المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march20.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد الشعانين/دخول يسوع إلى أورشليم

أَنْتُم جَميعًا شُرَكائِي في نِعْمَتِي، سَواءً في قُيُودِي أَو في دِفَاعِي عَنِ الإِنْجِيلِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت/والنص/الياس بجاني:تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

أحد الشعانين: المعاني والعبر/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الشرق الأوسط: خط الجرذان".. خيط ضمن تحالف إيران وحزب الله والقاعدة..بن لادن والعدل والزرقاوي أبرز من تم إخلاؤهم عبر "خط الجرذان"

سلام: لبنان أخطأ بحق العرب.. ومواجهة تمدد إيران مشروعة

3 جثث لـ «حزب الله» مقابل إطلاق القطريين المخطوفين في العراق

بري يُصعّد ويرفع وتيرة انتقاداته لعون: سنواجه التقسيم بالسلاح لصون الوحدة الوطنية

جعجع متمسك بمرشحه أكثر من أي وقت مضى

درباس لـ”السياسة”: لبنان ليس قادراً على تحمل المزيد من العقوبات العربية

بيضون: مناصرو "حزب الله" يدفعون ضريبة طموحات خامنئي

«حزب الله» يتصدّر لائحة الإرهاب في الكويت

بري ناقش وسلام تفعيل العمل حكومياً ونيابياً

خلية طوارئ تعيد الإنترنت الى «اليرزة».. والبرلمان قريباً/باسم سعد/المستقبل

لبنان يتخلّص من نفاياته و«يطمر رأسه» في «الرمال المتحرّكة»

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/3/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 19 آذار 2016

"امل" تطلق قريبا ماكينتها للانتخابات البلديــة بري حضها على الانتهاء عاجلاً من التحضيرات

فارس سعيد: لا مساكنة مع سلاح "حزب الله"

بري استقبل سلام وتلقى برقيتي تهنئة برئاسة الاتحاد البرلماني العربي

قليموس رئيسا للرابطة المارونية: نلتزم بالأصالة المارونية والسعي لاستنهاض الحالة المسيحية واستعادة الدور المسيحي الطليعي

بري وجنبلاط سمعا انهما أخطأا في تبنّي ترشيح فرنجية/رضوان عقيل/النهار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مجلس الانماء والاعمار: بدء نقل النفايات المتراكمة الى المطمر الصحي في الناعمة

أوجيرو ردت على ال ام تي في: لن نسكت بعد اليوم عن التطاول على سمعتنا وسنعمد الى اعلان المزيد من الحقائق

مجدلاني: حاليا ليس هناك من بديل من المطامر وضغط الكارثة على اللبنانيين هو ما سرع الحل

يوسف: لـجنة "المال" تأخّرت في التحرّك باتجاه ازمة النفايات وتخوّف على وضعنا الاقتصادي بسبب "ضغط" الحصار الخليجي

عبود: الحوار أول ضحايا الخلاف مع بري ونحن نرد الضربات وسقف تحركنا مفتوح

غازي يوسف: جنون باسيل لا يعقل ويسيء الى جميع اللبنانيين

حرب بعد لقائه سلام: تمنيت على دولته مواكبتنا بقضية الانترنت غير الشرعي وإعطاء التوجيهات للأجهزة المعنية لوضع حد نهائي للموضوع

مقتل مواطن برصاصة في الرأس داخل مشغل ألومينيوم في سعدنايل

قاووق: هل كان الهجوم على حزب الله وتصنيفه إرهابيا سيعوض للنظام السعودي خسارته في اليمن

رعد حذر من خطورة تسلل المخدرات إلى المدارس: كل اتصال خلوي أو عبر الإنترنت يتتبعه الإسرائيلي لحظة بلحظة

مذكرات تسلم لبان خلال زيارته لصون الحقوق والصيغة اللبنانية وتثبيت هوية مزارع شبعا والغاء معاهدات زمن الاحتلال السوري

 النفايات الى الناعمة بدءا بالمكدّس والنقل الـــى المطامر بالتوازي

"امن الدولة" بين بري وسلام وحرب يثير "الصراع" في التفتيش المركزي

خيار ارجاء الانتخابات البلدية يتقدم والتيار يلوح بنسف طاولة الحـوار

ارتفاع عدد الوافدين إلى لبنان في شباط إلى 97،298 و36% مــن العــرب و33% مــن الأوروبييـن

حملة مكافحة المخدرات في الـــجنوب مستمرة: مزيد من المتعاطين والمروجين في قبضة قوى الأمن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تريد تهدئة مع الخليجيين بلا تنازلات والكويت قبلت بمهمة الوساطة بين طهران وبقية دول الخليج دون أي أوهام بشأن نجاحها.

بلجيكا.. اتهام صلاح عبد السلام رسميا بالإرهاب والقتل

تفجير انتحاري وسط اسطنبول يقتل 5 أشخاص ومقتل إسرائيليين يحملان أيضا الجنسية الأميركية بالتفجير ومصير ثالث ما زال مجهولاً

تحطم طائرة إماراتية تابعة لشركة “فلاي دبي” من طراز “بوينغ” ومقتل 62 شخصاً كانوا على متنها

دي ميستورا يدعو النظام السوري لتقديم رؤيته بشأن الانتقال السياسي ووفد دمشق اعتبر أنه لا يحق له ممارسة الضغوط

روسيا حوّلت سورية ميدان تجارب لأسلحتها

الأسد التقى خرازي: انتصار الشعب السوري وحلفائه سيساهم في قيام عالم أكثر توازنا وعدالة

التنسيق الاميركي - الروسي سوريًّا يحمل كيري الى موسكو الاربعاء/تقدم قطار المفاوضات مرتبط بمدى تجاوب الــدول الاقليمية الوازنة

ديبكا فايلز: الطيران الروسي يتعهد بالدفاع عن الدولة الكردية

"الخليج": على أكراد سوريا ألا يرتكبوا خطيئة تاريخية وأي خطوة ناقصــــــة قد تثير نقمة دول الجوار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدكتور سعود المولى  لـ«المستقبل»: الشيعة لبنانيون أولاً وحزب الله يخوض مواجهة خاسرة مع الشعب السوري»/حاوره: يقظان التقي/المستقبل

أقدام وسواعد/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

عن الحزب وأتباعه.. المصابين بداء «النصر«/محمد مشموشي/المستقبل

حروب الأخوة الأعداء في الشارع العراقي/داود البصري/السياسة

نائب ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان فيليب لازارينيلـ"النهار": بان ويونغ - كيم في لبنان لتجديد الدعم الدولي ننظر في موارد مالية وخلق وظائف ولحل متدرّج لأزمة النفايات/ريتا صفير/النهار/ علي حماده/النهار

الأكراد يفتتحون مسلسل الفَدْرَلَة/ الياس الديري/النهار

هل سيدفع حزب الله ثمن تطهير ايران من الارهاب/ فايزة دياب/جنوبية

بري: لوين آخدنا عون/بسام النونو/المستقبل

حكايتنا مع.. روسيا/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

مع «حليف» مثل أوباما، لا تحتاج إلى أعداء/الياس حرفوش/الحياة

بان كي مون… وداع لا يليق بالأمم المتحدة/خيرالله خيرالله/العرب

موسكو تعترض الصلاحيات «السيادية» و... تنسحب/ حازم الامين/الحياة

وداعا بشار الأسد/أحمد عدنان/العرب

فوضى المعارضة وإعلامها في «جنيف3»/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أحد الشعانين/دخول يسوع إلى أورشليم

"إنجيل القدّيس يوحنّا12/من12حتى22/:"لَمَّا سَمِعَ الجَمْعُ الكَثِير، الَّذي أَتَى إِلى العِيد، أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلى أُورَشَليم، حَمَلُوا سَعَفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: «هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ، مَلِكُ إِسرائِيل». ووَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَرَكِبَ عَلَيْه، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «لا تَخَافِي، يَا ٱبْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَان». ومَا فَهِمَ تَلامِيذُهُ ذلِكَ، أَوَّلَ الأَمْر، ولكِنَّهُم تَذَكَّرُوا، حِينَ مُجِّدَ يَسُوع، أَنَّ ذلِكَ كُتِبَ عَنْهُ، وأَنَّهُم صَنَعُوهُ لَهُ. والجَمْعُ الَّذي كَانَ مَعَ يَسُوع، حِينَ دَعَا لَعَازَرَ مِنَ القَبْرِ وأَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، كَانَ يَشْهَدُ لَهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا لاقَاهُ الجَمْع، لأَنَّهُم سَمِعُوا أَنَّهُ صَنَعَ تِلْكَ الآيَة. فَقَالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُم لِبَعْض: «أُنْظُرُوا: إِنَّكُم لا تَنْفَعُونَ شَيْئًا! هَا هُوَ العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ ورَاءَهُ!». وكَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع». فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع".

 

أَنْتُم جَميعًا شُرَكائِي في نِعْمَتِي، سَواءً في قُيُودِي أَو في دِفَاعِي عَنِ الإِنْجِيلِ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي01/من01حتى13/:"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ وطِيمُوتَاوُس، عَبْدَي المَسيحِ يَسُوع، إِلى جَميعِ القِدِّيسِينَ في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذِينَ في فِيلِبِّي، مع الأَساقِفَةِ والشَّمامِسَة: أَلنِّعْمَةُ لَكُم، والسَّلامُ منَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح! أَشْكُرُ إِلهِي، كُلَّمَا ذَكَرْتُكُم، ضَارِعًا بِفَرَحٍ على الدَّوَامِ في كُلِّ صَلَواتِي مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، لِمُشَارَكَتِكُم في الإِنْجِيلِ مُنْذُ أَوَّلِ يَومٍ إِلى الآن. وإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّ الَّذي بَدأَ فِيكُم هذَا العَمَلَ الصَّالِحَ سَيُكَمِّلُهُ حتَّى يَومِ المَسِيحِ يَسُوع. فَإِنَّهُ مِنَ العَدْلِ أَنْ يَكُونَ لي هذَا الشُّعُورُ نَحْوَكُم جَمِيعًا، لأَنِّي أَحْمِلُكُم في قَلبي، أَنْتُم جَميعًا شُرَكائِي في نِعْمَتِي، سَواءً في قُيُودِي أَو في دِفَاعِي عَنِ الإِنْجِيلِ وتَثْبِيتِهِ، فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لي كَمْ أَتَشَوَّقُ إِلَيكُم جمِيعًا في أَحْشَاءِ المَسِيحِ يَسُوع. وهذِهِ صَلاتي أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُم أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ في كُلِّ فَهْمٍ ومَعْرِفَة، لِتُمَيِّزُوا مَا هُوَ الأَفْضَل، فتَكُونوا أَنْقِيَاءَ وبِغَيْرِ عِثَارٍ إِلى يَوْمِ المَسِيح، مُمْتَلِئِينَ مِن ثَمَر البِرِّ بِيَسُوعَ المَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ ومَدْحِهِ. أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ مَا حَدَثَ لي قَد أَدَّى بِالحَرِيِّ إِلى نَجَاحِ الإِنْجِيل، حتَّى إِنَّ قُيُودِي مِن أَجْلِ المَسِيحِ صَارَتْ مَشْهُورَةً في دَارِ الوِلايَةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ مَكَانٍ آخَر.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت/والنص/الياس بجاني:تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/19/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني:تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/20 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20chanien.mp3

بالصوت/فورماتWMA /الياس بجاني:تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/20 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20chaanien.wma

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني

"هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" (المزمور 118/26)

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي" (متى9:21)". دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: "لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان". وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: "أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه".

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس "أحد الشعانين" وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً "أحد السعف" والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف "بيوم السباسب" وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

"هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، "بيت عنيا"، تعني بالعبرية "بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: "ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: "ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم" ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: "أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، "أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب" والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: "لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن"، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: "آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ" (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، "مبارك الآتي باسم الرب"، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 "مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم" (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام "ياهو" أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي "يسوع المسيح سلامنا" (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن "الشخص البشري هو قلب السلام" (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: "إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا". الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: "هو شعنا"، أو "أوصنا" كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، "إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم".

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته "ملك إسرائيل" فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما "بنت صهيون" فهو تعبير مرادف لأورشليم "الفردوس" في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

"أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين".

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 تفاصيل الأخبار اللبنانية

الشرق الأوسط: خط الجرذان".. خيط ضمن تحالف إيران وحزب الله والقاعدة..بن لادن والعدل والزرقاوي أبرز من تم إخلاؤهم عبر "خط الجرذان"

/20 آذار/16/دبي - قناة العربية/"خط الجرذان".. خيط جديد يضاف إلى سلسلة خيوط وشبكات تجمع الحرس الثوري و"حزب الله" بالتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة. وفق وثائق وأقوال منشقين عن الحرس ومحامين من أهالي ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر، أنشأت طهران عقب الهجمات ممراً لإخلاء عائلات مسؤولي "القاعدة" من أفغانستان. الوثائق التي أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" وجودها، أشارت إلى أن أبرز القيادات التي تم إخلاؤها عبر "خط الجرذان" هي أسامة بن لادن وسيف العدل وأبو مصعب الزرقاوي. التورط الإيراني لا يقف عند مساعدة قيادات القاعدة على الهروب فحسب، بل تبرز تصريحات السيناتور الجمهوري كينيث تمرمان نقطة محورية أغفلها تقرير لجنة التحقيق بأحداث 11/9، وهي اللقاءات التي جمعت محمد عطا ورمزي بن شيبة، منسق الاعتداءات في عدة مدن أوروبية، وسفر الأخير إلى أفغانستان وتوقفه في طريق العودة في طهران. ألمانيا دعمت الرواية هذه بإفادات تظهر نيل بن شيبة تأشيرة دخول من السفارة الإيرانية في برلين. خبراء أميركيون شاركوا في التحقيقات أكدوا أن العلاقة بين طهران و"القاعدة" ليست مستجدة، وكان حرس الحدود الإيراني يسهل انتقال قيادات التنظيم إلى أفغانستان عبر امتناعه عن ختم جوازاتهم. التعاون مع القاعدة انتقل وفق وثائق وشهادات إلى مستوى آخر، شمل تنسيق التنظيم مع الميليشيات الشيعية لاسيما "حزب الله"، عن طريق إرسال بن لادن مقاتلين للتدرب في معسكرات للحزب كان يديرها عماد مغنية في لبنان بإشراف الحرس الثوري. تقارير أخرى تناولت أيضاً معلومات أشد تعقيداً، أشارت بالاستناد إلى تسجيلات صوتية حول قدوم بن لادن نفسه إلى إيران في العام 2004، حين كان الشخصية الأولى عالمياً على لائحة المطلوبين أميركياً.

 

سلام: لبنان أخطأ بحق العرب.. ومواجهة تمدد إيران مشروعة

دبي - قناة العربية/20 آذار/16/اعترف رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام بأن لبنان أخطأ بحق دول الخليج العربي والعرب مؤكدا أنه سيتم إصلاح هذا الخطأ عبر التزام الإجماع العربي في كل الاستحقاقات المقبلة وانتقد سلام في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" دور إيران وميليشيا حزب الله وتدخلهما في شؤون بعض الدول العربية. واعتبر مواجهة الدول العربية لهذا التمدد مشروعة.ورأى سلام أن الحل الوحيد لمواجهة نفوذ حزب الله هو خيار الدولة رافضا أن يتخذ الحزب من لبنان منصة لمحاربة الدول العربية. وأضاف أنه ليس لدى لبنان أي لبس في ما يخص أمن واستقرار دول الخليج والدول العربية مكررا مطالبته لحسن نصر الله بألا يهاجم الخليج والسعودية تحديدا. مع رفضه القاطع بأن يتم اتخاذ لبنان منصة لمحاربة أو تشكيل حالة عداءٍ مع دول الخليج.

 

3 جثث لـ «حزب الله» مقابل إطلاق القطريين المخطوفين في العراق

لندن: «الشرق الأوسط/20 آذار/16/طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع يقيم في عاصمة عربية مجاورة للعراق فإن خاطفي القطريين «هم بالأصل ينتمون إلى جماعة أبو الفضل العباس التي كان لعناصرها نشاط قوي في سوريا بدعم نظام بشار الأسد تحت ذريعة حماية المراقد الشيعية لا سيما مرقد السيدة زينب». وحسب المصدر فإن الخاطفين سلموا المخطوفين القطريين إلى جماعة كتائب حزب الله العراقي المرتبطة بحزب الله اللبناني. وأضاف المصدر في اتصال هاتفي أن «الحكومة العراقية لم تعد على صلة بالتطورات الخاصة بملف المخطوفين القطريين، حيث إن هذا من الشروط التي وضعها الخاطفون، الذين وزعوا المخطوفين على عدة أماكن في العراق، من بينها جرف الصخر والرزازة وكذلك مدينة الناصرية، وكل هذه الأماكن جنوب العاصمة بغداد»، مشيرا إلى أن الخاطفين اشترطوا السرية التامة في المفاوضات، حيث فوضوا السفير الكويتي للقيام بهذه المهمة. وكشف المصدر أن مهمة المفاوضات تتركز الآن حول وجود 9 من عناصر «حزب الله» لدى تنظيم داعش، وهو يطالب بهم كثمن لإقناع الخاطفين بإطلاق سراح القطريين علما بأن «داعش» كان قد أصدر فيلما بإعدام ثلاثة من هؤلاء التسعة، حيث طالب «حزب الله» بتسليم جثثهم مقابل الإفراج، مبينا أن «المشكلة هي كيفية الوصول إلى (داعش) لغرض إقناعهم بتسليم الجثث على أمل أن يتم إغراؤه بالمال، وهو أمر مستبعد، لأن التنظيم لا يزال يحصل شهريا على ما نسبته 40 في المائة مما كان يحصل عليه سابقا، وهو مبلغ 60 مليون دولار، بينما اليوم يبلغ مدخوله بين 25 إلى 30 مليون دولار وهو ما يجعله في حالة من الرخاوة المالية». وتابع المصدر المطلع بأن «المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الخاطفين باتوا يسمحون للمخطوفين باستخدام الهاتف لإجراء اتصالات مع ذويهم».يذكر أن القطريين الـ19 تم اختطافهم من قبل مجموعة مسلحة في بادية السماوة جنوب بغداد في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2015، بعد أن كانوا حصلوا على تأشيرات رسمية من قبل السلطات العراقية لممارسة هواية الصيد.

 

بري يُصعّد ويرفع وتيرة انتقاداته لعون: سنواجه التقسيم بالسلاح لصون الوحدة الوطنية

جعجع متمسك بمرشحه أكثر من أي وقت مضى

بيروت – “السياسة”:/20 آذار/16/يعكس استمرار الخلافات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون وتصاعدها في الأيام القليلة الماضية، التباعد الواضح في الخيارات السياسية للرجلين من جملة قضايا في طليعتها الانتخابات الرئاسية التي لا يؤيد بري فيها انتخاب عون وإنما يحبذ انتخاب رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية رئيساً وقد أبلغ ذلك إلى عدد من حلفائه في “8 آذار”، الأمر الذي دفع عون إلى التصعيد في وجه بري، من خلال المشادة الكلامية التي جرت في مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، بعدما تحدث وزير الخارجية جبران باسيل عن “الذمية السياسية”، في إطار كلام توجه به إلى وزير المال علي حسن خليل، وهذا ما أثار رفض بري الذي انتقد بعنف ما صدر عن باسيل من كلام نافر، اعتقد اللبنانيون أنه أصبح وراءهم. وشدد بري أمام زواره، على “أننا سنواجه التقسيم بالسلاح لصون الوحدة الوطنية”، مضيفاً إن “التقسيم خط أحمر ولن نسمح بتفتيت الدولة وضياع لبنان”، في حين شددت أوساط نيابية مقربة من بري لـ”السياسة” على أن رئيس المجلس النيابي يريد انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، باعتباره المدخل لإخراج البلد من أزماته، وتالياً لا بد من حضور النواب جلسة الانتخاب، ليكون للبنان رئيس يعيد تفعيل المؤسسات لتقوم بدورها على أكمل وجه، لأن استمرار الشغور سيأخذ لبنان إلى مزيد من المجهول. وأشارت إلى أن الحريق المندلع في المنطقة، يحتّم على اللبنانيين التوحد والتماسك في مواجهة التحديات الصعبة التي تنتظر لبنان على أكثر من صعيد.وكان بري التقى أمس، رئيس الحكومة تمام سلام وجرى استعراض لمختلف التطورات الداخلية والإقليمية وسبل تفعيل عمل الحكومة والإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وفي سياق متصل، رأى عضو “كتلة المستقبل” النيابية غازي يوسف، أن الجنون الذي يتصرف وفقه الوزير باسيل يسيء إلى جميع اللبنانيين، عدا عن التعيينات التي يقوم بها وكيفية تعاطيه مع السفراء وطريقة الازدراء التي يتصرف على أساسها معهم. من جهة أخرى، علمت “السياسة” أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بعث برسالة إلى رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، عبر النائب ابراهيم كنعان الذي زاره أول من أمس، مفادها أنه مستمر في دعمه للرئاسة الأولى أكثر من أي وقت مضى، ويرى أنه الأفضل لتولي هذا المنصب من بين كل القيادات المارونية، حيث أن هناك فرصة كبيرة ليستعيد لبنان عافيته وتماسكه ووحدته، شريطة أن يقتنع “حزب الله” بضرورة حضور نوابه إلى المجلس النيابي ليكتمل النصاب ويُصار إلى انتخاب عون رئيساً، لأن استمرار تغيب نواب الحزب عن جلسات الانتخاب، يثير الكثير من الأسئلة عن حقيقة موقفه من الموضوع الرئاسي، وبالتحديد بشأن جدية إعلانه الدائم أنه يدعم النائب عون للرئاسة الأولى.وعُلم أن “القوات اللبنانية” قطعت شوطاً بعيداً في إطار تحضيراتها لإقامة تحالف بينها وبين “التيار الوطني الحر” في الانتخابات البلدية المقررة في مايو المقبل، إذا تمكنت الحكومة من إجرائها في هذا الموعد، في إطار التأكيد على تفاهم معراب وتعميمه، على طريق التمهيد لتوافق أوسع في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يعمل على استكمال هذه التحضيرات على مستوى القواعد الشعبية، من خلال اجتماعات ولقاءات تعقد لهذه الغاية. وفي هذا الإطار، عُلم أن هناك مشاورات تجري بين “القوات” و”التيار” للبحث في إمكانية ترشيح رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب إلى الانتخابات البلدية المقبلة، في وقت تتجه الكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف إلى تشكيل لائحة خاصة

 

درباس لـ”السياسة”: لبنان ليس قادراً على تحمل المزيد من العقوبات العربية

/20 آذار/16/بيروت – “السياسة”: ترجمة لقرار مجلس الوزراء الأخير، بدأت أمس، عملية إزالة النفايات من الشوارع من جميع المناطق، حيث دخلت الشاحنات المحملة بالنفايات إلى مطمر الناعمة، في ظل انتشار للقوى الأمنية منعاً لأي عرقلة لتنفيذ الخطة، فيما أكد وزير الزراعة أكرم شهيب أن العملية تنطلق بالتوازي بين جميع المطامر، على أن تبدأ بالنفايات المكدسة في الشوارع، آملاً أن تصل هذه الخطة إلى خواتيمها. وأعرب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، عن أمله في أن تستعيد الحكومة تضامنها وتماسكها، بعدما استطاعت أن تتخلص من “وسخها” من خلال حل أزمة النفايات التي استمرت شهوراً. وقال لـ”السياسة”، أمس: “لقد استطعنا تخطي هذه المرحلة بكل سلبياتها، لكننا نجهل ماذا ينتظرنا من مشكلات أخرى، لأنه كلما داوينا جرحاً سال جرح”. ولفت درباس إلى أن لبنان على موعد الأسبوع المقبل مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيرافقه رئيس البنك الدولي ورئيس البنك الإسلامي، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يعرف ما يعانيه لبنان على صعيد أزمة النازحين وما تتطلبه أعباء استضافة ما يقارب مليوني سوري على الأراضي اللبنانية، “وبالتأكيد فإننا سنضع الخطط والمشروعات التي جهزناها أمام الزائر الدولي والوفد المرافق، كي يعرف الجميع أننا وصلنا إلى مرحلة لم يعد باستطاعتنا التحمل، لأن إمكاناتنا محدودة وبتنا عاجزين عن الاستجابة لمتطلبات النزوح على مختلف الأصعدة، حيث تشير الأرقام إلى تراجع مخيف وتحديداً على الصعيد الاقتصادي، إضافة إلى أن أوضاعنا السياسية المضطربة، لا تجعلنا قادرين على تحمل المزيد من العقوبات التي فرضتها دول عربية علينا في الفترة الأخيرة، بعدما حرمنا من موارد سياحية بسبب عدم مجيء الأشقاء الخليجيين والعرب إلى لبنان وكذلك الأمر من وقف التعامل التجاري مع دول مجلس التعاون، ما يجعلنا بحاجة إلى تدخل المجتمع الدولي من أجل تخفيف الأعباء.

 

بيضون: مناصرو "حزب الله" يدفعون ضريبة طموحات خامنئي

صحيفة عكاظ السعودية/19 آذار/16/ أكد الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون "الكل يعلم أن جمهور "حزب الله" يدفع ضريبة غالية من أجل طموحات المرشد في إيران علي خامنئي وليس من أجل قضية عادلة. هناك تململ كبير لأن الخسائر كبيرة فيما النتائج عمليا غير مرئية أو لا يمكن الحفاظ على ما يحققه الحزب ميدانيا في سورية. كما أن المرشد في إيران باتت هيبته ضعيفة بعد الانتخابات الأخيرة، كل هذه العوامل أدخلت القلق إلى البيئة المحتضنة لحزب الله". بيضون، وفي حديث الى صحيفة "عكاظ" السعودية، قال:""حزب الله" بات يشكل عبئا على لبنان وعلى شيعة لبنان، لقد حملهم أكثر بكثير مما يمكن تحمله، وبات تهديده لهم تهديدا مصيريا، فأكثرية الشيعة المغتربين يعارضون "حزب الله" كما أكثرية الشيعة الموجودين في لبنان، إلا أن الأزمة أن أي أحد من الأطراف الداخلية أو الخارجية لم يحتضن هؤلاء الشيعة المعارضين للحزب وسياساته وأجندته الإيرانية".وختم بيضون:"إن "حزب الله" مستمر في تدخله بالحرب السورية لأن موقفه متطابق مع الموقف الإيراني الذي ينص على أن بشار الأسد خط أحمر، وعليه فإن إيران مستمرة بهذه المعركة حتى النهاية، وبدا واضحا تماما الفارق بين النظرة الإيرانية من الأزمة السورية التي تريد الحسم العسكري وبين النظرة الروسية التي تموضعت باتجاه الحل السياسي قبل نهاية ولاية أوباما".

 

«حزب الله» يتصدّر لائحة الإرهاب في الكويت

جانا حويس/المستقبل/19 آذار/16

انتشر امس على مواقع التواصل الاجتماعي إعلان من دولة الكويت يطلب ممن يمتلك من مواطنيها معلومات عن اي شخص يدعم او يؤيد «حزب الله» التبليغ عنه فوراً. وجاء في الاعلان «اخي المواطن والمقيم ساهم معنا بالاتصال والابلاغ عن اي شخص ينتمي او متعاطف الى منظمة حزب الله الارهابية على الرقم ... والتعامل سيكون بسرية«. الاعلان وضع رسوم كافة اعلام الحزب وكل الحركات المنضوية تحت لوائه في العراق واليمن وسوريا مثل «سرايا الجهاد» و»لواء المنتظر» و»كتائب حزب الله»، واحدى عشرة حركة اخرى. استبق انتشار هذا الخبر بنشر احدى صحف الكويت معلومات عن عدم تجديد اجازات عمل 1100 لبناني عاملين هناك. وبالتالي، ليس صحيحاً ان هذا الإعلان يشكل صفعة لكل اللبنانيين، أو حتى للشيعة منهم أجمعين، وأنهم أصبحوا «كبش المحرقة» كما أراد لهم حزب ولاية الفقيه، بحيث تطالهم إجراءات صارمة في دول الخليج الصديقة، فالإعلان واضح وصريح وهو يطال المنتمين والمتعاطفين مع «منظمة حزب الله الإرهابية»، فلا مكان للإجمال، ولا مجال للاصطياد في الماء العكر. ولكن، من دون أدنى شك، الارهاب الذي استطاع اللبنانيون ابعاد انفسهم وبلدهم عنه طيلة السنوات التي اعقبت احداث «11 سبتمبر» في الولايات المتحدة الاميركية، استجلبه الحزب بكامل ارادته وتصميمه اليهم داخل لبنان وخارجه، حتى باتوا مضطرين الى اعادة التأكيد مرارا وتكرارا على مناهضتهم ومعارضتهم لكل تدخلاته في الدول العربية على الرغم من كونه مكوناً لبنانياً اساسياً. وهم لم يترددوا في الاعتذار، الاعتذار نيابة عن شعب كامل مما يقترفه البعض منهم. ولأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وستهدأ العاصفة وتستكين مهما جهد حزب الله وجاهد للنفخ في أبواق الفتنة التي يحضر لها، وسيعود اللبنانيون الشرفاء الى قضاياهم الطبيعية، ولن يتغير شيء عليهم: سيبقى الخليج ملاذهم الأول وتدخلات وانتهاكات «حزب الله» اللا مبررة .. الى الجحيم.

 

بري ناقش وسلام تفعيل العمل حكومياً ونيابياً

 بيروت - «الحياة/20 آذار/16عرض رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية أمس، الأوضاع والتطورات، مع رئيس الحكومة تمام سلام. وتناول الاجتماع الذي دام أكثر من ساعة تفعيل عمل الحكومة والمجلس النيابي. وكان سلام التقى في السراي الكبير وزير الاتصالات بطرس حرب الذي لفت إلى أن «الحكومة تحاول بكل الإمكانات استعادة دورها في تسيير أمور البلاد، إلا أن المشكلة تكمن في أن سير أمور البلاد بشكل طبيعي وكأنه إعطاء مجال أكثر لتعطيل رئاسة الجمهورية وإبقاء البلاد من دون رأس، وهذا أمر لا يجوز، ولا يمكن أن نقبل أو أن نساهم به». وأوضح أن البحث مع الرئيس سلام تطرق الى «ما يمكن اتخاذه من تدابير على الصعيد السياسي، لكي نعيد إلى ذهن جميع المسؤولين عن تعطيل الرئاسة في لبنان، أن الحكومة موجودة فقط لتسيير أمور البلاد في القضايا الملحة والمستعجلة، وليس أن تسير كل أعمال البلاد وكأن لا مشكلة ولا فراغ في سدة الرئاسة الأولى، أو وكأن وجود الرئيس أو عدمه لا يغير شيئاً». وقال: «بحثت مع رئيس الحكومة في موضوعين أساسيين مطروحين، ويعود له بشكل أساسي إيجاد حلول لهما هما: جهاز أمن الدولة وحال الشلل المصاب بها، واتفقنا على وضع هذا الملف في جدول أعمال جلسة الحكومة المقبلة لبحثه وإيجاد حلول له، أما القضية الثانية فهي قضية التفتيش المركزي، الذي يعتبر أهم مدخل لممارسة السلطة الرقابية على أعمال الإدارات والوزارات، وهو بسبب الصراع القائم بين رئيسه وبعض أعضائه، يتعطل عمله ولا يقوم بدوره ويترك البلد من دون أي رقابة أو محاسبة». وأكد أن «الرئيس سلام متحسس لهذا الأمر ومدرك لخطورة استمرار الوضع على ما هو عليه، ومصمم على إيجاد الحلول لهذه القضية، ونأمل في المرحلة المقبلة أن يطرح ما يعيد الحياة إلى هاتين الإدارتين المهمتين في البلاد، أمنياً وإدارياً، وهذا الأمر إذا تمكنا من حله سنكون قد أسهمنا بالمحافظة على الأقل على مؤسسات الدولة، التي نخشى أن تنهار الواحدة تلو الأخرى إذا بقينا في الحالة التي نحن فيها، من دون رئيس ومن دون حكومة جديدة ومن دون القدرة على اتخاذ قرارات وفق الأصول الدستورية». وأشار حرب إلى أنه «على صعيد شبكة الإنترنت غير الشرعية في لبنان، وضعت الرئيس سلام في أجواء التحقيقات التي أجريناها وما كشفناه من ملابسات حول هذا الأمر وتفاصيل ما جرى. وتمنيت عليه مواكبتنا بهذه القضية الخطيرة، وإعطاء التوجيهات للأجهزة المعنية في الدولة، للتعاون من أجل وضع حد نهائي لهذا الموضوع، بعد أن صادرنا كل الأليات التي كانت تستعمل لتمرير هذه الجريمة لتبادل المعلومات وإيصالها إلى أماكن لا يمكن السيطرة عليها أو التأكد من المحافظة عليها وعلى سريتها».

الاسرائيلي يتتبع الاتصالات

وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: «ما معنى أن يكتشف المسؤولون أن محطات عملاقة لشبكات الإنترنت موجودة منذ أكثر من 5 سنوات تعمل في هذا البلد، وتوزع إشتراكات مجانية لمواقع سلطة وأجهزة أمنية؟ أوليس ذلك لاستراق المعلومات والإطلاع على كل تفاصيل ما يجري في بلدنا؟»، وقال: «علينا ألا نخدع أنفسنا، وأن نلحظ بأن كل اتصال خليوي وكل شبكة إنترنت وغيرها من وسائل التواصل عبر الأثير يتتبعها الإسرائيلي لحظة بلحظة».

