفاء ببند مواجهة «حزب الله» مباشرةً من دون تطوير سكة موازية تعمل على استعادة التشيع العربي الذي عملت إيران على طمسه وتهميشه، في لبنان ثم في العراق.

يكاد لبنان يكون البلد الوحيد في المنطقة الذي تجاهر فيه نخبة شيعية عريضة، من مثقفين وكتّاب وعلماء دين وشخصيات مدنية، بانحيازها للمصالح المشتركة مع العرب في مواجهة المشروع الإيراني، رغم كل ما يلحق بها من تخوين وتنكيل وحصار اجتماعي وسياسي وخدماتي.

في عام 2005، وقبل الانتخابات النيابية، استوجبت التسوية مع الثنائي الشيعي؛ «أمل» و«حزب الله»، رمي هذه النخب الشيعية التي وقفت مع انتفاضة الاستقلال، بلا مقابل، وتمت التضحية بأكثر من خمسمائة شخصية ذات حضور ووزن في بيئتها، لقاء مغازلة «حزب الله» والرئيس نبيه بري!! لم تقتصر نتائج هذا التخلي على مفاقمة حدة الفرز السني - الشيعي في لبنان، بل شجعت لاحقًا، لا سيما المسيحيين، على استنساخ نموذج «الاستئثار الثنائي الشيعي»، في صورة التقاء الدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون! فكان التواطؤ مع النزعة الإلغائية عند الثنائي الشيعي، مبررًا لإحياء نزعة إلغائية مسيحية، تزدري المستقلين وتقلل من شأنهم وتطمح لاجتراح ثنائية مارونية تماثل وتناظر الثنائية الشيعية.

وأحسب أنه إلى القتل والاغتيال وفداحة التسويات التي دفعت «14 آذار» إليها، كان للتخلي عن شيعة انتفاضة الاستقلال نصيب كبير من انهيار المشروع ووصوله إلى ما وصل إليه هذا العام!

في المقابل حمى «حزب الله» حلفاءه السنة ومصالحهم لدرجة تنازل الشيعة عن مقعد وزاري في حكومة نجيب ميقاتي لصالح توزير فيصل عمر كرامي، وتشكلت حكومة يقل فيها وزراء الشيعة عن السنّة للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف!! ولولا فداحة مشروع «حزب الله» كما ظهر في سوريا واليمن وإشهاره حربًا علنيةً على المملكة العربية السعودية، ثم استنفار المملكة الحاسم في وجه عموم السياسة الإيرانية في المنطقة، لما انفض عن «حزب الله» حلفاؤه السنة ولا عادوا عودة الابن الضال!!

أتفهم، لا سيما بعد تصنيف «حزب الله» تنظيمًا إرهابيًا، ضرورة الإبقاء على شعرة معاوية مع شيعة النظام السياسي اللبناني، لا سيما الرئيس نبيه بري، لكن مسؤولية بلورة مشروع شيعي لبناني عربي لم تكن مهمة بقدر أهميتها اليوم. أول الغيث يكون بتوسيع مروحة العلاقات السعودية المباشرة لتشمل الشيعة المستقلين، بحيث، بالحد الأدنى، تشملهم زيارات السفير السعودي في بيروت، لتثبيتهم بوصفهم حيثيات يُستمع إليها ويؤخذ بنصحها في تشكيل رأي السفارة، وبالتالي «الخارجية السعودية»، وبالتالي المملكة.

ولا بد تاليًا من رعاية إطار فقهي شيعي يعمل من داخل الفقه على تعرية مشروع ولاية الفقيه، كنظرية في الحكم والأمن والعلاقات الدولية، ويجتهد لإنتاج طبقة جديدة من الفقهاء والمشايخ، بعيدًا عن بعض المتسلقين والانتهازيين ممن لا يملكون في مواجهة «حزب الله» إلا الشتيمة ودغدغة غرائز الجمهور المناهض لـ«حزب الله». في هذا المجال لا بد من تحيتين واسترحام؛ تحية للعلامة السيد محمد حسن الأمين، وتحية للعلامة السيد علي الأمين، وألف رحمة على الحاضر أبدًا السيد هاني فحص!

 

الجنرال والحكيم بين مصلحةٍ جمعتهما ومُصالحةٍ جمّدتهما

ميرنا زخريا/النهار/18 آذار 2016

الثلثاء 2 حزيران 2015 بادر الحكيم بزيارة الجنرال في الرابية، وبعد سبعة أشهر ونصف زار الجنرال الحكيم في معراب الإثنين 18 كانون الثاني 2016، أي بعد مرور شهر على تقديم فرنجية ترشحه لرئاسة الجمهورية عبر برنامج "كلام الناس" الخميس 17 كانون الأول 2015.

إنّها تواريخ زاخرة بالترشيحات بعد نحو سنتين من الإصطفافات والصِدامات بين كلٍ من 8 و14 آذار حول ملف الرئاسيات؛ بل إنها تواريخ حافلة: من جهةٍ أولى بِدنوِّ الإختلافات، ومن جهةٍ ثانية بِمحوِ الخلافات. الخلاف هو أمر سلبي لا أحد يسلم منه، غير أنه حين يكون على مستوى الوطن فهو ساعتئذ تجده يستنزف كل المواطنين والمواطنات؛ تماماً مثلما يؤثر خلاف عائلي في جميع أفراد الأسرة. فيما المُصالحة هي أمر إيجابي؛ لذا من الأفضل أن تحصل ولوْ متأخرة من ألا تحصل أبداً.

أما في ما خصّ مُصالحة عون وجعجع، فهي من أصعب الحالات (الإجتماعية – السياسية)، ذلك أنها تحتوي على اعتبارات وجروحات متعددة الأوجه من شأنها أن تهزّ معايير الشفافية والإستمرارية. ولعل النقاط الآتية هي غيض من فيض:

1. هي مُصالحة مُترامية الأبعاد، ذلك أن المتضرِّر الأكبر من إقتتالهما هو فريق ثالث مُغيّب عن تفاهُمهما.

2. حرب الإلغاء إحتلت المركز الأثقل وزناً بينهما، ذلك أنه لا يمكن غضّ النظر عند سقوط دماء للأبرياء.

3. خلافهما إستمرَّ نحو 30 عاماً ما أدّى إلى إنتاج مشاعر احتقان مُزمنة لا يمكن شطبها فوراً من الذاكرة.

4. لا الأبرياء الذين عانوا من خلافهما تكلموا عن عفوٍ، ولا هُما تكلما عن ندمٍ، لكأنَّ المسؤول سامحَ نفسه.

5. التوقيت لم يكن مُقنعاً لينفيَ المَصالح، كونه ترافق مع تحضيرات للإنتخابات البلدية والنيابية والرئاسية.

6. ورقة التفاهم ضمّت جملة من التناقضات الإستراتيجية وعند أول استحقاق أخذ كل منهما يُغنّي في وادٍ.

7. ورُغم الأجواء ذات الطابع الإحتفالي، إلّا أنّ هالة أهالي الضحايا وأرواحهم بقيت ترفرف بين الحضور.

- نعم، "المَصلحة جمعتهما"، وهذا ليس بالأمر المُستغرب ولا المُستبعد بين السياسيين اللبنانيين من دون استثناء؛ لذا، لا يحقّ بتاتاً لأية جهة أن تنتفض وتنتقد رعايتهما مَصالحهما. إنما المُستنكَر هو حين يُبشّر حزب ما بمُصالحة وطنية، ويُكللها فقط بالمَصالح الثنائية التي تدور في فلك الزعيمين، ولا تمتّ بِصِلة لباقي الجهات في لبنان.

- ونعم، "المُصالحة جمّدتهما"، وها هُما حيال مسألة الفوز بالرئاسة أصبحا وحدهما؛ فلا المردة سحب مرشحه، ولا المستقبل أذعن للقوات، ولا الحزب ضغط على الحركة، ولا الكتائب حصلت على إجابات، ولا الإشتراكي سلّم بالثنائية، ولا المُستقلين إنجذبوا إليهما. وما تشبيه الوضع بأنه شيك من دون رصيد (اللواء جميل السيّد)، إلا الجماد بعينه.

وبين المَصالح التي جمعت حزبيهما والمُصالحة التي جمَّدت مشاريعهما... يبقى فرنجية مارداً يُقلقهما...

باحثة في علم الإجتماع السياسي

 

إلى قيادة "حزب الله" الكريمة

أحمد عصمت عثمان/النهار/18 آذار 2016

إسمي أحمد عصمت عثمان، من مواليد برج البراجنة 1986، لبناني الجنسية، كما أنني أقطن في شارع السانت تيريز، الحدت. وبالتحديد، فإن منزلي (أو بالأحرى منزل أهلي) هو داخل الضاحية، إنما على مرمى حجر من حاجز الجيش الذي يفصل الضاحية الجنوبية عن بقية بيروت الكبرى.

تركت منزلي صباحاً لأستقل "الفان" الى عملي، وكنت أمشي على الرصيف عندما مرّت بقربي دراجة نارية يستقلها رجلٌ وشاب يرتديان "جيليه" الحزب، توقفا قربي ومشى الأكبر سناً صوبي. ودار بيننا الحديث

الآتي:

- من وين الأخ؟

- ليش بدك تعرف؟

- "حزب الله".

- وإذا "حزب الله"، ليش بدك تعرف؟

- بس بدنا نتعرّف.

- وليش أنا؟

- قصدك ليش عم نتسلط عليك؟

- ما تحط حكي بتمي. عم بسألك ليش أنا؟ رايحة والرب راعيها، ليش بتنقوني أنا؟

- نحنا بس بدنا نعرف إذا سوري ولّا لبناني.

- من لبنان.

- من وين من لبنان؟

- وشو فرقت من وين من لبنان؟ أصلًا أنا ما بعترف بكم كسلطة شرعية لأنو مَنكم الأمن الداخلي ومَنكم الجيش.

وهنا سألني الشاب الذي كان يتابع حديثنا من على الدراجة النارية، وقد غلى دمه، "شو قلت؟"، وكان من حسن حظي أن أصرّ الأكبر سنًا على أن يحتفظ هو بزمام الأمور:

- نحنا عم نحميكن.

- وأنا ما طلبت هالحماية،

وما صوتلكم بالإنتخابات الماضية.

- إنت مش عارف كم سيارة مفخخة بدهن يفوتوها عالضاحية؟

- ما بيهمني، أنا ما وكلتكم تحموني، وبفضّل تفجرني "داعش" على إنو إنتو تحموني.

- خيي عم نحكيك بإحترام ولازم تتجاوب معنا بإحترام.

- عم تتعدوا على حقوقي القانونية والدستورية، وأنا حقي الدستوري والقانوني إمشي عالطريق وما حدا يتعرضلي، ونحنا جزء من لبنان، وما فينا نفتح عحسابنا.

- خيي نحنا السلطة هون، ورح تتجاوب معنا، وبكل الأحوال أنا بعرف شو أعمل...

وتوجه إلى الشاب الأصغر منه طالبًا منه الاتصال بفلان، فما كان مني إلّا أن قلت له: "أنا اللّي رح حكّيك مع حدا"، وتظاهرت أني اتصلت بشخصٍ ما وأني أشكو إليه الوضع، حتى أني أعطيته هاتفي، طالبًا منه الحديث معه، وكما توقعت، لم يكن ليقبل أن يتكلم مع واسطتي، رغم أني قلت له إنه "من عندكم من الحزب"، ولما صار واضحًا أنه بدأ بمراجعة نفسه، هرولت صوب حاجز الجيش وإلى خارج الضاحية.

اعرفوا، يا سادتي الكرام، أنّ دمي كان يغلي، ليس فقط لأني أدركت مدى سخافة الصدفة الجغرافية في إنقاذي، ولا لأني كذبت، بل لأنها المرة السادسة. وللمناسبة، فإنّ المرة الخامسة كانت منذ أربعة أسابيع لا أكثر. ما أقصد أن أقوله إنّ وتيرة هذه الحوادث آخذة في التزايد.

في يومٍ من الأيام، كنت داعماً وفياً لـ"حزب الله" وفي المرتين الأوليين التي تم التحقيق فيهما معي كان ذلك على خلفية قيامي بأخذ صور فوتوغرافية في الضاحية، والغريب أنني لم أكن أمانع.

بحلول المرة الرابعة وعدت نفسي بحرارة أنه لن تكون مرة خامسة، وكانت الخامسة خلال خطبة الأمين العام لحزبكم السيد حسن نصرالله لمناسبة يوم الشهداء، وكنت أعود ماشيًا من منزل خالي في برج البراجنة إلى السانت تيريز، على أن عناصر حزبكم كانوا منتشرين في كل مكان، وأنا أصررت على حقي في ألّا يعرفوا من أين أكون، ولا في تفتيش حقيبتي، خصوصاً أنني كنت أمشي خارج محيط مجمع القائم الذي تحولونه منطقةً أمنية متى ما شئتم.

حتى يوم الشهداء، كنت – على تعارضي معكم – مصدقاً أنكم على درجة من الإحترافية يمكن معها أن أقول لكم "برفض تفتشولي شنطتي، وتسألوني أنا من وين، لأنو هيدا حقي الدستوري"، وأنا لن أروي روايتي كاملةً، لكن الحاصل أنّ المطاف انتهى بي محوطاً بحوالى عشرة من عناصركم أخذوا في

شدي إلى مدخل بناية بعيداً عن الطريق العام، وكانت نبرة حديثهم قد بدأت تتغير، وكذلك طريقة إمساكهم بي، وقررت يومها أنني لن أكون ضحية مبادئي لأن لي أهلًا يحبونني. يومها، خرقت الوعد الذي كنت قد قطعته على نفسي وسلمتهم حقيبتي وبطاقة هويتي.

وأنا أكتشف، تفتيشاً بعد آخر، مدى ازدراء شبانكم بمفهوم لبنان، ولبنانية الضاحية، كما أكتشف إلى أي حد أصبحنا، نحن في الضاحية، "دولة بوليسية"، يحق فيها لعناصركم أن يوقفوا أياً كان، في وضح النهار ولمجرد الاشتباه، وأن يفتشوه، و يسألوه "من وين من لبنان" (لأن لبنان لا يكفي)، وأن يحرق وقته وأعصابه دونما اعتبار لسنه أو عقيدته الوطنية أو بكل بساطة، كونه مستعجلاً للوصول إلى عمله.

يعزى إلى بنجامين فرانكلين قول أترجمه كالآتي:

"أولئك الذين يتخلون عن حريتهم من أجل الأمن لا يستحقون أياً منهما، ولسوف يخسرون كليهما،" وهو قول – للمناسبة – أكرره على عناصركم في كل تحقيق يتحفونني به (على من تتلو مزاميرك يا داوود؟).

أوجه إليكم هذه الرسالة المفتوحة لأقول لكم إنه لن تكون مرة سابعة. الضاحية مسقط رأسي، وهي جزء من الجمهورية اللبنانية الكريمة، ولي الحق أن أتجول فيها من دون أن يعترضني أحد. لا يعنيني ماذا تفعلون بحرية سواي في الضاحية، لكنني أنا أرفض أن تنتهك حقوقي القانونية والدستورية مرة سابعة، وأنا على استعداد لتحمل العواقب، لكنني أخط هذه السطور لأحملكم سلفاً مسؤولية ما سأتعرض له.

مع الشكر.

