المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 أيار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.may18.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَللهُ رُوح، وعَلى السَّاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِٱلرُّوحِ والحَقّ

قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي، إِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيْك

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عون مرّت وكارثي وكل من يتحالف معه يكون من نفس قماشته ومن نفس ثقافته المرتين/الياس بجاني

تحية للريس دوري شمعون المهذب والحر وصاحب الأخلاق/الياس بجاني

من أرشيفنا/الياس بجاني: اتفاق 17 أيار فرصة للسلام خسرها لبنان/مع نص الاتفاق باللغتين العربية والإنكليزية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 17/5/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 17 ايار 2016

الحريري من الإليزيه: هولاند حريص على إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان

مال جيلبيرت الشاغوري وفرمانات تحليل وتحريم ميشال عون/نوفل ضو/فايسبوك

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: قانون مكافحة تمويل "حزب الله" مطلوب عالمياً ولبنانياً

دول في أميركا اللاتينية تطلب مساعدة من بيروت بالتحقيق في ضلوع “حزب الله” بالمخدرات وتبييض الأموال

سلامة يخرج عن صمته: القانون الأميركي مطلوب تطبيقه عالمياً وفي لبنان

لقاءات فرنسية مع مسؤولين لبنانيين بحثاً عن مخرج للأزمة وسلام تلقى رسالة دعم من كيري

صحيفة اسرائيلية: بدر الدين قتل في خان طومان.. وخلافات بين سليماني وظريف

عقيلة الشيخ يعقوب في بيانها ال13 : طريقنا طريق ذات الشوكة والحق يجافيكم

سـلام تسـلم رسـالـة دعـم اميركـــي مـن كيـري وعرض مع الجراح والقادري شؤون البقاع والتقى الان عون

بري: 8 و14 آذار ماتوا الله يرحمهم او لا يرحمهم  ووفد اعلامي اوروبــي يجول علـى المسـؤولين

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: التعميم 137 واجب قانوني لبناني يريح المصارف المراسلة ويؤكد ملاءمة العمل المصرفي مع ما هو مطلوب دوليا

أوساط مالية تستغرب الخشية على "استقالة" سلامة غير المطروحة وقــانون العقوبات الأميركي واضـح بالتزاماته ولبنان أكدها مراراً

"عكـــاظ": تملمـل في بيئــة حـزب الله بسبب خيانات يتعرض لها المقاتلون في سوريا

الشرق الاوسط: مصطفى مغنية خلفا لمصطفى بدر الدين

القماطية.. أول بلدية خارج سطوة "حزب الله"

صبحي أمهز/المدن

نتائج انتخابات جبل لبنان تظهر تراجع تأثير الأحزاب

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

كتلة المستقبل: حزب الله يعرض الأمن الاقتصادي والمالي للخطر الشديد

حارس شهاب من بكركي: يجب التصدي لأخطار التطرف والارهاب مع رفض إدخال لبنان في محاور الصراع الاقليمية

عون استقبل رئيس واعضاء لائحة "كرامة جونية"

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: المكون المسيحي قال كلمته فليسمعوا كلمة الصوت الحق وليتفاعلوا معها

 تحديات أمنية تواجه المؤسسة العسكرية وتوجب تحصينها سياسيـا والجيش يراقب المخيمات ويرصد ذهابا وايابا بين عين الحلوة وسوريا

 مبادرة بري على مشرحة المتحاورين غدا رغم الردود الواضحـة سـلفا!/رئيس المجلس يطرح الاتفاق على معايير لـ"الانتخاب" تسهّل مهمة اللّجان

الرئاسة في "العناية الفرنسية": هولاند يستقبل الحريري وسلام يعوّل على جهوده

سلامة لن يستقيل: "ما نفعله لمصلحة بلدنا واقتصاده ومن أجـــــل اللبنانيين"

كيري من فيينا: خيارات كثيرة للتعامل مع الأسد ولافروف: ندعم الجيش لا الرئيس

 منازلة دير القمر البلديّة: 12 لتحالف الاحزاب / 6 للأحرار- البستاني وأوسـاط اللائحة الثانية تضـيء على الارقام: يزبك مؤهـل للرئاسـة

 عويضة يُشكّل لائحة "مستقلة" في طرابلس بعد توافق الحريري- ميقاتي/كرامـي: لابعـاد المحاصصـة والمحسـوبين حزبيـاً عــن البلديـة

نقيب الوسطاء والإستشاريين العقارييين مسعد فارس: حركة السوق المحلية متفاوتة والأسعار مرنة و "إنشاء "صندوق للدين العقاري" وسيلة تحفيزية للقطاع"

الراعي الى جنوب افريقيا غـدا لافتتاح مكتب لمؤسسة الانتشار

باسيل مثّـل لبنــــان فـــي اجتمــــاع جنيـــف:لتحمل المسؤولية ومساعدتنا في محاربة الإرهاب وأزمة النزوح

جعجع عرض مع وفد حزب المحافظين البريطاني الاوضاع في لبنان والمنطقة

التيار المستقل: نتائج الاتنخابات البلدية اسقطت كل الحجج لتبرير التمديد النيابي

قهوجي عرض وقائد القوات الخاصة الأميركية مجالات التعاون والتدريب

رئيس الكتائب التقى امل ابوزيد: للتوافق حوله واجراء انتخابات على صعيد لبنان بأسرع وقت

قاسم التقى جبري: ستبقى البوصلة مواجهة إسرائيل وهي الحل لكل أزمات المنطقة

سفير فرنسا زار وزير المال: لا مشروع لعقد مؤتمر دولي حول لبنان

الهوية والسيادة: الانتخابات نموذج جديد يتحدى الاصطفافات السياسية والطائفية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لافروف: روسيا لا تدعم الاسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة الارهاب

محادثات جنيف رهن نتائج اجتمـاع مجموعـة دعم سوريا فــي فيـينا واجماع اميركي – روسي على احياء الهدنة.. وخلاف على "تصنيف الفصائل"

اجتماع جديد للقوى الكبرى لمحاولة انقاذ محادثات السلام حول سوريا

هولاند يتعهد إعادة النظر في قرار الأونيسكو حول القدس

مقتل 69 وإصابة أكثر من 100 شخص في 3 انفجارات ببغداد

الجبير: ينبغي بحث خطّة بديلة إذا لم يمتثل الأسد لجهود الهدنة

أردوغان مهددا: سنتحرك لحماية كلس إذا لم نتلق مساعدة

صورة جديدة لقاسم سليماني... وخريطة لمجازر في حق الشعب السوري؟

أبو حطب رئيسا جديدا لحكومة الائتلاف السوري المعارض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من الأرشيف/إتفاق17 ايار 1983 بين لبنان واسرائيل/اتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة دولة إسرائيل

«حزب الله».. من عصر «الظهور» إلى زمن «الضمور»/علي الحسيني/المستقبل

المسيحيون يستحقّون الشفقة/عقل العويط/النهار

جرسا إنذار لـ "حزب الله"/ عبد الوهاب بدرخان/النهار

حزب الله" بعد بدر الدين... دم جديد؟/موناليزا فريحة/النهار

ماذا بعد " إنعاشهم "؟/ نبيل بومنصف/النهار

تكتيكان «هجومي» و«دفاعي» في الانتخابات البلدية/وسام سعادة/المستقبل

الحريري وجعجع وعون و"حزب الله" متحالفون؟/ ميشيل تويني/النهار

رئيس للبرازيل من بلد بلا رئيس!/سمير السعداوي/الحياة

بريق أمل في لبنان… ولكن/خيرالله خيرالله/العرب

«حزب الله» vs. «الجماعات التكفيرية»: لا أكره الأساطير ولكن التَّوائم/لقمان سليم/جنوبية

«حزب الله» و«الإفلاس الجماهيري» .. من البقاع إلى بيروت/مخاتير وبلديات عشائر وعائلات تتمرد على «التكليف الشرعي»/ علي الحسيني/المستقبل

انتخابات الجبل انتصارٌ للمسيحيين/إيلي القصيفي/المدن

تحالف معراب» يسقط في مسقط رأسه/جورج بكاسيني/المستقبل

مقتل بدر الدين: سياق لإنهاء وظيفة «حزب الله»/محمد قواص/الحياة

محافظة ايرانية ترفض قتل ابنائها في سوريا… في ظل الخيانة الروسية/بادية فحص/جنوبية

العربية.نت” تكشف حقيقة “صرخة البراءة” للولي الفقيه/مراسم إعلان البراءة بدعة الخميني السياسية لتشكيل “المجاهدين”

الديبلوماسية الإيرانية ودعم الإرهاب الدولي/داود البصري/السياسة

هل ثمة صلح مع جماعات الإسلام السياسي/فاروق يوسف/العرب

من المجرم الأخطر/غسان شربل/الحياة

تدرّج تنازلي لموقف كيري من موعد آب المقبل يرحّل مفاوضات الحل السوري إلى الإدارة المقبلة/روزانا بومنصف/النهار

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَللهُ رُوح، وعَلى السَّاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِٱلرُّوحِ والحَقّ

إنجيل القدّيس يوحنّا04/من21حتى24/:"قَالَ يَسُوعُ للسَامِرِيَّة: «صَدِّقِينِي، يَا ٱمْرَأَة. تَأْتِي سَاعَةٌ، فِيهَا تَسْجُدُونَ لِلآب، لا في هذَا الجَبَل، ولا في أُورَشَلِيم. أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم، لأَنَّ الخَلاصَ هُوَ مِنَ اليَهُود. ولكِنْ تَأْتِي سَاعَة، وهِيَ الآن، فِيهَا السَّاجِدُونَ الحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ والحَقّ. فَعَلى مِثَالِ هؤُلاءِ يُريدُ الآبُ السَّاجِدينَ لَهُ. أَللهُ رُوح، وعَلى السَّاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِٱلرُّوحِ والحَقّ»."

 

قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي، إِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيْك

سفر أعمال الرسل02/من29حتى39/:"يا إِخْوَتي، قالَ بُطرُس: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَة، دَعُونِي أَقُولُ لَكُم عَلانِيَةً عَنْ دَاودَ رَئِيسِ ٱلآبَاء: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ ودُفِن، وقَبْرُهُ عِنْدَنَا إِلى هذَا ٱليَوم. وبِمَا أَنَّهُ كَانَ نَبِيًّا، وعَلِمَ أَنَّ ٱللهَ أَقْسَمَ لَهُ قَسَمًا أَنْ يَجْلِسَ عَلى عَرْشِهِ نَسْلٌ مِنْ صُلْبِهِ، سَبَقَ فَرَأَى قِيَامَةَ ٱلمَسِيح، وتَكَلَّمَ عَنْهَا فَقَال: إِنَّهُ لَمْ يُتْرَكْ في ٱلجَحِيم، ولا رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. فَيَسُوعُ هذَا قَدْ أَقَامَهُ ٱلله، وعَلى ذَلِكَ نَحْنُ كُلُّنا شُهُود. وإِذْ رَفَعَهُ ٱللهُ بِيَمِينِهِ، ونَالَ مِنَ ٱلآبِ ٱلرُّوحَ ٱلقُدُسَ ٱلمَوْعُودَ بِهِ، أَفَاضَ عَلَيْنَا مَا أَنْتُم تَنْظُرُونَ وتَسْمَعُون. فدَاوُدُ لَمْ يَصْعَدْ إِلى ٱلسَّمَاوَات، ولكِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ يَقُول: قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي، إِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيْك. فَلْيَعْلَمْ إِذًا ويَتَيَقَّنْ جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيل، أَنَّ ٱللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُم رَبًّا ومَسِيحًا». ولَمَّا سَمِعُوا هذَا ٱلكَلام، نَفَذَ إِلى قُلُوبِهِم، فَقَالُوا لِبُطْرُسَ ولِسَائِرِ ٱلرُّسُل: «مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَل، أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَة؟». فَقَالَ لَهُم بُطْرُس: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلمَسِيح، لِمَغْفِرَةِ خَطَايَاكُم، فَتَنَالُوا مَوْهِبَةَ ٱلرُّوحِ القُدُس؛

لأَنَّ ٱلوَعْدَ هُوَ لَكُم ولأَوْلادِكُم وَلِجَمِيعِ ٱلبَعِيدِين، ٱلَّذينَ سَيَدْعُوهُمُ ٱلرَّبُّ إِلهُنَا"».

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

إن العالم يحتاج لشجاعة ورجاء وإيمان ومثابرة تلاميذ المسيح

The world needs the courage, hope, faith and perseverance of Christ’s followers

Le monde a besoin du courage, de l'espérance, de la foi et de la persévérance des disciples du Christ

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عون مرّت وكارثي وكل من يتحالف معه يكون من نفس قماشته ومن نفس ثقافته المرتين

الياس بجاني/17 أيار/16

عون هو عدو لبنان وعدو اللبنانيين وعدو الشهداء وعدو القيم والأخلاق وهو ملك النرسيسية والتجارة والتقلبات والجحود ، وقلة الوفاء، وبالتالي كل من يتحالف معه كائن من كان ولأي سبب وفي أي موقع وتحت أية حجة يكون هو مثله وأضرب منه ونقطة ع السطر

 

تحية للريس دوري شمعون المهذب والحر وصاحب الأخلاق

الياس بجاني/17 أيار/16

مع كبر وعنفوان موقف الريس دوري الأقوى من المدفع وكيف لا وهو أبن كميل شمعون ومن تربيته، يطل علينا من القاطع الأخر العدوان بدموع التماسيح ومن خلفه اسياده متلطين بمواقف منافقة غارقة في التشاطر والتذاكي والحربقة تمجد القاتل وتتمسكن وتتلطى بالتقية.. إنه فعلا زمن بؤس وزمن أشباه الرجال.

 

من أرشيفنا/الياس بجاني: اتفاق 17 أيار فرصة للسلام خسرها لبنان/مع نص الاتفاق باللغتين العربية والإنكليزية

http://eliasbejjaninews.com/2016/05/17/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%81%D9%86%D8%A7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-17-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D8%B1%D8%B5/

اتفاق 17 أيار فرصة للسلام خسرها لبنان

الياس بجاني

يتذكر لبنان اليوم اتفاق 17 أيار الذي وقعته الدولتان اللبنانية والإسرائيلية في 17 أيار سنة 1983 في عهد فخامة الرئيس أمين الجميل ورئيس الوزراء شفيق الوزان بعد مفاوضات مضنية وشاقة تمكن من خلالها المفاوض اللبناني البارع من النجاح بامتياز في تثبيت وصون كل مقومات السيادة والحقوق، وتأمين الانسحاب الكامل والسلمي غير المشروط للجيش الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية.

الاتفاق أيدته علنية وبقوة وبحماس وفرح غالبية الشعب اللبناني، ورئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء ومجلس النواب، كما باركته معظم الدول العربية وكل دول العالم الحر، وكان بالفعل فرصة كبيرة لا تعوض لإحلال السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وبين لبنان وإسرائيل خصوصاً.

إلا أن الحكم السوري البعثي ومن خلال تأثيره السرطاني على مجموعات لبنانية مسلحة من المرتزقة وتجار المقاومة الكاذبة والأصوليين المتلونين بألف لون ولون، الذين لا ولاء عندهم للبنان الإنسان والكيان والهوية والتاريخ والقومية والرسالة والحضارة، ومن خلال الإرهاب وأعمال العنف أفشل الحكم السوري هذا الاتفاق ومنع بالقوة تنفيذه، ومن يعود إلى أحداث ووثائق تلك الحقبة من التاريخ يدرك تماماً الأهداف السورية الحقيقة المدمرة التي لا تزال على حالها دون أي تغيير.

الحكم السوري الدكتاتوري لا يريد السلام مع إسرائيل، هذا أمر لا شك ولا لبس فيه، وهو بالتالي لا يسعى له لأن السلام يعني نهاية القيمين على هذا الحكم الشمولي والأحادي وسقوطهم. فهم يحكمون بلدهم منذ 30 سنة بالحديد والنار وبوحشية منقطعة النظير ويمارسون دون رحمة أو خوف من الله كل وسائل الاستبداد والاستعباد والإرهاب والاغتيالات وقمع الحريات والتنكيل بالأحرار بظل قانون طوارئ عسكري يجددون له كل سنة وبغياب كلي لما هو قانون وقضاء وعدل وحقوق وحريات.

الحكم السوري البعثي سعى ويسعى باستمرار لإبقاء لبنان ساحة مفتوحة ومشرعة لحروبه العبثية، وصندوق بريد لرسائله النارية الإرهابية، وورقة تفاوض ومساومة في جيبه يستعملها متى يشاء مع دول المنطقة والعالم ليضمن استمرارية حكمه القمعي.

الحكم السوري يدعي باطلاً وزوراً المقاومة والممانعة فيما يُحرمهما كلياً في بلده وعلى حدوده مع إسرائيل، وفي نفس الوقت يفرضهما بالقوة والإرهاب والبلطجة على لبنان.

الحكم السوري يمنع لبنان من التفاوض مع إسرائيل حتى من خلال الأمم المتحدة وينعت باستعلاء وفوقية كل لبناني يسعى لهذا الأمر بالخيانة والعمالة، فيما هو يفاوض الدولة العبرية باستمرار علنية وبالسر، مباشرة ومواربة ويخطب ودها ورضاها.

إن اتفاق 17 أيار كان فرصة ذهبية للبنان من أجل أن يستعيد استقلاله وسيادته ويصون حدوده وأمنه وينهي هرطقة "لبنان الساحة" ويضع نهاية لكل أطماع ومؤامرات وكفر تجار المقاومة المنافقين والأصوليين ودجلهم.

أراد لبنان من خلال اتفاق 17 أيار السلام والاستقرار والرخاء لأبناء شعبه، تماماً كما فعل قبله المصري والأردني. إلا أن سوريا البعث ومعها تجار المقاومة وربع الأصوليين افشلوا مسعاه بالقوة وهم لا يزالون مستمرين في فرض نفس المؤامرة القذرة على لبنان واللبنانيين ولكن بوجوه مختلفة وتحت عناوين خبيثة مستحدثة.

بالتأكيد الجازم سوريا لن تحصل من إسرائيل في أي وقت وتحت أي ظرف على اتفاق سلام أفضل شروطاً وبنوداً من اتفاق 17 أيار، في حين أن الاتفاقات الأردنية والمصرية مع إسرائيل ليست بأي شكل من الأشكال أفضل من اتفاق 17 أيار. 

من هنا على كل الذين يهاجمون اتفاق 17 أيار أن يخرسوا ويبلعوا ألسنتهم السليطة التي لا تجيد إلا اللغة الخشبية وكل فنون الكذب والنفاق والكفر والفبركة والتعدي على الغير.

من حق لبنان شرعاً وقانوناً ووطنياً أن يسعى من أجل الحفاظ على مصالحه وأمنه وسيادته واستقلاله، وهذا بالضبط كان الهدف الأساس من اتفاق 17 أيار الذي للأسف أفشله النظام السوري.

 حبذا لو تطالع بنود اتفاق 17 أيار بتمعن وتفحص كل الأبواق والصنوج السورية والإيرانية والمرتزقة وتجار المقاومة والأصوليين المنافقين الذين عن جهل وحقد وغرائزية وتعصب يهاجمونه وينعتون الذين أنجزوه بالخيانة والعمالة، في حين أنهم يرمون الغير بما هم غارقين في أوحاله حتى الاختناق.

كفى نفاق، وكفى متاجرة بدم ولقمة عيش اللبناني، وكفى لبنان هرطقة الساحة وأكياس الرمل. من حق اللبناني أن ينعم بالسلام والطمأنينة في ظل دولة تشبهه ولا تشبه دولتي محور الشر سوريا وإيران.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل النشرة اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 17/5/2016

الثلاثاء 17 أيار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في السابع عشر من ايار ذاكرة وذكرى الذاكرة تنطلق من الاجتياح الاسرائيلي في العام اثنين وثمانين ومن خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان والتفاوض في خلدة وكريات شمونة ونتانيا وفرض اتفاق على بلد قاوم لوحده.

اما الذكرى فهي التوقيع على الاتفاق الذي اسقط رسميا وشعبيا بما مهد لسنوات المقاومة الوطنية ثم الاسلامية وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي.

وبعد ذلك تبقى في الذاكرة الاجتياحات الاسرائيلية والمقاومات اللبنانية فيما تبقى في الذكرى سقوط الفتنة بسبب تلاحم الشعب لتبرز واقعة تضاف على ملف الذكرى تحت عنوان: احذروا الفتنة مجددا.

في أخبار هذا اليوم، مؤتمر فيينا في الواجهة وإمكان ترتيب حل سياسي للازمة السورية موضوع تداول وهناك تركيز على الهدنة العسكرية.

أوضاع المنطقة وخصوصا لبنان عرضت في لقاء في الإليزيه بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس سعد الحريري.

وفي بيروت تلقى الرئيس تمام سلام رسالة دعم لاستقرار لبنان من وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

وفي عين التينة لقاء بعيدا عن الاعلام بين الرئيس نبيه بري ووفد فرنسي بقيت أبحاثه طي الكتمان.

وفي الوضع أيضا استعدادات للمرحلة الانتخابية والبلدية الثالثة في الجنوب الأحد المقبل وما يميزها هو أنها ستواكب بانتخاب نيابي فرعي في جزين.

إذن محادثات في الإليزيه في باريس بين الرئيس فرانسوا هولاند والرئيس سعد الحريري تخللها غداء عمل. والرئيس الحريري قال من باريس: لدينا مرشح رئاسي هو سليمان فرنجية ولا مانع من لقاء العماد عون لكن يجب تحديد الهدف.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

على مدى ساعة، شكل الفراغ الرئاسي مادة النقاش الاساسية على طاولة اللقاء في قصر الاليزية بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس سعد الحريري؛ الذي اكد أن البحث تركز على الفراغ ومدى تأثيره على عمل مؤسسات الدولة والاقتصاد اللبناني، مجددا القول: بأن تعطيل الانتخابات الرئاسية سببه "حزب الله" والنائب ميشال عون.

اما في بيروت، فبرز اليوم رد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الموقف الذي اعلنه "حزب الله" من الاجراءات المصرفية اللبنانية.

ولفت سلامة الى أن القانون الصادر في الولايات المتحدة هو قانون أميركي مطلوب تطبيقه عالميا وفي لبنان، مضيفا انه وانطلاقا من ان المادة السبعين من قانون النقد والتسليف تطلب من مصرف لبنان تأمين الاستقرار التسليفي؛ فانه لا يمكن ضمان الاستقرار التسليفي، إذا لم يطبق هذا القانون الأميركي. وقال إن إصدار المصرف المركزي للتعميم رقم 137 يريح المصارف ويؤكد ملاءمة العمل المصرفي في لبنان مع ما هو مطلوب دوليا، والا فإن القطاع المصرفي اللبناني سيصبح معزولا عن العالم.

وفي هذا السياق اكدت كتلة المستقبل النيابية، انه ليس جائزا لـ"حزب الله" التصرف بهذه الخفة، وهذا التسرع إزاء آخر مواقع صمود الاقتصاد اللبناني، معلنة تأييدها الأسلوب الذي اعتمده مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تبقى البلاد تدور في فلك الانتخابات البلدية والاختيارية، قراءة نتائج استحقاق جبل لبنان تتواصل على مساحات التحالفات والتداعيات، فيما يستعد الجنوب لاستقبال المحطة الانتخابية الثالثة بتزكية تلو تزكية لبلدية تلو بلدية، جميعها لصالح التنمية والوفاء، كما بعلبك الهرمل ستكون النبطية والجنوب انعكاسا لثقة الناس والتزاما بخط التنمية والوفاء.

الاستحقاق يشغل اللبنانيين رغم الحراك السياسي العابر للحدود حول الرئاسة، لقاء بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس سعد الحريري في باريس على وقع نفي الفرنسيين عقد اي مؤتمر دولي حول لبنان فماذا يحضر الفرنسيون اذا؟ وهل تقرب باريس المسافات لدفع اللبنانيين الى ايصال رئيس الى قصر بعبدا؟

ابعد من هنا سخونة اقليمية تمتد من تطورات سوريا الى الميدان العراقي ما بين محاولات المسلحين التقدم في سوريا وتنفيذ الارهابيين تفجيرات عراقيا، لكن ذلك لم يمنع لا الجيش السوري من المواجهة ولا العراقيين من التقدم نحو الرطبة.

ومن فيينا كان الروس والاميركيون والمعنيون الدوليون بأزمة سوريا يجتمعون، ويؤكدون المضي نحو تنفيذ مشروع التسوية الى حد ان الوزير الاميركي جون كيري حدد بداية اب موعدا مفترضا لما سماه بدء المرحلة الانتقالية في سوريا، روسيا ملتزمة بعهدها للاميركيين لكنها اسمعت كيري انها تنتظر ان يقنع المعارضة بالتنصل من جبهة النصرة، حتى الساعة النصرة تتقدم جبهات القتال باسم المعارضة، فهل يستطيع المعارضون نبذ النصرة؟

التواصل بين موسكو وواشنطن مفتوح فلا الروس سيتراجعون عن دعم الجيش الروسي كما قال سيرغي لافروف ولا الاميركيون اقنعوا المعارضين بالتخلي عن الارهابيين، فهل تشهد المساحة الزمنية الفاصلة عن اب متغيرات في الميدان عن طريق توسيع الهدنة بعد اشتعال الجبهات في الايام الماضية؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

على بعض اللبنانيين ان يشفقوا على وطنهم فبعد ان ادخلوه سنته الثالثة من دون رئيس وضعوه على حافة البركان المشتعل في الاقليم، ها هم يدفعونه نحو ازمة مالية اقتصادية مدمرة عبر الضغط لمنع المصارف من تطبيق التعميم 137 الصادر عن المركزي، والامر ان حصل يخنق لبنان ويحرم مصارفه ومغتربيه وشركاته التعامل مع المصارف العالمية المراسلة ويهدي اسرائيل نصرا مجانيا لا تحتاج رصاصة واحدة لتحقيقه، اتقوا الله.

نطلب الرحمة للبنان من ابنائه لان جسده عاد لا يتحمل الطعنات، الفساد ينخر كل اداراته من دون استثناء وقد جاءت الكهرباء لتتراصف مع الاتصالات.

في السياق، عاد عبد المنعم يوسف الى الوطن مزهوا بدعم لا يقوى عليه القضاء بحسب ما اسر لمستقبليه، فيما يراهن اللبنانيون على ان العدالة ستنتصر لهم انتصارا لنفسها.

وسط هذه الاجواء التقى الرئيس سعد الحريري الرئيس الفرنسي طالبا مساعدة باريس على انتخاب رئيس.

توازيا، تغرق البلاد في بيزنطيات بلدية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

جبل من متن أيمنه إلى أيسره. تمخض انتخابات فولد نتائج غير مكتملة النمو لمحادل أحزاب نامت على مجد غابر. واستفاقت على ربح بطعم الخسارة إن لم نقل على هزيمة مدوية. أحزاب ضربت عميقا في استئثار السلطات.. توارثتْها.. تقاسمت مناطق النفوذ.. ومن لم يغردْ في سربها عد طافرا. جبل بمتنيه الشمالي والجنوبي هز زعامات.. وزعزع بكوات وحجم أمراء.. وأسقط قيادات إلى رتبة مفلس سياسي.. ومن حجز منهم تذكرة العودة إلى مقامه "فبطلوع الروح".. وربح "ع المنخار" بفرق أصوات هزيل قيمته مئة دولار ثمن شراء الصوت الواحد... ما بعد بيروت وجبل لبنان ولاحقا الجنوب والشمال لن يكون كما قبله.. ففي العاصمة والجبل وعلى الرغم من تحالف الأحزاب بلوائح جمعت الأضداد.. وجعلت من أعداء الأمس حلفاء الكرسي البلدي والاختياري اليوم.. وعلى الرغم من التكتلات من فوق الطاولة ومن تحتها.. ومع ذلك لم تسلمْ لائحة واحدة من الخرق. وبناء على ما تقدم فإن المجتمع المدني ومعه العائلات قد قال كلمته: من بعد النتائج الأمر لي... بالأمس ردمت السلطة السياسية ناسها بالنفايات.. طمرتْهم بالمستوعبات.. وطافت الشوارع بإنجازاتهم في تقاسم الحصص حتى في "الزبالة". انتفض الشعب.. ملأ الحراك الساحات.. فاستنفرت السلطة واستخدمت كل أسلحتها المحرمة لضرب الانتفاضة.. وخاضت حرب طواحين الهواء على معلوم مجهول. واليوم رد لها المجتمع المدني الصاع صاعين.. وحجز لنفسه مراكز في مراكز القرار في كل القرى والبلدات والمدن.. بسلاح الوعي لا بسلاح المال ولا "زي ما هيي" ترغيبا أو تكليفا. ووسط هذه المشهدية ثبت بوجه الفرز الشرعي أن الوحيد الذي لا يزال يتربع على عرش الزعامة بلا منازع وبلا طعن في الشعبية هو دولة الرئيس ميشال المر. أثبت أبو الياس أنه فوق كل النزاعات فكان المنتصر الوحيد.. هندس التزكية في كثير من البلديات فربح واحدة وأربعين بلدية من أصل أربع وخمسين.. وكون مجلسا اختياريا من أربعة وستين مختارا.. وإلى لقب "باش مهندس" أضيف لقب "مختار المخاتير".

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الحدث بين حاكمية مصرف لبنان والاليزيه، والجامع المشترك بينهما استشعار الخطر، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبعد مؤشرات الحملة عليه نزع القفازات لينبه الجميع، لا يمكن تأمين الاستقرار التسليفي اذا لم يطبق قانون مكافحة تمويل حزب الله، هذا التحذير الذي نبه من ان يصبح القطاع المصرفي معزولا عن العالم، من شأنه ان يضع الجميع امام مسؤولياتهم بصرف النظر عن التهويل الذي مورس في الايام الاخيرة.

في الموازاة، كان الرئيس الحريري يعلن من على درج الاليزيه بعد لقائه الرئيس فرانسوا هولاند ان الوضع في لبنان وصل الى مراحل خطيرة جدا، الحريري لم يمانع في لقاء العماد ميشال عون لكن يجب ان نحدد هدف اللقاء لان لدينا مرشحا هو النائب سليمان فرنجية.

على الرغم من اهمية مضمون ما صدر عن حاكمية مصرف لبنان وعن الرئيس سعد الحريري فان ذلك لم يحجب مسار معارك الانتخابات البلدية والاختيارية، ارتدادات انتخابات جبل لبنان ما زالت تتوالى، ففي جونية حيث كانت ام المعارك، ابدى الرئيس الجديد لبلديتها جوان حبيش استعداده لمد اليد وهو زار عصر اليوم مع المجلس البلدي الجديد الرابية والتقى العماد عون.

في الموازاة تتلاحق القراءات لما جرى في احد جبل لبنان وفي هذا السياق انتهت المعارك في الصناديق ولكنها استمرت في القراءات والاستنتاجات، ومن هذه الاستنتاجات ان تفاهم معراب دفع ثمن ما جرى من ارتجاج في التحالفات، هذه القراءة دفعت بمصادر قريبة من التفاهم الى اعتبار بعض الاستنتاجات متسرعة وبعيدة كل البعد عن الموضوعية داعية الى النظر الى المشهد الانتخابي في كل لبنان وليس الى مدينة واحدة والقياس عليها.

نشير قبل الدخول في تفاصيل النشرة الى ان يوم غد الثامن عشر من ايار هو اليوم الاخير لاستقبال مطمر الناعمة للنفايات وبعده يتم اقفاله نهائيا فهل تفتح ازمة النفايات مجددا؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

كياني، رئاسي، نيابي، وبلدي... اربع كلمات تختصر احداث اليوم، من اربعة اطر جغرافية مختلفة... ففي فيينا، فرض الوزير جبران باسيل ادراج بند العودة للنازحين السوريين، ليبقي هذا البند جزءا لا يتجزأ من اي حل، صونا لكيان لبنان... وفيما كان باسيل يخوض معرك الحفاظ على الديمغرافيا والهوية في فيينا، كان سعد الحريري يمضي في وهم اسقاط الميثاقية من باريس... فزعيم المستقبل حمل الرئاسة اللبنانية الى فرنسوا هولاند، من دون ان يشي تصريحه بعد اللقاء باي جديد او تعديل: اصرار على ترشيح سليمان فرنجية، ورفض لشراكة تامة مع المسيحيين تتجسد بميشال عون... هكذا كان مشهد لبنان في الخارج... اما في الداخل، فنيابي وبلدي... نيابة فرعية في جزين تفضح تمديدات متواصلة منذ سنين: استحقاق يوصل نائبا واحدا لينضم الى 127 ممددا، وممددا لهم... وبلدية تحط رحالها جنوبا في ثالث آحادها... لتشكل اكثر من ساحة اختبار: مسيحية في جزين وبلدات اخرى، سنية في صيدا، وشيعية في غالبية المناطق... ومن استحقاقات الاحد البداية، وتحديدا من الفرعية، بالارقام والوقائع.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بينما يدأب اللبنانيون على ترجمة رسائل الصناديق الانتخابية، زاحمتها رسائل من البنوك وحاكمية المصارف اللبنانية، لا ترجمة لها سوى الانصياع للقرارات الاميركية..

حرب اقتصادية يخوضها البعض بالوكالة على جمهور واهل المقاومة، بل على كل اللبنانيين تحت عنوان الانضباطية المصرفية وعضوية لبنان في الاسرة الدولية.. فهل مسمى الاسرة الدولية اولى من الاسرة اللبنانية؟ وهل عنوان سلامة النسيج اللبناني لا يشمل العمل المصرفي؟

هل يظن البعض ان ما لم يأخذوه بتهويل السياسة والامن، قادرون على اخذه باوهام الاقتصاد؟ وهل الانهيار الاقتصادي او النقدي اذا ما وقع قادر على التمييز بين لبناني وآخر؟

آخر محاولات الاجتهاد بيانات من وراء البحار ، تحدثت عن ان تنفيذ القانون الاميركي وتبرير اقفال او عدم فتح حساب على اساس هذا القانون يعود الى هيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان.. كلام لا يعفي القيمين من المسؤولية عما تتجه اليه ممارسات البعض المتأمرك اكثر من الاميركيين كما قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الل..

والقول اليوم ان زحمة القرارات هذه تصادف مع ذكرى السابع عشر من ايار، ذكرى الاتفاق المشؤوم بين بعض اللبنانيين والكيان العبري، الذي رعاه الاميركيون واسقطه اللبنانيون بدماء الشهداء وعنفوان الرجال.. فمتى يتعظ البعض ويقتنع أن ما يريده الاسرائيلي والاميركي، ليس قدرا مفروضا..

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 17 ايار 2016

الثلاثاء 17 أيار 2016

السفير

تردّد أن رئيس إحدى الدول الأوروبية يسوّق اقتراحاً بتعديلات أساسية في اتفاق الطائف.

تبيّن أن أحد أهم أسباب تغيّب النائب وليد جنبلاط عن المشهد الانتخابي في الجبل هو ترك مساحة لتجربة نجله تيمور.

استطلعت جهة سياسية نيات قطب مسيحي بالنسبة للانتخابات البلدية في مدينة شمالية.

المستقبل

يقال

إن أحد المعلّقين على نتائج الانتخابات البلدية في جونية ردّ على الحملة العونية التي روّجت لشعار أن "طريق بعبدا تمرّ من جونيه" بالقول: إن النتيجة الهزيلة التي حقّقها النائب ميشال عون تكاد توصله الى نهر الكلب وليس أبعد".

اللواء

توقع مصدر دبلوماسي غربي أن تعقّد نتائج انتخابات جونيه انتخابات رئاسة الجمهورية.

تجري مراجعة الحملة الإعلامية والإعلانية التي جرت حول انتخابات بلدية العاصمة للاستفادة من الثغرات.

طلب قطب وسطي وقائع المؤتمر الصحفي لرئيس حزب عقده للكلام على الانتخابات البلدية في "عاصمته" ليقرّر ما إذا كان سيردّ أم?لا؟!

الجمهورية

نقل أحد الوزراء عن رئيس التيار الذي ينتمي إليه، قوله أن قلبه وعقله كانا مع لائحة "بيروت مدينتي" في بيروت، إلّا أن الظروف الموضوعية فرضت التحالف بالشكل الذي جاء فيه.

أوعز وزير بتروني الى مناصريه عدم الدخول بتحالف بلدي مع حليف سابق إذا لم يحصلوا على النصف زائداً واحداً من أعضاء المجلس البلدي.

إستغربت أوساط متابعة نزول رئيس تكتل مسيحي الى معركة إنتخابية فيما التزم حليف مفترض له الحياد.

البناء

عبّر سياسي مخضرم أمام بعض زواره يوم الأحد الفائت عن تأييده فكرة طرحها أحد الخبراء وتقضي بانتخاب رئيس البلدية مباشرة من الشعب، وذلك للتخلص من بدعة تقاسم الولاية 6 سنوات بين مرشحين اثنيْن وأحياناً بين ثلاثة، كحلّ للخلافات العائلية أو الجبّية! مما يجعل عمل المجلس البلدي مكبّلاً ومقيّداً باعتبارات التنافس على أسبقية تسجيل الإنجازات إذا وجدت في فترة هذا الرئيس أو ذاك!

 

الحريري من الإليزيه: هولاند حريص على إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان

موقع 14 آذار/١٧ ايار ٢٠١٦

 أكد الرئيس سعد الحريري أنه بحث مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند موضوع الفراغ الرئاسي ومدى تأثيره على عمل مؤسسات الدولة والاقتصاد اللبناني، لافتا إلى أنه لمس حرصا من الرئيس الفرنسي على إنهاء هذا الفراغ. وكان الرئيس الحريري قد زار قصر الإليزيه عند الثالثة عصرا بتوقيت باريس، الرابعة بتوقيت بيروت، حيث كان في استقباله عند مدخل القصر الرئيس هولاند، الذي صافحه بحرارة وعقد معه اجتماعا ثنائيا استمر قرابة الساعة، تحدث بعده الرئيس الحريري للصحافيين فقال: "تشرفت بالاجتماع مع فخامة الرئيس هولاند، حيث تباحثنا في الأمور التي تهم لبنان والمنطقة، ولا سيما موضوع الفراغ الرئاسي ومدى تأثيره على الاقتصاد اللبناني وعلى طبيعة عمل مؤسسات الدولة، وقد شرحت له الخطوات التي نقوم بها من أجل وضع حد لهذا الفراغ. كما تباحثنا في موضوع اللاجئين السوريين وشكرته على ما تقدمه فرنسا من مساعدات للبنان، ولكن يبقى الحل الأساسي لهذا الموضوع هو عودة اللاجئين إلى ديارهم ضمن حل سياسي في سوريا بأسرع وقت ممكن. كذلك تحدثنا في ما يحصل في المنطقة واتفقنا أن نبقى على تواصل بما يخص لبنان".

