المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 أيار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.may13.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قال آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ

إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مش كل الدني مواقع سلطة ... ومش هيك بيتعامل دوري شمعون وحزبو/نوفل ضو/فايسبوك

حزب الله» يُهدد «مصرف لبنان» بـ«حرب إلغاء/علي الحسيني/المستقبل

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 12 ايار 2016

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 12/5/2016

بري دعا اللجان المشتركة الى جلسة الخميس المقبل لدرس قانون الانتخاب

الحريري ينتظر انتهاء الانتخابات لإعادة النظر في العلاقة مع حلفائه المسيحيين

مصدر عسكري رفيع: لن يكون للإرهاب موطئ قدم في لبنان وأي تمدد لـ «داعش» بمخيم عين الحلوة سيدفع الفلسطينيون ثمنه

سلام سيتابع مع سلامة تطبيق قانون العقوبات الأميركي على "حزب الله"

بري استقبل الخليل وعلي فضل الله وقائد اليونيفيل

 مدفعية الجيش تستهدف تحركات للمسلحين في جرود رأس بعلبك

مذكرة وجاهية بتوقيف المتهم بقتل زياد القاصوف

عقيلة الشيخ يعقوب : ان عاصمة الامويين ترد لك الجميل مرتين

الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات أعلنت تقريرها الثالث للمرحلة التمهيدية للانتخابات البلدية

تساؤلات بعد عودة الراعي من فرنسا: التوافق على رئيس أم على قانون انتخاب؟

مجلس الوزراء كلف سلام بمشاركة خليل متابعة موضوع العقوبات الاميركية على حزب الله مع حاكم مصرف لبنان

لبنان على شفير الانفجار ، نتيجة الخلافات الداخلية، وسلاح حزب الله  والنزوح الكبير و المخيمات/محمد عبد الحميد بيضون

مقتل 79 عنصراً من قوات النظام و”حزب الله” والايرانيين خلال أسبوع/جويس كرم/الحياة

مصادر مقربة من “حزب الله”: “التيار” يعلم أنه لولانا لكان فرنجية رئيسا منذ ترشيحه!

علماني «برّه».. عنصري.. طائفي «جوّه»/ دلع المفتي/منبر الشفّاف

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء بين ميقاتي والحريري بدعوة من سلام في المصيطبة: لبنان بحاجة الى تحصين جبهته الداخلية في ظل الاوضاع المتفجرة بالمنطقة

مواطنون ومواطنات في دولة: ترشحنا لإطلاق تصورنا لحياة الناس وإدارة المجتمع والفرز في الانتخابات فوضوي والمحاضر ملأى بالأخطاء

الوفاء للمقاومة: تعاميم حاكم المصرف المركزي انصياع غير مبرر لسلطات الانتداب الاميركي النقدي

الإسكوا: لبنان بحاجة إلى استراتيجية متكاملة لمعالجة تفاقم انعدام الأمن الغذائي والتغذية

حرب ينتقد فرض إرادة الأحزاب في البلديات

فرعون: القيادات المسيحية لم تطعن الحريري.. وأدعوه لعدم التأثر بالذين يحرّضونه

ريفي بعد لقائه عوده: يجب أن نسعى بأيدينا الى معركة انتخابية فتفت: فخورون بالمحافظة على المناصفة

بين عبس والصحناوي اين العونيون/ليبانون ديبايت - ميشال نصر

عدوان خلال إعلان لائحة المجلس البلدي في دير القمر: بحثنا عن البارع والمميز ولم نبحث عن حصص

سكايز: ظاهرة إقفال مؤسسات إعلامية مكاتبها طغت في نيسان

عدوان خلال إعلان لائحة المجلس البلدي في دير القمر: بحثنا عن البارع والمميز ولم نبحث عن حصص

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البرازيل: عزل ديما روسيف وميشال تامر يتولى السلطة

إيران ترسل قوات بحرية إلى سورية وتفاوض “جيش الفتح” لإطلاق أسراها وشيعت قائداً بمشاة بحريتها مات بظروف غامضة

حجاب مطالباً بتسليح المعارضة: نريد من داعمينا وأصدقائنا “أفعالاً لا أقوالاً”

السعودية: الأسد والإرهاب وجهان لعملة واحدة واتهمت إيران بتغذية الطائفية في المنطقة

الكويت.. أطراف اليمن تتفق على تبادل الأسرى خلال 20 يوما

اردوغان ندد بنفاق الاتحاد الاوروبي ورفض تعديل قانون مكافحة الارهاب

اردوغان: تركيا تستعد لتطهير الحدود السورية من داعش

الكرملين: نشر نظام اميركي مضاد للصواريخ في رومانيا تهديد لروسيا

السعودية: طهران هي من حرمت الإيرانيين من الحج

داعش في غزة يجند الشباب أمام أعين حماس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أبناء "لبنان أولا" / نبيل بومنصف/النهار

التحالف "القواتي - العوني" تحت مجهر التقويم مردود محدود بتفاعل سلبي لانتخابات بيروت/روزانا بومنصف/النهار

أين نحن من انتاج الغاز والنفط/مروان اسكندر/النهار

إيران تحتفظ بأوراق التفاوض الضاغطة استعداداً لمواجهة الإدارة الأميركية الجديدة/اميل خوري/النهار

6 أيار 1916/الدكتور رامي عوده/النهار

حسنات النظام الطائفي وميزاته/د. صباح الحاج/النهار

حكاية مدينتين: عودة الى انتخابات بيروت/مـكـرم ربـاح/لبنان الآن

عن طريق الخداع والازدراء/إيلـي فــواز/لبنان الآن

البلديات تقسم "الوطني الحر".. مجدداً/نادين مهروسة /المدن

الديموقراطية اللبنانية العنيدة/ محمد علي فرحات/الحياة

الهدف لم يكن النظام… بل العراق/خيرالله خيرالله/العرب

لا خلاص للعراق والأحزاب المتأسلمة تحكمه/هارون محمد/العرب

التعاون العربي مع المقاومة الوطنية الإيرانية..ضرورة حتمية/داود البصري/السياسة

من حقيبة النهار الديبلوماسية موسكو ترفض الحل الروسي – الأسدي/عبد الكريم أبو النصر/النهار

الخليج يوسّع هامش التحرّك في ملفات المنطقة/ثريا شاهين/المستقبل

نص خطاب السيد نصرالله لليوم:نصرالله: ندعو لدعم لوائح الوفاء والتنمية والإصلاح في الضاحية الجنوبية وداعش وسيلة تستخدم لخدمة الاهداف الاميركية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قال آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من37حتى43/:"صَنَعَ يَسُوعُ أَمَامَ اليَهُودِ تِلْكَ الآيَاتِ كُلَّهَا، فَمَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ، لِتَتِمَّ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ؟». لِهذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا لأَنَّ آشَعْيَا قَالَ أَيْضًا: «لَقَدْ أَعْمَى عُيُونَهُم، وقَسَّى قُلُوبَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم». قَالَ آشَعْيَا هذَا، لأَنَّهُ رَأَى مَجْدَ يَسُوعَ وتَحَدَّثَ عَنْهُ. غَيرَ أَنَّ كَثيرينَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَنْفُسِهِم آمَنُوا بِهِ، ولكِنَّهُم بِسَبَبِ الفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَجْهَرُوا بِإِيْمَانِهِم، لِئَلاَّ يُفْصَلُوا عَنِ المَجْمَع. فَقَدْ فَضَّلُوا مَجْدَ النَّاسِ عَلى مَجْدِ الله".

 

إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس05/من01حتى07/:"يا إِخْوَتي، كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ كأَوْلادٍ أَحِبَّاء. وَٱسْلُكُوا في المَحَبَّةِ كَمَا المَسِيحُ أَيْضًا أَحَبَّنَا، فَبَذَلَ نَفسَهُ عَنَّا قُربَانًا وذَبيحَةً لله، طيِبًا ذَكِيَّ الرَائِحَة. أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان. إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله. لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

أيها الرهبان والراهبات الأعزاء: أيقظوا العالم! كونوا شهودًا لأسلوب مختلف في التفكير والتصرُّف والعيش

Dear Religious: wake up the world! Be witnesses to a different way of thinking, acting and living

Chers religieuses et religieux, réveillez le monde ! Soyez les témoins d'une façon différente de penser, d'agir et de vivre

 

تفاصيل النشرة اللبنانية

مش كل الدني مواقع سلطة ... ومش هيك بيتعامل دوري شمعون وحزبو

نوفل ضو/فايسبوك/12 أيار/16

بكل صراحة أنا لا أفهم كيف يمكن للقوات اللبنانية أن تفوض نعمة فرام، وكيف يمكن للتيار الوطني الحر أن يفوض الشيخ جوان حبيش بخوض الإنتخابات البلدية في جونية نيابة عنهما، في حين يخوضان معركة على دوري شمعون في دير القمر... ألا يستحق رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري كميل شمعون من سمير جعجع وميشال عون اعتباره في دير القمر على الأقل كنعمة فرام وجوان حبيش في جونية وتفويضه إدارة انتخابات دير القمر؟ في اعتقادي دوري شمعون يستحق أكثر من ذلك بكثير ... على الأقل لموقفه المشرف من محاكمات الدكتور سمير جعجع في جريمة اغتيال داني شمعون وعائلته...

للتاريخ والحقيقة أشهد أنه وقف ضد الحكم الصادر عن القاضي منير حنين، ابن دير القمر ورفيق داني شمعون والذي قضى بتجريم الدكتور سمير جعجع والقوات اللبنانية ... يومها قال لي دوري شمعون: أنشر عن لساني أن من قتل أخي وعائلته هو الضابط السوري ابراهيم الحويجي الذي وصل الى المنطقة قبل 24 ساعة من الجريمة وهو نفسه الضابط الذي كان في ساحة مقتل طوني سليمان فرنجيه عام 1978... أنا شخصيا بحب الوفا ... ومش كل الدني مواقع سلطة ... ومش هيك بيتعامل دوري شمعون وحزبو ...

 

حزب الله» يُهدد «مصرف لبنان» بـ«حرب إلغاء

علي الحسيني/المستقبل/13 أيار/16

بعد محاولاته المتكررة لضرب الإستقرار الأمني والسياسي والإجتماعي في البلد، إستعاد «حزب الله» بالأمس الاسلوب نفسه لكن هذه المرّة من البوّابة الاقتصادية، وتحديداً من «مصرف لبنان«، الذي يُعتبر إحدى آخر المؤسسات الحيادية المعنيّة بالوضع النقدي، والتي ما زالت بمنأى نوعاً ما عن التهويلات والضغوط السياسية التي يُمارسها الحزب وحلفاؤه لتحقيق مكاسب خاصّة، وذلك بعدما صوّب سهامه بإتجاه حاكم مصرف لبنان رياض سلامه متهماً إيّاه بالإنصياع للقرارات المالية الأميركية. الشهر الماضي وقّع الكونغرس الأميركي المراسيم التطبيقية لقانون مكافحة تمويل «حزب الله» ومعه أصبحت الخزانة الأميركية معنية بمراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التي تضم لوائح بـ95 اسماً لمسؤولين سياسيين ورجال أعمال وشركات ومؤسسات تعتبرها واشنطن مرتبطة بالحزب على رأسها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله والمسؤول العسكري مصطفى بدر الدين بالإضافة إلى رجال أعمال على صلة بالحزب ومؤسسات إعلامية تابعة له منها تلفزيون «المنار«، وإذاعة «النور«. وبعد القرار بفترة وجيزة، أكد سلامه في حديث تلفزيوني أنه «لا يمكن الالتفاف على القانون الاميركي لان المراسيم التطبيقية شملت كل العملات بما فيها الليرة اللبنانية.. هذا القانون ليس مطبقاً فقط في لبنان إنما عالمياً«. وقال إن «على المصارف عدم القيام بعمليات ذات حجم كبير يمكن أن تكون لمصلحة حزب الله»، محمّلاً المصارف «مسؤولية قراراتها«. عاودت كتلة «الوفاء للمقاومة» توجيه إتهاماتها العشوائية الإسبوعية من حارة حريك والتي ترتكز في كل مرّة على تحقيق مصالحها على حساب المصلحة الوطنية. الكتلة اعتبرت في بيانها أن «التعاميم التي أصدرها أخيرا حاكم المصرف المركزي وفقاً للقانون الاميركي السيئ الذكر، هو انصياع غير مبرر لسلطات الانتداب الاميركي النقدي على بلادنا، ومن شأنها أن تزيد تفاقم الأزمة النقدية وتدفع البلاد نحو الافلاس بسبب ما سينتج من قطيعة واسعة بين اللبنانيين والمصارف، الأمر الذي يعرض البلاد لانهيار نقدي خطير ولفوضى عارمة غير قابلة للإحتواء«. هو تهديد مباشر من «حزب الله» للقطاع المصرفي وبقيّة القطاعات الرسمية، فبرأيه أن قرار سلامه «يؤسس لحرب إلغاء محلية يسهم في تأجيجها المصرف المركزي وعدد من المصارف«، لكن الحزب تناسى أنه أوّل من أذعن لهذا القرار بعد أيّام على صدوره وذلك من خلال اصداره تعميماً ألزم به محازبيه ومدراء مؤسساته على أنواعها باقفال حساباتهم وحساب تلك المؤسسات في المصارف اللبنانية في مهلة أقصاها اسبوعان، ويومها لم تنفع جميع الوساطات التي قام بها الحزب لحث سلامه على التراجع عن قراره هذا بعدما أكد لهم أن أي تهاون في هذا الملف من شأنه أن يضع لبنان خارج النظام المالي العالمي. المؤسف أن «حزب الله» الذي طالب سلامه بإعادة النظر في تعاميمه الأخيرة كونها لا تتوافق برأيه مع «السيادة الوطنية«، هو أوّل من انتهك هذه السيادة في البر والبحر والجو وحوّلها إلى مصلحة شخصية تخدم سياساته وحروبه ولا يزال يُمعن في الإساءة إلى هذه السيادة من خلال مؤسساته الخاصة البديلة السياسية منها والإجتماعية وحتّى الدينية. والمشكلة أن عند أي قرار أو إنتقاد لممارسات الحزب وارتكاباته في الداخل والخارج، يخرج من يقول، إن المُستهدف هو «المقاومة» وسلاحها الذي يُدافع عن لبنان. لكن السؤال الأبرز، إلى أين يريد أن يأخذ «حزب الله« البلد واللبنانيين بعد، بعدما أخذهم مُرغمين إلى الموت؟ كما أن لـ»حزب الله» دويلته الخاصة التي يُقيمها على أنقاض دولة ما زال يُنهكها وينتهكها منذ الثمانينات، كذلك هو يملك منطقه الخاص الذي لا يخضع في الأصل لمنطق. يتحدث عن سيادة وطن يمنعه من إنتخاب رئيس جمهورية ويُخضعه لقوانينه «الإلهية» ويُغرقه في حروب خارجة عن إرادة أبنائه وحتّى بيئته. يُغلّف الموت بعبارات يسعى من خلالها للتخفيف من حدة الإحتقان ضده ويُعطي نفسه الحق في تقرير مصير طائفة تحت مسميات وشعارات مستوردة. يرتكب الفظائع بحق أبناء وطنه وجيش وطنه ومؤسسات وطنه، وبعد هذا كلّه، يُقيم المهرجانات ويُكثر من الإطلالات واللقاءات لإعطاء دروس في «النظافة والمُحاسبة والوطنية«.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 12 ايار 2016

الخميس 12 أيار 2016

النهار

غابت في الفترة الأخيرة اجتماعات الأمانة العامة لقوى 14 آذار ممّا أدخل هذا التنظيم الإداري في "الكوما".

لا تزال قضيّة البث عبر القنوات الفضائيّة من محطّة العربانية عالقة ولم توفّر لها الحكومة حلاً.

ينوي الفاتيكان التدخّل في انتخابات إحدى الرهبانيّات المارونيّة قريباً.

تبيّن من جريمة قتل زياد القاصوف في زحلة أن السرقات في مستشفى تل شيحا مستمرّة منذ زمن بعيد.

طار العضو المسيحي الوحيد في بلدية كفريا بالبقاع الغربي بفعل التنافس بين لائحتين تقاسمتا المجلس البلدي الجديد.

السفير

أوفد رئيس دولة أوروبية بارزة مسؤولاً أمنياً رفيعاً إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين.

سـأل مسؤول كبير عما إذا كانت هناك خلفية مالية لطرح رئاسي تم التداول به مؤخرا.

اتهم وزير خدماتي القضاء كله بالفساد، مستثنياً قاضيا يعمل على ملف مرتبط مباشرة بوزارته.

المستقبل

يقال

إن استشعار "حزب الله" بحراجة وضعه الانتخابي في البقاع اضطره الى إرسال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم قبل أسبوع من موعد الاستحقاق البلدي ليضغط شخصياً على بعض المرشحين للانسحاب من مواجهة لوائح الحزب.

اللواء

حدَّد دبلوماسي غربي الفترة ما بين عيد الفطر وأوائل أيلول لحسم الإستحقاق الرئاسي بمقايضة بين قانون الإنتخاب وهوية الرئيس العتيد؟..

غمز مراقبون من قناة رئيس حزب حديث العهد لجهة إختفائه بالكامل عن المشهد الإنتخابي..

توقّعت مصادر نيابية جنوبية إهتزازات تنظيمية متعدّدة الأوجه بعد إجراء الإنتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية!

الجمهورية

قال مرجع قضائي إنه ينبغي تحديد مهلة زمنية يردّ فيها الوزير على أي طلب قضائي للسماح باستجواب موظف في أي وزارة.

لاحظت أوساط إقتصادية أن التنافس بين المصارف اللبنانية على شراء أي مصرف أجنبي يُقرّر الإنسحاب من بيروت يؤكد متانة هذا القطاع وثقة المستثمرين فيه.

أوساط سياسية في الجبل ذكرت أن الإتفاق الذي جرى من تحت الطاولة بين "الوطني الحر" و"الإشتراكي" أدى الى عدم مشاركة مناصري الأول في انتخابات إحدى البلدات الشوفية، وبالتالي نجاح اللائحة المدعومة من الوزير وائل بو فاعور.

البناء

تساءل معنيون بنتائج الانتخابات البلدية في بيروت عن مغزى التسريبات الإعلامية التي تصدر عن تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري بشأن محاسبة "الحلفاء المسيحيين" الذين لم تلتزم قواعدهم الشعبية بالاقتراع لـ"لائحة البيارتة"، وقال هؤلاء المعنيون: يبدو أنّ الحريري نسي أو تناسى أنّ بيروت مقسّمة إلى ثلاث دوائر في الانتخابات النيابية، وليست دائرة واحدة كما هي في البلديات...!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 12/5/2016

الخميس 12 أيار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

وسط أجواء التحضيرات للمرحلة الانتخابية البلدية والاختيارية الثانية في جبل لبنان الاحد المقبل سجل اليوم:

- انعقاد مجلس الوزراء حول جدول أعمال ومواضيع حيوية وإرجاء البحث والبت بتعيين مجلس إدارة لتلفزيون لبنان.

- تشديد الرئيس تمام سلام على أهمية الاستقرار السياسي وانتخاب رئيس للجمهورية لتحسين سمعة لبنان في الخارج وتقوية الاقتصاد.

- تأكيد الرئيس سعد الحريري في حفل غداء في يوم اوروبا على إنهاء الشغور الرئاسي ومعالجة أعباء النازحين السوريين.

- توضيح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طبيعة التحالفات مع الحلفاء في الانتخابات البلدية وتجنب معركة في بيروت لمنع التوتير الداخلي مشددا على ان المعركة الحقيقية مع التكفيريين.

مجلس الوزراء أولا ودرس بنود جدول الاعمال.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ثلاثة ايام فاصلة عن الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان، واهالي الجبل في اقضيته الستة يتحضرون للمنافسات الحادة في اكثر من بلدة ومدينة، بدءا من جونية مرورا بسن الفيل وصولا الى الحدث ودير القمر والدامور واقليم الخروب.

وفي المعارك المتعددة يختلط السياسي بالانمائي، فيما يشهد ساحل المتن الجنوبي خصوصا في الغبيري، معركة بين اهلها واللائحة المدعومة من حزب الله، الذي فرض على الغبيري لائحة عل مدى ثمانية عشر عاما.

ومن المتوقع ان تشهد الغبيري وفق المتابعين لمجريات التنافس الانتخابي معركة حادة بين لائحة الغبييري للجميع ولائحة حزب الله بعد سلسلة فضائح ارتكبها المجلس البلدي السابق وفاحت رائحتها على امتداد لبنان نظرا لحجم الصفقات المالية وبفعل الاهمال الذي تعاني منه الغبيري المتروكة على المستويات الانمائية والبيئية.

وفي التوقعات ايضا ان تكون الغبيري على مثال مدينة بعلبك وبريتال رفضا لنهج المحسوبين على حزب الله والذين عاثوا في المدينة اهمالا لتتضخم ثرواتهم الخاصة.

وهذا المساء اكد الرئيس سعد الحريري في ختام منتدى الاقتصاد العربي ان لبنان ووسط كل الحرائق الإقليمية يشهد أجمل مظاهر الديمقراطية عبر اجراء الانتخابات البلدية بنزاهة وشفافية وهدوء، لافتا الى أن القوى السياسية الأساسية في البلاد تعلمت دروس الحرب الأهلية وقررت رفض أي انزلاق باتجاهها مجددا مؤكدا ان تيار المستقبل، فخور بإرث المؤسس الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومصمم على متابعة الرسالة بأن نكون السد المنيع في وجه التطرف وركن الاعتدال والعيش الواحد والوحدة الوطنية والاستقرار في لبنان.

وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اكد أن الانتخابات البلدية شكلت فسحة مضيئة. ورأى انه ليس مستحيلا البناء على الانتخابات البلدية للتقدم نحو محطات أخرى وأولها رئاسة الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، الانتخابات البلدية تنطلق الاحد المقبل في مرحلتها الثانية في جبل لبنان، ومع ذلك فان ارتدادات معركتي بيروت والبقاع ما زالت تثير اكثر من لغط، وقد اعاد الاضاءة عليها هذا المساء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مدافعا عن خيارات الحزب في التصويت فأعلن جهارا اننا ملتزمون بحلفائنا لكننا لسنا ملزمين بمن يتحالفون معهم، وبلغ حد التسمية قائلا نحن ملتزمون التيار الوطني الحر لكننا غير ملزمين بالقوات والكتائب، هذا الموقف وان لم يحمل جديدا لكنه اكد المؤكد وبلسان السيد نصرالله بالذات، اما معارك جبل لبنان فان الغموض يكتنف ابرزها.

بالعودة الى الملفات المتمادية فان الانتخابات وضعتها الى حد ما جانبا لكنها لم تلغها ومن ابرز هذه الملفات ملف النفايات الذي يمكن ان يعود الى نقطة الصفر اعتبارا من الاسبوع المقبل كما ان ملف الانترنت سيتحرك مجددا مع اعطاء الاذن ببعض الملاحقات.

* مقجمة نشرة أخبار "الجديد"

ما زرعوه الأحد في صندوقة البلدية حصدوه اليوم إهانات في مكاتب تيار المستقبل وورقة البيارتة البيضاء تحولت بفعل المال الانتخابي إلى خضراء. مناصرو "زي ما هيي" دخلوا مراكز الاقتراع مكرمين بشراء الصوت وخرجوا منها متسولين من فئة المئة دولار المحروسة بسلاح أزرق انتشر "على عينك يا داخلية" فالوزارة كانت في خبر كان مشغولة بتكريم مجلس بلدية بيروت السابق ومن وزير الداخلية نهاد المشنوق شكر وحمد لبلال ولكن علام الشكر والتكريم على ملايين الرملة البيضاء المعروضة رملة رملة للسرقة على تلزيم كاميرات عاطلة من العمل نراها ولا ترانا على شراء عقارات بملايين الدولارات تعويما لمفلس غارق في شبر سيولة على مسلخ في الكرنتينا تحول إلى مرتع للجرذان أم على نفايات طمرتنا أشهرا والبلدية "شاهد ما شمش ريحة" ولكن ثمة "ريحة" حملتها ريح الشمال بدأت تتألف على هيئة تحالف بين نجيب ميقاتي وسعد الحريري لمصادرة الصوت الطرابلسي وحرمان أهل الشمال خوض قول كلمتهم "طرابلس مدينتي" ففي مكان محايد التقى الطرفان على ميقات الانتخابات البلدية وهما في الأصل لم يفترقا فميقاتي توارث المشاركة أربعة وعشرين عاما سعدا عن رفيق في الخلوي وفي النفايات والمرافئ في المطار ومنطقته الحرة في كل مفصل من مفاصل توزيع الحصص واليوم يعودان إلى مقاعد مدرسة السياسة الحريرية لتقاسم ما تبقى من مغانم من بوابات البلديات اليوم وقع قلب العزم على قلب المستقبل فأين كانت الغيْرة حين تخلوا عن ناسهم في السجون المنسية وحين تركوهم يخوضون غمار البحر هربا من واقع معلوم إلى مجهول خلف البحار لكن الصوت الطرابلسي الذي هدر دمه ذات ليال شمالية حزينة لن يذوق اللوعة مرتين وحيتان السلطة والمال لن تشتري الضمائر كما قال رئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب الذي طالب بإعادة الانتخابات في بيروت لأن اللائحة الفائزة نالت أقل من عشرة في المئة من الأصوات ما يشكل فضيحة موثقة بالتزوير وفي الدول المتحضرة تجري إعادة الانتخابات إذا كانت نسبة التصويت أقل من خمسة وعشرين في المئة لكن تزوير الإرادة بالتمديد الإرادي يذكر والانتخابات البلدية التي سلكت آمنة أسقطت نغْمة التمديد فحي على الانتخابات النيابية المبكرة بما تيسر من قانون.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اذا اردنا ان نكتشف هول واقعنا الجمهوري في لبنان علينا التطلع الى الواقع الجمهوري في البرازيل، هناك حاسب الشعب والبرلمان الرئيسة روساف واقصياها وبحركة اتوماتيكية نظيفة عبر نائبها اللبناني الجذور مكانها.

اما في لبنان فالدستور يكتبه الاقوياء ويمزقونه بحسب الاوامر الاقليمية، هذه الصورة المهينة لم يجملها الاستحقاق البلدي، خصوصا انه يترافق مع محاولات حثيثة لامرار جملة استحقاقات اقل اهمية بدل من المسارعة الى انتخاب رئيس باقصى سرعة.

في الانتظار القوى السياسية والاهلية الضالعة في الانتخابات البلدية تشكو التحالفات الهجينة وخيانة الشركاء، لكنها لم تغير في تكتيكاتها مع السعي الى بعض الاستثناءات كطرابلس حيث يلتقي الرئيسان الحريري وميقاتي بدعوة من الرئيس سلام في محاولة لاقامة ائتلاف يجنب الفيحاء المعركة.

توازيا، تطوران الاول حزب الله الذي رفض العقوبات الاميركية معتبرا انها تؤسس الى حرب الغاء محلية يسهم في تأجيجها المصرف المركزي، والثاني سماح الوزير بطرس حرب للقضاء بملاحقة عبد المنعم يوسف مع توفيق شبارو وغابي سميرا فهل يعود يوسف ام يتوارى؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الافق اللبناني المقفل سياسيا ينتظر مفتاح الحل الذي يمثله انجاز قانون جديد للانتخابات بما يفتح الباب امام اجراء الاستحقاق النيابي في اي وقت لا سيما ان الرئيس نبيه بري جزم ان لا تمديد للمجلس الحالي بعد اليوم بأي شكل من الاشكال، موقف الرئيس بري لقي ترحيبا على المستوى السياسي، ومع الاستعداد للانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثانية في جبل لبنان اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مجريا عملية تقييم للمرحلة الاولى، السيد نصرالله اعلن تفهم حزب الله لتحالفات حلفائه الانتخابية من جهة، مشيرا من جهة اخرى الى ان الحزب لن يتحالف مع من اساء اليه وهاجمه وشتمه على مدى كل المرحلة الماضية.

في الشأن الرئاسي وعلى بعد اسبوعين تقريبا من دخول الشغور في كرسي عامه الثاني كان لبناني يتمكن من الوصول الى رأس السلطات في البرازيل، ميشال تامر نجح في وطنه الثاني في وقت فشل اللبنانيون في امتحان انتاج رئيس وهو ما ترك ارتدادات على عمل المؤسسات وتعطيلا لقضايا متعلقة بحياة الناس.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بلغة تبلسم الجراح، ووضوح فوق كل احراج، اطل الامين العام لحزب الله في يوم الجريح المقاوم..

من نكبة منطقتنا التي تعيشها اليوم شرح السيد واقع الحال، مفرقا عن نكبة فلسطين عام 48..

فالامل ان في يومنا قوى حية مصممة على اسقاط المشروع الاميركي الاسرائيلي وكل ادواته.. وفشل هذا المشروع بتحقيق اهدافه واضح بفضل المقاومين من اليمن الى العراق، ومن سوريا الى لبنان.. ومحور المقاومة فاهم حقيقة المعركة، وعند قرار المواجهة..

وجهة لبنان الانتخابية لم تغب عن الخطاب، من ثابتة العلاقة مع الحلفاء والاصدقاء ومن لم يسئ للمقاومة وجمهورها، الى رفض التحالف مع الخصوم احتراما لعقولنا وجمهورنا كما اشار السيد نصر الله.. ومع الايمان ان المعركة انمائية وبلدية وحتى سياسي، الا ان قاعدة حزب الله ان تكون المجالس البلدية بخدمة الجميع، مؤيدون ومنافسون..

ومن يوم الجريح المقاوم، الى لبنان الجريح يوم ارتأى البعض الانصياع لسلطات الانتداب الاميركي النقدي على بلادنا، فقد رأت كتلة الوفاء للمقاومة التعاميم التي اصدرها حاكم مصرف لبنان وفقا للقانون الاميركي السيء الذكر هو انصياع غير مبرر، من شأنه ان يزيد تفاقم الازمة النقدية، بل قد تدفع بالبلاد نحو الافلاس، وتتسبب بفوضى عارمة غير قابلة للاحتواء..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لا شك أن البعض بات يفهم ويتفهم سعي بعض السياسيين الدائم، إلى تأجيل الانتخابات البلدية، أو حتى تطييرها... فمخاض الاستحقاق البلدي لم يترك بيتا من دون تنافس. ولم يترك قرية من دون تسابق... والأهم أنه لم يترك فريقا من دون توتر وتشنج وعتب... فبين الحريري وحلفائه المسيحيين، خلفت بلدية بيروت جراحا ملحوظة وكلاما من فوق السطوح... جاءت لتضاف إلى سلسلة تراكمات سابقة... وبين حزب الله وحلفائه، تكفلت بلدية زحلة بشيء من ذلك. فلم يخل الأمر من كلام مصارحة ومكاشفة... وهو ما تصدى له السيد حسن نصرالله شخصيا، لتوضيح بعض ما عبر عنه قريبون من العماد عون، حول مواقف الطرفين وخلفيات كل منهما... لكن رغم كل ذلك، تبقى ملاحظتان واجبتين: أولا، أن ما قيل وسيقال لاحقا، هو جزء طبيعي وضروري من هذا النظام الذي لا بديل عنه، والذي نسميه ديمقراطية... فالديمقراطية تعني الخلاف والاختلاف، وقد تعني أكثر... أما غيابها فيعني السبات والموات... ويؤدي حكما إلى الأسوأ والأخطر... ولذلك، سنظل نختار ديمقراطيتنا... بسجالاتها وصراعاتها وديناميتها وحياتها... لأن غياب الديمقراطية موت لنا ولكل لبنان... أما الملاحظة الثانية، فهي أن البعض يرفض أن يتعلم من تجارب الديمقراطية... ومن تجاربه فيها... "المستقبل" مثلا، لم يتعلم من موقعتي بيروت وجونيه قبل أيام. فأعلن اليوم حربه ضد العماد ميشال عون في جونيه، فيما هو لم يسدد بعد، ديونه المستحقة عليه من الأحد الماضي، بفعل وعوده المالية للبيارتة... وهو ما يبدو أنه انفجر علنا اليوم، أمام أحد مراكز المستقبل في بيروت... وهو ما تتابعونه ضمن نشرة OTV.

 

بري دعا اللجان المشتركة الى جلسة الخميس المقبل لدرس قانون الانتخاب

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين ، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، الاعلام والاتصالات، الى جلسة مشتركة في تمام العاشرة والنصف من قبل ظهر الخميس الواقع في 19 ايار 2019 وذلك لدرس الاتي:

1 - مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 8913 المتعلق بالانتخابات النيابية.

2 - اقتراح القانون الرامي الى تعديل قانون الانتخابات النيابية رقم 25/2008، المقدم من النواب بطرس حرب، ايلي ماروني وجورج عدوان.

3 - اقتراح قانون للانتخابات النيابية ، المقدم من النائب عاصم قانصوه.

4 - اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل بعض احكام القانون رقم 25 تاريخ 8/10/2008 (قانون الانتخابات النيابية) المقدم من النواب روبير غانم، اكرم شهيب، احمد فتفت، بطرس حرب، ميشال فرعون، جورج عدوان وعاطف مجدلاني.

5 - اقتراح القانون الرامي الى صيغة النظام المختلط وفق 64 مقعد نسبي و64 مقعد اكثري، مقدم من النائب علي بزي.

6 - اقتراح القانون الرامي الى تعديل احكام قانون الانتخابات النيابية رقم 25/2008، المقدم من النائب سامي الجميل.

اذا لم يكتمل النصاب في الموعد المحدد ، تجتمع اللجان في الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم نفسه بثلث اعضائها.

 

الحريري ينتظر انتهاء الانتخابات لإعادة النظر في العلاقة مع حلفائه المسيحيين

بيروت – السياسة/13 أيار/16»:دعت أوساط قيادية في «تيار المستقبل»، إلى ترقب ما سيقوم به الرئيس سعد الحريري في إطار إعادة تنظيم العلاقة بين تياره وبين بعض الأطراف المسيحية في «14 آذار» التي خذلته في انتخابات بيروت البلدية الأخيرة، مشيرة إلى أن الحريري وإن أكد حرصه على المناصفة في العاصمة، إلا أنه مستاء من طريقة تعامل هؤلاء الحلفاء مع الانتخابات الأخيرة وعجزهم الفاضح عن الإيفاء بتعهداتهم في هذا الاستحقاق، وبالتالي فإن حسابات ما بعد الانتخابات بالتأكيد لن تكون كما قبلها، باعتبار أن ما ظهر من أداء من قبل فرقاء كانوا محسوبين في خانة حلفاء «تيار المستقبل» يحتاج إلى مراجعة شاملة لوضع النقاط على الحروف واتخاذ المواقف التي ينبغي اتخاذها. وقالت الأوساط لـ«السياسة»، إن الرئيس الحريري وبالرغم من مآخذه الكثيرة على طريقة تصرف حلفائه المسيحيين معه في بيروت، فإنه لن يتصرف بردة فعل في المراحل المتبقية من العملية الانتخابية، وإنما سيعيد قراءة الأمور بشكل متأنٍ وخاصة على صعيد العلاقات مع بعض الحلفاء الذين أخلّوا بعهودهم معه، ما كاد يعرض المناصفة في بيروت لمخاطر كبيرة، لولا التزام مناصري «المستقبل» بالتصويت لـ»لائحة البيارتة» كاملة دون تشطيب وهو ما ساعدها على الفوز بكامل أعضائها في مواجهة لائحة «بيروت مدينتي».

وعلمت «السياسة» أن رئيس «المستقبل» ستكون له بعد انتهاء الاستحقاق البلدي في لبنان، مواقف على قدر كبير من الأهمية وسيحدد خياراته السياسية المستقبلية ونظرته إلى مجريات الأمور، في ما يتصل بكافة الاستحقاقات التي تنتظر لبنان وما يتصل بالانتخابات الرئاسية والاستحقاق النيابي المنتظر وكذلك الأمر في ما يخص طبيعة الخطوات التي سيتخذها مع الحلفاء. في هذا الوقت، وعلى مسافة يومين من المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية المقررة بعد غد، في محافظة جبل لبنان، بدا أن الأمور تتجه إلى معركة انتخابية في مدينة طرابلس، مع إعلان وزير العدل المستقيل أشرف ريفي ترشيحه المهندس أحمد قمر الدين لرئاسة بلدية طرابلس، في وقت لا تزال الاتصالات الجارية لتجنيب عاصمة الشمال معركة انتخابية طاحنة. وفي هذا السياق، زار وفد من الجماعة الإسلامية النائبين سمير الجسر ومحمد كبارة، حيث جرى البحث في موضوع بلدية طرابلس وما آلت إليه مساعي التوافق. وطلب وفد الجماعة الإسلامية باختيار أعضاء المجلس البلدي من الكفاءات بعيداً من المحاصصة. إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان النيابية المشتركة، إلى جلسة الخميس المقبل لدرس قانون الانتخاب، حيث سيستكمل البحث في اقتراحات القوانين المُدرجة على جدول الأعمال.

 

مصدر عسكري رفيع: لن يكون للإرهاب موطئ قدم في لبنان وأي تمدد لـ «داعش» بمخيم عين الحلوة سيدفع الفلسطينيون ثمنه

بيروت – السياسة/13 أيار/16»: في ظل الفراغ الرئاسي المرشح لدخول عامه الثالث أواخر الجاري، وتعطل عمل مجلسي النواب والوزراء، يتحمل الجيش اللبناني العبء الأكبر في حماية البلد وما تبقى من مؤسساته، بالرغم من ضعف الإمكانات العسكرية المتوافرة لديه، لكنه استطاع بحكمة قيادته وبسالة ضباطه وعناصره والدعم الشعبي الذي يحظى به، أن يحقق إنجازات كبيرة في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهابي على الحدود، دفاعاً عن السيادة الوطنية ومنعاً لزعزعة استقرار لبنان، حيث أن جهود القيادة العسكرية وعلى رأسها قائد الجيش العماد جان قهوجي منصبة على تحصين لبنان وحمايته من الصراع الدموي الدائر من حوله، والوقوف سدّاً منيعاً أمام محاولات الإرهابيين خرق أمنه وتعكيره. وليس أدل على ذلك، بقاء لبنان مستقراً بمعزل عما يجري في محيطه، بالرغم من بعض الأحداث الفردية، وهذا ما كان ليتحقق لولا العمل الدؤوب والمتواصل للمؤسسة العسكرية التي يعود إليها الفضل الأكبر في استمرار لبنان محصناً ومعافى. وقال مصدر عسكري بارز في هذا الخصوص، «إن المخاطر الكثيرة التي تحدق بلبنان، من جانب العدو الإسرائيلي وجماعات الإرهاب والمتربصين شرّاً بالبلد، تدفع الجيش إلى القيام بجهود جبارة واستثنائية وعمليات رصد ومتابعة دقيقة للإرهابيين وخلاياهم النائمة حماية لأمنه وكذلك الأمر لحماية الدول العربية والخليجية من آثار الإرهاب التكفيري وتداعياته وتالياً عدم انتقاله إلى الجوار العربي، فعلى الحدود الشمالية والشرقية، يستمر الجيش في عمليات متابعة حثيثة، لمراقبة تحركات الإرهابيين وعدم السماح لهم بالتمدد ومواجهتهم بحزم وشدة لإحباط وإفشال جميع مخططاتهم العدوانية التي قد تستهدف أمن واستقرار لبنان». وأشار إلى أن «التعاطف السياسي والشعبي مع الجيش ووحدة المؤسسة العسكرية، مكّنا الجيش من تحقيق الانتصارات على التكفيريين ومواجهة المخططات العدوانية الإسرائيلية، إضافة إلى أن لبنان البلد الوحيد الذي لم يستطع الإرهاب أن يحصل على مساحة فيه لإقامة إمارات، كما حصل في الجوار القريب والبعيد»، مشدداً على «أن لبنان الذي استطاع حماية نفسه بفضل جهود الجيش، بلد آمن وهو يرحب بأشقائه العرب وفي مقدمهم رعايا الدول الخليجية الذين هم أقرب الناس إلينا ويدعوهم للعودة إلى ربوعه، فهم في بلدهم ولبنان سيوفر لهم كل المتطلبات الأمنية التي يحتاجونها وهذا ما أثبته في كل الأوقات، فصحيح أن إمكانيات الجيش محدودة، لكن هناك الإرادة والعزم لحماية البلد من جميع المخاطر التي تتهدده، من خلال التعاون الوثيق مع كل الأجهزة الأمنية اللبنانية، وكذلك الأمر من خلال التنسيق والتواصل مع الأجهزة الأمنية العربية لرصد الخلايا الإرهابية وتوقيفها».

وإذ نفى حصول غارة إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية في الساعات الماضية، أكد المصدر العسكري أن «إسرائيل ستراجع حساباتها كثيراً في حال قررت الاعتداء على لبنان»، مشدداً على أن «أي تمدد لتنظيم داعش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، سيدفع الفلسطينيون في المخيم ثمنه وسيكون مصير هذا الأخير كمصير مخيم نهر البارد وقد طلبنا من القيادات الفلسطينية التنبه إلى هذا الأمر ومساعدتنا وكنا واضحين معهم، وهم وعدونا بذلك، سيما أن هناك محاولات من جانب داعش لتطويع بعض أبناء المخيم وتجنيدهم في صفوفهم».