 

عند مشارف السنتين

 نبيل بومنصف/النهار/18 آذار 2016

يصادف انعقاد الجلسة الـ37 لانتخاب رئيس الجمهورية في 23 آذار مرور سنتين تماما على بدء المهلة الدستورية في 25 آذار 2014 الذي يبدأ به احتساب مدة أزمة الفراغ الرئاسي واقعيا . لم تعد عدادات الأزمة تعني شيئا للبنانيين ، ولكن الخطورة التي تكتسبها " ذكرى " السنتين على بداية الفراغ ستجعل الوقع المعنوي لمرور الجلسة المقبلة كسابقاتها أشد وقعا انطلاقا من عامل حصري يتمثل في ان هذه الجلسة ستؤشر الى اخفاق آخر المحاولات لإختراق الأزمة عبر ترشيحين يستحيل بعدهما الذهاب الى أبعد مما ذهب اليه الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع في تزكية ترشيح النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون تباعا فيما تستهلك الأزمة الإحباطات المتعاقبة. ولعل ما بدأ يطفو على سطح الأزمة يثبت للذين لم يأخذوا مع مطالع الأزمة بتوقعات متشائمة سادت آنذاك ان هذه الأزمة لن تكون قصيرة وعابرة وسهلة وانتقالية بل شكلت من أساساتها نذير ربط للواقع اللبناني نظاما ومصيرا بالأزمة السورية بحيث لن يكون فكاك بينها وبين ما يرسم لسوريا من سيناريوات . ولكن على رغم أحقية بعض ما سدد الى فريق ١٤ آذار السياسي من سهام وانتقادات ولوم حيال إدارته للمعركة مع فريق التعطيل في السنتين المنصرمتين، ليس من العدالة إنكار ذهاب هذا الفريق الى حدود تعريض صفوفه الى الإهتزاز الكبير في اثبات ارادته في انتخاب رئيس للجمهورية ما دام ركنان رئيسيان فيه ذهبا الى ترشيحين اعتبرا لدى رافضي هاتين الاستدارتين من داخل التحالف وخارجه بمثابة استسلام غير مقبول في قواعد الصراع السياسي والمعركة الرئاسية . أثار الترشيحان الخشية الواسعة من ترسيخ فقدان التوازن السياسي بما يمهد لتبديل هيكلي للنظام القائم بعد الطائف وتاليا بداية تغيير لمجمل المعادلة التي قام عليها هذا التوازن أقله من الناحية الدستورية والسلطوية عقب انسحاب الوصاية السورية من لبنان . ربما لم يعد كل ذلك يعني الكثير للناس امام تناسل الأزمات وتعميم فوضى لا سابق لها أغرقتهم حتى العظم في مشكلات ومآزق بائسة كاد معها الوطن المتباهي بنجاته من حروب الفتنة يختصر بأزمة النفايات . ومع ذلك تبقى لعملية إعادة وضع الحقائق في نصابها دلالاتها الحتمية والمفروضة لان عمى الغبار المثار حول اليوميات البائسة للبنانيين يتهدد الرمق الأخير من قدرة اللبنانيين على التمييز بين الحقائق والتضليل الدعائي الوقح . غدا ، كما في الأمس وقبله ، لن يكون نظام ولا إنقاذ ما دام من تسبب بكل هذا الهول لا يخشى المضي في تعليق المصير اللبناني برمته وتحويل لبنان ساحة وسيطة للصراع الاقليمي والحروب الباردة الصاعدة على إيقاع خرائط الشؤم الجديدة في المنطقة . وستذهب المسؤوليات عن دمار فراغ السنتين وما بعدهما الى قيد "المجهول " تماما كما ذهبت من قبل كل الحروب .

 

الاستقرار المنشود سياسياً وأمنياً واقتصادياً مفتاحه العودة إلى حكم "ديموقراطية الأكثرية"

اميل خوري/النهار/18 آذار 2016

عندما يكون الحاضر هو الزمن البائس فلا بد عندئذ من العودة الى زمن الماضي الجميل، أي الزمن الذي كانت الأكثرية النيابية المنبثقة من انتخابات حرة نزيهة تحكم والاقلية تعارض الى أن تصبح أكثرية فتحكم والأكثرية أقلية فتعارض، وان تتألف الحكومات من أعضاء منسجمين ومتجانسين كي يسهل اتفاقهم على البيان الوزاري والدفاع عنه أمام مجلس النواب عند طرح الثقة، ويسهل عليها تالياً تنفيذ ما جاء في بيانها. لقد فقد لبنان استقراره السياسي والأمني والاقتصادي مذ تخلى عن تطبيق ديموقراطية الأكثرية وأحلَّ مكانها بدعة "الديموقراطية التوافقية" التي أعطت ممثل كل مذهب أو طائفة فيها حق "الفيتو" بحيث أن القرارات المهمة لا تصدر إلا بالاجماع وليس بالأكثرية التي نص عليها الدستور، أي أكثرية عادية لمشاريع معينة وأكثرية الثلثين لمشاريع مهمة حددها الدستور.

الواقع أن العودة الى الديموقراطية العددية تحتاج الى الغاء الطائفية السياسية، واذا تعذّر ذلك في الوقت الحاضر، فلتكن الاحزاب وطنية كما كانت في الماضي. فحزب "الكتلة الوطنية" كان يضم شخصيات من مختلف المذاهب والمناطق، وكذلك حزب "الكتلة الدستورية". وكان الصراع في الانتخابات النيابية صراعاً سياسياً وليس مذهبياً أو طائفياً. فالرئيس صبري حمادة، مثلاً، كان يخوض الانتخابات على لائحة "الكتلة الدستورية" ينافسه خاله الشيخ فضل الله حمادة على لائحة "الكتلة الوطنية". وكان الأمير مجيد أرسلان يخوض الانتخابات على لائحة "الكتلة الدستورية" وشقيقه الأمير نهاد يخوضها على لائحة "الكتلة الوطنية". وكان المرشح المسلم يفوز أحياناً بأصوات المسيحيين والمرشح المسيحي يفوز بأصوات المسلمين لأن الناخب لم يكن ينتخب مسلماً أو مسيحياً بل كان ينتخب خطأ سياسياً ومبادئ خلافاً لما أصبح عليه الوضع اليوم ويا للأسف، اذ صار الناخب ينتخب مذهبياً وطائفياً. ولم يكن تشكيل الحكومات يتم كما يتم اليوم، إذ كان كل حزب أو تكتل يشارك فيها على أساس مطالب ومشاريع إذا قُبلت تمت المشاركة وإذا رفضت فلا مشاركة. وعندما تقر الحكومة مشاريع أو تتخذ قرارات خلافاً لموقف وزير او اكثر، كان على المخالفين إما أن يرضخوا لما تقرره الأكثرية وإما أن يستقيلوا. أما اليوم فالحكومات تتألف من أضداد لا يجمعهم رأي واحد حول كثير من المشاريع والمواقف فتصاب الحكومة بالشلل وتتعطل مصالح البلاد والعباد. فالوزير الذي لا يرضخ لما تقرره الحكومة بالأكثرية يرفض توقيع المرسوم عند صدوره، ولا يكتفي بمخالفته داخل مجلس الوزراء بل خارجه أيضاً، وهو ما حصل غير مرة مع وزراء "حزب الله" فانسحبوا من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة احتجاجاً على النظام الداخلي للمحكمة الخاصة بلبنان، ولم يوافق الحزب على تعيين بدائل منهم كي تبقى الحكومة عرجاء أو غير ميثاقية، ولم ينسحبوا من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عندما قرروا منفردين التدخل عسكرياً في الحرب السورية ليجعلوا الحكومة بكل أعضائها تتحمل عواقب هذا التدخل، ما اضطر الرئيس ميقاتي الى تقديم استقالة الحكومة لأن وزراء فيها خالفوا سياسية "النأي بالنفس" التي على أساسها نالت ثقة مجلس النواب، في حين أن المنطق يفرض استقالة الوزراء المخالفين لهذه السياسة وتعيين بدائل منهم. وها ان وزراء الحزب اتخذوا مواقف ضد الاجماع العربي خلافاً لرأي الحكومة فحمّلوها مسؤولية هذه المواقف حيال العرب. فلا الحكومة تستطيع أن تستقيل خشية الوقوع في الفراغ الشامل، ولا الوزراء المخالفون يستقيلون لكي يتحملوا وحدهم مسؤولية مواقفهم. وكان "حزب الله" قد دخل في حرب مع اسرائيل في تموز 2006 من دون علم الحكومة فاضطر رئيسها السنيورة لتجنيب لبنان ضربات اسرائيل لمرافق لبنان الى التملص من المسؤولية بإصدار بيان رسمي يعلن فيه أن لا علم للحكومة بتلك الحرب... لذلك ينبغي العودة الى الاصول والدستور في حكم البلاد بدءاً بقانون عادل ومتوازن تجرى الانتخابات النيابية على أساسه بحيث تعود الأكثرية التي تفوز فيها وتحكم وتكون لها سياستها التي تحاسب عليها في المجلس، وأن يتم تشكيل الحكومات من ممثلي احزاب وكتل متجانسة ومنسجمة في الموقف كي تستطيع أن تكون منتجة. وعلى كل وزير يمثل حزباً أو مذهباً يرى أن الحكومة اتخذت قراراً لا يعجبه أن يستقيل منها لا أن يظل في الحكومة ويفتح على حسابه كما هي الحال اليوم ويدفع لبنان بكل مكوناته الثمن. الواقع أن شيئاً لن يتغيّر مع أي رئيس للبنان إذا ظلت سياسة التوافق والتراضي هي المعمول بها، ويتساوى فيها الرابح والخاسر في الانتخابات لتظل الاقلية تتحكم بالأكثرية من خلال الثلث المعطّل لكل ما لا تريده، ولا شيء يتغيّر إذا ظل سلاح "حزب الله" هو الآمر الناهي، بل يجب اعتبار كل سلاح خارج الدولة سلاحاً غير شرعي ويتم التعامل معه على هذا الأساس ليبقى سلاح الدولة وحده هو المسؤول عن حماية لبنان وشعبه وصد كل اعتداء يقع على حدوده أو داخل حدوده، وإلا فلن تقوم دولة قوية ولن يكون استقرار دائم وثابت.

 

المستقبل السياسي للسنة في لبنان

أحمد عدنان/العرب/18 آذار/16

من قبيل التهويل على السنة وعلى قوى 14 آذار، يجري التلويح من قبل أبواق محور الممانعة بعقد مؤتمر تأسيسي ينسف اتفاق الطائف، والمضحك أن هذه الفزاعة يتم استخدامها أحيانا ضد المملكة العربية السعودية، وجانب الطرافة أن الطائف حل أزمة لبنانية لا سعودية، وبالتالي فإن إلغاء الطائف يعني العودة إلى ما قبله لبنانيا، أي أن تهديد المملكة بذلك في غير محله. ولنفترض مثلا، أن المؤتمر التأسيسي المأمول أو المزعوم قد انعقد فعلا، هل سيشكل انتصارا لحلفاء محور الممانعة في لبنان؟ بالتأكيد لا. ونقيس على ذلك باتفاق الطائف نفسه الذي انعقد في ظل ظرفين يحضران اليوم، الميليشيا والفراغ، ونلاحظ أن قوى السلاح غير الشرعي والفراغ كانا مدعومين دوليا وإقليميا كما هو حال هذه القوى اليوم، لكن فواكه الطائف كانت من نصيب الآخرين، وهذا ما سيتكرر اليوم، لن يعطى أي امتياز لمن تسبب بالفراغ، ولن يفرح مرتزقة الميليشيا الذين وجهوا سلاحهم للداخل وللخارج بأي مكسب، خصوصا وهم مطلوبون دوليا في جرائم الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال، ومصنفون إقليميا كمنظمات إرهابية. فكرة الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي ساقطة من أساسها، فمن تسبب في عقوبات أميركية مصرفية بسبب نشاطه الإجرامي في أميركا وأوروبا، إضافة إلى لائحة طويلة من ممارسات الإرهاب والإجرام في دول الخليج وعالم العرب، ومن تسبب في جفوة خليجية- لبنانية بسبب قيادته لوزارة الخارجية، ستكون فرصة المؤتمر التأسيسي وبالا عليه، ولو فكر في 7 أيار أخرى، سيثبت على نفسه الحصار ويضاعفه إضافة إلى التصادم مع المعطيات الديموغرافية الجديدة المفروضة بواقع اللاجئين، وكما أنتجت 7 أيار الأولى هزيمة سياسية لمحور الممانعة والميليشيا، ستنتج 7 أيار الثانية هزيمة سياسية أكبر. باختصار لن يسمح المجتمع الدولي بانتصار لإرهابي أو لمُعطل لعدم تشريع التعطيل والإرهاب وسيلة لتحقيق المكاسب السياسية حاضرا ومستقبلا في لبنان وفي غيره.

التحديات التي تواجه مستقبل السنة في لبنان وغيره داخلية وعضوية بالدرجة الأولى، فميليشيات إيران لن تشكل خطرا على المدى البعيد رغم ضررها الفادح راهنا، فإيران الشيعية والأعجمية لن تتمكن من إقامة آمنة ودائمة في عالم العرب السني، وقد فشلت تركيا قبلها بسبب أعجميتها، فما بالنا باختلاف اللسان والمذهب معا، والحديث عن التلاعب بتوازنات الحصص داخل الدولة اللبنانية في غير مكانه، فالكثرة والانتشار يكفلان إسقاط أي عبث بالوضع القائم، إضافة إلى ذلك، فالسنة للبنان لا غنى للدولة عنهم لأنهم سفراء الاتصال والاندماج بمحيطهم العربي اللصيق، كما أن المسيحيين هم سفراء الاتصال بالغرب البعيد.

أولى التحديات التي تواجه السنة هي ضرورة إحداث القطيعة مع السلفية والإسلاموية، فإذا تحدثنا عقديا وعلميا، فهناك فوارق لا يصح تجاهلها، فالإسلاموية تحمل في طياتها رواسب الناصبية والتجسيم اللذين يعتبران مروقا من وجهة النظر السنية، كما أنهم يثلثون التوحيد (ربوبية وألوهية وأسماء وصفات)، وأدى ذلك إلى كارثتين السنة منهما براء، الأولى كارثة الحاكمية التي تفرعت عن توحيد الألوهية وكفرت الدول والحكام، أما الثانية فهي بدعة توحيد الأسماء والصفات التي أتاحت للسلفية والإسلامية تكفير القسم الأكبر من السنة.

غياب هذه القطيعة وضع على السنة حملا ثقيلا، فأصبحت جماعات الإرهاب كداعش والقاعدة تصنف زورا جماعات سنية، بدلا من تصنيفها الصحيح الذي نطالب بالقطيعة معه، وكل جماعات الإرهاب في ذلك الفلك، وإذ نتابع وسائل الإعلام نشعر بدهشة بالغة، فالعويل والنحيب يطال ضحايا الإرهاب من المسيحيين واليزيديين وغيرهم، أما الضحايا السنة لذلك الإرهاب، وهم أكثر عددا بأضعاف مضاعفة على مساحة العالمين العربي والإسلامي، فلا بواكي لهم، وكأن الخطاب الإعلامي يقول إن السنة يقتلون بعضهم بعضا وبالتالي لا قيمة لأرواحهم وحياتهم ودمائهم، بل وهناك غض طرف عن استهدافهم الممنهج من الميليشيات الإيرانية الطائفية، وكأن المشهد يقول وحيث أن الإرهاب من السنة فلا بأس بضرب السنة، والمفارقة هنا ليست إعلامية فقط، ففي ظل غياب القطيعة مع من يحسبون أنفسهم سنة تصبح المشكلة ثقافية وفكرية كذلك.

ثاني التحديات هي شبح انهيار الدولة الذي يحوم على منطقتنا، وإذ ننظر إلى تاريخ المنطقة وسنتها، سنلحظ أن السنة هم السمك في حال كانت الدولة بحرا، لا حياة لنا في غير الدولة، على عكس الآخرين الذين يجدون في صحراء اللا دولة انطلاقهم، وربما نجح غيرنا إقليميا في بناء الأوطان، لكن بناء الدولة هو اختصاصنا ومهنتنا ولو بالحد الأدنى مهما كانت حصتنا في هذه الدولة، والملاحظ أن خروجنا من بحر الدولة أدى إلى موت السمك وتبخر البحر، ولنا في العراق وفي ليبيا المثال الناصع. وإنني إذ أرى الأخطار تتربص بفكرة الدولة وقيمتها، لا بد أن أتخوف من ثلاث بؤر، بؤرة الإرهاب الإسلاموي السلفي الذي سيبتلعنا وسيبتلع الدولة إذا لم نحدث معه القطيعة المعرفية والعقدية، وبؤرة إيران الطائفية، والبؤرة الإسرائيلية العنصرية.

كل التحولات التي عصفت بالمنطقة كان لها ارتباط بالصراع العربي- الإسرائيلي، فنؤرخ لحظة الصعود الإسلاموي بنكسة 1967 التي نخرت أو فضحت المشاريع القومية واليسارية، وتتسلل إيران إلى ساحتنا الداخلية بذريعة القضية الفلسطينية، ومضى حين من الدهر كان حكام العرب يسرقون شعوبهم ويستعبدونهم باسم فلسطين، وكانت أكثر المشاهد الكوميدية مؤخرا هي انقلاب الحوثيين على الشرعية اليمنية بذريعة مقاتلة إسرائيل، ولا يخفى على لبيب تلك الموازاة اللافتة؛ الصهاينة يريدون دولة يهودية، والإسلامويون يريدون دولة إسلامية.

ولا جدال بأنه لا حرب عسكرية مع إسرائيل من دون مصر، إلا أننا نلفت النظر بأن خيار السلام حرب أيضا، لكنها حرب حضارية ومدنية ربما تكون أصعب وأشمل من معارك العسكر، وفشل مشروع السلام لا يكفي أن نحيله إلى الصلف الإسرائيلي فقط، فهناك عيوب في صفوفنا، كالانقساميْن الفلسطيني والعربي، ومقاطعتنا لعرب 1948، وإهمال التواصل المباشر والشامل مع أرضنا وأهلنا في فلسطين بذريعة مغلوطة هي “عدم الاعتراف بالعدو”، والأهم من كل ذلك، هو عدم تأسيسنا لشبكة مصالح في الأراضي المحتلة تتيح لنا الضغط على إسرائيل واهمين بدعم أميركي مجاني لن ينصفنا حتى في الأحلام.

