المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 أيار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.may01.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم

إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رحلة الشعلة المقدسة من القدس إلى عمان فلبنان

تبيض 75 مليون يورو لصالح حزب الله

 ألمانيا تكشف عن عملية غسل أموال في أوروبا لصالح “حزب الله”

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 30 نيسان 2016

في ذكرى 26 نيسان: لم ننس بشاعة الجيش السوري ودماره للطوائف سامي الجميل: لا نريد داعش وبشار وسوريا والعرب وإيران بل لبنان أولا وآخرا

 الجيش يقصف تجمعات المسلحين في جرود عرسال ويحقق إصابات مؤكدة

الحريري بعد لقائه أوغلو: استنكر ما يحصل في حلب والاتراك مستاؤون من الوضع

الفريق القانوني ليعقوب يقدم اخلاء سبيل جديدا امام قاضي التحقيق

جعجع أعلن انطلاق عمل الكتيبة 33 من الجيش الإلكتروني في القوات

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 30/4/2016

وفاة شقيق المشنوق بعد سقوطه عن الشرفة!

بيضون: «الحرس الثوري» مستمر في تخريب المنطقة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

محبو السيد محمد حسين فضل الله: نرفض تشويه صورة السيد من مؤسسات تابعة لإيران

الثنائية الشيعية ليست قدرا في بلديات بعلبك الهرمل…«مقنة» أنموذجاً

برج البراجنة تنتفض في وجه حزب الله وتشكل لائحتها البلدية‏

ميريام سكاف أعلنت لائحة زحلة الأمانة: نعم نطالب بسيادة القرار لأن الأحزاب إذا ختلفت قتلتنا وإذا اتفقت ألغتنا

حركة مواطنون ومواطنات في دولة أعلنت مرشحيها للانتخابات البلدية في زحلة وصغبين ومشغرة

أوغاسبيان: لائحة البيارتة تمثل المناصفة والشراكة في لبنان فك أسر انتخابات الرئاسة يتطلب توافقا اقليميا مع الجانب الايراني

يوحنا العاشر في رسالة الفصح: صلاتنا من اجل ان تعلو لغة العقل والسلام على التكفير والعنف

دار الفتوى: الاربعاء المقبل ذكرى الإسراء والمعراج

معاون الرئيس الايراني عرض مع صفي الدين الاوضاع في لبنان والمنطقة

السنيورة: دماء الأبرياء والأطفال في حلب المحاصرة بالحديد والنار جريمة في اعناق المجتمع الدولي الصامت والمتفرج

منظمة الشباب التقدمي: ندعو شعوب العالم الحرة الى التحرك للضغط على حكوماتها لتحرير سوريا من سفاحي الدماء

مكاري: اسر رئاسة الجمهورية لم يفك بعد بقرار من حزب الله وايران

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إدانات عربية وإسلامية لجرائم النظام ضد المدنيين وتنديد بالقصف الوحشي على حلب

كيري في جنيف للقاء الجبير وجودة ودي ميستورا

دعوات لإغلاق حسابات «فيسبوك» تضامناً مع حلب

بريطانيا تعلن مقتل ألف “داعشي” في غاراتها بالعراق وسورية

«داعش» يهرب المخدرات إلى أوروبا ويمنع التدخين ويجني 40 مليون دولار شهرياً من بيع النفط

قوات البشمركة تستعيد قريتين ستراتيجيتين من “داعش”

بعيد دعوة الصدر لانتفاضة ضد الفساد وفشل استكمال التصويت على حكومة التكنوقراط وآلاف المتظاهرين يقتحمون المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان العراقي

طهران: 30 داعية سنياً مهددون بالإعدام ومحرومون من حقوقهم الأساسية

وزير إيراني: عاقبنا مقتحمي السفارة السعودية! أعلن أنهم يقبعون في السجن حاليا

100 ألف فلسطيني يعملون في إسرائيلط

حلفاء روحاني يفوزون بالانتخابات التشريعية ويشكلون الكتلة الأكبر بالبرلمان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
انتهاك الدستور يميناً ويساراً/محمد علي مقلد/المدن

البلديات: قاطرة ومقطورة/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

الاتزان المسيحي/ميشال هليّل/النهار

غابة أرز جاج الدهرية مستباحة ومهدّدة بالزوال/ريمون عبود/النهار

إيران تقوي حزب الله ولن تسمح بسقوط الأسد/العرب

إغلاق البيوتات السياسية" و"المصالحة المسيحية" عنوانان لم يعطيا معركة زحلة نكهة حتى اليوم/ دانييل خياط/النهار

الانتخابات البلدية/علي حماده/النهار

معارك الانتخابات في البقاع طاحنة... "8 آذار" تواجه العائلات/خالد موسى/موقع 14 آذار

مهزلة الانتخابات البلدية/ غسان حجار/النهار

ريفي يواجه الحريري بالمجتمع المدني/منير الربيع/المدن

ترشيح فرنجية فقد جدواه/أحمد عدنان/العرب

التدخل البري الإيراني مقدمة لتثبيت مناطق نفوذ في سوريا/العرب

لماذا لا تستعيد سوريا الجولان من كازاخستان/خيرالله خيرالله /العرب

العربي الجديد: مقتلة حلب: الصمت الدولي وشراكة أوباما يتيحان استمرار المجازر

المعارك العراقية الساخنة ودائرة الفشل/داود البصري/السياسة

تيران وصنافير وسورية واليمن و «رؤية 2030»/ جمال خاشقجي/الحياة

إسرائيل تستعمل الجولان للمساومة على أمنها ضد «داعش»/ سليم نصار/الحياة

سليماني يعرض ترحيل عائلة الأسد/احمد عياش/النهار

محرقة حلب ورهانات النظام السوري وحلفائه/د. خطار أبودياب/العرب

ما هو الاتفاق الأميركي الروسي/محمد ابرهيم/النهار

الحملة الإيرانية تتواصل ضد تيار فضل الله آخر فصولها تكريم أحد الذين اتهموه بـ «الضلال»/باسم سعد/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم

إنجيل القدّيس متّى18/من18حتى22/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء. وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم». حِينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات."

 

إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي02/من12حتى18/:"يا إخوَتِي، إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي. فَٱللهُ هُوَ الَّذي يَجْعَلُكُم تُرِيدُونَ وتَعْمَلُونَ بِحَسَبِ مَرْضَاتِهِ. إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم، وَسْطَ جِيْلٍ مُعْوَجٍّ ومُنْحَرِف، تُضِيئُونَ فيهِ كالنَّيِّراتِ في العَالَم، مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الحَيَاة، لٱفْتِخَارِي في يَومِ المَسِيح، بِأَنِّي مَا سَعَيْتُ ولا تَعِبْتُ بَاطِلاً. لو أَنَّ دَمِي يُرَاقُ على ذَبِيحَةِ إِيْمانِكُم وخِدْمَتِهِ، لَكُنْتُ أَفْرَحُ وأَبْتَهِجُ مَعَكُم جَمِيعًا. فَٱفْرَحُوا أَنْتُم أَيْضًا وٱبْتَهِجُوا مَعِي".

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

إنّ العمل هو من ميزات الشخص البشريّ. يعبّر عن كرامته بأنّه قد خُلِق على صورة الله

Work is proper to the human person and expresses the dignity of being created in the image of God

Travailler est le propre de la personne humaine. Cela exprime sa dignité d’être créée à l’image de Dieu

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رحلة الشعلة المقدسة من القدس إلى عمان فلبنان

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - وصلت إلى لبنان، للمرة العاشرة، شعلة النور المقدس من قبر السيد المسيح، حيث نقلت إلى كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، وليلا إلى عكار. وقد بدأ نقل الشعلة من مطار العاصمة الأردنية عمان إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، عبر طائرة لشركة طيران الشرق الأوسط، منذ العام 2007. وتتم عملية نقلها من خلال الاباء الموجودين في القدس، بعد ان تضاء الشعلة في كنيسة القيامة في القدس ظهر سبت النور. مع الاشارة إلى ان النور المقدس، يضاء منذ العام الثالث بعد وفاة المسيح، ويقوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بمراقبة الكنيسة ويمنع دخول أحد إلى قبر المسيح حيث يشع النور المقدس. وليلة الجمعة- السبت يقوم بتفتيش الكنيسة للمرة الأخيرة. وقد أحضر الشعلة إلى بيروت وفد ترأسه الاب نيكتاريوس خيرلله من مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس الذي بدأ بمرافقتها منذ العام 2009 والخوري ناجي شيبان وأمين سر اللقاء الأرثوذكسي سمير نعيمة و7 أشخاص مدنيين. وبعد هبوط الطائرة التي تحمل الشعلة من القدس، في مطار عمان، والتي نقلها مطران عمان المتروبوليت بنديكتوس، توجه الوفد اللبناني الى صالة المغادرة مع كابتن الطائرة جاد كتيلي وبعض افراد طاقم الطائرة، حيث كان في انتظارهم جورج صنوبر من مطرانية الروم الارثوذكس في عمان، وتم اشعال الشعلة التي احضرت من بيروت وسط ترنيمة "المسيح قام من بين الاموات". ورافق الوفد على ارض مطار الاردن مدير مكتب الميدل ايست في عمان وامنيون اردنيون. ثم أقلعت الطائرة باتجاه لبنان.

وفي الساعة الثامنة وعشر دقائق من مساء اليوم، وصلت الشعلة إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، حيث كان في استقبالها النائب غسان مخيبر وحشد كبير من الكهنة والمؤمنين. وقال الأب نكتاريوس خيرالله، لحظة وصول الشعلة إلى أرض المطار: "نحن في الصوم الكبير، نبقى على مدى 50 يوما نقول "إن الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما"، ونقول أيضا "أيها السكان في بلد الموت وظلمته نور يشرق عليكم"، فهذا النور من قبر المسيح، ليقول لنا إنه لا يوجد ظلام، والذي يشعر انه هو في ظلام فليغسل عينيه، فنحن يجب أن لا نشعر بالظلام ولا وجود للظلام، فمن يقول "المسيح قام" ويبقى يفكر أن في الدنيا ظلام، فهو بالتالي يكذب على نفسه، فالمسيح قام لينهي الظلام والخوف". بدوره، أمل شيبان "أن يعم السلام والمحبة في هذا البلد الحبيب لبنان، وفي كل أرجاء الوطن العربي". ومن المطار، نقلت الشعلة الى كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط العاصمة، ووصلت عند التاسعة إلى ثلثا، وكان في إستقبالها عند مدخل وسط بيروت تجاه مبنى البلدية عدد من رجال الدين وحشد من المؤمنين. وفي الكاتدرائية أضاء مطران بيروت للروم الأورثوذكس الياس عودة مع الكهنة، الشموع التي حملها المؤمنون، وسط هتاف: المسيح قام. وليلا، وصلت شعلة منها إلى بلدة منيارة في عكار، حيث احتشد المئات من ابناء البلدة لاستقبالها، يتقدمهم راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذوكس المطران باسيليوس منصور، يعاونه لفيف من الكهنة، ويشاركه فاعليات البلدة وجمع كبير من المصلين، الذين اضاءوا شموعهم من الشعلة المقدسة، وانطلقوا في مسيرة صلاة، من ساحة البلدة وصولا الى الكنيسة، حيث اقيمت صلاة عيد الفصح.

 

تبيض 75 مليون يورو لصالح حزب الله

 موقع 14 آذار/01 أيار/16/ أفادت تقارير صحافية في ألمانيا، بأن سلطات الجمارك في مدينة إيسن غربي البلاد اكتشفت عملية تبيض أموال محتملة لصالح منظمة حزب الله اللبناني. وأوضحت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في أحدث أعدادها أن الأمر يتعلق بمجموعة من اللبنانيين يُعْتَقَد أنها قامت خلال العامين الماضيين في أوروبا بتبيض ما لا يقل عن 75 مليون يورو من تجارة مخدرات. وتابعت المجلة أن هذه المجموعة كانت تجمع نحو مليون يورو أسبوعياً وتشتري بهذا المبلغ سلعاً فاخرة كسيارات أو ساعات أو حلي. وتابعت المجلة أن عائدات نشاط هذه المجموعة كان يتم توجيهها إلى عصابة مخدرات من أمريكا الجنوبية، وتتوقع الشرطة الأوروبية (يوروبول) ووزارة المالية الأمريكية أن أرباح هذا النشاط كان يجري استخدامها في تمويل حزب الله. ووفقاً لأبحاث المجلة، فإن المحققين اقتفوا أثر المجموعة في أعقاب العثور على حقيبتي سفر تحويان نحو 500 ألف يورو سائلة بحوزة لبنانيين اثنين على الحدود الألمانية البلجيكية.

وذكرت المجلة أن الرجلين قالا إنهما كانا في رحلة تسوق في بلجيكا وإن أمتعتهما لا تحوي سوى تصميمين لملابس داخلية، وأشارت شبيغل إلى أن عشرة مشتبه بهم تم القبض عليهم في أوروبا نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي.وكانت سلطات الأمن في ألمانيا قامت بمهام في هذا الإطار في كل من دوسلدورف ومونستر وجاندركيسه. ولم يتسن الحصول حتى الآن على تأكيد من سلطات الجمارك والادعاء العام في مدينة إيسن بشأن ما أوردته "شبيغل" في تقريرها.

 

ألمانيا تكشف عن عملية غسل أموال في أوروبا لصالح “حزب الله”

السبت 30 نيسان 2016 /برلين – د ب أ: أفادت تقارير صحافية في ألمانيا، أمس، أن سلطات الجمارك في مدينة إيسن غرب البلاد اكتشفت عملية غسل أموال محتملة لصالح “حزب الله” اللبناني. وأوضحت مجلة “دير شبيغل” الألمانية في أحدث أعدادها أن الامر يتعلق بمجموعة من اللبنانيين يُعْتَقَد أنها قامت خلال العامين الماضيين في أوروبا بغسل ما لا يقل عن 75 مليون يورو من تجارة مخدرات، مشيرة إلى أن المجموعة كانت تجمع نحو مليون يورو أسبوعياً وتشتري بهذا المبلغ سلعا فاخرة كسيارات أو ساعات أو حلي. واضافت ان عائدات نشاط هذه المجموعة كان يتم توجيهها إلى عصابة مخدرات من أميركا الجنوبية، وتتوقع الشرطة الأوروبية (يوروبول) ووزارة المالية الأميركية أن أرباح هذا النشاط كان يجري استخدامه في تمويل “حزب الله”. ووفقا لأبحاث المجلة، فإن المحققين اقتفوا أثر المجموعة في أعقاب العثور على حقيبتي سفر تحويان نحو 500 ألف يورو سائلة بحوزة لبنانيين اثنين على الحدود الألمانية – البلجيكية، قالا إنهما كانا في رحلة تسوق في بلجيكا وإن أمتعتهما لا تحوي سوى تصميمين لملابس داخلية. وأشارت “دير شبيغل” إلى أن عشرة مشتبه بهم تم القبض عليهم في أوروبا نهاية يناير الماضي. وكانت سلطات الأمن في المانيا نفذت مهاماً في هذا الإطار في كل من دوسلدورف ومونستر وجاندركيسه.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 30 نيسان 2016

السبت 30 نيسان 2016

النهار

يتكرّر الكلام على تحوّل إيجابي في العلاقة بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية ظهر منه كلام إيجابي من الثاني حتى الآن.

تستمر عمليات تهريب الناس عبر الحدود اللبنانية - السورية عند معبر المصنع مقابل بدلات ماليّة وتتولاّها جهات حزبي

الباخرتان التركيّتان لإنتاج الكهرباء تحوّلتا من حلٍ موقّت الى حلٍ دائم بعد ضمور كل مشاريع الانتاج المحلي وذهاب الوعود بكهرباء 24 ساعة أدراج الرياح.

تردّد أن أسماء وزراء ونواب "حزب الله" لم ترد في اللوائح الأميركية المُرسلة إلى المصارف في مرحلتها الأولى.

السفير

تردد أن مكتب مكافحة الفساد في الاتحاد الأوروبي يحقق في عقود مسوحات جيوفيزيائية موقعة بين الحكومة القبرصية وشركات أميركية ولبنانية بواسطة أفراد لبنانيين من دون مناقصات، حيث تجاوز "القوميسيون" ملايين الدولارات.

سُئلت زوجة نائب شمالي عما إذا كانت ستصوّت في الانتخابات البلديّة للائحة التي يدعمها زوجها أو قريبها، فأكدت أنها ستدعم الأخير!

قال مرجع غير مدني إن تسريبات الأمن الفرنسي بشأن آل الحريري منسقة مع جهة أمنية سعودية ربطاً بملف الفرنسيين الذين لم تدفع "سعودي أوجيه" رواتبهم حتى اليوم.

المستقبل

إن موفدين بدأوا جولات مكوكية بين رؤساء أحزاب مسيحية من أجل السعي الى توافق على موقف موحد من قانون الانتخاب قبل اجتماع اللجان النيابية المشتركة الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري.

اللواء

همس

تساءلت أوساط دبلوماسية عن صيغة قانون الإنتخاب الذي تُشجّع عليه دول كبرى دولية وإقليمية، ومتى يحين موعد الجهر به؟!

غمز

رفض وزير حزبي تحديد موعد لاستقبال موظف إداري بارز من طائفته، للإيحاء بأن هذا الموظف لا يحظى بالغطاء السياسي المطلوب..

لغز

تختلف الترشيحات للمواقع القيادية في أماكن "الثنائيات" بين القاعدة والقيادة تحسم مصلحة الأخيرة..

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أنه تبيّن أثناء البحث عن موقع لإنشاء محطة كهربائية جديدة أن هناك نائباً يشارك في ملكية أراضٍ للأوقاف المارونية.

تمَنّع سفير دولة غربية عن زيارة مرجعية روحية بهدف عدم إطلاعه على إنطباعات دولته حيال الإستحقاق الرئاسي حيث يحمل تعليمات بالتكتم على ما تقوم به دولته حيال هذا الإستحقاق.

قرّرت مرجعية سياسية بارزة إعادة النظر في كيفية إدارة مؤسسة محسوبة عليها لتحسين وتطوير وتسيير شؤونها الإدارية والمالية.

البناء

خفايا

سئل وزير سابق في مجلس حضره نواب من كتلة المستقبل عن الهدف من زيارة الرئيس سعد الحريري إلى تركيا، فردّ بلهجة تهكّمية لافتة قائلاً: يبدو أنه ينسّق مع الرئيس التركي رجب أردوغان بشأن الوعود الخلّبية التي يمكن إطلاقها للمرحلة المقبلة، بعد الخيبة التي عانى منها الرجلان منذ أن أطلقا قبل سنوات وعديهما بالعودة عبر مطار دمشق الحريري وبالصلاة في المسجد الأموي أردوغان !

 

شمعون في ذكرى 26 نيسان: لم ننس بشاعة الجيش السوري ودماره للطوائف سامي الجميل: لا نريد داعش وبشار وسوريا والعرب وإيران بل لبنان أولا وآخرا

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - أحيا حزب "الوطنيين الأحرار" الذكرى 11 لخروج الجيش السوري من لبنان، باحتفال أقيم في دير القلعة في بيت مري، في حضور النائب جمال الجراح ممثلا الرئيس سعد الحريري، رئيس الحزب النائب دوري شمعون، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، رئيس بلدية بيت مري أنطوان مارون، رؤساء بلديات ومخاتير من مختلف المناطق المتنية، أعضاء المكتبين السياسيين لحزبي "الأحرار" و"الكتائب" وحشد من الحاضرين. بداية ألقى مفوض المتن في حزب "الأحرار" جوزف كرم كلمة، قال فيها: "ليسوا أكثر رجال السياسة والزعماء السياسيين والاحزاب، التي يشرفها الاحتفال في ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان، الأكيد أن هناك من يستحقون الاحتفال في هذا الشرق، ومن بينهم رئيس حزب الأحرار النائب دوري شمعون". أضاف "حاولنا أن نضع لوحة تذكارية في نهر الكلب، إنما أهل السلطة أمعنوا في إزالة هذه اللوحة، وليس من قببيل الصدفة، اختيار هذا الدير وهذه القلعة، فتاريخ بيت مري مليء بصد الهجمات". وتابع "من المؤكد، أننا أخرجنا الجيش السوري، إنما عقولنا ما تزال محتلة باحتلال آخر، وإن كنا نحلم ببلد، فعلينا أن نحرر عقولنا ونتوقف عن الاستزلام لمصالح ضيقة، وإن كنا نريد بناء وطن، فعلينا أن نؤمن بوحدة شعبه وأرضه، ويفترض علينا أن ندعو الجميع للاجتماع تحت شعار "سيادة وحرية وإستقلال لبنان"، وأن تكون السلطة لمصلحة المواطن".

الجميل

بدوره، قال الجميل: "نحن نؤمن بأن العلاقة بين الكتائب والأحرار هي علاقة بنيوية، لم نختلف في أي يوم، ولم نخطئ في الخيارات، كنا دائما معا في الخيارات الصحيحة دفاعا عن لبنان وحريته وعن سيادته واستقلاله".

أضاف "وفي هذه المناسبة، لا يمكننا إلا أن نتذكر الأبوين شرفان وأبو خليل، اللذين كانا ضحية المجرمين، الذين يرتكيون اليوم المجازر بحق بلادهم وقراهم ومدنهم، هذا النظام الذي دمر لبنان وخطف اللبنانيين وسرق أموالهم داخل دولتهم، هذا النظام السوري وداعش، يتشابهان في الإجرام وفي حب الدم والعيش على الدم، عندما لم يعد بإمكانهم سفك دماء اللبنانيين، التقوا مع أناس تشبههم، وهم وداعش وأخواتها من المدرسة نفسها، مدرسة الإجرام والتعذيب، ونحن اليوم من هذا المكان بالذات، لا يمكننا إلا القول لا أحد يخيرنا بين داعش أو بشار الأسد، فنحن لا نريد داعش ولا بشار الأسد، ولا سوريا ولا العرب ولا إيران، بل نريد لبنان، لبنان أولا وآخرا. هذا البلد الذي يستحق كل التضحيات، كفى أن تخيرونا بين خيارات سيئة وأسوأ".

وتابع "نحن كوطنيين أحرار وككتائب لبنانية كان إنتماؤنا للبنان فقط، ومصلحة الشعب واللبنانيين، وكان هدفنا واحد، ألا يبقى إلا الجيش اللبناني كقوة مسلحة على أرضنا".

وأردف "أذكر أن بيت الأحرار في السوديكو، كان مركز كل الأحرار في لبنان، كان المكان الذي نلتقي فيه لنقول لسلطة القهر والوصاية والإحتلال السوري، لا للقمع، لا لسلطة الوصاية. وكان الرئيس دوري الأب الذي يحتضن الجميع، وبيت الأحرار كان بيت كل الأحرار، ولا يمكننا أن نعتبر أن هذا الحزب عريق بإنتمائه الوطني، وما يربطنا به ككتائب لبنانية، هو قضية مقدسة، هي القضية اللبنانية، من هنا لا يمكننا إلا أن نتطلع الى الحاضر، ونقول: عندما أخطأ الجميع بالتحالفات والشعارات أضاع المرشحين، ومن يدعم لرئاسة الجمهورية". وأكد أنه "لم يبق إلا الأحرار والكتائب يعرفان ماذا يريدان، الكتائب والأحرار قالا لا لتسليم البلد لمن يريد أن يشرع السلاح غير الشرعي، لا لمن يريد أن يعيدنا الى أيام الوصاية، نحن نريد شابا لبنانيا يستلم زمام الأمور، ويكون لبنان بالنسبة إليه أولا وآخرا، نريد رئيسا للجمورية يتطلع للمئة سنة المقبلة، ورئيسا يحمي لبنان من التدخلات الخارجية، رئيسا يحمي حياد لبنان، ولا يدخلنا في الصراعات، أو يجرنا لعند بشار أو أعداء بشار، نريد رئيسا لا ينظر خارج الحدود اللبنانية، نريد رئيسا لبنانيا مئة بالمئة". وقال: "وأني في هذه المناسبة، أؤكد محبتنا لكم، وحرص ووقوف حزب الكتائب اللبنانية الى جانب رفاقنا في حزب الوطنيين الأحرار الأعزاء، لأن شهداءنا معا في السماء، فعلينا أن نكون معا على الأرض، أعلم أن داني شمعون في قلب كل واحد منكم، وهو في قلب كل واحد منا أيضا". وختم "أما أن يكون لدينا رئيس نفتخر به كالرئيس الكبير كميل شمعون، يضحي بنفسه من أجل لبنان، ويحب لبنان أكثر ما يحب نفسه، اما إذا أتوا برئيس يحب نفسه أكثر من لبنان، وأكثر من الشعب اللبناني، ويضحي ببلدنا وبالدستور وبالديمقراطية من أجل نفسه، يكون رئيسا يأخذنا الى المجهول".

شمعون

ثم القى شمعون كلمة، فقال: "لا يمكننا أن نسكت عن بعض الأمور التي تحصل في لبنان، نحن اليوم في المكان الذي ضحى، وفي المكان الذي هرب منه الرهبان من الأحراج خوفا من الجيش السوري، الذي دخل عليهم، هذا الدير له رمزيته لنا، ومن يأتي إليه معنا هو مؤمن بلينان، ونحن لم ننس بشاعة الجيش السوري والدمار، الذي أحدثه بحق كل الطوائف". أضاف: "علينا أن نعرف أي لبنان نريد بناءه، لا نريد لبنان الذي يتقيد بمصلحة الآخرين أكثر من مصلحة لبنان، لا نريد لبنان الذي لا نستطيع أن نورثه لأولادنا فيما بعد، أطلب من كل الموجودين هنا الذين يحبون لبنان فعلا، ألآ يبقى أحد في بيته ويشاهد التلفاز، بل يشارك مع الأحزاب، التي تريد بناء لبنان مجددا، لبنان الدولة التي نريدها، ونحن نعلم أولادنا في المدارس والجامعات ليرفعوا لبنان عاليا في المستقبل".

مارون

من جهته، تحدث رئيس بلدية بيت مري عن "المدى البعيد الذي يربط الرئيس الراحل كميل شمعون ببيت مري"، لافتا الى أن "هضبة دير القلعة ارتوت من دماء الشهداء منذ العصور الغابرة، حتى خروج الجيش السوري من هذه القلعة".

وقال: "إن دوري شمعون ترعرع في بلدة بيت مري، كما أن النائب سامي الجميل يعتبر أن بيت مري بلدته الثاني،ة ومنها انطلق عمله السياسي".وقدم مارون لشمعون درع بلدية بيت مري كهدية تذكارية، كما قدم للجميل كتابا عن تاريخ دير القلعة.

 

 الجيش يقصف تجمعات المسلحين في جرود عرسال ويحقق إصابات مؤكدة

السبت 30 نيسان 2016/وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك وسام درويش، ان الجيش اللبناني يستهدف بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات صواريخ الـ107، تجمعات المسلحين في جرود عرسال، ويحقق اصابات مؤكدة.

 

الحريري بعد لقائه أوغلو: استنكر ما يحصل في حلب والاتراك مستاؤون من الوضع

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو في مطار أتاتورك ظهر اليوم الرئيس سعد الحريري، في حضور نائب رئيس الحكومة لطفي ألفان ووزيري التعليم نابي أوجي والصحة محمد موزن أوغلو ومستشار الرئيس الحريري النائب السابق غطاس خوري.

وتم خلال اللقاء عرض لمجمل الأوضاع في لبنان والمنطقة، واستكمال مواضيع البحث التي أثيرت بالأمس خلال الاجتماع المطول الذي عقد بين رئيس تركيا رجب طيب أردوغان والرئيس الحريري. وبعد اللقاء، قال الرئيس الحريري: "تباحثنا في الوضع الحاصل في لبنان والمنطقة، ولا سيما الخروقات الأخيرة لاتفاق الهدنة في سوريا. ولا شك أن الجميع مستنفر في هذه المرحلة. كما تناولنا الأوضاع في لبنان، وقد وعد دولته بزيارة بيروت ضمن جولة له في المنطقة من أجل إظهار دعم بلاده للبنان".

سئل: ألم يتناول اللقاء ما يحصل من تطورات في حلب السورية؟

أجاب: هم مستاؤون للغاية مما يحصل، ومن الواضح أن بشار الأسد رجل لا يلتزم بعهوده وهو من يقوم بهذه الجرائم الإرهابية، ولكن المشكلة هي أن المجتمع الدولي لا يتحرك بالطريقة المطلوبة لإنهاء الأزمة في سوريا. وقد كررت بدوري استنكاري لكل ما يحصل ولا سيما من الناحية الإنسانية.

 

الفريق القانوني ليعقوب يقدم اخلاء سبيل جديدا امام قاضي التحقيق

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عادل هاموش ان الفريق القانوني للنائب السابق حسن يعقوب، يقدم اخلاء سبيل جديدا امام قاضي التحقيق بيتر جرمانوس وعقيلة الشيخ محمد يعقوب تقرر تحركا نسائيا مستداما في الشارع لديه تداعيات خطيرة وفاضحة، يبدأ بعد العطلة ولا ينتهي الا بعد رفع المظلومية عن عائلتها المضحية والوطنية، ومنها اخلاء سبيل ابنها البكر.

 

جعجع أعلن انطلاق عمل الكتيبة 33 من الجيش الإلكتروني في القوات

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انطلاق عمل "الكتيبة 33" Triangulum من الجيش الإلكتروني في القوات، خلال لقاء المجموعات القواتية الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي العاملة ضمن إطار جهاز الإعلام والتواصل في الحزب، في حضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل ملحم الرياشي ومديرة المكتب الإعلامي لرئيس الحزب انطوانيت جعجع، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحزبيين والناشطين. وللمناسبة، قال جعجع: "ان وسائل الاعلام هي التي أطلقت عليكم تسمية "الجيش الالكتروني"، والتعريف بالمنتمين الى حزب القوات في الواقع هو Freedom Fighters، فنحن لم نكن يوما حزبا تقليديا بكل ما للكلمة من معنى ولن نكون كذلك، وفي أي وقت يتعرض بلدنا لأي اعتداء من أي كان سنكون له بالمرصاد". وذكر أن "هذا الجيش الالكتروني نشأ صدفة بين مجموعة من رواد ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي"، وأشار الى ان "المواجهة لم تعد على أوراق الصحف وفي الشوارع بل باتت على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، ومن هنا ضرورة وضع خريطة طريق لتنظيم العمل". ودعا جعجع "الشباب والصبايا الى العكوف على وضع خطة للمستقبل لكي تتقدم هذه الكتيبة نحو الأمام من أجل الحفاظ على القضية التي تناضل من أجلها القوات اللبنانية".

وتخللت اللقاء مداخلات لكل من طارق كرم وشربل غصوب ومارون حدشيتي وجابر شاهين ورالف عقل شرحوا خلالها طبيعة عمل المجموعات ولمحة عن إنشائها وأهمية وجود شبكة إلكترونية لمواكبة التطورات اليومية على الساحة السياسية.

ختاما، التقط المجتمعون الصور مع جعجع وأطلقوا هاشتاغ #Battalio

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 30/4/2016

السبت 30 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كأن حلب لا تقع على الخارطة السورية، فكل الجبهات هدأت بفعل هدنة أميركية- روسية، بما فيها الغوطة الشرقية في دمشق واللاذقية، باستثناء حلب التي تحولت مناطقها وأحياؤها إلى شعلة لهب بفعل الغارات الجوية الكثيفة، وسط أنباء عن حشود عسكرية باتجاه دير الزور.

وإلى الحدث السوري، حدث عراقي في وسط بغداد، فالتيار الصدري تظاهر في المنطقة الخضراء، واقتحم البرلمان احتجاجا على فقدان النصاب وعدم إعطاء الحكومة الجديدة الثقة. وقد أقفل مقر الأمم المتحدة، وأعلنت حال الاستنفار في السفارة الأميركية والعديد من السفارات، واتخذت القوى الأمنية تدابير مشددة.

وفي الكويت، لم يتوصل الحوار اليمني بين الحكومة والمتمردين إلى أي نتيجة.

وفي إيران، حقق أنصار الرئيس روحاني فوزا كبيرا في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية.

لبنانيا، عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بعدما أجرى محادثات مع رئيس الوزراء (التركي) غداة المباحثات مع الرئيس أردوغان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ما بين بغداد وحلب ترقب يفرض سؤال: ماذا بعد؟.

تظاهرات عراقية خرقت الخطوط الحمراء والمناطق الخضراء واقتحمت البرلمان، وغيرت المعادلات. فهل تفرض حكومة تكنوقراط جديدة، ضمن خطة اصلاح يطالب بها التيار الصدري؟.

المتظاهرون ترجموا شعار عدم التراجع والمضي قدما، لاجبار البرلمان والحكومة على فرض المطالب بقوة الاحتجاجات المفتوحة.

بغداد اليوم غرفة عمليات نفذت حالة طوارئ شاملة، والمرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني التقى السيد مقتدى الصدر في النجف الأشرف. فيما العراقيون وعواصم العالم يرصدون الاتجاهات: هل إلى مزيد من التصعيد أم حل الأزمة؟.

إلى الشهباء السورية، باشر الجيش السوري الرد على المسلحين بقوة، فاستنفرت المعارضة طلبا لوقف القتال في حلب. تحركت عواصم غربية، فردت روسيا بأنها لن تضغط على دمشق لوقف القتال في حلب. الروس لم يتدخلوا لا في القرارات ولا الغارات في هذه المنطقة، لأن الجهود الروسية تركز على التحضير لمهاجمة "داعش" في الرقة ودير الزور.

أديرة لبنان المشرقية وكنائسه الأرثوذكسية يفيض اليها النور الليلة، الآتي من القدس قبل عيد الفصح غدا.

هذا العيد فرض الاستراحة السياسية في البلاد، لكن البلديات تشغلها الانتخابات، وتحتدم فيها المنافسة، أولا في البقاع وبيروت بعد أسبوع، فاختلطت الحسابات خصوصا في زحلة التي تتحضر لمعركة من يملك القرار بين أوزان ثلاثة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هدوء قسري يخيم على لبنان، تخرقه بيانات تضامن مع العمال من قبل منظمات المجتمع المدني عشية عيدهم، بل عشية عيد العاطلين من العمل بعد الأرقام المخيفة للذين لا يجدون عملا يتكئون عليه في ظل أزمة اقتصادية خانقة.

هذه الأرقام وصلت إلى عشرين في المئة، بحسب بيان وزارة العمل. أرقام كان يفترض أن تتحول معها الدولة إلى خلية نحل، وتدق ناقوس الخطر كما في اقتصادات الدول التي تحترم نفسها ومواطنيها.

لكن كيف يمكن لخلية نحل أن تصنع عسلا والفساد ينخرها؟، فساد روائحه تتغلب على روائح النفايات التي تزكم أنوف سكان بيروت والمناطق. ويبدو أن المسألة لا تقتصر على زكام الأنوف، بل اشاحة الآذان والأعين عما يجري من صفقات واختلاسات.

التحقيقات في صفقة الانترنت غير الشرعي تجري سلحفاتيا، والخشية أن تطمر في حفر ومكبات السياسة. والرمال البيضاء تمتد اليها أياد سود لتسلب المواطن الفقير واحته الأخيرة على بحر بيروت. وغيرها الكثير من الصفقات.

أما في الاقليم، فإن هدنة ريف اللاذقية وغوطة دمشق، خرقها التناحر بين الفصائل الارهابية في الغوطة الشرقية، خاصة بين أذرع "جبهة النصرة" الارهابية وما يسمى "جيش الاسلام" السعودي التمويل والتوجيه، فيما خفت قذائف الارهابيين التي سقطت بغزارة خلال الأيام الماضية على مدينة حلب.

