المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 أيار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.may16.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم

في تَمَامِ ٱليَوْمِ الخَمْسِين، كَانَ الرُسُلُ مَعًا في مَكَانٍ وَاحِد. فَحَدَثَ بَغْتَةً دَوِيٌّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَة، ومَلأَ كُلَّ ٱلبَيْتِ حَيثُ كانُوا جَالِسين

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تحية إكبار واجلال ومحبة لكبير من وطني هو البطريرك الدائم مار نصرالله بطرس صفير في عامه ال 96/الياس بجاني

ثنائية عون-جعجع غيبت القيم ولا تعرف الوفاء وتناست الاحتلال الإيراني/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية في جبل لبنان/الياس بجاني

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/5/2016

مجلس عزاء واقفال طريق المطار في مكان اعتصام عقيلة الشيخ محمد يعقوب

البيان الثاني لديموقراطية الانتخابات: 6 موقوفين بالرشوة و21 حالة عنف و569 مخالفة والترويج الانتخابي أسوأ من المرحلة الأولى

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاحد الواقع في 15 ايار 2016

من الأرشيف/ رجل الأعوام الأخيرة/داود الشريان

ثلاثين من الفضة ، ثلاثة ملايين من الفضة٠/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

أول دفعة مال سياسي كبيرة في لبنان دفعها جيلبير شاغوري كانت بقيمة 10 ملايين دولار دفعها الشاغوري للجنرال ميشال عون/ايلي الحاج/فايسبوك

دوري شمعون كبير مثل والده الرئيس كميل شمعون/ايلي الحاج/فايسبوك

لهذه الأسباب برّأ “حزب الله” إسرائيل من اغتيال بدر الدين

صراع ايراني - روسي أدى الى تصفية بدر الدين؟

إبراهيم عقيل و فؤاد شكر المرشحان الأبرز لخلافة مصطفى بدر الدين

خالد ضاهر لـ "السياسة": "حزب الله" يذهب بإرادته إلى المحرقة

علوش: القوات والمستقبل في طريق "اللاعودة"

عضو بـ”حزب الله” ضابط في الجيش الإسرائيلي

حزب الله يخسر المختارية في برج البراجنة

اتهام «حزب الله» التكفيريين يثير أسئلة

جعجع أكد أن ترشيح عون لا تهزه بلدية: نسبة الاقتراع مرضية والقول ان التحالف بين القوات والتيار يريد إلغاء الجميع غير صحيح

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بري يُدافع عن الحريري وهذا ما سيطرحه في الحوار : مع انتخاب رئيس في أول جلسة للبرلمان المنتخب/رضوان عقيل/النهار

الرئيس امين الجميل: لتكن الانتخابات البلدية حافزا لانتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نيابي

فارس سعيد من قرطبا: الانتخابات البلدية أفقدت تأجيل النيابية المبررات الأمنية

الاحدب: نستغرب ما نسمعه ان سنة طرابلس لن ينتخبوا المرشحين المسيحيين

الراعي في عيد العنصرة:الأوطان لا تبنى على الزغل وطمس الحقيقة والتلاعب عليها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خرائط سايكس - بيكو في عهدة البيت الأبيض والكرملين

نتانياهو يشكك في «حياد» مبادرة السلام الفرنسية

الملك سلمان يبحث مع كيري أوضاع المنطقة

الإمارات.. استشهاد طيار ومساعده إثر سقوط طائرة عسكرية

وزير الخارجية الفرنسي يبحث مع نتانياهو مبادرة السلام الفرنسية

8 مدن سعودية مسرح أضخم شبكة تجسس إيرانية يشرف عليها خامنئي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حين " برمت العدرا "/ نبيل بومنصف/النهار

"حزب الله" لا يمكن أن يهدّد المركزي والمصارف لأن عدم التزامها القانون الأميركي يعرضها للعقوبات/ سابين عويس/النهار

لبنان يُواجه خطر الفراغ الشامل إذا لم يُنتخب رئيس للجمهورية سريعاً/اميل خوري/النهار

ايرولت يحمل اقتراحات حول الرئاسة في زيارته الأولى لبيروت منذ تعيينه/خليل فليحان/النهار

إلى الجنوب درْ: تكليف شرعي يوك/جمانة حداد/النهار

المظلومان" سايكس وبيكو!/علي بردى/النهار

المظلومان" سايكس وبيكو!/علي بردى/النهار

مقتل بدر الدين... أي حرب هذه وأي تراجيديا/حازم الامين/الحياة

الأحزاب و «بيروت مدينتي» وأزمة «التمثيل السياسي»/ سامر فرنجيّة/الحياة

أكبر خسارة لـ «حزب الله» حتى اليوم في سوريا/نداف بولاك و ماثيو ليفيت/واشنطن انستيتيوت

حزب الله: من حماية المراقد إلى محاربة التكفيريين/ماجد كيالي/العرب

لعنة الحريري ولبنان… والكويت/خيرالله خيرالله/العرب

دمشق و «حزب الله» والمصير المشترك/الياس حرفوش/الحياة

سوريا مقبرة “حزب الله”/طارق الحميد/الشرق الأوسط

مقتل بدر الدين.. علامات استفهام/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

مصطفى بدر الدين.. شبح حزب الله "زير نساء مولع بالنار"/العربية.نت

الصديق المنقذ والغازي الغاشم/عبد الله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

إعلام” الإرهابيين.. من يوقفه؟/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

حقيقة تفاهم واشنطن وموسكو حول سورية/أكرم البني/الحياة

هستيريا عسكرية إيرانية مسعورة/داود البصري/السياسة

الذئاب والحملان في السياسة الإيرانية/سالم الكتبي/العرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من15حتى20/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي. وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد. هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم. لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم. عَمَّا قَلِيلٍ لَنْ يَرانِيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أَنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون. في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم.

 

في تَمَامِ ٱليَوْمِ الخَمْسِين، كَانَ الرُسُلُ مَعًا في مَكَانٍ وَاحِد. فَحَدَثَ بَغْتَةً دَوِيٌّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَة، ومَلأَ كُلَّ ٱلبَيْتِ حَيثُ كانُوا جَالِسين

سفر أعمال الرسل02/من01حتى21/:""يا إِخْوَتي، في تَمَامِ ٱليَوْمِ الخَمْسِين، كَانَ الرُسُلُ مَعًا في مَكَانٍ وَاحِد. فَحَدَثَ بَغْتَةً دَوِيٌّ مِنَ ٱلسَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَة، ومَلأَ كُلَّ ٱلبَيْتِ حَيثُ كانُوا جَالِسين. وظَهَرَتْ لَهُم أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَار، وٱسْتَقَرَّ عَلى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم لِسَان. وٱمْتَلأُوا كُلُّهُم مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلقُدُس، وبَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى، كَمَا كَانَ ٱلرُّوحُ يُؤْتِيهِم أَنْ يَنْطِقُوا. وكَانَ يُقيمُ في أُورَشَلِيمَ يَهُود، رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاء. فَلَمَّا حَدَثَ ذلِكَ ٱلصَّوت، ٱحْتَشَدَ ٱلجَمْعُ وأَخَذَتْهُمُ ٱلحَيْرَة، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُم كَانَ يَسْمَعُهُم يَتَكَلَّمُونَ بلُغَتِهِ. فَدَهِشُوا وتَعَجَّبُوا وقَالُوا: «أَلَيْسَ هؤُلاءِ ٱلمُتَكَلِّمُونَ جَمِيعُهُم جَلِيلِيِّين؟ فَكَيْفَ يَسْمَعُهُم كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِٱللُّغَةِ ٱلَّتِي وُلِدَ فِيهَا؟ونَحْنُ فَرْتِيُّون، ومَادِيُّون، وعَيْلامِيُّون، وسُكَّانُ مَا بَينَ ٱلنَّهْرَيْن، وٱليَهُودِيَّة، وكَبَّدُوكِيَة، وبُنْطُس، وآسِيَا، وفِرِيْجِيَة، وبَمْفِيلِيَة، ومِصْر، ونَوَاحِي لِيبيَةَ ٱلقَريبَةِ مِنْ قَيْرَوَان، ورُومَانِيُّونَ نُزَلاء، يَهُودٌ ومُهْتَدُون، وكْرِيتِيُّون، وعَرَب، نَسْمَعُهُم يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا عَنْ أَعْمَالِ ٱللهِ ٱلعَظِيمَة». وكَانُوا كُلُّهُم مَدْهُوشِينَ حَائِرينَ يَقُولُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «مَا مَعْنَى هذَا؟». لكِنَّ آخَرِينَ كَانُوا يَقُولُونَ سَاخِرين: «إِنَّهُم قَدِ ٱمْتَلأُوا سُلافَة!». فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ ٱلأَحَدَ عَشَر، ورَفَعَ صَوْتَهُ وخَاطَبَهُم قَائِلاً: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱليَهُود، ويَا جَمِيعَ ٱلمُقِيمِينَ في أُورَشَلِيم، لِيَكُنْ هذَا مَعْلُومًا عِنْدَكُم، وأَصْغُوا إِلى كَلامِي. لا، لَيْسَ هؤُلاءِ بِسُكَارَى، كَمَا تَظُنُّون. فَٱلسَّاعَةُ هِيَ ٱلتَّاسِعَةُ صَبَاحًا. بَلْ هذَا هُوَ مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ ٱلنَّبِيّ: ويَكُونُ في ٱلأَيَّامِ ٱلأَخِيرَة، يَقُولُ ٱلله، أَنِّي أُفِيضُ مِنْ رُوحِي عَلى كُلِّ بَشَر، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُم وبَنَاتُكُم، ويَرَى شُبَّانُكُم رُؤًى، ويَحْلُمُ شُيُوخُكُم أَحْلامًا. وعَلى عَبِيدي وإِمَائِي أَيْضًا أُفِيضُ مِنْ رُوحِي في تِلْكَ ٱلأَيَّامِ فيَتَنبَّأُون. وأَعْمَلُ عَجَائِبَ في ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْق، وآيَاتٍ عَلى ٱلأَرْضِ مِنْ أَسْفَل، دَمًا ونَارًا وأَعْمِدَةً مِنْ دُخَان. وتَنْقَلِبُ ٱلشَّمْسُ ظَلامًا وٱلقَمَرُ دَمًا قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمُ ٱلرَّبّ، ٱليَوْمُ ٱلعَظِيمُ ٱلمَجِيد.فَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَخْلُص."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

تعال أيها الروح القدس! حرّرنا من كل انغلاق وأخلق فينا فرح إعلان الإنجيل

Come, Holy Spirit! Free us from being closed in on ourselves and instill in us the joy of proclaiming the Gospel

Viens Esprit Saint ! Libère-nous de tout égoïsme et infuse en nous la joie d'annoncer l'Évangile

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تحية إكبار واجلال ومحبة لكبير من وطني هو البطريرك الدائم مار نصرالله بطرس صفير في عامه ال 96

الياس بجاني/15 أيار/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/05/15/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%84%D9%83/

96 سني بالكمال والتمام هني صاروا اليوم عمر سيدنا البطريرك الدائم مار نصرالله بطرس صفير الله يطوّل بعمره.

اليوم هو عيد ميلاد هالكبير بقيمه وأخلاقه وإيمانه والرجاء.

سيدنا هو سيد التواضع والمحبة والمعرفة والوطنية.

سيدنا هو صاحب المواقف الجريئة والتاريخية.

سيدنا وبراحة ضمير هو بطريرك ثورة الأرز وقديس الإستقلال الثاني.

سيدنا الله يخليك بصحتك وتكون ع طول سند للبنان ال 10452 كلم مربع،

وانشاء الله بتبقى أرزة من ارزات وطن الرسالة والقداسة.

البطريرك صفير كبير من وطني

الكاتب ناشط لبناني اغتراب

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

ثنائية عون-جعجع غيبت القيم ولا تعرف الوفاء وتناست الاحتلال الإيراني

الياس بجاني/15 أيار/16

شهوة السلطة قاتلة عند من يريد اسقاط دوري شمعون في دير القمر، وهذه عاهة ابليسية تصيب كل انسان يفتقد للإيمان ولا يعرف معنى الوفاء. للأسف ثنائية عون-جعجع هي ثنائية مصلحية غيبت القيم والمبادئ وابتعدت عن جوهر قضية لبنان التي هي الاحتلال الإيراني.

 

تفاصيل النشرة اللبنانية

انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية في جبل لبنان

الياس بجاني/16 أيار/16

انتهت أمس المرحلة الثانية من الإنتخابات البلدية والإختيارية(المخاتير) في جبل لبنان وسط تناحر حزبي-عائلي قاسي مال في كثير من القرى والبلدات لمصحة العائلات. النتائج لم تعلن رسمياً بعد وينتظر أن تذاع اليوم مساءً. هذا وكانت اعنف المواجهات قد جرت في القرى والبلدات التي توهم ثنائي عون-جعجع الجاحد والجشع أن بامكانه اقفال بيوت كبار قادة العائلات فباءت كل هرطقاته بالفشل وتأكيد بالأرقام أنه لا يمثال أكثر من 10 إلى 15% في أفضل الأحوال. هذا هو المجتمع المسيحي الذي يرفض المغرورين والمستكبرين والمصابين بفجع ونهم السلطة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/5/2016

الأحد 15 أيار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حرارة الطقس انسحبت على حرارة الانتخابات البلدية والاختيارية، في مرحلتها الثانية في جبل لبنان. فنسبة الاقتراع جاءت مرتفعة والتنافس دار في مناطق وبلدات عدة، والديمقراطية تجلت في أبهى صورها، والاشكالات الأمنية معدودة على الاصابع وأسبابها عصبية اللوائح العائلية، والجيش وقوى الأمن نجحا في تثبيت الاستقرار الذي واكب الانتخابات.

وغدا يوم آخر، والخاسرون يهنئون الفائزين، لتبدأ الاستعدادات للمرحلة الثالثة في الجنوب.

في شأن آخر، هناك ترقب لمجيء نائب وزير الخزانة الأميركي، للتأكيد على المصارف الالتزام بتطبيق العقوبات على شخصيات محسوبة على "حزب الله".

نيابيا، تحضيرات لجلسة جديدة للجان المشتركة، لاستئناف البحث في قانون الانتخابات. ويطلع الأسبوع الجديد أيضا على تحضيرات لجلسة مجلس الوزراء، ثم لسفر الرئيس تمام سلام إلى تركيا.

وتحدثت أوساط سياسية عن اتصالات فرنسية باتجاه طهران والرياض التي أجرى فيها وزير الخارجية الأميركي محادثات حول أزمات المنطقة.

نبقى في أجواء الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت على مدار النهار. إلى جونية عاصمة كسروان، حيث كانت اليوم المعركة طاحنة، معركة أحجام وأوزان، امتزج فيها الصراع السياسي مع الصراع العائلي، تبادل اتهامات، وبلغ التجييش بين اللائحتين المتنافستين: لائحة جوان حبيش واللائحة المدعومة من افرام، الخازن والبون، بلغ أشده ودخل المال الانتخابي بقوة على الخط، ولفت ارتفاع نسبة الاقتراع كأكبر نسبة في محافظة جبل لبنان.

ويمكن القول ان الأنظار اتجهت إلى جونيه، نظرا إلى ما ستحمله نتائجها من رسائل سترسم معالم الانتخابات النيابية المقبلة وخريطة التحالفات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

رفعت القوى السياسية المسيحية من سقف الانتخابات البلدية، لتحديد الموازين الحزبية وحجم الزعامات، ومن هنا كانت جونية أم المعارك، كونها عاصمة كسروان التي استنفرت كل الكتل والتيارات، فأسقطت التحالفات المستجدة، وضاع في أحيائها التفاهم "العوني"- "القواتي".

لم تكن المعركة الانتخابية في جونية بعناوين انمائية ولا عائلية، بل لتحديد الأحجام ما بين "تيار وطني حر" يسعى للسيطرة على بلديتها من جهة، وشخصيات سياسية اجتمعت ضد "التيار" يؤازرها حزب "القوات" عن قصد أو عن مصلحة انتخابية.

في جبل لبنان اليوم لعبها حكيم "القوات"، فتحالف مع "العونيين" في مناطق قوتهم، ونافسهم في مسافات ضعفهم وأبعدهم مسبقا عن جبيل. ملك اللعبة المتنية كان كعادته الرئيس ميشال المر، الذي كرس زعامته بادارة المعركة الانتخابية وحصد نتائجها، إما تزكية بلغت أكثر من عشرين بلدية، أو قبل اصدار نتائج ما تبقى للمعركة الانتخابية، فمنع "العونيين" و"القواتيين" من الوصول إلى اتحاد بلديات المتن، وثبت بذلك أيضا ان لا صحة لمقولة ثمانين في المئة التي يمثلها تحالف "التيار" و"القوات".

النائب نبيل نقولا كان نجم الانتخابات في عرين المتن، لم يسبح ضد "التيار" كما أشيع في جل الديب، لكنه منع الطيار ابراهيم كنعان من ان يحط في الجل، بعد عجز الأخير عن فرض أعضاء في بلدته الجديدة الفائزة بالتزكية لمصلحة المر.

أما بعبدا، فحدثها ينتظر نتائج السباق "العوني"- "العوني" و"العوني"- "القواتي"، فيما الشوف يترقب الدامور ودير القمر وما بينهما من قرى لم يسطع نجمها لهدوء لعبتها الانتخابية.

عاليه التي ارتاحت مدينتها اليوم بالتزكية، تنتظر ساحلها وتحديدا الشويفات.

وعليه ينتهي السباق الانتخابي في الاستحقاق البلدي الثاني الذي لم يجده وزير الداخلية أولوية لأن الأهم هي الانتخابات الرئاسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عجلة الانتخابات البلدية، ماضية من دون عوائق تذكر. محطتها الثانية اليوم جبل لبنان، والعنوان: نسب اقتراع وافية، خلطت معها الاعتبارات الانمائية بتلك السياسية.

من الساحل المشتد سياسيا عند جونية، إلى الجبل المتقابل عائليا أو انمائيا، وحتى سياسيا في بعض مدنه وقراه، جرت الانتخابات بتنافس ديمقراطي، كما قال وزير الداخلية، وإن سجلت حالات رشى واشكالات فردية.

فريدة كانت الضاحية الجنوبية خلال استحقاق اليوم. فتحت صناديق اقتراعها على مقربة من عرس الشهادة المفتوح حتى "ذو الفقارها". اقترعت الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة، وأبراج العز عنوانها. بعد ان انتخب قائدها الجهادي شهيدا كبيرا، ليحمي بدمائه ودماء قافلة الشهداء والمجاهدين، خيارات كل اللبنانيين، لتفتح أقلام الاقتراع في كل لبنان ويزورها السياسيون، مراقبون ومصرحون، وبعضهم ما حفظ حرمة هذا

دم محفوظ عند أهل العز والوفاء، الذين يفقهون معنى الاباء مهما غلت التضحيات. تضحيات بارك بها قائد حركة "أنصار الله" في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ببرقية تهنئة إلى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ثمن فيها هذه الشهادة المباركة على الطريق التي لا وهن فيها ولا انكسار، ولا من ولا إستكثار، والعطاء فيها لا حدود له ولا قيود عليه في سبيل الحق، وتحت راية العز نفسها من اليمن إلى لبنان، بوجه كل ظلم أو محتل أو عدوان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ريح الانتخابات البلدية لفحت جبل لبنان، فاستنهضت توق الناس لصناديق الاقتراع، بعد طول حرمان. وإذا كانت هذه الصناديق هي الحاوية ووسيلة التعبير الموحدة، غير ان مضامين الأوراق التي صبت فيها، مختلفة ومتضاربة إلى حد التناقض. في هذه الصناديق اختلط العائلي بالعشائري، المذهبي بالحزبي، وقد تظهر المشهد فاقعا في الائتلافات والاختلافات التي تغيرت وتبدلت بين بلدة وأخرى. وسيتبين من النتائج ان الكل كان مع الكل والكل كان ضد الكل في آن.

والغائب الأكبر عن الانتخابات، كان الانماء، وما لحظ له في البرامج كان شفويا، ارتجاليا ومخيفا، اذ انحصر في اطر بدائية، ماء وكهرباء وصرف صحي وطرقات ومساحات خضر، وكأن لبنان خارج لتوه من تحت النير العثماني.

في الأداء الانتخابي، بدا جبل لبنان أكثر حماسة للانتخابات بدليل نسبة الاقتراع المرتفعة، خصوصا في البلدات التي شهدت معارك بنكهات سياسية ظاهرة.

أما عبرة النهار، فكانت ان الجولة الثانية من البلديات، وضعت حجرا ثانيا على قبر تعطيل الاستحقاقات الديمقراطية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كأن ناخبي جبل لبنان، قرروا الثأر لمرحلة ذهاب بيروت. كأنهم أرادوا الرد على شغور العاصمة وبرودة صناديقها. حتى الطقس ماشاهم، ارتفعت حرارة السماء، كما الأرض. فنزل الناخبون بكثافة، وتمحورت كل المعارك حول أم المعارك في معركة جونيه.

هناك، على شاطئ الخليج الذي خربوه، وعلى أقدام السيدة التي نكبوها، تحولت المعركة من بلدية، إلى معركة بلد. فالبعض اعتبر أنها الفرصة المثالية والتي لن تتكرر، لضرب ميشال عون.

بعد فشل المحاولة في زحلة، وبعد تجاوز بيروت قطوع الميثاقية والشراكة، فكر البعض أن الكمين الأمثل هو في جونيه: فهي عاصمة الموارنة، وهي قلب كسروان وجبل لبنان، وهي مركز الدائرة التي صار ميشال عون عرابها منذ 11 عاما، وتحول بطريرك سياستها وبلادها بشكل كامل غير قابل للخرق ولا للتسلل. فتفتقت العبقرية الأفريقية- اللبنانية عن فكرة هذا الكمين: مستعدون لدفع الملايين، شرط كسر ميشال عون في جونيه.

مطلوب بأي ثمن وسعر ومبلغ، أن يكسر اليوم، قبل أن يذهب الأحد المقبل، ليجتاح جزين، فيثبت للعالم أنه الزعيم الأكبر، وأن تطيير الانتخابات النيابية مرتين كانت ضده وحده. ضروري أن نكسره اليوم، كي نخرج بعدها لنقول للعالم: لقد هزم في بلدية جونيه، فهلموا لنعلن نهايته في بلد الأرز.

هل صحت الحسابات؟.

رغم كثرة البلديات وحماوة التنافسات، بداية الجواب من جونيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بمعظم المقاييس، تفوق جبل لبنان على بيروت والبقاع، ويتوقع له ان يتفوق على ما تبقى من انتخابات في الشمال والجنوب. التفوق عائد للاعتبارات والمعطيات التالية:

كثافة الاقتراع فاقت المتوقع، حيث تجاوزت في بعض البلدات الستين في المئة، وقيل إنها وصلت إلى ثمانين في المئة في بعض القرى والبلدات.

الأسلحة المستخدمة كادت تستخدم كلها، باستثناء النارية طبعا. فكان استخدام للمال وللشائعات. ولم تخل بعض المناطق من اشكالات، منها اشكال في افقا حيث جرى الاعتداء على فريق الـ LBCI وحطمت الكاميرا العائدة له، وقد سجلت الكاميرا وجوه المعتدين قبل ان تدمر، فيما هؤلاء المعتدون ما زالوا طليقين.

ومن المعطيات التي ستنجم من انتخابات جبل لبنان، ان ما بعد الأحد 15 أيار ليس كما قبل هذا التاريخ، من حيث التحالفات والخصومات.

وفيما بدأت عمليات الفرز، وتحركت ماكينات الأحزاب واللوائح، لا نتائج عملية واضحة إلا بعد منتصف الليل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بعد بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، تنفس اليوم أهالي محافظة جبل لبنان صعداء الانتخابات. صحيح أنهم يفتقدون دورهم الأساسي في النظام اللبناني، وهو رأس هذا النظام، رئيس الجمهورية، المعطل والشاغر موقعه منذ عامين، والشغور على أبواب عامه الثالث، إلا أنهم نزلوا بكثافة إلى صناديق الاقتراع، أكثر مما فعلوا في عز الانقسامات عام 2010، وقالوا إنهم يريدون استعادة دورهم.

أكثر من 50 في المئة من الناخبين المسيحيين في جبل لبنان، اقترعوا اليوم، واختاروا ممثليهم في الحكومات المحلية، وسيختارون رؤساء بلدياتهم ومختاريهم فيما هم محرومون من اختيار رئيس لجمهوريتهم.

وزير الداخلية نهاد المشنوق جال في جونية وبعبدا وبيت الدين وكترمايا والضاحية الجنوبية، وأكد ان الوضع الأمني ممتاز، في حين شهدت الوزارة انخفاضا في أعداد الشكاوى إلى النصف تقريبا، وتراجعا كبيرا في الثغرات اللوجيستية التي شهدتها المرحلة الأولى الأحد الفائت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بنسبة جاورت الستين بالمئة، خرج جبل لبنان إلى إنتخابات بلدية حامية الوغى. انتشرت في ساحاتها أوراق النوايا المبيتة للجميع. وكل يعمل لهزيمة خصمه البلدي، حتى وإن كان حليفا.

سقطت كل المحرمات في معركة محلية الصنع. فتحت فيها الجيوب على مصراعيها، وأمطرت جونية وكسروان باللون الأخضر. وإذا كانت "الجديد" قد وثقت حالة واحدة بالدولار المشهود، فإن الدفع كان على صوتك يا ناخب، وفق قاعدة "مش بس نحنا عم ندفع وهني كمان عم يدفعو".

والضرورات تبيح المحظورات، حيث الانتخابات لا تفرق بين "الكتائبي" و"القومي"، ولا تقرب "العوني" من "القواتي"، ولا تلغي العداء التاريخي الجنبلاطي- الارسلاني، وتدفع بالبيك الى التخفي وراء المجتمع المدني.

لكن هذا الخليط، لا يلغي حيوية هذا النهار الذي أعاد للبنانيين حماسة الاقتراع، ومنحهم ديمقراطية مفقودة نيابيا ورئاسيا. وميزة الجبل ان المشاركة الانتخابية جاءت مرتفعة جدا قياسا على القعر الانتخابي في بيروت. فتدني النسبة هو إدانة للمجلس البلدي المنتخب، في عملية لا ترتقي حتى الى التعيين. إذ ان بلدية بيروت، عاصمة لبنان العظيم، لم تحصل سوى على ثمانية بالمئة من أصوات أهل المدينة فكيف تمثلهم؟، كيف تتحدث باسمهم وتقر مشاريعهم؟

هذا مجلس بلدي بالكاد يمثل زاروبا في أحياء بيروت. ولو كان أعضاؤه أصحاب قرار لطلبوا بأنفسهم إعادة إجراء العملية الانتخابية، حتى لا يحكموا لست سنوات مخلوعي ومنزوعي التمثيل.

وبمعزل عن النسب، فإن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيسجل له أسبوع ثان من القدرة النظيفة على تمرير أنتخابات هادئة. نجح المشنوق في ادارة جبل لبنان. وأخفق في اقتراعه السياسي لصالح دعوته لانتخابات رئاسية تسبق الانتخابات النيابية. فهو شخصيا صاحب الفضل الأول في وضع نهاية شرعية لمجلس النواب المدد مرتين. وهو شخصيا دفن المجلس الحالي عندما نجح في اجراء أول انتخابات آمنة بلا ضربة كف.

ووفقا لقرار المجلس الدستوري، فإن المجلس يصبح باطلا بعد تمكن السلطة من القيام بواجباتها الانتخابية واثبات قدرتها على ذلك.

 

مجلس عزاء واقفال طريق المطار في مكان اعتصام عقيلة الشيخ محمد يعقوب

الأحد 15 أيار 2016 /وطنية - أقامت عائلة النائب السابق حسن يعقوب مجلس عزاء، لمناسبة مرور عشرة أيام على الاعتصام المفتوح لعقيلة الشيخ محمد يعقوب الشيخة امتثال حيدر، "تيمنا بواقعة كربلاء"، في مكان الاعتصام، طريق المطار، مقابل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وخلال المجلس تجمع حشد من المناصرين وأقفلوا طريق المطار من الجهتين لأكثر من نصف ساعة. وفي اطار بياناتها اليومية، دونت عقيلة الشيخ محمد يعقوب، بيانها الرقم 11 على لوح وصع امام المارة في المنطقة، وتوجهت فيه الى احفادها، وقد وزع على المارة اثناء قطع الطريق وفيه: "ان قدر ضعفكم بحجم ظلمنا فلا يحتاج الى الظلم الا الضعيف ومن يخاف الفوت وانقضاء المدة. يا احفادي استعدوا للاعتقال لانكم تطالبون بوالدكم كما طالب هو بوالده ولن يطلق سراحه حتى يقر بتخليه عن والده وعن نهج الامام. خذ يا رب حتى ترضى، عزاؤنا آل محمد وحضور الزهراء وزينب معنا في هذا المخيم، والخطأ جسيم بزعمكم ان سيطرتكم على بعض الاعلام والمرتزقة سيكم الافواه ويطفئ نور الحقيقة. تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. فتبؤوا مكانكم من النار ولا تفرحوا بعلوكم وفسادكم فايامكم عدد وظلمكم بدد. سيدي يا ابا عبدالله الحسين اليوم العاشر قطعت الرؤوس ورفعت على الاسنة، شيعتنا ظلمونا مثلما ظلمك شيعتك. في عينك يا الله اليك نشكو وانت الناصر والمعين. بسم الله الرحمن الرحيم، او لم يسيروا في الارض فلينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اشد منهم قوة واثاروا الارض وعمروها اكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون (الروم) صبرنا مستمر وسقوطكم مستمر. رؤوسنا على السنان ورؤوسكم في الرمال. فضيحتكم تكبر، وخصمكم الله والمؤمنون المحرومون".