ونضع إيران وإسرائيل في مرتبة واحدة، لأن العدو فكرة وسلوك لا هوية، فإسرائيل ليست عدوا لمجرد أنها إسرائيل، بل بسبب احتلال أرضنا وعنصريتها، وهي صفات حاضرة في إيران راهنا، فاحتلال الأراضي العربية واستهداف دولها نراهما كل يوم وفي غير مكان، وعنصرية الطائفة والعرق لا ينكرها حتى الجهال، وللأسف، فإن الإجرام الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين فاق، أقله كمّا، جرائم إسرائيل، وهذه مذمة لإيران وليست مدحا لإسرائيل، لذلك فطرح معركة السلام مع إيران مبكر جدا، فالمطلوب أن يتراجع السوء الإيراني لدرجة السوء الإسرائيلي حتى نطرح مشروع السلام معها.

موضوعيا، هناك حلف إسلاموي- إسرائيلي من جهة، وهناك حلف إيراني- إسرائيلي من جهة أخرى، وحلف إيراني- إسلاموي من جهة ثالثة، فكل طرف يعزز ويدعم مشروعية الآخر ووجوده، وإيران فوق إرهابها المباشر من تطفلها على دول عربية، وحربها على السنة تحت غطاء الحرب على الإرهاب، وبث الفتنة الطائفية تحت عنوان العمل الخيري والدعوة، يتجلى خطرها على الدولة مزدوجا، فمن جهة هناك استهداف مباشر للكيان القائم، وهناك استهداف غير مباشر ربما يكون أشدّ وقعا، أي عدم الاعتراف بالكيان القائم، من أساسه، بإقامة العلاقة مع جماعات من دون المرور عبر الدولة.

وفي رأيي إننا نتحمل قسطا واسعا من مسؤولية التغول الإيراني، فالدول العربية التي في أغلبها تميل للمحافظة، لم تدرك أن المحافظة لم تعد عنوانا جاذبا في دنيا العرب، وهذا ما أتاح لإيران دغدغة أحلام بعض العوام، فارتفاع معدلات الفساد والبطالة، وغياب تداول السلطة، وانتهاك حقوق الإنسان، وانعدام حرية الرأي، واحتقار تجديد الخطاب الديني، وإهمال الدول العربية الكبيرة والمستقرة لبعض جيرانها خصوصا بعد الربيع العربي، بوابة عريضة لكل عدو كي يفعل ما فعلته إيران وأكثر.

في ظل كل ما سبق، إضافة إلى القرارات الخليجية والدولية التي طالت لبنان مؤخرا، نخرج بخلاصات واضحة، فالمصالحة السنية- السنية محمودة ومطلوبة، ولا بد من التأكيد على أن المصالحة والوحدة لا نعنيان التطابق، بل حفظ التنوع وإدارة الاختلافات على قاعدة القواسم المشتركة، ولعل أهم قاسم هو أننا رسل الدولة وحراسها، لكن هذا الحرص على الدولة لا يعني الاستسلام للميليشيات.

ونضيف أيضا، التأكيد على سقوط نظرية “قوة حزب الله من قوة لبنان”، ورأينا بأنفسنا أن قضم الميليشيا للدولة سيحول لبنان دولة مارقة ومحاصرة إقليميا ودوليا، وإذا استمرت جرائم الحزب الإلهي محليا وإقليميا ودوليا ستكون العواقب أفدح، قطعا سيأتي يوم يزول فيه سلاح حزب الله، ويوما ما سترحل إيران وإسرائيل، لكن رحيلهما اليوم أفضل من الغد، ورحيلهما بعد سنة أفضل من رحيلهما بعد قرن، لأن أضرار إطالة البقاء قد تؤدي إلى تشوهات ربما تستعصي على العلاج.

ونشير كذلك، إلى ضرورة التحلي ببعض التواضع، والإيمان بالمساواة والشراكة مع مختلف مكونات المنطقة، وهذا التفكير ينسف تحالف الأقليات الذي اعتمدت عليه إسرائيل وتعتمد عليه إيران لتدميرنا.

وأخيرا، الحذر من التشبه بأعدائنا، لا لعنصرية إسرائيل ولا لطائفية إيران وميليشياتها، ولا للإسلاموية كلها، فالأعداء لا يفرحون بانتصار مؤقت أو طويل في معركة عسكرية، لأن انتصارهم الأكبر هو أن يجعلونا نشبههم، وهذا أكثر ما أخافه.

 

خروج من سوريا بعد الخروج من لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/18 آذار/16

بدأ الانسحاب الروسي من سوريا أم لم يبدأ… هل هو مناورة أم انسحاب حقيقي؟ الأكيد أن شيئا حصل يؤكد أنه لم يعد من أمل لدى موسكو في المراهنة على بشّار الأسد.

ليس سرّا أن الإعلان الروسي عن بدء الانسحاب من سوريا في الرابع عشر من آذار- مارس 2016 ليس حدثا عاديا. هل صدفة أنه يأتي بعد الرابع عشر من آذار اللبناني في العام 2005 الذي أخرج القوات السورية من لبنان؟ هل يُخرج الرابع عشر من آذار السوري بشّار من سوريا بعدما أخرجه الرابع عشر من آذار 2005 من لبنان؟ في أيلول ـ سبتمبر الماضي، بدأ التدخل الروسي المباشر في الحرب على الشعب السوري. تحدّثت موسكو، تحت غطاء محاربة “داعش”، عن ضرورة إنقاذ بشّار الأسد الذي صار نظامه في حال “موت سريري”. هل كان فلاديمير بوتين يريد إنقاذ بشّار الأسد أم المزايدة على رأسه من أجل ثمن تريد روسيا قبضه؟استطاع فلاديمير بوتين توفير جرعة حياة جديدة لبشّار الأسد ونظامه، وذلك بعدما تبيّن أن الميليشيات المذهبية التي أرسلتها إيران إلى سوريا، في مقدّمتها ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، لم تعد قادرة على تنفيذ المطلوب منها. تحرّك بوتين في الوقت المناسب بتنسيق مباشر مع إيران وإسرائيل في الوقت ذاته. من يتذكّر أن الجنرال قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني زار موسكو قبيل التدخل العسكري المباشر لروسيا؟

كذلك، لم يتأخّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن المجيء إلى موسكو لتأكيد وجود تفاهم روسي- إسرائيلي في شأن كل ما له علاقة بالموضوع السوري من قريب أو بعيد. فعندما اكتشفت إسرائيل أن هناك من يحضّر لعمليات تستهدفها تنطلق من الجولان، سارعت إلى اغتيال سمير القنطار، وهو درزي لبناني كان في سجونها إثر تنفيذه عملية استهدفت سكّان إحدى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية في سبعينات القرن الماضي. لم يكن سمير القنطار سوى أداة إيرانية انتهى مفعولها عندما صار واضحا أن لا شيء يعلو على التفاهم الروسي- الإسرائيلي في سوريا.

لم يكن استهداف القنطار بتلك الدقة سوى نتيجة للتنسيق الروسي- الإسرائيلي الذي يعكس رهانا على بشّار الأسد ونظامه في ظلّ شروط معيّنة ولأجل معيّن ومحدّد. بالنسبة إلى إسرائيل، ليس هناك أفضل من النظام السوري الذي يحترم كلّ الاتفاقات الشفهية بتفاصيل التفاصيل منذ توقيع اتفاق فصل القوّات بين البلدين في العام 1974، بإشراف هنري كيسينجر وزير الخارجية الأميركية وقتذاك، ورعايته. ساد هدوء تام الجبهة بين سوريا وإسرائيل واتفق الجانبان، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، على أن يكون جنوب لبنان هو الملعب أو على الأصحّ “الساحة” التي تصلح لتبادل الرسائل بين الجانبيْن على حساب لبنان واللبنانيين وأهل الجنوب على وجه التحديد. يكمن جديد الإعلان الروسي عن بدء الانسحاب العسكري من سوريا في أنّ هناك تطورا طرأ على الأرض، في وقت بدأت في جنيف جولة جديدة من المفاوضات بين النظام والمعارضة بإشراف الأمم المتحدة.

ليس سرّا أنّ روسيا اكتشفت أن بشّار الأسد لم يعد يمتلك قوّات تستطيع الاستفادة من الغارات الجوية التي نفّذتها. وليس سرّا أيضا أنّ روسيا تبحث عن ثمن لرأس بشّار الأسد.

أكثر من ذلك، ليس سرّا أن إيران ما زالت متمسّكة ببشار الأسد وبإمكان إقامة دويلة تحت سيطرته، ذات امتداد في لبنان. مثل هذه الدويلة تؤمّن لإيران جسرا إلى “حزب الله” الذي يسيطر على مقدرات الدولة البنانية، والذي يظلّ، إلى إشعار آخر، كنزا ثمينا لا خيار آخر لدى طهران سوى المحافظة عليه. مثل هذا المشروع الإيراني قائم على وهم أكثر من أي شيء آخر لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب إلى أنه ليس في الإمكان إقامة دويلة في سوريا ليس فيها أكثرية سنّية مهما اشترت إيران من أراض، ومهما قامت بعمليات تطهير ذات طابع مذهبي. هذا سبب أكثر من كاف لاقتناع موسكو بأن ليس في الإمكان الذهاب بعيدا في التنسيق مع إيران، بدل جني مكاسب تصب في خدمة المصالح الروسية بالاتفاق مع الإدارة الأميركية. في مقدّمة هذه المصالح الروسية إغلاق الساحل السوري في وجه أي أنابيب للغاز يمكن أن يكون مصدرها الخليج العربي، ووضع اليد على حقول الغاز السوري التي تشكّل ثروة كبيرة.

انسحب الروس أم لم ينسحبوا، بات مصير بشّار محسوما. كلّ ما فعله الرجل أنّه لعب الدور المطلوب منه أن يلعبه في تدمير سوريا وتفتيتها وتحويلها مرتعا للميليشيات المذهبية الآتية من لبنان والعراق وأفغانستان. مهما تحدّث النظام السوري عن تنسيق مع موسكو في شأن الانسحاب العسكري الروسي، يظلّ السؤال المطروح هل اقتنع بوتين بأن لا مفرّ من قبض ثمن رأس بشّار قبل فوات الأوان؟ في غياب الأجوبة الواضحة والحاسمة عن مثل هذا السؤال، ما لا بدّ من ملاحظته أنّ هناك ارتفاعا لأسعار النفط في الأيام القليلة الماضية. مثل هذا الارتفاع للأسعار لا يمكن سوى أن يسرّ الرئيس الروسي الذي يمر بلده بأزمة اقتصادية عميقة، كما يعرف قبل غيره أنّ روسيا ليست دولة عظمى. يدرك بوتين أنّ كل ما تستطيع روسيا عمله يتمثّل في الاستفادة من تخاذل رئيس أميركي اسمه باراك أوباما يختزل مشاكل الشرق الأوسط وأزماته بالملفّ النووي الإيراني. ما ثمن رأس بشار الأسد؟ هل قبض بوتين الثمن أو بعض الثمن سلفا؟ هل ارتفاع أسعار النفط دفعة أولى، على الحساب، أقنعت بوتين بأن الرهان على بشّار الأسد رهان خاسر… هذا إذا كان الرئيس الروسي قبِل يومًا الدخول في مثل هذا الرهان! في كلّ الأحوال، قلب بوتين الطاولة على بشّار. لديه حسابات لا علاقة لها بحسابات النظام الذي سارع، مجددا، إلى الاستنجاد بإيران. هل نسي النظام أن إيران جرّبت حظها في سوريا ولم تجد في النهاية سوى الاستنجاد بسلاح الجو الروسي؟ للمرّة الألف، أنْ تعرف كيف تخسر في السياسة والحرب أهمّ بكثير من أن تعرف كيف تربح. تبيّن، بكل بساطة، أن الأسد الابن لا يعرف لا كيف يخسر ولا كيف يربح. لا يعرف من الربح سوى الانتصار على اللبنانيين والسوريين. آن أوان انتصار اللبنانيين والسوريين على نظام لم يجلب للبلدين سوى الدمار والتخلّف والغرائز المذهبية، مباشرة أو بالوكالة.

 

سمير جعجع الممانع

حـازم الأميـن/لبنان الآن/17 آذار/16

فجأة كفّ سمير جعجع عن كونه شيطان الحرب الأهلية الوحيد. نقلة صغيرة نحو ميشال عون، ومثلها مُنتظرة نحو حزب الله، كانت كفيلة بإصدار صك براءة للرجل. صار الحكيم نجم الإعلام الممانع، وصارت خطواته "نقلات سياسية رشيقة". والحال أن لا شيء أكثر تهافتاً ورثاثة من خطاب الممانعة. لا شيء عديم الخيال بقدر ما هو عديم الخيال، ولا شيء يبخس كرامة مستقبليه والمؤمنين به على قدر ما يفعل هذا الخطاب. والغريب هو احتفاظه بالقدرة على اختراق مشاعر المؤمنين به! فهو يقول لهم إن سمير جعجع خائن، فيتحول الرجل خائناً، وفي اليوم الثاني يقول لهم إن جعجع عظيماً فيكفّ الرجل عن كونه خائناً ويصير عظيماً. الأرجح أن سمير جعجع التقط هذه المعادلة، وقرر أن يعطي مخوِّنيه درساً، وأن يقول لهم لستم أكثر من مردّدي أراجيز أسيادكم. ها أنا قد تصالحت مع ميشال عون، فاكتبوا عني غير ما كنتم تكتبوه. وها هم يستجيبون فوراً.

والحال أن سمير جعجع وماكينته الإعلامية كانا قررا قبل التفاهم مع ميشال عون تعقّب من يرمي التهم التخوينية جِزافاً قضائياً، وهم خلال عملهم هذا سقطوا بالكثير من المطبّات، وكشفوا عن قابلية حزبية ضيقة، إلا أنهم من دون شك اكتشفوا بعد التفاهم مع الجنرال أن المسألة لم تكن أكثر من ابتذال الممانعة لخطاب التخوين في سياق الصراع المذهبي. وها هم اليوم أبرياء بالكامل، وربما أقدم الممانعون قريباً على الاعتذار من جعجع جرّاء سجنه 11 عاماً. فالمسألة ليست أكثر اصطفاف مذهبي ويصبح المُخوَن ممانعاً. ألم تكن هذه مثلاً حال إيلي حبيقة؟ وميشال عون نفسه ألم تُغفر له لقاءات وصور مع ضباط إسرائيليين؟

الرد على خطاب التخوين الممانع والمبتذل لا يكون بالإستجابة لـ"مغفراته"، وهذه ليست دعوة لسمير جعجع للعودة عن تفاهمه مع ميشال عون، فلهذا التفاهم وظيفة ما زلت مقتنعاً فيها، إنما دعوة له لفضح الرثاثة التي صدر عنها خطاب المغفرة، لا سيما وأن وجهة التفاهم، وهي انتخاب رئيس للجمهورية، ليست وجهة الخطاب الممانع ولا وجهة أهله. يقول استاذ الفلسفة في الجامعة الأميركية بشار حيدر، إن أي تسوية يجريها الغرب مع الممانعة لا تلحظ شرط الإقلاع عن خطاب الكذب هذا، فيها خيانة فعلية لقيم الغرب الأخلاقية. التسوية يجب أن تشمل بالدرجة الأولى إقلاعاً عن الكذب على عقول مستقبلي الخطاب. فما فعلته اسرائيل مع نظام البعث طوال 40 عاماً من التسوية في الجولان، وما فعلته مع حزب الله منذ العام 2006 في جنوب لبنان، أي السماح بلغو خطابي من دون "مقاومة"، تكمن لا أخلاقيته في عدم اكتراثه بحق الناس في معرفة ما جرى الاتفاق عليه. أي أن نقول شيئاً، أهم من أن نمارسه. أن نقول أننا مع السلام هو أهم من أن نمارس السلام. عدونا أيضاً لا يريد لنا أن نعلن ما اتفقنا عليه معه.

 

زمن «المارونية السياسية» وعهد «دولة الطائف»

فادي عيد/الديار/17 آذار 2016

يدور في أروقة بكركي حديث مفاده أن المقابلة ما بين لبنان قبل العام 75 ولبنان 1990، تظهر فرقاً شاسعاً إن على مستوى الأداء الدستوري ـ السياسي أو المالي ـ الإقتصادي. ففي عهد المارونية السياسية كانت العجلة الدستورية لا تتوقّف ولا يشوبها جمود وخروج عن الأصول وأحكام الدستور، بحسب اوساط مقربة من بكركي، بينما بعد نشوء دولة الطائف، عاش لبنان حالات دستورية إستثنائية على مقياس الزعماء السياسيين، ومعظم الأحيان بطريقة مخالفة للأصول والأحكام الدستورية. وفي عهد المارونية السياسية، كان الدستور لا يتعدّل ولا يُشوّه ولا يُطبّق على المقاييس المحلية والظروف، بينما دولة الطائف جعلت من الدستور اللبناني نصاً مطّاطياً يلتئم مع كل الأجسام، ويتزاوج مع كل الظروف. لبنان في عهد المارونية السياسية، كان قبلة إقتصادية ومالية وسياحية حتى شُبّه بـ«سويسرا الشرق»، وقد أعطيت قروض دولية بالعملة الصعبة اللبنانية يومها. بينما دولة الطائف أغرقت لبنان بدين عام فاق الـ60 مليار دولار.

