المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 أيار/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.may22.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم

قَالَ الله لإِبْرَاهِيم: فِي نَسْلِكَ تُبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلأَرْض

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مهمة سليم جريصاتي في رابية عون/الياس بجاني

صهر عوني مش ماشي حاله ودفع ثمن هوس عمه وفجع العدايل/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حالة إنكار ،تجاهل ، تعمية، تغييب٠

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

سـلام الــى اسطنبول غدا للمشاركة في "القمة الانسانية"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/5/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 ايار 2016

العقوبات الأميركية على “حزب الله” تطال جمعية “المبرات” التابعة لفضل الله

فتفت لـ«السياسة»: السلة المعروضة بالحوار تعني الذهاب لمؤتمر تأسيسي

نصر الله أغلق باب الحلول بانتظار الحسم في سورية

عدم التزام لبنان الإجراءات الأميركية ليس مطروحاً

ثريا شاهين/المستقبل

تجميد العقوبات على المقربين من "حزب الله"

عقيلة الشيخ يعقوب: ظلمنا تفوح منه رائحة النفايات

حمادة: عشاء السفير السعودي اهتمام خليجي برغم فتور العلاقات والكلمة تضمنت نفس المملكة بعودة الامور الى نصابها بين البلدين

 خطاب نصرالله انعكاس لقرار ايران بالتصعيد ميدانيـا فـي سـوريا وشكل "الانتقام" لبدر الدين بقي ضبابيا.. وتهديد اسرائيل حرب "نفسية"

حوري: كلام نصرالله مكابرة وهروب الـى الامام ووقرار الانسـحاب من سوريا بيد "حزب الله" وحده

ولادة اللائحة التوافقية في طرابلس وريفي سيدعم تحالف المجتمع المدني والمناطق الشعبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جان عبيد: خطاب سفير السعودية مهماز لضمائر المسؤولين وقدوة لمسؤوليتهم

جعجع التقى رئيس وأعضاء لائحة مغدوشة بتجمعنا: تحوي فاعليات شبابية قادرة على تقديم الأفضل للمنطقة

 بري دعا الجنوبيين إلى الاقتراع والتزام لوائح أمل وحزب الله

الكتائب تجدد تأكيد موقفها من انتخابات جزين

مطارنة الشمال: للانتخاب بحرية وتجنب الرشوة والخصومات

الراعي من جوهانسبورغ جنوب افريقيا: باستعادة جنسيتكم تحافظون على هوية لبنان

مأدبة عسيري اعادت الحرارة للعلاقات اللبنانية – السعودية ووكسرت الحاجز القائم على المسـتوى اللبناني – اللبنانـي

صيدا وجزين أبرز محطات "الأحد الانتخابي" البلـدي – الفرعـي الطويل!

مواقف عسيري تؤكد حياد المملكة "لبنانيا"..وتؤسس لطي صفحة التأزم؟

سلام الى اسطنبول..ومسؤول أميركي في بيروت متابعا "العقوبات المالية"

ريفي الغائب "الاكبر" عن عشاء عسـيري والسـعودية لا "تُحسب" علــى فريق

مراد: المملكة تريد كسر الجليد بين "8 و14 آذار" من خلال اسلوب جديد للحوار

النائب محمد قباني: "النسبية" لا تؤمّن فوزاً سهلا للأحزاب

إعلان لائحة “تنورين بتجمعنا” المدعومة من”القوات” و”التيار”

كوسـتانيان: نرحب بمبادرة بري إن أفضت إلى انتخـاب الرئيس/ "نحن "حزب الدستور" والدائرة الفردية الأقرب إلى التمثيل الصحيح"

إعلان لائحة «بشري موطن قلبي»: في انتظار «عجيبة» مار شربل/ليا القزي/الأخبار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

60 ألف معتقل قضوا "تعذيباً" في سجون الأسد

وزراء مالية مجموعة السبع: لتعزيز الجهود الدولية لمكافحة تمويل الارهاب

المشاورات اليمنية معلقة لليوم الخامس على التوالي

تيار الصدر يصعد.. "يجب محاسبة العبادي"

رئيس الجمعية المصرية للجغرافيا: تيران وصنافير سعوديتان/الجزيرتان جزء من اليابس السعودي غمرته المياه

فرنسا تؤكد رصد دخان على الطائرة.. ومصر تنفي

إيرانية "تحلق" شعرها للتخلص من شرطة الآداب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اتفاقية أيار المظلومة/أحمد عدنان/العرب

حزب الله وحركة حماس.. مقاومة حسب المصلحة/ أورا سزكلي/العرب

عشاء السفير السعودي: محاولة لعزل "حزب الله"/منير الربيع/المدن

مسيحيو صور: تمثيل شكلي/هدى حبيش/المدن

نصرالله المحارب والناخب/ساطع نور الدين/المدن

“القوات” وثلاثية الكنيسة والأحزاب والعائلات…أرضية هيأت لانتفاضة الاستقلال/شارل جبور/المسيرة

اغتيال بدرالدين: "حزب الله" يتبع التمويه الإسرائيلي/حسان الزين/المدن

عودة فيلتمان الى لبنان/أحمد الغز/ اللواء

البطريرك والقندلفت/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

 توطين/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

أسئلة شيعية تحرج حزب الله/نزيه الأحدب/موقع عربي 21/

 ماذا لو عاد مهدي عامل حياً/محمد علي مقلد/المدن

لبنان في أَسْرِ «نَمَط الإنتاج السياسي»/أحمد بيضون/القدس العربي

نخرج من الإسلام السياسي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

صك براءة من نصرالله لاسرائيل... مقدمة لعمليات ارهابية ضد السعودية/خالد موسى/موقع 14 آذار

أوباما يلغي الاعتدال السني والشيعي/خيرالله خيرالله/العرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من27حتى31/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ! سَمِعْتُم أَنِّي قُلْتُ لَكُم: أَنَا ذَاهِبٌ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُم. إِنْ تُحِبُّونِي تَفْرَحُوا بِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، لأَنَّ الآبَ أَعْظَمُ مِنِّي. قُلْتُ لَكُم هذَا الآنَ قَبْلَ حُدُوثِهِ، حَتَّى إِذَا حَدَثَ تُؤْمِنُون. لَنْ أُحَدِّثَكُم بَعْدُ بِأُمُورٍ كَثيرَة، لأَنَّ سُلْطَانَ هذَا العَالَمِ يَأْتِي، ولا سُلْطَةَ لَهُ عَلَيَّ، ولكِنْ، يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ العَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآب، وكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَل. قُومُوا نَذْهَبْ مِنْ هُنَا".

 

قَالَ الله لإِبْرَاهِيم: فِي نَسْلِكَ تُبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلأَرْض

سفر أعمال الرسل03/من22حتى26//04/من01حتى04/:"يا إخوَتِي: خَاطَبَ بُطْرُسُ الشَعْبَ قَائِلاً: «أَيها الرِجاَلُ الأِسْرَائِلِيُّون: إِنَّ مُوسَى قَال: سَيُقِيمُ لَكُمُ ٱلرَّبُّ إِلهُكُم، مِنْ بَينِ إِخْوَتِكُم، نَبِيًّا مِثْلِي، فَلَهُ ٱسْمَعُوا في كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُم بِهِ. ويَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ لا يَسْمَعُ لِذَلِكَ ٱلنَّبِيّ، يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَينِ ٱلشَّعْب. وجَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا مُنْذُ صَمُوئِيلَ وبَعْدَهُ، كُلُّهُم بَشَّرُوا بِهذِهِ ٱلأَيَّام. فَأَنْتُم أَبْنَاءُ ٱلأَنْبِيَاء، وأَبْنَاءُ ٱلعَهْدِ ٱلَّذِي عَاهَدَ بِهِ ٱللهُ آبَاءَكُم، إِذْ قَالَ لإِبْرَاهِيم: فِي نَسْلِكَ تُبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلأَرْض. فَمِنْ أَجْلِكُم أَوَّلاً أَقَامَ ٱللهُ فَتَاهُ يَسُوع، وأَرْسَلَهُ لِيُبَارِكَكُم، فَيَرْتَدَّ كُلُّ وَاحِدٍ فِيكُم عَنْ شُرُورِهِ». وبَيْنَمَا بُطْرُسُ ويُوحَنَّا يُخَاطِبَانِ ٱلشَّعْب، أَقْبَلَ إِلَيْهِمَا ٱلكَهَنَة، وقَائِدُ حَرَسِ ٱلهَيْكَل، وٱلصَّدُّوقِيُّون، وهُمْ مُغْتَاظُون، لأَنَّهُمَا كَانَا يُعَلِّمَانِ ٱلشَّعْب، ويُبَشِّرَانِ في تَعْلِيمِهِمَا عَنْ يَسُوعَ بِٱلقِيَامَةِ مِنْ بَينِ ٱلأَمْوَات. فَأَلقَوا عَلَيْهِمَا ٱلأَيْدِي، ووَضَعُوهُمَا في ٱلسِّجْنِ إِلى ٱلغَد، لأَنَّ ٱلمَسَاءَ كَانَ قَدْ حَان. وآمَنَ كَثِيرُونَ مِمَّنْ سَمِعُوا ٱلكَلِمَة، وبَلَغَ عَدَدُهُم نَحْوَ خَمْسَةِ آلافِ رَجُل."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

يمكن لكل واحد أن يكون جسرًا بين ثقافات وديانات مختلفة ودربًا لاكتشاف إنسانيّتنا المشتركة

Each one of us can be a bridge of encounter between diverse cultures and religions, a way to rediscover our common humanity

Chacun peut être un pont entre cultures et religions diverses, une voie pour redécouvrir notre humanité commune

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مهمة سليم جريصاتي في رابية عون

الياس بجاني/21 أيار/16

سليم جريصاتي هو مستشار الأسد القانوني وهو من صاغ دستور الأسد المستحدث كما أنه محامي حزب الله في مواجة المحكمة الدولية وأيضاً كان موكل إليه الحرتقة على الحريري الأب في عهد لحود. من هنا فإن مهمة الجريصاتي في الرابية ابقاء عون في أطر حلف الممانعة وهو وكيل الحلف والمراقب عن قرب لعون. الرجل يقوم بمهمته على أكمل وجه خدمة لأسياده... يبقى أن التعتير وسواد الوج والبهدلة والمذلة فتقع كلها على عون القابل بهكذا ذل وبهكذا مراقب... ولكن في ثقافة هذا الجنرال النرسيسي والشارد كله في سبيل الرئاسة يهون.

 

صهر عوني مش ماشي حاله ودفع ثمن هوس عمه وفجع العدايل

الياس بجاني/21 أيار/16/غاب عن وسائل الإعلام خبر خسارة صهر العماد ميشال عون، رئيس مجلس إدارة الـ OTV روي الهاشم، في انتخابات بلديّة عين سعادة، بفارقٍ كبير من الأصوات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حالة إنكار ،تجاهل ، تعمية، تغييب٠

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/21 أيار/16

من يتابع كلمات وخطب أمين عام حزب الله منذ دخول الحزب الى جانب ميليشيات الاسد وإيران في الحرب على الشعب السوري مع مطلع صيف عام ٢٠١٢ وحتى اليوم يجد في هذه الخطابات حضور المؤامرة الكونية وخصوصاً المؤامرة الأميركية -الإسرائيلية ثم بعد عام ٢٠١٤ المؤامرة التكفيرية المرتبطة بإسرائيل والمشروع الأميركي ثم بعد عاصفة الحزم في آذار عام ٢٠١٥ حضور المؤامرة الأميركية -الإسرائيلية -السعودية-التكفيرية اي ان خطاب الحزب عن سوريا يزيد سنوياً ضلعاً جديداً الى أضلاع المؤامرة ويرى رغم شراسة قتاله مع الميليشيات الحليفة والتوحش الروسي الحليف ان المؤامرة تتوسع ولا تتراجع ولا يشرح الأمين العام أسباب توسع المؤامرة وازدياد خسائره رغم ان محوره يتمتع بتفوق تسليحي نوعي على كل المستويات مع مفاخرة من بوتين بأنه جرّب في سوريا نوعيات جديدة من الأسلحة اثبتت نجاحات جعلت دولاً كثيرة ترغب في شرائها وهكذا صار الحزب شريكاً دعائياً للسلاح الروسي وفعالية هذا السلاح في مواجهة "المؤامرة الكونية"٠يحضر في خطب الأمين العام منذ خمس سنوات كل شيىء٠اطراف سياسية دولية واقليمية واستراتيجيات ووعد بالنصر وتورط او توريط الجميع وحديث يشمل كل المواضيع لتبرير الحرب والجرائم الملازمة لها ولكن يغيب عنها بشكل صارخ موضوع واحد لم يذكره الأمين العام ولا مرة واحدة هو الشعب السوري٠لم يذكر هذا الشعب ولو مرة واحدة طوال هذه السنوات مع انه دفع أغلى الاثمان٠سقط منه مئتان وسبعون الف قتيل وأكثر من مليون جريح ومفقود وعشرة ملايين من النازحين والمشردين والجائعين اضافة الى الدمار غير المسبوق والذي تفوّق على ما احدثه المغول في المنطقة وكل ذلك لم يدفع الحزب ولو مرة واحدة الى ذكر الشعب السوري ومعاناته والامه وتطلعاته وآماله في صناعة مستقبله٠من خطاب الى خطاب يزيد حضور المؤامرة ويزيد تغييب الشعب السوري٠يعترف الأمين العام بالحضور الروسي وبأن هذا الحضور يؤمن المصالح الأمنية لإسرائيل ولكنه يرفض الاعتراف بمصالح الشعب السوري ولا حتى بوجود هذا الشعب ٠بالنسبة له سوريا هي الاسد وعائلته فقط والمنطقة هي المرشد ونفوذه فقط٠ من يستطيع ان يخبر الأمين العام ان المؤامرة الوحيدة في المنطقة هي تغييب الشعب السوري وشطبه عن الخريطة وان حزبه جزء أساسي من هذه المؤامرة.

 

سـلام الــى اسطنبول غدا للمشاركة في "القمة الانسانية"

المركزية- يغادر رئيس الحكومة تمام سلام غدا إلى تركيا على رأس وفد يضمّ وزيري الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والتربية الياس بوصعب وعدداً مِن المستشارين الإقتصاديين، للمشاركة في "القمّة الإنسانية العالمية" التي ستستضيفها اسطنبول غداً، حيث سيلقي كلمة أمام المؤتمر، يشدد خلالها على مضاعفات أزمة اللاجئين السوريين والنتائج المترتّبة عليها وحجم الأضرار التي لحقت بلبنان على أكثر من مستوى. كذلك من المرتقب ان يحذر سلام من تقلّص حجم المساعدات الدولية الى لبنان، طالباً الدعمَ الدولي لعودة النازحين إلى بلادهم وإلى المناطق الآمنة للتخفيف من حجم الأضرار التي لحقَت بلبنان والتي قدّرَها البنك الدولي بما يناهز 17 مليار دولار، بما فيها الأضرار غير المنظورة وتلك التي ستكون لها انعكاسات بعيدة المدى.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/5/2016

السبت 21 أيار 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أكبر من حشد وأصغر قليلا من إجماع.. مئة وخمسون شخصية قيادية غصت بها دارة السفير السعودي علي عواض عسيري في اليرزة، في احتفال عشاء، في الحديقة الخضراء، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك.

السفير عسيري، وجه بإسم قيادة المملكة العربية السعودية، نداء إلى اللبنانيين، لإنقاذ بلدهم والتحاور وانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي الاحتفال، مشاورات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية في جوانب من الحديقة التي تحول الليل فيها إلى نهار، والمغادرة تمت في المواكب الحاشدة مثلما كانت البداية.

وإلى المشاورات، كانت مواقف مهمة لزعامات وقيادات حاضرة، عبر "تلفزيون لبنان".

كل من حضر من رسميين وسياسيين وروحيين واقتصاديين ودبلوماسيين، أشادوا بمبادرة السفير السعودي الذي أعرب عن الأمل في ان تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكل رقي وديمقراطية، فال خير وخطوة في اتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إلى انتخابات الجنوب، إلى الالتزام بالوفاء، والوفاء بالانماء.

غدا يوم عرس الجنوب، لا بل عرس للبنان، عبر المشاركة الكثيفة في عمليات الاقتراع، وتقديم أعلى مستوى حضاري وديمقراطي، كما جاء في دعوة الرئيس نبيه بري.

تلك المشاركة المتوقعة، دلت عليها الطرقات المزدحمة اليوم نحو الجنوب. المواطنون تواقون، لم يثنهم اعلان التزكية في أكثر من خمسين بلدية عن التوجه إلى مناطقهم: إما للاحتفال بتلك التزكية، وإما للمشاركة في الانتخابات حيث تجري بديمقراطية كاملة على مساحة أقضية سبعة، لاختيار 700 مختار و3318 عضوا في 263 بلدية.

غدا يوم الالتزام بلوائح "التنمية والوفاء"، ويوم المنافسة الشريفة مع لوائح أخرى.

جهوزية أمنية ولوجستية واستعداد شعبي للمشاركة، من بوابة الجنوب صيدا التي تشهد انتخابات حامية بين ثلاث لوائح، إلى جزين التي تجري فيها إضافة إلى العملية البلدية والاختيارية، انتخابات نيابية فرعية لمقعد شاغر، حرص حزب "الكتائب" على ترك الحرية المطلقة لمحازبيه فيها من دون خوض معركة. إلى النبطية ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل وصور، وما تضم هذه الأقضية من قرى تتحضر لانتخابات هدفها رفع نسبة المشاركة وابراز المشهد الحضاري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عشية الانتخابات البلدية في مرحلتها الثالثة، يعيش الجنوب بمحافظتيه وأقضيتهما السبعة، أجواء عرس ديمقراطي. زحف الجنوبيون إلى قراهم لممارسة حقهم الطبيعي باختيار مجالسهم البلدية والاختيارية، خاصة بعد دعوة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والتي تلاقت مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى المشاركة الكثيفة في الاقتراع والالتزام باللوائح المشتركة.

أجواء من التوافق والائتلاف، تسود غالبية البلدات الجنوبية، نتيجة التحالف الطبيعي بين حركة "أمل" و"حزب الله" على لوائح "التنمية والوفاء"، والتي استطاعت أن تؤمن وصول العشرات من المجالس البلدية بالتزكية. فيما تسجل حيوية استثنائية، في إطار التنافس الديمقراطي وتنوع الخيارات، في بلدات أخرى اختارت الذهاب نحو لوائح متعددة.

قرى الجنوب تضج بالحيوية، وتنعم بشعور قوي بالأمان، وتذهب إلى الاستحقاق باطمئنان كامل، بفعل معادلة الردع التي صنعتها المقاومة وصمود وتضحيات أهلها. فيما الدولة تحضر بقوة، من خلال عشرات آلاف رجال الأمن والموظفين الاداريين ورؤساء الأقلام، لمواكبة الاستحقاق.

وإذا كانت عشرات البلدات والمدن، ستشهد استحقاقا سهلا وانسيابيا، فإن المعارك الرئيسة تكاد تنحصر في صيدا وحاصبيا. أما جزين فيتوقع أن تشهد معركة نيابية فرعية من خارج السياق البلدي، لملء المقعد الماروني الشاغر بوفاة النائب ميشال الحلو.

ومهما تكن النتائج، فإنه وبعد انقضاء يوم الاستحقاق الانتخابي، سيكون يوم آخر، ينبغي على الجميع المضي فيه بالتعاون معا، احتكاما وقبولا بالعملية الديمقراطية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

غدا الحلقة الثالثة من مسلسل الانتخابات البلدية. ومع ان الانتخابات جنوبا، تتضمن فرعية نيابية، إضافة إلى المعارك البلدية المتنقلة، فالملاحظ أن الجو الانتخابي الجنوبي، أقل حماوة، إذا ما قورن بأجواء بيروت والبقاع وجبل لبنان، فالنتائج شبه متوقعة في جزين وصيدا ومعظم المناطق الجنوبية، لكن السؤال يتعلق بالأرقام والنسب التي سيحققها الثنائي المسيحي في جزين، والثنائي الشيعي في الجنوب، وتيار "المستقبل" في صيدا.

وبعيدا من الهموم البلدية، انشغلت الأوساط السياسية بتفسير كلام السفير السعودي في عشاء الأمس، والذي جمع أكثر من 150 شخصية. ولعل أبرز ما في كلام السفير العسيري، نفيه نفيا قاطعا ما يشاع عن ان السعودية تخلت عن لبنان، ودعوته اللبنانيين إلى حوار من نوع اخر ينتج حلا توافقيا لأزمة الشغور الرئاسي. فهل تتلاقى الدعوة السعودية مع المسعى الفرنسي؟، وهل نحن أمام بدايات حراك اقليمي- دولي جدي لاخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من عبرا إلى جبل نيحا، ومن لبعا إلى مليخ، تعبر انتخابات جزين في ظل حماية سيدة المعبور بلديا ونيابيا، في استحقاق اختبار النوايا، والمعبر إلى انتخابات نيابية على مساحة الوطن، بعد انكشاف الذرائع الأمنية وسقوط المبررات السياسية.

ستكون فرعية جزين غدا اختبارا خماسي الأبعاد: اختبار للقوة الشعبية، والقدرة التجييرية للقوى والأحزاب المسيحية وغير المسيحية، اختبار لمدى التزام مرجعيات سياسية بموقف الحياد وعدم التدخل، اختبار لالتزام الشريك في اعلان النوايا بمرشح "التيار" وحجم الترجمة الفعلية على الأرض لهذا التأييد، اختبار لموقف حزب مسيحي أيد مرشح "التيار" نيابيا ويتحالف بلديا مع مرشح منافس لمرشح "التيار"، خامسا وأخيرا اختبار للتحالف المستمر مع حليف أساسي لم تفت في عضده حتى الساعة هنات من هنا وشائعات من هناك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في الأحد ما قبل الأخير للانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، الجنوب على موعد غدا ليس مع الانتخابات فحسب، بل مع نسبة المقترعين. هذا التحدي شكل هاجسا لكل من الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ولرئيس حركة "أمل" الرئيس نبيه بري.

وما ينطبق على مناطق نفوذ "حزب الله" و"أمل"، ينطبق على صيدا حيث التحدي الثاني للرئيس سعد الدين الحريري، بعد تحدي بيروت.

وفيما الجنوب يطوي غدا المرحلة الثالثة من الانتخابات، يستعد الشمال لاختتام الشهر الانتخابي. المشهد الأبرز اليوم كان من طرابلس، ففي مواجهة التحالف المستجد بين الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، برز التحدي الذي يرفعه اللواء أشرف ريفي في مواجهة هذه المحدلة البلدية.

لكن قبل الدخول في كل هذه التفاصيل، نتوقف عند المأساة المتمادية والمتمثلة دائما في ضحايا الرصاص الأعمى الآتي من الابتهاج بالخطابات السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

المنازلات الانتخابية على امتداد رقعة الجنوب وفي داخل المدن والقرى، تنطلق غدا، فيما اللبنانيون الذين يتابعون المعارك الانتخابية المتنقلة، والتي تتوج بانتخابات الشمال في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، أملوا خيرا بمشهد الصورة الجامعة للقيادات السياسية التي التقطت الليلة الماضية في منزل السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، الذي أكد ان الرياض كانت وستبقى الداعم الاساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني في لبنان، لافتا إلى ان ما يشاع بأن المملكة تخلت عن لبنان غير صحيح.

وقال: إن هذه قد تكون أمنية البعض التي لن تتحقق لأن العلاقات السعودية- اللبنانية، متجذرة في التاريخ وفي البعد الانساني. ودعا عسيري القيادات السياسية إلى ان تبادر إلى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه انقاذ لبنان، لأن الوقت يمر والأخطار تزداد والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد. كما ناشدهم توحيد الارادة السياسية وايجاد الحلول التوافقية للملف الرئاسي.

في خارطة المعارك الانتخابية جنوبا، محطة أساسية في صيدا، حيث تتنافس فيها 3 لوائح. أما مدينة جزين فتشهد معركة بلدية، إلى جانب انتخابات نيابية فرعية، لملء المقعد الماروني الذي شغر بوفاة النائب ميشال حلو. فيما القرى التي تشهد تحالفا ثنائيا بين "أمل" و"حزب الله"، لا تغيب عنها اللوائح المنافسة، الرافضة للثنائية من منطلقات سياسية وعائلية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

للمرة الأولى يخوض الجنوب حربا ليست ككل الحروب، فهذه الأرض هي أم المعارك وأبوها بالفطرة. لكن معركة الغد ستكون بين خصوم سياسيين لا بين أعداء، "حزب الله" وحركة "أمل" يسعيان لتسجيل نسبة اقتراع عالية، ويجريان ما يشبه الاستفتاء على الخيار السياسي من طرق إنمائية وبلدية.

ومن خلال يوم الاقتراع غدا، فإن التحالف الشيعي الأبرز، سيستخدم الصناديق للتصويت على الوفاء وإن برداء التنمية. وفي المقابل، فإن خصوم التحالف الثنائي يتوزعون على غير بلدة، ويتنوعون بين يساري وقومي ومجتمع مدني ومجموعة "مواطنون ومواطنات في دولة"، إضافة إلى الدور الأبرز الذي ستمثله العائلات، وبعضها ذهب باتجاه الخيار الحر غير المؤطر بالأحزاب والتيارات.

على أن بوابة الجنوب، ستشكل فاتحة المعارك وأكثرها تنافسا، إذ تخوض صيدا المعركة التقليدية في التاريخ الحديث بين آل الحريري و"التنظيم الشعبي الناصري"، ويضم "المستقبل" إلى تحالفاته الدكتور عبد الرحمن البزري و"الجماعة الإسلامية". فيما الدكتور أسامه سعد يخوض المعركة بصوت الناس وحدهم، وهي الأصوات التي يعرفها ملح بحر صيدا وحارات المدينة وصيادوها وأسواقها التجارية الشعبية.

وعشية افتتاح الصناديق، جرى تسريب شريط صوتي للنائبة بهية الحريري، وبدت فيه الحريري تخوض الجهاد في سبيل استمالة أصوات الإسلاميين. وهي اضطرت إلى أداء دور القاضي ورئيس المحكمة والمدعي العام، لكي تقنع أهالي موقوفي عبرا وغيرهم من الإسلاميين بأنها تعمل لأجلهم. ولم تكن بهية الحريري بحاجة إلى أداء "قسم اليمين" لكي تقنع الناخبين من الإسلاميين، فالمرأة لديها حسن سير وسلوك مع موقوفي عبرا، وتحديدا جماعة أحمد الأسير. وكلنا يذكر حكاية "الغميضة" عندما أختبأ الأسير في منزل مدير مشتريات قصر مجدليون محمد الشريف، وتمكنت بهية الحريري حينذاك من تحرير الرجل، ورفضت توقيفه ولو بضع ساعات، وعليه فقد سبق "الفضل".

صعودا نحو جزين، فإن الناخب عليه أن يتمتع بانفصام شخصية. ففي جزين انتخابات بلدية ونيابية في يوم واحد. لكن الغرابة أن "التيار الوطني" و"القوات" يتحالفان بلديا ويفترقان نيابيا، حيث الحظوظ الأقوى للمرشح أمل أبو زيد مع محاولة نيابية لابراهيم عازار، ف"القوات" تجري اختبار قوة نيابية وتحجب أصواتها عن مرشح عون المدعوم من "حزب الله" أمل أبو زيد. "وأبو زيد خالو" من يكدس أصوات اليوم للانتخابات النيابية المقبلة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 ايار 2016

السبت 21 أيار 2016

النهار

ينشط وزير سابق للخارجيّة في إطلالات صحافيّة ومقابلات وإطلاق مواقف بعد غياب دام طويلاً.