 

البيان الثاني لديموقراطية الانتخابات: 6 موقوفين بالرشوة و21 حالة عنف و569 مخالفة والترويج الانتخابي أسوأ من المرحلة الأولى

الأحد 15 أيار 2016

وطنية - أصدرت الجمعية "اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات، بيانا شرحت فيه تفاصيل مواكبتها لليوم الانتخابي الثاني في 15 أيار2016، لافتة إلى أن فترة بعد الظهر "سجلت نموا في انتهاك الصمت الانتخابي، وعدم توقف الترويج الانتخابي واستمرار حالات الفوضى وحالات اقتراع غير مدقق فيه في بعض الاحيان، إضافة إلى ازدياد المعلومات المتناقلة على لسان المواطنين عبر وسائل الاعلام، حول حدوث حالات رشاوى"، مشيرة إلى أن "قناة الجديد، بثت فيديو يوثق بالصوت والصورة حصول عملية رشوة في حارة صخر- بلدية جونية"، مؤكدة أن "الجمعية تقوم بالتعاطي بجدية مع كافة المعلومات والحالات التي تردها وتقوم بالتحقق منها وتوثيقها"، مناشدة جميع المواطنين الذين يملكون معلومات موثقة او قرائن جدية "التقدم بها الى الأجهزة القضائية المختصة و/أو الاتصال بالجمعية على الخط الساخن 01333713".

ونوهت ب"التزام وزارة الداخلية في التعاطي بجدية مع حالات الرشاوى، حيث ارتفع عدد الموقوفين في هذه القضايا الى 6 في كل من: جونية، يحشوش، رعشين، جونيه، البوار ودير شمرة".

وبناء على المخالفات التي وثقها مراقبو الجمعية الثابتون والمتجولون وتبليغات المواطنين بين الساعة 12 ظهرا والساعة 5 عصرا، أفادت انها "سجلت 569 مخالفة في محافظة جبل لبنان في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الأحد 15 ايار 2016. وعلى الرغم من بعض التحسن في إدارة سير العملية الانتخابية من قبل وزارة الداخلية، بقي مشهد الترويج الانتخابي داخل وفي محيط مراكز الاقتراع مماثلا لما شهدناه في انتخابات بيروت والبقاع وبعلبك- الهرمل يوم الأحد الفائت في 8 أيار 2016، لا بل أسوأ.

كما سجلت حالات اقتراع للعسكريين، وعند التدقيق بالموضوع مع وزارة الداخلية، تبين أن هؤلاء ينتمون الى شرطة حرس مجلس النواب، وهم مستثنون من قانون منع العسكريين من الاقتراع، إلا أن ذلك غير ملحوظ في القانون.

وسجلت أيضا حالات ضغط على الناخبين (9% من مجموع المخالفات حتى الساعة)، في حين ما زال مشهد حمل الناخبين من ذوي الإعاقات على أدراج مراكز الاقتراع يتكرر على عكس ما نص عليه القانون الانتخابي 252008 من جهة إضافة الى القانون 2202000 الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة من جهة أخرى".

وسجلت أيضا "وقوع 21 حالة عنف داخل وفي محيط مراكز الاقتراع في كل من أفقا، برج البراجنة، القماطية وغوسطا، معظمها على خلفية خلافات بين مندوبي اللوائح المتنافسة، مما استدعى تدخل القوى الأمنية وتوقف عمليات الاقتراع لبعض الوقت"، مشيرة إلى أن "هذه الحالات مرتبطة بشكل وثيق بتواجد الماكينات الانتخابية الحزبية داخل وفي محيط أقلام الاقتراع".

ولفتت إلى أنها رغم انتشار أخبار عن عمليات شراء الاصوات من قبل مختلف الاطراف وفي أكثر من منطقة "لم تتمكن الجمعية من توثيق جميع هذه الحالات بالأدلة الدامغة لصعوبة تحقيق هذا الأمر، نظرا لتكتم المعنيين ولوجود قنوات غير معلنة لذلك. فعلى سبيل المثال، رصد المراقبون استخدام غرفة ملاصقة لأحد المراكز في قرنة الحمرا من أجل شراء الأصوات، وقد أكد ذلك عدد من الناخبين الذين حصلوا على الأموال وأخبروا مراقبي الجمعية عن كيفية تسير الأمور، إلا أن الناخبين لم يقبلوا التوقيع على مستند الشهود، ورفضوا إعطاء أسمائهم. وتكرر الموضوع نفسه في كل من عاليه ومنطقة الكفاءات وجاري العمل من قبل فرق الدعم في الجمعية لتوثيق هذه المخالفات.

وتم توثيق حالة رشوة أخرى في عين دارة بحيث تمكن مراقبو الجمعية من مشاهدة واقعة دفع الرشوة في محيط مركز الانتخاب من قبل مندوبي لائحة عين داره بلدتي"، مؤكدة أن "مراقبي الجمعية مستعدون للادلاء بشهاداتهم حول هذا الموضوع متى طلب منهم ذلك".

وأشارت إلى أن "مراقبي الجمعية، سجلوا عددا من المخالفات حول تدخل المندوبين مع الناخبين بشكل مباشر، واللحاق بهم الى داخل الأقلام والاقتراع عنهم في بعض الأحيان (لاسيما المسنين منهم) وذلك في بسكنتا (مدرسة الفرير)، دار البلدية في معاصر الشوف، المدرسة الرسمية المختلطة في الشويفات - حي الأمراء.

كما شوهدت العديد من حالات الدخول إلى ما وراء المعزل من قبل مندوبين أو أفراد من عائلة الناخب في مدرسة الملاك الحارس في بلاط، جبيل والمتن، مدرسة الفرير، بسكنتا جنوبي - المدرسة الرسمية في الباروك، وبلدية البوار.

ولوحظ انتخاب العديد من الناخبين خارج المعازل دون تدخل رؤساء الأقلام، مثلا في الحسينية في أفقا، جبيل، وفي دار الكنيسة في راس الحرف، بعبدا - دار البلدية في بصاليم.

كذلك، سجل ضغط على الناخبين في عين عنوب بحيث عمد مندوبو لائحة الوفاء لعين عنوب الى تمزيق أوراق اقتراع كانت مع الناخبين وتعود الى اللائحة المنافسة.

وفي كفرفاقود- الشوف رصد جلوس أحد المندوبين بالقرب من العازل بسبب ضيق المكان، وعمد الى التدخل المباشر مع الناخبين ومحاولة التأثير على خياراتهم.

كما أن مندوبي اللائحة المدعومة من حزب الله ذكروا مرارا على مسامع الناخبين عبارة التكليف الشرعي في محاولة منهم للتأثير على الناخبين ودعوتهم الى الاقتراع لهذه اللائحة دون سواها".

وأوضحت أن "مراقبيها وفي أكثر من منطقة، سجلوا حالات فوضى عارمة داخل المراكز والأقلام إضافة الى سوء الإدارة من قبل رؤساء الأقلام، الذين لم يدققوا بهويات الداخلين الى الأقلام والتأكد من ورود أسمائهم على لوائح الشطب، لا سيما في غبالة في كسروان، حيث كاد أحد الأشخاص أن يضع ورقة في الصندوق، فتدخل أحد المندوبين لعدم ورود اسمه على لوائح الشطب. وتكرر المشهد في أكثر من مكان، لا سيما في سد البوشرية في المتن، برج البراجنة، بلونة، ميروبا وغيرها".

ولفتت إلى تواجد عناصر أمنية في مراكز الاقتراع وقد "تكرر الأمر في العديد من المناطق والقرى (المدرسة الرسمية للبنات في بعبدا على سبيل المثال)، ولم يسجل تدخل للقوى الأمنية بعملية الإقتراع إلا في المدرسة الرسمية الأولى للصبيان - الرمل، بحيث دخل عنصر قوى الأمن إلى داخل المركز لكي يتأكد أن أحد المقترعات تمكنت من الإقتراع. ولم يعرف السبب وراء هذا التصرف ولم يتدخل رئيس القلم لمنع تواجد القوى الأمنية داخل القلم".

وسجلت الجمعية خلال هذا اليوم الانتخابي "حالات عديدة من استخدام الموارد العامة للترويج الانتخابي ولأغراض التعبئة الانتخابية، لا سيما من قبل المجالس البلدية الحالية وذلك في كل من غزير، برجا، الباروك، بيت الشعار، وبرج البراجنة وتم استخدام وسائل لنقل الناخبين"، كما سجلت "حالات تدخل الشرطة البلدية في العملية الانتخابية لجهة اصطحاب الناخبين واستخدام السيارات التابعة للبلديات لهذا الغرض، كما تم استخدام المقار البلدية كمكاتب انتخابية في بيت الشعار على سبيل المثال".

وكشفت أن مراقبيها "تعرضوا لبعض المضايقات خلال هذا اليوم الانتخابي، إذ تم تهديد المراقبين في افقا من قبل لائحة الوفاء للمقاومة، وكذلك من قبل مندوبين متجولين تابعين للائحة بسكنتا القوية- بسكنتا الوفية. كما منع المراقبون من دخول الأقلام صباحا في قعقور -المتن".

مؤتمر صحافي

إشارة إلى أن الجمعية تعقد مؤتمرا صحفيا ظهر غد الاثنين، من اجل اطلاق التقرير الشامل والتقييمي للمرحلة الثانية من الانتخابات في محافظة جبل لبنان، في مركزها في بيروت.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاحد الواقع في 15 ايار 2016

الأحد 15 أيار 2016

المستقبل

يقال

إن ديبلوماسيين غربيين معتمدين في بيروت نقلوا عن رئيس أوروبي زار لبنان مؤخراً، أسفه لعدم سماعه أفكاراً جديدة أو نوعية حول تحريك الملف الرئاسي من زعماء أحزاب مسيحية التقى بهم خلال زيارته.

الجمهورية

شنّ قيادي مسيحي هجوماً لاذعاً على ما سمّاه "التخبط في التحالفات المتناقضة لبعض الأحزاب في الإنتخابات البلدية".

إعتبر مقرّبون من رئيس حزب مسيحي أن هناك محاولة لاغتيال عائلته سياسياً عبر التحالف ضده في مسقط رأسه.

طلب أحد التيارات من مؤيّديه في بعض قرى الجبل التصويت لمن يرونه مناسباً رغم وجود مرشحين له على لوائح دون سواها.

 

البطريرك صفير:كبير من وطني/عيد ميلاد السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير السادس والتسعين

من الأرشيف/ رجل الأعوام الأخيرة

داود الشريان/الأربعاء 28 أيلول/سبتمبر 2011

وجد بعض الصحافة العربية في تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي، خلال زيارة لباريس، فرصة لتشويه صورة المسيحيين العرب، على رغم أن بكركي التي تحدث باسمها بشارة الراعي كانت مرجعية وطنية تجاوزت المرجعيات الدستورية في لبنان التي تماهت مع النفوذ السوري على مدى ثلاثة عقود. وبكركي أصبحت مؤسسة سياسية رابعة، ورفضت خلال العقدين الماضيين التصرف بمنطق الأقلية الخائفة، وكان لزعيمها في ذلك الوقت، البطريرك نصر الله صفير، دور وطني مشهود جعله يستحق بجدارة لقب «رجل الأعوام الأخيرة» في لبنان.

حكاية البطريرك الماروني نصر الله صفير سردها الكاتب اللبناني أنطوان سعد في كتاب ممتع بعنوان «السادس والسبعون»، صدر في ثلاثة أجزاء، وتناول الفترة من عام 1986 حتى 2005. الكتاب أشبه بيوميات مار نصرالله صفير، وهو بحسب وصف صفير ذاته في مقدمة الجزء الثالث «ليس إلا سرد للحقائق التي عرفها البلد». الكتاب المثير مر على الصحافة اللبنانية مرور الكرام ولم يأخذ حقه من الترويج، على رغم انه تتبع بدقة الأحداث التي شهدها لبنان خلال سطوة النفوذ السوري، وفي تقديري أن المهتم بالشأنين اللبناني والسوري سيخسر كثيراً اذا لم يقرأ هذا الكتاب، ويعتمده كمرجع فريد لأحداث لبنان والمنطقة.

في الجزء الثالث من الكتاب، يروي أنطوان سعد قصة الزيارة التي كان مقرراً أن يقوم بها نصرالله صفير الى سورية لموافاة زيارة البابا دمشق عام 2001، وكيف سعت سورية من خلال الموالين لها في لبنان الى الضغط على صفير للقيام بالزيارة، الى درجة أن بعض حلفائها أوهم نفسه والآخرين بأن الزيارة ستخلق مناخاً جديداً للعلاقة مع دمشق. وتبيّن أن وعود الموالين مجرد أمنيات، فسورية اشترطت على البطريرك صفير عدم إصدار بيان قبل الزيارة وبعدها، وقالت له عبر الوسيط: «في حال التمسك بهذه الفكرة، من الضروري أن تُطلع دمشق على البيان قبل إصداره». لكن البطريرك أسقط الفكرة، ورفض الوصاية، في وقت كان أكبر السياسيين في لبنان لا يجرؤ على طلب موعد مع ضابط سوري برتبة صغيرة، فضلاً عن أن يرفض زيارة يطلبها الرئيس بشار الأسد. كتاب «السادس والسبعون» قدّم تفاصيل مهمة عن الدور المناهض للهيمنة السورية الذي تصدى له نصر الله صفير، وهو موقف مختلف تماماً عن الصورة التي رسمتها تصريحات بشارة الراعي

 

ثلاثين من الفضة ، ثلاثة ملايين من الفضة٠

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/15 أيار/16

نرى اليوم بمناسبة الانتخابات البلدية وكما هي الحال في كل انتخابات ان عدداً من السياسيين الذين باعوا البلد بشعبه وسيادته ودستوره مقابل المال النظيف والطاهر وقبضوا الملايين من الفضة والملايين من دولارات الوصاية وايضاً قبضوا الملايين من أموال الفساد المنتشر بفضلهم وبفضل جشعهم، هؤلاء السياسيين المزعومين يحذرون اليوم المواطن البسيط والجائع بسبب سياساتهم التعطيلية من بيع اصواتهم بثلاثين من الفضة٠يجب ان تبقى هذه الأصوات في جيوب هؤلاء السياسيين لكي يتابعوا تجارتهم بالبلد وبيعه للخارج٠ونرى أيضاً ان الوقاحة تكتسب او ترشح فصاحة بالقول "ان الأحياء يرفسون المال بأرجلهم ويبقون رأسهم مرفوعاً"٠ولكن لماذا لا يطبق هؤلاء هذه الفصاحة على أنفسهم وعلى أفراد عائلاتهم و اقربائهم ام ان أساس السياسة في لبنان هي ازدواجية المعايير:ما يحق للسياسيين اخلاقي اما ما يحق للجائعين فغير اخلاقي٠اخر ما يحق لكم الكلام به وعنه هو الأخلاق

 

أول دفعة مال سياسي كبيرة في لبنان دفعها جيلبير شاغوري كانت بقيمة 10 ملايين دولار دفعها الشاغوري للجنرال ميشال عون

ايلي الحاج/فايسبوك/15 أيار/16/أول دفعة مال سياسي كبيرة في لبنان دفعها جيلبير شاغوري كانت بقيمة 10 ملايين دولار دفعها الشاغوري للجنرال ميشال عون الذي ارسل اليه في نيجيريا من يخبره أن وحدات الجيش خلال المسماة " حرب التحرير" سنة 1989تقاتل من دون طعام لأن القيادة لم يعد معها مال كي تشتري خبزا وفاصولياء.بالطبع وضع ميشال عون الملايين التي تلاحقت بعد ذلك من الشاغوري في حساباته. وعندما "انتقل" عون من قصر بعبدا الى السفارة ومنها الى فرنسا كانت نقمة الشاغوري هائلة على "القوات اللبنانية" وقائدها سمير جعجع لأنها حرمته فرصة أن يصير حاكم مصرف لبنان او وزير المالية وفقا لما وعده به الجنرال عون أو لما وعد به نفسه، لا أعرف. دفع الشاغوري خلال عهد الوصاية ملايين وملايين الدولارات للرئيس نبيه بري وللنائب سليمان فرنجية، ولبكركي بطبيعة الحال على شكل تبرعات ومصاريف رحلات بالطائرة الخاصة وإقامات في الخارج. لكنه ظل بعيدا عن الضوء الى ان ظهر بقوة في الاتفاق بين الرئيس سعد الحريري وفرنجية على ترشيحه للرئاسة. ولا يزال يكره "القوات" لأنها حرمته حلمه الأثير وإن من غير قصد. (الوقائع هذه أخبرني بها مطلع التسعينيات صديق من مزيارة بلدة الشاغوري ثقتي بصحة كلامه كاملة وأيضا أصدقاء آخرون يعرفون الرجل جيدا).

 

دوري شمعون كبير مثل والده الرئيس كميل شمعون

ايلي الحاج/فايسبوك/15 أيار/16/أذكر عندما صرّح دوري شمعون أن خبرية اغتيال شقيقه داني وعائلته على يد مجموعة "قواتية" لم تقنعه ... ولا القرار الاتهامي غيمة سوداء انزاحت عن صدورنا وصار إلنا عين نتطلع بوجوه الناس وقلنا دوري شمعون كبير مثل والده الرئيس كميل شمعون و"ألله يقدّرنا يوما ما نكافيه".

وها نحن اليوم نكافئه في دير القمر.

 

لهذه الأسباب برّأ “حزب الله” إسرائيل من اغتيال بدر الدين

الراي/وصفت مصادر خبيرة وعلى دراية بمجريات الصراع في سوريا لصحيفة “الراي” الكويتية، اتهام “حزب الله” للمجموعات التكفيرية بـ”الرواية غير المُقْنِعة”، والتي سيكون من الصعب الترويج لها لأسباب عدّة لعل أبرزها:

ـ ان أيّ جهة لم تعلن مسؤوليتها عن اغتيال مصطفى بدر الدين، وتالياً فإنه اذا كان من عادة اسرائيل تَجنُّب تبنّي مثل هذه العمليات الأمنية، فإن المجموعات التكفيرية التي تعوّدت ان تفاخر عبر الشبكة العنكبوتية بأيّ إنجاز، لم توح، لا من قريب او بعيد، بأي صلة لها بما قد تعتبره انتصاراً.

ـ لم يتمّ رصد سقوط اي قذيفة على دمشق طوال هذا الاسبوع، ولا تملك المعارضة السورية او المجموعات التكفيرية القدرة على الإصابات الدقيقة ولو من المسافة التي تفصلها عن محيط المطار.

ـ ان مَن يملك القدرة على إصابة غرفة في مبنى لوجود بدر الدين فيها، يمكنه إصابة مدرج المطار ووقف العمل فيه، وهذا الأمر أولوية مطلقة للمعارضة السورية على أهمية بدر الدين ودوره في الحرب هناك.

ـ اذا كانت المجموعات التكفيرية تملك أسلحة يصل مداها الى دمشق وقادرة على هذا المستوى من التصويب الدقيق، فإنها كانت اصطادت الرئيس بشار الأسد في القصر الجمهوري لا مصطفى بدر الدين. ـ من عادة خبراء المتفجّرات الا يحتاجوا لـ 24 ساعة لتحديد نوعية القذيفة او الصاروخ وفحص طبيعة الانفجار، وتالياً انتظار “حزب الله” لم يكن تقنياً بل لدرْس الوجهة السياسية للاتهام.

واذا صحت تقديرات هذه المصادر ووقائعها، يصبح من الجائز السؤال: “لماذا تعمّد “حزب الله” تبرئة اسرائيل من دم قائده الأمني مصطفى بدر الدين وذهب الى اتهامٍ ضعيف بتحميل المجموعات التكفيرية مسؤولية عملية الاغتيال وبالقصف المدفعي؟

ورأت دوائر مراقبة على صلة بالطبيعة المعقّدة للصراع في الشرق الاوسط ان “حزب الله” أراد من خلال اتهامه لمجموعات تكفيرية باصطياد “نخاعه الشوكي”، تحقيق هدف مزدوج:

اولاً: هذا الاتهام يسهّل على “حزب الله” تجنّب الرد على “الفاتورة الباهظة” التي راكمتها اسرائيل بعد اغتيالها قائده العسكري عماد مغنية العام 2008 في دمشق، وأحد قيادييه حسان اللقيس في عقر داره في الضاحية الجنوبية العام 2013، والآن قائده الأمني بدر الدين في دمشق ايضاً، اضافة الى آخرين.

ثانياً: ان اتهاماً من هذا النوع يمكّن “حزب الله” من المضي قدماً في الحرب الفائقة الكلفة في سوريا، تحت عنوان مواجهة المجموعات التكفيرية التي يتعاطى معها الحزب كـ”اسم حركي” للصراع الاقليمي في سورية وعليها. ولم تستبعد هذه الدوائر ان “يتعمّد “حزب الله”، في اطار إسباغ الصدقية على روايته باتهام التكفيريين، تنفيذ عملية ذات ثقل في سوريا ضدّ هذه المجموعات قريباً واطلاق اسم بدر الدين عليها”، متوقّعة “حصول ذلك قبل إطلالة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل”. ووصفت الدوائر عيْنها “رواية “حزب الله” عن اغتيال بدر الدين بـ”المجازفة”، فهو وضع من جهة صدقيته على المحكّ عبر إشاحة المسؤولية عن اسرائيل ورميها في اتجاه آخر، وقدم “نصراً مجانياً” من جهة اخرى للمجموعات التكفيرية التي ربما تجري فبْركات لإعلان إحداها المسؤولية عن الاغتيال ولو بعد حين”. وعبّرت الدوائر نفسها عن اعتقادها بان “إدارة “حزب الله” الظهر لمسؤولية اسرائيل عن تصفية قادته سيجعلها أكثر جرأة في مطاردة مسؤوليه لشعورها المتزايد بأنها أصبحت خارج المحاسبة بعدما قرّر الحزب جعل التكفيريين وُجهة اتهامه، وتالياً فان هذا الأمر سيعرّضه الى مزيد من الاستنزاف”. وفي تقدير هذه الدوائر ان “حزب الله، الذي يولي أولوية مطلقة لحربه في سورية كرأس حربةٍ في المشروع الاقليمي الذي تقوده ايران، يتجنّب اي مواجهة مع اسرائيل مكتفياً بإرساء “توازن ردع”، لأنه غير راغب في فتح الجبهة مع تل ابيب وغير قادر ايضاً على خوض أكثر من حرب في وقت واحد”. ولم تستبعد تلك الدوائر ان تكون من الأسباب الموجبة التي حدت بـ”حزب الله” لاختيار هذه الوجهة من الاتهام: ـ ان تحميل اسرائيل مسؤولية اغتيال بدر الدين بعد مغنية وآخرين يعني انه لن يكون في وسع “حزب الله” إلا الرد في الخارج، وهو ما يعرّضه لتهمة “الإرهاب” ويساهم في التخفيف من وطأة هذا الاتهام لـ”داعش” و”النصرة”.

ـ ان اي عمل أمني لـ”حزب الله” في الخارج سيعرّضه ومعه بيئته لضغوط هائلة شبيهة بما يعانيه الآن مع القطاع المصرفي اللبناني الذي اضطر الى الالتزام بقانون اميركي يحرم التعامل مع حزب الله والمحسوبين عليه. واستناداً الى هذه الوقائع أصبح “حزب الله”، حسب هذه الدوائر “مضطراً الى تجرُّع الكأس المُرة وهو يشاهد قادته يتساقطون الواحد تلو الآخر على الارض المكشوفة في سوريا وتحت سماءٍ تضجّ بالحرب الالكترونية والطائرات من دون طيار، وفي بيئةٍ غير حاضنة على الدوام”.

 

صراع ايراني - روسي أدى الى تصفية بدر الدين؟

يستغرب العميد أحمد رحال، قائد المجلس العسكري السوري المعارض في الساحل، "التخبط" في الروايات حول مقتل مصطفى بدر الدين، علما بأنه وفي مبادئ العلم العسكري، فإن القصف المدفعي يختلف تماما عن القصف الجوي أو الصاروخي. وبالتالي، لن يصعب تحديد ما إذا كان الانفجار تم من الأسفل إلى الأعلى أو العكس. وعّد أن إلصاق التهمة بالثوار أمر غير منطقي باعتبار أن أقرب منطقة تواجد لهم تقع في منطقة دير العصافير في الغوطة الشرقية التي تبعد 12 كلم عن مطار دمشق.  ورجح رحال أن يكون بدر الدين ذهب ضحية صراع داخلي قديم ومخفي بدأ يطفو أخيرا إلى العلن، لافتا إلى "وجود تيارين رئيسيين في دمشق، الأول يتبع لإيران والآخر لروسيا، ولقد وصل الصراع بينهما إلى مرحلة متقدمة". وأضاف: وصلتنا معلومات أن وفد معارضة حميميم الذي يتبع لعلي مملوك المحسوب على الروسي، أحيلت مرجعيته للواء محّلى، رئيس جهاز الأمن العسكري المحسوب على الإيرانيين؛ ما يعكس بوضوح حجم الانقسام الحاصل بين الأجهزة الأمنية السورية". وهذا ما أشار إليه أيضا رامي الدالاتي، رئيس المكتب السياسي في "جيش التوحيد" الذي رجح أيضا فرضية "التصفية الداخلية". فقد قال الدالاتي شارحا "لدينا معلومات مهمة وأكيدة حول انقسام واضح بين الأجهزة الأمنية السورية؛ إذ إن المخابرات الجوية والأمن العسكري باتوا ينصاعون للأوامر الإيرانية، فيما ينصاع أمن الدولة والأمن السياسي للأوامر الروسية المباشرة”، وعّد أن هذه المعطيات “تعزز سيناريو انطلاق عمليات التصفيات الداخلية".  ويذهب العميد رّحال باتجاه إقحام التفاهم الروسي ­ الإسرائيلي بعملية اغتيال بدر الدين، مستغربا "سقوط أعداء إسرائيل بعمليات سريعة وخاطفة منذ دخول موسكو على خط الحرب السورية، وأبرزهم سمير القنطار الذي قضى بغارة إسرائيلية في كانون الأول الماضي قرب دمشق، أضف إلى ذلك النيران الصديقة الروسية التي تطال باستمرار مواقع إيرانية وحزب الله". ولقد كتب أخيرا أحد الصحافيين المقربين من حزب الله، والنظام السوري على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعية ما يلي "أن يتغاضى الطيران الروسي عن دعم القوات المقاتلة في الميدان في معركة خان طومان قد يكون مفهوما إذا لم يكن لديهم ما يكفي من وقود، لكن أن يضرب نقاط هذه القوات أثناء التقدم باتجاه مخيم حندرات فهذا ما لا نفهمه!".

 

إبراهيم عقيل و فؤاد شكر المرشحان الأبرز لخلافة مصطفى بدر الدين

خالد ضاهر لـ "السياسة": "حزب الله" يذهب بإرادته إلى المحرقة

السياسة/16 أيار/16/تُطرح تساؤلات كثيرة بشأن المسؤول العسكري الذي سيختاره “حزب الله” ليقود ميليشياته في سورية بديلا لمصطفى بدر الدين بعد مقتله بظروف غامضة في دمشق. وأفاد تقرير لقناة “العربية” الفضائية أن الحزب سيحتاج قريباً لاختيار مسؤول آخر رفيع المستوى للإشراف على العمليات في سورية بعد مقتل بدر الدين، على أن يكون شخصاً ذا خبرة عسكرية واسعة ومعرفة عميقة في ساحة المعركة. ورغم أن الحزب لن يفصح عن هوية المسؤول الجديد الذي سيُعين في سورية، إلا أن التكهنات تدور حول أسماء عدة، على رأسها إبراهيم عقيل الذي كان مساعداً ورفيقا لعماد مغنية، وعمل لفترة قائداً لعمليات جنوب لبنان، كما كان خلال حرب يوليو 2006 مسؤولاً عن التنسيق الاستخباراتي مع النظام السوري. واضاف التقرير ان ابراهيم عقيل هو الاسم الأول على لائحة الإرهاب الأميركية بسبب نشاطه العسكري في سورية، وهو يعمل في أعلى مراتب الجناح العسكري لـ”حزب الله” ضمن ما يعرف باسم “مجلس الجهاد”، ويعتقد أنه يلعب دوراً حيوياً في عمليات الحزب بسورية. وأصدر “الانتربول” مذكرات بحق عقيل للاشتباه بتورطه بعملية خطف رهينتين ألمانيتين وتفجير في باريس أواخر الثمانينات.

أما المرشح الثاني ليخلف بدر الدين فهو فؤاد شكر، الموجود على لائحة العقوبات الأميركية والسعودية.

في سياق متصل، أكد النائب خالد ضاهر وجود شكوك كبيرة في رواية “حزب الله” بشأن مقتل بدر الدين، أحد المتهمين الخمسة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، مشيراً إلى أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان “كانت في الاصل تحاكم أشباحاً غير موجودين، ثم تحول الاشباح في ما بعد الى اموات وبالتالي لا استبعد ان تحكم المحكمة لأول مرة في التاريخ على الاموات”. وكشف ضاهر، وفقاً لمعلومات وصلته من شخصيات مهمة، ان بدر الدين قتل في معارك خان طومان بريف حلب لكن قيادة الحزب أرجأت الاعلان عن مقتله “حتى لا يقولوا انهم خسروا كثيرا في هذه المعركة”.