وقال «ليس هناك بيئة حاضنة لداعش في لبنان، كما أنه ليس هناك اتفاق دولي وتعاون حقيقي، للقضاء على هذا التنظيم المتطرف»، مضيفاً إن «لبنان باق وعصي على كل محاولات النيل منه وشرذمته وإعادته إلى الوراء»، ولافتاً إلى أن «النازحين يؤثرون في لبنان أمنياً واقتصادياً، لكنهم لا يهددون مصيره».

ووصف المصدر العسكري الرفيع جماعات «داعش»، بأنهم «عصابات من القتلة والمجرمين وأمراء في تجارة المخدرات والكبتاغون، وهم لا يتورعون عن القيام بكل ما يستطيعون لتحقيق أهدافهم، لكنهم في لبنان مشلولون ولا قدرة لهم على التحرك، لأن الجيش لهم بالمرصاد وسيمنعهم من احتلال أي بقعة على الأراضي اللبنانية. وإذا كان هذا التنظيم عابراً للحدود، إلا أن خلاياه في لبنان مراقبة». وقال إن «لبنان ملتزم باحترام القرارات الدولية ومتابعة ترسيم الخط الأزرق»، متحدثاً عن إمكانية حصول حلحلة في موضوع المساعدات السعودية للجيش في المرحلة المقبلة، ومشيراً إلى أن لا جديد فعلياً في موضوع الأسرى العسكريين لدى «داعش».

 

سلام سيتابع مع سلامة تطبيق قانون العقوبات الأميركي على "حزب الله"

وطنية/12 أيار/16/عقد مجلس الوزراء جلسة عادية عند الرابعة والنصف من عصر اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضور الوزراء الذين غاب منهم وزير الزراعة أكرم شهيب. على اثر الجلسة التي استمرت نحو ثلاث ساعات، أعلن وزير الإعلام رمزي جريج أن "سلام كرّر في بداية الجلسة المطالبة بضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت، آملاً أن تكون الانتخابات البلدية، التي تمت مرحلتها الأولى بنجاح بفضل المسؤولين عنها وفي طليعتهم وزير الداخلية حافزاً لإتمام سائر الاستحقاقات الدستورية بما يؤمن انتظام عمل سائر المؤسسات الدستورية". وقال جريج: "بعد ذلك أثير موضوع التدابير المتخذة من قبل المصارف بناء على تعاميم مصرف لبنان تطبيقاً لقانون العقوبات الأميركي على "حزب الله" فتمت مناقشة هذه التدابير حيث أبدى الوزراء وجهات نظرهم بشأنها وبنتيجة مناقشة مستفيضة، قرر المجلس تكليف دولة الرئيس متابعة هذا الموضوع مع حاكم مصرف لبنان بمشاركة وزير المالية المطلع على تفاصيل الاتصالات والاجراءات المتخذة واعلام مجلس الوزراء عند الاقتضاء عن نتيجة متابعته لهذا الموضوع". وأضاف: "بعد ذلك تم عرض موضوع العقد الموقع بين الدولة اللبنانية وشركة j&p avaxمتعهدة أعمال معمل دير عمار فتمت مناقشة مستفيضة لهذا الموضوع من الناحيتين القانونية والإستنسابية وقد استغرقت هذه المناقشة وقتاً طويلاً بحيث تم تأجيل البحث الى الجلسة المقبلة التي ستعقد بعد ظهر يوم الخميس المقبل"

 

بري استقبل الخليل وعلي فضل الله وقائد اليونيفيل

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، قائد قوات "اليونيفيل" في الجنوب الجنرال لوتشيانو بورتولانو، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للاوضاع في لبنان عموما والجنوب خصوصا. وكان استقبل ظهرا العلامة السيد علي فضل الله والسيد باقر فضل الله، وتناول الحديث الوضع العام في البلاد. كذلك استقبل النائب أنور الخليل على رأس وفد من المخاتير والمشايخ في حاصبيا، لشكره على دوره وما قدمه ويقدمه لحاصبيا والمنطقة في كل المجالات، وآخرها مشروع المياه الذي يغذي البلدة ومناطق أخرى.

 

 مدفعية الجيش تستهدف تحركات للمسلحين في جرود رأس بعلبك

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - بعلبك - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" وسام درويش أن مدفعية الجيش تستهدف في هذه الاثناء وبشكل متقطع، تحركات للمسلحين في جرود رأس بعلبك.

 

مذكرة وجاهية بتوقيف المتهم بقتل زياد القاصوف

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - تسلم قاضي التحقيق الاول في البقاع عماد الزين الموقوف يوسف خليل عبود في جريمة قتل المغدور زياد القاصوف واستجوبه. واصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه سندا الى المادة 549 عقوبات و72 اسلحة وسيتابع لاحقا الاستماع الى الشهود.

 

عقيلة الشيخ يعقوب : ان عاصمة الامويين ترد لك الجميل مرتين

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - اعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب، ان عقيلة الشيخ محمد يعقوب باتت ليلتها الثامنة في مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وجاء البيان الثامن والذي كتب على لوح امام المارة وفيه: "حان زمن انقطاع الحجج، واقترب الفرج يا حجة الله على خلقه، فالحق لا يعمل به والباطل هو الناموس. صوتك الهادر يا علي هذه المقاومة يا شيخ محمد يعقوب لن ينطفئ، فقبس نورك في عالم ظلامهم، وحضورك فينا صمودنا ضد الظلم والطغاة. هذه عاصمة الامويين ترد لك الجميل مرتين. والله لا يهدي القوم الظالمين". اضاف البيان "ويقبع نجلك الاكبر في المعتقل لانه حر وعائلتك صابرة معتصمة في عين الله ولان القدس تسكن عقله وروحه ولان الفاسدين خلايا للعدو في الداخل. وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا".

 

الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات أعلنت تقريرها الثالث للمرحلة التمهيدية للانتخابات البلدية

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - أعلنت "الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات" تقريرها الثالث للمرحلة التمهيدية للانتخابات البلدية، وجاء في التقرير ما يلي: "3 أيام تفصلنا عن اليوم الثاني للانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجرى في 15 أيار 2016 في جبل لبنان، وقد وضعت الجمعية أمام المواطنين والمواطنات الاثنين الماضي أبرز مشاهداتها لعملية الاقتراع التي حصلت في بيروت، البقاع وبعلبك الهرمل. وفيما يلي أبرز ما رصدته الجمعية خلال فترة الحملات الانتخابية من يوم الثلاثاء 3 أيار 2016 وحتى يوم الأربعاء 11 أيار 2016.

في المشهد الانتخابي العام

شهد اليوم الأول من الانتخابات البلدية والاختيارية العديد من المخالفات، لا سيما في العاصمة بيروت، جلها متعلق بأداء وزارة الداخلية لجهة عدم التحضير الجدي لهذا الاستحقاق، إضافة الى التمادي في خرق القوانين من ناحية الترويج الانتخابي في مرحلة ما قبل الانتخابات، وهو ما لم تقم الوزارة بضبطه بالشكل المطلوب. وفي مراقبة مرحلة ما قبل الانتخابات المتبقية، ما زالت ترد إلى الجمعية مخالفات متنوعة والتي نأمل بأن تتحرك وزارة الداخلية للعمل على إيقافها، لا سيما التمادي في استخدام البلديات لمواردها قبيل موعد الانتخابات، وذلك خلافا للمادة 71 من قانون الانتخابات 252008 ولتعميم وزارة الداخلية رقم 20/ام/2016 "بشأن عدم استغلال المنصب وعدم صرف النفوذ لأهداف انتخابية".

في التحضيرات للمراقبة

تتحضر الجمعية لمراقبة اليوم الانتخابي بواسطة مراقبين ثابتين ومتجولين كما يبدو في اللائحة التالية:

المجموع المتجول الثابت القضاء: 92 36 56 الشوف، 69 35 34 عاليه، 73 27 46 بعبدا، 108 56 52 المتن، 52 22 30 كسروان، 56 34 22 جبيل، 450 المجموع العام.

في المخالفات

1. مخالفات للمادة 71 من قانون 25/2008

تعتبر الجمعية أن عدم التزام البلديات بوقف جميع الاشغال العامة، وعدم التزام المرشحين بعقد اللقاءات الانتخابية في المؤسسات العامة ودور العبادة يشكل مخالفة واضحة للقانون، وعلى وزارة الداخلية التدخل الفوري لوقفها. وقد ورد إلى الجمعية العديد من المخالفات في هذا الإطار وتأمل الجمعية من وزارة الداخلية والقضاء المختص متابعة المخالفات الواردة أدناه:

استغلال النفوذ

استخدام مقر البلدية كمكتب انتخابي من قبل رئيس بلدية تل عباس الغربي منذ بداية شهر نيسان وحتى تاريخ وصول المستند.

استخدام بلدية الشويفات لرافعة تعود للبلدية لتعليق صور بعض المرشحين 10-05-2016.

تعليق صور مرشحين على سيارة رباعية الدفع تابعة لبلدية عرمون 10-05-2016.

تعبيد طرقات في الدكوانة 10-05-2016.

تعبيد الطرقات في طرابلس 9-05-2016.

افتتاح مركز البلدية الجديد في اده البترون 07-05-2016.

اشغال عامة وبناء حيطان دعم في بلدة كرخا -جزين 06-05-2012.

تعبيد طرقات بين المنازل في بلدة الخرايب 06-05-2012.

تعبيد الطرقات في صيدا 5-5-2016.

نشر بلدية بينو - عكار صور عن المشاريع التي تقوم بها وعن انجازاتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي طوال شهر نيسان.

إرسال رسائل نصية من قبل بلدية رحبة -عكار على هواتف الاهالي تحت عنوان "كل اسبوع مشروع"، وذلك للترويج للمشاريع التي ستعمل البلدية على إنجازها خلال نيسان وحتى تاريخ تبليغنا في 4-05-2016.

استخدام رقم هاتف بلدية صيدا لإعلام المواطنين عن اعلان لائحة توافقية 3-5-2016.

استخدام دور العبادة والمؤسسات العامة.

"في تفسيرها للمادة 71 أوضحت "هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية" في العام 2009، ما يلي:

1. ان المرافق العامة (...) تتضمن أيضا المقرات البلدية والملاعب البلدية والحدائق العامة.

2. ان دور العبادة تشمل الكنائس والجوامع والحسينيات والقاعات الملحقة بها".

وبناء عليه، رصدت الجمعية المخالفات التالية:

إقدام المرشح على المقعد النيابي في جزين أمل ابو زيد على تنظيم لقاء في كنيسة مار الياس بحنين 09-05-2016.

إطلاق لائحة "قلبي لبرج البراجنه" من حسينية المنطقة 07-05-2012.

إعلان لائحة "التوافق العين ابلي" من كنيسة السيدة عين ابل 06-05-2012.

تنظيم لائحة "تضامن شباب الحدث" مهرجانا انتخابيا في ساحة كنيسة مار انطونيوس البدواني في الحدث-بعبدا 03-05-2016.

تعتذر الجمعية عن الخطأ الذي ورد في تقرير الخميس 5 أيار 2016 في الفقرة المتعلقة باستخدام دور العبادة والمؤسسات العامة حول أن تنظيم بلدية النبطية لقاءا انتخابيا في دار البلدية، إذ تبين فيما بعد أن اللقاء حصل في بلدية كفرتبنيت يوم 30-04-2016. كما تتراجع الجمعية عن تسجيل مخالفة بحق بلدية جران حول استخدام موارد البلدية لعدم توفر الأدلة الكافية.

في المخالفات المرتبطة بالاعلان الانتخابي (مخالفة المادة 70 من قانون الانتخابات 25/2008).

على الرغم من إصدار وزارة الداخلية تعميم رقم 10/أم/2016 بتاريخ 18 نيسان بشأن الإعلان الانتخابي، لناحية التزام البلديات والإدارات المعنية بتحديد أماكن الاعلانات والطلب من جميع المرشحين الالتزام بهذه الاماكن، سجل مراقبو الجمعية المخالفات التالية:

لصق صور من الحجم الكبير على قلعة جبيل تعود للمرشح زياد حواط.

لصق اعلانات على مبنى البلدية وانتشار لليافطات للمرشح أديب سلمون في بيت الشعار.

انتشار عشوائي للصور في منطقة غزير لصالح لوائح "غزير الغد" و"غزير الشراكة".

اعلانات انتخابية على أعمدة الكهرباء في حلبا لصالح لائحة "حلبا الغد".

استخدام أعمدة الإنارة في بلدة درعون - كسروان للاعلان الانتخابي من قبل "لائحة التجدد والقرار الحر".

تعليق صور ويافطات على النصب التذكاري لشهداء الجيش في عكار للمرشح جورج توفيق.

استخدام أعمدة الإنارة للاعلان الانتخابي في المنية الضنية من قبل المرشحين سليم مغازلة ومروان زريقة.

الضغط على الناخبين

أصدر "بنك لبنان والخليج" مذكرة ادارية الى الموظفين لدعم "لائحة البيارتة" ودعاهم الى حضور مهرجان انتخابي للائحة 04-05-2016.

الانفاق الانتخابي

علما أنه لم يتم تحديد سقف للانفاق الانتخابي في إطار الانتخابات البلدية والاختيارية، وهذا إخفاق أساسي في إدارة العملية الانتخابية إذ تفتح الباب للكثير من المرشحين لاستغلال غياب التشريع والإسراف في الصرف بغية التأثير بالناخبين، في حين يمتنع آخرون عن ذلك، ربما لغياب الامكانيات أو لأية أسباب أخرى، إنما النتيجة هي عدم تكافؤ الفرص بين المرشحين ويؤثر ذلك تاليا وبطريقة مباشرة على ديمقراطية الانتخابات.

وسترصد الجمعية الحملات التي تظهر إسرافا في الانفاق وستضيئ عليها ريثما يقتنع المشرع بضرورة وجود هيئة إشراف دائمة ومستقلة لإدارة العمليات الانتخابية كافة ويدرس تاليا السقف الانتخابي المناسب. بناء عليه، لاحظ مراقبو الجمعية ما يلي:

وضع لائحة "زحلة تستحق" حوالي 127 لوحة اعلانية للائحة من حجم 4*4 في المنطقة الممتدة من زحلة لشتورا ومن المصنع حتى ضهر البيدر.

وضعت لائحة "كرامة جونية" حوالي 32 لوحة اعلانية من الحجم الكبير 20*10 امتار في المنطقة الممتدة من نهر الكلب وصولا إلى العقيبة 06-05-2012.

وضعت لائحة "جونية التجدد" حوالي 32 لوحة اعلانية من الحجم الكبير 20*10 امتار في المنطقة الممتدة من نهر الكلب وصولا إلى العقيبة 06-05-2012.

مخالفات قيد التدقيق

على الرغم من الكتاب الذي أرسلته وزارة الداخلية إلى وزارة العدل في 14 نيسان الفائت والذي حمل الرقم 423/ص.م "للطلب من النيابة العامة مكافحة أية رشوة لها علاقة بالعمليات الانتخابية البلدية والاختيارية والنيابية الفرعية في دائرة قضاء جزين"، ما زالت الجمعية تتلقى العديد من الشكاوى في هذا الإطار وهي تعمل على توثيقها وستعلن عنها بعد التأكد منها.

ومن الشكاوى التي تلقتها الجمعية في هذا الإطار:

شكاوى عن رشاوى في جونية وبيت الشعار ومزرعة يشوع والقرنة الحمرا والمطيلب وبعبدا في محافظة جبل لبنان، وشكاوى من ذات النوع في صور - الجنوب وكفرقطرة ودير القمر في الشوف.

في التوصيات

تعيد الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات التأكيد على ضرورة:

وقف استخدام النفوذ من قبل أعضاء المجالس البلدية المرشحين على الانتخابات وتشدد وزارة الداخلية في هذا الإطار واحالة المخالفين منهم الى القضاء المختص.

وقف استخدام الاماكن الدينية والمؤسسات العامة لغايات انتخابية وتشدد السلطات المعنية حول هذا الموضوع واحالة المخالفين الى القضاء المختص.

مطالبة وزارة الداخلية التشدد في تطبيق التعاميم الصادرة عنها لناحية منع المواكب السيارة والترويج الانتخابي.

تحرك النيابات العامة للعمل بجدية على الحد من شراء الاصوات وتوثيق وتجريم المخالفين في هذا الإطار.

مطالبة جميع القوى السياسية وجميع وسائل الإعلام باحترام مبدأ الصمت الانتخابي.

واخيرا تذكر الجمعية اللبنانيين انها تتلقى المخالفات والشكاوى على أرقامها:

01-333713/4، وعبر تطبيق الهاتف خلال فترة الحملة الانتخابية وخلال يوم الاقتراع LADE التي يمكن تحميلها من App Store أو Play Store".

 

تساؤلات بعد عودة الراعي من فرنسا: التوافق على رئيس أم على قانون انتخاب؟

باريس - سمير تويني/النهار/13 أيار 2016/اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته لفرنسا مساء الثلثاء. وتطرح تساؤلات عدة بعد الزيارة حيال طريقة الخروج من الأزمة التي تبدو مستعصية على السياسيين اللبنانيين وعلى القوى الإقليمية والدولية التي تسعى الى حلها من غير أن تخفي خشيتها من ارتدادات أزمات الجوار اللبناني على الوضع الداخلي. ومن الأسئلة التي يطرحها متابعون للملف اللبناني: هل العقدة تكمن في التوافق على رئيس للجمهورية؟ ام في التوصل الى صوغ قانون جديد للانتخابات النيابية بين اللاعبين السياسيين؟ او ان هناك خللاً في اتفاق الطائف الذي ترك ثغراً تؤدي الى هذا التعطيل؟ أو أن المشكلة ليست داخلية بل إقليمية وتحتاج الى اتفاق بين ايران والسعودية لحل الخلافات الداخلية؟ يمكن القول ان هذه الأسباب تتداخل في ما بينها لمنع إيجاد حل للفراغ الرئاسي واقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، ولن تسهل نتائج الانتخابات البلدية التوافق على قانون جديد بعد الاطلاع على نتائج بيروت والبقاع. ويميل المتابعون أنفسهم إلى اعتبار ان المشكلة داخلية اولاً لعدم التوافق بين الاطراف السياسيين على شخصية مارونية تحظى باجماعهم. ففريق الثامن من آذار أي "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحلفاؤهما وهم أقلية، يرفضون النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية غير العماد ميشال عون كما يرفضون المشاركة في أي جلسة نيابية يمكن ان تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية أعضاء المجلس. ويبدو ان الانتخابات الرئاسية مرتبطة بالتوافق على قانون انتخاب لم يتمكن نواب الأمة من صوغه. فكل فريق يود تأمين الأكثرية له في مجلس النواب من خلال "تفصيل" قانون على قياسه وليس قانوناً يؤمن افضل تمثيل للنواب. ولم يتحقق التوافق والاقتراع على قانون انتخابات عصري منذ اكثر من أربعة أعوام. وعلى رغم عرض العديد من الصيغ لم يتم التوصل الى قواسم مشتركة يمكن بناء قانون انتخاب عليها يوافق عليه مجلس النواب ويرسل الى البرلمان اكبر عدد من النواب يمثلون بيئتهم ولا يصلون اليه بواسطة "البوسطات"السياسية. ويشكل التوافق على قانون جديد للانتخاب للعديد من المتابعين العقدة الرئيسية امام امكان التوافق على رئيس للجمهورية، لأن المطالبين بالتعديل يأملون في الحصول على اكثرية تفرض وجهة نظرهم بالنسبة إلى الرئيس الجديد. ويتناسى الذين يأملون من تعديل قانون الانتخاب لمصالحهم انهم طالبوا وما زالوا بأن يحكم البلد بالتوافق. وهذا ما يحصل منذ ان انتهت "حرب الآخرين" على الاراضي اللبنانية اذ لا يحكم البلد بأكثرية وأقلية كما في النظام الديموقراطي السابق بل بتوافق القوى السياسية في ما بينها. والتعطيل اصبح القاعدة في التعامل السياسي مما قضى على الديموقراطية اللبنانية التي تحولت "توافقية". وبديهي بالنسبة إلى المتابعين من باريس ان أي اكثرية جديدة تصل الى مجلس النواب بواسطة قانون انتخاب يكون لمصلحتها لن تتمكن من فرض شروطها وقراراتها على الأقلية لأن القرارات أصبحت تتخذ توافقياً وليس ديموقراطياً.

 

مجلس الوزراء كلف سلام بمشاركة خليل متابعة موضوع العقوبات الاميركية على حزب الله مع حاكم مصرف لبنان

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - عقد مجلس الوزراء، جلسة عادية عند الرابعة والنصف من عصر اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضور الوزراء الذين غاب منهم وزير الزراعة أكرم شهيب. على اثر الجلسة التي استمرت نحو ثلاث ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: "بناء على دعوة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الخميس الواقع فيه 12 أيار 2016 برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء، الذين غاب منهم وزير الزراعة أكرم شهيب. في مستهل الجلسة، كرر دولة الرئيس، كما في الجلسات السابقة، المطالبة بضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت، آملاً أن تكون الانتخابات البلدية، التي تمت مرحلتها الأولى بنجاح بفضل المسؤولين عنها وفي طليعتهم وزير الداخلية، حافزا لاتمام سائر الاستحقاقات الدستورية، بما يؤمن انتظام عمل سائر المؤسسات الدستورية. بعد ذلك أثير موضوع التدابير المتخذة من قبل المصارف، بناء على تعاميم مصرف لبنان تطبيقا لقانون العقوبات الاميركي على حزب الله، فتمت مناقشة هذه التدابير حيث أبدى الوزراء وجهات نظرهم بشأنها وبنتيجة مناقشة مستفيضة، قرر المجلس تكليف دولة الرئيس متابعة هذا الموضوع مع حاكم مصرف لبنان بمشاركة وزير المالية المطلع على تفاصيل الاتصالات والاجراءات المتخذة واعلام مجلس الوزراء عند الاقتضاء عن نتيجة متابعته لهذا الموضوع. بعد ذلك تم عرض موضوع العقد الموقع بين الدولة اللبنانية وشركة j&pavax متعهدة أعمال معمل دير عمار فتمت مناقشة مستفيضة لهذا الموضوع من الناحيتين القانونية والاستنسابية وقد استغرقت هذه المناقشة وقتا طويلا بحيث تم تأجيل البحث الى الجلسة المقبلة التي ستعقد بعد ظهر يوم الخميس المقبل".

 

لبنان على شفير الانفجار ، نتيجة الخلافات الداخلية، وسلاح حزب الله  والنزوح الكبير و المخيمات

محمد عبد الحميد بيضون/12 أيار/16

في سياق الاهتمام الدولي بلبنان ، ُينقل عن مرجع غربي ان الهيئات الدولية ولا سيما المالية منها والمتمثلة بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والهيئات المانحة الاخرى ، كانت اصرت على المسؤولين اللبنانيين السير في الانتخابات البلدية التي سعى العديد منهم الى تأجيلها. ويعزو هذا المرجع احد الاسباب الاساسية اعتقاد المجتمع الدولي ان الفراغ الرئاسي هو طويل الامد ويجب ملء جانب من الفراغ الخدماتي عبر المجالس المحلية ، كما ان المجتمع الدولي يرغب بمجالس فاعلة تحاكي المجالس في غرب كردستان وفي الرقة وشرق سوريا ، حيث بدأت الأقاليم الصغيرة بالتنامي. وبالتالي ُيطرح السؤال ، هل يمكن ان تكون البلديات مقدمة لفدرالية مقنعة ؟؟الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ، رأى من جهته ان هذا الربط ليس في محله ، فالإصرار الغربي والشرقي ، قال بيضون ، على اجراء الانتخابات البلدية هو من باب إعطاء الانطباع ان لبنان يعيش بشكل طبيعي ، فكل العالم يشعر اليوم ان هذا البلد هو على شفير الانفجار ، نتيجة الخلافات الداخلية، سلاح حزب الله ، النزوح الكبير ، المخيمات ، فالاعتبارات الاساسية لدى الغرب ، هي جعل لبنان يعطي انطباعا انه مستقر ، وانه يتحسن ، وبالتالي ارى انه ليس هناك من أبعاد اخرى . ويعتبر الوزير بيضون ان البلديات حتى في الانماء لا تعمل ، فما بالنا في السياسة ، ويقول ، كلنا نعرف البلديات ، هم يصرفون على انفسهم . وردا على سؤال حول الانتخابات البلدية الحالية وعما اذا كانت تحمل أية مفارقات جديدة ، قال الوزير بيضون ، أنا ارى ان قوى الثامن من آذار وعلى رأسهم حزب الله ، تعمل منذ زمن طويل على محاصرة تيار المستقبل ، فهم يعتبرون انه اذا انهزم هذا التيار ، مشروعهم الاقليمي سيقوى ، كما يعتبرون ان تيار المستقبل هو امتداد للاستراتيجية السعودية وبالتالي يجب أضعافه ، ففي الانتخابات ام في غيرها ، اليافطة الكبيرة التي تسير تحتها كل اطراف الثامن من آذار واحزاب ولاية الفقيه اليوم هي إضعاف هذا التيار ، وهو من جانبه مدرك لهذا الامر وللحملات التي يواجهها ولمحاولات تفتيت قاعدته وتفتيت بيروت ، ونحن كنا نقول للرئيس الحريري انه يجب إعطاء اهتمام اكبر لقاعدته لانه غاب فترة طويلة ، ويجب تعويض هذا الغياب بالاهتمام بمشاكل قاعدته وإيجاد الحلول لها ، وايضا يجب ان يقوم بتغييرات كبيرة في فريقه لناحية توسيعه وإدخال دم جديد ، دم قادر ان يعطي إنتاجا وان يتحرك ، فالفريق الذي يعمل معه حاليا لم يستطع تغطية غيابه في الفترة الماضية وعن حظوظ لوائح المستقبل بشكل عام، قال بيضون ، بالتأكيد حظوظها كبيرة ، ولكن المقياس هو نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع ، وقدرة الحريري على الحشد لهذه الصناديق ، فهذه هي الأساس، فنسبة المقترعين هي الاشارة الاساسية، ذلك ان غياب خمس سنوات للحريري ، لا يمكن تعويضه في اسبوع واحد، وهم على كل حال يحاولون تحميله مسؤولية فشل هذه الحكومة ، في حين ان فشل الحكومة الحالية يجب ان يتحمله الجميع وبالاخص الرئيس بري والجنرال عون .

 

مقتل 79 عنصراً من قوات النظام و”حزب الله” والايرانيين خلال أسبوع

 جويس كرم/الحياة/12 أيار/16

لم تهدأ جبهة حلب بشكل كامل أمس، بعد ليلة تخللها تبادل للقصف بين قوات النظام والفصائل المعارضة، على الرغم من سريان هدنة مؤقتة بين الطرفين، في وقت استمرت معارك خان طومان، وأعلن عن سقوط المزيد من قتلى ما يسمى «حزب الله» والفصائل الإيرانية المقاتلة إلى جانب النظام. وبث الحزب الإسلامي التركستاني، مقطعا مصورا، عن المعارك الأخيرة التي خاضها في بلدتي (خان طومان، والخالدية) في ريف حلب الجنوبي، ويتضمن المقطع صورا من المعارك في البلدة، إضافة إلى أسرى الحرس الثوري الإيراني الذين سقطوا بيد الحزب. ويظهر في المقطع الذي نشرته وكالة (قاسيون) ثلاثة أسرى إيرانيين مكبلي الأيدي، وهم بيد الحزب الإسلامي التركستاني، إضافة إلى صور قتلى الميليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية الذين قتلوا خلال معركة السيطرة على خان طومان. ويشير الإصدار إلى خطة عسكرية وضعها الحزب إلى جانب «جبهة النصرة»، وتنظيم جند الأقصى، والتي سبقت السيطرة على خان طومان في الريف الجنوبي لمدينة حلب. في سياق آخر، لفت مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إلى تسجيل خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في مدينة حلب، من قبل قوات النظام والمعارضة على حد سواء، إلا أنها لم تخلف خسائر بشرية، فيما استمرت المعارك في منطقة خان طومان بريف حلب الجنوبي.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بتعرض الأحياء الشرقية في حلب لغارات جوية من قبل قوات النظام استهدفت ليلا مواقع للفصائل المعارضة في حيي المواصلات وسليمان الحلبي، قبل أن يتجدد القصف الجوي بالرشاشات الثقيلة بعد منتصف الليل على حيي الميسر والقاطرجي؛ ما تسبب في إصابة شخصين بجروح على الأقل. وأورد المرصد، من جهته، أن «طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل أمس غارات عدة على أحياء بني زيد، كرم الجبل، بستان الباشا، والجندول في شمال حلب، تزامنا مع قصف جوي على أحياء أخرى في شرقها». وأفاد بقصف جوي استهدف مناطق عدة في ريفي حلب الشمالي والجنوبي.

وفي الأحياء الغربية، تحت سيطرة قوات النظام، أشار المرصد إلى سقوط قذائف بعد منتصف ليل الثلاثاء (الأربعاء) على حيي حلب الجديدة وقرب حي الحمدانية الخاضعين لسيطرة قوات النظام.

وأعلن المرصد عن توثيق، منذ 5 أيار الحالي وحتى أمس، مقتل ما لا يقل عن 79 عنصرا من المسلحين الموالين للنظام من جنسيات سورية وعراقية ولبنانية وإيرانية، بينهم 20 إيرانيا، من ضمنهم 13 مستشارا، و6 عناصر مما يسمى «حزب الله» اللبناني، و21 مقاتلا أفغانيا و14 عنصرا من قوات النجباء العراقية، و18 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية. وأشار إلى وصول عدد قتلى «جبهة النصرة» وفصائل المعارضة وتنظيم جند الأقصى والفصائل المقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني إلى 94 مقاتلا قضوا في المعارك التي دارت في خان طومان ومحيطها بريف حلب الجنوبي.

ولفت كذلك إلى أن الضربات الجوية المكثفة والقصف المدفعي والصاروخي والاستهدافات المتبادلة والاشتباكات العنيفة بين الطرفين، أسفرت عن إصابة أكثر من 300 مقاتل وعنصر من الفصائل و«النصرة» والتركستاني و«جند الأقصى»، والمسلحين الموالين للنظام من جنسيات عربية وآسيوية وسوريا، بينهم العشرات ممن بترت أطرافهم وآخرون أصيبوا بجراح بليغة. من جهتها، أفادت قناة سكاي نيوز، نقلا عن مصادر في المعارضة السورية، بوصول أكثر من 10 مصابين إلى مستشفى تشرين العسكري في مدينة حلب من عناصر ما يسمى «حزب الله»، فيما قتل 9 عناصر من مسلحي «الحزب» في معارك قرب جبل عندان.

وأوضحت المصادر، أن 9 عناصر قتلوا، من بينهم المقدم مصلح يونس مسؤول الحملة العسكرية الأخيرة لما يسمى «حزب الله» في جبل عندان، بعد معارك عنيفة دارت بين القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها وفصائل المعارضة السورية. وأضافت المصادر، أن «(جيش الفتح) أكد مقتل مجموعة مؤلفة من 5 عناصر من الميليشيات الإيرانية على محاور خان طومان بريف حلب شمالي سوريا». وتم التوصل إلى الهدنة المعلنة في حلب؛ استنادا إلى اتفاق روسي – أميركي. وجاءت في إطار وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 شباط، لكنه ما لبث أن انهار في حلب، حيث قتل نحو 300 مدني في غضون أسبوعين، ليتم الاتفاق على هدنة جديدة تم تمديدها مرتين، كان آخرها الثلاثاء 48 ساعة إضافية.

 

مصادر مقربة من “حزب الله”: “التيار” يعلم أنه لولانا لكان فرنجية رئيسا منذ ترشيحه!

الديار/12 أيار/16/غداة الإنتخابات البلدية والإختيارية، قيل الكثير على صفحات “الفايسبوك” كما على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تدهور العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” . البعض اختزل الحالة بـ”سوء التفاهم الذي يهدد ورقة التفاهم”. مصادر مقربة من “حزب الله” تقول: “البعض اساء الفهم فأساء الى التفاهم”؟، واضافت المصادر  أن “الحزب اكبر من ان يسيء الى التفاهم”. وتابعت المصادر المقربة من حزب الله لصحيفة “الديار” بالقول: “التفاهم مصلحة استراتيجية للطرفين، وبالتالي للبنان، والعوامل التي فرضت حصوله لا تزال مستمرة”، مؤكدة “اننا لسنا جسماً واحداً او بنية عضوية واحدة، منذ البداية كانت هذه القناعة، ومن الطبيعي ان تكون هناك وجهات نظر متباينة حول بعض المسائل، ولكن في المواضيع الاساسية، مثل سوريا، ورئاسة الجمهورية، والمقاومة كنا دائما في موقع واحد”، موضحة أن “حزب الله” طلب من “التيار الوطني” ان يتفهم طبيعة علاقتنا مع حلفائنا، لا سيما الرئيس نبيه بري، وهم ايضاً طلبوا منا ان نتفهم علاقتهم مع القوات اللبنانية”. وتابعت المصادر: “التيار عقد تحالف معراب ولم نعلق عليه سلباً، ولم نطلب منه وقف حملة الدكتور سمير جعجع علينا بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، والتيار يعلم انه لولا موقفنا الثابت لاصبح النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية منذ ترشيحه”.

وترى المصادر “انه من الطبيعي ان يكون هناك اختلاف في مسائل محددة، من دون ان يهز ذلك التفاهم. حدث هذا بالنسبة الى التمديد لقيادة الجيش، واوضحنا للتيار اننا لا نستطيع ان نعطي اصواتنا لـ”القوات” في زحلة. لدينا التزام مع السيدة ميريام سكاف، ومع النائب نقولا فتوش الذي وقف معنا منذ عام 2005، وله مواقف مشرفة، وكان دائماً حليفاً لنا”. وتشير المصادر إلى أنه “لو اخذ برأينا وحصل تفاهم بين الجنرال عون والنائب فتوش والسيدة سكاف لاكتسح الثلاثي كل المقاعد، ولكن…”. اما لماذا لم يترشح الحزب ولم يقترع في بيروت فقالت المصادر المقربة: “لأن الرئيس بري يمثلنا”، وتضيف المصادر ان الرئيس سعد الحريري كان يراهن على ان نخوض انتخابات بيروت ليستثير العصبية المذهبية، ويرفع منسوب المقترعين لم نمنحه هذه الفرصة، ولو اقترعنا كما اظهرت النتائج، لحصل اختراق في لائحة “البيارتة” لا يقل عن 10 مقاعد”.

وحسب المصادر المقربة من “حزب الله”، فان الحريري يعتمد في الوقت الحاضر، سياسة “الاحتواء” وتجنب المعارك لانه يعلم تماماً، ومعركة بيروت اظهرت ذلك، ان اي اختبار شعبي سيكون مكلفاً وصادماً. على هذا الاساس تشكلت لائحة بيروت، بمشاركة كل الاطراف تقريباً، واضطر الى مد اليد الى العماد ميشال عون”. واذ تبدو طرابلس المختبر الحقيقي لخارطة القوى، فهو تفادى المعركة ومد يده الى الرئيس نجيب ميقاتي مع علمنا التام حسب المصادر بموقفه الحقيقي، او بموقف تيار المستقبل منه، لكنها الضرورة، ضرورة الا تكون الضربة قاسية جداً في عاصمة الشمال وما تعنيه بالنسبة الى الحريري.

وتابعت المصادر “ان الانتخابات البلدية اثرت في المشهد السياسي العام، وتشير المصادر الى ان الحزب اثبت انه يتمتع بحضور شعبي كاسح ، مع حلفائه، في البقاع، و”لسوف يتكرر ذلك في الجنوب”. وعن بريتال، قالت المصادر المقربة من “حزب الله”: “الحزب بقي بعيداً عنها على اساس ان للشيخ صبحي الطفيلي حيثية كونه اميناً عاماً سابقاً للحزب، لكنه تجاوز كل الخطوط الحمراء بمواقفه وتصريحاته لا سيما حيال الشهداء، فكان ان الناس انتخبوا ضد منطقه”…وترى المصادر “ان الازمة السورية طويلة، وبالتالي الازمة اللبنانية طويلة، الا اذا ذهبنا الى خيار السيد حسن (نصرالله) الذي دعا الى الفصل بين الأزمة في سوريا، واختلافنا فيها وعليها والأزمة اللبنانية، وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية بارادة لبنانية بحتة”. وتشدد المصادر على ان السعودية هي التي تحول دون المضي في ذلك الخيار “لأنها لا تريد ميشال عون”، واكدت «اننا لسنا معنيين ابداً بالمؤتمر التأسيسي”، السيد كان واضحا حين قال “اذا اردتم…”، وهو الذي أعلن التزامه اتفاق الطائف، ولا مثالثة ولا من يحزنون..

 

علماني «برّه».. عنصري.. طائفي «جوّه»

 دلع المفتي/منبر الشفّاف

فكّر قليلاً، هل أنت مستعد أن تعطي صوتك لبهائي في مصر، أو لمسيحي في الكويت، أو لإيزيدي في العراق أو لأي أقلية مخالفة لعقيدتك قامت الدنيا ولم تقعد إثر فوز صادق خان، ابن المهاجر الباكستاني، بمنصب عمدة لندن، قامت الدنيا عندهم لأسباب، وعندنا لأسباب أخرى. فبالنسبة الى الإنكليز، فاز رجل «بريطاني» عصامي كفء، وصل إلى ما هو عليه بجهده وعلمه وعمله فاستحق المنصب. أما بالنسبة الينا، فالذي وصل رجل مسلم. ثم انشغلنا بـ«الأهم»: هل هو سنّي أم شيعي؟! كنت أقرأ التعليقات المختلفة على تويتر، وتذكرت مقالاً نشر في القبس منذ مدة يطالب فيه رجل مسيحي كويتي بحقه في أن يستقبل التهاني بالكريسماس في بلده. تخيل أن المواطن الكويتي يطالب بحقه في التهنئة فقط ردّاً على بعض رجال الدين الذين يمنعون تهنئة غير المسلم بأعياده، هذا بخلاف الدعاء على المسلمين «المختلفين» مذهبياً على بعض منابر المساجد كل يوم جمعة، والطائفية المقرفة التي نتعاطى بها مع من يختلف عنا دينياً أو مذهبياً في كل دولنا العربية، بينما أخونا صادق خان المسلم أصبح عمدة أكبر وأهم عواصم العالم! فاز خان في مجتمع علماني لا يقيس صلاح الإنسان بأصله أو دينه أو مذهبه، بينما لو خان الحظ صادق خان وانتهى في بلادنا بدلاً من بريطانيا، لظل مهمّشاً لا يحلم بجنسية إلى أن يموت، ولأصبح في أحسن الأحوال موظفاً بسيطاً في شركة تحت نظام الكفيل يبيع ويشتري فيه بمزاجه. فالمناصب عندنا ليست متاحة للجميع، ولا يصل إليها «أي» شخص، فهي باعتقادي «تركة» توزع بالعدل والقسطاس على أقرباء وأبناء وأحفاد معظم المسؤولين، ولا يحق لعامل بسيط، مهما اجتهد، أن يضع رأسه برأس «كبار القوم»، وأن يطمع في منصب حتى وإن كان كفأ له، فعندنا «ابن الزبال ما ينفعش يبقى قاضي»، كما صرّح وزير العدل المصري الأسبق.إن ازدواجية المعايير آفة نعاني منها في هذه البقعة من العالم، فحالما ينجح مسلم في الغرب أو يتولى منصباً مهماً، نتراكض لنسبه إلينا، فنلغي كل انتماءاته القومية والوطنية والاثنية ولا نذكر إلا دينه، وفي الوقت نفسه إن قام مسلم بعملية إرهابية وحتى إن خرج من بين ظهرانينا، درس في مدارسنا، وتخرج في معسكراتنا، وحتى إن صرخ «الله أكبر»، أنكرنا عليه دينه وتبرأنا منه وأخرجناه من الملة، فنحن شعوب من الملائكة والناجحين والمتفوقين فقط.

كثير من المسلمين والعرب وصلوا إلى أعلى المناصب في بلاد الغرب، إلا أنهم في بلادهم لا يتحركون قيد أنملة من دون النظر في أديانهم، مذاهبهم، أصولهم وفصولهم. نعم، نحتفي بالعلمانية التي تسمح لمسلم أن يتفوق في الغرب، فنحن علمانيون، ديموقراطيون، ليبراليون «برا» فقط. أما «جوا»، فنحن عنصريون، طائفيون، متطرفون.

قبل أن تحتفل بفوز مسلم في بريطانيا، فكّر قليلاً، هل أنت مستعد أن تعطي صوتك لبهائي في مصر، أو لمسيحي في الكويت، أو لإيزيدي في العراق أو لأي أقلية مخالفة لعقيدتك أو مذهبك؟ إن كان جوابك بالنفي، فضع كاتماً لصوتك، ووفر علينا قبح رأيك!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء بين ميقاتي والحريري بدعوة من سلام في المصيطبة: لبنان بحاجة الى تحصين جبهته الداخلية في ظل الاوضاع المتفجرة بالمنطقة

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام البيان التالي:"بدعوة من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، التقى الرئيسان نجيب ميقاتي وسعد الحريري مساء اليوم الى مائدة عشاء في منزله في المصيطبة، وتم البحث في الأوضاع السياسية العامة والتشديد على ضرورة تعزيز اللحمة بين مكونات النسيج اللبناني من دون استثناء أو استبعاد أحد، لأن لبنان يحتاج الى تحصين جبهته الداخلية في ظل الاوضاع المتفجرة في المنطقة التي بلغت حدا غير مسبوق في خطورته. ونوه الرئيسان ميقاتي والحريري بمبادرة الحكومة الى اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية. وأمل المجتمعون أن ينسحب هذا الأمر على الاستحقاقات كافة، لا سيما منها انتخاب رئيس للجمهورية، وأن تتعاون كل الاطراف من أجل اطلاق عجلة عمل مجلس النواب واقرار قانون جديد وعصري للانتخابات النيابية.