أما في العراق، فالقحط السياسي والجفاف الاقتصادي فيولدان أزمات وأزمات. الالاف اقتحموا المدينة الخضراء حيث البرلمان، احتجاجا على تأخر المشرعين في إقرار التشكيلة الوزراية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

على مسافة أسبوع من الاستحقاق البلدي، كل شيء يشير إلى ان صناديق الاقتراع ستمتلئ بخليط غير متجانس من الأصوات، تعكس في معظمها صراعات وجودية بين الأحزاب والعائلات، وبين العائلات وبينها وبين الأحزاب وما بينها وبين أجنحة كل حزب. والأنموذج الفاقع ان يؤيد "المستقبل" و"حزب الله" في زحلة لائحة ميريام سكاف في مواجهة "القوات" و"الكتائب" المتحالفين مع "التيار". وحده الإنماء والمبادئ التي وجد من أجلها العمل البلدي، ستكون غائبة مغيبة إلا في بعض الحالات المنعزلة.

في هذه الأجواء، تأتي عطلة الفصح لتشكل فاصلا يحتاجه اللبنانيون قبل الغوص مجددا في الملفات الخلافية، وكلها من الصنف الذي تفوح منه رائحة الفساد واللفلفة والصفقات، كالإنترنت المهرب. أو من الصنف الذي تفوح منه رائحة الفساد واللفلفة والصفقات، كالنفايات. أو تلك الأرقى حالا لكن الأكثر تدميرا للدولة، والتي تفوح منها رائحة الانقلاب على الصيغة والميثاق اللذين يحميهما دستور الطائف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"المسيح قام، حقا قام"، نرددها هذا المساء مع المسيحيين الذين يتبعون التقويم الشرقي. فيما قيامة الشرق، تنتظر موت البلدان والجماعات الاقليمية والدولية عن أطماعها، ولعبها بالنار وبالشعوب والدول.

قبل ألفين و16 عاما، واليوم وغدا، المسيح قام، أكيد، ونحن شهود على ذلك. ولكن ماذا عن شعوب المناطق التي عرفت السيد الذي دحرج الحجر وغلب الموت بالموت فالقيامة؟، ماذا عن كرامة هذه الشعوب وأمنها وحقوقها وديموقراطيتها؟، ماذا عن سلامها في يوم قيامة ملك السلام؟.

كأنه الصراع نفسه، بين من يريد وضع الحجر على القبر، من سوريا إلى اليمن والعراق وفلسطين ولبنان، وبين من يصرخ ويقاوم سلميا ومؤسساتيا، لتكون المساواة في الحقوق والواجبات، وليكون التساوي بالقوانين، أكانت تؤمن عدالة القضاء، أم عدالة التمثيل الصحيح وتفتح الباب على اعادة تكوين السلطة.

في الساعات الماضية، نقل عن أوساط رئيس تيار "المستقبل" انه وجه رسالة للعماد عون، بعدم الرهان على التطورات الخارجية. في المقابل، نسب كلام إلى زوار العماد عون، مفاده ان اي رسالة من هذا النوع لم تصل، وبالتالي فالمطلوب إما تغيير الرسالة أو تغيير الرسول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من يراقب الاستعدادات الانتخابية في البلديات وتشكيل اللوائح وإعلانها، يخال انه في صلب معركة داحس والغبراء أو النورماندي، وينسى ان هذه البلديات بما تشكل من سلطات محلية، وقفت بمعظمها عاجزة طوعا عن حل أزمة النفايات التي ضربت مواطنيها على مدى 6 أشهر وأكثر.

معركة البلديات التي مزقت العائلات والقرى، ووضعت الأحزاب بتحالفاتها القديمة والجديدة على المحك، كانت طالبت بها الجهات الدولية ولا سيما المانحة منها، ما يشير إلى ضرورة الإتيان بمجالس قادرة على ادارة الشؤون المحلية، في ظل تغيب الدولة المرتبط بما يدور في الاقليم، من سوريا الغارقة في الدماء، إلى العراق المتوجه نحو الفوضى الدستورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في حلب السورية، نار وأجساد ممزقة بحمم القتل والاجرام التي تنهال على أهلها من طائرات نظام القتل. وما يزيد من عمق المأساة، ان العالم ينظر إلى حمام الدم المفتوح في حلب، من دون ان يحرك ساكنا لانقاذ أهلها من براثن الاجرام.

وقفات تضامن مع حلب الجريحة، شهدتها بيروت واسطنبول وباريس ولندن، من دون ان تثمر حتى اللحظة وقفا لصواريخ الحقد ولنيران الضغينة.

وما يجري في حلب من مجازر، كان من صلب محادثات الرئيس سعد الحريري في تركيا. فبعد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، التقى الرئيس الحريري اليوم رئيس الوزراء داود أوغلو.

داخليا، ومع انطلاق العد العكسي للجولة الأولى من الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع في الثامن من أيار، بدأت الحماوة تظهر في التحضيرات وفي اعلان اللوائح وفي جولات المرشحين، فيما يشهد مجلس النواب الثلثاء اجتماعا للجان النيابية المشتركة للبحث في 17 مشروع قانون انتخاب في سياق التحضير لعقد جلسة تشريعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أسبوع الآلام الانتخابية، بدأ عده العكسي بلديا بعنوانين: بيروت وزحلة في الثامن من آيار، حيث من المقرر أن يضع أول أحد انتخابي عنوانا يفترض أن يكون جديدا لعاصمة مسروقة من مجلس بلدي يعود ريعه إلى آل الحريري، بتوطئة من رئيس البلدية ومحافظ المدينة، وبمباركة دينية من المطران الياس عودة، لقاء مرشح على "لائحة البيارتة" برتبة نائب رئيس.

كلهم تعاونوا على مجلس بلدية المدينة، وفتحوا السبع أعين على عقاراتها. وذلك نهج منذ الآباء قبل خمس وعشرين سنة، منذ تهجير أبناء بيروت الذين فاقوا مئة وثلاثين ألفا، لتحتل سوليدير محالهم وبيوتهم.

في بيروت سيسطع أمل التغيير من خلال لائحة "بيروت مدينتي". أما في زحلة وجونية فالأحزاب تتدحرج تحت قوة العائلات والشخصيات التي اعتادت الإمساك بالمفاتيح الانتخابية. وهكذا فإن ما خط في معراب، انطحن على أول أرض بلدية، لاسيما في جونية التي حولت المتحالفين سياسيا إلى خصوم انتخابيين. فيما تنتظر زحلة على قهر إنجاز التحالف المركب بين الأحزاب الثلاثة: "القوات" و"التيار" و"الكتائب"، ومن بين ثلاثية هادرة هبت رياح امرأة من فولاذ، إذ أعلنت ميريام سكاف لائحة "زحلة الأمانة"، متهمة الأحزاب بأنها إذا اختلفت قتلتنا وإذا توافقت ألغتنا.

بين هذه العناوين البلدية، يصبح قانون الانتخاب ضميرا غائبا، وهو الذي سيدرج في جدول أعمال اللجان الأربعاء المقبل، بخلاف يسبق الانعقاد، إذ إن سبعة عشر مشروع قانون ستشكل مشروع حرب نيابية لا تحمد عقباها، وتنتهي إلى فشل كما انتهت إليه ما يعرف بلجنة عدوان التي اجتمعت ستة أشهر باثنتي عشرة جلسة وخرجت بمحضر سري، وسر السرية هنا أن اللجنة توصلت إلى صفر قانون مواده من فراغ وينصح بالتمديد الثالث.

على هذا الخلاف يقول الرئيس نبيه بري أن لا قانون انتخاب إلا بالتوافق، علما أن الأصلح هو قانون مستند إلى الدستور، حيث يسقط كل مشروع لا تنطبق عليه الصفة الدستورية لناحية المحافظات والنسبية، أما بدعة التوافق والميثاقية فهي أداة لتعطيل الدولة وانحلالها وقتلها. وعلى ما يكتب نصري الصايغ، فإن التوافق مقتلة للديمقراطية وللنظام السياسي وللدولة.

لقد تشلع البلد بالميثاقية الكاذبة. بلغت الطائفية والمذهبية مرتبة المقدس الذي لا يمس. لقد بلغ الدستور سن اليأس، استعيض عنه بتجديد حيوية الطوائفيات العابرة للحدود والأوطان، والحصن الحصين للفساد المنظم والمشترك واستنادا إلى سعيد غريب فإن الديمقراطية التوافقية: لا تحاكم ولا تحاكم ولا تحكم.

 

وفاة شقيق المشنوق بعد سقوطه عن الشرفة!

سقط زياد المشنوق (60 عاماً) وهو شقيق وزير الداخلية نهاد المشنوق من شرفة منزله، الكائن في الطبقة الثالثة من مبنى اسماعيل في شارع محمد الحوت، في منطقة راس النبع حيث فارق الحياة على الفور، وفق ما أكدت الوكالة الوطنية للإعلام. ولم تعرف بعد ملابسات الحادث. وأفاد شهود عيان لإذاعة "صوت لبنان 100.5" أن شقيق الوزير المشنوق كان يعاني من ارتفاع في الضغط وأصابه الدوار بينما كان على الشرفة يدخن سيجارة وهوى.

 

بيضون: «الحرس الثوري» مستمر في تخريب المنطقة

رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن «نيات الحرس الثوري الإيراني واضحة لناحية الاستمرار في تخريب المنطقة»، موضحاً أن «الشعب الإيراني لا يريد النظام الموجود المهترئ، وهو يصوّت ضده».ولفت بيضون في حديث إلى إذاعة «الشرق» أمس، إلى أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما حين قال في مقابلته الشهيرة انه يجب على السعوديين تقاسم النفوذ مع ايران، نسي أنه يتكلم عن النفوذ على الدول العربية»، سائلاً: «كيف سمح لنفسه أن يشجع إيران على أن يكون لها نفوذ في الدول العربية، التي تقوم ايران بتهديمها عبر تمويل ميليشيات شيعية وتسليحها؟». واعتبر أن «هناك ثلاثة نماذج موجودة في المنطقة: نموذج سايكس بيكو، نموذج تحاول ايران فرضه عن طريق دويلات شيعية، ونموذج دول مجلس التعاون الخليجي«، مشيراً إلى أن «هناك دولاً تنهار اليوم نتيجة سعي إيران الى إنشاء دويلات مذهبية شيعية تحت نفوذها كما يحصل في العراق وسوريا، حيث ليست هناك نية للحفاظ على الحدود الوطنية بل اتجاه نحو التقسيم«.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

محبو السيد محمد حسين فضل الله: نرفض تشويه صورة السيد من مؤسسات تابعة لإيران

جنوبية/30 نيسان/16/بيان رقم واحد من محبي ومريدي مرجعية سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)

إن اقدام جامعة المصطفى _فرع لبنان التابعة لمؤسسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإعلان عن تكريم السيد جعفر مرتضى في الذكرى السنوية السادسة لرحيل سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) يكشف ربما للمرة الأولى وبالدليل القاطع عن الجهة التي كانت خلفه في حربها على تيار الوعي في الأمة ومحاولاته المستمرة لتشويه صورة سماحة السيد فضل الله(رض) وفكره الإسلامي والإنساني والوحدوي. إن هذا الفعل مع كل ما يحمل في طياته من رسالة واضحة لدعاة الإسلام الوحدوي المنفتح، وللمسيرة الإسلامية كلها يمثل تشجيعاً لكل الأقلام التي حاربت وتحارب رموز الوعي في الأمة، وتكريماً للذين تصدرت ” إنجازاتهم” على مدى نصف قرن (كما في بيان التكريم) إحداث فتنة في الواقع الإسلامي الشيعي، ولكل الذين يدعمون العدو الصهيوني وان بطريقة غير مباشرة يزعم أن المسجد الأقصى ليس هو الذي في فلسطين، وإنما هو في السماء الرابعة، ولكل الذين عملوا على احداث فتنة بين المسلمين السنة والشيعة، ولكل الذين عملوا على تقطيع الكلام وحرفه عن مواضعه في كتاباتهم ومقالاتهم، والتي اظهرها على حقيقتها كتاب: مراجعات في عصمة الأنبياء للكاتب عبد السلام زين العابدين. إننا ندعو كل محبي ومريدي وتيار العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) إلى التعبير الراقي والواعي عن رفضهم لهذا الفعل الذي أقل ما يقال فيه بأنه اعتداء عليهم وعلى كرامتهم ومؤسساتهم ومرجعيتهم الدينية والفكرية وعلى مدرسة الوعي التي تمثل الوجه المشرق في الأمة والتي يُراد إسقاطها لحساب تيار المغالاة والخرافة والتحريف والتمزيق.

محبو ومريدو مرجعية سماحة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله(رض).

 

الثنائية الشيعية ليست قدرا في بلديات بعلبك الهرمل…«مقنة» أنموذجاً

خاص جنوبية 30 أبريل، 2016/مواطن عادي يخشى من اتهامه بالعمالة وشق الصف الشيعي وغيرها من الافتراءات، أرسل لنا هذا النص البليغ الذي يضيء على الواقع البلدي في مناطق بعلبك الهرمل المهيمن عليه من قبل حزب الله بالاتفاق مع حركة أمل، كما يشير الى تجارب فردية نجحت في التصدي لهذا الواقع الضاغط وفرضت إرادة الناس على ارادة الاحزاب كما في تجربة بلدة مقنة البقاعية. إذن، فقد أتمَّ الحزبان الحاكمان التوافق في بعض المناطق، ويعملون على إتمامه في مناطق أخرى في قضاء بعلبك الهرمل، وحتى الآن فإنَّ الأمرَ استتب للحزبين في البقاع الشّمالي، بما لا يوافق مطلقاً تطلّعات أهالي المنطقة وآمالهم، في بلدٍ زعمَ أولياؤه أنّه ديمقراطيٌّ حر، وهو كذلك على ورق الدستور. ولأنّنا كنّا دائماً خلفَ المقاومة في نهجها، حتّى صارت بعلبك تدعى خزّان المقاومة والهرمل مدينة الشهداء، يؤسفنا ما وصل إليه الأمر بفضل قياداتٍ عفنة في هذه المنطقة المحرومة من أبسط حقوقها، المهمّشة عمداً من كل الأطراف، فلا نوّابها لشعبها، ولا وزراؤها يلقون لها بالاً، وحتّى بلدياتها التي علّقنا الأمل عليها فيما مضى، ارتهنت للحزبين الحاكمين وتجربتهما الفاشلة في الإنماء في البلديات التي حملوا على عاتقهم مسؤولية إنمائها منذ دورة 2010، ها هي تجربتهم رغم فشلها الذريع تعمم غصباً -وهذا وصفٌ حرفي- على كلِّ قرى وبلدات البقاع بما فيها بلدياتٌ كانت لوائحُ الأهالي هي الناجحة فيها وأثبتت أنّها لا تقارنُ -لجهة تميّزها وانكبابها على الإنماء- بالبلديات التي ترأسها اتحاد الحزبين الحاكمين. سأقارن هنا بين بلديتين لبلدتين متجاورتين: إحداهما يونين التي تولى إدارة مجلسها البلدي أعضاءُ لائحة الحزبين الحاكمين، والثّانية مقنة التي نجحت فيها لائحة الأهالي بالوصول كاملة إلى المجلس البلدي بوجه لائحة التحالف المأفون. وعلى الرغم من أنَّ ميزانية العمل البلدي لبلدية يونين تساوي أكثر من ضعف ميزانية بلدية مقنة، فقد فشلت الأولى فشلاً ذريعاً على صعيد الإنماء حتى في أبسط الأمور، بينما تشهدُ كل بلديّات البقاع وجمعياته الأهلية وحتى وزارة الداخلية والبلديات، أنَّ ما قدمته بلدية مقنة كان إنجازاتٍ نوعيّة لا تحصى على كلِّ صعيد، رغم الحرب الإعلامية التي كانت تشنُّ عليها، ومحاولات تعطيل بعض مشاريعها من قبل الحزبين الحاكمين سيّما مشروع قنوات الصّرف الصّحي ومعمل تكرير المياه الآسنة في مقنة، والذي أتمت البلدية مخططاته ولا يزال عالقاً أمام تعطيل جهاتٍ معروفة. اليوم ومنذ 2016 سيسيطر تحالف الحزبين الذي لم ينجز شيئاً لبلدة يونين على مجلس بلدة مقنة البلدي، ولا داعي لتوضيح ما معنى ذلك… المشكلة أعقد مما نتصوّر، المشكلة أنَّ الحزبين الحاكمين يعرفون بأنَّ فادي المقداد -رئيس بلدية مقنة- وأعضاء مجلسه البلدي هم الأفضل إنمائياً في البقاع منذ 1998، إذن فهم يتعمدون إزاحته لسببٍ ما. هذا صحيح، والسبب أنَّ كلا الحزبين لا يطيقان أن يكون في المنطقة رجل إنماءٍ حقيقي يكسبُ قلوب النّاسِ عن حق، بالفعل لا بالشعارات، بالمواقف على الأرض لا على المنابر، بالتواضع وملاحقة مشاكل النّاس في بيوتهم لحلها لا بالفوقية والإستعلاء، رجلٌ مستقلٌّ متحرر من العشائرية والحزبيّة والطّائفية والمذهبيّة والمناطقيّة، فادي المقداد ومجلسه البلدي عرّى الحزبين الحاكمين وأثبت أنَّ الإنماء ممكن إلّا أنَّ الحزبين لا يريدانه لهذه المنطقة. مناصرو الثنائية الشيعية يريدون بقاء أبناء هذه المنطقة مرتهنين لهم، لقروشٍ يمنون بها عليهم، ولوساطاتهم التي تمكن الشباب العاطلين عن العمل من دخول الجيش كمجندين مهما كانت شهاداتهم وخبراتهم، أو من أجل الانخراط لحروبهم العبثية هنا وهناك، مقابل رواتب زهيدة لا تسدُّ الرّمق. لقد ناء البقاعُ من تسلّط هذين الحزبين على مقدرات العباد بدون وجه حق، وبدون أن يعطوا ولو قليلاً لأبناء المنطقة الطيبين، كلنا يعرف من هم حماة المطلوبين الفارين في بعض مناطق البقاع، كلنا يعرف من يكرّس العشائرية والخطف والسلب والعنتريات الفارغة في بعلبك الهرمل، كلّنا يعرف أيضاً أنَّ في البقاع أدمغة ومواهب ونوابغ.

بعلبك

أنَّ في بعلبك الهرمل مثقفين ومبدعين، وكلنا يعرف من يهمشهم لصالح تظهير صورة المطلوبين وتجار المخدّرات وقطّاع الطرق، الذين يعاني البقاع أكثر من غيره من المناطق بفعل أعمالهم. في ايعات الآن وهي بلدة صغيرة قرب بعلبك، بادرت إحدى المدارس غير المسيسة لافتتاح معرض كتاب يزوره الآلاف من العطاشى للثقافة، لمَ لا يضاءُ على هؤلاء؟

ومن المسؤول؟

في بعلبك نشاطات ثقافيّة هائلة، في الهرمل منتديات ثقافية وازنة، في كل بلدة تجد كمّاً ونوعاً من المثقّفين الواعين، لمَ لا نسمع عنهم؟ لمَ لا نعرفُ من البقاع إلّا مطلوبي بريتال ودار الواسعة والشراونة؟؟ لمَ لا نرى بقاعيين شباباً في وظائف وازنة في لبنان، ولا نسمعُ أسماء أبناء البقاع إلّا في المحكمة العسكرية وسجن رومية؟؟ لأبناء لبنان وخصوصاً أبناء العاصمة، دعوةٌ مفتوحة: تعالوا إلى البقاع لتروا الحقيقة، شاهدوا أبناء البقاع الطيبين الفقراء، وتعرفوا من يريد أن يكون البقاعُ مهمّشاً ومن يصادر رأيهُ حتّى في أصغر تفصيل، ويصادر المجالس البلديّة…

 

برج البراجنة تنتفض في وجه حزب الله وتشكل لائحتها البلدية‏

فايزة دياب/جنوبية/ 30 أبريل، 2016/تستعد بلدة برج البراجنة في الخامس عشر من أيار المقبل لخوض المعركة البلدية والاختيارية على نار حامية، الماكينات الانتخابية في البلدة تعمل بشكل مكوكي، بعض المرشحين باتوا معروفين بانتظار الاعلان عن لائحة عائلات برج البراجنة التي تضمّ مرشحين مستقلين بمواجهة اللائحة المدعومة من حزب الله وحركة أمل. برج البراجنة التي ينتمي أغلب أبناؤها الى الطائفة الشيعية، استطاع حزب الله منذ دخوله معترك العمل السياسي أن يهيمن على القرار البلدي فيها عبر وصول من يدعمهم إلى مقاعدها منذ عام 1998، وحوّل البلدة التابعة لساحل المتن الجنوبي إلى جزء من الضاحية الجنوبية لبيروت تحت سلطته. يرفض أبناء البرج الصبغة التي يفرضها حزب الله في بلدتهم، عبر نشر الأعلام والصور، وتحويل «ضيعتهم» إلى مدينة عشوائية تسيطر عليها المخالفات العمرانية والكثافة السكانية والسلاح المتفلت، إضافةً إلى تحويل بعض الأحياء إلى بؤرةً لتجارة المخدرات والخارجين عن القانون خصوصًا في حيّ الرمل العالي كما يقول احد اعيانها. أمّا مخالفات البلدية بحق أبناء برج البراجنة الأصليين فهي لا تعدّ ولا تحصى بحسب نفس مصدرنا من آل رحّال الذي فضّل عدم ذكر اسمه، وقد شرح رحّال المتابع لمخالفات البلدية عن كثب في حديث لـ«جنوبية» عن «الغبن الذي يتعرض له إبن البرج، فالآمر الناهي في البلدة هو رئيس الهيئة التنفيذية في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، القرارات التي تصدر في البلدية يجب أن يوافق عليها هو، وأسماء المرشحين يفرضهم صفي الدين الذي لا تربطه بالبرج أي صلة». وكشف ابن رحّال أنّ «75% من الموظفي ومن شرطة البلدية هم من أبناء الجنوب والبقاع التابعين لحزب الله، حتى مفوض الشرطة هو مرافق النائب علي عمّار وهو من خارج البلدة، والمساعدات من صندوق البلدية هي موجّهة تحديدًا لمؤيدي الحزب. أمّا السرقات لصالح النافذين في حزب الله فهي باتت مكشوفة، فهناك أكثر من عقار تمّ بيعه في منطقة طريق المطار بأسعار أقل من سعرها الحقيقي. هذ عدا عن قيام البلدية بتوقيع عقود استثمار نفعية طويلة الأمد يصل بعضها إلى 99 عامًا بسعر ضئيل لصالح نافذين بالحزب وأبرزهم المقاول ادهم طباجة صاحب “شركة انماء” للمقاولات التي ورد اسمها في العقوبات الأميركية».

وعن الوضع الأمني المتفلت في البلدة يتحدث إبن البرج من آل اسماعيل ويروي لـ«جنوبية» معاناة الأهالي فيها فقال «حزب الله الذي يمنع تدخل القوى الأمنية في أمن الضاحية والبرج حوّلها إلى بؤرًا سائبة أمام مؤيديه وخصوصًا أبناء العشائر التي يحميها، فإطلاق النار العشوائي، القتل والزعرنات والسرقات والتشبيحات. كل هذا مع تخلف وضعف البنى التحتية كما غياب المشاريع الانمائية التي يجب ان تدرّ الارباح على أبناء البرج».

كل هذه الأسباب وغيرها جعلت أبناء البرج يقررون تشكيل لائحة مستقلة تجمع أبرز أبنائها من «آل منصور، حرب والحركة، السبع والسباعي، رحال والسيد، السيد اسماعيل، والعائلات السنية» لمواجهة هيمنة الحزب على البلدة. يؤكّد أحد مرشحي عائلات برج البراجنة الذي أراد انتظار الاعلان عن اللائحة لكشف هويته «أنّهم ليسوا ضدّ المقاومة فأبناء البرج تاريخهم يشهد لهم في مقاومة أي محتل، ولكن نحن ضدّ التعصب ضد الآخر، هدفنا عودة البرج لأهلها ليعود إبن البرج هو القيم الأساسي على البلدة وعودة القيمة للعائلات، فحزب الله يختار في كثير من الأحيان مرشحين منبوذين في عائلاتهم ويفرضهم كمرشحين للبلدية، وهذا بات غير مقبول». ولكن هل تستطيع لائحة عائلات برج البراجنة مواجهة لائحة الثنائي حزب الله وحركة أمل؟ يقول المرشح «تنقسم بلدة البرج إلى ثلاث أحياء أساسية هي «حي السياد، السنديان والمنشية» في انتخابات 2010 استطاعت لائحة المختار حسن السبع المؤلفة من أربع مخاتير في حي السياد أن تفوز بالكامل بوجه اللائحة المدعومة من حزب الله، وبفارق حوالي 2000 صوت. ولو شكّلت حينها لائحة بلدية لكانت فازت بالكامل فنسبة الأوراق الملغاة كانت عالية جدَا، لكن الوضع السياسي والأمني لم يسمح حينها». وتابع «حتى شقيق النائب علي عمار، المختار فاروق عمار تخلى عن الحزب وهو يترشح على لائحة المختار السبع، لأنّ الناس تثق به فهو من حافظ على البرج بوجه أي تغيير ديمغرافي كان يحضّر لها». وقال المرشح «نحن نعرف كل الوسائل التي سيستخدمها حزب الله لمواجهة تحالف العائلات، ففي.انتخابات عامي 2004 و2010 كان المسؤولون في حزب الله يقولون لأهالي البرج إن اللائحة المدعومة منهم هي لائحة الامام الحسين، وأنّ دعمهم لأي لائحة أخرى هو انتصار لليهود والأميركيين والآن أضيف عليهم داعش والسعودية، ووصل الأمر إلى التكليف الشرعي لتوجيه الناس. إنها سياسة الالغاء التي يتبعها حزب الله فإبن البرج النائب السابق باسم السبع لا يستطيع زيارة بلدته منذ تسع سنوات، وهم لا يملون من محاولة إلغاء هذا البيت واقفاله الذي لولاه لكانت البرج في قبضة الحزب بشكل كامل». وعلى الرغم من تأكيد المرشحين في لائحة عائلات البرج على ترشحهم بشكل مستقل كشفت معلومات خاصة لـ«جنوبية» أنّ اعضاءها مدعومون من المختار حسن السبع.

 

ميريام سكاف أعلنت لائحة زحلة الأمانة: نعم نطالب بسيادة القرار لأن الأحزاب إذا ختلفت قتلتنا وإذا اتفقت ألغتنا

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - أعلنت رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، لائحة "زحلة الأمانة" للانتخابات البلدية في مدينة زحلة، مشيرة إلى أنها تجمع العائلات ومكوناتها وتضم الخبرة مع الشباب. وقالت إننا "نطالب بسيادة القرار لأن الأحزاب بحال توافقت الغتنا وبحال اختلفت قتلتنا"، موضحة "إذا لم نتوافق مع غيرنا من الأطراف لا يعني أننا أصبحنا أعداء"، واعدة بالعمل من أجل الإنماء فقط والإستمرار في أمانة الياس سكاف. جاء ذلك في مهرجان أقامته "الكتلة الشعبية" أمام مقرها في مدينة زحلة، للاعلان عن لائحة "زحلة الأمانة"، وألقت خلاله سكاف كلمة باللهجة العامية، استهلتها بالقول للحضور:

"مسا الخير، كل الخير. مسا الوفا والأمان والأمانة. كنت حدو، بس ولا مرة كنت محلو، هيدي أول تجربة بتأكدلي ع الأرض إنو أيلي سكاف كان جبل، واليوم بغيابو، رح نثبت كلنا سوا، انتو وانا وولادنا وأهل هالمدينة، انو جبل زحلة ما بيتكسر، ويا زحلة ما تهزك ريح، شو ما كان نوعها: أحزاب، مال، فساد وشراء ضمير، بيع قرارات". أضافت: "جاهزين ونحنا حاملين الأمانة. لأنكن أهل الوفا، تركلكن أمانة. لأنو الصدق صديقكن، تركلكن امانة. لأنو الشهامة ساكنة زحلة، تركلكن امانة. لأنو هوي بيناتنا وما في شي بيبعدو، مدينتو صارت امانة بضميرنا. وأمانتك يا ايلي انو نخلي قرارنا بقلب زحلة، ونوصل صوتا بحناجر ولادا. من هون انطلق شعارنا، شعار اللائحة الي بيحمل عنوان : زحلة الامانة". وتابعت: "هيدي مش كلمة بتزين طريق، مش شعار لمرحلة بلدية وبس، هيدا خط ونهج ووصية وعهد. وكلنا بيعرف قديه صعبة أنو نخون الأمانة أو ما نكون قدها، ونتشتت وتصير أصواتنا ورقة بتنشرى وبتنباع بسوق المحشورين ع صوت".

وتوجهت إلى روح زوجها الراحل قائلة: "يا إيلي الي فوق، ناسك هون، قدها وأكتر. ناسك من طينة شعب صلب، بيمشي عطريق وبيكفيها، ما بيترك، ما بيزيح. وبيصير أقوى كل ما أشتد التحدي. والي بيجمعنا هوي الثقة الي صارت صعبة ونادرة، لا بل مفقودة إذا عم نحكي عن شخصيات متزعمة لوائح اليوم وجربناها بقلة الوفا مبارح. وثقوا فينا بالأمانة الي حاملينا. وكرمال هيك كنا أول فريق إنتخابي بزحلة بيتمكن من تأليف لائحة بلدية بلا خلافات، من دون أزمات، بلا عرقلة، لأنو كان قرارنا بإيدينا، ومش محتاجين لنستوردوا من خارج المدينة".

أضافت: "كلنا فخر باعلان لائحة: زحلة الأمانة الي بتجمع عائلات هالمدينة ومكوناتها. وبتضم الخبرة مع الشباب، النضج مع التطور، والأهم أنها على صورة الناس "الأوادم" الي بيكفوا طريق "الآدمي" الأول. ويا ريت فينا بهاللائحة نمثل كل عائلات المدينة. وطبعا بدنا نبدي الأسف أنو في شخصيات ما قدرت تكون معنا لأنو بالآخر محكومين بعدد محدد وبتمثيل لجميع الطوائف. ويا ريت كلن بيكونوا معنا، بس الأكيد انو كلن بقلبنا". وقالت: "قدرنا توافقنا ع أسمائنا بلا ما نستشير أصحاب القرار من برا. قدرنا نرسم خط إنمائي بدو يشتغل لصالح المدينة، وبيتعامل معها كأنها جمهورية مستقلة عن الاحزاب ومش عن الدولة. عم بنطالب بسيادة القرار، نعم، لأنو الاحزاب إذا إختلفت قتلتنا، وإذا اتفقت الغتنا. ومع هيك، ومن حرصنا على انو نكون سوا، حاولنا جهدنا نروح عالتوافق ونلم شمل المدينة، لكن المعادلة ما بتمشي على قاعدة الغاء أو تحجيم أحد أهم مكونات نسيج المجتمع الزحلي وهوي، قولولي انتي شو هوي: الكتلة الشعبية يلي عمرها بيفوق أعرق الاحزاب، الكتلة الموجودة بضمير ووجدان زحلة". أضافت: "مين من الاحزاب رح يعرف شو بكن؟، مين عاش مع وجع الناس يوم بيوم وحتى من دون ما يكون بالسلطة؟، مين رح يكون ضمير حي ليقول كلمة حق ويقود زحلة إنمائيا ع فرد قلب واحد؟، مين غير الكتلة الشعبية بيهمها همومكن؟، مين غيرها هالكتلة الي كلها إيمان بالله وفيكن، وما بتحتمي بالرب بهدف السطو ع الأرض؟". وتابعت: "ع كل هالعناوين بنلتقي. وإذا ما توافقنا مع غيرنا من الأطراف مش يعني صرنا أعداء. هيدي مرحلة إنتخابية مسموح فيها إستعمال كل قوتنا، بس مش بالطرق السودا".

وقالت: "يا أهل زحلة: هلقد صارت الخيارات واضحة قدامنا، أو بنكون قادرين على صنع قرارنا هون وع أرض هالمدينة، أو بيصنعولنا ياها وبيجبوبها معلبة وجاهزة وما علينا إلا نقول: سمعا وطاعة. نحنا شفنا بمرحلة التحضير اللوائح وتحالف الاحزاب كيف كانت الأمور عم تندار من خارج حيطان المدينة. شفنا لمن اختلفوا كيف احتكموا لمعراب والرابية وبكفيا. وصاروا متل ولاد، بدهن حكم يوقف بيناتن.

بيكفي، وفينا نقول للكل انو زحلة عاصمة قرارها. نحنا الي بنصنع كلمتنا، لانو بنعرف وجع مدينتا. عم بتلمسوا يا أهل زحلة انو خلافاتن عميقة. وإذا اتفقوا اليوم بالاكراه ممكن بكرا يرجعوا يغيروا رأيهن. شو بيصير ساعتها بالمجلس البلدي؟، كيف بيقدر ياخذ قرارات وهوي ع خلاف؟، بتعتقدوا انو كل ما بدنا نحل مشكلة بدنا نعلن اللجوء لمقر سياسي؟". واستطردت: "هون فينا نعتمد اللامركزية السياسية بالقرارات. فينا نحل مشاكلنا بايدنا من دون ما تتحول لأزمات وتصير خاضعة للتفاوض والبازار بين الاحزاب. ومين قال أنو رح تكون زحلة الاولوية بحساباتن؟، مين قال مش رح يبيعونا عند أول مكسب سياسي بيصب بمصلحتن؟".

وأردفت: "ومن هون يا ابناء زحلة لازم نرفع راية الامانة. الامانة الي تركلنا ياها إيلي، انو نخلي صوتنا بخدمة قرارنا. ونرفع هالصوت ب 8 أيار. ونقول للكل: شو هم زحلة من هدير الأحزاب. ونعلن الولاء لهالمدينة مش للمقرات السياسية. أنتو المقر، وممنوع تكونوا ممر. انتو قرار، مش ورقة إنتخابية للمزاد. انتو الي ما بيمرق من حدكن الفساد. إنتو ولاد زحلة، جيران الوادي، ورفقاتو ل إيلي سكاف يلي وقف بوج كل مين حاول يغير معالم زحلة، تصدى وتحمل وخاض معركة ضد زرع السموم بهالمدينة". وختمت: "اليوم، الاسمنت صار ناس متعددة الوجوه، ومعمل الموت صار مرشحين، وصار سرقة قرار. وعدنا الكن انو نشتغل للانماء وبس. وانو دربو نكفيها، وشمسوا تسطع فينا، وامانتو نسلمها لأهل زحلة الي رح يكونوا مؤتمنين عالوصية. وسوا رح نكون ع خط إنمائي واحد. سوا رح نعلي بوابات زحلة. ولمن عم ندعيكن للتصويت للائحة: زحلة الامانة بنكون عم نصوت لخيار حر. وحتى ما يتشتت القرار تعوا نتعالى عن التشطيب، ونصوت للكل. بدنا منكن 21 تحية بالصندوقة الانتخابية". ثم أعلن أسماء مرشحي لائحة "زحلة الأمانة" وهم: يوسف السكاف رئيسا، والأعضاء: ادوار حاتم، المهندس نديم أبو ديب، سامي التيني، رولا غنطوس أبو خاطر، المحامية ايليز اسطفان تامر، المهندس هشام جحا، كميل جريصاتي، المحامي عبدو حسنه، المهندس بيار روحانا، الدكتور ادوار زعتر، نادر زين الدين، المهندس طوني ساسين، الياس شمعون، ايلي طراد، المهندس جوزف قبلان، المحامي يوسف قرعوني، الياس مشعلاني، المهندس جوسان معلوف، الدكتور سمير ملو، والمحامي وديع نمير.