وقال: إن “معركة خان طومان كانت ملحمة كبرى خسر خلالها حزب الله والايرانيون والنظام السوري مئات القتلى”، مشيراً إلى أن مقتل بدر الدين ضربة معنوية اضافية للحزب الذي خسر العشرات من قادته والآلاف من عناصره في سورية، حيث “يخوض معركة ليست معركته لأن ليس بمقدوره ان يواجه الشعب السوري الشرس المصمم على دحر الغزاة”. وأضاف ان “حزب الله” ومن معه يذهبون بإرادتهم الى المحرقة، لأنهم “يقاتلون الامة الاسلامية متضامنين مع المشروع الفارسي العنصري في المنطقة على حساب الدم العربي والدم المسلم”.

ورأى ضاهر ان “هناك خطأ ارتكب تمثل في القبول بأن تحاكم المحكمة الدولية اشخاصا لا كيانات، بل كان يجب ان تتم محاكمة الاشخاص المرتكبين ومن ورائهم إذ انه لا يمكن لافراد ان يقوموا بأعمال تفجيرية بطنين من المتفجرات، بل انه عمل منظم تقف وراءه دول، ولذلك اخشى على المحكمة وأتمنى ألا أقول “العوض بسلامتكم” على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان”.

 

علوش: القوات والمستقبل في طريق "اللاعودة"

الأنباء/2016 - أيار – 15/رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق د.مصطفى علوش أن الاشكالية القائمة بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل ليست وليدة اليوم ولا هي نتيجة للخيارات الاخيرة التي اتخذها كل منهما بمعزل عن الآخر، إنما هي نتيجة تراكمات جسيمة بدءا من الاختلاف في كيفية التعامل مع غزوة السابع من مايو 2008 وتموضع وليد جنبلاط، مرورا بالقراءات المتباعدة بينهما لمعادلة "س.س" والتسويات التنازلية التي رافقتها، وصولا الى ترشيح كل منهما شخصية غير سيادية لرئاسة الجمهورية بما يتناقض مع الشعارات التي رُفعت في الساحات، معتبرا بالتالي أن قوى 14 آذار فقدت منطق الثورة وضلت طريقها السيادي بعد أن انفرد كل من فرقائها بخياراته دون إعادته أي أهمية لما قد تلحقه تلك الخيارات من ضرر كبير بالقضية الأم. ولفت علوش في الى أن ثورة الأرز ربحت في بعض الاماكن، لكنها وللأسباب المشار اليها أعلاه، لم تستطع الانتصار على المنطق الاحتلالي للدولة اللبنانية وعلى منطق العصبيات الطائفية والمذهبية المستورد من طهران ودمشق، لا بل انها لم تتمكن من تحقيق الحد الادنى من تطلعات الشعب الذي كان ركيزة انطلاقتها من ساحة الحرية في العام 2005 وبزخم لم يشهد له التاريخ اللبناني أي مثيل، علما أن الطروحات المذهبية والطائفية التي تسلح بها فريق 8 آذار في مواجهته للمشروع الوطني والسيادي، جعلت من تيار المستقبل أكبر الفرقاء إحراجا بين "رفاق دربه" في قوى 14 آذار بسبب رفضه للخطاب المذهبي، الامر الذي أضعفه ضمن طائفته ولم يعفه من الاتهامات التعسفية من قبل الطوائف الاخرى عموما ومن الحلفاء خصوصا.

وردا على سؤال، تنهد علوش طويلا ووجعا قبل أن يعترف بأن ما يجري عمليا بين من كانا حليفين لدودين والركيزتين الأساسيتين اللتين راهن عليهما الشعب اللبناني لتحرير لبنان وإعادة بناء الدولة الحقيقية، هو عملية تباعد تدريجي تحكمه محطات سياسية قاسية، سينتهي حكما الى دخول كل منهما في طريق "اللاعودة"، إن لم نقل إنهما قد دخلا بها. هذا، وأقر علوش بأن تصدع التحالف بين القوات والمستقبل أنهى قوى 14 آذار بمثل ما أنهى ترشيح حزب الله للعماد عون قوى 8 آذار، علما أن مجموعة ضئيلة من الناس مازالت تؤمن بفكرة 14 آذار "2005" المنزهة عن منطق المحاصصة والتوزيعات المذهبية والطائفية، معتبرا في هذا السياق أن ما يقال اليوم من قبل الجميع دون استثناء بأن المناصفة بين المسلمين والمسيحيين هي الحل، منطق ضعيف لا يُمكن الركون اليه في بناء الوطن المنشود، "وكأنك تقول عمليا ان معادلة المناصفة هي الطريقة الوحيدة لإقناع المسيحيين بأن يبقوا شركاء المسلمين"، مستدركا بالقول بعد تنهدات جديدة: «أخشى ما أخشاه هو أن يكون لدى المسيحيين قناعة بأن لبنان البطريرك الحويك أصبح من الماضي"، فهل قصد علوش القول ان المسيحيين يبحثون عن الفيدرالية؟ واستدراكا قال علوش: ان سقوط النظام السوري قد يكون المدخل الى تغيير المعادلة القائمة في لبنان، وقد يُعيد القوى السيادية فيه الى الحاضنة الأم ألا وهي 14 آذار 2005، التي بدونها ومن خارج مبادئها لا قيامة للبنان.

 

عضو بـ”حزب الله” ضابط في الجيش الإسرائيلي

الجزيرة/15 أيار/16/ذكر مراسل الشؤون العربية في القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية قصة فريدة من نوعها تتمثل بانتقال أحد أفراد حزب الله اللبناني إلى صفوف الجيش الإسرائيلي ليصبح ضابطا في لواء غولاني الذي يعتبر من ألوية النخبة، وقد نال مؤخرا وسام الجندي المتميز من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.

وأضاف مراسل القناة الإسرائيلي أن الجندي الإسرائيلي أبراهام عاموس سينيه كان اسمه إبراهيم ياسين وقد انخرط في صفوف حزب الله اللبناني قبل أن يصبح اليوم يهوديا متدينا، وقد عمل جاسوسا في صفوف الحزب لصالح إسرائيل وبالضبط في وحدة رقم 504. وقال المراسل الإسرائيلي إن هذه القصة لو كتبت على شكل سيناريو سينمائي فلن يصدقها كثيرون، لأن بطلها إبراهيم ياسين ولد في قرية شيعية بـلبنان، وعاش ويلات الحرب الأهلية فيه في فترتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، واضطر للتعامل مع الجيش السوري والمنظمات الفلسطينية التي اتهمها بتعذيب عائلته.

بداية العمالة

وحين دخل الجيش الإسرائيلي إلى لبنان أوائل الثمانينيات كانت المرة الأولى التي يحتك فيها ياسين بالإسرائيليين، وتصادف أن زوجته كانت على وشك الولادة، وبسبب عدم وجود مشاف للولادة بلبنان آنذاك فقد نقلت طائرة إسرائيلية زوجته إلى أحد مستشفيات مدينة حيفا. ومنذ ذلك الوقت بدأ أبراهام بنقل المعلومات إلى إسرائيل، وقد اشتبه به حزب الله وحقق معه وعذبه، حسب روايته للقناة الإسرائيلية، وكان أحد الذين حققوا معه القائد العسكري لحزب الله الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة السورية دمشق عماد مغنية.ويضيف أبراهام أنه قبل أن يبرئ حزب الله ساحته من العمالة لصالح تل أبيب فقد تمكن الحزب من إحضار عائلته من إسرائيل، وأحرق طفله أمام عينيه، فقرر الانتقام من الحزب لينخرط في صفوفه ويبدأ بنقل معلومات عسكرية وأمنية عنه إلى المخابرات الإسرائيلية التي اعتبرته عميلا فائق الأهمية. وقد استطاع أبراهام خلال عشر سنوات اجتياز الحدود بين لبنان وإسرائيل عدة مرات، والتقى مسؤولي المخابرات الإسرائيلية ثم عاد إلى لبنان. وأوضح الجندي الإسرائيلي أنه في العام 1997 ارتأت إسرائيل أن الوضع الأمني في لبنان بات خطيرا، مما دفعها لتهريبه وأفراد عائلته الخمسة الذين قرروا التحول من الإسلام إلى اليهودية.

 

حزب الله يخسر المختارية في برج البراجنة

جنوبية/15 أيار/16/فازت لائحة المحافظة على برج البراجنة في الانتخابات المختارية في حي السياد كاملة، مقابل اللائحة المدعومة من حزب الله. واسماء المخاترة الفائزين هم: حسن السبع، محمد اسماعيل، فاروق عمار، زين السباعي.

 

اتهام «حزب الله» التكفيريين يثير أسئلة

بيروت - «الحياة» /16 أيار/16/اتهم»حزب الله» اللبناني ما سماه «الجماعات التكفيرية» باغتيال القيادي العسكري مصطفى بدر الدين، واعتبر في بيان أصدر صباح أمس، أن الانفجار الذي أودى بحياة الأخير في مركز للحزب قرب مطار دمشق الدولي، «ناجم عن قصف مدفعي للجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة»، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نفى بعد قليل من صدور بيان الحزب، هذا الاتهام، مستنداً إلى «مصادر عدة موثوق فيها» في المعارضة السورية، ليؤكد أنه «لم يتم إطلاق أي قذيفة صاروخية من الغوطة الشرقية على المطار أو منطقته خلال الأيام الماضية».

وهي المرة الأولى التي لا يتهم «حزب الله» إسرائيل باغتيال أحد قيادييه في سورية، خلافاً للمرات الثلاث السابقة التي أدت إلى سقوط عماد مغنية (عام 2008) ثم نجله جهاد في القنيطرة ثم الأسير المحرر سمير القنطار في جرمانا (وكلاهما في العام 2015). وقد رد الحزب بعمليتين رداً على اغتيال عماد مغنية، ثم على اغتيال القنطار (في مزارع شبعا اللبنانية). وإذ زاد الاتهام الذي وجهه «حزب الله» إلى «الجماعات التكفيرية» ثم نفي «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الأمر غموضاً، وفق الأوساط التي انتظرت بيان الحزب، بعدما وعد به نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أثناء تشييع بدر الدين عصر أول من أمس، فإن الحزب لم يحدد المنطقة التي أشار بيانه إلى أن القصف المدفعي الذي استهدف مركزه أتى منها، كما أن الحزب دأب على تعميم تسمية «الجماعات التكفيرية» على فصائل المعارضة السورية كلها، وليس على تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» فقط، ما يجعل الاتهام غير محدد لجهة الفصيل أو التنظيم الذي اتهمه بالقصف المدفعي لمركزه، وأدى إلى سقوط بدر الدين، الذي لم يحدد الحزب متى قتل وتوقيت حصول القصف على مركزه.

وإذ أكد الحزب في بيانه أن «التحقيقات التي أجريناها» أثبتت الاتهام الذي وجهه، شدد على أن «نتيجة التحقيق ستزيد من عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواصلة القتال ضد هذه العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها...»، مشيراً إلى أنها «أمنية بدر الدين ووصيته». ورأى أنها «معركة واحدة منذ المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة الذي بات الإرهابيون التكفيريون يمثلون رأس حربته وجبهته الأمامية». إلا أن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، الذي يصدر إحصاءات يومية حول العمليات العسكرية، سواء التي تنفذها قوات النظام أو المعارضة بكل فصائلها، قال لوكالة «رويترز»: «لا يوجد ولم يسجل سقوط أي قذائف أو إطلاق قذائف من الغوطة الشرقية على مطار دمشق منذ أسبوع»... واعتبر عبدالرحمن ان الحزب «يتكتم على الرواية الحقيقية». إلا أن اتهام الحزب «الجماعات التكفيرية» في سورية يزيل المخاوف لدى أوساط لبنانية، والتي تبرز في كل مرة تحصل عملية من هذا النوع، من إمكان حصول توتر على الجبهة الجنوبية اللبنانية- الإسرائيلية، كون هذا الاتهام لا يسوغ للحزب الانتقام باستهداف الجيش الإسرائيلي. إلا أن اتهام «الجماعات التكفيرية» يفترض أن يدفع الحزب للقيام بعمل ما لاستهداف مواقع للمعارضة السورية، خصوصاً أن عناصره منتشرون في مناطق عدة من سورية، من محيط حلب شمالاً إلى الوسط وصولاً إلى محيط دمشق جنوباً، إلا إذا كان الحزب ينتظر أن يتبنى فصيل سوري ما العملية. وهو ما لم يحصل حتى مساء أمس. وتترقب الأوساط السياسية ما سيُعلنه الأمين العام للحزب الجمعة المقبل، حين يلقي كلمة في تأبين بدر الدين لمناسبة مرور أسبوع على سقوطه، وما إذا كان سيضيف معطيات جديدة على العملية. وكان «حزب الله» واصل تقبل التعازي ببدر الدين في «مجمع المجتبى» في ضاحية بيروت الجنوبية في حضور أشقائه وأفراد من عائلته، وقياديين من الحزب. وهو تلقى برقية تعزية من رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني قال فيها: «على رغم فقدان «حزب الله» إحدى شخصياته المشرقة سيعزز هذا الاستشهاد عزم المجاهدين في القتال ضد الكيان الصهيوني وعملائه الإرهابيين». ورأى لاريجاني أن «قلق العدو منه كان كبيراً إلى درجة عمد إلى بث الدعايات المغرضة عنه».

 

جعجع أكد أن ترشيح عون لا تهزه بلدية: نسبة الاقتراع مرضية والقول ان التحالف بين القوات والتيار يريد إلغاء الجميع غير صحيح

الأحد 15 أيار 2016 /وطنية - عقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مؤتمرا صحافيا في معراب عقب اقفال صناديق الاقتراع في جبل لبنان، قال فيه: "لقد أثر بي هذا المشهد ولا سيما بعد ان بات لنا 5 سنوات لا نسمع سوى أسوأ الأخبار عن لبنان، فما جرى اليوم في الانتخابات في ظل ما تشهده المنطقة والوطن يؤكد ان مقومات الدولة لا تزال موجودة والانتخابات اثبتت ذلك ولكن الغائب هو الارادة السياسية التي يعطلها البعض لمصالح شخصية". ولفت جعجع الى ان "المواطن في لبنان هو السلطان لأن السياسيين يركضون وراءه من أجل صوته سواء في الانتخابات البلدية أو النيابية". وقال: "أنظروا الى القيادات والزعماء، كلهم يلحقون المواطنين للحصول على أصواتهم، لأن الصوت هو الذي يقرر، اذا المواطن هو السلطان". أضاف: "كما هناك تلوث بيئي، هناك تلوث فكري نراه في بعض وسائل الاعلام، ولدى بعض الذين يدعون العمل السياسي وهم لا علاقة لهم بالسياسة، واحدة من هذه الامور التي سمعناها هي فصل السياسة عن الانماء، والسؤال هنا: كيف سيتم اخراج السياسة من الانماء؟ فعمل السياسة متعلق بالانماء وفي صلبه، فالانماء على المستوى الفعلي هو الانماء الذي يحصل على مستوى الحكومة. من هنا لا يمكن فصل السياسة عن الانماء، هناك مفاهيم مغلوطة وقديمة لغش المواطن كي لا يكون هو السلطان".

وتابع: "الأحزاب ليست على خلاف مع العائلات، لأن المحازبين هم في الاساس أبناء هذه العائلات، لماذا وضع الاحزاب مقابل العائلات؟ اذا مواطن في بلدة معينة نزل اسمه على لوائح الشطب وهو داخل حزب معين، ألم يعد من العائلات؟ هذه مغالطة، الاحزاب يمكن أن تكون بمواجهة القوى المحلية لأن الناس التي في الاحزاب هم من العائلات. وأتمنى من وسائل الاعلام عدم استعمال معادلة احزاب بمواجهة العائلات". وقال جعجع: "نحن في الانتخابات البلدية متحالفون مع قوى محلية وليس فقط مع الاحزاب وذلك ما حصل في زحلة مثلا بدعمنا للرئيس أسعد زغيب، وفي الشياح بدعمنا لادمون غاريوس، وكذلك في الجديدة وسن الفيل التي ندعم فيها جوزف شاوول الذي يمثل قوى محلية. مقولة أن الاحزاب يريدون القضاء على القوى المحلية غير صحيحة، والقول ان التحالف بين "القوات" و"التيار" يريد إلغاء الجميع أمر غير صحيح وهناك أمثلة عديدة ونحن لدينا ارادة التغيير".

أضاف: "بعد التحالف مع التيار الوطني الحر، يلاحقوننا بنظرية الـ86 بالمئة، ومنذ بدء الانتخابات البلدية كثر يلاحقوننا بهذه النظرية، نحن لم نقل يوما ان لدينا هذه النسبة، فبعد حصول التحالف مع التيار أجريت احصاءات أظهرت أن 86 بالمئة من المسيحيين يؤيدون هذا التحالف. قد يكون لدينا 90 أو 70 بالمئة، لكن على الاكيد لدينا أكثر بكثير من من يدعي أن لدينا 86 بالمئة". وتابع: "في زحلة رغم كل الظروف والتداخل، حقق التحالف بين القوات والتيار والكتائب حوالي 60 بالمئة من الصوت المسيحي في زحلة، فلا أحد ينتبه الا للتقارب العوني القواتي، القرى التي اتفقنا بها أكثر من القرى التي لم نتفق بها، لكن هذا لا يعني أن الاتفاق العوني القواتي فشل". وأردف: "ان الاختبار حتى الآن ناجح، القرى التي لم نتفق عليها فيها أسباب محلية قاهرة، فتركنا الامور كما هي، وتخوضها قوى محلية وكأنها لم تكن. بالتالي كل قصة الـ86 بالمئة نظريات ليست في مكانها ونتمنى على المواطن أن يرى الحقائق".

وتطرق جعجع الى معركة دير القمر، فقال: "ان النائب دوري شمعون يجمعنا الكثير معه بنسبة 99%، شاءت الامور المحلية أن لا يتفق مع النائب جورج عدوان، واذا فازت لائحة دوري شمعون سأكون أول من أهنئه، واذا لم تنجح فأتمنى منه أن يعتبر أن اللائحة الاخرى هي لائحته، لا أحد ينهي دوري شمعون وعائلة شمعون، ولا أحد يجب أن يصطاد في الماء العكر". وأوضح ان "المعركة في مدينة جونية ليست معركة بين القوات والتيار على الاطلاق"، وقال: "في جونية المعركة الانتخابية هي بين قوى محلية، شاءت الظروف أن تكون احدى القوى المحلية قريبة من التيار وأخرى مع القوات، فاتفقنا على ترك الصراع محليا بين القوى المحلية، وعلى هذا الاساس حصلت المعركة، البعض حاول زج اسم العماد ميشال عون وموضوعه ترشيحنا له الى رئاسة الجمهورية، ان موضوع ترشيح عون لا بلدية جونية ولا غيرها ستهزه، ونأسف أن البعض حاول القيام بذلك." وإذ أمل أن "نخرج من المفاهيم السياسية المغلوطة الموروثة من الزمن الماضي"، اعتبر ان "نسبة الاقتراع في المناطق المسيحية في جبل لبنان مرضية". وردا على سؤال حول امكانية اجراء الانتخابات النيابية، قال: "لست مع التلاعب بالمهل من جديد، وانا مع اجراء الانتخابات النيابية في وقتها، ومع اجراء الانتخابات الرئاسية أولا".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بري يُدافع عن الحريري وهذا ما سيطرحه في الحوار : مع انتخاب رئيس في أول جلسة للبرلمان المنتخب

رضوان عقيل/النهار/16 أيار 2016

لو قدر للرئيس سعد الحريري اختيار شخصية تساعده في تبرير النتائج البلدية التي حصل عليها في بيروت لوجبت الاستعانة بالرئيس نبيه بري الذي يركز على "اسباب تخفيفية" ، تساعده امام الرأي العام في الحصيلة التي نالها في الانتخابات والتخلص من الندوب التي بدت على جسم "تيار المستقبل".

فالرئيس بري يعتقد ان ظروفا عدة ادت الى النتيجة في العاصمة ليس أقلها ازمة النفايات اضافة الى تراكم ملفات دفعت العدد الاكبر من البيارتة عدم التوجه الى مراكز الاقتراع. ويعارض القائلين ان شعبية الحريري تدنت ويرد بأنه لو جرت انتخابات نيابية غدا لتمكن "المستقبل" من استعادة زمام المبادرة والإمساك بتوجه ابناء الطائفة السنية، على نقيض ما يصوره البعض ان"التيار الازرق" الى تراجع. ولا يوافق بري على مقولة ان ثمة قوى سياسية تحظى بتأييد نسبة 86 في المئة من أصوات الناخبين، ويقول:" حتى حركة أمل وحزب الله لا يصلان إلى نسبة التأييد هذه عند الشيعة وخصوصا في البلديات". وقرأ جيدا نتائج ارقام بلديات في البقاع اقترع قسم لا بأس به من اهلها ضد "الثنائي" في حين أنهم ليسوا بعيدين من الخيارات السياسية لـ"أمل" و"حزب لله".

وعلى رغم الاطمئنان البلدي عند بري في الجنوب وبخصوص تحالفه والحزب، تسبب له الاستحقاق بـ"وجع في الرأس" في اكثر من بلدة بسبب تهافت اعداد كبيرة من مرشحي العائلات للتنافس على مقاعد المجالس البلدية، وان كانوا من الفريق السياسي نفسه. ولم تمنعه هذه المعمعة من القول انه كان يتمنى ان تكون ولاية المجالس البلدية ربع قرن بدل ست سنوات "حتى لو اتهموني هنا بمخالفة الديموقراطية"، نظرا الى ما تخلفه من انقسامات وعصبيات حتى داخل الفريق السياسي الواحد. وثمة بلديات لا يتفق اهلها على مجالسها الا اذا تدخل شخصيا، والغازية خير مثال بسبب التنافس التاريخي بين عائلتي خليفة وغدار. وثمة بلدات جنوبية صغيرة (9 اعضاء)لا تقل تشعبات خلافات عائلاتها وانقساماتها عن مدن في حجم صيدا وبنت جبيل . وعلى الرغم من زحمة المواعيد على أجندته يبدأ بري يومه في عين التينة بالاتصال بهذه الفاعلية او تلك والتدخل لسحب بعض المرشحين، وصولا الى طلبه التدقيق في نتائج الناخبين الشيعة في برج ابو حيدر وزقاق البلاط.

ولم تكن الانتخابات البلدية مهمة عند بري لإتمام هذا الاستحقاق فحسب، لذلك اخذ بالتصويب على الانتخابات النيابية المقبلة وامكانية تقصير ولاية التمديد الثانية للمجلس والتي تنتهي في حزيران 2017. وهو سيطرح هذا الموضوع للمناقشة مع المشاركين في طاولة الحوار. ويردد ان ثمة اشارات ايجابية تلقاها من اكثر من جهة تؤيد اقتراحه إجراء الانتخابات على ان يسبقها انتاج قانون انتخاب عصري من دون ان تكون النسبية بعيدة من دوائره، وعلى أن يتعهد أركان طاولة الحوار بأن ينتخب المجلس المنتخب المقبل رئيس الجمهورية. ولا يعارض بري الحصول على تواقيع من هؤلاء الأركان لتأكيد جدية هذه الخطوة وعدم التراجع عنها، لأن الحكومة في هذه الحال تكون مستقيلة، وهي التي تشرف على اجراء الاستحقاق النيابي حتى لو كان وفقاً لقانون الستين الطويل العمر الذي يبقى ساريا، وهذا ليس طموح رئيس المجلس بطبيعة الحال.

ويلتقي بري هنا و العماد ميشال عون الذي سبق ان طالب باجراء انتخابات مبكرة تسبق انتخابات رئاسة الجمهورية ولم تنضج هذه الفكرة بعد عند "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب.

وبحسب بري فانه في حال تلقيه التجاوب المطلوب على طرحه تعقد بعد الانتخابات النيابية جلسة انتخاب الرئيس مباشرة بعد جلسة انتخاب هيئة مكتب المجلس اي في اليوم نفسه، وليس بمن حضر بحسب ما ردده البعض.

في حال نجح بري في تسويق طرحه ا سيكون الرئيس تمام سلام في مقدم المرحبين وهو ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد بدل استمراره و23 وزيرا الغرق في مستنقع سرايا الحكومة الذين استفاضوا في جلستهم الاخيرة في مناقشة اعمال معمل دير عمار نحو ثلاث ساعات من دون التوصل الى نتيجة. وعندما وصلت تفاصيل هذه الجلسة العقيمة الى مسامع بري لم يمنعه شيء الا القول وبصوت عال امام زواره"عاشت الديموقراطية".

 

الرئيس امين الجميل: لتكن الانتخابات البلدية حافزا لانتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نيابي

الأحد 15 أيار 2016 /وطنية - اكد الرئيس امين الجميل الذي ادلى بصوته في ثانوية بكفيا الرسمية، "ان الشعب اللبناني مشتاق للممارسة الديمقراطية التي تعكسها الانتخابات والتي يتمسك بها الشعب اللبناني"، متمنيا لو ان هذه الانتخابات تكون حافزا للجميع لانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم مجلس نيابي".

ودعا الى "ترك الحرية لأهالي القرى لتقرير مسار الانماء في قراهم"، وشدد على "ضرورة ترك المجالس البلدية تأخذ مداها وليكن السباق حول الانماء بدل اعتبار المجلس البلدي حافزا لتحقيق مآرب سياسية على حساب المواطنية ولبنان". وشدد على أنه يدعم نيكول الجميل في ترشحها لرئاسة البلدية "لاستكمال المشاريع الانمائية الضروررية التي انطلقت بها في بكفيا"، لافتا الى "ان هناك اجماعا على اسمها نظرا لما حققته على صعيد الانماء في البلدة"، آملا "انتخاب مجلس متجانس في بكفيا يكون قادرا على تحقيق المشاريع التي يريدها". واعتبر الرئيس الجميل "ان بكفيا مدينة متكاملة تستحق مجلسا بلديا يستوعب اهمية هذه البلدة التي تملك منطقة صناعية واخرى تجارية، اضافة الى مصرفية مع اشارة الى وجود فرع لمصرف لبنان فيها ناهيك عن الدور السياحي الذي تتمتع به من خلال المهرجانات التي تقام فيها كالزهور والدراق والأعياد وغيرها".

وجدد التأكيد على "ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لكي تستقيم المؤسسات"، وقال: "ندائي لضمير ووجدان اللبنانيين جميعا لاستخلاص العبر وان ننتخب رئيسا بأسرع وقت لأن الجسم لا يمكن ان يسير من دون رأس والبلد يمر بمرحلة صعبة جدا".

 

فارس سعيد من قرطبا: الانتخابات البلدية أفقدت تأجيل النيابية المبررات الأمنية

الأحد 15 أيار 2016 /وطنية - رأى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد بعدما اقترع في مركز ثانوية قرطبا ان "الانتخابات البلدية في القرى والبلدات الكبرى مثل جبيل وقرطبا والعاقورة وجاج وترتج تميزت بتفرد عاصمة الجرد قرطبا بتزكية لائحة المجلس البلدي الذي كان عليه توافق سياسي بين الاحزاب والعائلات في البلدة، لكن عين الانتخابات هي على القرى المختلطة بين المسيحيين والشيعة، إذ لم يتسن للمرشحين المسيحيين عام 2010 الانخراط ترشيحا، وتحديدا في قريتي الحصون ومشان، لكن اليوم هناك إصرار من العائلتين الشيعية والمسيحية على المشاركة في الانتخابات ترشيحا واقتراعا، وهذا ما يؤشر لدخول المسيحيين في المجالس البلدية في بلدات الحصون ومشان ولاسا، حتى لا يتم التعامل معهم بأرجحية ديموغرافية كما حصل في الدورة السابقة". ولفت الى أن "المعركة الانتخابية بصورة عامة عائلية، تجاوزت الترسيمات السياسية، وبالتالي لا يمكن القول إن هناك حضورا سياسيا بقدر ما هو عائلي بامتياز، ولا يعني ذلك ان القوى السياسية مغيبة، بمعنى ان التركيبة البلدية هي قوى عائلية تقليدية تتجاوز القوى السياسية المنظمة". وتحدث عن "بعض الاشكالات في القرى الشيعية الكبيرة بسبب حدة التنافس بين اللوائح المدعومة من حركة "أمل" والمستقلين واليسار من جهة و"حزب الله" من جهة ثانية، وهذا الامر لم يكن يحصل في الدورات السابقة". واعتبر ان "اجراء الانتخابات البلدية أفقد كل المبررات الامنية التي كانت توضع لتأجيل الانتخابات النيابية، وانطلاقا من احترام الدستور واتفاق الطائف فان انتخاب رئيس للجمهورية هو امر ملح لكن اذا لم يتسن انتخاب الرئيس العتيد فلنذهب الى اجراء انتخابات نيابية".