 

مواطنون ومواطنات في دولة: ترشحنا لإطلاق تصورنا لحياة الناس وإدارة المجتمع والفرز في الانتخابات فوضوي والمحاضر ملأى بالأخطاء

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - عقدت حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" مؤتمرا صحافيا صباحا للحديث عن نتائج الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع، وقالت في بيانها: "دولة لا تقدم أي طرح جدي لمعالجة هموم الناس وتلبية طموحاتهم. النتائج لم تصدر حتى الآن. الفرز كان فوضويا، والمحاضر ملأى بالأخطاء. هيئة الإشراف غير موجودة. المصارف ترفض فتح حسابات للحملة، اللوائح تطبع مسبقا". واضافت: "نحن هنا أولا لتقدير عمل المرشحات والمرشحين، خارج منطق اللوائح، لأنهن ولأنهم وضعوا الناس أمام خيار فالديموقراطية تقوم على الخيار. الاختيار يصور وكأنه خيانة، ويسمى تشطيبا". وذكرت الحركة ب"الضغوط على أشخاص بادعاء خسارة أموال موهومة وباستخدام العلاقات العائلية وحتى باستذكار الحرب. ليس لأنهم يمثلون تهديدا على الفوز بل لأنهم يطرحون خيارا، وبالتالي يمسون السلطة: سلطة العائلات والزعماء وهي متكاملة". وتابع البيان: "أركان السلطة يحاولون إعادة ترميمها بعدتهم القديمة: المال والطوائف، ولكنهم في حال مزرية: لأن المنطقة تغيرت وباتت ساحة حروب، والمال شحت قنواته. لأن المجتمع تغير بسرعة: الفقر والهجرة والنازحون والعنصرية والاستزلام. لأن بنية كل من الأحزاب الطائفية متعثرة بين تصاعد التحديات وإرباك التحالفات وإدارة الوراثة كل نأي بالنفس ضحك على الذات قبل أن يكون ضحكا على الناس، بحجة المحليات والخصوصيات والحيثيات. الانتخابات البلدية انتخابات أولا، وبلدية ثانيا".وسألت: "كيف نقوم النتائج؟ ما هو معيار التقويم ولماذا ترشحنا في كل المناطق، وبمرشح واحد أو بعدد محدود من المرشحين؟".

 وقالت: "لم نترشح للدخول إلى المجالس البلدية فقط، فالبلدية ليست هيئة إدارية أو فنية، بل هي سلطة منتخبة من الناس. وإن دخلنا إلى أي مجلس بلدي، فإن كل واحد منا سيكون عينا للمواطنين، جاسوسا لمصلحتهم في دهاليز السلطة المحلية ومغوارا في مواجهة السلطة الفاشلة والفاقدة للشرعية.

ترشحنا أولا لإطلاق تصورنا لحياة الناس وإدارة شؤون المجتمع، لبناء دولة مدنية ديموقراطية عادلة وقادرة. ترشحنا لإطلاق مناضلين ومناضلات لا يكتفون برفض الأوضاع المذرية القائمة بل يدركون أسباب تشكل هذه الأوضاع واستمرارها على ما هي عليه وكتل المصالح التي تدعمها، والمفاصل التي يجب حسمها لتغييرها، يقرنون الحماسة بالمعرفة. لتشكيل إطار سياسي منظم ورحب لا يمكن حصره في قفص مناطقي أو طائفي، ولا في طقوس اللوائح المغلقة ولا في أدبيات الموضة والمواسم". واضافت: "نعرف جيدا أن الترشح في انتخابات بلدية لا تحاكي الواقع وتشكل مهرجانا لتنافس الوجهاء بتصور سياسي وبمرشحين قلائل يفقدنا أصواتا كثيرة لأن الناس ما زالوا لا يربطون بين الانتخابات البلدية وحساباتها الصغيرة وبين همومهم الكبيرة. لكن وضوح التصور أهم. خضنا الانتخابات في مقابل قطب واحد وهناك في وسط معركة "كسر عضم"، وهناك بين صخب وجهاء العائلات، وبالتوازي مع لائحة معارضة لم نتمكن من توحيد الجهود معها على رغم سعينا المستمر، لأنها أرادت أن تظهر بصورة اللائحة المكتملة وألا تنخرط في السياسة. وما زالت الأيادي ممدودة للحوار وللخيار مع الجميع: من يكتفون بالمطالبة بإدارة أكثر مهارة، من يتبعون زعماءهم، من يتعصبون لعائلاتهم لأن تصورنا يصيب مكانا آخر، يتحدد على ساحة أخرى، هدفه ضرب نظام أفقد كل فرد الأمل. ولأن الانتخابات البلدية تنتهي بعد أسبوعين أما المواجهة فتستمر". وتابع البيان: "نحن سعداء جدا أن يكون هناك أكثر من تصور للخروج من الوضع القائم البائس، كي يبني الناس خيارهم. ونقول إن الخيارات في الشؤون العامة هي السياسة بالذات، وليست الشؤون العامة مسألة تقنيات وتكنوقراط.

الخيار يناقض وجود اللوائح واستخدام المال. الخيار يفرض إعادة الاعتبار الى السياسة، أي الى العمل العام. وتخطي الازدواجيات المضللة بين السياسة والإنماء، وبين السياسة والمجتمع المدني. الخيار يدور اساسا حول إعادة تشكل الدولة". وأضاف: "في المرحلة الأولى خضنا الانتخابات في بيروت وزحلة وبعلبك وصغبين ومشغرة. أي كتلة سياسية كانت معنية مباشرة بهذه الساحات معا؟ حققنا أكثر من 7 في المئة فيها مجتمعة، أي ما يوازي حجم تمثيل كبريات الكتل السياسية الجالسة حول ما يسمى طاولة الحوار. نسبة أصواتنا في بيروت تماثل نسبة أصواتنا في بعلبك فوق 7 في المئة. حققنا 2 في المئة في زحلة و30 في المئة في مشغرة وأكثر من 50 في المئة في صغبين". وعبرت الحركة عن "الفرح بفوزها في صغبين: نفرح بالأخص بفوز "المواطنة" غادة غانم في صغبين وبالنتيجة الحلوة التي حققها المواطن نصري الصايغ في مشغرة". وحيت "مرشحاتها في بعلبك: هديل الرفاعي وميرفت وهبة ويمنى الطفيلي، وفي زحلة اليسار سماحة على الجرأة اللاتي تحلين بها وعلى جهودهن". وختمت: "في المرحلة الثانية نخوض الانتخابات في جونيه وجبيل وكفردبيان: في جونيه جلال خوري، في جبيل كلود مرجي، وفي مزرعة كفردبيان جوزفين زغيب".

 

الوفاء للمقاومة: تعاميم حاكم المصرف المركزي انصياع غير مبرر لسلطات الانتداب الاميركي النقدي

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد وفي حضور أعضائها. وصدر على الأثر البيان الآتي: "مع مطلع شهر شعبان المبارك الذي يزدان بذكرى ولادة حفيد رسول الله محمد الامام الحسين وولادة ابنه علي ابن الحسين زين العابدين وكذلك بذكرى ولادة أخيه أبي الفضل العباس وهي الذكرى التي اعتمدتها المقاومة الاسلامية يوما سنويا للجريح المقاوم، تهنئ الكتلة جميع المسلمين والأحرار بهذه المناسبات العطرة وترسل تحية اكبار وتضامن مع جرحى المقاومة الذين صانوا بجراحهم وبدماء اخوانهم المجاهدين والشهداء سيادة الوطن وكرامة ابنائه, كما تؤكد لعوائلهم الشريفة وقوفها الدائم الى جانبهم والتزامها عهد الوفاء لهم ولتضحياتهم. وعلى صعيد آخر، أبدت الكتلة ارتياحها الى إنجاز المرحلة الأولى من الاستحقاق البلدي والاختياري في كل من بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، وسط أجواء تنافسية هادئة وحرص عام على الأمن والاستقرار، وهي تتوجه الى شعبنا اللبناني بتحية إكبار لوعيه وتمسكه بحقه الطبيعي في التعبير عن خياراته تحت سقف القانون ترشحا أم اقتراعا أم امتناعا. كما تتوجه الكتلة بالتهنئة وبالشكر الجزيل الى كل أهلنا في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، الذين ساهموا في إنجاز هذا الاستحقاق وتصرفوا بأعلى درجة من المسؤولية الوطنية ولم ينزلقوا الى مهاوي التشنج المذهبي والطائفي، وأكدوا احتضانهم المعتاد لمرشحي "التنمية والوفاء للمقاومة ولشهدائها"، ووجهوا للعالم رسالة بالغة الوضوح بأن البيئة الحاضنة للمقاومة ولرجالها ستبقى السند الداعم لهما في كل الظروف والأحوال وعلى الرغم من كثرة الاستهدافات المعادية وتنوعها.

وتجدد الكتلة تأكيدها لكل الحلفاء أنها ستبقى في موقع الحريص عليهم جميعا، أيا تكن التباينات الجزئية معها أو في ما بينهم على مستوى الأداء، أو على مستوى التقدير للظروف الخاصة ولحسابات المصالح والاحجام.

بعد ذلك ناقشت الكتلة جدول أعمال جلستها وانتهت الى ما يأتي:

1- إن التعقيدات التي تواجهها محاولات ايجاد التسويات السياسية للأزمات في سوريا والعراق واليمن، تأخذ ويا للأسف الشديد منحى تصاعديا ينذر بإطالة أمد هذه الأزمات، ولقد بات واضحا الدور المحوري للادارة الأميركية وللنظام السعودي في هذا المنحى التصعيدي للتوتر والتعطيلي للحلول الواقعية والممكنة وما يجري من مجازر دموية في العراق يؤكد ذلك.

ولا شك في أن لبنان سيتأثر سلبا بهذا المنحى ما لم تحسن السلطة مراعاة الوفاق الوطني ومتطلباته.

إن كتلة الوفاء للمقاومة تؤكد أن لبنان هو في دائرة التهديد والاستهداف من إرهاب الجماعات التكفيرية على اختلافها ودون أي تمييز، ومن إرهاب العدو الاسرائيلي الذي لا يزال يهدد لبنان دائما بالعدوان.

إن المسؤولية الوطنية تقتضي من الجميع إعداد كل الظروف والمناخات والتفاهمات اللازمة والمناسبة لدرء ومواجهة هذين التهديدين والاستهدافين. وإن أي تغافل عن خطرهما أو الاستخفاف بشأنهما هو كارثة كبرى ستطال الجميع، كما ان رهان البعض على صداقاته الدولية والاقليمية مع حلفاء هذين الارهابين هو رهان فاشل، قد أثبتت الوقائع الماضية والتطورات الجارية من حولنا خطأه وسوء العاقبة التي تطال أصحابه مع أوطانهم وشعوبهم.

2- إن الحل الواقعي للأزمة السياسية في لبنان يقتضي أولا عودة الجميع الى التطبيق الكامل لوثيقة الوفاق الوطني من دون أي استنساب أو انتقاء، والاقرار ثانيا لقانون انتخاب تمثيلي صحيح وعادل وفاعل يعزز الوحدة الوطنية والعيش المشترك ويعتمد المناصفة والنسبية الكاملة في لبنان كدائرة واحدة أو بضع دوائر موسعة.

إن التهرب من إقرار هذا القانون الانتخابي الأمثل تحت أي ذريعة ليس له ما يبرره على الاطلاق خصوصا بعد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية أخيرا. كما أن الهواجس التي تنتاب المسيحيين بالنسبة الى وجودهم، خصوصا بعد الذي جرى عليهم في العراق وسوريا على أيدي الارهابيين التكفيريين، لا سبيل الى تبديدها إلا بتعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك والمناصفة والشراكة الحقيقية في الحكم، وهي تتحقق جميعها من خلال اعتماد النسبية الكاملة في قانون الانتخاب المأمول.

3- إن القانون الاميركي الذي صدر أخيرا وتلتزم المصارف اللبنانية العمل بموجب أحكامه، هو قانون مرفوض جملة وتفصيلا لأنه يؤسس لحرب إلغاء محلية يسهم في تأجيجها المصرف المركزي وعدد من المصارف، فضلا عن كون التزامه مصادرة للسيادة اللبنانية النقدية.

إن التعاميم التي أصدرها أخيرا حاكم المصرف المركزي وفقا للقانون الاميركي السيئ الذكر، هو انصياع غير مبرر لسلطات الانتداب الاميركي النقدي على بلادنا، ومن شأنها أن تزيد تفاقم الأزمة النقدية وتدفع البلاد نحو الافلاس بسبب ما سينتج من قطيعة واسعة بين اللبنانيين والمصارف، الأمر الذي يعرض البلاد لانهيار نقدي خطير ولفوضى عارمة غير قابلة للإحتواء.

إن الكتلة تدعو حاكم المصرف المركزي الى اعادة النظر في تعاميمه الأخيرة لتتوافق مع السيادة الوطنية، وتطالب الحكومة بإتخاذ الاجراءات المناسبة لتلافي التداعيات الخطرة التي ستنجم عنها".

 

الإسكوا: لبنان بحاجة إلى استراتيجية متكاملة لمعالجة تفاقم انعدام الأمن الغذائي والتغذية

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - أشار تقرير أصدرته الإسكوا أن "على لبنان التعجيل بصياغة استراتيجية وطنية متكاملة للأمن الغذائي والتغذوي لمواجهة أزمة انعدام الأمن الغذائي المتفاقمة في البلاد. وأجرت الإسكوا، بتكليف من برنامج الأغذية العالمي، مراجعة استراتيجية لملف الأمن الغذائي والتغذوي في لبنان، ونتج عنها توصيات ملموسة لتحسين الأمن الغذائي والتغذية لجميع المجتمعات في لبنان".

الحسن

وقال رئيس شعبة التكامل والتنمية الاقتصادية في الإسكوا محمد مختار الحسن: "يوصي التقرير بضرورة تضافر الجهود على جميع المستويات لتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة في لبنان، وهو القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة. وتستطيع الأمم المتحدة، من خلال إنتاج قاعدة المعرفة المطلوبة للعمل، تسهيل الإجراءات التي يجب اتخاذها على المستويين السياسي والشعبي لحماية لبنان من تدهور أمنه الغذائي والتغذوي". ويحلل التقرير مدى توفر الغذاء وسهولة الحصول عليه واستخدامه، واستقرار استهلاك وإنتاج الغذاء في لبنان، ويقدم توصيات شاملة لدعم لبنان في تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة وهو القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة. ومن النتائج الرئيسية التي توصل إليها التقرير ضرورة إصلاح الجوانب التي تؤثر على الأمن الغذائي والتغذوي كتجارة الأغذية وتنظيم السوق ومرونة الإنتاج بغية زيادة الحصول على الغذاء بأسعار معقولة.

هاينريش

وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان دومينيك هاينريش: "نأمل أن تساعد نتائج وتوصيات التقرير جميع الأطراف في معالجة القضايا الهامة التي تؤثر على الأمن الغذائي والتغذوي في لبنان، لا سيما في ظروف انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع في أوساط اللاجئين وتزايد انعدام الأمن الغذائي في المجتمعات اللبنانية المضيفة. وسيواصل برنامج الأغذية العالمي، بالشراكة مع المؤسسات الحكومية المعنية والأطراف المعنية الأخرى اللبنانية والدولية، توسيع نطاق برامجه الحالية ومواصلة الدعم الطارئ للفئات السكانية الأكثر ضعفا من المقيمين واللاجئين على حد سواء".وعلى الرغم من اعتماده الكبير على استيراد الأغذية، لا يزال لبنان ينتج كمية كافية معقولة من الأطعمة المغذية. لكن قطاعه الزراعي لم يصل بعد إلى كامل إمكاناته، وذلك جزئيا بسبب غياب تخطيط استخدام الأراضي وعدم تطور سلسلة القيمة، وكلاهما يزيد تعرض البلد لصدمات أسعار الغذاء. ويشير التقرير إلى أن اللبنانيين واللاجئين على حد سواء يواجهون تحديات انعدام الأمن الغذائي. فقد أورد أن 49 بالمئة من اللبنانيين قلقون بشأن قدرتهم على الحصول على ما يكفي من الغذاء، و31 بالمئة منهم يقولون إنهم كانوا غير قادرين على تناول طعام صحي ومغذ على مدار سنة. علاوة على ذلك، تفرض زيادة أسعار المواد الغذائية بشكل عام وتغير الأنماط الغذائية تحديات جديدة، كنقص المغذيات الدقيقة وزيادة مستويات السمنة. وتقول الإسكوا: "إن تبني استراتيجية وطنية واضحة وشاملة ومتعددة الأطراف للأمن الغذائي والتغذية ليس سوى خطوة أولى على طريق مواجهة تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي والتغذوي في البلاد. ويحدد التقرير مسارا للإصلاح، ويمكن للأمم المتحدة الآن أن تعمل بدأب جنبا إلى جنب مع شركائنا في الحكومة والمجتمع المدني للقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذوي لجميع الناس الذين يعيشون في لبنان".

النتائج الرئيسية للتقرير

- يستورد لبنان قرابة 80 بالمئة من احتياجاته الغذائية مما يعرضه لصدمات الأسعار بل ويساهم في ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.

- رغم وجود أراض خصبة وعمالة رخيصة نسبيا، انخفضت مساهمة القطاع الزراعي إلى 4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

- تتأثر المجموعات السكانية المختلفة بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بتوفر الغذاء والحصول عليه، ولذلك يدعو التقرير إلى إعادة النظر في قيود سوق العمل المفروضة على اللاجئين، سعيا إلى تحسين أمنهم الغذائي والتغذوي. وتتقاضى العمالة اللبنانية أجورا أفضل نسبيا من أجور اللاجئين، رغم بداية ظهور مؤشرات واسعة على انعدام الأمن الغذائي والتغذوي في صفوفها. فنظرا لعدم توفر المال والموارد، قال 49 بالمئة من اللبنانيين الذين شملتهم الدراسة إنهم قلقون بشأن قدرتهم على الحصول على ما يكفي من الغذاء، وقال 31 بالمئة منهم إنهم لم يستطيعوا تناول طعام صحي ومغذ طوال سنة.

- لا تزال شبكات الضمان الاجتماعي في لبنان غير متطورة، ويقترب معدل الفقر من نسبة 30 بالمئة، ويرجع ذلك جزئيا إلى تأثير الأزمة السورية وقضايا هيكلية تعود لفترة ما قبل الأزمة.

- ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، في تحسين الري مثلا، نظرا لندرة المياه وضعف المحاصيل.

- إن تغير الأنماط الغذائية باتجاه زيادة استهلاك مواد غذائية ذات قيمة غذائية أقل يزيد مخاطر صحية كالسمنة، مما يتطلب التوعية لعكس هذا الاتجاه.

ي التقرير:

- بناء شراكة استراتيجية بين الأطراف المعنية المحلية والوطنية والدولية لمعالجة قضايا الأمن الغذائي والتغذية.

- اتخاذ تدابير على المستوى الاستراتيجي كوضع استراتيجية وطنية للأمن الغذائي والتغذية.

- تحديد أولويات للاستثمار الزراعي والتنمية الريفية.

- تصميم وبناء شبكات ضمان اجتماعي وتوسيعها للحد من تضرر الفئات الضعيفة.

- نشر الوعي وتعزيز الأنماط الغذائية وأنماط الحياة الصحية.

 

حرب ينتقد فرض إرادة الأحزاب في البلديات

المستقبل/13 أيار/16/أكّد وزير الاتصالات بطرس حرب أن على الرأي العام أن «يحاسب من يعطّل الانتخابات الرئاسية ومن يعطّل التمثيل المسيحي في الدولة»، مشيراً إلى أنه بسبب تنازل اللبنانيين عن دورهم في انتخاب رئيس الجمهورية «أعطينا هذا الدور الى جهات خارجية«، متمنياً لو أن رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعحع «تمكّن من إقناع النائب ميشال عون بمبادئنا عن السلاح غير الشرعي وتدخّل حزب الله في الحرب السورية». وانتقد حرب في حديث إلى برنامج «كلام الناس» على «المؤسسة اللبنانية للارسال» مع الزميل مارسيل غانم توجه الأحزاب إلى فرض إرادتها على الناس في الانتخابات البلدية، مشدّداً على أنه «لولا العائلات في لبنان لما كان لبنان موجوداً، فهي وقفت أمام صراع الميليشيات والأحزاب«. وفي رد على سؤال حول معركة «إلغائه» التي يقودها «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» في معركة الانتخابات البلدية في تنورين، أوضح حرب «لا أعتقد أن سمير جعجع يريد أن يلغيني»، مشيراً إلى أن «طموحي أن يتم التوافق بين أهالي تنورين ولست من هواة المعارك المجانية»، مشدّداً «أنا مع التوافق بين القوات والتيار والكتائب، لكن يجب أن تحدد الأحزاب برنامجاً معيناً«. وفي ملف الانترنت غير الشرعي، أكّد أنه هو من أبلغ لجنة الاتصالات بهذا الملف، مذكراً بأن رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله «أكد أنه تبلغ الأمر منه«، مشدّداً على أنه «من غير الجائز أن يستمر الوضع على ما هو عليه ومن غير الجائز أن تحصل الاتهامات والمحاكمات في وسائل الإعلام وبمحطات التلفزيون والجرائد«. أضاف «كل المعلومات التي يسمح لي موقعي في الوزارة أن أضعها أمام الرأي العام فسأضعها«، مشيراً الى «أنا أتصرف كمسؤول وكإنسان لديه أخلاق ومن يريد أن يغبر على تاريخي يحتاج الى الكثير«. وأوضح أنه علم بملف الانترنت من خلال كتاب أتاه من أصحاب شركات انترنت يحتجون على وجود شركات غير شرعية بأسعار أرخص «فطلبت فتح تحقيق بالأمر وتم توقيف الشبكات ومصادرة المعدات«، مؤكّداً أن «القضاء يلاحق الموضوع وألحّ على متابعة الأمر وألا يكون هناك تباطؤ في الملف«. وكشف أنه «عندما وصلت الى وزارة الاتصالات كانت معظم شركات الانترنت غير شرعية وأعطيت تراخيص لشركات انترنت». من جهة أخرى، أوضح حرب أن دفاعه عن مدير عام هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف في الوزارة هو دفاع عن الإدارة وعن العدالة»، مشدداً على أنه «لن يحمي، أي متهم لكنه لن يسمح بإدانة شخص بريء«، معتبراً أن «وزارة الاتصالات قامت بواجباتها بملف الانترنت غير الشرعي على أكمل وجه».

 

فرعون: القيادات المسيحية لم تطعن الحريري.. وأدعوه لعدم التأثر بالذين يحرّضونه

السفير/12 أيار/16/أكد وزير السياحة ميشال فرعون أن القيادات المسيحية لم تخدع الرئيس سعد  الحريري ولم تطعنه، لافتا الانتباه الى أن هناك أسباباً موضوعية وراء ما جرى في العاصمة الاحد الماضي. وأشار فرعون في حديث إلى صحيفة “السفير”، الى أن لائحة “البيارتة” وُلدت قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات، بعد مفاوضات مضنية، وبالتالي لم تتوافر فسحة زمنية كافية من أجل تسويقها وإقناع الناخبين بها، ملاحظا أن الناس الذين خاب أملهم في المجلس البلدي السابق نتيجة أداء رئيسه والخلافات بين أعضائه، افترضوا أن اللائحة الائتلافية ستكون استنساخا للتجربة السابقة، ما دفع جزءا واسعا منهم الى الامتناع عن دعمها أو تأييد “بيروت مدينتي” التي دغدغت بتركيبتها مشاعر البعض ومنحتهم أملاً في التغيير، ما أكسبها نوعا من العطف الشعبي. ودعا فرعون الى عدم التقليل من تداعيات أزمة النفايات التي كان للأشرفية حصة كبرى منها، مضافاً اليها الإحباط الشعبي المسيحي الناتج من استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وعدم وضع قانون إنتخاب عادل، وهذا كله أفرز أزمة ثقة في السلطة والطبقة السياسية، انعكست على صناديق الاقتراع في المناطق المسيحية. وأضاف: أنا أتفهم موقف الحريري وغضبه، لكنني أتمنى عليه أن يقارب ما حصل من زاوية موضوعية، وأن يدرك أن هناك وجعاً وجرحاً عند الناس بفعل التراكمات، وأنا أدعوه الى عدم التأثر بأولئك الذين يحرضونه. وفي السياق، ذكرت صحيفة “السفير” أن شخصية كانت محسوبة تقليدياً على تيار “المستقبل” مثل الوزير فرعون ، باتت لا تخفي تمايزها عن “التيار الازرق”. ويروى، بحسب “السفير”، أن فرعون صارح الحريري مؤخرا بحقيقة المزاج المسيحي المتذمر في العاصمة، نتيجة نهج المجلس البلدي لبيروت، قائلا له في أحد الإجتماعات: أنا اسمي ميشال فرعون، وأنا وزير ونائب، ومع ذلك لم أحصل على خدمة من بلدية بيروت (السابقة) منذ مدة طويلة.

ريفي بعد لقائه عوده: يجب أن نسعى بأيدينا الى معركة انتخابية فتفت: فخورون بالمحافظة على المناصفة

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - استقبل متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، قبل الظهر في دار المطرانية في الاشرفية، النائب الدكتور أحمد فتفت. اثر اللقاء قال النائب فتفت: "قمت بزيارة سيدنا الياس لتهنئته بعيد الفصح، وكانت زيارة تقييمية لكل ما يجري حولنا، وبالتأكيد تحدثنا عن انتخابات بلدية بيروت، وكان لسيدنا جملة هي آية من الإنجيل تقول: "من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء"، وبالتالي يجب علينا أن ننظر إلى المستقبل والى العمل الجاد من هذا الفريق الذي اعتبره سيدنا فريقا متجانسا في البلدية، والا ننظر إلى الوراء لأن الوراء يعيقنا ويسبب لنا الكثير من المشاكل".

اضاف: "يجب أن نقيم كل ما جرى لكي نستطيع أن نتوجه للمستقبل بنظرة إنتاج وإيجابية. في الوقت نفسه، نحن فخورون جدا أنه تمت المحافظة على المناصفة في المدينة وهي رسالة ميثاقية وطنية مهمة جدا، كان يسعى إليها بكل جهده تيار المستقبل وعلى رأسه دولة الرئيس سعد الحريري، كرسالة لتعمم في كل أرجاء الوطن وتكون مثالا يحتذى حين يمكن الاحتذاء بها في أي منطقة. ومن جهة أخرى، أود التأكيد أنه كما قال دولة الرئيس سعد الحريري أن اللائحة الأخرى التي سميت بيروت مدينتي، نحن لا نعتبرها أبدا في موقع الخصومة السياسية، بل تعبر عن نفس الروح التي يعبر عنها قسم كبير من لائحة البيارتة، بمعنى نفسية وروحية 14 آذار، وأيضا إرادتها بالإصلاح، وكان فيها الكثير من العناصر الجيدة، وبالتالي نحن لا ننظر الى الموضوع من منظار سياسي بالنتيجة العامة، إلا بمقدار المحافظة على المناصفة، وكانت هذه المعركة الأساسية التي حصلت". واوضح: "أكيد اليوم، هناك تقييمات مختلفة، هناك وجهات نظر عما جرى تحصيلا في بعض صناديق الاقتراع، تحديدا في المنطقة العزيزة منطقة الأشرفية التي لي شرف أن أكون من سكانها، هذا يجب تقييمه بشكل دقيق وعدم التسرع بإعطاء أي وجهات نظر قبل أن ندرك ما جرى، وبعد ذلك يجري حديث حواري مع كل الأطراف إذا كان هناك من أخطاء، لتقييم هذه الأخطاء وتصحيحها في المرحلة المقبلة على الصعد كافة". وعما اذا كان يحمل رسالة عتب الى المطران عوده، قال فتقت: "أبدا، لا ليس هناك اي رسالة عتب، فلا يمكن أن نعتب على سيدنا، فهو مرجع وصاحب قرار ورؤية، بالتأكيد ليس هو من يأخذ القرار السياسي، بل يوجه وكل توجيهاته التي يقولها نعتز بها دائما. فليس هناك من عتب او لوم على سيدنا بأي شكل من الأشكال. بل على العكس هذه زيارة محبة ومعزة واحترام، وفيها الجانب الشخصي لأنه لم يتسن لي أن أعايد سيدنا خلال الأعياد".

ريفي

ثم استقبل المطران عوده وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، الذي قال بعد الزيارة: "تشرفت بلقاء سيدنا المطران عوده الذي ألتقي به دائما في المفاصل الوطنية، للتشاور واستطلاع أوضاع البلاد. واليوم الحدث هو الانتخابات البلدية فرض نفسه كحدث ديموقراطي بعد انقطاع لسنوات عديدة عن الأحداث الديموقراطية، وأثبت اللبناني أنه يسعى إلى الديموقراطية والرقي والحضارة، فلنتنافس انتخابيا كما حصل"، مهنئا "أهل بيروت وأهل البقاع الذين أنجزوا هذا الاستحقاق بكل أمان وسلام"، محييا "الأجهزة الأمنية كافة التي تقوم بمهماتها، من جيش وأمن داخلي وأمن عام وأمن دولة"، متمنيا ان "تستكمل هذه التجربة في كل المحافظات والأقضية". واوضح ان "هذه التجربة تقول أنه لم يكن هناك داع للتمديد لمجلس النواب. فاليوم الحجة الأمنية سقطت. وعندما ننتهي من كل المراحل الانتخابية للبلديات، يجب أن يعاد النظر والعودة فورا الى الانتخابات النيابية وما قبل انتخاب رئيس الجمهورية، حتى نعيد تركيب السلطة اللبنانية ونعيش بأمان وسلام". اضاف: "في طرابلس مدينتي العزيزة نحضر أنفسنا للاستحقاق الانتخابي. يجب الا يخيفنا أحد ويقول، يجب أن نجنب المدينة المعركة الانتخابية. على العكس أنا أدعو لمنطق مختلف تماما، فيجب أن نسعى بأيدينا الى معركة انتخابية، ويجب أن نعلم أولادنا وأجيالنا كيف ننتخب وكيف نقوم بحملة انتخابية وكيف نقوم بحملة إعلامية وإعلانية وكيف نركب مكنة انتخابية. فهذا واجب علينا أن نتعلمه لا أن نخاف منه"، مشيرا الى ان "طرابلس والميناء عانتا كثيرا من مجلس بلدي سموه توافقيا، إنما كان محاصصة. فالمدينة لم تستفد خلال الست سنوات إلا بالحد الأدنى من الإنماء، كذلك الميناء. وكلنا نعلم أنه عندما اهتز الوفاق السياسي، فرطت بلدية الميناء وشلت بلدية طرابلس". واكد "نسعى دائما لمعركة انتخابية، ويجب أن نسعى للانتخابات دون الخوف منها نهائيا. وبالنسبة لي سأدعم "لائحة المجتمع المدني"، ونصحت القيمين على تشكيل اللوائح أن يعدوا تركيبة فيها تزاوج ما بين المجتمع المدني، أي أهل الاختصاص والممثلين عن المناطق الشعبية، وأعطيت مثالا، وهو انه يمكن أن يكون هناك 2 من التبانة، و2 من القبة، و2 من أبو سمرا، و2 من باب الرمل و2 من الأسواق الداخلية. وهذه المناطق هي الأكثر حاجة للتنمية. وهكذا ينقل ممثل المنطقة حاجات منطقته، وهي تشكل الثقل الانتخابي الكبير. وهنا نقوم بشراكة ما بين الطبقة الوسطى والطبقة العليا - هنا أتكلم اقتصاديا - وأبناء المناطق الشعبية، لنقوم بشراكة من خلال المجتمع الطرابلسي". وختم: "هناك عدة أشخاص لهم كل احترام وتقدير ليشكلوا اللوائح، وأنا قد أعود إلى خيار الشهيد الرئيس رفيق الحريري عام 1998، عندما اختار أحمد قمر الدين ليشكل لائحة بوجه لوائح السلطة السورية التي كانت قائمة يومذاك، استطاع أحمد قمرالدين من خلال مسعى معين ومن خلال جهد وطني أن يخرق لائحة السلطة السورية بخمسة أعضاء. وقد يكون خيارنا باتجاه المهندس أحمد قمرالدين".

 

بين عبس والصحناوي اين العونيون؟

ليبانون ديبايت - ميشال نصر/12 أيار/16

قد تكون من ابرز نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية ، تلك الصورة الفاقعة التي شهدتها شوارع الاشرفية من مناكفات عونية - عونية بطلاها مناصرو الوزير السابق نقولا صحناوي والناشط الفاعل على الارض زياد عبس ، الذي مثل ذات رابع عشر من شباط ٢٠٠٥ التيار الوطني الحر في لقاء قريطم الذي اسس للرابع عشر من آذار. صدامات وان دلت على شيئ ، فعلى انفجار رمانة القلوب المليانة بين الطرفين التي اصابت بشظاياها الرابية حاملة "مهتة" بيت الوسط لجنرال قلما وعد ولم يف، قلما دعا ولم يلب نداءه. كيف لا وقد اصبحت القاعدة العونية البيروتية في مكان والقرار في مكان آخر . قد يكون ذلك نتيجة "القبضة الحديدية" التي ظنت الرابية انها ما زالت قائمة وانتقلت بالارث من العم الى الصهر، حيث يمر تجاهل القواعد الحزبية والناشطين على الارض دون اي رد فعل من منطلق "الجنرال يمون" حتى لو أخطأ. ما لم يكن واردا هذه المرة بعدما طفح كيل العونيين وعيل صبر المعترضين الحزبيين ، بعد انتخابات على قياس "جبران" البست للتيار واطاحت ببعض ما تحقق من ديمقراطية داخل الحزب الفتي. من هنا تبدأ قصة الصراع الخفي، بين الصديقين اللدودين الذين فرقت بينهما انتخابات حزبية ربحها زياد عبس ليخرج من اللعبة، ونقولا صحناوي الذي اخرج من باب الاقتراع الداخلي ليعود من شباك التعيين كنائب اول لرئيس الحزب، لتنطلق منذ تلك اللحظة حرب تصفية وقطع رؤوس لما تبقى من رموز معارضة، آمنت بغباء بامكانية قلب الطاولة من الداخل، فاذا بها تنقلب فوق رؤوسهم مجهزة عليهم الواحد بعد الآخر بعدما انجز باسيل ترتيباته. هكذا رأى الصحناوي الفرصة سانحة بايعاز من الباب العالي، لايقاع عبس في محظور الفخ المرسوم له تمهيدا لاحراجه واخراجه بوصفه المتمرد على القيادة الحزبية. ربح الاخير الشارع الا انه فقد غطاءه الحزبي بعدما وقف الى يمين التيار هو القادم من الجامعة الاميركية حاملا معه افكاره اليسارية رغم انه من اصحاب الشركات ورؤوس الاموال. وتتحدث المصادر في هذا الاطار ان الصحناوي اراد رد صاع الانتخابات الحزبية الداخلية وعينه على المحطة النيابية قبلة انظار الجميع وبيت قصيده، هو الذي اتصل بالقواعد العونية فردا فردا دون جدوى. في دفاعه المحضر امام لجنة المساءلة يعتمد عبس لاثبات براءته مما نسب اليه الى القانون الداخلي للتيار والقوانين العامة للدولة اللبنانية، فضلا عن كلمات مسجلة للعماد عون في حال اقتضى التنويه، بحسب ما يبين ما بين سطور تغريدته الاخيرة على تويتر. انه غيض من فيض ما تبقى من معارضة عونية مكسورة. فبحسب الوقائع ما ينتظر "زعيم الاشرفية" الجديد وما كتب في صفحات "اضبارته" الحزبية من حكم مبرم بانتظار نطق "الجنرال" قد كتب. انه قدر العونيون الاورثودكس مع دائرة بيروت الاولى، التي كتب للعنتها ان تكون مقبرة لطموحاتهم من اللواء عصام ابو جمرا سابقا مرورا بزياد عبس اليوم وصولا الى ضحية جديدة في الستقبل. فهل ينجو التيار مما يحضر له؟ وهل انقذ زياد عبس ماء وجه تيار بنى مجده منذ ما بعد الانسحاب السوري من لبنان على العداوة لفساد آل الحريري اينمى حلوا؟ ومن هي الورقة الاورثذوكسية المستورة في تلك اللعبة؟ الاجابات كلها رهن قرارات الجنرال عون التي يبدو انها لم تعد اوامر اقله في دائرة الاشرفية الاولى التي خرجت عن طوعه.

 

عدوان خلال إعلان لائحة المجلس البلدي في دير القمر: بحثنا عن البارع والمميز ولم نبحث عن حصص

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - عقد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان مؤتمرا صحافيا في دير القمر، أعلن خلاله لائحة المجلس البلدي التي تضم 18 عضوا، والمدعومة من "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" برئاسة السفير السابق ملحم مستو. ونوه عدوان ب"أعضاء اللائحة المكتملة"، وقال: "بحثنا عن البارع والمميز، وعمن يستعد للتضحية من أجل دير القمر، ولم نبحث عن حصص ولا عن إنتماءات أيا كانت". وأشار إلى أنه "تمت دراسة مشاكل دير القمر منذ سنوات، والعمل جار مع فريق شبابي لوضع برنامج ضمن خارطة زمنية للتوصل إلى تحقيق الأفضل لدير القمر"، مؤكدا أن "دير القمر نسيج متكامل"، وقال: "اليوم إسمحوا لي أن أعلق على ما ورد في بعض الصحف أن جورج عدوان يختطف التيار الوطني الحر من الشوف، فهذا أمر خاطئ، فالتيار لا أحد يستطيع أن يخطفه، وورقة إعلان النوايا ستثبت العلاقة بينه والقوات". ووعد بأنه "بعد النجاح في الإنتخابات سيفتح صفحة جديدة مشرقة لدير القمر، كما تستحق"، وقال: "إن دير القمر في حاجة اليوم لتعود منارة في الشوف وتعود الساحة التي يلتقي فيها كل الناس، كل الطوائف، كل المجموعات، ليوزعوا ثقافة وعيشا مشتركا". أضاف: "مشروعنا هو أن نجعل الناس يعيشون في الحاضر ويبنون مستقبلهم. لدينا ماض عظيم نفتخر به، ولن ننساه، فهو محفوظ في ذاكرتنا، كما أن تمثال كميل شمعون محفوظ من ورائنا". وكشف عدوان عن "مكتب مؤمن لأهالي دير القمر في بيروت ليتابع أعمالهم ومعاملاتهم في دير القمر، بهدف توفير الراحة وأفضل الظروف لأهالي البلدة"، واضعا أمام دير القمر المجلس البلدي والمخاتير الذين سيكملون العمل البلدي. وفي الختام، دعا عدوان أهالي البلدة إلى "المشاركة في الإنتخابات البلدية بكثافة"، وقال: "المطلوب منكم أن تنتخبوا بكل عقلكم وضميركم ومسؤوليتكم كي نستطيع معا أن نوصل دير القمر إلى حيث تستحق".

 

سكايز: ظاهرة إقفال مؤسسات إعلامية مكاتبها طغت في نيسان

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - أصدر مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" في مؤسسة سمير قصير تقريره الشهري عن انتهاكات الحريات الاعلامية والثقافية في كل من لبنان وسوريا والاردن وفلسطين، خلال شهر نيسان 2016. وجاء فيه: "قضى أربعة ناشطين إعلاميين في سوريا خلال شهر نيسان 2016، وتبنى تنظيم "داعش" اغتيال إعلامي سوري في غازي عنتاب التركية، في حين تابعت قوات النظام ومخابراته استهداف الصحافيين الذين لم يسلموا أيضا من اعتداءات المسلحين الأكراد. أما في الضفة الغربية، فقد كانوا عرضة لقنابل الصوت والغاز والرصاص المعدني على يد القوات الإسرائيلية، ولاحقهم شبح الاعتقال والاستدعاء في كل من الضفة وأراضي الـ 48 وقطاع غزة. وفي حين طغت ظاهرة إقفال بعض المؤسسات الإعلامية مكاتبها بشكل مفاجئ على واجهة الأحداث في لبنان، عادت لغة المنع لتفرض نفسها على الساحة الأردنية. أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة التي يغطيها مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:

لبنان

في لبنان، ازدادت وتيرة الانتهاكات وتنوعت على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر نيسان 2016، إلا أن ظاهرة إقفال مؤسسات إعلامية مكاتبها طغت على الواجهة، إذ أعلنت قناة "العربية" بشكل مفاجئ إقفال مكتبها في بيروت وتسريح 27 صحافيا وتقنيا وموظفا بحجة "إعادة الهيكلة والحرص على السلامة" (1/4)، وأقفل موقع "الشارقة 24" مكتبه في لبنان وصرف الصحافيين والموظفين الخمسة عشر العاملين فيه بحجة "إجراءات إدارية اتخذتها الإدارة" (6/4). وكان لافتا وخطيرا اقتحام بعض الشبان الغاضبين مكتب صحيفة "الشرق الأوسط" في بيروت احتجاجا على نشرها رسم كاريكاتور (1/4)، ومنْع الأمن العام بث أغنية "كيرياليسون" للفنان بشار خليفة بحجة "المس بالذات الإلهية" وعدم السماح بدخول ألبومه الذي يتضمن الأغنية إلى لبنان قبل حذفها (11/4). إلى ذلك، أوقفت شركة "نايل سات" بث قناة "المنار" عن أقمارها بحجة بثها محتوى في أكثر من برنامج من شأنه "إثارة النعرات الطائفية والفتنة في الدول متلقية البث" (5/4).