قال أحد نواب "التيار الوطني الحر" إن إجراء الانتخابات وفق قانون الستين أفضل من تأجيلها مرّة جديدة.

قال نائب شمالي إن تحالف "التيار - القوات" اعتمد سياسة إلغائية ضد العائلات المعروفة بتاريخها السياسي.

قال رئيس أحد الأحزاب المسيحيّة إنه يستعد لفتح معركة من أجل اعتماد قانون جديد للانتخابات بعدما لمس ميلاً للعودة إلى قانون الستين.

سأل نائب مستقبلي عن معنى اثارة موضوع الرملة البيضاء فيما كل الشاطىء اللبناني محتل .

السفير

لوّح سياسي مسيحي بإمكان إعلانه قريباً التوقف عن المشاركة في جلسات الحوار.

لوحظ أن موقف كتائبيي قضاء جزين لا يتطابق مع الموقف المعلن لرئيس الحزب بالنسبة للانتخابات النيابية الفرعية.

لم تفلح وساطة لحصول تفاهم انتخابي في طرابلس بين الوزير أشرف ريفي والنائب السابق مصباح الأحدب لمواجهة لائحة التوافق.

المستقبل

يقال

إن التوافقات التي تمت بين "حزب الله" وحركة "أمل" على ساحة الانتخابات البلدية في محافظة الجنوب لم تنسحب على الساحة الاختيارية حيث يخوض الطرفان عدة مواجهات ساخنة.

اللواء

قال مصدر مطّلع أن فكرة مؤتمر لبناني في الخارج سُحبت من التداول بعد موقف حاسم أُبلغ إلى مسؤول دولة أوروبية راعية لهذا المؤتمر.

تكشف أوساط متنية أن معركة بلديات المتن هي تصفية حسابات بين نائب حالي ووزير سابق معني بالزعامة في المنطقة!

كشف مرجع شنيابي أن حزباً بارزاً إقترب من السير بالقانون المختلط.

الجمهورية

أوصى مرجع روحي قبل سفره الى الخارج عدداً من المسؤولين للعمل على رأب الصدع بعد الإنتخابات الاخيرة.

أقامت سفارة دولة أوروبية كبرى عشاءً خيرياً تحوّل حلقات سياسية بين الحضور.

رفض لبنان طلباً للأمانة العامة للأمم المتحدة بإدراج ورقة لبنان حول النازحين في مؤتمر اسطنبول الذي سيشارك فيه رئيس الحكومة.

البناء

عبّر تيار المستقبل عن رفضه إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، ودفع دار الفتوى إلى تغطية موقفه هذا، بالرغم من أنّ معظم القوى والكتل النيابية يؤيد هذا الطرح حتى حلفاء "المستقبل". وفسّرت أوساط سياسية الموقف السلبي للتيار المذكور بأنّ الأخير باتت لديه خشية جدية من خسائر جسيمة في المقاعد النيابية، وبالتالي خسارة الأكثرية التي يتمتع بها حالياً، والتي بفضلها يتحكّم بالاستحقاق الرئاسي.

 

العقوبات الأميركية على “حزب الله” تطال جمعية “المبرات” التابعة لفضل الله

بيروت – رويترز:22 أيار/16/أعلنت مؤسسة خيرية لبنانية يديرها السيد علي فضل الله انها تأثرت دون وجه حق بالعقوبات المالية الأميركية الجديدة على “حزب الله”، متهمة المصارف اللبنانية بتطبيق القيود على نطاق واسع بشدة. ويهدد القانون الاميركي الذي أقر في ديسمبر من العام الماضي ودخل حيز التنفيذ في ابريل الماضي، بمعاقبة أي منظمة تقدم تمويلاً كبيراً للحزب المصنف جماعة ارهابية في الولايات المتحدة. وأكدت جمعية “المبرات” الخيرية، التي يشرف عليها علي فضل الله نجل العلامة الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله، ان بعض المصارف اللبنانية جمدت بعض حساباتها خشية العزلة الدولية، رغم عدم وجود انتماء سياسي للجمعية. وفي مقابلة مع وكالة “رويترز” في مكتبه بالضاحية الجنوبية لبيروت، أحجم فضل الله عن ذكر المصرف أو المصارف التي جمدت حسابات للجمعية، مضيفاً ان الجمعية “لم يرد اسمها في هذا القانون … ما يحصل الآن هو اجراءات احتياطية تتخذها بعض المؤسسات التي تتعامل في هذا الامر بعيدا عن الدقة المطلوبة لكي لا يظلم أحد”. وأضاف “شعرنا من خلال لقائنا ببعض المصارف أن لديهم خوفا وأحبوا أن يأخذوا احتياطات أكثر من اللزوم … لم يكن مفروضاً هذا الامر، لو ذكرت جمعية المبرات على اللائحة قد نبرر لهم ولكن لم تذكر”. وأكد أن الجمعية لا تتلقى أي دعم من أي دولة بما في ذلك ايران، مضيفاً ان “أموالنا دائما من الناس وبعيدا عن أي تسييس ولذلك نحن حريصون على بقاء هذه الصورة”. وترعى جمعية “المبرات” دور الايتام بشكل عام كما ترعى ذوي الاعاقة والمصابين بالتوحد وتوفر مأوى للمسنين وكذلك مؤسسات صحية في العديد من المناطق اللبنانية، ولها امتدادات في مناطق أخرى في العالم، من ضمنها الولايات المتحدة وأفريقيا واستراليا حيث توجد مؤسسات تربوية تابعة لها. ولدى جمعية “المبرات” مؤسسات لتأمين الموارد بما فيها فنادق ومطاعم ومحطات وقود.

 

فتفت لـ«السياسة»: السلة المعروضة بالحوار تعني الذهاب لمؤتمر تأسيسي

بيروت – «السياسة»:/22 أيار/16/أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت، أن العشاء الجامع في دارة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري حمل أكثر من رسالة، «فالمملكة الطرف الوحيد الذي يستطيع أن يجمع تقريباً كل اللبنانيين، وبالتالي تريد أن تقول إنها لم تتخل يوماً عن لبنان وتهتم به إلى أقصى درجة، لكن المشكلة القائمة مصدرها لبنان وليس العكس». وقال لـ«السياسية» إن السفير عسيري أراد القول إن الانتخابات الرئاسية مسؤولية لبنانية وعلى القيادات معالجة الفراغ بأسرع وقت ممكن حتى نبقى قادرين على حماية البلد، فهي أشبه ما تكون رسالة تحذيرية من تداعيات ما يجري في الإقليم. ورأى فتفت أنه من الصعب حصول تغيير في مواقف المملكة العربية والدول الخليجية من لبنان، لأن «حزب الله» مستمر في سياسته الضارة بلبنان من خلال تدخله في شؤون الدول العربية، مضيفاً إن الأمين العام للحزب حسن نصرالله «غير آبه بالمصالح الوطنية اللبنانية، من خلال الهجوم على المملكة العربية السعودية والإصرار على الانغماس في سورية أكثر، وهذا يدل على أنهم لا يتعلمون من الدروس وعسى أن يقتنعوا بأن ما يقومون به جريمة بحق لبنان». واعتبر أن التفكير بإجراء الانتخابات النيابية قبل الاستحقاق الرئاسي أمر خطير، لأن لا شيء يضمن حصول الانتخابات الرئاسية بعد الانتخابات النيابية، «باعتبار أن الالتزامات السابقة ذهبت أدراج الرياح، جراء عدم التزام «حزب الله» بتعهداته والأمثلة على ذلك كثيرة، فما الذي يمنع أن يكرر «حزب الله» ثانية عدم التزامه بكل ما قد يتعهد به بالنسبة إلى حصول الانتخابات الرئاسية بعد إجراء الاستحقاق النيابي»؟ وقال إن السلة التي عرضت في حوار عين التينة تعني عملياً الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي خلافاً لما يقوله الدستور والذي ينظم سائر الملفات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة وغيرهما، وهذا يعني أيضاً أننا ننفذ ما يطلبه «حزب الله»، مشدداً على أن الرئيس نبيه بري يدرك أن الأمور مرتبطة بما يجري في الخارج.

 

نصر الله أغلق باب الحلول بانتظار الحسم في سورية

بيروت – «السياسة»:/22 أيار/16/أكدت أوساط سياسية بارزة لـ«السياسة»، أن التصعيد الذي برز في مواقف الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في خطابه الأخير، أول من أمس، وتأكيده الاستمرار في سورية وزيادة حجم الوجود العسكري للحزب في هذا البلد، ينطوي على كثير من التداعيات السلبية على لبنان ومن شأنه أن يوصد الأبواب أمام أي حل سياسي، وهذا بالتأكيد لن يسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية ولا النيابية، لأن الحزب وكما بدا من كلام نصر الله ليس مهتماً بالشأن اللبناني ولا بالحلول التي يُحكى عنها وإنما يركز كل جهوده للموضوع السوري، الأمر الذي لا يدعو إلى كثير تفاؤل بإمكانية أن ينتج الحوار لالوطني في عين التينة أي نتيجة، وإن ما يُطرح من سلة مجرد مناورات سياسية لكسب الوقت ليس إلا، لأن الجميع يدرك أن الحلول غائبة طالما أن الأمور لم تحسم في سورية، ولذلك فإن «حزب الله» يراهن على عامل الوقت قبل أن يقرر ماذا سيكون عليه الحال في لبنان، سواء في ما يتصل بالانتخابات النيابية أو الرئاسية أو غيرهما.وفي السياق، اكتفى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري عبر «وكالة الأنباء المركزية» بالتعليق على كلام نصرالله بالقول «مكابرة وهروب الى الامام، ومزيد من التورّط في المستنقع السوري، لكن في النهاية من سيتّخذ قرار الانسحاب من سورية هو حزب الله».

ولفت الى «كرّ وفرّ في الميدان السوري ولا احد يستطيع حسم الحرب، لكن للاسف ما نراه في لبنان وتحديداً داخل بيئة «حزب الله» مزيداً من النعي ومواكب التشييع لعناصره التي تسقط في سورية».

 

عدم التزام لبنان الإجراءات الأميركية ليس مطروحاً

ثريا شاهين/المستقبل/22 أيار/16

تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن القرار الأميركي في شأن العقوبات المصرفية على «حزب الله»، لا يمكن للحكومة اللبنانية أن تجابهه. انه قرار أحادي الجانب في الولايات المتحدة، وليس قراراً دولياً. لكن وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن للحكومة أن توقف منع التحويلات من مصرف نيويورك المختص بالتحويلات عبر العالم، كما لا يمكنها أن تقوم بعقوبات مماثلة كرد على هذا القرار. لذلك لا يمكن للحكومة أو لأي موقف لبناني رسمي، أن يقف في وجه الاجراءات المفروضة، لأن ذلك يعني الخروج من النظام المالي العالمي، وهذا ما ينعكس سلباً على النشاط المالي والمصرفي والاستثمارات وحركة الأموال بين لبنان والخارج، وكذلك حركة الشيكات. وتوضح المصادر، أن الولايات المتحدة لطالما كانت تعتبر الحزب ارهابياً، ووضعته على لوائحها للإرهاب حتى قبل مشاركته في القتال في سوريا. وحين بدأ قتاله هناك، وضعه الأميركيون على لائحة المنظمات الارهابية التي تختص بسوريا، لكن الاجراءات اتخذت بعدما رصدت واشنطن شبكات مخدرات وتهريب أسلحة تعود للحزب وتعمل بين أفريقيا وأميركا اللاتينية، فتجمعت عوامل عديدة بالنسبة الى الولايات المتحدة أدت الى التركيز على أنشطة الحزب والعمل بكل الوسائل لقطع امدادات التمويل عنه.

وتؤكد المصادر أنه على الرغم من تغيير طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران اثر توقيع الاتفاق النووي، فإن أجواء الارتياح الذي خلقه لم ولن تؤثر في موقف واشنطن من الحزب. بل على العكس، فإن الانفتاح الأميركي على ايران، سيجعل واشنطن أكثر تشدداً مع الحزب في إطار إرضاء الجماعات المتشددة لديها، لا سيما في الكونغرس، والتي تدعم إسرائيل. وأي تعديل في الموقف الأميركي حيال الحزب مستقبلاً، سيحصل في ظل سلوكه، وفي ظل سلة متكاملة للحلول في المنطقة بتوافق دولي إيراني. حالياً هذا هو الوضع الدولي مع الحزب، الذي لا يبدو وفقاً للمصادر، أن لديه مصلحة في اللجوء الى ضغوط قوية داخلياً، لأن لا امكانات كبيرة لديه، وليس من مصلحته القيام بذلك. كذلك ليس مطروحاً عدم التزام لبنان الاجراءات التي بدأت فعلاً تأخذ حيز التنفيذ، لأن عدم الالتزام له تداعياته. وأي مطالبة من الحزب بأن تأخذ الدولة موقفاً من الاجراءات، ستقابلها مطالبة بأن يتخذ الحزب الموقف اللازم بالنسبة الى سياسة النأي بالنفس عن الحرب السورية، واحترام «اعلان بعبدا». وتؤكد مصادر ديبلوماسية أخرى، أن القطاع المصرفي وان كان عليه التنبه من أجل أن يستمر شريكاً دولياً للعالم، فهو يستطيع تخطي هذه المسألة بطريقة معينة، وقادر على حماية ذاته. في الأساس كان الأمين العام للحزب حسن نصرالله قال سابقاً ان حركة الحزب المالية لا تمر عبر المصارف، وهذا يريح الجو المصرفي. بعد العام 2001، والاستهدافات الارهابية داخل الولايات المتحدة، بات لديها جهاز يكشف كل التعاملات المالية في العالم. ولهذا السبب يفضل الحزب التعامل بالدفع والقبض المباشرين لكي لا تنكشف مصادر تمويله. لكن الحذر في التعامل حيال لبنان سيكون في ازدياد في هذا المجال. المصارف تعمل ما في وسعها لدرء أية مخاطر، ولديها علاقات مباشرة مع الادارات المعنية داخل الولايات المتحدة، من أجل أن تفهم بالتحديد الاجراءات، وماذا تريد، ولاستطلاع أية نتائج وحلحلة أية مسائل، وبالتالي، سيتم التدقيق فعلياً بكل العمليات ولا سيما أن النظام الأميركي بحد ذاته، يُعرّض بصورة أوتوماتيكية للعقوبات كل من يتعامل معه، ويمرر في الوقت نفسه حركة مالية متصلة بمن تم وضعه على لائحة الارهاب من أسماء أو شركات. والأميركيون يعتبرون أن هذا النظام هدفه حماية المصارف الأميركية من الخطر. ولذا على الشركات او المصارف المتعاملة معه التدقيق في الأسماء لمعرفة مع من يتعاملون. وتشير المصادر الى أن هناك شركات وهمية أيضاً مستهدفة من القرار الأميركي، وهذه موضع ملاحقة من وزارة الخزانة، وستسعى الى كشفها، وكانت دائماً تحرز تقدماً جوهرياً في اظهارها، الأمر الذي تميزت به الوزارة حيال كل الذين يجب فرض عقوبات عليهم، فهناك عصابات مالية عالمية معنية بالموضوع منها مكسيكية، وأشخاص وشركات تنتقل بين أفريقيا والولايات المتحدة مشكوك في وظائفها، وهناك الارهاب المحدد في القرارات الدولية مثل أنشطة «داعش» و»النصرة» فضلاً عن استهداف الحزب. وسيعمّق الأميركيون أبحاثهم ويوسعونها في كل اتجاه لكشف كل التفاصيل.

في المبدأ العقوبات من دولة الى دولة تكون غير ملزمة إنما محرجة، ولكن إذا جاءت في إطار قرارات صادرة عن مجلس الأمن فتصبح ملزمة. وحالياً لا يمكن اعتبار القرار الأميركي غير ملزم، والمصارف تتعامل بالدولار الذي تمسك به الولايات المتحدة، والمصارف ستتلافى أية اشكالات معها، ولا سيما ان كل التحويلات في العالم تمر عبر مركز نيويورك. وستعتمد طرقاً وفق آليات عمل داخلية لا يتم الاعلان عنها ضمن اطار الالتزام بعدم المس بالوضع المالي، والاستقرار الاقتصادي، وحسن العلاقات بدول العالم.

 

تجميد العقوبات على المقربين من "حزب الله"

المدن - اقتصاد | السبت 21/05/2016/تجميد العقوبات على المقربين من "حزب الله" لم يتطرق نصرالله في خطابه لقضية العقوبات الأميركية على "حزب الله"

علمت "المدن" أن المصارف جمدت إجراءات قفل حسابات أفراد وكيانات إقتصادية مشتبه في علاقاتهم بـ"حزب الله"، في انتظار صدور تعميم آخر عن هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب التي يرأسها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ويفترض أن تلك الإجراءات ستبقى معلقة لمدة شهر حداً أدنى طلبها سلامة في بيانه اللاحق للتعميم 137 الصادر عن المجلس المركزي لمصرف لبنان. وهي المهلة التي حددها البيان للمصارف كي تتلقى رد "الهيئة الخاصة" على طلباتها قبل قفل حسابات الأفراد والكيانات المشار اليهم وليس بعده كما في منطوق التعميم 137. بيد أن تجميد الإجراء لا يشمل أصحاب الأسماء المدرجة في لائحة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية. ولوحظ أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لم يتطرق في خطابه الذي ألقاه الجمعة لقضية العقوبات الأميركية على الحزب. وقد فسّرت مصادر مصرفية معنية الأمر بأنه من ضمن الاتصالات السياسية والمصرفية المكثفة لمعالجة القضية في "دوائر ضيقة للخروج بأقل الخسائر المحتملة". وفي انتظار الإجراءات الجديدة بعد عودة حاكم مصرف لبنان إلى بيروت في غضون الساعات المقبلة. وتسارعت الإجراءات اللوجستية في مصرف لبنان لتحضير سلسلة اجتماعات سيعقدها سلامة لـ"الهيئة الخاصة" والمجلس المركزي لمصرف لبنان ومع "جمعية المصارف". وسيطلع سلامة رئيس مجلس النواب نبيه بري على حصيلة مشاوراته في الخارج. ونفت مصادر معنية لـ"المدن" ما ذكرته وسائل إعلامية السبت بأن مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تبييض الأموال ومكافحة الإرهاب دانيال غلايزر سيأتي مصحوباً بديفيد كوهين. إذ إن الأخير انتقل من وزارة الخزانة إلى مركز مساعد رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية منذ أيلول 2015. وما زال يشغل المركز حتى الآن. ويعتبر كوهين أحد أبرز مهندسي "القانون الوطني" الأميركي (Patriot Act) الذي صدر في فترة ولاية جورج دبليو بوش بعد أحداث نيويورك 2001. وينظر إلى القانون المذكور دستوراً للولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب. ومنه استوحى الكونغرس والخزانة القانون 2297 وإجراءاته التتنفيذية. وقد سبق لكوهين أن زار بيروت أكثر من مرّة قبل انتقاله إلى وكالة الاستخبارات المركزية. ولم يتم الإعلان مسبقاً عن تلك الزيارات. أما عن زيارة غلايزر فما زالت قائمة بحسب المصادر نفسها التي رجحت إتمامها في أحد اليومين الأخيرين من أيار الجاري. أو في موعد لاحق تبعاً لما توقعته "المدن" في إثر مغادرة حاكم مصرف لبنان بيروت قبل نحو عشرة أيام. واستبعت المصادر إلغاء الزيارة. وعلم أن اجتماعاً في جدول لقاءات غلايزر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور وزير المال علي  حسن خليل ما زال قائماً حال حضوره. بالاضافة الى اجتماعات مع رئيس الحكومة تمّام سلام وسلامة وجمعية المصارف. ويتولى بري بالتنسيق مع "حزب الله" الاتصالات السياسية في الملف بالتشاور مع رئيس الحكومة. وعلى تواصل مع "جمعية مصارف لبنان". ويعتقد على نطاق واسع أن يبقى ملف العقوبات على "حزب الله" مفتوحاً لفترة غير قصيرة، أقله على مستوى تداعيات تنفيذ الإجراءات وتشابكها ونتائجها المحتملة بين المصارف وعملائها، أو على صعيد ما يتصل بتبعات الملف الاقتصادية. خصوصاً إذ لم تأت اجراءات مصرف لبنان و"الهيئة الخاصة" المرتقبة بآلية تنفيذية تيسر تطبيق تعليمات الخزانة الأميركية على من تعتبرهم مقربين من الحزب أفراداً وكيانات ومشمولين بقانون الكونغرس 2297.

 

عقيلة الشيخ يعقوب: ظلمنا تفوح منه رائحة النفايات

السبت 21 أيار 2016 /وطنية - أعلنت عائلة الشيخ محمد يعقوب، أن عقيلته الشيخة امتثال حيدر باتت ليلتها ال 17 في مكان اعتصامها المفتوح على طريق المطار امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وجاء البيان ال 17 والذي كتب على لوح أمام المارة وفيه: "أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي. الضمائر ماتت، والقلوب قست، وظلم تفوح منه رائحة النفايات، والناس في شك يلعبون، وبعض من الطاغوت خائفون. لا نستوحش في طريق الحق لقلة أهله.الشهداء تطحن، والاعداء محمية، والاصدقاء ينكل بهم، والفاسدون يختبئون خلف الأمن والقضاء".

 

حمادة: عشاء السفير السعودي اهتمام خليجي برغم فتور العلاقات والكلمة تضمنت نفس المملكة بعودة الامور الى نصابها بين البلدين

المركزية- اعلن عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حمادة ان كلمة السفير السعودي علي عواض العسيري امس "تضمنت نفساً سعودياً جديداً تجاه لبنان مفاده عودة الى الاجواء السعودية- اللبنانية القيّمة، ورسالة بضرورة عودة الامان الى لبنان من خلال تخفيف اللهجة لعودة الخليجيين". وقال في اتصال مع "ام. تي. في": الكلمة التي القاها السفير عسيري بدت في الشكل، انها تأتي من اعلى سلطة في المملكة العربية السعودية وكأنها من خادم الحرمين الشريفين بلسان سفيره، وبالتالي كان لمحتواها معان عميقة وطويلة الامد على الشكل الآتي:

- اولا: استمرار الاهتمام السعودي والخليجي بلبنان برغم الفتور الذي ساد العلاقات، وأظن ان اول رسالة يفهمها المرء ان قطع المساعدات يعني تعليقا لها بسبب اللهجة والتصرف الناشئين من مواقف "حزب الله" الذي لم يغب عن العشاء لكنه غيّب نفسه، وكانت وتيرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل لحظات واضحة في ذلك.

- ثانيا: هدم الجدران، وفي هذا الامر مشهد سرّيالي بين كل الافرقاء على الساحة اللبنانية ما عدا "حزب الله"، كانت سهرة اجتماعية سياسية ترويجية ترفيهية، تحدث فيها الجميع من دون عقد او احقاد.

- ثالثا: اعتبار ان الحوار يجب ان يخرج بحل للازمة اللبنانية في اقرب وقت ممكن، وتمنى السفير عسيري ان يأتي عيد الفطر وللبنان رئيس جمهورية جديد، وهذا الامر ضمن سلة تحوي اطباقا، اولها رئاسة الجمهورية.

اضاف: كانت هناك رسالة ايضا بضرورة اعادة الامان الى لبنان، من دون ان يعني بذلك الامان الامني المتوافر الى حدّ ما والذي يسمح باجراء الانتخابات البلدية، لكن الامان في علاقات لبنان العربية والخارجية، ما يدعو الى تخفيف اللجهة لعودة الخليجيين الى لبنان.

ولفت الى ان "التصفيق في نهاية الخطاب عبّر عن رضى الموجودين وكأن هناك نفسا جديدا صدر عن السعودية تجاه لبنان، وهذا النفس عودة الى الاجواء السعودية - اللبنانية القيّمة، شرط ان يقوم لبنان بالحفاظ على نفسه". وعن لقاء الحريري- عون في العشاء قال " كانا يجلسان جنبا الى جنب ويتبادلان الاحاديث، ولكن خروج الرئيس الحريري واللواء شامل روكز تلبية لعشاء في الناعمة، بيّن ان التشنجات التي يتم الحديث عنها ليست بليغة.

وعن انعقاد اي خلوة بين الشخصيات الحاضرة قال "كان الجو وديا، والخلوات التي حصلت كانت لدقائق معدودة، مثلا بين الدكتور سمير جعجع وقادة امنيين وقضاة وسياسيين، وكان تبادل آراء حول موضوع الانتخابات البلدية"

 

 خطاب نصرالله انعكاس لقرار ايران بالتصعيد ميدانيـا فـي سـوريا وشكل "الانتقام" لبدر الدين بقي ضبابيا.. وتهديد اسرائيل حرب "نفسية"

المركزية- لم يحمل خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس، أيَ معطى جديداً يذكر، الا انه أكد المؤكد لناحية مضيّ "الحزب" قدما في قرار القتال في سوريا الى جانب النظام السوري ورئيسه بشار الاسد، حيث قال نصرالله في "أسبوع" القيادي الميداني البارز في "الحزب" مصطفى بدر الدين الذي اغتيل في سوريا، ان "استشهاد أي قائد من قادتنا لن يخرجنا من المعركة وسيدفعنا الى حضور أكبر فيها"، مضيفا "نحن باقون في سوريا وسنحضر في أشكال مختلفة، وسنكمل هذه المعركة". موقف نصرالله اعتبرته أوساط وزارية في قوى 14 آذار "طبيعيا" في هذه المرحلة بالذات، ذلك ان قرار "حزب الله" مرتبط بشكل وثيق بالقيادة الايرانية وبالحرس الثوري في شكل خاص، والذي يضغط منذ تعليق المفاوضات السورية في جنيف الشهر الماضي، لاعادة الكلمة الى الميدان، ويخوض الى جانب قوات "النظام" و"الحزب" معارك في حلب والغوطة وسواها من المناطق السورية، لاستعادة مناطق من الفصائل المعارضة، بما يعزز موقع الاسد وطهران التفاوضي في المرحلة المقبلة. والواقع هذا، لم يكن واردا الا ان يقول نصرالله انه باق في سوريا... وتشير الاوساط الى ان كلام أمين عام "حزب الله" تزامن أيضا مع معطيات غير مشجعة تجمّعت في أفق الازمة السورية. فالى مصير محادثات جنيف الضبابي وعجز القوى الدولية عن اعادة طرفَيها الى الطاولة، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في الساعات الماضية ان موسكو اقترحت على الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بدء شن غارات جوية مشتركة في سوريا اعتباراً من 25 أيار الجاري لاستهداف فصائل من المعارضة المسلحة التي لا تلتزم وقف النار ومنها "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة". وفي حين نفت واشنطن وجود "اي تعاون أو تنسيق مع الروس في شأن أي عمليات في سوريا"، أكد شويغو ان بلاده "تحتفظ بالحق في شن غارات منفردة". وتدل هذه المواقف الى تصعيد محتمل قد يشهده الميدان السوري مجددا بعد التاريخ المذكور. وعليه، فان "حزب الله" المنغمس في الحرب السورية، سيعدّ صفوفه للمشاركة في أي جولات قتالية مقبلة، وهذا ما قاله نصرالله أمس. في المقابل، توقفت الاوساط عند التهديد الذي أطلقه الامين العام أمس ضد اسرائيل، فوضعته في خانة "الحرب النفسية" التي دأب على ممارستها "نصرالله" في معظم خطاباته. واذا كان الهدف من هذا الكلام، وفق الاوساط، التأكيد على ان "حزب الله" لا يزال "مقاومة" في وجه اسرائيل ولو انه منخرط في الحرب السورية وفي غيرها من الميادين العربية فيما جبهة الجنوب تشهد هدوءاً لافتا، فان اشارة نصرالله الى ان "ردنا سيكون قاسيا وخارج مزارع شبعا أيا تكن التبعات، اذا استهدفت اسرائيل ايا من مجاهدينا"، شكّل من جهة تبديلا لقواعد الاشتباك بين الجانبين، لكنه أيضا أكد مرة جديدة ان "حزب الله" لا يقيم وزنا للدولة اللبنانية ولضرورة العودة اليها في قرارات مصيرية كقراري الحرب والسلم. كما ان الاوساط اعتبرت ان نبرة نصرالله العالية ازاء اسرائيل، غير الضالعة - كما قال- في اغتيال بدر الدين، أتت لتشيح الانظار وتغطّي غياب الشكل "الواضح" لأسلوب "انتقام" "الحزب" لـ"ذو الفقار"، حيث اكتفى نصرالله بالقول في هذا المجال "ثأرنا الكبير يكون في مواصلة حضورنا في سوريا وفي إلحاق الهزيمة النكراء بالجماعات التكفيرية الارهابية".