 

الاحدب: نستغرب ما نسمعه ان سنة طرابلس لن ينتخبوا المرشحين المسيحيين

الأحد 15 أيار 2016 /وطنية - رأى رئيس لائحة "طرابلس عاصمة" مصباح الاحدب خلال استقباله وفودا من عائلات المدينة في دارته بطرابلس، "أن المسيحيين والعلويين هم طرابلسيون منذ قرون وتشاركوا والسنة العيش الواحد قبل ان تظهر كل الاحزاب التي تدعي حمايتهم اليوم، لذلك نستغرب ما نسمعه احيانا من مرجعيات سياسية ودينية توحي بأن سنة طرابلس لن ينتخبوا المرشحين المسيحيين، وتطالب بأسماء محددة على كل اللوائح المتنافسة بحجة حماية حقوق هذه الطوائف والتمثيل الصحيح لها وتأمين حصة المسيحيين". أضاف: "إن التمثيل المسيحي والعلوي في المجلس البلدي في طرابلس يكون من خلال وجودهم في فريق عمل متجانس لديه رؤية وبرنامج لبناء هذه المدينة بشراكة حقيقية تحصنها من ضمانات المتداخلين، وليس بلوائح متداخلة غامضة الهوية، سيدفع ثمنها الاقليات بدل حمايتهم، لان مصيرها حتما التشطيب". وختم: "إن هذه المطالب تنافي حقيقة الصراع والتنافس الانتخابي بين من يملك رؤية وبرنامج لوضع حد لإنهيار طرابلس والنهوض بها بكل فئاتها، وبين السياسيين الطامحين الى محاصصة قديمة جديدة تصادر مقدرات طرابلس ولن تجني منها مدينتنا كما علمتنا التجربة إلا الويلات، لا بل هي مشروع أزمات وشلل بلدي كما حدث في المجلس البلدي السابق".

 

الراعي في عيد العنصرة:الأوطان لا تبنى على الزغل وطمس الحقيقة والتلاعب عليها

الأحد 15 أيار 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد العنصرة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، سمير مظلوم، حنا رحمة، وعاد ابي كرم ، ولفيف من الكهنة، بمشاركة الكاردينال نصرالله صفير، ومطارنة ورؤساء عامين ورئيسات عامات وكهنة وراهبات من مختلف الطوائف الكاثوليكية، وحضر القداس رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام ، رئيس مجلس إدارة "تيلي لوميار" جاك كلاسي وأسرة "تيلي لوميار"، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير وأعضاء المؤسسة وعائلة الكاردينال صفير، أمين سر نقابة شعراء لبنان الشاعر اميل نون ، المحامي جوزف أبو شرف وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"يعطيكم أبي الروح المؤيد، روح الحق، ليقيم فيكم" (لو 1: 28 و30)، ومما جاء فيها:"في مثل هذا اليوم الخمسين بعد القيامة، تمم الرب يسوع وعده فأرسل روحه القدوس على الرسل الاثني عشر والكنيسة الناشئة ليكون مؤيدا لها بالحق، ويرسلها لتشهد للحقيقة المثلثة التي كشفها، وهي حقيقة الله والانسان والتاريخ. وما زال المسيح الإله يرسل هذا الروح من لدن الآب إلى الذين يحبونه حافظين وصاياه، فيسكن في قلوبهم ويؤيدهم ويملأهم شجاعة ليعلنوا الحقيقة التي تجمع وتوحد وتحرر. فلنصغ إليه من جديد: "إن تحبوني تحفظوا وصاياي. وأنا أسأل الآب فيعطيكم برقليطا آخر مؤيدا يكون معكم إلى الأبد. هو روح الحق ... المقيم عندكم، وهو فيكم" (يو 14: 15-17). أضاف: "فيما نحتفل بعيد العنصرة وحلول الروح القدس علينا وعلى الكنيسة، يسعدنا أن نحتفل بحدثين عزيزين على قلوبنا: نحتفل بذكرى مولد غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس. في مثل هذا اليوم، 15 أيار، عيد سيدة الزروع، سنة 1920، أبصر النور في ريفون. فكان بمثابة زرع غرسته يد الله والعذراء في تربة الكنيسة، فنمت. وأصبح كاهنا وأسقفا، ثم بطريركا وكردينالا. وقد أعطى في كل مرحلة من مراحل حياته ثمار يانعة. واليوم يكملها في هذا الكرسي البطريركي بصلاته ومثله الصالح وحكمته، وبحضور البركة.

نشكركم، يا أبانا صاحب الغبطة والنيافة، ونشكر الله عليكم، وقد وهبكم عطية ثمينة للكنيسة وللبنان، ونشكره معكم على نعمته التي رافقتكم وما زالت في كل يوم، راجين لكم العمر الطويل بالصحة الكاملة ودوام الخير من جودة الله".

وتابع: "يحتفل تلفزيون "تيلي لوميار" بعيد تأسيسه في عيد العنصرة، وختام يوبيله الفضي. وقد رافق الروح القدس بأنواره هذه المحطة الإعلامية التي كبرت وتوسعت فضائيتها وبرامجها، حتى باتت تغطي معظم الكرة الأرضية. وأحتلت مكان الصدارة في البيوت لغنى برامجها الروحية والكنسية والاجتماعية والثقافية، واجتذبت الملايين من المشاهدين. وها نحن اليوم بعد خمس وعشرين سنة على تأسيس "تيلي لوميار"، وثلاث عشرة سنة ل "نور سات" فضائيتها، وخمس سنوات لنور الشباب، وسنتين لنور الشرق، نطلق معها موقع "نور نيوز" الأخباري المسيحي، ونستعد لاطلاق فضائية إخبارية GNN (Good News Network) شبكة الخبر السار، في أواخر هذه السنة، إن شاء الله". أضاف: "إن "تيلي لوميار" وفضائيتها ومواقعها الجديدة ومحطاتها تحتفل بعيدها، في عيد حلول الروح القدس، وهو حلول نور الحقيقة على العالم، وتعلن التزامها بقول الحقيقة ونشرها، بعيدا عن أي تحوير لها أو تشويه، من أجل تكوين رأي عام موضوعي سليم. وهذا في الاساس من واجب جميع وسائل الاتصال الاجتماعي وتقنياتها الجديدة. لكنها أصبحت اليوم في معظمها مع الأسف مقيدة بألوان أصحابها، وتسمح لنفسها في بعضها بامتهان الكذب وتلفيق الأخبار والتجني على كرامات الناس. إننا في ختام يوبيل تيلي لوميار الفضي، نشكر الله على هذه المحطة الاعلامية، ونهنىء مجلس إدارتها والعاملين فيها والمحسنين وجميع المشاهدين، راجين أن تظل كلمة الحقيقة الحرة تخرج منها فتبني وتجمع وتوحد وتحرر". وقال: "يعطيكم أبي روح الحق". إننا نلتمس، في عيد حلول الروح القدس، حلول أنوار الحقيقة علينا وعلى كل انسان، لكي نلج إلى عمق معرفة سر الله فنصحح علاقتنا به، ومعرفة سر الانسان فننظر إليه باحترام نظرتنا إلى ذاتنا، ونتعاون معه في بناء العائلة البشرية، ومعرفة معنى التاريخ فنجعله غنيا بالعدالة والسلام والانماء الشامل، بحيث يلتقي مجراه مع تاريخ الخلاص. يسمي الرب يسوع روحه القدوس "بارقليطا يكون معكم إلى الأبد" (أية 16). "بارقليط" لفظة يونانية تعني المؤيد في ما هو حق، والمحامي الذي يدافع عن الحق، والمعزي الذي يشجع على الثبات في الحق. ما يعني أن الحقيقة تواجه صعوبات جمة ومتواصلة من رافضيها وناكريها من أجل الاستمرار في التضليل والكذب والظلم. لكن "روح الحق المقيم عندنا وفينا" (الآية 17) يمنح القوة والشجاعة والثبات لكل الذين يحبون المسيح الذي هو "الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6) وبالتالي "يحفظون وصاياه" (الآية 15). لا يمكن أن يتعايش الناس والمواطنون والشعوب، إذا لم تكن الحقيقة، أم اُلعدالة والسلام، قاعدة عيشهم معا. والأوطان لا تبنى على الزغل وطمس الحقيقة والتلاعب عليها".

أضاف: "عند حلول الروح القدس، بحسب رواية كتاب أعمال الرسل التي سمعناها، "حدث دوي من السماء كريح عاصفة ملأ كل البيت" (أعمال 2: 2). إنها علامة روح الحق الذي يعصف ويبدد كل كذب وضلال، ويكشف الحقيقة. تماما كما يفعل الريح الذي يبدد الأغطية والمظاهر غير الجوهرية، وورقة التين التي تغطي خزي الانسان (تكوين 3: 7). ورأى الحاضرون "ألسنة من نار انقسمت واستقرت على كل واحد من المجتمعين لسان. فامتلأوا كلهم من الروح القدس، وبدأوا يتكلمون بلغات أخرى" (أعمال 2: 3-4). إنها علامة مواهب الروح السبع التي تنير وتعضد الايمان والعقل بالحكمة والعلم والفهم، وتثبت الرجاء وتلهم الارادة بالمشورة والقوة، وتنعش المحبة في القلوب بالتقوى ومخافة الله. أما الثمرة المزدوجة من مواهب الروح فهي الحقيقة والمحبة. هاتان هما اللغة التي يفهمها جميع شعوب الأرض مهما تنوعوا بجنسهم ولونهم وعرقهم ومعتقدهم. وقد رمزت إليها آية فهم جميع الحاضرين في أورشليم من مختلف المناطق واللغات إذ "كان كل واحد منهم يسمع الرسل الجليليين يتكلمون باللغة التي ولد فيها" (أعمال 2: 7-8). وختم الراعي: "سنقيم في هذه الليتورجيا الإلهية رتبة السجود للاله الواحد والثالوث. إننا نختتم، مع عيد العنصرة، تذكار عمل الآب الخالق، وعمل الابن المتأنس والفادي بموته وقيامته، وعمل الروح القدس هادي الكنيسة والمؤمنين بأنوار الحقيقة والمحبة التي تثمر فرحا وسلاما وعدالة وإخاء في الأرض. إننا نلتمس عطية الروح القدس هاتفين: "هلم، أيها الروح القدس، واملأ باطن قلوب مؤمنيك"، لكي نعكس أنواره، ونكون فاعلي سلام وموطدي عدالة، فيعم الخير والطمأنينة والفرح حيثما نكون. وهكذا نستحق أن نرفع نشيد المجد والتسبيح للاله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

اطلاق موقع "نور نيوز"

بعد القداس،أطلق الراعي الموقع الإلكتروني الإخباري المسيحي "نور نيوز" في حضور كلاسي وأسرة "تيلي لوميار"، ثم قطع قالبا من الحلوى بمناسبة العيد الخامس والعشرين لتأسيس "تيلي لوميار"، وتقبل التهاني من المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

كما استقبل الراعي رئيس الرابطة المارونية في أوستراليا باخوس جرجس، وكانت مناسبة لعرض أوضاع أبناء الجالية.

كما استقبل وفي حضور الكاردينال صفير ولمناسبة ميلاده السادس والتسعين، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير وأعضاء المؤسسة وعائلة الكاردينال صفير، وتمنى الجميع للكاردينال صفير دوام الصحة والعافية وطول العمر.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خرائط سايكس - بيكو في عهدة البيت الأبيض والكرملين

لندن - ابراهيم حميدي /الحياة/16 أيار/16/عندما رسم البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو في الرمال العربية، حدود الدول على الجسم المريض للامبراطورية العثمانية في ١٦ أيار (مايو) ١٩١٦، لم يعرفا أن لندن وباريس ستستجديان بعد مئة سنة لدى واشنطن وموسكو دوراً في رسم «الحدود» التي خطاها وأن الشمس ستشرق على امبراطوريتين أخريين وبمفردات جديدة... وأن الحدود المصطنعة سيعاد رسمها بالدم وليس الحبر الأزرق. لم يكن سايكس وبيكو يتوقعان ان الدول الوليدة من خريطتهما، ستشهد خلال عشرة عقود الكثير من الانقلابات والاحتلالات والوصايات والتدخلات ومحاولات فاشلة لصنع السلام للصراع العربي - الاسرائيلي والحروب الأهلية والفساد... كل شيء عدا «الدولة الوطنية» التي اعتقدا بإمكان فرضها بعد الحرب العالمية الأولى من فوق الى تحت. كانت بريطانيا وفرنسا بحثتا بعد ١٩١٥ في محاصصة للمناطق العربية الهاربة من الأمبراطورية العثمانية وأجرى المفوض البريطاني في القاهرة هنري مكماهون مفاوضات مع الشريف حسين لدعم «الثورة العربية» والاستقلال عن العثمانيين لمواجهة دعوات السلطان محمد الخامس المدعوم من ألمانيا بـ «الجهاد». وقسم اتفاق سايكس - بيكو العرب الى مناطق نفوذ بين بلديهما ورسم حدود جغرافية بعيداً من أي اعتبار للبعد الطائفي والديني والعشائري والقبلي. «الخديعة الاستعمارية» وخيانة الوعود التي قدمها الضابط البريطاني بيتر ادوارد لورنس (لورانس العرب) الى الشريف حسين للانتفاض ضد «الخلافة»، بقيت في الدروج الى حين كشفتها حكومة الثورة الروسية في العام ١٩١٧ ثم تقديم لندن وعوداً الى الحركة الصهيونية بـ «وطن قومي» وإعلان «وعد بلفور» في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩١٧. والتعديل، على اتفاق سايكس - بيكو حصل لدى بروز أهمية النفط. اذ تخلت فرنسا عن فلسطين والموصل مقابل حصة لها بالنفط. وأقر في نيسان (أبريل) 1920، في مؤتمر سان ريمو الانتداب البريطاني على فلسطين وشرق الأردن والعراق والفرنسي على سورية ولبنان، الأمر الذي صادقت عليه عصبة الأمم بعد سنتين. وخلال أكثر من نصف قرن من استقلال دول سايكس - بيكو بعد الحرب العالمية الثانية، جرت محاولات عدة لبناء «الدولة - الأمة» قام بها شيوعيون وقوميون وإسلاميون، مدنيون وعسكريون انتهت جميعاً الى النتيجة الواحدة، فشل الدولة الوطنية وتعزيز الديكتاتورية والاستبداد بمسميات عدة وراء جدران «دولة» سايكس - بيكو. انتهاء الهوية الوطنية وبروز الهويات الصغيرة. الطائفة، العشيرة، الدين، العرق، الحي، المنطقة!وفي ٢٠١١ وبعد عقود من رياح التغيير في اوروبا الشرقية وانهيار جدار برلين في ١٩٨٩، هب الربيع في الدول العربية وحمل معه الأمال الكبيرة والطموحات البراقة للشباب الملهمين من وسائل التواصل الاجتماعي وللطبقة الوسطى الباحثة عن العدالة. لكن المخاض كان عسيراً. منذ سقوط بغداد في ٢٠٠٣ اختلفت الأساليب والنتيجة واحدة: تدخلت أميركا لتغيير النظام العراقي فسقطت الدولة. تدخلت دول «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) جزئياً في ليبيا في ٢٠١١، فانهارت الدولة. لم تتدخل اميركا والغرب في سورية، فتشظت البلاد. لم يكن متاحاً الطلاق المخملي بين انظمة سايكس - بيكو والمجتمعات. وكأن المتاح هو الطلاق الدامي كما حصل في يوغسلافيا. والحدود التي ترسم بين الدول او داخلها ترسم بالدماء وتخترق بالدبابات والطائرات. «داعش» الذي أعلن «خلافة» في حزيران (يونيو) ٢٠١٤ محا الحدود بين العراق وسورية وأسس «ولاية الفرات» في جناحي بلاد الرافدين. والميليشيات تتنقل غير آبهة بالحدود. أيضاً، التحالف الدولي بقيادة أميركا، يقصف فوق سورية والعراق. حدود سايكس - بيكو موجودة في الخرائط فقط. مصيرها في عهدة البيت الأبيض والكرملين. التغيير يحصل داخل هذه «الحدود». بين العواصم والمدن الاخرى، بين المركز والأطراف. والأكراد الذين تعرضوا بدورهم لـ «خديعة» أخرى قبل مئة سنة، يعتقدون بأن محور واشنطن - باريس سيصحح التاريخ. اقليم كردستان يتفاوض من موقع القوة مع بغداد. والإدارات الذاتية الكردية ترث بثقة النظام «البعثي» في شمال سورية وشمالها الشرقي. أكراد سورية طلقوا ادارة أقاليمهم من دمشق. و «داعش» ذو الرؤوس المتعددة منصة لرسم الحدود داخل الدول وبينها. والتاريخ يكتب بالدم. والمخاض العسير سيستمر سنوات وعقوداً.

 

نتانياهو يشكك في «حياد» مبادرة السلام الفرنسية

الحياة/16 أيار/16/ أ ف ب /شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد لقائه بوزير الخارجية الفرنسي جان مارك آرولت اليوم (الأحد) في «حياد» فرنسا إزاء مبادرة السلام مع الفلسطينيين بعد تصويت باريس أخيراً على قرار لـ «منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونيسكو).

وقال نتانياهو في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته: «قلت لوزير الخارجية الفرنسي إن القرار الفاضح الذي اعتمدته اليونيسكو بدعم من فرنسا، والذي لا يعترف بعلاقة الشعب اليهودي بجبل الهيكل الممتدة لآلاف السنين، يلقي بظلاله على حياد فرنسا في المؤتمر الذي تحاول عقده»، في إشارة الى تصويت فرنسا على القرار الذي تبنته المنظمة في نيسان (أبريل) الماضي، والذي «يدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها، والتي تحد من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون ومن إمكان وصولهم إلى المسجد الأقصى». من جانبه، رفض وزير الخارجية الفرنسي الشكوك التي أبداها نتانياهو حيال «عدم حيادية» فرنسا في مبادرة السلام مع الفلسطينيين. وقال للصحافيين في مطار بن غوريون قرب تل ابيب قبل مغادرته إن «فرنسا ليس لديها مصلحة (بالانحياز الى طرف)، لكنها مقتنعة تماما انه اذا كنا لا نريد لافكار داعش ان تزدهر في المنطقة، فيجب علينا القيام بشيء». وكان أرولت بدأ في وقت سابق اليوم لقاء بنتانياهو في القدس للتباحث في المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام مع الفلسطينيين، وسيتوجه بعد ذلك إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لإطلاعه على المشروع الفرنسي لعقد مؤتمر دولي نهاية العام الحالي، بعد أشهر من التحضيرات السرية، لتحريك المفاوضات المتوقفة منذ عامين، في غياب الإسرائيليين والفلسطينيين، وبمشاركة 20 دولة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.وأثار هذا النص غضب إسرائيل، وندد نتانياهو بالقرار «السخيف» الذي «يتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة بين اليهودية وجبل الهيكل». ولم يستخدم النص تسمية «جبل الهيكل» التي يطلقها اليهود على باحة المسجد. وسعى المسؤولون الفرنسيون إلى التخفيف من وطأة القرار الذي صوتت عليه فرنسا، فأعرب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن أسفه لتأييد فرنسا للقرار في اليونيسكو حول القدس، معتبراً أنه «يتضمن صياغات مؤسفة وفي غير محلها» كان ينبغي تفاديها. وقال فالس أمام الجمعية الوطنية إن القرار «لن يغير شيئاً في سياسة بلاده» حيال النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

 

الملك سلمان يبحث مع كيري أوضاع المنطقة

دبي - العربية.نت/15 أيار/16/استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر السلام بجدة، الأحد، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والوفد المرافق له. وجرى خلال الاستقبال بحث أوجه التعاون بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، نقلا عن وكالة الأنباء السعودية (واس). وحضر الاستقبال الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الديوان الملكي خالد بن عبدالرحمن العيسى، كما حضره السفير الأميركي لدى المملكة جوزيف ويستفول، ومساعد وزير الخارجية الأميركي جونثان فاينر، وعدد من المسؤولين. وإلى ذلك، عقد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اجتماعاً مع كيري جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تنسيق التعاون المشترك في عدد من المجالات خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب. وجاء ذلك خلال استقبال ولي العهد في مكتبه بقصر السلام في جدة، الأحد، لكيري والوفد المرافق له. كما جرى خلال الاجتماع بحث آخر تطورات الأحداث في المنطقة وموقف البلدين الصديقين منها. وحضر الاجتماع الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار وزير الداخلية، ووزير الخارجية الجبير، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، والسفير الأميركي لدى المملكة ويستفول.

 

الإمارات.. استشهاد طيار ومساعده إثر سقوط طائرة عسكرية

15 أيار/16العربية.نت/أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية الأحد عن تحطم إحدى طائراتها العسكرية أثناء طلعة تدريبية في الإمارات. ونتج عن الحادث استشهاد طاقم الطائرة المكون من طيار ومدرب. وتجري الجهات المختصة بحسب ما أوردت وكالة وام الرسمية، التحقيقات لمعرفة أسباب الحادث.

يذكر أنه في 14 مارس 2016، استشهد طياران إماراتيان تحطمت طائرتهما في الأراضي اليمنية إثر عطل فني، حسبما أعلنت قيادة قوات التحالف العربي في حينه.

 

وزير الخارجية الفرنسي يبحث مع نتانياهو مبادرة السلام الفرنسية

الأحد 15 أيار 2016 /وطنية - بدأ وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت صباح اليوم لقاءه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للتباحث في المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام مع الفلسطينيين، بحسب وكالة فرانس برس. ويتوجه ايرولت بعد لقائه نتانياهو في القدس "المحتلة" الى مدينة رام الله في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ظهرا لاطلاعه على المشروع الفرنسي لعقد مؤتمر دولي، بعد اشهر من التحضيرات السرية.

 

8 مدن سعودية مسرح أضخم شبكة تجسس إيرانية يشرف عليها خامنئي

السياسة/16 أيار/16/شكلت ثمانية مدن سعودية مسرحاً لأضخم عملية تجسس إيرانية تجري محاكمة أعضائها حالياً، وتضم 30 مواطنا سعوديا، وتدار من قبل السفارة الإيرانية في الرياض بإشراف المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي والحرس الثوري. وذكرت صحيفة “الوطن” السعودية الصادرة أمس، أن العملية تضمنت ثلاث شبكات تجسسية إضافة إلى عنصر يعمل بشكل منفصل، نقلت 64 فئة معلوماتية عسكرية وأمنية ومدنية إلى إيران من سبع قطاعات مختلفة، لافتة إلى أن السفارة الإيرانية في السعودية جندت عناصر التجسس. وأكدت الجهات الأمنية السعودية الاستهداف الإيراني للمملكة ودول الخليج عبر النشاط التجسسي واستغلال موسمي الحج والعمرة في الإرهاب وجمع المعلومات. وكشف العميد مهندس بسام بن زكي عطية، أن للإرهاب الإيراني الموجه ضد المملكة أوجهاً عدة من بينها التجسس، مشيراً إلى أن استهداف المملكة يعد هدفا مقدسا لطهران بغرض تخريب المنطقة وتحويلها إلى بؤرة صراع لتتولى قياداتها الحالية إدارتها. وقال العميد عطية، خلال ورقة عمل وعرض مرئي قدمه خلال ملتقى “الإرهاب والتنظيمات الإرهابية…التحديات الخطر والمواجهة”، نظمه مجلس الشورى الخميس الماضي وحملت عنوان “المشروع الإرهابي في السعودية المهدد للأمن الوطني”، إنه من بين أوجه الإرهاب الإيراني أيضاً إرهاب الحج والإرهاب الديبلوماسي الذي كان آخره الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، وكذلك إرهاب الفتنة الطائفية، وتهريب المواد المتفجرة إلى المملكة، وتدريب عناصر من “داعش” على تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة. وأضاف العميد بسام عطية أن الشيفونية القومية هي المحرك الرئيسي والمؤثر لما تعيشه إيران تجاه جيرانها وتجاه العالم ككل، متسائلاً “لماذا التغيير في أرض سنية إلى أرض شيعية؟”. وأجاب أن لا دولة من دون قتال ولا قتال من دون عقيدة، لذا كان لابد من وجود عقيدة جديدة ومن هنا وجدت عقيدة التشيع، ومن ثم جاءت الدولة البهوية وضعفت الحالة الصفوية وكانت هناك رغبة قوية لإعادة الدولة الصفوية أما في إيران أو العراق أو شرق الجزيرة العربية أو لبنان أو سورية، وهو ما حدث بالفعل في الستينات. وأضاف “بدأت مرحلة موسى الصدر الذي يعتبر منعطفا خطيرا جدا في مشروع إعادة الدولة الصفوية”. وأشار عطية إلى سقوط الشاه، معتبراً أنه كان بداية تصدير الثورة الإيرانية وظهر مشروع الدولة الإيرانية وتفرع منه “حزب الله”، إذ إن ستراتيجية الثورة الإيرانية تقوم على أن يكون لها فرع لـ”حزب الله” في كل مكان في العالم من الأقليات وصولا إلى أميركا الجنوبية وأستراليا. وشدد عطية على أن الستراتيجية الإيرانية تعمل بمفهوم المدى القريب والمدى البعيد، فالمدى القريب يستهدف السعودية والعراق والهلال الخصيب غربا، وباكستان وأفغانستان شرقا، أما المدى البعيد فهو الوصول حتى أواسط آسيا شرقا وأواسط إفريقيا وجنوبها غربا، ويعدّ سقوط العراق وانهيار “طالبان” في أفغانستان حافزاً كبيراً للثورة الإيرانية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حين " برمت العدرا "

 نبيل بومنصف/النهار/16 أيار 2016

قد نخرج من جولات الانتخابات البلدية والاختيارية في نهاية أيار الحالي بما يتجاوز رسم مشهد سياسي مختلف الى ما هو اشد وقعا عبر " نفخ " لا سابق له في مفهوم التنافسات الانتخابية ومعاركها التقليدية . من دون إثقال الضمير باستنتاجات مضخمة ، ترانا ندهش غداة الجولة الثانية في جبل لبنان حيال تواطؤات مكشوفة بين ناخب يستطيب لعبة السياسيين وسياسيين يستغلون انتخابات محلية لجعلها البدل من ضائع لتجديد الشعبية والنفوذ . هذه المعادلة تبرز خصوصا في ظاهرة استعارة شعارات " أسطورية " باتت أثقل من ان تحتملها الانتخابات الرئاسية او النيابية ، فكيف الحال ونحن في مجرد استحقاق بلدي ؟ خلنا ان "موقعة زحلة " قطفت قصب السباق في عملقة شعارات التحفيز والتحميس حين بلغ الغلو حد حرب على توطين سوري من هنا او معركة إقصاء " الخوراج " الحزبيين من هناك أو النصر المبين بالقبض على قرار المدينة بين الاثنين . ثم تراءى لنا ان موقعة بيروت كادت تمزق النسيج التعايشي في حمى الحلفاء فيما كانت النسبة الساحقة من عوامل الإضطراب الذي تسبب بتلك الجولة معاناة الثمانية أشهر من "تعايش" مع أزمة النفايات . ولكن تحطيم الأرقام القياسية في تمدد الظاهرة جاءنا البارحة من جونية . هنا "وقفت المياه عموداً" في الساحات واختصرت عاصمة كسروان كل الاعتمالات في معركة مسيحية "صافية" . من عاش أيام جونية كاد يظن بأن " التسونامي " الهستيري ذاهب الى استحضار إحدى أطرف الأساطير الدعائية السياسية التاريخية لدى مسيحيي الجبل ولبنان عموما والتي ذهبت مثلا منذ " برمت العدرا " أيام الحلف الثلاثي الشهير في عز انتصاره الانتخابي النيابي الذي أدى الى إسقاط النهج الشهابي . واذا كان الشيء بالشيء يذكر، ترانا لن نبخل على واقعات " ادنى" وانما معبرة بضمها الى لوائح المعارك المشهودة حين يأتي دور بعض الجنوب وبعض الشمال ولا سيما منهما ما يتطابق مع الواقعات المسيحية وعدواها الحارة . نتساءل فعلا هل استطاب الناس ظاهرة التضخيم والنفخ بفعل ألاعيب السياسيين المهرة والمحترفين وماكينات انتخابية فعالة أم بفعل تطور اعلامي وتواصلي فعال للغاية بات السلاح الجديد الأمضى في أي انتخابات ايا تكن ظروفها وطبيعتها بحيث باتت تساوى معها انتخابات رئاسية ونيابية مع انتخابات بلدية واختيارية بلا أي فوارق ؟ لا نجادل تكرارا في الاهمية الساحقة التي تكتسبها هذه الانتخابات، ولكننا لا نزعم امتلاك تفسير موضوعي لظاهرة السكر بهذا التضخيم الهستيري الذي لا تحتمله أي معركة في بلد يعاني عقدة الخطئية الأصلية الديموقرطية منذ سنتين مع جمهورية بلا رأس وبلا مؤسسات حقيقية. لعلنا أمام "عدالة" معاقبة السياسيين برفع الناخبين الى مراتبهم ونحن آخر من يدري!

 

"حزب الله" لا يمكن أن يهدّد المركزي والمصارف لأن عدم التزامها القانون الأميركي يعرضها للعقوبات

 سابين عويس/النهار/16 أيار 2016

قد تكون المرة الأولى يختلف فيها الموقف داخل "حزب الله" من قضية تعنيه مباشرة وتمس مصيره، هي قضية التعامل مع قانون العقوبات الاميركي الذي دخل حيز التنفيذ منذ 15 نيسان الماضي، ولمس الحزب ان تطبيقه أكثر من جدي وربما استنسابي بما أنه شمل في شكل أو آخر شخصيات قريبة من الحزب ولكن غير متورطة أو معنية بعملياته المالية. بدا التفاوت واضحا في المواقف. ففي حين كان وزيرا الحزب في الحكومة حسين الحاج حسن ومحمد فنيش يثيران الموضوع في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء على خلفية صدور تعميمين تطبيقيين للمصرف المركزي، ويدعوان إلى التعامل بتروٍ وحكمة وهدوء مع الموضوع، كانت كتلة "الوفاء للمقاومة" تطلق تهديدات قاسية في اتجاه المصارف والمصرف المركزي والحكومة حتى، محذرة من الانصياع للقرار الاميركي. ورغم تزامن التهديد مع كلمة للأمين العام للحزب، لم يتطرق نصر الله إلى الموضوع في ما بدا إشارة إلى عدم رغبة في التصعيد. أما الاجواء التي سُربت عبر الاعلام لاحقا وفيها تهديد بتعطيل الحكومة أو تطييرها، فقد تم نفيها ، على قاعدة أنها ليست سوى تكنهات ولا ترقى إلى الصحة. والواقع أن الحزب يدرك أنه لا يمكن تطيير الحكومة على خلفية هذا الموضوع، لأن تطييرها يفقده الغطاء الشرعي الوحيد الذي توفره له، باعتبار أنه ممثل فيها بوزيرين.