سوريا

وفي سوريا، قتل صحافي وأربعة ناشطين إعلاميين خلال شهر نيسان 2016، ثلاثة منهم في محافظة حلب. فقد قضى برصاص تنظيم "داعش" كل من الناشط عقبة الحطاب خلال تغطيته المعارك في بلدة الراعي (9/4) والناشط عبد الله الصالح خلال تغطيته المعارك على جبهة براغيدة (21/4)، فيما قضى الناشط محمد إسماعيل متأثرا بجراح أصيب بها في شباط الماضي على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية (19/4). أما الناشط محمد نقاوة فسقط بطلق ناري أصيب به في بلدة الكحيل في ريف درعا جنوب سوريا (2/4)، في حين تبنى تنظيم "داعش" اغتيال الإعلامي السوري زاهر الشرقاط في غازي عنتاب التركية (12/4).

إلى ذلك، سجل شريط الانتهاكات استهداف قوات النظام طاقم قناة "أورينت" في حلب وإصابة مراسلها إبراهيم الخطيب (14/4)، وإحراق مسلحين أكراد مقر إذاعة "آرتا أف أم" في عامودا شمال سوريا بعد أن هددوا مديرها التنفيذي صفقان أوركيش بالقتل في حال لم تتوقف عن البث (26/4). إضافة إلى اعتقال مخابرات النظام المدير التنفيذي للمركز السوري للديمقراطية والحقوق المدنية جديع عبد الله نوفل على الحدود السورية - اللبنانية (1/4).

الاردن

وفي الأردن، عادت لغة المنع إلى واجهة الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر نيسان 2016، فمنعت السلطات الأردنية فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية من إقامة حفلتها الفنية التي كانت مقررة في عمان بحجة أن محتواها "يخالف القيم والعادات والتقاليد في المجتمع الأردني" (26/4)، كما احتجزت المدير في "مركز الخليج لحقوق الإنسان" خالد ابراهيم في المطار ومنعته من دخول الأردن (25/4).

قطاع غزة

وفي قطاع غزة، ساد الهدوء على الساحة الإعلامية والثقافية خلال شهر نيسان 2016، ولم يعكره سوى استدعاء جهاز الأمن التابع لوزارة داخلية "حماس" الصحافي محمد عثمان والتحقيق معه بشأن تحقيق تلفزيوني كان يُعده عن بعض الفرق الدينية في القطاع، في محاولة لمعرفة مصادره الصحافية (11/4).

الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية، أمعنت القوات الإسرائيلية في اعتداءاتها على الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر نيسان 2016، فاستهدفت العشرات منهم بقنابل الصوت والغاز أمام معسكر "عوفر" ما أدى إلى إصابة بعضهم باختناق شديد ومصور وكالة "رويترز" سائد الهواري بشظايا في صدره (26/4).

كما اعتقلت كلا من المصور الصحافي في شركة "ترانس ميديا" لخدمات الإعلام حازم ناصر على حاجز عسكري جنوب نابلس (11/4)، وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين الصحافي عمر نزال أثناء مروره على معبر الكرامة متوجها إلى الأردن ومنها إلى البوسنة (23/4)، وكذلك نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر على المعبر نفسه وقد حققت معه لساعات قبل أن تُخلي سبيله (11/4). إضافة إلى إصدار محكمة "سالم" الإسرائيلية قرارا بسجن مراسل فضائية "فلسطين اليوم" مجاهد السعدي سبعة أشهر وتغريمه بتهمة "التواصل وتقديم خدمة للعدو" (21/4).

الداخل الفلسطيني

أما في الداخل الفلسطيني، فقد استدعى جهاز الأمن الوقائي في نابلس الصحافية الحرة إكرام أبو عيشة التي رفضت الامتثال للطلب (24/4). وفي أراضي الـ 48، لاحق شبح الاعتقال الصحافيين الفلسطينيين خلال شهر نيسان 2016. فقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية كلا من الصحافي الحر خالد أبو خرمة بتهمة "التحريض ضد الدولة" (13/4) وشقيقه مراسل إذاعة "الريف" الصحافي عطوة أبو خرمة في اليوم التالي بالتهمة نفسها (14/4)، واحتجزت كذلك الصحافي الحر سعيد ركن وحققت معه بعد أن اعتدت عليه بالضرب المبرح ورشه بغاز الفلفل (30/4). في حين اعتقلت المخابرات الإسرائيلية مراسلة شبكة "قدس الإخبارية" سماح دويك بعد اقتحام منزلها ولم تُعرف التهمة الموجهة إليها (10/4)، وحققت أيضا مع مراسلة صحيفة وموقع "الحياة الجديدة" الصحافية ديالا جويحان بعد استدعائها (10/4). إضافة إلى عقد المحكمة المركزية في مدينة الناصرة جلسة خاصة لمناقشة أدلة النيابة العامة بحق الشاعرة دارين طاطور التي وجهت لها تهمة "التحريض" من خلال قصيدة نشرتها على "فايسبوك" (13/4)".

 

عدوان خلال إعلان لائحة المجلس البلدي في دير القمر: بحثنا عن البارع والمميز ولم نبحث عن حصص

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - عقد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان مؤتمرا صحافيا في دير القمر، أعلن خلاله لائحة المجلس البلدي التي تضم 18 عضوا، والمدعومة من "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" برئاسة السفير السابق ملحم مستو. ونوه عدوان ب"أعضاء اللائحة المكتملة"، وقال: "بحثنا عن البارع والمميز، وعمن يستعد للتضحية من أجل دير القمر، ولم نبحث عن حصص ولا عن إنتماءات أيا كانت". وأشار إلى أنه "تمت دراسة مشاكل دير القمر منذ سنوات، والعمل جار مع فريق شبابي لوضع برنامج ضمن خارطة زمنية للتوصل إلى تحقيق الأفضل لدير القمر"، مؤكدا أن "دير القمر نسيج متكامل"، وقال: "اليوم إسمحوا لي أن أعلق على ما ورد في بعض الصحف أن جورج عدوان يختطف التيار الوطني الحر من الشوف، فهذا أمر خاطئ، فالتيار لا أحد يستطيع أن يخطفه، وورقة إعلان النوايا ستثبت العلاقة بينه والقوات". ووعد بأنه "بعد النجاح في الإنتخابات سيفتح صفحة جديدة مشرقة لدير القمر، كما تستحق"، وقال: "إن دير القمر في حاجة اليوم لتعود منارة في الشوف وتعود الساحة التي يلتقي فيها كل الناس، كل الطوائف، كل المجموعات، ليوزعوا ثقافة وعيشا مشتركا". أضاف: "مشروعنا هو أن نجعل الناس يعيشون في الحاضر ويبنون مستقبلهم. لدينا ماض عظيم نفتخر به، ولن ننساه، فهو محفوظ في ذاكرتنا، كما أن تمثال كميل شمعون محفوظ من ورائنا". وكشف عدوان عن "مكتب مؤمن لأهالي دير القمر في بيروت ليتابع أعمالهم ومعاملاتهم في دير القمر، بهدف توفير الراحة وأفضل الظروف لأهالي البلدة"، واضعا أمام دير القمر المجلس البلدي والمخاتير الذين سيكملون العمل البلدي. وفي الختام، دعا عدوان أهالي البلدة إلى "المشاركة في الإنتخابات البلدية بكثافة"، وقال: "المطلوب منكم أن تنتخبوا بكل عقلكم وضميركم ومسؤوليتكم كي نستطيع معا أن نوصل دير القمر إلى حيث تستحق".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البرازيل: عزل ديما روسيف وميشال تامر يتولى السلطة

العرب/13 أيار/16/برازيليا - تستعد الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف للتخلي عن السلطة لنائبها ميشال تامر بعد بدء اجراءات اقالتها في مجلس الشيوخ الذي يتوقع ان يصدر قراره فجرا بالتوقيت المحلي في اعقاب جلسة ماراتونية. وما زال اعضاء المجلس الذين بدأوا اجتماعهم صباح الخميس يتعاقبون على المنصة لتقرير مصير الرئيسة اليسارية التي فقدت شعبيتها والمتهمة بالتلاعب بالحسابات العامة. وصوتت الأغلبية في مجلس الشيوخ لصالح وقف الرئيسة ديلما روسيف عن العمل لمدة 180 يوما ، واخضاعها لمحاكمة بتهمة التقصير على خلفية مزاعم بتلاعبها من أجل إخفاء حجم العجز الفعلي في ميزانية البرازيل ومازال التصويت مستمرا. وقبل التصويت الالكتروني النهائي، اعلنت عدد من اعضاء المجلس يصل الى الاغلبية البسيطة المطلوبة المحددة بـ41 صوتا انهم سيؤيدون بدء قضية ضد روسيف واستبعادها عن السلطة لمدة اقصاها 180 يوما بانتظار حكم نهائي. وعند الساعة 3,15 (6,15 ت غ) اعلن 41 من اعضاء المجلس البالغ عددهم 81 موافقتهم على رحيلها. ومن سخرية القدر ان الرئيس الاسبق فرناندو كولور دي ميو الذي استقال في 1992 قبل ايام من اقالته بسبب الفساد، يشارك في المناقشات في مجلس الشيوخ. لكنه لم يكشف موقفه. من جهتها، ستلقي روسيف (68 عاما)، اول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل في 2010، خطابا حوالى الساعة العاشرة (13,00 ت غ) قبل ان تغادر القصر الرئاسي وتلتقي انصارها، كما قال مكتب الاعلام في حزب العمال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس. ودعا حزب العمال نوابه وناشطيه الى التجمع امام قصر الرئاسة اعتبارا من الساعة 8,30 تحت شعار "لن نقبل بحكومة غير شرعية". اما نائب الرئيسة ميشال تامر (75 عاما) فسيلقي خطابا عند الساعة 15,00 من قصر الرئاسة يرافقه وزير المالية انريكي ميرييس، كما قال الموقع الاخباري "او او ال". وبذلك، يفترض ان يطوي اكبر بلد في اميركا اللاتينية صفحة 13 عاما من حكم حزب العمال البرازيلي الذي بدأ في 2003 مع انتخاب الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي شهدت البلاد في عهدة طفرة اقتصادية واجتماعية مطلع الالفية الثالثة.

 

إيران ترسل قوات بحرية إلى سورية وتفاوض “جيش الفتح” لإطلاق أسراها وشيعت قائداً بمشاة بحريتها مات بظروف غامضة

السياسة/13 أيار/16/كشف قائد القوة البحرية في “الحرس الثوري” الإيراني الادميرال علي فدوي، عن إرسال وحدات بحرية خاصة إلى شواطئ سورية، وذلك بالتزامن مع مفاوضات تجريها إيران مع “جيش الفتح” من أجل إطلاق سراح أسراها وجثث قتلاها الذين سقطوا بمعارك خان طومان، يوم الجمعة الماضي.

ونقلت وكالة “نادي المراسلين الشباب” التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني عن فدوي تأكيده، أمس، إرسال وحدة خاصة من القوات البحرية التابعة لـ”الحرس الثوري” إلى سورية. ورداً على سؤال بشأن تواجد القوات البحرية الإيرانية على السواحل السورية، قال فدوي إن “الثورة الإسلامية لا حدود لها، وأينما تطلب الأمر سيتواجد الحرس للدفاع عن الثورة”، على حد تعبيره. من جهة أخرى، أكد النائب بمجلس الشورى المتحدث باسم لجنة الأمن القومي نوذر شفيعي أن إيران تجري مفاوضات مع تنظيم “جيش الفتح”، وهو تحالف لفصائل إسلامية معارضة في سورية، من أجل الإفراج عن الأسرى الإيرانيين من قوات “الحرس الثوري”، الذين وقعوا بقبضة التنظيم، بعد معركة خان طومان بريف حلب. وأفادت مواقع إيرانية أن المفاوضات تشمل تسليم جثث 13 قتيلاً من “الحرس الثوري” قتلوا بنفس المعارك. وقال شفيعي في تصريح لوكالة أنباء “ميزان” إنه “من المحتمل أن تفرج الجماعات المتشددة في سورية عن المقاتلين الإيرانيين الأسرى”، نافياً المعلومات التي تتحدث عن الإفراج عن بعض الأسرى بالفعل. وأضاف ان “الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية بما في ذلك الحرس الثوري ومجلس الأمن القومي يتابعون عملية تحرير الأسرى”، وان “الجهات الإيرانية تلعب دوراً هاماً في التفاوض من أجل إطلاق سراحهم”.

وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري، قد كشف عن وجود نحو 6 عناصر من القوات الإيرانية أسرى بيد “جيش الفتح”، فيما بث فصيل من المعارضة السورية يعرف باسم ” الحزب الإسلامي التركستاني” مقطع فيديو أكد أنه يعود لمقاتلين إيرانيين تم أسرهم في خان طومان. وتضمن المقطع صورا للأسرى ومتعلقاتهم الشخصية وأوراقهم الثبوتية. من جهة أخرى، شيّعت إيران، أمس، قائد وحدة القوات الخاصة لمشاة البحرية التابعة لـ”الحرس الثوري” اللواء محمد ناظري، الذي مات في ظروف غامضة اول من امس، إذ تناقضت الروايات الرسمية بشأن تفاصيل وفاته بين موت طبيعي وبين إصابته بالكيماوي أثناء تنفيذه مهمة في مياه الخليج العربي. وفيما ذكرت وكالات رسمية أنه مات بنوبة قلبية، أعلن “الحرس الثوري”، في بيان، أنه مات أثناء تنفيذه مهمة، لم يكشف عن تفاصيلها أو طبيعتها، في جزر نازعات القريبة من الجزر الإماراتية المحتلة في الخليج العربي. كما نقلت وكالة “فارس” عن نائب قائد القوات البحرية في “الحرس الثوري” علي رضا تنغسيري قوله إن “اللواء ناظري استشهد خلال إصابته بالكيماوي أثناء تنفيذه مهمة بمنطقة نزاعات”. أما وكالة “تسنيم”، فنشرت تقريرا مصورا عن تشييع ناظري في طهران، صباح امس، وذكرت أنه “كان يعاني من الإصابة بالكيماوي منذ سنوات وقضى بالكيماوي أيضا أثناء تنفيذه مهمة عسكرية”. وتتولى القوة الخاصة التي كان يشرف عليها ناظري قبل وفاته تأمين مرور البواخر والسفن الإيرانية في خليج عدن، كما تساهم في تدريب القوات البحرية التابعة لـ”الحرس الثوري” لتأمين المياه الإقليمية الإيرانية. وعرف ناظري كأحد القادة العسكريين من قوات “الحرس الثوري” الذين شاركوا في عملية اعتقال الجنود البريطانيين والأميركيين الذين دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية قبل أعوام عدة، كما شارك في الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينات.

 

حجاب مطالباً بتسليح المعارضة: نريد من داعمينا وأصدقائنا “أفعالاً لا أقوالاً”

13 أيار/16/باريس – ا ف ب: دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب الدول الداعمة للمعارضة الى تقديم “افعال وليس اقوالا”، مطالباً بأسلحة مضادة للطيران للتصدي للغارات، وبتدابير ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي يحظى على حد قوله بـ”ضوء أخضر للمضي بتجاوزاته”.

وقال حجاب في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” بثتها أمس “ما نطلبه اجراءات عملية وفعالة على الارض. لسنا بحاجة الى بيانات او كلام جميل في الاعلام، لأن هذا لا يعطي نتائج”. وأسف حجاب الذي حضر اجتماعا لممثلي نحو عشر دول عربية وغربية داعمة للمعارضة السورية الاثنين الماضي في باريس، لعدم اتخاذ تدابير ملموسة ضد نظام دمشق الذي اتهمه بارتكاب “أكثر من 2300 انتهاك للهدنة” منذ دخولها حيز التنفيذ في 27 فبراير الماضي. وقال “في ابريل وحده، وقعت 27 مجزرة وعمليات قصف على اسواق ومدارس ومستشفيات ارتكبها النظام. لقد رأينا ما حصل في حلب أخيراً”، متهما دمشق وحليفتها موسكو بارتكاب “جرائم حرب”. وتعليقاً على تعهد واشنطن وموسكو بـ”مضاعفة جهودهما” من أجل ترسيخ الهدنة وتوسيع نطاقها، قال حجاب باستياء “هذا غير كاف إطلاقاً. البيان الروسي الاميركي المشترك يتحدث عن (الحد قدر الامكان) من عمليات القصف على المدنيين والمناطق المدنية. وكأنهم يعطون النظام ضوءا اخضر لمواصلة تجاوزاته، وكأنهم يقولون له (كنتم تقتلون مئة سوري في اليوم، حسنا، اليوم عليكم الا تقتلوا اكثر من عشرة)”. وأضاف “خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد أقوالاً، بل أفعالاً من اصدقائنا. نامل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والالمان وغيرهم، ان يتحركوا على الارض”، مطالبا بمزيد من الاسلحة، وهو ما تطالب به المعارضة منذ بدء النزاع العام 2011.

 

السعودية: الأسد والإرهاب وجهان لعملة واحدة واتهمت إيران بتغذية الطائفية في المنطقة

السياسة/13 أيار/16/اتهم مندوب السعودية في مجلس الأمن عبد الله المعلمي إيران بتغذية الطائفية، ووصف نظام بشار الأسد والإرهاب بأنهما “وجهان لعملة واحدة”. وقال المعلمي في تصريحات خلال جلسة لمجلس الأمن، ليل اول من امس، لمناقشة جهود مكافحة الإرهاب الدولية، “نشاهد تصاعداً حاداً في نشر خطاب طائفي خطير في منطقتنا العربية ودول العالم الإسلامي تغذيه إيران، وتعمل من خلاله على تعميق النزاعات وإثارة النعرات الطائفية، حيث تستغل الخطب والمساجد ووسائل الإعلام والتصريحات الرسمية، ما ساهم في خلق بيئة لانتشار التطرف والإرهاب التطرفي والمذهبي، فضلاً عن قيامها بدعم المليشيات الطائفية المسلحة والجماعات الإرهابية من أمثال حزب الله الإرهابي في لبنان”. وبشأن الأزمة السورية، أوضح أن “استمرار السلطات السورية في ارتكاب جرائم بشعة على أيدي شبيحتها وقواتها، واستخدامها لجماعات أجنبية تلوح بشعارات طائفية خلق بيئة ملائمة لتقوية الخطاب المتطرف العنيف، ما ساهم في تأسيس وانتشار تنظيم داعش وجبهة النصرة”. واستنكر التقاعس الدولي في حل الأزمة السورية، قائلاً إن “تخاذل المجتمع الدولي وإخفاقه في توفير الحماية للمدنيين في سورية، هو من أهم المحفزات لانتشار الفكر المتطرف العنيف، والتحاق الآلاف من الشباب من مختلف أنحاء العالم بصفوف داعش والنصرة، ولذلك نجد النظام الحاكم والجماعات الإرهابية في سورية هما وجهان لعملة واحدة، يغذي أحدهما الآخر”. وأشاد بجهود بلاده في مكافحة الإرهاب، قائلاً إن مكافحة الخطاب المتشدد والأيديولوجيا التي تغذي الإرهاب هو أكثر التحديات المعاصرة إلحاحاً وأهمية، وهو في مقدمة الأولويات التي تهتم بها المملكة. وأكد أن المملكة بادرت بالتصدي لظاهرة التطرف والإرهاب فكراً وتنظيماً وأنشطة، محلياً وإقليمياً ودولياً، واتبعت ستراتيجية شاملة لمكافحة التطرف، حيث أنها لم تكتف بالاعتماد على التدابير الأمنية وسن التشريعات والعمل على تجفيف منابع الإرهاب المادية، بل عملت على تشخيص الواقع الفكري وتقصي الأسباب الجذرية التي أدت إلى انتشار التطرف العنيف وفكره، وذلك من خلال “ستراتيجية الأمن الفكري المرتكزة على تعاليم الإسلام ومبادئه”، التي تتكون من ثلاثة عناصر هي الوقاية والتأهيل والرعاية. وأشار إلى أنه في ظل تلك الجهود “أنشأت المملكة مركر محمد بن نايف للمناصحة والرعاية”، الذي يعيد تأهيل الأشخاص الذين دينوا بجرائم إرهابية.

 

الكويت.. أطراف اليمن تتفق على تبادل الأسرى خلال 20 يوما

دبي - قناة العربية//13 أيار/16/تواصل الأطراف اليمنية محادثاتها في الكويت لحل المسائل العالقة فيما بينها، محادثات لم تُنتج الكثير على الصعيد السياسي، إذ انتهت جلسة المباحثات التي عقدتها اللجان الثلاث المنبثقة عن وفدي محادثات السلام دون تحقيق أي تقدم لاسيما اللجنتين السياسية والعسكرية الأمنية. فيما أكدت مصادر مشاركة في المحادثات أن السبب يعود إلى إصرار الانقلابيين على تشكيل سلطة انتقالية، قبل الخوض في أي تفاصيل تتعلق بانسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة من المدن والمحافظات وتسليم السلاح، وهذا ما يعيق تقدم المحادثات حتى اللحظة. بصيصُ الأمل الوحيد الذي أطلَّ من العاصمة الكويتية كان اتفاقَ الأطراف على تبادل الأسرى خلال 20 يوما، حيث إن الأعداد الكبيرة من المعتقلين والأسرى لدى الحوثيين هي من محافظة صنعاء. وبحسب ناشطين، فقد اعتقل الحوثيون من العاصمة وبعض المناطق الأخرى في المحافظة ما يقدر بـ 3500 يمني. أما من محافظة الحديدة، شن الحوثيون حملة اعتقالات ومداهمات بحق أعضاء الحراك التهامي، المعارضين للانقلابيين ومن بعض القبائل لما يقارب 500 يمني. أما تعز، فقُدر عدد المعتقلين بـ1300 يمني، لكن وبعد الإفراجات المتفرقة وصل عددهم حاليا إلى 700 يمني. ومن المعروف أن تعز تعرضت لاعتقالات عشوائية لكثير من المدنيين. وفي محافظة البيضاء، بدأت حملة الاعتقالات فيها من قبل الحرب، ومستمرة حتى الآن وقدروا بالمئات.كما المعتقلين من المناطق الجنوبية، أبرزهم وزير الدفاع وشقيق الرئيس هادي، وقائد محور ابين العسكري. أما فيما يتعلق بالمعتقلين لدى الحكومة الشرعية، فتقدر أعدادهم بالمئات، وذلك لأن الحكومة لم تشن حملة اعتقالات أو مداهمات. ويذكر أن هناك مئات المعتقلين في تعز أُسروا خلال المعارك بين المقاومة والجيش والميليشات، وما يقارب 500 معتقل في مأرب. والباقي في عدن وبعض مناطق المواجهة. والجدير بالذكر أنه وقبل 3 أيام، نفذ معتقلون صحافيون وناشطون في أحد سجون صنعاء، إضرابا عن الطعام في سجون ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالتزامن مع مرور 11 شهرا على اعتقالهم.

 

اردوغان ندد بنفاق الاتحاد الاوروبي ورفض تعديل قانون مكافحة الارهاب

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس ب"نفاق" الاتحاد الاوروبي الذي طلب من تركيا "تعديل قانونها لمكافحة الارهاب في مقابل اعفاء مواطنيها الراغبين في دخول فضاء شنغن من تأشيرات الدخول"، وهو اجراء تم التفاوض عليه في اطار الاتفاق حول المهاجرين.

وقال في خطاب في انقرة: "منذ متى تتولون قيادة هذا البلد، من اعطاكم الحق بذلك؟". واعتبر ان تخفيف قانون مكافحة الارهاب في تركيا التي تواجه تمردا كرديا، غير مقبول.واضاف: "هؤلاء الذين يريدون هذا القانون لأنفسهم لكن يعتبرونه رفاهية للآخرين، اسمحوا لي بالقول إنهم يتصرفون بنفاق"، ردا على طلب بروكسيل لانقرة "تعديل قانونها لمكافحة الارهاب" الذي تعتبره "غير متوافق مع اعراف الديموقراطية الاوروبية".

 

اردوغان: تركيا تستعد لتطهير الحدود السورية من داعش

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اليوم، ان تركيا "تستعد لتطهير الجانب الآخر من الحدود" التركية-السورية من وجود تنظيم "داعش". وقال في خطاب القاه في انقرة: "نجري التحضيرات اللازمة لتطهير الجانب الآخر من الحدود (السورية) بسبب صعوبات نواجهها في كيليس" المدينة الحدودية التركية التي تتعرض بانتظام لسقوط صواريخ تنسبها انقرة الى تنظيم "داعش". وادى اطلاق تلك الصواريخ منذ بداية العام الى مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا وجرح العشرات. وفي اعقاب كل دفعة من الصواريخ، كانت المدفعية التركية ترد بقصف مواقع التنظيم المتطرف في شمال سوريا، وفق ما تقول رئاسة الاركان التي ارسلت في الاسابيع الاخيرة تعزيزات عسكرية الى كيليس. وكرر اردوغان اتهام اعضاء التحالف الدولي ضد المتطرفين بقيادة الولايات المتحدة بانهم "تركوا تركيا وحدها"، مضيفا "لم نلق الدعم الذي نريده من حلفائنا، خصوصا من البلدان التي تمتلك قدرات عسكرية في المنطقة".وسأل: "كم من الوقت سننتظر حلفاءنا في حين يستشهد مواطنونا يوميا في شوارع كيليس بسبب صواريخ تطلق من الجانب الاخر للحدود؟". واضاف: "اسمحوا لي بالقول اننا لن تتردد في ان نتخذ منفردين التدابير اللازمة".

 

الكرملين: نشر نظام اميركي مضاد للصواريخ في رومانيا تهديد لروسيا

الخميس 12 أيار 2016 /وطنية - نددت روسيا ببدء تشغيل نظام دفاعي اميركي مضاد للصواريخ في رومانيا اليوم، معتبرة انه يشكل "تهديدا لأمنها". وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "قلنا ذلك منذ البداية ونحن مقتعون بان نشر النظام المضاد للصواريخ يشكل، في ذاته، ذاته تهديدا لامن روسيا".

وسيتم دمج هذه المنظومة لاحقا بمشروع الدرع المضادة للصواريخ التابعة لحلف شمال الاطلسي. وهذا المشروع الذي اطلق في العام 2010 تعتبره واشنطن "اجراء حماية في مواجهة ايران او كوريا الشمالية"، لكن موسكو تعتبر انه "موجه ضد قدراتها للردع النووي". ويشكل هذا الامر موضوع خلاف كبير بين الحلف الاطلسي وروسيا منذ اعوام عدة. واشار بيسكوف الى ان "الرئيس بوتين تساءل مرات عدة ضد من هذا النظام موجه؟ الوضع مع ايران تغير الى حد كبير، لكن السؤال لا يزال مطروحا". ويهدف مشروع الدرع الصاروخية لحلف شمال الاطلسي الذي تم اطلاقه في عام 2010 ويقوم اساسا على التكنولوجيا الاميركية، الى نشر صواريخ اعتراضية ورادارات قوية في شرق اوروبا وتركيا بشكل تدريجي.

 

السعودية: طهران هي من حرمت الإيرانيين من الحج

 وكالات/١٢ ايار ٢٠١٦/ نفت السلطات السعودية،الخميس، منع الحجاج الايرانيين من المشاركة في موسم الحج للسنة الحالية بعد إعلان طهران ان الرياض "تعرقل" ذلك. وأكدت وزارة الحج أن "وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران". وبينت الوزارة أن وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام 1437هـ، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، ومبدياً إصراراً شديداً على تلبية مطالبهم المتمثلة في عدد من الأمور، وهي: أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل ايران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي مما يعد مخالفة للمعمول به دولياً، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي. وفي ما يتعلق بتوقف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران ، قال البيان: "إن وزارة الحج والعمرة تود أن تنوه بأن السلطات في المملكة لم تمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم ، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية ، إذ يتخذون ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على حكومة المملكة العربية السعودية"، بحسب ما ذكر موقع "سبق". وأكدت وزارة الحج والعمرة أنها أصدرت هذا البيان لتؤكد مرة أخرى أن "المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً ترحب بكافة الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم ومن مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية ، فهي لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشئون الحج ، وأن المملكة العربية السعودية سخرت كافة الإمكانات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار لضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة ، وأن من قرر منع مواطنيه من هذا الحق فهذا القرار يعود إليه وسيكون مسئولاً أمام الله وأمام العالم أجمع".

 

داعش في غزة يجند الشباب أمام أعين حماس

العرب/13 أيار/16/غزة - تسعى جماعات سلفية جهادية في قطاع غزة إلى تعزيز وجودها عبر استقطاب شبان يعانون من احباط وانسداد آفاق المستقبل في منطقة واقعة تحت سيطرة حركة حماس وحصار إسرائيلي خانق. وتتجنب هذه المجموعات الصدام مع حركة حماس التي تلاحقها وتقيد نشاطاتها. وشهد قطاع غزة الأسبوع الماضي المواجهات المباشرة الأولى بين إسرائيل وحماس منذ حرب 2014، ما أثار قلقا من حرب جديدة. وينشط السلفيون الجهاديون بين الفتية والشبان مستغلين الفقر والبطالة والحصار والإحباط، علما أن بعض هذه الجماعات تبنى خلال الأشهر الأخيرة هجمات بالصواريخ على بلدات إسرائيلية متاخمة لغزة، في تأكيد على موقعها في المواجهة الأساسية مع العدو. وتتهم حماس السلفيين بخرق تفاهمات سابقة أفرجت بموجبها عن غالبية النشطاء السلفيين مقابل إلتزام بالتهدئة التي تم التوصل إليها مع إسرائيل بعد حرب 2014. وسبق لحماس خلال السنوات الماضية أن قمعت بالقوة ناشطين جهاديين اعتبرت انهم يهددون سلطتها، فدمرت مساجد لهم ولاحقت قادتهم. ويقول المحلل السياسي أسعد أبو شرخ إن بعض الجهات "تستغل تنامي الفكر الجهادي المتطرف في عدد من الدول العربية وبينها تنظيم داعش لاستغلال الشباب المراهق والمحبط بلا أمل في غزة". ومنذ سيطرة حماس على قطاع غزة، ازدادت حالات الفقر المدقع ووصلت نسبة البطالة إلى 45% في القطاع البالغ سكانه نحو مليوني نسمة بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل منذ عشر سنوات.

أوضاع مأساوية.. تحت سلطة حماس

ويقول قيادي بارز في جماعة "الشباب السلفي المجاهد" أبو العيناء الأنصاري "أولويتنا مقاتلة اليهود في فلسطين". ويضيف "نحن التزمنا بالتفاهمات مع حماس، وحماس لم تلتزم وقتلت ابناءنا واعتقلت المجاهدين. ردنا تمثل بإطلاق صواريخ على الاحتلال الصهيوني". وكان أبو العيناء واحدا من الأعضاء السابقين في الجناح العسكري لحماس الذي قاموا بانشاء جماعات جهادية كرد على مشاركة حماس بانتخابات السلطة الفلسطينية في 2006 التي حققت فيها فوزا ساحقا على حركة فتح. وكشف أبو العيناء أن نحو مئتي مقاتل سلفي "يقاتلون في صفوف الدولة الاسلامية في سوريا والعراق لدفع الظلم عن المسلمين رغم محاولات حماس لمنعهم"، حسب قوله. وغادر غالبية النشطاء غزة عبر الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية. وبحسب أبو العيناء، فإن نشطاء "بأعداد قليلة" غادروا في العامين الماضيين من معبر رفح المغلق مع مصر والذي يتم فتحه استثنائيا بين الحين والآخر. ويقول أبو العيناء "نحن جزء من إقامة الخلافة، الدولة الإسلامية العالمية، ولا نغضب إذا قيل عنا داعش". ويتابع "نريد تطبيق شرع الله في غزة وكل فلسطين، لكن نفضل حاليا التوعية الدينية التزاما منا بالواقع الفلسطيني"، مشيرا إلى أن تطبيق الشرع "ليس أولويتنا الآن في ظل الاحتلال".

لا صدام مع حماس

ويقدر النشطاء السلفيون الغزيون بالمئات، لكن مسؤولا سلفيا قال إن عددهم "أكثر من ثلاثة آلاف مجاهد يمثلون أكثر من عشر جماعات". لكن يصعب التحقق من هذا العدد. وأبرز الجماعات هي: تنظيم الشباب السلفي المجاهد وجماعة جند أنصارالله وتنظيم جيش الإسلام وجيش الأمة وجماعة سيف الله وكتائب التوحيد والجهاد وكتائب سيوف الحق، إضافة إلى مجلس شورى المجاهدين. ويقول أبو سياف، وهو قائد عسكري في جماعة سلفية فضل عدم ذكر اسمها، "أولويتنا حاليا تقوية الوضع العسكري للمجاهدين لمقاتلة أعداء الله اليهود". ويضيف "لا نريد صداما مع حماس"، مستدركا "لن نتأخر عن قتال الكفار أو كل من يقف في وجه المجاهدين إذا فرض علينا".

القيادي البارز في حماس محمود الزهار: انهم يؤمنون بالعنف، نحن نتابعهم ونحاورهم لنوضح لهم

ويرى أستاذ العلوم السياسية وليد المدلل أن السلفية المتشددة "ستبقى ضعيفة"، لا سيما أنها "تواجه محاربة قوية من أجهزة الأمن" بغزة. ولم يستبعد محللون سياسيون حدوث مواجهة عسكرية جديدة بين حماس والسلفيين الجهاديين. في 2009، قتل عبداللطيف موسى، أبرز قادة السلفيين ومساعده في مواجهة مسلحة مع حماس، بعدما أعلن عن إنشاء إمارة إسلامية في مدينة رفح. وقتل الناشط السلفي يونس الحنر بمنزله في شمال غزة عندما رفض تسليم نفسه لأجهزة أمن حماس العام الماضي. ومايزال نحو 20 ناشطا من بين أكثر من 120 سلفيا كانوا محتجزين، في سجون تخضع لحماس بغزة. وفي يوليو الماضي، وجه تنظيم الدولة الإسلامية عبر شريط فيديو بث على الإنترنت رسالة تهديد لحماس. ونفذ سلفيون هجوما بقذائف الهاون على موقع تابع لكتائب عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحماس، في جنوب القطاع. ويقول القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار عن الجهاديين، "انهم يؤمنون بالعنف، نحن نتابعهم ونحاورهم لنوضح لهم"، مشيرا إلى أن بعض السلفيين "حاول قتل جيرانه أو أقاربه، ولو لم نوقفهم لحدث انفجار كبير". عن العلاقة بين جماعته وتنظيم الدولة الإسلامية، يقول أبو العيناء إنها "علاقة تناصح، اما الفكر واحد، ولا ارتباط تنظيميا".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أبناء "لبنان أولا" !

 نبيل بومنصف/النهار/13 أيار 2016

أما وقد أسفرت تداعيات الانتخابات البلدية في جولتها الاولى عن إصابة تحالف 14 آذار باصابة تبدو قاتلة هذه المرة ، فليسمح " لبقايا " من ساروا على ذاك المسار بجملة تساؤلات في مقلب قاتم . تتصاعد مفردات التخوين والتحاقد بين "المستقبليين" و"القواتيين" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بجرعات تنم عن عدائية مستحكمة داخل قواعد قوى وأحزاب كان يفترض ان تشكل قاعدة وطنية صلبة لا تهزها أنواء وعواصف وانتخابات وحسابات سياسية طارئة. فاين اختبأ كل هذا الاحتقان؟ ولماذا؟ وماذا كان يجري في بواطن تحالف معمد حقيقة وفعلا بدماء شهداء سقطوا تباعا على طريق ما آمن به اكثر من ثلثي اللبنانيين؟

السؤال الاهم الذي يخامر كثيرنا : هل كان بعض القيادات السيادية، إن في المقلب المسيحي او في الاسلامي، يتبادلون نصب الأفخاخ منذ بدأت أزمة الفراغ الرئاسي قبل سنتين في معارك الضرب تحت الزنار التي شكلت الضربة الأولى القاسية للتحالف السيادي؟ وهل جاءت الانتخابات البلدية والاختيارية رمية من غير رام لتشعل بقايا خيط واه كان لا يزال يربط شكلا التحالفات السيادية فاذا بها تتهاوى الآن؟ ابعد وأسوأ مما سبق ترانا نصدم حيال كلام " الكواليس " او بعض ما بدأ يتصاعد من تبادل التحاقد والتخوين ومفردات خطاب ينضح بـ "المحبة" الزائدة. فهل كان خطاب الـ11 سنة المنصرمة من عمر القضية السيادية "كذبا على الذقون؟ وعلى ذقون من؟ ذقوننا ام ذقونهم؟ وكيف لا يطرح تساؤل كهذا حين تنشط "الكواليس" العاملة بقوة منذ ايام في شحن خطاب عدائي وتحريضي يتطوع لمده افرقاء في تحالف 14 آذار بكل المواد الملتهبة بدءا بالتشكيك في كل مسار الحليف والحليف المضاد؟ نتساءل: لماذا سكت مسيحيون من 14 آذار على "تيار المستقبل" كل هذا الوقت وساروا معه في ما لم يقتنعوا به ؟ فهل كانوا يداهنون ويراوغون؟ ثم لماذا كان "المستقبل" يوغل في تجميل الصورة وإيهام الناس بان حلف المناصفة المقدس ثابت لا يتزعزع فيما تجري معارك تصفية الحسابات والركل بين الأشقاء الأعداء تحت الطاولات؟ حتى الشعارات والرموز الاقوى من ان "تمس" مبدئيا بدأت تتهاوى في هذا المقلب المؤسف المفجع. ترانا نتساءل عن سر العجز الذي لا يصدق عن حماية "لبنان اولا" تحت وطأة استهداف الدولة والنظام من خلال أزمة الفراغ التي بتنا نراها وجها من وجوه الحروب على وجود لبنان. اذا كان ابناء "لبنان اولا" بلغوا هذا المصير البائس الذي تتكشف عنه حملات التخوين المتفجرة منذ ايام فماذا تراهم تَرَكُوا لليوم التالي في مطلع حزيران بعد انكشاف بيادر الحصاد كلها ؟

 

التحالف "القواتي - العوني" تحت مجهر التقويم مردود محدود بتفاعل سلبي لانتخابات بيروت

روزانا بومنصف/النهار/13 أيار 2016

التحالف بين "التيار العوني" و"القوات اللبنانية" الذي كان على الارجح ووفقا لمتابعين سياسيين كثر العامل الاساسي الذي دفع الطرفين بحماسة نحو الانتخابات البلدية على غير ما هي الحال بالنسبة الى الافرقاء الاخرين، شكل نقطة استقطاب سياسية قبيل بدء الانتخابات من اجل رصد تأثيره ومفاعيله. ووفقا لمراقبين سياسيين فان تسييل رصيد هذا التحالف لم يسرِ عمليا سوى على زحلة على رغم انه انتصار يبقى مشوبا بعلامات استفهام نظرا الى الفوز القوي المقابل ازاء لائحة "القوات" و"العونيين" وحزب الكتائب ايضا، والتي اتصفت بانها لائحة الاحزاب فحسب على غير ما هي الحال في سائر المناطق، اذ لا لائحة احزاب مماثلة في اي مكان آخر خصوصا في جونية حيث لائحتان متقابلتان من العائلات وبعض العناصر الحزبية في هذه الجهة او تلك ولكن ليست الاحزاب هي المسيطرة. وما مارسته الاحزاب في بيروت غدا باهظ الكلفة عليها ولو ان العاصمة تقارَب من زاوية تمكن الرئيس سعد الحريري من تأمين الفوز للائحة التي يدعمها ام لا. ذلك ان قراءة اداء الاحزاب المسيحية في الاشرفية ادرج وفقا للمراقبين السياسيين المعنيين من ضمن اداء انقلب سلبيا. فمن جهة ان فوز اللائحة الائتلافية المدعومة من الحريري في بيروت من دون المسيحيين من شأنه تسليط الضوء على واقع ان الحضور او المشاركة المسيحية ثانوية او هي ليست قيمة مضافة في العاصمة. واللعبة التي اعتمدتها الاحزاب تشبه الى حد بعيد ما يجري غالباً في نقابة المحامين حيث للمسيحيين الحضور الاقوى بحيث يعمد كل حزب الى دعم مرشحيه على رغم انه قد يكون له مرشح في اللائحة الاساسية او اكثر. ودعم مرشحين عدة لكل فريق حزبي لدى المسيحيين يؤدي احيانا كثيرة الى اطاحة المقاعد المخصصة او المتعارف عليها للطوائف الاسلامية. وما حصل في الاشرفية هو دعم كل حزب لمجموعة من المرشحين الذين لم يمونوا عليهم من اجل سحب ترشيحهم والانضباط تحت سقف الاتفاق على اللائحة الائتلافية في بيروت. فلو استطاعت الاحزاب، وتحديدا التحالف "القواتي - العوني"، في ايصال مجموعة من مرشحيه الموارنة لربما اتى ذلك على حساب الاعضاء السنّة في اللائحة، وربما ادى ذلك الى ازمة فعلية تهدد المناصفة في العاصمة. لكن عدم نجاح التحالف وسائر الافرقاء الاخرين في انجاح مرشحيهم بدا وكأن السحر انقلب على الساحر، اذ بدلا من ان يظهر هؤلاء قدرتهم الفعلية على التأثير اظهروا هامشية الحضور المسيحي وقدرته من جهة في العاصمة في مقابل توسيع الهوة مع الرئيس الحريري الذي يمكنه القول انه استطاع ان يوصل اللائحة التي دعمها من دون جميل حلفائه المسيحيين او حتى مجموع الافرقاء المسيحيين، في حين ان التحدي تركز في شكل اساسي على قدرة الحريري على ايصال لائحة على رغم الكثير من الصعوبات التي تواجهه. كما ان المنطق نفسه الذي يطالب السنّة ممثَلين بالحريري من اجل دعم وصول رئيس قوي للجمهورية انطلاقا مما يريده التحالف المسيحي، قد تلقى ضربة قوية لان المسيحيين لا يستطيعون مطالبة الاخرين بما لا يحترمونه هم انفسهم. ويخشى ان ينعكس ذلك على واقع الافرقاء المسيحيين في الانتخابات النيابية لا بل على الهامش ايضا. وفي ظل الحديث عن الرئيس القوي فان مصادر سياسية كانت توقفت بقوة عند الكلام الاخير للامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله حين قال ان لا ضرورة للعائلات الكبرى في البلدات او القرى ان تتولى هي رئاسة البلدية، علما ان المعايير يفترض ان تسري بالسوية نفسها اذا كان يتم تعطيل الرئاسة لمدة سنتين بذريعة ايصال الاقوى من ضمن طائفته. مقاربة الاوساط السياسية لقدرة التحالف "العوني - القواتي" على تسييل ترجمة التعاون المشترك تقع حتى الان من ضمن التقويم القائل انه تحالف نظري شهد ترجمات محصورة ولم يطبق على نحو واسع. ففي جونية ينقسم هذا التحالف بين لائحتين متقابلتين من العائلات بهامش ليس واسعا او كبيرا لاي منهما. في جبيل لا ترجمة لهذا التحالف. في قضاء زغرتا ثمة من يرى ان الاتفاق بين النائب سليمان فرنجية والسيد ميشال معوض وآخرين اقفل الباب على اي مكان للتحالف "القواتي - العوني". وكذلك الامر بالنسبة الى الكورة حيث يتعين ان يحسب حساب للحزب السوري القومي الاجتماعي كما لنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. المجال سيكون متاحا في الايام المقبلة ومع الجولات المرتقبة من الانتخابات البلدية لمعاينة امكان قوة التحالف "القواتي - العوني"، وما اذا كان لكل من الحليفين الجديدين ان يعيد امتلاك القدرة على امساك العصا من منتصفها وخوض معركة انتخابات على نحو تحالفي مشترك، علما ان هذه الانتخابات ليست سياسية ويجب الا تخضع لهذه المعايير اقله في لبنان، كما لا تخضع ايضا لمعيار الديموقراطية التي تخاض عادة على اساس اكثريات حزبية وليست خلطات عائلية. فحتى الان اعترت علاقة "التيار العوني" مع حليفه الاساسي ""حزب الله" شوائب في زحلة في مقابل رجحان تحالفه مع "القوات"، وكذلك الامر بالنسبة الى "القوات" في علاقتها مع الحريري. في حين ان انتخابات بيروت جمعت ايضا الحليفين في موقع ليس جيدا ولا مفيدا لا لموقعهما ولا لتحالفاتهما مع الاخرين في ظل علامات استفهام ليست واضحة حتى وإن ساهمت في تقوية مواقع كل منهما من ضمن قواعدهما لدى المسيحيين اكثر مما يتمتع به كل منهما اصلا.

