المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

المسيح قام حقاً قام

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march27.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

عناوين وأقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد القيامة الكبير/وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج

وَإِنْ كَانَ ٱلمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فبَاطِلٌ تَبْشِيرُنا وبَاطِلٌ إِيْمَانُكم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم ذكرى عيد قيامة المسيح

ذكرى القيامة ونعمتي الغفران والتواضع/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عون يراجع حساباته بعد تهديد فرنجيةLكرم لـ»السياسة»: تحريك الشارع لن يغير في مجرى الأمور"السفير":

قنابل الدخان لن تحجب حقوق الموظفين/بتول خليل/المدن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/3/2016

بان كي مون لم يطمئن اللبنانيين بشأن توطين النازحين

المطران بولس صياح: بان مصرّ على أن حلّ الفراغ هو شأن لبناني

بان غادر بيروت متوجها الى بغداد

بان: لا نهدف إلى توطين اللاجئين والفترة الحالية حاسمة للمنطقة

ريفي ردا على جريدة الأخبار: مؤسسة قوى الامن سطرت أروع الانجازات ولن يستطيع اي كان تشويه صورتها

جنبلاط لـ'العرب': نصرالله وباسيل وراء الأزمة مع الخليجيين

وزير الداخلية دعا الهيئات الناخبة في المحافظات: وعدت وإلتزمت

فلتصدر الصحف باللحم الحيّ

بري مهنئا بالفصح: اتمنى ان يكون العيد مناسبة لقيامة لبنان وانجاز استحقاقاته

الجيش يواصل تدابيره الامنية في حنيدر ورئيس بلدية وادي خالد دعا كل مجموعة في التواصل الاجتماعي الى عدم تلفيق الاخبار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

يزبك: قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نقبل بالعودة إلى المارونية السياسية

قاووق يطلق ماكينة الانتخابات البلدية ويعلن التحالف مع أمل كقدوة

حوري: العلاقة مع معراب لم تنقطع وانتخاب فرنجية على نار حامية التوطين لن يحصل لان الفكرة تضرب توازنات لبنان والمنطقة

حوري ردا على باسيل: توطين السوريين غير مطروح

سفير بلجيكا ومحافظ بيروت يضيئان صخرة الروشة مساء تضامنا مع ضحايا بروكسل

الراعي التقى مهنئين بالفصح المجيد

باسيل: لبنان لن يحصل الا على التوطين ما لم يباشر بالاجراءات اللازمة وزيارة بان مع كل ما شابها من اخطاء تبقى تفصيلا ضمن المقاربة الدولية العامة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا ندد بوعي أوروبا المخدر حيال قضية اللاجئين

روحاني: للسعودية دور مهم في العالم الإسلامي والمشكلات تُحل بالحوار

بروكسل تواصل حملة تفكيك شبكة الاعتداءات وتوجه الاتهام لثلاثة/اعتقلت مشتبهين بصلتهم بمخطط هجوم في باريس وهولاند حذر من خطر شبكات أخرى

30 قتيلا في هجمات «داعشية» بعدن

معركة الموصل تواجه تحديين: توزيع أدوار المقاتلين وتقاسم إدارة المدينة بعد «داعش»

استعراض السياسة الإيرانية العنصرية تجاه الأحواز بالأمم المتحدة/المعارضة: إيران نفذت 120 ألف إعدام سياسي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الراعي في رسالة الفصح: لبنان بحاجة إلى قيامة قلوب أبنائه لكي يكون كما يراه المجتمع لبنان الرسالة

سيندم العرب لو خذلوا الثورة العربية الأحوازية/داود البصري/السياسة

حان الوقت ليحسم الفلسطينيون أمرهم/خلف أحمد الحبتور/السياسة

الهجوم على «أرامكو» وسد نيويورك/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

أزمة العراق تجاوزت مقتدى الصدر… وغيره/خيرالله خيرالله /العرب

قصة من الأرشيف السعودي اللبناني/أحمد عدنان/العرب

مؤشرات على قرب نهاية نظام ولاية الفقيه/د. سالم حميد/العرب

محكمة نيويورك تُدرج خامنئي متهماً ثانياً في هجمات 11 أيلول/جوزيف براودي/الشرق الأوسط

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أحد القيامة الكبير/وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج

إنجيل القدّيس مرقس16/من01حتى08/:"لَمَّا ٱنْقَضَى السَّبْت، ٱشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة، ومَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوب، وسَالُومَة، طُيُوبًا لِيَأْتِينَ وَيُطَيِّبْنَ جَسَدَ يَسُوع. وفي يَوْمِ الأَحَدِ بَاكِرًا جِدًّا، أَتَيْنَ إِلى القَبْرِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْس. وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا. ودَخَلْنَ القَبْر، فَرَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ اليَمِين، مُتَوَشِّحًا حُلَّةً بَيْضَاء، فَٱنْذَهَلْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: «لا تَنْذَهِلْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ المَصْلُوب. إِنَّهُ قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. وهَا هُوَ المَكَانُ الَّذي وَضَعُوهُ فِيه. أَلا ٱذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلامِيذِهِ وَلِبُطْرُس: إِنَّهُ يَسْبِقُكُم إِلى الجَلِيل. وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ، كَمَا قَالَ لَكُم». فَخَرَجْنَ مِنَ القَبْرِ وَهَرَبْنَ مِنْ شِدَّةِ الرِّعْدَةِ والذُّهُول. وَمِنْ خَوْفِهِنَّ لَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا...

 

وَإِنْ كَانَ ٱلمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فبَاطِلٌ تَبْشِيرُنا وبَاطِلٌ إِيْمَانُكم

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من12حتى26/:"يا إخوَتِي، إِنْ كَانَ المَسِيحُ يُبَشَّرُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، فَكَيْفَ يَقُولُ بَعْضٌ مِنْكُم أَنْ لا قِيَامَةَ لِلأَمْوَات؟فَإِنْ كَانَ لا قِيَامَةَ لِلأَمْوَات، فَٱلمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يَقُمْ! وَإِنْ كَانَ ٱلمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فبَاطِلٌ تَبْشِيرُنا وبَاطِلٌ إِيْمَانُكم، ونَكُونُ نَحْنُ شُهُودَ زُورٍ على الله، لأَنَّنَا شَهِدْنَا على اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ المَسِيح، وهُوَ مَا أَقَامَهُ، إِنْ صَحَّ أَنَّ الأَمْوَاتَ لا يَقُومُون. فَإِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُون، فَالمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يَقُمْ! وَإِنْ كَانَ المَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فَبَاطِلٌ إِيْمَانُكم، وتَكُونُونَ بَعْدُ في خَطَايَاكُم. إِذًا فَالَّذينَ رَقَدُوا في المَسِيحِ قَدْ هَلَكُوا. إِنْ كُنَّا نَرْجُو المَسِيحَ في هذِهِ الحَيَاةِ وحَسْبُ، فَنَحْنُ أَشْقَى النَّاسِ أَجْمَعِين! وَالحَالُ أَنَّ المَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَّاقِدِين.فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات.فَكَمَا أَنَّهُ في آدَمَ يَمُوتُ الجمِيع، كَذَلِكَ في المَسِيحِ سيَحْيَا الجَمِيع، كُلُّ وَاحِدٍ في رُتْبَتِه: المَسِيحُ أَوَّلاً، لأَنَّهُ البَاكُورَة، ثُمَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمَسِيح، عِنْدَ مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ النِّهَايَة، حِيْنَ يُسَلِّمُ المَسِيحُ المُلْكَ إِلى اللهِ الآب، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَبْطَلَ كُلَّ رِئَاسَةٍ وكُلَّ سُلْطَانٍ وَقُوَّة، لأَنَّهُ لا بُدَّ لِلمَسِيحِ أَنْ يَمْلِك، إِلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ تَحْتَ قَدَمَيه. وآخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ المَوْت".

تفاصيل  تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم ذكرى عيد قيامة المسيح

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/26/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-19/

بالصوت فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم ذكرى عيد قيامة المسيح/27 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.easter27.03.16.wma

بالصوت فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم ذكرى عيد قيامة المسيح/27 آذار/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.easter27.03.16.mp3

 

ذكرى القيامة ونعمتي الغفران والتواضع

الياس بجاني/27 آذار/16

اعترف بلسانك بالرب يسوع، وآمن بقلبك أن الله أقامه من بين الأموات، تنال الخلاص، لأن الإيمان بالقلب يهدي إلى البر، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص. وقد ورد في الكتاب المقدس: "من آمن به لن يُخّزى".(روميه 10-08 و09)

اليوم ونحن نحتفل فرحين بقيامة الرب يسوع من القبر وكسره شوكة الموت بعد أن قدم نفسه فداء عنا واعتقنا من وزر الخطيئة والعبودية كم نحن بحاجة إلى فهم معاني وعّبر وأسرار القيامة بعد أن أقعدتنا أطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن أبانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل إلينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية. فهو بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف، وقد خلع عنا وأراحنا من كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامتي أنا وقيامتك أنت وقيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: "إنه ليس ها هنا، بل قام". ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص. 

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح. فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات هو لم يأت بأعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به وبأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم. هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر. هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

هو حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده. هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: "المسيح حيٌّ فيّ". لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلنصلي مع قيامة المسيح وقهره الموت من أجل السلام في العالم عموماً وفي وطننا الغالي المعذب لبنان خصوصاً.

فلنصلي من أجل جميع المحرومين بهجة العيد، المغربين عن الدار والديار.

فلنصلي من أجل عودة أهلنا المغيبين منذ سنوات اعتباطاً في غياهب السجون السورية الشيطانية.

فلنصلي من أجل العودة المشرِّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل.

فلنصلي من أجل راحة نفوس موتانا ونخص منهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم قرابين ذكية على مذبح لبناننا الحبيب.

فلنصلي من أجل خلاص وتوبة الواقعين منا في أفخاخ التجارب الإبليسية.

فلنصلي من أجل أن ينجينا المصلوب من حكام وسياسيين لا فرق بينهم وبين قايين الذي قتل هابيل، ولا بينهم وبين بلاطس المتردد والانتهازي الذي أسلمه للمرائين حفاظاً على منصب وطمعا بمال.

فلنصلي من أجل خلاص وشفاء كل المصابين بعاهات ولعنات إفلاس القيم والأخلاق، آفات التقية والذمية، وعاهات التزلف والخوف من الشهادة للحق.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا، حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

لن نستسلم للخوف ونذعن لإغراءات ضعفنا والغرائز ونحن شهود على قيامة أبن الإنسان من الضريح وظفره الموت؟

نحن قوم لا نخاف الموت لأننا نؤمن أن موت وقيامة المخلص هما اسطع دليل على أن الموت بوابة عبور للحياة، وينبوع عزاء للمؤمنين الذين يعيشون رجاء القيامة.

لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال "المسيح حيّ فينا" ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

 Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل النشرة

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عون يراجع حساباته بعد تهديد فرنجيةLكرم لـ»السياسة»: تحريك الشارع لن يغير في مجرى الأمور

السياسة/27 آذار/16/بيروت – «السياسة»: فعل تهديد رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية بالنزول إلى مجلس النواب مع كتلته النيابية للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ38 المقبلة، فعله في أوساط تكتل «التغيير والإصلاح»، الذي كشف رئيسه النائب ميشال عون قبل أيام، أنه بصدد التحضير للنزول إلى الشارع، مدعوماً من حزب «القوات اللبنانية» للضغط باتجاه انتخابه رئيساً للجمهورية. وتشير المعلومات التي توافرت لـ»السياسة»، أن النائب عون بدأ يراجع حساباته جدياً على صعيد إعادة النظر في قراره تحريك الشارع، لأنه يخشى أن ينفذ فرنجية تهديده ويحضر مع نوابه جلسة الانتخاب لإتمام النصاب القانوني، بحضور نواب «المستقبل» وكتلة «التحرير والتنمية» و»اللقاء الديمقراطي» والمستقلين، حيث أنه ولو بغياب نواب «حزب الله»، فيصار إلى انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية إذا كان نصاب الجلسة مكتملاً فعلاً، رغم أن عون بدأ بإجراء اتصالات مع بعض حلفائه وتحديداً «حزب الله» للوقوف على رأيه من تهديد فرنجية، وهل يمكن للأخير أن يتجاوز الخطوط الحمراء ويرتب صفقة مع رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط لانتخابه رئيساً للجمهورية، وبالتالي هل يقبل «حزب الله» بتصرف فرنجية، وماذا سيكون موقفه؟

المعلومات المتوافرة لـ»السياسة»، تشير إلى أن عون تلقى نصائح وتحديداً من «حزب الله» بضرورة التروي، لأن تحريك الشارع لن يكون في مصلحته، خصوصاً أنه ليس المرشح الوحيد، فهناك رئيس «تيار المردة»، الذي يحظى بأصوات نيابية لا يمكن الاستهانة بها مطلقاً، وبالتالي فإن نائب زغرتا قد لا يقف مكتوف الأيدي إذا لجأ عون إلى تحريك الشارع لمصلحته، وهذا بالتأكيد لن يكون في صالحه للوصول إلى رئاسة الجمهورية. في هذا الخصوص، أشار عضو كتلة «لبنان الحر الموحد» النائب سليم كرم إلى جهود داخلية وإقليمية ودولية تبذل لإزالة العراقيل من أمام الاستحقاق الرئاسي.

وقال كرم لـ»السياسة» إن أي توجه من جانب النائب عون لتحريك الشارع لا يفيد، لأن هناك شارعاً في مقابل شارعه وبالتالي فإن تحركاته لن تغير في مجرى الأمور لانتخابه رئيساً للجمهورية، مشيراً إلى أن حظوظ النائب فرنجية لبنانياً وعربياً ودولياً أقوى من حظوظ النائب عون، ومعتبراً أن عامل الوقت يميل لصالح رئيس «المردة». في هذا السياق، قال عضو «كتلة المستقبل» النيابية النائب عمار الحوري إن انتخاب النائب فرنجية على نار حامية، متمنياً عليه النزول إلى مجلس النواب. وقال إن انتخاب الرئيس ليس بعيداً بحسب المعطيات التي أملكها، خصوصاً أن «حزب الله» في السياسة في وضعٍ لا يحسد عليه.

وفي رسالة الفصح، اتهم البطريرك بشارة الراعي الكتل السياسية والنيابية في لبنان برمي سدة رئاسة الجمهورية في الفراغ منذ سنة وعشرة أشهر، لأنها تحجم عن واجبها الدستوري بانتخاب رئيس للبلاد منذ سنتين كاملتين من دون مبرر، وتتسبب بشل المجلس النيابي وتعثر عمل الحكومة وتفشي الفساد، داعياً لأن يصبح الخطاب السياسي والديني والاجتماعي خطاب سلام وتلاق واحترام وأن يكون خطاباً حياتياً قائماً على التعاون والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة المرتكزة على التعددية والبعيدة عن الروح المذهبية والفئوية.

 

"السفير": قنابل الدخان لن تحجب حقوق الموظفين

بتول خليل/المدن/السبت 26/03/2016

تغريدات رئيس تحرير جريدة "السفير" طلال سلمان ورسائله التي أطلقها عبر حسابه التويتري الجديد، الذي أتى إنشاؤه تزامناً مع الجدل الذي توّج الإعلان عن امكانية إغلاق الصحيفة، رأى فيها متابعون قنابل دخانية يطلقها الرجل للتعمية على انسحابه من مسؤولياته تجاه تحمله وطأة إغلاق الصحيفة من جهة، ومحاولة النأي بنفسه عن معركة حقوق الموظفين التي بدأ الطرفان الحشد لها بإشهار ما في جعبهما وتسلحهما بالمواد القانونية التي تحكم الوضع الراهن والتي يفترض أن تفصل بين الخصوم الجدد. ويأخذ الموظفون على "الناشر" بعد إطلاقه تغريداته سعيه الحثيث إلى محاولة حرف مسار الحوار المتعلق باستهجان الوضع الذي استفاق فيه موظفو "السفير" على ما اعتبروه انقلاب إدارتهم عليهم وعلى محاولة هدر حقوقهم، خصوصاً بعدما ارتفع الهمس الذي ردده سلمان في أروقة الصحيفة عن أنَّ لا يد له ولا علاقة له بالكيفية التي يتم فيها طرح التسويات المالية الخاصة بإنهاء خدمة الموظفين، وأن هذا من اختصاص غيره من القيمين على إدارة الشأن المالي للصحيفة. فيما يبدو أنه تفرَّغ هو للأمور الأعلى شأناً والمتمثلة  بمحاولته رسم صورة مغايرة أمام الرأي العام برده أزمة "السفير" إلى النظام السياسي والظروف الأخرى التي أدخلت الإعلام في لبنان في حالة من الوهن، بموازاة تأكيده على صون حقوق العاملين في "السفير"، والتي بدا أنه جرى التخطيط المسبق للتلاعب بها وصولاً إلى قضمها وهضمها بدلا من صونها. ويشكك البعض بأنّ الحقوق التي أكّد سلمان التزامه بها في الرسالة التي وجهها إلى أسرة "السفير"، والتي اعتبر فيها عن أن أي قرار سيأخذ بالاعتبار حقوق العاملين "المصانة بل المقدّسة"، هي نفسها التي  تبيّن أنه ينظر لها على اعتبارها إنذارات مادية تُدفع للموظفين كل حسب أقدميته في المؤسسة، فيما لن يتم دفع التعويضات المالية للعاملين، وذلك حسب أكثر من مصدر من داخل "السفير"، ممن كشفوا أيضاً أن نقابة موظفي "السفير" قامت بتشكيل لجنة مؤلفة من 10 أشخاص، تضم 6 محررين و4 إداريين، اجتمعت إلى رئيس التحرير طلال سلمان، بحضور المدير العام أحمد طلال سلمان ومدير الشؤون الإدارية علي سلام، وجرى البحث بحيثيات قرار إغلاق الصحيفة وتعويضات الموظفين وحقوقهم.

ووفقاً للمصادر عينها فإنّ ما قاله رئيس التحرير عن أن "إغلاق الصحيفة هو نتيجة ظروف إقتصادية قاهرة"، تم الرد عليه من اللجنة بأن هذا الأمر ليس من مسؤوليتنا ولا اختصاصنا ولا نتحمل عبئه، وإن جلّ ما يهمنا في الوقت الحالي هو التعويضات وضمان حقوق الموظفين. إلا ان هذا الرأي لم يرق مدير الشؤون الإدارية علي سلام الذي سارع إلى الرد قائلا: "إن الإدارة ستبلغ الموظفين بشكل رسمي عبر كتاب موقع من رئيس التحرير سيتم إرساله إلى كل موظف في 31 آذار/ مارس الجاري، على أن يحصل بعدها كل على حدة على إنذار مالي وفقاً لعدد سنوات خدمته في المؤسسة والذي سيكون على الشكل التالي: من عمل لمدة تمتد من سنة إلى ثلاث سنوات يدفع له راتب شهر واحد، ومن عمل لمدة تمتد من ثلاث إلى ست سنوات يدفع له راتب شهرين، فيما يدفع راتب ثلاثة أشهر إلى من عمل لفترة تمتد من 6 إلى 12 سنة. أما من عمل لمدة تتعدى 12 سنة يدفع له راتب أربعة أشهر".

ويشير موظفون في "السفير" إلى أن شرط دفع هذه الإنذارات "على علاته" مرهون بحضور الموظفين إلى العمل مدة 3 أشهر بعد تاريخ إغلاق الصحيفة في الأول من نيسان/ أبريل المقبل، وأن المبالغ المذكورة لن تدفع دفعة واحدة. في حين يشير هؤلاء إلى أن أشهر الإنذار هي حق بديهي مكتسب للموظف، وأنه يتوجب على الإدارة قانونياً أن تقوم بتبليغ الموظفين قبل 3 أشهر من موعد إعلانها الإغلاق والقيام بتسريحهم. ولا يمكن اعتبار الإنذار أو إدراجه وفق القانون في أي حال تعويضاً مالياً، في حين أنَّ الإدارة تحاول فرض مفهومها بأن الإنذار هو التعويض، بل إنها تشمل وتربط في طرحها أيضاً تعويض الضمان الاجتماعي بهذا الأمر، فيما رفضت لجنة الموظفين ذلك بشكل  قاطع، باعتبار أن تعويض الضمان حقٌ شخصي مكتسب، ليس للإدارة علاقة به. ومع ما بدا من نيّة الإدارة ومحاولتها الالتفاف على حقوق الموظفين، اقترحت الجمعية العمومية لموظفي "السفير" الذهاب نحو التصعيد والتوجّه إلى مجالس العمل التحكيمي المناط بها الفصل في النزاع بين أصحاب العمل والعاملين في المؤسسة في حال لم تعد الإدارة عن قرارها ولم تفتح الباب للتفاوض مع الموظفين، إذ تم الاتفاق على انعقاد الجمعية العمومية مجدداً الثلاثاء المقبل للتشاور والاتفاق حول الخطوات التصعيدية المنوي اتباعها في حال عدم تجاوب الإدارة.

الحالة الوجدانية وحزن الموظفين الذي انتابهم لحظة الإعلان عن موعد ايقاف الجريدة، تحوّلا إلى نقمة على الإدارة وقراراتها التي كشّرت عن أنيابها بشأن إنكارها حقوقهم وتعويضاتهم، إذ تم التعبير عنها في مواقع التواصل من خلال إعلانهم عن تكاتفهم وتضامنهم من أجل تحصيل الحقوق، فيما توجهوا بشكل غير مباشر إلى إدارة التحرير بالتلميح إلى أن "الجريدة التي لطالما كانت مغرمة بحنا غريب والنقابات وحقوق العمال تحول غرامها إلى هيام بسحق حقوق العاملين فيها" و"صرنا بحاجة إلى حركة طلعت ريحتكم صحافية، كي تفضح أساطير حيتان المال التي بنيت على أقلام المغفلين الذين صدقوا كذبة الرسالة الصحافية الحرة". ردود موظفي "السفير" على إدارتهم وضعها متابعون في إطار الرد غير المباشر على تغريدات طلال سلمان التي حاضر فيها عن قبائح المال السياسي وشروره. هذا المال الذي اعتبر البعض أنه لطالما تدفق على "السفير" لكنه لم يصب إلا في جيب واحد، في حين أن الذين صنعت "السفير" أمجادها من حبر أقلامهم من المفترض أن يكونوا هم مالكي الصحيفة الشرعيين بالتكافل والتضامن مع القراء والكتاب والمبدعين، بينما من حولها إلى مجرد ملكية تخصه وحده وتفرد بقرارها، كانت ذهنيته من أوصلت الجريدة لهذا المصير، كما أنَّها العقلية نفسها التي تسعى لابتلاع حقوق الموظفين وهضم تعويضاتهم.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/3/2016

السبت 26 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فصح مجيد لجميع اللبنانيين الذين يأملون بغد أفضل. هذا الغد الذي لا نعلم أي مفاجأت سيحمل، بإمكان المراجع السياسية في البلد أن تجعله أفضل، إذا التقت حول خطة إنقاذية تنهي الشغور الرئاسي وتحفظ الإستقرار الأمني وتنهض بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية.

هذه الخطة يمكن أن تعتمد إذا تفاهم أهل الحوار عليها، في جلستهم المقبلة بعد عطلة العيد. ولعل كلام السفير الروسي ل"تلفزيون لبنان" في محله، عندما أشار إلى مسألة مهمة، وهي التخبط اللبناني في الأجندات والأولويات، ونصح بترتيب ذلك، وأهمها إنهاء الشغور الرئاسي، وهو ما أكد عليه البطريرك الماروني في رسالة الفصح.

وفي الخطوات التي حملت إشارات إيجابية، قرارات وزير الداخلية والبلديات اليوم في دعوة الهيئات الناخبة في بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل، الى إتمام الإنتخابات البلدية في الثامن من أيار، وفي جبل لبنان في الخامس عشر من أيار أيضا، على أن يصدر الأسبوع المقبل قرارات حول الشأن نفسه في الجنوب والنبطية والشمال وعكار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

فصح مجيد. متى يقوم لبنان؟.

أمل ان يكون العيد مناسبة لإنجاز استحقاتنا الداخلية، بدءا من بت الانتخابات الرئاسية إلى وضع قانون انتخابي عصري يقر الكوتا النسائية ويمنع عودة لبنان- كما قال الرئيس نبيه بري- سبعة عقود إلى الوراء.

على مسار الانتخابات، أتت دعوة الداخلية للهيئات الناخبة البلدية والاختيارية ضمن مواعيد حددتها الوزارة.

المواعيد تتدرج، وساعة لبنان تتقدم الليلة ساعة واحدة إلى الامام إنتهاء للتوقيت الشتوي وبدء التوقيت الصيفي.

مواقيت المنطقة تحددها عقارب الساعة الميدانية، وتحديدا في سوريا التي تقدم الجيش فيها على جبهة تدمر نحو حسم يتظهر ساعة بعد ساعة.

ومن بين المؤشرات الاقليمية، ان وفودا دولية تأتي لزيارة سوريا في عيد الفصح، تضامنا مع مسيحيي الشرق، كما فعل خمسة نواب فرنسيين. هؤلاء المتضامنون آتون من ساحات أوروبية قلقة، فألغت بلجيكا مسيراتها التي كانت مقررة ضد الخوف تحسبا لعمليات ارهابية قد تحصل.

هذه الاجواء تشكل هاجسا للعواصم الغربية، وعلى هذا الأساس تتدرج المتغيرات السياسية تجاه سوريا والمنطقة، إلى حد اتهم فيه ملك الأردن تركيا بإرسال الارهابيين إلى أوروبا، على ذمة موقع "ميدل ايست أي" البريطاني الذي سرَّب معلومات عن حديث الملك الأردني لسياسين أميركيين.