ولأن المصارف كانت مستهدفة بالتهديد، تداعى مجلس إدارتها إلى إجتماع إستثنائي السبت الماضي، وبحث في الموضوع. وبدا واضحا التوجه لدى المصارف التي يشكل القانون بالنسبة اليها قضية حياة أو موت. فالمصارف عاجزة كلياً عن المخالفة، وإلا فإن عدم الإنصياع يخرجها من النظام المالي الدولي، وقد أكدت ذلك بوضوح في بيان أصدرته على الاثر وأكدت خلاله أن "التزام المصارف القوانين اللبنانية والمتطلبات الدولية، بما فيها تطبيق العقوبات هي من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه وعلى مصلحة كل المواطنين والمتعاملين مع المصارف، مما يؤمن لهم سلامة استمرارية العمل من خلال النظام المالي العالمي. فالقطاع المصرفي اللبناني هو جزء من هذا النظام المصرفي العالمي، ومصارف لبنان موجودة في 33 بلدا وتعمل في ظل نظام العولمة المالية وتحترم كل متطلباته". على هذا الموضوع، تعلق مصادر مصرفية بارزة بالتذكير أن ما يتعرض له القطاع المصرفي اللبناني ينسحب على كل المصارف في العالم إذ إن تطبيق القانون يشمل كل الدول وليس لبنان وحده. وتكشف أن سويسرا اضطرت لتعديل قوانينها أخيرا لتتمكن من تقديم نحو 25 الف إسم!

وذكرت المصادر أن عدم التزام المصارف أو المصرف المركزي القانون يرتب مسؤولية كبرى على الدولة كما على "حزب الله" لأن عدم الالتزام يعرض المصارف المتخلفة كما مصرف لبنان للعقوبات، وهذا يعني إدراجها في اللائحة السوداء التي تعني حظر التعامل معها. ولا نعتقد أن لأحد في لبنان مصلحة في إدراج المصرف المركزي على لائحة كهذه. فلبنان بسلطاته المالية والنقدية بذل جهودا كبيرة ليكون ضمن المجتمع الدولي، ولا مصلحة لأي فريق بخروجه عن النظام العالمي لما يرتبه ذلك من عزلة دولية غير مقبولة بأي معايير".

لم تخف المصادر انزعاج المصارف من القساوة التي يتسم بها القانون الذي وصفته بالجائر، والذي يستهدف سيادة الدولة على قوانينها وعلى مواطنيها، ولكنها في المقابل لم تخف قلقها من تداعيات أي تخلف لما يرتبه من إجراءات لا قدرة للبنان على تحملها. وذكرت أن لبنان يتلقى تحويلات بما لا يقل عن 8 إلى 9 مليارات دولار سنويا من اللبنانيين غير المقيمين، فضلا عن مساعدات دولية، ستكون كلها مهددة في حال عدم إلتزام القانون، لأنه سيتعذر تحويلها! وكشفت معلومات عن توجه حاكم المصرف المركزي الى باريس نهاية الاسبوع الماضي ومنها إلى واشنطن ربما لمتابعة هذا الموضوع، بينما أكدت المصادر ان لا تعديل في التعاميم الصادرة عن المركزي إلا إذا رافقتها تعديلات أميركية. وختمت مذكرة بأن لبنان يطبق قانونا أجنبياً على غرار كل الدول باعتبار أن الولايات المتحدة الاميركية تسيطر على التعاملات بالدولار في العالم ولا يمكن أي مصرف أن يعيش بدون حسابات بالعملة الخضراء!

 

لبنان يُواجه خطر الفراغ الشامل إذا لم يُنتخب رئيس للجمهورية سريعاً

اميل خوري/النهار/16 أيار 2016

بعدما وضع الرئيس نبيه بري النواب أمام خيارات صعبة وهي إمّا إنجاز قانون جديد للانتخابات النيابية، وإمّا إجراء الانتخابات المقبلة على أساس قانون الستين، وإمّا مواجهة فراغ تشريعي لأن لا تمديد جديداً لمجلس النواب، فأي من هذه الخيارات ستعتمد القوى السياسية الأساسية والنواب؟

تخشى أوساط سياسيّة مراقبة أن ينجح معطّلو انتخاب رئيس للجمهورية في فرض إجراء انتخابات نيابيّة قبل الرئاسيّة إذا استمر الشغور الرئاسي إلى أن يحين موعد إجراء هذه الانتخابات خلال ربيع 2017، وأن تستمر المماطلة في درس مشروع قانون جديد للانتخابات وإقراره فيفرض الأمر الواقع اجراءها على أساس قانون الستين وإنْ مرفوضاً. إن الأسابيع القليلة المقبلة سوف تكشف حقيقة النيات حيال لبنان والى أين يذهبون به، وهل ثمة من يخطّط لاجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية ظناً منه أن الأكثرية التي يتألف منها مجلس النواب الحالي سوف تتغيّر وستأتي عندئذ بالرئيس الذي يريده المعطّلون، أم أن الانتخابات الرئاسية ستتقدّم الانتخابات النيابية لأن لا قانون للانتخاب يصير نافذاً من دون توقيع رئيس الجمهورية، ولا حكومة يمكن تشكيلها من دونه أيضاً. فهل يذهب المخطّطون لتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية الى حد تعطيل إجراء انتخابات نيابية عندما يحين موعدها إمّا لعدم الاتفاق على قانون جديد وإما رفضاً لاجرائها على أساس قانون الستين، فتكتمل عندئذ حلقة الفراغ الشامل الذي لا خروج منه إلا بعقد مؤتمر يعيد النظر في دستور الطائف تعديلاً أو تطويراً أو تحديثاً في ضوء التطوّرات المستجدّة؟ الواقع أن لبنان يمر بأخطر مرحلة في تاريخه إذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت كي يتم تشكيل حكومة تشرف على انتخابات نيابية تجرى على أساس قانون عادل ومتوازن، ويتولّى مجلس النواب الجديد المنبثق منها اتخاذ القرارات التي تقضي بها مصلحة البلاد ولا سيما ما يتعلق بالدستور تحقيقاً للاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الثابت والدائم واعتماد السياسة الخارجية التي تحقّق ذلك وهي سياسة تحييد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية والدولية. أمّا إذا لم يتم التوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية ليفرض حلول موعد إجراء الانتخابات النيابية خلال ربيع السنة المقبلة أو قبله، سواء على أساس قانون جديد أو على أسس القانون الحالي، فإن أزمة حادة قد تواجه لبنان نتيجة انقسام اللبنانيّين وقادتهم بين من يرفض إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية ومن يتذرّع بالأمر الواقع لاجرائها في موعدها، وإلاّ كان الفراغ المجلسي بعد الفراغ الرئاسي لأن التمديد مرّة أخرى لمجلس النواب مرفوض ولو لتفادي هذا الفراغ. لذلك، فإن القادة في لبنان إذا لم يتفقوا على حل أزمة الانتخابات الرئاسية فانها ستولّد أزمات أكبر تضع لبنان على شيفر الهاوية، فلا بد عندئذ من الاستنجاد بأصدقاء لبنان وأشقائه لاخراجه من المأزق، وهذا يكون بحمل كل النواب على حضور جلسة انتخاب الرئيس لأن حضورهم واجب دستوري ووطني مقدّس وليس مزاجياً، وإلا تحمّلوا مسؤولية وضع لبنان على طريق المجهول، خصوصاً أنه لم يعد ثمة عذر لمعطّلي جلسات الانتخاب بعدما صارت الصورة واضحة وهي أنه بمجرد أن يحضر نواب "حزب الله" الجلسة ومعهم نواب "تكتل التغيير والإصلاح"، أو يحضر أحد نواب أحد الحزبين، يكتمل النصاب وينتخب رئيس للجمهورية. فالتغيير والاصلاح يبدأان بانتخابه ليعقب ذلك انتخابات نيابية على أساس قانون جديد يكون لرئيس الجمهورية رأي فيه توصلاً الى اعادة تكوين السلطة بمشاركة الجميع. أما استمرار تعطيل جلسات انتخاب الرئيس ليستمر الشغور الرئاسي الى أن يحين موعد الانتخابات النيابية ليصبح إجراؤها أمراً واقعاً يتقدّم انتخاب الرئيس، فإن هذا قد يكون مشروع خلاف جديد بين اللبنانيّين وقادتهم يدخل لبنان في الفراغ الشامل، فهل يعي القادة مسؤوليتهم حيال لبنان فيأتي الخلاص على أيديهم، أم على أيدي دول شقيقة وصديقة، خصوصاً مع عودة فرنسا الى التحرّك علَّ الخلاص يأتي على يدها فيكون لها الفضل وتثبت أنها أشد حرصاً وغيرة على لبنان من بعض قادته؟

 

ايرولت يحمل اقتراحات حول الرئاسة في زيارته الأولى لبيروت منذ تعيينه

 خليل فليحان/النهار/16 أيار 2016

يزور وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت بيروت في 27 من الشهر الجاري للمرة الأولى منذ تعيينه في هذا المنصب ومن المقرر ان يستكمل بحث مواضيع طرحها رئيس بلاده فرنسوا هولاند لدى زيارته بيروت الشهر الماضي. وتجدر الإشارة الى ان وزير الخارجية جبران باسيل كان اول وزير خارجية يلتقي ايرولت في الكي دورسيه في 16 شباط الماضي وهنأه بتسلمه منصبه الجديد بعدما وصل إلى باريس في جولة شملت ميونيخ وبروكسل وروما . ويلتقي سفير فرنسا إيمانويل بون الوزير باسيل بعد ظهر اليوم ويتبلغ منه ما يحمله ايرولت من اقتراحات ومعلومات والاستماع الى ما سيطرحه وزير الخارجية في شأن ثلاثة ملفات رئيسية:

الأول موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، علماً أن هولاند يسعى إلى إنجاز هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن ولم يعد جائزاً إبقاء قصر بعبدا فارغا من رئيسه، وهذا الموضوع كان محور بحث بين الرئيس الفرنسي والبطريرك الماروني بشارة الراعي الاسبوع الماضي في قصر الاليزيه.

وافاد مصدر ديبلوماسي متابع لهذا الملف " النهار" أن ايرولت يحمل اقتراحات توصلا الى اعادة فتح أبواب القصر الجمهوري وإنهاء الكباش المحلي الماروني - الماروني، ووراءه التنافس بين قوى سياسية تشرذمت، سواء ما كان يسمى قوى 8 آذار أم 14 آذار، وايضاً لمعرفة مدى الارتباط بالنزاع السعودي - الإيراني او عدمه .

والملف الثاني هو اللجوء السوري الذي فاق قدرة لبنان على التحمل، خصوصاً أن المجتمع الدولي لا يتجاوب مع ما تقترحه الحكومة اللبنانية بتأييد شبه جماعي من القيادات السياسية على اختلافها، مع تخلَّف معظم الدول المانحة عن سداد ما التزمت به من تقديم مبالغ مخصصة لمساعدة اللاجئين السوريين، إضافة الى تبرعات من دول معظمها أوروبية ومن الولايات المتحدة ايضا للحكومة اللبنانية كي تتمكن من تقديم خدمات إلى اللاجئين في التعليم والطبابة .

اما الملف الثالث المتوقع مناقشته فهو تسليح الجيش اللبناني، ويظهر ان المساعي الفرنسية التي بذلت مع السعودية لم تنجح في إعادة هبة الملك عبدالله نظرا الى الحاجة الملحة إليها في وقت لا تزال القوات المسلحة اللبنانية تخوض مواجهة مع مسلحين ينتمون الى تنظيمات ارهابية في مقدمها "داعش" و"النصرة" المتمرسين في جرود عرسال، إضافة الى تسلل ارهابيين نجحت الاجهزة الامنية في ضبط إعداد منهم في البقاع والشمال .  أما برنامج ايرولت فالمعروف منه حتى اليوم انه سيلتقي كلا من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمّام سلام والبطريرك الراعي ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد.

وقلل مصدر متابع اهمية زيارة ايرولت رغم أنه ينقل مقترحات معينة من دولة عضو دائم في مجلس الامن وتقف دوما بجانب لبنان .

 

إلى الجنوب درْ: تكليف شرعي يوك!

 جمانة حداد/النهار/16 أيار 2016

هل صحيحٌ أن المسألة منتهية، ولا لزوم للسؤال، ولا للانتخاب؟ يجيب المجيب متى عُرِف السبب، بطل العجب. أما السبب فواضح وفجّ وعلى عينك أيها المنتخب. ففي الجنوب تكليف شرعي، أين منه التكليفات الشرعية الأخرى، التي رأينا هزالها وعدم جدواها في بيروت. وعندما يكون الأمر في الجنوب على هذا المنوال، فعبثاً "يسوّد" المتمرّد الجنوبي وجهه، وصوته الانتخابي المضادّ الذي سيذهب في رأي "العالمين بالغيب" أدراج الرياح. لكنْ مهلاً. فأنا ابنة الجنوب، ولن أرضخ للتكليف الشرعي المعمول به في منطقتنا التي ينكبها ليس العدوّ الصهيوني فحسب، بل تنكبها أيضاً تكليفات "إلهية"، تمنع بصيص الضوء والهواء والأمل. لن أرضخ، وأطلب من مواطِناتي ومواطنيَّ عدم الرضوخ. عندي لكنّ ولكم تكليف شرعي، يا بنات منطقتي وأبناءها:

تكليف شرعي ضدّ التكليفات الشرعية؛ تكليف شرعي ضدّ الطاعة العمياء وضدّ القطيعية والاستبلاه واثارة الغرائز الطائفية والعصبية والمذهبية والعائلية المُذلّة والمهينة؛ تكليف شرعي ضدّ المال الديني والسياسي؛ تكليف شرعي ضدّ الترهيب الشرعي بالويل والثبور وعظائم الأمور، إذا خطر في بال إحداكنّ، أو أحدكم، التصويت "غير الشرعي" بعيون مفتّحة وعقول رافضة؛ تكليف شرعي ضدّ اليأس العبثي والموت العبثي والظلام العبثي؛ وتكليف شرعي ضدّ التكفير الشرعي.

ماذا بعد؟ قبل أيام من الانتخابات البلدية في منطقة الجنوب، إليكم رأيي بالمختصر المفيد وبالعربي الدارج، ربّما لأن اللغة الفصحى لا تصل مباشرةً إلى القلوب، ولا تفعل فعلها في الرؤوس:

اللي صار ببيروت، لازم تنتقل عدواه إلى كل المناطق اللبنانيي، وخصوصي منطقة الجنوب. ليه؟ لأنّو لايحة "بيروت مدينتي" تمرّدت عَ الفساد والنهب والتبعية والطائفية والعائلية والمحسوبية، اللي بيمثلها "التكليف الشرعي" بلايحة "البيارتة".

هونيك ببيروت كان في تكليف شرعي، وهون بالجنوب في تكليف شرعي. الأصوات إللي ربحتها لايحة "بيروت مدينتي" لازم يربحها أهل الجنوب مرة ومرتين وتلات مرات. يعني: أضعافاً مضاعفة. هيدا هوّي التحدي الكبير: تأليف لوائح "الجنوب ضيعتي"، "الجنوب بلدتي"، الجنوب مدينتي"، بوجّ لوايح التكليفات الشرعية. شو ما كانت النتيجة تكون. لازم الكلّ يعرفو إنّو أهل الجنوب مش بالجيبي. وإنّو هنّي بيصنعو مصيرن بإيدن. نحنا كلّنا ضدّ إسرائيل بالداخل والخارج. هيدي مسألة مفروغ منها، ومش موضع نقاش ولا تساؤل. بس نحنا كلّنا كمان ضدّ العدمية والتبعية والتسلبط ع الناس والتحكّم بأمورهن الحياتية والمعيشية، وخصوصي خصوصي ضدّ التحكم بأفكارهن السياسية. إلى الجنوب درْ: تكليف شرعي يوك!

 

المظلومان" سايكس وبيكو!

علي بردى/النهار/16 أيار 2016

تحلّ اليوم، 16 أيار، الذكرى السنوية المئة لاتفاق سايكس - بيكو. نال صاحباه الديبلوماسيان البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج - بيكو، ولا يزالان ينالان، قسطاً من اللعنات في العالم العربي. غير أن هذا السباب ما نفع العرب يوماً. مثّلا حقبة سوداء من الإستعمار. ولكن قد يكونان "مظلومَيْن" إذا حُمِّلا تبعة كل هذه الأحزان العربية. في الغرب، يستعيد باحثون كثيرون في شؤون الشرق الأوسط هذه الذكرى، فيما تعبر المنطقة مجدداً في واحدة من تحولاتها الكبرى في غضون قرن. حربان عالميتان وحرب باردة. انهيار السلطنة العثمانية. صعود النازية في ألمانيا والفاشية في ايطاليا واندحارهما. انتهاء الإستعمارين الفرنسي والبريطاني وما تلاه من نشوء الدول. إنتصار الثورة البولشفية وانهيار الإتحاد السوفياتي. تأسيس دولة اسرائيل. ليست مؤامرة محاولات تقاسم ما أمكن من النفوذ. هذه ممارسات طبيعية قديمة قدم التاريخ. الدول والكيانات الجغرافية - السياسية ليست جمعيات خيرية. يبدو ما قام به سايكس وبيكو تفصيلاً في سياقات أوسع وأكبر. ليس في العالم العربي ما يكفي مما يحتاج اليه بإلحاح من الدارسين المستقلّين والباحثين الجديين. من يسمع أصوات هؤلاء؟ العالم العربي مريض. فيه ما هبّ ودبّ من العلل. غير أن التشخيص متروك في الغالب لطبقات سياسية ينخرها الفساد، أو يستلبسها الدين وعلم الغيب، أو في أحسن الأحوال تتبجح بلا انتهاء بالماضي التنويري المتألق لعلماء كبار أمثال ابن سينا والرازي والخوارزمي وجابر بن حيان وابن بطوطة وابن الهيثم والكندي والكاشي وابن رشد والفارابي والطبري وابن خلدون. ما هو الأثر الحقيقي لاتفاق سايكس - بيكو؟ هل كانت المعاهدات والإتفاقات الأخرى قبله وبعده في باريس ولندن ويالطا وسان ريمو محدودة التأثير؟ كيف حكمت السلطنة العثمانية المنطقة مئات السنين قبل أن يؤسس مصطفى كمال على أنقاضها تركيا الحديثة؟ لماذا لم يتمكن الغرب "الحضاري" من زرع قيم الحريات والديموقراطية في الشرق؟ ماذا قدم العرب في العصر الحديث غير العلوم القرآنية واللاهوتية والدينية مما هو أفضل من التعليم الذي توفره مدارس وكليات وجامعات افتتحها المبشّرون؟ من هو المسؤول عن غياب الإحترام لحكم القانون في المجتمعات العربية؟ محا "الربيع العربي" خرائط سايكس - بيكو. لم تعد صالحة. انهار بعض أعمدة النظام العربي القديم. جاءت الجماعات الإرهابية بمشاريع وحشية خرافية. تحتاج الخرائط الى تحديث يعكس التوازنات الدولية والإقليمية الجديدة. أين العرب؟ ينظرون الى 16 أيار 1916 باعتباره "اليوم المشؤوم" الذي أدى الى مصائبهم ونكباتهم ونكساتهم وخيباتهم... وأحزانهم. لهذه الأسباب وغيرها، يحتاج الأمر الى مراجعة نقدية علمية عميقة، وليس تبريرية على طريقة الأحزاب السياسية العربية، لئلا يبدو السير سايكس والسيد بيكو وكأنهما "مظلومان".هذه ذكرى ليوم حزين.

 

مقتل بدر الدين... أي حرب هذه وأي تراجيديا

 حازم الامين/الحياة/16 أيار/16

طغت السيرة السورية لـ «حزب الله» على سيرته اللبنانية. ليس مقتل مسؤول الحزب الأمني مصطفى بدر الدين وحده ما يُتوج هذا الاعتقاد، وليست سنوات القتال الخمس دفاعاً عن النظام السوري سوى محطة في هذا السياق. قبلهما اغتيل المسؤول الأمني الأول في الحزب عماد مغنية في دمشق، وفي أثنائهما سقط للحزب عدد من القتلى يوازي عدد قتلاه في لبنان. ولهذا تبدو سنوات الحزب الخمس في سورية أطول من عقود عمره اللبناني الثلاثة، وأكثر تكثيفاً لصورته ولموقعه.

والمهمة السورية لم تستنزف طاقات الحزب فحسب، إنما استنزفت أيضاً مهمته اللبنانية. ذاك أنه راح يوظف كل شيء في أتونها. يشارك في الحكومات على أساسها، ويُقدم التنازلات في سبيلها. يخوض الانتخابات البلدية ليقول إن البلدات الشيعية اللبنانية صوّتت لدوره في سورية، ويتنازل عن مقعد وزاري لتمرير حكومة تغطي حربه هناك. وفي سياق هذه الحرب أيضاً، عبث الحزب بالتركيبة الديموغرافية ليس لريف دمشق فحسب، ولكن أيضاً لبيئته المذهبية في البقاع اللبناني، وهذا يشبه عبث المرء بوجهه ووجوده.

ويمكن القول أيضاً إن تراجيديا حرب تموز 2006، والتي خيضت رمزياً لإطلاق الأسير اللبناني لدى إسرائيل سمير القنطار، تمّ تبديدها أيضاً في سورية عبر مقتل الأخير هناك. وهو تبديد مواز لتبديد أكبر ارتكبه الحزب بصورته التي انكفأت إلى حماية «المزارات» بعد أن قدم نفسه حامياً لـ «الأمة».

والحال أن الأكلاف اللبنانية لمهمة الحزب السورية لا تقتصر على القادة الأمنيين والعناصر المقاتلة الذين قضوا هناك، إنما، وهو الأهم، امتدت لتشمل توظيف لبنان، بعد تحويله إلى ساحة مشرعة الحدود، في هذه المهمة الخطيرة، إذ إن نَقل الانفجار المذهبي الداخلي من هذه الساحة المشرعة وغير المحصنة، إلى خلف الحدود لم يعن يوماً نجاة لبنان من أتون الحرب المـــجاورة. إحصاء صغير لعدد الســــيارات المفـــخخة التي انفجرت في الضاحية الجنوبية لبيروت يساعد على تقدير حجم الانكشاف. واستحالة رأب الصدع المذهبي تؤشر إلى أننا جزء من الحرب الدائرة خلف الحدود.

لكن مهمة الحزب السورية لا يبدو أنها بوشرت في أعقاب بدء الاحتجاجات الشعبية على النظام السوري في 2011. فالمحطات الأمنية الأساسية في سيرتَي الحزب اللبنانية والسورية لطالما ارتبطت بموقع «حزب الله» في معادلة إقليمية وغير لبنانية. عماد مغنية قُتل في سورية في 2008، أي قبل مباشرة الحزب قتاله هناك بأكثر من ثلاث سنوات، وفي حرب تموز 2006، كانت سورية حصن الحزب الخلفي، وهذه وقائع مُبكرة كان علينا أن نُفسر فيها عدم تردد «حزب الله» في توظيف كل طاقاته في الحرب السورية اللاحقة. وبهذا المعنى، فإن الحزب في موقعه الطبيعي في قتاله في سورية، وهو موقع لم يستجد في ضوء شعوره بأن النظام مهدد هناك. فهو في سورية قبل أن تشتعل الاحتجاجات، وهو هناك شريك في وظيفة فاق دوره فيها دور النظام نفسه. وهذا ما كشفته وقائع كثيرة. وذلك يعني أيضاً أن خسارة الحزب بسقوط النظام في سورية ستفوق بأهميتها خسارة النظام نفسه السلطة.

أما مقارنة الأثمان، فما لا شك فيه أن الثمن السوري فاق بأضعاف الثمن اللبناني الذي دفعه الحزب. ونحن لا نتحدث هنا عن عدد القتلى، ولا عن القادة الأمنيين، إنما أيضاً عن سهولة «الإنجاز» في الحالة اللبنانية واستحالته في الحالة السورية. فـ «حزب الله» في سورية صار جزءاً من ثقافة النظام في علاقته بالسوريين، وأيضاً من كبته عجزه عن رد الاستهداف. أما في لبنان، فكانت قواعد اللعبة أوضح وأكثر نجاعة. الاغتيال مقابل اغتيال، والغارة مقابل وابل من الصواريخ.

هذا كله لن يُغري الحزب بالعودة إلى لبنان. فـ «حزب الله» لم يكن يوماً لبنانياً، وهو ليس سورياً بطبيعة الحال. هو حزب إقليمي، وسورية ساحة إقليمية أهم من لبنان، وربما حُمِل الحزب إلى مهمة عراقية لاحقاً، والعراق أيضاً أهم للحزب من لبنان. ولكن يبقى أن الوظيفة في هذه الساحات، خارج الحدود، تحمل ملامح «خرافة التفوق اللبناني»، فهو قوة النخبة في الحرب الإقليمية، وفي هذه اللحظة يرتد الحزب لبنانياً عبر مساهمته المختلفة. وأن تكون مختلفاً في حرب أهلية تخوضها، فلن يكون اختلافك عنصر تقدم، بل فرصة ضغينة أكبر.

ثم إن الحديث عن المرحلة اللبنانية من سيرة الحزب يردنا دائماً إلى حقيقة أن هذه السيرة لم تكن يوماً متحققة، ونحن إذ سقطنا في إغراء الاعتقاد بأنه موصول في لبنان بمهمة صاغها النظام في سورية، فها نحن نكتشف أن النظام السوري كان حلقة، مثلما هو الحزب حلقة، في شبكة نفوذ إيرانية منعدمة الحساسية حيال الهويتين المتوهمتين للنظام وللحزب، أي سوريّة الأول ولبنانية الثاني. قتلت غارة إسرائيلية المسؤول الأمني لـ «حزب الله» مصطفى بدر الدين. لن يُصدق السوريون أن الرجل كان في مهمة على الحدود مع إسرائيل. هوية المنفذ لن تُساعد هذه المرة في جعل الواقعة محطة في الصراع مع إسرائيل. واقعة مقتل سمير القنطار في غارة مماثلة في سورية نموذج مصغر عن مأزق خطاب الحزب الصراعي، فضلاً عن مقتل جهاد عماد مغنيّة. وهذا ناهيك بأن سيرة بدر الدين أكثر تعقيداً من سيرة القنطار، ودفع واقعة مقتله في سورية إلى أسطورة «الصراع مع العدو» سيكون مهمة أصعب. فإسرائيل في الحرب السورية ليست عدواً، وهي إذ تقتل للحزب مسؤوليه هناك، فهي تفعل ذلك في ضوء اطمئنانها ليس لعجز الحزب عن الرد فحسب، انما أيضاً في سياق حرب أخرى تبدو الاغتيالات فيها أقرب إلى صيغة المفعول الرجعي. لا شيء أصعب من موقع الحزب في الحرب السورية. فالعدو ليس عدواً على رغم ضراوة استهدافاته، وسياق الحرب الفعلية يستنزف الرواية الأولى للصراع. مقاتلات روسية تُمهد للحزب حربه، وتُفسح في المجال للطائرات الإسرائيلية بقتل قادته. أي حرب هذه، وأية تراجيديا!؟

 

الأحزاب و «بيروت مدينتي» وأزمة «التمثيل السياسي»

 سامر فرنجيّة/الحياة/16 أيار/16

عاكست الجولة الأولى لانتخابات لبنان البلدية التوقعّات التي كانت تنبأت بحدث «لا- سياسي» بامتياز، لكي تؤكد أن الانتخابات، حتى البلدية والاختيارية منها في بلد عُلّقت سياسته، ما زالت محركاً أساسياً للسياسة. وعلى رغم أن الانتخابات أعادت الأحزاب ذاتها إلى الحكم، جاءت النتائج لتشير إلى تفاقم «أزمة شرعية» النظام، والتي عبرّ عنها جمهور الأحزاب ومكونات المجتمع الأهلي. فكسرت التحالفات المتقلّبة صورة الاصطفافين اللذين يتواجهان وطنياً لتعيد «غير المتوقع» إلى الواجهة بعدما نُفي من السياسة منذ سنوات. حوّلت الأحزاب الاستحقاق الانتخابي إلى امتحان، ليس لمدى شعبيتها بالمقارنة في ما بينها، ولكن لمدى سيطرتها على الناخبين في وجه تكتّلات غير حزبية. فاضطر حسن نصرالله للتأكيد على حق الأحزاب في خوض الانتخابات لكونها «جزءاً من المجتمع المدني الحديث» رافضاً ترك الخيار لـ»العائلات». ولاقاه مرشح تيار المستقبل لرئاسة بلدية بيروت في الدفاع عن الأحزاب، ومعه محللون متخوفون من المنظمات غير الحكومية. فبدت المعركة الانتخابية، بعدما كانت تخاض حول شعارات السيادة والمقاومة والاستقلال، تدور حول مبدأ السياسة وكيفية تنظيمها ودور الأحزاب فيها. التقط الناخب التحدي، وانتخب بطرق مختلفة ليشكّك بحصرية هذا النوع من التمثيل، أو ليربط بينه وبين الأزمة الراهنة. فإذا اضطر «حزب الله» لمواجهة العائلات في مناطقه، فتحالف الأحزاب المسيحية لم يمثّل أكثر من ثلث ناخبي منطقة كزحلة، ولم يستطع فرض إرادته على جمهوره في بيروت.غير أن أزمة الأحزاب لم تكن فقط في قدرتها على إقناع الناخب أو السيطرة على جمهورها، بل امتدّت إلى تحالفاتها وطريقة خوض معاركها. فانقسمت التحالفات، ومعها الاقتراع، ووصل التخبّط إلى التضارب بين أنصار الحزب الواحد، كما حصل لـ «التيار الوطني الحر» في بيروت، ما دفع الجيش إلى التدخّل تذليل أزمات التيار الداخلية.