برنامج اللائحة

وتلا رئيس لائحة "زحلة الأمانة" للانتخابات البلدية، يوسف سكاف، برنامج اللائحة، مستهلا كلامه بالقول: "إن استحقاق الثامن من ايار، ليس مجرد انتخابات بلدية، تخوضها زحلة كمعركة سياسية، أو إنمائية، أو خدماتية فحسب. بل هو أولا وآخرا معركة كرامة هذه المدينة بكل أحيائها وعائلاتها. معركة المحافظة على قرار زحلة لأبناء زحلة، وعلى خصوصية المدينة وتنوعها وقرارها الجامع الموحد". أضاف "أنتم أبناء قرار زحلة الواحد، والطريق الواحد والهدف الواحد. فإذا لم تصنعوا انتم بأنفسكم هذا القرار، وهذا الطريق، وهذا الهدف، فلن يصنعه لكم أحد. نحن على يقين ان زحلة تستحق ان نبذل من اجلها كل التضحيات، كي تبقى عروس البقاع ورائدة الانماء في لبنان. وقد جسدنا طموحاتكم في البلدية القادمة، ببرنامج إنمائي يعبر عن رغبة أبناء زحلة في مقاربة شؤون مدينتهم ضمن رؤية مستقبلية، تعمم تجربة الإنماء المتوازن من حدود نطاقنا البلدي، في الكرك ووادي العرايش وتويتة الكرمة، وتعنايل الى كافة الاحياء الداخلية، وهذه الرؤية تتحقق عبر المشاريع التالية:

على المستوى الصحي والبيئي:

- تشجيع استعمال الطاقة البديلة على كافة الصعد.

- متابعة تطوير المطمر الصحي بواسطة الهبات العينية، التي جهدت البلدية وحصلت عليها من المملكة المتحدة، ومن الاتحاد الأوروبي، ليتطابق مع أحدث المعايير الدولية وإنتاج أفضل الأسمدة العضوية.

- تنفيذ الدراسة الموضوعة من قبل البلدية لفرز النفايات من المصدر.

- تشغيل محطة التكرير، التي انتهى إنشاؤها مؤخرا، بقرض من الدولة الإيطالية، وذلك بهدف الحد من تلوث الليطاني.

- المتابعة مع مجلس الإنماء والإعمار، المسؤول عن هذا المشروع، لإنجاز خط الصرف الصحي لقاع الريم وحزرتا، لرفع التلوث عن نهر البردوني، ملهم الشعراء والأدباء، وأهم مرفق سياحي في زحلة.

- تحديث المسلخ وجعله يتناسب مع المعايير العالمية.

- وضع دراسة شاملة لتعديل التصنيف في عقارات النطاق البلدي، لإبعاد المناطق الصناعية عن المناطق السكنية.

- تجميل مدينة زحلة بواسطة حملات تشجير وإنشاء حدائق عامة وزيادة المناطق الخضراء.

على مستوى الإعمار والبنى التحتية:

- تنفيذ الدراسة المنجزة لمشروع ترقيم الشوارع والأبنية، تسهيلا لوصول الزائرين والسياح.

- وضع موضع التنفيذ مشروع المراقبة الالكترونية بالكاميرات، للحفاظ على الامن وتنظيم السير.

- انشاء مواقف للسيارات، بعد ان تم استملاك عدة عقارات، لإنشاء مواقف للسيارات في أحياء: حوش الأمراء، مار مخايل ومار جرجس، حوش الزراعنة، شارع البربارةالتجاري، مار الياس وسوق البلاط. وسنباشر بتلزيم الدراسات لهذه المواقف وتشييدها. وبالتوازي، سيتم استملاك عقارات أخرى مناسبة في بقية الأحياء، لتسهيل حركة المرور فيها والتخفيف من احتقان السير.

- التعاون مع جمعيتي التجار في زحلة والمرافق المختصة لوضع برامج لاستقطاب الزبائن الى الأسواق التجارية.

- السعي إلى ربط النطاق البلدي بالأوتوستراد العربي، الذي يسهل التواصل المحلي والإقليمي والتبادل الاقتصادي عبر مسلكين:

1- وصلة حوش الأمراء أراضي- تعنايل، لتسهيل تسفير البضائع المنتجة الى الدول العربية او باتجاه العاصمة وتسهيل تنقل المواطنين.

2- وصلة أراضي زحلة- التويتة- جديتا، لتسهيل انتقال المواطنين من والى زحلة بطريقة آمنة وسريعة خالية من الازدحام.

- استكمال تنفيذ ترميم القصر البلدي.

- تحديث وتفعيل المكننة في البلدية، لتسهيل أمور المواطنين.

- تفعيل دور الشرطة البلدية وتأهيل عناصرها بالتجهيزات اللازمة لأداء وظائفها.

- البدء بتزفيت الطرقات ضمن النطاق البلدي، بعد ان استكمل الملف العائد له.

- متابعة التعاون مع الهيئات الأهلية والشبابية والثقافية والجامعية والرياضية لوضع مشاريع ورؤية إنمائية مستقبلية، تتوافق مع تطلعاتهم ومع تطورات العصر.

- إقامة حلقات بالتعاون مع المدارس الرسمية والخاصة، لتوجيه التلامذة قبل وبعد الشهادة المتوسطة، والاستعانة بذوي الخبرة في هذا المجال، من أجل التوجيه الأمثل للطلاب، بغية الاستفادة من طاقاتهم ومتابعة تحصيلهم العلمي.

- بعد ان تم ضم بلدة تعنايل إلى بلدية زحلة- معلقة، سنعمد وفقا لحاجاتها إلى تحسين مرافقها العامة كافة، من بنى تحتية وإنارة وطرق وتعبيد...

على مستوى السياحة والثقافة:

- الحفاظ على ثروة زحلة في التراث المعماري، وحمايتها مع خصائصها القرميدية والنقوش الحجرية.

- تشييد المركز الثقافي على العقار المجاور لبارك جوزف طعمة سكاف، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وفقا للدراسة الأولية، التي أعدت من قبل المهندسة دوللي الدبس.

- تجميل مدخل مقاهي البردوني.

- أما في السياحة، بعد ان كرست زحلة كمدينة سياحية، وأخذت موقعها على الخريطة العالمية، كونها منذ سنة 2012، هي عضو دائم، ولتاريخه المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط في شبكة "الأونيسكو" للمدن الخلاقة (UNESCO Creative Cities Network).

- تسعى البلدية المقبلة لوضع زحلة على الخريطة السياحية في لبنان، وذلك من خلال حملة إعلانية وإعلامية ضخمة على مدار السنة، ولا سيما قبل حلول موسم الصيف من كل عام.

- الارتقاء بمهرجانات زحلة إلى مستوى المهرجانات اللبنانية الدولية الأخرى، وذلك بالتنسيق مع وزارة السياحة.

- إعداد وتنظيم واستقبال مؤتمرات محلية ودولية، وتسهيل انعقادها بما ينشط الحركة الثقافية والسياحية، خلال موسمي الشتاء والصيف، ليكون في مدينتنا حركة دائمة على مدار السنة.

- بعد ان انتهت عملية الاستملاكات في محيط سوق البلاط الأثري، سيتم الانتهاء من إنجازه وفق الدراسة الموضوعة، مما يمثل الوجه التراثي الحقيقي لمدينة زحلة.

- تعزيز العلاقات القائمة بين البلدية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول الانتشار اللبناني.

- العمل على متابعة وتقوية برامج تدريس اللغات الأجنبية، التي باشرت بلدية زحلة - المعلقة وتعنايل تنظيمها، منذ أكثر من أربع سنوات، بالتعاون مع البعثة الثقافية الفرنسية ومع السفارة الأميركية وجمعيات أهلية.

وختم "يا أهلنا في زحلة: إن يوم الثامن من ايار هو يومكم، يوم الشعب: الشعب ينتخب، الشعب يقرر، الشعب مصدر كل السلطات. ان الورقة التي ستضعونها في هذا اليوم في صناديق الاقتراع، هي ورقة الإيمان بزحلة، والإيمان بالبقاع، والإيمان بلبنان. فانزلوا بكثافة واقترعوا للائحة "زحلة الأمانة"، التي شكلت في زحلة ومرجعيتها زحلة، وقرارها زحلي صرف، كي تبقى لنا زحلة، واحة سلام وأمان واستقرار وقيم وبيئة صحية، ومدينة رائدة في الانفتاح على الجوار، كي يبقى للشباب الأمل بغد مشرق وزاهر".

 

حركة مواطنون ومواطنات في دولة أعلنت مرشحيها للانتخابات البلدية في زحلة وصغبين ومشغرة

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - أعلنت حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" اليوم، مرشحيها للانتخابات البلدية في زحلة وصغبين ومشغرة، وهم:

- المهندسة اليسار سماحة عن بلدية زحلة.

- غادة غانم عن بلدية صغبين.

- الصحافي نصري الصايغ.

وتم اعلان أسماء المرشحين خلال جولة ببوسطة "مواطنون ومواطنات في دولة" في زحلة وصغبين، التي جاءت بعد جولة لثلاثة ايام في محافظة بيروت، وجولة في مدينة بعلبك وستستكمل البوسطة جولتها في كافة المحافظات اللبنانية، فيما بعد. وبحسب بيان للحركة، بدأت وسطة "مواطنون ومواطنات في دولة" جولتها من صغبين، حيث التقى اعضاء الحركة اهالي البلدة، ووقفوا عند اوجاعهم وهمومهم، وانتقلت فيما بعد، الى مدخل مدينة زحلة، في موقع محطة القطار، حيث القت المرشحة اليسار سماحة كلمة سلطت فيها الضوء على "التواصل بين زحلة ومحيطها القريب والبعيد وازمة الصناعة".

ثم توقفت البوسطة عند ساحة الفحم، وتطرقت الحركة الى "واقع التجارة وتغيير نمط الحياة والتسوق في المدينة، وأزمة المياه"، حيث توقفت في البردوني عارضة أزمتي شح المياه والتلوث. واختتمت الجولة في زحلة، باعلان مرشحي الحركة الثلاثة، في فندق "مونتي ألبرتو". وكان لقاء بعنوان "مواطنون ومواطنات في البقاع، لبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة وقادرة، شارك فيه غادة غانم غناء. كما نظمت الحركة جلسة حوارية مع المهندسة اليسار سماحة والدكتور شربل نحاس وغادة غانم ونصري الصايغ.

سماحة

وألقت سماحة كلمة، قالت فيها: "يمكن كتار عم يسألو ليش مهندسة صبية، قررت تكرِّس جزء كبير من وقتا وجهدا لتخوض معركة انتخابات بلدية، بوقت المرشحين التانيين لوايح واحزاب واموال وخبرة سياسية؟ أنا اليوم حابي خبر أهلي بزحلة، إني أخدت هالخيار الصعب لأني مهندسة، يعني بتعامل مع الوقايع، وما فيي أنأى بنفسي عن مشاكل زحلة ومحيطها ومحيط لبنان. ولأني بأول عمري وعم فكر بمستقبلي ومستقبل شباب وصبايا زحلة، ولأني بعرف إنو الطريق، اللي اخترتو طويل وصعب، بس بعرف كمان إنو بلدنا إلو سنين طويلة عم بيعاني، واذا ما عملنا شي معاناتو ومعانتنا رح تزيد".

أضافت "يمكن في ناس تقول البلدية شو بتغير؟ البلدية بتغير كتير. عودونا إنو البلدية يعني شوية زفت قبل الانتخابات، وارصفة و لمبات بالشوارع. بس البلدية دورها اكبر بكتير. القانون بيقول انو المجلس البلدي هوي سلطة شرعية منتخبة من الناس، لتتدخل بكل شي إلو علاقة بالشأن العام أو بالمنفعة العامة، يعني البلدية إلها علاقة بالسكن وبالعمل وبالصحة وبالأمن وبالتعليم وبكل الخدمات العامة، حتى بالأمور المسؤولة عنها الوزارات، مسؤولية البلدية مراقبة عمل الوزارات وحماية الناس من الاهمال والفساد". وتابعت "نحنا بحركة"مواطنون و مواطنات في دولة" هيك منشوف العمل البلدي، منشوفو كبير لأنو حلمنا كبير وطموحنا كبير إنو تصير البلديات فاعلة ومفيدة للناس، على مساحة الوطن، وزحلة مش ممكن تكون غايبة لما مواطنين ومواطنات من كل لبنان بيجتمعوا لبناء دولة مدنية ديموقراطية عادلة وقادرة بلبنان".

وختمت "انا، اليسار سماحة، من زحلة، مرشحة على عضوية المجلس البلدي بزحلة، بلايحة كبيرة على مساحة كل لبنان، مع "مواطنين و مواطنات في دولة".

غانم

وعرضت غانم في كلمتها حوارا بين لبنانيين، فقالت: "حوار بين مواطنين لبنانيين، واحد بده يفل والتاني بده يضل بالبلد:

- "مش طايق شي ومش طايق حدا بالبلد...خلص، بطل البلد لإلنا! قوم ضبضب حالك وتعا فل معي عجل!.

- شو؟ لوين رايح؟.

- ع حيالله بلد بياخدنا! ما بقى تفرق معي! وين م كان أحسن من هون!.

- شو هالحكي هيدا؟ يعني إنت عم تستسلم وعم تقبل بكل شي غلط يضله ماشي وحاكم بأمرنا!.

- أنا مش بس استسلمت...انا صرت مقتنع إنو ما حدا فيه يغير شي بالبلد! الكل متفق إنو في شي غلط بس ما حدا عم يطلع بإيده يعمل شي!".

- نزلنا ع الشوارع وشفنا مين انتبهلنا! يا خي مش شايفينا هني! صايرين مرسَّخي بمقاعدهم وما في قوة تزيحهم! قوم معي وتعا نتركلهم ياه لهالبلد!

- بهيدا الحكي عم بتقدملهم البلد هدية لكذا سنة لقدام! هيك بدك؟ انا بفكر إنو موازين القوى ما بتتغير لحالها من دون م نحنا المواطنين نقول كلمتنا! ومش مظبوط إنو نحنا ما حدا شايفنا! شايفينا كتير منيح وعم يلعبوها بذكا...نحنا أكتر منهم بكتير، وصار عددنا بالبيوت عم بيزيد كل يوم أكتر من يوم! للأسف لا القعدة بالبيوت ولا الهجرة هني الحل! ما في عصا سحرية تغير الأحوال!.

بدنا نغير الحالة؟ ما في إلا كلنا نقول كلمتنا وما نخاف! هني اللي خايفين ع حياتهم مش نحنا!.

- دخيلك تركني والله يوفقك! صوتك رح بيكون لحاله بالصحرا، صدقني!.

- انا عشت برا وقررت إرجع عيش بالبلد! البلد بينما بولاده! نحنا البلد ونحنا اللي منعمل البلد بيشبهنا...بس بدنا نآمن!.

ما بعرف كيف بيروحوا هالناس ع الكنيسة وع الجامع وبيصلوا، وبذات الوقت ما عندهم إيمان! فيك تفسرلي وين راح إيمانهم؟.

وليش أنا إيماني ساطع!؟".

الصايغ

واكد الصايغ في كلمته "اننا نعيش في صندوق، وعلينا تطويق هذا الصندوق من خلال الانخراط بحركة سياسية عابرة للطوائف وقوية، بما يكفي للمواجهة والعمل". وقال انه "اقدم على الترشح لأنه يريد لمدينته ان تحيا من جديد"، مستعينا بمثل من بولونيا، يقول: عندما قرر موسيقي ان يعزف دوما من اجل اسعاد مدينته، وبعد فترة اصبح يعزف وحيدا من دون ان يجد من يسمعه، فاستغرب رجلا وسأله عن الهدف من استمراره في العزف، فقال: لن ادع شيئا يغيرني ويثنيني عن هدفي"، مؤكدا ان "هدفه من الترشح هو اعادة الزخم لمدينته مشغرة، واعادة تشجيع المزارعين على الاهتمام بأرضهم".

 

أوغاسبيان: لائحة البيارتة تمثل المناصفة والشراكة في لبنان فك أسر انتخابات الرئاسة يتطلب توافقا اقليميا مع الجانب الايراني

السبت 30 نيسان 2016/وطنية - رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب جان أوغاسبيان، أن "لائحة البيارتة" تمثل "غالبية الأحزاب السياسية الموجودة باستثناء حزب الله والتيار الوطني الحر، كما انها تمثل العائلات البيروتية المعروفة"، معتبرا أنه "من الطبيعي حصول توافقات في هذه المرحلة بين الأحزاب من جهة والعائلات من جهة ثانية والمراجع الروحية". وقال في حديث إلى محطة MTV: "هناك ترجيح لفوز هذه اللائحة، ولكن توجد أيضا لوائح أخرى أحترمها وأقدرها، كما انه يوجد للمجتمع المدني عدد من المرشحين، وهذا أمر طبيعي من ضمن النظام الذي نؤمن به، نظام الديمقراطية والشراكة وحرية التعبير وحرية الترشح والترشيح". وإذ تمنى فوز لائحة "البيارتة" بكامل أعضائها، قال إنَّها "تمثل العائلات وتمثل المناصفة والشراكة في لبنان بين مختلف أطراف المجتمع الاجتماعي، السياسي والاقتصادي اللبناني، إلا أن الأمر ليس مضمونا اذ يعود الموضوع للناس في صندوق الاقتراع". وأعرب عن ثقته بلائحة "البيارتة"، ف"هي بحسب تكوينها وبحسب نوايا الاعضاء الموجودين فيها، هدفها أن تعطي النتائج المرجوة بغياب الدولة بمنطق ترهلها أو انعدام الخدمات المقدمة من قبل السلطة المركزية". ورأى أنَّ "للانتخابات البلدية اليوم أهدافا قد تؤدي الى مشاركة أكبر خاصة في بعض المناطق الجبلية نتيجة ترهل الدولة وتعثرها من تحقيق الخدمات المطلوبة، وظهر ذلك بشكل واضح في موضوع النفايات". وتابع: "نحن بحاجة إلى اشخاص يريدون خدمة المواطنين في كل القرى حتى نبدأ بتطبيق اللامركزية عمليا على الأرض، لأنه لا يجوز ان نترك كل الأمور للسلطة المركزية، فهذه السلطة اذا اهترأت سيهترئ البلد بأكمله، القطاع الخاص سبق الدولة بأشواط ليس فقط في مجال التكنولوجيا انما في كل المجالات وعلى كل الصعد". وقال "البلد في خطر وهو بحاجة الى عملية انقاذية، فأي شخص يستغل الموقع الاداري والسياسي لمصالح ذاتية يجب محاسبته وإتخاذ كل الاجراءات بحقه وفقا لما ينص عليه القانون، أو سنذهب الى انهيار كامل للبلد".

أضاف: "كلنا شركاء في هذا الوطن، وهذا البلد هو لكل اللبنانيين، ونحن محكومون بالتوافق مع كل الأطراف السياسية، ولكن تختلف الخيارات والاجندات والانتماءات الخارجية". في سياق آخر، وردا على سؤال بشأن الاستحقاق الرئاسي، أجاب: "إنَّ رئاسة الجمهورية محتجزة اليوم من قبل الطرف الايراني في لبنان، وبالتالي فإن فك أسر انتخابات الرئاسة يتطلب توافقا اقليميا مع الجانب الايراني. أي فريق يمكنه العرقلة، القوة ليست في عملية العرقلة بل في ايجاد الحلول". واستطرد: "ربما يجد الرئيس سعد الحريري عبر الجولات التي يقوم بها من خلال التدخلات الدولية والاقليمة، أملا في ايجاد حل وتفاهم ما جزئي مرحلي مع الطرف الايراني للافراج عن الانتخابات الرئاسية في لبنان، لنسير أمور البلد إلى حين التسويات الكاملة". وتابع: "أي رئيس سيأتي إلى لبنان لا يملك حلولا سحرية، ولكن على الأقل تتكون المؤسسات، ويمكن ايجاد حل مرحلي مؤقت لحين التسويات في المنطقة لنمنع البلد من الانهيارات".

وعن الجلسة التشريعية، قال أوغاسبيان: "البلد مريض وهو يحتاج إلى كل أنواع العلاجات. كلفت الهيئة العامة مكتب المجلس بقانون الانتخاب، ومكتب المجلس كلف بدوره اللجنة المصغرة التي اجتمعت لعدة جلسات وخرجت باقتراحين مع بعض الملاحظات عليها، والـ17 اقتراح الموجودين عند الرئيس نبيه بري هي منذ 2008 الى اليوم وفيها مشاريع قوانين من الحكومات واقتراحات صادرة من الزملاء النواب". وتحدث عن اقتراحين "هما، المشترك ما بين الأكثري والنسبي، ويوجد اقتراح 64 اكثري و64 نسبي، والاقتراح الثاني 60، 80، والمختلط هو الأكثر تاييدا الان من القوى السياسية وحصلت ملاحظات على تكوين الدوائر الانتخابية، لان النسبي اليوم هو على صعيد المحافظة، ويوجد خلاف ايضا على تحديد المحافظة هل هي المحافظة التقليدية 5 او المحافظات مع الثلاثة الجدد، ام حول كيفية تفسيم محافظة جبل لبنان. السؤال هو لماذا لا نأخذ تقرير النائب جورج عدوان كما هو مع كل الملاحظات الموجودة ويطرح على اللجان المشتركة؟ واذا توافقت اللجان المشتركة يقر الحل في الهيئة العامة".

 

يوحنا العاشر في رسالة الفصح: صلاتنا من اجل ان تعلو لغة العقل والسلام على التكفير والعنف

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر اليازجي رسالة إلى "رعاة الكنيسة الأنطاكية المقدسة، وأبنائي وبناتي حيثما حلوا في أرجاء هذا الكرسي الرسولي"، استهلها بالقول: "المسيح قام، حقا قام. إن البرايا بأسرها قد استوعبت الآن نور السماء والأرض، وما تحت الثرى، فلتعيد إذا الخليقة لقيامة المسيح التي بها تشددت". وأضاف: "يوافينا عيد الفصح المجيد ليكلل مسيرة الرب في آلامه وصلبه وقيامته، ولينفض الرجاء في القلوب ويعزي بنوره كل من في ضيق وليمسح بكفنه الطاهر دموع المحزونين، وليتوج مسيرة صوم. يوافينا ليقول أن من يضبط النفس والذهن هو إياه القائم مع الضابط الدنيا بقدرته، هو إياه القائم مع المسيح الذي سبق فتألم محبة بالإنسان، وقام لينفخ عن شرارة روحه كل تهاون ويتوج بفيض النور الخليقة المفتداة بدمه الكريم". وتابع في الرسالة: "ان أحوج ما يكون إليه الإنسان في يوم الضيق، هو أن يضع نصب عينيه أن المسيح القائم هو إياه عينه المتألم. وإن أول ما يحتاج إليه هو أن يخطو دوما تجاه القيامة، وذلك من قلب الصليب. لم يجتز المسيح إلى قلوبنا لأنه كان جبارا أرضيا، مع أنه لو آثر لفعل ذلك، إذ لا شيء يستحيل أمامه. لقد سر وارتضى أن يتجسد من أجل خلاصنا، ويقاسي درب محبة ويهمس في أذن قلب كل منا: أنظر أيا إنسان أنا لم أبهرك بقوة جبروتي، بل بجبروت محبتي، أنا لم أوافك ملكا بعيون البشر بل متملكا قلوبهم بخفر التواضع. لم آتك على عرش تسيد ولا على بلاط رفعة لا بل على قش مزود وعلى صخرة جلجلة. لكني ومع كل هذا لم أدفن نفسي ولم أغرسها في يأسك وقنوطك وتعبك وانهماكك بل دفنتك في قلبي، وغرست نوري في كيانك فأقمتك معي وجللت هامتك بكرامة البنوة وبحربة طعنت جنبي كسرت حراب ضيقك، وكل ذلك لأني أحببتك، وبذلت ذاتي من أجل محبتك لتعلم أن الضيق، مهما طال وماد، ليس له أن يحجب وهج نور القيامة".

وأردف: "في موسم المواسم وعيد الأعياد، الحري بنا كأبناء لكنيسة أنطاكية، أن نذكر ونتذكر دوما أن الكنيسة التي ننتمي إليها لا تحد بالرعية التي نحن فيها. ولنذكر دوما أن الله زرعنا في هذه الكنيسة المقدسة لنكون أزرا متبادلا لإخوة الإيمان الواحد القاطنين في مختلف أرجاء هذا الكرسي الرسولي في الوطن وبلاد الانتشار. والحري بنا أيضا أن نعلم أن لنا إخوة يسكنون على خط النار وتحت وطأة العنف والقلق، وتحت مرمى الصواريخ الآثمة وسط تفرج العالم الخارجي. وإن أي جهد يسهم في تخفيف أوجاعهم وضيقهم لهو بحق مسحة تعزية لوجه المسيح المتألم، والذي لن يبقى، كما لن يبقوا، أسير الموت والظلمة لا بل مفيض النور وسيد القيامة". وأضاف: "في يوم القيامة، تلتمع في ذهننا صورة تلك البذرة المسيحية، تلك الجماعة الأولى التي قالت في أعمال الرسل: قام الرب، و"نحن شهود لذلك" (أع2: 32). هي نفسها تتجسد في كل يوم، ومنذ ألفي عام في شعبنا الأنطاكي الطيب الذي يتوزع في أكثر من بلد ومنطقة وتوحده شهادة المحبة والإيمان وأواصر البنوة لكنيسته الأرثوذكسية وأواصر الأخوة الحق مع الأخ المسيحي الآخر، وكل ذلك مع أطيب علاقة مع مختلف الأديان والطوائف التي يتشارك وإياها أرضا وتاريخا ومواطنة. هذه البذرة الأولى مدعوة أن تتجدد وتحفظ كل يوم في شعبنا الطيب الذي تلقف الإيمان وبشرى القيامة منذ ألفي عام وكان شاهدا لإيمانه وقيامته في أحلك الظروف. ولعل شهادته هذه هي التي تسم جبينه طوال ألفي عام وهي التي أعطته أن يكون أهلا بحق لأن يتسربل أولا لقب "مسيحيين" وذلك في الأرض الأولى، أرض كنيسة أنطاكية، التي لم ولن يتخلى عنها مهما اشتدت الظروف".

وتابع: "صلاتنا اليوم إلى سيد القيامة أن يظلل بروح سلامه العالم أجمع. صلاتنا إليه أن يعطي السلام لهذا الشرق المعذب. صلاتنا اليوم من أجل أن تعلو لغة العقل والسلام على لغة التكفير والعنف. صلاتنا ورجاؤنا أن يعطي الرب سوريا السلام ويديم الاستقرار في لبنان، ومن أجل كل المخطوفين، ومن أجل أخوينا مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والذي يبقى ملفهما جرح الحق في دنيا الباطل ولطخة إدانة لمن لا يقرن لغة الأقوال بالأفعال وذلك في ملف تباكى عليه وتعاجز عليه كثيرون وبيعت فيه المواقف المعسولة وسط تعتيم وتكتم وصمت مطبق من قبل من أنيطت بهم لغة الأفعال لا لغة الأقوال".

وختم: "في موسم القيامة المجيد. سلام قيامة لأبنائنا في الوطن وبلاد الانتشار وصلاة من القلب وتحية قيامية لهم ولأبنائهم وكل المختصين بهم. وسلام قيامة لكل الناس وصلاة حارة إلى الرب القدوس، أن يضيء القلوب بنور القيامة ويمسح كل الخليقة بوهج بركات وسلام العيد الحاضر".

 

دار الفتوى: الاربعاء المقبل ذكرى الإسراء والمعراج

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - صدر عن دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية بيان لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، جاء فيه: "يصادف يوم الأربعاء 27 رجب 1437 هجرية، الموافق 4 أيار 2016 ميلادية، ذكرى الإسراء والمعراج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، ومعراجه منه إلى السموات العلى. ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية إذ تهنئ المسلمين بخاصة واللبنانيين بعامة بهذه الذكرى المجيدة، تدعو المسلمين إلى الاقتداء بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجعل تحرير المسجد الأقصى المبارك وسائر فلسطين قضيتهم الأساسية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب وعودة شعبها خارج فلسطين إليها". وتجدر الإشارة الى أن صندوق الخير لدى دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ينظم حملة وطنية لمساندة الشعب الفلسطيني تهدف الى جمع تبرعات لمساعدة أهل فلسطين وتثبيتهم في أرضهم".

 

معاون الرئيس الايراني عرض مع صفي الدين الاوضاع في لبنان والمنطقة

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - زار معاون رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد محمد علي شهيدي على رأس وفد من المسؤولين الإيرانيين، رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، في حضور عدد من مسؤولي الوحدات المركزية في الحزب وسفير ايران في لبنان محمد فتح علي.

وكان عرض للأوضاع السياسية والاجتماعية الناجمة عن آثار الحرب التكفيرية على الشعب اللبناني والمنطقة بعامة.وفي نهاية اللقاء، كرم صفي الدين المسؤول الإيراني والوفد المرافق وقدم لهم الدروع التقديرية والتذكارية.

 

السنيورة: دماء الأبرياء والأطفال في حلب المحاصرة بالحديد والنار جريمة في اعناق المجتمع الدولي الصامت والمتفرج

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - أعرب رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عن "استنكاره الشديد للمجزرة المروعة والمستمرة التي تعيشها مدينة حلب في هذه الأيام تحت سمع العالم ونظره والقوى الدولية المؤثرة والتي يفترض بها أن تدافع عن حقوق الانسان وتحميها. وأبدى استغرابه "الشديد للاتفاق الذي قيل انه تم التوصل اليه بين الولايات المتحددة الامريكية وروسيا لإرساء وقف للنار في بعض جبهات القتال في سوريا، وفي الوقت عينه ابقيت مدينة حلب وأهلها خارج هذا الاتفاق المستغرب لكي تستمر هذه الجريمة المروعة ضد الإنسانية". الرئيس السنيورة ووسط هذا الموقف الدولي الساكت عن هذه الجريمة، والذي لم يحرك ساكنا عن استمرار هذه المذبحة، ناشد الامين العام الأمم المتحدة بان كي مون والامين العام لجامعة الدول العربية من "أجل التحرك العاجل لوقف هذه الجريمة الشائنة بحق الإنسانية". وقال: "ان دماء الأبرياء والأطفال في حلب المحاصرة بالحديد والنار هي جريمة في اعناق المجتمع الدولي الصامت والمتفرج على جرائم النظام السوري المجرم الذي يرتكب المجازر والجرائم ضد الإنسانية والتي تشكل وصمة عار على جبين كل من يرى ويسمع ولا يتحرك".

 

منظمة الشباب التقدمي: ندعو شعوب العالم الحرة الى التحرك للضغط على حكوماتها لتحرير سوريا من سفاحي الدماء

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - اكدت منظمة الشباب التقدمي في بيان "أن المجازر التي يرتكبها النظام الأسدي في حق الأطفال والنساء والشيوخ والجرحى في مدينة حلب ليست غريبة إطلاقا على تاريخ هذا النظام وحاضره الذي لا ينفك يمعن في القتل والعنف والظلم، ضاربا عرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تحرم قصف المستشفيات وقتل المدنيين، ومستخفا بكل إتفاقات التهدئة التي بات واضحا أنها ليست إلا لتشريع القتل بحق الشعب السوري وحصاره وتجويعه حتى الموت".ولفتت الى انه "إذ من الطبيعي لنظام المجرم بشار الأسد أن يدفن حلب كما باقي المدن السورية التي تجرأت وطالبت بالحرية، فإن المنظمة تستغرب وتستهجن الصمت المخزي من المجتمع الدولي، والمؤسف أكثر هو صمت الرأي العام العالمي الذي لم يتحرك للضغط على الحكومات للتحرك سريعا لوقف الكارثة الإنسانية في سوريا". وإذ تجدد المنظمة "وقوفها الدائم بجانب كافة القضايا المحقة ومطالب الشعوب المظلومة والمقموعة"، تدعو جميع "شعوب العالم الحرة إلى التحرك للضغط على حكوماتها من أجل وضع حد لطاغية الشام وتحرير سوريا من سفاحي الدماء وفرض حل سلمي يعطي الشعب السوري كامل حقوقه بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة والديموقراطية".

 

مكاري: اسر رئاسة الجمهورية لم يفك بعد بقرار من حزب الله وايران

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - أكد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري "أن أسر رئاسة الجمهورية لم يفك بعد بقرار من حزب الله وايران"، مؤكدا "ارتباط هذا الاستحقاق بالوضع الاقليمي في المنطقة". وسأل في حديث الى برنامج "أقلام تحاور" عبر صوت لبنان: "لماذا لا ينزل نواب قوى الثامن من آذار الى المجلس النيابي لكي ينتخبوا أحد المرشحين المطروحين من فريقهم؟ مستغربا غياب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية عن جلسات انتخاب الرئيس رغم دعم القوات اللبنانية وتيار المستقبل لهما. وقال: "إن ايران ستستخدم ملف الرئاسة اللبنانية كورقة ضغط في أي مفاوضات قد تحدث مع السعودية"، معتبرا "أن المشاكل والعقبات الجديدة التي اعترضت مفاوضات جنيف والكويت أثرت على استحقاقاتنا الداخلية وأجلت انتخاب الرئيس". ورأى "ان حظوظ عون تتراجع مقارنة بحظوظ فرنجية، وذلك نظرا الى عدم قيام حليفه الأساسي حزب الله بأي خطوة لتسهيل انتخابه"، معتبرا "أن تأخير انتخاب رئيس الجمهورية يصب في مصلحة شخصية ثالثة قد تكون توافقية". وعن طرح انتخاب عون لسنتين، قال مكاري: "إنها خطوة خاطئة لن تؤدي الى أي نتيجة لأنها تحتاج الى تعديل دستوري وهو أمر شبه مستحيل اليوم"، مشددا من جهة ثانية على "أن الحوار الداخلي ايجابي رغم أنه لم يوصل الى النتائج المرجوة". وردا على سؤال، أشار الى "أن مشكلة الرئاسة في لبنان أكبر من أن يتمكن رئيس فرنسا فرنسوا هولاند من حلها في أربع وعشرين ساعة"، مؤكدا "أن زيارته الأخيرة تثبت مدى اهتمام فرنسا بلبنان". وأكد مكاري "أنه مع فتح باب التشريع في مجلس النواب في ظل الفراغ في سدة الرئاسة والتعثر في عمل الحكومة"، لافتا الى "أن قانون الانتخابات هو من ضمن ضرورة التشريع". وأبدى تفهمه لتخوف الأفرقاء المسيحيين من الابقاء على قانون الستين حتى الانتخابات النيابية المقبلة، معتبرا "أن عمل اللجان المشتركة سيظهر من لا يريد فعلا اقرار قانون جديد للانتخابات".

وإذ أشار الى "أن معظم المشاريع المطروحة هي على قياس الأحزاب والقوى السياسية وليست على قياس الوطن"، قال مكاري: "إن النسبية تؤمن صحة التمثيل ولكن ليس في لبنان".

وفي موضوع ملفات الفساد المطروحة حاليا، أكد مكاري "أن الفساد ضرب معظم الطبقة السياسية اليوم"، آملا في "أن يتمكن القضاء من الوصول الى الحقيقة في كل الملفات ومحاسبة المسؤولين والفاسدين".

من جهة ثانية، شدد مكاري على "أن مصلحة جميع الأفرقاء بقاء الحكومة رغم انتاجيتها الضعيفة في ظل غياب رئيس الجمهورية"، مستغربا وجود 24 رئيسا في هذه الحكومة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إدانات عربية وإسلامية لجرائم النظام ضد المدنيين وتنديد بالقصف الوحشي على حلب

01 أيار/16/عواصم – وكالات: استنكرت دول عربية وإسلامية ومنظمات بشدة الغارات التي يشنها طيران النظام السوري على مدينة حلب منذ تسعة أيام، وتسببت بسقوط عشرات الضحايا من المدنيين. ودانت المملكة العربية السعودية الغارات التي تشنها قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد على حلب.

وأكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في بيان، ليل أول من أمس، أن «هذا العمل الإرهابي يضرب بعرض الحائط اتفاقية وقف الأعمال العدائية، ويخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية، ويسعى إلى إجهاض المساعي الدولية الرامية للوصول إلى حل سياسي للأزمة». وأضاف إن «قيام طاغية دمشق بشار الأسد بهذا العمل الإجرامي يؤكد عدم جديته في الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، وعدم جديته في المضي في المحادثات الجارية لحل الأزمة السورية سلمياً وفق مبادئ جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».وشدد على مطالبة المملكة المجتمع الدولي وحلفاء بشار الأسد، «باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات والجرائم كافة، التي يرتكبها بشار الأسد وأعوانه». وفي القاهرة، دان أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي بأشد العبارات عمليات القصف الوحشي التي استهدفت مستشفى في حلب الأربعاء الماضي. وطالب بـ»معاقبة المسؤولين عن ارتكاب الجريمة النكراء بحق المدنيين السوريين»، مؤكداً «ضرورة بذل الجهود من أجل تثبيت الهدنة، واتفاق وقف الأعمال العدائية». وجدد تأكيده موقف الجامعة الداعم لمسار الحل التفاوضي السلمي للأزمة السورية، باعتباره المدخل الوحيد المتاح لوقف الدمار وإنجاز عملية الانتقال السياسي. من جهته، طالب الأزهر الشريف في بيان، المجتمع الدولي بالعمل على الوصول لحل عاجل سريع لإنهاء الوضع المأساوي في حلب. وأشار إلى أنه «يتابع بقلق شديد ما تتداوله وسائل الإعلام من تردي الوضع الإنساني في حلب جراء أعمال القصف، خصوصاً قصف المدنيين والمستشفيات ودور العبادة»، مطالباً «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في ضرورة الوصول إلى حل عاجل لوقف أعمال القتل والتدمير في حلب».

وشدد على أن «أعمال القتل التي شاهدها القاصي والداني عبر وسائل الإعلام ومشاهد التنقيب بين الأنقاض عن الضحايا لا يقرها عرف ولا دين، وتخالف الشرائع والمواثيق الدولية كافة».

في سياق متصل، دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الغارات الجوية على حلب.

ودعا الأمين العام للمنظمة اياد مدني في بيان، أمس، المجتمع الدولي، خصوصاً الأطراف التي تعهدت بفرض وقف للعمليات العدائية في سورية، للتدخل السريع لوقف المجازر التي تتعرض لها المناطق السكنية في حلب، عاداً ذلك جرائم حرب يجب أن يحاسب عليها النظام وأن تتحمل الأطراف التي تدعمه مسؤولية استمرار الانتهاكات. إلى ذلك، طالب «مجلس حكماء المسلمين»، برئاسة شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب أمس، بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة الأبرياء في حلب. ودعا المجلس في بيان، منظمات حقوق الإنسان والضمير الإنساني إلى سرعة تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لآلاف المحاصرين من سكان حلب.

 

كيري في جنيف للقاء الجبير وجودة ودي ميستورا

01 أيار/16/واشنطن – ا ف ب: يزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم جنيف سعياً لتثبيت وقف اطلاق النار في سورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركي جون كيربي في بيان ان كيري سيجري اليوم الاحد وغداً الاثنين في المدينة السويسرية مشاورات مع الموفد الاممي الى سورية ستيفان دي ميستورا ونظيريه السعودي عادل الجبير والاردني ناصر جودة. في سياق متصل، أعلنت قطر، أمس، أنها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين لبحث تطورات الاوضاع في مدينة حلب. وذكرت وكالة الانباء القطرية ان مندوب قطر لدى الجامعة العربية بعث مذكرة الى الامانة العامة يطلب عقد اجتماع لبحث “التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة حلب وما يتعرض له المدنيون فيها من مذابح على يد قوات النظام السوري التي تستهدفها بالقصف منذ بضعة أيام مما أوقع مئات القتلى والمصابين”. وجاء هذا الطلب بعد ساعات من إعلان روسيا انها لن تطلب من دمشق وقف الغارات على حلب. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في مقابلة مع وكالة “انترفاكس” الروسية للانباء، “كلا، لن نمارس ضغوطا (على النظام السوري ليوقف ضرباته) لأنه ينبغي الفهم ان ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الارهابي”. واضاف ان “الوضع في حلب يندرج في اطار هذه المكافحة للتهديد الارهابي”، على حد قوله. بدورها، عبرت الامارات عن “بالغ قلقها” حيال تصاعد وتيرة “استهداف المدنيين في سورية وخصوصا في مدينة حلب”. ونددت وزارة الخارجية في بيان نقلته الوكالة الرسمية بـ”استهداف القوات الحكومية اللااخلاقي للمشافي” مشيرة الى “سكان يرزحون تحت حصار وظروف غير انسانية بالغة الصعوبة”. كما عبرت الامارات عن “تخوفها من تقويض المسار السياسي جراء هذا التصعيد غير المبرر ضد المدنيين”.وطالبت “الاطراف المتحاربة في سورية كافة وعلى رأسها الحكومة السورية بالسعي المخلص والصادق لانجاح العملية السياسية”. وختمت مشددة على “ايمانها التام بالحل السياسي للأزمة في سورية”.

 

دعوات لإغلاق حسابات «فيسبوك» تضامناً مع حلب

السياسة/01 أيار/16/عد أن احتل هاشتاغ «حلب_تحترق» المركز الأول عالمياً على موقع «تويتر»، وصبغ اللون الأحمر موقع «فيسبوك»، تعبيراً عن الغضب من المجازر التي يرتكبها النظام وحلفاؤه في حلب، دعا ناشطون مصريون لحملة إضراب تتضمن إغلاق الحسابات الشخصية لـ»فيسبوك»، استنكاراً للصمت العالمي أمام استباحة النظام لدماء أهالي حلب. ودعت الحملة إلى إغلاق جميع مستخدمي «فيسبوك» حساباتهم عند الساعة 12 ليل غد لمدة 24 ساعة. وتجاوز عدد مشتركي حملة «تعطيل الحساب الليلة اعتراضاً على إحراق حلب» الأربعة آلاف مشترك بعد مرور ساعات قليلة على إطلاقها. وأوضح المشاركون في الحملة سبب إغلاقهم لحساباتهم بكتابة عبارة «إن حلب تحترق والنظام الأميركي يدعم هذا الدمار، وفيسبوك مسيس يسكت عن هذه الفوضى مثل النظام الأميركي».

 

بريطانيا تعلن مقتل ألف “داعشي” في غاراتها بالعراق وسورية

01 أيار/16/لندن – أ ف ب: أعلنت بريطانيا أن ضرباتها الجوية التي استهدفت تنظيم “داعش” منذ سبتمبر 2014 في العراق ومنذ ديسمبر 2015 في سورية أدت إلى مقتل نحو ألف عنصر في التنظيم المتطرف. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في إحصائيات كشفت عنها، أول من أمس، أن نحو 974 مقاتلاً متطرفاً قتلوا في العراق بالضربات الجوية البريطانية بين سبتمبر 2014 ومارس 2016، فيما قتل 22 في سورية بين ديسمبر 2015 ومارس 2016. وأوضحت أنه “لم تسقط أي ضحية مدنية خلال هذه الفترة”، مضيفة أن هذه الأرقام تشكل “تقديرات تستند إلى تحليلات فقط في مرحلة ما بعد الضربات الجوية”.

ولفتت إلى أن التقديرات الأخيرة التي نشرتها في سبتمبر 2015 أشارت إلى مقتل نحو 330 متطرفاً في العراق. وتشارك المملكة المتحدة في التحالف الدولي ضد المتطرفين الذي يضم نحو 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة، حيث تستخدم بريطانيا ثماني مقاتلات “تورنيدو” وست مقاتلات “تايفون”، إضافة إلى طائرات من طراز “ريبر” من دون طيار لتنفيذ مهمات بالعراق وسورية في إطار الحرب على “داعش”.f

 

«داعش» يهرب المخدرات إلى أوروبا ويمنع التدخين ويجني 40 مليون دولار شهرياً من بيع النفط

السياسة/01 أيار/16/أظهرت تحقيقات أجرتها السلطات الأمنية في إيطاليا أن تنظيم «داعش» متورط في عمليات مشتركة مع عصابات المافيا لتهريب المخدرات والحشيش إلى دول أوروبا، في الوقت الذي يفرض فيه التنظيم حظراً على التدخين في الرقة والموصل والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها.

ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» في تقرير لها عن رئيس وحدة مكافحة الإرهاب والمافيا في إيطاليا فرانكو روبرتو قوله، إن التحقيقات أظهرت وجود دلائل قوية على تعاون وتجارة مشتركة بين «داعش» وعصابات المافيا، مشيراً إلى أن «قادة التنظيم يجنون ملايين الدولارات نظير المساعدة التي يقدمونها لعمليات تهريب المخدرات والحشيش إلى أوروبا». وأوضح أن الشرطة الإيطالية وجدت أدلة على أن مقاتلي «داعش» في ليبيا قدموا خدمات لمهربي مخدرات من أجل المرور في الطرق المؤدية من شمال إفريقيا إلى أوروبا، مضيفاً إن التحقيقات أظهرت أن عصابات المافيا اضطرت لإبرام اتفاق مع عناصر «داعش» من أجل المرور بمناطق يسيطرون عليها، وتحديداً في مدينة سرت. ولفتت «دايلي تلغراف» إلى أن الوثائق التي تسربت أخيراً عن «داعش» تكشف أن إيرادات التنظيم عموماً تراجعت بنسبة 30 في المئة منذ منتصف العام 2015، لتصبح عند مستوى 56 مليون دولار شهرياً، ما دفع التنظيم إلى البحث عن طرق أخرى لتعويض التراجع في الإيرادات، ومن بين هذه الطرق التعاون مع عصابات المافيا وتقديم الخدمات لهم مقابل الأموال. من جهة ثانية، أظهرت الوثائق المسربة من تنظيم «داعش» أنه يجني 40 مليون دولار شهرياً من مبيعات النفط السرية لنظام الأسد. وانكشفت المعلومات الجديدة من وثائق تمكنت القوات الأميركية الخاصة من الحصول عليها العام الماضي، في واحدة من أكبر العمليات الاستخبارية التي تقوم بها، حيث تبين أن المسؤول عن النفط لدى «داعش» ويدعى أبو سياف يقود الصفقات التي يتم بموجبها بيع النفط للنظام. وكان «داعش» سيطر في العام 2013، على أهم الحقول النفطية في شرق سورية، وهي المصدر الرئيس للنفط بالنسبة للنظام في دمشق ولمدن الساحل. وبحسب وثائق حصلت عليها الولايات المتحدة، ونشرتها أخيراً جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية، تبين أن التنظيم كان خلال الفترة من أواخر العام 2014، وبدايات العام 2015، يسجل أرباحاً شهرية بنحو 40.7 مليون دولار شهرياً بفضل مبيعات النفط السرية التي يقوم بها، فيما يظهر من الوثائق أن الحصة الأهم من المبيعات تذهب إلى النظام السوري. ومن بين الوثائق «الداعشية» المسربة واحدة تحمل الرقم 156، ويعود تاريخها إلى 11 فبراير 2015، وهي مرسلة من وزارة الخزانة في التنظيم إلى مكتب أبوسياف، تتضمن طلباً «لتأسيس علاقات استثمارية مع رجال أعمال مرتبطين بنظام بشار الأسد». كما تشير الوثيقة ذاتها إلى وجود اتفاقات تتيح للنظام تمرير شاحنات واستخدام خطوط إمداد برية من حقول نفطية إلى مواقع أخرى تابعة للنظام، لكنها تمر عبر الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.

 

قوات البشمركة تستعيد قريتين ستراتيجيتين من “داعش”

01 أيار/16/بغداد – د ب أ: أعلن القائد في قوات البشمركة الكردية الشيخ جعفر شيخ مصطفى، أمس، أنها تمكنت من السيطرة على قريتين ستراتيجيتين من تنظيم “داعش” بمنطقة بشير، في إطار العملية العسكرية التي انطلقت بمشاركة قوات عراقية وطيران التحالف الدولي في كركوك شمال بغداد.

وقال مصطفى في تصريح صحافي “إن عمليات تحرير قصبة بشير انطلقت منذ اليوم (أمس)، وتمكنا من تحرير قريتي البو مفرج والمزرعة غرب بشير وبمساندة طيران التحالف الدولي”، موضحاً “أنهما قريتان ذات بعد ستراتيجي وأن البشمركة تواصل تقدمها لتحرير القصبة” التي تخضع لسيطرة “داعش” منذ 17 يونيو 2014.من جهته، قال ضابط برتبة لواء في قوات البشمركة إن العمليات في الجانب الغربي لمنطقة بشير أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود من القوات الكردية.

 

بعيد دعوة الصدر لانتفاضة ضد الفساد وفشل استكمال التصويت على حكومة التكنوقراط وآلاف المتظاهرين يقتحمون المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان العراقي

السياسة/01 أيار/16/بغداد – وكالات: اقتحم آلاف المتظاهرين، غالبيتهم من أنصار “التيار الصدري”، أمس، مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد، بعد تأجيل جلسة للبرلمان كانت مقررة لتقديم رئيس الحكومة حيدر العبادي باقي تشكيلة حكومة التكنوقراط التي قدم جزءاً منها قبل أيام.

وتمكن متظاهرون غاضبون، بعيد الظهر، من اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة حيث العديد من المقار الرسمية قبل أن يدخلوا مبنى البرلمان. وتسلق هؤلاء الكتل الاسمنتية من خلال ربط كابلات بأعلى الجدران التي تحمي المنطقة، وفق مشاهد بثتها قنوات التلفزة. ثم توجه المتظاهرون الى مبنى البرلمان حيث عمد بعضهم الى تخريب قسم من محتويات المبنى والمكاتب في حين طالبهم آخرون بالتحرك في شكل سلمي وحاولوا الحد من الاضرار. وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمتظاهرين وهم يعتدون بالضرب على رئيس كتلة “الفضيلة” النائب عمار طعمة، فيما أقدم آخرون على تكسير أجهزة داخل القاعة النيابية الكبرى. وكان لافتاً أن قوات الامن بقيت في مواقعها ولم تحاول منع المتظاهرين من دخول المبنى، في حين نقلت وسائل إعلام عن العبادي تأكيده أنه هو من أمر قوات الأمن بفتح المنطقة الخضراء أمام المتظاهرين. ووضع المحتجون الغاضبون سياجا شائكا على طريق تؤدي الى أحد مخارج المنطقة الخضراء ومنعوا بعض النواب من الخروج، فيما تم استهداف سيارات عدة أصيبت باضرار. وفي حين تم تشديد الاجراءات الأمنية في محيط السفارة الأميركية، ذكرت معلومات أنه تم إخلاء العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري من المنطقة الخضراء إلى مكان آمن خارجها. وأفادت أنباء أن مجموعة من المتظاهرين توجهت إلى مطار بغداد لمنع أي مسؤول من السفر خارج البلاد حتى محاسبة المتورطين في الفساد. في الأثناء، أعلن ابراهيم الجابري مدير مكتب الصدر، ان المتظاهرين لن يغادروا مبنى مجلس النواب ما لم يتم تنفيذ جميع مطالبهم، مشيراً إلى أن الخطوة الثانية ستكون دخول مبنى الحكومة.

من جهتها، أعلنت قيادة عمليات بغداد حالة إنذار قصوى وأغلقت مداخل العاصمة، وكلفت الأجهزة الأمنية بضبط الأمن وإعادة الاستقرار الى المنطقة الخضراء مع توخي أعلى درجات الحيطة والحذر وعدم الاشتباك مع المتظاهرين. وأوضحت مصادر أمنية أنه “تم تشديد الاجراءات في محيط البنك المركزي العراقي والمصارف الكبرى وخاصة الرشيد والرافدين”. وكانت التظاهرة بدأت صباحاً خارج المنطقة الخضراء، لكن المشاركين اقتحموا المنطقة بعدما فشل النواب مجدداً في الموافقة على تشكيلة حكومية من التكنوقراط عرضها العبادي.

وبدأ التحرك بعد دقائق من مؤتمر صحافي عقده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف، مندداً بالمأزق السياسي الذي تشهده البلاد، لكن من دون أن يأمر المشاركين في التظاهرات وبينهم عدد كبير من انصاره بدخول المنطقة الخضراء التي تضم مقر البرلمان والقصر الرئاسي ومكاتب رئيس الوزراء اضافة الى سفارات عدة بينها الاميركية والبريطانية. ودعا الصدر إلى “انتفاضة شعبية كبرى ضد الفساد والفاسدين”، مضيفاً “ثورتنا ضد الفساد سلمية وستستمر سلمية إلى النهاية ولن أتسبب في فتنة داخلية شيعية – شيعية أو شيعية- سنية”. وإذ أكد أن أتباع الفساد لن يتورعوا عن قتل أي عراقي أو إثارة أي فتنة، أشار زعيم “التيار الصدري” إلى أن قوى سياسية تتمسك بالمحاصصة للحفاظ على مكاسبها ومناصبها في العراق، مشدداً على أن هناك قوى سياسية تحاول توزير أنصارها تحت شعار حكومة التكنوقراط. وقال “لن نقدم أي مرشح للحكومة حتى لتشكيلة التكنوقراط”، ودعا “كتلة الأحرار” التابعة لتياره إلى مقاطعة جلسات البرلمان حتى إنهاء المحاصصة، مضيفاً “أعلن مقاطعة أي عمل سياسي إلا لتأسيس ائتلاف ضد المحاصصة … وسأدخل في اعتكاف لشهرين رفضاً لأي نوع من المحاصصة وللفساد والمفسدين، مع بقاء المجاهدين في ساحات القتال”. وأعلن رفضه المطلق لـ”المحاصصة المقيتة”، وكأي فرد من الشعب “أطالب باسترجاع الحقوق المسلوبة ولن أجلس مع أي سياسي مهما كان دون الإصلاح الجذري الحقيقي”. وتزامناً مع المؤتمر الصحافي للصدر، أخفق مجلس النواب في عقد جلسة نيابية كانت مقررة لاكمال التصويت على باقي أعضاء التشكيلة الوزارية في حكومة العبادي الجديدة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.

وقال مصدر في الدائرة الاعلامية للمجلس إن البرلمان رفع جلسته الى يوم الثلاثاء المقبل. ونقل المصدر عن رئيس المجلس سليم الجبوري قوله انه “كان من المنتظر حضور العبادي الى البرلمان لاتمام الاصلاحات لكن عدم حصول النصاب بسبب تعذر وصول عدد من النواب حال دون ذلك”.

يذكر أن العبادي عرض جزءا من تشكيلته الوزارية الجديدة يوم الثلاثاء الماضي وفاز خمسة وزراء بثقة البرلمان على أن يستكمل التصويت على البقية في جلسات أخرى.

 

طهران: 30 داعية سنياً مهددون بالإعدام ومحرومون من حقوقهم الأساسية

السياسة/01 أيار/16/أعلنت «حملة الدفاع عن السجناء السياسيين في إيران» عن قائمة بأسماء 30 داعية من أهل السنة مهددون بالإعدام الوشيك، وهم من بين 200 سجين من الدعاة وطلبة العلوم الدينية غالبيتهم من الأكراد الإيرانيين. ونقلت مواقع إلكترونية، أمس، عن بيان للحملة جاء فيه أن 30 سجيناً من أهل السنة يواجهون خطر الإعدام في سجن رجائي شهر بمدينة كرج في غرب طهران بتهم «التآمر ضد الأمن القومي» و»الدعاية ضد النظام»، حسب قضاياهم بمحاكم الثورة الإيرانية. وأضافت الحملة في البيان أنه يوجد نحو 200 سجين عقائدي من أهل السنة الأكراد موزعين على سجون كرج وطهران وسنندج وهمدان وكرمانشاه وأرومية وسقز ومهاباد ومريوان، مؤكدة حرمانهم من حقوقهم الأساسية كباقي السجناء، حيث تتم معاملتهم بقسوة من قبل سلطات السجن وفي الكثير من الأحيان يُمنعون من أداء فرائضهم الدينية. وأشارت إلى أن من أهم الدعاة في سجن رجائي شهر شهرام أحمدي، المعتقل منذ سبعة أعوام بتهم «الترويج ضد النظام عن طريق المشاركة في صفوف عقائدية وسياسية، وبيع بعض الكتب والأقراص المدمجة الدينية»، أعدم شقيقه حامد في مارس 2015 وكان بعمر 17 عاماً أثناء اعتقاله، حيث اتهم بعملية اغتيال رجل دين سني مقرب من النظام برفقة خمسة سجناء آخرين.

ولفتت إلى أن هناك المزيد من السجناء متهمون بتهمة اغتيال رجل الدين السني ذاته، حيث قال ذوو بعض السجناء إن أبناءهم كانوا معتقلين لنحو أربع سنوات من دون البت بقضاياهم أو تقديمهم إلى المحاكمة. وأوضحت أن السجناء تحدثوا عن أبشع أنواع التعذيب خلال رسائل وجهوها لمنظمات حقوق الإنسان ومقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان في إيران، وقالوا إن أساليب التعذيب تنوعت بين «الصعق الكهرباء في الأعضاء التناسلية والتعليق بالسقف من الكتفين بشكل مقلوب، إلى الضرب المبرح بالأسلاك وحفلات الشواء بالنار». أما الأساليب الأخرى للتعذيب فكانت «إبقاء المعتقل على العطش لأيام عدة» أو التعذيب النفسي كـ»إذلاله من خلال إجباره على حلق ذقنه» و»سب وشتم وإهانة معتقدات أهل السنة»، إضافة إلى «تهديد وإرعاب عائلات السجناء». وفي هذا السياق، قال ناشطون سنة إن معظم الاعتقالات بين صفوفهم كانت تتم بسبب مطالبهم الداعية لرفع الظلم و»التمييز الطائفي» ضدهم في إيران بشكل عام.

 

وزير إيراني: عاقبنا مقتحمي السفارة السعودية! أعلن أنهم يقبعون في السجن حاليا

السياسة/01 أيار/16/أعلن وزير الثقافة الإيراني علي جنّتي أن المتورطين باقتحام السفارة السعودية بطهران في 2 يناير الماضي هم «عناصر مندسة تم اعتقالهم ومعاقبتهم وهم في السجن حالياً». ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن جنتي قوله إن «طهران تريد إيجاد علاقات معقولة ومتوازنة ومبنية على التعاون مع دول المنطقة». ولم يكشف جنتي عن هوية مقتحمي السفارة أو عددهم، لكنه شدد على أن «الحكومة ومسؤولي النظام دانوا هذا الهجوم وأن النظام الإيراني يواجه كل الجهات المندسة التي تريد أن تخلق البلبلة». وتتناقض تصريحات جنتي مع ما أعلنه المدعي العام في 6 مارس الماضي، بشأن إطلاق سراح الموقوفين بالقضية كافة وعددهم 154 شخصاً بما فيهم العقل المدبر للعملية وهو من الشخصيات المقربة من «الحرس الثوري» ومسؤولين كبار في النظام الإيراني. ثم كشف المدعي العام في 10 أبريل الماضي أنه «ليس هناك أي معتقل بقضية اقتحام السفارة السعودية، بل هناك لائحة اتهام شملت 48 شخصاً متهمين بالتورط في الهجوم»، من دون الإعلان عن إجراءات قضائية محددة. وقال مراقبون إن محاولات حكومة الرئيس حسن روحاني لإخراج بلاده من العزلة الإقليمية بعد الإدانات العربية والإسلامية الواسعة التي تلقتها بسبب الهجوم على سفارة السعودية وقنصليتها في مشهد وكذلك دعمها للإرهاب في المنطقة العربية، لم تنجح نتيجة لاصطدام تلك المحاولات بالسياسات المتشددة التي يتبعها المرشد الأعلى علي خامنئي ومن خلفه التيار المتطرف في النظام و»الحرس الثوري» التي تؤيد استمرار التدخل وزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة في سبيل تحقيق سياسات النظام التوسعية. من جهة أخرى، اعتبر مساعد روحاني لشؤون القوميات والأقليات المعروف بآرائه المتطرفة علي يونسي أن «من يرفضون فارسية الخليج في الداخل هم أعداء البلد»، وذلك على خلفية تكرار هتافات «الخليج عربي»، من قبل جماهير رياضية من عرب الأحواز وأتراك آذربيجان خلال مختلف المباريات، رداً على موجة العنصرية المعادية للعرب والأتراك في الإعلام الإيراني.

وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أن يونسي وهو وزير استخبارات إيران الأسبق، كان يتحدث في مراسم ما يسمونه «يوم الخليج الفارسي» الذي تحييه الجمهورية الإسلامية منذ سنوات، وقد ذم «كل إيراني يزور تسمية الخليج»، معتبراً أن «هؤلاء ليسوا بإيرانيين بالتأكيد، وإنهم أعداء البلد»، على حد قوله

 

100 ألف فلسطيني يعملون في إسرائيلط

01 أيار/16/رام الله – أ ف ب: أعلن مركز الإحصاء الفلسطيني أمس، أن نحو مئة ألف فلسطيني يعملون في إسرائيل، وفي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وأشار المركز في بيان، عشية الاحتفال بعيد العمال العالمي، إلى أن 83 ألف عامل فلسطيني يعملون داخل اسرائيل و22 ألفاً يعملون في المستوطنات الإسرائيلية، من أصل 659 ألف عامل فلسطيني. وأضاف إن عدد العمال الفلسطينيين العاملين في الضفة الغربية بلغ 338 ألفاً، وفي قطاع غزة 216 ألف عامل، 72 في المئة منهم من الذكور. وأوضح أن حجم البطالة في القوى العاملة بلغ 26 في المئة (336 ألف عاطل عن العمل) في الضفة الغربية وقطاع غزة. من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثمانية مواطنين مقدسيين أول من أمس، بزعم إلقائهم الحجارة تجاه قواتها المتمركزة عند باب المغاربة جنوب المسجد الأقصى.

 

حلفاء روحاني يفوزون بالانتخابات التشريعية ويشكلون الكتلة الأكبر بالبرلمان

01 أيار/16/طهران – وكالات: فاز تحالف الاصلاحيين والمعتدلين المؤيدين للرئيس الايراني حسن روحاني على المحافظين في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت أول من أمس، وبات بإمكانهم تشكيل كتلة برلمانية بارزة لدعم سياسة الانفتاح التي ينتهجها الرئيس. وللمرة الأولى منذ 2004 لم يعد المجلس خاضعاً لسيطرة المحافظين وبات التياران الرئيسيان على الساحة السياسية الايرانية شبه متساويين في التمثيل. وقبل عام على الانتخابات الرئاسية في 2017 التي يتوقع ان يترشح فيها روحاني لولاية ثانية من اربع سنوات، تشكل هذه النتائج انتصاراً شخصياً للرئيس الذي قاد منذ 2013 سياسة تقرب من الخارج، بلغت أوجها في يوليو 2015 مع إبرام الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى بشأن برنامج طهران النووي. وأفادت نتائج رسمية، أمس، شملت 64 من 68 مقعداً تم التنافس عليها في دورة الانتخابات الثانية، أن لائحة «الأمل» للاصلاحيين والمعتدلين حصلت على 36 مقعداً مقابل 17 للمحافظين و11 للمستقلين.

ومع اضافة هذه المقاعد الى المقاعد الـ95 التي فاز بها مرشحو لائحة «الامل» في الدورة الاولى التي جرت في 26 فبراير الماضي، فإن أنصار روحاني يكونون قد فازوا بـ131 مقعداً على الاقل، وهي الكتلة الاكبر في البرلمان الذي يضم 290 نائباً، لكنهم لم يحصلوا على الغالبية المؤلفة من 146 مقعداً.

وسيليهم المحافظون والمستقلون على التوالي بـ124 مقعداً (بينهم اربعة حظيت بدعم الاصلاحيين) و25 مقعداً. وانتخب خمسة ممثلين للاقليات الدينية (يهود وارمن واشوريون وزردشتيون)، فيما ألغي انتخاب نائبة اصلاحية في اصفهان (وسط). وينبغي انتظار مواقف النواب المستقلين لمعرفة ما إذا كان حلفاء روحاني سيشغلون الغالبية المحددة بـ146 مقعداً في المجلس، لكن حتى لو لم يحصلوا على هذه الغالبية، فسيكون في وسعهم الاعتماد على محافظين براغماتيين أكثر حرصاً على التوافق، نظراً إلى خسارة الأكثر تشدداً المعارضين لسياسة الرئيس في الدورة الاولى. وانتخبت أربع نساء على الاقل في الدورة الثانية و13 في الدورة الاولى، وبذلك سيضم مجلس الشورى الجديد 17 امرأة تنتمي 15 منهن الى التيار الاصلاحي، مقابل تسع نساء محافظات في المجلس السابق الذي كان يهيمن عليه المحافظون ويشغلون مئتي مقعد فيه. وهذه المرة الاولى التي يشمل فيها مجلس الشورى هذا العدد من النساء منذ الثورة الاسلامية العام 1979.

وسلطات البرلمان محدودة بالنسبة الى مؤسسات اخرى في النظام، مثل مجلس صيانة الدستور المؤلف جزئياً من رجال دين يعينهم المرشد الاعلى علي خامنئي. ويجتمع مجلس الشورى الجديد نهاية مايو الجاري لانتخاب رئيسه الجديد، إذ يفترض أن يتنافس على هذا المنصب الرئيس المحافظ المعتدل المنتهية ولايته علي لاريجاني وزعيم الاصلاحيين والمعتدلين محمد رضا عارف. من جهة أخرى، أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، مساء أول من أمس، استعداده للتوسط في الخلاف بين واشنطن وطهران بشأن الاموال الايرانية المجمدة في الولايات المتحدة، شرط مطالبة الدولتين بذلك.

وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف طلب من بان الخميس الماضي في رسالة «التوسط بشكل يقنع الحكومة الاميركية بالوفاء بالتزاماتها الدولية وبالافراج عن الاموال الايرانية المجمدة في مصارف اميركية». وجاء رد بان كي مون على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك الذي قال «ان المساعي الحميدة للامين العام تبقى دائماً واردة في حال طالب الطرفان بذلك». وكانت المحكمة الاميركية العليا قررت في العشرين من ابريل الماضي، أن على ايران ان تدفع ملياري دولار عبارة عن تعويضات، من اموالها المجمدة في الولايات المتحدة. ويطالب بهذه التعويضات أهالي نحو ألف ضحية اميركية سقطوا خلال اعتداءات تمت بتدبير من طهران او بدعم منها، حسب هؤلاء الاهالي، خصوصا الاعتداء على مصالح اميركية في بيروت العام 1983 وفي المملكة العربية السعودية العام 1996.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتهاك الدستور يميناً ويساراً

محمد علي مقلد/المدن/السبت 30/04/2016

من المسؤول عن تفجير الحرب الأهلية اللبنانية؟ للأسف، لم يعترف أحد بمسؤوليته عما جرى، بل على العكس، حتى أن التنصل منها بلغ حده بالقول إنها حروب الآخرين على أرضنا. ولئن كان ذلك صحيحا، إلا أن الآخرين تقاتلوا بالواسطة وجعلوا اللبنانيين أدواتهم في الحرب. ولهذا يمكن القول إن اللبنانيين هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن تفجير الحرب الأهلية.

مسؤولية الطبقة السياسية الحاكمة تكمن في رفضها الاصلاح أو في عجزها عن القيام به ، وكان ذلك بمثابة تسليم منها بخيار اللجوء إلى العنف في مواجهة دعاة التغيير والاصلاح. أما قوى التغيير التي طرحت برنامجها للاصلاح السياسي فهي بدورها توسلت العنف سبيلا لتحقيق أهدافها السياسية أولاً لأنها استقوت بالسلاح الفلسطيني على الدولة وعلى خصومها في الداخل وثانيا لأنها، كما  قوى السلطة، شخصت المرض تشخيصا مغلوطا، وهذا هو أصل الداء والبلاء

قوى السلطة حمّلت الوجود الفلسطيني كل المسؤولية وأعفت نفسها من مجرد التفكير بالاصلاحات الضرورية على النظام واعتبرت ذلك نقاشاً خارج الموضوع ومساساً "بالكيان والصيغة" وهما مصطلحان إضافيان في القاموس السياسي اللبناني. أما الأحزاب اليسارية والقومية والعلمانية فقد ركزت هجومها على أمرين رأت أنهما منبع كل الأزمات، الطائفية وصلاحيات رئيس الجمهورية، وهو ما حاولت أن تقدم له علاجا في البرنامج المرحلي للاصلاح السياسي الذي اقترحته الحركة الوطنية اللبنانية في بداية الحرب الأهلية.

حصرت نواقص الديمقراطية في التوزيع غير العادل للصلاحيات وحملت موقع رئاسة الجمهورية مسؤولية احتكارها على حساب السلطتين التنفيذية والتشريعية، وجعلت هذه النواقص نتيجة حتمية لآفة الطائفية فاقترحت إلغاء "الطائفية السياسية" من النظام ، وهو مصطلح لبناني صرف.

أثبتت الحرب ونتائجها السياسية أن الاقتراحين اليساريين، أي تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية وإلغاء الطائفية السياسية، شكّلا جسر عبور نحو الأسوأ، إذ لم يحل التعديل، بعد إقراره في اتفاق الطائف، دون تجدد أزمة النظام. من ناحية أخرى، أفضى اقتراح الحل الطائفي لأزمة الطائفية إلى المزيد من التردي والانحدار السريع نحو المذهبية. وكذلك أثبتت التجربة العملية أن استخدام مصطلح "طائفية" لم يكن يصيب المعنى الذي كانت تقصده الأحزاب اليسارية، بقدر ما كان يسيء إليها وإلى قضية الاصلاح السياسي. فهو يطرح السؤال عن حصة عموم الموارنة من امتيازات رئيس الجمهورية، أو حصة الطائفة السنية من امتيازات رئيس الحكومة، أو حصة الشيعة من امتيازات رئيس البرلمان؟  لقد دلت التجربة العملية على أن الامتيازات، إن وجدت، لا تعود على غير أصحاب السلطة، بأشخاصهم وحاشياتهم وأزلامهم، ولا تتوزع "إلا بمقدار ما  تنداح دائرة        في لجة الماء يلقى فيه بالحجر"( بيت الشعر لابن الرومي). ما إن تبدأ الدوائر حتى تتلاشى. بيد أنها حصص يستولي عليها أشخاص باسم الطوائف، بعد أن يضللوا أبناء طوائفهم ويستخدموا انتماءهم إلى الطائفة ويستثمروه ليستأثروا بالنفوذ وبالثروة.

  الشعور بالانتماء إلى دين أو طائفة أو مذهب هو أمر طبيعي، وهو قد يكون فردياً أو جماعياً، أما إزاحته من الحقل النفسي أوالثقافي إلى الحقل السياسي وتحويله نعتا للنظام فهذا ما يتنافى مع طبيعة نظامنا الدستوري والديمقراطي( نظرياً)  الذي لا تنص قوانينه على دين للدولة. إذن ماذا يستهدف اقتراح إلغاء الطائفية السياسية غير تهييج المحاصصين؟ وبأي سلاح سيقاتل المحاصصون؟ سلاح المشاعر الطائفية هو الأمضى، والعلمانيون يخسرون المعركة قبل الدخول إلى الحلبة.

 مفاعيل التشخيص المغلوط لا تقتصر، إذن، على فشله في حل المشكلة بل هو يزيدها تعقيداً، فضلا عن أن الخصوم ينفذون منه للقيام بهجموم مضاد. هذا هو بالضبط ما حصل مع القوى العلمانية التي قصدت محاربة الطائفية فلم تنل من ذلك غيراستعداء الطوائف ودفعها إلى التحلق حول القيادات الأكثر إثارة للعصبيات والأكثر استفادة منها، ما أسهم في ترسيخ أكثر السلبيات خطورة في النظام، أي الوراثة والمحاصصة في مرحلة السلم، والميليشيات المسلحة في الحرب.