 

حوري: كلام نصرالله مكابرة وهروب الـى الامام ووقرار الانسـحاب من سوريا بيد "حزب الله" وحده

المركزية- متّهماً وواعداً بالثأر و"بتعزيز" الحضور العسكري في سوريا، اطل امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله امس على جمهوره في الحفل التأبيني الذي اقامه "حزب الله" في ذكرى اسبوع اغتيال مصطفى بدر الدين في سوريا، محمّلاً الجماعات التكفيرية مسؤولية مقتل "ذو الفقار"، مشدداً على ان "ثأرنا ان نواصل حضورنا وان يتعاظم حضورنا في سوريا"، من دون ان يغفل التوجّه الى الإسرائيليين محذّراً "اذا امتدت يدكم الى اي مُجاهد من مجاهدينا سيكون ردّنا واضحاً ومباشراً، مهما كانت التبعات وخارج مزارع شبعا". وفي السياق، اكتفى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري عبر "المركزية" بالتعليق على كلام نصرالله بالقول: مكابرة وهروب الى الامام، ومزيد من التورّط في المستنقع السوري، لكن في النهاية من سيتّخذ قرار الانسحاب من سوريا هو "حزب الله". ولفت الى "كرّ وفرّ في الميدان السوري ولا احد يستطيع حسم الحرب، لكن للاسف ما نراه في لبنان وتحديداً داخل بيئة "حزب الله" مزيداً من النعي ومواكب التشييع لعناصره التي تسقط في سوريا". من جهة ثانية، اوضح حوري ان "اللجان النيابية المشتركة ستبحث في شكل مُفصّل في القانون المُختلط ابتداءً من الجلسة المقبلة المُقررة في 26 الجاري"، مشيراً الى ان "مجلس النواب هو من يُناقش "تقسيم" عدد النوّاب وفق النظام الاكثري والنسبية".

 

ولادة اللائحة التوافقية في طرابلس وريفي سيدعم تحالف المجتمع المدني والمناطق الشعبية

نهارنت/21 أيار/16/ولدت في طرابلس بعد مخاض طويل اللائحة التوافقية المدعومة المدعومة من الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي. ويرئس اللائحة التي أطلقت عليها تسمية "لطرابلس" الدكتور عزام عويضة وهي تضم نخبة من الوجوه الشبابية من حملة الاختصاصات في كافة المجالات. وتعهد عويضة بإعادة طرابلس عاصمة ثانية للبنان وأن يكون معرض طرابلس والمرفأ بوابة الشرق. في المقابل، استغرب وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي تحالف "المستقبل" مع الرئيس ميقاتي معلناً انه لا يُحب تدوير الزوايا، وقال: "لن اشكل لائحة ولكن سأدعم تلك التي تؤسس شراكة بين المجتمع المدني وممثلين عن المناطق الشعبية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جان عبيد: خطاب سفير السعودية مهماز لضمائر المسؤولين وقدوة لمسؤوليتهم

السبت 21 أيار 2016 /وطنية - أعلن الوزير السابق جان عبيد أن " سببا قاهرا حال دون تلبيتي عشاء سفير المملكة العربية السعودية علي عواض العسيري، لكنني تمعنت في قراءة كلمته إلى القيادات اللبنانية المختلفة المتحلقة حول مائدته". وقال في بيان ان "في خطبة السفير من بابها الى محرابها، تعبيرا عاطفيا عاقلا حريصا عن محبة لبنان وقياداته ومصلحته، ودعوة الى الحرص والصدق والحدب على هذا الوطن الحبيب، وعلى من يسوس أموره ويدير شؤونه. وفي فقراتها بل في كل جوانبها، تبدى ان الكلمة تتميز عما يمارسه العديد من الساسة وأولي الشأن تجاه بعضهم وتجاه وطنهم". وأضاف: "انه لمن اللافت ان يتمكن هذا الرجل المحب للبنان بهذا القدر والكياسة، من ان يؤلف بين من التقوا في رحاب منزله، ولا يتمكن العديد من هؤلاء ان يلبوا نداء الوطن والضمير والمصير، ويبادروا الى التضامن والتوافق والتلاقي والتحابب والتعاقد من أجل لبنان ومصلحته وسياسته ورئاسته". وتابع: "ان خطاب السفير العسيري ليس نداء فحسب الى اللبنانيين ومسؤوليهم، انه مهماز لضمائرهم وقدوة لمسؤوليتهم واستنفار لوجدانهم من الاعماق من قبل السفير، عسى ان لا تذهب روح هذا الكلام وتفاعلاته ومستلزماته ومتوجباته مع الريح"، مشيرا إلى ان "هذه ليست مسؤولية السفير، بل واجب قيادات لبنان ومسؤوليه ووجدان ولاة أمره وأهله ورسالته". وختم عبيد: "كانت رسالة لبنان دوما وطموح المقتدرين الطامحين فيه تجسيد الإخاء والجمع بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، وبين العرب والعرب والمسلمين والمسلمين، بل بين الاسلام والمسيحية، وأهل الإيمان والأديان في رحاب الدنيا".

 

جعجع التقى رئيس وأعضاء لائحة مغدوشة بتجمعنا: تحوي فاعليات شبابية قادرة على تقديم الأفضل للمنطقة

السبت 21 أيار 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، رئيس وأعضاء لائحة "مغدوشة بتجمعنا"، في حضور منسق القوات في منطقة صيدا - الزهراني ادغار مارون، مسؤول الماكينةالانتخابية ل"التيارالوطني الحر" في الجنوب ماهر باسيلا، رئيس مركز مغدوشة في "القوات" فادي قطان. عقب اللقاء، قال جعجع: "كان لي شرف استقبال لائحة "مغدوشة بتجمعنا.. سوا بنعمرها"، لأن لدينا فعلا النية لنعمرها سويا، فمغدوشة كالعديد من البلدات مهملة منذ زمن ولا يتم الاهتمام بها كما يجب، لكن هذه المرة توجد لائحة شبابية كبيرة وتحوي كل الفاعليات القادرة على تقديم الأفضل لمغدوشة"، داعيا "المواطنين على مختلف انتماءاتهم للتصويت غدا وبكثافة لهذه اللائحة في صناديق الاقتراع". وأضاف: "صحيح ان كل اتكالنا هو على "سيدة المنطرة"، لكن يمكننا أيضا أن نساعدها قليلا عبر انتخاب مجلس بلدي فعال". من جهة ثانية، التقى جعجع وفد بلدية زوق مصبح برئاسة عبدو الياس الحاج، في حضور عضو الهيئة العامة شوقي الدكاش، ومنسق "القوات" في كسروان الفتوح جوزف خليل. والقى نائب رئيس البلدية يوسف مغامس كلمة، قال فيها: "يوم قلتم نعم للائحة الهوية الجديدة في زوق مصبح ويوم دعوتم علنا وجهارا محازبيكم ومناصريكم الى التصويت بقوة وصدقية لهذه اللائحة، دعوتكم تجلت تعبيرا مشرفا في صناديق الاقتراع، وترجمت فوزا باهرا للائحة بكاملها". وأضاف: "باسم المجلس البلدي والاختياري المنتخبين، أشكر "القوات" على دعمها وتأييدها النابعين من قناعتكم واقتناعكم بقدرات الموارد البشرية، التي تشكل هذه اللائحة". وختم: "أوجه تحية صادقة الى شوقي الدكاش وبياترو الحاج، اللذين رافقانا في حملتنا، وظلا على تواصل معنا منذ لحظة تشكيل اللائحة حتى لحظة فوزها".

 

بري دعا الجنوبيين إلى الاقتراع والتزام لوائح أمل وحزب الله

السبت 21 أيار 2016 /وطنية - توجه الرئيس نبيه بري الى الجنوبيين قائلا: "انها انتخابات إنماء ووفاء. ومن هنا أتوجه الى أهلنا في كل بلدات الجنوب مؤكدا عليهم التزام اللوائح التي تم التفاهم عليها بين حركة "أمل" و"حزب الله" ولم تراع إلا مصلحة الجنوب وأهله". أضاف: "لكل الاخوة أبناء الجنوب أقول: لنجعل من يوم الانتخاب يوم عرس للجنوب لا بل للبنان، عبر المشاركة الكثيفة في عمليات الاقتراع، وتقديم أعلى مستوى حضاري وديموقراطي". وختم: "آمل ان تكون الانتخابات البلدية والاختيارية فاتحة خير نحو الانتخابات الرئاسية وكذلك الانتخابات النيابية وفق قانون عصري يلبي تطلعات جميع اللبنانيين".

 

الكتائب تجدد تأكيد موقفها من انتخابات جزين

السبت 21 أيار 2016 /وطنية - جدد حزب الكتائب اللبنانية، في بيان اليوم، تأكيد موقفه من الانتخابات النيابية والبلدية في جزين، وجاء فيه: "في الانتخابات البلدية، انطلاقا من حرص الكتائب على اعتبار الانتخابات شأنا محليا انمائيا يؤكد الحزب قراره بمنح الرفاق الكتائبيين في قضاء جزين عامة وفي مدينة جزين خاصة الحرية المطلقة باتخاذ القرار المناسب لمصلحة قراهم طالبا من جميع المحازبين والمناصرين دعم المرشحين الكتائبيين". وختم: "في الانتخابات النيابية اعلن الحزب ان اخلاقياته السياسية لا تسمح بخوض معركة على مقعد شغر بسبب وفاة خاصة وان فترة الولاية المتبقية لا تتعدى السنة".

 

مطارنة الشمال: للانتخاب بحرية وتجنب الرشوة والخصومات

السبت 21 أيار 2016 /وطنية - أطلق مطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس أفرام كرياكوس ورئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده ورئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار جاورجيوس ضاهر نداء دعوا فيه إلى الانتخاب بحرية وتجنب الخصومات. وجاء في نص النداء: "أنتم تعلمون ان الانتخابات البلدية والاختيارية ستحصل الاحد المقبل أي بعد أسبوع من اليوم، لذلك وجب علينا ان نذكركم انه إضافة الى انتمائنا الكنسي للرب يسوع، نحن ايضا ننتمي الى هذا الوطن الذي نحبه ونتمنى له الافضل لكي نعيش فيه اخوة مع كل اللبنانيين. الانتخابات المقبلة هي حق الوطن علينا فعلينا ان نمارس مواطنيتنا بحرية يسوع المسيح التي أعطانا". أضاف: "نهيب بكم ايها الابناء الاحباء ان تمارسوا هذا الواجب الوطني كأعضاء فاعلين في المدن والقرى التي نحن منها وفيها وان نحكم ضمائرنا في هذا الانتخاب. المرشحون كثر وهذا من حقهم، لكننا ننبهكم اننا كلنا اخوة ولو اختلفنا في نظرتنا الى المرشحين وفي المعتقدات السياسية". وتابع: "يوم وتنتهي الانتخابات ونعود الى حياتنا العادية مع الجميع، اذن فليرجع كل واحد منا الى إيمانه وضميره وينتخب بحرية أبناء المسيح من يراه مناسبا من المرشحين وذلك من أجل إنماء الوطن. تجنبوا يا أحباءنا الخصومات بينكم لاننا كلنا اخوة بالرب يسوع ومتساوون في المواطنة. عبروا عن رأيكم في صندوقة الانتخابات ولا تقاطعوا وانتخبوا من تقتنعون به ونحذركم من الرشوة التي هي خطيئة". وختم: "لا تضعوا الاحقاد في قلوبكم فهناك دائما في هذه الحياة الرابح والخاسر، حياتنا مستمرة كاخوة وأقارب وجيران، نطلب الى الله ان ينير عقولكم وقلوبكم لنبدأ معا مرحلة جديدة بعد الانتخابات تكون فيها الخدمة والإنماء لنا وللجميع".

 

الراعي من جوهانسبورغ جنوب افريقيا: باستعادة جنسيتكم تحافظون على هوية لبنان

السبت 21 أيار 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في اطار زيارته الراعوية الى جنوب افريقيا، الذبيحة الالهية في كنيسة سيدة أرز لبنان في جوهانسبورغ، عاونه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح والزائر الرسولي على جنوب افريقيا الاكسرخوس سيمون فضول والرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الاب العام مالك بو طانوس والمشير الاب فادي تابت وآباء الرسالة في جوهانسبورغ والمونسنيور بارني ماكالير مع لفيف من الكهنة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "الاب الذي في يعمل اعماله"، أشار فيها الى دور الرب في حياتنا والى دور الكاهن في خدمة الرب، فقال:"كلمة الرب يسوع في إنجيل اليوم تبين لنا اعماله . فالعميان أبصروا والبكم تكلموا والصم سمعوا والعرج مشوا والبرص تطهروا والموتى قاموا ليظهر للجماهير انه اله متجسد. هو يدعونا اليوم ان نعمل نحن اعمال الرب عندما نعمل عمل الخير عندما نقول الحقيقة ونبني العدالة والسلام نعمل عمل الله كذلك عندما نحب بعضنا بعضا وعندما نحسن على الفقير ونسامح من يسيء الينا هكذا تظهر الحقيقة الكبرى ان الانسان مخلوق على صورة الله. الباباالقديس لاوون الكبير كان يقول "أيها الانسان اعرف كرامتك فانت مخلوق على صورة الله". أضاف: "يسعدنا اليوم ان نحتفل بعيد الثالوث الأقدس في كنيسة سيدة الأرز في جوهانسبورغ في افريقيا الجنوبية واحيي الآباء المرسلين اللبنانيين الذين يخدمون رعيتنا وجاليتنا اللبنانية، فمن خلال سر الكهنوت يقومون بعمل الله. فالكهنوت يعطي سلطانا إلهيا وعندما يعظ الكاهن انما يفعل ذلك باسم المسيح وعندما يعمد او يثبت يقوم بذلك باسم المسيح كذلك عندما يغفر الخطايا وعندما يقيم ذبيحة القداس أيضا. لهذا السبب انتم تحبون الآباء وتؤازروهم". ونوه بدور الجالية اللبنانية قائلا:"أحيي كل هذه الأجيال التي اتت منذ حوالي مئة وثلاثين سنة الى جنوب افريقيا وحقق أبناؤها ذواتهم بمؤازرة الكهنة الذين رافقوهم منذ وصولهم، ثم تولت جمعية المرسلين اللبنانيين هذه الخدمة، وأننا نشكر الجمعية والاباء على رسالتهم هذه". وتابع: "أحيي أبناء جاليتنا انتم الذين ساعدتم هذه الدولة على كل المستويات، فمن يبني يقوم بعمل الله. لا يكفي ان نقول ان الانسان مخلوق على صورة الله وحسب انما يجب ان نتذكر ان الله هو فينا وفي إرادتنا، فمن ارتكب الشر يكون قد طرد الله من حياته وهذه جريمة كبرى بحق الله وهذا تمرد على الخالق. لذا نحن نصلي معكم من اجلنا جميعا كي نعيد الله الى نفوسنا، ونصلي خصوصا من اجل منطقة الشرق الاوسط ، من اجل شعوبها كي تعيش بسلام، ومن اجل امراء الحروب لكي يستعيدوا صورة الله فيهم فيوقفوا الحروب ويحترموا كرامة الناس . نصلي من اجل من يتعاطى الشأن العام كي يدرك ان المسؤولية السياسية هي مسؤولية خطيرة هدفها الاساسي تأمين الخير العام". وختم الراعي قائلا:"اطلب منكم ان تصلوا يوميا وتقولوا: "يارب ساعدني في هذا اليوم كي اقوم بالعمل الذي تريده مني لأعكس صورتك في حياتي، انت يا من خلقتني على صورتك ومثالك".

حفل العشاء

بعد القداس، أقامت الجالية اللبنانية حفل عشاء على شرفه، تخلله كلمات ترحيبية. وفي كلمته أشار الراعي الى "العلاقة التي تربط البطريركية بأبنائها المنتشرين في جنوب افريقيا، متوقفا عند اربع نقاط تجسد هذه العلاقة: الجماعة المسيحية الموجودة في جنوب افريقيا، الآباء المرسلون، السفارة اللبنانية والمؤسسة المارونية للانتشار". أضاف: "انتم ابناء الجالية اللبنانية دمكم لبناني وشخصيتكم لبنانية. هذا ليس كلاما شعريا بل حقيقة علمية وتاريخية. خذوا موضوع استعادة الجنسية على محمل الجد لان فيها استمراريتكم من خلال ما تمنحكم من حقوق مدنية قد لا تهتمون لها انتم لكن ستفيدون بها أولادكم وتحفظون تراثكم وشخصيتكم. الجنسية اللبنانية مهمة لان لبنان البلد الوحيد الذي يحافظ على التعايش المسيحي - الاسلامي ويفصل بين الدين والدولة النظام السياسي في لبنان مبني على الديمغرافيا. المسيحيون والمسلمون يتشاركون رسميا في الحكم والإدارة . الدولة تأخذ بعين الاعتبار المناصفة، لكن نريد ان يتطابق الواقع مع هذه الاعتبارات. انتم باستعادة جنسيتكم تحافظون على هوية لبنان وهنا يكمن دوركم ومسؤوليتكم. الزيارة الراعوية التي نقوم بها تندرج في اطار الشعار الذي اتخذته لرسالتي "شركة ومحبة". الشركة ببعديها الوحدة مع الله والاتحاد مع الناس . فعندما نبني بيتا نضع حجارة وأسمنت اي نبني البيت بالحب، دون حب لا بناء، نحن بحاجة لمحبة الناس". وكان تحدث خلال حفل العشاء رئيس الجمعية اللبنانية المسيحية ايرول ريشا، مشيرا الى "دور المرسلين الموارنة في جنوب افريقيا في مرافقة الجالية اللبنانية منذ اكثر من مئة وثلاثين عاما". كما تحدث عن "اهداف المدرسة التابعة لجمعية المرسلين التي انتهجت تعليم اللغة العربية وتراث الكنيسة المارونية وطقسها الليتورجي". بدوره، شرح القائم باعمال السفارة اللبنانية في جنوب افريقيا ارا ختشادوريان في كلمته، "تطور ملف استعادة الجنسية وانجازات السفارة في هذا الاطار ومتابعته للملف مع وزارة الخارجية اللبنانية". ثم كانت كلمة لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت أفرام، حض من خلالها "اللبنانيين في جنوب افريقيا على المطالبة بجنسيتهم اللبنانية". كما، تحدث السفير اللبناني السابق في جنوب افريقيا شربل اسطفان عن "الاهتمام الذي أولاه خلال عهده وما زال لملف الجنسية"، داعيا "الحكومة الى تفعيل طلبات استعادة الجنسية". وتطرق رئيس الرسالة المارونية في جنوب افريقيا الاب بدوي حبيب الى "رسالة الجمعية ودورها في مرافقة ابناء الكنيسة المارونية في عالم الانتشار".

 

مأدبة عسيري اعادت الحرارة للعلاقات اللبنانية – السعودية ووكسرت الحاجز القائم على المسـتوى اللبناني – اللبنانـي

المركزية- شكلت مأدبة العشاء التي اقامها ليل امس السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري في دارته في اليرزة للقيادات اللبنانية والتي جمعت رؤساء سابقين للحكومة ومسؤولين من مختلف الاطياف والفرقاء، مفصلا رئيسيا في مسار الاوضاع السياسية اللبنانية التي تعاني من المراوحة والجمود منذ سنتين ان لم يكن اكثر. وترى مصادر موثوقة في قوى الثامن من اذار عبر "المركزية" ان المناسبة حتمتها الى الاوضاع الدولية والاقليمية الراهنة، العلاقة المشوبة بالتوتر والحذر على المستوى اللبناني العربي ومع دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا، ولرغبة المملكة في تصحيح ما شاب هذه العلاقة من نتوءات.

وتضيف: واذا كان الحضور اللبناني الجامع في المأدبة والكلام الذي ضمنه السفير عسيري للكلمة التي القاها في المناسبة والذي اكد وقوف المملكة الدائم الى جانب لبنان وعدم تخليها عنه يؤشران الى ايجابية عودة العلاقات اللبنانية السعودية الى سابق عهدها فان حضور سفراء دول مجلس التعاون الخليجي مؤشر ايضا الى عودة انسحاب العلاقة الايجابية على المستوى الخليجي ككل وربما أسس لعودة المصطافين العرب هذا الصيف الى لبنان. والى الكلام الذي ساقه السفير عسيري في شأن "حوار من نوع جديد" وضرورته والدعوة الى ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للبلاد قبل عيد الفطر – مطلع شهر تموز المقبل - وما حمله من دلالات سياسية، فان المأدبة في حد ذاتها شكلت مناسبة لكسر الجمود السياسي اذ تخللها اكثر من لقاء وحديث بين اقطاب ومسؤولين لبنانيين حكم الجفاء بينهم في الفترة الاخيرة. في اي حال تختم الاوساط وإذا كانت المأدبة تدل الى قرار سعودي بإعادة الصفاء والنقاء الى العلاقة مع لبنان واطيافه كافة، فان المصادر تتوقف بكثير من الاهتمام عند الاتصالات التي قادها على الخط السعودي اللبناني الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الذي كان له اكثر من لقاء مؤخرا مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند علما ان فرنسا كانت ولا تزال معنية بالهبة العسكرية السعودية للجيش اللبناني واتصالاتها لم تنقطع يوما مع قادة المملكة ومسؤوليها وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لا بل ان ذلك عزز اكثر العلاقة بين الدولتين.

 

صيدا وجزين أبرز محطات "الأحد الانتخابي" البلـدي – الفرعـي الطويل!

مواقف عسيري تؤكد حياد المملكة "لبنانيا"..وتؤسس لطي صفحة التأزم؟

سلام الى اسطنبول..ومسؤول أميركي في بيروت متابعا "العقوبات المالية"

المركزية- رزمة الملفات السياسية المحلية التي ازدحمت فوق المسرح اللبناني في الساعات الماضية، وكان أبرزها ملف "توطين النازحين السوريين" الذي سارع الدبلوماسيون الامميون والغربيون الى توضيحه واحتوائه، اضافة الى مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي أكد فيها "البقاء في سوريا"، والكلام الوجداني - السياسي الذي قاله السفير السعودي علي عواض عسيري امام أكثر من 150 شخصية لبنانية اجتمعت في دارته، ودعاهم فيه الى "ايجاد الإرادة السياسية والحلول التوافقية، بحيث يحلّ عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد".. من المرجّح ان تحتجب كلّها خلف غبار الانتخابات البلدية التي تشهد محافظتا الجنوب والنبطية مراحلها الثالثة غدا، بخاصة انها تمتاز بـ"نكهة" مختلفة عن سابقتيها حيث تتخللها انتخابات نيابية فرعية في قضاء جزين.

الثنائي الشيعي: وفي وقت أعدّ ثنائي "حزب الله - أمل" العدّة لخوض غمار الاستحقاق البلدي جنبا الى جنب، ومهّد نصرالله والرئيس نبيه بري له بكلام واضح حثا فيه الجنوبيين على الاقبال الى صناديق الاقتراع، حيث أكد الاول ان "المشاركة تتمحور حول خيارات سياسية بالدرجة الاولى"، في حين دعا الثاني الى "الالتزام باللوائح والمشاركة الكثيفة" أيضا.. يبدو معظم المعارك محسوما سلفا لصالح "الثنائية" و"لكن".. ذلك ان لوائحها الائتلافية ستواجه في اكثر من بلدة لوائح شكلتها "العائلات" لم تكن الانتماءات الحزبية معيار تأليفها، كما انها ستنافس في أكثر من 60 قرية لوائح لـ"الحزب الشيوعي اللبناني"، في وقت أنتج الاستحقاق "شقاقات" في صفوف "الحركة" و"الحزب" الداخلية.

صيدا: في المقابل، تتجه الانظار الى صيدا احدى أهم محطات الاستحقاق البلدي جنوبا، وتتنافس فيها 3 لوائح على مقاعد المجلس البلدي الـ21، وهي: لائحة "إنماء صيدا" برئاسة محمد السعودي المدعومة من "تيار المستقبل" و"الجماعة الإسلامية" وعبد الرحمن البزري، ولائحة "صوت الناس" برئاسة بلال شعبان المدعومة من "التنظيم الشعبي الناصري"، ولائحة "احرار صيدا" غير المكتملة برئاسة علي الشيخ عمار وتضمه الى 7 اعضاء من شخصيات اسلامية متعاطفة مع الشيخ الموقوف احمد الاسير. وترتدي المبارزة أهمية خاصة اذ انها سترسم في نهايتها الصورة التي يريدها الصيداويون لمدينتهم، وما اذا كانوا يجنحون نحو الاعتدال الذي يمثله تيار "المستقبل" ورئيسه سعد الحريري، أو يميلون الى خط أكثر تطرفا كذلك الذي يمثله الشيخ عمار. وسيشكّل استنهاض همم الناخبين تحديا كبيرا لـ"المستقبل"، ذلك ان اي تقاعس من قبل جمهوره في الاقبال الى صناديق الاقتراع قد يفتح الباب امام اختراق لائحة "الانماء" التي يدعمها، علما انها الاوفر حظا في المنافسة.

فرعية جزين: أما عروس الشلال، جزّين، فتستقبل غدا عرسا "ديموقراطيا" من نوع آخر، بات عملة نادرة في لبنان، بعد التمديدين المتلاحقين لمجلس النواب، اذ تشهد انتخابات نيابية فرعية لملء المقعد الماروني الذي شغر بوفاة النائب ميشال حلو. وتدور المنافسة بين 4 مرشحين هم: رجل الأعمال أمل أبو زيد المدعوم من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب"، المحامي ابراهيم سمير عازار، العميد المتقاعد صلاح جبران والناشط العوني السابق باتريك رزق الله. واذا كانت الأرقام ترجّح كفّة أبو زيد، فان الاستحقاق الانتخابي سيشكل امتحانا جديدا لـ"تفاهم معراب" ولمدى التزام القواعد الحزبية به، كما انه – وعلى غرار الانتخابات البلدية- يُعدّ حقل اختبار يتيح لكل طرف تكوين صورة عن حجمه وقدراته التجييرية في الانتخابات النيابية المقبلة.

مواقف عسيري: أما في المقلب السياسي، فتصدّرت المواقف اللافتة التي أطلقها السفير عسيري أمس واجهة الاحداث المحلية. فالى جانب صورة العشاء "الجامعة" في اليرزة والتي دلّت، وفق اوساط سياسية مستقلة، الى ان المملكة تقف على مسافة واحدة من كل الاطراف اللبنانيين، فان مضمون رسالة عسيري في المناسبة، أكد أيضا ان الرياض تدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون، وما دعوتُه اياهم الى "حوار من نوع آخر" ينتج حلا توافقيا لازمة الشغور الرئاسي، الا خير دليل الى ان السعودية حيادية ولا تتدخل لصالح اي طرف على حساب آخر، على حدّ تعبير الاوساط لـ "المركزية". أما تأكيد عسيري أن "المملكة" كانت وستبقى الداعم الاساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والامني في لبنان"، ونفيُه "نفياً قاطعاً ما يُشاع عن انها تخلت عن لبنان"، فقد يؤسسان حسب الاوساط، لطيّ صفحة التأزم التي شابت العلاقات اللبنانية – السعودية في الآونة السابقة، وكان أخطر تداعياتها تعليق الرياض هباتها المخصصة لدعم الجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية.