سئل: هل طرح الرئيس الفرنسي أفكارا جديدة فيما يخص الفراغ الرئاسي؟

أجاب: من الواضح أن الرئيس الفرنسي حريص جدا على إنهاء هذا الفراغ، لأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان وصل إلى مراحل خطرة للغاية. ففي العام الماضي وصل النمو الاقتصادي إلى صفر، وهو اليوم ما دون الصفر، وهذا أمر يؤثر على كل اللبنانيين، والرئيس الفرنسي حريص جدا على حل هذا الموضوع.

سئل: هل وجدتم بعد إجراء الانتخابات البلدية في لبنان، أن ذلك يفتح إمكاية لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في أسرع وقت؟

أجاب: في اعتقادي أن الانتخابات البلدية سوف تشجع كافة الفرقاء السياسيين على التفكير جديا في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

سئل: هل تناولتم ما عرضه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على الرئيس الفرنسي من خيارات بشأن الفراغ الرئاسي ولا سيما إصراره على لقائك مع العماد ميشال عون؟

أجاب: لا مشكل لدي في اللقاء مع العماد عون، ولكن يجب أن نحدد هدف اللقاء. في النهاية نحن لدينا مرشح رئاسي هو النائب سليمان فرنجية، ونكنّ بالمقابل للعماد عون كل الاحترام والمحبة، ولا بد من التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وأنا كرئيس حزب سياسي، "تيار المستقبل"، قلت أنه لا مانع لدينا أن يكون للفريق الآخر الأكثرية وينزلوا إلى مجلس النواب وينتخبوا العماد عون، فنحن لن نعطّل ولا نعتبر أن التعطيل حق دستوري. وعليه، فما هو الهدف من اللقاء مع العماد عون؟ هل أن نقتنع به كمرشح رئاسي؟ هناك حلفاء له في الثامن من آذار يجب أن يتباحثوا فيما بينهم للتوصل إلى الحل، وليس أن يتحدثوا مع سعد الحريري لإقناعه بهذا الحل.

سئل: هل وعدكم الرئيس الفرنسي بأي تحرك من أجل حلحلة الأزمة الرئاسية وهل من اتصالات تجريها فرنسا مع إيران أو السعودية في هذا الخصوص؟

أجاب: موضوع الفراغ الرئاسي واضح جدا، هناك تعطيل حاصل وسببه من "حزب الله" والعماد عون. هذا أمر مؤسف لأن البلد وكل اللبنانيين يدفعون ثمنه، ونحن نرى أن إنهاء هذا الفراغ هو الوسيلة الوحيدة لوضع حد لكل التدهور الحاصل في المؤسسات اللبنانية اقتصاديا واجتماعيا.

 

مال جيلبيرت الشاغوري وفرمانات تحليل وتحريم ميشال عون

نوفل ضو/فايسبوك/17 أيار/16

عندما كان جيلبير الشاغوري يمول الجنرال عون كان الشاغوري يقوم بعمل وطني مشكور ... إما إذا صحت معلومات الجنرال عون عن تمويل الشاغوري لخصومه فساعتها يصبح الشاغوري راشيا والذين يقبضون منه مرتشين... إنه زمن وحدة المعايير والإصلاح والتغيير ...

وللمناسبة أتوجه - ولو متأخرا كثيرا - الى معالي الأستاذ جبران باسيل بأطيب التهاني لنجاته بالسلامة قبل سنوات من حادث سير مروع خلال إحدى زياراته الى إفريقيا لجمع التبرعات... يومها في ضيافة من كان معاليه؟ ومن كان دليله السياحي؟

 

ستاتوس مِن ٤ سنوات:

نديم قطيش/فايسبوك/17 أيار/16

في مثل هذا اليوم ينبغي للعقول الباردة ان تعيد التفكر في إتفاق ١٧ أيار وكيف كان يمكن له ان يحمي لبنان مما وصلنا اليه، رغم ان بنودا منه كانت تستوجب تفاوضا افضل. وأكاد اقول ان احداث طرابلس اليوم، هي بمعنى من المعاني، من نتائج إسقاط هذا الاتفاق. لان سقوطه آنذاك فتح الباب عريضا لمنطق السلاح كحل وحيد وحصري لأزمة الاحتلال الاسرائيلي للبنان ظاهرا ولأزمات النظام السياسي باطنا.. وبالتالي منذ تلك اللحظة والسلاح يجر السلاح... وصولا الى طرابلس... لحظة سقوط ١٧ ايار كانت لحظة انتصار السلاح على الدولة.. ١٧ ايار بكل سيئاته كان افضل للبنان من المقاومات المسلحة بكل الحسنات المفترضة فيها... ارحب بأي تعليق على هذا التفكير بشرط ان يكون صاحبه او صاحبته قد قرأ نص الاتفاق ولا يتكل فقط على أناشيد قدحه وذمه...

 

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: قانون مكافحة تمويل "حزب الله" مطلوب عالمياً ولبنانياً

المدن - اقتصاد | الثلاثاء 17/05/2016

أوضح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بأن القانون الصادر في الولايات المتحدة والمعروف بقانون مكافحة تمويل "حزب الله" دولياً، هو "قانون أميركي مطلوب تطبيقه عالمياً وفي لبنان، لذلك فإن التعميم رقم 137 الصادر عن مصرف لبنان في تاريخ 3 أيار 2016 كان واجباً قانونياً لبنانياً"، مشيراً في بيان له الثلاثاء الى انه "لا يمكن ضمان الاستقرار التسليفي إذا لم يطبق هذا القانون". خاصة وان المادة 70 من قانون النقد والتسليف "تطلب من مصرف لبنان تأمين الاستقرار التسليفي". واعتبر سلامة ان إصدار التعميم رقم 137 "يريح المصارف المراسلة ويؤكد ملاءمة العمل المصرفي في لبنان مع ما هو مطلوب دولياً". موضحاً انه "لو لم نفعل ذلك، لكان في إمكان المصارف المراسلة تطبيق سياسة التقليص من المخاطر (de-risking) ، فيصبح قطاعنا المصرفي معزولا عن العالم"، في حين ان تمويل لبنان "يرتكز أساساً على الأموال الوافدة إليه من المغتربين وغير المقيمين. والمقيمون في حاجة إلى تواصل مصرفي خارجي واسع ودائم لتمويل الاستيراد والتصدير والحاجات العائلية والشخصية".

وأكد سلامة على انه تم التوافق خلال الاجتماع الأخير لهيئة التحقيق الخاصة "على المبادئ الأساسية التي سنتابع بموجبها، ومن خلال هذه الهيئة، تصرفات المصارف مع زبائنها في خصوص تطبيق تعميم مصرف لبنان رقم 137. ويحق قانونا لهذه الهيئة من دون سواها الاطلاع على الحسابات الدائنة والمدينة من دون الإعتداد تجاهها بالسرية المصرفية". وقال سلامة انه و"بإستثناء الحسابات العائدة الى أشخاص أو مؤسسات مدرجة أسماؤهم على اللائحة السوداء الصادرة عن مكتب مراقبة الأصول الخارجية في وزارة الخزانة الأميركية OFAC، على المصارف التي تريد إقفال حسابات مؤسسات أو أشخاص لأنها تعتبرها مخالفة للقانون الأميركي، أن تقدم التبرير لذلك قبل إقفال الحساب، كما يجب أن يتضمن التبرير حركة الحساب (الوتيرة/الحجم). وعلى المصرف أن ينتظر رداً من هيئة التحقيق الخاصة قبل إقفال الحساب، وإن لم يبلغه الرد خلال 30 يوما، يتصرف عندها المصرف على مسؤوليته"، وأيضاً، "يمكن للمصارف وهيئة التحقيق الخاصة طرح الموضوع على الهيئة المصرفية العليا إن اقتضت الحاجة، علما أن قرارات هذه الهيئة غير قابلة للمراجعة وفقا للقانون اللبناني"، ولفت سلامة الى ان "إقرار هذه المبادئ وتحويلها إلى تعميم صادر عن هيئة التحقيق الخاصة، سيتم في أقرب وقت، بعد استكمال الدراسات القانونية محليا ودوليا توخيا للدقة والصوابية في المواد التي تعكس هذه المبادئ. حينها يطرح الموضوع على مجلس هيئة التحقيق الخاصة، ويصدر التعميم رسميا مع مفعول رجعي مطابق لتاريخ إصدار تعميم مصرف لبنان".

 

دول في أميركا اللاتينية تطلب مساعدة من بيروت بالتحقيق في ضلوع “حزب الله” بالمخدرات وتبييض الأموال

سلامة يخرج عن صمته: القانون الأميركي مطلوب تطبيقه عالمياً وفي لبنان

السياسة/17 أيار/16/كشفت مصادر موثوقة لـ”السياسة” أن أجهزة أمنية لبنانية تلقت أخيراً طلبات من عدد من دول اميركا اللاتينية، في مقدمها كولومبيا وبنما، للمساعدة في استكمال التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة في هذه الدول بشأن ضلوع “حزب الله” في تجارة المخدرات وتبييض الاموال في دول اميركا اللاتينية. وقالت المصادر المطلعة على طبيعة هذه الطلبات، ان الاجهزة الامنية اللبنانية تملك معلومات كثيرة عن الاطراف اللبنانية لشبكات تبييض الاموال وتجارة المخدرات في دول اميركا اللاتينية التي تنتمي جميعها الى “حزب الله”، مشيرة إلى أن ضباطاً كباراً أوصوا بضرورة نقل هذه المعلومات الى السلطات المختصة في دول اميركا اللاتينية خشية ان يتم تصنيف لبنان في خانة الدول غير المتعاونة مع الاسرة الدولية في مجال تبييض الاموال ومكافحة تجارة المخدرات، خلافاً لما تعهد به لبنان في عدد من المواثيق والاتفاقات الدولية التي وقع عليها.

وحذرت من أن عدم تعاون لبنان في مجال تبييض الاموال ومكافحة تجارة المخدرات من شأنه ان يلحق ضرراً جسيماً بالجهاز المصرفي اللبناني الذي يواجه صعوبات في التعامل مع العقوبات المالية التي فرضتها السلطات الاميركية في كل ما يتعلق بتمويل “حزب الله”.

وبحسب المصادر، فإن الطلبات التي تلقاها لبنان تنصب في معظمها على كشف الجهات اللبنانية لعشرات الشركات التي استعملها (ن. ح) الذي تم القبض عليه في كولومبيا أخيراً وسيتم تسليمه الى الولايات المتحدة لمحاكمته هناك مع عمه (ع. ف) وستة أشخاص آخرين بتهمة تبييض الاموال الناجمة عن تجارة المخدرات من خلال امبراطوريته العقارية والشركات المالية وتجارة التجزئة التي يملكها في 14 بلداً في اميركا اللاتينية، وأبرزها 68 شركة في بنما وكولومبيا بالاضافة الى شبكة من المتاجر التي تبيع السلع من دون ضريبة في المطارات.

واشارت المصادر إلى أن السلطات في بنما بصدد وضع اليد أيضاً على مصرف “ب. ب. ا. ت” الذي تملكه عائلة (ح) اللبنانية الاصل التي تحمل الجنسية البنمية والاسبانية والكولومبية.

في سياق متصل (وكالات)، خرج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أمس، عن صمته حيال ردود الفعل المحلية على القانون الأميركي القاضي بمكافحة تمويل “حزب الله”، ليؤكد بما لا يقبل الجدل أن “الموضوع الذي نواجهه جدي ويقتضي التعاطي معه بمسؤولية ومهنية وضمن نطاق القانون اللبناني وهذا ما نفعله من أجل مصلحة لبنان واقتصاده، ومن أجل اللبنانيين وادّخاراتهم، هذا هو نهجنا وسنبقى عليه”.وأوضح في بيان أن القانون الصادر في الولايات المتحدة هو قانون أميركي مطلوب تطبيقه عالمياً وفي لبنان، “وبالتالي فإن التعميم رقم 137 الصادر عن مصرف لبنان بتاريخ 3 مايو 2016 كان واجباً قانونياً لبنانياً”، مشيراً إلى أنه “بموجب قانون السرية المصرفية، لا يحقّ للمجلس المركزي لمصرف لبنان الإطلاع على حركة الحسابات الدائنة، كما لا يمكنه قانوناً إرغام المصارف على إطلاعه على أي حساب دائن، كما لا يحق للجنة الرقابة على المصارف الإطلاع إلا على الحسابات المدينة”.

ولفت إلى أنه “خلال الاجتماع الأخير لهيئة التحقيق الخاصة، تمّ التوافق على المبادئ الأساسية التي سنتابع بموجبها ومن خلال هذه الهيئة، تصرفات المصارف مع زبائنها بخصوص تطبيق تعميم مصرف لبنان رقم 137، كاشفاً أن “إقرار هذه المبادئ وتحويلها إلى تعميم صادر عن هيئة التحقيق الخاصة، سيتم في أقرب وقت، بعد استكمال الدراسات القانونية محلياً ودولياً”. كما أعلن عزم “لجنة الرقابة على المصارف على إصدار تعميم تطبيقي له صلة بالحسابات المدينة التي توافق على إقفالها وكيفية معالجتها حسابياً ومصرفياً”.

وأكد سلامة في بيانه أن “على المصارف التي تريد إقفال حسابات مؤسسات أو أشخاص لأنها تعتبرها مخالفة للقانون الأميركي أن تقدم التبرير لذلك قبل إقفال الحساب”، مشيراً إلى أنه “على المصرف أن ينتظر رداً من هيئة التحقيق الخاصة قبل إقفال الحساب، وإن لم يبلغه الردّ خلال 30 يوماً، يتصرّف عندها المصرف على مسؤوليته”.

 

لقاءات فرنسية مع مسؤولين لبنانيين بحثاً عن مخرج للأزمة وسلام تلقى رسالة دعم من كيري

السياسة/17 أيار/16/كشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” أن هناك حراكاً يجري على خط الاستحقاق الرئاسي وسبل إزالة العقبات التي لا زالت تعترض الاتجاه لطي صفحة الفراغ الرئاسي الذي يدخل عامه الثالث أواخر الشهر الجاري، بعد بروز معطيات جعلت فرنسا تتحرك على هذا الصعيد، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى بيروت منذ أسابيع ومن ثم لقائه في باريس البطريرك بشارة الراعي، حيث تم التداول في أفكار من شأنها إحداث خرق في جدار الأزمة القائمة. وفي هذا الإطار، جاء لقاء الرئيس هولاند أمس، في قصر الإليزيه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، حيث أشارت المعلومات إلى لقاءات سيعقدها الرئيس هولاند مع عدد من القيادات اللبنانية، للبحث معها في المخارج التي يمكن اللجوء إليها للخروج من المأزق الرئاسي، سيما أن خيار انتخاب رئيس لسنتين ورغم الأصوات المعترضة عليه، لا يزال مطروحاً وهناك من يعمل على تسويقه، خاصة أن باريس لم تعترض على هذه الفكرة، إذا ما وجدت تأييداً من جانب القوى السياسية وخاصة المسيحية منها. وأشارت المعلومات إلى أن لقاء الرئيس الفرنسي بالحريري كان بناء ويأتي في سياق المشاورات التي تجريها الرئاسة الفرنسية، لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته الرئاسية. وأكدت مصادر وزارية لـ”السياسة” أن لبنان يعوّل على دور فرنسي محتمل على الخط السعودي – الإيراني، بالتوازي مع الجهود المبذولة لتوفير المناخات الإقليمية التي تسمح بإيجاد حل للانتخابات الرئاسية يحظى بموافقة الأطراف السياسية في “8 و14 آذار”، وهذا ما ظهر من خلال المشاورات التي بدأها السفير الفرنسي لدى لبنان إيمانويل بون مع القيادات اللبنانية التي تصب في هذا الإطار، وإن كان نفى عقد مؤتمر دولي في فرنسا لحل الأزمة الرئاسية. وقال إن وزير خارجية بلاده جان مارك ايرولت سيأتي إلى لبنان، للتداول مع السلطات اللبنانية ودراسة الوسائل الفضلى لدعم لبنان. إلى ذلك، سلّم القائم بالأعمال الأميركي في بيروت داني هول رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، رسالة من وزير الخارجية الأميركية جون كيري للتعبير عن التزام بلاده بمساعدة لبنان على التعامل مع وجود أكثر من مليون نازح سوري والالتزام الثابت بدعم لبنان في هذه الفترة العصيبة. -

 

صحيفة اسرائيلية: بدر الدين قتل في خان طومان.. وخلافات بين سليماني وظريف

جنوبية/17 أيار/2016/أوضح محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس الاسرائيلية زافي باريل  في مقال له نشر له، أنّه هناك خلافًا بين قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي يتمسك بالتدخل في سوريا بقوة، و وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي لم يكُن متحمسًا لذلك. مشيرًا أنّ هذه الحدة ظهرت بعد سقوط 50 ايرانيًا في خان الطومان بينهم ضابط برتبة عقيد. ولفت باريل إلى أنّ سليماني لا يجند أكثر من شاب من العائلة نفسها، حيث أنّه الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، قد قضت عائلات بأكملها. ونقل عن بعض الناشطين المعارضين، قولهم أنّ رواية استهداف بدر الدين بالقرب من مطار دمشق من قبل الجماعات المسلحة غير صحيحة وأنّه قتل في خان طومان في 6 أيار. مضيفًا “أنّ بدر الدين كان على خلاف مع قادة حزب الله حول التكتيكات ضد إسرائيل، وإرسال قوات إلى سوريا”، وأنّ ” قيادي حزب الله محمد عطايا ، الذي شغل منصب رئيس وحدة 113 التابعة للحزب كان على خلاف مع بدر الدين”. وأشار إلى أنّه من المرتقب أن يخلف طلال حمية بدر الدين والذي يُقال إنّه يرأس وحدة العمليات الخارجية المسؤولة عن تنفيذ العمليات في خارج لبنان. وأكد أنّ الحزب يدرك من اغتال مصطفى بدر الدين ويخشى أن يكون خرقًا إستخبارتيًا، خصوصًا وأنّ بدر الدين كان متمسكّا بالسرية.

 

 عقيلة الشيخ يعقوب في بيانها ال13 : طريقنا طريق ذات الشوكة والحق يجافيكم

الثلاثاء 17 أيار 2016 Lوطنية - اعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب، في بيان ان عقيلته الشيخة امتثال حيدر، باتت ليلتها ال13 في خيمة من مكان اعتصامها المفتوح في طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وجاء في بيانها ال13 والذي كتب على لوح امام المارة:

"نعلم ان طريقنا طريق ذات الشوكة، وان الالم والمعاناة شعور لا تعرفونه، والحق يجافيكم، وفجوركم ملأ قصوركم، واسواركم تزداد علوا، وانتم والناس في غربة، فبئس الدرك الاسفل ما وصلتم. لعنة الله على الظالمين. سجنتم ابن القضية هربا من الفضيحة، وزعمتم النجاة، فوقعتم في هاوية الفضائح وما زلتم تحفرون سقوطا.

الحمد لك يا الله على نعمائك يخربون بيوتهم بايديهم. الصبر ساعة اليس الصبح بقريب".

 

 سـلام تسـلم رسـالـة دعـم اميركـــي مـن كيـري وعرض مع الجراح والقادري شؤون البقاع والتقى الان عون

المركزية- تسلم رئيس الحكومة تمام سلام رسالة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تعبّر عن إلتزام الولايات المتحدة بمساعدة لبنان على التعامل مع وجود أكثر من مليون نازح سوري، وتؤكد التزامها الثابت "بدعم لبنان في هذه الفترة العصيبة". الرسالة نقلها اليه القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان داني هول الذي زار السراي اليوم، بسبب وجود ريتشارد جونز خارج لبنان، وقال بعد اللقاء: "لقد أنهينا للتو، رئيس الوزراء وأنا، نقاشا مثمرا حول مجموعة من القضايا بما في ذلك التجاوب الدولي مع أزمة اللاجئين. وخلال اللقاء، سلمت رسالة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتعبير عن التزامنا بمساعدة لبنان على التعامل مع وجود أكثر من مليون نازح سوري، والتزامنا الثابت بدعم لبنان في هذه الفترة العصيبة." وتابع: خلال مؤتمر "دعم سوريا والمنطقة" الذي عقد في لندن في الرابع من شباط الفائت، أعلنت الولايات المتحدة تقديم أكثر من 133 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم في لبنان، وأنا فخور بأن أعلن اليوم أن كل هذه الأموال تم تقديمها إلى الأمم المتحدة والجمعيات الدولية العاملة في لبنان. وساعدت هذه الموارد العديد من المجتمعات على تلقيح الأطفال وإعادة تأهيل المساكن وتحسين فرص الحصول على المياه الصالحة للشرب وغيرها من المشاريع. إن تسليم 133 مليون دولار التي تم التعهد بها في لندن يرفع إجمالي المساعدات الانسانية الأميركية إلى لبنان والمتعلقة بالأزمة السورية، إلى ما يقارب 1.1 بليون دولار منذ بداية الأزمة." وقال: إضافة الى المساعدات الإنسانية الطارئة، تلتزم الولايات المتحدة دعم التنمية في لبنان على المدى الطويل ايضا. ولهذه الغاية، قدمت الولايات المتحدة 65 مليون دولار إضافية من المساعدة الإنمائية للبنان خلال العام 2015. وعززت هذه الأموال الخدمات العامة في البلديات المحلية، كما ساهمت في توسيع فرص الحصول على التعليم، وتحسين البنية التحتية للمياه، بالإضافة إلى توفير خدمات حيوية أخرى. وساهمنا منذ بدء الأزمة السورية بأكثر من 300 مليون دولار كمساعدات إنمائية ثنائية للبنان، ونخطط لزيادة مساعدتنا الثنائية هذا العام. اضاف: "الولايات المتحدة تحيي الجهود التي يبذلها لبنان حتى الآن بالنسبة الى التجاوب مع الأزمة السورية، ونتطلع إلى الوقوف على التزاماتنا والفرص المتبادلة أمامنا خلال القمة الإنسانية العالمية المرتقب انعقادها في اسطنبول في 23 و24 أيار الجاري. وفيما نمضي قدماً معاً، ستستمر أميركا في دعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني في كل خطوة على هذا الطريق.

وزير السياحة: والتقى الرئيس سلام وزير السياحة ميشال فرعون وبحث معه شؤونا سياحية.

وفد بقاعي: كذلك التقى سلام مفتي البقاع، الشيخ خليل الميس، والنائبين جمال الجراح وزياد القادري مع وفد من فاعليات البقاع وتناول البحث قضايا انمائية وحياتية للمنطقة.

ومن زوار السراي اليوم النائب ألان عون مع وفد نيجيري.

 

بري: 8 و14 آذار ماتوا الله يرحمهم او لا يرحمهم  ووفد اعلامي اوروبــي يجول علـى المسـؤولين

المركزية- بدأ الوفد الاعلامي الفرنسي الاوروبي برئاسة رئيس مؤسسة تريلوغ والرئيس الفخري لجمعية الصحافة الاجنبية في فرنسا الزميل ايلي مصبونجي، برنامج لقاءاته مع المسؤولين السياسيين في بيروت، فزار صباحا رئيس الحكومة تمام سلام واطلع منه على الاوضاع في لبنان والمنطقة. ورد سلام على اسئلة الاعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الاعلام في فرنسا، وتركزت على اسباب الفراغ في سدة الرئاسة الاولى وتعاطي لبنان مع ملف النازحين السوريين والاخطار المحيطة به في ظل الصراع في سوريا.

عند بري: ثم زار الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وكان عرض للاوضاع من الرئاسة وشغورها الى الحوار ومبادرته وقال بري: حاولنا الدخول عبر الباب لكننا لم ننجح، نحاول الآن الدخول عبر النوافذ. 8 و14 آذار ماتوا الله يرحمهم او الله لا يرحمهم.

بعد ذلك توجه الوفد الى مقهى "شي بول" في الجميزة حيث اجتمع مع ممثلين عن المجتمع المدني الذين شرحوا حراكهم وابعاده، انتقلوا بعدها الى وزارة الاعلام حيث التقوا الوزير رمزي جريج.

وفي السادسة مساء يزور الوفد وزير السياحة ميشال فرعون في منزله في الاشرفية ليتوجهوا معه الى حفل افتتاح خيمة مهرجانات بيروت الكبرى في "زيتونة باي".

المقدسي يولم: وكان رئيس مجلس ادارة مدير عام تلفزيون لبنان طلال المقدسي اولم مساء امس على شرف الوفد في مطعم "مهنا" انطلياس والقى كلمة ترحيبية بالوفد متمنيا له اقامة سعيدة على ان ينقل الصورة الحقيقية للخارج بعد الاطلاع على الوضع اللبناني عن كثب.

 

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: التعميم 137 واجب قانوني لبناني يريح المصارف المراسلة ويؤكد ملاءمة العمل المصرفي مع ما هو مطلوب دوليا

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيان جاء فيه:

"لقد اطلعنا من خلال الوسائل الإعلامية على تصريحات ومواقف لها علاقة بالقانون الصادر في الولايات المتحدة والمعروف بقانون مكافحة تمويل "حزب الله" دوليا، وبتعامل المصرف المركزي مع هذا القانون. لذا اقتضى التوضيح:

1 - إن القانون الصادر في الولايات المتحدة هو قانون أميركي مطلوب تطبيقه عالميا وفي لبنان، وبالتالي فإن التعميم رقم 137 الصادر عن مصرف لبنان في تاريخ 3 أيار 2016 كان واجبا قانونيا لبنانيا.

إن المادة 70 من قانون النقد والتسليف تطلب من مصرف لبنان تأمين الاستقرار التسليفي. ولا يمكن ضمان الاستقرار التسليفي إذا لم يطبق هذا القانون الأميركي. إن إصدارنا للتعميم رقم 137 يريح المصارف المراسلة ويؤكد ملاءمة العمل المصرفي في لبنان مع ما هو مطلوب دوليا.

ولو لم نفعل ذلك، لكان في إمكان المصارف المراسلة تطبيق سياسة التقليص من المخاطر (de-risking) ، فيصبح قطاعنا المصرفي معزولا عن العالم.

من المعلوم أن تمويل لبنان يرتكز أساسا على الأموال الوافدة إليه من المغتربين وغير المقيمين، وأن المقيمين في حاجة إلى تواصل مصرفي خارجي واسع ودائم لتمويل الاستيراد والتصدير والحاجات العائلية والشخصية.

2 - في ما يتعلق بالآلية التي وضعت حرصا على المصلحة اللبنانية وعلى الإنخراط المالي واستنادا إلى القوانين اللبنانية، فقد ارتكزت هذه الآلية على إصدار تعميم من المجلس المركزي لمصرف لبنان يحدد اتجاهين أساسيين هما: تنفيذ هذا القانون الأميركي وتبرير إقفال أو عدم فتح حساب على أساس هذا القانون إلى هيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان التي تتمتع باستقلالية وبصفة قضائية.

من المعروف أنه بموجب قانون السرية المصرفية، لا يحق للمجلس المركزي لمصرف لبنان الاطلاع على حركة الحسابات الدائنة. كما لا يمكنه قانونا إرغام المصارف على إطلاعه على أي حساب دائن. كما لا يحق للجنة الرقابة على المصارف الاطلاع الا على الحسابات المدينة.

خلال الاجتماع الأخير لهيئة التحقيق الخاصة، تم التوافق على المبادئ الأساسية التي سنتابع بموجبها، ومن خلال هذه الهيئة، تصرفات المصارف مع زبائنها في خصوص تطبيق تعميم مصرف لبنان رقم 137. ويحق قانونا لهذه الهيئة من دون سواها الاطلاع على الحسابات الدائنة والمدينة من دون الإعتداد تجاهها بالسرية المصرفية.

تلك المبادئ هي:

باستثناء الحسابات العائدة الى أشخاص أو مؤسسات مدرجة أسماؤهم على اللائحة السوداء الصادرة عن مكتب مراقبة الأصول الخارجية في وزارة الخزانة الأميركية OFAC.

a - على المصارف التي تريد إقفال حسابات مؤسسات أو أشخاص لأنها تعتبرها مخالفة للقانون الأميركي أن تقدم التبرير لذلك قبل إقفال الحساب.

b - يجب أن يتضمن التبرير حركة الحساب (الوتيرة/الحجم).

c- على المصرف أن ينتظر ردا من هيئة التحقيق الخاصة قبل إقفال الحساب، وإن لم يبلغه الرد خلال 30 يوما، يتصرف عندها المصرف على مسؤوليته.

d - يمكن المصارف وهيئة التحقيق الخاصة طرح الموضوع على الهيئة المصرفية العليا إن اقتضت الحاجة، علما أن قرارات هذه الهيئة غير قابلة للمراجعة وفقا للقانون اللبناني.

إن إقرار هذه المبادئ وتحويلها إلى تعميم صادر عن هيئة التحقيق الخاصة، سيتم في أقرب وقت، بعد استكمال الدراسات القانونية محليا ودوليا توخيا للدقة والصوابية في المواد التي تعكس هذه المبادئ. حينها يطرح الموضوع على مجلس هيئة التحقيق الخاصة، ويصدر التعميم رسميا مع مفعول رجعي مطابق لتاريخ إصدار تعميم مصرف لبنان.

وستقوم لجنة الرقابة على المصارف بإصدار تعميم تطبيقي له صلة بالحسابات المدينة التي توافق على إقفالها وطريقة معالجتها حسابيا ومصرفيا.

إن الموضوع الذي نواجهه هو موضوع جدي ويقتضي التعامل معه بمسؤولية ومهنية وضمن نطاق القانون اللبناني.

وهذا ما نفعله من أجل مصلحة لبنان واقتصاده ومن أجل اللبنانيين وادخاراتهم.

هذا هو نهجنا وسنبقى عليه".

 

أوساط مالية تستغرب الخشية على "استقالة" سلامة غير المطروحة وقــانون العقوبات الأميركي واضـح بالتزاماته ولبنان أكدها مراراً

المركزية- استغربت أوساط مالية التعليقات التي تصدر في ملف قانون العقوبات الاميركي ضد "حزب الله"، وخصوصا مع تطرق بعضها الى قضية "استقالة" حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تحت الضغوط(!)، وهو الأمر الذي نفته مصادر البنك المركزي لكونه غير مطروح.

وأوضحت مصادر مالية عبر "المركزية" أن الملف يتسم بوضوح لا لُبس فيه، "فالقانون واضح جداً لجهة التزام الادارة الاميركية والكونغرس ووزارة الخزانة، تطبيق القانون بمراسيمه التفصيلية كما وردت، الأمر الذي سيتبلور اكثر ويتطرق الى دقائق البنود مع مجيء مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر الى بيروت في اطار جولة له في المنطقة للموضوع عينه، لكون القانون الخاص بـ"حزب الله" موجّهاً الى كل المصارف في العالم وليس محصوراً بمصارف لبنان وحدها".

كذلك، لفتت المصادر الى أن لبنان وعبر الحاكم سلامة أكد قبل نحو اسبوعين وعبر برنامج تلفزيوني، التزام لبنان تطبيق القانون الاميركي، مبدياً حرصه على عدم المغالاة من المصارف في الالتزام، الامر الذي استدعى اصدار تعميمين قالت مصادر مقرّبة من "حزب الله" انهما لم يصدرا قبل "مشاورات مكثفة مع رئيس الحكومة وقيادة الحزب التي تدرك ان المسألة تتعلق بنظام مالي صرف، ويعلم أيضاً أنه لو انتقلت المجابهة مع ذلك النظام الى مجتمع الحزب، ولديه مصالح مالية واستثمارية كبيرة جداً في لبنان والخارج، لاخترب ذلك المجتمع وقطاعه المصرفي واقتصاد لبنان".

ويطلب التعميم رقم 137 من المصارف وجوب إخطارها "هيئة التحقيق الخاصة" في مصرف لبنان بالأسباب التي اعتمدت لتجميد الحسابات المصرفية لأحد عملائها أو إقفالها، أو في حال رفض فتح حساب جديد لأحد عملائها والتعامل معه. ووفق المصادر المالية، فان مهمة مصرف لبنان تقف عند حدود احترام السرية المصرفية وقرارات إدارات المصارف "التي تبدي وعياً كبيراً لأهمية تطبيق القانون مع حذر وتروٍ في درس الحسابات التي قد يُشتبه بأمرها". الى ذلك، اشارت الى ان جمعية المصارف أكدت في بيان اعقب اجتماعاً استثنائياً عقدته السبت الماضي، التزامها التام بالقانون وإشارتها الى رغبتها في البقاء كجزء من النظام المالي العالمي. ورأت المصادر ذاتها، أن ما تقدّم لا يوجب إبقاء الملف قيد الاستهلاك المحلي بما قد يحوّله مادة لسجال سياسي وتعليقات "لا تقدّم ولا تؤخّر" في سير الملف، مستغربة ما صدر في هذا السياق من خشية على "استقالة" حاكم مصرف لبنان نتيجة الضغوط، مؤكدة ان "الامر غير مطروح ولا وارد، وللتذكير فقط، لم يسجل تاريخ رياض سلامة تهرّباً من مسؤولياته امام أي ازمة واجهها على مدى اكثر من عقدين امضاهما في الحاكمية، والجميع يعلم حجم الاستحقاقات التي خلفتها الاحداث السياسية والامنية التي عصفت بلبنان، وكان آخرها محطات ثلاث كان يمكن ان تترك تداعيات خطيرة على احوال النقد والثقة بأداء القطاع المصرفي، وهي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005 واعتداءات تموز 2006 وأحداث بيروت في 2008 التي سبقت اجتماع الدوحة". ودعت المصادر الى ترك الملف المالي لمعالجات مهنية وتقنية جارية خلف الكواليس، "إذ ليس وارداً ان ينتظر الحاكم سلامة ترجمة المفاعيل سلباً مع اقفال كل حساب ليبادر الى التحرك، وهو الذي اعتاد على اتخاذ اجراءات احترازية جنّبت لبنان في اكثر من مرة ازمات كبيرة على غرار التعاميم والهندسات التي اتخذها وفرضها على القطاع المصرفي في العام 2004، وحمت لبنان وحده بين كل دول العالم حين وقعت أزمة المال العالمية في العام 2008".

 

"عكـــاظ": تملمـل في بيئــة حـزب الله بسبب خيانات يتعرض لها المقاتلون في سوريا

المركزية- نقلت صحيفة"عكاظ" السعودية عن مصادر مطلعة في بيروت قولها "أن تململاً كبيراً تعيشه البيئة الحاضنة لحزب الله، خصوصا في قرى البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بسبب روايات المقاتلين العائدين من سوريا عن الخيانات التي يتعرضون لها من قبل قوات النظام السوري. ونقلت المصادر عن المقاتلين العائدين قولهم ان قوات النظام تنسحب من مواقع تم تقديم العديد من القتلى لتحريرها كما تعمد إلى اغتيال بعض المقاتلين خلال المعارك. وأوضحت أن "تململ البيئة الحاضنة جاء بعد رفض قيادات في الحزب الاستماع إلى هذه الشكاوى، ثم جاءت الانتخابات البلدية لتزيد النقمة، بعدما لاحظت الكثير من العائلات الشيعية أن هناك من يستغلون تضحيات أبنائهم من أجل مناصب بلدية تؤمن لهم الهيمنة على مصادر مالية".

 

الشرق الاوسط: مصطفى مغنية خلفا لمصطفى بدر الدين

المركزية- نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مصادر واسعة الاطلاع قولها أن "حزب الله" حسم أمر خلافة قائده الأمني مصطفى بدر الدين، الذي قتل قبل أيام قرب مطار العاصمة السورية دمشق"، موضحة ان "خليفة بدر الدين، هو مصطفى مغنية ابن شقيقته المتزوجة من عماد مغنية".

وأشارت المصادر إلى أن "مصطفى ولد خلال وجود بدر الدين في السجن في الكويت بعد إدانته بتدبير سبعة تفجيرات في الكويت في العام 1983. ما حدا بوالده المقرب جدا من بدر الدين بتسميته تيمنا بخاله"، مؤكدة أن "مغنية الابن، يعد من الشخصيات الغامضة التي لم تظهر للإعلام يوما، وذلك بناء لقرار من الحزب بتسليمه مناصب قيادية هامة". ولفتت المعلومات الى ان "قائد لواء "القدس" قاسم سليماني، الذي تردد أنه كان مع بدر الدين قبيل اغتياله، حضر شخصيا إلى بيروت للإشراف على عمليات ترتيب الوضع الداخلي للحزب"، مشيرة إلى أن "فريق تحقيق إيرانيا يشارك في مراجعة شاملة لأمن قيادات الحزب في لبنان وسوريا، بعد ملاحظات عن "التراخي" الخطير الذي أصاب هذه الأجهزة، واحتمال تعرضها للاختراق من قبل استخبارات غربية وإسرائيلية".

