المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 أيار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.may21.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن. إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ

تُوبُوا إِذًا، وَٱرْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُم، فَتَأْتِيَ أَوْقَاتُ ٱلفَرَجِ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبّ

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

16 سنة على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب/حزب الله يحتل الجنوب اللبناني ولم يحرره/الياس بجاني

ميشال المر و86% في المتن الشمالي، أين الثنائية العونية-الجعجعية!!/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

«جزين النيابية» نجمة صناديق الاقتراع في جنوب لبنان غداً

ريفي: بدر الدين تعرّض لتصفية و«لن نقبل وثيقة وفاة قبل الوصول إلى الجثة بإشراف المحكمة الدولية»

تفاصيل الأخبار اللبنانية مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 20/5/2016

عون في رسالة عشية الانتخابات النيابية والبلدية في جزين:آمل منها أن تثبت الخط السياسي الذي انتهجته في العام 2009

خبير اسرائيلي: حزب الله من اغتال مصطفى بدر الدين!‏ 20 مايو، 2016 مصطفى بدر الدين

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 20 ايار 2016

"النيابية أولا" مغامرة قد توصل الى الفراغ التـام فـ"المؤتمر التأسيسي" وخشية "آذارية" من قلب "الطائف" بذريعة إصلاحه..وتمسّك بـ"الرئاسية"

عسيري اقام مأدبة عشاء للقيادات اللبنانية: آمل أن تكون الانتخابات البلدية خطوة باتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية

الاحرار رفض كلام بان كي مون عن توطين النازحين : الاولوية لانتخاب رئيس والتوصل الى قانون انتخاب يضمن صحة التمثيل

"الشرق الاوسط": توجّه لزيادة التضييق على "حزب الله"

عقيلة يعقوب في اليوم ال 16 من إعتصامها: لم يزيدنا إعتقالكم الا قوة وصلابة

مساعٍ لعودة الثقة بين حزب الله والقطاع المصرفي… فهل تنجح/سهى جفّال/جنوبية

قهوجي استقبل وفدا امنيا اميركيا والملحق العسكري التركي

الأمم المتحدة تفشل في تبديد مخاوف اللبنانيين من توطين السوريين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حركــة دبلوماسـية "تصويبية" ناشـطة لتبديد لغط المخططـات "التوطينيـــة"

كاغ في "الخارجيـة": تقريـر بـان "عـامّ".. وباسيل يسـلّمها رسـالة "احتجاجية"

الحريري في صيدا انتخابيا.. كلمة لنصرالله عصرا.. والعين على دارة عسيري ليلا

المشنوق يؤجل الانتخابات البلدية والاختيارية في طورزا

 ستريدا جعجع أعلنت لوائح الانماء والوفاء لبلديات جبة بشري: المنطقة تستحق منا كل جهد لتعويض ما فاتها من انماء

حزب الله" و"أمل" يواجهان العائلات الأحد علـى وقــع بعـض الاهتـــزازات

خليل الخليل: ترشح مجموعة من أبناء صور كسر للهيمنة ورفض للتسلط والاستئثار بقرار الاهالي

يشـوعي: التوصيات تصلح برنامجـاً لرئيس الجمهوريـة العتـيد واجتماع بكركي الإقتصادي "يُشرّح" ملف الصناعة على طاولة الحلول

درباس: التوطيـن لن يمر ولا شـروط علـى المسـاعدات و"مسؤولون أوروبيون أكدوا أن بان تحدث عن اللجوء عموما"

عريجي: لا تطمينات دولية بشأن توطين النازحين

سليمان: الأولوية لانتخاب الرئيس قبـل اي إجراء "تكوينـي" آخـر

ميشال معوض استقبل طوني فرنجيه: قاربنا الانتخابات من باب انمائي وأساس المبادرة فصل الانماء عن السياسة

أرسلان من حاصبيا: من العار العودة الى قانون الستين ونطالب باعتماد النسبي لإرساء العدالة بين اللبنانيين

وفد ألماني اطلع من مطر على أوضاع المسيحيين واللاجئين في لبنان

ريفي دعا الطرابلسيين الى الاقتراع وعدم السماح بالمحاصصة: لا لتركيبة هجينة للمجلس البلدي وعلى ميقاتي ان يعيد حساباته

جنبلاط التقى الجالية في الكويت: لا خطر توطين في لبنان ونستطيع تنظيم الأمور بانتظار الحل السياسي في سوريا

الراعي زار دير سيدة لبنان في جوهانسبورغ والسفارة البابوية في بريتوريا وترأس اجتماعا راعويا

باسيل سلم كاغ رسالة خطية الى بان تضمنت موقف لبنان برفض التوطين وأي شكل من أشكال البقاء الطويل للسوريين

كاغ زارت باسيل: لبنان غير معني بتقرير بان ولم نطلب تسوية دائمة او تجنيس النازحين السوريين او الفلسطينيين في لبنان

فضل الله: لتتحمل الدولة وجمعية المصارف مسؤولية الحفاظ على حقوق اللبنانيين ومصالحهم وتتعامل مع القرارات الاميركية بحكمة ودقة

عمار الموسوي استقبل نائبة وزير الخارجية في جنوب أفريقيا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مصر: وجدنا حطام الطائرة ومقاعد وأشلاء في عرض المتوسط

دي ميستورا: اقتربنا من إسقاط المساعدات جواً

البنتاغون يرفض شن غارات مشتركة مع موسكو في سوريا

اليمن.. تلويح بالعودة إلى الحسم العسكري مع الحوثيين

يعالون يعتزل السياسة:المجتمع الاسرائيلي يميل للعنف والعنصرية

وزير الدفاع اليوناني: جزء من اشلاء بشرية ومقعدان وحقائب بين حطام الطائرة المصرية

آيرولت اكد عدم وجود اي مؤشر حول اسباب تحطم الطائرة المصرية

الرياض": التحولات في الشرق الأوسط تنعكـس دراماتيكيـا على المسـلمين

مفاوضات جنيف الى ما بعد الانتخابات الاميركيــــة! التسوية اليوم لمصلحة روسيا والتأخير يعزز فرص النظام

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتخابات ٢٠١٧ بقانون ١٩٦٠ /علي حماده/النهار

ما قصة التوطين العائدة من الباب الأممي/سابين عويس/النهار

نصرالله: الوداع الأخير/احمد عياش/النهار

مصطفى بدر الدين مسيحي في الخليج سني في بيروت شيعي في سوريا/محمد قبيلات/العرب

مقتل بدر الدين أم مقتل حزب الله/نديم قطيش/الشرق الاوسط

«حزب الله»: بين البلديات والحرب السورية/حسام عيتاني/الحياة

بدر الدين وحوادث الطريق/وليد شقير/الحياة

حزب الله" و"أمل" انتخابياً: غرام بعد انتقام/وليد حسين/المدن

مشاكل العقوبات على "حزب الله"/عصام الجردي/المدن

قلق في أوساط الشيعة بعد اغتيال بدر الدين/لبنان الآن/حـنـيـن غـدّار

مبادرة بري في توقيتها وخلفياتها/ليبانون فايلز/شارل جبور

هل صحيح أنّ «ولاية الفقيه» تحترم بشار/د.مصطفى علوش/الجمهورية

الرئيس أمين الجميل في افتتاح مؤتمر عن سايكس بيكو: مصلحة اللبنانيين بالحفاظ على خريطتهم التاريخية ودولتهم الديمقراطية وصيغتهم التعددية/وطنية

فرصة الحل السياسي متوافرة في اليمن عبر المفاوضات/ راغدة درغام/الحياة

اربطوا أحزمة المقاعد بإحكام استعدادًا للرئيس ترامب/أمير طاهري/الشرق الأوسط

نص خطاب السيد نصرالله في ذكرى اسبوع بدر الدين :ندعو للمشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب ونعمل ليتعاظم حضورنا في سوريا /وطنية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن. إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من08حتى14/:"قالَ فيليبُّس لِيَسوع: «يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وحَسْبُنَا». قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟ مَنْ رَآنِي رَأَى الآب، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْت: أَرِنَا الآب؟ أَلا تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا في الآب، وأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ أَلكَلامُ الَّذي أَقُولُهُ لَكُم، لا أَقُولُهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ المُقِيمُ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ. صَدِّقُونِي: أَنَا في الآبِ والآبُ فِيَّ. وإِلاَّ فَصَدِّقُوا مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب. كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن. إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ.

 

تُوبُوا إِذًا، وَٱرْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُم، فَتَأْتِيَ أَوْقَاتُ ٱلفَرَجِ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبّ

سفر أعمال الرسل03/من11حتى21/:"يا إِخْوَتِي : بَيْنَمَا كَانَ ٱلرَّجُلُ الْمُخَلَّعُ يُلازِمُ بُطْرُسَ ويُوحَنَّا، أَسْرَعَ ٱلشَّعْبُ كُلُّهُ إِلَيْهِمَا في ٱلرِّوَاقِ ٱلمَدْعُوِّ رِوَاقَ سُلَيْمَان، وهُمْ مَذْهُولُون. فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ ذَلِكَ، خَاطَبَ ٱلشَّعْبَ قَائِلاً: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِسْرَائِيلِيُّون، مَا بَالُكُم مُتَعَجِّبِينَ مِنْ هذَا؟ أَوْ مَا بَالُكُم تَتَفَرَّسُونَ فِينَا كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا نَحْنُ أَو بِتَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هذَا ٱلرَّجُلَ يَمْشِي؟إِنَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وإِسْحقَ ويَعْقُوب، إِلهَ آبَائِنَا، قَدْ مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوع، ٱلَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُم وأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ بِيلاطُس، وكَانَ قَدْ عَزَمَ عَلى إِطْلاقِهِ. أَمَّا أَنْتُم فَأَنْكَرْتُمُ القُدُّوسَ البَارّ، وطَلَبْتُم أَنْ يُوهَبَ لَكُم رَجُلٌ قَاتِل، وقَتَلْتُم رَبَّ ٱلحَيَاةِ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وعَلى ذَلِكَ نَحْنُ شُهُود. وبِفَضْلِ الإِيْمَانِ بِٱسْمِ يَسُوع، شَدَّدَ ٱسْمُ يَسُوعَ هذَا الرَّجُلَ الَّذِي تُشَاهِدُونَهُ وتَعْرِفُونَهُ. والإِيْمَانُ بِيَسُوعَ هُوَ ٱلَّذِي أَعَادَ إِلى هذَا ٱلرَّجُلِ تَمَامَ صِحَّتِهِ هذِهِ أَمَامَكُم جَمِيعًا. وٱلآن، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُم عَنْ جَهْلٍ فَعَلْتُم ذَلِكَ، كَمَا فَعَلَ أَيْضًا رُؤَسَاؤُكُم. وهكَذَا أَتَمَّ ٱللهُ مَا سَبَقَ فَأَنْبَأَهُ عَلى لِسَانِ جَمِيعِ ٱلأَنْبِيَاء، أَنَّ مَسِيحَهُ سَيَتَأَلَّم. فَتُوبُوا إِذًا، وَٱرْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُم، فَتَأْتِيَ أَوْقَاتُ ٱلفَرَجِ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبّ، إِذْ يُرْسِلُ إِلَيْكُمُ ٱلمَسِيحَ يَسُوع، ٱلَّذِي سَبَقَ فَأَعَدَّهُ لَكُم، والَّذِي يَنْبَغِي أَنْ تَحْتَفِظَ بِهِ السَّمَاء ، حَتَّى الأَزْمِنَةِ الَّتِي يُجَدِّدُ فِيهَا اللهُ كُلَّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ، بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ القِدِّيسِينَ مُنْذُ القَدِيم."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

يولد الالتزام الحازم من أجل حقوق الإنسان من الوعي للقيمة الفريدة لكل شخص

The firm commitment for human rights springs from an awareness of the unique and supreme value of each person

L’engagement décisif pour les droits humains naît de la conscience de la valeur unique et irremplaçable de chaque personne

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

16 سنة على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب/حزب الله يحتل الجنوب اللبناني ولم يحرره

الياس بجاني/21 أيار/15

http://eliasbejjaninews.com/2016/05/20/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-16-%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6/

عام 2000 في 21 أيار انسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وطبق القرار الدولي رقم 425، وكل ما يقال عن تحرير قام به حزب الله هو مجرد أكاذيب وفبركات لا أساس لها من الصحة.

وبما يخص كذبة وهرطقة تحرير حزب الله للجنوب اللبناني فقد بدأت وبقوة كبيرة وبسرعة فائقة تتوضح الأمور كافة، وتنقشع الغيوم، وتتكشف الحقائق، وتنفضح الأكاذيب، وتتعرى الهالات النفاق، وتسقط الأقنعة.

إن حزب الله وطبقاً لكل الوثائق والتقارير الرسمية الإسرائيلية والدولية والعربية لم يحرر الجنوب اللبناني سنة ألفين، حيث تم الانسحاب الإسرائيلي منه على خلفيات إسرائيلية بحت محلية وعملاً بوعود نيابية كان التزم بها رئيس الوزراء في حينه يهود براك.

بصوت عال نقول إن كل سياسي أو رجل دين أو مسؤول أو مواطن لبناني كائن من كان يدعي باطلاً أن حزب الله قد حرر الجنوب هو يغش ويخدع نفسه قبل أن يغش ويخدع الآخرين.

من هنا فإن كل من يحتفل في 25 من الشهر الجاري بما يسمى باطلاً وتزويراً ب "عيد التحرير" الذي فرضه المحتل السوري خلال حقبة احتلاله للبنان على الدولة اللبنانية بالقوة والإرهاب، هو يجافي الحقيقة، ويسوّق للمشروع الإيراني، ويغض الطرف عن إجرام حزب الله في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل الساحات العربية والإقليمية والدولية التي يحارب فيها ويقوم بأعمال بإرهابية على أرضها ضد شعوبها ومؤسساتها نيابة عن ملالي إيران وخدمة لمشروعهم التوسعي والمذهبي والإمبراطوري.

كما أن كل من يحتفل بهذا العيد النفاق هو عملياً راضي عن احتلال حزب الله للبنان، وقابل بإجرامه ضد الشعب السوري، ومؤيد لكل إرهابه وغزواته في معظم الدول العربية.

نقول لكل مكونات 14 آذار من سياسيين وأحزاب كفاكم مسايرة قاتلة وتنازلات مهينة ومذلة لحزب الله، خافوا الله واشهدوا للحق والحقيقة وأعلنوا صراحة وعلنية إنكم ضد الاحتفال بهذا العيد النفاق.

أعلنوا صراحة ودون تردد أو خوف إن حزب الله قوة احتلال إيرانية، ولم يحرر الجنوب، ولا هو لبناني، ولا عربي، ولا هو من النسيج اللبناني، بل هو قوة إرهاب تحتل لبنان وتهيمن بالقوة والمال والتمذهب على الطائفة الشيعية وتعزلها عن باق الشرائح اللبنانية وعن محيطها العربي وترسل شبابها ليموتوا في سوريا واليمن والعراق والبحرين ودول الخليج العربي خدمة لمشروع الملالي الهادف إلى احتلال كل الدول العربية واستعباد شعوبها وإقامة الإمبراطورية الفارسية.

يا من تنافقون وتشاركون حزب الله بكذبة "عيد التحرير" كيف يكون في قاموسكم من قام بغزوتي بيروت والجبل واعتبر هذه الغزوات الدموية أياماً مجيدة ويقاتل الشعوب العربية هو محرر ومقاوم ؟

هذا العيد النفاق يجب أن يلغى، وفي نفس الوقت من الضرورة الوطنية أن يحاكم كل مسؤول وسياسي ورجل دين وافق على جعله عيداً رسمياً.

وفي نفس السياق، وانصافاً للعدل واحقاقاً للحق، وتكفيراً عن الذنوب والتجني والظلم، المطلوب من كل مسؤول وسياسي ورجل دين لبناني يخاف الله ويوم حسابه الأخير ويحترم نفسه وضميره حي أن يعطي أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 حقهم بعدل وإنصاف، أولاً باعتبارهم أبطال ومقاومين، وثانياً العمل على عودتهم المشرفة إلى لبنان دون محاكمات أو أية إجراءات قضائية مذلة.

يبقى أنه عملياً وواقعاً فإن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل هو يحتله كما يحتل لبنان، وقد حوله إلى مستعمرة إيرانية، وهجر أهله.. ومن بقي منهم فيه يصادر حريتهم وقرارهم ويرسل شبابهم ليموتوا في ساحات الحروب الإيرانية ضد الشعوب العربية.

في الخلاصة، إن القوى السيادية في لبنان متخوفة من مواجهة حزب الله عسكرياً، في حين أن جيش لبنان الجنوبي هو وحده من واجه هذا الحزب عسكرياً لسنين طويلة ومنعه من دخول ما كان يسمى في حينه "الشريط الحدودي" وقدم ما يقارب الألفين شهيد.

من هنا يقتضي العدل تقديم واجب العرفان بالجميل لأفراد "جيش لبنان الجنوبي، وأهلهم والتوقف عن اضطهادهم وتخوينهم وحرمانهم من حق العودة إلى وطنهم.. ومن عند إذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotm,ail.com

 

 

ميشال المر و86% في المتن الشمالي، أين الثنائية العونية-الجعجعية!!

الياس بجاني/20 أيار/16

سواد وج وبهدلي وقلة قيمة... ميشال المر ربيب الاحتلال السوري هو بالأرقام أقوى من كل الأحزاب الشركات التجارية في المتن الشمالي.. يعني هو عنده تأييد86% وما يزيد. باختصار يروحوا ينطموا أصحاب شركات الأحزاب ويخجلوا شوي..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

«جزين النيابية» نجمة صناديق الاقتراع في جنوب لبنان غداً

بيروت - «الراي/21 أيار/16/لن تختلف الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان التي ستجري غداً في محافظتيْ الجنوب والنبطية عن المرحلتين السابقتيْن لجهة تحوُّلها «ساحة مبارزاتٍ» يختلط فيها السياسي بالحزبي والعائلي والمناطقي.

وكما في بيروت والبقاع وجبل لبنان، سيتمّ احتساب نتائج انتخابات الجنوب «على مقياس» مزدوجٍ: الاول لتحديد الأحجام و«الأوزان» الشعبية التي تساهم في تكوين صورة عن موازين القوى التي ستتحكّم باستحقاقات مقبلة ولا سيما الانتخابات النيابية. والثاني متأتٍ من تداخُل «بلديات 2016» في جانبٍ منها مع الأزمة الرئاسية بما جعل التعاطي مع «الاستفتاء المحلي» يتمّ باعتباره عملية «استطلاع بالأصوات» للصفة التمثيلية الفعلية للعماد ميشال عون تحديداً الذي يتذرّع في تمسُّكه بترشحه على قاعدة «انا او لا أحد» من كونه صاحب «الشرعية التمثيلية» في الشارع المسيحي والتي تعزّزت بدعم حزب «القوات اللبنانية» له رئاسياً.

وعشية فتح صناديق الاقتراع غداً، تَشابك هذا الاستحقاق مع «قرقعة» عناوين سياسية دهمت المشهد اللبناني في الأيام الأخيرة وأبرزها الانشغال بتفكيك «شيفرة» اندفاعة رئيس البرلمان نبيه بري الى طرح مبادرة من 3 خيارات للخروج من المأزق السياسي الذي يختزله الشغور الرئاسي الذي يدخل الاربعاء المقبل سنته الثالثة، وهي المبادرة التي كرّست حدّيْن لإنهاء الفراغ:

الاول انتخابات نيابية مبكرة على قاعدة قانون جديد او «الستين» النافذ يليها مباشرة انتخاب رئيس وفق التزام مسبق بذلك من القوى السياسية. والثاني «دوحة لبنانية» تناقش الأزمة من ضمن «سلة متكاملة» تشمل الرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة ومجمل العناوين الاشكالية على ان تحصل الانتخابات الرئاسية بموجبها اولاً.

واذا كان 21 يونيو المقبل سيشكّل موعداً مفصلياً لتبيان مسار مبادرة بري ومصيرها في الجولة 19 للحوار الوطني التي ستساهم الاسابيع الفاصلة عنها في تبيان اذا كانت تتكئ على أفق خارجي ام انها من «حواضر البيت المحلي»، فإن الجولتين المتبقيتين من الانتخابات البلدية غداً والأحد الذي يليه (في الشمال) ستفضي الى اكتمال «نصاب» الخلاصات السياسية ليبنى عليها في أكثر من استحقاق.

والواقع ان انتخابات الجنوب تكاد ان تختصرها 3 عناوين رئيسية: الاول معركة عاصمة المحافظة اي صيدا حيث يخوض الرئيس سعد الحريري معركة استعادة المبادرة وإثبات الوجود الشعبي بعد النتائج الباهتة التي سُجلت في بيروت بفعل الانكفاء السني والمسيحي عن الاقتراع بكثافة ناهيك عن تسجيل اللائحة المنافسة (من المجتمع المدني والنخب الثقافية والفنية والعلمية) لتلك التي دعمها زعيم «المستقبل» وسائر الأحزاب نتيجة مرموقة شكّلت مفاجأة مدوية.

وبهذا المعنى فإن الحريري، الذي توجّه الى صيدا لاستنهاض جمهور «المستقبل»، ينخرط من «بوابة الجنوب»، التي تُعتبر مسقط آل الحريري وثالث معاقل الزعامة السنية في لبنان (بعد بيروت وطرابلس)، في منازلةِ تثبيت زعامته واسترداد «البريق الشعبي» عبر اللائحة التي يدعمها (ومعه عمّته نائبة صيدا بهية الحريري والرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة و«الجماعة الاسلامية») برئاسة رئيس البلدية الحالي محمد السعودي بوجه لائحة مدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري» ستستقطب جمهور «8 آذار» والكتلة الشيعية الداعمة لـ «حزب الله»، وثالثة برئاسة القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» علي الشيخ عمار التي ستجذب المتعاطفين مع احمد الاسير والناقمين على رفع الغطاء عن الأخير، الذي كان يشكل خطّ مواجهة مع «سرايا المقاومة» (التابعة لحزب الله) في المدينة وذلك بعد معارك عبرا مع الجيش اللبناني صيف العام 2013.

والعنوان الثاني معركة جزين التي ستشهد استحقاقاً مزدوجاً: الانتخابات النيابية الفرعية لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب ميشال الحلو (من كتلة العماد ميشال عون ) الى جانب الاستحقاق البلدي. ويخوض عون في هذا السياق اختبار قوة حقيقياً في المعركة النيابية لايصال مرشحه للنيابة أمل ابو زيد الذي يواجه المرشحين العميد المتقاعد صلاح جبران، ابرهيم عازار نجل النائب السابق سمير عازار، وباتريك رزق الله المرشّح المستقلّ والناشط السابق المفصول عن «التيّار الوطني الحر».

اما العنوان الثالث، فهو المعارك في مناطق نفوذ «حزب الله» الذي سيواجه في بلدات عدة مع حركة «امل» لوائح مدعومة من عائلات وقوى يسارية مثل الحزب «الشيوعي». واذ لا تبرز توقعات بمفاجآت لجهة تلقي الحزب هزائم، فان الانظار تشخص مجدداً على النسب التي سيحققها منافسوه واذا كانت ستلاقي الأرقام التي سُجلت في بعض مناطق البقاع والضاحية الجنوبية، وسط تركّز العيون مثلاً على بلدة البازورية مسقط السيد حسن نصرالله والتي تشهد منازلة بين اللائحة الاتئلافية التي تضمّ «حزب الله» و«أمل» ولائحة مدعومة من فاعليات عائلية وأطراف يسارية.

 

ريفي: بدر الدين تعرّض لتصفية و«لن نقبل وثيقة وفاة قبل الوصول إلى الجثة بإشراف المحكمة الدولية»

الراي/21 أيار/16/أعلن وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي ان اغتيال القائد في «حزب الله» مصطفى بدر الدين «هو عملية تصفية»، لافتاً الى «انها المرة الاولى أرى (حزب الله) مربكاً وأخَّر بيانه (حول ملابسات مقتل بدر الدين) لمدة أربعة وعشرين ساعة وهم لا يستطيعون ان يغشوا الناس»، مشيراً إلى أن «شركاء الجريمة (اغتيال الرئيس رفيق الحريري) صفوا بعضهم بعضاً مثلما حصل مع رستم غزالة، لحماية القيادات السياسية». وقال ريفي: «استفزني قدوم قاسم سليماني الى لبنان وزيارته ضريح بدرالدين وكان على الدولة اللبنانية عدم السماح له بذلك، وشعرتُ بالغضب الشديد عندما رأيت سليمان فرنجية في صفوف العزاء الأمامية ببدر الدين (...) المتهَم بقتل شهدائنا وهناك احتمال أن يكون على قيد الحياة، وعندما يأتيني طلب فحص الـ (دي إن آي) من المحكمة الدولية سأحيله الى النيابة العامة التمييزية ولن نقبل بوثيقة وفاة قبل الوصول الى الجثة بإشراف المحكمة الدولية التي لها الحق في إثبات وفاته مع استمرار محاكمته غيابياً الى حين التأكد من موته».

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 20/5/2016

الجمعة 20 أيار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أحد جديد من الانتخابات البلدية والإختيارية يطل علينا من الجنوب الذي سيشهد معارك متفرقة في بعض البلدات في ظل محادل اللوائح الكبيرة ويترافق ذلك مع انتخاب نيابي فرعي في جزين.

وشهر أيار متواصل وأحد الشمال الأسبوع المقبل يتم الإستعداد له منذ الآن وقد أعلن عن لائحة التوافق بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي فيما الوزير أشرف ريفي ينسق للائحة ثانية.

وفي شأن آخر انجلت مسألة تجنيس أو توطين السوريين في لبنان بعدما ولد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مخاوف لبنانية وقد أوضحت ممثلة الأمين العام سيغريد كاغ أن التقرير لم يتحدث عن تجنيس أو توطين وأكد الدبلوماسي الأميركي ريتشار جونز أن النازحين السوريين سيعودون الى بلدهم حالما تسمح الظروف بذلك.

وبين التوضيحات الدولية والإنتخابات البلدية أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله داعيا أهالي الجنوب للمشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية مشددا على التزام التحالف بين الحزب وحركة أمل مؤبنا القائد العسكري مصطفى بدر الدين.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

العد العكسي للمرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية، والتي ستجري الاحد في الجنوب انطلق، بالتزامن مع انتخابات نيابية فرعية في قضاء جزين، وفيما توالى اليوم الاعلان عن اللوائح في الجنوب واللائحة التوافقية في الشمال نظم تيار المستقبل مهرجانا انتخابيا دعما للائحة انماء صيدا.

سياسيا، الكلام عن التوطين الذي شغل بال اللبنانيين، في ضوء الكلام الاخير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون، بددته في بيروت تصريحات منسقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، التي التقت وزير الخارجية جبران باسيل، مؤكدة ان تقرير بان كي مون عن اللاجئين كان عاما ولم يذكر لبنان فيه.

ولفتت الى أن حل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان لن يكون الا بحل سياسي للازمة في سوريا، وعندما تسمح الظروف بعودتهم.

والكلام الصادر عن بان كي مون كان مدار نقاش بين رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والقائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، الذي لفت الى ان بلاده تتفهم حساسية مسألة النازحين بالنسبة للبنان، مؤكدا ان الحل الافضل للاجئين هو العودة الى ديارهم.

في الداخل، اطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جملة مواقف في ذكرى اسبوع مصطفى بدر الدين، الذي سقط في دمشق، ورد نصر الله على جملة من الملابسات التي رافقت اتهام حزب الله التكفيريين باغتيال بدر الدين عبر القصف المدفعي، نصر الله اكد في هذا السياق، ان حزب الله باق في سوريا وسيتابع المعركة بعدد اكبر.

إلى مأساة الطائرة المصرية المنكوبة، فقد أعلنت القوات المسلحة المصرية استمرارها في البحث عن الصندوقين الاسودين، بعدما عثرت اليوم على اجزاء من حطامها واشلاء عدد من الضحايا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لا سوريا تقبل بتوطين النازحين في لبنان ولا العواصم الدولية تريد تجنيسهم، فمن يسوق للتوطين؟ السفير السوري علي عبد الكريم علي قال لل NBNان بلاده مستعدة للتعاون مع الحكومة اللبنانية وعلى جهوزية دائمة لعودة النازحين. السفير الاميركي نفى ان يكون لبنان معنيا بالتجنيس، فإن حصل التوطين، سيكون في بلدان أخرى لم يسمها ريتشارد جونز خلال زيارته اليوم رئيس الحكومة. أما منسقة الامم المتحدة سيغريد كاغ فأوضحت لوزير الخارجية مضمون تقرير بان كي مون هو ليس ملزما ولا يعني لبنان، والاهم تأكيدها ان لا طلب ولا تسوية تقوم على اساس تجنيس النازحين او الفلسطينيين في لبنان، فهل يطمئن اللبنانيون؟ وهل التوضيحات والتصريحات كافية؟

المساحة السورية تتحضر لمرحلة جديدة من تغيير في قواعد الاشتباك على الارض، روسيا دعت واشنطن اليوم للعمل المشترك ضد الارهابيين بدءا من الاربعاء المقبل، فكل مجموعة او فصيلا لا ينضم للهدنة سيكون في مرمى القوات الروسية وبالتحديد جبهة النصرة وقوافل المسلحين المصنفين معتدلين او غير معتدلين.

وفي الضاحية الجنوبية لبيروت كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يحذر الاسرائيليين من استهداف اي مقاوم لان الرد يكون قاسيا وخارج مزارع شبعا. تلك الرسالة واضحة، فيما تل ابيب كانت تعيش ازمة ابعد من سياسية باستقالة وزير حربها من الحكومة واعتزاله السياسة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ملف تجنيس السوريين سقط، فالحكومة اتخذت موقفا واضحا منه في جلستها امس والقوى السياسية اجمعت بدورها على رفض ما طرح في تقرير الامين العام للامم المتحدة معتبرة ان سريانه على لبنان يهدد الكيان والدولة والتوازنات الوطنية الدقيقة، وكل هذه المواقف قطعت الطريق على اي مخطط توطيني كان يمكن ان يمرر بخبث وهدوء وعلى مراحل لو لم يكن هناك اجماع لبناني واضح على رفضه.

داخليا، كلمة السيد حسن نصر الله في ذكرى مصطفى بدر الدين حملت مواقف نارية، لكن بدايتها جاءت كلاسيكية، اذ ما ان بدأ نصر الله كلامه حتى اطلق نار كثيف في الضاحية ترددت اصدائه في كل بيروت، والسؤال الم يتعلم مطلقو الرصاص الطائش بعد؟ وهل ضروري ان يسقط طفل او طفلة في كل مرة اراد زعيم الكلام؟

على اي حال مواقف نصر الله ستشكل حتما مادة اساسية في العشاء اللافت الذي يقيمه السفير السعودي الليلة ويضم اكثر من 150 شخصية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ممتشقا ذو الفقاره اطل سيد المقاومة مجددا بالبشارة، الدم الموهوب قربانا على طريق الحق لن يضيع ولن تلوثه احقاد التافهين، فبدر الدين قائد جهادي كبير رسم ببندقيته اجمل صور المقاومة وحصاد الانتصارات، من خلدة الطلقة الاولى، الى كل الساحات، وحتى سوريا ارض العزة والاباء، ليس مديحا بل هو واقع الحال، فكشف اللثام عن بدر المقاومة لم يعد محالا بعد ان اتم جهاده جريحا واسيرا فشهيدا كبيرا.

هي المقاومة تفخر بشهدائها في ارض ارتقوا وعلى اي حال، ومنظومتها الجهادية لديها جيل من القادة ليكملوا المسيرة بذات المسار ضد كل عدو صهيوني كان او تكفيري مرعي من بعض الاعراب، ولان الاساس صهيوني معركة وعنوانا جدد الامين العام لحزب الله مسار الصراع بخطوط متقدمة، الاستهداف الاسرائيلي لأي من مجاهدينا في سوريا او في اي مكان سيكون رده قاسيا ومباشرا وخارج مزارع شبعا وجاهزون لكل احتمال.

اما في سوريا فلا احتمالات غير النصر الاكيد، اكد السيد نصرالله، والدماء الزكية ستدفعنا الى حضور اقوى هناك ايمان منا بصدقية هذه المعركة، نحن باقون في سوريا وسنعاظم حضورنا بأشكال مختلفة حسم السيد، وسنكمل هذه المعركة لان هذا هو الوفاء لدم القائد الكبير وكل الشهداء ونحن على يقين ان عملنا وجهادنا الى جانب كل جهود الحلفاء سيؤدي الى فشل هذا المشروزع الصهيوني الاميركي التكفيري الابادي بل كل المشروع الذي اعد للمنطقة سيسقط في سوريا وهذا هو اليقين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الى الجنوب در، الانتخابات البلدية والاختيارية تحط رحالها بعد غد الاحد في الجنوب من بوابة صيدا التي ستشهد معركة في غياب التوافق، وما ينطبق على صيدا ينطبق على الكثير من البلدات والقرى الجنوبية الى درجة ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حث الناخبين الجنوبيين في خطابه هذا المساء على التوجه الى صناديق الاقتراع لرفع نسبة المشاركة.

خارج سياق الانتخابات، رد نصرالله على اي طلب مفترض للمحكمة الدولية فيما يتعلق بمصطفى بدر الدين فأعلن رفض الحزب لما يمكن ان تطلبه في اشارة الى رفض التجاوب مع طلب الـ dna كذلك واصل السيد نصرالله حملة عنيفة على السعودية.

بعيدا من هذه المواقف انهمك لبنان بطلب الامين العام للامم المتحدة فيما يتعلق بتوطين النازحين السوريين،ـ فكانت رسالة من الخارجية اللبنانية الى الامم المتحدة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

ساعات تفصل عن المرحلة الثالثة من الاستحقاق البلدي والاختياري، ولكن لمرحلة جزين طابعها الخاص، اذ ستتيح لها صناديق الاقتراع تجديد الثقة النيابية بخيارات العام 2009، وتأكيد الرغبة التي لدى الجزينيين واللبنانيين عموما، بسلوك طريق الانتخابات لتأكيد تداول السلطة وتأمينه.

اما اقليميا ودوليا، فكل المؤشرات حتى الساعة تقول إن تسوية الازمة السورية لن تينع ويحين قطافها قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، ما يعني ان الصيف سيمر على مد وجذر، والخريف المقبل لن يسقط اللاءات ويستبدلها بأوراق ديبلوماسية تضع القطار على سكة الحل السياسي. هناك من يقول إن المسألة ستعلق الى حين استلام الادارة الاميركية الجديدة، ما يعني أن الشتاء قد يكون قاسيا في انتظار ازهار ربيع التسوية.

وسط هذا المشهد، جاء التسويق الاممي الواضح للتوطين والتجنيس، ما استدعى موقفا لبنانيا واضحا رافضا لاي شكل من اشكال البقاء الضروري والشرعي والموقت للنازحين، بل العودة الفورية والعمل الرسمي الجاد، حتى لا يشرب لبنان مرة جديدة الكأس المرة التي تجرعها مع ويلات الازمة الفلسطينية. اذا، الأزمة ستبقى مفتوحة هذه الأيام، لذلك خرج الامين العام لحزب الله لينبه في اسبوع مصطفى بدر الدين ويحدد الخيارات والعناوين للمرحلة المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

شهيد حزب الله في سوريا ثأره على أرض سورية مصحوبا بوعد سبق أن صدق ففي أسبوع المصطفى كشف السيد حسن نصرالله سجل بدر الدين المقاوم منذ نشأة حزب الله وأعلنه بدر الحربين نيسان وتموز ومسوؤل الوحدات العسكرية في سوريا أهم إنجازاته أنه منع سقوطها في يد التكفيرين سخي الدمعة سخي الدم حاد السيف رفض الموت على الفراش وأدار المعركة من ميادينها القتالية وتأكيدا لبيان المسؤوليات لحزب الله أعلن السيد نصرالله أن لا مؤشر ولا معطى ولا دليل أخذنا إلى اتهام إسرائيل باغتيال بدر الدين فنحن لا نبرئ الإسرائيليين لكن لا نتهم بلا دليل وحتى إن عدونا لم نتهمه بالسياسة فكل المعطيات أخذتنا إلى الجماعات التكفيرية المسلحة ونحن كحزب صادق لن نكذب حتى في الحرب النفسية ويا للأسف فإن عدونا الإسرائيلي أنصفنا فيما المستعربون خدام أميركا حرضوا علينا. لكن التبعية على الإرهاب التكفيري لم تمنع نصرالله من تحذير إسرائيل ووعدها برد قاس وخارج مزراع شبعا هذه المرة إذا ما امتدت أياديها إلى أي من المجاهدين. وفي خطاب السيد ظهر بالدماغ الشرعي أن المحكمة الدولية قد ألغيت من أعلى الرأس ولم يرفعها نصرالله إلى مستوى القدمين هي في حكم البطلان وكل ما يقال ويطلب منها ولها لا يعني الحزب ولا حتى يستحق منه أي تعليق وانتهى البيان وبموجب كلام الأمين العام لحزب الله فإن كل من منى النفس بحمض نووي أو خصلة شعر من الشهيد لم يعد أمامه سوى موافاته إلى الجنة وديار الحق ولكن سوف يعثرون على أجيال لبدر الدين وعلى قادة مقاومين أعلن عنهم نصرالله اليوم كمؤسسة جهادية وتنظيم كامل إذ ليس في حزب الله شخص محدد مهما كان تأثيره وهذه المقاومة هي في حال تطور ونمو كمي وكيفي وقادتها كذلك أما عن دور الحزب في سوريا وما إذا كان سينتهي بعد استشهاد بدر الدين فقال نصرالله: لم يخرجْنا قائد من أي معركة بل كان يزيدنا حضورا نحن باقون في سوريا وسيذهب قادة إليها أكثر من السابق معلنا أن الثأر يكون في أمرين هما: مواصلة الحضور في سوريا وإلحاق الهزيمة النكراء والنهائية بهذه الجماعات التكفيرية. لكن الثأر الأقرب مدى جاء في دعوة السيد نصرالله الناخبين يوم الأحد الى الاقتراع بكثافة في الانتخابات البلدية والى تسجيل نسبة تصويت عالية حتى لا نعطي الخصوم والاعداء ذريعة وحجة.، ارادها نصرالله معركة على الخيار السياسي لكن البيئة الحاضنة سياسيا ليس بالضرورة ان تكون الحاضن الانمائي المفتوحة خياراته على كل الناس والمرشحين احزابا ومدنيين.

 

عون في رسالة عشية الانتخابات النيابية والبلدية في جزين:آمل منها أن تثبت الخط السياسي الذي انتهجته في العام 2009

الجمعة 20 أيار 2016 وطنية - وجه رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في مداخلة عبر قناة الـ"OTV" رسالة الى اهل جزين عشية الانتخابات النيابية والبلدية قال فيها: "رسالتي إلى جزين اليوم هي أن تعمل على تثبيت خطها السياسي الذي انتهجته في العام 2009، عندما انتخبت للمرة الأولى بأصوات حرة. والمطلوب اليوم هو أن تكرر التجربة الأولى كي تبقى ثابتة وتتطور وفقا للنهج السياسي العام في لبنان، لأنها إذا غيرت وسمحت "للحزازات" الفردية أن تفعل فعلها بين الناس، سينعكس هذا الأمر سلبا، فأهمية جزين تكمن في كونها موحدة وتنتهج خطا سياسيا سليما. يربطني بجزين شعور قوي جدا، لأنها تاريخ أجدادي، بعذابهم، بفرحهم وبحزنهم.. هذا ما تعلمته من أمي وأبي اللذين عاشا بدورهما مراحل صعبة أو سمعا عنها من أهلهما. لا أنسى أبدا أنني متحدر من جنين كانت تحمله المرأة الوحيدة الناجية من أحداث العام 1860. وقد بقينا نتناقل هذه القصة من جيل إلى آخر، مع كل أخبار المنطقة. في جزين تراب أجدادي، لذلك لا يمكنني أن أنسى هذا الرابط الأساسي مع الأرض، ومع الأقارب والأحباء المتحدرين من نفس الجذع. أتوقع أن تبقى جزين في الخط الذي تنتهجه، لتستمر مندمجة بالسياسة العامة التي رسمناها في الانتخابات النيابية، وأن تكرر تجربتها في الانتخابات البلدية بأشخاص مناسبين وذوي خبرة. والأهم، أن لا يسمح أهلها "للحزازات" بين الأفراد بالتأثير على النتيجة العامة. وآمل أنه بعد 48 ساعة سيكون لدينا النائب الشرعي الوحيد في البرلمان اللبناني".

 

خبير اسرائيلي: حزب الله من اغتال مصطفى بدر الدين!‏ 20 مايو، 2016 مصطفى بدر الدين

الحياة/قدم الخبير في شؤون الشرق الأوسط، مردخاي كيدار، تحليلاً من نوع آخر في ملف اغتيال مصطفى بدر الدن، حيث ادعى أن أقوى الاحتمالات هو أن تكون عناصر في «حزب الله» نفسه هي التي تقف وراء هذا الاغتيال، بدعوى «أن الحزب يشهد نقاشات داخلية حادة بسبب التورط في الحرب في سورية، التي أدت حتى الآن إلى مقتل 1200 عنصر منه وإصابة ما لا يقل عن 4 – 5 آلاف عنصر آخر. فهناك من يعتبر بدر الدين «مغامراً جر الحزب الى خطأ عمره». ويضيف كيدار، إن من غير المستبعد أن تكون عناصر محددة في الحزب تخلصت منه. ويستند في هذا الادعاء، إلى أن بدر الدين كان حذراً جداً في تصرفاته وما كان ممكناً لأية قوة عسكرية كشف مكان وجوده بسهولة وأنه لا بد من وجود اختراق استخباري للحزب على أعلى المستويات. بل وادعى أن اختيار نجل عماد مغنية، أي ابن أخت بدر الدين ليحل محله، يعزز تقديراته، حيث إن «حزب الله» قصد أن يبين أنه لا توجد مؤامرة عليه والدليل أن من احتل مكانه هو ابن أخته. وان عائلة مغنية عمليا لم تفقد شيئاً من نفوذها في «حزب الله».

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 20 ايار 2016

الجمعة 20 أيار 2016

النهار

ال نائب لإعلامية عبر الهواء تعليقاً على فقرة أقوال الصحف في إحدى المحطات: "إنها فقرة مختصة بالشتائم لفئة محددة ولا تعبّر عن تعدد الرأي في لبنان"

تخوّفت مؤسسة اجتماعية خيرية شيعية لا تتبع "حزب الله" من تداعيات ورود اسمها على لائحة العقوبات الأميركية.

تحدث نائب في "التيار الوطني الحر" عن زميل له تجاوز حدود التعقّل في الانتخابات البلدية الأخيرة.

بعد تصريح غير مسؤول لوزير أثار بلبلة في الأسواق المالية، طُلب إبقاء موضوع العقوبات الأميركية على "حزب الله" خارج الإعلام.

السفير

توقع رئيس حزب مسيحي ظهور مبادرة أوروبية رئاسية قبل بداية الصيف.

قال مرشح رئاسي ان صبره يكاد ينفد من عودة الترويج لمقولة "الرئيس الأصلي" و"الرئيس التايواني".

تبين أن العديد من الوزارات والإدارات الرسمية تفتقر الى الإحصاءات وأن الإحصاءات الموجودة قد مرّ عليها الزمن.

المستقبل

إن أوساطاً ديبلوماسية لم تستبعد أن يكون مقتل القيادي العسكري في "حزب الله" مصطفى بدر الدين في سوريا على علاقة "في مكان ما" باغتيال رئيس إدارة الاستخبارات العسكرية الروسية إيجور سيرجون قبل مدة في بيروت.

اللواء

همس

يؤكِّد مصدر دبلوماسي مطّلع أن فكرة السنتين الرئاسيتين لمرشح "قوي في بيئته" طُرحت جدّياً في استقبال رئيس دولة أوروبية معنية مع مرجعية روحية.

غمز

صرّ فئات ممثّلة في مجلس الوزراء على تمرير تعيينات على حساب "الفوترة"، ليس إلّا!

لغز

تركت انتخابات البلدية حيث جرت حتى الآن ندوباً معقّدة في جسم التحالفات والاقتراعات الانتخابية المقبلة؟

الجمهورية

أشارت مصادر سياسية الى أن زيارة أحد الأقطاب السياسيين الى باريس جاءت بناءً لطلب فرنسي، بعد مناشدة البطريرك الماروني الذي زار باريس، طالباً المساعدة في فك أسر الملف الرئاسي.

لاحظت أوساط سياسية المساعي الجارية لإنتخاب رئيس، وأن أحد المرشحين الرئاسيين يصرّ على انتخابه لمدة ثلاث سنوات لا سنتين، في حال أقرّ مبدأ الولاية الموقتة كحل للمأزق الرئاسي.

قال سياسيون إن المبادرة التي طرحها قطب بارز حدّدت خرائط طرق لمعالجة الأزمة وتفرض على الجميع الإتفاق على أي منها.