خطاب نصرالله: في المقابل، وفي معرض قراءتها لخطاب نصرالله أمس، رأت اوساط وزارية في قوى 14 آذار عبر "المركزية" انه لم يحمل جديدا، لكنه أكد المؤكد لناحية مضيّ "الحزب" قدما في قرار القتال في سوريا. واذ أشارت الى ان كلام نصرالله انعكاس لقرار ايران بالتصعيد في الميدان في سوريا بعد تعليق مفاوضات جنيف، علّ هذا التصعيد يعزز موقع الرئيس السوري بشار الاسد وطهران التفاوضي في المرحلة المقبلة، اعتبرت ان التهديد الذي وجهه لاسرائيل يندرج في خانة الحرب النفسية، الا انه يؤكد مرة جديدة ان "حزب الله" لا يقيم وزنا للدولة اللبنانية ولضرورة العودة اليها في قرارات مصيرية كقراري الحرب والسلم. كما ان الاوساط اعتبرت ان نبرة نصرالله العالية ازاء اسرائيل، قد تكون أتت لتشيح الانظار عن غياب الشكل "الواضح" لأسلوب "انتقام" "الحزب" لمصطفى بدر الدين حيث اكتفى نصرالله بالقول "ثأرنا الكبير يكون في إلحاق الهزيمة بالجماعات التكفيرية".

سلام الى اسطنبول: على صعيد آخر، وبعدما هدأت العاصفة التي أثارها تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن توطين النازحين السوريين في البلدان التي لجأوا اليها، بتوضيح الموفدين الامميين مضمونه، يستعدّ رئيس الحكومة تمام سلام للتوجّه إلى تركيا على رأس وفد يضمّ وزيري الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والتربية الياس بوصعب ومستشارين اقتصاديين، حيث يشارك في "القمّة الإنسانية العالمية" التي تستضيفها اسطنبول غداً. ومن المرجّح ان يدعو سلام في الكلمة التي سيلقيها في المؤتمر، الدول المانحة الى تزخيم مساعداتها المخصصة للبنان لمساعدته في تحمل اعباء واعداد النزوح، خصوصا ان تداعياته وخيمة على الواقع اللبناني اقتصاديا وامنيا وسياسيا واجتماعيا. كما ستكون مناسبة يجدد فيها رئيس الحكومة موقف لبنان الرسمي من مسألة التوطين حيث سيعلن رفض تجنيس النازحين وتمسك لبنان بالعودة الامنة للاجئين الى بلادهم فور توافر الظروف الامنية المناسبة لذلك.

العقوبات الاميركية على الحزب: أما في ملف العقوبات الاميركية المالية على "حزب الله"، والذي اتُفق داخليا على متابعته بعيدا من الاضواء بين ممثلين عن "الحزب" وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فمن المتوقع ان يصل الى لبنان الأسبوع المقبل، مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والإستخبارات المالية ديفيد كوهين، للاطلاع عن كثب على كيفية تطبيق القانون الصادر عن الكونغرس الاميركي لبنانيا، وللتشديد على ضرورة الالتزام بمندرجاته. وفي حين كان من المقرر ان يوفد كوهين الى بيروت مساعده دانييل غلايزر، يدل انتقاله شخصيا الى لبنان الى مدى الاهمية التي توليها واشنطن لحسن تنفيذ القانون المذكور في لبنان. وليس بعيدا، تعهّد وزراء مالية مجموعة الدول السبع اليوم "تعزيز الجهود الدولية لمكافحة تمويل الارهاب"، في خطة عمل نشرت إثر قمة استمرت يومين في اليابان. واعتبر وزراء المالية في الوثيقة أن "تعاونا دوليا جيدا وتبادل المعلومات، أمران حيويان لمكافحة تمويل الارهاب بشكل فاعل".

 

ريفي الغائب "الاكبر" عن عشاء عسـيري والسـعودية لا "تُحسب" علــى فريق

مراد: المملكة تريد كسر الجليد بين "8 و14 آذار" من خلال اسلوب جديد للحوار

المركزية- في وقت تنشغل فيه الاحزاب بقراءة الواقع الجديد الذي افرزته نتائج الانتخابات البلدية التي تستأنف جولاتها غداً في محافظتي الجنوب والنبطية وتنتهي الاحد 29 الجاري في محافظتي الشمال وعكار، ومع عودة الحديث الى قانون الانتخاب من باب اللجان النيابية المشتركة التي تناقش صيغاً عدة وصلت الى "مشرحتها" ابرزها "المُختلط، وقبل ايام على اطفاء الفراغ الرئاسي شمعته الثانية، جمع السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري اهل السياسة من مُختلف الاتّجاهات والاصطفافات باستثناء "حزب الله" الى مأدبة عشاء مساء امس في دارته في اليرزة.

وامام حشد من الشخصيات السياسية ابرزهم الرؤساء السابقون للجمهورية والحكومة، وجّه السفير عسيري رسائل سياسية مباشرة دعاهم فيها الى "حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه "انقاذ لبنان" لأن الوقت يمرّ والاخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادراً على الاحتمال بعدما عانى ولا يزال من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب حامي الدستور الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى الحلول كافة والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من اجل خدمة الوطن والمواطن".

الغائب "الاكبر" عن العشاء الوزير المُستقيل اشرف ريفي الذي لم توجه له دعوة، بحسب ما علمت "المركزية".

مراد: وفي السياق، اوضح الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي شارك في العشاء، لـ"المركزية" ان "الغاية منه "رغبة" السعودية في الانفتاح على الجميع وألا تُحسب على طرف دون آخر، وان تكون على مسافة واحدة من الجميع"، ولفت الى ان "السفير عسيري دعا الجميع الى اقتناص الفرصة التاريخية المُتاحة اليوم للتلاقي والتحاور باسلوب جديد مُغاير عن الاساليب التقليدية السابقة، لملء الفراغ في المؤسسات الشاغرة على رأسها رئاسة الجمهورية والاتّفاق وعلى قانون للانتخابات، وعدم "التذرّع" بالاسباب الامنية لعدم اجراء الانتخابات النيابية، فالانتخابات البلدية الجارية تؤكد ان الوضع الامني جيّد".

وقال: "بيت القصيد" من العشاء كسر الجليد بين فريقي "8 و14 آذار" وان يذوبا في بعضهما البعض من خلال اسلوب جديد للحوار من اجل الوصول الى نتائج ايجابية قريبة". واعتبر ان "المملكة خطت خطوة مباشرة في التحدّث مع الجميع، وعتبر أن السفارة السعودية بيت كل من يحب لبنان ويعمل لمصلحته". وختم مراد "السعودية حاولت من خلال مأدبة العشاء هذه، ايصال رسالة بانها "مجروحة" للواقع الذي وصل اليه لبنان، وتتمنّى "الانفراج" القريب، وبأنها على مسافة واحدة من الجميع".

 

النائب محمد قباني: "النسبية" لا تؤمّن فوزاً سهلا للأحزاب

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني ان "اعتماد النظام النسبي في قانون الإنتخابات النيابية لا يؤمّن فوزاً سهلا للأحزاب المسيطرة على الطوائف بل على العكس"، لافتاً الى ان "التحالفات بين الأحزاب الكبرى لا تحصد اكثر من 50% بما في ذلك التحالف بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ"، كما ان التحالف بين "حزب الله" و"حركة امل" لن يحصد إلا ثلث الاصوات". وتوقع في تصريح ان "تشهد الأيام المقبلة تغيّرات على صعيد التحالفات"، وقال "القوات" و"التيار الوطني الحر" لن يخوضا الإنتخابات النيابية معا في كل المناطق، فـ"حزب الله" الذي لم يجيّر اصواته لـ "القوات" في الإنتخابات البلدية في زحله لن يصوّت لها في الإنتخابات النيابية". واشار قباني الى ان "التريّث في شأن مبادرة الرئيس نبيه بري الى اجراء الإنتخابات النيابية قبل الرئاسية، طبيعي لما يُشكّل هذا الطرح من اختلاف عمّا سبقه من طروحات"، موضحاً ان "كتلة "المستقبل" تنتظر رأي الرئيس سعد الحريري للبتّ في موقف "التيار" في شأن الإستحقاقات المقبلة في ضوء مبادرة الرئيس بري".

 

إعلان لائحة “تنورين بتجمعنا” المدعومة من”القوات” و”التيار”

تم الإعلان عن لائحة “تنورين بتجمعنا” المدعومة “القوات اللبنانية” والتيار الوطني الحر” برئاسة وجدي بطرس خليل وميليا طربيه والأعضاء هم جورج معين يونس، جهاد كنعان طربيه مراد، ناظم معروف طربيه، ريتا زخيا ملحمة، إيلي نبيل يونس، ليزا وليد الخوري، رفيق جرجس رعيدي، بيار انطونيوس كرم، رانيا جرجس بو لطوف، مطانيوس بولس قمير، غريس فضول فضول، جوزف سعد بطرس، داني بطرس رعيدي، شربل البدوي يعقوب، دوري صعب صعب. أما  المخاتير المدعومين من هذه اللائحة: شربل جرجس كرم، زياد كنعان يونس، جودة يوسف طربيه، وجوزف ديب حرب.

 

كوسـتانيان: نرحب بمبادرة بري إن أفضت إلى انتخـاب الرئيس/ "نحن "حزب الدستور" والدائرة الفردية الأقرب إلى التمثيل الصحيح"

المركزية- بعد جمود طويل فرضته الانتخابات البلدية والاختيارية، أعاد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ملفي الاستحقاق الرئاسي وقانون الانتخاب إلى دائرة الضوء السياسية، مبتكرا مبادرة جديدة يريد منها وضع حد لشغور رئاسي يدخل بعد أيام عامه الثالث، ولشلل مؤسساتي خطير آخذ في التمادي. غير أن مخرج بري الجديد لا يبعد "شبح" قانون الستين نهائيا، ذلك أن بري أعلن أن الانتخابات النيابية المقبلة ستجري على أساس "الستين"، إن تعذر الاتفاق على صيغة جديدة. كل هذا جعل الطرح الجديد يصطدم بجدار رفض كتائبي على لسان النائب سامي الجميل الذي فتح النار على "الستين"، داعيا إلى الاتفاق على قانون انتحابي جديد، في وقت تكثر فيه التساؤلات عن فرص ولادة قانون جديد في ضوء تصلب مواقف الأفرقاء من هذا الملف.  وفي السياق، وضع القيادي في "حزب الكتائب" ألبير كوستانيان في حديث لـ"المركزية"، هذا الملف برسم القوى المسيحية "التي عليها أن تتوحد على قانون انتخاب بدلا من قانون الستين، على أن يكون القانون الجديد مقبولا من الجميع ومنطقيا ومتوازنا. لذلك، يجب أن نكثف العمل مع كل القوى التي ترفض قانون الستين، ونتمنى أن تبقى الأحزاب المسيحية على موقفها الرافض لهذا القانون لأننا نعتبر أنه لا يؤمن الشراكة وحقوق المكونات اللبنانية، وعلى رأسها المكوّن المسيحي المغبون الأكبر فيه، علما أن طروحات عدة يمكن أن تؤمّن تمثيلا صحيحا لمختلف الفئات، بما فيها المجتمع المدني".

وقال "نعتبر أن الدائرة الفردية هي الطرح الأقرب إلى التمثيل الصحيح، مطلب تاريخي للمسيحيين في لبنان، وتلائم كل الأطراف الأخرى، كالدروز والسّنة والشيعة، ما يعني أن الجميع ينالون حقوقهم في إطار هذا الطرح. كل هذا إضافة إلى أن اجراء الانتخابات على دورتين، تطبيقا لهذا الطرح، يحدّ من المال السياسي بنسبة كبيرة ويعزز موقع الأحزاب. لذلك، نعتبره طرحا مثاليا وسنسير به حتى النهاية". وتعليقا على مبادرة الرئيس بري التي قرأ البعض بين سطورها دعوة إلى اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، فيما تشكل هذه الأخيرة الأولوية الكتائبية القصوى، أكد كوستانيان أن "معيارنا الوحيد هو الدستور. وفكرة "الرئيس بمن حضر" بدعة دستورية، فيما الدستور واضح جدا. وينص على أن انتخاب الرئيس في الدورات التي تلي الدورة الأولى يتم بالنصف زائدا واحدا، ونحن متمسكون بموقفنا الدستوري. لذلك، نعتبر أننا "حزب الدستور اليوم، فيما يغرد الجميع خارج هذا السرب. فاليوم، يفترض أن يكون المجلس النيابي ملتئما بحكم القانون في جلسات مفتوحة، ما يعني أن كل نائب يتخلف عن هذا الامر، يخالف الدستور، ونأسف عندما نرى أن المسيحيين لا يزالون يفرّطون بالدستور وبالرئاسة المسيحية بسبب خلافاتهم الضيقة والصغيرة، والتاريخ سيحاسب من يتبعون منطق "أنا أو لا أحد".

وجدد التأكيد على "التمسك بأولوية انتخاب الرئيس طبقا لما ينص عليه الدستور. وإن كان من شأن مبادرة الرئيس بري أن تؤدي إلى اتمام الاستحقاق، فنحن نرحب بها. وإن كانت تهدف إلى تضييع الوقت وممارسة ضغط معين، فستتحول إلى مادة للاستهلاك السياسي".

وتعليقا على الكلام عن "الرئيس التوافقي"، ذكّر "أننا من دعاة الرئيس التوافقي، ونعتبر أن لا حل سواه. لكن، للأسف، رشّح رفاق النضال في 14 آذار شخصيتين من فريق 8 آذار، لذلك أنا لا أعرف كيف يمكن العودة إلى الرئيس التوافقي، علما أن هذه الترشيحات لم تحدث أي خرق، لذلك، ندعو إلى العودة إلى ترشيح شخصية توافقية، وهذا يعني شخصا متزنا، قادرا، شابا متمتعا بديناميكية معينة وسمى رئيس الحزب سامي الجميل بعضاً منها". وعن العلاقة على خط الرابية- بكفيا، أشار كوستانيان إلى وجود "شرخ بيننا وبين الرابية على الأمور السياسية. لكن يدنا ممدودة للجميع عندما يجب أن نتفق على أمور حيوية للبنان والمسيحيين، كقانون الانتخاب، سنكون والرابية واحدا".

 

إعلان لائحة «بشري موطن قلبي»: في انتظار «عجيبة» مار شربل

ليا القزي/الأخبار/21 أيار/16/قرابة عشرين شخصاً التفوا أمس، في غابة الأرز، حول أعضاء لائحة «بشرّي موطن قلبي» التي تُنافس لائحة «الإنماء والوفاء لبشرّي» التي شكّلتها القوات اللبنانية برئاسة فريدي كيروز. هي «رسالة مهذبة»، كما يقول رئيس اللائحة جوزف خليفة، أراد الأعضاء الـ18 توجيهها إلى «أهلنا في بشرّي». فأوضحوا في البيان الذي تُلي عقب الإعلان عن اللائحة أنهم يخوضون «تجربة ديمقراطية حرة انطلاقاً من حقنا في الاختلاف وحريتنا في الاختيار والعمل الإنمائي التطوعي». وذلك لأنّ النهوض في بشرّي «بحاجة إلى طاقات بناتها وأبنائها». برنامج عمل اللائحة إنمائي يتألف من 14 بنداً يعطي الأولوية لتطوير قطاع الزراعة ويُركز على السياحة، تفعيل دور المرأة والجمعيات الأهلية، تأهيل الشوارع وإشراك المجتمع الأهلي في العمل البلدي. «هذه هي المرّة الأولى التي تشهد فيها بشرّي حملة انتخابية غير تقليدية»، بحسب خليفة الذي يؤكد لـ»الأخبار» أنّ التجربة «ديمقراطية وحرّة بعيداً عن كلّ الأحقاد. فايتين بكلّ تواضع». يبدو الرجل واضحاً حين لا يُخفي «وجود آراء مختلفة في المجتمع البشراوي الذي يُحب الديمقراطية. لا أحد ساذج والكلّ يُدرك المشاكل، لكننا أدرى بتذليلها وهي تُحل في صندوق الاقتراع حين لا يعود الناس مجرد أرقام لدى السياسيين». لا يفوت خليفة أن يؤكد أنّ «تضحيات الحكيم (سمير جعجع) والنائبين ستريدا طوق وإيلي كيروز على راسنا، وللمصطادين في الماء العكر يجب أن يُدركوا أنه سياسياً بشرّي كلّها قوات. والحزب كما قال هو المارد في المنطقة، إلا أننا نريد إيصال رسالة نزيهة ومن دون تجريح عن رفضنا لنهج عملي ورفض لواقع معين. عسى مار شربل يُحقق معجزة». اللائحة مؤلفة من أفراد «كانوا مناصرين في حزب القوات، وما زالوا، وأفراد ينتمون إلى المجتمع المدني وآخرين مستقلين. لا صحة لما قيل عن أن أكثر من نصف اللائحة توالي النائب السابق جبران طوق. فنحن بالأساس حاربنا الزعامات التقليدية وهم يتهموننا بأننا ندور في فلكها لأنه لا يوجد شيء آخر يواجهوننا به. أما نحن فنعتقد أن الإنجاز هو في تأييد قدامى القوات والمتململين لبياننا». باستثناء الدعم المعنوي «نحن رفضنا أي دعم مادي، وستلاحظون غياب اللافتات والدعم الإعلامي. القصة قائمة على الأفراد والاجتماعات التي نعقدها». خليفة الذي يرفض مبدأ «التعيين» يُتهم بأنه كان راضياً به يوم عيّنته القوات عضواً في البلدية الحالية التي يرأسها أنطوان طوق. يردّ بأن «القوات لا تزال في قلبي. سيكون هناك الكثير من الشائعات التي لن نرد عليها. من يعرفنا يُدرك الحقيقة ولا يعنينا من هم خارج بشرّي». يرى أنّ «المصلحة تقتضي أن يكون كلّ أبناء بشري يداً واحدة لإنماء المنطقة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

60 ألف معتقل قضوا "تعذيباً" في سجون الأسد

وكالاتL ٢١ ايار ٢٠١٦/ بعد تصاعد أزمة المعتقلين في سجون النظام السوري، لاسيما سجن حماة، طفت أرقام صادمة إلى السطح مجدداً، فقد أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يقارب 60 ألف معتقل ماتوا تحت التعذيب في السجون. أما الرقم فمستند إلى معلومات مؤكدة من مصادر موثوقة داخل أجهزة النظام الأمنية، ومن أهمها جهازا المخابرات الجوية وأمن الدولة، إضافة لمصادر موثوقة في سجن صيدنايا العسكري، بحسب ما أكد المرصد. ما لا يقل عن 60 ألف معتقل قضوا داخل هذه الأفرع وسجن صيدنايا خلال الأعوام الخمسة الفائتة، إما نتيجة التعذيب الجسدي المباشر، أو الحرمان من الطعام والدواء. ولفت المرصد إلى أنه تمكن من توثيق مقتل 14456 معتقلاً، بينهم 110 أطفال دون سن الثامنة عشرة، و53 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ18 من مارس من العام 2011، وحتى فجر اليوم الـ21 من شهر مايو الجاري من العام 2016. بعضهم سلمت سلطات النظام السوري جثامينهم لذويهم، فيما تم إبلاغ آخرين بأن أبناءهم قد قضوا داخل المعتقلات، وطلبوا منهم إخراج شهادة وفاة لهم، كما أُجبر ذوو البعض الآخر من الذين قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام على التوقيع على تصاريح بأن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم.

 

وزراء مالية مجموعة السبع: لتعزيز الجهود الدولية لمكافحة تمويل الارهاب

السبت 21 أيار 2016 /وطنية - تعهد وزراء مالية مجموعة الدول السبع "تعزيز الجهود الدولية لمكافحة تمويل الارهاب"، في خطة عمل نشرت اليوم إثر قمة استمرت يومين في اليابان. وصرح وزراء المالية في الوثيقة أن "تعاونا دوليا جيدا وتبادل المعلومات أمران حيويان لمكافحة تمويل الارهاب بشكل فاعل".

 

المشاورات اليمنية معلقة لليوم الخامس على التوالي

الكويت - عادل العيدان/العربية نت/21 أيار/16/لا تزال مشاورات السلام اليمنية معلقة لليوم الخامس على التوالي رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة واللقاءات الثنائية والاتصالات مع طرفي المباحثات لم تنقطع ولكنها لم تأت أكلها بعد. وبحسب مراسل "العربية" ما زالت الوعود غير كافية لتوفير الضمانات التي طالب بها الوفد الحكومي لإقناع وفد الحوثيين بالعودة إلى طاولة المشاورات، في ظل غياب أي مبادرة إقليمية أو أممية أو دولية، ولكن ليس معنى ذلك فشل المفاوضات، بل هي كما وصفها ولد الشيخ بالشاقة والصعبة رغم تأكيده أنه ليس أمام الطرفين من خيار آخر غير الخروج بحل سلمي شامل للخروج من مباحثات الكويت. من جانبه، دعا مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في تعز، الوفد الحكومي اليمني المشارك في مشاورات الكويت إلى الانسحاب، معتبرا استمرار التفاوض مع الميليشيات الانقلابية بمثابة غطاء للحرب والحصار الجائر على تعز، في المقابل ثمنت المقاومة دور الدول الراعية للمشاورات. هذا ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس اليمني ووزير خارجيته بالأمين العام للأمم المتحدة، وذلك على هامش منتدى الدوحة، وفقا لمصادر في الوفد اليمني المشارك في المباحثات.

 

تيار الصدر يصعد.. "يجب محاسبة العبادي"

العربية نت/21 أيار/16/وصف النائب العراقي عن كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري، رسول الطائي، الاعتداء على المتظاهرين أمام بوابات المنطقة الخضراء بتجاوز الدستور الذي قال إنه أعطى الحق للمواطن بالتظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق المشروعة. وطالب الطائي رئاسة البرلمان بعقد جلسة لاستجواب رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة وقائد القوات الخاصة المسؤول عن حماية المنطقة الخضراء ومحاسبة الضباط والمنتسبين الذين اعتدوا على المتظاهرين، وتسببوا بمقتل عدد منهم، وإصابة مئات آخرين. فيما اعتبر تحالف القوى العراقية الذي يمثل الأحزاب السنية أن الفوضى التي عمّت بغداد أمس إثر اقتحام المنطقة الخضراء، لا صلة لها بالمتظاهرين المدنيين أو المطالبين بالحقوق. واعتبر التحالف أن محاوﻻت حرف مسار التظاهرات المدنية السلمية المطالبة بالإصلاح والتغيير لتحقيق مكاسب سياسية أمر مرفوض من الجميع، ويعرقل الاستقرار السياسي ويزيد من الفجوة بين الشعب والدولة، ويحاول جر البلاد إلى الفوضى. هذا وشيع المئات من سكان مدينة الصدر في بغداد جنازة محتجين قتلوا في اشتباكات خلال تظاهرات يوم الجمعة قرب المنطقة الخضراء.. في الأثناء أغلقت السلطات العراقية محيط المنطقة الخضراء بالتزامن مع إجراءات أمنية مكثفة. وكانت الحكومة العراقية أعلنت حظر التجوال في العاصمة بغداد حتى إشعار آخر، وذلك بعدما اقتحم محتجون من أنصار مقتدى الصدر الجمعة، مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المنطقة الخضراء ببغداد.

 

رئيس الجمعية المصرية للجغرافيا: تيران وصنافير سعوديتان/الجزيرتان جزء من اليابس السعودي غمرته المياه

القاهرة -أشرف عبد الحميد/العربية نت/21 أيار/16/أكد الدكتور السيد السيد الحسيني، رئيس الجمعية المصرية للجغرافيا وبالخرائط، تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. وقال في حديث مع "العربية.نت" إن الخرائط التي تمتلكها الجمعية تشير جميعها إلى تبعية الجزيرتين للمملكة العربية السعودية، وتؤكد أنهما جزء من اليابس السعودي غمرته المياه، ولو جفت المياه لنحو 80 مترا سيظهر للجميع أنهما تتبعان الأراضي السعودية، مشيرا إلى أن جزيرة تيران تنمو حولها في الأطراف الشمالية والشمالية الشرقية الشعاب المرجانية، وخرائط الأقمار الصناعية الموجودة لدينا تؤكد اقترابها للساحل السعودي. وأضاف: "لو انخفض سطح البحر سنجد أن تبعية الجزيرتين للسعودية واضحة وكاشفة"، موضحا أن هناك عددا من الجزر يحتشد عند مدخل خليج العقبة، خاصة على الجانب الشرقي منه، إضافة إلى تيران وصنافير مثل جزيرتي شوشة وبركان، وتتميز هذه المنطقة بالضحولة وتكدس الشعاب المرجانية، وتقع هذه الجزر جنوب الساحل السعودي الذي يمتد في هذا القطاع من الغرب إلى الشرق وإلى الجنوب منه. وأضاف أن جزيرة تيران تحتل مدخل خليج العقبة وتبلغ مساحتها 80 كيلومترا، بينما تبلغ مساحة صنافير 33 كيلومترا، وتفصل مدخل الخليج إلى 3 ممرات بحرية تصل خليج العقبة بالبحر الأحمر: الممر الأول منه هو الغربي ويسمى مضيق تيران كما يسمى ممر انتربرايز وهو بين ساحل سيناء وجزيرة تيران ويصل عمقه إلى 290 مترا وطوله 11 كيلومترا، واتساعه نحو 4.8 كيلومتر، ويقدر اتساع المجرى الصالح للملاحة منه بنحو 850 مترا بين الشعاب المرجانية شرقا وساحل سيناء غربا.

وذكر أن الممر الثاني وهو الأوسط يقع بين جزيرتي تيران وصنافير وعمقه نحو 73 مترا، بينما يسمى المضيق الثالث بمضيق صنافير، ويقع بين جزيرة صنافير واليابس السعودي، ولا يتجاوز عمقه 50 مترا والممران الأخيران غير صالحين للملاحة نتيجة ضحالتهما وكثرة الشعاب والجزر المرجانية.

وأشار العالم المصري إلى أن مضيق تيران تكوّن نتيجة انفصال كتلة الجزيرة العربية عن كتلة شبه جزيرة سيناء في أواخر عصر البلوسين وأوائل عصر البليستوسين، مضيفا أن الطبيعة الجغرافية للجزيرة تكشف أنها خالية تماما من السكان فيما عدا حامية صغيرة محددة العدد تابعة لقوات حفظ السلام، وتعاني المنطقة نقص الموارد المائية، وطول سواحلها 51 كيلومترا، وأقصى ارتفاع لها هو جبل تيران وطوله 525 مترا، ويتكون من صخور جرانيتية ورملية وجيرية قديمة العمر، والقسم الشمالي من الجزيرة عبارة عن 40% سهلي ولا يزيد ارتفاعه عن 50 مترا، والقسم الجنوبي وهو 60% جبلي تكثر فيه الحافات الانكسارية والأودية والتلال الصخرية، بينما الساحل الغربي المواجه لسيناء شبه مستقيم وطوله 6.5 كيلومتر، وارتفاعه نحو 40 مترا، ويبعد عن ساحل سيناء.