 

القماطية.. أول بلدية خارج سطوة "حزب الله"

صبحي أمهز/المدن/الثلاثاء 17/05/2016

خاض "حزب الله" الانتخابات البلدية في جبل لبنان بمنطق المتفرد، فانفرط عقد التحالف الانتخابي مع "حركة أمل" في كل من القماطية في قضاء عالية، والمشان وعلمات في قضاء جبيل، فضلاً عن معركة إلغائية في بلدة لاسا الجبيلية الشهيرة. المعركة الأساس والتي يعتبر "حزب الله" أنه هُزم فيها كانت في القماطية (2300 ناخب أغلبيتهم الساحقة من الطائفة الشيعية)، حيث انفرط عقد التحالف الثنائي بينه وبين "أمل" على حساب تحالف عائلي مدعوم من "الحزب التقدمي الاشتراكي". ويقول أحد أفراد عائلة ناصر الدين لـ"المدن" إن "البلدة خاضت معركة عائلية بقيادة آل ناصر الدين وبالتحالف مح أمل والحزب الاشتراكي بمواجهة لائحة آل حمادة المدعومة من حزب الله، لكننا في لائحتنا فضلنا القرار العائلي على الإنتماءات الحزبية، وتجلى ذلك في الحرص على عدم إلغاء أي فريق، وخضنا المعركة بلائحة غير مكتملة من 10 أعضاء، للسماح لآل حمادة بدخول المجلس، بما أنه مؤلف من 12 عضواً". وبلغت نسبة المقترعين في القماطية 70 في المئة، وأفضت النتيجة إلى فوز تحالف العائلات المدعوم من "أمل" والحزب الاشتراكي، ما يعتبر أول هزيمة لـ"حزب الله" في المحافظات الأربع التي أجريت فيها الانتخابات في بعلبك– الهرمل، والبقاع، بيروت وجبل لبنان. على الضفة الجبيلية، فان التحالف الثنائي بين "حزب الله" و"أمل" انفرط في علمات (2500 ناخب من الطائفة الشيعية)، حيث تنافست 3 لوائح، واحدة مدعومة من الحزب، واخرى من "أمل"، وثالثة مدعومة من رئيس البلدية الحالي محمود عواد. وخلصت النتائج إلى فوز الحزب بـ8 أعضاء من أصل 15، و"أمل" بـ6 أعضاء، فيما فاز عواد بمقعد واحد. أما في المشان الجبيلية أيضاً (ألف ناخب من الطائفة الشيعية)، فإن التصدع بين الحزب والحركة كان سبق يوم الإقتراع، خصوصاً أن "أمل" رأت أن مسؤول الحزب في البلدة الشيخ حسين شمص أخل بتحالفه معها، وعمد إلى تشكيل لائحة من 9 أعضاء  بالتحالف مع آل سعيد مستثنياً بقية الأفرقاء بمن فيهم الحركة، ما دفع الحركة إلى تشكيل لائحة غير مكتملة من 5 أعضاء. لكن النتائج في المشان لم تكن وحدها المقياس، رغم فوز الحزب، خصوصاً أنه عمد، وفق أحد أبناء القرية متحفظاً عن ذكر إسمه، إلى استقدام نحو 200 ناخب من سوريا يحملون الهوية اللبنانية بحافلات كي يثبت أنه يملك الحيثية الأكبر في القرية، ما أدى إلى وقوع إشكال كبير، تسبب بإقفال صناديق الإقتراع من الساعة الخامسة مساء، الأمر الذي يستند إليه البعض لتقديم طعن بالنتائج. وليس بعيداً عن المشان، وتحديداً في بلدة لاسا (3000 ناخب من الطائفة الشيعية)، التي نجح "حزب الله" بخوض معركتها بالتحالف مع "أمل"، والفوز بـ14 مقعداً من أصل 15، وترك فيها أثراً سلبياً خصوصاً أنه خاضها تحت شعارات "المقاومة"، ما ولد حالة من السخط في الوسط العائلي. ويأسف أمين سر "رابطة آل المقداد" ماهر المقداد عبر "المدن" أن ينجر "حزب الله" إلى فرض المعارك داخل العائلة الواحدة، مشيراً إلى أن شعار "انتخبوا المقاومة" الذي اعتمد في لاسا "معيب" لأن "جميع أهالي لاسا من دون استثناء هم مقاومة، وكان الأفضل لحزب الله وأمل أن يعمدا إلى توحيد الناس وليس إلى محاولة تفرقتهم، وتصنيفهم بين مقاوم وغير مقاوم". حتى في الضاحية الجنوبية، حيث فاز الحزب بالتحالف مع الحركة بكل البلديات التي خاض فيها المعركة، إلا أنه برز حصول اللائحة المنافسة في برج البراجنة على أكثر من 30 % من الأصوات، رغم أن البلدة تضم نحو 16 ألف ناخب، أغلبيتهم الساحقة من الطائفة الشيعية. وكان لافتاً فوز اللائحة المدعومة من النائب السابق باسم السبع بخمسة مقاعد في المعركة الإختيارية في برج البراجنة.

 

نتائج انتخابات جبل لبنان تظهر تراجع تأثير الأحزاب

خاصّ جنوبية 17 مايو، 2016

بدأ غُبار المعركة الانتخابية في محافظة جبل لبنان ينجلي تدريجاً، لتكشفَ نتائجها دلالات سياسية عدة، خصوصاً في منطقة المتن، حيث كرّسَت مجدّداً زعامة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر في "قلعته"، فيما أثبتَت بما لا يقبل الجدل عدم ترجمة التحالف بين "التيّار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" على الأرض بلدياً. ألقت نتائج معارك جبل لبنان الانتخابية  بثقلها العائلي على الساحة المسيحية فارضةً إيقاعاً شعبياً مدوياً أطاح بنظريات التمثيل الحزبي الأكثري على الساحة المسيحية وأعاد التأكيد بأصوات المسيحيين أنّ الأكثرية الشعبية ليست للأحزاب ولا حكراً على تحالف معراب بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” الذي عجز عن بسط سطوته الانتخابية والتمثيلية تحت وطأة الوجود الطاغي للعائلات والفاعليات المناطقية من جهة، والحضور الانتخابي والشعبي القوي والوازن لكل من النائب ميشال المر وحزب “الكتائب اللبنانية”.

فوز هزيل في جونية

ولم تتوقف معركة جونية عن اطلاق المفاجآت حتى الساعات الاولى من قبل ظهر أمس مبينة خرقاً رباعياً للائحة الفائزة بفوارق ضيقة جداً لا بل مذهلة في الاصوات بين اللائحتين المتنافستين بما شكل توازن قوى في “جونية مختلفة” لكل افرقاء النفوذ والتنافس.

فجونية التي نامت على فوز لائحة جوان حبيش المدعومة من “التيار” والكتائب واستفاقت على خرق للائحة فؤاد البواري، وبالتالي فإن الحسابات انقلبت ولو أن ذلك لا يقلل أهمية فوز لائحة وضع العماد ميشال عون ثقله شخصياً لانجاحها رافعاً التحدي الى مستوى التصويت على زعامته.

“اللواء” ترد على الـ”OTV

ولفتت “اللواء” إلى أنه بين رمزي انطوان الاشقر آخر الفائزين في معركة بلدية جونية بـ4447 صوتاً وفرنسيس يعقوب ابي نخول اول الخاسرين في هذا “الماراتون” البلدي الطويل بـ4431 صوتاً، يكون الفرق 16 صوتاً. وهذه النتيجة الواقعية والموضوعية والرسمية، لم ترق كثيراً للفريق العوني الذي لم يسلم بأن الوقائع حقائق عنيدة، وان النتيجة هي التي تقرر ولا احد سواها.والمسألة تتعدّى ما وصفته محطة O.T.V الناطقة باسم “التيار” في تدبيج كتب “بحبر أسود” مقارنة اياه “بالحقد الاسود”، في إشارة إلى مانشيت “اللواء”: “جونية تسقط خرافة المرشح القوي”. ولا حاجة للرد بأكثر من الوقائع، وبأن “الأناء ينضج بما فيه”، ففي عملية بسيطة يتضح كيف ان جهة ما تضع رأسها في الرمل، ولو كان على شاطئ جونية.

 ثبات المر و”الكتائب”

الى ذلك، لم تكن مفارقة عابرة ان يعيد نائب رئيس الوزراء السابق النائب ميشال المر اثبات كونه معادلة أولى ثابتة في المتن وبعض بعبدا وان تسفر الجولة البلدية عن حصاد كبير له في المتن الشمالي ناهز الـ41 مجلساً بلدياً من أصل 54، بالاضافة الى 64 مختاراً، علماً ان 21 بلدية فازت بالتزكية سلفاً كانت من هندسة المر. وقد صاغ المر تحالفاته مع الكتائب في الكثير من البلدات والقرى كما مع قوى وأحزاب أخرى على نحو اضطلع بدور حاسم في هذا الحصاد، علماً أنه لا يمكن أيضاً تجاهل التقدم البارز الذي حققه حزب الكتائب في الكثير من البلدات.

إتحادات المتن وكسروان

وعن التوقعات بالنسبة لرئاسة اتحادات البلديات، فالمرجح أن “التيار” لا يتمكن من حصد رئاسة الاتحاد في كسروان حيث الكلمة العليا ستكون للعائلات، في حين أغلبية قرى كسروان الفتوح ذهبت نتائج انتخاباتها لصالح النائب السابق منصور غانم البون، بينما كان الحضور طاغياً للنائب السابق فريد هيكل الخازن في بلدات وقرى كسروانية أخرى. أما متنياً، فحُسمت رئاسة اتحاد المتن الشمالي لميرنا المر أبو شرف، ومن المتوقع أن يتولى رئيس بلدية الشبانية كريم سركيس رئاسة اتحاد المتن الأعلى.

حال تفاهم معراب

لم يؤمن التحالف المسيحي ـ المسيحي للقوات والتيار الوطني النتيجة التي كانا يريدانها، فتبين أن الحسابات على الورقة والقلم هي غير حسابات الأرض. والخطأ الأساسي كان اعتقدهما أنّه إذا اجتمع طرَفان من أحجام معيّنة فإنّ بقيّة الأحجام الأخرى ستُلغى، فيما أظهرت الأمور عكس ذلك، والتحالف الذي أقاماه شدَّ عصبَ القيادات الأخرى وسمحَ لها بالحصول على تعاطف كبير لدى أوساط الرأي العام وتَسَبّب بردّة فعل عكسية عليهما.

وتشير الاوساط إلى اللقاء المرتقب بين عون وجعجع والذي يتكتم الطرفان على موعده لأسباب أمنية، لكن أوساطهما تُشير إلى أنه قد يسبق انتخابات الجنوب أو يلي انتخابات الشمال في 29 أيار الحالي ليجري الطرفان تقييما سياسياً، وتقويماً للعلاقة التي تعرّضت للاهتزاز ليس في جونية وحدها، بل في أقضية وبلدات متعددة، لا سيما في كسروان، حيث الثقل الرئيسي لكلا القوتين المسيحيتين

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

كتلة المستقبل: حزب الله يعرض الأمن الاقتصادي والمالي للخطر الشديد

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري، تناول فيه "أهمية إنجاز المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان والضرر المتفاقم جراء استمرار الشغور الرئاسي"، فأبدت الكتلة ارتياحها الى "إتمام المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي جرت في محافظة جبل لبنان بشكل طبيعي وديموقراطي ومن دون مشكلات تذكر، مما أظهر مدى تعلق اللبنانيين بمنطق المؤسسات والرغبة في استعادة الدولة لدورها وهيبتها، وهو ما شكل خطوة إضافية على طريق تدعيم النظام الديموقراطي اللبناني والتمسك بالأساليب والممارسات الديموقراطية". واغتنمت الكتلة هذه المناسبة، فنوهت ب"جهد وزارة الداخلية والبلديات والأجهزة الأمنية وكل الأجهزة الرسمية التي تابعت هذه الانتخابات وسهلت إنجازها بنجاح، فإنها تكرر موقفها الداعي للتفكر والتبصر بحقيقة ما وصلت اليه حال التدهور والتراجع والانحلال للأوضاع العامة في لبنان، وعلى مختلف المستويات. وبالتالي، حرصا منها على عدم حصول المزيد من التفاقم في هذه الأوضاع، تدعو الكتل النيابية الى ضرورة المسارعة وقبل أي شيء آخر الى انتخاب رئيس للجمهورية لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر بفعل سيطرة سلاح حزب الله غير الشرعي الداعم للموقف التعطيلي للتيار الوطني الحر. وهي لذلك تنبه إلى الضرر المتفاقم جراء استمرار حال التعطيل، لما لذلك من تداعيات خطيرة على البلاد وصورتها ومكانتها ومستقبلها وعلى اللبنانيين واستقرارهم الأمني والمعيشي. وبعد مرور سنتين على هذا الشغور في موقع الرئاسة، فقد أصبح واضحا أكثر من أي وقت مضى أن انتخاب الرئيس يشكل المدخل الحقيقي والوحيد لإعادة تفعيل المؤسسات والذي يجب أن يتبعه فورا إقرار قانون جديد للانتخاب والذهاب إلى انتخابات نيابية تفاديا للوقوع في الفراغ الكامل للسلطة".

وفي "خطورة الموقف السلبي لحزب الله من الإجراءات المصرفية اللبنانية التي تقتضيها عضوية لبنان في الأسرة الدولية ومشاركته في النظام المالي العالمي"، استنكرت الكتلة "أشد الاستنكار الموقف الذي صدر عن الكتلة النيابية لحزب الله والداعي إلى عدم التزام المصارف اللبنانية قواعد عمل النظام المالي العالمي التي تلتزمها جميع دول العالم المشاركة في هذا النظام. إن كتلة المستقبل تعتبر أن حزب الله بموقفه هذا، إنما يعرض الأمن الاقتصادي والمالي للبنان والمواطنين اللبنانيين، وكذلك أمن الاقتصاد اللبناني ونظامه المصرفي ومدخرات اللبنانيين للخطر الشديد. إنه ليس جائزا لحزب الله التصرف بهذه الخفة وهذا التسرع إزاء آخر مواقع صمود الاقتصاد اللبناني. والكتلة في هذا المجال، إذ تؤيد الأسلوب الذي اعتمده مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة لديه، فإنها تضم صوتها وموقفها الى صوت وموقف جمعية المصارف في لبنان التي اعتبرت في بيان لها "أن التزام المصارف القوانين اللبنانية والمتطلبات الدولية بما فيها تطبيق العقوبات، هو من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه ومصلحة جميع المواطنين والمتعاملين مع المصارف، ما يؤمن لهم سلامة استمرار العمل المالي والمصرفي من خلال النظام المالي العالمي".

وتوجهت الكتلة ب"التعزية الحارة الى اللبنانيين عموما وإلى عائلة المغفور له العروبي الكبير السفير كلوفيس مقصود"، واعتبرت ان "لبنان والعرب خسروا بغيابه قامة عربية وعروبية كبيرة لعبت دورا هاما في الدفاع عن قضايا العرب في الأمم المتحدة وفي شتى المحافل الدولية".

وفي الذكرى الثامنة والستين لنكبة فلسطين، توقفت الكتلة "امام ذكرى مرور ثمانية وستين عاما على نكبة العرب الكبرى، والتي أدت إلى احتلال فلسطين وتشريد أهلها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وهذا ما حصل بتواطؤ دولي وسكوت معيب من المجتمع الدولي عن هذه الجريمة الانسانية والاخلاقية الكبرى، التي تنامى بسببها الشعور بالهزيمة والمهانة في المنطقة العربية وأسهم بالتالي في خلق الأجواء المؤاتية لأنظمة الاستبداد العربية ولنمو اليأس والاحباط لدى الكثيرين من المواطنين العرب، وبالتالي إلى تفشي تيارات التطرف والإرهاب. انه وفي ذكرى هذه المناسبة الأليمة التي تعاقبت وتتالت بعدها الصدمات الخطيرة على جسد الأمة لا بد من الملاحظة أن هذه الكوارث لم تنل من روح الأمة الوثابة الداعية إلى استمرار التمسك بالحق العربي والدعوة إلى النضال من أجل استرجاع الحقوق المغتصبة وحسب ما تنص عليه مبادرة السلام العربية في العام 2002 وضرورة التمسك بالعروبة المستنيرة الجامعة للعرب والحريصة على مصالحهم واعتدالهم وانفتاحهم واستعادة دورهم البناء في علاقتهم مع العالم والمشاركة في تقدمه وازدهاره".

وفي الذكرى ال 100 لاتفاق سايكس بيكو، قالت الكتلة: "تصادف في هذه الأيام مرور مئة عام على اتفاق سايكس بيكو التي نشأت بموجبه دول المنطقة بصورتها وتقسيماتها الحاضرة، ولاسيما ما آلت إليه في أعقاب نكبة احتلال فلسطين من قبل العدو الاسرائيلي، وفي هذه الذكرى تبدي الكتلة قلقها من استمرار توسع اندلاع وتفشي الفتن والصراعات الطائفية والمذهبية في دول المنطقة، ولهذه الأسباب فإنها تكرر موقفها بأهمية العودة إلى التمسك بالميثاق الوطني اللبناني والدستور اللبناني المستند إلى اتفاق الطائف القائم على العيش المشترك بين كل الأطراف اللبنانية وعلى المناصفة فيما بينهم. وهي بهذه المناسبة تدعو إلى العمل على استكمال تنفيذ اتفاق الطائف ببنوده كافة والتي تؤمِن التوازنات الوطنية السياسية والاقتصادية المطلوبة وتحديدا في الإنماء المتوازن واللامركزية الإدارية والشروع في تأليف مجلس الشيوخ".

وختمت: "في هذا المجال وفي ظل هذه الازمة الخطيرة التي تعصف بدول المنطقة، تدعو الكتلة الى استخلاص العبر واستلهام نموذج اتفاق الطائف اللبناني كحل تصالحي لاستيعاب التنوع في مجتمعاتنا العربية وللخروج من الازمات الراهنة في هذه المنطقة، ولاسيما في اليمن والعراق وسوريا وليبيا".

 

حارس شهاب من بكركي: يجب التصدي لأخطار التطرف والارهاب مع رفض إدخال لبنان في محاور الصراع الاقليمية

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية -استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار حارس شهاب الذي قال على الاثر: "وسط تطورات متسارعة وفي مرحلة نعيش فيها قلق الزمن الحاضر وهاجس الآتي وما يخبئه لنا أصحاب القرار، ما نزال متمسكين بلبنان الرسالة، الذي نرى فيه نموذجا فريدا وفذا صامدا في وجه الأعاصير، وأن الهوة بين لبنان الرسالة ولبنان الواقع قابلة للردم، مما يفتح أمامنا دروب الأمل لا سيما بفضل مواقف البطريرك الراعي وجهوده". أضاف: "مع استمرار عمليات الإنتخابات البلدية التي تمت بهدوء، تبين أن النتائج أفرزت عددا لا يستهان به من البلديات حصل فيها الفوز لأعضاء ينتمون إلى لوائح مختلفة. وقد رأى غبطة البطريرك أن على الأفرقاء الفائزين حتى وإن انتموا إلى لوائح مختلفة أن يوحدوا جهودهم ويعملوا معا من أجل نهضة إنمائية شاملة، فلا ينكفئوا في موقف له انعكاسات سلبية على الأرض". وتابع: "تصادف هذا الأسبوع ذكرى 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو في 16 أيار 1916 التي قسمت منطقتنا. ونحن اليوم، في زمن يجري فيه التداول حول اتفاق جديد يحكى أنه سوف يعيد إنتاج خريطة جديدة لمنطقتنا، وذلك دون أن يسعى المسؤولون عندنا إلى إيجاد خطة تحمي لبنان في كيانه وخصوصية دوره. وفي هذا المجال أبديت الشكر لغبطته للحركة المستمرة والهادفة التي يقوم بها والإتصالات التي يجريها على أعلى المستويات مع مختلف المراجع العليا الدولية، لحثها على ضرورة الحفاظ على لبنان، رسالة عيش مشترك يحتاجها العالم، قائمة على أساس التعددية والديموقراطية". وختم: "إن الحاجة تقضي بالتصدي لأخطار التطرف والإرهاب الوافد إلينا وإلى العالم، والمتلبس زورا بلباس الإسلام، بأقصى سرعة ممكنة، بالتعاون مع سائر المرجعيات الدينية والمسيحية والإسلامية وبلورة خطة مشتركة لذلك، مع التأكيد على رفض إدخال لبنان في محاور الصراع الإقليمية أيا كانت. وفي وقت تشعر فيه جماعات باستحالة العيش مع الآخر المختلف عنها، ويختبر بعضها الرفض والتهميش والإضطهاد والتهجير والسبي، يقدم مسيحيو ومسلمو لبنان شهادة على أنهم إخوة في الخلق والإنسانية والمواطنة الواحدة، بفضل ميثاق العيش المشترك الذي صاغوه معا وضحوا بالكثير في سبيل الحفاظ عليه".

 

عون استقبل رئيس واعضاء لائحة "كرامة جونية"

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، رئيس لائحة "كرامة جونية" جوان حبيش وأعضاء اللائحة.

 

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: المكون المسيحي قال كلمته فليسمعوا كلمة الصوت الحق وليتفاعلوا معها

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - عقد "تكتل التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وتم التداول في الإنتخابات البلدية في جبل لبنان. بعد الاجتماع تلا الوزير السابق سليم جريصاتي مقررات التكتل، فقال: "إنجازات ما بعدها إنجازات، نحن فخورون بها، لا سيما أن شعبنا كان متعطشا إلى الديموقراطية والى صناديق الإقتراع. وكان سبق للعماد عون أن قال: يجب المشاركة في مثل هذه الإستحقاقات بالتعبير عن الإرادة الشعبية مهما كانت إتجاهات الأصوات، وتذكرون لا شك هذا النداء في معرض الإنتخاب البلدي. كما تم إستعراض النافر في دلالات إنتخابات جبل لبنان. إن إنتصار جونية ضد تكتلات عائلية وحزبية، إنتصار يحمل كل الدلالات وبالمجمل في قضاء كسروان، حيث نجحنا بالفوز في 19 بلدية من أصل 23 في الفتوح، 21 بلدية من أصل 36 في كسروان والبعض الآخر مختلط. أما جونية، عاصمة القضاء، فالإنتصار كان بكل المعايير والمفاهيم. إن المهم هو من وقف بوجهنا في جونية، إضافة إلى المال الأسود الذي إستفز العماد عون، حامي الحمى في جونية. من أوكَل إلى صاحبه مهمة بعثرة المكون المسيحي، ليفشل فشلا ذريعا في الاستحقاقين الرئاسي والبلدي؟ أحالوها معركة سياسية ورئاسية المغزى بامتياز وإلغائية الهدف، فانتصر العماد عون عليهم ليثبت مرة جديدة أن الحيثية المنفردة إنما هو الأقوى في مكونه". اضاف: "ماذا دهاهم كي يتحدوا العماد عون في عرينه؟ تلقفوا يد الإنماء التي نمدها لكم، لأن جونية بعهدة عمادنا هي لجميع أهاليها، كما كسروان، والحدت، وعاصمة الإمارة القديمة أي دير القمر، وكما كل مدينة وبلدة وقرية في لبنان شهدت أو ستشهد إنتخابا محليا وبلديا. معذور من تحدى وخاصم، والعماد عون، كما تعلمون ويعلم الجميع، أن جوهره مصقول بقبول التحدي وبالخصومة العدائية والمجانية التي تعرض ويتعرض لها. ومعذور من هادن وبقي في الفيء، والعماد عون لا تضيره أن يكون وحيدا في المواجهة، وماضيه يدل عليه بإيباء وفخر، ومعذور من راهن، لأن المراهنة خدمت الرهان. قال المكون المسيحي كلمته في معرض استحقاقٍ محلي وبلدي، تم تسييسه إلى أقصى الحدود. التيار الوطني الحر في المقدمة، فكيف إذا كان عماده والمؤسس على طريق الاستحقاقات الوطنية الكبرى، متجاوزا كل جغرافيا محلية أو بلدية أو مناطقية ومرتادا رحاب الوطن".

واكد ان "ميثاقنا على الموعد مع هذه الاستحقاقات، إن أحسنا التعامل والتفاعل مع إرادة مكوننا الناصعة والحاسمة والمشرفة والمنشرحة في آن. معطيات وحقائق وإنجازات أخرى سجلت على الرغم من كل ما قيل في الإعلام وخارج الإعلام، في المتن الشمالي ساحلا وجبلا ووسطا. يكفي تعداد البلديات التي نحن فيها وازنون أو منتصرون. حتى التزكية، هذه التزكية التي يتغنون بها، إنما هي تزكية نشاطر بلدياتها. أما الانتخابات التي جرت - كما قلت - في الساحل وفي الوسط، وفي الجبل، نقولها بالمباشر وبالملخص، البلديات التي يوجد أموال في صناديقها لم تكن بالمجمل معنا. المهم هو أننا نربح بالنيابة، ونراعي خصوصيات البلديات. المتن الشمالي يختارنا دائما في الاستحقاقات الوطنية، وكذلك المتن الجنوبي". وتابع: "قلنا عن الحدث وكذلك يمكننا أن نقول أيضا عن بلديات الضاحية الجنوبية، كفرشيما، بعبدا بالتقاسم، الشياح بالتوافق. وطبعا عندما نقول عن الضاحية نقول عن حارة حريك. وكذلك الأمر بالنسبة لجبيل وعاليه والشوف، فقد تم استعراض مجمل أوضاع البلدية فيها. إلا أننا آثرنا أن نتكلم أيضا اليوم عن تجربة خاصة أشار إليها العماد عون تهمه، هي تجربة بيت شباب، حيث خاضت شابة من التيار بلائحة غير مكتملة الانتخابات البلدية بوجه كل الأحزاب فدعمها التيار. هذه ظاهرة يجب التعويل عليها قال العماد عون، فهي نواة لوائحنا بالمسقبل، وهي تجربة جديرة بالاهتمام. شبان وشابات هم في صلب رهاناتنا وتطلعاتنا. لك نقول لكم اليوم إن جبل لبنان كان على الموعد، والمكون قال بالمجمل كلمته. قالها في جونية نافرا، وقالها في الحدث نافرا، وقالها في عاصمة الإمارة نافرا. إذا فقد قال كلمته، لذلك فليسمع الشركاء في الوطن، وليؤسسوا على هذا الاستحقاق الإنمائي البلدي بامتياز، الذي حوله الآخرون إلى استحقاق سياسي، فليسمعوا كلمة "الصوت الحق" من المكون، وليتفاعلوا معها".

 

 تحديات أمنية تواجه المؤسسة العسكرية وتوجب تحصينها سياسيـا والجيش يراقب المخيمات ويرصد ذهابا وايابا بين عين الحلوة وسوريا

المركزية- لم تحجب اصداء المعارك الانتخابية البلدية والاختيارية على حماوتها، الضوء عن الواقع الامني الذي لا يقل حماوة ولا صعوبة في ضوء المخاطر المحدقة بالبلاد التي تتطلب عناية فائقة لا تتوانى عن تأمينها المؤسسة العسكرية وسائر الاجهزة الامنية. واذا كان الجيش يمسك بزمام الامور حدوديا لدرء الخطر "الداعشي" وسائر التنظيمات الارهابية حيث تطمئن مصادره الى ان الحدود مضبوطة ولا شيء يدعو للقلق، خصوصاً من تسلل عناصر ارهابية"، متحدّثاً عن تدابير يتّخذها الجيش على طول الحدود مع سوريا لمنع اي خرق لها من قبل الجماعات المسلّحة"، فان ضبط مخيمات النازحين السوريين يشكل بدوره تحديا كبيرا للمؤسسة العسكرية التي تجنّد طاقات لا يستهان بها في اتجاه ابقائها تحت السيطرة ومنع تحولها الى بؤر يوظفها الارهابيون لتنفيذ عمليات امنية، كما هي حال بعض المخيمات الفلسطينية. وفي السياق، يشير مصدر عسكري عبر "المركزية" الى ظاهرة خطيرة محورها مخيم عين الحلوة، اذ ان بعض الشبان من الاصوليين المتشددين يغادرون الى سوريا حيث يتلقون تدريبات من "داعش" ثم يعودون الى المخيم لنقل ما تعلّموه وتدربوه الى شبان اخرين، الا ان المصدر يؤكد اننا "نتابع الظاهرة في شكل دقيق ونرصد اي تحرّكات مشبوهة خصوصا ان هؤلاء يتخفون ويعتمدون اساليب متنوعة للدخول والخروج من المخيم بطرق غير شرعية منها استخدام هويات مزوّرة او التنكّر بثياب نسائية"، ويُشدد على اننا "نتّخذ اجراءات كبيرة لمنعها والحدّ منها، الا ان وسائل التهريب غير الشرعية تكاد لا تحصى فحتى في الولايات المتحدة الاميركية، الدولة العظمى، تستمر هذه العمليات على الحدود مع المكسيك وفي الداخل فكيف الحري في لبنان بامكاناته المتواضعة"؟ ويلفت الى اننا "وضعنا الفلسطنيين امام مسؤولياتهم ازاء امكانات زعزعة امن المخيم، خصوصا اذا كان يؤثّر على الامن الوطني". ويكشف المصدر ان في اطار التنسيق القائم مع قيادات المخيم تم رفع عديد القوى الامنية الفلسطينية الى نحو 150عنصراً بهدف ضبط الاوضاع في الداخل ومنع زعزعة الامن، ونحن ننتظر نتائج هذه الزيادة في مجال احكام القبضة على الامن ومنع تحوله الى قنبلة موقوتة لان المؤسسة العسكرية لن تتهاون مع اي محاولة لهز الاستقرار اللبناني من بوابة المخيمات". وليس بعيدا من هذا المحور لا يغفل المصدر الاشارة الى أهمية المساعدات العسكرية الاميركية للجيش ودورها في تعزيز قدراته ورفع مستوى ادائه في مواجهة الارهاب على انواعه، اذ ان السلطات الاميركية تُلبّي مطالبنا سريعا". اما ما يتصل بهبة المليارات السعودية المجّمدة للجيش اللبناني يقول"لا نزال نامل خيراً والامال موجودة". وازاء هذا المشهد المحفوف بالمخاطر والتحديات، يختم المصدر بالدعوة "الى ابقاء المؤسسة العسكرية بعيدة من زواريب السياسة الضيقة ومفاعيلها السلبية وعدم اقحامها في ما ليس من شأنها واختصاصها فالجيش يحتاج الى حصانة سياسية لا قنص سياسي، غامزا من قناة ملف الانترنت غير الشرعي الذي أدّت فيه الدور المنوط بها لجهة الكشف على جوانب مهمة من القضية ومن لديه ما يثبت خلاف ذلك فليبرزه والا كفى تشكيكا بالجيش وقيادته".

 

 مبادرة بري على مشرحة المتحاورين غدا رغم الردود الواضحـة سـلفا!/رئيس المجلس يطرح الاتفاق على معايير لـ"الانتخاب" تسهّل مهمة اللّجان

المركزية- تنعقد في عين التينة غدا الجولة التاسعة عشرة من الحوار الوطني والتي ينتظر ان تكون نجمة مباحثاتها المبادرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأيام الماضية واقترح فيها اجراء الانتخابات النيابية وفق قانون جديد او اذا تعذر الاتفاق عليه، فوفق القانون الحالي، على ان ينتخب المجلس النيابي الجديد رئيسا للجمهورية ولو بمن حضر.فبعد ان كلّف لجنة مصغرة إجراء اتصالات في الظلّ مع الاطراف المحلية لشرحها، يزمع الرئيس بري وضع مبادرته غدا على مشرحة المتحاورين لجس نبضهم ازاءها، فاتحا المجال لتقييمها وابداء كل منهم موقفه منها وملاحظاته عليها. ومن ضمن النقاش هذا، وكون الانتخابات النيابية عصبَ اقتراح بري، فان "معضلة" "قانون الانتخاب" العتيد الذي أبعدت كأسه عن "الحوار" وانتقلت الى عهدة اللجان النيابية المشتركة، قد تتسلل مجددا الى طاولة "عين التينة" فارضة نفسها على نقاشاتها، وسط ادراك الجميع بأن الضوء الاخضر السياسي لاقرار قانون انتخابي جديد ستعطيه "الطاولة"، واقرار القوى المحلية كلها بأن دور اللجان سيكون التصديق على ما يتم الاتفاق عليه خارج أسوار البرلمان. وتقول اوساط عين التينة لـ"المركزية" ان الرئيس بري الحريص دائما على لبننة الحلول، لا يزال يعوّل على تفاهمات محلية ممكنة رغم التباعد، كفيلة باخراجنا من التخبط السياسي الذي نعيشه، ولا ينفك يدعو الى "دوحة لبنانية" ترسم خريطة طريق تعيد انتظام عمل المؤسسات في الداخل. سيطرح على المتحاورين غدا الاتفاق على عناوين عريضة بما يسمح بتذليل العقد التي تعترض طريق الملفات الداخلية الدسمة وأولها قانون الانتخاب. وفي هذا السياق، سيقترح وضع معايير محددة كأن يضمن القانون مشاركة اوسع شريحة من اللبنانيين في عملية الانتخاب، والا يلحق القانون العتيد الغبن بأي مكوّن من المكونات اللبنانية، الا يكون مفصلا على قياس اي جهة وبالتالي الا تعرف نتيجة الانتخابات النيابية سلفا. واذ تلفت الى ان رئيس المجلس بات على قناعة بأن صيغة "المختلط" الاكثر تقدّما، وبات يعتبر ان "النسبية" أصبحت امرا واقعا لكن السؤال المطروح هو حول نسبة هذه "النسبية"، تلفت الاوساط الى ان نجاحه في انتزاع اجماع على هذه العناوين، سيسهل مهمة اللجان الباحثة في تصور للقانون العتيد. في المقابل، تقول اوساط سياسية مستقلة لـ"المركزية" ان مواقف الاطراف من مبادرة بري تظهرت في شكل شبه كامل ولن تكون مداولات الحوار الا صدى لها. فالقوى المسيحية باستثناء "التيار الوطني الحر"، اضافة الى "تيار المستقبل"، لا يحبذان اجراء انتخابات نيابية في الوقت الراهن ولا يزالان يعطيان الاولوية للانتخابات الرئاسية، ذلك انهما يخشيان خوض مغامرة غير محسوبة النتائج، وهاجسهما "ماذا لو لم يتم انتخاب رئيس بعد الانتخابات النيابية واستمرت لعبة تعطيل النصاب"؟ وما اللقاء الذي يجمع اليوم في الاليزيه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري الا دليلا قاطعا الى الاهمية التي يعلقها على الانتخابات الرئاسية والجهود التي يبذلها لانجازها قبل اي استحقاق آخر...

 

الرئاسة في "العناية الفرنسية": هولاند يستقبل الحريري وسلام يعوّل على جهوده

سلامة لن يستقيل: "ما نفعله لمصلحة بلدنا واقتصاده ومن أجـــــل اللبنانيين"

كيري من فيينا: خيارات كثيرة للتعامل مع الأسد ولافروف: ندعم الجيش لا الرئيس

المركزية- في وقت يخمد اتفاق سايكس – بيكو الذي قسّم الشرق الاوسط عقب الحرب العالمية الاولى، شمعته المئة، تؤكد القوى العاملة على نسج التسويات للازمات التي تعصف بمعظم بلدان المنطقة ان الترسيم الذي وضعه الطرفان الفرنسي والانكليزي عام 1916 باق على حاله، الا ان أنظمة جديدة لا بد ان تقوم داخل حدود الدول المعنيّة..واذا كانت رياح التغيير ستلفح بقوة أقرب الجيران في قابل الايام، فان اللبنانيين الذين يستذكرون اليوم محطة اتفاق 17 ايار ، لم يدرك بعضهم حتى اللحظة حساسية المرحلة ودقتها، بدليل عدم مسارعته كما يُفترض، الى اعادة الرأس الى جسد الوطن الوهن، بما يعزز مناعته وقوّته، ليتبين يوما بعد يوم ان الملف قد يكون سُلّم الى العناية الالهية من جهة، والفرنسية من جهة ثانية، حيث تشخص الانظار الى ما سيرشح عن الاجتماع الذي ضم بعد ظهراليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري في الاليزيه، بعد اشهر قليلة من زيارة الحريري الاخيرة لباريس التي تلتها أخرى قام بها الرئيس الفرنسي الى بيروت الشهر الماضي واعقبتها زيارة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لفرنسا منذ اسبوعين، بما عزز الاعتقاد بأن " الام الحنون" لا بد الا انها تنسج "شيئا ما" على خط الاستحقاق الرئاسي.

سلام والجهد الفرنسي: وفي هذا المجال، اوضح سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون ان لا مؤتمر تعد له فرنسا بشأن لبنان وان سوء فهم حصل في هذا الموضوع، الا ان بعض زوار السراي نقل عن الرئيس تمام سلام قوله "ان لبنان في خطر دائم ويتعين على اللبنانيين ان يصلوا الى مرحلة من التفاهم في ما بينهم، لكن في الموازاة يجب بذل جهد خارجي اقليمي ودولي لمساعدة اللبنانيين على اتخاذ القرار الصائب. واشار الى ان فرنسا تحاول عقد اجتماع من اجل لبنان في اوروبا، وكانت على اتصال دائم مع الاطراف اللبنانية كافة ومع بلدان المنطقة والاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة الاميركية، مجددا الاشارة الى ان الرئيس هولاند وعد ببذل أقصى الممكن من الجهود لمساعدة لبنان، الا ان حتى الساعة لا تفاصيل لدينا وعلينا انتظار انتهاء الجهود الفرنسية لنعرف كيف ستسير الامور".

الحاكم يوضح: الى ذلك وفي خانة الممارسات التي تضعف مضادات لبنان الحيوية في هذه المرحلة، أدرجت مصادر 14 آذار الحملة التي شنتها كتلة "الوفاء للمقاومة" على "المصرف المركزي" وحاكمه رياض سلامة من زاوية الاجراءات التي اتخذها تطبيقا للقانون الاميركي لحظر التمويل الدولي عن "حزب الله" واعتبارها تعاميمه "انصياعا غير مبرر لسلطات الانتداب الاميركي النقدي". وقد استدعت هذه المواقف اليوم ردا مباشرا من سلامة الذي اصدر بيانا وضع فيه النقاط على الحروف، فأكد ان "القانون الاميركي مطلوب تطبيقه عالميا وفي لبنان، وبالتالي فإن التعميم رقم 137 الصادر عن مصرف لبنان بتاريخ 3 أيار 2016 كان واجبا قانونيا لبنانيا". واذ أوضح ان "المادة 70 من قانون النقد والتسليف تطلب من مصرف لبنان تأمين الاستقرار التسليفي، ولا يمكن تأمين هذا الاستقرار إذا لم يطبق هذا القانون الأميركي"، لفت الحاكم الى "ان إصدارنا للتعميم رقم 137 يريح المصارف المراسلة ويؤكد على ملاءمة العمل المصرفي في لبنان مع ما هو مطلوب دوليا". وتابع "من المعلوم أن تمويل لبنان يرتكز أساسا على الأموال الوافدة إليه من المغتربين وغير المقيمين، وأن المقيمين بحاجة إلى تواصل مصرفي خارجي واسع ودائم لتمويل الاستيراد والتصدير والحاجات العائلية والشخصية. ولو لم نفعل ذلك، لكان بإمكان المصارف المراسلة تطبيق سياسة التقليص من المخاطر (de-risking) ، فيصبح قطاعنا المصرفي معزولا عن العالم. وفي حين أشار الى ان "لجنة الرقابة على المصارف ستقوم بإصدار تعميم تطبيقي له صلة بالحسابات المدينة التي توافق على إقفالها وكيفية معالجتها حسابيا ومصرفيا"، ختم سلامة جازما "انّ الموضوع الذي نواجهه جدي ويقتضي التعاطي معه بمسؤولية ومهنية وضمن نطاق القانون اللبناني.وهذا ما نفعله من أجل مصلحة لبنان واقتصاده ومن أجل اللبنانيين وادخاراتهم".

