المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 أيار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.may11.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي

مِن جَرَّاءِ تَصَلُّبِ قُلُوبِهِم! هُمُ الَّذِينَ فقَدُوا كُلَّ حِسٍّ، فأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلى العِهْرِ فَٱرْتَكَبُوا بِجَشَعٍ كُلَّ نَجَاسَة

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ارجاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الى

 2 حزيران وحضور النواب سجل أدنى مستوياته

جلسة الحوار بين حزب الله والمستقبل :إرتياح لإنجاز المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية وتأكيد على ضرورة التوافق على قانون الإنتخاب

قراءة في انتخابات الأحد الماضي/كمال ريشا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 10/5/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 10 ايار 2016

عقيلة الشيخ يعقوب باتت ليلتها السادسة في خيمة اعتصامها المفتوح: زمن الخداع والتضليل شارف على الزوال

مسلسل الاعتقال التعسفي لـ" أبو حمزة" مستكمل

رهان لبناني - دولي على دور فرنسي في انجاز الانتخابات الرئاسـية وباريس تتحرك مجددا على خط طهران قريبا وتبدّي الرئيـس التوافقي

الرئيس الفرنسي يؤكد في رسالة الى بري العمل لانتخاب رئيس ودعم لبنان في كل المجالات

سلام استقبل الحسن واصدر مذكرة بالاقفال في 25 الحالي

الراعي من باريس: لبنان يرفض العودة الطوعية للنازحين السوريين

حملة بيروت مدينتي: حصدنا 32 ألف صوت من كل الطوائف ولو كان القانون عادلا لدخل عشرة أعضاء منا إلى المجلس البلدي

كنعان بعد اجتماع التكتل: نسعى لقانون انتخاب يصحح الخلل وما حصل في زحلة يجب ان يتكرر في كل المناطق

كتلة المستقبل: اتمام الانتخابات انتصارا للبنان ونشكر الحلفاء على التزامهم ونأسف لعدم التزام البعض بما تعهد به

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

غليان في الاشرفية.. اصابات بالغة وتوقيفات في اشكال "ترنتيك - فلوطي"

خيبـة غربيـة مـن المشـاركة الخجولـة فـي الانتخابـات البلديـة:أداء الاحزاب أفقد اللبنانيين الأمل والمجتمع المدني يحتاج تأطيرا وقيادة

عياش: المصارف جاهزة لتطبيق قانون الكونغرس وغلايزر لن يكون لديه الكثير ليقولـه إلى لبنـان"

الاربعـون" الى العام الثالث والاسـتحقاق في العنايـة الفرنسيــة

هولاند يحرك الملف مع بن سلمان وظريف ويبــحث عن "توافقي"

"المستقبل" لن يقبل برئيس يعينه حزب الله ولا "فيتو" على المرشحين

الراعي الى جنوب افريقيا من 18 الى 23 الجـاري ولافتتاح مكتب مؤسسـة الانتشار ولقـاء رسـميين

الراعي في مقابلات صحافية في باريس: لفصل لبنان عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية

التيار المستقل: التذرع بعدم توافر الظروف الامنية ساقط ويحتم انجاز الاستحقاقين الرئاسي والنيابي

الأحدب مرشح رسمياً لرئاسة البلدية

فصل 20 شخصاً من "التيار الحر" بينهم زياد عبس!!

وهاب: 8 آذار أخطأت

نتائج بيروت النهائية بالأرقام... هذا فارق الأصوات بين "بيروت مدينتي" و"البيارتة"

كنعان في خلال اعلان لائحة سن الفيل بتجمعنا المدعومة من الأحزاب والعائلات: ما بدأ في زحلة يجب ان يستكمل

نواب القوات وقعوا في معراب اقتراح قانون تعديل قانون المخدرات جعجع: مجرد حصول الانتخابات البلدية انتصار كبير لنا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ألمانيا: مهاجم محطة قطارات ميونيخ مضطرب نفسيا

تقارب كبير بين ترامب وكلينتون في الولايات الحاسمة للاقتراع الرئاسي

مسؤول سابق بالحرس الثوري: خسرنا 1200 مقاتل في سوريا

هولاند اكد له السعي لحل ازمة الاستحقاق/بــري تشـاور مـع عبـاس والغانـم

ايران تريد معركة حلب لتكريسها قاعدة لها ومسؤول في الحزب زار المحافظة/اميركا وروسيا تدفعان نحو تثبيت الهدنة واستئناف المفاوضات لقطع الطريـق

فاينانشال تايمز: الإصلاحات السعودية جدية لكنها بطيئة

 كوريا الجنوبية: لن نعترف ابدا بكوريا الشمالية كدولة نووية

رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي يأمر بمواصلة عملية إقالة روسيف

متحدث باسم الحرس الثوري: جثث 12 عسكريا ايرانيا قتلوا في سوريا بأيدي المتطرفين

"يوم أوروبا" 2016: "القارة العجـوز" تواجه مأزقا وجوديا فعليا وموجات اللجوء السوري تهدد كيان "الاتحاد" وتزيد طين أزماته بلّة

الكويت تنفي اتهامات إيرانية بدعم حركات انفصالية

اعتقال شيخ يفجر الغضب في جرمانا

ثلاثة قتلى و22 جريحا في انفجار السيارة المفخخة في ديار بكر

إيران تحمّل روسيا مسؤولية خسائرها في حلب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله" خرج بفوز في بعلبك أقرب إلى الهزيمة و"التحالف المسيحي" أقل من المتوقع في زحلة/ايلي الحاج/النهار

الحريري والثلاثي و مدينتي/نبيل بومنصف/النهار

"بيروت مدينتي" الأولى في الأولى/ميشيل تويني/النهار

"إنذار" بيروت تمدَّد إلى مناطق الحزب البلدية ذريعة ضغط للنيابية إنما في موعدها/روزانا بومنصف/النهار

مَن أكون أنا في النوم/عقل العويط/النهار

بلدية بيروت ... أرقام وحقائق/محمد سلام

لماذا بقيت بيروت وفية/خيرالله خيرالله /العرب

طائفة النكايات المدنية وطوائف الأحزاب والعائلات/شادي علاء الدين /العرب

ما الهدف الأساس للتلاقي القواتي – العوني/شارل جبور/ليبانون فايلز

وثيقة مشتركة لبطريركي السريان الكاثوليك والأرثوذكس:لمقعد نيابي واخراج طائفتينا من تسمية الأقليات/وطنية

نتائج بيروت.. هل يقرأ "المستقبل"/محمد شبارو/المدن

تحالف عون-القوات نجح…فهل يستمر في بلديات جونية/جنوبية

بعلبك ـالهرمل.. صفعة «بلدية» على جبين «حزب الله/غالب ياغي لـ«المستقبل»: المزاج البقاعي لم يعد لمصلحة الحزب/علي الحسيني/المستقبل

خاسر ورابح وأرقام لها دلالاتها ومناصفة ينبغي إيضاحها أكثر/وسام سعادة/المستقبل

«وحياتك بتمون»./خيرالله خيرالله/المستقبل

الحريري والثلاثي و" مدينتي "/نبيل بومنصف/النهار

"بيروت مدينتي" الأولى في الأولى/ميشيل تويني/النهار

"إنذار" بيروت تمدَّد إلى مناطق الحزب البلدية ذريعة ضغط للنيابية إنما في موعدها/روزانا بومنصف/النهار

مَن أكون أنا في النوم/عقل العويط/النهار

التيار المدني الذي تحدى النظام/ساطع نور الدين/المدن

السيد الأمين: طرح الكاردينال الراعي جيّد و«لكنه لا يعالج مشكلة المسلمين»/وسام الأمين/جنوبية

عن نتائج إنتخابات بيروت/زيـاد مـاجد/لبنان الآن

التناقض الانتخابي بين بيروت وزحلة/إيلي القصيفي/المدن

الصراع الدموي بين عملاء إيران في العراق/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من26حتى30/:"قالَ الَرَبُّ يَسُوع : «مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم".

 

مِن جَرَّاءِ تَصَلُّبِ قُلُوبِهِم! هُمُ الَّذِينَ فقَدُوا كُلَّ حِسٍّ، فأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلى العِهْرِ فَٱرْتَكَبُوا بِجَشَعٍ كُلَّ نَجَاسَة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس04/من17حتى24/:"يا إِخْوَتي، أَسْتَحْلِفُكُم بِالرَّبّ، أَلاَّ تَسْلُكُوا في مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ الوَثَنِيُّونَ بِبَاطِلِ رَأْيِهِم، قَابِعِينَ في ظَلامِ تَفْكِيرِهِم، مُتَغَرِّبِينَ عَنْ حيَاةِ الله، بِسَبَبِ الجَهْلِ الكَامِنِ فِيهِم مِن جَرَّاءِ تَصَلُّبِ قُلُوبِهِم! هُمُ الَّذِينَ فقَدُوا كُلَّ حِسٍّ، فأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلى العِهْرِ فَٱرْتَكَبُوا بِجَشَعٍ كُلَّ نَجَاسَة. أَمَّا أَنْتُم فَمَا هكَذَا تَعَلَّمْتُمُ المَسِيح، إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُمُوه، وتَلَقَّيْتُم في شأْنِهِ تَعْلِيمًا مُطَابِقًا لِلحَقِيقَةِ الَّتي هِيَ في يَسُوع، فَنَبَذْتُمُ الإِنْسَانَ العَتِيقَ الَّذي أَفْسَدَتْهُ الشَّهَوَاتُ الخَدَّاعَة، في سِيرَتِكُمُ الأُولَى، وتَجَدَّدْتُم في أَذْهَانِكُم تَجَدُّدًا رُوحِيًّا، وَلَبِسْتُمُ الإِنْسَانَ الجَدِيدَ الَّذي خُلِقَ على مِثَالِ الله، في البِرِّ وقَدَاسَةِ الحَقّ".

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

لتكن الصعوبات حافزًا للوحدة لنتغلّب على الخوف ونبني معًا مستقبل أوروبا والعالم

May today's challenges become forces for unity to overcome our fears and build together a better future for Europe and the world
Que les difficultés deviennent des promotrices d'unité, pour vaincre les peurs et construire ensemble l'avenir de l’Europe et du monde

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ارجاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الى 2 حزيران وحضور النواب سجل أدنى مستوياته

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - أرجأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الجلسة الـ39 لانتخاب رئيس الجمهورية الى الخميس 2 حزيران المقبل. وكان توافد النواب الى المجلس، بدأ قرابة الحادية عشرة قبل الظهر، وحتى موعد الجلسة ظهرا لم يكن عدد الحضور قد بلغ 10 نواب ثم ما لبث ان ارتفع بعد انتظار نصف ساعة فوصل الى 41 نائبا. يذكر ان الجلسة الماضية كانت سجلت حضور 53 نائبا، علما ان النصاب القانوني للجلسة هو 86 نائبا، وقد سجل الحضور اليوم ادنى مستوياته قياسا على الجلسات السابقة. وبعد ان دخل النواب الى القاعة، عقدوا حلقات ولقاءات جانبية قيموا خلالها الجولة الاولى من الانتخابات البلدية، ولم يشهد المجلس اي لقاءات رسمية ولا حتى اي تصريحات.

البيان الرسمي

وعند الاولى، دخل امين عام المجلس عدنان ضاهر ليذيع على النواب البيان الرسمي الذي صدر عن رئيس المجلس النيابي وجاء فيه: "بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، أرجأ دولة رئيس مجلس النواب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة ظهر اليوم، الى ظهر يوم الخميس الواقع في الثاني من حزيران المقبل".

الحضور

يشار الى ان جلسة اليوم هي الاولى بعد الجولة الاولى للانتخابات البلدية، حيث سيدخل الفراغ الرئاسي عامه الثاني، في ظل عدم تغيير في المواقف السياسية فالمقاطعون هم هم. وقد حضر نواب من كتلة "المستقبل" و"القوات اللبنانية" والكتائب ومن كتلة "التنمية والتحرير" وكتلة "اللقاء الديموقراطي".

واستمر في الغياب والمقاطعة نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، تكتل "التغيير والاصلاح" ونواب "المردة والحزب السوري قومي الاجتماعي

 

جلسة الحوار بين حزب الله والمستقبل :إرتياح لإنجاز المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية وتأكيد على ضرورة التوافق على قانون الإنتخاب

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - انعقدت جلسة الحوار الـ 28 بين "حزب الله" و "تيار المستقبل"، مساء اليوم، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. وبعد الجلسة صدر البيان التالي : "أعرب المجتمعون عن إرتياحهم لإنجاز المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية"، وأكدوا على إستكمال هذه الإنتخابات في نفس الأجواء الإيجابية التي سادتها". كما جرى نقاش معمق للمرحلة المقبلة وعمل اللجان النيابية المشتركة حول قانون الإنتخابات الجديد، وضرورة التوافق للوصول إليه في أسرع وقت.

 

قراءة في انتخابات الأحد الماضي

كمال ريشا/10 أيار/16/سفرت المرحلة الانتخابية الاولى بلديا عن رفض اللبنانيين اختزالهم في ثنائيات او ثلاثيات حزبية، ووجد المجتمع المدني في بيروت آلية للتعبير عن ذاته، وهذا ما يحتم على القوى السياسية في العاصمة وفي مقدمها تيار المستقبل ان تأخذ في الاعتبار صرخة “المجتمع المدني” في اي استحقاق مقبل. وأخيرا فشلت الاحزاب المسيحية الثلاثة في اختزال الصوت المسيحي وفي افضل الاحوال كانت نسبة التأييد لها اقل من 40%. في حين ان حزب الله اهتزت شعبيته في انتخابات مدينة بعلبك وإسقاط رئيس اتحاد بلديات الهرمل الموالي للحزب في مسقط رأسه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 10/5/2016

الثلاثاء 10 أيار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الأولى بنتائجها باتت وراءنا وفيما يعكف المعنيون بها على دراستها وأخذ الدروس والعبر منها بدأت الإستعدادات الإدارية والأمنية واللوجستية للجولة الثانية من الإنتخابات في محافظة جبل لبنان يوم الأحد المقبل وأكد المحافظ فؤاد فليفل الجهوزية التامة لمواكبتها والتي ينتظر أن ترتفع حماوتها في أكثر من منطقة ساحلا وجبلا حيث تتجه الأنظار الى بلديات جونيه سن الفيل الدامور دير القمر.

في هذا الوقت، مجلس النواب كان على موعد اليوم مع الجلسة التاسعة والثلاثين لانتخاب رئيس للجمهورية لم يختلف مصيرها عن مصير الجلسات السابقة وقد حدد الرئيس بري موعدا لجلسة جديدة في الثاني من حزيران المقبل الرئيس بري تلقى رسالة من الرئيس الفرنسي أكد فيها العمل لإنتخاب رئيس ودعم لبنان في كل المجالات.

البداية من جلسة الانتخاب الرئاسية التي ارجئت الى الثاني من حزيران المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لولا ورود تعبير عن حل الازمة الرئاسية في رسالة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لرئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم، وتذكير التغيير والاصلاح بها من زاوية الشراكة، لغابت الرئاسة تماما، حتى ان جلسة انتخاب الرئيس، تحولت بلدية بامتياز في ضوء معارك بيروت والبقاع... ولولا تغريد وليد جنبلاط عن ان عبدالمنعم تلفون، كما سماه، هرب او هرب اثناء الديمقراطية الجميلة والفرحة، لكان ملف الانترنت غاب ايضا اليوم، على رغم ما يحضر مع اساليب ضغط وتهويل في هذا الملف، اولها عبر اضراب موظفي اوجيرو لساعات غدا... كل الملفات تبدو للبنانيين ثانوية امام انتخاباتهم... ربما لأن اجواء المعارك والتنافس جذابة بطبيعتها، وربما لأنهم اشتاقوا الى حق التعبير الذي حرمهم التمديد المتكرر منه، فتمسكوا باول خيط ديمقراطية، ليتعلقوا به... على اي حال، تبقى للاستحقاق البلدي، على رغم اعتباراته المناطقية والعائلية، دلالات واسعة في السياسة، تعكسها نسب الاقتراع، وتكشفها تفاصيل الاقلام، وتفضحها الارقام المفروزة في الصناديق... دلالات لا يستهان بها، قد تستوجب من الجميع مراجعة دقيقة، لا كمراجعة فؤاد السنيورة الذي هرب اليوم ليسلطن على اغاني عبد الوهاب... ففي ارقام زحلة وبيروت اكثر من رسالة مشفرة، عكستها بالارقام اصوات المقترعين.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

في زمن الانتخابات البلدية لم يشعر اللبنانيون باستحقاق الجلسة التاسعة والثلاثين للانتخابات الرئاسية. فمرت من دون اي ضجيج لترجأ الى الثاني من حزيران المقبل.

وفي زمن البلديات المستمر حتى نهاية الشهر الحالي، لم يتوقف الكلام عن الانجاز الذي تحقق في انجاز المرحلة الاولى في بيروت والبقاع بل استمر التحضير لاحد جبل لبنان في الـ15 من الشهر الحالي وسط التأكيد ان ما جرى هو انتصار للديمقراطية ولمبدأ تداول السلطة.

وهذا ما اكدته كتلة المستقبل النيابية مشددة على اهمية مبادرة النواب فورا ودون إضاعة المزيد من الوقت للعودة الى المشاركة في انتخاب رئيس للجمهورية، ومن بعدها يتم العمل على إقرار قانون عادل ومنصف للانتخابات النيابية ليكتمل عقد النظام الديمقراطي بوجود رئيس الدولة الذي هو رمز وحدة الوطن وحامي الدستور.

اقليميا تصاعدت الحملة الاسدية الروسية على ريف ادلب، في وقت حذرت المعارضة السورية من تكرار سيناريو حلب.

اما الارهاب فضرب في ديار بكر التركية بسيارة مفخخة ادت الى مقتل وجرح العشرات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ايها اللبنانيون لا تطمئنوا فديمقراطيتكم ليست بخير وكل الكلام عن عرس الديمقراطية في الانتخابات البلدية والاختيارية يحمل الكثير من المبالغة، فلا يكفي ان تتطلعوا الى ساحات القرى والبلدات والمدن لتسروا، بل عليكم ان تتطلعوا ايضا الى ساحة النجمة حيث كانت الديمقراطية في مأتم اليوم.

اذ للمرة ال39 على التوالي لم ينعقد مجلس النواب، فأجلت الجلسة الاربعون الى الثاني من حزيران المقبل بحيث يكون قد انقضى اكثر من عامين والجمهورية بلا رئيس والدولة بلا راس.

هذا في لبنان اما في فرنسا فالصورة مختلفة فالبطريرك الراعي تلقى وعدا من الرئيس الفرنسي باثارة الملف الرئاسي مع ولي ولي العهد السعودي في نهاية هذا الشهر ومع وزير خارجية ايران في منتصف الشهر المقبل.

وهذا ما يفسر الرسالة التي وجهها هولاند اليوم الى بري وفيها يؤكد العمل من اجل حل ازمة انتخاب رئيس للجمهورية كما يفسر لماذا اعتبر الوزير ابو فاعور ان الرهان اللبناني على جهد فرنسي يمكن ان يخرج الرئاسة من الاعتقال.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

بيروت لم تستفق بعد من صدمة الارقام والنسب، الجميع يضرب اخماسا بأسداس ليصل الى جملة استنتاجات ابرزها شيء ما ليس على ما يرام، لا بين الحلفاء القدماء ولا بين الحلفاء الجدد، وهذا ما يجعل المجلس البلدي الجديد مشوبا بعيوب الخلافات والاتهامات بين مرجعياته، فهل يضربه الشلل من اول الطريق؟ هذا في بيروت اما في عرسال فتمرد فريد من نوعه، رئيس البلدية الحالي يعترض على النتائج ويعلن رفضه تسليم البلدية، وبالانتقال من بيروت الى جبل لبنان فان المعارك قد بدأت تطل برأسها وفي مقدمها جونية التي اكتملت عدة المعركة فيها، اما في طرابلس فملامح المعركة بدأت تظهر.

من خارج السياق البلدي تذكر اللبنانيون اليوم الاستحقاق الرئاسي في جلسته التاسعة والثلاثين التي سقطت سريعا ليحل محلها موعد جديد لجلسة الاربعين في الثاني العشر من حزيران المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

حراك فرنسي حول لبنان خرق الجمود الرئاسي والانشغال اللبناني بالانتخابات البلدية، فهل تنجح باريس في ترويج حل رئاسي لبناني؟ الرئيس نبيه بري تلقى رسالة من الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند اكد فيها العمل من اجل حل ازمة انتخاب رئيس الجمهورية ودعم لبنان في كل المجالات، وبدا ان رهانا لبنانيا على الجهد الفرنسي كما قال الوزير وائل ابو فاعور.

الوزير الاشتراكي تحدث عن عمل لاخراج موضوع الرئاسة من الاعتقال فمتى وكيف؟ وخصوصا ان لبنان اليوم كان يفوت جلسة جديدة لانتخاب الرئيس فلا يكتمل كالعادة النصاب ويكون التأجيل سيد الموقف الى الثاني من حزيران، من هنا حتى ذاك التاريخ ستكون الاسابيع الثلاثة المتبقية عامرة بانتخابات بلدية واختيارية تختلط تحالفاتها في جبل لبنان بين الحزبية والمناطقية والعائلية فما يصح في جونية مثلا لا ينطبق على انطلياس او الضبية ولا الحدث او الحازمية.

العين ترصد الشمال هل يتم التوافق في طرابلس؟ تميل الاجواء نحو اخراج لائحة توافقية تجمع القوى وتجنب الفيحاء معركة تقاس نتائجها بالموازين السياسة وليس بالاطر الانتمائية المناطقية.

ابعد من لبنان تعود فيينا الى الواجهة بعد ايام في ظل تمديد الهدنة في حلب ومحاولات الروس والاميركيين الدفع مجددا لانجاح المفاوضات السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

هل حجم المشاركة الشعبية العالية، هو الذي اخر اعلان نتائج الانتخابات البلدية في بيروت؟ ام حجم الاشتراكات السياسية الصاخبة، التي اصابت لائحة البيارتة بسجال محموم؟

أكثر من ثمان واربعين ساعة على اقفال صناديق الاقتراع ولا اعلان للنتائج الرسمية الى الآن، ولا من يوضح السبب المجهول المعلوم..

علم الجميع بمأزق الحلفاء عبر المواقف العلنية، التي تفاقمت لتقتحم جلسة الانتخابات الرئاسية. لم تنفع التفسيرات بتخفيف الحنق المتبادل، فاستعان البعض بذاكرتهم الفنية امثالا واغنيات، لرسم الصورة التي وصل اليها مع الحلفاء.. هذا ما نتج بلديا، فكيف بباقي الاستحقاقات؟

رغم زحمة الاستحقاق البلدي، بقيت نتائج التحقيقات في الانترنت غير الشرعي محط الانظار.. القضاء ما زال بانتظار مدير عام أوجيرو كي يعود من رحلته الباريسية للاستماع الى شهادته، فيما كل الشواهد لم تستطع الى الآن حث المعنيين للكشف عن كبار المتورطين..

اما القضاء العسكري فما زال يواصل التحقيقات حول الخروق الإسرائيلية، وكيفية تركيب المعدات المهربة بطرق غير شرعية، او بغض الطرْف من بعض الجهات الشرعية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

قوة سعد الحريري في بيروت في ضعف خصومه. تاريخيا كان والده الشهيد يشتري العاصمة بالعصبيات المذهبية والمال والسلطة. وكله برعاية نظام أمني سوري لبناني مشترك مصنع للأحجام الانتخابية. سار الابن على هذا النهج وإن بغياب المال. إلى أن وجد أن المدينة خرجت من ضعفها وأنبتت قوى نخبوية مدنية شعبوبة محببة إلى الناس. واتخذت اسم "بيروت مدينتي" متربعة على نتائج دقت أبواب البلدية ولم تدخلها.. طافت على ما يقارب اثنين وأربعين ألف صوت بفرق سبعة آلاف فقط عن لائحة البيارتة المدعومة من الحريري.

وللمرة الأولى يفجع زعيم المستقبل بظهور المارد المدني الذي صار شريكا بقوة أصواته.. حيث لا يملك المال ولا الحكم ولا الوعود الفارغة من تنفيذها بل يربو على شقعة حلم للناس. هذه القوة كادت تخرق أو تحتل المقاعد البلدية برمتها لو تعاونت معها بقية اللوائح.. لكن شربل نحاس آثر التجربة وحيدا.. نجاح واكيم لا يحبذ الاختلاط.. جمعية المشاريع - الأحباش أعطت لائحة الحريري الذي اتهمها يوما ما باغتيال والده.. فؤاد المخزومي أهدى لائحة البيارتة هدى الأسطة بعدما ألغى الحريري الأب وجوده من بيروت قبل أن يستكمل الابن عملية الإلغاء. حتى حزب الله فقد قرر في الثامن من أيار ترك الحريري وشأنه.. منعا للإحراج.. وانكفأ عن الاقتراع والمشاركة لا معه ولا ضده.

وبمعزل عن ظروف الحزب فإن كل القوى الآنفة الذكر قررت أن تكون في كعب السطر.. إما وحدها وإما ملحقة.. وغاب عن بالها أنها كانت قادرة على الإمساك بزمام البلدية لو توحدت... لم يكن الحريري قويا.. الآخرون كانوا ضعفاء.. باستثناء "بيروت مدينتي" التي وهبت للمدينة أملا بالتغيير. وعناصر النكسة البلدية جاءت في نسب التمثيل التي قدرناها بالأمس في النتائج الأولية بأحد عشر في المئة.. ونعتذر اليوم عن هذا الخطأ إذ إن النسبة لم تتجاوز عشرة في المئة. وبالعشرة سوف تتخذ البلدية قرارات على مستوى بيروت. ولن "يستحي" أعضاؤها من أنفسهم لدى عقد الاجتماعات.. كما لم يخجل من قبلهم النواب من التمديد مرتين وبأنهم اليوم أصبحوا في مجلس نواب باطل بعد. بموجب قرار المجلس الدستوري... لا خجل لدى السلطة في العيوب الدستورية وهي التي تمكنت من طمرنا بالنفايات تسعة اشهر، ونجحت في اجهاض الحراك الشعبي حيث تجمع الاحزاب ورؤساء الطوائف ومافيا الحكم لوأد التحركات الشبابية المدنية، فالحراك هدد وجودهم فاغتالوه ثم التمسوا بوادر حراك اخر اتاهم من بيروت مدينتي فالتفوا عليه قوى واحزابا، وباعتراف النائب وليد جنبلاط الذي عبر في نقد ذاتي قائلا ان كل الاحزاب بما فيها الاشتراكي كانت بمواجهة المجتمع المدني في بيروت وغدا فان اي قوى اخرى سوف تنشأ مهددة السلطة سيجري التعامل معها بالاسلحة المناسبة المبيدة للتغير.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 10 ايار 2016

الثلاثاء 10 أيار 2016

النهار

أحد المصارف اللبنانيّة الكبرى استحوذ على مصرف روماني يملك أكثر من 20 فرعاً.

سأل رئيس جمهورية سابق عما إذا كان النائب فرنجية لا يزال عند رأيه بأن رئيساً ضعيفاً أخطر من الفراغ.

بدأت الانتخابات البلدية تشكل مؤشراً مبكراً لحسابات يصفها البعض بأنها "انقلابية" في الانتخابات النيابية المقبلة.

السفير

تولّى رجل دين نقل رسالة إيجابية من قطب سياسي إلى مرجع عسكري.

استدعى مرجع أمني قيادات الفصائل الفلسطينية على عجل لتحذيرهم من انفلات أمني في عين الحلوة.

توسّط رئيس مكتب سياسي في حزب علماني لدى "حزب الله" لضم مناصرين له إلى لائحة توافقية في بلدة جنوبية.

المستقبل

يقال

إن وزيراً معنياً أنقذ موظّفين كانوا على شفير الصرف من مؤسسة مالية كبرى بعد اتصالات قام بها مع الطرفين مع العلم أنه قام بجهود مماثلة مع مؤسسات أخرى بقيت بعيدة من الأضواء.

اللواء

رفض مرجع نيابي كبير التدخل في دعم أي مرشّح للنيابة على المقعد الشاغر في جزين!

طلب وزراء الملف القضائي لأكاديمي مرشّح لمركز في إدارة من إدارات المؤسسات العامة؟!

توقف مصير الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية على قرار إداري اتخذ في ساعة متأخرة من الدوام الرسمي.

الجمهورية

أبلغت دولة خليجية كبيرة السلطات اللبنانية بأنها ستحدّد موعداً قريباً لمسؤول لبناني لزيارتها ولقاء المسؤولين فيها.

لم تتقبّل مدينة كبيرة ذات ثقل سياسي محاولة تيار مسيحي إستغلال التوافق على بلديّتها للحصول على مقعد نائب الرئيس في حين إن حضور هذا التيار السياسي في المدينة معدوم بالكامل.

ظهرت مؤشرات عن مصالحة سياسية بين مرجعَين بارزين حيث سيتم خلال لقائهما الإتفاق حول بلدية مهمة.

البناء

تتوالى الإشادات من المسؤولين والسياسيين والقيادات الحزبية بالإنجاز الانتخابي البلدي الذي تحقق في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، وينوّه هؤلاء بشكل خاص ببلدة عرسال، ولكن مع التنويه، يسجل البعض استغرابه لغياب أيّ موقف أو ردّ فعل من مسؤولي التنظيمات الإرهابية في الجرود، وكأنهم غير معنيّين بما حصل، علماً أنّ البلدية السابقة كانت على علاقة جيدة معهم، فماذا بعد التغيير الذي حملته نتائج الانتخابات؟

المفكرة

 

عقيلة الشيخ يعقوب باتت ليلتها السادسة في خيمة اعتصامها المفتوح: زمن الخداع والتضليل شارف على الزوال

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب، في بيان اليوم، "ان عقيلة الشيخ محمد، الشيخة امتثال حيدر باتت ليلتها السادسة في مكان اعتصامها المفتوح على طريق المطار القديمة، امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. ودونت اليوم بيانها الرقم 6، على لوح وضع امام المارة على الرصيف، وفيه:" يرتع الظالم ويزعم انه ولي لله من دون الناس، ويعلن يزيد بن معاوية لا امر اتى ولا وحي نزل.بل هم في شك يلعبون، فارتقب. ونحن صابرون محتسبون نستحضر التظاهرة العظيمة الى الشام المطالبة بالامام والشيخ وعباس، ويقال تأييدا للصمود والتصدي. هيهات قد وصلنا الى هنا الى الاعتصام في المعتقل وعلى الطرق والناس نيام اذا ماتوا انتبهوا. زمن الخداع والتضليل شارف على الزوال وسجننا لاجل هنيبعل القذافي ام الفضائح وسقوط للاقنعة. سلام الله عليك يا زينب فان سيوف الروم لم تقتل الحسين(ع) انما سيوف اتباع جدك محمد (ص)".

 

مسلسل الاعتقال التعسفي لـ" أبو حمزة" مستكمل

2016 - أيار – 10/ليبانون ديبيت/إستكمالاً لمسلسل الاعتقال السياسي التعسفي الذي يطاله، أصدر اليوم قاضي التحقيق في بيروت، جورج رزق، مذكرة توقيف وجاهية بحق بهيج أبو حمزة بالدعوى المقدمة ضده من النائب جنبلاط بجرم إفلاس إحتيالي بالرغم من أن الشركة غير مفلسة ولا تزال تمارس نشاطها التجاري في مجال إستيراد وبيع الغاز في لبنان. تم هذا التوقيف قبل إستجواب أبو حمزة. و بذلك يكون قد أتمّ السنة الثالثة القضائية بالتوقيف الاحتياطي دون أن يكون محكوماً بأي جرم.

 

رهان لبناني - دولي على دور فرنسي في انجاز الانتخابات الرئاسـية وباريس تتحرك مجددا على خط طهران قريبا وتبدّي الرئيـس التوافقي

المركزية- يكبر التعويل لبنانيا ودوليا، على دور ما يمكن ان تلعبه فرنسا لملء الفراغ المتربع على عرش الرئاسة الاولى منذ عامين تقريبا سيكتمل عقدهما في 25 أيار المقبل. فالمنسقة الخاصة للامم المتحدة سيغريد كاغ انتقلت الى باريس مرارا منذ مطلع العام، حيث قابلت وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت طالبة تدخل بلاده لدى الجهات الاقليمية المؤثرة في الملف الرئاسي اللبناني وأهمها ايران والسعودية، كما ان الكنيسة المارونية وعددا من الاطراف السياسيين، بينهم الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط طرق ابواب فرنسا في الاشهر المنصرمة سائلا اياها التحرك لحل الازمة اللبنانية.

وفي حين كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عرض في قصر الصنوبر لسبل انجاز الاستحقاق مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أصر على زيارة بيروت منذ أسابيع ناقلا اليها رسالة دعم قوية، فان الملف كان مدار بحث بين الرجلين مجددا أمس في الاليزيه. وفي السياق، أشارت اوساط دبلوماسية عربية مقيمة في باريس لـ"المركزية" الى ان الراعي طلب من هولاند التحرك لانقاذ لبنان والتواصل لهذه الغاية مع الرياض وطهران في شكل خاص لتسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية. ولفتت الاوساط الى ان الراعي لا يملك اسما محددا للرئاسة وقد ردّد ان انتخاب اي رئيس أفضل من الفراغ، ويجب ملء الشغور بأي ثمن وأيا يكن اسم هذا الرئيس. وأوضحت الاوساط ان اقتراح انتخاب رئيس لسنتين الذي تم التداول به ابان زيارة هولاند لبنان، لم يكن من صنع فرنسا او بكركي بل طرح من قبل جهات معينة في فريق 8 آذار. وسط هذه الاجواء، توقعت الاوساط ان تتحرك فرنسا مجددا على خط ايران، مع تقدم التسوية السورية، لحثها على فك أسر الاستحقاق اللبناني، مع ان تجاوب طهران مع مساعي باريس يبقى صعبا، ذلك ان الجمهورية الاسلامية لن تتخلى عن ورقة الرئاسة الا مقابل دور اقليمي لها، الامر الذي لا يمكن فرنسا ان تقدمه لها، على عكس واشنطن وموسكو اللتين ترفضان حتى اللحظة التفاوض معها، وكل المؤشرات تدل الى ان طهران لا ترغب بالافراج عن الرئاسة حاليا، فحتى ترشيح شخصيتين حليفتين لـ"حزب الله" للرئاسة لم يبدل في قرار مقاطعته جلسات الانتخاب وكان آخرها اليوم. وتكشف الاوساط عن اقتناع بدأ يترسخ لدى الفرنسيين بضرورة البحث عن رئيس توافقي يرضى عنه كافة الافرقاء السياسيين يكون من خارج نادي الزعماء الاربعة بعد ان عجزوا عن تحقيق خرق في الملف الرئاسي. وغداة لقاء الراعي – هولاند، برزت رسالة وجهها الرئيس الفرنسي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم أكد فيها العمل من أجل حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ودعم لبنان لا سيما في مواجهة أعباء أزمة النازحين، في وقت كان وزير الصحة وائل أبو فاعور يعرب عن أمله في "أن تتمكن فرنسا من تحريك المياه الراكدة في موضوع الرئاسة اللبنانية"، مضيفا "في هذا الظلام الدامس المحيط بنا، الرهان اللبناني على جهد فرنسي ما يمكن أن يخرج موضوع الرئاسة من الاعتقال الذي هو أسيره منذ ما يقارب السنتين".