إقليميا أيضا، مؤشرات ايجابية تلوح من الحوار الموعود حول اليمن، إلى كلام الرئيس الايراني حسن روحاني الذي جدد رغبة طهران في حل الخلافات مع السعودية. روحاني غازل الرياض من البوابة الباكستانية قائلا: إن السعودية تلعب دورا مهما في العالم الاسلامي، وايران ردت بايجابية عندما حاولت باكستان التوسط بين البلدين.

فهل سلكت العلاقات الاقليمية على سكة الحلول الضرورية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

سريعة هي التطورات في تدمر وجوارها، لم يمنح الجيش السوري ارهابيي "داعش" لحظة لالتقاط الأنفاس، بعدما كنس من بقي حيا منهم من القلعة التاريخية إلى المدينة. وحدات الجيش تقدمت من محورين رئيسيين لحسم المعركة، وسط اندحار الارهابيين إلى الأحياء الداخلية. وسير المواجهات ينبىء بأن الحسم بات قريبا.

لو قدر لزنوبيا أن تعود، لأخبرت أن فظاعات "الدواعش" فاقت ارتكابات الرومان الذين حاصروا مملكتها، ولكن لم يعمدوا إلى تدميرها. كما أنها ستذكر أنهم عاملوها بالحسنى، ولم يسوقوها كسبية إلى روما.

فماذا عن اليمن، وماذا لو قدرت القيامة لهدهد النبي سليمان؟، من المؤكد أنه لن يزف إلى نبي الله خبر اكتشافه مملكة سبأ المزدهرة والغنية، بل سيخبر ماذا فعل حكام الدولة المجاورة خلال عام من العدوان بحضارة ضاربة في القدم والعراقة. سينقل للنبي سليمان كيف أن الغزاة والمعتدين يعيثون فسادا ودمارا في اليمن، تسوقهم أحقاد وضغائن قبلية لا تمت الى الاسلام بصلة.

وماذا لو قدرت القيامة للملكة بلقيس؟، بالتأكيد لن تجد من يدعوها إلى الإيمان بالوحدانية على يديه، من قبل من ينصبون أنفسهم ولاة للمسلمين.

في لبنان، نكتشف يوما بعد آخر اننا بلد من دون سقف وقعر أيضا، نحتاج فيه إلى اعلان حال الطوارئ على كل الصعد والمستويات وفي كل المرافق، حتى لا نبقى دولة غارقة في الأزمات، ينخرها الفساد، وجديد الفساد قديم، ولكنه في مؤسسة أمنية عريقة، قوى الأمن الداخلي، إذ كشفت المعلومات عن فضيحة سرقات من العيار الثقيل في ظل إدارة قائدها السابق الوزير المستقيل أشرف ريفي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

المسيح قام، حقا قام. انها القيامة بالمعنى الروحي الليتورجي، من دون ان تلامس المعنى الوطني. فلبنان الدولة في اجازة رسمية، علما انه من زمان في اجازة فعلية. وإذا كان التوقيت الصيفي، يقضي بتقديم الساعة ساعة بدءا من منتصف هذه الليلة، فإنه لا شيء يوحي ان الساعة السياسية تتقدم إلى الامام، وآخر قضية سياسية وطنية في هذا المجال، ما كشف عن ان لبنان دولة بلا حدود بالنسبة إلى الأمم المتحدة على الأقل. ولنا عودة إلى هذه الفضيحة المدوية في سياق النشرة.

ومن الفضيحة الوطنية المفاجئة اليوم، إلى الفضيحة المتمادية المستمرة في قطاع الاتصالات، فكل يوم تتكشف فصول جديدة سوداء من مغارة "أوجيرو"، بل من مغارة عبد المنعم يوسف. واللافت دخول بعض الصحافة الصفراء على الخط، في محاولة ليس لتشويه صورة الـ mtv ورئيس مجلس ادارتها، بل لتشويه الحقيقة وصرف اهتمام الناس عن القضية الحقيقية. لكن الحقيقة لا بد ان تظهر، ونحن ننتظر كلمة القضاء، ولا سيما بعدما أنهى القاضي داني الزعني التحقيقات بملف الانترنت غير الشرعي، وأحالها على القاضي صقر صقر، فصوت العدالة حين يعلو لن يعلى عليه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من دين براون إلى بان كي مون، التهجير والتوطين: تهجير المسيحيين وتوطين الفلسطينيين، واليوم تهجير اللبنانيين وتوطين السوريين.

لم تكتف أوروبا باغلاق حدودها أمام تدفق اللاجئين، لا بل بدأت تنفيذ مخطط التهجير المضاد للاجئين من دولها إلى لبنان، وجعل هذا البلد الصغير أكبر خزان للنازحين في العالم، وأوسع مأوى للمستوطنين الجدد تحت شعار الانسانية، وتحت ستار الصفقة المشبوهة مع تركيا التي نالت الغنم ب 7 مليارات يورو هبات، لقاء اغلاق ممرات التهريب ومعابر الاتجار بالبشر، في ابتزاز صريح وفج، وأوروبا تدفع عن يد وهي صاغرة.

أما لبنان فيحصد الغرم والظلم وفتات المائدة، عندما يمنن بان كي مون اللبنانيين بقروض هزيلة، شرط ابقاء السوريين في لبنان وتأمين فرص عمل لهم، في وقت يهاجر شبابنا وتقفل مصانعنا وتفلس مؤسساتنا وينهار اقتصادنا، بفعل الانقطاع السياحي والمقاطعة الخليجية وتقطع الخطوط والحدود مع سوريا بسبب الحرب، وحلول مليون ونصف مليون من أبنائها ضيوفا دائمين في ربوعنا.

منذ ال1975 قاتل اللبنانيون لمنع توطين الفلسطينيين، ويبدو ان حربا جديدة تحضر ضدهم لتوطين السوريين، ومعركة جديدة يستعدون لخوضها اليوم، كما في ال 1975، وكما منذ ألفي عام عندما حاول قتلة المسيح اخفاء الحقيقة بالرشوة، كما قال البطريرك الراعي في رسالة الفصح، ولم ينجحوا. وكما وقف بطرس خليفة المسيح في روما أمام نيرون الذي كان يتفرج على الأسود يفترسون المسيحيين، وينهشون أشلاءهم وهم يرنمون أناشيد الظفر والفرح غير هيابين ولا خائفين، عندها قال بطرس لنيرون: اليوم أنت تحكم لكن المسيح سيحكم إلى الأبد. المسيح قام، حقا قام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لا شيء يتقدم أو يقدم في هذه الجمهورية إلا الساعة. لا تنسوا تقديم ساعاتكم ستين دقيقة منتصف هذه الليلة ايذانا ببدء التوقيت الصيفي. أما بعد، فكل شيء إلى الوراء وفي أحسن الأحوال يراوح مكانه: الانتخابات الرئاسية ستبقى على التوقيت الشتوي إلى الوراء. في مقابلها، بشر الوزير المشنوق بالانتخابات البلدية والاختيارية، ووجه الدعوة للهيئات الناخبة، وختم الدعوة بالقول: وعدت والتزمت. لكنه لم يكمل الشعار الذي ينتهي بمصطلح: انجزت.

في ملف النفايات، ما زال التأزم قائما على الرغم من الحلحلة الحكومية. واليوم حاول النائب وليد جنبلاط تنفيس الاحتقان، من خلال الزيارة التي قام بها لمدينة الشويفات.

في أي حال، فإن عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، ستتحول إلى هدنة مراجعة سياسية، لتعود الحركة الثلاثاء المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لم يشأ وزير الخارجية جبران باسيل في عيد القيامة، إلا ان يعايد اللبنانيين بخطيئة من خطاياه السياسية والديبلوماسية التي تتكرر من وقت إلى آخر. فبعد الفضيحة المدوية بحق العلاقات اللبنانية- العربية، بفعل التنصل من التضامن مع المملكة العريية السعودية بوجه الاعتداءات الايرانية على سفارة المملكة في طهران، وما تركته من تداعيات، ها هو الوزير باسيل نفسه يسيء إلى العلاقات اللبنانية مع المجتمع الدولي، لعدم استقباله الأمين العام للأمم المتحدة، بحجة انه لا يستقبل موظفين، فيما الحقيقة ان الأمر جاء انسجاما مع استياء "حزب الله" من بان كي مون.

أكثر من ذلك، فإن الوزير باسيل هرب اليوم إلى الأمام باستحضار الكلام عن توطين النازحين السورين، وهو ما رد عليه النائب عمار حوري، مؤكدا ان التوطين يحظى برفض كامل من القوى السياسية اللبنانية مجتمعة بدون أي تحفظ أو مواربة.

سياسيا، وفي رسالة القيامة، تحدث البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن الكتل السياسية والنيابية التي ترمي سدة رئاسة الجمهورية في الفراغ منذ سنة وعشرة أشهر، وتتسبب بشل المجلس النيابي وتعثر عمل الحكومة وتفشي الفساد.

في التحضيرات للانتخابات البلدية، أصدر وزير الداخلية نهاد المشنوق أربع قرارات، قضى بموجبها بدعوة الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية في بيروت والبقاع وبعلبك- الهرمل وجبل لبنان، على ان يصدر قرارات لاحقة الأسبوع المقبل لدعوة الهيئات الناخبة في الجنوب والنبطية والشمال وعكار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على التوقيت الصيفي دقت ساعة الحساب، وفتحت مغاور الفساد بإنتظار أسماء الفاسدين. الشبكة شبكات، وعلي بابا الاتصالات يكاد يعتزل الصنعة، أمام فتح بوابات الهدر في قوى الأمن الداخلي الذي تكشف عن أربعمئة حرامي وأكثر، تعلوهم حرب وزارية ساهمت في الغطاء ثم رفعه.

في مسار المساءلة، تبدأ النيابة العامة التمييزية يوم الثلاثاء، التحقيقات مع الإنغماسيين الجدد، عبر استدعاء عدد من المشتبه فيهم، وبينهم العميد المتقاعد محمد قاسم.

السرقات، وبحسب معلومات "الجديد"، لم تقتصر على تعويضات المتقاعدين من السلك، بل تعدتها إلى المساعدات المرضية والاجتماعية المخصصة لعناصر الخدمة الفعلية. وسرقوا حتى عوائل الشهداء.

وإستباقا لبدء التحقيق القضائي، أصدر اللواء أشرف ريفي بيانا طمأننا فيه أولا إلى كونه لا يزال وزير عدل ولو مستقيل، ثم "شغل بالنا" عليه لكونه مهددا بالاغتيال المعنوي. لكنه في كلا الحالتين لم ينف الواقعة، بل اعترض على ربطها زمنيا بتسلمه قيادة قوى الأمن.

وضمن بيانه أسمى أنجازات الشهيد رفيق الحريري ودماء اللواء وسام الحسن، وأخذ القضية إلى المحور الايراني- السوري. لكننا لم ندرك على وجه التحديد ماهية دور الشهيدين، وكيفية حشر السرقات في الملف النووي ومجموعة الخمسة زائدا واحدا. وطالما ان هذا الملف أصبح بيد القضاء، فمما يخشى وزير العدل، ولماذا يستبق التحقيق؟، فالمرحلة التي أشرف فيها ريفي على الأمن، تستدعي فتح أوراقها ولو بعد حين، للسؤال عما هو أبعد من التزوير، عن شباب طرابلسي حمل سلاحا وقاتل أبناء مدينته على المحاور، قبل ان تنتهي اللعبة في صفقة أدخلتهم السجون.

سعد المصري، أحد هؤلاء الذين قضوا سنتين من عمرهم داخل سجن القبة، واليوم خرج من سجن القبة وعلى الارجح فإنه، كما نظرائه، لن يصدق سياسيا بعد اليوم.

 

بان كي مون لم يطمئن اللبنانيين بشأن توطين النازحين

بيروت – «السياسة»:/27 آذار/16/لم تبد مصادر وزارية كبير تفاؤلاً بنتائج زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى لبنان، سيما أنه لم يبدد في محادثاته الكثير من الهواجس لدى المسؤولين اللبنانيين بالنسبة إلى مصير النازحين السوريين في لبنان، في ظل تزايد الحديث عن إمكانية بقائهم في لبنان، تحت ستار توطين مقنع. وأكدت المصادر لـ»السياسة» أن المسؤول الدولي وإن أبدى تفهمه لهواجس اللبنانيين الرافضين لتوطين السوريين النازحين، إلا أنه لم يقدم حلولاً مقنعة تشفي غليل اللبنانيين القلقين من مخاطر بقاء نحو مليوني سوري على أراضيهم، في ظل تواضع الإمكانات اللبنانية في التعامل مع متطلبات حياتهم اليومية. وأشارت إلى أن المسؤول الأممي قدم الكثير من الوعود في ما يتصل بتقديم مساعدات للنازحين، بانتظار حصول ترجمة جدية لهذه الوعود التي لا تزال حتى الآن حبراً على ورق، خصوصاً أنه لم يصل لبنان من قرارات مؤتمرات المانحين إلا الفتات، ما من شأنه أن لا يدعو إلى الاطمئنان كثيراً ويبقي حالة القلق والخوف من التوطين قائمة. من جهته، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن النزوح رافد أساسي لتغذية الإرهاب، معتبراً أن زيارة بان كي مون مع كل ما رافقها من أخطاء تعد تفصيلاً من ضمن المقاربة الدولية لموضوع النازحين. وقال «يعدوننا بالمساعدات الفعلية ويأتون لإعطائنا القروض، وبعض الدول عمدت إلى إغلاق الحدود أمام النازحين، رغم توقيع اتفاقيات دولية»، مشيراً إلى أن لبنان لم يستخدم القوة ولم يغلق حدوده ولم يستخدم النزوح للابتزاز المالي والسياسي و»بتنا نتكلم عن توطين السوريين كأنه أمر طبيعي»

 

المطران بولس صياح: بان مصرّ على أن حلّ الفراغ هو شأن لبناني

الجمهورية//27 آذار/16/كان بان كي مون تَوّج يومه الثاني من زيارته بلقاء عقده مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مطرانية بيروت المارونية، في حضور رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر والنائب البطريركي العام المطران بولس صياح وممثلة الامين العام في لبنان سيغريد كاغ. وأكد صيّاح لـ”الجمهوريّة” أنّ “اللقاء كان مهماً، وقد بادر الأمين العام للأمم المتحدة الى فتح ملف أزمة الشغور الرئاسي، وقال للبطريرك الراعي إنه يتوجّب على اللبنانيين أن ينتخبوا رئيساً لأنّ هذا الشغور يؤدي الى شلل المؤسسات وعدم الإستقرار. عندها، أجاب البطريرك الراعي: صحيح أنّ الرئاسة شأن لبناني، لكنّ الأزمة الرئاسيّة مرتبطة بالخارج، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة، وعليكم ان تساعدوا في حلّ أزمات المنطقة من سوريا الى العراق والحروب المتنقلة لأنّها تؤثر في الساحة اللبنانية وتُطيل أمد الفراغ”. ولفت صيّاح الى انّ “الراعي لم يتلقّ وعداً من بان كي مون بالمساعدة على حلّ الأزمة الرئاسيّة لأنّ الأمين العام مصرّ على أن حلّ الفراغ الرئاسي هو شأن لبناني”. وعن أزمة النزوح السوري، أوضح صيّاح أنّ “المسألة لم تُطرح من زاوية التوطين، بل إنّ الراعي أكّد لبان كي مون موقف الخارجيّة اللبنانية وتخوّفها من قرار مجلس الامن الدولي الذي نَصّ على العودة الطوعية للنازحين، ما يشكّل هاجساً لبنانياً إضافياً من إمكان بقائهم لوقت طويل، في وقت لا يستطيع لبنان تحمّل كل هذه الأعباء، وقد دعا المجتمع الدولي الى التحرّك لوَقف الحروب لكي يعود النازحون الى ديارهم”. وكشف صيّاح انّ الرسالة التي سلّمها الراعي الى الأمين العام هي الرسالة الثانية، بعدما كان قدّ سلمه رسالة مماثلة العام 2011، مشيراً الى انها “تضمّنت شرحاً مفصّلاً عن وضع لبنان والمنطقة بعد انتشار التطرّف، والمطالبة بدعم الشرعية اللبنانية وتقوية الدولة والمؤسسات وعلى رأسها الجيش اللبناني، وحلّ ازمة النزوح ووقف الحروب، والحفاظ على وجود الأقليات في لبنان والشرق، إضافة الى مطالب لبنانية عدة في ما خصّ مساعدة المجتمع الدولي للبنان”.

 

بان غادر بيروت متوجها الى بغداد

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت درويش عمار ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون غادر بيروت صباح اليوم متوجها الى بغداد، على متن طائرة خاصة بعد زيارة الى لبنان استمرت يومين.

وكان في وداعه في المطار: مديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة ميرا ضاهر، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، قائد قوات الطوارىء الدولية العاملة في لبنان الجنرال لوتشيانو بورتولان وعدد من ضباط القوات الدولية.

 

بان: لا نهدف إلى توطين اللاجئين والفترة الحالية حاسمة للمنطقة

الحياة/27 آذار/16/رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «الشعب اللبناني بحاجة إلى أن يتعاون قادة أحزابه مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لتتمكن الحكومة من تلبية حاجاته»، واضعاً على رأس هذه الحاجات أن «تقوم الأحزاب السياسية بانتخاب رئيس للبلد. فطالما بقي منصب الرئيس شاغراً، ستظل الوحدة الوطنية للبنان ومكانته تفتقران إلى المناعة والاكتمال». وجدد بان تأكيد التزام الاستقرار والأمن والسلام في لبنان، لافتاً إلى أن لبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة إلى الفرد الواحد. وأعلن أن «المجتمع الدولي سيدعم اللاجئين السوريين الذين يستضيفهم لبنان موقتاً، إلى حين يتمكنون من العودة بسلام وأمان إلى سورية ويمكن للبنان الاعتماد على دعمنا الكامل لمواطنيه الضعفاء».وأعاد «تأكيد دعم الأمم المتحدة القوي للقوات المسلحة اللبنانية»، معتبراً أن «وفاة جندي لبناني شجاع في هجوم بقنبلة قرب الحدود السورية يوم (الخميس الماضي)، يؤكد أهمية هذه القوات، ليس لناحية أمن لبنان وحسب، وإنما لناحية الاستقرار في المنطقة أيضاً». وكان بان وصل إلى العراق أمس، بعدما غادر بيروت صباحاً على متن طائرة خاصة. ولفت بان في مؤتمر صحافي مع رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني، في فندق فينيسيا مساء أول من أمس إلى «الجهد المبذول في سبيل مساعدة المجتمعات المحلية اللبنانية الضعيفة واللاجئين الفلسطينيين والسوريين الذين تستضيفهم تلك المجتمعات».ووجه بان أربع رسائل إلى شعب لبنان وقادته «الأولى إعادة تأكيد دعمنا القوي للبنان وهو يواصل صموده أمام أثر الحرب الدائرة في سورية. إن العالم مدين للشعب والسلطات اللبنانية بالكثير بسبب سخائهما في استضافة ما يربو على مليون لاجئ من سورية، إضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين». وقال: «يبقى استمرار الدعم القوي لوكالة أونروا حيوياً، لمساعدة وحماية اللاجئين الفلسطينيين. وأكدت ذلك في مخيم نهر البارد». وأكد أن «من واجبنا تجاه لبنان أن نقوم بسدّ الفجوة القائمة بين المساعدة الإنسانية في الأجل القصير، وبين التدابير المتخذة في الأجل الطويل»، مشيراً إلى أن «الشراكة بين لبنان والأمم المتحدة والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية، أتاحت تصميم مرفق ابتكاري للتمويل بشروط ميسرة لفائدة لبنان».

وأضاف: «إن رسالتي الثانية، هي أن لبنان قدوة بالغة الأهمية للمنطقة في التعايـــش والتعددية ويجب أن يظل كذلك في زمن يشهد تفاعلات خطـــيرة جــــديدة في مجال القوة وظهور قوى متطرفة عنيفة». وتابع: «رسالتي الثالثة، تتمثل في إعادة تأكيد دعم الأمم المتحدة القوي للقوات المسلحة اللبنانية»، معرباً عن سعادته بأن «يونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية تعمل معاً في شكل وثيق». وبالنسبة إلى الرسالة الرابعة، قال: «إن جنوب لبنان يشهد أطول فترة من الهدوء النسبي منذ عام 2006، بعد مضي عشر سنوات على صدور قرار مجلس الأمن 1701. ويعود الفضل في ذلك إلى قوة يونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية. على أنه ما زال هناك خطر لإساءة تقدير العواقب». وشدد على أن «قدرة لبنان على الازدهار مرهونة بالتصدي للنزاعات الإقليمية الطويلة الأمد». وقال: «لن تدخر الأمم المتحدة جهداً في سعيها نحو وضع حد للنزاع في سورية. هذه فترة حاسمة بالنسبة إلى المنطقة». ورداً على سؤال توقَّع «المزيد من التناغم والتعاون بين الرؤساء هنا». وقال: «ينبغي وضع جميع هذه الاختلافات على حدة، لبنان يمر في ظروف عصيبة جداً، وأنا متأكد من أنه مع الالتزام الكبير والدعم الكبير الذي ستقدمه الأمم المتحدة عبر يونيفيل، ودعمنا السياسي هنا، لبنان يختزن طاقات كبيرة ويمكنه أن يتقدم ويبني مستقبلاً أفضل».

وعن إلغاء الدعم المالي الذي كانت السعودية ستقدمه إلى الشعب اللبناني، أجاب: «أقدر كثيراً ما تعهدت المملكة العربية السعودية، بمساعدة الجيش ودعمه لبناء قدراته بهبة قدرها 4 بليون دولار، والتي يبدو أنها عادت وسحبتها. لست في موقع يخولني أن أعلق على هذا الموضوع. لكن ما يمكنني أن أقوله هو أن الأمن والسلام والاستقرار في لبنان، لهما انعكاسات ليس فقط على لبنان، إنما على المنطقة برمتها». وشدد رداً على سؤال على أن «مكافحة الإرهاب تتطلّب تضامن المجتمع الدولي ووحدة هدفه. أؤمن أن من المهم مواجهة الإرهاب والتطرف عبر الأساليب العسكرية- هذا مهم وفعال- ولكن في بعض الأحيان، ليس هذا هو الحل المطلق». وسأل: «لماذا ينضم هؤلاء الشباب إلى المجموعات المتطرفة والإرهابية؟». وسئل: هل ستقومون بتوطين اللاجئين السوريين في لبنان؟، أجاب: «كنت واضحاً حيال هذا الموضوع، عندما قلت إن الأمم المتحدة والبنك الدولي لا يقومان بتوطين اللاجئين في لبنان. نحن نساعدهم طالما هم موجودون موقتاً في لبنان، وريثما يعودون إلى وطنهم الأم بشكل آمن. هذا ما نفعله منذ عام 2012 ونعقد مؤتمرات للجهات المانحة لسورية». وأضاف: «قمنا بذلك في أعوام 2012 و2013 و2014 و2015 و2016 وحشدنا لذلك بلايين الدولارات، لدعم الشعب السوري واللاجئين السوريين. ولا شك أن علينا أن نستمر في جهودنا، ولكن هدفنا ليس أن نوطنهم في أي مكان آخر. علينا أن نكون واضحين. ما نتمناه هو أن يعودوا بسلام وآمان إلى بلدهم في أقرب وقت ممكن».

 

ريفي ردا على جريدة الأخبار: مؤسسة قوى الامن سطرت أروع الانجازات ولن يستطيع اي كان تشويه صورتها

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - نفى الوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي، في بيان صدر عن مكتبه، المعلومات التي أوردتها جريدة "الأخبار" عن "اختلاس أموال تخص متقاعدي قوى الامن". وجاء في البيان: "مرة جديدة تعمد جريدة الاخبار الى تضليل الرأي العام، عبر تشويه صورة مؤسسة قوى الأمن الداخلي، مصوبة على المرحلة التي قامت بها هذه المؤسسة قيادة وضباطا وأفرادا، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بأسمى الانجازات وأكثرها مدعاة للفخر، ولا داعي لتعدادها، لأن دماء الشهداء وفي طليعتهم اللواء الشهيد وسام الحسن هي التي تتكلم عنها، اما "الاخبار"، فتتكلم بتكليف من المحور السوري الايراني، وهي اعتادت نقل رسائل تشويه حقائق التاريخ، كما رسائل التهديد والتهويل والاغتيال. أن تنشر "الأخبار" معلومات عن اختلاس أموال تخص متقاعدي قوى الامن، من قبل ضباط وعناصر في المؤسسة، وعن إحالتهم إلى المحاسبة، فهو امر مفهوم باعتبار أن لوسائل الاعلام الحق بأن تلعب دور المراقب، لكن أن تربط هذه التجاوزات بمرحلة محددة حصرا، وهي مرحلة استلام اللواء ريفي المسؤولية، فهو أمر يحمل في طياته الكثير من الاسئلة، التي نحيل الاجابة عنها، الى قيادة قوى الامن التي لديها كل الوثائق المتعلقة بالمحاسبة المسلكية التي طبقت في حق كل مخالف، ومنها ننطلق لنؤكد على أن المحاسبة التي تطبق اليوم هي استمرار لآلية عمل مسلكية، بدأها اللواء ريفي منذ تسلمه المسؤولية وادت الى تطهير المؤسسة من ما خلفته الوصاية السورية من ارتهان وفساد، لكن إجراءات المحاسبة تلك لم تكن تسرب الى وسائل الاعلام حرصا على المؤسسة وكرامة ضباطها وعناصرها، ولكي لا يتأذوا معنويا بما لم يكن لهم ذنب فيه.