"المصارف" عند حسن خليل: في الموازاة، كان وفد من جمعية المصارف اللبنانية برئاسة جوزف طربيه يزور وزير المال علي حسن خليل عارضا للأوضاع المصرفية في ضوء تطبيق القانون الأميركي تجاه حزب الله. واذ اكد "اننا كلنا موجودون في مركب واحد، وجهته السلامة وليس لدينا اي قلق أو أي خوف بالنسبة لمعالجة الخلاف الحاصل"، اوضح طربيه بعد اللقاء "اننا نطبق قوانين لبنانية ونعمل ضمن اطار قوانين عالمية تطبق على كل المصارف في العالم بما فيها مصارفنا العاملة في لبنان والعاملة ايضاً في 33 بلداً خارج لبنان"، لافتا الى "اننا نستطيع ان نتفاهم مع السلطة الرسمية وحاكمية مصرف لبنان، لكن التطبيق الواعي للقانون نتيجة حسن نية قد يثير اشكالات كالاشكالات التي أثيرت في الآونة الأخيرة. وتابع "نعرف ان كل العاملين في الحقل العام في لبنان بما فيهم حزب الله، يعرفون أن هناك عقوبات وهذا القانون يستهدفهم بالفعل ونحن لسنا جزء من هذا الموضوع بل على العكس نحن نعتبر أن تطبيق العقوبات في لبنان جزء من ضريبة الامتثال الذي يجب ان يتعامل معها القطاع المصرفي، وبالتالي هذا الموضوع كله هو للتعاطي السليم والمتكافئ الذي نتفاهم عليه مع الدولة اللبنانية ومصرف لبنان".

لا استقالة: وفي سياق متصل، استغربت أوساط مالية عبر "المركزية" التعليقات التي تصدر في ملف قانون العقوبات الاميركي ضد "حزب الله"، وخصوصا مع تطرق بعضها الى قضية "استقالة" حاكم مصرف لبنان تحت الضغوط(!) وهو الأمر الذي نفته مصادر البنك المركزي لكونه غير مطروح، مؤكدة ان "الامر غير وارد، وللتذكير فقط، لم يسجل تاريخ رياض سلامة تهرّباً من مسؤولياته امام أي ازمة واجهها على مدى اكثر من عقدين امضاهما في الحاكمية.

بين كيري وسلام: في غضون ذلك، أكدت الولايات المتحدة الاميركية التزامها "الثابت بدعم لبنان في هذه الفترة العصيبة، ومساعدته على التعامل مع وجود أكثر من مليون نازح سوري"، هذه المرة في رسالة وجهها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى رئيس الحكومة سلام نقلها اليه القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان داني هول بسبب وجود ريتشارد جونز خارج لبنان. وفي حين أكد هول من السراي ان النقاش مع سلام حول مجموعة من القضايا بما في ذلك التجاوب الدولي مع أزمة اللاجئين، كان مثمرا"، لفت الى ان "المساعدات الطارئة التي وعدت واشنطن، في شباط الماضي، بتقديمها للبنان وبلغت قيمتها 133 مليون دولار، جرى تقديمها كلها إلى الأمم المتحدة والجمعيات الدولية العاملة في لبنان، مشيرا الى ان "تسليم 133 مليون دولار التي تم التعهد بها في لندن يرفع إجمالي المساعدات الانسانية الأميركية إلى لبنان ذات العلاقة بالأزمة السورية، إلى ما يقارب 1.1 بليون دولار منذ بداية الأزمة."

توافق في طرابلس: من جهة ثانية، وفي حين لا يزال الاستحقاق البلدي شغل اللبنانيين الشاغل، علمت "المركزية" ان اللقاء الذي جمع الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي في دارة الرئيس سلام في المصيطبة الاسبوع الماضي "اثمر" توافقاً على اسم المرشّح عزّام عويضة لرئاسة بلدية طرابلس، على ان تُترك له حرية إختيار من يراه مناسباً كي يضمّه الى لائحته، وهذا احد شروط الاتفاق، اذ يُقدّم 24 اسماً يقترحهم كاعضاء في لائحته اضافة الى اسماء اخرى "بديلة" في حال تم رفض اسم مُعيّن محسوب في شكل "واضح" على طرف سياسي مُحدد في المدينة". واحتفالاً بالتوافق على عويضة، اقام الرئيس ميقاتي في طرابلس اليوم غداءً حضره نواب وفاعليات المدينة السياسية والروحية. وتمنّى النائب احمد كرامي عبر "المركزية" "عدم تكرار تجربة المحاصصة التي ادّت الى "إفشال" عمل المجلس البلدي السابق"، لافتاً الى "ضرورة إبعاد الاشخاص اصحاب الانتماء الحزبي "الفاقع" عن المجلس البلدي الجديد".

الحوار غدا: أما في اليوميات السياسية، فتنعقد غدا في عين التينة الجولة التاسعة عشرة من الحوار الوطني والتي ينتظر ان تكون نجمة مباحثاتها المبادرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأيام الماضية. فبعد ان كلّف لجنة مصغرة إجراء اتصالات في الظلّ مع الاطراف المحلية لشرحها، يزمع الرئيس بري وضع مبادرته غدا على مشرحة المتحاورين لجس نبضهم ازاءها، علما ان مواقف الاطراف منها تظهرت سلفا. في المقابل اشارت اوساط عين التنية لـ"المركزية" الى ان "بري قد يطرح الاتفاق على معايير محددة متعلقة بقانون الانتخاب العتيد قد تسهل مهمة اللجان المشتركة، علما ان القانون المختلط بات الاكثر ترجيحا في رأيه".

ابراهيم: وسط هذه الاجواء، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن لبنان استطاع، بأجهزته العسكرية والامنية من جيش وامن داخلي وامن عام وامن دولة، ان يدفع جحافل الارهابيين عن حدودنا ويجفف بؤرهم في المناطق القريبة منها، ويكشف الخلايا النائمة المبثوثة في كل لبنان في عمليات استباقية نوعية جنّبت الوطن وابناءه الكوارث والمآسي، مطمئنا إلى أننا حققنا نتائج تعجز عنها الدول القادرة على مواجهة الارهاب. وجاء موقفه عشية عودته الى لبنان، خلال عشاء أقامته على شرفه الجالية اللبنانية في ميشيغن، بعد ان كان لبى دعوة رسمية الى الولايات المتحدة الاميركية.

مباحثات فيينا: اقليميا، اتخذ اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا في فيينا اليوم طابعا مفصليا، حيث من المفترض ان تظهّر مباحثاته مصير المحادثات المعلّقة بين المعارضة السورية ووفد النظام والتي من المتوقع ان تستأنف بعد ايام عدة، بوساطة المبعوث الاممي ستيفان دو ميستورا الذي شارك الى جانب وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وايران وتركيا والسعودية والامارات ولبنان وقطر وغيرها من الدول والمنظمات السبع عشرة المنضوية في المجموعة في اجتماع النمسا. وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الاميركية جون كيري ان " لدينا خيارات كثيرة للتعامل مع الرئيس بشار الأسد إن لم يلتزم الحل السياسي"، مضيفا "على الأسد ألا يخطئ لدى تقييم مدى عزم أوباما على ضمان وقف إطلاق النار في سوريا" ومشيرا الى ان " تحديد الأول من آب هو هدف وليس مهلة لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا". أما نظيره الروسي سيرغي لافروف فاكد في موقف جديد ان بلاده "لا تدعم الأسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة الإرهاب". وفي حين تتفق واشنطن وموسكو على بذل الجهود لاعادة احياء الهدنة في سوريا، تختلفان على تصنيف الفصائل المسلحة، حيث تطالب روسيا بتوسيع لائحة الجماعات الارهابية التي لا يشملها وقف اطلاق النار لتضم "أحرار الشام" وسواها من التنظيمات أيضا.

 

 منازلة دير القمر البلديّة: 12 لتحالف الاحزاب / 6 للأحرار- البستاني وأوسـاط اللائحة الثانية تضـيء على الارقام: يزبك مؤهـل للرئاسـة

المركزية- لم تكرّس "المنازلة" الانتخابية البلدية الحامية التي شهدتها بلدة دير القمر، معقل "الشمعونية"، حيث تواجهت لائحتان الاولى "دير القمر بلدتي" مدعومة من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والثانية "القرار لدير القمر" مدعومة من حزب "الوطنيين الاحرار" والمحامي ناجي البستاني، الفوز الساحق لاي طرف، فصحيح ان فريق "تفاهم معراب" حصد 12 مقعدا بلديا، الا ان الجهة التي وقفت في وجهه تمكنت من الخرق بـ6 أعضاء. وفي معرض قراءتها لنتائج "معركة" دير القمر، رأت أوساط مقربة من لائحة الاحرار – البستاني عبر "المركزية" أن "الانتخابات البلدية في دير القمر أسفرت عن فوز اثني عشر عضو من لائحة دير القمر بلدتي وهم جورج يزبك، ايلي رنو، جهاد شلهوب، ملحم مستو، جورج حنا، غسان بو سابا، حبيب بو صادر، انطوان سعد، سمعان بويز، انطوان فرح، بيار الجردي، فادي شنيارا وستة اعضاء من لائحة القرار لدير القمر هم فادي حنين، وليد البستاني، نديم عساف، وسام موسى، عادل ابو رجيلي وجورج الجردي". وتابعت "من تحليل موضوعي لهذه النتائج، يتضح ان المكونات في المجلس البلدي الجديد هي مجموعة قوامها الاعضاء الستة من لائحة "القرار لدير القمر"، بالاضافة لثلاثة اعضاء للقوات اللبنانية ولعضوين للتيار الوطني وعضوين للحزب الاشتراكي وخمسة من العائلات وكانوا ضمن ائتلاف الاحزاب الذي تشكلت على اساسه لائحة "دير القمر بلدتي" لخوض الاستحقاق الانتخابي، وقد لا يستمر في اطار عمل المجلس البلدي". وتوقفت "عند خسارة المحامي بيار عدوان الذي حل في المرتبة الثامنة والعشرين بين المرشحين وهو شقيق النائب جورج عدوان كما عند فشل اثنين من اقرب مناصري هذا الاخير"، وأشارت الى "النتيجة المميزة للمرشح جورج يزبك الذي له حضور دائم في دير القمر ومحبة وتقدير من عموم اهاليها، وقد نال حوالي الفي صوتا بفارق كبير عن رفاقه في لائحة دير القمر بلدتي مما يؤهله لرئاسة المجلس البلدي الجديد"، دائما وفق الاوساط.

 

 عويضة يُشكّل لائحة "مستقلة" في طرابلس بعد توافق الحريري- ميقاتي/كرامـي: لابعـاد المحاصصـة والمحسـوبين حزبيـاً عــن البلديـة

المركزية- قطف اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي في دارة الرئيس تمام سلام في المصيطبة الاسبوع الماضي وبعد "طول إنتظار"، اولى ثماره السياسية "بالتوافق" على عزّام عويضة كمرشّح "تسوية" لخوض الانتخابات البلدية في عاصمة الشمال طرابلس في دورتها الرابعة والاخيرة في 29 الجاري، وفق معلومات "المركزية". عزّام عويضة الطبيب "المستقل" الذي عيّنه الرئيس رفيق الحريري رئيساً للمستشفى الحكومي في طرابلس والمُقرّب من الرئيس ميقاتي ومن فاعليات المدينة، نجح في ان يكون "نقطة التلاقي" لمن تراكمت "طبقات الجليد" بينهما منذ تولّي ميقاتي رئاسة الحكومة في 2011 ، بعدما رست المفاوضات على اسمه بعد ان كان "تيار المستقبل" طرح اسم عمر الحلاًب. ووفق ما ابلغت مصادر طرابلسية "المركزية" فقد تُركت له حرية إختيار من يراه مناسباً كي يضمّه الى لائحته، وهذا احد شروط اتفاق الحريري-ميقاتي، على ان يُقدّم 24 اسماً يقترحهم كاعضاء في لائحته اضافة الى اسماء اخرى "بديلة" في حال تم رفض اسم مُعيّن محسوب في شكل "واضح" على طرف سياسي مُحدد في المدينة". وفي السياق، علمت "المركزية" ان الرئيس ميقاتي اقام في طرابلس اليوم حفل غداء احتفالاً بالتوافق على عويضة حضره نواب وفاعليات المدينة السياسية والروحية.

كرامي: وعلى هذا الخط، اثنى النائب احمد كرامي عبر "المركزية" على "اهمية اللقاء الذي جمع الرئيسين الحريري وميقاتي الذي ساهم في "تذليل" العقبات امام التوافق في عاصمة الشمال"، معتبراً ان "الجفاء" ليس امراً جيّداً، فالرئيسان موجودان على الساحة، خصوصاً في طرابلس".

وتمنّى "عدم تكرار المحاصصة التي ادّت الى "إفشال" عمل المجلس البلدي السابق"، لافتاً الى "ضرورة إبعاد الاشخاص اصحاب الانتماء الحزبي "الفاقع" عن المجلس البلدي الجديد". واشار كرامي رداً على سؤال الى ان "من حق اي طرف في طرابلس تشكيل لائحة لخوض الانتخابات البلدية"، مشدداً على "اهمية ان تتمثّل معظم احياء طرابلس، خصوصاً المناطق الشعبية في اللائحة التي يرأسها عويضة، فهؤلاء "اهل البلد" ويشكّلون اكثر من 60% من اهالي المدينة، ويعانون كثيراً من تراجع الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في طرابلس، ومع الاتفاق على عويضة اصبح هامش التنافس في عاصمة الفيحاء "ضيّقاً"، اذ ان اكبر مكوّنين في المدينة "تيار المستقبل" والرئيس ميقاتي اضافة الى النائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي اتّفقوا على مرشّح واحد لرئاسة بلدية طرابلس، على رغم ان فاعليات اخرى في طرابلس كرئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب اعلن ترشّحه لرئاسة البلدية والوزير المُستقيل اشرف ريفي الذي اعلن دعمه احمد قمر الدين لتشكيل لائحة تضمّ فاعليات من المجتمع المدني الطرابلسي.

       

نقيب الوسطاء والإستشاريين العقارييين مسعد فارس: حركة السوق المحلية متفاوتة والأسعار مرنة و "إنشاء "صندوق للدين العقاري" وسيلة تحفيزية للقطاع"

المركزية- قطع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في افتتاح "منتدى الإقتصاد العربي" الذي عُقد في بيروت الأسبوع الفائت، وعداً بإنشاء "صندوق للدين العقاري" مع إمكان رسملة بنسبة 40 في المئة من خارج القطاع المصرفي أي من القطاع الخاص، معلناً أن الصندوق يمكنه إطلاق 60 في المئة من السندات القابلة للتداول في الأسواق أو للحسم لدى البنك المركزي، واعداً بإصدار تعميم حول هذا الصندوق قبل نهاية حزيران المقبل. تعليقاً على هذا المشروع، اعتبر نقيب الوسطاء والإستشاريين العقارييين مسعد فارس في حديث لـ"المركزية"، أن إنشاء هذا الصندوق "وسيلة تحفيزية للقطاع العقاري في لبنان".

وقال: نحن كمطوّرين عقاريين، على تواصل دائم مع حاكم مصرف لبنان ونضعه دائماً في الأجواء التي يعيشها القطاع العقاري، والهدف من إنشاء هذا الصندوق تحفيز القطاع العقاري ومساعدته، بما من شأنه مساعدة الإقتصاد الوطني بمختلف قطاعاته، إذ كما هو معلوم، تستفيد من القطاع العقاري مختلف القطاعات الأخرى كالمقاولين والمطوّرين وأصحاب المهن الحرة (بلاط، دهان...) الصناعة والسياحة والتجارة وحتى الزراعة. ويعتبر الحاكم أن بمساعدة القطاع العقاري، نكون نساعد كل القطاعات الاقتصادية، وبالتالي تحريك الجمود والركود وإعادة العجلة الاقتصادية إلى الدوران من جديد. واعتبر أن "هذه الخطوة جيدة وتشجع المواطنين ولا سيما الشباب، على شراء الشقق بعد هذه التحفيزات التي سيقدّمها مصرف لبنان بعدما كانوا يعدلون عن ذلك، لاعتبارهم أن الوقت غير مناسب". ولفت إلى "تفاوت حركة السوق العقارية حالياً، إذ أن أسعار الشقق التي تتجاوز المليون ونصف مليون دولار تعتبر مرنة، لأن المطوّر العقاري يفضل بيع شقته، على أن يستمر في دفع الفوائد المتراكمة خصوصاً أن العام 2008 شهد نهضة عمرانية تمثلت في كثرة المشاريع تجاوزت مئات ملايين الدولارات"، وتابع: هناك مشاريع عمرانية اليوم تفوق قيمتها الـ100 مليون دولار، بحاجة إلى إخراجها من الركود وتحريك عملية البيع، وإلا تراكمت الفوائد.

أما بالنسبة إلى سوق الشقق التي تتراوح بين المليون ونصف مليون دولار والـ500 ألف دولار، "فحركتها عادية في الوقت الراهن" بحسب فارس، أما بالنسبة إلى الشقق التي تتدنى أسعارها عن الـ500 ألف دولار "فلا تزال سوقها متحرّكة، بمعنى أن المطوّر أصبح يتأقلم مع السوق العقارية، ويتجاوب مع الزبائن الراغبين في شراء الشقق". ولفت رداً على سؤال، إلى "مناطق جديدة تشهد إقبالاً على شراء الشقق وهي بعيدة نسبياً من بيروت، مثل عاريا وبعبدات، مع وجود اوتوستراد المتن السريع وخلدة وجبيل (مستيتا) والبترون حيث في إمكان المواطن أن يشتري الشقة بما يتناسب مع إمكاناته المادية.

 

الراعي الى جنوب افريقيا غـدا لافتتاح مكتب لمؤسسة الانتشار

المركزية- يغادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بيروت غدا متوجها الى جنوب افريقيا في زيارة رعوية تستمر لغاية 23 الجاري، حيث سيفتتح مكتبا لـ"المؤسسة المارونية للانتشار في جوهانسبرغ، بمشاركة رئيس المؤسسة نعمت افرام، والاعضاء روز الشويري وريتا غصن وهيام بستاني ويوسف الدويهي، وبالتعاون مع الكنيسة المارونية في جوهانسبرغ التي تضمّ ديرا تابعا لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة. وأوضحت المؤسسة في بيان أن "استعادة الجنسية للبنانيين في جنوب افريقيا اصبحت ملحة، خصوصا ان الطلبات المقدمة من قبلهم قد أهملت لسنوات، أما القانون الجديد فيسمح بترتيب هذا الوضع". ولفتت الى أن "عدد اللبنانيين في جنوب افريقيا يتراوح بين 25000 و30000". ويتضمن برنامج الزيارة استقبال للبطريرك الراعي في مقر السفارة في العاصمة بريتوريا الخميس 19 الجاري، تليه زيارات للرعية والمدرسة المارونية في 20 الجاري، ويُختتم بحفل عشاء تقيمه الجالية المارونية اللبنانية على شرف البطريرك.

وفي اليوم التالي، يلتقي البطريرك الراعي الجمعيات اللبنانية، والمقيمين المتحدرين من اصل لبناني، ويرأس الاحد قداسا تتبعه مأدبة غداء للجالية، كما يلتقي شخصيات رسمية على ان يعود الى بيروت الاثنين 23 الجاري. الولايات المتحدة: ثم يتوجه البطريرك في حزيران المقبل الى الولايات المتحدة الاميركية، في زيارة لم يحدّد برنامجها ولا مواعيد اللقاءات فيها بعد، حيث سيشارك في مؤتمر "NAM" الذي تنظمه "الجمعية المارونية الرسولية" الاميركية والذي يفتتح اعماله في الاسبوع الاول من تموز في سان فرنسيسكو، بعدما عقد العام الفائت في ولاية كليفلاند – اوهايو.

 

 باسيل مثّـل لبنــــان فـــي اجتمــــاع جنيـــف:لتحمل المسؤولية ومساعدتنا في محاربة الإرهاب وأزمة النزوح

المركزية- دعا لبنان المجموعة الدولية لدعم الحل السياسي في سوريا الى ضرورة تحمل المسؤولية في مساعدته لمحاربة الإرهاب وحل أ.مة النزوح السوري عبر شمول النازحين بالحل السياسي. مثّل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، اليوم لبنان في اجتماع المجموعة الدولية لدعم الحل السياسي في سوريا الذي عقد في فيينا بدعوة من روسيا وبمشاركة 17 دولة ومنظمة تتألف منها المجموعة من ضمنها منظمة الامم المتحدة. والقى كلمة جاء فيها: "اندلع الصراع الدموي في سوريا في وقت كان لبنان يشهد حالةً من عدم الاستقرار السياسي المزمن. غنيٌّ عن القول أن الأحداث في سوريا أدت إلى تفاقم عدم الاستقرار من خلال نشر الإرهاب، والنزوح الكثيف للاجئين والمهاجرين، وتصعيد التوترات الطائفية. وعلى رغم ذلك، نجحنا في مواجهة هذه التحديات الجديدة الطارئة والرهيبة. لكن إلى متى؟

منذ الاجتماع الأخير لمجموعتنا، بقي الوضع الأمني في لبنان على حاله حيث تجابه قواتنا المسلحة بلا هوادة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة على حدودنا الشرقية، مع استمرار الدعم من الدول الصديقة. ومع ذلك، فإن قدرة لبنان على التحمل تنوء تحت ضغوط كبيرة بسبب الإقامة الطويلة لأكثر من مليون ونصف نازح سوري على أراضينا.

نتابع عن كثب التطورات الميدانية في سوريا، فضلاً عن تقدم عمل فريقي العمل في جنيف المسؤولين عن وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية. على الرغم من العوائق هنا وهناك والانتهاكات المتفرقة، إلا أننا نرى من واجبنا في إطار هذا الاجتماع لمجموعة الدعم الدولية لسوريا بذل كافة الجهود من أجل إبقاء العملية الحالية على المسار الصحيح، لعدم توفر أي بديل أفضل منها في الوقت الحاضر، فنأمل في ألا تثبط العوائق الميدانية من عزيمة المجموعة، و"أن نحترم جميعًا التزاماتنا السابقة، خصوصًا ما يتعلق منها بالحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا اللا طائفية. وتحقيقًا لهذه الغاية، يود لبنان تأكيد الآتي:

1- وحدَه لبنان المستقر قادرٌ على المساهمة بشكل إيجابي في تحقيق سلام دائم في سوريا. إن لبنان الضعيف أو المثقل بالصراعات سيعقِّد العملية الحالية. إن الاستقرار الذي نسعى إلى تحقيقه وصونه يقوم على الركائز الثلاث الآتية:

- تحسين كفاءة قواتنا المسلحة ومهنيتها. هدفنا هو اقتلاع الإرهاب من المنطقة لمنعه من الانتقال من مكان إلى آخر.

- إعادة إطلاق نظامنا السياسي على أساس أسلم: لبنان يُجري انتخابات محلية تؤكد تمسكنا بالديمقراطية ونتطلع إلى إجراء انتخابات رئاسية في المستقبل القريب من شأنها أن تلبي تطلعات الشعب اللبناني، في محاولة لتعزيز مؤسساتنا الديمقراطية.

- الحد من التدخل في شؤوننا الداخلية، فلبنان لا يمكن أن يصبح ورقة مساومة في يد القوى الإقليمية والدولية المنخرطة في المعركة الإستراتيجية في الشرق الأوسط.

2- ندعو جميع المعنيين إلى معالجة الأسباب الجذرية لأزمة اللاجئين، وأن يكونوا على علم تام بتداعياتها الخطيرة على المجتمعات المضيفة. نشعر بالقلق إزاء بعض المقترحات أو الأفكـار الأخيـرة الصـادرة عن

المجتمع الدولي في إطار التعامل مع التدفق الجماعي للمهاجرين إلى الدول الأوروبية المجاورة لنا. مثلاً:

- قدَّم رئيس وزراء إيطاليا ورقة غير رسمية دعا فيها إلى إبقاء اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، ودعم تلك البلدان من أجل تجنب الهجرة نحو أوروبا.

- مشروع بيان الولايات المتحدة الأمريكية الذي تم توزيعه على هامش مؤتمر القمة العالمية الإنسانية والذي يدعو إلى أخذ مبادرات ترمي إلى تمكين اللاجئين من البقاء على مقربة من ديارهم، رابطًا عودتهم إلى وطنهم بمعايير ذاتية دون حدود زمنية.

- التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة الذي نشر استباقًا للاجتماع الرفيع المزمع عقده في نيويورك في 19/9/2016 والذي يؤكد على ضرورة إدماج المهاجرين والنازحين اجتماعيًّا في البلدان المضيفة، ويدعو إلى منحهم في نهاية المطاف جنسية البلدان التي فروا إليها. إن مثل هذه التصريحات تؤكد شكوكنا وتذكي مخاوف عميقة في لبنان.

3- يمر لبنان بأوقات عصيبة للغاية ويحمل عبئًا استثنائيًا يتطلب مساعدة استثنائية. إن الوقت غير مؤاتٍ على الإطلاق بالنسبة لنا لإرغامنا على الاقتراض من الأسواق المالية للإبقاء على وجودٍ طال أمده للنازحين السوريين في أراضينا. على العكس، فإننا نتوقع من المجتمع الدولي مساعدتنا من خلال المنح والتبرعات والدعم غير المشروط المالي وغير المالي. إن العلاجات التقليدية والحلول المعلبة غير قابلة للتطبيق على بلادنا لناحية التعامل مع النزوح الحالي الكثيف للاجئين . إن هذه الظاهرة الضخمة لا يمكن حصرها ضمن حدودنا الجغرافية وسوف تمتد حتمًا الى أوروبا المجاورة وإلى بقية العالم كذلك الأمر. إن زيادة عدد السكان المقيمين في لبنان بمقدار الثلث تركت تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على مختلف القطاعات (أمنيًا: تصاعد التوتر؛ اقتصاديًا: العام 2015 بلغت التكاليف المباشرة وغير المباشرة 5.3 مليار دولار، ومنذ العام 2011، تجاوزت التكاليف الإجمالية 13 مليون دولار؛ اجتماعيًا: التوازن الديموغرافي البالغ الدقة في البلاد في خطر).

4- مرة أخرى، نكرر تأكيدنا أن الحل الدائم والوحيد لأزمة اللاجئين يكمن في رأينا في عودتهم الآمنة إلى وطنهم، حيث أن دستورنا يحظر التوطين، وبالتالي تبقى الجهود المبذولة لإعادة التوطين حلاًّ جزئيًا قد يكون دائمًا في بعض الحالات ولكن بالتأكيد ليس في ما يتعلق بمجمل الوضع.

5- إن ترك لبنان يتخبط في مثل هذه الحالة من الفوضى سيزيد من الضغوط على استقراره. إذا كان الحل السياسي في سوريا الذي يدعو إليه المجتمع الدولي لا يشمل قضية اللاجئين وبالأخص قضية النازحين السوريين إلى لبنان، فإننا نحذر المجتمع الدولي من أنه سيواجه حرائق متتالية سيكون من المستحيل إطفاؤها وأنه سيكون كمن يخمد بركانًا في سوريا ليوقظ بركانًا آخر في لبنان".

 

جعجع عرض مع وفد حزب المحافظين البريطاني الاوضاع في لبنان والمنطقة

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب وفدا من حزب المحافظين البريطاني برئاسة النائب مارك فيلد، في حضور مسشتار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية ايلي خوري، مسؤولة العلاقات مع الأحزاب الخارجية إلسي عويس، مسؤول العلاقات الخارجية في مصلحة طلاب القوات أنطوني النشار. وعرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة. من جهة أخرى، استقبل جعجع وفدي بلديتي بتدعي والزراير اللذين فازا بالتزكية، في حضور منسق "القوات" في البقاع الشمالي المهندس مسعود رحمة.

 

التيار المستقل: نتائج الاتنخابات البلدية اسقطت كل الحجج لتبرير التمديد النيابي

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - رأى "التيار المستقل" في بيان بعد اجتماع لمكتبه السياسي برئاسة رئيسه اللواء عصام ابو جمرة أن "انتخابات جبل لبنان أثبتت سقوط ادعاء تحالف بعض الاحزاب تمثيله 80 في المئة من المسيحيين، وفقدان صدقية تحالفات بعض الاحزاب بالتحالف في مكان والمحاربة في مكان آخر، كما أثبتت اعتماد بعض الاحزاب مبدأ الغاية تبرر الواسطة حتى ولو تناقض ذلك مع المبادىء الكبرى التي تغنى بها قادتها، وبرأوا من تحالفوا معهم من الاتهامات المشينة التي وصموهم بها لسنين، كالفساد وسرقة اموال الخزينة وعقد الصفقات المشبوهة، حتى أصبحت شعارات التغيير والاصلاح سلاحا ظرفيا يختفي ويظهر وفق توقيت المصالح والغايات". واعتبرت أن النتائج "كشفت مزاعم البعض عن عدم توافر الامن لاجراء انتخابات نيابية في لبنان منذ سنوات لفرض تمديد لمجلس النواب، فأسقطت الاقنعة عن الوجوه وباتت كل الحجج، حتى لتبرير التمديد ساقطة حكما". وكرر المطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية، "وبعدها انتخاب مجلس نواب جديد بموجب قانون الستين القائم، باعتباره مطلبا دستوريا وشعبيا واجبا، على ان يعمل المجلس الجديد فور انتخابه الى اصدار قانون انتخابات على أساس الدائرة الفردية".

 

قهوجي عرض وقائد القوات الخاصة الأميركية مجالات التعاون والتدريب

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي، في مكتبه في اليرزة ظهر اليوم، قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال توماس رايموند على رأس وفد مرافق، وتناول البحث علاقات التعاون بين جيشي البلدين، خصوصا في مجال تدريب الوحدات الخاصة وتجهيزها، وتوفير حاجاتها المختلفة في إطار برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش

 

رئيس الكتائب التقى امل ابوزيد: للتوافق حوله واجراء انتخابات على صعيد لبنان بأسرع وقت

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل مرشح "التيار الوطني الحر" عن المقعد الماروني الشاغر في جزين امل ابو زيد، في حضور النائب نديم الجميل، عضو المكتب السياسي الياس الأسمر، مستشار الرئيس البير كوستانيان، نائب الأمين العام باتريك ريشا ورئيس اقليم جزين الكتائبي ريشار اسود. بعد اللقاء، شكر ابو زيد رئيس "الكتائب" لتأييد الحزب له، آملا "ان يكون التعاون في جزين مقدمة لتعاون اوسع على صعيد الوطن"، مؤكدا "مد اليد الى كلل الأطراف في القضاء لتشكيل نواة صالحة تعمل لخير الناس".

واعتبر "ان النتائج التي حققها حزب "الكتائب" في الانتخابات في جبل لبنان كانت ايجابية ومميزة"، متمنيا "المزيد من النجاحات للحزب".

من جهته، توجه رئيس الكتائب مجددا بالتعازي الى عائلة النائب ميشال حلو "الذي شغر المقعد بوفاته"، واعتبر "ان اخلاقيات "الكتائب" السياسية لا تسمح بخوض معركة على مقعد شغر بسبب وفاة خاصة، وان فترة الولاية المتبقية لا تتعدى السنة"، مؤكدا "ان "الكتائب" ستعمل على تحقيق التوافق حول شخص ابو زيد ودعمه وتجنب خوض معركة حول المقعد، بل ان يتم ملؤه بالتوافق في ما بين اهل جزين فتكون رسالة في الاخلاقيات السياسية". ودعا الجميل الى "ترحيل المعركة التي ستكون سياسية بامتياز الى ما بعد سنة من اليوم، موعد اجراء الانتخابات العامة في لبنان"، متمنيا "ان تجري قبل هذا الموعد وان الأهم ان يتم التوافق حتى ذلك الحين على مشروع للبنان ومستقبله وليس على تقاسم المقاعد"، معربا عن "استعداد الكتائب للتعاون مع كل الأطراف شرط ان يكون مبنيا على الثوابت الوطنية الواضحة وهي سيادة لبنان واستقلاله والحفاظ على نظامه الديموقراطي والالتزام بالمؤسسات الدستورية وتطويره لتحسين حياة اللبنانيين".

ووجه نداء الى المجلس الدستوري "للتراجع عن قراره حفاظا على مصداقيته وثقة الناس به والتوجه فورا الى اجراء انتخابات نيابية في كل لبنان على غرار الانتخابات البلدية والانتخابات الفرعية في جزين"، معتبرا انه "لا يوجد اي مبرر لعدم اجرائها وبأسرع وقت ممكن وانه من المعيب ان يتم انتخاب نائب جديد غير ممدد له ينضم الى جوار زملاء له ممدد لهم، اذ لا يجوز ان يضم مجلس نيابي واحد نوابا منتخبين وآخرين ممدد لهم".واعتبر ان "الكتائب تشدد على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، امس قبل الغد، وان عدم اجرائها امر غير مقبول"، مؤكدا "تمسك الحزب بعودة الديموقراطية وان يكون في مقدور الناس المحاسبة وتجديد الطبقة السياسية التي فشلت في عملها في المرحلة السابقة".

 

قاسم التقى جبري: ستبقى البوصلة مواجهة إسرائيل وهي الحل لكل أزمات المنطقة

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - استقبل نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الامين العام لحركة الامة الشيخ عبد الناصر جبري، الذي قدم له التعزية والتبريك بالقيادي مصطفى بدر الدين، وكانت لجولة أفق في الوضع الداخلي والعام. وقال الشيخ قاسم: "يتأكد يوما بعد يوم أن خيار مواجهة التكفيريين في سوريا قد حمى المنطقة من المد الإسرائيلي بقناع التكفيريين، كما يتأكد بأن الوحدة الإسلامية هي السد المنيع أمام مذهبة الصراع واستغلاله لإثارة الفتنة وتهيئة الأرضية للتبعية الغربية". وأضاف: "ستبقى البوصلة مواجهة إسرائيل وهي الحل لكل أزمات المنطقة، ولا بد من الوصول إلى الحلول الأفضل مع الثبات والتضحية ولو مر بعض الوقت وواجهنا بعض الصعوبات، فالنصر دائما للشعب".

بدوره قال جبري: "دائما الجلوس مع رجالات المقاومة له طعم مميز، ولا سيما مع سماحة الشيخ نعيم قاسم، نسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يحفظ جميع الأخوة المجاهدين سواء كانوا في المقاومة الإسلامية أو على الساحة عموما، وأول ما كان يتوجب علي أن أقصد هذا المكان لأقدم كل التعازي بالشهيد البطل، هذا الشهيد الذي له علينا حقوق كثيرة، حيث كان يعد نفسه للصراع مع العدو الإسرائيلي مباشرة، ولكن بكل أسف كان صراعه مع الذين يقومون بما يقوم به العدو الصهيوني بمحاربة المقاومة. نسأل الله عز وجل أن يرحم شهيدنا ويحفظ أحياءنا، وأن يديم هذا العمل المقاوم حتى ندخل فلسطين وبيت المقدس فاتحين منتصرين".

 

سفير فرنسا زار وزير المال: لا مشروع لعقد مؤتمر دولي حول لبنان

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - التقى وزير المال علي حسن خليل اليوم، سفير فرنسا إيمانويل بون، سفير الدانمارك سفاند ويفر، وسفير إيطاليا ماسيمو ماروتي. وأدلى السفير الفرنسي في نهاية اللقاء بتصريح نفى فيه أن يكون هناك مشروع لعقد مؤتمر دولي حول لبنان، مؤكدا أن كل ما تعمل له بلاده هو عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان". وقال: "كانت زيارة مجاملة لوزير المال لتقييم الوضعين المالي والاقتصادي. إن فرنسا، كما أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، تقف الى جانب لبنان، وفي الاطار عينه سيأتي وزير خارجية فرنسا فرنسوا ايرولت للتداول مع السلطات اللبنانية ولدراسة الوسائل الفضلى لدعم لبنان".

أضاف: "إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عندما زار لبنان قال إننا نأمل أن تتمكن مجموعة الدعم الدولية من ان تجتمع في لبنان، وهذا ما نتمناه، وهذه المجموعة هي التي تعمل على الاستقرار والأمن والحلول السياسية للبنان وليس لدينا طموحات اخرى سوى العمل مع كل الأفرقاء الدوليين لمساعدة لبنان على تثبيت استقراره في مواجهة تداعيات الازمة السورية، وليتمكن من معالجة مشاكله الخاصة". وتابع: "كما قال الرئيس الفرنسي لدى زيارته لبنان، يعود للبنانيين ان يجدوا اتفاقا سياسيا يضع حدا للازمة السياسية والمؤسساتية في هذا البلد. وهذه مسؤولية الاحزاب اللبنانية، ونحن نحترم هذه المسؤولية كما نحترم سيادة لبنان. ونتمنى مرة اخرى ان نعمل مع القوى الدولية ومع كل من يمكنه ان يساهم في تثبيت الاستقرار والأمن والازدهار لهذا البلد". وردا على سؤال عن مؤتمر دولي على غرار مؤتمر سان كلو، قال: "كلا. نقولها بكل وضوح، ليس هناك من مشروع لعقد مؤتمر دولي حول لبنان. وما نريد العمل عليه هو ما اعلنه الرئيس هولاند لدى زيارته بيروت، وهو عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان". وعن الصيغة الفرنسية المطروحة للخروج من الازمة الرئاسية، قال بون: "نحن نعمل على عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولي من اجل لبنان. يعود للاطراف اللبنانيين ان يتفاهموا على الحل للازمة. ومسؤولية اصدقاء لبنان هي بمساعدة لبنان".

سئل: أين سيكون مكان هذا الاجتماع لمجموعة الدعم؟

اجاب: "سنرى".

وعن العقوبات الاميركية رفض بون الإجابة، قائلا: "ليس لدي رسالة اخرى غير الذي قلته. ولا تفاجئوني بنقل ما لم أقله".

كما التقى خليل وفدا من جمعية المصارف اللبنانية برئاسة جوزف طربيه، وجرى التطرق الى الأوضاع المصرفية في ضوء المستجدات حيال تطبيق القانون الأميركي تجاه "حزب الله".

