المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 آذار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.march29.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة

بِالمَعْمُودِيَّةِ دُفِنَّا مَعَهُ في المَوْت، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ المَسِيحُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ لِمَجْدِ الآب، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا في الحَيَاةِ الجَديدَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

طاقم سياسي عفن ونتن وشركات أحزاب فاجرة/الياس بجاني

تحرير على الطريقة الملالوية يتنقل بين لبنان ودول الخليج/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكويت تلغي إقامات 60 لبنانيا لارتباطهم بحزب الله

سجال لبناني حول ترشيحات "اليونيسكو": سلامة أم خوري؟

اسباب استبعاد غسان سلامةواختيار خوري لليونيسكو؟

هولاند في بيروت في 16 نيسان وبعدها في القاهرة وعمّان

دول الخليج توسع الحصار ضد أتباع "حزب الله"

تحذيرات دولية من خلايا إرهابية في مخيمات لبنان والاجهزة الامنية في المرصاد

سياسيون في 8 آذار يحاولون إقناع حزب الله بسحب دعمه لعون

لبنان: مواقف باسيل «تشعلها» على جبهة «التيار الحر» - «المستقبل»

حوري لـ «الراي»: وزير الخارجية اخترع «خبرية» التوطين لتخريب علاقاتنا الدولية بعد العربية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 28/3/2016

القوات: مسلسل تغييب المسيحيين لم ينته وسنتحرك مع التيار الوطني لرفض إحدى مذكرات التعيين في مصلحة تسجيل السيارات

ريفي: ترشيح سلامة للامانة العامة للاونيسكو وسام شرف للبنان ومكسب له

 جنبلاط: غسان سلامة خير من يدير اليونيسكو فحذار أي ترشيحات مشبوهة

 عسيري هنا الراعي والقيادات المسيحية بالفصح: نتمنى أن تتكلل الجهود المبذولة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله دان تفجير لاهور: لتتوحد كل الجهود والطاقات لمحاربة القتلة ومن يدعمهم وينظر لهم

المستقبل عين ناصر عدرة منسقا عاما في طرابلس خلفا لمصطفى علوش

سليمان: انتخاب رئيس الجمهورية السبيل الأنجع لمواجهة التوطين

خريس: بإمكان اللبنانيين وقياداتهم انتخاب رئيس للجمهورية إذا وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار

ضاهر: هناك شبكة اتصالات غير شرعية تسببت بحرب 7 أيار وهناك غيرها أقيم للتجسس على الشعب وسرقة أمواله وحقوقه وإضعاف خزينة الدولة

الجماعة الاسلامية: لوضع حد لسياسة التدمير في علاقات لبنان العربية والاسلامية والدولية

المشنوق نوه بجهود قوى الأمن وتمنى قيامة سريعة للوطن

 حسين الموسوي: طرح العودة الطوعية للنازحين السوريين مرفوض لأنه مؤامرة مكشوفة للتوطين

 الاتحاد السرياني والقوات في ندوة في زحلة: معا لانتخابات نزيهة توصل شريحة شبابية كفؤة الى البلديات

الاتحاد السرياني والقوات في ندوة في زحلة: معا لانتخابات نزيهة توصل شريحة شبابية كفؤة الى البلديات

كتلة نواب زحلة بحثت الاستحقاق البلدي: للتوافق على قاعدة المصلحة العليا الإنمائية للبلدات

طعمة: لدعم الجيش أمام التطورات الأمنية على حدودنا الشمالية

الراعي في القداس على نية فرنسا: نتمنى ان تبقى دائما داعية للسلام بون: انخرطنا في الحرب ضد الإرهابيين لتحقيق الحلول السياسية في سوريا والعراق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نظام الأسد: مستعدون للتحالف مع أميركا ضد الإرهاب

ثالث طفل يهودي يبصر النور حفيداً لدونالد ترامب

التحالف يستعيد 9 سعوديين ويسلم 109 حوثيين

حركة طالبان تتبنى الاعتداء الانتحاري في باكستان مستهدفة المسيحيين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله والولايات المتحدة: المارينز الجدد أو خصمان في خندق واحد/سلام حرب/ موقع 14 آذار

دور "حزب الله" على المحكّ/علي حماده/النهار

الأيديولوجيا المتهاوية من كوبا إلى إيران ومأزق حزب الله/علي الأمين/العرب

انتخاب رئيس وتبنّي موازنة وتحديد أولويات اقتصادية واجتماعية" الوفد الأممي للمسؤولين: هذه شروط المجتمع الدولي لدعم لبنان/ريتا صفير/النهار

"كلّ مين في مسلّة تحت باطو بتنعرو"/عقل العويط/النهار

الكرملين بعد إعادة روسيا تدمر إلى النظام وجه رسائل تتعدى أميركا إلى الأسد وإيران/روزانا بومنصف/النهار

طريق غسان سلامة غير سالكة/ غسان حجار/النهار

عيب على النواب أن يعيّدوا قيامة المسيح ولا يعيّدوا قيامة لبنان من قبر الفساد/اميل خوري/النهار

وينيي النقابة/راشد فايد/النهار

ملاحقة التطرّف قبل الإرهاب/عبد الرحمن الراشد/نقلاً عن "الشرق الأوسط

"عاصفة الحزم" ضربة للمشروع الإيراني/عبدالوهاب بدرخان/*نقلاً عن صحيفة "الاتحاد

روحاني.. إنها زيارة أوباما للسعودية/طارق الحميد/نقلاً عن "الشرق الأوسط

«داعش».. قبل أحداث بروكسل وبعدها/خيرالله خيرالله/المستقبل

«لو كنت مكان نصرالله».. قال خبير إحصائي/جورج بكاسيني/المستقبل

قمّة المصالحات الإسلامية في اسطنبول/أسعد حيدر/المستقبل

المسيحية السياسية والديموقراطية/الدكتور رامي عوده/النهار

«أسلحة» أوروبا لمواجهة «ذئاب داعش»/جورج سمعان/الحياة

لقد فشلنا/غسان شربل/الحياة

روسيا وإيران حصانان خاسران في العراق والمنطقة/ د. ماجد السامرائ/العرب

"حزب الله" لا يكترث ل"الحرب العالمية" عليه/منير الربيع/المدن

دعماً لغسان سلامة/محمد حجيري/المدن

روسيا تغرق في الرمال السورية الساخنة/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة

إنجيل القدّيس يوحنّا/م21/من01حتى14/:"بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهكَذَا ظَهَر: كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الجَلِيل، وٱبْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا. قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: «أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا». قَالُوا لَهُ: «ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا. ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم قَلِيلٌ مِنَ السَّمَك؟». أَجَابُوه: «لا!». فَقَالَ لَهُم: «أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا». وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى ٱجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك. فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: «إِنَّهُ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة. أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِٱلسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ المَمْلُوءَةَ سَمَكًا، ومَا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع. ولَمَّا نَزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الجَمْر، وخُبْزًا. قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن». فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة. قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ. وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِٱلسَّمَك. هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.

 

بِالمَعْمُودِيَّةِ دُفِنَّا مَعَهُ في المَوْت، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ المَسِيحُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ لِمَجْدِ الآب، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا في الحَيَاةِ الجَديدَة

"رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة/06/من03حتى11/:"يا إخوَتِي، هَلْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا نَحْنُ الَّذينَ تَعَمَّدْنَا جَميعًا في المَسِيحِ يَسُوع، في مَوْتِهِ قَدْ تَعَمَّدْنَا؟ إِذًا فَنَحْنُ بِالمَعْمُودِيَّةِ دُفِنَّا مَعَهُ في المَوْت، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ المَسِيحُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ لِمَجْدِ الآب، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا في الحَيَاةِ الجَديدَة. فإِذَا صِرْنَا وَإِيَّاهُ وَاحِدًا في مَوْتٍ يُشْبِهُ مَوْتَهُ، هكَذَا نَكُونُ أَيْضًا في قِيَامَةٍ تُشْبِهُ قِيَامَتَهُ. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ إِنْسَانَنَا العَتيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ، لِكَي يُبْطَلَ جَسَدُ الخَطِيئَة، فَلا نَبْقَى مِنْ بَعْدُ عَبيدًا لِلخَطيئَة؛ لأَنَّ مَنْ مَاتَ قَدْ تَحَرَّرَ مِنَ الخَطِيئَة. فإِذَا مُتْنَا مَعَ المَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ المَسِيح، بَعْدَمَا أُقيمَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، لَنْ يَمُوتَ مِنْ بَعْد، ولَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِ المَوْتُ أَبَدًا. فَهُوَ بِمَوْتِهِ مَاتَ عَنِ الخَطِيئَةِ مَرَّةً وَاحِدَة، وَبِحَيَاتِهِ يَحْيَا لله.كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا ٱحْسَبُوا أَنْفُسَكُم أَمْوَاتًا عَنِ الخَطِيئَة، أَحْيَاءً للهِ في المَسِيحِ يَسُوع".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

طاقم سياسي عفن ونتن وشركات أحزاب فاجرة

الياس بجاني/28 آذار/16

**لبنان يحتاج طاقم جديد من السياسيين والأحزاب يخافون الله ولا يعبدون تراب الأرض وأسوأ مليون مرة من الإسخريوتي.

**المسيحية الحقيقة براء 100% من الطاقم السياسي المسيحي اللبناني بكافة تجاره واحزابه المنافقين. هؤلاء يطالبون بحقوق المسيحيين فيا هم من يسرقها

**طاقمنا السياسي والحزبي الشركاتي التجاري تحدياً هو مكون من أسوأ وأعطل اللبنانيين وأقلهم إيماناً وأكثرهم جحوداً وفجوراً، وبالتالي المصائب هي حصادهم.

**الأغنام والهوبرجية والزلم هم جماعات الأحزاب الشركات وربع بالدم وبالروح نفديك يا زعيم.. ربع معالف وتبن.

**يقال أن جريدة السفير وهي البوق الممانعاتي والمقاوماتي الكاذب عائدة إلى الصدور بعد وصول المال النظيف لصاحبها من محور الشر عدو لبنان والعرب.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تحرير على الطريقة الملالوية يتنقل بين لبنان ودول الخليج

الياس بجاني/28 آذار/16/حزب الله الإرهابي والملالوي والمجرم وبعد أن حرر الجنوب اللبناني من أهله واجبارهم على اللجوء إلى إسرائيل راح ومنذ سنين يعمل بالتآمر مع الأسد على تحرير سوريا من السوريين.. وآخر انجازات هذا الحزب الغزواتي هو تحرير دول الخليج العربي من اللبنانيين. في اسفل أوائل انجازات التحرير الجديدة وقطع الأرزاق.

الكويت تلغي إقامات 60 لبنانيا لارتباطهم بحزب الله

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت//28 آذار/16/ألغت السلطات الكويتية اقامات 60 لبنانيا لارتباطهم بحزب الله الذي صنفته الدول الخليجية منظمة "ارهابية"، بعد اسبوع على ابعاد آخرين "ثبت انتماؤهم" له. ونقلت صحيفة "القبس" في عددها الصادر الاثنين عن مصدر امني قوله "ان هناك اكثر من 60 لبنانيا تم تغيير تأشيرات اقاماتهم من مادة 18 وهي التي يحظى بها الوافدون المقيمون في الكويت، الى اقامة مؤقتة من شهر الى شهرين من اجل ترتيب اوضاعهم وتسلم مستحقاتهم المالية". واشارت الصحيفة الى ان "الحالات الخطرة تعطى مهلة 48 ساعة فقط".وفي حين لم تعلن الكويت رسميا خطوات الابعاد او الغاء الاقامات، افادت "القبس" في 21 آذار عن ابعاد 11 لبنانيا وثلاثة عراقيين "ثبت انتماؤهم" لحزب الله. ونقلت الصحيفة في حينه عن مصدر امني قوله ان جهاز امن الدولة "اعد قائمة جديدة تضم أسماء عدد من اللبنانيين والعراقيين، بعضهم يعمل كمدير عام، وآخرون يعملون مستشارين في شركات كبيرة غير مرغوب فيهم داخل البلاد، ويجب ترحيلهم للمصلحة العامة". ويناهز عدد اللبنانيين المقيمين والعاملين في الكويت الخمسين الفا. وكانت البحرين اعلنت في 14 آذار ابعاد عدد من اللبنانيين لارتباطهم بحزب الله، غداة تأكيد وزارة الداخلية السعودية انها ستتخذ اجراءات قد تصل الى الابعاد بحق كل من يثبت دعمه او تأييده للحزب.

وتأتي هذه الخطوات في خضم توتر غير مسبوق بين دول الخليج والحزب. وبدأ التوتر باعلان السعودية في شباط وقف مساعدات عسكرية للجيش وقوى الامن الداخلي، ردا على امتناع لبنان عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين لوزراء خارجية جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي دانا هجمات تعرضت لها مقار دبلوماسية سعودية في ايران من محتجين على اعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر باقر النمر في كانون الثاني. وادت هذه الهجمات الى قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران. واتهمت الرياض في حينه الحزب "بمصادرة ارادة" الدولة اللبنانية. ودعت المملكة ودول خليجية اخرى، رعاياها الى مغادرة لبنان وعدم السفر اليه. وازدادت حدة الازمة مع تصنيف دول مجلس التعاون الخليجي الحزب "منظمة ارهابية" في الثاني من آذار. وفي الحادي عشر من الشهر نفسه، اعلن مجلس وزراء خارجية دول جامعة الدول العربية، اعتبار الحزب مجموعة "ارهابية"، في قرار تحفظ عليه لبنان والعراق. وحذرت قوى سياسية مناوئة لحزب الله من تبعات مواقفه على مصالح مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يقيمون في دول الخليج منذ عقود، وتشكل تحويلاتهم المالية الى لبنان رافدا أساسيا لاقتصاده.

 

سجال لبناني حول ترشيحات "اليونيسكو": سلامة أم خوري؟

اسباب استبعاد غسان سلامةواختيار خوري لليونيسكو؟

العربي الجديد/28 آذار/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/28/%D8%AC%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%AA-%D8%B4%D8%A7%D8%BA%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AD/

أثارت الترشيحات اللبنانية لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) موجة من الاستنكار والاستغراب، بعد أن انقسمت الآراء بين اسمي فيرا خوري لاكوي، وغسان سلامة. وعلى الرغم من أنّ وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، لم يصدر بعد بياناً واضحاً يعلن من خلاله رسمياً دعم الدولة اللبنانية لترشيح فيرا خوري لاكوي لمنصب المديرة العامة في اليونيسكو، فقد أعلن وزير الثقافة اللبناني السابق، غسان سلامة، ترشّحه للمنصب، منتصف آذار الحالي، رافعا شعار "محاربة العنف والإرهاب والتطرّف من خلال سلاح الثقافة والفنون". ويبقى سلامة شخصية معروفة، لخبرته السابقة في الأمم المتحدة، إذ كان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق بعد الاحتلال الأميركي (2003)، ويعدّ أحد من سهروا على صياغة القرار الأممي 1559، والذي انسحبت بموجبه القوات السورية من لبنان سنة 2005، إضافة إلى تجاربه في المجالات التي تُعنى بها اليونيسكو، وكونه استاذاً محاضراً في جامعة السوربون الفرنسية.

وأمام السيرة الذاتية لسلامة، يبقى اسم لاكوي غير معروف، ورغم ذلك ينقل عدد من الزوار عن باسيل قوله إنّه سمع بترشيح سلامة عن طريق الإعلام، معتبراً أنه "أمر معيب بحق سلامة ولا يليق بشخص مثقف مثله"، مشيراً إلى أنه كان على سلامة إبلاغ الجهات اللبنانية الرسمية بقرار ترشيحه.

وتنقل المصادر ذاتها، أيضا، تأكيد باسيل أنّ "الوزارة كانت ماضية في دعم ترشيح لاكوي، ولا يمكننا العودة الآن عن هذا الدعم"، الأمر الذي دفع عددا من الوزراء والسياسيين، من فريق 14 آذار، إلى الاحتجاج بشكل علني على قرار باسيل، بسبب ما اعتبروه "تفرّد باسيل وعدم عودته إلى مجلس الوزراء".

ويعتقد متابعون أن أول ظهور علني وإعلامي للاكوي، التي تحمل الجنسية الفرنسية، يعود إلى 20 آذار الحالي، بعد لقائها البطريرك الماروني، بشارة الراعي، الذي زارته بصفتها مندوبة جزيرة سان لوسي (جزيرة في الكاراييب في المحيط الأطلسي) في اليونيسكو، إذ قالت، عقب اللقاء، إنّها وضعت البطريرك في أجواء ترشيحها لمنصب المديرة العامة للمنظمة، مضيفة أنّ "بركة صاحب الغبطة مهمة جداً، فهو لطالما دعم كل ما له علاقة بالثقافة والحضارة واحترام حضارات الشعوب". وبخصوص دور سان لوسي في المنظمة الدولية، تشير الأبحاث إلى أنّ المندوب الدائم لليونيسكو في الجزيرة هو رجل الأعمال اللبناني جيلبير شاغوري، الذي يعمل في قطاع النفط في أفريقيا، ويموّل عدداً من السياسيين اللبنانيين، وقد ارتبط اسمه بصفقة الرئاسة اللبنانية، التي جمعت زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، وحليف النظام السوري وحزب الله، النائب سليمان فرنجية، والتي لا يزال على أساسها الأخير مرشحاً للرئاسة في مواجهة حليفه المفترض في قوى 8 آذار رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون. ويربط بعض المتابعين بين لاكوي وشاغوري، على اعتبار أنّ تعيينها سفيرة لسان لوسي لا يمكن أن يتمّ إلا عبر الممثل الدائم لليونيسكو في الجزيرة، الأمر الذي يعزّز ما يجري تناقله في الصالونات السياسية عن كون زوج لاكوي هو أحد شركاء شاغوري في المشاريع المالية، لتحوم الشكوك حول علاقة ناشئة بين الوزير باسيل وشاغوري، المعروف بالبحث الدائم لتعزيز علاقاته السياسية.

 

هولاند في بيروت في 16 نيسان وبعدها في القاهرة وعمّان

الحياة/29 آذار/16 رندة تقي الدين/علمت الحياة من مصدر فرنسي في باريس ان الرئيس فرنسوا هولاند سيزور لبنان يومي ١٦ و١٧ نيسان (أبريل) المقبل في إطار جولة في المنطقة يزور خلالها مصر والأردن. وكان هولاند ارجأ زيارة لبنان أكثر من مرة لأسباب أمنية ولعدم توافر الظرف المناسب، غير انه كان مصراً على القيام بها رغم نصائح من باريس ولبنان بالعدول عن مثل هذه الزيارة. ولكنه أراد أن تتضمن جولته الشرق أوسطية هذه المرة لبنان للتعبير عن تضامن فرنسا معه في تحمل عبء اللاجئين السوريين والتأكيد على استمرار دعم الأمن والاستقرار فيه. كما تحمل زيارة الرئيس الفرنسي معنى مهماً لأنها تأتي في ظل الأزمة السياسية في لبنان واستمرار تعطيل الانتخابات الرئاسية التي أبدى هولاند في أكثر من مناسبة اهتماماً بإجرائها. وخلال لقائه الأخير مع النائب وليد جنبلاط طرح عليه اسئلة محددة حول هذا الموضوع وما اذا كانت هناك فرصة لأي من المرشحَين ميشال عون او سليمان فرنجية في الوصول الى الرئاسة وكان رد جنبلاط انه لا يتصور انه سيتم انتخاب أي منهما طالما أن «حزب الله» يعطل الانتخاب. ويحمل هولاند رسالة تضامن من فرنسا مع لبنان وتأكيد أنها لن تتخلى عنه رغم المصاعب الإقليمية، ومع انه لا يحمل أي حل سحري لفك معضلة الرئاسة لكن لزيارة هولاند معنى يشير الى التضامن والدعم في محنة لبنان الإقليمية والداخلية. وينتقل هولاند من لبنان الى مصر تلبية لدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي ومن بعدها يلتقي الملك عبدالله الثاني في عمان.

 

دول الخليج توسع الحصار ضد أتباع "حزب الله"

دبي – قناة العربية/28 آذار/16/تنتهج دول الخليج تصعيداً متواصلاً ضد ميليشيات حزب الله اللبناني، بعد قرار مجلس التعاون الخليجي تصنيف الحزب منظمة إرهابية. وتمثل التصعيد باتخاذ عدة دول خليجية، مثل الكويت والبحرين والإمارات، إجراءات صارمة بحق أتباع الحزب في الخليج، ومنها إبعاد لبنانيين وغيرهم من الجنسيات ممن ثبتت مناصرتهم لحزب الله. آخر الإجراءات التنفيذية كان إلغاء الكويت إقامات 60 لبنانياً على علاقة بـحزب الله، بعد ترحيلها فيما سبق، وفق مصادر إعلامية، 11 لبنانياً، و3 عراقيين يناصرون الحزب. وكانت البحرين أبعدت كذلك عددا من المقيمين اللبنانيين، بعدما ثبت انتماؤهم أو دعمهم لحزب الله. كما أبعدت الإمارات 70 لبنانياً عن أراضيها، دون الكشف عن الأسباب. يأتي هذا التنسيق الخليجي، على مستوى عال، لحصر أعداد غير المرغوب فيهم للعمل في الخليج، بحسب مصادر أمنية، وتجهيز قائمة تضم أشخاصاً ثبت انتماؤهم إلى حزب الله ودعمه مالياً وإعلامياً وسياسياً. وفيما لا تزال اللجنة التشريعية في البرلمان الكويتي تبحث مشروع قانون تجريم الانتماء والتعاطف مع الحزب تمهيداً لإقراره، أصدرت السعودية قراراً بفرض عقوبات مشددة ضد المتعاطفين والمؤيدين للحزب وفق نظام الإرهاب، وإبعاد المقيمين منهم. واستندت هذه الإجراءات إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب سواء المحلية أو الدولية.ووضعت الإجراءات كل من يناصر الحزب تحت رقابة السلطات الخليجية في مسعى لتضييق الخناق عليهم، ما يزيد من الحصار على الحزب خارجياً.

 

تحذيرات دولية من خلايا إرهابية في مخيمات لبنان والاجهزة الامنية في المرصاد

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت//28 آذار/16/تلقت الأجهزة الامنية تحذيرات دولية من وجود خلايا نائمة إرهابية في لبنان تحديدا في مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين قد تتحرك في أي وقت ممكن. وأفادت جريدة "السياسة الكويتية" ان لمت "الاجهزة الامنية اللبنانية تلقت تحذيرات من مغبة وجود خلايا نائمة إرهابية في لبنان تابعة لداعش والنصرة، قد تكون تلقت تعليمات بالتحرك في أي لحظة، في اطار مخططاتها الاجرامية التي تنوي القيام بها". وكشفت المعلومات أن هذه التحذيرات الدولية التي وصلت الى بيروت قبل أيام قليلة، دعت الاجهزة الأمنية الى التشدد في اجراءات الحماية والمراقبة، تحسباً لأي تحرك مفاجئ لهذه الخلايا التي قد يكون أفرادها بصدد استخدام الساحة اللبنانية منطلقاً لهجمات إرهابية في المستقبل. وركزت التحذيرات على ضرورة التنبه مما يجري داخل بعض المخيمات الفلسطينية وكذلك مخيمات النازحين السوريين، في ضوء معلومات عن تحركات مشبوهة لجماعات ارهابية مرتبطة بالتنظيمات المتطرفة التي تريد افتعال احداث أمنية لارباك الساحة اللبنانية، وهذا ما أخذته الاجهزة الأمنية على محمل الجد وتعمل على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالتصدي لأي مخططات إرهابية. وكان لبنان ساحة لاكثر من تفجير إرهابي وقع في مناطقه، لاسيما في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك. وتعرض فندق دي روي في بيروت لتفجير انتحاري أيضا في عام 2014. وتبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" هذه العمليات الانتحارية التي اوقعت عدة قتلى وجرحى.

 

سياسيون في 8 آذار يحاولون إقناع حزب الله بسحب دعمه لعون

نهارنت//28 آذار/16/يحاول فريق الثامن من آذار على إقناع حزب الله بسحب دعمه للنائب ميشال عون للرئاسة ودعم ترشيح النائب سليمان فرنجية. وكشفت معلومات لصحيفة "السياسة" الكويتية أن هناك "جهات داخلية محسوبة على فريق 8 آذار تحاول إقناع حزب الله بتبني ودعم ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي بات يمتلك حظوظاً أفضل من عون ليكون رئيساً للجمهورية"، بعدما اعلن رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط تأييدهم لانتخابه. ولفتت الصحيفة الى أن الدعم الذي ياله فرنجية "يعني أنه يحظى بالأكثرية النيابية المطلوبة لانتخابه رئيساً، وبالتالي على الحزب أن يأخذ هذا الامر بعين الاعتبار ويقر باستحالة وصول حليفه عون الى القصر الجمهوري". وأفادت المعلومات ان حزب الله "بدأ يدرك ان جهده لايصال عون الى الرئاسة الأولى تواجه منعطفا حاسما، لكن لم يصل بعد الى حد التنازل عن تبني هذا الخيار لمصلحة فرنجية، ظناً منه ان الداعمين للاخير قد يعيدون النظر بقرارهم ويقبلون بالنائب عون إذا طال أمد الفراغ كون الأخير الأقوى مسيحياً ويحظى بأوسع تمثيل على هذا الصعيد". ودعم حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله اكثر من مرة ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، من دون أن يثني على شخصية فرنجية.

وفيما تبنى الحريري ترشيح فرنجية تبنى رئيس حزب"القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشيح عون. لكن المرشحين الاثنين لا يشاركان في جلسة انتخاب الرئيس ويعطلان النصاب. ومنذ أيام لوح التيار "الوطني الحر" من اللجوء الى الشارع، داعيا الجهوزية الشعبية. ويشدد التيار أن معركة الرئاسة هي معركة ميثاق لا نصاب. الا أن النائب فرنجية حذر من استخدام الشارع في معركة الرئاسة، مشددا على انه إذا فعلها التيار "ستسقط كل المحرمات". واكد فرنجية أنه لن ينسحب من معركة الرئاسة حتى لو طلب حزب الله من ذلك، وقال "لن ألغي نفسي من اجل أحد".

 

لبنان: مواقف باسيل «تشعلها» على جبهة «التيار الحر» - «المستقبل»

حوري لـ «الراي»: وزير الخارجية اخترع «خبرية» التوطين لتخريب علاقاتنا الدولية بعد العربية

| بيروت - «الراي»/29 آذار/16

مقتل «عدد كبير» من المسلحين باشتباكات بين «داعش» و«النصرة»

تستعيد الحركة السياسية في بيروت نشاطها اليوم بعد عطلة عيد الفصح (لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي) التي انطبعت بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبنان وما أثارته مقاطعة وزير الخارجية جبران باسيل لها من تداعيات على صعيد «تسخين» المشهد الداخلي ولا سيما العلاقة بين «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«التيار الوطني الحر» (يقوده العماد ميشال عون ويترأسه باسيل). واستمرّ امس بالتفاعل سلوك باسيل تجاه زيارة بان، والذي توّجه بمؤتمره الصحافي الذي قدّم فيه «مضبطة اتهام» بحقّ السياسات الدولية في ملف النازحين السوريين وكلامه عن نية لتوطينهم واتهامه أطرافاً داخليين بالتواطؤ لإبقائهم في لبنان «لأسباب داخلية مذهبية وفئوية». ولاحظت اوساط سياسية ان «اشتعال الجبهة» بين «التيار الحر» و«المستقبل» تَتداخل فيه اعتبارات عدة أبرزها الانتخابات الرئاسية في ظلّ تموْضع الحريري كـ «رأس حربة» في معارضة وصول عون الى الرئاسة ودعمه خيار النائب سليمان فرنجية، ما يعطّل حتى الساعة انتخاب رئيسٍ رغم حيازة فرنجية على «أكثرية دفترية» قابلة للترجمة في دورة الاقتراع الثانية ما ان يتأمّن نصاب جلسات الانتخاب (86 نائباً) التي لن يوفّرها عون، مدعوماً من «حزب الله»، ما لم يضمن انه سيُنتخب رئيساً.

وتبدي الأوساط خشية من ان يترك هذا الملف تداعيات على صعيد جلسة الحكومة الخميس المقبل التي يفترض ان تتطرق أصلاً الى قضية «متفجرة» عنوانها جهاز أمن الدولة التي لوّحت الأطراف المسيحية بـ «ردّ» ما لم تُبت بما يحفظ حقوق هذا الجهاز الذي يترأسه مسيحي (كاثوليكي جورج قرعة) والذي يشهد صراع صلاحيات مع نائب الرئيس (الشيعي محمد طفيلي). وفيما لم يُعرف كيف سيتم إخراج التأجيل الجديد لهذا الملف في ضوء عدم حصول توافق على طريقة معالجته، ينذر موقف وزير الخارجية من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بأن يصيب جسم الحكومة المثقل أصلاً بعبء الفراغ الرئاسي الذي يكبّلها، ولا سيما ان رئيس الحكومة تمام سلام كان عبّر عن انزعاجه الكبير من مقاربة زيارة بان كي مون من زاوية موضوع التشكيك في توطين اللاجئين السوريين. ولا تستبعد الأوساط نفسها ان تحضر مداولات بان في بيروت وما رافقها على طاولة الحوار الوطني التي تلتئم غدا في جلسة يُنتظر ان تتناول في شكل رئيسي مسألة معاودة التشريع في مجلس النواب، وسبل القفز فوق ما كانت توافقتْ عليه كتلتا «القوات اللبنانية» و«التيار الحر» لجهة مقاطعة اي جلسة تشريعية ما لم يكن قانون الانتخاب البند الأول على جدول أعمالها وهو ما التزم به ايضاً الحريري، علماً ان اي تفاهم لم يتحقق في اللجنة النيابية المصغرة على رؤية واحدة لقانون الانتخاب، في حين بدا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يستخدم زيارة بان وما تخللها من توقيع اتفاقات مساعدات للبنان للضغط نحو الإفراج عن التشريع في البرلمان ما دام انتخاب رئيس معلّقاً على أزمات المنطقة.