 

أين نحن من انتاج الغاز والنفط

مروان اسكندر/النهار/13 أيار 2016

اننا نتحدث عن تقديرات علمية بمنظور التقنيات التي تحققت حتى تاريخه في عمليات استكشاف مكامن الغاز والنفط. في استطلاع هيئة الاستكشاف الجيولوجي الاميركية، أن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط الذي يمتد من جنوب تركيا الى سوريا ولبنان وغزة واسرائيل ومصر يحتوي على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز (ما يوازي 3,45 مليارات متر مكعب) و1,7 تريليون برميل من النفط. وتحوز المياه الاقليمية اللبنانية، استناداً الى هذه التقديرات، 30 تريليون قدم مكعب من الغاز و660 مليون برميل من النفط. ويلاحظ ان ثروة الغاز اهم بكثير من ثروة النفط، فالغاز يكفينا لـ40 او 50 سنة اذا توافر، في حين ان كميات النفط لا تكفي لاكثر من 10 الى 15 سنة. وكانت تشكلت قبل ثلاث سنوات هيئة ادارة قطاع النفط في لبنان واضطلعت بدور استشاري ذي أهمية، وقد تابعت أعمالها وشجعت على قيام برنامج لدراسات الشؤون النفطية في الجامعة اليسوعية، ووسعت طاقمها بحيث صار يشمل عشرات الموظفين.

وتفيد تصريحات مسؤولي الهيئة ان هذه قد انجزت 95 في المئة من الدراسات الفنية المطلوبة لإطلاق عمليات البحث والتنقيب والانطلاق في تهيئة الكادرات للتكامل مع النتائج المرتقبة. ومن اجل الالمام بالصورة العامة لا بد من التركيز على عدد من المعطيات الواقعية.

منذ عام 2010 وحتى تاريخه حققت اسرائيل اكتشافات مهمة للغاز منها حقل تامار الذي يمتد الى المياه الاقليمية اللبنانية، وحقل ليفياتان أي العملاق، كما حققت شركة نوبل الاسرائيلية الاميركية اكتشافًا مع القبارصة لحقل أفروديت.

وأضيف الى كل ذلك اكتشاف حقل ملحوظ في المياه الاقليمية المصرية في ايلول من العام الماضي، والشركة التي حققت الاكتشاف هي شركة ايني اي شركة النفط الحكومية الايطالية، وهي تسعى الى استقطاب استثمارات تمكن من تطوير انتاج هذا الحقل خلال أربع سنوات. وتقدر الاستثمارات المطلوبة بستة مليارات دولار يمكن في حال توافرها تحقيق نتيجة الانتاج المتوقعة خلال أربع سنوات. في المقابل، تسبب سوء تقدير حاجات مصر من الغاز وخصوصاً لتوليد الكهرباء، وعقدها السابق مع اسرائيل، بانقطاع صادرات الغاز المسيل من مصر، وكانت مصر تعتبر بعد قطر ثاني أكبر مصدر للغاز المسيل في الشرق الاوسط والثالث بعد الجزائر في المنطقة. اليوم، باتت مصر في حاجة الى استيراد الغاز وقد تشكل سوقًا لصادرات تتوافر من شمال افريقيا او ربما من دول الشرق الاوسط في انتظار انتاج كميات من الاكتشاف الجديد تكفي الحاجات المحلية وتسمح بالتصدير.

وهنالك وضع مشابه في سوريا حيث تضررت منشآت انتاج الغاز، وانتاج الكهرباء المرهون بتوافر الغاز متقطع، ومع زيادة الطلب على الكهرباء عند بدء عمليات اعادة اعمار سوريا سيكون الغاز السوري بالكاد كافيًا لهذه الحاجات. يضاف الى هذه الاعتبارات ان اسعار النفط تدنت بنسبة 55 في المئة عن مستوياتها لعام 2014، والرغبة في استكشاف مكامن جديدة قد تكون مكلفة تراجعت، والبرهان على ذلك ان عدد الشركات المهتمة بالبحث والتنقيب ومن ثم التطوير في المياه اللبنانية، انخفض بسرعة منذ سنتين وحتى تاريخه.

والسؤال يطرح الى اين نسير؟

الامر المؤكد حاليًا مع ضغط الازمة الاقتصادية والمالية (على موارد الدولة في مقابل نفقاتها) ان على لبنان معالجة عجز الموازنة بسرعة، ولن يكون بالامكان تحقيق ذلك بزيادة معدلات الضرائب، فالمؤسسات الخاصة والمواطنون العاديون يواجهون ضغوطًا لا تمكنهم من تحمل اعباء اضافية. والاقتصاد اللبناني يعاني الانكماش منذ سنتين واكثر. والمطلوب دون تأخير، انجاز القوانين والتفسيرات القانونية لتي تسمح بإنجاز اتفاق للبحث والتنقيب عن النفط، والابتعاد عن حساسيات السياسيين بالنسبة الى مواقع بدء البحث والتنقيب، هل تكون في أقصى الجنوب أم في أقصى الشمال أم بين بين. على اللبنانيين ان يدركوا ان ثروة النفط هي للبنانيين كانت عبر واردات الخزينة، وطرق استعمالها، وبصورة أهم ربما توسع مجالات العمل، وخصوصاً اذا ترافقت الاتفاقات للبحث والتنقيب، مع مبادرات لزيادة طاقة انتاج الكهرباء اعتمادًا على الغاز، وتوسيع مرافق التكرير في لبنان.

يستطيع لبنان من طريق معالجة نفاياته في معامل تشابه معمل صيدا – بطاقة 500 طن يوميًا – اضاءة شوارع صيدا دون كلفة محروقات في معامل انتاج الكهرباء. اذا أقر الحكم في لبنان انجاز أربعة معامل اضافية تماثل معمل صيدا بحيث تكون الطاقة الاجمالية الحديثة لمعالجة النفايات على مستوى 2500 طن يوميًا، اضافة الى 1200 طن يمكن معالجتها في معامل الكرنتينا على دورتين يوميًا بعد اعادة ترميمها وترفيعها فلا تعود ثمة حاجة ملحة الى مواجهة موضوع النفايات خلال 10 سنين. وفي المناسبة، يجب التذكير ان كلفة معمل بطاقة 500 طن يوميًا كمعمل صيدا لا تزيد على 50 مليون دولار، والمعامل الاربعة الممكن انجازها تبلغ تكاليفها 200-250 مليون دولار أي نصف كلفة معمل حراري واحد من المعامل التي اقترحتها مجلس الانماء والاعمار. ويحظى لبنان، بعد سنتين يفترض انجاز المعامل الاربعة خلالها، بإنتاج للكهرباء من النفايات العضوية قد يغطي نسبة 10 في المئة من مجمل الحاجات. وللتذكير، فإن لبنان قد وقع اتفاق ضبط حرارة الكرة الارضية الذي انجز في باريس اواخر 2015، والتزم خفض معدلات التلوث جذرياً قبل سنة 2030، ولن يكون ذلك ممكناً ما لم ننجز محطتي كهرباء بطاقة 1000 ميغاوات تعملان على الغاز السائل المستورد في انتظار توافر الغاز من مياهنا الاقليمية – هذا اذا انجزنا اتفاقات خلال هذه السنة، والامر يبدو شبه مستحيل لان العطلة الصيفية قاربت ان تحل علينا، ومنذ بداية تشرين يجب ان يذهب الاهتمام الى ارقام الموازنة، وضبط العجز. نأمل ان يستطيع السياسيون النظر في الجداول الزمنية المطلوبة للانجاز، وعسى ان تكون بلدية بيروت المبادرة على صعيد التعجيل في عمليات معالجة النفايات والاستفادة من الطاقة التي انتاجها منها.

 

إيران تحتفظ بأوراق التفاوض الضاغطة استعداداً لمواجهة الإدارة الأميركية الجديدة

 اميل خوري/النهار/13 أيار 2016

هل يصحّ ما يتوقعه مصدر ديبلوماسي وهو أن إيران ستظل محتفظة بكل أوراقها الضاغطة استعداداً لمواجهة سياسة الادارة الأميركية الجديدة التي تأتي بها الانتخابات الرئاسية اذا لم يتم التوصل الى حل الأزمات في المنطقة، ولا سيما في سوريا، قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي باراك أوباما؟

في معلومات المصدر عينه أن لروسيا وايران والرئيس بشار الأسد مصلحة في حل الأزمة السورية قبل انتهاء ولاية الرئيس أوباما لأنه قد يكون حلاً في مصلحة الأطراف الثلاثة. فالرئيس الأسد يبقى حتى نهاية ولايته ولهذه الغاية يستعجل الحل العسكري الذي أصبحت حلب عنواناً أساسياً له، وتكون روسيا جعلت هذا الحل أمراً واقعاً تواجه به الادارة الاميركية الجديدة بحيث لا يعود في امكانها تغيير ما هو اساسي فيه، كما تكون ايران قد حققت أهدافها في سوريا وباتت مستعدة للبحث عن حل للأزمة في لبنان. لكن هل في استطاعة لبنان تحمّل استمرار أزمة الشغور الرئاسي وتداعياتها وانعكاساتها السلبية على عمل كل المؤسسات الى حين قيام ادارة أميركية جديدة، واذا ظلت ايران تربط حل الأزمة الرئاسية في لبنان بحل الأزمة الرئاسية في سوريا وبين من يسعى لربط مصير سوريا بمصير الأسد، حتى اذا أخذت ايران ما تريد من سوريا تعطي ما تطالب به في لبنان؟

لذلك يمكن القول إن الأزمة في سوريا تدخل في سباق بين التوصل الى حل لها خلال ما تبقى من ولاية الرئيس أوباما أو استمرارها الى حين قيام إدارة جديدة في أميركا قد تكون لها سياسة تختلف عن سياسة الادارة الحالية، اي سياسة الحزم والحسم وليس سياسة التردد والارتباك، اذ إن أميركا تنتقل من سياسة الدفاع في المنطقة الى سياسة الهجوم لاسترجاع هيبتها ودورها كما كانت في عهود رؤساء سابقين استطاعوا توظيف الاصدقاء والاعداء على السواء لخدمة المصالح الاميركية. ويعتقد المصدر الديبلوماسي إياه أن صيف العام الحالي إما يكون صيف الحل للأزمة السورية وتالياً للأزمة في لبنان وما في المنطقة من أزمات، وإما يكون صيف العبور الى حل تتولاه الادارة الأميركية الجديدة التي ستنبثق من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو حل قد يكون مختلفاً عما يطرح حالياً من حلول يعطي كل دولة حصتها بحسب حجم نفوذها وقوة وجودها، فتتوقف الحروب وتتحسن العلاقات بين دول المنطقة والدول المعنية، ولا يعود ثمة مبرر لوجود أسلحة خارج كل دولة في أيدي ميليشيات تحت أي مسمى، لأن السلام الذي يكون قد تحقق لا يحتاج الى سلاح سوى سلاح الدولة.

ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس كانت قد نصحت خليفتها هيلاري كلينتون في الوزارة والمرشحة حالياً للرئاسة الاميركية، بالعمل على ابرام اتفاق سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأن هذا ينهي مبرر وجود حركة "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في فلسطين و"حزب الله" في لبنان، ما يجعل الشرق الأوسط في حال أفضل، مشيرة الى أن العلاقات القوية بين الولايات المتحدة واسرائيل هي المفتاح لقيام شرق أوسط أفضل، وان على اسرائيل اقتسام الأرض مع الفلسطينيين ليكون هناك حل الدولتين وترك لبنان سليماً. وأوضحت أيضاً أن إسرائيل هي من أوثق حلفاء أميركا وأصدقائها وأنها عندما تشعر بالأمن فإنها تتخذ عندئذ قرارات صعبة في المفاوضات مع الفلسطينيين، وهذا هو المفتاح لقيام شرق أوسط أفضل. وقدمت رايس الى كلينتون نصيحة توقف تزايد نفوذ "حزب الله" و"حماس" وسواهما من التنظيمات الجهادية ان عليها "هزم حزب الله وحماس وأمثالهما من المنظمات سياسياً وذلك بطرح حل عادل للقضية الفلسطينية توصلاً الى سلام شامل وعادل ينطلق من إقامة دولتين". هذه هي الطريقة السياسية التي تنهي دور السلاح خارج كل دولة وتسقط ذريعة الاحتفاظ به من أجل تحرير الأراضي المحتلة، وتحويل هذا السلاح الى الداخل اللبناني والفلسطيني لنصرفة طرف على آخر وتحقيق أهداف داخلية وخدمة دول خارجية. فهل تنتهي الأزمة السورية مع نهاية ولاية الرئيس الأسد أو ولاية الرئيس أوباما ومعها الأزمة في لبنان، أم يجب انتظار إدارة أميركية جديدة تأتي بها الانتخابات الرئاسية في أميركا ويكون صيف لبنان صيف انتظار جديد وكأنه كتب للبنان كما قال البطريرك الكاردينال الراعي من باريس: "لا يمكن أن يبقى لبنان هو الضحية ويدفع الثمن كلما اهتز نظام في المنطقة أو وقعت أزمة في مكان ما، وهذا يدعو الى فصل لبنان عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية".

 

6 أيار 1916

الدكتور رامي عوده/النهار/13 أيار 2016

إنّها الأرقام دائماً، تختصر كل تاريخ و تلعن كل جغرافيا. جغرافيا "الرجل المريض"، كما سمّاها الغرب: امبراطورية تهاوت وبسرعة قياسية في لعبة الأمم، التي فتحت شهيتها لاقتسام أرض الطورانية الضاربة عميقاً في هذا الشرق الكبير، من حدود منغوليا مهد جنكيز خان وتيمورلنك و جمال باشا، الى خط طانجا جاكارتا، مرورًا بشرقنا الأدنى والأوسط، ضربت لعبة الأمم ضربتها لنستفيق في السادس من نوار على رائحة دم زكي سقط صعوداً الى السماء. شهداؤنا، شهداء لبنان والقضية اللبنانية، و بلاد هنيبعل و سرجون الاكادي، حتى حدود سلطنة فخر الدين سلطان البر والبحر، الذي حلم بلبنان الأكبر حتى كيليكيا، و كان له ما أراد وما أردنا، لكن قلعة تيرون شهدت لشهيد آخر، حيث وضعت الآستانة نهاية ظلامية لحياة الامير الكبير، الذي كان إعدامه معلقاً في مدينة "الصدر الاعظم" نذيراً مبكراً لما سيصيب لاحقاً شهداء السادس من أيار في ساحة المرجة بدمشق- صلاح الدين، و ساحة البرج التي لم تتنبأ مطلقاً بأنّ شهداءها سيتوقف احتفاؤنا بذكراهم يوماً، على مذبح القسمة والتقسيم، في وطن البشير الشهابي والامير المعني الكبير. لماذا ارتكبت الآستانة تلك الاعدامات ؟ وهل كانت تجهض مسبقاً محاولات التحرر القومي في هذا المشرق؟ إنّ اصطدام المسيحية السياسية بالإسلام السياسي في ذلك الوقت المبكر من القرن العشرين،- عندما جرت أكبر محرقة للأقلية الارمنية والآشورية في التاريخ - كان يرسم ملامح تشكل دول سايكس - بيكو لاحقاً، حيث لم يُرد للمسيحيين في هذا الشرق أن تتشكل لهم دولة تكون نقيضاً جوهرياً للدولة اليهودية العتيدة، فتمت أكبر عملية شراء ذمم في التاريخ يموّلها آل روتشيلد و بيوتات المال العالمية، لتقسيم الامبراطورية العثمانية وتغيير خارطة الشرق الكبير، فتنشأ الجمهورية التركية على أنقاض الأرمن واليونان والآشوريين السريان وما تبعه من تشتيت للأكراد في مقاطعات جغرافية متباعدة لا تواصل بينها، للحيلولة دون تشكل دولة كردية تهدّد أساس وجود تركيا ذاتها.

دفع شهداء ايار فاتورة لعبة الامم، كإقفال دراماتيكي لحساب مجازر 1860 بين الدروز والمسيحيين التي دعم فيها الأتراك الأقلية الدرزية لاستئصال النزعة المسيحية الاستقلالية في هذا المشرق، وصولاً الى ذروة الاستئصال المسيحي السياسي والديني في مجزرة الأرمن الكبرى عام 1915 المرعبة، التي كانت مداداً وحبراً دامياً لوثائق وعد بلفور والتنفيذ العملي لاتفاقية "سايكس - بيكو" لتقسيم المشرق. هل ذهبت دماء الشهداء إهداراً؟ و هل ذهبت احلام أمراء جبل لبنان وأعيان بلاد عامل وأبناء بيروت- جوهرة المدن - ودمشق وبغداد و ارمينيا و عكا ويافا هباءً؟ في مهب ريح الربيع المشرقي القديم الجديد؟

ذلك ضرب من المستحيل، استحالة انطفاء النجوم، لأنّ شهداء ايار هم نجوم سماء الربيع، ولأنّ دماء شهداء ايار تحولت أقحوان ادونيس وعشتار، و أنّ أصداء حناجرهم في ساحات المرجة والبرج اسكتت كل نعيق البوم، و كل تآمر مشؤوم على أمة المشرق العظمى التي ستولد وتنطلق لتشرق ساطعة في سماء الشرق الكبير الذي لا تعوقه جغرافيا ولا تاريخ، و لا حواجز قومية أو إتنية، فقوميات هذا الشرق، التي أنجبت هنيبعل وصلاح الدين وفخر الدين والظاهر بيبرس، واستولدت في رحمها المقاوم شهداء أيار، و أنجبت مار مارون وطانيوس شاهين ويوسف بك كرم و جبران خليل جبران ويوسف العظمة وانطون سعادة وكمال جنبلاط وغسان تويني وشارل مالك ورفيق الحريري و موسى الصدر و جبران تويني(الشهيد الأكبر للمسيحية السياسية اللاطائفية)، لن توقف مسار إنجاب العظماء والشهداء حتى تبزغ من جديد نجمة الشمال، نجمة المسيح وبقية الله في الاراضين ويولد عصر جديد، عصر التوحيد و التجديد. 6 أيار1916 تاريخ مشرقي لن تمحوه كثرة الدماء التي سالت بعد ذلك في حربنا الداخلية، إنما ستكون شاهداًعلينا وعلى قداسة القضية اللبنانية المشرقية، وأين يجب أن تهرق تلك الدماء، وذلك على مذبح الحرية الدينية والتعددية السياسية والاستقلال القومي الناجز. دماء السادس من أيار فتحت الباب على مصراعيه لولادة لبنان الكبير، الذي طالما حلم به الآباء المؤسسون وتنبّأ له القديسون السياسيون، ولن يغلق قبل أن ترى اجيالنا ولادة المشرق الكبير، موئلاً للعظماء وملجأً للعائلات الروحية ومهداً دائماً للرسالات السماوية. هنيئا لكم أقحوان نوّار يا شهداء ايار.

*حزب المشرق الاشتراكي الديني

 

حسنات النظام الطائفي وميزاته

د. صباح الحاج/النهار/13 أيار 2016

الميزة الأهم لنظام حكم طائفي هي تقديس حرية الفرد وتحريره من قيود المجتمع وأنظمته المدنية. فهو يعيد إلى الإنسان حقوقه التي كان يتمتّع بها أجداده في الغابات وخسرها عندما قرّر مخطئاً أن يعيش في مجتمعات بشرية توفّر له الأمن والعمل والحياة الإجتماعية اللائقة. الانسان اللبناني الذي يتغلّب على طبيعته وانتمائه القبلي ويتأقلم مع الحضارة في مجتمع يتساوى فيه أفراده في الحقوق والواجبات، حتى حين تقبل مظاهر الحضارة وقوانينها الوضعية استمر بطبيعته الغرائزية الخائفة من الغير، كما كان جدّه القرد دائم الخوف من الذئاب والوحوش الضارية. فالنظام الطائفي ما زال يتيح للمقيمين على أرض لبنان، حرية التصرف بأموال الآخرين وأرزاقهم طالما هم قادرون جسدياً ومادياً ونفسياً أو إذا كانوا من المقربين والتابعين لرئيس القبيلة داخل الطائفة. إنّ استمرار النظام القبلي الطائفي له أسبابه التاريخية، إذ إن المقيمين، ولا تصح تسميتهم مواطنين هم أقليّات اضطهدت في منشئها ولجأت الى جبال لبنان الشاهقة طلباً للحماية، والى شواطئ لبنان المؤنسة مطمئنة الى البحر باب الحرية والدنيا الشاسعة لذا فإنّ كل مقيم في لبنان وتحديداً من أصحاب الامكانات المادية سعى وحصل له ولعائلته على بوليصة حياة على شكل جواز سفر أو جنسية في دولة غربية على الأغلب.

فالنظام الطائفي أو بالأحرى نظام حرية التصرف، تصرف القوي أو التابع الطامح الى أموال وأرزاق وأموال الغير من دون خوف أو اعتبار لأي حساب أو قصاص فإنّ التابع الى زعيم طائفته الذي يحميه من كل حساب وجد في النظام الحر هو القدوة ووجوب المحافظة عليه وعلى من يترأس القبيلة وعائلته وأولاده وأحفاده باعتبارهم يؤمنون استمرار هذا النظام وهم الغطاء الأفضل لكل تعدٍ من أي نواع كان. أما المتزعّمون على القبائل وللمحافظة على مراكزهم فهم مستعدّون للتعامل مع الشيطان للابقاء على استمرارية سلطاتهم المطلقة. أمّا تغيير هذا النظام المثقل بالحسنات فليس بالسهل كون المتسلّطين على الطوائف اتقنوا اللعب على الخوف الدفين في نفوس المقيمين، الخوف من التغيير ومن التهجير ومن الحرمان، وهو الخوف الدفين لدى كل الأقليات في أي مجتمع كان، كما أنهم اتقنوا حضور ورعاية المناسبات الطائفية وتكريم رجال دين من طوائفهم لتلميع صورتهم كحماة للطائفة وأبنائها وتأجيجاً للحس الطائفي. ومن المؤسف أن يفقد المواطن الطائفي حس التقييم والمقارنة بسبب الخوف وتقديم المصلحة الفردية على العامة، ألم يسأل يوماً:

- لماذا يهاجر أولادنا وهم أفضل متخرّجي الجامعات وأصحاب الكفاية بمجرد أن تتسنّى لهم الفرصة؟ لماذا تنفجر الأوضاع الداخلية في لبنان كل ربع قرن؟ لماذا يعاني المقيم على أرض لبنان شحاً في أبسط حاجاته الحياتية من ماء وكهرباء ونظافة وصحة عامة؟ لماذا لا يمثل المواطنين في المجلس النيابي أصحاب الكفاية والأخلاق والمسؤولية ويحاسبون عنه، بل يقوم رئيس طائفتهم بانتداب ممثليها ممن يؤمنون له مصالحه لا مصلحة الوطن؟

أيها المواطن الخائف أنت تدرك في قرارة نفسك أنه طالما النظام الطائفي قائم فلن تشعر يوماً بالاستقرار النفسي وستورث هذا الخوف وعدم الاستقرار إلى أبنائك الذين سيهاجرون وتبقى أنت وزوجتك وحيدين في مواجهة الآخرة. كما هو الحال مع العدد الأكبر ممن كرّسوا أموالهم وامكاناتهم لتعليم أولادهم في أفضل الجامعات، لكن ويا للأسف في بلاد الاغتراب. أيها المواطنون الذين يسمّونكم أقليات إن خلاص لبنان بأن تصبحوا أكثرية تحت نظام علماني يتساوى فيه جميع اللبنانيين متخلّين عن ميثاق 1943 الذي رسّخ علّة الطائفية الى غير رجعة. حينها تتحرّرون من عقدة الخوف المسيطرة علينا جميعاً لبنانيّين بالهوية. ونحافظ على وجودنا في هذه البقعة الجميلة من الكون، حيث يمكننا تحويلها جوهرة الشرق بمجهود أبنائنا في مختلف المجالات فننعم جميعاً بالأمن والاستقرار والمساواة.

 

حكاية مدينتين: عودة الى انتخابات بيروت

مـكـرم ربـاح/لبنان الآن/12 أيار/16

في إحدى المرات، كان أحد الصيادين الماهرين يبحث عن طريدة. وبعد أن شاهد أسداً يشرب الماء، صوّب بندقيته نحو الوحش وأطلق النار عليه. إلاّ أنّ البندقية لم تطلق النار والأسد، الذي كان انتهى للتوّ من الأكل، لم يلتهم الرجل بل اكتفى بلطمه. شاعراً بالإهانة، عاد الصيّاد مرات عدّة حاملاً بندقية أكثر فعالية، وللأسف تكرّرت الحادثة نفسها. وبعد أن شعر الحيوان المفترس بخيبة أمل الرجل، نظر الى الصيّاد وسأله: "هل جئت للصيد أم أنّك تستمتع بأن تُصفع؟". قد تكون هذه النكتة مناسبة لوصف الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في بيروت، أو بشكل أدق كيفية مقاربة بعض من يترشحون لمناصب معيّنة للمسألة.

الأحد الماضي السابعة مساء كان موعد إقفال مراكز التصويت في مدينة بيروت في الانتخابات البلدية التي كان الجميع بانتظارها وشككوا في إمكانية حصولها بسلام. وفي حين كانت تتنافس على مقاعد بلدية بيروت أربع لوائح، برزت لائحتان من بينها، هي واحدة عبارة عن إئتلاف موالٍ للسلطة ضم جميع القوى السياسية تقريباً هي "لائحة البيارتة"، ولائحة ضمّت مجموعة من الشباب والناشطين يملكون برنامجاً انتخابياً تقدّمياً ومعاصراً تحت عنوان "بيروت مدينتي". هذا الشعور بالسعادة الذي ساد في الأسابيع القليلة الماضية، جعل الكثير من اللبنانيين يأملون بحصول تغيير في المجتمع المحلي. إذ ليس من الصعب شرح الدعم الذي تلقاه هؤلاء من ناخبين محتملين شعروا بالخيبة من الأحزاب السياسية التقليدية التي خيّبت أملهم مرة تلو الأخرى. ولكن ما إن ظهرت النتائج الأولية حتى تلاشت هذه الحماسة عندما بيّن الاقتراع فوزاً ساحقاً للاّئحة المنافسة، مما شكّل صفعة على وجه من يمكن تسميتهم "بالحالمين".

لم يتلكّأ هؤلاء الحالمين عن التعبير عن خيبة أملهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصولاً الى وصفهم الناس الذين صوّتوا لخصومهم أو امتنعوا عن التصويت بالجهلة أو بالغنم. قد يكون مثل هذا السلوك غير الدال على روح رياضية مفهوماً، أو متوقعاً، ولكن يمكننا أن نتعلّم من هذه الهزيمة الانتخابية والسياسية لكي نتجنّب ربما انتهاء هذه الحركة الرامية للتغيير.

ليس بالـ "Like" وحده

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي كأداة انتخابية سيفاً ذي حدين. حسب تعابير الشارع "ثملت بيروت مدينتي بمجدها"، حيث نالت الرسائل التي روّجت لها عبر الإعلام إعجاب الناس الذين شعروا بشبههم بها، وانتهى بهم الأمر بالاكتفاء بإلقاء المواعظ بدل التوجه الى صناديق الاقتراع.

بالإضافة الى ذلك، إعتقد العديد من مناصري بيروت مدينتي بأنّ "like" أو تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي كفيلة بالإشارة الى أنّ هذا الشخص سوف يصوّت لصالح لائحتهم، ولكن واقع الأمر هو أنّ الناس يقضون نهارهم في وضع "اللايك" والتعليق ومشاركة الكثير من المنشورات، من صور أشخاص يرغبون في مواعدتهم الى صور أطفال ظرفاء، وصولاً الى المقالات السياسية. لكن لدى ترجمة ذلك الى أصوات في صناديق الاقتراع لا نصل الى نتيجة. فالناس الموجودون على الفايسبوك لا يصوتون جميعهم في بيروت، ولو كانوا يصوتون فيها لما قاموا بذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. النجمة اللبنانية الأصل شاكيرا لديها أكثر من 102806134 "لايك" ولكن ليس لديها أي منصب.

الانتخابات علم وليس فنًّا

قد يكون الفشل الأبرز للائحة "بيروت مدينتي" هو غياب ما يسميه الناس بالماكينة الانتخابية الأساسية في أي انتخاب قبل أو خلال أو بعد العملية الانتخابية. كان من الواضح بأنّ "بيروت مدينتي" لا يمكنها أن تضم ما يكفي من المتطوعين لتغطية مراكز الاقتراع الكثيرة في بيروت، وحتى لو كان لديهم متطوعون فإنّ هؤلاء الشبان والشابات ليس لديهم أي تعاط سابق مع كتل الانتخاب التقليدية، وبالتالي لم يتمكنوا من قلب نتائج التصويت. فترشحهم بدون مجموعة من المخاتير لحماية خاصرتهم يُعتبر بمثابة الانتحار. فهؤلاء المخاتير على الرغم من أن وظيفتهم لم تعد على الموضة، هم مصدر أصوات كثيرة لا يمكن لأي لائحة أن تفوز بدونها خصوصاً في بيروت. نشر وتعميم اللوائح الانتخابية، كما فعلت "بيروت مدينتي"، قبل أربعة أيام من الانتخابات هو بالتأكيد خطوة غير محسوبة، سيما إذا كنّا نريد تفادي ما يسميه الناس بتلغيم اللوائح. بالمعنى العملي، في حين أنّ العملية مشوبة بالأخطاء وبحاجة الى تغيير كبير، فإنّ هذه القواعد التي لم تعد رائجة هي التي تملي اللعبة ولا يمكن لـ"بيروت مدينتي" أو لأي حركة أخرى بأن تغير شيئاً إن استمرت باتباع هذه الحقيقة.

الأحزاب السياسية ليست العدو

مضت لائحة "بيروت مدينتي" بعيداً في التأكيد على أن أعضاءها مرشحون كممثلين للمجتمع المدني وبالتالي ليس لديهم أي انتماء سياسي من أي نوع كان. حتى أنّ المخرجة المشهورة نادين لبكي المرشحة على اللائحة وصلت الى حد التصريح بأنها وما تمثله سوف يعملون في النهاية على إلغاء الأحزاب السياسية كلها، وهو تصريح لا يدل على نضوج حتى لا نقول أكثر من ذلك. فكلّ من يطمح الى الفوز بمنصب ما لا يُعتبر بكل تأكيد ناشطاً في المجتمع المدني بل ناشطاً سياسياً، وبالتالي لا يمكن معاملة الأحزاب الموجودة، بغض النظر عن دورها وموقفها، كالمنبوذين. سواء راق الأمر لك أو لم يرق فإنّ الأحزاب السياسية تلعب دوراً مؤثراً في بناء القدرات، وبالتالي فإنّ الأشخاص الأعضاء في هذه المجموعات متمرسون في الانتخابات وفي الحملات الانتخابية أكثر مما يعتقد الناس. ولعلّه من اللافت بأن حركة طلعت ريحتكم، التي انتشرت العام الماضي، ارتكبت الخطأ القاتل نفسه باقصاء الأحزاب وفي النهاية وجدوا أنفسهم بأنّهم المنبوذون الفعليون. فدعوة من يصوتون للفريق الآخر بالغنم ليس بالأمر الحكيم أو المتحضّر في التعبير عن الذات.

احذروا من أصوات الغرباء المكشوفة

كشفت النتيجة النهائية بأن بيروت مدينتي أبلت بلاء حسناً في المنطقة المسيحية من بيروت وبأنّ أهالي بيروت الشرقية الذين يتحدرون من خلفيات فكرية مختلفة  اختاروا التصويت للتغيير. قد يكون هذا أحد طرق النظر الى المسألة، ولكن الواقع الطائفي يظهر عكس ذلك. لم يخف تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ولا حتى حزب الكتائب حقيقة عدم موافقتهما على طريقة سعد الحريري في التعاطي مع الانتخابات البلدية ولا في خياره للرئاسة، أي سليمان فرنجية. بالتالي لم تكن نتائج صناديق الاقتراع للأحزاب المذكورة آنفاً للتصويت من أجل التغيير بل كانت طريقة بدائية في تسوية الخلافات. ومن المهم أيضاً حقيقة استخدام "حزب الله" كذلك لـ"بيروت مدينتي" لإضعاف موقف الحريري أكثر من خلال اتّباع الحكمة القديمة "عدو عدوي صديقي".

الأقلية الحاكمة أذكى مما تبدو عليه

الناس الذين دعموا "بيروت مدينتي"، اعتبروا أنّ الفريق الحاكم أضعف مما يبدو عليه وبأنّ هذه الحركة المحلية سوف تكون القشّة التي ستقصم ظهر البعير وتنهي سيطرته على السياسة اللبنانية. علماً أنّ الأقليات اللبنانية الحاكمة موجودة منذ بضعة قرون وهي تعلم متى تلعب بأوراقها ومتى تقف على جنب.

في كل مرة تحاول فيها أي حركة مثل "بيروت مدينتي" إفشالها، تتعزّز قوة هذه الأقلية الحاكمة أكثر فأكثر. فخلافاً لما قد يعتقده البعض، لدى الطبقة الحاكمة القدرة على زيادة قوتها من خلال هذه التحديات وحتى على استخدام هذه الأعمال لكي تثبت بأنّ النظام لا يستطيع التعاون مع مثل هذه الحركات المغامرة الراديكالية. وفي النهاية، تتمتّع هذه الطبقة برفاهية الوقت، والموارد، والتجربة وهو أمر تفتقر اليه بالتأكيد "بيروت مدينتي". وأثبت كذلك الميل النخبوي لدى "بيروت مدينتي" بأنّه عائق وليس قيمة مضافة، لأن للأسف ليس كل الناس يجدون أنفسهم في مشروع راس بيروت الكوني الذي يمثله معظم المرشحين على لائحة "بيروت مدينتي". فالقادة التقليديون هم معلمون في لعب الورقة الشعبوية، سواء أعجبنا الأمر أم لم يعجبنا. "بيروت مدينتي" وكل الحركات التي ستأتي بعدها يجب أن تنتبه لهذه النقاط التي سبق ذكرها. فالحياة لا تكافئ الناس لحلولهم في المركز العاشر. في حين أن الـ 29 ألف صوت التي حصلت عليها بيروت مدينتي تعتبر إنجازاً كبيراً، فإنّ الحقيقة تبقى ثابتة بأنّ من يربح الجائزة الفضية يكون قد خسر الجائزة الذهبية.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية/(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

عن طريق الخداع والازدراء

إيلـي فــواز/لبنان الآن/12 أيار/16

المقال الذي كتبه الصحافي دايفيد صامويلز في "نيويورك تايمز" ماغازين قبل أيام، عن بن رودز، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي والشخص الأكثر التصاقاً بالرئيس باراك أوباما منذ لحظة التحاقه بإدارته، يضيء بشكل أساسي على طريقة إدارة هذا الرئيس وفريقه للسياسة الخارجية الأميركية، حيث يتضح أن المشاعر الشخصية وخداع الرأي العام الأميركي أفضيا في نهاية المطاف إلى رسم معالم شرق أوسط ملتهب، أُسقِطت من خارطته ثلاثة بلدان (ليبيا، اليمن، سوريا) اشتعلت فيها حروب من الوحشية ما يفوق الحروب العالمية، ربما لأن التوثيق لها أسهل مع التطور التكنولوجي الحديث. صامويلز يقول إنه بالإضافة إلى كتابة رودز لخطابات الرئيس، وترتيب رحلاته الخارجية والتخطيط لاستراتيجية البيت الأبيض للتواصل، فإنه وبحسب كثر عملوا في البيت الأبيض، الأكثر تأثيراً على السياسات الخارجية للولايات المتحدة طبعاً بعد الرئيس. رودز لا يملك خبرة سياسية أو عسكرية، أو حتى شهادة في العلاقات الدولية، والتي غالباً ما تكون لدى شخص بتلك المهام. هو بدأ حياته ككاتب قصص قصيرة. اهتمامه بالسياسة جاء نتيجة الصدمة التي تلقّاها في 11 أيلول 2001 عندما شاهد طائرة تتحطم على احد برجي نيويورك. هذه القفزة النوعية من كاتب قصص قصيرة الى رئيس المدونين للجنة بايكر هاملتون، وصولاً الى التأثير على السياسة الخارجية لم تكن ممكنة طبعاً من دون شخص آخر - أوباما - لم يكن يملك من الخبرة في الحكم ما يؤهله لأن يصير رئيساً للولايات المتحدة. يجمع الشخصين على كل الأحوال شعورٌ بالازدراء: الأول –الرئيس- لكل ما تمثله الولايات المتحدة من قوة عالمية؛ والثاني –رودز- لكل ما تمثله السياسة الخارجية الأميركية.التغيير كان عنواناً لحملة الرئيس اوياما، وعلى هذا الاساس انتُخب. الباقي قد يبدو تفصيلاً: الانسحاب العسكري من مناطق النزاع في الشرق الاوسط، ثم تسليمها لإيران ومحورها، التخلي عن الحلفاء التقليديين، القيادة من الخلف...تفصيلاً أفضى في نهاية الأمر إلى كارثة انسانية في بلدان الشرق الاوسط، وإلى فوضى حتى كوندوليزا رايس لم تكن لتحلم بمثلها. الشرق الأوسط وبفضل الرئيس ومستشاره أصبح مرتعاً للمتشددين والارهابيين. كل هذا لم يكن ممكناً من دون خداع الرأي العام الاميركي والعالمي، واستعمال الصحافة والصحافيين من اجل تمرير سياساته لدى الرأي العام والكونغرس على حد سواء. لم يختلف اوباما ورودز عن سلفهما في مواجهة المعترضين. فهم إما معه او ضده. أقنع اوباما الاميركيين ان المفاوضات مع ايران بدأت مع التيار الذي يمثله حسن روحاني الذي حمله الى الرئاسة. وهذا ما اتضح انه خداع للرأي العام. فالمفاوضات بدأت قبل روحاني او مع من يمثل الخامنئي في تلك الامور المهمة. أوباما أوهم العالم والاميركيين ان انتخاب روحاني قد يؤذن لتغيير في ايران وقلّل من اهمية البرنامج النووي؛ وفي هذا أيضًا خداع. فإيران لم تغير قط من سياساتها الارهابية حول العالم بعد روحاني. أقنع أوباما الاميركيين انه يؤيّد رحيل بشار الاسد فيما ارسل روبرت مالي ليتفق مع مبعوث فلاديمير بوتين على بقاء الأسد. استعمل أوباما كل الاسلحة المتاحة ضد معارضيه. سرّب للصحافة قضية الرسائل الإلكترونية لوزيرة خارجيته في وقتها هيلاري كلينتون من اجل حثها على الانتظام في صفوف المؤيدين للاتفاق مع ايران. ثم سرب للصحافة خبر استهداف التحالف الاسلامي في اليمن للأبرياء، وألمح من خلال قناة الـ CBS التي يرأس مجلس إدارتها اخ بن رودز، أن ثمة في الصفحات الثماني والعشرين المحفوظة من تقرير 11 ايلول ما يدين المملكة العربية السعودية، وذلك من أجل حثها على الرضوخ لفكرة نفوذ إيران في المنطقة و لوعلى خساب امنهم القومي. على كل الاحوال الرئيس أوباما استفاد من أمرين اثنين في عهده من اجل تمرير سياسته الخارجية: رفض اليسار الأميركي لأي تدخل في حرب جديدة في الشرق الاوسط، وخوف اليمين الاميركي من الإسلام السنّي خصوصاً. وعلى هذا الاساس بنى أوباما نظريته الغريبة حول التوازن بين السنة والشيعة بشكل يعترف فيه بنفوذ لإيران يتخطى حدودها وقدراتها. والاهم أنه يضعها في مواجهات عديدة مع القوى الاقليمية. سيرحل أوباما عن البيت الابيض بعد اشهر قليلة و سيأخذ معه كاتب القصص القصيرة الطموح بن رودز، لكن تركته الثقيلة الخارجية ستبقى عبئاً على الرئيس القادم. اما التاريخ فسيسجل عليه وقوفه موقف المتفرج على المجازر التي قضت على اطفال سوريا في حين كان يمكن ان ينقذ الكثيرين منهم.