في غضون ذلك، كشفت الاوساط عن حراك أميركي غربي فعلي محوره لبنان، من المرتقب ان يتكثف مع انتهاء استحقاق الانتخابات البلدية، هدفه انجاز الانتخابات الرئاسية، متحدثة عن اصرار أميركي على وضع قطار الملف اللبناني على سكة الحل قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما.

       

الرئيس الفرنسي يؤكد في رسالة الى بري العمل لانتخاب رئيس ودعم لبنان في كل المجالات

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أكد فيها "العمل من أجل حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية، ودعم لبنان في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والعسكرية، وفي مواجهة أعباء أزمة النازحين السوريين".

وتلقى أيضا اتصالا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تناول فيه التطورات. كذلك تلقى اتصالا آخر من رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم. واستقبل بري ظهر اليوم، السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء: "تركز الحديث مع دولة الرئيس على الأوضاع في المنطقة والتحديات الحقيقية التي تواجهها والتي يتصدرها الإرهاب ومخاطره. وتوقف دولته عند السياسة الاميركية، والاوروبية، والاقليمية، وخصوصا أن بعض هذه السياسات يسلك الأمر ونقيضه حيال ما تواجهه سوريا من إرهاب متعدد الجنسيات بدأ العالم يستشعر ارتداده على الدول كلها. ويقول دولته إن ما يخشاه هو هذه السياسة المتناقضة، حيث يقول مسؤول في دولة ما ان هذا الارهاب يشكل خطرا عليها، وفي الوقت نفسه تفرمل هذه الدولة الخطوات التي تسرع محاربة الارهاب أو تدفق تمويله أو تمرير الإرهابيين الى سوريا والعراق والمنطقة. ولكن دولته كان متفائلا بأن صمود سوريا وجيشها وقيادتها وتلمس العالم المسؤولية أكثر لتوحيد الرؤية في مواجهة الارهاب، هذه الرؤية المستبشرة تقود الى أن صمود سوريا يستثمره العالم الآن للاتحاد في إصدار قرارات واتخاذ مواقف وتوحيدها لمواجهة الإرهاب".

كذلك استقبل الامين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة.

 

سلام استقبل الحسن واصدر مذكرة بالاقفال في 25 الحالي

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام صباح اليوم رئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة بطرابلس الوزيرة السابقة ريا الحسن. وكان سلام قد اصدر اليوم مذكرة قضت باقفال الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات بمناسبة "عيد المقاومة والتحرير" جاء فيها:

"يعلن يوم الاربعاء في الخامس والعشرين من شهر أيار 2016 يوم عطلة وطنية، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير وتقفل جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات وجميع المدارس والجامعات. تخصص الحصة الأولى من يوم الخميس الواقع فيه 26/5/2016 في جميع المدارس والمعاهد والجامعات لشرح أهمية هذه المناسبة الوطنية".

 

الراعي من باريس: لبنان يرفض العودة الطوعية للنازحين السوريين

المدن - سياسة | الثلاثاء 10/05/2016/شدّد البطريرك الماروني بشارة الراعي على "وجوب وقف الحروب في المنطقة وحل النزاعات بالطرق السلمية والسياسية وعودة النازحين الى بلادهم في اسرع وقت"، مؤكدا ان "لبنان يرفض العودة الطوعية للنازحين السوريين وهو لن يتوانى عن المطالبة أيضا بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وقيام الاسرة الدولية بواجباتها حيال ذلك". كلام الراعي جاء خلال لقاء جمعه بمجلس أساقفة فرنسا، الثلاثاء، في اليوم الثاني من زيارته باريس، حيث كان التقى الإثنين الرئيس الفرنسي فرسنوا هولاند. وتوقف الراعي أمام المجلس عند التأثيرات السلبية للنزوح السوري على لبنان "مع احترام معاناة النازحين ووجوب التضامن معهم في محنتهم"، معتبراً أن "استمرار الحرب يضع لبنان في خطر دائم وفي حال تراجع خصوصا على الصعيد الاقتصادي والامني والسياسي والاجتماعي". وأشار إلى "النموذج اللبناني في العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين على قاعدة المناصفة والمشاركة، الامر الذي يميز لبنان عن محيطه ويجعله واحة لقاء وحوار بين الأديان والثقافات وبالتالي يستوجب من الاسرة الدولية ان تعمل على حياده والمحافظة على دوره ورسالته في الشرق الاوسط من اجل العالم كله". وأعلن بطريرك الموارنة خلال سلسلة مقابلات صحافية اجريت معه في باريس، ان "شعوب الشرق الاوسط تطالب المجتمع الدولي بحقها بالسلام العادل والشامل وبالاستقرار وبازدهار بلدانها ونموها". وردا على سؤال، رفض الراعي "مقولة ان المسلمين يودون إفراغ الشرق من اهله المسيحيين"، مؤكدا "حرص المسلمين الحقيقيين، الشركاء في المواطنة، على بقاء المسيحيين في ما بينهم وتمسكهم بهم من اجل المحافظة على ما بنوه معا على مدى 1400 سنة على الرغم من كل الصعوبات. المسلمون قبل المسيحيين يعلنون اهمية الحضور المسيحي في الشرق". ودعا الى "التمييز بين الاسلام والحركات الاصولية والإرهابية التي لا تمت له بصلة". وقال:"انا اصلي يوميا من اجل ان يعود عناصر التنظيمات الارهابية الى الله وبالتالي الى إنسانيتهم".

وكان البطريرك الماروني قد التقى الرئيس الفرنسي، في قصر الاليزيه الإثنين، حيث تابعا المواضيع التي كانت قد عُرضت في لقائهما الأخير في بيروت في 17 نيسان الماضي (خلال زيارة هولاند لبنان)، وأبرزها الفراغ في سدة الرئاسة والأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتداعيات الحروب والنزاعات على لبنان سياسيا واقتصاديا، وعبء النزوح ودور فرنسا في مساعدة لبنان في هذا الإطار. كما حاضر عن أوضاع مسيحيي الشرق في مبنى رئاسة مجلس الشيوخ الفرنسي. ورفض الراعي، في حوار مع الصحافيين بعد المحاضرة، "تأدية دور المطران مكاريوس في قبرص والترشح لرئاسة الجمهورية لمدة سنتين لإخراج الوضع مما هو عليه". وقال: "قبرص دولة روم أرثوذكسية، أما لبنان فهو قائم على جناحيه المسيحي والمسلم". ورأى الراعي أن "انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية أمر مهم للمنطقة بسبب الموقع الجيوسياسي للبنان، فنحن أمام تعاون سياسي بين سنة لبنان والعربية السعودية وتعاون شيعة لبنان مع إيران. وبما أن هذين البلدين يتنافسان فإن الانتخابات الرئاسية اللبنانية معلقة. المطلوب منهما تسهيل انتخاب الرئيس الجديد وليس تعيينه، ونحن نعول على بعض الدول الصديقة كفرنسا، على سبيل المثال، التي هي على علاقة جيدة مع السعودية وإيران من أجل إقناعهما بذلك". أضاف: "السعودية وإيران تريدان فرض هيمنتهما على المنطقة من خلال الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وللوصول لتحقيق هذا الهدف يجب أن تتحالفا مع أفرقاء في العراق وسوريا ولبنان". واعتبر البطريرك الماروني أن "من يرمي الكرة في ملعب المسيحيين ويتوجه للبابا لإقناعه بأن الكرة في ملعب المسيحيين هو لا يريد إجراء الانتخابات، وهذا ما قلته لقداسة البابا".

 

حملة بيروت مدينتي: حصدنا 32 ألف صوت من كل الطوائف ولو كان القانون عادلا لدخل عشرة أعضاء منا إلى المجلس البلدي

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - عقدت حملة "بيروت مدينتي" مؤتمرا صحافيا في مركزها في بدارو، للاعلان رسميا عن نتائج الانتخابات البلدية التي خاضتها في بيروت ضد لائحة "البيارتة". وألقى رئيس اللائحة ابراهيم منيمنة كلمة أشار فيها انه "بعد 36 ساعة على الفرز، وهو الامر المستغرب، كانت النتائج رغم ذلك مشرفة وايجابية، إذ حصدت "بيروت مدينتي" ما يقارب 32 ألف صوت بيروتي من كل الدوائر والطوائف، رغم أن نسبة المشاركة كانت ضئيلة". وتلا منيمنة بيان الحملة، وجاء فيه: "جاءت النتائج النهائية لانتخابات بلدية بيروت لتعلن أن الناس مع التغيير وان العمل البلدي والسياسي يدخل اليوم منعطفا جديدا عبرت عنه أقلام الاقتراع، عبر النتائج الباهرة التي حققتها لائحة "بيروت مدينتي". نشكر جميع الناخبات والناخبين، ونقدر العاطفة والحب والاحتضان التي غمرنا بها أهل بيروت، ونعاهدهم أننا سنبقى أمناء لهم، نحمل همومهم وندافع عن قضاياهم، ونكون صوتهم المعبر عن مصالحهم".

أضاف: "لقد أثبتت هذه المعركة الانتخابية أن توافر بديل حقيقي يحمل رؤية لمدينة حية وبرنامج يعبر عن هموم أهلها وآمالهم، ويتمثل في مجموعة من المرشحات والمرشحين وفريق عمل كبير، هدفه الخدمة العامة، بعيدا من المنافع الشخصية، كفيل بأن يخلق حالة جديدة تحفز أجيال الناخبين المختلفة على مغادرة الإحباط، والانخراط في العمل العام. لقد واجهت لائحتنا محدلة السلطة والطبقة الحاكمة بمختلف أطيافها، واستطاعت أن تحصل على أربعين في المئة من الأصوات، وهي أصوات كانت كفيلة بدخول عشرة أعضاء منها إلى المجلس البلدي لو كان القانون الانتخابي عادلا ونسبيا. كانت النسبة المتدنية من التصويت تعبيرا عن الاحتجاج الشعبي ضد محدلة الزبائنية السياسية التي جمعت قوى التعطيل بأسرها. هذه القوى التي أغرقت بيروت في النفايات كانت تريد إقناعنا بأن لا جدوى من المواجهة. لكننا أثبتنا أن التغيير ممكن، ونحن على يقين بأنه لو زادت قليلا نسبة المشاركين لكان في إمكاننا تحقيق نصر كامل. وسنستمر في مبادرتنا حتى تقول أغلبية أهل المدينة معنا: بيروت مدينتي". وتابع: "على الرغم من التجاوزات الجسيمة والتباطؤ في عملية الفرز ومحاولة حجب الأصوات وعدم احتسابها نتيجة الإهمال وسوء النية وعدم الفاعلية التي تتحمل مسؤوليتها وزارة الداخلية، وعلى الرغم من إعلان النتائج والاحتفال قبل مباشرة عملية الفرز بهدف الضغط على لجان القيد، فإن عمل مندوبينا وممثلينا القانونيين وجميع القضاة ومعاونيهم في لجان القيد على مدى ست وثلاثين ساعة، استعاد بعضا من الاصوات المهدورة وسمح لنا بالوصول الى هذه النتائج التي أسقطت هيبة المحدلة في بيروت". وقال: "لقد أعادت حملة بيروت مدينتي للانتخابات معناها، وأعادت الأمل الى الشباب الذين ناضلوا ضد رائحة النفايات التي أعلنت إفلاس السلطة، لذا رأينا أعدادا كبيرة من الذين كانوا يستنكفون عن التصويت يعملون في صفوف حملتنا". وتوجه الى الناخبين: "لا تصدقوا السلطة، فلائحتنا لم تحصد هذه الكمية من الأصوات من طائفة أو دائرة واحدة، كانت الأصوات التي نالتها "بيروت مدينتي" موزعة على كل الدوائر والطوائف، فنحن دعاة عمل مدني ديموقراطي لا طائفي، وجد صداه لدى الناخبات والناخبين من جميع أبناء الطوائف في بيروت: في المزرعة والأشرفية والطريق الجديدة وراس بيروت ومينا الحصن وعين المريسة وزقاق البلاط والمصيطبة والباشورة والمدور والصيفي والرميل.

لا تصدقوا ما يروجونه عن دعم لائحتنا من أحزاب مشاركة في السلطة، فرفض ممارسات هذه السلطة وفسادها هو الذي دفع البعض الى التحرر بشجاعة من توجيهات الزعماء والتصويت للخيار المدني". وأضاف: "بناء على نتائج صناديق الاقتراع، نحذر المجلس البلدي الجديد من التمادي في ممارسات المحاصصة وتشويه معالم المدينة وتهجير سكانها وبيع شاطئها وإهمال طرقاتها وأرصفتها وحدائقها وساحاتها وتقطيع أوصالها بسبب غياب خطة للنقل العام، ونعاهد أهل بيروت جميعا أننا سنبقى العين الساهرة على حماية المصلحة العامة ومراقبة اداء المجلس البلدي وتقديم المشاريع الانمائية بالتشاور مع أبناء الأحياء المعنية، ونشكل معهم قوة ضغط من أجل تنفيذها". وأكد أن "الانتخابات البلدية في بيروت ليست مفصولة عن سياق وطني عام عبر عن رفضه لنظام المحاصصة الطائفي في بيروت والبقاع، ونأمل أن يستمر زخم بناء البدائل في الانتخابات التي ستجري في المحافظات الأخرى".

وختم: "نتوجه بالشكر الى مئات المتطوعات والمتطوعين الذين عملوا بلا كلل وصنعوا من "بيروت مدينتي" حملة للفرح والتفاؤل، وخاطبوا بقمصانهم وقلوبهم البيض ضمير الناس، مقدمين لهم الأمل والبديل. كما نشكر جميع المواطنات والمواطنين اللبنانيين الذين تبرعوا لدعم الحملة ماديا، وسنصدر قبل نهاية هذا الشهر كشفا ماليا واضحا وشفافا. ويا أهلنا في بيروت، تدعوكم حملة "بيروت مدينتي" إلى مهرجان للاحتفال بهذا الإنجاز الانتخابي الكبير في السادسة مساء الخميس 12 أيار 2016، الذي سيقام في مكان يحدد لاحقا. 8 أيار كان محطة كبرى، وسنستمر في العمل معا من أجل مدينتنا ووطننا".

 

كنعان بعد اجتماع التكتل: نسعى لقانون انتخاب يصحح الخلل وما حصل في زحلة يجب ان يتكرر في كل المناطق

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - عقد "تكتل التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وعرض ملفات الساعة. وعقب الاجتماع، تحدث امين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان، فقال: " في مسألة الانتخابات البلدية، يهنىء التكتل زحلة وأهلها على المشهد الديموقراطي الذي اظهر ان إرادة زحلة هي في ان تسقط أي جدار يفصل بين احزابها وعائلاتها، وبين إرادة التجدد الموجودة في المجتمع الزحلي ومن يمنعها من ان تتبلور وتصبح واقعا حقيقيا كما حصل بالأمس. هذه الانتخابات تؤكد ان الامتداد الوطني لزحلة هو واقع، وهناك وحدة تتجلى بالرؤية والمشاريع والسياسة، ولا يمكن على هذا الصعيد، عزل منطقة عن سائر المناطق. ونحن نعتبر أن هذا التفاهم الذي حصل بين الأحزاب المسيحية والعائلات، يؤكد أن الوحدة قوة وان الحضور في المؤسسات، اكانت بلدية او وطنية دستورية، يحتاج الى كل الارادات والى رؤية مشتركة وموقف ينبذ الانانية والانا ويذهب نحو منطق الجماعة وهو ما اثبتته زحلة. واليوم، وبعد نتائج الانتخابات، يجب الانصراف الى العمل على انماء المدنية واعلاء شأنها، كما عبرت عن ذلك لائحة انماء زحلة".

اضاف: "توقفنا عند انتخابات بيروت وركزنا على أهمية الحضور في العاصمة والرسائل التي وصلت منا ومن سوانا والعبرة التي يجب ان نأخذها جميعا، هي في ضرورة تحويل المشاريع الى واقع وان لا تبقى مجرد أفكار في الهواء، الامر الذي يتطلب التعاطي مع القوى الحية التي تستطيع ان تغير، في حال الالتقاء على الرؤى". وحول قانون الانتخاب، قال: "نؤكد مرة أخرى بأن الهدف هو تصحيح التمثيل والميثاقية، كما هو بالنسبة الى انتخاب رئيس للجمهورية. والمطلوب الاعتراف بالميثاقية والاقرار بها والقيام بما يحصن هذه الوحدة الوطنية، ولا شيء يؤمنها الا التمثيل الصحيح. ونحن نعتبر ان كل المشاريع المطروحة والنقاش الدائر يجب ان يذهب الى هذه النقطة. فاذا اردنا الخروج من الازمة علينا ان نتحترم الدستور وعقد الشراكة الذي لم يحترم منذ 26 سنة، مما يعطي الحق لكل مواطن بأن يطرح السؤال التالي: اين انا من اتفاق الطائف وأين عقد الشراكة؟ ويرى التكتل ان على المجلس النيابي مسؤولية كبيرة، تقوم على توافر إرادة فعلية بالوصول الى اتفاق، لا على قانون يعيدنا الى ما نحن عليه، بل يصحح الوضع وهو ما نطمح اليه كتكتل مع الذين نلتقي واياهم، وسنسعى للوصول الى النتيجة المرجوة، كما حققناه في قضايا أخرى، منها استعادة الجنسية وطرح قانون الانتخاب على المجلس النيابي، واليوم طرح من خلال طرح تصحيح التمثيل". وعلى الصعيد الرئاسي، قال: "نكرر ان الحل باحترام الميثاقية وعدم التنكر للدستور. فالرئاسة ليست جزيرة معزولة يرى البعض ان ما ينطبق على الرئاسات الأخرى لا ينطبق عليها. وعلى الرغم من الازمة وانسداد الأفق، فالمساعي جارية وهناك عمل حثيث ونضال يومي في كل المجالات. وما حصل في زحلة يجب ان يستمر في جبل لبنان هذا الأسبوع. فصحيح ان الانتخابات البلدية إنمائية، ولكن يجب ان يكون لها رؤية وطنية، ومواطنونا مدعوون لالتقاط الفرصة التي قد لا تتكرر لتثبيت حضورهم، ولان يكونوا شركاء في استعادة الحقوق من خلال وعيهم وتصويتهم ودعم التفاهم والرؤية الجديدة عند المسيحيين للوصول الى شراكة وطنية حقيقية، ويجب ان لا يستقل احد بصوته ويستسلم للغرائز والترغيب. فالموضوع مهم واساسي، يفترض ان نرتقي الى هذه الرؤية التي هي خارج صراع الزواريب". واشار الى انه "كانت هناك قراءة للمؤتمر الاغترابي، ولا بد ان نذكر بأنه في ضوء الإنجاز الذي تحقق بقانون استعادة الجنسية، فان الإجراءات اللازمة لكي يتقدم المواطنون لاستعادة الجنسية قد أنجزت وسيكون هناك مواقف لوزير الخارجية جبران باسيل على هذا الصعيد، ليكون الامر بمتناول الجميع. ونتمنى على كل من يتمتع بالمواصفات المطلوبة لاستعادة الجنسية، ان يقدم على ذلك، لنشارك معا في قيامة لبنان والرؤية الوطنية المشتركة، لان الاغتراب اللبناني أساسي في بناء كل القطاعات وهو ما نتمناه باعطائه حقه في الجنسية والتمثيل في المجلس النيابي".

 

كتلة المستقبل: اتمام الانتخابات انتصارا للبنان ونشكر الحلفاء على التزامهم ونأسف لعدم التزام البعض بما تعهد به

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف الجوانب، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب خالد زهرمان وتوقفت فيه الكتلة أمام المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التي جرت في مدينة بيروت وفي البقاع، فثمنت "الجهود التي بذلتها وزارة الداخلية والبلديات والأجهزة الأمنية مما جعل العملية الانتخابية تجري بسلاسة وأمان، تحققت معها الطمأنينة لجميع المواطنين". ورحبت ب"النتائج التي انتهت اليها الانتخابات وعلى وجه الخصوص في مدينة بيروت والتي اسفرت عن فوز كامل للائحة البيارتة". وإذ أشارت الكتلة إلى أنها "تعكف على دراسة معمقة لهذه المرحلة من الانتخابات ونتائجها"، رأت أنه "يمكن استخلاص الأفكار الأولية الآتية:

أ- إن مجرد اتمام العملية الانتخابية بداية من بيروت والبقاع، شكل انتصارا للبنان ولنظامه الديمقراطي ولمبدأ التداول السلمي للسلطة، بما مكن هذا النظام من أن يستعيد جزءا من حيويته ويثبت أنه نظام متميز في محيطه. وتتضح أهمية ذلك بكون لبنان موجودا وسط منطقة تنحجب فيها الرؤية الواضحة والصحيحة بسبب استمرار وتصاعد لغة التطرف والعنف والسلاح، والقتل والحروب والتدمير. ومن هنا تتبين أهمية الإنجاز الكبير الذي حققه الشعب والنظام اللبناني في المحافظة على الأجواء الهادئة خلال هذه العملية الانتخابية والالتزام بالأساليب السلمية والديمقراطية للتغيير.

في ضوء ذلك، فإن الكتلة تعود إلى التذكير بأهمية مبادرة النواب فورا ودون إضاعة المزيد من الوقت والفرص للعودة الى المشاركة في انتخاب رئيس للجمهورية ومن بعدها يتم العمل على إقرار قانون عادل ومنصف للانتخابات النيابية. انه بذلك يكتمل عقد النظام الديمقراطي بوجود رئيس الدولة الذي هو رمز وحدة الوطن وحامي الدستور والجامع بين اللبنانيين والذي يستطيع ان يحقق التوازن والتعاون بين المؤسسات اللبنانية.

ب- ان فوز "لائحة البيارتة" التي دعمها تيار المستقبل، بقيادة دولة الرئيس سعد الحريري في بيروت بكونها العاصمة وبكونها تجمع كل اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وألوانهم وهي رمز وحدتهم وانصهارهم، شكل خطوة وطنية كبيرة على طريق التأكيد على التمسك باتفاق الطائف من خلال تثبيت المناصفة وتدعيم العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين بالفعل وليس بالقول فقط.

إن تيار المستقبل الذي أخذ على عاتقه هذه المسؤولية الوطنية، قد نجح فيها بقوة وبامتياز. وهذا يؤكد صوابية خياراته، بكونه التيار السياسي الوحيد العابر للطوائف والمناطق، نيابيا وتنظيميا والحامل الأساسي لفكرة الدولة الجامعة والحاضنة للجميع والمدافع عن صيغة العيش المشترك.

ج- ان نتائج الانتخابات وفي مدينة بيروت تطرح على اللائحة الفائزة وعلى تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار مسؤولية كبيرة، هي مسؤولية الوفاء للبيارتة (سكان مدينة بيروت) من اجل الإسهام جميعا في الالتزام بما تعهدوا بتنفيذه في العاصمة والعمل على رفع مستوى الخدمات فيها والتصدي للمشكلات البيئية والصحية والعمرانية والحضرية، التي تعاني منها العاصمة والتي يطالب سكانها بالعمل على حلها. كما تدعو الكتلة المجلس البلدي الجديد الى الانفتاح والتعاون مع الصوت الاخر في المدينة وما حمله من طروحات وأفكار والذي حظي بتأييد من قبل بعض قطاعات المجتمع المدني حيث أنه من الطبيعي الاعتراف بوجودهم المؤثر والمفيد والمطلوب للنجاح في هذه المهمة الوطنية والانمائية.

د- تشكر الكتلة بعض الحلفاء الذين شاركوا في تأليف لائحة البيارتة الذين التزموا بالاقتراع لها وحافظوا على التزاماتهم الأدبية والسياسية، وتعبر عن أسفها لكون البعض الآخر لم يلتزم بما تعهد به في هذا الشأن".

وأسف الكتلة أنه "قد صادف هذا الصباح الدعوة لاجتماع الهيئة العامة لمجلس النواب وللمرة التاسعة والثلاثين دون ان يتمكن المجلس من الالتئام بنصاب يمكنه من انتخاب الرئيس وذلك بسبب استمرار المعطلين، المتمثلين بحزب الله والتيار الوطني الحر، الذين ما زالوا مستمرين في محاولة فرض وتعيين رئيس على الجمهورية وليس انتخاب رئيس للجمهورية". توقفت الكتلة عند نتائج انتخابات بلدية لندن التي "أظهرت رقيا ديمقراطيا وانفتاحا وتمسكا بالعدلنة والحكم المدني، وإن هذه البارقة تشكل خطوة على طريق العمل على دعم قوى الاعتدال في وجه الانغلاق والتطرف والتعصب".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

غليان في الاشرفية.. اصابات بالغة وتوقيفات في اشكال "ترنتيك - فلوطي"

ليبانون ديبايت/2016 - أيار – 10/يبدو ان مسلسل الاجرام لدى بعض "قبضايات" الاشرفية و"عناترها" الذين لا يمثلون او يشبهون الا انفسهم بتهورهم ووحشيتهم لن ينتهي في القريب العاجل. احداث دموية كادت ان تشهدها الاشرفية يوم الاحد عقب انتهاء العملية الانتخابية نتيجة اشكال "ترنتيك - فلوطي" وما نتج عنه من تداعيات خطيرة اسفرت عن خسارة احد الشبان لرجله. لا شيء مؤكد حتى الساعة في ظل الروايات المتعددة وعدم انتهاء التحقيقات، الا حالة من الغضب الشديد والغليان التي لا تزال تسود حتى الساعة خصوصا ان العائلتين ليستا من اصحاب النفوذ والسلطة في الشارع فحسب، بل هما بمثابة مفاتيح انتخابية اساسية". وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" انه بقرابة الساعة الحادية عشرة إلا عشر دقائق من مساء يوم الأحد، أقدم المدعو ط.ف. زوج المختارة م.ف المدعومة من القوات في الرميل، يُرافقه ابن شقيقه ر.ف. على اقتحام مكتب المرشح عن المقعد الاختياري عن منطقة الاشرفية الياس ترنتيك بواسطة سيارة من نوع "Kia Cerato"، وصدم عمداً كل من شقيق المرشح ترنتيك المدعو أ.ترنتيك الذي اصيب إصابة خطيرة جداً بقدميه، قد تنتهي بحسب تقرير الطبيب الشرعي بضرورة بتر احداها أما الثاني مشجع الحكمة ب. هيكل، المعروف بـ"باشو"، فقد اصيب بكسر في ضلعين وجروح مما استدعى على الفور الى نقلهما الى مستشفى الروم في الاشرفية. وفي متابعة للقضية، تبين نقلا عن رواية "ال ترنتيك" انهم تعرضوا طوال ساعات النهار لعدة استفزازت من فريق فلوطي بالرغم من مقاطعة الياس الانتخابات بضوء فشل المساعي التوافقية بينه وبين الاحزاب والفعاليات في المنطقة، تحديدا القوات والوزير ميشال فرعون كونه مدعوم من انطون الصحناوي. ووفق الرواية، " اثناء مكوثنا في المكتب، اذ بخمس سيارات تمر بداخلها ال فلوطي وعائلاتهم، لنتفاجئ باحدى السيارات يقودها ر.ف. والى جانبه عمه "ط" تنحرف عن مسارها وتتجه بسرعة باتجاهنا للتقتحم المكان وتصدم عن سابق تصور وتصميم شقيق الياس بهدف القتل ولكن ولو العناية الالهية لكان امير من عداد الموتى الان". وكشفت اوساط العائلة في حديث لموقعنا عن "سلسلة تهديدات تلقوها من الطرف الاخر قبل الانتخابات باسبوع وما حصل بالامس هو دليل واضح وفاضح لاستهداف الياس واشقائه"، وتضيف" التهديدات ترجمت على ارض الواقع واسفرت عن خسارة شقيقنا، الاربعيني والاب لولدين لرجله "، سائلة " من سيعوض له عن هذه الخسارة؟ ماذا لو تمكنوا فعلا من قتله؟" واضافت اوساط العائلة انها تلقت ما تزال تتلقى تهديدات وهي داخل المستشفى وحملت المسؤولية لفاعليات المنطقة. واضافت: "يتذرعون باننا لسنا "قوات".. ما في داعي حدا يسأل عن بيت ترنتيك اذا قوات، التاريخ بيشهد ودماء شهدائنا كفيلة بالجواب.." بمقابل ذلك، تناقلت اوساط الاشرفية روايات عدة منها ان اشكالا حاد وقع بين عائلة ترنتيك وأولاد فلوطي قبيل الحادثة على خلفية انتخابية، بحيث تعرض آل ترنتيك بالضرب المبرح والشديد لاولاد فلوطي ما دفع بالاخير الى اقتحام مكتبهم وحصل ما حصل.

الى ذلك، تمكنت قوة من مخابرات الجيش اللبناني بعد عملية تعقب ورصد دقيقة من العثور على الشقيقين فلوطي في مستشفى الجعيتاوي، بحيث كان يخضع "ر" للمعالجة فيما يغط "ط" بسبات عميق داخل سيارته وكأن شيئاً لم يكن" ، وقد تم تسليمها الى مخفر الجميزة. هذا وتمكنت كاميرا موقع "ليبانون ديبايت" من التقاط صور تُظهر الضرر الجسدي الكبير لترنتيك نتيجة الصدم المتعمد الذي تعرض له.

 

خيبـة غربيـة مـن المشـاركة الخجولـة فـي الانتخابـات البلديـة:أداء الاحزاب أفقد اللبنانيين الأمل والمجتمع المدني يحتاج تأطيرا وقيادة

المركزية- أعربت مصادر دبلوماسية غربية عبر "المركزية"، في معرض تقويمها للمرحلة الاولى من الاستحقاق الاحد الماضي - الى جانب ترحيبها باجراء الانتخابات البلدية ضمن آجالها الدستورية المحددة - عن أسفها لنسبة المشاركة الهزيلة في العملية الانتخابية لا سيما في بيروت والتي تركت خيبة كبيرة لديها، مستغربة برودة اللبنانيين في التعاطي مع الاستحقاق وغياب حماستهم للانتخابات التي تشكل اللبنة الاهم التي يقوم عليها صرح الديموقراطية، مضيفة "وكأن اللبنانيين نسوا معاني هذه الديموقراطية وأصولها واعتادوا شواذ التمديد والفراغ وتأقلموا معه، وهذا مؤشر خطير". واعتبرت المصادر ان "الارقام التي حملتها انتخابات الاحد، لا سيما في بيروت، تكشف حالة قنوط وحتى "قرف" باتت تتحكم بالمواطنين. فالاحزاب على تنوعها ورغم حملات الحشد والتجييش التي أطلقتها قبل الاستحقاق، عبر المهرجانات الشعبية والخطب المتلفزة وسواها، لم تتمكن من استنهاض قواعدها الشعبية وحملها الى صناديق الاقتراع حيث لم تتخط نسبة المشاركة الـ20%، ربما لان الازمات التي اكتوى منها الناس في السنوات الماضية وأفظعها أزمة النفايات، قضت نهائيا على خيط الامل الرفيع الذي كانوا لا زالوا يعلقونه على الطبقة السياسية الحاكمة. لكن المصادر تتوقف أيضا عند عجز المجتمع المدني الذي توحد تحت سقف لائحة "بيروت مدينتي" عن كسب دعم الرأي العام وتأييده حيث لم ينجح في رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، مع ان التصويت القوي لصالح هذا الفريق كان يمكن ان يظهر رغبة اللبنانيين بالتغيير وتمسكهم بالديموقراطية. وتستطرد "ربما المجتمع المدني الذي علا صوته اثر أزمة النفايات قبل ان يعود وينقسم على نفسه، يحتاج الى تأطير والى تنظيم صفوفه أكثر والى قيادة ترأسه، كما يحتاج الى الابتعاد عن الفوضى وتحديد مشروع عمله بوضوح، ليتغلب على المنظومة القائمة ويكسب الرهان في المستقبل، فالـscore الذي حققته "بيروت مدنيتي" يدل الى ان الناس تريد الخروج من الواقع الذي تتخبط به لكنها غير مقتنعة بما يتم طرحه كبدائل". الا ان المصادر تشير الى ان "هذا المجتمع المدني، الذي لا يزال اليوم "نواة"، رهاننا عليه كبير، كونه بعيدا من الاصطفافات السياسية التقليدية وعابرا للمذاهب والطوائف"، آملة ان يشتد ساعده ويتمكن من تحقيق خرق في الواقع اللبناني القائم. وتنتقل المصادر الى البقاع لتلفت الى ان الانتصارات التي حققتها الجهات الحزبية أتت هزيلة، ما يدل بوضوح الى ان النقمة الشعبية على السياسيين وعلى الاحزاب تكبر، مذكرة بأن "حزب الله" اضطر الى ارسال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الى المنطقة والى اصدار تكليف شرعي، لحمل قواعده على النزول الى صناديق الاقتراع، في حين احتاج رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى الظهور على الشاشات يوم الاحد لحث قواعدهما على المشاركة في العملية الانتخابية لا سيما في زحلة، الامر الذي يعكس درجة فقدان الثقة الكبيرة التي وصلت اليها علاقة اللبناني بالسلطة. لكن المصادر تجدد أخيرا تمسكها بالديموقراطية التي لا يزال لبنان رغم كل شيء يتمتع بها، في حين يفتقدها معظم محيطه، وتعرب عن أملها بأن تتحسن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية في مراحلها المقبلة، مؤكدة ان هذا الاستحقاق مهم وعلى اللبنانيين المشاركة فيه رغم عدم رضاهم من الواقع الحالي، ليثبتوا تمسكهم بالاصول الديموقراطية وتداول السلطة.

 

عياش: المصارف جاهزة لتطبيق قانون الكونغرس وغلايزر لن يكون لديه الكثير ليقولـه إلى لبنـان"

المركزية- اعتبر النائب السابق لحاكم مصرف لبنان وخبير في المالية العامة وشؤون المصارف الدكتور غسان عياش أن "القانون الأميركي المتعلق بمنع ولوج "حزب الله" إلى المؤسّسات المالية، أثار بداية تساؤلات لدى بعض المواطنين غير المطلعين عمّا إذا كان هذا القانون سيثير أي مشكلة بالنسبة إلى النظام المصرفي اللبناني عند تطبيقه، والآن بعد مرور الوقت وجلاء الصورة بات في الإمكان الجزم بأن تطبيق هذا القانون سيمرّ مروراً عابراً من دون أي خضّات أو مفاعيل سلبية. فيكفي أن يؤكد مصرف لبنان التزام لبنان الكامل بأحكام القانون الأميركي كي يسود الإطمئنان بأنه لن تنشأ أي مشكلة بين المصارف اللبنانية والسلطات الأميركية. ونوّه عياش في حديث لـ"المركزية"، بـ"تفهّم قيادة "حزب الله" لصعوبة تملص لبنان من هذا الإلتزام برغم قسوته، فلم تمارس أي ضغط سياسي لجعل المصارف اللبنانية في موقع المواجهة مع الولايات المتحدة، وذلك ربما تقديراً من قيادة الحزب لعدم قدرة المصارف اللبنانية على هذه المواجهة غير المتكافئة، فعبّرت عن ملاحظات مبدئية على القانون وتطبيقه، لكنها تركت مصرف لبنان يقوم بما هو لمصلحة لبنان لجهة الإلتزام بمضمون القانون. وهذا الموقف يسجّل لقيادة الحزب. وقال رداً على سؤال: جاء التزام لبنان بمفاعيل التشريع الأميركي عبر تصريحات الحاكم رياض سلامة، والتي أكد فيها التزام النظام المصرفي اللبناني بالقانون من دون مواربة. وفي الموازاة، أكد الحاكم أن عيْن مصرف لبنان ستبقى مفتوحة لمنع أي مؤسسة مصرفية من اعتماد التعسّف في حق أي مواطن قد يُمنع من فتح حساب أو يُقفل حسابه بحجة تطبيق القانون الأميركي. وأضاف: تبعاً لذلك، أصدر مصرف لبنان تعميماً للمصارف مطلع الشهر الجاري، أوضح فيه "أصول التعامل مع القانون الأميركي" الصادر في 18 كانون الأول الفائت. وبموجب التعميم تلزم المؤسسات الخاضعة لقانون النقد والتسليف بتطبيق القانون الأميركي على مسؤوليتها، على أن تبلغ فوراً هيئة التحقيق الخاصة التي يترأسها الحاكم، بتجميد أو إقفال أي حساب مصرفي أو الامتناع عن التعامل مع أي عميل تطبيقاً للقانون الأميركي. وقال رداً على سؤال: كنت أفضّل أن يرفق مصرف لبنان تعميمه هذا، بموجز لأحكام القانون المذكور، يشكّل دليلاً للمؤسسات المصرفية في تطبيقها له حتى لا يكون التطبيق عرضة للإجتهادات أو متبايناً بين مصرف وآخر. ونتيجة كل ذلك، فإن مساعد وزير الخزانة الأميركية دانيال غلايزر المرتقب أن يزور لبنان في خلال الشهر الجاري، لن يكون لديه الكثير ليقوله، لأنه سيجد أن مصرف لبنان ألزم المصارف تطبيق القانون الذي أصدره الكونغرس، وأن المؤسّسات المصرفية جاهزة لتطبيقه.