وقال إن الطبيعة الجغرافية لجزيرة صنافير تكشف أنها تقع من ناحية الشرق لتيران بنحو 2.5 كيلومتر وإلى الجنوب منها رأس قصبة التابعة للسعودية بنحو 11.3 كيلومتر، وهي أقل منسوبا من تيران، ولا يتجاوز أقصى ارتفاع فيه 100 متر، وتماثل تيران في التكوين الجغرافي والجيولوجي والصخري وتنشط بها العواصف الرملية. وأضاف أن العلاقات السعودية المصرية التاريخية والوطيدة وراء عودة الجزيرتين لوطنهما الأصلي بطريقة حضارية وراقية، وأود أن أؤكد أنه لم يكن هناك نزاع بين السعودية ومصر في يوم من الأيام على جزيرتي تيران وصنافير، فالجزيرتان اعترفت مصر بملكية السعودية لهما، وأرسلت خطابا رسميا إلى الأمم المتحدة تؤكد ذلك. وتابع أن الجزيرتين كانتا تابعتين للحجاز قديما، وحلت السعودية محل الحجاز بعد ضم الحجاز للدولة السعودية، ولم يكن هناك اهتمام لترسيم الحدود البحرية آنذاك، وكانوا قديماً يعتمدون في الحدود بين الدول على "التخوم" مثل وجود جبل أو نهر أو منطقة بين كل دولة وأخرى، ونشأت بعدها فكرة ترسيم الحدود، ثم حددت المياه الإقليمية لكل دولة من 3 أميال إلى 4 أميال إلى 6 أميال إلى أن وصلت إلى 12 ميلا، واتفقت مصر والسعودية على أن تكون المياه الإقليمية 12 ميلا، بمعنى أن يكون ملك مصر من خط الشاطئ لداخل البحر 12 ميلا، والخريطة المرئية الفضائية أوضحت وجود نمو كبير الشعاب المرجانية في الأطراف الشمالية والشمالية الشرقية من جزيرة تيران، واقترابها من الساحل السعودي، وعندما وضعت الحكومة المصرية مدفعية لم تضعها على تيران، لكن وضعتها فى "رأس نصراني" بشرم الشيخ.

وحول الأساس الذي استندت إليه مصر في ملكية السعودية للجزيرتين، كشف الدكتور الحسيني وجود عدة خرائط توضح ذلك، مؤكدا أنه تم تشكيل لجنة من أساتذة الجمعية وجميعهم من كبار علماء الجغرافيا، وبحثت اللجنة في عشرات الخرائط ولم تجد ما يؤكد تبعية الجزيرتين لمصر، فضلا عن اتفاقية 1906 التي وقعتها الدولة العثمانية، ليس فيها ما يشير لملكية مصر للجزيرتين.

وذكر أن عملية ترسيم الحدود بين البلدين تمت على 4 مراحل، الأولى تحديدها على الورق، والثاثية وضعها على الخريطة، والثالثة وضع العلامات والحواجز، والرابعة والأخيرة هي الاتفاقية وحمايتها على الأرض، وبدأت كل الخطوات منذ عشرات السنين، وتكللت عام 1990 حينما صدر القرار الجمهوري من الرئيس الأسبق حسني مبارك رقم 27 ببدء تحديد وترسيم الحدود بين البلدين. وأفاد أن الحدود البرية واضحة وهي لصالح السعودية، ولكن المشكلة كانت في الحدود البحرية، غير أن دخول اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار حيز التنفيذ عام 1994 حسم الأمر وجعل الجزيرتين في المياه الإقليمية السعودية والمحكمة الدولية تستند في حكمها إلى تبعية أي منطقة أو أرض لدولة ما على الخرائط الصادرة من الجهات الرسمية، فنحن لدينا خرائط منذ الحملة الفرنسية وعهد محمد علي، لكن جميعها لا يمكن الاستناد إليها، لأنه لم يكن هناك ترسيم للحدود وقتها. وحول الجسر المزمع إنشاؤه بين البلدين وهو جسر الملك سلمان، قال أستاذ الجغرافيا إنه سيكون نقلة تجارية وتنموية واقتصادية هائلة بين البلدين والشعبين، وهو أهم وأكبر بكثير من الجزيرتين، ولإنشاء الجسر كان لابد من إعلان الحدود وتعيينها حتى تعرف كل دولة حدودها ومناطق سيادتها، ولذلك تم الإعلان عن الاتفاقية قبل الإعلان رسميا عن إنشاء الجسر الذي سيتكلف مليارات الدولارات وسيربط الشرق بالغرب. وأوضح أن المسار الأفضل والمتوقع للجسر يبدأ من رأس القصبة بمنطقة الشيخ حميد في السعودية مارا بجزيرة تيران وسيكون بريا خلال تلك الرحلة لأن المنطقة ضحلة، أما بعد تيران فلابد أن يكون هوائيا وبارتفاع يسمح بمرور السفن العملاقة حتى يصل إلى رأس نصراني قرب مطار شرم الشيخ.

 

فرنسا تؤكد رصد دخان على الطائرة.. ومصر تنفي

واشنطن - فرانس برس/العربية نت/21 أيار/16/أكدت هيئة سلامة الطيران الفرنسية رصد دخان على متن الطائرة المصرية، متحدثة عن إشارات أوتوماتيكية صدرت عن الطائرة لدقيقتين. وأتى هذا التأكيد بعد بلبلة أثارتها وسائل إعلام أميركية أشارت إلى وجود معلومات من مصدر قريب من التحقيق تفيد بتصاعد دخان من قمرة الطائرة قبل دقائق قليلة من سقوطها في المتوسط. وفي وقت لاحق، صرحت وزارة الطيران المصرية بأنه لا توجد تأكيدات بشأن رصد دخان على متن الطائرة المصرية المنكوبة. وأعلن المحققون في هيئة سلامة الطيران الفرنسية، السبت، أن طائرة ايرباص ايه 320 التابعة لشركة مصر للطيران التي تحطمت، الخميس، في البحر المتوسط، وجهت رسائل آلية بوجود دخان على متنها، لكن لا يزال من المبكر تفسير هذه العناصر. وأعلن متحدث أن مكتب التحقيقات والتحليل "يؤكد أن الطائرة أطلقت رسائل آلية بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات"، لكنه أضاف أن "الأمر لا يزال مبكراً جداً لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر على الحطام والصندوقين الأسودين، مشدداً على أن أولوية التحقيق هي للعثور على الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة. وكانت وسائل إعلام أميركية أشارت مساء الجمعة إلى أن طائرة مصر للطيران التي تحطمت، الخميس، في البحر المتوسط أرسلت رسائل آلية تشير إلى دخان قرب قمرة الطائرة. في المقابل، قال مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية لوكالة فرانس برس "نحن على علم بهذه المعلومات الصحافية، ولا يمكننا حالياً نفيها أو تأكيدها".

دخان كثيف أطلق أجهزة الإنذار

وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر قريبة من التحقيق لم تحددها، أن إحدى الرسائل أشارت إلى أن "دخاناً كثيفاً أدى إلى انطلاق أجهزة الإنذار في القسم الأمامي من الطائرة حيث توجد الأجزاء الحيوية للوحتها الإلكترونية". وأضافت الصحيفة أن "هذا القسم يحتوي على جزء مهم من كمبيوتر التحكم في تحليق الطائرة، وأنه بحسب الرسائل أصبح يعمل بشكل سيئ. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هذه المعطيات "ليست كافية لتحديد إذا كانت الطائرة ضحية قنبلة أو أسباب أخرى غير واضحة". من جهتها، قالت قناة "سي أن أن" إنه "كان هناك إنذار بوجود دخان في رحلة مصر للطيران رقم 804 وذلك في الدقائق التي سبقت تحطمها في المتوسط"، مشيرة إلى أنها حصلت على هذه المعلومات من مصدر مصري. كما وضعت القناة سيناريو من 4 فرضيات قد تكون وراء سقوط الطائرة. في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، أن إعطاء شبكة "سي أن إن" الأميركية إيحاءات بأن قائد الطائرة المصرية انتحر، في وقت لا تزال فيه الأسر في حالة حداد، أمر " لا يبعث على الاحترام".

 

إيرانية "تحلق" شعرها للتخلص من شرطة الآداب

العربية نت/21 أيار/16/تداول ناشطون إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشابة بالعاصمة طهران، حلقت شعر رأسها للتخلص من شرطة الآداب التي خصصت مؤخراً قسما للمراقبة السرية مكوناً من 7 آلاف شرطي من رجال ونساء بملابس مدنية، لمراقبة حجاب الفتيات والنساء واعتقال المتبرجات ومن لا يلتزمن بالحجاب الشرعي الكامل كما يحدده الحرس الثوري والباسيج. وأرسلت الشابة الإيرانية صورتها إلى صفحة My Stealthy Freedom أي "حريتي المسروقة" على موقع "فيسبوك"، وهي لمجموعة من الإيرانيات المناهضات للحجاب الإجباري الذي يفرضه الحرس الثوري. وكتبت تدوينة تقول: "بعت شعري لأساعد الملائكة الصغار المصابين بالسرطان، وعندما خرجت إلى الشارع قلت في نفسي ما دمت لا أملك شعراً، فلن تقول لي شرطة الآداب غطي رأسك"، على حد تعبيرها. وهكذا قامت الفتاة بعد حلق شعرها، والتبرع به للأطفال المصابين بالسرطان، بالخروج إلى الشارع من دون وضع حجاب على رأسها، لكن الشرطة الإيرانية لم تتقبل الأمر، رغم أن القانون الإيراني يلزم النساء بارتداء الحجاب لتغطية شعرهن. يذكر أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كان قد أعلن أن قرار نشر 7000 "شرطي سري" لمراقبة الحجاب، "لا علاقة له بالحكومة"، لكن الجهات المتشددة تصر على الاستمرار بتنفيذ المشروع الذي يجيز للشرطة اعتقال غير الملتزمات بالحجاب الكامل وتقديمهن للقضاء وفرض غرامات مالية عليهن. ويفرض قانون الحرس الثوري الحجاب على جميع النساء الإيرانيات، لكن أغلبهن يلتزمن فقط بارتداء غطاء رأس قصير يظهر الوجه والرقبة ويغطي الشعر جزئيا، بينما ترتدي الفتيات والمراهقات ملابس ضيقة وأكثر تحرراً من "الشادور" أو المعطف الطويل الفضفاض، الأمر الذي يثير غضب المتشددين الذين يعتبرون هذا الأمر غزوا ثقافيا غربيا ينتهك التقاليد والأعراف. وكانت السلطات الإيرانية، شنّت حملة تستهدف عارضات الأزياء اللواتي ينشرن صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة انستغرام، بدون ارتداء الحجاب. وأكد التلفزيون الحكومي، الاثنين الماضي، أن السلطات اعتقلت 8 أشخاص من نحو 170 حددت ضلوعهم في عروض الأزياء على شبكات التواصل الاجتماعي، من بينهم 59 عارضة، و59 مصورا وخبير تجميل. وتشعل هذه القضية صراعا حاداً بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران، منذ أن طالب 216 نائباً في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، في يونيو الماضي، الحكومة بتطبيق قانون "الحجاب والعفة" الذي رفض مجلس صيانة الدستور الموافقة عليه في يناير من العام الماضي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اتفاقية أيار المظلومة

أحمد عدنان/العرب/22 أيار/16

مرّت قبل أيام ذكرى هامة من التاريخ اللبناني الحديث، مثلت نموذجا للفرص التي أضاعها لبنان وأضاعها العرب، إنها ذكرى اتفاقية 17 أيار التي حرّرها لبنان مع إسرائيل.

عقدت الاتفاقية في لحظة متلاطمة لبنانيا وإقليميا، انسحب الفلسطينيون من لبنان في ظلّ تواجد عسكري إسرائيلي وسوري، تم انتخاب الشيخ أمين الجميّل رئيسا للجمهورية بعد اغتيال شقيقه الرئيس بشير الجميّل، وقابل العرب توقيع مصر لمعاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل بمقاطعة عربية شاملة.

وفي ظل هذه الأجواء الملتهبة، اتخذ الرئيس أمين الجميل قرارا تاريخيا بالتفاوض مع إسرائيل فكانت اتفاقية 17 أيار 1983. هذه الاتفاقية هي أهم وأروع انتصارات الجميّل الدبلوماسية والسياسية. أعلن الجميّل أن تفاوضه مع إسرائيل محض ضرورة بحكم حضور جيشها في لبنان، وأن الاتفاقية “ليست معاهدة سلام وليست اتفاقا سياسيا، إنما هي اتفاقية تقنية”. نسّق الجميّل مفاوضاته مع الدول العربية المحافظة مؤمّنا بذلك غطاء سنيا وعربيا لمشروعه، وبعد إعلان الاتفاقية أعلنت دول مجلس التعاون “أنها تقف مع لبنان وتتفهمه”.

نال الجميّل بعد ذلك موافقة الزعماء التقليديين سنة وشيعة على الاتفاقية لتنال شبه إجماع داخل الحكومة والبرلمان، وفي ذروة انتصاره لم يصادق عليها، وتفسير ذلك مرده إلى عاملين، الأول هو التفاعل العنيف من بعض الميليشيات “الإسلامية” على الاتفاقية بإيعاز من حافظ الأسد، وتحديدا الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط وحركة أمل الشيعية بزعامة نبيه بري، وكان معهما الرئيس سليمان فرنجية وقوى يسارية، أما العامل الثاني هو ما بينته الأحداث لاحقا، إذ بدا أن الجميّل سار في خيار التفاوض في إطار مناورة معقدة تستهدف التحالف مع الأسد، فاعتبرت الاتفاقية جزءا من الماضي يوم صرح الرئيس اللبناني “لن يكتب التاريخ أن شخصا من آل الجميّل قد وقّع اتفاقية سلام مع إسرائيل”. وإذ ننظر إلى بنود الاتفاقية اليوم، نجدها قد حوت نصوصا متقدمة قياسا بتجارب السلام بين إسرائيل وبين مصر والأردن وحتى مع السلطة الفلسطينية، فلا يمكن لأيّ منصف اتهام الاتفاقية بخدش السيادة اللبنانية بما في ذلك التفاصيل العسكرية والأمنية، وهنا لا بد من الإشادة بجهد المفاوض اللبناني المحنك (الدبلوماسي أنطوان فتال) وقدراته الفذة، ومن يطالع شهادات الإسرائيليين ووثائقهم عن تلك المرحلة يلمس مشاعر الإعجاب والتذمر من فتال “هذا الرجل جدار ثلجي أصمّ لا يمكن النفاذ إليه أو التأثير عليه”.

إسقاط اتفاقية أيار، من الجانب السوري وحلفائه تحديدا، حلقة من سلسلة طويلة، أولى تجلّياتها تجسّدت في اتفاقية القاهرة سنة 1969، التي شرعت الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان على حساب السيادة اللبنانية عموما وعلى حساب الوجود اللبناني من أساسه خصوصا، وقد قام حافظ الأسد بكل مجهود لتمرير الاتفاق بصيغته التي خرج بها لغير سبب، إذ كان المهم والأهم عنده تحويل لبنان من دولة مساندة إلى دولة مواجهة.

منذ وقّع لبنان اتفاق القاهرة تحوّل رسميا إلى ساحة عسكرية لحروب الآخرين، ووصلت التناقضات الداخلية إلى أوجها وانفجرت حربا أهلية، والمستفيد الأول من هذين النتيجتين هو نظام البعث في دمشق، تمكن الأسد من التسلل عسكريا وسياسيا إلى لبنان، واستطاع أن ينقل بعض حروبه المحلية والإقليمية إليه، وليس هناك خاسر أكبر إلا اللبنانيون، وما زالت الدولة اللبنانية تدفع ثمن توقيعها لاتفاق القاهرة رغم إلغائه عام 1987، وما زالت تدفع ثمن إلغاء اتفاقية أيار رغم أنها “ولدت ميتة” على حد وصف الرئيس نبيه بري. ورثت إيران خامنئي الوصاية السورية، بفضل سلاح الميليشيا المسماة “حزب الله”، وقدر اللبنانيين أن يواجهوا الاحتلال الإيراني كما جابهوا الاحتلالين السوري والإسرائيلي، ومنعهم الأسد، بسبب مصالحه الخاصة، من تحقيق انسحاب إسرائيلي 17 سنة، وليس غريبا أن تأتي وفاة الأسد الأب بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 بأسابيع.

لماذا تريد بعض القوى الإقليمية أن يدفع لبنان منفردا ضريبة الصراع العربي-الإسرائيلي؟ لقد وقّعت مصر والأردن اتفاقية سلام ناجحة مع إسرائيل، وسوريا في حال سلام فعلي معها منذ احتلال هضبة الجولان عام 1967، باستثناء مناوشات كارثية خلال حرب أكتوبر سنة 1973، حيث ساهمت سوريا الأسد في إضعاف الموقف المصري، وضحّت بخيرة الجنود السوريين من دون إنجاز لائق، والوثائق التي تغطي مشاركة سوريا في حرب أكتوبر محزنة جدا، وهذا أقل كلام عن رداءة القيادة العسكرية والسياسية سوريّا.

والأدهى أن الجيش السوري منذ اندلاع الثورة السورية المجيدة فضّل قتل السوريين وتهجيرهم على مقاتلة المحتل وتحرير الأرض، ولم أتعجب من ذلك من خلال متابعة المفاوضات السورية-الإسرائيلية في عهد الأسد أبا وابنا رغم الرعاية الأميركية ثم التركية، وكأن هضبة الجولان وأهلها لا تعني لحكم البعث شيئا، وهذا هو الواقع الذي شجّع إسرائيل على اعتبار الجولان أرضا إسرائيلية إلى الأبد وكلنا تابع تصريح نتنياهو الأخير منها وفيها على رأس اجتماع حكومته، وهنا يجدر التذكير بأن سقوط الجولان تم وحافظ الأسد على رأس وزارة الدفاع من دون صعوبات تذكر في وجه إسرائيل.

وكان المؤسف لبنانيا، أن قوى 14 آذار، حين تفاوض بشار الأسد مع إسرائيل في تركيا، أصدرت بيانا ضد المفاوضات ذكرنا ببيانات جبهة الصمود والتصدي، مع أن تلك المفاوضات كانت فرصة لبنانية لاستكمال السيادة لو شارك فيها اللبنانيون.

الإيرانيون اليوم يكملون مشوار حافظ الأسد، قضم السيادة اللبنانية لتدمير الهوية العربية ولتوسيع نفوذ إيران ولاعتماد لبنان ساحة لحروبها المحلية والإقليمية، وبعض اللبنانيين من خصومها، بسوء التدبير، ومن حلفائها، بالعمالة، يدعم غاياتها.

يطرح حزب الكتائب، حزب آل الجميّل، مشروع حياد لبنان، وهذا المشروع يصعب تحقيقه في المدى المنظور بحكم استعار الصراع العربي-الإيراني وخفوت خيار السلام بين العرب وإسرائيل، لكن عاجلا أم آجلا لن يستريح لبنان من دون نزع السلاح غير الشرعي ووأد الميليشيات، وستجد الدولة اللبنانية في اتفاقية أيار حلا وضرورة، وربما لا نجدها كذلك بعد زوال الميليشيا، وهذا هو السيناريو الأفضل الذي نتمناه جميعا. على حزب الكتائب وعلى اللبنانيين أن يفخروا بتلك التجربة، فاتفاقيات السلام لا تعني توقف الدعم الاقتصادي والسياسي للقضية الفلسطينية، بل ربما أتاحت دعما أنجع للقضية كما شاهدنا في تجارب مصر والأردن، ومن المهم أن نتساءل هنا: كم وفّر لبنان من الدماء ومن الفوضى لو مضى قدما في اتفاقية أيار؟

 

حزب الله وحركة حماس.. مقاومة حسب المصلحة

 أورا سزكلي/العرب/22 أيار/16

طال النقاش بين المختصين في العلاقات الدولية حول مسألة ما إذا كان سلوك الدولة متأثرا أكثر بالضغوط النظامية أو الداخلية. لكن يوجد نقاش أقل بكثير حول تأثير هذه العوامل على سلوك الفاعلين غير الحكوميين، وربما يأتي هذا من فرضية أن لدى الفاعلين غير الحكوميين بطبيعتهم أولويات مختلفة عن أولويات الدول وتكون أهدافهم المعلنة عادة إسقاط نظام بعينه أو السيطرة على أراض معينة أو الانتصار على الميليشيات المنافسة (في الممارسة إن لم يكن على المستوى النظري). ولا توحي أيّ مسألة من هذه المسائل بأنه يتوجب علينا انتظار تغييرات في الاصطفاف الإقليمي بدلا من السياق السياسي الداخلي من أجل تشكيل سلوك هؤلاء الفاعلين. وإذا كانت التنظيمات المقاتلة مهتمة بالأساس بصراع محلي يجب أن يكون سلوكها المرتبط بالأحلاف، حتى على المستويين الإقليمي والدولي، بدافع من تقدير وتحالفات ستساعدهم في تعزيز أهدافهم.

بيد أن ردة فعل حركة حماس وحزب الله لإعادة الاصطفاف الإقليمي الذي أتى به الربيع العربي يبين بأن ذلك ليس صحيحا دائما. فلطالما قدم التنظيمان نفسيهما على أنهما يمثلان “المقاومة” ضد إسرائيل. ويستمد كل منهما الشرعية من هذه العبارة، فحزب الله استخدم شعار “المقاومة” لتبرير بقائه مسلحا بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وقدمت حماس نفسها كحركة مقاومة محلية لتمييز نفسها عن منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة أثناء الانتفاضة الأولى وبعدها. لكن يبين سلوكهما في التأقلم مع إعادة الاصطفاف الذي أنتجه الربيع العربي أن لديهما مشاغل أخرى تتجاوز مشروع “المقاومة”. وهذا التناقض الظاهري هو مركز الاهتمام هنا. إن تحليل ردات فعل حماس وحزب الله تجاه ما تشهده المنطقة منذ أحداث الربيع العربي يمكن أن يوضح كيف يتّخذ الفاعلون الشبيهون بالدولة القرارات تجاه الاصطفاف الاقليمي. وهذا بدوره يمكن أن يوفر بعض الأرضية لتخمين مطّلع متعلق بمستقبل سلوك التحالف لتنظيمات مماثلة أخرى بما في ذلك التنظيم الذي يسمي نفسه “الدولة الإسلامية” (سابقا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام). على مدى عقود كان أحد الانقسامات الكبرى يتمثل في الانقسام بين المحور السوري الإيراني والمحور الموالي للغرب. وعند اندلاع الحرب الأهلية السورية وانتخاب حكومتين إسلاميتين (بشكل مؤقت) في تونس ومصر ظهرت تغيرات في هذا الاصطفاف وبرز تحدّ أمام الفاعلين الشبيهين بالدولة مثل حزب الله وحركة حماس اللذين كانا سابقا متحالفين مع سوريا وإيران، حيث قطعت حماس علاقتها بسوريا في حين اختار حزب الله التدخل المباشر في الحرب الأهلية السورية. وتوحي ردات الفعل هذه بأن قرارهما مبني على القضايا الإقليمية الأكبر والاهتمامات السياسية الداخلية، عوضا عن مجرد مقتضيات الصراع المطول مع إسرائيل. وكلا القرارين محيران من نواح أخرى كذلك فالرعاة الذين تخلت من أجلهم حركة حماس عن الحلف السوري أقل احتمالا بأن يوفّروا الأسلحة والمساندة للعمليات ضد إسرائيل، وحزب الله أضرّ بموقعه السياسي في لبنان من خلال القتال علنا إلى جانب نظام الأسد. إذن لماذا اختارا هذين المسارين المتباينين والمكلفين؟ أجادل بأن هذه الخيارات متجذرة في حقيقة أن التنظيمين، باعتبارهما فاعلين شبيهين بالدولة، يتخذان القرارات الخاصة بالتحالفات ليس بالاعتماد فقط على الوقائع الحينية لصراعهما مع إسرائيل، ولكن أيضا بالاعتماد على نماذج الاصطفاف الإقليمي والمشاغل السياسية الداخلية، وهي الضغوط نفسها التي تواجه الدول. بالنسبة إلى حزب الله، يعتبر الحفاظ على نظام الأسد في سوريا والبرهنة على التزامه بفعل ذلك (وبالخصوص للنظام نفسه) من الأولويات الكبرى ولو كان ذلك مقابل تكلفة باهظة داخل البلاد. وهذا يبين بأن الأدوات التي يستخدمها الدارسون وصانعو السياسات للفهم والتفاوض مع الدول يمكن أن تطبق على التنظيمات المقاتلة الشبيهة بالدولة مثل حزب الله وحركة حماس. ويمكن لهذه الأفكار المتوصّل إليها كذلك أن تعزز فهمنا للسلوك الخاص بالتحالفات لتنظيم الدولة الإسلامية.

باحثة في جامعة كلارك، ماساشوسيتس

عن مجلس سياسات الشرق الأوسط

 

عشاء السفير السعودي: محاولة لعزل "حزب الله"

منير الربيع/المدن/السبت 21/05/2016

بمجرّد معرفة الشخصيات التي حضرت العشاء الذي دعا إليه السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، يصبح من البديهي الاعتبار أن المملكة العربية السعودية تصرّ على عزل "حزب الله"، وحشره أمام القوى اللبنانية والدولية. لا ينفصل العشاء السياسي الجامع، في شكله، مضمونه وهدفه، عن الإجراءات التي اتخذتها السعودية، ودول الخليج، ضد "حزب الله"، والتي تضرّر لبنان من بعضها كوقف العمل بالهبة المخصصة للجيش اللبناني. نحو 150 شخصية لبّت دعوة السعودية إلى منزل عسيري، توزعوا حول طاولات، حملت كل طاولة اسم إحدى المدن السعودية، فيما توزع النقاش بين المدعوين حول ما هو عام، إنسجاماً مع المبادرة التي أطلقها عسيري، والتي تدعو اللبنانيين جميعاً إلى فتح حوار جدّي وجديد، مختلف عن الحوارات السابقة، ليشكّل منعطفاً أساسياً ينقذ لبنان ويخرجه من أزمته. عملياً، لا جديد في كلام عسيري، إذ إن السعودية لطالما تمسّكت بالعيش اللبناني المشترك، وبالاستقرار، لكن الجديد يبرز من حيث الشكل والتوقيت ورمزية الحضور، وهذا ما تعتبره السعودية مكسباً لها ونقطة جديدة تسجّلها في مرمى "حزب الله"، عبر اسضافة حلفائه من دونه. ولدى سؤال إحدى الشخصيات المعنية بالدعوة عن المبادرة التي أطلقها عسيري، لا تبدو مختلفة عن سابقاتها، ترد الشخصية لـ"المدن": "لا يمكن طرح مبادرة فيها شيئ من السرية في مثل هذه المناسبة. الهدف أمر آخر تماماً". وتقول المصادر إن "السعودية تريد التأكيد للبنانيين أنها إلى جانبهم ولا تفرّق بينهم، ولا مشكلة لديها مع أي طائفة من الطوائف اللبنانية، إنما مشكلتها الأساسية هي حزب الله والنشاطات التي يقوم بها في الداخل والخارج، ولا سيما أنها نشاطات تتخذ طابعاً إرهابياً، إذ إن الحزب يهدد الأمن القومي العربي". الإشكالية الأساسية التي من الممكن إثارتها، هي حضور حلفاء "حزب الله"، وهذا ما كرّس "عزل" الحزب. ولكلّ من حلفاء الحزب أسبابه في الحضور، وهذا بالنسبة إليهم، لا يعتبر تخلّياً عنه أو فكاً للتحالف معه. وحده الرئيس نبيه برّي "وضع رجلاً في البور وأخرى في الفلاحة"، فأوفد وزير المال علي حسن خليل لتمثيله. وبذلك يصبح خارج أي ملامة من الحزب أو من السعودية. أما النقطة الأساسية فتبقى في حضور النائب ميشال عون، إذ إنه يعتبر أن حضوره قد يفتح صفحة جديدة مع السعودية، تتيح له الوصول إلى قصر بعبدا، فيما فرنجية فضّل أن يمثله نجله. لكن مصادر "المدن" تؤكد أن السعودية لن تدخل في لعبة الأسماء، ولم يكن الهدف من اللقاء البحث في أسماء رئاسية. وهذا ما جاء واضحاً على لسان عسيري بأن على اللبنانيين أن يتفقوا هم على شخص الرئيس لإنهاء الشغور. هي طريقة جديدة تعتمدها السعودية في التعاطي مع لبنان، بدأت مع التأكيد والإيعاز إلى حلفائها في لبنان حول ضرورة التوافق والتلاقي كما جرى بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي ومختلف القوى الطرابلسية، وكما جرى في بيروت بين الحريري وفؤاد مخزومي، وفي البقاع بين الحريري والوزير السابق عبد الرحيم مراد. تريد السعودية القول للجميع إنها تحاول استجماع قواها في وجه "حزب الله"، للإسهام بعزله أكثر. وليس تأكيدها على ضرورة إنجاز الإستحقاقات اللبنانية، سوى قناعة لديها بأن إنجازها وتسيير شؤونها أكثر ما يزعج الحزب ويضرّه.