وقال طربيه: "قمنا بزيارة معالي وزير المالية ضمن إطار الموضوع الذي يبحثه هو بالتكليف من رئيس الحكومة، وبناء على طلب المداولات التي جرت لجمعية المصارف بالنسبة للتعاميم الصادرة عن مصرف لبنان. وبالطبع فان وزير المالية هو اكثر الناس اطلاعا على هذا الموضوع، وبما انه عالج هذا الموضوع سابقا في زيارته للولايات المتحدة، لذلك، كانت وجهات نظرنا متفقة على انه يجب ألا يترك هذا الموضوع اي انعكاسات على العمل المصرفي ولا على علاقة الحكومة ومصرف لبنان والقطاع المصرفي، إذ اننا كلنا موجودون بالفعل في مركب واحد، وهذا المركب وجهته السلامة وليس لدينا اي قلق أو أي خوف بالنسبة لمعالجته".

سئل: ماذا عن التعاميم التي أصدرها حاكم مصرف لبنان وبدأ بعض المصارف تطبيقها على أفراد وأقرباء ل"حزب الله"؟

أجاب: "بدأت المصارف بالتطبيق، باعتبار أن هذه التعاميم صادرة حديثا وهي تحت سقف القانون الذي صدر، ونحن كلنا نعمل تحت سلطة الدولة اللبنانية وبإشرافها وبموجب القوانين الصادرة عن المجلس النيابي. وبالتالي ليس هناك اختلاف بين الموقف الذي تقوم به المصارف وتطبقه لمصلحة الشعب اللبناني ولمصلحة مودعيها، وموقف الحكومة اللبنانية ومصرف لبنان اللذين يرعيان مصلحة القطاع المصرفي وحسن أدائه".

سئل: ماذا عن القول بضرورة العودة عن تطبيق الاجراءات التي تحاصر حزب الله وبيئته، والتي اعتبرتها كتلة "الوفاء للمقاومة" حربا عليها؟.

أجاب: "هذا سؤال اعلامي وليس واقعيا. نحن نطبق قوانين لبنانية ونعمل ضمن اطار قوانين عالمية تطبق على كل المصارف في العالم، بما فيها مصارفنا العاملة في لبنان، والعاملة أيضا في 33 بلدا خارج لبنان. ونريد ان نقول لكم إننا نستطيع ان نتفاهم مع السلطة الرسمية وحاكمية مصرف لبنان، وأعتقد ان التطبيق الواعي للقانون نتيجة حسن نية ستثير اشكالات كالاشكالات التي أثيرت في الآونة الأخيرة.

نحن نعرف ان كل العاملين في الحقل العام في لبنان بما فيهم حزب الله يعرفون أن هناك عقوبات وهذا القانون يستهدفهم بالفعل ونحن لسنا جزء من هذا الموضوع بل العكس نحن نعتبر أن تطبيق العقوبات في لبنان هو جزء من ضريبة الامتثال الذي يجب ان يتعامل معها القطاع المصرفي وبالتالي هذا الموضوع كله هو للتعاطي السليم والمتكافىء الذي نتفاهم عليه مع الدولة اللبنانية ومصرف لبنان.

سئل: هناك بعض المصارف التي كانت ملكية أكثر من الملك، ما هو تعليقكم؟

أجاب: "كيف عرف بعض "الفطاحل" بهذا الشيء، ومن قيم هذه القصة التي تحتاج الى كبار القانونين في لبنان والخارج لتقييم هذه القوانين ولم نبدأ تطبيقها بعد، والتعميم صدر البارحة وحاكمية مصرف لبنان هي من يهتم بهذا الامر؟".

 

 الهوية والسيادة: الانتخابات نموذج جديد يتحدى الاصطفافات السياسية والطائفية

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - عقد لقاء الهوية والسيادة اجتماعه الدوري برئاسة الوزير السابق يوسف سلامه، وأبدى اللقاء في بيان ارتياحه للمسار الذي اتخذته الانتخابات البلدية في محافظات بيروت والبقاع وجبل لبنان، لافتا إلى أن "لبنان، البلد الذي يعد النموذج الوحيد في هذا المشرق الناطق بلغة الضاد، للثقافة الديمقراطية المتأصلة، شهد نموذجا جديدا من نوعه يتحدى الاصطفافات السياسية والطائفية، تمثل بحركة استثنائية لنشطاء المجتمع المدني بدءا من بيروت وانتهاء بأعالي جبل لبنان، حيث قرروا الدخول المباشر في معركة التغيير المغلقة أبوابه منذ زمن بعيد".

ولفت اللقاء الى أن "المشاركين ليسوا فقط من القاعدة الشعبية المهمشة، والفقيرة، والأكثر تضررا من السياسات الفوقية لأصحاب السلطة فحسب، بل الطبقات الميسورة والمتوسطة نزلت أيضا على الارض لتبدأ التغيير من الجذور، ولتحارب الشلل الناتج عن الطائفية، والاقطاع السياسي المتجذر والمستحدث".

واعتبر أن "قوى المجتمع المدني هي الأمل الحقيقي المتبقي للتغيير في مجتمعنا الخائب، اللهم اذا كبرت كرة الثلج وثبت المجتمع على خطى رفض الايديولوجيات البائدة، والاستئثار التعسفي بالسلطة في اكثر من موقع، وعلى أكثر من مستوى، لا سيما أن هذا النوع من التغيير، هو الأكثر انسجاما مع روح العصر، فالفساد المتأصل في مفاصل السلطة وملفاتها، يحتاج إلى تفتيت منظم، ربما كان أفضل من يقوم به، المجتمع المدني بقواه وفئاته وشبابه الأحياء".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

لافروف: روسيا لا تدعم الاسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة الارهاب

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، ان موسكو "لا تدعم الرئيس السوري بشار الاسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة تنظيم "داعش". وقال لافروف عقب اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا في فيينا: "نحن لا ندعم الاسد، بل ندعم القتال ضد الارهاب. وعلى الارض، لا نرى أي قوة حقيقية أكثر وأكثر فاعلية من الجيش السوري على رغم جميع نقاط ضعفه".

 

محادثات جنيف رهن نتائج اجتمـاع مجموعـة دعم سوريا فــي فيـينا واجماع اميركي – روسي على احياء الهدنة.. وخلاف على "تصنيف الفصائل"

المركزية- يتخذ اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا في فيينا اليوم طابعا مفصليا اذ ستظهّر مباحثاته مصير المحادثات المعلّقة بين المعارضة السورية ووفد النظام والتي من المتوقع ان تستأنف بعد ايام عدة، بوساطة المبعوث الاممي استيفان دو ميستورا الذي يشارك الى جانب وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وايران وتركيا والسعودية والامارات ولبنان وقطر وغيرها من الدول والمنظمات السبع عشرة المنضوية في المجموعة في اجتماع النمسا.

وبخلاف التوقعات، فإن البحث في دور الرئيس السوري بشار الاسد في المرحلة الانتقالية لسوريا لم يعد يتصدر النقاشات ولم يتمكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري من اقناع الروس بالضغط على الاسد من اجل التنحي، ولكن ما يهم اعضاء المجموعة في اجتماعهم اليوم، وفق ما تقول اوساط دبلوماسية لـ"المركزية"، هو موضوع اعادة تعزيز قرار وقف الاعمال العدائية الذي جرى التوصل إليه في شباط الماضي، وتعرّض لتنكيل كامل في حلب.. وأشارت الاوساط الى ان الجدل يدور بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي ومعهما اعضاء من المجموعة التي تتمثل فيها ايران بوزير الخارجية احمد جواد ظريف، حول تصنيف التنظيمات الارهابية وتحديد من يجب الا يشمله اتفاق وقف اطلاق النار. وفي السياق، من المتوقع، أن تطلب روسيا اعادة النظر بلائحة المنظمات المستثناة من الاتفاق على خلفية قيام مجموعات منخرطة في القتال بخروقات عدة ومنها "احرار الشام" والتي تتهمها موسكو بارتكاب مجزرة وقتل مدنيين من نساء واطفال في قرية الزارة العلوية الواقعة في ريف حمص قبل ايام، بالتعاون مع "جبهة النصرة". وبالتالي، فإن روسيا تسعى لاضافة "احرار الشام" الى تنظيمي "داعش" والنصرة، حيث ان هذه المجموعة لا تعد اليوم ارهابية ولا يستثنيها اتفاق وقف اطلاق النار.

وفي اطار معارضة الاميركيين والدول الخليجية للتوسع في تصنيف التنظيمات، يتمسك كيري بالبيان الذي وقعه اعضاء المجموعة دون استثناء، ويؤكد ان المنظمات الارهابية هي تلك المدرجة على لائحة الامم المتحدة للارهاب اي تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" التي تعتبر فرعاً من تنظيم القاعدة، ويركز الاميركيون على ضرورة الالتزام بنص اتفاق الهدنة والعمل على تطبيقه لكي لا يتكرر مشهد حلب، مع تزايد خطر الارهاب بعد تقارير عن ارسال فرع باكستان في تنظيم القاعدة مقاتلين الى سوريا بغية انشاء امارة للقاعدة في سوريا. وهذا ما يدفع المجموعة الى اخذ هذه المعلومات على محمل الجد واستنباط طرق لتفعيل الحرب على الارهاب... اما لافروف، فيتشدد في مسألة إغلاق الحدود التركية السورية لتأمين عدم تسرب الإرهابيين ونقل الاسلحة، كما اعلن السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين في تلميح واضح الى مسؤولية تركيا ومن ورائها دول خليجية عن ازدياد نسبة العنف في سوريا، وتجنيد مقاتلين للقيام بأعمال ارهابية وبالتالي خرق الهدنة. وتتابع الاوساط "هذه الاختلافات التي تطبع اجتماع فيينا اليوم وطابعها الغالب امني لا سياسي، تؤثر على مسار المرحلة الانتقالية، حيث تشترط المعارضة السورية للعودة الى المحادثات في جنيف، الالتزام بتطبيق اتفاق أمريكي - روسي لإحياء الهدنة، وهذا ما تسعى اليه ادارة اوباما التي تعقد الامال على احداث خرق في جدار الازمة السورية قبل انتهاء ولايته الرئاسية.

 

اجتماع جديد للقوى الكبرى لمحاولة انقاذ محادثات السلام حول سوريا

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - تحاول القوى الكبرى اليوم في فيينا اعادة اطلاق مفاوضات السلام حول سوريا التي اصطدمت على الارض مؤخرا بانتهاكات للتهدئة وعرقلة ايصال المساعدات الانسانية. وبدأت المجموعة الدولية لدعم سوريا برئاسة الولايات المتحدة وروسيا والتي تضم 17 بلدا، اجتماعها في الساعة التاسعة (00،7 ت غ) في العاصمة النمساوية. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان "الاهداف الثلاثة المحددة للاجتماع هي تعزيز وقف الاعمال القتالية وضمان ايصال المساعدات الانسانية الى جميع انحاء البلاد وتسريع الانتقال السياسي". واصطدمت جولات عدة من التفاوض في جنيف بالنقطة الاخيرة. وتنص خارطة طريق وافق عليها مجلس الامن بعد اتفاق روسي اميركي، على انشاء هيئة حكم انتقالية سورية في الاول من آب ، لكن مراقبين يرون ان هذا الموعد غير واقعي. واكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لدى وصوله الى فيينا امس ان "لا مستقبل مديدا لسوريا بوجود الاسد". واضاف :"لذلك يجب ان نناقش برعاية الامم المتحدة وسائل اقامة حكومة انتقالية ووضع الامور في المسار الصحيح". واكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية لصحافيين في فيينا ان "الهدف المحدد لشهر آب هو وجود اطار متفق عليه من اجل انتقال سياسي". واضاف :"ان ائتلاف المعارضة السورية بدا اكثر انفتاحا على اساليب التفاوض، بينما لم ينخرط نظام دمشق فعليا مع انه يؤكد رسميا انه يدعم المفاوضات". وقال :ان "النظام غائب بكل بساطة واعتقد ان هذا هو لب الموضوع".

 

هولاند يتعهد إعادة النظر في قرار الأونيسكو حول القدس

الثلاثاء 17 أيار 2016 /وطنية - باريس - تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم "إعادة النظر" في قرار المجلس التنفيذي في الأونيسكو حول القدس في 11 نيسان المنصرم، والذي أيدته باريس وأثار حفيظة الحكومة الاسرائيلية. وانتقد "التعديل المزعج" الذي أدخله الوفد الأردني على نص القرار.

ونفى هولاند في رده على سؤال أثناء مقابلة أجرتها معه إذاعة "أوروبا ـ1" اليوم، أن يكون القرار الذي صوتت عليه فرنسا في المجلس التنفيذي في منظمة الأونيسكو في 11 نيسان 2016 حول القدس قد حول هذه المدينة إلى مسلمة حصرا، وقال: "كلا هذا ليس صحيحا. فرنسا تصوت بانتظام لمصلحة قرار الحفاظ على تراث الأراضي المقدسة، وعلى واقع أن هذا التراث هو ملك مشترك ومتقاسم بين الديانات الثلاث. وهنا حصل تعديل مزعج من الأردنيين، الأمر الذي أدخل التباسا في النص". وأضاف: "أتعهد بأن يعاد النظر في نص القرار المقبل في تشرين الأول، وسأكون حذرا للغاية وسأطلع عليه شخصيا، فليس من الممكن التشكيك في الأراضي المقدسة لجهة انتمائها الى الديانات الثلاث". يذكر أن مشروع القرار في المجلس التنفيذي للأونيسكو تقدم به لبنان والأردن والجزائر ومصر والمغرب وسلطنة عمان وقطر والسودان.

 

مقتل 69 وإصابة أكثر من 100 شخص في 3 انفجارات ببغداد

بغداد – وكالات/176 أيار/16/أعلن مسؤول أمني عراقي مقتل 63 شخصاً على الأقل، اليوم الثلاثاء، في ثلاثة تفجيرات استهدفت مناطق مختلفة في العاصمة العراقية بغداد، بينها اعتداء انتحاري، بينما أصيب في الهجمات الثلاث أكثر من 100 شخص. وقالت مصادر من الشرطة العراقية وأخرى طبية، إن عدد قتلى تفجير انتحاري استهدف سوقاً بحي الشعب في شمال بغداد، اليوم الثلاثاء، ارتفع إلى 38 قتيلاً. وأصيب في الهجوم أكثر من 70 شخصا، فيما أسفر انفجار قنبلة في حي آخر بجنوب بغداد عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 21 آخرين. وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر في الشرطة قولها إن تفجيرا انتحاريا وقع في سوق بحي الشعب في شمال بغداد، كما انفجرت سيارة ملغمة في حي الرشيد بجنوب العاصمة. وقال متحدث باسم قيادة عمليات بغداد للتلفزيون الرسمي، إن منفذ التفجير الانتحاري في حي الشعب فجر سترته الناسفة بالتزامن مع تفجير قنبلة مزروعة. وقالت مصادر من الشرطة ومصادر طبية إن تفجيرا ثالثا وقع في بغداد اليوم الثلاثاء، فقتل 19 شخصا وأصيب 15 آخرون في سوق بحي مدينة الصدر الذي تسكنه أغلبية شيعية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين لكن تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن تفجيرات وقعت في بغداد وحولها الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها مئة شخص، وأثارت موجة غضب شعبي ضد الحكومة لفشلها في فرض الأمن.وتحسن الأمن بعض الشيء في بغداد في السنوات القليلة الماضية رغم سيطرة التنظيم الإرهابي على مساحات من الأراضي واقترابه من مشارف العاصمة.لكن المخاوف من عودة بغداد إلى أيام كان يسقط فيها عشرات القتلى في تفجيرات انتحارية أسبوعيا تزيد الضغوط على رئيس الحكومة حيدر العبادي لحل الأزمة السياسية.

 

الجبير: ينبغي بحث خطّة بديلة إذا لم يمتثل الأسد لجهود الهدنة

 رويترز/١٧ ايار ٢٠١٦/ رأى وزير الخارجيّة السعوديّة عادل الجبير، أنّه سيكون من الضروري البحث في البدائل إذا لم يمتثل رئيس النظام السوري بشار الأسد لمحاولات التوصّل إلى هدنة في عموم البلاد. وقال الجبير للصحافيين، بعد اجتماع لحكومات أجنبيّة في فيينا، إنّ "المملكة تعتقد أنّه كان ينبغي الانتقال إلى خطّة بديلة منذ فترة طويلة". وأضاف أن "خيار الانتقال إلى خطّة بديلة وخيار تكثيف الدعم العسكري للمعارضة بيد نظام الأسد، وإذا لم يستجب لاتّفاقات المجتمع الدولي، فسيتعيّن حينها دراسة ما يُمكن عمله".

 

أردوغان مهددا: سنتحرك لحماية كلس إذا لم نتلق مساعدة

skynews/ ١٧ ايار ٢٠١٦/ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن تركيا ستأخذ على عاتقها التصدي للهجمات على بلدة كلس الحدودية مع سوريا، إذا لم تتلق أي مساعدة من الخارج، في مؤشر على أن أنقرة ربما تكون على استعداد للتحرك ضد تنظيم داعش بمفردها. ونقلت "رويترز" عن أردوغان، خلال اجتماع وزاري دولي في اسطنبول، "سنتغلب على (داعش). سنحل هذه المسألة بأنفسنا إذا لم نحصل على مساعدة لمنع هذه الصواريخ من ضرب كلس". يذكر أن كلس، التي تقع على الجانب الآخر من منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش من سوريا، تعرضت لهجمات صاروخية متكررة في الأسابيع الأخيرة. ويقول مسؤولون أتراك إن أنقرة بحاجة لمزيد من المساعدة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية حدودها.

 

صورة جديدة لقاسم سليماني... وخريطة لمجازر في حق الشعب السوري؟

١٧ ايار ٢٠١٦/ نشر ناشطون سوريون صورة جديدة للجنرال الايراني قاسم سليماني، قالوا إنها من داخل غرفة عمليات "نصر واحد"، حيث يتم وضع اللمسات الاخيرة لتحرير الريف الجنوبي في حلب، ويظهر سليماني في الصورة مع مجموعة من الضباط وعناصر الميليشيات يصبون أنظارهم على خريطة سوريا، في دلالة واضحة على تخطيط عسكري جديد يستعد له النظام وحلفاؤه لقتل الشعب السوري وقصف المشافي والاسواق والمنازل.

 

أبو حطب رئيسا جديدا لحكومة الائتلاف السوري المعارض

العرب  [نُشر في 17/05/2016]/جواد أبو حطب حصل على 54 صوتا من أصل 99 صوتا

اسطنبو- أعلن الائتلاف السوري المعارض انتخاب جواد أبو حطب رئيسا للحكومة السورية المؤقتة. وقال الائتلاف، الذي يتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقرا له، في بيان مقتضب "انتخبت الهيئة العامة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جواد أبو حطب رئيسا للحكومة المؤقتة" في الخارج. ويأتي تعيين أبو حطب خلفا لأحمد طعمة الذي كان يواجه اتهامات بأنه "لم يكن يقوم بمهامه بشكل كاف". وقال رئيس الائتلاف أنس العبدة الثلاثاء إن أبو حطب "حصل على 54 صوتا من أصل 99 صوتا، وذلك عقب اجتماع استثنائي للهيئة العامة للائتلاف في اسطنبول".

وعلق العبدة على انتخاب أبو حطب في تغريدة على حسابه في "تويتر" بالقول "أنهى الائتلاف اجتماعه الاستثنائي لانتخاب رئيس لحكومة خدمية في المناطق المحررة وتم تكليف جواد أبو حطب بتشكيل الحكومة أتمنى له التوفيق في مهمته الصعبة". وكان العبدة قد أعلن نهاية الشهر الماضي خلال مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول قبول استقالة الحكومة المؤقتة برئاسة أحمد طعمة مشيرا إلى أنه "سيتم الإعلان عن تكليف رئيس وزراء جديد خلال الأيام العشرة القادمة، وأن الائتلاف يسعى لأن تعمل الحكومة المؤقتة المقبلة من داخل سوريا". وأبو حطب من مواليد ريف دمشق (1962)، وحاصل على شهادة في الجراحة العامة وجراحة القلب عند الأطفال. واستقال أحمد طعمة في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف في نوفمبر 2015، بعد تعرضه لانتقادات حادة، إثر تهجمه على الجبهة الشامية (أحد أكبر فصائل الثوار) ووصفهم بـ"المتطرفين"، وذلك بعدما منع عناصر الجبهة طعمة من دخول الأراضي السورية مع الوفد المرافق له عبر معبر باب السلامة. وكان الائتلاف قد أجل البت في طلب استقالة طعمة، إلى حين إعلان العبدة، في بداية هذا الشهر الموافقة على الاستقالة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من الأرشيف/إتفاق17 ايار 1983 بين لبنان واسرائيل

اتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة دولة إسرائيل

خلدة، كريات شمونة، 17 / 5 / 1983

 إن حكومة جمهورية لبنان  و حكومة دولة إسرائيل

 دراكا منهما لأهمية وتعزيز السلام الدولي القائم على الحرية  والمساواة والعدالة واحترام حقوق الإنسان الأساسية،  

تأكيداً لايمانهما بأهداف شرعة الأمم المتحدة ومبادئها وإقرارا بحقهما وواجبهما في العيش بسلام مع بعضهما ومع جميع الدول داخل حدود آمنة ومعترف بها،

بناء على اتفاقهما على إعلان إنهاء حالة الحرب بينهما،

رغبة منهما في إقامة أمن دائم ما بين بلديهما وتلافي التهديد  واستعمال القوة فيما بينهما،

رغبة منهما في إقامة علاقاتهما المتبادلة وفقا لما نص عليه هذا  الاتفاق،  

وبعد ان زودتا مندوبيهما المفوضين الموقعين أدناه  بصلاحيات مطلقة لتوقيع هذا الاتفاق، بحضور ممثل الولايات المتحدة الأميركية،

إتفقتا على الأحكام الآتية:

 المادة 1

1. - يتعهد كل من الفريقين باحترام سيادة الفريق الآخر واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه، ويعتبر أن الحدود  الدولية القائمة بين لبنان وإسرائيل غير قابلة للانتهاك.

2. - يؤكد الفريقان أن حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل  أنهيت ولم تعد قائمة.

3. - عملا بأحكام الفقرتين الأولى والثانية، تتعهد  اسرائيل بأن تسحب قواتها المسلحة من لبنان وفقا لملحق هذا  الاتفاق.

 المادة 2

في ضوء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي،  يتعهد الفريقان بتسوية خلافاتهما بالوسائل السلمية وبطريقة  تؤدي الى تعزيز العدالة، والسلام والأمن الدوليين.

 المادة 3

رغبة في توفير الحد الأقصى من الأمن للبنان ولإسرائيل،  يقيم الفريقان ويطبقان ترتيبات أمنية، بما في ذلك إنشاء منطقة أمنية، وفقا لما هو منصوص عليه في ملحق هذا الاتفاق.

 المادة 4

1. - لا تستعمل أراضي أي من الفريقين قاعدة لنشاط  عدائي أو إرهابي ضد الفريق الآخر، أو ضد شعبه.

2. - يحول كل فريق دون وجود أو إنشاء قوات غير نظامية أو  عصابات مسلحة، أو منظمات أو قواعد أو مكاتب أو هيكلية تشمل أهدافها أو غاياتها الإغارة على أراضي الفريق الآخر أو القيام بأي عمل إرهابي داخل هذه الأراضي، أو أي نشاط يهدف الى تهديد أو تعريض أمن الفريق الآخر أو سلامة  شعبه للخطر. لهذه الغاية، تصبح لاغية وغير ملزمة جميع  الاتفاقات والترتيبات التي تسمح ضمن أراضي أي من  الفريقين بوجود وعمل عناصر معادية للفريق الآخر.

3. - مع الاحتفاظ بحقه الطبيعي في الدفاع عن النفس وفقا  للقانون الدولي، يمتنع كل من الفريقين:  

أ ) عن القيام أو الحث أو المساعدة أو الاشتراك في  تهديدات أو أعمال حربية أو هدامة، أو تحريضية أو عدوانية  أو الحث عليها ضد الفريق الآخر، أو ضد سكانه أو ممتلكاته، سواء داخل أراضيه أو انطلاقاً منها، أو داخل أراضي الفريق الآخر.

ب ) عن استعمال أراضي الفريق الآخر لشن هجوم عسكري ضد أراضي دولة ثالثة.

ج ) عن التدخل في الشؤون الداخلية أو الخارجية للفريق  الآخر.

1. - يتعهد كل من الفريقين باتخاذ التدابير الوقائية  والإجراءات القانونية بحق الأشخاص والمجموعات التي  ترتكب أعمالا مخالفة لأحكام هذه المادة.

 المادة 5

إنسجاماً منهما مع إنهاء حالة الحرب يمتنع كل فريق، في إطار انظمته الدستورية، عن أي شكل من أشكال الدعاوة المعادية للفريق الآخر.

 المادة 6

فيما عدا حق العبور البريء وفقا للقانون الدولي، يمنع كل  فريق دخول أرضه أو الانتشار عليها أو عبورها لقوات عسكرية أو معدات أو تجهيزات عسكرية عائدة لأية دولة  معادية للفريق الآخر، بما في ذلك مجاله الجوي وبحره  الإقليمي.

 المادة 7

باستثناء ما هو منصوص عليه في هذا الاتفاق وبناء على  طلب الحكومة اللبنانية وموافقتها، ليس هناك ما يحول دون  انتشار قوات دولية على الأرض اللبنانية لمؤازرة الحكومة  اللبنانية في تثبيت سلطتها. ويتم اختيار الدول المساهمة  الجديدة في هذه القوات من بين الدول التي تقيم علاقات  دبلوماسية مع الفريقين.

 المادة 8

1-

أ ) عند دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، ينشئ الفريقان لجنة اتصال مشتركة تبدأ ممارسة وظائفها من وقت انشائها وتكون الولايات المتحدة الأمير كيه فيها مشاركا. يعهد الى هذه اللجنة بالاشراف على تنفيذ هذا الاتفاق في جميع جوانبه.وفيما يخص القضايا ذات العلاقة بالترتيبات  الأمنية، تعالج هذه اللجنة المسائل غير المفصول بها والمحالة  اليها من قبل لجنة الترتيبات الأمنية المنشأة بموجب الفقرة  (ج) أدناه. تتخذ اللجنة قراراتها بالإجماع.

ب ) تهتم لجنة الاتصال المشتركة بصورة متواصلة بتطوير  العلاقات المتبادلة بين لبنان وإسرائيل، بما في ذلك ضبط  حركة البضائع والمنتوجات والأشخاص، والمواصلات  الخ.

ج ) في إطار لجنة الاتصال المشتركة تنشأ لجنة الترتيبات الأمنية المحدد تشكيلها ووظائفها في ملحق هذا الاتفاق.

د ) يمكن إنشاء لجان للجنة الاتصال المشتركة حينما تدعو الحاجة.

هـ ) تجتمع لجنة الاتصال المشتركة في لبنان وإسرائيل دوريا.

و ) لكل من الفريقين، إذا رغب في ذلك، وما لم يحصل  أي اتفاق على تغيير الوضع القانوني، أن ينشئ مكتب  اتصال على أراض الفريق الآخر، للقيام بالمهام المذكورة  أعلاه في إطار لجنة الاتصال المشتركة وللمؤازرة في تنفيذ هذا  الاتفاق.

ز ) يرئس أعضاء كل فريق في لجنة الاتصال المشتركة  موظف حكومي رفيع المستوى.

ح ) تكون جميع الشؤون الأخرى المتعلقة بمكاتب  الاتصال هذه، وبموظفيها، وكذلك بالموظفين التابعين لأي  من الفريقين والموجودين على أرض الفريق الآخر لسبب ذي  صلة بتنفيذ هذا الاتفاق، موضوع برتوكول يعقد بين  الفريقين ضمن لجنة الاتصال المشتركة، وبانتظار عقد هذا  البروتوكول تعامل مكاتب الاتصال والموظفون المشار اليهم  وفقا للأحكام المتصلة بهذا الموضوع المنصوص عليها في  اتفاقية الأحكام المتعلقة بالامتيازات والحصانات. وهذا دون  المساس بموقف الفريقين من تلك الاتفاقية.

1. - خلال فترة الستة أشهر التالية لانسحاب القوات  المسلحة الإسرائيلية من لبنان وفقا للمادة الأولى من هذا  الاتفاق، وبعد الاعادة المتزامنة لبسط السلطة الحكومية  اللبنانية على طول الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل، في  ضوء إنهاء حالة الحرب، يشرع الفريقان، في إطار لجنة  الاتصال المشتركة، بالتفاوض، بنيه حسنة، بغية عقد اتفاقات حول حركة السلع والمنتجات والأشخاص وتنفيذها  على أساس غير تمييزي.

 لمادة 9

1. - يتخذ كل من الفريقين، في مهلة لا تتعدى عاما واحدا من دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، جميع الاجراءات اللازمة لإلغاء المعاهدات والقوانين والأنظمة التي تعتبر  متعارضة مع هذا الاتفاق، وذلك وفقا للأصول الدستورية  المتبعة لدى كل من الفريقين.

2. - يتعهد الفريقان بعدم تنفيذ أية التزامات قائمة  تتعارض مع هذا الاتفاق وبعدم الالتزام بأي موجب أو  اعتماد قوانين أو أنظمة تتعارض مع هذا الاتفاق.

 لمادة 10

1. - يتم إبرام هذا الاتفاق من قبل الفريقين طبقا للأصول الدستورية لدى كل منهما، ويسري مفعوله من تاريخ تبادل  وثائق الإبرام، ويحل محل الاتفاقيات السابقة بين لبنان وإسرائيل.

2. - تعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا الاتفاق كل المرفقات له  ( الملحق والذيل، والخريطة والمحاضر التفسيرية المتفق  عليها).

3. - يمكن تعديل هذا الاتفاق أو تنقيحه أو استبداله برضى الفريقين.

 المادة 11

1. - تجري تسوية الخلافات الناجمة عن تفسير هذا الاتفاق  أو تطبيقة بطريقة التفاوض ضمن لجنة الاتصال المشتركة. وكل خلاف من هذا النوع تعذرت تسويته بهذه الطريقة يجري  طرحه للتوفيق. وإذا لم يحل، يصار إلى إخضاعه لإجراء  يتفق عليه للفصل فيه بصورة نهائية.

 المادة 12

يبلغ هذا الاتفاق إلى أمانة الأمم المتحدة لتسجيله وفقا لأحكام المادة 102 من ميثاق الأمم المتحدة.

حرر في خلدة وكريات شمونة في اليوم السابع عشر من أيار 1983 على ثلاث نسخ بأربعة نصوص رسمية باللغات العربية والعبرية والانكليزية والفرنسية. في حال أي اختلاف  بالتفسير يعتمد على حد سواء النصان الانكليزي والفرنسي.

 عن حكومة الجمهورية اللبنانية

انطوان فتّال

عن حكومة دولة إسرائيل

دايفيد كمحي  

 

«حزب الله».. من عصر «الظهور» إلى زمن «الضمور»

علي الحسيني/المستقبل/18 أيار/16

يوم انزلق «حزب الله» في الحرب السورية وبعد افتضاح مشاركته العلنية فيها من وقوفه إلى جانب النظام السوري ومساندته العسكرية، حاول في ذلك الوقت تغطية هذا التدخل بأنه محدود ولن يتجاوز حماية القرى الحدودية ولاحقاً المقامات المُقدسة حتّى آخر المعزوفة وصولاً إلى التورّط الذي هو عليه اليوم. يومها أشاع الحزب في أوساطه وبين بيئته، جملة روايات وأساطير من بينها أن الحرب هذه مُباركة مذهبيّاً ودينيّاً وبأنها إحدى أهم علامات «الظهور» كونها حدّدت طبيعة الجهتين المتصارعتين أي «المؤمنين» في مواجهة «التكفيريين». منذ منتصف العام 2011 وحتى منتصف العام الماضي، تركّزت خطابات قيادات «حزب الله» حول المعنى الديني للحرب التي يخوضها الحزب في سوريا ووضعها في إطار رفع لواء الحق في مواجهة الباطل حتى انهم استعادوا روايات «الهية» من زمن حرب تموز 2006 حول عناصر أدارت الملائكة الحرب عنهم وشاركتهم في أكثر من واقعة، وهو الأمر نفسه الذي توعّدوا به «عدوّهم» في سوريا وسط تكرار عبارات «النصر المؤكد« وغير البعيد، حتّى أن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أطل أكثر من مرّة ليتحدّث عن قرب نهاية الحرب بنصر لرجاله وللمحور الذي ينتمي اليه وإنهاء الحالات «التكفيرية» في سوريا.

اليوم وبين الوعود السابقة واللاحقة، يجد «حزب الله» نفسه أكثر إحراجاً أمام البيئة التي يخطب بها النصر والحماسة، في وقت أصبحت الخسائر المتعددة والمتنوعة جزءاً من يومياته التي يوزّعها بين السياسة والعسكر وتخصيص جزء غير قليل من وقته للمناكفات الداخلية وتعطيل الإستحقاقات واللعب على الغرائز العصبية والمذهبية لتغطية الهزائم التي يُمنى بها وليس آخرها ضآلة الأصوات التي نالها في الإنتخابات النيابية والتي عبّرت عن تململ واضح داخل بيئة ما عادت تُقنعها روايات وأساطير «الظهور» و»الانتصارات» وهي ترى كيف أن أبناءها يعودون مُحملين بدمائهم وجروحهم وكيف أن كل هذه الوعود تتحوّل إلى بازار إنتخابي المُراد منها فقط زيادة الأصوات داخل الصندوق الإنتخابي.

في سوريا لا جديد بالنسبة إلى «حزب الله» سوى مزيد من الأزمات والنكبات، فخسارته لقياداته وعناصره تتعاظم وتتكاثر وتراجعه في أكثر من منطقة يزيد يوماً عن يوم ومعه بدأت علامات المُستقبل وآفاقه تُصبح أكثر من مُبهمة خصوصاً في ظل غياب الخطط التي من شأنها أن توضح ما يُمكن أن يرسو عليه عناصره وذلك وسط أسئلة أصبحت محل أخذ ورد بين جمهوره حول ما إذا كان هؤلاء العناصر سيمضون ما تبقّى من أعمارهم في سوريا، أم أنه يُمكن مُشاهدتهم ذات يوم وهم في منازلهم وبين عائلاتهم وأصحابهم؟

يشعر «حزب الله« اليوم أنه في أشد الحاجة إلى جمهور أصبح ينظر إلى قضايا حزبه على أنها تحصيل حاصل أو ربما هي أمر واقع، وهذا ما يظهر بشكل ملموس خلال المناسبات الحزبية التي لم تعد تحتشد فيها الأعداد نفسها كما كانت تفعل من قبل وتحديداً خلال المآتم ومراسم تشييع العناصر سواء في القرى أو في الضاحية الجنوبية. أيضاً هناك من يقول إن سبب الإحجام عن المشاركات، يعود إلى أن الموت أصبح بالنسبة إلى جمهور الحزب أمراً مفروغاً منه ولذلك وجب اليوم التغيير وإعلاء صوت المطالبة بتصحيح الخلل سواء في السياسة او في الحروب التي تُخاض باسمهم في أكثر من دولة، لا تعود عليهم سوى بالخراب والأذى الجسدي والنفسي والإجتماعي. سياسة تعمية يُمارسها «حزب الله» بين جمهوره وأنصاره يسعى من خلالها إلى حرف الأنظار عن الهزائم التي بدأت تطبع مسيرته، فمرة يحمل لواء الدفاع عن المظلومين ومرة عن «المياومين» وأيضاً ملاحقته ملفي «النفايات» و»الإنترنت» وملفي «الإتجار بالبشر» و»الفساد» الذي هو جزء منه، وفي الوقت عينه يُريد ان يُحمّل هزائمه في سوريا إلى دول يتهمها بدعم «التكفيريين» وإخفاقاته في الداخل لجهات تعمل في خدمة «الصهيونية» تتآمر عليه وعلى مشروع «المقاومة». كل هذا يدل، لا بل يؤكد، أن «حزب الله» يُشبه إلى حد بعيد، ثائراً من دون قضية، أو مركباً تتخبطه الأمواج وتتقاذفه المصالح الدولية. كل ما سبق يدفع أو يقود إلى السؤال التالي: وسط هذه المعمعة التي يغرق بها الحزب والضياع الذي يُلاحقه، هل ينتهي به الأمر ليصبح مُنظّمة مُنقسمة بين مكانتها الوطنية وهويتها كمقاومة مشوشة؟ وهل أن عصر «الظهور« الذي وعد به تبدّل بعصر «ضمور» الانجازات؟

 

المسيحيون يستحقّون الشفقة

عقل العويط/النهار/18 أيار 2016

ليس من تعميمٍ في هذا المقال. أكرّر: ليس من تعميمٍ البتة. لكني أُشفِق فعلاً على الموارنة، بل على المسيحيين مطلقاً. ليس عندي تعبيرٌ أدقّ يصف أحوالهم على وجه الإجمال، فكيف أجد تعبيراً يصف هذه الأحوال تحديداً، في غمرة انتخاباتٍ بلدية جارية فصولاً، يصحّ وصمها بالمذابح (الحروب!) الأهلية؟!