ولبنان أيضاً في عهد الماورنية السياسية نجح في إنشاء تعدّدية سياسية ضمن كل طائفة، تضيف الاوساط، بشكل لا يؤدي إلى أي أزمة دستورية أو خلاف يعطّل الآليات الضرورية لحسن سير الدولة. بينما دولة الطائف أنشأت آحادية طوائفية، أدّت إلى تعطيل شامل للدولة ومؤسّساتها، فكان إذا استحكم الخلاف إبان عهد المارونية السياسية الخلاف مع أحد الأقطاب في الطائفة السنّية، كان التوجّه إلى أقطاب أخرى في إطار تعدّدية صحية، مثلاً إذا استحكم الخلاف مع الرئيس المرحوم رشيد كرامي، كان التوجّه إلى الرئيس صائب سلام أو إلى الرئيس تقي الدين الصلح أو إلى الرئيس سليم الحص. وكذلك في الطائفة الشيعية كانت التعدّدية السياسية حافظة للتوازن ما بين الرئيس كامل الأسعد والرئيس صبري حمادة والرئيس حسين الحسيني. وفي الطائفة المارونية كانت التعدّدية مكرّسة بالرئيس كميل شمعون والعميد ريمون إده والشيخ بيار الجميّل. إذ كان حسن تطبيق الدستور أسمى وأفعل من كل المصالح الزعائمية، بينما دولة الطائف كرّست مصالح الزعامات وتفوّقها على أحكام الدستور والمصلحة العامة.  وتعتبر ألاوساط نفسها، أن تفاقم الوضع الدستوري والشلل الكامل للدولة، لا يؤدي ولا بأي شكل من الأشكال إلى استعادة الحقوق المهدورة، لأنه يؤثّر على مستوى الحياة العامة للمواطن اللبناني، وتحديداً المسيحي. مشيرة إلى أن تردّي الوضع الإقتصادي العام يؤدي لا محالة إلى هجرة مسيحية شبابية كثيفة، تساهم في التأثير ديموغرافياً بشكل سلبي على التوازن العام في البلد، وتقضي على إمكانية تحصيل هذه الحقوق لاحقاً ومستقبلاً. متسائلة عما إذا كان شعار حقوق المسيحيين هو عنوان فارغ المضمون، لا سيما وأن من يطرحونه هم اليوم في سدّة المسؤولية في الحكومة، وقادرون على التأثير في التعيينات وتوزيع الأموال والخدمات، خصوصاً وأن لبنان كان في عهد المارونية السياسية ذو مالية عامة خاضعة للموازنة ولرقابة مجلس النواب مجتمعاً، في حين أن لبنان الطائف تميّز بالصناديق الخارجية عن الموازنة، وبالتالي الخارجة عن رقابة مجلس النواب.

وأردفت الاوساط بالقول، أن التاريخ سيسجّل أن عهد المارونية السياسية على علاته، كان أفضل من دولة الطائف غير القادرة على إزالة النفايات من الشارع، إذ جعلت من لبنان في آخر التصنيفات العالمية إقتصادياً ومالياً وبيئياً وإدارياً، هذا بالإضافة إلى أن لبنان تصدّر المراتب الأولى في تصنيف الدول الأكثر فساداً.

وختمت الأوساط عينها، فليحكم التاريخ على لبنان في عهد المارونية السياسية ولبنان في عهد دولة الطائف.

 

زيارة الحريري الى قهوجي «رئاسية»

سيمون ابو فاضل/الديار/17 آذار 2016

تندرج زيارة الرئيس سعد الحريري الى قائد الجيش العماد جان قهوجي في خانة الاستحقاق الرئاسي وان كانت محاطة بعناوين داعمة لهذه المؤسسة ، اذ في منطق رئيس تيار المستقبل إن الفراغ الرئاسي له تداعيات سلبية وباتت واضحة للجميع، ولذلك يسعى الى احداث خرق في هذا الملف الذي قاربه مرات عدة على ما تقول اوساط مطلعة على موقفه، اذ بعد أن وجد الحريري بأن الآفاق مغلقة أمام انتخاب حليفه مرشح قوى « 14 آذار» الدكتور سمير جعجع ، انتقل الى الحوار مع العماد ميشال عون الذي لم يتوصل واياه الى تفاهم على خلفية تباينات ذات صلة بالمواقف السياسية وبقانون الانتخاب، ثمّ كانت الخطوة الثالثة التي ارتدت كارثة سياسية قوية على قوى « 14 آذار» بحيث جاء تبني رئيس المستقبل للنائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية لينتج تفاهما رئاسيا بين عون وجعجع حدا بالثاني لترشيح الأول لدخول قصر بعبدا بدلا من فرنجية مرشح «التحالف الثلاثي» ( سعد الحريري - نبيه بري - ووليد جنبلاط)، خالطا بذلك الأوراق والحسابات بعد أن راهن رئيس المستقبل بأن ترشيح فرنجية كأحد الأقطاب الاربعة سيحرج عون لكونه واحدا منهم وسيدفع «حزب الله» للقبول به كحليف موثوق منه، وبذلك تخرج البلاد من الفراغ بانتخاب رئيس للجمهورية يثبت نظام الطائف القائم كتفاهم لادارة البلاد وفق منظومة دستوره.

وتكشف الاوساط المطلعة على موقف الحريري بانه منذ مدّة والحريري يردد بأنه قادر على اتخاذ خطوة جديدة في المجال الرئاسي، رغم تمسكه المبدئي والأخلاقي بترشيح فرنجية وقد مهّد مرارا بقوله ان المقاطعة ليست حقا دستوريا في انتقاد مباشر لقرار فرنجية، لكنه في الوقت ذاته كان يهيئ للمبادرة في اتجاه قائد الجيش الذي لا ينفك الحريري يتناوله ايجابا في مجالسه ويعتبر بأن في زمن قيادته للمؤسسة العسكرية حصلت عدّة مصالحات معنوية مع فريق سياسي ومذهبي اسوة بتيار المستقبل والبيئة السنية وكذلك الامر مع القوات اللبنانية، على خلاف ما كان الواقع سابقا.

وتتابع الأوساط ذاتها، بان ثمة قناعة في الأوساط القيادية لتيار المستقبل بأنه ليس من السهل تجاوز الأقطاب الأربعة دون آفاق، لا سيما أن كل من العماد قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة يشكلان اطمئناناً للقوى المسيحية، بعيدا عن حساباتها الرئاسية، وهو ما دلت عليه ممارسات الرجلين لمهامهما في مقابل المواقف السياسية التي كانت تثني على أدائهما، لذلك تكمل الاوساط بأن المطلوب ان يكون رئيس الجمهورية المقبل قادراً على ان يطمئن المسيحيين ويدغدغ مشاعرهم ووجدانهم ايجابا، فاقتنص عندها الحريري ذكرى « 14 اذار» ليعطي اشارة واضحة بأن قهوجي يطمئن هذا الفريق هادفا بذلك الى اعطاء اشارة في تحوله الرئاسي المؤجل الاعلان عنه، بعد أن أدت مواجهة مباشرة بين عون وفرنجية الى تمديد الفراغ الرئاسي.

وتلفت الأوساط الى أن الحريري أراد أن يضع ذاته خارج التجاذب القائم بين 8 و 14 آذار ، وكذلك الخلافات التي أنتجها ترشيح كل من عون وفرنجية، فكانت خطوته باتجاه قائد الجيش الذي اختلى به لحوالى النصف ساعة ليصار بعدها الى استدعاء وزير الدفاع ليعطي تلميحا واضحا بأنه مطلوب خطوات جديدة في الملف الرئاسي بعد أن كان تبنيه لمرشح من قوى «8 آذار» هدفه تعزيز الشراكة الوطنية لانقاذ البلاد من الفراغ، لكن بعد استحالة انتخاب رئيس كان تطلعه نحو المؤسسة العسكرية على قاعدة أنها لا زالت تطمئن معظم القوى لا سيما إن الظروف التي تملي انتخاب قهوجي رئيسا للجمهورية ، عدا أن الاهتمام الدولي بالحفاظ على استقرار لبنان يتكامل مع ضرورة وصول رئيس من خارج المحاور السياسية منعا لبقاء التجاذبات والانقسامات، وهو ما قد يتولاه مرشح من خارج القوى السياسية خصوصا ان قهوجي وازن بين هواجس واعتبارات كافة القوى السياسية وكذلك كان شأنه في ما خصّ الدور المطلوب للمؤسسة العسكرية في ظل مرحلة المواجهة مع الارهابيين ، وتمكن ان يكون على خط التواصل والتنسيق الطبيعي لقادة الجيوش في هذا المحور الدولي بعيدا عن أي التزامات خارجية.

ولا تخفي الاوساط بأن ثمة معوقات تحول دون انتخاب قهوجي اذا ما كانت على عاتق كل من عون وحزب الله، لكن اذا ما دقت ساعة التسوية في المنطقة، والانسحاب العسكري الروسي أحد معالمها ، فان القوى اللبنانية ستتجاوب مع الرغبة الدولية لانتخاب رئيس، وان العماد العون الذي يتمسك بترشيحه قد يكون لعب أوراقه في مواجهة فرنجية بحيث يكون التعادل الذي حققه مع رئيس المردة بابتعادهما سويا يشكل مدخلا لرئيس يأتي من موقع قد يطمئن له المسيحيون بدعم من القوى الاساسية، بحيث عندها يكون رئيسا قويا وفق الـmenu الذي توافق عليه الأقطاب الأربعة، لاسيما أن كل أركان طاولة الحوار التي تجتمع في عين التينة أجمعت على مواصفات رئيس يطمئن جميع اللبنانيين وقادر أن يكون جامعا، بحيث يأتي احياء هذه المواصفات لتتقدم على ورقة طريقة الأقطاب لوصول كل منهم الى بعبدا.

 

حوار الحضارات تمازج ثقافي يثمر تكامل المجتمعات ودعم المسيرة الإنسانية/ لا يزال العالم ينظر باحترام إلى شعار الثورة الفرنسية: «حرية إخاء مساواة»

السياسة/18 آذار/16/أ.د.بركات محمد مراد

أشاع مؤرخو الثقافة الغربية أن هذه الثقافة تخلصت نهائيا من عاهات الاستعلاء العنصري العرقي، والتمييز الطائفي والديني والطبيعي، بفضل مساهمات مفكري وفلاسفة عصر العقل والتنوير في القرن الثامن عشر، وأنها عندما صاغت مبدأ التسامح أزاحت بواسطته جميع أنواع التمييز بين البشر، خصوصاً أن مواثيق ودساتير المجتمعات والدول الغربية جسدت مبادئ ثورات الغرب السياسية والاجتماعية الكبرى وأكدت اعتناقها لهذا المبدأ في صياغات لغوية، كان أشهرها شعار الثورة الفرنسية في ختام القرن نفسه: الحرية والاخاء والمساواة. لكن ربما كان ابتعاد الواقع التاريخي الغربي الفعلي السياسي والاجتماعي وابتعاد ممارساته عن كل معاني مبدأ «التسامح» هو السبب في الغياب الكامل لتلك المعاني عن «الخطاب الفلسفي» الغربي المعاصر في بحثه عن جذور وأسباب «الارهاب» في عصرنا، وذلك بالصورة التي يتجلي بها هذا الخطاب الفلسفي في الحوار الذي أجرته الفيلسوفة جيوفانا بواردوري الأستاذة بكلية «فاسار بنيويورك» مع الفيلسوف الكبير «جاك دريدا» الفرنسي، و»يورجن هابرماس الألماني. تغييب معاني: المساواة والاخاء والعدل المتكافئ لجميع البشر دون تمييز في هذا الخطاب الفلسفي الغربي، ربما تحت تأثير التاريخ الغربي العقلي، وذلك في مقابل التحديد الواضح لمعني التسامح، الذي قدمته المنظمة العربية لمناهضة التمييز في وثيقة مبادئها وأهدافها، والذي يؤكد أن المعني المحدد للتسامح هو: المساواة والعدل، وفقا لما نزلت به الأديان، ولما أكده «فكر الاستنارة» على مر العصور، وفي تعارض يقاوم نتائج التاريخ الفعلى : تاريخ العدوان والتسلط والظلم. يؤكد لنا «جاك دريدا» وهو يهودي فرنسى أن التسامح في التراث الغربي لم يكن له مدلول سياسي أو اجتماعي وأنه كان يشير فقط إلى فضيلة دينية مسيحية، وأكد أن»الشخص المتسامح» هو صاحب المكانة الاجتماعية الأعلى وأنه الأقوي أيضا القادر على الابعاد والنفي، بل ان من حقه أن يستبعد الآخر، الأضعف والأقل مكانة، وأن ينفيه، والآ يرى لهذا الآخر الديني أو العرقي أي حقوق، ولكنه بصفته «فاضلا متدينا « يتسامح فيمنح الآخرين ما يراه من حقوق كما يستطيع ويملك الحق في أن يسحبها في أي وقت، فالتسامح هنا مجرد نوع من الاحسان، صدقة، وليس قيمة ملزمة اجتماعيا وسياسيا، ويشير إلى أن عبارة «سقف التسامح « التي شاعت في المجتمعات الغربية أخيرا، كانت تعني وتصف «الحد الأقصي الذي لا يمكن بعده أن نطالب أي جماعة قومية بأن ترحب بالمزيد من الآخرين الأجانب، أو المهاجرين ومن يشبههم «.غير أن «دريدا» يطرح اقتراحا بمفهوم أو بمعني جديد للتسامح ويطلق عليه اسم «الاستضافة» أو»الضيافة»، وتقول «جيوفانا بورادوري» ان دريدا لا يتلاعب بالدلالات اللغوية ولا يلعب بالكلمات، وانما يعتمد على بناء فكري كامل، خاص به يتعلق بالتفاعل بين الأخلاق والسياسة، ويتركز حول «الالتزام الفريد الذي يحمله كل واحد منا ازاء الآخر، حتى لو كان هذا الآخر « غريب غربة كاملة، ولم توجه اليه الدعوة، ولم يكن ُمنتظرا، ولكن ينبغي قبوله قبولا كاملا، غير مشروط باعتباره زائرا ومقيما لا ينازعه أحد في أي حق من «حقوقه «بوصفه صاحب البيت والأرض والاقليم، استقبلك وأستضيفك بشكل مطلق ودون شروط.

فكرة وعظيمة

وينقد المفكر «سامي خشبة» هذا التوجه في التسامح، حيث يرى ومعه كل الحق أن الفيلسوف هنا لا يفعل أكثر من تقديم فكرة «وعظية « تبدو رغم أخلاقيتها أقل قيمة وأقل تأثيرا بكثير من معني «التسامح» الذي رفضه في البداية لأنه رآه مجرد فضيلة خلقية، وسوف ندرك ان «دريدا» زاد كثيرا من قدرات «المضيف» صاحب البيت، وهو نفسه «المتسامح» القديم، بينما أضعف كثيرا من الحقوق المقررة المؤكدة للزائر، الضيف، الآخر، ولم يقدم لهذه الحقوق أي(ضمانات) أكثر من سماحة صاحب البيت. هل تأثر دريدا بهذا التاريخ الدامي لأبناء دينه الأصلي في الغرب، فأراد ان يغرس فكرة أو مبدأ «استضافتهم دون شروط» وحلولهم في أي بيت ضيوفا لهم حقوق وأصحاب البيوت بعيدا عن مبدأ «التسامح»، فهم لا يريدون أن «يتسامح» معهم أحد، لأنهم يملكون «صكوك ملكيته» في كل بيت تكفلها لهم قواعد الضيافة غير المشروطة التي يقترحها الفيلسوف دريدا، وهي القواعد التي تكفل لهم أن يتميزوا حتى على أصحاب البيت نفسه؟

الغرب وانساق القوة الجديدة: في أعقاب حرب رمضان أكتوبر عام 1973م برزت فكرة الحوار العربي الأوروبي، وعقدت مجموعة من اللقاءات بين مفكرين وسياسيين عرب وأوروبيين، ورصدت عدة دراسات حول الموضوع، أهمها دراسة»روجيه غاردوي» الذي دعا الغرب إلى التخلي عن غروره وغطرسته، ودعوته إلى انشاء حوار مع الحضارات الأخرى، وبخصوصاً «حضارة القرآن» التي لا شك عند غاردوي أن الحوار معها سوف يعود على الغرب وحضارته بفوائد لا تحصي، أقلها تخليص العالم من مركزية الغرب وأبعاده الأحادية، واخراج الغرب ذاته من سجن مركزيته التي سجن نفسه بها إلى آفاق الثقافة العالمية.