البناء

أكد نائب مخضرم أنّ التصدّي لما يُسمّى "توطين النازحين السوريين في لبنان"، لا يكون بالصراخ ولا بالمبارزة الكلامية على الشاشات والمنابر، إنما هناك طريق واحد للوصول إلى النتيجة المرجوة، وهو من خلال الاتصال المباشر بين الحكومتين اللبنانية والسورية، خصوصاً أنّ السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لطالما أكد الجهوزية لهذا التنسيق، الذي يؤدّي حكماً لعودة أعداد كبيرة من النازحين إلى المناطق الآمنة التي يسيطر عليها الجيش السوري

 جونز من السراي: الولايات المتحدة تتفهم حساسية مسألة النازحين بالنسبة للبنان والحل الافضل بعودتهم الى ديارهم او توطينهم في بلدان اخرى

الجمعة 20 أيار 2016

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ظهر اليوم في السراي الكبير، القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، الذي قال بعد اللقاء: "عقدت اجتماعا جيدا مع الرئيس سلام الذي تكرم باستقبالي بعد عودتي الى لبنان، وقد سعيت في هذا الإجتماع الى متابعة بعض المسائل التي استجدت أثناء غيابي".

وتابع: "أولا، أردت أن أهنىء الرئيس سلام على إجراء الإنتخابات البلدية بنجاح، وقد أجريت جولتان حتى الآن والجولة الثالثة ستجري بعد غد، وأعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد جدا وهي تشكل إحياء للتقاليد الديموقراطية في لبنان. إنه لمن دواعي سرور الأميركيين أن يروا اللبنانيين يشاركون بحماس في هذه العملية، ومن الواضح أن الأحزاب والمرشحين واللوائح بذلوا جهودا كبيرة في هذه الإنتخابات وهذا أمر مشجع، خصوصا نسبة الإقتراع العالية التي سجلت في جولة الأحد الماضي".

واضاف: "نحن سعداء جدا، ولكن ليس لدي ما أقوله تعليقا على النتائج هنا أو هناك. وكما في كل مكان هناك ناجحون وخاسرون وهذه طبيعة الإنتخابات".

وأعلن ان "المسألة الثانية التي أردت ان أناقشها مع دولة الرئيس هي مسألة اللاجئين، وبحثنا في البيان الذي صدر الليلة الماضية عن مكتب المفوضية العليا للاجئين والذي تضمن توضيحا مفيدا للموقف، ونظرة الامم المتحدة الى هذا الامر. وبالتأكيد، فإن الولايات المتحدة تتفهم حساسية هذه المسألة بالنسبة للبنان ونعتقد ان الحل الافضل للاجئين هو العودة الى ديارهم بمجرد ان تسمح الظروف بذلك، واذا اصبح هذا الامر مستحيلا يجب ان يؤخذوا لتوطينهم في بلدان اخرى".

وختم: "بطبيعة الحال، فإن الولايات المتحدة تقوم بما يتوجب عليها في هذا المجال، وقد سبق للرئيس الاميركي ان أعلن عن زيادة الولايات المتحدة هذا العام في عدد اللاجئين الذين تستقبلهم، واشار الى ان هذا العدد سيزداد في العام المقبل، لكن هذه المسألة هي مسألة معقدة بالنسبة لجميع الدول".

لاسن

واستقبل الرئيس سلام سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن مع وفد من الإتحاد في حضور وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج وجرى البحث في المشاريع التي يقوم بتنفيذها الإتحاد الأوروبي في لبنان.

 

"النيابية أولا" مغامرة قد توصل الى الفراغ التـام فـ"المؤتمر التأسيسي" وخشية "آذارية" من قلب "الطائف" بذريعة إصلاحه..وتمسّك بـ"الرئاسية"

المركزية- اذا كانت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تقوم على اجراء انتخابات نيابية مبكرة تعقبها انتخابات رئاسية فورية يتعهد الافرقاء كافة بعدم تعطيلها، وُضعت رسميّا في عهدة الأطراف السياسيين خلال جلسة الحوار الاخيرة على ان يدرسوها ويبدوا الرأي فيها في الجولة الحوارية المقبلة في 21 حزيران المقبل، فان مضمون الطرح بحد ذاته لم يكن مفاجئا للمتحاورين ذلك ان رئيس المجلس كان اقترحه قبيل انعقاد "الطاولة" بأيام، حتى ان معظمهم سبق ان سجّل موقفه المبدئي منها. فتيار "المستقبل" ومعظم الجهات المسيحية، باستثناء "التيار الوطني الحر"، أعربوا في أكثر من مناسبة عن رفضهم المبادرة وتمسّكوا باعطاء الاولوية المطلقة لانجاز الانتخابات الرئاسية. وهذا الحرص الكبير على ملء الشغور الرئاسي قبل خوض غمار اي استحقاق آخر، أشارت أوساط في التيار "الأزرق" لـ"المركزية" الى أنه يعود في شكل اساس الى خشية من أن "توصلنا الانتخابات النيابية المبكرة، إذا ما حصلت في ظل فراغ سدة الرئاسة الاولى، الى الفراغ الشامل. فبعد الاستحقاق النيابي، تصبح الحكومة السلامية مستقيلة حكما حسب الدستور، في وقت الرئاسة شاغرة وملؤها غير مضمون، لا سيما اذا اعادت الانتخابات فرز تركيبة برلمانية شبيهة بتلك القائمة اليوم. فنكون، من حيث ندري أو لا، ساهمنا في تحقيق هدف "حزب الله" الضمني الدائم، تتابع الاوساط، والمتمثل في الذهاب نحو مؤتمر تأسيسي يعيد البحث في النظام اللبناني وتركيبته برمّتها. وتوضح الاوساط ان مخاوفها تكتسب مشروعية أكبر مع تكاثر الحديث عن "إصلاحات" دستورية يرغب "حزب الله" في تحقيقها، هي في الحقيقة اجراءات تحسّن حصة المكون الشيعي في النظام السياسي الداخلي، على حساب حصة السّنة في شكل أساس. فـ"الحزب" يسعى وفق الاوساط، الى "تشذيب" صلاحيات رئيس الحكومة الذي بات في نظره الاقوى في النظام القائم، لتوزيعها على أركان الهرم اللبناني الاخرين، وأوّلهم رئيس الجمهورية، لتعزيز موقعه كـ"حكم" وتمكينه من البتّ والحسم في القضايا والملفات التي تطرح. وتعتبر الاوساط ان "الفراغ" التام قد يشكّل "الارض الخصبة" التي تناسب "حزب الله" لطرح هذه العناوين واعادة النظر بالنظام اللبناني، وهذا ما لن نقبل به، لافتة الى ان "المستقبل وقوى 14 آذار ترفض المس باتفاق الطائف حاليا تحت عنوان "اصلاح الثغرات" التي تعتريه، مخافة ان يكون ذلك مدخلا للانقضاض عليه".

واذ تبدي استغرابها للتلهي بطروحات غير مضمونة النتائج، تشكّل التفافا على مشكلة الشغور الرئاسي، واصفة مبادرة بري "بغير العملية"، حيث المطلوب سلوك الطريق "السريع" الطبيعي والدستوري لحلّ الازمة، ويكون بالنزول الى البرلمان للانتخاب ووضع حد للعبة تعطيل النصاب، تقول الاوساط ان اي "روتشات" لاتفاق "الطائف" ممكنة، فهو ليس منزلا، الا أن طرح المسألة يصحّ بعد انتخاب رئيس للجمهورية وليس في المرحلة الراهنة، لأن الغوص فيها اليوم يبعدنا عن الهمّ الاول الذي يجب ان يكون ملء الشغور، ويثير الشكوك حول نيّة الأطراف المقاطِعة الحقيقية من الاستمرار في التعطيل.

 

عسيري اقام مأدبة عشاء للقيادات اللبنانية: آمل أن تكون الانتخابات البلدية خطوة باتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - اقام سفير المملكة العربية السعودية الدكتور علي عواض عسيري مأدبة عشاء في دار السكن في اليرزة، مساء اليوم، حضرها ممثل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري وزير المالية علي حسن خليل، رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيسان أمين الجميل وميشال سليمان، الرؤساء: حسين الحسيني، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وسعد الحريري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس بشارة الراعي المطران بولس مطر، السفير البابوي غابريللي كاتشا، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المطران الياس عودة، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، طوني سليمان فرنجية، إضافة إلى حشد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والروحية وعدد السفراء العرب وبعض سفراء الدول الغربية ووزراء ونواب حاليين وسابقين ورؤساء أحزاب وشخصيات من مختلف القطاعات توزعوا على طاولات حملت اسماء المدن السعودية.

السفير السعودي

وألقى السفير عسيري كلمة قال فيها: "بعبق الغبطة ومشاعر الفرح والسرور، أرحب بكم في بيت المملكة العربية السعودية في هذه الامسية التي انرتموها بحضوركم الكريم ودونتم تاريخها في سجل العلاقات الاخوية التي تجمع بلدينا العزيزين بأرقام من المحبة لا تحصى، وبتوقيع من خمسة احرف عزيزة، لبنان، الذي يتجسد من خلالكم من شماله الى جنوبه الى جبله وبقاعه وبيروته، بكل طوائفه ومذاهبه كما نعرفه وكما نتمنى ان يكون ويبقى، وطن واحد، عائلة واحدة، هوية واحدة وهدف واحد.

هذا هو لبنان الذي تعرفه المملكة العربية السعودية والتي حرص قادتها وصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله على التمسك به وبقيمه وتاريخه ورسالته العربية والدولية، ولم يوفروا فرصة الا ودعوا خلالها الاشقاء اللبنانيين الى الوحدة والحوار والمصالحة والحفاظ على العيش المشترك واللقاء الاخوي كما يحصل اليوم لأن الوفاء وارادة الخير للأشقاء هو طبع المملكة ومواقفها التي اتخذتها في مختلف المراحل، قبل اتفاق الطائف وبعده على الصعد السياسية والاقتصادية المختلفة اكدت انها في طليعة الداعمين للبنان وشعبه وان لا هدف لها سوى مصلحة هذا البلد وتقدمه وأمنه واستقراره.

في رحاب هذا المسار الاخوي وانطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين الدائم على لبنان بادرت الى هذه الدعوة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، كمواطن عربي محب للبنان عاش معكم وبينكم وأحب ان نلتقي كأسرة واحدة يتعالى ابناؤها عن التناقضات السياسية والمصالح الضيقة الى ما هو اسمى لهدم الجدران الفاصلة وشبك السواعد والسير بالوطن الى مرحلة تشهد حلولا سياسية بدل العقد، وازدهارا اقتصاديا بدل المخاوف والارتباك، واستقرارا امنيا وثقة بلبنان بدل التوجس منه، وثباتا للشباب في ارضهم بدل التفكير بالهجرة والرحيل.

صدقوني ان هذه الافكار تعتمل في داخلي كأي واحد منكم. واعرف ان في داخل كل منكم كما كبيرا من الحس الوطني والمسؤولية الاخلاقية والحرص اللامتناهي على مصلحة لبنان. فلهذه المشاعر اتوجه واوجه نداء صادقا ان يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر دون انتظار من سيكون البادىء، وان تبادر القيادات الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه "انقاذ لبنان" لأن الوقت يمر والاخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادرا على الاحتمال، لا بل يتطلع الى همتكم وقراراتكم الشجاعة بعدما عانى ولا يزال من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب "حامي الدستور" الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى كافة الحلول والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من اجل خدمة الوطن والمواطن.

ان شغور رئاسة الجمهورية يوشك على دخول عامه الثالث وكلما طال تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية، فمن موقعي الأخوي ومن هذا البيت السعودي الذي يجمع الاشقاء اللبنانيين من كافة الأطياف السياسية والدينية انطلاقا مما تكنه المملكة لهذا البلد الطيب من محبة وخير اناشدكم ان توجدوا الارادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف بحيث يحل عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة الى ميناء الطمأنينة والازدهار ويحقق آمال وتطلعات كافة اللبنانيين. هذا ما ينتظره مواطنوكم منكم وكل محب للبنان.

تعرفون ان اشقاءكم العرب وفي طليعتهم ابناء المملكة العربية السعودية يواكبونكم بقلوبهم ويتطلعون الى اللحظة التي يتم فيها التوصل الى الحلول السياسية التي تريح الوضع العام في لبنان ، فحبذا ان يشكل هذا اللقاء فاتحة هذا الامر بحيث تتخذ الحكومة اللبنانية مزيدا من الخطوات السياسية والامنية التي تطمئن السياح العرب والأجانب وتؤكد أن السلطات اللبنانية لا تألو جهدا في اتخاذ كافة الاجراءات التي تشجع كل محبي لبنان على المجيء اليه الأمر الذي سينشط الدورة الاقتصادية ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقي لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع اشقائه العرب الذي تسعى بعض الجهات جاهدة الى بتره والى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه.

اقول بكل صراحة ان بعض الاصوات التي تستعمل اساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها اصلا وجل ما فعلته انها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموما بعدما ربطت نفسها بشؤون اقليمية ومحاور لا تقيم اعتبارا الا لمصالحها الخاصة، فيما مصلحة الوطن تتطلب خلال هذه المرحلة ابعاده عن كافة الملفات والتجاذبات الاقليمية وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، وانما الانصراف الى معالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عما سيؤول اليه وضع نظام هنا او نظام هناك.

إن المملكة العربية السعودية بكافة قياداتها كانت وستبقى الداعم الاساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والامني في لبنان ولصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي وغير صحيح ما يشاع انها تخلت عن لبنان، فهذه ربما امنية البعض التي لن تتحقق، لأن العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الانساني الذي يجمع الدول والشعوب.الا ان المطلوب من لبنان في المقابل ان يبقى امينا لتاريخه، منسجما مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع نعرف سلفا انها لن تحقق ما تتوخاه لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماما ماذا يريد واين تتحقق مصلحة بلاده.

وإذا كان لا بد من كلمة في الختام فهي: لبنان... لبنان لكم فلا تتخلوا عنه، لبنان يناديكم فلبوا النداء، لبنان يستحق بذل الجهود فلا توفروا جهدا في سبيله، لبنان امانة في اعناقكم فاحرصوا على الامانة، ابناؤكم يتطلعون الى قراراتكم وخطواتكم وعليها تتوقف قراراتهم وخطواتهم ومستقبلهم.

رجائي، كما رجاء كل محب للبنان، ان يشهد هذا المساء الحد الفاصل في القرارات. نعم للبنان الوحدة. نعم للبنان العيش المشترك. نعم للبنان المصالحة. نعم للبنان الرئيس الجديد. نعم للغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار، مع الأمل ان تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكل رقي وديمقراطية فأل خير وخطوة في اتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية".

 

الاحرار رفض كلام بان كي مون عن توطين النازحين : الاولوية لانتخاب رئيس والتوصل الى قانون انتخاب يضمن صحة التمثيل

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - أكد حزب الوطنيين الأحرار، في بيان اصدره اثر اجتماع لمجلسه الاعلى برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء، رفضه "كلام الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن توطين النازحين السوريين في الدول التي تستضيفهم"، ورأى فيه "خروجا على مهام المنظمة الأممية وأولها إنهاء النزاعات والعمل من أجل إحلال السلام، وفي الوقت نفسه المحافظة على سيادة كل دولة وعلى خصائصها". واعتبر "ان موقفه يشكل في حده الأدنى دعوة صريحة الى الدول من أجل عدم استضافة النازحين وإقفال حدودها في وجههم. أما في حده الأقصى فهو يثير إشكاليات ومشاكل بين النازحين وشعوب الدول التي تستقبلهم، ولقد عانى لبنان الكثير من هذه الناحية. لذا فالمطلوب من اللبنانيين موقف موحد من رفض التوطين انفاذا للنص الدستوري الذي يحرمه ودفاعا عن الثوابت الوطنية التي يجمعون عليها". وطالب حزب الاحرار "الحكومة اللبنانية والمرجعيات المالية والمصرفية تطبيق الإجراءات الدولية المتعلقة بالمصارف وبمسؤولية البنك المركزي، لعدم تعريض القطاع المصرفي لأي رد فعل سلبي على المستوى الدولي". كما طالب "حزب الله" "بتسوية أوضاعه والإنكفاء عن تورطه في أنشطة تقع في دائرة المساءلة الدولية بدل أن ينصرف الى التهجم على المسؤولين اللبنانيين. وننتهزها فرصة لمطالبته مجددا بوضع حد لانخراطه في الحروب الدائرة في الإقليم وخصوصا في سوريا لما له من تداعيات سلبية على الوضع اللبناني. ونعتبر أنه يكفي لبنان المشكلات التي تسبب له بها والخسائر الفادحة التي حلت به، ولقد آن له أن يعود الى كنف الدولة ويعطي الأولوية للمصلحة اللبنانية العليا على حساب مصالح حلفائه الإقليميين". وتوقف الحزب "أمام إعادة طرح اقتراح إجراء الانتخابات النيابية قبل ملء الشغور الرئاسي والذي يخفي في طياته نية إطالته الى اجل غير مسمى وندلي في صدده بالآتي:

أ - تبقى الأولوية في انتخاب رئيس الجمهورية بعد تأخير سنتين ووسط الانعكاسات السلبية على شتى الأصعدة بدءا بشلل المؤسسات. ب - يقتضي العمل الجدي والصادق للتوصل الى قانون جديد للانتخاب ورفض فكرة الإبقاء على قانون الستين الذي لا يحترم مبدأي المساواة والشراكة الوطنية.

ج - يشكل انتخاب مجلس نواب في ظل شغور سدة الرئاسة مشكلة إضافية، إذ تصبح الحكومة بحكم المستقيلة بغياب رئيس الجمهورية الذي يعود له إجراء استشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس الحكومة، والتعاون معه من أجل تشكيل حكومة جديدة.

د - نسأل: ما الذي يكفل التزام الكتل النيابية بوعد قد يقطعوه لانتخاب رئيس الجمهورية بعد انتخاب رئيس ومكتب مجلس النواب؟ وما الذي يمنع هؤلاء اليوم من انتخاب رئيس الجمهورية وأغلب الظن ان اكثريتهم ستعود الى المجلس العتيد أيا يكن قانون الانتخاب؟

هـ نرى ان الحل يبقى في إتمام الإستحقاق الرئاسي من دون المزيد من الإبطاء، على أن يتم التوصل الى قانون انتخاب جديد يتميز بالعدالة وبضمان صحة التمثيل، على ان يتم الانتخاب في الموعد المحدد وان تستبعد فكرة تمديد ولايته مرة جديدة".

 

"الشرق الاوسط": توجّه لزيادة التضييق على "حزب الله"

المركزية- ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" ان "حزب الله شكل لجنة من خبراء ماليين واقتصاديين قبل نحو 10 أيام "لدرس الخيارات المتاحة للتصدي للعقوبات المالية التي فرضت عليه". ونقلت الصحيفة عن مصادر معنية بالملف، ان الحزب يعد بأن "بين يديه أكثر من ورقة قادر على استخدامها، وهو ليس أعزل، وبالتالي ينتظر تبيان حجم الضرر النهائي ليتخذ على أساسه الإجراءات اللازمة، التي قد يكون بعضها قاسيا"، مشيرة إلى أن هناك توجها لـ"توسيع حلقة التضييق على الحزب من خلال إجراءات بدأت معالمها في الظهور، تقضي بتطبيق عقوبات على مسؤولين في تيارات لبنانية متعاطفة مع الحزب، ولهم مصالح تجارية خارج بيروت".

 

عقيلة يعقوب في اليوم ال 16 من إعتصامها: لم يزيدنا إعتقالكم الا قوة وصلابة

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب في بيان اليوم، أن "عقيلته الشيخة إمتثال حيدر باتت ليلتها ال 16 في مكان إعتصامها المفتوح في طريق المطار أمام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى". وكتبت العائلة بيانها ال 16 على لوح أمام المارة وجاء فيه: "المغيبون الامام الصدر والشيخ يعقوب والسيد عباس، عنوان المظلومية في هذا العصر وسجن إبني حسن العروة الوثقى، اليوم أكثر من أي وقت مضى إنفضح تجار القضية والنخاسون ولن تستطيع وقاحتكم وتضليلكم أن تخفي تجارة القيم والدين والقضايا. لاننا لا نخاف في الحق لومة لائم ما أرهبتنا الشائعات والاضاليل ولم يزيدنا إعتداؤكم وإعتقالكم الا قوة وصلابة. نحن في إعتصامنا بالله على الطرقات، وأنتم في قصوركم وبنوككم تقبعون والله الشاهد والشهيد".

 

مساعٍ لعودة الثقة بين حزب الله والقطاع المصرفي… فهل تنجح؟

سهى جفّال/جنوبية/ 20 مايو، 2016/لا تزال أزمة القانون الأميركي ترخي بظلالها على الساحة الداخلية، على الرغم من التحرّكات التي بدأتها جمعية المصارف اللبنانية والتي اتمست بالتكتم بغية رأب الصدع الحاصل في العلاقة بين "حزب الله" وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

على وقع القانون المالي الأميركي الموجّه ضد حزب الله والتعميم 137 الصادر عن مصرف لبنان الذي يحدد أصول تعامل المصارف اللبنانية والمؤسسات المالية الخاضعة لمصرف لبنان مع القانون الاميركي، يتمّ التفاهم على معالجة أزمة الثقة المستجدة بين الحزب وحاكم مصرف لبنان والمصارف اللبنانية بعيداً من الإعلام، للخروج منها بأقل ضرر ممكن. وأول أمس الاربعاء، عقد إجتماع مطول في هذا الاطار في مجلس النواب ب بين وفد جمعية المصارف ووفد من “حزب الله” ضم النائب علي فياض المكلف من الحزب بمتابعة ملف قانون العقوبات الاميركية بالاضافة الى الوزير حسين الحاج حسن.

هذا التحرك وان عكس ايجابية سعي الطرفين إلى إحتواء الأزمة للخروج منها بأقل ضرر ممكن، إلا أنه يبرز تداعيات العقوبات الأميركية التي اتسعت واصبحت تهدد بيئة حزب الله الذي بدا واضحا أنه بدأ يستوعب خطورة المسألة ومدى تأثيرها على بيئته الشعبية وعلى شريحة كبيرة من أبناء الطائفة الشيعية. وذلك ظهرجليا من خلال التسريبات لما جرى تداوله في اجتماع أول أمس إذ عرض حزب الله الارتدادات السلبية لهذا القانون ولنمط تطبيقه على الاستقرار الاجتماعي في لبنان. مشيرا إلى أن ليس لدى الحزب حسابات مصرفية أو تحويلات مالية، وبالتالي فإن البيئة غير الحزبية، المحيطة بالمقاومة، هي المستهدفة الاساسية من الاجراءات المتخذة. مطالبا المصارف بأن تفصل المؤسسات الاجتماعية والتربوية والصحية التي تحمل هوية معينة عن جسم الحزب وكيانه، لأنه لا توجد صلة عضوية بينها وبينه، وبالتالي لا يجوز تحميلها وزر العقوبات المالية المتخذة بحق الحزب.

مساءلة النواب

وفي هذا السياق، أكّد الاستاذ في الاقتصاد في الجامعة اللبنانية محمد وهبه لـ “جنوبية” أن “لبنان مجبر على التزام بالقوانين الاميركية لأن اقتصاده “مدولر” أي مرتبط بالدولار الأميركي، فلا يمكن ان تخرج اي مؤسسة مالية ومصرفية تخضع لقانون النقد والتسليف وللسلطة النقدية التي يمثلها مصرف لبنان، عن القوانين الدولية”. وتابع “القانون مطاط والاتهام جاهز لأي لبناني مؤيد لسياسة حزب الله وهي ليست حكرا فقط على البيئة الشيعية”. كما شدد وهبه على أن “الأزمة ممكن أن تطال أي شخص والقانون يشمل من يدعم ويساعد الحزب”. بالاشارة إلى أنه “في حال صدر الاتهام لا امكانية لاثبات العكس لأن معظم الحزبين لا يمتلكون بطاقة انتساب لحزب الله”. وعن تداعيات العقوبات رأى أن ” الضغوطات السياسية مورست على ركيزة الاقتصاد اللبناني وهو القطاع المصرفي”. لافتا إلى أن “المصارف الصغيرة هي أكثر المتضررين من جراء هذه العقوبات والتي تمثل نحو 12 مصرفا”. مضيفا ” ان تداعيات هذه القوانين يمكن أن تقل كلم اتحدت المصارف من خلال تشكيل خلية أزمة من كافة المصارف اللبنانية للتصدي لهذه الأزمة”. وخلص إلى أن “هذه العقوبات جدية ويمكن أن تتطور وأن لبنان اذا لم يتدارك هذه لأزمة حتما سيتأثر اقتصاده الذي لا يزال متماسك بالصدفة”. كذلك، اعتبر الاعلامي مصطفى فحص أن “هذه العقوبات ستكون حازمة على الدورة الاقتصادية لحزب الله ولن يكون هناك تساهل لدى أميركا بتطبيق القانون”. وأضاف ” هذه العقوبات تدور في فلك حزب الله وهي عمليًا هدفها تجفيف مصادر تمويله وخنق العمل التجاري معه”. مشيرا إلى أن “الخطورة ان تطال هذه العقوبات المصارف اللبنانية التي يرتكز عليها الاقتصاد اللبناني”. كما أشار إلى “الهدف منه هو فك ارتباط الطبقة المتوسطة والأغنياء من رجال الأعمال الشيعة بحزب الله”. موضحا أن “هناك الكثير من رجال الأعمال الشيعة في بلاد المهجر في افريقيا والخليج وغيرها من دول الاغتراب، فهؤلاء يشكلون بنظر الأميركيين هدفا في حال ثبت تعامل عدد منهم مع حزب الله”. لافتا فحص أنه ” لا شك أن مصالح البيئة الشيعية بخطر تماما”. ورأى فحص أن العقوبات “هي رسالة موجهة للقول لرجال الأعمل الذين يدورون في فلك الحزب أن مصالحهم بخطر وهذا من شأنه أن يدفعهم إلى وضع حد لهذه التعاملات المالية معه تفاديا لالغاء حساباتهم من المصارف اللبنانية والعالمية”. إذا، يبدو أن القوانين الأميركية ماضية في حربها وتضييقها الخناق على حزب الله من خلال الضغط على بيئته الحاضنة، وأصبح الأكيد أن الجميع أصبح عرضة للعقوبات الأميركية التي تهدد رزقه وامواله إلى حد اصبحت هذه العقوبات تهدد ليس فقط المنتسبين والذين على علاقة مباشرة بالحزب انما أيضا المناصرين لسياسة حزب الله.

 

قهوجي استقبل وفدا امنيا اميركيا والملحق العسكري التركي

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة قبل ظهر اليوم، ملحق الدفاع الأميركي في دولة الإمارات العربية المتحدة الجنرال جوزف رنك وملحق الدفاع الأميركي في لبنان العقيد ريتشارد كويرك، وجرى البحث في علاقات التعاون بين جيشي البلدين.

كما استقبل الملحق العسكري التركي العقيد الركن اركان ايايدين، وجرى التداول في العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين.

 

الأمم المتحدة تفشل في تبديد مخاوف اللبنانيين من توطين السوريين

العرب/21 أيار/16/بيروت - فشل المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، استيفان دوغريك، في تبديد مخاوف اللبنانيين بشأن عدم وجود رغبة دولية في توطين السوريين داخل لبنان.ولم ينف دوغريك من حيث المبدأ وجود نية لتوطين النازحين، قائلا في مؤتمر صحافي عقد بالمناسبة، “إن الأمين العام لم يطلب من لبنان تحديدا منح جنسيته للاجئين السوريين، ولم يشر إلى دولة بعينها لتوطينهم”. وتحدث الناطق الرسمي باسم بان كي مون، عن أهمية البحث عن حلول لأوضاع اللاجئين السيئة، خاصة أولئك الذين تشهد بلدانهم نزاعات مستمرة. واستشهد دوغريك بفقرات من التقرير الذي أشعل الضجة في لبنان ومنها “في الحالات التي لا تكون الظروف مواتية لعودة اللاجئين يتطلب الوضع في الدول المضيفة أن تسمح لهم بإعادة بناء حياتهم والتخطيط لمستقبلهم، ويتعين على تلك الدول المضيفة أن توفر وضعا قانونيا، وأن تدرس متى وأين وكيف يمكن إتاحة فرصة التجنيس لهؤلاء اللاجئين، وهو ما يتماشى مع المادة رقم 34 من اتفاقية اللاجئين لعام 1951”. ومعلوم أن لبنان يتحمل العبء الأكبر من اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط، حيث يوجد على أراضيه ما يفوق مليونا ونصف المليون لاجئ سوري، فضلا عن احتضانه للآلاف من اللاجئين الفلسطينيين.ويقول متابعون للشأن اللبناني إن هذا الأمر يفوق قدرة هذا البلد سواء من الناحية الديموغرافية أو الاقتصادية. وتقرير بان كي مون الذي من المتوقع صدوره في اجتماع دولي رفيع المستوي سيعقد على هامش الدورة الجديدة للجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، والذي يتطرق فيه إلى أوضاع اللاجئين والمهاجرين حول العالم، وإن لم يذكر لبنان بالاسم إلا أنه في مقدمة الدول المعنية به.

سجعان قزي: التوضيحات الصادرة عن الأمم المتحدة أتت على قاعدة أراد أن يكحلها فأعماها

وانتقد وزير العمل اللبناني سجعان قزي، الجمعة، التوضيحات الصادرة عن الأمم المتحدة قائلا “إنها أتت على قاعدة أراد أن يكحّلها فأعماها”.ولفت قزي إلى أن الكلام الصادر عن الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغريك يؤكد ولا ينفي صحة التقرير الصادر عن بان كي مون وصحّة المعلومات بشأن التزام الأمم المتحدة بالتفاهم مع الدول المؤثرة لتثبيت اللاجئين عموما والسوريين منهم خصوصا في البلدان المضيفة. ووصف وزير العمل بان كي مون بـ“كيسنجر الجديد”.وقال قزي إن “بان من خلال دعوته يحضر لحرب جديدة في لبنان، لكننا سنخوضها من خلال الموقف الوطني الموحد”.

ومعلوم أن الحرب الأهلية في لبنان والتي انطلقت في العام 1975 كانت شرارتها الأولى بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش اللبناني، لتتخذ في ما بعد منعرجات أكثر خطوة تداخل معها المحلي والإقليمي والدولي.وكان من الأسباب التي أدت في البداية إلى الصراع بين الفلسطينيين وشق من اللبنانيين خاصة المسيحيين، هو المخاوف من انقلاب في التركيبة الديمغرافية والطائفية في لبنان، وهذا من الهواجس الحاضرة اليوم عند التطرق إلى مسألة توطين السوريين. ولكن على ما يبدو فإن هناك إجماعا لبنانيا هذه المرة على رفض هذا الطرح. واتخذت وزارة الخارجية اللبنانية خطوات عملية لتبيان موقفها الرافض لأي طرح من شأنه أن يؤبد أزمة اللاجئين في لبنان. واستدعى وزير الخارجية، جبران باسيل، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيجريد كاج، وسلمها رسالة خطية موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تضمنت رفض لبنان لما ورد في تقريره لناحية استيعاب النازحين في أماكن تواجدهم وضرورة اندماجهم في المجتمعات ووضع السياسات الوطنية من قبل الدول للتكيف مع بقائهم وصولا إلى إعطائهم الجنسية. وشدد باسيل في رسالته على “موقف لبنان برفض التوطين وأي شكل من أشكال التجنيس وأي شكل من أشكال البقاء الطويل للسوريين”. واعتبر أن “الحل الوحيد هو عودتهم السريعة والآمنة إلى وطنهم سوريا”.

وكان تقرير بان كي مون قد تصدر، الخميس، جدول أعمال مجلس الوزراء اللبناني، وقد أجمع الوزراء على رفض توطين السوريين أو أي سياسات أخرى تقوم على تشجيع استيعابهم. وأكد وزير الثقافة اللبناني، ريمون عريجي، الجمعة، أن “موقف مجلس الوزراء واحد وصلب برفض فكرة التوطين للسوريين وغيرهم، ومواجهة العروض والإغراءات التي تقدم”.وأشار عريجي “حتى الآن لا يوجد تطمينات دولية كافية حول عدم توطين النازحين السوريين في لبنان”. وأكد القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، الجمعة، أن بلاده تتفهم حساسية مسألة اللاجئين بالنسبة إلى لبنان، معربا عن اعتقاده بأن الحل الأفضل للأزمة هو عودة اللاجئين إلى ديارهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، وإذا أصبح هذا الأمر مستحيلا، يجب أن يتم توطينهم فى بلدان أخرى. وفق تعبيره. ومسألة توطين اللاجئين لا ترعب فقط اللبنانيين بل أيضا السوريين لأنها تؤشر على أن الحرب في بلادهم لا تزال طويلة، وأنه لا إرادة دولية فعلية لإنهائها. وحذر البعض من أن التوجه الدولي لتوطين اللاجئين في لبنان هو مقدمة لتغيير شامل في المنطقة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حركــة دبلوماسـية "تصويبية" ناشـطة لتبديد لغط المخططـات "التوطينيـــة"

كاغ في "الخارجيـة": تقريـر بـان "عـامّ".. وباسيل يسـلّمها رسـالة "احتجاجية"

الحريري في صيدا انتخابيا.. كلمة لنصرالله عصرا.. والعين على دارة عسيري ليلا

المركزية- قد تكون العبرة التي يمكن استخلاصها من الحركة السياسية والدبلوماسية التي شهدتها الساحة المحلية في الساعات القليلة الماضية في أعقاب الكلام الذي نُسب الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول توطين النازحين السوريين في البلدان التي لجأوا اليها، تُختصر في أن اللبنانيين قادرون، متى رصّوا صفوفهم، على فرض إرادتهم على أكبر المنظمات وأقوى الدول، وعلى اسقاط اي مخططات "مرّة" يُراد فرضها عليهم. فالاجماع الداخلي على رفض تجنيس السوريين، والكلمة الواحدة الحاسمة التي نطقت بها "الحكومة" ازاء هذا الملف أمس، كانت كفيلة بقطع الطريق على أي سيناريو "توطيني" كان يمكن ان يتحول مع الزمن أمرا واقعا، لو اختلفت الاطراف الداخلية في مقاربته.

حركة "تصويبية": وتأكيدا لما قيل، سُجّلت اليوم- ساعات بعيد جلسة مجلس الوزراء التي خرجت بتأكيد على رفض التوطين وبتكليف وزير الخارجية جبران باسيل متابعة الملف مع الامم المتحدة والقنوات المعنية- ديناميةٌ لافتة نشط خلالها سفراء المنظمة الأممية وعدد من الدول الكبرى، على خطّ تصويب المواقف من التوطين وتبديد اي لبس في هذا السياق، بما يطمئن هواجس لبنان.

كاغ في "الخارجية": وعليه، حضرت منسقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ الى قصر بسترس، بناء لاستدعاء باسيل الذي استوضحها ما جاء في تقرير بان. وبعد اللقاء، حرصت كاغ على التأكيد أن "تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن اللاجئين كان عامّا ولم يذكر لبنان فيه". واذ لفتت الى أن "بان يعلم جيدا أن الدستور اللبناني لا يسمح بالتجنيس"، أشارت الى أن "حل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان لن يكون الا بحل سياسي للازمة في سوريا، وعندما تسمح الظروف بعودتهم".

..وباسيل يحمّلها رسالة: في المقابل، سلّم باسيل كاغ رسالة خطية موجهة الى بان احتجّ فيها على ما تضمنه تقريره لجهة تجنيس النازحين السوريين و"استيعابهم في أماكن تواجدهم وضرورة اندماجهم في المجتمعات ووضع السياسات الوطنية من قبل الدول للتكيف مع بقائهم وصولا الى اعطائهم الجنسية".. وأكد باسيل في رسالته موقف لبنان الرافض لأي شكل من أشكال التجنيس وأي شكل من أشكال البقاء الطويل، مؤكداً ان الحل الوحيد هو بعودتهم السريعة والآمنة الى وطنهم.

لازاريني: وفي اطار الحركة التوضيحية نفسها، أكد الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان فيليب لازاريني بعيد زيارته وزير العمل سجعان قزي، ان "بان كان واضحا خلال زيارته الى لبنان في شأن عودة النازحين السوريين الى بلادهم بطريقة سلمية وبشكل تدريجي، كون لبنان استضاف النازحين بشكل استثنائي، وفي هذا الاطار تقف الامم المتحدة الى جانبه وستواصل دعمها له، كما ان السلطات اللبنانية كانت واضحة بموقفها بحسب الدستور اللبناني لجهة رفض التوطين".

جونز في السراي: بدوره، زار القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، العائد من الولايات المتحدة، رئيس الحكومة تمام سلام في السراي اليوم، وبحث الجانبان "في البيان الذي صدر الليلة الماضية عن مكتب المفوضية العليا للاجئين والذي تضمن توضيحا مفيدا للموقف ولنظرة الامم المتحدة الى مسألة اللاجئين"، وفق ما اوضح جونز الذي لفت الى ان بلاده "تتفهم حساسية مسألة النازحين بالنسبة للبنان"، مؤكدا ان "الحل الافضل للاجئين هو العودة الى ديارهم بمجرد ان تسمح الظروف بذلك، واذا اصبح هذا الامر مستحيلا يجب ان يؤخذوا لتوطينهم في بلدان اخرى". وقال جونز عقب اللقاء ان "الولايات المتحدة تقوم بما يتوجب عليها في هذا المجال، وقد سبق للرئيس الاميركي ان أعلن عن زيادة الولايات المتحدة هذا العام في عدد اللاجئين الذين تستقبلهم، وان هذا العدد سيزداد في العام المقبل، لكن هذه المسألة هي مسألة معقدة بالنسبة لجميع الدول".

كلمة لنصرالله: أما في الضفة السياسية، فتتجه الانظار اليوم الى الخطاب المرتقب للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عصرا في ذكرى أسبوع القائد الميداني في "الحزب" مصطفى بدر الدين، علما انها الاطلالة الاولى لنصرالله بعد عملية الاغتيال التي استهدفت "ذو الفقار" في سوريا واتهم "حزب الله" الجماعات التكفيرية بالوقوف وراءها. ومن المتوقع ان تكون لنصرالله مواقف اقليمية يتطرق فيها الى الشأن السوري والى الحرب على الارهاب ومن يغذّيه (...) وأخرى "محلية" حيث قد يعرّج على أهم الملفات المطروحة ومنها "العقوبات المالية على "الحزب" والانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية ...

نحو دارة عسيري: الا ان حدثا محليا آخر سيكون موضع رصد ومتابعة اليوم، يتمثل في العشاء الذي يستضيفه السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري في دارته ويضم أكثر من 150 شخصية. واذا كان الغرض من المأدبة توجيه رسالة من المملكة الى لبنان تؤكد فيها حرصها على وحدته وعلى أفضل العلاقات مع اللبنانيين بكافة أطيافهم ومشاربهم، بدليل ان العشاء سيكون جامعا وعابرا للتلاوين السياسية، فانه قد يشكل مناسبة لكسر الجليد بين أكثر من طرف وربما أسّس لتواصل بينها في المرحلة المقبلة، كما ان المناسبة قد تتيح عقد لقاءات جانبية بين الحاضرين تُعرَض خلالها ملفّات الساعة. ودعت مصادر سياسية متابعة الى رصد "شكل" مشاركة عدد من المدعوين، وأبرزهم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وما اذا كانا سيحضران شخصيا او يوفدان ممثلين عنهما، بخاصة ان شكل هذا الحضور قد يحمل دلالات سياسية. ومن المدعوين الرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري والاقطاب الموارنة الاربعة، اضافة الى رؤساء الحكومة السابقين وعدد من الوزراء والنواب وقائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من الشخصيات الشيعية وعدد من رؤساء البعثات الديبلوماسية.

الحريري في صيدا؟: في المقابل، وعلى مسافة يومين من المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية والتي ستجري بعد غدٍ الأحد في الجنوب، وستتخللها انتخابات نيابية فرعية في قضاء جزين، ترتفع حماوة المنافسة في صيدا حيث تتبارز 3 لوائح على مقاعد المجلس البلدي الـ21، وهي: لائحة "إنماء صيدا" برئاسة محمد السعودي المدعومة من "تيار المستقبل" و"الجماعة الإسلامية" وعبد الرحمن البزري، ولائحة "صوت الناس" برئاسة بلال شعبان المدعومة من "التنظيم الشعبي الناصري" ولائحة "احرار صيدا" برئاسة علي الشيخ عمار. وفي السياق، يُنظّم "تيار المستقبل" مهرجاناً انتخابياً عصر اليوم في دارة شفيق الحريري (شقيق الرئيس رفيق الحريري) في صيدا دعماً لـ "انماء صيدا"، من المرجّح ان يحضره الرئيس الحريري. ويتخلل المهرجان كلمات لكل من الرئيس فؤاد السنيورة، النائب بهية الحريري ورئيس لائحة "انماء صيدا" رئيس البلدية محمد السعودي... أما في اطار التحضيرات للانتخابات البلدية شمالا، فسجل اليوم لقاء لافت جمع بين طوني سليمان فرنجية ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض في دارة الرئيس رينيه معوض في زغرتا لبحث التفاهمات بين الطرفين في الموضوع البلدي.

 

المشنوق يؤجل الانتخابات البلدية والاختيارية في طورزا

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - قرر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية في بلدة طورزا - قضاء بشري، حتى إشعار آخر، "بناء على عريضة قدمها الفاعليات والأهالي في البلدة ونواب القضاء، عن تشنج يسود البلدة وقد يؤدي إلى حصول إشكالات أمنية بين العائلات، خصوصا بعد انسحاب العديد من المرشحين، وحفاظا على الوضع الأمني وسلامة العملية الانتخابية، على أن يتولى قائمقام بشري بالتكليف، القيام بأعمال المجلس البلدي، إلى حين انتخاب مجلس بلدي جديد".

 

 ستريدا جعجع أعلنت لوائح الانماء والوفاء لبلديات جبة بشري: المنطقة تستحق منا كل جهد لتعويض ما فاتها من انماء

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - عقدت النائبة ستريدا جعجع مؤتمرا صحافيا في معراب، أعلنت فيه لوائح بلديات منطقة جبة بشري تحت شعار "انماء ووفاء لجبة بشري"، في حضور النائب ايلي كيروز، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف ونائبه رئيس بلدية حدشيت ايلي حمصي، رؤساء بلديات: بان - جوزيف خضير، بقرقاشا - طوني البطي، بزعون - حنا فضول، حصرون - لابا عواد، حدث الجبة - جورج الشدراوي، قنات - شليطا كرم، برحليون - روبير كرم، عبدين - نبيل بو النصر، وطورزا - سيمون بطرس، رئيس "لجنة جبران الوطنية" الدكتور طارق الشدياق، منسق "القوات اللبنانية" في المنطقة المهندس جوزيف اسحاق وامين السر روبير حدشيتي، المهندس جوني كيروز، منسقي البلدات والقرى ورؤساء خلايا مصلحة الطلاب في المنطقة، واعضاء مكتب تفعيل دور المرأة في "القوات" في بشري، الاعضاء المرشحين في لوائح الانتخابات البلدية واعضاء الماكينة الانتخابية في القضاء.

وشرحت جعجع اسباب اختيار شعار "انماء ووفاء لجبة بشري"، قائلة: "لماذا الوفاء لجبة بشري؟ لان الوفاء هو اقل الواجب لجبة بشري الوفية للقضية، وفاءها لنفسها. هي التي لم تبخل بدماء أبنائها الذين سقطوا شهداء دفاعا عنها وعن أرز لبنان، رمزنا الوطني، وعن الكرامة والايمان. ليس كثيرا على جبة بشري، المكللة بالنضال والشهادة والتاريخ، منبت النابغة جبران والبطريرك عريضه، المجللة بمار شربل وارز الرب، جارة السماء وحاضنة وادي قاديشا، وادي القديسين والبطاركة العظام والصمود في وجه الغزاة على مدى التاريخ وآخرهم النظام الاسدي والوصاية السورية، ليس كثيرا على جبة بشري ان نحمل اليها البشرى بأننا على مواعيد كثيرة من أجل إعلاء شأنها وتعزيز نهضتها وتوفير الطمأنينة والراحة والخدمات الافضل لابنائها".

 

حزب الله" و"أمل" يواجهان العائلات الأحد علـى وقــع بعـض الاهتـــزازات

المركزية- انتهت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان واتجهت الانظار الى الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثالثة في محافظتي الجنوب والنبطية في 22 الجاري وتظهرت اللوائح الائتلافية التوافقية بين حركة أمل وحزب الله والتي سميت "الوفاء والتنمية".