إن تعمد "الأخبار" ربط موضوع المحاسبة المسلكية بحقبة تولي اللواء ريفي للمسؤولية، هو دليل على المهمة التي تنفذها الصحيفة بتكليف من رعاتها وهم معروفون، كما هو دليل حسي على مدى ما تكنه هذه الصحيفة، ومن يقف وراءها، من حقد على تلك المرحلة التي شهدت بداية التأسيس الحقيقي لشعبة المعلومات، التي أنجزت الاختراق الاول في التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وباقي الاغتيالات، فمن يقف خلف "الأخبار" يعمل بشكل ممنهج لتدمير كل تلك الانجازات، وله نقول: إن ما حققناه كان واجبا اخلاقيا ووطنيا، وكما لم نخف من الاغتيال الجسدي، فإنك لن تستطيع إلغاءنا بمحاولات الاغتيال المعنوي، أما لمن قد يعتقد بأن انتهاز اللحظة، يمر عبر هدم تراث كبير بني بالإيمان وبدم الشهادة، نقول ان نور الشمس يكشف دائما ما يحاك في الزوايا المعتمة. ان مؤسسة قوى الامن الداخلي التي امضى فيها اللواء ريفي حياته، حتى التقاعد، تبقى المؤسسة الأم، التي سطرت بتضحيات ضباطها ورتبائها وجنودها، أروع الانجازات، والتي لن يستطيع اي كان ولأية غاية ان يشوه صورتها، او أن يقلل من حجم ما انجزته في خدمة لبنان".

 

جنبلاط لـ'العرب': نصرالله وباسيل وراء الأزمة مع الخليجيين

العرب/27 آذار/16/بيروت - حمل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله ووزير الخارجية جبران باسيل مسؤولية التوتر القائم بين لبنان ودول الخليج. وقال في مقابلة مع “العرب”، “إن الإجراءات الخليجية هي “نتيجة الخطابات المتشنجة التي صدرت عن السيّد حسن نصرالله وبعد المواقف الملتبسة للوزير جبران باسيل” الذي امتنع عن دعم قرار بإدانة استهداف سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، وهو ما أغضب الرياض وكان مقدمة للإجراءات الخليجية ضد لبنان. وطمأن جنبلاط اللبنانيين أن الكويت، التي زارها واستقبله أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح السبت، لن تسير في أي عقوبات جماعية ضد لبنان إلا “إذا ثبت أن هناك شخصا معينا متورّطا بشكل يُضرّ بمصالحها”. وأضاف أنها “بلد خير استضاف اللبنانيين منذ عقود، وهم يتفهمون السياسة اللبنانية”.ويخالف جنبلاط حجج نصرالله في التدخل بسوريا والتمسك بالاستمرار فيها خاصة تصريحاته الأخيرة التي قال فيها إنه مادام تنظيما النصرة وداعش موجودين فإن مقاتلي الحزب سيستمرون بالبقاء في سوريا. واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أن “الخطر ليس من داعش والنصرة، وهو (نصرالله) مجحف بحقّ الشعب السوري. وثورة السوريين ثورة شعبية حقيقية للتخلّص من النظام الدكتاتوري، أما أن نقول إن كل الشعب السوري داعش والنصرة ويؤدي هذا الأمر إلى تهجير أكثر من 10 ملايين سوري في الداخل والخارج هذا ظلم”. واستغرب الزعيم الدرزي العقوبات الأميركية ضد شركات وأشخاص على علاقة بحزب الله، متسائلا كيف ترفع واشنطن العقوبات عن طهران وتفرضها على أداة سياسية وعسكرية مرتبطة بها. وأشار إلى “أنه في مكان ما هناك تسوية مع إيران جرت بعد سنوات، والحزب امتداد سياسي وعسكري لإيران، فإذا ما رُفعت العقوبات عن البلد الأم فلماذا تبقى العقوبات على أداة سياسية أو عسكرية؟”، ثم يستدرك، “إلا إذا كان هناك ملف آخر أجهله”. وحذر جنبلاط من أن العقوبات يمكن أن تستهدف أشخاصا لا علاقة لهم بالحزب، وقال "أستغرب العقوبات لأنها تطال بشكل عشوائي كل فرد، حتى، إذا صحّ التعبير، كل شيعي. هناك مواطن شيعي في أفريقيا أو في مكان ما يعمل، فكيف نستطيع أن نعرف ما إذا كان يعمل بشكل مباشر مع الحزب، أو هو يتعاطف سياسيا".

 

وزير الداخلية دعا الهيئات الناخبة في المحافظات: وعدت وإلتزمت

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - أصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أربعة قرارات، قضى بموجبها بدعوة الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل وجبل لبنان.

وجاءت القرارات وفقا للأتي:

القرار الرقم 508 تاريخ 26 اذار 2016 دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل يوم الأحد في 8 أيار 2016.

القرار الرقم 509 تاريخ 26 أذار 2016 دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات الاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل يوم الأحد في 8 أيار 2016.

القرار الرقم 510 تاريخ 26 أذار 2016 دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان يوم الأحد في 15 أيار 2016.

القرار الرقم 511 تاريخ 26 أذار 2016 دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات الاختيارية في محافظة جبل لبنان يوم الأحد في 15 أيار 2016.

وسيصار الى اصدار قرارات دعوة الهيئات الناخبة في محافظات الجنوب والنبطية والشمال وعكار الاسبوع المقبل.

واكتفى الوزير المشنوق بالتعليق: "وعدت وإلتزمت، الانتخابات البلدية والاختيارية في زمانها ومكانها ".

 

فلتصدر الصحف باللحم الحيّ

"النهار"/26 آذار 2016/الصحافة اللبنانية المكتوبة تواجه القتل العلني.لم تعد هذه المسألة تحتاج إلى تمويه ولا إلى تحايل. السكوت جريمة. التغافل جريمة. وطمر الرأس في الرمال جريمة. فليعلم الجميع أن قتل الصحافة اللبنانية المكتوبة، لن يقف عند هذا الحد. لن تكون هذه الصحافة المكتوبة هي وحدها التي تعيش الخطر الوجودي، وتواجهه، بل لبنان بالذات. كياناً وجمهوريةً، ميثاقاً ودستوراً، جسداً وروحاً، تاريخاً وجغرافيا. كل مَن لا يعرف أن لبنان هو المستهدف، يجب أن يعرف ذلك، الآن، وعلى الفور. وظيفتنا كصحافيين وكتّاب، بل واجبنا ومسؤوليتنا، أن ننبّه إلى هذا الاستهداف. لكنّ التنبيه لا يحبّل.

التنبيه وحده لم يعد يكفي. ربما لن يجدي نفعاً جزيلاً بعد الآن. ثمة حاجة فورية للقيام بعملٍ ما. ثمة حاجة لخنق هذا الاستهداف الذي تتعرض له الصحافة اللبنانية المكتوبة، لاستئصال رحمه استئصالاً لا شفقة فيه ولا رحمة. هذه الصحافة المكتوبة مدعوة إلى إعلان الاحتجاج. إلى التمرّد على هذا الاستهداف. وإلى الرفض. لم تعد تنفع المانشيتات المائعة، ولا التغطيات الإخبارية الفاقدة النكهة والطعم والرائحة. لم تعد تنفع مواصلة الصدور كأن شيئاً عادياً وطبيعياً يحصل، وليس شيئاً يشبه القتل ويوازيه، هو الذي يمارَس على الصحافة المكتوبة. الصحافة اللبنانية المكتوبة تُقتَل على مرأى من اللبنانيين والعرب والعالم أجمع.

لا استغاثة بأصحاب الأموال، فهؤلاء في الغالب الأعمّ لا يشغلهم إلاّ المال. قلة قليلة ونادرة ونبيلة من أصحاب الأموال تدرك الخطر الجاثم على صدر الصحافة اللبنانية المكتوبة، وخصوصاً منها الصحافة الحرّة. هذه القلّة، المجهولة، المعلومة، مدعوة إلى أداء "رسالتها" المجانية على الفور. نعم، "رسالتها" المجانية، بدون مقابل، وبلا قيد أو شرط. نخاطب أيضاً مؤسسات الرأي الحرّ في العالم. واجبها أن تحضر الآن وفوراً، لتشارك في البحث عن الحلول، ولتوقف النزف في جسد الصحافة اللبنانية المكتوبة. مصير الصحافة اللبنانية المكتوبة ليس مسؤولية الصحافة فحسب. بل مسؤولية أهل الرأي والحرية في العالم أجمع.

كلّ تلكؤ عن أداء هذا "الواجب"، يعتبر اشتراكاً موضوعياً في الجريمة التي تستهدف لا وجود الصحافة المكتوبة فحسب، بل وجود لبنان. والحرية مطلقاً. فلتصدر الصحف اللبنانية غداً، أو اليوم، أو بعد غد – إذا كان ثمة غد أو بعد غد – فلتصدر باللحم الحي. باللحم الحيّ نفسه. وليس أقلّ.

 

بري مهنئا بالفصح: اتمنى ان يكون العيد مناسبة لقيامة لبنان وانجاز استحقاقاته

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري اللبنانيين بالفصح، في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، جاء فيه: "بمناسبة عيد الفصح المجيد والجمعة الحزينة والقيامة يتقدم دولة الرئيس نبيه بري من اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بأحر التهاني والتبريكات، سائلا الله سبحانه ان يكون العيد مناسبة لقيامة لبنان وانجاز استحقاقاته وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي والانتخابات البلدية واقرار قانون للانتخابات يؤسس للمستقبل وينقل لبنان من الماضي الى المستقبل، ويمنع عودته سبعة عقود الى الوراء. وتوجه دولته بالمناسبة بأحر التعازي الى عائلة شهيد لبنان الرقيب الاول عامر يوسف ابن برج الملوك في جنوب لبنان، الذي قدم روحه فداء للوطن بمواجهة الارهاب التكفيري الغادر".

 

الجيش يواصل تدابيره الامنية في حنيدر ورئيس بلدية وادي خالد دعا كل مجموعة في التواصل الاجتماعي الى عدم تلفيق الاخبار

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار ميشال حلاق ان الجيش اللبناني يواصل تدابيره الامنية والميدانية في بلدة حنيدر الحدودية، في منطقة وادي خالد والبلدات المحيطة بها، اثر تعرض برج مراقبة قيد الانشاء للقوة الامنية المشتركة لضبط ومراقبة الحدود في خراج البلدة ليل امس لاطلاق نار من الجانب السوري الامر الذي استدعى من العناصر المولجة حماية الموقع الى الانسحاب منه بطريقة مدروسة الى مركز الجيش القريب في البلدة، وقد اصيب احدهم اصابة طفيفة اثر تعثره خلال عملية الانسحاب. وبانتظار صدور بيان من قبل مديرية التوجيه، يوضح ملابسات ما حصل فان البلدات والقرى الحدودية الشمالية، اظهرت تعاطفا واضحا وسريعا واستعدادا لمساعدة الجيش اللبناني الذي كان استقدم ليلا تعزيزات عسكرية مؤللة وسير دوريات له، واقام حواجز في مختلف القرى والبلدات المحيطة ببلدة حنيدر على امتداد الخط الحدودي من اكروم وحتى وادي خالد، وعمدت مدفعية الجيش الى القاء العديد من القنابل المضيئة فوق المنطقة التي اطلقت منها النيران مواكبة لعمليات التمشيط التي نفذها الجيش كما امنت طائرة استطلاع صغيرة تابعة للجيش المراقبة الجوية. ويسيطر الهدوء منذ قرابة الساعة الواحدة من بعيد منتصف ليل الامس على بلدة حنيدر ومحيطها والحركة شبه اعتيادية. ودحضا لكل الشائعات التي تم تداولها ليلا على بعض وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي التي تعاطت مع هذه الحادثة بطريقة مضخمة للغاية. صدر عن رئيس بلدية وادي خالد الدكتور فادي الاسعد والعشائر العربية فيها بيان جاء فيه: "نحن رئيس بلدية وادي خالد والعشائر العربية في منطقة الوادي وبلدة حنيدر، ندين ونستنكر بشدة اي اعتداء يتعرض له الجيش او أي جهاز امني لبناني من أي جهة جاء هذا الاعتداء، ونعلن وقوفنا ودعمنا الكامل للجيش اللبناني والقوى الامنية كافة العين الساهرة لتثبيت الأمن والاستقرار ولحماية الوطن. ونؤكد اننا كعشائر عربية في منطقة وادي خالد نحتفظ بحق الادعاء لدى المراجع القضائية المختصة على كل مجموعة في التواصل الأجتماعي ضخمت ولفقت الأخبار دون التحقق من صحتها. واننا نسأل الجميع العودة الى المراجع الأمنية والبلدية المعنية قبل نشر الأخبار".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

يزبك: قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نقبل بالعودة إلى المارونية السياسية

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، أنه "لا يمكن العودة بالوطن إلى الماضي، فنحن شركاء في بناء هذا الوطن، ومن أهم مكوناته إلى جانب كل المكونات الأخرى، ولهذا من يظن أو من يحلم بتغييره، ويأخذ المكونات إلى جانبه فهو مخطئ، فنحن لن نقبل بالعودة إلى الماضي حيث كانت المارونية السياسية، كما لن نقبل اليوم بتسمية سياسية أخرى رديفة، وكذلك مرفوض عودة "النغمة القديمة" أن قوة لبنان في ضعفه، فقوة لبنان في مقاومته وجيشه وشعبه". وشجب يزبك خلال حفل تأبيني نظمه الحزب في بلدة علي النهري، بحضور فاعليات وشخصيات سياسية وحزبية، موقف "من يهدد بأنه لا مساعدات للبنان من دون رئيس للجمهورية، ويحمل الجمهورية الإسلامية و"حزب الله" مسؤولية كل أمر يحصل في لبنان، ومنها عدم انتخاب رئيس". وقال: "إذا كنتم تريدون رئيسا يحقق مآربكم، فنحن لن نقبل بذلك"، مؤكدا "أن "حزب الله" يريد تفعيل المؤسسات وانتخاب رئيس، وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي". وسأل: "هل هناك صفقة ترافق زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجولاته وتقديماته البسيطة، (مليون دولار للطلاب المهجرين من سوريا؟)، لماذا الهجرة إلى لبنان؟، وهل هناك تغيير في توقيت يجري الحديث فيه عن تقسيم وفيدرالية وتجارة بالبشر؟". وتابع: "هل هناك مهجر سوري واحد في السعودية؟، وأين مخيمات المهجرين فيها وفي الدول الخليجية، وأين دول العالم مما يجري من مآسي الشعب السوري وأين دول الخليج والنفط؟، وأين الغيرة عند العرب عندما يشاهدون هذا الشعب يهجر ويغرق في البحار وعلى شواطئها؟". وحذر من "دور "الأونروا" التي وضعت الفلسطينيين جانبا، و"كسرت يدها"، وباتت تشحذ باسم النازحين السوريين". واعتبر يزبك أن "آل سعود حققوا أمنية إسرائيل بتسمية "حزب الله" منظمة إرهابية، واليوم يسوقون لها في مجلس الأمن، ويعملون بكل ما لديهم على إشعال نار الفتنة في المنطقة، ولو كانوا قادرين أن يفعلوا شيئا في لبنان لفعلوا، وكل ما يفعلونه يعود عليهم حسرات، عليهم أن يدركوا أننا لم نعد كالماضي، فإن شيوخ الخليج يريدون أن يعرفوا إن كان دم المقاومة عربيا، فليفحصوا دمهم لنعرف إن كان عربيا أم إسرائيليا".

 

قاووق يطلق ماكينة الانتخابات البلدية ويعلن التحالف مع أمل كقدوة

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - أعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "إطلاق الماكينة الإنتخابية لاستحقاق الإنتخابات البلدية والاختيارية" خلال لقاء عقد للجان الإنتخابية في الحزب في حسينية بلدية النبطية. وأكد "أهمية هذا الإستحقاق لما يحمله من مصالح لخدمة الناس والمصالح الحيوية والتنموية التي تشمل مختلف القرى والمدن والبلدات"، مشيرا إلى أن "ركيزة هذا الاستحقاق بالنسبة للحزب هو القيام بمسؤولياتنا وواجباتنا تجاه أهلنا أشرف الناس كمسؤولية وطنية وأخلاقية". وقال: "من هذه المسؤولية الإنسانية ننطلق في هذه الإنتخابات على ركيزة صلبة هي ركيزة التحالف بين حزب الله وحركة أمل كتجربة رائدة وقدوة على مستوى كل لبنان، وهي جزء من التحالف الإستراتيجي بين الحزب والحركة، ومن شأن هذا التحالف الإنتخابي أن يسهم في تحصين مجتمع المقاومة وأن يحمي أكثر وأكثر المقاومة". وتابع: "نريد لهذا التحالف أولا وآخرا وقبل كل شيء أن يعكس إرادة الناس لا أن يصادر إرادتهم. هذا التفاهم الذي أنجز برعاية الرئيس نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحرص على ان تكون هناك اوسع مشاركة من أهلنا، ونحن نحرص على وصول الأكفأ من العائلات والفاعليات والقوى السياسية المختلفة، ونسعى ونحرص على تحقيق أكبر نسبة لوائح تزكية وتوافق". وأكد أن "الانتخابات البلدية حاجة إنمائية وليست غاية سياسية والحزب يريد لهذه الإنتخابات أن تكون محطة لتعزيز التنمية وخدمة مصالح الناس، ولا نريد لها أن تكون منصة لتحقيق أي مكاسب حزبية".

 

حوري: العلاقة مع معراب لم تنقطع وانتخاب فرنجية على نار حامية التوطين لن يحصل لان الفكرة تضرب توازنات لبنان والمنطقة

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - أشار النائب عمار حوري الى ان "الأزمة السورية تولد المشاكل كلما تأخر حلها"، داعيا الى "معالجة واغلاق ملف النزوح في المدى المنظور، ولا ينقصنا القرار بل التنفيذ كما علينا ترتيب أمورنا الداخلية"، وقال: "أعتقد ان التوطين لن يحصل لان الفكرة تضرب توازنات لبنان والمنطقة".

ورأى في حديث عبر "لبنان الحر" ان "انتخاب رئيس للجمهورية هو مفتاح فعال جدا لمعالجة مشاكلنا". وردا على سؤال قال: "ان التواصل بين المستقبل والقوات اللبنانية لم ينقطع فالعلاقة بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع قائمة ودائمة ولم ولن تنقطع، وزيارة مستشار الحريري غطاس خوري لمعراب هي كما قبلها وكما ستكون بعدها. 14 اذار مشروع لن يموت وهو قائم بقيام الناس وعصي على الانتهاء او الانهاء". وعن ملف الانترنت، اعتبر انه "خطير ولا قدرة لأحد على لفلفته، والشكوك كبيرة ولكن الجزم سيكون للقضاء. هناك جلسة ثانية للجنة الاعلام والاتصالات في حضور وزيري الداخلية والمال الاربعاء المقبل، وهناك التقاء سياسي على متابعة الملف للنهاية اذ لا يجوز الا حله". وعن الاستحقاق الرئاسي قال: "ان تأييد الرئيس الحريري لترشيح النائب سليمان فرنجية انطلق من فكرة خرق الجمود الذي كان حاصلا ومنع النيران المشتعلة في المنطقة من الدخول الى لبنان. لسنا بعيدين عن الحلحلة في انتخاب رئيس والنصاب ليس عدديا بل سياسيا". وردا على سؤال رأى ان "الحلحلة تكون حين يفرج "حزب الله" عن النصاب في المجلس النيابي"، معتبرا ان "انتخاب فرنجية على نار حامية"، متمنيا عليه "النزول الى المجلس"، وقال: "انتخاب الرئيس ليس بعيدا بحسب المعطيات التي املكها فالمنطقة مقبلة على حلول معينة وبذلك اتأمل ان يأخذ الحزب الضوء الاخضر لحل هذه المشكلة في لبنان، وحزب الله في السياسة هو في وضع لا يحسد عليه". وعن استقالة الوزير أشرف ريفي، ختم حوري: "أقدرها وأحترم حيثياتها ولكني لا اوافق على توقيتها".

 

حوري ردا على باسيل: توطين السوريين غير مطروح

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب الدكتور عمار حوري ردا على المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية جبران باسيل إلى ان "توطين السوريين غير مطروح بأي شكل من الأشكال، علما أن الرئيس تمام سلام كان اكثر من واضح في تأكيد أن هذا الموضوع لم يطرح بأي صيغة من الصيغ ومع أي كان لا في الزيارة الأخيرة للمسؤولين الدوليين ولا قبل الآن". وقال في تصريح اليوم: "إن موضوع التوطين يحظى برفض كامل من كل القوى السياسية مجتمعة من دون أي تحفظ او مواربة". أضاف: "إن الوزير باسيل حاول من خلال مؤتمره الصحافي تغطية الخطيئة المميتة التي اقترفها بحق لبنان والمتمثلة بعدم استقباله الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي ورئيس البنك الاسلامي للتنمية. بل ذهب أبعد من ذلك من خلال رفضه الاجتماع معهم في وقت لبنان فيه بأمس الحاجة الى المجتمع الدولي ومساعداته لمواجهة أعباء النزوح السوري الى لبنان". وختم: "حاول الوزير باسيل اختراع موضوع غير موجود ولا أدلة عليه، ليرتكب خطيئة مدوية بحق لبنان وأبنائه واقتصاده وعلاقاته الدولية".

 

سفير بلجيكا ومحافظ بيروت يضيئان صخرة الروشة مساء تضامنا مع ضحايا بروكسل

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - يضيء محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب وسفير بلجيكا في لبنان أليكس ليانيرتس صخرة الروشة بالعلمين اللبناني والبلجيكي، عند السابعة من مساء اليوم، في حضور نواب العاصمة، رئيس وأعضاء المجلس البلدي، تضامنا مع ضحايا الاعتداءات الارهابية الأخيرة التي طاولت بروكسل.

 

الراعي التقى مهنئين بالفصح المجيد

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - غص الصرح البطريركي في بكركي بالمهنئين بالفصح المجيد، فاستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات من مختلف الطوائف الكاثوليكية. وألقت باسمهم الأم جوديت هارون كلمة قالت فيها: "بهاء حدث القيامة يملأ صدورنا فرحا، ونحن نتقدم من غبطتكم بالتهاني القلبية الحارة بعيد الفصح المجيد. وفي الوقت ذاته، لا نتمالك من ان نعلن مع المريمات هذا النبأ العظيم، اليوم، وغدا، وبعد غد، "لماذا تبحثن عن الحي بين الاموات، انه ليس ههنا، بل قام، قال لهن الرجلان اللذان عليهما ثياب براقة، عندما كن في حيرة من أمرهن". واذ نحن ايضا، في هذه الايام الحالكة، من حيرة في أمورنا كلها، وطنيا وسياسيا وأمنيا واجتماعيا وروحيا، يطل علينا القديس اغوسطينوس ليشدد ضعف إيماننا، ويفتح أمام أعيننا نافذة للرجاء والدهشة، منشدا وسط مضايق زمنه، فنردد معه هاتفين:"ما أجمل الكلمة الكائن عند الله، ما أروعه في السماء وما أروعه على الارض، رائع في معجزاته، رائع في عذاباته، رائع عندما يدعو الى الحياة، ورائع عندما لا يعبأ بالموت، رائع على الصليب، ورائع في القبر، ورائع في السماء، فلا يصرفن ضعف الجسد أنظارك عن بهاء جماله".

أضافت: "لأننا ندرك جميعنا، رهبانا وراهبات، ان حياتنا المكرسة فصحية هي في جورها، وان رسالتنا في قلب الكنيسة موسومة بصليب الهوان والمجد في آن، وإن كنيستنا هي كنيسة الشهداء وآخرهم الراهبات الأربع الشهيدات في اليمن، ولأننا شعب قيامي، جئنا في هذا اليوم المشهود المبارك، الى صرحكم البطريركي العريق، لنبتهج ونتهلل به مع غبطتكم، ملتمسين بركتكم الأبوية، وواضعين بين أيديكم ما جاد الله به على رهبانياتنا من نعم ومواهب في خدمة ملكوت الرحمة، وسائلينه تعالى ان يسدد خطاكم على دروب الشركة والمحبة يوما بعد يوم، لمتابعة الجهاد في الدفاع عن حقوق شعبنا اللبناني وسلامة كرامته وحريته وعيشه ومستقبله. ومن إحلال السلام في أرجاء شرقنا المعذب. أدامكم الرب، يا صاحب الغبطة والنيافة، منارة هداية لجميع المؤمنين، هنا وفي كل مكان من دنيا الانتشار. أدامكم بلسما شافيا للقلوب الكسيرة والنفوس الواهية والعقول المشككة، وأعطى رهبانياتنا ان تتابع المسيرة برعايتكم، صوب نور القيامة المجيدة، وسط المخاوف الكثيرة والتحديات الكبرى، وقدرنا ان نهتف من أعماق قلوبنا، بصوت واحد، المسيح قام! حقا قام!".

استقبالات

بعدها استقبل الراعي مطارنة الأبرشيات والكهنة، ثم التقى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وأعضاء الهيئة التنفيذية للتهنئة بقيامة السيد المسيح. وأثنى الخازن على ما ورد في رسالة الفصح التي وجهها غبطته، وأكد ان "البطريرك الراعي بذل وما زال أقصى المحاولات لدفع الأفرقاء الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، باعتباره الركن الاول للحفاظ على الدستور والمؤسسات، وحذر مرارا وتكرارا من ان التهرب من هذه المسؤولية سوف يؤدي الى شل الدولة وتعطيل مؤسساتها، وهو ما وصلنا اليه اليوم بشكل مأساوي ومعيب ومهين". ثم قدم الخازن التهاني الى الكاردينال نصر الله صفير، ومن بعدها زار وأعضاء الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني القاصد الرسولي في السفارة البابوية مقدما التهاني بالفصح المجيد، ومن خلاله الى قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس الأول.