 

"الاربعـون" الى العام الثالث والاسـتحقاق في العنايـة الفرنسيــة

هولاند يحرك الملف مع بن سلمان وظريف ويبــحث عن "توافقي"

"المستقبل" لن يقبل برئيس يعينه حزب الله ولا "فيتو" على المرشحين

المركزية- في غمرة الانهماك بالجولات الانتخابية البلدية والاختيارية وانشغال السياسيين كما المواطنين المهتمين بقراءة نتائج ما افرزنه جولتها الاولى في بيروت والبقاع، تمر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية من دون ان يتنبه لها احد، حتى نواب "المقاطعة المزمنة" الذين لا يدرجون ربما موعدها على اجنداتهم لكونها لم تعد مدرجة اصلا في حساباتهم الى حين صدور القرار الاقليمي بفك أسر الاستحقاق وهو طموح ما زال حتى الساعة بعيد المنال. سجل "العدّاد" المنسي لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية اليوم الرقم 39 وارجئت الجلسة "الاربعون" الى 2 حزيران المقبل وسط مفارقة "مفعمة باللوعة" على ما آلت اليه أهم الاستحقاقات الدستورية في الدولة اللبنانية، تمثلت في هبوط عدد الحضور النيابي الى 41 نائبا وهو الادنى في العدّاد حتى اليوم، علما ان الموعد الجديد سيكون الاول بعد دخول الفراغ الرئاسي عامه الثالث في 25 أيار المقبل.

نحو النيابية: وفي ظل وتيرة العقم السياسي التي تُحكِم الحصار على عمل المؤسسات كما على الدور التشريعي للمجلس الذي غابت كل اخبار جلسته المفترضة في العقد العادي الحالي الذي شارف على الانتهاء نهاية الجاري، لاستحالة الاتفاق بين القوى السياسية، يبقى الاستحقاق الانتخابي عنوان المرحلة حتى اختتام جولاته الاربع في 29 الجاري حيث يكتمل المشهد البلدي والاختياري، لتفتح معه ابواب حقبة المطالبة باجراء الانتخابات النيابية مادام ما سرى على "البلدية" من شروط وظروف يسري على "النيابية"، وقد بدأت بعض الاصوات تنادي بالاستحقاق بعد انتفاء كل اعذار وحجج عدم اجرائه التي مددت للمجلس مرتين متتاليتين.

رسالة لبري: وفي موازاة العقم الداخلي رئاسيا، وبعد حضورالملف بتشعباته كاملة بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الاليزيه امس حيث طلب سيد بكركي من هولاند التوسط لدى السعوديين والايرانيين لتسهيل انجاز الاستحقاق، وجه الرئيس الفرنسي رسالة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم اكد فيها "العمل من أجل حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ودعم لبنان لا سيما في مواجهة أعباء أزمة النازحين". وقالت مصادر دبلوماسية في باريس لـ"المركزية" ان هولاند وعد الراعي باثارة ازمة الاستحقاق خلال محطتين قريبتين الاولى في لقائه مع ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يزور فرنسا نهاية الجاري، والثانية خلال اجتماعه مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف في النصف الاول من الشهر المقبل. مسعى فرنسي جديد: وفي السياق، توقعت اوساط عربية مقيمة في باريس ان تتحرك فرنسا مجددا على خط ايران، مع تقدم التسوية السورية، لحثها على فك أسر الاستحقاق اللبناني، مع ان تجاوب طهران مع مساعي باريس يبقى صعبا، ذلك ان الجمهورية الاسلامية لن تتخلى عن ورقة الرئاسة الا مقابل دور اقليمي لها، الامر الذي لا يمكن لفرنسا ان تقدمه، على عكس واشنطن وموسكو اللتين ترفضان حتى اللحظة التفاوض معها، وكل المؤشرات تدل الى ان طهران لا ترغب بالافراج عن الرئاسة حاليا، فحتى ترشيح شخصيتين حليفتين لـ"حزب الله" للرئاسة لم يبدل في قرار مقاطعته جلسات الانتخاب وآخرها اليوم. وكشفت الاوساط عن اقتناع بدأ يترسخ لدى الفرنسيين بضرورة البحث عن رئيس توافقي يرضى عنه كافة الافرقاء السياسيين يكون من خارج لائحة بكركي الرباعية.

أبوفاعور: وفي حين تحدثت الاوساط عن تعويل لبناني على دور فرنسي لانجاز الاستحقاق، برز موقف لافت على لسان وزير الصحة وائل ابو فاعور أعرب فيه عن أمله في "أن تتمكن فرنسا من تحريك المياه الراكدة في موضوع الرئاسة اللبنانية"، مضيفا "في هذا الظلام الدامس المحيط بنا، الرهان اللبناني على جهد فرنسي ما يمكن أن يخرج موضوع الرئاسة من الاعتقال الذي هو أسيره منذ ما يقارب السنتين".

المستقبل...مستمرون: وفي السياق، شدد مصدر في "تيار المستقبل" عبر "المركزية" على "الاستمرار بالمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية حتى لو لم يكتمل النصاب، الى ان "يرفع" حزب الله" ومن ورائه ايران قرار الفيتو عن الرئاسة"، جازماً بان "لا فيتو من "التيار" على اي مرشّح، ونحن مستعدون لتأمين النصاب لاي مرشّح حتى لو لم نتبنّ ترشيحه شرط انتخاب رئيس". واكد اننا "لن نقبل "بتعيين" رئيس جمهورية كما يريد "حزب الله"، مُشككاً بقدرة فرنسا التي يزورها البطريرك الماروني على خرق جدار الازمة كما يتمنى الراعي"، ومعتبراً ان "تأزم الوضع في سوريا "غير مُشجّع" لناحية الحلّ القريب لازمة الرئاسة".

خيبة غربية: انتخابيا، وفي معرض تقويمها للمرحلة الاولى من الاستحقاق البلدي، أعربت مصادر دبلوماسية غربية عبر "المركزية"، عن أسفها لنسبة المشاركة الهزيلة في العملية الانتخابية لا سيما في بيروت التي تركت خيبة كبيرة لديها، مستغربة برودة اللبنانيين في التعاطي مع الاستحقاق وغياب حماسهم للانتخابات. واعتبرت ان "الارقام التي حملتها انتخابات الاحد، لا سيما في بيروت، تكشف حالة قنوط شعبية من أداء الاحزاب والطبقة الحاكمة. ولفتت الى ان "المجتمع المدني الذي توحد تحت سقف لائحة "بيروت مدينتي" لم يتمكن ايضا للاسف من رفع نسبة المشاركة، مستطردة "هذا الحراك الذي نعوّل عليه مستقبلا يحتاج الى تأطير وتنظيم صفوفه أكثر والى قيادة ترأسه، كما يحتاج الى الابتعاد عن الغوغائية وتحديد مشروع عمله بوضوح، ليتغلب على المنظومة القائمة ويكسب الرهان في المستقبل، فالـscore الذي حققته "بيروت مدنيتي" يدل الى ان الناس تريد الخروج من الواقع الذي تتخبط فيه لكنها غير مقتنعة بما يتم طرحه كبدائل".

الراعي والعودة الطوعية: من جهة أخرى، إعتبر البطريرك الراعي خلال لقائه مجلس أساقفة فرنسا في مقر المجلس في باريس أن "استمرار الحرب في سوريا يضع لبنان في خطر دائم وفي حال تراجع خصوصا على الصعيد الاقتصادي والامني والسياسي والاجتماعي"، مشددا على "وجوب وقف الحروب وحل النزاعات بالطرق السلمية والسياسية وعودة النازحين الى بلادهم في اسرع وقت"، واكد ان "لبنان يرفض العودة الطوعية للنازحين السوريين ولن يتوانى عن المطالبة أيضا بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وقيام الاسرة الدولية بواجباتها حيال ذلك".

مقبل: على خط آخر، ومتابعة لملف الانترنت غير الشرعي، اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ظهر اليوم، مع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وقاضي التحقيق رياض ابو غيدا، واطلع منهما على اوضاع المحكمة العسكرية وسير العمل فيها لجهة التحقيقات بشكل عام ولا سيما ما يتعلق منها بالانترنت غير الشرعي او بالتحقيقات مع المتهمين في قوى الامن الداخلي باختلاس الاموال العامة. واعرب مقبل عن ثقته بالقضاء، مؤكدا "ملاحقة هذه التحقيقات حتى النهاية وتبيان الحقيقة واصدار الاحكام في حق المخالفين".

..وجنبلاط: وكان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط غرّد عبر "تويتر" مقبل مغادرته الى باريس، قائلا: "في هذه الأثناء الديمقراطية الجميلة والفرحة هرب او هُرِّب عبد المنعم تلفون "حرام من كتر تركيب خطوط تهريب تعب"!

 

الراعي الى جنوب افريقيا من 18 الى 23 الجـاري ولافتتاح مكتب مؤسسـة الانتشار ولقـاء رسـميين

المركزية- يتوجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى جنوب افريقيا في زيارة رعوية هي الاولى له من 18 الى 23 الجاري، حيث سيلتقي جالية مارونية لبنانية قديمة، اضافة الى لقاءات مع ابناء الرعية والمسؤولين عنها. وفي تفاصيل الزيارة، كما كشفت مصادر متابعة لـ"المركزية" ان الراعي سيفتتح مكتبا للمؤسسة المارونية للانتشار برئاسة نعمت افرام، والاعضاء روز الشويري وريتا غصن وهيام بستاني ويوسف الدويهي، وبالتعاون مع الكنيسة المارونية في جوهانسبرغ التي تحوي ديرا تابعا لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، في الكنيسة يوم الاحد 22 الجاري، يعنى في شؤون اللبنانيين الموارنة لحثهم على ضرورة تسجيل اولادهم في السجلات الرسمية اللبنانية. ويتضمن برنامج الزيارة استقبال للبطريرك الراعي في مقر السفارة في العاصمة بريتوريا الخميس 19 الجاري، تليه زيارات للرعية والمدرسة المارونية في 20 الجاري، ويُختتم النهار بعشاء يقام على شرف البطريرك من قبل الجالية المارونية اللبنانية. ويوم السبت 21، يلتقي البطريرك الراعي الجمعيات اللبنانية، والمقيمين المتحدرين من اصل لبناني، ويرأس الاحد قداسا يتبعه غداء للجالية، ويلتقي البطريرك شخصيات رسمية الا ان جدول المواعيد لم يحدّد بعد، على ان يعود الى بيروت الاثنين 23 الجاري. ثم يتوجه البطريرك في حزيران المقبل، في زيارة لم يحدّد برنامجها ولا مواعيد اللقاءات فيها بعد الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث سيشارك في مؤتمر "NAM" الذي تنظمه "الجمعية المارونية الرسولية" الاميركية والذي يفتتح اعماله في الاسبوع الاول من تموز في سان فرنسيسكو بعد ان كان العام الفائت في ولاية كليفلاند – اوهايو.

 

الراعي في مقابلات صحافية في باريس: لفصل لبنان عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - باريس - أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في خلال سلسلة مقابلات صحافية اجريت معه في باريس، ان "شعوب الشرق الاوسط تطالب المجتمع الدولي بحقها بالسلام العادل والشامل وبالاستقرار وبازدهار بلدانها ونموها". وردا على سؤال، رفض البطريرك الراعي "مقولة ان المسلمين يودون إفراغ الشرق من اهله المسيحيين"، مؤكدا "عكس ذلك لا بل حرص المسلمين الحقيقيين، الشركاء في المواطنة، على بقاء المسيحيين في ما بينهم وتمسكهم بهم من اجل المحافظة على ما بنوه معا على مدى 1400 سنة على الرغم من كل الصعوبات. المسلمون قبل المسيحيين يعلنون اهمية الحضور المسيحي في الشرق". ودعا الى "التمييز بين الاسلام والحركات الاصولية والإرهابية التي لا تمت له بصلة"، متوجها الى "الدول الداعمة لها من ان اجل وقف هذا الدعم كي تكف هذه التنظيمات عن ارتكاب الجرائم والمظالم في حق الانسانية"، وقال:"انا اصلي يوميا من اجل ان يعود عناصر التنظيمات الارهابية الى الله وبالتالي الى إنسانيتهم التي فقدوها لقاء حفنة من المال او من الوعود الكاذبة الواهية التي لن تتحقق يوما". وعن لبنان، قال: "انه بحاجة الى المحافظة على الديموقراطية وقيمها في الحياة الوطنية السياسية والاجتماعية والثقافية، ولذلك لا يمكن ان يبقى هو الضحية ومن يدفع الثمن كلما اهتز نظام في الشرق الاوسط او كلما وقعت أزمة في مكان ما. كما يجب فصله عن كل الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية". وتطرقت الحوارات الى الكتاب الجديد الذي صدر في باريس بعنوان: " في قلب الفوضى، مقاومة مسيحي في الشرق"، للكاتبة الفرنسية ايزابيل ديلمان انطلاقا من احاديث أجرتها مع البطريرك الراعي، اشارت الى اهمية هذا الكتاب في توقيته في ظل معاناة المسيحيين في الشرق الاوسط، وهو يتألف من مقدمة بعنوان: "لقاء مع رجل نذر نفسه للرب"، ومن خمسة فصول حملت العناوين التالية: الشرق المسيحي، لبنان بلد الرسالة، شرق أدنى واوسط في حالة حرب، الكنائس الشرقية ورحلة روحية.

 

التيار المستقل: التذرع بعدم توافر الظروف الامنية ساقط ويحتم انجاز الاستحقاقين الرئاسي والنيابي

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الاسبوعي برئاسة اللواء عصام أبو جمرا، وتداول المجتمعون ما آلت اليه التطورات السياسية في أعقاب نتائج الدورة الاولى للانتخابات البلدية، وصدر عن المكتب بيان اشار فيه الى انه "بات من المؤكد بعد استكمال الدورة الاولى من الانتخابات البلدية على رغم كل عيوبها المثارة أن التذرع بحجج عدم توافر الامن وعجز السلطة الحاكمة عن رعاية عمليتي انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نواب جديد وانجازهما، قد أسقطتها تجربة يوم الاحد الفائت. فأصبح التذرع بعدم توافر الظروف الامنية المؤاتية ساقطا بحكم الواقع وبات المجلس الممدد لنفسه غير متمتع بالشرعية الدستورية ما يحتم انجاز الاستحقاقين الدستوريين: انتخاب الرئيس ومجلس النواب، فالصلاة بعد اليوم لم تعد تجدي نفعا، انما اصبح ملحا التحرك الشعبي الضاغط بزخم لتغيير تركيبة السلطة المسترخية فيها، واستبدالها بأخرى بانتخابات شرعية تعبر عن ارادة اللبنانيين وفقا لنص الدستور".

واكد ان "قانون الانتخاب الافضل لبلد مثل لبنان متعدد الاحزاب والمذاهب ومتعدد الانتماءات والارتهانات للخارج، هو من دون شك، الدائرة الفردية التي نادى بها منذ أعوام، وقد سرته بالامس دعوة رئيس حزب الكتائب الى اعتماده، متمنين أن يحظى بكامل الدعم داخل المجلس النيابي والاقتناع بصوابية تطبيقه لكونه الامثل والانجع والاكثر تعبيرا عن ارادة اللبنانيين". ورفض "اقتراح تخصيص المغتربين بنواب في البرلمان لأنه يزيد الاعباء المالية على خزينة الدولة من دون جدوى"، وطالب "عوضا عن ذلك بتطبيق قانون اشراك المغتربين في الانتخابات النيابية المجمد على رغم انه مقرر منذ عام 2009".

 

الأحدب مرشح رسمياً لرئاسة البلدية

أم تي في/10 أيار/16/أعلن رئيس "لقاء الاعتدال المدني" مصباح الاحدب ترشحه للانتخابات البلدية في طرابلس تحت شعار "طرابلس عاصمة" برفقة فريق عمل مؤلف من 17 شابة وشاب وفق رؤية إنقاذيه واضحة وشفافة للتصدي لمصادرة قرار وحقوق طرابلس، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في دارته قال فيه: "سبق وأعلنت خلال اطلاق الماكينة الانتخابية البلدية منذ ما يقارب الشهرين، ضرورة الاستفادة من الاستحقاق البلدي لوضع حل لمشاكل طرابلس التي تنهار اقتصاديا واجتماعيا وانمائيا. واعلنت حينها انني امد اليد لمختلف القوى السياسية في المدينة لنتعاون متكاتفين في وضع برنامج انقاذي للمدينة. واليوم، وبعد مرور شهرين وعلى مسافة ايام معدودة من الاستحقاق البلدي، لم نسمع بأي تجاوب ولم يتم التداول بأي برنامج او مشروع او حتى رؤية من قبل الافرقاء السياسيين للاستفادة من الاستحقاق البلدي لتأمين حاجات طرابلس، بل كل ما يجري بين ساسة المدينة يتمحور اليوم حول طرح اسماء لرئاسة البلدية، ومن ثم وضع فيتوات متبادلة على بعض الاسماء تحت شعار التوافق على اسم الرئيس واطلاق يده باختيار فريق عمله". أضاف: "وهنا يبرز السؤال الاول ما هو المعيار الذي يتم على اساسه اختيار رئيس بلدية؟ او وضع فيتو على مرشح اخر؟ هل هو برنامجه او رؤيته للعمل البلدي خلال السنوات المقبلة؟ الجواب ببساطة: ان كان ساسة المدينة يريدون مجلسا بلديا متوافقا عليه متجانسا، يجب عليهم اولا ان يتفقوا على مشروع انقاذي واضح يتبنوه ويقدمونه للمجلس البلدي المنتخب لينفذه خلال ولايته، اما ما يجري فهو محاولة لاتفاق على محاصصة جديدة بأسلوب منمق يديرها رئيس بلدية جديد لن يستطيع ان يتخذ أي قرار لأنه سيغشى من فيتواتهم في المستقبل، وباختيارهم للرئيس فانهم يفرضون عليه مسبقا العمل تحت جناحهم ووفقا لحساباتهم التي ادت لتعطيل طرابلس وشل عملية الانماء فيها طوال الست سنوات الماضية". وتابع: "مع الاسف وعوضا عن مصارحة الرأي العام والاعتراف بخطئهم والعودة عنه ها هم يريدون يحملون مسؤولية فشلهم للمجلس البلدي الحالي ويستمرون بالمحاصصة التي ستجلب الويلات لطرابلس لستة سنوات مقبلة لان هيمنة السياسيين على المجلس البلدي ومحاصصاتهم ستشل هذا المجلس مجددا وستحتم عليه الفشل مجددا. ان طرابلس ليست شركة لتدار من قبل مساهمين لا يتفقون الا على تقاسمها، فاذا ارادوا الاستمرار بالمحاصصة في بلدية طرابلس فإنهم يدفعون المدينة نحو المزيد من والبطالة والافقار والتفكك الاجتماعي والانهيار الاقتصادي، وهذا ما سيعيد التأزم الامني الى المدينة وسيدخلها في عين عواصف المنطقة بدل تحصينها لان الاستمرار بحرمانها وإفقار وظلم اهلها سيجعلها قابلة للانفجار عند أول خضة أمنية".

وقال:" بالمقابل فإنهم يعلنون ايضا انه في حال فشل الاتفاق في ما بينهم فان ماكيناتهم جاهزة للمعارك، عن أي معارك يتكلمون؟ ببساطة نحن اهل طرابلس نعلم أنها معارك تحديد احجام القوى السياسية، وهذا الامر لا يعنينا بل انا نخشى ان يخلق المزيد من الانقسامات والمتاريس بين ابناء المدينة بدل ان يكون التنافس على كيفية خدمتها". وتابع:"نحن اليوم بحاجة لحلول لنحمي ونحصن طرابلس في هذه الظروف الصعبة لكي لا تذبح مجددا، وكلنا يعلم بان طرابلس اصيبت بالشلل بسبب فشلهم بتأمين ابسط حقوقها من السلطة المركزية، فلم نسمع الا بالوعود، وحرمت المدينة من الانماء، وتحول اولادها بنظر الدولة الى ارهابيين ولم يتم توظيفهم باي مؤسسة لا بل لم يستطيعوا الاتيان حتى بموظف إلى صندوق الضمان الاجتماعي، فنرى اهلنا ينتظرون سنتين لقبض مستحقاتهم من الضمان في حين انه في مراكز الضمان بضواحي طرابلس تنجز المعاملات بأسابيع. ان طرابلس امام فرصة تاريخية لانتشالها من ازماتها عبر امكانات البلدية المحلية، فاذا كان هنالك في بيروت من يضغط لمنع الانماء عن طرابلس، فمن يضغط علينا في طرابلس كي لا نخدم مدينتنا التي تحتاج لمشروع انقاذي واضح يتبناه المجلس البلدي، وليست بحاجة لمعارك احجام او محاصصة".

وقال: "لذلك قررت مع فريق عمل جاد متجانس يعمل وفق رؤية إنقاذية واضحة وشفافة التصدي لمصادرة قرار وحقوق مدينتنا، والعمل لإعادتها عاصمة كما كانت طوال سنوات وقرون مضت، واننا من اجل ذلك اتفقنا على مشروع عملي يحتوي بنودا واضحة قابلة للتنفيذ من شانها تحقيق الاستقرار الاجتماعي الذي سنسعى فورا لتأمينه من خلال خلق ما يزيد عن الفي وظيفة لأبناء المدينة فورا. لقد اجتمعنا كفريق عمل يعتز ويتمسك بانتمائه لمدينته مكون من ثلة الشابات والشباب من مختلف اطياف وشرائح ومكونات المدينة واتفقنا على تبني برنامج انقاذي للمدينة، واردنا ان لا تكون اللائحة مقفلة لأننا نرفض ان تختزل طرابلس باي مجموعة ولأننا لا نزال نمد اليد لكل الاطراف السياسية دون استثناء ونحن مستعدون للتنسيق مع أي جهة سياسية تتبنى مشروع فريقنا الانقاذي". أضاف: "اما في حال ارادوا الاستمرار بالمحاصصة او بالقيام بمعارك لتحديد الاحجام فإننا سنخوض معركة تتيح الخيار لابناء طرابلس للتصويت لمشروع واضح يفرض حلولا واقعية وعملية لإنقاذ المدينة سنلتزم بتطبيقه في حال فوزنا. ثمة تساؤل لماذا مصباح الاحدب يترشح للانتخابات البلدية وهو نائب سابق ولا يزال يخوض غمار العمل السياسي؟ بكل وضوح اقول لأهلي في طرابلس: لطالما ناضلت واياكم طوال سنوات مضت لرفع الغبن والحرمان عن طرابلس، وناضلنا سويا للتصدي لكل محاولات شيطنة ابناء المدينة، ونعتهم ظلما بانهم يشكلون بيئة حاضنة للتكفير، ولقد استطعت واياكم مواجهتهم خلال اكثر من 20 جولة عنف سقط لنا فيها أكثر من ألف شهيد من ابناء المدينة الابرياء، بالاضافة الى الاف الجرحى والمعوقين واليتامى والارامل، فضلا عن الدمار الهائل الذي اصاب البيوت والمحال وادى الى افقار وافلاس العديد من المؤسسات، وتشريد أبنائنا وحرمانهم من التوظيف بسبب الصاق تهم الارهاب بهم وتسجيلها في سجلاتهم العدلية".

 

فصل 20 شخصاً من "التيار الحر" بينهم زياد عبس!!

أم تي في/10 أيار/16/ذكرت معلومات الى انه "إن كان "التيار الوطني الحر"، الذي يتزعمه العماد ميشال عون، ويرأسه حاليا وزير الخارجية جبران باسيل، تمكن من تخطي أكثر من خطر أخيرا، أبرزها التعيينات الرئاسية والاستحقاقات الداخلية للتيار التي كشفت حجم الامتعاض "العوني" من تسليم باسيل دفة القيادة من دون اللجوء إلى الانتخابات، فلا شكّ أنّه لن يكون من السهل عليه على الإطلاق اجتياز القطوع الجديد، المتمثّل بتمرد ناشطين عونيين على قرار القيادة بالتحالف مع تيار "المستقبل" في الانتخابات البلدية والاختيارية التي شهدتها العاصمة بيروت. والمفارقة أن الإشكالات التي كانت الأجهزة الأمنية تتوقعها في مناطق معينة، وقعت في مناطق وبين فرقاء لم تكن تحسب لهم أي حساب، إذ شهدت منطقة الرميل، في بيروت، يوم الأحد، أكثر من جولة مواجهة وعراك بالأيدي بين عونيين انقسموا إلى فئتين، فئة مع نائب رئيس الحزب نقولا صحناوي، وفئة أخرى مع القيادي زياد عبس الذي قرر التمرد على القرار الحزبي بالتحالف مع تيار "المستقبل"، وأقدم مندوبوه على توزيع لوائح شُطب منها مرشحو الحريري، وتم استبدالهم بمرشحين آخرين، مما أدّى لأكثر من إشكال، وانضم إليه شبان من حزب "القوات اللبنانية" الذين وقفوا في صف صحناوي.  وتبحث قيادة التيار حاليا، وبحسب مصادر مطلعة، طرحا يقضي بفصل 20 شخصا (ممن يمتلكون بطاقات حزبية)، بينهم القيادي زياد عبس، لـ"تمردهم على القرارات الحزبية"، علما بأن هيئة التيار في بيروت الأولى، المحسوبة على عبس، لم تكن راضية أصلا عن قرار التحالف مع الحريري، ولم تتم استشارتها بمضمون التسوية التي تم التوصل إليها قبل أيام معدودة من موعد الاستحقاق البلدي.  وبحسب مسؤول سابق في التيار، وهو ناشط حالي معارض لباسيل، فإن "أول تجاوز قامت به القيادة هو التعدي على صلاحيات هيئة القضاء، أما التجاوزات الأخرى فلا تعد ولا تحصى، ولعل أبرزها التنازل عن كل المبادئ والقيم التي قام عليها التيار في سبيل مقعد أو مقعدين في بلدية بيروت". وقال المصدر المذكور، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لعدم التعرض للفصل: "المعركة لا تزال تستدعي وجودنا في الداخل"، مؤكدا أن "استمرار التيار بوضعه وسياسته الحالية سيؤدي لانفجار حتمي قريب"، مضيفا: "لطالما خضنا معاركنا تحت عنوان محاربة فساد تيار المستقبل، الذي تشكل بلدية بيروت أبرز أوجهه، فإذا بنا اليوم نعطي ورقة للحريري، ونغطيه ضاربين بكل مبادئنا عرض الحائط من دون أي مقابل يُذكر". ورأى المسؤول العوني السابق أن "السياسة المتبعة حاليا من قبل القيادة تؤكد أن التيار شاخ، وبات يتكئ على عكازتين، على الشمال عكازة حزب الله، وعلى اليمين عكازة القوات، وهذا أمر مخيف جدا، استدعى انتفاضة الشباب يوم الأحد، وهم ممن واجهوا القوات السورية التي كانت تحتل بيروت، والذين لن يقبلوا باحتلال من نوع جديد أو بكمّ أفواههم"، لافتا إلى أنّه "في حال تم فصل عبس وعدد من العونيين، فذلك سيكون له ارتدادات كبيرة، وبالتالي عمليات الفصل ستتفاقم والموضوع سيكبُر، علما أنّه أصلا كبير". وبعد فشل مساعي الناشطين القدامى بتحقيق إصلاحات من الداخل، بدأ هؤلاء يفكرون بإنشاء "حركة إصلاحية" من الخارج، وفي هذا الإطار يقول المصدر: "ندرس الموضوع جديا طالما القيادة غير آبهة باستيعابنا واستيعاب اعتراضاتنا

 

وهاب: 8 آذار أخطأت

أم تي في/10 أيار/16/علق رئيس حزب "التوحيد اللبناني" الوزير السابق وئام وهاب على نتائج الانتخابات في بيروت على حسابه "تويتر", قائلا: "لقد أخطأ فريق ٨ آذار بحق لائحة "بيروت مدينتي" لأن امكانية فوزها كانت متوفره ولا أعرف لماذا الاستمرار في هذه السياسه ؟".

وفي تغريدة ثانية, أوضح وهاب ان " بيروت مدينتي" ربحت لأنها واجهت ١١ حزباً وحصلت على نتيجه ممتازه, مضيفاً: "هذا يعني أن هزيمة الأخطبوط المالي والسياسي ممكنه."

 

نتائج بيروت النهائية بالأرقام... هذا فارق الأصوات بين "بيروت مدينتي" و"البيارتة"

النهار/10 أيار/16/لم يبدُ الفارق كبيراً، على عكس بعض التوقعات ربما، بين الفائز برئاسة #بلدية_بيروت جمال عيتاني والمرشّح عن لائحة "بيروت مدينتي" إبرهيم منيمنة رئيساً، إذا نال الأول 45874 صوتاً فيما نال منيمنة 31933 صوتاً.

"ليست سوى البداية"

 

كنعان في خلال اعلان لائحة سن الفيل بتجمعنا المدعومة من الأحزاب والعائلات: ما بدأ في زحلة يجب ان يستكمل

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - أعلنت لائحة "سن الفيل بتجمعنا" التي يرأسها رئيس ديوان نقابة المحامين جوزف شاوول، وهي مكتملة ومؤلفة من 18 عضوا يمثلون الأحزاب والعائلات في سن الفيل وتضم: جوزف شاوول، أنطوان الخازن، جورج أبو أنطون، دوري عازار، كريستين الغزال، بسكال خليل، بديع المنير، ريمون صليبا، الياس مسعد، سمعان أبي نادر، كميل أبو قرص، أحمد أمهز، شربل فرح، فادي عطوي، داني عطيه، ماردو كوزي كوجوكيان، جورج حويس وشربل مارديني. كما تضم 9 مرشحين عن المقاعد الإختيارية في سن الفيل وهم: رولان قسيس، فادي عازار، انطوان شاوول عن حي البلدة، أسعد أبي راشد وكلود فارس عن جسر الباشا، فادي خليل واندره طاوكجيان عن حي الجديد، أسعد مسعد وعيد رزق عن حي الحرج. وقد أعلنت اللائحة المدعومة من تحالف الأحزاب أي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والعائلات، من دارة الراحل وليم دحدوح، في حضور أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان ممثلا رئيس التكتل النائب ميشال عون، عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور ادي ابي اللمع ممثلا رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، رئيس حزب التنظيم عباد زوين إضافة الى عدد كبير من العائلات والمناصرين والملتزمين في الأحزاب في سن الفيل.

وكانت كلمة لكل من رئيس اللائحة شاوول، أشار فيها الى أن ""ترشيحنا جاء بناء على رؤية ومشروع ودراسة وضمن برنامج واضح وهو في متناول الجميع لتتم محاسبتنا في حال قصرنا"، مطالبا "الأحزاب والعائلات الداعمة للائحة مواكبتنا من أجل أن نحقق سويا المشروع الذي وضعناه".

كنعان

ثم تحدث النائب كنعان، فلفت الى أن "جوزيف شاوول هو خيارنا في سن الفيل الى جانب القوات اللبنانية وبقية الأحزاب والعائلات في سن الفيل"، مشيرا الى أن "الأخير تطوع إختياريا في الجيش إبان الحرب اللبنانية يوم كان العماد ميشال عون ضابطا في صفوف الجيش ودافع عن بلدته سن الفيل وعن العديد من البلدات وأصيب وكاد أن يستشهد وما قام به أمر مقدس وغال علينا". وتطرق الى موضوع التفاهم مع "القوات اللبنانية"، معتبرا أن "مشهد تقارب الحزبين كان حلما وهذه المصالحة التي تجسدها لائحة "سن الفيل بتجمعنا" هي المصالحة الحقيقية التي على أهل سن الفيل حضنها بدعمكم".

أضاف: "ما بدأ بزحلة يجب أن يستكمل في سن الفيل"، مشددا على ان "القضية ليست شخصية والمسألة ليست خلافا مع أي أحد آخر، فالتنافس مقدس والديمقراطية أمر أساسي في مجتمعنا ويجب أن نطورها".

ابي اللمع

بدوره شدد أبي اللمع في كلمته على "أهمية المصالحة المسيحية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، داعيا "كل أهالي سن الفيل الى التصويت للائحة "سن الفيل" بتجمعنا" التي تجسد المصالحة الحقيقية".

 

 نواب القوات وقعوا في معراب اقتراح قانون تعديل قانون المخدرات جعجع: مجرد حصول الانتخابات البلدية انتصار كبير لنا

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - وقع نواب تكتل "القوات اللبنانية" في معراب تحت شعار "نقي حياتك CHOOSE LIFE"، اقتراح القانون القاضي بتعديل القانون رقم 673 "قانون المخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف"، في حضور النواب: جوزف المعلوف، أنطوان بو خاطر وفادي كرم، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أمين عام الحزب فادي سعد، الأمين المساعد لشؤون الإدارة المحامي فادي ظريفة، الامين العام المساعد لشؤون المصالح الدكتور غسان يارد وممثلي الجمعيات التالية: Sidc، Chance، Nosroto، AJEM، سعادة السماء، سكون SKOUN، JCD، إم النور، CENACLE DE LA LUMIERE، Rotary Club Beirut، وMenhara.