وفيما خرقت بعض العقد التحالف في رومين وجرجوع والنميرية والكفور وحاروف وانصار، وتداخلت في تلك اللوائح العوامل العائلية والحزبية والسياسية، كان بعض البلدات يشهد الاعلان عن لوائح منافسة للوائح التوافق، خصوصا في كفررمان حيث تتجه الانظار الى المعركة التي ستشهدها البلدة بين لائحة التنمية والوفاء ولائحة "كفررمان الغد" التي يقودها الحزب الشيوعي اللبناني متحالفا مع اليسار الديموقراطي و"طليعة لبنان العربي الاشتراكي" . إلى ذلك، افتتحت حركة أمل مقرا لماكينتها الانتخابية لمواكبة الانتخابات والاعلان عن النتائج في مدينة النبطية فيما دشن "حزب الله" في المدينة مكتبا لماكينته الانتخابية لمواكبة الانتخابات واصدار النتائج تباعا ، كذلك فعل الحزب الشيوعي في كفررمان. واعتبرت مصادر بلدية عبر "المركزية" ان العامل السياسي هو الطاغي في تشكيل اللوائح الائتلافية من حيث اختيار الحزبيين من طرفي "الثنائية"، خصوصا من ابناء العائلات المنضوية في اطار الحزبين، لافتة الى ان تهميشا لحق بالعديد من العائلات الاخرى وفرض الاسماء عليها، ما يترك رواسب انتخابية لما بعد الاستحقاق البلدي، ما يستوجب من الطرفين ازالتها قبل ان تترك تشنجا واحتقانا على المدى البعيد. وأشارت المصادر الى ان التأخير في تشكيل اللائحة الائتلافية في جرجوع مرده الى ان طرفي اللائحة اشتما معلومات تفيد أن جهات في البلدة تحاول شطب العنصر المسيحي كما جرى في العام 2010، منبهة الى ان العرف المتبع في البلدة ينص على ان يكون اثنان من المسيحيين في عضوية البلدية بينهما نائب رئيس للبلدية، إضافة إلى مختار مسيحي، علما أن هذه العقدة، ان لم تحل، فان اكثر من لائحة ومستقلين ومنفردين سيخوضون المعركة في اطار من التنافس الديموقراطي على البلدية. كل هذا فيما عمدت أمل الى تشكيل لائحة بينها مسيحيان وحزب الله لائحة منافسة بينها مسيحيان، عقب فشل التوافق بعد طلب أمل المداورة في رئاسة البلدية بينها وبين الحزب وهو ما رفضه الحزب. إشارة إلى أن 26 مرشحا يتنافسون في جرجوع على المجلس البلدي المؤلف من 12 عضوا، إضافة الى مختارين من اصل 6 مرشحين" 4 شيعة و2 مسيحيين"، على ان يكون مختار مسيحي والاخر شيعي.

وفي بلدة الكفور أيضا فشل التوافق وتتجه الامور الى معركة حامية بين لائحة من أمل واخرى من حزب الله". وتضم الاولى 5 شيعة وواحد سني و6 مسيحيين برئاسة علي يوسف درويش والثانية برئاسة خضر سعد، علما أن العرف العائلي المتبع في البلدة يقضي بان يكون رئيس البلدية شيعيا ونائبه مسيحيا، ويتنافس على عضوية المجلس البلدي المؤلف من 12 عضوا 30 مرشحا، 18 شيعيا و12 مسيحيا وترتفع وتيرة التنافس على مركزي المختار حيث ترشح لهما 3 شيعة ومسيحيان. أما في بلدة صربا المسيحية، فتتنافس 3 لوائح مكتملة، واحدة برئاسة الرئيس الحالي للبلدية ايلي الحلو، وأخرى برئاسة الرئيس السابق للبلدية جوزف الحلو وثالثة برئاسة الياس الحلو. أما في محافظة النبطية، فأعلنت لائحة الوفاء والتنمية برئاسة الرئيس الحالي احمد كحيل ونائبه رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر، تنافسها لائحة "النبطية للكل" المؤلفة من 5، ومدعومة من الوزير السابق شربل نحاس ويبقى 6 منفردين سيتبادلون الاصوات مع لائحة نحاس. وفي النبطية الفوقا أعلنت لائحة الوفاء والتنمية برئاسة ياسر غندور "(حزب الله)"، ونائبه أحمد غندور "(حركة أمل)، فيما اختار الرئيس الحالي للبلدية راشد غندور تشكيل نواة لائحة غير مكتملة من 6 مرشحين.

واعلنت لائحة كفررمان - الغد المدعومة من الحزب الشيوعي اللبناني، في وقت انسحب فيه الرئيس الحالي للبلدية كمال غبريس لصالح لائحة التنمية والوفاء من منزل النائب عبد اللطيف الزين، في اشارة الى حدة المعركة بين اللائحتين حيث وصفت بأنها "على المنخار" وفيما اعتبرها "الشيوعي" تنافسا ديمقراطيا، اعتبرتها "أمل" انتصارا لخيار كفررمان وتنافسا شريفا من اجل ايصال مجلس بلدي كفوء. وفي كفرصير توصلت حركة "أمل" و"حزب الله" الى لائحة ائتلافية قائمة على المداورة في رئاسة البلدية، برئاسة عفيف قميحة/ "(أمل)"، على ان يخلفه ايهاب سبيتي (حزب الله) ويبقى نبيه سلهب نائبا للرئيس لمدة 6 سنوات. وضمت اللائحة مرشحين للحزب الشيوعي وواحد لمنظمة العمل الشيوعي وهي تتنافس مع لائحة عبد العزيز سبيتي "كفرصير بلدتي". وفي كفرتبنيت، أعلنت اللائحة المستقلة – كفرتبنيت وتضم 10 مرشحين في مواجهة لائحة الوفاء والتنمية برئاسة ادهم طباجه ونائبه محمد خليل فقيه.

وفي زوطر الشرقية، تشكلت لائحة التنمية والوفاء من وسيم اسماعيل رئيسا وشوقي حرب نائبا له مقابل لائحة غير مكتملة شكلها الرئيس السابق للبلدية رياض اسماعيل. وفي زوطر الغربية تشكلت لائحة التنمية والوفاء من حسن عزالدين رئيسا وصلاح ياغي نائبا له مقابل اربعة مرشحين يشكلون لائحة غير مكتملة، وفي يحمر، تواجه لائحة الوفاء والتنمية برئاسة أحمد ناصر لائحة من 9 مرشحين.

 

خليل الخليل: ترشح مجموعة من أبناء صور كسر للهيمنة ورفض للتسلط والاستئثار بقرار الاهالي

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - عقد السفير خليل كاظم الخليل في صور اليوم، مؤتمرا صحافيا بحضور عدد من فاعليات المدينة وعدد من المرشحين المستقلين للانتخابات البلدية والاختيارية. ولفت الخليل الى أن "ترشح عدد من أبناء صور المستقلين وفي لوائح أخرى، ضد لوائح "حزب الله" و"حركة أمل"، هو كسر الهيمنة ورفض التسلط والاستئثار بقرار أهالي صور" معتبرا أن "ترشح هؤلاء الشبان والشابات هو تصدي للامر الواقع الذي يهيمن على المدينة وسائر القرى في صور. وقال: "لقد تمكن أبناء صور المستقلين الابطال بإتخاذ قرار في الانخراط في العملية الانتخابية طارحين أنفسهم التصدي لمشاكل المدينة، معربين عن أفكار مضيئة لمعالجة الامور بالطرق القانونية، ولقد إنكشفت النوايا وظهرت الحقائق ولم يعد هناك من حاجة للتمويه والتعمية، والارادة التي سيطرت على مدينة صور خلال العقود الماضية حان وقت دحرها ورفضها لما إرتكبت من أخطاء وتجاوزت للقوانين، ولا شك أن مدينة صور تعاني العديد من المشكلات على كافة الاصعدة إن كانت إقتصادية أو إجتماعية وسياحية ومن خدمات إنمائية وهيمنة على الصيادين.  هؤلاء الشبان والشابات الذين ندعمهم بالتصدي لحالة المعاناة على أشكالها، ولتلك الحالات الغربية عن صور وتاريخها وحضارتها، ومن خلال هذه المعركة البلدية والاختيارية تستعيد صور قرارها وكيانها وشخصيتها المستقلة التي فقدتها بحكم تواجد من إدعى أنه يعمل لصالحها، والاجواء المتواجدة في القضاء أيضا تشجعنا على الاقتناع أن التغييرات لا محال بوجود هؤلاء الشباب والشابات الذين يدركون أهمية العمل الصوري المستقل الخارج عن إرادة الهيمنة والاستئثار، وذلك بما فعلوا بقرية الشبريحا الغالية على قلوبنا التي ضموها الى صور لكسب الاصوات التي يطمح أهلها بمجلس مستقل عن صور. وختم: "اليوم نقول أن هدفنا تحقق وهذا نصر لنا ولابناء صور ولمدينتا عندما يقرر عدد من أبناء المدينة الترشح لرفض التسلط والهيمنة والاستئثار، لاثبات أن في صور إرادة حرة مستقلة قادرة على إدارة شؤون المدينة، والنتيجة بالنسبة الينا هذه هي الارادة كما ظهرت الرافضة للخضوع والاستئثار".

 

يشـوعي: التوصيات تصلح برنامجـاً لرئيس الجمهوريـة العتـيد واجتماع بكركي الإقتصادي "يُشرّح" ملف الصناعة على طاولة الحلول

المركزية- "الملف الصناعي" على موعد الجمعة 24 حزيران المقبل مع اجتماع الهيئات الإقتصادية في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد إنجاز ملفي "الصحة والضمان" و"الزراعة"، لجهة عرض أوضاع القطاعين وإصدار التوصيات اللازمة في شأنيهما.

ومن المقرر أن يعرض الإجتماع المقبل، شؤون القطاع الصناعي وشجونه، إضافة إلى إعداد التوصيات في ضوء الطروحات والحلول، في حضور أركان الهيئات الإقتصادية، رؤساء أو أمناء عامين، على أن يعرض رئيس جمعية الصناعيين الدكتور فادي الجميّل بنفسه، مشكلات القطاع ومتطلباته.

المنسق العام لهذه الإجتماعات الدكتور إيلي يشوعي أوضح لـ"المركزية"، أن "الفترة التي تسبق تاريخ 24 حزيران، سيتخللها تحضير جوانب ملف القطاع الصناعي كافة، بشؤونه ومشكلاته والحلول المقترحة"، لافتاً إلى أن "بكركي تتناول للمرة الأولى الملفات الإقتصادية بتفاصيلها، بما لبكركي من دور وطني واجتماعي يتطلب منها التكلم بلغات عديدة، كالمال والإقتصاد وغيرهما، وليس فقط اللغة الروحية، وبالتالي إنها ملزمة المشاركة في معالجة الملفات الإقتصادية والإجتماعية وإرساء الحلول الناجعة لها، خصوصاً أن البطريرك الراعي يتلقى شكاوى عدة في هذا المجال ويبدي كل اهتمام بضرورة معالجتها"، وقال: من هنا، باشرت بكركي درس الملفات الإقتصادية والإجتماعية، ومتابعة التوصيات مع أصحاب القرار من كل الطوائف والتيارات والأحزاب، فيتحدث البطريرك الراعي بلغة المواطنين ولغة القطاعات الإقتصادية، متخطياً الطروحات العامة، ليطال المشكلات والحلول والتوصيات التي تحدّد آلية تطبيق الحلول. وعن تشكيك البعض في جدوى تلك الإجتماعات، أكد يشوعي أن التوصيات التي تخرج بها الإجتماعات الإقتصادية في بكركي، "تصلح لأن تكون برنامجاً رئاسياً يستطيع أي رئيس ماروني عتيد تبنّيه طوال ولايته الرئاسية"، وقال: إذا تبنى رئيس الجمهورية المقبل توصيات بكركي المالية والإقتصادية والإجتماعية وطبّقها، ينجح حُكماً في إتمام واجباته ومسؤولياته الوطنية". وتابع يشوعي: الضائقة الإجتماعية التي يعاني منها الشعب اللبناني اليوم، نعمد إلى تشريحها على طاولة بكركي، ونضعها تحت المجهر، فنُخضع القطاعات كافة لصورة "شُعاعية" وليس "فوتوغرافية". والجدير ذكره أن اجتماعات الهيئات المتتالية في بكركي، تضمّ عن الهيئات، الوزيرين السابقين نقولا نحاس وعادل قرطاس، رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزيف طربيه، رئيس اتحاد رجال أعمال المتوسط جاك صراف، نقيب المقاولين مارون الحلو، نقيب المستشفيات سليمان هارون، رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس أو ممثلاً بالمدير العام للغرفة نبيل حاتم، رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويك.

 

درباس: التوطيـن لن يمر ولا شـروط علـى المسـاعدات و"مسؤولون أوروبيون أكدوا أن بان تحدث عن اللجوء عموما"

المركزية- كأن الأزمات الكثيرة التي يعاني منها اللبنانيون لا تكفي ليجد لبنان نفسه مثقلا بالمشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية، حتى أتى تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين" "ليزيد الطين بلة"، على وقع ما فهم على أنه دعوة دولية إلى توطين اللاجئين السوريين في لبنان. هذا المشهد أثار غليانا حكوميا وموجة من الاستنكارات المؤكدة على ضرورة عودة اللاجئين إلى سوريا ورفض توطينهم بأي شكل وتحت أي ظرف، بعدما رمى المجتمع الدولي هذه القنبلة الموقوتة بين أيدي الدولة اللبنانية، فيما هو منشغل برسم الخرائط الاقليمية الجديدة، وعاجز عن وضع حد نهائي لهذه الكارثة، ما دفع الأمم المتحدة إلى توضيح هذا اللبس والتشديد على أن التوطين ليس واردا. ماذا تقول الحكومة في هذا الشأن؟ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أوضح عبر "المركزية" أن "ما صرحت به يوم الأربعاء الماضي يعبر عن موقف كل أطراف الحكومة، وعن موقف الشعب اللبناني أيضا. أمس التقيت الوفد البرلماني للاتحاد الأوروبي، وأكدت لهم أن ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة يدعونا إلى القلق والتوجس، خصوصا أننا تبلغنا أن للمجتمع الدولي حركة جدية لوضع حد لهذه الحرب. وكلام بان هذا يثير القلق، ليس في نفوس اللبنانيين فقط، بل في نفوس السوريين أيضا. وقد قلت أمام الوفد الأوروبي ايضا إننا استقبلنا اللاجئين، كما تقتضي المروءة والأخوّة. ولكن، وكما تقتضي الوطنية، لا جوازات سفر إضافية للبيع لدينا. ووفقا لما تقتضيه العروبة، لسنا مساهمين على الاطلاق في جريمة تجريد السوريين من وطنهم وهويتهم. وهنا أشير إلى أن هذا الكلام قيل أيضا في مجلس الوزراء، وكلف على أثره وزير الخارجية جبران باسيل بلقاء ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ، التي التقت الرئيس تمام سلام أيضا".وكشف درباس أن "اتصالا وردني من سفيرة الاتحاد الأوروبي التي أكدت لي أن لا مجال للحديث عن توطين أو تجنيس السوريين في لبنان، وأشادت بالدور الذي يلعبه لبنان في هذا الاطار. وفي المقابل، اتصل بي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي فيليب لازاريني، ومسؤولة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ميراي جيرار، وأكدا لي ما صرح به ممثل الأمين العام.

وأشار إلى أن "هؤلاء المسؤولين قالوا إن الأمين العام يتحدث عن اللجوء بشكل عام، لا عن السوريين في لبنان. لكننا قلنا إن هذا الامر لن يمر مرور الكرام، كما لو أننا نقبل به. وأنا أشرت إلى 3 نماذج للتعاطي مع الأزمة السورية. وأعني هنا النموذج اللبناني والأردني والتركي. في لبنان، يتجول الأخوة السوريون بحرية من دون أن نقيدهم بالاقامة في مخيمات، كما هي الحال في الأردن. وهذا الأخير يطبق نظاما صارما ينص على أن أي سوري يغادر الأردن يمنع من العودة إليه. أما تركيا، فتستقبلهم بطريقة جيدة، لكنها تفتح شواطئها أمامهم للهجرة إلى أوروبا. وقد قلت لمحدثي إننا حتى الآن لم نفتح شواطئنا، ولم تسجل أي حال هجرة بحرية من السوريين إلى أوروبا". وعن الكلام عن أن الحكومة اللبنانية تتجه إلى فرض شروط لقبول المساعدات الدولية، شدد درباس على أن "لا شيء اسمه شروط مقابل المساعدات، ولا أحد سيفرض علينا شروطا. كل ما في الأمر أن هناك بعض الأمور المختلف عليها، وهي قابلة للمعالجة. وفي ما يتعلق باجازات العمل، قلنا إن إيا كان يستطيع الحصول عليها تحت سقف القانون اللبناني. غير أن المجتمع الدولي يطلب منا إعطاء هذه الاجازات في سوق راكدة، وهو بذلك يضع العربة أمام الحصان"، لافتا إلى أن "قانون المشاريع الإقتصادية المنتجة في لبنان يقتضي استخدام اليد العاملة الوطنية أو الأجنبية، وهناك قطاعات يسمح القانون اللبناني باستخدام اليد العاملة الأجنبية فيها". وتابع: أما في ما يتعلق بالكلام عن شروط، فهناك مسائل ليست موضع بازار على الاطلاق. وهنا أشدد على أن حق اليد العاملة اللبنانية يتقدم أي حق آخر. ولكن عند خلق فرص العمل، يجب أن تستوعب هذه الأخيرة العمال اللبنانيين، وتتم الاستعانة باليد العاملة الأجنبية عند الحاجة، علما أن قطاعي الزراعة والبناء يقومان، في معظمهما، على اليد العاملة السورية.

 

عريجي: لا تطمينات دولية بشأن توطين النازحين

المركزية- أعلن وزير الثقافة ريمون عريجي ان "لا تطمينات دولية كافية حول عدم توطين النازحين السوريين في لبنان"، موضحا "ان موقف مجلس الوزراء واحد وصلب برفض توطين السوريين وغيرهم، ومواجهة العروضات والاغراءات التي تقدم"وعن الاجراءات المطلوبة من الدولة اللبنانية، قال عريجي في حديث إذاعي "لا لبنان ولا غيره قادرا على حل مشكلة اعادة النازحين الى بلدهم، ومهمتنا تنحصر بالتخفيف من حدة النزوح ومواجهة موجة الاغراءات"، مؤكدا أن "وزارة العمل تقوم بواجبها في مكافحة العمالة غير الشرعية للسوريين وغيرهم".

 

سليمان: الأولوية لانتخاب الرئيس قبـل اي إجراء "تكوينـي" آخـر

المركزية- أكد الرئيس العماد ميشال سليمان خلال اجتماع "لقاء الجمهورية" انه لا يجوز وضع "انتخاب الرئيس" كبند من البنود الواردة على جدول الأعمال، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية قبل أي إجراء ذات طابع "تكويني"، والانتقال بعدها إلى إقرار قانون انتخابي عصري يعتمد النسبية ويضمن سلامة العملية الانتخابية، مع ما يُشكِّل وجود رئيس الجمهورية من ضمانة دستورية وميثاقية، إذ من غير المقبول التمييع والتعطيل للوصول إلى التمديد الثالث. وجدد "لقاء الجمهورية" مطالبته بضرورة عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلادهم في ظرف مناسب غير مرتكز الى العودة الطوعية بل الآمنة، لأن العودة الآمنة تكفل تبديد الهواجس اللبنانية كافة ولا تبقي على "التوطين" فزاعة ترافق يوميّات اللبنانيين المجمعين شعبيّاً ودستورياً على رفض أي توطين، كون لبنان لم يوقع على اتفاقية فيينا 1951 التي تحدد حقوق اللاجىء من قبيل حرية العقيدة والتنقل من مكان إلى آخر، والحق فى الحصول على التعليم، ووثائق السفر، وإتاحة الفرصة للعمل، وصولاً ربما، إلى المطالبة بمنحه الجنسية. وحذر "اللقاء" من مخاطر تهديد النظام المصرفي اللبناني وهو حجر أساس الصمود وصمام أمان "الأمن الاقتصادي"، معولاً على حسن التنسيق بين جمعية المصارف وحاكمية مصرف لبنان لضمان سلامة العمل المصرفي والاستقرار المالي، وداعياً في الوقت نفسه إلى تأمين المستلزمات والوسائل لحسن تطبيق القوانين التي شرعها المجلس النيابي، (مكافحة تبييض الاموال، ومكافحة تمويل الارهاب، مكافحة نقل الاموال النقدية ومحاربة التهرب الضريبي).

               

ميشال معوض استقبل طوني فرنجيه: قاربنا الانتخابات من باب انمائي وأساس المبادرة فصل الانماء عن السياسة

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - استقبل رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض في دارته في زغرتا، طوني سليمان فرنجيه، وجرى عرض للانتخابات البلدية في زغرتا وقضائها. بعد اللقاء، قال فرنجيه: "نحن حين نأتي الى بيت الرئيس الشهيد رينه معوض وكأننا نأتي الى بيتنا. فهذا البيت ملكنا جميعا بعيدا من الخلافات السياسية والآنية". واضاف: "منذ فترة ونحن نعمل على مبادرة بقضاء زغرتا لتحييد البلديات والمعارك البلدية عن التجاذبات السياسية وأساس هذه المبادرة هو فصل الموضوع الانمائي عن الموضوع السياسي، لذا اتفقنا على ضرورة وضع الانتخابات البلدية والمعارك البلدية في اطارها الانمائي الصحيح فلدينا ملء الثقة بأننا سنصل الى نتيجة أفضل في بلدياتنا. مع العلم أن هناك الكثير من البلديات في قضاء زغرتا كانت بلديات مميزة وناجحة وسنقدم الدعم الى الكثير منها لتتابع مسيرتها الانمائية، انما الأهم من كل ذلك أننا وضعنا هذه الانتخابات في اطارها الحقيقي الصحيح ونحن نثبت أننا نستطيع أن نفصل مصالح الناس وانماء القرى عن التجاذبات والخلافات السياسية الكبرى". وشكر لمعوض "تعامله الايجابي طوال هذه الفترة وخصوصا في الساعات الأخيرة قبل وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، آملا "وصول بلديات انمائية تحول القرى والبلدات وزغرتا واهدن الى مناطق افضل وتواصل مسيرة المتابعة والتنفيذ".

معوض

ورحب معوض بفرنجيه "في بيته"، قائلا: "ان ما وصلنا اليه اليوم يجب أن يكون محط افتخار لكل زغرتاوي، وهو نتيجة مساهمة مباشرة من السيد طوني فرنجيه. فكلنا يعلم الأوضاع السياسية في لبنان وصعوبة الاصطفافات التي تتخذ طابعا حادا في بعض المناطق".

واكد ان "زغرتا الزاوية تشكل مثالا يحتذى لبقية المناطق حيث يجب ان نفتخر بأمرين هما:

تمكنا من مقاربة هذا الاستحقاق البلدي من بابه الانمائي. فنحن لا نخوض معارك سياسية وانما ننتخب حكومات محلية في وقت تغرق الدولة المركزية بشللها، وبفساده، وخصوصا ان الفرق واضح في المدن والبلدات والقرى حيث تكون البلديات ناشطة وبين الوضع في البلديات غير الناشطة. تمكنا من انجاز توافق انمائي عابر للاصطفافات السياسية، توافق انمائي يضم الجميع من قيادات وعائلات وتيارات وأحزاب ومجتمع مدني وكل أطياف المجتمع الزغرتاوي.

- اتفقنا على توجهات انمائية، وانا على ثقة بأن هذا الاتفاق سيقدم تغييرا حقيقيا لقضاء زغرتا، ويداً بيد سنتمكن من تطوير مدننا وقرانا وبلداتنا، وأن نقدم نموذجا حقيقيا لأن زغرتا الزاوية ستكون في السنوات القادمة مثالا للانماء وللتطور الانمائي. فبالنتيجة زغرتا مدينتنا جميعا وحين تتحسن بنيتها التحتية وتتطور أوضاعها الاقتصادية والسياحية وتنجح نكون جميعا بكافة أطيافنا وآرائنا السياسية سعداء بذلك". وردا على سؤال عن احتمال ضعف المشاركة في الانتخابات، اوضح فرنجيه ان "زغرتا متعطشة لبلدية ناجحة وقوية وائتلافية وخارجة عن الاصطفافات السياسي"، داعيا الجميع الى "المشاركة في الانتخابات الأحد 29 أيار، لأنه ورغم أن النتائج قد تكون لمصلحة فريقنا، فإن ثمة لائحة أخرى تخوضها لذا المطلوب أن نقترع وندلي بأصواتنا لنوصل هذه اللائحة ونحاسبها بعد ست سنوات. ونأمل أن يكون دعمنا حافزاً لتعمل البلدية وتنتج مشاريع انمائية تعود بالخير على مدينتنا زغرتا". أما معوض فأشار إلى ان "التوجه الذي اخترناه هو خيار تخطى الاصطفافات وإشراك الجميع بمن فيهم المجتمع المدني وكل التوازنات الزغرتاوية وفق خيار انمائي. وما أطلبه من الناس أن يعطوا شرعية حقيقية لهذا الخيار، بغض النظر عن مبدأ الربح والخسارة".

وأكد "انه في زغرتا وخصوصا في ظل لعبة التوافق تنخفض نسبة الاقتراع لذلك نحن نطلب من الزغرتاويين اعطاء هذا الخيار الشرعية اللازمة لتؤكد زغرتا انه رغم التوافق ستكون نسبة الاقتراع أعلى من تلك التي سجلت في المناطق التي حصل فيها توافق".

 

أرسلان من حاصبيا: من العار العودة الى قانون الستين ونطالب باعتماد النسبي لإرساء العدالة بين اللبنانيين

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - أسف رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، خلال استقباله وفودا شعبية وفاعليات في دارته في حاصبيا، "لعودة الحديث عن القانون الانتخابي على قاعدة الستين"، وقال: "من العار العودة الى قانون لم ينشئ سوى المزارع وسبب الخراب للبنان وشجع الخطابين الطائفي والمذهبي". أضاف: "نحن في حاجة الى قانون جديد يقوم على مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات والعدالة بين المناطق، لا أن نعود الى قانون فصل على مصالح أشخاص. من المفترض أن يكون أمامنا قانون انتخابي على قياس كل لبنان. من هنا نحن طالبنا وما زلنا من أشد المطالبين باعتماد القانون النسبي الذي يرسي العدالة في ما بين اللبنانيين". وقال: "لقد انتهينا بالأمس من انتخابات الجبل وأتينا الى هنا (حاصبيا)، لنقف الى جانب مشايخنا الأجلاء. الأجواء ممتازة، نعم هناك أماكن تم التوافق فيها، فيما هناك أماكن أخرى لا يزال التفاوض فيها جاريا وطبعا هناك بلدات لم نتمكن فيها من التوافق وبالتالي فان الانتخابات ستأخذ مجراها". وأمل أرسلان "أن تجري العملية الانتخابية بالأطر الديموقراطية وأن يأخذ كل ذي حق حقه على أكمل وجه، خصوصا وأن منطقة حاصبيا بكل مكوناتها تعنينا مباشرة وتربطنا بها علاقات تاريخية لما لها من جذور أصيلة أسوة بمناطق الجبل الأخرى". وتمنى أرسلان التوفيق للجميع.

 

وفد ألماني اطلع من مطر على أوضاع المسيحيين واللاجئين في لبنان

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - استقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ظهر اليوم في دار المطرانية في الأشرفية، وفدا نيابيا ألمانيا ضم بيترفايس وكارين ماغ ونيلس فيرمر رئيس مكتب سوريا والعراق في مؤسسة كونراد أديناور، واطلع الوفد من مطر على أوضاع المسيحيين واللاجئين في لبنان.

 

ريفي دعا الطرابلسيين الى الاقتراع وعدم السماح بالمحاصصة: لا لتركيبة هجينة للمجلس البلدي وعلى ميقاتي ان يعيد حساباته

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - اعتبر وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي في تصريح اليوم، أن "من حق كل فريق سياسي أن يختار ما يجده مناسبا"، مستغربا "كالطرابلسيين تحالف تيار المستقبل مع الرئيس نجيب ميقاتي، ونعرف جيدا ما حصل في السابق بينهما حين أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري".

وأكد ريفي أنه "حالة حريرية مستقلة، واستقلت لأؤكد إستقلاليتي وأنا مصر عليها ولا أتبع أحدا". وعن علاقته بالرئيس الحريري قال: "من الطبيعي أن نتفق حول أغلب القضايا، وهذا لا يمنع من اختلاف الرأي في بعضها الآخر. أنا أسير بقناعاتي وليس بما تحتمه علي مصالحي".

اضاف: "بعد مقولة "أشرف ريفي لا يمثلني" والتي كانت صادمة بالنسبة لي، إعتبرت أنها غير مقبولة في اللعبة السياسية، فأنا لم أدع أنني أمثل أحدا لكنني كنت قائد المسيرة الأمنية كمدير عام لقوى الأمن الداخلي وكنت والشهيد اللواء وسام الحسن الثنائي الذي يعمل بجهد، وعلاقتنا لم تكن علاقة رئيس ومرؤوس"، مؤكدا انه "وفي للشهداء".واشار ريفي الى نقطتين شائكتين مع الرئيس الحريري، وقال: "كنا أمام موضوع ترشيح سليمان فرنجية ولم نتوافق وأصررت على رفضي لهذا الخيار، أنا أشكل صدى لأهلي في طرابلس وللبيئة التي عبرت عن رفضها لهذا الخيار. وإختلفنا على ملف ميشال سماحة، فأنا رجل مناضل وأقدم الموقف على الموقع ولهذا قدمت إستقالتي وأصررت على إستقلاليتي". وعما يشاع عن التسويات، قال ريفي: "لست شخصا تسوويا بل رجلا مبدئيا، وحين شعرت أنني يجب أن ألفظ الموقع الوزاري اتخذت قراري ومشيت وملتزم بقضيتي، ولا أحب تدوير الزوايا خصوصا في ما يتعلق بملف ميشال سماحة"، مؤكدا انه لا يساوم على قرار ترشيح فرنجية، معتبرا انها إهانة أن نراه في طليعة المعزين بمصطفى بدر الدين ونصر الله سيده وحده وليس سيد الطرابلسيين ولا سيد أشرف ريفي"، مشددا على أنه سيقاتل "سياسيا وقانونيا وشعبيا حتى النفس الاخير".

وعن الإنتخابات البلدية في طرابلس، قال ريفي "كان من المفترض أن نكون في نفس الإتجاه مع "تيار المستقبل"، لا أن يذهبوا باتجاه نجيب ميقاتي للأسف"، معتبرا ان جمهور تيار "المستقبل" لن يكون متعاونا ومتآلفا مع جمهور الرئيس ميقاتي وسيلجأون للتشطيب الذي سيكون متبادلا من الطرفين".

وعن تشكيله اي لائحة، قال: "لن أشكل لائحة بل سأدعم تلك التي تؤسس شراكة بين المجتمع المدني وممثلين عن المناطق الشعبية التي لها الحق بالانماء، لنتشارك في القرار واستدراك التباعد الطبقي في طرابلس. وعلينا الا ندع حزام البؤس في طرابلس ينفجر"، لافتا الى "اننا نتعاون مع مجموعة مهندسين محترفين لنغير طبيعة المناطق البائسة في طرابلس الى مناطق أفضل من خلال العمل البلدي، ونحن نسعى لتغيير واقع أحياء باب التبانة والسويقة والحارة البرانية والبحصة وباب الحديد".

اضاف: "ان أكثر من ثمانين في المئة من أهل طرابلس والميناء يرفضون المحاصصة مهما تعددت تسمياتها، والدكتور عزام عويضة يرفضها بوجود 7 للحريري و7 للميقاتي و4 مرشحين لفيصل كرامي، بينهما 2 لرفعت عيد، وهذا إستفزاز واضح للمدينة فلا يمكن لطرابلس أن تقبل بتمثيل رفعت عيد نهائيا. نحن إقتلعناه منها وعاد العيش المشترك العلوي السني"، مشيرا إلى أن "عيد مطلوب للعدالة، وهيمنة "حزب الله" على المحكمة العسكرية هي التي أخرت صدور القرار بتوقيفه. لن نسمح بتركيبة هجينة للمجلس البلدي في طرابلس ولن نسمح بتكرارها، فهي كانت تعمل بمنظومة غير متجانسة بسبب مرجعياتها السياسية رغم كفاءة البعض من اعضاء البلدية السابقة". وتابع: "لن أشارك بتسمية أحد، وواثق من إختيار نخب وشراكة من خلال المجتمع المدني وأهل الإختصاص وممثلين عن المناطق الشعبية. علينا أن نعيد المخطط التوجيهي لطرابلس من الآن ولخمسين سنة مقبلة وسأقدم للمدينة رؤيتي لتحويل باب التبانة وباب الحديد والسويقة الى مناطق إنمائية، وطرابلس تستحق منا كل هذا بعيدا عن المحاصصة".اضاف: "يجب ان نعمل للمعركة الانتخابية لا أن نتجنبها، فهي حق ديموقراطي لأبناء طرابلس، وأصر على الشراكة الوطنية وعلى مشاركة المسيحيين والعلويين وعلى التصويت لهم على اللائحتين معا".

وتوجه الى الرئيس ميقاتي بالقول: "أخطات كثيرا بحق المدينة، فلا مكان لمن ينتمي لقوى 8 آذار في طرابلس ولا أقبل أن يكون ل"التيار الوطني الحر" مقعد نائب رئيس البلدية. خيارهم السياسي مع "حزب الله" وهذا يكفي لنعارض التحالف معهم".

ودعا ريفي جميع الطرابلسيين الى الاقتراع، كما دعا الرئيس ميقاتي الى "أن يعيد حساباته"، وقال: "يجب ان نتوافق مع المرشحين العلويين والمسيحيين لنؤمن وصولهم"، مشيرا إلى أن "المعركة في طرابلس ستنحصر بين لائحتين أساسيتين: لائحة المحاصصة التي يرأسها عزام عويضة واللائحة الثانية التي يرأسها المهندس أحمد قمر الدين وأنا أدعمه بكل طاقتي، وهي تضم فريقا متجانسا وتؤمن الشراكة بين المجتمع المدني وممثلين عن المناطق الشعبية". وتابع: "مصباح الاحدب لا يشبهني في السياسة وهو أقرب الى ميقاتي الذي يدعم لائحته ويمولها، وهذه إحدى ألاعيب الأخير. والاحدب هو أشبه ب"أرنب الميقاتي" وقد خرق لوائح في السابق بمساعدة جميل السيد وكانت لعبة سلطة، ولا مجال للتلاقي معه ولا شيء مشتركا يجمعنا، وأشك في ان يكمل المعركة الإنتخابية". وعن لقائه ب"الجماعة الاسلامية"، قال ريفي: "فوجئت كيف التقوا مع "الأحباش" في لائحة واحدة واعتقد انهم سيعيدون النظر وكيف تستطيع أن تقنع الطرابلسيين بأنهما ينسجمان سوية؟"، مشيرا الى أنه "على تواصل مع الدكتور جمال بدوي وهو قدم للمدينة الكثير وحماها من النفايات، والمعركة ستكون سياسية لكنه لا يستطيع ان يخوض المعركة بمفرده.

وردا على سؤال عن إغتيال مصطفى بدر الدين، قال ريفي: "هي عملية تصفية، ولأول مرة أرى "حزب الله" مربكا وقد أخر بيانه لمدة أربع وعشرين ساعة، وهم لا يستطيعون ان يغشوا الناس". ولفت إلى أن "شركاء الجريمة صفوا بعضهم بعضا مثلما حصل مع رستم غزالة لحماية القيادات السياسية".

وتابع: "إستفزني قدوم قاسم سليماني الى لبنان وزيارته ضريح بدرالدين، ولم يكن على الدولة اللبنانية السماح له بذلك. شعرت بالغضب الشديد عندما رأيت فرنجية في صفوف العزاء الأمامية ببدرالدين، ولهذا وضعت وردة على ضريح الشهيد رفيق الحريري وأضرحة باقي الشهداء لأنني أؤمن بالعدالة الإلهية، وبدرالدين متهم بقتل شهدائنا وهناك إحتمال أن يكون على قيد الحياة، وعندما يأتيني طلب فحص ال "دي.ان.آي." سأحيله للمحكمة التمييزية ولن نقبل بوثيقة وفاة قبل الوصول الى الجثة بإشراف المحكمة الدولية التي لها الحق في اثبات وفاته مع إستمرار محاكمته غيابيا الى حين التأكد من موته".

ورأى ريفي "أن هناك رأيا عاما جديدا يتكون، والنسبة التي نالتها لائحة "بيروت مدينتي" تبشر بحراك وتغيير جديد، وهناك حراك المجتمع المدني الذي خاض صراع الإنتخابات البلدية كمرحلة أولى، والناس يئست من العجز والفساد. كما ان هناك مزاجا جديدا للمجتمع اللبناني سينفجر في وجه الجميع"، مؤكدا أنه ليس بديلا عن أحد ولا يسعى لذلك. وقال: "كنت أشرف ريفي وسأبقى أشرف ريفي، مع الموقف على حساب الموقع، وأسعى لأن أكون متصالحا مع نفسي وسأبقى متفانيا للقضية مهما كلفني الامر". وختم: "طرابلس عزيزة وغالية وسنعيدها عاصمة الشمال بكل معنى الكلمة، لأنها أحلى مدينة في لبنان وعلى شاطىء المتوسط رغم ما تعانيه من اهمال، وأكرر للطرابلسيين "إياكم والسماح بالمحاصصة".

 

جنبلاط التقى الجالية في الكويت: لا خطر توطين في لبنان ونستطيع تنظيم الأمور بانتظار الحل السياسي في سوريا

الجمعة 20 أيار 2016/ وطنية - لبى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط دعوة السفارة اللبنانية في الكويت إلى لقاء مع الجالية اللبنانية، تم خلاله تداول القضايا اللبنانية والعربية، في حضور وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وعدد من مسؤولي السفارة وحشد من أبناء الجالية.

بعد ترحيب من القائم بالأعمال اللبناني ماهر خير الذي وصف جنبلاط بأنه "صمام أمان للبنان واللبنانيين، خصوصا أثناء الأزمات وفي الأوقات العصيبة". ثم تحدث جنبلاط فدعا الى "احترام القوانين في دولة الكويت التي إحتضنت وتحتضن أعدادا كبيرة من اللبنانيين منذ عقود طويلة، وآمل أن يعود إخوتنا الكويتيون إلى لبنان". وذكر ب"الدور الكبير الذي لعبته الكويت والمملكة العربية السعودية وقد نجحتا تاريخيا مع سوريا آنذاك، في إنقاذ لبنان من الحرب عبر سمو الأمير الشيخ صباح الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت، والأمير الراحل سعود الفيصل وزير خارجية المملكة، وطبعا في إعادة الإعمار والنهوض في حقبة ما بعد الحرب وهو موضع تقدير من الشعب اللبناني"، مشيرا إلى أن "هناك صداقة شخصية مع الأمير الشيخ صباح وهذا قبل وفوق السياسة". وفي ملف الأزمة السورية، رأى جنبلاط أن "هناك تدخلا من محور دولي ضد الشعب السوري ويجب الخلاص من هذا النظام وإرساء نظام تعددي ديمقراطي في سوريا"، معتبرا أن "واجبنا الأخلاقي والسياسي إستضافة النازح السوري، خصوصا أنه عندما يكون هناك نافذة لحل في سوريا سيعود السوريون إلى سوريا"، جازما أن "لا خطر توطين في لبنان ونستطيع تنظيم الأمور بانتظار الحل السياسي، ولا داعي لمواقف عنصرية ضد الشعب السوري".

وفي الشأن الداخلي، إعتبر جنبلاط أنه "علينا أن نتوصل إلى الحد الأدنى من الوحدة الداخلية مع الحفاظ على التنوع للوصول إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية"، مشيرا إلى أن "حزب الله جزء من النسيج اللبناني وأتمنى أن نصل لاحقا إلى تنقية العلاقات العربية- الإيرانية ووقف تدخل إيران في بعض الدول العربية".وقال: "لا أرى خطرا على النظام المصرفي، لكنني أخشى من تراكم الدين العام بالإضافة إلى أن تحويلات اللبنانيين تتراجع بسبب إنخفاض سعر النفط". واشار الى ان "إستضافة الكويت للحوار اليمني مؤشر إيجابي، ولا بد من حل سياسي في اليمن" معتبرا أن "السعودية كانت تقوم بمرحلة دفاعية إستباقية واليوم لا بد من الدخول في حوار سياسي".وفي الختام، جرى نقاش مع الحضور.

 

الراعي زار دير سيدة لبنان في جوهانسبورغ والسفارة البابوية في بريتوريا وترأس اجتماعا راعويا

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم الثاني من زيارته الراعوية الى جنوب افريقيا، بصلاة الصباح مع كهنة جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة في دير سيدة أرز لبنان في جوهانسبرغ، ثم زار مدرسة سيدة لبنان حيث بارك وافتتح المنشأت الرياضية الجديدة، يرافقه المطران بولس صياح والاب العام مالك بو طانوس والاكسرخوس سيمون فضول والمشير الاب فادي تابت ورئيس الرسالة الاب بدوي حبيب والآباء المرسلين: موريس الشدياق، شربل حبشي، بيار شمالي وجان يمين اضافة الى وفد المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة نعمت أفرام. بعد ذلك وضع الراعي حجر الأساس لقاعة رعية ومدرسة سيدة لبنان وألقى كلمة استهلها بعبارة الانجيل: "ان لم يبن الرب البيت عبثا يتعب البناؤون"، هنأ فيها الجالية اللبنانية والمدرسة على المشاريع الجديدة، منوها ب"العمل الدؤوب المشترك بين الرعية والمدرسة والذي يؤدي رسالة راعوية ووطنية كبرى في جنوب افريقيا برعاية جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة".

ثم جال الراعي والوفد المرافق على اقسام المدرسة والتقى المعلمين والطلاب والهيئة الادارية واطلع منهم على اوضاعها.

في السفارة البابوية

وظهرا زار الراعي السفارة البابوية في بريتوريا حيث اقام السفير البابوي في جنوب افريقيا المطران بيتر ويلز غداء على شرف نيافته.وخلال اللقاء في السفارة البابوية ألقى السفير البابوي كلمة ترحيب قال فيها: "بفرح كبير نستقبل غبطة البطريرك الراعي بيننا في جنوب افريقيا، حيث يلتقي اخوته في الكنيسة الكاثوليكية الجامعة وابناء كنيسته المارونية. وان هذه الزيارة تحمل معان خاصة وبالغة الأهمية في سنة الرحمة التي أعلنها قداسة البابا وفي الوقت الذي تحتفل فيه الكنيسة الجامعة برحمة يسوع المسيح، وهي علامة مميزة من بطريرك تدل على محبته وشركته مع شعبه اللبناني عامة ومع الموارنة خاصة".

وختم السفير ويلز: "ان شعب جنوب افريقيا يتحد بالصلاة مع اخوته واخواته من الشعب اللبناني كما ومن اجله أيضاً، ونصلي جميعا بشكل خاص على نية البطريرك كي يتمكن من إتمام رسالته متمنين ان يزورنا باستمرار حاملا بركته للمؤمنين وبخاصة الى الموارنة الذين يفرحون بزيارته اليوم في جنوب افريقيا". من جهته رد الراعي بكلمة قال فيها:"اننا نؤكد معكم اتحادنا بالصلاة بشكل دائم ومع قداسة البابا فرنسيس، اليوم نبدأ معكم مسيرة جديدة في الشركة والمحبة، ونشكركم على كل ما تقومون به من اجل الكنيسة في جنوب افريقيا ومن اجل الكنيسة المارونية هنا، ونتمنى لكم التوفيق في مهمتكم الدبلوماسية الجديدة في هذا البلد".

وختم: "نصلي معا على نية قداسة البابا فرنسيس كي يحقق له مقاصده ونواياه وتطلعاته للكنيسة الكاثوليكية الجامعة".

اجتماع راعوي

وبعد الظهر ترأس البطريرك الراعي اجتماعا راعويا للكهنة الذين يخدمون الموارنة في جنوب افريقيا من جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، واطلع منهم على اوضاع الرعايا وعلى الصعوبات التي تواجه رسالتهم في هذه المنطقة.

 

باسيل سلم كاغ رسالة خطية الى بان تضمنت موقف لبنان برفض التوطين وأي شكل من أشكال البقاء الطويل للسوريين

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - استدعى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، لاستيضاحها حول ما ورد في التقرير الصادر عن الامين العام، وأبلغها موقف الحكومة اللبنانية امس، وسلمها رسالة خطية موجهة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، تضمنت رفض لبنان لما ورد في تقرير الامين العام لناحية استيعاب النازحين في أماكن تواجدهم وضرورة اندماجهم في المجتمعات ووضع السياسات الوطنية من قبل الدول للتكيف مع بقائهم وصولا الى اعطائهم الجنسية. وأكد في رسالته على "موقف لبنان برفض التوطين وأي شكل من أشكال التجنيس وأي شكل من أشكال البقاء الطويل للسوريين". واعتبر ان "الحل الوحيد هو بعودتهم السريعة والآمنة الى وطنهم سوريا".