السلطة والمعارضة يتقاسمان المسؤولية إذن عن استخدامهما العنف سبيلا لتحقيق هدف سياسي، وبالتالي عن كل الكوارث التي حلت بالدولة بفعل الحرب، وعلى كل منهما أن يراجع تجربته ويقوم بقراءة نقدية لتجربة الحرب الأهلية ليعرف حجم حصته من عملية التدمير المنهجي التي طالت الدستور والقضاء والمؤسسات وسيادة القانون والقيم والانتماء الوطني.

السلطة والمعارضة يتقاسمان المسؤولية إذن عن استخدامهما العنف سبيلا لتحقيق هدف سياسي، وبالتالي عن كل الكوارث التي حلت بالدولة بفعل الحرب، وعلى كل منهما أن يراجع تجربته ويقوم بقراءة نقدية لتجربة الحرب الأهلية ليعرف حجم حصته من عملية التدمير المنهجي التي طالت الدستور والقضاء والمؤسسات وسيادة القانون والقيم والانتماء الوطني.

أول الكوارث التي اقترفتها القوى السياسية الحاكمة والمعارضة بحق الدولة هي تهديدها السيادة الوطنية. قبل الحرب وزعت القوى الحاكمة السيادة إلى سيادات، فمنحت كل زعيم طائفي حصة منها أو منطقة أو بعض منطقة، طائفة أو بعض طائفة، وحين أتت الحرب تسابق الجميع على استدراج الخارج والاستعانة به ضد الدولة والسيادة الوطنية، أهل السلطة جميعهم مع سوريا، وبعضهم مع إسرائيل، واليسار مع الفلسطينيين، والشيعية السياسية مع إيران.

كانت هذه أم الكوارث، والمأساة فيها أنها لم تشكل درساً كافياً يتعلم منه اللبنانيون الحفاظ على وطنهم. قد تكون قوى السلطة أكثر حكمة من قوى المعارضة على هذا الصعيد. السلطة الرسمية شرعت، مرغمة، للسلاح غير الشرعي على الأرض اللبنانية، بفعل الضغوط العربية أولاً، وجرياً على عادتها بتوزيع السيادة حصصاً فكانت للثورة الفلسطينية حصتها بموجب اتفاق القاهرة. أما المعارضة اليسارية والقومية فلم تهلل فحسب، بل كانت تحتفل ابتهاجاً كلما أقفل النظام السوري بوابة المصنع على الحدود بين البلدين للضغط على الحكومة اللبنانية ومطالبتها بالتنازل عن سيادة الدولة لصالح منظمة الصاعقة والمنظمات الفلسطينية الأخرى. وقد فتح التجرؤ على السيادة الباب على كل أنواع الانتهاكات للدستور والقوانين ولهيبة الدولة ولكل الأسس التي تقوم عليها الدولة الحديثة، إلى أن كان الانتهاك الأكبر بتشريع الحدود أمام كل راغب وطامح وطامع.

من باب التعرض للسيادة بدأ انتهاك القانون. في أول الحرب ألغت الميليشيات المسلحة قداسة الملكية، وسعى بعضها ( قوات زاهر الخطيب) إلى إلغاء صكوك الملكية، يوم أقدمت مجموعة تابعة له على إحراق مستودعات الدوائر العقارية، بعد أن كانت جميعها قد سعت إلى الاستيلاء على ودائع البنوك في قلب العاصمة، عند بداية الحرب الأهلية، لأن مصادرتها، في نظر المصادرين، حق مشروع للمجهود الحربي ولتمويل الثورة. ثم أخذت الأمور تتردى، ولا سيما حين نفدت مصادر التمويل العربية، فاستعاضت الميليشيات عنها بما سمي "التشبيح" أي استيلاء أفرادها بالقوة على الأملاك الخاصة المنقولة وغير المنقولة من شقق وبساتين وسيارات تحت ذريعة تمويل الثورة، إلى أن بلغت هذه الحالة ذروة في الجبايات المالية، التي فرضتها الميليشيات على السلع ولا سيما النفط، وخصوصا بعد تعطيل مصفاتي النفط في الزهراني وطرابلس، فتولت حركة أمل إدارة الأولى، على أساس أن التمويل على الحكومة والجباية والإيرادات لصندوق حركة أمل. حتى حين عادت مؤسسات الدولة إلى العمل بعد الطائف، تمكنت الميليشيات من انتزاع الحق الحصري في تجارة البترول من الدولة وتوزعته في ما بينها برعاية سورية مباشرة، إلى أن أملي على المجلس النيابي تشريع الأمر الواقع بسن القوانين.

لم تتوقف الجباية المالية عند هذا الحد. فقد نظمت الميليشيات جباياتها بديلا من الدولة في الأدارة المدنية في الجبل ( الحزب الاشتراكي) وفي صيدا( التنظيم الشعبي الناصري)، وكلفت حواجز مسلحة للقيام بهذه المهمة. أما في الجنوب فقد نظم التنظيم الشعبي الناصري وحركة أمل الجباية في الدوائر العقارية بفرضهما رسوماً على العقارات المباعة من مسيحيين قيمتها عشرون بالمئة (ربما تطبيقا لما ورد في إحدى آيات القرآن الكريم: ومما غنمتم فلله خمسه وللرسول ...أو ربما كانت صيغة من الجزية، من يدري؟) أما في المنطقة الشرقية من بيروت فقد استولت القوات اللبنانية على الحوض الخامس وجعلته مصدر تمويلها الأساسي.

الأخطر من ذلك هو أن الميليشيات بعد توقف الحرب و اتفاق الطائف، انتقلت من الشارع إلى السلطة، حاملة معها نهجها وآليات عملها، فارضة على الحكومة توزيع المال العام، من خلال الصناديق، على الأزلام والمحاسيب، بدل توظيفه لتوفير فرص عمل في مشاريع استثمارية، كما  حولت الجباية المالية" التشبيحية" إلى جباية "رضائية" من خلال التمويل الطوعي في حملات تبرع في بلدان الاغتراب أو بهبات مباشرة تقدمها برجوازيات الطوائف لزعمائها، مقابل خدمات وصفقات يؤمنها لهم مسؤولو ميليشيات السلطة على حساب المالية العامة في التزامات وتعهدات ومشاريع تمولها الدولة.

  إن البرجوازية اللبنانية التي اعتمدت نهج التمويل الطوعي للميليشيات وزعمائها والتي ورثت  التخلي عن لعب دور سياسي لصالح العائلات وحكمها الوراثي، لم تعد تملك غير الصراخ كلما تعرض الاقتصاد الوطني للخطر بفعل السياسات الميليشوية، فتعقد المؤتمرات وترفع الصوت احتجاجاً. غير أن الصراخ صار بلا صدى بعد أن حولته الميليشيات مع التشبيح والتبرع الطوعي إلى سلوك يومي عادي وجعلته جزءاً من التقاليد السياسة اللبنانية "الخالدة".

انتهاك القوانين المالية لم يبدأ مع الحرب، ولا هي التي صنعته أو تسببت به، بل هي التي أطلقت له العنان وأزالت من طريقه كل العراقيل والقيود. قبلها كان القانون هو القاعدة وضوابطه محكمة وانتهاكه الاستثناء. خلال الحرب وما بعدها صار الالتزام به هو الاستثناء، وشكل التطاول عليه حافزاً للتطاول على كل القوانين، من قانون السير إلى قانون الضريبة وقانون الأملاك المبنية وقانون الأملاك العامة والأملاك البحرية والنهرية وعلى رأسها القوانين والمراسيم الاشتراعية المتعلقة بالوظيفة العامة.

انتهاك السيادة هو اعتداء على الدولة. لأن الدولة هي التي تجسد السيادة ، والسيادة ليست شيئا آخر غير سيادة القانون. قبل انفجار الصراع المسلح كانت حرب غير مسلحة على الدستور الذي يجعل رئيس الجمهورية حاكماً لا يخضع للمحاسبة، بينما يحاسب رئيس الحكومة ولا يحكم( منطق المعارضة والسنية السياسية). مع الحرب الأهلية طالبت المعارضة بتعديل الدستور، وتم تعديله فعلاً في اتفاق الطائف، استجابة لرغبة السنية السياسية وللمعارضة اليسارية القومية، إلا أن التطبيق العملي اقتصر على انتزاع بعض صلاحيات رئيس الجمهوية، ومنها تسمية رئيس للوزراء وأناط المهمة بالمجلس النيابي. في ظل قانون انتخاب رسمته أجهزة المخابرات السورية على مقاس حاجتها في ضبط الوضع اللبناني، صار اختيار رئيس الجمهورية وتسمية رئيس الحكومة وتسمية نواب الأمة أمراً محصوراً بمن يدير دفة الحكم من وراء الستار، أي بنظام الوصاية خلال وجوده، ثم بموازين القوى المحلية والاقليمية والدولية بعد انسحابه، ما يعني تعطيل المواد الدستورية المتعلقة بانتخاب السلطات السياسية في البلاد. طريقة مبتكرة لتعليق الدستور.

 

البلديات: قاطرة ومقطورة

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/30 نيسان/16

خلافاً لكلّ التوقّعات والحسابات، ليس واضحاً بعد كيف ستكون الانتخابات البلديّة والاختياريّة التي ستبدأ بعد أسبوع:

هل هي اختبار لمصلحة ما بات يعُرف بـ"الثنائيّة المسيحيّة"، أَم عليها؟ أين تنجح وأين تُخفق. ومن سيقطف النجاح حيث تنجح، ويتحمّل الوزر حيث تفشل؟

لكنّ الأمر المحسوم الذي يُمكن استشرافه منذ الآن، أنّ هناك متقدِّماً بين متساويّيْن. ولا يشكّ مراقب علمي وموضوعي في أنّ أحد طرفَي الثنائيّة، وهو "القوّات اللبنانيّة"، بات يشكّل رافعة واضحة وحاسمة في المدن والبلدات المحوريّة، سواء على مستوى التسويات السياسيّة والمحليّة، أو على مستوى المواجهات والمعارك.

وقد كانت بيروت نموذجاً حيّاً لنجاح "القوّات" في تذليل عقبات التسوية وترتيب حصول شريكها "التيّار العوني" على حصّته في لائحة "البيارتة"، ومن خارج التحالف العشري بينه وبين "حزب الله" المنكفىء بلديّاً والمحاصص اختياريّاً مع "تيّار المستقبل".

نجاح "القوّات" في بيروت يخوّلها تعميمه على مدن وبلدات كثيرة أبرزها مدينة زحلة، حيث تشكّل الرافعة الأساسيّة لـ"الثنائيّة" وسائر الحلفاء، على قاعدة قاطرة ومقطورة، حتّى لو كان هناك نوع من التساوي الشكلي في عدد المقاعد. فالمسألة تكمن في القيادة والريادة، والموقع المتقدّم في القرار وماكينات العمل.

وهذا الواقع ينطبق على بلدات أساسيّة من الشمال إلى الشوف مروراً بجبيل وكسروان والمتنين وعاليه، وحتّى جزّين. فحيث لا توجد قاطرة لـ"القوّات" لا توجد قاطرة للعونيّين، بل نوع من التساوي في السبق والقدرة على المواجهة، كما في بلدة الحدث مثلاً.

أمّا في البلدات الأخرى، فالقاطرة موجودة خارج "الثنائيّة" التي يُضطرّها نفوذ العائلات والشخصيّات السياسيّة المستقلّة للدخول في ترتيبات راجحة لمصلحة الأخيرة: بلدات ساحل المتن وجرود جبيل والبترون مثالاً، وحتّى مدينة جونيه.

ولا يغيب خلل أساسي عن هذا المشهد: إعلان "التيّار العوني" تحالفه مع السوريّين القوميّين، بدافع تفادي الغضب من زيارته النائب الضاهر، مع ما يعني ذلك من معان سلبيّة عميقة، على خلفيّة اغتيال مؤسّس "القوّات" الرئيس بشير الجميّل، وكانت آخر مشاهدها المؤذية ما جرى في الجامعة الأميركيّة في بيروت.

وبما أنّ الانتخابات البلديّة لا تشكّل فيصلاً حاسماً في تظهير التحالف أو التوافق الثنائي، لكونها متعدّدة الاعتبارات المحليّة والعائليّة والارتباطات الشخصيّة، فإنّها لا تصلح لقياس العمق السياسي لهذا التحالف.

ومع ذلك، تعتريها شوائب ومطبّات كثيرة بدأت تطفو على سطح العلاقات في أكثر من منطقة وبلدة.

فكيف سيكون الأمر في الانتخابات النيابيّة ذات الطابع السياسي بامتياز. هناك، سيظهر مدى جديّة التحالف، لأنّ الخيارات السياسيّة المفصليّة ما زالت متباعدة، وليست أقلّها مسألة سلاح "حزب الله" ومفهوم السلاح الشرعي الوحيد ومبدأ السيادة الوطنيّة وقرارات الشرعيّتين العربيّة والدوليّة.

الدلائل الأوليّة تشير إلى أنّ التغيير في سياسة أحد طرفَي "الثنائيّة"، والمقصود هنا الطرف العوني، لم يعد مستحيلاً، كي يقترب من ثوابت "القوّات"، ويصبح للتحالف إذذاك معناه الوطني، وليس فقط بخلفيّة تحقيق مصلحة تحت شعار المصالحة، في موقع هنا أو هناك.

إذ لا يكفي الاتفاق على عناوين الميثاقيّة والشراكة والتوازن، وهي عامّة وغائمة في حدّ ذاتها، كي يتمّ نسج تحالف ناجح وعابر للمناطق والترسيمات السياسيّة المتنوّعة والمتداخلة.

لقد أثبتت السنوات الستّ للعهد البلدي المنقضي أنّ قوى سياسيّة ضمرت وانكمشت، وأُخرى نمَت وانتعشت. الأُولى تراجعت من موقع القاطرة إلى موقع المقطورة، والثانية أضافت نقاطاً وازنة في رصيدها السياسي والشعبي، وباتت هي القاطرة في مواقع كثيرة.

الاستحقاق البلدي سيُرسل إشارات أُولى عن هذا التعديل في الميزان السياسي والشعبي ضمن الثنائيّة نفسها.

وليس في التجربة السياسيّة اللبنانيّة الحديثة ما يؤكّد أنّ جسماً سياسيّاً فقد الكثير من وزنه، يستطيع بسهولة استعادته.

بيروت كانت نموذجاً أوّل. مدن وبلدات ذات طابع مسيحي حاسم ستكون نموذجاً ثانياً.

والانتخابات النيابيّة ستكون نموذجاً ثالثاً ثابتاً.

وفي العمق، هناك إدراك أنّ تقليد الطوائف الأُخرى في الأحاديّات أو الثنائيّات ليس قدراً، وبقاء المسيحيّين مثالاً للتعدّد والديمقراطيّة، ضرورة لهم وللآخرين.

وسيأتي يوم تنسج فيه الطوائف الأُخرى على منوال التعدّد المسيحي، خلافاً للمقولة الرائجة بأنّ التعدّد ضعف وشرذمة، وأنّ تعليب الطوائف قوّة ووحدة.

وتسقط يومئذ فكرة القاطر والمقطور.

 

الاتزان المسيحي

ميشال هليّل/النهار/30 نيسان 2016

بعد الأمن المسيحي، والنبض المسيحي، والاجماع المسيحي، والشارع المسيحي، صار الكلام على الاقتصاد المسيحي... كان الحديث في ما مضى والكلام لميشال أبو جودة عن الاتزان المسيحي "حتى ولو فقد جميع الآخرين في لبنان توازنهم وعقولهم، فالموارنة يجب أن يحتفظوا بتوازنهم وعقولهم". صوت صارخ في البريّة، صوت ضائع في البريّة. الانتخابات تحتاج الى أصوات أخرى كذلك المصالح، كذلك المناصب، تعيين موظف مُسلم مكان آخر مسيحي هو حرب إبادة، تقييد جهاز أو مديرية أو بلدية، أمر يحصل لأهل الذمّة، تهميش مدينة أو منطقة أو طائفة، ظلم لا يُحتمل أين منه ظلم الصلب، فالمسيحيون مدعوون إلى أمر مختلف، وما هو الأمر المختلف؟ اقتسام قالب الجبنة، وجودنا مرتبط بهذا القالب، تاريخنا يعتمد عليه، مستقبلنا يتحدّد من خلاله، ومن خلال حقوقنا "المقدّسة المسلوبة".والسياسيون الطيبون، السياسيون الحريصون على مصلحة لبنان وأهله وكيانه حين يعملون لاستعادتها، إنما يعملون من أجلنا، وحين يناضلون للمحافظة عليها يُناضلون في سبيلنا، وإذا أضاعوها، لا سمح الله، ضاع كل شيء، ولن يضيع، إذ لدينا ثنائي ماروني لا ينام، ثنائي نسي المنصب الرئاسي، لكنّه لم ينسَ المخاتير، تجاهل تأمين النصاب في مجلس النواب، لكنّه لم يتجاهل البلديات، ضرب عرض الحائط بالصيغة والميثاق والدستور، لكنه يُبدي حرصه على إجراء الانتخابات المحلية، وسيخوض معركتها ضد زياد حواط في جبيل، وبطرس حرب في البترون، وسامي الجميل في المتن، وميريام سكاف في زحلة، وفي بعبدا والبقاع والشمال والجنوب، وفي كل مكان فيه مُهمَّش. تلك رسالة الثنائي الذي يقول إنه يتكوّن من أحزاب، وإنّ الأحزاب تتميّز عن العائلات، بماذا؟ وإنها ديموقراطية. كيف؟ وإنها لا تمارس التهميش، وهي تمارسه حتى ضمن مجالسها، تهميش يتطلّبه التأليه، فزعيم الحزب الأبدي يختصر رئيس البلاد، ومقرّه بديل من القصر، وسيّدته تتخطى السيدة الأولى وهي الأولى. والثنائي لا ينقصه الكثير كي يتحوّل ثالوثاً، ولديه وصايا ومؤمنون ورسل ومبشرون، ولديه أيضاً رجال دنيا ورجال دين يُخبروننا عن مجيء المخلّص. إنها بداية الخلاص... وأيضاً النهاية.

 

غابة أرز جاج الدهرية مستباحة ومهدّدة بالزوال

ريمون عبود/النهار/30 نيسان 2016

إلى من نلجأ؟ إلى من نقدّم شكوانا؟ إنه زمن الاهتراء والتحلّل، زمن العهر والفجور، في وطن اللاّدولة، واللاّمسؤولية، واللاّاحترام للقيم والتراث، مع سياسيين عديمي الحسّ الوطني، تتحكّم بهم الأنانية وشهوة السلطة، رجال تسلّط لا رجال سلطة، وشعب ذليل أسقط العيش المشترك، مفضّلا" العودة الى التقوقع والتمذهب والعيش بين اكوام النفايات والجراثيم والأوبئة، جلّ اهتمامه المأكل والمشرب والتدخين وصولا" الى الادمان...مجتمع لا يرفّ له جفن عند سماع خَبَر إقفال صحيفة أو دار نشر، أو خبر التعدّي على الطبيعة وتشويهها. غابة أرز جاج عمرها آلاف السنين، منذ القدم تتعرّض للتعديات وأعمال القطع: أيام الفينيقيين لبناء السفن، أيام الامير بشير لتذويب الحديد. في أيامنا، كل سنة تتعرّض للكوارث الطبيعية: ثلوج تكسّر الأغصان، صواعق تقتلع الاشجار من جذورها، ناهيك عن تعدّيات المواطنين: الماعز يقضي على الاشجار الفتيّة، الصّيد العشوائي قضى على معظم الطيور، وادّى الى انقراض الحجال، حفر الأسماء على الجذوع لتخليد مرور عباقرة هذا الزمن الرديء. إضرام النار تحت اغصان الأرز لتحضير المشاوي، كل نهار أحد يتوافد العشرات ويتركون وراءهم النفايات، ويمعنون في التعدّيات من دون رادع. قانون المحميّات يفرض وجود نواطير، أين الوزير المختصّ؟غائب عن السمع! هل انتهى دور الوطن الثقافي والابداعي، وطن الجمال وسحر الطبيعة؟ هل تحوّل ساحة مستباحة لاستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم براميل بشار الاسد المتفجّرة، نزولاً عند رغبة المجتمع الدولي، لئلا يتسلّلوا الى الغرب؟ إنهم قنبلة موقوتة تهدّد الكيان. هذا الوطن الذي نال استقلاله بشكل فولكلوري من دون تضحيات، أمام سياسة التفرّد والتسلّط والقهر والقضم والتمسّك بامتلاك السلاح لقلب المعادلة، مهدّد بالانفراط والزوال

 

إيران تقوي حزب الله ولن تسمح بسقوط الأسد

العرب/30 نيسان/16/طهران - أكد كبير مستشاري علي خامنئي والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، الجنرال يحي رحيم صفوي، أن المرحلة المقبلة ستكون موجهة نحو تعزيز دعم حلفاء طهران في المنطقة، في خطوة تعكس إصرار الأخيرة على سياساتها العدوانية تجاه الدول العربية. وجاءت تصريحات صفوي خلال حديثه عن الاستراتيجية الإيرانية على مدى العشرين سنة المقبلة في المؤتمر الوطني الجيوسياسي الذي انعقد بطهران. وركز مستشار خامنئي للشؤون العسكرية على حزب الله اللبناني الذي يعد أبرز أجنحة إيران العسكرية في المنطقة. وقال القائد السابق للحرس الثوري “سنعمل على تقوية حزب الله في لبنان وبلوغه الاكتفاء الذاتي بحيث يتمكن من الحفاظ على قدراته على الساحة اللبنانية وتوازن الرعب مع إسرائيل”. وأوضح أن تقديم الدعم للحزب اللبناني سياسيا وعسكريا يصب في صالح تعزيز ثقل إيران السياسي وتأثيرها إقليميا. ويواجه حزب الله في الفترة الأخيرة ضغوطا كبيرة نتيجة الإجراءات المتواترة التي ما فتئت تتخذها الولايات المتحدة الأميركية تجاهه خاصة على صعيد تجفيف مصادر دعمه ماليا، عبر تكبيل حرية المؤسسات والشركات والشخصيات التي تتعامل معه، ووضع عدد منها على لائحاتها العقابية. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في 15 من الشهر الجاري عن لائحة تضم أسماء 95 شخصية ومؤسسة مرتبطة بالحزب يحظر على البنوك التعامل معها. ويتوقع متابعون أن تتوسع القائمة لتضم شخصيات ومؤسسات أخرى مستقبلا. وبالتوازي مع التحركات الأميركية لتضييق الخناق على الحزب المتهم بالتورط في أعمال إجرامية عابرة للقارات، اتخذت معظم الدول العربية وعلى رأسها المملكة السعودية إجراءات بحقه حيث تم إدراجه ضمن التنظيمات الإرهابية في أكثر من هيكل ومنظمة عربية، كما قامت دول خليجية بترحيل العديد من اللبنانيين الموالين له، ومنع آخرين ينتمون إليه من التوجه إليها.

أحمد فتفت: كلام صفوي قد يكون موجها بالأساس إلى الداخل وتحديدا إلى شق "الحمائم" وهذه التحركات العربية والغربية تؤكد وجود تنسيق وعمل مشترك متفق عليه مسبقا لمحاصرة الحزب الذي بات يهدد لا السلم اللبناني فقط بل العالمي أيضا. وأمام هذا الواقع الذي يواجهه حزب الله تعمل إيران على إنعاشه حتى يتمكن من الاستمرار في تنفيذ أجندتها التوسعية في المنطقة. فالحزب يعد ضمانتها الوحيدة لإبقاء نفوذها في لبنان، وهو أداتها للتدخل في أكثر من بلد عربي آخر ومثال ذلك سوريا والعراق واليمن. وليس حزب الله وحده من تراهن عليه إيران للإبقاء على حضورها فهناك الرئيس بشار الأسد الذي ما تزال تعتبره خطا أحمر لا يمكن المساس به، عند الحديث عن أي حل سياسي في سوريا. وأوضح كبير مستشاري خامنئي أنّ منع سقوط بشار الأسد وتقسيم سوريا هما من الخيارات الاستراتيجية لإيران. وهناك قناعة متزايدة لدى صقور النظام الإيراني بأن لا أحد بإمكانه الحفاظ على وجودهم في سوريا غير الأسد في شخصه، وأن تنحيته ستعني نهاية هذا النفوذ. وهو ما يفسر الدعم الكبير الذي منحته ومازلت تمنحه إياه عسكريا وسياسيا للحيولة دون سقوطه.

وفي تعقيب له على تصريحات صفوي اعتبر القيادي في تيار المستقبل أحمد فتفت أن ما قاله الأخير ليس مستغربا على الإطلاق “فالرئيس السوري وحزب الله هما رمزان للتوسع الإيراني في المنطقة. الأسد يأخذ دور الحليف وحزب الله يأخذ دور المنفذ”. وقال فتفت لـ“العرب” إن الحديث عن تأمين “اكتفاء ذاتي لحزب الله هو كلام سياسي لا أفق واضحا له، وربما يكون المقصود به ذلك الدفق الذي يمتد من إيران إلى العراق ويصل إلى لبنان، والذي قد يؤمن للحزب حضورا فاعلا ومتينا”. ولفت إلى أن كلام مستشار خامنئي قد يكون موجها بالأساس إلى الداخل الإيراني وتحديدا إلى الشق الذي يوصف بالحمائم. وصفوي يعد أحد أبرز المنتقدين للتيار “المعتدل” الذي يمثله الرئيس حسن روحاني الذي يتبنى سياسة أكثر انفتاحا مع الغرب. وقد سربت وسائل إعلامية إيرانية مقربة من دوائر صنع القرار على مدار الأشهر الماضية معطيات عن وجود خلافات بين هذا التيار والصقور الذين يشرفون على الحرس الثوري حول الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد، وأيضا من حزب الله. ووفق التسريبات فإن تيار روحاني يرى أن الاستمرار في تحمل أعباء الدفاع عن النظام السوري بات مكلفا ويعيقهم ديبلوماسيا، كما أن هذا التيار لا يرى سببا في هذا التشدد حيال دعم حزب الله اللبناني. ورغم أن تيار “الحمائم” في إيران باتت له كلمة مسموعة، ولكن يبقى الصقور هم المسيطرين على مفاصل القرار، وبالتالي فإن انتظار دعم متزايد للحزب والأسد في الفترة المقبلة متوقع. ويقول السياسي اللبناني مصطفى علوش لـ“العرب”، “بالنسبة إلى إيران بات واضحا أن تثبيت النظام السوري هو المدخل الأساسي لتثبيت حزب الله والمحافظة عليه”، باعتباره طرفا رئيسيا في استراتجيتها العدوانية تجاه المنطقة العربية.

 

"إغلاق البيوتات السياسية" و"المصالحة المسيحية" عنوانان لم يعطيا معركة زحلة نكهة حتى اليوم

زحلة – دانييل خياط/النهار/30 نيسان 2016

حوّلت الانتخابات البلدية قرى قضاء زحلة وبلداته حركة لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً، "عجقة، خفقة" اجتماعات، زيارات انتخابية... الدنيا انتخابات، إلا في مركز القضاء، زحلة المدينة التي قالوا عنها انها ستشهد "ام المعارك". تفتقد المدينة التي تتنافس 3 لوائح للوصول الى مجلسها البلدي الحماسة الانتخابية التي شهدتها في الدورات السابقة، وثمة برودة لافتة لدى الناخبين "ولا كأنو الانتخابات الاسبوع الطالع". وحده إعلان اللوائح الذي سيبدأ اليوم السبت سيحرك هذا الركود، ويضخ زخما في سباق بات محصوراً بأسبوع واحد. وكان المؤتمر الصحافي لرئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، قبل 18 يوماً، وما استدعاه من ردود على اتهامها الأحزاب المسيحية بأنها تريد اقفال بيت سكاف السياسي، قد أشعل الأجواء فترة قبل ان تعود وتخفت، ويبقى السؤال الأكثر تكراراً "شو أخبار الانتخابات؟" نهماً لإجابات، واضطرت الساحة الانتخابية إلى أن تقتات شائعات و"نتفاً" من أخبار، لم ترق الى إعادة اشعال النار.

تفتقر معركة مجلس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل حتى اليوم الى عنوان سياسي يشدّ عصب الناخبين، فلا عنوان "إغلاق البيوتات السياسية" ولا عنوان "المصالحة المسيحية" تمكنا من إعطاء المعركة نكهة، ولا رؤساء اللوائح كما أسماء المرشحين اضافوا تلاوين إلى المعركة، ولا حتى ترؤس موسى فتوش شقيق النائب نقولا فتوش للائحة تمكن من إحداث صدمة طويلة الأمد حتى الانتخابات. كله "مشهد مكرر" مع تبديل في الصور والأسماء، اما رائحة المال فلم تفح بعد إلا من جهة واحدة، بل حديث عن وعود بالدفع.

تعلن ميريام سكاف اليوم السبت عند الخامسة لائحتها من أمام مكاتب "الكتلة الشعبية" في سيدة النجاة، ليتوالى، من دون مواعيد معلنة بعد، إعلان لائحة "زحلة تستحق" برئاسة موسى فتوش، ولائحة "إنماء زحلة" برئاسة رئيس بلدية زحلة – معلقة الأسبق أسعد زغيب المدعومة من الاحزاب المسيحية "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" والكتائب. وأكد النائب سليم عون لدى سؤاله عما اشيع عن خلافات تعتري تأليف اللائحة، وعن دور لـ "التيار الوطني الحر" في عرقلتها أن "اللائحة باتت جاهزة للإعلان" نافيا كل حديث عن خلافات، من دون ان ينكر مواجهة اللائحة خلال تأليفها عقبات تواجه حتى اللوائح التي تؤلفها جهة واحدة فكيف بائتلاف أفرقاء عدة. وقال: "منذ أن تسلمت المهمة وضعت نصب عيني، انه مهما حصل سنخوض جنبا الى جنب مع "القوات اللبنانية" الانتخابات البلدية في زحلة حتى لو اختلفنا كحزبين في كل لبنان". وأضاف: "لما كنا نجحنا لو لم يكن لدى "القوات اللبنانية" الإخلاص نفسه، اشكرهم جميعا وبخاصة المنسق ميشال تنوري كان له ايضا الفضل في ما وصلنا له"، لينتهي الى القول: "ما كان ممكنا ان نخيب آمال الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع".

وعما يقال ان لائحة فتوش ستترك مقاعد من دون تسمية لمرشحي "التيار الوطني الحر" قال ان "هذا يُسأل عنه فتوش"، مؤكدا في المقابل ان تاريخ "التيار الوطني الحر" يشهد له على مرّ كل الدورات الانتخابية بأنه "لا يعقد اتفاقات تحت الطاولة بل كل اتفاقاته علنية".

من جهة أخرى تسبق بوسطة "مواطنون مواطنات من اجل بناء دولة مدنية ديموقراطية عادلة وقادرة" بقيادة الوزير السابق شربل نحاس كل اللوائح في زحلة. اذ يبرم دولابها عند التاسعة والنصف صباح اليوم السبت من "مونتي إلبيرتو" زحلة الى صغبين في البقاع الغربي وعلى متنها مرشحة اللقاء لمجلس بلدية صغبين غادة غانم ومرشحته لمجلس بلدية زحلة – معلقة أليسار سماحة. لتعود البوسطة بعد ذلك الى زحلة، ومحطتها الأولى عند الساعة الحادية عشرة والنصف على مدخل المدينة - محطة القطار للحديث عن التواصل بين زحلة ومحيطها القريب والبعيد، وعن الصناعة، ومن ثم ساحة الفحم للحديث عن التجارة وتغيير نمط الحياة والتسوق في المدينة، ثم عند الاولى على مدخل مقاهي البردوني للحديث عن التلوث والسياحة، وعند الثانية في "ستارغيت" للحديث عن اسعار الاراضي والشقق السكنية، وتنهي البوسطة جولتها عند الخامسة في "مونتي إلبيرتو" لإعلان المرشحين رسميا.

 

الانتخابات البلدية

علي حماده/النهار/30 نيسان 2016

لم يعد اللبنانيون يخشون تأجيل الانتخابات البلدية، بعد حالة تشكيك دامت أشهرا طويلة، على قاعدة ان كل موعد انتخابي في لبنان يبقى يترجّح بين تأكيد حصوله والتشكيك في ذلك. فقد اعتاد اللبنانيون مشهد التأجيل المتكرر، بعدما تكرر التمديد للمجلس النيابي وفشل إتمام الاستحقاق الرئاسي لأكثر من عامين، حتلى وصل الامر بلبنان الى جمود قاتل في المؤسسات الدستورية الاساسية، مما حدا ببعض الديبلوماسيين الغربيين على وصفه بالدولة الآيلة الى الفشل. في الانتخابات البلدية، تخشى القوى السياسية الكبرى أن يأتي الاستحقاق بمؤشرات سلبية تهزّ "العروش" القائمة هنا وهناك. ولكن القوى نفسها التي كان يخشى أن تحاول التهرب من الاستحقاق البلدي، تريد من خلاله أن تختبر قوتها على الارض، وتطوّر واقعها الشعبي بعدما طال غياب الانتخابات النيابية. لذلك تحاول القوى الاساسية في البلد أن تخوض الانتخابات معتبرة إياها مختبرا واقعيا لما آلت اليه قواها على الارض، وخصوصا أن الانتخابات النيابية المقررة حسب التمديد الاخير لمجلس النواب الحالي، ستحصل بعد نحو عام. والحال أن تأجيل الانتخابات البلدية لسنة ٢٠١٧ صار صعبا للغاية، وما عاد من السهل هضم أي محاولة لتأجيلها ولو لعام آخر! في المقابل، هناك من يقول ان عدم اتمام الاستحقاق الرئاسي حتى ربيع ٢٠١٧، سيشكل ذريعة لتأجيل الانتخابات النيابية مرة جديدة، على قاعدة ان المجلس الحالي وحده تقبل جميع القوى السياسية الكبرى (ما عدا التيار الوطني الحر) ان ينتخب الرئيس المقبل. من هنا الخشية ان يؤدي تمديد الشغور الرئاسي الى تمديد تلقائي لمجلس النواب الحالي!

وبالعودة الى الانتخابات البلدية التي تنطلق عمليات الاقتراع فيها الاحد المقبل، لا بد من القول ان نكهتها المحلية يجب ان تتغلب هذه المرة على نكهتها السياسية. فعدم التزام التعليمات الحزبية في دعم هذه اللائحة او تلك لا يعني ان الامر سينسحب على الانتخابات النيابية المقبلة. ونحن نقول اكثر من ذلك، فلينتخب المواطنون خارج القيد السياسي او الحزبي لمن يرونه مناسبا في المجالس البلدية. وكنا وددنا لو ان الاحزاب الكبرى نأت بنفسها عن الانتخابات البلدية تاركة للناخبين حرية أكبر في عملية الاقتراع. ولكن الواقع يشير الى ان الاحزاب الكبرى في كل مكان تعمل بكل طاقتها للهيمنة على الانتخابات البلدية، وكأنها انتخابات نيابية، معللة الامر بكون الاستحقاق البلدي هو "بروفة" للاستحقاق النيابي الذي يخافه الجميع في كل مكان، مهما كابروا. من المؤسف حقا أن تطغى السياسة بمعناها الحزبي الضيق على الانتخابات البلدية في معظم المدن والبلدات، مما سيؤدي الى محاصرة البعد الانمائي والاجتماعي والاقتصادي والمحلي للانتخابات.

ومع ذلك نقول ان مجرد حصول الانتخابات سيكون في ذاته مكسبا، في بلد تكاد تصير مواعيده الانتخابية ضربا من ضروب الخيال!