 

مسيحيو صور: تمثيل شكلي

هدى حبيش/المدن/السبت 21/05/2016

يستطيع المسيحيون في مدينة صور، أن يغيروا موازين القوى الانتخابية وتحديد الجهة الفائزة نظراً لما يشكلونه من صوت وازن. إذ تراوح نسبة الناخبين المسيحيين بين 25% و30% من مجمل الناخبين، وعددهم نحو 6000 شخص. رغم ذلك، لا يشارك في الانتخابات البلدية عادة أكثر من 1700 منهم، ولا يقيم في صور سوى نصف هذا العدد. فمسيحيو صور انكفأوا عن المشاركة في صنع القرار، رّغم احتفاظهم بحصة بلدية متمثلة في 4 مقاعد و5 مخاتير. أما تمثيلهم فهو أقرب إلى تمثيل شكلي يضمن استقرار الحياة اليومية والسياسية في المدينة، وهو أمر تحرص عليه "حركة أمل" بشكل خاص، بالإضافة إلى "حزب الله".

وقد يكون استمرار وجود مختار للأرمن في حي الرشيدية في صور حتى اليوم، رغم عدم وجود عائلات أرمنية تعيش في المدينة، على ما يؤكد المختار لطفي دولتيان، لـ"المدن"، دليلاً على صحة فرضية التمثيل الشكلي. ومن ذاك التمثيل الشكلي احتفاظ دولتيان بمنصبه هذه الدورة أيضاً وبالتزكية، ربما، مقابل تأمين 2000 صوت لمصلحة لائحة "حركة أمل" و"حزب الله". في تجارب سابقة، عوّلت بعض اللوائح على الصوت المسيحي للفوز، وخصوصاً في الدورتين الانتخابيتين في العامين 1998 و2004. يروي مؤسس "المنتدى الثقافي" في صور منيف فرج أنه في دورة 1998 خاض "حزب الله" و"التيار الديموقراطي" (منتدى صور الثقافي والحزب الشيوعي اللبناني) المعركة الانتخابية تحت إسم "لائحة الوفاء لمدينة صور" ضد لائحة مدعومة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحت إسم "لائحة مدينة صور". ويذكر فرج أنه رغم فوز لائحة "أمل"، فإن بعض أصوات المسيحيين، أي نحو 750 صوتاً، كانت كفيلة بتمكين 4 أعضاء من "لائحة الوفاء لمدينة صور" من خرق لائحة "أمل" والوصول إلى المجلس البلدي. رغم ذلك هناك حذر من الناخب المسيحي، وذلك وفق فرج، "مثل أي أقلية أعتقد أنهم مقموعون وليس لهم رأي". ولذلك فهم ليسوا موالين للقوى السياسية المهيمنة في صور بل مضطرون للقبول بها. أما اختيار الممثلين المسيحيين فينجز من قبل "حزب الله" و"أمل" وبالتنسيق مع القادة الروحيين في المنطقة، كما يقول عضو المجلس البلدي جورج غنيمة، فـ"يختارون أشخاصاً موالين لخطهم السياسي"، وفق فرج.

تكمن المفارقة في أن المسيحيين هم السكان الأصليون لمدينة صور. لكن الأحداث التي شهدها جنوب لبنان ساهمت في تحويل المسيحيين من مكون تاريخي أساسي في المدينة إلى أقلية فيها، وتحديداً في العام 1969، أي مع بداية العمل الفدائي الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى بداية الحرب الأهلية في العام 1975، لما شهدته هذه المحطات من هجرة مسيحية كثيفة باتجاه جونية والدورة والمتن، على ما يروي غنيمة. ففي حdن كان 65% من المسيحيين في صور يمتهنون صيد السمك، تمكنت الحروب من ضربهم في قوت يومهم، ما دفع معظمهم إلى ترك المدينة.

كما طالت تأثيرات الحروب الأسر البرجوازية المسيحية، التي نزحت من المدينة خوفاً على رأسمالها. هكذا، انحسرت الفئة المسيحية الباقية في صور بطبقة الفقراء فقط. وفي حين يشدد فرج على حاجة المسيحيين في صور اليوم إلى "خط سياسي يثقون به"، يُذكّر بشخصين بارزين كانا ممثلين لمسيحيي المدينة، هما شكر الله حداد ورئيس المكتب السياسي في "حزب الطاشناق" ورئيس بلدية برج حمود السابق سولاك توتاليان، اللذين بغيابهما عن صور انتهى التمثيل المسيحي الحقيقي في المدينة، وفقه. وفي غياب إطار تمثيلي ديموقراطي وتنظيمي للمسيحيين في صور، لا يبدو أنهم قادرون على خلق حالة سياسية مستقلة، إذ إنهم "ممنوعون من تشكيل لوائح ولا يوجد أحد منهم مستعد للتضحية"، على ما يقول فرج. وفي حين يؤكد فرج أن كثيرين منهم موالون ومنتمون لحزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، فإنهم يبقون انتماءاتهم سرية، خصوصاً في ظل غياب أي تدخل من قبل تلك الأحزاب في الحياة السياسية والاجتماعية في صور. لكن ما يراه فرج قمعاً وخوفاً ومصلحة يراه غنيمة "ألفة واندماجاً في المشروع الوطني العام ومفهوم العيش المشترك والمشاركة في الحس الوطني العام. وهذا ما يرجع إلى عدم انخراط مسيحيي صور في الحرب الأهلية، ما يعكس طبيعة الفكر الاجتماعي الذي يحمله هؤلاء الناس. فهم مسالمون وفكرهم جامع، ومنصرفون في الوقت عينه إلى بناء يومياتهم وحياتهم الإقتصادية في ظل غياب حس المواجهة لديهم". لا ينعكس الواقع السياسي لمسيحيي صور على واقعهم الاجتماعي بشكل واضح، فصور مدينة مفتوحة أمام جميع سكانها ولا يشعر فيها المسيحيون "بالإستلاب أو الغربة النفسية بل يعيشون علاقة سلمية مع محيطهم"، على ما يؤكد غنيمة. لكنهم في الوقت نفسه يعيشون "حرماناً من الخدمات اللائقة ومن أي مشروع محفز"، وفق فرج. وهذا ما لا ينكره غنيمة، لكنه يرده إلى "تقصير بلدية صور بشكل عام وحاجتها إلى التخطيط العلمي والاستراتيجي"، مؤكداً أنها "تمثل وتخدم جميع المواطنين". ويشير إلى أن أكثر ما يحتاج إليه المسيحيون في صور هو فرص العمل.

 

نصرالله المحارب والناخب

ساطع نور الدين/المدن/السبت 21/05/2016

كاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطابه الاخير، يضع الانتخابات البلدية في الجنوب بمنزلة الحرب في سوريا، عندما إعتبر ان القرار بتعزيز الانخراط في المواجهة على هاتين "الجبهتين"، هو بمثابة الرد العملي على مصرع المسؤول العسكري للحزب مصطفى بدر الدين. لم يصنف نصر الله الخصوم الافتراضيين في المعركة البلدية الجنوبية في مرتبة الاعداء، المتواطئين مع التكفيريين، او المساهمين في "الحرب الكونية"المزعومة على محور المقاومة والممانعة، لكن الايحاء لم يكن بعيداً عن هذا التصنيف، وهذا على الاقل ما يمكن ان يلتقطه جمهور الحزب من النداء المزدوج الذي اطلقه الامين العام ودعا فيه، في وقت واحد، الى الزحف على مراكز الاقتراع في الجنوب، والاستعداد للمزيد من الحشد على مختلف محاور القتال في سوريا. ليست المعركة واحدة، لكن التعبئة كذلك. حاجة الحزب في هذه اللحظة الى طلب الدعم من جمهوره لا جدال فيها. ثمة "مطحنة" في سوريا حسب التعبير المرعب الذي إستخدمه نصرالله للمرة الاولى، والذي يتنافى مع العرض المكرر للانجازات العسكرية على تلك الجبهة، او يفرغه من مضمونه، والذي يقر، للمرة الاولى ايضا، بالكلفة البشرية الباهظة التي تحد من قيمة النصر الحتمي الموعود. ثمة قرار جازم بالمضي قدما بالحرب حتى النهاية، بغض النظر عن الثمن. هذا ما خرج نصرالله ليعلنه، رداً على إغتيال بدر الدين، ولعل هذا ما يمكن ان يلمّح بشكل او بآخر الى الجهة التي نفذت العملية، والتي تريد إستدراج الحزب الى جميع الجبهات السورية، بعيداً عن جبهة المواجهة القديمة والمتنائية مع العدو الاسرائيلي، الذي تلقى ما يشبه البراءة من دم المسؤول العسكري الاول للحزب.. مع ان وقائع الميدان السوري ومعطياته وأدلته ما زالت تؤكد العكس تماماً. ربما كان إعلان قرار الانخراط الاضافي في الحرب السورية مجرد موقف إنفعالي من الحزب وأمينه العام حفّزه المُصاب الجلل، وهو يندرج في السياق الامني الذي يحد آلاف المقاتلين اللبنانيين الموجودين في سوريا، العالقين حالياً في معارك "تبادل مواقع" مع المعارضة السورية، بناء على رؤية سريالية كررها نصرالله عن تلك "الحرب الكونية"على نظام يحميه الروس والايرانيون ولا يريد الاميركيون والاسرائيليون إسقاطه ولا ينشد الاوروبيون رحيله ولا يتمنى نصف العرب غيابه.. وهو أمر يجعل صدام حسين يتلوى في قبره، الذي حفرته له أكثر من تسعين دولة في العالم، أرسلت نحو أربعين دولة منها قوات برية او جوية او بحرية للقتال في العراق. لم تكن تلك الرؤية الخيالية هي التي قللت من شأن خطاب نصرالله، بل تفاديه مرة أخرى الدخول في نقاش سياسي، او على الاقل تقديم عرض سياسي لما بلغته الازمة السورية في طورها الراهن. وهذا، بالحد الادنى، حق جمهور الحزب الذي ربما يسأل قيادته مثلاً عن مآلات الدور الروسي والغطاء الاميركي والثمن الايراني للانتصار المفترض في سوريا، وما يمكن ان يعنيه هذا النصر اذا ثبت بالفعل ان موسكو شطبت الخط الاحمر المرسوم حول بشار الاسد. لا يمكن ان تستقيم قيادة سياسية من دون هذا العرض، حتى ولو كان سوريالياً، لانه يساهم في تجميل الصفة الامنية لقتال الحزب في سوريا وفي إكسابه بعداً إضافياً، لن يصل الى رتبة الشراكة في البحث عن مستقبل سوريا، لكنه على الاقل يمد جمهور الحزب بجرعة سياسية ضرورية، يمكن ان تكون مفيدة في معاركه الداخلية اللبنانية، التي لا يبدو ان النصر في معظمها حتمي. لم يكن الهبوط الفوري من جانب نصر الله من الحرب السورية ذات الصفة الكونية الى المعركة البلدية ذات المغزى الريفي، مؤثراً، ليس فقط لان نتائج الانتخابات محسومة ومعروفة سلفاً، بل لان المعارضة الجنوبية المتواضعة للحزب، لا يمكن ان تشبّه او أن تقارن بالمعارضة السورية المتصاعدة التي يقاتلها الحزب داخل سوريا.    

 

“القوات” وثلاثية الكنيسة والأحزاب والعائلات…أرضية هيأت لانتفاضة الاستقلال

شارل جبور/المسيرة/ 21 أيار/16

“القوات اللبنانية” هي بنت المجتمع، ووليدة وجعه وأنينه وحاجته إلى قوة غير تقليدية تشكل له مصدر حماية واطمئنان في حال “جرت الرياح بما لا تشتهي السفن”. فنشأتها كانت من أجل سد الفراغ الذي تركته الدولة، ومنع لبنان من الوصول إلى لحظة الفراغ نفسها. فما حصل في العام 1975 كان يمكن استباقه لو أحسنت الطبقة السياسية إدارة البلد بعد العام 1943 من خلال إبقاء الأولوية للمشاعر الوطنية بعيدا من الاسترخاء والأولويات السلطوية والمحاصصاتية. ولم تتعامل “القوات” يوما مع المجتمع على قاعدة المنافسة، كما لم تعتبر يوما انها في مواجهة مع هذا المجتمع، بل كانت دوما تنظر إليه بانه البيئة الحاضنة لمشروعها الوطني الذي به تنتصر ومن اجله تناضل. ولعل مناسبة هذا الكلام الحملة السياسية التي شنت على “القوات” بعد اتفاقها مع “التيار الوطني الحر” في 18 كانون الثاني، والتي استكملت مع الانتخابات البلدية منطلقة من زاوية ضيقة تقول إن هدف هذا التحالف إلغاء القوى المحلية والقوى الأخرى.

وقد استدعت هذه الحملة تدخل الدكتور سمير جعجع لإعادة تصويب بعض المفاهيم المغلوطة التي يتم ترويجها ومن أبرزها وضع الأحزاب في مواجهة القوى المحلية من زاوية ان الحزبي ليس مخلوقا فضائيا بل ابن عائلة شأنه شأن أولاد العائلات الأخرى، واختار الانخراط في الأحزاب باعتبارها رافعة لطموحاته متى كان أهلا لها، وبالتالي المواجهة متى وجدت هي بين الأحزاب والقوى المحلية وليس العائلات التي تتكون منها الأحزاب والقوى المحلية. وعلى رغم ان أهداف هذه الحملة مكشوفة ومردها إلى خشية قوى سياسية معلومة من استعادة المكوّن المسيحي فعاليته الوطنية ودوره على المسرح السياسي، إلا انه يقتضي التذكير بنظرة “القوات” المثلثة الأبعاد والقائمة على ثلاثية الكنيسة والأحزاب والقوى المحلية والتي تشكل الحصانة الأساسية للبيئة المسيحية-اللبنانية، هذه العلاقة التي لا يمكن ان تكون بين المكوّنات الثلاثة إلا تكاملية، لا تنافسية ولا صدامية.

وهذه الرؤية مستمدة من الفلسفة المجتمعية للتكوين اللبناني-المشرقي، وقد أثبتت التجربة التاريخية القديمة والحديثة انها تشكل شبكة الأمان للمجتمع من الاستهدافات والحملات الخارجية، وأكبر مثال على ذلك إلغاء النظام السوري للأحزاب المسيحية بعد إمساكه بالقرار اللبناني، معتقدا ان هذه الخطوة كفيلة بإنهاء الحالة المسيحية الرفضية لاحتلاله لبنان، وبالتالي إدامة احتلاله لهذا البلد. وقد يكون النظام السوري أصاب من زاوية أنه ضرب الحالة التنظيمية داخل البيئة المسيحية، لأنها وحدها القادرة على تنظيم مواجهة جدية مع هذا الاحتلال. ولكن ما سها عن باله طبيعة التركيبة المجتمعية اللبنانية وتحديدا المسيحية، حيث ان إلغاء الأحزاب لا ينسحب على إلغاء الكنيسة والعائلات، وبالتالي وقف تأثير هذا النفوذ عند حدود الكنيسة والعائلات. وبعدما تم استيعاب الصدمة الإلغائية السورية أعادت البيئة المسيحية تنظيم نفسها حتى لو تراجعت خطوة إلى الوراء، فواصلت نضالها ضد هذا الاحتلال من مربعين: مربع الكنيسة التي قادت بعد البيان الأيلولي الأول في العام 2000 المواجهة ضد النظام السوري، وشكلت المظلة للمعارضة المسيحية تحت مسمى “لقاء قرنة شهوان”، ومهدت الطريق لمد الجسور مع المعارضات من الجانب الإسلامي، فتشكلت معارضة وطنية أخرجت الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005 بعد ثورة شعبية غير مسبوقة في لبنان في 14 آذار 2005. والمربع الآخر هو العائلات التي تضم حزبيين وغير حزبيين شكلوا البيئة التي استندت إليها بكركي في مواجهتها مع دمشق، وأدت دورا أساسيا في تحريض الكنيسة على لعب دورها ضد سياسة الأمر الواقع التي غيّبت الدور المسيحي وتعمل على تغييب دور لبنان.

فالفرد الحزبي انكفأ إلى عائلته بعد حل حزبه، ولكنه لم يتخل عن نضاله وقناعاته، وهو أساسا كان يحمل الصفات الثلاث بأنه ابن عائلته وكنيسته وحزبه، وما انضمامه إلى الأحزاب سوى لقدرتها على الجمع بين الدفاع عن الفكرة اللبنانية، وبين تحقيق طموحاته الشخصية.

فشريحة واسعة من الذين انخرطوا في الحرب في العام 1975 لم تكن حزبية، ولكن تنظيم المواجهة ومتطلباتها استدعت وتستدعي الانضمام إلى مجموعة عابرة للعائلات وحاضنة لها، كما ان تطور الحياة السياسية يتطلب وجود أحزاب قادرة على مواكبة التحديات الجديدة، وقادرة أيضا ان تكون عابرة لكل العائلات والمناطق. فإلغاء “القوات اللبنانية” كتنظيم سياسي لم تنسحب مفاعيله على الكنيسة والعائلات، وما كادت موجة الخوف، التي أصابت كل المجتمع بعد خطوة من هذا النوع، تعبر سبيلها حتى استعادت “القوات” حضورها كقضية حية داخل العائلات والكنيسة، وشكلت الأرضية التي هيأت لانتفاضة الاستقلال، لانه لولا وجود هذه الشريحة المناضلة لما كانت بكركي أخذت هذا التوجه الذي يعكس إرادة الناس، ولما كانت ولِدت معارضة مسيحية، ولا تجرأت المعارضات الإسلامية على مواجهة نظام الاحتلال.

ودور الكنيسة لا يقتصر على الشق الوطني على أهميته، إنما شكلت الرافعة التاريخية للدور المسيحي المميز من خلال طليعيتها على المستوى التعليمي والاستشفائي والثقافي، ولعبت الدور الأساس في الانتشار المسيحي على كامل الجغرافيا اللبنانية وتأسيسها لثقافة العيش معا.

كما ان الفرد في المجتمع لا يقتصر دوره على الشق السياسي، إنما يتجاوز ذلك إلى المبادرة الفردية التي جعلته طليعيا في كل المجالات والقطاعات. ومن هنا تعتبر “القوات” ان قوتها من قوة مجتمعها، وان حصانتها من حصانة مجتمعها، وان حرصها على دور الكنيسة والقوى المحلية نابع من إيمانها بأن هذه الثنائية بالإضافة إلى الأحزاب تشكل الضمانة لقوة المسيحيين في لبنان ودورهم في صلب المشروع اللبناني. وشطب المسيحيين في لبنان لا يمكن ان يمر سوى من خلال إلغاء الأحزاب والكنيسة والعائلات، الأمر غير الممكن لا اليوم ولا مستقبلا، ولذلك محاولات وضع “القوات” في مواجهة العائلات لا تمر، وأصحاب هذه النظريات يجهلون البعد المجتمعي اللبناني، كما يجهلون “القوات” ونظرتها إلى هذا المجتمع. فلا تناقض كنسي-حزبي-عائلي، إنما واقع تكاملي بامتياز، لأن ضعف أي مكون من هذه المكونات الثلاث ينعكس سلبا على المكونين الآخرين، وبالتالي المصلحة الاستراتيجية هي في تعزيز هذه المكونات لتقوم بدورها بالحدود المتعارف عليها، بل كل مكون يرى من واجبه تعزيز دور المكون الآخر. وفي كل هذا المشهد ترى “القوات” ان دورها الوطني يكمن في توفير المظلة الوطنية التي توفر أفضل الظروف والمقومات للكنيسة والعائلات، حيث ان المسيحيين في لبنان ينحصر هدفهم باستعادة السيادة والشراكة، لان لا استقرار فعلي من دون سيادة وشراكة، وبالتالي مواجهتها، متى وجدت، تكون مع القوى المحلية التي يشكل البعض منها أرضية مسيحية لقوى استفادت من غياب الفعالية المسيحية، او تخشى من عودة هذه الفعالية التي تعيد وحدها التوازن إلى المعادلة اللبنانية، فيما القوى المحلية التي تعمل تحت الخط الوطني الاستراتيجي يصار إلى تعزيز دورها على قاعدة “كل من له يعطى ويزاد، ومن ليس له يؤخذ منه”.

 

اغتيال بدرالدين: "حزب الله" يتبع التمويه الإسرائيلي

حسان الزين/المدن/ السبت 21/05/2016

يغرق معظم الخطاب المعادي لـ"حزب الله" بالشعبوية، وقد استهوته السطحية والشخصانيّة تجاه الأمين العام حسن نصرالله خصوصاً. والنتيجة، في الغالب، عجز عن مواكبة الأحداث والنفاد إلى ما هو أبعد من الظاهر بعين واحدة، بل عجز عن مجاراة "حزب الله" وسياسته وخطابه، وهو المتصل بمركز قرار دولي إقليمي ناشط في المحافل والأروقة والكواليس والدراسات والتحليل وفي الميدان والواقع عموماً، إضافة إلى ما لديه من عدّة متابعة ورصد ودراسة وتحليل.. وقرار. هكذا، وقف الخطاب المعادي للحزب عند "تبرئته" إسرائيل من اغتيال مسؤوله العسكري الأمني مصطفى بدرالدين. وقد "قرأ" فيها جبناً تجاه "العدو الحقيقي" وتغييراً لبوصلة المقاومة من قبلة القدس إلى سوريا والمعارضة و"الجماعات التكفيرية". وشهدنا في هذا الإطار مهرجاناً راوحت فيه "التحليلات" بين المزايدة القوميّة على "حزب الله"، وبين الاحتفاء بغرق الحزب في المستنقع السوري والإقليمي، ما يجعله عاجزاً عن الرد وحتّى عن توجيه الاتهام إلى العدو.

البؤس هذا حال دون القراءة السياسيّة بين سطور الحدث وبياناته وتصريحاته ومعلوماته الاستخباريّة وحتّى التحليلات الصحافيّة المرافقة، على الضفتين الحزبيّة والإسرائيليّة. فلم يقرأ الخطاب القشري، مثلاً، احتمال تغيّر اللعبة بين "حزب الله" وإسرائيل، في حرب الاغتيالات والإعلان عن المسؤوليّة والاتهام والرد.. وما يستتبع ذلك. وإذا كان "العرب لا يقرأون"، كما نكرر ويكرّر الإسرائيليّون منذ عقود، فإن الإسرائيليين المعنيين بالأمر يقرأون، وإعلامهم ينشر. وقد قرأ بعض الإسرائيليين في عدم اتهام "حزب الله" إسرائيل باغتيال بدرالدين عدم تبرئة كليّة لها، بل قرأ فيه رداً مناسباً إذا ما كانت إسرائيل هي الفاعل المموه. ففي عدم الاتهام، وفق القراءة الإسرائيليّة تلك، إشارة من الحزب إلى أنّه تلقّى الرسالة الإسرائيليّة وردَّ بمثلها. ما يوحي إلى أنه يتبع الأثر الإسرائيلي المموّه بخطوات سريّة. وذلك يعني أن "حزب الله" احتفظ بحق الرد على الاغتيال في "المكان والزمان المناسبين"، ويعني أيضاً، وأولاً، أنه فهم الإشارة الإسرائيليّة وحلل وقائع الاغتيال ومسح البصمات الإسرائيليّة فيه، وتصرّف وفق المقتضى وبما يناسب واقعه السوري واللبناني وحركته العسكرية والأمنية والخطابيّة والشعبيّة أيضاً (التركيز على سوريا وحربها). إذا صحَّ هذا التحليل الإسرائيلي يكون الحزب قد نجح في القراءة وفي الرد أو بداية الرد. ومترتّبات ذلك، أن "حزب الله" سيرد بطريقة "مموهة". وفي ذلك تغيير لقواعد الاشتباك وفتح للجبهة الاستخباريّة والنفسية قبل العسكريّة. وكأن "حزب الله" لا يريد، الآن، الحرب المعلنة مع إسرائيل، ويريد الأبقاء على قواعد الاشتباك الحدودي الحاليّة. وما قول نصرالله للإسرائيليين "إذا امتدت يدكم إلى أي مجاهد من مجاهدينا سيكون ردنا مباشراً وقاسياً وخارج مزارع شبعا، وبكل وضوح، وأيا تكن التبعات"، سوى سطرٍ واضح من هذه المعادلة، التي يقرأها الإسرائيليّون ويستعدّون لترجماتها، بينما عندنا نتلهّى بالخطاب الشعبوي

 

عودة فيلتمان الى لبنان

أحمد الغز/ اللواء/21 أيار/16

بعد 12 عاماً، قدّم تيري رود لارسن استقالته الى مجلس الأمن كمبعوث دولي لتنفيذ القرار ١٥٥٩ الصادر في ٢ ايلول ٢٠٠٤ عشية التمديد الرئاسي لإميل لحّود. وقد أوصى أن يتولّى مهمّته مرحليّاً المستشار السياسي لأمين عام الأمم المتحدة السفير جفري فيلتمان، وهو السفير الأسبق لأميركا في لبنان بين العامين ٢٠٠٤ و٢٠٠٨. ونستطيع القول أنّ مرحلة فيلتمان اللبنانية كانت بمثابة سنوات المِحنة الكبرى، التي بدأت بمحاولة اغتيال الصديق مروان حمادة وصولاً الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وباسل فليحان وسمير قصير وبيار الجميل وأنطوان غانم ووليد عيدو ونجله وجورج حاوي وجبران التويني ووسام عيد، ومحاولة اغتيال الياس المر ومي شدياق.

شهدت مرحلة فيلتمان في لبنان الخروج السوري من لبنان، وولادة حكومة نجيب ميقاتي الأولى والتحالف الرباعي في انتخابات ٢٠٠٥، بالاضافة الى حرب ٢٠٠٦ الإسرائيلية إبان حكومة الرئيس السنيورة وصدور القرار ١٧٠١، وانشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. كلّ هذه التطوّرات وقعت في فترة ولاية السفير الأميركي جيفري فيلتمان في لبنان.وقد تميّز السفير فيلتمان بمهارة إدارة الأزمات واستطاع ان يملأ الفراغ الذي أحدثه خروج السوري من لبنان. إذ استطاع بناء فريق سياسي خاص به من اللبنانيّين العريقين والمستجدين الذين استمروا بولائهم له حتى بعد مغادرته لبنان منذ العام ٢٠٠٨ حتى الآن.