واتهم غاردوي الغرب بأنه قد هدم حضارات أسمي من حضارته بكثير خصوصاً في علاقة تلك الحضارات بالطبيعة والمجتمع والقضايا الالهية. واتهم غرور الغرب العرقي الذي جعله يتوهم أن منابع حضارته تكمن في الاغريقية والرومانية والنصرانية وحدها، فلم يلتفت إلى أن هذه المنابع نفسها لم تكن لتوجد لولا البيئات الحضارية الخصبة في آسيا وافريقيا. وأن الغرب أنجب الرأسمالية والاستعمار اللذين أضرا بالبشرية كلها. وأكد أن التفوق الغربي لم يكن تفوقا ثقافيا، بل هو تفوق أدي إلى العدوان على الثقافات والحضارات الأخرى. ولقد اعتبر غاردوي أن»حوار الحضارات» المخرج الأساس للغرب لتجديد ذاته والخروج من أزماته اذ أن الحوارـ من وجهة نظره ليس هو الصراع الذي يمكن أن يولد مشروعا كونيا يخلق نسيجا ثقافيا واجتماعيا جديدا على مستوى العالم ليدخل الناس في السلم كافة. والطريقة في دعوة غاردوي إلى حوار الحضارات أنه حّمل الغرب ذاته مسؤولية تجديد نفسه واعادة صناعة كل شيء فيه بحسب القواعد التي تنسجم مع الحضارات الأخرى.

وتلته دراسة للعالم الدكتور»حامد ربيع» ودراسة أخرى للدكتور»أحمد صدقي الدجاني»، وفي كليهما نجد دعوة مماثلة لدعوة غاردوي من ناحية التأكيد على الغربيين بأن يعيدوا تجديد ما بلي أو تقادم من حضارتهم، وأن يحسنوا فهم الآخرين ليكونوا قادرين على انشاء حوار حضاري جاد أو ليصبحوا في مستوى شريك حضاري قادر على الحوار. وقد تركز هذا الحوار في حينه اضافة إلى ذلك على قضايا سياسية وحضارية وفكرية متعددة، ولكن الدعوات الثلاثة لم تلق من الغرب أو من العالم الاسلامي قدر ملحوظا من الاهتمام اذا ما قيس بمقدار الزخم الذي أحاط مقولة «صموئيل هنتنغتون» وذلك لأن الطرف الأوروبي كان يقصد بالحوار أهدافا سياسية واقتصادية ينافس بها الولايات المتحدة الأميركية على نفوذها في المنطقة، فتحول الحوار إلى صيغة تفاوضية ولم يُعد حوارا معرفيا فكريا حضاريا. كذلك تعددت لقاءات وندوات الحور لاسلامي المسيحي أو الاسلامي الكاثوليكي، ولم يحطها أيضا زخم اعلامي أو اهتمام عربي، ولم تلق اهتماما يتوازي مع أهميتها ولعل ذلك كما يذكر الدكتور «طه جابر العلواني» يعود بالأساس إلى عاملين أساسيين:

أولهما: أن الغرب الآن يطلق مقولة (حوار الحضارات) وتتضمن في جوهرها صدام وصراع الحضارات ويمهد لذلك، وقد كشفت أحداث سبتمبر عن ذلك. وثانيها: أن حوار الحضارات في طرحها الأخير يتسق مع المعطيات التاريخية والسياسية والستراتيجية للعالم الغربي بعد انتهاء الشيوعية، وبعد تطهير البيت الأوروبي من الانقسام الأيديولوجي ما بين شيوعية ورأسمالية، والتحول إلى محاولة صنع أعداء من خارج النسق الحضاري الغربي خصوصا في حوض حضارة الاسلام. وهذا يؤكد مرة أخرى على أن القضية التي قد تم طرحها ليست فقط في غير أوانها بالنسبة لنا، وانما أيضا على غير وجهها وبغير مضمونها.

وهذا يوضح كيف يصم الغرب آذانه عن أي حوار يمكن أن ينشأ مع الاسلام والمسلمين، ورغم أن الحضارة الغربية وان كانت تحمل في طياتها أرقي الاكتشافات والتنظيمات البشرية التي تبعث على الدهشة الا أن هذا التطور نفسه وضع الانسان كنوع وجها لوجه أمام تجرع الفناء.

لقد جري التساؤل حول هذه الوضعية الغريبة التي أخذت واقعية حضارية، فلم يمنع السطوع الواقعي القوي من ذهاب البعض إلى حد نفي المشروعية الحضارية للغرب من الأساس، وبذلك أخذت الدعوة إلى حوار الحضارات أولوية انسانية تداركا لمخاطر محدقة بالكينونات البشرية.

ومن هنا اختلف الموضوع كليا، ليأخذ معني نقديا يطرح على بساط البحث قلبا للموازين السائدة، ناهيك عن أن يتجاوز الموضوع نفسه وصولا إلى دعوة للتوحد البشري وعيا للحالة التي تفرض هذا التوحد، وتعيد في الوقت نفس اثبات واقعية ما لمفهوم الحضارة نفسه.

اطروحة متكاملة

ومن هنا انطلقت دعوة»روجيه غاردوي» حيث قدم اطروحة متكاملة كشكل في مشروعيات الحضارة الغربية، وفي غائيتها، انطلاقا من عبارة شهيرة له افتتح بها كتابه بأن «الغرب عارض وطارئ.

هذه الشجاعة التي واجه بها غاردوي الحضارة الغربية لخبرته الطويلة بهذه الحضارة والتي كان هو نفسه جزء جوهري فيها، قد خبر أهدافها وغاياتها وآليات عملها.

ومن هنا لن تكون دعوة»هنتنغتون» وهو العالم السياسي المبرز، إلى محاصرة الحضارات الأخرى بمختلف أشكال القوة، الا التعبير الصادق مع النسق الأميركي الجديد ذي العضلات الاسبارطية المشدودة. وهو هنا أكثر مباشرة ووضوحا من «فوكوياما» الكاتب، الذي كثيرا ما لم تسعفه قفازاته المبرقشة والمرقعة بدفع فكري تاريخي، فلم تخف دورانه حول ثابت اليقين التكنولوجي بكل تمادياته التي لا تسعي لاقامة ستار حديدي خفي في مجال الأفكار والأفعال عند الآخرين فقط، بل للاحاطة بها من الأساس فهو سوف يتحدث عن انتصار مميز لليبرالية، ويقول بأن انتصار الغرب لا يتضح قبل الانهاك الكامل لبدائل ليبرالية.

وهكذا فرغم تعدد الحضارات وتنوعها، فان هناك خطابين كونيين بارزين، الخطاب الاسلامي والخطاب الغربي، واذا كان الخطاب الاسلامي يستمد كونيته من عوامل داخلية ذات علاقة بالدين الاسلامي بوصفه دين كل البشر، وبحثه على قيم العدل والمساواة، وباحتضانه لكل الديانات والعقائد، فان كونية الخطاب الغربي خارجية قسرية، لكن كيف ندعي أنها قسرية وعهد الاستعمار قد ولي وكل دولة مشتغلة بتحقيق التنمية؟

فما هي أنساق القوة الجديدة؟ «لقد غربت الشمس منذ وقت طويل على أوربا العجوز، أصبحت الحروب الصليبية منسية، وشاخت الملحمة الكولونيالية بضربة واحدة من سنوات قمرية عدة، ولم يُعد العالم المسيحي التجاري والصناعي يمتلك أي سر ليسيطر به على العالم، ولم يعد مجد الرجل الأوروبي سوى أثر مؤقت من الماضي، ومع ذلك فان آلة اجتثاث الجذور من أجل اجتثاث جذورها ذاتها(الغرب) خارج مسقط رأسها تظل أكثر شبابا مما كانت في أي وقت مضي، فهي تشكل العالم في تكنبول (قطب تقني) ضخم، ساحقة كل الشعوب في دواليبها الشرسة، متأثرة بالنُخب، نابذة نفاية الأجساد المستنزفة والمخلوعة الأوصال، والواقع أن الاقتصاد والتقنية هما قلب النسق ولكنهما ليسا بدايته ولا نهايته».

فكيف تتحقق كل هذه السيطرة؟ في كل ثانية تتدفق ملايين الرموز والاشارات والمعلومات والمعايير من دول المركز نحو الأطراف، والمُشكل أن «سوق المعلومات شبه احتكار لأربع وكالات: أسوشيتد برس ويوناتييد برس (الولايات المتحدة) ورويترز (بريطانيا العظمي) وفرانس برس(فرنسا) وتشترك في هذه الوكالات كافة اذاعات العالم، كافة شبكات تلفزيون العالم، كافة صحف العالم، ويتدفق 65 % من (المعلومات) العالمية من الولايات المتحدة، من 3. % إلى 7. % من البث التلفزيوني مستورد من المركز، وهذا الفيض من المعلومات لا يمكنه الا أن يشكل رغبات وحاجات المستهلكين، أشكال سلوكهم، عقلياتهم، مناهج تعليمهم، أنماط حياتهم، وتعد هذه الدعاية الخبيثة (هبة) لا تقاوم تشهد على الحيوية الطاغية للمجتمعات العالية التطور، لكنها تخنق كل ابداع ثقافي لدى الأسري السلبيين للرسائل».

وهذا هو جوهر كونية الخطاب الغربي، فهو خطاب عالمي بنجاح، شرط محو الثقافات الأخرى. بات من الواضح أن العلاقة بين الحضارات تحرث في حقل غير حقل الصدام أو الحوار، فتفاعلها دائم ومستمر وعميق، وهي ليست دوائر مغلقة منفصلة حتى تتماشي لتتلاقي وتتصادم، انها فروع شجرة الانسان مذ كان الانسان تتغذي من تجاربه ويقوي بعضها بعضا وما يذبل يأخذ مكانه الأكثر اخضرارا وحياة.

أما الحوار والصدام فهما شأنان يختصان بنزوع ما عند البشر،أو بعض البشر، الذين يمتحون من معين حضارة من الحضارات، وتكون هي الضابط المقوم في حال امتلائها المعرفي والعملي، بجميع مكامن القوة، بمعني الحيوية الفاعلة وفي حال الضعف والتهاوي تتكوم الحضارة على نفسها، وتتآكل عبر الانسلالات التي تنخرها، وليست كلتا الحالتين الا نزوع كامن في صــلب تكونها، ونظرا إلى اتســاع الدور الحـضاري وعمقه، فان التفاعل القائم خفي عن الحد والحصر المباشرين. فهو أبعـد وأعــمق، بل أكــثر ثمارا مـــن الحوار المتعارف عليه بين الجماعات، وهو فعل انسيابي أقرب إلى الفيض، ولابد أن يتدفق عند الاقتراب من ملازمات الابداع، عنصر الحضارة الأول.

الشراكة بين الأنا والآخر: لكي ندرك مدي الأهمية البالغة للتواصل مع الآخر، تواصلا ثقافيا واجتماعيا، فضلا عن بقية أنواع التواصل، التي يمكن أن تنشأ بين الأنسان وأخيه الانسان فاننا يجب علينا أن نحلل أولا المعرفة، لنكشف ضرورة وأهمية الآخر في هذه المعرفة.

«الناس أعداء ما جهلوا» كما يقول المثل العربي، والجهل يولد العدوان، وحتى يزيل المرء هذه العداوة بين وبين محيطه الطبيعي والانساني فان عليه أن يلجأ إلى المعرفة الحقيقية: معرفة نفسه، ومعرفة العالم من حوله، ومعرفة من يعمر هذا العالم أيضا. ولكن كيف يعرف المرء نفسه، وكيف يعرف العالم حوله؟

من البين أن كلتا المعرفتين بحاجة إلى «الأخر»، فمن دون هذا الآخر لا يمكن أن يعرف المرء نفسه، حتى أن ثمة أجزاء من جسمه كرأسه، ووجهه وتعبيره وغيرها لا يراها دون الاستعانة بالآخر، أو بمجموعة من (المرايا) تقوم مقامه، أي أنه لا يستطيع أن يكون صورة متكاملة عن نفسه دون المشاركة الفاعلة من جانب (الآخر) في استكمال هذه الصورة.

وبدل أن يوظف كل من «الأنا» و»الآخر» معرفته التي تيسرها له خارجيته ، اذا ما رغبنا في استخدام مصطلح «ميخائيل باختين»، في النيل من الآخر، واستغلاله، واحتوائه والهيمنة على مقدراته والتحكم بها، ويعرض نفسه بالتالي لردة فعل مماثلة من الآخر، فانه يستطيع أن يتبادل هذه المعرفة مع الآخر، فتكون بذلك هدايا توطد الأواصر الانسانية وتعمقها،لأنها تؤسسها على الثقة المتبادلة القائمة على المصالح المتبادلة في المعرفة الذاتية التي تهب المرء الأمان والطمأنينة والسلام الداخلي.

والفارق كبير بالتأكيد بين معرفة تكون مصدرا للصداقة والود والاحترام المتبادلين، وبين معرفة تكون مصدر خوف وقلق وبالتالي عداوة بين(الأنا) و(الأخر). والحقيقة أن حاجة المرء إلى آخر يستكمل بمشاركته الفعالة معرفته لنفسه معرفة متكاملة لا تقتصر على هذا الجانب، فتحديد هوية (الأنا) تقتضي وجود(الآخر) المختلف والمباين، و(نحن) من (نحن) نتيجة اختلافنا عن (الآخرين)، ولا ننسى أن الأمور تعرف بأضدادها، اكثر مما تعرف بصفات خصوصاً بها. والمتأمل في تاريخ الحضارات الانسانية يتبين أنها، وان حملت أسماء وصفات مستمدة من لغة ما،أو أمة ما، أو قارة ما، أو دين ما، حضارات مُولدة (بالمعني الذي تداوله العرب بالعصر العباسي) تدين بوجودها ونشأتها ونموها وتطورها لاسهام الأمم الأخرى، وأنها في الحقيقة مؤسسة على شراكة معرفية تتجاوز حدود الزمان والمكان واللغة والجنس والعرق والدين واللون. وهذا صحيح بالنسبة للحضارات العريقة القديمة صحته بالنسبة للحضارات الحديثة، والحضارة العربية الاسلامية أكبر شاهد على ذلك فقد اسهمت فيها شعوب وقبائل انتشرت في مختلف بقاع العالم القديم وامتد اسهامها قرونا، ولم تحل الحدود والحواجز دون المسعي الانساني للارتقاء بالمعرفة البشرية التي قطف القدماء ثمارها في القديم كما نقطف وغيرنا ثمارها اليوم. وما يعرف بـ(الحضارة الغربية) التي ينسب لها عادة فضل العناية الخصوصاً بمعرفة الآخر ثقافة وتاريخا ومجتمعا، مدين في ماضيها البعيد، وعصورها القديمة والوسيطة، وحاضرها الراهن للحضارات الأخرى، ولاسيما للحضارات الشرقية التي منحتها الكثير مما تكتمت على أصوله، بل سعت إلى اخفائه، حتى عهد قريب.

نماذج تاريخية

اذا كنا نعد «حوار الحضارات» اختراع فيلسوف كسقراط، أو مبادرة دينية أو حاجة ذاتية، في كل الأحوال، يمكن التعرف اليه في النماذج التاريخية تحت عنوان التمازج الثقافي، فحضارة ايران القديمة، مثلا، كانت حاصل (حورا حضارات) المديين والعيلاميين والأرمن والآشوريين وأور والسند ومصر.

فقد تعرف الماديون في البداية إلى الحضارات الآشورية والفينيقية والعيلامية والأرمنية والبابلية، وبعد ذلك اختلطت هذه الحضارات في الامبراطورية الفارسية، في مجموعات أوسع، في ما بينها ومع الحضارات الأخرى، وتوصلوا من طريق الأساطير والخصائص والنماذج التي اختلقوها إلى لغة مشتركة، يمكن أن تدرج تحت عنوان»حضارة الشرق الأوسط». لقد دخلت هذه الحضارات في نقاش مع الحضارات اليونانية والهندية والبوذية وفي الغرب دار حوار من نوع آخر. ولقد كانت اليونانية مهد الأفكار الاجتماعية ولو ظلت هذه الأفكار محصورة باليونانية كحضارة الأزتك والانكا، لما بقي لها أثر يذكر، لكن هذه الحضارة دخلت في البداية في حوار مع حضارات الهند وايران وبلاد ما بين النهرين ومصر، ثم انتقل ميراثها إلى روما والامبراطورية الرومانية، وأضافت فكرها الحقوقي إلى فكر اليونان السياسي، وميراثه، إلى مواريث أخرى، وشيدت أسس حضارة أوربا الحالية. حتى حين كانت توجد عوائق تاريخية تقف في وجه قضية(حوار الحضارات)، حين كانت تفرض احدى الحضارات نفسها على الحضارات الأخرى، فان «حوار الحضارات» لم يتوقف. لقد طرح السيد «ريتشارد بولت» الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في تقرير قدمه إلى منظمة الأمم المتحدة، هذه الملاحظات الذكية جدا يقول:» اذا كان تكامل المجتمعات من خلال «حوار الحضارات»، قد استمر طوال التاريخ، لكن»مونولوج» الحضارات ظهر أيضا في أزمنة ومناطق مختلفة من العالم. فعبارة «حوار الحضارات» تدل على التبادل المقيد بين الثقافات في حين أن»مونولوج الحضارات» لفظة مناسبة جدا للأوضاع التاريخية التي كانت فيها احدى الحضارات تفرض ثقافتها مباشرة أو غير مباشرة على المجتمعات التابعة لها، وتحصر اللغة الثقافية فيها.