من جبل لبنان "الأشمّ"، ساحلاً وجرداً، مروراً بالسهول والدساكر الوسطى، إلى البقاع في نواحيه كافةً، فإلى القرى والبلدات الشمالية والجنوبية، ناهيك ببيروت المحروسة، وحيث توجد صلبان، يُظهِر المسيحيون (الموارنة خصوصاً)، قادةً وشعباً، كفاءاتٍ قلّ نظيرها في التعبير عن "حاضرهم المضيء"، و"استعادة" حقوقهم المسلوبة في الإدارة والدولة، وترسيخ وجودهم حيث يحاول "الطرف الآخر" سحب البساط من تحت الأقدام. عوفيتم أيها الأشاوس. لقد بيّنتم أنكم أصحّاء العقول والأجسام، وأهل حكمة ودراية وتعقل وبعد نظر، بحيث تضعون "الشحمة على الفطيرة"، لينطبق على استحقاقاتكم "الديموقراطية" الداهمة القول المأثور: "لكلّ مقام مقال". فأنتم أهلٌ للحروب "المدنية" هذه، مثلما سبق لكم أن أظهرتم أهليةً نادرة في خوض الحروب غير المدنية. يليق بكم، والحال هذه، تبوؤ السلطات المحلية، الصغرى والكبرى، كيفما دارت الحسابات والنتائج، وأياً يكن الرابح والخاسر. وفق التأويل "الديموقراطي"، يمكن وصف ما جرى في زحلة ودير القمر والحدث وجونيه (مثلاً وخصوصاً) بأنه تعبيرٌ بهيّ عن الرحابة والتنوّع والاختلاف والتعدد. مظبوط. لكنه تأويل فضفاض، والله، قد لا يتلاءم مع أحوال النفوس والأفئدة التي تفيض بالأحقاد والضغائن والغرائز كافة. فلو قيِّض للناس أن يجسّدوا هذه الأحوال بأساليب "حضارية" خارج صناديق الاقتراع، لكانوا جسّدوها بالمتاريس والانقضاض والنهش والذبح والطعن والإرداء. لا بدّ أن ثمة مهابةً أوركسترالية تحول دون ذلك حتى هذه اللحظة، وتحدد التوازنات الخفية في إيقاعات الموسيقى الجنائزية، لئلاّ تصل الحفلة إلى مبتغاها بحزّ الرقاب بالسكاكين. لقد استمعنا بآذان صاغية إلى الأبواق وهي تدقّ النفير الخطير في جبل لبنان المسيحي: الوجود المسيحي في خطر، فانتبهوا جيداً، وانتخبوا جيداً... لئلاّ يُطعَن هذا الوجود الطعنة القاتلة النجلاء، فلا تقوم له، من بعد، قيامة مجيدة. قد يكون في داخل كلّ انسانٍ بالغ طفلٌ بريء، يحبّ أن يعود ولداً ليلعب ويتسلّى. لكني لم أجد أحداً يتلاعب ويتسلّى بالوجود، بطريقة مثيرة للازدراء، مثل هؤلاء المسيحيين، الذين يعتقد قادتهم أن الشمس تشرق وتغيب بإيماءةٍ منهم. أُشفِق فعلاً على هؤلاء المسيحيين. وخصوصاً على الناس العاديين منهم، لأنهم لا يزالون يقدّمون برهاناً تلو برهان على أنهم "يحسنون حماية هذا الوجود"!

 

جرسا إنذار لـ "حزب الله"

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/18 أيار 2016

اغتيال القيادي في "حزب الله" مصطفى بدر الدين، مثل اغتيال قائده السابق عماد مغنية، عمليتان استخباريتان مسرحهما دمشق، معقل النظام السوري حليف ايران و"الحزب". العملية الأولى في 2008 كانت على غموضها أكثر وضوحاً، إذ لا يُتصوَّر قتل مغنية ببساطة من دون أن يكون هناك تواطؤ مع جهة محلية نافذة، لكن ظروف قتل بدر الدين اختلفت جذرياً بسبب وجود ايراني كثيف ومهيمن حتى على الأجهزة السورية والاختراقات المحتملة في صفوفها. هذه المرّة استشعر "حزب الله" أنه هو المستهدف وليس أحد قادته المطلوبين دولياً فحسب، وتكمن الصعوبة في أنه بات الآن يشك بالجميع، القريبين والبعيدين. لعل الأصعب أن يتهم "التكفيريين" في اعلان لم يقنع أحداً، ولا حتى كاتبيه، فضلاً عن اتهام "المشروع الاميركي - الصهيوني - التكفيري" كصيغة مطاطة تساعده فقط على تبرير هشٍّ لاستمراره في حرب تمعن في استنزافه. صحيح أن "حزب الله" يدين بوجوده لايران وللنظام السوري، وأنه برهن قدراته التنظيمية والقتالية، لكن الترسانة المعنوية التي راكمها من قتاله ضد اسرائيل تآكلت وانهارت في سلوكه داخل لبنان ثم داخل سوريا وسواها. وإذا كان مقتل قادته في ساحة الحرب يشحذ اصراره على عدم التراجع، فإن مقتل بدر الدين شكّل له جرس انذارٍ ليس مؤكداً أنه سيوقظه من التهوّر الذي انزلق اليه، فخياراته محدودة سورياً في اطار ما يرسمه "المرشد"، أما خياراته اللبنانية فيراها دائماً متاحة ومفتوحة طالما أنه يمارس الاغتيال والترهيب، وطالما أن لديه حلفاء مستعدّين لتغطيته. ثمة قصر نظر في اقتناع كهذا، والأخطر أنه يدفعه الى الاعتقاد بأنه عندما تحين عودته من سوريا سيكون الوضع الاقليمي للبنان قد تغير على نحو يناسبه، أو أنه في أسوأ الأحوال سيعود ليقولب البلد بما ينسجم مع أهدافه. أي أنه موقن بأن "جمهوره" سيبقى قطيعاً مطيعاً، ما يمكّنه من مواصلة عدم الاعتراف بالجمهور الآخر الذي عارضه ويعارضه سلمياً في السياسة كما في الحرب القذرة التي ذهب اليها. من خيارات "القولبة" المبكرة أن يرفع "حزب الله" صوته ضد الحكومة والمصرف المركزي وأصحاب المصارف بسبب الاجراءات المالية الاميركية التي بدأ تطبيقها ضدّه، وهي جرس انذار آخر. فما الذي يأمل به، أن تتمرّد المؤسسات على تلك الاجراءات فتعطّل اقتصاد البلد المشلول أصلاً، أو أن يصبح لبنان مثل ايران دولةً غير قادرة على اصدار "شيك" من خارج النظام المالي والمصرفي، أو أن يحذو لبنان وهو لا ينتج نفطاً حذو ايران في التفافاتها على العقوبات لبيع نفطها؟ استهان "الحزب" بتلك الاجراءات رغم أن اقرارها استغرق وقتاً طويلاً، ولعله اعتقد أن مصادرته للدولة و"فائض القوة" الذي يُظهره وامكاناته الترهيبية قد تردع الاميركيين أنفسهم. الواقع أن التضييق المصرفي عليه وعلى جمهوره قد يدفعه الى أسوأ السيناريوات التخريبية.

 

"حزب الله" بعد بدر الدين... دم جديد؟

موناليزا فريحة/النهار/18 أيار 2016

بقدر ما انشغل الإعلام العربي والغربي بسيناريوات مفترضة عمن يقف وراء اغتيال القيادي في "حزب الله" مصطفى بدر الدين، كانت التبعات المحتملة لمقتله على الحزب وخصوصاً دوره في سوريا، محوراً لتكهنات كثيرة أيضاً، نظراً إلى الدور الرئيسي الذي كان يضطلع به هناك. وقد نقل الحزب عنه قوله إنه لن يعود من هناك إمّا محمولاً وإما حاملاً راية النصر. في المشهد العام ثمة إجماع على أن مقتل قيادي بحجم بدر الدين يشكل ضربة قوية للحزب. فالرجل الذي عرف باسماء كثيرة وبقي شبحاً لا يمكن تعقبه لا بالنسبة إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فحسب، وإنما أيضاً لمقربين من الحزب، نشط في صفوف الحزب على أكثر جبهاته سخونة، وسجل له أهداًفاً كبيرة في مرمى خصومه، من المصالح الغربية في دول الخليج الى أهداف إسرائيلية في أوروبا وأميركا اللاتينية، مروراً بقلب بيروت وجنوب لبنان، وصولاً أخيراً إلى الجبهة السورية.

فبعد مقتل القيادي عماد مغنية في انفجار في دمشق، رقّي بدر الدين إلى منصب رئيس عمليات "حزب الله"، التي تشمل الجماعة في الخارج. ومنذ انخراط الحزب في النزاع السوري، أشرف بدر الدين على عملياته، بدءاً من المعركة الأولى في القصير ولاحقاً مع تحول التدخل من مهمة لحماية المزارات الشيعية إلى التزام تام في المعارك دفاعاً عن النظام السوري.وليس مقتله في محيط دمشق إلا تأكيداً لدوره هذا. من هذا المنطلق، يبدو بديهياً القول إن مقتل بدر الدين سيكون له أثر كبير على التزام الحزب مهمته في سوريا. هذا إضافة إلى تأثيره على مستوى العلميات في ميادين أخرى نظراً إلى الدور الذي اضطلع به في المسيرة العسكرية للحزب. وكان الزميل علي هاشم أكثر دقة في تحديد التغيير الذي سيطرأ على الحزب بعد مقتل بدر الدين. وقال في موقع "المونيتور" إن التأثير الكبير على القيادة العسكرية لـ"حزب الله" سينجم تحديداً عن أنها المرة الأولى تكون ثمة قيادة من خارج أسطورة بدر الدين ومغنية. وهو ينقل عن مصدر قريب من الحزب أن هذه فرصة لضخ دماء جديدة في جسد الحزب، مع إقراره بأن أمراً كهذا سيكون له أثر مختلف في سوريا. ليست المرة الأولى يخسر "حزب الله" قيادياً رفيع المستوى خارج جبهته الرئيسية المفترضة مع إسرائيل. وبعدما استنزفت الجبهة السورية الكبار، يبدو انه بات مضطراً الى ضخ دماء جديدة في حرب تورّط فيها ولن يحصد فيها إلا مزيداً من الدماء.

 

ماذا بعد " إنعاشهم

 نبيل بومنصف/النهار/18 أيار 2016

بصرف النظر عن الضجيج الذي يرافق نتائج كل جولة من جولات الانتخابات البلدية والاختيارية ويلبسها ما تحتمل وما لا تحتمل، تتعالى فوائد هذه الانتخابات من أبواب صامتة حتى الآن . في المقام الاول ، لم يعد أمرا بسيطا ان ترسم هذه الانتخابات الممنوع الاول وهو التمديد الثالث لمجلس النواب الحالي . اغلب الظن ان اي اتجاه الى تقصير الولاية الممددة للمجلس اما انها اقرب الى المناورات ، واما انها ستصطدم بعقبات من مثل التوافق المستحيل على قانون الانتخاب الذي يبدو التوافق على رئيس للجمهورية اقرب منالا منه . ومع ذلك فان نجاح الانتخابات البلدية أضاء الإشارة الخضراء من الآن امام انتخابات نيابية حتمية سواء في ايار 2017 او قبل ذلك بما يعني ان الاستحقاق البلدي اعاد الاعتبار الى مبدأ الانتظام في اجراء الانتخابات ، أي انتخابات، وهذا ليس قليلا في واقع لبنان. الامر الآخر ان إجراء الاستحقاق البلدي في شهر أيار شكل ايضا المصادفة "الأفضل من الف ميعاد" نظرا الى الوقع السياسي والنفسي والمعنوي الثقيل لانتخابات بلدية تجري تباعا بسلاسة فيما سيحيي لبنان واللبنانيون الاربعاء المقبل في 25 أيار الذكرى المزدوجة لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي قبل 16 عاما ، و"تحرير" قصر بعبدا من رئيس الجمهورية قبل سنتين تماما . بذلك لا ترانا مغالين ان وقفنا بذهول امام الثرثرة الجوفاء التي تصاعدت عقب جولتي الانتخابات البلدية الاولى والثانية والتي ذهبت بعيدا الى قياس الزعامات هنا وهناك وخصوصا في المقلب المسيحي لاسقاط هذا الاستحقاق على المعركة الرئاسية. بل نتساءل قبل التسليم بهذه السذاجة والثرثرة : هل لا يزال في لبنان واقعيا معركة رئاسية بالمعنى السياسي الحقيقي السيادي الكامل ،او بالمعنى الانصياعي لانتظار الخارج؟ وهل هذه الأحزاب والقوى اللبنانية من كل الطوائف التي أقبلت بشراهة مفرطة على تقاسم البلديات كأنها إقطاعات مستباحة لا تزال تملك مشروعية الانخراط في معركة رئاسية بعدما انكشف عجزها وعقمها في التصدي للاستحقاق الاكبر الذي يرتبط بمسؤولياتها ولما فشلت في اختبارها الأم انبرت للتعويض في حصاد البلديات السهل والمستباح ؟ مع كل ذلك لا نراه أمرا سلبيا ابدا ان يطلق أيار الاستحقاق البلدي والذكرى الثانية للفراغ الرئاسي " تسونامي " من نوع آخر ترفع في وجه القوى التعطيلية للانتخابات الرئاسية وتعيد بعضا من اعتبار متناقص بخطورة عالية الى معيار السيادة المنتهك للنظام الدستوري بما يشبه أيام الوصاية نفسها بل أبشع . واللبنانيون الذين تنازلوا في كثير من واقعات هذه الانتخابات لقوى سياسية منهكة وأسبغوا عليها جرعات الإنعاش والشعبية سيكون عليهم بعد 25 أيار ان يواجهوا اليوم التالي العائد بأسئلة قلقة مصيرية ليس المجلس البلدي " مؤهلا " طبعا للإجابة عنها !

 

تكتيكان «هجومي» و«دفاعي» في الانتخابات البلدية

وسام سعادة/المستقبل/18 أيار/16

يمكن القول بشكل اجمالي، ان القوى الأساسية على الساحات الإسلامية الثلاث، السنية والشيعية والدرزية، تعاطت مع الإستحقاق البلدي، «دفاعياً«. كلّ في سياقه وظروفه وأسلوبه وقدراته بالطبع، انما، تبعاً لقاعدة حساب مشتركة أو تكتيك من نوع: «علينا أن نخرج من الإستحقاق بأدنى خسائر جانبية ممكنة«. في ظلّ كل عناصر الركود، الاقتصادية منها والسياسية، وكل أسباب الهشاشة بما فيها تجربة السنوات الماضية من العمل البلديّ التي لم تراجع بشكل جدي بعد، لم يكن لدى أي من القوى الأساسية على الساحات الاسلامية الثلاث، وأياً كانت درجة الخصومة بين الواحدة والأخرى، أوهام كبيرة حول الاستحقاق: فلم تتعاط معه كمناسبة تراهن فيها على اتساع نفوذها حيث لها نفوذ، انما صبّت جل اهتمامها، وعملها التشكيلي للوائح، والمساومات المطلوبة لذلك، ومجهودها التنسيقي والتعبوي والدعائي، لأجل الحدّ قدر المستطاع من التراجع «الجانبي« لهذا النفوذ حيث هو قائم. بالطبع، لم يكن كل هذا الحساب عقلانياً، وبدت على هذه القوى أمارات القلق، لكن نفوذها لم يكن مهدّداً بشكل عميق، رغم الطابع المحموم المعطى للمعارك البلدية كتحديات «مصيرية« و«وجودية«، ورغم «تقادم« المادة الدعائية المستخدمة قياساً على الموجة «المدنية« حسنة التوضيب والاخراج، وكل هذا ترجم استقطاباً صاخباً في بيروت بين اللائحتين المتنافستين، دون أن ينجح في رفع نسبة الإقتراع. أما في جبل لبنان، وخصوصاً مناطقه المسيحية، فقد أقبلت الهيئة الناخبة على الاستحقاق بشهية لافتة. بعض من هذه الشهية يجد تفسيره في «التعاطي الهجومي« مع الاستحقاق لدى «التيار العوني« و«القواتيين«. الدفاعي هنا ليس حكم قيمة. انما المقصود التعاطي مع الاستحقاق كمناسبة يتوقع فيها اظهار اتساع رقعة المد الشعبي، الاستفتائي، للمصالحة التحالفية العونية - القواتية، وتثبيت مرجعيتها من الآن فصاعداً في «تجسيد المسيحيين«. طبعاً، حسابات الانتخابات البلدية مختلفة عن حسابات الانتخابات النيابية، وهذه مختلفة تبعاً لقانون الانتخاب قبل كل شيء، ولتوقيت الاحتكام للصناديق كذلك الأمر. لكن من اختار التعامل مع الانتخابات البلدية كما لو كانت نيابية هي معظم القوى السياسية اللبنانية، وبشكل أكبر القوى التي خاضته كاستحقاق هجومي، لا تقتصر فيه على طلب «أقل الخسائر الممكنة«، بل تتجاوز ذلك بأشواط، لطلب «أوسع الفتوحات الانتخابية الممكنة«، كما لو كانت بمنأى عن شظايا الركود الاقتصادي والسياسي العام، وتعبّر عن حيوية مجتمعية صاعدة وكاسحة.

كان بمستطاع «القوات« و«التيار« الاقتباس عن الأطراف الاسلامية، والتعامل مع الاستحقاق من منطلق «تقليص الخسائر فيه«، ومن ثم «تقليص الجبهة« حيث يمكنها أن تقلّص، لصالح مواءمة أكبر مع «مجتمع الأعيان في جبل لبنان«، وحسابات العائلات والزعامات المناطقية و«التقليدية«، لكنها أخطأت التقدير، فعرّضت «المصالحة التحالفية« بين «التيار« و«القوات« لاهتزازين لا واحد: اهتزاز لناحية أنّ التحالف لم يكن بالجهوزية الكافية لخوض الانتخابات معاً، بشكل واضح ومتوازن بين طرفيه في الدوائر المسيحية الأكبر (جبيل، جونية، بكفيا، بلدات ساحل المتن الشمالي وكذلك الجنوبي). والاهتزاز الموازي لناحية أن التحالف لم يتمكّن من صناعة «تسونامي بلدياتي«، وهذا لا يعني أنه لو كانت الانتخابات نيابية لحصل الأمر نفسه، فهذا يتوقف على وقت حصول الانتخابات وقانونها. لكنه يعني أيضاً ان «حلف معراب« كشف في تسرّعه الهجومي، مواطن ضعف كان يمكن أن يؤجل كشفها وأن يعالجها شيئاً بعد شيء وراء الأضواء. هذا التسرّع أفضى الى التعامل مع الانتخابات البلدية كمناسبة هجومية، ثم الى العودة لخانة «الدفاعية« من البوابة الكاريكاتورية، كمثل المفارقة العونية، مع اعتبار معركة انتخابية في جونية، وبوجه لائحة تدعمها ضمنياً القوات، معركة دفاعية عن الأمن المسيحي، وهذا في دائرة مارونية صرف، قلما تجد فيها ناخباً من الروم الأرثوذكس حتى!! لكن المفارقة الأساسية مسيحياً ليست هنا. هي في كون الثنائية العونية - القواتية ما بين بين، بين المصالحة والتحالف. المصالحة إنهاء لخصومة، ليست بالضرورة، او تلقائياً إبراماً لتحالف. لكن اعلان معراب جمع بين بعض سمات المصالحة وبعض سمات التحالف، وهذا مبرّر طبعاً كمسار انتقالي، كمسار يمكنه ان يؤدي الى تحالف، لكن هذا التحالف له شروطه غير المنجزة بعد. وبشكل أساسي، استمرار حلف «التيار العوني« مع النظام السوري و«حزب الله« يجعل «المصالحة التحالفية« مأزقية بامتياز بينه وبين «القوات«. «القوات« هي حالياً أبعد من حلفائها «الاستراتيجيين«، مما هو العماد عون من حلفائه الاستراتيجيين، وهذا ليس بتفصيل. خجولة الاشارات التي توحي بمسار تفلتي لعون وتياره من «حزب الله«. «حلف معراب« أمام تحد جدي يفرضه تسرّعه في اعتماد «الهجومية« في الاستحقاق البلدي مع انه لم يكن بحاجة اليها. هذا التحدي يتصل أيضاً بالإجابة عن سؤال «ما الذي يريد هذا الحلف احياءه بالتحديد؟«، اذا كان ما يطمح اليه هو احياء «الجبهة اللبنانية«، لتفعيل نضاله من أجل المشاركة الكاملة، يفترض حينها أن لا يبقى أسير الثنائية، وأن يسعى للعمل التأسيسي الجبهوي مع «الكتائب« و«الأحرار« وأطر عديدة في الاجتماع المسيحي ترى هي أيضاً أن المشاركة مختلة حالياً وينبغي تقويمها.

 

الحريري وجعجع وعون و"حزب الله" متحالفون؟

 ميشيل تويني/النهار/18 أيار 2016

بعد مرور الأحد الثاني من الانتخابات البلدية، يمكن التأكيد أن الحجة الامنيةً التي يستعملها النواب للتمديد لأنفسهم سقطت، وسقطت شرعيتهم، فالأجدر أن يجروا انتخابات نيابية اليوم قبل الغد، لكن مع قانون مختلف متطور يسمح بتمثيل أفضل للناس. أما النقطة الثانية المهمة التي لا نفهمها في هذه الانتخابات، فهي أي حاجة للأحزاب في انتخابات إنمائية؟ فمثلا، في انتخابات المخاتير في بيروت لماذا تختار الأحزاب المخاتير تبعاً لانتماءاتهم الحزبية؟ وما حاجة المختار الى أن يكون عونياً أو "قواتياً" في عمله الاختياري؟ أما الأحزاب التي ترشح رؤساء بلديات وأعضاء في معارك عنوانها الإنماء وتحسين المدينة والقرية، فما الهدف من ذلك؟ في أي حال، التحالف "القواتي" - العوني اختار أن يبدأ تطبيق تحالفه في هذه الانتخابات، لكنه فشل في بعض المناطق حيث لم يتمكن من تأليف لوائح مشتركة مثلا في جونية، أما في مناطق أخرى كسن الفيل التي كانت معياراً للفريقين في المتن حيث خاضا المعركة معا، فلم يحالفهما الفوز.

والغريب أيضا في هذه الانتخابات أن التيار تحالف مع "القوات"، و"القوات" تحالفت مع "تيار المستقبل"، و"حزب الله" تحالف مع "التيار" و"حزب الله" تحالف مع "المستقبل" والطاشناق تحالف مع الحريري، والطاشناق تحالف مع "التيار الوطني الحر"، والكتائب متحالفة وغير متحالفة مع أبرزهم. لم نعد نعلم من تحالف مع من وعلى أي أساس؟ وفي بيروت، تحالف الجميع، حتى "التيار" مع "المستقبل"، علماً أنهم غير متفقين هذه الأيام على الرئاسةً أولاً، لكن رغم ذلك تحالفوا في بيروت وتقاسموا المخاتير والاعضاء، ولم يعد مفهوماً التوجه السياسي العام. والأكيد أن هدف كل هذه التحالفات أن يؤمن كل طرف أو حزب أكبر عدد ممكن من المقاعد. وليس هناك أي مبدأ أو رؤية أو اقتناع أو سياسة معينة معتمدة، وأصبح الهدف الوحيد السلطة والفوز. والسؤال الأكبر: كيف سيكون التوجه في الانتخابات النيابية بعد سنة إذا تقرر إجراؤها؟ هل سيتحالفون كلهم بعضهم مع البعض الآخر، أم سينقسمون؟ وكيف سينقسمون بعد ترشيح الحريري لفرنجية وجعجع لعون وتحالف "حزب الله" مع "التيار" والطاشناق؟ وهل يمكن مبادرات التغيير التي طرحت أخيراً كـ "بيروت مدينتي" ان تحقق انجازاً في الانتخابات النيابية؟ أم أن إمكان تسجيلها عدد أصوات مرتفع ينحصر في معركة طابعها إنمائي وبلدي، أما النيابة فتحتاج الى موقف محض سياسي؟

كل هذه الأسئلة تطرح اليوم بعد إجراء الانتخابات البلدية وقبل سنة من استحقاق نيابي، تحالفاته وأهدافه غير واضحة المعالم حتى اليوم.

 

رئيس للبرازيل من بلد بلا رئيس!

سمير السعداوي/الحياة/18 أيار/16

لم تتوقف وسائل الإعلام اللبنانية طيلة الأسبوع الماضي، عن الإشارة إلى المفارقة التي جعلت من «اللبناني» ميشال تامر رئيساً للبرازيل، في وقت تفتقد سدة الرئاسة في بلده الأم إلى من يملأها منذ شغورها قبل سنتين. والإصرار على الوقوف عند تلك المفارقة ليس لتوكيد لبنانية تامر أو الاحتفاء بها، بقدر ما يهدف إلى التشديد على قضية الفراغ الرئاسي في لبنان بالقول أن البلد «لا يعقم إنجاب الرؤساء بل يصدّرهم إلى العالم»، علماً أن تامر البرازيلي المولد والذي لا يتقن العربية، ليس اللبناني الأول الذي يتبوأ هذا المنصب في بلاد تضم حوالى عشرة ملايين لبناني أي ضعف عدد سكان لبنان... وتلك قصة مرتبطة بتجربة اللبنانيين مع الهجرات تاريخياً، حيث حقق كثير منهم نجاحات ويمكن في هذا الصدد استذكار أسماء لامعة عدة مثل كارلوس غصن ودونا شلالا وراي لحود وشارل العشي وغيرهم... وهذه في كل الأحوال ليست ظاهرة تقتصر على اللبنانيين، فهناك أيضاً قصص نجاحات في المهجر لمواطني دول عربية أخرى، وخصوصاً إنجازات في هذا الصدد حققتها مهاجرات من شمال أفريقيا، تقلدن مناصب في دول أوروبية عدة خلال السنوات القليلة الماضية. وكم من «عربية» أسندت اليها مسؤوليات مهمة أو حققت إنجازات علمية خلال السنوات الأخيرة، وآخرهن الراحلة الكبيرة العراقية زها حديد.

وثمة أيضاً أمثلة على نجاحاتهن في عالم السياسة، فهناك مثلاً «المغربية» خديجة غريب التي ترأس البرلمان الهولندي و «المصرية» نجوى البا أصغر النواب سناً في البرلمان الإسباني، إضافة إلى الوزيرتين الفرنسيتين نجاة بالقاسم ورشيدة داتي وأخريات...

وفي وقت يتم تناول نجاحات السيدات باعتبار أنهن «خرجن عن الموروث الثقافي وتقاليد المجتمعات» في بلادهن الأصلية، فإن إنجازات المهاجرين العرب الرجال في مجالات السياسة والأعمال، لطالما كانت تقابل أيضاً بتشكيك غير عادل يتساوى مع التشكيك في قدرتهم على الإنجاز في بلادهم، باعتبار أن دوافعهم للهجرة نابعة من عجز وقلة حيلة، وهذا ليس أمراً صحيحاً دائماً. والمفارقة الفعلية هنا أن تجد سياسياً برازيلياً من أصل لبناني يشن حملة على مناضلة من وزن ديلما روسيف ويطيحها بسبب تورطها في فساد، في حين أن كثيرين من المأخوذين بالـ «ستيريوتايب» أو الصورة النمطية عن المهاجرين كانوا يتوقعون العكس، بعد شوائب ألحقت بصورة المهاجر في ما يتعلق بالسلوكيات واستغلال الفرص. وقد برزت خلال ملابسات «الربيع العربي» وقبله إبان سقوط نظام صدام حسين، تساؤلات عن فائدة الاستعانة بالكفاءات المهاجرة، وسط حملة من التشكيك بصدق انتماء العائدين منهم وأخلاقيات هؤلاء، ليثبت لاحقاً عدم صحة التعميم في هذا التصنيف. وقد يكون صعباً على العرب عموماً، أن يتقبلوا يوماً الاعتراف بكفاءات أبناء المهاجرين والاستعانة بخبراتهم في بلدانهم الأم، ولو أثبت المهاجرون أنهم فوق الحزازات المفتعلة محلياً. وإذا كان لبنان تنبّه منذ عقود إلى ضرورة التواصل مع جالياته في بلاد الغربة ويعمل باستمرار على تطوير العلاقات معهم، فإن جاليات عربية أخرى تعاني مظالم من صورة نمطية إقصائية تصنّف الناس على أساس «سيئ وجيّد» تبعاً لانتماءاتهم السياسية، حتى بلغ الأمر حداً، يُحكم معه «إيجاباً» على من فشل في الاندماج في بلاد المهجر واضطر إلى التقوقع في إطار تنظيمات دينية الطابع تنشط في أوساط المهاجرين، فيما ينظر بريبة شديدة إلى كل من حقق نجاحات في الانفتاح واستوعب ثقافات الدول التي هاجر إليها... وتلك مفارقة أخرى!

 

بريق أمل في لبنان… ولكن

خيرالله خيرالله/العرب/18 أيار/16

أبعد من الانتخابات البلدية التي أعطت بريق أمل للبنانيين بأن دولتهم، أي الجمهورية اللبنانية، لم تَمُتْ بعد، وأن هناك بقية مؤسسات لا تزال تعمل، يبدو أكثر من ضروري التركيز على الخطر الحقيقي الذي يواجه البلد. يتمثّل هذا الخطر في السلاح غير الشرعي لدى ميليشيا مذهبية اسمها “حزب الله” ليست في واقـع الحال سوى لواء فـي “الحرس الثوري” الإيـراني. يستخدم هذا السلاح في عملية تتجـاوز الانتخابات البلدية هدفها إقامة نظـام جديد في البلد على أنقاض اتفاق الطائف الذي في أساسه مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. أن تجري الانتخابات البلدية في هذه الظروف بالذات دليل على وجود إرادة لدى الرئيس سعد الحريري في إعادة الحياة إلى الحياة السياسية في البلد. إنّه فعل مقاومة لمحاولة القضاء على لبنان. استطاع الوزير نهاد المشنوق ترجمة هذه الإرادة وفعل المقاومة هذا إلى واقع، وذلك بعدما نجحت وزارة الداخلية في إجراء الانتخابات البلدية بالطريقة التي جرت بها في ثلاث محافظات حتّى الآن.

أثبت المواطن اللبناني، على الرغم من كلّ الظروف الصعبة التي يمرّ فيها وعلى الرغم من الانعكاسات السلبية الناجمة عن تدفق اللاجئين السوريين، أنه يتوق إلى ذلك اليوم الذي يعيش فيه في وطن طبيعي تعمل فيه مؤسسات الدولة بشكل منتظم.

من هذا المنطلق، يبدو تحدي ما بعد الانتخابات البلدية إجراء الانتخابات الرئاسية وليست انتخابات نيابية لا هدف منها سوى قطع الطريق على الإتيان برئيس جديد للجمهورية. بعد أيّام قليلة، تكون مرّت سنتان على الفراغ الرئاسي. غادر الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا في الخامس والعشرين من أيّار – مايو 2014، في اليوم الذي انتهت فيه ولايته. دفع غاليا ثمن مواقف اتخذها في السنوات الأخيرة من عهده، خصوصا إصراره على “إعلان بعبدا” الذي وافق عليه “حزب الله”، ثم تراجع عن هذه الموافقة. تراجع الحزب بعدما اكتشف أن ما ورد في هذه الإعلان يشكّل أفضل حماية للبنان واللبنانيين ولمستقبل أولادهم.

كشف تراجع “حزب الله” عن موافقته على “إعلان بعبدا” أنّ حماية لبنان واللبنانيين آخـر ما يهمّه. ارتكب أكـبر خطيئة في تاريخ لبنان الحديث عندما أرسل عناصر لقتال الشعب السوري في سوريا. لم يكن هذا الفعل جريمة في حقّ سوريا والسوريين فحسب، بل كان أيضا جريمة في حقّ لبنان، وذلك بإزالته الحدود بين بلديْن مستقلّيْن، متجاوزا الدولة اللبنانية وسيادتها. لم يكن تصرّف الحزب في سوريا مستغربا على الرغم من فظاعة ما فعله. من يرفض تسليم المتهمين باغتيال رفيق الحريري، على رأسهم “القديس” مصطفى بدرالدين، إلى المحكمة الدولية يبدو مستعدا لعمل كل شيء، بما في ذلك ضرب الحائط بالحدود المعترف بها دوليا للجمهورية اللبنانية، التي كانت في الماضي جمهورية سعيدة.

كشفت الانتخابات البلدية أنّ لبنان مازال يقاوم، وأن اللبنانيين لم يضيعوا البوصلة. من أهمّ ما شهدته هذه الانتخابات ذهاب وزير الداخلية إلى عرسال في يوم الاقتراع لتأكيد أن عرسال جزء عزيز من لبنان، وأنّ أهلها لبنانيون أصيلون يدافعون عن لبنان ويقفون مع طموحات الشعب السوري، هذا الشعب المظلوم الذي يوجد من يريد تصويره بأنّه “عصابات تكفيرية”. أكثر من ذلك، أكّد نهاد المشنوق، في كل مناسبة، أن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية. من حسن الحظ أنّ هناك من يعرف ماذا يحاك للبنان. لذلك، يبدو مفيدا البناء على الانتخابات البلدية، على أن تكون الخطوة المقبلة انتخاب رئيس للجمهورية يُجري المشاورات اللازمة التي تفضي إلى تشكيل حكومة جديدة تجري انتخابات نيابية. هناك بكل بساطة محاولة لإفراغ الانتخابات البلدية من أي مضمون، وكي تكون هذه الانتخابات مجرد عملية تنفيس مؤقتة للاحتقان الشعبي، بدل أن تكون منطلقا لمرحلة جديدة في البلد.

لعل أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف منع مجلس النوّاب من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بحجة أن المطلوب التخلّص من اتفاق الطائف. هذا ما يسعى إليه “حزب الله” بكل بساطة. لم يعترض الحزب على الانتخابات البلدية، ولن يعترض على الانتخابات النيابة. اعتراضه على الانتخابات الرئاسية أولا وأخيرا. إنّه يحاول ذر الرماد في عيون المسيحيين عن طريق تصوير أن اتفاق الطائف أخذ من صلاحيات رئيس الجمهورية، وأن أي اتفاق جديد مكان الطائف يجب أن يعيد إلى رئيس الجمهورية بعض الصلاحيات التي فقدها لمصلحة “مجلس الوزراء مجتمعا”.

يفترض في اللبنانيين تفادي السقوط في هذا الفخّ، الذي هو فخّ إيراني، ذلك أن الهدف منه تكريس مفعول الثلث المعطّل على كل المستويات بدءا بوجود نائب لرئيس الجمهورية يمتلك صلاحيات محدّدة وواضحة. لا يمكن إلا الترحيب بالانتخابات البلدية، خصوصا أنّها كشفت وجود حراك مدني شيعي في وجه ثقافة الموت التي يسعى “حزب الله” إلى تعميمها لبنانيا. المهمّ الآن الاستثمار في هذه الانتخابات وتفادي إضاعة المكاسب التي تحقّقت على الصعيد الوطني. هناك بلد يستحقّ الحياة اسمه لبنان. لو لم يكن هذا البلد يستحق فعلا الحياة، لما كان في الإمكان إجراء انتخابات بلدية فيه في السنة 2016، ولما كان ذلك ممكنا في وقت يسعى فيه “حزب الله”، ومن خلفه إيران، إلى استعداء الشعب السوري عليه. في كل يوم، يكشف اللبنانيون أنّهم شعب مقاوم بالفعل، وأن شعار “المقاومة” الذي يرفعه “حزب الله” لا ينطلي عليهم. المقاومة الحقيقية هي تلك التي تعيد ربط لبنان بثقافة الحياة. المقاومة الحقيقية هي التي تعيد العرب إلى لبنان. المقاومة الحقيقية هي التي تحمي المصارف اللبنانية التي لا تزال من الأعمدة التي يقوم عليها لبنان، وذلك في وقت يبذل “حزب الله” كل ما يستطيع لتعريض هذه المصارف لمخاطر حقيقية.

مرّت قبل أيّام الذكرى المئوية على اتفاق سايكس ـ بيكو. تمرّ هذه الذكرى فيما هناك إعادة رسم لحدود دول المنطقة. ماذا سيبقى من العراق، ماذا سيبقى من سوريا؟ لا أجوبة واضحة على مثل هذا النوع من الأسئلة. الأكيد أنّ لبنان معرّض لأخطار، لكنّ ما تبيّن أن صيغته التي يقول عنها بشار الأسد إنها “هشة” أقوى بكثير من صيغة العراق وسوريا. وهذا ما أثبتته الأحداث بشكل قاطع من دون أن يعني ذلك تجاهل المخاطر المحدقة بالبلد. تبقى أي انتخابات في مصلحة الصيغة اللبنانية، ويبقى النجاح في حماية هذه الصيغة متوقّفا على انتخاب رئيس للجمهورية. هل يعي المسيحيون، قبل المسلمين أن مصلحتهم في ذلك، أم يضيّعون مرّة أخرى فرصة البناء على الانتخابات البلدية والاستثمار فيها بدل أن يكونوا ضحية لعبة كبيرة لا يستطيعون التحكّم بها بأيّ شكل من الأشكال؟

 

«حزب الله» vs. «الجماعات التكفيرية»: لا أكره الأساطير ولكن التَّوائم

لقمان سليم/جنوبية/16 مايو، 2016

في 14 الجاري نشر حزب الله بياناً يتهم فيه «الجماعات التكفيرية» باغتيال مصطفى بدر الدين. في ما يلي تعليق من وحي هذا الاتهام.

تُريد السيرةُ الأشْيَعُ لبداياتِ حزب الله، وهي السيرةُ التي يتبنّاها حزبُ اللهِ نَفْسُهُ، ويُسايِرُهُ في تبنّيها، من بابِ المجاملةِ أو المُمالأةِ أو الجَهلِ، كثيرونَ، أنَّ نشأتَهُ كانت في عام 1982 استجابةً لما كانَ عامذاكَ من اجتياح إسرائيليّ للبنانَ وَصَل في ذُروته إلى العاصمةِ بيروت.

بالطبع، لا تحتاجُ هذه السّيرة التي تُعيدُ، على نحوٍ ما، إنتاجَ أسطورةِ «التوأمَيْن» المولودَيْن لبطنٍ واحدةٍ، والمنذورَيْن، ابتداءً، لتدافُعٍ لا أفْقَ له إلا أن يقتلَ أحدُ الاثنَين الآخرَ، أو أن يَقْتَتِل الاثنان وذُريّتُهما إلى ما لا نهايةَ (جلجامش وأنكيدو، رومولوس وريموس، هاشم وعبد شمس) ــ لا تحتاجُ سيرةٌ لحزب اللهِ من هذا القبيلِ، وعلى هذا النّسقِ، إلى التوقّف عند تفاصيلِ السنواتِ التي سِبقت 1982، ولا عند تفاصيلِ السنواتِ التي تَلت 1982، والتي انشغَلَ حزب الله خلالها، فضلاً عن قتالِ إسرائيلَ، بأمورٍ كثيرةٍ أخرى لا تمت إلى «المقاومة» بصلة.

هو كذلك ولا بدّ من الاعتراف بأنّ حزب اللهِ نَجَحَ في تَعميمِ هذه السّيرةِ الحزبيةِ التي تختزلُ الأسبابَ الموجِبَةَ لنشأتِهِ بسببٍ وجيهٍ واحدٍ أحدٍ هو التَّصدي لعدوانٍ موصوفٍ بتوقيعِ عدوٍ «تاريخي» ــ بل نَجَحَ في رَفْعِ هذه السّيرة إلى مَرْتبةِ «السّيرة» التي لا يرقى إليها الشك.