جعجع

وألقى جعجع كلمة استهلها بتهنئة "أهالي زحلة على المظاهرة الانتخابية التي حصلت في 8 أيار"، وقال: "نأمل ان ننتهي من شراء الأصوات في الاستحقاقات اللاحقة، ولو ان هذا الموضوع متعلق بالقضاء الذي من مهامه اتخاذ الاجراءات اللازمة. كما أهنىء اهالي القاع ورأس بعلبك على المعارك الديمقراطية التي خاضوها ولكن بعد اليوم عليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم لأن الدولة مقصرة جدا، فالقاع ورأس بعلبك شهدتا اجراءات امنية حيث منع الجيش الارهابيين من الاقتراب اليهما وأتمنى على البلديتين الفائزتين التحضير لمواجهة الاستحقاقات اللاحقة". أضاف: "مجرد حصول الانتخابات البلدية انتصار كبير لنا، لذا لا يمنع ان نرى الجانب الايجابي في الحياة السياسية في لبنان، فهذا الاستحقاق هو مدعاة فخر في خضم ما يحصل في المنطقة، لقد أجرينا الانتخابات البلدية رغم كل الظروف وبأقل أضرار ممكنة". وتابع: "هدف مؤتمرنا اليوم هو محاربة المخدرات وتعاطيها، فأكثر ما يحتاج الى حرب حاليا هو المخدرات، للأسف لقد بات هناك نوع من التعايش مع هذه الآفة، فحتى لو ان المخدرات تستعمل في الأمور الطبية أو يتم اللجوء اليها في المشاكل الاجتماعية او سواها الا انها بكل بساطة مدخل الى جهنم، وبالتالي أشكر كل الجمعيات التي تعمل منذ زمن في مجال مكافحة المخدرات ولو دون دعم مادي، اذ كان على الدولة اللبنانية ان ترصد لهذا الأمر اموالا طائلة، واليوم نحن هنا لنكمل الحرب التي نقوم بها بلا هوادة ضد المخدرات". وشدد على ان "الموضوع بحاجة إلى متابعة حثيثة ولن ينتهي بالخطوات الحالية فقط"، وقال: "سنصل إن شاء الله الى الحد من هذه الآفة إن لم نصل إلى استئصالها بشكل كامل". أضاف: "مكافحة المخدرات ليست عملية جراحية، انما عملية طويلة ترافق الانسان ولا نتخلص منها الا بالعمل الدؤوب، ويجب ان يكون صبرنا كبيرا وان نتابع الموضوع بشكل حثيث باعتبار ان الطريق طويل والاهم ان نسير فيه وان نتابعه خطوة بخطوة للحد من اضرار المرض على المجتمع". وختم: "إن القوات اللبنانية قدمت اقتراحا لتعديل القانون 673 وسيقوم نوابنا بالتوقيع عليه، وهذا الاقتراح عرضة للمناقشة والأخذ والرد مع باقي الكتل النيابية".

المعلوف

بدوره، قال المعلوف: "نحن هنا لأن هناك شراكة مع الجمعيات المدنية والدينية التي هي الأساس لمواجهة التحدي في مكافحة المخدرات، ونحن نتواصل مع زملائنا في مجلس النواب لنصل بهذا المشروع إلى خواتيمه، ومن هنا تنبع مسؤولية المجتمع حتى يكون شريكا في العلاج".أضاف: "المدمن ليس مجرما بل هو مريض بحاجة لعلاج ويجب ان نكون إلى جانبه، فالمطلوب مد اليد إلى الوزارات والإدارات المعنية للعمل على هذا الموضوع، كما المطلوب من الأجهزة الأمنية التعاطي بحضانة ومحبة مع هذا الملف. ان الأحزاب يجب ان تلعب دورا لحفظ هذا المجتمع ونحن هنا لمتابعة القضايا الأساسية للمواطن". وأوضح ان "التعديلات على القانون رقم 673 ستشمل تعديل بعض المصطلحات ودمج بعض المواد القانونية"، مشيرا الى "وجوب التمييز بين المتعاطي وبين المروج وبين من يروج على نطاق واسع وبين من يروج لأول مرة، فضلا عن حجب الأحكام المتعلقة بتعاطي المخدرات عن السجل العدلي حيث لا تظهر إلا ببياني 2 و3".

دميان

أما رئيس مصلحة الطلاب جاد دميان فقال: "بعد اطلاق حملة مكافحة المخدرات في يوم الطالب العام الماضي اقامت العديد من الاجهزة، المصالح والمنسقيات في حزب القوات اللبنانية نشاطات توعية، رياضية، اجتماعية وترفيهية وذلك من خلال التعاون في العديد من المحطات مع الجمعيات المدنية".

أضاف: "اجتماعنا اليوم او في الفترة الماضية تأكيد على اهمية التعاون والتكامل بين حزب القوات اللبنانية والجمعيات المدنية على أمل الاستمرار في هذا النهج في الفترة المقبلة. وهذه الحملة تستهدف القيمة الانسانية والوجودية للفرد، من هنا التزامنا في هذه القضية ثابت ودائم".

وثائقي ونقاش

وبعد عرض فيلم وثائقي عن النشاطات التي قام بها حزب "القوات اللبنانية" لمكافحة المخدرات، جرى نقاش وحوار بين ممثلي الجمعيات المدنية والمعنيين حول اقتراح القانون ومستقبل التعاون الممكن بين "القوات" والجمعيات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ألمانيا: مهاجم محطة قطارات ميونيخ مضطرب نفسيا

ميونيخ - وكالات/10 أيار/16/أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، أنه لا توجد لا دوافع متطرفة "حتى الآن" وراء الهجوم بالسكين قرب ميونيخ. وقالت إن المشتبه به في الاعتداء بالسكين قرب ميونيخ يعاني من "اضطرابات نفسية ومشاكل مخدرات". وقتل شخص وأصيب 3 آخرون بجروح بليغة، بعد أن أقدم مسلح يحمل سكيناً على مهاجمة عدد من الركاب في محطة للقطارات في مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بحسب ما نقلت إذاعة ألمانية عن الشرطة. وأفادت الإذاعة أن الشرطة تتحرى صحة أقوال شهود بأن المسلح كان يهتف "الله أكبر" أثناء الهجوم. في حين قال متحدث باسم نيابة عاصمة بافاريا، حيث وقع الهجوم إن المهاجم ألماني في الـ27 من العمر وقد تم توقيفه. كما أشار إلى أن الموقوف "أدلى بتصريحات عند شن الهجوم تشير إلى دافع سياسي، متطرف على ما يبدو"، موضحاً أنه "يجري التثبت من مضمون هذه التصريحات بصورة دقيقة". وكان تنظيم داعش دعا في أغسطس 2015 إلى تنفيذ هجمات معزولة بالسكين في ألمانيا التي كانت حتى الآن بمنأى عن موجة الاعتداءات المتطرفة. وفي نهاية مارس، قامت فتاة ألمانية-مغربية في الـ15 من العمر بطعن شرطي وإصابته بجروح بالغة في محطة هانوفر للقطارات أثناء عملية روتينية للتثبت من الهوية. وفي سبتمبر قتلت الشرطة عراقيا في الـ41 من العمر يدعى رفيق يوسف، كان أفرج عنه بشروط بعد قضائه عقوبة بتهمة الانتماء إلى منظمة "إرهابية" والتخطيط لاعتداء ضد رئيس الوزراء العراقي عام 2004، بعدما أصاب شرطية في برلين بجروح طعنا بالسكين. يذكر أن مدينة ميونيخ، وتحديداً محطات القطار فيها، كانت عرضة لتهديدات عديدة وجدية مطلع السنة الجارية 2016، حتى إن الشرطة أغلقت المحطة الرئيسية في المدينة، وكذلك محطة أخرى في ضاحية باسينج، وأخلتهما من الركاب، وذلك عشية العام الجديد في أعقاب تهديد يتعلق بإمكانية وقوع هجوم إرهابي، قد ينفذه تنظيم داعش.

 

تقارب كبير بين ترامب وكلينتون في الولايات الحاسمة للاقتراع الرئاسي

اي اف بي/وكالات/10 أيار/16/افاد استطلاع للرأي عن وجود تقارب كبير بين المرشح الجمهوري المحتمل الى البيت الابيض دونالد ترامب والمرشحة الاوفر حظا في المعسكر الديموقراطي هيلاري كلينتون، في ثلاث ولايات حاسمة للاقتراع الرئاسي. وقال بيتر براون مساعد مدير معهد الاستطلاعات في جامعة كينيبياك "من الصعب التكهن بنتائج السباق الى البيت الابيض بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في الولايات الثلاث الاكثر اهمية وهي فلوريدا واوهايو وبنسيلفانيا نظرا لتقاربها"، "قبل ستة اشهر من الاقتراع" في الثامن من تشرين الثاني. اما خصم كلينتون سناتور فرمونت بيرني ساندرز فقد يهزم المرشح الجمهوري في الولايات الثلاث. واضاف المعهد في بيان "منذ العام 1960 لم يفز اي مرشح بالاقتراع الرئاسي من دون ان يفوز باثنين من الولايات الثلاث على الاقل". واظهر الاستطلاع هشاشة كلينتون حيال ترشح ترامب الذي كان في البداية في حزيران 2015 موضع سخرية، قبل ان يحرز تقدما كبيرا لم يتوقعه المراقبون. وفي فلوريدا قد تفوز كلينتون ب43% من الاصوات مقابل 42% لترامب مع هامش خطأ نسبته 3%. وفي اوهايو يفوز الملياردير بسهولة اكبر على كلينتون مع 43% من الاصوات مقابل 39%. واذا فاز ساندرز بالترشح الديموقراطي وهي فرضية مستبعدة رغم شعبيته، سيهزم ترامب في فلوريدا (44% مقابل 42%) وفي اوهايو (43% مقابل 41%) وبنسيلفانيا (47% مقابل 41%). وكلينتون تحقق نتائج افضل من ترامب بين النساء والاقليات. وقال براون "ان ضعف الجمهوريين في صفوف الناخبين الذين يشكلون اقليات معروف. لكن سبب كون هذا السباق حاميا يعود لكون كلينتون قليلة الشعبية بين الرجال البيض". ولا يحظى المرشحان بشعبية في الولايات الثلاث. والاستطلاع اجري بين 27 نيسان والثامن من ايار لدى الف ناخب في كل ولاية من الولايات الثلاث، اي بعد انسحاب اخر خصمين لترامب من السباق الى الترشيح الجمهوري الاسبوع الماضي.

 

مسؤول سابق بالحرس الثوري: خسرنا 1200 مقاتل في سوريا

العربية نت/10 أيار/16/أقر القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، عين الله تبريزي، بمقتل 1200 مقاتل إيراني في سوريا منذ عام 2012. وتأتي تصريحات القيادي السابق بعد ثلاثة أيام على مقتل ما بين عشرين إلى خمسين جندياً إيرانياً، في كمين نصبته المعارضة السورية، لوحدة عسكرية مؤلفة من 100 جندي، تابعين للحرس الثوري، في منطقة خان طومان جنوب غربي حلب، فيما اعترف الحرس الثوري بمقتل 13 عسكرياً فقط وإصابة 21 آخرين في المواجهات.

 

هولاند اكد له السعي لحل ازمة الاستحقاق/بــري تشـاور مـع عبـاس والغانـم

المركزية- تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، اكد فيها العمل من اجل حل ازمة انتخاب رئيس الجمهورية ، ودعم لبنان في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والعسكرية، وفي مواجهة اعباء ازمة النازحين السوريين . وتلقى ايضا اتصالا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تناول التطورات واتصالا آخر من رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم . واستقبل بري اليوم السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء: تركز الحديث حول الاوضاع في المنطقة والتحديات الحقيقية التي تواجهها والتي يتصدرها الارهاب ومخاطره. وتوقف الرئيس بري عند السياسة الاميركية، الاوروبية، والاقليمية وخصوصاً ان بعض هذه السياسات تسلك الامر ونقيضه تجاه ما تواجهه سوريا من ارهاب متعدد الجنسيات ومخاطر هذا الارهاب الذي بدأ العالم يستشعر ارتداده على دول العالم. ويقول ان ما يخشاه هو هذه السياسة المتناقضة حيث يقول مسؤول في دولة ما ان هذا الارهاب يشكل خطراً عليها وفي الوقت نفسه تفرمل هذه الدولة الخطوات التي تسّرع محاربة الارهاب او تدفق تمويله او تمرير الارهابيين الى سوريا والعراق والمنطقة. ولكنه كان متفائلاً بأن صمود سوريا وجيشها وقيادتها وايضا تلّمس العالم المسؤولية اكثر لتوحيد الرؤية في مواجهة الارهاب، هذه الرؤية المستبشرة تقود الى ان صمود سوريا يستثمره العالم الآن للتوحد في اصدار قرارات واتخاذ مواقف وتوحيدها لمواجهة الارهاب . كما استقبل بري الامين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة.

 

ايران تريد معركة حلب لتكريسها قاعدة لها ومسؤول في الحزب زار المحافظة/اميركا وروسيا تدفعان نحو تثبيت الهدنة واستئناف المفاوضات لقطع الطريـق

المركزية- قذفت التطورات الميدانية الدراماتيكية في حلب كل المواعيد المضروبة لاستئناف مفاوضات جنيف السورية وتربعت لغة الحديد والنار مجددا في صدارة المشهد، في مقابل صولات وجولات تارة روسية- اميركية واخرى اوروبية – دولية لمنع المواجهة الشرسة وكلفتها المدمرة على المستويات كافة عسكريا وسياسيا. وتقول اوساط سياسية مراقبة لـ"المركزية" ان اكثر الجهات المستفيدة والدافعة في اتجاه معركة حلب هي ايران التي تخوض مع النظام معركة وجودية، خلافا لما هو عليه واقع الحال الروسي، اذ ان دخول موسكو الى سوريا لم يكن تمسكا بالرئيس بشار الاسد ونظامه، وفق ما تبين لاحقا من تصريحات كبار المسؤولين الروس سيما وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي قال بالفم الملآن "إن الرئيس السوري بشار الأسد، ليس حليفا لروسيا. نعم، ندعمه في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة السورية، لكنه ليس حليفنا" بحيث تركز الهدف الروسي على عدم انهيار النظام وحجز مقعد متقدم له في المفاوضات، خشية تكرار سيناريو تداعي الدولة العراقية، في حين ان طهران ومن خلال معركة حلب تسعى لتحقيق انتصار للنظام من جهة وتثبيت موطئ قدم لها بحيث تكون حلب قاعدتها في سوريا، كما اللاذقية والمناطق الساحلية الاخرى قواعد لروسيا، خصوصا ان حلب تشكل نقطة محورية استراتيجية في الداخل السوري.وقد سارعت ايران فور الخروج الروسي الى ارسال فوجٍ عسكري الى جانب اسراب من "حزب الله" الى المحافظة تمهيدا لخوض "المنازلة" الكبرى التي لن تكون بالسهولة التي تصورتها في غياب الغطاء العسكري الروسي الذي أمّن انتصارات للنظام في اكثر من منطقة ابان تواجده هناك.

وتوقفت الاوساط هنا، عند زيارة مستشار مرشد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي الى سوريا اثر زيارة للبنان، ولقاءاته مع الرئيس الاسد وكبار المسؤولين في النظام وما اعقبها من مواقف داعمة للأسد شخصيا، والاعلان تزامناً عن مقتل 13 مستشاراً من الحرس الثوري في حلب باصابة مباشرة لغرفة العمليات الايرانية، معتبرة انها حملت رسائل واضحة بان الجمهورية الاسلامية اتخذت قرارها بمعركة حلب، ولم يعد الامر خاضعا للنقاش، فهي لن تسلّم لموسكو وواشنطن باحتكار قرار الحرب والسلم من دون ان تكون لها حصة في قطعة الجبنة السورية.

بيد ان الراعيين الدوليين للازمة السورية ومعهما دول اوروبا المهتمة، كما تفيد الاوساط، ليسوا في وارد ترك المسرح الميداني لايران في ثاني اهم المدن السورية، وتركها على شفا اخطر الحروب التي قد تحدد مصير سوريا بالكامل، وسيمارسون اقصى درجات الضغط لتثبيت الهدنة القسرية وقطع الطريق على اللعبة الايرانية التي تهدف الى ممارسة سياسة المماطلة الى ما بعد ايلول المقبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية والتي ستليها ايضا انتخابات في سائر الدول المعنية، بما يتيح لها انذاك، وفي ظل انهماك كل طرف بشؤونه الداخلية استعادة زمام المبادرة والامساك بالورقة السورية مجددا. من هنا، تشير الاوساط، انعقد اجتماع فرنسا امس لهدفين: تثبيت الهدنة والدفع في اتجاه استئناف المفاوضات نحو الحل السلمي سريعا وقبل حلول المواعيد الانتخابية، مشيرة الى ان ايران، ومن خلال زيارة ولايتي التي اعقبتها كما قالت مصادر في فريق 14 اذار زيارة لمسؤول رفيع في حزب الله الى دمشق حيث عقد لقاءات سياسية وعاين الجبهة في حلب، هدفت الى توجيه رسائلها الى الحلفاء قبل الخصوم، وتحديدا موسكو التي تعمل من تحت الطاولة لانشاء مجلس عسكري، بوجوب الالتفات اليها والوقوف على رأيها كلاعب اساسي في الحل السوري، وقد لفت ولايتي علنا اليها بقوله "إن أصدقاء سوريا يعلمون، وأعداء سوريا يعلمون، أنّهم لن يستطيعوا بأي شكل من الأشكال فرض حلّ على الشعب السوري."

 

فاينانشال تايمز: الإصلاحات السعودية جدية لكنها بطيئة

المركزية- نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية مقالا عن "الإصلاحات في السعودية التي تبدو أنها تأخذ منحى جدياً إلا أنها بطيئة نسبياً"، حيث أشارت إلى أن "إعادة تنظيم الحكومة تؤكد الحاجة الملحة للتغيير". وأوضحت الصحيفة أن "مع أي امتيازات تُعطى لليبراليين فإن المتشددين يحصلون على امتيازات متوازية داخل المملكة التي تمثل شرعية آل سعود منذ إنشائها في العام 1932"، مشيرةً إلى أن "قرار ولي ولي العهد محمد بن سلمان بإنهاء الاعتماد على النفط، يمثل خطوة راديكالية عما هو متعارف عليه". ورأت الصحيفة أن "الأمير سلمان وضع خطة لتحويل الاقتصاد السعودي والتي عرفت باسم "رؤية 2030"، بعدما أدرك أن لا يمكنه الاستمرار بالاعتماد على النفط"، مشيرةً إلى ان " الخطة تهدف إلى خفض التبذير في الإنفاق الحكومي وتطوير الاقتصاد الذي لا يعتمد على النفط وزيادة استثمارات القطاع الخاص واستحداث فرص عمل جديدة يعد دورا رئيسيا في الرؤية". ولفتت إلى أن "الحكومة بصدد الإعلان عن مزيد من التفاصيل عن كيفية تطبيق الرؤية إلا أن التغييرات تبدو جدية".

 

 كوريا الجنوبية: لن نعترف ابدا بكوريا الشمالية كدولة نووية

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم أن الحكومة الكورية الجنوبية والمجتمع الدولي لن يعترفان أبدا بكوريا الشمالية كدولة نووية. وقال المتحدث باسم الوزارة جو جون هيوك في مؤتمر صحفي عقد اليوم - حسبما نقلت وكالة انباء "يونهاب" الكورية الجنوبية - إن "بلاده والمجتمع الدولي ثابتان على موقفهما الحازم من أن سياسة بيونغ يانغ لتطوير أسلحة نووية جنبا إلى جنب مع تعزيز اقتصاد البلاد لن تنجح أبدا. وأشار المتحدث جو إلى أن "كوريا الشمالية أظهرت إرادتها في عدم تخليها عن الأسلحة النووية من خلال تجديد إدعاءاتها التي جاءت خلال مؤتمر الحزب العام السابع، بأنها

دولة نووية مسؤولة". وأضاف :"أن الحكومة الكورية الجنوبية ستواصل العقوبات المشددة والضغوط على جارتها الشمالية لحملها على نزع سلاحها النووي".

 

رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي يأمر بمواصلة عملية إقالة روسيف

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - أمر رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي رينان كاليروس بمواصلة عملية إقالة الرئيسة ديلما روسيف، متجاهلا بذلك القرار "غير المناسب" الذي اصدره رئيس مجلس النواب بالوكالة صباحا بالغاء الجلسة التي قرر خلالها النواب في منتصف الشهر الفائت البدء باجراءات اقالة الرئيسة.

وكان فالدير مارينياو الغى صباح الاثنين التصويت الذي اجراه النواب في 17 نيسان على آلية إقالة الرئيسة ديلما روسيف، في قرار مفاجئ احدث زلزالا سياسيا خصوصا ان دعوة كانت وجهت لاعضاء مجلس الشيوخ هذا الاسبوع للتصويت على فتح قضية اقالة روسيف رسميا.

وقال كاليروس :"لا يمكن لقرار فردي أن يفرض على قرار جماعي"، في إشارة إلى موافقة غالبية ساحقة من النواب (367 مقابل 146) في 17 نيسان على البدء بعملية إقالة روسيف. أضاف :"أن قبول مثل هذه التلاعب بالديموقراطية يضعني شخصيا في موقع المشارك في تأخير العملية. ليس لرئيس مجلس الشيوخ ان يقول ما إذا كان ذلك صحيحا أو خاطئا، بل هذا من صلاحية الجلسة العامة لمجلس الشيوخ". وعلى الاثر أمر كاليروس بتلاوة تقرير لجنة المساءلة في مجلس الشيوخ والمدرج على جدول الأعمال، ما أثار ردود فعل ساخطة من أعضاء مجلس الشيوخ اليساريين الذين طالبوا بإلغاء العملية.

وبهذا تكون عملية اقالة الرئيسة عادت الى سكتها ومن المفترض ان تتواصل هذه الاجراءات ما لم تتدخل المحكمة الاتحادية العليا لوقفها. ومن المتوقع أن يصوت أعضاء مجلس الشيوخ الاربعاء على قرار يحتاج فقط لأكثرية بسيطة للبدء باجراءات إقالة اول امرأة رئيسة في البرازيل وذلك بتهمة التلاعب بمالية الدولة. وفي حال تأمين هذه الغالبية، ستنحى الزعيمة اليسارية التي تراجعت شعبيتها والمناضلة السابقة التي تعرضت للتعذيب إبان الحكم العسكري، عن السلطة لفترة اقصاها 180 يوما في انتظار الحكم النهائي لاعضاء مجلس الشيوخ. ويستعد حليفها السابق، نائب الرئيسة ميشال تامر (75 عاما) لتولي الرئاسة بالوكالة. ولا تساور احدا الشكوك حول نتيجة التصويت الذي سيجرى الخميس. فقد اعلن حوالى خمسين من 81 عضوا في مجلس الشيوخ عزمهم على التصويت على بدء اجراءات إقالة الرئيسة التي تؤكد أنها "ضحية انقلاب برلماني" من دون أسس قانونية.

 

متحدث باسم الحرس الثوري: جثث 12 عسكريا ايرانيا قتلوا في سوريا بأيدي المتطرفين

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني في محافظة مازندران في شمال ايران حسين علي رضائي ان "المجموعات التكفيرية تحتفظ بجثث 12 من العسكريين الايرانيين ال13 الذين قتلوا الاسبوع الماضي في منطقة حلب في سوريا"، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء الطالبية الايرانية ("ايسنا"). وقال ان "12 من جثث الشهداء ال13 هي بأيدي المجموعات التكفيرية". واضاف: "بعد تحرير المنطقة حيث تجري معارك، سيكون في وسعنا استعادة الجثث". من جهة اخرى، افاد النائب اسماعيل كوسري ان مقاتلي الفصائل المسلحة في سوريا"يحتجزون 5 او 6" عسكريين ايرانيين. ونددت طهران بسيطرة "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، على خان طومان، وتوعد المسؤولون الايرانيون ب"انتقام عظيم".

روحاني

من جانبه، أثنى الرئيس حسن روحاني على دور الحرس الثوري في المنطقة، في خطاب القاه اليوم في كرمان. وقال ان "الحرس الثوري اليوم لا يتحمل مسؤولية ضمان امن البلاد فقط الى جانب الجيش والشرطة والباسيج، بل كذلك أمن البلدان التي تطلب مساعدتنا" من اجل "الدفاع عن مواقعنا المقدسة في العراق وسوريا، والدفاع عن المستضعفين في لبنان وفلسطين وافغانستان وفي أي مكان يطلب منا ذلك". واشاد روحاني بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني. وقال: "اليوم حين ننظر الى ايران وافغانستان والعراق وسوريا وفلسطين، نرى آثار بسالة الجنرال سليماني وشجاعته".

 

"يوم أوروبا" 2016: "القارة العجـوز" تواجه مأزقا وجوديا فعليا وموجات اللجوء السوري تهدد كيان "الاتحاد" وتزيد طين أزماته بلّة

المركزية- غداة يوم اوروبا الذي تحتفل فيه دول الاتحاد الاوروبي ومعها العالم في التاسع من ايار من كل عام، يجمع المراقبون على ان اوروبا اليوم تحت المجهر، في ظل تضاؤل احتمالات صمودها موحدة في اطار الاتحاد، ويسأل البعض هل اتى اللاجئون السوريون ليزيدوا طين الازمات المالية والخلافات البينية داخل الاتحاد بلة، فيقضون على حلم روبرت شومان الذي قدم في التاسع من ايار عام 1950، اقتراحه في شأن إنشاء كيان أوروبي منظم، ويطيحون الاتحاد الاوروبي؟ هذا السؤال حملته "المركزية" الى احد الديبلوماسيين العاملين في اطار الاتحاد الاوروبي، حيث اعتبر ان الاتحاد اليوم يعاني من ازمة وجودية فعلية، تتمثل بثقل العبء جراء تدفق النازحين السوريين الى دول اوروبا التي لم تحسن التعامل بحكمة مع هذه الازمة منذ بدايتها، وها هي السلطات التنفيذية ضمن الاتحاد تتجند من اجل ايجاد السبل الافضل لتلافي تفاقم هذه الازمة، وقد استقرت الآراء على وجوب منع التسرب السوري الى القارة العجوز، مقابل مساعدات مالية لدول الجوار المضيفة، على قاعدة: اطعم البطن تستحي العين، واللافت ان احد هذه البلدان يمارس سياسة الابتزاز المالي مستخدماً اللاجئين السوريين اليها، ورقة ضغط، بينما لا مانع لديه بايواء السوريين في ارضه. أما لبنان، فيرزح تحت الاعباء المهددة لأمنه واقتصاده ولصيغته في ظل "حساسية معينة" وبالتالي يبقى الخاسر الاكبر على هذا الصعيد، بسبب عجزه عن حل ازمة النزوح التي تضاف الى مشاكله السياسية والشلل الضارب في مؤسساته الدستورية. واذ يعتبر ان"النزوح ليس وحده ما يهدد كيان اوروبا الموحدة "، يشير الديبلوماسي الى ان بريطانيا مقبلة على استفتاء في 23 حزيران المقبل لتحديد ما اذا كانت ستبقى في اطار الاتحاد. وفي هذا الاطار، تدل الاحصائيات الى تزايد عدد الراغبين بالانسحاب من الاتحاد رغم التحذيرات التي يطلقها المسؤولون البريطانيون من خطورة خطوة كهذه على الاقتصاد البريطاني. ويضيف: هذا الاستفتاء يعيدنا بالذاكرة الى العام 1963 حين اعلن الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول عن شكوك فرنسا في وجود ارادة سياسية لدى بريطانيا في الانضمام الى المجموعة الاوروبية، وجمدت حينذاك المفاوضات للدخول الى المجموعة. في المقلب الاخر، تواجه اوروبا ازمات مالية كأزمة اليونان المتفاقمة والتي كلفتها حتى الان قروضاً بمئات مليارات اليورو في اطار خطة انقاذ مالي وضعت لليونان والبحث جار اليوم عن سبل إسقاط بعض المديونيات عن اليونان في 2018. اذا، العلم الأوروبي الذي يعد ليس فقط رمزًا للاتحاد الأوروبي بل لوحدة أوروبا وهويتها بالمعنى الأوسع، لم تعد تثقله النجوم الاثنتا عشرة التي تتوسطه، حسب الديبلوماسي، بل اللاجئون السوريون الذين فتحت بلدان عديدة ابوابها لهم ومنها قبرص وتركيا لتصدرهم الى الداخل الاوروبي المنقسم حول كيفية التعاطي معهم بعد الخرق الكبير الذي حصل على نظام الشنغن، وفتح الحدود امام الاف اللاجئين من دون الاخذ في الحسبان ان غالبية هؤلاء لا تطبق عليهم شروط اللجوء السياسي، وقد استدرك الاتحاد الاوروبي متأخرا هذا الامر فبدأ اعادة النظر بأوضاع اللاجئين لديه مميزا بين اللاجئ الاقتصادي واللاجئ السياسي المهددة حياته في بلده، مع التركيز على استرضاء الدول المضيفة في اطار الجوار السوري، لمنع التسلل من اراضيها. ويختم الديبلوماسي سائلا: يوم أوروبا الذي يفترض ان يكون مناسبة للأنشطة والاحتفالات التي تقرب أوروبا من مواطنيها بحسب المفوضية الاوروبية، هل اصبح يوما للتذكير باخطار تضع الكيان الاوروبي على شفير الهاوية؟

 

الكويت تنفي اتهامات إيرانية بدعم حركات انفصالية

العربية.نت - صالح حميد/10 أيار/16/نفت الكويت اتهامات إيرانية لها بدعم حركات انفصالية في إيران، على خلفية عقد ندوة حول القضية الأهوازية، وأكدت أن "السياسة الخارجية الكويتية واضحة وتعتمد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة"، حسبما نقلت صحيفة "الرأي" عن مصدر دبلوماسي كويتي. وبحسب الصحيفة، فإن "الاحتجاج الإيراني يتعلق بندوة عُقدت في الكويت الثلاثاء الماضي 3 مايو تحت عنوان (أحواز العرب في كويت العرب) استضافها الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب دوخي الحصبان، وشهدت مشاركة عدد من الناشطين والشخصيات السياسية بينهم النائب السابق علي الدقباسي وبدر الداهوم، كما شهدت حضور السفير السعودي لدى الكويت عبدالعزيز الفايز". وقال المصدر الدبلوماسي لـ "الرأي" إن "الاتهام الإيراني ليس له أي أساس، فالكويت لا تدعم أي حركات انفصالية، وسترد عبر القنوات الدبلوماسية على احتجاج طهران، خصوصاً أن المؤتمر الذي احتجت إيران في شأنه نظمته شخصيات اجتماعية ولا علاقة لأي جهة رسمية به".وأضاف المصدر أن "طهران احتجت أيضاً على استضافة الكويت للقاءات يجريها أعضاء الوفد اليمني الحكومي المشارك في مشاورات السلام مع ناشطين ومعارضين من الأحواز، بينها لقاء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي مع وفد من (حركة النضال العربي لتحرير الأحواز)، وابرازها إعلامياً". وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت، الاثنين، القائم بالأعمال الكويتي في طهران، للاحتجاج على الندوة التي عقدت في الكويت العاصمة، وشاركت فيها شخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية كويتية وخليجية. واحتجت طهران على تنظيم هذه الندوة في الكويت لوجود من وصفتهم بـ"أعداء الثورة الإسلامية الإيرانية" و"عملاء للقوى الأجنبية"، وهي التهم التي تصف بها طهران دوما معارضيها سواء من الناشطين الأهوازيين أو التيارات السياسية الأخرى.

 

اعتقال شيخ يفجر الغضب في جرمانا

مجد الخطيب/المدن/الثلاثاء 10/05/2016

ساد جو من الغليان الشعبي في مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية في ريف دمشق، بعد اعتقال قوات النظام الشيخ مؤنس حمزة رافع، ابن إحدى كبرى عائلات جرمانا. وقامت كتيبة من "المهام الخاصة" تابعة لفرع "المخابرات الجوية" باعتقال الشيخ رافع، عند الساعة الرابعة من ظهر الإثنين، عبر كمين أمام بيته، بعد تعقب اتصالاته، واقتادته مباشرة إلى سجن "مطار المزة العسكري"، على خلفية تهم تتعلق بحيازة أسلحة غير مرخصة. وفور شيوع نبأ اعتقال الشيخ، تجمهر أهالي من مدينة جرمانا، وعدد من رجال الدين في ساحة البلدة، وتم قطع الطرقات، ومنع الدخول والخروج عبر الشوارع الرئيسية، مطالبين بالافراج عن الشيخ.

النظام حاول تهدئة الناس عبر إرسال وعود من قبل عضو مجلس الشعب السابق مصعب الحلبي، الذي قال إن هنالك مساعِي جادة لاطلاق سراح الشيخ، وطالب الأهالي بفض اعتصامهم. لكن الأهالي رفضوا المغادرة، وأمهلوا النظام حتى منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء، لإخلاء سبيل الشيخ. ورافق الاحتجاجات نوع من حظر التجول غير المعلن، حيث مُنع دخول وخروج السيارات من المدينة، وأغلقت المحال في السوق التجاري، وتراجعت حركة المشاة في الشوارع، وانسحب عناصر الأجهزة الأمنية من المدنية. ورافق ذلك قطع للاتصالات وشبكة الانترنت عن المنطقة التي تشهد الاحتجاجات. الاحتجاجات لم تقتصر على المطالبة بالافراج عن الشيخ المعتقل، بل طالب المحتجون بضرورة حصول تضامن بين رجال الدين والمجتمع لمنع النظام من اقتياد الشباب إلى الخدمة الإلزامية بالقوة. وذلك على غرار ما تفعله "حركة مشايخ الكرامة" في السويداء، واعتبر المحتجون أن هنالك ظلماً واضطهاداً ممنهجاً تتعرض له المدينة من قبل قوات النظام بسبب موقف الدروز المحايد منذ العام 2011. وفور انتهاء المهلة التي أعطاها المحتجون لقوات النظام، هاجم بعضهم حاجز الباسل، وهو الحاجز الرئيس لقوات النظام في البلدة والمطل على طريق المطار. وبعدها اتجه المحتجون إلى مفرزة "الأمن السياسي" في حي الحمصي جنوبي جرمانا، فاقتحموها وقاموا بتكسيرها وتحطيم محتوياتها. قائد حركة "مشايخ الكرامة" في السويداء الشيخ أبو رأفت وحيد البلعوس، أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من رجال الدين في المدينة وأبدى استعداد "مشايخ الكرامة" لتقديم أي معونة بالمال أو العتاد، إذا تطلب الأمر ذلك.