استاذ في قسم الفلسفة والاجتماع – كلية التربية – جامعة عين شمس

 

بوتين: عن مغامر لا يقامر

محمد قواص/العرب/18 آذار/16

سيُكتب الكثير في السعي إلى الاجتهاد في تفسير موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقراره بسحب “الجزء الأكبر” من قواته من سوريا. وسيسعى المحللون للاستعانة بعلوم السياسة وبيانات الاقتصاد، وربما بعلم النفس، لتحرّي رواية حقيقية تقف وراء قرار سيد الكرملين في قلب الطاولة على نحو مسرحيّ استدعى انبهار الجمهور العريض. حتى أن تأملا موضوعيا قد يفضي إلى التسليم بأن لا أحد يعرف ماذا دار في خلد الرئيس الروسي، تاركا للأقلام في العالم أن تبرع في إنتاج الأسباب والمسوغات. لم ينسحب بوتين من سوريا، بل أعاد تموضعه الاستراتيجي، على النحو الذي أحاله، بمهارة، حاجة للتسوية السورية، بعد أن استباح الحلفاء والخصوم هجاء استراتيجياته في سوريا. يصطادُ الرجل بحجر واحد مجموعة من الطرائد، في مناورة تثبّته رقما أساسيا في المعادلة السورية، ومنها في المعادلات الدولية الأخرى. أبلغت موسكو إسرائيل عزمها التدخل العسكري في سوريا، ونسّقت مع تل أبيب تفاصيل المسموح والمحظور، فيما لم يعلم الإسرائيليون بأمر الانسحاب الروسي إلا من خلال الإعلام. بدا واضحا أن موسكو تقصّدت الإعلان قبل هنيهة من توقيت كافة النشرات الإخبارية الرئيسية في العالم. أراد بوتين، بسادية مفرطة، التمتع بتأمل ما فعلته مفاجأته في المشهد الإعلامي الدولي، بدا أنه هاتف الأسد موبّخا صغيره، وهاتف أوباما مطالبا كبيره بدفع فواتير المهمة التي نفذها. ذهب بوتين إلى سوريا بعد ساعات من اجتماعه بالرئيس الأميركي على هامش قمة العالم في نيويورك. كان واضحا أن ثقة الرئيس الروسي، لا سيما في مشهد استدعائه للرئيس السوري إلى موسكو، لا تستند فقط على كاريزما وطباع فقط، بل على وكالة دولية معطوفة على فترة سماح مُنحت لموسكو لترتيب الوضع السوري على هواها. وكان واضحا أن المجتمع الدولي أظهر جدية لافتة في دعم الوكالة الروسية، فتوّلت الرياض إعداد المعارضة، وتولت عمّان إعداد قوائم بالفصائل المعتبرة إرهابية، فيما عملت العواصم الكبرى على ترتيب قرار في مجلس الأمن يرفد الجهد الروسي ويرعاه.

في القول، في موسكو، إن روسيا نفّذت المهمة التي أعلنت عنها في بداية عملياتها في سوريا، لهو تضليل على منوال ما هو سائد هذه الأيام في كل عواصم العالم في مقاربة كوارث هذا العصر. أعاد بوتين عدّته وعديده دون أن يقضي على الإرهاب، ودون أن يردّٓ عن روسيا أخطار التطرف الإسلامي، ودون أن يصاب داعش بالهزيمة المنتظرة. بدا واضحا أن الجهد الأميركي ضد داعش في العراق أكثر جدية ونجاعة من ادعاءات الروس في سوريا.

وفي القول إن بوتين قد حقق ما يريد، ففي ذلك وجاهة لا لبس فيها. أعادت النيران الروسية صلابة عود النظام في دمشق بعد أن كان على وشك الانهيار، وأعادت قوات دمشق، بمواكبة جوية روسية، وحسب الإحصاءات الروسية أيضا، السيطرة على ما يقارب الـ10 آلاف كيلومتر مربع وعلى أكثر من 400 مدينة وقرية، كان النظام قد فقدها. وأعادت موسكو تنشيط عملية دبلوماسية أنتجت تفاهمات ميونيخ وما بعدها، وراحت، وفق إيقاعها العسكري، تفرض مع واشنطن وقفا عجائبيا لإطلاق النار. استطاع بوتين أن ينتزع اعترافا دوليا بأنه بات يقود دولة عظمى في مناوراتها وأهدافها ووسائل حركتها، لدرجة أن الأوروبيين، الذين فرضوا العقوبات الأوكرانية على موسكو، راحوا يتحرّون لدى بوتين ترياقا لمأساة اللجوء السوري إلى أحضانهم. باتت أجندة بوتين طموحة تتّسق مع مصالح روسيا الاستراتيجية، بغضّ النظر عمن يريد أن يقتات في المنطقة من الهمّة الروسية في سبيل تحقيق أجندته المحلية. بدا أن جسارة الطرف الروسي قد أقلقت الحليف في دمشق كما الحليف في طهران، لدرجة أن يلتقي الإيرانيون والأتراك على رفض ظلال ثقيلة يرخيها “الدب” في حقولهما. ولأن روسيا دولة عظمى في جهدها وخطابها وحراك عسكرها ومستقبل اقتصادها، تطوّرت علاقة موسكو مع الرياض على نحو لا يتّسق مع تناقض وتنافر موقف البلدين في الميدان السوري. اكتفى الطرفان بإعلان خلافهما واستمرا في تعبيد خارطة طريق نحو علاقات نوعية، وربما، استراتيجية بين البلدين، حتى أن قرار بوتين الأخير تواكب مع إشادة روسية بالدور السعودي لدفع المعارضة السورية نحو جنيف، كما الثناء على أداء تلك المعارضة وانفتاحها، فيما اعتبر ذلك غمزا مباشرا من قناة وفد النظام.

انسحب بوتين من سوريا بعد أيام على بثّ خبر صادر عن وزارة الدفاع الروسية، يعلن عن سقوط طائرة عسكرية روسية بصاروخ أرض جو أطلقه الخصوم. ربما تناهى إلى سمع الرجل أن “ستينغر”، ذلك الصاروخ الذي هزم جيش الاتحاد السوفييتي في أفغانستان قد بدأ يجول في الميادين السورية، بعد أن كشفت أجهزة المخابرات الغربية عن تجواله متسللا من مستودعات القذافي باتجاه دول شمال أفريقيا. بمعنى آخر، يشعر الرجل أنه حقق ما يريد من دون خسائر تذكر، مقارنة بحجم العمليات العسكرية (4 قتلى)، وأن الحكمة تقتضي حصد الأرباح قبل أن تتحوّل إلى كابوس شبيه بذلك الأفغاني، فأعلن عن “انسحاب جزئي” من سوريا وفق نفس صيغة “الانسحاب الجزئي” الذي أعلن من خلاله الاتحاد السوفياتي “إخلاءه” للأراضي الأفغانية. لم يستطع غرور الرئيس الروسي أن يدفع عنه حقائق الأرقام. عام 2015 تراجع الاقتصاد الروسي بنسبة 3.7 بالمئة، فيما تقديرات هذا العام تستشرف الاستمرار السلبي في معدلات النمو. وصلت معدلات التضخم إلى 15.4 بالمئة، وهو ما أدى إلى اقتطاع 5 بالمئة من ميزانية وزارة الدفاع لهذا العام. أعلن بوتين، بزهو، أن العمليات العسكرية لا تكلّف الخزينة الروسية، بل هي جزء من ميزانية التدريب في الجيش الروسي. بيد أن صحف موسكو (أر بي كي) تكشف أن كلفة الجهد العسكري الروسي في روسيا تصل إلى 2.5 مليون دولار يوميا، بما لا تحتمله ميزانية التدريب المزعومة، ولا حتى اقتصاد روسيا الكلي الذي فقد رشاقته منذ تدهور أسعار النفط في العالم.

على أن سلوك فلاديمير بوتين في الذهاب، وأكثر في الإياب، لا يشبه سلوك الدول الكبرى في قراراتها الأولى. لا منطق في قرار بوتين النزق يتّسق مع الحنكة الدبلوماسية الدؤوبة التي يمارسها وزير خارجيته سيرجي لافروف، ولا منطق يتّسق مع اقتراح موسكو للفيدرالية حلا لسوريا قبل أيام، ولا منطق يتّسق مع “عجائبية” الهدنة في سوريا و”جدية” المفاوضات في جنيف. أيعقل أن زعيم الكرملين يمارس حرداً ضد دمشق التي حرّمت الكلام في الرئاسيات من دمشق (وليد المعلم)، وحرّمت الكلام في الهيئة الانتقالية في جنيف (بشار الجعفري)؟ ثم هل ما يزال لدمشق أن تقرر ما لم تُستشر فيه، أولم تكن رسائل فيتالي تشوركين، سفير موسكو في الأمم المتحدة، كافية لردع الحاكم في دمشق؟

من نفاق هذا العالم الإجماع الذي صدر تعليقا على قرار الانسحاب الروسي في اعتبار ذلك إيجابيا. حتى دمشق وطهران اللتان استبشرتا نصرا مبينا من خلال التدخل العسكري الروسي، اعتبرتا الأمر قرارا جيدا، موحيتين بأنه تمّ بالتنسيق الكامل معهما. الأوروبيون والأميركيون أشادوا بقرار موسكو، رغم اعترافهم بأنهم فوجئوا به، بما يشي ألا خطة “ب” لديهم. في ذلك فإن المراقبين يتساءلون عن مآلات العملية التفاوضية، كما عن مآلات الهدنة التي، ولئن اعتبرت “عجائبية” تحت وهج النيران الروسية الكامنة، فإن استمرارها بغياب ذلك الوهج، وفق ما يفرضه منطق الانسحاب الجزئي، سيحتاج إلى معجزات ربانية.

يمكن اعتبار أن روسيا أحدثت أمرا واقعا ميدانيا ودبلوماسيا بمواكبة دولية والتزام إقليمي لم يخترق التوافقات، وألا شيء يوحي بأنه من المسموح العبث بها. بمعنى آخر، لن يُحدث القرار الروسي فراغا يستدرج الطامحين لملئه. وربما في دعوة تركيا فصائل المعارضة المسلحة إلى التوحدة، ما يلبي حاجة معنوية تركية في موسم التوتر مع موسكو ورواج الميول الانفصالية للأكراد في سوريا، أكثر من كونه عزما على قلب الطاولة في سوريا. الصحافة في روسيا تتحدث عن “انتصار” ولم يكن متوقعا التحدث بغير ذلك. انتصار أن بوتين تجنّب الغرق في المستنقع السوري (كومرسانت)، وانتصار لأن الحملة كانت تهدف أساسا إلى التقارب مع الغرب وإطلاق عملية سلام (فيدوموستي)، وانتصار لأن الانسحاب يعني أن الجيش السوري بات قادرا على مواجهة داعش (ايزفستيا)، وانتصار لأن موسكو لم تكن تسعى لإنقاذ نظام الأسد بل الخروج من العزلة الدولية (إذاعة بزنس أف أم). وباستطاعة الكيميائيين الروس أن يذهبوا أكثر فأكثر في استنباط معادلات الانتصار لبيعها للرأي العام الداخلي مبررا لحملة بوتين في سوريا. يحتاج النظام السوري للدور الروسي الكامل صيانة لما حققه ميدانيا برعاية موسكو، ودفاعا عما كاد يسقط حين كان الدعم يأتي من إيران وميليشياتها الشيعية. توقفت دمشق عن إرسال مبعوثيها لطهران منذ أن أصبح القرار السوري روسيا، لكنها سارعت إلى إرسال نائب وزير خارجيتها فيصل المقداد إلى العاصمة الإيرانية تحريا لرعاية تعوّضها رعاية موسكو بالطبعة التي فرضتها النيران الروسية. تحتاج أوروبا والولايات المتحدة للدور الروسي لوقف تدفّق اللاجئين إلى قلب العالم الغربي، مع ما أحدثه ذلك من زلازل سياسية واجتماعية واقتصادية. تحتاج الدول الإقليمية إلى الدور الروسي الذي خبرته واعتادت عليه وامتهنت التموضع حوله، رغم تناقضها معه. وتحتاج إسرائيل إلى بقاء إدارة الصراع السوري في اليد الروسية التي أظهرت رعاية لمصالح تل أبيب وتفهما لهواجس الأمن في إسرائيل. وفق تلك الحاجة، وبناء على الورقة المفاجئة التي أخرجها على طاولة اللعب، ينتظر بوتين حصد ما استثمره وما أنجزه. فالرجل مغامر عتيق وليس مقامرا أهوج. وكما راقب بوتين العالم بسادية بعد إعلانه المفاجئ، فإنه سيراقب مدى تطابق حسابات البيدر مع حسابات الحقل منذ أن أمر طائراته ببدء عملياتها في سوريا قبل أشهر.

       

لم يتغير النظام الإيراني، العالم هو الذي تغير

أحمد أبو دوح/العرب/18 آذار/16

حقا.. الانتخابات أحدثت تغييرا!

لندن – لا يحب كواسي كوارتينغ الجلوس في الأماكن المغلقة كثيرا، لذلك فضل أن نلتقي في مقهى البرلمان رغم ضجيج الأعضاء والزوار الذين يأتون إلى هنا لاحتساء القهوة أثناء فترة راحتهم. صوته الجهوري غطى على الضوضاء المحيطة عندما طرحت عليه سؤالا يبدو أنه استفزه كثيرا. قال كوارتينغ، المعروف داخل قاعة مجلس العموم بين زملائه بمزاجه المرح وانفتاحه الذي يخلو أحيانا من الخجل، إن مخاوف المسؤولين الخليجيين تتركز في اعتقادهم بأن “ثورة دبلوماسية” حدثت في المنطقة، “فقبل 30 عاما كان الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، داعما يمكن الوثوق به للوقوف إلى جانب الإسلام السني، الآن يبدو الغرب أقل حماسا لاستمرار هذا الدعم، بينما بات على استعداد لتغيير تحالفاته باتجاه الإسلام الشيعي، خصوصا الولايات المتحدة التي تساند هيمنة إيران على المنطقة. هذه مخاوفهم وأعتقد أن جزءا كبيرا منها صحيح”. ويرى أن الإيرانيين الآن “يستطيعون أن ينظروا عبر الـ15 عاما الماضية ويروا ما حققوه اليوم ويطمئنوا كثيرا على مستقبلهم في المنطقة، بعد أن تمكنوا بالفعل من إحكام السيطرة على 4 عواصم عربية (صنعاء، بغداد، دمشق وبيروت)”. لكن الإصلاحيين تمكنوا هذا العام، لأول مرة، من صعود هرم السلطة من أسفل، بعدما اعتادوا أن يهبطوا عليه بمظلة من أعلى عبر تولي الإصلاحيين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي الرئاسة، قبل أن تعود إليهم بعد نجاح حسن روحاني في الانتخابات التي أجريت عام 2013. ورغم ذلك لا تبدو هذه الخطوة جوهرية لتغيير فلسفة الحكم في طهران في نظر كوارتينغ، الذي يشغل منصب نائب الرئيس في مجلس الشرق الأوسط التابع لحزب المحافظين إلى جانب عضويته في مجلس العموم.

وقال أثناء احتساء رشفة من كوب قهوة ساخن كان قابعا على الطاولة أمامه “يثير اندهاشي حديث الناس عن أن الإصلاحيين كسبوا الانتخابات وأن ذلك من شأنه أن يتسبب في انحسار نفوذ المحافظين، لكن إذا نظرت إلى الصورة من بعيد فستجد أن كل هؤلاء مازالوا يخضعون لرغبات المرشد الأعلى. الفكرة تكمن في لقب ‘المرشد الأعلى’، ما يعني أننا أمام نظام ديني متشدد لا مجال للحديث عن أي اعتدال بين صفوفه”. وتمكن المعتدلون من حصد 30 مقعدا مخصصة لطهران في مجلس الخبراء المسؤول عن اختيار المرشد الأعلى القادم خلفا لآية الله علي خامنئي (76 عاما) الذي يعاني من سوء حالته الصحية. كما خسروا مقعدا واحدا فقط من مقاعد مجلس الشورى في العاصمة لصالح المتشدد البارز أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور، بينما حصدوا جميع المقاعد الباقية.