كذلك لا بدّ من الاعتراف، أيضًا، بأنّ نجاحَ حزب اللهِ في ذلك لم يُقتَصَر على قبولِ «البيئة» فقط بهذه السرديّة، (اللبنانيّين الشيعة)، بَل تجاوزَ ذلك إلى بَثِّ هذا القَبول في «بيئات» أخرى، محليَّةٍ وغير محليَّة.

ولعلَّ الأبرزَ من سِمات هذا النجاح هو الحَرَجُ الشديدُ، حتى لدى المُختلفين عن حزب اللهِ من حيث المُنطلقات الفكرية، ولدى المُخالفين عليه في السياسة، من مُساءلة أسبابِ هذا النجاح ومُلابساته ــ وفي الطّليعة من هذه المُلابسات ما كانَ من استئثارِ حزب الله، منتصفَ الثمانينياتِ من القرنِ الماضي، ترجمةً للتفاهم السوريّ/الإيرانيّ، بـ«المقاومة» ميدانيًا، وتنصيبه، (تنصيب نفسه)، وليّاً سياسيًا عليها، ووصيًا على دَيمومتها…

وهذا ما كانَ؛ ونَجحَ حزب اللهِ في المهمّة المُوكلة إليهِ نجاحاً مُنقطع النظير، وخيرَ دليلٍ على ذلك، بأن استدركَ على «التحريرِ» (2000) الذي كان يُفترض أن يُؤذِنَ بـ«تقاعد المقاومة» وتوسَّل بمزارع شبعا ــ مزارع شبعا كعنوان سياسي لا كمساحة جغرافية موضِع تُنازع ــ لإقامةِ الحجّةِ على ضرورةِ استمرارِ «المقاومة» في مشاركةِ الدّولة، بل في مُرابحتها، في ما يعودُ لها، مبدئياً، من امتيازات سياديّة لا تَقبلُ القِسمةَ إلا تحت طائلةِ أن تتحوّل الدولةُ المعنيةُ إلى دولةٍ على معنى التّسامح الاصطلاحي. ثمّ نجح حزب اللهِ، مُجدداً، مع الانسحاب العسكريّ للنظام السوريّ من لبنان، في تجديدِ عقدِ الإذعانِ، (لمصلحته)، الذي قوامُهُ مشاركةُ الدولةِ ومُرابحتُها تحتَ عنوانِ ثلاثيّة «الجيش والشعب والمقاومة».

نظريّاً، ما يزال هذا العقدُ قائماً، وعمليّاً كذلك؛ بلْ يمكنُ القول إنّ هذا العقدَ قد توسَّعَ على المستوى العملي، من يومِ أن أطلقَ حزب الله أوّل طلقةٍ في النزاعِ السوري، بحيثُ تجاوزَ بندي الدفاع عن لبنان واللبنانيّين، واستعادةِ ما تبقّى من أراضٍ لبنانيةٍ مُتنازعٍ عليها بين لبنانَ وإسرائيل، بأن أضيفَ إليهِ بندُ الدفاعِ عن لبنانَ واللبنانيّين خارجَ الأراضي اللبنانيّة!

بطبيعة الحال، لم يتبلورْ هذا البندُ الأخيرُ الذي أناطَ بمَوجبِهِ حزبُ الله لنفسِهِ حقَّ القتالِ خارج الأراضي اللبنانيّة بالصيغةِ التي انتهى إليها بين ليلةٍ وضُحاها. ومن أبرزِ المصاديقِ على أن المشاركةَ، مثلاً، في النزاعِ السوري، إلى جانبِ النظام، سبَقَت تبلورَ هذا البند، وسَبقَت انعقادِ القتالِ على «عداوةٍ» وعلى «عدوٍّ» واضِحَي المعالم، ما توسَّل به حزب الله من حُججٍ متتالية لتبريرٍ مشاركتهِ في ذلك النزاع، واستطراداً لتبريرِ فاتورة الدم، والفواتيرِ الأخرى، التي يُسدِّدها، من كيسِهِ ومن كيسِ اللبنانيّين، الشيعةِ وغير الشيعة، ثمناً لمشاركتهِ تلك.

كان ذلكَ، كلّ ذلك، وها نحنُ اليومَ حيثُ كنا وسلّمنا بأنْ نكون: شهودَ زورٍ لامبالينَ، إلّا من رحِمَ ربّي، على استحداثِ أسطورةِ توأمَيْن جديدةٍ: «حزب الله» vs. «الجماعات التكفيرية»!

لا أكرهُ الأساطيرَ ولكنْ التَّوائم، لا سيّما متى ما زَعَمَ التوأمَيْنِ بأنّهما لَيْسا من بطنٍ واحدة…

 

«حزب الله» و«الإفلاس الجماهيري» .. من البقاع إلى بيروت/مخاتير وبلديات عشائر وعائلات تتمرد على «التكليف الشرعي»

 علي الحسيني/المستقبل/17 أيار/16

هي عادة قديمة مُستحدثة درج عليها «حزب الله» منذ زمن طويل وهي خوض جميع الاستحقاقات الانتخابية والمصيرية تحت راية أو مظلة «الشهداء» والجرحى ومواجهة العدو الإسرائيلي. فمنذ انخراطه شكلياً وليس فعليّاً في مشروع الدولة عبر خوضه الانتخابات النيابية للمرة الاولى في العام 1992، تمكّن من حصد 12 مقعداً بعد تحريض طائفي واللعب على الغرائز المذهبية اثر اطلاقه شعارات زائفة ومُغلّفة بين أنصاره وجمهوره بأنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أول أهدافه السياسية باتجاه قيام «الجمهورية الاسلامية في لبنان»، والتي كان سبقها واقع عسكري ما زال قائماً حتّى اليوم.

اليوم سقطت كل حجج واداعاءات «حزب الله» بحيث لم تعد دعوات التجييش والتحريض وادعاء المقاومة، تنفع في شحذ همم أنصاره ومؤيديه ولا حتّى حلفائه خصوصاً بعدما انحرفت أو انقلبت بالأحرى بوصلته من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، فتحوّلت الجبهة مع العدو إلى نقطة من أكثر الأماكن أمناً وأصبح الشعب السوري بمثابة العدو الأبرز والذي يعمل على اقتلاعه من جذوره وتشريده بعد احراق أرضه وهويته، ومن هنا أتت دعوة الحزب جمهوره لمواكبة الانتخابات البلدية في كل من البقاع وجبل لبنان التي تُعتبر بلدية الغبيري من أهمها، في غاية الاستغراب نظراً الى ضآلة حجم المشاركة والتصويت من قبل جمهور كان في ما مضى يحسم هكذا نتائج قبل أسابيع من استحقاقها.

كارثة فعليّة حلّت بـ»حزب الله» في منطقة لطالما تغنّى بأنها خزّان مقاومته وبأنها نقطته الوحيدة المُطلة على جرود روّج بأنها تحمل مشاريع «تكفيرية» لا هم لها سوى إقتلاع البيئة الشيعيّة هناك كخطوة أولية لإنهاء الحزب وعسكرته. في هذه النقطة جاءت خسارة الحزب مدوية على يد الأهالي الذين يبدو أنهم قرّروا مُحاسبته داخل الصناديق بعدما عجزوا عن الوقوف في وجه سلاحه والحد من أخذ أبنائهم إلى الموت، فجاءت النتائج لتؤكد أن الزمن الأوّل قد تحوّل وأن هناك بيئة سوف تُحاسب كل من سرق ذات يوم قرارها عن طريق الترهيب والترغيب وبأنها لن تتوانى عن كشف الحقائق حتّى ولو على حساب أمنها الذي أصبح مُهدداً نوعاً ما بعدما تم اعتبار جزء كبير منهم بأنّهم خارج إطار «المقاومة»، ليرد أحد منافسي الحزب في اللائحة الأخرى بالقول «المقاومة اليوم هي للثقافة والإنفتاح وللقمة العيش وإخراج البقاع من القوقعة المفروضة عليه».

ما تجرّعه «حزب الله» في البقاع، كاد أن يتجرّعه في الغبيري، المنطقة التي ما زال يُهيمن على قرارها وقرار عائلاتها منذ ثمانية عشر عاماً تحت حجّة «المقاومة» والولاء لدماء الشهداء. لكن بالأمس إستشعر الحزب مدى رغبة الناس بالتنمية وتوقهم للخروج من حال الحصار الذي يعيشونه ضمن منطقة تُعتبر هي الأغنى من بين بلديات لبنان إذ تصل ميزانيتها السنوية إلى 37 مليون دولار، في وقت يتواجد فيها الكثير من المناطق السكنية الفقيرة والتي تحتاج إلى انماء ومشاريع، لكن كل هذا غائب بفعل السياسة التي ينتهجها «حزب الله» وهذا ما جعل فارق الأصوات يصل الى حدود الألف صوت فقط، بينما كانت النتائج في السابق تُعلن بإكتساح اللوائح المدعومة من «حزب الله» بفارق شاسع في الأصوات.

هي المرّة الأولى التي تخرج فيها عشائر وعائلات شيعيّة على «حزب الله» وقراراته أو ما يُسمّى بـ»التكليف الشرعي». جميع الإحصاءات التي واكبتها ماكينات الحزب الانتخابية من بيروت إلى جبل لبنان وصولاً إلى البقاع، جميعها يؤكد أن ما يُقارب الثلاثين في المئة من المؤيدين له، أصبحوا يُحلّقون اليوم خارج سربه ولم يعودوا بالتالي مُلزمين لا بقراراته التي تعنيهم كطائفة، ولا حتّى بتعميماته الحزبية. وهنا لا بد وأن يُذكر بأن جمهور «حزب الله» وبقرار قيادي، قد أشعل مواقع التواصل الإجتماعي إثر تشييع القيادي مصطفى بدر الدين في الغبيري بعبارات وشعارات التحدي الحزبية، في وقت خيّم الصمت على اللائحة المنافسة خوفاً من وضعها في خانة العداء لـ»المقاومة» خصوصاً في ظل لحظة حرجة لم يتوانَ «حزب الله» عن استغلالها بشتّى الطرق كالتسويق بأن المعركة تُخاض بين مشروعين متناقضين، الأول «مقاوم» والآخر «تكفيري».

إنجازات «حزب الله» ضمن مناطقه لا تحتاج إلى دليل سياحي للتعرّف عليها. البصمات واضحة والعقارات التي وضعت بتصرّف مؤسساته الخاصة هي الأخرى واضحة. وحده المواطن مُكلّف بتحمّل تبعات سني الفوضى التي مورست تحت وصاية قوى الأمر الواقع ووحده يدفع من لحمه الحيّ وبالتقسيط نتاج ما يُفرزه الحزب حتّى اليوم. الدم حاضر والموت حاضر والحصار أيضاً حاضر. وحدها المشاريع الإنمائية مؤجلة ووحدها الخدمات على الدوام غائبة، والحجّة أن وقت العمل لم يحن بعد بإنتظار حلول موعد «الإنتصار». لكن وفي قراءة مُلخّصة للوضع الذي يعيشه «حزب الله» ضمن بيئته، يبدو أن انتخابات البقاع لقنته درساً في كيفيّة التعاطي مع هموم الناس وأولوياتها، فكان أن استبدل رجله الأوّل في الغبيري أبو سعيد الخنسا من لائحته بدل أن يلقى المصير نفسه الذي لقيه مصطفى طه في البقاع.

 

انتخابات الجبل انتصارٌ للمسيحيين

إيلي القصيفي/المدن/ الثلاثاء 17/05/2016

الحيويّة التي شهدتها الانتخابات البلدية في جبل لبنان الأحد جديرة بالإهتمام أكثر، أو أقله بالقدر نفسه، من الإهتمام بالنتائج السياسية لهذا اليوم الإنتخابي الطويل الذي شهد حماوة إقتراعية وسياسية استثنائية قلّ نظيرها بين الاستحقاقات الانتخابية التي عرفها لبنان منذ قيام دولته. لاسيما أن هذه الحيوية  يمكن  أن تعطى معنى سياسياً في السياق السياسي/الاجتماعي اللبناني العام، إذ أن حصول هذه الانتخابات بهذا القدر من الديناميكية، في وقت يغرق البلد في حالٍ من الشلل و"الملل" السياسيين منذ سنتين ونيّف، يعيد طرح السؤال الأساسي الذي يجانب جميع اللبنانيين الإجابة عنه بوضوح، وهو إلى أي حد يتحمّل الإنقسام الإسلامي- الإسلامي في لبنان بامتداداته الإقليمية، مسؤولية تعطّل السياسة في هذا البلد الصغير الذي يفاخر أبناؤه كلٌ على طريقته بتميّزه عن محيطه بسياسيته و"ديموقراطيته التعددية"؟

انتخابات الأحد الماضي أظهرت أنّ اللعبة السياسية في الجبل مفتوحة، خصوصاً في المناطق "المسيحية"، بخلاف مناطق لبنانية أخرى ما تزال اللعبة السياسية فيها مقفلة إلى حد بعيد وإن بتفاوت بين منطقة وأخرى، (أظهرت الجولتان الانتخابيتان الماضيتان أنّ أياً من القوى غير ممسك تماماً باللعبة في مناطق نفوذه). لكن يبقى أنّ انتخابات الجبل أكدّت أنّ إمكانات التعددية السياسية في الجبل ولاسيما في المناطق "المسيحية" أكبر بكثير من إمكانات هذه التعددية في المناطق الأخرى. وهذا أمر يحسب للمسيحيين الذين دلّت المعركة البلدية أنّهم الأكثر قدرة على تجسيد المعنى السياسي والديموقراطي المعطى للبنان منذ نشوء دولته، وعلى نفي (وهذا الأهم) الملل السياسي الذي يعطل البلد منذ سنوات.

طبعاً لم تكن العملية الإقتراعية في الجبل منزهة عن الشوائب وأبرزها الصرف الانتخابي غير المتكافئ بين المرشحين، فضلاً عن عمليات الرشى أثناء العملية الانتخابية وحتى قبلها، وهو ما كان يفترض أن يحرّك القضاء وأجهزة الدولة المعنية قبل الانتخابات وأثناءها، لا أن يترك أمر ملاحقة المخالفات لليوم الانتخابي، خصوصاً أنّ أخبار شراء الأصوات كانت على كل لسان وفي أكثر من مكان، وهذا ما يجعل تطوير قانون الانتخابات البلدية أمراً ملحاً وضرورياً يجب أن تتصدى له الجمعيات الحقوقية والمدنية، وكذلك الأحزاب التي تسعى إلى بناء صدقية بين الناس. كذلك أظهر الاستحقاق البلدي في الجبل أن الأحزاب بوصفها رمزاً "حداثياً" ما تزال أضعف من العائلات السياسية أو العائلية البحت، وهذا لا تفسرّه فحسب طبيعة الانتخابات البلدية التي للعائلات دور أساسي فيها، لكنّ هذه الإنتخابات أثبتت أيضاً أنّ حضور الأحزاب "الحديثة" ما يزال ضعيفاً في المجتمع المسيحي الذي ما فتئ يحمل سمات "تقليدية" بارزة لا تخلو من "قروسطيات" عديدة أبرزها إدخال "الدعاية الدينية" في الحملات الإنتخابية، فضلاً عن إزكاء العصبيات العائلية و"المشيخية". لكن هذه السلوكيات هي في صلب العمل السياسي والانتخابي اللبناني منذ قيام الدولة اللبنانية، وبالتالي هي جزء من "خصوصية" الديموقراطية في لبنان التي لا تكتسب قيمتها من ذاتها إنما من مقارنتها مع "ديموقراطيات" الجوار اللبناني.

لكن في المحصلة يمكن اعتبار حيوية انتخابات الجبل نقطة قوة لصالح المسيحيين، بعدما تراجعت قوّتهم السياسية والاجتماعية إلى كبير في البلد منذ الحرب الأهلية وسقوط نظام الجمهورية الأولى. فالحيوية التي شهدتها انتخابات الجبل يمكن اعتبارها عنصر موازنة مع أسباب القوة التي تتمتع بها الجماعات الأخرى في البلد مستفيدة من الدعم الخارجي المعطى لها. فبعد العملية الاقتراعية في الجبل يستطيع المسيحيون القول إنّ جبل لبنان أساسيٌ في الجغرافية السياسية اللبنانية، وبالتالي لا يمكن للمراكز السياسية الأخرى أن تتجاوز هذا الأمر في نظرتها للنظام اللبناني ومستقبله، لأنّ موازين القوى لا تحدّدها فقط القوة العددية والأمنية والإقتصادية لـ"جماعات المجتمع" وإنما القوة السياسية والديموقراطية لهذه الجماعات أيضاً. ولعلّ المحلية السياسية التي طبعت انتخابات الجبل أعطتها معنى سياسياً إضافياً، من حيث قدرة المسيحيين على عزل أنفسهم عن الصراع الإقليمي وتداعياته اللبنانية. بمعنى آخر أكدّت هذه الانتخابات أنّ القوة السياسية للمسيحيين لا تظهر إلّا عندما يحيّد المسيحيون أنفسهم عن الصراع الإسلامي الدائر في المنطقة. وهذا الحياد هو مصلحة للمسلمين قبل المسيحيين، إذ بدلاً من أن يتنافس المسلمون على استمالة المسيحيين كلٌ إلى مشروعه وبالتالي يبددون دورهم، يستخدم المسيحيون قوتّهم السياسية والديموقراطية في تأكيد عدم قدرة المسلمين، وعدم مصلحتهم (وهذا الأهم)، في تجاوز "لبنانية" لبنان، لكن هذا يتطلب اقتناع المسيحيين بجدوى حيادهم، وهو ما لا يبدو أنه حاصل حتى الآن.

 

تحالف معراب» يسقط في مسقط رأسه

جورج بكاسيني/المستقبل/17 أيار/16

لم تكن نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان النكسة الأولى للتحالف المستجدّ بين «القوات اللبنانية» و»التيّار الوطني الحرّ»، وإنما الثانية بعد نكسة الاستحقاق الرئاسي. ذلك أن تقديرات الثنائي الماروني بعد إعلان «تفاهم معراب» ذهبت الى حدود توقّع وصول رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الى قصر بعبدا بفعل المناخات التي نجمت عن هذا «التفاهم» والتي اقترنت بتقدير مفاده أن تحالف القطبين المارونيّين يقود «حتماً» الى انتخاب عون رئيساً للجمهورية باعتبارهما يمثلاّن «الأكثرية المسيحية»، وتحديداً 86 بالمئة من المسيحيين.

هذا التقدير قام على رهان عنوانه أن هذه النسبة (المُفترضة) من التمثيل المسيحي تُحرج كل الكتل النيابية من الطوائف الأخرى، وتخلق أمراً واقعاً جديداً يصعب تجاوزه، قبل أن يتبيّن أن هذا التقدير لم يكن في مكانه، وأن قوانين اللعبة الرئاسية في لبنان لم تَقُم مرة بعد الطائف، كما قبله، على هذا الاعتبار. كما تعرّض هذا التقدير لهزّة أخرى مع نشر إحصاءات تتعلّق برشيحي عون والنائب سليمان فرنجية للرئاسة من جهة، ومع حضور 71 نائباً أول جلسة تلت ترشيح فرنجيه، من جهة ثانية. أما النكسة الثانية المتعلقة بنتائج الانتخابات البلدية فجاءت بأهمية مضاعفة باعتبار أنها دَحَضت التقديرات الإحصائية من جهة، تماماً كما دَحَضت التقديرات «الرئاسية» من جهة ثانية، لتكشف النقاب عن مزاج مسيحي بعيد الى حدّ كبير عن مقتضيات الثنائية المستجدّة، التي لم تستطع إحداث خرق في العائلات من ناحية، كما في الرأي العام المسيحي «المستقل» من ناحية ثانية الذي أظهر أنه يمثّل نسبة عالية جداً من المزاج المسيحي.

وبذلك بدا لأكثر من خبير إحصائي أن الثنائي الماروني الجديد سقط في مسقط رأسه (جبل لبنان) مرتين: الأولى بسبب انفراط التحالف بين الطرفين في عدد كبير من المدن والبلدات والقرى المسيحية بما في ذلك جونيه. والثانية بفعل خسارة هذا الثنائي في عدد كبير من الأماكن أيضاً في وجه قوى مستقلّة أو أحزاب مسيحية خارج هذا الثنائي، مثل حزب الكتائب. وبرأي الخبراء أن البرهان الأهمّ على هذه النتيجة سيكون نتائج انتخابات رؤساء اتحادات البلديات في الأقضية المسيحية، وهي بعبدا والمتن وكسروان وجبيل والبترون والكورة وزغرتا وبشري وجزين وغيرها، حيث ستُظهر هذه النتائج ما إذا كان هذا الثنائي قادراً على حصد النسبة الأكبر من رؤساء الاتحادات في هذا الأقضية. ذلك أن نتائج الانتخابات البلدية لم تُظهر سقوط نسبة الـ86 بالمئة وحسب، وإنما أظهرت أن الثنائي الجديد لم يحصد نسبة خمسين بالمئة حتى، وأن كلا الطرفين لا يمكنه تحقيق نتائج باهرة بعيداً عن القوى السياسية المستقلة والرأي العام المسيحي المستقلّ.

في أي حال، وبعيداً عن مسألة الأحجام السياسية ونتائجها، بدا واضحاً أن المسيحيين صوّتوا يوم الأحد الفائت وفقاً لقاعدتين:

الأولى: بوصف هذا الاستحقاق البلدي «بدلاً عن ضائع» الانتخابات الرئاسية التي حَرَم عدم حصولها المسيحيين من رئيس في قصر بعبدا، الأمر الذي يفسّر نسبة التصويت العالية في الدوائر المسيحية والحماوة التي تميّزت بها تلك الجولة.

والثانية: اعتبار الاستحقاق البلدي «بروفا» للانتخابات النيابية العتيدة التي أرجئت هي الأخرى مرتين، والتي منعت القوى السياسية المسيحية والرأي العام المسيحي المستقل من قول كلمتها أو تحديد أحجامها في زمن تقدمّت فيه لدى المسيحيين أزمة التمثيل على أزمة الدور الذي طالما تميّزوا بلعبه منذ عصر النهضة. في كل الأحوال تستحقّ نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان قراءة متأنية ليس من أجل ترسيم حدود القوى السياسية أو أحجامها وحسب، وإنما في سبيل فهم وعي سياسي جديد ربّما ولد مؤخراً، وخصوصاً في أوساط الشباب الذين أطلقوا إشارات متعدّدة كان أبرزها في الدائرة الأولى من بيروت، حيث بدا أنهم تجاوزوا أحزابهم الى مكان آخر.

 

مقتل بدر الدين: سياق لإنهاء وظيفة «حزب الله»!

محمد قواص/الحياة/17 أيار/16

من حق «حزب الله» أن يقلق من العقوبات الأميركية المالية الصارمة ضده، كما من المنطقي أن يغضب من النظام المصرفي اللبناني، ابتداءً من المصرف المركزي، وأن يهدد بالرد على ما أسماه «حرب إلغاء». وجذور القلق نابعة من أن المزاج الأميركي ينفخ ريحاً سوداء ضد الحزب، تتجاوز ما هو تقني مالي، بحيث يأتي المزاج الخليجي العربي الإسلامي المدين للسلوك «الإرهابي» للحزب مكملاً لسياق دولي مستريب.

وفي رمزية مقتل قيادي الحزب مصطفى بدر الدين سياق يروم اغتيال الدور المفصلي لـ «حزب الله»، الذي يتجاوز بكثير ذلك اللبناني «المقاوم» الذي وُسِم به منذ إطلالات الحزب الأولى، ويندرج في إطار كونه أداة استراتيجية أساسية في خدمة «تصدير الثورة» في إيران.

بمعنى آخر، هناك في عقوبات واشنطن كما في المزاج الإقليمي العربي الإسلامي كما في اغتيال بدر الدين وعماد مغنية وسمير القنطار وغيرهم ما يروم شلّ دور الحزب في تصدير ثورة الولي الفقيه.

ولئن يعبّر ضجيج الحدث واللبس الرسمي في تبديل هوية القتلة من «العدو» إلى «التكفيري»، عن تخبط في أجندات «حزب الله» وفوضاه في تحديد اتجاه بوصلة «جمهور المقاومة»، فإن مقتل بدر الدين وفّر مناسبة للتذكير بـ «الوظيفة» الحقيقية لـ «حزب الله»، السابق واللاحق على مسألة تحرير أراض لبنانية محتلة، والتي من أجلها استثمرت طهران فيه عقيدة ومالاً وتدريباً وتسليحاً، بمستويات فاقت قطاعات سياسية وعسكرية داخل إيران نفسها.

يمثّل نشاط مصطفى بدر الدين العدائي ضد الكويت جانباً من مهمات الحزب لخدمة الأجندة الإيرانية في المنطقة والعالم. فاستهداف الكويت، مثلاً، بقي ثابتاً في الخطط الإيرانية سواء بالطبعة التي قدمها بدر الدين في الثمانينات، أو بخلية الحزب التي ألقي القبض عليها العام الماضي.

دشّن الحزب حضوره في الثمانينات بعمليات خطف لمواطنين أجانب في بيروت، كما بعمليات خارجية في أوروبا، كما خطف طائرات مختلفة الجنسيات. وفي كل مرة كان حافز العمليات نزاعٌ إقليمي أو دولي مع إيران تتم التسوية في شأنه مع الحاكم في طهران. ولا ريب أن شخصية عماد مغنية، صهر بدر الدين، تمثّل أيضاً في مضمون أدواره نموذجاً آخر من وظيفة «حزب الله» الحقيقية، كما أن أدوار الحزب في سورية والعراق واليمن والبحرين... إلخ، تسحب البساط من «لبنانية» الحزب الذي يحرص قادته على تأكيدها، لا سيما لدى الشيعة في لبنان.

ومنطقي أن يسخّر الحزب المرتبط مع طهران عقائدياً وسياسياً ومالياً جهده في خدمة الدفاع عن النظام الإيراني ومصالحه، شأنه في ذلك شأن أحزاب عقائدية ارتبطت «أمميتها» مع المركز في موسكو أو «قوميتها» مع المركز في بغداد مثلاً. لكن ما هو غير مقبول أن تعمل آلة الحزب على جرّ طائفة بأكملها، في لبنان وغيره، للوقوف خلف مهماته في الكويت أو الأرجنتين أو بلغاريا أو حتى في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولكل حالة أوردناها، مثلاً لا حصراً، ملفات قضائية ذات مرجعيات قانونية تثبت التورّط من دون لبس ولا تردد.

لن يسمح العالم بعد الآن لإيران بتصدير ثورتها، كما لا يروم المجتمع الإيراني، الذي صوّت بكثافة للتيار الإصلاحي، الترويج لهذه السلعة وتمويل تسويقها. في ذلك أن مفاعيل الاتفاق النووي تستدعي نقل إيران من دولة «ثورة» إلى دولة «بزنس»، وأن الإنفتاح المتوخى على إيران، والذي ما زال دونه استعصاء النظام المصرفي العالمي، يتطلب تأهيلها لحسن استيعاب الاستثمارات التي سيسوقها العالم نحو إيران، وأن امتدادات إيران في الشكل الذي يمثّله «حزب الله» بات مرفوضاً تجوز مكافحته بمفاعيل مالية وبحصار إقليمي يحوله «إرهابياً» وبتصفية قيادات ورموز واكبت ورشَه التصديرية السابقة.

يدرك «حزب الله» حجم التحوّلات التي طرأت والتي ستطرأ على واقعه ومهماته ومستقبله. يكتشف من خلال الانتخابات البلدية في لبنان أنه لم يعد حزب «المقاومة» الذي لا يُناقش. بات التمرد على سطوة الحزب روتينياً في سياق التنافس بين «الأهالي» لإدارة شؤون بلدياتهم، ذلك أن بيئة الحزب ليست معنية بأجندته الخارجية التابعة حرفياً لقرار المرشد في إيران، لا سيما في سورية، وهي لم تعد معنية بهالة «المقاومة»، إلا في إطار المداراة وتجنب القفز من السفينة التي وضع الحزب الطائفة فيها خلال العقود الأخيرة.

لن تتوقف سُبحة الإغتيالات التي ستطال رموزاً وقيادات داخل «حزب الله» تلعب أو لعبت أدواراً في خدمة الأجندة الإيرانية الخارجية. لن تكون موسكو بعيدة عن المزاج الدولي في هذا الإطار، على نحو يتيح للمراقبين أن يلاحظوا ارتفاع عدد الجنرالات الإيرانيين القتلى في الحرب السورية، كما تصاعد استهداف مصالح «حزب الله» في هذا البلد. وربما من الحكمة تأمل نفي الحزب بعد «التحقيق»، أي مسؤولية لإسرائيل في قتل مصطفى بدر الدين، على نحو قد يؤسس لتغير هوية العدو الحقيقي للحزب وتبدل عقيدته العسكرية.

·        صحافي وكاتب لبناني

 

محافظة ايرانية ترفض قتل ابنائها في سوريا… في ظل الخيانة الروسية!

بادية فحص/جنوبية/ 17 مايو، 2016

يبدو أن نيران معركة خان طومان في حلب، انتقلت إلى محافظة مازندران في شمال إيران. فبعد أن دفنت المحافظة المفجوعة قتلاها، قررت تعليق مشاركتها العسكرية في المعارك الدائرة في سوريا وفي العراق أيضا. ففي حفل تأبين القتلى الذين قضوا في خان طومان، أعلن حجة الإسلام كاظمي وهو أحد المسؤولين العسكريين في سوريا عن توقف إرسال عسكريين من محافظة مازندران للقتال في سوريا، استجابة لطلب الأهالي ومسؤولين في الحرس الثوري من المحافظة. محافظة مازندران التي تنام هانئة في حضن دماوند، إحدى أعلى قمم الجبال في العالم، لم تستفق حتى الآن، من صدمة سقوط 13 ضابطا من أبنائها دفعة واحدة، في معركة خان طومان على مشارف حلب، عدا الأسرى الستة والعدد الكبير من الجرحى. وصول جثامين القتلى كان بمثابة كابوس، أفقد المحافظة الوادعة سكينتها. غضب أهلها، ورفعوا العرائض إلى الحرس الثوري، تمردوا، تحدثوا إلى وسائل إعلامية عن قلق يساورهم منذ خمس سنوات، تاريخ انغماس الحرس الثوري في مقارعة المعارضة السورية إلى جانب رئيس نظام البعث السوري بشار الأسد، من عودة مشهد الجنازات التي كانت تتقاطر على مدى أعوام الحرب الثمانية مع نظام البعث العراقي، ليخيم مجددا على مدنهم وقراهم.

قدمت مدن مازندران وقراها 9853 قتيلا على طريق تحرير الوطن من عبث البعث العراقي، كان ترتيبها الخامسة بين المحافظات الإيرانية ال 31، من حيث عدد الشهداء، سبقتها محافظات: طهران اصفهان، خراسان، فارس وخوزستان، لكنها لم تشتك يوما.

فالحرب آنذاك كانت مقدسة، الجيش العراقي استباح حدود الوطن، والعالم تآمر على الثورة الفتية. أما الآن، فالبعث في العراق ولى، وأعدم رئيسه، والجيش أصبح حشدا شعبيا تحت أمرة حرسهم الثوري. ونظام البعث في سوريا شبه منهار، وإهراق دماء أبنائهم لن يبعث الحياة في جسده، وبحكم دروس التاريخ لن يكون مصير رئيسه أفضل من مصير من سبقه، سيكون من السهل العثور عليه في حفرة أو في أنبوب مياه، فما جدوى كل هذه التضحيات؟ كما أنه لا حدود لوطنهم مع سوريا.

حين يزور السائح محافظة مازندران، لا بد أن يسمع عبارة “نصف عجائب إيران في مازندران”، جبال وغابات وأنهار وسهول وبحر قزوين، الذي يختزن جوفه ثلاثة أنواع من الثروة: النفط والغاز وسمك الحفش المنتج لأغلى أنواع الكافيار في العالم، والذي تتقاسمه مازندران الإيرانية مع أربع دول جارة: آذربيجان، تركمنستان، كازاخستان وروسيا.

مع دخول روسيا على خط المعارك في سوريا، تضاعف قلق أهل مازندران، من عودة مشهد الجنازات إلى ديارهم مجددا. الجار الروسي يزاحمهم على خيرات بحر قزوين، صانع حياتهم وحامي كرامتهم، ويزاحم دولتهم على النفوذ السياسي في دول الحوض. وهو من جهة، يترك العنان لمافيات عالمية، تجول في أعاليه لتفتك عبر الصيد غير الشرعي بالسمك المنتج للكافيار، ومن جهة أخرى يهددهم بعقد اتفاقيات ثنائية وثلاثية مع الدول المشاطئة، لتقاسم أجزاء من قزوين دون مراعاة قصر سواحل بلادهم، وإمكانية تحويله بفعل هذه الاتفاقيات إلى حوض مفتوح يغري الطامعين، بالتدخل بالمنطقة.

إذا، ما بين أهل مازندران والجار الروسي ليس بعدا، بل حقد، وكما قزوين مقفل، هكذا هي العلاقة بينهما منذ حكم الإمبراطوريات إلى أحلامها. بعد هزيمة خان طومان، صارت ترعى بينهما الحيتان. أهل مازندران يتهمون الروس بالتقصير أو التقاعس عن تأمين غطاء جوي لعناصر اللواء (25 كربلا) الذين حاصرتهم قوات المعارضة السورية في خان طومان، ربما لو حصل ذلك لكان بإمكانهم النجاة، لكن الحليف المفترض لم يحرك ساكنا، تفرج على الجنود وجلهم من مازندران، يقتلون أمام عينيه، ما حصل في خان طومان برأيهم، ليس مجرد حادثة، بل جريمة يجب التحقيق فيها. كذلك لم يعد إطلاق صاروخين روسيين من سفن تعوم فوق مياه قزوين، باتجاه سوريا، ثم سقوطهما في الأراضي الإيرانية، في نظرهم، حادثة عابرة.

وكما يحق للروسي أن يسحب جيشه من سوريا فجأة، ويحدد الإطار الذي يناسب حضوره، يحق لأهل مازندران الامتناع عن الاستمرار بإرسال أبنائهم إلى سوريا. وليحافظ الحرس الثوري على حضوره ونفوذه هناك، بميليشياته الأفغانية والباكستانية والعراقية …واللبنانية!

 

العربية.نت” تكشف حقيقة “صرخة البراءة” للولي الفقيه/مراسم إعلان البراءة بدعة الخميني السياسية لتشكيل “المجاهدين”

الثلاثاء 10 شعبان 1437هـ – 17 مايو 2016م/الرياض – هدى الصالح

http://eliasbejjaninews.com/2016/05/17/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%AA-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B5%D8%B1%D8%AE%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%88/

مراسم البراءة “بدعة الخميني” السياسية تعود إلى الواجهة من جديد بعد اشتراط سعيد أوحدي، رئيس منظمة الحج والزيارات الإيرانية، تضمينها ضمن فقرات محضر الاتفاق النهائي لإنهاء ترتيبات حج عام 1437هـ بعد عرضه على مرجعيته في إيران، إلى جانب إقامة كل من دعاء “كميل” و”نشرة الزائر” في كل من مكة والمدينة.

في رصد خاص أجرته “العربية.نت” لعدد من المراجع الدينية، ووفقاً لما جاء في قراءة لبيانات ومؤلفات آية الله الخميني حول ما يسمى بمراسم “إعلان البراءة”، فلم يعهد من المرجعيات الدينية للمذهب الشيعي، وكذلك الرسائل العلمية الإفتائية بشكل عام إلى زمان آية الله الخميني، التعرض لبيان حكم البراءة من المشركين، سواء أكانت غير مقيدة بزمان ومكان وأفعال مخصوصة، ولا بما هي فعل خاص مقترن بفريضة الحج بالنحو الذي ابتدعه الخميني عقب إطلاق الثورة الإيرانية الإسلامية.

واللافت أيضاً غياب التأصيل الفقهي لما أسماه الخميني بـ”صرخة البراءة” عن طيات مؤلفاته العقدية نفسها، والتي تناول فيها الواجبات الدينية من عبادات ومعاملات ككتاب “تحرير الوسيلة” في جزأيه، والمطبوع عام 1998 من قبل السفارة الإيرانية بدمشق، مقتصراً على ذكرها في بياناته وخطبه السياسية.

“كتاب الحج” أحد فصول مؤلف الخميني “تحرير الوسيلة” (يظهر في الصورة) الذي وقع في 79 صفحة، خلا من أي إشارة تذكر بين أركان الحج والعمرة والأصول التعبدية لهما، ما يشير وإن كان بسطر واحد لما يسمى “صرخة البراءة الخالدة” كما جاء على ذكرها كتاب “أبعاد الحج”، سلسلة الفكر والمنهج الخميني، الجامع لخطبه وبياناته في فصله الثالث “البعد السياسي للحج”.

ماذا يعني إعلان البراءة

ورد إعلان البراءة من المشركين في سياق سورة التوبة في الآية الأولى من السورة التي نزلت على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عقب غزوة تبوك في حج العام ذاته، فكان سبب نزول الآية بعد أن حضر المشركون أنفسهم لعامهم ذاك حسب عادتهم، وللطواف بالبيت وهم عراة، فكره الرسول محمد، وبحسب المفسرين والفقهاء مخالطتهم، باعثاً أبا بكر الصديق أميراً على الحج لتلك السنة كي يقيم بالناس مناسكهم ويعلم المشركين ألا يحجوا بعد عامهم هذا، وأن ينادي في الناس ببراءة، وعند عودته أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغاً عنه.

إلا أن معنى البراءة من المشركين وكما ظهر في كلمات الخميني وبياناته، أخرج عن سياقه التاريخي، بالدعوة إلى إعلانها في موسم حج المسلمين في صورة متابينة عن الواقع الجاري، وكأن ما بين ظهرانيهم بمشركين، محولاً إعلان “البراءة” إلى ظاهرة سياسية لا كما يروج لها من النظام الإيراني منسكاً تعبدياً من مناسك الحج والعمرة.

البعد السياسي للحج

موسم الحج تبعاً للخميني ظل المناسبة السياسية الأهم للتأسيس لشرعية “ولاية الفقيه”، داعياً مراراً وتكراراً الحجاج الإيرانيين وغيرهم إلى الاستفادة منها وتوظيفها، ووفقاً لما جاء في أحد بياناته: “إن البعد السياسي لهذه المناسك العظيمة من أكثر الأبعاد المهجورة، وقد عمل الجناة وما زالت أيديهم الخائنة تعمل أكثر وستبقى تعمل لأجل إبقائه مهجوراً”.