رجال الدين الدروز، خاصة الشباب منهم، الذين كانوا في كل مشكلة بين قوات النظام والأهالي يميلون إلى أخذ موقف الحياد أو التهدئة، تغير موقفهم الإثنين، وشكلوا العديد من المجموعات لمنع الاخلال بالأمن بعد انسحاب عناصر الحواجز الأمنية المحيطة بجرمانا. وطالب العديد منهم، بالاستمرار في قطع الشوارع وإعلان العصيان حتى خروج الشيخ المعتقل. وهذا ما فسره البعض بمحاولة المؤسسة الدينية في فرض حالة من الهيبة لها، وإرسال رسالة للجميع أن المس برجل دين يعتبر خطاً أحمر. وعلى الرغم من عدم إخلاء سبيل الشيخ رافع، حتى الآن، فقد عادت الحياة طبيعية في المدينة، وسط وعود النظام بإطلاق سراح الشيخ، وتهديد الأهالي بالاعتصام مجدداً. ويشير البعض إلى أن النظام سيتمهل قبل الإفراج عن الشيخ، لجسّ نبض الأهالي، ومنعهم من التجمع والاحتجاج مجدداً عند وقوع حوادث مماثلة. ما يضع هيبة النظام وهيبة المؤسسة الدينية الدرزية الموالية له، في موقع تعارض، قد تتحول إلى صدام نتيجة استمرار الإحتقان لدى الأهالي. الجهات المعارضة في البلدة، نأت بنفسها عن المشاركة في الاحتجاجات، ولكنها اعتبرت ان ما حدث هو استمرار لمسلسل استهانة أجهزة النظام بكرامات الناس والاعتداء عليهم بهدف تطويعهم. "المدن" التقت بأحد رموز المعارضة في البلدة، وهو رجل قانون، وقال: "إننا ضد أي اعتقال تقوم به قوات النظام، وما قام به قوات الأسد اليوم من اعتقال الشيخ مؤنس وضربه، هو رسالة واضحة إلى أهالي البلدة وتحديداً للمجتمع الديني فيها، وهي أن النظام ليس لديه خصوصية لأحد، وإشارة إلى أن سياسة الحذاء العسكري لا زالت مستمرة". وأضاف أن هذه البلدة لديها عشرات المعتقلين في أقبية المخابرات التابعة للنظام، والعديد منهم قتلوا تحت التعذيب، وكانت هناك محاولة من قبل النظام وعدد من الزعمات التقليدية لخنق أي احتجاج فيها، ولكن الآن وعلى ما يبدو أن ظلم النظام بدأ يطال أيضأ أشخاصاً محسوبين على المؤسسة الدينية، التي بات مطلوباً منها أن تتخذ موقفاً أكبر من ذلك. المعارض الجرماني يعتقد بأن حركة رجال الدين، الإثنين، هي محاولة من بعض الرجال المحسوبين على المؤسسة الدينية، للعمل على فرض معادلة شبيهة بتلك التي لـ"مشايخ الكرامة" في السويداء، مع مراعاة القبضة الأمنية التي تعانيها جرمانا بسبب قربها من العاصمة، والخليط السكاني الكبير فيها، فضلاً عن التواجد العسكري والأمني فيها. أجواء الاحتجاجات التي شهدتها جرمانا ليلاً، والتي كانت في أغلبها تحاكي ظاهرة "مشايخ الكرامة" في السويداء، شكّلت اختباراً كبيراً للمؤسسة الدينية في جرمانا، في ظل وجود أكثر من 1200 من أبناء المدينة، مطلوبون للخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف قوات النظام، يرفضون الالتحاق بها. وفي هذا السياق، يمكن إدراج الحراك الأخير، وما سيتبعه، كمحاولة ضغط من عائلات المدينة لفرض واقع شبيه لما يحدث في السويداء، من منع أجهزة النظام الأمنية من اعتقال الشباب، وسوقهم للخدمة الإلزامية.

 

ثلاثة قتلى و22 جريحا في انفجار السيارة المفخخة في ديار بكر

وكالة الصحافة الفرنسية/ الثلاثاء 10 أيار 2016/قتل ثلاثة اشخاص واصابة 22 اخرين بجروح بانفجار سيارة مفخخة الثلاثاء لدى مرور دورية تابعة لشرطة ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية. ونسبت وسائل الاعلام التركية الهجوم الى حزب العمال الكردستاني الذي قرر استئناف النزاع المسلح ضد قوات الامن التركية بعد انهيار هدنة استمرت عامين.

 

إيران تحمّل روسيا مسؤولية خسائرها في حلب

العرب/11 أيار/16

لندن - قال مراقبون للشأن الإيراني إن البلاد تعيش حالة حرب حقيقية في سوريا، مع ما يستدعيه ذلك من إصدار بيانات عسكرية وإطلاق تصريحات استنهاض واستنفار لرفد الجهد الحربي لتبرير تنامي أعداد الخسائر البشرية في صفوف “المستشارين” الإيرانيين. وتعتبر إيران نفسها في حالة حرب منذ أن أعلنت عن إرسال قوات خاصة من اللواء 65 التابع للجيش الإيراني، وليس للحرس الثوري وفيلق القدس، بما يعني أن الدولة الإيرانية، وليس جناحها المحافظ فقط، متورطة مباشرة في العمليات العسكرية في سوريا. ويأتي الانخراط الإيراني متكاملا برا مع التدخل الروسي جوا، رغم تباين أجندات الطرفين على النحو الذي يدفع روسيا إلى سحب تغطيتها لمعركة حلب بعد التفاهم مع واشنطن، إلى جانب الإعلان عن سحب كل طائراتها من طراز “سوخوي 25” المتواجدة في سوريا، فيما تعتبر إيران ونظام الرئيس بشار الأسد أن معركة حلب ضرورة لا تراجع عنها. وقد بدت الأوساط الإيرانية مرتبكة في الأيام الأخيرة جراء تزايد أعداد القتلى الإيرانيين. فقد أعلنت طهران رسميا عن سقوط 34 عنصرا بين قتيل وجريح في معركة خان طومان (15 كيلومترا جنوب غرب حلب)، فيما قالت مصادر في المعارضة السورية إن الرقم أكبر من ذلك بكثير وقــد يصل إلى المئات. ونقلت تقارير عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، معلومات قالت المنظمة إنها حصلت عليها من داخل قوات الحرس الثوري، تفيد بأن معركة خان طومان التي وقعت يوم الجمعة الماضي، أفشلت خطة إيرانية لاحتلال حلب، تعمل عليها قوات الحرس الثوري منذ أشهر. وتعتقد أوساط دبلوماسية أن لمعركة خان طومان بعدا استخباراتيا عالي المستوى، ذلك أن الهجوم استند على معلومات قد يكون مصدرها أجهزة إقليمية أو دولية. واعترف أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران اللواء محسن رضائي بأن مدينة خان طومان “تعرضت لهجوم مباغت” وتمت السيطرة عليها وانتزاعها من قبضة قوات النظام والمستشارين الإيرانيين. ووصفت صحف إيرانية المعركة بـ”الغارة الأميركية” على الهدنة، في الوقت الذي قال فيه رضائي إنه “تم إسناد التكفيريين بغطاء ناري من قبل قوات الجيشين السعودي والتركي” في هذه المعركة.

ويتطور الخطاب الإيراني في توصيف انخراط طهران في الحرب السورية من “الدفاع عن المراقد”، إلى مكافحة الإرهابيين والتكفيريين، على حد قول علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى. وعادة ما يكون التوصيف الأول موجّها للداخل المتديّن في بعده المذهبي الشيعي، فيما يستهدف التوصيف الثاني، الذي يتبناه دبلوماسيون مخضرمون في حكومة الرئيس حسن روحاني، التماهي مع الخطاب الدولي في الحرب ضد الإرهاب. وعزت طهران خسائرها الأخيرة في ريف حلب إلى تقصير روسيا العسكري وفق وكالتي أنباء “فارس” و”تسنيم” المقربتين من الحرس الثوري الإيراني. وقالت وكالة “تسنيم” إن “ثقة روسيا بالوعود الأميركية كانت وراء تراخي قواتها في حلب، مما تسبب في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الحرس الثوري”. ويرى مراقبون أن تأكيد طهران على أسر 6 من جنودها في سوريا، وفق تصريحات إسماعيل كوساري رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الإيراني، يعني أنه لم يعد بالإمكان إخفاء الأمر، خصوصا وأن التململ الشعبي المضمر بات يأخذ أشكالا علنية. وأشاروا إلى بيان أصدره الحرس الثوري يدعو فيه الإيرانيين إلى “الهدوء”، في معرض التعليق على خسائر الأيام الأخيرة في سوريا. وتناقلت وسائل إعلام مقربة من إيران أنباء تتحدث عن انتقال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري للإشراف على “معركة حلب”. وتعتبر أوساط المعارضة السورية أن هذه التسريبات هي مناورات إعلامية تهدف إلى رفع معنويات القوات الإيرانية في سوريا. وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة فستعني إعادة الاعتبار لسليماني وفيلق القدس في الحرب السورية، لا سيما بعد ظهور أعراض تململ داخل الجيش الإيراني، عبّر عنها بمواربة القائد العام للجيش الإيراني عطا الله صالحي، حين اعتبر أن تواجد عناصر من اللواء 65 التابع للجيش جاء تطوعيا، أي لا يخضع لأوامر من قيادة الجيش. ويرى خبراء أنه لا مجال في الوقت الحاضر لتراجع إيران عن انخراطها الكامل في الحرب السورية، ما يفسر إرسال مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إلى دمشق، وتأكيد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان استمرار بقاء “المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا”. ولا تريد إيران استمرار الهدنة. وتشنّ كافة الأوساط العسكرية والدبلوماسية الإيرانية هجوما ضد وقف إطلاق النار. واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن ما حدث في خان طومان بريف حلب، أثبت أن مخاوف إيران كانت صحيحة وتتناسب مع واقع الساحة، وأن “وقف إطلاق النار إنما هو فرصة تستغلها الدول الداعمة لترميم التنظيمات الإرهابية”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله" خرج بفوز في بعلبك أقرب إلى الهزيمة و"التحالف المسيحي" أقل من المتوقع في زحلة

 ايلي الحاج/النهار/11 أيار 2016

لم يخرج حزب أو تيار من الجولة الأولى للمعارك الانتخابية في بيروت والبقاع من دون خدوش وجروح .

نبدأ بـ "حزب الله". اضطر هذا الحزب في عز تورطه الدموي في سوريا إلى خوض معارك انتخابية مرهقة في مدن وبلدات كان مفترضاً أنها واقعة في حضنه وعرينه. معارك ومواجهات استدعت تدخلاً استثنائياً من أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي لم يكتف بتكليف شرعي. انتقل نائبه الشيخ نعيم قاسم إلى قيادة عمليات انتخابية في وجه "مجتمع مدني" اتخذ هناك أشكال عائلات رفعت للمرة الأولى صوتها بهذين القوة والزخم. وعندما انجلت النتائج تبين أن أقل ما يقال فيها إنها صادمة للحزب، وإن أعلن انتصاره فإنه كان انتصاراً أقرب إلى هزيمة. لم يستطع أن يفرض لوائح توافقية وتزكيات حيثما أراد كما كان يفعل . 17 مجلساً بلدياً فقط فازت بتزكية من تدبيره من أصل 155 . وعصت 20 بلدة انقسم محازبوه فيها ترشيحاً واقتراحاً . وفي مدينة الشمس حيث واجه لائحة "بعلبك مدينتي" برئاسة النائب السابق ورئيس البلدية السابق غالب ياغي كاد هذا الحزب أن يصاب بخسارة مدوية. فنحو 46 في المئة من المقترعين صوّتوا ضده ، وبلغ الفارق بين آخر الفائزين من لائحة الحزب ("الوفاء والتنمية") وأول الخاسرين من "مدينتي" 700 صوت فقط. وكما في بقية البقاع حشدت لائحة "السلطة الشيعية" كل الأحزاب من حركة "أمل" إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث و"التيار العوني"، ورغم ذلك اضطرت إلى الضغط المعنوي الديني، إلى نشر جو مذهبي، والضغط المالي على ما يؤكد منافسوه، مضيفين: "لا نلوم أحداً. الجوع كافر".

ويا حرام على منافسي "حزب الله". يروي أحدهم في بعلبك أنهم اجتمعوا قبل اسبوعين من موعد الإنتخابات وعرضوا الوضع. لا مال عندنا ولا دعم سياسي من أي جهة. فماذا نفعل؟ سوف نكمل بما تيسر وكل منهم مد يده إلى جيبه. من هنا 200 دولار ومن هناك 300 ومن هناك ألف. "خضنا الإنتخابات بوجه "حزب الله" وماكينته الهائلة بعشرة آلاف دولار تقريباً"، يكشف أحد الذين ترشحوا لـ"النهار" ويضيف: "لم نذع الخبر لئلا يفكر أحد ماذا دهى هؤلاء؟ مفلسون ويريدون تحدي "حزب الله"؟ لكننا فزنا على الأقل بإعادة الكرامة إلى أهالي بعلبك. فهم الحزب أنهم ليسوا في جيبه فاضطرت قيادته إلى زيارتهم، وفهم أن أحوال المدينة وأهلها أسوأ مما يعتقد فيما هو منغمس في معاركه في سوريا وتورطه وانشغاله في العراق واليمن والبحرين وغيرها. بعلبك التي تعيش على السياحة لا سياحة فيها ولا حركة بل فلتان أمني وركود اقتصادي وأوضاع معيشية بالويل. وعند فرز الأصوات انقطعت الكهرباء في السرايا ثلاث مرات ووصلت صناديق متأخرة جداً قياساً بالوقت الذي يستغرقه الوصول من البلدات التي انطلق منها ناقلوها ولا يختلف وضع بريتال حيث بلغ الفارق 400 صوت بين لائحة الحزب واللائحة العائلية المنافسة والمدعومة من الأمين العام السابق الشيخ صبحي الطفيلي. وفي الهرمل أسقطت العائلات مرشح الحزب لرئاسة البلدية واتحاد بلديات الهرمل. وفي إيعات أسقط أنصار الحزب القومي لائحة الحزب. وفي كل مكان من البقاع الشمالي إلى الأوسط فالغربي والجنوبي برزت إشارات واضحة إلى تململ، إلى إعتراض لم يبلغ حد التمرد. الناس الذين لطالما أيدوا "حزب الله" وضحوا من أجله ما عادوا يقبلون أن يلغيهم هذا الحزب ويستأثر محازبوه بمغانم "السلطة" ويسيئوا استخدامها على حسابهم. الوضع لم يكن أفضل في زحلة. لو لم يكن رئيس اللائحة التي فازت أسعد زغيب لما كانت فازت الأحزاب المسيحية الثلاثة. يمكن القول إنها لما فازت لولا سوء تدخل "حزب الله" الذي اتكل عليه العونيون فلم يحشدوا كما كان متوقعاً منهم رغم أنهم أخذوا بضغط من حليفهم حزب "القوات" نيابة الرئاسة و5 أعضاء من أصل 21. ورفع "القواتيون" والكتائبيون أيضاً حدّة المعركة مما دفع زحليين كثيرين إلى الإنكفاء عن المشاركة في الإقتراع. وجارى أحد الأحزاب لعبة الدفع المتهم بها خصومه تاريخياً من أموال إحدى الشخصيات الثرية والطامحة إلى كرسي نيابية. أما قرع أجراس كل كنائس المدينة بعد ظهر الأحد ففسره بعضهم استثارة لمشاعر دينية، لكنه في واقع الأمر كان طلباً لنجدة من السماء، وكل ذلك أوصل نسبة مؤيدي اللائحة الفائزة إلى نحو 40 في المئة. هل قلتم "تسونامي مسيحي؟".

 

الحريري والثلاثي و" مدينتي "

 نبيل بومنصف/النهار/11 أيار 2016

تحملنا بعض المغالاة المتصاعدة في قراءات الجولة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية على التساؤل ماذا لو أجريت انتخابات نيابية اليوم وجاءت نتائجها معاكسة لكل التضخيم الحاصل ؟ لا يعني ذلك بطبيعة الحال التقليل من دلالات بارزة لتفلت الصوت الحزبي المسيحي في بيروت ، ولا من صعود قوة الثلاثي الحزبي في زحلة، ولا من مواجهة " حزب الله " للمرة الاولى معارك حقيقية في مناطق نفوذه . كل هذه مؤشرات على تفلت شعبي وأهلي طبيعي تحت وطأة اعتمال الازمات السياسية والحزبية أتاحت الانتخابات البلدية التعبير عنه بهامش أوسع بكثير مما تحسب له كثيرون . ومع ذلك قد تكون هناك مجازفات كبيرة إن أسقطت من الآن مناخات الانتخابات البلدية ونتائجها على مجمل الواقع الداخلي وصولا الى الانتخابات النيابية المقبلة. والحال ان ثمة نماذج "مفاتيح" واكبت جولة بيروت والبقاع تستدعي الرصد الطويل للحكم على صلاحية قياس الانتخابات النيابية المقبلة بوقائع الانتخابات البلدية الجارية.

اول النماذج يتصل بواقع الشارع البيروتي الذي تراءى للكثيرين انه تمرد على ائتلاف القوى السياسية وكاد يطيحه. واذا كان هذا شكل الوجه المتبدل في الشارع المسيحي اكثر من سواه فانه لم يتمكن من حجب الوجه الآخر الذي منع تحويل انتخابات بلدية بيروت فرصة لاسقاط الزعامة الحريرية ايا تكن الدوافع والعوامل وحتى " التواطؤات " المفترضة. ولا يمكن تاليا البناء على نسبة إقبال ضئيلة وتصاعد الرفض وحده لتوقع انتخابات نيابية زلزالية من الآن ما دام الشارع البيروتي الآخر صوب الوجهة حين تحولت المبارزة الى استفتاء على زعامة سعد الحريري .

النموذج الثاني شكلته زحلة حيث دفعت "الكتلة الشعبية" ثمن مواجهة غير محسوبة بدقة مع الأحزاب الثلاثة والطرف الزحلي الثالث واثبتت الأحزاب مراسها وقدرتها على توظيف نقاط القوة لديها والضعف لدى خصومها . ومع ذلك سيغدو غرورا تجاهل وقائع الأرقام التي تركتها المعركة اذا صح اعتمادها قياسا أوليا للانتخابات النيابية. فالأخطاء التي أسقطت الكتلة الشعبية بفعل استهانتها بتطورات افضت الى صعود تفاهم معراب العوني - القواتي، لا تتيح للأحزاب تجاهل بقاء الكتلة الرقم الثاني في زحلة، كما ان الفريقين سيكونان امام واقع مغاير حين تغدو الكتل المسيحية في زحلة أقلية امام الكتل السنية في الانتخابات النيابية.

اما النموذج الثالث فيتصل بـ "المجتمع المدني" ووسائل تطوره في العمل السياسي. فاذا كانت "بيروت مدينتي" تعد افضل تجربة قامت حتى اليوم في اقتحام العمل العام وحظيت بأفضل إشادة نظنها صادقة بالكامل من الرئيس سعد الحريري نفسه فلا نظن انه يخفى على نجوم هذه التجربة ان أسرع الطرق الى النسيان هو التمدد في عمر الرومانسية السياسية والاعتصام وراء رصيد سريع الذوبان.

 

"بيروت مدينتي" الأولى في الأولى

 ميشيل تويني/النهار/11 أيار 2016

يوم الأحد جرت المعركة البلدية، وهذا يثبت أولاً أنهم عندما يريدون يجرون انتخابات وعندما يريدون يتفقون. فكما اتفقوا وتحالفوا من أجل مخاتير وأعضاء بلدية، ليتهم يتفقون على رأس الدولة: رئيس الجمهورية. وكما في إمكانهم إجراء انتخابات بلدية، ليتهم يجرون انتخابات نيابية بدل التمديد. أما عن نتائج بيروت، وخصوصاً في بيروت الاولى التي نعتبر أنفسنا من ابنائها، فلا يمكننا سوى أن نقول إن بيروت الاولى حرة وحرة وحرة. بيروت الاولى أعطت نادين لبكي تقريبا 10000 صوت، في حين لم يتجاوز معدل "لائحة البيارته" 7000 صوت. هذا يعني أن "تيار المستقبل"، حزب الطاشناق، حزب الكتائب، "التيار الوطني الحر"، الوزير ميشال فرعون، حزب "القوات اللبنانية" مجتمعين لم يتمكنوا من أن يأخذوا أكثر من المستقلين بمفردهم! فهذه رسالة واضحة من أهالي الأشرفية والصيفي والرميل، اننا شبعنا من هذا الأداء ومن تحالفاتكم التي لا نفهمها ولا تترجم إلا مصالحكم الخاصة، وشبعنا من التمديد والفراغ والنفايات والتعطيل والفساد ومن الوجوه نفسها. صحيح أن نسبة الاقتراع كانت متدنية، لأن البعض استسلم والبعض الآخر قاطع بعدما همشته الأحزاب، لكن لجميع هؤلاء نقول لا تفقدوا الأمل لان نتيجة بيروت الاولى أكبر أمل للتغيير. يوم اخترنا ان ندعم "بيروت مدينتي" لامنا كثيرون لأنهم يعلمون ان وصولها مستحيل وأننا نراهن على ورقة خاسرة، وأكثر من ذلك نخسر القريبين منا في اللائحة الأخرى، ولكن الأهم هو الموقف، لنقول لأقرب المقربين : كفى! فما حصل حتى في المعركة الاختيارية في بيروت الاولى مهزلة مرفوضة، لهذا قاطع البعض والبعض الآخر صوّت لـ "بيروت مدينتي" لان المسرحية التي حصلت بين الأحزاب والسياسيين باختيار المخاتير ظهّرت صورة عدم احترام للناس وللمرشحين للمقاعد الاختيارية وإعلان اللائحةً قبل يوم لعدم السماح للآخرين بتأليف لائحة، والاستخفاف بعقول الناس وبيعهم من أجل مصالحهم النيابية والسياسية. الزعماء اعتبروا أنفسهم أكبر من الناس ويتحكمون فيهم. فأتى الرد من بيروت الاولى واضحاً: لا، نحن لسنا غنماً! الاكيد ان "بيروت مدينتي" لم تربح، لكنها نجحت في أن توجد منافسة وجواً ديموقراطياً، ورفعت المستوى، والأهم أنها أعطت أملاً لكل من يحلم بأنه ما زال هناك أحرار يريدون التغيير، ووجهت رسالة قاسية الى السياسيين الذين كانوا يستخفون بـ "بيروت مدينتي" قبل أيام. فمبروك لكل حر في بيروت قرر أن يحاسب وان يغير وان يرفض الأمر الواقع. ومبروك ايضاً لـ"لائحة البيارته" التي فازت في بيروت الثانية والثالثة بأصوات محبي "تيار المستقبل"، وهنا الديموقراطية وواجب احترام الرأي الآخر، مع واجب ان نلاحظ الرسالة التي أعطتها بيروت الاولى للسياسيين.

 

"إنذار" بيروت تمدَّد إلى مناطق الحزب البلدية ذريعة ضغط للنيابية إنما في موعدها

 روزانا بومنصف/النهار/11 أيار 2016

العناوين الكبيرة التي شغلت الرأي العام ما قبل الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وما بعد نتائجها والقفز الى استنتاج ان مجرد اجراء الانتخابات يسقط ذريعة استمرار التمديد لمجلس النواب، اسقطت على الطريق تفاصيل في غاية الاهمية. فبداية، ان سقوط ذريعة حتمية الذهاب الى الانتخابات النيابية قد يكون موجها في شكل اساسي ليس للضغط نحو امكان اجراء هذه الانتخابات في المدى المنظور، بل في موعدها في السنة المقبلة، بحيث يفترض ان يكون متعذرا التمديد من جديد للمجلس، خصوصا ان مدة سنة ليست مناسبة من اجل تقصير الولاية الممددة والذهاب الى انتخابات جديدة. علما ان قرار التمديد للمجلس كان قرارا سياسيا نتج من التقاء مصالح أفرقاء سياسيين بوجوب التمديد وليس عجز السلطة، بعدما مرّ البلد بقطوعات امنية جدية. وثمة من يقول انه يتعين ان يقبل "حزب الله" باجراء انتخابات نيابية كان له مصلحة كبرى في ارجائها.

فالانتخابات التي تحدث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبيل موعدها بيومين عن اضطرار الحزب الى التدخل منعا للخلافات بين العائلات، كانت جزءا ليس تبريريا فحسب في رأي مصادر معنية، بل ان هذا يعبر عن الواقع، شأنه شأن مناطق كثيرة عجزت الاحزاب امامها لكنها وقعت في ما هو اسوأ. فالمعارك البلدية عكست سواد الصورة ولو ان الصورة هي لتغليب الديموقراطية وتجديد السياسة من تحت واحترام مواعيد الانتخابات واظهار قدرة السلطة بادارتها السياسية والامنية على اجرائها. اذ ان المنافسة الحادة، وان ابرزت دور الاحزاب وسطوتها، وشكلت امتحانا لها في نهاية الامر، فإن ثمة انكشافا حادا لغياب البرامج او الافكار او المبادئ، خصوصا ان امام البلديات مهمات حساسة ليس اقلها مسؤولياتها في ادارة النازحين السوريين. ولذلك لم يكن سهلا دخول "حزب الله" بكل قوته من أجل معارك بلدية في قرى أو بلدات واجه فيها تحديات حقيقية، خصوصا في بعلبك حيث ينبغي قراءة التحدي الذي واجه لائحة الحزب على نحو جدي لمعرفة ما اذا كانت معارضته مبنية على اسس تتصل بعدم الاقتناع بمقاربته او ادارته، او ابعد من ذلك على نحو ما تجري مقاربة او قراءة انتخابات بيروت وقياس حال بروز لائحة ثانية غير اللائحة التي دعمها الرئيس سعد الحريري، على أنها لائحة تمرد على الطبقة السياسية. وكذلك الامر بالنسبة الى قراءة انتخابات بلدة عرسال والتي مثلت من حيث إجراؤها في البلدة تحديا لمنطق يعتمده الحزب ازاء البلدة ويطمح الى عزلها او الحجر عليها نتيجة اعتبارات تتصل بذرائع ايوائها نازحين او معارضين سوريين او من التكفيريين. وهذا أمر يجب التوقف عنده على رغم الانتصار الذي اعلنه "حزب الله" في مناطق سيطرته، استنادا الى أن للارقام لغتها التي قد تعني اعتراضا سياسيا كبيرا، خصوصا مع انخراط الحزب في معارك سوريا وسقوط الكثير من أبناء الطائفة هناك، او انمائيا او سوى ذلك ايضا، وخصوصا أن اللائحة الخصم للائحة التحالف الشيعي في المدينة هي لائحة العائلات وليس الاحزاب. ولكن لأسباب مختلفة، يتم التركيز على بيروت وحدها وتجاهل الارقام في البقاع، باستثناء زحلة التي لها تساؤلاتها ايضا. فهل كانت فعلا نموذجا لنجاح التحالف "القواتي"- العوني، علما انه ضم حزب الكتائب ايضا؟ وهل الاخير ساهم في ترجيح كفة اللائحة الائتلافية بين القوى الثلاثة نتيجة الفارق غير الكبير بين لائحتهم واللائحة المدعومة من ميريام سكاف، على رغم أن الانتصار كان للاحزاب الثلاثة وليس للحلف "القواتي"- العوني فحسب.

في المقابل، يحتاج الرئيس الحريري الذي اضطر الى القبول بما "فرضه" الآخرون، خصوصا من الجهة المسيحية عليه، الى مراجعة حساباته وقراءة "الانذار" الذي شكلته انتخابات بيروت وموقع القوى المسيحية ازاءها على صعيدين على الاقل. فثمة علامات استفهام إذا كانت هذه القوى قد تلكأت حتى اللحظة الاخيرة في التحرك من أجل تحفيز الناس لانتخاب اللائحة الائتلافية في بيروت او حتى في الاطلالة من اجل هذا التحفيز، ما لم تكن هذه القوى اعتبرت انها ضامنة لحصصها وترغب في تجربة او امتحان قدرة الحريري التجييرية، بعيدا من جملة عوامل التصقت في السابق بموقع الحريري؟ وهل تركت المجال امام قواعدها لهامش الانتخاب لمن يرغبون او انها تمردت عليها ولم تلتزم ارادة مرجعياتها؟ وهذه نقطة تستحق الوقوف عندها لجهة ما هو ابعد من التكتيك على هذا الصعيد، اي ربح هذا الفريق او ذاك من التحالف المسيحي، هو ما يمكن ان يربحه المسيحيون. وهل اعضاء المجلس البلدي سيكونون مرتاحين لفوزهم باصوات السنة من دون اصوات الناخبين المسيحيين ومن دون دعمهم؟ ففي هذا الجانب ثمة مقاومة من الحريري مماثلة لمقاومة والده الشهيد رفيق الحريري لجهة الرغبة في تحجيمه من ضمن طائفته، من دون اي امتدادات له خارجها الى البعد الوطني. وهو ما يرفضه الحريري كما رفضه والده، وقد بات التحالف بينه وبين القوى المسيحية في ما تبقى من 14 آذار موضع بحث يجب أن يكون جديا. أما الصعيد الآخر فيتصل بحتمية إجراء مصارحة سياسية بينه وبين النائب وليد جنبلاط، ولا بد من ايجاد صيغة تفاهم بينهما عميقة أبعد من المداولات التي جرت أخيرا حتى الآن. ومن الواضح أن المؤشرات السياسية تعبر عن وجود مشكلات سياسية لا تتم مقاربتها كما يلزم.

 

مَن أكون أنا في النوم؟

 عقل العويط/النهار/11 أيار 2016

أحاول كلّ ليلة أن أسجّل أحلامي، وأحفظها، لكني أكتشف عندما أستفيق أنها تتبدد بطريقة فادحة. وحين أُعمِل ذاكرتي لأستعيدها، أفاجأ بأني لا أستعيد منها سوى نثار الهباء. لا علاقة للذاكرة الواعية بمسألة الأحلام إلاّ بنسبة ضئيلة جداً. شخصياً، لا أستطيع أن أحدّد حجم هذه النسبة، لكن علماء النفس ربما يمكنهم أن يقدّموا أجوبة دقيقة في هذا الشأن. كلّ ما أتذكّره من أحلامي، لا يعدو كونه التماعات شبيهة بالبروق الخاطفة. علماً أني "أتذكّر" أني، في النوم، أعيش، وأحبّ، وأقبّل، وأقرأ، وأكتب، وأضحك، وأتوجع، وأسافر، وأغرق، وأصرخ، وأحياناً أموت. دليلي إلى ذلك كلّه، أني أمسك أحياناً رأس الخيط التذكري. لكن الدليل الحاسم، هو ما يكون عليه المزاج، المزاج الصباحي، الذي يتحكم به، إلى حدّ كبير، ما يترتب على المرء نفسياً وجسدياً من وقائع الأحلام، وانفعالاتها. بودّي أن أعرف مَن أنا في النوم، وماذا أفعل، من أجل أن أتعرّف إلى الشخص "الآخر" غير الواعي الذي أنا. أريد أن أكشف النقاب عنه، بكلّيته، لأعرف الفارق النوعي بيني وبينه. هل نحن متفقان؟ هل نحن مختلفان؟ تالياً، علامَ نختلف ونتفق؟ أريد أن أعرف حقاً هل الشخص النائم هو أنا تماماً، أم هو يفضح "كذبة" الشخص الواعي الذي أنا؟ هل الشخص النائم غير راضٍ عن الشخص الواعي؟ هل "ينتقل" الشخص الواعي، هو نفسه، إلى عالم النوم، ليواصل ما يفعله في عالم اليقظة والانتباه؟ أم أن هناك شخصاً "آخر"، مختلفاً تماماً عنه، يمثل قبالته في مرآة النوم، فيواجه أحدهما الآخر، كما لو أنهما شخصان غريبان؟ لا أعرف شيئاً جليلاً عن الشخص النائم الذي أنا. هذا الموضوع يقضّني وجودياً، كشاعر، وكاتب، وكباحث عن الحقيقة الشخصية. قبل أكثر من عشر سنين، سألتُ "حكيم النوم" عن الطريقة التي يمكنني بها أن "أراقب" شخصي النائم، لأستخلص منه "حقيقتي"، فشرح لي أن ثمة طريقة طبية، تفترض وصل الدماغ بآلة تسجّل حركاته وإيقاعاته ونشاطاته الليلية. من شأن هذه الطريقة أن تلتقط الإشارات التي يُخضعها "حكيم النوم" للدرس والتحليل، فيستنتج ما يجب استنتاجه في هذا الشأن، ولا سيما ما يرتبط بعالم الأحلام. سيتوصل الطبّ قريباً إلى الإمساك بخيوط هذا "الملف"، الذي أعتبره خطيراً ومهماً جداً. لا بدّ أن يتمكن من ذلك. من النتائج المترتبة على هذا الاكتشاف، أن الشاعر في مقدوره مثلاً، أن يكتشف مَن يكون في النوم، وأن... يكتب في الدرجات القصوى من الحلم!

 

بلدية بيروت ... أرقام وحقائق

محمد سلام/10 أيار/16

لائحة "البيارتة" التي أدارها تيار المستقبل فازت في إنتخابات بلدية بيروت وستدير الشأن البلدي في العاصمة ل 6 سنوات. هذه حقيقة تثبتها الأرقام (الأرقام) والأرقام غير خاضعة لنقاش، أو جدل، أو حتى ... تشكيك.

ولكن بما أن الحقيقة تستند إلى الأرقام، فماذا تقول الأرقام أيضاً؟؟؟

-الأرقام تقول إن مجموع الناخبين في بيروت هو 476021 ناخباً.

-والأرقام تقول إن سقف لائحة "البيارتة" هو 47361 صوتاً حصلت عليه السيدة يسرا صيداني. هذه حقيقة ثابتة غير قابلة للنقاش أو الجدل أن التشكيك.

-وبذلك، تقول الأراقام، تكون لائحة "البيارتة" ممثلة لما لا يتتجاوز 9،95% من عدد الناخبين البيارتة. هذه حقيقة ثابتة أيضاً.

-والأرقام تقول إن لائحة "بيروت مدينتي" سقفها 31848 صوتاً حصل عليها السيد إبراهيم منيمنة. هذه حقيقة أيضاً ثابتة.

-وبذلك، تقول الأرقام، تكون لائحة "بيروت مدينتي" ممثلة لما لا يتجاوز 6،69% من الناخبين البيارتة. هذه حقيقة ثابتة.

-وإستناداً إلى نفس الأرقام تكون نسبة تمثيل اللائحتين، أي "البيارتة" و "بيروت مدنتي" هي 16،64% أي مجموع النسبتين إن لم يكن هناك تشابك في الإقتراع بين اللائحتين. هذه أيضاً وأيضاً حقيقة ثابتة.

-وبما أن نسبة المشاركة في الإقتراع، كما أعلنتها وزارة الداخلية، هي 21،4%، وإذا إحتسبنا منها نسبة مشاركة "البيارتة" و "بيروت مدينتي" تكون:

- نسبة بقية المشاركين من اللوائح غير المكتملة هي 4،76%. هذه حقيقة أيضاً.

وبما أن نسبة المشاركة في الإنتخاب هي 21،4% تكون نسبة "غير المشاركين" –سواء بداعي السفر أو المرض أو الإنشغال أو المقاطعة- هي 78،6%. وهذه أيضاً حقيقة.

إستنتاجات:

-بما أن لائحة "البيارتة" تمثل أقل من 10% من البيارتة، فإنها لا تحمل صفة تمثيل البيارتة لأنها كي تحصل على صفة تمثيل البيارتة عليها أن تمثل أكثر من 50% منهم، وفق قانون الأكثرية البسيطة المعتمد لتحديد صفة التمثيل، أي النصف زائد واحد.

-لا يحق لمن إنتخب لائحة "البيارتة" بأي معارضة لأي من سياساتها لمدة 6 سنوات، لأنه أيدها سلفاً، وإذا صدف أن عنده ما يعترض عليه، فليبحثه مع من إنتخبهم، من دون أن يزعج بقية البيارتة به وبضجيجه.

-لا يحق لكل من لم يشارك في الإنتخاب أن يبدي أي معارضة لأي أمر، لأنه لم يقم بواجبه الإنتخابي، ما يحرمه من حق إبداء الرأي. فليصمت كي يرتاح المجتمع البيروتي من "النق" الذي لا جدوى منه.

-المقاطعة ليست تعبيراً عن رفض. بل هي تعبير عن عدم القدرة على الإختيار، أو عن عدم الرغبة في الإختيار. بل هي تعبير عن رغبة في إبقاء الخيارات مفتوحة على قاعدة "كل من يفوز نقول له نحن لم ننتخب ضدك". التعبير عن الرفض المطلق يكون بالإقتراع بورقة بيضاء، مع أن القانون اللبناني لا يعتبر أن الورقة البيضاء تلغي الإنتخابات إذا تجاوز عددها عدد المقترعين للوائح أو أفراد، لكنها تبقى تعبير واقعي ومنطقي عن الرفض.