 

خلية طوارئ تعيد الإنترنت الى «اليرزة».. والبرلمان قريباً

باسم سعد/المستقبل/20 آذار/16

علمت «المستقبل» ان خدمات الانترنت توقفت امس الأول بالكامل عن مبنى وزارة الدفاع والجيش اللبناني في اليرزة لمدة تزيد على 12 ساعة، وعن مجلس النواب لا تزال متوقفة حتى اليوم، وذلك نتيجة وضع اليد على المحطات غير الشرعية ومصادرتها، وكانت المحطات تغذي وزارة الدفاع وشبكة الجيش ومقر مجلس النواب بخدمات نقل المعلومات والانترنت السريع، ما استدعى تدخل فريق طوارئ مشترك من مهندسي الجيش والفنيين في «اوجيرو» ووزارة الاتصالات، الذين عملوا طوال ليل اول من امس وحتى بعد ظهر امس على نقل هذه الخدمات الى شبكة وزارة الاتصالات وهيئة «اوجيرو»، واعيدت خدمات الانترنت للجيش اللبناني والى وزارة الدفاع بأقصى سرعة عبر تأمين حزمة من 200 ميغابيت بالثانية، تم تشغيل 100 ميغابيت في الساعة الواحدة من بعد ظهر امس، ووضع الباقي الى حين طلب الحاجة اليها«. وفي المعلومات ان اجتماعا عقد في التاسعة من ليل اول امس تم على اثره تأليف خلية طوارئ فنية مؤلفة من العقيد الركن المهندس انطوان قهوجي والنقيب نبيل السردوك عن الجيش اللبناني ومدير المعلوماتية في هيئة «اوجيرو» الدكتور توفيق شبارو وبإشراف مباشر من وزير الاتصالات بطرس حرب ومن قائد الجيش العماد جان قهوجي والرئيس المدير العام لهيئة «اوجيرو» الدكتور عبد المنعم يوسف.

وعملت الخلية بإشراف المعنيين على متابعة الموضوع ساعة بساعة الى حين نقل الخدمات الى شبكة الدولة، وتم قطع كل التواصل مع المحطات التي تملكها شركة Virtuel ISP لمالكيها ( ه.ت ب. ا ع.ل) بعد مصادرة التجهيزات والكوابل والمحطات وفك المنظومة المعقدة والمتشابكة من الاشخاص والخرائط والمنشآت التي كانت قدراتها عالية من حيث التقنية وحداثة التصنيع. وعادت الى وزارة الدفاع الخدمات المذكورة ما سمح بإعادة انطلاق المواقع الالكترونية ووصل الانترنت بالخارج، وتم سحب التوصيلات والتقنيات العائدة للمشغلين السابقين المتورطين في زرع محطات غير شرعية في كل من الزعرور وفقرا وعيون السيمان وغيرها من المناطق الجبلية العالية. وفي المعلومات، ان وزير الاتصالات اعطى توجيهاته السريعة بضرورة ايجاد التمويل اللازم لتغطية اكلاف هذه النقلة النوعية بالسرعة القصوى، لأن مثل هذه المسألة لها علاقة بالأمن الوطني، وتم التوافق خلال اجتماع رئيس «اوجيرو» مع خلية الطوارئ على مشاريع عدة مستقبلية للاتصالات تسمح بتعزيز قدرة الجيش اللبناني في نظام اتصالاته وسلاح اشارته، خصوصا ما يتعلق بوضع شبكة متكاملة من الالياف البصرية تربط اكثر من 100 موقع وقطعة عائدة للجيش اللبناني بأفضل تقنيات الاتصالات، على ان يتم انجاز ذلك خلال الاشهر القليلة المقبلة.

وذكر مصدر مطلع على الملف ان الشركات المتورطة راهنت على الضجة التي ستسببها عملية توقف خدمات نقل المعلومات والانترنت بعد مصادرة معداتها ما يرفع منسوب الضغط العام وخلق حالة ارباك وفوضى، لكنها فوجئت بالقدرة الفنية لفرق «اوجيرو» والاتصالات والجيش في نقل الخدمات بالسرعة القصوى الى شبكة الدولة والتي لم تتجاوز بضع ساعات. في موازاة ذلك، بدأت الفرق الفنية بتوصيل الفيبر اوبتيك Fiber optic الى مقر مجلس النواب بسرعة 50 ميغابيت بالثانية على ان يتم تشغيلها مطلع الاسبوع القادم وبذلك تكون المؤسسات تعود الى كنف الدولة بما يخص الانترنت وخدمات نقل المعلومات مما يبعدها عن شبح التجسس على معلوماتها ومكالماتها وسريتها وخصوصيتها. والجدير ذكره ان بعض الادارات الرسمية اللبنانية وبعض المؤسسات الدستورية وبعض الاجهزة الامنية الرسمية اللبنانية قد وقعت ضحية التحايل عليها، فاشتركت بشبكة الاتصالات العائدة للشركات المخالفة وقد قدمت لها هذه الخدمات على اساس انها شرعية وبأسعار مخفضة جداً بل مجانية احياناً، ما شجعها على الاستفادة من هذه الخدمات من دون ان تعلم انها تتعامل مع شركات غير مرخصة وغير شرعية ومع شركات مرتبطة بمصادر غير لبنانية وغير معلنة ومشبوهة.

 

لبنان يتخلّص من نفاياته و«يطمر رأسه» في «الرمال المتحرّكة»

بيروت/الراي/20 آذار/16

تتزايد في بيروت مظاهر انزلاق لبنان في اتجاه «الدولة الفاشلة»... ففي اللحظة التي يشتدّ الصراع في المنطقة على معاودة ترسيم الأدوار والخرائط والأحجام في مخاضٍ هائلٍ هو الأكثر عنفاً منذ قرن من الزمن، بدت بيروت امس وكأنها تطلق «21 قذيفة» احتفاءً بما يشبه «الإنجاز التاريخي» الذي استُنفرت من أجله وسائل الاعلام وخدمة «الخبر العاجل» وصدحت له المنابر، والمتمثل بإزاحة كابوس النفايات عن صدور مناطق عدة بعد ثمانية أشهر من العجز المستطير عن حل مشكلة القمامة التي تحوّلت «أزمة وطنية». فلبنان، الذي يدير ظهره لتحولات طاحنة في المنطقة، ولا سيما في جواره السوري، يمضي في «انتحارٍ» سياسي لا سابق له حتى في عزّ حروبه... فراغٌ في الداخل مع منْع انتخاب رئيسٍ للجمهورية منذ نحو عامين وشلّ الحكومة وتعطيل البرلمان، وعزلةٌ عن الخارج بعد الأزمة المستجدة مع الدول العربية والخليجية بسبب «مصادرة حزب الله لقرار الدولة اللبنانية»، والتعاطي الدولي معه على انه مجرّد «مستودع» لمليون ونصف مليون نازح سوري يحتاج وجودهم الى حد أدنى من المساعدة و... الاستقرار. ففي الأسبوع الطالع سيكون لبنان، المشغول بـ «حروبه الباردة» على موعد مع حركة لافتة لزوار دوليين، تبدأ غداً الاثنين بوصول الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الامنية، نائبة رئيس المفوضية الاوروبية فيديريكا موغيريني، وتستكمل مع وصول الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون الاربعاء في زيارة تستمر يومين يرافقه فيها رئيس البنك الدولي جيم - يونغ كيم، في الوقت الذي كان غادر امس وزير المال علي حسن خليل الى واشنطن لمناقشة التداعيات المحتملة للعقوبات «المصرفية» على «حزب الله».

ومن المواضح ان حركة الوفود الدولية في اتجاه لبنان تعكس اهتماماً بأوضاعه من زاويتين:

الأولى ملف النازحين السوريين الذي يشغل العالم في ضوء القلق الاوروبي المتعاظم من «شظايا الإرهاب» الناجمة عنه وإمكان تقديم مساعدات للبنان لتمكينه من الصمود في اللحظة التي ينعكس الشلل المؤسساتي في بيروت عجزاً عن إدارة ملف المساعدات للبنان على غرار ما تَحقق في تركيا والاردن.

اما الثانية فتتمثل في الفراغ الرئاسي المتمادي في لبنان والذي يثير قلق المجتمع الدولي الذي يرى ان تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يشكل اضافة الى كونه طعنةً للديموقراطية وعدم احترام للاستحقاقات الدستورية، انكشافاً للحكم ومؤسساته على نحوٍ يهدّد الاستقرار العام في البلاد، وتالياً فإن لسان حال المجتمع الدولي هو إجراء انتخابات رئاسية «الآن» تفادياً للمجهول. غير ان الإلحاح الدولي لانتخاب رئيسٍ جديد يبقى صراخاً في الهواء نتيجة استمرار «حزب الله» في احتجاز هذا الاستحقاق عبر تَمسُّكه بمعادلة إما انتخاب حليفه المسيحي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون رئيساً وإما لا رئاسة، وهو الأمر المرشّح للبقاء على حاله رغم وجود مرشّح آخر قريب من الحزب ويحظى بدعم فئات واسعة، وهو رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية.

ولم يفشِ رئيس البرلمان نبيه بري، شريك «حزب الله» في «الثنائية الشيعية»، سراً في وقوفه الى جانب فرنجية المدعوم من زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، لكن الجديد في الموقف الذي نُقل عن بري هو محاولته إقناع «حزب الله» بالسير بفرنجية قبل ان يصبح من المتعذّر انتخاب اي مرشح من «8 آذار»، اي عون او فرنجية، انطلاقاً من المتغيرات التي تشهدها المنطقة.

وترافقتْ هذه المحاولة من بري، الذي التقى امس رئيس الحكومة تمام سلام، مع انكسار الجرّة بينه وبين العماد عون في ظلّ «حرب كلامية» متبادلة وقاسية بين وسائل إعلامهما، وهو الأمر الذي عكسه كلامٌ نقل امس عن بري الذي كرر امام زواره استياءه مما قاله صهر عون الوزير جبران باسيل في مجلس الوزراء لوزير المال علي حسن خليل (مستشار بري) عن «الذمية السياسية»، واضعاً مثل هذا الكلام في خانة «التقسيم والفدرلة وتفتيت وحدة الدولة والمجتمع، وأخذ لبنان إلى مرحلة تُهدّد بضياعه وانهياره».

واذ عبّر بري عن مفاجأته من ان يكون عون بات على رأس تيّار يروّج للتقسيم والفيديرالية، خلص الى التشديد على «ان التقسيم خط أحمر، والحفاظ على وحدة لبنان مسألة لا يتقدمها أي أمر آخر وسنواجه مشاريع التقسيم حتى ولو اقتضى الأمر ان تكون المواجهة بالسلاح».

وفي ظل هذه الأجواء تنتظر الدوائر المراقبة في بيروت ما سيقوله الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في حوارٍ تلفزيوني مطول يُبث غداً، وسط معلومات لـ «الراي»عن ان نصر الله سيقارب في المقابلة معه التهويل الاسرائيلي بالحرب ودور حزبه في ساحات عدة في المنطقة، اضافة الى الانسحاب الروسي من سورية ومغزاه وتداعياته. وعُلم في هذا السياق ان نصرالله سيعلن ان حزبه جاهز للحرب رغم اعتقاده ان اسرائيل لن تفعلها مهما قيل عن انها قد تعمل على استغلال سحب الغطاء العربي - الخليجي عن«حزب الله»واعتباره منظمة ارهابية، وتالياً سيركّز على ان اسرائيل غير قادرة على مواجهة قدرات«حزب الله»الحالية. واشارت المعلومات الى ان نصرالله سيعلن ان الرئيس السوري بشار الاسد أبلغ الى حلفائه بعزم روسيا على الانسحاب الجزئي من سورية، في معرض تأكيده ان هذا الأمر لم يتم بمعزل عن الأسد الذي يسود الاعتقاد بأنه أُبلغ بالقرار الروسي لكنه لم يُستشر به.

ومن غير المؤكد اذا كان الامين العام لـ«حزب الله»سيتطرق الى ملابسات طلب روسيا من جيش الأسد والحرس الثوري الايراني و«حزب الله»عدم إكمال الحصار على حلب ووقف المعركة ضد جيش الفتح وجبهة النصرة وحلفائهما في حلب.

وقالت دوائر مهتمة في بيروت ان«سوء تفاهم»بين روسيا ومحور«الممانعة»حصل مع اقتناع طهران ودمشق بأن ثمة تفاهماً تم بين واشنطن وموسكو على إدارة الملف السوري، وهو سوء تفاهم شبيهٍ بما جرى حين تراخت روسيا يوم تهديدات الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لدمشق لتجاوزها«الخط الاحمر»عبر استخدام السلاح الكيماوي في قصفها للغوطة الشرقية وأمكنة أخرى. وكشفت هذه الدوائر ان طهران عبّرت عن انزعاجها من الانسحاب الروسي بإبلاغ موسكو بـ«البريد السريع» مباشرتها تجهيز وحدات لإرسالها الى سورية لسدّ الفراغ الذي تركه الانسحاب الروسي في اطار محاولةٍ للقول للرئيس فلاديمير بوتين اننا سنستمر في المعركة معك او من دونك، وهي إشارة كافية الى ان ايران لا تعير المفاوضات الجارية بدعمٍ اميركي - روسي أي أهمية،خصوصاً ان مصير الأسد سيصبح على محك العملية السياسية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/3/2016

السبت 19 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان يتلمس طريقه إلى النجاة وسط عتمة المنطقة. وهذه العتمة قد تزداد سوادا إذا ما استعملت العصا الغربية، لكنها قد تتحول إلى شيء من النور إذا ما استبدلت العصا بالجزرة. وحتى الآن تبدو العصا في يد الأميركي تجاه روسيا وبعض البلدان الشرق أوسطية، من خلال التهويل باشتداد الحروب أو اتساعها، إذا لم يتم تلقف الجزرة المرفوعة في الوقت نفسه نحو حلول سلمية للأزمات السياسية والعسكرية، ونحو صفقات اقتصادية أهمها في الغاز والنفط.

وبإنتظار انجلاء العتمة، يستقبل لبنان الأسبوع المقبل موفدين دوليين، في مقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة وممثلة الاتحاد الأوروبي في السياسة الخارجية، ويتحدث البعض عن احتمال مجيء مبعوثين أوروبيين. والملفات المحمولة، تتعلق بأزمة النازحين السوريين، وبأزمة الشغور الرئاسي اللبناني.

وتقيم المحافل السياسية نتائج محادثات وزير الخارجية الايراني في انقرة، وهو أكد تطابق وجهات النظر بين بلاده وتركيا وخصوصا محاربة التطرف والطائفية. كذلك ترقب المحافل نفسها، المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الأميركي في موسكو الثلاثاء المقبل.

ومن المتوقع أن تسفر المحادثات عن أجواء جديدة في المنطقة، في سياق مفاعيل القرار الروسي في الانسحاب العسكري في سوريا، والبناء على أجواء المفاوضات السورية في جنيف.

أما زيارة وزير الخارجية الايراني لأنقرة، فستولد جوا رطبا في علاقة طهران مع الرياض، وثمة من يتحدث عن ترتيبات لزيارة الرئيس روحاني للمملكة العربية السعودية.

ووسط كل ذلك، المطلوب ورشة حوارية لبنانية، تحضيرا لانتخاب رئيس للجمهورية وبدء مرحلة سياسية جديدة تعزز الاستقرار الأمني وتنهض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. واليوم كان اجتماع طويل بين الرئيسين بري وسلام، لم يصدر عنه أي اعلان، لكن كان لكل منهما مواقف مهمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

قلق لبناني من ممارسات سياسية داخلية تحاكي مشاريع التقسيم التي تلوح في المنطقة. وكأن هناك من يريد استدراج الفدرلة والكانتونات إلى لبنان، ويهيء لتلك المشاريع الظروف، بالحديث عن الذمية تارة وتعطيل الدولة دائما.

الرئيس نبيه بري الرافض لمنطق الذمية قولا وفعلا، أعلن استعداده لإسقاط أي مشروع تقسيمي في لبنان. فأين الذمية التي يدعي العماد ميشال عون وجودها بتجاوز المسيحيين؟، وعن أي ذمية يتحدث؟. هل الذمية هي في الالتزام بخيارات المسيحيين لرئاسة الجمهورية المحددة بأربعة مرشحين، من لقاء بكركي الرباعي إلى طاولة الحوار الوطني إلى ورقة النوايا، فمن الذي خرج عن تلك المقررات وتهرب من الإلتزامات؟، من يعطل المؤسسات؟، من يترجم الإزدواجية بين الشرعية واللاشرعية بحسب مصالحه الشخصية؟.

اللبنانيون اليوم لا يريدون توتيرا سياسيا في زمن الفوضى الاقليمية، ولا استعادة أحلام الفدرلة والتقسيم. يريدون أن يكونوا كلهم في ذمة الوطن والدولة ومؤسساتها. يريدون رئيسا لجمهوريتهم الآن. وأن يكون الرئيس مطابقا للمواصفات الوطنية، على قدر الجمهورية الجامعة للطوائف والمذاهب والمناطق، لا ان تكون الذمية عنوانا لشحن المحازبين وكسب المناصرين والهروب من الواقع والمسؤولية.

اللبنانيون لن يسمحوا ان يجرهم أحد إلى المجهول، كما الحال في ساحات المنطقة التي غرقت في مستنقعات الدم والتهجير والتدمير، والتفجير كما في تركيا الآن، بعد العراق وسوريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بمواكبة أمنية وسياسية، بدأت عملية رفع النفايات من طرقات وأحياء لبنان. قد يحتاج الأمر لأسابيع أو أيام، حتى يلحظ المتغير في الشوارع والساحات، فالنفايات المخزنة لأشهر لن تنقل بساعات.

فتحت المطامر المقفلة لدواع بيئية وصحية، بكلمات السر السياسية، ووصلت الحكومة إلى انجاز العام، بل قد يكون انجازها الوحيد الذي استنفرت له كل طاقاتها السياسية، وحتى الأمنية، مع اصرارها على زج الجيش بتحمل الأعباء، ولو كان الأمر رفع النفايات.

رفع الملف، ولو لأشهر، من التداول. فتقدم ملف التجسس عبر شركات الانترنت المشبوهة، بروائح تفوق ملف النفايات. تورط سياسي وتدخل دبلوماسي أميركي، وغض طرف أو اهمال أمني. ومصادر "أوجيرو" تؤكد ل"المنار" وجود متورطين جدد أمام التحقيق، وتتبع لخيوط قد توصل إلى محطات جديدة للانترنت غير الشرعي.

في المنطقة، المتورطون بالدم السوري واقعون بين شر افعالهم، وعتب حلفائهم. تفجيرات تضرب وسط اسطنبول، وتصريحات أممية تضرب وسط الرياض، مع تحميل الأمم المتحدة قوات العدوان على اليمن، المسؤولية عن ارتكاب مذابح بحق المدنيين، ليس آخرها المجزرة في حجة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

النفايات إلى مثواها الأخير، بعد ثمانية أشهر من انتشارها العشوائي القاتل في كل حي وغابة وناحية من لبنان. واذا تمكنت جهود بعض الخيرين من ضبط سلاح الجريمة ومصادرته، فمن يعتقل القتلة المعروفين أسماء وعناوين؟

إزاحة النفايات، ستشكف الوضع السياسي الرسمي أكثر. وقد أسست الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، لمعارك كبرى ستقع بين المكونات الحكومية، وهي ترجمة طبيعية لما وصفه الرئيس سلام بـ "الملق" الحكومي الفلتان.

أول المستفيدين من رفع النفايات بان كي مون وفيديريكا موغيريني، اللذان سيزوران لبنان تباعا، وعلى "النضيف" الأسبوع المقبل.

تأتي الزيارتان فيما سوريا في الهاوية، والارهاب يضرب تركيا تكرارا وعينه على أوروبا، ولبنان يتفنن في تعميق شغوره الرئاسي وتفتيت المؤسسات.

في الانتظار، يشارك اللبنانيون بعد قليل في "ساعة الأرض" باطفاء الأنوار، اسهاما في تبريد الكوكب، علما بأن لبنان مساهم كريم في هذا الجهد الكوني اذ لا كهرباء عنده ولا من يضيء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بين تحطم طائرة flydubai في جنوب روسيا ومقتلِ ركابها من جهة، والتفجير الانتحاري الذي وقع في اسطنبول من جهة أخرى، والذي صودف تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف لأنقرة، توزع الاهتمام الخارجي اليوم، ليتراجع الملف السوري إلى بداية الأسبوع المقبل، الذي يشهد زيارة لوزير الخارجية الأميركية لموسكو، أعلن عنها رسميا اليوم.

أما محليا، فظلت قضية النفايات في صدارة الاهتمام، حيث باشر مطمر الناعمة استقبال الشاحنات، ليتبعه في الأيام المقبلة مكبا الكوستابرافا وبرج حمود.

وفي السياسة، سجل اليوم- إلى زيارة قام بها رئيس الحكومة لعين التينة- موقف نقله زوار العماد ميشال عون، جاء فيه: "فليطمئن الرئيس نبيه بري، أن بوجودنا لا حاجة للسلاح لمواجهة التقسيم. أما تجاوز إرادة المسيحيين، فهو الذمية بالمطلق".

وفي غضون ذلك، جرت اليوم انتخابات الرابطة المارونية، التي اكتسبت أهمية خاصة بعد التقارب الحاصل بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". فقد فازت اللائحة التوافقية التي ترأسها النقيب أنطوان قليموس بأكثر من تسعين في المئة من أصوات المقترعين، لتبدأ مرحلة جديدة تحت عنوان "يا أبيض يا أسود" في ما يختص بقضية الحقوق الوطنية للمسيحيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في السابعة صباحا طويت ازمة النفايات، وطويت معها صفحة أقل ما يقال فيها إنها معيبة بحق اللبنانيين، سلطة ومجتمعا مدنيا وشعبا. واعتبارا من هذه الساعة، انطلقت صفارة العمل الجدي المطلوب من المواطن والبلديات والوزارات، بايجاد حل بيئي نهائي تكون أولى خطواته اجتماعا سيدعو اليه الوزير أكرم شهيب في الأيام المقبلة كل الجمعيات البيئية والمختصين وبرنامج الامم المتحدة للبيئة، ويهدف الى وضع لبنان على سكة الوصول إلى حل zero waste، أي صفر نفايات.

وفيما أزمة النفايات بلغت خواتيمها، تبقى أخرى من دون حل، أبرزها أزمة جهاز أمن الدولة، التي استحوذت على جزء من لقاء الرئيسين بري سلام.

وسط كل هذا، جاءت انتخابات الرابطة المارونية التي شرعت، بكثافة المشاركة فيها وبنتائجها، السؤال حول قدرة التحالفات الجديدة على تغيير المعادلات وتثبيتها، ولا سيما مع اقتراب الانتخابات البلدية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

حصل ما كان يطمح إليه اللبنانيون منذ ثمانية أشهر. أزيلت النفايات من أمام منازلهم ومن شوارعهم في بيروت وجبل لبنان.

وإذا كان الحل لم يأت على قياس ما يريده كافة اللبنانيين، فإن المطلوب هو البناء على ما تحقق بانطلاق خطوة ازالة النفايات المكدسة إلى مطمر الناعمة، باعتماد خطة الفرز من المصدر والتي تحتاج إلى المزيد من الوقت.

ومع تأكيد المعنيين بأن المدة اللازمة لإزالة النفايات المكدسة في الشوارع، هي 50 يوما على الأقل. فإن مجلس الانماء والاعمار، وفي بيان له، أكد انه وتنفيذا لقرار مجلس الوزراء، بدأت عمليات رفع النفايات المتراكمة ونقلها إلى المطمر الصحي في الناعمة، كما بدأت منذ مساء الخميس الأعمال التحضيرية في موقعي التخزين الموقت للنفايات في برج حمود وقرب مصب نهر الغدير، حيث ستنشأ خلايا الطمر الصحي الجديدة.

وإلى جانب هذا المشهد الايجابي داخليا، فإن قضية الشغور الرئاسي والخلافات بين الوزراء حول ادارة شؤون البلاد، لا تزال تترك انعكاساتها السلبية على الأوضاع في البلاد، من دون ان يغيب عن البال تورط "حزب الله" في الحرب السورية وفي اليمن وتداعياتهما على علاقات لبنان العربية والخليجية خصوصا.

إقليميا، هجوم انتحاري في شارع تسوق للمشاة في قلب اسطنبول، أدى إلى سقوط 4 قتلى، إلى منفذه، وإصابة 36 بجروح.

أما في جنوب روسيا، فقد أدى تحطم طائرة تابعة لشركة "فلاي دبي"، إلى مقتل 62 شخصا كانوا على متنها، خلال رحلة انطلقت من دبي. وفيما استبعد العمل الارهابي وراء تحطم الطائرة، تركز لجنة التحقيق الروسية على فرضيتي الخطأ البشري أو العطل التقني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو يوم عادت فيه آليات رفع النفايات إلى الشوراع، وأصبح للمستوعب الأخضر مكانته في زوايا المدينة، ورفعت التحية للزبال سيد البلاد الأول. الناعمة كانت ناعمة، وفتحت أبواب مطمرها من دون اعتراض على استقبال النفايات ضمن مهلة الستين يوما. أما برج حمود والكوستا برافا، فقد استعدا لخطوة الاستقبال.

تسعة أشهر من الأزمة انتهت إلى ما طمرنا عليه، لكن مع استفادة أرباب النفايات السياسية، وإشراك آليات "جهاد العرب" في مهمات ما بعد الأزمات.

تنتهي شبكة المصالح في ملف النفايات، ليصعد نجم شبكة الاتصالات التي دخلت دوائر قصر العدل، مع تحقيقات أجرتها النيابة العامة التمييزية. وعلمت "الجديد" أن قاضي التحقيق في جبل لبنان بيار فرنسيس سيتسلم هذا الملف. وقبل عودة هذه القضية مجددا إلى معترك لجنة الاتصالات والإعلام النيابية، وإدلاء العونيين بدلوهم، فإن الأسماء تتوسع لتشمل شخصيات يحيط بها الكتمان، وأحلاها مر.

لكن وزير الاتصالات بطرس حرب يتعامل مع الملف ببالغ الجدية، وليس على سرعة الـ"فور جي" اللبنانية. وهو طلب إلى رئيس الحكومة تمام سلام، إعطاء التوجيهات للأجهزة المعنية في الدولة، للتعاون من أجل وضع حد نهائي لموضوع شبكات الإنترنت غير الشرعية.

على شبكات المنطقة التي توزع الأزمات، فإن سرعة الاتصالات بدت لافتة، وتؤشر إلى تهدئة تواكب التفاوض في جنيف. فبعد تغليب المصالح الاقتصادية على السياسية بين تركيا وإيران، ردت طهران زيارة أنقرة، وحط ظريفها في أسطنبول، مؤسسا لشراكة جدية على الملف السوري، وعلى أكثر الملاعب تأثيرا، فإن إيران والسعودية كسرتا الجليد بتبادل أطراف الدبلوماسية بين وزير الخارجية أحمد جواد ظريف ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل الذي رد على دعوة كبير التفاوض النووي الإيراني لإجراء محادثات مباشرة وثنائية مع الرياض، قائلا إن السعودية مستعدة لهذا الحوار إذا أخرجت طهران قواتها العسكرية من سوريا، مشددا على أن البلدين لديهما منافع مشتركة في المنطقة.

وإذا ما أضيفت هذه العوامل إلى إيجابية الحوار بين النظام ودي مستورا، وتاليا بين السوري والسوري، فإن المنطقة تكون قد بدأت التقاط أول الأنفاس، لاسيما أن حرب اليمن وضعت أوزارها بخسارة جميع الأطراف. فبعد عام على نار اليمن، وخمسة أعوام على ربيع سوريا القاتل، يتأكد لكل من دعم ومول وقاتل وسعر الحرب، أنه قد حان الآن موعد الحوار، والبديل اشتعال المدن المصنعة للحرب، كما يحدث في تركيا التي تودع ضحايا تفجير لتتلقى تفجيرا آخر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 19 آذار 2016

السبت 19 آذار 2016

النهار

تسعى مرجعيات إلى إيجاد حل توافقي غير قانوني في المديرية العامة لأمن الدولة.

التحضيرات للانتخابات البلدية لا تزال "على نار باردة" لدى معظم الأحزاب وفي مختلف المناطق.

سمعت إعلامية نائباً يُكيل لها الشتائم بعدما أنهت مكالمتها معه ونسي أن يقفل الخط.

قال منشق عن "التيار الوطني الحر" إن "مجلس الحكماء المحيط بالجنرال يتألّف من بقايا المخابرات السورية".

سرت شائعات عن توجّه رئيس سابق للحكومة إلى شراء إحدى الصحف اللبنانيّة المتعثّرة.

السفير

قام مسلحون بخطف أحد الشبان داخل مقهى في ضواحي بيروت في وضح النّهار، وذلك على خلفيّة نسائية!

تردّد أن القوى الأمنية سمحت بنزهة يومية لأحمد الأسير أمام باحة في مركز توقيفه!

لوحظ أن التعيينات الأمنية الأخيرة معظمها من منطقة لبنانية واحدة.

المستقبل

يقال

إن الاجتماعات التي تكثّفت مؤخراً بين قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله" تحضيراً للانتخابات البلدية والاختيارية المرتقبة في أيار أفضت الى اتفاق الجانبين على التحالف في 70 أو 80 بالمئة من البلدات المشتركة مع ترك هامش للعائلات لاختيار ممثليها.

اللواء

تزايدت إقتناعات عدد من الوزراء أن إقامة الحكومة في السراي تمدّدت إلى أجل غير منظور!

تتخوّف مصادر أمنية من إهتزازات غير متوقّعة، بعدما تزايدت مخاطر حدوث خرق، في ظل استمرار الإنكشاف السياسي.

تدرس الهيئات الإقتصادية تشكيل وفد إلى دول آسيوية وأوروبية بحثاً عن أسواق، بعد الإجراءات الخليجية.

الأخبار

الحريري: لا تنازل لميقاتي

يرفض الرئيس سعد الحريري تقديم أي تنازل للرئيس نجيب ميقاتي، ولو كان شكلياً.

ويعتقد رئيس تيار المستقبل أن في مقدوره ترتيب تحالف مع النائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي في الانتخابات البلدية المقبلة، مع عدم ممانعته أن يكون على اللائحة التي يدعمها مرشحون علويون غير محسوبين على تيار المستقبل. ولا يزال الحريري متمسكاً بأنّ على ميقاتي أن يبادر إلى الاتصال به، لا العكس.

فرنسا وبريطانيا وحزب الله

تعمل كل من فرنسا وبريطانيا على عدم تضمين القرار حول حالة حقوق الإنسان في سوريا، وصف حزب الله بـ"الميليشيا الإرهابية". وتجري حالياً المشاورات بشأن القرار في مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

زغيب مرشح التيار والقوات؟

يجري التداول في مدينة زحلة بمعلومات تشير إلى إمكان أن يتوافق التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على ترشيح رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب إلى الانتخابات البلديّة المقبلة. وتجري مفاوضات بين القوات وحزب الكتائب، الذي يُفاوض باسمه النائب إيلي ماروني. ومن المتوقع أن يتلاقى الطرفان على ترشيح زغيب. وتتجه الكتلة الشعبية في المقابل إلى إعلان لائحتها الخاصة.

الجمهورية

سفير دولة خليجية أبلغ مسؤولين لبنانيّين بأن وزيراً بارزاً في الحكومة صُنِّف على لائحة الوزراء غير المرغوب فيهم لزيارة دول مجلس التعاون الخليجي بعد تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية.

يٌراهن نواب في "14 آذار" في مجالسهم على أن العلاقات بين "المستقبل" و"القوات" ستعود كما كانت فور انتهاء الإنتخابات الرئاسية.

يُكمل أحد التيارات السياسية عملية "البوانتاج" لجلسة 23 الرئاسية على رغم معرفته أن الجلسة لن تُعقد.

البناء

أجرى نائب "مستقبلي"، بمبادرة شخصية منه، اتصالاً هاتفياً بوزير العدل المستقيل أشرف ريفي من أجل ثنيه عن قراره والعودة إلى حضور جلسات مجلس الوزراء لكنّ الأخير، بحسب النائب المُشار إليه، ردّ بانفعال شديد عليه من دون أن يوضح له موقفه من الطلب بشكل قاطع، ومن حينها انقطعت الاتصالات بين ريفي وقيادات تيار المستقبل، مع الإشارة إلى أنّ وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني لم تتسلّم حتى الآن حقيبة العدل بالوكالة التي تنيطها بها مراسيم تأليف الحكومة.

 

"امل" تطلق قريبا ماكينتها للانتخابات البلديــة بري حضها على الانتهاء عاجلاً من التحضيرات

المركزية- يحرص رئيس المجلس النيابي نبيه بري على عودة لبنان الى سابق عهده من الانتظام العام وممارسة مؤسساته الرسمية لدورتها الطبيعية. وهو من هذا المنطلق بذل في الاونة الاخيرة جهودا كبيرة للحؤول دون سقوط الحكومة – المؤسسة الدستورية الاخيرة القائمة والعاملة. ويسعى بري بعدما نجح في الحفاظ على استمرارية الحكومة ومنع انفراط عقدها ادراكا منه لتعذر لا بل استحالة تشكيل غيرها لاعادة بث الحياة في المجلس النيابي المتوقف من العمل خصوصا انه اليوم مقبل على مرحلة جديدة من بدء العمل واستعادة النشاط يفترض من ان تبدأ مع فتح الدورة العادية للمجلس الاسبوع المقبل. ويؤكد بري وعلى خلفية حرصه على استمرار عمل المؤسسات ان قبوله التمديد للمجلس النيابي كان تحت شعار "مكره اخاك لا بطل" ولذلك فهو اعطى التوجيهات لقيادات "امل" للاستعداد والتحضير للانتخابات البلدية وكأنها تجري غدا. وتلفت مصادر الحركة الى انها انهت بالفعل وبعد عدة اجتماعات عقدتها مع القيادات المسؤولة في حزب الله كامل التحضيرات المطلوبة وبلغت حد تشكيل اللجان المعنية وهي ستعلن قريبا عن اطلاق الماكينة الانتخابية في مؤتمر وبيان تعلن فيه بوضوح اسماء الاشخاص المكلفين بهذه المهمة. وتنفي المصادر علمها بما اشيع حول تكليف بري فريقا من القانونيين باعداد صيغة "تخريجة" للتمديد للبلديات في حال استجد ما يحول دون اجراء الانتخابات حتى انها اي (المصادر) ترفض التعليق على مثل هذا الكلام وتقول لو لم نكن جديين وفي طليعتنا الرئيس بري في اجراء الاستحقاق البلدي لما أتممنا كل التحضيرات وبلغنا حد اطلاق الماكينة الانتخابية.