مهنئون

ومن المهنئين بالعيد على التوالي: وفد من كاريتاس لبنان برئاسة الاب بول كرم، وفد من الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية برئاسة الامين العام الاب بطرس عازار، قنصل مولدافيا ايلي نصار، سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري، رئيس جمعية مار منصور ألبير الزغبي، رئيس المؤسسة الاجتماعية المارونية الأب نادر نادر ووفود شعبية ودينية من مختلف المناطق.

 

باسيل: لبنان لن يحصل الا على التوطين ما لم يباشر بالاجراءات اللازمة وزيارة بان مع كل ما شابها من اخطاء تبقى تفصيلا ضمن المقاربة الدولية العامة

السبت 26 آذار 2016 الساعة 20:34

وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مؤتمرا صحافيا في دارته في البترون، تحدث فيه عن موضوعي النازحين والارهاب، واستهله بتهنئة اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا والكاثوليك تحديدا بعيد الفصح المجيد. وتقدم بالتعازي لبلجيكا وحكومتها ومواطنيها بضحايا العمل الارهابي الأخير.

وتناول باسيل "ما صدر عن ورقة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا التي جرى تقديمها في نهاية المفاوضات في جنيف"، وقال في هذا السياق: "كنا قد قمنا بجهد شارك لبنان فيه لأكثر من مرة من ضمن مجموعة الدعم الدولية من اجل سوريا، لحذف عبارة "العودة الطوعية" واستبدالها بعبارة "العودة الآمنة"، لأن لا مبرر ل"العودة الطوعية" بعد انتهاء الحرب وتنفيذ الحل السلمي والسياسي. وهذا تم بموافقة الدول العشرين الأعضاء الذين شاركوا في المؤتمرات التي عقدت، ولا يحق لمندوب الأمم المتحدة وحده اصدار نص آخر واستعمال المعنى نفسه. انما حاول التذاكي باستعمال الكلمة، عندما استبدل عبارة الطوعية بما ترجمته "اذا كانوا يرغبون بذلك" حيث المعنى نفسه، وهذه بالنسبة الينا هي قضية كبرى وهي القضية الأساسية".

ورأى ان الزيارة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبنان "هي تفصيل بسيط من ضمن هذه المقاربة الدولية الخاطئة تجاه لبنان في موضوع النازحين السوريين. وبالتالي هذه الزيارة مع كل ما رافقها أو شابها من أخطاء على مستوى الشكل أو البروتوكول أو المضمون في موضوع النازحين واللجوء الى لبنان، تبقى تفصيلا من ضمن هذه المقاربة الدولية العامة".

وتطرق إلى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لمخيم نهر البارد، بالقول: "هل بإمكاننا ان نسأل منظمة الأونروا: أين قضية الاونروا اليوم؟، وكلنا نعرف ان مستحقات الدولة منها منذ كنت وزيرا للطاقة 120 مليون دولار كرسوم كهرباء عن مخيمات النازحين، وهذا المبلغ غير مسدد حتى اليوم. الأونروا اليوم ترزح تحت عجز في ميزانيتها ليس أقل من 100 مليون دولار، وهناك تخلف من الدول عن دفع مساهماتها، وهناك توقف لمساعدات إغاثية طارئة لأكثر من 2000 عائلة، وهناك تقليص بنسبة الاستشفاء وتقشف في القطاع التربوي واقفال لمكاتب الوكالة في عدة أماكن".

واستطرد: "إذا لم يكن هذا توطينا للفلسطينيين فما معنى تخلي المجتمع الدولي عن واجباته في ملف اللاجئين الفلسطينيين؟. انها رسالة اضافية لنا نحن اللبنانيين ولدول المنطقة، من خلال السياسة الدولية المتبعة تجاه أزمات المنطقة الانسانية المفتعلة من قبل الدول الأعضاء في هذه المجموعة الدولية. اليوم أولوية لبنان ليست إعمار نهر البارد على أهميته بالنسبة للفلسطينيين وبالنسبة الينا، إنما هذا يذكرنا بأحداث نهر البارد ومسبباتها وأبرزها الارهاب الذي عاشه لبنان قبل بدء الأزمة في سوريا. وهذا الامر يدفعنا الى عدم التغاضي عن موضوع بهذه الأهمية".

وقال: "في كل مرة علينا ان نقوم بمعركة دولية بسبب كلمة، ليست لقيمتها، انما للنية المبيتة التي يخفيها استعمال هذه الكلمة، إضافة الى موضوع الجدية في تعاطي المنظومة الدولية بموضوع مكافحة الارهاب وهذا هو الأساس. كلنا يعرف أن هناك سببين للإرهاب: السبب الأول هو تغذية التحريض الطائفي والمذهبي، والسبب الثاني هو الاحتقان الذي يولد عند الناس لأسباب سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك. المهم ان النزوح هو رافد أساسي لتغذية الارهاب لأن مع هذا النزوح يترافق البؤس الذي هو رافد للارهاب. النزوح هو نتيجة الفوضى وهو في الوقت نفسه يسبب الفوضى، والفوضى هي غطاء للارهاب والارهابيين. النزوح يعني الحرب وسببه الحرب وهو ينتج الحرب كما نرى مع كل ما تحمله الحرب من كراهية ومن رغبة بالانتقام، إضافة إلى ان حالة النزوح هذه تخلق شعورا برغبة في الانتقام وفي التعبير عن مشاعر احتقانية عديدة تحمل معها كل الانواع الشبيهة بأنواع الحرب وهذا يغذي الفكر الارهابي".

أضاف: "من هنا لا يمكننا فك الارتباط القائم بين الارهاب الذي يتغذى من النزوح. لبنان يميز دائما بين الارهاب والنزوح، انما يجب ان نقر أن الارهاب اصبح من المسببات الأساسية لحالات النزوح الجماعية التي نشهدها. ولدينا وقائع على هذا الأمر منها واقعة عرسال وتداخل مخيمات النازحين السوريين مع البلدة، وهذا ما أنتج حتى اليوم عدم قيام الدولة والجيش بحسم أمرهما لإنهاء المسألة في عرسال بسبب وجود النازحين والمخيمات. وأنا لست بصدد تبرير ذلك، الذي اعتبره تقصيرا سياسيا وتقاعسا منذ بدء الاحداث أوصلنا الى هنا.

أما المثل الآخر فهو احداث بروكسل وباريس حيث تبين وجود نازحين من سوريا ومن تركيا دخلوا بغطاء النزوح وتسلل بينهم إرهابيون، وبفكرة اعطائهم ميزات النازح المضطهد. وهناك عدد من الدول التي تتباهى بأن النازح يدخل نازحا ويتحول تلقائيا الى مواطن، ومن ثم ندخل في عملية الدمج والاندماج التدريجي وغيره لفئات من الناس تتسبب بمشاكل وها هو المشهد الذي نراه في أوروبا يتحول ويتضعضع.

اذن نحن لا يمكننا، بهدف إرضاء بعض المغردين بإسم حقوق الانسان، أن نمس بحقوق الانسان السوري وأن نمس بحقوق بلده بالدرجة الاولى. لذلك لا يمكننا إغفال كل هذه الوقائع التي نعيشها في لبنان ونرى تداعياتها اليوم في أوروبا من اجل إرضاء الذين يريدون المتاجرة باسم حقوق الانسان. وللأسف ان هؤلاء هم كثر ويأتون الى لبنان، ومن واجبنا ان نستقبلهم ولكن ما يحصل انهم يأتون في ظل تغطية اعلامية من الوسائل الاعلامية التابعة لهم، لكي يصوروا لدولهم انهم يزورون مخيمات النازحين وهم يشيدون بكرم وضيافة الشعب اللبناني ومناعة لبنان وقوته وقدرته على الاحتمال. ولكن ماذا جنى لبنان من كل هذه الاشادات على مدى 5 سنوات؟، وأين هي الوقفة الفعلية إلى جانب لبنان؟".

وتابع: "منذ 5 سنوات ونحن نطلق الصرخة للمطالبة بمساعدات للدولة اللبنانية وليس للمنظمات الدولية حيث الهدر في الاموال. مقابل كل دولار لنازح يجب ان يكون هناك دولار واحد للدولة ومؤسساتها واقتصادها كما في كل دول المنطقة. ولكن أين هي هذه الأموال؟، نسمع الوعد تلو الآخر، الى الذين جاؤوا ليحدثوننا اليوم عن قروض. ها هو البنك الدولي يريد ان يعطينا قروضا، وإن كان بصفر فائدة، هي قروض علينا ان نردها، حتى ولو كانت للطالب اللبناني. أليس اللبنانيون بحاجة الى اغاثة كون كل لبناني تأثر من ازمة النزوح ولم نجد اي مساعدة للمواطن اللبناني.

أليست نكبة عندما يكون هناك 200 نازح ولاجىء الى لبنان في الكيلومتر المربع؟ وها هي أوروبا افضل مثل، اذ ان النظام الاوروبي يتداعى اليوم في القارة التي صنعت وحدة لا مثيل لها في العالم، بسبب بضعة آلاف أو عشرات الآلاف أو مئات الآلاف من النازحين الذين لم يبلغ مجموعهم في اوروبا العدد الذي يستضيفه لبنان. و10 دول أوروبية تنسحب من معايير "شنغن" وتبدأ باستعمال نظام التدقيق الحدودي وهناك عدة دول علقت العمل به، إضافة الى ان هناك 10 دول تستعمل التعابير العنفية حيال النازحين حيث استخدمت عبارة "الادغال" بدل "المخيمات"، وهناك دولتان خرجتا من اتفاقية "دبلن". كما ان هناك دول في اوروبا الشرقية والوسطى لم تقبل بنظام الكوتا الذي فرض عليها".

وأردف: "في كل ذلك، الاجراءات التي فيها اغلاق حدود في اوروبا، فيها إبعاد واعادة قسرية، هي دول وقعت على اتفاقية اللاجئين عام 1951 التي لم يوقعها لبنان، فيها اعادة توطين واستعمال للقوة إما للابعاد واما للمنع من الدخول، وفيها تدابير مؤقتة وتدابير احادية، حتى بلغ الأمر اننا تلقينا برقية من احدى الدول الاوروبية تتضمن سؤالا من شركة طيران عن التدابير المتخذة في لبنان لكي تبدأ الشركة بتسيير رحلات لنقل نازحين سوريين من اوروبا الى لبنان".

ولفت إلى أنه "مقابل كل ذلك، لبنان لم يستعمل القوة ولم يقفل حدوده ولم يطرد أي نازح او لم يبعده قسريا، أو لم يستعمل موضوع النزوح بهدف الابتزاز السياسي او المالي، كما يحصل في دول عدة في المنطقة. ولبنان، كدولة لبنانية، حتى اليوم لم ينزع بطاقة نازح عن غير مستحقيها، ولدينا اقرار ان هناك مئات الآلاف من السوريين يحملون بطاقات نزوح وهم لا يستحقون هذه الصفة، ولم يتخذ اي اجراء في هذا المجال، بالرغم من ان ذلك يندرج ضمن سياسة الحكومة وورقة الحكومة التي صدرت منذ سنة ونصف وحتى اليوم لبنان لم يتخذ اي تدبير في هذا المجال".

وتابع قائلا: "كلنا نعلم ان لبنان ليس بلد توطين وليس بلد هجرة وهذا ورد في مقدمة الدستور، ولبنان لم يوقع اتفاقية العام 1951 لا بل حتى بالنسبة للدول الموقعة على هذه الاتفاقية، يمكنها ان تأخذ اجراءات تحفظ حقوق مواطنيها وسلامة اراضيها، بحسب المادة 9 من هذه الاتفاقية في حالات النزوح الكثيف. ونحن ماذا فعلنا في لبنان الا التبجيل للدول والموفدين الدوليين؟ في حين نحرص على عدم إغاظة الدولة التي نزورها بأي كلمة او اجراء. ولكن مقابل ماذا؟، نحن نعلم أن لبنان لا ثمن له، وما من أحد يستطيع ان يشترينا بمنحة او مساعدة او قرض، ولكن حتى كل هذا لم نحصل عليه فيما نحن نخسر وطننا".

وأردف: "اليوم، لا يكفي القول اننا ضد التوطين، ونحن اصبحنا نتكلم عن موضوع النزوح السوري وتوطينه وكأنه شيء طبيعي. ونحن اليوم، وبعد 68 سنة من القضية الفلسطينية، نقول ونؤكد ما ورد في مقدمة الدستور، على رفض التوطين وفي المقابل وبعد 4 سنوات على الازمة السورية بتنا نتكلم عن التوطين"، معتبرا أن "لبنان لن يحصل الا على التوطين، في حال لم يباشر باتخاذ الاجراءات اللازمة. هذا واقع يتعزز بسكوتنا وقبولنا بالمسايرة".

وقال: "واليوم، هناك بدعة جديدة تتعلق بالكلام عن مساعدات ومنح، واذا لم يتخذ لبنان اي اجراءات أحادية سيادية، لتخفيف اعداد النازحين. فهذا يعني ان هناك ازمة تتفاقم. وحتى لكي يحصل لبنان على مساعدات، يجب ان يتخذ الاجراءات اللازمة، التي لم نعتقد انها ستصل يوما الى مرحلة المس بحقوق الانسان، او بأخوتنا من الشعب السوري، وبحفاظنا عليه وباستضافتنا له في كل ظروف الحياة الكريمة الملائمة، لأن ما قام به الانسان اللبناني، هو عمل اتجاه اخيه الانسان السوري من دون اي منة، بل بردة فعل طبيعية"، معتبرا أنه "من المؤسف هو ان الدولة اللبنانية لا تتحرك، عندما يكون هناك مواطن سوري غير نازح، ويستفيد من المساعدات بموجب بطاقة"، سائلا "ماذا ننتظر عندما يكون هناك نازح سوري يخالف الانظمة، ويستفيد بطريقة غير شرعية من خدمات الدولة اللبنانية، ويقوم بأعمال عدة تخل بالامن وبأمن المواطنين اللبنانيين، ويصل الى مرحلة انه يقوم بتغذية الفكر الاحادي، ان يمس بالنسيج الوطني اللبناني؟".

اضاف "ان لبنان اليوم، امام محطة جديدة نشهد فيها عملا دوليا ومسعى حقيقيا، يترجم بكلام عن تراجع العنف في سوريا، بنسبة تتراوح بين 80 و90%، وماذا يعني وقف الاعمال العدائية في سوريا، ووقف اطلاق النار وادخال المساعدات؟ الا يعني ذلك ان اول نتيجة له، يجب ان تكون بدء عودة النازحين السوريين الى بلدهم؟، مستغربا "في هذا الوقت، يأتون للتحدث عن كيفية ابقاء السوريين في لبنان، وتأمين فرص عمل لهم".

وذكر ب"ركائز برنامج STEP، القائم على فكرة اعطاء مساعدات للاقتصاد اللبناني والمستثمرين اللبنانيين واصحاب الاراضي في لبنان، لكي يزرعوها، وفي المقابل الاستعانة باليد العاملة السورية وفقا للقانون، عند عدم توفر اليد العاملة اللبنانية، بشرط حفظ كمية من المال لتأمين عودتهم الى سوريا، عند انتهاء مدة عقد العمل في هذه المؤسسات اللبنانية. ولكننا نقبل بذلك في حال اعطاء مساعدات للبنان لخلق استثمارات ووظائف لتأمين فرص عمل للسوريين، حيث لا يعمل اللبناني، وحيث يسمح القانون اللبناني بذلك".

ورأى أن "الخطوة الاولى في خارطة الطريق، التي يتم رسمها بعد انتهاء الحرب في سوريا، يجب ان تكون عودة النازحين الى بلدهم، وهذا لا يمكن ان يكون موضوع جدل ونقاش وبحث، على المستوى الدولي او الداخلي، بل يجب ان يكون امرا بديهيا، لا ان يأتونا باصدار نص يتجاهل، او يغفل هذه الموضوع"، لافتا "أنا اسمي ذلك تلكؤا نقوم به نحن، وكل ما يتوجب علينا القيام به لانجاز هذه السياسة، ومن ضمنها التحدث مع السوريين، الذين يتمتعون بعلاقات ديبلوماسية مع لبنان، من خلال سفارة سوريا في لبنان، إذا كان هذا الامر يساعدنا نقوم به. بالامس موغيريني التقت الجعفري"، سائلا "ولماذا هذا الانكار لهذا الموضوع، الذي قد يساعدنا في موضوع اعادة النازح السوري الى بلده؟"، مشيرا إلى أنه "في حال تلكأ لبنان في هذا المجال، فهذا يعني ان هناك تواطؤا لبنانيا داخليا في موضوع النازحين السوريين"، لافتا "انا لا أتهم أحدا واقدر موقف رئيس الحكومة وحرصه على المساعدة الى جانب وجود افرقاء وسياسيين، ولكنني اعلم ايضا، ان هناك مسؤولين في الدولة اللبنانية يتجاهلون عن قصد، هذا الموضوع لاسباب فئوية طائفية سياسية، ولاسباب تتعلق بالانتخابات في سوريا وتعطيل مشاركة النازحين السوريين فيها".

سئل: هل بامكاننا ان ندفع ثمن هذا الحساب الانتخابي الرخيص؟.

أجاب: "كل من يحاول التلكؤ عن هذه السياسة، هو بذلك مشارك في تجميد وتفريز وضع النزوح السوري، وتعطيل مغادرة لبنان، لأن كلفة النازح السوري في لبنان، تبقى أقل من كلفته في اوروبا.

نسمع بمفاوضات مع تركيا وب 6 مليارات دولار، ونرى ما يحصل مع الاردن، وهذه سياسة كل دولة تتمتع بسيادة، وتخاف عليها وعلى مصلحة شعبها قبل كل شيء، في حين نحن نعيش هاجس عدم اغاظة اي دولة او اي مسؤول دولي، في حين اصبح موضوع النازحين السوريين يستعمل في كل العملية، التي تشهد عملية خلط اوراق المنطقة، واعادة رسم حدود وتوزيع وتقسيم كيانات طائفية، وهناك مساع لتجميد هذا الموضوع وتأجيله، ولاحقا نتحدث عن الوحدة الوطنية.

والى كل حريص على الوحدة الوطنية، نقول: تفضل لنواجه معا أزمة النزوح السوري في لبنان، لأننا بذلك نحرص على عدم تقسيم لبنان، وعلى وحدة لبنان، وليس بكلام لا ترجمة له ولا إجراء، وبالتالي السكوت عن هذا الموضوع، هو جريمة وهو قبول بثمن، ثمن منحة او مساعدة دولية.

أما بالنسبة الينا، فنحن لسنا للبيع واخوتنا السوريون والفلسطينيون ليسوا ايضا للبيع. اما ثمن النازحين السوريين في لبنان وقضيتهم، فهي من ثمن لبنان وليس أقل من ذلك. من يريد أن يدفع ثمن لبنان وخسارة لبنان فليدفع ثمن القبول بوضع النازح السوري في لبنان كما هو، وكلنا نعلن ان لا ثمن للبنان، وبالتالي اي محاولة ربط او غمز والضغط علينا بموضوع داخلي مثل رئاسة الجمهورية لحل أزمة النازحين، هو امر لن يمر علينا، لأن بدء ازمة النزوح السوري، لم تكن مرتبطة بوجود رئيس للجمهورية او عدمه.

لم يعد يكفي ان نعلن رفضنا لتوطين السوريين في لبنان، ومجرد التفكير في هذا الموضوع، هو بمثابة كارثة وخسارة كبيرة للبنان. علينا ان نرفض ترحيل السوريين عن سوريا، وبذلك نحب الشعب السوري ونحافظ على حقوقه كانسان، وعلى حقوق الشعب السوري وعلى دولة شقيقة، لتبقى موحدة وعنوانا للتسامح كما عرفناها، وليس كما هي اليوم، تتحول الى كيانات مذهبية تتصارع وتتناحر وتنقل هذا الصراع الى الدولة الجارة، لبنان".

وردا على سؤال آخر، قال: "ان اي كلام عن عدم ثقة المجتمع الدولي بمؤسسات الدولة اللبنانية، تحول دون اعطاء مساعدات للبنان، هو ادعاء وحجة، لأن كل ما تم تقديمه منذ 5 سنوات حتى اليوم، سار في المسار الطبيعي، وما من شيء عالق في موضوع النازحين على مستوى الحكومة او مجلس النواب".

وعن امكانية اجراء محادثات لبنانيةـ سورية، لاعادة نازحين سوريين، ذكر ب"واقعة اعادة قسم من هؤلاء، ابان احداث عرسال"، مجددا التأكيد ان "هناك مناطق اصبحت بعد وقف الاعمال العدائية في مناطق من سوريا، آمنة".

وقال: "التواصل مع السلطات السورية، قد يكون بابا من ابواب المساعدة على التخفيف من وطأة الازمة، وليس السبيل الوحيد الى الحل. ولكن هناك رفضا سياسيا داخلاي في لبنان، ممن لديهم موقف معاد للنظام السوري. وهناك علاقات ديبلوماسية قائمة بين سوريا ولبنان، لكن الحكومة اللبنانية مقصرة في هذا المجال، في حين يجب ان يكون ملف النزوح السوري، الملف الاول المدرج على جدول اعمال جلسات الحوار، لأنه يهدد لبنان بالزوال، ولا موضوع اخطر منه علينا. ولا يعتقدن احد ان انتخاب رئيس للجمهورية يحل هذه القضية، ولا يجوز ان نغش انفسنا ونصدق المجتمع الدولي، الذي يحاول اقناعنا بأن حل ازمة النازحين، يكمن في انهاء مشاكلنا الداخلية، وانتخاب رئيس للجمهورية".

وإذ لفت الى ان "هناك مسؤولين حكوميين يطالبوننا باقامة مخيمات للنازحين في لبنان، وهذا من شأنه تكريس واقع النزوح السوري في لبنان"، ختم "لا احد يحمل ما يتحمله لبنان، اضف الى ذلك تجميد الوضع لمكتسبات سياسية واعادة رسم المنطقة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا ندد بوعي أوروبا المخدر حيال قضية اللاجئين

السبت 26 آذار 2016 /وطنية - ندد البابا فرنسيس امس خلال درب الصليب في الكولوسيوم في روما ب "الوعي المخدر لدى الأوروبيين في ما يتعلق بقضية المهاجرين". وقال خلال صلاته إحياء للجمعة العظيمة: "إن البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه أصبحا مقبرة نهمة، وصورة عن وعينا غير الحساس والمخدر"، منتقدا "إغلاق العقول والحدود أمام تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء". وجدد البابا دعوته إلى دول الاتحاد الأوروبي "لتأمين استقبال مناسب لمئات الآلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين". من جهة أخرى، دان الحبر الأعظم بشدة عملية التحرش بالأطفال من قبل رجال الدين، وقال: "ان هناك وزراء كافرين يجردون الأبرياء من كرامتهم". ندد الهجمات الجهادية التي تضرب أفريقيا والشرق الأوسط وصولا إلى قلب أوروبا، ب "الأصولية والإرهاب من أتباع بعض الديانات التي تدنس اسم الله وتستخدمه لتبرير عنفها الذي لم يسبق له مثيل". اعتبر أن "بائعي الأسلحة هم الذين يؤججون آتون بدماء إخواننا الأبرياء"، لافتا إلى عملية "اضطهاد المسيحيين"، مستنكرا "الصمت الجبان للعالم على إخواتنا الذين قتلوا وأحرقوا أحياء، وذبحوا وقطعت رؤوسهم بسيوف البرابرة".

 

روحاني: للسعودية دور مهم في العالم الإسلامي والمشكلات تُحل بالحوار

إسلام أباد – أ ش أ:/27 آذار/16/أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن طهران لا ترغب في استمرار التوتر مع السعودية، وإنها تجاوبت بشكل إيجابي عندما حاولت باكستان التوسط بين البلدين. ونقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية الأميركية عن روحاني قوله خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارة إلى باكستان دامت يومين، إن السعودية تقوم بدور مهم في العالم الإسلامي، وإنه «إذا كانت هناك أي مشكلة بين البلدين، يجب حلها من خلال الحوار». يذكر أن باكستان تعد حليفا رئيسيا للمملكة العربية السعودية، فيما تشترك إيران في جزء كبير من حدودها مع باكستان. وأوضحت الشبكة أن هذه تعد هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها روحاني إلى باكستان.