غير أنّ الخاسر الأكبر بين الأحزاب كان «تيار المستقبل»، الذي قد يخوض آخر معاركه الانتخابية كـ»محدلة». فنتائج بيروت جاءت تؤكد المسار الانحداري للتيار وتحوّله إلى مجرّد آلة انتخابية، تحاول عبر غباء استعراضي أن تعوّض ما خسره زعيمها جراء خياراته. ومحاولة تبرير النتائج بطريقة «انتخابوية» ذات مضمون طائفي ليست إلاّ المحاولة الأخيرة للهروب من أن ما مثله التيار، منذ ٢٠٠٥، والذي كان محاولة لنسيان دوره في التسعينات، قد انتهى. فهو عاد إلى «الترويكا»، محاولاً إعادة استنساخها في ظروف جديدة، وعاد الناخب وحاسبه على دوره في هذه «الترويكا» القديمة- الجديدة.

قد لا تكون هناك ترجمة سياسية واضحة لهذا التشكيك «البلدي» بالأحزاب، بخاصة مع سيطرة «حزب الله» على السياسة «الوطنية». غير أنّ أزمة الأحزاب ليست فقط لبنانية، بل قد تكون إحدى سمات موجة الاعتراضات العالمية التي بدأت في ٢٠١١. فمن تجارب «احتلالات وول ستريت» إلى «سيريزا» و»بوديموس» وصولاً إلى صعود كوربن أو ساندرز من داخل الأحزاب التقليدية، هناك أزمة في طبيعة «التمثيل السياسي» أخذت شكل رفض الأحزاب التقليدية وطرق إدارتها للسياسة وتأطيرها للخطاب السياسي. والامتعاض من هذا الشكل التنظيمي ليس حكراً على اليسار، بل له أيضاً ترجمة شعبوية متطرفة، تمجّد المباشر على حساب المؤسسات ومنها الحزبية. فالخروج من الأحزاب ليس بالضرورة تحوّلاً إيجابياً، ولكن، لا عودة إلى هذا الشكل التنظيمي كمحرّك وحيد للسياسة.

بهذا فنجاح «بيروت مدينتي» ليس مجرّد «اقتراع عقابي» عام لا تؤسس عليه سياسات بديلة، كما ليس استكمالاً انتخابياً لشعار إسقاط النظام الذي لا تبنى عليه إلاّ الأوهام. فذاك الاقتراع شكّل اعتراضاً محدّداً لجانب معين من النظام، يستكمل الحراك ويفتح أفقاً جديداً للعمل السياسي، مهما كان متواضعاً، ما يجعل هذه التجربة حدثاً سياسياً بامتياز. فالمعركة الانتخابية ليست وليدة اللحظة الراهنة كما أنها ليست تكراراً مملاً للاعتراض على النظام الذي اعتدنا عليه بعد الحرب الأهلية. تأتي هذه التجربة في سياق محدد من المحاولات لتجديد أسلوب الاعتراض، بدأت في ٢٠١١ مع المحاولة اليتيمة لاستنساخ الثورات العربية في لحظة الحــماسة العابرة للحدود والمتـــجاهلة للخـصوصية اللبـــنانية. وتبــعت هذه الموجة محاولة للتعاطي مع هذه الخصوصية عبر «المسيرة البيضاء» في ٢٠١٢ والتي كانت ذروة اللا- سياسة في محاولتها للبحث عن موقع خارج الاصطفافات المسيطرة، والذي لم تجده إلاّ في خطاب «أخلاقوي» معاد للسياسة بارتكازه على ثنائية الجلاد والضحية، ومعاد للأخلاق بمساواته بين الضحية والجلاد. لم تستطع التجارب الأولى استنساخ الثورات أو رسم معالم الموقع الذي يمكن عبره الخروج من الثنائية الآذارية في لحظة تحوّلها ثنائيةً حاكمة. وبعد سنتين تكاثرت فيهما الاحتجاجات على شتّى المواضيع الاجتماعية، جاء «الحراك المدني» في ٢٠١٥، ليبدأ استبدال القاموس الأخلاقي بآخر سياسي. فمع الحراك، سقط شعار «إسقاط النظام» لتحل مكانه قراءة نقدية لمكوّنات السلطة وتعرّجاتها، السياسي منها والاقتصادي والإعلامي. وعلى رغم بعض الشعارات التسطيحية، وجد الحراك منطقه عبر الممارسة، حيث فتحت المواجهة مع السلطة المجال للمطالب «المحلية». وتأتي انتخابات ٢٠١٦ لتنظم هذا المطلب وتستكمل استكشاف السياسة، مستبدلة تسطيح «الشعب» بتعاريج الطوائف والمناطق والأفراد والرابطات والأحزاب التي تكوّن الجسم الاجتماعي. من ٢٠١١ إلى ٢٠١٦، خروج بطيء من الأخلاق إلى السياسة، ومن التسطيح إلى التعاريج، ومن ثنائيات بائتة إلى ممارسة تفاعلية، ومن راديكالية تريح ضمير صاحبها إلى تواضع يغيّر قوانين اللعبة. وهذا الاستحقاق يطرح سؤالين على الممارسة السياسية، الأول يُوجّه إلى الأحزاب في لحظة تفاقم أزمتها وتحوّلها نوادي مغلقة تنظمها منافسة بلا أفق، وتسائل قدرتها على مغادرة هذه النوادي. أمّا السؤال الأهم فموجّه إلى «الحركة» المدنية التي نجحت في اختبارها الأخير، وباتت مطالبة بتصور «سياسي» و «تنظيمي». وهنا السؤال هو قدرة هذه الحركة على مقاومة من يريد تطويعها في القوالب المعتادة، التنظيمية أو الحزبية أو السياسية أو الأيديولوجية أو الأخلاقية، وعلى ابتكار نموذج مختلف للعمل السياسي يحاكي «غير المتوقع» الذي أسس لنجاحها حتى الآن.

وهنا ثمة خطران يواجهان هذه التجربة: العودة إلى خطاب «تسطيحي» يتبارى فيه الشعب والنظام، والرغبة في استبدال هذا النجاح ببطاقة دخول إلى نادي الأحزاب. والشيئان «متوقع» لكنه بلا أفق

 

أكبر خسارة لـ «حزب الله» حتى اليوم في سوريا

نداف بولاك و ماثيو ليفيت/واشنطن انستيتيوت/15 أيار/16

في 13 أيار/مايو، أكد «حزب الله» مقتل أحد أبرز شخصياته العسكرية، مصطفى بدر الدين، الذي لاقى حتفه وفقاً لبعض التقارير في انفجار وقع في دمشق ليلة الثلاثاء. ونظراً لدور بدر الدين كرئيس لـ «منظمة الأمن الخارجي» للحزب وقواته في سوريا، يمثل موته أكبر خسارة لـ «حزب الله» منذ اغتيال "رئيس الأركان" السابق عماد مغنية في عام 2008. وقد عرف الرجلان بعضهما البعض حق المعرفة - حيث أن بدر الدين هو ابن عم عماد مغنية وشقيق زوجته الأولى: وقد قاد الإثنان العمليات العسكرية لـ «حزب الله» طوال سنوات.

ولبدر الدين (المعروف أيضاً بـ "ذو الفقار") تاريخ طويل في صفوف الحزب يعود إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، عندما شارك في سلسلة من الهجمات الإرهابية في لبنان والكويت استهدفت سفارات الولايات المتحدة، وثكنات البحرية [الأمريكية]، وغيرها من المواقع. وبعد هروبه من السجن الكويتي خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت في بداية التسعينيات، عاد إلى لبنان وارتفع بسرعة في صفوف «حزب الله»، الأمر الذي ساعد الحزب على إنشاء بعض وحداته الأكثر سوأً للسمعة. وحتى أن أحد زملائه العملاء وصف بدر الدين بأنه "أكثر خطورة" من مغنية، الذي كان "معلمه في الإرهاب" منذ فترة طويلة (انظر المرصد السياسي عام 1833، "مسؤول بارز في «حزب الله» مطلوب بتهمة القتل").

وفي عام 2008، وبعد مقتل مغنية في انفجار وقع في دمشق، تمت ترقية بدر الدين إلى منصب رئيس عمليات «حزب الله»، التي تشمل عمليات الجماعة في الخارج. ومع ذلك، بقي بدر الدين شخصية غامضة في لبنان حتى عام 2011، عندما سمّته محكمة خاصة، بعد تأخر طويل، كمتهم رئيسي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وفي العام نفسه، شهدت مكانة بدر الدين مزيداً من التعزيز كونه أحد الركائز العسكرية لـ «حزب الله» عندما استلم المسؤولية على محفظة سوريا. ووفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، التي فرضت عليه عقوبات بسبب مختلف العمليات [التي قام بها]، شمل منصبه الجديد حضور الاجتماعات بين زعيم «حزب الله» حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد، وتنسيق نشر المقاتلين في البلد المجاور، والتخطيط لبعض من عملياتهم في الحرب.

وهذه الخلفية أكسبت بدر الدين العديد من الأعداء، الأمر الذي يثير السؤال حول من الذي [يقف وراء] قتله. وفي كل مرة يُقتل أحد كبار المسؤولين في «حزب الله» بطريقة غامضة، فإن إسرائيل هي المشتبه بها الأساسي في عملية الاغتيال، وهذه المرة ليست استثناء - حيث تُشير بعض التقارير إلى أنها قد تكون وراء الحادث بالفعل. وصحيح سيكون الكثير من صناع القرار في إسرائيل سعيدين للتخلص من بدر الدين. لكن نظراً لشهرته، فمن الصحيح أيضاً أنهم سيفكرون طويلاً وملياً قبل اتخاذ قرار لقتله، لأن خطر التصعيد سيزداد بعد اغتيال شخصية رفيعة المستوى كبدر الدين، حتى عندما أُجريت سراً. ولا يريد المسؤولون الإسرائيليون تصعيد الموقف على الجبهة الشمالية في الوقت الراهن. والاحتمال الآخر هو أن إسرائيل كانت تستهدف عملية لنقل الأسلحة وقتلت بدر الدين عن طريق الخطأ، أو أنه كان يحاول منع هجوم وشيك من قبل «حزب الله»، ولكن هذه [كلها] تكهنات في الوقت الراهن.

ومن المشتبهين المحتملين أيضاً الجماعات المتمردة في سوريا. فدور بدر الدين في تلك البلاد جعل منه هدفاً ذو قيمة عالية بالنسبة لهم، لأن «حزب الله» هو المسؤول عن مقتل آلاف السوريين. وفي حين أنه من غير المرجح أنه قد قُتل في الخطوط الأمامية، إلا أن وحدات المتمردين قد تكون هي التي قصفت موقعه وراء [هذه] الخطوط.

والمشتبه بها الأقل احتمالاً هي حكومات الخليج التي تدعم التمرد، وستكون سعيدة بسبب مقتل بدر الدين ولكنها تتمتع بقدرة محدودة على تنفيذ مثل هذه العملية في دمشق بصورة فعلية. وحتى «حزب الله» نفسه هو من المشتبه بهم المحتملين نظراً للشائعات حول الأداء الضعيف لبدر الدين، وإهماله، وعدم استقراره، وتهوره في السنوات الأخيرة. وإذا كانت قيادة الحزب معنية في قتله بالفعل وآمنت أنه لن يترك منصبه بهدوء، فقد تكون قد قررت أنه من الضروري التخلص منه.

وبغض النظر عمن يقف وراء عملية القتل، فإن خلاصة القول هي أن وفاة بدر الدين تشكل ضربة كبيرة لـ «حزب الله» من الناحية العملية والعقلية. وسيحتاج الحزب الآن إلى إرسال مسؤول آخر رفيع المستوى للإشراف على العمليات في سوريا - أي شخص من ذوي الخبرة العسكرية الواسعة والمعرفة العميقة في ساحة المعركة في سوريا. وهناك اثنين من البدلاء المحتملين هما إبراهيم عقيل وفؤاد شكر، وكلاهما شغل مناصب في أعلى هيئة عسكرية في «حزب الله» ("المجلس الجهادي") ويشاركان بالفعل في ساحة المعركة في سوريا. ويشكل الحادث أيضاً ضربة كبيرة لصورة الحزب كتنظيم لا يمكن هزيمته ولا غبار عليه. وإذا كان من الممكن قتل بدر الدين في سوريا، فلا يوجد أي قائد من «حزب الله» في مأمن هناك.

إن الشيء المهم الذي يجب أن يُراقب في المرحلة القادمة، هو على مَنْ سيلقي «حزب الله» اللوم على عملية القتل، لأن تحميل ​​اللوم علناً سيجبر الجماعة على الانتقام. وفي الوقت الراهن، يبدو أن الحزب قد أمر كوادره بوقف التكهنات حول مرتكب الجريمة، ولكن ليس هناك شك بأنه يحقق بما حدث، وسوف يلقي نصر الله اللوم في النهاية على شخص/جماعة/دولة ما، وذلك جزئياً لكي يُظهر لمؤيديه في لبنان أن الحزب لا يتخلّى عن [الانتقام]. وإذا ما اتهم «حزب الله» إسرائيل في النهاية، فمن الآمن أن نفترض أنه سينتقم على مقتل بدر الدين، وهذا يعني أن الإسرائيليين سوف يواجهون فترة طويلة من حالة التأهب القصوى على الحدود الشمالية وفي الخارج [بصورة عامة].

**نداف بولاك هو زميل "ديان وجيلفورد جليزر فاونديشن" في معهد واشنطن. ماثيو ليفيت هو زميل **"فرومر- ويكسلر" ومدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في المعهد.

 

حزب الله: من حماية المراقد إلى محاربة التكفيريين

ماجد كيالي/العرب/16 أيار/16

أثار مصرع مصطفى بدر الدين في سوريا، القيادي البارز في حزب الله، تساؤلات عن الجهة التي أصابته في مقتل، إلى درجة أن حزبه بدا محرجا هذه المرة، إذ أن توجيه الاتهام لإسرائيل، وهي التي درجت على اغتيال قياديين فيه، لم يعد مفيدا، بل إنه يكشف انغماس الحزب في قتال السوريين، دفاعا عن نظام بشار الأسد، ما يعني أن المقاومة لم تعد هي الأساس، وإنها كانت مجرد ستار يحجب أغراض السياسة الإقليمية لإيران. ومعلوم أن إسرائيل كانت اغتالت جهاد مغنية في مطلع العام الماضي (نجل عماد مغنية القيادي العسكري الأبرز للحزب، الذي اغتيل عام 2008) في الجولان السورية، كما تم اغتيال سمير القنطار في إحدى ضواحي دمشق (2015)، فضلا عن قيامها مرارا بقصف قوافل أسلحة للحزب في طريقها من دمشق إلى لبنان، من دون أن يصدر عنه رد مناسب، أو من الدرجة ذاتها. منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان صيف العام 2000 انتهى مشروع حزب الله المتعلق بالمقاومة من الناحية العملية، وإن بقي من الناحية الشعاراتية أو النظرية، ولأغراض الاستهلاكات المحلية، بدليل توقف عمليات المقاومة نهائيا منذ ذلك التاريخ، والتزام الحزب بحدود الخط الأزرق، حتى العام 2006 أولاً، ثم الالتزام بمضمون قرار مجلس الأمن الدولي 1701؛ القاضي بنشر قوة دولية وقوة من الجيش اللبناني هناك. طبعا، فقد حصل ذلك باستثناء لحظة عابرة، ليس لها ما قبلها ولا ما بعدها، تمثلت في عملية خطف جنديين إسرائيليين (2006)، التي استدرجت ردة فعل إسرائيلية وحشية ومدمرة، دفع لبنان ثمنها غاليا، واعتذر عنها نصر الله، في خطاب شهير له، نوّه فيه إلى أن هذه العملية ما كانت لتتم لو أنه كان يقدّر أن ردّة الفعل ستكون على هذا النحو.

هكذا، فقد انتهى زمن المقاومة، أو لنقل إن مقاومة حزب الله توقّفت، علما أننا لا نتحدث هنا عن توقف لأسابيع أو لأشهر، ولا لعدة أعوام، فنحن هنا نتحدث عن 16 عاما، صرّف في غضونها حزب الله طاقته في القوة والعنف، في الصراعات الداخلية على السلطة في لبنان، وفي تدعيم محور إقليمي بعينه، يتأسّس على التحالف بين سوريا وإيران. وبغض النظر عن الجهة التي استهدفت بدر الدين، فإن مصرعه هو مؤشّر على أن انخراط الحزب في الحرب السورية عاد عليه سلبا من مختلف النواحي، بل إن الاستنزاف المعنوي كان كبيرا، إذ تغيرت صورة الحزب في إدراكات الكثيرين، على امتداد الساحة العربية، ولا سيما في المشرق العربي، خاصة أنه دخل سوريا بحجة الدفاع عن المراقد الدينية، ثم بات يبرر ذلك بقتال “التكفيريين”، لتغطية وضعيته كذراع إقليمية لإيران. في كل الأحوال فإن حقيقة هذا الحزب التي كشفتها الثورة السورية تتبين من خلال ثلاثة مجالات؛ أوّلها طابعه المذهبي، ذلك أن هذا الحزب تأسس على العصبية المذهبية، واستمر على هذا النحو منذ تأسيسه قبل نحو ثلاثة عقود، ما يثير التساؤل حول كونه حزبا “وطنيا”؛ بمعنى شموله للبنانيين من مختلف المكونات الطائفية والمذهبية. وثانيها، يكمن في تبعية حزب الله إلى دولة إقليمية معينة، واعتبار ذاته امتدادا لها في لبنان، لا سيما أن قيادته لا تنكر مرجعيتها لإيران من الناحيتين السياسية والمذهبية، علما أنه هو من أدخل الاعتقاد بمبدأ “ولاية الفقيه” في المذهب الشيعي اللبناني، وهو الأمر الذي عارضه العديد من أئمة الشيعة في لبنان (كما في العراق). وثالثها، هذا الحزب ينتمي إلى منظومة الأحزاب الدينية والسلفية، التي تلعب دورا كبيرا في تأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية في المجتمعات العربية، لا سيما أن هذا الحزب يعتمد سردية المظلومية الشيعية ويشتغل على تنمية عصبيتها في لبنان. تعطل مشروع المقاومة، معطوفا على العصبية المذهبية والتابعية لإيران والاشتغال على قتل السوريين، غير هذا الحزب وكشف الأغراض الحقيقية من قيامه.

 

لعنة الحريري ولبنان… والكويت

خيرالله خيرالله/العرب/16 أيار/16

كان مثيرا للاهتمام تفادي “حزب الله” توجيه الاتهام إلى إسرائيل بعد اغتيال أحد أبرز قادته الميدانيين الأحياء، مصطفى بدر الدين، في مكان قريب من مطار دمشق… أو في مكان آخر استنادا إلى مصادر سورية. كان مصطفى بدر الدين أحد أبرز “القديسين”، على حد تعبير السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ“حزب الله”. وقد استخدم نصرالله كلمة “قديسين” في تبرير رفض الحزب تسليم الأعضاء فيه الذين اتّهمتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بتنفيذ عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط ـ فبراير 2005.

كان ضروريا الانتظار قليلا من أجل معرفة الجهة التي سيوجه إليها الحزب أصابع الاتهام. الملفت أنه لم يكتف بتفادي اتّهام إسرائيل، بل ركز على “العصابات التكفيرية” من دون أن يسأل نفسه لماذا مصطفى بدر الدين، المتّهم بالمشاركة في اغتيال رفيق الحريري موجود في سوريا في هذه الأيّام بالذات؟

من الواضح أن “حزب الله” في حاجة دائمة إلى الكلام عن مواجهة مع “العصابات التكفيرية” في سوريا لتبرير تورطه في تلك الحرب التي ابتلعت، حتى الآن، عددا لا بأس به من قادته العسكريين، فضلا عن مئات الشبان الذين كان مفترضا أن يكونوا في الجامعات، أو في مواقع تسمح لهم بالتمتع بثقافة الحياة.

إضافة إلى ذلك، إن الحزب لا يستطيع اتهام إسرائيل، نظرا إلى أن ذلك سيترتّب عليه الإقدام على رد فعل ما، هو الغارق فوق أذنيه في الرمال المتحركة السورية حيث يشارك في الحرب التي يشنها نظام أقلّوي على شعبه من منطلق مذهبي بحت.

ولكن أبعد من اغتيال مصطفى بدر الدين، لا مفرّ من النظر إلى الحدث من زاويتين. الأولى أن اغتيال الرجل قرب مطار دمشق أو في مكان آخر، يأتي في سياق تصفية كلّ من له علاقة من قريب أو من بعيد بجريمة اغتيال رفيق الحريري. أما الزاوية الأخرى التي تستأهل النظر من خلالها إلى الحدث فهي أنّ الاغتيال تمّ في وقت هناك سيطرة روسية على الأجواء السورية ودعم عسكري من موسكو لكلّ الميليشيات المذهبية المشاركة في الحرب التي يتعرض لها السوريون.

الأهم من ذلك، أن الوجود العسكري الروسي في سوريا جاء بالتنسيق التام مع إسرائيل. من يتذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو زار موسكو واجتمع بالرئيس فلاديمير بوتين عشية الإعلان عن التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا في أيلول- سبتمبر من العام الماضي؟ يحصل هذا التنسيق الروسي- الإسرائيلي في ظل اتهامات يوجهها “حزب الله” إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت ذاته. بالنسبة إلى كبار المسؤولين في الحزب، هناك دائما ادعاء بوجود مخطط أميركي- إسرائيلي للهيمنة على الشرق الأوسط، علما أن إدارة باراك أوباما هي خير حليف لإيران، كما أنها مستعدة في كل وقت لغض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه. لا تزال إدارة أوباما تسعى إلى اليوم إلى تحسين علاقتها بطهران من منطلق أن الملف النووي الإيراني يختزل كلّ مشكلات الشرق الأوسط وأزماته!

هل من مخطط روسي- إسرائيلي في سوريا، أم هناك مخطط أميركي- إسرائيلي؟ تشير كل الدلائل المدعومة بالوقائع، بما في ذلك زيارات بنيامين نتانياهو وكبار مساعديه المتكررة لموسكو، إلى وجود تنسيق كامل بين روسيا وإسرائيل في شأن كلّ ما له علاقة بسوريا.

هذه هي الحقيقة التي لا يستطيع “حزب الله” الاعتراف بها، مفضّلا المزايدات التي لا تنطلي إلا على السذّج المستعدين للموت في سوريا بقرار من الولي الفقيه في طهران. هذا الوليّ الفقيه كان جاهزا للدفاع عن بشّار الأسد حتّى آخر لبناني وعراقي وأفغاني… إلى أن وجد أخيرا أن الميليشيات المذهبية التي في إمرته ليست كافية لإبقاء بشّار في السلطة وأن عليه زجّ المزيد من الإيرانيين في الحرب المنظمة على نحو منهجي، والتي تستهدف الشعب السوري وسوريا نفسها. لا بدّ من العودة إلى الزاوية الأولى التي تفرض نفسها لدى الحديث عن مصطفى بدر الدين وظروف مقتله. إنّها لعنة رفيق الحريري التي تلاحق كلّ من تورط في هذه الجريمة. إنّها لعنة لبنان الذي يسعى “حزب الله” إلى إفقاره ونشر البؤس فيه خدمة للمشروع التوسّعي الإيراني. إنها لعنة الكويت أيضا حيث لمصطفى بدر الدين مآثر، من بينها المشاركة في نسف السفارتين الأميركية والفرنسية في العام 1983، خدمة لإيران التي كانت تخوض حربا مع العراق…

تندرج العملية في سلسلة طويلة بدأت بتصفية وزير الداخلية السوري غازي كنعان الذي كان يعرف الكثير عن مدى تورط بشّار الأسد و”حزب الله”، الذي ليس سوى ذراع إيرانية، في تفجير موكب رفيق الحريري. انتحر غازي كنعان أو “انتحروه”، هذا ليس مهمّا، لكنّ الرجل أرسل، قبل التخلص منه، كل الإشارات التي توحي بأنّه كان يعرف الكثير، هو الذي حكم لبنان سنوات طويلة، عن الظروف التي أحاطت بالجريمة.     حزب الله لا يستطيع اتهام إسرائيل، نظرا إلى أن ذلك سيترتب عليه الإقدام على رد فعل ما، وهو الغارق فوق أذنيه في الرمال المتحركة السورية

بعد غازي كنعان، غاب كثيرون كانوا يعرفون الكثير أيضا. قتل في دمشق عماد مغنيه القيادي الأبرز في “حزب الله” في العام 2008، وصُفي بعد ذلك، في اللاذقية، العميد محمد سليمان (علوي) أحد المطلعين على عمق العلاقات التي تربط النظام السوري بالنظام الإيراني. وبعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011، اختفى عن المسرح اللواء آصف شوكت والعميد جامع جامع، الذي كان مسؤولا عن أمن بيروت لدى وقوع جريمة اغتيال رفيق الحريري، واللواء رستم غزالة الذي خلف غازي كنعان ممثلا لنظام الوصاية السورية في لبنان.

من المفارقات، أن كلّ عمليات التصفية هذه جرت على الأرض السورية واستهدفت أشخاصا ارتبطت أسماؤهم باغتيال رفيق الحريري والتحقيق الدولي في الظروف التي أحاطت بالجريمة. هل المطلوب في نهاية المطاف التعمية عن كلّ ما له صلة بتلك الجريمة وبالمراجع العليا في دمشق وطهران التي خطّطت لها وأمرت بتنفيذها عبر أدوات موجودة في لبنان؟ يتبيّن، كلّما مرّ يوم، أنّ جريمة اغتيال رفيق الحريري حدث في حجم الغزو العراقي للكويت صيف العام 1990 والذي كان إشارة الانطلاق للانتهاء من النظام في العراق في العام 2003. من المفيد ملاحظة أن سوريا تحوّلت إلى مسرح عملية التعمية على الرؤوس الكبيرة، التي في أساس الجريمة. يحدث كلّ ذلك تحت غطاء عسكري روسي- إسرائيلي… فيما “حزب الله” يندّد بالمخطط الأميركي- الإسرائيلي!

 

دمشق و «حزب الله» والمصير المشترك

الياس حرفوش/الحياة/16 أيار/16

سقط أبرز قادة «حزب الله» في ميدان المواجهة في سورية. فقد صارت هذه المواجهة العنوان الأبرز للنشاط العسكري للحزب في السنوات الخمس الأخيرة، وهو الذي كان يعلن في السابق تفرغه للمواجهة مع إسرائيل، التي خاض مقاتلوه حربين معها: المواجهة الأولى والأطول والتي انتهت بتحرير جنوب لبنان عام 2000، والثانية التي انتهت بما سماه الحزب «النصر الإلهي» بعد حرب تموز (يوليو) 2006. ومن المفارقات أن «حزب الله»، وعلى رغم القتال الشرس الذي خاضه قادته وعناصره المقاتلة مع إسرائيل، بعديدها الضخم، وبقدراتها المتفوقة، فإنه لم يخسر، على الأقل كما نعرف، وجوهاً بارزة من قادته، مثل أولئك الذين سقطوا في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ العام 2008 في سورية، مع أن عدداً من هؤلاء القادة، ومن بينهم عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، كان، كما يقول الحزب، في الصفوف الأولى في معارك جنوب لبنان. يعيد البعض ذلك الى أن «البيئة الحاضنة» لـ «حزب الله»، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت، أو في قرى ومدن جنوب لبنان، لا تسمح بأي اختراق يمكن أن يطاول هذه القيادات. أفضل دليل على ذلك أن مصطفى بدر الدين، الذي قتل أخيراً في ما قال عنه «حزب الله» أنه غارة على أحد مراكزه، قرب مطار دمشق الدولي، والذي كان مطلوباً من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بتهمة التخطيط لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إضافة الى كونه أيضاً هدفاً أميركياً وإسرائيلياً، كان يزور بصورة دورية منزل عائلته في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويلتقي جيرانه وأقاربه، من دون أي تخوف من إمكان اعتقاله أو الإبلاغ عن وجوده هناك.

وبصرف النظر عن ظروف مقتل قادة «حزب الله» في سورية، وما يعتبر البعض أنه يعود الى أن الحزب لا يمسك بالترتيبات الأمنية على الأرض السورية لحماية هؤلاء القادة، مثلما يستطيع أن يفعل في لبنان، فضلاً عن تعدد الأطراف المتورطة في الصراع هناك، والتي أضيف إليها أخيراً الطرف الروسي، فإن التضحية بهؤلاء القادة في ميدان المعركة لحماية نظام بشار الأسد تؤكد، إذا كانت هناك حاجة لتأكيد جديد، مدى الترابط العضوي الذي أصبح قائماً، في المصلحة والمصير، بين الحزب والنظام السوري. كما تؤكد كم أن هذا النظام بات مديناً لـ «حزب الله» ببقائه في الحكم.