 

معارك الانتخابات في البقاع طاحنة... "8 آذار" تواجه العائلات

خالد موسى/موقع 14 آذار/30 نيسان/16/إتضحت الصورة في مراكز قضاء البقاع (زحلة – جب جنين- راشيا)، خصوصاً بعد إقفال باب الترشيحات منتصف ليل الإربعاء – الخميس، وباتت التحضيرات في مراحلها الأخيرة للإعلان عن اللوائح. وتتخذ الإنتخابات في تلك المراكز، طابعاً عائلياً من دون أن تخلو من الطعم الحزبي، حيث ستشهد معارك انتخابية حامية لإثبات وجود بعض الأحزاب خصوصاً المنضوية في فلك قوى "8 آذار" التي أخذت القرار بمواجهة وتشكيل لوائح في تلك القرى.

زحلة: "أم المعارك"

وعلى هذا الأساس، تتصدر عروس البقاع زحلة – مركز المحافظة ومركز قضاء البقاع الأوسط "أم المعارك" الإنتخابية، فقد بلغ عدد المرشحين لعضوية مجلسها البلدي المؤلف من 21 عضوا 112 مرشحا من بينهم 14 سيدة، وسيكون التنافس في الثامن من أيار المقبل بين ثلاث لوائح مكتملة: الأولى برئاسة رئيس البلدية السابق أسعد زغيب مدعومة من "القوات اللبنانية" و"الكتائب" والتيار "الوطني الحر" ولديها حضور وسط الأحزاب والعائلات الزحلية، الثانية برئاسة موسى فتوش شقيق الوزير السابق نقولا فتوش، أما اللائحة الثالثة برئاسة يوسف سكاف وهي مدعومة من رئيسة "الكتلة الشعبية" السيدة ميريام سكاف والعائلات الزحلية وتحظى بتأييد أهلي وشعبي وسط المكون الزحلي. وعلم موقع "14 آذار: من مصادر مواكبة للإنتخابات البلدية في زحلة أن "المدينة ستشهد أم المعارك في منطقة البقاع وستشهد على حماوة انتخابية كبيرة"، لافتة الى أن "الإعلان عن اللوائح سيتم بدءاً من الإثنين المقبل حيث سيعلن فتوش عن لائحته المكتملة الساعة الخامسة عصراً باحتفال رسمي، على أن تليها في الأيام المقبلة الإعلان عن اللوائح الأخرى في المدينة".

جب جنين... معارك عائلية مطعمة سياسياً

في جب جنين – مركز قضاء البقاع الغربي، تتخذ المعركة الإنتخابية طابعاً عائلياً مطعماً بالسياسي، وذلك بين لائحتين، الأولى برئاسة مروان شرانق مدعومة من عائلة شرانق وآل الحاج أحمد والعائلات المتحالفة معهما ومن رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، والثانية برئاسة المحامي عيسى الدسوقي ومدعومة من عائلة الدسوقي وحلفائهم من العائلات الأخرى. وتم اعتماد المداورة في اللائحتين كتكتيك إنتخابي من العائلتين لتحسين تحالفاتهما مع العائلات الأخرى، ففي حال فوز شرانق ستكون السنوات الثلاث الأولى من نصيب حليفه خالد الحاج أحمد والمدة المتبقية (أي 3 سنوات) من نصيبه، وكذلك سيتقاسم المحامي الدسوقي في حال فوزه الولاية الرئاسية مع حليفه عماد الصغير، إضافة إلى اعتماده المبدأ نفسه (أي المداورة) في نيابة الرئاسة. مصادر مطلعة على مسار الإنتخابات البلدية في جب جنين، كشفت لموقع "14 آذار" أن "اللائحة التي يرأسها مروان شرانق تضم في طياتها ممثلين عن أحزاب قوى "8 آذار": حزب الإتحاد - القومي السوري – حزب البعث – جمعية المشاريع الخيرية الإجتماعية "الأحباش" وهي مدعومة من نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي" ومن "سرايا المقاومة" و"حزب الله"، مشيرة الى أن "الائحة التي يرأسها عيسى الدسوقي هي عبارة عن تحالف عائلي لديه حيثية كبيرة داخل العائلات في البلدة".

ولفتت المصادر الى أن "الصوت المسيحي في جب جنين هو المرجح في هذه الإنتخابات، ويبلغ نحو 650 صوتا، وفي الدورة السابقة صوت أكثر من 150 صوتا منهم ضد اللائحة المدعومة من الفرزلي والآخرين مع الفرزلي"، مرجحة أن "تبقى النسب هذه الدورة على حالها أيضاً من دون أي تغيير".

راشيا ومعركة بين "الإشتراكي" و"8 آذار"

وفي راشيا – مركز قضاء راشيا، يحتدم الصراع بين لائحتين بعد فشل التوافق الذي كان يخوضه الوزير وائل أبو فاعور بناء على توجيهات من رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط. حيث تتجه البلدة الى معركة انتخابية سياسية بعد وصول مساعي التوافق الى حائط مسدود. وتتنافس في البلدة لائحتان: لائحة "شباب لإنماء راشيا" المدعومة من "الإشتراكي" وعضو اللقاء الديموقراطي النائب إنطوان سعد وعائلات مسيحية مستقلة وعائلات البلدة والتي يرأسها بسام رجا دلال، وأخرى مدعومة من قبل قوى "8 آذار" يرأسها زياد العريان.

أمر عمليات من "حزب الله"

وكشفت مصادر متابعة للإنتخابات البلدية في راشيا لـموقعنا، أن "أمر عمليات أوعز به "حزب الله" لمكونات قوى الثامن من آذار لتوحيد صفوفهم وتجميع قواهم لمواجهة "التقدمي" في البلدات المحسوبة على رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط"، مشيرة الى أن "لقاءات كانت قد حصلت بين قيادة "التقدمي الإشتراكي" ومرجعيات البلدة مع النائب السابق فيصل الداود وقيادتي التيار "الوطني الحر" والحزب القومي في راشيا جرى خلالها تأكيد أهمية التوصل الى توافق بين مكونات راشيا وعائلاتها على مجلس بلدي متجانس، بعيدا من الاصطفاف السياسي الحاد والتشديد على اضفاء الطابع الانمائي والخدماتي الذي من شأنه أن يجنب راشيا معركة انتخابية، ويؤسس لذهنية حضارية في التعاطي مع الشأن العام". واستغربت المصادر "التوقيت الواحد الذي تنصلت فيه قوى الثامن من آذار من طروحاتها الوفاقية والإلتفاف المباشر عبر مرشحيهم وقواعدهم الناخبة مع اللائحة التي يرأسها المرشح زياد العريان ،الذي خاض مع تلك القوى استحقاق الانتخابات البلدية في العام 2010 بوجه اللائحة التي كان يدعمها "الإشتراكي" عضو اللقاء الديموقراطي النائب انطوان سعد وقوى مسيحية استقلالية وعائلات البلدة، وخرج العريان ولائحته المدعومة من قوى 8 اذار خاسرين في معركة تثبيت هوية راشيا وانتمائها السياسي"، مشددة على أن "هذه القوى تحاول تجميع قواها المتشتتة اليوم بناء على أمر عمليات صدر عن "حزب الله" لمواجهة النائب جنبلاط في عقر داره في راشيا والقرى التي له الأكثرية فيها في قضاء راشيا".

 

مهزلة الانتخابات البلدية

 غسان حجار/النهار/30 نيسان 2016

اقترب موعد الاستحقاق لتبلغ المهزلة مداها الاقصى. هي مهزلة الانتخابات البلدية والاختيارية. هنا اسقاطات فوقية على الناس من دون استشارتهم وأخذ رأيهم بالاعتبار، وهناك حيث ديموقراطية ولا اسقاطات، فوضى في الترشح من دون ادراك الحد الادنى من المسؤولية الاجتماعية التي يقوم عليها العمل البلدي. معارك كبيرة لأهداف صغيرة، لا تنتج الا العداوات والخلافات والتباعدات بين ابناء البلدة الواحدة والحي الواحد، واحياناً كثيرة بين أبناء البيت الواحد. أحزاب تتنافس على لا شيء الا الفشل الذريع المضمون التحقق لاحقاً، ومقاعد لا تستأهل كل هذه الحروب. برامج انتخابية دعائية لا يتحقق منها شيء على ارض الواقع، والحجج جاهزة دائماً لتبرير الفشل. لا مشاريع حقيقية ولا انماء حقيقياً. تحاول الاحزاب التوصل الى تفاهمات في القرى والمدن لاقتسام الحصص من دون معارك و"وجعة راس". واذا ما فشلت في التسوية، وخسرت ايضا في الاستحقاق تبرر ذلك بالقول انه تنافس محض محلي، اما اذا حققت فوزاً فترى فيه تمثيلاً صحيحاً للاحجام والقوى، ومقدمة لما يمكن ان تكون عليه الانتخابات النيابية المقبلة. تمثيل للعائلات للتشارك في السلطة، واحياناً تتمثل العائلات بالاسوأ لديها وفق القيم المجتمعية للاختيار. هذا "زكرت"، والثاني "ما حدا فيه عليه"، والثالث "كريم بيدفع وقت الانتخابات"، والرابع "صديق لكل الدولة والاجهزة"، والخامس " بدو اياه الاستاذ او البك". معايير تافهة لا يمكن ان تقدم المصالح العامة عليها. ويحتدم التنافس بين العائلات، ويقوى خطاب "كرامة العائلة" وتمثيلها وحضورها، كأن الوجود صار مرتبطاً بمقعد بلدي او اختياري. اما اسماء اللوائح وشعاراتها وبياناتها ومشاريعها الموعودة فحدّث ولا حرج، اذ هي تظهر بوضوح حجم التكاذب والسذاجة معاً. في بيروت لائحة "البيارتة" كأنما المنافسين المفترضين على لوائح اخرى، مستوردون من طرابلس وصيدا وزحلة وبعلبك، وليس من تمثيل حقيقي لأهل العاصمة الا في تلك اللائحة. ثم ان شعارها "لتبقى بيروت لأهلها" لا يناسب الواقع، لان بيروت لكونها العاصمة لا يمكن ان تكون فقط لأهلها المدونين في سجلاتها وانما لكل لبناني سواء اقام فيها او سكن بعيداً. اما اهلها "الحقيقيون" فبعضهم يسكنها وتسكنه، والاخرون تسكنهم وقد هجروها الى الضواحي لغلاء اسعار الشقق والعقارات فيها. في جونية لائحة "كرامة جونية"، وكأن عاصمة كسروان كانت وستكون بلا كرامة اذا لم يكتب للائحة الكرامة النجاح، وستعيش المدينة ست سنوات مطأطأة الرأس ذليلة.في الواقع ان معظم الذين ينتقدون المجالس البلدية الحالية - ولا تعميم طبعاً - لا يملكون مشروعاً بديلاً من الانماء الفاعل، فهم ينشدون التغيير في شعاراتهم المعلنة، لكنهم في الواقع يطبقون القول الشعبي "قوم تا اقعد مطرحك". لبلديات في لبنان جزء من عدة الظهور الاجتماعي وتصدُّر الاحتفالات والتمثيل البايخ للتجمعات العشائرية ومنها العائلات، لكنها رغم كل شيء تبقى نافذة على الديموقراطية.

 

ريفي يواجه الحريري بالمجتمع المدني!

منير الربيع/المدن/السبت 30/04/2016

في الصورة الإنتخابية العامة في عاصمة الشمال، مشهدان، الاول يضم كل القوى السياسية التقليدية في المدينة، في مواجهة المجتمع المدني والوزير أشرف ريفي. على الرغم من أن الإنتخابات في الشمال ستجري في آخر موعد إنتخابي جرى تحديده، أي في التاسع والعشرين من أيار، إلا أن حماسة المعركة وحماوة الميدان تطغى على كلّ المناطق الاخرى، خصوصا ان الإجتماعات مفتوحة، والعمل على الأرض لا يتوقف. وكلّ طرف يريد إثبات وجوده في هذه الإنتخابات، وفي وقت كانت البيوتات السياسية في المدينة تتحاشى خوض المعركة، جنحت نحو التوافق الذي أثبت فشله في الدورة الماضية، كان هناك طرفان يرفضان أي شكل من أشكال هذا التوافق، منهم بهدف إثبات الوجود، والآخر رفضاً للمحاصصة، ولإخراج المدينة من نمطية عمرها سنوات. تجمع الصورة الواحدة، تيار المستقبل، والجماعة الإسلامية، والرئيس نجيب ميقاتي، والوزيرين محمد الصفدي وفيصل كرامي، مقابل المجتمع المدني وريفي. لدى الناس خياراتها، في مجتمع لا ينسى ما حلّ به من مآسٍ، وفي ذاكرته الحيّة أن كل الطقم السياسي ساهم في ذبح المدينة وخنق أهلها، منذ جولات التقاتل، إلى الإهمال في شتى المجالات التنموية. لذلك يتوق البعض إلى تجربة جديدة، والبحث عن ما يغيّر الصورة النمطية التي همّشتهم، ولذلك يبدو التعاطف الشعبي مع المجتمع المدني وريفي مشهوداً. للمجتمع المدني حصّة وازنة في طرابلس، ففي وقت كان التنافس السياسي بين المتحالفين الجدد بلدياً يحصل على طموحات أبناء طرابلس، كان المجتمع المدني يزرع على مدى سنوات سابقة ليحصد في مكان وزمان معيّنين، ويبدو أن اللحظة حانت. يتخطّى نفوذ المجتمع المدني حدود الأحياء "المرتاحة" والمتوسطة في المدينة، فهذه الجمعيات وناشطوها خرقوا أسوار الأحياء الفقيرة، وبنشاطات بسيطة، من حماية الأسواق القديمة، وتنظيفها، وترتيبها، وترميم بعضها، إلى العمل على إزالة آثار جولات القتالية المادية والمعنوية من باب التبانة وجبل محسن، إلى القبة، الزاهرية، أبو سمراء، المنكوبين، زرعت صورتهم في قلوب الناس المنسيين تحت ركام التقاتل السياسي. بالإضافة إلى الوقوف بوجه مرآب التلّ، ينطلق المجتمع المدني الطرابلسي في خوض معركته الإنتخابية، من دون إغفال ما بذل باللحم الحيّ بعيد تفجيري مسجدي السلام والتقوى لإصلاح الأضرار عبر مبادرات مدنية، كانت غائبة عنها القوى السياسية المجتمعة.

اللافت، هو العلاقة الوطيدة بين المجتمع المدني وريفي، وهو الذي افتتح عدداً من المكاتب لرعاية شؤون الناس وتوفير احتياجاتهم في شتّى المجالات. وعن علاقة الطرابلسيين بريفي لا سيما أبناء الأحياء الفقيرة، لا يمكن إغفال ما يمثّله ريفي إلى هؤلاء، في خياراتهم السياسية، التي تبدو تصعيدية كما يتمنون بعيداً عن التسويات والتنازلات. ولذلك فإن هذا التحالف "الريفي_المدني" يحضر بقوة طرابلسياً. وفي وقت ينحصر خيار القوى السياسية بين عمر الحلاب، عزام عويضة، وعبد الرحمن الثمين، لترؤس اللائحة المرتقبة، إلا أن الإختلافات لا تزال قائمة بين داعمي هذا الطرح  لجهة كيفية اختيار الأعضاء، إذ أنه في وقت ثمة من طرح على رئيس اللائحة اختيار فريق عمله على ان تتم جوجلة الاسماء في ما بعد، هناك من طرح على كل طرف سياسي اختيار ممثليه، بمعنى أن كل طرف يختار 4 أعضاء على أن يجري الاختيار منها، وهذا باب خلافي جديد.

ويقول الوزير أحمد كرامي لـ"المدن" الاتفاق يشمل "فقط" اسم رئيس البلدية على ان يُترك له "حرية" اختيار نائبه والاعضاء، واي تدخل من قبل السياسيين لادخال "جماعتهم" في المجلس البلدي سيدفعني الى "الانسحاب"، لافتاً إلى أن المجلس البلدي الجديد لطرابلس لن يضم حزبيين، وانما اعضاء يتمتعون بخبرات وكفاءات علمية اضافة الى اعضاء ينتمون الى المناطق الشعبية في المدينة، لانه لا يجوز تهميشهم وهم الذين لديهم معاناة كبيرة، وطبعاً المجتمع المدني سيكون من ضمن التركيبة.

في المقابل، يتجه المجتمع المدني والوزير ريفي إلى دعم جمال البدوي مع لائحة تضمّ ممثلين عن كل الجمعيات، وكل الأحياء لا سيما الفقيرة منها، ويستند هذا التحالف على اعتبار أنه يمتلك أكثر من 45% من الشارع الطرابلسي في الوقت الذي يتراوح تأثير القوى الحزبيّة والسياسية الأخرى حول نسب لا تتخطى الـ35%. كذلك هناك تعويل لدى ريفي على "المترددين" وهم الذين سيحسمون نتائج المعركة في المدينة، بالإضافة إلى 10 أو 15 بالمئة سيحصل عليها ريفي من قبل الإسلاميين. ووفق ما تؤكد المصادر، فإن رؤية هذا التحالف للمجلس البلدي واضحة أكثر من رؤية القوى السياسية، إذ أنه حسم توزيع عدد المقاعد بين 14 للمجتمع المدني و10 لممثلي المناطق الفقيرة وبخاصة باب التبانة، القبة، الزاهرية وباب الرمل. وينطلق ريفي في خياره الإنتخابي، من مبدأ رفض المحاصصة، والفرصة لإثبات نفسه وقوته على الأرض، وعلى الرغم من أنه يرفض اعتبار الأمر بداية البحث عن الزعامة، إلا أن الأكيد في حال تحقيق الإنتصار، فإن الحركة ستتوسع خارج مدينة طرابلس. ويقول ريفي لـ"المدن" نحن عازمون على خوض الانتخابات البلدية وكل الإستحقاقات الأخرى الى جانب المجتمع المدني الذي طرحت عليه رأيي وأخبرته ان الناس تريد التغيير والتغيير حاصل فلقد خرجنا من تجربة مريرة جداً بسبب "التوافق" الذي هو في الواقع محاصصة. واليوم تحاول القوى السياسية العودة الى المحاصصة ولكن طرابلس ترفضها ونحن نجحنا في عقد تزاوج بين اهل الاختصاص في المجتمع المدني وبين رموز المناطق الشعبية التي هي اكثر حاجة للانماء والتي هي الخزان الانتخابي الاساسي"

 

ترشيح فرنجية فقد جدواه

أحمد عدنان/العرب/01 أيار/16

حين طرح الرئيس سعد الحريري مبادرته لترشيح النائب سليمان فرنجية، سعى إلى إحداث ثغرة في جدار الانسداد اللبناني. واستند الترشيح الحريريّ إلى مبررات عدة، منها أولوية إنهاء الفراغ الرئاسي وعودة الانتظام المؤسساتي، إحداث شرخ داخل قوى 8 آذار، واحترام ترشيحات بكركي التي انحصرت -ظاهريا- بين الأقطاب الموارنة الأربعة. وقد برّر الحريري تفضيل فرنجية على ميشال عون بأنه تمكّن من إنجاز قواسم مشتركة، تعد توافقا بالحد الأدنى، يمكن أن تعبر بلبنان إلى بر الأمان في ظل العواصف الهوجاء التي تضرب المنطقة يمينا وشمالا. وبعد مرور الشهور على المبادرة الحريرية، من الواجب إعادة قراءة الموقف، فقد أنجزت المبادرة أشياء وأفسدت أشياء. ويغلب الظن أن المعطيات السياسية والإقليمية التي بررت ترشيح الحريري لفرنجية قد تغيرت، مما يستدعي مراجعة المبادرة وربما تصحيحها.  نعم، لقد أثبتت المبادرة الحريرية هشاشة تحالف 8 آذار وأحدثت شرخا حقيقيا بين مكوناته، تجلى في العزلة التامة بين حركة أمل وزعيمها، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبين عون، وهناك خدوش واضحة أيضا في العلاقة بين عون وبين فرنجية. ظنّ زعيم زغرتا أن ترشيح الحريري له سيلاقى عونيا بالتأييد وبالمباركة، فالجنرال وفرنجية من خط سياسي واحد، والعلاقة بين الطرفين يفترض أن تشبه علاقة الأب والابن، لكن الأيام أثبتت هذا التكاذب، فالجنرال السابح في عقده الثامن يرى أنه أمام فرصة أخيرة لدخول قصر بعبدا، وتضييع هذه الفرصة يعني ضياع الحلم قطعا ودائما. وفي هذا المنطق يبدو كرسي الرئاسة أهم من علاقة الأب والابن وأهم من الخط السياسي الواحد وأهم من لبنان نفسه، وفي سبيل ذلك تعمّد عون وأتباعه إهانة فرنجية بشكل أو بآخر في غير موقف. في المقابل، لم يسكت فرنجية، سليل الإقطاع وحفيد رئيس الجمهورية، ولعل أهم اللفتات المثيرة ما جرى في طاولة الحوار الوطني، فرنجية تكفل بإسكات الصهر العوني المدلل جبران باسيل، “التراجع المسيحي بعد الطائف إذا حصل، فسببه تصرفات عمك الهوجاء قبل الطائف يوم كان رئيسا للحكومة العسكرية”. وقبلها صرح لصحيفة لبنانية “حتى لو طلب منّي بشار الأسد وحسن نصرالله تنازلا رئاسيا لعون لن أفعل، لا أحد يلغي نفسه”. وكانت التتمة غير المنشورة لهذا التصريح “من الممكن أن أتنازل لأيّ أحد إلاّ عون”.

من أجل ذلك تحرك حزب الله محاولا إصلاح ذات البين بين فرنجية وعون، فصرح فرنجية “لا يهم إن كانت الرئاسة من نصيبي أو من نصيب عون، ما يهم أنها أصبحت لفريقنا السياسي”، وفي هذا التصريح -حين نربطه بالمواقف وبالتصريحات السابقة- دلالة على أن فرنجية حريص على علاقته بحزب الله لا علاقته بعون. الأخبار التي تتحدث عن علاقة عون بحزب الله ليست بتلك الوردية كالسابق، من الواضح أن ترشيح القوات اللبنانية لعون رئيسا فضح المستور، فأصوات تحالف 8 آذار إضافة إلى أصوات القوات اللبنانية كفيلة -نظريا- بإيصال عون إلى قصر بعبدا، لكن الحزب الإلهي لم يبذل أيّ جهد لتحقيق حلم حليفه المسيحي، ولم يطلب من فرنجية الانسحاب لمصلحة عون، ولم يطلب من نبيه بري دعم الجنرال، بل إن بري قال إنه لن يصوّت لعون مطلقا، ليستمر استخفاف الحزب الإلهي بالجنرال وبمطالبه، لم يأبهوا باعتراضه على تمديد مجلس النواب لنفسه، ولم يأبهوا برغبته في تنصيب صهره قائدا للجيش، ولم يبذلوا أيّ جهد لانتخاب عون. ومشكلة عون أنه لا يريد مواجهة الحقيقة، دوليا لن يوصله سلاح حزب الله إلى قصر بعبدا، والحزب الإلهي من الأساس لا يريد الجنرال رئيسا. هذا ما فعلته المبادرة الحريرية في أوساط 8 آذار، لكن ما فعلته في قوى 14 آذار أفدح، فالعلاقة باردة جدا بين حزب القوات اللبنانية وزعيمه د. سمير جعجع وبين الحريري وتيار المستقبل، وحزب الكتائب برئاسة الشيخ سامي الجميل في حالة تيه كامل، أي أن 14 آذار في حالة انعدام وزن حقيقية، والحريري -في مشهد غريب- بدا أقرب لبرّي وفرنجية من حلفائه، وكل هذا زاد استحكام ما يسمى بحزب الله في البلاد والعباد.

لقد احترمت المبادرة الحريرية مباركة بكركي للأقطاب الموارنة الأربعة، لكن لا أحد في لبنان وخارجه احترم هذه الترشيحات بداية من بكركي التي تحمل جعبتها لائحة سرية فيها دميانوس قطار وزياد بارود وروجيه ديب، والأقطاب الأربعة -عمليا- يعرقل بعضهم بعضا، وبقية الأطراف داخلا وخارجا تتحدث عن السفير جورج خوري والوزير جان عبيد والنائب هنري حلو وقائد الجيش جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبالتالي فإن الاختناق داخل دائرة محدودة غير مبرر. بقي السؤال الأهم، هل نجحت مبادرة الحريري في إنهاء الفراغ واستعادة الانتظام المؤسساتي؟ لم تنجح، فالفراغ يتمدد، وحزب الله أبلغ فرنجية وعون بأن الفراغ سيطول عاما إضافيا أو أكثر انتظارا لتسوية سوريا، لكنه لن يقبل ترشيح غيرهما، فمن وجهة نظر الحزب الإلهي، أن المقام الرئاسي أصبح من نصيب 8 آذار نهائيا. والأسوأ من كل ذلك أن فرنجية لم يحترم جديا المبادرة الحريرية ولم ينزل إلى مجلس النواب بذريعة عدم نزول نواب حزب الله، وكأنه يتنعم بمكتسبات المبادرة الحريرية من دون القيام بأبسط التزاماتها، وفي هذا الإطار فإن التوافق السياسي بين فرنجية والحريري لم يعد ذا قيمة.

من أجل كل ما سبق، أجد الاستمرار الحريري في مبادرة ترشيح فرنجية خطر جدا، فإذا كان الحزب الإلهي ينتظر التسوية السورية لا يعقل إهداؤه الرئاسة اللبنانية مقدما، والسقف التفاوضي المنخفض الذي يبديه الحريري في ملفات عدة تسبب في خسائر كثيرة مباشرة وغير مباشرة، آخرها مبادرة جون كيري التي تجرأت -ضمن بنود كثيرة وتافهة- على التفكير في اعتماد النظام الداخلي لمجلس الوزراء من مجلس النواب، مما يعني استهدافا صريحا للموقع السني الأول، ويعني مواربة مباركته للتعطيل وللسلوك الميليشيوي، والسبب كامن في التصرفات المقابلة من التيار الحريري.

لا يمكن لوم كيري ونحن نرى سلبية مزعجة وقاتلة من تيار المستقبل الذي جاءته -على طبق من ذهب- فرصة إيقاف الهبة السعودية عن الجيش اللبناني لتحريك المياه الراكدة، لكن الحريري لم يفعل شيئا جديا واستمر الفراغ. لا أتصور أن تيار المستقبل يظن أن التصريحات الإعلامية ستفضي إلى انتخاب الرئيس، إنما الضغط، كالاعتكاف عن الحكومة وقطع الحوار الثنائي مع الاكتفاء بالحوار الوطني، وتوالى الإجراءات التصاعدية، أما التصرف كأسرى الحرب في الحرم الإيراني مهين للجميع. استمرار المستقبل في السلبية ضرره أكبر من نفعه، الانتظار لن يقود إلى حلول إنما المبادرة، أتمنى أن يبلغ الحريري فرنجية بأن الاستمرار في ترشيحه مرهون بالنزول إلى المجلس النيابي، وإلا فإنه سيفكر في ترشيح آخر، والساحة اللبنانية غنية بالمؤهلين وطنيا ومسيحيا كبطرس حرب وجوزيف طربية ونعمت أفرام وغيرهم من الأسماء المتداولة، لا يهم تجاوب الحزب الإلهي مع الترشيح الجديد، فالميليشيا التي تعطل انتخاب حلفائها لن تسهّل انتخاب خصومها أو المحايدين لأن مرشحها هو الفراغ كما قال سعد الحريري نفسه، لكننا نطوي صفحة ترشيح فرنجية لثلاثة أسباب، عدم نزول فرنجية إلى البرلمان وفشل المبادرة في تحقيق أهدافها وحاجتنا لتحسين وضعنا التفاوضي ورد بعض الكبرياء لصورتنا المحلية والدولية، والله من وراء القصد.

 

التدخل البري الإيراني مقدمة لتثبيت مناطق نفوذ في سوريا

العرب/01 أيار/16/يشكل مقاتلو الميليشيات الغالبية العظمى من المقاتلين في مختلف المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، حيث يحتشد الآلاف من عناصر الحرس الثوري وقوات الجيش الإيرانيين، إلى جانب حزب الله اللبناني والميلشيات الشيعية العراقية المدعومة جميعها من إيران. وكان لافتا من بين هذه الجماعات تواجد قوات الجيش الإيراني في خطوة قال خبراء إنها تأتي في ظلّ القلق الإيراني من الاتصالات الأميركية الروسية، والتي تجري في قنوات خلفية لمؤتمر جنيف وأيضا بسبب الحرج الإيراني في سوريا الذي فرض استخدام نخبة من الجيش الوطني الإيراني.

دمشق – تقول أوساط إيرانية إن طهران تشعر بقلق بالغ مما يمكن أن يحاك خلف ظهرها بشأن سوريا. وتكشف بعض المعلومات، أنه وعلى الرغم من التحالف بين روسيا وإيران، إلا أن الطرف الإيراني غير مرتاح للاتصالات الأميركية الروسية، والتي تجري في قنوات خلفية لمؤتمر جنيف.

وكانت معلومات تحدّثت عن أن روبرت مالي، مسؤول الشرق الأوسط في البيت الأبيض، وألكسندر لابرنتييف، مبعوث الرئيس الروسي والذي عمل مستشارا في السفارة الروسية في دمشق لعدة سنوات، عقدا سلسلة من المحادثات غير المعلنة في جنيف وضواحيها. وتراقب العاصمة الأميركية عن كثب تطور الانخراط الإيراني في سوريا، والذي أخذ لأول مرة شكلا جديدا من خلال الإعلان الرسمي عن مشاركة عسكرية للجيش الإيراني، وليس للحرس الثوري فقط، في الحرب السورية. وكان الجنرال علي آراستة، نائب منسّق القوات البرية الإيرانية، قد أعلن منذ فترة أن بلاده أرسلت “قوات خاصة من اللواء 65 ووحدات أخرى إلى سوريا للعمل كمستشارين.” واللافت أن الجيش الإيراني لم يشارك في أيّ عمليات عسكرية منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وأمر العمليات العسكرية الخارجية لإيران كان منوطا بالحرس الثوري فقط، لا سيما ذراعه الخارجية المتمثلة بفيلق القدس. أما مهام الجيش الإيراني فكانت تقتصر على ما هو تقليدي من حماية لحدود البلاد. مع ذلك فقد سبق لقائد القوة البرية التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية العميد أحمد رضا بوردستان أن أعلن عن عمليات نشر قوات على الحدود العراقية الإيرانية، إضافة إلى عمليات “استباقية” لحماية البلاد من أيّ اختراق محتمل قد يقوم به تنظيم داعش للداخل.

في هذا الصدد كان بوردستان قد أوضح أن عناصر من وحدة الرصد والاستطلاع التابعة للجيش الإيراني كانت قد عبرت الحدود إلى داخل الأراضي العراقية بعد التنسيق الكامل مع الحكومة العراقية. كما كشف أن مروحيات عسكرية إيرانية قامت قبل ثمانية أشهر بالتحليق فوق مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة داخل العراق. وفيما تتحدث مصادر إيرانية عن أن قوام اللواء 65، المعروف بالقبعات الخضر، يتراوح ما بين 6 و7 آلاف مقاتل، فإن نفس المصادر تعتقد أن “المستشارين” الذين أرسلوا إلى سوريا لا يتعدون المئتي مقاتل من القوات الخاصة التابعة للواء، علما أن اللواء 65 يعتبر من ألوية النخبة التي كان لها دور لافت، حتى ما قبل قيام الجمهورية الإسلامية.

على أن إعلان قائد سلاح البر في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان عن مقتل أربعة مستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا، خلال مشاركتهم بالمعارك، كشف عن طبيعة المهام الموكلة للقوات الإيرانية، وطبيعتها غير الاستشارية. وقد اعترف بوردستان “أن هؤلاء العسكريين قتلوا أثناء مشاركتهم في عملية أمنية ضد مسلحي جبهة النصرة وغيرهم من (التكفيريين) جنوب حلب”، مضيفا، أنهم قبل مصرعهم تمكّنوا من تدمير عدد من الدبابات والمدرعات وقتل 200 من هؤلاء.  تناقض تصريحات العسكريين حول إرسال قوات من الجيش الإيراني يكشف عن مشكلة قيادة سياسية في البلاد بين مؤسسة المرشد ومؤسستي رئاسة الجمهورية والحكومة وبانتظار جلاء النزاع المالي بين طهران وواشنطن وتطبيع الولايات المتحدة علاقات نظامها المالي مع النظام المالي في إيران، تستخدم طهران لغة موازية للغة التي تستخدمها واشنطن في مسألة التصدي للإرهاب. ففيما يكرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن محاربة تنظيم داعش هو أولوية أميركية، يؤكد قائد سلاح الجو في الجيش الإيراني “أن تنظيم داعش الإرهابي المسلح ليس هو الخطر الأكبر على بلاده، بل العدو الرئيسي لإيران هو والولايات المتحدة، وأن طهران تستعد للمواجهة على هذا المستوى”. وهذا ما قد يفسر إعلان طهران عن مشاركة المئات من المستشارين من الجيش الإيراني مقابل إعلان أوباما عن إرسال 250 جنديا أميركيا إضافيا إلى سوريا في إطار الحرب ضد داعش هناك. لكن اللافت تجلى في تصريحات لقائد الجيش الإيراني، الجنرال عطاالله صالحي، والتي نفى فيها مشاركة اللواء 65 التابع للجيش في المعارك بسوريا، مؤكدا أن مسؤولية إرسال “قوات عسكرية استشارية” إلى سوريا ليس من مهام الجيش، وأن مؤسسة أخرى (الحرس الثوري) تقوم بإرسال عناصر من الجيش”. ويكشف تناقض تصريحات العسكريين حول مسألة إرسال قوات من الجيش الإيراني عن مشكلة قيادة سياسية في البلاد بين مؤسسة المرشد ومؤسستي رئاسة الجمهورية والحكومة الإيرانية. ويرى المراقبون أن المرشد بات يخترق مؤسسة الجيش الإيراني دون المرور بوزارة الدفاع، وأن الحرج الإيراني في سوريا بات يستدعي استخدام قوات الجيش الإيراني ونخبه، بعد أن ثبت فشل الحرس الثوري وفيلق القدس والميليشيات الشيعية غير الإيرانية التابعة له. واشار المراقبون إلى تصريح مساعد شؤون التدريب في القوة البرية للجيش الإيراني، العميد كمال بيمبري، الذي قال فيه إن الجيش يقاتل جنبا إلى جنب مع الحرس الثوري في سوريا، بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة، وهو المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. على أن ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين في سوريا، والذي وصل إلى حوالي 300 منذ أكتوبر 2015، يعكس مدى التورط الإيراني في سوريا، والذي أصبح رسميا معلنا، يشمل الجيش الإيراني أيضا، على نحو يعلن تدخلا كاملا دفاعا عن مصالح طهران في سوريا. لكن أوساط دبلوماسية أوروبية اعتبرت التطور الإيراني مقدمة لإعلان دول إقليمية أخرى تدخّلا مباشرا ما في الميدان السوري، لا سيما أن بعض السيناريوهات التي تحدثت عن تثبيت نفوذ أمر واقع في سوريا، على ما تم تداوله، قد يدفع لتدخلات برية مختلفة الهويات تذكر بذلك الذي حصل في نهاية الحرب العالمية الثانية حين تمّ تقسيم ألمانيا المنهزمة إلى مناطق نفوذ تديرها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.