وفيما شخصت أنظار بيروت أمس، على استمرار الاشتباكات العنيفة بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في جرود بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية شرقاً وجرود القلمون (السوري) وسط معلومات عن استعادة «الجبهة» العديد من المعابر مع عرسال بعدما كانت خسرتها قبل أسابيع، ومقتل واصابة "عدد كبير" من المسلحين من الجانبين، تحدّث النائب عمار حوري (من كتلة الحريري) الى «الراي» عن سلوك الوزير باسيل حيال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، فاعتبر ان «باسيل خرّب علاقات لبنان العربية في القاهرة وفي جدة، وهو يستمر بتخريبها دولياً من خلال تصرفاته بدءاً من عدم استقبال الأمين العام للأمم المتحدة مروراً بعدم مشاركته في اللقاءات التي عقدها ووصولاً إلى عدم وداعه، إضافة إلى الكلام الذي يخترعه حول التوطين حيث يحاول أن ينشئ خصومة مع المجتمع الدولي بلا مبرر». وإذ سأل: «مَن مِن اللبنانيين قال إننا نقبل بالتوطين أو نساعده أو نشجعه؟»، أكد أن «هناك إجماعاً لبنانياً على رفض التوطين، وبالتالي هذا كلام لا مبرر له ويوتّر الأجواء ولا يخدم أي استقرار في الداخل». وعن تفسيره لإغداق الوعود المالية على لبنان فيما أقلع الحل السياسي في سورية، الأمر الذي يولّد انطباعاً بأن بقاء اللاجئين في لبنان سيمتد لسنوات، أجاب حوري: «هل علينا أن نطالب بعدم إعطاء أي مساعدات للبنان؟»، لافتاً إلى أن «هذه المساعدات، التي سيذهب جزءٌ منها إلى المدارس، إن لم تصل إلى لبنان سنواجه حينها مشكلة في المدارس وأماكن أخرى، والأزمة السورية لن تُحل بين ليلة وضحاها بل تحتاج إلى وقت، فإما أن يتحمّل لبنان وحده هذه الأعباء وهو غير قادر، وإمّا أن يستعين بالمجتمع الدولي كما حصل مع الأردن وتركيا». وسأل: «لماذا لم تبدِ الأردن وتركيا هذه الهواجس التي أبداها باسيل»؟ مشدداً على أن «اللبنانيين كلهم متضامنين في رفض التوطين، وهذه"خبرية"اخترعها تماماً باسيل وبنى عليها». وحول موقف «المستقبل» السابق من عدم حضور جلسة تشريعية ما لم يكن على رأس جدول أعمالها مشروع قانون الإنتخاب وهل ما زال هذا الالتزام سارياً، أجاب: «هيئة مكتب مجلس النواب ستناقش هذا الموضوع مع الرئيس بري قريباً. ورأيي الشخصي أنه حتى لو تم وضع قانون الإنتخاب كبند أول على جدول الأعمال، فالبرلمان سيد نفسه، يناقش هذا الموضوع، وحيث أن ما من قانون انتخاب جاهز لنعرضه، فإما أن يحال إلى لجنة أو لجان مشتركة، ولكن في رأيي لا يمكننا القول لن نشرع ما لم ننجز هذه النقطة، فهناك قوانين"لازم تمشي".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 28/3/2016

الإثنين 28 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تعود الحركة السياسية إلى زخمها اعتبارا من الغد، بعد عطلة عيد الفصح الذي خيمت أجواؤه على اللبنانيين مع رجائهم بقيامة الوطن.

وينتظر أن تركز الحركة السياسية هذه، على إمكان إنجاح الجولة الجديدة من الحوار الوطني بعد غد، والتي ستتمحور حول الفرص المتاحة لإنهاء الشغور الرئاسي، وتفعيل عمل مجلسي الوزراء والنواب، وتثبيت قرارات وزير الداخلية في إجراء الإنتخابات البلدية اعتبارا من الثامن من أيار المقبل.

وإلى التهاني بالعيد، والقداديس التي أقيمت في المناسبة والمواقف التي أطلقت في السياسة، برزت إشارة الرئيس نبيه بري إلى اعتزام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة الرياض وطهران، للبحث في دورهما المساعد على إتمام الإنتخاب الرئاسي في لبنان.

وفي يوم العطلة هذه، جريمة في حق الطفولة والإنسانية، والفاعل مجهول. فقد عثر في معمل النفايات في صيدا، على جثة طفلة رضيعة مشوهة، نعتذر عن عرض مشاهد لها حرصا على حرمة موت الطفلة، ورحمة ببراءة الأطفال، إلا أننا لا بد أن نتوقف عند هذه الجريمة لنؤكد على الآتي:

- أولا: ضرورة المتابعة الأمنية والقضائية لمعرفة كيف توفيت الطفلة الرضيعة.

- ثانيا: ضرورة كشف من رمى جثة الطفلة ورماها في معمل النفايات.

- ثالثا: ضرورة المحاسبة في أعمال أصحاب الضمائر الميتة، وعدم الإبلاغ عن سبب الوفاة وعدم تكريم الطفلة المتوفاة في دفن جثمانها الطاهر.

- رابعا: وهذا الأهم ضرورة قيام المؤسسات الرسمية والهيئات التي تنادي بحقوق الإنسان بحملة توعية وتثقيف لكل المواطنين اللبنانيين، ولكل من يعيش على أرض لبنان بأن الله كرم البشر كافة فكيف بالأطفال؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

شوكة "داعش" انكسرت في تدمر، فتجرأت "جبهة النصرة" على التنظيم في جرود القلمون. معارك طاحنة، قتلى وأسرى عند الطرفين، والحرب مفتوحة وسط معلومات عن نية "داعش" التقدم لاحتلال مواقع "النصرة" في جرود عرسال.

فصيلان ارهابيان يتصارعان، والجيش اللبناني يراقب بجهوزية عالية لصد أي اعتداء على لبنان، فهل تقف الصراعات الدامية بين "داعش" و"النصرة" هنا، أم تتمدد على كل مساحة سورية يتواجد فيها الطرفان؟.

تدمر ستكون الحاضر الأبرز على طاولة مفاوضات جنيف، كما أوحى التركيز السوري على انجاز استراتيجي تردد صداه في عواصم العالم، في ظل سؤال جوهري ماذا بعد تدمر؟.

استعدادات الجيش السوري وحلفائه بدت في كل اتجاه، بدعم روسي مفتوح، كما ظهر في اتصالات الرئيس فلاديمير بوتين وبيانات الكرملين والأركان الروسية.

وبالانتظار، لبنان الذي يودع عطلة عيد الفصح في الساعات المقبلة، يعود إلى ملفاته الأمنية والسياسية الساخنة، من الاجتماع الذي سيرأسه الوزير غازي زعيتر على نية مطار بيروت الدولي، وهو اجتماع دوري لوزير الأشغال العامة والنقل، لكنه يتميز هذه المرة بعد اثارة مواقف سياسية حول أمن المطار، علما ان الموضوع مطروح على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.

اهتمام اللبنانيين اليوم منصب على انتخابات بلدية شغلت المواطنين في بلداتهم ومدنهم، لصياغة تحالفات تتدخل فيها العوامل العائلية مع الحسابات السياسية.

برودة الحركة الداخلية، يخرقها السجال غير المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي. تغريدات يتقدم صفوفها زعيم "التقدمي" النائب وليد جنبلاط حول ترشيح لبنان لمنصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو. ما بين الاشارات والتلميحات والتسميات، دارت التغريدات، إما دعما للوزير السابق غسان سلامة أو انتقادا لتبني الحكومة ترشيح فيرا خوري. جدل لبناني مفتوح من خارج جدول الأعمال السياسي، لكن نقاشاته تقتصر حتى الآن على صفحات التواصل الاجتاماعي أو الصالونات السياسية، من دون ان تخرج على المكشوف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ضاق بهم الخناق حد الاختناق، حتى أعادوا رفع الحراب في ما بينهم. انهم التكفيريون في جرود عرسال والقلمون، المحاصرون بين نيران الجيش اللبناني والمقاومة من جهة والجيش السوري والمقاومين من جهة أخرى.

سدت عليهم كل المعابر والجهات، وأبعد فعل القتل الذي يمتهنونه عن الأبرياء، فانبرت "جبهة النصرة" و"داعش" إلى الاقتتال في معارك عنيفة تسمع أصداؤها في كل مكان من تلك المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان.

قتلاهم وجرحاهم بالعشرات، بينهم لبنانيون لوعوا وطنهم وجيشه بالقتل والتنكيل والتفجيرات.

في السياسة، فككت الحكومة بعض الملفات التفجيرية من أمامها كالنفايات، ليبقى التنكيل السياسي الحاكم في الكثير من الملفات. إلا ان الطريق سالكة إلى جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، حسب ما علمت "المنار".

وما علمه كل اللبنانيين عن قانون الانتخاب، أن لا جديد رغم اللجنة النيابية التي اجتمعت عشرات المرات، ومددت مهلها من دون ان تستطيع اختراق جدارات الخلافات والاختلافات، حتى رسا ملفها عند طاولة الحوار.

عند انجاز تدمر تقف المنطقة من جديد، لترسم على أكبر هزائم "داعش" بيد الجيش السوري وحلفائه، الكثير من الاعتبارات. انجاز كان مدار بحث الرئيسين الروسي والايراني في اتصال هاتفي، بعد ان كان محط تهنئة للجيش السوري والحلفاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بدءا من الثلاثاء، يخرج لبنان من عطلة الفصح، لكن ليعود إلى معمعة الخلافات والتجاذبات السياسية، التي همدت نارها لكنها لم تنطفئ رغم العيد. فالسجال الذي اندلع على خلفية تعاطي وزير الخارجية جبران باسيل مع زيارة بان كي مون، سيكون له صداه في مجلس الوزراء. وكذلك سيعنف الكباش بين الرئيس بري والقوتين المسيحيتين الاكثر تمثيلا، على خلفية سعيه إلى اسقاط قانون الانتخاب كباب لتفعيل عمل المجلس.

ومن الملفات الملحة التي يتعين على الحكومة بتها، انهاء الموقع الامبراطوري الذي يحتله عبد المنعم يوسف في هرم الاتصالات. فهل ستتجرأ الحكومة على اراحة الخزينة والناس من طغيانه؟

حدث جديد بدأ يطل بأنفه على مسرح الخلافات، ترشح فيرا خوري وغسان سلامة لرئاسة اليونيسكو، فهل ستحسن الحكومة ادارة المسألة كي لا تطير الفرصة الثمينة من يد لبنان؟.

توازيا، الأمن في بازار التسويق مجددا، حيث التضخيم بلغ ذروته بتكبير بعض الحوادث واعطائها أبعادا دراماتكية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ماذا هناك أكثر من الفراغ؟، الخواء؟، أو العدم؟. هكذا يمكن وصف الوضع الحالي والمقبل في لبنان. ذلك أن كل الاستحقاقات والحسابات والرهانات على عنصر ما، أو حدث ما، أو تطور ما قادر على تغيير الجمود وتحقيق خرق في الجدار القائم، فشلت:

في سوريا، رغم كل شيء، الأمور متروكة لآجال طويلة، إن ميدانيا أو تفاوضيا. في المنطقة، تقارب إيران والسعودية متروك لما بعد اليمن وما بعد ما بعده. الغرب بين اقتصاده وأمنه، آخر همومه رئاستنا وسيادتنا، كل ما يريده منا خدمة بسيطة، ألا وهي استيعاب مليوني نازح عندنا، حتى لا يزعجوا حدوده أولا، وحتى يتمكنوا ثانيا وبعد عمر طويل، من الاقتراع ضد بشار الأسد من جوار عرسال ومحيط دويلة "داعشها".

أما في الداخل فكل الملفات للالهاء: قانون الانتخابات متروك ربما لقرن آخر. فضيحة النفايات تؤكدها موسكو بالوثائق، وتتعامى بيروت عن كل ما فيها من حقائق. فضيحة الإنترنت ذاهبة إلى النوم هنئيا، بعدما تبين أن أبطالها أكبر من بطولات البعض الوهمية، ففيها نافذون وقادرون و"بلطجية" ومنجمون.

ماذا يبقى عندنا للكلام في ما تبقى من آخر الإعلام؟، تبقى الانتخابات البلديات، قبل أن تدفنها بلادة السلطة. ويبقى بعض الحوادث الفردية، مثل رجل قتل طليقته، خبر يصلح لعنوان بلد هجرته الدولة منذ زمن، وبات على شفير الطلاق مع مفهوم الوطن. إنها قصة زهراء، أو هي نهاية كل زهرة في هذه الصحراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

غياب كلي للتطورات السياسية في ثاني أيام الفصح، لم يخرقه أي موقف في ظل انكفاء غير مسبوق. فالملفات المطروحة، على أهميتها، بقيت في سوق التداول من دون ان تلقى أي اهتمام. ولم يعرف حتى الساعة اذا كانت هناك جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، خصوصا ان أي جلسة ستعقد قد تشهد تصعيدا على خلفية زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيروت، وما أعقبها من مواقف تتعلق بموضوع النازحين السوريين وتحويلهم إلى لاجئين.

ومن أبواب التصعيد المرتقب، قضية الانترنت غير الشرعي التي ما زالت تتوالى فصولا، وآخر معطياتها النزاع بين ما هو شرعي وغير شرعي، وعلاقته بالتكلفة ونوعية الخدمة. والسؤال المطروح: من كان يحمي الانترنت غير الشرعي طوال هذه المدة؟. والسؤال الذي يتفرع منه: هل سيفتح ملف الحمايات الخاصة للأمور غير الشرعية في غير الانترنت أيضا؟، وبمعنى أوضح: هل سيفتح ملف التهريب المحمي والمغطى من جهات مجهولة معلومة؟.

ربما ازدواجية المعايير لا تتيح التمادي في توجيه الأسئلة، لأن لا أحد ملزم باعطاء الجواب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

... وفي بلد بلا رأس، تجعله إيران مكبا لأزماتها وساحة قمار لرهاناتها الإقليمية والدولية، ليس غريبا أن يصل الانحدار لدرجة ان تجد القوى الأمنية طفلا مقطوع الرأس في معمل لفرز النفايات في صيدا.

لبنان الذي تحاصره النيران، ويسقط له شهداء في عكار وجرود عرسال، ويطرد أبناؤه من دول الخليج، وآخرهم ستون لبنانيا مرتبطون ب"حزب الله" في الكويت، لبنان هذا يعيش أياما تشبه الطقس، فلا هو ربيع فيزهر ولا هو صيف فينفرج، ولا هو خريف لنحزن.

الطفل المقطوع الرأس والرجل الذي سقط في عرسال، يضاف إليهما فتاة قتلها طليقها في الهرمل، وكذلك قتيلان آخران في مخيم عين الحلوة. بلد يتهاوى اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، تحت مطرقة الفراغ، فيما المعطلون يختلفون ما إذا كانت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تريد انقاذنا، بملياراتها ومساعداتها، أو أنها تريد التآمر علينا بطلبها أن ننتخب رئيسا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كفى منظمات، كفى أحكاما مخففة وتسهيلات على القتل، فالنساء ما زلن ضحايا يقتلن أمام أبنائهن، حقهن مهدور مغدور، دمهن مستباح لأن القصاص لم يكن رادعا. فلا المنظمات أوقفت الجريمة، ولا الدولة علقت قاتلا من تحته إلى فوقه على منصة العقوبات، ولا مجلس النواب شرع للمرأة ما يمنحها الأمان في مجتمعها. فراح القاتلون يختبرون نسائهم وينفذون بهن كل أنواع التصفية.

أربع رصاصات أنهت حياة أمرأة تشبه الشمس. زهراء صبية العشرين، تلفظ أنفاسها أمام إبنها البالغ سنتين. فتصبح حكاية تنطلق من البقاع إلى بقاع الأرض. لكن من قال إن المأساة لن تتكرر، وسنظل نسمع عن زهراء أخرى، وسارة ومنال وغيرهن ممن أصبحن خبرا على شاشة وفي أروقة جريدة، وبلا انتزاع حق.

يحدث ذلك في دولة لا تنهمك الا بالسجالات وإبتداع الحرف السياسية وتسجيل الانتصارات الوهمية. فكلهم اليوم يحارب توطينا، ويجادل في الاتصالات، ويعرج على منظمة الأونيسكو لمناصرة مرشح على آخر. لكن لا التوطين حاصل، ولا القضاء أوقف أصحاب الشبكات، ولا غسان سلامة سيعيد مجد لبنان من الأونيسكو إذا ما فاز على المرشحة فيرا خوري النازلة من سماء الكاريبي، على حد توصيف النائب وليد جنبلاط.

وإذا ما تجاوزنا "النقار" الداخلي الموزع شتاتا على السياسيين، من مكاتبهم إلى غرفهم الافتراضية، فإن خطرا قديما- جديدا بدأ يطرق أبواب الحدود، مع تصاعد حدة المعارك بين "داعش" و"النصرة" والتهديد ببلوغ عرسال. التنظيمان الارهابيان اللذان ضاقت بهما الخيارات والموارد، بدآ بقضم بعضهما البعض، مع الأنباء عن مقتل قيادات رفيعة في صفوفهما.

وترتفع حدة المعارك، بالتوازي مع خسارات الارهاب المسلح في الداخل السوري، بعد إستعادة تدمر، وبدء الحديث عن عمليات مماثلة تلزم إلى الأميركيين بتحرير الرقة، بالتنسيق مع الروس وربما النظام نفسه. إذ أبدى كبير المفاوضين بشار الجعفري استعداد دمشق للتعاون مع أميركا في مواجهة الارهاب. أما المعارضون، على مختلف تنسيقياتهم الدولية والعربية، فهم مكونات تجري من تحتهم التسويات.

 

القوات: مسلسل تغييب المسيحيين لم ينته وسنتحرك مع التيار الوطني لرفض إحدى مذكرات التعيين في مصلحة تسجيل السيارات

الإثنين 28 آذار 2016 //وطنية - صدر عن مكتب الإعلام والتواصل في مصلحة النقابات في "حزب القوات اللبنانية"، البيان الاتي: "يبدو أن مسلسل تغييب المسيحيين عن العديد من المواقع الأساسية في الدولة اللبنانية لم ينته بعد، فكان جديده استصدار مذكرة إدارية تحمل الرقم 36/2016 وقعتها رئيسة مجلس الإدارة المديرة العامة لهيئة إدارة السير والآليات والمركبات المهندسة هدى سلوم وبتوجيه من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق؛ والتي تقضي بتعيين السيد محمود بركات رئيسا لقسم سيارات الشحن والأوتوبيس الخصوصية في دائرة التسجيل- مصلحة تسجيل السيارات والآليات مكان السيد بشارة جبران، من دون أي سبب أو عذر أو حتى تعليل للقرار. وبعد التنسيق بين مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية واللجنة المركزية للخدمات والتوظيف في التيار الوطني الحر، للتحضير لتحرك مشترك رفضا للمذكرة؛ تم التواصل بين رئيسة مجلس إدارة هيئة السير والمعنيين في التحرك؛ وتقرر عقد إجتماع نهار الثلثاء يضم بالاضافة إلى رئيس مصلحة النقابات في القوات اللبنانية المحامي شربل عيد والمهندسة هدى سلوم، كل من رئيس مصلحة القطاع العام في القوات الاستاذ بيار بعيني منسق اللجنة المركزية للخدمات والتوظيف في التيار الوطني الحر السيد باتريك أنطون. وعلى أثر الاجتماع، سوف يتم تحديد الخطوات اللاحقة".

 

ريفي: ترشيح سلامة للامانة العامة للاونيسكو وسام شرف للبنان ومكسب له

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - غرد الوزير السابق اشرف ريفي عبر تويتر "ان الدكتور غسان سلامة قامة وقيمة، مع إحترامنا للإسم الآخر الذي إعتمدته الحكومة فإن ترشيحه للأمانة العامة للأونيسكو هو وسام شرف ومكسب للبنان".

 

 جنبلاط: غسان سلامة خير من يدير اليونيسكو فحذار أي ترشيحات مشبوهة

الأحد 27 آذار 2016 /وطنية - أعرب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، عن سعادته بترشح الوزير السابق غسان سلامة لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونيسكو. ونوه بسلامة، معتبرا انه "خير لبناني وعربي يستطيع أن يدير هذه المؤسسة، لخبرته وكفاءته وعلمله وعلاقاته". أضاف: "يبقى على الحكومة اللبنانية ان تحزم أمرها دون تردد، فمن غير غسان سلامة جدير بهذا المنصب"، واصفا سلامة بأنه "قيمة فكرية وسياسية وانسانية، وهو من تلك النخبة اللبنانية التي رفعت اسم لبنان عاليا في شتى المجالات". وختم محذرا من "ان تطل علينا من بعض أزقة السراي أو بعض النوافذ الجانبية، ترشيحات مشبوهة".

 

 عسيري هنا الراعي والقيادات المسيحية بالفصح: نتمنى أن تتكلل الجهود المبذولة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية

الأحد 27 آذار 2016 /وطنية - أجرى سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، سلسلة اتصالات بالقيادات المسيحية، وعلى رأسهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لتهنئتهم بعيد الفصح المجيد. وتمنى عسيري أن "يجتاز لبنان المرحلة الصعبة، التي يمر بها، وأن تتكلل الجهود المبذولة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله دان تفجير لاهور: لتتوحد كل الجهود والطاقات لمحاربة القتلة ومن يدعمهم وينظر لهم

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - دان "حزب الله"، في بيان، "بشدة، التفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف الأبرياء الآمنين في مدينة لاهور الباكستانية والذي أدى إلى وقوع عشرات الضحايا أغلبهم من الأطفال والنساء"، معتبرا ان "هذه الجريمة النكراء تزداد بشاعة مع استهداف الأيادي المجرمة لتجمع من المدنيين الذين يحيون عيد الفصح المجيد، ما يمس بمقدسات طائفة كبيرة من الناس ويظهر صورة مشوهة عن الإسلام". أضاف: "إن الفكر الإجرامي الذي يحرك عصابات القتلة تحت يافطة الدين، هو من أخطر الأفكار وأكثرها إساءة لإنسانية الإنسان، وبالتالي ينبغي أن تتوحد كل الجهود والطاقات لمحاربة هؤلاء القتلة ومن يدعمهم وينظر لهم، وصولا إلى الفكر الوهابي الخطير الذي يشكل المظلة الأساسية لتكفير كل الناس والإفتاء بقتلهم واستباحة أعراضهم وأموالهم". ورأى "ان العالم كله مسؤول عن استفحال هذه الموجة من التفجيرات والهجمات الانتحارية، لأنه يقف صامتا إزاء الإرهابيين الكبار، ويكرمهم بالأوسمة والإشادات والصمت، بدل أن يضعهم عند حدهم ويكشف تواطؤهم مع القتلة المجرمين في لعبة الموت والدم التي يقومون بها". وختم: "إن حزب الله، إذ يعبر عن مواساته لعوائل الضحايا ويتمنى الشفاء للجرحى، فإنه يدعو إلى وقفة حق، تجمع كل الأطياف، وتكتل كل الرافضين لهذا النهج الإجرامي الدموي الذي يحتمي بمؤسسات سياسية وإعلامية تبرر له جرائمه، وتضع المسؤولية على الضحايا، بدل أن تعاقب المجرمين".

 

المستقبل عين ناصر عدرة منسقا عاما في طرابلس خلفا لمصطفى علوش

الإثنين 28 آذار 2016 الساعة 18:42وطنية - أصدر تيار "المستقبل" بيانا أعلن فيه "تعيين الدكتور ناصر عدرة، منسقا عاما لمنسقية طرابلس، خلفا للدكتور مصطفى علوش، الذي سيواصل مهامه كعضو في المكتب السياسي، بعدما أتم مهمته كمنسق عام لطرابلس، بناء على تكليف المكتب السياسي". ونوه البيان ب"الجهود السياسية والتنظيمية، التي بذلها الدكتور علوش في منسقية طرابلس"، مؤكدا أنه "كان وسيبقى ركنا أساسيا من أركان تيار المستقبل، الذي يشهد له بنضاله، دفاعا عن مبادئ التيار وثوابته الوطنية والعربية، وبعمله الدؤوب من أجل تحقيق مصلحة مدينة طرابلس وخدمة أهلها، في كل المواقع التي تولى مسؤوليتها، سواء في تمثيله المدينة نيابيا، أو في مهام المنسق العام، أو في عضوية المكتب السياسي". وختم "وجرى التسليم والتسلم بين عدرة وعلوش، في لقاء جامع عقده الأمين العام للتيار أحمد الحريري مع مكتب ومجلس منسقية طرابلس، في مقر الأمانة العامة في بيروت، عصر اليوم، في حضور النائبين سمير الجسر وبدر ونوس، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، وأعضاء الأمانة العامة: النقيب سمير ضومط، صالح فروخ ومختار حيدر".

 

سليمان: انتخاب رئيس الجمهورية السبيل الأنجع لمواجهة التوطين

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - اعتبر الرئيس ميشال سليمان، في تغريدة عبر "تويتر"، ان "انتخاب رئيس الجمهورية السبيل الأنجع لمواجهة التوطين، لأن القسم على الدستور هو بوليصة التأمين ودرع الحماية الأول في مواجهة الأخطار الداهمة".

 

خريس: بإمكان اللبنانيين وقياداتهم انتخاب رئيس للجمهورية إذا وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس خلال احتفال تأبيني في بلدة برج رحال، ان ب"إمكان اللبنانيين وقياداتهم الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية اذا ما تجاوزنا كل الأمور العالقة، ووضعنا مصلحة وطننا فوق كل اعتبار". واعتبر انه "علينا اعادة تفعيل مؤسساتنا كافة، وفي مقدمتها المؤسسات الأمنية، وفي طليعتها الجيش اللبناني، الذي يقوم بدور ريادي من خلال تصديه للمجموعات الارهابية ويقدم الشهداء والجرحى، لصد هذه المجموعات، التي تريد العبث بأمننا واستقرارنا". وأشار الى ان "الوضع على طول الحدود مع العدو الإسرائيلي يشهد استقرارا وامنا وحرية، بفضل المقاومة التي فرضت معادلة لا يمكن لهذا العدو تجاوزها"، منوها ب"البطولات التي قدمها المقاومة والجيش والشعب، حيث هزموا الجيش الذي كان يقال عنه لا يهزم". ولفت إلى أن "لبنان، وعلى الرغم من كل ما يحصل ليس في المنطقة العربية، بل في العالم، ينعم بالاستقرار"، مشددا على "ضرورة وضع حد لهذه المجموعات الارهابية، التي تتنقل بالقتل والإجرام على مساحة العالم، ووقف كل الإمدادات التي تقدمها بعض الدول، والإجماع على محاربة هذه الآفة، التي باتت تهدد العالم بأجمعه"، محملا الدول الكبرى "مسؤولية التآمر على المنطقة، والمساهمة في مساعدة هذه المجموعات"، معتبرا أن "ما يحصل في سوريا والعراق من انتصارات، امر مهم وجيد، على طريق استئصال جرثومة الإرهاب". وشدد على "ضرورة الاستقرار في وطننا، من خلال وحدتنا وتلاقينا حول بعضنا، وحول مؤسساتنا، حيث من غير الجائز ان تبقى سدة الرئاسة الاولى فارغة"، داعيا الى "ضرورة التطلع والاهتمام بالمغترب اللبناني، لما يشكل من اهمية في رفد الاقتصاد والمشاركة الفعلية في بناء الوطن". وتطرق الى الانتخابات البلدية والإختيارية فأشار الى ان "هذا الاستحقاق هو انمائي بإمتياز"، وقال: "اذا لم نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية، ولم نصل الى قانون انتخابي وعدم اجراء انتخابات نيابية، علينا ان لا نفوت هذه الفرصة في انتخاب مجالس بلدية منتجة، عنوانها الأساس الإنماء والنهوض بالقرى والبلدات، لأنها تشكل حكومات مصغرة في كل بلدة، ويجب اجراؤها في موعدها المحدد من خلال التعاطي مع هذا الإستحقاق، بكل روحية واخلاق عالية بعيدة عن التشنج والعصبية".

 

ضاهر: هناك شبكة اتصالات غير شرعية تسببت بحرب 7 أيار وهناك غيرها أقيم للتجسس على الشعب وسرقة أمواله وحقوقه وإضعاف خزينة الدولة

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - طرابلس - عقد النائب خالد ضاهر، مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، جدد فيه إثارته لموضوع الجمارك، كما تحدث عن الانترنت غير الشرعي، إضافة إلى تناوله الأوضاع العامة. واستهل ضاهر مؤتمره بالقول: "سبق لي أن فتحت موضوع الجمارك وما جرى فيها ويجري حتى الآن، من دون معالجة، بموضوع التهريب وبموضوع عرقلة إنزال البضائع في مرفأ بيروت. وسبق لي أن تكلمت عن التهريب في مطار رفيق الحريري الدولي، وما تعانيه الجمارك التي تعطي رقما قياسيا لتغذية خزينة الدولة، ولم أتلق حتى الآن جوابا على موضوع تهريب النفط الذي أثرته منذ حوالي الشهرين، لذلك أجدد مطالبتي للمدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم بأن نصل إلى نهاية في موضوع التهريب".أضاف "الأمر الثاني يتعلق بانتظام أمور الجمارك العامة بتعيين عضو المجلس الأعلى رسميا، وبمعالجة تهريب البضائع من مرفأ بيروت بحكم الإجراءات التعسفية، التي ليس لها مثيل في كل العالم. واليوم وإن كنت قد بذلت جهودا في موضوع الإنترنت، ووصلتني منذ أكثر من شهر ونصف مطالبات في هذا الموضوع، وأرسلت الرسائل للمعالجة إلى من يعنيهم الأمر، في ما يتعلق بموضوع الإنترنت غير الشرعي. طبعا هنالك انترنت شرعي وهنالك إنترنت غير شرعي، والشرعي يؤدي إلى خدمة البلد وزيادة واردات الخزينة اللبنانية، وغير الشرعي وباختصار حسب إحصائيات الخبراء يؤدي إلى خسارة الخزينة أكثر من خمسين مليار ليرة لبنانية، أي حوالي 30 في المئة من إيرادات الإنترنت، وكلنا يعرف أن شبابنا في الدفاع المدني أي المتطوعين، الذين يعملون لخدمة هذا البلد، وهذا الشعب مجانا، على أمل أن يثبتوا وينالوا حقوقهم، يحتاجون إلى 36 مليار ليرة لتثبيتهم، وهناك أشخاص ومافيات يهربون الإنترنت غير الشرعي ويسرقون مال الشعب وقوت الناس على مرأى ومسمع من كل الناس، ولن اردد ما كتب وما أخبرت به لكن هؤلاء الأشخاص معروفون. هناك ملفات كاملة حول الموضوع وفي جرد الضنية. وللأمانة أود أن أشكر الشباب الذين ذهبوا إلى تلك المواقع التي لا تصل إليها السيارات وصوروا هذه المواقع". وعرض صورا عن انتشار الإنترنت غير الشرعي في كل لبنان. وتابع "لا أود أن أكتفي بذكر مواقع الإنترنت غير الشرعي، بل أريد أن أذكر أيضا شبكات الإتصالات غير الشرعية التابعة لحزب الله، ولكن هنا أود أن أعرض عليكم المواقع، التي تمر فيها اسلاك الإنترنت غير الشرعي في بيروت والأوزاعي والشويفات، وهذه هي الأسلاك حيث تمر بشكل واضح من جرد الضنية والزعرور وأماكن أخرى، ولا أستطيع تسمية كل المواقع وهنا أيضا عند التليلوميار، وبجانب مستشفى مار يوسف، ولماذا لا أحد يرى ذلك، ويا حرام إذا كان هناك من يعمر ويبني في عكار، ويتسبب بمخالفة ليعيل أطفاله ويؤمن لهم مسكنا "فيا غيرة الدين"، فيتم إستنفار الدرك ويقبضون على المخالف المسكين، بينما هنا وعلى عينك يا تاجر تقوم المخالفات في بيروت وصيدا وطرابلس وجبل لبنان وكأنه ليس هناك شيء في البلد (ما حدا شايف والكل يغمض أعينه)".