إبان الربيع العربي كان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط هيلاري كلينتون. وقد ساهم في تحريك المفاوضات الأميركية الدولية مع ايران وكان دائماً على اتصال بلبنان لعلاقة لبنان الوثيقة بايران. وكان فيلتمان يطمح أن يتوصّل الى الاتفاق النووي مع ايران قبل انتخابات أوباما الثانية في العام ٢٠١٢ ولكنه لم يحالفه الحظ في ذلك.

بعد انتخاب أوباما لولاية ثانية عام ٢٠١٢، انتقل السفير فيلتمان الى الأمم المتحدة كمستشار سياسي للأمين العام بان كي مون، وذلك بعد تولى جون كيري وزارة الخارجية الأميركية. وكانت المفاوضات الايرانية الأميركية حول الاتفاق النووي مهمته الأساس مع تقاطعاتها الإقليمية ومنها لبنان وسوريا والعراق.

بعد الانتخابات الإيرانية ونجاح الرئيس روحاني وتولّي ظريف وزارة الخارجية، كان السفير فيلتمان أول مسؤول أميركي يزور طهران منذ قيام الثورة في إيران ولقائه السيد الخامنئي بصحبة بان كي مون. وقد اعتبرت هذه الزيارة إشارة واضحة على تقدم المفاوضات الايرانية مع الخمسة زائد واحد كما أنها تزامنت مع تصاعد العنف في سوريا واستخدام الكيماوي وتجاوز خطوط اوباما الحمراء.

هناك الكثير من النخب السياسية اللبنانية والقيادات أقدر بالحديث عن السفير فيلتمان، لعلاقته الوثيقة بهؤلاء. وأعتقد أنّهم يعرفون معنى تكليف فيلتمان بمتابعة تنفيذ القرار ١٥٥٩ في هذه الظروف بالذات، أي مع نهاية ولاية أوباما الثانية ونهاية ولاية بان كي مون كأمين عام للأمم المتحدة. وهناك أيضاً تقديرات أنّ فيلتمان قد يعيّن وزيراً للخارجية الأميركية في حال فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات، مع الحديث عن صفقة ما روسية- أميركية حول سوريا قبل نهاية ولاية أوباما، ومع اجتماعات باريس لتحريك عملية السلام الفلسطينية- الاسرئيلية، وخصوصاً أن القرار ١٥٥٩ صدر أصلاً في أسبابه وأهدافه لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وأيضاً فصل أزمة لبنان عن أزمات المنطقة. وهنا يأتي السؤال هل يلاقي الأميركيون الإهتمام الفرنسي بإنهاء الشغور وانتخاب رئيس وذلك مع عودة فيلتمان الى لبنان؟

 

البطريرك والقندلفت

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/21 أيار/16

أكبر "فقسة" تواجه المشاهد اللبناني بعد ظهر كل ثلاثاء عندما يكون منتظراً ويحترق شوقاً لرؤية العماد ميشال عون وسماع ما سيقوله بعد الإجتماع الأسبوعي لتكتّل التغيير والإصلاح، أن يضطر لسماع الوزير السابق، والعضو السابق في المجلس الدستوري، المحامي سليم جريصاتي.

فعلاً فقسة. قد لا يشاطرني البعض هذه "الفقسة"، لكن ما حدا بيعبّي عيني إلا الجنرال. لا "المبخّر" عباس. ولا أمين سر التكتل ابراهيم كنعان. ولا رئيس التيار صاحب الكاريزما الصاعقة جبران باسيل. صدقاً لا أحد. غداة المعركة الشرسة والإستراتيجية التي دارت رحاها في شوارع غدير وصربا ساحل علما وحارة صخر، بين إيرفن رومل حبيش وبرنارد مونتغمري بواري، والتي أسفرت عن فوز اللائحة المدعومة من أقوى جنرال في التاريخ المشرقي المعاصر، أطلّ وزير العمل السابق على منبر الرابية بقامته المُهابة ولغته السليمة ليعلن هذه الثابتة: "أثبت العماد عون في جونية أنه الحيثية المنفردة إنما هو الأقوى في مكونه"! وفي حارة حريك أليس الجنرال الأقوى في مكوّنه؟ سمعت الناطق باسم "الجنرال" وأنا ألتهم بيتزا عائلية مدعمّة بمكوّنات إضافية: فطر زيادة. جبنة زيادة. وبريزاولا زيادة. لم يضِف شيئاً إلى ما أعرفه عن "مون جنرال" سوى هذه الصياغة المستعصية على علماء النحو وفقهاء اللغة والبسطاء أمثالنا! ويبدو أن فيلسوف التيار الوطني الحر المُستجد، ومدّاح رئيسه الدهري معجب بمسألة "المكوّن" فحلل في مقابلة صِحافية تقويمية وأفاض عاطفياً: "إن هذا الرجل (ما غيرو) هو الأقوى في مكوّنه، وتالياً، فإنه هو الذي يجب أن يلج كل استحقاق ممثلاً لهذا المكون، إن أردنا احترام الميثاق. ويبدو أن هذه الاشارات تلقفها من يسعى داخليا وخارجيا إلى ايجاد حل للأزمة الدستورية الراهنة". دام الولوج إلى ... الإستحقاقات سيدي الدكتور. صغّر المستشار السابق للرئيس البحّار ـ ومن دون سوء نية ـ حجم جنرال البر والجو والبحر، وأعطى في المقابل بعداً استراتيجياً ورئاسياً للمعركة التي خاضها إيرفن رومل حبيش وفق خطة وضعها بحذافيرها ميشال قلب الأسد. وسأل الناطق باسم عون وتساءل مستغرباً ومستهجنا وساخراً: "ماذا جرى لهم كي يتّحدوا أو يتحدوا العماد عون في عرينته". ألاحظتم بلاغة الجريصاتي وبراعته وهو من وصف ذات يوم الجنرال ـ الأسد بالمجنون (راجع وثائق ويكيليكس). إستعمل "عرينة" بدلاً من "عرين" وفي هذه المقاربة يخال إلي أن منصور غانم البون هو الطارئ على جونيه وهدير بحرها، وآل أفرام الكرام طارئون. في المقابل لاقى عون كل هذا المديح بشيء من نكران الجميل "لست بحاجة للانتخابات البلدية لكي أكرّس نفسي الأقوى عند المسيحيين". Ah bon. ومعناها هكذا إذاً! أعود إلى الدكتور جريصاتي الذي صرّح عقب موقعة جونيه ـ دابق وأبدع "كان عون وسيبقى "البطريرك" السياسي للموارنة". المشكلة يا صاحب المعالي ليست بالبطريرك السياسي إنما بالقندلفت.

 

 توطين

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/21 أيار/16

70 سنة، ولم يتمّ توطين الفلسطينيّين في لبنان. فهل يتمّ توطين السوريّين في 5 سنوات؟

السؤال ليس من باب إنكار وجود فكرة التوطين، في عقلٍ ما أو تخطيطٍ ما. بل من باب مدى واقعيّة هذا الخطر، ومدى استخدامه في الكسب السياسي والشعبي، وتوظيفه الظرفي في الاستحقاقات لا أكثر.

فالتهويل بالتوطين الفلسطيني، وبعده السوري، يعلو ويهبط على وقع البورصة السياسيّة، وسرعان ما يطويه أصحابه مع انطواء مناسبة أو استحقاق أو امتحان شعبي ما، ليعودوا بعد حين إلى نغمته، بدون أن يبذلوا أيّ جهد في دفعه أو التخفيف من خطره.

وكأنّهم يريدون بقاءه عقوداً كسلعة تجاريّة في السياسة يتمّ تسويقها عند الطلب، وإخفاؤها لرفع سعرها في عرض لاحق.

هذا ما يجري بالفعل في لبنان منذ أشهر، وما جرى في الأيّام القليلة الأخيرة، من خلال التركيز على تقرير الأمين العام للأُمم المتّحدة بان كي مون، والمتضمّن إشارات لتجنيس نازحي الحروب في العالم، وعددهم يناهز ربع مليار، في الدول المضيفة.

بغضّ النظر عن نصّ التقرير وكم مرّة وردت فيه عبارة "تجنيس"، كما طاب لبعضهم الإحصاء، فإنّه لم يذكر دولة بالاسم، ولم يُشر إلى لبنان تحديداً، لكنّ اللبناني يجنح دائماً إلى اعتبار نفسه الحلقة الأضعف، وتستفيق فيه هواجسه ومخاوفه. وهو على حقّ في ذلك.

لكنّ المشكلة تكمن في البناء على كلمة هنا وتعبير هناك، ولو كان عامّاً، والغرق في التأويل والتفسير والاستنتاج، تماماً كما حصل منذ عشرات السنين في مسألة توطين الفلسطينيّين. ولا يخفى أنّ الارادة الدوليّة أقرب إلى توطين الفلسطينيّين من السوريّين، خدمةً لإسرائيل.

والقضيّة تبقى في حدود الرصد والانتباه والمعالجة، لولا تحويلها عمداً إلى نوع من الاستغلال السياسي والظهور بمظهر صاحب الدور الأوّل والأحقيّة في "اكتشاف المؤامرة"، وكأنّها أمر واقع لا رادّ له، فتبدأ الولولة ودبّ الصوت فوق رأس ميت لم يمت.

وسرعان ما سرت عدوى النحيب والندب، على آخرين، وصولاً إلى الحكومة التي شغلها الموضوع وقرّرت أن تتحرّك لتستطلع حقيقة الأمر.

ولم يكد الصراخ يعلو ويتمدّد، وقبل أن يقوم أحد بأيّ خطوة، صدر بيان رسمي هادئ ورصين من الأُمم المتّحدة في نيويورك يؤكّد أنّ "لا تجنيس للنازحين في لبنان"، وصدرت توضيحات كافية من ممثّلة بان في لبنان تضع حدّاً للغط السياسي المفتعل.

بيان سريع واضح وحاسم، قطع الطريق على الندّابين، وأعاد وضع القضيّة في نصابها الصحيح، وكشف فضيحة الاستغلال الرخيص في مسألة وجوديّة للبنان. فكانت خسارة معنويّة وسياسيّة فادحة للمستغلّين.

وهذه التجربة تُبيّن كم أنّ لبنان في حاجة إلى دبلوماسيّة رصينة عالية الصدقيّة، تذهب إلى الأساس ولا تتلهّى بالقشور في مقاربة القضايا المصيريّة. وكم أنّه يحتاج إلى سياسيّين من قماشة القادة وأهل البصيرة والحكمة وبُعد النظر، وليس لمحترفيّ الكيد السياسي والمصابين بضيق الصدر والأفق.

توطين السوريّين، بعد الفلسطينيّين، مسألة لا تُواجه بهذه الخفّة، وليست قدراً عالميّاً لا يمكن ردّه، في حال صحّته. وقد قُيّض للبنان رجالات عرفوا كيف يواجهون أيّ توجّه من هذا النوع ونجحوا. فعلى الخلف أن يقتدي بنهج السلف الصالح، لا أن يواجه الخطر بهدر السيادة وتشتيت الإرادة.

بعض الإتزان في العمل السياسي والدبلوماسي أمر مطلوب وملحّ. والأولويّة هي للكف عن ادّعاء البطولات، خصوصاً أنّها في معظم الأحيان تكون بطولات وهميّة هدفها الكسب السياسي والشعبي السريع.

توطين؟ بالتأكيد لا. هي ال"لا" التي يُجمع عليها اللبنانيّون، خلافاً لكلّ ترويج وتزوير. وقد دوّنتها مقدّمة دستورهم التي ترقى إلى النصّ التأسيسي الميثاقي الثابت ما فوق الدستوري والقانوني.

وأيّ خطر حقيقي، من مستوى توطين أو تجنيس أو غيرهما، سواء ورد في تقرير عام، أو في خطط خفيّة، لا يمكن احتكار التصدّي له مع التشكيك بإرادة الآخرين من الشركاء في الوطن والدولة والهويّة والسيادة.

ولا تجوز المزايدة، في مسألة بهذه الخطورة، تجاه من بذلوا عشرات آلاف الشهداء في درء الأخطار الخارجيّة، وكانت مثلّثة الأضلاع: فلسطينيّة وسوريّة وإسرائيليّة. ويعاني لبنان الآن ضلعها الرابع الإيراني.

فمن يريد مكافحة الخطر على الوجود، لا يفاضل بين الأخطار، أو يواجه واحداً ويبايع آخر.

والحرب على التوطين لا تكون بالنظّارات والكيديّات.

 

أسئلة شيعية تحرج حزب الله

نزيه الأحدب/موقع عربي 21/21 أيار/16

ماذا يعني ألا يُقتل قادة حزب الله العسكريون إلا في سوريا؟ وأن يسود عمليات قتلهم شيءٌ من الغموض، إن لم يكن لناحية الجِهة الآمِرة في بعض الأحيان، فلناحية الجهة المنفذة أحيانا أخرى، وأن يُدفنوا جميعا في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت دون تتمة "عدلية"، فيتم إحياء ذكراهم سنويا دون تعاطي خطاب وإعلام حزب الله مع حق هذه القيادات المغتالة بتحقيقات جدية حول عمليات تصفياتهم؟ لكنه سؤال إن غاب رسميا فقد بدأ يتردد شعبيا وبقوة داخل البيئة الحاضنة للحزب، خصوصا بعد مقتل قائد عملياته العسكرية في سوريا مصطفى بدر الدين مؤخرا في سوريا، الذي نُسجت حول كيفية تصفيته الكثير من الروايات. ليس هذا سؤالا يتيما، بل يأتي ضمن سلسلة أسئلة يطرحها مناصرو حزب الله في سرهم وعلانيتهم، وتتمحور جميعها حول المصلحة من استمرار الحزب ذراعا لإيران، أو أحد أذرعها الرئيسية في المنطقة العربية، والمليشيا الأكثر استخداما في حروب المنطقة العربية، لا سيما وأن نصيب حزب الله في الخطط العسكرية التي يضعها "المستشارون" الإيرانيون في سوريا تقضي دائما بأن يكون رجاله في صف المواجهة الأول، ما كبّده خسائر بشرية جسيمة تتفاوت تقديراتها، لكنها حتما بالآلاف بين قتيل وجريح. سؤال آخر يطرحه جمهور حزب الله حول سقف أزمة الحزب الاقتصادية الدّوني والزمني المتعاظمة بعد الحظر الغربي المصرفي عليه، وانعكاس هذه الأزمة على مناطق موالاة الحزب في لبنان التي باتت تشعر وكأنها تدفع فاتورة الحرب الإيرانية من خبزها ومائها، خصوصا وأنها لم تلمس بعد نعيم الإفراج الأمريكي والغربي عن مليارات إيران بعد توقيع الاتفاق النووي، الذي شكا مؤخرا مرشد الجمهورية من أن أمريكا لم تفِ بوعودها في إطاره. والسؤال الأبرز الذي يرتسم على وجوه شيعة حزب الله هو حول مستقبل علاقتهم مع مواطنيهم السُنة على امتداد العالمين العربي والإسلامي، الذين باتوا يصنّفون الحزب جهةً معادية بعد أن كان في نظر معظمهم مقاومة شريفة، بغض النظر عما إذا كانت هذه النظرة ظالمة للحزب أو عادلة، لأن ذلك لن يغير شيئا في النتيجة. كذلك حول مدى قدرتهم على معاكسة توجهات المجتمع الدولي الذي بات يلاحق شبكات الحزب في الخارج. أما فيما يتعلق بلبنان فلم يقنع أنصار حزب الله بأن حزبهم لا يستطيع حسم أمر المرشح الماروني لرئاسة الجمهورية، بعد أن تفرقت قوى الرابع عشر من آذار وتوزّعت على مرشحَين للرئاسة لا ثالث لهما، وهما الحليفان اللصيقان بحزب الله والنظام السوري ميشال عون وسليمان فرنجية، في فرصة قد لا تُعوض إن ضاعت. كذلك تشكو بيئة الحزب مثل غيرها من اللبنانيين من تردي الخدمات العامة في البلاد نتيجة الشلل في المؤسسات الدستورية، وقد عبرت عن ذلك في الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في المناطق ذات الأغلبية الشيعية، حيث كانت الجرأة واضحة في محاولة كسر ثنائية حزب الله وحركة أمل، من خلال منافستها بلوائح مستقلة نجحت في كسر حاجز الخوف رغم تخوين ماكينة حزب الله لهم باتهامهم بالمعادين لخط المقاومة.

هذه عيّنة من أسئلة حرجة يطرحها شيعة لبنان على أنفسهم وقياداتهم ومراجعهم، علما أن تاريخ الشيعة في لبنان زاخر بالتنوع والمقاومة وتبني العلمانية واليسار والعروبة، والريادة في الشعر والفكر والأدب وتطوير الفنون وحب الحياة.. نعم، حب الحياة أكثر من حب الموت الهاجم بتكليف شرعي.

 

 ماذا لو عاد مهدي عامل حياً؟

محمد علي مقلد/المدن/السبت 21/05/2016

رويتُ عن حسن حمدان، مهدي عامل، في مقالة سابقة، قوله لقيادة الحزب ممازحاً، ما معناه "نهجكم في النضال وفي قيادة الحزب صحيح، لكنكم لا تعرفون لماذا هو صحيح، فأنتم تجهلون الأساس النظري الذي تبنون عليه برنامجكم السياسي، وكتاباتي هي التي ستتولى تعريفكم عليه".

إذا صح أنه لا حزب ثورياً من غير نظرية ثورية، وهذا ما كانت تقوله الأدبيات الماركسية، فإن كتابات مهدي هي صياغة فلسفية نظرية لبرنامج حزبه ، وبالتالي فمن الطبيعي أن تنال كتاباته من غرم النقد الذي طال سياسة الحزب ما حظيت به من غنم النضال الصادق الذي خاضه مع الحزب من أجل قضايا التحرر والتقدم والاشتراكية. مع أن مهدي تعرف على الماركسية من منابعها الأصلية، على ما قاله لمحاوره رفعت السعيد، ورواه هذا الأخير، بينما تعرف عليها سواه من تأويلاتها السوفياتية، غير أن نظريته الثورية كانت تعكس واقع الحال في ظل الدور المحوري الذي كان يلعبه الاتحاد السوفياتي في الصراع العالمي بين منظومتين. ومن سوء حظ نظريته أنه دفع حياته ثمن صرامة تفكيره قبل انهيار المنظومة الاشتراكية بسنوات قليلة، ولم يمنحه القتلة وقتاً كافياً ليقوم بقراءة نقدية لأفكاره.

القراءة النقدية تتناول المصطلحات، لأنها مفتاح البحث العلمي، لا المبادئ لأن معاييرها ذات طابع أخلاقي، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالقيم السياسية والمثل التي يستلهمها المناضلون. فهو القائل، قل لي ما مصطلحاتك أقل لك من أنت. وعلى أساس هذه القاعدة كان صارماً في الحكم على بعض المنتمين إلى الحركة التقدمية واليسارية والماركسية، قائلا عنهم انهم ينطلقون من ثنائيات دينية تشبه الكلام عن الخير والشر والجنة والنار، مع أنهم ربما كانوا صادقي الانتماء إلى حركات التغيير، لكن الصدق وحده لا يكفي، بل يلزمه وضوح في الرؤيا ودقة في تحليل الواقع، وهذا مستحيل من غير مصطلحات علمية مطابقة ومنهج سليم. المصطلحات التي تحتاج إلى إعادة نظر هي تلك المتحدرة من القراءة السوفياتية للماركسية وللصراع العالمي. وإذا كانت ورشة النقد قد بدأت قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، فهي تسارعت وتعمقت بعده، وبات المفكرون مطالبين بتعديلها تعديلاً جذرياً أو بشحنها بمضامين جديدة. نبدأ بالترسيمة الأممية التي نصبت الاتحاد السوفياتي على رأس حلف انضوت تحت لوائه أحزاب "الطبقة العاملة" في البلدان الرأسمالية و"حركات التحرر الوطني" في العالم، في مواجهة تحالف تقوده الامبريالية والرأسمالية العالمية.  وفي ظني أن هذه الترسيمة ، بالمصطلحات الواردة فيها، هي أول مادة ستطالها قراءة مهدي النقدية ، لا من موقع التنكر للماضي، بل من موقع التمسك بالمبادئ والقيم الفلسفية الثورة التي تهتم بتغيير العالم ولا تكتفي بتفسيره.

مهدي رأى أن فكرة " التميز والكونية في الماركسية اللينينية" تملي عليه إدخال تعديلات أو تأويلات على  الأدبيات الماركسية ، فابتكر مصطلح "نمط الانتاج الكولونيالي"، لكن هذه الإضافة لم تبدل في المعادلة السوفياتية التي اعتمدتها أحزاب الطبقة العاملة في بلدان العالم الثالث ولا حركات التحرر الوطني، لأن الحل الذي يستند إلى هذا المصطلح هو فك التبعية عن الاستعمار، أي مواجهة الرأسمالية من خارجها، وهو الحل ذاته الذي اقترحه سمير أمين تحت عنوان بناء الاقتصاد المتمحور على الذات، وكلاهما كان ينطلق من الفرضية الثورية السوفياتية المنشأ، القائلة أن العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية. فهل ما زالت الفرضية هذه صحيحة؟ وهل الصراع العالمي اليوم هو بين جبارين، وهل ينطبق على الصراع العالمي اليوم ما كان ينطبق عليه أيام وجود الاتحاد السوفياتي؟ يقول مهدي إن الطائفية هي الشكل السياسي لدولة البرجوازية الكولونيالية. ربما كانت "الطائفية" أكثر المصطلحات حاجة للنقد وإعادة النظر، لا لأنه كمفهوم إجرائي كان قليل الجدوى في قراءة الواقع اللبناني، بل لأنه أساء لعملية التغيير وشكل تغطية على مكمن الداء المتفشي في مفاصل النظام اللبناني والمتمثل باستخدام التنوع والتعدد مادة لصراعات وحروب أهلية، في حين تنجو مجتمعات أخرى أكثر تنوعا من آفة الحروب لأنها، بمجرد اعترافها بالتنوع والمتنوعين، تجعلهم متساوين تحت سقف القانون، الذي يحمي التنوع وحرية المعتقد الديني والسياسي. هذا فضلاً عن أن مصطلح "الدولة" في التراث الماركسي تعرض لكثير من التشويه، بعد أن جرى تأويل الكلام عن اضمحلال الدولة، وانتقلت المهمة المنوطة بالتاريخ إلى مهمة راهنة أمام الطبقة العاملة وأحزابها. مصطلحات كثيرة كان سيعيد مهدي النظر فيها، لكن من موقع إصراره على البقاء مثقفاً عضوياً ملتزماً بقيم الثورة واليسار والماركسية.

 

لبنان في أَسْرِ «نَمَط الإنتاج السياسي»

أحمد بيضون/القدس العربي /19 أيار/16

أسمّيه إذن «نمط الإنتاج السياسي» على غرار قولنا «نمط الإنتاج الرأسمالي»، وهو ضَرْبٌ من هذا الأخير. هو نمط إنتاجٍ اقتصادي توظّف فيه رساميل وتستخدم قوّة عملٍ متنوّعة وتنتج سلَعٌ وسيطة تنتمي إلى ما يسمّى «الخدمات».

ولكن السلعة الأخيرة المنتجة فيه هي «الولاء السياسي»: «الولاء» بما يقتضيه حكماً من «عداء» سياسيّ أيضاً.

ثمّ إن القول إنه «نمط إنتاج اقتصادي» قولٌ تعسّفي بمقدار افتراضه تبلّوراً متقدّماً لدائرة اقتصادية قائمة برأسها في المجتمع الكلّي، على غرار ما هي الحال في مجتمعات «العالم الأوّل» الرأسمالية. وهذا افتراضٌ غير موافق لواقع الحال في المجتمع اللبناني، وفي صفّ من المجتمعات مشابهٍ له. فههنا تتّخذ عبارة «الاقتصاد السياسي» معنى متناهي الشدّة في إتباعه الموصوف لصفته، لا العكس.

مع ذلك فإن الوصف الأصحّ لهذا الاقتصاد قد لا يكون «السياسي» بل «الاجتماعي»، بالمعني الكليّ للاجتماع، لا للمجتمع، ما دام أننا لسنا حيال «مجتمع»، بالمعنى الذي يفترضه فرديناند تونيز للكلمة، حين يضع «المجتمع» في مواجهة «الجماعة»، وإنما نحن حيال اجتماعٍ «جماعوي»، بالدرجة الأولى، طوّرت فيه الجماعات لنفسها نمط إنتاج رأسمالي يستبقي بنىً وتماسكاً غير رأسماليين ويؤالفهما…

في لبنان، يتمثّل نمط الإنتاج السياسي هذا (مع استذكار ما سبق من تحفّظ عن الصفة) في كتلة متنوّعة جدّاً من المنشآت المتداخلة: من أحزابٍ وجمعيّات ومدارس وجامعات وصحف ومؤسسات إعلام أخرى ومستشفيات، إلخ. وصيغ التداخل بين هذا كلّه معروفة: الحزب أو الزعيم يرعى الجمعية، الجمعية تسيّر المستشفى، المنشأة الإعلامية تتبع الحزب، إلخ. وقد تتباين عضوية العلاقة أو شمولها: فتؤجّر الصحيفة خدماتها للحزب، مثلاً، ولا تكون ملكاً له وقد تنقل ولاءها إلى جهةٍ أخرى أو توالي جهتين معاً، إلخ.

يستخدم هذا القطاع جانباً معتبراً جدّاً من قوّة العمل اللبنانية مؤمّناً نصيباً مباشراً ضخماً من تجديد قوّة العمل هذه، أي من كتلة الأجور اللبنانية، فضلاً عن نصيب غير مباشر يتمثّل في ما يشتريه من السوق الداخلية لحاجاته المختلفة من سلعٍ ماديّة أو خدمات. ولكن إسهامه هذا لا يقتصر على الأجور وشراء التجهيزات المختلفة والموادّ الاستهلاكية أو الخدمات، بل هو يغطّي جانباً من تجديد قوّة العمل الاجتماعية في ما يتعدّى بكثير نطاق القوّة العاملة فيه أي مستخدميه.

وذاك أنه يعيل جزئيّاً أو يدعم اقتصاديّاً من طريق الخدمة التي تنتجها منشأة من منشآته أفراداً وأُسَراً من خارج نطاق مستخدميه. وإذ نقول «أفرادٌ وأُسَر» هنا نستعمل عبارة قاصرة لأن «الأُسَر والأفراد» المشار إليهم يكادون يكونون المجتمع اللبناني كلّه أو هم الكثرة الكاثرة من عناصره في الأقلّ. وذاك أنه يصعب أن تجد لبنانياً لم يستفد قطّ من منحةٍ مدرسية أو تخفيض في الأقساط لولد أو من علاج مخفّض الكلفة لمريض… أو من مساعدة سياسية لتخليص معاملة يمثّل إنجازها نوعاً من الدخل أو لحماية مخالفة يوفّر منها مالاً أو يجني مالاً.

وهذا الذي نسمّيه «مساعدة سياسية» يستوقف، فمؤدّاه أن جانباً معتبراً من «الحقوق» يكون مصادَراً من جانب ذوي السلطة، أي من جانب مَن لا تُقْتصر المزيّة النسبية لموقعهم على حيازة أجر أو الإفادة من خدمة، وإنّما يتوفّرون على رأسمال سياسي يستثمرونه في السوق. و»الحقوق» المشار إليها يسعها أن تكون مصالح مشروعة لطالبيها ولكن لا تتحقق إلا بدعم سياسي ويسعها أيضاً أن تكون حقوقاً للغير أو للدولة يراد العدوان عليها. أما الدعم السياسي المطلوب في هذه الحالات كلّها فيمكن أن يكون مباشراً من جانب السياسي أو معاونيه، من جانب الحزب أو ممثّليه، ويمكن أن يكون غير مباشر إذ يتحصّل برشوة الموظّف الفاسد الذي زرعه السياسي أو الحزب حيث هو وراح يؤمّن له الحماية.