 

كاغ زارت باسيل: لبنان غير معني بتقرير بان ولم نطلب تسوية دائمة او تجنيس النازحين السوريين او الفلسطينيين في لبنان

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، لاستيضاحها ما ورد في التقرير الصادر عن الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون. بعد اللقاء، قالت كاغ: "انا سعيدة بلقائي اليوم الوزير باسيل جزء من المشاورات الصريحة والبناءة بيننا. واود ان اتحدث عن بضع نقاط لأني اعرف ان ثمة موضوعا يهمّ الجميع. اولا ان بين الامم المتحدة ولبنان علاقة طويلة جدا، صادقة ومنفتحة وشراكة حقيقية ترتكز على الثقة، الصداقة وكذلك على التعاون النشيط. ولطالما تخطينا التحديات ووجدنا الحلول. ان العلاقة مع لبنان تعود الى 70 عاما. هناك التزام لا يتزعزع من الامم المتحدة واعلم ان هذا الامر متبادل مع كل المسؤولين اللبنانيين الذين التقيتهم والشعب اللبناني". اضافت: " كما كرر غالبا الامين العام، فان الامم المتحدة لن تألو جهدا من اجل وضع حد للصراع في سوريا، لنصل الى حل دائم وشامل في منطقة الشرق الاوسط. ولكن عندما يأتي الامر الى لبنان، للمساعدة في ضمان استقراره وأمنه وحماية سيادته ودعم جميع من هم على ارضه. وفوق كل ذلك، ان لبنان بالنسبة الينا، يجب ان يستمر بكونه نموذجا حيويا في المنطقة وللتعايش والتعددية، في وقت تمر المنطقة بظروف متقلبة ومهددة من قبل عنف التطرف. وسأغتنم هذه المناسبة لأحيي الشعب اللبناني على كرم نفسه وقبله وعلى حكمته، واود أن اثني على قيادة الرئيس تمام سلام، وايضا تقديري، مرة اخرى، لوزير الخارجية لعمله المتواصل والتعاون الجيد بيننا ومع فريق عمله". وتابعت: "في الايام الماضية، جرى الحديث كثيرا عن تقرير الامين العام. ان التقرير، كما تعلمون، هو بعنوان " في السلامة والكرامة" ويعالج التحركات الكبيرة للنازحين والمهاجرين. وتم تحضيره بناء على طلب من الجمعية العمومية لعقد اجتماع مخصص رفيع المستوى في 19 ايلول المقبل، لجبه القضايا، ومدى تعقيد التحديات الجديدة التي يواجهها المجتمع الدولي والدول بالنسبة الى موضوع الحركة الكبيرة للنزوح والهجرة، وستتم مناقشة هذه المواضيع من جانب الدول الاعضاء. من هنا أقول ان التقرير هو عالمي ، وهو عام بطبيعته، ولا يتوجه الى لبنان بأي شكل او طريقة. وهو ايضاً لا يتحدث عن ازمة النازحين السوريين خصوصا. ان التقرير وضع بناء على طلب الجمعية العمومية وبطلب من الدول الاعضاء للأمم المتحدة، والذي يشكل لبنان بالطبع احدى هذه الدول. ويعرض التقرير عددا من العناصر، ويصف الاوضاع، ينظر الى الإحصاءات ويقترح خيارات للنظر فيها. ان التوصيات هي قيد المناقشات، لذلك اود التأكيد ان التقرير ليس ملزما بأي شكل من الأشكال".

وقالت: "على قدم المساواة، عندما يتعلق الامر بلبنان، وهذا الامر غير مذكور في التقرير، ان موقف الامم المتحدة هو واضح ولن يتغير. والحل لوضع النازحين السوريين هو بإيجاد حل سياسي للصراع في سوريا. والامين العام وانا شخصيا، نود منكم تأكيد هذا الامر، اننا لم نطلب في اي وقت تسوية دائمة او تجنيس النازحين السوريين النازحين او الفلسطينيين في لبنان.ان الدستور اللبناني واضح جدا حيال هذا الامر. ونحن نعمل دائما بإنسجام مع دستور البلاد، وهذا الامر ينطبق على لبنان. ان التقرير أيضا لا يدافع عن التوطين او التجنيس. عليكم النظر الى التقرير بكليته. في الواقع ما هو الأكثر اثارة للاهتمام في التقرير بالنسبة الى أولئك الذين لديهم الصبر، هي المرفقات التي هي في الواقع دعوة للمناقشة". وتابعت: "بالنسبة الى لبنان، ان موقف الامم المتحدة تم توضيحه عبر المراسلات مع الوزير الخارجية، وموقفنا ثابت ان الحل الأفضل هو بالعودة الى سوريا عندما تسمح الظروف بعودة آمنة وكريمة. ان الامم المتحدة تدرك ان لبنان يستضيف عددا كبيرا من النازحين، وقد أظهر مثالا في الضيافة التي لا تتزعزع والكرم والصبر. ان الامم المتحدة تدعم عودة النازحين الى سوريا واندماجهم في بلدهم الام. والى حين تلك العودة، ان الامم المتحدة ستعمل وتقف الى جانب لبنان من اجل للتعامل مع كل تلك التحديات، الاجتماعية - الاقتصادية والسياسية وايضا في المساعدات الانسانية والإنماء. وذكرني للتو الوزير باسيل بان لبنان يحرص جدا على رؤية تمويل واضح ومستمر لمساعدته على التعاطي مع تأثير الازمة السورية على كل الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبنى التحتية". وختمت: "رئيس الحكومة سيكون في اسطنبول في الايام المقبلة للمشاركة في القمة العالمية للعمل الإنساني، ولكننا في عمل متواصل للمتابعة مع المجتمع الدولي والجهات المانحة والبنك اولي ونظام بريتون وود للتأكد من ان لبنان سيحصل على التمويل الذي يستحقه نظر الى الحجم الكبير للعبء الذي يتحمله والتحديات التي علينا ان نساعدكم كي تتخطوها".

أسئلة واجوبة

سئلت: إذا ما يحصل في لبنان هو سوء تفاهم أو سوء ترجمة؟

أجابت: "أود أن أقول: إقرأوا التقرير. إنه لا يتكلم بأي طريقة عن لبنان، إنه عالمي، وغير ملزم، ويضم مقترحات للمجتمع الدولي ليصار الى مناقشتها بشكل شامل في أيلول المقبل. بالنسبة الى لبنان إن موقف الأمم المتحدة واضح جدا. لقد تم تأكيده كتابة، وكرره الأمين العام خلال زيارته الأخيرة للبنان عندما قال ليس هناك من توطين دائم للنازحين على أرض لبنان. نحن ننظر الى كل الخيارات العاملة على الاسراع في إعادة توطينهم في "بلد ثالث"، وطبعا إن الحل الأمثل والذي سيكون مفيد جدا ايضا للبنان، هو الحل السياسي للأزمة في سوريا والذي سيتيح العودة الآمنة والكريمة والطوعية الى بلدهم الأم في الوقت المناسب، وليس هناك من أي حديث عن توطينهم في لبنان.

سئلت: عندما تقولون إن التقرير عالمي، فلبنان هو جزء من هذا العالم، فكيف يضمن لبنان أنكم لن تفرضوا التوطين فيه؟

أجابت: "هناك دستور نحن على علم به، وثمة مقاطع عدة فيه ترفض التوطين، وأي شيء سيتم عرضه يجب أن يكون هناك قرار سيادي لكل دولة عضو في الأمم المتحدة حوله لتحديد رغبة كل دولة للتصرف إزاء مقترحات التقرير. لا شيء يمكن أن يفرض فرضا".

سئلت: بعد رفض الإتحاد الأوروبي استقبال المزيد من النازحين، ما هي الدول التي يمكن أن تشكل "البلد الثالث" الذين تبحثون عنه لهؤلاء؟

أجابت: "ليس هذا مخططنا. إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين هي جزء من أسرة الأمم المتحدة، وستسمح بإعادة التوطين، ولكن المهم في الإجتماع الذي سيحصل في أيلول المقبل، هو الدعوة الى التحرك العالمي والجماعي تحديدا من أجل دعم دول الجوار. إذا اردنا النظر الى لبنان خصوصا، فإن الدول المجاورة تتحمل أيضا عبء النزوح السوري، والقصد الرئيسي من التقرير هو تقاسم هذه المسؤولية في ما بينها، وتحديدا الإعتراف بأن ما يقدم من حلول غير كاف حتى الآن. أنتم في حاجة الى مؤتمر دولي عالمي حيث ستتم مناقشة المقترحات وبطبيعة الحال، فإن لبنان سيكون حاضرا الى جانب البلدان الأخرى، وستكون هناك متابعة ذات صلة بالموضوع، وستؤخذ سيادة الدول في الإعتبار".

 

فضل الله: لتتحمل الدولة وجمعية المصارف مسؤولية الحفاظ على حقوق اللبنانيين ومصالحهم وتتعامل مع القرارات الاميركية بحكمة ودقة

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: "عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بقراءة مناجاة أمير المؤمنين، التي سميت بالمناجاة الشعبانية.. بأن نناجي الله بها، لنعبر من خلالها، كما كان يعبر الإمام علي، عن حبنا لله وخشيتنا منه، وحرصنا على الدنو منه.. حتى نحظى برحمته في الدنيا والآخرة. وكان من مناجاته: "إلهي إن كنت غير مستأهل لرحمتك، فأنت أهل لأن تجود علي بفضل سعتك، إلهي لم يزل برك علي أيام حياتي، فلا تقطع برك عني في مماتي، إلهي كيف آيس من حسن نظرك لي بعد مماتي، وأنت لم تولني إلا الجميل في حياتي". اضاف: "أيها الأحبة، إننا أحوج ما نكون وسط ضجيج الحياة من حولنا، والصراع الجاري على الدنيا، والتهافت على السلطة، إلى أن نستعين على أنفسنا الأمارة بالسوء، وعلى الشيطان وخدعه ومكره، بهذه النفحات الروحية، التي تصور لنا الطريق، وتوضح لنا المسار، وتشعرنا بأن أغلى ما نصل إليه في الحياة هو حب الله لنا.. والشعور باحتضانه.. والإحساس بأننا لسنا بعيدين عنه.. والحصول على رضاه.. هذا ما نراه في فقرات المناجاة، وهذا ما ينبغي أن نحرص على أن نعيشه في الليلة المباركة؛ ليلة الخامس عشر من شهر شعبان؛ أن نحيي هذه الليلة بما ورد فيها من أدعية وأذكار، وأن لا تفوتنا.. فقد ورد في الحديث: "هي ليلة عظيمة الشرف، هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى الله فيها، فإنها ليلة آلى الله على نفسه ألا يرد سائلا فيها. فلنحرص على أن نستفيد من هذه المواسم الروحية.. فهي فرصتنا حتى نخشى موقفنا عند الله، وهي تعيننا في الدنيا على نيل الأمنيات ومواجهة التحديات". وتابع: "البداية مما يجري في العالم من إحياء مئوية "سايكس بيكو"، وهي الاتفاقية السرية التي جرت في العام 1916 بعد الحرب العالمية الأولى، بين ممثلي فرنسا وإنكلترا، لتقاسم النفوذ في ما بينهم على مناطق سيطرة السلطنة العثمانية، بعد هزيمة محورها أمام محور الحلفاء الذي كانت تتصدره فرنسا وإنكلترا، ولترسيم حدود الدول العربية بالصورة التي هي عليها الآن، وقد روعيت في هذا التقسيم، كما هو واضح، مصالح الدولتين، وقدرتهما على الهيمنة على هذا العالم العربي الواعد بتاريخه وقدراته البشرية وثروته الطبيعية".

وأكد "ان هذه الاتفاقية شكلت بداية مرحلة جديدة بدا معها العالم العربي مجموعة كيانات منفصلة متباعدة، وفي بعض الحالات متناحرة، حيث أسس لهوية كيانية على حساب الهوية الجامعة العربية أو الإسلامية، ما أضعف قوة هذا العالم وفتته، وسمح بعد ذلك بعقد "وعد بلفور"، وساهم في وجود الكيان الصهيوني".وقال: "نحن اليوم، وعند استذكارنا لما جرى، لا نريد الإيحاء بإلغاء كيانات بنيت وتجذرت، بقدر ما نريد الإشارة إلى ضرورة تفويت الفرصة على الذين أرادوا من هذه الاتفاقية تفتيت قوة العالم العربي، وذلك من خلال تفعيل مواقع الوحدة لديه، وعدم إضعافها وتهميشها، والمزيد من التماسك في مواجهة قضاياه المشتركة والتحديات التي تواجهه، من العولمة العسكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية. ففي ظل سعي العالم الآخر إلى توحيد قدراته وإمكاناته، لا يمكن أن تواجه هذه التكتلات والوحدات، بدول متفرقة أو متناحرة".

اضاف: "في الوقت نفسه، لا بد من أن لا نفتت العالم العربي بأيدينا، كما يحصل الآن، وأن لا نسمح للاعبين الجدد بخلق مناخات لاتفاقيات جديدة تساهم في مزيد من التفتيت، بحيث يترحم عندها على ما جرى للمنطقة في "سايكس بيكو"، وإن كان لا ينبغي الترحم عليها، حيث يكثر الحديث الآن عن رسم خرائط جديدة للمنطقة، تبنى هذه المرة على أساس كيانات طائفية ومذهبية وإثنية، والأسوأ من ذلك، أنه يراد أن يتم ذلك بدمائنا وجراحاتنا وآلامنا، وباستدراجنا إلى صراعات نعتقد من خلالها أننا نخدم ديننا أو مذهبنا أو قوميتنا، فيما نحن نخدم سياسات الآخرين، التي تسعى إلى إضعافنا وإسقاطنا وهزيمتنا". وأعلن "ان حديث التقسيم والفدرلة بات علنيا. ومع الأسف، بات البعض يسوق له، ويراه ضروريا، وينسى أن وراء ذلك مشاريع حرب واستنزافا مستمرا"، وقال: "إننا معنيون في هذه المرحلة بالوقوف في وجه كل هذه المشاريع، بحيث يكون قدر الأمة أن تمتن وحدتها، لا أن تكون في مهب رياح الآخرين، فكما ضاعت فلسطين في "سايكس بيكو"، فقد يستكمل ضياعها مع ضياع بلدان أخرى". وتابع: "نعود إلى لبنان، الذي يدخل مرحلة جديدة من الانتخابات البلدية، التي نريدها أن تعبر عن مزاج جديد للبنانيين، وعن رغبة في التغيير تطاول الذين أفسدوا وأساؤوا إلى إنسان هذا البلد وصحته ومستقبله في أي انتخابات مقبلة، بحيث يخرج اللبنانيون من النقد والتأفف إلى صنع القرار، لعل ذلك يساهم في جعل أغلب الطبقة السياسية تعيد النظر في حساباتها، فلا تعمل وفقا لارتباطاتها أو علاقاتها بهذه الدولة أو تلك، أو بهذا المحور أو ذاك، بل تعمل لحساب من قرر أن يعاتب ويحاسب ويغير، وهذا لا يعني إلغاء دور الخارج وتأثيراته وتعقيداته، ولكننا ما زلنا نعتقد أن الطبقة السياسية لو أرادت، فهي قادرة على اجتراح الحلول وإيجاد المخارج، وهي جاهزة لذلك، ولكن هناك من يصر على أن ينتظر انتصارا هنا أو هناك، يقوي به موقعه الداخلي، والبعض يريد أن يكون ملكيا أكثر من الملك". وأعلن "اننا ننتظر عقلية جديدة من اللبنانيين، يشعر معها جميع السياسيين بأنهم لم يعودوا مالكين لمفاتيح طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم، بل باتت المفاتيح في أيدي الناس، الذين قرروا أن لا يعطوها إلا لمن يحسن الإمساك بها، لا الذين يأخذونهم حيث لا يريدون". وختم: "في هذا الوقت، تبرز أزمة المصارف التي باتت تقض مضاجع اللبنانيين، نظرا إلى تداعياتها. ونحن في هذا المجال، وبعيدا عن مشروعية هذه الضغوط المالية أو عدمها، وفي ظل عدم تعريف عالمي واضح للإرهاب، نؤكد أهمية حفظ هذا القطاع الأساسي، ولكن بطريقة لا تسيء إلى فئات واسعة من اللبنانيين.. حيث باتت بعض المصارف تعمل على توسيع دائرة المستهدفين، بحيث تشمل أولئك الذين لا يشملهم القانون الأميركي الذي ترضخ له. إننا ندعو الدولة اللبنانية، ولا سيما جمعية المصارف، إلى تحمل المسؤولية في الحفاظ على حقوق اللبنانيين ومصالحهم.. والتعامل مع هذه القرارات بحكمة ودقة وحرص شديد".

 

عمار الموسوي استقبل نائبة وزير الخارجية في جنوب أفريقيا

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - استقبل مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي نائبة وزير الخارجية في جنوب أفريقيا نومالوديا مفيكيتو على رأس وفد، في حضور السفير شون بنيفلدت. وجرى عرض الأوضاع في المنطقة، وخصوصا تطورات الأزمة في سوريا، وشدد الطرفان، بحسب بيان للعلاقات الاعلامية في الحزب، على "أولوية العمل من أجل مكافحة الإرهاب ووقف كل أشكال الدعم المقدم للجماعات المسلحة". وتم "التوافق على أن الحل في سوريا يجب أن يكون عبر عملية سياسة تضم جميع الأطراف السوريين، مع تأكيد ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وعلى مؤسسات الدولة السورية".وأكدت مفيكيتو "دعم بلادها الكامل لقضية الشعب الفلسطيني واستمرارها في السعي من أجل حل عادل ودائم لهذه القضية".وفي المقابل حذر الموسوي من أن "المعالجة غير المسؤولة على المستوى الدولي لملف النازحين السوريين ستجعل جميع دول المنطقة المجاورة تشهد تداعيات لا تقل خطورة عن الأحداث الجارية في سوريا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصر: وجدنا حطام الطائرة ومقاعد وأشلاء في عرض المتوسط

العربية.نت/20 أيار/16/أعلن مصدر مسؤول بشركة مصر للطيران الجمعة، أن القوات المسلحة بالتعاون مع البحرية المصرية تمكنت من انتشال المزيد من حطام الطائرة وبعض من متعلقات الركاب والأشلاء والحقائب ومقاعد الطائرة في البحر الأبيض المتوسط وأضاف أن البحث لا يزال جارياً. هذا وأعلن الجيش المصري الجمعة، العثور على أجزاء من حطام الطائرة المصرية المفقودة على بعد 290 كلم شمالي الإسكندرية. وأكد وزير الدفاع اليوناني أن الجيش المصري عثر على أشلاء بشرية ومقاعد وحقائب بين حطام الطائرة المصرية. وجاء في بيان القوات المصرية المسلحة "في إطار الجهود المبذولة من عناصر البحث والإنقاذ للقوات المسلحة في البحث عن الطائرة المفقودة منذ الأمس تمكنت الطائرات المصرية والقطع البحرية المصرية المشاركة صباح اليوم الجمعة من العثور على بعض المتعلقات الخاصة بالركاب وكذا أجزاء من حطام الطائرة في المنطقة شمال الإسكندرية وعلى مسافة 290 كم ويجري استكمال أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه". فيما أعلن التلفزيون أن الجيش المصري يبحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة. واختفت طائرة مصر للطيران، التي كان على متنها 66 شخصا، الخميس قبل حوالي نصف ساعة من موعد وصولها إلى العاصمة المصرية قادمة من العاصمة الفرنسية باريس. وتشارك وحدات عسكرية مصرية ويونانية وفرنسية وبريطانية في العملية التي تقع بالقرب من جزيرة كارباثوس اليونانية. فيما بدأت مصر تحقيقا رسميا لتقود ما وصفها خبراء في السلامة الجوية بمهمة شاقة لمعرفة ملابسات فقدان الطائرة.

وقال وزير فرنسي إن ثلاثة محققين من وكالة تحقيقات الكوارث الجوية "بي.إي.إيه" وصلوا القاهرة ومعهم خبير من إيرباص.

 

دي ميستورا: اقتربنا من إسقاط المساعدات جواً

المدن - عرب وعالم | الجمعة 20/05/2016/تعرضت مناطق ريف إدلب الشرقي إلى قصف من قبل النظام السوري، تركز على بلدة خان السبل، وراح ضحيته 8 قتلى من المدنيين، بينهم طفل، فضلاً عن إصابة العشرات. وقال نشطاء إن القصف تم بواسطة المدفعية الثقيلة، فيما تعرضت بلدة سنجار إلى قصف مماثل في الريف الجنوبي من دون تسجيل إصابات، بحسب ما أفادت قناة "الجزيرة". وفي وسط البلاد، تعرضت مناطق الريف الشمالي من حمص إلى غارات جوية، وقصف بالبراميل المتفجرة على بلدة الحولة، بعد أقل من 24 على غارات استهدفت البلدة ذاتها وراح ضحيتها 15 قتيلاً وعشرات الجرحى. وللحد من سقوط ضحايا، أعلنت المحكمة الشرعية في حمص عن إلغاء صلاة الجمعة في كل مناطق الريف الشمالي. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد قال إن حصيلة عمليات النظام ليوم الخميس بلغت 21 قتيلاً مديناً، بينهم 6 أطفال، سقطوا في غارات جوية على عدد من البلدات في المنطقة الوسطى. وإلى جانب المدنيين الـ16 الذين قتلوا في الحولة، وثق المرصد مقتل 7 مدنيين، بينهم 3 أطفال، وكلهم قضوا بقصف على مدينة الرستن المحاصرة منذ العام 2012 في حمص. إلى ذلك، تعهد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، باللجوء إلى خيار "الملاذ الأخير" من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا، بحلول الأول من الشهر المقبل. وقال دي ميستورا في وقت متأخر، الخميس، إنه إذا لم يتحسن الوضع في ما يتعلق بدخول المساعدات وإعادة تطبيق اتفاق "وقف الأعمال العدائبة في سوريا"، فإن مصداقية الجولة المقبلة من محادثات السلام ستكون محل شك. وأضاف المبعوث الدولي في تصريحات للصحافيين، في جنيف "نريد أن نوصل المساعدات للجميع. إذا لم نتمكن من توصيل الغذاء من خلال القوافل .. فالبديل هو الإسقاط من الجو"، ووصف خيار إسقاط المساعدات جواً بأنه "الخيار الأكثر تكلفة وتعقيدا وخطورة .. ولذلك فإن الإسقاط الجوي هو الملاذ الأخير لكننا نقترب منه". وتعتبر الأمم المتحدة أن التلويح بخيار إسقاط المساعدات جواً، سيشكل عامل ضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. في هذا السياق، قال مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية يان إيغلاند، إن وجود نية واضحة لترتيب عمليات لإسقاط المساعدات جوا على المناطق المحاصرة الباقية في سوريا سيساعد في إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح بدخول قوافل المساعدات برا. وأضاف "نعتقد بالفعل أن خيار الإسقاط الجوي سيجعل من الممكن لنا فعليا أن نوصل المساعدات برا خلال الأسابيع القادمة". ونوه إيغلاند بنجاح فرق الإغاثة في الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، بإدخال المساعدات إلى ضاحية حرستا قرب دمشق، الأربعاء الماضي، لكنه أكد أن القافلة التي كان من المفترض أن تدخل إلى مدينة داريا المحاصرة منذ 4 سنوات من قبل قوات النظام، تم منعها من الدخول من قبل حاجز للنظام يتولاه الجنود "الحاصلون على تغذية جيدة"، وأشار إلى أن سبب منع القافلة من العبور كان لاحتوائها على حلب للرضّع.

       

البنتاغون يرفض شن غارات مشتركة مع موسكو في سوريا

العربية.نت/ الجمعة 20/05/2016/رفضت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الجمعة، دعوة روسية لشن غارات مشتركة مع موسكو في سوريا. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال إن بلاده اقترحت على الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده البدء في شنّ ضربات جوية مشتركة في سوريا، اعتبارا من 25 مايو لاستهداف جبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي لا تلتزم بوقف إطلاق النار. يأتي تصريح وزير الدفاع الروسي في الوقت الذي يخرق (حليفه) النظام السوري الهدنة في مناطق عدة بسوريا. وتقترح روسيا أن تستهدف هذه الضربات أيضا قوافل الأسلحة بما في ذلك التي تعبر إلى سوريا من تركيا. وقال شويغو إن الاقتراح طرح بالتنسيق مع النظام السوري وجرت مناقشته مع خبراء عسكريين أميركيين في العاصمة الأردنية عمان. وقال شويغو خلال اجتماع بوزارة الدفاع نقله التلفزيون الروسي إن روسيا تحتفظ بحق قصف المسلحين الذين لا يلتزمون بوقف إطلاق النار في سوريا من جانب واحد.

 

اليمن.. تلويح بالعودة إلى الحسم العسكري مع الحوثيين

دبي - قناة العربية/الجمعة 20/05/2016/طالب المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في صنعاء، وفد الحكومة اليمنية إلى الكويت بالانسحاب النهائي من المشاورات، التي وصفها بالعبثية في ظل استمرار الحوثيين باعتماد سياسة المماطلة وكسب الوقت لترتيب أوضاعهم الميدانية. وأكد المتحدث باسم المجلس، عبدالله الشندقي: أن الاستمرار في المشاورات، يعني منح الميليشيات مزيداً من الوقت لترتيب وضعها الميداني المنهار، الأمر الذي يضاعف كلفة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، كما أنه يؤدي لاستنزاف الشرعية ودول التحالف العربي.  ودعا الشندقي، إلى العودة السريعة إلى خيار الحسم العسكري واستعادة الدولة، للحيلولة دون التدهور الاقتصادي الكامل الذي بدأت مظاهره تتجلى في انهيار العملة المحلية بشكل مخيف، والارتفاع الجنوني لأسعار المواد التموينية والمشتقات النفطية الذي تسببت به ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. يذكر أن جولة محادثات السلام اليمنية في الكويت تشهد مساعي حثيثة لإنقاذها من الفشل، بعد تعنت الحوثيين في وقت أشاد فيه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بالوفد الحكومي داعياً إياه إلى التحلي بمزيد من الصبر.

 

يعالون يعتزل السياسة:المجتمع الاسرائيلي يميل للعنف والعنصرية

المدن - عرب وعالم /الجمعة 20/05/2016/حسم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، علاقته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشن هجوم عنيف عليه وعلى الحكومة، الجمعة، أعلن فيه استقالته من منصبه رسمياً. وقال يعالون في بيان "أبلغت رئيس الحكومة هذا الصباح أنني أستقيل من الحكومة ومن الكنيست، وبصدد أخذ فترة استراحة من الحياة السياسية، وذلك في أعقاب قرارات رئيس الحكومة في التطورات الأخيرة". وتوجه بالحديث إلى نتنياهو قائلاً "لم أعد أثق بك". يعالون لم يكتف بإصدار بيان، فعقد مؤتمراً صحافياً شرح فيه أسباب استقالته، وأعلن أنه سيعتزل الحياة السياسية في المستقبل القريب، لكنه سيعود، في مرحلة ما، ليتنافس على قيادة إسرائيل، على حد تعبيره. وقال يعالون "لقد عملت بانسجام مع رئيس الحكومة لمدة طويلة، خاصة في الحرب الأخيرة في غزة، لكنني وجدت نفسي في صراعات قوية معه في قضايا أخلاقية. لقد حاربت بكل ما أوتيت من قوة، ضد مظاهر التطرف والعنف والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي".

وأضاف "لأسفي الشديد، استولت على إسرائيل، وحزب ليكود، عناصر متطرفة وخطيرة، تهدد أسس البيت وتعرض المواطنين للخطر. حزب الليكود الذي انضممت إليه لم يعد يشبه ليكود زئيف جبوتنسكي ومناحم بيغين". وتابع "أتمنى أن ترى الأغلبية العظمى لمنتسبي الليكود، الجمهور الواعي، الرسمي والمسؤول، عمق الشرخ الذي أصاب الحركة.. وأن يناضل ضد هذه الظاهرة".واتهم يعالون الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو بأنها تحرض على التفرقة، وقال "لأسفي الشديد، اختار سياسيون كبار في إسرائيل التفرقة بين أجزاء المجتمع الإسرائيلي والتحريض، بدل التوحيد والألفة.. لقد أعبرت عن قلقي حيال مستقبل إسرائيل والأجيال القادمة أكثر من مرة. باعتقادي، وظيفة القيادة أن توجه الدولة على نحو أخلاقي، وفق بوصلة واضحة، عكس مهب الريح". وكانت هذه الأزمة قد اندلعت مع الحديث عن عرض قدمه نتنياهو يقضي بتسليم وزارة الدفاع إلى رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، بعد دخوله في الائتلاف الحكومي الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي. وفي أعقاب ذلك، أعلن ليبرمان قبوله عرض نتنياهو، وانضمام حزبه إلى الحكومة الحالية.

 

وزير الدفاع اليوناني: جزء من اشلاء بشرية ومقعدان وحقائب بين حطام الطائرة المصرية

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - اعلن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، اليوم، العثور على "جزء من اشلاء بشرية ومقعدين وحقيبة او حقائب عدة" بين بقايا الطائرة المصرية التي تحطمت في البحر المتوسط خلال قيامها برحلة بين باريس والقاهرة أمس.

واوضح كامينوس في مؤتمر صحافي مقتضب انه "حصل على هذه المعلومات من السلطات المصرية التي تقوم بتنسيق عمليات البحث في المكان الذي يشتبه بتحطم الطائرة فيه وعلى متنها 66 شخصا بين جزيرة كريت والسواحل الشمالية لمصر".

 

آيرولت اكد عدم وجود اي مؤشر حول اسباب تحطم الطائرة المصرية

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت اليوم انه ليس هناك اي مؤشر على الاطلاق حول اسباب تحطم الطائرة المصرية، في وقت تحدثت السلطات المصرية عن احتمال وقوع عمل ارهابي. وقال آيرولت لشبكة "فرانس 2" التلفزيونية :"اننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليس لدينا اي فرضية مرجحة، لاننا لا نملك اي مؤشر على الاطلاق حول اسباب تحطم الطائرة المصرية"، مشيرا الى انه "سيلتقي السبت عائلات الركاب لاعطاء اقصى ما يمكن من معلومات بشفافية تامة".

 

"الرياض": التحولات في الشرق الأوسط تنعكـس دراماتيكيـا على المسـلمين

المركزية- لفتت صحيفة "الرياض" السعودية الى ان "التحولات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط تنعكس بشكل دراماتيكي على المسلمين في أنحاء العالم، فجزء من هذه الاضطرابات في المنطقة التي يدين غالبية سكانها بالإسلام، يعود لممارسات متطرفة تم إصباغ صفة الإسلام عليها في حين يرفض أكثرية المسلمين تلك الصفات، ويرون أن إلصاقها بدينهم يحمل صفة اتهامية". واشارت الى انه "أمام ذلك الوضع المختل، استغلت قوى سياسية ودينية في عدد من الدول غير الإسلامية الفرصة لتجيّر الأمر وتستثمره لإحراز أهداف سياسية وثقافية واجتماعية، ولتصفية حسابات قديمة، قد تكون تلك اللحظة التاريخية السوداوية التي تمرّ بها صورة الإسلام والمسلمين بتشويه حاد فرصة لاغتنامها". ولفتت الى ان "صيحات المسلمين تتعالى في إفريقيا الوسطى من هول عمليات الاضطهاد والتطهير العرقي التي تحصل تحت مرأى ومسمع العالم الذي لا يبالي كثيراً بتلك المآسي التي تتعارض مع قيم وأخلاقيات حقوق الإنسان التي ينادي بها، ففي حقيقة الأمر تواجه القوى الكبرى تحدياً في إثبات أنها غير منغمسة على مستوى دولها في أي نوع من التمييز بغية إثبات أهلية مبادئها التي تروج لها وتُسوقها في العالم، ولعل ما رأيناه اخيراً بانتخاب مسلم لعمدة لندن وهو منصب مهم في بلد أوروبي عريق، ووصول كذلك محتريم آراس وهي سيدة من أصول تركية إلى منصب رئيسة برلمان ولاية بادن في ألمانيا، كلها مظاهر تستفيد منها الحكومات الغربية في درء أي شبهة عنصرية عنها وعن مجتمعاتها، لكن لا يمكن في الوقت ذاته إهمال صعود اليمين المتطرف في انتخابات عدد من الدول الأوروبية". واضافت: أمام هذه التحديات التي يتعرض لها المسلمون في أنحاء العالم، مجبرون على مستوى الدول والمنظمات الإسلامية، أن نولي ذلك الأمر العناية والاهتمام الذي يستحق، فتلك المكونات وإن كانت تحمل جنسية دول غير إسلامية أو عربية، لكن انتماءها في المقام الأول وطني لا يمكن التشكيك به، ثم ان انتماءها إثنياً للعالم الإسلامي يعني أن هذا العالم منوط به الذود عن حقوق اتباعه فهو المرجعية التاريخية والثقافية لهم، لا سيما وأن حجم ما تتعرض له تلك الأقليات ليس صراعاً أو تنافساً سياسياً بقدر ما هو محاولة إقصائية - إزاحية.

 

مفاوضات جنيف الى ما بعد الانتخابات الاميركيــــة! التسوية اليوم لمصلحة روسيا والتأخير يعزز فرص النظام

المركزية- تترنح المفاوضات الدولية في شأن الازمة السورية بين مدّ وجزر من دون احراز تقدم يعوّل عليه لضخها بجرعة اوكسيجين تعيد الحياة الى عروقها المسدودة ، لا بل ان التعقيدات المحيطة بالملف برمته تبدو متفوقة على الجهود الدولية المركّزة في اتجاه بلوغ التسوية السياسية قبل نهاية الصيف المقبل. في وقت لم يصل اجتماع المجموعة الدولية في فيينا امس الاول الى نتيجة حتى انه لم يحدد موعدا لاجتماع جديد، اعربت اوساط سياسية عربية متابعة لملف الازمة السورية لـ" المركزية" عن اعتقادها بان الهدف المرسوم دوليا لوضع خطوط التسوية العريضة على الاقل قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية في ايلول المقبل لن يبصر النور، لا بل ستستمر المفاوضات حتى ذاك الموعد من دون نتائج عملية وربما الى ما بعد تسلّم الادارة الجديدة مهامها في الربيع المقبل، بما يمدد فترة الصراع ويمنح النظام السوري فرصة اضافية لاحراز تقدم عسكري وقلب موازين القوى ميدانيا اذا امكن. وتضيف: حتى لو سلمنا جدلا بان المفاوضات وصلت الى خواتيمها الايجابية، فان اي اتفاق يتم التوصل اليه سيكون وفق الرؤية التي تتطلع اليها روسيا لا الولايات المتحدة الاميركية، بمعنى اجراء الانتخابات الرئاسية بعد 18 شهرا يسمح معها للرئيس بشار الاسد بالترشح مجددا فيما يحتفظ بالسيطرة على الاجهزة الامنية، وهو عمليا ما يطالب به الاسد. ومع ان روسيا كررت مرارا انها لا تدعم الاسد شخصيا بل جيش النظام لعدم تكرار السيناريو العراقي بانهيار الدولة وانحلال مؤسساتها واجهزتها العسكرية والامنية، تقول الاوساط ان موسكو تبقي الباب مفتوحا نصف فتحة على امكان ادخال تعديلات على هذا المسار. وتعتبر ان النظام يستفيد راهنا من الهدنة ووقف الاعمال القتالية لمصلحة اعادة تنظيم قواته وادارته والعمل على عقد اتفاقات هدنة محلية تفضي الى تحييد المسلحين عن الصراع، غير ان تفوقه العسكري لا يمكن ان يلامس الانتصار الشامل، على رغم تفكك المعارضة وانقسامها الى معارضات منها الداخلي ومنها الخارجي وهو عنصر يزيد الوهن في جسدها ويسحب منها اوراقا قوية في المفاوضات، في حين ان توحدها تحت قيادة عسكرية يزيدها مناعة في مواجهة النظام خصوصا اذا لم تتوصل المفاوضات الى التسوية قبل العام المقبل والا فانها ستمنى بالفشل لتكون التسوية حينما تنضج لمصلحة الفريق الاخر. وتستغرب الاوساط تركيز القوى الدولية والاقليمية على مصير الرئيس الاسد عوض توجيه البوصلة نحو ارساء حلول وسطية يمكن ان تشكل نقطة التقاء بين الاطراف المتنازعة خصوصا ان الخيارات المتاحة في هذا المجال كثيرة من بينها مثلا بقاء الاسد في الرئاسة وتشكيل مجلس عسكري يضم عناصر من النظام والمعارضة والفريق المستقل لادارة الاجهزة الامنية في البلاد. وتختم : ان التعويل على دور للاتحاد الاوروبي في مجال حل الازمة السورية غير واقعي في غياب الرؤية الاستراتيجية للازمة وطريقة ادارتها، وان دوره لا يمكن ان يتخطى عتبة المساعدات الانسانية وبذل الجهود للحد من موجة النزوح نحو بلدانه بعدما بلغت ذروتها، واقصى ما يمكن ان تؤديه هو الاهتمام بشؤون بعض الدول التي لفحتها رياح الازمة عبر النازحين كلبنان والاردن لحملها على تقديم الدعم لهم وابقائهم على اراضيها لعدم لجوئهم الى الدول الاوروبية.

               

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتخابات ٢٠١٧ بقانون ١٩٦٠

 علي حماده/النهار/21 أيار 2016

صحيح ان الانتخابات البلدية فتحت الباب لتزخيم المطالبة بإجراء الانتخابات النيابية في اسرع وقت، ولكنها لم تؤد لغاية الان الى بت قانون انتخاب جديد يتفق عليه الجميع، على قاعدة الموازنة بين ضرورة تحديث القانون لتأمين اكبر قدر من حسن التمثيل ودقة الحفاظ على توازنات تتعدى الاطار الطائفي او المناطقي الخاص لتتصل بتوازن وطني يحمي البلاد من غلبة فئة على فئة! بمعنى ادق يتم طرح قانون انتخاب يشتمل على النظام النسبي تحت عنوان تأمين حسن التمثيل النيابي، و في المقابل تطرح اشكالية لم تطرح في الانتخابات البلدية لكونها محلية الطابع، الا وهي التوازن الدقيق القائم بين خيارين سياسيين كبيرين في البلد يتصارعان حينا، و يتهادنان حينا آخر! و يمكن ادراج ولادة حكومة تمام سلام في هذا الاطار، حيث انها تمثل تقاطعا لمصالح فريقين متعارضين في الجوهر. ولكنه تقاطع مصالح موقت. جميع القوى الاساسية تعلن تأييدها لقانون انتخابي يتضمن نظام التصويت النسبي، وصولا الى ذهاب البعض ("حزب الله") الى حد الاعلان عن تأييده نظاما نسبيا بدائرة واحدة على كامل لبنان! ولكن شتان ما بين المعلن والمضمر. ومتى تمعن المراقب قليلا في قراءة الخريطة السياسية الجديدة التي نتجت عن خلط الاوراق الرئاسية (مسيحيا)، و نشوء مزاج شعبي مستجد اثر انفجار فضيحة النفايات، يستشف ان معظم القوى السياسية قد تكتشف سريعا ان من مصلحتها التظاهر بالسعي الجدي لإقرار قانون انتخاب جديد يخلط بين النظامين الاكثري و النسبي، والعمل ضمنا وبـ"تقية" للابقاء على قانون بنظام اكثري، الا وهو القانون الحالي الذي قد يعود الجميع الى الالتقاء حوله. بالامس طرح الرئيس نبيه بري مجموعة افكار لانتخابات متتابعة نيابية اولا ورئاسية ثانيا على ان يتم تقصير ولاية المجلس الحالي، والذهاب الى صناديق الاقتراع وفق القانون الذي يكون جرى الاتفاق عليه، وفي حال العكس تحصل الانتخابات بالقانون الحالي! ويبدو ان معظم القوى السياسية بما فيها التي تجاهر بالصوت العالي برفض قانون ١٩٦٠، ما عادت في هذه المرحلة ترى مشكلة في اجراء انتخابات وفق القانون الحالي! ولكل من القوى المقررة داخل مجلس نواب الحالي اسبابها وحساباتها التي يبدو انها تقترب من نقطة التقاطع حول قانون ١٩٦٠. ان المراقب بدقة وبرودة لا يسعه سوى ان يتوقع تتابع فصول مسرحية الهاء الناس بالعمل الجدي لإقرار قانون يتضمن النسبية، وصولا الى لحظة اعلان فشل التوصل الى اتفاق لإقرار قانون جديد، فيعاد انعاش القانون الحالي للانتخابات المقبلة في سنة ٢٠١٧... ومن هنا السؤال: بين تمديد ثالث لولاية مجلس النواب او انتخابات بقانون ١٩٦٠، اي من الشرين نختار؟

 

ما قصة التوطين العائدة من الباب الأممي

 سابين عويس/النهار/21 أيار 2016

يسكن وزير الخارجية جبران باسيل هاجس توطين اللاجئين السوريين في لبنان بقرار دولي. لا تقنعه التطمينات والشروحات التي تقدمها الأسرة الدولية عن عدم وجود نية في هذا الشأن، كما لا يقنعه سبب تأخر وصول المساعدات المقررة لهذه القضية، والتي يعتبر أنها ستكون مشروطة بالتوطين. وقد جاء التقرير الأممي الأخير ليعطي باسيل فرصة الانقضاض مجددا على هذا الموضوع ولتثبيت وجهة نظره في هذا الشأن. بدأت القصة مع تقديم الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون في 21 نيسان الماضي تقريره إلى هيئة الامم المتحدة في إطار التحضير للاجتماع الدولي في أيلول المقبل حول "التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين". وجاء التقرير بعد مرور نحو شهر على زيارة بان للبنان، والتي قاطعها باسيل على خلفية رفضه التوطين، مما أثار استياء في الاوساط اللبنانية والاممية بسبب التهميش. في 9 أيار الجاري، تبلغت وزارة الخارجية مضمون التقرير، وعكفت دوائرها على قراءته ووضع ملخص تقويمي لما تضمنه. وقد استوقفت هذه الدوائر مجموعة من النقاط التي وردت فيه، والتي شكلت ثغرة بالنسبة اليها، يمكن الولوج منها لتفسيرها على أنها مقدمة لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان. رفعت هذه الدوائر تقريرها الى وزير الخارجية الذي لم يتسن له الاطلاع عليه، الا على متن الطائرة التي اقلته الى فيينا قبل اربعة ايام، حيث مثل لبنان في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا. لم يرق باسيل ما قرأه، ولا سيما في ما يتعلق بالملاحظات المسجلة في شأن مجموعة من النقاط، أبرزها استعادة مسألتي العودة الطوعية للاجئين والاندماج في الدول التي شكلت المحطة الاولى لنزوحهم، وصولا إلى النقطة الابرز الواردة في المادة 86 من التقرير والرامية الى التمهيد للتجنيس. حمل باسيل ملاحظات الخارجية إلى طاولة الحوار الوطني، وأثارها أمام المتحاورين بنبرة تصعيدية، ما لبث أن أسهب في عرضها أمام الاعلام بعد انتهاء الجلسة، ليعيد طرحها في اجتماع اللجنة الوزارية في السرايا الحكومية، مما استدعى موقفا توضيحيا من الحكومة، خصوصاً أن المتحاورين، رغم انشغالهم بمبادرة رئيس المجلس نبيه بري، تحفظوا عن مضمون التقرير وطلبوا استيضاحات حوله. ما لبث الموضوع أن طرح مجددا على طاولة مجلس الوزراء لتخرج الحكومة ببيان مقتضب، وإنما حاسم، اللافت فيه أنه لم يرفض التقرير وما أورده، ولكنه جزم بموقف الحكومة الرافض لأي توجه نحو توطين السوريين أو غيرهم من اللاجئين. وقد ترافق هذا الموقف مع موقف أميركي واوروبي وأممي عبرت عنه الحركة الديبلوماسية أمس في اتجاه السرايا الحكومية والخارجية. فحضرت منسقة الأمم المتحدة سيغريد كاغ الى قصر بسترس، بناء على طلبها (وليس لاستدعاء باسيل) فيما أعلن القائم بالاعمال الاميركي السفير ريشارد جونز بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام دعم بلاده لموقف لبنان الرافض للتوطين، وزار الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي فيليب لازاريني وزير العمل سجعان قزي معلنا موقفا مماثلا. وفيما لم يخف سلام انزعاجه من الاثارة التي ترافق كل ملف يطرح، بما يخضعه للمزايدات ويخرجه عن إطاره الموضوعي، ولا سيما في الملفات الدقيقة والحساسة مثل موضوع التوطين، كشف لـ"النهار" أنه يتابع الموضوع مع وزير الخارجية الذي حمل كاغ رسالة الى بان ضمّنها موقف الحكومة، مضيفا انه سيغتنم فرصة وجوده في اسطنبول بعد يومين للقاء المسؤول الاممي والبحث في هذا الموضوع معه، وإبلاغه أن مسألة التوطين غير خاضعة للنقاش او المساومة.