وقال: بعد إنكشاف هذه الأمور بشكل واضح حيث يتبين أن المافيات قوية وتريد خلط الأوراق وقلب الحقائق، وتحويل قضية سرقة المال العام إلى خلق قضية عبد المنعم يوسف، للفلفة قضية هؤلاء المرتكبين الظاهرين، وما يحصل ليس بجديد ففي العام 2014 جرى البحث فيه وأتت إحالات، والموضوع لا يتعلق بعبد المنعم يوسف، إنما يتعلق بمال عام وبوجود مافيات خطيرة تسرق البلد في كل مجال في الإنترنت وفي الجمارك والمطار والمرفأ وبالنفايات وبكل الأمور، لذلك نحن أمام قضية يجب أن تعالج في العمق، وبصراحة أقول للنقابات العمالية والمعلمين، الذين يطالبون بزيادة الرواتب، ان هذه الأخيرة تسرق منا في المرفأ والمطار والإنترنت وفي كل القطاعات، فلماذا لا يتم تجميع جهودكم لإسترداد حقوقنا وحقوق الشعب اللبناني؟ ولماذا التصويب على أفرقاء معينين لإضاعة البوصلة؟ فهذه الهيئات النقابية عليها أن تعرف من يسرق أموالها".

أضاف "هناك أيضا شبكة إتصالات غير شرعية تسببت بحرب في لبنان في السابع من أيار، وهذه أين تصل؟ وكم تسرق من الدولة؟ وقد مر أكثر من 15 سنة على إقامة هذه الشبكات فكم تسببت بخسائر؟ وهذه الشبكات قائمة في الضاحية، وفي اماكن متعددة، إذا نحن أمام مشكلة من جراء تفلت المافيات والعصابات، التي تسرق مال الشعب ومال الناس، وهذا الموضوع لا يجوز السكوت عنه، في حين أن الحكومة اللبنانية تقوم بالإقتراض وطلب المساعدات من الدول العربية وغيرها. إن هذ الوضع هو خطير جدا بأن تتم سرقتنا أمام أعيننا، وهذا ما لا تستطيع السكوت عنه أو القبول به، لذلك المطلوب الآن عدم خلط الأوراق، وتحويل القضية عن مسارها الصحيح والمتعلق بشبكة عصابات تسرق الإنترنت اللبناني عبر شركات خارجية، ويباع بسعر 5% من سعره الحقيقي".

وتابع "هذا الربح يعود إلى من؟ إنه يعود إلى جيوب الشركات غير الشرعية، في حين أن الشركات الشرعية، التي تغذي الخزينة قد تقدموا بملفات كاملة إلى الوزارة المعنية وإلى الشعب اللبناني ليعرف حقيقة الأوضاع، التي تمسه وتمس إقتصاده وحياته الإجتماعية. فلا يحولوا القضية الأساس من قضية رأي عام إلى (اشتباكات) بين تلفزيونات وبين أشخاص، وأنا هنا أريد أن أكبر في عبد المنعم يوسف موقفه بعد أن سمعت عنه، انه يملك مفاتيح الإعلام وأنه يسيطر على تلفزيونات، وهنا أريد فقط القول ان عبد المنعم يوسف رجل بكل ما للكلمة من معنى، واستطاع أن يخرج منتصرا من حقد النظام السوري، ومن حقد نظام الوصاية النظام الأمني السوري اللبناني في الماضي بأكثر من 140 دعوى، ولم يستطيعوا أن يدينوه بأمر واحد، بل أثبت أنه دائما شوكة في عيون العصابات والمافيات، والذين يريدون ان يسرقوا المال العام، هذا الرجل في الحقيقة إستفزني أنه لم يلق من يعينه ويدافع عنه، في موضوع الإنترنت غير الشرعي ويتم التهجم عليه، في حين أن الإنترنت غير الشرعي ظاهر للعيان، ولا أحد بإمكانه أن ينكر هذا الموضوع، فلماذا تتحول القضية إلى التهجم على عبد المنعم يوسف، إلا إذا كانوا يريدون خلط الأمور وخلط الحابل بالنابل، لمحاولة الإلتفاف على هذا الموضوع الحيوي الذي يخص الشعب اللبناني وحقوقه".

وأشار إلى أن "مؤسسة أوجيرو فيها أقسام تعمل بشكل رسمي، والأمر لا يتعلق بعبد المنعم يوسف وحده، أو بشخص معين، بل إن الأمر واضح بخصوص سرقة أموال الشعب اللبناني، عبر الشبكات غير الشرعية وأخطارها، لا تطال التجسس فقط لصالح إسرائيل، بل إنها للتجسس على الشعب اللبناني، وسرقة أمواله وحقوقه وإضعاف خزينة الدولة، وأعتقد أن هذا أمر من أمور كثيرة، وقد ذكرت شبكة الإتصالات التابعة لحزب الله التي يبدو أنها تتواصل مع الخارج، وتسرق مال الدولة، وبالتالي هل أصبحنا أمام معادلات. إذا سرق فريق سياسي هنالك عذر لأناس آخرين، ليسرقوا مال الشعب اللبناني وبلا حياء، بل يتهجموا على الوزارة والإدارة وعلى أوجيرو وعلى الدكتور عبد المنعم يوسف، لأنهم يطالبون بمنع سرقة الشعب اللبناني، هذه الأمور يجب أن تعالج مع كثير من قضايا الشعب اللبناني، التي يجب أن يناضل من أجلها"، متوجها إلى "قوى المجتمع المدني والصادقين في هذا البلد، وليجمعوا الملفات وليقوموا بواجبهم في حماية أمننا الإجتماعي والإقتصادي ومصلحة أجيالنا في هذا البلد".

وقال: "ما اود طرحه، يتعلق بقضية حقوق الإنسان في لبنان، وهذه قضية حساسة، ومع الأسف أن لبنان الذي كنا نتغنى به واحة للحريات وللديمقراطيات ولحرية التعبير أصبح مسلخا للناس، سجونه أماكن للقتل البطيء، سجون لبنان هي أماكن لتعذيب المعتقلين، سجون لبنان هي أماكن للانتقام ممن يخالفون فريقا سياسيا معينا هو حزب الله، هنالك انتهاكات رأيناها على التلفزيون في ضرب المعتقلين من أبناء طرابلس والمعتقلين الإسلاميين يندى لها الجبين، وكان لها حيز كبير من مواقفنا ومواقف غيرنا الرافضة لهذه الإجراءات الإنتقامية من السجناء، اليوم لم يتغير شيء في هذه السجون، لا في ما يتعلق بمعاملة أهالي المعتقلين، وما يعانون ولا في قضية إبتزاز السجناء وأهاليهم الفقراء من خلال مخازن التسويق في هذه السجون، وما تبيعه من أغراض وحاجيات باضعاف ثمنها الأصلية، ويعني ذلك احتكار وإساءة للفقراء الذين ليس لهم معين، إضافة إلى التعامل في الزنزانات".

أضاف "أنا هنا أطرح قضية الشيخ أحمد الأسير، الذي كان طوال مسيرته يطالب بالدولة وبالجيش اللبناني، ويطالب بقوى الأمن الداخلي، ويطالب ببسط سلطة الدولة، وبرفع يد الميليشيات والعصابات عن كاهل وعن رقبة الشعب اللبناني، قد تم التآمر عليه وضربه بقرار من الحكومة اللبنانية، وأقول أكثر من ذلك تم إطلاق النار على أبنائنا في الجيش اللبناني، وعلى أبنائنا من أبناء صيدا المؤيدين للشيخ الأسير من قبل عصابات تابعة لحزب الله، ومعروف قسم منها بإسم سرايا المقاومة، ونحن طالبنا كعضو في لجنة الدفاع والداخلية والأمن النيابية، خلال اجتماع للجنة بمعالجة ملف عبرا وما حصل فيها لأن جميع اللبنانيين شاهدوا بأم العين، ما كان على ذراع عناصر الميليشيات من إشارات صفراء كلها تدل على أن هذه الميليشيات، قد شاركت في هذا الموضوع، ثم أننا كنا نسعى لأن نعرف حقيقة ما جرى لأن أبناءنا في الجيش اللبناني قد تم إطلاق النار على ظهورهم من الخلف وقد تم إطلاق النار على الفريقين من بعيد لتقع المعركة، لأن هنالك قرار بضرب الشيخ أحمد الأسير، وهذه الحالة التي تعترض على ميليشيا حزب الله وعلى تسلط حزب الله في لبنان".

وتابع "نحن وبالرغم من أننا عقدنا إجتماعا واحد للجنة النيابية، وكان نواب حزب الله يضغطون على وزير الدفاع، وعلى ضباط الجيش لكي لا ينضموا إلى إجتماع اللجنة وحتى لا يتم متابعة البحث في القضية، وقد نجح هؤلاء النواب في تعطيل الإجتماع الثاني للجنة وإلغائه، لأنهم لا يريدون كشف الحقيقة بأنه تم الإعتداء في وقت واحد على الجيش اللبناني وعلى أنصار الشيخ الأسير، بتآمر من قبل حزب الله في قضية واضحة، وهذا الموضوع هو أمام الراي العام اللبناني، ولجنة الدفاع لم تكمل عملها في هذا الموضوع".

وأردف "الشيخ الأسير اليوم، هو سجين متهم، لكن الشيخ الأسير لا يعامل كمتهم، أو كأسير وكأنه قد صدر بحقه حكم الإعدام، فهو موجود في زنزانة متر بمترين وشباكها مفتوح على تجمع للسجناء المدخنين، والرجل يشكو من السكري والربو، وأصبح وزنه 55 كلغ، فلماذا يا حكومتنا، ويا رئيس حكومتنا، ويا وزير داخليتنا ووزير العدل استقال بسبب الظلم القائم، ورفضا للتعديات ومراعاة المجرمين وأتباع النظامين السوري والإيراني، فأين حقوق الإنسان؟ وأين لجنة حقوق الإنسان في البرلمان اللبناني؟ ولماذا لا تهتمون بأبنائكم في لبنان؟ وهؤلاء السجناء هم لبنانيون، أخطأ بعضهم، إضافة إلى أن بعضهم تم إعتقاله عشوائيا، وهم من أبناء طرابلس وعكار وابناء صيدا وعرسال وبيروت والبقاع، لذلك اقول اننا أمام اعتداء على حقوق وكرامة الإنسان وحياته".

وقال: "أحمد الاسير متهم، ولكن يبدو انهم يريدون قتله في السجن، حتى لا تنكشف كل الحقائق، وما جرى في عبرا، وهم يريدون التغطية على الجرائم، التي إرتكبت وعلى الإعتداءات على سيادة لبنان وعلى المؤسسات في لبنان من قبل حزب الله وأتباع الولي الفقيه، ويريدون بالمقابل، ان يظهروا انهم المدافعون عن الدولة، وهم في الحقيقة المعتدون عليها، في حين ان من يطالب بالدولة، وببسط سلطتها يعتبر مجرما. لذلك ارفع الصوت، لأن بقاء هذه المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون وبطريقة غير إنسانية وبإسلوب الإجرام ومحاولة القتل البطيء، امر لا يرضي الله ابدا، ولا يرضي اصحاب الضمائر الحية".

وطالب ب"معالجة هذا الملف سريعا، حتى لا تخرج الأمور عن مسارها، وتحصل ما لا تحمد عقباه، وعندما كانت عبوات ميشال سماحة وعلي المملوك وبشار الأسد، قد جاءت إلى لبنان لتفجرني وتفجركم ايها اللبنانيون، لأنها كانت تريد ان تزرع الفتنة بين اللبنانيين وبين المسلمين والمسيحيين، مع إعلان النظام السوري الممانع التابع للولي الفقيه ان الإرهابيين السنة يقفون وراء تلك التفجيرات، التي كانوا يعدون لها. ومن الأمور التي اضحكتني بأن (حاميها حراميها) وهذا ما نسيت قوله عند الحديث عن ملف الإنترنت غير الشرعي، بأن من يتابع هذا الملف، هي لجنة الإعلام والإتصالات برئاسة نائب من حزب الله، في حين انهم لا يرون أسلاك الشبكات غير الشرعية في الضاحية والبقاع والشمال والجنوب، وانهم في الوقت عينه يريدون حل القضية". وتوجه إلى الرأي العام "للضغط على الحكومة والمسؤولين، لمنع هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اللبناني".

 

الجماعة الاسلامية: لوضع حد لسياسة التدمير في علاقات لبنان العربية والاسلامية والدولية

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - استنكرت "الجماعة الاسلامية" جريمة التفجير في باكستان التي "استهدفت آمنين في معابدهم". وأعلنت في بيان أصدرته بعد الاجتماع الدوري لمكتبها السياسي، انها تستغرب "ما طالعنا به وزير الخارجية جبران باسيل، من استحضار ممجوج لنظرية مؤامرة التوطين، التي رفضناها ككل اللبنانيين، من منطلق شرعي ووطني وقومي، حيث اعتبرنا أن حق العودة للاخوة الفلسطينيين حق مقدس، ولا بديل عن فلسطين إلا بتحريرها وعودة شعبها اليها". أضافت: "وفي المستوى نفسه نعتبر أن قضية النازحين السوريين قضية انسانية وأخوية صرفة، لا دخل لها بموازين القوى السياسية اللبنانية، وحسابات الطوائف والمناطق. ونشجب التوظيف السياسي والطائفي لها، ونعتبر أن الحل الأمثل هو السعي العربي والدولي لوقف حرب التدمير والتهجير التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه على الشعب السوري وثورته المباركة، وعودة كل المهجّرين السوريين الى مدنهم وقراهم بعد رحيل هذا النظام الظالم". وأهابت "بكل المسؤولين اللبنانيين إضافة إلى مختلف القوى السياسية، العمل السريع لوضع حد لسياسة التدمير، في علاقات لبنان مع محيطه العربي والاسلامي والدولي، التي يستمر الوزير باسيل في تعميق حفرتها، وكان آخرها مقاطعته غير المبررة لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة الى بيروت".

 

 المشنوق نوه بجهود قوى الأمن وتمنى قيامة سريعة للوطن

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - وجه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "تنويها خاصا ومميزا" لقوى الأمن الداخلي على "الجهود الاستثنائية التي قامت بها مختلف اجهزتها ووحداتها خلال فترة أعياد الفصح المجيد، وتأدية واجباتها كاملة، اكان على صعيد مساهمتها في السهر على ضمان الأمن في محيط أماكن العبادة أو تسهيل حركة السير على الطرقات". كما أشار الى "دور الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة في تأمين راحة المواطنين وتمضية هذة الفترة بهدوء وبسلام"، وأشاد بأدائها. ووجه المشنوق "أصدق التمنيات للطوائف المسيحية الكاثوليكية التي تحتفل بعيد الفصح"، متمنيا "أن تكتمل فرحة الاعياد بقيامة سريعة للوطن مع ملء الفراغ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".

 

 حسين الموسوي: طرح العودة الطوعية للنازحين السوريين مرفوض لأنه مؤامرة مكشوفة للتوطين

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - أكد رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب حسين الموسوي، "أن الحديث عن العودة الطوعية للنازحين السوريين هو طرح مرفوض، لأنه بلا شك متعلق بالتوطين الذي هو مؤامرة مكشوفة بحق الشعب السوري والشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، وحرمان لاصحاب الارض من حقهم المقدس في عودة عزيزة الى ارض ابائهم واجدادهم، وتركها محتلة من قبل الصهاينة، الغزاة المجرمين". كلام الموسوي جاء خلال رعايته احتفالا تكريميا لامهات الشهداء نظمته بلدية علي النهري لمناسبة عيد الأم، وقال:"نحن منذ البداية نقاوم التوطين والتقسيم والاحتلال، بدأناها مع الامام السيد موسى الصدر، ونكمل مسيرة المقاومة مع قائدها السيد حسن نصرالله وشعبنا وجيشنا الوطني حتى تحرير كامل ترابنا المقدس". وقال: "تدخلنا في سوريا كان للوقوف الى جانب الجيش العربي السوري والشعب السوري الشقيق، دفاعا عن سوريا المقاومة، وعن لبنان المقاوم، وقد سجل مجاهدو المقاومة مواقف بدمائهم حفظت الارض، ورفعت رؤوس العرب والمسلمين". وختم: "نحن في حزب الله مع اخوتنا في حركة امل، ندعو الى عدم التهرب من اجراء الانتخابات البلدية، التي نسعى لتكون نتائجها في صالح الانماء والتعاون في جميع المناطق المحرومة في لبنان، على قاعدة الكفاءة والاستقامة". وتخلل الاحتفال كلمة لرئيس بلدية علي النهري احمد المذبوح، واختتم بتوزيع دروع تقديرية على امهات الشهداء.

 

 الاتحاد السرياني والقوات في ندوة في زحلة: معا لانتخابات نزيهة توصل شريحة شبابية كفؤة الى البلديات

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - اقامت منسقية زحلة في حزب الاتحاد السرياني، في إطار الندوات الأسبوعية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية التي تنظمها باستمرار مع أحزاب وشخصيات سياسية واجتماعية، ندوة كان لكل من منسق حزب "القوات اللبنانية" في زحلة ميشال تنوري ومنسق حزب "الاتحاد السرياني" المحامي ميشال ملو كلمة فيها، بحضور أمين سر التيار الوطني الحر في زحلة غسان ملو والعميد المتقاعد سامي نبهان، بوغوص كورديان، بدري عبدايم، الدكتور جان طعمه، إضافة إلى محامين ورجال دين ومهتمين من أبناء المدينة. بداية قال تنوري: "علاقتنا كقوات لبنانية بالسريان علاقة دم ونضال وتاريخ مشترك، ونفخر بكل سرياني منتسب للقوات اللبنانية، وحلفنا مع حزب الاتحاد السرياني قائم على هذا الإرث المتين"، مشددا على موقف القوات المطالب بـ"حصول الانتخابات البلدية والاختيارية واختيار المرشحين الأكفاء"، متطرقا إلى "محاولات التوافق في زحلة وحسم الأمور بوجود لائحة موحدة للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر". وطالب ملو بالتعاون الحزبي بين كافة الأطراف في المدينة، وشدد على "ضرورة إعطاء كل ذي حق حقه على مبدأ الكفاءة ونظافة الكف"، متطرقا إلى "ضرورة اختيار الحزب مرشح السريان وعدم تهميش أي طرف آخر وإيصال شريحة شبابية تنهض بالبلديات وتطورها وتقدم للمواطن أفضل الخدمات الإنمائية". وختم ملو قائلا: "ما يجمعنا مع القوات من قيم ومبادئ ونضال مشترك معمد بالشهادة على مذبح الله والوطن، لا يفرقه التنافس أو لائحة من هنا او اسم مرشح من هناك بل سنبقى دائما معا في السراء والضراء خدمة للمواطن والوطن الذي نطمح اليه".

 

الاتحاد السرياني والقوات في ندوة في زحلة: معا لانتخابات نزيهة توصل شريحة شبابية كفؤة الى البلديات

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - اقامت منسقية زحلة في حزب الاتحاد السرياني، في إطار الندوات الأسبوعية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية التي تنظمها باستمرار مع أحزاب وشخصيات سياسية واجتماعية، ندوة كان لكل من منسق حزب "القوات اللبنانية" في زحلة ميشال تنوري ومنسق حزب "الاتحاد السرياني" المحامي ميشال ملو كلمة فيها، بحضور أمين سر التيار الوطني الحر في زحلة غسان ملو والعميد المتقاعد سامي نبهان، بوغوص كورديان، بدري عبدايم، الدكتور جان طعمه، إضافة إلى محامين ورجال دين ومهتمين من أبناء المدينة. بداية قال تنوري: "علاقتنا كقوات لبنانية بالسريان علاقة دم ونضال وتاريخ مشترك، ونفخر بكل سرياني منتسب للقوات اللبنانية، وحلفنا مع حزب الاتحاد السرياني قائم على هذا الإرث المتين"، مشددا على موقف القوات المطالب بـ"حصول الانتخابات البلدية والاختيارية واختيار المرشحين الأكفاء"، متطرقا إلى "محاولات التوافق في زحلة وحسم الأمور بوجود لائحة موحدة للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر". وطالب ملو بالتعاون الحزبي بين كافة الأطراف في المدينة، وشدد على "ضرورة إعطاء كل ذي حق حقه على مبدأ الكفاءة ونظافة الكف"، متطرقا إلى "ضرورة اختيار الحزب مرشح السريان وعدم تهميش أي طرف آخر وإيصال شريحة شبابية تنهض بالبلديات وتطورها وتقدم للمواطن أفضل الخدمات الإنمائية". وختم ملو قائلا: "ما يجمعنا مع القوات من قيم ومبادئ ونضال مشترك معمد بالشهادة على مذبح الله والوطن، لا يفرقه التنافس أو لائحة من هنا او اسم مرشح من هناك بل سنبقى دائما معا في السراء والضراء خدمة للمواطن والوطن الذي نطمح اليه".

 

كتلة نواب زحلة بحثت الاستحقاق البلدي: للتوافق على قاعدة المصلحة العليا الإنمائية للبلدات

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - عقدت كتلة "نواب زحلة" إجتماعا في مكتب رئيسها النائب طوني أبو خاطر، لبحث التطورات السياسية على الساحتين الزحلية البقاعية واللبنانية، في حضور كل من الأعضاء: جوزف معلوف، إيلي ماروني، عاصم عراجي، شانت جنجنيان، والوزير السابق سليم وردة.

وتطرق المجتمعون إلى الإستحقاق البلدي، فاعتبروه "مدخلا لتصحيح الخلل الإنمائي البلدي في مدينة زحلة عبر السنوات الماضية، حيث عانت المدينة فيها من ترهل إنمائي بلدي انعكس على البنية التحتية والخدماتية للمواطن".ودعوا القوى السياسية في زحلة على اختلاف مشاربها وانتماءاتها وتطلعاتها إلى "أن تتصرف بمسؤولية عالية بعيدا من المصالح الضيقة لها، وأن يكون دافعها للانتخابات "عنوان الإنماء والتطور ومصالح المواطنين"، ما يتناسب مع المرحلة الحالية الصعبة التي تشهدها المنطقة والمحيط من تطورات سياسية وأمنية وعسكرية خطيرة، توجب علينا توحيد الصف الداخلي والإلتفاف حول الروحية التوافقية التي هي مطلب المجتمعين والشارع والعائلات الزحلية، التي تنشد اليوم مبدأ التلاقي والتقارب والتفاهم لأجل بلدية مزدهرة تتسع للجميع ولطموحاتهم". وعرض المجتمعون ملف الإنتخابات في بلدات القضاء، "التي تتخذ منحى عائلي في أكثرها"، فدعوا "البقاعيين إلى التلاقي والتوافق فيها على قاعدة المصلحة العليا الإنمائية للبلدات التي تعاني من ملفات صعبة ومسؤوليات جسام بسبب النزوح السوري بعيدا من المناكفات، وأن يكون الإستحقاق البلدي الجديد مدخلا لقفزة إنمائية جديدة". وتوجهوا بالتهاني إلى اللبنانيين بعيد الفصح، راجين أن "يعم الأمن والإستقرار فيه".

 

طعمة: لدعم الجيش أمام التطورات الأمنية على حدودنا الشمالية

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - اعتبر النائب نضال طعمة أن "التطور الأمني الأخير على حدودنا الشمالية، ودخول عكار في دائرة الاستهداف العسكري المباشر للجماعات التكفيرية،اذا ما صحت هذه المعطيات، يفرض سلسلة تحديات جديدة، وعلينا أن نترجم وقوفنا وراء الجيش وفق آليات عملية شعبية ورسمية"، مؤكدا أن "الجيش يشكل الضمانة الحقيقية لاستمرارنا وبقائنا في أرضنا". وقال في بيان: "نحيي أبناءنا الساهرين في الجيش، الذي أثبت أنه حاضر على امتداد الحدود ليحمي الأرض ويصون السيادة. ونشد على يد قيادته الحكيمة التي استطاعت أن تثبت للجميع أن الجيش فوق المتاهات السياسية والمواقف الفئوية، وهو لجميع اللبنانيين على حد سواء"، مضيفا: "لا نبالغ إذا قلنا أن هذه السياسة الحكيمة هي التي حمت البلد وأرست الاستقرار، وكلنا ثقة أن العماد جان قهوجي لن يوفر جهدا ليصون هذا البلد ويحفظ كرامة أهله". وتابع طعمة: "نسأل المجتمع الدولي الحريص على القضايا الإنسانية كيف يدعم لبنان؟، هذا البلد المضيف للنازحين السوريين، الذي يعاني أصلا من اهتراء في بناه التحتية، وقصور في تقديماته الاجتماعية؟، ألا يحتاج لبنان إلى مساندة دولية واضحة ليتمكن من استمراره كدولة وفق المعايير الديمقراطية المعترف بها دوليا، وليبصبح فعلا قادرا على لعب دوره الإنساني؟"، متسائلا: "أين دور وزارة الخارجية الإيجابي في هذا المجال؟، ولماذا تمعن في الإساءة إلى علاقات لبنان؟، والموقف الإعلامي الذي حاول وزير الخارجية (جبران باسيل) أن يحتمي به، ألا وهو الإيحاء بأن ثمة مؤامرة لتوطين السوريين في لبنان، فإن هذه القضية مرفوضة أصلا من كل اللبنانيين، ولم يطرحها أحد، ولم يناد بها أي طرف".

وأردف: "مع دعوة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الهيئات الناخبة إلى الانتخابات البلدية، وتأكيده جهوزية الدولة لإجرائها، نجدد دعوة جميع أبنائنا في كل قرانا وبلداتنا لخوض التجربة بالديمقراطية بروح إيجابية تسلم باختيار الناس سلفا، معلنين استعدادهم في أي موقع كانوا مد يد التعاون إلى الفائز أيا كان".

ولفت الى ان "التضامن المعلن عنه في بيروت مع بروكسل، يأتي ليشكل رسالة إنسانية إلى العالم أجمع، ولنقول لأحرار الأرض: أن رفض الإرهاب والتفاعل مع القضايا المحقة واجب يحتم على كل الشرفاء أن يقولوا كلمتهم. فليكن هذا الموقف صرخة إلى الضمائر الحية في العالم، ففي هذا الشرق تقتل الحرية وتسبى القيم وتشوه الأخلاق، والعالم يتفرج وسط اعتماد معايير مزدوجة أحيانا، وغياب مطلق للمعايير في أحيان أخرى".

 

الراعي في القداس على نية فرنسا: نتمنى ان تبقى دائما داعية للسلام بون: انخرطنا في الحرب ضد الإرهابيين لتحقيق الحلول السياسية في سوريا والعراق

الإثنين 28 آذار 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، قبل ظهر اليوم، القداس السنوي على نية فرنسا، عاونه فيه المطارنة: بولس صياح، حنا علوان، بول عبد الساتر وسمير مظلوم ولفيف من الكهنة، في حضور البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، المطارنة: شكرالله حرب، طانيوس الخوري ورولان ابو جودة. ومن السفارة الفرنسية حضر: السفير ايمانويل بون، القنصل العام سيسيل لونجين، المستشار الأول في السفارة آرنو بيشو، الملحق العسكري الكولونيل كريستيان هيرو، المستشار الثاني في السفارة جان كريستوف اوجيه، عدد من اركان السفارة الفرنسية العاملين في لبنان مع عائلاتهم. إضافة إلى وفد من جماعة chretiens d’orient، الوزيرين السابقين زياد بارود وإبراهيم الضاهر، وسفير لبنان لدى الاونيسكو خليل كرم. بعد قراءة الإنجيل، ألقى الراعي عظة رحب في بدايتها بالسفير الفرنسي وأركان السفارة.

وقال: "1- إن الليتورجيا السماوية لقيامة السيد المسيح، التي ترفع كتقليد يوم إثنين الفصح على نية فرنسا تحمل معنيين: عيش قيامة قلوبنا بنعمة يسوع القائم من بين الأموات، والتمني لفرنسا نعمة السلام هي التي تولد القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية.

2- ان قيامة السيد المسيح، هي حدث تاريخي تماما كما موته على الصليب. فهذان الحدثان مرتبطان بشكل عضوي، وهما متكاملان كما يقول القديس بولس: "لقد اسلم يسوع للموت من اجل خطايانا، وأقيم من أجل برنا"(روما 4: 25). ان فصح السيد يعني عبوره من هذا العالم الى الآب، من خلال الموت والقيامة، وهو مخصص لفصحنا وعبورنا من حالة الخطيئة الى حالة النعمة. انها قيامة قلوبنا. وفي الواقع فان عيد الفصح ليس مجرد ذكرى ليتورجية وحسب، انما هو ايضا تحديث في داخلنا للسر الذي نحتفل به.

3- ان مريم المجدلية، التي اخرج منها السيد المسيح سبعة شياطين، اختبرت هي ايضا قيامة القلب. لهذا تراءى لها يسوع قبل غيرها. فآمنت وذهبت تعلن الخبر. نحن نتمنى ونصلي لكي نتمكن نحن ايضا بنعمة المسيح القائم من بين الأموات ان نتمتع بقيامة قلوبنا من خلال اعمالنا وسلوكنا.

مع ذلك يتطلب منا هذا العبور الفصحي، تواضعا يشبه تواضع السيد المسيح، لكي نرتفع ونتعالى، والذي وصفه القديس بولس في رسالته الى اهل فيليبي قائلا: "ان يسوع المسيح الإله تواضع وتخلى عن كل شيء، وانحنى واطاع حتى الموت، لهذا رفعه الإله الى المجد..."( فيليبي 2، 7-9).