 

البلديات تقسم "الوطني الحر".. مجدداً

نادين مهروسة /المدن/الخميس 12/05/2016

ضربت الانتخابات البلدية والإختيارية كثيراً من التوازنات السابقة، على صعيد الحلفاء، وعلى صعيد التوازنات ضمن الأحزاب نفسها، خصوصاً التي شهدت في السابق تصدعات لا يبدو أن ذيولها عولجت، ما سمح لها بالبروز مجدداً، في انتظار المراحل المقبلة التي سشتهد مزيداً من هذه التشققات. قبل نحو عام شهد "التيار الوطني الحر"، اثر فرض رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون، جبران باسيل رئيساً للتيار، بدأت أصوات في التيار تتمايز. لم يرق البعض ما حصل، وما تبعه من تشكيلات وتعيينات، لكن عون نجح في قمع هذه الأصوات عبر الدعم الذي قدمه لباسيل. أولى دورات الانتخابات البلدية أكدت أن كل المرحلة السابقة في التيار لم يتم تجاوزها، خصوصاً أن الإشكال الذي حصل بين نائب رئيس التيار الوزير السابق نقولا صحناوي، والقيادي في التيار زياد عبس، لم يكن توزيعاً للأدوار كما تردد، بل كان حقيقية مستندة إلى تفرد البعض في التيار بالقرار. لا شك أن التحالف بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" في لائحة "البيارتة" لم يرض كثيرين في "الوطني الحر"، خصوصاً أن هذا التحالف لو نجح كان يمكن أن يمتد إلى أي انتخابات نيابية مقبلة، وتحديداً مع وزير الصحة ميشال فرعون، ما يهدد طموحات وأحلام أكثر من قيادي في "الوطني الحر"، أبرزهم عبس. تمرد عبس على قرار التحالف مع "المستقبل" جاء بإسناد من مجموعة بارزة في تيّاره، ونجح عملياً في اسقاطه، وهو ما برز بوضوح في خطاب الرئيس سعد الحريري الحاد ضد الحلفاء في اللائحة ومن بينهم "الوطني الحر"، وضد تصويت البعض للائحة المنافسة، رغم مشاركته في لائحة "البيارتة". نجح عبس عملياً في التعبير عن القاعدة العونية، خصوصاً أن "الوطني الحر" واجه صعوبة في إقناع مناصريه بالتحالف الجديد مع "المستقبل"، بعد سنوات من الحملات الهجومية عليه، وعلى السياسة التي يتبعها، إضافة إلى رفض وصول عون إلى الرئاسة، وترشيح رئيسه سعد الحريري النائب سليمان فرنجية. ويعترف عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا أن "من اقترع لبيروت مدينتي أراد تمرير رسالة رفض للتحالف العوني مع المستقبل"، مؤكداً أن هذا هو السبب الرئيسي لما حصل. لم يكن أمام "الوطني الحر" بعد ما حصل سوى الرد بقوة على المتمردين على القرارات الحزبية، خصوصاً أن الإستحقاق البلدي أمامه 3 جولات أخرى، قد تشهد حالات "عصيان وتمرّد" مشابهة، وتحديداً في المتن وجزين. وعليه قرر، بحسب مصادر فيه، فصل نحو 20 قيادياً بينهم عبس. محاولات قيادة "الوطني الحر" ضبط الوضع تبقى دونها مخاوف جدية، من أن تؤثر هذه القرارات على تماسك "التيار". وهو لذلك لم يقدم على خطوة تصعيدية أكبر، عبر فصل كل القيادات المعترضة في بيروت، بل اكتفى بعبس والحلقة المحيطة به. ورغم محاولة قيادة "الوطني الحر" لفلفة الموضوع بأقل الخسائر الممكنة، إلا أن ذلك يبدو مستحيلاُ، خصوصاً أن لعبس حيثية في بيروت لدى قواعد التيار، وما نفذ في بيروت، سيفرض على "التيار" تنفيذ ما يشبهه في أي منطقة أخرى. من جهته، لا يخفي عبس لـ"المدن" أنه "بات واضحاً أن لدى الناس رغبة بالتغيير، ولم تعد تقتنع بالفوقية التي تمارسها القيادات عليهم"، مؤكداً أن "هذا الأمر لُمس في الشارع، وخصوصاً لدى جمهور التيار". وبشير إلى أن "السبب الرئيس الذي أدى إلى إنفلات الوضع هو الأداء السيء لصحناوي الذي كان مكلفاً إدارة العملية الانتخابية للتيار في الأشرفية".

 

الديموقراطية اللبنانية العنيدة

 محمد علي فرحات/الحياة/12 أيار/16

حينما يرتفع سقف الشعار السياسي في الانتخابات النيابية تقل نسبة الديموقراطية، ونراها تزيد في الانتخابات البلدية (المحليات)، لكونها تقوم على المصالح اليومية لا على الشعار الفضفاض وتوجيه تهمة الخيانة إلى الخصم. نجح اللبنانيون في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع، والمتوقع أن يواصلوا في جبل لبنان والجنوب والشمال. وفي ذلك تسفيه لتعطيل الانتخابات النيابية والتمديد المتواصل للبرلمان الحالي الذي أصبح متحفاً لتماثيل أثرية أو مخزناً للعب قديمة ينفر منها الأطفال. وتكفي انتخابات بلدية في بلدة عرسال المجاورة لمواقع «داعش» و «النصرة»، لإظهار إمكان إجراء الانتخابات، حتى على حافة الخطر، في أي مكان في لبنان. نحن أمام شهادة، وإن خجولة وجريحة، على الديموقراطية اللبنانية المستمرة منذ عشرينات القرن الماضي والمبنية على حصص طائفية تراعي المجتمع. إنها ديموقراطية خجولة بزعمائها الذين اكتسبوا صفة الحاكم السوري «إلى الأبد»، حين كانوا يوالون أو يعارضون هيمنته على لبنان. وهي ديموقراطية جريحة مع انحلال الطبقة الوسطى لمصلحة أغنياء السياسة والفساد وفقراء يزدادون عدداً والتحاقاً بمن يتحكّم بلقمة العيش. الانتخابات البلدية تجرى في نطاق ضيق جغرافياً وسكانياً، لكنها تبدو في بيروت استثنائية، فبلدية العاصمة ينتخبها مواطنون ينتمون إلى ثلاث دوائر انتخابية نيابية، أي أن المحلي هنا أوسع من النيابي، وهذا يتطلب تقديم السياسة على الإنماء ومصالح المجتمع الأهلي. مع ذلك، جرت المواجهة بين لائحة سياسية وأخرى تخلّت عن السياسة لمصلحة الإنماء. وقد نالت الثانية 45 في المئة من أصوات المقترعين، فيما فازت الأولى بـ55 في المئة. وإذا أضفنا أن 20 في المئة فقط أدلوا بأصواتهم، فلا بد من الاعتراف بيأس الغالبية من تداول السلطة حتى في المستوى المحلي. لكن الأمور ليست سلبية كما يبدو، إذ قدّمت الانتخابات البلدية في البقاع، كما يتوقع أن تقدّم في جبل لبنان والجنوب والشمال، نماذج شجاعة في تحدي هيمنة الزعماء السياسيين وتجميدهم حراك المجتمع وربطهم مصير الوطن بمصير زعاماتهم المتحكّمة بالمال العام والموالية لهذه أو تلك من القوى المنخرطة في الصراع الدموي داخل سورية، وربما داخل العراق. تحدّي الهيمنة يبدو واضحاً في الانتخابات البلدية، فيما يبقى البرلمان مُلكاً للزعماء، هو والسلطات التنفيذية، وسيبقى كذلك في الشروط الحالية المتحكّمة ببلد يهدّده حريق الداخل العربي. البلديات أقرب الى الناس، ودوائرها الضيقة تسمح باختيارات متعددة عبر المجتمع الأهلي بعائلاته ومصالح أفراده، على رغم أن الزعماء ينغصون حق الاختيار هذا، لئلا ينتقل التغيير من تحت (البلديات) الى فوق (البرلمان). وتتجلى شجاعة المجتمع الأهلي أو المدني (في مناطق حضور ما تبقى من الطبقة الوسطى) في خرق لوائح تحالف الزعماء أو التغلُّب عليها. ويصل الأمر إلى تأليف لوائح معارضة في انتخابات الأحد المقبل في نواة «حزب الله» الاجتماعية في ضاحية بيروت الجنوبية. يعلن المعارضون تأييدهم السياسي العام، لكنهم يرفضون الامتثال للوائح يفرضها «حزب الله» وتفشل في إدارة التنمية المحلية. هكذا يحضر المجتمع، كما هو حقاً، في الانتخابات البلدية عبر المصالح الملموسة، وحتى عبر العصبيات الأليفة، إذ تتعرض قواعد الزعماء للانقسام مثلما تنقسم الطائفة أيضاً. كلما صغرت دوائر الانتخابات تهبط السياسة إلى الطائفة ثم إلى العشيرة ثم إلى العائلة، وتضطر أحزاب الزعماء الى ارتداء لباس العائلة، ما يفقد قيم هذه الأحزاب معناها ويفضح هزالها. ثمة قوة دفع للديموقراطية اللبنانية العريقة هذه الأيام، عبر الحراك المدني والانتخابات المحلية وتوجيه الاتهام الى الديكتاتوريات الصغيرة وفسادها، في وطن يتعرّض لأزمة وجود ولا يسعفه سوى رصيد حداثة لم ينضب بعد.

 

الهدف لم يكن النظام… بل العراق

خيرالله خيرالله/العرب/13 أيار/16

مثلما لمع نجم مقتدى الصدر في العراق، أفل هذا النجم فجأة. قد يلمع مجددا في حال دعت الحاجة إلى ذلك. لكن الثابت أن لا إصلاحات ممكنة في العراق ولا من يصلحون. الكلام عن الإصلاحات كلام حقّ يراد به باطل، لا لشيء سوى لأنّ الوضع القائم غير قابل للإصلاح. ما حصل في العراق أن بلدا بكامله في حاجة إلى إعادة تركيب وبنـاء بعد تـدمير المجتمع والمؤسسات التي كانت في الماضي تشكّل دولة. ضرب الانقسام الشيعي- السنّي المجتمع في العمق وترسّخ فيه، بعد التخلّص من كلّ مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى، بدءا بالجيش. هل في الإمكان تفسير القرار الذي اتخذه بول بريمر بحلّ الجيش العراقي خارج سياق الرغبة في عدم بقاء أي مؤسسة عراقية واقفة على رجليها؟ الأخطر من ذلك كلّه أنّ عمليات تطهير ذات طابع مذهبي جرت، ولا تزال تجري، في مناطق عدّة، خصوصا في بغداد ومحيطها، وكل المناطق القريبة التي يستطيع “الحشد الشعبي” بلوغها.

تغيّرت طبيعة العاصمة العراقية نحو الأسوأ في ظلّ الرغبة في الفصل بين السنّة والشيعة بشكل نهائي. لا السنّي عدو الشيعي ولا الشيعي عدوّ السنّي، لا في العراق ولا خارج العراق، لكن المطلوب كان خلق حـال صدام بين الجانبين لتبرير التوازن الجديد القائم في البلد انطلاقا من العاصمة.

صار واردا تولي شخص تربّى في إيران على يد “الحرس الثوري” موقعا وزاريا ذا علاقة بالتربية… وصار واردا أيضا أن يكون “الحشد الشعبي” الذي يضمّ مجموعة ميليشيات مذهبية بديلا من الجيش العراقي، بل فوق الجيش العراقي الذي فشلت عملية إعادة بنائه فشلا ذريعا. تختزل صورة تقبيل الضابط العراقي، الذي كان مسؤولا عن أمن “المنطقة الخضراء” في بغداد، ليد مقتدى الصدر كلّ المأساة العراقية. صحيح أنّه جرى تغيير هذا الضابط لاحقا، لكن ما حصل قد حصل وانكشفت حقيقة ما هو الجيش العراقي الجديد ونوع ضباطه والنفسية التي تتحكّم بهم وبعناصره.

يظهر بعد كلّ هذه السنوات التي مرّت على الغزو الأميركي للعراق أن هدف الولايات المتّحدة، عبر إدارتيْ جورج بوش الابن وباراك أوباما، لم يكن الانتهاء من النظام الذي كان قائما في البلد. كان الهدف الانتهاء من العراق نفسه من جهة، والإخلال بالتوازن الإقليمي إخلالا ذا طابع جذري، من جهة أخرى. كان النظام القائم نظاما لا يستأهل الحياة ولا يليق بالعراقيين، لكن العراقيين لا يستأهلون نظاما أسوأ من ذلك الذي سعوا إلى التخلّص منه ولو بواسطة دبّابة أميركية! لا يمكن تفسيـر تطوّر الأحداث منذ بدأ الاجتياح العسكـري الأميركي للعراق بتنسيق كامل مع إيران في آذار- مارس 2003، إلا من خلال الرغبة في القضاء على بلد كان في استطاعته لعب دور طليعي في المنطقة، في ضوء ما كان يمتلكه من ثروات طبيعية، إضافة بالطبع إلى الثروة الإنسانية المتمثّلة بمستوى التعليم في الجامعات العراقية.

في الواقع، لم يكن من رجل صادق بين الذين تحدثوا عن النتائج التي ستترتّب على احتلال العراق سوى وزير الخارجية الأميركي وقتـذاك. كان اسمه كولن باول. سبق لباول أن خدم في الجيش الأميركي في موقع رئيس الأركان إبّان حرب تحرير الكويت مطلع العام 1991. لعب دورا أساسيا في الإعداد لعملية الانتهاء من الاحتلال العراقي لهذا البلد المسالم، وفي إعادته إلى أهله.

شارك باول، في العامين 2002 و2003، بصفته وزيرا للخارجية الأميركية، في إيجاد الأعذار الكاذبة والواهية في مرحلة الإعداد للعملية العسكـرية في العـراق. لكنّه قال أيضا كلاما ظهر مع الوقت أنّه في غاية الأهمّيـة وذلك عندما تحـدّث عن “إعادة تشكيل المنطقة”. نعم، هناك إعادة تشكيل للمنطقة وإعادة رسم لخرائط الدول فيها انطلاقا من العراق. يستحيل الآن توحيد الدولة العراقية بأي شكل، لا لشيء سوى لأنّ الميليشيات المذهبية التي نشأت نتيجة الاحتلال الأميركي لا يمكن أن تبني دولة. فكـرة الميليشيا المسلّحة هي أصلا ضدّ الدولـة، فكيف إذا كـانت هـذه الميليشيـا تتميـز بأنّها مذهبية وبأنّ مرجعيتها في إيران.

لا يمكن بالطبع تجاهل الدور الذي لعبه النظام السابق في مجال هلهلة نسيج المجتمع العراقي، خصوصا بعد خوضه حربيْن؛ الأولى ضد إيران بين 1980 و1988 والثانية ضدّ المجتمع الدولي عندما احتلّ الكويت في العام 1990، غير مدرك لعواقب مثل هذه المغامرة المجنونة.

بلغ العراق في العام 2016 نقطة اللاعودة، خصوصا بعدما صارت آمال قسم من العراقيين معلّقة على رجل دين مثل مقتدى الصدر لا يمتلك مشروعا سياسيا أو اقتصاديا أو حضاريا من أيّ نوع.

تستهوي شعارات مقتدى الصدر العراقيين، خصوصا عندما يطالب بـ“الإصلاح”، ويتحدّث عن حربه على “الفساد”، ورفضه لـ“المحاصصة”. لا شك أن كلامه عن السنوات التي كان فيها نوري المالكي رئيسا للوزراء كلام حقيقي، ولكن ما الذي يستطيع مقتدى الصدر عمله من أجل إصلاح الأضرار التي خلّفها المالكي وحزبه المذهبي المرتبط عضويا بإيران؟

ذهب مقتدى الصدر إلى إيران أم لم يذهب، لا فارق. كان مهمّا أن يطلق أنصاره أخيرا شعارات معادية لإيران من نوع “إيران برّا”، وأن يهاجموا قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني الجنرال قاسم سليماني. لكنّ السؤال الذي يبقى مطروحا كيف يمكن ترجمة مثل هذه التصرفات في الداخل العراقي. لا قيمة تذكر لكل ما يفعله مقتدى الصدر. تكمن القيمة الحقيقية لتصرفاته العشوائية في أنها تكشف غيـاب أي أمـل في أي مستقبل أفضل للعراق. المكان الوحيد الذي يصلح نقطـة انطلاق لتبيان ما يمكن عمله، أو على الأصحّ، مـا إذا كـان في الإمكان عمل أيّ شيء، هو الاعتراف بأنّ العراق الذي عرفناه منذ عشرينات القرن الماضي لم يعد قائما. هناك منطقة كردية تسعى إلى الاستقلال، وهذا تصرّف أكثر من مشروع وأكثر من مبرّر للقادة الأكراد. وهناك العراق الآخر الذي تتقاسمه الميليشيات الشيعية الموالية لإيران التي بات غطاؤها ما يسمى “الحشد الشعبي”. وهناك العراق السني الواقع تحت سيطرة “داعش” وما يشبه “داعش” من تنظيمات إرهابية تقتات من حصاد ما زرعته إيران الخبيرة في إثارة الغرائز المذهبية والاستثمار فيها. في ظلّ هذه المعطيات، يبدو مقتدى الصدر ظاهرة فولكلورية لا أكثر. إنّه أقرب إلى رجل يبحث عن دور في مكان لم يعد فيه من دور في بغداد سوى لميليشيات تسيّرها طهران وتتحكّم بمؤسسات دولة غير موجودة. تحوّل مقتدى الصدر، مثله مثل أي سياسي عراقي، بما في ذلك رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، إلى جزء من الديكور في مسرحية أقلّ ما يمكن أن توصف به أنّها عبثية. يحدث كل ذلك في ظل تفاهم أميركي- إيراني ازداد عمقا في عهد باراك أوباما بعدما أسّس له جورج بوش الابن. إذا كان من فحوى بدأت تتبلور في ظلّ هذا التفاهم، فهذه الفحوى هي أن العراق صار دولة فاشلة. إنه دولة فاشلة إلى درجة صار في استطاعة مقتدى الصدر لعب دور البطولة على مسرح لا مكان فيه لا لبطولات ولا لأبطال من أي نوع كان.

 

لا خلاص للعراق والأحزاب المتأسلمة تحكمه

هارون محمد/العرب/13 أيار/16

في واحدة من جرائم الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش وفريقه المتصهين عقب احتلال العراق، اختراع نظام المحاصصات الطائفية والعرقية وتكريسها عمليا منذ نهاية عام 2005 عندما رفع نائب رئيس الجمهورية الكردي جلال طالباني إلى رئاسة الجمهورية، وعين زعيم حزب الدعوة الشيعي إبراهيم الجعفري رئيسا للحكومة، واختير التركماني السني حاجم الحسني رئيسا للبرلمان الذي حمل اسم “الجمعية الـوطنية” قبـل أن يتحول إلى مجلس النواب. ورغم أن تلك الفترة سميت بـ“الانتقالية” ولم تستمر غير بضعة أشهر، إلا أنها فرضت نظام المحاصصات الطائفية رسميا، وثبتته كصيغة دائمة في المشهـد السيـاسي مع إجراء تغييرات بسيطة علـيه لتجميل صورته، عنـدما تم استبدال التركماني السني الحسني القيـادي في الحزب الإسلامي وقتئذ، بالصوفي السني محمود المشهداني، وتصعيد عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة نوري المالكي إلى رئاسة الحكومة، بدلا من الجعفري في حين استمر طالبـاني متخندقا برئـاسة الجمهـورية رمزيا.

ولم تشهد الرئاسات الثلاث تغييرا خلال السنوات (2006 – 2010) غير استبدال موقع رئيس مجلس النواب المخصص للسنة العرب، عندما تمكن النواب الشيعة، يتقدمهم همام حمودي وبهاء الأعرجي وهادي العامري بتحريض من رئيس الحكومة يومذاك نوري المالكي وتشجيع الحزب الإسلامي، من إجبار المشهداني على تقديم استقالته بحجة “فلتان” لسانه، رغم أن العملية برمتها كما اكتشفت لاحقا كانت تنسيقا عالي المستوى بين حزبي الدعوة والإسلامي لتهيئة الأجواء لدفع الأخير إلى الواجهة السياسية ليكون ممثلا (شرعيا) ورسميا للسنة العرب في العملية السياسية، وبدايتها انتخاب القيادي في الحزب حينذاك إياد السامرائي رئيسا للبرلمان بدلا من المشهداني، وكان من ضمن الصفقة التنسيقية بين الحزبين أيضا إبعاد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي من الأمانة العامة للحزب الإسلامي بعد ظهور توجهات “عروبية” على سلوكه وممارساته، وهي توجهات يتطابق الحزبان على رفضها وعدم التعاطي معها.

وفي انتخابات 2010 التي هزم فيها حزبا الدعوة والإسلامي وباتت الفرصة سانحة لإقصائهما عن رئاستيْ مجلسي الوزراء والنواب، فزعت واشنطن وولولت طهران، وتعاونت العاصمتان على حشد القيادات الشيعية بما فيها التيار الصدري وراء زعيم الدعوة نوري المالكي ليعود رئيسا للحكومة في ولاية ثانية، بينما أخفقتا في إنقاذ الحزب الإسلامي من سقطته الانتخابية التي لم تفز قائمته إلا بستة مقاعد نيابية بالتمام والكمال، وهكذا استمرّ طالباني والمالكي في منصبيهما وانتخب أسامة النجيفي لرئاسة البرلمان خلافا لإرادة حزبي الدعوة والإسلامي اللذين اضطرا إلى القبول به وانحنيا أمام عاصفة “القائمة العراقية” وفوزها الانتخابي الساحق والنجيفي أحد أقطابها.

هذه المقدمة تبدو لازمة لإلقاء الضوء على الأزمة السياسية التي يشهدها العراق حاليـا، وكشف ملابساتها ودور حزبي الدعوة والإسلامي في تصاعدها واستمرارها، فحيدر العبادي، عضو المكتب السيـاسي للدعوة، متشبث بمنصبه الحكومي رغم فشله المدوي مدعوما من رئيس حزبه نوري المالكي الذي لا يرضى بذهاب رئاسة السلطة التنفيذية وقيادة القوات المسلحة من الدعوة، وسليم الجبوري متمسك بموقعه مسنودا من حزبه مع أن شرعيته باتت مهتزة، وهذا يوضح ببساطة أن الحزبين الشيعي والسني يصرّان على قيادة المشهد السياسي في العراق حتى آخر نفس لهما. ومما ساعد على استمرار تصدر حزبي الدعوة والإسلامي لهذا المشهد الضبابي وقوف الولايات المتحدة وإيران خلفهما ورفض إزاحتهما في لقطة لا تخطئها العين المجردة عن حجم التخادم السياسي المشترك بين واشنطن وطهران في العراق، يضاف إلى ذلك تذبذب مواقف الأطراف السياسية والكتل النيابية الأخرى، فالتحالف الكردي لا يعنيه ماذا يحصل في العراق العربي، والمجلس الأعلى يخشى تطورا مدنيا في الشارع الشيعي ويفقد آل الحكيم مكانتهم الطائفية والسياسية، والتيار الصدري يبحث عن حقائب وزارية تدرّ عليه عقودا وصفقات وعمولات، واتحاد القوى العراقية مختل التوازن وتائه المسار تتقاذفه الأهواء والشللية، وجميع هذه الكتل تبحث عن مكاسب وامتيازات إضافية لها دون الاكتراث بمن يحكم. ولعب النواب المعتصمون وأغلبهم من ائتلاف دولة القانون وسنة المالكي وإياد علاوي وفاضل الدباس دورا بارزا في تثبيت مركز ممثل حزب الدعوة في رئاسة الحكومة حيدر العبادي، عندما حرّفوا دعوات الإصلاح التي تنادوا بها ادّعاء، من رئيس الحكومة القلق والمتلكئ في تنفيذ وعوده إلى منصة البرلمان التي -لا تهش ولا تبش- وكأن معركتهم مع رئيسه الجبوري الضعيف أصلا، وتركوا العبادي يضحك على الشعب بالتلويح بكابينات حكومية مهلهلة ومظاريف مغلقة، يضاف إلى ذلك كله أن نوابا أمثال مشعان الجبوري وشعلان الكريم وأحمد الجبوري وكاظم الصيادي وحنان الفتلاوي وعالية نصيف وإسكندر وتوت ومحمد الصيهود وهيثم الجبوري وغيرهم من زملائهم المعتصمين وعلى كل واحد منهم ملفات لا تعدّ ولا تحصى من الفساد والنفاق والطائفية، لا يمكن أن يقودوا دعوات إصلاح أو تغيير مهما رفعوا من شعارات أو ردّدوا من هتافات. لا حل في الأفق القريب على الأقل، لأزمات العراق المتلاحقة، ما دامت الأحزاب الشيعية، وعلى رأسها حزب الدعوة، تتسيد المسرح السياسي يعاونها كأجير لديها الحزب الإسلامي، وعملية إزاحتها ليست سهلة التحقيق في مثل هذه الظروف السائدة، حيث تغوّلت هذه الأحزاب واستقوت بالسلطة والمال والنفوذ والميليشيات، وهمّشت المثقفين والمفكرين والمبدعين واضطهدت العلماء والخبراء والمتخصصين، واستعانت بالفاسدين واللصوص وأصحاب السوابق، وساعد الله العراقيين الذين يحلمون، لطيبتهم وحسن نواياهم، بأن غدا أفضل من اليوم.

 

التعاون العربي مع المقاومة الوطنية الإيرانية..ضرورة حتمية؟

داود البصري/السياسة/13 أيار/16

تطورات الاوضاع في الشرق القديم, وانغماس النظام الايراني العدواني في الحرب السورية الذي وصل لحدود خرافية من التمدد والتوسع لم يشهده تاريخ الشرق المعاصر, يحتم على صانعي القرارات الستراتيجية في العالم العربي رسم سيناريوهات واتخاذ اجراءات, وممارسة خطوات ميدانية شاملة من شانها مجابهة الموقف المتطور, وافشال المخطط والمنهج العدواني الوقح لنظام الملالي المعتدي الذي تجاوز بكثير حتى السياسة العدوانية الاسرائيلية, بعد ان جعل من جيوشه وعصاباته الطائفية ادوات عدوانية لغزو الشرق العربي, وتفعيل مخطط اسقاط الانظمة ودعم الاخرى كما هو حاصل مع النظام السوري.

رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني لم يخف تطلعات نظامه العدوانية وهو يعتبر مؤسسة الحرس الثوري الارهابية مؤسسة جهادية عابرة للحدود! اي انها اداة مقاتلة بخدمة نظام الملالي وهي تتحرك وفقا لآليات تآمر ستتطور لاحقا لتغزو دولا عربية خليجية وفق مخطط مرسوم ومعد بدقة بالتعاون مع الخلايا السرية والارهابية التابعة للنظام الايراني في العالم العربي والتي تم الكشف عن بعضا منها, فيما تتهيا وتستعد خلايا اخرى لتنفيذ المطلوب في (اليوم الموعود) او ساعة الصفر الايرانية, لقد بينت الهجمة العدوانية الايرانية على الشعب السوري من خلال تدفق الجيوش الارهابية لاجهاض الثورة السورية وانقاذ النظام السوري المجرم الفاقد للشرعية من مصيره المحتوم حجم الدور الستراتيجي والفاعل الذي تلعبه قوى المعارضة الوطنية الايرانية, وعلى راسها جماعة (مجاهدي الشعب الايراني) او مجاهدي خلق في فضح مخططات وخبث قوى الارهاب السلطوية الايرانية, كما نشر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في باريس معلومات في غاية الاهمية من الداخل الايراني تحدد بالاسماء والوقائع والمعلومات الكاملة كل اسرار ومغاليق وملفات التدخل والغزو العسكري الفاشي لنظام الملالي لسورية, ونشرت على الملا بيانات تفصيلية بحجم القوات الايرانية وخسائرها ومخططاتها واساليبها وطبيعة تفكير قادتها, وهي معلومات تؤكد عمق تغلغل المعارضة في الجسم الداخلي والقيادي للنظام ودورها الفاعل في فضحه وافشال مخططاته تمهيدا لاقصائه وترحيله لمزبلة التاريخ. والعالم العربي الذي يخوض اليوم معركة الوجود والبقاء مع النظام الايراني وضباعه وخلاياه وعصاباته الطائفية التي شوهت وجه الشرق بندوب التخلف والعار والجريمة والفوضى والارهاب هو اشد ما يكون لعقد تحالف ستراتيجي وثيق وعملي ومنهجي مع المعارضة الوطنية الايرانية, وبناء جسور الثقة والتعامل واعتبارها المعبر الشرعي والحقيقي عن الشعب الايراني, الذي نتطلع جميعا كعرب ومسلمين لبناء افضل العلاقات المستقبلية معه, ولتعزيز التعاون والشراكة الستراتجية بما يخدم مصالح الشعبين ويوجه قواهما نحو ماهو مشترك. ليس للامة العربية اي عداء مع الامة الايرانية او مع الشعوب الايرانية, بل ان ما يجمعنا من اواصر وعلاقات اقوى بكثير مما يفرقنا, ونظام الفتنة الكهنوتي العدواني هو السبب الاكبر في اقامة جدران الكراهية والتوجس, الوقت اليوم اضحى اكثر من ملائم لانفتاح عربي شامل وخليجي تحديدا على المعارضة الوطنية الايرانية وبشكل ستراتيجي يفتح آفاقا كبرى للتعاون في مختلف المجالات, فالمعارضة الايرانية اثبتت قوتها وجدارتها وصلابة رجالها ومناضليها ومناضلاتها في تحمل مختلف المشاق وفي مواجهة اقسى واكثر الانظمة فاشية في تاريخ الشرق, الكلاب والضباع الايرانية التابعة للملالي تنهش اليوم دول عربية مهمة كالعراق وسورية وهي تتمدد نحو اتجاهات نعرفها جميعا, كما ينشر نظام الملالي خلاياه السرطانية الخبيثة في كل اتجاه مشرقا ومغربا, اما حربه العدوانية في الشام عبر جيوشه وفيالقه المنتشرة هناك فهي اعلان حرب واضح على الامة العربية!!، ماذا تنتظرون يا سادة يا كرام؟ مدوا اياديكم لاخوتكم في المقاومة الوطنية الايرانية الذين قدموا قوافل هائلة من الشهداء في مقاومة المشروع الفاشي لنظام العمائم التخريبي متعهد تصدير الفوضى للشرق. انها الفرصة التاريخية المتاحة فلا تدعوها تفلت من بين اياديكم, لتمر مر السحاب, في هزيمة العدوان الايراني السلطوي على الشعب السوري انتصار وتدعيم لارادة المقاومة الوطنية الايرانية وعبر نقل المعركة للداخل الايراني, التعاون الستراتيجي والوثيق بين العالم العربي والمعارضة الايرانية هو الحل الاوحد للقضاء على اطماع عصابات التوحش والطائفية المريضة القادمة من طهران.. الحقائق الميدانية تقول ان المقاومة الوطنية الايرانية هي الحليف الطبيعي والجاهز للامة العربية.. فتوكلوا على الله.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية موسكو ترفض الحل الروسي - الأسدي

عبد الكريم أبو النصر/النهار/13 أيار 2016

"لن تستطيع القيادة الروسية أن تحكم سوريا وتدير شؤونها وتنهي الحرب وتحقق الاستقرار والسلام فيها من طريق الاكتفاء بدعم الرئيس بشار الأسد والتعاون معه ومساعدته على تنفيذ أهدافه بل أنها تركز جهودها غير المعلن عنها خصوصاً على التفاوض مع أميركا على مستويات مختلفة من أجل الاتفاق معها على تركيبة جديدة للنظام تكون مقبولة داخلياً وخارجياً وتتفق وتنسجم مع نتائج الحرب الكارثية وتداعياتها مع الأوضاع التي أفرزتها هذه الحرب في كل المجالات والتي تجعل بقاء نظام الأسد بتركيبته وقيادته وتوجهاته أمراً غير واقعي وغير ممكن ويتناقض مع متطلبات إنهاء القتال والانتقال الى مرحلة السلام. فالقيادة الروسية ليست راغبة في حل روسي – أسدي للنزاع يحقق أهداف الأسد لان هذا الحل يطيل أمد الحرب ويعمق الصراع ولن يحقق المصالح الحيوية والاستراتيجية لموسكو، بل أن القيادة الروسية تريد حلاً أميركياً - روسيا – دولياً - إقليمياً للصراع تسانده المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة لأن عملية انقاذ سوريا ومعالجة مشاكلها الهائلة أكبر من أن تقتصر على المجال العسكري بل تتطلب جهوداً ضخمة وتعاوناً حقيقياً بين مجموعة كبيرة من الدول المؤثرة. وتدرك القيادة الروسية أن الغالبية من أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا وتحديداً أميركا والدول الحليفة لها تتمسك بضرورة انهاء حكم الأسد من أجل الموافقة على حل سياسي شامل حقيقي للأزمة ومساندة هذا الحل. فميزان القوى العسكرية في سوريا هو اليوم لمصلحة روسيا، لكن النفوذ الروسي الواسع ليس كافياً وحده لإنهاء الحرب وتسوية المشاكل المتعددة التي يواجهها البلد". هكذا اختصر مسؤول دولي في باريس الجوانب الخفية الأساسية للصراع في سوريا وقال: "الحقيقة، بقطع النظر عن الانجازات العسكرية، ان الأسد يواجه مأزقاً حقيقياً وهذا مرده الى فشله في معالجة الأزمة من جوانبها المتعددة والى ان القرارات والتفاهمات الدولية التي أنجزتها روسيا مع أميركا وتبناها مجلس الأمن وأيدتها المجموعة الدولية لدعم سوريا تضع الرئيس السوري أمام خيارين صعبين: الأول هو التفاوض مع المعارضة في إشراف دولي على نقل السلطة الى نظام جديد تعددي الأمر الذي يعني إنهاء حكمه، والثاني هو مواصلة حرب مدمرة حتى النهاية ضد المعارضة والدول المؤثرة الداعمة لها ستؤدي ايضاً الى انهاء حكمه لأنها ستلحق المزيد من الكوارث بسوريا ولن تمنحه القدرة على حكم البلد وتوحيد ابنائه واعادة بنائه واعماره وتسوية مشاكله الهائلة في كل المجالات".

وأضاف المسؤول الدولي: "من الضروري الاعتراف بأن التحالف الروسي – السوري ليس مطابقاً لما يريده الأسد الذي ترفض موسكو تصنيفه حليفاً لها. فالقيادة الروسية ليست راغبة في حل يضمن بقاء نظام الاسد بل انها التزمت رسمياً وخطياً تنفيذ حل سياسي ينقل السلطة الى نظام جديد وتشارك هي مع أميركا ودول أخرى في صنعه وتركيبه. والقيادة الروسية ليست راغبة في دعم حرب ليست لها نهاية يخوضها الأسد ضد المعارضين بل تريد معالجة الصراع الداخلي بوسائل ضغط متنوعة وترك الباب مفتوحاً أمام المفاوضات مع المعارضة. والقيادة الروسية، في أي حال وبقطع النظر عما يجري في ساحة المعركة، لن تستطيع أن تطلق بقرار منها محادثات السلام في جنيف وان تحدد جدول أعمالها وأهدافها وأن تختار المعارضة التي تريدها لتكون الطرف المفاوض مع وفد النظام، بل أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات المدعوم من أميركا وحلفائها هو من يمثل وحده المعارضة الحقيقية في محادثات جنيف. والقيادة الروسية تعارض خطط الأسد لاقتحام حلب بالقوة لأن هذه العملية تتناقض مع الاتفاق الأميركي – الروسي الذي أيده مجلس الأمن ولأنها تدرك الأبعاد الداخلية والاقليمية والدولية الخطيرة لعملية كهذه ستؤدي الى تشريد أكثر من 400 ألف سوري جديد استناداً الى ما حذّر منه المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دو ميستورا. وتفضل موسكو معالجة عقدة حلب من طريق التفاوض مع أميركا". وخلص المسؤول الدولي الى التساؤل: "ماذا يبقى من التحالف الروسي – السوري؟ يبقى ما تريده موسكو من هذا التحالف وليس ما يريده الأسد. ويبقى أن روسيا تريد انقاذ ما تبقى من سوريا وانهاء الحرب وليس انقاذ الأسد، بل انها تحتاج اليه والى موجوده موقتاً من اجل تنفيذ أهدافها ليس اكثر ولان التمسك بالأسد يمنع التفاهم الكامل مع أميركا والدول الحليفة لها".