 

نصرالله: الوداع الأخير

 احمد عياش/النهار/21 أيار 2016

ما تضمنه تأبين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لمصطفى بدر الدين قائد الجناح العسكري لـ"حزب الله" أمر متوقع لكن ما كان غير متوقع من نصرالله أن يعلن ان الحزب فقد كل قادته المؤسسين منذ إنطلاقته في بداية الثمانينات من القرن الماضي ولم يبق من نجومه سوى نصرالله فقط. لذلك أشارت المقالات التي كتبت بأقلام موالية الى ان نصرالله بات الصخرة الوحيدة للحزب. لم نكن نعلم هذه الاهمية التي كان يمثلها بدر الدين إلا بعد مصرعه. وجاءت الروايات التي تداولتها اوساط الحزب لتكشف ان بدر الدين لم يكن من الصف الذي يلي نصرالله بل كان من صف الاخير مباشرة.واحدى هذه الروايات تقول ان بدر الدين عندما كان يحضر الاجتماعات القيادية التي يترأسها نصرالله كانت كلمته هي الاقوى. فهو الى جانب مسيرته العسكرية الطويلة منذ التأسيس كان يتمتع بمزايا قلما تمتع بها المؤسسون ومنها إتقانه ثلاث لغات. كما انه تميّز بطباع حادة جعلت الاخرين من أقرانه يتجنبون مواجهته. لذلك لم يكن بدر الدين قريبا من أحد إلا من رفيق مسيرته عماد مغنية الذي سبقه الى الغياب قبل ثمانية أعوام في دمشق في إنفجار عبوة ناسفة بسيارته. ووفق ما أوردته الـ"بي بي سي" قبل أسبوع فإن عضوا في الحزب وصف في إستجواب لوكالة المخابرات الامنية الكندية بدر الدين بأنه خبير متفجرات وأنه "أكثر خطورة" من مغنية الذي كان "مرشده في الارهاب" حسبما ذكر أحد التقارير. في غمرة التكهنات التي راجت بعد مقتل بدر الدين أن تصفيته تمت بالطريقة التي جرت فيها تصفية رئيس الشيشان الاسبق جوهر دوداييف عام 1996 وذلك بصاروخ موجّه أطلقته قاذفات مقاتلة روسية من نوع سوخوي 25 خلال إجرائه مكالمة هاتفية تلقاها من صديق له في الدوما الروسية عبر هاتف عامل بالاقمار الصناعية إستغلتها القوات الروسية لتحديد مكانه وقصفه. ويقارن أصحاب هذه الفرضية بما حصل مع بدر الدين الذي كان في موقعه الحصين قرب مطار دمشق فاضطر الى الصعود الى حديقة الموقع لتلقي مكالمة بسبب ضعف الارسال تحت الارض، فكانت الفرصة لإستهدافه بطريقة ما زالت غامضة حتى الان. غياب بدر الدين أحدث ولا يزال إرباكا واسعا من الضاحية الجنوبية لبيروت الى طهران. وما مسارعة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني الى المجيء الى الضاحية لتعزية أسرة بدر الدين والتأكيد أن مصرعه "مصاب للامة الاسلامية" إلا شاهد على هذا الارباك. بدوره عبّر مستشار المرشد الايراني علي أكبر ولايتي عن هذا الواقع في مواجهة هذه الضربة القاسية فقال "إن حركة حزب الله فيها الكثير من الشخصيات التي تتميّز بروح جهادية..."نصرالله اليوم وحيدا وعليه أن يملأ الفراغ في أصعب ظروف يواجهها الهلال الايراني من بيروت الى بغداد مرورا بدمشق.

 

مصطفى بدر الدين مسيحي في الخليج سني في بيروت شيعي في سوريا

محمد قبيلات/العرب/21 أيار/16

عمّان - “يتحرك مثل شبح لا يمكن إدراكه، ونظريًا يستحيل تعقبه داخل لبنان، فهو لا يترك أيّ أثر، ولم يستخرج يوما جواز سفر، ولا رخصة قيادة، وليس ثمّة عقار مسجّل باسمه في لبنان، ولا تملك السلطات أيّ معلومات عن دخوله إلى لبنان أو خروجه منه، ولا بيانات في وزارة المال تفيد بأنه دفع الضرائب يومًا ما، ولا حسابات مصرفية باسمه. فهو غير موجود، بل شبح لا يمكن اقتفاء أثره في لبنان”. هذا كان قول المدعي في المحكمة الخاصة بلبنان غرايمي كاميرون عن الشخصية التي سيعرفها اللبنانيون لاحقا بدمها ولحمها، واسمه الحقيقي، لأول مرة، يوم وجهت التهمة إليه باسمه الصريح مع أربعة آخرين، من قبل المحكمة الدولية الخاصة في التحقيق باغتيال رفيق الحريري. قبل ذلك ظلّ مصطفى بدرالدين يلوذ بأسماء حركية مختلفة، كان آخرها “ذو الفقار”، الاسم الذي استخدمه في سوريا، حيث قاد، حسب تقارير صحافية واستخباراتية، ميليشيات حزبه “حزب الله” في الحرب إلى جانب قوات النظام السوري، وكان قد تسلّم قيادة العمليات العسكرية بعد اغتيال عماد مغنية في دمشق أيضا. قبل ذو الفقار حمل اسم إلياس فؤاد صعب، كان ذلك في الكويت، وهناك حكم عليه بالإعدام عام 1984، إثر مشاركته في عملية “الكويت 17” التي شملت سلسلة من سبعة تفجيرات مُنسَّقة. هو أيضا تاجر الذهب البيروتي سامي عيسى، وكلها أسماء حملها لغاية واحدة، هي التخفي.

لحظة الاغتيال

تعكس الطريقة التي تعاطى بها إعلام حزب الله والإعلام الموالي له، وحتى الإعلام الإيراني، مع إعلان مقتل بدرالدين، حالة من الارتباك غير المسبوق، فلقد جرت العادة أن تُحمّل إسرائيل المسؤولية عن الحوادث المشابهة، لأن هذا الإعلان كان يحقق للحزب مكاسب تدعم شرعيته كحزب مقاوم.

أما اليوم فالوضع مختلف، حيث يخوض الحزب معركة مفتوحة على عدة جبهات واحتمالات في سوريا، كما أن الإعلان من قبل الحزب بأن إسرائيل هي الطرف المنفذ للعميلة له تبعات كثيرة، أولها أنه يلقي اللوم على روسيا التي يفترض أنها حامية للأجواء السورية، وثانيا ما يتبع ذلك من ضرورة رد الحزب على العملية في حال حمّل إسرائيل المسؤولية عنها. بناء على ذلك اكتفى الحزب بتحميل المسؤولية عن الاغتيال لجهة مبهمة “جماعات مسلحة تكفيرية”، وهو ما رجّح الكثير من العارفين بالجغرافيا السياسية لسوريا اليوم بطلانه، حيث أن المنطقة المحيطة بالمطار الدولي في دمشق من أحصن المناطق السورية، وأقرب الفصائل المسلحة التي ترغب باستهداف مقرات حزب الله إلى هذا الحصن تبعد مسافة يصعب معها استخدام الأسلحة المتوفرة للفصائل المعارضة إصابة الهدف بدقة.كما أن إعلان الحزب جاء على روايتين؛ إحداهما تقول إن صاروخا “وقع” عليه، والأخرى تقول بأن انفجارا ضخما وقع في المجمّع الذي كان يقيم به بدرالدين.

وكأنّ قدر بدرالدين أن يتسربل موته بالغموض كما كان قد تعايش مع الغموض والاختفاء طوال سنين حياته، فمن هو قاتله؟ سؤال يحتمل العديد من الإجابات، خصوصا أن التوقيت جاء في أعقد مراحل الأزمة السورية، ففي الوقت الذي بدأ فيه انحسار الدور الإيراني في مواجهة الحضور الروسي القوي، وانقسام أركان النظام السوري إلى جناحين؛ جناح بزعامة علي مملوك يؤيد الجانب الروسي، وجناح آخر يوالي إيران. الطريقة التي تعاطى بها إعلام حزب الله والإعلام الموالي له، وحتى الإعلام الإيراني، مع إعلان مقتل بدرالدين، تعكس حالة من الارتباك غير المسبوق، فلقد جرت العادة أن تحمل إسرائيل المسؤولية عن الحوادث المشابهة، لأن هذا الإعلان كان يحقق للحزب مكاسب تدعم شرعيته كحزب مقاومة هذا الانقسام يقدم سيناريو؛ أن من قتل مصطفى بدرالدين هو جناح علي مملوك، حيث ذكرت مصادر عديدة أن بدرالدين بدأ في الآونة الأخيرة بانتقاد بشار الأسد علنا في جلساته.

أما السيناريو الثاني فيرجّح أن ايران هي من رتّب عملية الاغتيال، خصوصا أن هناك قصصا كثيرة عن خلافات نشبت بينه وبين علي سليماني وأن لقاء تم بين الاثنين في الأيام القليلة الماضية، انتهى بأن خرجا غاضبين إثر نقاش حاد حول مهمة ميليشيات حزب الله في سوريا، وهذا السيناريو يؤدي إلى السيناريو الثالث، حيث يعتقد بعض المتابعين أن خلافات واسعة تغطي العلاقة بين الرجل وحسن نصرالله.

الأرملة السوداء

بدرالدين هو الرجل الثاني القوي في التنظيم، وهو القائد العسكري الذي يواجه المصاعب في سوريا، وهو من أمر قطاعات من ميليشيات الحــزب بالعودة إلى لبنان، وما أغضب زعيم الحزب وإيـــران، هو ما يرجّح الاحتمال الثالـــث الذي يفترض أن كوادر من حزب الله هي التي نفذت عمليــة تصفية مدروسة لبدرالدين.

وهو إن صح فهــذا يعني أن الحزب يذهب نحو ما يمكن وصفه اليوم بالأرملة السوداء التي بدأت تأكل شركاءها. الحقائق على الأرض، تدعم هذه السيناريوهات الثلاثة، فمنطقة المطار تحت سيطرة قوات من النظام وقوات الحرس الثوري وكتيبة “الظِلال” التابعة لحزب الله، التي كانت مهمتها الأصلية قبل تورط الحزب في سوريا، نقل الدعم الإيراني من مطار دمشق إلى لبنان. ولا تقف الاحتمالات عند هذا الحد، بل يظل هناك احتمال أن تكون القوات الجوية الإسرائيلية هي من نفّذ الاغتيال واردا، فالمقاتلات تستطيع أن تطلق صواريخها الدقيقة من دون أن تدخل الأجواء السورية. كما أن هناك من يرجّح أن يكون الاغتيال قد تم من خلال عملية نوعية للمخابرات المركزية الأميركية، فرأس بدرالدين مطلوب لهم منذ العام 1982، بعد العملية التي أودت بحياة أكثر من مئتي عنصر من المارينز على السواحل اللبنانية. آخر الاحتمالات أن يكون بدرالدين قد قضى في نواحي حلب، فهناك من يقول إنه كان في خان طيّون وقتل مع الجنرالات الإيرانيين الـ13 إثر عملية نوعية لفصائل المعارضة السورية المسلحة. حجم الخسائر الهائل بين صفوف حزب الله والتململ الحاصل في حاضنته الشعبية، يجعل قائدا ميدانيا بحجم بدرالدين يدرك مبكرا أهمية الخروج من ورطة الحزب هذه في سوريا

لا شك أن هناك حديثا، بات أعلى من الهمس، يجري الآن في أوساط حزب الله جرّاء تكبده خسائر في سوريا تكاد تهدد وجوده، وبنظرة سريعة على أسماء القيادات التي قضت نحبها خلال الأعوام الأربعة الماضية، يستطيع المرء أن يُخمّن كم من الكوادر والمقاتلين خسرهم الحزب في المعارك الجارية هناك.

دخل الحزب بعديد ضخم من قواته ساعد النظام على البقاء، ويقدره بعض المتابعين بين الثمانية والعشرة آلاف كادر وعنصر، خسر منهم الحزب، وفق ما تقوله الصحف اللبنانية، أكثر من ألفي مقاتل في معارك كان يُشكّل بها مقدمة الهجوم، وذلك بسبب ضعف القوات الرسمية وتناقص عدد المقاتلين فيها إلى درجة أنها اعتمدت على حزب الله والميليشيات القادمة من العراق وأفغانستان وإيران، بينما اكتفت هي بعمليات الإسناد المدفعي أو الجوي. هذا الدور للحزب يفسر حجم الخسائر الهائل بين صفوفه من جهة، ومن جهة أخرى التململ الحاصل في حاضنته الشعبية، ما جعل قائدا ميدانيا بحجم بدرالدين يدرك مبكّرا، قبل القيادة السياسية، أهمية الخروج من هذه الورطة.

تبعات اغتيال الحريري

هناك دائرة معينة في التحالف الذي يشمل إيران سوريا حزب الله، يدرك أنه على موعد، إن آجلا أم عاجلا، مع لحظة الحقيقة التي لا بد فيها أن يواجه المحاكمة، لذلك تسعى هذه الدائرة للتخلص من الأدوات و الشهود الذين استخدموا لاغتيال الحريري. هذا ليس ضربا من التخيل، فالأركان الأساسية التي من المحتمل أن لها دورا في العملية اختفت، فمنذ سنوات وكوادر مخابراتية للنظام السوري كانت تعمل في لبنان في تلك الفترة تختفي تباعا، وتبعهم من حزب الله عماد مغنية واليوم مصطفى بدرالدين. اضطر حزب الله أن يكشف عن كوادره في سوريا على شكل قطاعات عسكرية ومراكز قيادة ومراقبة وعمليات لوجيستية مكشوفة، فهو في معركة من نوع جديد، لا تشبه معاركه السابقة مع إسرائيل، حيث كان يستخدم تكتيكات المغاوير والثوار. ولعلنا نتذكر عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية الجنوب اللبناني في عام 2006 ، كيف أن كوادر الحزب اختفت تماما، ولم يكن أمام إسرائيل إلا أن تواصــل قصف الضاحيــة الجنوبيــة، وبعــض مراكز الاتصــال والسيطرة بالطائرات، فلم تجد على الأرض من تواجه. تسريبات ترد عن خلافات نشبت بين بدرالدين وبين علي سليماني وأن لقاء تم بين الاثنين في الأسابيع القليلة الماضية، انتهى بأن خرجا غاضبين إثر نقاش حاد حول مهمة ميليشيات حزب الله في سوريا، ويعتقد أن خلافات واسعة تغطي العلاقة بين الرجل وحسن نصرالله .اليوم انتفت هذه الميزة، وأصبحت كوادر الحزب مكشوفة تماما لإسرائيل، وهي تغض الطرف عن الدور الذي يمارسه الحزب في سوريا من باب التزامها الحياد المتعاطف مع النظام، لكنها بين الفينة والأخرى تستهدف خط النقل بين مطار دمشق والضاحية، كما أنها لا تفوّت فرصة لاقتناص الكوادر المعروفة لديها.

الحاجة إلى ذرائع البقاء في سوريا

من الطبيعي أن يغذي الحزب كوادره التي أنهكتها الحرب على مدى سنوات بذرائع وأسباب جديدة تدعم الموقف المعنوي القتالي. فيستطيع الآن أن يسعّر خطاب الثأر والكراهية الطائفية ضد الخصوم، خصوصا أن الذرائع التي دخل بها الحزب إلى سوريا تكشفت، فلم تعد حماية مرقد السيدة زينب سببا مقنعا للبقاء في بلد اشتعلت فيه الحرائق من كل صوب، وأخذت القوى الإقليمية والدولية تغذي هذه الحرائق وتزيدها اشتعالا. مقتل مصطفى بدرالدين أمين في هذه الأيام، وأيّا كان الطرف الذي قتله، سيستخدمه الحزب في زيادة ثارات تبقيه أطول مدة على الأراضي السورية، كما أنه يخدم فكرة حرق الأدلة وإخفاء الشهود والأركان المنفذين لاغتيال الحريري. ولكنه وقبل كل شيء، يمثل فضحا كاملا لنشاط حزب الله ضد الخليج العربي ودوله من خلال شخصية قيادية كانت لها سيرة طويلة في العمليات الإرهابية على أرض الخليج.

 

مقتل بدر الدين أم مقتل حزب الله؟

نديم قطيش/الشرق الاوسط/20 أيار/16

اختار حزب الله الحكمة المكلفة. أيًا تكن الوقائع حول مقتل مصطفى بدر الدين، والجهة التي أنهت أسطورة من أساطير حزب الله، فإن القيمة السياسية لاتهام «التكفيريين»، ودلالاته، تبقى هي الأكثر لفتًا للانتباه. لا نعرف، وقد لا نعرف، على وجه الدقة كيف قتل بدر الدين. هل قتلته لحظة سوء حظ ساخرة، حين أرداه بطريق الصدفة قصف مدفعي للمسلحين؟ الصدفة احتمال وارد في ضوء رواية القصف. أكان القصف طال مقر إقامته بالقرب من مطار دمشق بحسب بيان حزب الله، أو قصف واشتباك على جبهة «خان طومان» كما جاء في رواية جبهة النصرة التي تبنت قتله.

إذ من غير الواقعي أن يصدق أحد أن بدر الدين، الذي يقدمه الحزب بوصفه هدفًا لحرب عالمية تخوضها ضده دول وأجهزة مخابرات، منذ عقود، يمكن أن تصطاده تنظيمات تكفيرية حديثة النشأة، عبر الرصد والتخطيط المسبق والتصفية المتعمدة!! وإذا كان كذلك، فمن وضع السكين على رقبة «الشبح» الذي روّج حزب الله لشبيحته عن وجه حق؟ من الجهة التي أوصلت المعلومات المؤدية إلى مقتل بدر الدين؟ متى وصل إلى سوريا، وأين يقيم، وأفضل توقيت لقصف مقر إقامته، وإحداثيات قصف الموقع وغيرها من المعطيات التي لا يمكن الحصول عليها، إلا من خلال خرق أمني رفيع المستوى في دائرة بدر الدين نفسه!! ما لم يكن قتل بدر الدين صدفة، فمن الحكمة أن يدفع حزب الله برواية التكفيريين قدمًا. تكلفة إقلاق قواعده وكوادره حول مستوى الاختراق المحتمل في هرمية الحزب، والتي ستتعزز بعد لحاق بدر الدين بالقنطار، أقل من تكاليف أخرى، كاتهام إسرائيل مثلاً. اتهام إسرائيل هذه المرة يعني الحرب. صحيح أن الحزب نجح في ابتلاع اغتيال عماد مغنية من دون رد، ثم اغتيال نجله وعدد من قادة الحزب، ثم القنطار، مكتفيًا بردين هزيلين رمزيين، لكنه ما عاد يحتمل أن يبرر عدم الرد الجاد على إسرائيل لو اتهمها باغتيال بدر الدين. يمكن القول إن قدرته على تبليع جمهوره مثل هذه الترهات باتت مشدودة إلى أقصاها، ويمكن للمزيد منها أن تدمر مصداقية الحزب في بيئته. تبرئة إسرائيل أيضًا، وهي مفارقة عجيبة لحزب قد يتهم إسرائيل حتى بالمسؤولية عن ازدحام السير في الضاحية، تعفي الحزب من انفجار النقاش حول الدور الذي تلعبه موسكو في سوريا.

ليس خافيًا أن حزب الله الذي بالغ بداية في تقديم الدور الروسي، باعتباره دورًا مركزيًا ضمن محور المقاومة، وأفضى لولادة «أبو علي بوتين» في المخيلة الشعبية لبيئته، يصطدم بشكل ملح بسؤال التنامي العلني للعلاقات الروسية الإسرائيلية! فمن يقاتل مع من؟ وأي أولوية تتقدم على أخرياتها: مصلحة محور المقاومة في سوريا أو مصلحة إسرائيل ضد مصلحة بعض مكونات المحور لا سيما حزب الله؟ هل تغض موسكو الطرف عن استهداف حزب الله، أم هي شريك في صناعة الاستهداف؟ كلها أسئلة تغلي في بيئة حزب الله، التي يحملها الحزب أكلافًا لا تطاق في حرب ما عاد كثيرون يفهمونها.

لاحظوا أن بنيامين نتنياهو زار موسكو عشية دخول روسيا الحرب السورية في سبتمبر (أيلول) الماضي. ثم زارها مرة ثانية، ويتحضر خلال أيام لزيارة ثالثة. وزارها وزير الدفاع الإسرائيلي والرئيس الإسرائيلي، وأعلن الطرفان عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة في سوريا. وأعلن فلاديمير بوتين بالصوت والصورة أن بلاده لا بد وأن تحترم مصالح إسرائيل! في هذا السياق، المربك، والرجراج، فإن اتهام التكفيريين يخدم استدارة حزب الله الدعائية والعقائدية والوظيفية، وتحوله من «مقاومة» ضد إسرائيل إلى رأس حربة الحروب الإيرانية في الإقليم، وتحديدًا في مواجهة السعودية. كانت الهتافات المعادية للسعودية طاغية في جنازة بدر الدين، وتؤذن أن التوظيف سيتم هنا، في هذه الحرب المعلنة على الدولة العربية القائدة لمحور المواجهة مع المشروع الإيراني! وهو يخدم تاليًا إضفاء المزيد من المشروعية على حربه المكلفة في سوريا. بدر الدين، بمعنى ما هو عباس موسوي سوريا، أو راغب حربها، أو عماد مغنيها! الدم الذي به تبرر الحرب وتصنع رواية الدم والتضحية! أي تلكؤ في بيئة حزب الله في دعم الحرب في سوريا، وهي بيئة قلقة، سيعني بعد اليوم خيانة لدم بدر الدين. لكن المفارقة أن مقتل بدر الدين يضعف الرواية الأصلية لحزب الله، وهي أنه في سوريا لحماية ما يسمى المقاومة. طبعًا بوسع الدعاية السياسية لحزب الله أن تعتبر مقتل قائده العسكري، دليلاً على حجم التضحيات التي يبذلها الحزب لحماية بيئته وحماية لبنان. لكن ما لا يمكن تجاوزه، أن المغامرة السورية، بدل أن تحمي حزب الله، كبدته خسارة نخبة من قادته الأمنيين والعسكريين، فيما ليس واضحًا كيف أن نزفًا مماثلاً في جسد الحزب يحميه ويحمي بيئته!

 

«حزب الله»: بين البلديات والحرب السورية

 حسام عيتاني/الحياة/20 أيار/16

يُغلظ «حزب الله» القول للمرشحين إلى المجالس البلدية في جنوب لبنان على اللوائح المستقلة والمنافسة للوائحه. يتهمهم اتهامات غير مباشرة بخدمة المشروع «الإسرائيلي– التكفيري» لمطالبتهم بتولي أمور التنمية والإدارة المحليتين في قراهم. ويستثمر في دعايته ضدهم استثماراً مفرطاً في مقاومته الاحتلال السابق والخطر الحالي الآتي من سورية. ويكاد ترشح مستقلين، من بينهم علمانيون ويساريون يعلنون أنهم «تحت سقف المقاومة»، يبدو في نظر الحزب شتيمةً مقذعة، هو الذي يخوض حروباً ضروساً على جبهات عدة ولم تمض بعد أيام على اغتيال قائده العسكري مصطفى بدر الدين، فيما يتعرض أنصاره لمضايقات قاسية في المصارف التي أعلنت التزامها بالعقوبات الأميركية على الحزب. هذه العقوبات التي حملت «كتلة الوفاء للمقاومة» النيابية التابعة للحزب على اتهام مصرف لبنان المركزي «بالخضوع للانتداب الأميركي»، ملوحة بأن البلاد قد «تتعرّض لانهيار نقدي خطير ولفوضى عارمة غير قابلة للاحتواء».

أمام الحرب في سورية والعقوبات المصرفية، تأتي لوائح المستقلين همّاً إضافياً على هموم الحزب الذي لا يبدي ارتياحاً لإصرار هؤلاء المرشحين على نكران جميله الماضي والحاضر. ثمة تفسيرات عدة لتمسك «حزب الله» بالفوز في الدوائر البلدية التي يكثر فيها أنصاره، منها رغبته في إضفاء السمة القانونية للهندسة الاجتماعية والاقتصادية التي يجريها في مناطق سيطرته حيث تشهد الأجواء في مناطق الجنوب خصوصاً (والبقاع بدرجة أقل) ظهور أشكال جديدة من الممارسات الاجتماعية والثقافية وتبدل في العادات والتقاليد التي يكرسها الحضور الطاغي للحزب في نواحي الحياة كافة. هذا إلى جانب تعزيز قبضته المالية على مداخيل البلديات التي سيتعين عليها تخفيف أي آثار مالية قد تنجم عن العقوبات المصرفية أو انحسار الدعم المالي الإيراني. لا تُلهي اعتراضات داخلية محلية وضيقة الحزب عن الاهتمام بالساحات الحقيقية التي تشهد رسم مستقبله ودوره العابر للحدود اللبنانية المتهالكة. من يُريد أن يعرف حجم رهانات «حزب الله» وتصوره لنفسه وموقعه، عليه التمعن في صور المراسم العسكرية التي أجراها لقائده بدر الدين في مقام السيدة زينب قرب دمشق (وظهرت واحدة منها على صدر الصفحة الأولى من «الحياة» أمس).

لعل الصور هذه هي أهم ما أنتجه إعلام الحزب منذ انخراطه في الحرب السورية. هي التعبير «المشهدي» للموقع الذي وصل إليه «حزب الله» في المنطقة. وليست مبالغة القول إن الصور هذه تشكل جزءاً من الرد الذي باشره الحزب على اغتيال بدر الدين. وهي رسالة إلى الجهة أو الجهات التي أمرت بتنفيذ الاغتيال تقول إن الحزب جزء من المعادلة الإقليمية للحرب والسلام في سورية وفي غيرها، وإن اغتيال واحد من مسؤوليه، حتى لو كان على مستوى القيادة، لن يخرجه من الخريطة التي تُرسم للمنطقة، فالحزب خرج من لبنان ومن سياساته الصغيرة والسخيفة وبات يتعامل معه كساحة خلفية ينبغي عليها أن تؤمن إمداده بالمقاتلين الجدد وأن تُسخّر لخدمة مشاريعه الكبيرة والمكلفة. من هذه الزاوية، تبدو لوائح المرشحين المنافسين إلى الانتخابات البلدية في الجنوب وإجراءات مصرف لبنان المركزي والأصوات المعترضة على المسار الذي يجذب الحزب لبنان إليه، مجرد مشاغبات ومناكفات لا يدرك أصحابها حجم الخطر الذي يحيط بهم أولاً وبالحزب ثانياً ومعاني الرهانات التي باتوا جميعا، شاؤوا أم أبوا، أحجاراً في لعبتها الغامضة والدموية.

 

بدر الدين وحوادث الطريق

وليد شقير/الحياة/20 أيار/16

يختصر اغتيال القيادي في «حزب الله» مصطفى بدر الدين المأزق الذي بلغته طهران في سياساتها بالمنطقة، لا سيما في سورية. وفضلاً عن أن رواية الحزب عن أن «الجماعات التكفيرية» هي التي نفذت الاغتيال لم تقنع الكثير من الأوساط، بما فيها بعض محيط الحزب، فإن الارتباك الذي عبر عنه هذا الاتهام يعود إلى التعقيدات التي باتت تحيط بالدور الإيراني في المنطقة وفي سورية. فالاغتيال ضربة موجعة لإيران قبل أن يكون موجعاً للحزب نفسه. ويصبح هذا الاستنتاج حقيقة ساطعة إذا صحت التقارير التي تحدثت عن أن قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني كان مجتمعاً مع بدر الدين قبل العملية، أو أنه كان سيلتقيه.

في كل الأحوال يصعب النظر إلى هذا الحدث بعيداً من الصورة الأوسع للأحداث التي سبقته ورافقته وتبعته. فإيران خسرت قبل أيام قليلة منه، في خان طومان في ريف حلب، عدداً كبيراً من العسكريين (اعترفت بـ18 بينهم ضابطان كبيران) وعشرات من أعضاء الميليشيات المتعددة الجنسية التي يديرها «الحرس الثوري»، من بينهم مقاتلون للحزب، ما دفع الإعلام في طهران إلى وصف الموقعة بالـ «كارثة». و «لام» بعض القادة الإيرانيين الروس لأن طيرانهم لم يتدخل لمواجهة فصائل «جيش الفتح». وإذا كان هذا الجزء من الصورة لا يلغي ما سبقه من «نجاح» قوات النظام وإيران في حملة القصف الرهيب والأرض المحروقة ضد مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها، ومئات القتلى من المدنيين الذين سقطوا، وتدمير المستشفيات، فإن الحقيقة القائلة إن لطهران اليد الطولى في سورية ودعم النظام، لا تعني أن انغماسها و «حزب الله» في الحرب السورية سيستمر من دون أثمان باهظة، يستحيل أن تخرج منها سالمة.

على رغم هالة القوة التي اصطنعتها لنفسها بفعل نجاحها في بسط نفوذها في المنطقة على مدى عقود، وجعلتها تهدد أمن العديد من دولها، من المحال أن تتمكن طهران من الحفاظ على تمددها الهجين في الإقليم. هذا من دروس التاريخ القديم والحديث. وإذا كان هذا الاستنتاج نظرياً، فإن الوقائع العملية بدورها لا تخطئ: منذ دخول روسيا المباشر في الحرب السورية باتت إيران أداة من أدوات «الحرب بالواسطة» التي تخوضها موسكو مع واشنطن على النفوذ في ميادين تمتد من البلقان وشرق أوروبا، وصولاً إلى الشرق الأوسط، بعدما كانت تتميز بشطارة صنع الأدوات المتعددة في نشر نفوذها.

تبقى إيران على أهميتها، دولة إقليمية لإمكاناتها حدود في صراع الكبار، وتصبح إذا أرادت التصرف على هواها، عائقاً أمام سعيهم إلى ما يسميه باراك أوباما «السلام البارد» الذي يحكم علاقته بالروس. وهو سلام ينصح حلفاءه «السابقين» الخليجيين بأن يلجأوا إلى مثله مع إيران نفسها. ومن الطبيعي أن تعتبرها الدول الكبرى مشاكِسة على خططها في سورية، فللكبار وحدهم الحق في خرق اتفاق الهدنة، لأن لذلك حساباته الدقيقة في ظل الاتفاقات بينهم، أو لحاجة أي منهم لتبادل رسائل التصعيد.

مأزق القيادة الإيرانية أنها لم تتمكن حتى الآن من تثمير القوة التي أثبتتها، في التسويات السياسية التي تكرس الاعتراف بدورها الإقليمي. وفي الوقت ذاته لا تستطيع أن تحد من أضرار انغماسها في سورية وغيرها. تجيز للحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح الذهاب إلى الكويت للتفاوض ثم تطلب منهم نقض مرجعيات التفاوض. تطلب قيام حكم انتقالي خلافاً لقرار مجلس الأمن، مع حصة وازنة لأقلية في اليمن، وترفض بحث الانتقال السياسي في سورية لمصلحة أكثرية، وفق نص القرار الدولي. تعلي من شأن التنسيق الاستراتيجي مع روسيا في بلاد الشام وتمكنهما معاً من انتزاع إقرار واشنطن ببقاء الأسد، وتشيح النظر عن تنسيق يفوقه أهمية بين القيصر ونتانياهو، وتتجاهل قنوات الاتصال بين النظام السوري والدولة العبرية... تعتدّ بخلاف أوباما مع دول الخليج على دورها الإقليمي، وتحسبه لمصلحتها، وتوظف الانفتاح الغربي عليها بعد الاتفاق النووي على أنه اعتراف بتفوقها، وتقرأ انطلاق التفاوض حول اليمن على أنه نتيجة ضغط أميركي، ثم حين تعرقل مشاورات الكويت تفتح خطوط اتصال خلفية مع واشنطن لتعديل أسس المفاوضات، بالتزامن مع اتهامها الأميركيين بنقض رفع العقوبات عنها، بعد مصادرة أموالها، وتحتج على استمرار عقوبات أخرى لرعايتها الإرهاب وتهديدها الاستقرار الإقليمي، على وقع استمرار حملتها على السياسة الأميركية، وافتخار ضباطها بالقبض على بحارة أميركيين. قبل أن تجري إيران مراجعة لسياستها لا بد من أن تحصل «حوادث طرق»، في مسار عودتها إلى الانضباط وفق التوقيت الدولي.

 

"حزب الله" و"أمل" انتخابياً: غرام بعد انتقام

وليد حسين/المدن/الجمعة 20/05/2016

لعلّ أفضل مصطلح يصف مسيرة "حركة أمل" و"حزب الله" في الانتخابات البلدية التي جرت بين العامين 1998 و2010، وصولاً إلى التوافق الانتخابي الحالي هو مصطلح "الأعدقاء" الذي يمزج بين العداوة والصداقة التي عاشها "الثنائي الشيعي" خلال الحرب الأهلية اللبنانية وما بعدها. فحروب "الأخوة" العسكرية في نهاية الثمانينيّات التي توقفت بعد اتفاق الطائف، عادت لتتجدّد بأشكال مختلفة ومن بوابة الانتخابات. وإذا كان التوافق في النيابيّة سيّد الموقف بين خصمي الأمس طوال سني ما بعد الحرب، فالانتخابات البلدية ظهّرت التناقضات. علماً أن الانتخابات النيابيّة في 1996، شهدت أولى طلائع "التكليف الشرعي" للاقتراع للّائحة مشتركة بين الحزبين بعدما كادت التناقضات تُطيح بالتوافق الذي فُرض بكل الأحوال تحت سطوة الوصاية السورية.

1998: المعركة الأولى

لم يستطع الطرفان هضم التوافقات الفوقية التي فُرضت عليهما على مستوى النيابة، فأتت الانتخابات البلدية 1998 وطفت معها الخلافات على سطح بحر التناقضات العقائدية والاجتماعية والسياسية التي تفرّق بين الأخوة. وإذا كان "حزب الله"، الذي صبّ كل اهتماماته في "المقاومة" غير عابئ بالأمور الداخلية في مطلع التسعينيات، فإن "حركة أمل" انكبت على مؤسسات الدولة، مفتاح زعامة الطائفة الشيعية. وما أن أطلّت الانتخابات البلدية في 1998 برأسها حتى شارك "حزب الله" بفعالية وفازت لائحته كاملة في مجلس بلدية الغبيري، مقابل خسارة كاملة لـ"أمل". ووصل الأمر إلى فوز "الحزب" بعدد من المقاعد في المجلس البلدي لمدينة النبطية، أحد معاقل "أمل" التقليدية.

2004: ذروة المعركة

على هذا النحو استمرت "حروب الأخوة"، التي بلغت ذروتها في 2004، فنكاد لا نعثر على بلدة واحدة خاض فيها الطرفان معركة متّحدين بوجه خصم ثالث، باستثناء بعض البلدات الصغيرة التي فازت فيها "التزكية". وفي تلك السنة، اتسمت جميع المعارك الانتخابية بين الطرفين بتحالف "حركة أمل" مع "الحزب الشيوعي"، وغيره من القوى "اليسارية"، ضد "حزب الله"، والعكس صحيح. أما نتائج 2004 فبيّنت فوزاً متقارباً حققه الطرفان في عدد البلديات التي حصداها. ففي قضاء صيدا فازت اللوائح المدعومة من "أمل" في 22 بلدة مقابل حصول "الحزب" على 8 مجالس بلدية فقط. وانسحب هذا الأمر إلى بلديات قضاء الزهراني حيث فاز "الحزب" بمجلسين بلديين مع تسجيل خروقات فيهما من قبل "الحركة". أما في قضاء بنت جبيل فقد اكتسح "الحزب" المتحالف مع بعض قوى "اليسار" معظم بلديات القضاء تحت شعار "التصويت للائحة حزب الله يعني إطلاق رصاصة على إسرائيل وأميركا"، فحقق خسائر جسيمة في صفوف "أمل" التي تحالفت مع "الشيوعي". وفي صور لم يتمكن التحالف الذي نسجه "الحزب" مع آل الخليل من الفوز على تحالف "أمل" مع "الشيوعي" وبعض العائلات التقليدية. أما في النبطية فقد حصد "الحزب" أغلبية مقاعد المجلس البلدي، ولم ينل التحالف المدعوم من إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق و"حركة أمل" سوى خمسة مقاعد من أصل 21.

2010: سنة التوافق

بعد الانتخابات البلدية 2004، خفتت عاصفة الخلافات بين الخصمين وخاضا انتخابات العام 2010 على أساس اتفاق يقضي بتقاسم الحصص في البلديات. وقد قامت دعائم هذا الاتفاق، الذي ما يزال ساري المفعول حتى اليوم، على أساس النتائج التي حصدها الفريقان في 2004، ما أدى إلى تقاسم نسبي لمقاعد المجالس البلدية. هذه المعادلة أراحت الطرفان ووضعت حداً للتنافس في المناطق التي يعتبرها كل من الطرفين عريناً له. وقد تم الاتفاق على أن يحدّد كل طرف اسم رئيس البلدية ونائبه في البلدات التي يشكّل فيها أغلبية الناخبين، على أن يتم تقاسم ولاية الرئيس في المناطق التي كانت نتائج التصويت فيها متقاربة بينهما. مما لا شك فيه، أن تعايش أعداء الأمس وأصدقاء اليوم في معظم البلديات كان مضنياً. فقد أدى وجود الثنائي في المجالس البلدية نفسها إلى تعطل شبه تام للعمل البلدي بسبب المناكفات التي اشتعلت بينهما. على أن تحالف الطرفين في انتخابات العام 2010، الذي أعاد مياه الأخوين إلى مجاريها الطبيعية، لم يكن ثمرة حب ووئام، بل إن الظروف السياسية التي حكمت السياسة في لبنان بعد العام 2005، والتي أدّت إلى نشوء تكتّلي 8 و14 آذار، ساهمت في شد العصب الشيعي وأفضت إلى تجذّر التحالف بين الحزبين. فخلف شعارات "حماية المقاومة" و"الدفاع عن مصالح الطائفة" ورد "الخطر التكفيري"، بتنا نقرأ اليوم كما تشير إحدى تصريحات "الثنائي"، أنّ "التحالف الوطني الصلب" القائم بين "الحزب" و"أمل" هو "نموذج لحماية لبنان والحفاظ على وحدته واستقراره"، و"الذي يتجلّى اليوم في التعاون والتكامل في الانتخابات البلدية والإختيارية" بينهما. أدام الله الوفاق والسكينة في بلدياتهما.

 

مشاكل العقوبات على "حزب الله"

عصام الجردي/المدن/الجمعة 20/05/2016

سذاجة أن نعتقد في إمكان خروج مصارف لبنان وإقتصاده بسلام من هذه الفوضى العارمة التي أحدثها قانون الكونغرس الأميركي بفرض عقوبات مالية على "حزب الله" أفراداً وكيانات وعلى مقربين من الحزب. ذلك أن الإجراءات التطبيقية للقانون التي تولتها وزراة الخزانة الأميركية أسرفت في التشدد وشمولية القانون إلى الحد الذي أشاع ذعراً لدى المصارف اللبنانية ترجم عسفاً في تطبيقها، وراحت على غير هدىً "تطارد أشباحاً من العملاء" في دائرة "مقربة من الحزب أو مفترضة أنها قريبة. وفي هذه الدائرة كثير من رجال الأعمال والموظفين والمواطنين، ممن لم تشملهم لائحة الخزانة. كل ذلك خشية السقوط في براثن الإجراءات "حيث لا ينفع مال ولا بنون". لكن هل كانت الاجراءات التنفيذية للقانون الأميركي التي أقدم عليها مصرف لبنان ناجعة ومقنعة؟ هل قدم "حزب الله" موقفاً مقنعاً يساعد مصرف لبنان على جبه الإجراءات الأميركية بأقل حجم من الخسائر؟ وأين لبنان الرسمي حكومة ومجلس نواب من هذه القضية الخطيرة؟ نبدأ من حيث يجب.

أولاً: لا مجال للخلط بين الغاية السياسية من الإجراءات الأميركية وبين توسلها طرقاً مالية ومصرفية ضد "حزب الله". "نظرية المؤامرة" ليست سخيفة هنا. بل وأكثر من ذلك. فالكل يعلم أن قفل النافذة المالية على الحزب يعني تعطله تماماً. "المال يصنع الحرب" على ما قال يوماً شارل ديغول. وفي هذا المعنى العقوبات الأميركية عدوان على "حزب الله". بيد أن وسائل هذا العدوان المالية والمصرفية تأسست على اتهامات أميركية دعمتها ببيانات موثقة بالأسماء والتواريخ عن عمليات تبييض أموال في أكثر من قارة لمصلحة الحزب. كما بصور المتهمين وعناوينهم وغيرها من التفاصيل. في المقابل، لم يكن مجرد نفي الحزب تكراراً لتلك الاتهامات شافياً لردها. خصوصاً وأن لبنان عبر مصرفه المركزي والهيئة الخاصة بمكافحة تبييض الأموال استجاب صراحة للاتهامات الأميركية وشطب المصرف اللبناني الكندي من لائحة المصارف.

ثانياً: كل العالم اليوم يجترع من صيدلية الخزانة الأميركية المرّة. ومن المفارقة أن نورد حالتي ايران والسعودية اللتين تتصارعان في لبنان والمنطقة. لم تتفلت ايران من مخالب العقوبات الأميركية حتى بعد ابرام الاتفاق النووي ورفع العقوبات الدولية والأوروبية عنها تدرجاً. في وسعها التعاطي باليورو واستخدام المصارف الأوروبية والآسيوية منافذ مالية ومصرفية. الولايات المتحدة لا تقف عثرة. لكنها تمنع استخدام الشركات والمستثمرين الدوليين المرتبطين بعلاقات مع مصارفها استخدام الدولار الأميركي والمصارف الأميركية. كل المستثمرين الدوليين وعمالقة الشركات النفطية الذين تسابقوا إلى طهران لم يؤسسوا استثماراً يعتد به بعد. العلاقات التاريخية بين السعودية والولايات المتحدة لم تمنع مجلس الشيوخ قبل يومين من تبني قانون يتيح عقوبات على المملكة كدولة، لأن سعوديين كانوا على رأس منفذي اعتداءات 11 أيلول 2001. قبل توصيف الصلف الأميركي هذا بنعوت شتى، وبالطابع العدواني للعقوبات، من حاسب الولايات المتحدة على كل جرائمها العسكرية والأمنية في أصقاع العالم التي أودت بملايين ومئات الآلاف من البشر؟ الدول التي نالها من شرور تلك الجرائم مقادير هائلة هي نفسها التي ترضخ الآن لوصفة الصيدلية الأميركية المرّة. بما في ذلك اليابان وفيتنام. الولايات المتحدة أحلًت ترسانتها المالية والنقدية والاقتصادية محل أساطيلها على ما كتبنا في مقالة سابقة وفندنا ما تيسر من أسباب.

ثالثاً: لو نحّينا جانب الدول وانتقلنا إلى المؤسسات المصرفية. بالكاد نجا مصرف من المصارف العملاقة في العالم من العقوبات الأميركية. تارة بتهمة تبييض الأموال وطوراً بخرق العقوبات على ايران وكوريا الشمالية والسودان. "بي ان بي باريبا" الفرنسي رضخ لأكبر غرامة في التاريخ بنحو 9 مليارات دولار أميركي. وأُرغم رئيسه التنفيذي بودوان برو على الاستقالة أيضاً. لم ينفع موقف مباشر من الرئيس فرانسوا هولاند اتهم فيه الخزانة الأميركية بالتحيز لمصلحة المصارف الأميركية. قبله مصارف سويسرية وبريطانية وآسيوية كبيرة. مصرف فيجلين الأقدم في سويسرا عمره 272 عاماً أقفل عنوة بدعوى الملاذ الضريبي. مصارف أميركية أيضاً تُغرم.

رابعاً: نتهكم إذ نسأل هل لبنان ومصارفه أقوى من الدول والمصارف التي خضعت لمطرقة الخزانة الأميركية؟ بينما الحقيقة تقتضي القول أن دولتنا هي دون دول الأرض مهابة واحتراماً، فاقدة الحيلة احترف ساستها الإفك والنقائص. ولا تحتاج دولة كهذه إلى إعمال المطرقة الأميركية لتهتز أركانها المهزوزة أصلاً. وبداهة ألاّ تعمل مصارفها بكفاية، وتنأى بنفسها عن المخاطر في بيئة أعمال بلا مظلة واقية ولا حكم قانون.

خامساً: كان من الطبيعي أن يبدو مصرف لبنان على ارتباك كبير في ظل بيئة سياسية كهذه ليواجه مخاطر بحجم العقوبات الأميركية والتي نعتقد أن الخبيء منها لم يظهر بعد. سارع حاكم المصرف رياض سلامة إلى إصدار بيان يلغي عملياً مفاعيل التعميم 137 الذي "كشفت المدن" الجمعة 13 أيار/ مايو ملاحظات "حزب الله" عليه لكونه يترك للمصارف إبلاغ "الهيئة الخاصة" في مصرف لبنان قراراتها بعد تنفيذ العقوبات على عملائها وليس قبل تنفيذها كما عاد ليؤكد البيان. ويعتقد على نطاق واسع أن سلامة الموجود في الخارج، والذي أخطر الخزانة الأميركية بالتعميم 137، تشاور معها من جديد قبل صدور البيان. وأن الخزانة تنتظر صيغة التعميم معدلة التي تحتاج الى مجلس مركزي بعد عودة سلامة السبت على الأرجح.