فبحياته وقيامته، أرشد يسوع الجميع الى طريق الحياة والسعادة: هذا الطريق هو التواضع والذي يتضمن التواضع امام الله. انها الطريق التي تقود الى المجد. وحده المتواضع هو من يمكنه الذهاب باتجاه الأعلى اي باتجاه الله. ففي الواقع المتكبر ينظر من الأعلى الى الأسف والمتواضع يرى من الاسفل الى الاعلى (البابا فرنسيس، احد الفصح 9 نيسان 2015).

4- نحن نحتفل بقداس الفصح المجيد على نية فرنسا، لنلتمس لهذه الأمة الحبيبة الإزدهار والسلام، الذي هو نعمة من يسوع المسيح المخلص. ونتمنى ان تبقى فرنسا دائما داعية للسلام القائم على العدل، وحقوق الانسان وكرامته والقيم الديمقراطية والتعددية الثقافية. احتفالنا اليوم بالذبيحة الإلهية على نية فرنسا، في البطريركية المارونية هو استحضار للصداقة التاريخية بين فرنسا والجماعة المارونية، كذلك للتأكيد على وجود هذا البلد الكريم في لبنان ومن خلاله في الشرق الأوسط. ومن المتوقع ان تكون فرنسا من بين الدول المدافعة، ليس عن حياة كل فرد وحسب، هذه الحياة التي افتداها يسوع المخلص بدمه، انما ايضا عن اسباب العيش، ومنها حرية المعتقد، والتفكير والتكلم والمحبة. وفي هذا الاطار كتب الجنرال شارل ديغول "إن هناك ميثاقا بين عظمة فرنسا وحرية العالم".

وختم: "على هذه النوايا جميعها نقدم الذبيحة المقدسة، مع كل تمنياتنا وصلواتنا ليتيح لنا الرب الإله المشاركة في قيامته من خلال قيامة قلوبنا. له المجد إلى الأبد. آمين".

بعد القداس، تلقى الراعي التهاني من المشاركين في الذبيحة الإلهية في صالون الصرح، ومن ثم توجه الجميع للمشاركة في الغداء، الذي اقامه على شرف السفير الفرنسي وأركان السفارة.

ثم ألقى الراعي، خلال الغداء، رحب فيها باسمه وباسم البطريرك صفير وباسم الأسرة البطريركية بالحضور، متمنيا للجميع "النعم الإلهية والنجاح في المهمة الديبلوماسية".

كما حمل السفير الفرنسي رسالة الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عبر له فيها عن "مدى التقدير والشكر للجهود، التي يبذلها في سبيل لبنان".

وقال: "فرحتنا كبيرة اليوم، لأننا نحتفل معا وللمرة الاولى بعد توليكم لمهامكم الديبلوماسية في لبنان بهذا التقليد القديم، الذي يجمعنا سنويا، في يوم اثنين الفصح، هنا في البطريركية المارونية".

أضاف "نلتقي حول المذبح للاحتفال بالليتورجيا الإلهية على نية فرنسا، ومن ثم نلتقي مجددا حول مأدبة الصداقة هذه. انها مناسبة كريمة لتقوية روابط الصداقة والتضامن والتعاون بين الكنيسة المارونية وفرنسا، من خلال سفيرها في لبنان ومسؤوليها السياسيين. وغني عن القول ان هذه الصداقة تمتد بدورها الى الشعب الفرنسي والى الكنيسة في فرنسا. وانها مناسبة ايضا لنتبادل فيها الحديث حول اهتمامات مشتركة تتعلق بالفراغ الرئاسي، نتائج الحرب الدائرة في الشرق الاوسط، آفة الإرهاب واستشراف النظرة المستقبلية".

بون

بدوره، شكر السفير الفرنسي الراعي على "هذا الاستقبال لاركان السفارة الفرنسية في لبنان، في الصرح البطريركي"، معربا عن "فرح كبير بالاحتفال بهذا التقليد سنويا على نية فرنسا". وقال: "ان هذا القداس الذي رفعتموه، يعبر عن العلاقة التاريخية، التي تربط فرنسا بالموارنة، وعن الصفات التي يتميز بها لبنان، ومنها الضيافة والوفاء والكرم وامور كثيرة يعرفها الفرنسيون، ويعبرون عنها جيلا بعد جيل، لما يوجد بين هذين الشعبين من روابط قوية. وهذا ما سمح لنا بان نكون هنا معا اليوم". وخاطب الراعي: "يا صاحب الغبطة، ولهذا انا سفير فرنسا العلمانية الجمهورية، اتمنى ان تستجاب صلواتكم على نية بلدنا، لأن هذه الصلوات هي صلوات صديق دائم، صديق تثق به بلادي، وهو شرف لفرنسا ان يكون لديها اصدقاء مثلكم". وقال: "كما قلتم غبطتكم، نحن نجتاز مرحلة قاتمة مليئة بالمعاناة والتهديدات والمخاطر. والأزمات لا تزال تولد المآسي في الشرق الأوسط. ارهاب في اعلى مستوياته، عنف غير محمول ضد المدنيين، نزوح جماعي، وجرائم ضد الإنسانية، ومن اجل هذه الشعوب انخرطت فرنسا اليوم في الحرب ضد داعش والإرهابيين، ومن اجل تحقيق الحلول السياسية في سوريا والعراق، ومن اجل هذا ايضا استعادت فرنسا مبادرة اقامة دولة فلسطين تعيش جنبا الى جنب بسلام وامان مع دولة اسرائيل. المهم في هذه المرحلة تحضير المستقبل وتأمين امن الشعوب وكل الجماعات. انها مهمة صعبة وسط ما تشهده المنطقة". أضاف "مسيحيو المنطقة قلقون، وهم يخافون اكثر من غيرهم من نمو المجموعات المتطرفة، متخوفون على مستقبلهم ومستقبل اولادهم. وهم لطالما عانوا. كثيرون منهم غادروا. ولأن فرنسا وفية لتاريخها ولدعوتها، فهي تكن لهم اهتماما ملحوظا، لما لهم من مكانة خاصة في التاريخ، ودور هام في الحياة الاجتماعية في بلادهم. المنطقة بحاجة الى الوجود المسيحي والعالم بحاجة لمسيحيي الشرق. لهذا علينا القيام بواجبنا الإنساني للمساعدة، وتقديم العون للشعوب النازحة والاطفال والعائلات، التي تعيش البؤس في الشرق الاوسط". وتابع "نحن نفكر بشكل خاص بلبنان، الذي يقوم بجهد يفوق طاقته وفي ظروف صعبة للغاية. وفرنسا ستتابع عملها من اجل استقبال اللاجئين على ارضها، ولا سيما القادمين من لبنان، لان هذا البلد غير قادر على ذلك"، مؤكدا ان "لبنان يبقى اولوية كاملة بالنسبة لبلدي، ففرنسا تعرف تماما واجبها التاريخي حيال لبنان، وهي تريد وحدة واستقرار وامان وازدهار كل اللبنانيين". وختم "اود ان اعبر لغبطتكم عن مدى تقدير السلطات الفرنسية للمواقف الثابتة، التي اتخذتموها حيال ايجاد حل للأزمة السياسية والمؤسساتية في لبنان. وكما قلتم ان اللبنانيين لا يمكنهم انتظار نهاية الحرب في سوريا، ولا ان يتم الإتفاق السعودي الإيراني لكي يقرروا مصيرهم. على البرلمان ان يجتمع وينتخب رئيسا باسرع وقت، لانها مصلحة المسيحيين ومصلحة الأمة ايضا".

اتصالات

وكان الراعي قد تلقى سلسلة اتصالات هاتفية، مهنئة بالعيد، ابرزها من: مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، الرئيس سعد الحريري، رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، الرئيس فؤاد السنيورة، النائبة بهية الحريري، السفير السعودي علي عواض العسيري، سفير لبنان في الأرجنتين انطونيو عنداري والوزير السابق جان عبيد.

كذلك استقبل الراعي وفودا وشخصيات سياسية واجتماعية ودينية وثقافية مهنئة بعيد الفصح.

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نظام الأسد: مستعدون للتحالف مع أميركا ضد الإرهاب

العربية.نت/28 آذار/16/قال بشار الجعفري مندوب نظام الأسد في الأمم المتحدة ورئيس وفده المفاوض في مباحثات جنيف، إن حكومة النظام السوري مستعدة للتعاون مع أميركا في تحالف دولي ضد الإرهاب، ولكن فقط إذا نسقت الولايات المتحدة العمل مع دمشق بشكل لم تفعله حتى الآن.

وأضاف الجعفري أن "التحالف الدولي ضد داعش لم ينجح في سوريا لأنه لم ينسق مع الحكومة السورية، لكن روسيا نجحت لأنها فعلت ذلك". وتابع "نحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لكن بالتنسيق مع "الحكومة السورية". ليس لدينا مانع أن نتحالف مع أميركا لكن يكون بالتنسيق مع سوريا".

 

ثالث طفل يهودي يبصر النور حفيداً لدونالد ترامب

العربية.نت/28 آذار/16/ليلة أمس الأحد أصبح ملياردير العقارات دونالد ترامب، الحالم برئاسة أميركا، جداً لطفل يهودي جديد، اسمه تيودور جيمس، والخبر أعلنته بحسابها "التويتري" أم الطفل ايفانكا، ابنة ترامب من أول زوجة اقترن بها في 1977 وطلقها في 1992 وهي إيفانا التشيكية الأصل.

أما إيفانكا، فاعتنقت اليهودية لزواجها في 2009 من جارد كوشنر، وهو رجل أعمال أميركي يهودي بعمرها، ولها منه ابنان آخران، أرابيلا وجوزف، وهما يهوديان أيضاً، وعمرهما 4 وسنتان "ويحملان الجنسية الإسرائيلية"، علماً أن هذه المعلومة غير أكيدة، وإذا صحت فإن ترامب سيصبح إذا ما فاز أول رئيس أميركي جد لحفيد إسرائيلي. شكرا لله، طفل يهودي جديد"وفي حسابها "التويتري" وهو باسم @IvankaTrump بالموقع الذي يتابعها فيه مليون و850 ألفاً من "التويتريين" نشرت إيفانكا، المولودة قبل 31 سنة بنيويورك، صورة لها، متأبطة في المستشفى طفلها الجديد، وهي التي تنشرها "العربية.نت" نقلاً عن الحساب المتضمن تغريدة كتبتها عن ولادة طفلها، الذي سيجعل من ترامب إذا ما فاز بالرئاسة، أول رئيس أميركي له هذا العدد من الأحفاد اليهود أيضاً. وانهالت تهاني بالمئات في مواقع التواصل على الجد وابنته، ومنهم من اعتبر تيودور جيمس الصغير فاتحة خير "هذه المرة على الرائع ترامب" في حملته الانتخابية، وفتاة اسمها جاكي "تويترية" الطراز والتعابير، قالت: "شكرا لله، طفل يهودي جديد" وهكذا تمضي الأمور مع المرشح الملياردير.

 

التحالف يستعيد 9 سعوديين ويسلم 109 حوثيين

العربية.نت/28 آذار/16/أعلنت قيادة قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن في بيان أصدرته اليوم أنه جرى أمس الأحد، استعادة 9 محتجزين سعوديين، وتسليم 109 من المواطنين اليمنيين ممن تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية، وذلك في إطار التهدئة التي سبق الإعلان عنها بتاريخ الثامن من مارس 2016.وأعربت قيادة قوات التحالف عن ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة "إعادة الأمل"، كما تأمل ببدء التهدئة في مناطق الصراع داخل الجمهورية اليمنية بما يفسح المجال لتكثيف وصول المواد الإغاثية لكامل الأراضي اليمنية، ودعم الجهود التي ترعاها الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216).

 

حركة طالبان تتبنى الاعتداء الانتحاري في باكستان مستهدفة المسيحيين

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت//28 آذار/16/تبنت حركة طالبان الباكستانية الاثنين الاعتداء الانتحاري الذي اوقع 72 قتيلا الاحد نصفهم تقريبا من الاطفال في متنزه في مدينة لاهور مؤكدة انها استهدفت المسيحيين في مناسبة عيد الفصح. واصيب اكثر من 200 شخص حين حصل الانفجار وسط الحشود في ملعب الاطفال في متنزه بمدينة لاهور كبرى مدن شرق باكستان، كان مكتظا في مناسبة عيد الفصح بحسب التقويم الغربي. واعلن احسان الله احسان المتحدث باسم فصيل "جماعة الاحرار" التابع لحركة طالبان في اتصال هاتفي مع فرانس برس الاثنين "لقد نفذنا هجوم لاهور لاننا نستهدف مسيحيين".

واضاف احسان "سنشن هجمات مماثلة في المستقبل"، وتابع "البنى التحتية للجيش والحكومة الباكستانية والمدارس والجامعات ايضا من بين اهدافنا". والاعتداء يعتبر الاكثر دموية هذه السنة في بلد اعتاد على هجمات كبرى، وسيؤدي الى تقويض التعايش الهش اساسا في هذه الدولة الاسلامية بغالبيتها.

 وافاد شهود ان الاطفال بدأوا بالصراخ فيما حمل مواطنون الجرحى لنقلهم خارج المتنزه. وقال عارف غيل لوكالة فرانس برس "لقد ذهبنا الى المتنزه للاستمتاع بعطلة عيد الفصح، وحصل انفجار فجأة. رأيت كرة كبرى من النار واصيب اربعة الى ستة من افراد عائلتي بجروح. اثنان منهم اصابتهما خطرة".

وقالت المتحدثة باسم فرق الانقاذ من جهتها ان الحصيلة ارتفعت الى 72 قتيلا الاثنين وبينهم 29  طفلا. واكد المسؤول الكبير في الشرطة حيدر اشرف عدد القتلى مضيفا ان الغالبية من المسلمين. وقال اشرف ان "المسيحيين لم يكونوا المستهدفين في الاعتداء لان غالبية الضحايا من المسلمين. الجميع يقصدون المنتزه".وكانت الحصيلة السابقة تشير الى مقتل 65 شخصا.- "اشلاء على الجدران"-اعلن كبير مسؤولي الادارة المحلية في لاهور محمد عثمان ان 233 شخصا اصيبوا بجروح فيما كانت حصيلة الجرحى الاحد تشير الى اكثر من 300 جريح. وفي وقت سابق قال عثمان ان الانتحاري "فجر نفسه قرب ملعب الاطفال".وقال جواد علي الذي يقيم قبالة المتنزه ويبلغ من العمر 35 عاما ان قوة الانفجار ادت الى تحطم زجاج منزله.واضاف "كان كل شيء يهتز وسمع الصراخ في كل مكان وانتشر الغبار"، موضحا "بعد عشر دقائق خرجت، وكانت اشلاء الضحايا متناثرة على جدران المنزل. كان الناس يبكون ويمكن رؤية سيارات الاسعاف". وتابع ان المتنزه كان مكتظا الاحد بسبب عيد الفصح بحسب التقويم الغربي. واوضح "كان هناك كثير من المسيحيين في المكان. كان المتنزه مكتظا حتى انني طلبت من عائلتي عدم التوجه اليه". واعلن الحداد لثلاثة ايام في اقليم البنجاب (عاصمته لاهور) لكن مدارس ومؤسسات حكومية اخرى فتحت ابوابها كما قال مسؤول الشرطة عبد الله سمبل. - تنديد- عبر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن "حزنه اثر خسارة ارواح ابرياء". واتصل به نظيره الهندي نارندرا مودي معزيا وقال له ان "الشعب الهندي يقف الى جانب باكستان في ساعة الحزن هذه". وتوعد قائد الجيش راحيل شريف باحالة المسؤولين عن الهجوم الى العدالة. كما نددت الولايات المتحدة بالهجوم "الجبان" فيما كتبت الباكستانية ملالا يوسفزاي الحائزة جائزة نوبل للسلام في تغريدة "على باكستان والعالم ان يتحدوا. يجب حماية كل روح واحترامها". من جهته ندد الفاتيكان بالهجوم معتبرا اياه "عنفا متعصبا ضد اقليات مسيحية" فيما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اسلام اباد الى حماية الاقليات الدينية. ويشكل المسيحيون حوالى 1,6% من عدد سكان باكستان البالغ 200 مليون نسمة وغالبيتهم من المسلمين. وفي السنوات الماضية تعرضت كنائس لهجمات في لاهور، معقل رئيس الوزراء نواز شريف في اقليم البنجاب. وقد تراجعت مستويات العنف عموما في باكستان منذ ان بدأ الجيش هجوما واسع النطاق على معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في المناطق الحدودية مع افغانستان بشمال غرب البلاد عام 2014. والسنة الماضية شهدت ادنى مستوى ضحايا من المدنيين وقوات الامن منذ العام 2007 حين تشكلت حركة طالبان الباكستانية من مختلف الفصائل. لكن المسلحين لا يزالون قادرين على تنفيذ هجمات بين الحين والاخر. وقتل 17 شخصا واصيب عشرات حين انفجرت قنبلة داخل حافلة في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، في 16 اذار. وانفجار الاحد في لاهور يعتبر الاكثر دموية في باكستان. وكان انتحاري فجر نفسه على ابرز معبر حدودي بين باكستان والهند موقعا 55 قتيلا في هجوم تبناه فصيل جماعة الاحرار من حركة طالبان في تشرين الثاني 2014.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله والولايات المتحدة: المارينز الجدد أو خصمان في خندق واحد

سلام حرب/ موقع 14 آذار/29 آذار/16

 لعلها آخر ارهاصات حزب الله قبل ان يقدم كبش فداء لإيران على مائدة المفاوضات التي اتت أكلها الصيف الماضي وقضت بالافراج عن 200 مليار دولار لصالح نظام طهران والتي من المؤكد انها تأتي بالتوازي مع صفقات سرية ستجعل للحزب ادواراً جديدة أو تلغيها تماماً. تبقى المعضلة التي تواجه كل من حزب الله والولايات المتحدة تتجلى في مقارعة الطرفين لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ومنعها من التمدد من سوريا والعراق الى دول الجوار. وفي هذا الاطار جاءت شهادة دانيال بايمن، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأميركي بلجنته الفرعية الخاصة بالشرق الأوسط وشمال افريقيا لتضيء أكثر على حقيقة التهديدات التي يراها الأميركيون في حزب الله بالرغم من تجنب الحزب حتى هذه اللحظة لأي مواجهة مباشرة مع واشنطن. وتبقى النصيحة الأميركية الدائمة هي "ضرورة بناء جيش لبناني قوي قادر على القيام بدوره مع التحفظ على مسألة التدريب الأميركي التي تعتبر مسألة شائكة وتثير الحساسية وتزيد من التوتر لدى الساسة اللبنانيين".

ما يجدر التوقف عنده هو الاصرار الاميركي في هذا الاطار على منع تدهور الوضع العسكري بين حزب الله من جهة والاسرائلي من جهة أخرى سواء عبر الجبهة اللبنانية أو تلك السورية. الأسباب قد تتعدد ومنها عدم انفلات زمام الامور تماماً وتعقد الميدان المشتعل أصلاً بحكم تواجد مئات التنظيمات والجماعات والجيوش وأشباه الجيوش. ولكن الأمر الذي يدفع واشنطن لمنع تدهو الاوضاع هو ما تعتبر حيوياً لها على المدى المنظور أقلّه ألا وهو ضرورة استمرار حزب الله والمليشيات التي يقدها بالوقوف في وجه ما ترى فيهم جماعات تكفيرية داعشية. وهنا ننقل ما يقوله محللون في العراق أنّ الحرس الثوري وحزب الله تحولوا الى "مارينز جدد"، باعتبار أنّ الماكينة الاعلامية للمانعة إعتادت أن تزاوج بين أي عبارة تريد أن تعيبها وبين عبارة جدد على غرار المحافظين الجدد وآل بوش. وتجد هذه العبارة أي المارينز الجدد مسوغاً لها خصوصاً مع بدأ العمل الميداني لعلمية ما يسمى "تحرير الموصل" من يد داعش حيث سيتولى الأميركي مهام الغطاء الجوي الناري فيما يقوم المشاة التابعون ظاهرياً لسلطة الحكومة في بغداد وعملياً لأوامر قاسم سليماني بالقتال البري. وجود حزب الله من المنظور الأميركي يبدو حالياً أثر من اي وقت مسألة ضرورية بموازاة مشاهد الدماء والأشلاء في محطات الباصات والمطارات والمسارح الأوروبية. هذا تسويق لصورة الحزب السياسي الراغب بالوقوف بوجه السفاح الداعشي القادم من غياهب التاريخ وسوداوية التأويل للنصوص الدينية. ولأنّ الغرب والأمريكيين بالتحديد لا يسعون سوى لحلول عاجلة وغير عميقة لمشاكلهم في الشرق الأوسط، باعتباره ممراً وليس مقراً، لذا فإنّهم ميالون أكثر من أي وقت مضى للتقرب من محور ايران وعلى رأسه حزب الله للاستعمال "المرحلي" لما يمتلكونه هؤلاء من قوة عسكرية على الأرض ورغبة في قتال من يصنفوا على أنهم آخر أصناف الإرهابيين لدى الغرب. والحزب، المصنف ارهابياً كذلك ولفترات طوال ولأمد غير قصير، هو حالياً مفيد لواشنطن في العراق من ناحية قدرته على ضبط او تحجيم المعارضين هناك للوجود الأميركي، والذين هم محسوبون على محور ايران. هناك تزايدت الأصوات المطالبة بعدم تدخل للمارينز الأميركي في بلاد الرافدين وإن كان الهجف هو الحرب على داعش. وكانت آخر هذه الأصوات ما صدر عن تنظيم "كتائب حزب الله" الذي هدد باستهداف وقتل الجنود الأميركيين في حال مشاركتهم في المعارك.

هنا يبدو أنه على الحرس الثوري وحزب الله ومن معهم أن يأدوا دورهم بكل إخلاص مع كامل التعاون مع الأميركيين وبديلاً عن المارينز إذا اقتضى الأمر ذلك بل ويأمنوا الحماية والمؤآزرة لهم عند الحاجة. واخيراً، فإن براغماتية الأميركي إذ تتلاقى مع ديماغوجية الإيراني وحزب الله بين الشام والعراق، وتتباعد عنهم في الشأن اليمني الذي يقاتل فيه الطرفان ايضاً. فعلى حدود السعودية، تقدم اميركا كل ما يمكنها وتتغاضى عن كل ما يحدث هناك ما عدا ا يعنيها بتنظيم القاعدة. فهل سنكون أمام تواصل مباشر أميركي-ايراني-حزب الله على المستوى الميداني أم أنّ الامر أصلاً دخل حيز التنفيذ؟

 

دور "حزب الله" على المحكّ

علي حماده/النهار/29 آذار 2016

لا يختلف اثنان على أن الاتفاق النووي الذي عقدته ايران مع المجتمع الدولي، ورفع عنها جميع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي العسكري، أدخل المنطقة في مرحلة جديدة كليا، ولم يوفر إيران نفسها. فالانتخابات الاخيرة التي شهدتها ايران على مستوى مجلسي "الشورى" و"الخبراء" نهاية شهر شباط الماضي، أفضت الى إطلاق مسار إعادة تكوين مراكز القوة في الحكم، على خلفية إطلاق الصراع على خلافة المرشد الحالي، بعد تأكد الأنباء عن اعتلاله. هذا المعطى جديد، وإن لم يكن يرقى الى مستوى الانقلاب، إلا انه يضيء على مرحلة تحولات كبيرة في الداخل الإيراني، وانتقال مؤكد لمركز الثقل في حكم البلاد. وليس سرا أن إيران لم تستفد بعد من نتاج رفع العقوبات عنها وإعادة أرصدتها المجمدة في الخارج. فنظام رفع العقوبات وتحرير الارصدة أكثر تعقيدا مما يُعتقد. على مستوى المنطقة، لم يظهر تبدل ملموس في السياسة الخارجية العنيفة التي تعتمدها ايران بواسطة ذراعها التي تتبع مباشرة لسلطة المرشد السيد علي خامنئي (الحرس الثوري)، متجاوزة الحكومة القائمة والمنبثقة من الانتخابات، والرئيس حسن روحاني الذي انتخب بغالبية ساحقة من الأصوات في انتخابات مباشرة. وبدا في المرحلة الاخيرة ان هناك "إيرانين"، الاولى يقودها المرشد وماكينته الأمنية - العسكرية- الاقتصادية، والثانية تتحلق حول حكم الرئيس حسن روحاني متحالفا مع الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، ومعهم الإصلاحيون والمعتدلون. وفيما واصلت ايران "المرشد" المريض حملاتها "الثورية" خارج الحدود في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، وغزة، رفع روحاني شعار ايران "يابان الشرق" مستلهما تجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، إذ تحولت الى مارد اقتصادي بعدما قلبت صفحة السياسات التوسعية الامبراطورية التي أدمتها ومعها منطقة جنوب شرق آسيا. ليس الجديد أن تظهر صورتان لإيران بعد الاتفاق النووي. الجديد ان تتظاهر صورة مناخ تغييري واسع، ربما عارم في الداخل، من شأنها في ضوء قرب غياب المرشد الحالي، أن تغلّب مسارا مغايرا قد تكون من نتائجه الاولى في مستقبل لم يعد ببعيد إطلاق مسار تصالحي بين ايران وجيرانها، لا بد من ان يؤثر مباشرة على أذرع "الحرس الثوري" في المنطقة، ومن بينها "حزب الله" في لبنان، وهو المكلف تنفيذ سياسة التدخل الإيرانية في سوريا واليمن والخليج، فضلا عن بعض بلدان افريقا حيث هناك حضور اغترابي لبناني. ما من شك في أن "حزب الله" الذي يقاتل في سوريا دفع ثمنا باهظا مع سقوط ما يزيد على الف وخمسمئة عنصر من ميليشياته، فيما انتهت وظيفته في "مضايقة" اسرائيل من لبنان، وسط تعاظم حشد عسكري دولي لم يسبق له مثيل في المنطقة، وتقاطع أميركي - روسي حول ضمان أمن الاخيرة. ومن هنا يمكن فهم الحديث المتزايد عن طرح دور الحزب ووظيفته المستقبليين على طاولة لعبة الامم.

       

الأيديولوجيا المتهاوية من كوبا إلى إيران ومأزق حزب الله

علي الأمين/العرب/29 آذار/16

رافقت الأيديولوجيات، التي اتسمت بالشمولية كما النموذج الإيراني أو الكوبي، ظواهر تدعو إلى الكثير من التأمل حول ما آلت إليه من نتائج على المستوى الإنساني، وعلى مستوى الجاذبية الحضارية لها. في كوبا ومع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الفاتح لها من دون قتال، كشفت الأيديولوجيا الشيوعية في جعل الشعب الكوبي من الشعوب الأكثر فقرا في محيطه، فيما نشأت طبقة من الحكام ومن حماة النظام استمرت بقوة الأيديولوجيا والعداء للنموذج الرأسمالي، إلى أن بدا أن الحلم الأميركي يستلب خيال الشعب الكوبي وأحلامه. ولكأن النموذج الأيديولوجي المتحكم باسم الاشتراكية، هو الطريق المثالي لسيطرة النموذج الأميركي. إيران لا تختلف عن كوبا. فالشعب الإيراني هو الذي أجبر أصحاب الأيديولوجيا الدينية الحاكمة للنظام الإيراني، على طيّ شعار “الموت لأميركا”، وهو الذي ابتهج بإعادة فتح قنوات العلاقة مع الغرب الرأسمالي وعلى رأسه الشركات الأميركية. فيما إيران تحاول الخروج من دوامة الشمولية يكشف عنه صراع معقد بين الإصلاحيين والمحافظين، يبقى حزب الله كامتداد للأيديولوجيا التي طلعت من إيران غارقا في لعبة فن كسب الأعداء. وهذا ما تظهره الوقائع على الأرض. الأعداء من حوله ومن كل الجهات. واحد يعلن العداء وآخر يسمي نفسه حليفا ويتربص لينقضّ في اللحظة المناسبة على من اضطر أن يكون حليفه. لا تكفي مقولة “إنهم يكرهوننا”، لتبرر حجم المعادين لحزب الله وكثرتهم، ولا سيما أنّ إيران، نفسها، وجدت طريقة ما لتفتح بابا من أبواب السلام مع الشيطان الأكبر، وهي نفسها لا تجد غضاضة في وقف التصريحات الداعية إلى إزالة إسرائيل من الوجود. وهي التي يتفادى مسؤولوها، في الحرس الثوري أو في رأس الهرم، شتم العائلات الحاكمة في دول الخليج وغيرها من دول العالم.

حزب الله قادر أن يأتي بمن يشاء رئيسا للجمهورية اللبنانية، لكنه مربك. طأطأ له الجميع وقالوا له “تفضل”. لأنه لم يضع في باله يوما أن يكون حزبا في دولة كما بقية الدول، ولا أن يضع في حسابه يوما أن يتحمل مسؤولية تطبيق خطة تنموية واقتصادية ومالية تظهر فيها كفاءاته في بناء الدول. ولم يعدّ العدة ليوم يكون فيه شريكا ومنافسا ديمقراطيا لأحزاب وقوى، ولا أن يتحمل مسؤولية الحكم. فقط اعتاد على أن يكون له الغنم وعلى سواه الغرم. ليس صحيحا أن حزب الله يتعفف عن المواقع الرسمية والرئاسات، بل الصحيح أن لديه شهية إلى السلطة أكثر من غيره. لكن السلطة التي تتيح له أخذ مكاسبها دون أن يتحمل أعباءها. حزب الله مربك لأنه وصل إلى مرحلة حيث لم يعد من الممكن الفصل بين السلطة والمسؤولية. هذا ما يفرضه عليه اليوم خيار سليمان فرنجية أو ميشال عون. ربما يبقى لبنان بلا رئيس للجمهورية لسنة وسنتين وأكثر، وربما ستستمر الأزمة السورية. ويمكن لحزب الله، الذي يظن أنه يزداد تمددا في أصقاع العالم العربي دفاعا عن قضايا الشعوب، أن يستمر في الترويج لمقولة تحرير العالم من التكفيريين… سيظل عاجزاً عن أن يحرر لبنان من التعطيل، أو أن يقدم نموذجا لما يمكن أن تكون عليه الدول الطبيعية. وهو يشيع أنه هزم إسرائيل وبات يهدد وجودها ونجح في حماية نظام الأسد وغير ذلك من “إنجازات إلهية”، سيبقى عاجزا عن أن يكون حزبا سياسيا في دولة لبنان.