 

بروكسل تواصل حملة تفكيك شبكة الاعتداءات وتوجه الاتهام لثلاثة/اعتقلت مشتبهين بصلتهم بمخطط هجوم في باريس وهولاند حذر من خطر شبكات أخرى

/27 آذار/16/عواصم – وكالات: واصلت بلجيكا، أمس، حملتها «لتفكيك» الشبكة المتطرفة المتشعبة التي نفذت اعتداءات بروكسل وباريس الدامية. وفي بروكسل تبدو العودة الى الحياة المعتادة شاقة بعد أربعة أيام على الاعتداءات التي أسفرت عن 31 قتيلا و300 مصاب، فمطار بروكسل الذي شهد هجوما انتحاريا مزدوجا الثلاثاء الماضي سيبقى مغلقا ليوم اضافي على الأقل حتى نهاية غدا الإثنين، ما ينسف مشاريع عطلة الفصح لكثير من البلجيكيين، فيما ما زالت حركة المترو الذي تعرض لتفجير انتحاري بطيئة. وتعيش عاصمة الاتحاد الأوروبي على وقع العمليات الأمنية، من المداهمات والتوقيفات في اطار التحقيق الى أنشطة الفرق المتخصصة في المتفجرات للكشف عن طرود مشبوهة. وفجر روبوت تابع للشرطة حقيبة ظهر متروكة في حي لاباسكول وسط بروكسل الذي طوقته القوى الامنية، كما تواصل السلطات احتجاز ثلاثة أشخاص أوقفوا الخميس الماضي في التحقيق بالاعتداءات. إلى ذلك، أعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية، أمس، أن أحد المشتبه بهم الذي اعتقلته السلطات الخميس الماضي ويدعى فيصل س. قد يكون الرجل الثالث في مطار بروكسل، ووجهت إليه تهمة «ارتكاب عمل إرهابي بهدف القتل»، مؤكدة خلو منزله من أي أسلحة أو مواد متفجرة، فيما أشارت وسائل إعلام إلى أن اسم المتهم بالكامل هو فيصل شيفو. وذكرت النيابة في بيان، أن مشتبها به آخر هو رباح ن. الذي اعتقل في اطار تحقيق اخر بشأن مخطط اعتداء أحبط هذا الاسبوع في فرنسا وجهت اليه تهمة «المشاركة في أنشطة مجموعة ارهابية». ووجهت أيضا تهمة المشاركة في انشطة مجموعة ارهابية الى رجل ثالث اعتقل الخميس الماضي في بروكسل يدعى ابو بكر أ.، لكن لا صلة مباشرة له بالاعتداءات. كما اعتقل ثلاثة اشخاص، أول من أمس، في بروكسل في اطار التحقيق في احباط باريس مخطط اعتداء وشيك، اصيب اثنان منهم في الساق في عملية توقيفهم. وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مساء أول من أمس، أن الشبكة المسؤولة عن اعتداءات باريس وبروكسل باتت «في طور التفكيك»،بعد مقتل و توقيف نحو 30 رجلاً، لافتا الى «وجود شبكات أخرى» و»خطر محدق مستمر». ويعتمد المحققون الفرنسيون والبلجيكيون كثيراً على المشتبه الرئيسي في اعتداءات باريس والذي اعتقل في بروكسل صلاح عبد السلام لكشف تفاصيل هذه الشبكات، حيث أبدى نية التعاون في البداية عبر التقليل من أهمية دوره، قبل الاعتكاف الى الصمت. يبدو ان التهديد الارهابي مرتفع جدا في اوروبا، على ما حذر منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دو كيرشوف في تصريح لصحيفة «لا ليبر بلجيك». وقال «لن اتفاجا ان شهدنا في غضون خمس سنوات محاولات لاستخدام الانترنت لشن هجمات» لا سيما بالسيطرة على «مركز ادارة محطة نووية او مراقبة جوية او تسيير سكك الحديد». ما البلجيكيون فواصلوا التجمع يوميا في ساحة البورصة في قلب العاصمة تعبيرا عن ارادة الصمود امام الارهاب، وامتلأت الساحة بالشموع والرسائل المكتوبة بالطبشور فتحولت الى نصب تذكاري لضحايا الاعتداءات. ومن المقرر تنظيم «مسيرة ضد الخوف» اليوم تنطلق من الساحة بعد «تجمع مواطنة» اخر من اجل «تعزيز التعايش والتضامن». وتم تنظيم نشاط رمزي مساء أمس بمناسبة حفل للمغني الفرنسي جوني هاليداي في بروكسل، فيما قررت المغنية الاميركية ماريا كاري الغاء حفل مقرر اليوم لدواع امنية. وفي هذه الاثناء تتواصل الجهود الشاقة للتعرف الى هويات الضحايا الذين شملوا 40 جنسية بالاجمال. واكدت السلطات أن القتلى من 11 جنسية بينهم أميركيان وصيني وهولنديان وبيروفية وفرنسي. -

 

30 قتيلا في هجمات «داعشية» بعدن

السياسة/27 آذار/16/لقي 30 من شباب المقاومة الجنوبية والمدنيين في محافظة عدن مصرعهم وأصيب آخرون بهجمات بسيارات مفخخة نفذها انتحاريون من عناصر تنظيم «داعش»، واستهدفت نقاط تفتيش تابعة للمقاومة على الطريق من منطقة الحسوة إلى منطقة البريقا مساء أول من أمس.

وقال مصدر أمني لـ»السياسة» إن 10 من شباب المقاومة الجنوبية المرابطين في نقاط التفتيش ونحو 20 مدنيا قتلوا بتلك الهجمات التي كانت تستهدف في الأصل معسكر قوات التحالف في منطقة البريقا. وأضاف ان قوات الأمن دهمت عقب الهجمات وكرا للعناصر الإرهابية في البريقا وأصابت أحدهم واعتقلت الثاني، فيما نفذت طائرات حربية تابعة لقوات التحالف العربي غارات استهدفت تجمعات لإرهابيين يتمركزون في مبان بمدينة الحوطة والمدينة الخضراء قرب عدن أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى منهم. وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» نقلا عن مصدر أمني، أن سيارتين مفخختين استهدفتا الحواجز الأمنية في الطريق المؤدي إلى معسكر قوات التحالف العربي غرب عدن، أعقبته اشتباكات مسلحة شاركت فيها الطائرات المروحية لقوات التحالف العربي». وأشارت إلى أن الهجوم أعقبه محاولة انتحاري التسلل بسيارة مفخخة إلى موقع الاشتباكات التي قطعت الطرقات المؤدية إليها من قبل أفراد الأمن والمقاومة، لافتاً الى ان أفراد النقطة اكتشفوا أمره ففجر نفسه ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المقاومة والمواطنين. في المقابل، ذكرت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم «داعش» أن الأخير أعلن مسؤوليته عن الهجمات الثلاث.

 

معركة الموصل تواجه تحديين: توزيع أدوار المقاتلين وتقاسم إدارة المدينة بعد «داعش»

بغداد ـ باسل محمد:/السياسة/27 آذار/16/تتواصل العملية العسكرية الهجومية التي أطلقتها الحكومة العراقية باسم «الفتح» لتحرير مدينة الموصل، شمال العراق من سيطرة تنظيم «داعش» على محاور عدة انطلاقاً من قاعدة مخمور الواقعة في قضاء مخمور في ظل تقارير ميدانية تحدثت عن حجم معارك يمكن وصفها بأنها كبيرة وضخمة ومصيرية. إلى ذلك، قال ضابط كبير في قوات البشمركة الكردية المتمركزة في قضاء مخمور الواقع بين الموصل وأربيل، عاصمة إقليم كردستان لـ»السياسة»، إن عملية الفتح مازالت محدودة للغاية لأن المرحلة الأولى منها خطط لها أن تكون مقتصرة على التقدم حول مخمور والسيطرة على بعض القرى المهمة. أضاف إن معظم القرى التي جرى السيطرة عليها من قبل الجيش العراقي المدعوم من قوات الحشد العشائرية السنية تم دون قتال بعدما انسحب «داعش» منها غير أن هذا التقدم سيمهد للمعركة الفاصلة في بلدة القيارة، الهدف العسكري الحيوي للمرحلة الاولى من عملية الفتح.

وأكد الضباط الكردي أن «داعش» يحشد مسلحيه في القيادة التي تبعد 60 كيلومتراً جنوب الموصل وبالتالي المعركة العنيفة ستبدأ في الأيام المقبلة اذا نجح الجيش في التقدم نحو بلدة القيادة الستراتيجية. وأوضح أن القيادة أكبر ناحية في الموصل من حيث عدد السكان وتضم أهم حقول النفط والكبريت في العراق وتشكل مورداً اقتصادياً محورياً لـ»داعش»، لذلك أخذها منه سيؤذي التنظيم في العمق وسيساعد القوات العراقية على تحقيق انتصارات لاحقاً في بلدات جديدة حول الموصل. استبعد أن تبدأ المراحل الصعبة من القتال في عملية الفتح قبل غسطس المقبل لأن هذا الموضوع مرهون بظروف عسكرية وعوامل سياسية وبحجم قوة «داعش» التي تشير تقارير استخباراتية إلى أنه يحتفظ بـ10 آلاف مسلح في الموصل. وأكد أن معركة الموصل لازالت تواجه تحديين، الأول يتعلق بتوزيع أدوار ادارة القتال بين السنة والأكراد والشيعة وبالتالي التوجه المطروح هو أن تتولى قوات من الجيش العراقي مدعومة من المقاتلين السنة من أبناء محافظة نينوى وعاصمتها الموصل المعارك في جنوب وشرق الموصل وهذا ما يجري في المرحلة الأولى من عملية الفتح على أن تشارك بعض قوات «الحشد» الشيعة ضمن ضوابط في اسناد الجيش والسنة وفي مناطق محددة مسبقاً أما غرب وشمال الموصل، فتتولى قوات البشمركة الكردية مدعومة من مقاتلي العشائر المعارك في الجهتين التي تمثلان كل المناطق الجغرافية المجاورة لإقليم كردستان وأن يحظر على الجيش العراقي وقوات «الحشد» التواجد في هذه المعارك في غرب وشمال الموصل.وأضاف إن التحدي الثاني، يتمثل بمرحلة ما بعد «داعش» في الموصل وهي من أصعب المراحل لأن التباين في المواقف كبير بين السنة والأكراد والشيعة، فتوجد خلافات بشأن بقاء الجيش العراقي داخل المدينة أو على أطرافها، كما أن قوات «الحشد» الشيعية تريد الدخول الى بلدة تلعفر التي تضم تركمان وعرباً شيعة، والسنة يعارضون أما حكومة نينوى المحلية، فتريد قيادة كل القوات الأمنية في المحافظة من دون تدخل حكومة بغداد وهذه الأخيرة تعارض في حين أن الأكراد يريدون الأحتفاظ بكل المناطق التي سيطروا عليها وتعرف بالمناطق المتنازع عليها حول الموصل مثل سنجار وزمار وهناك توجهات لضم مناطق مسيحية في قرقوش وتلكيف الى إقليم كردستان بطلب من المسيحيين الذين تعرضوا للتنكيل على أيدي «داعش» في الفترات السابقة وهذا الأمر تعارضه حكومة نينوى وحكومة بغداد الفدرالية، كما أن القوات الكردية تعارض دخول أي قوات من الجيش في هذه المناطق. وحذر الضابط الكردي من أن الهواجس التي يحملها كل طرف سواء السنة والأكراد والشيعة من طبيعة دور كل طرف في القتال وفي مرحلة ما بعد «داعش» في الموصل، قد تلقي بنتائجها السلبية على معركة طرد التنظيم من المدينة، داعيا الى اتفاق جميع الأطراف. وكشف أن الولايات المتحدة تحاول جمع القوى الكردية والسنية والشيعية في العراق على طاولة مفاوضات سياسية للإتفاق على مسودة تسوية شاملة.

 

استعراض السياسة الإيرانية العنصرية تجاه الأحواز بالأمم المتحدة/المعارضة: إيران نفذت 120 ألف إعدام سياسي

طهران – وكالات: استعرض مركز جنيف الدولي للعدالة حقيقة ما يتعرّض له الشعب العربي الأحوازي من ممارسات عنصرية من قبل النظام الإيراني، وذلك في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأم المتحدة بجنيف. ودانت المتحدّثة باسم مركز جنيف الدولي لمياء فضلة خلال جلسة نقاش عن التمييز العنصري في الدورة الـ31 لمجلس الأمم المتحدّة لحقوق الإنسان الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها النظام الإيراني. وقالت فضلة «إن النظام الإيراني ماض في سياسته التمييزية، العنصرية والعدوانية ضد عرب الأحواز في إطار مخطط ممنهج يهدف إلى تفريس الإقليم وتغيير طابعه الديمغرافي وطمس الهوية العربية ومحاربة كل ما له علاقة بالتراث والثقافة العربية في المنطقة»، مضيفة إنه «علاوة على الاضطهاد والقمع اليومي وتقييد الحريات وحملات الاعتقالات التي تستهدف مثقفين وسياسيين وناشطين حقوقيين، باتت يوميات عرب الأحواز كلها معاناة تضمنت مختلف مناحي الحياة». وكشفت جملة من الانتهاكات التي رصدها المركز بالتعاون مع منظمات حقوقية أحوازية من بينها، تدني مستوى الخدمات الصحية، والتباطؤ في إعمار ما دمرته الحرب الإيرانية – العراقية والتمييز في فرص العمل والتوظيف، إضافة إلى حرمان الأحوازيين من تعلم لغتهم العربية ونشر ثقافتهم الأصلية، وإجبارهم على الدراسة باللغة الفارسية ومصادرة جميع الكتب العربية من المكتبات. إلى ذلك، طالبت المعارضة الإيرانية في الخارج مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بإحالة ملف جرائم نظام «الملالي» الذي يتضمن 120 ألف حالة إعدام سياسي إلى مجلس الأمن وتقديم آمري ومنفذي هذه الجرائم إلى العدالة الدولية.

ونقلت مواقع إلكترونية عدة عن بيان للمعارضة، مساء أول من أمس، أن الإحالة بمثابة الطريق الوحيد لتصدي النظام الذي يقع في مقدمة منتهكي حقوق الإنسان في العالم وسجل في ملفه 120 ألف إعدام سياسي وسبع هجمات قاتلة ضد اللاجئين الإيرانيين في مخيمي أشرف وليبرتي.

وأكدت انتهاك النظام الإيراني بشكل مستمر وممنهج لقرارات الأمم المتحدة، مشيرة إلى معارضة طهران لزيارة المقرر الخاص أحمد شهيد والمقررين المعنيين بالملفات الخاصة لإيران.

على صعيد آخر، نفت طهران، أمس، أي دعم لقراصنة معلومات إيرانيين وجه اليهم القضاء الأميركي الخميس الماضي اتهامات باستهداف سد مائي وعشرات المؤسسات المالية في الولايات المتحدة. في سياق منفصل، أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، محادثات مع رئيس أركان الجيش الباكستاني رحيل شريف في إسلام آباد بشأن العلاقات الثنائية والأمن الإقليمي. وقال شريف في مؤتمر صحافي مشترك مع روحاني إن الجانبين اتفقا على فتح معبرين حدوديين للمساعدة في تشجيع التجارة. وفي اليوم الثاني لزيارته، أمس، قال روحاني خلال ملتقى مشترك للناشطين الاقتصاديين والتجاريين الإيرانيين في إسلام آباد، إن بلاده كانت وستبقى ملتزمة بتعهداتها للتعاون مع باكستان في مجال الطاقة.

 

 تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الراعي في رسالة الفصح: لبنان بحاجة إلى قيامة قلوب أبنائه لكي يكون كما يراه المجتمع لبنان الرسالة

السبت 26 آذار 2016

وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رسالة الفصح الى اللبنانيين بعامة والمسيحيين بخاصة مقيمين ومنتشرين، تحت عنوان "شهود القيامة"، في حضور المطارنة، الرؤساء العامين والرئيسات العامات، وجاء فيها: "المسيح قام، حقا قام، قيامة المسيح هي جوهر إيمان المسيحيين، كما أعلن القديس أغسطينوس الذي اختبر مفاعيلها في ارتداده إلى الإيمان المسيحي، بعد غربة طويلة عن الله، أضاع فيها زهرة شبابه. ما جعله يؤكد، في كتابه "مدينة الله"، أن "خارجا عن المسيح، الذي لم يخيب أبدا الجنس البشري، لم يخلص أحد، ولن يخلص أحد". فالمسيح مات ليفتدينا من خطايانا، وقام ليبررنا بقيامة قلوبنا (راجع روم 4: 25).وهو ضمانة مثلثة: ضمانة لقيامتنا الروحية بنعمة التوبة والغفران، وضمانة لقيامتنا الحسية بقيامة أجسادنا ممجدة، وضمانة لحقيقة المسيح فادي الإنسان، ولأصالة رسالته الخلاصية. ما جعل بطرس الرسول بعد أن شفى مقعدا عند باب الهيكل "باسم يسوع المسيح" (أعمال 3: 1-8) يؤكد أمام رؤساء الكهنة وحراس الهيكل المستائين من فعلته: "ليعلم الجميع أن هذا الرجل يقف هنا أمامكم صحيحا معافى باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم، وأقامه الله من بين الأموات. هذا هو الحجر الذي رفضتموه أيها البناؤون، فصار رأسا للزاوية. فلا خلاص إلا بيسوع، وما من اسم آخر تحت الشمس، وهبه الله للناس، نقدر به أن نخلص" (أعمال 4: 10-12) وما جعل بولس الرسول، الذي اختبر القيامة بارتداده بنعمتها من مضطهد المسيح والكنيسة إلى خادم المسيح ورسول الكنيسة، أن يجزم قائلا: "إن كان المسيح لم يقم، فتبشيرنا باطل وإيمانكم أيضا باطل وأنتم بعد في خطاياكم، وكنا أشقى الناس جميعا" (1كور 15: 14، 17، 19)".

أضاف: "يسعدني، بيقين هذا الإيمان، أن أقدم أطيب التهاني مع أخلص التمنيات بعيد قيامة المسيح وقيامة قلوبنا، لإخواني السادة المطارنة، أعضاء سينودس كنيستنا المقدس، وقدس الرؤساء العامين والرئيسات العامات وجميع الكهنة والرهبان والراهبات وأبناء كنيستنا وبناتها في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. نرجو لهم ولنا جميعا ثمار هذا الحدث الخلاصي، وفرح العبور، مع فصح المسيح، إلى حياة جديدة بقيامة القلوب، نشهد بها لقيامة المسيح وفعلها في تاريخ البشر. إذا نعمنا نحن، رعاة الكنيسة وكهنتها ورهبانها وراهباتها بقيامة قلوبنا، استطعنا أن نقود شعبنا إليها عبر خدمتنا الراعوية ومؤسساتنا. فحيث يصل الرأس يصل الجسم كله".

واردف: "كثيرون هم شهود القيامة كحدث تاريخي: النسوةاللواتي أتين باكرا إلى القبر لتحنيط جثمان يسوع ووجدن الحجر قد دحرج، والملاك أنبأهن بقيامة يسوع (راجع متى 28: 10؛ مر16: 6-7)، بطرس ويوحنا اللذين رأيا القبر الفارغ وفيه المنديل والأكفان (راجع يو20: 3-8)، المجدلية التي لم تجد جثمان يسوع في القبر، بل رأت ملاكين أنبآها بقيامته، ثم رأته شخصيا وظنته للوهلة الأولى البستاني (راجع يو20: 11-18)، حراس القبر أنفسهم الذين أقامهم بيلاطس لئلا يأتي تلاميذ يسوع ويسرقوا جثمانه ويدعوا أنه قام من بين الأموات، كما كان يعد قبيل موته (متى 27: 62-66). هؤلاء، كما روى متى الإنجيلي، رأوا الزلزلة العظيمة عندما نزل ملاك الرب من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه. وكان منظره كالبرق، وثوبه أبيض كالثلج. فارتعبوا وصاروا مثل الأموات (متى 28: 2-3). ورجع بعضهم إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما حدث. فاجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ، وبعدما تشاوروا، رشوا الجنود بمال كثير. وقالوا لهم: أشيعوا بين الناس أن تلاميذ يسوع جاؤوا ليلا وسرقوه، ونحن نائمون. وإذا سمع الحاكم هذا الخبر، فنحن نرضيه ونرد الأذى عنكم. فأخذ الحرس المال وعملوا كما قالوا لهم (متى 28: 11-15)".

وتابع الراعي: "انها مأساة إخفاء الحقيقة بالرشوة. فالحاقدون على يسوع والحساد بسبب كلمة الحق التي قالها، وجسدها بالأفعال والآيات، ودافع عنها بجرأة ووداعة، فأحبه الشعب وسار وراءه، أرشوا مرة أولى يهوذا الإسخريوطي بالمال ليسلم إليهم يسوع، ومرة ثانية الحرس ليكذبوا ويخفوا حقيقة القيامة التي سطعت كالشمس وخذلتهم. فكم أن "حبل الكذب قصير" بحسب القول المأثور، ألم ير هؤلاء الحرس الكفن الذي تركه الرب في القبر علامة لقيامته؟ وكيف رأوا تلاميذ يسوع يدحرجون الحجر الكبير ويسرقون جثمانه، وهم يسترسلون في النوم. الرشوة بالمال أو بالوظيفة أو بالوعود إنما تعمي القلوب. مأساة إخفاء الحقيقة بالرشوة تتواصل ويا للأسف، كل يوم، ويذهب ضحيتها مواطنون أبرياء بل وأوطان وكرامات ومؤسسات كما هو حاصل عندنا. نحن المؤمنون بقيامة المسيح، أصبحنا أبناء وبنات نور القيامة، نور الحقيقة التي أعلنها المسيح، وهي حقيقة الله والإنسان والتاريخ. وما أحوج العالم إليها، لكي ينعم بالوحدة الثابتة والحرية الحقة".

وقال: "كثيرون هم شهود القيامة كحدث خلاصي فيهم. نكتفي بذكر أربعة فقط معروفين من الجميع: الطوباوي شارل دي فوكو، من مدينة ستراسبورغ الفرنسية، الملقب "بالأخ شارل". إرتد إلى الإيمان الكاثوليكي بعد أن فقد إيمانه في فرنسا، وعاش في الخلاعة والشراهة والسكر مبددا ثروة أهله. بدأ ارتداده مترددا بين الجزائر والمغرب، في فرقة من الجيش الفرنسي أرسلت إلى مدينة وهران في الجزائر، لقمع انتفاضة قام بها المسلمون ضد الإستعمار الفرنسي. بعد عودته إلى باريس واصل ارتداده بواسطة أب روحي. ثم أكملها في الأرض التي عاش فيها يسوع: الناصرة، بيت لحم، أورشليم. إعتنق الحياة الرهبانية وارتسم كاهنا، متخذا إسم "الأخ شارل". عاش في الجزائر حياة التقشف والقداسة، وأسس "أخوة يسوع الصغار". وفيما كان يعيش في محبسته، دخل عليه مجرم ليلا وقتله بالرصاص، ورمى جثته في حفرة أمام المحبسة. وذلك في أول كانون الأول 1916.

الأب عفيف عسيران، المسلم الشيعي، الذي مر في حالة ملحدة سنة 1943. وبعد قراءته إنجيل التطويبات، المعروف بعظة الجبل، قبل سر العماد المقدس سنة 1945، وهو في سن الخامسة والعشرين. نال شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة Louvain في بلجيكا. وفي 1954 إنضم إلى "أخوة يسوع الصغار" التي أسسها الطوباوي شارل دي فوكو، وأقام معهم سنوات في الجزائر وفرنسا وإيران، وفي جامعة طهران نال شهادة دكتوراه في الأدب الفارسي. في سنة 1962، إرتسم كاهنا في أبرشية بيروت المارونية. وأسس بعدها، "بيت العناية الإلهية بالأولاد المشردين". توفي في 3 آب 1988، وتجري حاليا دعوى التحقيق في تطويبه.

القديسة Edith Stein، من عائلة يهودية ممارسة مؤلفة من سبعة أولاد، تخصصت في الفلسفة وتخرجت بشهادة دكتوراه. فكانت المرأة الأولى في المانيا بهذا الاختصاص. ودافعت عن حقوق المرأة ودورها في المجتمع الأهلي والعلمي. اعتنقت الإيمان المسيحي الكاثوليكي بعد بحث علمي وروحي امتد من سنة 1916 إلى 1921. قبلت سر العماد المقدس في أول كانون الثاني 1922، وهي بعمر إحدى وثلاثين سنة، وبعد شهر قبلت سري الميرون والقربان. دخلت رهبانية الكرمل سنة 1933. استشهدت في أفران الغاز في معتقلات Auchwitz في 9 آب 1942.

الكردينال Jean-Marie Lustigier، المرتد من الدين اليهودي إلى الكنيسة الكاثوليكية. هو بولوني يهودي هاجر إلى باريس مع أهله. وبعد عودتهم إلى بولونيا، مكث في فرنسا متنقلا بين مدينتي اورليان وباريس. احتضنته عائلة كاثوليكية. اعتنق الدين المسيحي ونال سر العماد المقدس سنة 1940 وهو بعمر 14 سنة مستبدلا اسمه اليهودي هارون باسم جان-ماري. بعد ثلاث سنوات بلغه خبر إحراق أمه في أفران الغاز في معتقلات Auchwitz، ومن قبلها الراهبة المرتدة Edith Stein. دخل المدرسة الإكليريكية وارتسم كاهنا سنة 1954. وفي أواخر سنة 1979 رقاه القديس البابا يوحنا بولس الثاني إلى الدرجة الأسقفية، مطرانا لأبرشية اورليان، ثم عينه سنة 1983 رئيس أساقفة باريس، توفي في 5 آب 2007".

واردف: "يحتاج عالم اليوم إلى شهود قيامة وسط الجماعة السياسية وحكام الدول. شهود يختبرون قيامة القلوب بمشاعر الإنسانية والعدالة والسلام. فالقوى السياسية الإقليمية والدولية تفرض الحروب المدمرة للحجر والبشر في بلدان الشرق الأوسط وبخاصة في فلسطين والعراق وسوريا وسواها، وتوقد نارها وتمولها وتمدها بالسلاح وترسل إليها الإرهابيين والمرتزقة وتغطيها سياسيا، من أجل مآرب سياسية، ومصالح اقتصادية، وأهداف استراتيجية. هؤلاء هم أشخاص ماتت المشاعر الإنسانية في قلوبهم، بل قلوبهم ماتت. إننا نصلي من أجل أن تمسها نعمة القيامة المنتصرة على الموت.

وللكتل السياسية والنيابية في لبنان التي ترمي سدة رئاسة الجمهورية في الفراغ منذ سنة وعشرة أشهر، وتحجم عن واجبها الدستوري بانتخاب رئيس للبلاد منذ سنتين كاملتين من دون مبرر، وتتسبب بشل المجلس النيابي وتعثر عمل الحكومة وتفشي الفساد، نرجو أيضا قيامة القلوب، رحمة بلبنان وشعبه ومؤسساته. ونرجوها لكي يصبح الخطاب السياسي والديني والاجتماعي خطاب سلام وتلاق واحترام. نرجوه خطابا حياتيا قائما على التعاون والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، المرتكزة على التعددية، البعيدة عن الروح المذهبية والفئوية".