هذا الترابط هو الذي يفسر إسراع الحزب الى اتهام «الجماعات التكفيرية» بتنفيذ القصف المدفعي في المنطقة القريبة من مطار دمشق حيث قتل بدر الدين، بالرغم من أن تقارير أخرى أكدت أنه لم يسجل سقوط قذائف من منطقة الغوطة الشرقية التي توجد فيها المعارضة باتجاه مطار دمشق منذ أكثر من أسبوع.

ويأتي هذا الاتهام في سياق مختلف عما دأب عليه «حزب الله» في مرات سابقة، عندما كان يتهم إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال قادة آخرين مثل عماد مغنية وابنه جهاد، وسمير القنطار. هذا يعني أن العدو أصبح مشتركاً للحزب وللنظام، كما أنه دليل جديد على إصرار الحزب على رفع مستوى المعركة المصيرية التي يخوضها في سورية الى مستوى معاركه السابقة مع إسرائيل، ما سيبرر تورطاً أكبر وأعمق في الحرب السورية، بهدف أصبحت له الآن مبرراته من وجهة نظر الحزب، وهي الانتقام لدماء أحد قادته البارزين. كما أن من شأن توجيه إصبع الاتهام الى «الجماعات التكفيرية» أن يوفر أيضاً طرح أسئلة أخرى، كان يمكن أن تبدو مشروعة، مثل: كيف توصلت هذه الجماعات الى معرفة مكان وجود مصطفى بدر الدين، وما إذا كان موجوداً في سورية أساساً، وهو الذي توالت أخبار عن وجوده في ايران منذ إعلان أخبار ملاحقته ومحاولات اعتقاله من جانب المحكمة الدولية؟ ومن هي الجهة السورية التي كانت تتولى مسؤولية حمايته وكانت تعرف بالتالي طبيعة عمله وتحركاته ودوره المهم في الميدان السوري؟

 

سوريا مقبرة “حزب الله”

طارق الحميد/الشرق الأوسط/15 أيار/16

العنوان أعلاه ليس ثوريا، ولا شعارا دعائيا الهدف منه رفع معنويات أبناء الثورة السورية، وإنما قراءة واقعية لما يحدث على الأرض في سوريا، واستشراف لمستقبل هناك، أكاد أجزم أن حسن نصر الله نفسه يعي مخاطره جيدا الآن.

منذ 2008 ،ومرورا بالثورة لليوم، شهدت سوريا مقتل الكثير من قياديي ومقاتلي “حزب الله” على أرضها، وتحديدا أربع قيادات عسكرية مهمة، ميدانيا، ومعنويا. قبل الثورة تمت تصفية الإرهابي عماد مغنية (أسامة بن لادن الشيعي)، ووسط قبضة نظام الأسد الأمنية حينها، وبعد الثورة تمت تصفية جهاد ابن عماد مغنية، وكذلك سمير القنطار، وآخرين، وأخيرا وليس آخرا، وقبل أيام تمت تصفية مصطفى بدر الدين القيادي البارز، والمهم بـ”حزب الله”. ولا تكمن أهمية مصطفى، أو “الشبح”، بقائمة الجرائم الإرهابية التي ارتكبها فقط، ومنها اتهامه بقتل الراحل رفيق الحريري، وإنما القصة أعقد.

مصطفى بدر الدين هو ابن عم عماد مغنية، وشقيق زوجته، وعلى أثر اغتيال مغنية خلفه مصطفى في رئاسة الأجنحة العسكرية والإرهابية لـ”حزب الله”، وهو، أي مصطفى، أعلى قائد عسكري لـ”حزب الله” في سوريا منذ أربعة أعوام، وكان يتواصل مع الإيرانيين والروس، وأركان نظام الأسد، كما ذكرت بعض التقارير أن مصطفى كان يحضر اجتماعات يشارك فيها بشار الأسد نفسه، وأحيانا حسن نصر الله! ومقتل مصطفى هذا يأتي بعد مقتل ثلاثة عشر عسكريا قياديا إيرانيا بسوريا مؤخرا، هذا عدا عن مقتل قيادات إيرانية، ومقاتلين من “حزب الله”، سقطوا في سوريا بأوقات متفاوتة أواخر العام الماضي، ومطلع هذا العام، وكل هذه الاغتيالات أو التصفيات اللافتة وقعت والأجواء السورية تحت سيطرة الروس، ومع نشوة كبرى لنظام الأسد، وادعاءات دعائية بالنصر المزيف، فما دلالات كل ذلك؟

الإجابة بسيطة، فأًيا كانت الظروف في سوريا، سواء سيطر النظام، أو سيطر الروس، أو بفقدان الأسد لأجزاء كبرى في سوريا، وهذا الواقع الآن، فإن سوريا هي مقبرة “حزب الله” بالأمس، وذاك بسبب غدر نظام الأسد نفسه، وهذا طبعه، واليوم، وغًدا، لأن “حزب الله” أوغل بالدم السوري، ولأن سوريا اليوم باتت مسرحا مفتوحا للجميع، وليس بمقدور “حزب الله” النجاة فيها، وكان مصطفى بدر الدين نفسه يردد، بحسب بعض الصحف اللبنانية المقربة لـ”حزب الله”، أن “البيئات السورية مختلفة عن البيئات اللبنانية سياسيا، وديموغرافيا، وجغرافيا”. وهذا صحيح، والقادم أكثر تعقيدا.

وعليه، فأيا كانت أسباب اغتيال مصطفى بدر الدين، سواء تصفية داخلية، أو من قبل فصائل سورية، أو عملية إسرائيلية بتغاٍض روسي، كما حدث باغتيال قنطار، فإن الواقع يقول إن سوريا مقبرة لـ”حزب الله”، وستكون كذلك، وليس بالداخل السوري وحسب، بل وفي لبنان، ولو كان بـ”حزب الله” عقلاء لأدركوا ذلك. سوريا ليست دولة صغيرة، جغرافيا وسكانيا، مقارنة بلبنان، وبالتالي فإن يد الدولة السورية، منهارة أو قوية، ستكون ثقيلة على ظهر “حزب الله” الذي أوغل كثيرا في الدم السوري.

 

مقتل بدر الدين.. علامات استفهام

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/15 أيار/16

في كل مرة يفقد فيها “حزب الله” اللبناني شخصية قيادية له وسط ظروف غامضة داخل سوريا، تبادر بعض الجهات الحزبية، أو المقّربة من الحزب، إلى توجيه تهمة تصفية القيادي القتيل إلى إسرائيل.

هذه العادة درجت، منذ اندلاع الثورة السورية وتدّخل الميليشيا “الحزبو ­ طائفية” بهدف وأدها بموجب أوامر إيرانية، لكنها لم تبدأ بعد مارس (آذار) 2011 .إذ سبق للجهات المتصلة بالنظامين الإيراني والسوري أن وّجهت تهمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، يوم 14 فبراير (شباط) 2005 ،إلى إسرائيل وعملائها، بل، حتى قبل ذلك التاريخ، عندما كانت هناك تنظيمات ­ منها الراديكالي ومنها المشبوه ومنها الأجير ­ تمارس جرائم الاغتيال السياسي على هواها، تارة باسم العروبة، وتارًة باسم تحرير فلسطين، كانت الأصوات ترتفع والأصابع لاتهام “الموساد” الإسرائيلي.

ما أقصده ليس تبرئة إسرائيل وأجهزتها الأمنية من جرائم الاغتيال السياسي، لا سيما أن كثيرا من دول العالم مارست أسلوب التصفية الجسدية لخصومها، بما فيها دول ديمقراطية راقية. ومن دون الذهاب بعيًدا في هذا المجال، يكفي الإشارة إلى أنه كانت ترصد ميزانيات خاصة في بعض الدول الديمقراطية الكبرى لـ”العمليات السرية” operations Covert عبر التصويت داخل البرلمان، وكانت هذه العمليات تتراوح بين الاغتيال والتخريب والانقلابات العسكرية. وبما يخّص إسرائيل، بالذات، معروف أن أجهزة الأمن الإسرائيلية نّفذت عبر السنين عدة اغتيالات داخل فلسطين المحتلة وخارجها، منها اغتيال “أبو يوسف” يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان في بيروت عام 1973 .وخليل الوزير “أبو جهاد” ورفاقه في تونس عام 1988، وصولاً إلى اغتيال محمود المبحوح في دبي عام 2010.

ولكن لماذا اتهام بعضهم إسرائيل بتصفيات واغتيالات بعينها؟

زعم وجود أسباب مختلفة، وأحياًنا متناقضة، أبرزها: أولاً، وجود سوابق إسرائيلية في هذا المضمار ما يجعل الاتهامات قابلة للتصديق. وثانًيا، حرص الطرف الجاني على إبعاد الشبهة عنه ما يدفعه إلى إلصاق التهمة بطرف آخر. وثالًثا، عطًفا على السببين السابقين، ثمة جهات تعد اتهام إسرائيل بقتل أفراد محسوبين عليها “شهادة وطنية” بحقهم، وتالًيا، بحقها.

في موضوع اغتيال الحريري، مع أن قوى سياسية تابعة لطهران ونظام دمشق دأبت على اتهام الزعيم اللبناني المغدور ­ أحياًنا وجهاًرا أحياًنا أخرى ­ بأنه “يخدم سياسة توطين الفلسطينيين” الأميركية ­ إسرائيل، ثم “استغراب” كيف يستبعد متهمو نظام الأسد في دمشق احتمال توّرط إسرائيل ويركزون بدلاً الإسرائيلية، وبأنه “مرتبط إقليمًيا بمحور الرياض ­ القاهرة”، اضطر الجناة إلى توجيه أصابع الاتهام إلى من ذلك على اتهام الأسد وأجهزته الأمنية. في جريمة اغتيال الحريري ­ التي وجه ادعاء المحكمة الدولية المشّكلة لنظرها تهمة القتل إلى مجموعة من حركيي “حزب الله” على رأسهم مصطفى بدر الدين ­ اضطر الجناة والمدافعون عنهم لذلك .. حماية لأنفسهم ولمعسكرهم، بعدما اكتشفوا كيف فّجرت الجريمة البشعة غضًبا شعبًيا عارًما غير مسبوق في تاريخ لبنان الحديث.

بعكس اغتيال الحريري، تعّمد إعلام “حزب الله” وحلفائه وداعميه اتهام إسرائيل باغتيال قياديه الأمني البارز عماد مغنية ثم “حليفه” سمير القنطار، بهدف إسباغ هالة النضال والوطنية والمقاومة عليهما، وذلك بعد تحويل الحزب بندقيته بعيًدا عن “تحرير فلسطين” وتوظيفها في قتل السوريين وتهجيرهم وتشريدهم.

في حسابات “الماكينة الإعلامية” التابعة لـ”محور طهران ­ دمشق ­ (حزب الله)” كان لا بد من “استحضار” النضال ضد إسرائيل، المجّمد منذ 1973 عبر خط الهدنة في هضبة الجولان، لاستثماره سياسيا، دفاًعا عن الحرب التي يشنها “المحور” منذ سنوات على الشعب السوري. ومن ثم، ربطَمن تنعتهم هذه “الماكينة” بـ”التكفيريين” ليس بإسرائيل فحسب، بل بالولايات المتحدة أيًضا.

بيد أن المفارقة التي ربما كانت بالأمس وراء تحويل الاتهام من إسرائيل إلى “التكفيريين” في مقتل مصطفى بدر الدين، هي أن مواصلة اتهام إسرائيل مباشرة غدت مستعصية على التصديق، وخصوصا، في ظل التفاهمات الروسية ­ الإسرائيلية حيال الملف السوري أولاً، وانكشاف حقيقة موقف واشنطن السلبي من الثورة السورية ثانًيا. في ضوء هاتين الحقيقتين، غدا متعذًرا إحراج موسكو التي تقاتل الثورة في خندق واحد مع إيران وميليشياتها الطائفية ­ وبينهما “حزب الله” ­ بمباركة من تل أبيب. كذلك، ما عاد سهلاً الترويج لأكذوبة “الممانعة” و”المقاومة” في ظل سياسة باراك أوباما الودّية تجاه إيران، وهي السياسة التي جعلت واشنطن تغض النظر عن دور “الحرس الثوري الإيراني” القتالي داخل سوريا، وتوكيلها الكرملين لرسم ملامح أي تسوية مقبلة بقوة السلاح. بناًء عليه، بات الخيار الأسهل اتهام “التكفيرين”، وهذا مسمى فضفاض يتراوح بين جماعات إرهابية ومتطّرفةُمدانة دولًيا وعربًيا وسورًيا، وفصائل معارضة معتدلة تتمتع بالصدقية السياسية وتشكل البديل المنطقي للنظام الحالي. في المقابل، ثمة احتمال آخر لا مصلحة لنظام الأسد ولا أي من حلفائه في الإقرار به، ألا وهو وجود اختراقات أمنية وسياسية داخل نظام دمشق. وهو ما قد يعني أن مجموعة ممن جرت تصفيتهم إنماُصّفوا وفق حسابات داخلية أو خلافات استقطابات داخلية داخل منظومة النظام الأمنية. هذا الاحتمال كان قد طرحُ بَعيد تفجير مبنى الأمن القومي السوري بدمشق في يوليو (تموز) 2012 .وفيه قتلت مجموعة من كبار المسؤولين الأمنيين “النظاميين” بينهم آصف شوكت صهر الأسد، ووزير الدفاع داود راجحة، ورئيس “خلية الأزمة” حسن تركماني.

تبقى تساؤلات أخيرة حول اتهام إسرائيل يمكنَسوقها كي تتكامل الصورة. هل يشعر متطرفو إسرائيل، وعلى رأسهم حزب الليكود الحاكم، بالضيق لنشوب حرب أهلية في سوريا، أو حرب إسلامية ­ إسلامية، (سنية – شيعية) على مستوى المنطقة؟ ألا تضمن حرب من هذين النوعين مستقبل إسرائيل لعشرات السنين؟ وإذا كانت سياسة إيران في سوريا تؤجج نيران الحرب الإسلامية ­ الإسلامية، كما نرى، فلماذا إذن تقتل إسرائيل أركان “حزب الله” الذين ينّفذون هذه السياسة؟

 

مصطفى بدر الدين.. شبح حزب الله "زير نساء مولع بالنار"

دبي - العربية.نت/15 أيار/16

"تعرف على زير النساء المولع بإشعال الحرائق قائد عمليات حزب الله في سوريا"، تحت هذا العنوان كتب الصحافي والمدون البريطاني ألكس رويل، تحقيقاً مفصلاً عن مصطفى بدر الدين، القيادي البارز في حزب الله، الذي قتل في دمشق في حادثة يلفها الكثير من الغموض.

ويعدد رويل التسميات الكثيرة التي التصقت بهذا "اللغز" كما يسميه فهو بالنسبة لرفاقه "ذو الفقار"، أما بالنسبة للكويت فهو الإرهابي الذي اتخذ اسما مسيحيا، مدعياً أنه إلياس فؤاد صعب الذي حكمت عليه بالإعدام عام 1984 في إطار عملية "الكويت 17" التي شملت سلسلة من سبعة تفجيرات مُنسَّقة في الكويت أودت بستة أشخاص وتسببت بجرح ما يقارب تسعين آخرين. أما بالنسبة للبنانيين فهو مصطفى بدر الدين الذي تم تداول اسمه لأول مرة بتلك العلنية في لبنان، يوم اتهمته المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري، غيابياً مع آخرين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق.

بينما هو بالنسبة لبعض أصدقائه و"عشيقاته" بحسب التحقيق، مالك اليخت والسيارة المرسيديس وتاجر المجوهرات المسيحي سامي عيسى.

ويتابع التحقيق البروفايل الذي نشر قبل سنة تقريباً، إلا أنه أعيد نشره في "الديلي بيست" في مايو الحالي عقب مقتله، مشيراً إلى أن المحكمة الدولية توصلت إلى اقتناع بأن بدر الدين هو سامي عيسى "مالك سلسلة من محال الصاغة والمجوهرات في بيروت، وشقة في جونية مسجلة باسم شخص آخر، ويخت مسجل أيضًا باسم رجل آخر، ويقود سيارة مرسيدس ثمينة، مسجلة هي أيضًا باسم شخص آخر، وكان زير نساء، وشوهد مراراً في المطاعم والمقاهي مع أصدقائه".

واستناداً الى صحيفة "النيويورك تايمز" الاميركية كان "سامي" مهووساً جداً بالنساء الى درجة أنه رفض عام 2009 أوامر من "الحرس الثوري " بتجنب الاطلالات العامة لفترة، قائلة إنه أصر على مواصلة حياة البذخ مستخدماً اسم سامي عيسى.

وهو أيضا صافي بدر، الذي قالت وزارة الخزانة الأميركية إنه يقود التدخل العسكري لـ"حزب الله" في الميادين السورية، ويحضر شخصياً الاجتماعات التي تعقد في حضور رئيس النظام السوري بشار الأسد، أو الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله.

وأياً تكن الأسماء التي اختفى خلفها بدر الدين، فالواضح أنه حرص دائماً على عدم ترك أثر خلفه. وعنه قال المدعي في المحكمة الخاصة بلبنان غرايمي كاميرون: "يتحرك مثل شبح لا يمكن إدراكه، ونظرياً يستحيل تعقبه داخل لبنان فهو لا يترك أي أثر ولم يستخرج يوما جواز سفر، ولا رخصة قيادة، وليس ثمة عقار مسجل باسمه في لبنان، ولا تملك السلطات أي معلومات عن دخوله إلى لبنان أو خروجه منه، ولا بيانات في وزارة المال تفيد بأنه دفع الضرائب يوماً، ولا حسابات مصرفية باسمه. فهو غير موجود، أو شبح لا يمكن اقتفاء أثره في لبنان".

صهر عماد مغنية

رسمياً، هو قريب عماد مغنية (القيادي في حزب الله الذي قتل في فبراير عام 2008 في دمشق) وشقيق زوجته، مولود بحسب مصادر عدة في الغبيري بالضاحية الجنوبية. وبينما تتحدث تقارير عن أنه درس العلوم السياسية بين 2002 و2004 في الجامعة اللبنانية الأميركية، نفى أساتذة درّسوا في الجامعة في تلك الحقبة أن يكونوا التقوا شخصاً يدعى سامي عيسى.

وصعد نجمه في "حزب الله" بعد اغتيال مغنية، حتى إن العديد من التقارير تفيد بأنه استلم قيادة عمليات الحزب في سوريا.

عقوبات وزارة الخزانة

أضافته وزارة الخزانة الأميركية عام 2012، مع طلال حمية، وهما "قائدان إرهابيان بارزان في حزب الله" إلى قائمة الإرهابيين التي تصدرها الوزارة "لتوفيرهما الدعم لأنشطة حزب الله الإرهابية في الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم". وفي آخر الإجراءات الأميركية ضده ، ورد اسمه في قائمة من مجموعة قادة كبار لـ"حرب الله" أبرزهم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله والتي يستهدفها قانون مكافحة ومنع تمويل "حزب الله"، الذي صدر نهاية العام الماضي.

"الكويت 17"

يدين مصطفى بدر الدين بحياته لقرار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين غزو الكويت. ففي حينه كان أحد المدانين بسلسلة عمليات إرهابية في الكويت والذين حكم عليهم بالإعدام في آذار/مارس 1984. وشملت الأهداف السفارتين الأميركية والفرنسية، ومطار الكويت، وشركة "رايثيون"، ومنصة البترول لـ "شركة النفط الوطنية الكويتية"، ومحطة كهرباء مملوكة للحكومة. وقد تم إحباط هجوم آخر خارج مكتب للبريد.

كانت تلك التفجيرات، وفقاً لماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين لشؤون الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، بمثابة صدمة للمسؤولين الكويتيين، إلا أنه كان ممكناً أن يكون الدمار أكثر سوءاً لو ربطت القنابل التي استخدمت في ما بات يعرف بعملية "الكويت 17" بالأسلاك بشكل صحيح.

في حينه، يضيف ليفيت، حدّ التخطيط السيئ من القدرة التدميرية للهجمات. فقد كانت هناك حافلة تحمل 200 أسطوانة غاز معدة للانفجار في موقع "الشركة الوطنية للبترول"، إلا أنها انفجرت على بعد 150 ياردة من مصفاة نفط وعلى بُعد ياردات قليلة من كومة المواد الكيميائية القابلة للاشتعال. و"لو تم تخطيط العمليات بمهارة أكبر لربما كان سينجم عنها أيضاً تدمير محطة تحلية المياه الرئيسية في الكويت، الواقعة ضمن المنشآت، الأمر الذي كان سيترك تلك البلاد الصحراوية من دون أي مياه صالحة للشرب تقريباً".

وفي النهاية، سُجِن سبعة عشر إرهابياً مدانين في الكويت، بمن فيهم أعضاء من "حزب الله". وعلى مدار السنوات التالية، نفذ الحزب العديد من الهجمات الإضافية، في الداخل والخارج، سعياً منه إلى إطلاق أعضاء سُجنوا لقيامهم بتلك التفجيرات.

وأقر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم في حينه أن واقعة "الكويت 17"، "كانت الشرارة الأولى لفكرة الرهائن، من طريق الضغط لإطلاق أسرى في إسرائيل وأماكن أخرى".

وكان بدر الدين أحد أولئك المُدانين الذي حُكم عليه بالإعدام، إذ كان ينشط في الكويت مختفياً تحت الاسم الحركي المسيحي إلياس فؤاد صعب. وعند صدور الحكم، هدد الحزب بقتل بعض رهائنه في حالة تنفيذه.

ويسود اعتقاد أن خطف رئيس مركز وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي اي اي" في بيروت، وليم بكلي، في ذلك الشهر نفسه، فضلاً عن عمليات خطف أخرى في النصف الثاني من عام 1984، كانت رداً مباشراً على اعتقال مُفجري عملية "الكويت 17" وإصدار أحكام ضدهم.

فعند مناقشة احتمالات إطلاق الرهائن الأميركيين، أوردت مذكرة صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية أن "مغنية كان يربط دائماً مصير رهائنه الأميركيين بالإفراج عن السبعة عشر إرهابياً شيعياً في الكويت، وليس لدينا أي مؤشرات بأنه غيّر هذا المطلب".

هرب من السجن

وعندما غزا صدام حسين الكويت عام 1991 ، أخلت قوات صدام السجون ونجح بدر الدين في الهرب إلى السفارة الإيرانية في الكويت. وأوردت تقارير في حينه أن "الحرس الثوري" سهل سفره إلى إيران وعودته إلى لبنان حيث نشط مع مغنية، ليس في جنوب لبنان فحسب، وإنما أيضاً على جبهات عدة جديدة، بما فيها "الوحدة 1800" التي أسست في تسعينيات القرن الماضي لمساعدة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في عملياتها ضد اسرائيل. وعند اغتيال مغنية في شباط/فبراير 2008 ، يقول ليفيت، خلفه بدر الدين في رئاسة الأجنحة العسكرية والإرهابية لـ "حزب الله".

وأخيراً يبقى الأكيد أن ميليشيات حزب الله أصيبت في نقاط مقتلها بسوريا وذلك أولاً عبر اغتيال عماد مغنية قبل 3 سنوات من الثورة السورية، والآن عبر مقتل بدر الدين وما بين الحادثين من سقوط العديد من العناصر وبينهم قادة مهمون، منهم علاء البوسنة (علي فياض) على سبيل المثال لا الحصر.

 

الصديق المنقذ والغازي الغاشم

عبد الله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/15 أيار/16

ظلت ثورة الخميني في إيران تقود حرًبا ضاريًة ضد الدول العربية، مرت بفترات صعود وهبوط، وتمت مواجهتها في أكثر من فترٍة، وبقيت العلاقات تتنقل من تصعيد إلى تهدئٍة أو العكس. تضخمت أحلام الملالي الثائرين، فجّرب الخميني الحرب العسكرية مع العراق المدعوم من دول الخليج وغالب الدول العربية، فخسر وتجرع السم، بحسب تعبيره، عند توقف الحرب، وجّرب خامنئي بناء الميليشيات ودعم الجماعات الراديكالية والإرهابية سنًة وشيعًة، وها هو يخسر من جديد.

عاٌم مضى على إعلان المملكة العربية السعودية عن «عاصفة الحزم» والحرب السياسية والعسكرية ضد رأس أفعى المشروع الإيراني في اليمن، ميليشيات الحوثي وأتباع المخلوع صالح، وذلك بقيادة تحالٍف عربي وتحت قراٍر من مجلس الأمن، وتم دحر المشروع الإيراني الطموح في اليمن، وكأٍخ منقٍذ لا كغاٍز غاشٍم، ها هي السعودية تفاوض على حٍل سياسي في اليمن يضمن لها الاستقرار والأمن ويسعى لدعم مستقبٍل أفضل لشعبها ولدولتها. وللمقارنة بين سياسة الأخ المنقذ والغازي الغاشم يمكن النظر لما صنعته إيران في الدول العربية التي تدخلت فيها، لقد حّولت العراق لمسرٍح كبيٍر للقتل والطائفية والعنف، ورعت كل جماعات الإرهاب فيه، واعتقلت قراره السياسي واستتبعت كثيًرا من نخبه الدينية الشيعية التي تحول قادتها إلى سياسيين يأتمرون بأمر المرشد الأعلى ويخدمون بلًدا يعادي وطنهم العراق وينشر الفوضى والإرهاب فيه.

يمكن للجميع أن يستشعر الضجيج الوطني العراقي من كل أطياف الشعب هناك من جور إيران ونشرها للاضطرابات والتخريب، وأصبحت جماهير المكون الشيعي العراقي تهتف في شوارع بغداد «بّرا بّرا يا إيران» وتعبر شتى مكونات الشعب العراقي برغبٍة كاملٍة في وقوف السعودية ودول الخليج والدول العربية مع العراق، ليتجاوز النفق المظلم الذي أدخلته فيه إيران.

والسعودية كصديق منقذ هي التي قّدمت ولم تزل تقّدم شتى أنواع الدعم للشعب السوري المنكوب، تجمع معارضته وتدعمه إقليمًيا ودولًيا، وترعى مصالحه، وتسعى لأن يبني الشعب السوري مستقبله ومستقبل دولته بعيًدا عن نظاٍم مجرٍم يقتل شعبه بشتى أنواع الأسلحة ويستقدم القتلة من كل مكاٍن ليشاركوه في القتل.

وإيران كغاٍز غاشٍم تنشر شتى أنواع الميليشيات لقتل الشعب السوري، ميليشيات شيعية من أفغانستان وغيرها، وميليشيات شيعية لبنانية متمثلة في حزب الله اللبناني، وتدعم تنظيمات الإرهاب السنية كتنظيم داعش الذي يشاركها في قتل الشعب السوري، وهي لم تكتف بذلك، بل بعد هزائمها المتكررة أصبحت ترسل قياداتها العسكرية الرسمية وشبه الرسمية إلى هناك وترسل مجموعاٍت من حرسها الثوري لتقتل الشعب السوري.

وعوًدا على اليمن، فالصديق السعودي المنقذ عندما قرر مواجهة إيران بـ«عاصفة الحزم»، أطلق معها «إعادة الأمل» لرعاية الشعب اليمني المغلوب على أمره، ولمساعدته لاستعادة دولته واستقراره واستقلاله، ولكن إيران لم تصدر لليمن شيًئا سوى الآيديولوجيا الثورية العمياء والسلاح الطائفي، وغايتها أن تسيطر على اليمن وتحتله بشكل مباشٍر أو غير مباشر، وشتان بين المقصدين والغايتين. لطالما تبجح قادة ملالي إيران وحرسها الثوري بأنهم أعادوا بناء إمبراطورية فارس، وأنهم يحتلون أربع عواصم عربيٍة، وتشدقوا بامتلاكهم لجيوٍش داخل الدول العربية من ميليشيات وجماعاٍت إرهابيٍة وجواسيس، وأنهم يعملون في آسيا وأفريقيا وكل العالم لنشر التشيع بنسخة الإسلام السياسي والثوري التي تتبناها إيران الخميني وخامنئي. وها هي إيران يتم طردها من أفريقيا بلًدا بلًدا، وتحاصر أنشطتها، وتطرد بعثاتها، ويلاحق عناصرها، وتعبر كثير من الدول الأفريقية عن رفضها لتدخلات إيران ورفضها لسياساتها الإرهابية، والأمر ذاته يحصل في دول جنوب شرق آسيا، وتتذمر بعض دول آسيا الوسطى من أنشطة إيران المعادية. لقد فضحت السعودية ودول الخليج والدول العربية مشاريع إيران، وفضحت آيديولوجيتها الإرهابية، وسقطت كل سياساتها الطائفية الفاقعة، وتم إثبات رعايتها للإرهاب والإرهابيين، وقد نشطت حركة الجنائز في طهران وبيروت، وقامت سوق الموتى الذين يساقون إلى الموت زرافاٍت ووحداًنا في سبيل وهٍم سيطر على عمائم لا هم لها إلا نشر الفتن والخراب والفوضى.

جنرالات الحرس الثوري صاروا يتساقطون على أرض سوريا، وقادة حزب الله يصرعون تباًعا هناك، فبعد ابن عماد مغنية وسمير القنطار، ها هو الحزب يشيع الإرهابي مصطفى بدر الدين الذي قتل في سوريا. هلاك هذا الإرهابي مثله مثل هلاك أسامة بن لادن أو الزرقاوي أو غيرهما من القتلة الإرهابيين، وهذا الإرهابي له تاريٌخ أسوٌد في استهداف البلدان العربية بعملياته وخططه الشريرة، فهو خطط لاغتيال أمير الكويت في الثمانينات، وخطط لتفجيراٍت في السعودية في التسعينات، وشارك في تأسيس حزب الله في العراق، وربما كانت له أدواٌر غير معلنٍة في دوٍل أخرى.