 

فارس سعيد: لا مساكنة مع سلاح "حزب الله"

المركزية- اعتبر منسق الامانة العامة لقوى "14 اذار" فارس سعيد ان "الحرب الإعلامية هي اقل الحروب التي تشنّ على "14 اذار"، نحن تحمّلنا إغتيالات وحروبا وانتفاضات عسكرية ضد مكوّنات سلمية في بيروت والجبل"، مشدداً ان "علينا ان نسعى اليوم لاستعادة هذه الثقة المهزوزة من وقت لاخر بيننا وبين الرأي العام العريض". ولفت في تصريح الى ان "غالبية المواطنين لا يريدون العداء مع دول العالم العربي كما وان غالبية المواطنين متمسكون بمقررات الشرعية الدولية بما مثله المجتمع الدولي من إهتمام بلبنان واكد إحترامه للأسس الدستورية التي لم يأخذها السوري في الإعتبار في الـ2004، ومنذ تلك اللحظة إلى اليوم لم يخرج لبنان من دائرة الإهتمام الدولي رغم الحروب الدائرة من حولنا". وقال سعيد "هناك حقيقة تتجاوز "14 آذار" والبعض ينظر إلى موضوع سلاح "حزب الله" كموضوع إقليمي لا يمكن الوقوف في وجهه فيحاول التعامل معه"، مطالبا "حزب الله" "بالعودة إلى لبنان"، رافضا المساكنة مع سلاحه".

 

بري استقبل سلام وتلقى برقيتي تهنئة برئاسة الاتحاد البرلماني العربي

السبت 19 آذار 2016/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، رئيس الحكومة تمام سلام، وعرض معه على مدى اكثر من ساعة للاوضاع والتطورات. من جهة ثانية، تلقى بري بصفته رئيسا للاتحاد البرلماني العربي برقية تهنئة من رئيس مجلس النواب العراقي سليم عبدالله الجبهوري يؤكد فيها "الدور الفاعل الذي يؤديه الرئيس بري في هذا المجال". وتلقى برقية مماثلة من الامين العام للجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط سيرجيو بياتزي، مهنئا باسم الجمعية بري برئاسة الاتحاد البرلماني العربي، مؤكدا تعزيز العلاقة بين الجمعية والاتحاد.

 

قليموس رئيسا للرابطة المارونية: نلتزم بالأصالة المارونية والسعي لاستنهاض الحالة المسيحية واستعادة الدور المسيحي الطليعي

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - فاز النقيب أنطوان قليموس برئاسة الرابطة المارونية، بالتزكية، بعدما انسحب المرشحون مارون يونس وأنطوان عقل وأديب طعمة. فيما فاز بمركز نائب الرئيس المحامي توفيق معوض ب441 صوتا، وحصل منافسه غسان خوري على 287 صوتا.

وأعلن رئيس الرابطة المنتهية ولايته النقيب سمير أبي اللمع، باسم اللجنة المشرفة على الانتخابات، سير العملية الانتخابية ونتائجها كالآتي:

"عند الساعة الثامنة من مساء السبت، انتهت انتخابات الرابطة المارونية، بعد يوم انتخابي طويل، شارك فيه 767 نائبا، من أصل 984، وقد بلغت نسبة المقترعين 77,9 بالمائة، وهي نسبة قياسية لم تشهد الرابطة مثيلا لها، على الرغم من عدم وجود لائحتين مكتملتين.

وفاز النقيب أنطوان قليموس برئاسة الرابطة المارونية بالتزكية، وبنيابة الرئاسة المحامي توفيق معوض، حيث نال 441 صوتا، فيما نال منافسه الاستاذ غسان خوري 287 صوتا.

أما الفائزون بعضوية المجلس التنفيذي فهم:

- المحامية كارلا ميلان شهاب: 675 صوتا.

- كريستينا الملاح: 639 صوتا.

- وليد خوري: 630 صوتا.

- انطوان واكيم: 638 صوتا.

- الدكتور سهيل مطر: 633 صوتا.

- السفير شربل اسطفان: 616 صوتا.

- المحامية عليا بارتي زين: 605 صوتا.

- البروفسور انطوان خوري: 604 صوتا.

- الاعلامية ندى اندراوس عزيز: 599 صوتا.

- الدكتور عبده جرجس: 598 صوتا.

- المحامي جوزيف نعمة: 598 صوتا.

- الاستاذ جورج الحاج: 594 صوتا.

- الاستاذ انطوان قسطنطين: 582 صوتا.

- الدكتور جوزيف كريكر: 580 صوتا.

- مارون سرحال: 569 صوتا.

أما الذين لم يحالفهم الحظ فهم:

- الاستاذ رامي الشدياق: 172 صوتا.

- الاستاذ مارون شراباتي: 153 صوتا.

- الاستاذ جاك حكيم: 121 صوتا.

- جهاد عبد الله: 105أصوات".

وعلى هامش العملية الانتخابية، كان قد انسحب المشرح ابراهيم جبور من المعركة الانتخابية، بناء على تمني النقيب أبي اللمع والرؤساء السابقين للرابطة، الذين أصدروا بيانا قبيل بدء العملية الانتخابية صباحا، وبعدما وضع كتاب انسحاب في عهدتهم، وقد أثنوا على "مواقف العميد جبور الوطنية في خدمة الرابطة المارونية، وموافقة صاحب العلاقة على قرار الرؤساء السابقين سحب ترشيحه". وكان النقيب أبي اللمع بوصفه رئيسا للجنة المشرفة على الانتخابات قد أعلن "فوز النقيب قليموس بالتزكية"، مؤكدا أن "جميع الأصوات التي قد ترد لمصلحته في صناديق الاقتراع، لا يمكن احتسابها ولا يؤخذ بها".وبعد صدور النتائج، اعتبر أبي اللمع "ان الموارنة انتصروا في هذه الانتخابات التي هي دليل على أنهم ديموقراطيون". وهنأ الفائزين، وخص بالتهنئة النقيب قليموس، متمنيا على الجميع ان "يكونوا بجانبه لنثبت ان الرابطة هي استمرار عمل لهذا الوطن".

قليموس

من جهته، شكر قليموس "وسائل الاعلام متابعتها المسؤولة لانتخابات الرابطة"، مهديا فوزه "للموارنة بكيل أطيافهم وقياداتهم ومرجعياتهم"، مؤكدا أن "الرابطة للجميع وستبقى كذلك، ولم تكن يوما بمعزل عن أي تفكير تضامني". وحيا "من أعطى مجد لبنان، سيد الصرح، الذي انطلقت منه لائحة التجذر والنهوض، ورفاقه، الين بدأ معهم ورشة استنهاض الرابطة في العام 2010، وكذلك رفاقه في اللائحة الذين عايشوها في كل مراحل المعركة الانتخابية"، مؤكدا "مضيه معهم في ورشة عمل مستدامة"، شاكرا عائلته "التي وقفت الى جانبه". وأكد "الالتزام بالتجذر بالأصالة المارونية، التي كانت عنوان هذه المعركة، والتي تعني البسالة والتواضع والصلابة ونكران الذات وعفة الرفض، وبتنا في حاجة اليها في المجتمع الماروني. كذلك التزامه بالنهوض والسعي الى استنهاض الحالة المسيحية في الوطن، وتحديدا في استعادة الدور المسيحي الطليعي، لأن الوجود المسيحي في لبنان بمعزل عن هذا الدور الذي يعني الجميع، هو فناء".وحيا ختاما "المرشح لمنصب نائب الرئيس غسان خوري، الذي لم يحالفه الحظ، وهو شاب رصين، متوقعا له مستقبلا واعدا، كذلك المرشحين المنفردين على تجربتهم الديمقراطية"، معتبرا ان "خسارتهم هي فوز مؤجل".

 

بري وجنبلاط سمعا انهما أخطأا في تبنّي ترشيح فرنجية

رضوان عقيل/النهار/19 آذار 2016

يقترب موعد الجلسة الـ37 لانتخاب رئيس للجمهورية الاربعاء المقبل والتي ستكون نسخة طبق الاصل عن سابقاتها، في وقت تشتد الازمات من كل حدب وصوب في مجلس الوزراء الذي لم يكن ينقصه الا الاشتباك المفتوح بين الوزيرين وائل ابو فاعور والان حكيم على خلفية "القمح المسرطن" ليعيش اللبنانيون في ظلال حكومة لا توفر لهم الحد الادنى من شروط الصحة وسلامة الخبز والاطعمة التي يتناولونها. والمفارقة ان الوزيرين المذكورين يتحدثان عن نتائج فحوص لعينات من المختبر نفسه وكل منهما يقدم ارقامه التي تخدم وجهة نظره في مشهد بعيد من لغة الارقام والعلوم التي تحولت وجهات نظر عندنا.

ولا يتوانى نائب عتيق في القول ان اكثر الوزراء تحولوا مقاولين في الحكومة ولا يتمتعون بروح المسؤولية المطلوبة ولا قدرة لرئيسها تمام سلام سوى التفرج على هذا المشهد بعدما اصبح اسيرا لهذه الحال غير المطمئنة على رغم النيات الطيبة التي تطبع معدن الرجل. وبعد كل هذا اصبح مجلس الوزراء يمر في فترة تضييع للوقت، وعلى الجميع التأقلم والتعايش مع هذا الواقع، لأن فرصة انتخاب رئيس للجمهورية لم تعد متوافرة على عكس المناخ الايجابي الذي اشاعه البعض وبسطه الامال التي اعلنت بعد ترشيح النائب سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة وانه اصبح على قاب قوسين و"خلصت القصة" للوصول الى قصر بعبدا.

وفي ترشيح فرنجية والتبني الذي تلقاه من الرئيس سعد الحريري اولا ثم من النائب وليد جنبلاط وحصوله على تأييد ضمني من بري، وان لم يعلن الاخير هذا الامر في شكل رسمي وحاسم حفاظا على موقع كتلته وادارته لعملية الانتخاب، مع العلم انه يردد ان الجواب النهائي لكتلة "التنمية والتحرير" يكون عند حلول النصاب المطلوب في القاعة العامة... كان سياسي متابع غيور على بري وجنبلاط قد خالف تعاطي الرجلين مع فرنجية ودخول البعض في عملية "البوانتاج" وجمع الاصوات، وان الطامة الكبرى كانت لدى تصريح فرنجية انه كيف سيتنازل (للعماد ميشال عون ) وهو يملك 70 صوتا.

ولم يخف هذا السياسي تقديم ملاحظاته على مسمع بري وجنبلاط في عين التينة والمختارة، حيث صارحهما بالقول انهما اخطأا في تبني فرنجية. ولم يقل كلامه هذا من حصول اي خلاف مع ابن زغرتا الذي تربطه به صداقة، بل من باب ان الظروف غير مؤاتية لانتخابه، وان عنقود جلسة الانتخاب لن يكتمل من دون "حزب الله" اولا وعون بطبيعة الحال. ولم يكتف بجرأته المعهودة وصراحته هذه فحسب، بل انطلق من مسلمة حبه للرجلين وخاطبهما بالحرف الواحد: "انتما اكبر لاعبين محترفين على المسرح السياسي في لبنان، لكنكما لم توفقا هذه المرة".

ويقدم دليله اليوم على اساس ان توقعاته كانت صحيحة وان طريق الرئاسة مسدودة ولا قدرة للافرقاء على الخروج من النفق سواء عند الذين يقولون ان المسألة في ايدي الخارج غير المنسجم والمختلف على قضايا عدة من اليمن الى بيروت. والمقصود هنا ايران والسعودية. ولا تستوي نظرية ان الموضوع الرئاسي محلي ويحتاج الى مباركة الخارج. وتلتقي الرؤيتان على حصيلة ان لا رئيس في المدى المنظور. وامام هذا المشهد لم يعد اللبنانيون يكترثون لجلسات الانتخاب المتتالية والتي تجبر الرئيس بري على تحديد مواعيد لها. ويرجع تشاؤمهم الى ما يشاهدونه عند انعقاد جلسات الحكومة وتنافر اعضائها والتي رفعت شعار "المصلحة الوطنية" واوصلوها من خلال سياساتهم الى رفع شعار"الحفاظ على الحكومة" التي لم تنجح في معالجة ملف النفايات في الشوارع في الشكل المطلوب وظهرت وكأن هذا الفعل يحتاج الى توافق الدول الكبرى في المنطقة، ومع ذلك هي باقية على علاتها. ويسأل هذا السياسي الذي ينتقد فريقه وكل قوى البلد المشاركة في الحكومة ما عدا "القوات اللبنانية": هل الزبالة تحتاج الى قرار اقليمي لرفعها من امام ابواب منازل المواطنين؟ وتكمن المشكلة عند سائر الوزراء في ان كلا منهم يتعاطى بسياسة "ربع مسؤول"، بدل ان يكون "مسؤول وربع" على طاولة مجلس الوزراء، بعدما تحولوا "شيوخ صلح" باسم القانون وتطبيقه. واصدق كلام على ذلك طريقة حل ازمة التفتيش المركزي بين رئيسه جورج عواد والمفتش المالي العام صلاح الدنف وكيف كلف سلام ابو فاعور– على اساس ان الدنف درزي- لايجاد مخرج لها "على الطريقة العشائرية"، والامر نفسه ينسحب على جهاز أمن الدولة، إذ تحول اكثر الوزراء "ديوكا على المزابل" لممارسة سياسة العنتريات. ويبقى المواطن الخاسر الاول.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مجلس الانماء والاعمار: بدء نقل النفايات المتراكمة الى المطمر الصحي في الناعمة

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - أعلن مجلس الانماء والاعمار، في بيان، أنه "وتنفيذا لقرار مجلس الوزراء، بدأت صباح اليوم عمليات رفع النفايات المتراكمة ونقلها الى المطمر الصحي في الناعمة. كما أنه بدأت، منذ مساء الخميس 17 آذار 2016 الاعمال التحضيرية في موقعي التخزين الموقت للنفايات في برج حمود وقرب مصب نهر الغدير حيث ستنشأ خلايا الطمر الصحي الجديدة. تجري هذه العمليات وفقا لخطة موضوعة بالتنسيق مع القوى الأمنية".

 

أوجيرو ردت على ال ام تي في: لن نسكت بعد اليوم عن التطاول على سمعتنا وسنعمد الى اعلان المزيد من الحقائق

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - صدر عن نقابة موظفي وعمال هيئة "اوجيرو"، البيان الآتي: "بما يشبه المثل القائل: كاد المريب ان يقول خذوني، طالعتنا محطة الام تي في بتقرير اقل ما يقال فيه انه الكذب بعينه ان لم نقل انه قلب للحقائق واتهام الشرفاء بما قامت به زمرة الزعران التي تمت مصادرة المعدات المشبوهة من مكاتبهم. ان المجلس التنفيذي لنقابة اوجيرو يعلن شديد استنكاره واستهجانه لهذا الدرك الذي وصلت اليه هذه المحطة باستهدافها المستمر لهيئة اوجيرو وادارتها والعاملين فيها الذين بذلوا وما زالوا يبذلون العرق والجهد والغالي والنفيس للارتقاء بقطاع الاتصالات الى اعلى المستويات، بشهادة المنظمات العربية والعالمية. نعلنها وبالصوت العالي اننا لن نرضى ولن نسكت بعد اليوم عن التطاول على سمعة وكرامة الهيئة ادارة وعاملين وسنعمد لاحقا الى الاعلان عن المزيد من الحقائق والاحداث التي ستدهش الرأي العام عند اعلانها، كما اننا لن نتهاون في التحرك للتصدي لهذه الافتراءات. ولنا لقاء قريب مع ما حصل في مركز هاتف الزعرور".

 

مجدلاني: حاليا ليس هناك من بديل من المطامر وضغط الكارثة على اللبنانيين هو ما سرع الحل

السبت 19 آذار 2016 /سياسة - اعتبر النائب عاطف مجدلاني، انه "كان من المفروض ان تؤمن الدولة مكانا مناسبا لمعالجة النفايات، فالكارثة التي وقعنا فيها هي نتيجة تراكمات سياسية منعت حل المعضلة، إضافة الى غياب التعاطي على مستوى المسؤولية في ملف النفايات".

وأكد في حديث ل"صوت لبنان 93,3" ان "احدا لا يستطيع اليوم معارضة الخطة، اذ لا وجود آنيا لبديل من المطامر، وان ضغط الكارثة الوطنية على كل اللبنانيين هو ما سرع الحل، اضافة الى فشل ترحيل النفايات"، محذرا في الوقت عينه من حرق النفايات "لأن في ذلك خطورة على صحة المواطن لاسيما لجهة امراض السرطان". وفي شأن القمح المسرطن، أوضح أن "هناك صعوبة في معرفة ما اذا كان القمح مسرطنا ام لا"، معتبرا ان "الحل يجب ان يكون عبر انشاء لجنة واعتماد مختبرات لفحص العينات وتوحيد الجهود من قبل كل الوزارات". في الشأن السياسي، أكد "موقف تيار المستقبل الواضح من دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية"، وقال: "نحن لا نبحث عن بدائل اليوم والرئيس الحريري يعمل على الوصول الى النصاب القانوني لملء الفراغ في وقت سريع". من جهة اخرى، رأى مجدلاني ان "السلاح غير الشرعي موجود بإرادة خارجية كما دخول حزب الله الى سوريا، وبالتالي يجب ان يكون هناك طاولة حوار لأن السلاح في الداخل يعكس توترا في الداخل في ظل عدم قدرة اللبنانيين على انتزاعه بالطرق الديمقراطية".وختم: "بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية ومكونات قوى 14 آذار مبادئ اساسية، ونحن متحدون على اساسها.

 

يوسف: لـجنة "المال" تأخّرت في التحرّك باتجاه ازمة النفايات وتخوّف على وضعنا الاقتصادي بسبب "ضغط" الحصار الخليجي

المركزية- بدأت رحلة طمر النفايات التي انطلقت ساعتها الصفر صباحاً بعد اكثر من 7 اشهر على ازمة عاثت بالبلاد والعباد تلوثاً واضراراً صحية وكادت تُطيح حكومة "المصلحة الوطنية" بعدما هدد رئيسها تمام سلام بالاستقالة اذا لم تتحمّل القوى السياسية مسؤولياتها وتساهم في تذليل العقبات امام الخطة. ازمة النفايات التي "اثقلت" مجلس الوزراء بتشعباتها وعقباتها وعقودها ومناقصاتها، تنقلّت بين طاولة السلطة التنفيذية والحوار الشامل، وفي مجلس النواب من خلال لجنة المال والموازنة التي خصصت 4 اجتماعات لها للبحث في تفاصيلها وما يُرافقها من اتّهامات بالفساد لشركات معنية بها. وهي اي لجنة المال والموازنة عقدت الخميس الفائت اجتماعاً خصصته لأزمة النفايات طالبت فيه الرئيس نبيه بري بالتدخل لحضّ الوزراء المعنيين على الحضور للاستماع اليهم في جلسة مقبلة. عضو اللجنة النائب غازي يوسف الذي غاب عن الاجتماع الاخير للجنة تمنّى عبر "المركزية" "التوفيق" لرئيسها في هذا الملف"، لكنه شكك في الوقت نفسه بأن "تستطيع اللجنة فعل شيء بعدما وُضعت خطة المطامر على سكّة التنفيذ اعتباراً من اليوم". واعتبر ان "لجنة المال والموازنة "تأخّرت" كثيراً في التحرّك تجاه هذا الملف، وللاسف عملها في بعض الملفات "غير مُنتظم" على امل ان نستطيع فعل شيء ما في الاجتماع المقبل"، ومٌبدياً تفاؤله بتنفيذ خطة النفايات من دون احتجاجات شعبية في الشارع"، متحدّثاً في هذا السياق عن ان "نفايات العاصمة سيتم توزيعها على مطمري الكوستابرافا والكرنتينا، اما النفايات المتراكمة في شوارعها ستُطمر في الناعمة".وفي الشأن المالي، لفت يوسف الى "تخوّف على الوضع نتيجة ارتفاع الدين العام، خصوصاً وان الحصار العربي والخليجي على "حزب الله" الذي يُشكّل ضغطاً على لبنان من شأنه التأثير على التحويلات المالية من الذين يعملون في الخارج"واشار الى ان "جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 23 الجاري ستكون كسابقاتها، على رغم ان الوضع الاقليمي "يُبشّر" بالانفراجات ما ينعكس ايجاباً على لبنان واستحقاقاته الدستورية المُعطّلة".

 

عبود: الحوار أول ضحايا الخلاف مع بري ونحن نرد الضربات وسقف تحركنا مفتوح

المركزية- لا يبدو الاستحقاق الرئاسي السبب الوحيد لاهتزاز 8 و14 آذار. فإلى جانب الآثار العميقة التي تركها تفاهم معراب وتسوية باريس على هذين التحالفين، أتى الخلاف على قضية المديرية العامة لأمن الدولة، الذي كاد يطيح الجلسة الحكومية الأخيرة، ليثير سجالا على خط الرابية- عين التينة، ويطرح تساؤلات عن قدرة فريق 8 آذار على الصمود، علما أن سبق أن تعرضت العلاقة بين الجانبين لاهتزازات، ليس أقلها تلك التي سببها تشريع الضرورة والملف الرئاسي. وتعليقا على هذا الخلاف وآثاره السياسية، أكد عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود لـ "المركزية" أننا "نرد الضربات، ونحاول أن نغير الجو السائد بيننا وبين الرئيس نبيه بري، علما أننا نكن له كل الاحترام ونتمنى أن تتغير هذه الأجواء بيننا. لكننا لم نبدأ يوما أي مشكلة. وتاليا، نحن نعتبر أن أسلوب التعاطي مع كل من يندرجون في خانة "الزعماء" يجب أن يتغير". وعن احتمالات عودة عونية إلى الشارع تحت شعار "حقوق المسيحيين"، أشار عبود إلى أن "السقف مفتوح اليوم في تحركنا. ذلك أن المسيحيين لن يقبلوا، بأي شكل من الأشكال، بقهرهم وكسر إرادتهم كما هي الحال اليوم، خصوصا أن رأي الأكثرية المسيحية في هذا الأمر معروف. وتاليا، فإننا نرفض رفضا قاطعا الطريقة التي يتم التعامل بها مع المسيحيين، سواء أكان ذلك في ملف رئاسة الجمهورية، أو في كل الملفات التي شهدت استسهالا في التعدي على حقوق المسيحيين" لافتا إلى أن "الجميع (من أصدقائنا وخصومنا على حد سواء) يقولون إنهم ليسوا طائفيين، وعند التنفيذ، تظهر الطائفية بوضوح تام". وشدد على أن "الطريقة المعتمدة اليوم "تزيد الطين بلة"، ولا تحل الأمور. وعندما نقرر مباشرة هذا الحل، يجب اللجوء إلى طرق أخرى لنلج عملية الاصلاح واقعيا. فالجميع يعرف اليد القابضة على القطاع العام (وحصة المسيحيين منها لا تتجاوز 5%). أنا ضد كل يد تقبض على هذا القطاع. غير أن المسيحيين باتوا يُعتبَرون "أهل ذمة"، والجميع يريد أن "ينتش" حصته ويحفظها. هذا الأمر يجب ان يتغير، ونحن نعتبر كل الوسائل مشروعة في هذا الإطار". وأعرب عبود عن اعتقاده "أن طاولة الحوار ستكون الضحية الأولى لخلافنا مع الرئيس بري، خصوصا أن ميثاقية الطاولة الحوارية ضرورية، كما في أي ملف آخر". رئاسيا، اعتبر أن "ما يجري اليوم محاولات لخرق الوضع الراهن غير أن الرئاسة، إن حصلت ولم تكن ميثاقية، فستكون مشكلة جديدة وعقدة إضافية أمامنا". وختم عبود: "لا يستطيع أي من الأفرقاء اليوم التغاضي عن الملف الاقتصادي. ذلك أن الوضع صعب جدا، والأسوأ هو أن اللبنانيين باتوا متشائمين كثيرا، بدليل أنهم يترددون في الانفاق، ومن الضروري أن يتغير هذا الجو الاقتصادي السيئ".

 

غازي يوسف: جنون باسيل لا يعقل ويسيء الى جميع اللبنانيين

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف ان "الجنون الذي يتصرف وفقه وزير الخارجية جبران باسيل لا يعقل ويسيء الى جميع اللبنانيين عدا عن التعيينات التي يقوم بها وكيفية تعاطيه مع السفراء وطريقة الازدراء التي يتصرف على اساسها معهم"، مشيرا الى "قرف في السلك الدبلوماسي". وقال في حديث الى اذاعة "الشرق": "فعلا كلما يظهر جبران باسيل في اي اجتماع عربي او دولي "نضع يدنا على قلبنا"، لاننا لا يمكن ان نعرف اي مصيبة سيدخلنا بها او اي ملاحظة يمكن ان يعطيها خارج السياق، كما حصل في نيويورك عند اعطائه ملاحظات عن مساعدين له، ملاحظات جنسية معيبة او مدافعة عن قضية خاسرة ضد عروبة لبنان. هناك من ينسى دوما ان لبنان من المؤسسين الاهم لجامعة الدول العربية". أضاف: "خلال تعاقب وزراء الخارجية أصبحت وزارة الخارجية لا تمثل لبنان بأكمله بل تمثل جهة سياسية، وفي كل المواقف والمشاكل التي شهدناها من 2005 حتى اليوم، كان هناك دائما مراعاة لمصالح "حزب الله" وسوريا و"التيار العوني". وتطرق الى طرح الرئيس نبيه بري إلغاء الطائفية السياسية، فأعرب عن "تأييد هذا الطرح وهذا امر متفق عليه بالطائف وكان يجب العمل على إلغائها منذ عام 1992"، لافتا الى ان "اللبناني لم يكن يستطيع ان يتفق على إلغاء الطائفية السياسية في ظل وجود الاحتلال السوري للبنان إذ ان السوري استعمل المذهبية والطائفية في لبنان لصالحه وشق اللبنانيين". وردا على سؤال، قال: "انا انتمي الى حزب تيار المستقبل وهو بنظري الحزب الوحيد في لبنان الذي يضم كل الطوائف، وعن قناعة. "تيار المستقبل" لم يأت من العدم بل تطور من خلال فكر واعمال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لم يدع يوما انه زعيم سني، لا بل اريد تحجيمه على اساس انه زعيم سني، هذا ما كان يريده النظام السوري في حين ان الرئيس الشهيد كان محاطا بمسيحيين وسنة وشيعة ودروز وملحدين وشيوعيين سابقين. الرئيس سعد الحريري قال كلاما مهما جدا، وأعلن استعداده الجلوس مع امين عام "حزب الله" حسن نصر الله مع كل الغضب الموجود. الرئيس الحريري على استعداد للجلوس مع كل لبناني يقول انه يريد ايجاد حل للبنان. هم الرئيس سعد الحريري كهم والده الشهيد ان يقف البلد من جديد". وختم: "مع كل التهديد الامني الذي يتعرض له الرئيس الحريري ومع كل التهميش السياسي الذي رأيناه في السنوات السابقة كمقولة "وان واي تيكيت"، والهجوم الشخصي والمادي والمعنوي والمالي، عاد الى البلد ليقول إنه في قلوب من يحبوه وعلى قلب من لا يريده، عاد وتبين ان 68 % من الشارع السني ايد سليمان فرنجية عندما قال الرئيس الحريري انه يرشحه للرئاسة".

 

حرب بعد لقائه سلام: تمنيت على دولته مواكبتنا بقضية الانترنت غير الشرعي وإعطاء التوجيهات للأجهزة المعنية لوضع حد نهائي للموضوع

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في السراي الكبير صباح اليوم، وزير الإتصالات بطرس حرب، الذي قال بعد اللقاء إن "الاجتماع كان مناسبة لكي أعطي لدولة الرئيس تفاصيل حول ما جرى على صعيد شبكة الإنترنت غير الشرعية في لبنان، وقد وضعته في أجواء التحقيقات التي أجريناها وما كشفناه من ملابسات حول هذا الأمر. وتمنيت على دولته مواكبتنا بهذه القضية الخطرة، وإعطاء التوجيهات للأجهزة المعنية في الدولة، للتعاون من أجل وضع حد نهائي لهذا الموضوع، بعد أن صادرنا كل الأليات التي كانت تستعمل لتمرير هذه الجريمة لتبادل المعلومات وإيصالها إلى أماكن لا يمكن السيطرة عليها أو التأكد من المحافظة عليها وعلى سريتها". أضاف: "كما كانت مناسبة للبحث مع دولته في الأجواء الحكومية وأجواء البلاد، ولا أذيع سرا إذا قلت إننا في موضوع النفايات لم نكن نستطيع بأي شكل من الأشكال أن نتخلى عن مسؤولياتنا ونترك البلد يغرق في النفايات، ولذلك تحملنا ما لا يمكن تحمله في سبيل القيام بواجبنا، وعدم ترك البلد في هذه الظروف، وعدم حل مشكلة النفايات". وتابع: "أما الآن وقد توصلنا إلى حل لمسألة النفايات، كان لا بد من البحث مع دولته في المرحلة المقبلة. الحكومة تحاول بكل الإمكانات استعادة دورها في تسيير أمور البلاد، إلا أن المشكلة تكمن في أن تسير أمور البلاد بشكل طبيعي وكأنه إعطاء مجال أكثر لتعطيل رئاسة الجمهورية وابقاء البلاد من دون رأس، وهذا أمر لا يجوز، ولا يمكن أن نقبل به أو أن نساهم به، لذلك كان البحث مع دولته اليوم في ما يمكن اتخاذه من تدابير على الصعيد السياسي، لكي نعيد إلى ذهن جميع المسؤولين عن تعطيل الرئاسة في لبنان، أن الحكومة موجودة فقط لتسيير أمور البلاد في القضايا الملحة والمستعجلة، وليس أن تسير كل أعمال البلاد وكأنه لا مشكلة ولا فراغ في سدة الرئاسة الأولى، أو وكأن وجود الرئيس أو عدمه لا يغير شيئا". وقال: "بحثت مع دولته في موضوعين أساسيين مطروحين، ويعود لدولته بشكل أساسي إيجاد حلول لهما هما: جهاز أمن الدولة وحالة الشلل المصاب بها، واتفقنا مع دولته على وضع هذا الملف في جدول أعمال جلسة الحكومة المقبلة لبحثه وإيجاد حلول له، أما القضية الثانية فهي قضية التفتيش المركزي، الذي يعتبر أهم بداية ممارسة السلطة الرقابية على أعمال الإدارات والوزارات، وهو في حالة الصراع القائمة بين الرئيس وبعض أعضائه، يتم تعطيل عمله ولا يقوم بدوره ويترك البلد من دون أي رقابة أو محاسبة". وختم: "بالطبع دولة الرئيس متحسس لهذا الأمر ومدرك لخطورة استمرار الوضع على ما هو عليه، ومصصم على إيجاء الحلول لهذ القضية، ونأمل أنه في المرحلة المقبلة سيطرح دولته ما يعيد الحياة إلى هاتين الإدارتين المهمتين في البلاد، إن كان على الصعيد الأمني أو على الصعيد الإداري، وهذا الأمر إذا تمكنا من حله سنكون قد أسهمنا بالمحافظة على الأقل على مؤسسات الدولة، التي نخشى أن تنهار الواحدة تلو الأخرى إذا بقينا في الحالة التي نحن فيها، من دون رئيس للجمهورية ومن دون حكومة جديدة ومن دون القدرة على اتخاذ قرارات وفق الأصول الدستورية".

 

مقتل مواطن برصاصة في الرأس داخل مشغل ألومينيوم في سعدنايل

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" ماريان الحاج، ان المواطن ابراهيم .س، نقل إلى مستشفى شتورا، جثة هامدة نتيجة إصابته بطلق ناري في رأسه داخل محل لاشغال الالومينيوم في بلدة سعدنايل. وقد حضرت الأجهزة الأمنية المعنية وفتحت تحقيقا في الحادث.

 

قاووق: هل كان الهجوم على حزب الله وتصنيفه إرهابيا سيعوض للنظام السعودي خسارته في اليمن

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - أقام "حزب الله" وآل الشهيد علي كسار الشامي لمناسبة مرور أسبوع على إستشهاده، حفلا تأبينيا في حسينية البرجاوي في بئر حسن، حضره حشد من الأهالي والفاعليات. وتخلل الحفل كلمة لنائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق الذي شدد على "أن إسرائيل بمؤسساتها السياسية والعسكرية كلها ترتجف خوفا من مفاجآت وصواريخ حزب الله ولكنها لا تخاف من جيوش دول الخليج"، سائلا "من الذي يردع إسرائيل؟ عاصفة الحزم وغيرها؟ أم قدرة ومعادلات المقاومة؟"، وقال: "إسرائيل ترحب بجيوش "رعد الشمال" لأنها لا تشكل خطرا عليها، ولكنها تخشى من كل بيت ورجل وإمرأة وطفل في لبنان، وكفى مفخرة لشعب المقاومة، لأشرف الناس أنهم يخيفون إسرائيل وكفى عارا على عروبة تمتدحها إسرائيل". وأضاف: "ما هو معنى العروبة إذا كانت مجردة من الكرامة، وأنه لولا المقاومة وإنتصاراتها لما بقي للعروبة أي كرامة، نحن حمينا بدماء الشهداء بقية الكرامة للعروبة، أما الإجماع العربي أين هو اليوم من سيل الدم ودماء المجازر التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن، إن الإجماع المزعوم يقتل دما من دماء شهداء المجازر في اليمن وإن دماء هذه المجازر هي وصمة عار على جبين العروبة والإنسانية جمعاء، لقد بلغ حجم المجازر السعودية في اليمن ما فاق بأضعاف حجم المجازر الإسرائلية في تموز 2006، وإن مجزرة واحدة في سوق الخميس في اليمن كانت بحدود ال140 شهيدا والعرب ما زالوا ساكتين، إلى متى سيستمر العدوان السعودي على اليمن، هم أوقعوا أنفسهم في مأزق لأنه مر عام على هذا العدوان ولم يتحقق أي من أهدافه، لم تسقط صنعاء ولم تكسر إرادة الشعب اليمني، هم أوقعوا أنفسهم في المستنقع ويريدون أن يلوموا حزب الله وخطابات سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله". وسأل: "هل كان الهجوم على حزب الله وتصنيفه إرهابيا سيعوض للنظام السعودي خسارته في اليمن؟ هل كانت هذه القرارات ستجعل السعودية تخرج من مأزق اليمن؟"، مؤكدا "أن النظام السعودي اليوم لا يحصد إلا الخيبة والفشل في اليمن والعراق وسوريا والبحرين ولبنان وهو يبحث عن الأسلوب الذي يرمم فيه هذه الخسارة، لكن بعد القرارات السعودية بحق حزب الله فإن الحزب يكمل طريقه نحو الإنتصارات دون أن يعبأ بالقرارات والعقوبات والتهديدات"، معتبرا "أن حزب الله اليوم في أفضل حالاته وأيامه، وأن الحزب لم يزدد إلا قوة بعد تدخله في سوريا إن كان على الصعيد العسكري أو السياسي أو الشعبي، وهذا الذي زاد من يأسهم وخيبتهم".