وختم الراعي: "لبنان بحاجة إلى قيامة قلوب أبنائه لكي نحافظ عليه كما يراه المجتمع: "لبنان - الرسالة"، مع القديس البابا يوحنا بولس الثاني، "لبنان النموذج في القيم الحضارية"، مع المدير السابق للأونيسكو السيد رينيه ماهو، "لبنان رئة الحرية والحداثة" بالنسبة لمحيطه العربي، مع رئيس الحكومة القطرية السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، "لبنان العيش المشترك"، مع الرأي العام الخارجي، الذي يؤدي دورا كبيرا في تظهير الصورة الحقيقية للعالم العربي، وتطوير علاقاته بالعالم الأوروبي، "لبنان المنارة للعروبة المتنورة"، مع جورج نقاش (راجع روجيه ديب: لبنان المستقر، ص 183-186). يستطيع لبنان أن يحافظ على هويته هذه بمقدار ما تتربى أجياله عليها، وبمقدار ما يتحصن نظامه السياسي بالحياد الملتزم بقضايا العدالة والسلام والنمو في محيطه، والبعيد عن الانخراط في المحاور الإقليمية والدولية، ما يجعله واحة تلاق وحوار وسلام. وفيما نجدد لكم جميعا تهانينا بالفصح المجيد، نسأل الله أن يفيض عليكم وعلى أبرشياتكم ورعاياكم ورهبانياتكم ومؤسساتكم، ثمار الفداء وأنوار القيامة".

 

سيندم العرب لو خذلوا الثورة العربية الأحوازية

داود البصري/السياسة/27 آذار/16

في عالم السياسة في الشرق القديم، تبدو كل الأوراق متداخلة، وكل المشكلات والملفات التاريخية موضوعة على طاولة البحث ومشهرة بشكل كامل، وتشكل القضية العربية الأحوازية المنسية واحدة من أهم القضايا والملفات الإقليمية التي يتجنب النظام السياسي العربي, الجماعي والفردي, التقرب منها إلا فيما ندر، رغم أن قضية حرية الأحواز لم تعد مجرد حلم طوباوي كما يراه البعض من المتخاذلين, وإنما هي أمر ميداني واقع ومتجسد وعبر عن نفسه بظهور حركات التحرر الوطني الأحوازي المختلفة، وتصاعد صوت الشعب العربي الأحوازي من خلال طلائعه الشبابية التي إنبثقت من وسط جحيم المعاناة و الإحتلال الإستيطاني لتنطق بصوت عربي مبين و تعلن الدفاع عن هويتها الحضارية وكينونتها القومية رغم كل محاولات الطمس والآلغاء والإجتثاث المستمرة بحماسة وتخطيط, وحتى وحشية, منذ أكثر من تسعة عقود كانت حافلة بالدماء والدموع والتضحيات. لعل أغرب الأمور في ملف القضية العربية الأحوازية هو تنكر رافعي الشعارات القومية العربية من أهل الأحزاب والجماعات السياسية لها، فالمؤتمر القومي العربي, مثلا, وهو المؤسسة النخبوية لبعض المثقفين العرب الداعين للوحدة القومية أداروا ظهورهم تماما لقضية تحرر الشعب العربي الأحوازي, وأنحازوا في مفارقة مثيرة للسخرية للدفاع عن رؤى ومنطلقات النظام الفاشي المعمم الإيراني الكافر بالفكر القومي العربي والمعادي لكل ماهو عربي والمصر على فارسية الأحواز, بل ويتمدد للمطالبة العلنية بضم مملكة البحرين إضافة الى حديثهم المعروف والمنشور عن تبعية العراق وعائديته لهم منذ أيام الأكاسره. كما إن ما يسمى المؤتمر القومي الإسلامي الذي يضم أيضا جماعات إرتزاقية تمارس التدجيل القومي وتسير في ركاب أنظمة الفاشية والاستبداد, هو في صف النظام الإيراني، أما الجامعة العربية فرغم اعترافها المبكر بحق التحرر الأحوازي عام 1964 بسبب شعارات المرحلة الناصرية! إلا أنها على المستوى الميداني محلك سر, ولا تمتلك أي رؤية ولا ترغب في أي قرار, ولم تعد تشير للقضية الأحوازية ومعاناة الشعب العربي المحتل هناك, ولم تستنكر حتى حملات الإعدام وتوسيع المشانق هناك! وأكتفت من الغنيمة بالصمت الرهيب. كما أن غالبية العالم العربي بعيدا من المنطقة الخليجية لا يعرف شيئا إسمه القضية الأحوازية إلا فيما ندر، فالجزائر مثلا تقيم علاقات راسخة وقوية مع النظام الإيراني, ولم يتحدث الإعلام الجزائري عن موضوع حرية و ثورة الأحواز أبدا رغم أن الشعب الأحوازي يناضل كما ناضل الشعب الجزائري ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي, وبصيغ وأساليب نضال الشعب الجزائري نفسها ويجابه بعنف ودموية مفرطة تماما كما فعل الإستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري.

ويبدو ان الإعلام الأحوازي الثوري مقصر في هذه النقطة تحديدا! أما النظام الإرهابي السوري فرغم هويته البعثية القومية المعلنة وشعارات الوحدة العربية المرفوعة دوما, إلا أن تآمره الفظ على الثورة الأحوازية قد بلغ أبشع نهاية من خلال تسليم المناضلين الأحوازيين لمقصلة النظام الإيراني ليثبت ذلك النظام إرهابيته وإجرامه وطائفيته وبعده التام عن الفكر القومي الذي يرفع شعاراته دجلا و نفاقا ورياء. الأحوازيون الأحرار يناضلون في ظل أصعب ظروف يمكن أن تتخيلها أي حركة مقاومة وطنية فمجال تحركهم الحيوي والستراتيجي محدود للغاية، كما أن المساندة الإعلامية العربية لهم في أقصى نقطة متدنية، والعزلة المضروبة حول أخبار وتطورات الأوضاع الميدانية في الأحواز هي أكبر بكثير من كل ماهو متصور، رغم أن حقائق الستراتيجيا والجعرافية والتاريخ والمصالح القومية تقتضي المباشرة فورا بدعم الشعب العربي الأحوازي من خلال رؤية جماعية عربية أو خليجية تحديدا في ظل تنامي الأطماع الإيرانية الهادفة لإسقاط أنظمة المنطقة.

الإيرانيون لايبالون من العرض العلني والصريح لستراتيجيتهم بينما العالم العربي يطل خجولا أو مترددا عن اتخاذ أي قرار. قضية حرية الأحواز هي كما أكدنا وقلنا أكثر من مرة انها أخطر سلاح عربي مهمل يمكن استعماله في مواجهة حروب الطائفية والإرهاب التي تهدد المجتمعات والأنظمة العربية، كما أن الشعب العربي الأحوازي بحاجة للدعم الإعلامي والسياسي وما يرافقه لتعزيز مواقعه ولضمان النصر والتحرير بأقل وقت ممكن، فحرية الأحواز قادمة حتما وإن رغمت أنوف ورغم كل حملات التشكيك ومهما بلغت التضحيات المادية والبشرية، فالشعب العربي الأحوازي قد بلغ نقطة الإنفجار النهائية التي لاعودة عنها أبدا ، وهو ماض لتحقيق مشروعه الاستقلالي مهما بلغت التكلفة!، وعلى العالم العربي إلتقاط الفرصة التاريخية قبل أن يلوت وقت مندم… الأحوازيون بدعم العرب أو بغيره ماضون للتحرير فرقاب شبابهم المتدلية على أراجيح الأبطال ليس عبثا ولا هباء, وسيندم العالم العربي أبشع ندم و سيبكي كما بكى أبو عبد الله الصغير على ضياع غرناطة والأندلس! فلا تكرروا المأساة وهبوا هبة جماعية لرفع راية الحرية والعروبة فوق ذرى الأحواز السليبة التي تتهيأ ليوم عرسها التحرري، وما النصر إلا من عند الله.

 

حان الوقت ليحسم الفلسطينيون أمرهم

خلف أحمد الحبتور/السياسة/27 آذار/16

أخيراً، اتّخذت الجامعة العربية ودول “مجلس التعاون” الخليجي قراراً رسمياً بتصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً في خطوة طال انتظارها. بات معلوماً أن «حزب الله» هو مجرد أداة في المخطط التوسعي الإيراني، وليس له أي موطئ قدم شرعي في العالم العربي. هذا إلى جانب التفجيرات والاغتيالات وجرائم القتل التي يرتكبها الحزب. لقد أزهق روح الحرية في لبنان ويحارب من أجل بقاء النظام السوري الهمجي والذي تلطخت أيديه بدماء شعبه. إنها حالة نادرة من وحدة الصف العربي، رغم أن لبنان والعراق الخاضعَين للنفوذ الإيراني أعربا عن «تحفظات» في حين سجّلت الجزائر وتونس اعتراضهما على تصنيف «حزب الله» في خانة المنظمات الإرهابية. وقد أدانت الأحزاب العربية-الإسرائيلية في الكنيست بشدة هذا التصنيف معتبرةً أنه يخدم المصالح الإسرائيلية. أما «حماس» فقد عملت بمبدأ «السكوت من ذهب»، بيد أن زعيمها السياسي خالد مشعل قال لقناة «فرانس 24» إن إيران لم تعد داعِمة أساسية لحركة «حماس» بسبب الاختلاف في مواقف الطرفَين حول النزاع السوري. الأولوية الرئيسة بالنسبة إلى مشعل هي رأب العلاقات المتشنّجة مع مصر التي اتهمت «حماس» بالتورط في اغتيال النائب العام المصري، وذلك من أجل إعادة فتح معبر رفح.  وقد وجّهت مجموعات فلسطينية أخرى انتقادات أشدّ صراحةً لقرار تصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً. لكن ما هو موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس؟ موقفه من «حزب الله» ليس واضحاً على الإطلاق، في حين أن موقفه من إيران أكثر شفافية. فقد كشف اخيرا لقناة «سكوب» الكويتية: «ليست هناك علاقات رسمية بيننا وبين إيران»، مضيفاً: «هناك سفارة وسفير، لكن لا اتصالات مباشرة بيننا». وقال لمحاوره إن السلطة الفلسطينية «أصدرت بياناً جاء فيه أننا لا نريد أن نعرف شيئاً عن الأموال الإيرانية ولسنا مسؤولين عنها».

أضاف عباس: “أقول للإيرانيين: تريدون التعامل مع فلسطين؟ إذاً عليكم أن تفعلوا ذلك بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. لدينا سفارة في إيران، فلماذا تتم الأمور بطريقة غير مباشرة، من خلال الباب الخلفي”؟

واستذكّر زيارته إلى إيران للقاء الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي قال له: «أحب الشعب الفلسطيني»، فأجابه عباس: «لا، أنت لا تحبّهم. إذا كنت تحبهم فعلاً، يجب أن تحب جميع الفلسطينيين لا نصفهم أو ربعهم. إيران تحب فقط “حماس” والجهاد الإسلامي». إنها رسالة مبهمة من الرئيس الفلسطيني الذي وصف إيران بـ»البلد الشقيق» العام الماضي خلال إعلانه عن نيّته زيارة طهران. هل ينتقد إيران في الإجمال أم أنه يطمح للحصول على تمويل إيراني للسلطة الفلسطينية؟ في مختلف الأحوال، لم يطلب من طهران عدم التدخّل في الشؤون الفلسطينية. يبدو لي أنه ينبغي على الرئيس عباس أن يقر بحقيقة الواقع الإقليمي الجديد. بين إيران وعميلها اللبناني «حزب الله» رابطٌ لا ينفصم، ويضمران العداء نفسه للعرب، لا سيما تجاه السعودية ودول الخليج. في ظل المناخ الحالي، التردّد ليس خياراً؛ هذا ما اكتشفته الحكومة اللبنانية بعدما دفعت ثمناً باهظاً. لا تتوقّعوا منا أن نستمر في منح الدعم الديبلوماسي والمالي لدول أو كيانات تتعاطف مع «حزب الله» وإيران أو متورّطة مع أي منهما خلف الكواليس.

لطالما كانت القضية الفلسطينية عزيزة على قلبي منذ بلوغي سن الرشد، وفي صباي، كنت أعتبر الرئيس المصري جمال عبد الناصر بطلاً بفضل الجهود التي بذلها لتحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال. كانت جيوبنا دائماً مفتوحة للرئيس ياسر عرفات الذي كان، رغم أخطائه، وطنياً صادقاً كرّس حياته من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية. لسوء الحظ، قام بالرهان الخاطئ خلال الحرب مع العراق في العام 1991 لطرد قوات صدام حسين من الكويت، وقد دفع الفلسطينيون الثمن غالياً عبر خفض التمويل المخصص لهم. مع مرور الوقت، تراجع الشعور بالإساءة الذي تسبّب به الموقف الفلسطيني، لكن دول “مجلس التعاون” الخليجي المهدّدة من الاندفاعة الإيرانية للهيمنة على المنطقة قد لا تبدي القدر نفسه من التسامح إذا لعبت القيادة الفلسطينية على الحبلَين عبر إبداء استعدادها لمصافحة الشيطان أملاً في الحصول على صدَقات من أعدائنا. فضلاً عن ذلك، لقد أخطأ عباس بقوله لأحمدي نجاد إن إيران «تحب فقط “حماس” والجهاد الإسلامي». لا مكان للحب هنا. فرغم الخطاب المنمق والتهديدات ضد إسرائيل التي لا تُترجَم أبداً، لا إيران ولا «حزب الله» يأبهان للفلسطينيين ولم يفعلا أي شيء ملموس لمساعدتهم طوال هذه السنين. إنهما يستخدمان بوقاحة ارتباطاتهما مع مجموعات المقاومة الفلسطينية من أجل تعزيز مصداقيتهما لدى العرب.

كتب «حزب الله» في بداياته رسالة مفتوحة تعهّد فيها بالولاء لآية الله الخميني وبتحويل لبنان دولة شيعية. وقد عمد لاحقاً إلى تعديل بيانه ليبدو أكثر اعتدالاً. أهدافه هي نفسها الأهداف الإيرانية. إذا كان قلقاً جداً على رفاه الفلسطينيين، لماذا إنخرط في رفض منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حق العمل وتملّك منازل؟ وإذا كانت إيران جدّية بشأن نصرة القضايا العربية، لماذا تقمع الأقليات السنّية لديها، بما في ذلك عرب الأحواز المحرومون من الكرامة والحصول على وظائف لائقة ومنازل ومن الخدمات الأساسية؟

يؤكّد المؤلف تريتا بارسي، مؤسس ورئيس المجلس الإيراني الأميركي الوطني في كتابه «تحالف غادر»، أن إيران تكتفي بالتقرب في الكلام عن النضال الفلسطيني في حين أن دافعها الحقيقي هو تصدير الأيديولوجيا الشيعية.

مع فائق الاحترام للرئيس عباس الذي يجد نفسه مضطراً إلى السير على حبل رفيع بين مطالب شعبه والمحتل الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المختلفة، لا يمكنه أن يستمر في دفن رأسه في الرمال عندما يتعلق الأمر بـ»حزب الله» الإرهابي. ينبغي عليه إصدار بيان يعلن فيه أن الفلسطينيين ينأون بأنفسهم عن «حزب الله» وإيران، والأمثل هو أن يعمد إلى إغلاق البعثة الفلسطينية في طهران. رسالتي إلى أبو مازن هي: قِف إلى جانبنا وسوف نقف إلى جانبك!

 

الهجوم على «أرامكو» وسد نيويورك

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 آذار/16

لولا أن مهندسي سد للمياه في ولاية نيويورك صادف أنهم فصلوا بوابات المياه عن مركز السيطرة الإلكتروني بغرض إنجاز أعمال الصيانة، لوقعت كارثة كبيرة. ففي ذلك اليوم تمكن «هاكرز» ينتمون للحرس الثوري الإيراني من اختراق نظام السيطرة الإلكتروني للسد بهدف فتح بواباته وإغراق المنطقة. المحكمة التي نظرت في قضية ضد القراصنة الإيرانيين، بسبب هذه الجريمة وعدد من الجرائم الإلكترونية الإيرانية التي استهدفت مؤسسات مالية، كشفت عن تفاصيل خطيرة عن أجندة لضرب مناطق حيوية، وليست مجرد مشاغبة يقوم بها فتيان الإنترنت. لكن بكل أسف حصرت التهمة في المنفذين ولم توجه ضد النظام الإيراني نفسه المسؤول عن الهجوم. فتهديد الأنظمة المتورطة وحده يردع إمكانية هجمات مستقبلية مماثلة، سواء من إيران أو من دول أخرى تلجأ لأسلوب القرصنة الإرهابي. وهذا الهجوم، وقع مع عمليات هجوم في مناطق أخرى من العالم، أبرزها وأخطرها اختراق فريق هاكرز إلكتروني مماثل لنظام شركة أرامكو السعودية، التي تنتج وتصدر أكبر كمية بترول في العالم. فقد حاولوا السيطرة على نحو 35 ألف جهاز كومبيوتر يدير المنظومة، لولا أن الشركة سارعت بإيقاف معظم عملياتها واستعادة السيطرة عليها. القرصنة عدوان دولة على أخرى مع أنه لم يتم تصنيفها من قبل المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، رغم الاتفاق على أنها ترقى إلى مستوى الجرائم الخطيرة. وقد اعتبرت السلطات الأميركية أخيرًا جرائم الهاكرز الكبيرة عمليات إرهابية، وفي المحكمة وصفت المتهمين الإيرانيين السبعة بالإرهاب، التي تمثل أعلى تهمة يمكن أن توجه ضدهم. إنما يبقى تصنيف الجريمة ناقصًا، بالاكتفاء باتهام الفاعلين دون اتهام الجهة التي تقف خلفهم. فخلية الهاكرز تعمل ضمن منظومة تابعة للمؤسسة الأمنية الإيرانية، ولها نشاطات كثيرة في السعي لضرب مؤسسات حيوية، مثل البترول والكهرباء والمياه والطيران بل وحتى منشآت نووية، في دول تعتبرها إيران معادية، بما فيها الولايات المتحدة. استهداف المنشآت المدنية، بالتخريب، وإلحاق الأذى بالمدنيين، عمل إرهابي ومحرم دوليًا حتى في الحروب. هذه الخلية التي حوكمت كان من بين عناصرها حامد فيروزي، الذي حصل على معلومات عن مناسيب المياه، وبوابات تصريف المياه، وتمكن من فتح البوابات لولا أنها عطلت يدويًا، وكان بإمكانه إغراق المنطقة التي يطل عليها السد. ولو أن الادعاء اعتبر الجهة الإيرانية، وليس عصابة المنفذين السبعة وحدها، مسؤولة عن جرائم الهجوم الإلكترونية الإرهابية لأصبح هناك نظام له أسنان لمحاربة الإرهاب الإلكتروني. وفي حادثة «أرامكو»، التي وقعت عام 2012. رغم عدم إصدار معلومات كافية عنها، فقد كان الضرر محدودًا لأن القراصنة تسللوا إلى النظام الإداري وليس إلى كومبيوترات الإنتاج. كان هدفهم النهائي الوقف المباشر لإنتاج النفط السعودي وتخريب المنشآت، وهدفهم الأكبر تخريب مجمل الاقتصاد السعودي. وسبق أن صدر تقرير قبل عامين عن ضخامة عمليات القرصنة والتخريب المنظمة من قبل شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني استهدفت منشآت في 16 دولة، بينها مناطق عسكرية أميركية. هذه كلها نشاطات إرهابية بتدبير دول وليست مجرد عصابات أو خلايا إرهابية مستقلة، ويفترض أن تصنف وفقًا لذلك في قانون دولي يجعلها من الأسلحة المحرمة.

 

أزمة العراق تجاوزت مقتدى الصدر… وغيره

خيرالله خيرالله /العرب/27 آذار/16

من الداعشي في العراق؟ هل مقتدى الصدر بعيد عن “داعش” أم لا؟ هل يمكن القول إن حكومة العراق تختلف في شيء عن “داعش” باستثناء قيامها بعمليات التطهير العرقي، من منطلق مذهبي، بطريقة لبقة تختلف عن العهر الذي يمارسه “داعش” من ناحية الأسلوب؟

يبدو “داعش”، الذي تسعى حكومة الدكتور حيدر العبادي إلى التخلص منه، الحليف الأوّل لهذه الحكومة التي تقبل أن يكون “الحشد الشعبي” جزءا لا يتجزّأ من تركيبة السلطة العراقية، مهما تظاهرت بعكس ذلك. قامت هذه السلطة على أساس مذهبي. ليس في استطاعة ميليشيا مذهبية مثل تلك التي يمثّلها مقتدى الصدر، أو غيره، إصلاح وضع أعوج من أساسه. هناك وضع عراقي مضحك وحزِن في آن، بات فيه مقتدى الصدر شخصا إصلاحيا. الأكيد أن الصدر أفضل من “حزب الدعوة” الذي ليس سوى نسخة شيعية عن حركة الإخوان المسلمين بكل ما تمثّله من تخلف على كل صعيد، لكنّ الأكيد أيضا أن الإصلاح في العراق لا يمكن أن يقوم به شخص لا يعرف شيئا عن كلّ ما هو حضاري في هذا العالم. أكثر من ذلك، مثل هذا الشخص لا يدرك أن لا مكان لرجال الدين وعمائمهم في أي نظام يتمتع بحدّ أدنى من الشروط التي تسمح للمواطن العراقي بأن تكون له الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن آخر في البلد، أكان شيعيا أو سنّيا أو مسيحيا، عربيا أو كرديا أو تركمانيا أو إيزيديا أو من أصول فارسية. 

رجال الدين… والسياسة إن التقيا خربت

كم هو بائس بلد مثل العراق كان مؤهّلا لأن يكون منارة للمنطقة. يرمز إلى هذا البؤس تحوّل مقتدى الصدر إلى لعب دور المصلح وقائد عملية الإصلاح. يحصل ذلك في وقت بات معروفا أكثر من اللزوم، كيف وصل العراق إلى ما وصل إليه. لا يمكن في أيّ حال تبرئة نظام صدّام حسين وكلّ ما سبقه من أنظمة من بلوغ الحالة العراقية ما بلغته. لم يشهد العراق يوما أبيض منذ الرابع عشر من تمّوزـ يوليو 1958، عندما حصل انقلاب عسكري على الأسرة الهاشمية. لا يزال الدم العراقي يسيل منذ ذلك اليوم المشؤوم، ما زال العراق ينزف. ما زال العراقيون يدفعون ثمن دم فيصل الثاني وأفراد تلك العائلة المسالمة التي لم تقدّم سوى الخير للعراق والعراقيين والتي كانت تشكّل أفضل غطاء لحياة سياسية طبيعية في هذا البلد الغني بتنوّعه الطائفي والمذهبي والقومي وبثرواته الطبيعية وبالمياه والإنسان والأراضي الزراعية. كان يمكن للعراق التطوّر وأن يصبح بالفعل دولة ديمقراطية حديثة، لولا ذلك الانقلاب العسكري الذي أوصله إلى ما وصل إليه الآن وحوّله نموذجا للشرق الأوسط الحديث. هذا الشرق الأوسط الحديث الذي يتميّز بخروج الغرائز المذهبية إلى العلن وتفتيت للدول ومجتمعاتها والسعي إلى إعادة رسم حدود الكيانات السياسية. كانت المفارقة أن إدارة جورج بوش الابن أرادت تحويل العراق إلى نموذج لما يمكن أن تكون عليه دول الشرق الأوسط، أي دولة تتمتّع بمؤسسات ديمقراطية. ما حصل على أرض الواقع تناقض كلّيا مع ما كانت تصبو إليه تلك الإدارة الأميركية التي لم تكن تعرف شيئا لا عن العراق ولا عن طبيعة التوازنات الإقليمية. ما حصل، كان تقديم العراق على صحن من فضّة إلى إيران التي وافقت على المشاركة في الحرب الأميركية في العام 2003، لقاء إدراج عبارة “الأكثرية الشيعية في العراق” في البيان النهائي الذي صدر عن مؤتمر لندن للمعارضة. انعقد ذلك المؤتمر برعاية أميركيةـ إيرانية في كانون الأوّل- ديسمبر 2002.