الحرب الناعمة الأميركية، كما يسميها حراس الأيديولوجيا في إيران، جنودها هم ملايين من الشعب الإيراني، الذين أدركوا أن الشعارات التي ملأت شوارع المدن تفقد معناها. فالشعب الإيراني لمس أن الخيار الأيديولوجي الذي قام على ادّعاء تقديم نموذج لإدارة الشأن العام يقوم على رفض الرأسمالية والاشتراكية وتقديم نموذج بديل اسمه التجربة الإسلامية في السياسة والاقتصاد، كانت نتيجته أن الإيرانيين ازدادوا تطلعا إلى النموذج الغربي والأميركي تحديدا. هذا بغض النظر عن “الإنجاز النووي” الذي تدعيه إيران، لكن ذلك ليس الهدف الذي قامت من أجله الثورة الإسلامية، التي عجزت أن تحقق لشعبها أهداف الثورة.

الردة الشعبية على النموذج الأيديولوجي المسيطر في إيران هي ما تجعل واشنطن غير آبهة بالشعارات الأيديولوجية، لأنها تدرك أن هذه الشعارات هي ما يدفع الإيرانيين للتعلق بخيار الانفتاح على النموذج الرأسمالي، من دون أن يعني ذلك أن الإيرانيين في موقع ضعيف، بل الضعف هو في الأيديولوجيا وشعاراتها، وهي تتهاوى لصالح سياسة الانفتاح، ولخيار الانخراط في العولمة. سقوط الأيديولوجيا وانهيارها أمام النموذج الرأسمالي يستند إلى وقائع منطقية ومادية. والجاذبية الأميركية والغربية للشعبيْن الإيراني والكوبي هي من إنجازات الأيديولوجيا الإسلامية بنموذجها الإيراني، والأيديولوجيا الاشتراكية بنموذجها الكوبي. بدا أن كلّا من هاتين الأيديولوجيتين وسيلة أوباما لنقل أميركا من رتبة “الشيطان الأكبر” إلى رتبة “الحلم”. ليس النموذج الأميركي كما هو في أذهان الإيرانيين والكوبيين، لكن بؤس التجربتين الإيرانية والكوبية كان كفيلا بأن يكسب أوباما دون استخدام السلاح.

المفارقة في المشهد الإيراني وامتداده حزب الله، أنه فيما العقوبات الدولية تنزع تدريجيا عن إيران، تزداد بالمقابل على حزب الله، العقوبات المالية التي تصدرها الخزينة الأميركية ويؤكد عليها الكونغرس، توقع حزب الله في وضع لا يحسد عليه، ذلك أن حزب الله الذي يدرك أن مسار الانفتاح الإيراني على الشيطان الأكبر مسار يشقه الإيرانيون بقوة، يعلم أن كلّا من طبيعته الأيديولوجية والوظيفة التي تأسس من أجلها آيلة إلى نهاية… هذه النهاية هي التي تجعل حزب الله أمام إشكالية وجودية غير قادر على حسمها، وتساهم العقوبات في تعميقها. حزب الله عاجز عن أن يكون حزبا سياسيا في دولة مدنية، لذا سينحاز دوما، لخيار الحرب والقتال باعتبارهما سبيله الوحيد للبقاء.

 

انتخاب رئيس وتبنّي موازنة وتحديد أولويات اقتصادية واجتماعية" الوفد الأممي للمسؤولين: هذه شروط المجتمع الدولي لدعم لبنان

ريتا صفير/النهار/29 آذار 2016

فيما يواصل الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ - كيم جولته على دول المنطقة، وبينها الاردن والعراق، يستمر الاخذ والرد محليا حيال نتائج زيارة الوفد الاممي الى بيروت ولاسيما لجهة المساعدات الموعودة لدعم لبنان، اضافة الى انعكاس ذلك على امكان توطين اللاجئين فيه. واذا كانت مطالبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بوضع اليد الدولية على الازمة معطوفة على الموقف الذي اطلقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من البترون عن التوطين وارتباط "النزوح بتغذية الارهاب" عكسا جانبا من الخلافات اللبنانية الرسمية حيال هذا الملف الشائك، فان تزايد الحديث عن ضغط دولي على لبنان في الملف الرئاسي شرطاً لحل أزمة النازحين طرح اكثر من علامة استفهام عن حقيقة المقاربة الدولية في هذا الشأن، ولاسيما على ضوء تذكير رئيس البنك الدولي بوجود "رزمة مساعدات للتنمية من البنك قيمتها نحو مليار دولار ويعطلها المأزق السياسي في البلاد".

تزامناً مع السجالات الاعلامية التي "خرقت" عطلة عيد الفصح في هذا المجال، تتوقف مصادر ديبلوماسية غربية عند "مؤشرات واضحة" من المساعدات المحتمل تقديمها الى لبنان تولى الوفد الاممي بلورتها من بيروت، سواء عبر لقاءاته مع المسؤولين او في المؤتمر الصحافي المشترك الختامي الذي عقده في فندق "فينيسيا"، مشددا على الآتي:

- رغم تكراره امتنان المجتمع الدولي للرحابة التي ابداها لبنان في استقبال اللاجئين، الا ان رئيس البنك الدولي لم يخف "صدمته" من الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المضيفة واللاجئين ولاسيما في الشمال، مؤكدا ان "لا مؤشرات توحي بامكان تحسن الامور، باعتبار ان الكل يريد وظائف ونوعية تعليم جيدة وخصوصا للاولاد". ومع تذكيره بالتزامات المؤسسة الدولية حيال لبنان والتي تبلغ قيمتها مليار دولار، ادرج كيم خطوة تخصيص البنك الدولي 100 مليون دولار، كتمويل تنازلي للبنان لدعم مشروع الحكومة في تحسين نوعية التعليم في المدارس في اطار "القرارات الاستثنائية"، مشددا على اهمية "الانخراط مع اتحاد البلديات لمساعدة الحكومات المحلية في توفير خدمات مباشرة للمواطنين في شكل فاعل".

- لم يخفِ المسؤول الدولي نية البنك الدولي المضي قدما بمشاريع اضافية مع دول المنطقة وضمنها لبنان، مشيرا الى ان المجتمع الدولي "منح دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا ما يوازي مليار دولار من تسهيلات تمويلية تنازلية، كمنحة مباشرة، وهو مستعد لان يضاعفها 3 او 4 مرات بهدف توفير نوع من التمويل التنازلي الذي يسمح لدول مثل لبنان والاردن بالمضي قدما، ليس فقط من خلال الرد على ازمة اللاجئين، بل لبناء البنى التحتية التي تساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستقبلي في البلاد".

- بدا واضحا ان "تدفق" المساعدات الدولية على لبنان يبدو مشروطا بثلاث خطوات يفترض ان تشرع الحكومة اللبنانية في تنفيذها، وفي شكل سريع، كما اعلن رئيس البنك الدولي. وهذه الخطوات هي: ان يصادق مجلس النواب على تشريعات تتيح تحقيق تمويل افضل ويتبنى موازنة سنوية، ان تحدد الحكومة اللبنانية "اولويات" انطلاقا من مقاربة استراتيجية تشمل مستقبل البلاد الاقتصادي والمشاريع الاجتماعية ككل، وان يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية يتولى التوقيع على التشريعات، فتتحول قوانين، ويؤدي هذا الرئيس"دورا جوهريا" في رئاسة الدولة. وقد نقل رئيس البنك الدولي عن رئيس مجلس النواب نبيه بري وعده الوفد الدولي بتمرير اي قانون او اتفاق في هذا الاطار وتوقيعه، مؤكدا "ان البنك الدولي مستعد لان نلتزم تعهداتنا لكننا نود ان نرى الحكومة اللبنانية تتحرك ايضا". وبوضوح، اضاف: "انا متفائل بالمستقبل ولكن علينا ان نتحرك".

- يدرج المسؤولون الدوليون تحقيق المطالب المتوقعة من لبنان في اطار عنوان اعرض. قوامه، سعي المؤسسات الدولية المتواصل الى انهاء الفقر المدقع وتحقيق الازدهار، اضافة الى قيام حكم صالح في دول المنطقة، كاحد العناصر المساعدة على الحد من التشدد ومكافحة الارهاب. وقد كان رئيس البنك الدولي واضحا في حديثه عن "عدم املاء البنك الدولي على الدول ما يجب ان تفعله. لكن من المؤكد ان "اللا حكم"، لا يشكل حكما صالحا والاولوية هي لقيام حكم". وفي اطار حديثه عن نية البنك الدولي دعم مشاريع تنموية، بينها المساعدة في بناء منطقة اقتصادية في طرابلس، توقف عند "الكلفة العالية لعدم انتظام العمل في مؤسسات الدولة اللبنانية، وابرزها ان المال لا يذهب مباشرة الى المجتمعات". وختم: "وضعنا مليار دولار على الطاولة اليوم ونحن مستعدون لوضع مليار آخر، لكننا نحتاج الى شريك في الحكومة اللبنانية".

- غني عن التذكير ان المسؤولين الدوليين "يوازنون" بين الدعم الاقتصادي- المالي المتوقع منحه للبنان والمشاريع والتشريعات الهادفة الى تكبيل "حزب الله" وتقليص قدراته الاقتصادية والمالية تدريجاً، والتي عكس جانبا منها قانون الكونغرس الاميركي ومراسيمه التطبيقية بمنع تمويل "حزب الله". ويبدو ان وزير المال علي حسن خليل سمع خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن كلاما واضحا جدا في هذا الخصوص.

 

"كلّ مين في مسلّة تحت باطو بتنعرو"

عقل العويط/النهار/29 آذار 2016

هم يعرفون أنفسهم. إنهم أهل الوضاعة البلا أصل الزحفطونيون السماسرة القوّادون حاملو المناشف الانتهازيون المدّاحون الهجّاؤون مسّاحو الجوخ اللاهثون لتقبيل الأرجل والأقفية. هؤلاء لا تنطلي "عفّتهم" على أحد، وإن رتقوا أغشية بكارتهم الأخلاقية، ثلاث مرات في اليوم الواحد. صغار النفوس هم صغار النفوس. وما أكثر هؤلاء في المواقع والمراتب كلّها، في الطبقة السياسية، في المؤسسات الدينية، في المؤسسات الإعلامية، في الإدارات، في الوظائف العامة والخاصة، هنا وفي البلدان التي يعملون فيها. سعرهم "نص ليرة". لا أكثر. وأحياناً أقلّ. يتقيأ المرء لدى سماعهم، ولدى قراءتهم، ولدى مشاهدتهم. يحلّلون في الاستراتيجيا الجيوسياسية، وفي سلّم القيم، ويحاضرون في المفاهيم ونصاعة الكفّ ورصانة المعرفة والصحافة والثقافة والترفع والنزاهة، وهم والغون متمرّغون. الأذلاء الوضيعون الخسيسون اللئام الواقفون في أبواب المواخير اللاعقون الحاسدون الكارهون، "حسّاسون" للغاية. إذ ليس في مقدورهم أن يتحمّلوا وجود أناس من أهل الأصل، والكرم، والكرامة، والترفع، والأنفة، والرأس العالي. هؤلاء لا يهنأ لهم بال، إلاّ عندما يتساوى الجميع معهم في الارتهان وبسط جناح الذلّ والمهانة وتبديل الأسياد والقفز من دار إلى دار ومن وليّ إلى وليّ. هم أذكياء، لا محالة. عارفون من أين تؤكل الأكتاف. أهل دربة، خبراء في هذه المهنة، ومتمرّسون. لا جدال في ذلك. من سيمائهم، ومن فعائلهم الرذيلة تعرفونهم. أصحاب السلطان والجاه والعمل، هنا وفي العالم العربي، يختارون، على العموم، عناصر هذه الطبقة من الناس، ليكونوا في ركابهم وظهرانيهم. طناجر لقيت غطاءها. وهذا طبيعي ومنطقي جداً. فالرافلون في العربدة والمال الأسوَد يفضّلون المبخّرين المحنيي الهامات الخانعين والخدم، لأنهم لا يزعجونهم، ولا يربكون ضمائرهم. هؤلاء هم مصيبة لبنان ومصيبة اللبنانيين. لا دواء يشفيهم، ولا هم يريدون الشفاء. لا بدّ من التشهير بهؤلاء، لأنهم يفرضون على لبنان، بقوة الأمر الواقع، أن يكون على صورتهم ومثالهم. هم يسدّون الأبواب في وجه البلاد، ويجعلونها رهينة، يتاجرون بها، ويقترعون على ثيابها. لكن أخطر ما في هذه المسألة، أن "السوق" مطلقاً، باتت تفرض هذا "النوع" من الناس: في السياسة، في التربية، في الجامعة، في الإعلام، في الاجتماع، وفي الدين. على طالب العمل (أو طالبته)، إنْ لم يكن من هذا "النوع"، أن يخلع عنه كل ما ينبغي للمرء أن يتصف به من معايير، من أجل أن ينجح في "الامتحان". إلى مَن يوجَّه هذا الكلام؟ هاكم الجواب باختصار فادح: "كلّ مين في مسلّة تحت باطو بتنعرو"!

 

الكرملين بعد إعادة روسيا تدمر إلى النظام وجه رسائل تتعدى أميركا إلى الأسد وإيران

روزانا بومنصف/النهار/29 آذار 2016

لم ينتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الاسد يشكره فيه على مساعدة القوات الروسية في تحرير تدمر وفق ما تقتضي بديهيات البروتوكول متى ساعد طرف طرفا آخر، بل بادر سيد الكرملين الى الاتصال بالاسد. وحرصت وسائل الاعلام الروسية الرسمية على إبراز النبأ بالتشديد على ان "الاتصال الهاتفي بادر اليه الجانب الروسي" وان الرئيس بوتين "هنأ نظيره باستعادة مدينة تدمر وان الرئاسة الروسية شددت على الدور المركزي لموسكو في هذا الإنجاز". وأضاف البيان: "إن الرئيس السوري أعرب عن امتنانه للدعم الفاعل الذي قدمته القوات الجوية الروسية". فيما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "إن الرئيس السوري شدد على أن تقدما مثل تحرير تدمر ما كان ممكنا من دون دعم روسيا". لم يكن للامور أن تكون أكثر وضوحا في تأكيد روسيا صراحة أنها هي من أتاح المجال أمام النظام السوري لإعادة السيطرة على تدمر في رسالة متعددة الاتجاه، تقول مصادر ديبلوماسية معنية انها موجهة الى كل من النظام وايران حول الارتباط الوثيق لأي تقدم لهذا الثنائي في سوريا، برعاية او اشراف من الطائرات الروسية وتقديمها المساعدة، مما يجعل الاثنين رهناً بالقرار الروسي بمقدار ما هي موجهة الى الولايات المتحدة. فالمساعدة الجوية التي قدمتها روسيا لقوات الاسد وحلفائه من الميليشيات الشيعية من أجل استعادة تدمر من تنظيم "الدولة الاسلامية" تأتي بعد أيام على زيارة قام بها وزير الخارجية جون كيري لموسكو حيث التقى الرئيس بوتين ونظيره سيرغي لافروف. وقد ظهر اختلاف في الموقفين الاميركي والروسي من بت مصير الاسد لجهة إعلان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "أن الولايات المتحدة تفهمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل الاسد في الوقت الراهن في مفاوضات جنيف". ومع أن عبارة مهمة تضمنها هذا التصريح، أي عدم مناقشة مستقبل الاسد في الوقت الراهن، مما يعني أن الموضوع ليس غير وارد على نحو كلي بل مؤجل راهنا، فإن الناطق باسم الخارجية الاميركية جون كيربي رد على الفور بأن أي اقتراح أننا غيرنا في أي شكل من الاشكال رؤيتنا لمصير الاسد هو اقتراح خاطئ، فيما أصدر المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني بيانا عن انتهاء الجولة الأخيرة من المفاوضات السورية في جنيف، شارحا خلاصة الورقة التي استخلصها الموفد الدولي دو ميستورا من اللقاءات التي رعاها بين وفدي النظام والمعارضة، وفي تقويم راتني "اننا كنا وما زلنا واضحين في أن توقعنا هو أن هذه المفاوضات ستتناول القضية الجوهرية المتمثلة بالانتقال السياسي الذي ليس شيئا غامضا، بل هو انتقال بعيد من بشار الاسد". ومع أن هذا الكلام قد يفيد أو يعني طمأنة المعارضة الى أن هدفها سيتحقق وان الاتفاق مع موسكو كما أوضحت الاخيرة يفيد باختلاف التوقيت حول الكلام على سحب الاسد من المشهد السياسي وليس عن عدم ورود هذا الاحتمال، وفيما تظهر المساعدة الروسية في استعادة تدمر أن الانسحاب الروسي الجزئي لم يكن مؤثرا على قدرات روسيا او انه كان انسحابا شكليا بمعنى توجيه رسائل سياسية عبره وتحقيق جملة أهداف من خلاله، فإن روسيا تحصد المزيد من رد الفعل الايجابي لجهة استعادة تدمر من "داعش" بالذات في أول استهداف علني وواضح للتنظيم، على غير ما اتصف به التدخل الروسي منذ ايلول الماضي وحتى اعلان الانسحاب الجزئي في 14 آذار الحالي، خصوصا ان هذا الانتصار على "داعش" يأتي بعد التفجيرات الارهابية في بروكسيل. وهذا الموقف الاميركي يفيد بوضوح ان الانتصار في تدمر وأي إنجازات يحققها النظام على الارض لن تغير مبادىء الحل السياسي الذي يجب إرساؤه في سوريا.

ليس قليلا أن تعيد روسيا الاسد السيطرة على تدمر بين جولتين من المفاوضات، بما يقوي موقع النظام ويعطيه زخما، علما أن ثمة من يرى ان الرسالة الروسية الى النظام وايران التي سارعت الى تهنئة الاسد باستعادة تدمر، كما لو ان هذه الاستعادة من قدراته وحدها وليست هدية قدمتها له روسيا لأهدافها الخاصة، قد لا تقل بلاغة في ضوء معلومات عن اختلاف بين الرؤيتين الروسية والايرانية، فيما تظهر إيران أكثر قدرة في التأثير على الأسد. فحين يعود الى روسيا تمكين النظام من استعادة تدمر والإصرار على أن تنسب روسيا الى نفسها الفضل وأن تنقل وسائل إعلامها إقرار الاسد بفضل روسيا، فإنما يعني ذلك أن على فريقي النظام وإيران احترام التزامات روسيا والتقيد بروزنامتها في مسار الاتفاق مع الولايات المتحدة وليس الاستعانة بروسيا من أجل تحقيق انتصارات على الارض بواسطة القصف الروسي، ثم الانصراف الى تحديد روزنامة خاصة بهما. في حين يقول موالون للنظام في لبنان ان روسيا ستساعد الاسد للانطلاق من تدمر في اتجاه استعادة المناطق في اتجاه الحدود مع العراق، وتاليا الطريق الى دير الزور، الامر الذي يمكنه من استعادة السيطرة على غالبية الاراضي السورية وفق ما كان صرح الاسد، بما سيدفع المعارضة في ضوء المكاسب المهمة للنظام، ولو برعاية واشراف روسيين، الى أن تقبل بأن وضعها ليس مميزا لتطالب بشروطها وليس فقط بشروط تغيير النظام.

 

طريق غسان سلامة غير سالكة!

 غسان حجار/النهار/29 آذار 2016

الوزير السابق غسان سلامة في إعلانه ترشحه للادارة العامة لمنظمة الاونيسكو عبر التلفزيون مباشرة من دون تنسيق مع الحكومة اللبنانية التي بدت كأنها فوجئت بالترشح، (ولا ادري ما اذا كانت المفاجأة حقيقية) لان اموراً مماثلة وبهذا الحجم تحتاج الى تحضير مسبق، مع العلم شبه الأكيد ان الحكومة شبه العاجزة عن بت معظم الملفات ستجد نفسها غير قادرة على التوافق على اسم غسان سلامة الذي تتهمه قوى الامر الواقع في الحكومة وخارجها، بالوقوف وراء القرار 1559 الذي صدر عن مجلس الامن عام 2004 وطالب جميع القوات الأجنبية المتبقية بالانسحاب من لبنان، خصوصا انه صدر بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000، مما يعني انه قصد الجيش السوري، كما دعا إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، اي انه قصد "حزب الله" تحديداً. وقد أثار هذا الموضوع جدلاً في الايام الاخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن المفارقة في الامر تكمن في نقاط عدة يجدر التوقف عندها:

اولاً: ان مرشحة لبنان الرسمي هي السيدة فيرا خوري، ولا انتقاص منها في شخصها، وانما انتقاص من دورها اللبناني، اذ انها تمثل منذ سنوات دولة اخرى في منظمة الاونيسكو، بترؤسها بعثة دولة سانت لوسيا، اي انها تحمل الصفة الديبلوماسية لبلد ثان غير موطنها الذي يتبنى ترشيحها.

ثانياً: ان دولة سانت لوسيا التي نالت استقلالها عام 1979 وأصبحت عضواً في دول الكومنولث هي احد بلدان التهرب الضريبي وقد وضعت منذ عام 2009 على لائحة صنفت رمادية، وفيها ينشط عدد كبير من المتمولين من جنسيات مختلفة من اجل الملاذ الضريبي واكثر، ومنهم احد كبار اللبنانيين الذي يدعم ترشيح خوري.

ثالثاً: ان المفاضلة بين خوري وسلامة تصب حتما لمصلحة الثاني لجهة انتمائه اللبناني وتاريخه وكفاياته ومعرفته بلبنان ومعرفة اللبنانيين به، والخدمات التي قدمها لبلده خصوصا عندما تولى حقيبة وزارة الثقافة وتنظيم القمة الفرنكوفونية في لبنان.

رابعاً: من المفضل ان تسجل الحكومة لنفسها انجازاً مشرفاً فلا تقع مجدداً ضحية المافيات المالية الطامعة والطامحة الى التحكم بكل مفاصل البلاد مع سياسيين باعوا انفسهم من اجل مكاسب مالية على حساب الوطن والمواطن، وهم يتوثبون كل صباح لالتقاط المزيد من فرص النهب، ويحاربون كل محاولة للتغيير، بل يعملون على ان يستولد النظام القائم بنيناً وورثة من داخل التركيبة التي انتقلت من الاقطاع، ومن الثائرين عليه ايضاً، الى الميليشيات الاقطاعية. واخيراً، يستحق لبنان ان يكون ممثله في محفل دولي انسان اسمه غسان سلامة، لانه قيمة فكرية وعلمية، وهو علمٌ من أعلام بلد الارز.

 

عيب على النواب أن يعيّدوا قيامة المسيح ولا يعيّدوا قيامة لبنان من قبر الفساد

 اميل خوري/النهار/29 آذار 2016

لم يفكر المشترع عند وضع الدستور ترجمة لاتفاق الطائف انه سيأتي يوم يتخلى فيه النائب عن واجبه الوطني في انتخاب رئيس للجمهورية وإلا لكان لحظ عقوبة لمن يتغيب عن الجلسات من دون عذر مشروع. أما وقد أصبح التغيب من دون عذر مشروع قاعدة تجعل هذا الانتخاب معرضاً في كل استحقاق لشغور رئاسي لا يعرف مداه، فان مصلحة لبنان العليا باتت تقضي بجعل حضور النائب جلسة انتخاب الرئيس الزامياً ما لم يكن لتغيبه عنها عذر مشروع لئلا يصبح تعطيل كل جلسة لانتخاب الرئيس مفتوحاً أمام كل من يريد ذلك لأسباب شتى ولغاية في النفس... لقد اتخذت هيئة مكتب مجلس النواب قراراً حسمت بموجبه موضوع الخلاف حول الأكثرية المطلوبة لنصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فاتفقت على أن تكون أكثرية الثلثين. فإذا كان من حقها ومن صلاحيتها أن تقرر ذلك فلمذا لا يكون من حقها ومن صلاحياتها أيضاً حسم الخلاف حول حق النائب في التغيب عن جلسة انتخاب الرئيس من دون عذر مشروع، أو تضمين النظام الداخلي للمجلس نصاً يجعل حضور النائب جلسة انتخاب الرئيس ملزماً تحت طائلة معاقبة كل من يتغيب عنها من دون عذر مشروع كما فرض النظام عقوبة على كل من يتغيب عن جلسة اللجان التي هو عضو فيها ثلاث مرات متوالية ومن دون عذر مشروع، وهذه العقوبة تقضي باعتبار مقعده خالياً، فيطبق الشيء نفسه على النائب الذي يتغيب عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، أو عدم احتسابه في عدد أكثرية الثلثين المطلوبة لاعتبار الجلسة مكتملة النصاب.

إن الرئيس نبيه بري ما فتئ يكرّر تمسكه بنصاب الثلثين للجلسة الرئاسية ويرفض بشدة محاولة فرض عُرف جديد أو سابقة لكسر هذا النصاب باعتماد أكثرية النصف زائد واحد، وهو على حق في موقفه هذا لأن رئيس الجمهورية هو رئيس كل اللبنانيّين وليس رئيس فئة أو طائفة وينبغي أن ينال الأصوات النيابية التي تؤهّله لأن يكون كذلك، لا أن يعتبر فائزاً بالرئاسة بأصوات فئة سياسية أو طائفة فيفقد عندئذ المفهوم الصحيح للميثاقية المطلوبة لانتخابه. لكن اذا كان من حق أو من صلاحية هيئة مكتب المجلس أن تعتبر أكثرية الثلثين مطلوبة لنصاب جلسة انتخاب الرئيس فينبغي أن يكون من حقها وصلاحيتها أيضاً الزام كل نائب حضور جلسة انتخاب الرئيس وإلا فرضت على من يتغيب من دون عذر مشروع عقوبة اعتباره مستقيلاً حكماً من عضوية المجلس إذا تغيب عن حضور ثلاث جلسات متوالية كما يقترح الوزير بطرس حرب في مشروعه المتعلق بتعديل الدستور، وهو مشروع قد يكون من الصعب أن يمر في الظروف الراهنة في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب، وإن كان يضعهما أمام مسؤولياتهما الوطنية وأمام محاسبة الرأي العام. فالتغيب المتعمد لعدد من النواب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية دفع الوزير حرب الى التقدم باقتراح تعديل الدستور بعدما تكرر تعطيل نصاب جلسات الانتخاب مدى سنتين تقريباً، الأمر الذي حتّم توقف العمل التشريعي باعتبار ان المجلس لم يعد هيئة اشتراعية بل أصبح هيئة انتخابية. وأكد في الأسباب الموجبة لاقتراح التعديل على المبادئ الدستورية التي فرضت على نائب الأمة أن يمارس مهماته التي أوكلها اليه الناخبون وهي مبادئ مكرّسة في كل دساتير العالم.

الواقع أنه من غير المنطقي أن يمنع النظام الداخلي لمجلس النواب النائب من التغيب عن جلسات اللجان من دون عذر مشروع تحت طائلة العقوبة ولا يمنعه من التغيب عن جلسات انتخاب رئيس للجمهورية سواء بتعديل الدستور أو بقرار يصدر عن هيئة مكتب المجلس كما اتخذت قراراً بجعل أكثرية الثلثين الزامية لاكتمال نصاب جلسة انتخاب الرئيس، لا أن تكون هذه الأكثرية الزامية ولا يكون حضور النائب الزامياً أيضاً. لقد تعذّر انتخاب خلف للرؤساء أمين الجميل واميل لحود وميشال سليمان عند انتهاء ولايتهم لوجود ثغرة في الدستور يجب سدّها بسرعة كي لا يتكرر تعطيل انتخاب الرئيس كل مرة من خلال إفقاد متعمد لنصاب جلسة الانتخاب ما يؤدي الى تعطيل النظام السياسي بكامله والى تعريض البلاد لمخاطر جمّة، وذلك إما بإقرار اقتراح التعديل المقدم من الوزير حرب من دون عرقلة، وإما بقرار تتخذه هيئة مكتب المجلس بجعل حضور النائب الزامياً كما جعلت أكثرية الثلثين شرطاً لاكتمال نصاب جلسة الانتخاب، أو بإيراد نص في النظام الداخلي لمجلس النواب يعاقب كل نائب يتغيب عن جلسة انتخاب الرئيس كما يعاقبه عن تغيبه عن جلسات اللجان. فعيب على النواب، ولا سيما منهم المسيحيين، أن يعيّدوا قيامة السيد المسيح ولا يعيّدوا قيامة لبنان من قبر يكلّسه الفساد.