 

رعد حذر من خطورة تسلل المخدرات إلى المدارس: كل اتصال خلوي أو عبر الإنترنت يتتبعه الإسرائيلي لحظة بلحظة

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - لفت رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، إلى "موضوع شبكة الإنترنت الإسرائيلية في لبنان"، وسأل: "ما معنى أن يكتشف المسؤولون أن محطات عملاقة لشبكات الإنترنت موجودة منذ أكثر من 5 سنوات تعمل في هذا البلد، وتوزع إشتراكات مجانية لمواقع سلطة وأجهزة أمنية؟، أوليس ذلك لاستراق المعلومات والإطلاع على كل تفاصيل ما يجري في بلدنا؟"، مضيفا: "علينا ألا نخدع أنفسنا، وعلينا أن نلحظ بأن كل اتصال خلوي وكل شبكة إنترنت وغيرها من وسائل التواصل عبر الاثير يتتبعها الإسرائيلي لحظة بلحظة". كلام رعد جاء خلال كلمة القاها في الإحتفال التكريمي بالشهيد القائد عباس فؤاد حيدر في بلدة الدوير، حيث حذر من "تسلل المخدرات لفتياننا الذي يبدأ في مستويات وينتهي إلى مستويات أخرى"، مشيرا إلى أنه "قبل سنوات كان يتسلل تعاطي المخدرات بين طلاب الجامعات عبر المزاح والصداقة، والدس لحبيبات في بعض المشروبات، لكنه الآن يتسلل إلى مدارسنا المتوسطة". ودق ناقوس الخطر "لما وصلت إليه الأمور في مدارس لبنان"، داعيا المجتمع والدولة والأجهزة الأمنية والقضائية إلى "رفع الصوت وتحمل المسؤولية لمحاصرة هذه الظاهرة وتجفيف منابعها".

 

مذكرات تسلم لبان خلال زيارته لصون الحقوق والصيغة اللبنانية وتثبيت هوية مزارع شبعا والغاء معاهدات زمن الاحتلال السوري

المركزية- في خضم الانهماك الاممي- الاميركي- الروسي - السوري بمحادثات جنيف وكيفية تعبيد درب التسوية – الحل للازمة السورية في أسرع وقت، خشية ان تقلب التغييرات المرتقبة على مستوى السلطة في بعض الدول وخصوصا الانتخابات الرئاسية الاميركية، المعادلات المتحكمة بالاتفاقات المنسوجة بين المعنيين على شكل التسوية، ينكب فريق من المسؤولين اللبنانيين على دراسة السلبيات والايجابيات التي قد تطاول لبنان جراءها، خصوصا اذا جاء الحل على قاعدة تقسيمية من خلال حكم فدرالي واقاليم للمكونات الطائفية بما ترتب على لبنان انعكاسات خطرة تهدد وحدته وكيانه جراء التّماس الجغرافي على حدوده الشرقية والشمالية. وتفيد مصادر سياسية مطلعة "المركزية" ان بعض المسؤولين ممن سيتسنى لهم الاجتماع بأمين عام الامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته لبنان الاسبوع المقبل، بدأوا اعداد مذكرات تتضمن مطالب لبنانية يعتقدون انها بالغة الاهمية لا بل مصيرية، ذلك انها تتصل بصيغة لبنان النموذجية المرتكزة الى التوافق بين المكونات الطائفية الذي قد يصبح عرضة للاهتزاز والخطر، اذا كان الحل في سوريا تقسيمياً وستركز المذكرات في هذا المجال على ضرورة ان تأخذ التسويات في الاعتبار الواقع اللبناني الشديد الحساسية الذي يناسبه بقاء سوريا موحدة، واذا تعذر هذا الامر، فأهون الشرور بالنسبة الى لبنان هو ان لا تُنشأ على حدوده دولة بأكثر من لون واحد. والى المطالب المتعلقة بالخطر الحدودي، يسعى فريق من اللبنانيين الى تضمين مذكراته اشارات الى ضرورة اعادة النظر او الغاء معاهدات كانت ابرمت مع سوريا خلال عهد الوصاية لكونها جاءت في زمن الاحتلال السوري للبنان ما رجح كفة المصالح السورية على مصالح لبنان من دون اي تكافؤ حتى ان بعضها جاء مفروضا من منطق الاستعلاء، حتى ان بعض الرؤساء اللبنانيين والحكومات المتعاقبة طالبت باعادة النظر بها من دون جدوى، حيث كان النظام السوري يقف حائلا دون ذلك ويرفع الذرائع والحجج في كل مرة يثار هذا الملف او تبرز اشارات لبنانية في اتجاهه. وتتساءل المصادر في هذا السياق، عما اذا كانت سوريا ما بعد التسوية ستلغي مفاعيل نظام ما قبل التسوية لتصبح المعاهدات المبرمة مع لبنان ولا سيما منها المعاهدة الامنية لاغية حكما، ام تبقى على حالها فيضطر اللبنانيون الى رفع الصوت مجددا للمطالبة بالغائها. ولعل ابرز الاشكالات القائمة في هذا المجال، يتمثل بتثبيت هوية مزارع شبعا المحتلة التي رصد أكثر من موقف سوري يؤكد لبنانيتها بيد ان الاقرار الشفهي يفترض ان يقترن بخطوات عملية ووثائق رسمية تدون في الامم المتحدة تثبت لبنانية المزارع وتضع حدا للنقاش والنزاع المزمن. وتقول المصادر ان بان سيتسلم في زيارته للبنان اكثر من مذكرة تتمنى عليه حفظ حقوق لبنان في التسويات السياسية لدول المنطقة وحماية سيادته واسترجاع ما سلخ منه من اراض خلال الاحتلال السوري.

 

النفايات الى الناعمة بدءا بالمكدّس والنقل الـــى المطامر بالتوازي

امن الدولة" بين بري وسلام وحرب يثير "الصراع" في التفتيش المركزي

خيار ارجاء الانتخابات البلدية يتقدم والتيار يلوح بنسف طاولة الحـوار

المركزية-حدثان دوليان مأساويان تقاسما المشهد السياسي اليوم. تحطم طائرة بوينغ قادمة من دبي في مطار روستوف اون دون في جنوب روسيا، وعملية انتحارية في اكبر شارع تسوق للمشاة في قلب اسطنبول ادت الى سقوط 4 قتلى الى منفذها واصابة 36 بجروح بينهم عدد من الاجانب، وسط ترجيحات تركية بوقوف حزب العمال الكردستاني أو جماعة مرتبطة به خلف التفجير. ومع ان الحادث الروسي الذي قضى فيه جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم مع الطاقم 61 شخصا لا يحمل حتى الساعة صفة الارهاب، اذ اشارت المعلومات الاولية الى سوء رؤية حالَ دون هبوط الطائرة التي علقت فترة فوق المطار من دون توجيه أي نداء استغاثة، الا ان التحقيقات التي بدأتها لجنة تحقيق روسية وشركة "فلاي دبي" من شأنها ان تميط اللثام عن الاسباب الحقيقة. وبين الحدثين بقيت اصداء توقيف صلاح عبد السلام، المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس في تشرين الثاني الماضي، في بروكسل ماثلة بقوة نسبة لما تشكل من أهمية على مستوى مكافحة الارهاب "الداعشي" واستتباعاته في اوروبا.

ازالة النفايات: اما المشهد الداخلي الذي دخل فترة استراحة في نهاية الاسبوع بعد صخب الانترنت غير الشرعي والقمح المسرطن او غير المسرطن والسجالات على ملف أمن الدولة، فانحصر في ملف رئيسي ، بدء ازالة النفايات من الشوارع تطبيقا لخطة الحكومة ، على رغم ان صورة الشوارع النظيفة لن تمنح فرصة التمتع بها للبنانيين قبل 50 يوما على الاقل، هي المدة اللازمة لازالة النفايات المتراكمة منذ تموز الماضي. وايذانا بانطلاق العمل، أعلن مجلس الانماء والاعمار، في بيان، أن "تنفيذا لقرار مجلس الوزراء، بدأت صباح اليوم عمليات رفع النفايات المتراكمة ونقلها الى المطمر الصحي في الناعمة. كما بدأت، منذ مساء الخميس 17 آذار 2016 الاعمال التحضيرية في موقعي التخزين الموقت للنفايات في برج حمود وقرب مصب نهر الغدير حيث ستنشأ خلايا الطمر الصحي الجديدة، مؤكدا ان العمليات تجري وفقا لخطة بالتنسيق مع القوى الأمنية".

من جهتها، باشرت شركة "سوكلين" في السادسة فجرا لم النفايات في عدد من المناطق ونقلها الى مطمر الناعمة التي دخلت اليه أول 7 شاحنات، في ظل إنتشار للقوى الأمنية منعا لأي عرقلة تنفيذا لخطة وزير الزراعة أكرم شهيب التي تنص على اعادة فتح مطمر الناعمة لمدة 60 يوماً، بالتزامن مع إنطلاق الخطوات اللوجستية لتحضير مطمريّ الكوستابرافا وبرج حمود .وأكد الوزير شهيب ان خطة النفايات انطلقت والعملية ستجري بالتوازي بين كل المطامر، على ان تبدأ بالنفايات المكدسة في الشوارع ، آملا في ان تصل الخطة الى خواتيمها السعيدة لما فيه صحة الناس. واوضح ان كل بلدية بدأت في الاشهر الماضية بمعالجة أزمة النفايات في اطار عملها ستستثنى من الخطة.

امن الدولة: في الاثناء، بقي ملف النزاع في مديرية أمن الدولة موضع متابعة وعناية سياسية، وحضر وفق معلومات "المركزية" في اجتماع عقد في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام كما في لقاء سلام مع وزير الاتصالات بطرس حرب الذي تمنى عليه مواكبته في ملف الانترنت غير الشرعي واثار، على ما قال بعد الزيارة "موضوعين أساسيين يعود للرئيس سلام في شكل أساسي إيجاد حلول لهما هما: جهاز أمن الدولة وحال الشلل المصاب بها، واتفقنا مع دولته على وضع هذا الملف في جدول أعمال جلسة الحكومة المقبلة لبحثه وإيجاد حلول له. أما القضية الثانية فهي قضية التفتيش المركزي، الذي يعتبر أهم بداية لممارسة السلطة الرقابية على أعمال الإدارات والوزارات، وهو في حال الصراع القائمة بين الرئيس وبعض أعضائه، يتم تعطيل عمله ولا يقوم بدوره ويترك البلد من دون أي رقابة أو محاسبة".

الانتخابات البلدية:على خط آخر، بدا لافتا ارتفاع منسوب الحديث في الكواليس السياسية عن الاتجاه لعدم اجراء الانتخابات البلدية والتمديد للحالية خصوصا ان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لم يصدر بعد. ورجحت مصادر معنية لـ"المركزية" ان يؤجل الاستحقاق على مدى عامين او في الحد الادنى الى حين انتخاب رئيس جمهورية ، وهو خيار يفضله بعض المسؤولين ويسعون في اتجاهه.

انتخابات الرابطة: في المقابل، وبعد فوز النقيب انطوان قليموس بمنصب رئيس الرابطة المارونية بالتزكية، انطلقت في العاشرة صباحا العملية الانتخابية على منصب نائب رئيس الرابطة بين غسان خوري وتوفيق معوّض من لائحة قليموس في مجمع الفوروم دي بيروت ، وشهدت اقبالا كثيفا ، حيث بلغت نسبة المشاركة 70 في المئة من المنتسبين للرابطة الذي سددوا كامل اشتراكاتهم..واعلن قليموس في المناسبة ان دورالرابطة الاساسي سيكون مواجهة كل ما يحول دون عودة الموارنة والمسيحيين عموما الى دورهم الطبيعي المتأصل في التاريخ"، لافتا الى "ان السياسيين يقومون بعملهم، كما نقوم بعملنا".

ضحية الخلاف: وسط هذه الاجواء، وفي ظل الكباش السياسي المحتدم بين حركة امل والتيار الوطني الحر الذي عاد ليطفو الى الواجهة بقوة اخيرا، قال عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود لـ"المركزية": ان طاولة الحوار ستكون الضحية الأولى لخلافنا مع الرئيس بري، خصوصا أن ميثاقية الطاولة الحوارية ضرورية كما في أي ملف آخر. واعتبر أن "ما يجري اليوم هو محاولات لخرق الوضع الراهن غير أن الرئاسة، إن حصلت ولم تكن ميثاقية، ستكون مشكلة جدية وعقدة إضافية تطرح أمامنا".

مذكرات الى بان: على خط آخر، ومع زيارة أمين عام الامم المتحدة بان كي مون للبنان الاسبوع المقبل ، افادت مصادر مطلعة "المركزية" ان عددا من المسؤولين اللبنانيين ممن سيتسنى لهم الاجتماع به ،سيغتنمون المناسبة لتسليمه مذكرات تتضمن مطالب لبنانية يصفونها بالمصيرية، منها يتصل بالتسوية المرتقبة لسوريا، حيث يشددون على ضرورة ان تأخذ في الاعتبار هواجس اللبنانيينو الواقع اللبناني الشديد الحساسية الذي يناسبه بقاء سوريا موحدة، واذا تعذر ، فأهون الشرور بالنسبة الى لبنان الا تُنشأ على حدوده دولة بأكثر من لون واحد. كما سيركز بعضها على ضرورة اعادة النظر او الغاء معاهدات كانت ابرمت مع سوريا خلال عهد الوصاية لكونها جاءت في زمن الاحتلال السوري للبنان، ما رجح كفة المصالح السورية على مصالح لبنان. كما سيضيئون على ضرورة تثبيت هوية مزارع شبعا المحتلة التي رصد أكثر من موقف سوري يؤكد لبنانيتها بيد ان الاقرار الشفهي يفترض ان يقترن بخطوات عملية ووثائق رسمية تدون في الامم المتحدة تثبت لبنانيتها.

كيري في موسكو: من جهة ثانية، ومع انقضاء الاسبوع الاول من المفاوضات في جنيف التي التقى خلالها الموفد الدولي الى سوريا ستيفان دي مستورا وفدي الحكومة السورية والمعارضة، حيث طالب الوفد الرسمي السوري بتقديم مقترحاته بشأن الانتقال السياسي في الأسبوع المقبل، بعد أن أثنى على "عمق" الورقة التي تسلمها من الوفد المعارض بشأن المرحلة الانتقالية، يزور وزير الخارجية الاميركية جون كيري موسكو في 23 و24 الجاري، علما ان جولة مفاوضات جنيف الاولى تنتهي في 24 أيضا، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية ان " حل الصراع السوري سيكون من المواضيع الرئيسية المطروحة للمناقشة".

 

ارتفاع عدد الوافدين إلى لبنان في شباط إلى 97،298 و36% مــن العــرب و33% مــن الأوروبييـن

المركزية- بلغ مجموع الوافدين إلى لبنان في خلال شباط الفائت 97،298 بارتفاع نسبته 14,36% مقارنة بالفترة نفسها عن العام 2015 حيث بلغ عدد الوافدين الإجمالي 85،075.

وتنشر "المركزية" إحصاءات وزارة السياحة – مصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق، حول أعداد الوافدين إلى لبنان في خلال شباط 2016، وجنسياتهم، باستثناء الوافدين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين. وجاءت كالآتي:

بلغ عدد الوافدين العرب 35،461 في شباط من العام 2016 في مقابل 31,191 في الفترة نفسها من العام 2015 (ارتفاع بنسبة 14%) وبلغ عدد الوافدين الأوروبيين 31,660 في مقابل 28,058 في خلال الفترة نفسها من العام 2015 (ارتفاع بنسبة 13%) وبلغ عدد الوافدين من قارة أميركا 12,784 في شباط 2016 في مقابل 10,810 في الفترة نفسها من العام 2015 (ارتفاع بنسبة 18%) أما من قارة آسيا فبلغ مجموع الوافدين 8,231 في شباط من العام 2016 في مقابل 7,999 في الفترة نفسها من العام 2015.

- الوافدون العرب: شكّل الوافدون العرب نسبة 36% من إجمالي الوافدين إلى لبنان في خلال شباط من العام 2016. وكان من أبرز الوافدين العرب الى لبنان في شهر شباط من العام 2016 ، العراقيون وبلغ عددهم 15,983 مسجلين تقدم بنسبة 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 13,875 ، يليهم المصريون 5,969 بزيادة 28% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 4,647 ، ثم الأردنيون وبلغ عددهم 5,327 بارتفاع نسبته 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 4,424 ، يليهم السعوديون الذين بلغ عددهم 2,553 بتراجع 6% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 2,728.

- الوافدون الأوروبيون: شكّل الوافدون الأوروبيون نسبة 33% من إجمالي الوافدين الى لبنان في شباط 2016. وكان الفرنسيون من أبرز الوافدين الاوروبيين هذا الشهر، وبلغ عددهم 8,925 بارتفاع نسبته 15% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 7,789، ثم البريطانيون وبلغ عددهم 3,726 بزيادة 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 3,283، يليهم الألمان وبلغ عددهم 3,470 بزيادة 12% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 3,086.

- الوافدون من قارة أميركا: شكّل الوافدون من القارة الأميركية نسبة 13% من إجمالي الوافدين إلى لبنان في شباط 2016، وسجل الأميركيون المرتبة الاولى من حيث عدد الوافدين من القارة إجمالاً، وبلغ عددهم 6,328 بارتفاع نسبته 23% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 5,162 ، يليهم الكنديون وبلغ عددهم 4,613 في شباط من العام 2016 بزيادة 19% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 3,886، ثم البرازيليون وبلغ عددهم 773 في شباط 2016 مسجلين زيادة بنسبة 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2015 حيث بلغ عددهم 737.

 

حملة مكافحة المخدرات في الـــجنوب مستمرة: مزيد من المتعاطين والمروجين في قبضة قوى الأمن

المركزية- تواصل القوى الأمنية الحملة التي أطلقتها مؤخرا لمكافحة المخدرات في الجنوب، بعدما انتشرت هذه الآفة بشكل لافت في المنطقة، مخلفة ذعرا في أوساط الاهالي. وفي هذا الاطار، اوقف فرع المعلومات في النبطية المواطنين ح. ع. و أ ب بجرم تعاطي المخدرات، واحيلا الى مخفر الدرك في النبطية للتحقيق. وفي السياق نفسه، ابلغ مصدر امني جنوبي "المركزية" ان القوى الامنية بمختلف اجهزتها بدأت حملة على متعاطي المخدرات في الجنوب واوقفت40 شخصا في منطقة النبطية و17 في منطقتي حاصبيا ومرجعيون بينهم 6 دفعة واحدة، وما يقارب الـ 15 في منطقة صور و12 في الزهراني وحوالي الـ 43 في منطقة صيدا وضواحيها بينهم 10 طلاب، و10 في منطقة بنت جبيل، مشيرا إلى أنهم ما دون العشرين وهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون وسودانيون، ولافتا إلى أن هذه الحصيلة هي نتاج شهر من التحريات والملاحقات الامنية. وشدد المصدر على أن الحملة متواصلة ولا خيمة ولا غطاء ولا حماية للمتعاطين والمروجين والمدمنين، علما أن هؤلاء يسلّمون الى مكتب المخدرات في الجنوب في صيدا للتحقيق واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم . ودعا المصدر الى نشر التوعية وتعزيز عمل الجمعيات التي تهتم بهذا الملف، مشددا على اهمية تعاون الأهل والمدارس والثانويات والجامعات مع القوى الامنية، مؤكدا ان خطة امنية على مستوى لبنان وتشمل كافة المناطق بما فيها الجنوب وضعتها قوى الامن الداخلي لمكافحة المخدرات وبوشر بتطبيقها منذ اكثر من سنتين وتتولى الشرطة القضائية دورا رئيسيا في الحرب على المخدرات مع دور مركزي للجمعيات الاهلية كذلك العلاج الذي تتولاه وزارة الصحة في مستشفيات ومراكز متخصصة منها ضهر الباشق، وجويا، والمجلس الاهلي لمكافحة الادمان في الجنوب، وجمعية "دايز" في النبطية، وغيرها من المراكز الاهلية وكشف أن دورية في قوى الامن الامن ألقت القبض، في وكر في تول، على اللبنانيين م. م. وع .ح، اثناء تعاطي وترويج حشيشة الكيف في البلدة داخل سيارة من نوع "هوندا سيفيك" حيث أقدما على احراقها لاحقا مع دراجة نارية لعدم وجود اوراق ثبوتية. علما أنهما كانا قد سرقا الآليتين واستخدماهما لنقل الحشيشة وتوزيعها وقد ارشدا الدورية الى بلدة جنوبية. وأوقف 3 من رفاقهما بالتهمة نفسها، وهم: اللبناني عبد.ح والسوري يوسف كربوج والفلسطيني علي سليمان عبد المعطي. كما اوقف في محلة وادي الزينة المروّج ويدعى غ.ر. وبوشرت التحقيقات تحت اشراف القضاء المختص. إلى ذلك، أكد مدير المجلس الاهلي لمكافحة الادمان في الجنوب ماجد حمتو لـ "المركزية" ان المركز الوقائي التابع للمجلس الاهلي لمكافحة الادمان يستقبل المدمنين على المخدرات ويقدم لهم حزمة كاملة من الخدمات الصحية والعلاجية والنفسية واعادة التأهيل ومتابعة قانونية لمن هم في نزاع مع القانون، إضافة إلى برنامج متابعة مع الاهل. من جهته، شدد رئيس جمعية "دايز" وسيم شميساني التي تعنى بمحاربة ومكافحة المخدرات لـ "المركزية" أيضا على ان الجمعية ومركزها النبطية تهتم بالتنسيق مع بلدية النبطية والهيئة الصحية الاسلامية ببث الوعي في المجتمع لابعاد عنصر الشباب عن هذه الآفة الفتاكة، فتنظم دورات توعية وحملات ارشادية للطلاب والشباب والاهل في المدارس والثانويات وترسل المدمن الى مركز وزارة الصحة في جويا لمعالجته وازالة السموم من جسمه بالتزامن مع وجود طبيب ومرشد نفسي الى جانبه بهدف اعادته الى المجتمع بعد انتهاء فترة العلاج. وكان مركز كامل يوسف جابر الثقافي الإجتماعي في النبطية اختتم وبالتعاون مع مديرية قوى الأمن الداخلي اللبناني - مكتب مكافحة المخدرات حملات توعية حول مخاطر المخدرات لطلاب المدارس الرسمية والخاصة في منطقة النبطية ألقاها المؤهل الأول سمير ياغي والمؤهل اول محمد حيدر. وقد شملت حملة التوعية 13 ثانوية في قضاء النبطية واستمرت لمدة ستة أيام.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تريد تهدئة مع الخليجيين بلا تنازلات والكويت قبلت بمهمة الوساطة بين طهران وبقية دول الخليج دون أي أوهام بشأن نجاحها.

العرب/20 آذار/16/الكويت - استغربت أوساط خليجية لجوء إيران إلى الكويت من أجل القيام بوساطة بينها وبين دول الخليج العربي. وقالت هذه الأوساط إن الكويت قبلت القيام بمهمة الوساطة ولكن من دون أيّ أوهام حيال إمكان نجاحها، خصوصا أن إيران التي أرسلت وزير الاستخبارات فيها إلى الكويت، قبل أيّام، لم تعط أيّ ضمانات تشير إلى رغبتها في تغيير سلوكها تجاه دول المنطقة. وقالت المصادر ذاتها إن المبعوث الايراني اكتفى بالقول في لقاءاته مع المسؤولين الكويتيين إن ثمّة رغبة إيرانية في “فتح صفحة جديدة” في العلاقات مع دول الخليج. وأوضحت الأوساط نفسها أن إيران طلبت عبر المبعوث الذي زار الكويت وقف التصعيد المتبادل. لكنّ المسؤولين الكويتيين ردوا عليه بأن لا تصعيد متبادلا بين الجانبين، بما في ذلك من جانب الكويت نفسها التي اكتشفت في السنوات الأخيرة شبكات إرهابية عدّة تعمل لحساب إيران، إضافة إلى عثورها على مخازن أسلحة في أراضيها. وأشار المسؤولون الكويتيون إلى أن لديهم أدلّة دامغة على أن مصدر المتفجرات والأسلحة كان إيران وأن عناصر كويتية تدرّبت إما في إيران أو لدى “حزب الله” في لبنان. وعلى الرغم من عدم اقتناعها بجدوى الوساطة، أرسلت الكويت مبعوثين إلى الدول الخليجية لنقل الرغبة الإيرانية التي وصفها مسؤول كويتي بأنّها “رغبة في فتح صفحة جديدة في كتاب قديم”. وقال هذا المسؤول إنه ليس في الإمكان فتح هذه الصفحة الجديدة، ما دام الكتاب الذي تقرأ منه إيران لم يتغيّر. وذكرت المصادر أن في استطاعة إيران أن تظهر رغبتها الحقيقية في إيجاد جسور تفاهم مع دول الخليج في حال قدّمت أدلة ملموسة على وجود توجّه سياسي جديد لديها. وأشارت إلى أن الأماكن التي تستطيع فيها إيران تأكيد وجود تبدّل في سياستها عديدة. ومن بين هذه الأماكن البحرين واليمن والعراق وسوريا ولبنان حيث يتولى “حزب الله” مهمّة شنّ حملات على الدول العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية، وذلك نيابة عن طهران. واستبعدت الأوساط نفسها نجاح الوساطة الكويتية وذلك لسببين على الأقلّ، أوّلهما أن الكويت نفسها لا تؤمن بأنّ تغييرا إيرانيا حقيقيا حصل يدعو إلى إعادة نظر خليجية في الموقف من إيران. أما السبب الثاني، فهو عائد إلى أنّ إيران لم تقدم على أيّ خطوة تعكس نيّة في التغيير الجدي واكتفت بكلام قديم عن ضرورة إبقاء المنطقة خارج التدخلات الخارجية وبعيدة عنها. ولاحظت أن إيران تحذّر من التدخلات الخارجية عندما يناسبها ذلك، في حين لم توفّر جهدا، في يوم من الأيام، في الاستعانة بهذه التدخلات عندما وجدت أنّها تخدم مصالحها. وأعطت مثلا على ذلك المشاركة الإيرانية في الحرب الأميركية على العراق في 2003 وتورّطها الكامل في تلك الحرب التي أدّت إلى جعل العراق تحت الوصاية الإيرانية. وخلصت إلى القول إنّ دول الخليج العربي تحتاج إلى أفعال من أجل ترميم العلاقة مع إيران وليس إلى كلام جميل من النوع الذي اعتادت طهران ترويجه بهدف التغطية على تدخلاتها في المنطقة من منطلق مذهبي بحت.

 

بلجيكا.. اتهام صلاح عبد السلام رسميا بالإرهاب والقتل

دبي - قناة العربية/20 آذار/16/قال ممثلو الادعاء في بلجيكا إنه تم رسميا توجيه تهمة الضلوع في الارهاب والقتل الى صلاح عبد السلام المشتبه فيه الرئيسي في هجمات باريس. وأفاد محامي صلاح عبد السلام أن موكله متعاون مع سلطات التحقيق البلجيكية وسيرفض طلب تسليمه إلى باريس. مراسل العربية أفاد بان السلطات الفرنسية ستحقق مع عبد السلام بعد بلجيكا حتى في حالة رفضه المجئ الى فرنسا.

 

تفجير انتحاري وسط اسطنبول يقتل 5 أشخاص ومقتل إسرائيليين يحملان أيضا الجنسية الأميركية بالتفجير ومصير ثالث ما زال مجهولاً

العربية//20 آذار/16/اسطنبول - زيدان زنكلو/ضرب انفجار شارع الاستقلال الواقع وسط مدينة اسطنبول التركية، بضاحية تشتهر أنها مركز للتسوق ومقصد للسائحين اليوم السبت، وأعلن محافظ المدينة عن مقتل 5 أشخاص، نافيا وقوع انفجار ثاني في مكان آخر من اسطنبول. وأضاف مراسل العربية أن التفجير أصاب 36 شخصا، وأعلنت وزارة الصحة التركية أن 12 أجنبيا من بين الجرحى المصابين وأعلنت إسرائيل وجود قتيلان من رعاياها في الهجوم يحملان أيضا الجنسية الأميركية. وأفاد مسؤول تركي كبير أن الشرطة منعت الانتحاري من الوصول إلى هدفه في التفجير، وأشار إلى النتائج الأولية التي تحدثت عن تورط جماعة تابعة لحزب العمال الكردستاني أو التنظيم الإرهلبي داعش بتنفيذ الهجوم. فيما قالت وسائل إعلام أخرى إن 3 من المصابين في التفجير يحملون الجنسية الإسرائيلية، وهو ما أكدته خارجية تل أبيب وأعلنت وفاة اثنين منهم فيما بعد. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيليين اثنين لقيا حتفهما في التفجير الانتحاري الذي وقع في اسطنبول اليوم السبت. وأضاف نتنياهو في تصريحات للصحافيين في القدس أن إسرائيليا ثالثا ربما يكون قتل في التفجير. وتابع أن إسرائيل تحاول تحديد ما إذا كان الإسرائيليون مستهدفين في الهجوم لكن لا يوجد ما يشير إلى ذلك حتى الآن. ووقع التفجير في شارع مغلق أمام حركة المرور، تصطف فيه المتاجر الدولية ومراكز التسوق.  ورأى شاهد من رويترز طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة، وهي تحلق فوق المنطقة، بينما أظهرت لقطات تلفزيونية الناس وهم يهربون منها. فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.

 

تحطم طائرة إماراتية تابعة لشركة “فلاي دبي” من طراز “بوينغ” ومقتل 62 شخصاً كانوا على متنها

فرضيات عدة أمام التحقيق بينها خطأ من الطاقم ومشكلة تقنية والأحوال الجوية الصعبة

اصطدمت بالمدرج بسبب سوء الأحوال الجوية والحطام تبعثر على نحو 1.5 كيلومتر

/20 آذار/16/روستوف-اون-دون (روسيا)، أبوظبي – وكالات: تحطمت طائرة إماراتية تابعة لشركة “فلاي دبي” من طراز “بوينغ” كانت آتية من دبي، فجر أمس، في مطار روستوف اون دون في جنوب روسيا بسبب سوء الرؤية، مما أدى الى مقتل 62 شخصاً كانوا على متنها. وأكدت شركة الطيران “فلاي دبي” تحطم طائرة الـ”بوينغ 737-800 في رحلتها رقم “في زي981 فجر أمس، وأعلنت مقتل ركابها الـ55 وهم 33 امرأة و18 رجلاً وأربعة أطفال. وأوضحت الشركة في بيان، نشر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ان الركاب هم “44 روسياً وثمانية أوكرانيين وهنديان واوزبكستاني”.

من جهتها، ذكرت لجنة التحقيق الروسية المكلفة التحقيقات الجنائية في البلاد أن أفراد الطاقم السبعة (قائد الطائرة قبرصي، ومساعده إسباني، فيما البقية يحملون الجنسيات الروسية والكولومبية والتشيلية) قتلوا في الحادث أيضاً، موضحة انها عثرت على احد الصندوقين الاسودين في البداية ثم تم العثور على الصندوق الثاني في وقت لاحق. وأفادت وزارة الحالات الطارئة في بيان ان الطائرة تحطمت لدى قيامها “بمحاولة ثانية للهبوط بسبب أحوال جوية سيئة”، موضحة أنها “اصطدمت بمدرج الهبوط بأحد جناحيها وبدأت التفكك”. وفي السياق، قال وزير الحالات الطارئة الروسي فلاديمير بوشكوف إن المحققين استبعدوا ارتباط تحطم الطائرة بأي عمل إرهابي، معتبرين أن الظروف المناخية قد تكون السبب الأكثر ترجيحاً للكارثة. وذكرت وسائل إعلام محلية ان قطع الطائرة التي تحطمت تبعثرت على امتداد نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر، فيما أظهرت لقطات بثتها شبكات تلفزيون روسية كتلة من اللهب ترتفع بعد سقوط الطائرة. وأكدت شبكة “لايف-نيوز” أن الطائرة سقطت على بعد نحو مئة متر من مدرج الهبوط. وأوضحت وزارة الحالات الطارئة الروسية ان رجال الاطفاء احتاجوا لأكثر من ساعة لاخماد الحريق، مشيرة إلى أنها أرسلت أكثر من 700 من رجال الانقاذ ومئة آلية الى مكان الحادث إلى جانب متخصصين في الطب النفسي لمساعدة عائلات الضحايا. في غضون ذلك، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لعائلات الضحايا فيما قررت الحكومة منح مليون روبل (15 ألف دولار) لكل عائلة من عائلات الضحايا، مع إعلان الحداد ليوم واحد في منطقة روستوف.