لم يتغيّر شيء في العراق منذ تشكيل مجلس الحكم الانتقالي بُعيْد الاحتلال الأميركي. كان الهدف من تشكيل مجلس الحكم هذا الانتقام من السنّة العرب. الأكيد أن مقتدى الصدر ليس الشخص المؤهل لإعادة الوضع العراقي إلى وضع طبيعي. فات أوان ذلك، لا لشيء سوى لأن الأضرار التي لحقت بالعراق والمجتمع العراقي منذ العام 2003، تاريخ وصول الحكّام الحاليين إلى السلطة على دبابة أميركية، هي من النوع الذي لا يمكن إصلاحه بأي شكل.     الأكيد أن الصدر أفضل من "حزب الدعوة" الذي ليس سوى نسخة شيعية عن حركة الإخوان المسلمين بكل ما تمثله من تخلف على كل صعيد، لكن الأكيد أيضا أن الإصلاح في العراق لا يمكن أن يقوم به شخص لا يعرف شيئا عن كل ما هو حضاري في هذا العالم. ستكون هناك حملات عسكرية لإخراج “داعش” من بعض المناطق العراقية وصولا إلى الموصل. لن تقدّم هذه الحملات ولن تؤخّر، نظرا إلى أن الفكر الداعشي لا يقتصر على “داعش” وليس محصورا به. هذا الفكر يجمع بين كلّ الميليشيات المذهبية أكانت سنّية أو شيعية. المؤسف في الأمر أن من يواجه “داعش” في العراق، أو يتظاهر بمواجهته، دواعش شيعية أمعنت في تخريب ما بقي من البلد بقرار إيراني واضح يستهدف الحؤول دون قيام قيامة للبلد في يوم من الأيّام. ربّما كان مقتدى الصدر يمتلك كلّ النيات الحسنة، ربما اكتشف أخيرا أن إيران تعارض قيام أي مؤسسات عراقية ليست تحت سطوة هذه الميليشيا المذهبية أو تلك. ربّما أدرك معنى أن يصل أحدهم إلى السلطة على دبابة أميركية، ثمّ يعلن أنّه يقاتل “الاحتلال” الأميركي كونه يفضّل الاحتلال الإيراني المباشر. كلّ هذا وارد. لكنّ بناء دولة حديثة لا يمرّ بأشخاص من هذا النوع لا يعرفون شيئا عن كيفية بناء الدول الحديثة بعيدا عن الطائفية والمذهبية ورجال الدين. لا يمكن قيام دولة حديثة على أّيّ بقعة من الأرض في ظلّ رجال الدين. لم تزدهر أوروبا وتخرج من تخلّفها إلّا بعد التخلص من سلطة رجال الدين الذين وُضعوا في مكانهم الحقيقي وأخذوا الحجم الطبيعي الذي يليق بهم ويستأهلونه…

ليس الموضوع حاليا موضوع إصلاحات وحكومة جديدة برئاسة العبادي تضمّ تكنوقراطيين. الموضوع هل يمكن استعادة العراق الذي كان يوما بلدا مزدهرا يعمل كلّ فرد فيه في الميدان والمجال المفترض أن يعمل فيهما؟ رجل الدين يهتمّ بالدين ونشر الفضيلة والتسامح والقيم الإنسانية المتعارف عليها بدل التعصّب. رجل الدين لا يفهم بالسياسة التي لها أربابها. فمن شروط قيام دولة، أي دولة، أن تكون لهذه الدولة مؤسساتها الأمنية، في مقدّمتها الجيش الوطني المحترف وليس مجموعة ميليشيات تعتبر نفسها مظلة لهذا الجيش، تنفّذ عبره أجندة خاصة بها، كما الحال مع “الحشد الشعبي” في العراق الآن. تجاوزت أزمة العراق الأشخاص. مات العراق يوم الرابع عشر من تموزـ يوليو 1958، كان البلد يمتلك ما يكفي من الثروات، بما في ذلك الثروة البشرية، حتّى يتأخر دخوله النزع الأخير نصف قرن. من أدخله في النزع الأخير كان نوري المالكي الذي قضى لدى توليه السلطة على كلّ أمل في إعادة بناء الدولة، خصوصا بعدما استباح حزبه الطائفي والمذهبي كلّ مؤسسة رسمية وغير رسمية وكلّ ما يرمز إلى الدولة، بما في ذلك الموازنة العامة التي تبخّرت بقدرة قادر في وقت كان سعر برميل النفط في مستوى مئة وعشرين دولارا! هل بقي شيء من العراق حتّى يمكن القول إن الإصلاحات التي ينادي بها مقتدى الصدر يمكن أن تنقذ ما يمكن إنقاذه؟

       

قصة من الأرشيف السعودي اللبناني

 أحمد عدنان/العرب/27 آذار/16

من يهتم بالتاريخ السعودي، لا بد أن يمرّ عليه اسم معالي الوزير حسن شربتلي، فهذا الرجل -وفق موقعه الرسمي- أول من نال فخريا لقب “وزير دولة”، وكسب ثقة ملوك المملكة بداية من الملك عبدالعزيز إلى وفاة الشربتلي نفسه عام 1999. ومن القصص الرائجة، أنه في الستينات الميلادية، تعرّضت المملكة لأزمة مالية، فلجأ فيصل بن عبدالعزيز إلى سالم بن محفوظ مالك البنك الأهلي، وكان المطلوب قرضا يقدر بـ1 مليون ريال لسداد مرتبات موظفي الدولة. أراد بن محفوظ خطابا رسميا من وزير المالية للموافقة عليه، وحينها تراجع الفيصل عن طلبه، فقد بدا له أن هناك أزمة ثقة. وصل الخبر إلى السيد حسن شربتلي، فتواصل مع الفيصل وقال له “أنا ومالي وأملاكي وأولادي تحت تصرفك”؛ نالت الحكومة القرض الذي تريده، وتضاعف نفوذ الشربتلي كما يريد. وعرف عن السيد الشربتلي حبه الكبير والجارف لمصر، وعليه فقد قدم بين أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات منحة سخية جدا للأزهر الشريف، وله قصة أبعد زمنيا. قام الشربتلي -بحسن نية- بإرسال شاحنة إلى منزل الرئيس جمال عبدالناصر محملة بهدايا كثيرة وثمينة للأسرة الرئاسية، تبدأ بالحلل الفاخرة وتنتهي بألعاب الأطفال مرورا بالساعات والمجوهرات وكل ما يخطر على البال، وقد أعاد عبدالناصر حمولة الشاحنة كما هي للشربتلي في نفس اليوم. وباستثناء هذه القصة، يسجل للشربتلي موهبته الفائقة والناجعة في التعامل مع رؤساء الدول وعلية القوم. للشربتلي قصة معروفة على هامش المشهد الأدبي، فقد عرف عنه عنايته بنشر بعض المراجع التراثية تطوعا، وعليه فقد أعاد طباعة معجم الصحّاح الذي أعاد تحقيقه الأديب الرائد أحمد عبدالغفور عطار. طبع الشربتلي 10 آلاف نسخة من المعجم ووزعها مجانا، هنا ثار العطار وأبرق للملك خالد شاكيا بأن الشربتلي تعدّى على حقوقه الأدبية والمادية معا مطالبا بتعويض يقدر بـ400 مليون ريال.

أحال الملك خالد شكوى العطار إلى وزارة الإعلام، فشكل الوزير محمد عبده يماني لجنة تنظر في القضية، تألفت اللجنة من: عبدالرحمن الراشد (وكيل وزارة الإعلام الداخلي)، حامد مطاوع (رئيس تحرير صحيفة الندوة)، عبدالله فقيه (مدير المطبوعات في المنطقة الغربية) ورئيس تهامة محمد سعيد طيب.

كانت حجة العطار، أن المحقق كالمؤلف الحقيقي، وأن ما قام به الشربتلي ألحق به الضرر، لذلك هو يطالب بتعويض ما لحقه من خسارة وما فاته من كسب. وفي المقابل قال السيد حسن إنه لا يتاجر في الكتب، إنما يتاجر في الأرزاق والأراضي، وأن كل كتاب طبعه -ومن ضمنها هذا المعجم- هو لوجه الله. وقد بذل عضو اللجنة، محمد سعيد طيب، كل جهد لحل المسألة وديا ولم يوفق، خصوصا وأنه يرى كلا الطرفين على حق.

أتذكر هذه الأخبار، وقد قادتني الصدفة إلى وثيقة نادرة وجدتها في مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق، العدد 109 من مجلة الحوادث اللبنانية بتاريخ 14 نوفمبر 1958، حيث نشرت المجلة قصة لافتة على صفحتين بعنوان مثير “قصة الفيلم السعودي اللبناني، قافلة الفضة التائهة بين جدة وبيروت، بطولة الوزير حسن شربتلي والمليونير نجيب صالحة”. نجيب صالحة رجل أعمال لبناني بارز ومعروف. ارتبط اسمه بأشهر الفنادق البيروتية وأفخمها. في عام 1948 عيّنه الملك عبدالعزيز وكيلا لوزارة المالية ليكون صلة وصل بين التجار وبين الحكومة، وبين الحكومة وبين الخارج أيضا. وتحدثت المجلة بأن الشربتلي -آنذاك- كان يسيطر على 70 بالمئة من المشهد التجاري السعودي وأن ثروته تقدر بألف مليون ريال سعودي.

والحقيقة أنني لم أستغرب هذه الأرقام عن الشربتلي، فقد أوصى الرجل بأن يذهب ثلث ثروته بعد وفاته إلى الجمعيات الخيرية، وقيل إن المبلغ يتجاوز المليار ريال، وما سمعناه أيضا أن تركة الشربتلي لم توزع على الورثة -لصعوبات تتعلق بالحصر والتقييم- زمنا طويلا ربما وصل إلى يومنا هذا.

انتهت علاقة صالحة بوزارة المالية بإقالة غامضة، وقبل مغادرته المملكة بعد تكوين ثروة تقدر بأصفار ستة، سلمه الشربتلي تحويلات على وزارة المالية تقدر بخمسة ملايين ريال، وإلى جانبها شيكات بعملات أجنبية تقدر بخمسة ملايين أخرى، ليكون مجموع ما استلمه صالحة من الشربتلي هو عشرة ملايين ريال، والهدف هو أن يقوم صالحة بشراء عقارات للشربتلي في مصر. مرت ست سنوات على هذه الحادثة، لم يشتر صالحة العقارات ولم يسترد الشربتلي مبلغه، وحين طالب الشربتلي بحقه وصلته رسالة من صالحة نصها “أرجو من معالي الأخ حسن شربتلي أن لا يلعب بالنار”. قرر الشربتلي مقاضاة صالحة أمام المحاكم اللبنانية، ووكل محاميا هو كاظم الخليل مقابل 20 بالمئة من صافي المبلغ. والخليل هو سياسي بارز ذو ميول شمعونية، انتخب نائبا لخمس دورات، وتولى الوزارة ثماني مرات.

تكررت زيارات الشربتلي للبنان من أجل متابعة سير المحاكمة، ووفق نص الحوادث “استطاع كاظم الخليل، في أيام، أن يجعل الشربتلي أسطورة يتحدث عنها لبنان. تبرعات وحفلات ومجوهرات وصفقات جانبية”، ومن أهم الصفقات شراء يخت الرئيس كميل شمعون بـ150 ألف ليرة، أي أن شمعون حقق “ربحا” يقدر بـ130 ألف ليرة، وهدف الشراء معروف ودور الخليل مفهوم. قال صالحة في المحكمة إنه سلم مبلغ الشربتلي إليه في جدة كريالات فضة، وهنا رد الشربتلي “أرجو أن ألفت النظر إلى حقيقة بسيطة، إن خمسة ملايين ريال من الفضة تعادل 118 طنا، أي حمولة 59 كميون متوسط الحجم، أين كان نجيب صالحة يضع هذه الكميات من الفضة حتى يسلمني إياها في جدة؟ وهل هناك شاهد واحد على عملية التسليم هذه؟”.

وأوضح الشربتلي بأنه لو تصورت المحكمة بأن صالحة وضع هذه الكمية في منزله فهذا غير منطقي، لأن منزله يتألف من حجرتين وصالون وغرفة طعام، كأي منزل حكومي، وبالتالي لا مجال بأن يستوعب حتى ربع المبلغ. لكن المحكمة لم تصدر حكما نهائيا، واستمرأت تأجيل الجلسات.

في هذه الأثناء قام الملك سعود بزيارة لبنان، توسط الرئيس حسين العويني لدى الملك للعفو عن صالحة، وهذا ما حدث، وهنا استأذن صالحة للاستثمار في المملكة فمنحه الملك سعود مباركته.

عاد صالحة إلى المملكة، ذهب الشربتلي إلى الملك طالبا موافقته على الاختصام مع صالحة أمام الشرع، وافق الملك، وصدر قرار رسمي بالتحفظ على شخص صالحة ومنعه من السفر إلى حين البت في الدعوى، لكن ثريا سعوديا بارزا، هو إبراهيم شاكر، كفل صالحة أمام المحكمة ليتمكن من المغادرة إلى لبنان، بعد أسابيع أبرق شاكر إلى صالحة مطالبا بسرعة عودته، فقد صدر حكم ابتدائي بدفع المبلغ للشربتلي.

وهنا وكّل صالحة الرئيس عبدالله اليافي محاميا عنه، واليافي -كما هو معروف- تولى رئاسة الحكومة غير مرة في عهود إميل إده وبشارة الخوري وكميل شمعون وشارل حلو. سافر اليافي وصالحة إلى المملكة، وقع اليافي في حيرة خانقة، فصالحة يؤكد أن القضية مختلقة كليا، وفي نفس الوقت هناك حكم قضائي.

قام اليافي بجولة سياسية واسعة، بدأت من الأمير عبدالله الفيصل ومرّت بولي العهد فيصل بن عبدالعزيز وانتهت بالملك سعود، وإثر هذه الجولة اقترح الملك تقسيط المبلغ المستحق للشربتلي على سنة ونصف، فجاء رد الشربتلي بأنه هو وأولاده وأمواله ملك للملك، إلا أن إمكانيات صالحة تمكّنه من سداد دينه على الفور، وأن الشربتلي أولى بالعطف الملكي من صالحة، وهنا انتهت وساطة سعود. في 27 أكتوبر 1958 أصدرت المحكمة الشرعية العليا في جدة حكمها النهائي، أن يقوم صالحة بدفع المبلغ المستحق للشربتلي فورا أو السجن. هرع صالحة إلى السفارة اللبنانية معتصما.

وجه الرئيس حسين العويني (الذي كان وزيرا للخارجية) بأن يقطع السفير اللبناني حسين الجسر إجازته السنوية للعودة إلى جدة من أجل حماية العلاقات الودية بين السعودية ولبنان في هذا التوقيت الحساس. وفي اليوم التالي كان عبدالله اليافي في جدة لتسوية القضية مع الشربتلي، لكنه لم ينجح في إحراز أي تقدم، وعليه اتجه إلى الرياض على ضيافة الملك لحل الموضوع. وإلى تاريخ نشر القصة، مازال صالحة معتصما في السفارة، واليافي بمعية الملك، والغريب أن الأعداد اللاحقة للحوادث خلت من أي متابعة للقضية، لكن منطق الأمور لا بدّ وأنه وصل إلى نهاية سعيدة لكل الأطراف.

 

مؤشرات على قرب نهاية نظام ولاية الفقيه

د. سالم حميد/العرب/27 آذار/16

لاحت في الأفق سلسلة من ملامح بداية نهاية “نظام الولي الفقيه” الذي يحكم الشعوب الإيرانية بطوق من حديد صدعته إرادة تلك الشعوب وقهر المظلومين، وبدأت تطفو إشارات واضحة على قرب الخلاص من نظام قمعي لا يعرف سوى الحكم بالقوة واغتصاب الحريات وسلب الحقوق ونشر الفوضى ودعم الإرهاب.

إن الصفات التي اتسم بها النظام الفارسي الحالي من حيث طريقة حكمه وسياسات بلاده العامة تبدي شيئا من انتهاء صلاحية هذا الحكم، فجميع الأنظمة التي اشتركت مع النظام الإيراني في ميزات الحكم هذه والسياسات العامة الفردية سقطت بعد مدة تراوحت بين 35 إلى 40 عاما، وخير مثال على ذلك نظام معمر القذافي في ليبيا. إن فترة ما يقرب الأربعين عاما كافية لتغيير الأجيال وأفكارهم، لذا فإن أي فكر صلب لا يتسم بالمرونة فإنه سيرفض بعد تبديل هذه الأجيال، وهو ما حدث لجميع الأنظمة ذات الأفكار المتصلبة. الفكر السياسي والعقائدي للنظام الإيراني ينطبق تماما على هذه المعادلة، فهو فكر متصلب لا يقبل التغيير أو حتى الانتقاد، ثم إن السياسات العامة لإيران مستقاة من فكر وعقل شخص واحد وهو الخميني، وهذه السياسات نبعت من أهواء وأفكار وجدت طريقا إلى قلوب وعقول بعض الشعب في فترة بداية الثمانينات، لأسباب عدة كانت هذه الشعوب قد خُدعت بتلك الأفكار التي نادت في ذلك الوقت بإرساء مبدأ العدالة وتمكين الحريات، ومن الطبيعي بعد معرفة حقيقة بطلانها لعدم تحقيق أدنى ما كانت قد دعت إليه، أن تجد رفضا شعبيا لها. ثم إن هذه الأفكار السياسية التي بقيت في حالة جمود حتى يومنا هذا أصبحت غير مرغوب فيها في زمن تغيرت به أنماط الحياة، وظهر جيل يتطلع إلى التغيير نحو الأفضل ويرفض كل تقييد لحياته وازدهار بلاده، وهو ما يؤكده الشباب الإيراني والذي عبر عنه أكثر من مرة كان آخرها ما يسمى بالحركة الخضراء التي اندلعت بعد تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح المتشدد محمود أحمدي نجاد.

ما يزيد وضع النظام الفارسي سوءا قمعه واضطهاده للأقليات الدينية والعرقية منذ استلامه زمام السلطة عام 1979، وعلاوة على إحكامه الخناق على كافة الشعوب الإيرانية من خلال أيديولوجية عفا عليها الدهر، لجأ أيضا إلى تهديد كافة بلدان المنطقة من خلال تمويل الإرهابيين والميليشيات المتطرفة من أجل إشاعة الفوضى وعدم الأمان كطريق مرسوم لتمرير أهداف ثورته الخمينية، ودراسة تاريخ الأنظمة القمعية في العصر الحديث يثبت أن عمر هذه الأنظمة لم يتجاوز الأربعين عاما.

ومع تفاقم حدة مشاكل البلاد وعجز الحكومات المتتالية عن حلها أو حتى الحد منها، فإن الوضع ينذر بانفجار شعبي لا محالة، ويعجل بمشروع الخلاص من النظام القائم؛ فلا يزال أكثر من 11 مليون شخص في إيران يعانون من الأمية، و15 مليون دون خط الفقر، بالإضافة إلى 24 بالمئة من الشباب العاطلين عن العمل، وحسب تقديرات الحكومة فإن 40 بالمئة من الشعب الإيراني يقبع تحت خط الفقر المدقع، لكن الخبراء الإيرانيين ومنهم الدكتور راغفر أستاذ جامعة طهران يقدرون هذه النسبة بأكثر من 60 بالمئة، وما نسبته 25 بالمئة من الإيرانيين يسكنون في بيوت من الصفيح بسبب عدم استطاعتهم تأمين المال الكافي لدفع الإيجار الذي يفوق مبلغه مستوى معدل الرواتب الشهرية في إيران، وهناك 12 بالمئة من الأسر الإيرانية تُعيلها النساء، و82 بالمئة من هؤلاء المعيلات عاطلات عن العمل، ناهيك عن ملايين المدمنين على المخدرات وانتشار العصابات والأمراض؛ كل هذه المآسي لها حد من استيعاب المجتمعات لها، والواقع الإيراني يشير إلى أن المجتمع وصل إلى حد الإشباع من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ولم يعد لديه الطاقة لتقبل المزيد، أي أن طريق الخلاص لا بد أن يكون في عملية تغيير شاملة في البلاد تشمل إسقاط النظام.

تتربع العنصرية الفارسية على قائمة مؤشرات سقوط نظام الملالي الذي بات منذ اليوم الأول يتبع سياسة التهميش والإقصاء للقوميات والعرقيات التي تعيش تحت حكومته بالقوة، فغالبية الإيرانيين ليسوا من الفرس، ولا يشكل الفرس سوى 30 بالمئة من مجمل الإيرانيين البالغ عددهم نحو 77 مليون نسمة.0

أظهرت الأحداث مؤخرا بروز حالة من الغضب في أوساط القوميات غير الفارسية، وعلى رأسها العرب، وحسب التقارير فإن هناك محاولات من قبل الشعوب العربية في الأحواز وهي منطقة غنية بالنفط والغاز ومطلة على الخليج العربي من أجل إطلاق انتفاضة ضد التمييز والتهميش والحرمان الاقتصادي من جانب الفرس، وهو هدف مشترك مع التركمان والبلوش والأكراد وباقي القوميات والعرقيات المظلومة والمهمشة في حكم الولي الفقيه، وخاصة أن شباب هذه القوميات يرون ما تتمتع به شعوب العالم من حريات، وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية تتيح لهم فرص التعبير من أجل التغيير وهو ما يشير إلى قرب انتفاضتهم ضد الاستعباد والقهر. ظهر مؤخرا الشعار الذي يقول “لا غزة ولا لبنان.. روحي فداء إيران”، ما يثبت انهيار النظام الإيراني قريبا تحت إرادة الشباب الإيراني الذي بات يملّ من المصطلحات والوعود التي يستخدمها النظام ويلعب فيها على وتر الإحباطات ويستخدم فيها القضية الفلسطينية كذريعة من أجل استعطاف الشعوب، فيما يمارس هو أعتى أنواع الوحشية والإجرام عبر تجنيد العناصر الإرهابية في مختلف الدول العربية ابتداء من حزب الله الإرهابي، وحتى قوات الحشد الشعبي من أجل تكوين “هلال إيراني”. ما أنفقه النظام الإيراني من مليارات أهدرت بين تسليح الجماعات الإرهابية ودعم المجموعات المتمردة والسعي إلى الحصول على سلاح نووي ضيّق الخناق حاليا على أعلى سلطة في البلاد وهي الحرس الثوري وبيت الخامنئي وأذاقها فشلا ذريعا أمام أعين شعوب المنطقة، فبعد استسلام النظام الإيراني للقوى الغربية وتسليمهم النووي بعد هدر مليارات الدولارات عليه، نرى أيضا انهيارا شاملا للطوابير الإيرانية الخامسة، فقد أحبط التحالف العربي المساعي الإيرانية للسيطرة على اليمن عن طريق الحوثيين الذين بدأوا التفكير في رفع الراية البيضاء. وتقف سوريا على قاب قوسين من التحرر من حكم الأقلية العلوية، والميليشيات الشيعية العراقية التي تدار من قبل إيران لن تصمد في المدى القصير إلى المتوسط، وحزب الله الإرهابي الذراع الإيراني في لبنان ينتظر نفس المصير بعد انكشاف حقيقته أمام الشعوب العربية كافة.وفي حال خسر النظام الإيراني أذرعه خارج حدوده وفشل في المحافظة عليها فإن هذا سيكون بداية استقلالية الشعوب الإيرانية عن النظام الفارسي ومؤشر على فشله في المحافظة عليها.

اتساع الخلافات بين التيار الأصولي المحافظ بقيادة خامنئي والتيار المعتدل بقيادة روحاني، وطرح وجهات نظر مختلفة زادت حدة الخلاف بين الطرفين لدرجة وصلت إلى ترجيح كل جهة مصالحها الذاتية على المصلحة الوطنية وحياة المواطن، وقد أصبحت الشعوب الإيرانية على علم بأن هذه الخلافات علاوة على سوء الإدارة والفساد هي أسباب تردي أوضاعهم وليست تلك الشماعات التي طالما علق عليها النظام الإيراني فشله في إدارة البلاد.

 

محكمة نيويورك تُدرج خامنئي متهماً ثانياً في هجمات 11 أيلول

جوزيف براودي//27 آذار/16الشرق الأوسط

تكشف «الشرق الأوسط» في الجزء الثاني، من شهادة مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأميركية، أمام محكمة نيويورك، التي ساعدت في إيضاح السبب وراء الحكم بتغريم طهران بـ10.7 مليار دولار. وحصلت الصحيفة على تقرير قاضي محكمة نيويورك الجزئية جورج دانيلز ووثائق وأدلة قضائية جديدة، استند إليها القضاء في القضية المعروفة باسم «هافليش» في إصدار حكم يؤكد علاقة طهران بتنظيم القاعدة، وضلوع المرشد الأعلى للنظام الإيراني شخصيًا و«حزب الله» المباشر في تخطيط وتمويل وتنفيذ هجمات 11 أيلول 2001. التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص في واحدة من أكثر الهجمات دمويّة في تاريخ الولايات المتّحدة. ونقلت «الشرق الأوسط» أمس في الجزء الأول من هذا التحقيق بالوثائق القضائية مقاطع من شهادة عاملي الـ«سي آي إيه»، تم استخدامها لصالح المدعين ضد حكومة طهران و«حزب الله»  وتنظيم القاعدة، وكلها نقاط أساسية في القضية. ونقلت أيضا بالوثائق ما أكده شاهدا الـ«سي آي إيه» للمحكمة بأن «التعاون بين (القاعدة) وإيران و(حزب الله) بدأ بتفجير أبراج الخُبر في السعودية عام 1996 وسفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998 واستهدف المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» قبالة سواحل اليمن عام 2000 . وفي الجزء الثاني من هذا التحقيق الذي يدور حول تقرير قاضي محكمة نيويورك وتداعياته على الإدارة الأميركية الحالية والمقبلة، نستكمل شهادة اثنين من عملاء الاستخبارات الأميركية السريين في قضية هافليش، ونكشف عن تفاصيل إضافية متصلة بالأدلة التي تم تقديمها في وثائق المحكمة. كما يقدم التحقيق لمحة سريعة عن المشكلات التقنية والسياسية التي واجهتها الحكومة الأميركية أثناء محاولة معالجة مشكلة التعاون بين إيران وتنظيم القاعدة.

يقول قاضي محكمة نيويورك الجزئية في تقريره الذي استند إليه حكمه بإدانة النظام الإيراني و«حزب الله» بالتعاون مع تنظيم القاعدة في تنفيذ وتخطيط وتمويل هجمات سبتمبر: «إن المدعين قدموا أدلة مقنعة إلى المحكمة تفيد بأن جمهورية إيران الإسلامية، قدمت الدعم المادي والموارد لتنظيم القاعدة لأعمال الإرهاب، بما في ذلك القتل خارج نطاق القضاء من ضحايا هجمات 11 أيلول عام 2001. كما قدمت جمهورية إيران الإسلامية دعما شاملا إلى تنظيم القاعدة في جملة أمور، من بينها التخطيط، والتمويل، وتسهيل سفر الخاطفين والتدريب، والخدمات اللوجستية، وتضمن تقديم الخدمات، كالمال، والسكن، والتدريب، ومشورة الخبراء أو المساعدة، وتوفير أماكن اختبائهم، ووسائل النقل.