ومع ذلك، لا يرى كثيرون ومنهم كوارتينغ، أن هذه الانتخابات تحمل جديدا. وقال “يجب أن نأخذ ما يحصل في إيران على محمل الجد. لم يحدث أي تغيير جذري في المؤسسات التي مازالت تدار بواسطة رجال دين متشددين. عندما تسير في شوارع طهران تجد هؤلاء الذين يرتدون عمامة بيضاء الأقل درجة من أولئك الذين يضعون فوق رؤوسهم عمامة سوداء. لن يختفي كل هؤلاء فجأة لأننا نريدهم أن يختفوا”. الغرب يفضل الانسحاب الهادئ بدلا من الانخراط المنفعل الذي تقوم به روسيا اليوم في المنطقة وتبعت الانتخابات الإيرانية حملة إعلامية واسعة لتحسين صورة إيران التي طالما هيمن عليها الالتباس في الغرب عندما كانت تقبع في الركن البارد من العالم خلال فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها لإصرار طهران على المضي قدما في برنامجها النووي. ولم تكن هذه الحملة أو إلحاح علي، المعلم العراقي الشيعي الذي يشرف على تعليم كوارتينغ اللغة العربية، كافية لإقناعه بأن مقاومة النفوذ الإيراني في المنطقة هي مجرد حملة على الطائفة الشيعية. ومنذ توقيعها لاتفاق نووي نهائي مع القوى الغربية في يوليو الماضي، تتبنى إيران مساعي حثيثة لتغيير انطباعات الغرب عن أجندتها الراديكالية. ويرى كوارتينغ أنه بعد توقيع الاتفاق النووي يحاول الإيرانيون أن يجعلوا العالم ينسى أنهم الصورة الأولى للحكم الإسلامي الثيوقراطي في المنطقة. ويقول “عندما اندلعت الثورة الايرانية وعاد آية الله الخميني إلى طهران كان النظام الذي أقامه يعبر وحده حينها عن فكرة الاسلام السياسي المتشدد، لأنه ببساطة كان النظام الإسلامي الوحيد في المنطقة. في مصر كان أنور السادات مازال يحكم، في العراق كان صدام حسين رئيسا، وفي ليبيا كان معمر القذافي أيضا، لم يكن هناك أي منافس لهذه الصورة المتشددة، لذلك لم نعجب نحن في الغرب بهذا الشكل الجديد للحكم”. وأضاف “الآن اختلف الوضع كثيرا، أصبح لدينا تنظيم اسمه القاعدة، ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وصارت التفجيرات التي تجري على أسس طائفية في الشرق الأوسط أمرا عاديا، ثم ظهر تنظيم داعش الذي تمكن من أن يصدّر لنا أفظع الجرائم التي عرفتها المنطقة. تبدو إيران اليوم، مقارنة بكل هؤلاء المجانين، جميلة. ويبدو نظام الحكم في طهران معتدلا إلى حد كبير. هذا ما يريدون إيصاله إلينا، لكن الحقيقة هي أن النظام الإيراني لم يتغير، غير أن كل ما في الأمر أن العالم حوله هو الذي تغير. وهذا ببساطة ليس مبررا كافيا لأن تجعل شيئا طالما كنت تعتقد أنه قبيح يبدو فجأة جميلا”.

الخليج.. حليف مغدور

شكّلت هذه الحملات الدعائية الإيرانية توجسا عربيا واسعا، وظهرت نتائجها بعدما قررت السعودية ودول خليجية وعربية قطع علاقاتها مع إيران إثر إحراق متظاهرين لمقر السفارة السعودية في طهران احتجاجا على إعدام الشيخ الشيعي السعودي نمر النمر مطلع العام. وشنت وسائل إعلام غربية هجوما واسع النطاق على السعودية التي تتهمها تقارير بنشر الفكر الوهابي المتشدد في المنطقة، وفي المقابل بدت لهجة الغرب مرنة تجاه سياسات إيران الطائفية. وتحول الصراع بين الرياض وطهران إلى عصب السياسة في الشرق الأوسط الذي يشهد نزاعات مسلحة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا، واحتقانا سياسيا وطائفيا في لبنان.

كوارتينغ: الحكومة المصرية تميل إلى الأسد لأنها ترى في البديل عدوا ويقول كوارتينغ، الذي يستعد خلال أسابيع للقاء مسؤولين سعوديين كبار في الرياض، إنه يكنّ للسعودية احتراما كبيرا، لكنه مازال غير قادر على الاعتقاد بأن المسؤولين هناك “قادرون على لعب دور قيادي يجمع المنطقة على المستوى الاستراتيجي. رغم أن موقفهم المالي جيد، لكن أرى أنه ليست لديهم القدرة، إلى الآن، على تقديم سياسة فاعلة في المنطقة، أو تصور استراتيجي يمكن أن يشكل بديلا نعول عليه”. رغم ذلك يتخوف كوارتينغ من الشعور بالثقة الذي يهيمن على المسؤولين الإيرانيين بعد “الانقلاب في العلاقات الإيرانية مع المحيطين الخارجي والإقليمي في أعقاب توقيع الاتفاق النووي، لذلك فإن الوقت الآن قد حان كي تظهر القوى الغربية دعمها ومساندتها لحلفائها في الخليج، لأن الخليجيين يشعرون الآن بأنهم تحت ضغط هائل من قبل إيران”.

ويقر كوارتينغ ومعه سياسيون آخرون في الغرب بأن إيران هي الرابح الوحيد من الاتفاق النووي، وأن مكاسب الدول الأخرى من هذا الاتفاق لا تبدو واضحة. وبغض النظر عن المكاسب من وراء الاستراتيجية الغربية الجديدة، كان من الممكن لعدة عواصم عربية العمل على احتواء إيران “إن توفرت الإرادة”، كما يؤكد كوارتينغ الذي يرى أيضا أن “الغرب يفضل الانسحاب الهادئ بدلا من الانخراط المنفعل الذي تقوم به روسيا اليوم في المنطقة”. ويشعر الكثيرون في الغرب بأن كل التدخلات التي قامت بها دولهم في المنطقة خلال الخمسة عشر عاما الماضية كانت فاشلة ومكلفة في الأموال والأرواح “لذلك فإن هذا الجيل من السياسيين الغربيين لا يمتلك أي دوافع نفسية أو استراتيجية للتورط أكثر في أزمات المنطقة، خاصة الملف السوري الشائك”.

سوريا رهينة الجهاديين

كانت “استراتيجية الانسحاب” التي اعتمدها الغرب مقدمة لاكتفاء أغلب دوله بشعارات تدعو إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، من دون أن تترجم هذه الشعارات إلى خطوات عملية تفضي إلى حل للأزمة التي راح ضحيتها قرابة 300 ألف شخص. لكن مع دخول الأزمة عامها السادس خفتت حدة الأصوات الغربية المعادية للأسد كثيرا بعدما وصل العام الماضي أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا، التي تخشى أن تؤدي موجات اللجوء المتتابعة إلى انهيار اتفاقية حرية التنقل (شنغن)، أحد أهم مكتسبات الاتحاد الأوروبي. ويصر كوارتينغ على “التعاطي مع الأزمة السورية ببراغماتية”. ويقول “عندما كنا نصر على أن يرحل الأسد، لم يكن تنظيم داعش قد ظهر كلاعب رئيسي على الساحة، لكن مع بداية عام 2014 وقف الغرب فجأة ليرفع حاجبيه، وطرحنا على بعضنا البعض التساؤل المهم: من هؤلاء؟ وهنا بدأت حدة مواقفنا تقل تجاه الأسد”. وأضاف “في النهاية وصلنا إلى معادلة صعبة عناصرها هم داعش وقوات المعارضة التي تعاني ضعفا شديدا، والأسد، لكن التدخل العسكري الروسي في سوريا كان بمثابة ‘رصاصة الرحمة’ التي أطلقت على أي دعم فعال من قبل الغرب للمعارضة السورية”. يرى كوارتينغ، الذي يفضل الذهاب بين الحين والآخر إلى القاهرة حيث تجمعه بالمسؤولين صداقات وثيقة، ويرى في شوارعها جس نبض لما يحدث في المنطقة بأسرها، أن مشكلة الشرق الأوسط اليوم هي أنه “غطس حتى عنقه في مستنقع الإسلام السياسي”. وقال “المشكلة اليوم أن كافة هذه التنظيمات الإسلامية باتت مسلحة في عدة دول في المنطقة. القوى التي تقاتل ضد الأسد على سبيل المثال بدأت علمانية ثم تحول أغلبها إلى قوى إسلامية تكفيرية بدءا بداعش وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، وصولا إلى جيش الإسلام وأحرار الشام وجيش الفتح وغيرها”. وأكد “بعد مرور كل هذه السنوات على بدء الأزمة، مازلنا اليوم نبحث عن ‘الشريحة العلمانية في الكعكعة’ لكن دون جدوى، لماذا؟ لأنك إن كنت حقا علمانيا لم تكن لتقاتل لمدة خمس سنوات متواصلة. عادة ما يبحث البراغماتيون عن العودة إلى حياتهم الطبيعية”.

من ارتكبوا جريمة تعذيب وقتل جوليو ريجيني هم "عناصر مارقة" مرتبطة بالحكومة المصرية

مصر على ضفة المستنقع

لم يعد الحديث داخل اجتماعات السياسيين الفخمة في أبنية لندن التاريخية عن ضرورة بقاء الأسد شيئا مخجلا كما كان في السابق، بل بدأ يضفي على صاحبه نوعا من الشعور بالمسؤولية والتمتع برؤية استراتيجية ثاقبة. وكان دفاع أحد السياسيين الغربيين عن الأسد قبل عامين كفيلا بوصمه باللاأخلاقي. واليوم يميل الأغلبية إلى الرؤية القائلة إن على العالم مواجهة التنظيمات الجهادية أولا قبل الحديث عن رحيل الأسد أو بقائه. وكانت مصر إحدى الدول التي تبنت هذا الموقف منذ أن تحولت الاحتجاجات السلمية في سوريا إلى حرب أهلية عنيفة استقطبت جهاديين من كل أنحاء العالم. ويقول كوارتينغ “أعتقد أن الحكومة المصرية تميل أكثر إلى الأسد، لأن هؤلاء المتشددين هم بالضبط الأعداء بالنسبة إلى القاهرة. المسؤولون في مصر لا يحبون أن يشاهدوا رجلا بلحية طويلة يحمل سلاحا. لذلك لو انحصر الاختيار بين الأسد وشيوخ متشددين مسلحين يصيحون ‘الله أكبر’ فبالطبع سيذهبون إلى الأسد. وأنا في الحقيقة متعاطف جدا مع هذا التوجه”. وقال “الآن يحاول (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين تمديد عضلاته، وعندما بدأ الغرب ينتبه إلى الدور الذي يلعبه في المنطقة بعد أن رأينا 6 قادة عرب معا في موسكو صيف 2015. كان ذلك مروعا بالنسبة إلينا”. وأضاف “أعتقد أن القادة العرب كانوا يعلمون بقرب تدخل بوتين العسكري في سوريا”. وأكد “علينا أن نتعامل مع الواقع، لأن الأسد، خصوصا مع الدعم الروسي القوي الذي يحظى به، لن يختفي بين ليلة وضحاها. لذلك علينا أن نتحلى بمقاربة أكثر مرونة”. وبدأت روسيا قبل أيام في سحب الجزء الأكبر من قواتها التي مهدت الطريق أمام الجيش السوري لتحقيق مكاسب غير مسبوقة جعلته يمتلك زمام المبادرة على أغلب جبهات القتال، خاصة في محافظة حلب الاستراتيجية. وأثناء تنفيذ قرار سحب القوات من سوريا، كان وزير الخارجية المصري سامح شكري يبحث عن تعزيز العلاقات بين روسيا ومصر التي كانت بوابة انطلاق نفوذ بوتين في الشرق الأوسط خلال زيارته للقاهرة في فبراير 2015 التي حظي فيها باستقبال امبراطوري. وأثناء تعزيز العلاقات مع روسيا، كانت روابط مصر بالغرب التي ظلت متماسكة خلال ثلاثين عاما من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، تتراجع إلى حد كبير.

في ليبيا مشكلة رئيسية وهي انهيار مؤسسات الدولة

ويقول كوارتينغ إن “المشكلة الكبيرة الآن في العلاقات المصرية البريطانية هي موضوع شرم الشيخ وإسقاط الطائرة الروسية، وهو ما نحاول إصلاحه الآن. والمشكلة الثانية هي موضوع جوليو ريجيني، ولأنه إيطالي فإن الحكومة الإيطالية هي من تقود الجهود مع الحكومة المصرية لاكتشاف ما حدث له، لكنه أيضا كان طالبا في جامعة كامبريدج التي تخرج منها والتي تحظى باحترام واسع”. وأضاف “أعتقد أن من ارتكبوا هذه الجريمة هم ‘عناصر مارقة’ ترتبط بالحكومة المصرية، لكني لا أتصور أن الحكومة هي من منح الضوء الأخضر لفعل هذا. أحب مصر وأعرف المسؤولين المصريين جيدا. هم أقوياء بالفعل، لكن لا أعتقد أنه من الممكن أن يقدمون على فعل شيء مجنون كهذا”. وتبحث مصر على الاستقرار. ومنذ إطاحة الجيش بالرئيس المنتمي إلى الإخوان المسلمين، محمد مرسي، إثر احتجاجات شعبية حاشدة طالبت بتنحيه، تواجه مصر موجة تشدد قوية في شبه جزيرة سيناء، امتدت لاحقا إلى القاهرة ومدن مصرية أخرى، وأسفرت عن مقتل المئات من رجال الأمن والآلاف من المتشددين. ومنذ يناير الماضي تكافح مصر للخروج من أزمة شح في الدولار، ومعدلات تضخم غير مسبوقة، كما تحاول إغراء المستثمرين الأجانب الذين عزفوا عن ضخ رؤوس أموال في السوق للعودة مجددا للاستثمار في البلد. ويقول كوراتينغ “أنا مهتم جدا بما يحدث في مصر، لأنها ببساطة كانت من الممكن أن تنزلق في نفس مستنقع سوريا وليبيا والعراق إن تمكن الإخوان المسلمون من اختراق الجيش وإثارة أتباعهم في داخله، كان من الممكن لذلك الانزلاق أن يحدث، لكن ما حدث في مصر هو أن التاريخ الطويل والاستقرار النسبي للمؤسسات منعاها من الدخول في حرب أهلية نراها الآن في أكثر من دولة”. وأضاف “المؤسسات المصرية اليوم تتعاطى مع المجتمع المدني بشيء من القسوة، وأحيانا تتخطى الحدود المقبولة للقوة الضرورية لإعادة الاستقرار، الذي نراه فقد نسبيا أكثر من أي وقت مضى خلال الخمسة أعوام الماضية”.

لكن اختفاء رجيني، الشاب الإيطالي الذي كان يدرس النقابات العمالية المصرية كجزء من درجة الدكتوراه التي كان يسعى للحصول عليها من الجامعة الأميركية بالقاهرة، والعثور على جثته على جانب إحدى الطرق السريعة لاحقا، أثر على العلاقات المصرية الإيطالية، كما تسبب في موجة انتقادات عنيفة للسلطات.

وتقول تقارير الطب الشرعي إن رجيني تعرض للتعذيب على أيدي محترفين. وتقول السلطات المحلية إنها مازالت تجري تحقيقات مكثفة حول الواقعة. ويرى كوارتينغ أن “قتل الطالب الإيطالي خلق انطباعا سيئا للغاية. قتل الصحافيين والأكاديميين والطلبة طالما ظل شيئا مروعا. لا أعني أن حياة هؤلاء أكثر قدسية من الباقين، لكن عندما تُنشر أخبار عن قتل وتعذيب شاب ذهب ليبحث عن الحقيقة في هذا البلد، فإن ذلك يترك أثرا في نفوس الناس العاديين في الغرب. في النهاية يجب أن تحمي السلطات المصرية ضيوفها من الأجانب، لأن أي ضرر يمسهم يصبح أمرا في منتهى الحرج لها”. التدخل العسكري الروسي في سوريا كان بمثابة "رصاصة الرحمة" التي أطلقت على أي دعم فعال من قبل الغرب للمعارضة السورية

وتصر الحكومة المصرية على عدم تورط أحد من رجال الأمن في تعذيب رجيني، ويقول الرئيس عبدالفتاح السيسي إنه ربما يكون قد قتل على أيدي جماعات “تهدف إلى تقويض العلاقات المصرية الإيطالية” التي تشهد انتعاشا كبيرا. وفي 7 مارس الجاري اتهم وزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس الفلسطينية بالتورط في اغتيال النائب العام هشام بركات الصيف الماضي. وعكس هذا الاتهام إصرار السلطات المصرية على رفض أي تقارب مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة الفلسطيني. ويقول كوارتينغ “أعتقد أن الجيش قرر بالفعل عدم التوافق مع حماس. وصلني هذا الانطباع بقوة خلال زيارتي إلى مصر مؤخرا. قادة الجيش المصري يرون فيما بينهم أن قادة حماس إرهابيون يحرصون على أن يكونوا جزءا من تنظيم الإخوان المسلمين، ويرتبطون جميعا بعمليات إهرابية، ولا يبدو أن لدى قادة الجيش وقتا للحديث مع هذه العناصر في المستقبل المنظور”.وأضاف “النظام المصري وصل إلى قناعة بأنه أمام ‘معادلة صفرية’ جوهرها أنك لا تستطيع الحديث مع الإخوان المسلمين لأنهم سيحاولون على الدوام تحطيمك”. وكان ملف الإخوان المسلمين حاضرا بقوة على طاولة المباحثات التي جرت في نوفمبر الماضي بين السيسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن.

لكن نهاية الزيارة لم تكن سعيدة بالنسبة إلى السيسي، إذ أعلنت الحكومة البريطانية أن تفجير طائرة الركاب الروسية التي فوق سيناء في أكتوبر الماضي وراح ضحيته 224 شخصا، تم بقنبلة من قبل جماعات متشددة. وقال كوارتينغ “لا أتصور أن السيسي مازال يحظى بنفس الدرجة الشعبية التي كان يحظى بها إبان احتجاجات 30 يونيو 2013، لكني مازلت أعتقد أن توقيت الإعلان عن أن الطائرة الروسية تم إسقاطها أثناء زيارة السيسي إلى لندن في نوفمبر الماضي خطأ فادح من قبل المسؤولين البريطانيين”.