وأعلنت لجنة التحقيق فتح تحقيق جنائي بشأن مخالفة لقواعد سلامة واستثمار النقل الجوي أدت الى سقوط عدد من القتلى. وقال الناطق باسم اللجنة فلاديمير ماركين انه “يتم تحليل روايات عدة عن الحادث بينها خطأ محتمل من قبل الطاقم ومشكلة تقنية في الطائرة والاحوال الجوية الصعبة وعوامل اخرى”. وكانت تهطل أمطار غزيرة على مدينة روستوف-اون-دون منذ صباح أمس، ما دفع وزارة الحالات الطارئة لاصدار تحذير من رياح عاتية. وألغت شركة الطيران الروسية “ايروفلوت” رحلاتها امس واول من امس إلى مطار روستوف-اون-دون فيما حولت شركات أخرى مسار عدد كبير من رحلاتها الى مطار كراسنودار المجاور. وروى أحد ركاب طائرة حطت في كراسنودار قبيل تحطم طائرة الـ”بوينغ” أن “الاحوال الجوية كانت رهيبة وكانت الطائرة تهتز بشكل مخيف”. وشركة “فلاي دبي” التي تملكها حكومة دبي تأسست في مارس 2008 وشهدت نمواً كبيراً مع شقيقتها الكبرى “طيران الامارات” الاولى في العالم في عدد المسافرين على الرحلات الدولية. والشركة التي لم تسجل حادثاً خطيراً منذ إنشائها، تسيّر رحلات الى تسعين وجهة لا تبعد أكثر من ست ساعات عن دبي وتملك أسطولا يتألف من خمسين طائرة “بوينغ 737.

 

دي ميستورا يدعو النظام السوري لتقديم رؤيته بشأن الانتقال السياسي ووفد دمشق اعتبر أنه لا يحق له ممارسة الضغوط

/20 آذار/16/جنيف – أ ف ب، الأناضول: حض الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا النظام السوري على تقديم مقترحاته بشأن الانتقال السياسي، الأسبوع الجاري، مثنياً على «عمق» الورقة التي تسلمها من الوفد المعارض بهذا الصدد. وفي مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس بعد لقائه وفدي النظام والمعارضة في اجتماعين منفصلين، للمرة الثالثة منذ انطلاق محادثات جنيف الاثنين الماضي، قال دي ميستورا متوجهاً لوفد النظام «أنا أحضهم على تقديم ورقة بشأن الانتقال السياسي، وسبق أن تلقيت ورقة جيدة وعميقة بشأن رؤية وفد الهيئة العليا للمفاوضات» للمسألة، موضحاً أن وفد النظام يركز حالياً على المبادئ «لكنني آمل أن نتمكن في الأسبوع المقبل من الاطلاع على رؤيتهم.. بشأن كيفية تطبيق الانتقال السياسي».وتسلم دي ميستورا أول من أمس، ورقة من الهيئة العليا للمفاوضات تتضمن رؤيتها للمرحلة الانتقالية وكيفية تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، في حين كان وفد النظام سلمه الإثنين الماضي، ورقة من ثماني نقاط بعنوان «عناصر أساسية للحل السياسي»، تتحدث أبرز بنودها عن ضرورة الالتزام «بتشكيل حكومة موسعة» من دون ذكر الانتقال السياسي الذي يعتبره الموفد الأممي النقطة الأساسية في المفاوضات. وقال دي ميستورا إنه خلال المحادثات التي تستكمل غداً الاثنين «سنسعى إلى بناء أرضية مشتركة بالحد الأدنى»، مضيفاً «نحتاج إلى رؤية نتائج عملية في الجولة المقبلة في أبريل المقبل». يشار إلى أن جولة المحادثات الحالية هي واحدة من ثلاث جولات، وتستمر حتى الخميس المقبل، ثم تبدأ الجولة الثانية بعد توقف لمدة أسبوع أو عشرة أيام، على أن تستمر لمدة «أسبوعين على الأقل»، لتعقد جولة ثالثة من المحادثات بعد توقف مماثل. من جانبها، ذكرت المعارضة السورية أن وفد النظام «يريد وضع قواعد مختلفة للمفاوضات»، مؤكدة أن «الشعب السوري تنازل كثيراً، ويتعين على النظام تقديم تنازلات». وقالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات بسمة قضماني «أتينا (إلى جنيف) أملاً بشريك في مفاوضات حدد معالمها أعضاء مجلس الأمن، وواردة في وثائق وقرارات»، مضيفة إن «وفد النظام يريد وضع قواعد مختلفة، وهذا لن يخدم السير بالتفاهمات التي أُقرت إلى الأمام، والأمر يعود للمبعوث الأممي بأن يذكر النظام بأن الطريقة والقواعد هي بما جاءت به التفاهمات والقرار الأممي، ونتوقع منه السير وفق هذه القواعد».

وشددت على أنه «رغم الحركة البطيئة من جانب وفد النظام، فقد تحركت المعارضة بوتيرة تريد أن تسير عليها وأن ينخرط الطرفان في قواعد العمل الجوهري». وأشارت إلى أن «المعارضة قدمت وثيقة مفصلة تعكس عملها الجدي، ويمكن للمبعوث الدولي العمل عليها، ونحض النظام على تقديم وثيقة مماثلة، الأمر الذي لم يحصل». ورداً على انتقادات المبعوث الأممي، قال مصدر قريب من وفد النظام أمس انه «لا يحق لدي ميستورا ممارسة الضغط على احد وعليه ان ينقل الافكار» بين طرفي المحادثات، مضيفاً ان «دي ميستورا هو ميسر المحادثات ولا يمكن أن يكون طرفاً» فيها.

 

روسيا حوّلت سورية ميدان تجارب لأسلحتها

السياسة/20 آذار/16/كشف تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أن روسيا حولت الصراع السوري إلى عرض عسكري وميدان تجارب لأسلحتها. وأشارت الصحيفة إلى استخدام الطائرات المقاتلة وإطلاق صواريخ «كروز كـاليبر» من البحر الأسود، ونشر بطاريات صواريخ «إس 400»، مضيفة انه على مدى الأشهر الستة الماضية، وهي فترة التدخل العسكري الروسي في سورية، حولت روسيا الصراع السوري إلى ساحة معركة لاختبار قدرات بعض الأسلحة، واختبار تحسين الخدمات اللوجستية، وتجربة دور وحدات النخبة، والتعرف على نقاط الضعف. ونقلت عن خبير عسكري قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين أظهر من خلال تدخله في سورية القدرات العسكرية الروسية، وكذلك استعداده لاستخدام العمليات العسكرية لتحقيق أهداف بلاده. وذكر خبراء أن سورية مثلت مجالاً جديداً لاختبار وحدات التدخل السريع، وأيضاً استخدام طائرات حديثة مثل المقاتلة «سوخوي» وغيرها، وهو ما أتاح للطيارين الروس ساعات تدريب كانوا بحاجة إليها. كما نشرت روسيا منظومة الدفاع الجوي المتطورة من طراز «إس 400» في سورية.

 

الأسد التقى خرازي: انتصار الشعب السوري وحلفائه سيساهم في قيام عالم أكثر توازنا وعدالة

السبت 19 آذار 2016 /وطنية - دمشق - بحث الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، مع رئيس المجلس الاستراتيجى للعلاقات الخارجية في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، كمال خرازي، التطورات الأخيرة في سوريا وخصوصا ما يتعلق باتفاق وقف الأعمال القتالية، واتساع دائرة المصالحات الوطنية في العديد من المناطق السورية، وانعقاد جولات الحوار في جنيف". وقال خرازي إن "دعم سوريا، سواء فى مواجهة الارهاب التكفيرى المدعوم من الخارج أو في ما يتعلق بالمسار السياسي، يمثل سياسة استراتيجية ثابتة لايران، وخصوصا أن القيادة الايرانية تدرك أن الهدف الرئيسى من وراء الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سوريا، هو ضرب دورها المحوري في جبهة المقاومة". من جانبه، قال الأسد إن "وقوف الدول الصديقة، وفي مقدمتها ايران وروسيا، إلى جانب سوريا سياسيا وعسكريا، ساهم بشكل فاعل في تعزيز صمود السوريين في الحرب التي يخوضونها ضد الارهاب وصولا إلى استعادة الأمن والاستقرار، وتوفير الظروف الملائمة التي تمكن السوريين من أن يقرروا بأنفسهم مستقبل بلدهم". وأضاف الرئيس السوري إن "انتصار الشعب السوري وحلفائه في هذه الحرب، سيساهم في قيام عالم أكثر توازنا وعدالة في مواجهة محاولات الغرب الاستعماري وعملائه في المنطقة فرض ارادته التي تتناقض مع مصالح شعوب المنطقة المتمسكة بسيادتها وحقها في تقرير مصيرها".

 

التنسيق الاميركي - الروسي سوريًّا يحمل كيري الى موسكو الاربعاء/تقدم قطار المفاوضات مرتبط بمدى تجاوب الــدول الاقليمية الوازنة

المركزية- اذا كانت الولايات المتحدة وروسيا عقدتا العزم على إنهاء الازمة السورية وتكرّسان معظم اهتمامهما للتوصل الى تسوية تضع حدا للنزاع المتحكم بالبلاد منذ 5 سنوات، بعد ان عملت دبلوماسيتاهما بقوة للتوصل الى وقف للاعمال القتالية في الميدان وحمل طرفي النزاع مجددا الى طاولة المفاوضات في جنيف، فإن اللاعبَين الاقوى على الخريطة الدولية، واللذين يضعان الملف السوري مجددا تحت مجهرهما خلال زيارة وزير الخارجية الاميركية جون كيري موسكو في 23 و24 آذار الجاري، يدركان ان أي حل لا يمكن ان يكتب له النجاح اذا لم تعمل الاطراف النافذة سوريًّا واقليميًّا لتسهيله وعدم مباركتها للتسوية التي تحاك على يد الاميركيين والروس يمكن ان يزعزع اسسها او حتى يطيحها. وفي السياق، تتحدث اوساط دبلوماسية عربية مقيمة في باريس لـ"المركزية" عن 3 دول فاعلة في الملعب السوري تحرص واشنطن وموسكو على ابقاء قنوات التواصل معها مفتوحة باستمرار للتشاور والتنسيق عند كل جديد في الملف السوري، هي المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيا، ذلك ان احراز اي تقدم في المفاوضات مرتبط بشكل وطيد بأهداف هذه الاطراف الاقليمية وبمدى استعدادها لتسهيل او تقويض الحل السياسي. وفي معرض قراءتها لتوجّهات المملكة، تقول الاوساط ان الادارة الجديدة في الرياض لم تعد مهادنة وهادئة، ترضى بما يرسم في المنطقة ولو على مضض، كما كانت الحال قبيل رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بل انتقلت الى سياسة خارجية تقوم على التصعيد ورفع السقوف ويمكن القول انها انتقلت من موقع الدفاع الى الهجوم، فبات من الصعب التكهن في اي خطوات يمكن ان تقدم عليها، وخير دليل الى وجهها الجديد، اطلاقها "عاصفة الحزم" في اليمن وانشاؤها حلفا عسكريا اسلاميا واسعا وحملة ضد النفوذ الايراني في المنطقة شمل تضييق الخناق على حزب الله ولو باجراءات طاولت شظاياها لبنان الرسمي. وانطلاقا من هنا، تعتبر الاوساط ان سياسات المملكة الحديثة قد تزيد العملية السياسية في سوريا تعقيدا، الا اذا استمرت في ايلاء اهتمامها الاكبر للملف اليمني، الذي يبدو متقدما في حساباتها على الوضع في سوريا، حسب الاوساط. اما الموقف الايراني، فيبدو في الظاهر الاقل اثارة للمشاكل سوريًّا وفق الاوساط، الا ان ذلك لا يعكس حقيقته. فطهران تبدو قلقة من تداعيات صمود الهدنة، وتخشى ان تثبّط اذا ما دامت، عزيمة الجيش السوري والمجموعات الاخرى المقاتلة الى جانب النظام، والاخطر انها تتوقع الا تستمر مفاعيل وقف اطلاق النار طويلا، وتراهن على الحسم العسكري كعامل يساهم في تعزيز موقع النظام وبالتالي موقعها على طاولة المفاوضات. وفي الانتقال الى تركيا، تشير الاوساط الى ان موقفها من النزاع السوري لا يمكن فصله عن موقعها الجغرافي مع سوريا ولا عن صراعها الطويل مع الاكراد. وتلفت الى ان تركيا تدرك انها تلعب دورا محوريا في أزمة النزوح السوري من شواطئها الى اوروبا، لذلك ستبقى سياستها ازاء سوريا انفعالية ومتقلبة في احيان كثيرة، وفي هذه الخانة، يمكن وضع انفتاحها المستجد على ايران حيث زارها اليوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد ان كان رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو زار طهران في 4 الجاري.

 

ديبكا فايلز: الطيران الروسي يتعهد بالدفاع عن الدولة الكردية

الجمعة ١٨ مارس ٢٠١٦/نشر موقع ديبكا فايلز DEBKAfiles الإسرائيلي المتابع للشؤون الأمنية والعسكرية في المنطقة تقريراً عنوانه "روسيا تدعم قيام دولة كردية عازلة عند الباب الخلفي لتركيا". ويذكر التقرير أنّه "بعد أربعة أيام فقط على سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية في سوريا، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل هدوء بإعادة رسم الخريطة السورية وفق تقسيم فدرالي، وزرع النفوذ الروسي في أول منطقة حكم ذاتي في سوريا. وتفيد مصادر ديبكا فايلز أنّ "يد الرئيس الروسي كانت المحرك وراء إنشاء المنطقة الفيدرالية الكردية السورية في 17 آذارخلال اجتماع لزعماء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في بلدة رميلان السورية حيث أعلن الكيان  الجديد الذي يتمتع بالحكم الذاتي، ويشمل ثلاثة جيوب يسيطر عليها الأكراد : أولاً الجزيرة، ثانياً الحسكة والقامشلي وثالثاً مدينتي كوباني وعفرين، كذلك المناطق التي احتلها الأكراد خلال القتال مع تنظيم الدولة الإسلامية – داعش".

وبحسب ما نقل التقرير عن أحد قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي، نواف خليل، فإنه أكّد وجود ممثلين لهذه المناطق الثلاثة قد شاركوا في الحفل، مع العلم أن بعضها ما زال تحت سيطرة قبل الجيش السوري أو المجموعات المتمردة السورية. ويضيف التقرير أن المعلومات تتوقع "قيام الأكراد السوريين بالقتال قريباً، وبدعم روسي، من أحل توصيل الجيوب الثلاثة المتجاورة التي تتمتع بالحكم الذاتي حيث يبلغ مجمل أراضيها 500 كيلومترا جميعها متاخم للحدود التركية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر مراراً وتكراراً من أن أنقرة لن تتسامح مع إقامة الحكم الذاتي الكردي في سوريا وسيرسل جيشه عبر الحدود لمنع ذلك. وقد حاول أردوغان دفع إدارة أوباما لاتخاذ إجراءات لردع الأكراد من خطواتهم بإعلان الحكم الذاتيلكن وزارة الخارجية الأميركية ردّت فقط على المبادرة الكردية بعد وقوع الحدث بالقول "نحن لا نؤيد قيام مناطق شبه مستقلة تتمتع بالحكم الذاتي داخل سوريا"، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي الخميس.

 وتفيد مصادر ديبكا فايلز "أنّ بوتين قد أكد للقادة الأكراد أن سلاح الجو الروسي سيكون هناك للدفاع عن منطقة جديدة إذا غزتها تركيا. المنطقة الفيدرالية الكردية الجديدة تبين أنها أول منطقة حظر جوي فوق شمال سوريا، وهي المنطقة التي لطالما طالبت بها طويلاً كل من الولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية ، ولكن في نهاية المطاف يبدو أنّ منطقة الحظره هذه ظهرت الى حيز الوجود تحت رعاية روسية".

ويذكر التقرير ايضاً أنّ الرئيس بشار الأسد، حليف موسكو، يعارض بشدة التحرك الكردي، كخطوة عملية اضافية لتفكيك البلاد إلى كيانات افيدرالية عرقية أو دينية في وقت يبقى الأسد عاجزاً عن الرد أو قصف الجيوب الكردية عندما تقف موسكو وراءها، وتبقى بعض الطائرات الحربية الروسية في سوريا عن أي حالات طارئة.

وبحسب التقييم الذي تقدمه ديبكا فايلز فإنّ "إعلان الأكراد منطقتهم شبه المستقلة يأتي ضمن سياق منطقي حيث تقع القاعدة الأمريكية الوحيدة في سوريا بالقرب من مدينة رميلان، حيث تضم  قوات من الحلف المناهض للارهاب وقوات أميركية للقيام بعمليات خاصة بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر، جميعها مجهزة لمحاربة تنظيم الدولة. ولذا كانت هناك غاية من القيام بهذا الإعلان في هذه المدينة بالذات كي يظهر بوتين وبشكل واضح للأميركيين ما يقوم به بسوريا وحول قدرته على التحرك".

ويختم التقرير بالقول "في أي حال، كان المسؤولون الأميركيون، مثل وزيرة الخارجية جون كيري، يتحدثون  بحرية مع قادة الشرق الأوسط حول الحل الفيدرالي لسوريا خطة واشنطن الثانية  Plan B، إذا فشلت المحادثات الحالية بين الجانبين في جنيف للتوصل الى اتفاق حول حل سياسي لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات كارثية”.

 

"الخليج": على أكراد سوريا ألا يرتكبوا خطيئة تاريخية وأي خطوة ناقصــــــة قد تثير نقمة دول الجوار

المركزية- لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية، الى ان التنظيمات الكردية في شمال سوريا استعجلت الكشف عن نواياها بالإعلان عن "فيدرالية الشمال"، بما لا يتوافق مع توجهاتها التي كانت أعلنت عنها في ذروة الأزمة السورية، وفي أثناء معاركها ضد تنظيم "داعش" وتمكنها من تحرير أجزاء واسعة من الشمال السوري المحاذي للحدود التركية من قبضة الإرهاب. واشارت الى ان الخطاب الكردي آنذاك كان لا ينم عن نوايا انفصالية، أو السعي للخروج من الوطن السوري. جلّ ما كان يتردد هو السعي لإقامة إدارة مدنية تدير "الأراضي المحررة" في غياب الدولة السورية وسلطتها، وتهتم بالأمور الحياتية للمواطنين وتدبير شؤونهم، إلى حين عودة الدولة. خصوصاً أن مناطق شمال سوريا ليست كردية صافية، فهي تضم معظم مكونات الشعب السوري وطوائفه وانتماءاته، الدينية والسياسية والإثنية، وبالتالي فإن تفرد مكون واحد من المكونات السورية في المنطقة يعتبر خروجاً على الإجماع، ولا يعبر عن إرادة شعبيّة. أما إذا كانت الخطوة تعبيراً عن استغلال فرصة غياب الدولة وضعفها لوضع أحلام الانفصال موضع التطبيق العملي، فهذا أمر خطر ستكون له تداعيات غير محمودة العواقب. ورات انه إذا كانت الخطوة هي تعبير عن الحنق والغضب إزاء عدم دعوة ممثلي الأكراد في شمال سوريا إلى مؤتمر جنيف إرضاء لتركيا، ولوضع الجميع أمام أمر واقع جديد وكوسيلة للضغط على الأمم المتحدة والأطراف الدولية التي تدير المفاوضات، فهذا أمر يمكن فهمه، شرط ألا يتعدى الأمر ذلك. واعتبرت إن أي خطوة من جانب أي مكون سوري بالانفصال، وبأي شكل، وتحت أيّ مسمى في هذه الظروف، تعني فتح الأبواب أمام مخططات التقسيم والتفتيت التي تهدّد، ليس سوريا فحسب، إنما كل المنطقة العربية. وتعني أيضاً فتح أبواب جهنم أمام حروب كارثية لا يعرف إلا الله مداها، تختلط فيها الدينية بالمذهبية بالإثنية، تحقيقاً لمخططات تقسيمية كثر الحديث عنها في السنوات الأخيرة، ونشرت خرائطها التي تطال أكثر من دولة عربية، والتي كانت "الفوضى الخلاقة" إحدى تجليّاتها، وكذلك الدفع بالتنظيمات الإرهابية إلى المنطقة العربية كي تعدّ الأرض لحروب طائفية ومذهبية، وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد، بعدما وجدت من يساعدها ويمدها بما تحتاجه من مؤونة ومدد ووجود. ورأت ان على أكراد سوريا ألا يرتكبوا خطيئة تاريخية بالانفصال، فهم كانوا، وما زالوا جزءاً أصيلاً من مكونات الشعب السوري وتاريخه، وشاركوا في كل نضالاته ضد الاستعمار، وأثروا الثقافة العربية والإسلامية بالعديد من القامات الفكرية والدينية. وعانوا مثل غيرهم من أبناء الشعب السوري من عسف الأنظمة وظلمها. واشارت الى إن خطوة ناقصة وغير مدروسة في حالة غضب قد تثير مخاوف ونقمة كل دول الجوار، خصوصا تركيا التي تتربص بالأكراد الدوائر كما تثير عاصفة إقليمية هوجاء.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الدكتور سعود المولى  لـ«المستقبل»: الشيعة لبنانيون أولاً وحزب الله يخوض مواجهة خاسرة مع الشعب السوري»

حاوره: يقظان التقي/المستقبل/20 آذار/16

أكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور سعود المولى خطورة الاتجاهات «المأسوية» التي يقود فيها «حزب الله« الشيعة في لبنان، مبعداً إياهم عن اجتماعهم الوطني وانتماءاتهم وهوياتهم، مشيراً الى التعبئة والتحشيد الطائفي والمذهبي والاستنهاض الحربي الذي بلغ اقصاه، ما استدعى تكرار التأكيد على «بيان الشيعة المستقلين» والقول لـ»حزب الله»: «ما تقترفون وما تقومون به وما تقاتلون لأجله ليس باسمنا ولا باسم الشيعة العرب». المولى عكس في حديثه الى «المستقبل» هواجس ومخاوف تستدعي تأكيد انتماء الشيعة الى الأمة العربية والى المنطقة وتأكيد انتمائهم الى مصالح لبنان أولاً. وفي المقابل يجب ألا يؤخذ الشيعة ككل في حساب «حزب الله« في التصعيد الحاصل ونتيجة سياسات الحزب الهجومية تجاه خصومه ما يجعل هذا التماهي للحزب مع الكتلة الشيعية تماهياً عنيفاً وقاتلاً وقاسياً. المولى اعتبر ان «لا انعكاس سلبياً جراء الانسحاب الروسي من سوريا على حزب الله المحكوم بأشياء مختلفة، والمرحلة هي مرحلة انتظارية، ولا انسحاب سريعاً للحزب من سوريا، ولا شيء يوحي داخلياً ان الحزب مستعد ان يفلت الاستحقاق الرئاسي من الحجز«، مشيراً الى «خلاف عميق تنافسي بين الأفق اللبناني/النجفي لحركة امل مقابل افق حزب الله القائم في مدينة قم الإيرانية. ثم إن حزب الله محكوم بسياسة الاصلاحيين في إيران بعد نجاحهم. ولقد جاء التصويت الشعبي في كل الانتخابات واضحاً جداً في الخلاص من ولاية الفقيه«.

هنا نص الحوار مع الدكتور المولى والبداية في «بيان الشيعة المستقلين»:

يؤكد المولى أن «بيان الشيعة المستقلين يأتي في توقيته وهو من قطاعات واسعة من الشيعة ولكن هذا تراكم على مواقف سابقة حتى قبل العام 2005 جرى اتخاذ موقف وموقع مختلفين عن حزب الله. ونبّه الشيعة المستقلون الى خطورة الاتجاه الذي يقود فيه حزب الله الشيعة في لبنان إلى أمكنة بعيدة عن قناعاتهم وانتماءاتهم واهتماماتهم الحياتية. هذا كان قبل العام 2005، تفاقمت الأشياء بعد العامين 2005 و2011 وغرق حزب الله في حرب ومواجهة مع شعب عربي سوري شقيق وفي التعبئة للحرب والتحشيد الطائفي والمذهبي والاستنهاض الحربي بلغ اقصاه.

كان من الطبيعي أن تعلو الأصوات وأن تعلو الأصوات بقوة. وفعلياً التقينا حول بيان مشترك بين السيدين هاني فحص ومحمد حسن الأمين عام 2012.

هذا البيان كان شديد الوضوح بالقول لحزب الله إن الهدف الذي تدعون اليه وتسعون اليه ليس بالضرورة ان تقرّوه باسمنا، وما تقومون به ليس باسمنا ولا تقولوا انكم تقاتلون في سوريا باسم الشيعة أو باسم السيدة زينب أو الامام السيد الحسين، ولا تورطكم في نشاطات عديدة نحن موافقون عليه.

هذا الموقف عبر عن موقف سياسي من حزب الله وعبر عن موقع المستقلين الرافض له«.

ويضيف: «من جهة أخرى الشيخ صبحي الطفيلي يمثل حالة ثانية قوية وأصلية وقديمة في الخلاف مع توجهات حزب الله ومنذ العام 1998. من جهته المفتي السيد علي الأمين يمثل نفس الحالة... وهناك العديد من التجمعات التي عبّرت عن نفسها منذ العام 2005. الحقيقة حاولنا ان نوحد فيما بينها. لكن فشلنا للأسف. ولعله ليس الأسف حقيقة ولعله يمكن القول الخير في ما وقع فمن الأفضل الحفاظ على التعددية والتنوع في الأصوات الشيعية المستقلة من علماء ورجال دين ومن شخصيات حزبية وسياسية وثقافية، سواء تلك التي كانت تنتمي سياسياً الى حركة أمل أو إلى أحزاب أخرى علمانية أو شيوعية. وهناك أيضاً عناصر عديدة منها تجمع لبنان المدني ولقاء الدولة المدنية وغيرها ناهيك عن تجمعات المشايخ العلماء المسلمين مثل الشيخ عباس الجوهري والمجموعة التي معه الى مجموعة من الشخصيات المهمة كالوزير السابق الأستاذ ابراهيم شمس الدين نجل الإمام محمد مهدي شمس الدين والوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون إلى العديد من الشخصيات العلمانية والنقابية والحزبية والثقافية المنتشرة في كل المواقع الفكرية والسياسية والحزبية والإعلامية. الوسط الشيعي لم يخل إذن من أصوات مخالفة ومعترضة على سياسة الحزب ومنذ زمن سابق على 2005».

[ هذا الحراك يعكس جملة هواجس ومخاوف متحددة ومتقاطعة؟

ـ يجيب المولى: «بالتأكيد نتيجة جملة من التحديات ويظلم كثيراً هذا الوسط بأنه لا يتكلم كفاية ولا يتحرك كفاية والواقع هو عكس ذلك. ما يجري هو حراك كبير من الوسط الشيعي المستقل. ولكن الحزب قوي كفاية ليقاوم أحزاباً ودولاً وقوى فكيف بحراك مدني سلمي لا يملك الا المعارضة بالكلمة وبالاطر السلمية والقانونية. هذا في حين أن بعض الذين يتكلمون اليوم بعصبية طائفية ومذهبية ضد الشيعة عمومًا أو ضد إيران كثقافة وحضارة وشعب كانوا إلى الأمس القريب يقبضون منها ويعيشون على دفعاتها ويضربوننا بسيفها«... ومع ذلك الحراك المدني مهم جداً ونجح بيان السيدين فحص والأمين باستقطاب عدد من التيارات الشابة والشباب الشيعي وأسماء مهمة. كمالك مروة ومصطفى فحص وعلي الأمين وحارث سليمان ومنى فياض وغيرهم. وأسماء أخرى وحشد على شبكة التواصل الاجتماعي وفي الإعلام الإلكتروني مثل موقع «جنوبية« الى موقع «نيو ليبانون» ومواقع أخرى على شبكة الانترنت وهي تمثل أصواتًا لتيارات شبابية مهمة وهي أصوات قوية».

[ إذاً إعادة إطلاق بيان الشيعة المستقلين يعكس عمق المخاوف والهواجس من المطارح البعيدة التي يقود «حزب الله« الطائفة الشيعية اليها؟

ـ «إعادة Yطلاق النداء هو أولاً تجديد أو تأكيد الانتماء الى الأمة العربية وإلى المنطقة العربية وتجديد الانتماء إلى مصالح لبنان أولاً وإلى مصالح المنطقة العربية.

وإعادة رفع الصوت العالي بأولوية المصلحة الوطنية والمصلحة العربية لدى الشيعة اللبنانيين والشيعة في الاقليم ككل والقول بالفم الملآن ان الشيعة جزء من أوطانهم وجزء من أمتهم وبلدانهم وانهم ليسوا حالة خاصة تهدد أمن ومصالح أوطانهم وبلدانهم. هذا هو الموقف المبدئي. ثانياً، بالمقابل يجب الا يؤخذ الشيعة ككل في حساب حزب الله بعد التصعيد الحاصل اخيراً مع الأشقاء العرب، من دون ان يعني ذلك ان هؤلاء الشيعة المستقلين «تابعين» لجهة أو دولة وإنما الموقف المبدئي قول الاشياء الواضحة وكما هي وعلى السطح كما يقال «نحن لبنانيون أولاً»، وبنفس القوة القول: «نحن عرب أولاً وثانياً»، بمعنى أننا ننتمي إلى هذه الأمة العربية من محيطها إلى خليجها ولذلك نغلّب مصلحة المنطقة على أي شيء آخر.

ثالثاً، نحن ندعو الى ان لا يكون الشيعة عنصر إخافة أو تخويف أو استفزاز أو تهديد لأمن وسلامة أي مجتمع في المنطقة، لذلك جاءت استعادة هذا النداء للقول إننا ما زلنا هنا:

«نحن مع انتفاضات الشعوب العربية من أجل الحرية ورفع الظلامة ومن أجل كرامتها الانسانية وحقوقها في المواطنة والديموقراطية. ونحن مع أحسن العلاقات مع كل الدول التي تعمل لمصلحة لبنان ومصلحة العيش الواحد ولمصلحة الأمن والاستقرار والتنمية في منطقتنا. هذا يضعنا في مواجهة حزب الله الذي أخذ الشيعة في لبنان إلى حائط مسدود وأخذهم الى المأساة حتى».

[ وماذا عن تماهي الحزب مع المكون الشيعي وماذا بشأن تداعياته برأيكم؟

ـ «برأيي يكون ظالماً أو مخطئاً من لا يرى أن حزب الله في هذه اللحظة التاريخية يمثل الطليعة المقاتلة للشيعية السياسية، وبالتالي هي لحظة تماهٍ فعلي لقطاعات واسعة من الشيعة مع سياسة الغلبة التي يحقّقها ويضمنها الحزب، وهذا تماهٍ مع مصالح يحققها لهم من ضمنها هيمنة الحزب على الدولة وسياساته الهجومية تجاه خصومه مما يجعل هذا التماهي عنيفاً وقاتلاً وقاسياً».

[ وانعكاس القرار الروسي بالانسحاب الجزئي على وجود «حزب الله« في الميدان السوري؟

ـ «أظن لن يكون هناك انعكاس سلبي على حزب الله جراء الانسحاب الروسي وهذا الانكفاء الروسي أملته سياسة الرئيس الروسي بوتين التي حققت مكتسبات أساسية تتمثل بالتالي:

1 ـ إنقاذ النظام السوري من السقوط. واستطاع الروسي من خلال دخوله العسكري على الارض ان يمكّن النظام من استعادة مناطق واسعة.

2 ـ زجّ الدخول الروسي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تحالف معه تحت عنوان مقاتلة «داعش» ما بدل في الأولويات بعد أزمة أوكرانيا. وكان الروسي يواجه بالغضب الأوروبي والتعامل معه «بالاستلشاق» وحتى الاحتقار، واستطاع بوتين بقراره الدخول الى سوريا استعادة علاقة مثل أنه قطب أساسي في العلاقات الدولية.

3 ـ دفع الروسي بأزمة اللاجئين إلى أقصى حدودها، الى حدود الدول التي خاصمته في الأزمة الأوكرانية وأخذ بعضها يستنجد به، وصار مطلبها التنسيق معه.

4 ـ ميدانياً، لا يستطيع بوتين أن يغرق أكثر في المستنقع السوري خصوصاً على أبواب حلب وانسحابه جاء لمنع مساهمته في تطويق مدينة حلب مع انعكاسات ذلك ميدانياً من مواجهة محتملة مع تركيا والولايات المتحدة الأميركية ناهيك عن السعودية.

5 ـ يأتي الروسي الى جنيف مسلحاً بهذه القوة ومن موقع كونه لاعباً أساسياً استطاع تحقيق الهدنة وقد حققها وفي الدفع قدماً بالعملية السياسية.

هذا على الجانب الروسي، أما حزب الله فهو محكوم باعتبارات مختلفة.

فحزب الله محكوم وجوده في سوريا بسياسة الإصلاحيين في إيران بعد نجاحهم وبعد إخفاق المرشد علي خامنئي وبالتالي محكوم بالخطوات التالية التي سيقدم عليها الإصلاحيون في مجال العلاقات الدولية والاقليمية.

هل سيبدأون سياسة انفتاح تجاه المملكة العربية السعودية وتجاه دول الخليج العربي عامة؟

هل سيعمد المتشددون في إيران الى الحلول مكان موسكو المنسحبة؟ لا يخفى على أحد حدة النزاع بين الاتجاهين في إيران؟».

[ كيف تنظرون الى المشهد الإيراني المقبل؟

ـ «أعتقد أن الأمور ذاهبة باتجاه المزيد من نجاح الاصلاحيين في فكفكة علاقتهم المعقدة مع دول الخليج والأمثلة برأيي كثيرة.

في لبنان لم يعطِ الإيرانيون لحزب الله مطلق القوة بأن يفعل ما يشاء، أما في اليمن فتنحو المسائل نحو التفاوض بين السعوديين والحوثيين مع تسجيل هدنة. وكان الإيرانيون قد بدأوا سياسة مد اليد صوب السعودية والخليج قبل التدهور الأخير الذي قاده المتطرفون ومنهم حزب الله. الإشكالية الأساسية التي تجعل من التصعيد هو الحاكم للأمور المقبلة أن كل الأمور تحصل في زمن تخلي الولايات المتحدة الأميركية عن أي من أدوارها بسبب الانتخابات الرئاسية فيها. وهناك رأي في إيران بعدم إعطاء القديم في الولايات المتحدة أي الإدارة الأوبامية أي مكسب بانتظار الإدارة الجديدة. لذلك، المرحلة هي مرحلة انتظارية لمعرفة الجهة التي ستجري عملية التعامل معها لذلك نرى ونسمع أصوات التصعيد اللفظي عند حزب الله علماً أن الأمور هي رهن الانتظار».