لم يواجه مصرف لبنان وضعاً بهذا الحرج وثقله من قبل. أياً تكن صيغة التعميم المفترض، فالأمر يستدعي مجموعة من الأسئلة الخطيرة المعلقة في الهواء. حين يقفل حساب دائن يعني أن المصرف سيسدد عميله الحساب نقداً. لأن سداده شيكاً مصرفياً يعني ترحيل المال المشكوك فيه الى مصرف آخر. أين ستخزن الأوراق النقدية الهائلة بملايين الدولار الأميركي أو بمليارات الليرة اللبنانية؟ بداهة أن يستخدم النقد لأغراض استهلاكية ورواتب وأجور وعمليات تجارية واستثمارية أيضاً. هل تعتبر مفاعيل هذا الاستخدام غير مشروعة أيضاً من إعادة ضخها في حسابات مصرفية لثالثين ورابعين وأكثر؟ هل ستقبلها المصارف (ليس بالضرورة التي أقفلت الحسابات) أم ماذا؟ لو كان الجواب قبولاً نعود إلى نقطة البداية. أما الرفض فيرتب تبعات غير مقبولة بكل المعايير. لا في المنطق ولا في العملي ولا في الحقوق. هناك شبكة من الترابط المالي جراء حقوق المقفلة حساباتهم لمجرد الشك (أو اليقين) بتبادل المنافع التجارية والاستهلاكية والاستثمارية على أنواعها. هل من المعقول اعتبار مسار تلك الأموال والذمم التي أنشئت بموجبها غير شرعية؟ الناس مسكونون أيضاً بهذه المخاوف التي تنتقل بها إلى منطقة الشبهة لمجرد تبادلها منافع مع مواطنين آخرين.

المشكلة أكبر بكثير في الحسابات المدينة (التسليفات والقروض). فهمنا أن المودع يخرج بوديعته نقداً. لكن من أي نافذة يخرج المدين قبل سداد دينه؟ هل يحق للمصرف استيفاء الضمانة المفترضة على الدين قبل وصول المدين إلى حالة الإعسار؟ ماذا لو كان القرض سكنياً. هل ينفذ المصرف استرداد المنزل ورمي المدين في الشارع؟ وفي حال الضمانات الأخرى التجارية وعلى الأعمال وقروض السيارات والتعليم وخلافها هل تصفى تلك الضمانات خبط عشواء؟ ماذا عن القروض غير الموثقة بضمانات أو موثقة بضمانات غير كافية؟ ألا يعتبر المصرف ناكلاً عقد القرض الاستثماري والتجاري يرتب ضرراً مباشراً على المدين لو صفي دينه قبل استحقاقه لمجرد أن "السيد وزير الخزانة الأميركية جاك ليو" شك بعلاقته بـ"بحزب الله" أو بصلة النسب بأحد أعضائه من الدرجة الخامسة والسادسة؟ المصارف ستتحمل قسطها من خسائر محفظة تسليفاتها حتى لو سارت الأمور صلحاً مع المدين. لمجرد كسر أجل الحساب المدين يعني خسائر من كسر الفوائد. ماذا لو رفض المدين المتضرر السداد؟ في كل الأحوال المصارف ستكون ملزمة حمل مؤونات يفرضها القانون في مقابل خسائرها المتوقعة أو المحققة. الأمر الذي يقلص من أرباحها ويؤثر على مركزها المالي في السوق.

سادساً: "حزب الله" جزء من الانتخابات البلدية وله مرشحون معلنون أو مقربون منه. البلديات بموجب القوانين اللبنانية شخص معنوي. هل ستشمل العقوبات رؤساء بلديات من الحزب أو من أصدقائه؟ وهم مخولون مع أمناء صناديق البلديات التوقيع على الحسابات البلدية وتسيير شؤون الناس والإنفاق على المشاريع.

التعميم 137 لم يحدد للمصارف دقائق تنفيذه في الحالات التي أشرنا إليها وليس على وجه الحصر. ولا بيان مصرف لبنان بالعودة عن مضمون التعميم حددها. البيان ركيك ويثير الاستغراب وكأنه صادر عن أحد المستشرقين إذ يقول مدخلاً "اطّلعنا من خلال الوسائل الإعلامية على تصاريح ومواقف لها علاقة بالقانون الصادر في الولايات المتحدة والمعروف بقانون مكافحة تمويل حزب الله دوليا"! إدخال لجنة الرقابة على المصارف في البيان يعني احتمال متابعتها لديون هالكة في المصارف أو مشكوك في تحصيلها. اللجنة تفرض المؤونات بحسب القانون وتقترح الاحالة الى الهيئة المصرفية العليا. اما اشارة البيان الى إمكان المصارف اللجؤ الى الهيئة المصرفية العليا فمحل سؤال. إذ أن الهيئة وهي عملياً محكمة مصرفية مخولة بت القضايا المرفوعة ضد المصارف وليس العكس.

القضية أكبر من مصرف لبنان. شديدة الخطورة لو حصلت دعسة ناقصة في دولة صدِعة. نشارك المصارف قلقها ولا نخشى على المصرفيين. نخشى على أصحاب النيات الطيبة. على لبنان.

 

قلق في أوساط الشيعة بعد اغتيال بدر الدين

لبنان الآن/20 أيار/16حـنـيـن غـدّار

هل إيران حليفة؟ البعض في الطائفة الشيعية في لبنان يعيدون تقييم الوضع بعد المقتل الغامض لأحد أبرز قيادي حزب الله في سوريا

الأسبوع الماضي، جرى اغتيال أحد أبرز قياديي "حزب الله" مصطفى بدر الدين. ولا تزال هوية القاتل مجهولة، لكنّ مقتله أدى إلى ارتباك وغموض واضحين في أوساط الحزب والطائفة الشيعية. من طريقة إعلان موته إلى التحقيق السريع في الحادث وتحويل أصابع الاتهام من إسرائيل إلى التكفيريين- كلها علامات شك، وارتباك وعدم أمان. عندما أعلن "حزب الله" نتائج التحقيق في موت بدر الدين لم يصدّقها أحد. ولم يصدقها مناصروهم ولا يزالون يطرحون أسئلة. لم يقتنع أحد بأنّ بدر الدين توفي في المعركة مثله مثل أي جندي آخر لأنهم جميعاً يعلمون كم كانت تنقلاته حذرة. هم يعلمون بأنّ "حزب الله" لم يقل الحقيقة. لكن مهما كان المسؤول عن الاغتيال، فإنّ هذا المزاج المشكّك أبرز إلى العلن المخاوف التي لدى "حزب الله" والطائفة الشيعية حيال إيران، حليفتهم الأساسية، ومناصرتهم في سوريا. ثمة مخاوف لدى الطائفة الشيعية من أن يكون بدر الدين قد قُتل على يد أحد الحلفاء. في البداية، أشارت أصابع الاتهام الى ثلاثة متهمين: النظام السوري، الذي قد يكون منح تفاصيل حوله الى إسرائيل أو الى التكفيريين، أو الروس الذين كانت لديهم شكاوى من بدر الدين نفسه، أو الإيرانيون، المستميتون لفتح صفحة جديدة مع الغرب. ولكن يسود في الشارع اليوم اتهام الحرس الثوري الإيراني بالحادثة.

ومن النظريات التي يتم تداولها هو أنّ إيران تسعى جاهدة الى إرضاء الغرب، حتى ولو على حساب "حزب الله". إيران تستمتع بالاستثمار الجديد نتيجة للاتفاق النووي الذي عقدته مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، في حين يواجه حزب الله حالياً عقوبات وحشية جديدة. إيران تقود المعركة في سوريا في حين يعاني حزب الله من أكبر الخسائر. إيران تقوم باتفاقات مع الغرب في حين إنّ الشيعة العرب يعيشون عزلة غير مسبوقة. بالإضافة الى ذلك، فإنّ القرار الاتهامي الصادر من المحكمة الدولية بحق بدر الدين في قضية اغتيال رفيق الحريري قد يكون جعله عبئاً على كاهل وسطاء السلطة في طهران.

نظرية أخرى تقول بوجود توتر كبير مؤخراً بين بدر الدين والحرس الثوري الإيراني، لاسيما حول المعركة في حلب. وفقاً لمصادر فقد طلبت إيران من بدر الدين نشر المزيد من مقاتلي حزب الله في حلب والبلدات المجاورة، لكنه رفض بسبب عدد الضحايا الكبير في صفوف حزب الله مؤخراً في منطقة حلب. وقيل إنّ هذا الرفض لم يرق للحرس الثوري الإيراني.لكن يبدو بأنّ المسألة أعمق من ذلك.

كميل، أحد مقاتلي حزب الله، قال لي إنّ مقاتلي الحزب يزدادون شعوراً بالاستياء من القوات الإيرانية في سوريا. "تفاجأنا بالمهارات العسكرية الضعيفة للإيرانيين. إعتقدنا بأنهم سوف يؤمنون لنا الحماية، لكننا في الحقيقة أكثر مهارة منهم واعتمدوا علينا لحمايتهم". واعتبر أنّ شرح قيادة حزب الله لموت بدر الدين أصابه بخيبة أمل، لأنّه لم يكن مقنعاً أبداً، "نعلم من المعارك بأنّ الثوار ليست لديهم الكفاءة العسكرية ولا الأسلحة المتطورة للقيام بذلك". وفيما خصّ العمل مع الإيرانيي في سوريا، يقول كميل إنهم "رخيصون ومغرورون، فالعديد من بين مقاتلينا يرفضون التعاون مع الإيرانيين. إنهم يطلبون منّا الموت في سبيلهم وأنا لا أريد أن أضحّي بنفسي من أجل أي أحد. أحياناً أشعر بأني أقاتل الى جانب أعداء لا يكترثون إذ ما مُت".

"نحن- كحزب الله- علينا أن نسأل أنفسنا لماذا لا نستطيع إنجاز أي شيء في سوريا على الرغم من امتلاكنا أسلحة متقدّمة، في حين إنّ جيل حزب الله القديم أنجز الكثير بأسلحة أكثر تقليدية. إننا نحارب على الأرض الخطأ"، يخلص كميل الى القول.

هذا الشعور بالخيبة وعدم الرضا ينتشر في صفوف مقاتلي حزب الله الذين يشعرون بأنهم يذهبون الى سوريا للموت من أجل النظام وإيران، بدون أي فائدة للبنان، أو على وجه التحديد، الطائفة الشيعية في لبنان. مصدر آخر أشار الى أنّ الإيرانيين تجاوبوا مع مقتل بدر الدين بطريقة متجردة، إذا ما قارنّاها بردة فعلهم وكلامهم عند اغتيال عماد مغنية. حيث صدر بيان تأبيني من الرئاسة الإيرانية لمغنية، والسفير الإيراني في لبنان تحدث خلال مأتمه. كذلك حضر وزير الخارجية الإيراني الى بيروت من أجل حضور هذه المناسبة، يواكبه وفد كبير من شخصيات سياسية وعسكرية. أي من هذا لم يحصل خلال تشييع بدر الدين. وكان الحضور الرسمي الإيراني متواضعاً جداً بالمقارنة. سواء أكانت إيران في الحقيقة خلف الاغتيال أو لم تكن، فقد أثارت هذه الحادثة موجة من النقد للحرس الثوري وللنظام الإيراني. هذه ليست ظاهرة جديدة، بما أنّ التشكيك بالدوافع الإيرانية بدأ العام الماضي بعد انجاز الاتفاق النووي. بدأ الشيعة في لبنان بإدراك أنه يتم التلاعب بهم، وبأنّ إيران ستبدأ بحصد الفوائد بعد عقود من الحرب مع الغرب اضطرت خلالها الطائفة الشيعية الى تقديم دمها وأرواح أبنائها. لن يتم في أي وقت قريب كشف هوية قتلة بدر الدين الحقيقيين، لكن التوتر بين حزب الله وإيران سوف يظهر ويتأجج مع كل خسارة، كل اغتيال، وكل خيانة. شيعة لبنان بدأوا يدركون بأنّ هذا ليس تحالفاً، ولا شراكة، بل علاقة بين سيّد ومسود. المشكلة هي أنّ حزب الله لم يعد هو المخلّص. ولا أحد غيره كذلك.

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

مبادرة بري في توقيتها وخلفياتها

ليبانون فايلز/شارل جبور/الجمعة 20 أيار 2016

أثارت مبادرة الرئيس نبيه بري النيابية-الرئاسية الكثير من التساؤلات عن توقيتها وخلفياتها وظروفها، خصوصا ان رئيس مجلس النواب كان في طليعة المؤيدين للتمديد النيابي إلى جانب "حزب الله" و"المستقبل" و"الاشتراكي"، ولذلك حاولت دوائر ديبلوماسية عدة تقصي الأسباب الكامنة وراء هذه المبادرة الرامية إلى تقصير ولاية المجلس الحالي بعد الاتفاق على قانون جديد للانتخابات او إتمامها على اساس قانون الستين وتعهد كل القوى السياسية المشاركة في الجلسة النيابية العامة الأولى للمجلس الجديد التي يتم فيھا انتخاب ھيئة المجلس ومن ثم ترفع ليليها فورا جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية أيا يكن هذا الرئيس.

فماذا عدا مما بدا لينتقل الرئيس بري من مؤيد للتمديد إلى مبادر لانتخابات مبكرة؟ ولماذا لا يتمسك بإجراء الانتخابات في توقيتها الدستوري في الربيع المقبل؟ ولماذا تخلى عن أولوية الانتخابات الرئاسية؟ وهل يعقل ان تكون الدينامية التي ولدتها الانتخابات البلدية وراء هذا التبدل في موقفه؟ وهل من رابط بين الموقف المستجد لرئيس المجلس، وبين الحركة اللافتة للرئيس الفرنسي في الملف الرئاسي وما قيل عن إحياء فرنسا لمبادرتها الرئاسية؟ وهل من رابط أيضاً بين المبادرة المستجدة والعقوبات الأميركية على "حزب الله"؟ وهل الظروف السياسية باتت مواتية لانتخابات رئاسية او نيابية؟

لا شك ان ثمة قطبة مخفية وراء حماس الرئيس بري، ومن المؤكد ان هذه الحماسة لا علاقة لها بالانتخابات البلدية، لانه كان بإمكانه الاكتفاء بالقول ان إجراء تلك الانتخابات أسقط كل الذرائع أمام التمديد النيابي مجددا، وانه سيكون في طليعة المدافعين عن إجراء النيابية في توقيتها، إلا ان المستغرب هو الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة ورئاسية على قاعدة النصف زائد واحد.

ومن هنا ترجح اوساط ديبلوماسية ان يكون الدافع وراء مبادرة بري إعادة إنتاج سلطة جديدة تحظى بمباركة دولية وتشكل مقدمة لتأخذ على عاتقها مهمة حماية "حزب الله" من العقوبات الأميركية التي من الواضح انها تحولت إلى مصدر إزعاج كبير للحزب الذي يسعى في كل الاتجاهات للتخفيف من وطأتها او الالتفاف عليها عن طريق إجراء مقايضة بين تسهيل الحزب إعادة إنتاج السلطة وترسيخ الاستقرار، وبين تعليق واشنطن العقوبات المالية.

وإذا كانت هذه المبادرة ما زالت في إطار جس النبض الذي أظهر ان الفكرة غير ناضجة بعد وأن "المستقبل" ما زال متمسكا في أولوية الانتخابات الرئاسية على النيابية، ولكن ماذا لو تحولت إلى مبادرة عملية بدفع من "حزب الله" الذي هو بأمس الحاجة لفك الحصار الاقتصادي عن نفسه، فهل سيتخلى عن العماد ميشال عون ام سيدفع باتجاه تسهيل وصوله؟ وما الإغراءات التي سيقدمها الحزب لتيار "المستقبل" مقابل تأييده المبادرة والتي تبدأ من قانون الستين ولا تنتهي بهوية الرئيس المقبل؟ وهل الرئيس الحريري في وارد تكرار تجربته مع القرار ١٥٥٩ عندما تمنى على المجتمع الدولي تعليق تنفيذ البند المتصل بسلاح "حزب الله" وتركه للحوار بين اللبنانيين، وذلك من خلال التمني مجددا على هذا المجتمع تعليق العقوبات المالية على الحزب تحت عنوان الاستقرار في لبنان، هذا العنوان الذي استخدمه الحريري للمشاركة في الحكومة والحوار مع "حزب الله" ولكل التنازلات والتسويات التي أبرمها منذ العام ٢٠٠٥؟ وماذا عن موقف المملكة العربية السعودية؟ وهل ستغطي خطوة من هذا النوع؟ وماذا عن موقف الولايات المتحدة الأميركية؟ وهل ستتجاوب مع هذا المسعى إن وجد؟

وبمعزل عن كل ذلك تشكل مبادرة الرئيس بري مخرجا من دوامة الفراغ القائمة، ولكن العامل المستغرب فيها يكمن في تقريب الانتخابات من الربيع إلى الخريف، الأمر الذي استدعى كل ما تقدم من تساؤلات ويستدعي المزيد منها، فيما يفترض إتمامها في مواعيدها ومن دون ربطها بانتخابات رئاسية مسبقة، بل ان تشكل الانتخابات النيابية مدخلا لانتخاب رئيس جديد وفقا لمبادرة رئيس المجلس لجهة عدم جواز مقاطعة جلسة الانتخاب وإلا سيصار إلى انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد.

ويبقى أخيرا هل الرئيس بري اشترط إلزامية الانتخاب لتجاوز العقدة العونية الرئاسية، واستطرادا ترييح "حزب الله" الذي يقترع للعماد عون من دون القدرة على إيصاله إلى بعبدا؟ وماذا عن موقف العماد عون؟ وماذا لو حصد و"القوات اللبنانية" النسبة الأكبر من المقاعد النيابية ومن التأييد المسيحي، فهل يمكن تجاوز الجانب الميثاقي في الانتخابات الرئاسية الإلزامية؟

وبانتظار ما ستحمله الأسابيع المقبلة من تطورات وربما مفاجآت تبقى الحركة السياسية بين عين التينة وباريس محط رصد ومتابعة.

 

هل صحيح أنّ «ولاية الفقيه» تحترم بشار؟

د.مصطفى علوش/الجمهورية/الجمعة 20 أيار 2016

الأسد اعتبر أنّ «حزب الله» خانه عندما اكتفى بحشد مناصريه في 8 آذار ٢٠٠٥، مكتفياً بالوداع من دون أن يمنع خروج سوريا بالقوة

«لا خير في ودّ امرئ متملّق حلو اللسان وقلبه يتلهّب يهديك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب» مصدر الشعر مختلف عليه.

لقد حاول «ابراهيم آغا الكنج»، رئيس دولة اللاذقية العلوية سنة ١٩٣٠، وضع دستور لدولته فلم يجد نصاً شرعياً علوياً يمكنه استعماله كأساس للتشريع. عندها، لجأ إلى باب الإثنا عشرية وأرسل مبعوثين له إلى «قم» و«النجف» لتعلّم أصول الفقه الشيعي ليتمكنوا من بناء دستور دولتهم العلوية.

حسب شهود عيان لتلك المرحلة، فقد فشلت التجربة بشكل كامل، بعدما تعامل فقهاء قم والنجف مع المبعوثين تعاملهم مع الضالّين عن الدين، كما أنّ هؤلاء المبعوثين شعروا بنوع من الدونية تجاه المرجعيات الإثنا عشرية إضافة إلى الفروقات الهائلة بين معتقداتهم التي توارثوها عن أجدادهم، وتلك التي حاول تلقينهم إيّاها أحبار التشيع.

فشلت أيضاً محاولات العلامة «حسن الشيرازي» في «كشف أصول الإيمان العلوي وعلاقته مع التشيع»، عندما حط رحاله في سوريا ونشر الحسينيات في طول التواجد العلوي وعرضه.

والواقع هو انه من السهل لمراقب نمط حياة العلويين وثقافتهم أن يفهم استحالة ضمّهم إلى مشروع أصولي متزمّت وقاسٍ مثل مشروع ولاية الفقيه. لذلك، لم تبنَ علاقة عائلة الاسد مع ولاية الفقيه على أي عامل من عوامل التسليم بأمانة وإخلاص اطرافها تجاه بعضهما، بل بقيت مبنية على عامل الحاجة المتبادلة وتقاطع المصالح، مع حذر دائم من الطرفين وتنافس وصل إلى حدّ الصدام الدموي المباشر أو عن طريق أطراف محسوبة على كل منهما.

يكفي في هذا الإطار ذكر دعم الخميني ياسر عرفات في المواجهة مع حافظ الأسد في طرابلس سنة ١٩٨٣، ومن بعدها دعمه لسعيد شعبان وحركة التوحيد، ومن ثم ترك «حزب الله» حركة «أمل» المدعومة من الأسد لتغرق وحدها في حرب حصار المخيمات في بيروت. ونذكر أيضاً مجزرة حلّت بأفراد لـ«حزب الله» في بيروت في ثكنة «فتح الله» قامت بها المخابرات السورية.

أما المواجهة الكبرى فقد كانت في حرب «أمل» و»حزب الله» الدموية، والتي انتهت لاحقاً بانتقام الأسد بقبوله باتفاق «الطائف» الذي اعتبره «حزب الله» خيانة كبرى ومؤامرة «مارونية» حسب قول حسن نصر الله يومها.

قد يقول انّ تلك الأحداث من الماضي، وانّ اليوم الوضع تغيّر. لكن لو نظرنا بعين التحليل الوقائعي لرأينا أنّ الوضع اصبح أسوأ بكثير. صحيح أنّ تقاطع المصالح ما زال قائماً، وربما بشكل أكبر في ظل المتغيرات الهائلة التي طرأت من خروج القوات السورية، مروراً بالمحكمة الدولية، وصولاً إلى اندلاع الثورة السورية وتحوّلها إلى حرب أهلية. لكنّ عامل انعدام الثقة بقي هو المتحكم بين الطرفين.

لقد اعتبر بشار الأسد أنّ «حزب الله» خانه بشكل مباشر عندما اكتفى بحشد مناصريه في مظاهرة الثامن من آذار عام ٢٠٠٥، في ما سمّي «شكراً سوريا» مكتفياً بالوداع من دون أن يمنع خروجها بالقوة، والطعنة الثانية كانت بدخول «حزب الله» شريكاً في الحكم مع من تسبّبوا بطرد جيش الأسد من لبنان والمسايرة الشكلية في مسألة التحقيق الدولي والمحكمة في قضية اغتيال رفيق الحريري يوم كان نظام الأسد وأتباعه هم المتهمون الاساسيون في الجريمة.

ولا يخفى على أحد بعد، تقاذف كرة النار بين منظومة الأسد و»حزب الله» في تسريبات ميشال سماحة حول جريمة اغتيال رفيق الحريري إلى مجلة «درشبيغل».

ولمن لا يعرفون، فقد كانت في الـ»س-س» محاولة لبشار للتملّص من «الهيمنة الإيرانية على مواقع القرار في سوريا»، لم تستكمل لأسباب لا تزال غير واضحة، فقد تكون مؤامرة أحبطتها إيران مهددة بشار بوسائلها، أو تكون محاولة ابتزاز من بشار للسعودية وإيران في الوقت ذاته، أو ربما خدعة أسدية في الاساس لشراء الوقت والرهان على المتغيرات.

في أوائل سنة ٢٠٠٦، وأثناء لقاء في حارة حريك مع حسن نصر الله، وبعد سلسلة من النكات المليئة بالسخرية على المخابرات السورية أطلقها سماحته عن قلة كفاءتها وعن «عدم قدرتها لكي تنفذ جريمة متقنة مثل اغتيال الحريري»، قال بشكل جدي، وعلى شكل نصيحة أخوية لبعض نواب تيار «المستقبل»: «أنتم الآن تعوّلون على مواقف الولايات المتحدة الداعمة لكم، فماذا ستفعلون إن حصلت صفقة بين سوريا وأميركا؟ أليس من الأفضل لكم تخفيف حدّة مواقفكم والذهاب للتفاهم مع بشار الأسد؟».

أجابه أحد النواب: «سماحة السيّد هذا يعني أنكم لا تثقون أبداً بنوايا بشار الأسد، فإن كانت أميركا هي الشيطان الأكبر الذي يسعى إلى النيل منكم فسيكون «حزب الله» الطبق الرئيس بين بشار وجورج بوش»، سكت نصرالله ولم يعقّب.

اليوم، يخوض مشروع ولاية الفقيه معركة يائسة في سوريا، وقد فشل في تثبيت حكم بشار الأسد، وما دخول روسيا على خط الصراع سوى مؤشر واضح على هذا الفشل، ورهان إيران اليوم هو على كيفية تأمين مستقبل مستعمرتها في لبنان، أمّا الخطوط الحمر حول بشار، فما هي إلّا وسائل للمساومة عليه في مرحلة آتية يُعاد فيها رسم مواقع نفوذ جديدة للقوى المستجدة على الساحة الإقليمية، وسوريا الأسد لن تكون شريكة، بل هي الطبق الرئيس.

 

الرئيس أمين الجميل في افتتاح مؤتمر عن سايكس بيكو: مصلحة اللبنانيين بالحفاظ على خريطتهم التاريخية ودولتهم الديمقراطية وصيغتهم التعددية

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - افتتح "بيت المستقبل" ومؤسسة "كونراد أديناور" أعمال المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين في مقره في بكفيا، بعنوان "مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو: نظام جديد للشرق الأوسط؟"، لمناسبة مرور مئة عام على الاتفاقية، في حضور سفراء: الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، إيطاليا ماسيمو ماروتي، إسبانيا ميلاغروس هيرناندو، تركيا شاغاتي أرسياز والعراق علي عباس بندر العامري، النواب: مروان حمادة، روبير غانم، جان أوغاسبيان، باسم الشاب وسامي الجميل، الرئيس الموقت للبرلمان العراقي عدنان الجنابي، النائبة العراقية ميسون الدملوجي، ممثل السفارة الفرنسية لوكاس وينتربيرت، ممثلة السفارة الكندية كريستين جانسن، الوزيرين السابقين ابراهيم شمس الدين وروجيه ديب، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، وعدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين وأهل الفكر من الولايات المتحدة الاميركية، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، روسيا، الأردن، العراق ولبنان.

الجميل

بداية تحدث رئيس مؤسسة "بيت المستقبل" الرئيس أمين الجميل، فاعتبر ان "اللعبة الدولية، الإقليمية الجديدة سنة 2016 حيال شعوب الشرق الأوسط تماثل بمصالحها وأهدافها ونياتها اللعبة الإقليمية سنة 1916". وقال: "المنطقة اليوم أمام ثورات شعبية وأحداث عسكرية، من حدود إيران حتى حدود مصر، تحدث ثغرات في الكيانات التي نشأت نتيجة اتفاقية سايكس بيكو ومؤتمر "سان ريمو". في نص اتفاقية سايكس بيكو المكون من 832 كلمة، لم ترد كلمة شعوب، ولا مرة، ولا عبارة حق تقرير المصير. وهذا إن دل على شيء، فعلى أن الجغرافيا أكثر من الانسان كانت معيار هذه الاتفاقية التي صيغت بين باريس ولندن وبطرسبورغ".

ولفت إلى ما أسماه "المفارقة الصاعقة المتمثلة بمفاوضات متناقضة على أربعة مسارات"، وقال: "بينما كان الموفد الإنكليزي لورانس العرب يحث العرب على الثورة على الجيوش العثمانية مع وعد مكتوب بإقامة الدولة العربية، كان الديبلوماسيان البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو، يتفقان على مشروع مناقض يقضي بفصل المشرق عن شبه الجزيرة العربية وإنشاء كيانات متعددة فيه. وبموازاة هذه الازدواجية، برز تناقض ثالث تجسد بوعد بلفور حيث التزم وزير خارجية بريطانيا آرثور بلفور، باسم الحكومة البريطانية، للحركة الصهيونية في لندن بتسهيل إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين".

أضاف: "يمكن أن نضيف إلى المشاريع الثلاثة مشروعا أخر هو وعد بإقامة كيان كردي في شرق الأناضول ورد في اتفاقية "سيفر" سنة 1920، لكن الفكرة سقطت بسبب الحركة القومية التركية بزعامة مصطفى كمال أتاتورك". وأشار الى روسيا "كطرف ثالث في المفاوضات مع بريطانيا وفرنسا لاقتسام الشرق الأوسط وهندسته من خلال وزير خارجيتها سازانوف".

وتوقف عند ظاهرة أن "تكون كل الحروب والانقلابات التي نشبت في العالم العربي ولا سيما في الخليج والمشرق حدثت بعد انسحاب قوات الانتداب أو الاستعمار وبعد نيل الاستقلال: من حرب اليمن إلى الحروب الحدودية في الخليج، ومن حرب الأردن إلى حرب لبنان، ومن الحرب العراقية الايرانية إلى احتلال العراق للكويت، ومن الانقلابات العسكرية في غالبية الدول العربية وصولا إلى الثورات الضائعة والارهاب التكفيري والجهادي".

وقال: "من مفارقات التاريخ الحديث أن الشعوب العربية التي كانت تناضل لتغيير الكيانات التي استحدثها اتفاق سايكس بيكو والمؤتمرات اللاحقة بعد الحرب العالمية الأولى (1914 / 1918)، أصبح أقصى مناها، اليوم، بعد الثورات العربية المشوهة (2010 / 2016)، أن تحافظ على كياناتها وتنقذ حدودها الدولية التي أرستها مندرجات اتفاقية سايكس بيكو. والواقع إن كيانات سايكس بيكو صمدت على العموم من باب المندب في الخليج إلى الناقورة في لبنان طوال مئة سنة. وباستثناء اجتياح داعش للحدود السورية العراقية، كل محاولات تعديل هذه الكيانات تجري، حتى الآن على الأقل، من داخل حدودها باتجاه اعتماد الفدراليات وأقاليم الحكم الذاتي، ما يعني أن هذه الكيانات لم تكن أصغر من طموح المكونات الاجتماعية، وتحديدا الإسلامية، بل أكبر أحيانا".

وقارن بين "سايكس بيكو القديم الذي نقل المشرق من ولايات غير معترف بها إلى دول معترف بها دوليا، وسايكس بيكو الجديد الذي سيحوِّل الدول كانتونات. والفارق الآخر هو أن الهندسة الأولى كانت أجنبية الصنع، بينما الهندسة الجديدة هي صنع عربي وإسلامي بدعم أجنبي".

وقال: "ان شعوب الشرق الأوسط تتجه للخروج من كيانات سايكس بيكو والعودة إلى كيانات السلطنة العثمانية دون ولوج كيان الأمة العربية التي لم تتحقق يوما لأنها أصلا مجرد حلم أو شعور لحالة مجازية".

وصحح الجميل بعض الأخطاء الشائعة فـ "خلافا لما هو شائع، لم يكن لبنان وسوريا موحدين حتى نتهم اتفاقية "سايكس بيكو" بفصلهما. فلبنان كان متصرفية مقضومة الأقضية الأربعة (من الساحل والجنوب والبقاع والشمال)، وسوريا ولايات متفرقة (دمشق، حلب، جبل الدروز، الساحل العلوي ولواء إسكندرون).

وأشار الى أنه "خلافا لما هو رائج، ليس لبنان الحالي وليد اتفاقية سايكس بيكو. إنه ثمرة عناد أعيان لبنان، وفي طليعتهم الموارنة بقيادة البطريرك الماروني الياس الحويك، الذين أقنعوا فرنسا في مؤتمري باريس (1918 و 1919) وسان ريمو (1920) بتصويب تلك الاتفاقية وإنشاء كيان لبناني مستقل على كامل الأراضي اللبنانية".

وقال: "واجه اللبنانيون، نص اتفاقية سايكس بيكو (مساحة لبنانية ـ سورية تحت نفوذ فرنسي بدون حدود داخلية)، ورفضوا منطق وعد بلفور (وطن قومي مسيحي على غرار إسرائيل)، واختاروا مشروع الوحدة (التعايش المسيحي - الإسلامي - الدرزي) والاستقلال (القرار الحر) والديمقراطية (الشعب مصدر السلطة). وأكد اللبنانيون على هذا التوجه في ميثاقهم الوطني إثر الاستقلال سنة 1943".

أضاف: "الرهان اليوم هو على مدى قدرة الشعوب العربية على اختصار مخاضها فتنتقل من الحرب إلى الحلول السياسية، وعلى مدى قدرتها أيضا على استعادة استقلالها ليس من المستعمرين الغربيين كما كانت الحال، بل من الحالة الإسلامية الجهادية والتكفيرية العربية والإقليمية، ومن الجهل والأنظمة الأحادية. والرهان أيضا هو على مدى قدرة لبنان على ألا يتورط لا في حروب الآخرين، بل في خرائطهم أيضا. إن رسالة اللبنانيين، لا مصلحتهم فقط، تحتم عليهم أن يحافظوا على خريطتهم التاريخية ودولتهم الديمقراطية وصيغتهم التعددية وخصوصياتهم الحضارية. وإذا كان لنا في العقود الماضية هامشا للعبث، فالمرحلة المصيرية الآن لا تسمح بالمغامرة والمجازفة والانحياز. حتى هذه الساعة، كان اللبنانيون يؤكدون تمسكهم بكيان لبنان الواحد، ولا يزال لبنان واحدا رغم الانقسامات القائمة".

ريملي

وتحدث بيتر ريملي من مؤسسة "كونراد أديناور" عن بعض "نقاط الضعف في اتفاقية سايكس بيكو"، وقال: "اختار أصحابها التعامل مع السنة والوهابية وأهملوا البعد الشيعي الموجود في المنطقة. وربما تكون هذه الثغرة بدأت تنتج أزمات نشهدها حاليا وطرفاها السنة والشيعة".

الجلسات

بعد ذلك، انعقدت الجلسة الأولى بعنوان "سايكس بيكو في إطاره التاريخي: فن الممكن"، وشارك فيها كل من مديرة برنامج تركيا والشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI، فرنسا) دوروثي شميد، والباحثة المتخصصة في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دوريس كاريون وحسن منيمنة المدير الأول في Middle East Alternatives في واشنطن. وأدارتها مسؤولة الشؤون الثقافية في السفارة اللبنانية في فرنسا كارول داغر.

حمادة

وقال النائب مروان حمادة في مداخلته: "رغم "شيطنة اتفاقية سايكس بيكو، إلا أنه يجب التمسك بالحدود وإعادة ترتيب الأنظمة بشكل يوفق بين الإسلام والديمقراطية وبين العروبة والتعددية، وبين الأقليات الإثنية والمذهبية والأغلبية العربية".

ورأى ان "اتفاق الطائف بحسناته وثغراته يبقى مدخلا للحلول في المنطقة"، لافتا الى "حاجة العراق إلى طائف عراقي، وسوريا إلى طائف سوري".

سامي الجميل

وارتكز رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في مداخلته إلى "الاحتكام لحق الشعوب وإرادتهم في تقرير المصير كما واحترام الهويات المجتمعية"، وقال: "كانت هذه ثغرة أساسية في اتفاقية سايكس بيكو. والدليل على ذلك أن هذه الاتفاقية أهملت إرادة الشعب الكردي وقسمته بين دول عدة في المنطقة ما ولد حرمانا دائما لديه بدولة يستقر فيها".

أضاف: "ان احترام إرادة الشعوب تفضي إلى بناء سلام دائم، أما فرض الحلول بموجب اتفاقيات فوقية تراعي مصالح القوى العظمى دون الأخذ بإرادة المكونات المجتمعية فمن شأنه أن يؤدي إلى قيام دول فاشلة وحروب دائمة ويعيد الديكتاتوريات إلى الحكم".

المعشر

وكانت مداخلة مباشرة من واشنطن مع نائب رئيس الحكومة الأردنية وزير الخارجية السابق مروان المعشر وهو نائب الرئيس للبحوث في مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي".

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "ماذا لو لم يكن سايكس بيكو؟ قراءة لواقع مختلف"، أدارها سامي عون بروفسور في جامعة "شيربروك" في كندا وشارك فيها كل من جوزيف مايلا بروفسور في علم الاجتماع السياسي والعلاقات العامة والرئيس السابق للجامعة الكاثوليكية في باريس، وستيفن هايدمان رئيس كرسي Janet Wright Ketcham في سياسات الشرق الأوسط Smith College، ويوري زينين الباحث في مركز شراكة الحضارات في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO).

كما انعقدت الجلسة الثالثة بعنوان "قراءة في الماضي والمستقبل: سوريا ولبنان"، شارك فيها كل من آندرو تابلر، زميل "مارتن غروس" في برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الوزير السابق روجيه ديب، مؤسس ومدير Near East Consulting Group والأستاذ في التاريخ وعلوم الإنسان في الشرق الأوسط في جامعة ولاية شاوني عمر العظم. وأدار الجلسة نائب الرئيس للسياسة والبحوث في معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية بول سالم.

أما الجلسة الرابعة فكانت بعنوان "قراءة في الماضي والمستقبل: الأردن وفلسطين"، وشارك فيها كل من نبيل عمرو وهو وزير سابق في السلطة الوطنية الفلسطينية والمدير السابق لمؤسسة الدراسات الفلسطينية محمود سويد. وأداره مدير برنامج الشرق الأوسط والمتوسط في مركز توليدو الدولي للسلام جون بل.

ويستأنف المؤتمر أعماله غدا لمتابعة مناقشة المواضيع المطروحة.

 

فرصة الحل السياسي متوافرة في اليمن عبر المفاوضات

 راغدة درغام/الحياة/20 أيار/16

فليتوقف الكلام عن «الخطّة باء» رحمةً بضحايا سياسات الاستنزاف واستراتيجيات «الترقيع» في ميادين الحروب المشتعلة، لا سيّما السورية واليمنية. فليست هناك «خطة باء» في سورية، لأن الإدارة الأميركية لن توافق على ما يستلزمه إحداث نقلة نوعية في المعادلة العسكرية في سورية، بسبب عدم توافر الثقة بقدرات المعارضة المعتدلة، ولأن الأولوية لكلٍّ من واشنطن وموسكو هي التوافق الأميركي– الروسي وشراكة الأمر الواقع في سورية. فليتوقف التظاهر بأن ساحة الاختلافات بين الاثنتين شاسعة أو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يتأبط «الخطة باء» وهو يتراشق الكلام مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في ما يشابه أجواء المسرحية الهزلية بتوزيع الأدوار مسبقاً. ليست هناك «خطة باء» لسورية، لأن الدول الخليجية التي تتحدّث عن «بدائل» تؤدي إلى ترحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة ليست في وارد تحويل الجيوش التي تحشدها لمحاربة الإرهاب إلى جيش جاهز لدخول الأراضي السورية لإسقاط الأسد، ولا هي متأهبة لضخ السلاح المتطور في ترسانة المعارضة السورية لتحقيق اختراق ملموس في موازين القوى العسكرية. حان وقت العودة إلى طاولة رسم السياسات للتدقيق في واقع ساحات الحروب اليوم بعدما أثبتت سياسة الاستنزاف فشلها الذريع وكلفتها الإنسانية المروّعة. إعادة النظر في السياسات المُعتمدة في ضوء ما أفرزته ساحة الحرب من واقع جديد، ليست بالضرورة استسلاماً وإنما هي يقظة ضرورية إلى الحاجة الماسة لجردة تقويم واقعية تؤدي إلى تعديل السياسات والاستراتيجيات، بدءاً باستبدال مبدأ الاستنزاف بمبدأ إيقاف النزيف.

واضح أن الكويت التي تستضيف المحادثات اليمنية برعاية مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إنما هي قلقة من انهيار المفاوضات، ولذلك تدخّل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح شخصياً لإنقاذها. عُمان تلعب دوراً من وراء الستار لمنع انهيار المفاوضات الحساسة بين ممثلي الحكومة اليمنية وممثلي الحوثيين. ودول الخليج كلها تحبس أنفاسها، لأنها تعي تماماً أن انهيار المفاوضات يعني الاستمرار في حرب الاستنزاف في اليمن.

ببساطة، يمكن تلخيص المفاوضات الجارية بأنها عالقة على قرار مجلس الأمن 2216 الذي تم تبنيه عند بداية الانقلاب في اليمن، وكان «ضربة معلم»، لأنه وضع خريطة طريق إلى ما يمكن وصفه بـ «استسلام» الانقلابيين أمام «الشرعية». طالب بانسحاب الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المدن وتسليم الأسلحة استسلاماً أمام الشرعية مع إطلاق سراح المعتقلين وإعادة المياه إلى مجاريها قبل الانقلاب بحماية من المعاقبة عملياً. كان ذلك إنجازاً ديبلوماسياً مهماً للسعودية سجّله سفيرها لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي حين نال القرار 2216 إجماعاً دولياً وبات المرجعية للحل وللشرعية.

وفي رأي مخضرم خليجي آخر، أن حرب اليمن كانت استباقية لمنع مشاريع الحوثيين وعلي عبدالله صالح ضد الأمن القومي السعودي. وعليه، كان هدف الحرب في اليمن منع الحرب اليمنية في السعودية. كان الهدف إبقاء حرب اليمن في اليمن. وهذا تحقّق، من وجهة نظر المصلحة السعودية.

كلفة الحرب أصبحت عالية في اليمن. المجاعة آتية، وهذا يزيد الوضع الإنساني تفاقماً ويصعّد وتيرة الدعوات المتزايدة إلى وقف سياسات الاستنزاف، لا سيما أن «القاعدة» ينتشر في المناطق الجنوبية اليمنية، و«داعش» يخطط لدخول اليمن لينفذ مشاريعه في تلك الأرض المحروقة.

الدول الكبرى، بالذات الولايات المتحدة وروسيا، تعطي الفسحة حالياً للمفاوضات التي يديرها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ولكنها -بحسب المؤشرات العلنية وتلك التي في الكواليس- تتهيّأ لوضع مسألة اليمن تحت رعاية الثنائية الأميركية– الروسية كتلك التي تمارسها الديبلوماسية الأميركية– الروسية في سورية. حتى الآن، هناك رغبة لدى إدارة باراك أوباما في ألا تلبي الدعوة الروسية إلى سحب الملف اليمني من مجلس الأمن ليكون ملكاً للشراكة الروسية– الأميركية. إن ازدياد التدهور الميداني في الوضع اليمني، وتزايد ملامح الانهيار في المفاوضات السياسية يتركان روسيا متأهبة لسحب البساط وعلى ذراعها الولايات المتحدة الأميركية. هذه الأوساط تحدثت أيضاً عن خلفية قرار استبدال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيس الحكومة خالد بحاح قبل بضعة أشهر. وبحسب هذه الأوساط المطلعة، فإن الرئيس اليمني، الذي تتمسك به الرياض بصفته يمثل «الشرعية»، تصرّف بلا تنسيق مسبق وثمة من استاء من المفاجأة.

هذه المسائل المهمة تؤدي إلى ضرورة النظر في مقاربة جديدة لكيفية إنهاء الحرب اليمنية، بغض النظر عمّن هو في حاجة إلى «استراتيجية خروج» لا عيب في تبنيها، ولا خيار آخر في الواقع الآن سوى اعتمادها، لإيقاف المأساة. وهذا يتطلب أولاً الاعتراف بفشل سياسات الاستنزاف المكلفة بشرياً ومادياً وسياسياً.

علي عبدالله صالح وبعض الحوثيين قد يستفيدون من سياسة الاستنزاف المعاكس، لذلك لا يمانعون أن يصبح اليمن مستنقعاً يورّط الآخرين عاجلاً أم آجلاً ويستنزف موازناتهم.

فرصة التوصل إلى حل سياسي متوافرة عبر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد (موريتاني) الذي صدق بتبسيطه المعادلة عندما قال إن لا حل أمام الأطراف سوى التنازل من الطرفين اليمنيين. فسحة التنازل تبدأ بالعزم الجدي على وقف النار والاتفاق على حكومة انتقالية توافقية تعتبر الحوثيين جزءاً من النسيج الداخلي اليمني. هكذا يكون الحل عملياً وواقعياً. أحد أبرز العراقيل أمام هذا الحل هو القرار 2216. الطرف الحكومي يصر على التنفيذ الكامل للقرار، والذي بات أمراً مستحيلاً. أما الطرف الحوثي، فإنه يقرأ المشهد الميداني ويرى أن لا حاجة إلى الاستسلام الذي يمليه القرار 2216، لذلك يريد الحوثيون حلاً مختلفاً عن القرار 2216 الذي يعتبرونه غير واقعي. بعضهم يريد طلاقاً تاماً مع القرار، وهذا أيضاً بات أمراً مستحيلاً. البعض الآخر جاهز للتنازلات، وهو يربطها بتنازلات من الطرف الآخر، وهذا هو الحل الوحيد الممكن في المفاوضات الجارية. الحل الذي يأخذ في الحسبان الواقع على الأرض، والذي يصبو إلى التوافقية وليس إلى إملاء الاستسلام الذي لم يعد وارداً أساساً، وليست هناك «خطة باء» يمنية كما ليست هناك «خطة باء» سورية.