 

وينيي النقابة؟

 راشد فايد/النهار/29 آذار 2016

ليس فضيحة مجلجلة أن تقفل صحيفة أو أكثر. هي مأساة اجتماعية حقيقية للعاملين فيها، لكنها ابنة التطور والتقدم. فكم من مهنة انقرضت منذ الثورة الصناعية العالمية؟ ألم تلغِ السيارة طنابر الخيل، ويصبح ساعي البريد ذكرى، وتندر صالات السينما بعد غزو التلفزيون البيوت؟ وألم تلغِ موجة الـ" أف أم" الموجات القصيرة والمتوسطة والطويلة من أجهزة الراديو؟ الصحافة الورقية، اليوم، في العالم، ضحية العولمة العنكبوتية، وما أغلق أبوابه منها موزع في الدول الغنية والفقيرة، وغالبيتها مؤسسات بالمعنى الجدي للكلمة، أي شركات مساهمة، لكل منها دفتر محاسبة واحد أحد، والعاملون فيها يتمتعون بالحقوق كاملة، ولا ينقسم راتبهم بين فوق الطاولة وتحتها، كما في غالبية مؤسسات الإعلام اللبنانية. وللتذكير، كانت مجلة "كريستشن ساينس مونيتور" الضحية الأولى مطلع الألفية، من دون نواح وانتحاب، بل بتقدير وأسف. إذاً، لا رد لقضاء التقدم. لكن من غير المنطقي أن يتخذ "أصحاب الأملاك المطبوعة" من الأزمة مناسبة لحمل رداء الرسل. فإذا كان صعباً التسليم بأن التمريض رسالة، فكيف نصدق أن للصحافة رسالة هي "خدمة القارئ"؟ فالوقائع تظهر أنها مهنة، وككل مهنة هي "باب رزق"، جُلّه يذهب إلى مالك "الإمتياز الصحافي"، والقلة رواتب للعاملين. الأول يدخر الكثير ليومه الأسود، والآخرون بالكاد يسدون قوت يومهم. بخلاف العولمة، لم تقض "حروب الأخوة" العرب، أو "الحرب على الأخوة" على الصحافة الورقية اللبنانية، فهذه قديمة قدم العروبة والإسلام، وهي، أصلا، ما سمح بازدهار هذه الصحافة في غابر الأيام، وموّلها، بوضوح وجلاء، من دون اقرار صريح من الطرفين. ألم يستقبل الرئيس شارل حلو نقابة ناشري الصحف في القصر الجمهوري، في ستينات القرن المنصرم، بالقول: أهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان؟! لكن حرب لبنان فتحت للعرب فرصة اجتذاب الخبرات اللبنانية، لإصدار صحفهم في بلدانهم، كدول الخليج، أو في أوروبا، كما فعل العراق، أولا، فتقلص "الدعم"، بينما استولدت ليبيا القذافي مطبوعاتها في لبنان. ومع "استقلال" العرب صحافيا، والحرب في لبنان، وتعاظم القوة الشرائية والإستهلاكية في الخليج، ما عاد لبنان سوقا للإعلان، وصارت شركاته مهجوسة بالمطبوعات التي تخرق سوق الخليج، فسقطت مطبوعات لبنان من حساباتها. وكما دخلت ايران الحيز العربي في أعقاب الخروج المصري بخفي "كامب دايفيد"، دخل مالها على الصحافة اللبنانية، على أثر التخفف العربي، حتى صارت القومية العربية تتغذى بالمال الفارسي، في مشهد من اللامعقول واللا منطقي. ثم انتبهت طهران إلى أن الصحافة الإلكترونية أقل كلفة وأسرع وصولا، وتتماشى مع روح العصر، فكيف والأزمة الإقتصادية متفشية لديها، وبكلفة الصحيفة تستولد 10 مواقع إخبارية؟ هذه إحدى الحالات. شجرة تخفي غابة من أزمة الصحافة المطبوعة. ولا يجدي الصراخ، اليوم،"وينيي الدولة"، بل، وبيأس، وينيي النقابة؟

 

ملاحقة التطرّف قبل الإرهاب

عبد الرحمن الراشد/نقلاً عن "الشرق الأوسط"/29 آذار/16

من السذاجة اتهام الكتّاب والمعلقين بأنهم يشاركون في نشر حكايات محلية عن التطرّف الإسلامي خارج الحدود، ويعينون على التحريض على دينهم وأهلهم وبلدهم! الذي لا يدركه هؤلاء أن كل ما يكتب ويقال دائمًا قابل وجاهز للترجمة المجانية، وأن العالم لا يحتاج إلى مترجمين محليين، ولا إلى كتّاب، ولا إلى محرضين لمعرفة ما يحدث، فوسائل الجمع والعرض والرصد والتحليل البشرية والإلكترونية، والمراكز المتخصصة أكبر مما تستطيع عقولهم تخيله. والأمر الأهم من هذا كله، أن الحقيقة صارت واضحة للجميع، فما يفكر فيه المتطرفون يفعله الإرهابيون. تنظيم القاعدة، في زمن سطوته، سبق أن أصدر كما كبيرًا من أدبيات العنف ومانفيست الحكم كما يريده، وقام منظروه بتأصيل العنف وفق رؤيتهم. والأجهزة المختصة، سواء كانت أكاديمية أو أمنية، لم تعد في حاجة إلى القراءة بين السطور، أو ترجمة المحادثات الهاتفية باللهجات العامية لفك شفرة تفكير المتطرفين، هي في حاجة لمعرفة الأهداف التالية، أما الفكر فهو نفسه مهما تباعدت المسافات وتغيرت أسماء التنظيمات. في البدايات، عند ظهور «القاعدة» كان هناك جدل حول دوافع الإرهاب، وتساؤلات هل هذا الفكر المتطرف أو ذاك، اسمه، ولونه، ومصدره، أيهم وراء الإرهاب الذي يزداد دموية؟ أما اليوم فيوجد كم هائل من الروابط تدل على التطرّف كمصدر للعنف، ولم تعد مجرد نظرية أو استنتاج من باحث جاهل باللغة والدين. والتبسيط لا ينفي التعقيد. هل هناك من ينشر الفكر المتطرف لأغراضه السياسية؟ بالتأكيد، وعلى رأسها الجماعات السياسية التي تستخدم المتطرفين ليقفوا في الصف الأول ضد خصومها المحليين أو عبر الحدود، كما نرى في سيناء وسوريا.

هل هناك من يستخدم التنظيمات المتطرفة لغاياته؟ أيضًا، نعم. فإيران خير نموذج، نظام استطاع استخدامها لثلاثين عامًا، في لبنان، والعراق، وفلسطين، والآن في اليمن. والذي لا يفهمه بعض حملة الفكر المتطرف والمدافعون عنهم، أنهم شركاء لجماعات العنف السياسي مثل «داعش» و«القاعدة»، لأنهم يتفقون معهم في مبادئ كثيرة وإن امتنعوا عن تأييد مشاريعهم السياسية. كما أن الذين ينشرون التطرّف، في هذا المناخ السياسي المحتقن عالميًا، هم مطايا لنظام طهران. المتطرفون هم أهم خادم لإيران اليوم، لأنهم يضعون بلدانهم في مرمى مدافع العالم. الخصم يركز في هجومه على السعودية مثلاً بأنها منبع الفكر المتطرف، مستدلاً بأفعالهم! ولا ننس أن إيران من قامت بصياغة الخطاب السياسي المنتشر اليوم بين الإسلاميين، عن الاستكبار العالمي ومحاربته دينيًا وسياسيا. وبغض النظر عن الاستغلال السياسي المألوف عادة في عالم الحروب، فإن الخطر الجديد هو مضاعفات انتشار التطرّف على العالم الذي صار يهددنا، ويهدد مجتمعات المسلمين في الغرب. أفعال المتطرفين التي تترجمها أفعال الإرهابيين، أصبحت الخطر الأول على العلاقات والحكومات والشعوب الإسلامية! ومن دون الاعتراف بوجود وانتشار التطرّف سيزداد الوضع سوءًا، وسنجد أنفسنا في صدام مع الآخر المتضرر والغاضب. وهنا يجتهد منظرو التطرّف، نتيجة تزايد الضغوط واللوم عليهم، بسرد مرافعات تبريرية، هدفهم منها وضع دينهم وحكوماتهم في الواجهة، بهدف الاحتماء بها، أو توريطها في مواجهات هي من صنعهم أصلاً، ولا علاقة لها بعموم المسلمين، الذين يدفعون الثمن حيثما تقع هناك مواجهات، من لاهور والرقة إلى بروكسل. لقد استنفد المتطرفون مبرراتهم القديمة التي ساندوا بها الإرهابيين، بدأوها بحجج القواعد الأميركية في السعودية، ثم استخدموا أفغانستان دفاعًا عن «مسلمي» «القاعدة» و«طالبان»، والحديث عن الحقوق، ثم دفاعًا عن عراق صدام رغم بعثيته. وبعد خروج الأميركيين من العراق، لجأوا إلى طروحات تقول بمظلومية المسلمين في الغرب، مع تجاهل إرهابهم ضد أهلهم المسلمين في سوريا واليمن والسعودية والمغرب! نشوء التطرّف الديني وصعوده لا علاقة له بالعدالة الاجتماعية، ولا المظلومية السياسية بل يمثل مشروعًا آيديولوجيًا يهدف إلى السيطرة، وإلغاء الغير. ولهذا السبب عندما يرتكب تنظيم جريمة بفكر هذه الجماعات المتطرفة عليها أن تدفع الثمن معه، ولا ينتظر من بقية المسلمين الدفاع عنها، أو التستر عليها. علينا أن نباعد بين المتطرفين وبيننا، وبينهم وبين بقية المسلمين، وبينهم وبين الإسلام. وكذلك أن نرفض دعواهم بأن الغرب يعادي الإسلام، أو السنة، أو السعوديين، الحقيقة أنه يعاديهم، ويعنيهم باللوم والتحذير، مهما كانت المصطلحات المستخدمة. وبسبب ارتفاع وتيرة الإرهاب في العالم أصبح المتطرفون أكثر خطرًا من الإرهابيين. فـ«داعش» تدافع عن نفسها وتضحي بمقاتليها، أما المتطرفون فإنهم يريدون انتحارًا جماعيًا، والتضحية بالجميع.

 

"عاصفة الحزم" ضربة للمشروع الإيراني

عبدالوهاب بدرخان/*نقلاً عن صحيفة "الاتحاد"/29 آذار/16

العام الذي مضى على «عاصفة الحزم» كان عربياً، بمقدار ما كان يمنياً. فمنذ لحظاته الأولى، صباح السادس والعشرين من مارس، لم يخطئ أحد في قراءة أهداف «العاصفة» ورموزها. وهي إذ انطلقت عملياً بقرار إلا أن أحداً لا ينسى أنها انطلقت أساساً كخيار وحيد وأخير، وكان صاحب القرار يفضّل أن يتجنّبه، لأنه يعلم مسبقاً أن مَن سيعاني هو شعب عربي ومَن سيتضرّر هو بلد عربي. لم يكن مقدّراً لليمن أن يشهد هذه الحرب، إذ استطاع شعبه أن يخوض انتفاضة سلمية على الحاكم السابق، ورغم المواجهة ظلّت حصيلة العنف والدم محدودة. ولم يكن مقدّراً أن تنهار المرحلة الانتقالية على النحو الذي حصل، بعدما نجح الحوار الوطني وأصبح البلد والمجتمع جاهزَين للمرحلة التالية. غير أن تحالف الحقد والعدوانية والتخلّف جمع علي عبدالله صالح مع عدوّه السابق عبد الملك الحوثي في خدمة مخطّط إيراني لم يهدف إلى السيطرة على اليمن فحسب بل إلى استخدام اليمن كمنصّة لاستهداف السعودية ودول الخليج. وهو ما تأكد مع غزو صنعاء والبدء بالتوسّع في المناطق واحتجاز الحكومة الشرعية واستكمال مراحل الانقلاب العسكري، بل تأكّد بتصريحات علنية لمسؤولين سياسيين وعسكريين في طهران. بالحساب الزمني، التاريخي، كان الفارق لحظات بين أن يخرج اليمن من عروبته لينتقل مرغماً إلى حقبة فارسية. اعتقد تحالف إيران - الحوثي - صالح، وقد أوشك أن ينهي خطواته الانقلابية، أنه نجح في خداع اليمنيين والعرب في آن، بل إن الولايات المتحدة، المعنية باستراتيجية باب المندب، وغيرها من القوى الدولية التي تراقب الوضع اليمني، لم ترَ بل لم تشأ أن ترى في تحركات هذا «الثلاثي» ما يقلقها. ولعلها لم تكن تمانع هذا التوسّع الإيراني، ولم تردْ إيقافه وهي في لحظة حاسمة من عملية تفاوضية شائكة لاجتذاب طهران إلى اتفاق نووي، بل لعل ما يسمّى الآن «عقيدة أوباما» هو ما منع واشنطن من اعتراض ما سيكون في اليمن وتتهيّأ لقبوله طالما أنها لا تريد التدخل، وطالما أن أحداً في مجلس الأمن أو في الإقليم لا يرغب في التدخّل، رغم نداءات الحكومة المعترف دولياً بشرعيتها. هذا ما غيّرته «عاصفة الحزم» بالتحالف العربي الذي استندت إليه، إذ دفعت الولايات المتحدة إلى مراجعة موقفها وحساباتها الاستراتيجية، وأجبرت إيران على كبح جموحها واندفاعها. كانت تلك الصدمة الثانية لمشروع الهيمنة الإيرانية، بعد البحرين (2011)، لكنها هذه المرّة أكثر وضوحاً في التعبير عن تصميم دول الخليج، لأن أي تعرّض للمملكة العربية السعودية يهدّدها جميعاً. سيتبيّن لاحقاً أن كل مشروع الهيمنة هذا قد أصيب في الصميم، ليس فقط لأن «عاصفة الحزم» كشفته بل لأنها شكّلت أول مواجهة فعلية له، فهو اعتاد في كل مراحله، من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، على التسلل والاختراق، وقد صادف في تدخّلاته تلك تواطؤات شتّى كان أهمها تقاسم النفوذ بينه وبين الأميركيين في بغداد. ورغم أن تلك التدخلات لن يكون لها مستقبل، لأن الوعي المضاد لها يتنامى يوماً بعد يوم، فإن دول الخليج كانت دائماً محوره الرئيسي، إلا أن تدخّلاته في هذه الدول لم تتوصّل إلى تطوير اختراقات مهمّة، لذلك كان يعوّل بشكل أساسي على «اليمن الحوثي» لاستكمال تطويق السعودية واستهداف أرضها وأمنها. ليس هناك أفضل من خبر قبول الحوثيين بوقف العمليات العدائية وتنفيذ القرار الدولي 2216 عنواناً لذكرى مرور سنة على «عاصفة الحزم». فهو يشير، بعد اللقاء السعودي - الحوثي، إلا أن الانقلابيين أدركوا أهمية التقدم العسكري الذي أنجزته القوات الحكومية بدعم من «التحالف العربي». فالحرب قد تطول إلا أن هزيمة قوات الحوثي - صالح باتت مسألة وقت، وقد يكون الحوثي في صدد المراوغة لكن الاستمرار في القتال بدأ يقلّص أي مكاسب سياسية يتوقّعها من صموده، كما أن اقتراب النزاع من نهايته وسّع الشرخ بينه وبين «حليفه» الرئيس المخلوع. وربما يتوجّس البعض من أن «الحوثي» يطمح الآن إلى نهاية للحرب ليبقى بقوّة عسكرية تمكّنه من العودة إلى ممارسة الندّية مع الدولة والتحدّي لجيشها، لكن هذا سيكون شأن اليمنيين في تفاوضهم على المرحلة المقبلة. ففي كل الأحوال، لم تكن «عاصفة الحزم» مشروع احتلال لليمن، بل مشروع استعادة للدولة ولتمكينها من أن تنهض وتلبي حاجات اليمنيين وتساهم في صون أمن الخليج واستقراره.

 

روحاني.. إنها زيارة أوباما للسعودية!

طارق الحميد/نقلاً عن "الشرق الأوسط"/29 آذار/16

يقول الرئيس الإيراني حسن روحاني، ومن باكستان، إن بلاده لا ترغب في استمرار التوتر مع السعودية، مؤكدًا أنهما، أي السعودية وإيران، بلدان مهمان في المنطقة، والعالم الإسلامي، داعيًا إلى حل المشاكل العالقة بين البلدين. وبدوره علق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على تصريحات روحاني بالقول إنها «جيدة». إلا أن الجبير قال لصحيفة «الحياة» إن الطريقة التي ستحكم فيها السعودية على إيران هي من خلال الأفعال وليس الأقوال، مبينًا أن السعودية مدت يدها لإيران لـ35 عامًا، ولم تتلق إلا التطرف. وكلام الوزير السعودي دقيق، وواضح، لكن السؤال هنا هو: هل روحاني جاد فيما يقوله؟ وأن بلاده فعلاً «لا ترغب في استمرار التوتر مع السعودية»؟ أشك! والدليل هو خمسة وثلاثون عامًا من العدائية الإيرانية تجاه السعودية، ناهيك عن الحيل والأكاذيب، خصوصًا بمرحلة هاشمي رفسنجاني، ومحمد خاتمي، ولذا فإنه لا يمكن تصديق العبارات الإيرانية الفضفاضة، وإلا لا فرق بيننا وبين أوباما. فالأهم في قصة إيران هو الأفعال، وليس الأقوال، أو كما كان يقول الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان: «ثق، لكن تأكد» أي لا تمنح الثقة من دون وسائل تأكد. حسنًا، لماذا قال روحاني ما قاله عن السعودية، ومن باكستان الآن؟ قناعتي أن الإجابة واضحة، صحيح أن الإيرانيين عدوانيون، لكنهم يتصرفون بتناغم خدمة للمشروع، أي الثورة الخمينية. فقد قال روحاني ما قاله من باكستان ليطمئن الباكستانيين الصادقين كحلفاء للسعودية، ومن أجل تحييدهم، وتشكيك من هم ليس حلفاء هناك، لكنهم ينظرون للسعودية نظرة احترام، خصوصًا أن لباكستان علاقات استراتيجية مع السعودية. كما أن روحاني قال ما قاله عن الرغبة في تطوير العلاقات مع الرياض قبل زيارة أوباما المرتقبة للسعودية، والتقائه بالقيادة الخليجية هناك، وخصوصًا بعد تصريحات أوباما في مجلة «ذي أتلانتيك» بأن على السعودية أن توجد صيغة سلام بارد مع إيران. روحاني، ومن خلال تصريحاته الأخيرة، أراد ضرب عدة عصافير بحجر، في باكستان، وخصوصًا قبل زيارة أوباما للسعودية، حيث أراد روحاني منح الرئيس الأميركي تصريحات يمكنه الاستناد إليها في الرياض للمحاججة بجدية إيران، وبالتالي وضع السعوديين في موضع الدفاع. ولذا فالمفروض الآن أن تلعب السعودية أوراقها دون انفعال، ودون قصة «لا تحرقوا سفاراتنا»، وغيره من الكلام العاطفي الذي لا يقدم ولا يؤخر، فالواجب هو أن يتم إعداد نقاط محددة وواضحة على إيران الالتزام بها لإظهار حسن النوايا، وبالتالي تطوير العلاقات، ويجب ألا تكون نقاطا سعودية وحسب، بل وعربية وخليجية، وفي حال طبقها روحاني، وبدءًا تحديدًا من العراق وسوريا واليمن، فأهلاً وسهلاً به، وإذا لم يطبقها، فليلعب غيرها. صحيح أن الإيرانيين يفخرون بصبر صانع السجاد، لكن لا بد أن يوقنوا أيضًا برجاحة موازين خطى من يسيرون عليه بعد الشراء. وهذه صنعة السعوديين.

 

«داعش».. قبل أحداث بروكسل وبعدها

خيرالله خيرالله/المستقبل/29 آذار/16

ليس في الامكان التمييز بين ارهاب وارهاب، لذلك ليس كافيا اعلان الحرب على «داعش» الذي ضرب في بروكسل، بعد باريس، مستهدفا ابرياء بمقدار ما ان الحاجة تدعو الى مقاربة شاملة لهذه الآفة. مثل هذه الآفة التي اسمها «داعش» تحتاج الى حرب حقيقية تشمل الاماكن الذي يوجد فيها هذا التنظيم والبحث عن الاسباب التي ادّت الى قيامه وتوسّعه، فضلا بالطبع عن الاعتراف بتقصير المسلمين، خصوصا العرب، في التصدي الباكر لهذا المرض الخبيث. فكما يقول الملك عبدالله الثاني الذي كان في مقدّم الذين تصدوا لهذه الظاهرة: «هذه الحرب هي حربنا اوّلا» قبل ان تكون حرب اي احد آخر. يشير العاهل الاردني، في كلّ مناسبة، الى ان من يرتكب مثل هذه الاعمال الارهابية لا علاقة له بالاسلام لا من قريب او بعيد، مشددا على ان هؤلاء «خوارج». هذا لا يعني في طبيعة الحال ان الغرب، على رأسه الولايات المتحدة، ليس مسؤولا عن قيام «داعش» وعن وصولها الى المجتمعات الاوروبية. فالولايات المتحدة قامت بكل ما يجب القيام به من اجل توفير حواضن لـ»داعش» وقبل ذلك لـ»القاعدة». ترافق ذلك مع تراخ اوروبي لم يتنبه الى ان التغاضي عن التطرّف والمتطرفين وعن وجود غيتوات في مدن ومناطق اوروبية معيّنة ليس مقبولا لا باسم الديموقراطية ولا باسم المحافظة على الحرّيات وحقوق المواطن.

يُفترض بمن يأتي الى اوروبا التعايش مع قيم المجتمع الاوروبي والتأقلم معها بدل الاكتفاء بما تقدمه له الحكومات الاوروبية من مساعدات وخدمات.

فصل هذا المجتمع، منذ قرون عدّة، بين الدين والدولة وانشأ مجتمعات ودولاً مدنية تؤمن بالقانون وسيادته وليس بالفتاوى التي تصدر في غالب الاحيان عن رجال دين جهلة، تخرّجوا من مدرسة الاخوان المسلمين. لدى رجال الدين هؤلاء علاقة بكل شيء باستثناء الدين. كان ملفتا ان «داعش» بدأ ينتشر ويقوى مع استمرار التدهور في سوريا ورفض المجتمع الدولي، خصوصا ادارة باراك اوباما، وضع حدّ لعملية ذبح الشعب السوري اكان ذلك بالسلاح الكيميائي او القصف المدفعي او البراميل المتفجرة او الميليشيات المذهبية التي تحرّكها ايران... او، اخيرا، بواسطة سلاح الجو الروسي. كان ملفتا ايضا انتشار «داعش» في العراق في وقت، عملت ايران كلّ شيء من اجل جعل السنّة العرب يلجأون الى الارهاب في مواجهة ارهاب آخر مارسته ميليشيات مذهبية صار اسمها في العراق وفي مرحلة معيّنة «الحشد الشعبي». رفض الغرب منذ البداية الاعتراف بانّ في اساس «داعش» النظامان في ايران وسوريا اللذان ارادا استغلال هذا الوحش من اجل القول ان النظام السوري يخوض معركة مع الارهاب وان الميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية والافغانية لا تقاتل الشعب السوري، بل تقاتل «التكفيريين». ما هذه الحجة السخيفة التي لم تنطل سوى على ادارة اميركية كان همّها الاوّل والاخير حصر الارهاب بأهل السنّة؟

اكثر من ذلك، لم يكن هناك من تصد جدي لـ»داعش» بعد اجتياحه مدينة الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية، وانكشاف مدى تواطؤ حكومة نوري المالكي المدعومة من ايران مع التطرّف والمتطرّفين ومدى استثمارها في كلّ ما من شأنه زيادة الانقسام الطائفي والمذهبي في العراق وتعميقه بشكل منهجي.

لم يكن من تصدّ من الميليشيات المذهبية المدعومة من ايران لـ»داعش» في ايّ وقت، لا في العراق ولا في سوريا. كان همّ هذه الميليشيات في سوريا تلميع صورة النظام، فيما كان همّها في العراق منصبّا على كيفية طرد السنّة العرب من اراضيهم وتغيير طبيعة بغداد. هذه التصرّفات التي كان وراءها النظامان في سوريا وايران وما يسمّى «محور الممانعة» كانت في اساس تمدّد «داعش» ومبرّر وجود هذا التنظيم. هل من دليل على ذلك اكثر من ان «داعش» لم يقم يوما بعملية تستهدف ايران؟

هناك تقاعس عربي في التصدي لـ»داعش»، لكنّه لا يمكن تجاهل ان هذا التنظيم الارهابي لم ير النور الّا بعدما عمل المجتمع الدولي كلّ ما في وسعه لابادة الشعب السوري وتهجيره وتفتيت سوريا. لم يعمل هذا المجتمع شيئا من اجل منع النظام السوري ومن خلفه ايران من اطلاق «داعش». لم يدرك حتّى معنى خطورة ترك «داعش» يصل الى اوروبا وقبل ذلك الى تونس وليبيا والنتائج المترتبة على ذلك. من المسؤول عن تحوّل الارض الليبية الى قاعدة ينطلق منها مسلّحون لتهديد كل شمال افريقيا، خصوصا تونس؟ لماذا لم تحصل عملية عسكرية واحدة ضدّ «داعش» في ليبيا حماية للمنطقة كلّها؟

تفتقد الحرب على «داعش» الى مكونات عدة. يتمثل المكون الاوّل في الاقتناع بان «داعش» نتاج للنظام السوري وداعميه على رأسهم ايران. لا مجال للتخلّص من «داعش» ما دام النظام السوري الذي تعتبره ايران «خطاً احمر» قائماً، حتّى لو كان ذلك صورياً. هل من نيّة في اقتلاع «داعش» والانتهاء منه؟ متى تبيّن ان هناك عودة الى الجذور، يمكن القول ان هناك جدّية في الحرب على «داعش». في غياب هذه العودة، سيظل «داعش» يُستخدم مبرراً لتحقيق اهداف عدّة. من بين هذه الاهداف العمل على تفتيت سوريا وتصوير الاسلام بانّه عدو للمجتمعات الغربية. هناك بين العرب من يدرك خطورة «داعش» والواقع المتمثل في انّ هناك من يستخدم هذا التنظيم لتحقيق اهداف تصبّ في نهاية المطاف في غير مصلحة الاستقرار في الشرق الاوسط، اي في مصلحة المشروع التوسّعي الايراني.

هذا الواقع لا يعفي اوروبا من مسؤولياتها، خصوصا في ظل ادارة اميركية قرّرت سلفا ان عليها ان تكون في موقع المتفرّج. ان تتحمّل اوروبا مسؤولياتها يعني بكل بساطة رفض وجود مجتمعات منغلقة على نفسها، لا في باريس ولا في بروكسل ولا في لندن ولا في اي مدينة او قرية اوروبية. هل جاء عرب او مسلمون الى اوروبا للتحريض على الثقافة الاوروبية وعلى القيم التي تؤمن بها هذه المجتمعات الاوروبية؟ هل جاء هؤلاء العرب والمسلمون الى اوروبا بفكرة الغزو؟ العرب والمسلمون مسؤولون عن محاربة «داعش». هذا امر مفروغ منه. مسؤوليتهم تتقدّم على مسؤولية اي طرف آخر.

الاميركيون والاوروبيون مسؤولون ايضا. المهمّ ان تكون هناك رغبة حقيقية تحرّكها ارادة قويّة في مواجهة هذه الظاهرة. مرّة اخرى، هل من يريد الذهاب الى الجذور نعم أو لا؟ هل من يريد الاقتناع بان لا فائدة من حرب على «داعش» في ظل التمييز بين ارهاب وارهاب، بين ارهاب سنّي وارهاب شيعي، وان النجاح في هذه الحرب يبدأ بالاعتراف بأن النظام السوري مكون اساسي من مكونات «داعش» بل عمود من اعمدتها. هذا ينطبق على الوضع قبل الاحداث الاخيرة في بروكسل وبعدها.

 

«لو كنت مكان نصرالله».. قال خبير إحصائي

جورج بكاسيني/المستقبل/29 آذار/16

.. «لو كنت مكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله».. قال خبير إحصائي في مجلس حضره نواب وسياسيون مسيحيون في أحد مطاعم ساحل جبل لبنان.. «لشجّعت رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، وبالتحالف مع «القوات اللبنانية»، على خوض معارك بلدية واختيارية في كل مكان من الناقورة إلى النهر الكبير، ضد القوى المسيحية الأخرى مثل «حزب الكتائب» وتيار «المردة» والمستقلين». لماذا؟ سأل أحد الحاضرين. أجاب الخبير الإحصائي: لأسباب كثيرة، أهمها أن هذا الاستحقاق يمثّل فرصة للعماد عون لم تتوفر من قبل، من أجل إظهار حجمه السياسي وتمثيله للأكثرية المسيحية، بعد أن شكك بقوانين الانتخابات النيابية التي لم تشكّل وسيلة لإثبات هذا الأمر، وبعد رفض الكتل النيابية الأخرى اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» الذي كان يفترض لو أنه طبّق، من وجهة نظر الجنرال، أن يعكس حجم تمثيل القوى المسيحية، وفي مقدمها التيار «الوطني الحر».

لذلك، أضاف الخبير: لا بد من الاستعانة بالاستحقاق البلدي كوسيلة تعكس الأحجام الحقيقية للقوى السياسية المسيحية، سيما وأن الانتخابات البلدية تجرى على مستوى كل بلدة، أي أن حجم الدائرة الانتخابية «البلدية» هو الأصغر في كل الدوائر المعتمدة أو المقترحة، بما في ذلك «الدائرة الفردية» التي تعتبر الأكثر تمثيلاً والأكثر قدرة على تحديد أحجام القوى على اختلافها. وتابع الخبير في معرض الرد على مجموعة من أسئلة الحاضرين، أن هذا الاستحقاق البلدي يمكنه أن يجيب عن سؤال أساسي مطروح منذ العام 2005 (بعد إبعاد عون في مرحلة الوصاية السورية وسجن رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع): من هو زعيم المسيحيين أسوة بواقع الحال في الطائفتين السنية والدرزية، أو من يمثّل الثنائية المسيحية أسوة بالطائفة الشيعية، أم أن تعددية الزعامة هي سيدة الموقف عند المسيحيين؟

هذا السؤال، يضيف الخبير، لم تُجِبْ عنه الانتخابات النيابية بسبب تفاوت نسب التمثيل بين دورتي 2005 و2009؛ كما لم تُجِبْ عنه التشكيلات الحكومية المتعاقبة بسبب تفاوت نسب التمثيل أيضاً، رغم أن الحكومات لا يفترض أن تكون مختبراً لمثل هذا الأمر، وكذلك الانتخابات الرئاسية التي حاول النائب عون أن يحوّلها إلى مقياس لتمثيل المرشّحين لهذا الاستحقاق، بسبب تعطيله منذ سنة وتسعة شهور. لذا، لا يمكن إيجاد مقياس لتحديد أحجام القوى المسيحية أفضل من الانتخابات البلدية والاختيارية، بحسب الخبير، لأنها المناسبة الوحيدة التي لا تحتمل أي نسبة خطأ أو التباس أو تأويل. كما أنها لا تحتمل أي اجتهاد في البلدات والمدن «الصافية» مسيحياً، بحيث لا يمكن لأي طرف الذهاب في التقديرات إلى حد الظن بأن هذه اللائحة فازت بسبب دعمها من «الصوت السني» هنا أو «الشيعي» هناك، كما درجت الحال في الانتخابات النيابية.

لهذه الأسباب مجتمعة، يخلص الخبير الإحصائي إلى أنه لو كان مكان السيد نصرالله: «لكنت نصحت النائب عون، وشجّعته، على خوض المعارك البلدية والاختيارية بالتحالف مع «القوات» في كل البلدات والقوى والمدن المسيحية، في وجه القوى المسيحية الأخرى سواء كانت حزبية أو مستقلّة.. ولكنت طمأنته بأن هذا الاتجاه لن ينعكس سلباً على «تفاهم مار مخايل» وإن استهدف قوى وأحزابا حليفة لحزب الله، لأن هذه الفرصة قد لا تتكرر قبل الانتخابات الرئاسية على الأقل، المعلّقة على خشبة التعطيل بانتظار قيامة الاستحقاق». وإذا لجأ التيار «الوطني الحر» إلى ائتلاف هنا أو توافق هناك مع هذا الحزب أو مع هذه الشخصية المستقلّة من خارج ثنائي «التيار» «القوات»؟ سأل أحد الحاضرين. سارع الخبير إلى الإجابة بالقول: في هذه الحال تكون النتائج التي نجمت عن الانتخابات البلدية والاختيارية غير معبّرة عن واقع الأحجام المسيحية، وبالتالي تنضمّ هذه النتائج إلى قافلة النتائج الأخرى النيابية وغيرها بحيث يبقى الغموض سيد الموقف، وكذلك التقديرات التي أطلقت عن نسبة تمثيل المسيحيين بدءاً من سبعين في المئة وصولاً إلى ستة وثمانين في المئة في مهبّ الريح.. والشكوك أيضاً.