[ لا انسحاب إذاً لحزب الله من سوريا سريعاً؟

ـ «لن يستجيب حزب الله لنداء الانسحاب ولن ينسحب الحزب من سوريا إلا ضمن تسوية شاملة توافق عليها قيادته في طهران».

[ الوضع الانتظاري ينسحب على استمرارية الفراغ الرئاسي في لبنان؟

- «التجميد قائم ومستمر على ابواب مفاوضات جنيف والأمر متعلّق ايضاّ بمدى نجاح انعقاد جنيف، والنظام السوري بعد الانسحاب الروسي بدا فاقداً لأعصابه ومتردداً في جنيف، «شو بدو يجي يعمل في جنيف«، ويجد نفسه أمام مسؤولية الضغوطات لتنفيذ اتفاق المرحلة والحكومة الانتقالية وحيث لا مكان للأسد فيها؟

هذا التردد برز في خطابات نصر الله الأخيرة واللافت «خفوت حديث نصرالله عن مستقبل الأسد، وهناك نوع من القبول العام بالمستقبل من دون الأسد في سوريا»، حتى الأكراد سارعوا الى إعلان استقلالهم وإعلانهم الدولة الاتحادية أو الفدرالية (من طرف واحد) الأمر الذي اثار تحفظات موسكو وواشنطن والدول الاقليمية.

أعتقد أن هذا الإعلان من قبل الأكراد مدفوع به من النظام السوري نفسه لاستفزاز تركيا وحكومة اردوغان، يضاف اليه تصاعد أعمال التفجيرات في انقرة، خطوة صالح مسلم الكردية تأتي في مقابل تنسيق تركي قائم مع السعودية ودول الخليج العربي وذلك لإدراك النظام أنه يمكن لإردوغان وللفريق العربي ان يحقق في جنيف خطوات عملية باتجاه الحل الموقت اي المرحلة الانتقالية بالاستفادة من انسحاب بوتين العسكري».

[ انسحاب غير كلي؟

ـ «الانسحاب الروسي لن يكون كاملاً، سيحافظ على قاعدتين جويتين وقاعدة أرضية في اللاذقية، وقاعدة بحرية في طرطوس، وهو أنجز ترسيم حدود الكيان العلوي. وعند الروسي نقاط اساسية وهو أعلن أن باستطاعته ان يدخل الى سوريا ساعة يشاء وفي ساعات حتى.

لكن الروسي أوضح لجماعته في الممانعة أنه ليس في الشيشان أو افغانستان وهو يمارس الضغوط على الأسد للقبول بالتسوية السياسية ويلمع صورته عالمياً، ثم ان دمشق ليست في وسط آسيا وهي كانت ورقة سياسية كبيرة بيده لتعزيز نفوذه دولياً أو للعودة الى قلب اللعبة الدولية.

[ وبالعودة إلى الفراغ الرئاسي؟

«لا شيء يوحي بأن حزب الله مستعد ان يفلت الاستحقاق الرئاسي من الحجز». أي «تفليتة»، تعني انتخاب سليمان فرنجية رئيساً سيحدث بالنسبة للحزب بلبلة في كل حساباته وتحالفاته لا سيما مع الجنرال عون وكل تموضعه في لبنان سيكون على المحك، وقد يؤدي هذا التموضع الجديد الى فتح آفاق جديدة كأن يكون الاستاذ نبيه بري أقوى منه، ونحن نعرف ما بينه وبين حركة أمل وما نلاحظه تنافساً وخلافاً يتعمق في الآونة الأخيرة اكثر وأكثر.

[ خلاف جدّي؟

ـ «خلاف جدّي بالتأكيد، وهذا الخلاف كان دائماً اصلياً ولكن الأوضاع حكمت التحالف ومنها جنى المكاسب من سياسة الغلبة على بقية مكونات الشعب اللبناني. حزب الله مارس الاستقواء بإيران وسوريا لتحقيق غلبة داخلية ونبيه بري استخدم استقواء حزب الله وغلبته العامة لتحقيق غلبة أساسية داخل تركيبة النظام. وجاءت الأمور في الغالب لمصلحة نبيه بري وعززت وضعه في النظام، وهكذا لعبها الأستاذ بري على نحو أن سلبيات الحزب يتحملها الحزب فيما الايجابيات له. وعلى مدار السنين الماضية التحالف الشيعي الثنائي استفاد معاً وحقق المبتغى لجهة الهيمنة على السلطة وعلى الدولة، ولكن حتى هذه الهيمنة بإيجابياتها تستقطب بالواقع نزاعاً على «الجبنة» والنفوذ والمصالح. ناهيك عن الخلاف العميق و»الأصلي» بين الافق اللبناني لحركة أمل والأفق اللبناني والنجفي حقيقة مقابل أفق حزب الله القائم في «ولاية الفقيه» الإيرانية».

[ لن نرى ظهوراً لهذ الخلاف علنياً من مثل زيارة يقوم بها الرئيس بري الى المملكة العربية السعودية؟

ـ «أعتقد أنه يخاف ان يُقدم على هذه الخطوة، وهو بانتظار أن يقتنع الحزب ان مثل هذه الزيارة هي مصلحة له ايضا وهو ينتظر اعادة تحسين العلاقات الإيرانية ـ السعودية ليقدم على خطوته تلك».

[ لا خشية إذا من توسع هذا الخلاف؟

ـ «كلا، الاختلاف لا يعني الاقتتال، البعض يتحدّث عن توزيع أدوار بين الثنائي، لكن الحقيقة ان هناك سياستين متنافستين. هل يمكن ان ينقطع هذا التعايش والمساكنة؟ هذا يتوقف على حزب الله. هل سيندمج حزب الله بالأفق اللبناني؟ هذا سيتوقف على سياسة الاصلاحيين بعد اسابيع على اكتساحهم لمجلس الخبراء وسقوط الأهم من المقربين للسيد خامنئي مصباح ومحمد يزدي. وتفوّق هاشمي رافسنجاني الذي جاء بفارق مليوني صوت عن منافسيه الساقطين في العملية الانتخابية.. لقد جاء التصويت الشعبي وكل الانتخابات واضحاً جداً في الخلاص من ولاية الفقيه».

[ هذا لن يؤدي الى اشكال من النزاع داخل إيران؟

ـ «لا أظن ان الاصلاحيين في وارد الدخول في صراع عنفي ولكنهم لن يتخلوا ايضاً عن مواقعهم المكتسبة وسينتظرون التغيرات القادمة حتما، النزاعات الداخلية موجودة داخل كل دولة، نزاعات على السلطة. لكن إيران دولة تغلب الوحدة الداخلية على ما عداها وهذا ما حصل في الملف النووي من تغليب المصلحة الوطنية والقومية. حصل ان تصاعد الخلاف عام 2009 وما زالت قيادات 2009 في الاقامة الجبرية، سواء حسين الموسوي أو مهدي كروبي، في حين انتزع جواز سفر محمد خاتمي منعاً لمغادرته البلاد. برأيي سياسة الاصلاحيين الجديدة ستعمد الى تنفيس الاحتقان وانتزاع المواقع الواحد تلو الآخر ولكن بسلاسة. ونجاح الاصلاحيين في إيران يصب في مصلحة كل المعتدلين في المنطقة».

[ كيف قرأتم نشر الوثائق التي تكشف عن تورط حزب الله في تفجيرات 11 أيلول؟

ـ «بمعزل عن الوثائق ومصادرها المستقلة ام لا، المنطق المقارن يقول انه ومنذ العام 1999 كان هناك تنسيق ما بين الشيخ اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري وبين قوى إيرانية، حتى ان هذا التعاون المسبق كان في السودان التي التجأ اليها بن لادن في منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

إذاً التنسيق قائم ما قبل أحداث 11 ايلول/سبتمبر، والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وفي لقاء دولي تحت عنوان «الصحوة الاسلامية العالمية» أكد تأييد «الربيع العربي» والانتفاضات التي حصلت في المنطقة قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا في آذار عام 2011، وهذا عكس اشارة مهمة ان قيادة الاسلام الممانع والمقاوم تقوم على خط القيادة الإيرانية ما يشكل امتداداً لشعارات بن لادن وجماعته وايديولوجيتهم الجهادية.

وبمعزل عن الوقائع التي اوردتها الوثائق فقد حصل تنسيق بعد 2001 ما بين اميركا وإيران في أفغانستان ولاحقاً في اسقاط صدام حسين في العراق في العام 2003. وإيران هي البلد الذي استفاد من القاعدة وأحداث 11 أيلول/ سبتمبر. وهو البلد الوحيد، ولكن اضيف الى إيران مستفيداً آخر هو النظام الأسدي الذي برأيي له علاقة بكل هذه العمليات. وبواقع ما نعيشه في لبنان نحن نعلم ان 90 بالمئة من المجموعات الجهادية الداعشية تشتغل بخدمة النظام في دمشق كما كانت الحال مع ابو نضال في زمانه ايام الفلسطينيين«.

ويضيف المولى: «هناك توجهان إعلاميان سياسيان اليوم:

توجه نجح فيه نظام الاسد مع بوتين وحزب الله في تحويل المواجهة في المنطقة الى مواجهة بين المجتمع الدولي وداعش، ما وضع الطائفة السنية في خانة الدفاع. مقابل ذلك نشأ حديثاً توجه خليجي بتحويل هذا الاتجاه من خلال تبيان ان حزب الله أو مشغله في إيران وسوريا هم حلفاء القاعدة.

في الحالتين، سيدفع الشيعة ثمنا باهظاً لأن المستفيد هو الكيان الصهيوني الذي استفاد من احداث 11 ايلول/سبتمبر على مستوى علاقاته الدولية وعلى مستوى شعوب العالم تحت عنوان انه ضحية الارهاب الاسلامي، واليوم العدو الاسرائيلي سيستفيد في الحالتين ليقول: «انا ضحية الارهابين السني والشيعي، وهو يستكمل الإطباق على الارض في فلسطين. وإذا نظرنا حديثا لعمل الجمعيات والنقابات المتقاطعة مع قضية الشعب الفلسطيني نرى كم اصبح صعباً إعلان التضامن مع القضية الفلسطينية لدرجة ان إعلان العداء للصهيونية يعني مباشرة التصنيف بالداعشي أو القاعدي أو حزب الله. ما يحصل على الارض في فلسطين هو الأسوأ ومع ذلك الشعب الفلسطيني على صموده وكفاحه«.

[ أشرتم الى ذلك في كتابكم الصادر حديثاً بعنوان «السلفية والسلفيون الجدد»؟

ـ «هو كتاب عن السلفية بشكل عام، حتى أقول إن هناك سلفيين جدداً وهم خليط، اسميه «كوكتيل مولوتوف»، مزيج من سلفيه دينية/ تقليدية وجهادية ومذهبية.

السلفية اليوم اصبحت بعكس منطلقها كدعوة تعكس اليوم جهازاً طائفياً وسياسياً وعسكريًا وتحمل اكثر بعد الهوية المذهبية الخاصة.

أعطيت مثالاً عن السلفية السنية، نموذج «باب التبانة». فالشباب الذين حملوا السلاح واصلوا تقليداً خاصاً في «باب التبانة» منذ أيام علي عكاوي والمقاومة الشعبية ثم خليل عكاوي الماوي والفتحاوي ثم التوحيدي مع حركة التوحيد، وصولا الى السلفيين الجدد الذين نجد بينهم شباباً ينتمون الى الصوفية أو شباباً لا دينيين أو قبضايات..

ما أريد قوله عن السلفية الشيعية والسنية إن السلفية لم تعد مسمى لدعوة دينية محافظة، وهذا يحدث عند الشيعة بمعزل عن القول بداية ان التشييع هو في الاصل دعوة سلفية دينية وان علماء السنة كانوا يصفون الشيعة بالسلفية وهذا كان قبل ابن تيمية». ما أقصده أن الشيعة الآن يعودون في حياتهم اليومية الى تمثلات سلفية ظلامية ميثولوجية. تستعيد الماضي وشخصيات الأئمة لتبني هوية مذهبية كفاحية وهذا أمر مأسوي. والشيء نفسه يحدث عند السنة من خلال السلفيين الجدد».

[ نحن أمام أشكال جديدة من السلفية؟

ـ «نعم، وهذا ينسحب على صعود الأصوليات الدينية في كل العالم، ويأخذ أشكالاً مختلفة بحسب الثقافات وهو على نحو دونالد ترامب في أميركا أو بوتين أو لوبن في فرنسا.. هي مزيج من دعوات محافظة هوياتية تستخدم الدين كما الثقافة اليومية وتحشد التعبئة بكل اشكالها المذهبية أو الوطنية..

الباحث السيكولوجي ايمانويل تود حلل في كتاب له التصويت الانتخابي للاحزاب الفرنسية ورأى كيف ان الطبقة العاملة الفرنسية التي كانت تنتمي الى الحزب الشيوعي وتصوت له صارت تصوت لصالح أقصى اليمين لوبن وحزبه، فلاديمير بوتين يجسد اليوم هذا الشكل من اشكال السلفية عبر التحالف ما بين الكنيسة الارثوذكسية مع القومية الشوفينية مع قاعدة الموظفين الشيوعيين السابقين. هذه الاصولية هي هوياتية وسلطوية«.

[ نعود الى «دور الشيعة العرب» عنوان مؤتمر آخر لم يأخذ طريقه الى الاعلام؟

ـ «كان مؤتمراً أكاديمياً عقد في الدوحة، كان مؤتمراً مغلقاً بمعنى ان لا يأخذ طابعا سياسياً صرفاً في هذا الجو المأزوم. وكان الهدف منه تسليط الضوء على طاقات وكفاءات بحثية في المنطقة وعلى قضايا تتعلق بكيفية تحقيق الاندماج في الأوطان والشيعة مكون اساسي من مكونات هذه البلدان والأوطان العريية.

ومن خلال ذلك تفكيك الدعوات المذهبية والهوياتية في الجانبين السني والشيعي لمصلحة نهج وطني ومدني وديمقراطي لبناء دولة لجميع مواطنيها والمؤتمر ساهم فيه مفكرون سنة وشيعة معاً.

لم يحظَ المؤتمر بالاهتمام بسبب حساسية الموضوع وبسبب انه كان مغلقاً ولكنه يؤسس لنمط جديد في التعامل مع قضايانا المشتركة بشفافية على مثال «السينودوس الكاثوليكي من أجل لبنان».

[ هذا رهن مثال الثورات العربية؟

ـ «بعد 5 سنوات ما زلت على موقفي القديم المتجدد بأن الشعب العربي سينال حقه وتحديداً الشعب السوري سينتصر ويحقق أهدافه وان على حزب الله ان يعي ان لا شيء يقف أمام الحرية، وما من شعب قبل بالذل والاهانة والاحتلال وان كل التزويق الايديولوجي والمذهبي لحروب حزب الله لن تخفي حقيقة ان الحزب يخوض مواجهة خاسرة في سوريا».

 

أقدام وسواعد

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/20 آذار/16

ليس هناك أمر ضروري وضاغط ومُلحّ ومصيري أمام المسيحيّين في لبنان، أكثر من ضبط رؤيتهم وأدائهم ولغتهم وأسلوب عيشهم المشترك مع الطوائف والأحزاب اللبنانيّة الأُخرى، تحت العنوان الذي يكاد يُصبح "خشبيّاً": الشراكة. ففي غمرة التحوّلات الكبرى حول لبنان، ولاحقاً فيه، وتحديد مصائر دول وشعوب وخرائط، لا يحقّ لمسيحيّي لبنان أن يعودوا إلى حالة الكهف، واللغة البيولوجيّة المعتمدة على الرفس بالأقدام ورفع السواعد والقبضات وإطلاق العنان لصراخ الحناجر الغاضبة. فبين الأقدام والسواعد والحناجر، هناك مسافة للعقل والتبصّر والحكمة، على قاعدة "الرأي قبل شجاعة الشجعان"، وحسن الإدارة والتصرّف، وسلاح الحجّة والمنطق والموقف. ولا يحقّق المسيحيّون شيئاً لأنفسهم ووطنهم، طالما أنّهم في زمن "وحدتهم" لم يرتقوا إلى مرتبة العقل بل انحدروا إلى مستوى الأقدام. وللتذكير، فإنّهم لم يلجأوا إلى لغة النكء الطائفي السافر والتحريض المذهبي والرفس العرقي والعنصري، في أصعب مراحل عزلهم وحصارهم وإبادتهم خلال الحروب السابقة. بل جمعوا شجاعتهم في الدفاع إلى الترفّع في الخطاب، والتسامح عند المقدرة. هكذا فعل القوّاتيّون والكتائبيّون والوطنيّون الأحرار والتنظيمات المسيحيّة الأخرى، منذ بداية الحروب إلى نهايتها، تحت خطاب قويّ وعاقل في آن، احترفه قادتهم المتنوّرون آنذاك، ولم يسقطوا في الابتذال والتهييج والتهريج، كما يفعل بعضهم الآن. لذلك، وفي ظلال "التفاهم"، أو "التحالف"، أو "وحدة" المسيحيّين، حول ورقتَي "النيّات" و"معراب"، وجَبَت المصارحة في الشكل والأساس. في لغة هذا "التحالف"، يظهر التناقض الكامل بين إصرار قيادة "القوّات" على تراثها في أخلاقيّة الخطاب للدفاع عن المسيحيّين، وهي الأعرق والأصدق في هذا المضمار، وبين انحدار شريكها "العوني" إلى الاستهلاك الطائفي المبتذل، سواء في الطرح السياسي الاستفزازي لمفهوم الشراكة و"الحقوق المسيحيّة"، أو في التسويق الإعلامي والترويج الدعائي لـ"سيف النصارى"! والدليل الساطع على هذه المشكلة، أنّ "القوّات" لا تلجأ إلى أسلوب التجريح والتشهير والحضّ الطائفي مع أشرس وألدّ خصومها "حزب الله"، في حين يعتمد "العونيّون"، من قيادتهم إلى قاعدتهم، أسلوب التحريض الفئوي المذهبي، سواء مع "حليف حليفهم" نبيه برّي، أو مع "حليف حليفهم" الآخر سعد الحريري. وليس خافياً، أنّ الاستغلال الطائفي ينفع مرحليّاً في تعويم شعبيّة طائفيّة، ولكنّ حبله قصير ومصيره عسير، ويرتدّ سريعاً على صاحبه، ومن خلاله على الطائفة التي يزايدون في رفع رايتها. فهل يمكن أن تقوم "القوّات" بمحاولة لترشيد لغة شريكها، رحمةً بالمسيحيّين، أَم تتركه لشرنقته؟ لقد فعلت ونجحت جزئيّاً في لجم لسانه الأنتي - عربي إنقاذاً لماء وجهه، ومصالح شريحة من المسيحيّين في الخليج. أمّا في الأساس، فلم يتغيّر شيء في التزامات الشريك العوني، لا في ارتباطه بسلاح "حزب الله" وتسليمه بحروبه الخارجيّة، ولا في انتمائه إلى "جبهة الممانعة والمقاومة"، ولا في جوهر "السياسة الخارجيّة المستقلّة" التي يمارسها لمصلحة هذه "الجبهة". بل، لقد ذهب بعيداً في تصنيف نفسه "أصيلاً" في 14 آذار، كجدّ ووالد وحفيد! وتصنيف جميع الباقين "تيوانيّين"، بمن فيهم الشريك الجديد. كلّ هذا الأداء الطارئ والدخيل على المسيحيّين، في الأسلوب والمضمون، يتطلّب منهم جميعاً، روحيّين وسياسيّين وحيويّات مدنيّة، وفي طليعتهم "القوّات اللبنانيّة"، الإسراع إلى إنقاذ الفئة المتهوّرة من أسلوبها وخطابها والتزاماتها القاتلة. فلا يحصّل المسيحيّون حقوقهم بتوتّرهم واصطدامهم بالجميع، ولا يحقّقون التوازن ويستعيدون الرسالة والدور بالمشاكسة والمعاكسة الفارغتين، ولا يكسبون احترام الآخرين ومحبّتهم برفع العقيرة الطائفيّة إلى أعلى حدّ، بحيث لا يعود النزول ممكناً إلاّ بسلالم الاطفائيّات، وعلى ركام الحرائق. إنّ "وحدة" المسيحيّين تكون حقيقيّة إذا قامت على أساس مصالحتهم، لا على خلفيّة مصلحة أحدهم، وعلى قاعدة: رشّحني أُصالحك! أو على تحالفات انتخابيّة بلديّة وما فوق. فبين المصالحة والمصلحة حرف واحد. إنّه ألِف المسيحيّين وياؤهم. ولغة الحياة عندهم. وعليهم التحرّر سريعاً من لغة الحناجر والسواعد... والاقتراع بالأقدام! على المسيحيين التحرر من لغة السواعد والأقدام

 

عن الحزب وأتباعه.. المصابين بداء «النصر«!

محمد مشموشي/المستقبل/20 آذار/16

تتدخل القوات المسلحة الروسية في الحرب السورية، ثم تنسحب أو ينسحب القسم الأكبر منها، لكن أحداً من المتدخلين الآخرين («حزب الله»، في ما يعنينا لبنانياً) لا يرى حاجة لإعادة النظر في تورطه الذي ترفضه غالبية الشعب اللبناني، فضلاً عن الشعب السوري. لماذا؟، لأن الحزب لم يتدخل في سوريا دفاعاً عن النظام فيها فقط، كما اعترف بعد لأي، ولا التزاماً بما يسميه «جبهة المقاومة والممانعة» بقيادة معلمه وولي أمره الإيراني، ولا كذلك حماية لظهره بوصفه «حزب مقاومة» من أجل لبنان، إنما إضافة الى ذلك كله، وربما حتى قبله، لأنه ذهب أساساً للقتال في سوريا فيما عيونه على الداخل اللبناني.

والحال أن حروب «حزب الله» المتعددة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، في لبنان من جهة أولى، وفي البحرين واليمن والسعودية والإمارات والكويت وباقي بلدان الخليج من جهة ثانية، تكفي للتدليل على هذه الحقيقة... وإلا لماذا، على سبيل المثال لا الحصر، يمنع الحزب انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان منذ عامين تقريباً، كما يعطل عمل الحكومة ومجلس النواب ومؤسسات الدولة، لحساب ما بات معروفاً في الداخل والخارج على السواء باسم «دويلة» الحزب؟. وليس مبالغاً به، أنه يحمل معنى خاصاً في هذا المجال حرص الحزب في مناسبات سياسية معينة، وأجهزة إعلامه بمناسبة ومن دون مناسبة، على القول إن الحزب بات «قوة إقليمية» يعتدّ بها ويحسب حسابها، ليس من قبل دول المنطقة وحدها إنما على صعيد دول العالم أيضاً. لكن لم يعد خافياً في الوقت نفسه، أن حروب الحزب هذه كلها تصطدم بالجدار، كما تشهد إخفاقات وتراجعات على أكثر من مستوى، فضلاً عن الحصار الذي يزداد ضيقاً من حول الحزب وأعماله هنا وهناك في العالم عموماً وفي العالم العربي بشكل خاص. في لبنان، أولاً، بات القاصي والداني يعرفان الآن أن حرب الحزب من أجل مرشحه للرئاسة أصبحت من نوع الحرب الدونكيشوتية التي لا أمل فيها، ولا حتى شبهة أمل، لأسباب يدركها الحزب ولا ينكرها مرشحه العماد ميشال عون. ومع أن «أسلحة» هذه الحرب طيلة العامين السابقين، من تعطيل كل من الحكومة ومجلس النواب، لم تفد في شيء إلا أنها أدت الى جمود قاتل في البلاد، سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً، فلم يغيّر الحزب موقفه قيد أنملة...لا في ما يتعلق باسم المرشح ولا في ما يتعلق بالتزام نص الدستور وروحه (فضلاً عن وثيقة الوفاق الوطني) لجهة تأمين نصاب جلسات المجلس النيابي والقبول بانتخاب من ينال الأكثرية من أصوات النواب. وإذا كان لدى الحزب وأتباعه ما يختبئون خلفه، بدعوى عدم وجود نص يُلزم النواب بحضور جلسات المجلس النيابي بما فيها المكرسة لانتخاب الرئيس، فلم يعد موضع شك رفض فئات واسعة من الرأي العام وحتى «قرفها« من هذه الذريعة، بينما اقتصاد البلاد والمستوى المعيشي للسكان وصل الى ما هو عليه من تدهور. كذلك هي الحال بالنسبة لدور الحزب في سوريا، إذ لم تأتِ القوات الروسية اليها إلا بعد أن تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن قتاله وزميلاته الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية (جنباً الى جنب مع الحرس الثوري الإيراني) لم يفشل فقط في دعم النظام السوري ومساعدته على الصمود، بل لم يتمكن حتى من الحيلولة دون بلوغه هاوية السقوط الحتمي في خلال أيام. وعملياً، لم يكن ترحيب الحزب المبالغ فيه بما سماه إعلامه يومها «عاصفة السوخوي»، إلا اعترافاً منه بهذا الفشل، وإن كان عمد الى وضعه، تارة في سياق الجبهة الواسعة لمقاومة الولايات المتحدة، وتارة أخرى تحت عنوان التحالف الاستراتيجي بين روسيا وسوريا وإيران ومجموعة دول البريكس. أما على المستوى العربي، وبخاصة في منطقة الخليج، فلا حاجة للقول إن الحصار الذي تم فرضه على الحزب (وكل من يموله أو يؤيده) بعد افتضاح دوره وشبكاته التخريبية في بلدان المنطقة، لم يعد جائزاً تجاهله أو التقليل من شأنه بالرغم من المكابرة المصطنعة التي حاول الرد بها على إجراءات هذه البلدان بحقه، وأهمها من دون ريب وضعه وكل من يدعمه أو يبرر أعماله على لائحة الإرهاب.

هي حروب متعددة ومتنوعة، يخوضها الحزب وولي أمره الإيراني في أكثر من موقع ومكان، لكن مع إخفاقات وخسائر على الجبهات كلها في الوقت ذاته. مع ذلك، فالحزب وأتباعه والمستفيدون منه الموعودون بالنصر في النهاية (طالما خاطبهم أمينه العام بقوله «وعدتكم بالنصر دائماً، وأعدكم به مجدداً«)، لا يردون على ما يحدث الآن إلا بالبروباغندا التي اعتادوا عليها في السابق. فلم تنسحب القوات الروسية، يرددون في أجهزة إعلامهم.. وإذاً، فلا يزال باب النصر مفتوحا أمامهم. عدد قليل من المقاتلات عاد الى قواعده، لكن «القيصر» كما يسمونه أكد أنها ستعود الى سوريا في خلال ساعات فقط إذا كانت هناك حاجة لذلك. وأكثر، إن «القيصر» الصغير (بشار الأسد) بات اليوم في وضع أقوى مما كان عليه في أي وقت سابق. لا يريد الحزب، ولا أتباعه والمستفيدون منه طبعاً، الاعتراف بالواقع أن في سوريا أو في لبنان أو في أي مكان آخر. قد يُقال هذا شأنهم، لكن ماذا عن لبنان الدولة (من دون رئيس ومجلس نواب ومجلس وزراء) ولبنان الشعب الذي يتدنى مستوى عيشه الى ما دون الفقر، ولبنان العربي الذي يكاد يصبح أشبه بالمصاب بالجذام... حتى لا نتحدث عن أشياء أخرى؟.

 

حروب الأخوة الأعداء في الشارع العراقي

داود البصري/السياسة/20 آذار/16

لم يصل الوضع العراقي الداخلي لحالة إنفجارية عبثية أكثر مما هو جار حاليا، ولم يتهيأ الشارع العراقي لمواجهات دموية أكثر من حالة التسخين القائمة حاليا والتي تنذر بشر مستطير. فمنذ أن وصلت العملية السياسية في العراق لمرحلة تكسيح حقيقية بعد سلسلة الانهيارات الأمنية والعسكرية المخزية في الأشهر الأخيرة لولاية رئيس الحكومة العراقية الأسبق نوري المالكي، كان واضحا ان الأوضاع ستتجه نحو مزيد من التدهور والانهيار بعد فشل حيدر العبادي في الإيفاء بوعوده الطويلة التي استمرت أكثر من عام من دون أن يتمكن من حلحلة الموقف المتدهور سوى عبر إجراءات ترقيعية فاشلة لا تلامس جوهر المشكلة.

ففي البداية والنهاية حيدر العبادي هو من مدرسة نوري المالكي نفسها، بل إن ظلال المالكي الثقيلة لم تزل تقيد حركته وتجعله أسيرا لأوضاع طائفية معينة لم يتمكن من مغادرة خانتها كي يتحول من أحد قيادات حزب “الدعوة” الطائفي ليكون رئيسا لحكومة كل العراقيين! وهي المهمة التي فشل بها بامتياز، بعد وصول الانفجار الطائفي لأقصى مدياته في اجتياح عصابات الحشد الطائفية لمدن وقرى العراق الشمالية والغربية والمجازر التطهيرية المستمرة في محافظة ديالى التي تقف الحكومة وأجهزتها أمامها عاجزة بالمطلق وبشكل فضائحي! إضافة لاستمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة وبخسائر عسكرية وبشرية مكلفة لم تستطع حسم الموقف! ومما زاد الصورة الداخلية كآبة ودمارا وترويعا هو حالة الانفلات والتشقق وصولا إلى الانهيار التي يعانيها التحالف الوطني الطائفي الحاكم، بعد أن أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر غضبته من الحكومة رغم أن تياره أحد مكوناتها الرئيسية، وظهوره المستمر في تظاهرات أيام الجمع في ساحة التحرير البغدادية، وحيث تطور الموقف للدعوة لاعتصام جماهيري على مداخل المنطقة الخضراء بعد أن هدد سابقا باجتياحها، في خطوة رسمت كل معاني الانشقاق الداخلي الكبير الذي يعيشه الشارع العراقي، وتقود النخب السياسية الحاكمة البلد لانفجار كبير سيصيب بشظاياه القاتلة الإقليم بأسره. مقتدى الصدر وهو يهدد شركاءه وحلفاءه في السلطة قد حول اهتمامات الشارع العراقي من متابعة الحروب ضد تنظيم الدولة والجماعات المسلحة الأخرى إلى حرب خطرة أخرى قد تندلع داخل العاصمة العراقية بغداد ذاتها التي تشهد تواجدا عسكريا مكثفا بعد رفع درجة الإنذار إلى حدودها القصوى، وأي شرارة صغيرة هي أكثر من كافية لتشعل حرب “الاخوة الأعداء”، وهي حرب كسر عظم حقيقية بين شركاء السلطة الواحدة والتوجه الطائفي الواحد، لكنهم مختلفون على إدارة الدولة وطبيعتها وأساليبها! في العراق اليوم لاحديث إلا حديث القوة، ولا كلام إلا عن القوة والعنف، ولا حوار إلا من خلال التلويح والتهديد بالقوة، فمن الطبيعي في ظل هكذا أوضاع أن تتدخل القوة لتحسم الخلافات، لكن المشكلة في الحالة العراقية ان لا أحد بإمكانه استعمال قوته لفرضها على الآخرين، فالجميع في حالة تشتت وخوار وهزالة حقيقية، والجميع يلجأ للتصعيد والتهديد باستعمال القوة بعد أن فشلوا في الإدارة الميدانية وأصابتهم حالة اليأس والإحباط التي تستدعي الغرائز المتوحشة لتكون بديلا عن الأسلوب الحضاري أو العقلية المرنة في مواجهة الأمور! بكل تأكيد ستحمل الأيام المقبلة أخبارا عراقية مأسوية حول تصاعد عمليات العنف، وحتى الاغتيال السياسي لشخصيات نافذة والذي سيكون عنوانا منهجيا وواضحا للمرحلة العراقية.

لا نقول ذلك من واقع التنبؤ وقراءة الطالع، بل من خلال رصد الظواهر وتحليل المعطيات والمعرفة الكاملة بنفسية من يديرون ملفات الصراع وطبيعة الشعب العراقي أيضا. اليوم جيوش العبادي في مواجهة جيوش الصدر، ومن تجحفل معها من الناقمين، والمواجهة في الشوارع ستكون هي البديل لحوار المنطق والعقل المفقود، فالسلطة تتخبط في مشكلاتها المستعصية، والتيارات السياسية هائمة في بحور الخرافة وغياب القيادة الوطنية الحقيقية التي باستطاعتها توجيه الطاقات الشعبية نحو أهداف البناء والتنمية بدلا من الغوص في بحار الخلافات. اشتباكات الشوارع العراقية ستكون سمة المرحلة المقبلة وبما سينعكس على إستمرارية الحروب الداخلية بوتائر وأشكال وأساليب المتحاربين من الإخوة الإعداء… شقاق عراقي بلا نهاية!

 

نائب ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان فيليب لازارينيلـ"النهار": بان ويونغ - كيم في لبنان لتجديد الدعم الدولي ننظر في موارد مالية وخلق وظائف ولحل متدرّج لأزمة النفايات

ريتا صفير/النهار/19 آذار 2016

في خطوة تعكس اهتمام المجتمع الدولي المتواصل بدعم لبنان في مواجهة انعكاسات الازمة في سوريا، يزور الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ - كيم بيروت نهاية الاسبوع المقبل. وتندرج الزيارة التي تأتي في إطار جولة اقليمية تشمل الاردن ايضاً، ضمن محطتين. الاولى تتمثل في تجديد المجتمع الدولي مساندة لبنان من خلال القرار الاخير الصادر عن مجلس الامن، على خلفية الاحاطة التي قدمتها ممثلة الامين العام في لبنان سيغريد كاغ عن تطبيق القرار 1701، فيما تشمل المحطة الثانية التحضيرات المواكبة لانعقاد "القمة الانسانية العالمية" في اسطنبول في ايار المقبل. في لقاء مع "النهار"، شرح نائب ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني ابعاد الزيارة، فكان الحوار الآتي:

هل يمكن ان توجز اهداف زيارة بان كي - مون الى لبنان؟

- "ليست المرة الاولى التي يقوم فيها المسؤولان الدوليان بزيارة مشتركة الى دول، الا انها المرة الاولى تحصل زيارة كهذه الى لبنان. تندرج الزيارة، بالنسبة الى الامين العام للامم المتحدة، في اطار "القمة العالمية الانسانية" التي ستعقد في اسطنبول في ايار المقبل. وهو بذلك اراد ان يجول على مجموعة من الدول تأثرت بالازمة الانسانية على نحو شديد. كما ان حضور رئيس البنك الدولي يؤشر الى ان المسؤولين ينظران في سبل لدعم لبنان، تتخطى الدعم التنموي والانساني التقليدي".