تساؤل: -بما أن السيدة يسرا الصيداني تصدرت لائحة "البيارتة" وحصدت قرابة 1500 صوت أكثر من السيد جمال عيتاني، فمن سيكون رئيس بلدية بيروت، السيدة صيداني كما تحكم الأرقام والمنطق، أم السيد عيتاني كما تحكم التبعية؟؟؟؟

 

لماذا بقيت بيروت وفية

خيرالله خيرالله /العرب/11 أيار/16

كانت بيروت، كعادتها، وفيّة لمن أعاد إليها الحياة ووضعها مجددا على خارطة المنطقة والعالم في وقت كان هناك دائما من يسعى إلى تدمير المدينة، خصوصا قلبها، وعزلها عن محيطها العربي. ليس انتصار “لائحة البيارتة” التي شكّلها الرئيس سعد الحريري في الانتخابات البلدية سوى انتصار لبيروت أوّلا في وجه التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان وعاصمته. في مقدّمة هذه التحديات غياب رئيس الجمهورية والممارسات المنهجية لـ“حزب الله” التي تصب في ترييف بيروت وتحويلها إلى ضاحية فقيرة من ضواحي طهران، بدل أن تكون مدينة مزدهرة. فبيروت المزدهرة تساهم في دعم الاقتصاد اللبناني، وتصبح منطلقا لتعميم مشروع الإنماء والإعمار في كلّ بقعة من بقاع البلد، كما تجعل اللبنانيين يتمسكون بالبقاء في بلدهم بدل الهجرة إلى حيث يستطيعون الحصول على تأشيرة. كانت تجربة الانتخابات البلدية تجربة مهمّة، كشفت أن لا شيء يمنع إجراء انتخابات في لبنان، بدءا بانتخاب رئيس الجمهورية. عرس لبنان الحقيقي في انتخاب رئيس للجمهورية، كما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يعود إليه الفضل في إجراء الانتخابات البلدية بدءا ببيروت والبقاع. لعلّ أهمّ ما كشفته هذه الانتخابات زيف ادعاءات “حزب الله” أن المملكة العربية السعودية تعطّل الانتخابات الرئاسية. هل السعودية هي التي تمنع نوّاب الحزب وأولئك التابعين له من النزول إلى مجلس النواب كي يتأمن نصاب يسمح بانتخاب رئيس للجمهورية؟ كان إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية بمثابة تأكيد لفعل المقاومة الذي يمارسه الشعب اللبناني، خصوصا أهل بيروت. هؤلاء مقاومون حقيقيون يدافعون فعلا عن بلدهم وقد أثبتوا مرّة أخرى أن عبارة “وحياتك بتمون” التي كانوا يقولونها لرفيق الحريري لا تزال تخرج من القلب عندما يدعوهم سعد الحريري إلى النزول إلى أقلام الاقتراع والتصويت لـ“لائحة البيارتة”. لعلّ أهمّ ما في هذه اللائحة محافظتها على جانب كبير من إرث رفيق الحريري، أي جانب المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. المؤسف أن هذه الناحية فاتت عددا كبيرا من المسيحيين الذين لم يقبلوا على صناديق الاقتراع لأسباب لا تزال غامضة، قد تعود إلى عدم استيعاب ما تعنيه هذه المعادلة في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها البلد والمنطقة. الآن وقد طويت صفحة الانتخابات البلدية في بيروت، وظهرت موازين القوى في المدينة على حقيقتها، لا مفرّ من مجموعة من الملاحظات التي يمكن أن تساعد في إيجاد الظروف الملائمة التي يمكن الانطلاق منها لتحسين الوضع في بيروت. في مقدّمة هذه الملاحظات من المفترض ألا يغيب عن اللبنانيين عموما، وأهل بيروت على وجه التحديد، أن العائق الأوّل أمام تقدّم لبنان هو سلاح “حزب الله” غير الشرعي. هذا السلاح يهدّد كل مؤسسات الدولة ويحول دون أن يكون لبنان دولة طبيعية في ظل مساواة بين المواطنين بغض النظر عن الطائفة والمذهب والمنطقة. كلّ من يفصل بين السلاح الميليشياوي ومستقبل بيروت ولبنان، إنما يعيش في عالم آخر لا علاقة له بالواقع من قريب أو بعيـد، خصوصا أن ذكـرى غـزوة بـيروت التي استهدفت أهل العاصمة في السابع من أيّار ـ مايو 2008، ما زالت ذكرى طرية عالقة في الأذهان. كان الهدف تأديب الدولة اللبنانية، وتكريس واقـع يتمثّل في أنّ هذه الدولة تابعة لدويلة “حزب الله” الذي ليس سوى ذراع إيرانية ولا شيء آخر غير ذلك.

هذا لا يمنع من الاعتراف بأنّ تشكيل لائحة “بيروت مدينتي”، التي واجـهت “لائحـة البيارتة” وحصلت على عدد محترم من الأصوات، كان ظاهرة صحّية إلى حدّ كبير. هناك شباب لبناني يؤمن بالمثاليات ويعتقد أنّـه يستطيع صنع فارق. هذا الشـباب على حق في ما يخـص تطوير بيروت، ومعالجة مشاكل المواطنين، على الرغم من أنّه لم يأخذ في الاعتبار أن المشكلة الكبرى في المدينة وخارج المدينة هي سلاح “حزب الله” والميليشيا المذهبية التي يمثّلها هذا الحزب.

لا يمكن فصل أي مشروع إصلاحي عن الخطر الذي يشكله هذا الحزب الذي لا يعترف بالحدود اللبنانية ولا بلبنان كدولة مستقلّة ذات نظام ديمقراطي وتاريخ عريق في ممارسة اللعبة الانتخابية التي تعني، أوّل ما تعني، التداول السلمي على السلطة.

يمكن الاستفادة من الظاهرة الصحّية التي شكّلتها “بيروت مدينتي” التي ضمّت أشخاصا صادقين ومحترمين لا يحتاجون إلى شهادة أحد، مثل أحمد قعبور، لتحسين أداء المجلس البلدي الجديد. هناك شكوى من المجلس السابق. هذه الشكوى أكثر من محقّة، خصوصا بعدما برزت أزمة النفايات التي كان يجب التحسب لها باكرا. تشكيل لائحة "بيروت مدينتي"، التي واجـهت "لائحـة البيارتة" وحصلت على عدد محترم من الأصوات، كان ظاهرة صحية إلى حد كبير. كلّ ما يمكن قوله الآن أن بيروت مدينة تتراجع فيها الخدمات يوميا. هناك فوضى سير ليس بعدها فوضى. هناك تقاعس على كل صعيد. هناك من يرفض إعادة الاعتبار للرصيف الذي يشكّل مظهرا حضاريا في المدينة. لا احترام حتّى لإشارات المرور. هناك وقوف للسيارات في الأماكن الممنوعة، حتّى على صفين، في معظم الشوارع. المؤسف أن هذه الظاهرة تمددت أخيرا لتشمل وسط المدينة، وكأنّ هناك سلطة فوق سلطة شرطي السير تمنعه من أداء واجبه!

بعيدا عن القضايا الكبيرة من نوع جريمة منع العرب والأجانب من المجيء إلى لبنان، يحتاج المواطن إلى من يعالج القضايا الصغيرة المرتبطة بحياته اليومية التي تجاهلها المجلس البلدي السابق لأسباب ما زالت مجهولة. ربما من بين هذه الأسباب الغياب الطويل لسعد الحريري عن بيروت، وهو غياب فرضته ظروف معيّنة ذات طابع أمني. معظم الذين صوّتوا لـ“بيروت مدينتي” كانوا يمتلكون حسّا وطنيا مرهفا، كما كانوا يمتلكون كلّ النيّات الحسنة. صحيح أنّه كانت تنقصهم التجربة السياسية، وهذا النقص عائد إلى العجز عن استيعاب خطورة ما يمثله “حزب الله” وسلاحه وممارساته الهادفة إلى تغيير طبيعة المجتمع اللبناني وطبيعة النظام في البلد، لكن الصحيح أيضا أن عدد الأصوات التي نالتها اللائحة هو بمثابة جرس إنذار. هذا يعني بطبيعة الحال أنّه لا بدّ من أخذ ما طرحته “بيروت مدينتي” على محمل الجدّ لا أكثر ولا أقل. بكلام أوضح، ثمّة حاجة إلى انقلاب على ممارسات المجلس السابق يظهر أن الوعي السياسي الذي جعل “لائحة البيارتة” تنتصر سينسحب على الإنماء أيضا. هناك تحدّ اسمه الرصيف. بدأ انهيار مدينة اسمها القاهرة بإلغاء الرصيف فيها. هل تستفيد بيروت من هذا الدرس الذي مصدره مدينة عريقة اسمها القاهرة؟

بعض التبسيط يبدو ضروريا أحيانا لدى التعاطي مع مشاكل معقّدة من النوع الذي تعاني منه بيروت.

 

طائفة النكايات المدنية وطوائف الأحزاب والعائلات

 شادي علاء الدين /العرب/11 أيار/16

لعل السبب الأبرز لعدم قدرة لائحة “بيروت مدينتي” أن تشكل بديلا عن التيارات الحزبية في بيروت، وأن تكون رافعة لتجارب مماثلة في أكثر من مكان هو أنها اتخذت، شاءت أو أبت، صيغة طائفة. الطائفة في السياق اللبناني يمكن أن تضم، في لحظة ما، تشكيلة من ناس ينتمون إلى طوائف مختلفة، كما هو حال تركيبة “بيروت مدينتي”، إذا كان ممكنا اختصارها ببعد واحد. هكذا لم تستطع هذه التجربة الوليدة فصل نفسها عن البنية المؤسسة لشكل الطائفة وخطابها، فصارت حاملة ومنتجة لصورة تحتوي على أبرز ما تتسم به الطوائف وهي كونها مجتمعا كاملا، وتاما، ومنجزا، ولا يقبل في صفوفه إلا من يعلن الولاء التام لهذا المشروع، والخضوع لكل سياقاته. من هنا كان التصويت الذي نالته – والذي كان فيه الفرق بين أول الخاسرين في اللائحة وآخر الرابحين في اللائحة المقابلة لا يتجاوز الـ7000 صوت – مدخلا لقراءة شكل هذا التصويت والمعاني الذي اتخذها والتي أظهرت المعلومات التي خرجت عن توزيع خارطة التصويت أنه كان تصويتا مسيحيا بالدرجة الأولى، وتعود أسبابه إلى النكاية بالحريرية وليس إلى الاقتناع بالمشروع المنطقي والمنظم الذي تنادي به هذه اللائحة. النكايات لا تخلق سياقات سياسية، ولا تؤدي إلى إعادة إنتاج الوعي الاجتماعي وتفكيك الحس الطائفي، بل تدفع إلى إعادة التمركز حول البنى القائمة وتمكينها. الصوت المسيحي تهرب من قرار قيادته الثنائية “العَوْنيّة – القُوّاتية” لأنه أراد أن يزايد عليها في مسيحيتها، وليس لأنه رأى أن هناك مشروعا بديلا يستحق التأييد، وكذلك كان الصوت السني البيروتي الرافض للتوافق الذي رأى فيه تعبيرا عن نقص حاد في سنية الرئيس سعد الحريري، وإصرارا على دفع ثمن عناوين لم تعد حاملة لأي معنى، نظرا لأن القوى الأخرى لا تشاركه في التوجهات نفسها، بل تستفيد فقط من مرونة طروحاته ووطنيتها للحصول على مكاسب دون أن تلتزم بموجبات التحالف.

الخطير الذي أفرزه واقع الانتخاب في العاصمة اللبنانية، يقول إن الحريري الذي أبدى علنا مرارة كبيرة من سلوك الحليف المسيحي الذي صبت جل أصواته ضد لائحة التوافق التي بناها على حسابه، لا يستطيع بعد الآن إبداء مرونة كبيرة أمام الرأي العام السني البيروتي، الذي وجه له رسالة شديدة اللهجة من ناحية، وأعاد تشكيل زعامته من ناحية أخرى بشروط قاسية لا تقبل التسامح، ولا التهاون في أي شأن يتصل بالعنوان السني. المرارة الأبرز في كل هذا السياق أن المجتمع المدني بتحوله إلى طائفة لم يخسر معركة فحسب، ولكنه خسر الحرب، وأفشل إمكانات ظهور كل سياقات التغيير الممكنة

يعتبر الصوت السني الذي حسم المعركة في بيروت لصالح الحريري أن وجهة نظره الرافض للتوافق والمناصفة أثبتت صحتها وقائع خيانة الحلفاء، وتفترض أن ذلك يجب أن يترجم عبر إعادة إنتاج لكل التحالفات والعلاقات بين الحريري والأطراف المسيحية بشكل عام. الحريري وبعد انكشاف مسارات التصويت المسيحي أبدى رغبة في الرد على هذا السلوك، ولا يبدو أن هناك طريقة للرد لا تتخذ شكل إنهاء الحلف المستقبلي القواتي الذي ظهر في الآونة الاخيرة عامرا بالخدوش والثقوب التي تعبر من خلالها الخلافات الجوهرية.

انتصار الأحزاب في الساحة المسيحية يقول الأمر نفسه من ناحية الشكل الذي اتخذته المعارك الانتخابية في نموذجها البلدي، حيث أنها لم تكشف عن صراع بين تيارين أو بين مشروعين، بل عن مزايدات حول الأمر نفسه. الأحزاب المسيحية الفائزة تحمل عنوان حقوق المسيحيين، وتمثيل المسيحيين، وتحارب الأطراف المسيحية الأخرى بحجة أنها تفرط بالقرار المسيحي، وبما تعده هذه الأحزاب إجماعا مسيحيا يعتبر الخارج عليه مهرطقا، ويستحق الإعدام البلدي، وما يستتبعه من إعدام نيابي وتمثيلي لاحقا. هكذا يتخذ انتصار الأحزاب المسيحية عنوان انتصار الأكثر مسيحية على الأقل مسيحية، وتاليا فإن هذه المسيحية الحزبية المنتصرة لا يمكنها أن تنتج سوى المزيد من الأمر نفسه على مستويات السياسة والانتماء. الساحة الشيعية التي انتصرت فيها ثنائية حزب الله وأمل، بنسبة 54 في المئة من الأصوات مقابل 46 في المئة لمنافسيه، لا تفصح عن مشهد مغاير لواقع الإحكام الطائفي بصيغته الحزبية، عكس ما تذهب الكثير من التحليلات المتفائلة والتي ترى في هذه الأرقام دليلا واضحا على بداية خروج الرأي العام الشيعي من أسر هذه الثنائية الحاكمة. العناوين الكبرى التي تشكلت صلب الخطاب السياسي للحزب لم تمس إطلاقا على الرغم من أن الانتخابات البلدية اتخذت طابعا سياسيا. بقي الخطاب متمركزا حول العناوين نفسها، وحرص المتنافسون مع حزب الله وأمل على عدم فصل أنفسهم عن خياراته الأساسية، ما يعني أن الأمور في الساحة الشيعية لاتزال على حالها، وأن كل ما أنتجته هذه الانتخابات لا يتجاوز حدود إجبار نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، على خفض نبرة صوته قليلا. ربما تكون المرارة الأبرز في كل هذا السياق أن المجتمع المدني بتحوله إلى طائفة لم يخسر معركة فحسب، ولكنه خسر الحرب، وأفشل إمكانات ظهور كل سياقات التغيير الممكنة. كل محاولات التغيير اللاحقة سوف تقاس على طبيعة خطابه، وما اتخذه من سياقات تضعه في مواجهة هواجس طوائف محددة قبل أن تجعله منسجما مع طموحات أكثريات مغلوبة. كل هذا لن يسمح سوى باعتباره واحدا من الطوائف المستجدة التي لا يمكنها أن تنتزع لنفسها حيزا في ظل التركيبة الحالية.

 

ما الهدف الأساس للتلاقي القواتي - العوني؟

شارل جبور/ليبانون فايلز/الثلاثاء 10 أيار 2016

تشكل محاولات تشويه التفاهم القواتي-العوني الشغل الشاغل للقوى المتضررة على الساحتين المسيحية والوطنية، وذلك إما عن طريق نعيه بالقول ان الاختلافات البلدية بينهما في أكثر من بلدة تؤكد فشله، وإما من خلال تصويره بانه الغائي للآخرين، او لجهة القول بان تلاقيهما لم يقدم ولم يؤخر، او لناحية المزايدة على "القوات" بالتحالف مع مكون ٨ آذاري، او لجهة فتح صفحات الحرب بينهما، او عبر اتهامهما بالعودة إلى المربع المسيحي، وإلى ما هنالك من هجومات كل الهدف منها الالتفاف على هذا التطور التاريخي داخل البيئة المسيحية. وقد تكون بعض ردود الفعل مفهومة من زاوية ان هذا التلاقي سيؤدي إلى خلط الأوراق على مستويات عدة وطنية وسياسية وانتخابية، ولكن أهميته انه دل على وعي مسيحي خلافا لما كان وصف النائب وليد جنبلاط يوما القوى المسيحية بانها تستهوي الانتحار، فيما هي ترفض في الواقع الخضوع وتبحث دوما عن هامش سياسي يحفظ لها كرامتها واستقلاليتها.

وهذا الوعي المسيحي مرده إلى قراءة واقعية للأحداث وموضوعية للتطورات بأن "حزب الله" علّق المواجهة الداخلية بعد انخراطه في المواجهة السورية تحت شعار "تعالوا لا نتقاتل في لبنان ولا ننقل القتال في سوريا إلى لبنان"، وان تيار "المستقبل" علَّق المواجهة السيادية مع الحزب بعد تراجعه عن رفض المساكنة معه في الحكومة والحوار ما لم ينسحب من سوريا، الأمر الذي أدى إلى تطبيع الحياة السياسية والدخول في ستاتيكو من طبيعة جديدة. وعلى رغم ان المواجهة السيادية علِّقت عمليا بعد ٧ أيار ٢٠٠٨ واتفاق الدوحة وانتخابات العام ٢٠٠٩ التي لم تترجم بانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب ولا بتأليف الحكومة، إلا ان التطبيع الفعلي بدأ بعد انشغال "حزب الله" في الوضع السوري ورغبته في تهدئة الوضع في لبنان. ولا بد من التذكير بان "القوات اللبنانية" رفضت المساكنة مع "حزب الله" في الحكومة والحوار، لانه لولا هذه المساكنة لكانت المواجهة السيادية ما زالت مستمرة، فيما بعض القوى المزايدة على "القوات" بعد تفاهمها مع "التيار الوطني الحر" كل همها المزايدة كلاميا وان تكسب سلطويا، ولكن واقع الحال ان موقف "القوات" الرافض للمساكنة تم تجاوزه من قبل "المستقبل" و"الكتائب" والشريحة الأكبر من المستقلين، فيما على ضفة ٨ آذار وجد العماد عون نفسه في وضع مشابه للدكتور جعجع عندما تم تجاوز موقفه الرافض للتمديد النيابي والعسكري.

ولعل الخلاصة الأساسية للتجربة الممتدة منذ خروج الجيش السوري من لبنان ان المحطات الرئيسية من قبيل تأليف الحكومات وإجراء الانتخابات والتمديد والحوار وغيرها كانت تتم بين "حزب الله" و"حركة أمل" وتيار "المستقبل" والحزب "الاشتراكي"، فيما القوى المسيحية لم تتمكن من ان تحوِّل التحالف الرباعي إلى خماسي او سداسي، وبالتالي حان الوقت للتمييز بين الخلاف السيادي، وبين ان يكون المكون المسيحي شريكا في إدارة البلد. فالخلاف السيادي بين المكونات الأربعة لم يحل دون اتفاقهم في محطات مختلفة على إدارة البلد، الأمر الذي لا يجب ان يحول دون اتفاق "القوات" و"التيار الحر" على تنظيم المواجهة بينهما والدخول إلى المربّع الإسلامي وتحويله إلى وطني، لأنه بحجة الانقسام المسيحي تم تغييبهم عن صناعة القرار، وما تأجيل الرئيس نبيه بري الجلسة التشريعية إلا نتيجة طبيعية للتلاقي القواتي-العوني، وهذا اول الغيث.

وأي تشخيص للوضع السياسي الراهن يدل بوضوح ان المرحلة التي دخل فيها لبنان مع المساكنة الأخيرة منذ تأليف حكومة الرئيس تمام سلام والتئام الحوار طويلة جدا لارتباطها بالملف السوري وتعقيداته، كما الرغبة الدولية بإبقاء لبنان في منأى عن الأزمات المشتعلة، وبالتالي هل المصلحة المسيحية تكون بان ينسحب التبريد الوطني إلى داخل البيئة المسيحية، وان تدخل القوى المسيحية إلى مربع الشراكة، أم ان تُبقي التوتر داخل بيئتها وتَبقى خارج دائرة القرار الوطني؟ فما أنجزه الدكتور جعجع والعماد عون انهما دخلا إلى دائرة القرار من دون ان يتخليا عن تحالفاتهما الوطنية، واي محاولة لإعادة الوضع إلى ما قبل ١٨ كانون الثاني ستكون تداعياتها وخيمة على الجميع، لأن كل هدف الحكيم والجنرال الشراكة والمساواة ووحدة المعايير. وحيال هذا المشهد تصبح الانتخابات البلدية مسألة تفصيلية، ولكن أهميتها هذه المرة ان الخلاف في بعض القرى والمدن لم ينعكس خلافا على الأرض، ولم يؤثر قيد أنملة على علاقتهما الاستراتيجية، بل أظهرت ان الحسابات الانتخابية التي قد تتفق في مكان وتختلف في مكان آخر هي شيء، والحسابات الوطنية شيء مختلف تماماً.

 

وثيقة مشتركة لبطريركي السريان الكاثوليك والأرثوذكس:لمقعد نيابي واخراج طائفتينا من تسمية الأقليات

الثلاثاء 10 أيار 2016 /وطنية - وقع بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار اغناطيوس أفرام الثاني، وثيقة مشتركة في مقر بطريركيةالسريان الكاثوليك في المتحف، طالبا فيها "بإخراج الطائفتين من تسمية الأقليات، واستحداث مقعدين في البرلمان اللبناني، واحد لكل من الطائفتين، وتسمية وزير سرياني في كل حكومة، وتمثيل السريان في وظائف الفئة الأولى والوظائف العامة في مختلف مرافق الدولة وفي كل من الأسلاك القضائية والعسكرية والأمنية والديبلوماسية". حضر التوقيع وزير التمنية الإدارية نبيل دو فريج، والنواب أعضاء اللجنة البرلمانية المكلفة دراسة قانون الإنتخاب، أحمد فتفت، علي فياض، سيرج طورسركيسيان وألان عون، عن كنيسة السريان الكاثوليك المطارنة مار ربولا أنطوان بيلوني ومار باسيليوس جرجس، المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا القس موسى، النائب البطريركي على البصرة والخليج العربي رئيس أساقفة بغداد مار أفرام يوسف عبا، أمين سر البطريركي ومسؤول الإعلام الأب حبيب مراد. وايضا حضر عن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أصحاب النيافة: مارثيو فيلوس، مطران جبل لبنان وطرابلس جورج صليبا، النائب البطريركي في زحلة والبقاع مار يوستينوس بولس سفر، النائب البطريركي في الأبرشية البطريركية في دمشق مارتيموثاوس متى الخوري، والسكرتيرالبطريركي مدير دائرة الإعلام الربان جوزف بالي. كما حضر مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو أبو كسم، مستشارة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لارا سعادة والمحامي إيلي شربشي.

نص الوثيقة

و في ما يأتي نص الوثيقة التي تلاها سفر: بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، وثيقة مشتركة، لما كان لبنان الوطن قائما على التعددية والتنوع في مكونات شعبه المؤلَّف من /18/ طائفة، والذي يزخر دستوره بعبارات عدالة التمثيل والمشاركة في الحكم واحترام الإختلاف والمساواة في الحقوق والواجبات، ولما كان السريان في لبنان يشكلون إحدى العائلات الروحية التاريخية التي يتألف منها لبنان، كما هو وارد في نص المادة الأولى من القرار 60 ل.ر. تاريخ 13 آذار 1936: إن الطوائف المعترف بها قانونا كطوائف ذات نظام شخصي هي الطوائف التاريخية التي حدد تنظيمها ومحاكمها وشرائعها في صك تشريعي، وهذا ما يؤكده الدستور اللبناني، ولما كان السريان متجذرين في لبنان منذ القدم، وهم جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني، ولما كانت القوانين الإنتخابية المتعاقبة منذ الإستقلال لم تحترم وجودهم كمكون مؤسس من مكونات الشعب اللبناني، بل اعتبرتهم أقليات في وطن مكون من مجموعة عائلات روحية، كل منها على حدى هو أقلية بنفسها مهما كبر حجمها، ولما كانت كل هذه القوانين الإنتخابية قد حرمت السريان من حقهم بالتمثيل في المجلس النيابي، وبقي السريان تحت تسمية الأقليات، رغم أن عدد النواب زاد من 66 إلى 99 بعد العام 1958، ثم إلى 108، وبعدها إلى 128 بعد العام 1990، ولما كانت مقدمة الدستور اللبناني قد نصت في فقرتها "ج" على أن لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية تقوم على احترام الحريات العامة... وعلى العدالة الإجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل،

ولما كانت المادة السابعة من الدستور اللبناني قد نصت على أن كل اللبنانيين سواء أمام القانون، وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية، ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دونما فرق بينهم،

ولما كانت المادة 23 من الدستور اللبناني قد نصت على أن مجلس النواب يتألف من نواب منتخبين مناصفة في المقاعد بين المسيحيين والمسلمين، ونسبيا بين طوائف كل من الفئتين،

ولما كانت المادة 95 من الدستور اللبناني قد نصت في فقرتها "أ" على وجوب تمثيل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الحكومة،

وبما أن للسريان رجالات كبار ساهموا في تحقيق استقلال لبنان من الإنتداب الفرنسي، والسريان هم من خيرة أبناء هذا المجتمع، وذلك بشهادة كل اللبنانيين، إلا أنهم وللأسف يعتبرون مجرد أقليات لا حقوق لها، في زمن بات المسيحيون بأجمعهم أقلية في هذا المشرق برمته، وحيث أنه، وانطلاقا من كل ما تقدم،وبعد الإتصالات والتشاور والتباحث، اجتمع رئيسا الكنيسة السريانية بشقيها الأرثوذكسي والكاثوليكي، في هذه اللحظة التاريخية المفصلية في بقاء المسيحيين في المشرق من عدمه، واتفقا على مطلب تعديل قانون الإنتخابات النيابية، وزيادة مقعدين نيابيين مسيحيين، واحد للسريان الأرثوذكس وواحد للسريان الكاثوليك، وهما على ثقة كاملة بحكمة القيمين على الوطن والمسؤولين فيه لتحقيق هذا المطلب المحق. ولهذه الغاية، قاما بجولة شملت عددا من المرجعيات السياسية ورؤساء الكتل النيابية لعرض هذا الطلب المحق، وطلب الدعم لتحقيقه، وذلك على رأس وفد من الكنيستين.

وعليه، قررا بتاريخ اليوم الواقع في التاسع من شهر أيار من العام 2016، إعلان هذه الوثيقة المشتركة التي تهدف إلى إعادة الحق إلى المكون السرياني في المجتمع اللبناني، وذلك تطبيقا للنصوص الدستورية والميثاقية التي ترعى العلاقة في ما بين العائلات اللبنانية المختلفة، مطالبين بما يلي:

أولا: تطبيق مبادىء الدستور اللبناني، وإخراج طائفتيهما "السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس" من تسمية الأقليات

ثانيا: تعديل قانون الإنتخاب لجهة زيادة عدد النواب واستحداث مقعدين نيابيين: واحد للسريان الأرثوذكس، وواحد للسريان الكاثوليك

ثالثا: احترام روح الدستور اللبناني ونصه لجهة تسمية وزير سرياني في كل حكومة يتم تشكيلها، وذلك تطبيقا لنص المادة 95 من الدستور اللبناني في الفقرة "أ"

رابعا: احترام المكوِّن السرياني في المجتمع اللبناني، وعدم حرمانه من حقوقه في وظائف الفئة الأولى والوظائف العامة في مختلف مرافق الدولة، وفي كل من الأسلاك القضائية والعسكرية والأمنية والديبلوماسية.

 

نتائج بيروت.. هل يقرأ "المستقبل

محمد شبارو/المدن/الثلاثاء 10/05/2016

مع ساعات الصباح الأولى بدأت أرقام انتخاب بلدية بيروت تؤكد ما تردد في المرحلة الماضية على صعيد شعبية تيار "المستقبل". التراجع الكبير بات ملموساً ومسجلاً، رغم الفوز الباهت الذي حققته لائحة "البيارتة". أكثر من صفعة تلقاها "المستقبل" في عاصمته السياسية، التي انطلق منها رفيق الحريري، ليبني زعامته اللبنانية. أولى الصفعات تمثلت في تراجع واضح في قدرته على الحشد، خصوصاً أن نسبة المشاركة (20 %) في الدورة الحالية، مقارنة مع نسبة 18 % في العام 2010. أولاً، في الأرقام الرسمية، بدا واضحاً أن ثمة فئات شاركت هذا العام في الانتخابات لم تكن تشارك في الأعوام السابقة، وهو ما برز في الأرقام التي حصلت عليها لائحة "بيروت مدينتي"، وما يؤكد أن نسبة المشاركة لدى الفئات المحسوبة على "المستقبل" انخفضت بشكل دارماتيكي. ولفهم ما حصل في بيروت، حازت لائحة "البيارتة" على معدل وسطي بلغ 43 ألف صوت (يسرى صيداني 47361 صوتاً، فيما نال زميلها على اللائحة إيلي يحشوشي 39173 صوتاً). أما لائحة "بيروت مدينتي فقد نالت معدلاً وسطياً بلغ 30 ألف صوت (إبراهيم منيمنة 31848 صوتاً، فيما نالت إيمان الحسن 28185 صوتاً). هذه الأرقام تعني أولاً أن نسبة الإلتزام بلائحة "البيارتة" كانت ضعيفة، خصوصاً أن الفارق بين أول الرابحين وآخرهم بلغ 8 آلاف صوت، فيما بلغ في لائحة "بيروت مدينتي" 4 آلاف صوت فقط، وهو ما يعني أن لائحة "البيارتة" شهدت نسبة تشطيب أكبر ونسبة التزام أقل. في عودة إلى أرقام العام 2010: بلغ متوسط الأصوات التي نالتها لائحة "المستقبل" نحو 63 ألف صوت، وكان الفارق بين الأول والأخير 5 آلاف صوت فقط. ويتبيّن من خلال أرقام دورتي 2010 و2016 التراجع الواضح من معدل 63 ألف صوت إلى معدل 43 ألف صوت. ما يعني تراجعاً بنسبة 20 ألف صوت. تبدو المقارنة بين العامين 2010 و2016 ظالمة، خصوصاً أن دورة 2010 لم تشهد معركة، بل كان التنافس أشبه بنزهة. أما في العام 2016 فقد استعمل "المستقبل" كل أسلحته وصولاً إلى اعتبار المعركة إلغائية ضده، مسقطاً اتهاماته على كل من لا يصوت للائحة وبأنّه ضد رفيق الحريري. وبعد الحملة الشرسة التي خاضها "المستقبل"، فشل في تحقيق أرقام مقاربة للعام 2010. لكن التركيز على الأصوات المسيحية والشيعية، على أحقيته، يحاول أن يخفي حقيقة أن "بيروت مدينتي" حازت وفق مصادر "المستقبل" على ما يناهز 25 % من الأصوات السنية في المصيطبة والمزرعة ورأس بيروت، فيما تراجعت قدرة "المستقبل" التجييرية إلى نحو النصف سنياً أيضاً. وحاز محمد فتحة من لائحة "البيارتة" في الدائرة الثالثة (المزرعة، المصيطبة، رأس بيروت، ميناء الحصن، زقاق البلاط ودار المريسة)، ذات الأغلبية السنية، على 31 ألف صوت وفق معلومات "المدن"، فيما إبراهيم منيمنة نحو 19 ألف صوت. ما يؤكد أن المعركة كانت في الصناديق السنية كما في الصناديق ذات الأغلبية الشيعية والمسيحية.

إذاً، الأزمة الأولى لدى "المستقبل" أكدتها صناديق الاقتراع في الدوائر ذات الأغلبية السنية، إن على صعيد انخفاض نسبة المشاركة، أو على صعيد القدرة التجييرية أو حتى على صعيد ما نالته اللوائح الأخرى والمرشحين المستقلين، وخصوصاً مرشح "جمعية المشاريع" محمد مشاقة، الذي نال نحو 11 ألف صوت، تماماً كما نال مرشحو "الجماعة الإسلامية" في العام 2010 نسبة مقاربة جداً. بالإنتقال إلى الصناديق المسيحية، فقد تلقى "المستقبل" صفعة أخرى، وهي التي برزت في خطاب الرئيس سعد الحريري، الغاضب من الحلفاء، خصوصاً أن لائحة "البيارتة" نالت نحو 40% فقط، مقابل 60% للائحة "بيروت مدينتي". فيما التزم "الطاشناق" بالتصويت للائحة، ما سمح بتقدم واضح لـ"البيارتة" في الدائرة الثانية (المرفأ، المدور والباشروة) حيث نالت "البيارتة" نحو 8 آلاف صوت مقابل 4 آلاف صوت لـ"بيروت مدينتي". انتقاد الحلفاء في اللائحة ينسحب على "حركة أمل"، التي يتهمها البعض بأنها سربت نحو ألف صوت، وكذلك فعل "حزب الله" الذي دعم اللائحة المنافسة بنسبة مشابهة، ومثلهما فعل "التقدمي الإشتراكي" بنسبة مقاربة. حتى الساعة، غضب "بيت الوسط" محصور بالحلفاء "حركة أمل" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" و"الحزب التقدمي الإشتراكي". البعض يتحدث عن حرب إلغائية يخوضها الجميع ضد "المستقبل"، وهو ما فرض على "المستقبل" خوض المعركة بعناوين سياسية. بعيداً عن القاء اللوم على الحلفاء، شكلت الأرقام، وخصوصاً في الصناديق السنية، عطفاً على تراجع نسبة المشاركة والقدرة التجييرية، إلى الحديث علناً في تيار "المستقبل" عن ضرورة إجراء مراجعة نقدية لكل المرحلة السابقة.

لا تخفي أوساط "المستقبل" في حديث إلى "المدن"، أن "التيار" أدرك قبل أيام أن الوضع في بيروت ليس لمصلحته، ما دفع الحريري إلى النزول بثقله على الأرض، بعدما لمس أن قيادات تيار "المستقبل" في بيروت، من وزراء ونواب وشخصيات محسوبة عليه، لم تقم بدورها في المدينة على مدار السنوات الست الماضية. وهو ما حاول الحريري في فترة بسيطة تغطيته، خصوصاً عبر وعوده الإنمائية، وتأكيد حضوره، وأنه سيحاسب المقصرين، لكن فشل هذه اللغة في إقناع "البيارتة" دفعه إلى خوض المعركة بشعارات سياسية، لأن خسارة بيروت كانت تعني إغلاق تيار "المستقبل".

ورغم توقعات "المستقبل" إلا أن الأرقام جاءت كارثية، وفق ما يؤكد أكثر من مصدر مسؤول، خصوصاً أن من حسم المعركة هو الأصوات التي تدين بالولاء الكامل لتيار "المستقبل" والمتعلقة به عاطفياً، فيما ابتعدت عنه فئات كثيرة، بعضها بسبب أزمته الإقتصادية وتقصير "المستقبل"، وبعض آخر يُعتبر أكثر نخبوية في الطائفة السنية، بسبب تقصير "المستقبل". هذه الأرقام التي وصلت منذ ساعات إلى بيت الوسط، والتي تؤكد أن ما كان يحاول البعض نفيه في التيار، وضعت الحريري أمام خيارات صعبة للاستمرار سياسياً، خصوصاً أن سياسة المداراة والترقيع بسبب تقصير قيادات "المستقبل" باتت لا تجدي نفعاً، ودفعت أكثر من قيادي إلى الحديث علناً عن ضرورة إجراء مراجعة نقدية معمّقة مرفقة بقرارات حاسمة يجب أن تتضمن محاسبة كل من قصر في الفترة الماضية، أو حتى استعمل "التيار" لتحقيق منافع شخصية.