 

قمّة المصالحات الإسلامية في اسطنبول؟!

أسعد حيدر/المستقبل/29 آذار/16

الاقتصاد والارهاب، يشكلان قوة دفع غير مسبوقة، لرسم مسارات جديدة لطبيعة العلاقات بين دول منطقة الشرق الأوسط الكبير. القمة الاسلامية التي ستعقد في اسطنبول في منتصف نيسان القادم، قد تكون قمة مفصلية في صياغة علاقات جديدة بين الدول الاسلامية الكبرى وهي: تركيا والسعودية وباكستان وإيران. بعد أن تحولت العلاقات بينها مجتمعة أو الثنائية منها الى حقول مليئة بالألغام. الرئيس حسن روحاني، يخوض «حرباً» قاسية في الداخل مع «شريكه» الرئيس هاشمي رفسنجاني، من أجل التغيير. روحاني، يواجه هجوماً شرساً من جبهة «المحافظين المتشددين« بقيادة الولي الفقيه آية الله علي خامنئي الذي مهما حاول امساك «عصا السلطة» من وسطها لم يعد يتمتع بالمهارات التي استثمرها في السابق، لأن إيران وصلت الى تقاطع طرق عليها تحديد وجهتها لعبورها بلا تردد. الرئيس روحاني الذي شغل قبل الرئاسة موقع رئيس مجلس الأمن القومي، وترأس وأدار أهم مركز دراسات استراتيجية في البلاد عندما أُبعد عن السلطة والواجهة لعدة سنوات، يعرف جيداً وفي العمق أهمية الجغرافيا والاقتصاد والأمن في صوغ العلاقات بين الدول. الرئيس روحاني، يدرك في العمق أنه لا دولة لديها «خاصرة ضعيفة»، يمكن التسلل عبرها أو اختراقها لضرب الأمن القومي للدولة المعنية. في آذار، مرّت إيران في امتحان انتخابات مجلسي الشورى والخبراء. ورغم عطلة «النوروز» الطويلة، زار روحاني تركيا أولاً وباكستان ثانياً. يمكن القول إن روحاني أراد من الزيارتين وما جرى من خلالهما إنجاز عدة أهداف في وقت واحد:

[ العمل لسدّ الثغرات المهمة والخطيرة أحياناً في «الخاصرتين» الأمنيّتين لبلاده وهما من ناحية تركيا منطقة كردستان، لأن إيران معنية مثلها مثل تركيا، بهذا التصعيد المتمثل بالكلام المتزايد عن «الفيدرالية» وقيام «كردستان سوريا»، ومن ناحية باكستان إقليم بلوشستان سيستان حيث الخروق الأمنية من ناحية باكستان تتزايد وخطرها ليس قومياً فقط وإنما مذهبي. أخطر ما فيه أن مشروع «بلوشستان الكبرى« موجود على «طاولة« التغييرات الجيوسياسية الكبرى. في باكستان، تعمد روحاني أن يقول خلال لقائه قائد الجيش الجنرال راحيل شريف: «باكستان عمقنا الاستراتيجي تماماً كما نحن لباكستان». بوضوح أكثر، أراد روحاني تسريع الاتفاقية الأمنية لمكافحة الارهاب وتعزيز الأمن.. الجنرال شريف كان صريحاً أيضاً، فطلب من روحاني «عدم السماح لأي تسلل من الهند عبر إيران ضد الأمن الباكستاني» واحدة بواحدة!.

بهذا تبدو مصلحة باكستان وإيران متكاملة، وهي تتطلب تعاوناً جدياً وواسعاً وفاعلاً حتى يتم سد الثغرات، وجعل الحدود المشتركة آمنة. [ رفع منسوب التعاون الاقتصادي وتحويله جزءاً من طبيعة العلاقات الثنائية. روحاني، وهو أول رئيس دولة إيراني يزور باكستان منذ 14 سنة، يريد انخراط باكستان في بناء خط أنابيب الغاز عبر أراضيها، بعد توقفه بسبب العقوبات، والذي يجب إكمال تمديده في الأراضي الباكستانية، وبناء سكة حديد تصل إيران بالصين وروسيا عبر باكستان. [ تشجيع باكستان «للسير بسرعة في تحقيق المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران«. تأكيداً لذلك، تعّمد روحاني في لقائه أبرز الشخصيات والعلماء من السنّة والشيعة على السواء، الكلام عن «وجوب إقامة علاقات ايجابية بالسعودية». لا تكفي جهود رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف لتحقيق المصالحة. من الضروري والطبيعي أن ترافق الكلام الطيب والايجابي خطوات ميدانية ايجابية، للسير قدماً في مسار تصويب العلاقات.

[ استثمار روحاني للعلاقات بتركيا وباكستان والدعوة لعلاقات طبيعية بالمحيط الجغرافي في المواجهة الداخلية. روحاني يعرف أن كل قرار ايجابي في سياسته الخارجية يثمر تأييداً شعبياً له ولموقعه، خصوصاً ان النمو الاقتصادي المطلوب شعبياً، لا يكون بالخطابات الثورية كما قال روحاني.

زيارة روحاني الى تركيا في مطلع آذار الحالي لم تخرج في أهدافها عن تنمية التعاون الاقتصادي مع تركيا والقفز به الى 30 مليار دولار سنوياً، الى جانب تطوير العمل المشترك، رغم الخلاف العميق بينهما حول مستقبل سوريا، لوأد أي مشروع لقيام إقليم كردي في شمال سوريا تحت أي تسمية من الأسماء. دائماً «لعبة» الأمن والاقتصاد مستمرة بأسماء مختلفة ولكن بأهداف متشابهة. قمة اسطنبول الاسلامية، ستُبلور مسارات العلاقات المستقبلية بين الدول الكبرى في المنطقة، التي مهما فرقت بينها خلافات قديمة أو طارئة، فإن خطراً كبيراً يمكن أن يوحد ما بينها، وهو خطر الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله، والاقتصاد الذي لا يوفر فرص عمل في مجتمعات شابة، تحتاج أكثر فأكثر الى مزيد من التنمية والاقتصاد الواعد. والمجهول في ما تريده التوافق والاتفاق الأميركي الروسي.

 

المسيحية السياسية والديموقراطية

الدكتور رامي عوده/النهار/29 آذار 2016

طالما وُسمت الأحزاب القومية والدينية - ربما عن حق- بالشمولية، كونها قدّمت فكرها ومنهجها العقائدي على مسألة الديموقراطية كآلية عمل في صنع القرار على المستوى التنظيمي الداخلي، وآلية تكوين نخبهاالقياديةً، أكان داخل الحزب نفسه، أو على مستوى السلطة حيث تمكنت هذه الأحزاب من الوصول الى المشاركة السياسية.إنّ التبرير للمركزية المبالغ بها الذي كانت تسوقّه هذه الأحزاب، يرتبط منهجياً بالصورة التي كان يقدم بها الفكر الديني أو الفكر القومي، على أنه حكر على نخب معيّنة تبحّرت به وتفقّهت بمذاهبه ومدارسه، وهذا ما جعلها تعتقد أنّ بامكانها احتكار هذه المعرفة الدينية، وسمحت لنفسها بتشكيل طبقة شبه كهنوتية، تشبه الى حد بعيد طبقة الكهنة التي كانت تحيط الفراعنة،محتكرة اسرار المعرفة، أكان في الطب أو في السياسة وصولاً الى علوم التحنيط. ما أشبه اليوم بالأمس، وكأن العصور الغابرة ما زالت تفعل فعلها في عقلنا الباطني والواعي على السواء، فنسيت نخبنا الدينية أو تناست أنّ اخناتون أول فرعون قاد الثورة الدينية الاولى على طبقة الكهنة التي كانت تحتكر العلم وأسراره، وتتلاعب بالعامة من الناس وحتى بالفرعون نفسه حفاظاًعلى امتيازاتها. فكانت الاخناتونية الطلقة الأولى الى جبهة تعدد الآلهة وفي مسار ترقي علم التوحيد، ممهدة للعقل البشري الطريق لظهورالسيد المسيح (اول اشتراكي ديني في التاريخ) وانتشار المسيحية كثورة في المفاهيم المسكونية، وبروز السيد المسيح كمفهوم عقلي قبل أن يكون مفهوماً لاهوتياً، كي تتحقق صيرورة العقل في التاريخ، وتدخل الله في العالم. إنّ هذا التوحيد المسيحي، وفيما يتعدى عملية "المقاصة" التي جرت لمجموعة الآلهة اليونان كما الرومان على يد الابن الوحيد للاله الواحد، مهّدت الطريق والأساس النظري الاول لتلقي الوحي، حيث أنّ لا وحي يوحى على عقل منفصم على ذاته، وهذا هو جوهر الديانات التوحيدية الثلاث، التي جعلت مقولة الاله الواحد نبراسها المضيء، وشعلتها المنيرة عند ظهور الدعوة المحمدية السمحة في ما بعد.

إنّ ما ينطبق على الأحزاب والتكتلات الدينية في تشكيلها وصيرورتها وممارستها ينسحب على أغلب الأحزاب القومية التي كانت علامة فارقة في عالمنا العربي، بحيث أنها كانت بمعظمها في حالة شبه طلاق مع الديموقراطية وآلياتها، فقد نزعت منزع الأحزاب والتجمّعات الدينية بإدعاء احتكار المعرفة والعلم القوميين ونصّبت نفسها مشرعاً ومنظراً للعقل العربي، تملي عليه الاطروحات القومية والفكرية من إبراجها العاجية، مما أدى الى انفصالها عن الواقع الجماهيري، فتحجرت وتصنّمت متحولة الى ما يمكن تسميته طبقة الكهنوت القومي، في انظمة تطلق الشعارات ولا تمشي بموجبها،وتنظر للفكرة أية فكرة، لكنها تبقيها في عالم التجريد النظري؛ فانكشفت ساحتنا الفكرية على كل أنواع الأفكار الغريبة والمتشددة، واصبح ربيعنا خريفاً وخريفنا الفكري ممهداً لشتاء قارس لا تبقي عواصفه ولا تذر.

في هذا السياق التاريخي والفكري تبرز الاشتراكية المسيحية السياسية باطروحتها، مقدمة مسألة الديموقراطية على ما عداها من اطروحات، رابطة إياها مباشرةً بفكرة الدولة القومية التعددية. فالمسيحية السياسية ليست عنصرية مادية منغلقة على ذاتها، ولا هي ائتلاف مصالح طبقية، بورجوازية كانت ام بروليتارية،إنما هي فكرة اجتماعية أخلاقية سياسية تتصل عميقاً بفكرة التوحيد المسيحي الالهي، وبمسألة أن لا وحدة حقيقية بين الجماعات والأفراد والشعوب تنفصل عن هذا المعطى الالهي الذي لا يقبل القسمة والتقسيم ؛ فإنّ الله المنفرد بذاته تذوب في ذاته العلوية وتنصهر كل الأفكار وكل الاطروحات وكل النزعات والنزاعات التي لم توجد أصلاً إلاّ كنتيجة طبيعية لابتعاد الفكر الإنساني عن مصدره الالهي النوراني. إنّ التوحيد ومفهوم الوحدة في الفكر المسيحي السياسي، هو سابق على القومية، فالقومية كفكرة نظرية وعملية لا تنفصل بنظر المسيحية السياسية عن العنصر الذي يشكّل لبنتها الاولى، والمادة الجامعة التي ستربط أفراد هذه القومية بعضهم ببعض، وستجمعهم على مثل عليا وقيم اجتماعية ونفسية تتبع هذه المثل ؛ وأي مثال وأي عنصر جامع هو أرقى وأشمل من عنصر التوحيد الالهي أو مفهوم الروح القدس العقيدي، الذي بامكانه أن يوثّق عرى الروابط الفكرية والنفسية والعقلية بين الأفكار والمتحدات البشرية.

إنّها الفطرة البشرية الاولى : فطرة المسيحية الاشتراكية الدينية التي أنتجت ودفعت بالفكر البشري مع يسوع المسيح وتشكل الكنائس الاولى، لكي يصبح فكرًا اجتماعياً جامعاً قابلاً للاتحاد، وتشكيل المتحد الاجتماعي الأعلى الذي يصبح فيه الفرد كائناً تفاعلياً مع محيطه، وتشاركياً في مصالحه الاقتصادية الاولى، وديموقراطياً في تداوله للسلطة، بما يضمن التكافل الاجتماعي والتضامن النفسي والاخلاقي، وصولاً لتحقيق الذات الفردية والذات الاجتماعية، بتناغم حقيقي مع البيئة والطبيعة، واصطفاف تسليمي مطلق غير متصنع أو متكلف مع المثل التوحيدية الإلهية. إنها المسيحية الفقيرية الأولى التي أضحت في ما بعد الأساس النظري واللاهوتي للفكرة الاشتراكية المسيحية التي توسعت في العالم، خصوصاًفي أوروبا، حيث امتزجت هذه الرؤى وتفاعلت مع نهضة فلسفية فكرية عملاقة، وتشكل الأطر الديموقراطية الأولى مع الثورة الفرنسية وثورة كرومويل في انكلترا؛ بموازاة الإصلاحات اللوثرية داخل الكنيسة، تمهيداً لظهور أولى الكنائس القومية التي باشرت عملية الانفصال عن مركزية الكنيسة الكاثوليكية الأم. إنها ثورة دينية اجتماعية، زاوجت بين القومي والديني الإصلاحي، ضمن بوتقة حضارية سمتها التنوع ضمن الوحدة، والاتحاد الاجتماعي الديموقراطي، في مسار روحي واكبته الكنيسة بشقيها الكهنوتي والعلماني وبكل اتجاهاتها، واضعة النموذج الحي لأي مسيرة إصلاحية في أي مجتمع ديني تعددي.

 

«أسلحة» أوروبا لمواجهة «ذئاب داعش»

 جورج سمعان/الحياة/29 آذار/16

«اليوم الأسود» في بروكسيل لن يكون الأخير في أوروبا. هذا ما تشي به حملات المطاردة لخلايا نائمة ومشبوهين في عواصم القارة ومدنها. وهذا ما حذرت منه أجهزة الأمن الغربية. بل إن رفع وتيرة الحرب على «دولة الخلافة» في العراق وسورية ستدفع الحركات الإرهابية كلها إلى توسيع دائرة عملياتها الخارجية في قلب الاتحاد وخارجه. ولا يحتاج «داعش» إلى إرسال مقاتلين من الخارج. في القارة العجوز ما يكفي ويفيض. أكثر من خمسة آلاف خرجوا من مدنها إلى سورية والعراق، إلى جانب آخرين من كل أنحاء العالم. وقد عاد منهم المئات، فيما يعيش مئات في ضواحي هذه المدن وشوارعها. أن يضرب الإرهاب قلب أوروبا أمر يختلف عن عملياته التي وزعها في كثير من الدول والقارات، من إندونسيا وباكستان إلى تركيا ومصر ودول أفريقية أخرى وحتى الولايات المتحدة. بعض تلك العمليات اتخذ طابع المنافسة مع «القاعدة». وبعضها الآخر ثأراً وانتقاماً من حكومات بعينها، أو تعزيزاً لبروباغندا تستهدف الترويج لأفكار التنظيم وتجنيد مزيد من العناصر «الجهادية». جاءت الضربات الإرهابية في بروكسيل فيما كانت أوروبا تحاول معالجة تداعيات الجرائم التي ارتكبت في باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. كانت تجهد للحفاظ على حدودها المفتوحة، وللحد من تدفق اللاجئين. وهذان الهدفان هما اليوم أسهل الضحايا. ستزداد الضغوط على هذه الحدود. وسيدفع اقتصاد القارة والاقتصاد الدولي ثمناً باهظاً، إذا غلبت أجواء الرعب والخوف من الخلايا النائمة و «الذئاب المنفردة». وقد تتبدد آمال المجلس الأوروبي الذي أقر أخيراً خطة طارئة للحفاظ على «فضاء شنغن» وإزالة كل القيود بين الدول الـ 26 مع نهاية السنة الحالية، وإذا اكتفت حكومات الاتحاد بسياسة ترف البحث عن حلول آنية. أو إذا رضخت واستسلمت أمام قيام جدران وإقفال معابر في إطار جبهة رفض بعض دولها التزام سياسة واحدة حيال توزيع أو استقبال اللاجئين ودمجهم في مجتمعاتها. ففي مثل هذا الرضوخ شيء من التخلي عن مفهوم الوحدة، ما يهدد الاتحاد ومستقبله. أو إذا صمّت آذانها عن نفخ قوى وأحزاب في المشاعر القومية، وتعزيز الكراهية للجاليات العربية والإسلامية، على حساب الانفتاح والتعددية والحرية وقبول الآخر وإن كان من خارج القارة. فليس أسهل من مسايرة النخب الحاكمة لهذه القوى ومغازلة جمهورها ذي النزعة الانعزالية لئلا نقول العنصرية الفجة.

أوروبا أمام خيارين: إما العودة إلى الوراء، إلى الدولة القومية. وإما إعلاء شأن الاتحاد ومؤسساته، السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية، تمهيداً لاعتماد استراتيجية تواجه التحديات الداخلية والخارجية. وهذه كثيرة وعلى رأسها هذا الوحش الإرهابي الذي يزرع الرعب والفوضى في كل مكان. بالطبع ثمة مبالغة في الحديث عن «حرب أهلية» قد تنجرف إليها القارة. مثلما ثمة مبالغة في إلقاء النخب والأحزاب الحاكمة اللوم على الخارج، للحفاظ على قواعدها من هجمة اليمين القومي المتطرف الذي بدأ يستغل هذه الأحداث، من دول أوروبا الشرقية إلى بريطانيا. لقد كشفت العمليات الإرهابية في فرنسا وبروكسيل عجز الاتحاد عن مواجهة تهديدات خارجية وداخلية. ورفع التحدي لا ينفع فيه تعزيز الميل إلى تقييد الحريات. ولا رفع وتيرة النزعة المعادية للجاليات الأجنبية، من أفريقيا وآسيا والعالم العربي أو الإسلامي. ولا الدعوات إلى رفض الهاربين من الجحيم السوري أو غيره من نيران الشرق الأوسط والشمال الأفريقي. هذه النزعة والدعوات تخدم الإرهابيين الساعين إلى الصدام بين الإسلام والغرب. فلو صح أن الإرهابيين يأتون فقط من خارج الحدود لكان منطقياً أن يسعى الغرب إلى حماية حدوده. لكن هؤلاء القتلة مواطنون من أوروبا وروسيا ومن كل قارات الأرض توجهوا إلى «دولة الخلافة» ليعززوا قواعد التنظيم الإرهابي. وبعضهم يعود بعدما اكتسب خبرات قتالية حقيقية. المهم ألا تنساق حكومات الاتحاد وراء ما ينشده «داعش» الذي يعمل على تقديم الجاليات الإسلامية «ضحية العنصرية» الغربية ليقدم نفسه الحامي الوحيد لها. فيسهل عندئذ تجنيد المزيد من الخائفين أو «المضطهدين» والمهمشين واليائسين...

ورفع التحدي ليس بإقامة الحدود والجدران بين دول القارة. أو بالدعوة إلى التقوقع والخروج من الاتحاد. مثل هذه التدابير والإجراءات لا يجعل أوروبا أكثر أمناً. ولا يحميها من هذه الذئاب القاتلة. والإجرام الذي ضرب بروكسيل قد يتكرر في أي عاصمة أو مدينة أوروبية، إذا لم تبدل هذه العواصم في سياساتها وإجراءاتها. وإذا لم تعزز من أدوات التنسيق وتبادل المعلومات الأمنية. وإذا لم تنخرط جدياً في الحرب على الإرهاب. والأهم من كل ذلك إذا لم تتقدم لأداء دورها في معالجة أسباب نمو الإرهاب، سواء في ضواحيها التي تحول بعضها غيتوات لا علاقة لها بالمجتمعات الغربية وقيمها وطرق عيشها وعملها، أو بعيداً خارج حدود القارة. أي في ليبيا وسورية والعراق وغيرها من الساحات التي تعصف بها أزمات تغذي التطرف وتشكل بيئات حاضنة له. الخلايا الناشطة وتلك النائمة لا تسمح بترف مواصلة الجدل عن تنسيق أو تراخ هنا، أو إلقاء اللوم على المهاجرين هرباً من جحيم الحروب في الشرق الأوسط. هناك نقص فاضح في تبادل المعلومات والتنسيق، باعتراف كبار المسؤولين الأوروبيين. هناك انعدام ثقة. وحتى منظمة «يوروبول» تحتاج إلى تفعيل حقيقي، إذ لا يمكن دولة بمفردها ضمان أمنها. المطلوب عمل مشترك. لا بد من توحيد بنوك معلوماتها والتعاون الدقيق والعميق في كل ما يتعلق بالأمن وحركة العناصر المشبوهة. وإن اضطرها الأمر لتعديل بعض القوانين القضائية المتعلقة بالتوقيف والاحتجاز. مع ما في ذلك من عودة عن قوانين ترسخ مفاهيم الحرية الفردية.

كان الرئيس باراك أوباما مصيباً في مقابلته مع «ذي أتلانتيك». أخذ على الأوروبيين إفادتهم من القوة الأميركية. وحضهم على الاعتماد على أنفسهم في حماية مصالحهم الأمنية للحفاظ على الاستقرار في القارة والليبرالية والديموقراطية. لم يعد من معنى لأن يلوم القادة الأوروبيون واشنطن على تخليها وعزوفها عن التدخل الميداني في الشرق الأوسط. أوروبا هي ساحة المواجهة مع «داعش» والإرهاب عموماً، وعليها إذاً أن ترد على التحدي بقدراتها الذاتية وليس بانتظار أميركا أو روسيا، أو بإلقاء اللوم على الشركاء في «الناتو» أو بعض قوى الاتحاد. أي أن على دول الاتحاد أن تنخرط جدياً في مواجهة الإرهاب، في كل ميادين المواجهة العسكرية وغيرها. والذهاب إلى البحث عن حلول سياسية عاجلة للأزمات التي تدمر دولاً ومجتمعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتشكل مرتعاً وقبلة للجهاديين والتكفيريين. فهل يعقل أن تعجز دول جنوب أوروبا المطلّة على ليبيا وتلك التي تجاورها حدوداً، أو أن تتردد في فرض حكومة في طرابلس يمكنها التعامل مع المجتمع الدولي لتسهيل انخراط أممي في محاربة «داعش» الليبي ومثيلاته؟ لم يعد مفيداً للاتحاد الأوروبي أن يترك الأمر للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة «الدولة الإسلامية». عليه أن يتبنى استراتيجة خاصة به، وأن ينخرط في أزمات المنطقة كلها. إنها فرصة لأداء دور فاعل في السياسة الدولية. لو بادرت أوروبا وأميركا وروسيا والقوى الإقليمية المعنية إلى تسوية النزاع السياسي في العراق. وساهمت في وقف الحرب السورية لما كان العالم شهد ولادة «داعش» وأمثاله في هذين البلدين. ولو كان التدخل في ليبيا استمر حتى قيام نظام جديد لما وجدت قوى التطرف مرتعاً لها في الشمال الأفريقي. والحق أن مسؤولية الاتحاد الأوروبي كبيرة ومفصلية. لكنها يجب ألا تحجب مسؤولية الآخرين. ولا شك في أن انعدام التوافق على استراتيجية واحدة بين كل المشاركين في الحرب على «دولة الخلافة»، وانعدام الرؤية الواحدة لما بعد القضاء عليها، ليسا السببين الوحيدين اللذين يمدان بعمر الدولة. بين أبرز العقبات أن التنظيم يفيد من تعثر التسويات، خصوصاً في العراق وسورية وليبيا واليمن. تضارب الأهداف بين أبرز الأسباب. ويعول «أبو بكر البغدادي» على تغذية النزاع المذهبي في الإقليم، ومن الحضور الإيراني الطاغي عبر القوى والميليشيات الشيعية. لذا، لا بد من أن يظهر المجتمع الدولي تصميماً مشتركاً على شن حملة واحدة على «داعش». وأن يلاقي التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده السعودية. أو أن يلاقي «المجلس الأميركي - الخليجي» للتنسيق في محاربة الإرهاب. فلا يصح أن يكتفي بعض القوى العربية والإسلامية بالتلطي وراء نظرية «المؤامرة» الأجنبية أو «الصليبية» على العرب أو المسلمين. مثل هذا الشعار وقود لتجنيد المزيد من المقاتلين في صفوف حاملي رايات القتل والذبح والهدم.

إن الاستعداد العسكري لتحرير نينوى وما بقي من الأنبار، وتحرير تدمر ودير الزور ثم الرقة بداية ليست كافية، ما لم تقترن بتحرك سياسي. على إيران أن تكف عن دفع «حشدها الشعبي» في العراق إلى تهديد قوات «المارينز» التي تساعد القوات الحكومية. وأن تساهم في تسوية ترفع الظلم عن أهل السنّة. وعلى روسيا ألا تتوقف عند حدود ما قدمت إلى النظام في دمشق. عليها أن تساهم في تسوية للأزمة السورية ترضي أطياف المعارضة وتحقق التغيير الحقيقي المطلوب بدل التلويح بدولة اتحادية تشعر معها الغالبية بالحيف والظلم... وحدها القوة العسكرية ليست كافية للقضاء على الإرهاب. منذ «غزوتي نيويورك وواشنطن» والعالم ينادي بأن الحل لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه لا يقتصر على الجانب العسكري، على رغم أنه اليوم أولوية لتفكيك دولة «الخلافة في العراق والشام». لكن شيئاً من هذا لم يحصل. فلا غزو أفغانستان اقتلع الإرهاب من هذا البلد ودول الجوار. ولا القضاء على «دولة أبي مصعب الزرقاوي» حال دون إعلان «دولة الخلافة» الأعتى والأقسى في فنون القتل والتدمير.

 

لقد فشلنا

غسان شربل/الحياة/29 آذار/16

هل نحن مجرد جزء من هذا العالم أم نحن عبوة ناسفة مزروعة في أحشائه؟ هل نحن حي طبيعي من «القرية الكونية» أم أننا حي الانتحاريين فيها؟ وهل الغرض من هذه المذابح الجوالة إلحاق الجاليات العربية والإسلامية في الغرب بقاموس النحر والانتحار؟ هل نحن جزء من حاضر العالم ومستقبله أم أننا عاصفة ظلام تحاول إعادته إلى الكهوف التي غادرها حين اختار طريق التقدم وكرامة الإنسان؟ هل نريد الدفاع عن لوننا وهويتنا أم نريد فرض هذا اللون على الآخرين؟ وهل الخيار الذي نعرضه على الآخر هو أن يشبهنا أو ننفجر به لتختلط أشلاؤه بأشلائنا؟ وهل صحيح أننا لا نشعر بالطمأنينة إلا إذا رأينا شوارع العالم الآخر متعثرة بالجثث والزجاج المطحون؟ ومن الذي أجاز لمتعصبين قتل تركي في شوارع إسطنبول وفرنسي في شوارع باريس وسائح في شوارع بروكسيل؟ هل يحق لمن وفد إلى دولة واستقبلته وعثر فيها على سقف وعنوان ومساعدة اجتماعية ورعاية طبية، أن ينفجر في شوارعها لأنها لم تعتنق لونه وقراءته وأسلوب تفكيره ومعيشته؟ وهل يخفف من الإثم الحديث عن البطالة وتعثر الاندماج؟ وهل يحق لمَوْتور قتل الآخر لأنه لا يشرب معه من النبع نفسه؟ وهل يحق لنا أن نواصل الحفر في مناجم التاريخ لنتكئ على ظلم لحق بنا في حقبة سابقة فنبرر به مجزرة بحق أبرياء في دولة فررنا إليها هربا من مستبد أو حرب أهلية؟ ومن أعطانا الحق في أن نملي على آخرين شكل أنظمتهم وقيمهم وأسلوب حياتهم؟

لقد فشلنا.هذه هي الحقيقة التي لم يعد ممكناً إخفاؤها أو التستر عليها. فشلنا في بناء دولة طبيعية. دولة تعيش ضمن حدودها. دولة مؤسسات تنهمك بتحقيق التقدم والتنمية وتوفير فرص العمل وفرص المشاركة لأبنائها. دولة تتعاون مع جيرانها ومع العالم من دون أن يكتسحها الرعب أو يأسرها الحقد. وفشلنا أيضا في بناء مواطن طبيعي ينتمي إلى اللحظة الحاضرة من عمر العالم وتطوره المتسارع الوتائر.

لقد فشلنا.أخذتنا الغفلة لعقود وقرون. خفنا وانغلقنا. عاقبنا المعترض، وشطبنا المشكك، واعتبرنا حامل السؤال خائناً. اعتقلنا الحناجر والأصابع والأحلام. وهكذا تعفنت مؤسساتنا، هذا إذا وجدت. تعفنت مدارسنا وجامعاتنا ومناهجنا. تخرج الأطفال من مدارسنا بمخيلات مريضة ومشاعر مسنونة. عمقت جامعاتنا الكئيبة إقامتنا في قبور أجدادنا. تحول الطالب رقماً وتحول صدى وتحول لغماً. وقفنا على رصيف العالم وكان يتقدم. ازداد تقدماً فازددنا حسرة وغضباً. ولازمنا شعور بأن العالم يُصنع من دوننا وفي غيابنا. ويصنع ضدنا. وهكذا أعددنا أجسادنا والعبوات وانفجرنا.

لقد فشلنا. استولى علي هذا الشعور حين استمعت إلى سوريين في برلين يروون كيف تزاحموا على قوارب الموت طمعاً بإلقاء أنفسهم وأولادهم في حضن دولة أوروبية. وحين استمعت إلى عراقيين تنكروا في جوازات سوريين. وحين قرأت الفجيعة في عيون إيزيديين هاربين من جحيم دولة البغدادي. هذا مخيف. كم قرأنا عن أوطاننا وجذورها الضاربة في أعماق التاريخ. لا نحلم الآن بغير الفرار منها وتركها تتلوى على الأناشيد المذهبية وفتوحات الميليشيات. وكم توهمنا أننا شعب واحد. ثم ذبحنا على يد أبناء شعبنا الواحد. ولم يبق لنا إلا قوارب الموت لنبتعد من بلادنا الغارقة في أعراس الخرائط الصغيرة.