ماذا يعني ذلك عمليا؟

- "اسس الامين العام للامم المتحدة ورئيس البنك الدولي في "مؤتمر ليما" (البيرو) مجموعة تتولى النظر في وسائل تهدف الى ايجاد دعم مالي يتخطى الدعم التنموي والانساني التقليدي، في ظل عدد الازمات غير المسبوق الذي يشهده العالم. ففي لبنان مثلا، هناك 1,5 مليون لاجئ سوري، كما ان اثر الازمة بدا هائلا على الاقتصاد والبنى التحتية والموارد والخدمات. ووفقا لـ"خطة الاستجابة للازمة السورية" لعام 2015، يتبين ان لبنان كان يتطلع الى اكثر من ملياري دولار، علما اننا نجحنا في تخصيص ما يقارب الـ1,2 مليار دولار. وهذا يعني ايضا ان الحاجات تفوق الموارد المتوافرة. من هنا، فان الامين العام للامم المتحدة ورئيس البنك الدولي ملتزمان ايجاد وسائل خلّاقة تهدف الى توفير دعم اضافي الى الدول المتأثرة بأزمة مماثلة. وبذلك، يشكل النقاش الذي يشمل القروض التنازلية دليلا على ما قررت المؤسستان الشروع به. وفي بلد كلبنان الذي يعد من الدول ذات الدخل المتوسط، يتم النظر في امكان تخصيص موارد مالية اضافية لدعمه، علما ان هذا الامر نوقش خلال "مؤتمر لندن" وسيناقش في اجتماع لاحق في واشنطن، وكذلك في "المؤتمر الانساني العالمي". يفترض ان نربط الزيارة وتوقيتها بما يمكن ان يقوم به هذان القائدان لدعم بلد كلبنان في الحد من انعكاسات الازمة في سوريا".

ينتقد مسؤولون لبنانيون اطراف المجتمع الدولي لاكتفائهم بمنح لبنان وعودا حيال الدعم من دون ترجمتها الى برامج عملية.

- "هناك سوء فهم في هذا الخصوص. لم نكتف بتقديم الوعود. فاذا نظرنا الى ما حصل عام 2015، يتبين انه تم تخصيص اكثر من 1,3 مليار دولار للبنان، ولاسيما للمجتمعات الضعيفة والمحتاجة، علما ان جزءا من هذا المبلغ ذهب الى دعم المؤسسات والبلديات وتوفير خدمات اجتماعية. الى ذلك، كان واضحا ان "مؤتمر لندن" لم يكن لقاء لجمع التبرعات للبنان، الا انه تخلله التزام اكبر من المجتمع الدولي، مقارنة مع (مؤتمر) الكويت. واذا تم صرف 1,3 مليار دولار للبنان عام 2015 للرد على الحاجات الطارئة، فيمكن ان نشير، وفقا لأدنى التوقعات، الى انه سيصار الى رصد مبلغ مماثل عام 2016".

علامَ تركز مفاوضاتكم مع الحكومة اللبنانية اليوم؟ ما هي مطالب المجتمع الدولي على ضوء "الورقة" التي قدمها لبنان في هذا الشأن؟

- "لسنا في اطار عملية تفاوضية. هناك التزام مشترك تخلله تحديد اولويات عبر "خطة لبنان للاستجابة للازمة السورية". كما تم تحديد التعليم، ولا سيما بالنسبة الى الاولاد كأولوية مهمة، اضافة الى مسألة خلق وظائف والحصول على عمل. الى ذلك، يستمر النقاش حيال القروض التنازلية في قطاعات البنى التحتية التي يفترض دعمها. نعمل مع الحكومة للتأكد من انه سيصار الى تطبيق هذه الاولويات. عندما نتحدث مثلا عن خلق وظائف وفرص عمل، تبرز حاجة الى ان يكون المناخ ملائما في هذا الخصوص. واعني هنا البيروقراطية والصعوبات والكلفة التي يواجهها السوريون المسجلون في مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة للحصول على اجازة اقامة. ويؤدي هذا الوضع حكما الى وجود 60 او 70 في المئة من السوريين بطريقة غير شرعية في البلاد. كل هذا الاطار المنظم يحتاج الى تصويب. كذلك علينا ان نحدد القطاعات الاقتصادية التي تحتاج الى دعم للتأكد من ان عملية خلق الوظائف تتم بصورة مناسبة".

قاطع وزير العمل سجعان قزي بالامس اللجنة الوزارية المعنية بشؤون اللاجئين على خلفية قانون العمل متحدثا عن توجه الى توطين اللاجئين في لبنان؟

- "مجددا، لا نية لدى المجتمع الدولي في اعادة توطين اللاجئين في لبنان. نحن ممتنون لاستضافة البلاد السوريين. كما اننا واعون للانعكاسات التي يرتبها هذا الوضع على المجتمعات المضيفة واللبنانيين. الى ذلك، نعتبر انهم، هنا، على المدى المنظور، وحتى يسمح الوضع السياسي للبنان وسوريا بتحديد الوسيلة الفضلى لمقاربة المسائل (...) نتحدث عن نشاطات معيشية، وقطاعات تقليدية اعتاد السوريون العمل فيها كالزراعة والبناء وحتى قطاعات التنظيف حيث لا منافسة مع العمالة اللبنانية".

هل هذا مؤشر الى ان الحوار بين الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي دونه عقبات او معطّل؟

- "كلا. لديكم السياسات اللبنانية الداخلية ونحن لسنا جزءا منها. هناك حوار قائم بين المجتمع الدولي والحكومة ولدينا مقاربة جيدة مع عدد من الوزراء، لكن الصحيح ايضا هو انه، في الوقت الراهن، ونتيجة الصعوبات التي تواجهها الحكومة على مستوى اتخاذ القرار في المسائل الداخلية، يبدو الحوار مع الحكومة صعبا، لكننا نعمل على الموضوع. هناك ارادة مشتركة من الطرفين. نحن في صدد مناقشة الآليات التي يفترض اعتمادها لتحديد نسبة المشاريع التي يمكن تنفيذها".

هل نفهم من كلامكم انكم في صدد تقديم "مساعدات مشروطة" الى لبنان؟

- "لا مساعدات مشروطة. لكن من الواضح انه اذا استثمرنا في برامج لخلق وظائف، فاننا نتطلع الى ان تكون هذه الوظائف في متناول كل شرائح المجتمع، علما ان الوضع القائم قد يمنع عددا من الاشخاص من الحصول على فرص عمل. الاستمرار في المشروع قد يبدو صعبا وخصوصا اننا نود التأكد من انه سيكون ناجحا وسيفيد مجموعة كبيرة من الاشخاص".

هل سيساهم اجراء الانتخابات البلدية المقررة في ايار المقبل في تعزيز الدعم الدولي للبنان، علما ان المجتمع الدولي يشدد على اجراء هذا الاستحقاق؟

- "اعتقد ان اللبنانيين انفسهم يشددون على اجراء هذه الانتخابات التي تشكل مؤشرا للديموقراطية. نتطلع الى اجراء هذه الانتخابات، وخصوصا ان الانتخابات الاخيرة حصلت عام 2009. حان الوقت "لتجديد الدم"، علما اننا شددنا في الفترة الاخيرة على اهمية مشاركة النساء في هذا الاستحقاق. اجراء الانتخابات وقيام بلديات فاعلة من شأنه ان يحسن الرد على حاجات المجتمعات المضيفة وكذلك اللاجئين السوريين".

هل يمكن ان يؤدي الانسحاب الروسي ووقف "الاعمال العدائية" في سوريا الى عودة بعض اللاجئين في لبنان الى بلدهم؟

- "بدأت عملية سياسية في جنيف، ويبدو انها ستكون عملية طويلة. لا اتوقع اي انعكاس فوري على الوجود السوري في لبنان. وقف الاعمال العدائية لن يجعل السوريين يشعرون بان الظروف التي يتطلعون اليها للعودة الى بلادهم متوافرة. اعتقد انهم سيعودون متى شعروا انهم في امان وانهم لا يحتاجون الى مسائل تتعلق بالحماية".

قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل انه نجح في ادخال تعديلات على مبدأ "العودة الطوعية" للاجئين السوريين، علما ان رسالة بان كي - مون الى الخارجية اخيرا اعادت التمسك بهذه العودة؟

- "على المستوى الدولي، ثمة توافق لجهة ان معايير العودة يجب ان تكون طوعية وفي شكل كريم وآمن. طبّق لبنان سياسة "عدم العودة القسرية" وهذا مهم جدا (...) اثبتت الحكومة اللبنانية انها تطبق روح "معاهدة جنيف" على رغم عدم توقيعها".

هل تعتبر ان الحل الذي توصلت اليه الحكومة في ازمة النفايات يبدو قابلا للتطبيق ولا سيما على مستوى إقامة مطامر؟

- "عادوا الى تبنّي حلول نوقشت في الماضي. من المهم ان يتحقق توافق حول الموضوع واعتقد ان ما تم طرحه اليوم يتضمن مقاربة تدريجية (من 18 شهرا الى عامين واكثر). المهم ان توافق الحكومة على برنامج على المدى البعيد، بدءا من اليوم، على ان يلقى البرنامج دعما من اللبنانيين. بقاء النفايات في الطرق لفترة طويلة، جعل من اعتماد المقاربة التدريجية حلا وحيدا".

 

روسيا انسحبت لم تنسحب

 علي حماده/النهار/19 آذار 2016

بعد بضعة أيام على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب غالبية قواته من سوريا واقتراب انتهاء عملية الانسحاب المعلنة، يمكن القول إن روسيا لم تنفذ انسحاباً بالحجم الذي أوحته في الأيام الأولى. اقتصر الأمر على سحب جزئي للطائرات الحربية العاملة في سوريا، مع البقاء في جهوزية شبه كاملة لمواصلة أعمال القصف في سوريا على النحو الذي كان في السابق. ماذا يعني هذا التطور؟ منطقياً ان روسيا نفذت انسحابا دعائيا أكثر منه انسحابا حقيقيا على الأرض، مما يفترض أحد أمرين: إما أن موسكو في حاجة إلى إرسال رسالة نحو الداخل مفادها ألّا تورط في الأزمة السورية إلى ما لانهاية، ولا سيما في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد، وانهيار سعر صرف الروبل الروسي في مقابل الدولار الأميركي، وفي ظل الضغط الكبير الذي تعانيه مالية الحكومة المركزية، أو أن روسيا تبحث عن ثمن سياسي فوري لتدخلها عبر طاولة مفاوضات جنيف، بعدما تبين في الملموس انها وإن تكن قادرة على تعديل موازين القوى ميدانياً، فإنها عاجزة عن قلبها في شكل حاسم في كل مكان وحدها من دون التورط على الأرض بوحدات عسكرية. وفي السياق تدرك روسيا انها في حال تجاوزها تفاهمات معينة مع واشنطن تتناول حدود التدخل في سوريا، يمكن ان تجد نفسها وحيدة في مواجهة حظيت حتى اليوم بتواطؤ أميركي واضح المعالم.

انسحبت روسيا ولم تنسحب. هذا هو الوصف الأصح حتى الآن للتطور الميداني. فالجهد منصبّ حالياً على تفعيل مفاوضات جنيف مع "تدجين" مواقف بشار الأسد ومنعه من العزف منفردا من خارج الرعاية الروسية، وخصوصا ان بشار مدفوعا بموقف إيراني يميل الى نسف المفاوضات، أو أقله عرقلة الوصول الى نتائج تتعلق بالاتفاق على روزنامة المرحلة الانتقالية التي باتت بندا ثابتا في كل عملية تفاوضية حول سوريا. وليس سرا ان فلاديمير بوتين اختلف في المدة الأخيرة مع بشار الأسد على مسألتي الانتخابات التشريعية، وبت مصير رئاسة بشار للدولة. ومن هذا المنطلق يفترض ان الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا يشكل رسالة إلى بشار مفادها ان النظام ليس مساويا لروسيا عندما يتعلق الأمر ببت مصير سوريا مع الأميركيين. ثمة نَفَس "تأديبي" لبشار في خطوة بوتين، من دون أن يصل الأمر الى تغيير كبير في الموقف. فروسيا تدرك أولا ان سوريا تغيرت، ولذلك رمت بورقة "الفيدرالية " في سوق المداولات، وتهتم أكثر من بشار نفسه بمصير الجيش النظامي، والبنية العسكرية التي سترث تركيبة نظام آل الأسد لأن سوريا لن تُحكم في المستقبل كما حكمها كل من حافظ الأسد، وابنه. انتهى ذلك الزمن. وأي حل دائم في سوريا لا يمكن روسيا صنعه من دون الأميركيين. وهم في حاجة إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما خوفا من "مجهول" أميركي قد ينتقل الى سياسة تدخلية أقوى في سوريا. هكذا يمكن استخلاص ان موسكو التي لم تنسحب إلا جزئيا من سوريا تستعجل مفاوضات مثمرة في جنيف، نظرا الى محاذير التورط الشامل، وقرب رحيل أوباما.

 

الأكراد يفتتحون مسلسل الفَدْرَلَة؟

 الياس الديري/النهار/19 آذار 2016

إنّه الحدث المفترق. ليس بالنسبة إلى سوريا وحدها، بل لكونه يشمل عدداً من الدول الأساسيّة والتاريخيّة في المنطقة العربيّة. أكراد سوريّا لم يضيِّعوا الفرصة. سارعوا في التوقيت المناسب الى فتح باب "الفَدْرَلَة" على مصراعيه، وقبل أن تستيقظ المنطقة من مفاجأة الرئيس فلاديمير بوتين. وإذا كانت البداية قد انطلقت من الشمال السوري حيث معظم الثروات الطبيعيّة والتي تتقدّمها خيرات المياه والبترول، فان هذه الخطوة المدوِّية لن تبقى مجرَّد حدث عابر، أو مناسبة موقّتة للتحليل والتبصير. إنها تحمل في طيّاتها مؤشّرات خطيرة إلى متغيّرات قد تكون المنطقة ساحتها في المقبل من الأيام. لا حاجة إلى الغوص في أبحاث تتناول أوضاع بعض الدول العربيَّة، وتداعيات أحداثها، واحتمالات "شمولها" بمفاجآت من "نسل" مفاجأة الشمال السوري. فالهجمة الكرديَّة على اقتناص الفرص الذهبيَّة كانت متوقّعة ومٌنتظرة، وإن لم يكن بهذه العجلة وبهذا الاستعداد الكامل لاعلان "الشمال" ناحية لامركزية، أو قضاء، أو مساحة معيِّنة. لكنها حصلت، مقرونة بتوريات لن تدوم إلى أبعد من لحظة العبور إلى برّ الأمان، وحدود الأمان، وفيديراليّة الأمان. ليس مستبعداً أو مستغرباً إن تحرَّكت، في "الوقت الضائع"، أحلامٌ مكبوتة لدى فئات سوريّة تمنِّي النفس بفرصة مماثلة للفرصة الكرديّة، لكي تشمِّر عن سواعدها وتقدم على إعلان قرانها على لامركزية "مفدرلة" على غرار اللامركزية الكرديَّة. أوَّل الغيث قطرة. وأوَّل المسيرة في اتجاه التغيير خطوة. وأوَّل القرارات التاريخيَّة كلمة. وأوَّل الانفصال إعلان الزواج من اللامركزيَّة متوأَمةً مع الفيديراليّة. وأوَّل الفيديراليات السوريَّة كرديٌّ بكل تفاصيله وتطلّعاته. شمالي الهوى. قريب من كل ما يلغي المسافات والمساحات مع مناطق كرديّة أخرى تنتظر بدورها هذه اللحظة بشوق عظيم. لا بدَّ أن تنفتح شهيّات فئات متعدَّدة داخل سوريا، وربما داخل دول عربيّة أخرى، على التشبُّه بالأكراد، والاقدام على مثل ما أقدموا عليه. هذا ما قصده وعناه كبار المحلّلين والخبراء حين تحدَّثوا عن خريطة جديدة، وشرق أوسط جديد، ومتغيِّرات أساسيَّة على أوسع نطاق ضمن هذه المنطقة التي لم تعرف الاستقرار الطبيعي والفعلي منذ اقدام اليهود على سرقة فلسطين، ومنذ توالت الانقلابات العسكريّة لتلد المزيد من الأنظمة الديكتاتوريّة. من غير الأكيد وجود أسباب وموانع تحول دون تحرّك شعوب مكبوتة ومضطهدة في دول معروفة. كما ليس هناك ما يحول دون وصول موكب الشرق الأوسط الجديد، وخريطته، وتوزيعاته، الى الديار الإيرانيّة. بل إلى حيث "يطمح" الاتفاق الدولي وتوزيعاته "الفيديراليّة".

 

هل سيدفع حزب الله ثمن تطهير ايران من الارهاب؟

 فايزة دياب/جنوبية/19 آذار/19

يبدو أنّ اطلالة السيد حسن نصرالله المقبلة حسب مصادر الاعلام "المقاوم" لن يصحبها تحريض ضد السعودية كما في الخطابات الاخيرة، فالنبره العالية والتهديد بحسب تلك المصادر ستعود وتتوجه الى العدو الاسرائيلي، فهدنة سوريا يخشى ان ترخي عصب جمهور الحزب الموعود بنصر حاسم على قوات المعارضة السورية، ولكن هل هناك اسبابا اخرى توجب استعادة الخطاب الجهادي ضد العدو؟ يبدو أنّ التطور الإقليمي الذي تشهده المنطقة من هدنة في سوريا الى إعلان الروس انسحابهم الجزئي من الحرب السورية، كذلك المفاوضات بين الحوثيين والسعوديين في الرياض، من شأنه ان يعيد إلى ذاكرة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنّ في جنوب لبنان عدو أقفل الجبهة معه منذ أحدى عشر عامًا باستثناء ضربات موجهة خرقت الهدنة لتتذكير الناس أنّ حزب الله لا يزال حاضرًا. وكان خصّص نصرالله إطلالاته منذ دخوله الحرب السورية ضدّ من أسماهم «التكفيريين» ومن ثمّ ضدّ المملكة العربية السعودية التي تحولّت فجأة إلى عدو 'محاربتها أشرف من محاربة العدو الاسرائيلي” بحسب نصرالله، والهدنة السورية التي يبدو أنّها طويلة، مع الانسحاب الجزئي لعناصر حزب الله من الأراضي سورية، جعلت الحزب بحاجة إلى العودة لخطابه السابق التعبوي ضدّ اسرائيل لعودة تلميع صورة الحزب أمام جمهوره المحلي والعربي.

فإعلام الممانعة بدأ بالترويج لإطلالة أمين عام حزب الله على قناة «الميادين» يوم الاثنين المقبل، التي ستتضمن «رسالة مباشرة إلى إسرائيل وقادتها»، يقول فيها الأمين العام لحزب الله: «هذا عملنا أمام أي تهويل أو عدوان». إذًا هي عودة السيد حسن ليغرف من 'كنز” العداء لإسرائيل الذي «لا يفنى» بالنسبة للمانعين الذين يبدأون بتحدي العدو الاسرائيلي في أي لحظة تغير إقليمي ليس لصالحهم. ولكن من ناحية ثانية فان هناك نظرية بدأت تروج بين باحثين مختصين في شؤون المنطقة لا تخلو من جدية وواقعية تقول أنّ «حزب الله أدرك بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، وتعاظم الضغط عليه من قبل الدول العربية التي انضمت الى الجهود الغربية لمحاصرته اقتصاديا، نتيجة لذلك، تأكد الحزب أنّ هناك توجها لتركه وحيدًا في الميدان السوري يستنزف تمهيدًا لاضعافه ومن ثم انهائه، فإيران المشغولة في توطيد علاقتها مع الغرب تركت الحزب وحيدا يواجه العالم الذي صنفه إرهابيًا نتيجة اتهام خلاياه الأمنية في أميركا اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة وفي الدول العربية بالتورط باعمال عدائية ما جعل الحزب منبوذًا وسيئ السمعة مثله مثل أي تنظيم إرهابي مطارد». والجدير ذكره أنّ تسارع القرارات العربية بمقاطعة حزب الله وادانته بالارهاب دون ان تصدر ردّة فعل واحدة معارضة من الغرب والشرق، بل أنّ هذه القرارات تناغمت مع مثيلاتها الغربية التي فرضت عقوبات على أفراد وشركات لبنانية بتهمة تبييض الأموال لصالح حزب الله.من هنا فان حزب الله وبحسب هؤلاء الباحثين المختصين متخوف من رفع الغطاء الدولي عنه لضربه ضربة نهائية من قبل اسرائيل، ضربة متفق عليها تكون الثمن الاخير الذي يجب على ايران دفعه قبل دخولها الى النادي الدولي مطهرة من تهمة الارهاب كما طهرت العام الفائت من تهمة تصنيع الاسلحة النووية.

 

بري: لوين آخدنا عون؟

بسام النونو/المستقبل/19 آذار/16

«عين التينة» على الوطن و«عين التينة» على الإقليم.. في الداخل نظرة ارتياب من ذبذبات الصدى الطائفي الآخذة بالارتفاع تجييشاً لعواطف المسيحيين في مواجهة المكونات الوطنية الأخرى، وفي الخارج نظرة ارتياح لمسار التطورات الآيلة للحلحلة بعد منعطف الانسحاب الروسي العسكري من الميدان السوري.

فعلى المقلب الإقليمي، يبدو الرئيس نبيه بري واثقاً: كما غيّر دخول «القيصر» المعادلة العسكرية في سوريا فإنّ انسحابه منها سوف يغيّر المعادلة السياسية بالتفاهم مع العرب والأميركيين. وفي تقويمه لمفصلية الحدث، فإنّ الانخراط العسكري الروسي المباشر في ساحة المعركة لم يكن أصلاً سوى مدخل للحسم السياسي لا العسكري، سيما وأنّ قرار الانسحاب الروسي من شأنه أن يفتح خطوط التقارب مع العرب بما ينقل موسكو من طرف النقيض إلى طرف الوسيط لبلورة «طبخة» التسوية. أما على المقلب الوطني، فلا يخفى الدور المحوري الذي يلعبه بري بالتكافل والتضامن مع الرئيس سعد الحريري لإيصاد الأبواب وإحكام أغلالها أمام شرارات الفتنة المذهبية المستعرة في المنطقة. وما بيان الوحدة الإسلامية الصادر عن لقائهما الأخير سوى خير استشعار بواجب التصدي لكل «الأدوات الفتنوية والحملات المذهبية المشبوهة» الرامية إلى وضع اللبنانيين مجدداً على «محاور التقاتل الداخلي».

غير أنّه وفي خضم انشغاله في تدوير الزوايا الحادّة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» لإبقاء مركب الحوار عائماً بينهما حفاظاً على طوق النجاة المركزي في مواجهة الأمواج الفتنوية المحدقة بالبلد، يقف بري حائراً متسائلاً إزاء التصعيد الطائفي المتصاعد على ضفة الرابية: «لوين بدّو ياخدنا عون؟» سؤال يختصر الكثير من الهواجس التي ينقلها زواره عنه تعقيباً على حملة التجييش الطائفية التي يشنّها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» لغاية في نفسه «الرئاسية». ولا يخفي بري استياءه العارم من تعاظم محاولات استثارة الحساسيات المسيحية وإيقاظ النعرات الطائفية بين اللبنانيين: ما الداعي لهذا الكم من شحن النفوس وشحذ الهمم الطائفية؟ يسأل، مستغرباً الإصرار على النفخ في أجواء «الذمية السياسية».

وإذ يوافق سائله الرأي عن الحرمان المناطقي اللاحق باللبنانيين، إلا أنه يلفت انتباه المسيحيين كما المسلمين إلى أنّ كل المناطق خارج نطاق العاصمة تطاردها لعنة الحرمان، لكن إذا كان كل طرف سيعمد إلى إثارة الموضوع من منطلقات طائفية، فعلى لبنان السلام.

سورياً، قرار الروس جاء «ليهدئ الرؤوس الحامية» التي تعوّل على «عسكرة» الحل وفق تقدير برّي.. أما لبنانياً فنصيحته للرؤوس الحامية التي تعوّل على «تطييف» الحل: الشحن الطائفي «ما بهدّي كتير وبينقلب عَ صاحبو»!

 

حكايتنا مع.. روسيا

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/20 آذار/16

على الرغم من تحمّس تيار من القوميين الروس للتملّص من الإرث السوفياتي والتنكّر له، فإن ثمة جماعات تشعر بأن الاتحاد السوفياتي، ذلك الكيان الضخم الذي نازع الولايات المتحدة على زعامة العالم لعقود، كان - بقصد من البلاشفة الأمميين أم من غير قصد - أداة فاعلة في الترويج للمصالح الروسية، وكذلك الثقافة الروسية. هذا الجدل، في اعتقادي غير محسوم، لا في الداخل الروسي ولا خارج تلك الدولة العظيمة التي تعرّف العرب والمسلمون عليها لأول مرة عبر رحلة أحمد ابن فضلان عام 922 م (310هـ) إبان حكم الخليفة المقتدر العباسي الذي حمّله في حينه رسالة إلى ملك الصقالبة (أي السلاف)، ومنهم قوم «روس».

ومن ناحية أخرى، أحسب أننا، من جانبنا كعرب، مقصّرون في التعرّف كما يجب على الروس شعبًا وثقافة وتاريخًا ومصالح، مع أنهم من أكثر الشعوب الأوروبية تفاعلاً مع العالمين الإسلامي والعربي. ولا حاجة للإطالة في هذا الأمر، مع أنه من المفيد قول ما يلي:

أولاً، إن المدى الجغرافي للروس وضعهم في حالة تعايش حينًا ومواجهات أحيانًا مع العالمين الإسلامي والعربي منذ بلغت جيوش الفتح الإسلامي «باب الأبواب» (دربند) في القوقاز وباشروا التعرّف بالسكان المحليين والاحتكاك بهم. يومذاك أطلق المسلمون والعرب على جبال القوقاز اسم «جبال الألسن» لكثرة اللغات في تلك الأصقاع الجبلية الوعرة حيث لا تغلب أكثرية على أقليات، حتى إن اسم داغستان أطلق على جزء لا بأس به من تلك المنطقة، ومعناه الحرفي «موطن الجبال». وقبل ذلك برزت نسبة اليهود إلى الخزّر، ومردّ ذلك، وفق الرواية السائرة، أن ملك الخزر العاصي يومذاك على «مسيحية» الروس والرافض «إسلام» الفاتحين المسلمين نأى بنفسه عن الديانتين واختار اعتناق اليهودية. ومن ثم شهدت أراضي الروس غزوات أقوام شتّى جلها من الشرق، وكانت أبرزها غزوات الشعوب التركية (الطورانية أو الألطائية) التي تغلغلت واستقرت في قلب روسيا، ومنها التشوفاش – أهم الشعوب التركية المسيحية – والتتار والباشكير (الباشغرد) والبلغار الأصليون، وهم غير البلغار السلاف الحاليين.

ثانيًا، روسيا تبقى أكبر دول أوروبا، وحتمًا، أكبر مواطن الثقافة السلافية. وبالفعل عندما أخذت القوى الأوروبية تشقّ طريقها نحو المشرق، التي ما انقطعت علاقتها الدينية به بسبب الأماكن المسيحية المقدسة في فلسطين، كانت روسيا من القوى الأوروبية الكبرى التي أسّست لها حضورًا كنسيًا وتعليميًا وثقافيًا. وكانت «السمينارات» والمدارس المسكوبية (نسبة إلى موسكو أو «موسكبا»). وما زالت رواسب هذا الحضور موجودة على الرغم من «التراجع الروحي» أمام «الفكر الثوري» إبان الحقبة السوفياتية. وأذكر جيدًا إبان دراستي في لبنان، وتحديدًا في بلدة الشويفات القريبة من بيروت، الصلات الروسية الوثيقة لروسيا بالمنطقة ومنها زواج آخر قنصل لروسيا القيصرية في فلسطين، واسمه أليكسي كروغلوف، من سيدة أرثوذكسية من البلدة، ومن أحفاد هذا القنصل صديق عزيز جدًا من أيام الصبا.

وفي دراسة للباحث السوري الدكتور جوزيف زيتون، يشير الباحث إلى أن اهتمامات روسيا تعود إلى مطلع القرن الـ19 زمن القيصر إسكندر الأول وخلفائه. ويقول: إنه ظهرت أولاً عبر بناء أديرة وخانات ومستشفيات للزوار والحجّاج الروس إلى فلسطين والأرض المقدسة، والقدس بوجه الخصوص، وشملت بلدة صيدنايا السورية القريبة من دمشق لكون «دير السيدة» فيها مكان الحج الثالث عند المسيحيين بعد القدس وبيت لحم في فلسطين. كذلك برزت مع قنصل روسيا في بيروت الذي كلف مستشاره أن يجول في بلاد الشام ليضع تقريره في عقد الثلاثينات من القرن الـ19. وعلى أثر هذا التقرير كلف المجمع المقدّس للكنيسة الروسية الأرشمندريت بورفيريوس أسبينسكي بالسفر إلى فلسطين لمعاينة الواقع. وبالفعل رفع اسبينسكي تقريره المُسهب عن حالة الكنيسة الأرثوذكسية ورعاياها، والحاجة الملحّة إلى نهضة روحية واجتماعية وعلمية، وبيَّن الحاجة إلى تأسيس إرسالية روسية كبيرة لإغاثة بلاد الشام وكذلك مصر.

وحقًا، على الصعيد التعليمي – الثقافي ما كان الأديب الكبير ميخائيل نعيمة وحده من «الشوام» الذين درسوا في «السمينارات» الروسية والأوكرانية، بل درس فيها أيضًا عدد من الأعلام مثل الأديب والمربّي الفلسطيني خليل السكاكيني وثلاثة من أركان «الرابطة القلمية» في أميركا من السوريين – اللبنانيين هم رشيد أيوب وعبد المسيح حداد ونسيب عريضة، وطبعًا يضاف إلى هؤلاء العلاّمة الفلسطيني المقدسي بندلي الجوزي الذي درَس ودرّس في موسكو. وفي الإطار التعليمي، حسب زيتون، أسّس الروس في قرية المجيدل بمنطقة الجليل عام 1882 أول مدرسة روسية في فلسطين وذلك لمقاومة المد البروتستانتي القوي في المنطقة، وتلتها مدارس أخرى مجاورة في قرى الرامة وكفر ياسيف والشجرة عامي 1883 و1884.

وفي السياق نفسه، أذكر قراءتي كتابين ألّفهما روسيان اهتما بالمنطقة؛ الأول كتب في القرن التاسع عشر عنوانه «لبنان واللبنانيون» للقنصل قسطنطين بيتكوفيتش تناول تاريخ متصرفية جبل لبنان بين عامي 1862 و1882. وترجم لاحقًا إلى العربية. والثاني معاصر من الحقبة السوفياتية للباحثة إيرينا سميليانسكايا عنوانه «الحركات الفلاحية في لبنان النصف الأول من القرن التاسع عشر»، وأحسب أن كلاً منهما يعطي فكرة عن عمق الاهتمام الروسي في الحقبتين القيصرية والسوفياتية بالمشرق العربي.

نحن اليوم بعد التدخل الروسي في سوريا نقف مشدوهين حائرين في تفسير غايات موسكو، وننسى، مثلاً، أن الاتحاد السوفياتي السابق كان أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية.

الحقيقة أن روسيا ما كفّت عن اعتبار نفسها لاعبًا مؤثرًا على المسرح الدولي، فكيف عندما يتعلق الأمر بعلاقتها الإشكالية التاريخية مع الإسلام والشعوب الإسلامية، ومصالحها الجيوسياسية في خضم تنافسها الدولي مع القوى العالمية الأخرى، ومشاغلها الاقتصادية والنفطية في عالم تضارب المصالح وتكاملها؟

نحن اليوم بحاجة إلى خبراء في الشأنين الروسي والصيني لا يقلون شأنا عمّن درسوا التاريخين الأوروبي والأميركي.. هذا تحدٍ لنا، وعلينا أن نعرف عن الروس – والصينيين أيضًا – بقدر ما يعرفون عنا..

 

مع «حليف» مثل أوباما، لا تحتاج إلى أعداء!

الياس حرفوش/الحياة/20 آذار/16

أتخيل فلاديمير بوتين جالساً في مكتبه بالكرملين يقرأ ترجمة لحديث باراك أوباما إلى مجلة «ذي أتلانتيك». سوف يصاب بوتين بالذهول والسعادة في الوقت ذاته من هذه المواقف التي يطلقها رئيس أميركي يودّع القيادة، تاركاً وراءه إرثاً من عدم الثقة، كي لا نقول العداء، من جانب الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، يضاف إلى المكاسب التي وفّرتها سياساته للخصوم التقليديين، وفي مقدمهم روسيا، في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم. لا يخفي الرئيس الروسي فرحه بوجود أوباما في البيت الأبيض، كأنه هدية حصلت عليها روسيا في أصعب أوقاتها. حيث لا يجرؤ أوباما على التدخل يتدخل بوتين ويفرض شروطه ثم يقطف الثمار. يدعو الرئيس الأميركي إلى إعادة النظر في السياسات التقليدية للمؤسسة الأميركية، التي كانت تقوم على كسب ثقة الحلفاء، وإثارة الفزع بين الخصوم، فيجدها بوتين فرصة للتدخل حيث يحتاج حلفاء روسيا إلى التدخل، ولإثارة الفزع حيث لموسكو خصوم.