 

الخليج يوسّع هامش التحرّك في ملفات المنطقة

ثريا شاهين/المستقبل/13 أيار/16

تدرك الادارة الاميركية الحالية تماماً ان الخليج بدأ يتطلع الى ما ستكون عليه سياسة الادارة الجديدة التي ستأتي في ضوء الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني المقبل. كما تدرك ان مرحلة جديدة من العلاقات بين الطرفين بدأت منذ مدة ويتم ارساؤها حالياً بعد التوضيح المتبادل لوجهات النظر في ضوء توقيع الاتفاق النووي مع ايران، والموقف الاميركي في سوريا والانكفاء الاميركي عن الشرق الاوسط. وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان الطرفين استوعبا تطورات السياسة التي يتبعانها، وقد تغيرت السياسة الاميركية، بشكل لم تعد تتم فيه مثلما كان الخليج يأمل بها سابقاً. خلال زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الخليجية الاخيرة، بدا ان الطرفين يجب ان يعتادا على تبدل شيء ما في العلاقة. كان هناك تنسيق وثيق، والآن فهم كل طرف على الآخر، وادرك الخليج ان واشنطن حالياً قد لا تلتزم تعديل سياستها في المنطقة، ووضع الاولويات الخليجية والعربية في الاولويات الاميركية، الخليج يلمس ذلك، وادرك الامر في اكثر من محطة. والاميركيون فهموا ان لدى العرب الآن هامش تحرك دولي قد لا يلتقي بالضبط مع التوجهات الاميركية، لكنه لن يعارض التوجهات الاميركية الكبرى والمصالح الاساسية في المنطقة، وابرزها في التنسيق الحثيث لمكافحة الارهاب، واستقرار سعر البترول، والموضوع الاسرائيلي. واعتبرت المصادر، انه مثلما عقد لقاء «كامب ديفيد» قبل توقيع الاتفاق النووي، كان التحرك الاميركي خليجياً اخيراً بمثابة «كامب ديفيد 2» تتبعه بداية مرحلة جديدة لتوسيع الخليج علاقاته الاستراتيجية مع آسيا وحتى مع الروس. آسيا تحتل منذ اكثر من عشر سنوات المركز الاول او الثاني في استيراد النفط الخليجي. وتؤكد المصادر، ان للامر انعكاساً على ملفات المنطقة المفتوحة، ولا بد من الانتظار لمعرفة التطورات في ضوء ازدياد هامش الحركة بين الاطراف الاقليمية. لكن طالما سيأخذ العرب والخليج تحديداً اساسيات الاولويات الاميركية، فانه ضمن هذا السياق يمكن ان يتم تفسير الديبلوماسية النشطة والمندفعة للخليج، لا بل الهجومية في اوقات معينة. تقليدياً الخليج كان مميزاً بالديبلوماسية الحذرة جداً، وبأسلوب حل المشاكل بالكواليس، ومن دون مواجهات مباشرة مع الدول. الآن هناك اسلوب مختلف في مقاربة ملفات سوريا واليمن والعراق وغيرها وبسبب حرية الحركة هذه، لا يتوقع ان تستعيد العلاقة الخليجية الايرانية دفأها بسهولة، لا بل على العكس، المواجهة مستمرة ومن ضمنها ما يحصل في اليمن وسوريا. في لبنان ليس بالضرورة ان يحصل تصعيد اكبر بشكل اوتوماتيكي، وفقاً للمصادر، والاحتمال الاقوى هو التشنج الذي سيستمر، انما يوجد توافق دولي مع كل من السعودية وايران، على تحييد لبنان امنياً واقتصادياً، وان يبقى «الستاتيكو» على حاله. إذ انه ليس الوقت لـ»الحركشة» بلبنان، والارتباك بوضعه في ظل الملفات الساخنة الاخرى. يوجد حالياً شلل سياسي، لكن استمراره ليس ناتجاً عن تحولات بين الخليج والولايات المتحدة، بل من الداخل اللبناني الذي يزداد هرياناً. ويتوقع ان تزداد المناورات السياسية الاقليمية بين ايران وبقية القوى في المنطقة، ان كان الخليج او تركيا، وان يتعمق الاصطفاف لتلك المحاور بسبب هذا التحول في العلاقات. ومن حق الدول الخليجية ان تأمل انه اياً يكن الرابح في الانتخابات الرئاسية الاميركية، سيكون افضل من الادارة الحالية، بحسب المصادر، لان الاداء ليس مرتبطاً فقط بسياسة الدولة، وبالانكفاء عن المغامرات الخارجية والطويلة المدى، بل ايضاً مرتبط بشخصية الرئيس الحذر والمتردد، والتوقعات تشير الى ان هذه السياسة ستتغير، ان تولت هيلاري كلينتون سدة الرئاسة او ترامب. اذ ليس من الضروري ان يلجأ الاثنان الى الحرب، انما الى تعديل الامور في المنطقة، واعادة الدخول مجدداً اليها بطريقة ما. كل ذلك مرتبط بشخصية الرئيس بحد ذاته. وليس من خيار آخر لدى الخليج سوى التطلع الى تفعيل العلاقات مع اطراف اخرى، في انتظار مستجدات ما. انها محاولة في ان يتم التوازن قدر الامكان، والنتائج غير واضحة منذ الآن. الخليج يعد الخطط لتوفير اكتفاء ذاتي كامل على الصعيد الاستراتيجي من اجل ان يعزز وزنه الاقتصادي والتقني والعسكري ما يمكنه من تعزيز دوره الاساسي اقليمياً ودولياً، والادارة الاميركية الجديدة ايضاً سيستلزمها وقت كاف لاعادة صياغة الاطر اللازمة في علاقاتها الخارجية.

 

نص خطاب السيد نصرالله لليوم:نصرالله: ندعو لدعم لوائح الوفاء والتنمية والإصلاح في الضاحية الجنوبية وداعش وسيلة تستخدم لخدمة الاهداف الاميركية

الخميس 12 أيار 2016

وطنية -القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في احتفال يوم الجريح قال فيها:"كالعادة، أنا أعمل فهرس، لدي ثلاثة عناونين أتحدث فيهم في الوقت المتاح:

العنوان الأول، يعني أنا عادة أحكي أولا عن المناسبة، لاحقا على الوضع السياسي، لكن تسهيلا على وسائل الإعلام، سأتكلم أولا في الوضع العام مقاربة استكمال للمقاربات حول الوضع العام في المنطقة.

العنوان الثاني: لا بد من وقفة مع الانتخابات البلدية التي تشغل البلد من أقصاه إلى أقصاه، والمقطع الثالث يعنى بالجرحى والمناسبة ومسؤولياتنا المشتركة.

نحن متفقون مع الإخوة في قناة المنار أن الخطاب يبث بالكامل لأن كل ما أريد قوله مع الجرحى لا شيء خاصا فيه، ويفترض أن يكون ضمن الوقت المتاح إن شاء الله. بالنسبة لبقية وسائل الإعلام إن أحبوا أن يكتفوا بالعناوين السياسيين هم مشكورون، وإن أحبوا أن يكملوا معنا أيضا هم مشكورون.

بالعنوان الأول: هذه الأيام، وقد تكون طبيعة الحفل معنية بهذه المناسبة، لأننا بين يدي الجرحى المقاومين والمجاهدين الذين قاتلوا المشروع الصهيوني على مدى عشرات السنين، واليوم يقاتلون المشروع الجديد المشابه تماما للمشروع الصهيوني، وقدموا الشهداء وقدموا الجراح وتحملوا وصبروا.

في مثل هذه الأيام يجب أن نذكرالجميع بما يسمى يوم النكبة ـ الذي طبعا يظهر أنه ينسى مثل كل شيء له علاقة بفلسطين وكل شيء له علاقة بالصراع مع العدو الاسرائيلي، يوجد بعض الجهات في العالم العربي والعالم الإسلامي، بعض الدول، بعض الحركات تذكّر بهذا.

ولكن ما هو مخطط منذ عشرات السنين دفع الأمة إلى النسيان وإلى القبول بالأمر الواقع. في مثل هذه الأيام 1948 كانت النكبة الكبرى التي حلّت بفلسطين وشعب فلسطين وشعوب المنطقة كلها ومهّدت للسيطرة لاحقاً على المقدسات الإسلامية والفلسطينية في العام 67، وفي مثل هذه الأيام 1948 مئات آلاف الفلسطينيين هجّروا من أرضهم وبيوتهم وقراهم. الآلاف، فوق عشرة آلاف شهيد فلسطيني قتلوا في المجازر وفي المواجهات وفي الاعتداءات الصهيونية. عشرون مدينة وأربعمئة بلدة فلسطينية تم السيطرة عليها من قبل الصهاينة والجزء الأكبر من أرض فلسطين التاريخية وما زالت هذه المعاناة قائمة وما زالت نتائج وآثارهذه النكبة ضاربة في الأمة، في وجدانها، في أمنها، في أمانها، في كرامتها، في شرفها، في عرضها، في استقرارها، في مستقبلها، في رخائها، وما زالت الأمة كلها تعاني من آثار تلك النكبة، وموقف الأمة في تلك المرحلة وما نتج عنها من تداعيات. طبعا الإنكليز، ومن خلفهم الغرب، هم الذين جاؤوا بالعصابات الصهيونية الإرهابية وبالإرهاب وبالهمجية وبالوحشية أقاموا الكيان الإسرائيلي ودمروا شعبا بكامله ووضعوا منطقة بكاملها على حافة الدمار من أجل المشروع الاستعماري البريطاني الغربي في السيطرة على كل منطقتنا انطلاقا من فلسطين، وهذا حصل، وسريعا ما اعترفت بريطانيا والغرب بدولة إسرائيل وتجاهلت الشعب الفلسطيني الذي قضى عشرات السنين يناضل ويقاتل ويجاهد حتى يعترف العالم به أو بحقوقه، فضلاً أن يمكنه من العودة إلى أرضه".

اضاف:"في السنوات الأخيرة هناك مشروع مشابه وأداء مشابه ونكبة مشابهة تجري الآن في منطقتنا بإدارة وتخطيط من وارث بريطانيا في المنطقة وهي الولايات المتحدة الامريكية. كما جاءت بريطانيا بالمنظمات الإرهابية الصهيونية وأحدثت نكبة فلسطين وتحققت النكبة. الآن، الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الإقليميون كما سأذكربعض الشواهد، الآن جاؤوا بمنظمات إرهابية تكفيرية متوحشة إلى منطقتنا من أجل تدمير بقية روح المقاومة وإرادة المقاومة وعنوان المقاومة ووجود المقاومة في بقية حكوماتنا وشعوبنا وأحزابنا وحركاتنا، وهذا ما الآن سأذكر شواهده كما قلت.

ولكن هناك فارق كبير بين نكبة 1948 وبين النكبة التي أريد لها أن تحل بنا، الفارق الأساسي أنه في هذا الزمن هناك رجال ونساء ودول وحكومات وجيوش وشعوب وأحزاب وحركات وتيارات في المنطقة وفي الأمة حيّة وقوية وذات وعي وبصيرة ومصممة على إسقاط المشروع الاميركي من خلال إسقاط كل أدواته، ليس كما نجح المشروع البريطاني وتمكنت أدواته من السيطرة على فلسطين وعلى المنطقة.

هذا فارق جوهري بين النكبة الحالية والنكبة السابقة، وجراحكم وشهداؤكم هي الشاهد على هذه الحقيقة التي أذكرها الآن. من الأخبارالجديدة لهذه الهجمة الشرسة هو ما جرى أمس في بغداد، المجازر المهولة التي ارتكبها داعش في مدينة الصدر وفي أحياء عديدة من بغداد والتي ذهب ضحيتها ما يقارب المئة شهيد ومئات الجرحى، وداعش بكل افتخار يتبنى قتل الرجال والنساء والأطفال في الأحياء وفي المدن، هذا داعش الذي سنتكلم عنه بعد قليل، الذي يُهزم في الجبهات فينتقم من الناس العاديين في الأحياء وفي القرى وفي المدن، هكذا في العراق عندما يُهزم في الجبهات يفجر في الاحياء في بغداد، وهكذا في سوريا عندما يُهزم في تدمر يفجر في دمشق عند السيدة زينب، وهكذا في لبنان عندما يهزم في السلسلة الشرقية وفي القلمون وفي جرود عرسال يفجر في برج البراجنة، لأن هذه حقيقته وطبيعته.

الفكرة التي أود تقديمها بهذا العنوان أن بعض الناس، عندما سماحة السيد القائد حفظه الله وكثير من المسؤولين والعلماء والقادة السياسيين في المنطقة وفي العالم العربي والإسلامي يحملون أمريكا المسؤولية، يخرج ناس ويقولون: ما دخل أمريكا؟ هذه حركات إسلامية جهادية ومتشددة وبعضها تكفيرية. هؤلاء، بشكل جدي، يقاتلون عند الأمريكان ويخدمون مصالح الأمريكي ويسيرون بالمشروع الأمريكي. لماذا؟ هل ممكن للأمريكان أن يتعاونوا ويعملوا مع حركات من هذه النوعية وتحمل هذا الفكر وهذه الماهية؟ هناك ناس يستغربون هذا الاتهام وهذا الموضوع.

السؤال الثاني ما هو الدليل؟ أنتم تدعون ذلك. أمريكا لا ليس لها علاقة لا بداعش ولا بالنصرة ولا بالقاعدة، وكل الوضع القائم حالياً هو خارج عن سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية. بالعكس (يقولون) أمريكا هي الحل وهي الضمانة وهي الأمان وهي السلام وهي وهي..

هنا نحن نواجه مشكلة في الوعي ومشكلة بالبصيرة، ومشكلة بالثقافة السياسية ومشكلة بالفهم. هناك مشكلة في فهم العدو وتشخيص العدو وأدوات العدو وأهداف العدو ومشروع العدو. هذا ما نحتاج دائماً إلى أن نتحدث عنه.

نأتي بشاهد قديم وشاهد جديد.

الشاهد القديم طبعا شهادته عام 2009:

السيدة هيلاري كلنتون هذا النص الذي سأنقله الآن موجود صورة وصوت ويمكن للمنار خلال الأيام القليلة المقبلة أن يترجموه بدقة ويبث على التلفاز ويشاهده ويسمعه الجميع. هذا موجود على الانترنت، على المواقع، وليس معلومات خاصة، مقابلات مع قنوات عالمية. عندما كانت (كلينتون) وزيرة للخارجية كانت تدلي بشهادة طويلة، أنا سأقتطع هذا المقطع، أمام لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي في 25-8-2009. تذكرون دائما، الإسرائيليون كانوا يستهزئون منا نحن العرب ويقولون: هؤلاء العرب لا يقرأون الكتب ولا يقرأون الأخبار ولا يقرأون التحاليل، ولذلك كنا نفوز عليهم، ثم عندما يتحدثون عن تجربة المقاومة في لبنان يشهدون لهذه المقاومة في لبنان أنها كانت تقرأ. كلينتون تتحدث عن المصيبة التي كانت بدأت تبدأ، وبدايات جديدة لهذا النوع من الحركات.

تقول للنواب الأمريكيين: "دعونا نتذكر أن الناس الذين نحاربهم اليوم" ـ هم كان لديهم مشكلة مع القاعدة ـ "مولناهم منذ عشرين سنة"، لدينا ترجمتان أخ قال مولناهم والشخص الثاني أوجدناهم. الآن بناءً على القولين قلة فرق بينهما. على كل حال، "موّلناهم منذ عشرين سنة، وفعلنا ذلك" ـ الولايات المتحدة الأمريكية هي التي جاءت وأتت بهذه الجماعات ومولتهم وفعلنا ذلك ـ "لأننا كنا عالقين في معركة مع الإتحاد السوفياتي، لأن الاتحاد السوفياتي قام بغزو أفغانستان، ولم نكن نحب أن نراهم يسيطرون على آسيا الوسطى، نقاتلهم، نشتبك مع السوفيات، ماذا نفعل؟ ذهبنا للعمل وكان الرئيس ريغان، بالشراكة مع الكونغرس الأمريكي، قالوا واتفقوا لنجند هؤلاء المجاهدين الموجودين في العالم الإسلامي"، الذين طبعا لم يكونوا يقاتلون إسرائيل وليس لهم علاقة بإسرائيل أبداً. تقول كلينتون: "لنجنّد هؤلاء المجاهدين بالتعاون مع المخابرات الباكستانية والجيش الباكستاني ونجلب البعض من السعودية ومن أماكن أخرى ممن يحملون الفكر الوهابي أو النسخة الوهابية من الإسلام". تنبّهوا، هم ذاهبون ويعرفون من هي الجماعات التي جاؤوا بها ليقاتلوا بها ويسلحوها ويدربوها ويقاتلوا بها السوفيات. من هؤلاء؟ "الذين يحملون الفكر الوهابي أو النسخة ـ هي تعبر ـ النسخة الوهابية من الإسلام"، لنقاتل الاتحاد السوفياتي. تعتبر أن هذه تجربة موفقة، "لقد تراجع السوفيات وخسروا مليارات الدولارات، الحرب في أفغانستان أثّرت على وضعهم الاقتصادي مما أدى إلى انهيار الاتحاد السوفياتي". لكن هي تتابع، لأنهم بعدما انتهوا من توظيف القاعدة والجماعات الجهادية الوهابية التي قاتلوا بها تركوهم، أهملوهم، "ولكن ما زرعناه"، هنا يجب أن نأخذ العبرة ومن جديد على الغرب وعلى العالم كله أن يتذكر هذه العبرة، "لكن ما زرعناه كان علينا أن نحصده، بعد ذلك تركنا باكستان، أوقفنا التعامل مع الجيش الباكستاني وتركناهم يواجهون النتائج". ما الذي يحدث الآن في باكستان منذ عشرين سنة، ما الذي يحدث في باكستان كل يوم أو كل أسبوع، تفجير في المساجد، حتى بالمساجد التي أئمتها ومصلوها سلفيون، وتفجير بالتجمعات الدينية وبالمدن والقرى وبالجيش وبالشرطة وبالكنائس، وقبل اسبوعين أو عدة أسابيع قليلة تذكرون في المنتزه الباكستاني الذي استشهد فيه المئات وتركناهم يواجهون النتائج وصار لديهم مشكلة، اذهبوا ورتبوا اموركم في صواريخ ستنيغر التي تُركت في افغاسنتان بين أيدي هؤلاء والألغام المنشورة على الحدود، "ونحن الآن ندفع ثمن الوقت الضائع في محاولة تعويض ما فات".

هذه تجربتهم الأمريكان، هذه هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية، شخص يأتي ويقول لنا يا مولانا تتحدث بكلام صحافي، "يا أخي مش صحافي" (هذه) وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، والآن هي مرشحة قوية للرئاسة الأمريكية، تتحدث هي تقول نحن الأمريكان لأننا كنا في اشتباك مع السوفيات تبين معنا أن نأتي بهؤلاء المجاهدين الذين ـ بتعبيرها هي ـ يحملون الفكر الوهابي ومولناهم ودربناهم وسلحناهم بالتعاون مع الجيش الباكستاني والمخابرات الباكستانية وقاتلنا فيهم السوفيات ووصلنا لنتيجة ألحقنا هزيمة بالسوفيات، لكن لاحقا دفعنا ثمن تبنينا لهذه الجماعات. هذا صار في التاريخ القريب المعاصر، نتحدث عن السبعينيات والثمانينيات، ولا نتحدث عن مئة سنة. كنا كلنا شباب وواعين ونذكر هذه الأحداث.

اليوم أيضا، الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والغرب لديهم مشكلة في المنطقة، ليست الإتحاد السوفيات، لديهم مشكلة في المنطقة اسمها محور المقاومة، اسمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اسمها الجمهورية العربية السورية، اسمها حركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين، اسمها التحول الكبير باتجاه خط المقاومة في العراق وفي اليمن، اسمها هذه النهضة واليقظة والصحوة الجديدة التي حصلت في الأمة خلال السنوات القليلة الماضية. كيف تقاتل هذا العدو الجديد؟

ما هي مشكلة أمريكا والغرب مع هذا العدو الجديد؟ أن كثيرا من هؤلاء يصلون أو يصومون أو أن نساءهم تلبس الحجاب؟ أبدا ليس لديهم مشكلة. هذه السعودية، تصلي وتصوم ويرتدون العباءة ويحجون ويعتمرون. مشكلتهم ليس أن تقول أنا مسلم أو مسلمة. مشكلتهم ليس في دينك على المستوى القشري والظاهري، مشكلتهم مع الحكومات والشعوب والأحزاب والتيارات التي ترفض الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والأراضي العربية وللمقدسات الإسلامية والمسيحية، مشكلتهم مع كل من يرفض الهيمنة الأميركية على منطقتنا، مشكلتهم مع كل من يريد أن تستعيد هذه الأمة كرامتها وعزتها ومقدساتها وشرفها، مشكلتهم مع كل من يريد أن يكون نفط هذه الأمة للأمة وغازها للأمة وخيراتها للأمة وليس في خدمة الشركات الكبرى الأمريكية والغربية، مشكلتهم مع كل ما هو ثقافة مقاومة وعنوان مقاومة وروح مقاومة وفكر مقاومة وإرادة مقاومة وقرار مقاومة وفعل مقاومة في الميدان.

كيف سيقاتلون هؤلاء؟ قاتلوهم بالمباشر وفشلوا، قاتلوهم بالمباشر ففشلوا ولحقت بهم الهزائم وقاتلوهم بالمباشر (من خلال) الإسرائيلي في تموز 2006 وفشلوا، وفي فلسطين في غزة وفشلوا، ماذا بقي أمامهم؟ العودة إلى النموذج السابق، النموذج الذي استطاعوا عبره إلحاق الهزيمة بالإتحاد السوفياتي. هذا أحسن شيء نأتي به للمنطقة ونضعه في وجه دول وحكومات وحركات المقاومة وندمر هذا المحور. وقدرة هذا النموذج على التدمير عالية جداً. الإسرائيلي يدمر البنيان والحجر والطرقات والبنى التحتية، يقتلنا، ولكن عندما نقتل كما كان يقول الإمام (الخميني) والسيد عباس (الموسوي) نعي أكثر فأكثر، يجرحوننا ولكننا من عمق الجراح نصر على مواصلة الطريق كأبي الفضل العباس. العدوان الإسرائيلي لم يستطع أن يقتل فينا لا روحاً ولا ثقافة ولا فكر ولا أولوية المقاومة، ولكن هؤلاء في نظر الغرب والأمريكيين يقدرون على أن يمسوا بالروح، بالعقل، بالثقافة، بالفكر، لأنه سيقاتلك باسم الإسلام وسيقاتلك باسم مكة والمدينة والحرمين الشريفين، وسيقاتلك باسم صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين، وسيقاتلك تحت عناوين الفتنة التي يشيب فيها الصغير ويهرم فيها الكبير وتضيع فيها العقول وتتوه فيها الأحلام. هذه النكبة الكبرى التي هي أكبر بكثير من نكبة فلسطين، وإذا سمحنا لها أن تنجح، كما كنت دائماً أقول، ستضيع فلسطين وتتحقق أهداف نكبتها، لذلك هم هذا ما فعلوه، جاءوا استفادوا من نفس التجربة من جديد، المجاهدون من السعودية ومن دول الخليج ومن اليمن ومن أفغانستان وباكستان وتركمانستان واوزباكستان وكل شيء فيه استان في العالم ومن أوروبا وفرنسا وبريطانيا و..و.. و...

أتوا بهم إلينا، أتوا بهم إلى سورية والعراق.

النص الثاني أيضاً موجود بالصوت والصورة، ومقابلة "طويلة عريضة" مع الـ CNN الأمريكية، ليست مع المنار، مع الـ CNN لجنرال أمريكي متقاعد، معروف هذا الجنرال، من أهم وأكبر جنرالات الجيوش الأميركية اسمه ويسلي كلارك، وهو كان القائد الأعلى لحلف الشمال الأطلسي في الفترة ما بين 97 و 2000، هذه المقابلة أجراها مع الـ"CNN" بثت يوم 17/2/2015. ماذا يقول؟ هو طبعا تسلم مسؤوليات كبيرة في القوات الأميركية، اسمعوا، جرحانا، شبابنا، جريحاتنا، إخواننا، أهلنا، اللبنانيين جميعاً، شعوب المنطقة جميعاً، للذي ما زال يناقشنا لماذا طلعتم على سوريا ولماذا نزلتم، لماذا ذهبتم، لماذا أتيتم، لماذا موقفكم ولماذا ولماذا، يقول بالفم الملآن إن واشنطن وحلفاءها هم الذين أنشأوا جماعة داعش لمواجهة حزب الله في لبنان، طبعاً ليس هو الهدف الوحيد، ولكن هو تكلم عن هذا الهدف بشكل أساسي، ويقول الهدف من داعش هو تدمير حزب الله، الهدف من داعش هو تدمير حزب الله، وقال بدأنا داعش من خلال التمويل من أصدقائنا وحلفائنا، وجهزناه لمحاربة حزب الله. وقال كلارك إنه بعدما تأمن التمويل والدعم من حلفاء الولايات المتحدة فإنها صرفت مئات ملايين الدولارات لتشويه صورة حزب الله ومحاربته ومحاصرته فالمستهدف الأول هو حزب الله، مضيفاً أن واشنطن ساهمت أيضاً في تسهيل الحملة الإعلامية الترهيبية لجرائم داعش، يعني هذه التسهيلات الآن، المنار تنزل عن القنوات الفضائية وممنوع عن الأقمار الصناعية الأوروبية والأميركية، وعلى الانترنت وعلى المواقع الإلكترونية يشطبوننا ويلاحقوننا ويمنعوننا ويمنعوا أسماءنا وصورنا وأخبارنا، ولكن داعش لديها آلاف المواقع التي تبث إلى العالم، الأميركان الذين عملوا هذا التسهيل، لماذا؟ حتى العالم كله يأخذ هذه الصورة البشعة، المظلمة، القبيحة عن الإسلام، حتى شعوب المنطقة ترتعب، يعني يمشي الرعب أمام داعش، أنظر كيف يذبحون ويقتلون ويشقّون الصدور ويعتدون ويسبون ويدمرون ويحرقون ويجزّرون، من أجل أن ترتعب الناس وتخاف وتنهار و"تهشل" وتهاجر وتذهب وتخلي المنطقة للذي يريده الأمريكان.

حسنا، اذاً الهدف من داعش ماذا؟ هذا جنرال أميركي وقائد الحلف الأطلسي من كبار الجنرالات وعلى الـ"CNN"، هو ليس يجامل، ويجري مقابلة مع تلفزيون موالٍ لمحور المقاومة. طبعاً أيضاً مقابلته طويلة يمكن الرجوع إلى كامل المقابلة، يعني هو ماذا يقول؟ يقول الهدف الذي عجزت أميركا وإسرائيل عن تحقيقه في حرب تموز الذي كان ماذا؟ تدمير حزب الله، سحق حزب الله بحسب تعبير أمراء آل سعود، الآن جاءوا بداعش لتنجز ما عجزت عنه إسرائيل، وأنا أقول لكم: هم يريدون من داعش ليس فقط تدمير حزب الله، داعش أيضاً ستكون خطراً في المستقبل على قطاع غزة وعلى الضفة الغربية وعلى حركات المقاومة في فلسطين، جَيء بداعش لتقاتل الجمهورية الإسلامية في إيران، لتقاتل التحوّل في العراق، لتقاتل النظام المقاوم في سوريا، جاءوا بداعش ووضعوها في العراق وبسوريا ووضعوها في أفغانستان يا جماعة، في أفغانستان صار انشقاق، صار هناك داعش وطالبان، يريدون لداعش أن تكون على حدود إيران الشرقية وعلى حدود إيران الغربية وفي داخل إيران إن استطاعوا، والنظام السعودي الآن يعمل على ذلك، وفي داخل العراق وفي داخل سوريا ودفعوا بهم إلى لبنان، إلى القلمون، إلى السلسلة الشرقية، إلى جرود عرسال، كانوا يريدونهم أن يمتدوا إلى عرسال وصولاً إلى شواطئ البحر، ما هو الهدف؟

إذاً هذا لنزداد بصيرة، لنزداد معرفة، لنعرف أي خطر وأي تهديد واجهناه خلال هذه السنوات، ولنكون على بيّنة من أمرنا.

إذاً هذا الجنرال يتكلم عن شيئين، عن شيئين مهمين، يعمل عليهما الأميركان لتدمير حزب الله، طبعاً الأميركان لمصلحة من؟ لمصلحة إسرائيل، لمصلحة مشروعهم وهيمنتهم وسيطرتهم واحتلالهم في المنطقة، الأميركان اليوم نعم عندهم مشكلة تبدأ من اليمن، هذا اليمن الذي أثبت وتحول بشكل قوي وفاعل، تحوّل إلى قوة حقيقية يقول الموت لإسرائيل ويتطلع إلى فلسطين وإلى نصرة الشعب الفلسطيني وطرد القوات المحتلة الأميركية من اليمن، والآن هي تعود بحجة داعش. والشعب العراقي الذي قاوم بالبندقية وبالسياسة وأخرج القوات الأميركية من العراق وها هي القوات الأميركية تعود إلى العراق بحجة داعش. وسوريا التي كانت عصيةًّ في زمن الأسد والأسد على الإرادة الأميركية ها هي أميركا تحضر أو تخطط للعودة إلى سوريا ولو بالقرار السياسي أو من خلال مئات الجنود والضباط الذين أرسلتهم إلى شمال سوريا بحجة داعش.

إذا داعش هي الوسيلة التي تستخدم لخدمة الأهداف الأميركية، لتدمير عدو أميركا وإسرائيل ولتحقيق أهداف أميركا بالعودة العسكرية المباشرة، بالسيطرة، بالهيمنة، بإخضاع الجميع، بالقضاء على أي إمكانية مقاومة في المنطقة.

بالعودة إلى الجنرال الأميركي، ماذا قال؟ شيئان، واحد أتوا لكم بداعش، طبعاً داعش ليس مقصود فقط داعش، داعش والنصرة لأنهم هم كانوا واحداً وبعد ذلك اختلفوا على الزعامة والأمرة والخلافة، واثنين تشويه صورة حزب الله، محاصرة حزب الله من أجل تدميره. ونحن إن شاء الله عصيّون - أختم هذا المقطع بهذا العنوان - إذاً هذا الذي يجب أن نفهمه.

أنا الذي أريد أن أقوله للمسلمين بهذه النقطة، سنّة وشيعة، ما يجري في المنطقة، أيها المسلمون جميعاً، ليست معركة شيعة وسنة، هم يحاولون أن يعطوها الطابع المذهبي والطائفي، ليست معركة المسلمين فيما بينهم على الإطلاق، المشكلة ليست مشكلة شيعية سنية، هناك جماعات كما جيء بها إلى أفغانستان لقتال السوفيات جيء بها إلى قتال محور المقاومة الآن وتدمير روح الصحوة، سموها صحوة إسلامية، سموها ربيع عربي، سموها انتفاضات شعبية، راح كل شيء في المنطقة، راح كل شيء، دمر كل شيء في المنطقة، لم تعد الآن الأولوية في المنطقة لا أولوية إصلاح ولا ديمقراطية ولا انتخابات ولا تغيير، الأولوية صارت أولوية مقاومة ومحاربة الإرهاب، أي إرهاب الذي جاءوا هم به وفرضوه على كل شعوب منطقتنا، على كل عالمنا العربي والإسلامي، والمسلمون يجب أن لا يخدعوا بكل هذه الشعارات والعناوين والرايات السوداء ولا إله إلا الله محمد رسول الله واللحى الطويلة، لأن هؤلاء مسخرون ومدارون ومجهزون ومسهّلون من قبل الإدارة الأميركية والغرب.

وأقول للمسيحيين، خصوصاً للمسيحيين في لبنان، في بلاد الشام، في العراق، في الشرق: انظروا هذه أميركا، هذه التي بعضكم ما زال يراهن عليها وعلى أنها تشكّل ضمانة وأمن وأمان وسلام ومرجع وحماية، أميركا هذه لتخدم مصالحها "ما بتفرق معها"، عندما قررت أن تلحق الهزيمة بالسوفيات أتت بهؤلاء إلى أفغانستان ولم يفرق معها ما يحصل بأهل باكستان وبأهل أفغانستان وبأهل المنطقة كلها، ما يحصل لاحقاً حتى بشعب الولايات المتحدة الأميركية في 11 أيلول، كله يتوظف، حتى 11 أيلول هم وظفوه، (وعلى رأسهم) جورج بوش. هؤلاء من أجل مشاريعهم في المنطقة وهيمنتهم على المنطقة وحمايتهم لإسرائيل غير سائلين لا عن مسيحيين ولا عن مسلمين. وهؤلاء المسيحيون دفعوا الثمن، في العراق، في سوريا، كادوا أن يدفعوا الثمن في لبنان، دفعوا الثمن في باكستان وفي أفغانستان وفي أماكن كثيرة في العالم، والآن الغرب نفسه بدأ يدفع الثمن في باريس وفي بروكسل وفي أماكن أخرى، وسيدفع الثمن، بالتأكيد سيدفع الثمن.

لذلك نحن يجب أن نكون جميعا على بصيرة من حقيقة الصراع القائم، ما يجري في المنطقة، في سوريا، في العراق، هنا، المعركة القائمة مع داعش وجبهة النصرة وملحقاتهما ليست معركة إصلاحات ولا ديمقراطية ولا انتخابات ولا حقوق إنسان ولا سيادة ولا حرية ولا كرامة ولا إسلام ولا دين ولا قرآن ولا مقدسات، هي معركة مع الجماعات المتوحشة التي جاءت بها أميركا والغرب لتدمر بها ومن خلالها محور المقاومة، ومحور المقاومة في هذا ـ منذ اليوم الأول ـ كان يفهم حقيقة المعركة وأخذ قراره بالمواجهة والصمود بعيداً عن كل المثبّطين والمخذّلين والتائهين والغافلين والمغفّلين والجهلة والعميان، عميان العيون وعميان البصائر، وذهب شباب وشبان ورجال وجنود ومجاهدو جيوش ومقاومين وحضروا في الميادين وقاتلوا واحتضنتهم شعوبهم وبيئاتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية وصمدوا، وها هم يلحقون الهزيمة حتى الآن. هذا المشروع مهزوم، حتى هذه اللحظة هو مهزوم، لم يستطع أن يحقق أهدافه لا في اليمن ولا في العراق ولا في سوريا ولا في لبنان ولا في إيران وإن شاء الله لن يستطيع أن يحقق أهدافه. لماذا؟ لأن هناك رجالاً، هناك أنتم، هذه الوجوه المباركة الشجاعة المصممة الصابرة المتوكلة على الله، هذه العقول والقلوب ذات البصيرة والوعي والفهم والإدراك، وهذه الإرادات وهذه العزائم.

ونحن جميعاً تحملنا هذه المسؤولية وسنبقى نتحمل هذه المسؤولية.

اليوم، جراحكم في يوم الجريح المقاوم، أيها الإخوة والأخوات، هي شهادة لكم في الدنيا والآخرة، وشهادة لمقاومتكم ولمسيرتكم ولبلدكم ولشعبكم أنكم كنتم دائماً في الساحات وما زلتم في الساحات في مواجهة المشروع الإسرائيلي وفي مواجهة المشروع الاميركي بالأدوات التكفيرية الإرهابية، وأنكم من خلال بقية إخوانكم الذين ما زالوا يملأون الساحات ستواجهون طالما هناك تهديد وخطر على كرامة هذه الأمة وشرف هذه الأمة ومقدسات هذه الأمة وخيرات هذه الأمة وقرار هذه الأمة وسيادة هذه الأمة، هذا بالعنوان الاول.

طبعاً الذي لديه تردد ليذهب ويفتش. أنا أنصح أن تاتوا بهذه المقابلة كاملة، لأنه يوجد تفصيل طويل مع كلينتون. بالمناسبة، يوجد عدد كثير الآن من المسؤولين الأميركيين في المخابرات وفي الجيش الأميركي ويوجد أوروبيون وغربيون ووزراء خارجية سابقون، الآن كثر الحديث في أميركا وفي أوروبا سواء بالموضوع السعودي، في الموضوع الإرهابي، في موضوع هذه التنظيمات، من المفيد جداً أن تتابع هذه المواضيع، وسائل الإعلام العربية في العالم العربي المسيطر عليها بالمال السعودي والخليجي لن تسمح بأن تنتقل هذه الشهادات وهذه الاعترافات وهذه الإقرارات من قبل هؤلاء المسؤولين الأميركيين الغربيين الكبار، سواء كانوا ديبلوماسيين أو عسكريين أو أمنيين ولكن نحن معنيون جميعاً أن نتابعه هو الذي يقاتلنا ماذا يقول، ماذا فعل، أين هو مخطئ، لأنهم بدأوا يكتشفون أن السحر بدأ ينقلب على الساحر.

العنوان الثاني: باعتبار أن إخواننا الجرحى وأخواتنا وكل الحضور معنيون بهذا الاستحقاق الموجود في البلد، ومن خلالكم أيضاً أخاطب الرأي العام والمشاهدين باعتبار هذا الاستحقاق ما زال قائماً لدينا، هذا الأحد والأحد القادم والأحد الذي بعده كلبنانيين بشكل عام.

بالعنوان الثاني: أودّ أن أقول ما يلي، الشكر لله سبحانه وتعالى والحمد له على مننه وفضله أنجزت المرحلة الأولى من الانتخابات في محافظات بيروت والبقاع ومحافظة بعلبك الهرمل بنجاح وسلامة وأمن.

الشكر لكل القيمين على إنجاح هذه المرحلة من الإدارات الرسمية والقوى الأمنية والعسكرية والتعاون الشعبي والحزبي المسؤول، ونأمل أن يستمر الحال هكذا في بقية المراحل، باعتبار أننا خضنا الانتخابات البلدية في البقاع، الاختيارية بحث آخر، من واجبي أن أتوجه وأن أخص بالشكر وأتوجه بالشكر إلى أهلنا المخلصين والصادقين والطيّبين في محافظتي بعلبك ـ الهرمل والبقاع الذين دعموا جميع لوائح الوفاء والتنمية ومكنّوها من الفوز في جميع المدن والبلدات التي أعلنت فيها هذه اللوائح، أشكرهم على محبتهم وثقتهم الكبيرة ووفائهم الذي لا نظير له، لجهودهم وحضورهم الكبير وهو المتوقع منهم دائماً، وهكذا كانوا دائماً، وهكذا سيكونون إن شاء الله، ويحبطون آمال كل المراهنين والمتربصين، كما أشكر جميع الإخوة والأخوات الذين أداروا هذه العملية في مختلف مستويات المسؤولية وأظهروا حضوراً قوياً وتنظيماً فعالاً ونشاطاً كبيراً.

يجب أن ألفت ـ هذه نقاط ـ يجب أن ألفت عناية الجميع، جميع اللبنانيين، وخصوصاً أهلنا في البقاع إلى وجوب استحضار تضحيات الجيش اللبناني ومجاهدي المقاومة وبقية الأصدقاء الذين ساهموا أيضاً الذين كان لهم ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ الفضل في توفير الفرصة الأمنية المناسبة، في القتال، الجيش والمقاومة، وفي الفرصة الأمنية الداخلية أيضاً قوى الأمن والأمن العام وبقية الأجهزة الأمنية كان لهم الفضل بعد الله تعالى في توفير الفرصة الأمنية المناسبة لإجراء الانتخابات في البقاع وبهذا الحضور لأنه النسبة الأعلى إلى الآن.

بالمرحلة الاولى كانت في محافظة بعلبك ـ الهرمل، تضحيات هؤلاء الجنود وهؤلاء المقاومين، الشهداء، الجرحى، المرابطين على طول الحدود الذين ألحقوا الهزيمة النكراء وطردوا هذه الجماعات التكفيرية من أغلب هذه المناطق التي وصلوها داخل الأراضي السورية، وحاصروهم في بعض مناطق جرود عرسال، هذه التضحيات هي التي أعطت هذا المستوى من الأمن والأمان، ومكّنت من إجراء هذه المرحلة، هذا الأمر يجب أن ينوّه به وأن يشكر وأن يذكر.

النقطة التي بعدها، مثلما حصل في المرحلة الأولى أيضاً نفس الكلام نقوله لبقية المراحل، بطبيعة الحال عندما تكون هناك انتخابات بلدية ستركّب لوائح وممكن أن تركب لوائح مقابلة للوائحنا، ربما يكونون بالخط السياسي العام معنا، ربما يكونون أصحابنا وأحباءنا وأصدقاءنا، ربما يكونون منا أيضاً ولكن غير مقتنعين بشكل أو بأخر، من جمهورنا.

نحن بهذه النقطة نحب أن نقول للذين كانوا في لوائح مواجهة لنا في البقاع أو في لوائح أخرى في المراحل المقبلة نحن لا نعتبرهم لا أعداء ولا أخصاماً، بل هم أهلنا وهم أحباؤنا وأعزاؤنا، وفي الخط السياسي العام كثير منهم هم في هذا الخط العام، ولكن ربما لديهم قناعات أو أفكار أو توجهات معينة أو إرادة مختلفة. على كل حال نحن لا نتعاطى مع أحد على أنه عدو ولا على أنه خصم، إلا من يعتبر نفسه عدواً ويعلن نفسه عدواً، وهؤلاء موجودون، يوجد أحد هو يعتبر نفسه عدواً المقاومة ويعتبر شهداءها في مقاتلة المشروع الأميركي الجديد يعتبرهم جهنميين ويعتبر الجماعات التكفيرية شهداء.

في حال يوجد أحد هو معلن العداء للمقاومة، هو عدو.

لكن نحن نعتبر أن كل الناس وكل أهلنا وكل من يختلف معنا سواء في الخيار أو يختلف معنا في الخيار البلدي أو في الخيار النيابي أو ما شاكل، هؤلاء أهلنا وأعزاؤنا وأحباؤنا، ويجب أن نتفاهم معهم وأن نتعايش معهم. ولذلك كما ذكرت الأسبوع الماضي، من مسؤولية الإخوة والأخوات في كل المناطق أن يبادروا ويباشروا إن شاء الله إلى إيجاد أين يوجد تحسس معين، أين يوجد مشكل، أين يوجد جراح، لأنه من الواضح أن "الدنيا قايمة قاعدة" في البلد في الانتخابات البلدية، ونعود ونعالج الموضوع، وهذا الموضوع من اليوم إلى ست سنوات، الله كريم، ولا يدرى من يعيش، وأمامنا جميعاً تحديات وجودية وتاريخية يجب أن نواجهها بوحدة وبتراصّ وبقوة موقف.

النقطة التي بعدها أن المجالس البلدية المنتخبة يجب أن تكون وستكون للجميع، وبالنسبة لنا نحن في حزب الله، أي مكان لنا وجود في المجالس البلدية نتعهد لأهلنا في جميع المدن والقرى بأن المجالس البلدية ستكون في خدمة الجميع، من انتخبها ومن لم ينتخبها ومن حاربها ومن نافسها. هذه المرحلة انتهت بمجرد إعلان النتائج، هذه أمانة ملقاة على عاتقنا وعلى عاتق حلفائنا وعلى عاتق المجالس البلدية الجديدة المنتخبة، ونحن إن شاء الله جميعاً سنتحمل هذه الأمانة ونؤدي حقها كما يجب.