       

لماذا لا تستعيد سوريا الجولان من كازاخستان؟

خيرالله خيرالله /العرب/01 أيار/16

في ظلّ الغياب الأميركي، تحوّلت روسيا إلى ما يشبه المرجعية في شأن كلّ ما له علاقة من قريب أو بعيد بسوريا. باتت قادرة على خرق وقف إطلاق النار من جانب واحد من دون أن يسألها أحد ما الذي تفعله في حلب، على سبيل المثال وليس الحصر. كيف يمكن لدولة كبيرة، تعتبر نفسها قوّة عظمى تحارب الإرهاب، الاعتداء، عبر النظام السوري طبعا، على مدنيين في حلب وتدمير مستشفى على من فيه من مرضى وممرّضين وأطباء؟ هل حققت روسيا أهدافها في سوريا، خصوصا بعدما صارت تسمح لنفسها بتسمية من هو المعارض المقبول ومن هو المعارض المرفوض، من هو الإرهابي ومن هو غير الإرهابي؟

فوق ذلك كلّه أصبح في إمكان روسيا أن تحدّد من جانب واحد موعدا لجولة المفاوضات المقبلة بين السوريين، فيما ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا يتفرّج وفيما بان كي مون “قلق”. على الصعيد السوري، حقّقت روسيا الكثير في المدى القصير. في المدى الطويل، ليس معروفا ما الذي يمكن أن يحصل، خصوصا أن الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب السوري لا يمكن أن تنسى مشاركتها في الحرب التي يتعرّض لها شعب بكامله. كانت ستضيع منا هذه الجنة لم يعد في الإمكان البحث في مستقبل سوريا بمعزل عن روسيا، خصوصا في ضوء ثلاثة تطورات في غاية الأهمية. حصلت هذه التطورات على الصعيد الإيراني والأميركي والإسرائيلي. اقتنعت إيران بأنّ سقوط بشّار الأسد نهائيا بات متوقّفا على موسكو. كان عليها الاستنجاد بها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا النظام السوري الأقلّوي الذي يعني لها الكثير. لولا التدخل العسكري الروسي، لما كان رئيس النظام السوري لا يزال في دمشق، ولما كان قادرا على إجراء انتخابات من النوع الصوري لا هدف لها سوى إثبات أنّه ما زال حيّا يرزق. أما أميركيا، فقد وجدت إدارة باراك أوباما أن أكثر ما يناسبها هو التفرّج على عملية تفتيت سوريا. ولذلك تركت لروسيا التصرّف بالطريقة التي تراها مناسبة من منطلق أنّ سوريا ليست همّا أميركيا وأن إبادة شعب وتهجيره من أرضه مسألة فيها نظر.

ترفض إدارة أوباما إدراك بديهيات من نوع أن لا حرب ناجحة على “داعش” وعلى الإرهاب عموما من دون الانتهاء من النظام السوري الذي يجسّد الإرهاب. اقتات هذا النظام من الإرهاب منذ نصف قرن، أي منذ كان حافظ الأسد لا يزال وزيرا للدفاع. على الصعيد الاسرائيلي، يتأكّد كلّ يوم عمق التنسيق بين فلاديمير بوتين وبنيامين نتانياهو في شأن كلّ ما له علاقة بسوريا ومستقبلها. لا وجود لأيّ اعتراض روسي من أيّ نوع كان على اعتبار “بيبي” هضبة الجولان السورية أرضا اسرائيلية “إلى الأبد”. ثمّة واقع لم يعد في الإمكان تجاوزه. يتمثل هذا الواقع في أنّ سوريا التي عرفناها لم تعد قائمة. السؤال الآن ما الذي تسعى موسكو إلى تحقيقه من أجل ضمان مصالحها في المدى البعيد، بعدما ضمنت هذه المصالح في المدى القصير؟

الجواب أنّ الثمن لضمان هذه المصالح تنسيق طويل المدى مع إسرائيل يتناول بشكل خاص الجولان. كان الجولان بوليصة تأمين للنظام السوري وذلك منذ استيلاء إسرائيل عليه في العام 1967 في ظروف، أقلّ ما يمكن أن توصف به، أنّها مريبة. أفشل حافظ الأسد كلّ محاولة لاستعادة الجولان وذلك من أجل المحافظة على النظام من جهة وتوريث سوريا إلى بشّار الأسد من جهة أخرى. تاجر النظام السوري طويلا بما سمّي “وديعة رابين”. لم يكن النظام يريد يوما استعادة الجولان. وهذا ما كانت تعرفه إسرائيل التي لعبت لعبته. يروي مسؤول أميركي سابق أنّه في أثناء المفاوضات غير المباشرة بين الأسد الأب وإسحق رابين بواسطة وارن كريستوفر، وزير الخارجية الأميركي وقتذاك، اتفق الجانبان على إعادة كلّ الجولان المحتلّ إلى سوريا. تضمّنت الصفقة المعروضة ترتيبات أمنية وسياسية متفقا عليها تشمل تبادل السفراء. يؤكد هذا المسؤول الأميركي الذي رافق المفاوضات عن كثب أن الأسد اختلق في نهاية المطاف عذرا كي تفشل المفاوضات، قائلا إن هناك علاقات ديبلوماسية بين سوريا ودول عدة، لكنّ لا سفارات لسوريا في هذه الدول، كما لا سفارات لهذه الدول في سوريا. أعطى مثلا على ذلك دولة كازاخستان. ولمّا نقل كريستوفر موقف الأسد إلى رابين، طلب منه الأخير سؤال الأسد الأب لماذا لا يستعيد الجولان من كازاخستان؟!

كان رأي المسؤول الأميركي أن حافظ الأسد لم يكن يريد شيئا باستثناء بقاء “وديعة رابين” مجرد وديعة تصلح منطلقا للدخول في مساومات سياسية لا نهاية لها. لم يرد يوما استعادة الجولان. في غضون ذلك، كان الأسد الأب يدفع بوجوه سنّية للتفاوض مع الاسرائيليين على نحو مباشر. وهذا ما حصل مع فاروق الشرع بصفة كونه وزيرا للخارجية وحكمت الشهابي رئيس الأركان. كان مهمّا في كلّ الوقت وضع شخصيات سنّية، وليس علويّة، في الواجهة متى يتعلّق الأمر بإسرائيل. كان مهمّا للأسد الأب إظهار العلويين بأنّهم أولئك الذين يرفضون إسرائيل ويوزّعون شهادات في الوطنية في كلّ الاتجاهات، فيما السنّة هم “الخونة”… أما بقاء الجولان تحت الاحتلال، فهذا أمر آخر له حسابات مختلفة! من الواضح أن روسيا أخذت علما بانتهاء صلاحية بوليصة التأمين الاسرائيلية للنظام، بما في ذلك للعبة التي كان يمارسها مع إسرائيل والمتمثلة في إبقاء جنوب لبنان جرحا ينزف، تماما كما تريد إسرائيل التي لم تعترض يوما على الوجود الفلسطيني المسلّح حتّى العام 1982. هناك الآن معطيات جديدة تقوم على تقاسم روسيا وإسرائيل مناطق النفوذ في سوريا مع مراعاة لإيران التي تعطي أولوية لبقاء بشّار الأسد في دمشق، وإن بشكل صوري، وذلك لأسباب ذات طابع مذهبي قبل أيّ شيء آخر.

على ماذا ستستقر ترتيبات المرحلة المقبلة في سوريا وكيف يمكن لروسيا تقديم الضمانات المطلوبة إسرائيليا في حال إصرار إيران على متابعة نقل صواريخ من نوع معيّن إلى “حزب الله”؟ إلى الآن، استطاع الثلاثي الروسي ـ الإسرائيلي ـ الإيراني إيجاد صيغة للتعايش بدليل أن إسرائيل تضرب في الداخل السوري متى تجد ذلك مناسبا لها في ظلّ صمت إيراني. ولكن هل صيغة التعايش هذه قابلة للحياة طويلا، خصوصا أن روسيا باتت تعتبر أن بوليصة التأمين الجديدة للنظام هي في التخلي نهائيا عن الجولان وقبوله بمنطقة كردية مستقلة في الشمال؟ ثمّة عاملان يلعبان ضد استمرار صيغة التعايش هذه طويلا. الأول أن تركيا لا يمكن أن تقبل بكيان كردي في شمال سوريا وتعتبر ذلك تهديدا مباشرا لأمنها. أمّا العامل الثاني فعائد إلى أن الشعب السوري لم يقم بثورة حقيقية من أجل عيون روسيا وإسرائيل وإيران وتركيا. لا يزال هذا الشعب، على الرغم من الحال المترهلة للمعارضة، قادرا على قول كلمته. كلمته الأولى والأخيرة أن النظام انتهى وأن لا مجال لأيّ حلّ أو تسوية من أيّ نوع ما دام بشّار الأسد في دمشق. لا شكّ أنّ روسيا خرجت رابحة في المدى القصير. لديها في سوريا حليفان قويّان هما إسرائيل وإيران، ولكن ما العمل في المدى الطويل عندما ستكتشف عمق الرفض الشعبي للنظام؟ هل تكتفي بمنطقة ساحلية تدير منها الحروب الداخلية التي تبدو سوريا مقبلة عليها، فيما إسرائيل تتفرّج على المشهد الدموي المستمرّ. إنّه مشهد تورّطت فيه إيران مباشرة وعبر الميليشيات المذهبية التابعة لها إلى ما فوق رأسها. تتفرّج إسرائيل على فصول المأساة السورية من مكان مرتفع اسمه الجولان..

 

العربي الجديد: مقتلة حلب: الصمت الدولي وشراكة أوباما يتيحان استمرار المجازر

السبت 30 نيسان 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول : يتهم ناشطون سوريون الرئيس الأميركي باراك أوباما بالشراكة مع الروس والنظام في قتل السوريين، محذرين المجتمع الدولي من أن تراخيه وعدم اكتراثه بالمأساة السورية سيتسبب بكارثة كبرى بدأت تظهر ملامحها المخيفة في مدينة حلب (شمال سورية)، على وقع قصف جوي من طيران النظام ومقاتلات روسية، قتل وأصاب المئات، خلال أسبوع. كما دمّر أجزاءً واسعة من أحد أقدم المدن التي لا زالت مأهولة في التاريخ الإنساني. وارتأى النظام السوري أن يكون يوم أمس نسخة كربونية عن الأيام التي سبقته لناحية القتل والمجازر، بما أن ردود الفعل الإقليمية والدولية على مقتلة يومي الأربعاء والخميس كانت منعدمة تقريباً. وأسفر قصف طائرات النظام السوري المتجدد على حلب، بعد ظهر الجمعة، عن مجزرتين جديدتين أدتا إلى مقتل نحو خمسة عشر من سكان أحياء المدينة التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية. وقالت مصادر طبية في حلب لـ"العربي الجديد"، إن قصفا جوياً بالألغام البحرية قامت به طائرة مروحية تابعة للنظام السوري على منطقة سكنية قرب جامع أبو هريرة في حي الفردوس في القسم الشرقي من مدينة حلب، تسبب بدمار ثلاثة أبنية سكنية وتضرر أبنية أخرى مجاورة، ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وإصابة عشرين آخرين بجراح في حصيلة أولية.

وتابعت مصادر مؤسسة الدفاع المدني في حلب أن قصفا بالبراميل المتفجرة قامت به طائرة مروحية تابعة للنظام السوري على منطقة سكنية في حي المغاير، شرق حلب، بعد ظهر الجمعة أيضاً، أسفر عن مقتل خمسة مدنيين واصابة نحو خمسة عشر آخرين بجراح. وتواصل بذلك طائرات النظام السوري قصف الأحياء السكنية في مدينة حلب منذ مطلع الأسبوع، وهو القصف الذي استهدف بالإضافة إلى المناطق السكنية عدداً من النقاط الطبية والمشافي والمدارس والمساجد، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من مئتين وخمسين مدنياً في حلب خلال سبعة أيام فقط.

وأطلق الناشطون تغريدة عبر مواقع التواصل تحت عنوان "أوباما عرّاب القتل الروسي"، أمس الجمعة، التي أعقبت أسبوعاً كاملاً من قصف ممنهج على الأحياء الخاضعة للمعارضة السورية المسلحة في مدينة حلب، في مسعى من قبل النظام وحلفائه لمحاصرتها كخطوة أولى نحو اقتحام هذه الأحياء التي خرجت عن سيطرة النظام بدءا من منتصف عام 2012.

وقالت لجان التنسيق المحلية إنّ "الهجمات البربرية المدمرة" على مدينة حلب أدت، لغاية يوم الخميس، إلى مقتل 170 شخصاً، بينهم 36 طفلاً، و5 من عناصر الدفاع المدني، وممرضة وعائلتها، وطبيبين، أحدهما طبيب أطفال في حلب. وأشارت إلى أن هذه "الحملة الهستيرية كسابقاتها تأتي في سياق الضغط على الشعب السوري وقواه الثورية للتنازل عن مطالبه المشروعة التي أكدتها الهيئة العليا للمفاوضات في الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف". ورأت لجان التنسيق أن ما يجري "إبادة ممنهجة للسوريين لمصلحة بشار الأسد، وقوى التطرف والإرهاب، التي تنمو مع التخاذل الدولي تجاه جرائم الحرب المفتوحة في سورية"، وفق بيان للجان.

وصُبغت حسابات عدد كبير من الناشطين السوريين باللون الأحمر على وسائل التواصل، مطلقين أكثر من وسم (هاشتاغ) على موقعَي فيسبوك وتويتر، مطالبين المجتمع الدولي بسرعة التحرك لإنقاذ مدينة حلب من حرب إبادة تتعرض لها الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة من قبل طيران النظام ومقاتلات روسية. كما طالبوهم بإيقاف آلة الموت التي حصدت خلال أقل من أسبوع أرواح أكثر من مائة مدني جلّهم من الأطفال والنساء، في حملة قصف جوي وصفها ناشطون بـ"البربرية"، لم تستثن مستشفيات، ومراكز حيوية، وأسواقاً شعبية، ومدارس أطفال، ومساجد.

وتفاعل عدد كبير من السوريين مع حملات على مواقع التواصل تدعو المجتمع الدولي ومنظمات دولية متخصصة للتدخل ولجم النظام عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين في المدينة، مشيرين إلى أن #‏حلب_تحترق بكل أنواع الأسلحة بما فيها الألغام البحرية والبراميل والصواريخ الموجهة والقنابل العنقودية، ما يُنذر بكارثة ربما تكون الأفظع منذ خمس سنوات من حرب مفتوحة على السوريين.

ووصف صحافيون وناشطون من حلب ما يجري في مدينتهم بـ"المقتلة الحقيقية" التي تستهدف أهالي المدينة وشجرها وحجرها، لتغيير المعادلات السياسية وفرض تسوية على السوريين، تُبقي الأسد في السلطة وتشرعن الاحتلالَين الروسي والإيراني لسورية. ويرى الصحافي فراس ديبة، وهو من أبناء مدينة حلب، أن الهدف الحقيقي من وراء الحملة المتوحشة على المدينة "تصفية الحواضن الثورية في سورية"، مشيراً إلى أن النظام وحلفاءه يسعون إلى محاصرة المدينة تمهيداً لاقتحامها، ما يهدّد أكثر من 500 ألف مدني موجودين في الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة بـ"الإبادة الجماعية" على يد قوات النظام ومليشياته.

ويعتبر ديبة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن موسكو تسعى للضغط على الهيئة العليا للتفاوض التي تمثّل المعارضة السورية لترضخ لـ"الإملاءات الروسية"، وتوقّع اتفاقاً سياسياً لا يرضي الشارع الثوري السوري، ويعيد إنتاج نظام الأسد. ويستبعد الصحافي ذاته رضوخ الهيئة العليا للتفاوض لهذه الإملاءات، لافتاً إلى أن حلب "قادرة على الصمود" أمام القصف الجوي "المتوحش" من قبل طيران النظام والمقاتلات الروسية. وطلب المجلس الشرعي في حلب من القائمين على مساجد المدينة، أمس، تعليق فريضة صلاة الجمعة، وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها، بسبب "الحملة الدموية الأفظع التي يشنها أعداء الإنسانية والدين على محافظة حلب، متمثلة بقصف النظام السوري والروس للتجمعات المدنية، ومنها الأسواق والمشافي والمساجد والمدارس، بكافة الأسلحة وفي كل الأوقات، وبتأييد وإغراء غربي تام"، وفق بيان المجلس.

وتوقفت معظم أسواق المدينة عن العمل، وتعطّلت المدارس، وتوقفت خدمات الكهرباء بنسبة كبيرة. كما أنّ انقطاع المياه المستمر عن المدينة لفترات طويلة يعمّق أزمة عشرات الآلاف من الحلبيين، الأمر الذي يعده الصحافي الحلبي أحمد العقدة "أكبر أزمة أخلاقية في التاريخ المعاصر". ويشير العقدة إلى أن العالم "لا يكترث بمأساة إنسانية تصوّر تفاصيلها كل وسائل الإعلام"، لافتاً إلى أن ما حدث ولا يزال يحصل في حلب "إجرام ممنهج" من قبل الروس والنظام والإيرانيين. ويرى العقدة أن مدينة حلب تتجه إلى مزيد من الدمار "ما لم تتدخل القوى الإقليمية والكبرى لإيقاف شلال الدم"، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك "تغوّلاً من داعش، وبعض الأحزاب الكردية، والنظام، والروس، والإيرانيين، وحزب الله. الجميع يتسابق لإنهاء هذه المدينة، وإبادة أهلها"، على حدّ تعبيره. ومن داخل مدينة حلب، يؤكد الناشط الإعلامي جعفر محب الدين، أن الخوف هو "سيد الموقف داخلها"، من القصف المتواصل والبراميل المتفجرة، وهناك خشية من إغلاق طريق الكاستيلو، وهو شريان الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة الوحيد إلى خارج حلب باتجاه ريفها الغربي، ومنه إلى الحدود السورية ـ التركية.

 

المعارك العراقية الساخنة ودائرة الفشل

داود البصري/السياسة/01 أيار16/

ثمة حقيقة راسخة تؤكدها الأحداث العراقية، وهي أن العراق مقبل على معارك ساخنة في مختلف الاتجاهات، وهي ما تؤكده طبيعة الاهتمام الأميركي بترصين وتعزيز تماسك الحكومة العراقية التي تشهد انهيارات في مختلف المجالات بعد وصول الصراعات البينية بين المكونات لأقوى درجاتها! لقد “تمخض الجبل فولد فأرا”..! تلك هي خلاصة الوضع العراقي المنهك الذي انتهى اليه بعد مسيرات ماراثونية حافلة، وبعد مقاطع هزلية لخطاب سياسي عبثي يسود في الساحة العراقية؟ فاعتراضات التيار الصدري والتي كانت تعبيرا عن فوضى منهجية وانسداد أفق، وسذاجة سياسية منقطعة النظير لم تقدم في نهاية المطاف من مطالبات الاصلاح والتغيير سوى حكومة ناقصة (نصف كم) هي كل حصيلة شهور طويلة من الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية التي عطلت الحياة الانتاجية في العراق لبلد بات بلا انتاجية ومستهلك في كل شيء! فالحكومة في نسختها الجديدة التي وافق عليها البرلمان (المنشق) بعد تصويت كان حافلا بحضور عسكري واسع جعل المشهد أقرب من كونه مشهدا انقلابيا أكثر من أي شيء آخر، كما أن حضور الكلاب البوليسية لقاعة البرلمان الكبرى كان منظرا ساخرا ومعبرا عن النهاية (المتوحشة) لخلافات عراقية ساخنة لن يهدأ أوارها. الحكومة الجديدة ظهرت بشكل بائس وناقص وجددت بكل تأكيد حالة الفشل، ولم تلغ أبدا موضوع التحاصص الطائفي والعرقي! بل كانت حل الأعوج لمشكلة بدأت بالتضخم المتناسب طرديا مع أطنان الملفات من المشكلات العالقة التي تدور في دائرتها حكومة حيدر العبادي، وهي تنتقل بامتياز من فشل لآخر، فقناني المياه التي تهاطلت على حيدر العبادي من نواب غاضبين بعضهم من أعضاء حزبه العقيم ( حزب الدعوة )! لم تغسل أبدا غبار الفشل المتراكم، واذا كانت صراعات أهل البرلمان قد انتهت بتحطيم الأجهزة والمكاتب من قبل بعض غوغائيي العمل البرلماني، فان في شمال البرلمان وتحديدا في منطقة “طوزخورماتو” تتوضح أكثر وعلى الساحة وفي عمق الميدان طبيعة المستقبل السياسي لسلطة تائهة لا تمتلك سيطرة على ميليشياتها الطائفية الرثة! فمعارك قضاء الطوز بين الحشد الطائفي والبيشمركة الكردية قد أفرزت حقيقة واقعية تتمثل في كون النزعة التوسعية والاقصائية والأجندة المرسومة لأهل الحشد من مقر قيادته الفعلية في وزارة الحرس الثوري الايراني تهدد بتمزيق العراق شذرا مذرا، فعصابات الحشد الطائفي التي تلقت ضربات قاضية ومهلكة على أيدي قوات البيشمركة الكردية، قامت في الوقت نفسه باستعراضات استفزازية، وهي ترفع رايات “حزب الله” في مدينة الأعظمية في بغداد! وأمام عيون الحكومة الغائبة والمشغولة في ترميم جدرانها المتصدعة وأساساتها متهاوية الأركان!

وهو ما ينذر بشكل واضح بجولة جديدة من الحرب الطائفية يراد لها أن تكون حاسمة في تحديد الهوية العراقية خدمة لأهداف واضحة المعالم ولا تخطئ العين الخبيرة قراءة واستشراف نهاياتها الحقيقية! كما تلازمت تلك الممارسات مع قيام حكومة بغداد باغلاق مكتب قناة الجزيرة الفضائية واتهامها باتهامات باطلة ليس لها أساس حقيقي وانما بهدف انتقامي واضح المعالم! ما جرى في قضاء الطوز وحجم خسائر الميليشيات الطائفية هناك لن يمر دون انتقام أهوج من أطراف طائفية هو جاء وذلك عبر القصف الوحشي وغير المبرر على المدنيين في مدينة الفلوجة المحاصرة بقسوة من الجيش والميليشيات، ولم يخجل زعيم الحشد الطائفي هادي العامري من التصريح العلني بأنه يرفض ادخال الغذاء والدواء لأهل الفلوجة لكونهم “دواعش” وهو اتهام خطير ومفزع ويثبت أن الحكومة العراقية غير قادرة على حماية شعبها الذي تركته تحت رحمة الميليشيات الطائفية المريضة الحاقدة الوقحة! الفوضى العامة هي سمة الواقع العراقي المتدهور، والذي يبدو واضحا ان تفعيل مخططات التمزيق الطائفي فيه قد ازدادت وتيرتها بشكل ملفت للنظر، بعد الفشل في الخروج من المحاصصة الطائفية، وبعد انفلات الأوضاع وتمكن الميليشيات من فرض سيناريوهاتها الخارجة عن سيطرة السلطة المركزية الضائعة أصلا. سيسجل التاريخ الدور الكارثي الرهيب الذي لعبه حزب الدعوة الحاكم في تدمير العراق، ومساهمته المركزية في صناعة وتأطير وتكريس الفشل ليكون منهجا سلطويا ثابتا، والصيف العراقي الساخن سيكون رهيبا بكل معنى الكلمة.. انها حرب تقرير الارادة وفرض الوقائع، وستكون أسخن مما يتوقعه البعض.. في ظل الفشل ليس سوى الكوارث.

 

تيران وصنافير وسورية واليمن و «رؤية 2030»

 جمال خاشقجي/الحياة/01 أيار/16

الجميع يسأل، ما سر هذه الحماسة والحيوية اللتين دبّتا في السياسة الخارجية السعودية، بعدما انطلقت الطائرة الحربية الأولى من مطار خميس مشيط قبل أكثر من عام، لتقصف مواقع الحوثيين في اليمن معلنة «عاصفة حزم» لم تهدأ حتى الآن، ليس في اليمن فقط وإنما امتدت بعيداً حتى ماليزيا وقلب أفريقيا؟

لماذا تصرّ السعودية على إخراج إيران من سورية مهما كلّف الأمر؟ وربما من العراق ولبنان أيضاً؟ لماذا حرصت الرياض على استعادة جزيرتي تيران وصنافير الآن من مصر، يسأل أحدهم، وهي تعلم ما سيسبّبه ذلك من حرج للنظام الحليف لها في القاهرة؟ لماذا الآن وقد تركتها عهدة هناك عقوداً طويلة؟ أما كان لها أن تنتظر عاماً آخر أو اثنين؟ الاستماع إلى صاحب «رؤية 2030» ولي ولي عهد السعودية الأمير الشاب محمد بن سلمان، وقراءة الرؤية يجيبان عن هذه الأسئلة. «حنا عندنا ثلاث مناطق قوة مستغلة وغير مستغلة ولا أحد ينافسنا عليها»، يقول محمد بن سلمان في حديث متلفز بُثّ على قناة «العربية» الاثنين الماضي، هي باختصار «الإسلام، القدرة الاستثمارية الهائلة، والموقع الجغرافي». في حديث خاص مع مجموعة صغيرة من الكتّاب وعلماء الدين والدعوة السعوديين يشرح أكثر، كيف أن المملكة هي راعية الإسلام الوسطي الحقيقي، ولا يجوز لا لإيران التي امتد نشاطها «الدعوي» بعيداً حتى إندونيسيا شرقاً ونيجيريا غرباً، ولا لـ «داعش» أو «القاعدة»، واللذين امتد نشاطهما ودعوتهما شرقاً وغرباً أيضاً، أن يمثلا الإسلام، وقد شرعت الرياض في مواجهة هذا التمدّد، وحققت نجاحات عدة، فالنشاط الإيراني ينحسر، بل إن دولاً عدة باتت تمنعه، وأخرى ذهبت حتى قطع العلاقات مع طهران، والحرب الفكرية على «داعش» و «القاعدة» ستأخذ بعداً أكبر، ليس بإرسال دعاة سعوديين، وإنما بدعم المؤسسات الإسلامية الرسمية والعريقة في تلك البلاد، إذ لا يوجد إسلام سعودي كما يزعم حتى الرئيس الأميركي باراك أوباما، وإنما «إسلام وكفى»، ما يذكرني ببرنامج رائع كان يبث ظهر كل يوم من إذاعة الرياض في الستينات والسبعينات الميلادية، وكان يقدمه الأستاذ زهير الأيوبي - رحمه الله - يُدعى «مسلمون وكفى»، يحمل رسالة التضامن الإسلامي التي صاغها ونجح بها الراحل الملك فيصل، خلال تلك الحقبة التي تبوأت فيها المملكة موقعاً مميزاً لدى الشعوب الإسلامية كراعية للإسلام الوسطي، وقد تردد ذكر هذا المصطلح الصحيح سياسياً وعقدياً غير مرة في «رؤية 2030».

القدرة الاستثمارية التي تريدها الرؤية أن تكون بديلاً عن الإدمان على النفط، مرتبطة أيضاً بالموقع الجغرافي، الذي يريد الأمير محمد بن سلمان استثماره لمصلحة المملكة ودول المنطقة، لكنه يصطدم بمشروع إيراني موازٍ، ولعل لدى القوم «رؤية 2030» تخصّهم، لكنها لا تتم عبر حسن الجيرة وتبادل المنافع وإحلال السلام والاستقرار، وإنما عبر ميليشيات، وتهريب أسلحة، ومؤامرات وانقلابات. الرؤية الإيرانية لا تقوم على المشاركة، وإنما على إخضاع الآخرين والتبعية لولي فقيه في طهران. في السعودية لا نفعل ذلك، وإنما نوقّع عقوداً، وتحالفات استراتيجية في ضوء النهار ومع حكومات قائمة لا أحزاب سرية وميليشيات.

لكي تنجح الرؤية السعودية في أن تكون المملكة المعبر الرئيسي لحركة التجارة العالمية بين ثلاث قارات، آسيا وأفريقيا وأوروبا، فهي في حاجة إلى جيران يشاركونها رؤيتها، وبالتأكيد لا يمكن أن يكون بينهم يمن تحكمه إيران بميليشيات الحوثي التابعة لها، ولا سورية يحكمها نظام طائفي تحت رحمة طهران، والبلدان هما شام الجزيرة ويمنها ومنفذها شمالاً وجنوباً.

نظرة سريعة على خريطة المنطقة تفسّر هذه العاصفة لإخراج إيران من عالمنا، ومعها التحالفات الاستراتيجية ومجالس التنسيق التي تبرم اتفاقاتها مع تركيا ومصر وأخيراً الأردن قبل أيام، وكذلك مع السودان وجيبوتي، ولا بد أن في الطريق اتفاقات مماثلة مع باكستان تحيي تحالفاً قديماً بين البلدين اعتراه وهن بتأثير الفتن التي سلّطت على إسلام آباد، وانقلاب مشرف، والتدخلات الإيرانية الطائفية المعتادة، وهي في صدد خطة تنمية تأخرت كثيراً، وضعها وزير التخطيط الباكستاني الحالي أحسن إقبال، والذي وضع رؤية باكستان 2020 قبل عقدين من الزمن، وأجريت معه وقتها حديثاً صحافياً، ثم ألغيت الخطة إثر انقلاب الجنرال برويز مشرف، وعاد إقبال مع حكومة نواز شريف قبل عام إلى غرفة التخطيط يحاولون إحياء رؤيتهم ورسمها مجدداً، بعدما ضيّعها الجنرالات، وتصادف أنه كان في الرياض الأسبوع الماضي حيث التقيته، فكان الحديث معه حول الرؤية السعودية وكيف أنها ستفيد بلاده.

أهم ما قاله، أن الخطط التنموية الطويلة الأمد تحتاج إلى استقرار سياسي، وضرب مثلاً بكوريا الجنوبية واليابان اللتين حكمهما حزب واحد عقوداً عدة، وهو ما يتمناه لبلاده. السعودية تنعم بهذا الاستقرار، ما يبرر المراهنة على نجاح رؤيتها، لكنها أيضاً ليست خطة تنفرد المملكة وحدها بمنافعها وإنما تشمل كل المنطقة، وهنا تختلف الرؤية السعودية التشاركية عن الإيرانية الأنانية، فرخاء الجيران يزيد من رخاء أهل الدار. عودة إلى خريطة المنطقة، نجد أكثر من موقع مكمل للمشروع السعودي: دبي التي اكتملت تقريباً بنيتها التحتية وجعلتها «هب» للتجارة والمواصلات العالمية، ميناء الدقم في عمان، لوسيل المدينة الاقتصادية الطموحة في قطر، أبو ظبي وقوتها الاقتصادية، كلها ستربط رؤية المملكة 2030 مع أقصى الشرق الآسيوي، وغرباً حيث جازان ومدينتها الاقتصادية، ومدينة الملك عبدالله بمنتصف البحر الأحمر وميناؤها الذي يستطيع أن يتضاعف حجمه عشرين مرة حتى يتضاءل ميناء جدة الإسلامي بجواره، هنا الشريان الذي سيربط أفريقيا بأوروبا، يكمله جسر الملك سلمان الذي سيمر فوق تيران ويكون أهم معبر بري في العالم كما وصفه الأمير محمد بن سلمان. المفقود وسط كل هذه المواقع، وبما تضم من فرص عمل لمئات الآلاف من السعوديين والمصريين والأردنيين، والأفارقة والآسيويين، هو شامنا ويمننا، تأكلهما آلة حرب إيرانية، اختارت إيران المواجهة والعدوان عوضاً أن تكون شريكاً مكملاً مثل تركيا. لذلك كله، تنشغل السعودية بجيشها، وديبلوماسيتها، ما ظهر منها وما بطن، في إعادة ترتيب أمن المنطقة، ووقف حالة الانهيار الذي تعيشه، من أجل أن يحيا ليس السعوديون وحدهم حياة آمنة كريمة، يعيشون «جودة الحياة»، وهو مصطلح رائع لا يجوز أن يمر عليه المحلل مرور الكرام وهو يقرأه في «رؤية 2030»، وإنما كل سكان المنطقة. الشعوب لم تعد تريد إسقاط الأنظمة بعدما رأت ويلات ما بعد الربيع العربي، وإنما تريد «جودة الحياة»، لكن الأنظمة التي لا تريد ذلك يجب أن تمضي خارج التاريخ غير مأسوف عليها.

 

إسرائيل تستعمل الجولان للمساومة على أمنها ضد «داعش»!

 سليم نصار/الحياة/01 أيار/16

في الذكرى السنوية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، قرر رئيسها بنيامين نتانياهو عقد الجلسة الأسبوعية فوق مرتفعات الجولان. وطلب من وسائل الإعلام توزيع صورة الاجتماع على الصحف المحلية والخارجية، مدّعياً أن هضبة الجولان كانت جزءاً من أرض إسرائيل الكبرى. وأعلن نتانياهو أنه اختار عقد الاجتماع الأسبوعي في هذا المكان بالذات كي يمرر رسالة سياسية مفادها إن مرتفعات الجولان ستبقى تحت سيطرة إسرائيل إلى الأبد. وكان من الطبيعي أن يُحدِث استفزاز الحكومة الإسرائيلية ردود فعل غاضبة دشنها مجلس الجامعة العربية بالاستنكار والرفض القاطع. لذلك كلف الأمين العام نبيل العربي إجراء اتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء فيه من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.

وحذر مجلس الجامعة بلسان الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي، من المحاولات الإسرائيلية المتكررة لفرض الأمر الواقع. وقال إن سياسة التوسع لضم أراضي المستوطنات في الضفة الغربية أصبحت قاعدة متـّبعة في مختلف المواقع المحتلة، بما فيها مرتفعات الجولان.

وأضاف إن هذه الخطوة تشكل تحدياً صارخاً لإرادة المجتمع الدولي وقرار مجلس الأمن الرقم 497 الصادر بالإجماع عام 1981. وهو ينص على رفض القوانين الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، كونها تمثل خرقاً فاضحاً لقرارَيْ مجلس الأمن 242 (عام 1967) و338 (عام 1973). إضافة إلى القرارات الأخرى ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية عام 2004 في هذا الشأن. ولكن هذا كله لم يُلغِ التساؤلات المتعلقة بالدوافع الحقيقية التي شجعت نتانياهو على اتخاذ هذا القرار الاستفزازي؟! جزء من الجواب قدّمه رئيس الوزراء أثناء مناقشة مستقبل مرتفعات الجولان على هامش الجلسة الخاصة. قال إنه لا يدري إذا كانت التسوية في سورية ستحافظ على مصالح إسرائيل الأمنية في هذه المنطقة الاستراتيجية أم أن ذلك سيكون من نصيب «حزب الله» أو «داعش»؟ ثم أكمل: «لقد نشر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مسودة تسوية يعيد بموجبها هذه المرتفعات إلى سورية. هذه سخافة. حان الوقت لأن تستوعب الأسرة الدولية الأمر الواقع. قصة الجولان انتهت. الجولان كله سيكون من نصيبنا». الأحزاب المعارضة في إسرائيل التزمت جانب الصمت، ولكنها أعربت عن استغرابها لتصريحات رئيس الحكومة التي أثارت ضجة سياسية كبرى بعد مرور 49 سنة على احتلال الجولان.

أول تنديد صدر عن بان كي مون، الذي ذكـَّر بقرار مجلس الأمن (عام 1981) الذي ألغى قرار ضم الجولان للسيادة الإسرائيلية. ثم تبعه الناطق بلسان الخارجية الألمانية مارتن شيفر، الذي كرر التزام بلاده مبدأ القانون الدولي في ميثاق الأمم المتحدة. أي القانون الذي يمنع ضم أرض دولة إلى أرض دولة أخرى.