 

تحالف عون-القوات نجح…فهل يستمر في بلديات جونية؟

خاصّ جنوبية 10 مايو، 2016/فيما تستعدّ محافظة جبل لبنان لخوض استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، استمرّت القراءات السياسية في أرقام نتائج الانتخابات ودلالاتها في كلّ من بيروت والبقاع وبعلبك ـ الهرمل، في وقتٍ بدأ بعض التحالفات بمواجهة صعوبات، على غرار ما سُجّل أمس من وقائع تشير إلى أنّ التحالف "العوني" ـ "القواتي" مقبل على تنافس في جونية، وذلك خلافاً لتحالفهما في زحلة. ما ان صدرت النتائج الرسمية لعمليات فرز آلاف الصناديق، حتى تبين ما أثارته النتائج المثبتة لاحقا من صدمات ومفاجآت بدا مرشحاً لاحداث تداعيات سياسية بعيدة المدى.

ومع بدء إعلان النتائج رسمياً انشغلت أوساط خبراء الانتخابات ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية، والسفارات العاملة في بيروت، وفق في قراءة نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، والتي من شأنها، قبل اكتمالها ان تضيء على المشهد السياسي والنفوذي وطبيعة التحولات والتغيرات في البيئات العائلية والطائفية،وقدرة الحركات المدنية وغيرها على أساس احتمال التغيير من الداخل. فلم يعد خافياً في ظل ما تضمنته الكلمة التي القاها الرئيس سعد الحريري عصر أمس اثر التثبت من فوز لائحة “البيارتة” في بيروت أو اثر “الزلزال” السياسي الذي ضرب زحلة بفعل انتصار لائحة “انماء زحلة” المدعومة من الأحزاب المسيحية الثلاثة على لائحتي “الكتلة الشعبية” والنائب نقولا فتوش بان تداعيات من العيار الثقيل ستتوالى تردداتها طويلا وربما انسحبت على وقائع انتخابية مقبلة في مناطق جبل لبنان والشمال خصوصاً. مصادر مواكبة للائحة “البيارتة” قوّمت نتائج الانتخابات فقالت ان ما جرى أثبت أن الحريري “اضطلع بدوره كزعيم وطني وليس فقط كزعيم بيروتي. فهو على رغم كل الصعوبات التي واجهها إستطاع خلال 10 أيام فقط إستنهاض الشارع البيروتي فكان الصانع الاول للمعركة الانتخابية”.  وقالت أوساط نيابية في 14 آذار لـ”النهار” إن انتقادات الحريري في كلمته أمس طاولت من دون تسمية الاحزاب في الاشرفية كما طاولت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. ولفتت الى ان هناك أحباطا من موروثات المرحلة الاخيرة تسبب بالارباك في إدارة المعركة. ولم تستبعد أن تظهر تداعياتها في المرحلة التالية من الانتخابات في جبل لبنان الاحد المقبل وخصوصاً في إقليم الخروب.

من جهتها، أشارت “السفير” إلى أن الحريري خرج من انتخابات بيروت مأزوماً. وكان خطابه أمس يشي بهذه النتيجة. ميشرةً إلى أن الحريري أبلغ بعض معاونيه كلاماً خطيراً قبل ساعات من إقفال صناديق الاقتراع في بيروت: “إذا سقطت “لائحة البيارتة” أو اختُرقت، سأعتزل العمل السياسي نهائياً”. هذا الكلام بلغ مسامع قيادات سياسية أخرى أبرزها الرئيس نبيه بري! كما رأت “الاخبار” أن الرئيس الحريري يعيش واحدة من أسوأ المراحل التي مرّ بها منذ دخوله عالم السياسة. وذلك أن نتائج انتخابات بلدية بيروت أول من أمس كشفت الكثير من الثغر التي ترقى إلى مستوى الفضيحة. «لائحة البيارتة» التي قاد الحريري بنفسه حملتها الانتخابية في أحياء العاصمة، وجمعت غالبية أحزاب السلطة، نالت أقل من 10 في المئة من أصوات أهل العاصمة. أما منافسوه، فحصدوا، متفرقين، نسبة قريبة. إذا صح هذا القول، فهذا يعني أن النتيجة كادت أن تكون أكثر سوداوية لتيار المستقبل مما هي عليه الآن. كان بمقدور قوى 8 آذار وحدها أن تُسقِط لائحته، فيما لو قررت يوم الانتخابات حشد أصواتها لتصبّ في مصلحة «بيروت مدينتي» ونحاس ومرشح «الأحباش»!

زحلة

في زحلة، فان وقع فوز لائحة أسعد زغيب بدا مدوياً، خصوصاً ان اللائحة المدعومة من الاحزاب الثلاثة اكتسحت المقاعد الـ21 جميعا بغالبية 10510 أصوات في مقابل 8896 صوتاً للائحة “الكتلة الشعبية ” و7044 صوتاً للائحة النائب فتوش. وفي قراءة مجرّدة للأرقام، يمكن الاستنتاج أنّ القوى الخصمة للأحزاب في المدينة جمعت ما يقارب 15800 صوت، أي نحو 60% من المقترعين الزحليين، مقابل نحو 40% للأحزاب. وافتراضاً أنّ هناك نحو الخمسة آلاف شيعي وسنّي (من أصل 6 آلاف مقترع) أعطوا سكاف وفتوش أصواتهم، فهذا يعني أنّ 10800 ناخب مسيحي أعطوا أصواتهم للّائحتين المنافستين للأحزاب. وافتراضاً أنّ هناك ألف صوت سنّي وشيعي صبَّ في مصلحة لائحة الأحزاب، فهذا يعني أنّ اللائحة حصلت على أصوات 9500 مسيحي. والترجمة لذلك، في شكلٍ حسابي، أنّ 10800 مسيحي اقترعوا لسكاف وفتوش مقابل 9500 للأحزاب، أي أنّ الدفّة ما زالت تميل، مسيحياً، لغير مصلحة الأحزاب التي راهنَت على أن تحظى بدعم يقارب 70% أو 80%، بل 86% لعون وجعجع وحدهما، من دون حزب الكتائب. على الأحزاب أن تدرس أنّ تحالف رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع لم يحقّق “التسونامي المسيحي” المطلوب، بل أعطى نتائج عكسية أحياناً.

 

بعلبك ـالهرمل.. صفعة «بلدية» على جبين «حزب الله/ غالب ياغي لـ«المستقبل»: المزاج البقاعي لم يعد لمصلحة الحزب

علي الحسيني/المستقبل/11 أيار/16

لم يشفع التجييش المذهبي ولا الطائفي الذي يمتهن «حزب الله» ممارسته عند كل إستحقاق، في تحقيق ما كان يصبو أو يطمح اليه الحزب وهو فوز اللوائح التي أعدها وأشرف عليها وتبنّاها وصرف عليها أموالاً طائلة من ماله «النظيف» والتي خاض بها الإنتخابات البلدية والإختيارية في مدينتي بعلبك والهرمل. كما لم ينفعه الاتيان بالمجنسين من داخل الاراضي السورية للتصويت للوائحه، في تحقيق أي إنجاز نوعي يُمكن ان يُفاخر به أمام جهوره الذي بدأ يتضاءل شيئاً فشيئاً ضمن مناطق تُسمى «عقر داره». بوجه شاحب وملامح لا «تفسّر» بدا الإنزعاج عليها واضحاً، أطل نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر شاشات التلفزة في اليوم التالي للعملية الإنتخابية خلال مؤتمر صحافي كان جرى تأجيله من الساعة الحادية عشرة من ليل الأحد، ليُعلن خلاله فوزا منقوصاً غير مُكتمل وليُقر بـ»هزيمة» أولية تلقاها في مدينة الهرمل تمثلت بسقوط أحد أهم رجاله مصطفى طه رئيس إتحاد بلديات الهرمل. أمّا الضربة الثانية فقد تمثلت بكلمة «لا» قالها أكثر من 46 في المئة من أصوات أهل مدينة بعلبك استقرّت داخل صناديق تابعة للائحة العائلات، والمفارقة أنّها من المرّات القليلة جداً التي سعى فيها «حزب الله» للتحالف مع هذا الكم من الاحزاب والتيارات والشخصيات لضمان فوز لوائحه بحيث تجسد تحالفه هذا مع كل من حركة «أمل« و«التيار الوطني الحر« و«الحزب الشيوعي« اللبناني و«جمعية المشاريع الخيرية« و«حزب البعث« وشخصيات مثل النائب إميل رحمة الذي عجز هو الآخر عن تأمين او ضمان أصوات أقرب المقربين اليه لصالح لائحة «حزب الله«. كما تلقى الحزب ضربة قاسية في يونين الشمالي في بعلبك مع فوز المرشح علي عبدالله قصاص ضد مرشح حزب الله للمخترة.

قبل شهر تقريباً من موعد الإنتخابات، حاول «حزب الله» استمالة كبرى العائلات البقاعية لصالحه، لكنه منذ البداية لاحظ تململاً واضحاً في الوسط البقاعي و»البعلبكي» على وجه الخصوص بحيث لم تكن معظم تلك اللقاءات تنتهي سوى بكلمة «إن شاء الله خير». عندها بدأ يسعى الحزب إلى إستمالة الأهالي من خلال التجييش المذهبي واستغلال مناسبات تشييع عناصره الذين يسقطون في سوريا أو خلال المهرجانات الخطابية الدعائية التي أقامها تحت حجّة تكريم «الشهداء» من اجل دفع الناس إمّا ترغيباً وإمّا تهديداً للتصويت للوائحه، حتّى أنه اعتمد لغة «التكليف الشرعي» تماما كما ظهر في احد اللقاءات الانتخابية التي دعا خلالها الوزير حسين الحاج حسن وبأمر من الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله الى التصويت للوائح المدعومة من الحزب.

شعور نصرالله بخطورة الوضع الانتخابي في البقاع، جعله يتطرق خلال اطلالته الاخيرة الى دعوة «المجتمع المدني» الاحزاب السياسية الى ترك الانتخابات البلدية محصورة بين العائلات، حيث وصفها بـ»الدعوة الخطيرة». لكن المزاج الشعبي في كل من بعلبك والهرمل كان معاكساً لدعوة نصرالله التي لم تلقَ آذاناً صاغية بالحجم الذي كان يعتقده، فعلى سبيل المثال هناك من انتقد صرف الحزب مئات آلاف الدولارات على العملية الإنتخابية وقبلها على أعمدة نصب للشهداء في بعلبك والهرمل، في وقت يرزح فيه أبناء هذه المناطق تحت وطأة الفقر والعوز من دون ان يلتفت الحزب إلى أوضاعهم أو تأمين أقل إحتياجاتهم لا من خلال عمل البلديات التابعة له، ولا من خلال مؤسساته الإجتماعية التي تقوم على عائدات هذه البلديات من الدولة اللبنانية.

مصادر قريبة من الأمين العام السابق لـ»حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي في بلدة «بريتال» التي شهدت تنافساً حاداً بين اللائحة المدعومة من العائلات في مواجهة لائحة الحزب، أكدت أن الشيخ قاسم كان يُدير عبر عدد من القريبين منه عملية الانتخاب وبأمر قيادي جرى توزيع المال الانتخابي على مرأى ومسمع من الجميع لكن من دون حسيب أو رقيب. وتؤكد المصادر نفسها أن الوضع السوري وغرق «حزب الله« في الحرب السورية دفعه ليهتم أكثر في إطفاء الأصوات المعارضة عبر استخدام المال السياسي، ومحاولة تشتيت الصوت السني وكذلك المسيحي عن طريق ضم عائلات سنية ومسيحية إلى لائحته. وفي هذا السياق يُمكن ملاحظة أن الحزب عجز عن تطويع المجتمع المحلي، في حين قابله نجاح المجتمع المدني في فرط حزب الله داخل العديد من القرى والبلدات حيث تنافس عدد من مرشحيه في لوائح متقابلة.

من جهته أكد رئيس لائحة «بعلبك بالقلب« رئيس البلدية السابق المحامي غالب ياغي لـ»المستقبل» أن «المال الإنتخابي لعب دوره في العملية الإنتخابية وأن الحزب الذي حرم المدينة وأهلها من الإنماء والمساعدات طيلة السنوات الماضية، حاول إستمالتهم بالأمس عبر ماله «النظيف»، وهو إن نجح في بعض الأمكنة لكنه فشل في أمكنة اخرى خصوصاً وأن هذه الفئة الاخيرة قد لمست بشكل لافت مدى تراجع حجم الإنماء في المنطقة لصالح الحرب التي يخوضها الحزب في سوريا، فقد جاءت هذه الحرب لتقضي على آمال أهالي بعلبك والهرمل بالعيش بأمن وأمان على عكس الأيام هذه التي لا يمر فيها يوم إلا ويُشيّع خلالها عدد من أبنائنا واخوتنا». وتابع: «إن مصادرة قرار المدينة من قبل حزب الله منذ عام 2004 أدّى إلى تراجع المدينة السياحية الأثرية، مدينة المهرجانات والحياة، فالتفلت الأمني والفوضى حوّل المدينة التي كانت تضجّ بالحياة إلى مدينة شبه خالية حتّى من أبناء جوارها الذين أصبحوا يخافون زيارتها. إبن بعلبك الذي يسكن في المدينة يخشى القدوم اليها خشية تعرضه إما للسرقة أو للضرب أو حتى للقتل على يد بعض المحازبين، لذلك صرختنا بوجه لائحة التحالف هي من أجل التغيير لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني في المدينة«. ويختم ياغي حديثه بالقول: «مما لا شك فيه أن «حزب الله» مارس ضغطاً كبيراً على أبناء بعلبك والهرمل، وقد استغل عوز البعض وحاجاتهم وهو كان يُعد العدّة لمثل هذه الساعة منذ زمن لأن المال الذي استحضره لم يكن وليد ساعته، ومن هنا قد تأكد للجميع أن الإنتخابات البلدية بالنسبة الى الحزب تشبه الى حد بعيد حربه في سوريا التي يدخر لها المال بشتّى الطرق. كل هذا التجييش العنصري والتهديد اللذين لا يليقان لا بالمدينة ولا بأهلها ولا حتّى بتاريخها، قد أصدره الحزب بتكليف «إلهي» بعد أن لمس تغييراً واضحاً في المزاج البقاعي لغير صالحه وهذا ما سوف تثبته السنوات المُقبلة».

 

خاسر ورابح وأرقام لها دلالاتها ومناصفة ينبغي إيضاحها أكثر

وسام سعادة/المستقبل/11 أيار/16

انتقلنا بسرعة، عشية الاستحقاق البلدي، من رواج نغمة «إنمائية» الاستحقاق إلى إجماع كل طرف على «سياسيته» لا سيما في العاصمة والمدن الأخرى والبلدات الكبيرة. بقي التنبيه الى ان «سياسية» الاستحقاق البلدي يفترض ان تكون مختلفة عن «سياسية» الانتخابات التشريعية، وان عدم اقامة التمييز من هذه الناحية يقلل من حظ القراءة النقدية، الباردة، في النتائج، وتداعياتها، بعد انتهاء الاستحقاق، على مجرى الحياة السياسية. الانتخابات البلدية هي انتخابات سياسية من حيث انها سلطة محلية، ومن حيث انها مناسبة لإظهار الأحجام السياسية وتقلصها او تمددها، ومن حيث انها مناسبة لإظهار مسار التقارب او التباعد بين القوى السياسية، لكن ايضاً منسوب «الانشقاق» عن القوى السياسية الاساسية، ومنسوب «الارتياح» الداخلي في كل منها. لكن، بخلاف الانتخابات التشريعية، فإنها انتخابات بلدية لا يترشح عليها سياسيون محترفون، ما دام احتراف السياسة في العصر الحديث مرتبطا بشكل أساسي بالوظيفة المنبرية، أي الخطابة في برلمان (من هنا النيابة «سياسية» أكثر من الوزارة). الوظيفة المنبرية غير أساسية في العمل البلدي. قد يكون العمل البلدي مدخلاً للعمل النيابي، مثله مثل كل نطاق معني بالشأن العام والتقارب والتنابذ بين القوى المختلفة. لكنه مختلف. الانتخابات البلدية سياسية لكن السياسيين المحترفين ليسوا المرشحين فيها، بصرف النظر عن اسهامهم في تشكيل اللوائح، او في خوض الحملة الدعائية لمن يدعمونهم. من هنا، الانتخابات البلدية لا يمكن ان تؤخذ بحد ذاتها مؤشراً مطابقاً بشكل كامل للانتخابات النيابية، وان كانت بالطبع العناصر التي يتضمنها اي مشهد انتخابي بلدي ينبغي مراجعتها جيداً وبشكل دقيق، للاستفادة منها في تقوية القدرات في الانتخابات النيابية. في دائرة بيروت تحديدا اليوم، ثمة رابح وخاسر، وخاسر نال فوق ما كان يتوقعه هو لكنه لا يجعله رابحاً، وهذا ليس بتفصيل. المكابرة على النتيجة المحققة والمدهشة للخاسر خاطئة، والمكابرة على ان الاستحقاق يقاس في نهاية الامر اساساً كأي لعبة، كأي معركة، بمن ربح ومن خسر، ليس سياسة. وثمة نسبة تصويت قليلة ترتبط اساساً بتمييز مزمن يعطي الاهمية للنيابية على البلدية، وبعدم نجاح المتنافسين في اقناع الناس بأن هذه الانتخابات البلدية هي كما لو كانت نيابية.

ثمة تمايز للخاسر في «حداثية» خطابه على الرابح، لكن ثمة أيضاً تماثل ايديولوجي كبير بين الخطابين، تماثل كان يشكل تحدياً للخاسر على يساره، وتحدياً لكثير من الناس لمعرفة التمييز. افتراض ان المعركة كانت تخاض بين لائحتين واحدة نيوليبرالية مثلاً والثانية ماركسية لينينية هو افتراض كاريكاتوري. كانت النيوليبرالية المحل الجامع للائحتين المتنافستين، وان انشدت الاولى الى حداثية «المجتمع المدني» في حين اختارت الثانية، وبشكل مرتبك، ولم يكن له داع بهذا الشكل، «أصالية» المجتمع الأهلي دون الاعداد الكافي حتى لذلك. وثمة أيضاً مآل الاستحقاق. من ناحية، هناك لائحة، الفائزة، لم تكن بحاجة لاعتبار معركتها «وجودية»، ومن جهة هناك لائحة خاسرة، كانت تبالغ كثيراً باعتبار معركتها «ثورية». ما يظل بحاجة الى المناقشة بعد هذه الانتخابات في جولتها الاولى هو مفهوم المناصفة. واضح ان هناك التباساً حوله بين مرجعيات مختلفة تتبناه، لكن بتضمين مختلف لفحواه. المفارقة، ان الانتخابات البلدية، التي تحصل خارج القيد الطائفي قانونيا، بخلاف تلك النيابية، تطرح مسألة تعني الانتخابات النيابية اولاً، اي التي تحصل ضمن هذا القيد. هناك اختلاف بين التصورين، المسيحي والاسلامي، للمناصفة الاسلامية المسيحية. ارضية مناقشة واستيعاب ذلك ينبغي ان يفسح لها المجال، انما بعد اخذ مسافة من حماوة الانتخابات البلدية، طالما انها مسألة تتعلق أساساً بالمؤسسات الدستورية، وخصوصاً بالسلطة التشريعية وقانون الانتخاب الممتنع لتجديدها. هناك تصوران مختلفان عن المناصفة والتقريب بينهما يحتاج الى ورشة جدية، بقيت منذ سنوات مؤجلة، وتحتاج لتداول الأفكار قبل كل شيء.

 

«وحياتك بتمون»...

خيرالله خيرالله/المستقبل/11 أيار/16

لم يكن انتصار «لائحة البيارتة» التي شكّلها الرئيس سعد الحريري في الانتخابات البلدية سوى انتصار لبيروت اوّلاً في وجه التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان وعاصمته. في مقدّم هذه التحديات غياب رئيس الجمهورية والممارسات المدروسة لـ»حزب الله» التي تصب في ترييف بيروت وتحويلها ضاحية فقيرة بائسة من ضواحي طهران بدل ان تكون مدينة حقيقية. كانت تجربة الانتخابات البلدية تجربة مهمّة. كشفت ان ليس هناك ما يحول دون اجراء انتخابات في لبنان، بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية طبعاً. «عرس لبنان» الحقيقي في انتخاب رئيس للجمهورية كما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يعود اليه الفضل في اجراء الانتخابات البلدية بدءاً ببيروت والبقاع. كان اجراء المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية بمثابة تأكيد لفعل المقاومة الذي يمارسه الشعب اللبناني، خصوصا اهل بيروت. هؤلاء مقاومون حقيقيون يدافعون فعلاً عن بلدهم وقد اثبتوا مرّة اخرى ان عبارة «وحياتك بتمون» التي كانوا يقولونها لرفيق الحريري لا تزال تخرج من القلب عندما يدعوهم سعد الحريري الى النزول الى اقلام الاقتراع والتصويت لـ»لائحة البيارتة». لعلّ اهمّ ما في هذه اللائحة محافظتها على جانب كبير من ارث رفيق الحريري، اي جانب المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. المؤسف ان هذه الناحية فاتت عدداً كبيراً من المسيحيين، من الذين لم يقبلوا على صناديق الاقتراع او سعوا الى الطعن في الخلف. هؤلاء لم يستوعبوا ما تعنيه هذه المعادلة في هذه المرحلة المصيرية التي يمر فيها البلد والمنطقة.

الآن وقد طويت صفحة الانتخابات البلدية في بيروت، وظهرت موازين القوى في المدينة على حقيقتها، لا مفرّ من مجموعة من الملاحظات التي يمكن ان تساعد في ايجاد الظروف الملائمة التي يمكن الانطلاق منها لتحسين الوضع في بيروت. في مقدّم هذه الملاحظات انّ من المفترض ان لا يغيب عن اللبنانيين عموماً واهل بيروت على وجه التحديد ان العائق الاوّل امام تقدّم لبنان هو سلاح «حزب الله» غير الشرعي. هذا السلاح يهدّد كلّ مؤسسات الدولة ويحول دون ان يكون لبنان دولة طبيعية في ظلّ مساواة بين المواطنين بغض النظر عن الطائفة والمذهب والمنطقة.

كلّ من يفصل بين السلاح الميليشيوي ومستقبل بيروت ولبنان، انّما يعيش في عالم آخر لا علاقة له بالواقع من قريب او بعيد. هذا لا يمنع من الاعتراف بانّ تشكيل لائحة «بيروت مدينتي»، التي واجهت «لائحة البيارتة» وحصلت على عدد محترم من الاصوات، كان ظاهرة صحّية الى حدّ كبير. هناك شباب لبناني يؤمن بالمثاليات ويعتقد انّه يستطيع صنع فارق. هذا الشباب على حقّ في ما يخصّ تطوير بيروت ومعالجة مشاكل المواطنين، على الرغم من انّه لم يأخذ في الاعتبار ان المشكلة الكبرى في المدينة والبلد هي سلاح «حزب الله» والميليشيا المذهبية التي يمثّلها هذا الحزب.

لا يمكن فصل اي مشروع اصلاحي عن الخطر الذي يشكله هذا الحزب الذي لا يعترف بالحدود اللبنانية ولا بلبنان كدولة مستقلّة ذات نظام ديموقراطي وتاريخ عريق في ممارسة اللعبة الانتخابية التي تعني اوّل ما تعني التداول السلمي للسلطة.

يمكن الاستفادة من الظاهرة الصحّية التي شكّلتها «بيروت مدينتي». هذا ما قاله الرئيس سعد الحريري من دون عقد، من اي نوع كانت. كلّ ما يمكن قوله الآن ان بيروت مدينة تتراجع فيها الخدمات يومياً. هناك فوضى سير ليس بعدها فوضى. هناك تقاعس على كل صعيد. هناك من يرفض اعادة الاعتبار للرصيف الذي يشكّل مظهراً حضارياً في المدينة. لا احترام حتّى لاشارات المرور. هناك وقوف للسيارات في الاماكن الممنوعة، حتّى على صفين، في معظم الشوارع. المؤسف ان هذه الظاهرة تمددت اخيراً لتشمل وسط المدينة وكأنّ هناك سلطة فوق سلطة شرطي السير تمنعه من اداء واجبه!

بعيدا عن القضايا الكبيرة من نوع جريمة منع العرب والاجانب من المجيء الى لبنان، يحتاج المواطن الى من يعالج القضايا الصغيرة المرتبطة بحياته اليومية، بما في ذلك المساحات الخضراء، التي تجاهلها المجلس البلدي السابق لاسباب ما زالت مجهولة. ربّما من بين هذه الاسباب الغياب الطويل لسعد الحريري عن بيروت، وهو غياب فرضته ظروف معيّنة ذات طابع امني. معظم الذين صوّتوا لـ»بيروت مدينتي» كانوا يمتلكون حسّاً وطنياً مرهفاً، كما كانوا يمتلكون كلّ النيّات الحسنة. صحيح انّه كانت تنقصهم التجربة السياسية، وهذا النقص عائد الى العجز عن استيعاب خطورة ما يمثله «حزب الله» وسلاحه وممارساته الهادفة الى تغيير طبيعة المجتمع اللبناني وطبيعة النظام في البلد، لكنّ الصحيح ايضاً ان عدد الاصوات التي نالتها اللائحة هو بمثابة جرس انذار. هذا يعني في طبيعة الحال انّه لا بدّ من اخذ ما طرحته «بيروت مدينتي» على محمل الجدّ. ثمّة حاجة الى انقلاب على ممارسات المجلس السابق يظهر ان الوعي السياسي الذي جعل «لائحة البيارتة» تنتصر سينسحب على الانماء ايضاً. هناك تحدّ اسمه الرصيف وصيانة الطرق والابنية. بدأ انهيار مدينة اسمها القاهرة بالغاء الرصيف فيها وفقدان فكرة الصيانة. هل تستفيد بيروت من هذا الدرس الذي مصدره مدينة عريقة اسمها القاهرة؟ بعض التبسيط يبدو ضرورياً احياناً لدى التعاطي مع مشاكل معقّدة من النوع الذي تعانيه بيروت.

 

الحريري والثلاثي و" مدينتي "

 نبيل بومنصف/النهار/11 أيار 2016

تحملنا بعض المغالاة المتصاعدة في قراءات الجولة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية على التساؤل ماذا لو أجريت انتخابات نيابية اليوم وجاءت نتائجها معاكسة لكل التضخيم الحاصل ؟ لا يعني ذلك بطبيعة الحال التقليل من دلالات بارزة لتفلت الصوت الحزبي المسيحي في بيروت ، ولا من صعود قوة الثلاثي الحزبي في زحلة، ولا من مواجهة " حزب الله " للمرة الاولى معارك حقيقية في مناطق نفوذه . كل هذه مؤشرات على تفلت شعبي وأهلي طبيعي تحت وطأة اعتمال الازمات السياسية والحزبية أتاحت الانتخابات البلدية التعبير عنه بهامش أوسع بكثير مما تحسب له كثيرون . ومع ذلك قد تكون هناك مجازفات كبيرة إن أسقطت من الآن مناخات الانتخابات البلدية ونتائجها على مجمل الواقع الداخلي وصولا الى الانتخابات النيابية المقبلة. والحال ان ثمة نماذج "مفاتيح" واكبت جولة بيروت والبقاع تستدعي الرصد الطويل للحكم على صلاحية قياس الانتخابات النيابية المقبلة بوقائع الانتخابات البلدية الجارية. اول النماذج يتصل بواقع الشارع البيروتي الذي تراءى للكثيرين انه تمرد على ائتلاف القوى السياسية وكاد يطيحه. واذا كان هذا شكل الوجه المتبدل في الشارع المسيحي اكثر من سواه فانه لم يتمكن من حجب الوجه الآخر الذي منع تحويل انتخابات بلدية بيروت فرصة لاسقاط الزعامة الحريرية ايا تكن الدوافع والعوامل وحتى " التواطؤات " المفترضة. ولا يمكن تاليا البناء على نسبة إقبال ضئيلة وتصاعد الرفض وحده لتوقع انتخابات نيابية زلزالية من الآن ما دام الشارع البيروتي الآخر صوب الوجهة حين تحولت المبارزة الى استفتاء على زعامة سعد الحريري . النموذج الثاني شكلته زحلة حيث دفعت "الكتلة الشعبية" ثمن مواجهة غير محسوبة بدقة مع الأحزاب الثلاثة والطرف الزحلي الثالث واثبتت الأحزاب مراسها وقدرتها على توظيف نقاط القوة لديها والضعف لدى خصومها . ومع ذلك سيغدو غرورا تجاهل وقائع الأرقام التي تركتها المعركة اذا صح اعتمادها قياسا أوليا للانتخابات النيابية. فالأخطاء التي أسقطت الكتلة الشعبية بفعل استهانتها بتطورات افضت الى صعود تفاهم معراب العوني - القواتي، لا تتيح للأحزاب تجاهل بقاء الكتلة الرقم الثاني في زحلة، كما ان الفريقين سيكونان امام واقع مغاير حين تغدو الكتل المسيحية في زحلة أقلية امام الكتل السنية في الانتخابات النيابية. اما النموذج الثالث فيتصل بـ "المجتمع المدني" ووسائل تطوره في العمل السياسي. فاذا كانت "بيروت مدينتي" تعد افضل تجربة قامت حتى اليوم في اقتحام العمل العام وحظيت بأفضل إشادة نظنها صادقة بالكامل من الرئيس سعد الحريري نفسه فلا نظن انه يخفى على نجوم هذه التجربة ان أسرع الطرق الى النسيان هو التمدد في عمر الرومانسية السياسية والاعتصام وراء رصيد سريع الذوبان.

 

"بيروت مدينتي" الأولى في الأولى

 ميشيل تويني/النهار/11 أيار 2016

يوم الأحد جرت المعركة البلدية، وهذا يثبت أولاً أنهم عندما يريدون يجرون انتخابات وعندما يريدون يتفقون. فكما اتفقوا وتحالفوا من أجل مخاتير وأعضاء بلدية، ليتهم يتفقون على رأس الدولة: رئيس الجمهورية. وكما في إمكانهم إجراء انتخابات بلدية، ليتهم يجرون انتخابات نيابية بدل التمديد. أما عن نتائج بيروت، وخصوصاً في بيروت الاولى التي نعتبر أنفسنا من ابنائها، فلا يمكننا سوى أن نقول إن بيروت الاولى حرة وحرة وحرة. بيروت الاولى أعطت نادين لبكي تقريبا 10000 صوت، في حين لم يتجاوز معدل "لائحة البيارته" 7000 صوت. هذا يعني أن "تيار المستقبل"، حزب الطاشناق، حزب الكتائب، "التيار الوطني الحر"، الوزير ميشال فرعون، حزب "القوات اللبنانية" مجتمعين لم يتمكنوا من أن يأخذوا أكثر من المستقلين بمفردهم! فهذه رسالة واضحة من أهالي الأشرفية والصيفي والرميل، اننا شبعنا من هذا الأداء ومن تحالفاتكم التي لا نفهمها ولا تترجم إلا مصالحكم الخاصة، وشبعنا من التمديد والفراغ والنفايات والتعطيل والفساد ومن الوجوه نفسها. صحيح أن نسبة الاقتراع كانت متدنية، لأن البعض استسلم والبعض الآخر قاطع بعدما همشته الأحزاب، لكن لجميع هؤلاء نقول لا تفقدوا الأمل لان نتيجة بيروت الاولى أكبر أمل للتغيير. يوم اخترنا ان ندعم "بيروت مدينتي" لامنا كثيرون لأنهم يعلمون ان وصولها مستحيل وأننا نراهن على ورقة خاسرة، وأكثر من ذلك نخسر القريبين منا في اللائحة الأخرى، ولكن الأهم هو الموقف، لنقول لأقرب المقربين : كفى! فما حصل حتى في المعركة الاختيارية في بيروت الاولى مهزلة مرفوضة، لهذا قاطع البعض والبعض الآخر صوّت لـ "بيروت مدينتي" لان المسرحية التي حصلت بين الأحزاب والسياسيين باختيار المخاتير ظهّرت صورة عدم احترام للناس وللمرشحين للمقاعد الاختيارية وإعلان اللائحةً قبل يوم لعدم السماح للآخرين بتأليف لائحة، والاستخفاف بعقول الناس وبيعهم من أجل مصالحهم النيابية والسياسية. الزعماء اعتبروا أنفسهم أكبر من الناس ويتحكمون فيهم. فأتى الرد من بيروت الاولى واضحاً: لا، نحن لسنا غنماً! الاكيد ان "بيروت مدينتي" لم تربح، لكنها نجحت في أن توجد منافسة وجواً ديموقراطياً، ورفعت المستوى، والأهم أنها أعطت أملاً لكل من يحلم بأنه ما زال هناك أحرار يريدون التغيير، ووجهت رسالة قاسية الى السياسيين الذين كانوا يستخفون بـ "بيروت مدينتي" قبل أيام. فمبروك لكل حر في بيروت قرر أن يحاسب وان يغير وان يرفض الأمر الواقع. ومبروك ايضاً لـ"لائحة البيارته" التي فازت في بيروت الثانية والثالثة بأصوات محبي "تيار المستقبل"، وهنا الديموقراطية وواجب احترام الرأي الآخر، مع واجب ان نلاحظ الرسالة التي أعطتها بيروت الاولى للسياسيين.

 

"إنذار" بيروت تمدَّد إلى مناطق الحزب البلدية ذريعة ضغط للنيابية إنما في موعدها

 روزانا بومنصف/النهار/11 أيار 2016

العناوين الكبيرة التي شغلت الرأي العام ما قبل الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وما بعد نتائجها والقفز الى استنتاج ان مجرد اجراء الانتخابات يسقط ذريعة استمرار التمديد لمجلس النواب، اسقطت على الطريق تفاصيل في غاية الاهمية. فبداية، ان سقوط ذريعة حتمية الذهاب الى الانتخابات النيابية قد يكون موجها في شكل اساسي ليس للضغط نحو امكان اجراء هذه الانتخابات في المدى المنظور، بل في موعدها في السنة المقبلة، بحيث يفترض ان يكون متعذرا التمديد من جديد للمجلس، خصوصا ان مدة سنة ليست مناسبة من اجل تقصير الولاية الممددة والذهاب الى انتخابات جديدة. علما ان قرار التمديد للمجلس كان قرارا سياسيا نتج من التقاء مصالح أفرقاء سياسيين بوجوب التمديد وليس عجز السلطة، بعدما مرّ البلد بقطوعات امنية جدية. وثمة من يقول انه يتعين ان يقبل "حزب الله" باجراء انتخابات نيابية كان له مصلحة كبرى في ارجائها.