ينتقد أوباما في حديثه التدخلات العسكرية. يقول الرئيس الأميركي مبرراً سياساته: «إلقاء القنابل لمجرد إثبات أنك قادر على إلقاء القنابل هو أسوأ الأسباب لاستخدام القوة». هذه هي الحجة التي بنى عليها أوباما انكفاءه عن كل ساحات المواجهة حيث كان يفترض أن يقف على رجليه، كما يفعل رئيس دولة عظمى.

هذا الانكفاء هو الذي سمح لبوتين بإخراج روسيا من عقدة الانهيار التي أصابتها بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. ذلك التفكك الذي وصفه بوتين، الذي كان ابناً مدللاً للعصر السوفياتي ولاستخباراته، بأنه «أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين». من هذه القناعة انطلق بوتين يحاول إعادة المجد الروسي الغابر. ما لم يكن ممكناً في زمن جورج بوش أصبح متاحاً في عهد أوباما. يتدخل بوتين في أوكرانيا ويفرض خريطة جديدة على أجزائها الشرقية في تحدّ للحكومة المركزية في كييف، ثم يقتطع شبه جزيرة القرم، ويضمها إلى روسيا، في ما يشبه إقدام هتلر على ضم النمسا إلى ألمانيا. فلا يحرك أوباما ساكناً.

يتدخل بوتين في سورية لإنقاذ بشار الأسد، الذي سبق أن حدد أوباما مواعيد لرحيله ورسم خطوطاً حمراً لنهاية حكمه، قبل أن ينكفئ مجدداً بحجة أن أميركا ستخسر من تدخلها في سورية أكثر مما ستحققه من مكاسب، كما قال في حديثه إلى جيفري غولدبرغ. لم تشكل المجازر التي ارتكبها بشار الأسد في سورية ومئات آلاف القتلى والجرحى أي حافز يدفع أوباما إلى وقف هذه المجزرة، ولو لأسباب إنسانية بحتة، إذا لم يكن يحسب حساباً للمصالح السياسية. راهن أوباما على أن تدخل بوتين هو دليل ضعف، مثلما راهن على أن بوتين سيغرق في المستنقع السوري. لم يحصل شيء من هذا. بل على العكس. ها هو بوتين يعلن الانسحاب الجزئي من سورية ثم يهدد بأنه قادر على العودة عندما يشاء، ويستقبل ضباطه وجنوده العائدين بأوسمة النصر. فيما الذي غرق في المستنقع السوري هو أوباما الذي أصبحت تعهداته المتكررة للمعارضة السورية موضع استهزاء، والتزاماته تجاه حلفائه موضع تشكيك، بعدما كال لهم من الاتهامات والحملات ما لا يسمعونه في المنطقة إلا على لسان إيران ووسائل الإعلام «الممانعة» التي تموّلها. هكذا، انتهى التدخل الروسي في سورية بفرض معادلة جديدة سياسية وعسكرية في هذا البلد. أصبحت موسكو الآن هي اللاعب الأكبر هناك، في يدها القرار المتعلق ببقاء بشار الأسد في الحكم، وفي يدها القدرة على فرض الثمن الذي تريد مقابل تسهيل خروجه. فيما أوباما يستجدي تفاهماً مع الروس، كما تثبت الزيارة التي طلب من وزير خارجيته جون كيري القيام بها إلى موسكو هذا الأسبوع. أما حلفاء أوباما في المنطقة فلسان حالهم اليوم: إذا كان حلفاؤنا من صنف أوباما، فلسنا بحاجة إلى إعداء.

 

بان كي مون… وداع لا يليق بالأمم المتحدة

خيرالله خيرالله/العرب/20 آذار/16

ليس نزاع الصحراء المغربية سوى نزاع مفتعل. لم يكن سرّا في أيّ يوم من الأيّام أن الجزائر تقف خلف افتعال هذا النزاع بهدف واحد وحيد هو استنزاف المغرب. الموقف الجزائري ليس مستغربا، خصوصا أنّه لم يكن لدى النظام الجزائري في يوم من الأيّام سوى سياسة واحدة تقوم على الهرب إلى الأمام من أجل التغطية على الفشل الداخلي المستمر على كل صعيد.من هذا المنطلق، لا يبدو الموقف الجزائري من موضوع الصحراء المغربية مستغربا، خصوصا في ظلّ الأزمة العميقة التي يعاني منها البلد الذي يمتلك ثروات كبيرة، بما في ذلك الثروة البشرية، لكنّه يرفض استخدام هذه الثروات بما يخدم المواطن الجزائري.

المستغرب هو موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يصرّ على الانحياز للجزائر وموقفها من الصحراء المغربية بدل السعي إلى التعاطي مع الواقع من منطلق يصبّ في خدمة سكّان الأقاليم الصحراوية التي هي تاريخيا جزء لا يتجزّأ من المملكة المغربية. سيجيب بان كي مون، الذي اتخذ موقفا عدائيا من المغرب بهدف تعقيد القضية المطروحة، أنّه ملتزم بقرارات الأمم المتحدة التزاما حرفيا. هذا صحيح إلى حد كبير لولا أنّه يفسّر هذه القرارات على طريقته، وهي طريقة أقلّ ما يمكن أن توصف به أنّها شاذة. هناك أكثر من طريقة لفهم القرارات المتعلّقة بالصحراء، خصوصا في ظلّ عجز الأمم المتحدة عن تنظيم استفتاء في تلك المنطقة المغربية.

أفضل رد

لا يمكن تفسير مواقف بان كي مون، وهو على عتبة الخروج من موقعه إلّا بالرغبة في التصرّف تصرّف الموظف المواظب، هذا إذا كان على المرء أن يكون حسن النيّة. هناك أشخاص لا يمكن أن يكونوا غير موظّفين، على الرغم من تحمّلهم مسؤوليات سياسية كبيرة. صحيح أن الأمين العام للأمم المتحدة موظّف كبير وأنّ عليه أن يكون أمينا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن ونصوصها، لكنّ الصحيح أيضا أن مهمّته لا يمكن أن تقتصر على الدوران في حلقة مغلقة، في حال تبيّن أنّ قرارا معيّنا لم يعد يصلح لمعالجة مشكلة معيّنة في مرحلة معيّنة. وهذا ينطبق على الصحراء التي عادت إلى أهلها وإلى البلد الذي هي جزء لا يتجزّأ منه وذلك منذ “المسيرة الخضراء” في تشرين الثاني ـ نوفمبر من العام 1975. استخدمت الجزائر، وفي مرحلة معيّنة ليبيا ـ معمّر القذافي، ما يسمّى جبهة “بوليساريو” لخوض حرب بالوكالة مع المغرب. تحوّلت قضية الصحراء وسيلة لابتزاز المغرب ومنعه من صرف الجزء الأكبر من الموازنة على التنمية. هذه، باختصار شديد، قصة الصحراء كما يفترض في أيّ شخص، حتّى لو كان موظفا كبيرا فهمها. لا وجود لـ”احتلال” مغربي للصحراء كما يدّعي بان كي مون. مثل هذا الكلام ينمّ عن رغبة في الانتقام من المغرب الذي لم يوفّر جهدا في السنوات الماضية من أجل توفير حياة كريمة لأبنائه في الأقاليم الصحراوية في إطار حكم ذاتي موسّع. ما الذي يطرحه بان كي مون على أهل هذه الأقاليم؟ هل يطرح عليهم العيش رهائن لدى الجزائر في مخيمات البؤس المقامة في تندوف؟ مثل هذه المخيمات التي تديرها “بوليساريو” صارت مرتعا لكلّ ما من شأنه نشر حال من عدم الاستقرار في كلّ منطقة الساحل الأفريقي التي تعاني أوّل ما تعاني من الإرهاب والتطرّف بكل أنواعهما. تشير تصرّفات بان كي مون إلى أنّه كان سعيدا بوجود رهائن لدى “بوليساريو” والجزائر في تندوف. يبدو سعيدا بوجود مثل هؤلاء في مخيمات تفتقر إلى حدّ أدنى من المقومات التي تسمح للإنسان بالتمتع بحدّ أدنى من العيش الكريم والكرامة.

من حقّ المغرب الدفاع عن نفسه. المغرب بلد واضح بكلّ المقاييس. من حقّه أيضا افتراض وجود سوء نيّة لدى الأمين العام للأمم المتحدة الذي يفترض به أن يعرف قبل غيره أن ليس مطلوبا تأجيج الصراعات في منطقة شمال أفريقيا، بمقدار ما أنّ المطلوب البحث عن حلول عملية من أجل الانصراف إلى الحرب على الإرهاب بدل المشاركة في حرب لا فائدة منها يتعرّض لها المغرب. أكثر من ذلك، يُفترض في الأمين العام للأمم المتحدة إدراك أنّ المدخل الصحيح للانتهاء من قضية الصحراء تأكيد أنّها نزاع بين المغرب والجزائر، نزاع تقف وراءه الجزائر التي هي ضحيّة أمرين. الأوّل وهم الدور الإقليمي والآخر عقدة المغرب ولا شيء غير ذلك. أليست لدى بان كي مون أسباب تدعوه إلى القلق من استثمار الجزائر في “بوليساريو” من أجل ابتزاز المغرب؟ أليست لديه عينان تستطيعان رؤية الفارق بين الوضع المعيشي للمواطن الجزائري العادي الذي تمتلك بلاده ثروات ضخمة من جهة والمواطن المغربي من جهة أخرى؟ أليس لديه حدّ أدنى من الفضول السياسي للتساؤل لماذا تصرّ الجزائر على إقفال حدودها مع المغرب، وهي حدود مغلقة منذ العام 1994؟ ليس سرّا أن المواطن المغربي في وضع أفضل بكثر من المواطن الجزائري على الرغم من افتقار المملكة للثروات الطبيعية في مقدّمها النفط والغاز.

يخشى أن تكون لدى بان كي مون أجندة خفيّة تخفي مخططا ما ضد المغرب الذي تحوّل إلى استثناء في منطقة شمال أفريقيا. المملكة واحة سلام في منطقة تمرّ دولها، على رأسها ليبيا وتونس والجزائر، بأزمات عميقة. لم يعد معروفا كيف يمكن لبلد مثل الجزائر أن يتحكّم به رئيس مقعد ليس معروفا من يتخذ له قراراته من بين أفراد الحلقة الضيّقة المحيطة به؟ يجد عبدالعزيز بوتفليقة الوقت، أو أن هناك من يجد له الوقت، لعمل كل ما من شأنه استعداء المغرب. هل تبرّر عقدة المغرب كلّ هذا الجهد من أجل إبقاء مجموعة من الصحراويين في سجن كبير هو مخيمات تندوف، بدل استعادة هؤلاء حريتهم في الأقاليم الصحراوية حيث لديهم كلّ حقوق المواطن المغربي في ظل اللامركزية الموسّعة؟ ليس لدى المغرب ما يخجل به. عندما يخطئ الأمين العام للأمم المتحدة، لا مفرّ من وضعه عند حدّه وذلك عن طريق اتخاذ موقف من بعثة الأمم المتحدة الموجودة في الصحراء. المغرب ليس لقمة سائغة. إذا كان بان كي مون يسعى إلى توفير قضايا تشغل خليفته، من الأفضل له أن يبحث عن مكان آخر غير المغرب حيث قضيّة الصحراء قضيّة وطنية كما كشفت التظاهرات الأخيرة في الرباط وفي الأقاليم الصحراوية. الأكيد أن ليس بهذا التصرّف الذي ينمّ عن سطحية كبيرة أو عن لؤم شديد، يمكن لبان كي مون وداع الأمم المتحدة. المنظمة الدولية تستأهل أفضل من هذا الوداع الذي يشكّل إهانة لرسالتها..

 

موسكو تعترض الصلاحيات «السيادية» و... تنسحب

 حازم الامين/الحياة/20 آذار/16

في أحد تفسيراته لخطوة الانسحاب من سورية، قال الكرملين إنه «أنجز المهمة» التي قدمت القوات الروسية من أجلها إلى سورية. «المهمة» كانت بحسب مانيفستو التدخل في سورية القضاء على «داعش»! هذه المهمة لم تتحقق. تمكنت القوات الروسية من وقف تقدم الفصائل السورية الأخرى، وعززت مواقع النظام بالقرب من مدينة حلب، وجرى صد تقدم الفصائل إلى مناطق الساحل. جرى أيضاً مد الطموحات الفيديرالية الكردية بمساعدة أكيدة. أما «داعش» فبقيت في منأى عن «الفاعلية» الروسية. والحال أن تفسير الخطوة الروسية يبقى أسير معطيات العلاقة بين النظام والكرملين، لكن درس التدخل الروسي يمتد ليشمل ما إذا كانت هناك رغبة فعلية في القضاء على «داعش». فمقاتلات السوخوي طوال مرحلة عملها في سورية كانت مواقع «داعش» في أسفل لوائح أهدافها، وهو أمر يعيدنا إلى جوهر المهمة الروسية المتمثل في تغيير ميداني يتيح للنظام شروط مفاوضة مختلفة. لكن المهمة الروسية هذه ترافقت مع إقرار دولي بها، وان لم يكن معبراً عنه بشكل واضح. فالأميركيون تعاملوا مع المهمة الروسية بصفتها أمراً واقعاً، لا بل حاولوا استثمارها بالضغط على قوى إقليمية، لكي ينتزعوا منها تنازلات تفاوضية، وهو أيضاً ما بدا على بعض المواقف العربية غير القريبة من النظام، لكن المتحفظة على الدور التركي، والمتوجسة من الاحتمالات الإخوانية. مصر والأردن نموذجان على هذا الصعيد. خطوة الانسحاب الروسي المفاجئ يجب النظر إليها أيضاً وفق ما «أنجزه» التدخل على هذه المستويات. والفشل لم يقتصر على تلك العلاقة الملتبسة بين النظام السوري وموسكو، إنما أيضاً هو فشل الرهان الأميركي على الدور الروسي. فما أنجزته السوخوي هو مساعدة النظام على البقاء وعدم التعرض لـ»داعش»، والهدفان معاً من المفترض أن لا يكونا جزءاً من الطموح الأميركي. بعد الانسحاب الروسي على العالم أن يكاشف نفسه بما إذا كان فعلاً راغباً في القضاء على «داعش». فالإقرار بالدور العسكري الروسي، مترافقاً مع قناعة بأنه لا يستهدف «داعش»، هو تواطؤ ينطوي على حقيقة أن خطاب الاستعداد للقضاء على التنظيم الإرهابي ليس سوى لغو، وأن لا مانع من تأمين شروط بقاء النظام. لكن صفعة واضحة تعرضت لها قابلية العالم لهذه السقطة الأخلاقية. فبشار الأسد لن يستقيم مع شروط إعادة إنتاجه، وطبيعة نظامه لا تنسجم مع شروط المفاوضة، حتى لو كانت هذه الأخيرة تهدف بالدرجة الأولى للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من نظامه. إما كل شيء وإما لا شيء. على موسكو أن تأتي للحفاظ عليه كما هو، لا كما تريده أن يكون. وهو على كل حال يتمسك بما يطمح إليه، ذاك أن دخوله في أي شراكة سياسية أو أهلية كفيل بالقضاء عليه.

العالم كله يعرف ما جرى في أروقة العلاقة بين الكرملين وبشار الأسد، والجميع كان يرصد لحظات الافتراق بين ما تعهدت به موسكو ونوايا فريق النظام المفاوض. وهذه المعرفة تُضمر إقراراً بأن ما شُهِر بوجه السوريين بصفته تشوهاً أصاب ثورتهم، أي «داعش»، لم يكن سوى قناع، وأن العالم بصدد أن يخذلهم.

الانسحاب الروسي «قبل إنجاز المهمة» يعني فشلاً، وهو فشل لن يُصارح العالم نفسه به. وكل من قَبِل بـ»المهمة» ونسق مع أصحابها طاوله شيء من هذا الفشل. فرنسوا هولاند، عندما زار فلاديمير بوتين في أعقاب تفجيرات باريس الإرهابية، لحقه شيء من فشل المهمة الروسية، والإسرائيليون كذلك عندما ثبتوا علاقة ميدانية مع غرفة عمليات حميميم، ناهيك عن التفاهمات التي أقامتها موسكو مع غرفة العمليات الإقليمية في عمان (موكا) والتي تم خلالها تنظيم الغارات الروسية على جنوب سورية.

لكن الأهم من الفشل، هو وجهه الآخر المتمثل بأن ما كان يجري لم يكن حرباً على «داعش»، وأن ثمة إقراراً دولياً بأن الحرب هي في مكان آخر. ويبدو أن الفشل أيضاً هو فشل العالم في حماية النظام، وهذه عودة إلى مقولة سبقت قيام «داعش»، وتتمثل في أن النظام السوري لم يعد قابلاً للتكيف مع شروط البقاء في هذا الزمن. «داعش» كانت وظيفتها تأجيل هذه القناعة عبر تجسيد قيم أبشع من تلك التي مثلها النظام. لكن ذلك لا يكفي على ما كشفت تجربة موسكو في سورية، فإعادة إنتاج شروط شراكة مع بشار الأسد ليست مهمة ممكنة، وسيناور الرجل حول هذه الحقيقة طالما هو في موقعه. قد تمده «داعش» ببعض الوقت، وقد تسعفه موسكو، وقد تمنع طهران انهياراً مفاجئاً لنظامه. لكن ذلك لن يحصل بانتظار تسوية، ليس لأن خصومه لا يريدونها، إنما لأن طبيعة النظام لا تحتمل تسوية! إذاً ستكون وظيفة بقاء النظام فقط مزيداً من الدماء في سورية.

ما جرى تسريبه لجهة أن موسكو غاضبة من تحديد الأسد موعداً للانتخابات البرلمانية في نيسان (أبريل) المقبل، ورده على طلبها تأجيل الخطوة بانتظار مفاوضات جنيف، بالقول إن تحديد موعد الانتخابات خطوة «سيادية» يرفض التخلي عنها!، هذا الرد يكشف كيف يفهم بشار الأسد المهمة الروسية في بلده. فـ»الخطوة السيادية» لم تكترث لحقيقة أن «السيادة» محمية بجيش روسي وآخر إيراني، وبميليشيات غير سورية جاءت من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان. كيف يمكن حماية نظام هذه حال رئيسه؟ وكيف يمكن تصور مفاوضات تفضي إلى شراكة معه؟

 

وداعا بشار الأسد.

أحمد عدنان/العرب/20 آذار/16

كان قرار الانسحاب الروسي من سوريا مفاجئا، لذلك وجب التريث في التعليق، لأن الحاجة كانت ماسة للاستعانة بالمختصين في الشأن الروسي، كالصديق مصطفى فحص، وكان ضروريا مراقبة المشهد على الأرض من سوريا إلى جنيف. إلى هذه اللحظة يبدو القرار جديا، وأسبابه منطقية وضاغطة، فهناك صراع جليّ بين مراكز القوى داخل الكرملين، اللوبي العقدي ممثلا في العسكر أصحاب الشبق التوسعي، واللوبي البراغماتي الذي يمثل رجال الأعمال وأصحاب المصالح المالية. منذ فرض الغرب عقوباته على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، لجأ رجال الأعمال الروس إلى تركيا التفافا على العقوبات، لذلك تضرر رجال الأعمال بشدة بعد توتر العلاقات التركية – الروسية إثر أزمة السوخوي، ومع توسع العمليات العسكرية، في ظل العقوبات وأزمة أسعار النفط، تضاعف إنهاك الخزينة الروسية، وقد قرأنا جميعا – مؤخرا – تخفيض الميزانية العسكرية في روسيا بنسبة 5 بالمئة.

نتبع المصلحة

ويبدو أن عقلاء الكرملين لاحظوا أن بلادهم تقدم غطاء مجانيا للميليشيات الشيعية ضد السنّة وضد الأتراك، وهذا يعني باختصار أن الحضور الروسي في الشرق الأوسط والعالم العربي لن يكون مقبولا، كما أن عدد المسلمين السنّة في روسيا يبلغ 23 مليون نسمة، وبالتالي فإن الاستمرار في مناصرة الأسد وإيران قد يؤدي إلى أفغانستان جديدة شمال القوقاز، وفي ظل هذه الاحتمالات جاءت مناورة “رعد الشمال” التي عنت أن الأمور ستخرج من سيطرة روسيا كليّا، فأيّ صدام عسكري مباشر بين الروس من جهة وبين السعوديين والأتراك سيعني صراعا مع الجغرافيا ومع الإسلام. وفي المقابل، هناك مصلحة ماسة للروس عند الرياض، فقد قرأنا قبل أشهر عن صفقة تقدر بخمسة مليارات دولار، وهي في إطار صفقات أوسع مع الإمارات وقطر، والتفاهم مع هذه الدول جوهري وحيويّ للتعامل مع أزمة أسعار النفط. ويضاف إلى ذلك أن الأخبار القادمة من الكونغرس والناتو غير مطمئنة للكرملين، هناك حديث عن انتشار جديد للقواعد، وهناك مؤشرات لتدشين سباق تسلّح لن تتحمّله موسكو إطلاقا، ودلائل الانتخابات الرئاسية الأميركية فوق المرعبة، فهيلاري كلينتون ابنة منهج سياسي أذلّ الروس في البلقان وغيرها، ودونالد ترامب له دعم ملحوظ من أوساط عسكرية واستراتيجية محتقنة، لذلك لا خيار أمام موسكو سوى إنجاز تسوية عاجلة مع أوباما، وإلا فالقادم أسوأ.

وأنا أقلّب هذه الحيثيات أو الأسباب، استذكرت حديثا جمعني قبل نحو أسبوعين مع معارض سوري، وقد بدا تفاؤله بالنسبة إليّ غريبا، هو موقن بأن نهاية عصر بشار الأسد أقرب من أيّ وقت مضى، وكان تقديره بأن شهر أكتوبر المقبل قد يحمل بشرى زوال آل الأسد عن رقاب السوريين والعرب، كما أكد لي أن التدخل السعودي البري في سوريا حاجة دولية، فلا بد من جيش سنّي ينهي داعش وما شابهه، تدخلت إيران عبر الحرس الثوري وما يسمّى بحزب الله فتعاظم داعش، وفعل جيش بشار الأمر نفسه وانتهينا إلى نفس النتيجة، وهذا يعود لأن بشار وعصابته يقتلون السنة والمعارضة وهذا يعزز البيئة الحاضنة للدواعش، كما أن تلك الزمرة لم تبذل أيّ محاولة جدية لمحاربة الإرهاب، بل إن تاريخها قائم على دعم الإرهاب وممارسته.

وصديقي المعارض يرى أن المصالح بين موسكو وطهران تتناقض، فمجرد التدخل الروسي إشارة لانكسار إيران أو عجزها، والعالم كله، بما ذلك روسيا وأميركا والرياض، لن يقبل بأن تسقط سوريا في حفرة حكم إسلاموي، ولا جدال في أن إيران كداعش والقاعدة، إسلامويون جميعا، وفي النهاية روسيا تبحث عن مصلحتها، ومصالح روسيا الحقيقية مع دول مجلس التعاون الخليجي وأغلبيته العربية والإسلامية لا مع إيران وأقليّاتها. الروس لا يريدون استمرار الأسد من أجل قطف سوريا وكسب الخليج، أما الإيرانيون فيتمسكون بالأسد لإطالة الحرب التي تقود نهايتها إلى تسوية ليست من مصلحة طهران.

وقد أعادني كلام المعارض السوري إلى آخر حديث صحافي للأستاذ محمد حسنين هيكل، حيث قال نصا “هناك تناقض تاريخي بين إيران وروسيا، وهناك شك طبيعي روسي. التجربة الشيوعية في روسيا لم تكتمل ولكنها تركت مواريث ثقافية أثرت في أمور كثيرة، ما قام به ستالين وخروتشوف أو غورباتشوف أنهم نظروا إلى مطالب روسيا في المنطقة بمقدار قوّتها. والصراع التاريخي بين روسيا وإيران طويل جداً وكذلك التداخل بينهما، وصيغ التعايش في ما بينهما لم تعش كثيراً، فالشاه حاول ومنْ قَبْله، والروس يرغبون في فترة من غير مشاكل كما يرغبون بسلام مع كل حدودهم (مع أوروبا أو مع الجنوب) لأنهم يشعرون أنهم يحتاجون إلى إعادة بناء واسعة جداً، فأحوالهم ليست جيدة. روسيا لا تزال بلد عالم ثالث، وهي غنية بالموارد، وقد دخلت في ثورة صناعية حقيقية، برغم أنها عالم ثالث ولكنها في أفضل حالات العالم الثالث”.

ولو نظرنا إلى سياق العلاقة الثلاثية بين الأسد وطهران وموسكو، سنجد أن حديث المعارض السوري لم يخل من وجاهة، فإيران حرّضت الأسد على التشدد والاستهانة بالنصائح الروسية، وقد لاحظنا ثلاث محطات لذلك، الأولى قول الأسد بأنه سيستعيد كل أراضي سوريا بالقتال، وقد علّق الكرملين بأنّ تصريحات الأسد تتناقض مع الجهود الدبلوماسية الروسية وعلى الرئيس السوري أن يفكر في الخروج من الأزمة بكرامة، والثانية هو عزم الأسد على إجراء انتخابات نيابية في مخالفة للقرار الدولي 2254، وأخيرا تصريح وليد المعلم بأن الحديث عن مصير بشار الأسد في مفاوضات جنيف خط أحمر، وجاء الرد الروسي بقرار الانسحاب، وظهر البرود بين طهران وبوتين على السطح. مع تباعد المسافة بين الأسد وبوتين، تتقارب المسافات بين موسكو والرياض، بداية من التعاون النفطي، وليس انتهاء بالحفاظ على المصالح الروسية في سوريا، مع التأكيد على أن نقطة الخلاف هي موعد رحيل الأسد، في بداية العملية الانتقالية كما تريد الرياض، أو في نهايتها كما تقترح روسيا، والنتيجة ستتضح خلال مفاوضات جنيف التي تركّز راهنا على العملية الانتقالية.التحق بوتين بقائمة عريضة من زعماء العالم الذين وجدوا بأنه لا جدوى من التعامل مع الأسد، جاك شيراك وحسني ومبارك وعبدالله بن عبدالعزيز ورجب طيب أردوغان وغيرهم، فهو يعاني من جنون العظمة ولا يلتزم بوعد، فضلا عن أنه مرفوض شعبيا وإقليميا ودوليا، وقائمة جرائمه العابرة للحدود من لبنان إلى العراق مرورا بفلسطين وسوريا لا حصر لها، اكتشف بوتين متأخرا أن حربا من أجل الأسد لا مصير لها غير الهزيمة والعار، لم يربح بوتين من تدخّله السوري غير “تدريب قواته” على استهداف المدنيين وفق وصفه، تدخلت إيران وعجزت عن تثبيت الأسد وكذلك روسيا، وهذا دليل مصداقية ووهج الثورة السورية النبيلة، وقريبا سيحتفل الأحرار بلحظة الانتصار، وما النصر إلاّ من عند الله.

 

فوضى المعارضة وإعلامها في «جنيف3»

فايز سارة/الشرق الأوسط/20 آذار/16

يختلف المعارضون السوريون في النظر إلى ما يجري في «جنيف3». البعض يرى فيه فرصة للمضي نحو حل سياسي للقضية السورية، وهؤلاء قلة قليلة، يراهنون على ما يظهر في موقف المجتمع الدولي، وبخاصة الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، بما يعلنونه من مواقف ويبذلونه من جهد لتحقيق حل سياسي، يقوم على ما أنتجه المجتمع الدولي من بيانات وقرارات، صدرت في السنوات الخمس الماضية. وثمة فريق أكبر من سابقه، يرى في «جنيف3». فرصة لتطوير آليات وحل سياسي، لا تبدو ملامحهما وحدودهما قائمة، إنما يمكن الوصول إليهما عبر توافقات يمكن أن تنشأ في الاتصالات والنقاشات الحالية في «جنيف3» وعلى هامشه بين الأطراف المختلفة. وهناك فريق ثالث، ولعله الأكثر عددًا، لا يرى فرصة للحل في جنيف، مستندًا إلى تجربة فشل مساعي الحل السياسي في سوريا في السنوات الماضية بسبب موقف النظام المتعنت، والدعم القوي والعملي الذي يلقاه من حلفائه للاستمرار في وجوده وفي مساعيه لفرض حل أمني – عسكري، واشتراطاته، وخاصة القول إن مستقبل رأس النظام خط أحمر وخارج التفاوض. وعبر الاختلافات الرئيسية لرؤية المعارضة في احتمالات مؤتمر «جنيف3»، وما يمكن أن يأتي عبره من نتائج. فإن ثمة اختلافات وتباينات داخل كل فريق، تجعل المنخرطين فيه أقرب إلى صورة الاختلافات الحاصلة في الانقسام العام للمعارضة. غير أنه وفي كل الأحوال، يصر الجميع على حضور «جنيف3»، ليس بحثًا عن دور وموقع له هناك، وفيما يمكن أن ينتج عن المؤتمر من نتائج فقط، بل خوفًا من أن يتم استبعاده لاحقًا من أي جهود وحلول، وهو ما عبرت عنه تحذيرات وتهديدات، صدرت عن أطراف متعددة في المجموعة الدولية، التي تتابع الموضوع السوري. وسط تلك الصورة من التنوع في رؤية المعارضة لمؤتمر «جنيف3»، حضر إلى جنيف نحو خمسمائة شخصية، القسم القليل منهم تلقى دعوات من المنظمين بوصفهم أعضاء في فريقي التفاوض، وقسم أكبر حضر على الهامش، دعي بصفة استشارية، البعض منهم دعاهم المبعوث الدولي دي ميستورا ليكونوا قريبًا منه، بعد أن تعذر ضمهم إلى وفد المعارضة، وقسم يبحث عن دور محتمل، وقسم أكبر يحضر مراقبًا، آملاً في معرفة ما يجري هناك.

لقد بدا من الطبيعي، وفي ظل هذا التنوع والتعدد والاختلاف في الرأي والموقف ووسط الحضور الكثيف لوسائل الإعلام بتوجهاتها المختلفة، أن يتحول «جنيف3» إلى ما يشبه مسرحًا تتعدد فيه الأصوات دون ضبط أو انسجام، يعكس حالة من الفوضى الإعلامية، ينخرط فيها الحضور بغض النظر عما يمثلونه، وعن إمكاناتهم، وأهدافهم المتناقضة، وعلاقاتهم بالجوهري في القضية السورية باعتبارها قضية شعب، يطالب بالحرية والعدالة والمساواة، وبالانتقال السياسي من نظام الاستبداد والقتل والتهجير إلى نظام جديد، يعبر عن احتياجات السوريين، ويخرجهم والعالم من عمق الكارثة، التي سببها نظام الأسد وداعميه.

ولم يكن الفريق الرئيسي للمعارضة وممثلها في مؤتمر «جنيف3»، أعني وفد الهيئة العليا للمفاوضات، بعيدًا عما يحصل من ترديات سياسية وإعلامية، ولو بقدر أقل من غيره. فعلى هامش حضور الوفد الرسمي حضر بعض «أنصاره» دون وظيفة أو دور محدد، يقومون به وفق برنامج وأهداف محددين، وهؤلاء كما الفريق نفسه، لم يكونوا صوتًا واحدًا ولا موحدًا، بعضهم كان مهادنًا ومرتبكًا، وآخرون ظهروا صقورًا ومتشددين، وفي الوسط من الطرفين، كانت الكثرة التي لا وظيفة لها إلا الظهور مباشرة أو في خلفيات المتحدثين والناطقين الإعلاميين، بعيدين أن يكونوا تعبيرًا موحدًا عن صوت الهيئة العليا للتفاوض ومطالبها. والحق، فإن ما حصل ويحصل لجهة فوضى المعارضة وإعلامها في «جنيف3»، لا يبدو طبيعيًا، بل هو محصلة وثمرة سياسات وجهود منظمة، تبذلها أطراف متعددة، ولأهداف متنوعة لا يستبعد منها الطرف الروسي، وهو متدخل رئيسي في القضية السورية من جهة، وطرف في مساعي الحل السياسي في جنيف لجهة أخرى، على ما في الأمرين من تناقض، يرسم مساعيه إلى فرض صورة محددة لحل يتوافق مع الجوهري في الحفاظ على نظام الأسد، الذي لا يمكن أن يحصل إلا في ظل تشتت المعارضة وفوضاها السياسية والإعلامية.

كما أن المبعوث الدولي دي ميستورا طرف آخر فيما يحصل من فوضى في صفوف المعارضة وفي إعلامها، ليس لخصومة معها، إنما لأن الخيارات الرئيسية المطروحة، لا تميل إلى جانبها، وقد أثبت وأكد مرات، أن المواقف والجهود والمعطيات وفق ما يراها، تعمل على فرض حلول تساير الموقف الروسي ورؤيته للحل، الأمر الذي يفرض تعويم موقف المعارضة ووفد الهيئة العليا للمفاوضات، وهذا ما تحققه الفوضى والتشتت، ليس في دائرة الهيئة ووفدها، إنما في دائرة المعارضة كلها، وهو ما يحصل سياسيًا وإعلاميًا في «جنيف3». وإذا كان وضع المعارضة والمحسوبين عليها، يلعب دورًا فيما يظهر عليه الوضع من فوضى في «جنيف3»، فإن مسؤولية هؤلاء هي الأهم، لأنهم أصحاب القضية بخلاف الأطراف الأخرى، مما يتطلب تحركًا سريعًا وعاجلاً، لا سيما من جانب الهيئة العليا للمفاوضات، بتجاوز الأوضاع القائمة عبر ثلاث من الخطوات الممكنة؛ أولاها جمع الصفوف على الرؤية الموحدة، التي أقرها مؤتمر الرياض، ومنع أي تجاوز عليها، وتنظيم الأطراف والشخصيات الحاضرة في إطار جسم داعم، وليس بوصفها أطرافًا أخرى من المعارضة، وتنظيم النشاط الإعلامي عبر فريق، يعمل بالتضامن والتنسيق، ويعبر عنه ناطق إعلامي واحد وفق رسائل محددة ومدروسة، وما لم يتم القيام بذلك فإن فوضى المعارضة وإعلامها في «جنيف3»، ستؤدي إلى خسارات كبرى، لن يكون من السهل معالجتها.