وبما أن نتانياهو لم يذكر تعليق وزير خارجية أميركا جون كيري على اقتراحه، فقد تولى الناطق بلسان الخارجية الأميركية جون كيربي هذه المهمة، وقال إن سياسة واشنطن لم تتغير، وأن كل تغيير في وضع الجولان يجب أن يتقرر في المفاوضات. في لقائه الأخير مع باراك أوباما، طلب نتانياهو منه الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. وادّعى أن وجود روسيا وإيران فوق الأراضي السورية قد يؤدي إلى تفككها بحيث تصبح مرتفعات الجولان عرضة للنزاع بين «داعش» و»حزب الله». الرئيس أوباما لم يبدل في موقف بلاده، وقال له إن اتفاقية فك الاشتباك تتضمن بنداً أساسياً يقول: لا يعد هذا الاتفاق اتفاقية سلام نهائي، إنه خطوة نحو سلام دائم على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 338 المؤرخ في 22 تشرين الأول (أكتوبر) 1973. قبل أن يسافر نتانياهو إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، فاجأه الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف بتصريح قال فيه إن موقف روسيا من وضع الجولان ثابت لم يتغير، وإنه يتطابق مع قرارات مجلس الأمن. ولما تأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية أن بوتين يقف وراء التصريح، ادّعى أن زيارته لموسكو تتعلق بضرورة تنسيق الدولتين حول منع الاحتكاك مع طائرات روسية في الأجواء السورية.

وكانت الصحف الإسرائيلية قد ألمحت إلى هذا الموضوع، وذكرت أن نتانياهو أوفد إلى موسكو قبل مدة خبيراً عسكرياً لإطلاع المسؤولين على حادث إطلاق النار على طائرات إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية. ومن أجل تفادي المواجهة، اصطحب نتانياهو معه قائد سلاح الجو بحيث تتم صيانة التنسيق على أرفع مستوى في البلدين. المقربون من مركز القرار في تل أبيب لا يستبعدون بحث المسائل التقنية المتعلقة بسلاح الجو، ولكنهم يؤكدون أن المحادثات تناولت مسائل استراتيجية بالغة الأهمية. خصوصاً أن روسيا تـُعتـَبر القوة المهيمنة على جبهات القتال في سورية، وأنها حالياً تبحث مستقبل الحرب الأهلية.

مصادر نتانياهو تدّعي أنه بحث مع بوتين في شكل المستقبل الذي يتصوره لسورية ولمنطقة الشرق الأوسط. وذكرت أنه طالب بحصته من الغنائم التي تركها الرئيس الأميركي أوباما، وانصرف في آخر أيام ولايته إلى ترميم منطقة الاتحاد الأوروبي. وبما أن إسرائيل تعتبر دورها مكملاً لدور الولايات المتحدة، لذلك عززت مكانتها السياسية والاقتصادية مع روسيا، معتمدة على مليون ونصف مليون إسرائيلي من أصول روسية. ويُستدَل من الكتاب الذي أصدره بنيامين نتانياهو عام 1993 تحت عنوان «مكان بين الأمم»، أن طموحاته الوطنية كانت قائمة على تحقيق هذا الهدف. وهو يعترف بأن انتهاء الحرب الباردة أفقد الدول الصغيرة أدوارها. لذلك حصر اهتمامه بتحسين علاقات إسرائيل مع الصين والهند وروسيا. ولقد وجد لدى بوتين الرغبة في تمتين هذه العلاقات، على اعتبار أن إسرائيل تملك في الولايات المتحدة أهم وسائل الضغط بواسطة الإعلام أو اللوبي اليهودي. ويعترف بوتين أن مشهد رجال الكونغرس وهم يصفقون لنتانياهو بعد إلقاء خطابه، يمثل صفعة مدوية لأوباما. كما يعترف أيضاً بأن تأثير إسرائيل على المجتمع الأميركي ساعد في فرض العقوبات على روسيا.

لهذه الأسباب وسواها، يسعى بوتين إلى تطمين إسرائيل إلى اجتراح حلول لا تشكل خطراً على أمنها وسلامة حدودها. ويرى عدد من الصحافيين الروس أن بوتين عازم على إرضاء نتانياهو، بهدف جذب إسرائيل من تحت المظلة الأميركية، واستخدامها في منطقة بدأت تفرغ من نفوذ الولايات المتحدة. وعندما أثار نتانياهو مع الرئيس الروسي مسألة ضم الجولان، حاول أن يقارن بين هذه الخطوة والخطوة التي أقدم عليها بوتين في ضم شبه جزيرة القرم. ورفض بوتين المقارنة، لأنه استرد لروسيا منطقة كانت تابعة لها جغرافياً وتاريخياً، في حين يريد نتانياهو ضم منطقة هي جزء لا يتجزأ من سيادة سورية!

الدافع الذي شجع نتانياهو على إعلان ضم مرتفعات الجولان إلى إسرائيل كان حديث بوتين عن إنشاء نظام فيديرالي في سورية تنصهر في داخله كل الأقليات والطوائف. ومع أن المفاوضات حول مصير سورية ومستقبلها قد استؤنفت في جنيف، إلا أن المجموعات المعارضة رفضت ترميم النظام السياسي العتيق والمفكك. كما رفضت الاعتراف بقدرة بشار الأسد على جمع الشظايا المتناثرة وإعادة تركيبها بشكل جديد وصالح للعمل. وهي ترى أن سورية أصبحت شبه فسيفساء لمقاطعات بالغة الصغر. خصوصاً بعدما سلمت الحكومة شطراً كبيراً من الأراضي إلى إيران وروسيا و»حزب الله». في حين اقتطع «داعش» أغنى المقاطعات وأكثرها بحبوحة.

وكما حدث في لبنان خلال الحرب الأهلية، فان أمراء الحرب في سورية نشروا نقاط تفتيش حول حدود أقاليمهم الضيقة بهدف جباية الضرائب وخطف الميسورين. ويكاد يكون في نظرهم من المستحيل التنازل عن هذه «الملكيات» لصالح حكومة وحدة وطنية، مثلما فعل اتفاق الطائف.

ويرى المراقبون أن انهيار سورية يهدد استقرار الشرق الأوسط كونها لعبت دوراً بارزاً في العالم العربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. علماً أن هذا الدور كان سلبياً في الستينات والسبعينات لأنها نشرت الخلافات داخل لبنان بغرض القيام بدور المنقذ. ثم ساهمت في تهدئة الوضع عندما وافقت غالبية أعضاء البرلمان اللبناني على «احتلالها» الذي استمر 29 سنة. والمستغرَب أن الولايات المتحدة باركت هذا «الاحتلال» وشجعته حرصاً على أمن إسرائيل من صواريخ منظمة التحرير. واليوم، لم تعد سورية محركة الدمى والممسكة بمقاليد الأمور. بل تحولت إلى ثقب أسود يفرز يومياً عشرات القتلى وآلاف اللاجئين الباحثين عن الأمان خارج البلاد. تماماً مثلما أفرز «داعش» عصابات القتل وتجـّار الموت والسلاح. وفي تقرير موثق، نشرت تفاصيله صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية و»دايلي مايل» البريطانية، إدانات للنظام السوري، وادعاءات بأنه اتفق في مرحلة معينة مع تنظيم «داعش» على شراء كميات من النفط بأسعار رخيصة.

ونشرت الصحيفتان صورة مذكرة صادرة يوم 11 شباط (فبراير) 2014 ومرسلة من مكتب أبو سياف - رئيس قطاع النفط لدى «داعش» - إلى شخصية مقرّبة من بشار الأسد، تطلب منها التعاون. وتشير تلك الوثائق إلى أن الاتفاق الذي عُقِد بين الطرفين سجل دخول أربعين مليون دولار شهرياً في خزينة «داعش». وهذا ما جعل التنظيم جديراً باللقب الذي أطلقه عليه أوباما «أغنى منظمة إرهابية عرفها تاريخ العصابات المسلحة». بالعودة إلى مرتفعات الجولان، وما تعنيه من أهمية بالنسبة لأمن إسرائيل، وللخطوط الحمر التي رسمها نتانياهو في واشنطن وموسكو فقد شملت تلك الخطوط المثلث الحدودي القائم بين إسرائيل وسورية والأردن وجنوب الجولان. وقد أعرب نتانياهو عن مخاوفه من احتمال استخدام الجولان كمركز انطلاق لتهديد إسرائيل من الجهة الجنوبية، خصوصاً بعدما أعطت منظمة «شهداء اليرموك» ولاءها لـ «داعش» منذ عام 2014. وفي القرى المقابلة للحدود مع إسرائيل يعيش أكثر من أربعين ألف نسمة بينهم 600 مقاتل تابعون لـ «داعش». لهذه الأسباب تتوقع الحكومة الإسرائيلية أن يفتح «داعش» جبهة شبيهة بالجبهة التي فتحها في سيناء، في حال نجح الأميركيون والروس في طرده من سورية. وعليه يتوقع نتانياهو أن يجعل من التزامه باتفاقية فك الاشتباك (31 أيار/ مايو 1974) ورقة مساومة لانتزاع تنازلات من متعهدي النظام السوري، توفر لإسرائيل الأمن والاستقرار!

 

سليماني يعرض ترحيل عائلة الأسد

 احمد عياش/النهار/30 نيسان 2016

طبيب الاطفال وسيم معاذ (36 عاما) هو بين ضحايا غارات جوية نفذتها قوات بشار الاسد على أهداف في حلب ومن بينها مستشفى القدس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود ليل الأربعاء الماضي. وقالت المجموعة التي تعرف باسم "أصحاب الخوذ البيضاء" إن المجموعة لا تزال تنقب بين الأنقاض بحثا عن ناجين.وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن المدينة على شفا كارثة إنسانية. لا يبدو أن الفارق كبير بين صور أنقاض مستشفى القدس وبين ما شاهدناه هذا الاسبوع في فيلم "إبن شاوول" للمخرج المجري لازلو نمش الذي نال العام الماضي "الجائزة الكبرى" في مهرجان كان ثم جائزتيّ "غولدن كلوب" و"أوسكار". في هذا الفيلم حاول ممثله الرئيسي غيزا روريغ (49 عاما)، أي شاوول، أن يدفن طفلا ظلّ على قيد الحياة بعد جرعة الغاز ليكتم الطبيب أنفاسه لاحقا بدلا من أن يحرق في فرن أوشفيتز(المحرقة اليهودية الشهيرة). وفي حوار أجراه هوفيك حبشيان ونشرته "النهار" في 21 الجاري يقول روريغ حول إنصهاره في الشخصية حتى بعد إنتهاء عمله في الفيلم: "كنت أشعر مرارا وأنا جالس في البيت، بإصبع تلمسني، إما تكون إصبع زوجتي وإما إصبع أحد أولادي... ليقولوا لي عد إلينا". لو بقي الطبيب معاذ حيا لكانت لديه الكثير من الاخبار حول الاطفال السوريين الذين فارقوا الحياة في محرقة سوريا الكبرى.لكن يكفي قراءة عنوان التقرير "سوريا: خمس سنوات في خضم الحرب" وخلاصته التي وزعتها بالامس الاسكوا في بيروت لكي ندرك هول هذه المحرقة: "... إن السنوات الخمس للنزاع في سوريا قد أدّت إلى سقوط نحو2,3 مليون ضحية بين قتيل وجريح، وإلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص...".

في عز هذه الحرب أطل علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الايراني ليؤكد أن بقاء الاسد في منصبه خط أحمر بالنسبة لإيران".وفي الوقت نفسه، كشف وزير الامن الايراني محمود علوي، حسبما أوردت وكالة "تسنيم"، أن قائد "فيلق القدس" في قوات الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، عرض على الاسد "نقل عائلته الى إيران ليتمكن من قيادة المعركة لكنه رفض قائلا لسليماني إن عائلته كبقية العائلات السورية وستبقى في دمشق". من دون الخوض في موقف الاسد من عرض سليماني هناك علامات إستفهام حول عرض الجنرال الايراني الذي يوحي ان الحياة لم تعد ملائمة لبقاء عائلة رئيس النظام السوري الى جانبه.وهذا ما يعيد الى الاذهان ما قالته اوساط مواكبة للاتصالات في موسكو "أن الاسد لن يخرج من سوريا إلا ميتاً". ووسط الجحيم السوري هناك من يدير مواقيت من يحترق ومن يتأخر إحتراقه ومن بين أعضاء هذه الادارة ولي الفقيه الايراني الذي ربما يريد أن يسهّل المهمة بإبعاد الاسد عن عائلته. فهل هناك تحضير لسيناريو مشابه لما حصل مع اللواء آصف شوكت الذي صفّاه النظام؟

       

محرقة حلب ورهانات النظام السوري وحلفائه

د. خطار أبودياب/العرب/30 نيسان/16

الأربعاء 26 أبريل 2016 في يوم اختتام الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف 3، وبعد شهرين على “الهدنة” المفترضة، أتت غربان الموت وقصفت مستشفى القدس في شمال مدينة حلب، المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود الدولية مما أدّى إلى مقتل 30 شخصا بينهم ثلاثة أطباء وتدمير المستشفى بشكل كامل.

في هذا السياق، اتهمت منظمة أطباء بلا حدود قوات التحالف الذي تقوده الحكومة السورية بتنفيذ هذا العمل المتعمد، أما رئيسة بعثتها في سوريا، موسكيلدا زانداكا، فوجّهت صرخة إلى أصحاب القرار قائلة “أين هو غضبكم مما يجري؟ أنتم من يتوجب عليهم إيقاف هذه المجزرة”.

لكن هذه الصرخات تشبه أصوات الصارخين وسط برية هذا العالم في القرن الحادي والعشرين، وأصحاب القرار فيه كأنهم لا يعلمون أن الوضع في مدينة حلب، كان حرجا جدا حتى قبل هذا الهجوم. فقد بقي ما يقدّر بـ250.000 شخص في أجزاء المدينة التي تسيطر عليها الجماعات المناهضة للنظام (كان عدد السكان مليونا و300 ألف شخص في 2014) وشهدوا ارتفاعا هائلا في مستويات القصف والقتال والموت خلال الأسابيع الأخيرة. ولم تبق سوى طريق واحدة مفتوحة للدخول والخروج من هذه المناطق، وفي حال تم قطعها ستصبح المدينة محاصرة بالكامل.أشار بيان منظمة أطباء بلا حدود إلى أنه خلال الأسبوع الأخير تعرّضت عدة مرافق طبية للهجوم والتدمير في مدينة حلب وقتل خمسة من متطوعي الإنقاذ في الدفاع المدني السوري (القبعات البيضاء)، ويجدر التذكير أن عدة مستشفيات تعرضت للقصف في شمال سوريا وجنوبها منذ بداية العام 2016 ومن بينها 7 مرافق طبية مدعومة من قبل منظمة أطباء بلا حدود، قُتل خلالها ما لا يقلّ عن 42 شخصا من بينهم 16 موظفا طبيا على الأقل. إن إلقاء الضوء على هذا الجانب المحدود جدا من الكارثة الإنسانية في سوريا، يفضح استنكاف ما يسمى المجتمع الدولي عن تحمل المسؤوليات البديهية في احترام أدنى الحقوق الإنسانية وفي مواكبة مسار سياسي مترنح، يعود ذلك بالطبع إلى إصرار النظام في دمشق على مقولة الحسم العسكري التي لم تفارقه يوما، وإلى شراكة إيران ومحورها لهذا الخيار بالتلازم مع التدخل الروسي وتداعياته. ولم يحصل كل هذا من دون الالتباس الأميركي في الشأن السوري والفشل السياسي والأخلاقي لواشنطن التي لا تتردد في ممارسة الضغوط على شركاء دوليين وإقليميين من أجل ضبط الوضع تحت سقف مصالحها وسقف ما تسميه أولوية الحرب ضد الإرهاب، وليس من أجل إنتاج حل واقعي للمعضلة السورية.

في مقالة سابقة عن “جون كيري ومعركة حلب: ميونيخ أو ساراييفو؟” (13 فبراير الماضي)، قارنت بين سابقة اتفاق ميونيخ الذي كان عارا لبعض الأوروبيين ولم يمنع الحرب مع هتلر، وبين ترتيبات لافروف – كيري التي لا تنتج إلا حربا. وتساءلت ما إذا كان مصير حلب سيشبه ما جرى في دمشق عام 1920 ونهاية ما سمي الثورة العربية الكبرى، أو إذا كان الوضع شبيها بساراييفو 1914 عشية الحرب العالمية الأولى.

اليوم مع مجزرة مستشفى القدس واستمرار مسلسل قتل الإنسانية فوق الركام السوري (بشار الأسد متعهد تدمير سوريا أعلن منذ فترة عن حجز إعادة الإعمار لكل من إيران وروسيا والصين. ووائل الحلبي رئيس وزرائه أعلن توقيع عقود مع الحكومة الروسية لإعادة إعمار سوريا بمقدار مليار دولار في لحظة إعلان البنك الدولي عن قرب نفاد احتياطي دمشق من العملات الصعبة)، نتذكر أحداثا أخرى في العالم أدّت لهز الضمير الإنساني أو تغيير مجرى المصالح والأحداث. ففي الثامن والعشرين من أغسطس 1995 قام الصرب بقصف سوق شعبي في مدينة ساراييفو (37 قتيلا و90 جريحا) وحصل ذلك بعد ثلاثة أعوام على بدء حرب البوسنة وحروب البلقان، وأسفر عن بدء تدخل حلف شمال الأطلسي ضد بلغراد والصرب بعد تردد واستنكاف، ويومها تحمل بيل كلينتون الأميركي وجاك شيراك الفرنسي وهلموت كول الألماني وجون ميجور الإنكليزي مسؤولياتهم، ووضعوا حدا للحرب عبر اتفاقيات دايتون.

بالطبع يدور التاريخ دورته ونحن لسنا أمام عالم الأحادية الأميركية كما كان في 1995، ولكننا في عالم الاضطراب الاستراتيجي وليس في عالم الأحادية الروسية.

في النزاع السوري المتضمن عدة حروب في حرب، هناك تقاسم للمسؤوليات عن الكارثة بين العديد من العوامل الداخلية والخارجية، ووجود الكثير من اللاعبين غير العقلانيين. في موازاة مسار جنيف 3 يبدو واضحا أن التأقلم الأميركي مع دور موسكو في سوريا لم يسفر عن تحكم روسيا بالملف السوري تماما، نظرا لرفض إيران وسعيها إلى إعادة تأهيل النظام السوري. وهذا ما يفسر إرسال قوات اللواء 65 من الجيش الإيراني واتخاذ قرار تصعيد معركة حلب.

عبر معركة حلب كانت الرسالة الأسدية الإيرانية لا لبس فيها وخلاصتها منع طرح مصير الأسد على طاولة المفاوضات

يجري كل ذلك وسط إقرار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “أن التعاون مع واشنطن ساعد على تحقيق تقدم في سوريا”. لكن هذا التعاون لم يكن فعالا في تهدئة الأمور ولجم النظام وشريكه الإيراني، اللذين استفادا من وقف الأعمال العدائية لكي يفرضا الأمر الواقع في ميادين القتال من ضواحي حلب إلى الشيخ مسكين في الجنوب.

بيد أن كل هذا الزخم في هجوم النظام ومحوره منذ أكتوبر 2015، لم يحقق الغاية المرجوة في تدمير المعارضة وإلزامها التوقيع على صك استسلام الشعب السوري أمام النظام. ومما لا شك فيه أن واشنطن التي تعتبر أن إسقاط النظام في دمشق حاليا غير وارد أو هو خط أحمر كما بالنسبة لموسكو (إذا صدقنا ما باح به لافروف أمام دبلوماسيين عرب) أسهمت على طريقتها في المعركة الروسية عبر قطع الإمداد عن المعارضة منذ أوائل 2016 ومنع مدها بأي سلاح نوعي.

ترافقت معركة حلب مع انعقاد مفاوضات جنيف 3، وعبر معركة حلب كانت الرسالة الأسدية الإيرانية لا لبس فيها وخلاصتها منع طرح مصير الأسد على طاولة المفاوضات وفرض حل متناسب مع المصالح الإيرانية والروسية. عبر تحريك قطع المدفعية نحو حلب شارك القيصر الجديد في المعركة تحت ذريعة تداخل مواقع جبهة النصرة والمعارضة. لكن وزير دفاعه، سيرجي شويغو، نطق بالكلام الصريح إذ قال إنه لا يثق بأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد سيسمح بالحل في سوريا. والأدهى أن فلاديمير بوتين نفسه قال أمام وفد من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية زاره أخيرا أنه “يجب إعادة القسطنطينية إلى المسيحيين كما أراد القيصر نيقولا الثاني”.

هناك إذن ما هو أبعد من سوريا والسيطرة عليها، أو من الانتقام الروسي من تركيـا أو من تصفيات حسـابات مذهبية داخل الإسلام أو من حق تقرير المصير للأكراد، إذ تحتوي معركة حلب على أبعاد كثيرة في التوازنات الإقليمية والعالمية. أرادها النظام محرقة لدفن حلم الشعب السوري وحراكه الثوري، وأرادتها أطراف أخرى ساحة لصراع الإرادات وقياس النفوذ. ماتت هناك الإنسانية، لكن حلب وكل سوريا تعاني فعليا من “شام فوبيا” عالمية. إنه الرهاب والخوف من الشام الحرة والمشرق المتحول. لكن الطفل أحمد الرحب الذي خرج حيا بعد يوم كامل من تحت أنقاض مستشفى القدس يقول عكس ذلك، ويقول إن الصراع المفتوح ينتهي بهزيمة الفاشية من كل أنواعها وبقاء سوريا.

**أستاذ العلوم السياسية المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

ما هو الاتفاق الأميركي الروسي؟

محمد ابرهيم/النهار/30 نيسان 2016

عاد الغموض يلف طبيعة الاتفاق الأميركي – الروسي حول سوريا. لكن المقارنة بين سلوك الطرفين وتصريحاتهما تظهر أن الروس أقرب الى جوهر الاتفاق الأصلي من الأميركيين. لقد كان تأجيل البت بمصير الرئيس السوري الى المراحل الأخيرة من تسوية الأزمة الأساس الأول الذي بني عليه الاتفاق. وهذا بطبيعته لا يمنع روسيا من الاستمرار بالقول ان السوريين هم الذين يقررون مصير رئيسهم، وأميركا من الاستمرار بالقول انه لا وجود للرئيس السوري في سوريا المستقبل.لكن حتى بالنسبة للمرحلة الانتقالية لا يبدو ان الاتفاق يشمل هيئة انتقالية تنتقل اليها صلاحيات الرئاسة. حتى ان الرئيس الأميركي استعمل أخيرا تعبير الحكومة الانتقالية في اقتراب شديد من العرض الرسمي السوري تشكيل حكومة وحدة وطنية. واقتراح الوسيط الدولي تعيين ثلاثة نواب للرئيس مع تحديد صلاحياتهم يبدو أيضا في مناخ ان المرحلة الانتقالية المتفق على مبادئها بين الروس والأميركيين تشمل استمرار دور ما للأسد.

الأساس الآخر للاتفاق الأميركي – الروسي هو أولوية مكافحة الإرهاب. وترجمة ذلك ان وقف الاقتتال لا يشمل "داعش" ولا "النصرة"، ففي وجههما يستطيع النظام وتستطيع المعارضة "الشرعية" استكمال عملياتهما العسكرية. لكن اذا كانت مواقع "داعش" متمايزة فإن هذا لا ينطبق على مواقع "النصرة" المتداخلة مع مواقع أطراف المعارضة المقبولة. لذلك كان لافتا ايضا التصريح الروسي المسؤول الذي أوحى بأن هناك اتفاقا على انسحاب أطراف المعارضة المقبولة تمهيدا لمعركة حلب، أي معركة عودتها الى مناطق سيطرة النظام. هذا الإيحاء بوجود موافقة أميركية لم ينفه أي مسؤول أميركي.

بعض الوضوح ربما يأتي من القرار الأميركي بزيادة الانخراط على الأرض السورية والمتمثل بإرسال 250 جنديا إضافيا. لكن الذين تبين سريعا انهم مخصّصون لمساعدة القوات الكردية- العربية على توسيع مناطق سيطرتها على حساب "داعش" وصولا الى تحرير الرقة على أيد عربية. هذه المساهمة الأميركية الجديدة وضعت على الرف ما كان يحكى عن "الخطة ب" في حال لم يترجم الاتفاق الأميركي- الروسي على الأرض وقفا على الأعمال الحربية. وفي هذا السياق يأتي رفض الرئيس الأميركي طلب المستشارة الألمانية العودة للبحث بقضية المناطق الآمنة في سوريا دعما للمطلب التركي المزمن. وإذا كانت ميركل تنظر الى الأمر من زاوية تحفيز تركيا على حل مشكلة اللاجئين الى أوروبا، فإن الرئيس الأميركي يبدو أقرب الى مراعاة روسيا وروح الاتفاق معها. في المحصلة يمكن القول ان ما يبدو حتى الآن تمايزا أميركيا روسيا لم يعد أكثر من محاولة أميركية هادئة لجعل حلفائها يستسيغون تنازلات حقيقية قدّمت للروس

 

الحملة الإيرانية تتواصل ضد تيار فضل الله آخر فصولها تكريم أحد الذين اتهموه بـ «الضلال»

باسم سعد/المستقبل/30 نيسان/16

من كان يظن ان الفتنة التي تدور رحاها على ارض المنطقة هي فتنة سنية - شيعية فقط، فقد خاب ظنه... والدليل الجديد على ذلك حرب جديدة فتحتها جهات ايرانية على تيار ومرجعية العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله. الحرب التي كانت باردة منذ سنوات تستعر في هذه الايام، وما على الباحث الا الدخول إلى صفحات التواصل الاجتماعي ليعرف حجم ما يحصل، وخصوصا بعد اعلان حوزة المصطفى في لبنان وهي احد فروع الجامعات الايرانية عن تكريم ستقيمه للسيد جعفر مرتضى الذي كان احد ابرز رموز الحملة ضد العلامة السيد محمد حسين فضل الله، والذي ربما لا يعرف في الاوساط الشيعية الا من خلال تأليفه الكتب الكثيرة التي اتهم فيها السيد فضل الله بالضلال والانحراف عن عقيدة الشيعة.

حوزة المصطفى اعلنت على صفحتها عن تكريم مرتضى يوم الخميس المقبل تقديرا لمسيرته «العلمية الفذة«، وعطاءاته لأكثر من نصف قرن في خدمة رسالة الاسلام والحوزة العلمية. وقد اثار هذا التكريم حفيظة تيار السيد فضل الله في لبنان والخارج، اذ اعتبرها استفزازا من المخابرات الايرانية كما كتب الكاتب الكويتي عادل رضا رضا على صفحته على الفايسبوك: «استخبارات الجمهورية الاسلامية والعاطلين عن العمل من الذين على سلم رواتبهم يكرمون المفتري«، وقد بدأت صفحات التواصل الاجتماعي تحفل بردود اتباع السيد فضل الله تحت عناوين عديدة « لا تكرموا المنافقين«.

وكتب نجل العلامة فضل الله السيد جعفر فضل الله على صفحته على الفايسبوك مقالا تحت عنوان: «لن ننزلق« جاء فيه: لقد اعتاد تيار السيد فضل الله على تجرع الغصص والآلام حرصًا على الإسلام ووحدة المسلمين وعلى مستقبل الأمّة أمام خطط الأعداء ومؤامراتهم... عندما كان ينظّر السيد فضل الله للوحدة الإسلامية وتصحيح المسار الفكري للمسلمين بعامّة لم يفهمه الشيعة ولا السنّة (آسف على هذا التصنيف)، غلاة الشيعة رجموه بالبيانات والكتب وتقطيع الكلمات وعلى منابر الخطابة «الحسينية«... ولعمري اجتمع عليه من لا يجتمعون؛ وكلُّ لديه ثأره الخاص: بعضٌ حَسَدًا، وبعضٌ مرجعيّةً، وبعضٌ سياسة، وبعضٌ خوفًا، حتّى قالها أحدهم: حاربنا السيد فضل الله كلّ هذه الحرب ووصل إلى هنا، فكيف إذا لم نحاربه!.. وَأَمَّا الخطاب السنّي فلم ينظر إليه كفرصة لإعادة النظر في نقد التراث الإسلامي بعامّة من كلّ ما علق به بمرّ السنين وعبث العابثين وجهل الجاهلين وسياسات الحكّام...، وإنما سجّل غلاتهم ببعض مقولاته نقطة على الشيعة.. بما كان يشي - هنا وهناك - باستمرار العقل «الإسلامي« على النهج التاريخي في تسجيل النقاط، وليس في التفكير بعقلانية ناقدة، هذا النهج الذي يقف وراء كثير من المصائب التي نعانيها هذه الأيام!».

اضاف السيد جعفر: لا أشكّ لحظةً أنّ كثيرين كانوا لا يختلفون مع السيد فضل الله في آرائه ونقده (ولذلك صدح بها كثيرون بعد وفاته)، ولكنّهم استغرقوا - حينما كان يتعرّض السيد فضل الله للهجوم - في حجم اللحظة أو تسلحوا ببعض الاعتبارات السياسية أو ركنوا إلى مزاج الجماهير أو غير ذلك، فأمالوا كفّة الخطاب الشيعي إلى ما هو ضدّ الوحدة والعقل الناقد من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فإنّ الساحة - كما يقول السيد فضل الله نفسه - لا تحتمل الفراغ؛ إذا لم تملأه أنت فسيملؤه غيرك!.. نعم انسحاب الكثيرين من المواجهة جعل الفراغ يُملأ بالفكر الخرافي وغير العقلاني وبالمنهجية الاخبارية التي تقبل أي رواية بما يكاد يشي أحيانًا بالسطحية التي نعيب عليها الحالة «السلفية« لدى الطرف الآخر! ونخشى أنّ كثيرًا ممن يُراهَن عليهم في إشاعة الفكر العقلاني العلمي النقدي ينزلقون إلى هذا المنزلق من جديد!

ولأجل ذلك سعينا لدى كثير من النافذين في الساحة من اللحظة الأولى التي بدت فيها بوادر تكريم هذا اللون من الفكر بدافع العلاقات الشخصيّة، أو العاطفة الساذجة (كثير من التكريمات في واقعنا مسألة علاقات أو عاطفة! هذا حال الدنيا!)، في الوقت الذي ينبغي أن تُقارب مثل هذه المسائل بمنتهى العقلانيّة قياسًا بتحدّيات الحاضر والمستقبل.. ولكن يبدو أنّ الأمور أقوى!

تخيَّلوا مفردةً من هذا الفكر المكرَّم، أنّ المسجد الأقصى ليس الذي في فلسطين! وإنما هو في السماء الرابعة! تبعًا لما تشتهيه الأنفس من روايات، وتحذفه من أدلة أخرى دامغة (لا أدري إذا كان المكرِّمون ملتفتين!).. واسمحوا لي أن أروي هنا حادثة، وهي أنّ محاولات استخبارية أرادت أن تستغل هذه النقطة لتوجد الفتنة في قضية هي من أقدس القضايا؛ لتقول إنّ الشيعة (الذين يحملون لواء المقاومة ضدّ «إسرائيل« ويرفعون شعار تحرير فلسطين) لا يؤمنون بأنّ المسجد الأقصى المذكور في القرآن إنَّما هو في فلسطين وإنما في السماء... أذكر يومَها استشراف السيد فضل الله الخطر في ذلك، فطلب من أحد تلامذته، وهو الشيخ جهاد فرحات، أن يكتب مقاربة علمية للموضوع، وفعلًا كتب الشيخ وأصدر كتابًا يدافع فيه عن هذه القضية بالعلم والمنطق والحجة والبرهان.. هنا بالذات يتميّز الفكر المسؤول الذي يواكب التحدّيات ويستشرف مخاطرها، عن الفكر المفارق للواقع والغارق في سكرات التجريد!

اليومَ، وفي زحمة الفتنة يتمّ تكريم ذاك اللون من الفكر الذي يعتمد المنهجية الانتقائية تبعًا للمزاجية العلمية، التي تخطر معها الفكرة ثمّ يبدأ الإنسان ليبحث لها عن أدلة، كما نُقل لي عن بعض تلامذة ذلك الفكر!».

وتابع فضل الله: «ما علينا! أعود لما بدأتُ به.. اعتدنا على تجرّع الغصص، وأن لا ننزلق إلى مهاترات، وسباب، وسجالات قد يكون الآخرون أقوى منّا فيها؛ لأنَّا أصحاب مبدأ وأريحية أخلاقية وضنٍّ بالساحة وحرص على حمايتها من كلّ تهديدات الجاهلين والعابثين... اليوم نتمثل قول الله تعالى: (إنّ الذين جاؤوا بِالإفْك عصبة منكم لا تحسبوه شرّاً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) إلى أن يقول تعالى: (إنّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنّ الله رؤوف رحيم)، وقوله تعالى: (لتُبلونَّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أَذًى كثيرًا وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور).. فإذا كان كثيرون يضربون عرض الجدار كلّ الحالة الإسلامية عندما يقررون تكريمًا هنا أو هناك، فإنّ الحالة الإسلامية هي إحدى الثوابت الأساسية التي ما استطاع استكبار عالمي أو إقليمي أو محلي أن يثني السيد فضل الله عنها... نعم، نحن الحريصين عليها، سنحافظ عليها بمحافظتنا على فكر الوعي وخطّه، وأخلاقية العلم ونقده، ولن ننزلق إلى ما يحطّ من قدر نفوسنا في ميزان العلم والبصيرة، والأخلاق والقيم، وسنردد ما كان ينظمه السيد فضل الله شعرًا وهو يؤرّخ لكل الصدمات التي كان يتعرّض لها تيّار الوعي، متمثلًا به وبالشهيد السيد محمد باقر الصدر (في قاعةٍ باسمه يُكرَّم هذا الفكر!)، وفي مقلبٍ آخر الشهيد مطهّري (الذي ينكر عليه المكرَّمون كتاب «الملحمة الحسينية« لأنّه يحرج فكرهم!) ومحسن الأمين (الذي تلقى السهام على تجديده من هذا اللون من الفكر!)... وآخرون ماضون وآتون - بإذن الله -.. هو شعرٌ يمشي مع الزمن (من قصيدة نظمت سنة هـ):

علامَ الضجيج؟

وماذا فعلنا؟

وأنتم تثيرون أنّى اتجهنا

غبار الطريق علينا

...... (إلى أن يقول:)

ومهما فعلتم

فلسنا هنا لنحقِدَ..

لكنْ

لنصفحَ حُسْنا

فنحن نرى

أنّكم تجهلون انطلاق الحقيقة فيما

دعونا

وأنّ الطريق الذي تقصدونَ

ـ ضلالًا -

سينهار رُكنًا فركنا

وسوف ترون بأنّ الضجيج

سيخفُتُ إن أشرقَ الحقُّ منّا

ومهما فعلتُم.. فنحنُ دعاءٌ

يعيش بأعماقنا مطمئنّا

إلى الله

ربِّ حنانًا بهم

وهديًا لهم ولنا

كيفَ كُنّا

وختم فضل الله: «أقول أخيرًا: الذي يرجع بالذاكرة إلى ذلك النعش محمولًا على ذلك السيل البشريّ، لا يشكّ لحظةً أنّ الله تعالى (يؤيّد بنصره من يشاء إنّ في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار)... ويصادف أنَّني أكتُبُ هذه الكلمات في يوم وفاة السيد فضل الله (ره) - حسب التاريخ الهجري - الذي يبقى مظلومًا من الاستكبار العالمي الذي أعاد - هذه الأيام - إصدار مذكّرة تتضمّن اسمه ضمن لائحة الإرهاب تحت عنوان أنّه «المنظِّر الأيديولوجي لحزب الله«، ومظلومًا من قلّة التدبّر وسوء التدبير - من باب حُسن الظنّ-».

ويبدو ان النيران التي اشتعلت مجددا مرشحة للهيب متصاعد، بعدما عجزوا عن تطويع مرجعية السيد فضل الله واتباعه وعن كسرهم واصرارهم على التمسك بمرجعيته، كما يقول اتباعه، الذين يصرون على المواجهة مؤكدين ان الحملة على مرجعية السيد فضل الله لم تتوقف ولكنها تتواصل بأشكال متعددة.. ومصدرها معروف.