«أفغنة» ساحات الحروب العربية، لا سيما السورية واليمنية، ليست سياسة حكيمة، بل إنها الاستثمار الأسوأ لكل المعنيين، مردوده مضاعف على الجميع عاجلاً أم آجلاً. الحكمة تقتضي أن يتم اتخاذ قرار وقف الاستنزاف لاستبدال نموذج «الأفغنة» بنموذج «البوسنة» القائم على وقف النزيف والتنازل من أجل حلول توافقية. فلا يمكن رهن سورية في الجحيم لسنوات إضافية إلى حين سقوط بشار الأسد. مصيره ألا يدوم في نهاية المطاف، بسبب كل تلك «الأفغنة» التي ساهم هو وآخرون في استيرادها إلى سورية. اشتراط إسقاطه كمدخل للحلول لم يعد وارداً، وذلك تماماً بسبب الموازين العسكرية، حيث كان بجانب بشار الأسد محور عازم على الفتك كرّس قدرات عسكرية هائلة، جوية روسية وبرية إيرانية، مباشرة وعبر الميليشيات. في المقابل، تلكأت الأطراف الداعمة للمعارضة السورية، وما زالت، في تقديم الدعم العسكري بزخم يقلب الموازين العسكرية أو يؤثر ميدانياً لينعكس ذلك سياسياً، فأميركا باراك أوباما تمسكت بالوعد الذي قطعته على نفسها بألا تقوّي المعارضة بالسلاح، وألا تتورط بقوات في سورية، وألا تقوم بما من شأنه أن يهز توافقها مع روسيا، وألا تحاسب إيران على مغامراتها السورية. تركيا لعبت الورقة السورية بعنجهية وعنفوان وورّطت المعارضة بدلاً من مساعدتها. الدول الخليجية سارت خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء، بحجة القيود الأميركية على توفير الأسلحة الأميركية الصنع إلى المعارضة السورية، لكنها استمرت في التهديد بالبديل بلا «خطة باء»، وهكذا آلت الموازين الميدانية إلى ما هي عليه. ولم يعد في الإمكان قلب المقاييس، بسبب الوهن وضعف المعارضة، فالخرائط اختلفت على الساحة الفعلية. الحلول السياسية، عندما يتم التوصل إليها، لا تأتي بمعزل من الخرائط الواقعية التي تكون الموازين العسكرية فرضتها عبر الحروب. خرائط الواقع تفرض واجب العودة إلى طاولة رسم السياسات، فإذا كان الاستثمار في تغيير النظام في دمشق اعتمد سياسة الاستنزاف الفاشلة فيما الخصم تبنى زخم الضخ العسكري في محور فتاك، لربما حان الوقت للنظر في حلول توافقية حتى وإن كانت توصف بالحلول التجميلية. فلا داعي للسقوط في دوامة الاستسلام. واقع الأمر أن لا منتصر في سورية مهما تصوّر البعض أن بقاء الأسد في الرئاسة انتصار. والانتصار قد يكون متعذراً في اليمن أيضاً. فلتكن هناك حلول تجميلية تأتي على حساب مبادئ قرارات الأمم المتحدة، فهذا شرٌ أقل شيطانية من إخضاع سورية واليمن إلى سنة أخرى من المآسي المروعة.

 

اربطوا أحزمة المقاعد بإحكام استعدادًا للرئيس ترامب

أمير طاهري/الشرق الأوسط/20 أيار/16

مع اقتراب الفترة التمهيدية من الانتخابات الرئاسية الأميركية من نهايتها، تحول ما وصفه المعلقون منذ شهر واحد مضى بـ«المستحيل» الآن إلى «الحتمي»، ذلك أنه لن يكون دونالد ترامب المرشح الجمهوري بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل فحسب، وإنما يبدو أنه يملك الآن فرصة حقيقية للفوز على الأقل تبعًا لما تكشفه بعض استطلاعات الرأي. وحسبما أتذكر، لم يسبق لأي سياسي يطمح لنيل الترشح في الانتخابات الرئاسية خلال السنوات الأخيرة أن اجتذب كل هذا القدر من النقد القاسي الذي تعرض له ترامب، خصوصًا من قبل المثقفين الذين يعتبرونه شخصًا مبتذلاً وشبه أمي تصادف أن ورث ثروة عن والده. أما الثلاثة ملايين تقريبًا الذين صوتوا لصالحه في الانتخابات التمهيدية، فيجري النظر إليهم باعتبارهم حفنة من الجهلة أو المتعصبين فكريًا. والواضح أن غالبية كبرى من المسؤولين المنتخبين عن الحزب الجمهوري وشخصيات بارزة أخرى ليسوا على استعداد لتقبل ترامب، ناهيك عن تأييده، بل إن البعض اقترح طرح مرشح من طرف ثالث لضمان عدم اقتراب ترامب من أعتاب البيت الأبيض. وزاد القليلون على ذلك بالتلميح إلى إمكانية أن يشاركوا في الترويج لهيلاري كلينتون، الحصان الأسود للديمقراطيين على مدار ثلاثة عقود، أو بيرني ساندرز، حامل لواء الاشتراكية المصطنعة، المصنوعة في بركلين. وانتشرت تحذيرات من أن وصول ترامب للرئاسة سيسفر عن اندلاع صراعات عرقية وطائفية داخل الولايات المتحدة، ناهيك عن حرب عالمية ثالثة. ويبقى التساؤل هنا: هل هناك حقًا ما يبرر كل هذا العويل؟ واقع الأمر، لا أعتقد ذلك. ودعونا لا نغفل أن ترامب حتى هذه اللحظة لم يطرح سياسات محددة، في الوقت الذي تحول حديثه عن بناء جدار على الحدود مع المكسيك وفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، إلى جزء من الفلكلور السياسي ومادة دسمة في المحادثات على موائد العشاء عبر مختلف أرجاء العالم، لكنها لا ترقى لمستوى السياسات.

ولا يعد هذا الأمر مثيرًا للدهشة بالنظر إلى أن الانتخابات الرئاسية الأميركية غالبًا ما تشبه مسابقات الجمال، وليس اختبارًا حقيقيًا للخيارات القائمة على صعيد السياسات. وبوجه عام، يبدي الناخبون اهتمامًا أكبر بقصص حياة المرشحين وميولهم وحجم الكاريزما التي يتمتعون بها. كما أن جزءًا كبيرًا من النتيجة يعتمد على المزاج العام في لحظة عقد الانتخابات، فعلى سبيل المثال كان من شأن وجود مزاج عام غاضب لأسباب منها الإهانة التي تعرضت لها الولايات المتحدة داخل إيران، معاونة رونالد ريغان في الفوز بالرئاسة عام 1980. كما أن مزاجًا عامًا يعكس شعورًا بالإرهاق والإنهاك لأسباب منها حربا أفغانستان والعراق، ساهم في الفوز غير المتوقع لباراك أوباما عام 2008. وتشير عادات التصويت في أوساط الناخبين الأميركيين إلى أن أولئك الذين تعتمل بصدورهم مشاعر أكثر حدة حيال الوضع العام للبلاد، يصبح لديهم صوت أكبر في اختيار الرئيس.

ويكشف عديد من الدراسات التي تناولت أنماط التصويت في أوساط الناخبين الأميركيين أن قرابة ثلث المؤهلين للإدلاء بأصواتهم هم من يدلون بأصواتهم بانتظام، بينما يقبل ثلث آخر على الإدلاء بأصواتهم من وقت لآخر، ربما 4 أو 5 مرات طيلة حياتهم. ويبقى ثلث آخر لا يدلي بصوته قط. ويصل معدل المشاركة في المتوسط في الانتخابات الرئاسية إلى نحو 55 في المائة، وغالبًا ما يأتي الحسم في نتيجة الانتخابات من قبل أصوات ما يقرب من 20 في المائة من الناخبين يطلق عليهم «المستقلين». الواضح أن من يقولون إنهم يشعرون بالفزع حيال إمكانية نجاح ترامب يتجاهلون حتى الآن حقيقتين: أولاهما أن الديمقراطية هي من حددت قواعد اللعبة، لكنها لا تضمن النتيجة. ويبدو الأمر في أحد جوانبه أشبه بلعبة «تنس» التي كي تكون صحيحة يجب الالتزام بالقواعد، مع عدم معرفة أي من الأطراف من سيكون الفوز حليفه. وقد تتمثل صورة أدق للديمقراطية في متجر يمثل فيه المتسوقون الناخبين، حيث يتجولون بأرجاء المتجر ويملأون العجلات التي يجرونها بشتى أصناف السلع، ثم يتحركون نحو موظف الحسابات، ولا أحد منهم يدري مسبقًا كيف سيجري ملء كل هذه العجلات وبأي أصناف، وذلك لأن الديمقراطية في طبيعتها غير منظمة ومتنوعة.

بيد أن المشكلة تكمن في أن الطبيعة البشرية تتوق دومًا إلى شيء من الرومانسية. وفي الإطار الديمقراطي، يجري إشباع هذه الرغبة عبر الكاريزما. في حالة ترامب، نجد أن الواقع يشير إلى أنه حتى لو لم يكن مستساغًا بالنسبة لك، فإن كثيرًا من الأميركيين يرون أنه يمتلك كاريزما بفضل مظهره و«قصة حياته». والملاحظ أن ترامب يبدو بالفعل، رغم شعره المستعار، قريبًا للغاية من الصورة المألوفة لـ«الأميركي العادي». أما الذين يرون أن هذا الأمر دليل على عنصرية الأميركيين، فإنهم يغفلون النقطة الجوهرية هنا. لقد سبق أن شرح أرسطو اعتقاده بأن الحاكم يجب أن يشبه المواطن العادي بأكبر قدر ممكن. وبالنسبة لجزء من الناخبين الأميركيين، فإن ترامب يجتاز اختبار القرب في مظهره من المواطن العادي بامتياز، تمامًا مثلما اجتازه أوباما بالنسبة لمجموعة من الناخبين أصحاب البشرة السمراء منذ ثمانية أعوام.

ورغم أنه ربما لا يتقبل البعض تقديمي للنصح هنا، لكوني غير أميركي وخارج الحزب الجمهوري، فإنني أعتقد أنه سيكون من الخطأ أن يحاول الجمهوريون تخريب ترشح ترامب عبر مجموعة من التكتلات غير الديمقراطية. وإذا كان ترامب اختيار غالبية أعضاء الحزب الجمهوري، فإنه ينبغي أن يسمح له بالترشح رسميًا للرئاسة تحت لواء الحزب، حتى إن كانت هناك مخاوف من تعرضه للهزيمة. ومع ذلك، يعاني النظام الانتخابي الأميركي من مشكلة جوهرية، حيث يجري في إطاره منح سلطات هائلة لشخص واحد، وبعد ذلك تتعرض للإعاقة عبر تطبيق فصل السلطات. جدير بالذكر أن الآباء المؤسسين الأميركيين، وجميعهم من الإنجليز، آمنوا بفكرة هيرودوت حول أن الملكية أفضل نظام حكم، لأنها نجحت في الصمود لفترة من الزمن تتجاوز ألف عام كاملة. ومع ذلك، فإنه بالنظر إلى أنهم كانوا قد ثاروا للتو ضد الملك الإنجليزي باسم الاستقلال، لم يكن باستطاعتهم معاودة الانغماس على الفور في الفكر الآيديولوجي السائد داخل ما يعرف باسم «الأنغلوسفير». الملاحظ أن الناخب الأميركي في حالة بحث مستمر عن «مخلص»، عن شخص، رجلاً كان أو امرأة، لديه القدرة على القيام بشتى الأدوار. ولهذا، نجد أن كثيرًا من الرؤساء الأميركيين جاءوا من صفوف المؤسسة العسكرية، بينما نجح آخرون أبرزهم فرانكلين دي. روزفلت، وفي إطار مختلف رونالد ريغان، في التوافق مع هذه الصورة. من جانبهم، مرّ الفرنسيون بتجربة مشابهة، فبعد الإطاحة بلويس السادس عشر وإعدامه بالمقصلة، ظل الفرنسيون في حالة بحث مستمر عن «الرجل المنقذ» منذ ذلك الحين. في البداية، جاءوا باثنين بونابرت، العم وابن الأخ، ثم جاء غامبيتا بعد هزيمة عام 1870، ثم بيتان بعد فوضى عام 1940، وفي عام 1958 اختار الفرنسيون ديغول في خضم حرب الجزائر. وبصورة عامة، ربما كانت الولايات المتحدة وفرنسا ستُبليان بشكل أفضل حال وجود نظام برلماني يقف في إطار رئيس الدولة في مرتبة أعلى من السياسات الحزبية، لكن تبقى هذه قصة مختلفة.

أما الآن، فعليكم إحكام ربط الأحزمة استعدادًا لقدوم الرئيس ترامب، ولو تحسبًا فقط.

 

نص خطاب السيد نصرالله في ذكرى اسبوع بدر الدين :ندعو للمشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب ونعمل ليتعاظم حضورنا في سوريا

الجمعة 20 أيار 2016 /وطنية - القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في ذكرى أسبوع القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين جاء فيها:"أرحب بكم جميعا في هذا الاحتفال التكريمي لهذا الشهيد القائد، وأشكركم على هذا الحضور الذي يعبر عن روح المواساة والاحتضان والمساندة والدعم والتضامن والمحبة. أتوجه أولا بأحر مشاعر التعازي والمواساة، وأيضا التبريك، للوالدة الحنونة الصابرة المحتسبة الحاجة أم عدنان، إلى زوجته المؤمنة المجاهدة، إلى ابنه العزيز وبناته العزيزات، إلى إخوته وأخواته الكرام، إلى كل عائلته الشريفة، إلى كل رفاقه وأحبائه وإخوة الدرب والطريق والمقاومة.

نحن اليوم في هذا العزاء شركاء وأهل، لأن شهيدنا القائد كان ابن عائلته الصغيرة واين عائلته الكبيرة، كما تفضل قبل قليل الأخ العزيز الأخ محمد (أخ الشهيد في كلمته).

أتوجه أيضا ـ بين يدي هذا القائد الكبير الشهيد ـ إلى كل عوائل شهدائنا الذين صبروا واحتسبوا والذين عبروا عن افتخارهم بشهادة أبنائهم في كل هذه الساحات والميادين، وخصوصا الشهداء الذين سقطوا في ميدان سوريا، حيث كان قائدهم هذا الشهيد الكبير العزيز.

يجب أن أتوجه بالشكر إلى كل الذين واسوا وعزوا وباركوا، سواء بالحضور المباشر أو من خلال ممثلين عنهم أو من خلال إصدار البيانات أو إرسال البرقيات أو اقامة مراسم العزاء والتبريك في لبنان والعالم.

أود في هذا الحديث أو في هذه الكلمة أن أقسم كلامي إلى ثلاث نقاط كالعادة:

المقطع الأول عن شخص السيد.

المقطع الثاني عن حادثة الاستشهاد وما حولها.

المقطع الثالث عما بعد الاستشهاد إلى أين، إلى أين نحن ماضون وما هو موقفنا.

طبعا، بالاصطلاح كالعادة، عندما نتحدث عن الشهداء، نحن إخواننا في حياتهم غالبا ما نستخدم أسماءهم الحركية او الجهادية، فنقول السيد ذو الفقار، الحاج رضوان، الحاج علاء، الحاج فلان، أما بعد شهادتهم نعود إلى أسمائهم الحقيقية غالبا فنقول: السيد مصطفى، الحاج عماد، لذلك أنا ساستخدم هذا الاسم: السيد مصطفى.

السيد مصطفى من أوائل رجالات هذه المقاومة منذ لحظاتها الأولى وساعاتها الأولى.

المقطع الأول تعريف بهذا القائد الجهادي الكبير، هو من أوائل رجالات هذه المقاومة، منذ لحظاتها الأولى وساعاتها الأولى، كان في مقدمة المقاتلين في مواجهة العدو الإسرائيلي في معركة خلدة مع مجموعة من الإخوة المجاهدين الذين شكلوا النواة الأولى والمجاميع الأولى في المقاومة الاسلامية وأصبح بعضهم، وهو منهم، من خيرة قادتها لاحقا.

قاتل السيد مصطفى وهؤلاء الإخوة كتفا إلى كتف مع الإخوة في حركة أمل في معركة خلدة، ومع الإخوة الفلسطينيين أيضا وأصيب بجراح بليغة تركت أثرها على جسده وفي رجله مما أثر على حركته ومشيه، وبقيت آثار هذه الجراح معه إلى الشهادة.

ولذلك أيضا هو من أوائل الجرحى في هذه المقاومة الإسلامية، عندما نتحدث عن شريحة الجرحى. في السنوات الأولى والأشهر الأولى شارك مع بقية إخوانه القادة في تشكيل المجموعات الجهادية وتأهيلها وتدريبها وتعليمها ونقل الكفاءة إليها وتجهيزها وتسليحها وإدارتها أيضا مما أدى في ناتج هذا الجهاد والعمل المتواصل ـ إلى جانب ما كانت تقوم به بقية فصائل المقاومة في لبنان وحركات المقاومة في لبنان ـ إلى طرد الاحتلال الإسرائيلي من الضاحية وبيروت والجبل، وصولا إلى خط الساحل، وصولا إلى عام 1985 إلى صيدا، صور، النبطية والتوقف عند الحزام الأمني.

في التسعينات، عام 1995 تولى السيد الشهيد السيد مصطفى المسؤولية العسكرية المركزية في حزب الله إلى منتصف العام 1999. عمل من خلال هذا الموقع القيادي والمركزي على تطوير بنية المقاومة وعمل المقاومة. والكل يذكر أنه في التسعينات، من أوائل التسعينات إلى الألفين شهد عمل المقاومة تطورا كميا وكيفيا ونوعيا وخطا بيانيا تصاعديا حتى انتهى إلى الانتصار الكبير عام 2000.

من أهم التحديات التي حصلت أثناء مسؤوليته العسكرية المركزية كانت المواجهة الكبرى في حرب نيسان 1996 في مواجهة العدوان الاسرائيلي الذي سماه الصهاينة بعناقيد الغضب، والذي حصلت فيه أيضا مجزرة قانا حيث صمدت المقاومة وثبتت. وبفضل صمودها وثباتها وعزمها وإرادتها فشلت أهداف الاسرائيليين، وبالتحديد شيمون بيريز، من تلك الحرب، وانتهت إلى ما سمي في ذلك الحين بـ "تفاهم نيسان" الذي أسس لمرحلة جديدة من عمل المقاومة أدت إلى الانتصار النهائي عام ألفين.

من أهم الإنجازات أيضا ـ أثناء توليه للمسؤولية العسكرية ـ كان الكمين النوعي والشهير المعروف بـ "كمين أنصارية" الذي حكي عنه الكثير، واللبنانيون كلهم تابعوه، وكانت منذ اللحظة الأولى لاكتشاف الهدف على المستوى الفني - كما عرضنا في يوم من الأيام - إلى نهايات العملية، كانت إدارة كمين أنصارية مسؤولية مشتركة بين الشهيدين القائدين السيد مصطفى والحاج عماد.

أيضا من التطويرات المهمة التي حصلت أثناء مسؤوليته العسكرية ما يرتبط بالإعلام الحربي والحرب النفسية، حيث كان له رؤية متقدمة ومزاج خاص وتعلق كبير بهذا المجال.

بعد ذلك واصل عمله كجزء من قيادة العمل الجهادي في حزب الله، وكان واحدا من قيادة الحرب في مواجهة العدوان في حرب تموز 2006 التي سماها العدو الإسرائيلي بحرب لبنان الثانية. بعد ذلك تولى مسؤوليات عديدة بعد استشهاد الأخ الشهيد الحاج عماد، وكان من جملة إنجازاته تفكيك شبكات العملاء الإسرائيليين بعد عام 2008 إلى السنوات التي لحقت، حيث كان لأجهزة أو وحدات الأمن في حزب الله وفي المقاومة دور أساسي ومركزي في هذا المجال، وكان هناك تعاون وثيق بين أمن المقاومة والأجهزة الأمنية الرسمية التي أيضا كان لها دور كبير ومركزي في كشف هذه الشبكات.

عندما قرر حزب الله الدخول إلى سوريا، ولو هذا الدخول التدريجي والتصاعدي، أوكل إلى هذا الشهيد القائد، إلى السيد مصطفى، مسؤولية إدارة الوحدات العسكرية والأمنية لحزب الله العاملة داخل سوريا وعلى الأراضي السورية، وتحمل هو مسؤولية إدارة وقيادة هذه الوحدات. في المرحلة من تحمله لهذه المسؤولية كان يدير العمل من لبنان، حيث كنت أمنعه ـ من موقع مسؤوليتي المباشرة عنه ـ أمنعه من الذهاب إلى سوريا حرصا عليه وصونا له.

ولكن لاحقا ـ وبإصرار منه ـ كان يقول لي: لا يمكن أن أدير ساحة بهذه الأهمية، بهذه الخطورة، بهذا التحدي من لبنان. أين تكون المخاطر يجب أن نقتحم هذه المخاطر، لا عقلي ولا قلبي ولا عاطفتي تسمح لي أن أبقى هنا.

وقضى أغلب وقته خلال السنوات الماضية فيها في سورية، وتحمل المسؤوليات الجسام وفي أصعب الظروف، وببركة وجوده وقيادته ووجود بقية الإخوة من قياديي المقاومة من إخواننا الأعزاء هناك، وببركة دماء شهدائنا التي نزفت هناك، وببركة آلام جرحانا الذين أصيبوا هناك، كان لمقاومتنا شرف المساهمة، إلى جانب الجيش السوري وكل القوات الشعبية وكل الحلفاء والأصدقاء، في تحقيق الإنجازات، والإنجاز الأكبر والأهم هو منع سقوط سورية في يد التكفيريين وسادتهم الأمريكيين وعملائهم في المنطقة في مواجهة هذه الحرب الكونية المستمرة منذ سنوات.

ومن الموقع نفسه كان للقائد الشهيد السيد مصطفى الدور المركزي في مواجهة شبكات الإرهاب في لبنان، التي ضربت بالسيارات المفخخة، في تفكيك هذه الشبكات وضربها ومواجهتها على المستوى الأمني، متكاملا أيضا ـ لأننا نعترف بكل فضل وبكل حق وبكل جميل ـ تكاملا مع كل الجهود الكبيرة التي بذلتها أيضا الأجهزة الأمنية الرسمية في لبنان في تفكيك هذه الشبكات وتحصين الأمن الداخلي ومواجهة المجموعات الإرهابية ومنع السيارات المفخخة.

هذه خلاصة عن بعض الإنجازات، وليس كل الإنجازات.

بالخلاصة، نحن أمام رجل من كبار رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، وواحد من عقولها الكبيرة ومؤسسيها الأوائل، الذين أمضوا حياتهم فيها، مقاتلا في الميدان، وقائدا في الساحات، وشهيدا في نهاية المطاف، كما يهوى كل مقاوم وكل قائد.

السيد مصطفى معروف للجميع بشجاعته وصلابته وجرأته من جهة، ومن جهة أخرى بذكائه الحاد واحترافيته العالية وهمته القوية ونشاطه الدؤوب الذي لا يعرف الكلل ولا الملل، ومن جهة ثالثة بالعاطفة الجياشة. هذا السيف البتار كان سريع الدمعة سخي الدمعة عندما يتطلب الموقف دمعة، سخي الدم عندما يتطلب الموقف دما، وحاد السيف عندما يحتاج الموقف إلى سيف بتار. هنيئا له الشهادة التي تمناها وسعى إليها، والتي يغبطه عليها كل رفاقه الباقين.

المقطع الثاني: عندما كنا نتناقش في فكرة الذهاب إلى سورية ـ كما ذكرت في المقطع الأول ـ أنا قلت: كان في البداية يدير الموقف من هنا، من بيروت، من الضاحية، وهو كان يصر على الذهاب.

في مرحلة من المراحل، أنا قبلت معه أن يذهب إلى الحدود فقط، إلى المصنع، ويستدعي الإخوة المسؤولين الذين يعملون معه بداخل سورية ويتابع معهم ثم يعود إلى بيروت وأن لا يتردد كثيرا، لكن أمام إصراره الشديد على الذهاب إلى سورية أنا مضطر للتحدث عن هذه القصة، لأنها مدخل للمقطع الثاني، أنا قلت يا سيد أنت تختلف عن بقية القادة الجهاديين، هو وبعض الإخوة لديهم هذه الملاحظة التي سأقولها: إن هناك كثرا من القادة الجهاديين، أولا كثير منهم غير معروف، وحتى من كان معروفا منهم لا يوجد غموض حول شخصيته، يعني لا نقول إنها شخصية إشكالية. الإشكالية ليست لدينا، إشكالية صنعها الإعلام الخارجي، فإذا ذهبت إلى سورية، وسورية ساحة حرب و"مطحنة"، وفي ذلك الوقت كنا نتحدث عن منطقة السيدة زينب التي كانت بخطر، الغوطة الغربية بيد المسلحين، والمسلحون ـ الجماعات المسلحة ـ كانوا يقطعون أحيانا طريق مطار دمشق بالنار، العاصمة مهددة، كثير من المناطق تواجه تحديات خطيرة، وكان احتمال الشهادة واضحا، إذا استشهدت يا سيد (ذو الفقار) في سورية "بدنا نلحق على القال والقيل مثلما حدث مع حبيبك وعزيزك الأخ الحاج عماد" لأن الحاج عماد أيضا صنع منه الإعلام الخارجي شخصية إشكالية.لا أعرف إن كان التعبير دقيقا، أقصد أنهم صنعوا حولها غموضا وإشكالات واتهامات وملاحظات. عندما تكون هناك شخصية إشكالية في ميدان معين وتستشهد هذا سيفتح الباب لكثير من الكلام عند الأعداء، عند الخصوم، عند فاقدي القيم، عند المتربصين بهذه المسيرة، بهذه المقاومة، بسمعتها، بصيتها، بمعنوياتها، فلدينا هذه الملاحظة إشكال أساسي. قال يا أخي يا سيد، أنا إذا استشهدت في لبنان ذات الأمر نفس الإشكالية مطروحة، بل ربما لو قضيت شهيدا في لبنان كانت الإشكالية أكبر، ولا يجوز أن تشكل هذه الملاحظة مانعا لي أن أذهب إلى سورية وأن أتحمل، لأن المعركة في سورية أكبر من كل هذه الملاحظات. نحن نقدم الشهداء في سورية، لا يجوز أن نقف أمام هذه الملاحظة. وقال ممازحا: إلا إذا كنت تريد أن لا استشهد وأن أموت على الفراش.

في كل الأحوال مضى في طريقه، لاحظوا معي: نحن لدينا عدد كبير من الشهداء في سورية، نحترمهم ونجلهم، من بينهم شهداء كانوا يتحملون مسؤوليات أساسية إلى جانب السيد مصطفى. من هؤلاء الشهداء مثلا الذين استشهدوا خلال هذه الفترة، الشهيد القائد الحاج أبو محمد سلمان الحاج إبراهيم الحاج من البقاع الغربي، قضى سنوات في سورية، من القلمون إلى حلب إلى ريف دمشق، حضر في عدة جبهات، ثم عندما حصلت أحداث العراق واجتياح داعش لعدد من المحافظات العراقية ذهب إلى العراق واستشهد في العراق، لكن لم يضع أحد إشكالات ولا كتب مقالات ولا أثار شبهات، لأن الحاج أبو محمد سلمان لم يكن شخصية إشكالية وهو قائد كبير في المقاومة وصاحب تاريخ في المقاومة.

الشهيد القائد الحاج علاء، الذي استشهد قبل أسابيع أيضا، هو قائد كبير في المقاومة ومنذ الأيام الأولى التي ذهب فيها السيد مصطفى إلى سورية، الشهيد علاء كان في سورية، من منطقة السيدة زينب، إلى الغوطة الشرقية، إلى الغوطة الغربية، إلى حلب، إلى طريق اثريا خناصر، إلى سهل الغاب، في ساحات عديدة. استشهد الشهيد القائد الحاج علاء، لا مشكلة، لا، لأنه ليس شخصية إشكالية أيضا.

هناك عدة أمثلة، الشهيد القائد الحاج أبو محمد الإقليم في لبنان، الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس. بعض هؤلاء الإخوة استشهد بالرصاص، بعض هؤلاء الإخوة استشهد بالقصف المدفعي والصاروخي، لكن ولا شيء، لم يثر أحد إشكالية. طبعا يختلف موضوع الشهيد القائد الحج سمير القنطار لأنه في وضح النهار قصف الإسرائيليون بالطيران المكان الذي يتواجد فيه.

إذا هذا أمر الذي واجهناه خلال الأسبوع الماضي، وسنبقى نقرأ ونسمع، لأن هذا بات جزءا من الآلة العاملة ـ من العام 2005 ومن قبل 2005 ـ الآلة العاملة على المقاومة وعلى حزب الله وعلى صورته وهيبته ومعنوياته وإيمان جمهوره وأنا أعتبر هذا طبيعيا، أنتم كيف تعتبرونه، أنا اعتبر هذا طبيعي لأننا نحن نتحدث عن شخصية خاصة ومميزة وعن شهيد قائد خاص ومميز.

في هذا المقطع هناك بعض النقاط التي أريد أن أذكرها:

النقطة الأولى بالحقيقة قيمية، تعود إلى القيم، من خلال نفس المناسبة.

بالنسبة إلينا مقام الشهداء ودرجة الشهداء والشهداء، هذه المقامات والدرجات ترتبط بأولئك الذين يقتلون في سبيل الله عز وجل في مواجهة الإحتلال أو في مواجهة العدوان أو في الدفاع عن شعبهم وأهلهم وأمتهم ومقدساتهم وقيمهم ودينهم وقضاياهم المركزية وعن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، الذين يقتلون وهم يواجهون مشاريع الهيمنة الاستكبارية الأمريكية والإسرائيلية على بلادنا وعلى منطقتنا. هؤلاء هم الشهداء، سواء قتلوا بيد إسرائيلية أو بيد أمريكية أو بيد تكفيرية أو بيد أي عميل يقاتل في الجبهة الأخرى. هذا من ناحية القيمة، لأن هناك بعض الناس الذين يكتبون أو يتحدثون أن هناك فرقا بين شهداء وشهداء.

شهداء المقاومة هم شهداء المقاومة، سواء قتلوا في جنوب لبنان أو على أرض فلسطين أو على أرض سورية أو على أرض العراق أو على أي أية أرض يقاتلون فيها في سبيل الله أعداء الله. الأمر لا يختلف لأن المعركة واحدة والعدو واحد والمشروع واحد.

إذا تحدثنا بالقيمة الدينية، نحن المسلمون جميعا نجل ونعظم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. علي بن أبي طالب عليه السلام الذي هزم يهود خيبر وفتح باب حصنها وقتل ماردها ويسر الله على يديه الفتح، والقصة مجمع عليها بين المسلمين، عندما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار" وأعطاها لعلي. وفتح الله على يد علي، وجاءت الأحداث والتطورات وانتهت إلى حرب النهروان بين علي بن أبي طالب والخوارج الذين خرجوا من الإسلام ومن أمة المسلمين، الذين بقروا بطون الحوامل وقتلوا صحابة النبي واعتدوا على كرامات الناس، وقاتلهم علي في النهروان، وبقي منهم بقية.

علي في مسجد الكوفة لم يقتله ناج من يهود خيبر، وإنما قتله ناج من خوارج النهروان.

هل يشك أحد في مقام ودرجة وعظمة شهادة علي بن أبي طالب؟

هذه أول نقطة.

في القيمة ثانيا: في الموضوع الإسرائيلي الذي أثير أيضا خلال الأسبوع الماضي.

طبعا للأسف الشديد أن أقول لكم أن الذي الآن سأذكره وأعلق عليه هو ما قاله الإسرائيليون. للأسف الشديد أن أقول لكم إن عدونا الاسرائيلي الحاقد، الذي بيننا وبينه هناك 34 سنة من الدماء أنصفنا. ولكن المستعربين، خدمة أميركا وإسرائيل، الاسرائيليين أكثر من الاسرائيليين، هم الذين أثاروا هذا الكلام وكتبوه واشتغلوا عليه بوسائل الاعلام وحرضوا عليه جمهورنا ـ وما زالوا يفعلون ـ في لبنان وفي المنطقة، عندما قالوا إن حزب الله لم يتهم إسرائيل بقتل قائده الشهيد السيد مصطفى ولم يحملها المسؤولية لأنه جبن، لأنه خاف من توجيه هذا الاتهام لإسرائيل، لأن ذلك سيلزمه بالرد على هذا القتل وهذا العدوان مما قد يؤدي إلى تطورات هائلة في المنطقة، وحزب الله الآن غير مؤهل لمواجهة حرب نتيجة كذا وكذا وكذا من تفاهاتهم التي يذكرونها.

للأسف الشديد أن يقول هذا عرب ولبنانيون ووسائل إعلام، الإسرائيليون أنصفونا، الإسرائيليون قالوا لا، هؤلاء حزب الله صادقون، لماذا يعرفوننا صادقين؟ لأننا نحن في صراع مع العدو الإسرائيلي من 34 سنة، العدو يعرف تماما من خلال الميدان أننا نحن ما كذبنا ولا في أي يوم ، ولا يوم قلنا إننا فجرنا عبوة ولا يوجد عبوة، أو اقتحمنا موقعا وهو لا يوجد موقع، أو عملنا إنجازا وهو لا يوجد إنجاز. هم يعرفون هذا الشيء، ولا يوجد مرة وعدنا وهددنا إلا ونفذنا. تصوروا، خلال أسبوع، الإسرائيلي يعترف بصدقنا وبشجاعتنا، وهؤلاء الأعراب ـ الذين هم أشد كفرا ونفاقا ـ يشككون بكل هذه الصفات التي ثبتتها الوقائع التاريخية.

لا، المسألة ليست كذلك، نحن كنا ـ خلال 24 ساعة من استشهاد السيد مصطفى ـ معنيين أن نعرف ما الذي جرى، الاعتداء الإسرائيلي أو العمل الإسرائيلي كان واحدا من الفرضيات. نحن فحصنا جيدا، الآن واحد يقول لك نتمنى أن يكون الإسرائيلي، أنا ذكرت النقطة الأولى انتهينا مماذا نتمنى وماذا نحب، هذه قيمة الشهادة هي التي حكيتها قبل قليل، القصة ليست قصة ماذا نتمنى، نحن نريد أن نذهب للواقع. حسنا، عملنا فحصا بمراجعة خلفية لها علاقة بالجو، لها علاقة بحركة الإسرائيليين، لها علاقة أيضا بطبيعة ما وجدناه في ساحة الانفجار، ما عندنا مؤشر ولا معطى ولا دليل يأخذنا على الإسرائيلي. يعني تريد أن تأخذني على الإسرائيلي غصبا عني؟

الموضوع له علاقة بالصدق والحقيقة، وانتبهوا جيدا واليوم أنا أريد أن أوضح هذه النقطة، نحن لا نبرئ الإسرائيلي، نحن نقول: لا نتهم لأنه ليس لدينا دليل اتهامي، نحن لسنا مثل غيرنا نتهم بالسياسة، أهون شيء بالسياسة أن أقول إسرائيل وامشوا على رد الفعل وامشوا على كل التداعيات. لكن نحن لا نتهم بالسياسة، حتى عدونا لا نتهمه، حتى عدونا. أنا دائما كنت أقول لكم: نحن نمارس حربا نفسية، لكنها حرب نفسية مختلفة عن كل حروب العالم. في حروب العالم يدرسون بالأكاديميات وبالجامعات وبالكليات أن الخداع والكذب والتزوير هو جزء من الحرب النفسية. أما نحن، حتى في الحرب النفسية، لا نكذب، حتى في الحرب النفسية لا نكذب، وهذه حرب نفسية لا مثيل لها في التاريخ البشري، إلا في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته وأهل بيته)، وإلا هذا أمر طبيعي ويحصل. نحن حتى بالحرب النفسية لا نكذب، ولا نتهم بالسياسة.

حسنا، لما أخذتنا المعطيات عندنا إلى الجماعات الإرهابية المسلحة الموجودة في المنطقة، أنا كيف كإنسان، كحزب صادق، وكمسؤولين صادقين سأقول لعائلة الشهيد أو لجمهورنا أو للناس غير ذلك، وبالتالي علي أيضا أن أتحمل تبعات هذا الاستنتاج وهذا الالتزام.

أنا اليوم أريد أن أعيد الموقف ذاته الذي حكينا عنه قبل أشهر، بسياق هذه النقطة، أولا، عندما تكون لدينا معطيات على اتهام إسرائيل نتهمها، وتكفينا المعطيات الظنية لنتهم، يعني ليس شرط اليقين، المعطيات الظنية كما حصل في استشهاد الحاج عماد رحمة الله عليه، وأما عندما تكون الأمور واضحة كما حصل مع شهداء القنيطرة أيضا، فالأمور واضحة.

ثانيا: تاريخنا يقول: ما قتلت إسرائيل منا أحدا في يوم من الأيام وجهلنا الفاعل، اتوا بشاهد.

ثالثا: تاريخنا يقول: عندما نتوعد بالرد نرد، كما حصل في القنيطرة مع شهداء القنيطرة، وما خشينا، لم نخف، وقلنا لكم بوضوح. نعم كان يمكن لعملية الرد على شهداء القنيطرة أن تؤدي إلى حرب ونحن كنا جاهزين للحرب. نحن في ذلك اليوم أخلينا معسكراتنا كلها، كان لدينا الآلاف في معسكرات التدريب، أخلينا نقاطنا العسكرية، عملنا كل إجراءاتنا، فتحنا غرف عملياتنا، كنا جاهزين أن نذهب للحرب، لأنه ما كان يحسن أن نسكت على هذا القتل في وضح النهار الذي حصل لإخواننا في القنيطرة. وعندما استشهد سمير القنطار أيضا ورغم كل التهديد والتهويل الإسرائيلي بأنه إذا عملتم شيئا سنقوم برد فعل، دخل إخواننا إلى عمق مزارع شبعا وإلى قرب الموقع العسكري الإسرائيلي وزرعوا عبوة كبيرة، كان يمكن أن تدمر موكبا، كان يمكن أن تقتل ضباطا. الآن الله سبحانه وتعالى شاء أن (كانت) آلية مصفحة جدا ولا يصاب فيها إلا ثلاثة جرحى. هذا ما كان له علاقة بإرادتنا، هذه مشيئة الله، لكن قرارنا كان أن نرد.

الآن أريد أن أعيد، لكن تاريخنا لا يقول إننا نجبن أو نخاف أو نتراجع. عندما نظن ـ ليس عندما نعلم ـ حتى عندما نظن أن الإسرائيلي هو الذي قتلنا. قبل أشهر أنا قلت بمناسبة وهذا قرار نحن درسناه سويا في قيادة حزب الله وفي إطار القيادة الجهادية أيضا، من الآن فصاعدا، حذرنا إسرائيل ـ هذا أظن في أسبوع الشهيد سمير القنطار ـ حذرنا إسرائيل من أن تمد يدها الآثمة لقتل أي من مجاهدينا، وليس أي من قادتنا، أي من مجاهدينا وإلا سيكون ردنا قاسيا ومباشرا، واليوم أنا أقول للإسرائيليين الذين أنصفونا وللأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا، الذين اتهمونا، وللعالم وللعدو وللصديق في هذا اليوم، في أسبوع الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدرالدين (ذو الفقار): إذا امتدت يدكم إلى أي مجاهد من مجاهدينا ـ أيها الصهاينة ـ سيكون ردنا مباشرا وقاسيا وخارج مزارع شبعا، وبكل وضوح، وأيا تكن التبعات.

النقطة الثالثة: شهدنا أيضا خلال الأيام القليلة الماضية، يعني منذ شهادة السيد مصطفى إلى اليوم، تعليقات وكلاما سخيفا وتصرفات أيضا من بعض الجهات السياسية ومن بعض الشخصيات السياسية ومن بعض وسائل الإعلام ـ فقط أريد أن أقول جملتين ونقطع عنها ـ تعبر عن مستوى الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه البعض في هذا البلد، انحطاط أخلاقي، لا يوجد شعور إنساني، والذين لا يقيمون للمشاعر الانسانية لدى الآخرين أي قيمة والذين لا يتصرفون إلا على أساس الأحقاد والضغائن ويقدمون أنفسهم أنهم حضريون وأهل قانون ورجال دولة، أنتم رجال دولة؟! أنتم عصابات، أسوأ من العصابات. يا أخي المحكمة الدولية التافهة "تبعكم" بعد لم تحكم على الرجل ولم تدنه، وأنتم تحكمون عليه في كل يوم وتتصرفون على هذا الأساس؟ أنتم جماعة قانون؟ أنتم أولا عندكم مشاعر أخلاقية ومشاعر إنسانية؟ على كل، طبعا نحن كلنا بشر ونتأذى من هذه الكلمات ومن هذه التصرفات ولكن أنا أدعو جمهور المقاومة وأحباء هذا السيد الشهيد إلى تجاوز ما سمعوا وما رأوا، فقط لأن كل إناء ينضح بما فيه، الذي فيه شرف ينضح شرف، والذي فيه خسة ينضح خسة، والذي فيه كرامة ينضح كرامة والذي كله عار ينضح عار، وانتهى يكفي هكذا.

النقطة التي بعدها، في موضوع المحكمة الدولية، النقطة الرابعة بهذا المقطع الثاني: طبعا نحن أيضا سمعنا كلاما هذه الأيام ومطالبات من المحكمة الدولية، أنا أيضا هذا الموضوع تواصيت أنا وإخواني أن لا نعلق عليه ولا ندخل في سجال لسبب بسيط: نحن يا أهلنا وأناسنا ويا أحباءنا: كل شيء عندنا يتعلق بالمحكمة الدولية قلناه منذ سنوات. ملف المحكمة الدولية بالنسبة لنا غير موجود أصلا، في دائرة النسيان، "يعني إذا بتعمل كشف على دماغنا لا تجد محل اسمه المحكمة الدولية"، وتحدثنا بما يكفي عن بطلانها وعن تزويرها وعن تسييسها وعن استخدامها كسلاح من أسلحة استهداف هذه المقاومة وقادة هذه المقاومة واغتيالهم المعنوي والجسدي، فلذلك كل ما يقال في هذا الشأن وكل ما يطلب منها أو يطلب لها في هذا الشأن لا يعنينا على الاطلاق ولا تستحق منا أي تعليق على الإطلاق، هذا أيضا موضوع المحكمة انتهى.

النقطة الخامسة: أيضا خلال الأيام الماضية، خلال أسبوع من الشهادة إلى اليوم، قرأنا وسمعنا تعليقات متقاربة، بعضها معاد ومتربص، يحكي عن حزب الله والخسارة والوهن والضعف، "عامل لنا مجلس عزاء يعني"، وبعضها تعليقات صديقة من موقع المحبة والخوف علينا والحرص والقلق مما أصابنا بفقد قائد بمستوى السيد مصطفى. أيضا من واجبي، لأن هذا جزء من الحرب القائمة الآن فعلا، أيضا أن أعلق على هذا الموضوع: أولا حزب الله هو منذ سنوات طويلة أصبح تنظيما كاملا ومؤسسة حقيقية في جميع الأبعاد ومنها وفي مقدمها البعد الجهادي، وأثبتت التجارب أيضا كما هو واقع الحال أن هذه المؤسسة لم تعد تتوقف في حركتها وبقائها وتطورها على وجود شخص محدد، مهما كان كبيرا، أو على وجود أشخاص محددين مهما كانوا، وهذه المقاومة هي في حالة تطور ونمو كمي وكيفي. يعني أقول للأعداء حتى يخسأوا وللأصدقاء حتى يطمئنوا ويفرحوا، هذه هي الحقيقة.

في الحقيقة هي في حالة تطور ونمو كمي وكيفي وقادتها كذلك، من موقع التأهيل، والتعليم، والتدريب، وأيضا من موقع التجربة المتراكمة، ومن موقع إنتقال التجربة من جيل إلى جيل.

ثانيا: نحن في العمل الجهادي، في حزب الله، في المقاومة الاسلامية، ليس لدينا قائد واحد، أو قائدان، أو ثلاثة قادة، أو أربعة قادة، أو عشرة قادة، نحن لدينا جيل من القادة، وليسوا "شبيبات"، باتت أعمارهم بين الأربعين والخمسين، وبعضهم قد قطع الخمسين، ولكن لدينا جيل من القادة، ولدينا قادة أعمارهم بين الثلاثين والأربعين، ولدينا جيل كبير من القادة الميدانيين في العشرينات، وإلا فليشرح لنا أحد كيف يتواجد حزب الله في لبنان، وفي المقاومة، وفي مواجهة التحديات، وفي سوريا، وفي ميادين وبلدان اخرى ايضا، ويقدم هؤلاء الشهداء وهؤلاء القادة، ثم يستمر في العمل ويتواصل في الحراك.