فالانتخابات التي تحدث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبيل موعدها بيومين عن اضطرار الحزب الى التدخل منعا للخلافات بين العائلات، كانت جزءا ليس تبريريا فحسب في رأي مصادر معنية، بل ان هذا يعبر عن الواقع، شأنه شأن مناطق كثيرة عجزت الاحزاب امامها لكنها وقعت في ما هو اسوأ. فالمعارك البلدية عكست سواد الصورة ولو ان الصورة هي لتغليب الديموقراطية وتجديد السياسة من تحت واحترام مواعيد الانتخابات واظهار قدرة السلطة بادارتها السياسية والامنية على اجرائها. اذ ان المنافسة الحادة، وان ابرزت دور الاحزاب وسطوتها، وشكلت امتحانا لها في نهاية الامر، فإن ثمة انكشافا حادا لغياب البرامج او الافكار او المبادئ، خصوصا ان امام البلديات مهمات حساسة ليس اقلها مسؤولياتها في ادارة النازحين السوريين. ولذلك لم يكن سهلا دخول "حزب الله" بكل قوته من أجل معارك بلدية في قرى أو بلدات واجه فيها تحديات حقيقية، خصوصا في بعلبك حيث ينبغي قراءة التحدي الذي واجه لائحة الحزب على نحو جدي لمعرفة ما اذا كانت معارضته مبنية على اسس تتصل بعدم الاقتناع بمقاربته او ادارته، او ابعد من ذلك على نحو ما تجري مقاربة او قراءة انتخابات بيروت وقياس حال بروز لائحة ثانية غير اللائحة التي دعمها الرئيس سعد الحريري، على أنها لائحة تمرد على الطبقة السياسية. وكذلك الامر بالنسبة الى قراءة انتخابات بلدة عرسال والتي مثلت من حيث إجراؤها في البلدة تحديا لمنطق يعتمده الحزب ازاء البلدة ويطمح الى عزلها او الحجر عليها نتيجة اعتبارات تتصل بذرائع ايوائها نازحين او معارضين سوريين او من التكفيريين. وهذا أمر يجب التوقف عنده على رغم الانتصار الذي اعلنه "حزب الله" في مناطق سيطرته، استنادا الى أن للارقام لغتها التي قد تعني اعتراضا سياسيا كبيرا، خصوصا مع انخراط الحزب في معارك سوريا وسقوط الكثير من أبناء الطائفة هناك، او انمائيا او سوى ذلك ايضا، وخصوصا أن اللائحة الخصم للائحة التحالف الشيعي في المدينة هي لائحة العائلات وليس الاحزاب. ولكن لأسباب مختلفة، يتم التركيز على بيروت وحدها وتجاهل الارقام في البقاع، باستثناء زحلة التي لها تساؤلاتها ايضا. فهل كانت فعلا نموذجا لنجاح التحالف "القواتي"- العوني، علما انه ضم حزب الكتائب ايضا؟ وهل الاخير ساهم في ترجيح كفة اللائحة الائتلافية بين القوى الثلاثة نتيجة الفارق غير الكبير بين لائحتهم واللائحة المدعومة من ميريام سكاف، على رغم أن الانتصار كان للاحزاب الثلاثة وليس للحلف "القواتي"- العوني فحسب.

في المقابل، يحتاج الرئيس الحريري الذي اضطر الى القبول بما "فرضه" الآخرون، خصوصا من الجهة المسيحية عليه، الى مراجعة حساباته وقراءة "الانذار" الذي شكلته انتخابات بيروت وموقع القوى المسيحية ازاءها على صعيدين على الاقل. فثمة علامات استفهام إذا كانت هذه القوى قد تلكأت حتى اللحظة الاخيرة في التحرك من أجل تحفيز الناس لانتخاب اللائحة الائتلافية في بيروت او حتى في الاطلالة من اجل هذا التحفيز، ما لم تكن هذه القوى اعتبرت انها ضامنة لحصصها وترغب في تجربة او امتحان قدرة الحريري التجييرية، بعيدا من جملة عوامل التصقت في السابق بموقع الحريري؟ وهل تركت المجال امام قواعدها لهامش الانتخاب لمن يرغبون او انها تمردت عليها ولم تلتزم ارادة مرجعياتها؟ وهذه نقطة تستحق الوقوف عندها لجهة ما هو ابعد من التكتيك على هذا الصعيد، اي ربح هذا الفريق او ذاك من التحالف المسيحي، هو ما يمكن ان يربحه المسيحيون. وهل اعضاء المجلس البلدي سيكونون مرتاحين لفوزهم باصوات السنة من دون اصوات الناخبين المسيحيين ومن دون دعمهم؟ ففي هذا الجانب ثمة مقاومة من الحريري مماثلة لمقاومة والده الشهيد رفيق الحريري لجهة الرغبة في تحجيمه من ضمن طائفته، من دون اي امتدادات له خارجها الى البعد الوطني. وهو ما يرفضه الحريري كما رفضه والده، وقد بات التحالف بينه وبين القوى المسيحية في ما تبقى من 14 آذار موضع بحث يجب أن يكون جديا. أما الصعيد الآخر فيتصل بحتمية إجراء مصارحة سياسية بينه وبين النائب وليد جنبلاط، ولا بد من ايجاد صيغة تفاهم بينهما عميقة أبعد من المداولات التي جرت أخيرا حتى الآن. ومن الواضح أن المؤشرات السياسية تعبر عن وجود مشكلات سياسية لا تتم مقاربتها كما يلزم.

 

مَن أكون أنا في النوم؟

عقل العويط/النهار/11 أيار 2016

أحاول كلّ ليلة أن أسجّل أحلامي، وأحفظها، لكني أكتشف عندما أستفيق أنها تتبدد بطريقة فادحة. وحين أُعمِل ذاكرتي لأستعيدها، أفاجأ بأني لا أستعيد منها سوى نثار الهباء. لا علاقة للذاكرة الواعية بمسألة الأحلام إلاّ بنسبة ضئيلة جداً. شخصياً، لا أستطيع أن أحدّد حجم هذه النسبة، لكن علماء النفس ربما يمكنهم أن يقدّموا أجوبة دقيقة في هذا الشأن. كلّ ما أتذكّره من أحلامي، لا يعدو كونه التماعات شبيهة بالبروق الخاطفة. علماً أني "أتذكّر" أني، في النوم، أعيش، وأحبّ، وأقبّل، وأقرأ، وأكتب، وأضحك، وأتوجع، وأسافر، وأغرق، وأصرخ، وأحياناً أموت. دليلي إلى ذلك كلّه، أني أمسك أحياناً رأس الخيط التذكري. لكن الدليل الحاسم، هو ما يكون عليه المزاج، المزاج الصباحي، الذي يتحكم به، إلى حدّ كبير، ما يترتب على المرء نفسياً وجسدياً من وقائع الأحلام، وانفعالاتها. بودّي أن أعرف مَن أنا في النوم، وماذا أفعل، من أجل أن أتعرّف إلى الشخص "الآخر" غير الواعي الذي أنا. أريد أن أكشف النقاب عنه، بكلّيته، لأعرف الفارق النوعي بيني وبينه. هل نحن متفقان؟ هل نحن مختلفان؟ تالياً، علامَ نختلف ونتفق؟ أريد أن أعرف حقاً هل الشخص النائم هو أنا تماماً، أم هو يفضح "كذبة" الشخص الواعي الذي أنا؟ هل الشخص النائم غير راضٍ عن الشخص الواعي؟ هل "ينتقل" الشخص الواعي، هو نفسه، إلى عالم النوم، ليواصل ما يفعله في عالم اليقظة والانتباه؟ أم أن هناك شخصاً "آخر"، مختلفاً تماماً عنه، يمثل قبالته في مرآة النوم، فيواجه أحدهما الآخر، كما لو أنهما شخصان غريبان؟ لا أعرف شيئاً جليلاً عن الشخص النائم الذي أنا. هذا الموضوع يقضّني وجودياً، كشاعر، وكاتب، وكباحث عن الحقيقة الشخصية. قبل أكثر من عشر سنين، سألتُ "حكيم النوم" عن الطريقة التي يمكنني بها أن "أراقب" شخصي النائم، لأستخلص منه "حقيقتي"، فشرح لي أن ثمة طريقة طبية، تفترض وصل الدماغ بآلة تسجّل حركاته وإيقاعاته ونشاطاته الليلية. من شأن هذه الطريقة أن تلتقط الإشارات التي يُخضعها "حكيم النوم" للدرس والتحليل، فيستنتج ما يجب استنتاجه في هذا الشأن، ولا سيما ما يرتبط بعالم الأحلام. سيتوصل الطبّ قريباً إلى الإمساك بخيوط هذا "الملف"، الذي أعتبره خطيراً ومهماً جداً. لا بدّ أن يتمكن من ذلك. من النتائج المترتبة على هذا الاكتشاف، أن الشاعر في مقدوره مثلاً، أن يكتشف مَن يكون في النوم، وأن... يكتب في الدرجات القصوى من الحلم

 

التيار المدني الذي تحدى النظام

ساطع نور الدين/المدن/الثلاثاء 10/05/2016

لا مبرر أبداً للبكاء على الاطلال، ولا حاجة طبعاً للسير في جنازة الحراك المدني، الذي خاض أولى معاركه السياسية بنجاح نسبي وحقق إنجازاً مفاجئاً فعلاً. لم يفز  في الانتخابات البلدية في دورتها الأولى في بيروت والبقاع ، لكن النتائج التي تأخر صدورها اكثر بكثير مما يمكن أن يبدد شكوك التلاعب وشبهات التزوير، لم تسفر عن فضيحة، كما هو شائع الان، للائحة "بيروت مدينتي" التي كانت العنوان الرئيسي للتحدي المدني الأول والأهم للطبقة السياسية. كانت انتخابات جدية بلا أدنى شك. لكنها كانت غير متكافئة بالمرة. إئتلاف السلطة الذي تجاوز صراعاته الطائفية وخلافاته السياسية الجذرية حول كل شيء، إستنفر بكامل قواه لمواجهة الخطر الداهم الذي يمثله تيار مدني مبتدىء في العمل السياسي، يعبر عن مزاج شعبي متمرد، اكثر مما يعبر عن تيار سياسي صاعد، سبق ان أشعل معركة النفايات التي هزم فيها، وتعرضت صفوفه للتشتت والضياع.

كان إستنفار السلطة وتواطؤها وسلوكها دليلاً دامغاً على شعورها العميق بالخوف. وهو إنجاز أولي بسيط يحسب للتيار المدني، الذي يمكن الزعم أنه صار حالة شعبية كامنة يتردد صداها في كل مكان من لبنان، ولعل تجربة الانتخابات البلدية أكسبتها جاذبية إضافية، بإعتبار  أنها تمتعت بالجرأة للدخول في مواجهة مباشرة مع تحالف جمع ،بشكل نادر، الأركان الرئيسية للنظام اللبناني الذي يعد واحداً من أقدم الأنظمة العربية وأقواها وأشدها رسوخاً وتجذراً. كسب تحالف النظام الانتخابات، لكنه لم يحقق نصراً ساحقاً، يلغي التحدي المدني او حتى يحبطه. فارق الأصوات لم يكن شاسعاً. ما بين 47 ألف صوت للائحة السلطة و34 الف صوت للائحة "بيروت مدينتي "، ثمة ما يستدعي التوقف عن النحيب، والرهان على أنه مجرد إختبار أول، مسيرة عفوية، جرت الدعوة اليها على عجل، وكُتب برنامجها بتسرع، وصيغت شعاراتها بلا  تعمق..بحيث ظهر بعضها وكأنها تقليد ممل لبرنامج لائحة السلطة، مع العلم بان بلدية بيروت، هي بالفعل مغارة علي بابا، التي كان يمكن ل"بيروت مدينتي" ان تتعهد فقط  بفتح ملفاتها على الملأ ، وتحويلها الى القضاء، وان تعد فقط بالعلنية  والنزاهة في إدارة تلك المؤسسة العريقة بالفساد والفوضى، بدلا من التلهي بالكلام عن الحدائق والطرقات والنفايات وحتى التوظيفات.

 مع ذلك، فإن رقم ال34 ألفاً ليس بسيطاً أبداً، ولن يكون عابراً في سياق تلك المواجهة المدنية، التي بدأت للتو مع السلطة المتسلطة على مختلف مقدرات البلد. بضعة أشهر فقط من عمر التحرك المدني لا تكفي لتحقيق النصر او حتى الاختراق. لم يكن أحد لديه هذا الوهم، لكن كثيرين ما زال لديهم هذا الحلم الجذاب فعلا لشرائح واسعة من الجيل الجديد، ليس فقط في بيروت، بل على امتداد الجمهورية كلها. الاختراقات التي تحققت في البقاع متواضعة جداً، لكنها واعدة جداً، وقد كانت تحالفات السلطة أشد دهاء في تشكيل اللوائح وفي استدعاء الأسماء المدنية الشابة. هي مثل معركة بيروت، خطوة تجريبية أولى على طريق طويل، يشقه شبان وشابات خرجوا فعلا من ثقافة الحرب الاهلية ومن تجربتها وقرروا تحدي النظام اللبناني، ومعه مختلف الأنظمة العربية الحليفة والشريكة له التي تتعرض الان لهزات عنيفة لن تكون نتيجتها سوى السقوط. ثمة وعي جديد يتشكل في لبنان، ثمة وعد جديد يتبلور أيضاً. من الظلم بمكان إستنتاج الهزيمة الساحقة، او الضربة القاضية للتيار المدني في بيروت او بقية انحاء لبنان. الانتخابات البلدية هي مجرد تجربة بسيطة دبت الذعر فعلا  في أركان النظام، وقدمت تفسيراً عملياً لواحد من  أهم أسباب الامتناع عن إجراء انتخابات نيابية، او التشدد في رفض إقرار قانون انتخابي عصري يليق باللبنانيين، او التعثر في إجراء انتخابات رئاسية طبيعية. يمكن البناء على تلك التجربة، او بالأحرى ، ليس هناك من بديل للبناء على أولئك ال34 ألف ناخب بيروتي الذين توجهوا الى صناديق الاقتراع في واحد من أهم وأرقى أشكال التحدي للنظام، الذي لم يسقط في الحرب ولن يسقط في السلم ، لكنه يمكن ان يسقط بالقليل من الذكاء والصبر .

 

السيد الأمين: طرح الكاردينال الراعي جيّد و«لكنه لا يعالج مشكلة المسلمين»

حاوره: وسام الأمين/جنوبية/10 مايو، 2016

وافق العلامة المفكر السيد محمد حسن الأمين طرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي قدمه في محاضرته في البرلمان الاوروبي في بروكسل حول الصراع الدائر في الشرق الأوسط وتأثيره على المسيحيين، والتي قال في نهايتها ان لإسلام مدعو لأن يتحرر من الأصولية، ويدخل عصر العولمة، ويتبنى الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ولكن السيّد اعتبر ان هذا الطرح جزئي، وهو بحاجة الى رؤية أعمق تعالج الأسباب الحقيقية للمأزق الذي يعيشه العالم الاسلامي حاليا. يقول السيد الأمين “ان كلمة البطريك الراعي والتي دعا فيها “الإسلام أن يتحرر من الأصولية، ويدخل عصر العولمة، ويتبنى الاعلان العالمي لحقوق الانسان”، مع موافقتنا المبدئية عليها، فهي لا تعالج أسباب التطرّف والتخلّف عن العصر عند المسلمين، وتبدو وكأنها شكل من أشكال الموعظة التي يتوجه بها رجال الدين عموماً نحو الجمهور، وهذه المواعظ إذا كان لها من تأثير فهو لا يتعدّى التأثير العاطفي المؤقت، ولا يشكل رؤية مدروسة للمشكلة التي يريد أن يعالجها، ولذلك فإنه من السهل أن يطالب المسلمين، أتحدث لديهم عملية الانتقال والتجاوز والتحوّل التي يشير إليها، والتي يعرف هو كما ينبغي، أن المسألة أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، وأن المعطيات السلبية التي يحتشد بها عالم المسلمين يوجد في مقابلها تعقيدات أكثر خطورة وتشكل نسيجاً للنظام السياسي العالمي الذي نعيش فيه”. السيد محمد حسن الامين في ذكرى الثورة في ايران (1): يتذكّر الامام الخميني

ويشرح السيد الأمين وجهة نظره من هذه المسألة قائلا ان “الإسلام كاجتماع في هذا العالم هو صورة معبرة عن طبيعة الأزمات التي كانت وما زالت تعصف بكيانه، وأحد هذه الأزمات الفاعلة والمؤثرة هي مرحلة من مراحل التاريخ المعاصر أو الحديث الذي شكل قاعدة لصراع استعماري بين الشرق والغرب. وإذا كان علينا أن نعترف أن الغرب استطاع أن يتقدم نسبياً وأن ينجز حلولاً إيجابية بشكل نسي أيضاً”.

السيد محمد حسن الامين: فتاوى حسن الترابي للتجديد وتجاوز السائد‏

وبرأي السيد الأمين “فإن تغييراً نوعياً في الاجتماع الإسلامي هو عملية مرتبطة بما هو أوسع وأكثر تعقيداً، فمعالجة العنف والإرهاب في عالمنا المعاصر وكما يعلم البطريرك الراعي هي ذات علاقة في الأزمات السياسية التي تعصف بعالمنا المعاصر، والتي يقع المسؤولية فيها على كثير من الدول المتقدمة، ولا يبعد أبداً أن تكون بعض هذه الدول المتقدمة وعلى رأسها أميركا، هي أحد العوامل المؤثرة وبصورة فاعلة وسلبية في إنتاج هذا النوع من العنف ما دامت السياسة الدولية وخاصة في الولايات المتحدة تقوم على معيار المصالح السياسية، وعلى السعي نحو النفوذ والسيطرة لدى شعوب العالم الإسلامي، وإذا أردنا أن نورد مثالاً فاضحاً، فانه علينا أن نراقب وبدقة، موقف الولايات المتحدة من الحرب المشتعلة في سوريا، والتي بدلاً من أن تنحاز فيها الولايات المتحدة إلى المساعدة في وقف هذا الصراع، فالمراقب يلاحظ تمام الملاحظة أن هناك حرصاً أميركياً على استمرار هذا الصراع تارة بالدعم الخطابي والقولي للمعارضة السورية من جهة، والسكوت عن العنف الذي يمارسه الارهابيون والنظام تجاه الشعب السوري دون أن يكون هناك أي تأثير للشعارات التي تتبجح فيها أميركا في إطلاقها والدعوة إليها، وعلى رأسها شعار حقوق الإنسان”.

 

عن نتائج إنتخابات بيروت

زيـاد مـاجد/لبنان الآن/10 أيار/16

يمكن إيراد الكثير من الملاحظات على انتخابات بيروت المحلية، وما شهدته من تحالفات ومن بروز أوّل محاولة "مدنية" إصلاحية جدّية منذ أكثر من عشر سنوات مثّلتها "بيروت مدينتي". من هذه الملاحظات، أنّ لائحة قوى السلطة التي قادها رئيس تيّار المستقبل وجمعت مرشّحيه الى جانب مرشّحي حركة أمل والقوات والكتائب والطاشناق وبعض التيار العوني وحظيت بدعم جزء من ناخبي حزب الله والحزب التقدمي لم تنجح في جذب أكثر من 50 في المئة من أصوات المشاركين في الانتخابات، الذين لم يتخطّوا نسبة الـ20 في المئة من مجموع الناخبين المسجّلين في بيروت، أي أنّها حصلت على أصوات 10 في المئة من أصوات "البيارتة" الذين ادّعت تمثيلهم. وفي هذا فشل ذريع يشبه فشل القوى إيّاها التي سبق وأدارت بلدية العاصمة خلال السنوات الماضية، فأنتجت أزمات النفايات والتلوّث والتعدّي على الشاطئ وعلى التراث المعماري لبيروت. من هذه الملاحظات أيضاً، أن "بيروت مدينتي" التي ضمّت أهل اختصاص وعمارة وفنّ ونشاط مدني، والتي قدّمت على عكس قوى السلطة لائحةً يتساوى فيها تمثيل النساء والرجال وتتنوّع فيها الأمزجة وتتدنّى الأعمار، حصلت على قرابة ثلث أصوات المشاركين، وتقدّمت على لائحة قوى السلطة في منطقة الأشرفية، ونافستهم منافسة شديدة في منطقة رأس بيروت، وحصلت على نسب معقولة في مناطق أُخرى. أي أنها تقدّمت في المناطق المسيحية (غير الأرمنية) وفي مناطق الاختلاط والطبقة المدينية الوسطى، إضافة الى اعتمادها أساساً على تصويت الجامعيين والفئات الأكثر تعلّماً. من هذه الملاحظات كذلك، أن النظام الانتخابي المعتمَد في لبنان إن على صعيد المجالس المحلية أو على صعيد المجلس النيابي، هو نظام متخلّف لجهة عدالة التمثيل، إذ يقوم على مبدأ الأكثرية البسيطة في دوائر واسعة. وفي هذا ما يمنع تجديد النخب ويقلّص مستوى المشاركة، ذلك أننا لو اعتمدنا نظاماً نسبياً مثلاً لكان ثلث أعضاء المجلس البلدي من مرشّحي "بيروت مدينتي"، وفي الأمر تجديد من ناحية ومنع احتكار 50 في المئة من الناخبين لكامل المقاعد البلدية من ناحية ثانية. وبالنسبة للمشاركة في الاقتراع، فإن النسبية تضمن ارتفاعها، لأن الناخبين لا يكتفون باعتبار الفوز أو الخسارة مضمونين فيتمنّع أكثرهم عن المشاركة على اعتبار الأمور محسومة. بل يصبحون جميعهم معنيّين بهذه المشاركة ليضمنوا للوائحهم النسب الأعلى من الأصوات التي تُتيح الوصول بأحجام موازية الى المجالس المُنتخَبة. ومن هذه الملاحظات أخيراً وليس آخراً، أن قضية التصويت مكان السكن ودفع الضرائب والاستفادة من الخدمات هي ألف باء التصويت المحلّي- البلدي، وأن حجب ذلك عن اللبنانيّين ودفعهم الى التصويت حيث سجلّات قيدهم وحيث زياراتهم غالباً ما تقتصر على التعازي و"مشاوي الويك-إند" هو انتهاك لحقوقهم المواطنية وهو تكريس لمنطق عصبيات جهوية وطائفية تستفيد منها قوى وزعامات على حساب فلسفة المواطنة والعمل المحلّي وإدارة المصالح العامة. في الخلاصة أن جولة الانتخابات البلدية الأولى، في ما يخصّ عاصمة لبنان بيروت، ظهّرت حجم تراجع معسكرَي 8 و14 آذار شعبياً، ومهزلة استمرار التعبئة السياسية على أساسهما، دون أن يعني الأمر نهايتهما أو استحالة استنهاضهما بعض الفئات المعتكفة اليوم إن أعادا رفع وتيرة الشحن المذهبي والمظلومية الطائفية. وظهّرت الانتخابات أيضاً إمكانية بروز ديناميات مدنية اعتراضية على السائد بجناحيه، تطرح البدائل السياسية بشجاعة وتخوض المواجهة المواطنية على أساسها. ويُسجّل لـ"بيروت مدينتي" أنها نقلت الأمر هذا من الحيّز النظري أو الافتراضي الى الحيّز التطبيقي والواقعي. فشكراً لمرشّحيها وناشطيها ومؤيّديها، وشكراً للـثلاثين ألف مواطن الذين منحوها أصواتهم ومنحونا جرعات تفاؤل وأمل.

 

التناقض الانتخابي بين بيروت وزحلة

إيلي القصيفي/المدن/الثلاثاء 10/05/2016

شهدت الانتخابات البلدية في كل من زحلة وبيروت، الأحد، تناقضاً واضحاً. فمن جهة عكست انتخابات بيروت قابلية الناخبين لأي مبادرة "غير سياسية" يمكنها أن تشكّل بديلاً من السياسة السائدة، بينما شهد الاستحقاق الانتخابي في زحلة استنفاراً غير مسبوق للعصبيات السياسية/الطائفية وصل إلى حد قرع الأجراس لتشجيع الناس على الاقتراع. ومعلوم أن أجراس الكنائس في القرى أو المدن الجبلية لا تقرع إلا عندما يكون هناك خطر داهم يتهدد الأهالي، والأرجح أنّ قرع الأجراس على هذا النحو لم يحصل منذ نهاية الحرب الأهلية. علماً بأنّ هذا التناقض الانتخابي لم يكن بين زحلة وبيروت حصراً. إذ أن انتخابات بيروت نفسها شهدت مثل هذا التناقض، لناحية استثارة العصبيات الأهلية والسياسية في الحملة الانتخابية، ولجهة الخريطة التصويتية التي عكست في مكان ما ردة فعل سياسية/ طائفية، (وإن لم تتجاوز الحدود "المقبولة")، وذلك في مقابل ظاهرة "بيروت مدينتي" التي شكلّت نمطاً مدنياً و"سياسياً" جديداً في الاستحقاق البلدي.

صحيح أنّ لائحة "بيروت مدينتي" استفادت من ظروف سياسية/ طائفية معينة في العاصمة على صلة بالمناخ السياسي الذي تجري في ظله الانتخابات عموماً، خصوصاً لناحية تصويت كلتة مسيحية وازنة لها كردة فعل سياسية وربما طائفية في مكان ما على لائحة "البيارتة" المحسوبة أساساً على تيار "المستقبل" والرئيس سعد الحريري. وهي ردة فعل تعززها اللحظة السياسية الراهنة التي هي في وجه من وجوهها لحظة احتدام ماروني/ سني، نظراً للعلاقة السيئة أساساً بين الحريري و"التيار الوطني الحر"، ولتردي العلاقة أخيراً بين "القوات اللبنانية" و"المستقبل"، ناهيك بأنّ المسيحيين عموماً يعتبرون أن الحريري والجسم السياسي السني يأخد من حصة المسيحيين النيابية في نظام الطائف، بعدما قلص هذا النظام صلاحيات رئيس الجمهورية لمصلحة مجلس الوزراء مجتمعاً. لكن الصحيح أيضاً أنَ شريحة واسعة من البيروتيين صوتت لـ"بيروت مدينتي" رغبة منها في ايجاد بدائل من "السيستام السياسي" القائم. وهذا أمر لا يمكن اغفاله عند قراءة نتائج انتخابات بيروت، التي تظهر بوضوح إرادة الناس بإعطاء فرصة لمبادرات "غير سياسية" لإدارة شؤونهم. حتى ولو كانت فئة من المصوتين لـ"بيروت مدينتي" صوّتت ضداً بلائحة "البيارتة" والإدارة البلدية والسياسية الحريرية، أكثر منها تأييداً لـ"بيروت مدينتي" بذاتها. فهذه هي المرة الأولى التي تخوض لائحة كهذه الانتخابات، والنتائح التي حققتها جديرة بالمراكمة عليها والتأسيس لحالة مدنية/ سياسية واعية لأهدافها في بيروت وربما خارجها.

أمّا في زحلة فنحن أمام مشهد انتخابي مختلف كلياً عن ذاك الذي شهدته بيروت الأحد. هنا اللعبة سياسية بحت، ولا تحتمل أي خروج عن سياسيتها ولو بالحد الأدنى. وهذا لا تفسرّه فحسب التركيبة الاجتماعية والسياسية الزحلية، من حيث وضوح عصبيّاتها العائلية والسياسية، فهناك عامل جديد دخل على المعركة واعطاها بعداً سياسياً يتجاوز الواقع الزحلي، ألا وهو خوض التفاهم القواتي- العوني المعركة الانتخابية في المدينة بوصفها معركة مصيرية ستترتب عليها نتائج على مستوى السياسة اللبنانية برمتها. هذا العامل اعطى الانتخابات في البلدة بعداً سياسياً لم تشهد مثيلاً له قبلاً. وليس بلا دلالة في هذا السياق أن تصدر أصوات عقب إعلان النتائج الأولية لهذه الانتخابات تقول "إن زحلة هي البداية"، وذلك في استعادة واضحة لشعار الرئيس بشير الجميل "الأشرفية البداية" أيّام الحرب. فإذا كانت الأشرفية الرمز الجغرافي المركزي في الحرب بالنسبة إلى المسيحيين، فإن معركة زحلة، الأحد، بصفتها الامتحان الأول للتفاهم العوني- القواتي، هي بداية تزخيم المعركة السياسية التي تخوضها الثنائية المسيحية لاستعادة ما تعتبره "الحقوق المسيحية". في هذا السياق يصبح مفهوماً قرع الأجراس بعد ظهر الأحد لحث الناس على الاقتراع ولإشعارهم بأنّ ثمة خطراً داهماً يتهدد زحلة. وهذا الخطر بالنسبة إلى "تفاهم معراب" ليس سوى خسارة لائحة الأحزاب في المدينة المسيحية الأكبر في الشرق، لما يعنيه ذلك من صفعة قاسية، لا بل ضربة قاضية، لهذا التفاهم الذي يريد تحقيق انجاز سياسي/ شعبي ملموس يستثمره في معركته السياسية لاحقاً. فخسارة لائحة "إنماء زحلة" كان سيربك إلى حد بعيد تفاهم عون- جعجع وسيضعف خطابه ومبررات دعواته إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. بهذا المعنى لا يمكن قراءة انتخابات زحلة بوصفها معركة محلية بحت، فهي معركة لها ما بعدها على مستوى اللعبة السياسية وتوازناتها، وهي لا شك بداية لتصعيد سياسي مسيحي شهدنا بعضاً منه في بيان "تكتل التغيير والإصلاح" عقب اجتماعه، الثلاثاء، إذ اعتبر أن "ما جرى في زحلة يجب أن يستمر ويحمل رسالة وطنية"، كما رأى أنّ "رئاسة الجمهورية ليست جزيرة معزولة، فما ينطبق على الرئاستين الثانية والثالثة والمؤسسات يجب أن ينطبق على الرئاسة الأولى"، أي أنّ الأكثرية الشعبية ضمن كل طائفة هي من يجب أن يحدد شخصية متولّي المنصب الأرفع العائد لكل طائفة في السلطة.

إذاً، نحن أمام تأزيم إضافي للأزمة السياسية الحاصلة، ويبدو أنّه ليس في الإمكان التفاؤل بأي حلحلة لهذه الأزمة المتعددة الأوجه في وقت قريب، وقد طرأ عليها عنوان جديد/ قديم يتمثل بالاحتدام السياسي الإسلامي/ المسيحي الذي سيكتسب على الأرجح مزيداً من الزخم بعد انتخابات بيروت وزحلة. وذلك بينما شهدت بيروت، ويا للمفارقة، اختراقاً "مدنياً" أساسياً للاصطفافات السياسية، لكنّه اختراق يخشى أن تطمسه حدّة الانقسامات الطائفية/ السياسية التي سيقبل عليها لبنان في الفترة المقبلة>

 

الصراع الدموي بين عملاء إيران في العراق

داود البصري/السياسة/11 أيار/16

في العراق بعد انهيار الدولة العراقية ودخول جميع مؤسسات السلطة في حالة الشلل السريري بعد الهوجة «الصدرية» الأخيرة التي جعلت الأوضاع السلطوية تتدهور وتصاب بالتشتت والحيرة والارتباك ، تبدو العلاقات بين أطراف التحالف الوطني الحاكم انها وصلت الى أقصى حالاتها تدنيا وانهيارا، فسحب مقتدى الصدر لطهران لتوبيخه هناك، ومن ثم سحب جماعته من حدود المنطقة البغدادية الخضراء، رافقته هجمة إيرانية موسعة في العمق العراقي تتمثل في إنزال العصابات والميليشيات الطائفية الأشد ارتباطا بالنظام الإيراني ومؤسساته الأمنية، وأهمها ميليشيا «سرايا الخراساني» التي يقودها المدعو «علي الياسري» والتي تعتبر النظام الإيراني المرشد و المنقذ و الدليل ، وإن الولاء له بمثابة فرض عبادي! ، هذه الجماعة سلطها الإيرانيون في الجنوب للسيطرة على موانئ البصرة وأخذها من سطوة الصدريين، وهو ما سيشعل معارك كبرى ستتطور وتشتد حدتها مع الأيام، كما سيتم تفعيل عمليات الإغتيال المتبادل وسيشتعل الشارع بنيران الانتقام بين أطراف الإخوة الأعداء، فالنظام الإيراني يدير قواعد وأسس اللعبة الداخلية العراقية بحرفنة ومقدرة تنبئ بهيمنة شبه كاملة على محاور إدارة اللعبة الطائفية في العراق ، وفعلا فقد اشتكى أحد رموز الصدريين في بغداد، وهو النائب حاكم الزاملي من تدخلات وزارة الداخلية وتهديداتها للصدريين، ومعلوم ان وزارة الداخلية تهيمن عليها عصابة فيلق بدر التي يقودها هادي العامري وهي جزء لا يتجزأ من مؤسسة الحرس الثوري الإيراني ، وهنا تؤكد الأنباء أن النظام الإيراني أدخل مسلحيه من جماعة «سرايا الخراساني» والعصائب «وكتائب حزب الله» إلى العاصمة بغداد لاستعمالهم في فرض السيطرة على المنطقة الخضراء في وجه أي تهديد صدري محتمل!.

الصدام بين عملاء إيران في العراق محتدم بدرجة خطيرة وينبئ بنقله للشارع لا محالة وتحقيق دورة جديدة من دورات العنف في الشارع العراقي الهائج أصلا، والذي ستتطور الأمور فيه بشكل حتمي لصدامات دموية مروعة ، لا نقول ذلك من باب التنجيم أو التشاؤم ، بل من خلال معرفة وثيقة ودقيقة بآليات وطبيعة الصراع الدائر ، فهو صراع إرادات ضد نوعية ستختلط فيه الأمور ، وتتصادم الإرادات، فالنظام الإيراني يدرك جيدا أنه يخوض مرغما وحتف أنفه صراع البقاء في المنطقة، فتجليات المعركة الإيرانية في الشام تنبىء بفجيعة وهزيمة كبرى مقبلة! ،من واقع الحجم المهول للخسائر البشرية الإيرانية في الصراع السوري ، وهي خسائر ستفتح بوابات الجحيم في الشارع الإيراني ضد النظام الغارق في أزماته الخانقة ، كما أن هتاف الجماهير في بغداد ضد الوجود والهيمنة الإيرانية قد أقض مضاجع أهل الأحزاب الطائفية الحاكمة والتي هي أصلا صناعة إيرانية رديئة لم تتمكن من الإمساك بالسلطة في بغداد لولا الرعاية والحماية الأميركية المستمرة ! والاتفاق الضمني الأميركي الإيراني على إدامة الحماية لأزلامهم في بغداد ، لذلك كانت هستيريا الجماعات الإيرانية كبيرة وواضحة وهي تشيد بالجنرال الحرسي قاسم سليماني وتعتبره منقذ العراقيين!! في تظاهرات بائسة ومخجلة تعبر عن أعلى درجات السقوط والتردي والعمالة والإنبطاح والضياع!.

الأرض في الشرق القديم تهتز من تحت أقدام النظام الإيراني، والمنطقة برمتها مقبلة على زلزال سياسي وعسكري سيطيح بالأحلام الإيرانية، وسيحجم كثيرا من تطلعاتهم العدوانية، وسيجعلهم هباءا منثورا، فالنظام الإيراني يمسك اليوم بورقة الأحزاب والجماعات الطائفية العميلة التي سيستخدمها في صراع إبتزازي دموي سيشعل العراق لا محالة، لكن في جميع الأحوال فإن معسكر إيران وحلفاؤها يبدو واضحا بقوة عبر صعودهم للهاوية والتي سينحدرون بعدها بطريقة تاريخية ستخرجهم مدحورين لمزبلة التاريخ… عملاء إيران في العراق ليسوا سوى شواهد زور في زمن الخيبة والتردي والهزيمة، وموازين الصراع ستتغير بالكامل بكل تأكيد.