لقد فشلنا.ها هو العالم يبحث عن أفضل السبل للتهرب من أنهار اللاجئين التي نطلقها، وأمواج الانتحاريين الوافدين من أرضنا أو ثقافتنا. يعاملنا العالم اليوم بوصفنا منابع الخطر على أمنه، وتقدمه، وديموقراطيته، واستقراره. لا حل أمامنا غير الاعتراف بهذا الفشل الشامل والمدوي. بهذا الانهيار المريع. علينا أن نبدأ من الصفر كمدينة هدمها زلزال ماحق. استمرار التلطي خلف الأكاذيب والأوهام يجعل إقامتنا في الكهوف مديدة. لا نستطيع السفر إلى المستقبل بأفكارنا القديمة وثيابنا البالية. لا نستطيع الصعود إلى القطار من دون أن ندفع ثمن البطاقة من جمودنا وأوهامنا وتكلس أفكارنا.

 

روسيا وإيران حصانان خاسران في العراق والمنطقة

 د. ماجد السامرائ/العرب/29 آذار/16

التدخل العسكري الروسي في سوريا لم يكن حدثا عرضيا وليد ردود الفعل العاجلة لإنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط، رغم أنه كان واحدا من بين الأهداف اللوجستية الروسية المهمة، لكنه نتاج اعتبارات المصالح الاستراتيجية التي نمت بسرعة على طاولة فلاديمير بوتين الذي استفاد من الفراغ الجيوسياسي الذي أحدثته سياسة باراك أوباما في كل من سوريا والعراق لصالح من يتمكن من ملء الفراغ (إيران وروسيا وإسرائيل)، ورغم جميع التعقيدات والتشابكات في مصالح الكبار والصغار في المنطقة، فإن التدخل العسكري الروسي والانسحاب المفاجئ أثارا العديد من التساؤلات خصوصا في تأثير ذلك على النفوذ الإيراني في كل من سوريا والعراق. هناك أولا مشتركات الضحية للشعبين السوري والعراقي، فكلاهما يتعرض للتجريف من الأرض والجغرافيا والتاريخ. كلاهما يواجه برنامج محو ذاكرته التاريخية تحت وقع الدم والتشرد. كلاهما يقع تحت النفوذ الإيراني الذي يتجاوز في مخاطره أساليب الاستعمار التقليدي. إيران تعتقد أنها جعلت العراق تابعا لمحميتها ليس على مستوى قمة الهرم السياسي، وإنما على مستوى جغرافية الأرض بعد محاولات محو تاريخها، وقد زرعت في العراق أدوات تشتغل لديها لقاء المال والجاه لتنفيذ هذا المشروع من دون ضجيج، وأحيانا بضجيج الناس المهجّرين من مساكنهم وأراضيهم التي يمتلكونها منذ آلاف السنين بطريقة أبشع مما قام به الكيان الإسرائيلي في فلسطين وفي مناطق مختارة بدقة في العاصمة بغداد وفق التقسيمات الطائفية السريعة، وصولا إلى رسم خرائط جديدة تشمل العطيفية والمنصور والدورة واليرموك والعامرية، امتدادا إلى أطراف ديالى وتشابكاتها مع الأكراد. وكذلك صلاح الدين وبالذات في مدينة سامراء لاعتبارات وجود مرقدي الإماميْن العسكرييْن رغم أن أهالي سامراء، وجميعهم من العرب السنة، احتضنوا هذين المرقدين، وقد نفذ مخطط شراء العقارات المحيطة بالمرقدين من قبل بعض الشيعة الموالين لإيران، زحفا نحو دائرة أوسع إلا أن العشائر السامرائية تقف بقوة بوجه هذا البرنامج للتغيير الديموغرافي، وهناك مشروع إداري لنقل قضاء سامراء إلى محافظة بغداد. إيران تعلم بأنها لم تقدم شيئا للشيعة العرب في العراق بل هي تحتقرهم، ولهذا رأينا المتظاهرين في محافظات الجنوب يطالبون إيران بالرحيل عن العراق.

وإيران (الفارسية الصفوية) حينما احتلت العراق قبل خمسمئة عام وبطشت بالسنة، أجبرت الشيعة العرب في النجف على تدوين الوثائق الصفوية في مواثيقهم لكنها لم تتمكن من قتل الروح العراقية عندهم. واليوم تمارس إيران شكلا عصريا من الوصاية، وفرمان ولي الفقيه هو النافذ على السياسيين “الشيعة” في بغداد وليس على المواطنين، ورغم قدرة السفارة الأميركية على تعطيله، لكنها تأتمر بسياسة البيت الأبيض والرئيس (الأسود ابن الحاج حسين) وتكتفي بالمراقبة، والسفير الأميركي يكثر من اللقاءات لإعداد التقارير وإرسالها إلى واشنطن.

النفوذ الإيراني في العراق لم يتحقق بهذا الشكل لولا سياسة واشنطن خلال اجتياحها العسكري للعراق عام 2003 حيث تعرضت لخديعة إيران بأنها ستساعدها على احتلاله، وأن واشنطن ستواجه المصاعب إن دخلت بمفردها من دون طهران وقد يتعرض جيشها إلى الكوارث، وكان السفير زلماي خليل زادة من أبرز العاملين في التعاون الإيراني الأميركي إلى جانب العراقي الراحل أحمد الجلبي في احتلال العراق. عمقت النفوذ الإيراني سياسة أوباما المتخاذلة الذي وصل به الحال إلى أن يدعو السعودية من خلال تصريحاته الأخيرة لصحيفة آتلانتيك إلى عقد اتفاقية خضوع للنفوذ الإيراني.

الحصانان الجامحان الروسي والإيراني غير متوافقين في ما بينهما إضافة إلى النفور العام من قبل أهل المنطقة تجاههما؛ فهناك تضارب في المصالح الاستراتيجية الروسية والإيرانية في كل من سوريا والعراق أكثر من الانسجام والتوافق. إيران رحبت بالتدخل العسكري الروسي في سوريا، لكون روسيا طرفا دوليا قويا قادرا على استخدام سلاحه الجوي الفعال، ومن المفارقات أن إيران لم تستخدم، إلى حدّ اليوم، طيرانها لا في العراق ولا في سوريا.

التدخل العسكري الروسي حافظ إلى حدّ بعيد على بقاء بشار الأسد في الحكم وتلك مصلحة روسية إيرانية مشتركة، ودخول طرف دولي مهم كروسيا يخدم إيران مرحليا. رغم أن الأهداف اللوجستية الروسية سعت إلى تقليص النفوذ الإيراني وتحجيم دور الميليشيات التي كان لها الدور القيادي في العمليات العسكرية في الأراضي السورية. روسيا تدعم المؤسسات الرسمية الحكومية السورية، أما إيران فتعمل بين صفوف المؤسسات الشعبية “الشيعية” وهي تمهد لاستنساخ تجربة الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق. وقد دعت إلى تأسيس سرايا “الدفاع الوطني” بعد تراجع نظام بشار عن التجنيد النظامي. مثلما شجعت بناء الحشد الشعبي في العراق، كبديل لمؤسسة الجيش العراقي، وتعطيل قيام “الحرس الوطني” المدعوم أميركيا، كما أن الاتحاد السوفييتي الأب الروحي لروسيا بوتين كان قد وقف إلى جانب العراق ضد إيران في حرب الثماني سنوات. ولقد صُعقت إيران من احتمالات التدخل العسكري الروسي في العراق على وقع الحرب على داعش، رغم الصعوبات اللوجستية لروسيا غير القادرة على شن الحرب على جبهتيْ العراق وسوريا في وقت واحد، بل إن من جملة أسباب الانسحاب العسكري من سوريا هي التكاليف الباهظة لتلك الحرب، وقد استبشرت إيران بالخلاف الروسي التركي، وعملت من طرف خفي على تصعيده لأنه يضعف تركيا في العراق التي ترى فيه إيران محمية لها، ولا تفرط فيه حتى لو خسرت سوريا، لأسباب تتعلق بجوهر الأمن القومي الإيراني الذي جعل من الأراضي العراقية السياج الحديدي لحماية المصالح الإيرانية.

إيران خصم اقتصادي متصاعد لروسيا في المستقبل القريب بعد الاتفاق النووي وانفتاحها على الغرب وخشيتها من خسارة مشروعها المنتظر لتصدير الغاز الإيراني عبر الأراضي السورية كبديل للخط الروسي الذي من المحتمل أن تخسره روسيا فيما إذا أزيح بشار الأسد عن الحكم وسقطت سوريا بيد أميركا، واحتمال استحواذ قطر على خط الغاز الاستراتيجي عبر تركيا وسوريا. ولعل من أبرز الأمثلة على انزعاج إيران من روسيا هي سياسة بوتين في الانفتاح على السعودية ودول الخليج والزيارات المتبادلة والإغراءات الكثيرة لموسكو، ليضمن مصالحه، ولهذا ساندت روسيا ودعمت القرار الدولي 2216 بشأن حرب اليمن وإدانة الحوثيين. وهنا لعبت إسرائيل، بمهارة، في شأن التدخل الروسي العسكري بسوريا حيث جرى تنسيق استخباري روسي إسرائيلي قوي قبيل الاجتياح العسكري الروسي لسوريا. وقد نشر مركز أبحاث الأمن الإسرائيلي أخيرا خطة استراتيجية أفادت بضرورة استخدام التدخل الروسي لإزالة خطر إيران وحزب الله على إسرائيل، وهناك مشتركات إسرائيلية روسية إسرائيلية؛ فروسيا لا تريد لإيران أن تثير القلاقل على حدودها الجنوبية، وإسرائيل لا تريد لحزب الله أن يقوى في سوريا ويهدد أمن إسرائيل. بالمقابل هناك حديث خفي عن صفقة إيرانية تسعى من خلالها طهران إلى ضمان أمن إسرائيل مقابل السيطرة على القرار في بلاد الشام والعراق. إن لم يتحقق ذلك بوحدة سوريا فبتقسيمها إلى ما يسمى بـ”سوريا المفيدة”، أي سوريا العلوية مقابل سوريا السنية وسوريا الكردية، أما العراق فتريده إيران كله، والمقصود بالكل النفوذ الكامل في الوسط العربي والجنوب، والنفوذ غير المباشر من خلال الأكراد، ومع ذلك كله لو أرادت واشنطن لأخرجت إيران من العراق ولوجدت غالبية العراقيين معها رغم المظاهر المخادعة على المسرح السياسي، كما أن روسيا ليس لديها أيّ نفوذ في العراق والمنطقة ما عدا نفوذها اليتيم في سوريا بسبب وجود بشار الأسد الذي لن يبقى خالدا. كلا الحصانين الروسي والإيراني خاسران في العراق والمنطقة.

 

"حزب الله" لا يكترث ل"الحرب العالمية" عليه!

منير الربيع/المدن/الإثنين 28/03/2016

كان لافتاً تأكيد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله استبعاده بأن تقوم إسرائيل بشن أي عدوان مرتقب على المقاومة في لبنان. مردّ الإستبعاد هذا يكمن في القراءة الإسرائيلية التي تشير إلى أن الحزب يقاتل في سوريا، وهو منهمك هناك، وبالتالي لا ضرورة لأي حرب تكلّف أثماناً باهظة، خصوصاً أن الحرب الدولية والأقليمية ضد الحزب تتوسع أكثر، عبر أساليب جديدة منها ما يتعلّق بالحرب المالية العالمية عليه، والتي ترتبط بالإجراءات العقابية الأميركية وتالياً الخليجية. يعتبر "حزب الله" أن الحرب "العالمية" مستمرة ضده، وكان يتوقع ان ترتفع حدتها مع إحرازه تقدماً في الميدان السوري، وبعد تدخّله في اليمن، خصوصاً أن هذه العقوبات والضغوط مرتبطة بالإتفاق النووي بين إيران والغرب، أي أن واشنطن تريد الحفاظ على علاقاتها الجيدة بإسرائيل وبحلفائها العرب، بالإضافة إلى بناء علاقة جيدة مع طهران، وبالتالي لا بد من إتخاذ إجراءات عقابية ضد حلفاء طهران لاجل الإحتفاظ بتوازن بين الجميع، ومنها الإستعداد لطرح موضوع تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية في مجلس الأمن، بعد القرار الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية. تقرأ مصادر مطّلعة لـ"المدن" هذه الإشارات من خلال الحكم الصادر عن محكمة أميركية في نيويورك، بتغريم إيران بدفع 10.5 مليار دولار لعلاقتها باعتداءات 11 أيلول 2001، مع تضمّن القرار لإشارات تفيد بتورّط الحزب في تقديم مساعدات وتوجيهات لعدد من منفذي تلك الاعتداءات. وأشارت الوثائق التي استندت إليها المحكمة إلى أن بعض الذين نفذوا الهجمات زاروا إيران خلال الفترة القصيرة التي سبقت الهجمات، ولم تحمل جوازات سفرهم ختم الدخول إلى الأراضي الإيرانية، يتزامن ذلك مع تقارير إستخبارية دولية تلحظ أنشطة للحزب في عدد من الدول، وتشكيل خلايا فيها، كانت قد تلقت تدريباتها في لبنان.

وتعتبر مصادر "المدن" أن الهدف من هذه التقارير وإثارتها تضييق الخناق أكثر على الحزب، تمهيداً لفرض وقائع عليه يرفض حتى الساعة الإلتزام بها، خصوصاً في الميدان السوري واليمني، ولذلك تحرص واشنطن مع دول الخليج على تجفيف منابع "حزب الله" المالية، ومحاصرته على صعيد الأسلحة.

ليست الحرب على "حزب الله" حكراً على المحور العربي والغريب، ويبدو أن روسيا بعد التحولات الأخيرة في سوريا، دخلت شريكاً على الخط، خصوصاً أنها حتى خلال فترة تدخلها في سوريا، بقيت على تنسيق تام مع اسرائيل. وتؤكد مصادر واسعة الإطلاع لـ"المدن" أن "هناك مطالبات غربية وروسية وجّهت لطهران بوجوب وقف تزويد "حزب الله" بالسلاح، بالإضافة إلى ضغوط ميدانية في سوريا لقطع شريانه الأساسي الذي يعتمده لنقل الأسلحة إلى لبنان". قبل أيام ناقش الكونغرس الأميركي استمرار العقوبات على الحزب، خصوصاً ان قرار العقوبات الذي وقّعه الرئيس الأميركي باراك أوباما سيدخل حيز التنفيذ في الأيام القليلة المقبلة. وقد أكد مدير برنامج "ستاين" للإستخبارات ومكافحة الإرهاب ماثيو ليفيت، في إفادة أمام اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس النواب الأميركي، أن "طهران دأبت خلال السنوات الماضية على تقديم مبلغ 200 مليون دولار سنوياً للحزب، لتمويل عملياته غير الشرعية، إضافة إلى الأسلحة والتدريب والإستخبارات". وإستناداً إلى هذا التقرير، تعتبر المصادر ان الوجهة الدولية ستتركز على أن "حزب الله" يشكِّل تهديداً كبيراً للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، ويهدد دول المنطقة، وتهدف هذه العقوبات إلى الضغط على الحزب، لمنعه من زيادة نشاطه خارج لبنان، فيما هو يعتبر نفسه قوة إقليمية تسعى إلى تغيير موازين القوى في عدد من الدول. وتعتبر المصادر ان الضغط يهدف إلى تحويله إلى منظمة إرهابية عالمياً نتيجة ضغوط خليجية على روسيا، وذلك لتسهيل الحلّ السياسي في سوريا، ولتبرير مطالبته بوجوب الإنسحاب من سوريا. وعلى الرغم من هذه الأجواء، لا تقيم مصادر الحزب وفق ما تقول لـ"المدن" أي اهمية لهذه الضغوط، على الرغم من إدراكها ان العقوبات ستزداد وترتفع، لكنها تؤكد أيضاً أن الحزب سيستمر وفقاً لقناعته ولن يتراجع لأن همومه تتخطى لبنان والساحة اللبنانية.

 

دعماً لغسان سلامة

محمد حجيري/المدن/الإثنين 28/03/2016

لم تحزم الحكومة اللبنانية أمرها حتى الآن بترشيح أحد إلى منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو، لكن المعلومات المتداولة في الكواليس وفي بعض المواقع الالكترونية، تفيد بأن وزير الخارجية اللبناني البرتقالي جبران باسيل، عمّم على البعثات الدبلوماسبية اللبنانية دعمه لفيرا خوري المقربة من المليادير جلبير الشاغوري. ودعمها يأتي في مواجهة غسان سلامة (الشخصية اللبنانية المرموقة في التعليم والثقافة والدبلوماسية) الذي أعلن ترشحه قبل أيام. لم تتخذ حكومة "المصحلة الوطنية" قراراً، وربما هي أعجز من أن تتخذ أي قرار في شأن انتخابات اليونسكو. حكومة برؤوس متعددة وحامية، حكومة بحسابات متناقضة ومتضاربة، وكل شيء فيها موضع خلاف واختلاف وتجاذب وانقسام وتشتت، من قضية النفايات إلى تعيين أصغر موظف في الدولة. ربما يكون وليد جنبلاط السياسي الوحيد حتى الأن الذي عبر عن رأيه بدون مواربة معتبراً "أن غسان سلامة قيمة فكرية". وحذر من"أن تطل علينا من بعض أزقة السراي أو بعض النوافذ الجانبية ترشيحات مشبوهة مصدرها رجال مال من حديثي النعمة يعيثون فساداً حيثما حلوا". قد نختلف مع جنبلاط وقد نتفق، فهو ابن الطبقة السياسية اللبنانية، لكنه في بعض المرات "يشذّ" عن النفير السياسي اللبناني في اختيارات تليق بالسياسة والثقافة والمجتمع.

لا نستغرب أن يُهمش ترشيح غسان سلامة في لبنان في زمن موت السياسة وضحالتها، ولا نعلم إن كانت ستحصل "معجزة" وتتبنى حكومة تمام سلام ترشيح الدبلوماسي الشهير... ولا عجب في أن يستبعد باسيل سلامة لمصلحة شخصية مغمورة، فهو يدرك أن الأخير هو السياسي الذي طالما تمناه كثيرون من اللبنانيين وزيراً للخارجية بدلاً من باسيل نفسه، كان في الحد الأدنى خفف عن لبنان اثقال ومتاعب في غنى عنها، من مواقفه في القضايا العربية والخليجية تحديداً، إلى قضية اللاجئين، وصولاً إلى فيديو كارولينا الشهير... لا عجب ان تستبعد وزارة الخارجية الغريبة الأطوار، الشخص المثقف الذي ينتظره كثيرون ليطل في مقابلة تلفزيونية، هو من القلّة من السياسيين الذين يقدمون في اطلالاتهم نوعاً من معرفة ومعلومات وتحليل واقعي وليس مجرد مواقف وجعدنة هوائية مدفوعة الأجر. من يحب سماع الأفكار والتحاليل في السياسية، ينتظره ويقف عند كلامه، بغض النظر عن موقفه السياسي الشخصي.

وغسان سلامة، الفرنسي الجنسية، واللبناني المولد والهوية وصاحب العلاقات الدولية العابرة للقارات، يستطيع أن يقدم طلب ترشيحه قانونياً بصفة شخصية دون الحاجة إلى "وزارة" باسيل أو "حكومات" لبنان، وهو المدعوم عربياً والنافذ دولياً والاقرب إلى الفوز، بينما فيرا خوري وبغض النظر عن شخصها وقدراتها، فهي مغمورة لبنانياً ونافذتها الوحيدة أنها مدعومة من جلبير الشاغوري. غسان سلامة الذي اسندت إليه حقيبة وزارة الثقافة من العام 2000 حتى 2003، أعطى لهذه الوزارة ما تستحق أن تكون عليه، وبدأ الحديث فعلاً عن حضور هذه الوزارة قبل أن يخمد، وهذا ترافق مع مغادرة سلامة لبنان بطريقة تشبه النفي بعد فبركات سياسية وإعلامية "ممانعة" وجهت إليه وتتهمه بأنه من عرابي القرار 1559 الذي ضاعت الطاسة حول من خطط له. على أن مشكلة النظام اللبناني الطائفي الفئوي أنه لا يعطي لأصحاب العقول الجديرة حقهم، وينتج ما يمكن تسميته "أسوأ السياسيين" تحت مسمى "حقوق الطوائف" والجماعات. ولا يحب اقطاب السياسة اللبنانية أن يكون المرء مثقفاً أو فاهماً أو صوتاً مستقلاً ومطلعاً، يحبونه ببغاءً تابعاً وبوقا ومصفقاً ومستمعاً، يحبونه محابياً بلا صوت بلا موقف بلا حضور. كثيرون من السياسيين اللبنانيين "الباسيليين" يفضلون أن تصل فيرا خوري بدرجة موظفة في منظمة اليونسكو على أن يصل غسان سلامة صاحب الدور والموقع.

يبقى القول اأنه إذا حصل واستبعدت الحكومة اللبنانية رسمياً ترشيح سلامة، يكون ذلك زيادة في تكريس الانحطاط السياسي السائد. غسان سلامة من مواليد العام 1951، درس القانون في "جامعة القديس يوسف"، والقانون الدولي في "جامعة باريس"، وحاز الدكتوراه في العلوم السياسية من "جامعة باريس الأولى" والدكتوراه في الآداب من "جامعة باريس الثالثة". رأسَ مجلس أمناء "الصندوق العربي للثقافة والفنون- آفاق"، وهو عميد "معهد باريس للشؤون الدولية" (استقال منه)، وأستاذ العلاقات الدولية في "معهد العلوم السياسية" في باريس وفي "جامعة كولومبيا" بنيويورك. بين العامين 2000 و2003، شغل منصب وزير الثقافة في لبنان في حكومة رفيق الحريري، وكُلف بمهامات خاصة إلى جانب حقيبته، كتنظيم "قمة بيروت العربية" و"القمة الفرنكوفونية" في لبنان. عُيِّن سلامة مستشاراً سياسيّاً لبعثة الأمم المتحدة في العراق في العام 2003، وكاد يلقى مصرعه في حادثة تفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد، ثم عيّن مستشاراً خاصاً للأمين العام لـلأمم المتحدة بين العامين 2003 و2006. اختير عضواً في عدد من المنظمات العالمية غير الحكومية، ومنها حاليّاً مجموعة الأزمات العالمية في بروكسيل، مؤسسة "أوبن سوساييتي" في نيويورك، و"مكتبة الإسكندرية"، و"مركز حل النزاعات في نيويورك، و"مركز العمل الإنساني" في جنيف،. وهو أحد مؤسسي "الصندوق العربي للثقافة والفنون". لغسان سلامة العديد من المؤلفات بالفرنسية والعربية، منها: "المجتمع والدولة في المشرق العربي"، "السياسة الخارجية السعودية منذ عام 1945 دراسة في العلاقات الدولية"، "نحو عقد عربي جديد- بحث في الشرعية الدستورية"، "من الارتباك إلى الفعل: التحولات العالمية وآثارها العربية" و"أميركا والعالم: إغراء القوة ومداها".

 

روسيا تغرق في الرمال السورية الساخنة

داود البصري/السياسة/29 آذار/16

لولا الجهد الروسي لكان من المستحيل الاستيلاء على تدمر وانتزاعها من أيدي تنظيم الدولة، بهذه العبارة شكر رئيس النظام السوري بشار الأسد صديقه وحليفه وحامي حماه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان للغطاء الجوي الروسي والمستشارين العسكريين الروس وحتى مقاتلو النخبة الروسية الدور المركزي في استعادة السيطرة الحكومية على مدينة تدمر الأثرية بريف حمص، فهل يعني ذلك إن الروس باتوا يقاتلون لاسترجاع سيادة النظام السوري على أجزاء كثيرة هي اليوم خارج سلطة النظام مستعينين بميليشيات “حزب الله” الإرهابية ونظيرتها العراقية تحديدا؟ إذ إنه يبدو من واقع تحليل معطيات التحرك السياسي والعسكري أن الروس قرروا التورط والانغماس المباشر في معركة يعترف النظام السوري علنا بعدم قدرته على إدارتها فضلا عن تحقيق نتائج إيجابية تحقق أهدافه الستراتيجية. النظام السوري رغم حقن المساعدات الهائلة من حلفائه ما زال يعاني من انهيار مؤسسته العسكرية التي تحولت لجزر وأشلاء متقطعة وبات يقاتل بأدواته الطائفية وبحلفائه الطائفيين الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين، أما الروس فهم لم ينسحبوا كما أعلنوا وهللوا سابقا، بل أعادوا الانتشار والتنظيم وفق تكتيك عسكري جديد لن ينجح أبدا في إنهاء وحل معضلة النظام السوري الوجودية!

معركة تدمر ليست سوى معركة صغيرة قياسا بحجم هزائم النظام، واستعادتها لا يعني أن الوضع قد استقر، فحرب العصابات لها مفهوم وأسلوب مختلف بالكامل عن حروب الجيوش التقليدية، المهم ان الروس باتوا وعلنا في وسط المعمعة السورية المحرقة!

رغم الإعلان الرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب القوات الروسية من الأراضي السورية بعد أن أدت مهماتها كما قال، قبل أسابيع قليلة، إلا أن حسابات الحقل السوري لم تتطابق أبدا مع حسابات البيدر الروسي، فقد بدا واضحا للجميع أن إعلان الانسحاب كان مجرد تكتيك وحركة مسرحية لتوفير الأجواء الملائمة لمفاوضات جنيف حول مستقبل سورية! وإن الواقع الميداني كانت تؤكده شكوك وزارة الخارجية البريطانية بجدية الانسحاب الروسي، وهو ما يؤكد أن بريطانيا تظل صاحبة القدح المعلى في فهم الألعاب الدائرة في الشرق. روسيا لم تنسحب من ميدان الصراع في سورية بشكل كامل وحقيقي لكونها تعلم أن النظام يقف على أرجل مكسورة، وأن إمكانياته على الحسم تبقى أمرا بعيد المنال في ظل الانهيار الشامل في المؤسسة السورية الحاكمة التي تعيش على حقن ومقويات تحالفاتها الإقليمية مع روسيا وإيران والجماعات الطائفية الميليشياوية السائرة في الفلك الإيراني!

روسيا لا تملك أصلا أن تنسحب بسلاسة من كل ميادين الصراع السوري، لكون تورطها في حقول الموت السورية أضحى من ضمن أهم ملفات المغامرات في المنطقة من أجل البحث عن دور دولي ضائع وسط كومة الأزمات المحيطة بقائد الكرملين الذي تورط في نزاع من السهل الدخول فيه، لكن من الصعب الخروج منه من دون تكاليف واستحقاقات وتأثيرات أيضا! لقد اعترفت القيادة العسكرية الروسية بمصرع أحد مستشاريها العسكريين، وهو ضابط كبير في معارك تدمر، بينما الحقائق الميدانية تقول ان الخسائر البشرية الروسية هي أكبر بكثير مما يتم الإعلان عنه رسميا، وان محاولة الروس فرض ودعم تقدم عسكري لقوات النظام السوري على الأرض لدعم موقفه التفاوضي في جنيف أمر ليس من السهولة بمكان من دون تدخل مباشر من القوات الروسية الخاصة على البر، فالضرب من الجو مؤذ، ولكنه غير حاسم في تغيير المسارات الستراتيجية للمعارك الميدانية ضمن حرب العصابات الدائرة في سورية. ثمة حقيقة ميدانية تقول ان الإيرانيين ينزفون بغزارة بعد أن فقدوا جمهرة من كبار ضباط وقيادات حرسهم الثوري، كما أن الميليشيات الطائفية العراقية واللبنانية قدمت هي الأخرى خسائر بشرية كبرى ستكون لها تداعيات مؤثرة جدا في المستقبل القريب في الساحتين العراقية واللبنانية، والروس ليسوا استثناء، بل ان جثث قتلاهم باتت تضاف الى جثث الآخرين المشتبكين في معركة دولية لتقرير المصير النهائي للوضع السوري! روسيا لم تنسحب أبدا، بل أعادت الانتشار، وغيرت التكتيكات، وراجعت المواقف ضمن جردة حساب نهائية ستؤدي في النهاية لزيادة وتكريس التورط وهو تورط لن ينقذ أو يحسن من أوضاع النظام السوري المنهارة أبدا، بل سيكون سببا لتعاظم وتوسع الإرهاب الدولي، وسيجر لمصائب متتالية، وسيعمق الصراع والانقسام الإقليمي وسيرسم حدودا واسعة للكراهية، وسيزيد من جراح السوريين، ولن يخدم زيادة التورط الروسي النظام السوري الواثق الخطى نحو نهايته الحتمية وتحلله التزاما بالحتمية التاريخية في انهيار الطغاة والفراعنة وقلاع القمع.

الروس يغامرون بما تبقى لهم من مصداقية، والإصرار على استنساخ التجربة الأفغانية المرة في الميدان السوري يحمل ملامح الانهيار الحقيقي لروسيا التي لا تمتلك اليوم قوة ووحدة الاتحاد السوفياتي الراحل أيام الشيوعية المنقرضة. الرئيس الروسي بوتين وهو يحاول المناورة المفضوحة يغامر بمستقبل الاتحاد الروسي وهو يحاول ابتزاز الغرب في مغامرته السورية، فكسب عداء الشعب السوري وشعوب المنطقة ليس من الحكمة بشيء، فالأنظمة زائلة والشعوب باقية، وحبل الكذب قصير وأقصر مما يتصور الطغاة وقاتلي الشعوب. لابد للقيادة الروسية أن تعي الحقيقة وتعلم أن الثورة السورية وهي تدخل عامها السادس لن يخيفها الجيش الروسي ولا جيوش حلفاء نظام الصمود والتصدي الستراتيجي، لكونه مصمم على إسقاط الفاشية وتحرير سورية من الطغيان والاستبداد، وقد فشلت كل الحلول الاستئصالية المروعة بعد أن قدم السوريون أكثر من نصف مليون شهيد في ثورتهم الكبرى. السلاح الروسي لن يحل المعضلة، بل القيم والأخلاق والالتزام باحترام خيارات الشعوب، فالدول الكبرى ليست كبرى بسلاحها التدميري، بل بأخلاقياتها ومثلها الإنسانية، وهو ما فشلت روسيا بوتين في تسويقه للعالم للأسف… روسيا تغرق اليوم بشكل متدرج وكارثي في المستنقع السوري ما لم تتم مراجعة سريعة للموقف… أوقفوا عدوانكم على شعب سورية الحرة.