هذه نقاط في ما يتعلق بالذي حصل.

أريد أن اطل قليلاً على بعض التحليلات بالموضوع الانتخابي، وأذكر بعض الأصول، لأن هذا يفسر أيضاً ما جرى بالنسبة لنا، وأيضاً نحن الآن بانتخابات جبل لبنان ومن بعدها في الجنوب ومن بعدها في الشمال لدينا حضور معين أو محدود.

من الجيد أن أذكر لأنه الآن يوجد كثير من التحليلات في البلد، منذ يوم الأحد الماضي إلى اليوم، وستكمل هذه التحليلات بعد انتخابات جبل لبنان. قراءات سياسية ستكون "طويلة عريضة"، ومن بعد الجنوب ومن بعد الشمال وفي نهاية الانتخابات البلدية سيكون هناك الكثير من القراءات السياسية في البلد وانعكاسات وتداعيات للوضع السياسي اللبناني، سواء فيما يتعلق بالانتخابات النيابية، فيما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، فيما يتعلق ببقية الامور.

طبعاً أنا لن أتكلم عن كل الاصول، أنا تكلمت قليلاً الجمعة الماضية وسأضيف بعض الأصول التي نحن تبانينا عليها في حزب الله في إدارة الانتخابات البلدية الحالية:

1ـ نحن تبانينا هذه السنة وبالاستفادة من التجارب السابقة أنه نحن نريد أن نقوم بتحالفاتنا، صحيح أن الانتخابات البلدية إنمائية وخدماتية ولكن هي سياسية أيضاً، أقول لك ذات لون سياسي، طابع سياسي، وجه سياسي، اللبنانيين "شاطرين" بالتوصيفات، هي انتخابات إنمائية خدماتية سياسية بكل ما للكلمة من معنى في لبنان هكذا.

وهذا يعني أنه يوجد تحالفات سياسية ستركب، نحن أخذنا قراراً اننا نريد أن تكون تحالفاتنا السياسية منسجمة مع وضعنا السياسي، يعني مع من نتحالف؟ مع حلفائنا وأصدقائنا في الخط السياسي العام، أما الخصوم السياسيون ـ ولا

أتحدث عن أعداء ـ الخصوم السياسيون الذين نحن وهم منذ عام 2005 إلى الآن ولكن في هذه السنوات القليلة الماضية لم يتركوا لا سيفاً ولا قلماً ولا تلفزيون ولا إذاعة ولا جريدة، ونازلين فينا تشويه وإهانات وإساءات وحرب فوق الطاولة وتحت الطاولة، لماذا أتحالف معهم في الانتخابات البلدية؟ أنا أريد أن أحترم عقلي ـ أنا أي حزب الله ـ نحن نريد أن نحترم عقولنا وعقول جمهورنا.

أنا لا أستطيع أن آتي لجمهور حزب الله وأقول له ـ وهو الذي كل يوم يوتَّر وتثار حساسيته ويُشتم ويُهان ويُساء إلى شهدائه وإلى جرحاه وإلى مجاهديه ـ وأذهب غداً في لائحة نحن والتيار السياسي الفلاني والحزب الفلاني والجهة الفلانية وتريد أن تصوت لهم وتريد أن تشكل لهم رافعة وتريد أن تعمل لهم إعادة إحياء سياسي، بهذه الطريقة نكون نحمّل قواعدنا وجمهورنا ما لا يطاق حتى لو كان هناك مصلحة سياسية.

هذا الأمر جربناه في السابق، ودفعنا ثمنه الذي الآن تم دفعه في بيروت، يعني قوى سياسية أخرى دفعت هذا الثمن عندما حمّلت قواعدها وجمهورها خيارات تحالفية، هذه القواعد وهذه الجماهير غير مثقفة عليها ومتحسسة منها.

إذاً نحن في السياسة في الحد الأدنى ـ يكفي في الموضوع العائلي نريد أن نرى كيف نحل مشكلتنا ـ ولكن في السياسي دعونا لا نحمّل جمورنا وقواعدنا ما لا يطيقون، وحقيقةً، تأتي وتقول لأحدنا هذا فلان منذ سنين عديدة بالتلفاز وبالإذاعة وعلى المنابر وكل يوم سبّ وشتم وإهانة لشهدائك وجرحاك ومجاهديك ومقاومتك ورموزك ومقدساتك وتخوينك وتشويهك، وثاني يوم أذهب لأعمل معه تحالف بالانتخابات البلدية التي هي سياسية ومطلوب صوّت له وعوّمه؟

هذا أولاً. ولذلك، بكل تحالفاتنا من المرحلة الأولى إلى أن ننتهي، نحن ـ حزب الله ـ لسنا متحالفين مع خصم سياسي، إلان إذا "زمط شي استثناء شي واحد" بشكل شخصي فردي في ضيعة ما، وأنا لا علم لي بالموضوع، ولكن هذا الأصل، وهذه هي السياسة العامة. نحن نتحالف مع حلفائنا ومع أصداقائنا ومع من يوجد لقاء فيما بيننا وبينهم، مع الذي بالحد الادنى، لم يسيئوا إلينا ولم يعتدوا علينا.

هذا واحد، ولتضعوا هذا في بالكم لأنه على ضوئه سأقول ماذا حصل. ونفهم معاً ماذا يحصل، طبعاً هذا ليس اعتراضاً على خيارات حلفائنا، هذه هي النقطة الثانية.

النقطة الثانية نحن أخذنا قراراً أن نتفهّم حلفاءنا. دعونا نتكلم "بالمشبرح"، التيار الوطني الحر يريد أن يتحالف مع القوات ومع حزب الكتائب، نحن نتفهم هذا الموضوع، إخواننا في حركة أمل يريدون أن يتحالفوا مع تيار المستقبل أو مع الحزب الفلاني أو مع الجهة الفلانية، لا يوجد مشكلة، وليس لدينا اعتراض على هذا، لا نطرح إشكالات ولا نعترض، ولتأخذ الناس راحتها. كذلك في الساحة السنية وكذلك في الساحة الدرزية، في كل الساحات وفي كل المحافظات، نحن نتفهم حلفاءنا في حال تحالفوا مع خصومهم أو مع حلفائهم، مع متفاهمين جدد معهم، من أجل حسابات انتخابية أو بلدية أو اختيارية أو تهدئة ساحات، أو تجنب مشاكل في هذه المدينة أو في هذه القرية، كلّه متفهم، ولا يوجد مشكلة، هذه هي النقطة الثانية.

النقطة الثالثة: إنه حيث يختلف حلفاؤنا، أو حيث يتواجد حلفاؤنا في لوائح نحن لسنا موجودين فيها، سواء كنا موجودين انتخابيا أو ترشيحاً، هنا أريد أن أقول كلمة واضحة بمفعول رجعي وأمامي، لانه عند كل استحقاق انتخابي بلدي سياسي، يظهر أناس يريدون أن يشتغلوا بنا وبحلفائنا. يا إخوان، يا أحباءنا، يا كل حلفائنا، نحن ملتزمون معكم سياسياً وأخلاقيا وأدبيا معكم أنتم، ولكنا لسنا ملزمين بمن تتحالفون معهم، لسنا ملزمين، لا أخلاقياً ولا أدبيا ولا سياسياً، ولا يوجد تفاهم يدعو إلى ذلك، ولا يوجد تنسيق بيننا يدعو إلى ذلك. بالعكس، هذا الذي أقوله اليوم على التلفاز، نحن متفقون عليه نحن على الطاولات وفي الغرف وفي اللقاءات الثنائية، أنا ـ حزب الله ـ أنا ملتزم مع التيار الوطني الحر باعتبار أنه يوجد تفاهم فيما بيننا، ولكن لست ملزماً بالقوات اللبنانية ولست ملزماً بالكتائب ولست ملزماً بأي آخر يتحالف معه التيار الوطني الحر إذا كان خصماً سياسياً بالنسبة لي، لست ملزماً، وموضوع أساعد أو لا أساعد هذ شأن آخر، ولكن هناك أناس يطالبونك بأنك ملزم، وأنت تنظر "بعينتين وبثلاث عيون وبمئتين عين وعشرين عين وسبع عيون". نحن لدينا عينان بصيرتان ثاقبتان، ونحن في الكرة الأرضية، إذا كان يوجد حركات، أحزاب وتيارات وجهات، أهل وفاء وأهل صدق وأهل التزام نحن منهم، نحن لا نغدر ولا نخون ولا نترك حليفاً ولا نتخلى عن صديق ولا نطعن بالظهر، وندفع دماء من أجل هذا الالتزام، لكن هذا هو الالتزام، نحن لسنا ملتزمين بحلفاء أو بشركاء في لوائح ذهب إليها حلفاؤنا، هذا الأصل الثالث.

هذا الذي حصل في المرحلة الأولى والذي سيصير في المرحلة الثانية والثالثة والرابعة.

بناءً على ما تقدم، باختصار شديد في هذا العنوان، أريد أن أعقّب تعقيبات سريعة، بموضوع بيروت لأنه يوجد الكثير من التحليلات الآن في بيروت، كل الذي يحصل الآن في بيروت من سجالات وتحليلات وقراءات، نحن لسنا لدينا علاقة بالذي حصل في بيروت، نحن منذ قيل إنه يوجد لائحة تسمى لائحة البيارتة، يركّبها تيار المستقبل، بناءً على الأصل الأول الذي تكلمت عنه، نحن حزب الله أخذنا قراراً أنه في هذه الانتخابات لا نريد أن نركب مع خصم سياسي، تيار المستقبل خصم سياسي، لا أريد أن أقول أكثر من هذا.

حسناً، حلفاؤنا وجدوا مصلحة، هم وجدوا مصلحة أنه لا يوجد مشكلة أن يكونوا في هذه اللائحة، فكانوا، وشارك من حلفائنا في هذه اللائحة ومن أتذكر منهم أنا بالحد الأدنى إخواننا في حركة أمل والتيار الوطني والطاشناق. نحن ليس لدينا مشكلة، ولم نعترض، و"الله يعطيكم العافية والله يبارك إن شاء الله". بالعكس هذا يلمّ البلد يمكن. نحن في الانتخابات الماضية رفضنا الدخول في اللائحة الإئتلافية في بيروت لأنهم رفضوا أن يضموا إليها ممثلين عن التيار الوطني الحر. الحمد لله، في هذه السنة ضموا ممثلين، لكن حيثيتنا كانت حيثية سياسية، فقلنا: نحن لا نريد أن نشارك.

الآن هذا هو الاعتبار السياسي، الآن يأتي من يحلل ويقول: رسالة فوق الطاولة أو تحت الطاولة وإيجابية وسلبية. هذه هي النتائج، هذه يمكن أن تكون النتائج، لكن نحن هذا هو سببنا، نحن لا نمرر رسائل لا من فوق الطاولة ولا من تحتها، وقولوا ما تريدون أن تقولوه، ولكن السبب الحقيقيهو: لمّا جلس الإخوان أخذوا قراراً بانهم هنا لا يريدون أن يشاركوا، لأننا لدينا هذا الأصل السياسي، وانتهى.

حسناً الخيار الآخر. قد يقال إنه ببيروت اذهبوا وشكلوا لائحة أنتم، أو ادعموا اللوائح الأخرى، لائحة اخرى، وكان من الممكن أن تعطوها فرصة النجاح.

للأسف الشديد، أنا رأيت بعض الكتاب يقولون إن سبب سقوط اللاوائح الاخرى هو أن حزب الله لم يتدخل بانتخابات بيروت. كلا، أنتم مخطئون ومشتبهون، فلتعيدوا حساباتكم.

على كلّ لم نشكل لائحة اخرى ولم ندعم لوائح اخرى في بلدية بيروت لعدة أسباب منها:

ـ لا نريد أن نكون في لائحة في مواجهة حلفائنا،

ـ اثنين لا يمكننا أن نجمع بقية اللوائح في لائحة واحدة وأنتم رأيتم ذلك وهذا موضوع صعب، نحن جربنا هذ الموضوع في المرة الماضية وقبلها.

ـ ثالثاً: فرصة الفوز صعبة، ولذلك الذهاب إلى معركة سيتم الاستفادة منها ـ بالتعبير الأدق سيتم سوء الاستفادة منها ـ في التحريض الطائفي والمذهبي و"يا غيرة الدين ويا أهل السنة ـ وأنا أقولهم براسمالهم ـ ويا غيرة الدين ويا أهل بيروت ويا أهل السنّة والجماعة وقوموا إلينا، ومدري شو".

ستصبح المعركة مطحنة لها أول وليس لها آخر في بيروت، ونحن جماعة نهرب من المشاكل، ومثلما تروننا، نحن نبتعد عن الإعلام وعن المقابلات وعن التعليقات، فقط نقاتل في الجبهة الجديّة، لأننا نريد أقل مستوى من التوتر في البلد ما أمكن، ولذلك عزفنا عن بيروت.

ومن هنا وصعوداً، اكتبوا، حللوا وقولوا ما تريدون، طبعا نحن لم نقل للناس قاطعوا، نحن قلنا للناس إنهم أحرار، انتخبوا ما تريدون، هم قاموا بالمقاطعة، لسنا نحن من أخذ قرار المقاطعة، غابوا عن الصناديق، بالنسبة للشرائح التي تسمع لنا، نحن لم نقل لها غيبي عن الصناديق، هي من غابت، هذا جزء من الموضوع العام الذي يجب أن يدرس ويناقش بموضوع انتخابات بيروت.

ثانياً: انتخابات زحلة.

نحن لم نرشح أحداً منا من حزب الله في زحلة، ولم يكن هدفنا أن نتمثل كحزب الله في مجلس بلدية زحلة، لأن هذا لم يكن هدفاً، وكنا نتمنى على حلفائنا وعلى أصدقائنا الثلاثة المعروفين أن يتحالفوا فيما بينهم وأن ندعمهم جميعاً، ولكن هذا لم يحصل، وتفرقت اللوائح إلى ثلاث لوائح، كل صديق من الثلاثة كان يتوقع أن ندعم لائحته بالكامل دون الأخرى وهذا غير مناسب لنا، لا بالصداقة ولا بالتزاماتنا الأدبية والأخلاقية والسياسية.

كان خيارنا تقديم الدعم لكامل مرشحي التيار الوطني الحر في لائحة الأحزاب في زحلة وتقسيم بقية الحصة بالمناصفة بين اللائحتين الأخريين. موقفنا وانتخاباتنا في زحلة اعتباراتها بالكامل أخلاقية سياسية وليست مصلحية. لا نريد أن نصل إلى المجلس البلدي ولا نريد أن ننافس أحداً، ولكن لم نكن نستطيع أن نترك أصدقاءنا، (لو قررنا) الاعتكاف أو ترك الانتخابات في زحلة، أتدرون ما الذي كان سيحصل؟ الكل سيحملنا المسؤولية وسيقولون لنا: لو انتم يا حزب الله أتيتم وصوتم كان لتنجح لائحتنا. حسناً، نحن أتينا وصوّتنا ووزعنا أصواتنا على أصدقائنا، حلفائنا، وكانت هذه النتيجة.

لذلك اعتباراتنا كانت أخلاقية وسياسية وأخوية و"صداقتية" إن صح التعبير. البعض من الأصدقاء في التيار الوطني الحر ـ أقول البعض لأننا نحن مع التيار الوطني الحر ومع العماد عون ومع رئيس التيار الأستاذ جبران وكثير من القادة في التيار الوطني الحر، العلاقة فوق الثقة ـ لكن يظل هناك من يشتغل بنا وبهم، انه والله في البعض وصلوا إلى نتيجة أنه كيف لا يعطي حزب الله لائحة الأحزاب كاملة في زحلة باعتبار أننا نحن (التيار) على اللائحة. هذا التوقع خطأ، الآن خطأ، وسابقاً خطأ، وفي المستقبل خطأ، وأعيد وأقول لكم يا أحبائي ويا أعزائي نحن لسنا ملتزمين مع حلفائكم، لا تتوقعوا منا التزاماً مع حلفائكم، انتهى هذا الموضوع، ليس في كل استحقاق سنجد من يشتغل بنا بالمجالس وبالمقالات وبالاعلام.

حسناً، بالنسبة لبقية المدن وبلدات البقاع التي شاركنا فيها، وحيثما كانت لوائح الوفاء والتنيمة، يعني تحالف حزب الله وحركة أمل، والأحزاب الصديقة، ونجحت كلها. الآن حيثيات هذا النجاح والفوز ودلالاته وقراءاته سأترك الحديث عنها اليوم إلى الخامس والعشرين من أيار إن شاء الله، نكون حينها انتهينا من جبل لبنان ومن الجنوب، ويبقى حينها فقط الشمال، وقتها نتكلم عن هذا الموضوع ورسالته ودلالاته ونتائجه وتقييمه ولا آخذ من وقتكم أكثر من هذا.

يبقى فيما يتعلق بالمرحلة المقبلة من الانتخابات البلدية، الأحد القادم لدينا جبل لبنان، من ضمنها البلديات في الضاحية الجنوبية. في الضاحية الجنوبية نحن شكلنا لوائح، تحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، وبقية الأحزاب الصديقة بالتفاهم مع العائلات والناس، ولذلك سميت هذه اللوائح بلوائح الوفاء والتنمية والإصلاح، باعتبار تنوع التحالف السياسي الموجود فيها.

مثلما تكلمنا في الأسبوع الماضي، نحن ندعو أهلنا في المرحلة المقبلة، أيضاً في قرى أخرى في جبل لبنان وفي مدن أخرى، لنا فيها تواجد ولنا فيها لوائح، لنا فيها توجه ما، هذا عادة تفاصيل لجان الانتخابية، هم يعممون، نحن ندعو أهلنا الكرام للمشاركة الفعالة أيضاً، في المرحلة الثانية والثالثة أيضاً ندعوهم لدعم لوائح الوفاء والتنمية والإصلاح في بلدات الضاحية الجنوبية وبقية البلدات التي لنا فيها لوائح وحضور ونشكرهم على كل حال على الموقف الذي يختارونه أيّا يكن هذا الموقف.

العنوان الأخير المناسبة التي نحن فيها الآن، جراحكم يا إخوتي وأخواتي.

أنا أريد أن أتكلم معكم قليلاً كجرحى عن بعض المسائل وبعض المسؤوليات، جراحكم ـ نعم ـ هي شهادة لكم في الدنيا وفي الآخرة، شهادة لكم في الدنيا ولمقاومتكم ولمسيرتكم، وشهادة لكم في الآخرة على تضحياتكم وعلى إخلاصكم، وجهادكم وطاعتكم لله عز وجل، وعبوديتكم لله عز وجل، شهادة على صبركم وإلتزامكم وثباتكم وتحملكم المسؤولية.

على اعتبار في هذه السنوات الأخيرة أيضاً لدينا عدد معتدّ به من الجرحى الجدد من الأخوة المجاهدين والمقاومين والمقاتلين، الجريح يدخل مرحلة جديدة في حياته، مرحلة جديدة بالكامل، على المستوى النفسي وعلى المستوى الروحي وعلى المستوى الإجتماعي، حياته تتبدل ونشاطه وحركته وأكله وشربه ومزاجه وعلاقاته الشخصية وعلاقاته العائلية وعلاقته الإجتماعية وحضوره العملي، هذه من الأمور الواقعية التي أنتم ترَونها.

ولذلك الأخ الجريح يجب أن يتهيأ لهذه المرحلة الجديدة، هو أنهى مرحلة من الجهاد وتحمل المسؤولية والطاعة لله، ودخل في مرحلة جديدة من الجهاد والطاعة لله والعبودية والعمل من أجل آخرته. الذي تغيّر أنه أصيب في جسده، تغيّر عليه التكليف وسوف ينعكس على نمط الحياة الذي له، هنا توجد تحديات حقيقية أمام الجريح، وتوجد تحديات حقيقية أمام عائلة الجريح، وتوجد تحديات حقيقية أمام المقاومة ومؤسسات المقاومة ومجتمع المقاومة تجاه الجريح.

بالنسبة للجريح في البداية، وإن كانت بعض العناوين هي عناوين مشتركة للكل، الجريح يجب أن يعرف أولاً أنه من خلال الجراح هناك صبغة، هناك سمة، هناك ختم، أعطاه إياه الله سبحانه وتعالى، ينتسب لله عز وجل. فكما أن الشهداء هم شهداء الله فإن الجرحى هم جرحى الله، هم ينتسبون له كما ينتسب إليه عباده الصالحون وأولياؤه،.

إن الأرض ـ أي أرض ـ عندما تصبح مسجداً تصبح بيت الله، قبل أن تصبح مسجداً تستطيع أن تضع فيها "الزبالة"، لكن بعد أن تصبح مسجداً يصبح لها حرمة، لأنها إنتسبت نسبةً خاصة إلى الله سبحانه وتعالى.

الأخ المجاهد له حرمة وله كرامة، وعندما يُستشهد تصبح له حرمة وله كرامة من نوع آخر إضافية. وكذلك عندما يبقى على قيد الحياة، جراحه هذا الختم الذي أنا أسميه ختم من الله يعطيه هذا النسبة الجديدة، وهذا الموقع الجديد وهذه الدرجة الجديدة، وبالتالي له مكانته وكرامته عند الله سبحانه وتعالى، هو يجب أن يدرك ذلك وعائلته يجب أن تدرك ذلك، ومجتمعه ومقاومته أيضاً.

ولذلك حرمة الجريح هي أكبر وأعلى من حرمة غير الجريح، ليس لأن الآخر ليست له حرمة، كلا له حرمة وكرامة، ولكن هنا توجد درجة إضافية، يجب التعامل معه معنوياً ونفسياً وروحياً على هذا الأساس.

الأخ الجريح يجب أن يعرف أنه حصل على درجة أو على درجات يعلمها الله عز وجل، لأنه من المجاهدين الذين فضلهم الله عز وجل في محكم آياته. مسؤولية الجريح الأولى هي أن يحافظ على هذا المقام وعلى هذه الدرجة، ألاّ يحبط ثوابه، وألاّ يضيع أجره وألا يسقط درجته، وهذا يرتب عليه جهاداً آخر مع نفسه، الجريح دخل في مرحلة معاناة، يجب أن يصبر على جراحه وعلى مرضه وعلى آلامه وعلى النقص الذي لحق بجسده، وعلى عائلته وعلى بيئته وعلى مجتمعه، وعلى تقصيرنا نحن أيضاً إذا قصرنا بحقه أو عندما نقصر في حقه، أن يصبر كي يحفظ درجته بل يرفعها أكثر، كي يحصن مقامه بل يشمخ به أكثر.

جهاد الجريح هو الجهاد الأكبر، الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنا أشهد من خلال معطياتي ومعلوماتي ومتابعاتي أن جرحانا بالأعم الأغلب وبالغالبية الساحقة ـ كي لا يطلع العالم كلها معصومة، كلا ـ بالأغلبية الساحقة نعم كانوا من أهل الصبر ومن أهل التحمل ومن أهل الثبات.

البعض جراحه تسقطه عقائديا فيرتاب ويحبط، والبعض جراحه تسقطه سياسياً فيندم على خياره السياسي، والبعض جراحه تسقطه أخلاقياً فيسقط على المستوى السلوكي، إبليس يستغل والشياطين يستغلون الجراح كما يستغلون سلامة الجسد وصحة البدن في دفع الإنسان إلى الإنحراف.

بأسلوب أو بآخر، أنت معركتك مع شياطين الجن والإنس ساحتها نفسك وأنت تملك شيئاً غالياً جداً، شيئاً ذهبياً وشيئاً وعدك الله به في مقام لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يجب أن تتمسك به بقوة، ويجب أن تضحي من أجل بقائه بقوة، أنت قدمت عينيك أو يديك أو رجليك أو شللت أو... أو... أو... أو.. وحصلت على هذا الوسام وعلى هذا المقام وعلى هذه الدرجة عند الله وفي القيامة، مسؤوليتك الكبرى أن لا تفرط بهذا وهذا من خلال جهادك وصبرك وثباتك وتحملك وهذا يحتاج إلى جهد، جهد نفسي وجهد فكري وجهد ثقافي وكلنا يجب أن نُساعد لأنه أيضاً نحن مبتلون وكلنا مبتلى.

الأمر الثاني الذي أريد أن ألفت له أيضاً هذا ينطبق على الجرحى وعائلاتهم وعلى المسيرة أنه الإخوان والأخوات وهم في حالة الجراح كل لحظة هو في حالة جهاد، المجاهد عندما يرجع من الجبهة في العطلة "خلص رايح يشم الهوا" ويقعد مع عائلته وما أعرف شو الذي يعمل هنا وقف والتسجيل وقف، "تبع كتاب الأعمال"، أتى من الجهاد وذهب إلى حياته الثانية فيسجلون ماذا يعمل في هذه الفرصة في هذه العشرة أيام أو خمسة أيام. لكن الجريح منذ اللحظة التي يصبح فيها جريحاً، قلم وأقلام الملائكة تكتب وتكتب إلى ساعة الوفاة، لأن هذه الجراح هي جهاد مستمر، الصبر على هذه الجراح هو صبر مستمر، والثبات من موقع الجراح هو جهاد مستمر، يسجل ويكتب ويدوّن أجراً وثواباً ودرجةً ومقاماً وكرامة عند الله سبحانه وتعالى وهذا الذي أنتم تريدونه، أنتم ذهبتم لتستشهدوا وليس لتجرحوا. الشهيد وصل، أنت الله أعطاك فرصة، لكن حمّلك المسؤولية كي تكمل لتصل إليه.

أيضاً في عناوين الثواب والأجر والكرامة، يأتي عنوان البلاء لينطبق على الجريح، المؤمن والمبتلى، الجريح له بلاءات خاصة وكل ما تقرأونه، تستطيعون أن تذهبوا إلى كتاب ميزان الحكمة وتفتشوا في الكومبيوتر، ليظهر عنوان البلاء، كل ما وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الذين يصبرون على بلائه وإختباره وإمتحانه كتب لكم.

يوجد عنوان ثانٍ وهو عنوان المرض، أنظروا أيضاً في كتاب ميزان الحكمة، ترون روايات ما شاء الله، لأن الجريح من خلال المعاناة والآلام هو مريض بشكل معين بنسبة كبيرة جداً وينطبق عليه هذا العنوان، لأنه يعاني بل يعاني أكثر من مرض المرضى، وما ذكر في هذه الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن هذه الساعات والأيام التي يقضيها الإنسان في معالجة ومواجهة آلام المرض فكيف إذا كان هذا المرض بسبب الجهاد في سبيل الله، كم تحط عنه من الذنوب وكم تحط عنه من السيئات وتبعده وتطهره وتنقيه، وبعضها يزيده أجراً وثواباً ومقاماً.

إذاً الحالة التي أنتم فيها هي حالة جهاد مستمر وهو حالة عبادة مستمرة، يجب أن نفهم هذه الحال التي نحن فيها، يجب أن نتعامل معها على هذا الأساس، ونحرص على ما أعطانا إياه الله من وسام ومقام ودرجة وختم.

الجريح لم تنتهِ مسؤوليته هنا، يجب أن يُكمل. أنتم عندكم مسؤوليات:

أولا: في موضوع الجانب التعبوي للناس: ليس شرطا أن تطلع على المنبر وتخطب، الجريح عندما يقعد بين مجموعة، بين اثنين وبين ثلاثة، سابقا تكلمت عن هذا الموضوع في لقاء قديم مع الجرحى، أنت كلامك، تأثيرك وحكيك، يوجد أناس يتأثرون وهناك أناس يتفاعلون، لأنك تتكلم من موقع العمل، وأنت لست من الذين يقولون ما لا يفعلون، أنت من الذين فعلوا وقاتلوا وقاوموا وجاهدوا وضحوا ووصلوا إلى الشهادة ولكن أُعطوا وسام الجراح، وبالتالي أنت لديك مصداقية، أكثر منا نحن جميعاً، وبالتالي مسؤوليتك بالتعبئة وبالاستنهاض وبالتثبيت روحية الناس وعقلية الناس وثقافة الناس وإرادة الناس، مسؤوليتك عالية جداً، ويجب أن لا تضيع هذه المسؤولية. في مرحلة ما كان مطلوباً منك أن تحمل البندقية، الآن المطلوب منك أن تعبر بلسانك وبإشارتك ـ إذا لم تستطع أن تتكلم بلسانك ـ بأي وسيلة لتثبيت الناس ولاستنهاض الناس وتحريك الناس، لأن اليوم الحرب النفسية والحرب الناعمة مثلما رأيتم قبل قليل، تشويه الصورة والحصار والتحريض هو جزء من معركة التدمير للمقاومة. دماؤكم صنعت إنجازات، يجب أن تحفظوا إنجازات دمائكم بألسنتكم وبأصواتكم وبكلماتكم وببيانكم وبمشاعركم الصادقة التي تُعبرون عنها، فإذاً هذا مشترك للكل.

الثاني: الإخوان الذين ما زالوا يستطيعون أن يشتغلوا فليشاركوا بأي مستوى من المشاركة، لا يوجد عيب، لا تضعوا القضايا الاعتبارية والموقعيات التنظيمية في عين الاعتبار بل ضعوها جانباً.

سأقول لكم شيئاً: الله سبحانه وتعالى هذا الكلام يمكن أن يطلع فيه شبهة رياء، أنا إشتغلت على حالي مدة طويلة. إذا أنا كان تكليفي يكون لي الشرف أن أحمل البندقية وأن أحرس موقعاً أو مكاناً أو بيتاً أو مركزاً من مراكز حزب الله أنا أفعل ذلك الآن. إذا أتوا إلي وقالوا لي أنت فلان الفلاني تكليفك هو هذا، بحمل البندقية وأعتبر أن لي الشرف أن أكون جندياً في حزب الله، أحرس مركزاً أو بيتاً أو مكاناً أو محوراً أو موقعاً.

لنضع الاعتبارات جانباً، يعني ما هي هذه الشغلة التي تعطونني إياها، إذا كنت أقدر أن أشتغل على الإشارة فإني أشتغل على الإشارة، وإذا كنت أقدر أن أشتغل بالمعلومات فأشتغل بالمعلومات، وبالتثقيف بالتثقيف، وبأي مجال إداري، وليس إما أن أقاتل بالجبهة أو أن أقعد بالبيت، كلا، بالعمل نحن نحتاج إليكم وإلى جهودكم وإلى حضوركم وإلى طاقاتكم وإلى عقولكم وإلى تأييد الله لأنكم مؤيدون من الله عز وجل، مختومون أنتم من الله سبحانه وتعالى، فلا تقفوا عند هذه الاعتبارات الشخصية والمعنوية.

أضف إلى ذلك أنه عندما تذهبون إلى العمل، أياً يكون هذا العمل، هذا شرط صحي يا إخوان، شرط صحي وشرط نفسي، أصل القعدة في البيت من دون شغل ومن دون خروج منه ومن دون اختلاط مع الناس يسبب الاكتئاب والإحباط ويؤدي لوضع نفسي صعب. هذا يعقّد من الوضع الصحي أيضاً، فهذا جزء من الشروط الصحية والنفسية التي أجمع عليها الأطباء، والتجربة تقول ذلك. إذا كان هناك شخص ليس جريحاً وليس مريضاً وليس مشلولاً ولا فاقداً لعينيه ولا شيء، سليم، يقعد في البيت ولا يخرج من بيته لفترة أسبوع، نعم يجد أنه صار عنده درجة إكتئاب لا أعرف كم هي، لذلك العمل يوفر للإخوة، أولاً يخدم المسيرة ويخدم إنجازات دمائكم وأيضاً يساعد في موضوع الصحة النفسية والصحة الجسدية، أيضاً حتى الصحة النفسية تنعكس على الجسد، الاكتئاب أو الحزن أو الإنكفاء النفسي يؤثر على الجسد، والراحة النفسية والإقبال النفسي والمعنويات حتى في داء والعياذ بالله مثل داء السرطان من المعروف أن الأطباء يقولون إن المقاومة النفسية عند المريض تجعل إمكانية نجاح العلاج عالية جداً، وأن الاكتئاب والإنهيار النفسي عند المريض تعجل عليه. نحن نريد أن نحمل هذه المسؤولية وبالتالي الحضور في العمل والمشاركة في النشاطات والإحتفالات والمناسبات والمسيرات واللقاءات العامة والإجتماعات وعدم الانزواء وعدم الإبتعاد وعدم الإنقطاع، نفس حضوركم.

أنا أعرف من مجمع سيد الشهداء (عليه لاسلام) عندما كنت أذهب في الماضي، أو عندما أخطب الآن عبر الشاشة، عندما أرى إخوان جرحى على المقاعد الجالسين عليها، أنا وأستمع إلى التعزية وأنظر إليهم، مشهد مختلف يستحضر التاريخ. هذا ايو الفضل العبّاس أمام عينيك. يداه مقطوعتان، عينه منطفئة، لكنه يكمل دربه ولم يترك الحسين، لم يتخلّ عن الحسين. ولذلك الحضور الدائم ، نعم، له تأثير معنوي كبير جداً علينا جميعاً، على كل الذين يواصلون الدفاع عن لبنان وشعب لبنان وعن كرامة ومقدسات هذه الأمة.

لا تستهين، عندما تذهب على الكرسي المتحرك إلى الحسينية أو المسجد لا تعتبر هذا الأمر مربكاً. نفس حضورك حجة على كل الموجودين، على كل الذين يشاهدونك على الشاشة. تحريض لهم، إقامة الحجة عليهم، تحميلهم المسؤولية ليتذكروا أنهم من أجل أمنكم وسلامتكم وكرامتكم ضحى هؤلاء الجرحى، وضحّى أولئك الشهداء. يجب أن تكونوا أهلاً لحمل أمانة انجازات الجرحى وانجازات الشهداء.

إذاً الحضور، عدم الانكفاء، المشاركة في النشاطات ومن جملتها أيضاً النشاطات الرياضية. هنا طبعاً، مسؤولية المقاومة والمؤسسة والجميع أن يساعدوا. ننطلق حتى في الموضوع الرياضي ونقيم نوادي وفرقاً وننافس كما يصنع إخواننا الجرحى في إيران. الموضوع الرياضي مهم جداً ، جداً، جداً.

الحضور، المباشرة، مواصلة العمل، هذه مسؤولية إخواننا الجرحى. لا يعتبر أحد منكم أن مسؤوليته انتهت بجراحه.

بالنسبة للعائلات، الآباء، الأمهات، بالنسبة للجرحى العازيين، والمتزوجين، الزوجات، الأولاد. العائلة أيضاً تتحمل مسؤولية كبيرة جداً. أولاً يجب أن تشعر بالفخر أنها عائلة جريح كما عوائل الشهداء. يجب أن تتحمل مسؤولية كاملة تجاه هذا الجريح. يجب أن تتحمل العبء، ويجب أن تراعي الخصوصيات الجديدة والوضع الجديد والتداعيات الجديدة لجراح هذا الجريح. تتفهم مشاعره وتتفهم أوضاعه، تتفهم احتياجاته، هذا أيضاً من جهاد العائلة، من جهاد الأب والأم والزوجة. الجهاد الحقيقي للزوجة هو هذا، حسن التبعّل هو هذا.

الأولاد أيضاً يجب أن يقتخروا بأبيهم الجريح المقاوم ، ويجب أيضاً أن يتفهموا ظروفه وحاجاته وأوضاعه، وأن لا يرفعوا سقف توقعاتهم منه كما لو كان سليم الجسد والبدن. هذه مسؤولية عائلية.

المؤسسة، أيضاً مسؤوليتها تجاه الجرحى هي مسؤولية قائمة مستمرة. حزب الله، المقاومة ، نحن نعتبر هذا جزءاً من مسؤولياتنتا.

نشكر الجرحى على صبرهم، نشكر العائلات على تحملها للمسؤولية وثباتها وصبرها. دائماً أنا أتحدث بإكبار عن أمهات الجرحى وعن زوجات الجرحى وعن الأخوات اللاتي تزوجن بجرحى بعد جراحهم، لهم شكر خاص وجزيل وتقدير وأكثر من تحية لأنهم يتحملون مسؤولية خاصة وإضافية.

أنا أعرف أن هناك بعض الآباء والأمهات يقولون للصبيّة أنت تبيعين شبابك كله. هي تبيع شبابها لشاب قدّم جزءاً من جسده من أجل أن نحيا جميعاً بكرامة.

أيضاً الشكر للأخوة والأخوات في المؤسسة وللأخ أبو حسن العزيز، الحبيب، لكل إخواننا وأخواتنا في مؤسسة الجرحى الذين هم حقيقةً يعملون بكل إخلاص وجهد وجدية . أحياناً يكون لدينا ضعف في الإمكانات. أحياناً تمر علينا ظروف صعبة، لكن في قدر المستطاع والطاقة، المؤسسة تبذل جهدها.

نحن جميعاً يجب أن نتعاون لنرفع إمكانات ومقدرات هذه المؤسسة، مع التحديات الجديدة وازدياد عدد الجرحى، لكن بكل الأحوال ، أنتم جزء طبيعي ونتاج طبيعي لهذه المعركة. عندما نذهب إلى المعركة هناك من يستشهد، وهناك من يأسر وبسجن ثم لاحقاً الله يمن عليه بالخروج من السجن ومعه تقى آثار، مثل ما الجريح في كل لحظة هو مجاهد، الأسير في كل لحظة موجود فيها في السجن هو مجاهد ويكتب له جهاد وعبودية وطاعة وعبادة، فهذا ناتج طبيعي للمعركة.

أهمية هذا الناتج بالنسبة لكم هو التالي:

أولاً: أن هذا يوم القيامة لن يضيع، لن يضيع أجركم عند الله سبحانه وتعالى. أنتم المحسنون، أنتم المجاهدون، أنتم الصابرون. خير الجزاء عند الله سبحانه وتعالى لكم . الله لا ينسى، ولا يجهل، ولا يضيّع - والعياذ بالله - ولا يشغله شأن عن شأن بعد مئة سنة وألف سنة ومئة ألف سنة ومليار سنة. نحن البشر ننسى ، ننسى تضحيات الناس، ننسى كراماتها وننسى جهادها وننسى جراحاتها، الله لا ينسى شيئاً. أجركم عند الله لا يضيع. وأنتم كان هدفكم هو الله وكنتم تتطلعون إلى الآخرة . بعتم دنياكم بآخرتكم، وهذه الآخرة لكم، لكن بشرطها وشروطها، أن نحافظ على هذا الوسام وعلى هذا الموقع.

ثانياً: وفي الدنيا أيضاً أن دماءكم وجراحكم كدماء الشهداء وعذابات الجرحى وتعب المجاهدين، أثمرت، أنتجت، أعطت لشعبكم، لأهلكم، لقراكم، لبلدكم، لوطنكم، لمنطقتكم ولأمتكم ولحضارتكم ولدينكم، أعطت المزيد من الكرامة والحرية والسيادة والعزة والحضور والأمن والأمان والسلامة، هذا الذي نقول: شرف الدنيا وشرف الآخرة، وعز الدنيا وعز الآخرة، وكرامة الدنيا وكرامة الآخرة. لا يمكن الحصول على الكرامة والعزة والشرف والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، لا بالكلام ولا بالقعود ولا بالتمنيات ولا حتى بالدعاء فقط وإنما بالعمل، بالجهاد، بالتضحيات وبالدعاء. بالشهادة، بالجراح، بتحمل الزنازين، بمواصلة الطريق، بتحمل الحصار وخذلان الصديق وتكالب العدو، ولكن عندما نحمل في قلوبنا وأرواحنا وجنبات أجسادنا روح أبي عبد الله الحسين عليه السلام الذي يرفض أن يعطي إعطاء الذليل أو يقر إقرار العبيد أو يفر فرار العبيد. نذهب إلى الشهادة بوجه وقلوب مستبشرة فرحة.

عندما نحمل في قلوبنا وأرواحنا روح زين العابدين نتغلب على القيود وعلى السجانين وعلى المحاصرين بإرادتنا وبروحنا وبفكرنا وبصوتنا، وعندما نحمل روح أبي الفضل العبّاس تقطع اليمين ونواصل طريقنا، وتقطع اليسار ونواصل طريقنا وتصاب إحدى عيوننا بالسهم وأخرى بالتراب ونكمل الطريق إلى الحسين عليه السلام. قد لا نصل في الدنيا ولكننا نصل في الآخرة. بل عندما نستشهد نصل إلى الحسين عليه السلام. بهذه الروحية روحية هؤلاء الذين ولدوا في مثل هذه الأيام، وبروحية الأمل والاستبشار الآتي، الأمل الآتي في المستقبل، النصر الآتي في المستقبل. الله سبحانه وتعالى وعدنا، وعد المؤمنين المجاهدين الصابرين، وعدهم بأن الأرض لهم وأن النصر لهم وأن المستقبل لهم، وما عليهم سوى أن يثبتوا في هذه الدنيا أنهم جديرون بهذا المستقبل وبهذا النصر حتى يتنزل عليهم.

بارك الله فيكم، بعائلاتكم، بجهادكم، بجراحكم، تقبل الله جهادكم وطاعتكم وجراحكم وأعمالكم وجزاكم الله خير الجزاء ونصركم على عدوكم وحشركم مع أنبيائه وأوليائه وأحبائه ، والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.