لم يتضح بعد من قام بقتل هذا الإرهابي، ولم يعلن حزبه بعد عن نتائج التحقيق الذي يقول إنه سيجريه، ومن المرجح أنه سيلقي بالتهمة على إسرائيل، وإسرائيل بالنسبة للحزب هي الشماعة التي يعلق عليها كل هزائمه وخسائره، ويعلن أنه سينتقم منها شر انتقاٍم، حتى صار الحزب أضحوكًة في هزائمه كما هو إرهابي مجرٌم في عملياته.

نظام الأسد وحبل مشنقة المحكمة الدولية لاغتيال رفيق الحريري يلتف حول عنقه، لم يترك أي متهٍم بالمشاركة في العملية إلا قام بتصفيته، منهم رموز في النظام نفسه، كغازي كنعان ورستم غزالة، واتجهت إليه أصابع الاتهام عند اغتيال قائد حزب الله عماد مغنية في دمشق، فهل لهذا النظام دور في قتل مصطفى بدر الدين؟ ستتضح ملابسات الحدث أكثر في الفترة المقبلة، ولكن نظام الأسد لم يعد يخشى كثيًرا مسألة المحكمة الدولية، فهو قام بجرائم حرٍب ضد شعبه قتل فيها وجرح وشّرد الملايين، وتعود على كسر الخطوط الحمراء لأميركا والغرب، وحظي بدعم روسيا، وهو يعلم جيًدا أن العالم بحاجٍة لبناء توازناٍت دوليٍة جديدٍة يمكن من خلالها محاسبته. على الرغم من تناقض إيران في لهاثها خلف رضا أميركا والدول الغربية، فإن فرحتها بعناق ما كانت تسميه «الشيطان الأكبر» لم تكتمل بالاتفاق النووي مع الغرب، والبنوك الغربية الكبرى ترفض التعامل مع دولٍة ترعى الإرهاب ومستقبلها مجهول، إن على مستوى القيادة أو مراكز القوى أو متانة الاقتصاد. أخيًرا، قطعت السعودية العلاقة مع إيران وحاصرتها عربًيا وإسلامًيا وإقليمًيا، وما محاولتها أخيرا لتسييس الحج إلا إصراٌر على السياسة البائسة.

 

إعلام” الإرهابيين.. من يوقفه؟

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/15 أيار/16

كانت ثورة كبيرة تلك التي اجتاحت وسائل الإعلام، لم تعد هناك وسيلة واحدةُتحكم قبضَتها كما كان سابًقا، لا التلفزيون وحده ولا الإذاعة ولا الصحافة أيًضا، تنوعت المنصات التي تنقل الخبر، حتى لو لم تكن تصنعه، وفتحت وسائل التواصل الاجتماعي آفاًقا مذهلة تجعل كَّل شخص قادًرا على الاستفادة منها بألف طريقة وطريقة، إلا أن هذه الثورة غير المسبوقة، لم تعد فقط نافذة للتعبير عن الرأي، من دون رقابة مسبقة، فالأشرار كعادتهم لا يتركون باًبا للشّر إلا ويطرقونه، والاستغلال البشع أضحى قاعدة عامة ولم يعد استثناء، وبعد أن كانت خطبة لزعيم إرهابي لا يجد لها نافذة غير قناة فضائية تجد اللوم لفعلها هذا، تغيرت المعادلة، وأصبح بث إشاعات أو اتهامات أو تحريض بالعنف، أو تهديد بالقتل أمًرا في غاية البساطة، بل ذهبت الأوضاع إلى أبعد من ذلك بكثير، فبعد أن كانت هناك كتب من نوعية “كيف تتعلم الإنجليزية في سبعة أيام؟”، أو “كيف تصبح مليونيًرا؟”، صحونا على مواقع إلكترونية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي و”اليوتيوب” تشرح بالتفاصيل كيف يمكنك صنع قنابل يدوية ومتفجرات خطيرة، باستخدام أدوات الطبخ ومساحيق التنظيف ومن مواد سهلة وفي متناول الجميع، وفيما تقوم الدول بعمليات عسكرية وإرسال جيوش إلى مناطق النزاع، ما زال الإرهابيون يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي من دون أي مواجهة أو قوانين تحد ­ ولا أقول تمنع ­ استخدامهم السيئ لها. السؤال الذي يكبر يوًما بعد الآخر: ألا توجد وسيلة فاعلة للتحكم في وسائل التواصل الاجتماعي عندما تأخذ منحى إرهابًيا؟

كنت مشارًكا في إحدى الجلسات عبر المنتدى الإعلامي العربي في دبي الأسبوع الماضي، وتحدثت بأن المعركة ستكون طويلة، ما دامت الساحة الإعلامية الإلكترونية متاحة للإرهابيين من دون رادع أو قوانين توقف استغلالهم لهذه الوسائل، وبعد الجلسة جادلني أحد الشباب الحاضرين بأنه ضد أي تدخل في هذه الوسائل، مع ضرورة مواجهة الإرهابيين بالفكر لا بالمنع، وهذا عنوان عريض في رأيي يناسب المجتمعات المثالية، لا مجتمعات ينخر فيها الإرهاب ويستغل شبابها ويلقيه في أتون القتال، ولا يجد أفضل من وسائل التواصل الاجتماعي لبث سمومه ونشر أخباره، هذه الأفكار المثالية هي من تسبب بأن يكون 80 في المائة من المنضمين لـ”داعش” تم تجنيدهم عبر هذه الوسائل، فيما 90 في المائة من الهجمات الإرهابية استخدمت فيها متفجرات صناعة يدوية، من تلك التي توجد وصفاتها بكثرة على شبكة الإنترنت، وبناء عليه يمكن لأي متطرف أن يعرض تصوير فيديو وهو يقتل ويدمر، وبعد أن يشاهده مئات الآلاف يمكن أن يحذف بعد التنبيه عليه، ثم يعاود المتطرف ذاته فعل الشيء نفسه من حساب آخر، وهكذا لا يتوقف بعد أن تصل رسالته إلى الجميع، بينما لم تستطع القوانين المنظمة إيقافه أساًسا من نشر فكره المتطرف. وإذا علمنا أن استغلال المتطرفين لوسائل التواصل الاجتماعي يتم عبر حسابات مجهولة أو وهمية، يزيد الاستغراب؛ لماذا لا يزال يسمح لهم بالولوج من هذه الثغرة دون إغلاقها، أليس من الأجدى، مثلاً، أن يكون من ضمن شروط إنشاء حسابات في “اليوتيوب” أو “فيسبوك” أو “تويتر” تسجيل رقم هاتف جوال، مع احتفاظ إدارات هذه الوسائل بمعلوماتها السرية، ولا تسلمها للحكومات إلا إذا تم استخدامها بشكل غير قانوني ووفق حكم قضائي، أكاد أجزم أن أكثر من 90 في المائة من المتطرفين سيتوقفون عن الاستغلال المتطرف، ولن يفضحوا أنفسهم بأنهم متطرفون تلاحقهم يد العدالة. بعد أن كان سلاح الإرهابي التقليدي الكلاشينكوف والحزام الناسف، أصبح سلاحه الهاتف الجوال وحساب التواصل الاجتماعي، السلاح الأول مكشوف وسهلة السيطرة عليه، أما الثاني فحتى هذه اللحظة لا توجد أي محاولات دولية جادة لإيقاف استخدامه، ومنع المتطرفين من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات ينطلقون منها لبث سمومهم وشرورهم وإرهابهم.

 

حقيقة تفاهم واشنطن وموسكو حول سورية

 أكرم البني/الحياة/16 أيار/16

لم تكن الهدنة الهشة لتصمد، أو تخفت حدة القصف والعمليات الحربية في حلب والغوطة الشرقية لولا ضغط أميركي- روسي مشترك، وقبلها لم يكن اتفاق فيينا ليرى النور وتستمر مفاوضات جنيف حول الشأن السوري لولا قوة التفاهم بين واشنطن وموسكو. أمر مفهوم أن لا يقيم بعضهم وزناً لهذا التفاهم أو يعتبره طفرة موقتة خلقها انشغال السياسة الأميركية بالانتخابات، وأمر مفسر أن يتوقع آخرون حصول تبدل جذري في مواقف البيت الأبيض بعد رحيل أوباما يطيح هذا التفاهم، غافلين عن حقيقة وجود إستراتيجية ترسمها مؤسسات قوية تحدد هوامش أي رئيس، وأن سياسة أوباما السلبية تجاه تداعيات الربيع العربي ليست من بنات أفكاره، بل هي انقلاب على سياسة تدخلية نشطة دفع ثمنها الشعب الأميركي من عافيته! ولكن ما ليس مفهوماً هو الاحتكام إلى العقلية التآمرية وتفسير التفاهم بغض نظر أميركي مقصود، إن لاستخدام روسيا كشرطي في المنطقة يحد من تمدد الجهاديين وطموحات اقليمية غير مرغوبة، وإن لاستنزاف هذا الخصم وجره إلى مستنقع شبيه بالمستنقع الأفغاني، وهو تفسير راج كثيراً إبان تدخل موسكو العسكري، ثم خبا بعد قرارها وقف العمليات الحربية وسحب القسم الأكبر من قواتها من سورية، لكنه لا يزال حاضراً عند بعضهم تحدوه صعوبة تقبلهم تفاهماً بين خصمين لدودين تاريخياً، ولا تزال معارك التنافس على النفوذ تدور بينهما في غير بقعة! ولكن، لمَ لا يصح اعتبار التفاهم المعلن بين موسكو وواشنطن لإطفاء بؤرة التوتر السورية، حقيقة تخلقها مصالح ودوافع مشتركة؟ حقيقة لا يضعفها تراشقهما بتصريحات توحي بالتعارض والعداء، ولا خلافاتهما حول طابع المرحلة الانتقالية العتيدة ودور بعض رموز النظام السوري فيها، وحول إدراج بعض فصائل المعارضة المسلحة على قائمة الإرهاب. أوليسَ حقيقة توافقهما على أولوية صب الجهود لسحق تنظيم «داعش» وأمثاله، وتبادل الأدوار لتغطية العنف الموظف للنيل منها؟ أولا يخشى الجانبان احتمال تحول الوضع السوري في ظل سلطة إسلامية إلى بؤرة لتوليد الجهاديين وتصديرهم ليعيثوا أذى في أصقاع الأرض؟ وألا يجمعهما خوف، وإن تباينت شدته، من بديل لا يحافظ على وحدة البلاد ومؤسسات الدولة وعلى التنوع العرقي والديني في المجتمع ويضمن حقوق الأقليات ونمط عيشها؟ وأليس قلقهما مشتركاً من الأعباء التي بدأت تثقل كاهل الجميع مع اتساع موجات النزوح والهجرة، فكيف الحال مع تواتر معلومات عن عناصر إسلاموية تتسلل عبر هذه الموجات وتضمر هدف متابعة نشاطها السياسي والعسكري في بلدان الاغتراب؟

ثم أليست حقيقة تحسبهما معاً، من انفجار منطقة، كالمشرق العربي متداخلة بشرياً وديموغرافياً، نتيجة تصاعد العنف في سورية واتــخاذه أشـــكالاً قبلية وطائفـــــية وعرقية؟ ومن يستطيع إنكار أكثر من دلالة وتصريح يؤكدان فيه إصرارهما على التعاون لتفكيك متأنٍ للصراع الـــسوري ومحاصرة فرص تصديره الى بلدان الجوار، ويخلصان إلى أن الأسلم لاستقرار المنطقة تحكمهما بعملية التغيير في البلاد والسيطرة على مساراتها؟ أيضاً ألا تجمع الطرفين ضرورة الأخذ برؤية تل أبيب حول تأثير مستقبل سورية في أمنها الإستراتيجي؟ وأليس بينهما قاسم مشترك يمثله لوبي صهيوني قوي في كلا البلدين، يُحسب لرأيه حساب في سياسات واشنطن وموسكو الشرق الأوسطية؟ وألا يصح النظر إلى بعض مواقفهما من قناة حسابات إسرائيلية تنوس بين بقاء نظام ضعيف حافظ لعقود على جبهة الجولان مستقرة، وبين تغذية الصراع لإحداث مزيد من الخراب، كي تأمن جانب هذا البلد عشرات مقبلة من السنين؟ ومع الاعتراف بأن ثمة دوافع قوية لبناء التفاهم بين موسكو وواشنطن لمعالجة الصراع السوري، علينا الاعتراف بأن نجاحه يرتهن بقدراتهما في التأثير في الأطراف المتصارعة وإرغامها على تنفيذ ما يريدانه، وأيضاً في بعض الأطراف الإقليمية المعنية به، لمحاصرتها وتحييدها. صحيح أن قدرة موسكو باتت ملموسة في تطويع مواقف النظام بعد المساعدة العسكرية النوعية التي قدمتها، بدليل ما يبديه من مرونة شكلية في الاستجابة لطلباتها، لكنه عملياً لا يزال يرفض تقديم التنازلات السياسية ويصر على الحسم العسكري، وربما منحته نتائج الضربات الروسية حافزاً جديداً للسير في هذا الاتجاه، بخاصة أنه ضليع في توظيف ما يمتلكه من خبرات لتمييع ما يوافق عليه، ولكسب الوقت والرهان على مزيد من العنف لتغيير المشهد على الأرض، مستنداً إلى ميل إيراني يدعم هذا الخيار، ما دامت طهران تعتقد بأن السير في طريق التهدئة والمعالجة السياسية في ظل التوازنات القائمة، سيضعها، شعبياً وسياسياً، في موقع لا تحسد عليه ويؤثر بشدة في نفوذها الإقليمي ومستوى دعمها «حزب الله» وحلفاءها العراقيين. في المقابل ربما يسهل على الطرف الأميركي الضغط على المعارضة السياسية وحضها على التنازل والقبول بهدنة هشة وبخطة طريق انتقالية لا تحقق طموحاتها، ولكن يصعب عليه تطويع الجماعات العسكرية المتواجدة في الميدان، صاحبة القرار في استمرار الصراع وإنجاح أية مبادرة سياسية. يزيد الأمر تعقيداً تنوع مصادر الدعم الإقليمي لهذه الجماعات وتأثيره في قراراتها، بخاصة من تركيا التي ستبذل كل الجهود لإفشال أي حل سياسي لا يحقق مصالحها وطموحاتها، وأهمها إقامة منطقة حدودية آمنة تخفف حدة اللجوء إلى أراضيها وتمكنها من محاصرة الوجود الكردي وسحق تشكيلاته العسكرية.

والحال أن تفاقم معاناة السوريين وفظاعة ما يتعرضون له من فتك وتنكيل، وازدياد أخطار العنف والنزوح على استقرار المنطقة والعالم، وفشل التجارب المتكررة للخيار العسكري في تحقيق أي حسم، ثم إلحاح الحاجة إلى تشارك دولي وإقليمي ضد الجماعات الجهادية، هي عوامل متضافرة تعزز قوة التفاهم بين واشنطن وموسكو لإخماد هذه البؤرة من التوتر، تالياً قدراتهما لإجبار أطراف متصارعة تزداد ضعفاً، يوماً بعد يوم، على تقديم التنازلات والقبول بشروط ما كانت لتقبل بها ابتداء!

 

هستيريا عسكرية إيرانية مسعورة

داود البصري/السياسة/16 أيار/16

تعكس حالة التورط العسكري الإيراني المتزايد في ملفات ودول الشرق القديم، طموحات إمبراطورية رثة لنظام كهنوتي يرفع منذ أربعة عقود شعارات تصدير الثورة وإسقاط الأنظمة، تحت يافطات محاربة الصهيونية والاستعمار والاستكبار!، وهي الشعارات التي سقطت فعليا، وتهاوت بالجملة وأضحت نكتة تاريخية سوداء، بعد أن تحولت الآلة العسكرية الإيرانية لأكبر تهديد إقليمي وبشكل تجاوز بكثير حتى الخطر الإسرائيلي ذاته، فالإيرانيون الذين زاد تأثيرهم السياسي والأمني والعسكري في الشرق منذ احتلال العراق وانهيار الجيش العراقي العام 2003 على يد «الشيطان الأميركي الأكبر» والذي قدم ولايزال للنظام الإيراني خدمات ستراتيجية جليلة، أضحوا لا يتحدثون عن حماية نظامهم إلا من خلال اعتبار عواصم دول الجوار العربي بمثابة خطوطهم الدفاعية!، كما تحقق بشكل واضح ما وعد به الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني في تسعينات القرن الماضي من أن الجندي الإيراني سيستطيع التحرك بسهولة على الطريق الرابط بين كابول الأفغانية وبيروت على البحر المتوسط ومن خلال عاصمتي الخلافة الإسلامية بغداد ودمشق! فها هو الجيش والحرس الثوري الإيراني ومجاميع العصابات الطائفية الإقليمية المتحالفة معهم يخوضون القتال الدموي في عاصمة الأمويين دمشق بعد أن هيمنوا بالكامل على عاصمة الخلافة العباسية بغداد من خلال تنصيب حكومة عراقية عميلة بالكامل ومرتبطة بالمشروع الإيراني ويقودها حزب إيراني إرهابي عريق هو حزب الدعوة وشركاه من العملاء كعصابة «آل الحكيم المجلسية» وغيرهم من العملاء الجدد و المستحدثين.

وردا على الهزائم العسكرية القاسية التي تكبدتها المؤسسة العسكرية الإيرانية في سورية ومصرع الآلاف من الجنود الإيرانيين على أيدي الثوار السوريين الأحرار، فقد أصابت الهستيريا المتوحشة أقطاب القيادتين السياسية والعسكرية الإيرانية الذين باتوا يتحسسون رقابهم جيدا، ويشعرون بمدى الورطة الثقيلة التي تورطوا بها عبر غرقهم في حرب إستنزاف دموية رهيبة في الشام يعلمون علم اليقين بأنها ستجهز عليهم قريبا، ولربما تنقل الصراع للعمق الإيراني عبر تثوير الشارع الإيراني المتوتر بعد الزيادة المضطردة في أعداد التوابيت المرسلة لطهران، برا وجوا،وهو ما انعكس بشكل واضح على تصريحاتهم التهديدية ضد الثوار السوريين الذين نجحوا في أسر عناصر عسكرية إيرانية في معارك خان طومان بريف حلب الجنوبي بعد أن أوقعوا مذبحة كبرى بعناصر الجيش والحرس الإيراني، في هزيمة عسكرية مذلة للآلة العسكرية الإيرانية التي تهاوت كعصف مأكول أمام شدة وإندفاعة وعزم وشجاعة الثوار السوريين!، لقد كانت معارك خان طومان رهيبة فعلا وتمثل تحولا ستراتيجيا في موازين الصراع العسكري وصدمة حقيقية للجهد العسكري الإيراني، حتى أن قائد القوات البرية الإيرانية العميد أحمد رضا بوردستان فقد إبنه في تلك المعركة، ومن خضم الورطة وفي قلب التورط أعلن العميد بوردستان في أول رد فعل عسكري عن حشد الجيش الإيراني لخمسة ألوية عسكرية برية على استعداد فوري لدخول العراق مع تغطية جوية ملائمة، وهو إجراء في ما يبدو يعبر عن الخشية من هجمات مضادة قد تنطلق داخل العمق الإيراني، وهو ما يعني زيادة مضطردة في التعبئة العسكرية وفي توسيع المجال الحيوي و الستراتيجي الإيراني ليشمل إستباحة شبه كاملة لكل من العراق وسورية، فالجيش العراقي المنهك والمشتت والغارق في أتون صراعات داخلية حادة قد بلغ من الضعف مبلغا كبيرا رغم صرف المليارات عليه، ولكن الفساد السلطوي العراقي لحكومة الفاسد الأكبر نوري المالكي وضعف خليفته العبادي قد تركتا مؤثراتهما الظاهرة على أوضاعه!، أما الجيش السوري فلم يعد له وجود حقيقي بعد أن تمزق لأشلاء وأضحت الميليشيات الطائفية هي عدة النظام السوري للدفاع عن سلطته المتآكلة ووجوده المؤقت.

الإيرانيون اليوم يعيشون هستيريا حقيقية بعد أن فشلت جهود جنرالاتهم في منع الكارثة، وبعد أن أصاب الإستنزاف المرهق والمدمر آلتهم وألتهم قياداتهم وبات يهدد فعلا بنقل المعركة للعمق الإيراني وهو الأمر الذي ستتولاه فعلا المقاومة الوطنية الإيرانية في قوادم الأيام، والتي تعيش حاليا مرحلة حشد وإعداد تعبوي لتثوير الشارع الإيراني المتوثب، هستيريا عسكرية وسياسية إيرانية لا تعني القوة بقدر ما تعني انهيارا نفسيا واضحا عبر عن نفسه بزيادة جرعات القمع والإرهاب في الداخل و تنشيط ماكينة حفلات الإعدام الإرهابية ضد أبناء الشعوب الإيرانية وعلى رأسها الشعب العربي الأحوازي الذي يتعرض لحرب إبادة حقيقية وومنهجة.، لقد أظهر التورط العسكري الإيراني في سورية والدعم اللوجستي الإيراني لعملائهم في العراق الضعف البنيوي والقاتل لنظام يتخبط في أزماته، ويعيش لحظات إنكساره وتراجعه التاريخية، ونصر الثورة السورية سيعجل بإنهيار المعبد الإرهابي للنظام الإيراني على رؤوس قادته.

لحظات تحول وتغيير هائلة ومثيرة يعيشها الشرق القديم وهو يشهد غروب الكهنوت الإرهابي الغاشم.

 

الذئاب والحملان في السياسة الإيرانية

سالم الكتبي/العرب/16 أيار/16

يخطئ الكثيرون حين يعتقدون أن الضغوط والمواقف الأميركية حيال برنامج إيران الصاروخي، وموقف واشنطن حيال الأموال الإيرانية المجمدة، هي الأسباب التي تقف وراء عودة التهديد والتصعيد إلى الخطاب السياسي الإيراني. المؤكد أن التهديد الذي أطلقه نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، بإغلاق مضيق هرمز أمام السفن الأميركية، ليس عودة لقديم إيران، فما حدث من تغيرات وتحولات طرأت في العام الأخير على الخطاب السياسي الإيراني تجاه الغرب ليس سوى نوع من “التقية السياسية”، أو التخفي وراء قناع حمل وديع، بينما الحقيقة تؤكد أن ما وراء القناع ليس سوى ذئاب ماكرة تجيد المراوغة والخداع والتحايل والكر والفر السياسي. بحكم إدراكي المتواضع للسياسة ودهاليزها ومتطلباتها، لا أعتقد أن هناك مشكلة في إجادة فنون المناورة السياسية، فهذه أبسط قواعد اللعبة السياسية في العلاقات الدولية، ولكن المشكلة تتمثل بالأساس في “الخداع” والكذب وتزييف الحقائق، فهذه سمات من شأنها أن تسقط مصداقية الدول وقادتها، وهناك مواقف لا تقبل المزايدات والمهاترات السياسية والإعلامية، منها توجهات الدول وسياساتها الخارجية، إما باتجاه الالتزام بالقانون والقواعد والأعراف الدولية، أو بانتهاك ذلك كله والتصرف وفق منطق اللاقواعد واللامبالاة وشريعة الغاب، وهنا تختلط الأوراق ويغيب منطق العقل.

أدرك أن إيران تجيد مبدأ توزيع الأدوار في سياستها الخارجية، حيث يتنوّع المشهد الإيراني بين متشددين ومن يصنفون ضمن قائمة “الإصلاحيين”، وبين هذا وذاك هناك مشتركات، هي ثوابت الثورة وقناعات الملالي ومصالحهم، التي لا تنازل ولا تفريط فيها. وفي ضوء ما سبق يمكن فهم التفاوت بين الخطاب السياسي للرئيس حسن روحاني والمؤسسات الدبلوماسية الإيرانية من ناحية، وتصريحات قادة الحرس الثوري التصعيدية المتشددة من ناحية ثانية.

روحاني يتحدث من جانبه بنبرة هادئة حيال الغرب والولايات المتحدة تحديدا منذ توقيع الاتفاق النووي، وحتى عندما يستشعر تهديدا لمصير هذا الاتفاق من الجانب الأميركي، فإنه يتناول الأمر بلغة خطابية دبلوماسية، تذكرنا بخطاب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، تاركا التصعيد والتهديد والوعيد للقادة العسكريين المؤدلجين في الحرس الثوري الإيراني.وكي نفهم تفاصيل المشهد المتعلق بتطور العلاقة بين إيران والولايات المتحدة جيدا، علينا أن نسترجع شريط الأحداث، فالرئيس باراك أوباما بات في موقف صعب خلال الأشهر الأخيرة من فترته الرئاسية الثانية، ولم يعد قادرا على الدفاع عن فكرة التقارب مع إيران في مواجهة ما تتعرض له من هجوم داخل الولايات المتحدة، وعلى صعيد الحزبين الديمقراطي والجمهوري معا. وما يفاقم أزمة أوباما أن إيران ذاتها تضع نفسها في مربع واحد مع خصومه السياسيين الداخليين، وتتصرف بنفس الطريقة التي يتصرفون بها، وتسعى إلى توظيف وضعية “البطة العرجاء” للرئيس الأميركي في انتزاع مكاسب استراتيجية جديدة لها، بدلا من أن تساعده وتهيّئ له الظروف وتقـدم له المعطيـات التي تعزز موقفه الداخلي. عندما تلجأ إيران إلى المضي في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية وتواصل إجراء تجاربها ضمن هذا البرنامج، بدعوى أن الاتفاق النووي لا يتضمن ما ينص على تجميد هذا البرنامج، فإنها هنا تتصرف وفق منطق التاجر الانتهازي، الذي قد يحقق مكاسب سريعة مضمونة، ولكنه يخفق في بناء مصداقية مطلوبة في الأسواق.

صحيح أن الاتفاق النووي لا يتضمن بنودا تقضي بتجميد الأنشطة والبرامج الصاروخية الإيرانية، ولكن قاعدة المواءمة السياسية لا تتماشي مع تفعيل هذا البرنامج في توقيت سياسي بالغ الحساسية، وفي مرحلة زمنية هي بمثابة “عنق الزجاجة” بالنسبة لإيران، فبمجرد صدور قرارات تنفيذ الاتفاق ورفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران، صدرت تعليمات موازية من الملالي بإجراء تجارب صاروخية، ظنا منهم أن اللعبة قد انتهت وأن الكرة قد انتقلت إلى الملعب الإيراني، وهذا كان تقديرا استراتيجيا سيئا بل ومتهورا للأمور، لأن إعادة بناء الثقة وترميمها بين طهران والغرب لن تقوم على أرضية المصالح الاقتصادية الغربية ومقدار حصص الشركات الغربية من “الكعكة” الاقتصادية والتجارية الإيرانية المنتظرة فقط، بل تقوم أيضا على سلوكيات طهران وسياساتها الإقليمية والدولية خلال فترة “جسّ النبض”، التي تسرّع الملالي في حسمها بلغة متهورة اعتادوا عليها، إذ غلب الطبع التطبّع، متجاهلين أن قرار رفع العقوبات لا يعني انتقال الأموال المجمدة آليا إلى القنوات والبنوك الإيرانية. وهذا التهور السياسي الإيراني تسبب في فقدان مليارات الدولارات وأعاد الكرة ربما إلى مربع خلفي، إن لم يكن إلى المربع الأول للأزمة.

ترى هل وقعت إيران في “غلطة الشاطر” -كما يقول المثل العربي الشائع- أم أن تجدد التصعيد حيال الولايات المتحدة يعبر عن رفض داخلي إيراني وانتصار للقوى المتشددة على الساحة الإيرانية؟ وهل تمثل عودة التهديد مجرد تلويح بالعودة إلى “قديمه” أم أن إيران لم تجد في الاتفاق النووي ما يحقق طموحاتها ويرضي رغباتها فأرادت اللعب وفق قاعدة “الفوز بكل شيء أو لا شيء”؟ أم أن طهران تستبق توجهات الإدارة الأميركية المقبلة، بغض النظر عن هوية الرئيس الفائز بالانتخابات المقبلة، وتريد أن تمارس أقصى الضغوط عن طريق التصعيد اللامحدود وفق سياسة “حافة الهاوية” من أجل انتزاع مكاسب وتنازلات جديدة من الرئيس أوباما قبل أن يَطوي ملف رئاسته ويرحل من البيت الأبيض؟ ما يهمنا -كخليجيين وعرب- بالدرجة الأولى أن منطق القوى لا يغيب عن صانعي السياسة في إيران، فالملالي ينطلقون من أرضية قائمة على التلويح بالعنف واستخدام القوة الخشنة، ولا يحترمون سوى من يمتلك المقدرة على لجم قوتهم الخشنة، فلم تكن مفاوضاتهم الماراثونية مع القوى الدولية سوى نتاج لتقديرات استراتيجية إيرانية بأن طهران قد تخسر منشآتها وقدراتها النووية كافة، بل وقد يطاح بنظامها الحاكم في حال الاستمرار في العداء مع الغرب، ومن هنا كان “الصبر الاستراتيجي” واستدعاء دبلوماسية “حياكة السجاد” الإيراني من الموروث التاريخي من أجل تجاوز مأزق حقيقي لا أكثر ولا أقل.