الخميني

هدف الخميني بذلك إلى استغلال تواجد ملايين الحجاج الوافدين من مختلف البلدان الإسلامية، عبر توظيف البعد التعبدي من أجل الترويج لما أسماه بالصحوة السياسية في العالم الإسلامي المتلخصة بولاية الفقيه، عبر مزاعم دفع الشرك والطغيان والظلم وذلك في ظاهرها، أما باطنها فكان سعياً وراء تثوير جموع الحجاج تحت راية الثورة الخمينية الإيرانية، وتحقيق غرضه في هيمنة شعارات الثورة الخمينية وولاية الفقيه على الشارع الإسلامي.

ووفقاً لما قاله الخميني بشأن صرخة البراءة هي: “صرخة المتألمين من الشعوب التي مزقت قلوبها خناجر الكفر والنفاق، صرخة براءتنا هي صرخة الفقراء والجياع والمحرومين والمعدمين والحفاة الذين نهب الجشعان والقراصنة الدوليون ما حصلوا عليه بعرق جبينهم.. أولئك الذين امتصوا دماء قلوب الشعوب الفقيرة والفلاحين والعملاء والكادحين باسم الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية”، داعياً الحجيج وعقب اجتماعاتهم إلى كتابة التقارير وإصدار البيانات بعد تبادل الآراء ووجهات النظر وتوزيعها في محيط مهبط الوحي بين المجتمع الإسلامي، وكذلك نشرها في بلدانهم حين عودتهم.

لتكون مهمة تقديم التقارير بحسب ما دعا إليه “الخميني” خلال ما وصفه بالاجتماع المقدس للحج: “انظروا ماذا يجري على الأخوة المسلمين داخل دولهم من الاستعمار وعملائه وأتباعه، يجب على أهل كل بلد أن يقدموا تقريراً لمسلمي العالم في هذا الاجتماع المقدس يشرحون فيه ما تعانيه شعوبهم من مصاعب ومتاعب”.

الحسيني: دعاوى ولي الفقيه تهدف لتسييس الحج

السيد محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، شدد في حديث مع “العربية.نت” على ضرورة الحذر وعدم الانجراف نحو دعاوى الولي الفقيه والفتاوى الضالة والمضللة التي سعى من خلالها إلى تسييس شعيرة الحج وحرفها عن مقاصدها، وجعلها منبراً لشعارات سياسية ومسائل دنيوية لا علاقة لها بشعيرة الحج.

وأوضح أن “إعلان البراءة” في عهد الرسول الكريم كان في سياقه التاريخي ولم يوصِ به الرسول ولا قام به الخلفاء من بعده ولا أهل البيت، بجعل هذه المراسم تقليداً وشعيرة تتكرر كل عام، قائلاً: “إن ما دعا إليه الخميني هو تجبير وتحوير وتوظيف لنص شرعي باتجاه غير مسبوق أو بالأحرى باتجاه مختلق وقام بابتداعه بغية تحقيق أهداف وغايات سياسية تساعد على ترسيخ نظام ولاية الفقيه وتقوية شوكته، وفي ذات الوقت لاستخدامه كوسيلة ضغط على المملكة وفرض إملاءات عليها”.

تظاهرات لحجاج إيرانيين

غربة الإسلام ومنطلقات سيد قطب

اقتبس الخميني نفسه كما ذكر في كتابه “إنسان بعمر 250 سنة”، مفنداً فيه منطلقاته لوضع أهدافه السياسية، كثيراً من أدبيات سيد قطب كان أبرزها الترويج لمفهوم “غربة الإسلام”.

بذلك سوغ الخميني “إعلان البراءة” بمثابة ركن من أركان الحج السياسية، فوفقاً لما جاء ضمن خطاب له أمام مسؤولي الحج والزيارة قال: “أساساً البراءة من المشركين هي من واجبات الحج السياسية التي بدونها لا يكون حجنا حجاً”.

صرخة البراءة شعار سياسي

وظف الخميني مراسم “إعلان البراءة” كإحدى أدوات الثورة الخمينية بتثوير الحجاج ضد حكوماتهم، ومحاولة لاستيعاب كافة أصوات المعارضة السياسية عبر بواعث الإسلام السياسي.

فخلف مزاعم غربة الإسلام وتشويهه، والصمود أمام القوى والنفوذ الأجنبي “شياطين القوى المتكبرة” على حد وصفه، تبنى فكرة إنشاء حركة تحت الأرض لها أبعادها السياسية والثورية بهدف الإمساك بزمام الحكم تحت مصطلح “الإمامة” و”ولاية الفقيه”، والتي هي باختصار “حاكمية المجتمع الإسلامي”، وبحسب ما أورده في إحدى بياناته: “يلزم حجاج بيت الله الحرام في هذا التجمع الجماهيري العام والسيل البشري العارم الجهر بأعلى أصواتهم بنداء البراءة من الظالمين”.

فكانت أحد أبرز آليات الخميني لعولمة ثورته المتمثلة بتأسيس خط سياسي إسلامي وفق الرؤية الخمينية السياسية و”الجهادية” بتحويل الحج ومناسكه إلى مواجهة وجهاد سياسي بغرض تأسيس حكومة إلهية في المجتمعات الإسلامية يكون هو حاكماً عليها.

وعودة إلى ما ذكره في كتابه المشار إليه سابقاً “إنسان بعمر 250 سنة”، والذي صدر في عام 1364هـ, قائلاً فيه: “على جميع الأخوة والأخوات أن يعلموا هذا الأمر، وبصورة مختصرة، أن الأئمة عليهم السلام كانوا جميعاً بمجرّد أن يُلقى عليهم حمل أمانة الإمامة فإن من الأعمال التي كانوا يبدأون بها هي تلك المواجهة السياسية والمساعي السياسية من أجل الإمساك بزمام الحكومة، إن هذا السعي السياسي كان يشبه جميع المساعي التي يقوم بها من يريد أن يشكل نظاماً”.

عودة إلى مراسم البراءة وفق الرؤية الخمينية، والتي استوجب عرضها كما جاءت في بيانات وخطب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، فقد ألزم الحجاج إعلانها والإجهار بها في موسم الحج وتحديداً على صعيد عرفة، باعتبارها وسيلة لتشكيل “المجاهدين”.

وقال: “إن إعلان البراءة في الحج هو تجديد ميثاق المكافحة، وتدريب على تشكيل المجاهدين لاستمرار محاربة الكفر والشرك وعبادة الأوثان، وهذا لا يتلخص بالشعار وحده بل هو بداية إعلان منشور المقارعة والتنظيم لجند الله في قبالة إبليس وجنوده، وهو من الأصول الأولية للتوحيد، وإذا لم يظهر المسلمون البراءة في بيت الناس وبيت الله فأين يمكن أن يظهروها؟ وإذا لم يكن الحرم والكعبة والمسجد والمحراب خندقاً ومأمناً لجنود الله وللمدافعين عن حمى الأنبياء وحرمتهم فأين يكون إذن مأمنهم وملجؤهم؟”.

تشكيل وتدريب ما أسماه بـ”المجاهدين” تجسد فيما كشفت عنه قوات الأمن السعودية خلال أحد أحداث الشغب التي أوقعها الحجاج الإيرانيون بمكة المكرمة 1406هـ عن وجود آلاف من الإيرانيين ينتمون للحرس الثوري الإيراني تميزهم ملابسهم وربطاتهم الحمراء خلافاً لما ظهر به بقية حجاج بيت الله الحرام.

مراسم “إعلان البراءة” لم تعرف في التاريخ الإسلامي

وعلى الرغم من إيقاف الخميني المسيس لمنسك الحج على إعلان صرخة البراءة، جاء تأكيد السيد محمد الحسيني على أن “إعلان البراءة” بمراسم لم تعرف في عهد الرسول والصحابة، ومن بعدهم في الدولة العباسية قائلاً: “لم يكن هناك من مراجع دينية قد أفتت بهكذا بدعة ضالة قبل مجيء الخميني ونظامه”.

واعتبر السيد الحسيني طلب الخميني ومن ورائه خامنئي بالسماح لهم بإقامة مراسم إعلان البراءة، طلباً غريباً ليس من الإسلام بشيء، قائلاً: “الحج منذ أكثر من 14 قرناً كان ولايزال موسم عبادة خالصة، وكانت المناسك واضحة وخالية مما دعا إليه الخميني، ولم يسمع سابقاً أن أقيمت مراسم إعلان البراءة في موسم الحج في مختلف العصور الإسلامية”.

من أحداث مكة 1987م

تجدر الإشارة إلى أن فاجعة الحرم المكي التي وقعت في موسم حج عام 1406هـ جاءت بعد استجابة الحجاج الإيرانيين لبيان الخميني الذي سبق أداء مناسكهم من العام ذاته والذي دعا فيه إلى القيام بمظاهرات “إعلان البراءة” قائلاً: “إعلان البراءة من المشركين الذي يعد من أركان فريضة الحج التوحيدية وواجباتها السياسية يجب أن يقام بأبهى صورة وأعظم جلال على شكل تظاهرات ومسيرات، وعلى الحجاج المحترمين من الإيرانيين وغيرهم المشاركة وبتنسيق تام مع المسؤولين في بعثة الحج في جميع المراسم المقامة، وإطلاق نداء البراءة من المشركين، وملاحدة الاستكبار العالمي، وعلى رأسهم أميركا، قرب بيت التوحيد”.

بيان الخميني كان كفيلاً بإثارة أعمال الشغب من قبل الحجاج الإيرانيين، متسلحين بالعصى والسكاكين، وإحراق وتحطيم سيارات رجال الأمن والحجاج.

من جهته، أكد السيد الحسيني على أن نظام ولاية الفقيه ومنذ أيامه الأولى عمل على دق اسفين في جسد الأمة الإسلامية عبر بث الفتنة الطائفية وزرع الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة، مضيفا أن: “دعوة الحجاج الإيرانيين وغيرهم لإقامة هذه المراسم بالحج على شكل مسيرات وتظاهرات يحرف شعيرة الحج عن اتجاهها العبادي أولاً ومن ثم اختلاق الاضطرابات وإحداث المشاكل للسلطات السعودية”.

نشرة الزائر ودعاء كميل

نشرة “الزائر” تصدر وبشكل يومي عن بعثة الحج الإيرانية وباللغتين العربية والفارسية متضمنة مجموعة توجيهات سياسية ودعوات تحريضية خلال موسم الحج، ولا تخلو من أمور تحوي مخالفات شرعية وبدع دينية وانحراف عن مقاصد الحج، على حد وصف السيد محمد الحسيني، ويحتوي العدد الأول من كل نشرة “الزائر” على مقالة افتتاحية بقلم ما يسمى أمير الحاج الإيرانيين للسيد قاضي عسكر”.

وفيما يتعلق بدعاء كميل المروي عن الخليفة علي بن أبي طالب، وهو دعاء استحب ترديده تبعاً للمرجعيات الدينية الشيعية يوم الجمعة، وذلك قبل أن يتم استغلاله من قبل الخميني بهدف التجمع في المناسبات الدينية وتوظيفه سياسياً وأمنياً، وذلك بالدعوة إلى دعاء كميل المركزي بالمدينة المنورة وسط جمع كبير من الشيعة العرب والإيرانيين.

كما وقعت حادثة تظاهر مجموعة من الحجاج الإيرانيين أمام المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 1402هـ، مرددين هتافات بعد صلاة العصر، ورافعين صور الخميني، استدعت تدخل قوات الأمن لمنع المسيرة، تلتها محاولات أخرى للتظاهر بالمدينة فرقتها القوات الأمنية السعودية.

أحداث عنف الحجاج الإيرانيين

استغلال الحجاج الإيرانيين لموسم الحج تكرر على مدى سنوات عديدة بغرض الترويج لدعايات وأهداف ذات أغراض سياسية، والإقدام على أعمال تظاهر وشغب في الأماكن المقدسة، حيث كشفت الجهات الأمنية عن تزود الحجاج الايرانيين بأسلحة يدوية وسكاكين، وضبطت أسلحة، إضافة إلى منشورات وبيانات دعائية للإمام الخميني، بما فيها من مضامين التهجم الصريح على المسؤولين في المملكة.

ورداً على هذه الاعتداءات، أثنى السيد محمد الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي على جهود وزارة الداخلية السعودية بحماية الحجاج بتوفير كل ما يضمن أمن وسلامة الحجيج، والوقوف سداً منيعاً بوجه كل من يحاول العبث بأمن مكة والحجيج، وتتصدى لهم كما فعلت مع أتباع نظام ولاية الفقيه وكذلك التكفيريين معاً، مشدداً في حديثه: “على نظام ولاية الفقيه في إيران أن يدرك أن أمن وسلامة الحجيج خط أحمر لا يتهاون به”.

من أحداث مكة 1987م

(1403هـ) محاولة دخول المسجد الحرام بالأسلحة وترديد شعارات سياسية

في 7 شوال 1403هـ (يوليو 1983) دحض الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي (السابق) مزاعم إيرانية حول عدم استجابة المملكة للطلبات الإيرانية المتعلقة باتخاذ إجراءات لضمان راحة الحجاج الإيرانيين، وأن هذا الموقف معناه إلغاء سفر الحجاج الإيرانيين، وأكد أن المملكة تضع كل إمكانياتها من أجل راحة الحجاج. وقال البيان حينها إن مسالك بعض الحجاج الإيرانيين قد بدأت تنحرف عن الغاية الأساسية لأداء فريضة الحج إلى أهداف سياسية خاصة ودعائية غوغائية تتعارض مع التعاليم الإسلامية بشأن فريضة الحج، فقد وجد مع بعض الحجاج الإيرانيين أسلحة يدوية وسكاكين مع كميات من المنشورات والبيانات الدعائية للإمام الخميني، وفيها مضامين التهجم الصريح على المسؤولين في المملكة. وكذلك قيام بعض هؤلاء بالتظاهر وإطلاق الهتافات بكلمات تتنافى مع كلمات التوحيد مثل “الله أكبر – خميني إمام – الله أكبر”، ومحاولة دخول المسجد الحرام ببعض الأسلحة النارية الصغيرة، وقد ضبطت سلطات الأمن هذه الأسلحة عشرات المرات.

(1403هـ و1406هـ) حيازة منشورات وصور وشعارات

في 24 ذو القعدة 1403هـ (سبتمبر 1983) عثر مع 21 إيرانياً على منشورات دعائية وصور وشعارات، وتبين أن قدومهم لم يكن بغرض الحج. وقال بيان لوزارة الداخلية إنه تم اعتقال هؤلاء الأشخاص وصودر ما في حوزتهم من منشورات وصور تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم.

وفي 3 ذي الحجة 1406 هـ (أغسطس 1986) تم إيقاف مجموعة من الحجاج الإيرانيين كانت تحمل منشورات وكتباً وصوراً دعائية، كما قامت بأعمال تظاهر، وتم التحقيق مع هذه المجموعة ومصادرة ما تحمله من كتب وشعارات ومنشورات وصور.

أحداث مكة 1987م

في العام 1987م (في 31 يوليو)، قام بعض الحجاج الإيرانيين بمظاهرات عارمة أثناء موسم الحج عرفت بأحداث مكة 87، وقاموا بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجاج الآخرين والأهالي من الذهاب إلى وجهاتهم، فحاول بعض الحجاج التدخل لتهدئة الإيرانيين وفض المظاهرات لكنهم رفضوا هذه المطالب، ثم بدأ المتظاهرون في التوجه إلى المسجد الحرام رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران وصور مرشدها العام آية الله الخميني، فتدخلت قوات الأمن السعودية لتهدئة الوضع، لكن تعنّت الغوغاء أدى إلى حصول مواجهات بين قوات الأمن السعودية والمتظاهرين الإيرانيين ما أسفر عن مقتل 402 شخص (275 من الحجاج الإيرانيين، 85 من السعوديين، 45 حاجاً من بلدان أخرى)، وعن إصابة 649 شخصاً (303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين، 201 حاجاً من بلدان أخرى).

 

الديبلوماسية الإيرانية ودعم الإرهاب الدولي!

داود البصري/السياسة/17 أيار/16

في تاريخ العلاقات الدولية في الشرق الأوسط، لايمكن أن يخفي التاريخ المعاصر الدور المركزي للنظام الإيراني في تفعيل وشحن وتمويل ودعم الإرهاب في الكثير من محطاته طيلة العقود الأربعة المنصرمة من عمر المنطقة المعاصر، وكان للديبلوماسية الإيرانية الرسمية دور حافل ومركزي و مؤثر، وجميعنا يتذكر أزمة احتجاز الرهائن في سفارة الولايات المتحدة في طهران التي قام بها النواة الأولى للحرس الثوري ممثلا في الطلبة الثوريين أواخر العام 1979 وما تبع ذلك من أحداث ساخنة، كما لاينسى تاريخ الإرهاب الاقليمي والدولي الحديث ودور سفارات النظام في الخارج في إدارة وتمويل العمليات الإرهابية كما حصل مع سفارات عديدة وأبرزها سفارة طهران في الكويت في أوائل ثمانينات القرن الماضي، وخلال مرحلة الإرهاب الطائفي الإيراني الكبرى التي بدأت تحديدا العام 1981 ثم تواصت وتعززت أعوام 1983 و 1985 و1987 و1989، وماشهده الحرم المكي من أحداث وانفجارات تورط بها عدد من الحجاج الخليجيين، وبتنظيم من بعض السفارات الإيرانية في الخليج العام 1988.

للتاريخ عيون وآذان ومخالب أيضا، تسجل بالصوت والصورة ممارسات وتاريخ الإرهاب المدعوم رسميا من قبل النظام الإيراني، وهو الملف المفتوح دوليا كما حصل في دعم للإرهاب في الأرجنتين أو بيروت أو الكويت أو غيرها، المهم انه بعد مصرع الإرهابي الدولي مصطفى بدر الدين في دمشق مؤخرا على أيدي المعارضة السورية المسلحة اهتزت أسس وأركان آلة الإرهاب الإيرانية في الشرق، فالرجل هو أحد أهم أدوات الإرهاب الإيراني في المنطقة، وتاريخه حافل بإنجازات بشعة تصب في خانة المصالح الإيرانية منذ بواكير الظهور الإرهابي لعصابة حزب اللات اللبناني المتحالفة أصلا مع التيارات الإيرانية العميلة في المنطقة وفي طليعتها حزب الدعوة العميل الذي كان له قصب السبق في تدشين الأعمال الإرهابية في دولة الكويت أواخر عام 1983 في الأحداث المعروفة في 12/12/1983 والتي اجتاحت الكويت وقتذاك وشكلت تحولا ملفتا للنظر في تصعيد الإرهاب.

ففي ذلك اليوم الشتائي الساخن تمت مهاجمة السفارة الاميركية القديمة في بنيد القار بشاحنة يقودها انتحاري عراقي من حزب “الدعوة” العميل يدعى رعد مفتن عجيل اضافة لأربعة أهداف كويتية أخرى، وبتسهيلات لوجستية مباشرة من المخابرات السورية أيضا، وتمكنت سلطات الأمن الكويتية بمهارة من تحديد المجرمين وإعتقالهم، وكان من بينهم المدعو الياس فؤاد صعب وهو الاسم المزور للإرهابي النافق أخيرا مصطفى بدر الدين، مع آخرين وتم الحكم عليه في مارس العام 1984 بالإعدام شنقا، وقد شمل الحكم نفسه أيضا المتهم الهارب وقتذاك جمال جعفر محمد الذي عرف لاحقا باسم الإرهابي أبو مهدي المهندس، الذي نجح في الهروب لطهران والتواري هناك لسنوات طويلة محميا من سلطاتها، وضمن أفراد وصفوف حرسها الثوري، وهو اليوم بعد الغزو الاميركي للعراق يتحمل مسؤولية قيادة قوات الحشد الشعبي رغم سفكه لدماء المواطنين الكويتيين والاميركيين وأمام عيون القيادة العسكرية الاميركية وعناصر المخابرات الاميركية والدولية!

الحكم ضد الياس فؤاد صعب أو مصطفى بدر الدين لم ينفذ ميدانيا طيلة ستة أعوام حتى جاء الغزو العراقي لدولة الكويت العام 1990 ليتمكن الإرهابي بدر الدين من الهروب والتوجه للسفارة الإيرانية التي سهلت مهمة تهريبه لإيران عن طريق العراق، ليعاد للبنان لاحقا في مهمة مخابراتية مركزة وغاية في السرية حتى جاء التدخل الإيراني في الشأن السوري وإشهار الحرب الإيرانية ضد الشعب السوري الثائر ليتم تفعيل العناصر العميلة القديمة والمباشرة بتنفيذ المخطط الرسمي الإمبراطوري الإرهابي الإيراني.

لقد جاء مقتل بدر الدين في الشام ليصيب في مقتل جوهر المشروع الإيراني، فبعد مصرع قائده وزميله عماد مغنية الذي خطط طويلا لتحرير بدر الدين من يد العدالة الكويتية عن طريق تنفيذ أعمال إرهابية ابتزازية ضد الكويت كمحاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد العام 1985 ومسلسل خطف الطائرات “كاظمة 1985 والجابرية 1988 وأفعال إرهابية أخرى، في دمشق العام 2008. اعتمد الإيرانيون على بدر الدين في الخلافة، لذلك كانت صدمة النظام الإيراني عظمى في مصرعه تمثلت في تعزية رسمية تقدم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رغم أن الصريع هو إرهابي دولي باشر قيادة وإدارة جرائم مباشرة ضد شعوب المنطقة، وضد الشعب الكويتي تحديدا، وهو ما يجعل الديبلوماسية الإيرانية متورطة رسميا وبشكل مباشر في دعم الإرهاب الدولي؟! وهي اشكالية حقيقية لنظام لايخجل أو يتردد في دعم الإرهاب رسميا وبصراحة، ولاشك أن جواد ظريف وهو يؤبن ذلك الإرهابي يعلم علم اليقين بملفاته السوداء وبكون مصرعه في الشام قد جاء نتيجة لجرائمه الإرهابية القذرة ضد الشعب السوري ضمن عصابات حزب اللات اللبناني في القصير والزبداني وأخيرا حلب! دعم ديبلوماسي ورسمي إيراني للإرهاب الدولي يوجه طعنة نجلاء للشعوب التي عانت وتعاني من تفشي إرهابهم الطائفي الأسود الرهيب، ولايزال الدعم مستمرا وبفضائحية عجيبة.

 

هل ثمة صلح مع جماعات الإسلام السياسي

فاروق يوسف/العرب/18 أيار/16

في التمهيد للهدنة التي أقرها المجتمع الدولي في سوريا كان هناك اختلاف في وجهات النظر حول تصنيف الجماعات المسلحة وجلها ينتمي إلى مفهوم “الإسلام السياسي” حسب درجة ونوع سلوكها الإرهابي. فكانت هناك مجموعات رُميت في سلة الإرهاب بشكل ميؤوس منه كتنظيم داعش وجبهة النصرة، فيما تم إنقاذ مجموعات أخرى في اللحظات الأخيرة، فاعتبرت معتدلة. وقد حدث الكثير من التزوير في ما يتعلق بالمجموعات المعتدلة. غير أن الأمر تُرك لطريقة تعاطي تلك المجموعات (المعتدلة) مع معطيات الهدنة. وهو ما راهنت عليه الولايات المتحدة الأميركية وحلفـاؤها أكثـر ممـا كان مقبولا من قبل روسيا وحلفائها، بالرغم من أن إيران، وهي جزء أساس من التحالف الذي يقف مع النظام، ترعى عددا من الجماعات التـي تُحسـب على الإرهـاب بالمنظـور الغـربي، ويقف حزب الله في مقدمة تلك الجماعات.

ولكن سواء حدث ذلك الأمر استرضاء لتلك الجماعات، أم هو محاولة لتحييدها في صراع دموي حيرت عبثيته العالم، فإن صلحا مؤقتا مع تلك الجماعات لن يكون نافعا على المدى الطويل. وهو ما انتهت إليه تجربة الشعب المصري مع جماعة الإخوان المسلمين. وهي تجربة ذات دلالة لما للإخوان من تاريخ طويل في العمل السري. فبعد سنة قلقة قضاها محمد مرسي رئيسا للبلاد، أثبت خلالها أن انتماءه إلى الجماعة الدينية أكبر من انتمائه إلى مصر، لم يكن أمام الإخوان سوى أن يخيّروا الشعب المصري بين الرضوخ لشرعية وجودهم في السلطة بعد أن قام الشعب بإلغائها، وبين التعرض لحرب استنزاف طويلة الأمد، يكون الإرهاب أسلوبها. كانت هناك محاولات للصلح، كلها انتهت إلى الفشل. فالجماعة المصرية لم تقتنع بالانضمام إلى الحياة السياسية في جبهة المعارضة، بالرغم من أنها لا تزال تمتلك قدرا من الشعبية لا بأس به.

ما فعلته حركة النهضة في تونس يعد استثناء لا يعتد به في هذا المجال. نظريا فإن جماعات الإسلام السياسي لا تخطط للانضمام إلى الحياة السياسية التي لا تعترف بشرعيتها. ذلك الانضمام يتعارض، كليا، مع مشروعها القائم على فكرة إصلاح ما اعوجَّ من شؤون الدنيا، والتمهيد للقبول بالآخرة دارا للعدل. وهو ما يعني حربا مستعرة على المجتمع. ولو نظرنا بإمعان إلى تجربة حزب الدعوة في حكم العراق المستمرة منذ عشر سنوات، سيكون علينا أن لا نُدهش بذلك الشعور المتضخم بالتعالي والتفضل الذي يتسـم به سلـوك زعامات ذلك الحزب وقياداته، وهي تسعى إلى تنظيـف الشعب من عاداته القديمة التي لا تنسجم مع الإسلام.

ولن يكون مفاجئا لأي مطلع على فكر الجماعات الإسلاموية إذا ما قلنا إن المواطنة والنسيج الاجتماعي والدولة والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات والإخاء والتوزيع العادل للثروات هي جزء من قائمة طويلة تضم العادات السيئة التي يجب على المجتمع أن يتخلص منها.

علينا هنا أن نتخيل ما الذي يمكن أن يفعله حزب الدعوة، وهو المعروف بتاريخه الإرهابي، لو أنه فقد السلطة في العراق؟ ما الذي يمكن أن يفعله حزب الله في لبـنـان لـو أن اللبنـانيين امتلكـوا الإرادة التـي تجبره على التخلي عن سلاحه الذي يقـع خـارج سيطـرة الدولـة، والـذي بات يشكل مصـدر خطـر على حياتهـم المباشـرة؟

للحزبين أسوة حسنة في جماعة الإخوان المسلمين في مصر. إما الخضوع لمنطق الإرهاب المبطن والمسكوت عنه، أو التعرض المعلن والمكشوف لحرب طويلة الأمد. وفي الحالتين فإن العنف لا يصلح أن يشكل مائدة للصلح. ولأن الجماعات والأحزاب الدينية لا تملك سوى العنف وسيلة لتطبيق برامجها وفرضها على المجتمعات، فإن التفكير في وجود جماعات معتدلة، بالرغم من انتمائها إلى عالم الإسلام السياسي، هو نوع من الخيال الكاذب.

 

من المجرم الأخطر؟

غسان شربل/الحياة/18 أيار/16

لو قيض للبريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو أن ينظرا إلى ما ارتكباه في مثل هذا اليوم قبل مئة عام لربما شعرا بألم فظيع. لكن أقلام القوى العظمى عند المنعطفات الكبرى تشبه السكاكين التي تحركها شراهة المصالح لا دموع ذوي المريض. فوق بحر من الركام واللاجئين والأرامل والأيتام يطفئ اتفاق سايكس - بيكو اليوم شمعته المئة. قرن كامل مر على تلك الجريمة. اتفق الرجلان على تقاسم تركة «الرجل المريض» وولدت من خطوط قلميهما خرائط لم تأخذ في الاعتبار المعطيات الدينية والطائفية والقبلية والعشائرية. وفي العام التالي ستطل جريمة أخرى عبر «وعد بلفور» الذي سيؤسس لنار لا تنطفئ. من حفنة السنوات التي أعقبت ذلك الاتفاق ستولد جروح كثيرة. جرح العرب الذين سيعتبرون أنفسهم ضحية خديعة أجهضت حلمهم بدولة عربية كبرى تحتل مكانها تحت الشمس. وجرح مسلمين رأوا في سقوط الخلافة الإسلامية إعلاناً لغروب شمس المسلمين ووقوع مصيرهم في أيدي من لا يشبهونهم. وجرح فلسطيني وعربي سيحمل اسم النكبة بعد قيام دولة إسرائيل على أراضي الفلسطينيين وركام حقوقهم. وجرح كردي من رؤية شعب كامل يتوزع أقليات مقهورة في أربع خرائط.

بعد مئة عام هذا هو المشهد. ألغى «داعش» الحدود العراقية - السورية وأعلن عودة «الخلافة» لكنه ألحق بسنة «الهلال» نكبة ستظهر الأيام أنها أخطر بمرات من سقوط الخلافة العثمانية. وتمزقت دول عربية أساسية بما يؤكد أن نكبة العرب الحالية أشد وطأة من نكبة فلسطين. بدت الخرائط مصطنعة ومستباحة على أيدي المقاتلين الجوالين والميليشيات وتأهبت أقليات للالتحاق بخرائط أكبر أو رسم خرائط أقل. لم تتطابق مشاعر الناس مع الخرائط التي فرضت عليهم. ولم تكن المجتمعات جاهزة لاستخلاص الدروس من الماضي وويلاته وعبره. قرار التعايش مع الآخر المختلف لم يكن حاضراً لا داخل الخرائط ولا على حدودها. وبدت فكرة الدولة والمؤسسات نباتاً غريباً لا تصلح التربة لاحتضانها. إنها مأساة ثقافية قبل أن تكون سياسية. أطل المستبدون. من الثكن أو من عقائد تشبهها. ريفيون بأفكار بسيطة قاطعة وبعطش هائل وجوع رهيب. حولوا نعمة الاستقلال نقمة ونكبة. روجوا الشعارات المخدرة ونهبوا خيرات البلدان وكان برنامجهم الحقيقي من نقطة وحيدة: الإقامة في القصر إلى أن يحين موعد القبر. تاجروا بأحلام الناس وانتزعوا أسنان المعارضين وأصابع المعترضين وأرواح المحتجين. حولوا خرائط سايكس - بيكو معتقلات. اعتبروا كل اختلاف مؤامرة وخيانة ونصبوا الدستور خادماً ذليلاً يلتف كالحبل على أعناق المواطنين وأطفالهم.

أغلق المستبدون كل الشبابيك. حجبوا أضواء العصر عن مواطنيهم. اعتبروا المواطن جاسوساً لا تسقط عنه التهمة إلا إذا مشى على جبينه مادحاً ومصفقاً. ولغوا في الظلم. والاستبداد. والتهميش. والتمييز. طحنوا كرامة المواطن ووزعوا خبز الرعب. أفسدوا القاموس. والمدارس. والمناهج. والأحزاب. والنقابات. والجامعات. والأغاني. والقصائد. وحده الفساد كان النديم الدائم للاستبداد. لم يعد المواطن يصدق شيئاً. ولم يعد يصدق أحداً. وكان يسارع إلى إخفاء ابتسامته كلما برر الحكم شيوع الفقر بحجم أعباء التصدي للإمبريالية والصهيونية. وراحت البلاد تنحدر. من قاع إلى قاع. لا يهجس المواطن بغير سلامته فيما العالم يشهد ثورات علمية وتكنولوجية متلاحقة وفيما المواطن هناك يعيش في ظل دولة القانون والمؤسسات. لا الدولة الطبيعية قامت ولا المواطن الطبيعي مسموح. فضحنا «الربيع العربي» حين انتابنا. كأنه وضعنا أمام الخيار القاتل: إما الظلم وإما الظلام.

في ذكرى سايكس - بيكو يسأل العربي نفسه: من المجرم الحقيقي؟ هل هو الغريب الذي دبج الخرائط على عجل أم هذا الذي استولى على الخريطة وأخذنا معها إلى الهاوية؟ تحتاج الخرائط إلى صيانة وعناية. إلى قرار تعايش وإلى فكرة الدولة والمؤسسات. إلى التنمية والشراكة. المجرم الأخطر ليس من ارتجل الخريطة. المجرم الحقيقي هو من زرعها بالموت والفقر واليأس.

 

تدرّج تنازلي لموقف كيري من موعد آب المقبل يرحّل مفاوضات الحل السوري إلى الإدارة المقبلة

روزانا بومنصف/النهار/18 أيار 2016

انتهت المحادثات الدولية في شأن الحرب في سوريا من دون تحديد تاريخ قريب لاستئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة. وهو مؤشر رمزي معبر عن عدم القدرة على الاتفاق بين اميركا وروسيا على موقف غير التشديد على الاتفاق المبدئي بينهما. فتم تأكيد ضرورة تعزيز وقف النار والاتفاق على فرض عقوبات على اي طرف يتصرف وفق روزنامة غير التوصل الى اتفاق. الا ان ما يستحق الوقوف عنده أكثر بالنسبة الى مراقبين ديبلوماسيين متابعين للشأن السوري، هو أن موعد الاول من آب، الذي حدد للاطراف المتحاربة في سوريا للاتفاق على اطار عمل في شأن الانتقال السياسي، هو "هدف" وليس موعدا نهائيا لذلك.

عدم التوصل الى اتفاق على استئناف المفاوضات يشي في ذاته بوجود خلافات لم تذلل، وكثر توقعوا أن الامور لم تكن ناضجة ولا الظروف مهيأة لذلك. لكن ثمة ما بدا دوراناً في دائرة مقفلة على رغم بيان مشترك لكل من وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا الاسبوع الماضي أثنت عليه الدول الاوروبية من دون أن يقنعها بالفعل. هذا الدوران عبّر عنه تأكيد المجموعة الدولية، على ما سبق أن أصدره قرار لمجلس الامن في 3 أيار الجاري وحمل الرقم 2286، أكد إخضاع المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي. لكن ذلك لم يحصل فيما كانت ايران تضخ بعناصر من الحرس الثوري في جوار حلب وفيما كانت روسيا تحمي ادانة النظام من اي ادانة لقصفه مستشفيات او منعه وصول مساعدات طبية وانسانية الى مناطق محاصرة. ومن الصعب ان يرى المراقبون كيف يمكن ان يكون للولايات المتحدة فاعليتها في الطلب من روسيا الضغط على بشار الاسد او ايران لوقف العمليات العسكرية في ظل التدرج التنازلي لوزير الخارجية الاميركي في الموقف من الحل السوري. إذ انتهى كيري الى ان الاتفاق على اطار للانتقال السياسي هو هدف وليس موعدا نهائيا. وكان كيري هدد بنفسه في 3 ايار، أي قبل أسبوعين، الحكومة السورية وداعميها بأن عليهم بدء عملية انتقال سياسي في مهلة اقصاها الاول من آب، وإلا واجهوا عواقب مقاربة اميركية جديدة لانهاء الحرب في سوريا. وقال: "ان الموعد النهائي للانتقال السياسي هو الاول من آب، ونحن في ايار، فإما أن يحصل شيء في الشهرين المقبلين وإما سيواجهون مسارا مختلفا جدا". ووزير الخارجية الاميركي كان شديد التفاؤل منذ تشرين الثاني الماضي حين أعلن عن اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال: "نحن على مسافة أسابيع نظريا من احتمال انتقال كبير في سوريا، وسنواصل الضغط في هذه العملية، ولا نتحدث عن أشهر بل عن أسابيع". وهو أثنى يومها على وجود ايران الى الطاولة، ووصف الخطوة بأنها "فريدة من نوعها". وعاد كيري فحذر في شباط من تأخير الانتقال السياسي في سوريا قبل أن يقول اخيرا ان بداية آب هدف وليس موعدا نهائيا. ومن السهل القول ان المياه لم تجر كما تشتهي سفن رئيس الديبلوماسية الاميركية خلال الاشهر الماضية، الا ان هذا التراجع التدريجي في الموقف يمس بصدقية الجانب الاميركي الذي يأخذ عليه حلفاؤه الاوروبيون في الاصل أنه كان شديد الثقة بالتزامات روسيا، في حين لا يوافقونه هم الرأي في هذا الشأن بالذات، كما انهم لا يبدون ارتياحا الى إقصائهم عن الثنائية الاميركية - الروسية التي تناقش الوضع في سوريا وتحصره من ضمن هذه الثنائية.

ولعل كيري في رأي المراقبين خفف التوقعات حول موعد آب المقبل الذي كان لوح به نظرا الى ان الولايات المتحدة ستكون دخلت بقوة حمى الانتخابات الرئاسية المرتقبة مطلع تشرين الثاني المقبل. ومنذ الآن يراقب العالم هذه الانتخابات في ظل تحول الرئيس الاميركي باراك اوباما الى ما يتعارف على تسميته بطة عرجاء، وكذلك فريق عمله. وتشهد على ذلك حمّى الكلام والاتهامات كما الاعتراضات الايرانية على حجز أموال إيرانية لدفع تعويضات لمتضررين اميركيين من اعمال متورطة فيها ايران، في الوقت الذي يعجز فيه الرئيس الاميركي عن التدخل، علما انه كان يعول على انفتاح ايراني يدعم الرئيس حسن روحاني ويمهد لانفتاح خارجي على ايران يخفف راديكاليتها. كذلك تشكو ايران عدم انفتاح المصارف الاوروبية عليها، ولعل ذلك مرتبط بأن هذه المصارف لا تنوي المخاطرة في اتجاه ايران على عتبة نهاية ولاية رئيس اميركي وترقب وصول آخر قد ينتهج سياسة مختلفة ازاء ايران ولا يحافظ على حماسة اوباما في الانفتاح عليها. وهو ما قد يسري في المقابل على موقف ايران من سوريا لجهة عدم التزام اتفاقات وقف النار ومساعدة النظام في محاولته استعادة السيطرة على حلب، طمعا في فرض أمر واقع مختلف على الرئيس الاميركي المقبل، ولعدم حصول ايران على ما تريده من رفع العقوبات من اميركا. في أي حال، فإن التحدي بالنسبة الى الاميركيين، وفي شكل خاص بالنسبة الى المراقبين المعنيين، هو القدرة على تفعيل وقف الاعمال العدائية على الاقل، إن لم يكن تحفيز الوصول الى اتفاق او حل وفق الاطار المتفق عليه، واعادة العمل بالهدنة هي المحك الفعلي، وكل ذلك على خلفية ان يترك لخلفه على الاقل انه أبقى على كلمة الولايات المتحدة فاعلة في سوريا، وليست من دون تأثير، وفق ما تلحق به الاتهامات في هذا الاطار.