معنى هذا أن نمط الإنتاج السياسي لا يشتمل، لجهة وسائل الإنتاج، على المنشآت التي يتولى شؤونها مباشرة أصحاب الرساميل السياسية وحسب: أي مثلاً على المدرسة أو المستشفى اللذين يديرهما الحزب أو جمعيةٌ تأتمر بأمره، بل يشتمل نمط الإنتاج المشار إليه على منشآت ووسائل إنتاج يصادرها جزئياً، بقوّة السلطة الاجتماعية السياسية، أصحابُ الرساميل أولئك. فيكون تحت أيدي أصحاب الرساميل السياسية أولئك جانب معتبر جدّاً من إمكانات الدولة، سواءٌ أكانت هذه «الإمكانات» إمكانات تشغيل أو تلزيم أم إمكانات خدمة. ويكون تحت أيدي أصحاب الرساميل السياسية أيضاً جانب من الإمكانات التي تضعها بتصرّفهم جهات خاصّة من قبيل كوتا الاستخدام الذي يفرضه السياسي على مصرف أو على مصنع يعمل في دائرة نفوذه، مثلاً.

وعلى غرار الاستخدام في دوائر الدولة وأجهزتها والإفادة من خدماتها (أو التملّص من المتوجّب لها)، تخضع المنشآت الرأسمالية في القطاع الخاص خضوعاً متبايناً لأصحاب الرساميل السياسية. وتتفاوت صيغ هذا الخضوع ما بين اشتراك الجهة السياسية في الملكية لقاء الحماية وتسهيل الأعمال، وفقاً لمشيئة القانون أو خلافاً لمشيئته، أو لقاء حجب الضرر… وبين حجز جانب من طاقة الاستخدام وطاقة الخدمة في المنشأة للجهة السياسية لقاء البدل نفسه. ويفرض ذلك أن تجهد المنشأة على الدوام في التوفيق ما بين منطق الربح والإنتاجية المفضية إليه (وهو منطق الرأسمالية «السويّة» أو «العاديّة») وبين المنطق الطفيلي الذي تمليه عليها حاجتها إلى رعاية أو حماية سياسية… هذا مع العلم أن الحماية هنا هي بالدرجة الأولى حماية من الجهة السياسية الحامية أو من جهاتٍ غيرها، سياسية أيضاً، وأن الرعاية هي بالدرجة الأولى حماية من القانون ورعايةٌ في وجهه.

وبين منطويات هذا التشكيل أن القول بتبعية الطبقة السياسية لأصحاب الرساميل في لبنان قولٌ فيه نظرٌ كثير. ففضلاً عن كون أركان من هذه الطبقة ضالعين في مواقع ذات فاعلية من شبكة الملكية والاستثمار فإن للزعامة السياسية وللتشكيــــلات الحزبيـــة الرئيســـة من القـــوّة الاجتماعية ما يكفي لتستتبع من في دائرتها من أصحاب الرساميل. وهو ما يعني أن التمييز بين التابع والمتبوع ههنا مسألة أعقد من أن تعالَج باستدعاء الترسيمة المعتادة…

ختاماً يتّسم نمط الإنتاج السياسي هذا بِسِمَتَين أخريين: أولاهما أنه يُدخل التنافس السياسي بين الجماعات أو بين فروع الجماعة الواحدة في منطق توزيعه لوسائل الإنتاج العائدة إليه. وهو ما يجعله معيداً لإنتاج المواجهة بين هذه الجماعات، مزكّياً لتماسكها النسبي، ومانعاً لإنتاج مصالح مفارقة لها أو حادّاً من نطاق هذا الإنتاج. السمة الثانية أنه، إذ يتّخذ هذا التنافس أساساً، يستدرج تبعية الجماعات لدولٍ أو أشباه دول غير لبنانية يعرض عليها شراء الولاء والخدمة السياسيين لقاء الدعم. ويفترض الحصول على الدعم وجود مشترٍ للولاء يجانس، بمعنىً من معانٍ عدّة محتملة، صورة الجماعة عن نفسها أو يحتمل توصّله إلى هذه المجانسة. يجانسها في الهويّة المفترضة، في الأهداف المرحلية إلخ، بحيث لا ينتهي الولاء له إلى فَرْط عقدها…

على أن أهمّ ما تضمنه التبعية إنّما هو زيادة الوزن النسبي للجماعة فضلاً عن إشعارها بالانخراط في تيّار قضية شاسعة الأبعاد. وهذه زيادة قد تبقى محدودة وقد تبلغ حدوداً قصيّة، غير متناسبة والإمكانات الذاتية للجماعة. والحال أنه كلّما ازداد النصيب الخارجي من وزن الجماعة رجحاناً ازدادت التبعية عمقاً وأصبح الخروج من أسرها (أو مجرّد الرغبة فيه) أمراً مستبعداً.

على أن حديث التبعية هذا، وإن يكن متّحداً كلّ الاتّحاد بحديث «نمط الإنتاج السياسي»، يقتضي وقفةً مطوّلة على حدة. ثم إن كلامنا هنا على «نمط الإنتاج السياسي» في لبنان لا يجاوز اقتراح مفتاحٍ جديد لفهم الاجتماع اللبناني، بما ينطوي عليه من سياسة ومن اقتصاد. ولكنّه (أي الكلام) يبقى بعيداً عن استيفاء البحث في فاعلية هذا المفتاح وصلاحيّته.

٭ كاتب لبناني

 

نخرج من الإسلام السياسي!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/21 أيار/16

 أعلن راشد الغنوشي٬ زعيم حزب النهضة التونسي٬ الإخوان المسلمين٬ في حوار مع صحيفة «لوموند» الفرنسية عن تحول في مسار حزبه الإخواني قائلا:

«نخرج من الإسلام السياسي لندخل في الديمقراطية الُمْسلمة. نحن مسلمون ديمقراطيون٬ ولا نعّرف أنفسنا بأننا الإسلام السياسي».

وأضاف الغنوشي مؤكدا أن النهضة٬» حزب سياسي٬ ديمقراطي٬ ومدني له مرجعية قيم حضارية مسلمة وحداثية.. ونحن نتجه نحو حزب يختص فقط في الأنشطة السياسية». وقال الغنوشي موضحا: «نريد أن يكون النشاط الديني مستقلا تماما عن النشاط السياسي. فهذا أمر جيد للسياسيين لأنهم لن يكونوا مستقبلا متهمين بتوظيف الدين لغايات سياسية. وهو جيد أيضا للدين حتى لا يكون رهين السياسة وموظفا من قبل السياسيين»! حسنا هذا رأي الغنوشي الآن٬ وموقفه٬ لكن هل هذا يعني اعتذار عن عقود من التحريض٬ والتأليب٬ لـ«الإخوان» بمنطقتنا تحت غطاء ديني من أجل الوصول لأهداف سياسية صرفة يعترف بها الغنوشي الآن علنا وهو يقول: «هذا أمر جيد للسياسيين لأنهم لن يكونوا مستقبلا متهمين بتوظيف الدين لغايات سياسية. وهو جيد أيضا للدين حتى لا يكون رهين السياسة وموظفا من قبل السياسيين»؟

أم أن الغنوشي بات مقتنعا بأن لا أمل للإسلام السياسي عربيا٬ ودوليا٬ وهذه هي بداية النهاية الفعلية للإسلام السياسي٬ خصوصا أن مصدرا دبلوماسيا أوروبيا يقول لوكالة الصحافة الفرنسية إن «لدى الغنوشي شبه هاجس بإقناع الشركاء الغربيين بأن (النهضة) ليست الإخوان المسلمين»؟ نقول لا أمل للإسلام السياسي لأنه٬ وتحديدا بعد الربيع العربي٬ بات هناك رفض واضح بمنطقتنا لتيارات الإسلام السياسي٬ وفي المجتمعات الخليجية تحديدا٬ فقد تيار الإسلام السياسي مصداقيته٬ ولم يعد كما كان سابقا. ودوليا نحن الآن على مشارف نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما٬ الذي اعتقد أن الإسلام السياسي سيأخذ المنطقة إلى الديمقراطية٬ والإصلاح السياسي٬ واعتقد أن الأحزاب الإسلامية٬ وتحديدا الإخوان المسلمين٬ ستكون على غرار رجب طيب إردوغان «الاقتصادي»٬ بينما نرى اليوم الذي يفعله إردوغان من حيث التغول للحصول على مزيد من السلطات٬ وكعادة كل أحزاب الإسلام السياسي التي اقتنع بها بدءا جورج بوش الابن٬ وهو الذي دفعة لانتخابات غزة٬ وكلنا يعرف ما الذي فعلته حماس الانقلابية هناك٬ إلى أن جاء أوباما وفجر الفكرة٬ محاولا مد اليد لـ«الإخوان المسلمين» في كل مكان بمنطقتنا.

وعليه فهل يشكل إعلان الغنوشي عن أن النهضة الإخونجية لن تعّرف نفسها كـ«إسلام سياسي» إلى فتح باب نقاش جاد بمنطقتنا لمناقشة ضرر الإسلام السياسي٬ والسعي لتصحيح المفاهيم البالية التي رسخت بعقول الأجيال نتاج حملات التيار الإسلامي٬ وخصوصا الإخوان المسلمين٬ الذين قادوا طوال عقود حملات تأليب بمنطقتنا٬ من مصر إلى السعودية٬ وحتى المغرب٬ وتونس والجزائر٬ وزفوا الشباب إلى المهالك بعد أن حولوهم إلى متطرفين أشرار؟ نتمنى ذلك.

 

صك براءة من نصرالله لاسرائيل... مقدمة لعمليات ارهابية ضد السعودية؟

خالد موسى/موقع 14 آذار/22 أيار/16

بعدما كانت كل خطاباته السابقة لا تنفك عن ذكر إسرائيل كعدوة وحيدة لـ"حزب الله"، ولا تحمل في طياتها سوى التهديد والوعيد لها، وبعدما كان يتهم بعد كل تصفية لقادته من عماد مغنية الى سمير القنطار وآخرين قضوا اغتيالاً وتصفية بين سوريا ولبنان، بات العدو الإسرائيلي يأخذ صك براءة من الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي خرج في خطابه الأخير أمس الأول في ذكرى أسبوع على اغتيال القيادي في الحزب وأحد أبرز المتهمين الاساسيين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري مصطفى بدرالدين، مبرءاً إسرائيل ومتهماً الجماعات المسلحة وفصائل المعارضة السورية أو ما يسميهم بـ "التكفريين" ومن خلفهم كالمملكة العربية السعودية وتركيا بحجة دعمهما هذه الفصائل وبالتالي الوقوف وراء اغتيال بدرالدين. في الواقع، نجحت إسرائيل من خلال كلام نصرالله هذا، بعد سعي تاريخي في حرف بوصلة العداء في المنطقة لتصبح بعد النكبة السورية بين العرب والعرب، بعدما كانت منذ النكبة الفلسطينية بينهم وبين كيانها المحتل. صك البراءة الذي قدمه نصرالله لإسرائيل، لطالما كانت تنتظره من زمن بعيد، وهو يأتي انسجاماً ربما مع زمن تحالف الممانعين الجدد مع تل أبيب تحت لواء التنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا. وفي المحصلة، نصرالله وإسرائيل يؤكدان أنها لم تقتل بدر الدين، والمعارضة السورية تنفي قصف موقعه بالمدفعية حتى أنه لم يخرج أي فصيل ويتبنى العملية ويتباهى باغتيال قيادي مهم على صعيد المعارك في سوريا كبدر الدين. فهل سأل نصرالله نفسه قبل الخروج بهذا الخطاب، من هي الجهة التي قامت بتصفيته لحسابات متصلة بتصفية الحسابات الروسية – الإيرانية في المنطقة؟ فإن كان يعلم نصرالله بالجهة الحقيقية وقام بهذه المسرحية لإقناع جمهوره الذي بات منصاعاً ومخدراً لإستقبال أوامره وتصديق مسرحياته الهزلية فتلك مصيبة، وإن لم يكن يعلم فالمصيبة أكبر.

غير جاهز لمواجهة إسرائيل

في هذا السياق، اعتبر عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، في حديث لموقع "14 آذار" أن "من ناحية الشكل، لم يخرج نصرالله في خطابه الأخير أمس الأول عن خطه المعهود، ولم يأتي بشيء جديد وغير منتظر، فهو استند الى نظرية ان الدم سيجر مزيدا من الدم وأن هناك قيادات عديدة من الحزب سيذهبون الى سوريا وهناك المزيد من الشباب الشيعي اللبناني الذي سيضحى به كرمى لعيون نظام الأسد والإيرانيين"، مشيراً الى أن "استبعاد نصرالله لفرضية اتهام إسرائيل بقتل بدرالدين والتي كانت لازمة في خطاباته السابقة من خلال التهديد والوعيد، هو أنه لا يريد وغير جاهز للدخول في مواجهة مع إسرائيل، والتهديدات التي ساقه لإسرائيل ضمن خطابه هو تهديدات عادية وإعتيادية وليست جديدة".

عمليات إرهابية ضد المملكة

ولفت الى أن "بدرالدين هو مسؤول عسكري مهم في حزب الله، وهو كادر أساسي وقائد للعمليات العسكرية للحزب في سوريا، ناهيك عن العمليات الإرهابية التي قام بها ومن بينها بحسب المحكمة الدولة قيامه باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو لم يأخذ هذا القرار من قرارة نفسه بل هو أداة كما نصرالله أداة وينفذون تعليمات ولاية الفقيه"، مشيراً الى أن "اتهام المملكة العربية السعودية باغتيال بدرالدين مقدمة لتسويل عمليات إرهابية ضد المملكة العربية السعودية".

تصفيات يجريها محور الممانعة

وأوضح علوش أنه "عندما يقوم أي فصيل سوري مسلح بتنفيذ عمليات قصف أو تفجير ضد أي شخصية سواء أكانت عسكرية أم وزارية أم حكومية، يخرج سريعاً ويتبنى هذه العملية ويتفاخر بها، فإذ كانت الجماعات المسلحة اغتالت بدرالدين عبر قصف مقر تواجده قرب مطار دمشق بالقذائف واغتالت بدرالدين، فلماذا لم تخرج حتى الساعة وتتبنى هذا الإغتيال؟"، معتبراً أن "هذا الامر يقودنا الى الشك بمسألة تصفيات يجريها محور الممانعة بين بعضه، وحتى لو عرف نصرالله الجهة التي اغتالت وصفت بدرالدين من حلفائه فإنه سيعض على الجرح وسيصمت كي لا يدخل بمواجهة مع أحد من حلفائه ضمن محور الممانعة".

نصرالله وصك براءة إسرائيل

من جهته، اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" رئيس حركة "التغيير" إيلي محفوض، في حديث لموقعنا، أن "الملف في خطاب نصرالله ليس إعطاء إسرائيل فحسب صك براءة فيما يخص اغتيال بدرالدين، بل في إستباقه للتحقيقات، فهو دائماً كان يقول أننا بانتظار تحقيقات القضاء، فلماذ اليوم إستبق هذه التحقيقات وأعطى صك براءة للإسرائيليين"، مشيراً الى أن "اتهام المملكة العربية السعودية باغتيال بدرالدين وتهجم نصرالله الدائم على المملكة، سيؤدي حتماً الى مزيد من الإجراءات الخليجية ضد لبنان، فنصرالله لم يتعض من الإجراءات الخليجية القديمة التي أثرت بشكل كبير على لبنان واللبنانيين قبل أن تؤثر على حزب الله".

مسرحية هزلية

واكد أنه "على الدولة اللبنانية أن تحزم مع هذا الحزب إزاء ما يقوم به من أعمال تضر بلبنان واللبنانيين، خصوصاً أنه يصادر قرار السلم والحرب والتفاوض، وأنه تفاوض مع إسرائيل في السباق لإخراج أسراه ومعتقليه وقتلاه واليوم يتفاوض مع الإرهابيين من تحت الطاولة لتسليمه جرحاه وقتلاه وأسراه لدى هذه المجموعات"، مشيراً الى أن "هذه المسرحية التي قام بها نصرالله لن تنطلي على أحد وهي هزلية شكلاً ومضموناً، ومقتل بدرلاالدين يأتي ضمن التعقيدات الروسية – الايرانية التي تحصل على الساحة السورية وتصفية حسابات، والاسد يوماً بعد يوم يقدم دفوعات على حساب الشك الذي قدمه له الروس والغربيون من مساعدات وما رأيناه يثبت أن الحزب أكثر مؤسسة مخترقة من إسرائيل ومن الجماعات المسلحة بعكس ما كان يتباهى أن تنظيمه العسكري حديدي وصلب وصعب إختراقه، وكان بالأجدى على نصرالله قبل الهروب الى الأمام، أن يعود الى لبنان وأن يكتفي بتقديم المزيد من شباب لبنان الشيعي على مذبح الروس والإيرانيين وبشار الأسد".

       

أوباما يلغي الاعتدال السني والشيعي

خيرالله خيرالله/العرب/22 أيار/16

لم يعد سرّا أن إدارة باراك أوباما تلعب دورا أساسيا في زعزعة الاستقرار في المنطقة كلّها، من الخليج العربي إلى شمال أفريقيا، حيث تسيء إلى واحة الاستقرار الوحيدة التي اسمها المملكة المغربية. كان موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الصحراء المغربية خير دليل ذلك. وجاءت مواقف وزارة الخارجية الأميركية من حقوق الإنسان في المغرب، وهي مواقف لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالواقع، لتؤكد هذا التوجّه. في منطقة الخليج، كان موقف مجلس الشيوخ الأميركي الذي أجمع على السماح بملاحقة المملكة العربية السعودية في قضايا مرتبطة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أكثر من مستغرب، خصوصا إذا عدنا إلى تاريخ العلاقة بين أسامة بن لادن والـ”سي. آي. إيه” في مرحلة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. إذا كان من ملاحقة في قضية الحادي عشر من سبتمبر، فإن هذه الملاحقة يجب أن تركز على الأجهزة الأميركية التي صنعت أسامة بن لادن وبالتالي “القاعدة”، في حين أن السعودية، التي تتحمّل بعض المسؤولية في مرحلة معيّنة نسّقت فيها مع الولايات المتحدة، كانت أوّل من كشف خطورة الرجل وسارعت إلى الابتعاد عنه قبل سنوات عدّة من “غزوتي نيويورك وواشنطن”. صحيح أن موقف مجلس الشيوخ ليس كافيا ليصبح الموقف الأميركي من السعودية نهائيا، لكن الصحيح أيضا أن التحرّك على صعيد الكونغرس، ليس بعيدا عن موقف الإدارة الحالية التي تعمل على “إعادة تشكيل المنطقة”. يتظاهر باراك أوباما بالوقوف في وجه ما يسعى إليه الكونغرس، لكن الحقيقة شيء آخر. لديه حساسية ليس بعدها حساسية تجاه كلّ ما هو عربي وسنّي في المنطقة.

المهلة قاربت على الانتهاء والخطة لم تنفذ كما هو مطلوب

لا تعكس مواقف بان كي مون من قضايا المنطقة سوى رغبات الإدارة الأميركية وطموحاتها. لا يتفوّه الرجل بكلمة من دون موافقة واشنطن. المهمّ الآن تمرير الأشهر الباقية من ولاية أوباما بأقلّ مقدار من الخسائر العربية، خصوصا أنّ في أساس تفكيره التقارب مع إيران والتطبيع معها من جهة وتفتيت كلّ دولة عربية من الدول العربية من جهة أخرى. في الخطاب، الذي ألقاه في القاهرة في بداية عهده في العام 2009، سعى الرئيس الأميركي المنتخب حديثا إلى إعادة تحديد للعلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين. ادّعى في ملاحظات له تلت خطابه أنّ “أساس المشكلة، في ما يتعلّق بهذا الوضع، مرتبط بأن الولايات المتحدة وبلدان الشرق الأوسط غير قادرة على التواصل بشكل فعّال”. بعد سبع سنوات على الخطاب، يبدو المستفيد الوحيد من هذه الخلاصة النظام الدكتاتوري المستبد الذي أقامه آيات الله في طهران. كان هؤلاء موضع تركيز في استراتيجية قائمة على الإيمان القوي للرئيس بنفسه وبقدرته على التعاطي مع الآخرين وفتح حوار معهم.

ولكن من أجل أن تتقدّم هذه الاستراتيجية وأن تثبت أنّها الخط الوحيد الصحيح، كان لا بدّ من تجاهل السنّة والشيعة الذين يعارضون إيران، وحتّى التعرض لهم.

في مطلع هذه السنة، زار برلماني لبناني من الخط الوسطي واشنطن. أبلغه أكثر من مسؤول أميركي أنّه في حين يواجه حلفاء أميركا في المنطقة مشاكل مع “ذوي اللحى القصيرة”، أي مع “حزب الله” وإيران، فإنّ المشكلة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، في عهد أوباما، تعود إلى “ذوي اللحى الطويلة”، أي “داعش”. طُلب من النائب اللبناني التكيّف مع هذه الحقيقة الجديدة المتمثّلة في أن السياسة الأميركية باتت تقوم على التعاطي مع إيران والابتعاد عن السنّة. باعتماده هذا التغيير الاستراتيجي، تحوّل الرئيس الأميركي إلى أشبه بمن يحمل فزاعة، هي رجل من قشّ، ويسعى في الوقت ذاته إلى افتعال أزمة مزيّفة لا أكثر.

عمليا، استأصل أوباما الوسطية السياسية. فرض الصمت على الشرق الأوسط. ليس مطلوبا من جمهوره سماع صوت الأكثرية الشيعية التي ترفض التطرف الإسلامي أو هذا العدد الكبير من الإيرانيين المعارضين للنظام. بالنسبة إليه لا وجود للاعبين معترف بهم سوى آيات الله وامتدادهم المسمّى “حزب الله”. ليست “الحركة الخضراء”، وهي الثورة الشعبية في إيران في العام 2009، سوى ذكرى مزعجة. كذلك، أن السنّة في الخليج هم بالنسبة إليه “داعش”. لا مجال للتمييز بين هذا التنظيم الإرهابي والمملكة العربية السعودية مثلا!

هناك بديل شيعي معتدل لآيات الله و”حزب الله” في إيران ولبنان. في العراق، هناك أيضا رفض للهيمنة الإيرانية. أكثر من ذلك، أن الحكام في الخليج، بما في ذلك السعودية، يشكلون حاجزا في وجه “داعش” وفي وجه قوى التخلف داخل مجتمعاتهم. كان الاعتراف بذلك بمثابة نهاية للأزمة المزيفة التي اختلقها أوباما. يفرض الاعتراف بذلك سبب في غاية البساطة يتمثّل في أنّ “حزب الله” والنظام القائم في إيران ليسا تلك القوة التي تريد الخير للمنطقة أو أنّهما أكثر اعتدالا من السعودية ودولة الإمارات على سبيل المثال. في الواقع، اندفع الدبلوماسيون الأميركيون منذ اليوم الأوّل لعهد أوباما نحو التفاوض مع إيران. ففي شهادة له في العام 2010 أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، اعترف وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية بأن المفاوضات مع إيران بدأت باكرا. أشار إلى “أنّ الرئيس أوباما باشر قبل سنتين تقريبا في بذل جهد لا سابق له من أجل التعاطي مع إيران”. إنّه جهد لا سابق له بالفعل، نظرا إلى أنّه لم يسبق لرئيس أميركي أن قدّم كلّ هذه التضحيات من أجل استرضاء دولة عدوّة. جاء التحدي الأول لسياسة إدارة أوباما في مطلع الولاية الأولى. كان ذلك مع “الحركة الخضراء” التي كانت تعبيرا عن احتجاج الشعب الإيراني على تزوير الانتخابات التي أعادت محمود أحمدي نجاد إلى موقع الرئاسة. أوقفت الإدارة كلّ الدعم الذي كانت تقدّمه عبر وزارة الخارجية للصحافة الحرّة وذوي التوجه الليبرالي في إيران. فسّر سكوت كاربنتر الموظف في وزارة الخارجية الأميركية ذلك بقوله “هناك وجهة نظر في الدوائر العليا لإدارة أوباما تقول إن برنامج دعم الديمقراطية في إيران مجرّد ورقة يمكن المقايضة بها مع النظام الإيراني”.

بعد عام، تخلّت إدارة أوباما عن العراق لإيران. ضحت بكل ما تحقق من مكاسب في العراق بفضل “الصحوات”، التي كان وراءها الجنرال بتريوس، والدماء التي بذلت والأموال التي صرفت. رضخت إدارة أوباما للخيار الإيراني القاضي بالإتيان بنوري المالكي رئيسا للوزراء مجدّدا، علما أن لائحة إياد علاوي حصلت على عدد أكبر من المقاعد من تلك التي حصلت عليها لائحة المالكي. قضت حكومة المالكي على كل أمل في العراق وقمعت السنّة وهيأت الظروف المواتية لظهور “داعش” كقوة في العراق وما يتجاوز العراق.

ما حصل في سوريا بعد ذلك، كان أكثر فظاعة. رفض أوباما أيّ استخدام للقوّة مع النظام السوري في حين تحرّك ضد معمّر القذافي. تساهل مع النظام السوري على الرغم من قتله للآلاف من أبناء شعبه وتشريده الملايين.

جاء باراك أوباما إلى البيت الأبيض وهو يبشّر بالقيم ذات الطابع التغييري التي يخلقها الحوار والتعاطي مع الآخر، خصوصا مع إيران. بعد سبع سنوات في السلطة، قدّم هذا النوع من التعاطي بطريقة فظّة على كل ما عداه. وقّع اتفاقا في شأن الملف النووي مع إيران، لكن صلب الاتفاق يبقى موضع تساؤل، في أفضل الأحوال، خصوصا أنه يضع آيات الله في وضع المسيطر على الأمور. صارت مسؤولية إظهار حسن النيّة تقع على الولايات المتحدة التي عليها البدء باكرا في تخفيف العقوبات على إيران التي لا يترتب عليها، في المقابل، الامتناع عن خرق القانون الدولي.

بات أيّ انتقاد، مهما كان ناعما، يصدر عن واشنطن يجلب تهديدات إيرانية بالتخلّي عن الاتفاق بكامله. في الجانب الآخر من المعادلة الحسابية، وضعت أميركا جانبا كلّ قوى الاعتدال أو ألغتها. لا تخرج الحملة على السعودية والمغرب، إن في واشنطن أو في الأمم المتحدة، عن هذا الإطار وهذا السياق.

يتّمت أميركاـ أوباما “الحركة الخضراء” في إيران وأصبح العراق ساحة يسرح فيها ويمرح “فيلق القدس. أما سوريا فقد دمّرت وتركت المعارضة المعتدلة تحت رحمة ضربات إيران و”حزب الله” وروسيا. في المقابل، برز “داعش” كقوة إقليمية ووجه للتطرّف السنّي.

هناك حرب مذهبية في المنطقة تخلّت فيها الولايات المتّحدة عن حلفائها التقليديين الذين حلّت لعناتها عليهم. ردّ هؤلاء بمزيد من الشكوك في دوافع السياسة الأميركية. كلّ ما في الأمر أنّ الهاجس الأميركي المتمثل بالحوار مع إيران والتعاطي معها، جعل الأخيرة تمتلك مزيدا من النفوذ والقوّة وأدّى إلى مزيد من التطرّف الذي يذهب ضحيته المعتدلون ومجموعة الأقلّيات في الشرق الأوسط. هل باتت هذه سياسة أميركية ثابتة، أم أن أمورا كثيرة ستتغيّر مع نهاية ولاية باراك أوباما؟