وأضاف تقرير المحكمة أن الدعم المادي والموارد التي قدمت لـ«القاعدة» كانت من قبل مختلف المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك، ولكن ليس على سبيل الحصر، الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي ومرؤوسيه، من قبل ضباط من فيلق القدس الجناح العسكري للحرس الثوري الإيراني، ومن قبل جهاز مخابرات المرشد الأعلى، وعملاء أو وكلاء إيران من بينهم «حزب الله»، وكانت العلاقة بين النظام الإيراني وحلفائه مع تنظيم القاعدة قبل وبالتزامن وبعد أحداث 11 أيلول2001. ولتوضيح أساس الحكم ومعايير الأدلة التي تم الأخذ بها في القضية، قال مصدر قضائي رفيع لـ«الشرق الأوسط»: «في الولايات المتحدة الأميركية، لدينا قانون الحصانات السيادية الأجنبية الذي يصف بدقة الظروف التي يجوز فيها مقاضاة دولة أجنبية ذات سيادة (أو أذرعها السياسية أو أجهزتها أو وكالاتها) أمام المحاكم الأميركية. في عام 2008، ذكر قانون تفويض الدفاع الوطني بوضوح أنه في حالات التعذيب والإعدام خارج نطاق القانون وتخريب الطائرات واحتجاز رهائن يتم تجاوز قانون الحصانات السيادية الأجنبية، ويجوز للمحكمة الأميركية المطالبة باختصاصها القضائي للفصل في دعوى تخص دولة أجنبية. وقد تمت إجراءات دعوى هافليش على هذا الأساس».

يشترط قانون الحصانات السيادية الأجنبية أن تكون الإعدامات خارج نطاق القانون قد وقعت «بسبب» تقديم دعم مادي. ويكفي شرط العلاقة السببية بموجب القانون بالكشف عن سبب قريب. ويمكن إثبات «السبب القريب» بإظهار «رابط معقول»: بين الدعم المادي المقدم وفعل الإرهاب النهائي. بمعنى أن السبب القريب موجود إذا كانت هناك صلة معقولة بين أفعال المدعى عليه والأضرار التي وقعت على المدعين. «في قضية هافليش، توصل القاضي إلى أن المدعين أكدوا وجود عدة (روابط معقولة) بين هجمات 11 سبتمبر والدعم المادي الذي قدمته إيران إلى (القاعدة). وقد عدد القاضي تلك الروابط في (إثبات الوقائع والنتائج القانونية). وتوصل إلى أن المدعين أثبتوا أن هجمات 11 أيلول وقعت بسبب تقديم المدعى عليهم دعما ماديا إلى تنظيم القاعدة».

وأضاف المصدر القضائي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «العلم بوجود صلة بين إيران وتنظيم القاعدة – فيما يتعلق بهجمات الحادي عشر من سبتمبر – والسنوات الطويلة التي تلتها من العمليات الإرهابية، كان يتجاوز الولايات المتحدة». وتابع المصدر القضائي: «أكد قضاة ومسؤولون استخباراتيون وغيرهم من المسؤولين الحكوميين والصحافيين في إسبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها النتائج الأميركية حول العلاقة الإرهابية. وفي بعض الحالات، كانت الحكومة الإيرانية نفسها وأسامة بن لادن هما مصادرها للمعلومات» .

هذا وأبان اثنان من أبرز عملاء الاستخبارات الأميركية السريين في قضية «هافليش» في شهادتهما أمام قاضي محكمة نيويورك تفاصيل إضافية حول عمق التعاون بين تنظيم القاعدة وإيران و«حزب الله» في الفترة السابقة على هجمات الحادي عشر من أيلول والفترة التالية لها ومن أهما:

أكدت مجموعة من التصريحات المتضمنة في الدليل أنه في الشهور السابقة على هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، كان عملاء «حزب الله» قد رسخوا أقدامهم في مجال تجارة الماس الأفريقي بالغرب وكانوا يعملون كوسطاء لتقديم المشترين من تنظيم القاعدة إلى تجار الماس في مونروفيا بليبريا وغيرها من الأماكن. ومن الملاحظ أنه في الشهور السابقة على الهجمات وتحديدا في عام 2000، ذهب عناصر تنظيم القاعدة في حملة شراء مجمومة للماس في مونروفيا بليبريا.

وفي المحصلة، اشترى عناصر «القاعدة» ما يعادل 20 مليون دولار من الماس من جماعة متمردي سيراليون «الجبهة الثورية المتحدة». واستمرت مساعي تنظيم القاعدة المحمومة لتحويل أموالهم إلى بضائع لا يمكن تتبعها مثل الماس حتى عشية هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث تزعم تقارير بوجود سجلات للمكالمات الهاتفية ترصد مكالمات بين الوسطاء «الشيعة» – من «حزب الله» – والأفغان حتى 10 سبتمبر 2001. وعلى نحو متصل، تؤكد الشهادة أن تنظيم القاعدة استخدم شبكة تهريب الماس بين الغرب وأفريقيا التابعة لـ«حزب الله» لممارسة أنشطته. وتم تحديد اثنين من اللبنانيين التابعين لـ«حزب الله» – تاجر ماس لبناني يدعى عزيز نصور وابن عمه الذي يدعى سامح العسيلي – باعتبارهم همزة الوصل بين تنظيم القاعدة وشركة في بلجيكا تتاجر في الماس. وهناك دليل على أن بعض الأموال التي تم الحصول عليها من تجارة الماس استخدمت لشراء الذخيرة المستخدمة في العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة.

وقبل عدة أيام من هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، تم اغتيال أحمد شاه مسعود، القائد العسكري الأعلى للتحالف الشمالي في أفغانستان على يد عناصر تنظيم القاعدة بأوامر من أسامة بن لادن. وكان مسعود أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة.

وأكد الشاهدان الرئيسيان من الاستخبارات الأميركية في قضية «هافليش» أن إيران قدمت المساعدة لأسامة بن لادن في عملية اغتيال مسعود. وزعما أن السفارة الإيرانية في بروكسل ببلجيكا ساعدت عنصري تنظيم القاعدة التونسيين اللذين شاركا في عملية الاغتيال في الحصول على جوازات سفر بلجيكية مزورة وغيرها من الوثائق التي استخدموها لدخول الجزء الشمالي من أفغانستان بزعم أنهم صحافيون يرغبون في إجراء حوار مع مسعود. وتوجد مزاعم بأن الإيرانيين أرسلا الرجلين للحصول على الكاميرا التي تم استخدامها في عملية الاغتيال والتي سرقت من صحافي فرنسي وتم إخفاء المتفجرات المستخدمة في عمليات الاغتيال بداخلها.

– تفجيرات مجمع الرياض في 2003

يزعم شاهدا الاستخبارات الأميركية في شهادتهما أن سيف العدل، أحد قيادات تنظيم القاعدة الذي يعمل من داخل إيران، هو من أمر بشن الهجمات على الولايات المتحدة في الرياض بالمملكة العربية السعودية في 2003. كما يزعمان أن رصد المكالمات الهاتفية يشير إلى سيف العدل باعتباره أحد المشتبه بهم في تفجيرات مجمع الرياض بالمملكة العربية السعودية، وإلى أن هذه الهجمات كانت تدار من داخل إيران.

وفي تصريحاته الحصرية لـ«الشرق الأوسط» قال المصدر القضائي: «إن الحكومة الأميركية لديها تأكيد شامل على الصلة بين إيران و(القاعدة) قبل وبعد 11 أيلول. من أهمها وثائق وكالة الأمن القومي».

ووفقا لشهادة العميلين السريين، قبل نشر تقرير لجنة 11 أيلول في تموز عام 2004. عثر عضو اللجنة لوري فينر على خزائن ملفات مليئة بآلاف الوثائق المطبوعة في مقر وكالة الأمن القومي في فورت ميد. قام فينر وزميله في اللجنة والمسؤول السابق في «سي آي إيه» لويد سالفيتي بمراجعة الوثائق ووجد ملفات كاملة تشير إلى العلاقة بين «القاعدة» وإيران وبين أسامة بن لادن و«حزب الله». يوضح الاكتشاف المتأخر الذي تم عشية إصدار التقرير الحديث المختصر في تقرير لجنة 11 سبتمبر عن وجود دعم مادي يزعم أن إيران قدمته لـ«القاعدة». اعترفت اللجنة بالحاجة إلى استمرار التحقيقات بقولها: «نعتقد (نحن أعضاء اللجنة) أن هذا الموضوع (تورط إيران في أحداث 11 سبتمبر) يتطلب إجراء الحكومة الأميركية مزيدا من التحقيقات». ويؤكد الشاهدان على أنه لم يتم الشروع في مثل تلك التحقيقات بعد ذلك.

واستنادا إلى تأكيدات مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية، و«برقية وزارة الخارجية» الأميركية التي رفعت عنها السرية، أشار الشاهدان إلى تصريحات إعلامية وعامة أخرى أدلى بها مسؤولون كبار في وزارة الخارجية يعترفون فيها بوجود علاقة بين إيران و«القاعدة»، من بينها:

– في تشرين الثاني عام 2005، اتهم وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في ذلك الوقت نيكولاس بيرنز – بوضوح – إيران باستضافة «القاعدة»: «تستمر إيران في استضافة كبار قادة (القاعدة) المطلوبين بسبب قتلهم أميركيين وضحايا آخرين في تفجير السفارتين في شرق أفريقيا في عام 1998. وقد طالبنا مرارا بتسليم هؤلاء الإرهابيين إلى بلدان سوف تحاكمهم وتطبق عليهم العدالة. ونعتقد أن بعض عناصر (القاعدة) وغيرهم من التنظيمات المتطرفة ذات الفكر المشابه تستمر في استخدام إيران كملاذ آمن ومأوى لتسهيل عملياتهم».

– ويؤكد الشاهدان على أن كوفر بلاك سفير مكافحة الإرهاب السابق في وزارة الخارجية الأميركية تحدث إلى وسائل الإعلام في عام 2004 مصرحا بأن الحكومة الأميركية تملك دليلا على وجود تعاون بين «القاعدة» وإيران. واستشهد بمنشقين استخباراتيين إيرانيين قدموا معلومات إلى السلطات الأميركية بشأن وجود اتصال منتظم بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم القاعدة.

– أشار سفيران في شهادتهما أمام لجنة مجلس الشيوخ لشؤون الحكومة في فبراير عام 2002 إلى تورط «القاعدة» و«حزب الله» في عمليات الاتجار في الماس بغرب أفريقيا. وصف جوزيف ميلروز السفير الأميركي السابق لدى سيراليون الصلة مع «حزب الله» حيث قال: إنها كانت قائمة منذ أعوام. كما شهد جون لي، الذي كان وقتها سفير سيراليون لدى الولايات المتحدة، في جلسة الاستماع ذاتها بأنه «ليس من المفاجئ أن عناصر (القاعدة) و(حزب الله) مشغولون في غرب أفريقيا بشراء الماس منخفض السعر والمنهوب من سيراليون ويصَرِّفونه في أوروبا وغيرها من المناطق».

– في حوار على برنامج التلفزيون الحكومي «فرونت لاين»، أشار لاري جونسون، نائب مدير مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السابق الذي عمل لفترة قصيرة في وكالة «سي آي إيه»، إلى أن وجهة النظر السائدة بأن السنة والشيعة لن يتعاونوا كانت فكرة غالبة في السابق. ولكنه أضاف: «عندما تجد أن شخصا مثل مغنية يجتمع مع بن لادن، وأن مغنية يتنقل بحرية خروجا ودخولا ما بين سهل البقاع وإيران، وسهل البقاع هو المكان الذي خرجت منه المتفجرات التي استخدمت لتفجير المجمع السكني الأميركي في السعودية (تفجير أبراج الخبر عام 1996)، وأن الأفراد المتورطين في تلك العملية التفجيرية لهم صلات وروابط مع بن لادن، ستحتاج إلى التوقف فجأة لتقول حسنا ربما لا يكون الأمر مثلما تصورناه».

– قال الشاهدان أيضا إنه في عام 1997. كانت هناك إشارات في وثائق رسمية خاصة بالحكومة الأميركية إلى صلات تربط بين بن لادن وإيران. تم رفع السرية عن عدد من تلك الوثائق ووضعت في الأرشيف الوطني الرسمي للولايات المتحدة، حيث يمكن للجمهور الاطلاع عليها. أوردت برقية لوزارة الخارجية تحمل عنوان secstate WDC 231842. بتاريخ 8 كانون الأول عام 1997، تقريرا عن اجتماع عقده مساعد وزير الخارجية كارل إندرفورث مع ثلاثة من عناصر طالبان، وهو اجتماع سعى إلى عقده زعيم طالبان الملا عمر. في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة تحث أفغانستان على طرد أسامة بن لادن، وقام ذلك الوفد بطمأنة إندرفورث على أن طالبان سوف تفي بتعهدها ولن تسمح لـ«القاعدة» باستخدام أفغانستان كقاعدة للإرهاب. وكما ظهر في النسخة الأصلية من البرقية، أضاف ممثل طالبان: «إذا تم طرد بن لادن، فسوف يذهب إلى إيران ويسبب مزيدا من المشاكل. وأشار أحمد جان إلى أن طالبان لم تدع أسامة بن لادن إلى أفغانستان؛ بل كان بالفعل في ولاية ننكرهار كضيف على النظام السابق عندما تولوا الحكم. وادعى أن طالبان توقفت عن السماح له بالإدلاء بحوارات عامة وأحبطت محاولات إيرانية وعراقية للتواصل معه».

كما استشهد شاهدا «سي آي إيه» في شهادتهما أمام محكمة نيويورك بمصادر في وزارة الدفاع من بينهم مسؤول برتبة عالية بالإضافة إلى وزير دفاع سابق توثقوا بأنفسهم من الصلة بين «القاعدة» وإيران وما نتج عنها في 11 أيلول.

– أشار الشاهدان إلى كي فاليس، محلل وكالة استخبارات الدفاع السابق الذي عمل في قاعدة بولينغ الجوية داخل مركز تحليل استخبارات الدفاع في إجراء أبحاث ودراسات في قضايا الإرهاب. كان فاليس مؤهلا جيدا لأداء وظيفته بعد أن عمل محققا باللغة الفارسية في الجيش الأميركي. في أواخر عام 2000، أتم مهمة مناوبة لمدة عام في مكتب التحقيقات الفيدرالية حيث كان يحقق في الهجوم الذي وقع في أبراج الخبر عام 1996. وتفجيرات السفارتين الأميركيتين في شرق أفريقيا عام 1998. عندما عاد فاليس إلى وكالة استخبارات الدفاع، قيل إنه استخدم «تحليل الروابط» لتجميع الصلات العالمية والمنهجية التنفيذية التي يستخدمها تنظيم القاعدة. اتضح له أن «القاعدة» مستمرة في التخطيط لهجمات أخرى ضد الولايات المتحدة، بل وأيضا أن التنظيم يقيم علاقات وثيقة مع أجهزة استخباراتية وأمنية إيرانية (وزارة الدفاع والأمن). ويؤكد الشاهدان أن فاليس حاول ولم يوفق في إقناع عدد من مسؤولي مركز تحليل الاستخبارات بأهمية ما توصل إليه بالإضافة إلى استنتاجه بأن إرهابيين تدعمهم إيران يخططون لارتكاب هجمات عنيفة أخرى ضد الولايات المتحدة. نقلت الشهادة عن فاليس قوله: «بدأت أعثر على كل تلك الصلات التي تربط بين إرهابيي (القاعدة) والإيرانيين، وخاصة تلك التنظيمات الخاضعة لسيطرة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مباشرة.

كان تنظيم القاعدة وإيران على صلة أيضا بإرهابيين ينتمون إلى تنظيم الجهاد الإسلامي المصري والجماعة الإسلامية المصرية. وقد جاء نائب زعيم (القاعدة) أيمن الظواهري من التنظيم الأول، لينضم إلى أسامة بن لادن في تأسيس (القاعدة) رسميا في عام 1996». كان الشاهدان يحاولان فيما يبدو إثبات أنه لو تم الاهتمام بتحذيرات فاليس، ربما تكونت بنية مفاهيمية داخل أجهزة استخبارات الدفاع يعمل بموجبها متخصصون في شؤون الإرهاب الإيراني ومتخصصون في شؤون تنظيم القاعدة معا بدلا من عملهم منفصلين، وربما كان مثل هذا الجمع بين الفريقين سيعزز من قدرة مجتمع الاستخبارات الأميركي على تعقب سلسلة التطورات التي أسفرت في النهاية عن وقوع هجمات 11 أيلول. ووفقا لما ذكره الشاهدان: «أدرك فاليس أن زملاءه المحللين في وكالة تحليل الاستخبارات ورؤساءهم يتعاملون مع (القاعدة) وغيره من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط والدول الراعية لها كمشاكل منفصلة ولا أحد يعرف عن الصلات التي تربط بين التنظيمات الإرهابية وإيران. استطاع فاليس العثور على الرابط بين (القاعدة) وإيران و(حزب الله) ولكن لم تلق تحذيراته المتعددة اهتماما».

ولاحظ الشاهدان عميلا «سي آي إيه» السابقان أن وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد صرح في نيسان عام 2002 قائلا: «لا شك في أن تنظيم القاعدة انتقل إلى إيران ووجد بها ملاذا، ولا شك في أن التنظيم يخرج ويدخل من إيران إلى الجنوب والعكس وينتشر في بعض الدول الأخرى».

ويقول المصدر القضائي: «استندت محكمة نيويورك أيضا إلى تقارير لمديرين في وكالة الاستخبارات المركزية واتصالات هاتفية تعقبتها الوكالة» .

وأضاف: «في حين كان العميلان السريان السابقان في (سي آي إيه) اللذان أدليا بشهادتهما في المحاكمة يؤديان عملهما في الخفاء، فإن الاستنتاجات التي توصلا إليها فيما يتعلق بتعاون إيران و(القاعدة) تم تأكيدها بدرجة ما وبعبارات عامة من مديرين سابقين في (سي آي إيه)».

وتابع المصدر القضائي الأميركي: «أشار الشاهدان إلى أن مدير (سي آي إيه) السابق بورتر غوس أكد أن طهران تؤوي عناصر بارزة في (القاعدة)، ما يسبب غموضا إضافيا (هكذا وردت في الأصل) بشأن تعهد إيران بإحضارهم أمام العدالة». وبناء على شهادة الشاهدين، تزامن تصريح غوس مع معرفة أن «إيران في فترة ما بعد 11 أيلول (أصبحت) مقرا معروفا وملائما لاجتماع السنة المتطرفين المنتمين لجماعات جهادية عالمية وغيرها من التنظيمات الإرهابية». واعترف زعيم أحد التنظيمات الجهادية في باكستان بالعمل التنظيمي مع جماعات إرهابية أخرى مشيرا إلى مقاتلين من حماس و«حزب الله» على وجه التحديد. ولدى سؤاله عن مكان إقامة تلك الاتصالات، قال الجهادي الباكستاني إنه «إيران».

لاحظ الشاهدان أنه في شهادة أمام مجلس الشيوخ الأميركي في فبراير (شباط) عام 2003 كرر مدير «سي آي إيه» جورج تينيت ما قاله دونالد رامسفيلد في نيسان 2002، حيث قال: «إننا نرى إشارات مقلقة بأن (القاعدة) رسخت وجودها في كل من إيران والعراق». وأخيرا بالتلميح من جديد إلى (سي آي إيه) أكد الشاهدان أن «التسجيلات الهاتفية التي حصل عليها مسؤولون أميركيون، كانوا يحققون في تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، كشفت أن 10 في المائة من الاتصالات الصادرة من هاتف متصل بالأقمار الصناعية استخدمه بن لادن وكبار مساعديه كانت إلى إيران».

وأخيرا أشار المصدر القضائي إلى وجود تأكيد دولي واسع على الصلة بين إيران و«القاعدة» والتي أدت إلى أحداث 11 أيلول وما بعدها. أكد الشاهدان على أن الشرطة الفيدرالية الألمانية أوردت في تقارير قيام عنصر «القاعدة» رمزي بن الشيبة بزيارة إلى إيران قبل وقوع هجمات 11 أيلول بثمانية أشهر. توقف رمزي بن الشيبة، الذي سافر حاملا تأشيرة مدتها أربعة أسابيع في كانون الثاني عام 2001، إلى طهران في طريقه لمقابلة زعماء «القاعدة» في أفغانستان. وأكد الشاهدان على أن الدليل على توقف بن الشيبة مسجل في وثائق تضم آلاف الصفحات جمعتها الشرطة الفيدرالية الألمانية في إطار تحقيقاتها في «خلية هامبورغ»: «التي كان قائدها محمد عطا رئيس مجموعة الخاطفين في أحداث 11 أيلول. كان رمزي بن الشيبة رفيق عطا في السكن في هامبورغ، وأصبح منسقا رئيسيا في الخطة بعد أن مُنع من الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة. في إطار دوره كوسيط، كان رمزي بن الشيبة ينقل التعليمات ما بين خالد شيخ محمد ومحمد عطا، وفقا لما ورد في تقرير 11 أيلول. أضاف الشاهدان أنه بناء على وثائق الشرطة الفيدرالية الألمانية، جاء الدليل على سفر رمزي بن الشيبة من الإيرانيين أنفسهم.

عندما سأل المحققون الألمان السفارة الإيرانية في برلين عن معلومات بشأن سفريات الشيبة إلى دولتهم، أعطى الإيرانيون الشرطة الفيدرالية نموذجا لطلب التأشيرة مكونا من صفحتين مدون فيهما بيانات بخط الشيبة ومعه ملحق بصورة جواز سفره. ووفقا لذلك النموذج تقدم رمزي بن الشيبة بطلب الحصول على تأشيرة سياحة لمدة أربعة أسابيع لإيران في 20 كانون الأول عام 2000، حيث وضع علامة أمام السياحة أو الحج كأسباب للسفر. أشار طلب رمزي بن الشيبة أيضا إلى أنه لم يكن يمر عبر إيران في طريقه إلى دولة أخرى ولكن كانت إيران وجهته النهائية. ذكر تقرير صادر عن الشرطة الفيدرالية الألمانية بخصوص ذلك الشأن أنه تمت الموافقة على طلب التأشيرة المقدم من بن الشيبة وأنه سافر إلى إيران في 31 كانون الثاني عام 2001. وتم تقديم تلك المعلومات إلى محامي هافليش.

أما ماغنوس رانستورب، الذي كان وقتها نائبا لمدير مركز دراسة الإرهاب والعنف السياسي في جامعة سانت أندروز في اسكوتلندا بالمملكة المتحدة، فقد نوه الشاهدان إلى أن ماغنوس رانستورب في أثناء عمله نائبا لمدير مركز دراسة الإرهاب والعنف السياسي في جامعة سانت أندروز في اسكوتلندا، أكد أيضا على أن تنظيم «حزب الله» الذي يمارس الإرهاب بالوكالة عن إيران، قدم تدريبا على المتفجرات لمفجري السفارتين في شرق أفريقيا. وقال: إن المشتبه بهم المعتقلين في تفجيرات سفارتي شرق أفريقيا ذكروا أن أشخاصا قد سافروا إلى لبنان لتلقي تدريبات على المتفجرات على يد «حزب الله». وورد عن رانستورب قوله: «كشفت الكتيبات العسكرية لـ(القاعدة) تجديدا في صناعة المتفجرات تشمل (آر دي إكس) و(سي 4). ولكن كان هناك اعتراف بأن بعضا من هؤلاء العناصر سافروا إلى لبنان للحصول على تلك الخبرات».

إلى ذلك عمل الإسباني بالتازار غارسون لعدة أعوام كقاضي تحقيقات في المحكمة المركزية رقم 5 التي تحقق في القضايا الجنائية البارزة في إسبانيا ومن بينها الإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال. ووصف الشاهدان عميلا «سي آي إيه» السابقان مزاعم غارسون كما يلي: «عندما وجد تنظيم القاعدة أنه تم القبض على كبار قادته قبل 11 سبتمبر، مثل أبو زبيدة ورمزي بن الشيبة وخالد شيخ محمد، واحدا تلو الآخر وتساقطوا على يد القوات الأميركية، عقد مجلس شورى تنظيم القاعدة ومقره في إيران اجتماعا استراتيجيا في شمال إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2002. وعلى الرغم من أن بن لادن لم يكن حاضرا، كان لزاما على التنظيم أن يقرر كيفية استمرار العمل في البيئة الجديدة والخطيرة. قاد ذلك النقاش مصطفى ست مريم نصر، المخطط الاستراتيجي السوري الذي قال إنه حان الوقت لكي يطبق تنظيم القاعدة فتوى كتبها بن لادن في 1998 ونشرها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي. وأخبر التنظيم أن عليهم الحد من التحرك كتنظيم هرمي والعمل بصورة أكبر كشبكة عالمية (لامركزية)» .

من ناحية ثانية أشار شاهدا «سي آي إيه» في مراجعهما أيضا إلى الصحافي الباكستاني حامد مير الذي حاور بن لادن قبل أحداث 11 سبتمبر وبعدها. ويؤكد الشاهدان على أنه عندما حاور مير بن لادن في آذارعام 1997: «فوجئ أثناء اللقاء عندما تحدث بن لادن عن تحالف بين طالبان وإيران يقوم على موقف مشترك معاد للولايات المتحدة. وكما أخبر أحد عملاء بن لادن مير: (نريد تكوين تحالف على أساس واسع ضد الولايات المتحدة ولهذا السبب نحن على اتصال مع الإيرانيين منذ أعوام كثيرة)».