لذلك عندما يقضي أحد قادتنا شهيدا، بالتأكيد بالنسبة لنا عاطفيا، أخويا، شعوريا، بالمميزات الشخصية الخاصة به، يحدث فراغا سرعان ما يملأه إخوانه، إخوانه من جيله أو إخوانه من الأجيال التي لحقت بجيله، لذلك من هذه الجهة كونوا مطمئنين تماما.

ثالثا: قادتنا الكبار عندما يستشهدون يبنى على الدم وعلى هذا العطاء، يبنى اندفاعة جديدة، عزم جديد، روحية جديدة، مسؤولية جديدة، تحد جديد، همة جديدة، ألم يحصل هذا مع الشيخ راغب ومع شهادة السيد عباس، ومع شهادة الحاج عماد؟

رابعا: بعد استشهاد الحاج عماد "رحمة الله عليه" قيل الكثير عند العدو وعند الصديق، إن بنية حزب الله الجهادية ستضعف، ستتراجع، وستتآكل. ولكن العالم كله يعرف أننا نحن بعد عام 2008، وبناء على إنجازات الشهيد الحاج عماد وتضحياته، وعقله، وعطاءاته، ودمائه الزكية، أكمل بقية إخوانه هذه المسيرة، وهذا المسار، وتعاظمت القوة الجهادية لحزب الله، حيث بات العالم يعترف أنه انتقل من قوة محلية إلى قوة اقليمية. هل يكون قد تراجع؟ هل بات قوة إقليمية بالخطابات؟ أو بالفعل الميداني والحضور الميداني الذي تمثله هذه البنية الجهادية بالدرجة الاولى.

خامسا وأخيرا في هذا المقطع: وأنتقل إلى المقطع الثالث والأخير قبل الخاتمة، خامسا أيها الأخوة والأخوات، نعم من يجلس في بيته يموت على فراشه، السيد ذو الفقار استشهد، الحاج عماد استشهد، السيد عباس استشهد، علاء استشهد، حسان استشهد، فلان استشهد، طبيعي هم سيستشهدون، من يجلس في بيته يموت في فراشه، أما من يحضر في الساحات، وفي الميادين، وفي المواجهات، وفي التحدي، يمكن أن يوفقه الله سبحانه وتعالى لشرف الشهادة.

ولذلك السيد مصطفى ليس الشهيد القائد الأول في هذه المسيرة، ولن يكون الشهيد القائد الأخير في هذه المسيرة.

طالما أن مسيرتنا تتحرك إلى الأمام، وتتحمل مسؤولياتها الإيمانية، والجهادية، والتاريخية، وطالما أن قادتنا يصرون على التواجد في الميدان، سنستقبل المزيد من القادة الشهداء، وهذا الأمر لا يجوز أن يسبب ـ لا الآن ولا في المستقبل ـ كما أنه لم يتسبب في الماضي بأي إحساس، لا بالضعف، ولا بالوهن، ولا بالخسارة، لأننا من موقع هؤلاء الشهداء، وبدماء هؤلاء الشهداء، نتقدم، وننتصر، ونحقق الإنجازات، مثلما سأتحدث في المقطع الثالث.

المقطع الثالث: نحن في الوضع الحالي وفي الأفق للأمام، بناء على الماضي، نحن عندما ذهبنا إلى هذه المعركة في سوريا ذهبنا بناء على رؤية، وفهم، وتشخيص واضح للأخطار، والتهديدات، والفرص. وتكلمنا حول هذا الموضوع كثيرا خلال السنوات الماضية وبالمناسبات المختلفة.

يوما بعد يوم تتكشف الحقائق، وتظهر أيضا الاعترافات، والوثائق، عن أهداف هذه المعركة، عن دور الأميركيين، والغرب، في هذه المعركة وعن دور حلفائهم الإقليميين، ومن الذي إستغل هذه الجماعات، ومن مولها، ومن استقطبها، ومن سلحها، وجهزها، ودربها، وأدارها في سوريا، وسهل المجيء بها من كل أقطار الدنيا، من؟ كل يوم بعد يوم هذا الموضوع بدأ يتضح.

أنا قبل أسبوع كنت أخطب، نقلت بعض الشهادات، الآن لن أنقل شهادات ولكن أدعوكم مجددا، أدعو كل الذين يبحثون عن الحقيقة، أدعو كل الذين ما زال لديهم غموض في فهم ما يجري، أدعو كل الذين ما زالوا يتساءلون عن صدقية وحقانية هذه المعركة، أن يتغاضوا قليلا عن الإعلام العربي، لأن الإعلام العربي بأغلبه موجه، ومتآمر، وينظروا إلى الإعلام الأميركي، والإعلام الغربي عموما، ماذا يكتب، وماذا يقول، وبماذا يعترفون.

جنرالات عسكريون كبار، أميركيون، وغربيون، ديبلوماسيون كبار، بعضهم كانوا وزراء خارجية، رجال إستخبارات كبار كانوا بال "CIA" وفي غير ال "CIA"، صحافيون كبار مشهود لهم بمصداقية معطياتهم، إقرأوا ما يكتبون، وما يقولون عن بدايات التحضير لكل هذا الذي حصل في سوريا.

لماذا بدأوا الآن بالكلام؟ لأنه بدأ الندم، وبدأ وقت المحاسبة ـ هناك يحاسبون ـ وبدأ السؤال، وبدأ البحث عن حلول للنتائج الكارثية التي أرادوها لمنطقتنا فلحقت بهم أيضا.

عندما نعود لهذه الحقائق، نعم سنزداد ثقة، الذي لديه "غباشة" ستزول "الغباشة"، والذي لديه بصيرة سيزداد بصيرة، ووعيا، وإيمانا بهذه المعركة.

كل المعطيات الميدانية أيضا التي تكشفت خلال هذه السنوات تؤكد هذه الحقيقة، هذا التدخل الإقليمي، لو أخذت مثلا واحد، التدخل السعودي في سوريا، السعودية هذه التي تلحق إيران لتدينها، وتتحدث عن تدخل إيران في شؤون الدول العربية، "هل انتم تصلون وتصومون بالحرمين الشريفين"؟

التدخل السعودي في سوريا، السعوديون يعترفون به، "بايدن" ـ نائب الرئيس الاميركي، هذا ليس من دول محور المقاومة ـ يعترف به، أن السعودية، ودولا أخرى أنفقت مليارات الدولارات، وأرسلت آلاف الأطنان من السلاح والذخيرة، وذكر (بايدن) السعودية.

الكل يعرف أن السعودية تحرض في الاعلام، وتحرض طائفيا، وتمول، وتسلح، وتأتي بالمقاتلين من كل أنحاء الدنيا، وتزج بهم في سوريا، وتدير العمليات أيضا. يوجد غرفة عمليات تديرها السعودية في سوريا، وموجودة في الأردن، وكل العالم يعرف هذا الشيء، وأيضا هي التي تدير وفد المفاوضات المسمى بوفد الرياض، هي التي تقاتل في الميدان، وهي التي تعطل في السياسة.

ما أهداف السعودية في سوريا؟

السعودية تريد ـ نحن في يوم عزاء ولكن نحن في يوم جهاد، ويوم حقيقة، ويوم بصيرة، هذه المعركة إستشهد فيها السيد مصطفى ـ السعودية تريد دستورا جديدا في سوريا، هل هي لديها دستور؟ السعودية لديها دستور؟ لديهم نظام أساسي للملك، والعائلة، وآل سعود، ولكن هل يوجد دستور؟ إذا أنا مخطئ دلوني.

السعودية تريد في سوريا إنتخابات نيابية مبكرة، وإنتخابات رئاسية مبكرة، هل هناك إنتخابات نيابية وإنتخابات رئاسية في السعودية، من أول ما وجدت إلى اليوم، حتى تقاتل الشعب السوري بهذه الحجة؟

السعودية تريد في سوريا الإصلاح وتريد الحريات في سوريا، هل يتجرأ أحد على التكلم في السعودية، على "أن يفتح فمه"؟ وليس أن يقوم بحركة إصلاحية أو مظاهرة أو احتفال، إذا كتب سطرين على تويتر يحكمون عليه بألف جلدة، ألف جلدة، من أين أتوا بهذا؟ بأي دين هذا؟ بأي فقه؟ لا يوجد فقه إسلامي يقول ألف جلدة، هم لديهم، لماذا؟ لأنه تكلم بكلمتين،

واعترض على النظام، أنتم تريدون إصلاحات؟ انتم تريدون حريات؟

يريدون تداول السلطة في سوريا، في السعودية أنتم لديكم تداول سلطة؟

يريدون تعدد أحزاب في سوريا. هل لديكم حزب ليكون هناك تعدد أحزاب؟ كل هذا "كلام فاضي"، كل الكلام السعودي، وقيسوا عليه كل الذين معهم في تلك الجبهة، عن الحريات، والدساتير، والانتخابات، والإصلاحات، وتداول السلطة، وتعدد الاحزاب، كلها أكاذيب، وأبشع أنواع النفاق، والرياء، لأنهم ليس لديهم شيء منه. الهدف، كلنا يعرف وبالسنوات الماضية كلنا تكلمنا عن الهدف، كل المعطيات، والاعترافات التي تحصل الآن في العالم تؤكد أن استهداف سوريا كان لأنها دولة مستقلة، كان لأنها خارج الهيمنة الأميركية، وهيمنة أدوات أميركا في المنطقة، كان لأنها متمسكة بموقفها القومي، والعربي، وبمناهضتها للمشروع الصهيوني، وبأرض فلسطين والجولان، والأراضي العربية المحتلة فقط وفقط، لأنها دولة في محور المقاومة، لأنها دولة ما زال فيها عروبة، لأنها دولة ما زالت تقف وتقول لا لإسرائيل، وتدعم المقاومين في لبنان، وفي فلسطين.

هذا هو ذنب سوريا، الآن إذا خرج السيد الرئيس بشار الاسد ويعلن بإسم القيادة السورية بأنه حاضر ـ وأنا "أحلف يمين" على هذا الأمر، ولا أريد أن أكشف بعض الاسرار، وبعض العروضات وسيأتي وقتها ـ أن يعلن بأنه هو حاضر بأن يكون في خدمة أميركا، والمشروع الأميركي، وفي خدمة الصهاينة، ستنتهي الحرب في سوريا.

هؤلاء، هذه الدول الاقليمية، كل هذه الجماعات المسلحة، هذا هو هدف الحرب الحقيقي، وللأسف الشديد أيضا أن الولايات المتحدة الأميركية، وبالتعاون وبالتشاور مع حلفائها الإقليميين، وجدت في المنطقة بعد فشلها المباشر وفشل الجيش الاسرائيل المباشر، وجدت في المنطقة من تستخدمهم ومن تسخرهم لقتال محور المقاومة ولقتال انتفاضات الشعوب الحقيقية ولقلب الأولويات في كل العالم العربي الذي شهد انتفاضات شعبية، من أولوية الإصلاح إلى أولوية مواجهة الإرهاب وهم هؤلاء الجماعات التكفيرية، داعش والنصرة وبقية الأسماء واحد، جوهر واحد، فكر واحد، طبيعة واحدة، لا يختلفون بشيء عن بعضهم، وجدت الجماعات المغذاة فكريا وليس هناك من داع ليدفع الأميركيون من جيبهم ولا فلس ، السعودية وقطر والامارات تدفع، تركيا تعطي سلاحا وتفتح الطريق وتسهل، ودول أخرى أيضا، وجدت الجماعات التي لديها القدرة على التدمير. من يريدون أن يدمروا، يدمروا المجتمع الوطني. المطلوب مقاتلة المسيحيين؟ هؤلاء جاهزون لذلك، المطلوب مقاتلة الأيزيديين. هؤلاء جاهزون. حسنا، في الدائرة الاسلامية، يعني من تدمير أتباع الديانات الاخرى، هؤلاء جاهزون، فكريا عقائديا سياسيا روحيا، وحتى هم جاهزون ليرسلوا انتحاريين إلى هناك، تدمير داخل الدائرة الاسلامية، بقية أتباع المذاهب الاسلامية. هؤلاء جاهزون ـ يعني داعش والنصرة وأخواتها ـ أن يقتلوا ويذبحوا ويفجروا ويسبوا ويفجروا ويدمروا ويرسلوا انتحاريين. بل أكثر من ذلك، في داخل الدائرة السنية، إذا كان مطلوبا تدمير مجتمع ما في داخل الدائرة السنية هؤلاء جاهزون، هذه مصر، هل هناك قتال بين السنة والشيعة في مصر؟ هذه ليبيا، هل هناك قتال سنة وشيعة في ليبيا؟ هذه بوكو حرام في نيجيريا، هذه هي بنات الثانويات التي خطفتهن بوكو حرام، هؤلاء البنات، هن بنات شيعة أم بنات سنة؟

وجدت أميركا ووجدت إسرائيل أيضا الجماعات المبرمجة والجاهزة بالفكر والجاهزة بالعاطفة وبالروح ـ إذا كان لديهم عاطفة ـ وبالإرادة وبالإمكانات لتدمير كل شيء: تدمير المجتمع الوطني، تدمير المجتمع الاسلامي، تدمير المجتمع السني، ليس لديهم مشكلة في شيء. وهي تستخدمهم حتى الآن لخدمة مشاريعها، لحرب أعدائها.

من هم أعداؤها في المنطقة؟ حركات المقاومة. إذا اذهبوا ودمروا حركات المقاومة، النظام في سورية، دمروا النظام في سورية، الجمهورية الاسلامية في ايران، الوضع الجديد في العراق، النهضة الوطنية والشعبية والإسلامية الكبرى في اليمن، وهكذا. هؤلاء جاهزون، ليسوا محتاجين إلى قوات اميركية وليسوا محتاجين إلى جيش اسرائيلي، الجيش الاسرئيلي يجلس متفرجا سعيدا مرتاحا، لماذا؟ لقد جاء جيش إسرائيلي أمريكي يحمل راية سوداء باسم الاسلام، كتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، هذا الجيش الأسود المتوحش الجديد كفيل ـ بدمه وسلاحه وانتحارييه ـ أن يحقق كل الأهداف الإسرائيلية الأميركية في المنطقة، وهم يجلسون ويتفرجون من دون دفع أي فلس من جيبهم، ويقومون يتوظيفه حتى نهاية المطاف، ثم يقدمون أنفسهم لشعوب المنطقة كحام وكضمانة خادعة، ويتخذون داعش والقاعدة ذريعة وحجة في اليمن حتى يعودوا إلى قواعدهم في اليمن التي أخرجهم منها الثوار، ويتخذونها في العراق ذريعة حتى يعودوا إلى قواعدهم في العراق، التي اخرجتهم منها المقاومة العراقية، وليدخلوا إلى سورية التي لم يسمح لهم أسودها في يوم من الأيام أن يقيموا على أرضها الطاهرة قاعدة عسكرية، يتخذونهم ذريعة لعودة القواعد العسكرية إلى المنطقة.

هذه هي الحقيقة، نحن ذهبنا إلى هذه المعركة، السيد مصطفى بدر الدين استشهد في هذه المعركة، ذهبنا وكل شهدائنا لندافع ـ كما كنا نقول وأعيد اليوم، لأجدد الموقف أيضا بناء على التساؤلات ـ لندافع عن لبنان وسورية وفلسطين وكل الأمة، ومحورالمقاومة.

منذ البداية كنا نعرف تبعات هذا الموقف وهذا الخيار، وقلنا إننا نتحملها وشعبنا وأهلنا يتحملون معنا أيضا. قدمنا أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى، وواجهنا حملات شنيعة لتشويه صورتنا وسمعتنا إعلاميا، يوجد حرب إعلامية كونية علينا وحصار اعلامي. ممنوع أن يطلع صوتنا، وحصار مالي، وتهديد كل من يؤيدنا أو يحبنا برزقه أو بحياته، ويسقط منا القادة الشهداء، كل هذا كنا نعرف أننا ذاهبون اليه، ولكن هذا كله هو تضحيات في سبيل ما هو أهم، لأنه اذا بقي لبنان وبقيت سورية وبقي العراق وبقيت المنطقة وبقيت فلسطين والقضية الفلسطينية، وهزم هؤلاء، فالأمر يستحق كل هذا المستوى من التضحيات.

نحن، أيها الإخوة والأخوات، أمام هذا المناخ المثار كله، أقول لكم بثقة وبيقين وبتوكل على الله سبحانه وتعالى: نحن على مدى 34 عاما مرت علينا ظروف أسوأ وأقسى وأصعب من الوضع الذي يصور الآن. نحن، على العكس، بالنسبة لكل الظروف الماضية وضعنا أفضل، معنوياتنا ووضعنا وبصيرتنا وخياراتنا وإمكاناتنا وقدراتنا وشعبيتنا وحضورنا واحترامنا وقوتنا وبنيتنا الخ.... وهذه المرحلة أيضا سنتجاوزها بعون الله عز وجل، بصبرنا وصمودنا وإخلاصنا ومواصلتنا للطريق.

وثانيا نحن ـ وهذا الذي يشكل أيضا دافعا إضافيا، غير القناعة واليقين والبصيرة ـ اننا نحن وبقية الأصدقاء في سورية وبقية الحلفاء في سورية في قلب المعركة نتقدم وننتصر. الذي يحصل في سورية، أحسبوا منذ خمس سنوات إلى الآن، عندما كانوا يقولون إنهم بشهر واثنين سيسيطرون على سورية، ويبلعها آل سعود والأميركيون واليهود والصهاينة. الآن أين هي سورية؟ نسبة لما كان يسوق لها قبل خمس سنوات. الآن هناك انتصارات وهناك إنجازات تحققت على مدى السنوات وتتحقق الآن وفي المدى المنظور، لذلك نحن نقول إن استشهاد السيد مصطفى واستشهاد إخواننا في سورية ودماؤهم هي الوقود الذي يصنع ويساعد ويساهم ـ إلى جانب كل الشهداء الذين يستشهدون في سورية ـ في صنع هذا الإنجاز وهذا الانتصار وفي هذا الدفاع التاريخي الكبير عن الأمة وقضايا الأمة ووجود الأمة.

وبناء عليه، أيضا قرارنا هو التالي، لأن الكثير كتبوا وقالوا ونجموا: هل سيؤدي استشهاد هذا القائد إلى خروج حزب الله من سورية، أو إلى اعادة حزب الله النظر لتخفيف تواجده في سورية؟

أقول لهم اليوم، أولا حتى اليوم وحتى هذه الساعة، لم يخرجنا استشهاد قائد من قادتنا من أي معركة، بل كان يزيدنا استشهاد قائدنا حضورا في هذه المعركة، مع الشيخ راغب، مع الحج عماد، أو مع السيد موسى الصدر.

ثانيا، إن هذه الدماء الزكية ستدفعنا إلى حضور أكبر وأقوى وآكد في سورية، إيمانا منا بحقانية هذه المعركة وبصدقية هذه المعركة، وأيضا ليقين منا بأن الآتي هو الانتصار في هذه المعركة، نحن باقون في سورية، سيذهب قادة إلى سورية أكثر من العدد الذي كان موجودا في السابق، سوف نحضر بأشكال مختلفة أيضا، وسنكمل هذه المعركة، لأن هذا هو الوفاء للشهداء ولهذا الشهيد القائد، ونحن على يقين بأن عملنا ودماءنا وجهادنا ومساهمتنا ـ التي دائما أصفها بالمتواضعة إلى جانب كل الجهود الأخرى التي تحصل في سورية ـ ستؤدي إلى فشل هذا المشروع، المشروع الأميركي الإسرائيلي التكفيري "الآل سعودي" الهيمني السلطوي الإقصائي الإلغائي الإبادي، هذا المشروع سيسقط في سورية وسيدمر في سورية، ولن يستطيعوا أن يسيطروا على سورية، لا على قيادتها ولا على شعبها ولا على جيشها ولا على أرضها ولا على خيراتها، وبالتالي لا يستطيعون أن يسيطروا على هذه المنطقة. كل هذا المشروع الذي رسم للمنطقة سقط في سورية وسيدمر في سورية إن شاء الله.

الإنجاز الأخير في الغوطة الشرقية، ومن باب المعلومات أيضا، قبل أسابيع كان السيد مصطفى وإخوانه يحضرون للمساهمة في هذا الإنجاز، ودرسوا المشاركة وقرروا المشاركة. واليوم الجيش السوري ـ وبمشاركة كل هؤلاء الأبطال ـ استعادوا عددا كبيرا من البلدات في الغوطة الشرقية، ليبعدوا الخطر بشكل كبير جدا ـ حتى لا أبالغ وأقول بشكل نهائي ـ عن مطار دمشق الدولي حيث استشهد السيد مصطفى وعن منطقة السيدة زينب حيث قاتل وضحى السيد مصطفى.

هذه الإنجازات ستكبر وتتكامل عندما نحضر بشكل قوي وكبير.

قبل أن أختم بكلمة أخيرة عن السيد مصطفى "السيد ذو الفقار" مسؤوليتنا تجاه دمه، أريد فقط وممكن أن يكون من خارج السياق، ولكن لأن الجنوب ذاهب يوم الأحد إلى انتخابات بلدية فقط أريد أن أتكلم كلمتين.

أنا أدعو أهلنا في الجنوب في كل القرى والبلدات إلى أمرين:

الأمر الأول: المشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية، فلا يعتبرون أنه هناك لوائح مشكلة من حركة أمل وحزب الله، وأحيانا من قوى وأحزاب أخرى، وبالتفاهم مع العائلات ـ وهذا الموضوع يحتاج إلى تفصيل، قصة الأحزاب والعائلات، لأنه يوجد مغالطات كبيرة ـ يوجد تحالف مبارك وسليم جدا وصحيح جدا، بكل المقاييس العقلية والأخلاقية والجهادية والسياسية والدينية، هو القائم بين أمل وحزب الله، في كل شيء، ومنه الانتخابات البلدية

ممكن بعض الإخوة والأخوات، أهلنا الكرام في الجنوب يعتبرون، وحتى في الضاحية ـوإن كان أهل الضاحية كلهم يذهبون يوم الأحد إلى الجنوب ـ ليس لأحد حجة، أن اللوائح فائزة ولا يوجد نقاش، فلا داعي إذا لنعذب أنفسنا ونذهب إلى الصناديق. لا، سنذهب إلى الصناديق لأنه في هذا المناخ الذي تخاض فيه حرب إعلامية شعواء علينا، يتم استغلال حتى دماء الشهداء، كما شهدنا خلال الأسبوع الماضي بشهادة السيد مصطفى.

غدا يقال إنه في المدينة الفلانية هذه التي تقولون عنها عاصمة المقاومة نسبة التصويت 20 % وفي المدينة الفلانية عاصمة المقاومة 15 % وفي القرية الفلانية بلدة الشهداء 8% أو 23%. هذا ما يقولونه، لأن هناك نفاقا ودجلا واستغلالا، لن يستنتجوا أن الناس تبايع هذه اللائحة وتعتبرها فائزة ولا توجد معركة فلذلك زهدوا في صناديق الاقتراع.

يستنتجون أن هذا ليس تصويتا على اللوائح البلدية، هذا تصويت على الخيارات السياسية. إذا كنتم تريدون أن تجروا تصويتا على الخيارات السياسية فهناك طريقة أخرى، وليس في الانتخابات البلدية. هذا لاحقا يحتاج إلى كلام.

في النهاية، هناك أناس يمكن أن يعتبروا أن اللائحة فائزة فلماذا نعذب أنفسنا. حتى لا تعطوا الأعداء والخصوم الذين هم من الداخل "خربانيين" وكذابون ومنافقون ودجالون، لا تعطوهم ذريعة وحجة، مع العلم أن أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات البلدية حتى الآن من حيث المجموع يمكن أنها كانت في بعلبك - الهرمل ومع ذلك بنوا عليها كلاما معينا.

نحن ندعو إلى أعلى نسبة مشاركة في الجنوب وإخواننا وأخواتنا وناسنا، أهالي الشهداء والمقاومين والجرحى، حتى الجرحى، فليذهبوا بكراسيهم المتحركة أمام العالم وأمام الكاميرات ليصوتوا، كي يقولوا للعالم ويوجهوا للعالم رسالة: لا تستغلوا هذا الاستحقاق الطبيعي بهذه الطريقة السيئة. هذه المسألة الأولى التي أطلبها.

والمسألة الثانية هي الالتزام باللوائح، لوائح التحالف ولوائح الائتلاف. هذا الالتزام مطلوب من جميع الإخوة والأخوات، لأنه من أهم نتائجه قبل النجاح في البلدية، بالنهاية هناك جهات ستكون تتحمل أداء البلدية في المرحلة المقبلة، هو يمتن ويعمق ويجذر هذا التحالف وهذا التوحد الذي نحتاجه في مواجهة كل هذه الأعاصير. أيها الإخوة والأخوات، في يوم الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين "ذو الفقار"، ثأرنا الكبير نحن في حزب الله ما هو؟ نظرا للمعركة التي كان يقودها وقضى فيها شهيدا، ثأرنا الكبير يكون في أمرين: الأمر الأول أن نواصل حضورنا ويتعاظم حضورنا وأن نعمل ليتعاظم حضورنا في سورية. ثأرنا الكبير هو أن نلحق الهزيمة النكراء والنهائية بهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية الإجرامية التي تتآمر على قضايانا وعلى شعوبنا. هذا ثأرنا الكبير لمصطفى بدر الدين. والأمر الثاني، الحفاظ على هذه المقاومة الإسلامية وصيانتها وتطويرها لأن هذه المقاومة هي التي استشهد السيد مصطفى من أجل الدفاع عنها ومن أجل الحفاظ على وجودها وبقائها وبقاء قوتها وقوة محورها. هذا هو ثأرنا الكبير وهذه هي مسؤوليتنا الكبيرة.

رحم الله شهيدنا القائد وكل الشهداء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

نظام موسكو تاجر الحرب الفاشي

داود البصري/السياسة/21 أيار/16

لقد أضحى للجريمة والمجرمين ولمافيا والمافيوزيين. دور فاعل في صناعة النظام الدولي الجديد القائم على الظلم وانتهاك الشعوب وقتلها علانية تحت راية «الشرعية الدولية». والتدخل العدواني الروسي في سورية دعما لنظام الحليف القديم والقاتل نظام دمشق يشكل تحولا وانعطافة مهمة في العلاقات الدولية. فللمرة الأولى في التاريخ الحديث تتدخل دولة عظمى في أتون نزاع داخلي بين الشعب الثائر والنظام الظالم. وبدعوى محاربة الإرهاب، رغم أن الإرهاب الأسود الذي يمارسه النظام السوري معروف وموثق على المستوى الدولي. والعجيب أن الروس، وهم يديرون اللعبة الحربية ويزجون بطائراتهم وصواريخهم التي تحرق المدن السورية وتبيد الناس الفقراء. وتحرق جثث الأطفال والمدنيين. وتحيل مدن سورية العامرة لخرائب وأنقاض تتعكز في دعاياتها المضللة على كونها توجه ضرباتها للإرهابيين. بينما لم تظهر صورهم ولا عدساتهم سوى أهداف مدنية وجثث بشرية محترقة وأوصال مقطعة لأطفال ونساء وشيوخ !

والأغرب والأعجب أن الرئيس المافيوزي الروسي وهو يمارس جريمة الإبادة البشرية المنظمة للشعب السوري يضحك ملأ شدقيه أمام كاميرات التلفزة الدولية، بل ووصلت به الصفاقة والصلف لحد التباهي بقدرات السلاح الروسي وكثرة الطلب عليه من دول العالم، كما قال بعد أن تابعوا وعاينوا تأثيراته على السوريين المساكين..! أي أن الحرب الروسية ومهرجان القتل الروسي في سورية هو مجرد دعاية وإعلان لقدرات السلاح الروسي في ظل ظروف عدم التكافؤ بين قدرات الجيش العدواني الروسي وقدرات المدافعين السوريين المحرومين من الحصول على أسلحة نوعية وصواريخ مضادة للطائرات أو الدبابات تحيل الأفراح الروسية لكوابيس ثقيلة كما كانت الحال أيام الدعم الأميركي والغربي المفتوح للمجاهدين الأفغان خلال مرحلة الدعم الروسي للنظام الشيوعي الأفغاني السابق! وهوالأمر الذي لم يكرره الغرب في التجربة السورية، وحيث تتقاتل على أرض الشام جيوش عدة ووتطاحن إرادات وأجندات مختلفة. وتزدحم مشاريع ورؤى وتوجهات. لتشكل جميعها وجها مرعبا لحالة الميلودراما السورية. فالجيش والحرس الثوري الإيراني ومعها عصاباتها الطائفية الوقحة، اللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية يديرون حربا طاحنة كلفتهم آلاف الضحايا البشرية بدعاوى وتوجهات خرافية ومغرقة في التخلف والعدمية! ولاعلاقة لها أبدا بهموم ومآسي الشعب السوري المكافح ضد الفاشية والظلم والإرهاب. من حق تاجر السلاح الروسي الجشع أن يفاخر بفاعلية سلاحه لو أنه يخوض الحرب ضد طرف متكافئ معه ومجهز بأسلحة رد تستطيع الاستجابة لتحديات السلاح الروسي، ولكنه يتباهى ويتيه زهوا وخيلاء أمام الفقراء والمتعبين والمحرومين. ويتحول لسمسار سلاح رخيص لتسويق بضاعته الكاسدة الراكدة! للأسف كل الاستهتار يحصل أمام عيون ومسامع المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا، وهو يتابع الاستهتار الروسي بالقانون الدولي وبأبسط مبادئ حقوق الإنسان!

التاجر الروسي الخبيث لا يهمه قطع اللحم البشري المتناثر على أعتاب جرائمه الحقيرة ضد السوريين. ومن يعجب بقدرات السلاح الروسي يراه مرتسما على أجساد السوريين في أبشع وأقذر عرض تجاري بدماء الشعوب في القرن الحادي والعشرين، ولكن كما قال الشاعر: «لا يلام الذئب في عدوانه. إن يك الراعي عدوالغنم». فالنظام السوري المجرم الحاقد على شعبه والمتطلع للانتقام منه لم يأل جهدا في استدعاء مختلف ضباع الأرض وكلابها من أجل الدفاع عن نظامه العفن القاتل. الفاقد للكرامة والضمير والشرعية. فبراميله القذرة تؤدي مهماتها الإرهابي، وتساعدها طائرات وصواريخ الحليف الروسي وحراب وقنابل الحليف الإيراني الإرهابي.مهرجان تسويق دموي دولي لأسلحة الفاشيين القتلة بدماء الشعوب.. التاريخ لن يرحم القتلة والأوغاد. ونظام موسكو هو أحد أكبر أوغاد النظام الدولي الجديد. وهو قاتل أشر. ومجرم حرب بإمتياز. وسلاحه بعون الله سيرتد عليه كوارث سيعانيها. ولن تتمكن صواريخه ولا طائراته من منع الحتمية التاريخية في انهيار الطغاة. فاللعنة والعار على قتلة الشعوب والمتاجرين بدمائها من أجل تسويق أسلحة الموت… نظام موسكو تاجر حرب فاشي سيضعه التاريخ في المكان اللائق بأمثاله وهومزبلة التاريخ… فتبا وسحقا للقوم المجرمين من أتباع بوتين ورهطه القاتل اللعين.

 

إسقاط الطائرة المصرية: رسالة للقاهرة ورسائل لباريس

أمين بن مسعود/العرب/21 أيار/16

لم تكن حادثة إسقاط الطائرة المصريّة بعيدة عن رسائل التهديد والوعيد التي يبرقها تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات الإرهابية الأخرى إلى باريس بدرجة أولى، والقاهرة بدرجة ثانية.

ففي قراءة لحيثيات العملية الإرهابية بالإمكان التأكيد على أنها تتزامن مع بداية وضع باريس لإستراتيجيتها الجديدة في المنطقة العربية، بما يعنيه هذا الأمر من رغبة لدى هذه الجماعات التكفيرية في إيصال “برقية” موقعة بالدم للإيليزيه قبل انخراطه في ميادين القتال في سوريا وليبيا.

الناظر إلى الدبلوماسية الفرنسيّة خاصة مع قائدها الجديد جون مارك إيرولت، يبصر اندفاعا فرنسيا في ملفات استراتيجية كانت تمثل بالأمس المجال الحيوي لواشنطن. تدرك باريس أن الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي من المنطقة العربية ستستغله قوى إقليمية تستثمر في تحول الدول إلى رقعة شطرنج صلب لعبة الأمم، وتوظّفه جماعات إرهابية تبحث عن اعتراف ناعم يبنى على مقايضة “غض النظر” الدولية بمنع الهجرة غير الشرعية من الوصول إلى الضفة الشمالية من البحر المتوسّط. الجهد الفرنسي المبذول لعقد مؤتمر دولي لاستئناف مفاوضات التسوية الفلسطينية، إضافة إلى الدبلوماسية النشطة لإيجاد حلّ للنزاع السوري ولملء الفراغ الرئاسيّ في لبنان الممتدّ على أكثر من 3 سنوات، دون نسيان سياسة “الحرير والحديد” في ليبيا حيث تحضر باريس لعملية عسكرية تستهدف الكيان الداعشي المتمركز في سرت وغيرها من الأماكن الغنية بالبترول. صحيح أنّ قرب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الفرنسية المقررة في ربيع 2017 يفتح زاوية تفسيرية لكلّ هذا الحراك في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند، ولكنها عاجزة عن الإتيان على كافة الوقائع لا سيما وأنّ العديد من السياسات المعتمدة تمثل التوافق السياسي والحزبي والمدني في فرنسا، ولا تشكّل اجتهاد الحزب الاشتراكي أو رئيسه فرانسوا هولاند في أحسن الحالات. هنا من الواضح أنّ التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” باتت تتعامل مع معاقلها في ليبيا كخط دفاع متأخر، لكي لا نقول الأخير، سيما بعد أن خسرت الكثير من الأراضي في سوريا والعراق على وقع التدخل الروسي والاحتراب الدموي المستجدّ مع بعض الفصائل الإسلامية قرب حلب وفي ضواحي دمشق الشام، الأمر الذي فرض على التنظيم تقليص أجرة مقاتليه إلى النصف وإثقال كاهل “أهل الذمّة”، وفق منطقه ومنطوقه، بجزيات مشطة. بمقتضى ما تقدم لن نجانب الصواب إن اعتبرنا أنّ عملية إسقاط الطائرة المصريّة جاءت كهجوم استباقي للدولتين المحوريتين (فرنسا ومصر) اللتين ستناط بعهدتهما مسؤوليّة توجيه الضربات العسكريّة لتنظيم داعش في ليبيا، ولئن كان الدور الفرنسيّ متمثلا في الإسناد الجويّ والاستخباراتي، فإنّ الدور المصري سيتجسّد في الوضع الميداني على الأرض سواء عبر تسليح الجيش الليبي وتدريبه أو التدخل المباشر لدعم المؤسسة العسكريّة بقيادة خليفة حفتر. هي حرب قبل الحرب الفعليّة إذن، تحاول التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش كسب الجولة الأولى في معركة الاستخبارات ضدّ الجانب الفرنسي وفي معركة “فاتورة الدماء” البريئة ضد الجانب المصري، وعلى تخوم الأهداف المركزية استتباعات مؤلمة على السياحة المتعثرة أصلا وصورة الدولة المصريّة المتعافية بعد سنوات الترهّل، إضافة إلى تداعيات رمزية في مستوى إضعاف الثقة في أمن المطارات العربية والدوليّة، وفي خطوط الملاحة الجوية، ما يجسد مقولة “الاستهداف المادي والاستنزاف المعنوي”. لا يبدو أنّ العملية الإرهابية ستفضي إلى تراجع فرنسي لاعتماد سياسة “الحديد والحرير” في ليبيا والانخراط في تدخل عسكري ضد داعش بسرت، ولكنّها ستفرض على باريس دق ناقوس الخطر وإعادة النظر في أمن مطاراتها قبل العطلة الصيفية، سيّما وأن الرسالة الداعشية المبرقة إلى الإيليزيه تتلخص في أن الخلايا النائمة للتنظيم موجودة في أكثر الأماكن تأمينا في البلاد.

*كاتب ومحلل سياسي تونسي

 

واشنطن والناتو في مواجهة روسيا وسباق التسلح الصاروخي الجديد

د. خطار أبودياب/العرب/21 أيار/16

من البلطيق إلى بحر الصين الجنوبي، ومن شرق البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر، يكشف المشهد الإستراتيجي الراهن عن صلاحية دائمة لمبدأ قديم في التنافس على النفوذ وعناصر القوة لأن “من يسيطر على البحار يمتلك زمام القوة”.

تنخرط في اختبارات القوة بشكل أساسي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، بالإضافة إلى القوى الأوروبية والقوى الصاعدة مما يمكن أن يمهد للمزيد من النزاعات في غياب إمكانيات الردع والتوازن الإستراتيجي، أو التحكيم تحت سقف نظام دولي مضطرب.

لم ينته التاريخ كما توهم فرنسيس فوكوياما عند نهاية الحرب الباردة، بل كما تصور كارل ماركس “يعيد التاريخ نفسه مرتين: في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة”. واليوم في زمن الفوضى الإستراتيجية لسنا أمام حرب باردة جديدة وفق معايير القرن العشرين، بل نشهد ما يمكن أن يكون أدهى بشكل مقنع وغير مبشر، إذ أن صواريخ كوريا الشمالية، حاليا، يمكن أن تجعلنا نخشى يوما من أزمة مشابهة لأزمة صواريخ كوبا في العام 1962.

ومن جهة أخرى أتى نشر الولايات المتحدة لمنظومة الدفاع الصاروخي في رومانيا، الأسبوع الماضي، بمثابة حدث مميز في سياق التوتر الأميركي – الروسي الملحوظ على عدة جبهات، وربما يكون له وقع تركيز صواريخ بيرشنغ الأميركية في أوروبا (ردا على نشـر الصـواريخ السوفييتية أس أس 20) حيث أن ما سمي بمعركة الصواريخ الإستراتيجية في أوروبا في أواسط الثمانينات أسهم في تسريع التحول السوفييتي مـع بيرسترويكا ميخائيل غورباتشوف. في هذه الأثناء، تحتدم النزاعات في غرب آسيا (الشرق الأوسط والخليج العربي) ويتصاعد التهديد في شبه الجزيرة الكورية، ويبرز في الآونة الأخيرة شكل جديد من أشكال سباق التسلح بين الدول الأكثر قوة في العالم. وكل ذلك يعني أن الرهان على الانتقال نحو نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، تعتريه مخاطر جمة وصعود الإرهاب والانكماش نحو الهويات القاتلة، بالإضافة إلى انعكاسات الأزمات الاقتصادية والنقدية والتغيير المناخي.

بالرغم من خطورة ما يجري على صعيد بحر الصين الجنوبي (الخلافات حول الجزر، المشاكل بين الصين والفلبين وفيتنام، الوجود الأميركي) وحول كوريا الشمالية، يظهر أن اختبار القوة الأساسي يرتسم من جديد حول اللاعب الروسي وطموحاته وهواجسه، ومما لا شك فيه أن ما يزيد الأمور تعقيدا تشبث الولايات المتحدة الأميركية بموقعها كقوة عظمى وحيدة، وإصرار القيصر الجديد على العودة إلى “روسيا الكبرى” في تغليب لعنصر القوة العسكري في غياب العناصر الأخرى.

أثناء لقائه قادة خمسة بلدان من الشمال الأوروبي في البيت الأبيض، في 13 مايو، ندد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالموقف العسكري الروسي “العدائي” في شمال أوروبا، كما أكد على دعم أوكرانيا بمواجهة أنشطة موسكو التي اتهمها بالعمل على “زعزعة الاستقرار” و“مضايقة الدول الصغيرة في أوروبا”. في المقابل، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء مظلة حماية صاروخية لحلف شمال الأطلسي في الجوار الروسي، واصفا إياه بأنه تهديد لأمن العالم وقال حرفيا “يبدو أن هذه هي الخطوات الأولى للولايات المتحدة لزعزعة توازن القوى الإستراتيجي في العالم”، بيد أن بوتين حدد أسلوب الرد عبر تطوير صواريخ مضادة، مضيفا أنه يتعين على روسيا أن تقوم من جانبها بما من شأنه تأمين توازن القوى، لأن ذلك حسب بوتين يمثل “الضمانة الأفضل لعدم نشوب صراع عسكري كبير”.

لا يقتصر التخوف أو التلويح بصراع عسكري كبير على رجل روسيا القوي، ولا على سياسيين أو خبراء، بل صدر في الفترة الأخيرة كتاب لافت عنوانه “2017 الحرب مع روسيا” لمؤلفه الجنرال المتقاعد ريتشارد شيراف ـ القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي في أوروبا بين 2011 و2014. يحذر الجنرال البريطاني من مخاطر نشوب حرب نووية مع روسيا في حال عدم تعزيز قوة الردع عند حلف شمال الأطلسي في الجوار الروسي وخاصة في بلدان البلطيق. بالطبع، يمكن أن يقال إن هذا المنطق ينتسب إلى الماضي وإلى حقبة الحرب الباردة، لكن مؤلف الكتاب يركز على وجوب الحكم على فلاديمير بوتين تبعا لأفعاله وليس على أقواله، وما تصرفاته من جورجيا إلى أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وسوريا، إلا الدليل على نهجه الهجومي التكتيكي الذي نجح، حتى الآن، في نقلاته النوعية على رقعة شطرنج الصراعات.

تعتبر موسكو نفسها في موضع دفاعي لأن بوتين اعتبر نهاية الاتحاد السوفييتي من أصعب لحظات القرن العشرين، ولذا يجهد لإعادة الاعتبار إلى المدى الجيو سياسي لروسيا (من أصل 17.1 مليون كيلومتر مربع خسرت روسيا 5.3 مليون كيلومتر مربع بالإضافة إلى فقدان السيطرة على أوروبا الشرقية) ويتمسك بمقاربة النهج الأميركي وفق نظرية هالفورد ماكيندر أي “نظرية قلب الأرض” والتي تقول إن من يسيطر على قلب الأرض (أوراسيا) يسيطر على العالم القديم (آسيا – أوروبا – أفريقيا) بأسره.

ومن جهتها تركز الدوائر الأميركية على أن هدف الهيمنة التقليدي ليس بالحسبان إزاء حروب الجيل الرابع واختلاف خارطة عوامل وعناصر القوة، لكنها تلاحظ أن ممارسات موسكو تشي بتمسكها بأساليب السيطرة التقليدية كما يتبين مع “وجود روسيا العسكري المتنامي العدائي والوضع في بحر البلطيق وشمال أوروبا”.

ومع الاختراق الروسي في سوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط (الذي قبلته واشنطن ضمن منظورها لاستنزاف قدرات روسيا ولأنه لا يتناقض جوهريا مع سياساتها أو يمس بمصلحتها العليا)، لكن الرفض الروسي (مع التلويح باستخدام حق الفيتو) لأي قرار من مجلس الأمن الدولي يعاقب كوريا الشمالية وإيران بسبب تطوير الصواريخ البالستية يدلل علـى تمسك روسيا بعقيـدة نشـر الصواريخ الإستراتيجية عندها وعند حلفائها، بينما تطور واشنطـن منظومـات الدفاع الصـاروخي في كوريا الجنوبية وشرق أوروبا وتركيا والخليج، وكأن الهدف ضمان ديمومة الغلبة الأميركية والمظلة الأميركية للحلفاء.

يمكن ألا تتوقف الأمور عند مخاطر ملامسة مقاتلات روسية لقطع بحرية أو طائرات أميركية، أو لتجارب بهلوانية لزعيم كوريا الشمالية وجنرالات الحرس الثوري الإيراني، إذ أن بوتين يعمل على نشر منظومات صواريخه، مقابل المنظومات الأميركية، وتعمل المصانع الروسية لتطوير صاروخ إستراتيجي نووي تدميري تطلق عليه اسم الشيطان.

يبدو، بوضوح، أن الكرملين مسكون بهاجس خسارة حرب النجوم أمام رونالد ريغان، لكنه لا يستخلص الدروس ويصر على الاستمرار في مغامرة التوتير وسباق التسلح الجديد. كذلك لا تبدو المؤسسات الأميركية مقتنعة بأي تحول يسمح لروسيا والصين بالتفوق العسكري. والغائب الأكبر عن هذا الميدان هو الاتحاد الأوروبي الذي لا يملك قراره العسكري واستقلاله الإستراتيجي.

في النهاية، يمكن لسباق التسلح الجديد أن يؤدي إلى تغيير طبيعة الحروب المستقبلية، ويجعل أسلحة الردع والدفاع الصاروخي الحالية بلا قيمة. وينطوي هذا السباق، الذي اتخذ منحى محموما مؤخرا، على صواريخ جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت بأضعاف، كما أنها تتسم بدقة أعلى من سابقتها من الصواريخ التقليدية. نحن أمام انقلابات في المفاهيم الإستراتيجية لكننا أمام عالم من دون عظماء ومن دون احترام للمعايير الأخلاقية في حدها الأدنى مما يجعلنا نخشى من الأسوأ.

أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك – باريس