ليبيا شبيهة بسوريا

شهدت زيارة السيسي، التي قابله خلالها كوارتينغ مع مجموعة أخرى من السياسيين البريطانيين، أيضا حديثا مكثفا عن التدخل العسكري الغربي في ليبيا. النظام المصري وصل إلى قناعة بأنه أمام "معادلة صفرية" جوهرها أنك لا تستطيع الحديث مع الإخوان المسلمين لأنهم سيحاولون على الدوام تحطيمك

وبعد انتهاء زيارتهم إلى القاهرة مؤخرا، قال لي أحد أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم في لندن إن دبلوماسيا مصريا لخص علاقة بريطانيا بما يجري في ليبيا عندما قال إن لندن “لم توفر لليبيين خدمة ما بعد البيع”. وكان الدبلوماسي المصري يشير بحنكة إلى مشاركة حلف الناتو في إسقاط نظام معمر القذافي قبل نحو خمسة أعوام، ثم انصراف الغرب عن أحداث تسببت لاحقا في دخول البلاد إلى أتون صراع مسلح. وعلى إثر هذا الصراع، تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، وبات يشكل تهديدا للحكومة الهشة ومؤسساتها المنهارة. وتصاعدت دعوات الليبيين للغرب إلى التدخل عسكريا لمواجهة عناصر داعش وتنظيمات متشددة أخرى تنشط في مدينة بنغازي. لكن كوارتيغ مازال يعتقد أن “في ليبيا مشكلة رئيسية وهي انهيار مؤسسات الدولة، لذلك فإن قتل مجموعة من الناس الذين يحملون أفكارا متشددة لن يحل مشكلة تدمير المؤسسات المدنية للدولة، من الممكن أن يكون عنصرا من عناصر الحل، لكنه ليس الحل في حد ذاته”. وأضاف “الأمر لا يختلف كثيرا عن سوريا. هناك لدينا ثلاث مجموعات رئيسية: داعش، المعارضة السورية التي تتكون أساسا من مجموعات تكفيرية، والجيش السوري. في ليبيا أيضا لدينا داعش، وقوات خليفة حفتر التي تمثل الجيش الليبي، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من الإسلاميين المتشددين المتحالفين مع الإخوان المسلمين في طرابلس، الذين يحظون بدعم تركيا وقطر. ماذا نستطيع أن نفعل في وسط كل هذه الفوضى؟”.

كاتب مصري مقيم في لندن

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية ضربة بوتين للأسد

عبد الكريم أبو النصر/النهار/18 آذار 2016

"قرار الرئيس فلاديمير بوتين سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية في سوريا يغيّر قواعد اللعبة ويظهر أن التدخل العسكري الروسي الواسع النطاق في هذا البلد لم يكن يهدف الى التوّرط في حرب طويلة باهظة الثمن وغير مجدية لأن حل النزاع سياسي وليس عسكرياً بل كان يهدف الى دفع نظام الرئيس الأسد الى الانخراط في عملية تفاوضية جدية مع المعارضة وإعطاء الأولوية ليس لضمان بقاء الأسد بأي ثمن بل لعقد صفقة مع أميركا تحقق للروس مكاسب سياسية واستراتيجية وتؤدي الى انهاء الصراع السوري". هكذا اختصر مسؤول دولي في باريس أبعاد وأهداف القرار المفاجئ الذي أعلنه بوتين الاثنين الماضي وصدم الأسد لأنه يتناقض مع حساباته ومخططاته، وسلّط المسؤول الضوء على الوقائع والحقائق الأساسية الآتية المرتبطة بهذا القرار المهم:

أولاً، اتفق بوتين والأسد سراً في تشرين الأول على أمرين أساسيين: أولاً أن تتدخل روسيا عسكرياً على نطاق واسع في سوريا من أجل منع انهيار النظام وتعزيز مواقعه في مواجهة خصومه وضرب "داعش" والتنظيمات الارهابية وقوى المعارضة. ثانياً، أن حل النزاع سياسي وليس عسكرياً وينبغي تالياً إطلاق عملية تفاوضية جدّية بين ممثلي النظام والمعارضة في الوقت المناسب وبعد أن تهيئ القيادة الروسية الظروف المناسبة لها بالتفاهم مع الادارة الأميركية. لكن الأسد لم يحترم هذا الاتفاق بل أراد دفع روسيا الى التورّط في حرب طويلة في مقابل تمسّكه بشروطه المتشدّدة لحل النزاع المرفوضة دولياً واقليمياً.

ثانياً، في شباط الماضي أنجزت أميركا وروسيا اتفاقاً رسمياً بينهما يشكل تحوّلاً سياسياً في مسار النزاع، اذ أنه يفرض من جهة وقف الأعمال العدائية فترة زمنية غير محدّدة في سوريا، ويسحب من الأسد صلاحية محاولة انهاء الحرب استناداً الى مطالبه وشروطه، كما يسحب منه ورقة استخدام سياسة التجويع والحصار ضد المعارضين والمدنيين. والأهم من ذلك أن هذا الاتفاق ينص بوضوح على أن أميركا وروسيا "عازمتان على تقديم أقوى دعم لانهاء النزاع السوري وتهيئة الظروف لعملية انتقال سياسي ناجحة يقودها السوريون بتيسير من الأمم المتحدة من أجل التنفيذ الكامل لبيان ميونيخ وقرار مجلس الأمن الرقم 2254 وبيان فيينا وبيان جنيف للعام 2012" وهي نصوص تشدد كلها على أن الحل السياسي يتطلب الانتقال الى نظام جديد تعددي وتشكيل هيئة حكم انتقالي ذات سلطات تنفيذية كاملة". وترافق اعلان الاتفاق الاميركي – الروسي مع تأكيد بوتين للرئيس باراك أوباما أنه هو صاحب القرار في سوريا وليس الأسد. وقد أصدر مجلس الأمن القرار 2268 الذي تبنى فيه هذا الاتفاق ومنحه شرعية دولية. ثالثاً، بعد خرق النظام السوري الهدنة ومضمون الاتفاق الاميركي – الروسي طالبت الإدارة الأميركية القيادة الروسية بممارسة ضغوط جدية على الأسد لدفعه الى تنفيذ التفاهمات المتفق عليها، بل أنها اقترحت أن تهدد موسكو بسحب قواتها من سوريا في حال رفض الرئيس السوري الرضوخ للمطالب الأميركية – الروسية. رابعاً، لم تتبلغ واشنطن سلفاً قرار بوتين، لكن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى زار باريس في وقت سابق من هذا الشهر أبلغ المسؤولين الفرنسيين أن إدارة أوباما على اقتناع بأن الرئيس الروسي ينوي الضغط على الأسد من أجل تطبيق الحل السياسي للأزمة وهذا مردّه الى عاملين أساسيين: الأول أن التدخل العسكري الروسي الواسع في سوريا منح بوتين قدرة أكبر على ممارسة الضغط القوي على الأسد من أجل دفعه الى تطبيق الحل السياسي المتفق عليه دولياً، الثاني أن بوتين يريد تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية وليس التورّط في حرب طويلة باهظة الثمن ستقود الى طريق مسدود، مما يتطلب من القيادة الروسية التعاون جدياً مع أميركا وحلفائها من أجل حل الصراع سياسياً من طريق تطبيق القرارات والتفاهمات الدولية.

خامساً، تجاهل الأسد القرارات الدولية والتفاهمات الأميركية – الروسية على ضرورة التفاوض من أجل تنفيذ عملية انتقال السلطة الى نظام جديد تعددي، فأعلن المسؤولون السوريون رفض مناقشة انتقال السلطة وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي مع المعارضة وأكدوا معارضتهم الانتخابات الرئاسية المسبقة وطرح مصير الأسد على طاولة التفاوض في جنيف. فتلقى الأسد ضربة بوتين. وخلص المسؤول الدولي الى القول: "خطأ الأسد كبير اذ انه يشكل تحدياً لروسيا وللدول المؤثرة الأخرى ويضعه أمام خيارين: اما مواصلة التحدي الأمر الذي يقود الى انهاء حكمه، وإما التفاوض جدياً مع المعارضة الأمر الذي يقود الى نظام جديد وانهاء حكمه".

 

الوجود الروسي في سوريا: الأهداف المعلنة وغير المعلنة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/18 آذار/16

أي متابع للمشهد السياسي داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيلحظ شعورًا سائدًا بالحرج الغاضب إزاء قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سحب القوات من سوريا»، الذي يمثل أحدث الحيل التي أخرجها من جعبة الخدع السحرية لديه. والواضح أن طهران ودمشق ليس لديهما أدنى فكرة عن كيفية التكيف مع هذه المفاجأة. في كلا البلدين، اضطرت وسائل الإعلام المملوكة للدولة للانتظار عدة ساعات قبل الإعلان عن القرار الذي اتخذه بوتين، وحتى لدى الإعلان عن الخبر جاءت صياغته متحفظة. وفجأة، بدا كل الحديث عن الحلف الروسي - الإيراني الذي يعمل في تناغم لدحض «الإرهابيين» داخل سوريا ويقصي الولايات المتحدة وحلفاءها بالشرق الأوسط، أشبه بمجرد ثرثرة طفولية. ومع ذلك، فإن البعض منا كان مدركًا منذ اللحظة الأولى أن تدخل بوتين في سوريا لم يكن من أجل عيون الأسد ولا آيات الله، وإنما من أجل مصالحه الخاصة فحسب. وهذا تحديدًا ما كتبته في عمود نشرته هذه الصحيفة بتاريخ 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وذكرت في مقالي أنه، «في اللحظة الراهنة، لا يمكن لأحد معرفة على وجه اليقين أين سينتهي التدخل الروسي في سوريا، ذلك أن خوض الحروب غالبًا ما يكون سهلاً، بينما دائمًا ما يكون الخروج عسيرًا. وإذا اعتمدنا على التصريحات الصادرة من موسكو، سنجد أن الهدف الروسي هو الحيلولة دون سقوط الرئيس بشار الأسد المحاصر. وبغض النظر عن مدى إمكانية تحقيق هذا الهدف فعليًا، فإنه من الأفضل للأسد عدم الثقة بمثل هذه الاحتمالية». وعلى امتداد الجزء الباقي من المقال، استعرضت أمثلة للخيانة الروسية في التعامل مع حلفاء «أنقذتهم» موسكو أو حتى فرضتهم على بلادهم، ثم تخلت عنهم بكل بساطة.

من جهته، أعلن بوتين عددًا من الأهداف وراء تدخله في سوريا. وتدعي حاشيته أنه عندما بعث قواته الجوية لقصف حلب، كان الأسد على وشك الانهيار، حيث كان قابعًا داخل ملاذه الدمشقي، عاجزًا عن استعادة أي من المناطق التي فقد السيطرة عليها، في الوقت الذي كان أعداؤه عاجزين فيه عن الاستيلاء على آخر معاقله. ومع ذلك، فإن تدخل بوتين لم يمنح الأسد بوليصة تأمين على الحياة - حقيقة انعكست على التصريحات الروسية الأخيرة حول أن موسكو غير ملتزمة بالضرورة بإطالة فترة بقاء نظام الأسد. من جانبه، شدد ألكسندر بورتنيكوف، رئيس خدمة الأمن الاتحادية الروسي، على أن تدخل بلاده في سوريا لم يكن بهدف دعم الأسد، وإنما «محاربة الإرهاب». وكثيرًا ما أشار بوتين والمحيطون به إلى «هزيمة وتدمير الإرهاب» في سوريا باعتباره هدفهم. إلا أن ذلك أيضًا لم يتحقق.

في الواقع، لم تقم موسكو بأي تحرك ضد تنظيم داعش، الذي احتفظ بكامل المناطق التي يسيطر عليها داخل سوريا، ولم يتكبد خسائر إلا بالعراق. من جهته، اعترف نيكولاي بانوف، نائب وزير الدفاع، الثلاثاء، بأنه «ما يزال من المبكر للغاية الحديث عن الانتصار على الإرهاب».

في المقابل، شنت روسيا غارات قصف بالغة الوحشية ضد الجماعات الأخرى المسلحة المناهضة للأسد، بما في ذلك التي يفترض أنها جزء من عملية التفاوض. وحتى على هذا الصعيد، لم تفلح روسيا إلا في إلحاق أضرار طفيفة بـ«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» وما يزيد على عشرين جماعة مسلحة أخرى، ما ترك سوريا في صورة خليط من «إمارات» متباينة تتمتع كل منها باستقلال ذاتي. أما الهدف الثالث المعلن لروسيا، وإن كان لم يجر التصريح به سوى همسًا، فهو تحويل حقوق إرساء السفن التي تحظى بها داخل ميناء طرطوس السوري المطل على البحر المتوسط، إلى قاعدة جوية - بحرية دائمة. وقد أخفق بوتين في تحقيق هذا الهدف أيضًا. ويكمن السبب وراء هذا الإخفاق في أن القاعدة المعرضة طيلة الوقت لهجمات من المنطقة الخلفية لها، لا تحمل أهمية استراتيجية تذكر. في إطار حرب كبرى تشارك بها قوى كبرى من حلف «الناتو»، فإن البحرية الروسية ستضطر للتفاوض للمرور عبر الكثير من المضايق في طريقها من بحر أزوف وجزيرة القرم، مرورًا بالبحر الأسود، ووصولاً إلى بحر إيجه، قبل الدخول إلى البحر المتوسط والاستقرار في طرطوس. أما في إطار الحروب غير المتكافئة، فإنه قد تصعب حماية طرطوس، ناهيك عن الاستعانة بها كنقطة انطلاق رئيسية بأي من المواجهات الاستراتيجية.

بمعنى آخر، مني بوتين بالفشل في تحقيق أي من الأهداف الثلاثة التي أعلنها لدى إرساله قواته الجوية إلى سوريا التي حولت أجزاء منها إلى تلال من الركام والحطام أثارت في ذاكرة المرء مشاهد غروزني أو كابل بعد القصف الروسي. في خضم ذلك، سقط على يديه آلاف القتلى من المدنيين السوريين، وتسبب في دفع أكثر من 100.000 آخرين إلى الفرار من ديارهم. والملاحظ أن روسيا ذاتها تكبدت خسائر فادحة، بينها 700 قتيل على الأقل بينهم جميع ركاب وأفراد طاقم طائرة نفاثة أسقطها إرهابيو «داعش». كما أصيب مئات آخرون، بعضهم يعاني من إصابات خطيرة. وبذلك يتضح أن التدخل الروسي لم يفلح في تحقيق أي مكاسب ملموسة لموسكو أو أي طرف آخر على الأرض. الآن، ماذا عن الميزات غير الملموسة التي ربما حققتها سياسة بوتين لروسيا؟ بالتأكيد ساعد تدخل بوتين في سوريا على نسيان الجميع مع جرى في القرم، على الأقل في الوقت الراهن. وبفضل فن تبديل عناوين الصحف الرئيسية، نسي الرأي العام العالمي الحيل التي مارستها روسيا ضد استقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها. كما لم يعد أحد يتذكر أن روسيا ما تزال تحتل 25 في المائة من أراضي جورجيا. كما ساعد التدخل في سوريا بوتين على الترويج لنفسه باعتباره قائدًا قويًا على استعداد لحماية حلفاء موسكو، على النقيض من باراك أوباما الضعيف الذي تخصص في طعن حلفاء بلاده في الظهر. من بين الأهداف الأخرى غير المعلنة الأخرى وراء التدخل الروسي في سوريا رغبة بوتين في إبطاء، إن لم يكن وقف، مسيرة طهران نحو تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة في أعقاب ما يطلق عليه الاتفاق النووي. وقد أعطى تدخل بوتين في سوريا للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، فرصة التسويق لاستراتيجيته القائمة على فكرة «التطلع شرقًا»، في مواجهة التوجه الداعم للانفتاح على الولايات المتحدة الذي يتزعمه فصيل رفسنجاني المنافس. وداخل سوريا ذاتها، ربما حمل تدخل بوتين وراءه هدفًا آخر غير معلن: تجديد الاتصال المباشر بالمؤسسة العسكرية السورية على المستويات المتوسطة والعليا. يذكر أن معظم القادة العسكريين السوريين تلقوا تدريبهم بالاتحاد السوفياتي السابق، لكن فقدوا الاتصال بموسكو منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ووفرت الأشهر الستة الأخيرة لروسيا فرصة تجديد الاتصال معهم، وبالتالي كسب صوت مهم في تقرير الشكل المستقبلي لسوريا، إذا ما نجحت الدولة المنهارة في جمع أشلائها مجددًا. ومما سبق يتضح أنه رغم إخفاق بوتين في تحقيق أهدافه المعلنة، فإنه ربما نجح في تحقيق - على الأقل - بعض الأهداف الأخرى غير المعلنة.